سيرة بني هلال - مكتوبة

Post on 06-Aug-2015

224 views 2 download

Transcript of سيرة بني هلال - مكتوبة

تغريبة بني هالل ورحيلهم إلى بالد الغرب**

قصة أبوزيد الهاللي

بسم اهللا الرحمن الرحيم

الجزء األول قصة مغامس مع شاه الريم

آانت بالد نجد من اخصب بالد العرب،آثيرة المياه والغدران و السهول و الوديان حتى آانت

وما زالت .رها نظرا لحسن هواهاتذآرها شعراء الزمان باالشعار الحسان وتفضلها على غيعلى رونقها حتى تغير قطرها واضمحل وعمت البالد المجاعة من جميع الجهات وشتدت على

بني هالل،فأجتمعت المشايخ والشباب وقصدوا مضارب االمير حسن بن سرحان فدخلوا من وسلموا عليه وقالوا له اعلم يا ملك الزمان بأن الجوع قد اشتد وانقطعت الماآوالت

.نجد،فان لم نتدارك االمر في الحال انقرضت جميع بني هالل وفقدت المواشي و االموال

فلما سمع حسن هذا الخطاب استعضم المصاب،وآان عنده جماعة من السادات االمجاد،والفرسان الصناديد، منهم البطل الهمام ابو زيد فارس الصدام، و االمير دياب ابن غانم

اضي بدر بن فايد السيد الماجد،فاخدوا يتذاآرون في هذا الشان نحو ساعة البطل المقام،و القمن الزمان فاستقر رايهم على الرحيل من تلك الديار قبل حلول الدمار،ثم قال االمير حسن الآابر القوم نقوما بنا نتخفي ونتفقد احوال القبيلة في هذا اليوم،فتنكروا في الحال حتى ال

ور الجمال وطافوا في المضارب والخيام مدة ثالثة ايام حتي دارو على يعرفهم احد ورآبوا ظهالقبيلة ولم يجدوا من يدعوهم الى ضيافته النه لم يكن عند احد عشا ليلة، واتفق انهم في اليوم

الرابع اشرفا على سهل وفيه مضارب وخيام وحواشي وخدام آبير شهير اسمه مفرج بن وهو في حالة الذل و االضظراب وعيناه تذرفان الدموع من نصير، وآان وافقا عند االبواب

شدة الجوع، فحيوه بالسالم ووقروه بالكالم،وقالوا له يا ايها السيد اتقبل ضيوفا قد قصدوك من ابع اقليم من اآبر سادات العشيرة وافضالك بين الناس معروفة شهيرة،فخجل من حديثهم

هال وسهال بالضيوف فشرفوا محلكم فنزلوا عن ظهور وآالمهم ولم يجد بدا من اآرامهم، فقال االجمال ودخلوا الى خيامه وآان لمفرج زوجة يقال لها مي، فقال لها اذهبي االن واقصدي بيت ابيك شيبان،لعلك تجدين شيئا من انواع الطعام تاتين به الى ضيوفنا الكرام، النهم قصدونا دون

.باقي العربان من ابعد مكان

الى بيت ابيها وطلبت منه شيئا من الطعام، قال و اهللا يا ابنتي ما دخل بيتنا طعام من فلما سارت ثالثة شهور،واني خجالن من منك فاعذريني بالقصور، فلما سمعت آالمه رجعت في الحال واعمت زوجها بذلك المقال وانشدت شعرا اعلمت فيه الى زوجها ان يبع ابنتهما ليعتري

.الضيوف

ن شعرها قال لها زوجها نعم الراي و التدبير، فقومي االن اصلحي من شانها فلما فرغت موالبسيها ثياب الحرير،حتى ادور في الفبيلة جميعها وادلل عليها وابيعها، فقامت والبستتها احسن ثياب وعطرتها بافخر االطاياب،فتعجب االمير حسن وابو زيد ودياب وقالوا هذا االمر

واما االمير مفرج فانه نهض . نهم صبروا حتى ينظروا ماذا يجريغريب وحادث عجيب، ولك

يا اهل الفضل والمعروف من : في الحال وطاف بابنته انحاء بني هالل وهو ينادي ويقوليشتري ابنتي الثريا بعشاء اريعة ضيوف وآان آل من ينضر اليها ويتامل فيها يتحسر على

ماذا نطعمها ونسقيها،ولما لم يجد ابوها من جمالها وحسن معانيها ويقول،اذا اشتريناها يشتريها ارجعها الى المضارب،فقالت زوجته عالمك ما بعنها يا امير،فقال لم اجد من يشترريها مني ال بقليل وال بكثير نفقالت له اذهب بها الى االمير حسن امير القبيلة فانه يشتريها منك ولو

مير حسن من المضارب وسبقه وسار الى صيوانه بعشاء ليلة،فاخذها وسار فعند ذلك خرج االبدون ان يراه احد من اهل االمير مفرج،واما االمير مفرج وابنته لما دخل سلم عليه وقبل يديه

:وانشد يقول

يقول الفتي المدعـو امير مفرج ولي قلب موجوع وزاد افكار

ايامير اتانا ضيةف جازوا محلـنا وداروا هالل آبارها مع صغار

ا عـندنا بالبـيت شي نقـيهموم وال مرتـع للدود و االطـيار

اخذت الى ابنتي ودرت نجوعهـم ودرت ميامينها ودرت يســار فلم اجـد مـنهم مـن يشتريـها واضيافي قد تـرآتهـم بالـدار

يا امير ساعدني واجبر بخاطري يجيرك الهي من عـذاب النـار وخـذ بنتـي واآسـب الـثنـا

ل يزيل عنا العـاروجد لـي بما

فلما فرغ االمير مفرج من الشعر و النظام، طيب االمير حسن خاطره واحترمه غاية االحترام ثم امر له بقنطار من الطحين وان يرجع بابنته الى خيمته فشكره على ذلك االحسان ورجع

عجل وتزيا بالصبية وهو فرحان، ولما ابتعد وغاب عن المضارب والقباب،نهض االمير حسن بالبزيه االول ورآب مطيه وسار االى بيت مفرج فوصل قبله، واعلم االمير ابو زيد بما فعله، ولما

وصل مفرج اعلم زوجته بما ناله من االنعام وبلوغ القصد و المرام،ثم قال لها قومي االن وضعي العشاء حتى تأآل ضيوفنا وتتعشى،فبادرت في الحال وعجنت وخبزت وقدم مفرج خلزا

وقال لفضلوا وآلوا وال تواخذونا بالقصور فاني واهللا معذور، فقال ابو . الى الضيوف بدون اداملو جلست معنا، آنا في غنا من هذا التعب والعناء، النه يوجد معي من الزاد ما يسد به : زيد

ام ثم مد يده الى الخرج وافرغه على سفرت الطعام، فشكره مفلرج على ذلك االهتم. رمق الفوادوجلس معهم يباسطهم بالكالم ثم ترآهم ورجع الى فراشه ونام، وهم ناموا الى طلوع النهار

.فرآبوا مطايهم وقصدوا جوانب الفقار

ولما اقتربوا من وادي سالمة سمعوا صياحا وضجيجا مثل يوم القيامة فتقدموا على االثر را من الرجال والشبان والنساء ليكشفوا حقيقة الخبر ولما ساروا في ذلك المكان وجدوا جمهو

والصبيان يصيحون من قلب وجوع من شدة الجوع فتقدم االمير حسن اليهم وقد اشفق عليهم فطيب خاطرهم بالكالم وفرق عليهم جوائز االنعام ثم سارو الى المضاب والخيام واستدعي اليه

اتفق رايهم بوجه سادات القبيلة و اآابر الجماعة وجعلوا يتفاوضون في امر المجاعة، ف

االجمال على ان يرحلوا من تلك االطالل باالهل و العيال،وان يذهب ابو زيد الى بالد الغرب وتلك الديار فيجس االحوال، ويأتيهم بحقيقة االخبار، ثم يرحلون بأوالدهم واثقالهم الى تلك

مسافة، بعيدة طويلة االقطارفقال ابو زيد لألمير حسن، ال يخفاك أطال اهللا عمرك وأبقاك، أن الفيلزم أاان يكون معي جماعة من ساادات القبيلة، فقال دياب هذا االمر من اسهل االمور فخذ

معك من تريد من الجمهور فقال ابو زيد متى طلع النهار يوفق اهللا من يشاء ويختار ثم عاد الى لدالل مالي اراك منقبض الخيام في قلق و اهتمام فقامت له زوجته على االقدام وقالت له بكالم ا

الوجه يا ابا االبطال،فاعلمها بوافعة الحال وآيف اتفق رايهم على ارساله لتونس وال يوجد من يعتمد عليه لياخذه على سبيل المعاونة و المؤانسة، واني قد رهنت لساني مع القوم على ان

طويلة، وهو انك عند اذهب ثاني يوم فقالت له ارشدك على حيلة تتخلص بها من هذه السفرة الالصباح تدخل على االمير حسن وسادات القبيلة وتقول بانك مستعد ان تذهب الى تونس بشرط

ان يرسلوا معك مرعي ويحيي ويونس، فأنهم من ابناء االعيان وال تسمح بهم اهلهم ان ها يتغربوا عن االوطان، وبهذه الوسيلة يكون عذرك واضحا عند سادات القبيلة، فاستصوب من

