alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي...

172
د ري ف صاري ن الأ س ل ا ج م ن را لق اٌ ساتَ دارُ م ي فِ الأتَ رس يَ دُ هْ ل ا ن م يِ ّ قَ لَ ّ ت ل ا ى ل4 ا 5 غَ لأَ ت ل اُ عْ يَ ر ا هد ات ت ك ل اٌ فْ قَ و ي عل دمة خ ن را لق ا م ي ر لك ا1

Transcript of alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي...

Page 1: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

األنصاري فريد

القرآن مجالسالهدى رساالت في مدارسات

البالغ إلى التلقي من

الكريم القرآن خدمة على وقف الكتاب هذا ريع

1

Page 2: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

الكتاب توثيق

القرآن - الكتاب: مجالساألنصاري - المؤلف: فريد

4رقم: القرآن، رسالة - منشوراتالقانوني: ................؟ اإليداع - رقم

...................؟األولى: - الطبعة.......... - طبع: مطبعة

الرحيم الرحمن الله بسم

إهـداء..

ال إلى القرآن.. رساالت حمالكين الله، إلى بها الس وبالغا.. تعبدامان! هذا محن بها المكابدين الز

الخضر.. الليالي بالبل إلىحر! بمحاريب ورجاءها خوفها المرتلة الس

الغبـر.. الخيول طالئع إلىالمبين الفتح لهيب بسنابكها المورية

سالما للعالمين! وأمانا

2

Page 3: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

باب أجيال إلى ادق الش الذين الصــ ــؤمن.. ﴿الم ويخشونه الله رساالت يبلغون أحدا يخشون وال إال

) بالله الله! وكفى (1﴾حسيبا!اللوعات..! هذه سادتي.. أهدي إليكم

األنصاري. المحب: فريد خادمكم

القرآن حق الله لذكر قلوبهم تخشع أن آمنوا للذين يان ألم)

الكتاب أوتوا كالذين يكونوا وال ؟ الحق من نزل وما وكثير قلوبهم فقست االمد عليهم فطال قبل من

(؟!فاسقون منهم(16)الحديد:

سول وقال) هذا اتخذوا قومي إن رب يا الر القرآن (..!مهجورا

(30)الفرقان:

القرآن نعمة فيهم بعث إذ المؤمنين على الله من )لقد رسوال

ويعلمهم ويزكيهم ءاياته عليهم يتلو أنفسهم من ضالل لفي قبل من كانوا وإن والحكمة الكتاب

مبين!((164عمران: )آل

باب القرآن(؟!أقفالها قلوب على أم القرآن يتدبرون أفال).39األحزاب: 1

3

Page 4: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

(24)محمد:

مقدمة

العظيم القرآن أنزل الذي لله الحمد أمEره من " روحا به القلوب! ويفرج موات به يحيي نورا عاله! وجعله " جل

الباليا! به ويشفي الخطايا، به الكروب! ويمسح ظلمات والسراج النذير، البشير على وبارك وسلم الله وصلى

رحمة الله أرسله الذي األمي، النبي محمد سيدنا المنير، الله أكرمه - مذ وسلم عليه الله صلى يزل فلم للعالمين؛

الخاتمة بالنبوة تعالى يا، - كوكبا سماء في متوقدا درها ياالدين! ) يوم إلى البشرية بـيء أي ا الن Eناك إن سل Eشاهدا أر را ه إلى وداعيا ونذيرا ومبش Eنه الل (منيرا وسراجا بإذ

والسالم الصالة عليه نوره أشرق (. وإنما46-45)األحزاب: القرآن وجماله: هذا الوحي جالل من عليه الله أنعم بما

للعالمين. هدى بذلك وسلم عليه الله صلى العظيم! فكان(Eقد Eه من جاءكم ه به يهEدي. مبين وكتاب نور الل بع من الل ات

سبل رضEوانه ور إلى الظلمات من ويخEرجهمE السالم النEنه صراط إلى ويهEديهمE بإذ تقيم E16-15()المائدة:مس.)

إلى بصره يرفع من أين النور..! ولكنE هو ذلكسول )وقال السماء..؟ خذوا قوEمي إن رب يا الر هذا ات

آن EقرE (30مهEجورا(!!)الفرقان: البعد؛ أما

4

Page 5: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

ين السادة .. إلى العاملين العلماء فإلى .. إلى المرب .. إلى والفالح الخير دعاة .. إلى والصالح الفضل أهل

ظلمات من يخرجهم نور، من وارد عن الباحثين الشباب منهج إلى اآلئبين التائبين، جموع العصيب!.. إلى الزمن هذا الخطايا بجراح المثقلين المستقيم.. إلى وصراطه الله

والتزكية.. والعودة التطهر في مثلي! الراغبين والذنوب بهم تفرقت الذين .. إلى الله رحمة تحت الله، صف إلى

وذاك، االجتهاد هذا بين مترددين واضطرابا، حيرة السبلاإلصالح! مقوالت من

القرآن! رساالت أبعث األحباب أيها إليكمر القرآن، قضية أبعث سادتي إليكم ر كل والس في الس

إليه؟ السبيل كيف القرآن! ولكنEمة بالقرآن أليس - تقدستE الله جعل القرآن وبحك

Eده أسماؤه - عب - عليه األمي النبي الله عبد بن محمدام وسالمه الله صلوات وما آدم؟ ولد وسيد البشرية - معل

بيمينه! يخطه كان وال قبل من كتابا يقرأ كان الحياة الله فقط! - بعث وبالقرآن – بالقرآن أليس ثم

أمة إلى ضالة؛ أمية أمة من فنقلهم الجاهلية عرب فيالناس؟ كل الناس على الشهادة تمارس

الملEك لعالم مفتاحا القرآن جيل في القرآن يكن ألمل) الدواء؟ وهو الشفاء هو يكن ألم والملكوت؟ من وننز

آن EقرE مة شفاء هو ما ال Eمنين ورحEمؤE إال الظالمين يزيد وال لل لكل الهواء وهو الماء هو يكن ( ألم82()اإلسراء:خسارا!

كان من Eر إال هو إنE) األحياء؟ - من الحقيقة - على حيا ذكآن Eذر وقرE ا كان منE مبين. لتن EقوEل ويحق حي على ال

Eكافرين! (70-69()يس:ال بسيط قرآني رجل - من تالوته - مجرد تالوته تكن ألم

أمر في غريبا نورانيا وخرقا عجيبا، ربانيا انقالبا تحEدث المالئكة تتنـزل ألم والملكوت؟ الملEك مصابيح مثل ليالل بات منهم، رجل من القرآن لسماع الثريا سكون في يتبت

رجل يقرأ ( ألم2سوره؟) بعض من بآيات ربه يناجي الدجى،EخدEري سعيد أبي عن 2 Eد أن عنه الله رضي ال Eن أسي Eر ب رضي حضي

Eنما عنه؛ الله Eلة هو بي لي بده؛ في يقEرأ Eمر E ثم فرسه. فقرأ؛ جالتE إذ

5

Page 6: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

العرب، قبائل بعض من لديغ على الفاتحة سورة آخر بضع في حتفه ينتظر فلبث األرض، إلى أفعى سم اعتقله –العالمين( رب لله )الحمد عليه قرئتE إذا حتى دقائق،

به يكن لم كأنE األطفال! - قام كل اليوم يحفظها التي(3قط؟) شيء

والجغرافيا التاريخ صنع الذي هو القرآن هذا أليس األطراف؟ المترامي اإلسالمي العالم هذا فكان للمسلمين؛

في الموغل العظيم، الحضاري الرصيد هذا له وكان القديمة االستعمار أشكال كل أعجز بما اإلسالمي؛ الوجدان الهدم معاول منه تنل وهضمه! فلم احتوائه عن والجديدة

والمعنوية، المادية وأصنافها أنواعها بشتى التدمير وآالت

Eرى! فقرأ؛ جالتEثم أخ Eضا! قال جالتE Eد: فخشيت أي أنE أسي تطأEها، الصغير[ فقمEت ]يعني: ابنه يحEيى؛ Eل فإذا إلي فوEق الظلة مث

Eسي، عرجتEالمصابيح[ سراج: وهي ]جمعالسرج! أمEثال فيها رأEجو في الله صلى الله رسول على فغدوEت أراها! قال ما حتى ال

Eت: يا وسلم، عليه Eنما الله رسول فقل Eبارحة أنا بي Eل جوEف منE ال اللي بدي، في أقEرأ Eمر E الله صلى الله رسول فرسي! فقال جالتE إذEن وسلم: »اقEرأ عليه Eت؛ اب Eر!« قال: فقرأ Eضا! جالتE ثم حضي أيEن وسلم: »اقEرأ عليه الله صلى الله رسول فقال Eر!« قال: اب حضي

Eت؛ Eضا! فقال جالتE ثم فقرأ وسلم: عليه الله صلى الله رسول أيEن »اقEرأ EصرفEت. وكان اب Eر!« قال: فان يحEيى حضي Eها، قريبا من

Eت أنE خشيت Eل تطأه. فرأي ة. فيها مث رج. عرجتE أمEثال الظل السEجو في وسلم: عليه الله صلى الله رسول أراها! فقال ما حتى ال

Eك Eمالئكة »تل تمع كانتE ال Eتس Eت لك! ولوE الناس، يراها ألصEبحتE قرأتتر ما Eرواه تس »! EهمE مختصرا. نحوه البخاري روى مسلم. وقد من

فقالت: إن امرأة فأتتنا منزال قال: )نزلنا الخدري سعيد أبي عن 3 كنا ما منا، رجل معها فقام راق؟ من فهل لدغ سليم الحي سيد غنما فبرأ! فأعطوه الكتاب؛ بفاتحة رقEية! فرقاه يحسن نظنه

بفاتحة إال رقيته فقال: ما رقية؟ تحسن لبنا. فقلنا: أكنت وسقونا النبي نأتي الغنم( حتى )يعني تحركوها الكتاب! قال: فقلت: ال

فذكرنا وسلم، عليه الله صلى النبي فأتينا وسلم عليه الله صلى لي واضربوا اقسموا، رقية؟ أنها يدريه كان فقال: ما له، ذلك

وقال: وما فضحك، البخاري: )فسألوه، صيغة معكم!( وفي بسهمعليه. بسهم!( متفق لي واضربوا خذوها رقية؟ أنها أدراك

6

Page 7: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

بذاته الوعي - متماسك جدا العميقة الجراح - رغم وبقيوهويته! من األولى اآليات نزول قبل اإلسالمية األمة كانت وما فكانت القرآن هذا كان مذكورا! وإنما العلق( شيئا )سورة

Eر) األمة! وكانت هذه اس أخEرجتE أمة خي عمران: !()آلللن110)

الذي القرآن عينه هو اليوم نتلوه الذي القرآن أليسقبل؟ من أولئك تاله

إذن؟ الزمان هذا أهل نحن لنا حدث الذي فماالقضية! هي السؤال! وتلك هو ذلك

القرآن! مع التعامل منهج في كامن السر أن شك ال العلم أهل من واحد غير كتب العصر! وقد سؤال هو وذلك

(4القرآن؟() مع نتعامل إشكال: )كيف حول والفضل إنما المنهج أن على والالحقون السابقون أجمع ولقد

ذا القرآن. فمن أمر من وأصحابهeمحمد عليه كان ما هو آية، آية للقرآن تلق هو وإنما عليه؟ الصبر يستطيع اليومEمة القرآن عن وتلق Eمة! على حك التخلق سبيل حك

ل الوجداني، مث كله! العمر اإليمانية لحقائقه التربوي والت المؤمن قلب في القرآن يصير حتى ال طبيعيا، نفسا

بتالوته بحكمته! فإذا إال ينطق وال خالله، من إال يتصرفEر حوله من وعلى نفسه على بحركته وإذا الناس، تالوة غيالناس! حركة غير التاريخ في

Eزل - بما وسلم عليه الله صلى الرسول صنع وهكذا أن التاريخ! مجEرى حولتE - نماذج آية آية القرآن من عليه

آنا) Eناه وقرEرأه فرقEاس على لتق Eث على الن Eناه مك ل ونز زيال Eـ وال ضخمة وسائل له تكن ( فلم106()اإلسراء:تن بيوت أو الجبال، بين شعاب هي معقدة! وإنما أجهزة

ومجالس مطمئنة! عمEرانها: صالة آمنة مساجد ثم بسيطة، بالقرآن! بدءا وتزكية وتعلم للقرآن! وبرامجها: تالوة

بمسجد وانتهاء األرقم، أبي بن األرقم ودار مكة، بشعاب صاحبها على األولى، اإلسالم عاصمة المنورة، المدينة

يوسف والدكتور الله، رحمه الغزالي محمد الشيخ منهم 4الله. حفظه القرضاوي

7

Page 8: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

شيء، كل طابع هي البساطة والسالم! كانت الصالة أفضلب ولمن القرآن، في كانت العظمة وإنما - ذلك بعد – تشرالقرآن! روح

مجالس ثم وسلم عليه الله صلى مجالسه كانت هكذا قرآنية، مجالس السالم عليه بعده، ومن عهده، في أصحابه الدين إلقامة طبيعية؛ بصورة وتناسلت وهناك، هنا انعقدت

النسيج وبناء السواء، على معا المجتمع وفي النفس في كلية بصورة الجوانب، كل من اإلسالمي االجتماعي

بكل وإحاطته القرآن، هذا شمولية من كان بما شمولية؛ برهان. إلى يحتاج ال أمر اإلنسان! وذلك عالم من شيء! بشرط: اقرأ المعجزة! ولكن اآلية شئت إن واقرأ Eر وتدب

ها Eر هذه صفحات طي بعد مليا! حتى عليها طويال! وقفE تدب بكل مواله! الباحث إلى السائر المؤمن أيها الورقات! فيا

EصرE نوره عن شوق من تكون - عساك بقلبك وهداه! أبه من )لقدEتعالى: - قوله المبصرين EمؤEمنين على الل E ال إذ

فيهمE بعث EفسهمE منE رسوال Eلوا أن Eهم يت يهمE ءاياته علي ويزكمهم Eكتاب ويعل Eمة ال Eحك Eل منE كانوا وإنE وال ضالل لفي قب

(164عمران: مبين!()آلة هذه تشاهد أن ولك Eمن عديلتها، خالل من العظمى ال

ذي هوتعالى: ) قوله وهي ين في بعث ال مي Eاأل EهمE رسوال من Eل Eهم ويت يهمE آياته علي مهم ويزك Eكتاب ويعل Eمة ال Eحك وإن وال

Eل من اكانو .(2()الجمعة:مبين ضالل لفي قبEس عالمة! فال وأي لعالمة وإنها اآلية، هي نعم! هذه تن

الشرط! رسالة كانت وتلك القرآن، رسالة كانت إذن تلك

والسالم! الصالة عليه محمد وشيوخه! يا كهوله اإلسالم! ويا شباب ! ياeمحمد أتباع فيا

القرآن؟ رسالة لتجديد بعد األوان يئن ونساءه! ألم رجاله األمة قضية وإنما القرآن؟ عهد لتجديد بعد األوان يئن ألمذين يان ألمEالقرآن! ) رسالة ههنا: تجديد قضيتها كل لل

Eر قلوبهمE تخEشع أنE آمنوا ه لذك Eحق من نزل وما الل وال ؟ الذين يكونوا Eكتاب أوتوا كال Eل منE ال Eهم فطال قب االمد عليEفقست Eوكثير قلوبهم EهمE (16(؟!)الحديد:فاسقون من

8

Page 9: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

صلى الله رسول مدرسة إلى األحباب! لنعد أيها فيا القرآن! ومجالس مدرسة إلى وسلم! لنعد عليه الله

عليها شهد نقية! كما القرآن! صافية منهج القرآن! على من مشوهة تلقيناها كما ال القرآن، جيل في جالله جل الله

Eموات عصور التاريخ! في ال الورقات. غايتها هذه كانت إذن وذاك هذا أجل من

األنفس بناء إعادة وكيفية الله، بكتاب االشتغال منهج بيانغلة تتخذها تصميمه! فال مقاييس ووفEق وزانه، على Eلك مش ه مكنون عن لك حاجبة العظيم! وال القرآن عن الكريم! در الدين، فقه آالت فحسب! كسائر استبصار آلة خذها بل

بآيات، تربطك آيات هي رأسا! فإنما الله كتاب من مستقاة إذا القرآن! حتى بحر خوض إلى التدريج من نوع على

اإلبصار لك وحصل الغاية، إلى – الحبيب - أخي وصلت مشاهدة؛ اإليمان حقائق تكتسب وبدأت مباشرة، باآليات

بين ليكون كان جانبا! فما وأمثالها الوريقات هذه عنك فدع مني خير هو لمن قال وقد ال؟ وسيط! كيف منE وعبده الله

ي عبادي سألك وإذاومنك: ) ي عن دعEوة قريب. أجيب فإنتجيبوا إذا الداع EيسE EيؤEمنوا لي دعان. فل همE بي ول لعل

شدون! E186()البقرة:ير.) لرغبة استجابة كلمات؛ من كتبنا ما ههنا كتبنا وإنما

مجالسه ورواد العظيم، القرآن محبي بعض من ملحة الرسالة السابق: )بالغ كتيبنا صدر بعدما من العامرة؛

لفت في األثر من – الله بفضل – كان ما له فكان القرآنية(؛ العظيمة؛ الربانية ومدرسته القرآن، منهج إلى االنتباه

إلى أرواحهم نبهت الخير، أهل بعض لدى يقظة فحدثت كتابة مني القرآن! فرغبوا شالل من المتدفقة الروح حياض ال من لمساعدة عمليا"؛ "دليال تكون أن تشبه قالئل، ورقات

وتشرح وتدبره، القرآن تدارس في سابقة له خبرة كل يعيها حتى وسهلة؛ مبسطة، بصورة المنهجية الخطوات

والرجوع بالقرآن، االشتغال تعميم في رغبة ومستمع؛ قارئ على المجتمع نسيج وتمتين والوجدان، الفكر لتربية إليه

Eسجة المستعان! والله كان، اإليمان. وكذلك منقسمين: إلى منقسما الكتاب هذا جاء ثم ومن

9

Page 10: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

إلى مدخل" عن عبارة : هواألول القسم هذا أهمية بيان منه القصد (،5")القرآن مجالس كتاب يتخذ صرف، قرآني منهاج هو بما الدعوي؛ المشروع

يبني وعليه وهداه، نوره يتلقى الرئيس. منه مورده الله الصورة لبيان منهجيا موضوع أنه ورؤاه. كما قواعدهالجزئية. تفاصيلها القرآن" بكل "مجالس إلقامة العملية

جمعا تكون أن تعدو ال المدخل هذا مادة أن ورغم (؛6وهناك) هنا من جمعتها وفقرات قبل، من كتبتها لمقاالت

بتE أنها وهو خاصا، تميزا ههنا لها فإن وفصلتE خطواتها، رت قابلة جديدة، وإضافات شروح مع "تقنية" متدرجة، بصورة

إيراد تلقائية. ثم بصورة المجتمع في العملي للتصريف عليه الله صلى رسوله وسنة الله كتاب من النصوص بعض

هذه إلقامة التطبيقي للمنهج بيان زيادة فيه مما وسلم، المرشد" بـ"الدليل تكون ما أشبه جاءت المجالس. ولذلك

الكريم. القرآن مجالس إلى تطبيقي نموذج عن عبارة : هوالثاني القسم

ومحاولة سوره، بعض خالل من الكريم، القرآن لمدارسةEهدى تلقي لكيفية عملية صورة لتقديم الذي المنهاجي"، "ال هذا وكلماتها. فجاء آياتها خالل من المختارة السور تتضمنهجى لما عمليا بيانا القسم Eمجالس عليه تسير أن ير"

الله؛ بكتاب الواردة الهدى رساالت تلقي من القرآن"،Eجلساء ينال أن عسى القرآن هذا بركات من المتدارسون ال من هدى - على الله - بتوفيق وإياهم يجعلنا ربانيا، خلقاالقرآن( خلقه )كان بمن تأسيا ودعوتنا، ديننا أمر في ربنا،

والسالم. الصالة أفضل ( عليه7) هي: أربع، لسور مدارسات إنجاز الله يسر ولقد

هذه اختيار جاء والحجرات. وقد ويس، والفرقان، الفاتحة، مفصلة ذكرناها ربانية، وموافقات تربوية، لحكمة السور - في المدارسات يدي بين قدمناه الذي التمهيد، من بمحلها

القرآن". عنوان: "مجالس تحت مختصرا نشره سبق 5 العهد(، )ميثاق القرآنية( ومن الرسالة )بالغ كتيبنا من ذلك كان 6

والشروح. اإلضافات ثمعنها. الله رضي عائشة حديث من مسلم رواه 7

10

Page 11: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

المصطلحات شرحنا حيث – الكتاب هذا من الثاني القسم بصورة المدارسات جميع في اعتمدناها التي المفتاحية،

ثابتة.ــو: مركزي بعنوان الكتاب هذا سيماء جعلنا وقد هذا، ه

ــاه ثم (،القـــرآن مجـــالس) ــوان ذيلنـ ــو: هامشي بعنـ هـاالت في مدارســات) إلى التلقي من الهــدى رســ

ما على–القرآنيـــة" "المجـــالس أن لبيـــان وذلك (؛البالغ في المركزية القضــية هي – وشــروط أوصــاف من شــرحنا

ــال تجديد ــالوحي، االتصـ ــاني، للهـــدى والتلقي بـ وأنها الربـ للخروج – قديما كان - كما اليوم الرهان عليه الذي المسلك

فيــه! فمجــالس تتخبط الــذي المظلم النفق هــذا من باألمةــه. فهي شــاء إن األمان بر إلى النجاة سفينة هي القرآن الل غاية اإلسالم، في العبادات من ككثير ذاتها في وغاية وسيلة

والمجتمــع؛ النفس إصــالح إلى ووســيلة ابتداء، بها الله يعبد هــذا جــوهر هي أنها كلــه. وبما الخير فيها اجتمع فقد ولذلك

جعلناها فقد الكتاب؛ هذا في نقدمه الذي الدعوي المشروعيماءه الرئيس عنوانه فهو التــابع العنــوان الكــبرى. وأما وســات عن عبــارة المجــالس هــذه طبيعة أن لبيــان في مدارســ

الربـــاني. الهـــدى رســـاالت هي الـــتي القـــرآن، رســـاالت )ولــكنتعـالى: قوله في كما الربانيــة، سبيل هو فالتدارس

E ين كونوا اني Eكتاب لمونEعت كنتمE بما رب تدEرسون( كنتمE وبما الــران: آل) ــدما والربانية(.79عم ــبح عن مة تص ــ في غالبة س

ــبرى العالمة هي فتلك المجتمع ــ ــذري، تحوله على الك ــ الج على "الخيريـــة" الشـــاهدة مقـــام إلى جديد من وارتقائه

EتمEالناس! )ك Eر ن ــرجتE أمة خي Eاس أخ Eمرون للن ــأ EمعEروف ت ــال بEهوEن Eكر عن وتن Eمن (.110عمران: !()آلبالله وتؤEمنون الــون وال ــ ــداول إال كله ذلك يك ــ ــرآن بت ــ في العظيم الق خطــوات من تتضمنه بما الموصوفة، مجالسه عبر المجتمع

ــة؛ ــة تالوة منهجيـ ــا، وتزكيـ ثم وتعليمـ ــا البالغ بوظيفة قيامـ الله عن تلقى من كل عـاتق على أمانـة اللـه، إلى والـدعوة

يحسن من إلى حاجة في هي إنما اليـــــوم هـــــداه! فاألمةــوله، الله عن التلقي ــ ـغ ورس ــ ـ Eل ــازل أعلى ذلك في ويب ــ من

ــتجابة ــداء االس ــدى، لن اله ــزلة وهي أال منـ م والتعليم؛ التعل

11

Page 12: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

النبــوي الحــديث منطــوق هو ونافعــا! وذلك منتفعا فيكــون وســلم: عليه الله صــلى قــال المجــال، هــذا لحكمة الجــامع

الهدى من به الله بعثني ما )مثل Eم Eث كمثل والعل الكثير، الغي أصاب ــان أرضـا ـة طائفــة منها فك ب Eمـاء؛ قبلت طي Eبتت ال فـأن ب الكأل Eوالعش Eكت أجــادب منها الكثير. وكــانت المــاء؛ أمEســــوا. وأصــاب وسقوEا فشربوا الناس، بها الله فنفع منها وزرع

ــان هي إنما أخــرى طائفــة ك ال قيع Eبت وال مــاء تمEســ تن ! كألــل فذلك بــه؛ الله بعثــني ما ونفعــه الله دين في فقــه منE مثم! ومثل فعلم فعE لم منE وعل Eسا، بذلك يرE ـلE ولم رأ هـدى يقEبسلEت الذي الله E8به!() أر)

المشروع، هذا ورقة عليها انبنت التي الفكرة هي تلك الله، كتاب من التزود على التدليل منهج في أصبت فإن

فالغاية أخطأت وإن لله، فالحمد واإليمان الدين لتجديد إلى العودة هو المقصود الله! وإنما وأستغفر واضحة،

والتنـزيل! فال التوظيف منهج في هو االجتهاد القرآن! وإنما حق عن لك صارفا والبيان التوجيه منهج في خطئي يكن

آن هذا إن)العظيم! القرآن هذا هو الذي اليقين، EقرE يهEدي التي (.9)اإلسراء:أقEوم( هي لل

توكلنا، – وعال - جل وحده عليه ولينا، والله غايتنا، تلكناالمصير! ) وإليه أنبنا، وإليه ذين وإلخEواننا لنا اغEفرE رب ال

قلوبنا في تجEعلE وال باإليمان سبقونا لذين غال E ل نا آمنوا ك رب إنحيم رؤوف (.10()الحشر:ر

الحسن بن وغفرانه: فريد عفوه راجي ربه عبد وكتبه ولسائر ولوالديه له وغفر عنه، الله عفا الخزرجي األنصاري

– الله بحمد- تنقيحهو تصنيفه تمام المسلمين. آمين! وكان يوم بالله، المحروسة بإسطنبول الجديدة، صورته في

ماي لثالث الموافق هـ،1429 الثاني ربيع26السبت: م.2008

عليه. متفق 8

12

Page 13: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

األول القسمالقرآن مجالس إلى مدخل

العظيم القرآن إلى حاجتناأنت؟ من إليه! ننتبه قلما الذي السؤال هو وأنت!.. ذلك أنا، يدور مما شيء كل يعرف أن يحب اإلنسان أن والعادة

سؤاال إال وتلك، هذه عن فيسأل الحياة، هذه في حوله سألت فهل نعم، أنا؟ نادرا! هو: من إال بباله يخطر ال واحداأنت؟ نفسك: من عن نفسك يوما

في يرجع وإهماله ذلك إبعاد في األسباب أهم ولعل فال أنفسنا نعرف أننا نظن إذ وهمي، معطى إلى الغالب األنساب إلى االنتماء إجابات السؤال! تغرنا إلى حاجة

بين الكامنة النفس معرفة طلب عن بنا وتنحرف واأللقاب، أنت؟( ويتم أنا؟( و)من )من حقيقة هي التي أضلعنا، اإلنسان يبقى وبذلك الخواطر؛ عالم في السؤال إجهاض

األشباح! إال األرواح دون فليس بنفسه، الخلق أجهل

13

Page 14: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

سؤاال أنت؟ المجرد: من بعقلك نفسك سألت أنك ولو يشفي بجواب ظفرت لما الكاملة؛ الوجودية حقيقتها عن

الوجودية! الحيرة من بحر في تدخل الغليل! وإذن يوم إلى الخلق بدء منذ اإلنسان قصة تلك وأنت، أنا رحلة في الحياة فصول من مشهد آخر هذا.. إلى الناس

ومريرة! مثيرة قصة األرض! وهي هذه إلى الله رسالة هي القرآن رسالة كانت أساسا ولذلك

طريق في السير يبدأ أن عسى بنفسه لتعريفه اإلنسان؛ التعرف مدارج أول هي النفس معرفة إذE بالله؛ المعرفة

القرآن: من نزل ما أول يكون أن صدفة الله. وليس إلى(E اقEرأ م Eك باس ذي رب ()العلق:علق منE اإلنسان خلق. خلق ال في القرآن، - في بعEد – باإلنسان التعريف تواتر (. ثم1-2

على أتى هلEسبحانه: ) قوله مثل من وسورة، آية ما غيرEئا يكنE لمE الدهEر من حين اإلنسان ا شي خلقEنا مذEكورا. إنEفة منE اإلنسان Eتليه أمEشاج نط Eناه نب ا سميعا فجعل بصيرا. إنEناه بيل هدي (3-1()اإلنسان:كفورا وإما شاكرا إما الس عمق في الضاربة لإلنسان، الوجودية السيماء آيات وكذلكEب عالم ذلكتعالى: ) قوله من الغيب، Eغي هادة ال Eعزيز والش ال

ذي حيم. ال ء كل أحEسن الر Eخلقه شي Eق وبدأ منE اإلنسان خلله جعل طين. ثم Eنس Eساللة من Eسواه ثم مهين. ماء من

مEع لكمE وجعل روحه منE فيه ونفخ Eصار الس واألفEئدة واألبكرون ما قليال E9-6()السجدة:تش.)

