العرب والتشغيل ى المنتدى للتنميةالثانى / 16 – 15 ، الدوحة ) تشرين نوفمبر

2008 )

العربية المنطقة خارج العرب المهاجرين معاناةمن مقدمة عمل ورقة

العربية العمل منظمة

إعــــــــــدادمرسي العزيز عبد د. مصطفى

الهجرة لدراسات المصري االستشاري المركز مدير

هو كما – تشكل العربية الدول أكثر في البطالة ظاهرة أصبحت وأصبح كبير، شأن ذات تنموية ومعضلة اجتماعية مشكلة – معروف

الدول تواجهها التي التحديات أهم احد يمثل جديدة عمل فرص خلق العربية، التنمية سياسات تعثر نتائج إحدى هي العربية. والبطالة

تعالج لم ما لحظة، أي في تنفجر قد موقوتة قنبلة بمثابة وأصبحتجذري. بشكل

يحتل والعمل موقعا مورد يؤمن ال فهو اإلنسان، حياة في مركزيا يشكل بل فحسب، رزقه وتحقيق المجتمع، في اإلندماج مصدر أيضا

يشكل الذاتية. فالعمل الغايات عنصرا االستقرار في أساسياالنظم. أمن وبالتالي والسياسي االجتماعي

مجلس دول فيها بما العربية الدول كافة منها تعاني والبطالة المنطقة عرفت متفاوتة. وقد بدرجات وإن الخليجي، التعاون أكثرها لكن الهجرة أنواع كل العربية اتساعا الهجرة هى وتأثيرا

العراق كان فقد القسرية، يستقبل الثمانيات منتصف فى مثال ماليين اربعة قرابة نزح2003 حرب وبعد عربى وافد مليونى

سكانية تحركات الواقع في شهدت قد المنطقة عراقى. فكأن )مواطنون وحده العراق من نسمة ماليين ثمانية حجمها بلغ قسرية

،2006 سنة لبنان على الحرب نتائج عن ووافدون(. ناهيكالصومال. وتمزق دارفور، وأزمة الفلسطينيون، والالجئون

المجموعة الدول، من أنواع ثالثة عامة بصفة هناك وديموغرافيا منها، يزيد من وتكافئ البشرية ثرواتها مضاعفة وراء تلهث األولى

الزيادة من للحد الصارمة القوانين تسن الثانية والمجموعة قيمة عرفت التي فهي واألخيرة الثالثة المجموعة أما السكانية،

استثمارها وحسن مستواها رفع على وتعمل وعملت البشرية ثروتها المتطلبات مع لتتوائم مستمرين، وتدريب تعليم حالة في وإبقاءها بعد يتحقق لم وضع وهو العمل، أسواق في والمستحدثة المتغيرة

العربية. مجتمعاتنا في

1

عن الحديث هي العربي عالمنا في السائدة الديموغرافية فاللغة منها، التخلص على العمل ينبغي ككارثة الفائضة البشرية الثروة

التنمية عائد كل يلتهم الذي نسلها بزيادة شعوبنا نعاير وأصبحنا ونرفع النسل، تحديد على للعمل الميزانيات ونرصد ويتجاوزه، موجود"، علينا حقه أن نتأكد مولود نجيب ما "قبل مثل شعاراتشعارات. من ذلك غير خلفك"... إلى وانظر حولك "وانظر

وتحويلها البشرية الطاقات من االستفادة على نركز لم ولكننا على وانشغلنا، تأهيلها، بحسن القتصادنا تضيف منتجة طاقات إلى الفقر بإدارة النحو، هذا البشرية. ثروتنا إدارة على التركيز من بدال

جهدنا بذلنا ما إذا له، مرد "قدرا" ال مزمنة" وال "حالة يعد لم فالفقر ومنتجة فاعلة أيد إلى والمستهلكة المعطلة العاملة األيدي لتحويل للتنمية، متكاملة قومية خطة عبر القومي، والدخل لإلنتاج تضيف مخرجات على لنحصل التعليمية أنظمتنا في النظر إعادة تتضمن

أفضل مستقبل صنع إمكانية تؤكد اآلسيوية النجاح أفضل. وقصص الراغبين عدد تزايد التنمية خطط أغلب نجاح لعدم لبالدنا. ونتيجة

داخلها. أوالى العربية المنطقة خارج إلى سواء الهجرة في التالية:- الموضوعات الورقة هذه وستتناول

العربية. الهجرة تجاه األوروبية السياساتأوال: العربية: آمال المنطقة إلى العربية الهجرةثانيا:

مدمرة. ومخاوف معقودة الهجرة على وتداعياتها العالمية المالية األزمةثالثا:

العربية.