هذا الكالم وفي ثاني االيام ذهب الى عند االمير حسن فالتقاه باالآرام وقال، هل استعديت على الرحيل فقال انني في غاية االستعداد للذهاب الى تلك البالد ن غير اني اريد ان يكون معي رفقاء

حسن و اصحاب من سادات االعراب الن المسافة بعيدة ومشقات الطريق شديدة، فقال االميرخذ معك من تريد من الفرسان الصناديد فقال، اريد ان اخذ معي يونس و يحيي و مرعي النهم يعاونونني في الطريق عند آل شدة وضيق، وبهم يحصل النجاح و التوفيق واعود اليكم سريعا بال تعويق ن فاستعضم االمير حسن هذا الطلب خوفا عليهم من العطب، وآان يظن بان ابا زيد

غيرهم من فرسان العرب، و لكنه سمح له اخيرا بعد ان حدثهم بذلك الخبر، و في اليوم يطلبالثالث تجهزوا للسفر و رآب االمير حسن بن سرحان في سادات القبيلة و اآابر االعيان

وساروا لوداعهم مدة ثالثة ايام على التمام، ولما عزموا على الرجوع الى االطالل و الربوع :متبول و اشار ابو زيد يقولبكوا من فؤاد

يقول ابو زيد الهاللي سالمة ونيران قلبي زايدت اللهايب وعيني من آثر البكا قل شوفها جري دمعها فوق خدي سكايب اسمع آالمي يا امير ابو على وآن لقولي فاهما ثم حاسب غدونا بعون اهللا جل جالله

نرود دروب الغرب يم المغارب ي ويونسوفي صحبيتي مرعي ويحي

من اجلهم ذا النجع باآي وناحيب وعليا عيوني يا عرب في حيكم و صبرا وريا طويالت الذوايب يا ابو على بالك عليهم من العدا اذا هاجت الفرسان بين المضارب

اودعتكم هللا ربي وخالقي ومن يلتجي هللا ما راح خايب

االمراء معاني آالمه، تقدم حسن فلما فرغ ابو زيد من شعره ونظامه، وفهم االمير حسن وباقي

:امام قواده وجعل يوصي ابو زيد باالوالد ثم بكي وقال

يقول الفتي حسن الهاللي ابو على دمعي جري فقوق خدي سكايب ونيران قلبي آلما اقول تنطفي يزبد لها بين الضلوع لهايب لفرقة مرعي صار قلبي ذائبا اصبحت آالسكران للخمر شارب

نور عيني وضوهاويحيي ويونس على بعدهم دمعات عيني سكايب فارقتهم ما آان قصدي فراقهم ولكن احوجتني لذاك مطالب

ايا هل تري مرعي اراه بناظري وتزول ايام العنا والمتاعب

ايا دهر يا غدار ما لك غدرتني ففارقت خالني وآل الحبايب اودعتكم هللا ربي وخالقي

ومن اودع الرحمن ما راح خايب كم المزح ال تمزحونهاوصي

فانه باآثر االوقات غير صائب واذا اردتم تدخلون مدينه

فيونس تراه يشتري ويحاسب واذا جادلتم عالما بطريقكم

فمرعي على ذاك الجدال يجاوب وابقوا ليحيي حارسا لجمالكم فانه سيحميها من االغارب

ومن يم عليا منور عيني ومهجتي وصبرا وريا اعز آل الحبايب

ذي وصايا احفظوها جميعاه فان آالمي آله قول صائب وهذه مقاالت االمير ابو على فقلبي ذاب من هول المصائب

فلما فرغ االمير حسن من هذا الشعر و النظام، بكى آل من آان حاضر ثم تقدمت امراته الست

ها مرعي نافلة، اخت االمير دياب وهي في بكاء و انتحاب وجعلت توصي االمير ابو زيد بولد :وتقول

تقول فتاة الحي نافلة النسا بكيت على الفرقا وما قد جرا لها ابوزيد ال تترك لمرعي وحده

فان غاب مرعي غاب عقلي وزالها وحافظ عليه في الصباح وفي المسا وداريه من االخطار وامنع وبالها فكم يوما من نجد لبالد تونس فاعلمني حتي اعد ليالها

ها ما امحلتفيا ليت نجد ارض و ال راح مرعي للمغارب جالها

فلما فرغت االميرة نفالة من آالمها، تقدم االمراء فودعوهم ثم رجعوا الى بالدهم وسار االمير

ابو زيد يقطع البراري و الفقار و يوصل سير الليل بسير النهار، قاصدا ولتك الديار، واما االمير زيارة حتي تبقي ذآررا للجميع، فاستدعي االمير زيد حسن فانه قال مرادي اآتب تاريخ هذه ال

.بن مانع وآان آاتم اسراره وآاتب الوقائع فلما حضر امره بتسجيل بعض االبيات

فلم انتهي االمير حسن من هذه االبيلت و سمعها السادات الكرام استحسنوها غاية االستحسان، ول الزمان، وآانت جميع النساء وسجلها زيد بن مانع في الديوان لتبقى لهم ذآري في ط

والبنات و االمراء و السادات تدعة لرب السماوات في اآثر االوقات وتطلب منه نجاح ابة زيد في تونس ورجوعه سالما مع مرعي ويخيي ويونس، هذا ما آان من امر القبيلة و االمير

المسير حتي اشرف واما ما آان من ابو زيد فانه بعد رحيله من الوطن مازال مجا في . حسنعلى بالد حزوة و النير، وهي بالد آثيرة الخيرات واسعة االراضى والجهات وآان الحاآم عليها

في ذلك الزمان ملك عظيم الشان صاحب ابطال وفرسان اسمه الدبيسي بن مزيد، فقصده ابو اهللا زيد وسلم عليه وتمثل بين يديه ووقف مرعي ويحيي ويونس حوليه، فقال ابو زيد اطال

عمرك و رفع مقامك فانك وحيد العصر و اولى بالمديح والشكر، فلما سمع منه هذا الكالم قال قال نحن شعراء حجازية نقصد االمراء االجاويد ونمدح الملوك االماجيد . له من أي بالد انت

فناخذ عطاهم وننقل ثناهم، فقصدناك االن لنمدحك دون غيرآم ونشكر فضلك وجزيل خيرك، ا سمنعا بجودك وآرمك ومن التفاق الغريب و االمر العجيب اننا مررنا على نجد وتلك النن

االوطان، مدحنا اميرها حسن بن سرحان فاجازنا بالجوائز السنية وخلع علينا الخلع الملوآية، وتلك البالد االن في غلية الضيق من شدة المحن وعدم وجود القوت و الدقيق، ثم ان ابو زيد

.لخطاب عدل الرباب واشار يمدح الدبيسي ويعلمه عن احوال نجد بانشاد الوان القصيدبعد هذا ا

قال الراوي فلما سمع الدبسيي منهم الشعر و النضام اآرمهم غاية االآرام، وقال لهم مرحبا يا وجوه العرب ثم انزلهم في احسن الخيام و اقاموا عنده عشرة ايام، وآان ابو زيد في هذه المدة

رف احوال البالد و وما فيها من عساآر واجناد، وميز مراآزها وجميع ضواحيها وبعد ذلك قد عودع الدبيسي ورحل من ذلك البلد وهو قاصد بالد المغارب، وقد جدوا بالمسير و سابقوا

بجنودهم الطير وما زالوا يقطعون البراري و االجام مدة تسعة ايام، وآانوا يستريحون بالنهار فالو تحت ظالم االعتكار، حتى وصلوا الى بالد العمق وهي بالد االمير مغامس، ويقطعون ال

وآان دخولهم في الليل الدامس، ولما اقتربوا من االبيات سمعوا اصوات المولدات ودق طبول وزمور تدل على فرح وسرور، فقال ابو زيد الصحابه ابشروا بالخير فان اهل الخير مشغولون

قال الراوي وآان السبب في ( ان نقصدهم ونصرف هذا اليوم عندهمبعرس لهم ومن الصوابذلك انه آان اخاني اميران من اآابر االعيان اسم الواحد عامر و الثاني ابو الجود و آان لالمير عامر ولد اسمه مغامس جميل المنظر وآان البي الجود بنت اسمها شاة الريم وآانت في الحسن

الجود على اب يجوزها لمغامس ابن اخيه النه يحبه وهكذا تم على جانب عظيم، فأتفق ابواالتفاق و صار تقديم المهر و الصداق، وآان لهاذين االميريين عدو من ملوك العربان يقال له نبهان، فغار بجنوده ذات يوم على هوالء، فالتقاه ابو الجود و االمير عامر باالبطال و العساآر

االطفال، انجرح فيها االمير عامر وقتل ابو الجود وآان وجرت بينهم حروب تشيب رؤوسلالمير عامر عبد من الشجعان الصناديد يقال له سعيد آان يرعى الجمال بين الروابى و التالل، فلما راي تلك الخال وما خصل بمواله من الوبال، رآب ظهر الحصان وهجم على نبهان وتبعته

لصوان ولم يكن غير ساعة من الزمان حتي طعنه بالمح االبطال و الفرسان، بقلوب اقوي من ابين بزيه، فالقاه على االرض يتخبط بعضه ببعض ثم انصب على جيش االعداء فهزمه في تلك

البيداء و بعد ذلك رجع الى القبيله بغائم جزيله فالتقته النساء بالنشائد و المدح الرائد وشكرته االآرام، وفي اليوم الثالث اشتد على االمير عامر االلم الرجال على تلك القتال و اآرموه غاية