عدو هو - بما الشيطان قضية كانت أساسا هنا ومن إلى سيره في الطريق، معالم عن إضالله - هي لإلنسان

بنفسه، المعرفة والخصائص العالمات بإتالف ربه! بدءا إذا وجوده! حتى وطبيعة هويته، حقيقة عن له والكاشفةه ربه وبين بينه السبل انقطعت على وتمرد نفسه، أل

خالقه! تمرد بين يضطرب الحياة قصة في اإلنسان يزل ولم اآلن! إلى والباطل الحق بين أبدي صراع في وخضوع،

له وفصول! وكانت مشاهد التاريخ عبر تلك لقصته فكانت، كر فيها ضارية، معارك ومعسكره الشيطان مع وفر

وإدبار! وإقبال

14

Page 15: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

Eتك قالإبليس: ) عن حكاية وجل عز قال ذي هذا أرأي المEت تني لئنE علي كر Eإلى أخر Eقيامة يوEم تنكن ال Eته ألح ي إال ذر

EهمE تبعك فمنE اذEهبE قليال. قال م فإن من جزاء جزاؤكمE جهنEززEتف Eفورا. واسEمو Eت منEتطع Eاس EهمE لبE بصوEتك من Eوأج

EهمE Eلك علي EهمE ورجلك بخي وعدEهمE واألوالد األمEوال في وشاركEطان يعدهمE وما ي Eس عبادي غرورا. إن إال الش EهمE لك لي علي

ك وكفى سلEطان برب (.65-62()اإلسراء:وكيال مع قصة زمان كل في لإلنسان كان ذلك أجل منالشيطان! مع وقصة القرآن، الفاني عمرك اإلنسان! هذا أيها عليك حسرة فيا

المتهاوية الخريف كأوراق فلحظة، لحظة يوم، كل يتناثرقبE الثرى على Eرى! ارE لتدرك يوم؛ كل الشمس غروب تت عن لتلقيك هائلة؛ بسرعة بك تجري األرض أن كيف

حياة بعد بك األخيرة! فإذا محطتك عند بقوة كاهلها في األرض وقمامتها! وتمضي ترابها من حقير جزء صاخبة - إلى أمرتE كما – الهية غير جادة تبالي.. تمضي ال ركضها

وكيف والموت؟ الحياة لغز تحل األخير! فكيف موعدها تجهله؟ ولكنك منه جزء أنت الذي الوجود طلسم تفسر سوى يديك بين يبق ولم كلها؟ الكتب ضاعت قد وها كيف)الكتاب(! هذا

لم إن تجدها وأنى آدم؟ ابن يا إذن الهداية تجد فأين في تدركها لم إن السكينة تدرك وأين القرآن؟ في تجدها عالمات – نفسها في نفس - لكل المنصوبة آياته

آن هذا إن) الله؟ إلى الطريق في ومبشرات EقرE يهEدي التي ر أقEوم هي لل EمؤEمنين ويبش ذين ال الصالحات يعEملون ال

را لهمE أن Eذين كبيرا. وأن أج ال أعEتدEنا باآلخرة يؤEمنون الE10 - 9اإلسراء:أليما() عذابا لهم.)

الموتى، يحي أبديا، إعجازا العظيم القرآن بقي نعم، هامات ويرفع الجبابرة، قلوب ويقصم المرضى، ويبرئ

التاريخ! وكل مجرى ويحول العالمين، في المستضعفين به فقط! وهو وبالقرآن - بالقرآن، كان - عندما كان ذلك

ان حل كلما يكون وبه اآلن، يكون التاريخ، موعد من اإلب

15

Page 16: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

أن الناس! بشرط من كان أي يد الزمان! على ودورةالقضية! هي تالوته! وتلك حق ويتلوه برسالته، يأخذه

أين عقولهم؟ أين المسلمين؟ لهؤالء حدث ماذا الله؟ كالم هو ذلك أليس القرآن؟ هو ذلك أليس قلوبهم؟

- عبيده الخلق - كل الخلق أليس العالمين؟ رب الله أليس ال لماذا إذن؟ واالضطراب التردد ففيم كرها؟ أو طوعا

الوحي بنور الظلمات يشق المعاصر المسلم ينطلقواآلفاق؟ لألنفس الخارق الساطع، الواضح بالنص القرآن، عن القرآن في الله يقل ألمEنا لوE)القاطع: آن هذا أنزل EقرE Eته جبل على ال رأي خاشعا لية منE متصدعا Eك خشE مEثال الله! وتل Eربها األEاس نض للن

Eهم رون(؟) لعل ماتت خاصية هذه (. فهل21الحشر:يتفك بكل باقية القرآن معجزة أن أم الله؟ رسول محمد بموت

من هو الجواب أن ورغم القيامة؟ يوم إلى خصائصها رسول فإن مسلم؛ لكل بالضرورة اإلسالم دين من المعلوم

األمة، هذه إلى البشرى يلقي وسلم عليه الله صلى الله عليه دخل األبد! فقد إلى الممتد الساطع األمل من نورا

قال: ثم أصحابه على يوما المسجد والسالم الصالة وأني الله إال إله أال تشهدون )أبشروا.. أبشروا..! أليس

سبب، القرآن هذا فإن : قال بلى، : قالوا الله؟ رسول لن به! فإنكم فتمسكوا بأيديكم، وطرفه الله، بيد طرفه بصيغةeقوله أيضا ( ومثله9أبدا!() بعده تهلكوا ولن تضلوا، إلى السماء من الممدود الله حبل هو الله : )كتابأخرى

من أين ولكن الخالدة، القرآن حقيقة (. تلك10األرض()يده؟ يمد

شيبة أبي وابن شعبه، في والبيهقي صحيحه، في حبان ابن رواه 9 من المنتخب فى حميد بن وعبد الكبير، في والطبراني مصنفه، في

. نشر713الصحيحة: السلسلة في األلباني المسند . وصححه الراشد. الرحمن عبد بن سعد لصاحبها بالرياض، المعارف مكتبة.1995هـ/1415بتاريخ: جديدة طبعة

لبنان: بيروت الفكر دار نشر ،4/31تفسيره: في الطبري رواه 10.4473الصغير: الجامع صحيح في األلباني وصححههـ. 1405

16

Page 17: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

منهم الدعوي الشأن وأهل – للمسلمين يأن ألم أصم الذي عجبا! ما القرآن؟ هذا إلى يلتفتوا أن – خاصة

أعماه الذي وما الرحمن؟ كلمات سماع عن اإلنسان هذا العالمات؟ اآليات هذه عبر المتجلي جماله مشاهدة عن

من الممتد الكون هذا خالق هو – ثناؤه جل – الله أليس – وعال جل – هو أليس الشهادة؟ عالم إلى الغيب عالم ثم خلقه شيء كل أعطى الذي ومليكه؟ شيء كل رب

العزة ذو والملكوت؟ الملك مالك هو الله أوليس هدى؟ إال يكون شيء بأمره! وال إال يكون شيء ال والجبروت؟

تحت مقهورين أجمعون كلهم الخلق وإذنه! أوليس بعلمه األرض؟ دوران إيقاف على قدير ذا فمن وسلطانه؟ إرادته بعد من السماء؟ في األفالك نظم تغيير على قدير ذا ومن

ض لها )فقال موزون، قدر على الله سواها ما Eإيتيا ولالر أوE طوEعا ها Eنا قالتا كرE ذا ( ومن10طائعين(؟)فصلت: أتي

إلى دب إذا الهرم دفع على قدير المعمرين الشيوخ من جلده؟ ويجعد عظمه، ينخر أن الوهن منع أو جسده؟ هيهات! والموت! ولكن الهرم يصارع أن اإلنسان ويحاولهيهات!

صخEرة كناطح ها *** فلمE ليوهنها يوEما Eيضر نه وأوEهى Eالوعل! قر

جمع بين المشتركة الكونية اليقينية هو والفناء الموتومؤمنهم! كافرهم الخلق،

األول نفسه التقاط ما.. وبمجرد يوما اإلنسان يولدEسي عد في عمره يبدأ الدنيا هواء من موعد نحو عك

اإلنسان يولد الختام! هكذا آية هو البدء الرحيل..! فكانEها منE وفاته! )كل تكون األرض زمن من ومضة وبعد علي

Eقى ه فان. ويب Eك وج Eجالل ذو رب Eرام()الرحمن: ال -24واالك25.)

هذا إلى رسالته يرسل العالمين، رب الله هو ذلك أكثر القرآن! ويأبى بهذا وحيا فيكلمه العبد، اإلنسان

اإلنسان! ويا هذا على وكفورا! فواأسفاه تمردا إال الناس يعنيهم، ال الكتاب المسلمين! كأن هؤالء أمر من عجبا

17

Page 18: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

رة يا)فيهم! يكن لم الرسول وكأن Eعباد! ما على حسE الEتيهمE تهEزءون! به كانوا إال رسول منE يأ E30()يس:يس)

عرب في الله نفخه الذي الروح هو القرآن هذا إن للناس! وانبعثوا أخرجت أمة خير منهم فأخرج الجاهلية؛

الحضاري؛ الموت رماد من القرآن بروح تحلق حية طيورا العمى ومتاهات الجهل ظلمات من وخرجوا اآلفاق، في

ء Eصرون الله، على أدال الضال العالم ويبصرون الله بنور يب الرباني الروح القرآن، سر هو الحياة! ذلك حقائق

من الموتى في الحياة ينفخ هو! روحا هو يزال ال العظيم، من حقيقة جديد! وتلك من فتحيا والمجتمعات؛ النفوس

وكذلك)ثناؤه: جل المجيد! قال القرآن حقائق أضخمEنا Eك أوEحي Eكتاب ما تدEري كنت ما أمEرنا منE روحا إلي وال ال

يمان. ولكن Eناه اإلE هEدي نورا جعل شاء منE به ن عبادنا. منE نك تقيم. صراط صراط إلى لتهEدي وإن Eه مس ذي الل ما له الماوات في ض. أال في وما الس Eه إلى األر (األمور تصير الل

.(53-52)الشورى: الضخم الوجود العظيم! نبأ النبأ قصة تلك أنت؟ منذر به جاءت الذي المصير! النبأ إلى البدء من الرهيب، الن

EوعEد واقEترباآليات: ) من Eحق ال Eصار شاخصة هي فإذا ال أبذين Eلنا كفروا: يا ال E وي ا قد ا بلE هذا منE غفEلة في كن كن

تنفجر–واحسرتاه! – جدا (. وقريبا97()األنبياء:ظالمين!ماء نطEوي يوEموالسماوات! ) األرض به جل كطي الس الس

Eكتب! كما Eنا لل Eق أول بدأ Eنا وعEدا نعيده خل ا علي ا إن (فاعلين كن(.104)األنبياء:

أنذر! من أعذر الرهيب! ولقد القرآني النذير هو ذلكم يتحمل أن إال محيص؛ من العظيم النبأ بلغه لمن بقي وما

القرار، ويتخذ الوجودية، مسؤوليته بين من واحدا قرارا الله أنزل العمى! وما أو لهما: النور ثالث ال اثنين، احتمالين

فه لهذا! ولقد إال أنزله إذE القرآن ثالث مدى على صر بصيرة هي ذاتها في آية كل آية، آية سنة؛ وعشرين

عنه فبحثوا الحق نور شاقهم الذين للمستبصرين، رغبا بهذا القرآن المهتدين. وبقي من يكونوا أن عسى ورهبا؛

بشري! جيل كل من العمEي يخاطب االستبصاري التحدي

18

Page 19: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

كمE من بصآئر جاءكم قدEوعال: ) جل الحق قال ب فمنE رEصر Eها عمي ومنE فلنفEسه أب Eكم أنا وما فعلي بحفيظ( علي

(.104)األنعام: من نقرؤها الله، رسالة إلى آئبين نرجع ذلك؛ أجل من

في وقصرنا! قدوتنا فرطنا ما على تعالى نستغفره جديد، بسنته وسلم عليه الله صلى الله رسول السبيل هذه

وفعال قوال – النبوية تجلياتها كل في تكن لم التي الزكية، عائشة بكلمة العظيم! وكفى للقرآن تفسيرا - إال وتقريرا

لما – والسالم الصالة عليه – وصفه في المؤمنين، أم المانعة: )كان الجامعة بعبارتها فقالت ؛eخلقه عن سئلت عن السنة عزل من وخاب ضل ( ولقد11القرآن!() خلقه

الكتاب! – الله شاء إن رسالته نحمل القرآن، إلى إذن نرجع

اليقين يحدونا العصر، تحديات بها نخوض – الله أمر كما بالجمع إال ربانية ال وأن بالصالح! إال إصالح ال بأن التام

– ذلك لكل إمكان ال بينهما! وأن صالحا - إال وربانية وإصالحا آية في – ثناؤها - جل الحق قول المجيد! وهو بالقرآن عالمة ولكل – العالمات يقرأ لمن – عالمات ذات آية عجيبة،

Eره تعالى هدايات. قال ذين) :ذك Eكتاب كونيمس وال بالE ا الصالة وأقاموا إن EمصEلحين() أجEر نضيع ال (170األعراف:ال

مEسيك برفع كفيالن أمران :الصالة وإقام بالكتاب، التا المصلحين! منـزلة إلى المسلم هكذا: )إن أجEر نضيع ال

EمصEلحين(. )ولـكن :تعالى قوله ومثلها آلية! تلك وإن الE ين كونوا اني Eكتاب لمونEعت كنتمE بما رب تدEرسون( كنتمE وبما ال

: (. وقد79عمران: آل) Eت قرئت( عEلمون )كتابE مونعو)ت ال لEكتاب(؛ م وظيفتي بين للجمع ال عل والصالح والتعليم، الت

العظيم، القرآن آليات التدارس يكون بذلك إذE واإلصالح، التعرف لطريق وراسمة الله، على دالة عالمات هي بما السبيل هي واآلفاق. وتلك األنفس في وعال، جل إليه

الحصر داللة من واضح هو كما للربانية، األساسربانيين(. كونوا اآلية: )ولكن في االستدراك من المستفادة

مسلم. رواه 11

19

Page 20: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

القرآن مفهوم

القرآن؟ اآلن: ما ولنسألكله؟ الكون بل كله؟ العالم هز الذي الكتاب هذا ما

الله(، )كالم أنه على للقرآن تعريفهم في العلماء أجمع نقول وال ولوازمه، التعريف خصائص في ذلك بعد واختلفوا

الصالح. وإنما السلف من الحق أهل به قال بما إال ذلك في بين عليه المجمع األصل هذا بيان ههنا اآلن عندنا المهم

ولكن عظمى، حقيقة الله(. هذه كالم المسلمين: )القرآنقليال.. تدبرت لو

أن تستطيع كله.. هل الكون خالق جالله جل الله ال اآلفاق؟.. طبعا في الكون هذا امتداد بخيالك تستوعب

وتعالى. سبحانه الكون خالق إال ذلك على القدرة له أحد مستحيل الحدود، مجهول الكون عبر ينتشر الذي فاالمتداد

األرض المحدود. هذه البشري العقل على الحصر النجوم وتلك وطبقاتها، الفضاءات وتلك وأسرارها، تلك ثم وأبراجها، السماء وتلك وأفالكها، والكواكب ال رهيب غيب في لضرب وأطباقها... إنه السبع السماوات

اسأل اآلن؟ أنت الضوئية. أين السنوات ماليين وال تحصره فضاء في تائهة جدا، صغيرة ذرة في هنا نفسك.. أنت

شيء، كل وخلق خلقك، الذي الدنيا: األرض. وربك السماء الجليل الرب وعلما.. هذا قدرة شيء بكل محيط هو

فكلمك اإلنسان؛ أيها أنت، يكلمك أن برحمته قدر العظيم، الله تسمع؟ ما تدري العالمين. أو رب الله بالقرآن.. كالم

يوحى(. أي لما )فاستمعE يكلمك الكون رب الجالل ذو يخر فال العظمى الحقيقة هذه يتدبر قلب؛ وأي وجدان، صخرا كان إذا إال اللهم ورهبا؟ رغبا القهار الواحد لله ساجدا

لله؟ الخلق أخشع من والحجر الصخر وها حجرا. كيف أو(Eنا لوE آن هذا أنزل EقرE Eته جبل على ال رأي منE متصدعا خاشعا ل

ية Eه خش Eك الل مEثال وتل Eربها األEاس نض همE للن رون( لعل يتفك قول تقرأ ألم مجاز، ال حقيقة أمثال وهي(21الحشر:)

االسالم: ) عليه داود حق في تعالى الله نا إن Eجبال سخرE الحEن معه Eعشي يسب راق بال Eش Eر واإلE ه كل محEشورة والطي ل

20

Page 21: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

ه تجلى فلماتعالى: ) وقوله (،19-18:ص ()سورةأواب ربEجبل ا جعله لل قال أفاق فلما صعقا وسىم وخر دك

Eحانك Eت سب Eك تب E إلي EمؤEمنين أول وأنا (.143()األعراف:ال تكلم سبحانه تكلم وإذا الكون، رب كالم هو الله كالم

وتعالى، سبحانه العظيم العلي ألنه فوق؛ من عل: أي من رب وقدرة. إنه علما شيء بكل محيط شيء، كل فوق

همE أالالكون.. فتدبر: ) ية في إن Eقاء من مر همE ل ه أال رب إنء بكل Eالقرآن جاء هنا . ومن(54()فصلت:محيط شي

عجائبه. قال من كثير عن متحدثا كله، بالكون محيطا أقEسم فالالقرآن: ) عظمة عن الكالم سياق في تعالى

ه بمواقع جوم. وإن وE لقسم الن ه. عظيم تعEلمون ل آن إن Eلقر Eنون. ال كتاب كريم. في ه مك يمس زيل اإل Eـ Eمطهرون. تن ال

ب من Eعالمين. أفبهذا ر Eحديث ال وتجEعلون مدEهنون أنتم الEقكم Eرز Eكم وال ربنا سبحانك.(82-75تكذبون()الواقعة: أن

نكذب. آياتك من بأيEقا، النجوم بمواقع أحاط من القرآن.. كالم هو ذلك خل

كله، ذلك بثقل كتابه وإبداعا. فجاء وقدرة، وعلما، وأمرا، هيأه بعدما من ،وسلم عليه الله صلى محمد على أنزله

ا فقال وعال، جل سبحانه عينه على وصنعه لذلك، له: )إنEقي Eك سنل علي كذب لما هنا (. ومن5ثقيال()المزمل: قوEال وقصور تفكيرهم، ضآلة عليهم الله نعى بالقرآن، الكفار

الكوني بعده يستوعبوا أن عن بصرهم، وضعف إدراكهم، أساطير وقالواتعالى: ) فقال الغيب، بحار في الضارب Eتتبها وليناأل Eه تمEلى فهي اك Eرة علي أنزله وأصيال. قلE بك

ذي ر يعEلم ال ماوات في الس ض الس Eر Eه واأل غفورا كان إنحيما جاء هنا جدا. ومن عميق لرد (. وإنه6-5الفرقان:()ر واألرض. قال السماوات في السر من كثير عن متحدثا

فEنا ولقدE)وجل: عز آن هذا في صر EقرE اس ال كل من للننسان مثل. وكان Eثر اإلE ء أك E(. وقال:54الكهف:)ا(جدل شي

(Eفاق في آياتنا سنريهم Eوفي اآل Eى أنفسهم ن حت ه لهمE يتبي أنEحق. أولمE Eف ال ك يك ه برب ء كل على أن Eشهيد. أال شي Eهم إن

ية في Eقاء من مر همE ل ه أال رب ء بكل إن Eفصلت:محيط شي()53-54.)

21

Page 22: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

الغيب، ببحر متصال القرآن تالي يكون أن عجبا فليس بعشر والحسنة حسنة حرف بكل الغيب، بميزان ومأجورا في لها معنى ال صوتية وحدة هو إنما والحرف أمثالها، معنى، له فالحرف القرآن في أما اللغة، في نعم اللغة، الرباني بالمعنى ولكن المنحرف، الباطني بالمعنى ليس

الله؟ به تكلم قد القرآني الحرف هذا ليس المستقيم. أو وأي عظمة ذلك داللة! ويكفيه وأي داللة ذلك يكفيه إذن

ه رضي مسعود ابن فعنعظمة! رسول قال: قال عنه الل قرأ من): وسلم عليه الله صلى الله الله كتاب من حرفا حرف،" ألم" أقول ال أمثالها، بعشر والحسنة حسنة، فله

.(12()حرف وميم حرف، والم حرف، ألف ولكن رفيع من إياه، الله وعده ما القرآن لقارئ كان ولذلك

حلل من عليه أسبغ وما العالية، الجنان في المنازل : )يقالوسلم عليه الله صلى الله رسول الجمال. قال

لE اقرأ : القرآن لصاحب ق! ورت Eدار في ترتل كنت كما وار وقال ( 13تقرؤها!() كنت آية آخر عند منـزلتك الدنيا! فإن

ه! رب، يا فيقول : القيامة يوم القرآن أيضا: )يجيء حلEبس Eبس رب يا يقول: ثم الكرامة، تاج فيل ة زدEه! فيل حل

ض رب يا يقول : ثم الكرامة، Eفيقول : عنه، عنه! فيرضى ار ق! ويزاد اقرأ، Eالله فضل )ذلك( 14حسنة!() آية بكل وار (.4الجمعة:العظيم() الفضل ذو والله يشاء من يؤتيه

سميع، متكلم، وتعالى سبحانه وهو تكلم، تعالى إنه العلى، والصفات الحسنى األسماء له خبير، عليم، بصير، تشبيه. وال تعطيل وال تأويل بال السلف، أثبتها كما نثبتها به خص الذي كالمه من القرآن وكان وجل، عز تكلم لقد والسالم. الصالة عليه محمد أمة المشرفة، األمة هذه

رمذي رواه 12 الترمذي، سنن . انظرصحيح حسن حديث وقال الت ما القرآن من حرفا قرأ فيمن جاء ما باب القرآن، فضائل )كتاب

المستدرك. في أيضا الحاكم رواه األجر(. كما من له حبان، وابن داود، وأبو والنسائي، والترمذي، أحمد، رواه 13

.8122الصغير: الجامع صحيح في األلباني وصححه والحاكم، الجامع صحيح في األلباني وحسنه والحاكم الترمذي رواه 14

8030الصغير:

22

Page 23: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

الحبل مثل متينة، صلة وربهم، العباد بين صلة فكان الله، بيد األعلى طرفه األرض، إلى السماء من الممدودالصالحين. من به أخذ من بيد األدنى وطرفه

المعنى، هذا خصوص في والسالم الصالة عليه قال من الممدود الله حبل هو الله سبق: )كتاب حديث من

أيضا: ذلك مثل في ( وقال15األرض() إلى السماء بأيديكم، طرفه و الله بيد طرفه القرآن هذا )أبشروا.. فإن

.(16أبدا() بعده تضلوا لن و تهلكوا، لن فإنكم به، فتمسكوا قال ألطف، زيادة فيها أيضا صحيحة أخرى بصيغة وروي تشهدون )أبشروا.. أبشروا.. أليس :وسلم عليه الله صلى

فإن : قال بلى، : قالوا الله؟ رسول وأني الله إال إله ال أن فتمسكوا بأيديكم، وطرفه الله بيد طرفه سبب، القرآن هذا(17أبدا!() بعده تهلكوا ولن تضلوا، لن فإنكم به،

أيها إليك العالمين رب من وصلت الرسالة هي نفسك، خاصة في بها معني غير تظنك أن فاحذر اإلنسان،

بينهم، من موقع لك يدEرى ال البشر، ماليير من واحد أنك أو الكالم خصائص كل فيه الكون، رب خطاب إنه! كال!كال

الكل به يخاطب الله أن أعني وجالل، كمال من الرباني، في والجماعة الفرد شعور ويحصي واحد، وقت في والجزء

E إن قلE) واحد، وقت فوا Eفي ما تخ Eصدوركم Eدوه أوE يعEلمEه تبماوات في ما ويعEلم. الله ض في وما الس Eعلى والله. األر ء كل Eال جالله، جل ( سبحانه29عمران: ()آلقدير شي

تماما وكمالها؟ الربوبية معنى فما وإال ذاك، عن هذا يشغله جميع من مستغيث، وكل داع، كل إجابة على قدير أنه كما

البحر، لجج وفي األرض، وتحت األرض فوق الخلق، أصناف في ذلك السماء... إلخ. كل مدارات وفي طبقاته، وتحت يشغله - ال والمكان الزمان فوق تعالى - وهو واحد وقت شيء كل على وهو الحمد، وله الملك، له شيء، عن شيء أنه تجد القرآن تقرأ إذ أنت نفسه المنطق فبذلك قدير،

تخريجه. سبق 15 :الصغير الجامع صحيح في وهو صحيح . بإسناد الطبراني رواه 16

34تخريجه. سبق 17

23

Page 24: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

أن سواك. احذر أحدا يخاطب ال وكأنه بالذات، أنت يخاطبك!أبصر وتدبر.. ثم الله، كالم أنه المعنى.. تذكر هذا تخطئ

رون أفال )جالله: جل قال آن يتدب EقرE قلوب على أمE ال (،24()محمد:أقEفالها رون )أفال آن يتدب EقرE منE كان ولوE ال

Eر عند E الله غي تالفا فيه لوجدوا E82()النساء:كثيرا اخ..) فتدبر!

وتدبر، اقرأه العظيم، الكوني القرآن: الكتاب هو ذلك أسرار من وسر بالغة، حكمة منه كلمة كل فوراء

والمصير، الحياة حقائق من وحقيقة واألرض، السماوات نهايتها. نحو كرها السائرة نفسك مفاتيح من ومفتاح

أهل من تكون أن تريد تريد. ألست ما كل فيه فتدبر.. إن طول ورفيقك صاحبك بالقرآن! اجعله عليك إذن الله؟

النبوي التعبير في الله( كما )أهل من تكن حياتك؛ أهلين تعالى لله : )إنوالسالم الصالة عليه الصحيح. قال

.(18وخاصته () الله، أهل هم القرآن أهل الناس : من

األمة وقضية العظيم القرآنالم معركة في الله كلمات !الس

بالقرآن! إال العصر هذا معركة في اليوم لألمة تحرير ال "الكلمة!" والقرآن على قائمة الجديدة المعركة طبيعة ألن

كالم! كل فوق القاهر الكالم هو العظيم حقيقة اإلشكالي: ما السؤال نفهم أن بعد ولكنالجديدة؟ العصر معركة في دورها وما "الكلمة"؟

"القول" دال إذ "قوال" وحسب، "الكالم" ليس إن هو كما يفده، لم أم معنى أفاد سواء ملفوظ، كل على

لفظا إال يكون "الكالم" ال بينما النحاة، تعريفات من معلوم شرا! أفاد أم خيرا أفاد سواء للمتكلم، مراد لمقصود مفيدامالك: ابن قول وزان على

! مفيد لفEظ كالمنا Eتقم Eكاس

في األلباني وصححه والحاكم، ماجه وابن والنسائي أحمد رواه 18.2165الصغير: الجامع صحيح

24

Page 25: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

المدرسي النحوي التقعيد هذا من ننطلق هنا ومن المعنى هذا - على الكالم بأن ذلك بعد لنجزم البسيط؛ في جاريا فعال إال يكون - ال العربية قواعد في المؤصل – كلمة أي – الكلمة التاريخ! إن في ألثر جالبا وحدثا الواقع،

الوجودي. المستوى على هذا األفعال، من فعل هي إنما بد ال فإنه منتجه من يصدر مهما الخطاب أن كيف وتأمل

يكون ثم ابتداء، النفسي المستوى على ولو الواقع في يؤثر صاحبه على يعود أن األثر فعلي. وأقل أثر ذلك بعد له

في الجارية والعادة الواقع في يتصور بالشر. وال أو بالخير مستوى من يبدأ البتة! وهذا مطلقا أثر بال كالم الخلق جالله جل الله إلى ينسب مما والتكوين، واإلنشاء الخلق

واإلنجاز اإلنساني الفعل مستوى إلى واألقدار، األفعال منوالتاريخ. الواقع في البشري

ف فيما تعالى الله األول: قول فمثال نبيه حقيقة به عر جل )كلمته!( قال بأنه إياه واصفا السالم، عليه عيسى

ما Eمسيح ثناؤه: )إن Eن عيسى ال يم اب Eه رسول مر وكلمته اللEقاها يم إلى أل Eه()النساء: وروح مرE عيسى (. فكان171من أمره إلى راجع أنه أي عاله، الله( جل )كلمة هو ههنا

Eق إذن التكويني. إنه القدري "الكلمة" راجعة ألن الله؛ خل خلقا الربوبية؛ شؤون بتدبير المتعلق تعالى فعله إلى

ة. وهذا وتقديرا ومي أو خلق كل في شامل المعنى وقـي كله ذلك من شيء وقدر. ال قضاء كل وفي إلهي، تصرف أن أيضا عليه يدل (. ومما19الله() )كلمة عن يخرج

تعالى: )ولوEال قوله حتما واقع أمر القرآن "الكلمة" فيك منE سبقتE كلمة EنهمE لقضي رب همE بي Eه شك لفي وإن من

ك كلمة سبحانه: )وتمتE وقوله (،110مريب()هود: ربم ألمEألن ة من جهن Eجن اس ال (،119أجEمعين()هود: والنك كلمة حقتE ثناؤه: )وكذلك جل قوله وكذلك ذين على رب الهمE كفروا ار()غافر: أصEحاب أن Eل6الن القرآن في هذا (. ومث

تضمن مما ونحوه ذلك يتتبعه. فكل أن شاء لمن كثير واإلنشاء الخلق معاني على ربك( دال )كلمة ضميمة

الله. شاء إن قليل بعد المعنى لهذا أوضح بسط سيأتي 19

25

Page 26: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

اإللهيين. والقدر القضاء أفعال وسائر والتصيير، والتكوين وليست هي وكفى! بل القول لمجرد يقال "الكلمة" قوال

"الكلمة" - قيلت أبدا! فمتى توقيعه يتخلف ال حتمي إنجاز! ومن أنها معناه كان – السياق بهذا Eتخرج لم هنا فعلت

وهو وعال، جل الله فعل معنى عن الله" عموما "كلمةالميعاد. وال القول يخلف ال وتعالى سبحانه

متعالى: ) الله قول الثاني ومثال ماء آدم وعل Eاألس ها تفسير في اختلف مهما – (. فاألسماء31()البقرة:كل

الشرعي "كالم" بالمعنى أنها في اختالف ال فإنه – معناها "األسماء" على تتصور أن أبدا يمكن للكلمة! وال والوجودي