2

العربية: الهجرة تجاه األوروبية السياسات أوال: 6 بنحو األوروبي االتحاد دول في العرب المهاجرين عدد يقدر

15 أوروبا في عددهم فيتجاوز العربية األصول ذوو أما عربي، ماليين.(1)عربي مليون يستخدمون األوروبيين إن العالقة عن الحديث عند لطيفة صيغا

إرساء إلى الحاجة "تؤكد التي كتلك المتوسط البحر ضفتي بين باعتبارهما المتوسط البحر ودول أوروبا بين التعاون من مسار كال ومالية اقتصادية شراكة "إقامة عن يتحدثون أو يتجزأ"، ال مكمال

تحجب المقنعة الصيغ هذه أن مشترك"..إلخ. بيد إزدهار ومنطقة العرب لهجرة حد وضع سبل على التعرف في أوروبية رغبة ورائها الهجرة على قيودا االتحاد هذا وضع األوروبي. وقد االتحاد لدول

بعدها، وضاعفها ،2001 سبتمبر11 أحداث قبل حتى العربيةالقيود. هذه من استثنت التي العربية الكفاءات باستثناء

واالتحاد العربية دولنا من عدد مع المشاركة اتفاقيات أن ويالحظ النظامية غير الهجرة موضوع التفصيل من بشئ تناولت األوروبي

المشروعة الهجرة فرص لتعزيز االهتمام من القدر نفس توجه ولم ظاهرة تنامي يكن المشروعة. ولم غير للهجرة البديل تمثل التي

األوروبية السياسة نتاج إال منها جانب في المشروعة غير الهجرة االجتماعية األبعاد وقلصت األمنية، األبعاد غلبت التي الجانب األحادية

العالقة. هذه في أحداث بعد األوروبية المجتمعات تفكير نمط في تحول حدث فقد

في الضواحي وانتفاضات ولندن، مدريد وتفجيرات سبتمبر،11 مسلم، أو عربي هو ما كل إلى األوروبيين نظرة من غيرت باريس،

بتوليد متهمة األوروبيين غالبية نظر في العربية الدول وأصبحت المنادية المتطرفة اليمينية التيارات نشاط وتزايد اإلرهاب، فيروس

بطالة من االجتماعية المآسي مسؤولية وتحميلهم المهاجرين بطرد والهجرة، اإلرهاب قضايا بين خلط هناك وجرائم. وأصبح وانحراف

3

تعديالت إجراء إلى أدى مما اإلنسان، وحقوق األمنية االعتبارات وبين العربية الهجرة الهجرة. وكانت من للحد وتشريعية مؤسسية

تسييس – النحو هذا على – وجرى المقصودة، هي واإلسالمية إلى الليبرالية من األوروبية الهجرة سياسات وتحولت الهجرة،

االنتقائية. سيطر أن بعد هزيال، األورومتوسطي التعاون حصاد جاء ولهذا

التعاون سقف بذلك وتقلص الهجرة، سياسات على األمن هاجس التعاون سقف إلى برشلونة، عملية عليه تلح كانت الذي االقتصادي

يستوجب األمني. مما في العربية الهجرة إدماج على العمل مستقبال المهاجرين وحماية األوروبي، االتحاد مع المتبادلة المصالح سلة

وحقوقهم األوروبية. للقوانين طبقا الدول مع الثنائية المفاوضات األوروبي الجانب استغل وقد غير التوطين" للمهاجرين "إعادة ورقة فرض في فرادى العربية

بعض لكسب ضغط كورقة واستخدامها ،(Readmission) النظامييناالقتصادية. االمتيازات

سبقه مما أفضل سيكون المتوسط أجل من االتحاد أن نعتقد وال غير الهجرة موضوع على جديد من سيركز أنه فاألرجح مراحل، من

"نيقوال الفرنسي الرئيس أن ذلك مؤشرات أولى القانونية. ولعل تبنى الداخلية، وزير منصب قبل من يشغل كان الذي ساركوزي"،

خطا األجنحة أصوات أكسبه الذي األمر الهجرة، تجاه متشددا جعل ولهذا ،2007 عام الفرنسية الرئاسة انتخابات في اليمينية

بؤرة في الهجرة موضوع األوروبي، لالتحاد الدورية رئاسته خالل األوروبية الهجرة اتفاقية وكانت ،(Centrepiece) األساسية االهتمام ( ببروكسل،16/10/2008) في األوروبية القمة تبنتها التي الجديدة