حتى صار في حال العدم، فاستقر رايه على ان يقيم عبد سعيدا مكانه لبينما يكبر ابنه مغامس ويرتفع بين الناس قدره وشانه، فجمع اآابر الديوان وقواد الفرسان واعلمهم بذلك الشان ثم

الماجيد، اعلم ايها الفارس الصنديد، اني قد اقمتك احضر سعيدا وقال له بحضور السادات امكاني آلكا على هذه االقليم بينما يكبر ابني مغامس فتزوجه بابنته عمه شاه الريم ويصير هو

فلما انتهى عامر من آالمه ) قال الراوي.( االمير وتكون انت له من جمله الوزراء و االعيانوقال سعيد لمواله سافعل ما امرت به اني عبدك وفي بكى آل من آان حضرا من السادات الكرام

نعمتك قد انتشيت وآبرت ثم تفرقت العرب الى المضارب و الخيام وبعد ثالثة ايام شرب آاس وفي اليوم الثاني جلس . الحمام فغسلوه ودفنوه بالوقار و االحترام، وبكي عليه الخاص و العام

اطاعته االآابر واالصاغر، فمان يحكم في القبيلة سعبد على الكرسي مكان مواله االمير عامر وويفعل ما يريد وال يعترضه احد حتى تمكن غاية التمكين وصار من جملة الملوك المعظمين،

فلما اشتهر امره وانتشر بين الناس ذآره داحله الطمع على اختالس المملكة والقاء ابن مواله ال وقال لهم على رؤوس االشهاد اعلموا ايها مغامس في مهاوي التهلكة، فجمع االعيان واالبط

السادة االمجاد اني صممت االن على طرد مغامس من االوطان وارساله الى ابعد مكان، فال عدتم من االن تساعدوه وتعاملوه بشيء مهما آان، وآل من خالف ولم يمتثل الحكامي قطعت

فما عدنا نعامله وال نتكلم معه فقالوا سمعا والف طاعة: راسه وخمدت انفاسه، فماذا تقولونمن هذه الساعة، النك انت ملكنا وميرنا وحامي بالدنا واوطاننا فبينما هم في الحديث والكالم واذا باالمير مغامس قد دخل عليهم فحياهم فلم يجسر احد ان يرد الجواب خوفا من القصاص

ان العبد مراده يمتلك على والعقاب، فتاثر من ذلك االمر واحترق قلبه بلهيب الجمر، وعلم .القبيلة بالقوة الجبرية فارتد رالجعا على االثر واعلم امه بذلك الخبر ثم بكى وتنهد وانشد شعرا

فلما انتهى مغامس من شعره ومقاله ورثت امه لحاله وقالت اني خائفة من غدر ) فقال الراوي(

ما آان راعي جمالنا وعبدنا وخادمنا، هذا العبد فانه نكر الجميل والمعروف، وبادانا بالشر بعدفلما انتهت من هذا الكالم حتى اقبل عليها بعض الخدام يخبرها ان تذهب بابنها من تلك الديار، وقد ارسل اليك هذه الناقة الجربانة وهذه الشاة في سبيل االحسان والصدقة فاذهبي في الحال

آرت ايام زوجها وما اآنت فيه من العز قبل حلول الوبال فبكت ام مغامس من هذا الكالم، وتذواالنعام وعلو الجاه ورفعة المقام، ولكنها اجابت بالسمع والطاعة ورحلت بابنها، وفي الطريق

نصبا خيمة من القش واغصان الشجر لتقيهما من حرارة الشمس وضوء القمر، وجلسا في ما واما سعيد العبد الخائن هذا ما آان من امره) قال الراوي(ذلك المكام تحت مشئية الرحمن

اللئيم فانه قد ارسل يطلب شاة الريم واامر امها ان تجهزها تلك الليلة وتصلح حالها حتى يدخل بها، فلما سمعت شاة الريم ذلك الكالم آان عليه اشد من ضرب الحسام، وجعلت تبكي مع امها

:شدت تقولمن فؤاد متبولعلى مغامس ابن عمها، النها آانت تحبه ولما زاد عليها الحال ان

تقول شاة الريم من قلب حزين ودمع عيني فوق وجناتي غزير

من بعد ابي وعمي قبله صار راعينا على راس السرير يارب سعيد العبد اعدمه الحياه

و اآتب نصيبي في مغامس يانصير

ان الصب فلما انتهت من آالمها وفهمت امها فحوي شعرها ونضامها قالت لها، اعلمي يا بنتمفتاح الفرج وال بد ان نجد لهذا الضيق من مجرج، فاصبري على حكم اهللا وعلى قدره وقضاه،

بان هذا العبد سعيد جبار عنيد وشيطان مريد، و قد ذلت له الفرسان الصناديد وابن عمك مغامس فقير الحال ليس له مال و رجال، وان خالفنا له امر اخذك غصبيا و قهرا، فمن الواجب ان نسمع آالمه ونمتثل اوامره واحكامه، فلما سمعت شاة الريم من امها هذا الكالم صبرت على

احكام رب االنام، وآان العبد سيعيد قد صنع في تلك الليله وليمه لها قدرا وقيمة، جمع فيها بعض االعيان واآابر الديوان، فدقت الطبول ونفخت الزمور وقام في القبيلة الفرحة والسرور، ودقت المولدات بالدفوف ولعبت الفرسان بالرماح والسيوف، فلما سمع مغامس اصوات الطبول

وصهيل الخيول قصد الحي تحت ظالم الليل، فعندما وقف على خقيقة الخبر، طار من عينيه الشررؤ من شدة الوجد و الغرام وزواج ابنه عمه بدر التمام بذلك العبد ابن اللئام، فرجع واعلم

ك فبكت شفقة عليه وجعلت تتلطف بخاطره وتقول، اهللا آريم فال بد ان تكون من نصيبك امه بذلشاة الريم، وآان في هذه اللحظة مرور ابو زيد ومن معه فسمع قولهما وبكائهما فنزل اليهما يستفهم عن سبب بكائهما فاعالمه بما جرى من العبد سعيد، فقال في سره البد ان انصرهما

ام مغامس وذبح ناقته التي ليس له غيرها وقدمها لهم فاآلوا وشربوا و اخذ وجلس عندهما فقابو زيد يغني على الرباب وآان راع لسعيد العبد مارا من هناك، فسمع غناء ابو زيد عند

مغامس وامه، فذهب واخبر العبد سعيد بما راه، وهذا ارسل في طلبهم فحظروا الى العبد سعيد، السادات واالماجيد، وهو متكيء على طهره آانه فحل جاموس فوجدوا عنده جماعة من

ومنتظر قدوم العروس، فسلم ابو زيد عليه وال اآترث بكالمه، ولكنه قال لهم آيف تكونون من شعراء العرب واصحاب الفضل واالدب وتترآون زيارة االمير وتقصدون عجوزا ال قدر لها وال

في مقامك وقدرك اننا ما اتينا الى هذه القبيلة اال شأن، فقال ابو زيد اطال اهللا عمرك وزادلنمدح جنابك ونتشرف بساحة اعتابك غير ان وصولنا آان في الظالم وآنا نريد ان نزور

حضرتك في ثاني االيام، الى ان ارسلت في طلبنا مع الغلمان، فحضرنا حاال المرك العالي فال الليالي، فلما انتهى ابو زيد من مقاله جلس زالت ايامك في فرح وسرور وافراح مدى االيام و

على يمينه وجلس مرعي يحيى ويونس على شماله، وآان عند جلوسه القى ساعده على فخذ ال مرحبا بك وال حلت علينا البرآة، : سعيد، بقوة وعزم شديد، فتالم سعيد من تلك الحرآة وقال

اخذنا آثر اهللا خيرك ومعروفك ثم انشد هذه قاتل اهللا اباك وامك فما اثقل دمك، فقال ابو زيد ال تؤ : االبيات

يقول الحجازي والحجازي سالمة ارى الدهر بندر بالملوك الفاضل يا حيف اهل العز ول زمانهم ومن بعدهم حكمت اوالد الرذال يا لهف قلبي على ملوك قد مضوا حكم بعدهم في الناس خدام عاطل انا ناصر االيتام بالسيف والقنا

ن االعادي فوق ظهر الصايلوطاع انا منصف المظلوم جابر خاطره انا فارس الفرسان ارد الجحافل انا زوج الزينات البناء عمهم وابعد عنهم آل خبيث مماطل فال خير في عبد عال فوق سيده وال خير في من يغدر اهل الفضائل فال تحسب ان الدهر يصفو لظالم وال بد ما اريك طعن الذوابل

# ):ال الراوي ق(

ما هذا الكالم الغليظ الشديد، يا : فلما انتهى ابو زيد من هذه القصة اغتاظ منه سعيد وقال له

اخس العبيد، فلوال سواد لونك آنت قطعت راسك، واخمدت انفاسك، فاجلس مكانك واآفنا شرك اخذه وال تغضب ال تؤ: ولسانك، ودع غيرك يطربنا يا ابن اللئام، فعند ذلك التفت مرعي وقال له

عليه، فنه من جملة العبيد الذين اليعرفون مقام الملوك وال لهم خبرة بحسن التصرف والسلوك، فان آنت تريد غنيتك االن بقصيد يستحق االنعام ومزيد االآرام فتزيل اآدارك وتربح افكارك