عليها فطر التي الناطقية أساس عبث! فهي أو لغو أنها الوجودية، ماهيته من أساسيا جوهرا تشكل والتي اإلنسان، - أساس ذلك - بعد كانت والتي الكونية، ووظيفته

خلقتعالى: ) قوله األرض! ومثلها في له االستخالفمه Eبيان اإلنسان. عل كانت هنا (. ومن4-3()الرحمن:ال

تخرج ال مسؤولية جدا! وهي كبيرة به يتكلم عما مسؤوليته جل الله قول في باإلنسان أنيطت التي األمانة عموم عن

ا ماوات على األمانة عرضEنا وعال: )إن ض الس Eجبال واألرE والEن Eنها أنE فأبي مل Eن يحEفق Eها وأشE Eسان وحملها من ه اإلن كان إن

محصي كله البشري (. فالكالم72جهوال!()األحزاب: ظلوما كله ألنه وخبره؛ إنشاؤه ذلك في كلمة! يستوي كلمة عليهوالكذب! الصدق بين التحقيق بميزان يوزن

البالغي الدرس "الخبر" في البالغيين فتعريف وعليه؛ غير - تعريف بزعمهم–والكذب( الصدق احتمل بأنه: )ما

بالمعنى ال )خبر(، لكلمة الوجودي أبدا! بالمعنى مانع موازين إلى راجعة البالغيين العادي! فتعاريف اللغوي

خلل من فيه ما علم وقد الصوري، األرسطي المنطق على قائم هو والتصورات! إذ المفاهيم تحديد في منهجي العقل لمنطق خاضعة عقليات بحدود الماهيات تحديد

الموازين تلك لمثل يمكن الوحي! وال معطيات عن المجرد أي أنفسهم! فإلى هم عبروا كما "صورية" فعال تكون أن إال هنا المشكلة! ومن هي تلك الحقيقة؟ الصورة تطابق حد

يمنع ال فإنه المقصود جمع وإن هو )الخبر( عندهم فحد

26

Page 27: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

شخصا أن لو أرأيت "اإلنشاء"، معنى أي فيه، غيره دخول يكون أال ذلك؛ يقصد ال وهو نهاه، أو أمره، أو غيره، نادى

لمقتضى العبارة مخالفة الكذب والله! فإنما بلى كاذبا؟ أو النادب، أو الداعي، أو المنادي، ألن منه؛ وهذا الواقع،

في صنفوه ما آخر الناهي.. إلى أو اآلمر، أو المستغيث، نفس في إرادة يصادف لم إذا ذلك كل اإلنشاء؛ معنى

المتكلم - بهذا إذن محض! فاإلنشاء كذب فهو وقصدا أيضا. وهل والكذب الصدق - يحتمل الوجودي المعنى لغير المستغيث يستغيث وهل وجع؟ لغير المتوجع يتوجع ذلك كان وغيره، مجاز من آخر معنى به قصد فإن فزع؟

بعد والكذب الصدق أساس هو إليه المعدول الجديد المعنى وإرادته! فال المتكلم قصد بالخطاب العبرة ذلك! وإنما

أيضا! والكذب الصدق يحتمل وهو إال اإلنشاء من شيء وهو إال لإلنسان الطبيعي الكالم من شيء ال أنه وأزعم

ذلك: )ما لكل الجامع تعالى الله قول هنا يحتملهما! ومنEفظ Eه إال قوEل منE يل تعالى: (. وقوله17عتيد!()ق: رقيب لدي

Eكتاب )ووضع EمجEرمين فترى ال فقين ال Eويقولون فيه مما مش Eلتنا يا Eكتاب هذا مال وي إال كبيرة وال صغيرة يغادر ال ال

Eلم وال حاضرا عملوا ما ووجدوا أحEصاها ك يظ أحدا!( رب من به تلفظوا ما كل قطعا ذلك في (. ويدخل49)الكهف:

(.20تعالى) الله بحول بدليله ستراه كما قول، في االعتبار في األوفر الحظ اللسان نال فقد ولذلك

عقود كانت - سواء كلها العقود فكانت الشريعة؛ أحكام أو ومعاهدة، تعهد أو شرعية، بيعة من واإلسالم، اإليمان

بيوع، من المالية المصارفات من كانت أو طالق، أو نكاح - الذهن يتصوره أن يمكن مما ذلك وغير وأكرية، وإجارات،

أو لعب مجرد "كالم"! وليست التحقيق عند هي إنما كلها مقصود أي "مفيد"، معنى على قائمة األقوال! ألنها من لهو

جرى وما وقبول، إيجاب من فيها بما للمتخاطبين؛ مراد من عتيد( هو رقيب لديه إال قول من يلفظ تعالى: )ما قوله20

غير القول أن الدين في علم إذ الخصوص، به أريد الذي العام ولذلك آدم، ابن على المحصي دائرة في يدخل ال قصد على المبني المفيد الكالم هو هنا المقصود فالقول ومعنى. قصدا

27

Page 28: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

الله قول هنا واإلقرار. ومن التراضي معاني من مجراهماها كتابه: )يا محكم في تعالى ذين أي Eعقود( أوEفوا ءامنوا ال بال

اإلنسان أن بيان سياق في سبحانه (. وقوله1)المائدة: أوردناه مما األقوال، من منه يصدر ما كل على محاسب

Eفظ قليل: )ما قبل Eه إال قوEل منE يل (.17عتيد()ق: رقيب لدي - وجوههم على النار في الناس يكب الحديث: )وهل وفي

- إال مناخرهم قال: على أو ( وقوله21ألسنتهم؟!() حصائد من بالكلمة ليتكلم العبد أيضا: )إن وسلم عليه الله صلى

درجات. وإن بها الله يرفعه باال؛ لها يلقي ال الله، رضوان يهوي باال؛ لها يلقي ال الله، سخط من بالكلمة ليتكلم العبد

وال الله رسول جد يكن لم ثم (. ومن22جهنم!() في بها فيه يكن وصدقا! ولم حقا إال وسلم عليه الله صلى مزاحهوالسالم. الصالة قط! حاشاه! عليه كذب

هو بل اإلنساني الفعل إنتاج في جدا مؤثر الكالم إن حاصل وهو إال فعله من شيء اإلنساني! وال الفعل عين

بدء تفاعال! وإنما أو توجيها، أو نتيجة، أو مباشرة، بالكالم له: قال كلمة! منذ وآخره كلمة، لإلنسان اإللهي التكليف

مه أن إلى فيكون(، )كن ها( إلى )األسماء عل أنزل أن كلالكريم! )كالمه(: القرآن عليه

التي الخطورة – كالم أي – للكالم يعير ال فالذي معا! الوجود وحقائق الدين بحقائق جاهل فهو يستحقها

واآلثام والتعازير والحدود اإلسالم في العقوبات من وكثير اإلنسان به )كالم( يتكلم مجرد عن شرعا ترتبت إنما ...إلخ؛

شابه ما إلى القذف، كلمة إلى الكفر بكلمة باطال! بدءا السخرية وعبارات والنميمة، الغيبة، كلمات من ذلك

جرا..! وهلم باأللقاب، والتنابز كلمة من "كلمة". انطالقا كله الخير بدء أن كما

محمدا أن )شهادة من يتممها وما الله(، إال إله اإلخالص: )ال كإفشاء واإلحسان، اإليمان كلمات أبسط إلى الله(؛ رسول

هذا بين السائل... وما وإرشاد العاطس، وتشميت السالم، وقال داود، أبا إال السنن وأصحاب أحمد رواه حديث جزء 21

صحيح. الترمذي: حسنالبخاري. رواه 22

28

Page 29: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

في – يؤول جميعا فإنه وجزئياته؛ الكالم كليات من وذاك على القائمة اإلنسانية، الحياة عمران بناء - إلى النهاية الخير فعل ينتج الذي هو كله ذلك ألن والسالم؛ العدل األرض. في البشري الوجود غاية ويحقق المطلق، بمعناه

بعد اإلنسان على بها الله امتن نعمة أول كانت هنا ومن - يديه بين القرآن كان البيان! ولذلك علمه أنه الخلق نعمة في الحياة إلقامة الفاعلة الكالمية األداة – الله كالم وهو

رE بالقسط األرض حEمنتعالى: ) قوله والميزان! فتدب الرم ءان. عل EقرE مه اإلنسان خلق ال مEس عل Eبيان. الش Eقمر ال وال

جEم بان. والن Eجر بحس ماء والش جدان. والس Eووضع رفعها يس Eميزان. Eميزان. وأقيموا في تطEغوEا أال ال ن ال EوزE EقسEط ال وال بالEميزان!( )الرحمن: تخEسروا وزن الوزن وأول(. 9-1ال كل خسرت خسر؛ فإذا )البيان(، حقيقة هو الذي الكالم،

– العام بمعناها – السياسة بموازين بعده! بدءا الموازين موازين إلى واالقتصاد؛ اإلدارة موازين من تتضمنه وما

الجزئية واالجتماعية المالية المصارفات وسائر التجارة الحضارة وتجليات العمران طبائع كل والكلية... إلى

الحياة توازن فقدان من ذلك إليه يمتد ما كل إلى البشرية؛والكونية! والبيئية اإلنسانية كانت هنا تدمرها! ومن أو الحياة تصنع اللغة إن

جدا! جسيمة اإلسالم في الكلمة مسؤولية )السلطة يسمونه الذي الطاغية هذا اليوم واإلعالم

األولى! ألن السلطة إال األمر واقع في الرابعة(! ليس بالباطل؛ أو بالحق أمرهم الحاكم الخلق، على المتسلط

بالكلمة! فحتى والتحكم التسلط من مبتغاه إلى وصل إنما صنع فإنما قهريا؛ التسلط في المتبع األسلوب يكون عندما

شيء بالكلمة! وال البداية في وتجبره قهره أدوات الطاغيةEء قبل يبدأ القرآن في والتكوين والخلEق الوجود الكلمة! فبد

فيكون!( جالله: )كن جل كلمته كلمة! إنها هو إنما الكريمEس جل قال ذي شأنه: )أولي ماوات خلق ال ض الس Eبقادر واألر لق أنE على E؟ يخEلهمE Eخالق وهو بلى مث ما ال Eعليم! إن إذا أمEره الEئا أراد Eحان كنE له يقول أنE شي ذي فيكون! فسب بيده ال

ء كل ملكوت Eه شيE جعون.()يس: وإلي E83 -81تر.)

29

Page 30: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

هي بل وتنتجها، الصورة تصنع التي هي الكلمة إن يرتكز صار اليوم اإلعالم أن يغرنك فال وحقيقتها؛ جوهرها تلك - بنت خطورتها رغم – هذه فإنما الصورة، على أساسا

في الصور كانت لما الكلمات المطاف. ولوال نهاية في حينما تعEرض الصورة أن ذلك إلى أصال! أضف الوجود بها، مقرونة أو بالكلمة، مسبوقة الغالبة العادة في تعEرض

من إال إذن تأتي جميعا! فال ذلك كل بها! أو ملحقة أو فإنما كلمات، بغير صورا نتلقى أننا نتوهم خاللها! وحينما

تسمعها، ال الصورة! إنك خلف المتخفية الكلمة لعبة هي وتسكن صمت، في خواطرك إلى تتدفق ولكنها نعم؛

الصوت هي الكلمة إن قال الذي ذا بقوة! ومن اعتقادك اللغة عبر اإلنسان به يتواصل"مفهوم" الكلمة إنما فقط؟

السيميائية، أو الصورية أو اإلشارية أو الصوتية الطبيعية، نصبتE وأشكال رموز من الوجود في مما ذلك غير إلى

كالم! ذلك معنى! كل على للداللة ترى هنا صور! ومن سواها وما الوجود هي الكلمة إن

م اآلية عمق ماء آدم الكريمة: )وعل Eها!()البقرة: األس (؛31كل العظيم! كم اإللهي الكالم هذا - إلى ذلك ضوء - في فانظر

يوغل هو حد أي وإلى الحقيقة، عمق في يضرب فعال هوالوجود! مجاهيل في

رغم – التاريخ في قبل من كان كما اليوم اإلعالم إن التحكم، وسائل أخطر ليعتبر – والتجليات األشكال اختالف التدافع آليات وأقوى الحضاري، الصراع أدوات وأرهب

األرض! في العمراني

30

Page 31: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

عبر األرض في الناس قهروا الذين الطواغيت إن في وال أبدانهم في البشر فوق بشرا يكونوا لم التاريخ

هم وإنما األمر، واقع في"آلهة" كانوا عقولهم! وال أذهان في الكالم من أسطورة فقط! أسسوا"متكلمون"

آبائهم عن كالميا رصيدا ورثوا أو بها، وسحروهم الناس تعيش حتى وتجديده؛ إنتاجه في واستمروا وأجدادهم )ابن منهم األبد! فكان إلى شعوبهم في األسطورة

من ذلك وغير اآللهة(، و)وكيل الرب(، الشمس( و)حفيدEقوEا فلماتعالى: ) قوله في يدخل مما الكالم أنواع سائر أل

اس أعEين سحروا هبوهمE الن Eتر Eر وجاءوا واس Eعظيم! بسح)(.116)األعراف:

إال أهلها؛ واستذالل األرض في فرعون طغيان كان وما إال يريهم يكن األعلى! فلم ربهم هو بأنه أوهمهم أن بعد منكم أنا فقال فنادى فحشريرى! ) ما األعEلى!()النازعات: رب

نطق رجاله من الحق قائل خالفه لما هنا ( ومن23-24عوEن عنه: )قال تعالى الله حكى كما فقال، بقوة Eما فر

Eوما أرى ما إال أريكم EديكمEشاد!()غافر: سبيل إال أه (.29الرعوEن وتجبر! )إن وتأله طغيان لكل مثاال بذلك فكان Eعال فر

ض في Eلها وجعل األرEعف شيعا أهEتض Eطائفة يس EهمE ح من يذبEناءهمE تحEيي أب Eويس Eه نساءهم EمفEسدين!( من كان إن ال

(.4)القصص: - فقط يصنعه الذي الباطل، والسلطان القوة قهر إنه السحري البيان هذا إلى شئت إن الكالم! وانظر - سحر

زلزلت ما بعد من قومه على فرعون ألقاه الرهيب! الذي

31

Page 32: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

تعالى: )ونادى قال السالم؛ عليه موسى آيات عرشهعوEن Eمه في فرEيا قال قو Eس قوEم Eك لي ألي وهذه مصEر ملEهار Eصرون؟ أفال تحEتي؟ منE تجEري األن Eر أنا أمE تب هذا منE خيذي Eقي فلوEال يبين!؟ يكاد وال مهين هو ال Eه أل منE أساورة عليEمالئكة معه جاء أوE ذهب تخف مقEترنين؟ ال Eمه فاسEقو

همE فأطاعوه (.54-51فاسقين!()الزخرف: قوEما كانوا إنتخف خطاب به الله أعقب ما جدا وتأمل Eفرعون: )فاس همE فأطاعوه قوEمه استخف إنما فاسقين!( فهو قوEما كانوا إن

عقولهم! الواقع في الكتابة عن مترجمة طريفة قصة قرأت ولقد أنه فرعون. وذلك أطباء أحد رواها القديمة الفرعونية

منه ينتزع أن فأراد األغنياء أحد على يوم ذات تسلط تنكيال! فرعون به نكل عنها يتنازل أن أبى فلما ضيعته، الطريق! حافة على وألقاه خالف، من وأرجله أيديه فقطع

في يئن فوجده بعربته مارا الطبيب كان أن فصادف من عالجه ثم بيته، إلى وحمله لحاله رق عرفه فلما الظالم،

مات أن إلى ذلك بعد به صلته انقطعت البتر. ثم جروح آثار - عادة على والدفن التحنيط مراسم يوم كان فرعون. ولما

فرعون، رثاء في كلماته يلقي - والكاهن المصريين قدماء واأللوهية المزيفة، الربوبية رداء من عليه يصبغه بما

قبل ال ما شيمه من المكذوبة! ويذكر والعظمة المدعاة، الغني الرجل الحاضرين بين من يجد بالطبيب به! إذا للبشر من وأرجله أيديه وقطع قبل، من فرعون به نكل الذي

فرعون أن أعلم كنت ويقول: ما بحرارة يبكي وجده خالف،

32

Page 33: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

إلها كان ما على ندما يبكي الحد! وكأنما هذا إلى مقدساط ومن الطائعين من له يكن ولم فرعون، جنب في فرالصاغرين! عباده

تركه مما فرعون لدى كان الذي األسطوري الرصيد إن التاريخ في فرعون كل حكم به الذي هو الفراعنة سدنة

اإلعالم(! )سلطة إنها قل أو الكالم، سحر مملكته. إنه المرأة"، و"حرية "الحداثة"، مفاهيم وليست

المطلقة"، "العدالة أو الليبيرالية" اليوم، و"الديموقراطية إال ساحرة؛ مقوالت من شابهها وما الدولية"، و"الشرعية

للتمكين الكبار؛ العصر كهنة أنتجها إعالمية وسائط وتمديد المتغطرسين غطرسة وتحقيق للمستكبرين

على مغلوب أنه يتوهم لما اإلنسان العتيد! إن ظلمهم تلقائية بصورة يخضع حرا؛ يكون أن يستحق ال أنه أو أمره،األكذوبة! بهذه غلبه لمن

تعEمل مما اليوم، الرهيبة الفتاكة األسلحة إن Eاس تعEمل Eفي تفعل أن لها كان ما المعاصرة؛ الحروب في ويس

الناس أعين سحروا الجدد الفراعنة أن لوال فعلها؛ اإلنسان جميعا! وضحاياهم جنودهم ذلك في واسترهبوهم! سواء

صالح( )عمل أنه من أوهموهم بما أولئك سحروا فقد لهم طاقة ال أنه من أوهموهم بما هؤالء فنفذوه! وسحروا

قوة تدمير! إنها ثم وتخدير، تأثير من كان ما لها بها! فكانر الكلمة! وإنه Eالكالم! سح

القرآن! القرآن هي العصر هذا معجزة كانت هنا من عبودية من اإلنسان تحرير في خارقة قوة من يملكه بما

تقديس عليه وتملي التراب، إلى تـثقله التي الشهوات فيها. والتشريد بالقتل يهدده لمن وتخضعه الفانية، الحياة يجعلها النفوس على رباني سلطان من يملكه بما القرآن

حية القهار! حركة الواحد الله إال إله أنه: ال حقيقة تبصر هو دونها من استكبار كل التاريخ! وأن وفي الكون في أبدية

التحويل خاصية من له بما وهراء! القرآن افتراء محض من اإلنسان؛ لمسار العميق الوجداني م Eضئيل جزئي جر

كائن إلى الشهواني؛ الدنيا متاع من قصير فلك في يدور

33

Page 34: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

في الفسيح، الرباني الملكوت فلك في يدور كبير كوني واستعالء القرآن - بعين يرى الله.. حيث إلى العظيم سيره

ضعيف! حق ضعيفا كان الشيطان كيد أن - كيف اإليمان العالمين! ويدرك رب الله يقودها كونية، المعركة أن وكيف

بجيشها العالم أرهبت التي الطاغية، العولمة سباع أن آنئذ ماء عليها أهEرق ورق! متى من نمور مجرد وسالحها؛

الطين! في ذابت القرآن بجهاد إال وسحره الكالم أكاذيب من فكاك ال نعم،

من فيه بد ال السحر أغالل كسر ألن مستميتين؛ ونضال لذلك مضاد كالم بإنتاج إال كله لذلك وسيلة ال ولكن؛ تضحية، ويعدهمE القرآن رجال يصنع له! كالم ومغالب السحر

الطبيعة، في هي كما الحقائق يرون الذين إعدادا! الرجال المحيط العولمة، خطاب في الكبار السحرة يصورها كما ال

الذي األساس هو وتوهيما! ذلك إيهاما المستضعفين بفضاء من تمكن غلبه إذا به! حتى إال الوجود في شيء يفEعل ال

المقوالت جهاد إذن وقهره. إنه عليه سلطانه نشرة معركة في والمفاهيم، اإلسالم؛ عقيدة بين كبرى عقدي فيها رفع المتوحشة! معركة العلمانية العولمة وإديولوجيا

ورفع المضللة، الدجل كلمة الجديد( راية العالمي )النظام في تعالى الله قول هنا الله(. ومن )كلمة راية فيها القرآن عن الحديث سياق في اآليات، بصائر من عظمى بصيرةEكافرين تطع العظيم: )فال القرآن حجية به وجاهدEهمE ال(.52كبيرا!()الفرقان: جهادا

الذي هو القرآن كان الصريح الصادق المنطق وبهذا غطرسة تصنعه لن السالم بحق! إن العالمي السالم يصنع

ينتجه وما الصهيوني، الكيان جبروت وال وأحالفها؛ أمريكا للظالم كان ودمار. ما خراب من كله العالم في - أن - أبدا

والدخان! اللهيب إال تنتج ال والسالم! فالنار المحبة يصنع سحر نفسه! ولكنه الظالم هو الحقائق بهذه الناس وأدرى شافيا؛ عسال القاتل السم يجعل اإلعالم، ودجل الكالم، الفاكهة آدم أكل كما مختارا! تماما بيده الضحية فيأكله

ومنطق الشيطان، أسلوب هو مختارا! ذلك المحرمة الباطل التاريخ! عبر أبدا

34

Page 35: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

النور اإللهي، النور وليد إال يكون لن العالمي السالم إن بما والجمال؛ بالخير المؤمنين قلوب في يشرق الذي

والعدل الحق معاني من وجدانهم، في القرآن يسكبه ضد بكلماته القرآن يخوضها معركة ذلك والحرية! ودون

حالقيمها تغص اليوم البشرية بقيت الشيطان! وإال كلمات شجرة يكشف وحده الدين! والقرآن يوم إلى آدم بفاكهة

الملعونة! فاكهتها ويتلف النار خارق كالم إنه تماما، عاد غير كالم القرآن هذا إن وإن أهلها، إنتاج من وال األرض هذه إنتاج من ليس قطعا،

الله كالم األرض. إنه في تلي أجلهم ومن تنـزل عليهم كانه قدروا قال: )وما العالمين! الذي رب قدEره حق الل

ض Eضته جميعا واألرE Eقيامة يوEم قب ات والسماوات ال مطEويEحانه بيمينه ركون()الزمر: عما وتعالى سب Eإنه67يش .) أن: )قالوا إال سمعوه إذ الجن قبيل يملك لم الذي الكالم

Eصتوا! فلما وا قضي أن Eذرين. قالوا قومهم إلى ول قومنا يا من سمعنا إنا موسى بعد من أنزل كتابا يديه بين لما مصدقا

(.30-29مستقيم!()األحقاف: طريق وإلى الحق إلى يهديا آنا سمعEنا وقالوا: )إن Eدي قرEد إلى عجبا! يه Eش ا الر به فآمن

Eرك ولن Eنا نش (.2-1أحدا!()الجن: بربلتE تعلمون! - قد لو – القرآن هذا كلمات إن من تنـز إنسان؛ أي يتصوره مما أقوى غيبية بقوة محملة السماء

أسرار من الكثير تحمل الكون، رب عند من جاءت ألنها بما األسرار؛ لتلك مفاتيح جميعها وهي والملكوت، الملك

عالم من القادمة الروح لقوى وبوراق خوارق من فيها تعالى: )وقال الله قول الشهادة! وتدبر عالم إلى الغيبذين Eه وأعانه افEتراه إفEك إال هذا إنE كفروا ال آخرون قوEم عليEما جاؤوا فقدE Eتتبها األولين أساطير وزورا. وقالوا ظل فهي اك

Eه تمEلى Eرة علي ذي أنزله وأصيال. قلE بك ر يعEلم ال في السماوات ض الس Eه واألر (.6-4رحيما()الفرقان: غفورا كان إن

وكفى، كالما يقرأ القرآن يقرأ عندما أنه يظن الذي إن الريح؛ مع األصوات تمضي كما الهواء مع كلماته تمضي

الذي بتاتا! وإنما يعرفه هو وال حقا القرآن يقرأ ال فإنه عبر ويعرج به، يرتفع الذي هو إنما تالوته حق ويتلوه يقرؤه

35

Page 36: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

الملكوت جالل من الكون! فيشاهد آفاق إلى العليا معارجه بشر! قلب على خطر وال سمعت، أذن وال رأت، عين ال ما

هؤالء كان لو آه ثم يتزود! فآه هنالك ومن يتكون وهنالك قال: )يا إذ وعال جل الله يعلمون! وصدق المسلمون

رة Eعباد على حسE EتيهمE ما ال به كانوا إال رسول منE يأتهEزءون!()يس: Eالعباد! على حسرة يا ( نعم؛30يس

EستE العبارات هذه من امتدت التي هي الله كلمات أولي وأبعد الخيال، يتصوره أن يمكن مما أعمق إلى نتلوها التي تقرأ أال الوجود؟ مجاهيل من بشري تصور به يحيط أن منما إذن: )ولوE فاقرأ رهيبا؟ صريحا ذلك الله كتاب في في أن

ض Eاألر Eالم شجرة منEر أق EبحE Eعة بعEده منE يمده وال Eحر سب أبه الله! إن كلمات نفدتE ما (.27حكيم!()لقمان: عزيز الل

Eقل( Eر كان لو EبحE ي لكلمات مدادا ال ر لنفد رب EبحE Eل ال أنE قبي كلمات تنفد Eنا ولوE رب Eله جئ (109مددا!()الكهف: بمث

يا أبدا! ويحك ينتهي ال إنه إذن؟ القرآن هذا ينتهي فأين ومتى صفاته؟ من صفة المتكلم كالم أن تعلم صاح! أليس

سلطانه وعز جالله، جل وهو نهاية؟ لها الله صفات كانتق بمن إذن شيء! فكيف بكل المحيط العالمين، رب تخل جزءا وصار ووجدانه، نفسه في به وتحقق القرآن بهذا

القرآن وهذا الوجودي؟ الفعل في القرآن حركة من حقيقياEس وحقيقته؟ صفته تلك القدر من جزءا صار قد حقا أولي

جنديا صار قد أوليس أبدا؟ موعده يتخلف ال الذي اإللهي، السماء في الله ملكوت بسر ممدودا الله، جنود من بالفعل

إلى اليقين من المبين النصر وسام يحمل األرض؟ وفي كلمتنا سبقتE اآلن: )ولقدE يديه بين عربونه التمكين! وهذا

همE لعبادنا سلين: إن EمرE Eمنصورون لهم ال لهم جندنا وإن الEغالبون!()الصافات: (173-171ال

Eر النافذ القدري فعله هي )كلمته( تعالى أن كيف وتدب كالمه إن كالم، كل فوق الله كالم أن أبدا! ذلك الواقع حتما،Eق تعالى Eوين خل Eع وإنشاء! إنه وتك للموجودات فعEلي صن

ات ومن الذوات، إلى المفاهيم جميعا.. من والكائنات الذرات! وتأمل إلى Eمجر ما قوله ال Eئا أراد إذا أمEره تعلى: )إن شيEله يقول أن Eحان كنE ذي فيكون! فسب كل ملكوت بيده ال

36

Page 37: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

ء Eه شيE جعون وإلي Eيأمر وعال - جل (. إنه83 -81()يس:تر - الشيء بوجود إرادته تتعلق أن وجودا! فيكفي فيكون العدم والصنع الخلق في تعالى فعله كل بالفعل! وإنما ليوجد

(! اآلمر فعل )كلمة(! إنها مجرد والتكوين Eاألمر: )كن كون الوجود! إلى العدم من والتجلي والتكوين، بالت بمجرد إنها الكون، في سدى تذهب ال تعالى كلماته إن

في وحركات ذوات عنها تنشأ – شأنه - جل عنه تصدر ماEملEك شؤون تدبير Eملكوت! إن ال Eق إذنE تعالى كالمه وال خل

لعيسى الله وصف كان هنا ( ومن23وتدبير!) وأمEر وتقدير،ما )كلمة - بأنه بيانه سبق - كما السالم عليه الله(: )إن

Eمسيح Eن عيسى ال يم اب Eه رسول مر Eقاها وكلمته الل إلى أليم Eه()النساء: وروح مرE سياق في ذلك جاء (. وإنما171من - تعالى الله ابن السالم عليه أنه زعموا الذين على الرد أنه على )كلمته( دال فقوله – كبيرا علوا ذلك عن الله

في تعالى بينه ما والتكوين! وهو الخلق من الله إرادة تجليEد عيسى مثل األخرى: )إن اآلية ه عن خلقه ءادم كمثل اللEله قال ثم تراب من Eهنا (. ومن59عمران: فيكون!()آل كن

التاريخ، مجرى غيرت )كلمة(! كلمة لمريم البشرى كانتEالنبوة! قال تاريخ في شامخا صرحا وبنت E قالت تعالى: )إذ

Eمالئكة يم يا ال Eه إن مر رك الل Eه بكلمة يبش مه من Eمسيح اسE الEن عيسى يم اب Eيا في وجيها مرE بين( ومنE واألخرة الدن Eمقر ال

الكلمة! هو السالم عليه المسيح (. فكان45عمران: )آل(24الله!() )كلمة فيكون!( إنها في: )كنE هي إذن القضية

والتكوين، الخلق إرادة عن التعبير هو تعالى الله فكالم هذا الوجودي! وإن وقدره الرباني قضائه عن والتعبيراألبدي! ودستوره األزلي، ترجمانه لهو العظيم القرآن

تنبعث بمعانيه؛ وتتحقق بالقرآن تتخلق إذ فإنك وعليه؛ قدر من جزء آنئذ أنت بل الله؛ جند من جنديا نفسك أنت

السالم عليه موسى أتباع من الله جعل كيف الله! وتدبر بكم فرقEنا وإذEجيدا: ) هذا البحر! تأمل بها شق قدرية أداة

- وهو القرآن أن زعموا لما شنيعا المعتزلة خطأ كان كم فانظر 23- مخلوق! الله كالم

.4/103للقرطبي: القرآن ألحكام الجامع 24

37

Page 38: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

ر EبحE EناكمE ال Eجي عوEن آل وأغEرقEنا فأن Eفر EتمE (تنظرون! وأن لما إسرائيل ببني البحر فرق جالله جل ( فالله50)البقرة:

أما للفرق، أداة إال موسى عصا تكن ولم مؤمنين، كانوا التي اإليمان عزائم هو - فإنما الله - بإذن الفاعل العامل

فكانوا موسى أتباع من كثير استبطنها الخارقة من جزءاEبحEر! بكم فرقEنا وإذEغيرها! فتأمل: ) يكونوا ولم نفسها (ال

( وليس E(! وإن هكذا: )بكم Eهذه معنى كان )لكم في متضمنا أداة كان لله وليا صار إذا العبد أن بيان القصد ولكن األولى،

التاريخ! واقرأ في قدره تنفيذ - في - سبحانه الله يدي بين لي عادى القدسي: )من الحديث في ورد ما شئت إن وليا

كنت هأحببت فإذاعنه: ) قوله بالحرب!( إلى آذنته فقد التي هويد به، يبصر الذي هوبصر به، يسمع الذي هسمع

ألعطينه، سألني وإن بها، يمشي التي هورجل بها، يبطش (.25()ألعيذنه! استعاذني ولئن

بشكل المسلمين هؤالء حقا! وعلى العباد على حسرة يا أالخاص!