تمثل االتفاقية الفرنسي. وهذه الرئيس فكرة في التشدد من مزيدا األوروبيون القادة وتعهد الهجرة، تجاه األوروبية القارة سياسات

على السيطرة إجراءات وتعزيز الشرعيين غير المهاجرين بطرد من المهاجرين من مزيد جذب على للعمل االتجاه مع الحدود،

4

أبحاث مركز كوليت" من "إليزابيث علقت الماهرة. وقد العمالة تمثل بقولها: »أنها المعادلة هذه على ببروكسل، األوروبية السياسة

من الهجرة سياسة إلى الهجرة. تنظر تجاه محافظة أشد سياسة)الماضي« في كان مما صراحة أكثر ذلك وتجعل أوال، التحكم منظور

2) . االتحاد دول إلى الهجرة تكون أن منها الرئيسي والهدف

قيود فرض المهارة. مع عالية العمالة على تركز انتقائية، األوروبي أكثر إلى إعادتهم في والتوسع الشرعية، غير الهجرة لمواجهة تشددا

عام أسبانيا في حدث ما نحو على أوضاعهم، تقنين وعدم بلدانهم، من المزيد جذب على تشجع السياسة هذه أن أساس على ،2005

االتحاد في السائد الشعار وأصبح القانونيين، غير المهاجرين منهم يجعل الجيران، بين األسوار "إقامة هو األوروبي )طيبين" جيرانا

Good neighbours make fences)، الواليات به قامت ما نسق على المكسيك. وبين بينها للهجرة مانع لجدار تشيد من المتحدة

وغيرها األوروبي االتحاد إلى القانونية غير الهجرة ظاهرة وترجع وضعف العمل، فرص ومحدودية الفقر تزايد إلى منها كبير جانب في

التكامل توفير في الدول إمكانيات وتراجع المنتج، االستثمار من المتخرج الشباب لشرائح السيما واالقتصادي، االجتماعي الشعور إلى الشباب بهؤالء يدفع مما التدريب، ومعاهد الجامعات للبحث يضطرهم االمرالذى بلدانهم، في واليأس واإلقصاء بالتهميش

حياتهم. ذلك كلفهم ولو األوروبية، البلدان في عمل فرص عن المتطورة، الدول إلى العربية الكفاءات هجرة تزايد ويالحظ

نتيجة األمريكية، المتحدة والواليات األوروبي االتحاد دول السيما الكفاءات هذه وبحث للهجرة، االنتقائية السياسة الدول هذه إتباع ويقدرها بها يعترف مناخ عن تمثل الظاهرة ومعنويا. وهذه ماديا

العربية. للعقول نزيفا

5

ومنظمة العربية، الجامعة من كل عن صادرة إحصائيات وتشير الدولية المنظمات من وعدد اليونسكو، ومنظمة العربية، العمل

الكفاءات عدد ثلث أن العربية، العقول هجرة بظاهرة المهتمة %50 أن كما العربي، العالم إلى ينتمون النامية الدول من المهاجرة

العرب العلماء % من15و المهندسين، % من23و األطباء، من الذين العرب الطالب % من54 وأن وكندا، أمريكا إلى يهاجرون % من34 وأن األصلية، أوطانهم إلى يعودون ال الخارج في يدرسون بريطانيا في العاملين األطباء مجموع وأن عرب، أطباء هم مثال

في يستقرون العليا الشهادات ذوي من العرب المهاجرين % من75 قامت وبريطانيا. وقد وكندا المتحدة الواليات هي غنية بلدان ثالثة المهاجرين من كبيرة أعداد لجذب الهجرة قوانين بتطويع الدول هذه

والتكنولوجيا. العلوم في والمتميزين المتخصصين أهم أحد – النحو هذا على – العربية الكفاءات هجرة وتعتبر الذي الوقت العولمة. وفي زمن في بالهجرة المرتبطة التحديات

عددها وصل حيث العربية، المنطقة خارج عليها الطلب فيه يتزايد تتزايد عربية، الكفاءات من اآلالف مئات إلى التقديرات أقل في

العربية، الدول فى واإلقليمية الوطنية التنمية في توظيفها عراقيل في الحر والفكري العلمي البحث ممارسة على القيود فرض ويتزايد باالغتراب متزايد شعور عليه يترتب الذي األمر العربية، الدول أغلب

فرص وترقبها أوطانها، داخل العربية والفكرية العلمية للكفاءات الخارج. ويالحظ إلى الهجرة تتمكن لم العربية الدول أغلب أن أيضا