عره ونظامه فقال سعيد هات ما عنك فانشد شعرا اسوا من شعر ابو زيد فلما فرغ من آالمه وشاغتاظ سعيد الغيظ الشديد، وصاح على الجالد ان يقطع راسه ويخمد انفاسه فمنذ ذلك اعتذر

اليه يحى امام الحاضرين وآبار السادات المقدمين، وقال ال تؤاخذهما من هذا القبيل ايها الملك والظالم فانا الجليل، فانهما من اناس بهاليل ال يعرفون مضمون الكالم وال يميزون بين النور

امدحك بابيات حسان ما سمعها احد اال وزال عنه الهم واالحزان النها تشرح الصدور وتجلب السرور، فقال هات ما عندك لعن اهللا اباك وجدك فاجاب يحيى بشعر اسوأ من شعر مرعي، فلما اح فرغ يحيى من شعره ونظامه وفهم سعيد فحوى آالمه، زاد عليه الحال واستعظم المقال وص

على الجالد ان يقطع رأس الثالثة قصاصا لهم على ذلك اإلفتراء، فنهض يونس على األقدام واعتذر اليه بالكالم، وقال ان هؤالء الشعراء من اوباش العربان ألنهم تكلموا بحضرتك بما يك اليليق من الكالم، فان اردت انشدك ابياتا ما سمعها قط انسان اال استحسنها، فقال بارك اهللا ف

انشد وخذ مني ما يرضيك، فان صدري ضاق وقلبي يحدثني بالفراق فاتشد يونس شعرا اسوا .من شعر يحيى

فلما فرغ يونس من شعره ونظامه وفهم سعيد فحوى آالمه، عظم عليه االمر وتوقد قلبه بلهيب

ز حتى تطربونا بالشعر والنظام وتاخذون الجوائ. الجمر وقال لهم لهم احضرناآم يا لئامواالنعام، ولكنكم اساتم االدب وخرجتم عن سنة العرب، وتكلمتم بما ال يليق امامس وال اعتبرتم قدري ومقامي، فال بد من قتلكم على آالم الزور والنفاق، فلما انتهى من هذا المقال التقاه ابو

على زيد مثل سبع اآلجام وضربه على رأسه بالحسام فقتله في الحال وأورثه الخبال ثم هجمباقي العبيد وتيعه مرعي ويحيى ويونس الفرسان الصناديد، ولم تكن إّال لحظة من الزمان حتى

انزلوا بهم الهوان، ومسحوهم بالسيف الهندوان، وبعد ذلك جمع أبو زيد سادات القبيلة ها قد قتلت هذا العبد الغدار وجماعته األشرار، ألنهم قد طغوا : والوجوه الكبار، وقال لهم

جبروا فال رحم اهللا العبد اللئيم والوغد الذميم، ألن مرادي استخالص المملكة من مغامس وتاليتيم، وأخذ ابنه عمه شاة الريم، فمرادي اآلن أن أقيمه أميرا مقام أبيه فما هو رأيكم وماذا

قالوا هو ابن موالنا وقد رضيناه علينا أميرا ونح عبيده وطوع يديه وال نبخل : تقولون فيهأرواحنا عليه، فعند ذلك رآب أبو زيد الحصان ورآبت معه األبطال والفرسان والسادات ب

واألعيان، وقصدوا األمير مغامس ومعهم الطبول والزمور، حتى وصلوا اليه فسلموا عليه وتمثلوا بين يديه، وأعلمه أبو زيد بواقعة الحال وآيف أنه قتل ذلك العبد المحتال، ففرح مغامس

وزال عنه القلق والضجر، ثم أحضره الى الحلة مع أمه بموآب عظيم وزفوا عليه بهذا الخبرابنة عمه شاة الريم، واجلسه على الكرسي مكان أبيه وصارت العرب تمدحه وتهاديه، ألنه تخلص من أيدي اولئك العبيد األوباش، فشكروا أبو زيد ومرعي ويونس على ذلك الصنيع

فقال أبو . ى تونس، وان يبقوا عنده فيزيد فرحه ويستانس بهمواراد ان يمنعهم عن السفر الزيد ثالثة ايام في فرح وسرور وغبطة وحبور، وبعد ذلك ودع األمير مغامس وسار مرعي

ويحيى ويونس، قاصدين مدينة تونس وهم يجدون في قطع الروابي والتالل، فوصلوا الى مكة بعد ان زاروا المقام وادوا واجبات الوقار المشرفة وقلوبهم على زيارة المصطفى متلهفة، و

واالحترام، اجتمعوا في بيت شكر الشريف بن هاشم وهو زوج الجازية اخت األمير حسن،

واعلموهم بخروجهم من الوطن فترحب بهم وأآرمهم بمشاهدة أبو زيد ومرعي ويحيى د العجم، فدخلوا ويونس، ثم أنهم رآبوا وساروا يقطون البراري واآلآام حتى اشرفوا الى بال

عليها وداروا في اسواقها وبعد ذلك رحلوا من تلك الديار، وواصلوا سير الليل بسير النهار حتى وصلوا الى بالد الترآمان، فدخلوا على ملكها الغضبان ومدحوه بالقصائد الحسان،

راري فاآرمهم غاية االآرام واجازهم بنفائس االنعام، ثم رآبوا الخيول وجدوا في قطع البوالسهول الى ان وصلوا الى عند السالم الخفاجي عامر حاآم بالد العراق، فدخلوا وسلموا عليه فرد السالم عليهم واآرمهم غاية االآرام ثم ان أبو زيد أخذ يمدح الخفاجي عامر، وطلب ان يمن

.عليه بانعامه

اجازهم بالجوائز فلما انتهى أبو زيد من شعره ونظامه وفهم الخفاجي عامر فحوى آالمه،الحسان ثم قدم لهم الطعام، فشكروه على هذا االهتمام واقاموا عنده ثالثة ايام في عز واآرام ثم ودعوه وجدوا في قطع البراري واآلآام الى ان وصلوا الى الشهباء، وآانوا قد تعبوا من السفر،

جال عالي المقام اسمه فنزلوا عن خيولهم واستظلوا تحت اغصان الشجر، وآان أمير المدينة راألمير بدريس وله وزير عاقل خبير اسمع الخزاعي، وهو صاحب رأي وتدبير فاتفق انه خرج في جماعة من القوم قاصدا الصيد والقنص، فرأى أبو زيد ومن معه فسلم عليه وسالهم عن

.احوالهم فنهض أبو زيد وحياه، وانشده فاآرمه األمير واعطاه

من هذا الشعر والنظام شكره الخزاعي وقال لهم اعلموا يا شعار العرب فلما انتهى أبو زيدواصحاب الفضل واالدب، اني الخزاعي وزير بدريس أمير حلب فاقصدوني الى المدينة وانا

اخلع عليكم الخلع الثمينة، فيزول عنكم العنا وتنالوا القصد والمنى، ثم ترآهم وسار فارسل أبو لد لياتيهم بالماآل والمشرب ألنهم آانوا في غاية الجوع، فسار بالعجل زيد األمير يونس الى الب

وجعل يدور فيها ويتامل في اسواقها وحسن مبانيها ثم رجع واخذ يشرح ألبي زيد عن حسن المدينة وعما شاهد فيها من القالع الحصينة، وبعد ذلك رآب مع جماعته مرعي ويحيى

ومروا بحماة وحمص وطرابلس حتى اشرفوا على ويونس وجدوا في قطع البراري واآلآام مدينة الشام، وآان الحاآم عليها في ذلك الزمان ملك عظيم الشأن إسمه شبيب التبعي ابن مالك حسان، وساروا ولو آان أجنحة لطاروا الى ان وصلوا الى القدس الشريف، فاقاموا بها يومين

بن نازب، فمدحوه بنفائس األشعار ومنها ساروا الى غزة ودخلوا على حاآمها الشرآسي اواعتبرهم غاية اإلعتبار، واقاموا عنده عشرة ايام، ثم جدوا في السير حتى وصلوا الى مصر العدية وتلك األراضي البهية، فقصدوا الفرمند بن متوج ودخلوا عليه ومدحوه بنفائس األشعار

قاصدين بالد الصعيد وبالد فالتقاهم بالترحيب والوقار، واقاموا عنده ثالثة ايام وسارواالمغارب حتى وصلوا الى عند القاضي بن مقرب، ودخلوا عليه ومدحوه باألشعار فاعتبرهم

غاية االعتبار وقاموا عنده في اعزاز واآرام، وآان هذا الرجل من اعلى الناس بكرم الضيوف ثم تأهب أبو زيد ويجود بااللوف وهو الذي ذآره المؤرخ الشهير ابن خلدون في آتابه العبر،

.للسفر فودع الماضي وسار مع جماعته #

):قال الراوي (

واتفق ان جماعة من الشعراء العربان آانوا قصدوا بالد نجد ومدحوا األمير حسن بن سرحان

باألشعار الحسان آما جرت العادة في ذلك الزمان، فاجازهم بالعطايا الجميلة والمواهب ها جارية من بنات الحي تسمى مي، فشكروه على هذا الجميل الجزيلة، وآانت من جملت

واالحسان ثم ساروا قاصدين بالد العرب وتلك األوطان، حتى وصلوا الى تونس الخضراء

ومدحوا الزناتي خليفة والوزراء، فاحسنوا اليهم وانعموا عليهم ثم باعوا تلك الجارية الظريفة من اجمل البنات، لطيفة الذات، قد اتصفت باألنس الى سعدة بنت الزناتي خليفة، وآانت سعدة