فه لو القرآن هذا فإن وإذن؛ األرض في حركة أهله صر وسحر الشيطان كلمات أمامه تـثبت أن من أقوى لكان

جالله: )بلE جل الحق فيه قال الذي الحق هو بل اإلعالم،Eحق نقEذف Eباطل على بال زاهق! ولكمE هو فإذا فيدEمغه الEل Eوي السياسة لكهان طاقة (. ال18تصفون!()األنبياء: مما ال

ثبات بسلطانه! وال اإلعالم لدجاجلة قبل ببرهانه! والEنا رجاله! )لوE أمام األرض لطاغوت ءان هذا أنزل EقرE على ال

Eته جبل رأي ل خاشعا ية منE متصدعا Eه خش Eك الل األمEثال وتلاس نضEربها همE للن رون!()الحشر: لعل ال؟ (. وكيف21يتفك

ل وقد كله! كيف الوجود بفهرست جاء قد وهو بديوان تنـزطEنا عاله: )ما جل الحق لقول ذلك كله! وإن الكون في فرEكتاب ء!()األنعام: منE ال E38شيEء!( يعني: (. قال: )من Eشي

Eء!( وإنما )من Eق سياق في اآلية جاءت شيEال والتكوين الخل من أوسع شمول بعضهم! فهو توهم كما التشريع سياق في

البشري العمران يسع شمول بكثير، والحدود األحكام مجرد

البخاري رواه 25

38

Page 39: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

غيب من إليه امتد بما والملكوت الملك عالم يسع بل كله،مجهول!

Eلونه الذين يأخذه عندما القرآن إن تالوته( حق )يت الضالل، ظلمات يبدد نورا أيديهم بين ( يكون121)البقرة: ومهما كانت، أنى والدجل اإلفك بحصون يخسف وزلزاال

داللة فيها فإن فرعون سحرة مع موسى قصة كانت! واقرأ هذا! زماننا خصوص في فيه، نحن ما على عظيمة رمزية

السحرة، زمزمات آنئذ تمثلها كانت"الباطل كلمة" أن ذلك وخاضوا موسى، بها جاء التي الحق كلمة لحرب فتجردوا اليوم، الباطل يستعمله الذي نفسه المنهج على المعركة

في اليوم تراه كما واألحالف! تماما التكتالت منهج إنه ضد العالمي االستكبار دول تقودها التي الدولية التكتالت

الله حكاه مما الكلمات هذه مكان! اقرأ كل في المسلمينEتوا ثم كيدكمE فأجEمعوا)قالوا: لما فرعون سحرة عن صفا ائEلح وقدEم أفEيوE تعEلى!()طه: منE ال Eعلى إجماع (.. إنه64اس

المعاصر: اإلعالمي السحر في المسمى كهذا الكيد، تكون ال الدولية(! والمواجهة الدولي( و)الشرعية )باإلجماع

الحق لمحاصرة االئتالف؛ وصنع األحالف كلمة جمع بعد إال والعسكرية! )ثم واالقتصادية اإلعالمية الجوانب كل من

Eتوا في وتورطهم المشاركين توريط يكون صفا!( ثم ائ عن للتعبير رمزية! وذلك بصورة ولو جماعية، بصورة الغزو

في المسلمين دم فيتفرق الجريمة، اقتراف في"الصف"Eلح القبائل! قالوا: )وقدEم أفEيوE تعEلى!( وتلك منE ال Eوالله اس

بها يصرح التي الجديد، العولمي االستكبار دول غاية مصادر في بالقوة! والتحكم العالم على تصريحا: السيطرة

والثروات! الخيراتالقرآني؟ الفتى أيها أنت أين ولكن إما موسى يا وتأمل: )قالوا القصة تتمة هنا!.. اقرأ أنت

Eقي أنE Eقى. قال منE أول نكون أنE وإما تل Eقوا..! فإذا بلE أل ألEحبالهم Eهم ل وعصي Eه يخي ها سحEرهمE منE إلي عى. أن Eتس

Eنا خيفة نفEسه في فأوEجس ك تخفE ال موسى. قل Eت إن أنEق EقفE يمينك في ما األعEلى. وأل ما صنعوا ما تل Eد صنعوا إن كي

احر يفEلح وال ساحر Eث الس (. إن69-64()طه:أتى! حي

39

Page 40: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

قطعا! فال موسى عصا من قوة أشد يديك بين الذي القرآن وإعالمية ثقافية أحابيل من اليوم يلقون بما تبتئس

العالمي النظام بترسانة تبتئس وعسكرية! ال وسياسية بلEلهم: ) قل حذار! وإنما الضخمة! حذار وآلياته الجديدEقوا! تعالى: قوله أعني بقوة، كلماته الله عن (.. وتلقأل

Eنا) ك تخفE ال قل Eت إن كما بقوة، إلقائها إلى ( وبادراألعEلى! أنEقبقوة: ) تلقيتها EقفE يمينك في ما وأل ما صنعوا ما تل إنEد صنعوا احر يفEلح وال ساحر كي Eث الس كلمات ( إنأتى! حيEقيتE المعجزات! فإذا تصنع بحقها تـتلقى عندما القرآن أل

وقالع الباطل حصون من الرواس، الجبال أزالت بقوة :eالله عبد بن محمد لرسوله الله قال االستكبار! ولذلك

ك) آن لتلقى وإن EقرE لدنE منE ال حكيم (. وأمره6()النمل:عليم قوله كبيرا! وهو جهادا بالقرآن الكفار يجاهد أن ذلك بعد

Eكافرين تطعE )فالتعالى: كبيرا!( جهادا به وجاهدEهمE ال بالقرآن: الكفار بمجاهدة والمقصود(.52)الفرقان:

القرآن بمفاهيم اإلعالمي والتضليل الثقافي الغزو مواجهةالقرآن! وحقائق يجعالن اللذان هما التضليل وذلك الثقافة تلك إن

الدمار أسلحة أحدث لتجريب حقوال تكون أن تقبل الشعوب إذا إال الجالد؛ أقدام تحت عبدا يكون ال العبد والخراب! إن

بصورة للعبودية! مستجيبا نفEسه عبد! ووطن أنه هو آمن المبين. والقرآن السحر هو األقوياء. وذلك إلرادة الشعورية

تلقته الهذيان! متى لذلك الكاشف البرهان وحده هوالنور! إلى الظلمات من بقوة خرجت النفسرجال! له قام لو سلطان من له فيا فقد بأيمانهم، ما يلقون فعال اآلخرين أن المشكلة إن

في ما نلقي ال الذين نحن لكننا )عولمتهم(، اليوم ألقوا تعالى: قوله عند – األسف - مع المشهد أيماننا! ويقف

همE حبالهمE )فإذا ل وعصي Eه يخي ها سحEرهمE منE إلي عى. أن Eتس السياق، يكتمل ال موسى!( ثم خيفة نفEسه في فأوEجس

العصر! هذا في مصيبتنا وتلك بحقها- تصنع تؤخذ عندما – القرآن كلمات نعم! إن

األرض! طينة من ليسوا رجاال تصنع إنها رجال، كأي ال رجاال

40

Page 41: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

والسلطاني والجماعي الفردي الوجدان تصنع أنها ذلك قوم كله ذلك من فيتخرج ووحيه؛ الله عين على لإلنسان، يتحولون وخاصته(! وبهذا الله بـ)أهل يسموا بأن جديرون

األرض! في وال السماء في شيء يرده ال الذي الله قدر إلى التاريخ! في الكوني أمره - بهم جالله - جل الله فيجEريeالله رسول بمعية تحققوا الذين أولئك ما وتزكية: تعل

ه رسول محمد) ذين الل Eكفار على أشداء معه وال رحماء الEنهمE عا تراهمE بي Eتغون سجدا رك يب ه منE فضEال ورضEوانا الل

Eفي سيماهم Eوجوههم Eجود أثر من في مثلهمE ذلك السوEراة Eجيل في ومثلهمE الت ع اإلن Eرج كزرEفآزره شطئه أخ

تغEلظ Eتوى فاس Eجب سوقه على فاسEاع يع ر بهمE ليغيظ الزEكفار ال ه وعد ذين الل EهمE الصالحات وعملوا آمنوا ال منرا مغEفرة E29()الفتح:عظيما وأج.) تحديات لمواجهة األوحد السالح هي القرآن كلمات إن

- غيبية قوى من به تزخر - بما اليوم تتحدى العصر! إنها هذا لئن )قلE مبارز؟ من هل أو مستجيب من كله! فهل العالم

Eجن اإلنس اجEتمعت Eتوا أنE على وال Eل يأ آن هذا بمث EقرE ال الEتون Eله يأ (88ظهيرا!()اإلسراء: لبعEض بعEضهمE كان ولوE بمث

القوة أسباب من بخيالك يدور ما كل تصنع كلمات إنهاEمنعة، تفجر إذا أنها السلطان! ذلك إلى اإلنسان من وال

العظيم، آليه المتدبر بالقرآن، المتخلق العبد ببصيرة نورها يسحق سالحا نفسه هو منه جعل بحكمه؛ والمتحقق

هذا باطل يدمغ كشفا! وبرهانا ويكشفها العصر ظلمات المغرضة، بالمصطحات يهطل الذي اإلعالمي الوابل

لألمة! بما والثقافي الوجداني للمخزون المخربة والمفاهيم لوسائل طاقة ال ما لإلنسان الفردي الوجدان من يبني

–قوة! من أوتيت مهما – معا والمعنوية المادية التدمير - يبني نفسه الوقت في – هو تفتيته! ثم أو تغييره على

41

Page 42: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

ألي فرصة يدع ال بما ويقويه لألمة، االجتماعي النسيج الخطاب بشر جاء منه! ولو ينال أن مضاد إعالمي خطابوحركة! وصورة الخراب! كلمة وأشد

والقدر! )وما القضاء ومعجزة الكون القرآن! سر إنهه قدروا ض قدEره حق الل Eضته جميعا واألرE Eقيامة يوEم قب ال

ات والسماوات Eحانه بيمينه مطEوي ركون!( عما وتعالى سب Eيش يتكلم إنه – تعرفه أنت لو – العظيم الرب (. هذا67)الزمر:

تستقبل أنت لو بالذات؛ أنت نعم أنت، لك اآلن! ويقولا Eقي خطابه: )إن Eك سنل علي ( فافEتح5Eثقيال!()المزمل: قوEال

وكن القرآني للبالغ قلبك بفتح الربانية الذخيرة صناديقذين غون منهم: )ال ه رساالت يبل يخEشوEن وال ويخEشوEنه الل

ه! وكفى إال أحدا ه الل ( إذن39حسيبا!()األحزاب: باللEق إلى بنفسك أنت تتحول )أهل من تماما! وتكون آخر خل

ما أدراك الوعEد(! وما )أهل إنهم هم؟ من تدري القرآن( أوة بارقة إنهم الوعEد(؟ )أهل Eنا قدري EكمE من: )بعث لنا عبادا عليEس أولي مفEعوال!( وعEدا وكان الديار خالل فجاسوا شديد بأ

( وأولئك26وخاصته!() الله )أهل (.. أولئك5)اإلسراء: صلى الله رسول لهم ترجم الذين العظمى، واليته أصحاب

العظمة ذي الله عن يرويه فيما بقوله وسلم عليه اللهEلي عادى والجالل: )من Eته فقدE وليا EحرEب!() آذن ( ذلك؛27بال

وكفى!

.وخاصته ( الله، أهل هم القرآن )أهلوسلم: عليه الله صلى قال26 في األلباني وصححه والحاكم، ماجه وابن والنسائي أحمد رواه

.2165الصغير: الجامع صحيحالبخاري. رواه 27

42

Page 43: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

المعمل، الله! هي كلمات إال لهم مصدر من وليس البرنامج، وهي المنهاج، الحياة! وهي قوت وهي الزاد، وهي من دونها نستهلك االستراتيجيا! وما وهي الخطة، وهي

EقوEل زخEرف) إال الكالم ( وليس112()األنعام: غرورا..! الEلى سمعتها لما العرب أن عبثا فزعت! فصاحت: )وقال تت

ذين E ال كفروا E ال معوا Eآن لهذا تس EقرE EغوEا ال كمE فيه وال لعل به يتعامل الذي نفسه المنهج (. إنه25تغEلبون!()فصلت:

الذي عينه المخادع األسلوب القرآن! وهو مع اليوم العدو فتكا األشد تلك فيها بما اإلعالمية، وسائله كل تستعمله

كبير لخطأ الكبرى! وإنه المباشرة وضراوة: الفضائيات بعض من لإلسالم، المخلصين بعض يمارسه الذي ذلك

أو الفضائي، االستقبال صحون بتحريم يفتون عندما دعاته؛ كانت تكسيره! وما أو البيت من التلفزيون جهاز بطرد

التاريخ! في قط الباليا لدفع ناجعا حال الوسائل محاربة إلى القرآن إدخال إلى يدعوا أن بأولئك أولى كان وإنما

قرآنية مجالس الصناديق تلك لجعل يجاهدوا البيت! وأن ال القرآن يسكنه الذي البيت بيت! إن كل في مفتوحة

أبدا! الشيطان يدخله وهو له، أستمع أو لبعضهم أقرأ عندما – يبدو وكأنما

من األخرى التلقي وسائل يحظر أو التلفزيون، جهاز يحرم الثقة تجديد إلى حاجة في - أننا األنترنيت إلى الفضائيات

القرآن؟ حد من أمضى شيء كان أوال! عجبا! ومتى بالله أن يكفيك كان الظالم! إنما في الظالم تلعن من نعم! فيا

ووجدانك، قلبك حرارة من فقط! أشعله النور زر تشعل

43

Page 44: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

تر بقوة البيت إلى القرآن إيمانك! أدEخل تباريح ومن العالم أفزع الذي الغول هذا – اإلعالم غطرسة بنفسك

Eل من تحطمت كما يديك، بين - تتحطم عزائمه وثبط قب نور أن كيف موسى! وتر عصا تحت فرعون سحرة أوهام

ماأنهم: ) بعينك وعصيهم! وتر حبالهم يبتلع القرآن صنعوا إنEد احر يفEلح وال ساحر كي Eث الس ( أدEخل69()طه:أتى! حي

القرآن Eلى، نصا كيان تمأل حية وحركة تتدارس، وآيات يت وأطفاال! اصEنعE ونساء رجاال وجدانها، وتعمر كلها، األسرة

أسرة - من الصغار األطفال أن كيف عجبا!.. تر تر ذلك فضائيات من السخرية أنفسهم هم - يتولون القرآن

راية وصورته! ليرفعوا خبره ويركلون اإلعالمي، الطاغوتالسماء! في عالية عالية، القرآن

هذا به جاء الذي التحدي عين هو لعمري ذلك وإن الذي اليقين يزال بالقرآن! وما حقا يؤمن كان لمن القرآن، عهد منذ التحدي يرفع الغالب خطابه القرآن به يعرض يوم إلى بل اليوم، إلى وسلم عليه الله صلى الله رسول

ألخاطب - فرصة - فقط لك: أعطني يقول القيامة! إنه لهذا لالستماع فرصة الشعوب باألحرى: أعط الناس! أو

ركين من أحد وإنEوعال: ) جل القرآن! قال EمشE تجارك ال Eاس ه Eمع حتى فأجر Eه كالم يس EلغEه ثم الل Eمنه أب همE ذلك مأ قوEم بأن

لهو هذا إن )ليسمع( فقط! أال (. نعم،6()التوبة:يعEلمون ال متدفقة الحياة بإخراج كفيلة كلماته أن التحدي! ذلك عين في راسخة حقيقة أقوى أنه الموات! ذلك ظلمات من بقوة

44

Page 45: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

العالمين! رب الله كالم القرآن أنه كله! ذلك الكون هذاأخرى! قصة لها حقيقة وتلك

له غلبة ال المبين، القرآن واجهه لمن إذن غلبة فال عليه القاضية الحق بكلمة المهزومين من هو البتة! وإنماذين قلEالقيامة! ) يوم إلى بالخسران ستغEلبون كفروا للم إلى وتحEشرون Eس جهن Eمهاد! وبئ (. وقل12Eعمران: ()آلال

ك )الالقرآن: راية حامل اإليمان لفتى ن ذين تقلب يغر الEبالد. متاع في كفروا EواهمE ثم قليل ال م مأ Eس جهن Eمهاد!( وبئ ال

وما الظلمة، أساطيل (. فكل197-196عمران: )آل إلى أرض من البالد في وتقلب غطرسة من يمارسونه

– لو مخذوال؛ مذموما يرتد كله وتقتيال.. كله، تشريدا أرض راية المسلمون يرفع "لو" هذه! - لو على حسرة ويا

االقتصادية واإلعدادات النفقات مصير القرآن! فيكون المسلمة الشعوب إلبادة يحشدونها؛ التي الضخمة

خسار إلى المليارات؛ بماليين تعد والتي المستضعفة،ذين إن )القاطعة: الصريحة اآلية هذه محتوم! واقرأ ال

Eفقون كفروا ه سبيل عنE ليصدوا أمEوالهمE ين فسينفقونها اللEهمE تكون ثم رة علي Eلبون!()األنفال: ثم حسE36يغ.)

أخذنا وأنت! هل أنا اآلن، وبينك بيني بقي األمر لكن بقوة؟ الكتاب Eقاء..! وهل تلقيا حملنا وإل التحرير، راية معا أو الجديدة، الوثنية هذه من المسلمين نحن ذواتنا تحرير

الثالثة: األول الجديد: العولمة! بأصنامها الوضعي الدين هذا التعليم والثاني: صنم للشيطان، الممجد اإلعالم صنم

الله! وينتج على التمرد على األجيال يربي الذي العلماني،

45

Page 46: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

ة! والشهوات للغرائز المقدسة الجسد، ثقافة البهمي لكل المتوحش! المدمر االستهالكي االقتصاد والثالث: صنم

شيء! العهد أخذنا وأنت! هل أنا اآلن، وبينك بيني بقي األمر

ومقوالت القرآن، بمفاهيم العمل على القرآن؟ من معار تأثير تحت نرزح مترددين؟ نزال ال أننا أم القرآن؟ Eح الس التي الوهمية األصنام نؤله السياسي، والدجل اإلعالمي

متذللين التعليمية! وننبطح وبرامجه اآلخر ثقافة لنا صنعتها يطعموننا ما كل نلتهم االستهالك ثقافة إغراءات أقدام تحتنجاسات! من

– القرآن وأنت! فهذا أنا اآلن، وبينك بيني بقي األمر الذاكرين، للمؤمنين، مجالسه أبواب - يفتح الله عهد

يماء أهل المطمئنين، ع النبوية، الس ك جد، الر السالكين السEر الله إلى ما واآلصال، بالغدو اليقين! متدرجين مسالك عبلين القرآن، ومجالس الصلوات نداءات بين لآليات، مرت

مدرسة اليقين. تلك يأتيهم حتى ومتعلمين؛ متدارسين أغالل من العتيد إساره وفك اإلنسان، لتحرير القرآن؛الشيطان! ومفاهيم األوثان،Eن القرآن! ألم فتية فيا Eلة؟.. توحدوا أن لكم يأ القب

يخرق نورها يزل لم أمانكم، عهEد القرآن كلمة فإنماتعينوا لقوEمه موسى الدين: )قال يوم إلى الظلمات Eه اس باللض إن واصEبروا Eه األر Eعاقبة منE يشاء منE يورثها لل عباده. والقين! Eمت (.128()األعراف:لل

46

Page 47: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

بن محمد رسوله إلى - العهد ثناؤه - جل الله ألقى ثمآنا) وسلم عليه الله صلى الله عبد Eا قر Eذر عربي Eقرى أم لتن الEلها ومنEذر حوE EجمEع يوEم وتن Eب ال ال ة في فريق فيه! ري Eجن ال

عير! في وفريق عمEرانه يتدفق ( قرآنا7()الشورى:الس العالم فيمأل األرض، على الرباني ينطلق وسالما، أمEناع الذاكرين تالوة من الفجر؛ مثل متدرجا Eخش صالة إلى ال

Eلشعارها: ) قرآنية حركة الركع.. ينطلق العابدين ما اتEك أوحي Eكتاب من إلي ال Eهى الصالة الصالة! إن وأقم عن تن

EفحEشاء Eر ال Eكر. ولذك Eمن ه وال ه الل Eبر. والل ما يعEلم أك خطاب سماع على قدير ذا (. فمن45()العنكبوت:تصEنعون!

Eخوالف! مع يكون أن ويرضى األرض، إلى يخلد ثم الله ال األمان! عهد الله، عهد وذاك القاعدين؟.. كيف مع ويقعدأمانه؟ خرق على يجرؤ ذا فمن

الله رسول يد إلى تمتد األيدي صاح!.. تلك يا ويحك يدوهاتيك: ) العهد، لتوثيق مستجيبة وسلم عليه الله صلىه ! فمنE فوEق الل EديهمE ما نكث أي Eكث فإن ومنE نفEسه على ين

Eه عاهد بما أوEفى ه علي ()الفتح:عظيما أجEرا فسنؤEتيه الل الله رسول شجرة تحت الرضوان، مجالس (.. إنها10

زمانك على الخضراء أنوارها تشرق ،وسلم عليه الله صلى على المفتوحة الخير مجالس القرآن(، )مجالس عبر هذا

Eب له كان) منE كل وجدان Eقى أوE قل مEع أل ()ق:شهيد وهو الس37.)

47

Page 48: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

عليك! وتلك يتنـزل الله نداء صاح!.. ذلك يا فاستمعمن إليك! ولكن تمتد الله رسول يد بين من يتفلت الز

Eك..! فإلى يدك؟! تمد ال أنت متى يدي

المشروع « مفتاح القرآن » مجالس

لذلك كان القرآن بمجالس القرآن تدارس منهج وال يبلى ال متجدد، دائم منهج الزمان، لهذا وهو الزمان، زيادة القرآن! بال منهج نفسه هو ببساطة أبدا! ألنه يتقادم

الحق كالم القرآن وإنما الله، بحول سترى نقصان! كما وال بالقرآن عاله! وكفى جل ربه! من نور على كان لمن منهجا

ه) ل الل Eحديث أحEسن نز Eه مثاني. تقEشعر متشابها كتابا ال منذين جلود همE يخEشوEن ال إلى وقلوبهمE جلودهمE تلين ثم ربEر ه هدى الله. ذلك ذك ه يضEلل يشاء. ومنE منE به يهEدي الل الل(.23()الزمر:هاد منE له فما

شعبية ": مدرسة القرآن مجالس" مشروع هذا لتداول ودعوة القرآن، أخالق وبناء القرآن، ثقافة لنشر

اإلقبال خالل من واالجتماعي، الفردي السلوك في القرآن وفتح القرآن، وتدارس القرآن، تعلم على الشعبي العام

48

Page 49: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

لتقديم األصحاب؛ وبين األسر، " داخلالقرآن صالونات"Eر كؤوس أحلى والجيران! وال واألقارب واألحباب لألهل الذك

الميسر التدارس ومجالس القرآن، موائد من ألذ والالرحمن! يدي بين وآياته لسوره

القرآن": "مجالس القرآن" أو "صالونات مشروع التعرف قصد النور؛ طريق لسلوك مبسط؛ تربوي مسلك

الجمع إال االجتهاد من فيه لنا ليس الله! مشروع إلى هو كما جديد! نأخذه واقع في التنـزيل ومراعاة والترتيب،

ة ال النبوية. مشروع والسنة القرآن من لله! إال ألحد، فيه من الله! وال كالم هو وإنما مخترع، أو لمبدع فيه فضل وال

هو جماعة! بل أو لتنظيم وال رائد، أو لقائد فيه انتماء ومن وأنت، - أنا جميعا نسعى أن لله! غايته تعبدي انتساب

مسمى: بحقيقة لالستظالل – للقرآن صدره الله شرحالله"! "عبد

نفسك عن فيه اآلن! فابحث أمامك المجيد القرآن هذا إذن "! إنه القرآن " مجالس بناء في مشاركة تجدها

ة ال مشروع Eكي كة ألي يخضع وال ألحد، فيه مل Eمسجلة(؛ )مار Eغة) يتوسم هو وإنما ه من أحEسن الله. ومنE صب Eغة الل صب(138(!؟)البقرة:عابدون له ونحEن

جانبا! ولنطرق واأللقاب األشكال صاحبي يا عنك دعمتواضعين! متذللين الله باب

سه تربوي " منهج القرآن " مجالس رسول محمد أس عليهم أصحابه فيه وانخرط وسلم، عليه الله صلى الله

وسلم؛ عليه الله صلى موته بعد به واستمروا الله، رضوانج تربوية مدرسة ذلك بعد يزل التابعين! ولم أفواج تخر العاملين، - للعلماء التاريخ عبر – مقصودا نموذجا

الربانيين! وللمجددينض القرآن " مجالس Eالروح! فهذا لموائد متجدد " عر

يأتيه ال الذي الله كالم اآلن! هذا أمامك العظيم القرآن وطريق الوحي، نور خلفه! هذا من وال يديه بين من الباطل

تخاطبك واآليات السور الله! فهذه عن وافEقهE الهدى! فاقرأEصت إن – أنت! إنها نعم بالذات! أنت، أنت - بصدق أن

تمعE ظروفك وفي هذا، زمانك في اآلن تخاطبك Eهذه! )فاس

49

Page 50: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

بالله المؤمنين من كنت إن (! استمع13يوحى()طه: لماصدEقا! تعالى عنه التلقي في الراغبين حقا،

– - كعادتنا فيه ننطلق " مشروع القرآن " مجالس كاف منهج أنه اليقين ! ولناالعمران( إلى القرآن من)

النفس - لبناء وضوابطه بشروطه أخذ إذا – الله شاء إن تربية تشكيلها وإعادة الجديد، العصر هذا في المؤمنة حضارة اإلسالمي االجتماعي النسيج بناء ثم وتزكية،

على نتمناه تمن وال ندعيها، دعوى ليست وعمرانا! وتلك وحقيقته الحكيم، القرآن منطوق هو كال! وإنما هدى، غير

بها وكما نصه، في هي كما الشاهدة، العمرانية اإلنسان جر في فعل إذا القرآن ألن ببساطة التاريخ! وذلك في مرارا

صار المجتمع كا من مبرمجا بنفسه! ومعمال يشتغل محر وصناعة األجيال لتخريج تلقائية؛ بصورة يشتغل الله، عند

ووحEيه! الله عين على األنفس تربوي دعوي القرآن: مشروع فمجالس

االنتشار؛ سلسل والتطبيق، التنفيذ سهل بسيط، في مفاهيمه بناء وإعادة الدين، تجديد غايته

جدل عن بعيدا.. المجتمع! وفي النفس تعقيدات عن وبعيدا الجدد(، )المتكلمين االنتماءات عن والهيآت!.. بعيدا التنظيماتالمربكة! الحزبية والتصنيفات الضيقة، السياسية في بل الكريم، القرآن فضاء من قريبا لكن؛

روحه شالل العظيم! وتحت النوراني جماله بحرالكريم! الرباني

الصلوات، وصفوف المدارسات، حلقات من وانطالقا وحده الله إلى سيرا األوقات؛ وأفالك المساجد وحصون

يأتينا حتى راهبين؛ راغبين الدين، له مخلصين سواه، دوناليقين!