نقلها في المهاجرة، العربية الخبرات من االستفادة تعظيم من سيظل هنا فيه. ومن المأمول بالقدر األم، األوطان إلى معرفتها يتم لم ما مفرغة حلقة في يدور الهامة القضية هذه مع التعامل والعقول. للكفاءات والطاردة الحالية الداخلية الوطنية البيئة إصالح هذه من للحد فعالة عربية استراتيجية وضع يتطلب أصبح فاألمر

منها. التقليل األقل على أو الخطيرة الظاهرة

6

العربية: آمال المنطقة إلى العربية الهجرة ثانيا: مبررة: ومخاوف معقودة

البشرية مواردها بمحدودية الخليجي التعاون مجلس دول تتسم االستثمارية. وهي وطاقاتها المتاحة مواردها بحجم مقارنة الذاتية

واحد. فهي آن في القلة وضعف الندرة قوة ظاهرتي بين تجمع دول بقدر عاملة قوى توافر تتطلب لالستثمار إمكانات من تملكه بما

أنحاء كافة من عاملة قوى بجلب قيامها إلى ذلك وأدى معين، تشكل أصبحت التي اآلسيوية، المنطقة من خاصة وبصفة العالم،

% بعد28 العربية والعمالة الوافدة، العمالة % من70 قرابة حاليا الوافدة. العمالة إجمالي % من75 تشكل السبعينيات في كانت أن

ويقدر دول في عامل مليون12 بقرابة اآلسيوية العمالة عدد حاليا من العربية الدول منه تعاني وقت في الخليجي، التعاون مجلس

عن متعطل مليون17 عن يزيد بما عددها يقدر التي البطالة حالةالعمل. تحدد أو الخليجي التعاون مجلس دول تغلق لم الواقع وفي المنافسة باب فتحت أنها إال العربية الدول من إليها القادمة العمالة

السوق آللية يخضع بها العمل سوق وجعلت المستويات، جميع على مرحلة في الوافدة العاملة القوى جلب تأثر والطلب(. وقد )العرض

أسند الذي االقتصادي اإلنماء وعمليات التشغيل بسياسات تالية األعمال رجال شجع الذي األمر فيها، هام دور الخاص للقطاع منها، الرخيصة وبالذات العمالة، استقدام على االستقدام ومكاتب

الخاص فيها. فالقطاع األسد نصيب اآلسيوية العمالة شكلت التي اإلدمان من نوع هناك عداها. وأصبح ما على الربحية عامل يرجح ألسباب خاصة، بصفة منها واآلسيوية األجنبية العمالة استخدام على

معروفة. ومصالح واعتبارات دول في الوافدة العمالة حجم تزايد يثير أن الطبيعي من وكان بلغت فقد المبرر، والقلق التساؤالت من الكثير التعاون مجلس

بالنسبة للسكان العام اإلجمالي الى بالنسبة الوافد العمل مساهمة

7

وقطر %،74,3 واإلمارات %،40,7 والبحرين %،31.1 للسعودية %،31,3 وعمان %،79,4

التعاون مجلس دول بعض شعوب معها تحولت %،58,5 والكويت وقطر هي: اإلمارات خليجية دول ثالث في أوطانها داخل أقليات إلى

إذ الخاص القطاع بأوصال تمسك الوافدة العمالة أن والكويت. كما حالة في الشيء بعض تقل وقد فيه، العمل قوة % من95 تمثل

%(.60 من )أكثر البحرين دول في السكانية التركيبة في الخلل نطاق إتساع واستمرار

بينهم ومن الكثيرين مخاوف أثار النحو هذا على التعاون مجلس بعض تحذيرات ان ورغم, دبي، شرطة خلفان" قائد "ضاحي الفريق

"خلفان" أن إال سبقته، قد الخلل هذا من والمتخصصين المسئولين أننا كقوله: »أخشى ومثيرة الذعة عبارات تصريحاته فى استخدم

هجرة هو البالد تشهده ما إمارات.. وأن ونفقد عمارات نبني يعايش الذي وهو – العبارات هذه قائل أراد العواصف..«. وربما

الوافدة العمالة مشاكل المجتمع ودفع الخطر، ناقوس دق – يوميا اإلدراك دور أن شك القادمة. وال المخاطر حجم إلدراك اإلماراتي

يعد بوجودها والوعي االجتماعية المشكالت تحديد في شرطا ما اجتماعي وضع العتبار ضروريا وضعا يرى وخطرا. وقد إشكاليا التهويل بين فيها. وما مبالغ التصريحات هذه مثل أن البعض