والمحاسن، وشاع ذآرها في جميع األماآن، تجالس األدباء وتنادم الملوك واألمراء ذات أدب وفضل لها معرفة بضرب الرمل، فاتفق انها سالت تلك الجارية ذات يوم عن سبب وقوعها في

ر حسن اوهبها لهم على سبيل الهدية، ايدي اولئك القوم، فاخبرتها بالقصة وآيف أن األميفقالت وهل يوجد نظيري بين نساء العرب في الحسن واألدب؟ فقالت لها يا صاحبة الجود

والكرم انه يوجد بين األمم من يشبهك في الظرف والجمال ومكارم الشيم وحسن الخصال، وهو ل، فلما سمعت سعداء بطل األبطال وزينة الرجال األمير مرعي ابن موالي حسن أمير بني هال

هذا الكالم تعلق قلبها بمرعي وهام، ألن اإلنسان قد يعشق بسمع اآلذان قبل المشاهدة والعيان، :اذا آان آالمك هو حقيق فاوصفيه لي على التحقيق فاشارت مي تقول: فقالت سعدة

لو تنظري يا ست مرعي بنظرة فنظرة في مرعي تزيل المصايب

اآتمالهله وجه مثل البدر عند وخدود تشبه ساطعات الكواآب له خد احمر والعيون نواعس وآالسيف ماضي قفلة الحواجب وطوله آعود الزان ان آان مايل خلى نار قلبي تزيد اللهايب

فقالت لها سعداء قومي بنا الى البستان وانا اضرب هناك الرمل، وانظر احوال الذين ذآرتهم لتعليق ومرادي ان اعرف اخبارهم على التحقيق، ثم اخذتها اآلن، فان قلبي تعلق بهم غاية ا

معها الى البستان وآان من احسن النزهات فضربت الرمل وولدت البنات من األمهات، فتاآد لها ذلك الخبر وعرفت األمورالتي سوف تجري، وبينما هما في الحديث اقبل عليهما العالم ابن

م، صاحب معرفة وفضل وعقل من خبر الناس في ضرب الزناتي خليفة ونائبه في معاطاة األحكاالرمل، وآان يتردد على سعدة في اغلب األيام ألنه من جملة األهل و بني األعمام،فسلم عليها

فردت السالم واستقبلته بالترحاب واالآرام، فجلس بقربها وآان قد عرف ما في قلبها ألنه علمها بافكاره وآشف لها اسراره فطلبت منه ضرب الرمل في ذلك النهار وظهرت له األخبار، فا

ان يكتم ذلك الخبر وال يبيح به ألحد من البشر، خوفا عليها من الضرر وقالت له اريد منك يا ابن عمي ان تعلمني متى حضر هؤالء القوم ألني بانتظارهم، فاجابها الى ذلك الطلب ووعدها

. والقنصبالمساعدة على بلوغ األرب، ودعها وسار طالب الصيد #

):قال الراوي (

هذا ما آان من سعدة وابن عمها العالم، واما ما آان من البطل الهمام واألسد الدرغام أبو زيد فارس الصدام ومن معه من السادات الكرام، فانهم آانوا قد جدوا في قطع الروابي واآلآام، مدة

المدينة وفي اليوم التالي صاروا عشرة أيام حتى وصلوا الى تونس وقت الظالم، فباتوا خارجيتأملون في مبانيها فوجدوها متينة وأبراجها حصينة آثيرة القالع قوية الدفاع، وانهارها

غزيرة وخيراتها آثيرة، فجعلوا يدورون حواليها يتبصرون آيف يكون الهجوم عليها، ثم دخلوا الثمر، فبينما هم على تلك الى بستان واستمروا تحت أغصان الشجر وآانوا يقطفون ويأآلون

الحال إذا اقبل عليهم جماعة من األبطال أرسلهم الزناتي ليقبضوا عليهم ويقيدوهم باألغالل

حيث بلغه خبرهم من بعض الفرسان بأنهم في ذلك البستان، فداروا بهم من اليمين والشمال ع وضرب بالسيف في فلما نظر أبو زيد تلك الفعال استعد للحرب والقتال، وهجم عليهم آالسب

ذلك الجمع فقتل منهم عدة رجال ومددهم على الرمال، ثم تكاثرت العساآر والجنود أحاطوا بهم، وقبضوا على مرعي ويحيى ويونس أوثقوهم بالقيود واألغالل ولم يقدروا على أبو زيد في

باد وما هو سبب الحرب والقتال، فعند ذلك تقدم إليه العالم على انفراد وقال له من تكون من العفقال أبو زيد أننا شعراء من بالد الشرق وعادتنا ان نمدح األمراء . مجيئكم الى هذه البالد

وسمعنا بكرم الزناتي خليفة وما خصه اهللا من الشمائل اللطيفة، فقصدناه ألجل هذه الغاية ، الى ان الوحيدة، وآان وصولنا مساء فبتنا في هذا المكان حيث أننا غرباء ال نعرف احدا

وأنا اسمي محمود واسم جماعتي شداد وحماد . أشرفتم بجمعكم علينا أوصلتم أذاآم إليناومسعود، فقال العالم لقد آذبت في المقال وتكلمت بكالم المحال، ما أنت اال األمير أبو زيد

صاحب المكر والكيد، واما رفقاؤك فهم مرعي ويحيى ويونس، وقد أتيتم الى بالدنا لتعرفوا أحوالنا وقواتنا ثم تهجمون علينا وتحتلون بالدنا، ثم قال امسكوه وال تؤذوه فانطبقت الفرسان على أبي زيد من اليمين والشمال، حتى قبضوا عليه أخذوه مع باقي أصحابه الى الزناتي، ولما

منا أبطاال دخلوا عليه تمثلوا بين يديه، وقالوا اعلم يا موالنا ان هذا العبد حاربنا ودهانا، وقتل وفرسانا، فاغتاظ الزناتي وتكدر من هذا الخبر،وقال ألبي زيد من تكون من العربان يا أخس السودان، قال نحن شعراء نقصد الملوك واألمراء فنمدحهم ونأخذ األنعام ونحصل على بلوغ راب المرام، فسمعنا بكرمك فقصدناك من بالد العرب، طمعا بالفضة والذهب، وحيث أننا من األع

وليس لنا في هذه الناحية أصدقاء وال أحباب، فدخلنا الى ذلك البستان لنأخذ ألنفسنا راحة يا ملك الزمان، ثم نقصد جناحك العالي وباقي السادات والموالي، فأحاطت بنا العساآر مع األهالي

كان الى ان وغاروا علينا قاصدين قتلنا واذانا، فاقتضى الحال أننا دافعنا عن أنفسنا بقدر اإلموقعنا في األسر والهوان، فأمر بما تشاء وتريد أيها الملك السعيد، فلما سمع الزناتي هذا الكالم أبدى الضحك واالبتسام، وقال لهم يا مناحيس ما أنت اال جواسيس، أتيتم لتردوا البالد وتعرفوا

دنا واراضينا، أحوال العباد، ثم تذهبون وتأتون بالعساآر والجمع الوفير، فتملكون بالوتتحكمون بجموعكم فينا، هذا هو السبب الذي قادآم إلينا وحملكم على القدوم والهجوم علينا،

.فال بد من قتلكم يا أوغاد على روؤس األشهاد #

):قال الراوي (

وآان الزناتي قد وقف على الخبر اليقين من المنجمين، وبعد مفاوضات طويلة مع ارباب

لراي على شنق أبي زيد ومرعي ويحيى ويونس، فاخذهم العسكر ومروا بهم المجلس استقر امن تحت قصر األميرة سعداء فلما سمعت ضجيج العسكر قامت جاريتها لتعلم ما الخبر فطلت

راسها من الشباك وامعنت النظر فيهم فاعتراها الكدر، وقالت لموالتها اعلمي يا زينة الدنيا ان يحيى ويونس واما هذا العبد الرابع فهو ليث الوقائع األمير أبو زيد هؤالء الثالثة هم مرعي و

فارس المعامع، فلما سمعت سعداء هذا الكالم، تبدل نهارها بالظالم ألنها آانت تعلقت بحب مرعي دون األنام، فصاحت على الجالدين والعساآر والمحافظين وقالت لهم ارجعوا الى ابي

هم فيحل بكم العطب، واني ساتبعكم ألقف على حقيقة الخبر، فلما بهؤالء العرب واياآم ان تقتلوسمعوا رجعوا في الحال، وذلك لما يعهدون من علو منزلتها ونفوذ آلمتها، ثم ان سعدا لبست

افخر الثياب وذهبت تخبر اباها بما فعلت ونصحته بعدم قتلهم لعدم ثبوت جرمهم واقترحت عليه .لبهاحبسهم في قصرها، فاجابها الى ط

فاخذت األربعة انفار وحبستهم عندها في الدار، ثم اخذت من الطعام ما يكفيهم ونزلت اليهم آل وال تخبر احدا بل احفظ ذلك بالسر ثم فعلت هكذا : فاجتمعت بمرعي في اول األمر وقالت له

ها بيحيى ويونس وقالت ليونس ان يرسل لها ابو زيد فلما حضر قدمت له شيئا من الطعام فشكرعلى هذا االهتمام، ثم انه قسمه على سبعة اقسا فسالته عن سبب ذلك فقال لها اعلمي يا زينة الممالك وبدر الليل الحالك، انني انا وجماعتي اربعة وانت والجارية اثنان على التمام، والحصة