أو طريقتان القرآن مجالس فضاء في وللدخول وهو معا، بينهما الجمع أو إحداهما اعتماد يمكن صورتان،

أفضل: (األسرية القرآن مجالس) صورة فهي األولى فأما

الواحدة. فأنتما األسرة داخل المجلس تأسيس على وتقوم

50

Page 51: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

بينكما الحياة موازين تختل عندما األبوان، أو الزوجان أيها تصفو فال بناؤه، يستقيم وال شؤونه، وتضطرب البيت، داخل

من جاهزة اإليمان وصEفة المحبة! فهذه تخلص وال المودة، سقما: يغادر ال شامل وشفاء كامل، دواء الرحمن؛ صيدلية

إن القرآن؟ وصEفة في فكرتما القرآن. فهل القرآن! نعمياق Eبمنهج يكون - ال خاصة األسري - للجسم القرآن تر التدارس بمنهج أساسا يكون بل فقط، التبركية التالوة يجتمع الله. عندما بحول بعد سنبينه كما الجماعي، والتدبر

وتدارسا تالوة الله؛ كتاب من بينات آيات على الزوجان الله! عن للتلقي انفتحت قد القلوب أن ذلك فمعنى وتدبرا؛

على الوجدان ترتيب إلعادة االستعداد؛ أتم واستعدت ليطهر ينـزل بالنور فإذا القرآن؛ ومفاهيم القرآن موازين

التضليلية الغشاوة ويطرد الشيطان، وساوس من الخواطر على الزوجين، بين الثقة بناء ويعيد والبصائر، األبصار عن

بإطالق! وجرب مضى وقت أي في عليه كانت مما أحسنالله! شاء إن بعينك النتيجة تر

لبناء األسرية( هي القرآن )مجالس وذاك هذا قبل بمختلف األبناء وتكوين اإلسالم، مفاهيم على األسرة

بجماله والتخلق الدين، وقيم اإليمان، مواجيد على أعمارهم أيسر لهي القرآن منهج على القائمة التربية وأنواره. إن

أنفسهما باألبوين للوصول وأضمنها التربوية، الوسائل االستفادة - إلى الواحدة األسرة - داخل معهما واألبناء بأخالقه والتخلق العالية، القرآن مقاصد من الفعلية

ال تلقائية، بصورة النفس يربي القرآن أن الراقية! ذلك إدارة أنفسهما األبوان يقود أن تعقيد! بشرط وال فيها كلفة

الخير نتائج يحصدان البيت. فإذن القرآن( داخل )مجلس - ذلك بال! ألن على لهما يخطر ال بما الله، بإذن والبركة والحقائق القيم تنبت حيث الفطرة(، )منهج - هو ببساطة في الزرع ينبت كما تماما األنفس؛ أعماق في اإليمانية

Eر عن وسلم عليه الله صلى الله رسول حديث الحقل! وتدب الصالة عليه التربوية. قال العملية في األبوين حضور أهمية

أو يهودانه، فأبواه الفطرة، على يولد مولود والسالم: )كل

51

Page 52: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

دين هو اإلسالم أن ( ومعلوم28يمجسانه!() أو ينصرانه، فليس هنا الفطرة! ومن ديوان هو القرآن وأن الفطرة،

والمجتمعات األنفس بناء على تعالى الله كتاب من أقدر إذا ترميمها؛ أو موازينها، على بنائها إعادة أو الفطرة، علىضالل! أو انحراف فيها حصل قد كان

وسلم عليه الله صلى الله رسول أصحاب كان وما كانوا بل القرآن، عن بمعزل وأهليهم أبناءهم يجعلون

معهم ويعيشون موائده، ويشركونهم مجالسه، يحضرونهم ألسراره. فهذا التعرض وأوقات أنواره، استدرار لحظات

إذا كان) عنه الله رضي مالك بن أنس الجليل الصحابي(29()لهم! فدعا وولده أهله جمع القرآن ختم

السراب؛ وراء تعبت أم أو أب، من وكم منهج عن بحثا من الله شاء ما فتستغرق والبنات، األبناء لتربية قويم

للبرامج والمتابعات التربوية، للكتب المطالعات في األيام، وقاصدة ذاك، أو العالم هذا مسائلة واإلعالمية، التلفزيونية بها تداوي وصفة على للحصول هناك؛ أو هنا األخصائيين

وقسوة زوجها، تعنت أو بناتها، وتمرد أبنائها انحراف النظريات وكانت قيل، ما لها قيل إذا حماتها... إلخ! حتى

أخذتها وبريق؛ ألوان ذات والكلمات أنيق، اصطالح ذات عندما لكنها ثمين، كنز على عثرت كأنما مسرورة فرحة فيها التربية مفهوم من تجد ال والتجريب التطبيق في تشرع

خرقاء! ال ونظريات جوفاء، كلمات هي السراب! وإنما إالجوع! من تغني وال تسمن

االجتماعي، والحل النفسي، العالج يطلب لمن وعجبا أقرب الرباني الشفاء وهذا الحدود؛ وأبعد الدنيا أقصى في - ما حقيقة – عرفت الوريد! القرآن! فهل حبل من إليه

هو ذلك القرآن؟ عالم اكتشاف حاولت هل القرآن؟ معنى! الذي السؤال Eمر قدرة على أنهم الناس أغلب يظن ال

عليه. متفق 28 (القرآن ختم عند الدعاء باب) في الزوائد بمجمع الهيثمي أورده29

رقم: الزوائد: الحديث ثقات. مجمع ورجاله الطبراني وقال: رواه11713.

52

Page 53: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

ما - أبعد األسف - مع أكثرهم ولكن باإليجاب، عنه لإلجابةالصواب! عن يكونون

- وأجدى أنفع شيء وتالوته القرآن كتدارس وليس الطفولة، ورعاية الزوجية، العالقات - لتمتين كله العالم في

بيت لهو ويتلى القرآن فيه يتدارس بيتا الشباب! وإن وتربية هذه في بسيط سهل بيان أبدا! ولذلك الشيطان يسكنه ال

الله. بحول يأتي الورقات، فضاء إلى الدخول صور من الثانية الصورة وأما بذلك . ونقصدالقرآن( )صالوناتصورة: فهي القرآن؛

الغاية أجل من واألصحاب؛ لألحباب البيت صالون فتح إلى واإلنصات وتدبره، الكريم، القرآن تدارس وهي نفسها، من الناس عليه يجتمع ما أفضل (. وهذا30وحكمه) حقائقه على المتماسكة اإلسالمية الشخصية تتكون به ألن الخير؛

"التعارف" يحصل وبه واالجتماعي، المستويين: النفسي التواصل قصد الناس؛ بين الثقة يبني الذي القرآني بمعناه

على القائمة االجتماعية، العالقات وربط العمراني، داخل للحياة يعطي مما والتراحم، والتواد التعاطف eالله رسول بينه ما جميال. وهو معنى اإلسالمي المجتمع

توادهم، في المؤمنين المشهور: )مثل النبوي الحديث في عضو منه اشتكى إذا الجسد، مثل وتعاطفهم؛ وتراحمهم،

هر الجسد سائر له تداعى Eحمى!() بالس إال ذاك ( وما31وال الذي الخير. فالتعارف على"التعارف" من بينهم حصل لما منبع هو األساسية، اإلسالمي المجتمع مقومات أحد هو

قول هنا ! ومن"المنكر" ضد هو الذي"المعروف" وجودها ياتعالى: ) الله اس أي ا الن وأنثى ذكر منE خلقEناكمE إن

EناكمE EرمكمE إن لتعارفوا وقبائل شعوبا وجعل Eد أك ه عن اللEقاكمE ه إن أت - بهذا (. فالتعارف13()الحجرات:خبير عليم الل

داخل والصالح التقوى لبناء جدا هامة - وسيلة المعنى على والتعاون البر، في التنافس من يتيحه بما المجتمع،التقوى.

ضمنها، تندرج وصور أخرى، فرعية أشكال القرآن لصالونات 30المدخل. هذا أواخر في الله بحول لها سنعرض

عليه. متفق 31

53

Page 54: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

اإلسالمي المفهوم هذا هو إنما كله ذلك وأساس وهو: أال اإلسالم، في االجتماعية األخوة لبناء األصيل؛ تقوية في المعنى هذا ألهمية الله(! ونظرا في )المحبة علىeالرسول حرص فقد الناس؛ بين االجتماعي النسيج

ما نحو والحسنات! على اإليمان ميزان في الكبير أثره بيان الله صلى قال المحبة، قصة في والسالم الصالة عليه حكاه يزور رجل وسلم: )خرج عليه في وجل، عز الله في له أخاصد أخرى، قرية Eرجته وجل عز الله فأرEأي: بطريقه[ بمد[ قال: فالنا، قال: أريد تريد؟ قال: أين به مر فلما ملكا،

ها؟ عندك له قال: ال! قال: فلنعEمة لقرابة؟ قال: ال! ترب رسول الله! قال: فإني في أحبه قال: إني تأتيه؟ قال: فلم

رواية (. وفي32فيه!() إياه بحبك يحبك إليك! إنه اللهك قد الله إليك: بأن الله رسول مسلم: )قال: فإني كما أحب

تحت تعالى فيه المتحابين الله جعل هنا فيه!( ومن أحببتهه إال ظل ال يوم القيامة، يوم ظله نص ما جالله! وهو جل ظله، في الله يظلهم : )سبعةeقوله في النبي عليه ال يوم ظله: اإلمام إال ظل ربه، عبادة في نشأ وشاب العادل، ظل

ق قلبه ورجل ا ورجالن المساجد، في معل الله، في تحابقا عليه اجتمعا منصب ذات امرأة طلبته ورجل عليه، وتفر بصدقة تصدق الله! ورجل أخاف فقال: إني وجمال

الله ذكر ورجل يمينه، تنفق ما شماله تعلم ال حتى فأخفاها (.33عيناه!() ففاضت خاليا

لك إذن؛ العباد من الرفيع الرباني الصنف هذا في Eيس الله. وما في المتحابين وسلم عليه الله صلى الله رسول

من فيها ولما اإلخالص، من المحبة لهذه لما إال ذاكالصدق!

القرآن(، )صالونات في المقدمة القرآن موائد وإنما روح - بتغذية خاص بشكل العصر هذا في – الكفيلة هي

المحبة عمران وتمتين المسلمين، بين والتراحم التعاطف المنازل بأفضل للفوز عجيبة؛ متفردة العالي! بصورة

الروحانية! المعاني وأجمل اإليمانية،له. واللفظ وأحمد حبان، وابن مسلم، رواه 32عليه. متفق 33

54

Page 55: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

صادقة، أخوة من تصنعه - بما القرآن مجالس إنEجلساء بين عالية ومحبة ل ال ذات روحية شبكة - لتشك

بينها فيما بانسجام أفقية. تتواصل وأخرى عمودية خطوط أدق - على جهة من – االجتماعي المستوى على أفقيا،

يكون ما وألطف إلى – أخرى جهة - من االنسجام! وتمEتد من الله بحبل القلوب السماء! موصولة نحو عموديا أعلى تعالى؛ لدنه من عليها المتنـزل الروحي، المدد Eرا في ذك األحاديث هذه صور األرض! وتأملE في ورعاية األعلى، المأل

الروح شبكة المجيد القرآن يصوغ كيف عجبا! تر تر التالية العالمين! قال رب الله إلى اإلنساني المجتمع من الممتدة الله حبل هو الله )كتابوسلم: عليه الله صلى الله رسول

ذلك مثل في ( وقال34األرض!() إلى السماء من الممدود وطرفه الله بيد طرفه القرآن هذا )أبشروا.. فإنأيضا:

بعده تضلوا ولن تهلكوا، لن به! فإنكم فتمسكوا بأيديكم، زيادة فيها أيضا صحيحة أخرى بصيغة ( وروي35أبدا..!() ال أن تشهدون )أبشروا..! أبشروا..! أليس :eقال ألطف،

هذا فإن قال: بلى، قالوا: الله؟ رسول وأني الله إال إله به! فتمسكوا بأيديكم، وطرفه الله بيد طرفه سبب، القرآن إذن ضالل ( فال36أبدا!() بعده تهلكوا ولن تضلوا، لن فإنكم

ن بما هلكة الله! وال إلى السالكة الطريق من وضح بما تمت القرآن منهاج غير عضدها! وما من وتقوى األمة نسيج من

كفيل؟! بذلك العظيم إذا إال حقيقة؛ يشتغل ال القرآن أن بيان من البد لكن

وجدانه! له المؤمن! نعم! واشتعل العبد قلب به تحرك من النابعة اإليمانية لالشتعال! فالمعاناة كله كيانه وتهيأ

هي تعالى؛ إليه االفتقار وشدة الله، على اإلقبال صدق مرآتها تصلح حتى وتصفيتها؛ النفس بتهيئة الكفيلة وحدها

وتستدر القرآن، في الكامنة اإليمان، حقائق أنوار لتعكس للعبد تتيح وحدها هي فيه! إنها المكتنـزة العرفان أسرار

تخريجه. سبق 34 :الصغير الجامع صحيح في وهو صحيح . بإسناد الطبراني رواه 35

34تخريجه. سبق 36

55

Page 56: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

أن الوقاد! ذلك زيته وإشعال القرآن، زناد تفجير الصادق يشغل الذي المحرك هو المؤمن العبد قلب جعل الله

ك! فكيف إال حركة وال اإليمان، قاطرة النور؟ ينطلق بمحر به تهب ال هامد، جامد القلب وهذا القرآن؟ يتوهج وكيفاألشواق؟ رياح

هذا أسرار من تتضمنه بما القرآن مجالس فإن وعليه؛Eساب الله، إلى الشوق تهييج من تتيحه وبما المنهج، وإك ومهارة ذاتية خصلة الوجدانية، الحركية الصفة هذه القلبEجلساء تجعل حيوية؛ قين ال Eمتحل ـبه بها ال Eما فعال – أش - رج يكونون Eمصابيح بالس السماء! تشع في المعلقة وال

بأفالكها تدور وهي بالنور Eقدح بما الله.. وذلك إلى سيرا ين إن القرآن! واقرأ اإليمان! وأسرار نور من قلوبهم في

النور! وإنها سورة من النور - آية الوزان هذا على – شئتEصرE وأي آلية ..! آية! فأب

هأسماؤه: ) وتقدست ثناؤه جل الله قال نور اللماوات ض. مثل الس Eكاة نوره واألر Eباح فيها كمشEمص

EمصEباح جاجة زجاجة في ال ها الز ي كوEكب كأن منE يوقد درEتونة مباركة شجرة ة ال زي قي Eة وال شر بي Eتها يكاد غرE يضيء زي

Eولو Eه لم EسسEدي على نور نار تمEه نور. يه منE لنوره الله يشاء. ويضEرب اس األمEثال الل ه للن ء بكل والل Eعليم. شي)

(35)النور: العبد قلب في للقرآن جالله جل الله ضربه مثل فاآلية

قد إيمانه، يتوهج عندما المؤمن عليه يتدفق بما وجدانه؛ ويت نور! على البينات! فذلك: نور آياته وهو القرآن زيت من

هو: القرآن. المؤمن. والمصباح صدر فالمشكاة: هي بوارد العبد اشتغل المؤمن. فكلما هي: قلب والزجاجة

النور! فهو منه فتدفق واشتعل؛ بقلبه اإليمان توهج القرآني كالكوكب لذلك علياء في والجمال بالحسن النابض الدر

جعفر أبو اإلمام ذهب المعنى هذا نحو السماء! فإلى سلف من عدد عن نقال اآلية؛ تفسير في الله رحمه الطبري

56

Page 57: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

رضي عباس وابن كعب، بن أبي منهم والتابعين، الصحابة(37عنهما) الله

عباده على الله نور يفيض كيف تشاهد أن أردت وإذاE وأوليائه؛ ماوات نور اللهوعال: ) جل الله قول فشاهد السض! EواألرEر مشاهد تابعE العظمى! ثم الكونية أبعادها ( وتدب

Eسلة بعEد اآلية صح كماeالله رسول حديث خالل من متسل إليه تشد مليح، صحيح حديث في والسالم الصالة عليه عنه

حال! شعاع الله؛ رسول عن يرويه الله، نور من الر عنه.. الله رضي األشعري موسى أبو الجليل الصحابي

موسى أبو فيها..! قال وما الدنيا به لي أن أحب ما والله eالله رسول فينا قال: )قام عنه، الله رضي األشعري

وجل عز الله إنفقال: » كلمات، بخمEس ال ينام! وال ويرفعه. يرفع القسط ينام! يخفض أن له ينبغي

النهار وعمل النهار، عمل قبل الليل عمل إليه كشفه النور!.. لو الليل! حجابه عمل قبل

من بصره إليه انتهى ما وجهه سبحات ألحرقتEقه من شيء ( وأي38!()خلقه Eتهي ال خل ؟!.. بصره إليه ين

بحات: هي أال Eض النور بهاء سبحانه! سبحانه! والس وفين، Eجالله! جل ذاته عن المتجلي والجالل الجمال من الحس

وحجابه النور عظيم! هو رب من وتعالى ( فسبحانه39)النور!

Eجلساء يجتمع فعندما القرآن، بمجالس متحلقين ال في هم فإنما عاله؛ جل الله بكتاب االشتغال في ويشرعون

مباشرة، النوراني الله بحبل أرواحهم يصلون الحقيقة بهم األكبر! فإذا النور بمصدر قلوبهم مصابيح ويربطون بما لها! وذلك نظير ال وبقوة تلقائية، بصورة يستنيرون

بمعارج يترقون بهم العظيم! وإذا الله نور من اقتبسوا ال مشاهدة اإليمان، حقائق مشاهدة إلى ومدارجه القرآن

أشرقت إذا البلوري للزجاج كان شيئا! وما فيها يضامون هو مشعا! وذلك يكون أن إال القرآنية الحقائق أنوار عليه

هـ.1405بيروت: الفكر، دار . نشر18/140البيان: جامع 37مسلم. رواه 383/14مسلم: صحيح على النووي شرح 39

57

Page 58: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

من األنبياء ورثة األرض، في المصلحين الخير أهل مثلوالصديقين! الربانيين بما – وصالوناته القرآن مجالس إذن: إن تقول أن فلك

لتخريج مدارس - هي وخصائص إمكانات من لها ذكرنااألمة! في القرآن مصابيح

الروح عمارة بناء في نشرع إذن هنا فمن تجديد أجل من القرآن"؛ "مجالس بتصميم عبر الله إلى والسير الوجدان، وتصفية اإليمان،

اجتماعي تداول أجل وأقربه! ومن طريق أخصر شامل؛ اجتماعي والتزام العظيم، للقرآن

أن عسى بالضرورة! الدين مواثيق من للمعلومة إسالمية نهضة بناء في نسهم الله! ما بإذن شاملة، عملي

انها أن إال نرى قد الكوني موسمها وأن آن، قد الحضاري إب اليوم تتمخض القديمة آمالها اإلنسان! فهذه بعالم حل

تنبت اإلسالمي، العالم كل آالم عبر بالتخمين، ال بالفعلمكان! كل في بالبشرى

نعوذ – للشيطان مدخال تكون قد واحدة، مسألة بقيت عن ويثقلها النفس فيثبط – منه العليم السميع بالله

يتسلل ربما أنه القرآن! وذلك مجالس إنشاء إلى المبادرة مجلس لبناء األهلية له السؤال: من هذا عبر الخاطر إلى

النفس: أنا إلى االتهام أصابع تتوجه ما وسرعان قرآني؟ نقول: فإننا هنا المهدي! ومن فلننتظر وإذن أهال؛ لست من المشروع بهذا أولى هم أوال، الربانيون العلماء نعم،

الخبرة أهل يأتي بعدهم وحدهم! بل ليس ولكن غيرهم، أولئك! فاق من هؤالء من كان الربانيين! وربما من التربوية

بالضرورة، الدين من بالمعلوم يشتغل المشروع وأن خاصة ميدان له فذلك والمفتين، الفقهاء لتخريج موضوعا وليس

للصناعة مجال القرآن مجالس وإنما فيه، نحن ما غير آخرأساسا. التربوية

والتجربة: بالمشاهدة حصلناه يقين على بناء وذلك من سر ! وهذاأساتذته يصنع المشروع هذا أن وهو

هي بما العظيم القرآن مدارسة العجيبة! إن القرآن أسرار العبد عليها أقبل إذا الله؛ إلى قلبي وسير محض، تعبد

58

Page 59: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

Eمته! وكان القرآن أنوار عليه فاضت حقيقي بإخالص وحك التزكية وتحصيل الروح، تجليات من كان، ما شأنه من

Eمة سترى ذاتية! كما تلقائية بصورة الربانية، والحك مفصال خصائص أهم هي لعمري الله! وتلك بحول بعEد بأدلته

من األمة! وإن بهذه الخلق تربية إليهم الموكول الربانيين، يوم إلى انبعاثه واستمرار الدين، هذا في اإلعجاز أسرار من فعل في يتمثل إلهي، بسر متعلق تجديده أن الدين؛ نور من عباده بعض على يتجلى إذ اسمه، تبارك الله أفعال إال يكون ال الدين ! فتجديد"البعث"وهو: أال وقدرته، إرادته

من ال وإرادته، الله قدرة من فعل"البعث" وإنما ،"بعثا" الله! إلرادة مستجيب فيه اإلنسان وإنما اإلنسان، فعل

Eر صلى قال حيث المشهور، النبوي الحديث كبير بتأن فتدب على األمة لهذه يبعث تعالى الله )إنوسلم: عليه الله

جرت . وقد(40)دينها( لها يجدد من سنة مائة كل رأس ،"التجديد" فعل إلى أكثر ينتبهون اليوم الناس أن العادة ،"البعث" فعل إلى ينتبهون وقلما اإلنسان، هو فاعله الذي هذا، عن ناتج ذلك جالله! وإنما جل الله هو فاعله الذي

ببعث! إال تجديد صحيح! فال غير والعكس جل والله في التجديد روح يبعث كيف لنا بين وعال الله رسول وسنة الله كتاب من واضحة ببيانات النفوس،

!هو: القرآن الروح ذلك وإنماوسلم. عليه الله صلى وخاصته! كما الله أهل من كان بصدق عليه أقبل فمن

ومنEحكيما. ) كان عالما يكن لم الله. فإن بحول سترىEمة يؤEت Eحك Eرا أوتي فقدE ال ر كثيرا! وما خي يذك أوEلوا إال

Eباب! (269()البقرة:األل العملي الله! برنامجك طريق عن مثلي تبحث من فيا القرآن له: هو ثاني ال واحد، كتاب الدعوي؛ وميثاقك

ال واحد مرب الداعي؛ وأستاذك الراعي العظيم! وشيخك الله رسول ( محمد41القرآن() خلقه )كان من له: هو نظير

هريرة أبي عن المعرفة ، في والبيهقي والحاكم داود أبو رواه 40الجامع . صحيح في1874 رقم : األلباني، وصححهمرفوعا.

مسلم. رواه 41

59

Page 60: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

ومنطلقك الدعوي، مقرك وأماوسلم! عليه الله صلى الله! بيت له: هو بديل ال واحد )االستراتيجي( فمكان

القرآن فضاء الله! وادخل وجه تجدE المسجد باب فاطرقEمع Eالله! كالم تس

! المالئكة جلساء

اء" ــ ــ Eجلس ــخص وهو ،"جليس" : جمع"ال ــ ــذي الش ــ ال حــديث على االجتمــاع بقصد واحــد؛ مجلس في إليك يجلس

الشاعر: قال ما. ولذلك فعل أو ماEر مان في جليس وخي كتاب! الز

إذن بالك كتاب. فما ألي بالنسبة قيلت حكمة تلك جليسك! ثم هو – ثناؤه جل – الله كتاب فيه يكون بمجلس

وخاصته" هم الله " أهل فيه يكون بمجلس بالك ما المالئكة كان إذا – وذاك هذا - بعد به بالك ما جلساءك! ثم

وحضاره! زواره هم في وتقطع الرحال، إليه تشد مجلس ذلك أن شك ال منه يتضوع مجلس هو واألميال! ألنما المسافات سبيلهك Eل ومالئكته! وبما الله أهل من حضره بما الروح؛ مس تنـز

60

Page 61: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

وبركاته..! وإن رحمته من عليه يحضرون آدم بني من قوما Eمالئكة(! )جلساء الحقيقة في هم المالئكة تشهده مجلسا ال

Eالنبي تعبير أجمل منهم! وما فهو قوما جالس ومنeفي الله صلى قال الشر، وجلساء الخير لجلساء ضربه مثل السوء والجليس الصالح الجليس مثل : )إنماوسلم عليه

ك كحامل Eذيك، أن إما المسك حامل الكير، ونافخ المسEيح الكير طيبة! ونافخ ريحا منه تجد أن وإما منه، تبتاع أن وإما ( ولمجEلس42خبيثة!() ريحا تجد أن وإما ثيابك، يحرق أن إما

فيها! كما وما الدنيا من خير القرآن على الناس فيه يجتمع المالئكة( بالخيرات )جلساء الله. فأبشروا بحول سترى

والبركات! مجالس أنواع خير هي القرآن مجالس كانت هنا؛ ومن

الله رسول وسنة الله كتاب من األدلة تضافرت التي الذكر، مذكورة الله، عند محبوبة أنها على وسلم عليه الله صلى

السكينة، عليها وتنـزل المالئكة، تشهدها األعلى، ملئه في شيء عنده. وليس من في الله ويذكرها الرحمة، وتغشاها

والفالح. الصالح على المسلم اإلنسان تربية في منها أفيد غبار، وال فيها غبش ال التي التربوية الوسائل أهم من وهي عبر بالمعنى، المتواترة األدلة إلى استنادها حيث من

الحديث منها . نذكرالمستفيضة الوفيرة األحاديث صلى النبي إلى مرفوعا هريرة أبو رواه الذي المشهور،

من بيت في قوم اجتمع ما): فيه والذي ،وسلم عليه الله نزلت إال ؛بينهم ويتدارسونه ،الله كتاب يتلون الله بيوت

،المالئكة وحفتهم ،الرحمة وغشيتهم ،السكينة عليهم به يسرع لم عمله به أبطأ ومن. عنده فيمن الله وذكرهم

(43()نسبه! هريرة أبو رواه الذي عليه، المتفق الحديث وكذلك

لله قال: )إن وسلم عليه الله صلى النبي إلى مرفوعا أيضا، الناس، كتاب عن فضال األرض، في سياحين مالئكة

Eر، أهل يلتمسون الطرق، في يطوفون رواية ]وفي الذكEر[ فإذا مسلم: مجالس ]وفي الله يذكرون قوما وجدوا الذك

عليه. متفق 42مسلم. رواه 43

61

Page 62: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

وجدوا فإذامسلم: رواية Eر فيه مجEلسا هلموا [ تنادوا :ذك الدنيا، السماء إلى بأجنحتهم حاجاتكم! فيحفونهمE إلى

فيقولون : عبادي ? يقول ما منهم : أعلم وهو ربهم فيسألهم هل ويمجدونك. فيقول : ويحمدونك ويكبرونك يسبحونك

لو كيف رأوك. فيقول : ما والله ال فيقولون : رأوني ? لك وأشد عبادة، لك أشد كانوا رأوك لو فيقولون : رأوني ? يسألونني ? فما تسبيحا. فيقول : لك وأكثر تمجيدا،

فيقولون: رأوها ? وهل الجنة. فيقول : يسألونك فيقولون : رأوها ? أنهم لو فكيف رأوها. فيقول : ما رب يا والله ال

لها وأشد حرصا، عليها أشد كانوا رأوها أنهم لو فيقولون : فيقولون : يتعوذون ? فمم رغبة. قال : فيها وأعظم طلبا،

رب يا والله ال فيقولون : رأوها ? هل الله : النار. فيقول من كانوا رأوها لو فيقولون : رأوها ? لو فكيف رأوها. فيقول : ما

قد أني فأشهدكم مخافة. فيقول: لها وأشد فرارا، منها أشد ليس فالن، فيهم المالئكة: من ملك لهم! فيقول غفرت بهم يشقى ال الجلساء هم فيقول : لحاجة ! جاء إنما منهم،

(44جليسهم!() أصحاب لدى التربية أساس هو المنهج هذا يزل ولم

في سواء والسالم، الصالة عليه وفاته بعدeالله رسول من الناشئ الجيل تربية في أو وتذكيرها، أنفسهم تزكية

يقول عنه الله رضي الخطاب بن عمر )كان التابعين. فقد جالس وهو عنه[، الله رضي ]يعني: األشعري موسى ألبينا موسى، أبا المجلس: "يا في Eر نا! يقرأ ذك أبو عنده رب

الحن:45ويتالحن!() المجلس، في جالس وهو موسى، ( والت رحمه العطاردي رجاء أبي وعنوالتحبير. بالقرآن التغني

الله رضي األشعري موسى أبي شيخه عن متحدثا قال الله، البصرة مسجد - يعني المسجد هذا في القرآن عنه: )تعلمنا

ثوبين بين إليه أنظر وكأنما حلقا، حلقا، نجلس - وكنا الذي ربك باسم السورة: »اقرأ هذه أخذت وعنه أبيضين،

صلى محمد على أنزلت سورة أول خلق«. قال: وكانتعليه. متفق 44 الرزاق وعبد سننه، في والدارمي صحيحه، في حبان ابن رواه 45

مصنفه. في

62

Page 63: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

المعنى هذا في واآلثار واألحاديث(. 46()وسلم عليه اللهكثير.