طبيعة حول أساسيان رأيان يوجد الحقيقة؟ تقع أين والتهوينبإيجاز: سنعرضهما الوافدة العمالة مشكلة

الوافدة العمالة تدفق أن الرأي هذا أصحاب يرى األول: الرأي وإلى السكاني، الهرم في للمواطنين النسبي المركز تدهور إلى أدى

وخلق والمنتج، اليدوي العمل ضد والتحيز العمل أخالقيات تدهور تلونا إلى المنطقة هوية ممايعرض السكانية، التركيبة في شديدا

وقيمها لغتها ويهدد جذرية، سكانية لتغيرات عرضة ويجعلها الخطر هذا أصحاب ويصل لمجتمعاتنا، المميز الثقافي والطابع العربية الوافدة العمالة على الشديد »االعتماد أن القول حد إلى الرأي

8

يخلق خاصة بصفة منها واآلسيوية خطرا ووجود أمن يهدد حقيقيا بضرب نظرهم وجهة المنطقة«. ويعززون وأقطار وشعوب حكاموماليزيا. سنغافورة في حدث لما أمثلة

يمكن ال أنه الرأي هذا أصحاب : يرى المقابل الثاني الرأي العمالة دون من التعاون مجلس دول لمستقبل راهن وضع تصور

الراهن النمو معدالت تحقيق في األكبر الدور يعود فإليها الوافدة؛ الكبير العدد هذا وجود األساسية. وأن البنية مرافق إنجاز وفي فيها، في عدة، ألسباب وضرورية، بل إيجابية ظاهرة األجنبية العمالة من

أعمال ألداء رخيصة عمل قوة تشكل الوافدة العمالة أن مقدمتها المنازل(، في تعمل منها كبيرة )نسبة بها القيام المواطنون يرفض

من الصعبة االنتقال مرحلة في العربية الخليج دول مكنت أنها كما لالستخدام، وجاهزة متراكمة خارجية خبرات على الحصول من كانت مجتمعات في الحياة وجه تغيير في حيوي بدور وأسهمت

نطاق على النفط استغالل "تطورا" قبل العربي الوطن أجزاء أقل العاملة األيدي انتقاء حسن من يمنع ال ذلك أن واسع. وموضحين

ايدي تسرب دون والحيلولة فعلية احتياجات لمواجهة المطلوبة تشكل هامشية أجنبية عاملة ماليا عبئا ووضع المنطقة، على وأمنياللتوطين. تدريجية خطط

إلى الوافدة، العمالة لدور المحبذ االتجاه هذا أصحاب ويخلص وحدها الوافدة العمالة سلبيات على تركز التي الدراسات أن القول

في سافر بشكل اإلعالمي والثقافي السياسي السياق تغازل إنما ضمني وبشكل االحيان، من الكثير عدم النتيجة وتكون أخرى، أحيانا

متكامل بشكل الحقيقي المشكلة بجوهر اإللمام على القدرةالعمالة. هذه مشكلة في هامة إيجابية جوانب وإهمال وواقعي

العمالة استخدام في التوسع من القلق تزايد أن الواقع في ال الراهنة المرحلة في الخليجي التعاون مجلس دول في الوافدة

ولكن بعضها، عرضنا التي السلبية، لجوانبها فقط يعود التجاه أيضا الوافدين، العمال بقضايا اهتماماته نطاق لتوسيع الدولي المجتمع

9

العامة الجمعية أصدرتها التي كتلك دولية اتفاقيات في ترجم الذي حقوق لحماية الدولية االتفاقية وهي ،1991 عام المتحدة لألمم

التعاون( أو مجلس دول إليها تنضم )لم وأسرهم المهاجرين العمال والتي الدولية، العمل منظمة إطار في الصادرة االتفاقيات مجموعة أصبحت هذه بمثل الدولي. وااللتزام والقانون العرف من جزءا

يعتبر كان وإن إليها، االنضمام يتم لم التي تلك السيما االتفاقيات، أمرا طوعيا الحكومية غير المنظمات أن إال دولة، لكل متروكا

وحقوق المهاجرين العمال بحقوق المعنية األهلية والجمعيات انتقادتها توجه واتش" بدأت رايتس كـ"هيومان عامة بصفة اإلنسان

الخليجي التعاون مجلس دول لبعض السنوية الدورية تقاريرها في الشأن، هذا في للعمالة. المصدرة الدول وضغوط تدخالت عن فضال

دول لجأت السكانية، التركيبة في الخلل إلصالح محاوالت وفي المهن بعض توطين مقدمتها في إجراءات عدة إلى التعاون مجلس الوافدة، العمالة استخدام تكلفة ورفع مواطنيها، على بقصرها الخاص.. القطاع منشأت في الوطنية للعمالة مئوية نسب وفرض

كانت وإن النتائج، بعض تعطي بدأت وقواعد نظم من ذلك وغيرمحدودة.