وحدك، السابعة ساحزمها بحزام وارسلها الى ابنة عمي عاليا، فقالت له سعدا لماذا ال تتغذى :فتنهد من فؤاد متبول وانشد يقول

اذا اآلت انا وجاعت جماعتي فال عشت عمري لسكب الصفائح واذا جعت انا واآلت جماعتي احمد ربي وهو آريم مسامح ايا ست زاد اثنين يكفي ثالثة ويكفي اربعة يا ست والكل رايح ويكفي خمسة من اجاويد حينا ويكفي لستة من هالل السمائح

حكت سعدة من آالمه واعجبها فحوى شعره ونظامه، ثم انها اخرجتهم من الحبس فضواحضرتهم الى عندها وقدمت لهم الطعام واخذت تحادثهم بالكالم وتسالهم عن احوالهم وعن

نحن من جملة الشعراء نقصد الملوك واألمراء فنمدحهم بنفائس األشعار : بالدهم فقال ابو زيدرهم والدينار، فقالت انكم لم تعلموني على التحقيق مع انني عارفة ونرجع الى الديار بالد

باحوالكم فاخذت تعلمهم بسفرهم وما جرى لهم في الطريق والسبب في قدومهم الى تلك الديار .شعرا

فلما فرغت سعدة من آالمها شكرها األمير ابو زيد على اهتمامها، وباتوا تلك الليلة في سرور الصباح امر الزناتي باحضارهم، فلما حضروا قال لألبو زيد اذا اطلقناك وانشراح، ولما اصبح

الى ان تاتي جماعتكم من األوطان، فكم يوم تغيب عنا وماذا تجيب لنا، فقال اغيب ثالثة شهور واجيب لك اربع مية الف مدرع مشهور، فقال وما هو مرادك من المدرع ايها البطل الصميدع،

هذا هو المدرع، ففرح الزناتي : من جيبه قطعة من الفضة الخاص وقالفاخرج األمير ابو زيد بذلك وقال اذهب بأمان، فقال اعطني عدة حرب وحصان ألن الطريق مخطرة، فاعطاه ما طلب فودع الزناتي وذهب، وجعل يدور البالد ويطوف المدائن، حتى اشرف على وادي الغباين وتلك

بات متسعة البراري والفلوات تصلح للحرب والقتال، ومرعي األماآن، فوجدها آثيرة المياه والنالنوق والحمال، ثم سار من هناك الى فابس ومنها الى عين دورس فوجدها احسن محل إلمتالك

تونس، وقد تعجب من خيرات البالد وآثرة ما فيها من االيراد، ثم طاف جميع البالد وعرف لما دخل الى قصر سعدا فرآه مطليا بالرصاص السهول والوهاد ورجه ليرى احوال البالد، و

وآان الوقت نصف الليل فارعدت الدنيا وابرقت، حتى قام األوالد من نومهم وعادوا يذآرون .بالدهم وصار مرعي ينشد الشعر ممزوجا بالبخيبة

فلما فرغ مرعي من شعره آان ابو زد واقفا تحت القصر يسمع، ثم رآه الطواشي ففتح له ودخل

وسلم عليهم، فقالوا له اين آنت يا ابا زيد الى اآلن، انت في تونس ونحن نقاسي اشد عندهم

الضيق، فقال انني تهت عن الطريق وقد صممت اآلن على السفر واتيت لوداعكم، ثم تندم .وودعهم واوصى سعدا بهم بكى بكاء شديدا وتقدم األمير مرعي يودعه

، ال يكون لك ادنى فكر ألنني سابذل الجهد في تخليصكم، فلما فرغ األمير من آالمه قال ابو زيد

ثم ودعهم وسار وعيناه تذرف بالدموع، وسار يقطع البراري والقفار مدة عشرين يوما حتى اقبل الى ارض الصعيد، فدخل على القاضي بن مقرب واخبره بما جرى له من األول الى اآلخر،

ه نحو يومين وبعد ذلك ودعهم وسار يقطع فبكى القاضي بكاء شديدا، ثم انه بقي بضيافتالبراري القفار عدة ايام حتى وصل نواحي حلب فجلس في ظل شجرة هناك أخذ راحة، فبينما

من اعز : هو جالس اقبل عليه تاجر قاصد بالد المغرب، فقال له هل تعرف األمير عالم؟ فقال لهبا توصله اليه فقال اآتب ما بدا لك اصحابي واعظم احبابي فقال له ابو زيد ارغب ان اعطيك آتا

:فعند ذلك اخذ ابو زيد يكتب للعالم يقول

يقول ابو زيد الهاللي سالمة فمن آان شقي التسعده األيام نعم انا ايها الغادي وحامل آتابنا تجد السرى في واسع اآلآام

اذا جيت تونس وقابس وارضها فسلم على الفتى المسمى العالم

يحيى ويونساوصيك في مرعي و اوالد اختي من فروع آرام فال بد ما ارجع اعود وانثني وال بد ما آني بقوم لزام

باربع تسعينات الوف عدادهم تشبه جرادا منتشر بغمام

والبد من لطمة على باب تونس ويبقى الدما فوق الثرى عوام والبد من قتل الهيدي بصارمي وابقى الزناتي بالقبور ينام

غرب بحد صارميواهلك بالد ال واملكك في الغرب يا عالم

فلما فرغ ابو زيد من آالمه طوى الكتاب فاخذه التاجر وسار يقطع البراري والقفارحتى اشرف الى تونس وتلك الديار فاخذ المكتوب وسلمه الى العالم، ففضه وقراه وعرف حقيقة فحواه،

مسين يوما حتى اقبل الى نجد، وحين واما األمير ابوزيد فانه ما زاال يجد في المسير مدة خدخوله الى نجع بني هالل التقاه الكبار والصغار حتى اقبل الى صيوان األمير حسن فدخل وسلم

عليه وعلى الذين حواليه فلما رآه األمير حسن واألمير دياب والقاضي بدير واألمير زيدان ارت البشائر في بالد نجد بان تقدموا اليه وقبلوه بين عينيه واجلسه األمير حسن بجنبه ود

األمير ابو زيد حضر من بالد الغرب، فاجتمعت الفرسان من آل جانب ومكان حتى احتبك الديوان، وحينئذ سالوه عن مرعي ويحيى ويونس، فعند ذلك بكى األمير ابو زيد بكاء شديدا

.واشار يخبرهم عما جرى له بقصيدة انشدها امامهم

شعر بكى األمير حسن ومن حضر من السادات الكرام السيما اهل فلما فرغ ابو زيد من الاالوالد، فقد تفطرت منهم األآباد وقالوا ألبو زيد اعلم يا فارس الفرسان اننا النفك عنك وال

نعرف اوالدنا اال منك، فقال آونوا براحة بال فاني آما اخذتهم من الطالل سارجعهم وهم على األمير حسن الى الحاضرين وقال لهم مرادي الرحيل الى بالد احسن حال وانعم بال، فالتفت

الغرب واقيم هناك الحرب واخلص األمراء بالطعن والضرب، فاستحسنوا هذا الخطاب وقال ابو زيد هذا هو الراي الصواب، ولكن قبل الرحيل من هذه األطالل بالفرسان واألبطال والنساء

امام ظعون بني هالل مع الست ريما والست عدال والعيال، يجب ان تاتوا بالجازية لترآب والست ريا وسعد الرجا وبدر النعام وجوهرة العقول ونجمة السحور وزين الدار والست عليا

ألنه اذا اشتعلت نيران الحرب ووقع الطعن والضرب تكون الجازية وباقي السيدات امام األبطال ات راي وتدبير، وهكذا تم الراي بين األمراء في العماريات ألن الجازية من النساء المشاهير ذ

واألعيان وارسلوا اربعة وعشرين فارسا من الشجعان للرحيل بنساء القبيلة، وتاهبوا للطعن والضرب والسير الى تونس الغرب، وامر األمير حسن بدق طبل الرجوج فدق الطبل في الحال

ألمير حسن بن سرحان وهو في واجتمعت الفرسان واالبطال، وسارت الرجال ودخلوا على االديوان، فاخبرهم بما جرى وقال لهم استقر راينا ان نرحل من األوطان ونقصد بالد الغرب بعد ستة ايام فكونوا في االستعداد التام لن ارضنا قد امحلت ووقع بنا الغال واوالدنا في اسر الزناتي

.خليفة يقاسون العنا

):قال الراوي ( # ابع تهجز االبطال للمسير واالرتحال فهدت المضارب والخيام وانتشرت الرايات وفي اليوم الس

واالعالم ودقت الطبول ورآبت الفرسان ظهور الخيول، واعتقلوا بالسيوف والنصول ورآبت الحريم والعيال واالوالد واالطفال ونساء االمراء والجازية ام محمد وآان االمير ابو زيد في

وا عدة ايام حتى اشرفوا على بالد حزوة والنير فنزلوا هناك ونصبوا مقدمة الفرسان، وسار .المضارب والخيام وآان الحاآم عليها الدبيسي بن مزيد وآان من صناديد االبطال