Eلك Eمجالس من مجلس في وصاحبك نفسك فاس" صلى النبي منهج الله. فذلك إلى خالله من وسرE القرآن"،

الصالح، صفات صحابته تلقين في وسلم عليه اللهاإلصالح. ومقوماتEع عرضه كما القرآن - منهج وتربيتها النفس - لبناء تتب

قابلة خطوات - ثالث اإلجمال على – القرآن! وهو والتعليم والتعلم التلقي، بمنهج وهي: التالوة للتفصيل،

ر. فذلك بمنهج التزكية ثم التدارس، بمنهج دب ذكره ما الت النبوة وظائف تحديد عند بإجمال، – وتعالى - سبحانه الله

الله من لقدEثناؤه: ) جل قوله في المذكورة الثالث. وهيEمؤمنين على E ال فيهمE بعث إذ Eلو أنفسهمE منE رسوال يت

EهمE يهمE آياته علي مهم ويزك Eكتاب ويعل Eمة ال Eحك E وإن وال كانواEل من ( وقوله164عمران: ()آلمبين ضالل لفي قب

ذي هووتعالى: ) سبحانه ين في بعث ال مي Eاأل EهمE رسوال من Eل EهمE ويت يهمE آياته علي مهم ويزك Eكتاب ويعل Eمة ال Eحك وإن وال

Eل من اكانو هي . وتلك(2()الجمعة:مبين ضالل لفي قب في ورد بما األمة، لهذه السالم عليه إبراهيم دعوة استجابة

نا)تعالى: قوله EعثE رب فيهمE واب EهمE رسوال Eلو من EهمE يت عليمهم آياتك Eكتاب ويعل Eمة ال Eحك يهمE وال ك ويزك العزيز أنت إن

.(129)البقرة:الحكيم( لمهمة الكلية األصول هي والتزكية والتعليم، التالوة،

المؤمنة، النفس لبناء األساسية المراحل وهي الرسالة، مراحل أنها اإلسالمي. إال االجتماعي النسيج وتكوين الغرض، لهذا الكريم بالقرآن االشتغال عملية في متداخلة

هي بل المفاصل، مبتوتة منقطعة بأنها القول يصعب إذ تجد إذ آخرها؛ أولها ويرفد أولها، آخرها يكمل متواصلة،

آثار وتجد السابقة، في الشروع منذ منها الالحقة بدايات بعضها عن تتميز الالحقة! وإنما في مستمرة السابقةيلي: كما إال. وبيانها ليس بالغلبة

الشيخين شرط على صحيح حديث وقال: )هذا الحاكم، رواه 46يخرجاه(. ولم

63

Page 64: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

القرآن لتدارس الثالث المنهجية الخطوات

التلقي بمنهج القرآن األولى: تالوة الخطوة وزكاة بركة التالوة: وهي فهي األولى الخطوة - فأما

القرآن من تتلوه حرف كل على األجر ثبت فقد نفسها، فيه رضي مسعود ابن فعن الكريم، رسول قال: قال عنه الل

ه قرأ من): وسلم عليه الله صلى الل الله كتاب من حرفا حرف،( ألم) أقول ال أمثالها، بعشر والحسنة حسنة، فله

ولذلك. (47()حرف وميم حرف، والم حرف، ألف ولكن في المنازل رفيع من إياه، الله وعده ما القرآن لقارئ كان

رسول الجمال. قال حلل من عليه أسبغ وما العالية، الجنان اقرأ : القرآن لصاحب : )يقالوسلم عليه الله صلى الله

Eل ق! ورت Eعند منـزلتك الدنيا! فإن دار في ترتل كنت كما وار هذا. تنس . فال(48تقرؤها!() كنت آية آخر

آية. قال ما غير في للقرآن بالتالوة أمر وجل عز واللهEل Eك أوحي ما سبحانه: )وات ك كتاب من إلي مبدل ال رب

Eتحدا()الكهف: دونه من تجد ولن لكلماته (. وقال27ملذين سبحانه: )إن Eلون ال ه كتاب يت وأنفقوا الصالة وأقاموا الل

ا رزقEناهمE مما جون وعالنية سر Eتبور()فاطر: لن تجارة ير29.) E Eسوا Eكتاب أهEل منE سواء وقال: )لي Eلون قآئمة أمة ال يت

Eل آناء الله آيات ي جدون()آل وهمE الل E113عمران: يس.) ل وقال آن تعالى: )ورت Eمل: القر تيال()المز Eقال: ثم (،4تر

ر ما )فاقEرؤوا آن()المزمل: من تيس EقرE الحديث (. وفي20ال والذي البررة، الكرام السفرة مع بالقرآن الصحيح: )الماهر

(.49أجران() له شاق عليه وهو فيه ويتعتع يقرؤه البركة من به وصفتE بما تكون إنما التالوة أن إال التلقي بـ)منهج أسميناه بما أخذتE إذا اإليماني؛ والتأثير

رمذي رواه 47 الحاكم رواه . كماصحيح حسن حديث وقال التالمستدرك. في أيضا

حبان، وابن داود، وأبو والنسائي، والترمذي، أحمد، رواه 48.8122الصغير: الجامع صحيح في األلباني وصححه والحاكم،

عليه. متفق 49

64

Page 65: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

Eلى قلبي، بحضور القرآن يؤخذ حيث العظيم(، للقرآن وتتيلي: كما هو ذلك جالله. وبيان جل لله ذكر أنها على آياتهEر، رأس العظيم القرآن أن شك ال الذكر، ومفتاح الذك يكاد وإنسبحانه: ) الذكر! قال هو القرآن الذكر. بل وتاج

ذين لقونك كفروا ال Eليز EصارهمE Eر سمعوا لما بأب الذكه ويقولون Eر إال هو وما. لمجEنون إن Eعالمين! ذك ل ()القلم:ل

51-52.) صسبحانه: ) الذكر! قال يكون به أيضا والقرآن

آن EقرE Eر ذي وال بها يطوف حينما (. والفتنة1ص: ()سورةالذك الله فيحفظ البصائر، بها يعمي مكان؛ كل في الشيطان

ذين إنسبحانه: ) الذاكرين! قال E ال قوا همE إذا ات طائف مسEطان من ي E الش روا Eصرون هم فإذا تذك (.201()األعراف:مب

بالقرآن؟ الذكر نحصل هو: كيف اآلن اإلشكال للقرآن قارئ كل ليس ألنه اآلن؛ األهم السؤال هو هذا

بذاكر! هو"التلقي" بمنهج القرآن أخذ تبصرة: في

أو اليوم، القرآن يتلون الذين الناس أولئك هم كثيرون مختلفة. وأغراض أشكال على اإلجمال، على له يستمعون

" يتلقى" القرآن! من منهم قليل ولكن تلقاه! وإنما لمن حقيقة الذكر ثمار القرآن يؤتي وإنما

من القرآن يتلقى وسلم عليه الله صلى الله رسول كانكتعالى: ) قالربه. آن لتلقى وإن EقرE دنE من ال ل حكيم (عليم

(.6النمل:) يتلوه لمن وليس يتلقاه، لمن معروضا القرآن يزال وال

فقط! قول في عموما. كما االستقبال اللغة: هو في والتلقي

زنهم التعالى: ) الله Eفزع يحE Eبر ال ك Eمالئكة وتتلقاهم األE هذا الذي يوEمكم (.50()103()األنبياء:توعدون كنتمE ال على للوحي. إما القلب استقبال القرآن: فهو تلقي وأما الله صلى للرسول بالنسبة الشأن هو كما النبوءة، سبيلكتعالى: ) الله قول في ما نحو . علىوسلم عليه وإن

آن لتلقى EقرE دنE من ال ل حكيم ألقى (. إذ6النمل:() عليم(.لقيمادة: ) الراغب، مفردات في مفصال ذلك انظر 50

65

Page 66: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

الراغب فسره المعنى! كما بهذا القرآن عليه اللهEقيس إناتعالى: ) قوله من األصفهاني (ثقيال قوال عليك نل

من حمل ما إلى إشارةالله: ) رحمه ( قال5:)المزمل.(51()والوحي! النبوة

القلب القرآن( بمعنى: استقبال )تلقي يكون أن وإماEر. سبيل على للوحي، الذك على التلقي بمنهج القرآن أخذ مؤمن كل في عام وهو

تنبعث به الذي هو المنهج الله. فذلك بحول بعد سنبينه ما لدن )روحا( من القرآن آنئذ تتلقى القلوب. ألنها حياة

Eنا وكذلك: )تعالى: الرحمن. قال Eك أوEحي منE روحا إليEكتاب ما تدEري كنت ما. أمEرنا ال يمان وال Eناه ولكن. اإلE جعلهEدي نورا شاء منE به ن ك منE ن صراط إلى لتهEدي عبادنا. وإن

تقيم E53-52()الشورى:مس.) على للوحي، القلب استقبال بمعنى القرآن وتلقي

Eر؛ سبيل بصورة العبد معه يتعامل بحيث يكون إنما الذك طريا! غضا اآلن تنـزله يشهد هو كأنما أي شهودية، في هو لتخاطبه عليه تنـزلت أنها باعتبار آية، آية، فيتدبره

وزمانه! ومن عصره في حيا قلبه فتبعث ووجدانه، نفسه القرآن" بهذا "يتلقى الذي العبد تعالى الله وصف هنا

Eقي بأنه المعنى؛ تعالى: القلب! قال بشهود السمع له يلEرى ذلك في إن) Eب له كان لمن لذك Eقى أوE قل مEع أل وهو الس

الذكرى يحصل الذي حقا، الذاكر هو (. ذلك37()ق:شهيدالغافلين. من يكون وال يخاطبك! الله إلى تصغي أن إذن القرآن: معناه تتلقى أن

روحا. وبهذا قلبك على تتنـزل وهي اآليات حقائق فتبصرق يقع ثم والتذكر، اليقظة تقع خل ما نحو على بالقرآن، الت من ،وسلم عليه الله صلى الله رسول وصف في مذكور هو

عن سئلت لما عنها، الله رضي عائشة المؤمنين أم حديثالقرآن!( خلقه فقالت: )كان ؛وسلم عليه الله صلى خلقه

(52.)

مادة: )لقي(. ، المفردات 51مسلم. رواه 52

66

Page 67: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

Eعلى اآليات تتنـزل أن أيضا القرآن: معناه تتلقى وأن على الدواء يتنـزل ووجدانك! كما قلبك من الحاجة موطن من وزوجه هو أكل لما السالم عليه الداء! فآدم موطن

بسقوط الغواية؛ أمارة عليهما ظهرت المحرمة؛ الشجرة كئيبا السالم عليه آدم جسديهما! فظل عن الجنة لباس

فأكلتعالى: ) حزينا. قال Eها ا وطفقا! سوEآتهما لهما فبدتE منEهما يخEصفان ة ورق من علي Eجن ه آدم وعصى. ال (فغوى رب

من التوبة )تلقى( كلمات حتى كذلك يزل (. ولم121)طه: تعالى: قوله شفاء! وذلك بذلك له فكانت عليه؛ فتاب ربه

ه من آدم فتلقى) ب Eه فتاب كلمات ر ه علي واب هو إن التحيم حاجة في كان السالم عليه (. فهو37()البقرة:الر ال لكنه الله، إلى ليتوب يقوله؛ أو يفعله شيء إلى شديدة - كلمات تعالى - برحمته عليه الله فأنزل كيف؟ يدري

كما – تعالى. وهي الله إلى وزوجه هو بها ليتوب التوبة؛تعالى: ) - قوله المفسرون يقول نا قاال أنفسنا ظلمEنا ربمE وإن حمEنا لنا تغEفرE ل Eخاسرين من لنكونن وترE ()األعراف:ال من الحاجة موطن على اآليات تنـزلت أن ما ( فبمجرد23

التوبة له فكانت واألشواق؛ الجوارح بها نطقت حتى قلبه؛ أول بهذا السالم عليه آدم القيامة! وكان يوم إلى خلقا

)التلقي(: سبيل على التوبة كلمات أخذه التوابين! وذلكه من آدم فتلقى) ب (!كلمات ر

جل الله وأنصت! فإن استمع إذن القرآن تقرأ فعندما فإنك القرآن، مشاهد بوجدانك أنت! وادخل يخاطبك جالله

ال ما المشاهد من ترى حيث الرحمن! هناك ضيافة فيبشر! قلب على خطر وال سمعت، أذن وال رأت، عين

تام؛ قلبي بحضور لكن وتعلم؛ استطعت كما إذن فاقرأ عليه الله صلى فعله بدء التالوة أن رأيت تتزكى. فقد كي

Eلو قوله في مر كما والتزكية، التعليم من وسلم تعالى: )يتEهمE يهمE آياته علي مهم ويزك Eكتاب ويعل Eمة(. فالتالوة ال Eحك وال

برب مباشرة - صلة حقا أبصرتها - لو نفسها. إنها في نور متكلم الله لكتاب التالي العبد ومناجاة. إن ذكرا العالمين؛

فتدبر! وهو نفسه، في عظيم معنى وحده الله. وهذا بكالمالتالية. التربوية للخطوات ويهيئه القلب يمهد

67

Page 68: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

التدارس بمنهج والتعليم الثانية: التعلم الخطوةم فهي الثانية الخطوة - وأما عل عEليم: وذلك الت والت

Eر وحكمه. إذE العظيم القرآن ألحكام العلم هو إنما العلم خي علينا قال: )خرج الجهني عامر بن عقبة فعن بالكتاب،

فقال: الصفة في ونحن وسلم عليه الله صلى الله رسولEكم كل يغEدو أن يحب أي Eتي العقيق؛ أو بطEحان إلى يوEم فيأEه Eن من Eن بناقتي Eن) كوEماوي بغير يأخذهما (،53زهEراوي Eم بالله إثEع وال وجل، عز نا رحم؟ قط الله! قال: رسول يا قالوا: كل

Eدو فألنEكل أحدكم يغ جد؛ إلى يوEم Eم المس من آيتين فيتعل؛ عز الله كتاب Eر وجل من له خير ناقتين! وثالث منE له خيبع ثالث، Eر وأرE بع! ومنE منE له خي Eدادهن أرE54اإلبل!() من أع)

إنما للغير، تلقينه أو للنفس بالكتاب العلم وتحصيل مبنى وسوره آلياته والتدارس الدراسة بمنهج يكون

E ولـكنتعالى: ) الله لقول ومعنى؛ ين كونوا اني كنتمE بما ربمون Eكتاب تعل فقد(. 79عمران: ()آلتدEرسون كنتمE وبما ال

Eمون( فهي قرئت الجمع مزدوجة، عملية )تعEلمون( و)تعلم والعمل الفهم في شقيها بين عل عEليم. وأقل أولى: الت والت ههنا العلم أن متعلما. بيد أو أحدهما: معلما تكون أن ذلك مقاصد علماء قاعدة العمل. على أفاد ما هو إنما

باطل(. وعلى فهو عمل تحته ليس علم )كل الشريعة: أن ذكر إال فيها ما ملعون ملعونة الدنيا : )إنeقوله يحمل هذا الصالة عليه ( وقوله55متعلما!() أو وعالما وااله، وما الله

يبعثني لم الله والسالم: )إن تا تا؛ وال معن بعثني ولكن متعن

النبوي. بالمسجد يبيتون كانوا المهاجرين فقراء الصفة: هم أهل 53Eحان وأما العقيق وكذلك المنورة، المدينة قرب واد فهو: اسم بط

العظيمة وهي: الناقة كوماء، كوEماوان: تثنية مثله. وناقتان نام السمن. من البياض إلى تميل سمينة، العالية. وزهراء: يعني الس

والطبراني. والبيهقي حبان وابن وأحمد داود وأبو مسلم رواه 54 الجامع صحيح في كما حسن بسند ماجه وابن الترمذي رواه 55

1609الصغير:

68

Page 69: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

ما را() معل والصالح الخير أعمال (. أي: معلما56ميسحكيم. بمنهج للعالمين،

آل آية تعالى: )تدEرسون( - من بقوله فالمقصود على نفسه، الكتاب تدرسون - يعني المذكورة عمران منهج هي المدارسة أو والتدارس الدراسة أن اعتبار

(.57الله) رحمه الطبري اإلمام إليه ذهب كما التعلم، الكفيل التعليمي المنهج هو الكريم للقرآن والتدارس يصير بمقتضاها التي الحكمة، إلى بالدارس بالوصول

ابن عن – الله رحمه الطبري جرير ابن روى )ربانيا(. وقد اآلية؛ )ربانيين( في - تفسير التابعين من وعدد عباس

(.58الفقهاء() بأنهم: )الحكماء العبارات، صيغ تتبع إذن: هو والتدارس فالدراسة

آية كل من والغايات، للمقاصد والدالالت المعاني ووجوه ضبط فيه بما وتفسيرا، ترتيال كله ذلك وتعلم وسورة، وحكمه. أسراره على للتعرف وسوره؛ وآياته ألفاظه

رسول مع السالم عليه جبريل يفعله كان ما جماع وذلك ابن فعن رمضان، ليالي في وسلم عليه الله صلى الله

الله صلى الله رسول قال: )كان عنهما الله رضي عباس رمضان، في يكون ما أجود الناس! وكان أجود وسلم عليه رمضان، من ليلة كل في يلقاه وكان جبريل، يلقاه حين

من بالخير أجودeالله فلرسول ،القرآن فيدارسه تعالى: قوله من ذكرنا ما ( وهو59المرسلة!() الريح

E ولـكن) ين كونوا اني مون كنتمE بما رب Eكتاب تعل كنتمE وبما ال - من تعالى قوله تفسير (. وذلك79عمران: ()آلتدEرسون

مهم النبوة وظائف آيات Eكتاب - )ويعل Eمة(. ال Eحك وال ينور القلب في الله يجعله بأنها: )شيء الحكمة وفسرت

(.60به!() له

مسلم. رواه 56.3/328البيان: جامع 57.326- 3/325البيان: جامع 58البخاري. رواه 591/557البيان: جامع زيد، ابن عن الطبري رواه 60

69

Page 70: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

)التالوة،أعني: قبل، المذكورتين المرحلتين ويجمعEن أنس عنE جاء ماالتدارس( بمنهج والتعليم التعلم ثم ب

وسلم عليه الله صلى النبي إلى ناس قال: جاء مالكEعثE أن فقالوا معنا اب آن يعلمونا رجاال EقرE والسنة. فبعث الEهمE Eعين إلي سب Eصار. يقال من رجال Eقراء. فيهمE لهم األن الآن، حرام. يقEرؤون خالي EقرE Eل ويتدارسون ال باللي

كما التعلم أساس هو (. فالتدارس61الحديث)(... يتعلمون وجوه عن تبحث فأنت به، إال علم ال إذ الحديث، هذا في

ومقاصدها. وذكر أحكامها لتتعلم وتتدارسها؛ المعاني عليه قوله من الشريف، النبوي الحديث في أيضا التدارس

سهل علما فيه يلتمس طريقا سلك من)والسالم: الصالة من بيت في قوم اجتمع الجنة. وما إلى طريقا له الله

نزلت إال بينهم؛ ويتدارسونه الله، كتاب يتلون الله بيوت المالئكة، وحفتهم الرحمة، وغشيتهم السكينة، عليهم

به يسرع لم عمله به أبطأ منوعنده. فيمن الله وذكرهم(.62()نسبه

التدبر بمنهج الثالثة: التزكية الخطوةر: بمنهج التزكية فهي الثالثة الخطوة وأما- دب الت

بما لها والتربية للنفس، التطهير عملية والتزكية: هي منـزلة إلى بها للوصول الله، غير مراعاة من يخلصها

اها. وقدE من أفEلح قدEتعالى: ) اإلخالص! قال من خاب زكاها عنهما الله رضي عباس ابن (. وقال10-9()الشمس:دس

(: )يعني قوله في Eيهم الله بالزكاة: طاعة تعالى: )ويزك عليه الله صلى الكريم فالرسول (. ولذلك63واإلخالص()

األهواء، من صحابته تطهير على حريصا كان وسلم عمال(. )أحسن هو ما إلى اإليمان، مدارج عبر بهم واالرتقاء

مسلم. رواه 61مسلم. رواه 62 يكاد ال اآلية في األقوال من رواه ما وكل الطبري، اإلمام رواه 63

جريج: )قال: يطهرهم ابن عن قوله مثل المعنى، هذا عن يخرج.1/558البيان: منه(. جامع ويخلصهم الشرك من

70

Page 71: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

وتعبيد القهار، الواحد لله العبودية تخليص من أحسن والسواه. دون وحده له القلب

التعليم قبل التزكية ذكر - كيف الله - رحمك وانظر بغير تزكية ال أنه مع والجمعة، عمران آل من اآليتين في

في الله رحمه البخاري اإلمام له ترجم ما على ابتداء، تعليم القول قبل العلم قال: )باب صحيحه من العلم كتاب

Eر قدم والعمل(. وقد على - بناء التزكية على التعليم ذكنا)إبراهيم: دعوة من تعالى قوله - في األصل EعثE رب وابEفيهم EهمE رسوال Eلو من EهمE يت مهم آياتك علي Eكتاب ويعل ال

Eمة Eحك يهمE وال ك ويزك (.129)البقرة:الحكيم( العزيز أنت إن في هو كما اآليات - في بالواو العطف أن صحيح

البالغة في والتأخير التقديم لكن الترتيب، يفيد ال - العربية األوليين اآليتين في التزكية جاءت هنا ومن األهمية؛ يفيد

الوسائل؛ قبل المقاصد ذكر باب من التعليم؛ على مقدمة عن بالوسيلة السائر يفتتن ال وحتى وعلوها؛ الغاية لشرفالخاسرين. من ويكون عنها، فيضل الغاية؛

واإليمان الخير لعناصر وتنمية تربية التزكية كانت وإذا تحصيل إذن فإنها وحده؛ لله القلب يصفو حتى اإلنسان في

في يبدأ أمر بالقرآن. وهذا المتخلقة الزكية، النفس مرتبة االشتغال في العبد لشروع األولى اللحظات منذ الحقيقة

عملية أو التالوة عملية بدء منذ تعبدا. أي الله بكتاب التعلم عملية ثم التلقي، بمنهج الكريم للقرآن االستماع

في الدخول على متوقفة التزكية التدارس. وليست بمنهج التزكية قبل. وإنما بيناه كما االنفصال، تمام منفصلة مرحلة

العتبات في الدخول بانطالق تنطلق متواصلة، عملية هي وتعليما، تعلما ثم وترتيال، تالوة الكريم للقرآن األولى

من يكون ما آنئذ المؤمن من يكون ثم وتدريسا، وتدارسا القمح كحقل به فإذا فيه؛ الخير لعناصر المنمية التزكية وصف أدق والبركات! وما الوفير بالرزق يفيض الصالح

فيما الهدى، إزاء الناس ألحوال وسلم عليه الله صلى النبي والسالم: الصالة عليه عجيب! قال مثل من لذلك ضربه الهدى من به الله بعثني ما )مثل Eم Eث كمثل والعل الكثير، الغي

أصاب بة طائفة منها فكان أرضا Eماء قبلت طي Eبتت ال فأن الكأل

71

Page 72: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

ب Eوالعش Eسكت أجادب منها الكثير. وكانتEفنفع الماء، أم طائفة منها وزرعوا. وأصاب وسقوEا فشربوا الناس، بها الله

Eبت وال ماء، تمEسك ال قيعان هي إنما أخرى تن ! فذلك كأل فعلم به؛ الله بعثني ما ونفعه الله دين في فقه منE مثل

م! ومثل فعE لم منE وعل Eسا، بذلك يرE الله هدى يقEبلE ولم رأسلEت الذي E64به!() أر)

حال منها: هو األول ثالثة: الصنف أصناف إذن فهذه من كان ما منه كان حتى الدين؛ في وتفقه الهدى قبل من

به الله ونفع هو فانتفع للناس؛ واإلصالح لنفسه الصالح قلبا، أوعى ألنه األصناف؛ أحسن غيره! وهو Eعد أثرا، وأب

يتفقه ولم آمن من حال الثاني: هو فضال. والصنف وأدEوم - وتعلم سمع مما – الخير نقل في أسهم لكنه الدين، في فيه. ويتفقهون يتدارسونه الذين منهم فكان الناس، إلى ولم الوحي، عن أعرض من حال فهو األخير الصنف وأماالخاسرين! من فكان الله؛ هدى يقبل

بة األرض مثل مثله الذي إذن؛ األول فالصنف الطيEماء قبلت التي Eبتت القرآن يعني – ال ب الكأل - فأن Eوالعش

بعثني ما ونفعه الله دين في )فقه أنه بسبب الكثير! وذلكم!( كما فعلم به؛ الله الذي الصنف هو الحديث؛ في وعل في حدد مما القرآن منهج على الله عن تلقيه في سار

بذلك ألن وتدارس؛ تالوة من مراحل، من النبوة وظائف في يكون! والـ)فقه( هنا ال أو الدين في الفقه يكون

المعرفة من الضيق، االصطالحي بالمعنى ليس الحديث القرآني بمعناه هو بل التكليفية، الشرعية باألحكام وبالحقائق بالله، العلم معاني كل يجمع الذي الشامل، مقصود الحكمة. وهو من كله ذلك يقتضيه وما اإليمانية،

مهم في تعالى قوله Eكتاب اآلية: )ويعل Eمة(. ذلك ال Eحك هو وال مع التفاعل نتيجة هو إنما تبين كما الدين. وهذا في الفقه

التزكية. عين النبوة. وهو وظائف من األولى المراحل للتالوة بنتيجة تكون ما أشبه هي إذن فالتزكية

استثمارها يتم لن النتيجة هذه أن الله. إال لكتاب والتدارس

عليه. متفق 64

72

Page 73: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

EتقطتE إذا إال التمام على تحصيلها وال الحقيقة، على الر؛ بمنهج دب ر إذ الت دب الذي - هو الله بحول سترى كما – التفEس ويمنح االعتبار، القلب يورث الدخول على العزيمة الن

تصطبغ ال القرآنية والحكم اإليمانية األعمال. فالحقائق في التخلق معنى هو والتفكر! وذلك التدبر عند إال النفس بها

الحكم وتلك الحقائق تلك تصبح حيث القرآن، بأخالق خلقا الله رضي عائشة حديث في جاء ما للمسلم. على طبيعيا

بأنه: وسلم عليه الله صلى الله رسول وصف في عنها(65القرآن!() خلقه )كان

ر دب الخطوتين مع حصوله ممكنا أمرا كان وإن والت بصورة التخلقية نتائجه لتحصيل البد أنه إال السابقتين؛

تكون أن من وجمالها؛ النفس زكاة تورث صحيحة، تربوية لها القلب خاصة! يتفرغ خطوة والوجدان النفس في له

التي الهدايات الستخالص حضوره؛ وكامل شعوره بجامع بها! خطوة التخلق سبل واستخالص اآليات، بها وردت تنتهي ال لكنها التدارس، أو والتعلم التالوة عملية تلي خاصة في تستمر بل الغاية، لهذه عقدته الذي المجلس بنهاية

القرآن ثمرة هي أبدا! وتلك تتوقف ال وجدانية حركة النفس الوظيفة غاية حقا! وهي الربانيون يتذوقها التي الكريم(. قوله في الرسالي البالغ من النبوية Eيهم تعالى: )ويزك

ر فما يكون؟ وكيف إذن؟ التدبر ره – - اللغة في الشيء تقول: تدب ع يتدب بمعنى: تتب

إذا هو كيف ومآالته، وعواقبه أواخره إلى نظر أي دوابره،رالعرب: ) لسان في جاء يكون؟ وكيف إليها؟ صار األمEر ودب

ره: نظر تدEبره: رأى عاقبته، في وتدب Eلم ما عاقبته في واس األمEر وعرف صدره؛ في ير را دEبير( ...) بأخرة أي تدب والت

ر: إليه تؤول ما إلى تنظر األمر: أن في دب عاقبته. والت(66()فيه التفكر

ر أما دب تقرأ إذE فهو: أنك القرآني االصطالح في الت في وعواقبها مآالتها، إلى تنظر وتدرس؛ وتتعلم اآليات، إبصارا؛ اإليمانية حقائقها فتبصر المجتمع؛ وفي النفس

مسلم. رواه 65مادة: )دبر(. العرب، لسان 66

73

Page 74: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

قلبك يعمر ما الوجدانية، الصفات من بذلك فتكتسب ويضعك الربانية، المعرفة طريق في قدمك ويثبت باإليمان،

ذلك القرآن. وبيان بأخالق التخلق إلى السير صراط علىيلي: كما هو

هو: الربانية المعرفة طريق في األساس، منطلقك إن جاء تكتشفه. ولذلك أن بل القرآن، على تتعرف أن

وترتيال، تالوة للقرآن؛ القراءة أمEر يحمل القرآني الخطاب وأمEر وتدبرا. مدارسة للقرآن التعلم

وجل: عز قال ولذلك ونتيجته؛ ذلك كل غاية هو والتدبرEناه كتاب) Eك أنزل روا مبارك إلي يدب ر آياته ل أوEلوا وليتذك

Eباب ل Eالتدبر للقرآن اإلنزال غاية ( فجعل29ص: ()سورةاأل يقظة هو الذي التذكر حصل لما التدبر ولوال والتذكر، المنهج هو باإليمان. فالتدبر الوجدان وعمران القلب، زجره هنا ومن العظيم؛ القرآن لقراءة به المأمور القرآني

رون أفال)سبحانه: يتدبرونه. قال ال الذين للناس تعالى يتدبآن EقرE (،24()محمد:أقEفالها قلوب على أمE ال رون )أفال يتدبآن EقرE Eر عند منE كان ولوE ال E الله غي تالفا فيه لوجدوا Eاخ

(.82()النساء:كثيرا - ذكرنا كما – إذن: هو القرآن وآيات القرآن فتدبر

المجتمع. وذلك وفي النفس في وعواقبها مآالتها إلى النظر متعلقة كانت - إن فتنظر الله، كتاب من اآلية تقرأ بأن

قلبك على وآثارها نفسك، من موقعها - إلى بالنفس أو تطبيقها من موقعك وما منها؟ مرتبتك ما تنظر وعملك،

قلق من تعانيه وما نفسك على كله ذلك آثار وما مخالفتها؟ أن كله بذلك تحاول والعامة؟ الخاصة الحياة في واضطراب

نفسك لوزن مقياسا باعتبارها ضوئها، في سيرتك تقرأبوصفاتها. وتستشفي بدوائها، أدواءك وتقويمها. وتعالج

الله سنن في فتنظر بالمجتمع؛ تتعلق كانت إن وأما ترى وكيف تقع؟ اليوم تراها وكيف وقعت؟ كيف فيه

المخالفة عند ضوئها؟ في وصيرورته المجتمع سيرورة والحياة بالكون كله ذلك عالقة ما تنظر الموافقة.. ثم وعند

هذا أنت! - من نفسك – النفس موقع ما ثم والمصير؟كله؟

74

Page 75: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

والتدبر: التدارس بين الفرق فين بين أساسيا فرقا هناك أن إذن كله ذلك من فتبي

جميع بين منهجي تداخل وجود رغم والتدبر، التدارس ذهنية، تعليمية عملية والخطوات. فالتدارس: هو العمليات

القرآني النص داخل من تشتغل العقل وينتجها خارجه، ال ارتباطه وفي مباشرة، القرآني الخطاب بنص عالقته في

معان من اللغة تلك تتيحه ما قدEر على وأساليبه، بلغته ر: عملية ودالالت. بينما وحكم دب محضة. ذوقية قلبية الت

في ال النفس في - واقعة التدارس صاحبت - وإن فهي إنها القرآني، النص خارج تجري وجدانية حركة النص! إنها

إلى بها تدEخل ثم التدارس، من والحكم المعاني تتلقى المجتمع؛ أحوال مطالعة إلى بها تخرج أو النفس، أعماق

والمجتمع النفس لتراقب موازينها. تشخص على معا وصفات إلى تنظر ثم بهما، الواقعة واألسقام األمراض

وكيف معها؟ تتعامل القرآن: كيف لها قدمها التي العالج القرآن بأخالق التخلق عين هو وذلك بها؟ تستشفي ال المجتمع، وفي النفس في عمل بأنواره. فهذا والتزكية

هو عليه. وذلك مداره كان وإن أساسا، القرآني النص فيرون تعالى: )أفال قوله في للقرآن بالتدبر المقصود يتدب

أعلم. تعالى أقEفالها؟(.. والله قلوب على أمE القرآن للتدبر، رديف القرآن أبواب من آخر باب إلى نلج وهنا

ر. إن منه. ذلك هو بل فك ر هو: الت فك مذكورا يرد ما غالبا الت بديع في والتأمل الله، خلق في النظر سياق في القرآن في

EملEك من صنعه Eملكوت، ال في إنتعالى: ) قوله في كما والEق ماوات خل ض الس Eتالف واألرEل واخE ي هار الل آليات والن

وEلي ذين أل Eباب. ال وعلى وقعودا قياما الله يذEكرون األلE.رون جنوبهم Eق في ويتفك ماوات خل ض الس Eنا: واألر ما رب

هذا خلقEت Eحانك باطال نا عذاب فقنا سب ار. رب ك الن من إنار تدEخل Eته فقدE الن زي Eللظالمين وما أخ Eنا من ب نا أنصار. ر إن

E أنE لإليمان ينادي مناديا سمعEنا كمE آمنوا ا برب نا. فآمن ربEفرEذنوبنا لنا فاغ Eا وكفر ئاتنا عن نا مع وتوفنا سي Eرار. رب األبنا ما وآتنا رسلك على وعدت ك يوEم تخEزنا وال Eقيامة. إن ال ال

Eميعاد تخEلف األدعية هذه ( فكل194-190عمران: ()آلال

75

Page 76: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

عن نابعة هي إنما الباكية؛ الخاشعة، الحارة، العابدة، فاقرأ الله، خلق في التفكر بعيد للعبد الحاصل اإلحساس

الكون جنبات في يسيح لما المؤمن أن وتدبر.. تجد اآليات الرهبة وتأخذه القهار، الواحد الله بعظمة يشعر الفسيح،

مساكن إلى هاربا فيسرع سلطانه؛ وعظمة ملكه جالل منغفرانه. وجمال رحمته،

سعة على له المتدبر يحيل كتاب القرآن أن وبما من كثير كشف إلى به ويرجع الفسيح، وامتداده الكون هو )التدبر( الذي فإن الخلق؛ وغرائب الوجود، أسرار )التفكر( على اإلنسان يحيل القرآن؛ لقراءة الرباني المنهج

متدبر كل الكون. فيكون لقراءة الرباني المنهج هو الذي - كل القرآن - بقراءة الكون. فتقرأ في متفكرا للقرآن

سواء. والمقروءة المنظورة الله آياتهو: اإلبصار. آخر، شيء لك يتم كله وبذلك

أو الضوء، بمثابة يعتبران كليهما، والتفكر التدبر إن الشمس تسلط كما تماما األشياء، على المسلط الشعاع الموجودات، - على الصحو اليوم - في المشرقة أشعتها

حقائق يكشف التدبر الناظرة. فكذلك األعين فتبصرها حتى الكونية، اآليات حقائق يكشف والتفكر القرآنية، اآليات

والمتفكرون. المتدبرون أبصرها وتلك؛ هذه استنارت إذا لغيرهم. ولذلك تكون ال ومشاهدات بصائر فيها لهم وكانت

كمE من بصآئر جاءكم قدEوجل: ) عز قال ب Eصر فمنE ر أبEها عمي ومنE فلنفEسه E وما فعلي Eكم أنا )األنعام:بحفيظ( علي

Eصار أولي يا )فاعEتبروا سبحانه: (. وقال104 ب Eالحشر()األ:2).