يتطلبه فيما يتطلب وتحدياته، السكانية التركيبة خلل خطورة إن استراتيجيات ووضع الخلل هذا مستوى على واستجابات حلوال

االعتبارات من عدد تقديرها في تأخذ طويلة، وأخرى المدى قصيرةبينها: من دولة، أي حق من أن 1- السيادية صالحياتها ممارسة من إنطالقا

لألجانب بالنسبة أراضيها على واإلقامة الدخول قواعد تحديد األوروبية وتجنيسهم. فالدول عليها المقيمين على منها حرصا

حال بأي يقارن ال فيها الخلل أن رغم تركيبتها، على المحافظة إليها، الهجرة على قيود بفرض بدأت التعاون، مجلس بدول

المنتقاة" بـ"الهجرة يعرف ما على مقتصرة الهجرة وأصبحتاألوروبي. كاالتحاد

10

مجلس لدول الوافدين العمال من العظمى الغالبية أن 2- أن المفروض فمن مؤقتة، هجرة إطار في إليها قدموا التعاونعملهم. مدة انتهاء بعد األصلية، أوطانهم إلى آخرى مرة يعودوا

التركيبة في العربي المكون لزيادة الدعوة فإن هنا ومن 3- أن بل فيها، المبالغة ينبغي ال ولكن مبرراتها، تجد الخليجية السكانية

السكانية التركيبة خلل متدرج. فإصالح وبشكل حدود في ذلك يتم يكون أن يتمنى من هناك الوافدين، من أقلية نسبة إبقاء هدفه

المطاف نهاية في يصبحوا أن يريدون البالد أهل ولكن عربا، أكثرهم تحتاج العربية العاملة القوى أن حقهم. كما وهذا بالدهم، في أكثرية العمالة مستوى إلى لترتقي تأهيلها إلعادة ومكثفة جادة لجهود

المنافسة. النتائج تظهر لم العربية للعمالة الغلبة كانت عندما أنه نتذكر لعلنا 4-

تكن فلم حاليا، الخليجية المجتمعات منها تعاني التي الخطيرة تحجيم على وساعد الراهنة، أبعادها أخذت قد السكانية التركيبة

)العربي( والوافد المواطن بين السكاني التوازن خلل أن خطورتها كان خلال فقط. الجنسية في االختالف نتيجة جزئيا

-5 المجال إفساح فإن والطائفية القومية الشعارات عن وبعيدا استرداد أو الخليجي التعاون مجلس دول في العربية العمالة أمام

أداء مستوى يصبح أن وهما عاملين بتوافر إال يتم لن األولى مكانتها قاعدة تشكل التي اآلسيوية، العمالة مستوى على العربية العاملة )أعمال وظائفها في العمل قابلية لديها تكون وأن العمالى، الهرم

الشاقة... إلخ(. األعمال – الخدمة – النظافة التعاون مجلس دول في السكانية التركيبة في الخلل مشكلة أن 6-

هي بل فحسب، حكوماتها مشكلة تعد لم المجتمعات مسئولية أيضاشرائحها. بكل الخليجية

المفترض من كان وإذا العاملة األيدي بين تكامل يتم أن نظريا أن إال ضرورة، التكامل كان وإذا العربي، الوطن مستوى على

تتم أن الضروري من ليس بانه تقول، المجال هذا في الخبرة

11

للنتائح تقود المقدمات كل فليست فيها، المأمول بالدرجة االستجابة في العاملة القوى مجال في حالنا أن الواقع المنطقية. وفي

صلعته بين قارن شو" عندما "برنارد بقول تذكرنا العربية منطقتناالتوزيع". في وسوء اإلنتاج في "غزارة بأنها لحيته وكثافة نتائج تضمنتها التي الثالثة بالتوصية هنا التنويه إال يسعني وال

التي والتشغيل التنمية في الجديد الخاص القطاع دور وتوصياتيلي: ما وتضمنت (،22/10/2008- 21) بالرباط عقدت

العمل فرص من المزيد لتوفير التعاون تدعيم على »العمل العربية للعمالة المنظم التنقل لتسهيل المناسبة اإلجراءات وإتخاذ

العربية، والثقافة بالهوية العالقة ذات واالعتبارات الجوانب وتغليب في التوسع نتيجة تحدث قد سلبية نتائج أية المنطقة يجنب مما