)الجزء الثالث ( قصة الدبيسي بن مزيد

خر اليقدر العواقب وال يخشى حلول المصائب، وآان في الشجاعة والفروسية في طبقة علية يفتبنفسه ويفضل ذاته على جميع الفرسان في ساحة الميدان ويقول انه اذا رآب الجواد ال يوجد من يقاومه في الحرب والطراد، ولو آان ابو الفوارس عنترة بن شداد، وآان له اربعة وزراء يرآن اليهم ويعتقد في اموره عليهم، وهم مقلد وهمام وراشد وسالم وله ولد اسمه مزيد قد

على اسم جده وآان يحبه آثيرا، ومن شدة محبته فيه اراد ان يزوجه بابنة اخيه فجمع سماه وزراءه واخبرهم بما قد صمم عليه فاجابو على ذلك المرام ما عدا الوزير همام، فانه آان

صاحب راي وتدبير فنهاه عن ذلك في الوقت الحاضر، واعلمه بقدوم بني هالل الى تلك البالد آر، فانذهل الدبيسي وحار في امره وبينما هو مجلسه دخل عليه الرعيان بالجيوش والعسا

واخبروه بقدوم بني هالل وانهم مألوا األرض بجيشهم فاستشار الدبيسي وزراءه فاشاروا عليه بان يرسل من يستطلع عددهم، فارسل العبد راشد الى مضارب بني هالل، فانذهل مما راى من

سان ورجع الى الدبيسي واخبره بما راى فزاد خوفه وفزعه آثرة الرجال واالبطال والفرفاستدعى اليه الوزراء واخبرهم بذلك، فلم يجبه احد بكالم، فقال لهم ما بالكم ال ترون الجواب

فقال الوزير راشد انه من الواجب ان ترسل لهم آتابا تامرهم بدفع عشر المال مع النوق في الحال ونشتتهم في البراري والتالل، فاآتب لهم بهذا والجمال، فان امتنعوا عن ذلك نقاتلهم

:الصدد وانا آخذه اليهم وآتيك بالجواب، فاستصوب الملك رايه وآتب لهم آتابا يقول فيه

يقول الدبيسي والدبيسي مزيد بدمع جرى فوق الخدود بدود اال ياغاديا على متن ضامر تشابه غزاال بالفالة شرود

ابو علياذا جيت عند الهاللي اعطيه مكتوبي تنال سعود

اال يا حسن اسمع آالمي واعتبر وافهم مني غاية المقصود فان آان قصدك تجوز بالدنا فارسل لنا عشر مالك ترود ارسل لنا الفين حمرة سليلة والف جواد يامير هدود

والفين سيف يا أمير مسقطة والف درع من عمل داود وارسل لنا الجازية ام محمد

ست عليا بغية المقصودمع ال وارسل لنا معها بنات امارتك واحذر تخالف وال تكون حقود وان آنت ال تدفع لنا ما ذآرته فارجع ألرضك واياك تعود

ثم ختم الكتاب واعطاه للوزير راشد، فاذه وسار حتى اشرف على بني هالل فنزل من على

يه السالم والتقوه بالترحاب الحصان فسلم على السلطان، وعلى باقي األمراء فردوا علواالآرام، وامر له بالجلوس فجلس بقربه وسال عن اسمه وعربه فاعلمه بواقعة الحال وعن سبب حضوره الى تلك االطالل ثم اعطاه الكتاب، فاخذه األمير وقراه، ولما وقف على حقيقة

ان ياخذوا الوزير فحواه غضب الغضب الشديد لكنه اخفى الكمد واظهر الجلد، ثم امر الغلمان الى دار الضيافة، ولما خرج من الديوان التفت الال األمراء واألعيان واطلعهم على خطاب

الدبيسي الذي طلب فيه عشر المال، فقال ابو زيد انه من الصواب ان تقول للدبيسي ان يمهلنا ه ليس عندنا عشرة ايام ونحن نرسل له طلبه بالتمام ومتى انقضت المدة ولح في الطلب تقول ل

مال وال ذهب سوى الحرب والقتال في ساحة المجال، وبهذه الحال تكون فرساننا قد استراحت .من تعب الطريق

وتبادل الدبيسي وحسن الحوار شعرا، ثم ان حسن طوى الكتاب وختمه في الحال وسلمه الى

وقراه وعرف ما الوزير فاوصله الوزير الى الدبيسي ودخل وسلم عليه واعطاه الكتاب ففتحهحواه ففرح واستبشر وايقن بالنجاح وبلوغ الوطر، ولما انتهت العشرة ايام لم ترسل بنو هالل الموال، قال الدبيسي للوزير ها قد مضت المدة المعينة ولم نقف على افادة وال وردت األموال،

هم وانزلنا بهم فيجب ان تسير اليه وتطلب منهم ان يبادروا بارسالها في الحال واال حاربناالوبال فامتثل الوزير امره وسار الى صيوان األمير حسن ودخل وسلم عليه، ثم جلس قليال

وبعد ذلك طالبه بالمال، والمه على ذلك االهمال، فقالت السادات ارجع الى موالك وقل له ليس ا الكالم عندنا مال وال نوق وال جمال، غير ضرب السيف وطعن النصال، فاغتاظ الوزير من هذ

ورجع الى مواله واخبره بما سمعه من القوم فزاد غيظ الدبيسي، وامر الرؤساء والقادة بجمع العساآر واالجنا، فعند ذلك دقت الطبول ورآبت الفرسان ظهور الخيل واعتقلت بالرماح وخفقت

.الرايات ورآبت االبطال باربع مائة الف مقاتل

):قال الراوي ( #

ومعه العسار واالجناد، طالبا ديار بني هالل، اقترب منهم فالتقوا به ودنو فلما رآب الدبيسيمن بعضهم، فبرز من فرسان الدبيسي فارس آانه االسد الكاسر اسمه االمير خاطر، فبرز اليه

من تكون من بني هالل؟: دياب فقال له

لكاسر، وجرى بينهما انا دياب المصادم وصاح فيه؛ وهجم عليه فالتقاه الفارس آاالسد ا: فقالحروب واهوال تشيب رؤوس االطفال وبعد ذلك اختلف بينهما ضربتان قاطعتان، وآان السابق األمير دياب ألنه اعلم في اصول الحرب واخبر في مواقع الطعن والضرب، فوقعت الضربة على

وثان هامه فقدته نصفين، ثم سال وجال وطلب مبارزة االبطال، فبرز اليه فارس آخر فقتلهجندله وثالث عجل الى المقابر مرتحله، وما زال يبارز الفرسان واالبطال ويمددها على وجه الرمال الى وقت الزوال، دقت طبول االنفصال وبات الفريقين يتحارسان تحت مشيئة الرحمن، ولما اصبح الصباح واشرق بنوره والح، برز األمير دياب الى الميدان وطلب مبارزة الفرسان،

برز اليه الوزير راشد، فالتقاه األمير دياب بقلب آالحديد، ثم التقى البطالن آانهما جبالن او فاسدان آاسران، وحان عليهما الحين وغنى على راسيهما غراب البين ولم تكن اال ساعة من الزمان، حتى استطال عليه دياب في الميدان وطعنه بالرمح في صدره، خرج يلمع من ظهره

االرض قتيال وفي دمه جديال، فلما قتل الوزير راشد هجمت جموع الدبيسي بقلب فوقع علىواحد فتلقتهم بنو هالل بقلوب آالجبال واشتد بين العسكرين القتال، وعظمت االهوال، فما آنت ترى اال وقع السيوف على السيوف وقتال يشيب االطفال، وما زال القوم على تلك الحال وهم

ى وقت الزوال، فعد ذلك دقت طبول االنفصال فتاخرت عساآر الدبيسي خاسرة في اشد القتال الورجعت بنو هالل ظافرة، وفي ثاني االيام دقت طبول الحرب والكفاح، فرآبت الفرسان واعتقلت بالسيوف والرماح وبرز األمير دياب فصال وجال في ساحة المجال، وطلب مبارزة األبطال فبرز

.تقاه األمير دياب بقلب شديداليه الوزير محمود فال

ثم ان الوزير هم على دياب فالتقاه دياب بقلب شديد وهجم عليه هجوم الصناديد، واشتد بينهما القتال في ساحة المجال، فاختلف بين االثنين ضربتان قاطعتان وآان السابق الوزير محمود،

ياب وهجم عليه سبع الغب فغطس دياب تحت الخضرا فراحت الضربة خائبة، ثم انتصب األمير دفضربه بالسيف عل هامه، فقطعه نصفين وآان له اخ يدعى الهداف، فلما راى اخاه قد مات زادت عليه الحسرات فهجم على األمير دياب لياخذ بثأر اخيه فالتقاه األمير دياب في الميدان

مرا على بقلب اقوى من الصوان، وجرى بينهما حروب واهوال تشيب رؤوس االطفال، واستتلك الحال وهما في اشد القتال، الى ان ولى النهار واقبل الليل، فوقفا عن القتال وباتت العساآر

في البطاح، ولما اصبح الصباح دقت طبول الحرب والكفاح وبرز الهداف الى الميدان وطلب سد مبارزة الفرسان، فبرز اليه دياب وصدمه آليث الغاب، فالتقاه الهداف وهجم عليه اال

الرئبال، وما زاال في اشد قتال وطعان يذهل العقول الشجعان، الى ان انتصف النهار وآان ان استظهر عليه دياب وضربه على عنقه بالسيف البتار فقطعه نصفين والقاه في ساحة المجال، فلما رات جموع الدبيسي ما حل بوزيرها، هجمت على دياب، فعند ذلك هجمت بنو هالل من