ثم وتدبر اقرأ آية؛ آية القرآن تقرأ أن وجب هكذا لم ما حقائقه من وتدرك تر، لم ما ترى أن .. عسى!أبصر! حقا متدبرا له فتكون قبل؛ من تدرك

ومنهاج التصفية، ومقياس التزكية، أساس هو كله ذلك القرآن، الرحمن. فاقرأ رضى إلى العروج وسلم التربية،

اليقين. يأتيك .. حتى!أبصر ثم وتدبر وتدارس، األخرى، إلى تسلمك آية كل فإن المنهج؛ هذا على فاصبر جديدة معرفة فتهبك وأنوارها؛ أسرارها باب لك وتفتح

76

Page 77: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

أنت تستطع لم ما شخصيتك من لك وتبني وبربك، بنفسك اإللهي النور أن ما! ذلك لمانع أو ما، لعلة قبل؛ من بناءه

للمتدارسين - بصائر تدارسها عند – اآليات من المتفجر بها فإذا نفوسهم، مرايا على مباشرة يتدفق والمتدبرين؛

Eصرة اإليمان، بنور مشعة الله! فتتبع بإذن القرآن ببركة مبالله. شاء إن تصل، حتى النور مسالك

77

Page 78: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

القرآن مجالس إلقامة العملي المنهج في العظيم، القرآن لمجالس العامة الصورة هي إذن تلك

ومن والمجتمع، النفس في التربوي وأثرها فضلها حيث من وسنة الله كتاب في تقررت كما النبوية، وظائفها حيث

بحول نخلص ههنا أننا . بيدوسلم عليه الله صلى الله رسول مجلس عقد كيفية عن تطبيقية صورة إعطاء إلى الله

الله. وذلك شاء إن نهايته حتى بدايته من وإدارته، قرآني ذات المنهجية، الضوابط من مجموعة عرض خالل من

كما هو ذلك الغالب. وبيان في العملي التنـزيلي الطابعيلي:

التدارس مجلس إلنجاح ضوابط

78

Page 79: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

لله! هذا القصد تجريد من : البداألول الضابط- مجلسا يكون حتى القرآني؛ المجلس إلنجاح الشروط أول

وتغشاه، وتتنـزل عليه السكينة الله؛ بإذن المالئكة تحضره الكريم القرآن أن واعلميذكره الله فيمن عنده!، والرحمة

تجديد من بإخالص! فالبد عليه للمقبلين إال بصائره يفتح ال مجلس فهو المجلس، مكان إلى بالخروج هممت كلما النيةد الحديث معنى استحضار تنس تعود! وال مجلس وليس تعب

الطارد الشيطان، لوساوس الشافي الشريف، النبوي نوى! ما امرئ لكل وإنما بالنيات، األعمال لخبائثه: )إنما

الله إلى فهجرته ورسوله الله إلى هجرته كانت فمن ينكحها؛ امرأة أو يصيبها، لدنيا هجرته كانت ورسوله! ومن

ما - أن ذلك بعد – (. وتيقن67إليه!() هاجر ما إلى فهجرتهله خالصا لله كان أن وتواله! وتيقن صاحبه وحفظ الله، تقب حبل من إليك أقرب وأنه نفسك، به توسوس بما خبير الله

شيء! فإذا خواطرك من تعالى عنه يغيب الوريد! فال والتدبر التدارس من إليه تسعى بما وحده له أخلصت قلبك على يشرق ما القرآن أنوار من لك فتح لكتابه؛ تعالى! بمحبته وجدانك ويضيء جالله، جل الله بمعرفة ملكوته من العظيم! وشاهدت القرآن جمال حقا: ما وذقت

، عين ال ما Eبشر! قلب على خطر وال سمعت، أذن وال رأت غير من القلب تجريد )الجلساء( على يساعد ومما

وجهه خصوص إرادة على النفس ويوطن الله، قصد – ذلك فإن والشراب، بالطعام المجلس إثقال عدم الكريم؛

التعبد قصEد ويضEعف المجلس، ببركة يذهب مما – ثقل إذا المرجوة؛ الغاية تنال وال المحمود، القصد يضيع وإذن فيه؛ فشاي والبد؛ كان حقيقية. فإن تربوية نتيجة منه تكون فال

وال فيه مؤEنة ال مما ذلك شابه ما أو فاكهة، أو قليلة، وحلوى موعد غير في فليكن أصحابه يكرم أن أراد كلفة. ومنالتدارس!

عليه. متفق 67

79

Page 80: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

نالثاني الضابط- النفسي االنشراح أوقات : تحيEر، على الوجداني واإلقبال للقرآن، اليقظة ومظان الذك

مكدود، يوم في التدارس مواعيد تجعل اإليمانية. فال فمعنى الحياة، وأعباء الكسب أمور من باألشغال مزدحم

النفوس البال! إذ وخلو الذهن صفاء ضمان عدم ذلك التدارس في تشارك لن المكدودة واألجسام المرهقة جدا، الفائدة والنوم! فتضعف اليقظة بين وهي إال والتدبر

ن يجب تنعدم! بل لم إن الفراغ، وساعات الراحة، يوم تحي الصباح من القلبية، واليقظة الذهني الحضور ولحظات

والمساء. أوقات أحسن من نماذج إلى الكريم القرآن أشار وقد

الغداة: هي أو واآلصال. فالغدو الغدو أوقات وهي الذكر، الضحى. وقت أوائل إلى الفجر من النهار، أول ساعات

ما بين العصر إلى وهو وقت وأما اآلصال فمفرده: أصيل، آخر النهار، حيث يبرد حر الشمس،ات عويهو سفالغروب.

وتهدأ أشعتها، وتلين أضواؤها، وتطول الظالل وتمتد. من أجمل أوقات النهار. وهذان الوقتانلذلك كان و

)الغداة واألصيل(، أو )اإلشراق والعشي( هما من لحظات إقبال النفس وانشراح الصدر، واالستعداد للتدبر والتفكر. ولذلك نبه عليهما الله تعالى في كتابه لهذا الغرض. قال

ك ب عا وخيفة ودون عز وجل: )واذEكر ر في نفEسك تضرEغدو EقوEل بال EجهEر من ال Eغافلين( ال واآلصال وال تكن من ال

ه أن(. وقال سبحانه: )205)األعراف: في بيوت أذن اللفع Eصال تر Eغدو واآلE ح له فيها بال مه يسب Eكر فيها اسEويذ.

Eر الله وإقام الصالة Eع عن ذك EهيهمE تجارة وال بي رجال ال تلEصار وإيتاء ب Eقلوب واألE كاة يخافون يوEما تتقلب فيه ال .الز

ه ه أحEسن ما عملوا ويزيدهم من فضEله والل ليجEزيهم اللزق Eر حساب() يرE جل قال(. و38-36النور:من يشاء بغي

Eغداةثناؤه: ) هم بال ذين يدEعون رب واصEبرE نفEسك مع الEعشي EهمE تريد زينة وال Eناك عن يريدون وجEهه وال تعEد عي

Eحياة بع هواه ال Eرنا وات Eبه عن ذك Eنا قل Eيا وال تطعE منE أغEفل الدن(.28()الكهف:وكان أمEره فرطا

80

Page 81: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

هذين بأحد القرآن مجلس عقد إلى سبيل يكن لم فإذا وقت وهو العشاءين، بين أي المغرب، بعد فليكن الوقتين؛

األصل في العشي ألن )العشي(؛ مسمى في أيضا داخلوة من Eوإدبار الليل إقبال عند الظلمة، وهي: بداية العش

ب68النهار) هر الليل (. ويتجن لضرورة! إال أمكن، ما والس وتسأم النوم، إلى وتخلد األبدان فيه تنهد وقت الليل فإن الجامع هو الليل االرتخاء. وإنما إلى وتميل النفوس فيه

غ النهار لتعب Eمفر به؛ بأس فال بدا عنه يجد لم له! فمن وال إال السهر؛ كره قد وسلم عليه الله صلى النبي أن ثبت لما

(.69منه) وهذا والتعليم، والتعلم الدين في التفقه لغرض فال المعلوم؛ التدارس وقت وحل المجلس، رواد حضر فإذا

من: بد

بين ما على العشي األزهري: يقع العرب: )قال لسان في جاء 68 غابت . فإذا عشي ذلك كل غروبها، وقت إلى الشمس زوال

ة: من )...( وقيل: العشي العشاء فهو الشمس صالة والعشيالعتمة.()ن. مادة: عشا( إلى المغرب

بابين: أولهما: )باب ذلك من صحيحه في البخاري اإلمام ترجم 69 الفقه في السمر وثانيهما: )باب العشاء(، بعد السمر من يكره ما

عليه الله صلى النبي عن أحاديث منهما كل تحت والخير(. وأخرج الخير في إال العشاء صالة بعد السهر كراهة عنه ينتج وسلم. مما

Eر، الدين في التفقه من ذلك. ونحو والذك

81

Page 82: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

وذلك المجلس، أدب مراعاة : وهوالثالث الضابط- وقاره، للعلم يحفظ بما الجلوس هيأة في باالعتدال على تساعد بصورة ذلك يكون أن جالله. وينبغي وللقرآن

وال التمدد، يصح اإلنصات! فال وكمال االستماع، حسن تخالف بهيأة الجلوس أو عذر؛ ذي أو لمريض إال االسترخاء،

العامة. واألذواق اإلسالمية اآلدابEر قرآن مجلس هو إنما فالمجلس وقد تعالى، لله وذك

ءان قرئ وإذاسبحانه: ) قال EقرE تمعوا ال Eوأنصتوا له فاس Eكم حمون لعل Eذلك على يساعد (. ومما204()األعراف:تر

Eجلساء يعمد أن ق إلى ال حل - أي أمكن ما – المجلس في الت لما بعض؛ من بعضهم والتقارب حلقة، هيأة على جلوسهم

ق فضل من الحديث في ثبت حل Eر، العلم لطلب الت والذك قال: )إذا وسلم عليه الله صلى الله رسول أن ذلك فمن

قال: الجنة؟ رياض فارتعوا! قالوا: وما الجنة برياض مررتمEر() حلق eالنبي عن عنه الله رضي أنس وعن (.70الذك

Eر!( حلق يطلبون المالئكة من سيارة لله قال: )إن الذك(71الحديث)

التعليم حلقة وهيأة التدريس، جلسة صورة أيضا وتلك لذلك وصف سبق عليهم. وقد الله رضوان الصحابة لدى عن - متحدثا العطاردي رجاء أبو الجليل التابعي رواه مما القرآن - قال: )تعلمنا عنه الله رضي األشعري موسى أبي حلقا، نجلس - وكنا البصرة مسجد - يعني المسجد هذا في

هذه أخذت وعنه أبيضين، ثوبين بين إليه أنظر وكأنما حلقا، أول خلق«. قال: وكانت الذي ربك باسم السورة: »اقرأ

(.72()وسلم عليه الله صلى محمد على أنزلت سورة

السلسلة في األلباني والبيهقي. وصححه والترمذي أحمد رواه 70الصحيحة.

عن الرقاد أبي بن زائدة طريق من البزار رواهالهيثمي: ) قال 71حسنا( إسناده هذا فعاد ضعفه؛ على وثق وكالهما النميري، زياد

(.10/77الزوائد: )مجمع الشيخين شرط على صحيح حديث وقال: )هذا الحاكم، رواه 72

يخرجاه(. ولم

82

Page 83: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

حسب على طبعا، ذلك في المرونة مراعاة من والبد يمكن لم فيه. فإن المجتمع المكان طبيعة أو البيت، هندسةحلق األجسام بين التقارب القصد فإنما حرج، فال الت

من النهل في جميعا واشتراكها القلوب، تقارب لتحصيل والبركات اللطيفة، األنوار من واالستفادة القرآن، فيض

الله! عند من وسكينة رحمة المتنـزلة الخفية،

83

Page 84: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

اجتماعات بمواعيد اإلخالل : عدمالرابع الضابط- عن التخلف ينبغي تفريطا. فال أو إفراطا القرآن"، "مجالس

Eهت ال حتى أسبوع؛ كل األقل على واحد اجتماع عقد تبEلى. كما وال القلب في اإليمان حقائق الزيادة يحسن ال تب

على بناء األسبوع؛ في األكثر على اجتماعات ثالثة علىخول منهج من القلب تزود جعل أي الموعظة، في الت

وال يكل ال حتى متتابعة،؛ وغير منتظمة فترات على اإليمان. فعن مسعود ابن ]يعني الله عبد قال: )كان وائل أبي يمل

ر الله رضي رجل: له فقال خميس، كل في الناس عنه[ يذكتنا أنك الرحمن! لوددEت عبد أبا يا Eر إنه يوم! قال: أما كل ذك

Eره أني ذلك من يمنعني ! وإني أن أك Eكم أتخولكمE أمل بها؛ يتخولنا وسلم عليه الله صلى النبي كان كما بالموعظة

(73علينا!() السآمة مخافةهو: آخر، ضابط الضابط هذا عن ويتفرع

المجلس وقت طول : عدمالخامس الضابط- الوقت أن التجربة أثبتت حده. فقد عن يخرجه بما الواحد

انصرف الزمان؛ من ساعتين تعدى إذا للمجلس المخصص من ضده إلى وربما غيره، إلى األصلي قصده عن الناس

وأي للمجتمعين خسارة والغيبة! وتلك اللغو ضروب المجالس طول عند عموما للناس يحصل ما خسارة! وأقل

الحصة لقاء في يزهدهم الذي واالستثقال ، الممل التعبEمل فإذا المقبلة! وعليه؛ ما ساعتين؛ قرابة اللقاء وقت أك

عن واالنصراف ختمه، فيجب والتدبر؛ والتدارس التالوة بين رغبة القلوب تكون ما أحسن على فيه، المجتمع المكان

لقاء إلى متواصال الشوق نبض إلبقاء الخير؛ من المزيد فيقادم. أسبوع

عليه. متفق 73

84

Page 85: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

القرآن تدارس قواعد : احترامالسادس الضابط- التلقي، بمنهج التالوة من مفصال بيانه سبق مما العظيم التدبر. بمنهج والتزكية التدارس، بمنهج والتعليم والتعلم

تجاه الرئيسة ووظائفها النبوة منهاج التزام على فالحرص التربوي العمل - لنجاح الله - بإذن ضمان الكريم القرآن إلدارة الخاصة الضوابط باب نفتح ثماره. وبهذا ونضج

وهي: المجلس أهل من الجلساء أحد مبادرة :السابع الضابط-

الخير لمجلس بد المجلس. فال لتسيير الحلEم؛ أهل أو العلم للفوضى تجنبا أولوياته؛ ويرتب سيره، ينظم شخص من

القرآن مجالس أهداف غير إلى االنزالق أو واالرتجال،ر هذا يكون العظيم! وقد أهل من أو العلم، أهل من المسي

في التجربة من حظ لهم ممن عموما، والورع الصالح رضي مسعود ابن عن صح والتربوي. وقد الدعوي المجال

ومجالستهم قادة، والفقهاء ،سادة المتقون)قوله: عنه الله(74()زيادة!

وانعقاده المجلس اجتماع في سببا كان منE يكون وقد أو إخوانه، من بطلب أو منه بمبادرة ذلك؛ يتولى من هو

عليه. وال أقوى أو أصلح يراه من إلى األمر يوكل هو ربما يصنع البرنامج هذا أن بيان سبق فقد هذا، في مشاحة

سيكون المجلس؛ لقاءات من حلقات بضع أساتذته! فبعدEمة التربية، صناعة في تفقه - من الله - بإذن أهله من وحك

أهله! ويكون إنتاج على ذاتية قدرة من للقرآن بما التوجيه؛الربانية. إلى الطريق له سلكت قد اإلنسان

الزوائد: مجمع في الهيثمي قالوالكبير. في الطبراني رواه 74 بلفظ: عنه الله رضي أنس عن النجار ابن رواه كماموثقون. رجاله

الخفاء: رجاله كشف في العجلوني )الفقهاء(. وقال )العلماء( بدلعنه. الله رضي علي عن الديلمي نحوه روى ثقات. كما

85

Page 86: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

ر؛ المتعلقة األساسية الضوابط أهم من أن إال Eمسي باليأتي: ما القرآن مجالس إدارة في

في الجميع إشراك إلى يعمد : أنالثامن الضابط- إلى إضافة – بالمجلس والتدبر. فحضوره التدارس عملية أن له ينبغي منهجية. فال قيمة له – والروحية العلمية قيمته لوضعه المجلس افتتاح على يحرص بالكالم. وإنما يتفرد يقوم ثم التربوية، مقاصده اتجاه في الصحيح منهجه على

من إلى ذلك يوكل أو الشوائب، من نتائجه لتصفية بختمه لقاء عن عبارة المجلس يجعل وذاك هذا بين يحسنه. وما

بين والتمييز التفريق يجب تدارسي. إذE ومنتدى حواري المحاضرة، أو الخطبة، أو الصرف، العلمي الدرس مجلس

"مشاركة" التدارس. فالتدارس مجلس وبين ذلك؛ نحو أو منطوق عبارته. وذلك )التفاعل( من صيغة عليه تدل كما

صلى قوله من إيراده سبق مما الشريف، النبوي الحديث الله؛ بيوت من بيت في قوم اجتمع وسلم: )وما عليه الله

(.75بينهم...( الحديث) يتدارسونهو الله، كتاب يتلونر التربوي فالدور واألفكار، للقضايا موجه أنه هو ههنا للمسي

إنتاج في تشارك أن عسى والمشاعر؛ للقلوب ومحرك المشاعر من تجده وما اآليات، من تتذوقه بما الخير؛

ثم ومدارستها، وتفسيرها تالوتها بعد تجاهها، واألحاسيسرها. وذلك بعد إيماني زاد من به ترجع ما بمساعدة تدب

التخلص - على المدارسة حوار خالل من – المجلس أفراد بصورة اإليمان بحقائق والتخلق التربوية، مشكالتهم من

ما يدريك؟ ذاتية. وما هو به رجع مما بأكثر بعضهم رجع فلربالله! وفقه من الموفق واليقين! وإنما اإليمان حقائق من

المساعدة التربوية القواعد : ومنالتاسع الضابط- ص إشراك على EحرE عدد استفحال عدم على الجميع: ال

يكون ال حتى الجلساء؛ أن وجب هنالك غفيرا! إذE جمهورا الجمهور ألن األول؛ عن فرع جديد قرآني مجلس يولد

س؛ أو الخطبة، أو المحاضرة، تؤطره إنما الكثير Eال الدر دارس(! فهذا Eحلق خاص هو إنما )الت في تبين كما بال

مخرجا. بنصه الحديث سبق 75

86

Page 87: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

Eحلقة النصوص بأعداد إال انعقادها يتصور ال السابقة! وال النعقاد اجتماعه يمكن الذي العدد أن معقولة. وأحسب

يتعدى ال ما هو – التدارس منهج - في نافعة بصورة الحلقة لضرورة. والمجلس األكثر! إال على جليسا العشرين

الجمع عشرة. وأقل جلسائه عدد يتعد لم ما هو المثاليثالثة.

في الدخول الجلساء : تجنيبالعاشر الضابط – الجدل! وفي إال الناس من كثيرا أهلك العقيم! فما الجدل

سوءا بقوم الله أراد الصالح: )إذا السلف بعض عن األثر تجلبه لما العمل!( وذلك ومنعهم الجدل، عليهم سلط

وفساد النية، انحراف من صاحبها على الجدلية المناقشة ولرسوله لله النصح في اإلخالص وعدم الطوية،

على والضغينة الغل من بالقلب تورثه وما وللمسلمين، الشيطان! مداخل من خطيرا مدخال بذلك المؤمنين! وكفى

ر فليكن جهود تضيع ال حتى األمر؛ هذا من بال على المسي بضابط المعنى هذا ضبط على سدى! ويستعان الخير

هو: آخر، منهجي

87

Page 88: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

من اللغو عن : اإلعراضعشر الحادي الضابط- الكالم. سفاسف عن والتنـزه مطلقا، عنه واالبتعاد القول

فقال المؤمنين، من المفلحين خواص تعالى الله وصف فقدEره جل E ذك ذين أفEلح وثناؤه: )قد EمؤEمنون. ال في همE ال

Eذين صالتهم غEو عن همE خاشعون. وال معEرضون( الل إال التدارس مجلس يخالط أن ينبغي (. فال3-1)المؤمنون:

واالعتبار. والتفكر، والتدبر، والذكر، العلم، قبيل من كان ما بالله وعبادتك! فاستعذ مجلسك عليك الشيطان أفسد وإال

بدر وحده! وإذا الله لذكر الحديث! وتفرغ لغو واترك منه،وحكمة. بأدب فنبهه جلسائك أحد من ذلك من شيء

من المجلس أهداف : تحديدعشر الثاني الضابط- تحصيل آلخر. وهو حين من بذلك والتذكير التدارس،

القرآن بأخالق والتخلق تعالى، الله بكتاب للقلب التزكيةر مسالك خالل من العظيم، دب من البد والتفكر. وههنا الت

الحذر األمر! وهي لهذا جدا هامة منهجية قاعدة على التنبيه أقوال وتتبع التفسير، في كله الوقت استغراق من

وتفاصيل واإلعراب، والبالغة اللغات دقائق من المفسرين ...إلخ. فكل الفقهية األحكام وتفاريع الكالمية، الخالفات

االختصاص. وأما أهل يحتاجه إنما معناه في وما ذلكEمة تحصيل هو فإنما فيه نحن مما الغرض اآلية، من الحك الهدى إلى للوصول والتفكر؛ للتدبر الفرصة وإتاحة

ومن الرباني، الهدى من اآلية تضمنته ما أي المنهاجي، التزكية عنه تنتج أن شأنه من ما وكل به، التخلق طرائق

أساسا أجلها من والتي النبوية، الوظائف غاية هي التي بيانه اطرد المطاف! مما نهاية في القرآن هذا الله أنزل مناسبة. قال وكل سياق كل في واضحا، بيانا الله كتاب فيEك روحا منE أمEرنا ما كنت)ثناؤه: جل Eنا إلي وكذلك أوEحي

Eكتاب هEدي به تدEري ما ال Eناه نورا ن يمان. ولكن جعل Eوال اإل تقيم. Eدي إلى صراط مسEك لته شاء منE عبادنا. وإن منE ن

ض. أال Eماوات وما في األر ذي له ما في الس ه ال صراط الل.(53-52()الشورى:إلى الله تصير األمور

88

Page 89: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

العام المعنى تحصيل كله ذلك في يكفي فإنه ولهذا عليه ما أو منها، المفسرون عليه أجمع وما لآلية،

وكذا والنحوية اللغوية المعاني من يؤخذ جمهورهم. فال ينبغي لآلية. فال الكلي المعنى لفهم منه البد ما إال الفقهية؛

التربية هو القرآن( إنما )مجالس غاية أن ننسى أنة( ال تحصيل أي والتزكية، اني ة(. تحصيل )الرب )العالمي رب بالله يعرفك ما الربانية لتحصيل العلم من ويكفيك

ة( فلها العالمين! وأما أهلها. عند المعروفة سبلها )العالمي العام. ال وجمهورها األمة سواد به مقصود برنامج هذا وإنما

لهذا الضابطة الشرعية. واآلية العلوم طلبة خصوص في مرات أربع تكرر الذي تعالى، الله قول هي المنهاجنا ولقدEالقمر: ) سورة Eر آن يس EقرE Eر ال (؟!مدكر منE فهلE للذك

Eر القرآن أراد ( فمن17)القمر: والتربية والذكرى للذكر سبيله فإنما والتزكية؛ Eاألدوات من ويكفيه والبساطة، اليس

ترك؛ العام األمر اللغوية Eوضع هو المقصود ألنما المش االتجاه له صح الصحيح. فإذا واتجاهها اآلية هدى على القلب

Eأفال)وعال: جل والتفكر. قال بالتدبر آنئذ له أذن فقد آن أمE على قلوب أقEفالها EقرE رون ال (، وقال24()محمد:يتدب

ما قلE)سبحانه: ه تقوموا أنE بواحدة أعظكمE إن Eنى لل مثروا ثم وفرادى ة منE بصاحبكمE ما تتفك لكمE نذير إال هو إنE جن

Eن (.46()سبا:شديد عذاب يديE بي آية كل ( من76المنهــاجي() )الهــدى أو القرآني فالهدى

ــمن ــالة يتضـ ــدة أو رسـ ــاالت، عـ المقاصد خالصة هي رسـ الشخصــية تبــني الــتي الربانيــة، التعــاليم ومكنـز التربويــة، لله العبدية مســالك به وتســلك المســلم، لإلنســان اإليمانية

نــزلت أجلها من والــتي ومجتمعــه، نفسه في العــالمين رب بالقرآن التخلق وحكمة التزكية أساس هي والتي اآلية، تلك

ــوجب ــ ــ ــير على العظيم. ف ــ ــ يوجه أن إذن للمجلس المس وإلى اإليمانيــة، الحقــائق هذه استنباط محاولة إلى الحضور منازلها تــبين ومحاولة الربانية، الرساالت تلك تلقي محاولة

الشاهد الدكتور العالمة أستاذنا اصطالح المنهاجي" هو "الهدى76 في المنهج هذا - رائد عمره في وبارك الله حفظه – البوشيخي

ومدارسته. الله كتاب تفسير

89

Page 90: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

وعـــــدما. ثم وجـــــودا المجتمع في ومواقعها النفس، في شـــروط ومعرفة تخلقـــا، منها التحقق كيفية عن التســـاؤل

عالج في الشــروع ومعوقاته. ثم موانعه وكذا وأسبابه، ذلك عمرانها بنــاء وإعــادة الهــدى، ذلك ضــوء في النفس لطائف

أن المتدارســين على وجب هنا لبنة. ومن لبنة موازينه علىــان متضــمن هو ما التفســير كتب من يعتمــدوا رســاالت لبي

على والتلقي التــدبر عملية تيســير قصد آيــة؛ كل من الهدى(77المبتدئين.)