األجنبية«. العمالة استخدام

12

العربية: الهجرة على وتداعياتها المالية األزمة: ثالثا األوروبي البرلمان أمام ،21/10/2008 "ساركوزي" يوم اقترح

شركاتهم على األوروبيين غير سيطرة تمنع أوروبية صناديق إنشاء األوروبي المواطن يستيقظ ال حتى زهيدة، بأسعار ومؤسساتهم

هنا )المقصود أوروبية غير عواصم لسيطرة خاضعة شركاته ليجد عن بريطانيا وزراء "بيرلسكوني" رئيس عبر كما العربية(، العواصم

مماثل. رأي أمام اآلراء هذه انتقاد الفيصل" إلى "تركي األمير دفع ما وهو

اكتوبر شهر خالل فينسيا في عقد الذي األوروبي، الخليجي المنتدى2008، المالية، لألزمة األوروبيين السياسيين استغالل إلى مشيرا

على لالستيالء قادمون العرب أن من األوروبي الشارع لتخويف لكسب رديئة كوسيلة الكاذب الخوف عامل على واللعب شركاتهم المالية األزمة ضحايا مقدمة في هم العرب أن رغم الشعبية،. (3)العالمية

تأمين على ركزت األمريكية اإلنقاذ خطط أن إلى اإلشارة وتجدر شبه بصورة وتغاضت األولى، بالدرجة األمريكيين المواطنين وحماية ضمان عدم على صراحة ونصت األجانب، حقوق تأمين عن كاملة كانت سواء اآلخرى، الدول أموال العربية السيادية تخص أمواال

لغيرها. كانت أواذا للحكومات المملوكة االستثمار إلى العربية السيادية الصناديق اتجهت حال أية وعلى

الداخل في كانوا الذين للغربيين، مفاجئ تحول في الخارج من بدال عمليات في الخليجية االستثمارية المؤسسات هذه على يعولون

الصناديق . وكانت(4)المالية األزمة من المتضررة مؤسساتهم إنقاذ منذ ستريت وول في دوالر بليون40 ضخت قد العربية السيادسة

األموال سياسية. هذه مآرب لتحقيق أداة بأنها يومها واتهمت سنة، الكونجرس من لجنة عقدت الحالية. وقد األزمة بروز أخرت

13

ومجلس الخزانة وزارة من ممثلين إلى لالستماع اجتماعا األمريكي استقرار على ساعدت االستثمارات هذه أن على اجمعوا االحتياط،

.(5)المال أسواق بنية تشوهت – الخصوص وجه على – األخيرين العقدين وخالل زادت حيث مواتية، غير عميقة تحوالت بها وحدثت العربي االقتصاد

اإلنتاجية، القوى تراجع حساب على والخدمية الريعية القوى فيها الخارجي. العالم على العربي االقتصاد إنكشاف درجة وزادت في العالمي، االقتصاد مع العربي االقتصاد إندماج زيادة وجاءت

األزمة حالة إلى وصل أن إلى االقتصاد هذا أزمات فيه تتفاقم وقت يقويني". فعسى يقتلني ال "وما نافعة"، ضارة "ورب الراهنة، المالية

في النظر إعادة في الجاد للتفكير لنا مدعاة األزمة هذه تكون أن في النفط عائدات من المزيد زرع بإعادة االستثمارية، سياساتنا العربية، المنطقة التجربة بعد الغربية الدول في االستثمار من بدال قدرات ولزيادة االستثمارات، بها منيت التي الخسائر وحجم المريرة

لمزيد المجال وفتح المالي، اإلعصار هذا أمام العربية االقتصادات المنطقة تتأثر أن المتوقع العرب. ومن للعاطلين العمل فرص من

من كبير فجانب العالمية، المالية لألزمة السلبية بالتداعيات العربية األمريكي باالقتصاد شتى عالقات في مشتبك العربية االقتصادات متوقع انخفاض من العربية الدول أغلب ستعاني ولهذا واألوروبي،

الكساد، حالة نتيجة السلعية صادراتها في حركة تراجع عن فضال والمغتربين، المهاجرين تحويالت قيمة وانخفاض الدولية، السياحة

تجميد واحتمال الوظائف، بعض فقدان من ذلك على يترتب وماالعرب... إلخ. المهاجرين من جانب عن واالستغناء بل الهجرة،

ال فإنها العربية، المنطقة في االستثمار معوقات كانت ومهما لها تعرضت التي والخسائر الواسعة بالمخاطر حال بأي تقارن

المالية األزمة لتداعيات أسيرة أصبحت التي الغربية األموال رؤوسالحالية.

14

استثمار نحو الميل كان الماضي. فقد دروس من االستفادة علينا بإرادة كان سواء عداه، ما يفوق أجنبي طرف في/ مع مواردنا

اآلخر والوجه أخرى، أجنبية إرادات بفعل أم نفسها، العربية األطراف العنصر وصار ضعيفة، العرب بين الثقة أن هو الظاهرة لهذه

الخارج مع العربي البيت عالقات صياغة في قوي تأثير ذا الخارجي الداخل وفي .(6)أيضا

كانت العربية المحلية ومواردنا اقتصادنا أن يبدو خدمة في أساسا الطبيعية الموارد إليها ذهبت فقد الصناعية، الدول في التنمية

الموارد. وآن هذه مع هاجروا العلماء وحتى النفط، عائدات وفوائضاالستنزاف. هذا يتوقف ألن اآلوان

15

الختام

عقالنيين أصبحوا العرب أن يبدو ما كونية. فهم رؤيا وذوي جدا الوافدة العمالة أمام بالدهم حدود فتحوا بالحدود. فقد يؤمنون عادوا

بمسافة تتجاوز اآلسيوية العمالة هذه جعلت بدرجة العربية غيرالعربية. العمالة أعداد كبيرة

البشر، هي الخارج إلى صادراتنا أهم بأن القائل الرأي مع وأجدني الثروات، من تمتلكه بما تتفاخر األمم كانت التصدير. فإذا نعم ويا

العرب أمة على تعلو أن التاريخ في ألمة فليس تصدره، ما وبأهمية البشرية الحياة: الكفاءات شرايين أهم للعالم نصدر ألننا فخرا،

بشكل العرب المهاجرون فيه يعاني الذي الوقت . في(7)والنفط حقوقهم، وإهدار العنصري التمييز من األوروبي االتحاد في متزايد أن عن فضال يغلق األوروبي االتحاد وبدأ للترحيل، معرض منهم جانبا منطقة إلى العربية الهجرة أن كما العربية، الهجرة أمام أبوابه

أمام العربية الهجرة يجعل مما عدة، تساؤالت تطرح زالت ما الخليج الهجرة سياسات في التفكير إلعادة يدعونا ما وهو مزدوج، مأزق

وجدواها. الحالية العربي االقتصادي التفكك حالة أن البعض يدرك لكي اآلوان وآن السلم وتهدد العامة االجتماعية األعباء زيادة إلى ستؤدي الراهنة

في ونقص هنا متزايدة عاطلة عربية عاملة قوى فوجود االجتماعي، لتفضيل متدنية بطاقات المصانع بعض وتشغيل هناك، العاملة القوى

الدول بعض إنتاج في فائض ووجود األجنبية، المنتجات على الطلب العربي، الوطن خارج من يماثله لما اآلخر البعض واستيراد العربية

بين التنسيق أصبح العربية. لقد الدول صالح غير في أمور كلها لها المصدرة وتلك للعمالة المستوردة العربية األسواق أمرا لجميع إيجابي عائد ذات التنسيق هذا نتائج وستكون ضروريا،

مشترك ودعم وتأهيل وتدريب بتخطيط التنسيق تعزز إذا األطراف،العاملة. للقوى

16

المصادر

والبطالة "التشغيل المعنون العربية العمل لمنظمة العام المدير )( تقرير العمل مؤتمر في قدم والمواجهة"، ..التحدى العربية الدول في

مصر جمهورية الشيخ، بشرم والثالثين، الخامسة بدورته العربي،.84 ص ،1/3/2008 – 23/2 العربية،

.7 ص ،17/10/2008 بتاريخ األوسط الشرق ( صحيفة2) األوسط الشرق صحيفة في الفيصل تركي األمير خطاب نص ( انظر3)

.18 ص ،19/10/2008 بتاريخ.14/10/2008 بتاريخ األوسط الشرق ( صحيفة4).17/10/2008 بتاريخ الحياة ( صحيفة5) نظام الدولية: نحو والتوازنات "العرب عطوان، عباس ( د. خضر6)

العربية، الدول لجامعة العامة األمانة ، عربية شئون فاعل"، عربي.112 – 111 ص ،2004 شتاء ،120 العدد

واستنزاف المهاجرة: نزيف العربية "الكفاءات أحمد، السيد ( عزت7) العربية، الدول لجامعة العامة األمانة عربية، شئون الواقع"، يفرضهما

.116 ص ،2003 شتاء ،116 العدد

17