قليلة صناعتها أساس المقاصد هذه أصحابها جعل التي التفاسير77 الله، رحمه قطب سيد القرآن" لألستاذ ظالل "في كتاب جدا. منها

ما بسبب المنهاجية؛ مقاصده إلى الوصول السهل من ليس لكن بقيت المقاصد تلك ولكون جدا، عالية أدبية لغة من الكتاب طبع

- رحمه صاحبها يستخرجها ولم التفسيرية، المعاني في مندمجة والتقريب. التعليم سبيل على مستقلة؛ واضحة رساالت - في الله

"التفسير كتاب به والمثقفة. ويلحق العالمة النخبة تفسير فكأنهتE الحديث" لمحمد وزة، عز Eمنحى صاحبه فيه نحا مما أيضا فهذا در

مدارسته جعل ولذلك األمة؛ لبناء المنهاجي الدعوي الفقه استنباط المراحل اكتشاف قصEد النـزول؛ تاريخ حسب على مرتبة للسور

التربوية. ولبناتها الدعوية كتب أغلب - في اإلجمال على – موجودة المنهاجية والمادة التفسيرية بالقضايا مغلفة لكنها والحديثة، القديمة التفسير بها حفلت التي القرآن، علوم قضايا من وغيرها والبالغية، واللغوية

بتلك دراية له من هو استخراجها على القدير التفسير. وإنما كتبالعلوم.

- الكتاب هذا من الثاني القسم - في نماذج قدمنا هنا ومن المنهاجي" الهدى "رساالت تجريد إلى أساسا تهدف لمدارسات

القرآن"؛ "مجالس خدمة في لإلسهام مبسط؛ مدرسي بشكل المتدارسون يعتمد أن للتدارس. ويحسن التطبيقية الصورة ببيان

كمختصر بالقبول، األمة تلقته مما مختصرا، تفسيرا الله لكتاب من غيرهما. والغاية أو كثير، ابن تفسير مختصر أو الطبري، تفسير - هو التفسير كتب من المطوالت - دون المختصرات اعتماد

التفاصيل في الغرق دون لآليات األساسي المعنى على الحصول حساب على بالمجلس التفسيرية العملية تتضخم ال حتى الكثيرة؛والتدبر. التدارس

90

Page 91: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

نة التربوية القواعد ومن آفة من للمجلس المحصــــــــ أو الغايــات، دون الوســائل بدراسة إغراقه أو الــوقت، تبذير

متــوازن توزيــع على العقيم: االعتمــاد والجــدل بالخالفيــات بــدءا أهميتهــا، حسب على المجلس، مواد سائر بين للوقت

مــادة لكل تعطي بصورة فالتدبر؛ التدارس حتى التالوة من ذلك يكــــون أن غيرهــــا. ويمكن على تطغى أن دون حقها

ــور ــتى. فــالعبرة بص ــة. وهي هي إنما ش ــول بالنتيج الوصــالقلوب ــدخول إلى ب ــذاتي ال ــال في ال ــرآن جم تدارسا الق

ر يتحلى أن وجب هنا التزكيــة. ومن لتحصيل وتدبرا؛ ي Eمســ الــوازن أيضا - وبالدقة بالمرونة ــات الوســائل بين - وي والغاي

النبيل! الهدف هذا لتحقيق الوقت؛ تنظيم فيEيقEرأ : وهكذاعشر الثالث الضابط- أوال! القرآن فل

تتداول أن المجلس. ويمكن لذلك بالتدارس مقصود هو مما أن يمكن كما أغلبهم، بين أو الحضور جميع بين التالوةEتفى المجتمعين. وال ظروف حسب فقط، أحدهم بتالوة يك

لبعض بعضهم وإنصات الجميع بين التالوة تداول أن شك نفسها اآليات تكرار أن كما للتدبر، وأزكى التعلم، في أفEيد على للقلب أعEون الحصة لتلك المدارسة مقرر هي التي

قبل- عبادة من المذكورة بضوابطها – التفقه. والتالوة ينبغي الله! فال عن للتلقي القلب تهيء إذE جدا؛ رفيعة

القرآن! مجالس في وتجاوزها بها االستهانة التجويد علوم من حظ له من بالمجلس كان وإذا لتالي جهله يقEبح ما تعلم على الناس يقف أن فيحEسنله، العظيم القرآن به ما بالتدريج ذلك من فيتعلم ومرت Eيش

أي بالضرورة، التجويد علوم من المعلوم من يكون أن المجلس إغراق دون العلم. لكن ذلك قواعد من األساس ننسى أن ينبغي كله. وال الوقت تستغرق قد التي بالقواعد

مضاعفا! كما - أجرا شاق عليه - وهو القرآن لتالي أن الوصول دون الوسائل تستغرقEك الحديث. فال في سبق! ألجلها هي وإنما الغايات، إلى Eوضعت

91

Page 92: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

التالوة حصة تمت : فإذاعشر الرابع الضابط- الله؛ بكالم يليق كما الله، كتاب إلى واإلنصات واالستماع

هادئة مسموعة قراءة التفسير خالصة قراءة في فليشرع الكالم مقاصد المجلس أهل يستوعب حتى مفصلة؛

رع ثم ومراميه، Eالقرآني الخطاب تدارس في ذلك بعد يش لآليات. إجمالية معان من الذهن في تحصل ما خالل من

الخطوات اتباع يحسن التدارس في العملي وللدخولاآلتية: المنهجية

من قليل قدEر : تناولعشر الخامس الضابط- ل اآليات عنده. والوقوف عليه، السكوت يحسن معنى يشك سبعا. أو خمEسا، أو آيات، ثالث أو واحدة، آية كان سواء

ثمن نصEف كله ذلك من المدروس المقدار يتعدى أال بشرط في المطبوع الكريم، للقرآن المتداول بالتحزيب الحزب،

78المعروفة) بعالماته المصاحف من فيها ورد ما (. فيقEرأالتفسير.

العام الفهم من : يتحققعشر السادس الضابط- إدراك على المجلس أهل وأن بها، وردت التي للمعاني

أشكل ما حول األسئلة تثار أن للمقصود. ويمكن حسن مراجعة يمكن وأوضح. ولهذا أشمل بيان إلى للوصول منها؛

إن مرة؛ من أكثر بالدراسة المقصودة اآليات تفسير االستغراق ينبغي فال العام المعنى تبين الحال. فإذا اقتضى

التفسير! كما مجرد من أبعد هي الغاية ألن التفاصيل؛ فيالله. بحول سترى

على وهو: أن أساس، أمر إلى التنبيه من البد ولكنر لآليات السليم الفهم إيصال على يحرص أن المسي إذا الجلساء. خاصة جميع إلى وأسهلها العبارات بأبسط

تبدو ال شرود، حالة في أو منعزال، شخصا هناك أن له تبين على النفسية والمشاركة االهتمام أمارات وجهه على

جلسائه من غيره بواسطة أو بنفسه هو بذلك األقل! فيقوم من شيء يكون ال السليم الفهم بغير إذE حوارية؛ بصورة

التوفيق. ولي المطاف! والله نهاية في المقصود صفحات من صفحة، - نصف الغالب في – يقارب ما وهو 78

اليوم. المتداولة العادية األحجام في المطبوع المصحف

92

Page 93: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

- وجب المعنى؛ اتضح : فإذاعشر السابع الضابط- الهدى على التعرف محاولة في - الدخول مباشرة ذلك بعد

Eن وهو اآليات، أو لآلية المنهاجي مها، المطلوب الحكم عي تعل )ويعلمهم الكتابالنبوة: وظائف آيات في ورد مما

التي اإليمانية الحقائق استنباط بمحاولة . وذلكوالحكمة(ة واألحوال تتضمنها، شد التي الخلقي Eعدها ومحاولة إليها، تر سائر بين ذلك وتداول بالوجدان، وإحصائها باللسان،Eجلساء؛ يساعد بما صورتها وتتضح بالقلب ترسخ حتى ال

رها. على تدب من تيسر ما : وبمعرفةعشر الثامن الضابط- خلق في والتفكر لآليات، التدبر باب نفتح والمقاصد الحكم

بأخالق التخلق لغاية والسماوات. وذلك واألرض األنفس العظيمة! بحكمه السلوكي واالتصاف الكريم، القرآن

التخلق لله- يورثان كالهما خلص إذا – والتدبر والتفكر قبل من بيناه كما كلفة، وبال تلقائية، بصورة القرآن بأخالق

عليه ينطويان بما – أيضا والتفكر التدبر إن بشواهده. ثم الكفيلة السبل معرفة على (- يساعدان79لآليات) إبصار من

ذاك، أو الرباني الخلق هذا لقبول وترويضها؛ النفس بتذليل على يساعدان تلك. كما أو النبوية الخصلة بتلك والتحلي عللها ومعرفة دقيقا، إيمانيا تشريحا النفس تشريح

فيها رسخته مما الذاتية، موانعها واكتشاف الباطنية، والخطايا، والشهوات الباطلة، واألهواء الفاسدة، العوائد كله ذلك اإلجمال! ومعالجة على الشيطان إلقاءات وسائر

القرآني. الهدى أنوار - من ذاك - بمجلسها لديها تحصل بما مدارسة تمت : فإذاعشر التاسع الضابط- ئ المنهج بهذا بأكملها، السورة الفقرات أو للوحدات المجز

السور من كانت إن واحد، مجلس في سورة، كل من السور من كانت إن مجالس عدة عبر أو جدا، القصيرة

محاولة - من ذلك - بعد بد فال الطوال؛ من أو المتوسطةوهي: المدارسة، ثمار من التالية الثمرات قطف

الرسالة كتابنا: بالغ شئت إن "اإلبصار" انظر معنى لتفصيل 79القرآنية.

93

Page 94: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

السورة تعالجها التي األساسية القضايا على أ- التعرف تدور التي الكبرى، اإليمانية حقائقها وهي اإلجمال، على تلك معرفة خالل من السورة. ثم في الرئيس المحور بفلك

يمكن: والحقائق القضايا اإلجمال. على للسورة الرئيس المحور على ب- التعرف

المستقلة، شخصيتها العظيم القرآن سور من سورة فلكل الكتاب بعقEد لها السالك نظمها في غيرها عن تتميز بها التي

- على الله - بإذن يساعد مما هو وذاك هذا ألن الحكيم؛مEسيك نك ألنه بالكتاب؛ الت بالليل وحين، وقت كل - في يمك

وسلوكك، لخلقك والتقويم المراجعة - من بالنهار أو من لديك تحصل ما ضوء في عموما، التربوي ولمستواك

تلك. فضبط أو السورة هذه من اإليمانية، والحقائق الحكم قضاياها من حوله يدور ما مع للسورة، الرئيس المحور

والتذكر لآليات، التدبر طول على يساعد األساسية؛ المجلس، انفضاض بعد حتى باستمرار؛ اإليمانية لحقائقها

لله المتجرد الصافي بالقلب الربانية المعاني تنطبع حيث القرآن تدارس لديك اكتمل وإخالص. فإذا افتقار تجرد

مرسومة الكلية خريطته صارت وتكرر؛ المنهج بهذا العظيم عن اإليمانية حقائقه من تلقيت لما الله؛ بإذن قلبك على )أهل من جلسائك المالئكة! مع مجالس في ثناؤه، جل الله

سلوكك في تتصرف فال وخاصته(؛ الله القرآن: أهل مقاصد أهم من بخير! وهذا إال الله شاء إن بعدها وخلقك

تعالى. الله لكتاب التدارس ومن الكل، إلى الجزء من ننطلق أنفسنا نجد وهكذا المعاني إلى النفس من ثم واألخالق، السلوك إلى والحكم

التزكية عين هو العمران! وذلك إلى القرآن ومن المجتمع، والصديقين، الربانيين من الله أهل مقصد هي التي النبوية،

بالغدو وتدبره العظيم، القرآن تدارس من غايتهم هي والتيعليه. والمعين للصواب الموفق واآلصال. والله

وهو: ،العشرون الضابط-

94

Page 95: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

الجامع الضابط القرآن مجالس سير لضمان الجامع الكلي، والضابط

وااللتزام العظيم، القرآن ميثاق على هو: الحفاظ ونجاحها غيره. وإنما من الصادق الجليس يعرف بذلك بقوة! إذ به

من الله أهل إلى انتسابه وحقيقة الجليس، صدEق برهان مدى على متوقفة كله ذلك ومصداقية المالئكة(، )جلساء فعEل عهEدان: عهEد العظيم. وهو القرآن بميثاق التزامه

ك. فأما وعهEد Eالتزامات: ثالثة في يتلخص فهو الفعل عهد تر الصلوات أوقات على األول: الحفاظ - االلتزام

لضرورة إال العشاء؛ إلى الفجر من بالمسجد، المفروضة وصالة الفجر صالة على وتوطينها النفس تأكيد شرعية. مع

مع اإلحرام تكبيرة إلدراك كله ذلك في واالجتهاد العشاء، أعمال خير هي ( فالصالة80اإلمكان.) قدر على اإلمام،

شتى! وهي بطرق معناه تواتر كما اإلطالق على المسلم األعمال من سواها ما على الحاكمة الوحيدة العبادة

وانكشف حقيقتها للمؤمن استقامت بإطالق! إذا والعباداتها؛ له فصلناه ودنياه! كما دينه من شيء كل له استقام سر

الله صلى قوله ذلك من ( ويكفيك81فتأمل!) بمحله، بأدلته خير أن تحصوا! واعلموا ولن استقيموا: )وسلم عليه

(.82()مؤمن! إال الوضوء على يحافظ الصالة! وال أعمالكم

عليه الله صلى الله رسول قال: قال مالك بن أنس عن 80 التكبيرة يدرك جماعة، في يوما أربعين لله صلى وسلم: )من

النفاق!( رواه من وبراءة النار، من براءتان! براءة له كتبتE األولى؛ مصنفه. في الرزاق وعبد شعبه، في والبيهقي سننه، في الترمذي في فقط حسنه بينما الصحيحة، السلسلة في األلباني وصححه

الصغير. الجامع صحيحالقرآنية(! الرسالة )بالغ كتاب الرابع( من )البالغ شئت إن انظر 81

والدارمي، والحاكم، حبان، وابن ماجه، وابن أحمد، رواه 82 الجامع صحيح في األلباني والطبراني. وصححه والبيهقي، والبزار،.952 رقم : الصغير

95

Page 96: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

القرآن من جزء تالوة على الثاني: الحفاظ - االلتزامفر الحضر في الدوام، على يوم، لكل الكريم سواء! والس

عند المجلس أفراد من فرد لكل القرآن ختم يكون حتى زادا الله إلى السالك العبد يضمن شهر. وبهذا كل نهاية

استفادها التي اإليمان حقائق لتذكر ومنهجا يوميا، إيمانيا تذكير المستمرة القرآني. فالتالوة التدارس مجالس منفضيلتها. وشاهد حقيقتها ذاق تذكير! لمن وأي

أو جديد، جليس لضم الثالث: االجتهاد - وااللتزام أو الفرصة، سنحت متى القرآن، مجالس إلى جدد؛ جلساء إن – إيمانية نعمة التمام. وتلك على جديد مجلس إنشاء

نشر على ( فالحرص83نعمة!) كأي - وال بها الله أكرمك مهما الصادق، للمؤمن أساسية سمة إليه؛ والدعوة الخيروالعنت. الحرج من لقي ما ذلك سبيل في لقي

عار هي التي واآلية الله كتاب من كله لذلك الجامع الش تعالى: قوله من إليه اإلشارة سبقت ما هي ثناؤه، جل

ذين يمس) E كونوال Eكتاب وأقاموا ربال Eا ال نضيع أج الصالة إنEمصEلحين (. تمEسيك بالكتاب أوال: وهو170()األعراف:ال

األخذ بحقائقه اإليمانية بقوة، وإقامة للصالة ثانيا: وهو إحسان أدائها والسير إلى الله عبر مواقيتها، ثم انطالق

ا ال نضيع أجEرإلى اإلصالح والدعوة إلى الخير. ) إنEمصEلحين(. ال

وال أفضل في تلك من خدمة كتاب الله تعالى عموما! ثم ال أفضل في هذه من خدمته بإقامة )مجالس القرآن(، والدعوة إلى بنائها وتكثيرها في األمة، ونشرها بين األسر واألقارب، وبين األحباب واألصحاب، سواء في

صورة )المجالس األسرية(، أو في صورة )صالوناتالقرآن(.

في الثالثة األعمال هذه فضل على الدالة األدلة تفصيل تم لقد 83ب في الكفاية فيه بما اإلسالم القرآنية. ضمن الرسالة بالغ كتيالسابع(. )البالغ

96

Page 97: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

والحقيقة أن المؤمن إذا استفاد من )صالون القرآن( بمجلس عام؛ وجب أن يفكر في أبنائه وأهله، وأال يحرمهم

من هذا الخير العظيم، ويتفرد هو من دونهم بالتزود من نوره. وإنما منهج األنبياء والصديقين أنهم كانوا يدخلون

نور اإليمان إلى ذويهم أوال! وقد مدح الله نبيه إسماعيلEمر وكانعليه السالم بذلك فقال جل ثناؤه: ) أهEله يأ

كاة بالصالة Eد وكان والز ه عن ا رب ضي E55()مريم:مر.) حقيقة، الناجح القرآني فالمجلس هنا ومن

التجربة ينقلوا أن جلساؤه استطاع الذي هو )مجالس بتكوين أسرهم؛ داخل إلى اإليمانية

جلساؤها: األطفال يكون الكريم، أسرية( للقرآن إذن! وأنعم مبارك مجلس من به والمالئكة! فأنعم

بالنور الله عليه أفاض طاهر، بيت من بهوالجمال!

القرآن مجالس إخراج صور تتعدد أن ويمكن هذا أو المهن، حسب - على مثال – بتنظيمها وذلك وصالوناته،

السكنية، األحياء حسب على أو االختصاصات، حسب على( مثال.الشباب مجالسكـ) األعمار، حسب على أو

التي القرآن لمجالس الضرورية الصور أهم ومن (! وقدالنساء مجالسإنتاجها: ) إلى األمة تبادر أن ينبغي

الله صلى الله رسول عهد على ومطلوبا موجود ذلك كان والسالم الصالة عليه أسسها الذي هو بل ،وسلم عليه

في البخاري اإلمام ترجم بذاته! فقد عليها وأشرف بنفسه، على يوم للنساء يجEعل هل صحيحه: )باب من العلم كتابEم؟( ثم في حدة سعيد أبي عن الله رحمه بسنده أخرج العل

صلى للنبي النساء قال: )قالت عنه، الله رضي الخدريجال! فاجEعلE عليك : غلبناوسلم عليه الله من يوما لنا الر

نفسك! فوعدهن !(.. فوعظهن فيه، لقيهن يوما وأمرهن النساء( بتأسيس )مجالس إحياء أن شك (. وال84الحديث) عميق ووعي للسنة، إحياء خاصة! هو لهن قرآنية مجالس

في سيرها واستئناف األمة، النطالق المعاصرة بالضروراتالدين. تجديد بعثة

البخاري. رواه 84

97

Page 98: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

وإنها لدعوة لإليمان، وخدمة للقرآن، وأي خدمة! ومنE أحEسنلمن رام الدخول في أنوار اآلية العظيمة: )

ني من ه وعمل صالحا وقال إن قوEال ممن دعا إلى اللتي هي ئة. ادEفعE بال ي Eحسنة وال الس توي ال Eلمين. وال تس EمسE ال

ه ولي حميم! وما Eنه عداوة كأن Eنك وبي ذي بي أحEسن فإذا ال ذو حظ عظيم! ذين صبروا وما يلقاها إال ال (يلقاها إال

(. والله الموفق للخير والمعين عليه.34-32)فصلت: التزامات، ثالثة في يتلخص أيضا الترك( فهو )عهد وأما

- على جالله جل – الله بمعاهدة المؤمن عند تتحقق وهي منها! - وإياكم الله أعاذنا – الثالث الموبقات ترك

ما يستقيم؛ وال الله إلى سير يصح بتاتا! فال عنها واالنقطاع توبة منها يتب لم دام وما ببعضها، أو بها متلبسا العبد دام

يلي: كما هو فيها نصوحا! وعهده الحرام، المال ترك - على جالله جل – الله - معاهدة

حرام، كسEب كل وكذلك صوره، بكل الربا رأسه وعلىوغيرها. رشوة من بالباطل، الناس أموال وأكل

من االقتراب وعدم الزنا، ترك على الله - معاهدة وبذاءة، مخادنة، من وتجلياته، ومقدماته، وأسبابه، طرقه،ي، Eش وعرEواألخالق...إلخ. وكذا والكالم اللباس في وفح

الحرام! ألن النظر وترك البصر، غض على النفس مجاهدة نور ويطفئ بالحياء، ويذهب البصيرة، يطمس الحرام النظر

ثم النفس، في الورع بجمال ويخسف القلب، في التقوى والبالء، الفساد من كثير سبب صاحبه! وهو وجه يمسخبه! تستهن بالله! فال والعياذ

كل من ومقاطعتها الخمر، ترك على تعالى الله - معاهدة الخدمات وسائر وتجارتها، وإنتاجها، بتاتا: شربها، الوجوه أنواع سائر من ملحقاتها بإطالق! ومحاربة عليها القائمة

المخدرات! نور لك ينكشف ولم الله، إلى االنطالقة عليك ثقلت فإذا

لم أو بمجالسه، اإليمانية حقائقه لك تتبين ولم القرآن، أو وجماعاتها، مواقيتها على الخمس الصلوات لك تستقم

هذه في نفسك فراجع وجمالها؛ خشوعها لك يتخلص لم أدائك مدى ملحقاتها! وانظر: ما في الثالث! أو الموبقات

98

Page 99: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

Eر للعبد يستقيم ال فإنه فيها؟ الله لحق لم ما مواله؛ إلى سي عبادة من الثالث! فلتتحرر اللوثات هذه من لوEثة فيه تزل

صفة وتستحق بحق، لله عبدا تكون أوال! حتى الشيطان يقال األتقياء! وآنئذ "الجلساء" هم المالئكة"! فإنما "جليس

(جليسهم! بهم يشقى ال الجلساء هممعهم: ) ولمن لهم(.85مفصال) الحديث في بيانه سبق كما

خـير فاتحة

وبعد، اآلن.. وهذا يديك بين الكريم القرآن مشروع فهذا

ار طريقه النفس الروح.. وحاجة معراج على منفتح السي الزمان! هذا في مستغيثة! خاصة مستصرخة بصائره إلى عليه أقبل لمن إال أسراره أبواب يفتح ال القرآن أن إال

تعالى، لله القصد أمران: إخالص شروطه بشروطه. وإنمابقوة! الكتاب أخذ ثم

بدء عند القصد األول: فبإخالص الشرط بيان فأما طلب في الصدق وبتحقيق القرآن، منازل إلى السير

إلى الطريق لك ويمهد الخير، أبواب لك الله يفتح مجالسه؛ ممن بهم(، يشقى )ال الذي الجليس هذا أن يفهم أن ينبغي ال 85

شخص أنه أو سوء، امرؤ أنه بذلك؛ المذكور الحديث في وصف ال المعنى منهم! كال! فهذا صار ذلك مع فاجر! ثم أو فاسق

:وسلم عليه الله صلى قوله هي الحديث عبارة وإنما يستقيم، لحاجة ! جاء إنما منهم، فالن! ليس فيهم المالئكة: من ملك فيقول)

جليسهم!( بهم يشقى ال الجلساء هم [: تعالى الله ] أي فيقول كال بالضرورة، منحرف شخص أنه بمعنى ذلك عليه( فليس )متفق

هو الداللية مقتضياتها ومن العبارة من يستفاد ما غاية قطعا! وإنما لقصد أو والتدارس، التالوة لقصد الجلساء مع يجلس لم شخص أنه

نحو أو مثال، ينتظره فهو أحدهم عند له لغرض جاء وإنما التعبد، ومروءته. وعبارة صالحه في تقدح ال التي المعاني من ذلك

بهم، لحق الصالحين! ولذلك من الرجل يكون أن تمنع ال الحديث هذه في قصدهم لغير ولو مجلسهم، في جالس اآلن هو دام ما

ال بالتبع فيها قصدهم يقصد أن يمنع - ال ذلك - مع الساعة! وهذااألصوليون! يعبر كما باألصالة،

99

Page 100: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

الله رسول حديث الرضى! وتأمل مالئكة بك ويوكل الجنة،eEسلك : )من Eتمس طريقا فيه يل Eما به له الله سهل عل

ة! وما إلى طريقا الله بيوت من بيت في قوم اجتمع الجن عليهم نزلتE إال بينهم ويتدارسونه الله، كتاب يتلون

كينة، Eهم الس مة، وغشيت Eح Eهم الر الله وذكرهم المالئكة، وحفتEفيمن Eده! ومنE Eطـأ عن رعE لمE عمله به أب E86نسبه!() به يس.) سلك آخر: )منE حديث في والسالم الصالة عليه وقوله فيه يطلب طريقا Eما به الله سلك عل طرق منE طريقا

ة! وإن لطالب أجنحتها لتضع المالئكة الجن Eم العل بما رضا فضEل يصEنع! وإن البدEر ليلة القمر كفضEل العابد على العالم

تغEفر العالم الكواكب! وإن سائر على Eله ليس Eفي من ض! حتى في ومنE السماوات Eحيتان األرE الماء! جوEف في ال

Eبياء! وإن ورثة العلماء إن ثوا لم األنبياء األن يور وال ديناراهما، Eثوا وإنما در Eم! فمنE ور Eعل وافر!( بحظ أخذ فقدE أخذه ال

(87.)Eم وتدبرا - تدارسا القرآن تعلم فوق وهل أرقى؟ - عل

وسلم عليه الله صلى الله رسول شهادة قطعا! وهذه كال يوم إلى العلوم سائر من الناس مراتب على حاكمة

EركمE الصالة عليه القيامة! قال م منE والسالم: )خي تعلآن Eمه!( وله القر م منE أفEضلكمE أخرى: )إن صيغة وعل تعلآن Eمه!() القر واإلطالق! فال العموم على ( هكذا88وعل نصبتE القرآن( التي )مجالس من ذلك؛ بعد أفضل مجلسالرفيعة! الغاية لهذه بإخالص

Eر يستقيم ال القرآن الثاني: فإن الشرط بيان وأما سيEد األنبياء منهج بقوة! ذلك أخذه إذا إال مسالكه بين العب

عليه موسى لرسوله جالله جل الله والصديقين. قالEناالسالم: ) Eواح في له وكتب ء كل منE األل Eعظة شيEمو ء لكل وتفEصيال Eها شيEبقوة فخذ EمرE Eخذوا قوEمك وأ بأحEسنها يأ

مسلم. رواه 86 في األلباني وصححه حبان، وابن السنن، وأصحاب أحمد، رواه 87

سننهم. على تعليقاته وفي الصغير، الجامع صحيح مرفوعا عنه الله رضي عثمان عن معا، بالصيغتين البخاري رواه 88

وسلم. عليه الله صلى النبي إلى

100

Page 101: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

EريكمEفاسقين دار سأوE يحيى لنبيه وقال (،145()األعراف:الEكتاب خذ يحEيى ياالسالم: ) عليه ( وقال12()مريم:بقوة! ال

اوسلم عليه الله صلى محمد سيدنا األنبياء لخاتم : )إنEقي Eك سنل علي Eلله: ) قال (. ثم5ثقيال()المزمل: قوEال ما واتEك أوحي ك كتاب منE إلي منE تجد ولنE لكلماته مبدل ال ربEتحدا. واصEبرE دونه ذين مع نفEسك مل همE يدEعون ال Eغداة رب بال

Eعشي Eناك تعEد وال وجEهه يريدون وال EهمE عي Eحياة زينة تريد عن الEيا Eنا منE تطعE وال الدن Eبه أغEفل Eرنا عنE قل بع ذك وكان هواه وات(.28-27()الكهف:فرطا! أمEره

على والصبر وبحزم، بعزم بقوة( هو: األخذ فـ)األخذ الطريق! طول على الرسالة! والصبر وثقل األمانة حمل

يثبطك، بالمرصاد، لك الحق! فالشيطان على والثباتEر الله؛ طريق في المضي عن ويبطئك Eر فالصب على الصب

ة الصالحين، صحبة في الله ذكر دوام بمنهج الربانيين، ومعيالله! وفقه من الموفق القرآن. وإنما وبرنامج القرآن،

فهل أجمعين، الناس إلى الله عهد هو العظيم فالقرآن تزال ما أنك أم ميثاقك؛ عليه وأبرمت عزمك، عليه عقدت

أن اعلم ولكن ترى؛ ماذا تنظر أن لك نعم المترددين؟ من ينتظر هو وال ينتظرك، ال العمر العالمين! وأن من أحدا

قريبا، كاهلها عن بك لتلقي الفلكية دورتها في تجري األرض قبل البدار األخيرة! فالبدار محطتك وصولك لدى هناكاألوان! فوات

ثناؤه: جل الله به: قول بدأناه بما المدخل هذا فلنختم(Eذين يان ألم Eر قلوبهمE تخEشع أنE آمنوا لل ه لذك نزل وما الل

Eحق من ذين يكونوا وال ؟ ال Eكتاب أوتوا كال Eل منE ال فطال قبEهم EهمE وكثير قلوبهمE فقستE االمد علي (؟!فاسقون من

(16)الحديد: ناصيتي ،كتأم وابن كعبد نE واب!كدEبع إني اللهمف بكل أسألك.قضاؤك يف لEدع ،كحكم يف ماض ،بيدك

أو ،كقEلخ من أحدا هتEملع أو ،كسEفن به يتسم ،لك هو مEاس أن ،عندك الغيب علم في هب استأثرت أو ،كتابك في أنزلته وذهاب ،حزني وجالء ،صدري ونور ،قلبي يعبر القرآن تجعل!همي

101

Page 102: alqoraane.doc · Web viewوهو ما بينه رسول الله( في الحديث النبوي المشهور: (م ث ل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم؛

وسلم وصحبه آله وعلى محمد سيدنا على الله وصلىتسليما.

102