لشمال، والتقت الرجال بالرجال، وجرى الدم وسال من شدة الحرب والقتال، وما زالوا اليمين واعلى تلك الحال الى وقت الزوال، فدقت طبول االنفصال وباتت بنو هالل في سرور، وبات

الدبيسي في قلق وضجر ألنه قد قتل الشجعان الملك الدبيسي، فصال وجال في ساحة المجال الل، فلتبرز اآلن الى ساحة القتال، فما تم آالمه حتى صار األمير دياب ونادى اين فرسان بني ه

قدامه وانشد شعرا يهدد به الدبيسي فاغتاظ الدبيسي منه، ورد عليه فاغتاظ دياب بدوره وانطبق عله، وفعل الدبيسي مثل ما فعل واخذا في الحرب والقتال وجرى بينهما عجائب

الليل باالعتكار، فافترقا عن بعضهما البعض وعند رجوع واهوال، الى ان ولى النهار واقبل

األمير دياب من معرآة الصدام التقاه األمير حسن باعزاز واآرام وشكره على ما فعل، وقال له ال تنزل غدا الى الميدان ألن لك عدة ايام في الحرب والصدام والدبيسي مرتاح ثم ختم الكالم

:بهذا الشعر والنظام

ن الهاللي ابو عليقال الفتى حس الدمع من فوق الخدود سيوال يامرحبا بك يا دياب الغانم يا فارس الفرسان يوم الهوال يا فارس الفرسان يا ليث العدا يا ليت عمرك يا امير يطوال يا امير انك قد قتلت لراشد وسالم اضحى ميتا مقتوال

اما الفتى محمود ولى وانمحى واخوه هدافا غدا مجدوال

هم يوم الوغى حتى غدوافقهرت قتلى بحد الصارم المصقوال

واليوم قد نزل الدبيسي صادمك في حومة الميدان مثل الغوال يا امير دع غيرك في غدا ينازله فاسمع آالمي وافهم المنقوال اخاف توقع يا دياب بغدره

تضحى صريعا في الفال مقتوال

):قال الرواي ( #

ره ونظامه وفهم دياب فحوى آالمه، توقف عن رد الجواب فقال فلما فرغ األمير حسن من شعله حسن عالمك يا دياب ال ترد الجواب فقال ارجو ايها الهمام ان ال تمنعني عن هذا الطلب وان : قتلت فروحي فداك فاني الاخشى الموت في قتال اعدائك فشكره حسن وقبله في صدره وقال له

وجدتك تعبان وما دام االمر آذلك فابرز نهار غد وقاتل خصمك انا ما تفوهت بهذا الكالم اال لما .واتكل على اهللا

ثم باتوا تلك الليلة في سرور وانشراح ولما اقبل الصبح واشرق بنوره والح، دقت الطبول

ورآبت الفرسان ظهور الخيول واعتقلوا بالرماح والنصول، وتقدموا الى ساحة الميدان وآان ولما صار في معرآة القتال طلب الدبيسي، فانحدر اليه فالتقاه آسبع اسبقهم األمير دياب،

اآلجام، واخذ معه في الحرب والصدام واشتد بين البطلين القتال وعظمت األهوال، وآانا تارة يتقدمان وتارة يتاخران وآانت عيون الفرسان شاخصة اليهما ومازا على تلك الحال الى وقت

ل فافترقا على سالم ورجعا الى الخيام، ولما اصبح الصباح رآب الزوال، فدقت طبول االنفصااألمير دياب فتقدمت اليه ابنته وطفا وهي تبكي بدموع غزار، فتعجب من ذلك وقال لها اعلميني بما اصابك قالت مرادي ان تتوقف هذا اليوم عن قتال القوم فقد رايت حلما في المنام اصبحت

ال تخافي من هذا المنام فانه اضغاث احالم، : ا شعرا، فقال لهامنه في اوهام وقصت خكاية حلمهفال بد لي من الحرب والصدام فاذهبي الى خيامك وال تخافي، فرجعت الى الخيام وتقدم دياب الى معرآة الصدام فوجد الدبيسي بانتظاره، فصاال وجاال في ساحة الميدان واخذا بالضرب والطعن

ين االثنين ضربتان قاطعتان، وآان السابق األمير دياب فابطلها حتى حيرا األذهان، فاختلف بالدبيسي بمعرفته ثم هجم على دياب آسبع الغاب وطعنه بالرمح طعنة قوية فجاء الرمح في

فخذه فسالت دماء ويئس من الحياة، واراد الدبيسي ان يعجل فناه، واذا بفارس من بني هالل قد آاألسد، فخلص دياب من يد الدبيسي واعاده الى المضارب، اقبل آانه قطعة من جبل وهو يهدر

ثم اقتحم الصفوف والمواآب، وهو يصيح وينادي اتاآم أبو زيد ليث األعادي، وجعل ينخى بني هالل على الحرب والقتال فحملوا على جيش العدا من آل جانب، فعند ذلك حملت العساآر على

حسن بن سرحان وتبعه السادات واألعيان، ولم العساآر وتقاتلوا بالسيوف والخناجر وحمل تكن ساعة من الزمان حتى اشتدت األهوال وتمددت األبطال على وجه الرمال وما زالوا في أشد

قتال الى وقت الزوال، وآانت عساآر الدبيسي قد استظهرت في ذلك النهار واسرت عشرين ياشي ومفرج والهدار، فلما شاهد فارسا من بني هالل األخيار من جملتهم االمير عرندس والر

حسن تلك األهوال خاف على بني هالل من الهالك والوبال فلما نزل في المضارب جمع قادة .المواآب واخذ يستشيرهم بالقصيد

هذا ما آان . فرد عليه ابو زيد وفهم االمير حسن فحوى مرامه فاستحسنه مع جميع السادات

رجوعه من القتال، آبرت في نفسه واحضر االسرى بين من بني هالل واما الدبيسي فانه عنديديه وتهددهم بالقتل والدمار، فوجدهم ال يبالون باالخطار فارسلهم الى الحبس بعد ان شفى منهم غليل النفس، ولما اصبح الصباح واشرق بنوره والح،برز القاضي بدير الى الميدان

اسر فحمل على بعضهما البعض وتجاول في وطلب مبارزة الفرسان، فبرز اليه فارس يقال له جالطول والعرض وتضاربا بالسيوف وتطاعنا بالرماح ولم يزاال في حرب وقتل وطعن الى قرب

.الزوال

وآان القاضي قد استظهر على جاسر وهجم عليه آاالسد الكاسر وطعنه بالرمح في صدره خرج آخر فقتله وعجل من الدنيا يلمع من ظهره، فوقع على االرض يتخبط بعضه ببعض ثم هجم

مرتحله، فعند ذلك دقت طبول االنفصال فرجع القاضي من معرآة القتال فالتقته بنو هالل باالآرام واالجالل وهنأته بالسالمة من الوبال، وباتوا تلك الليلة الى أن اصبح الصباح فتواثبوا

طلب فتال الفرسان فبرز اليه الى الحرب والكفاح، فبرز من قوم الدبيسي فارس يقال له تميم، واالمير عقيل وهو اخو ابو زيد، فصدمه تميم صدمة جبار واشار يقول شعرا، فرد عليه عقيل، ولما فرغ من شعره حمل عليه واخذا في الصدام والعراك واشتبكا اشد اشتباك، وما زاال على

ستظهار، فضربه تلك الحال وهما في اشد قتال، وآان عقيل قد استظهر على خصمه اشد االعلى عنقه بالسيف البتار وذا براسه قد طار، وآان له اخ اسمه ناصر فلما رأى ما حل باخيه

هجم على عقيل هجمة االسود، فالتقاه عقيل بقلب آالجبل والتحم بينهما القتال، وآان عقيل يريد وعدم سرعة االنجاز فالصقه وضايقه وضربه بالحسام على رأسه فشقه ووقع على الفالة

الحياة، وآان الوقت قريب لزوال فدقت طبول االنفصال ورجع عقيل الى بني هالل، فالتقاه قومه بالكرامة وهنأوه بالسالمة وشكروه على فعاله وزادوا في اآرامه واجالله، واما الدبيسي بن

يه فاجتمعت االآابر والعمد ودخلوا على اميرهم وتمثلوا بين يد. مزيد فقد تنغص عيشه وتنكدوقالوا الى متى هذا الحال،فقد قتل منا عدة ابطال، فجعل يوعدهم في االنتصار، وثاني االيام برز الدبيسي الى الميدان وطلب مبارزة االبطال، فبرز اليه غنيم ابن مفلح، وآان غالما جميال فقال

وما زالوا له الدبيسي من تكون يا غالم حتى تبرز في معرآة الصدام، ثم صدمه بقوة واهتمام، في قتال شديد فمد الدبيسي يده واقتلعه مثل العصفور وسلمه الى اصحابه فاوثقوه بالكتاف، ثم صال الدبيسي وجال وطلب مبارزة االبطال، فبرز اليه زيدان وصدمه بقلب اقوى من الصوان،

حو فالتقاه الدبيسي آاالسد الغضبان وأخذا يتضاربان ويتحاربان واستمرا على ذلك الشأن نثالث ساعات، ثم افترقا بالسالمة واالمان، وبينما آان االمير زيدان راجعا من الميدان، ضرب الدبيسي حصانه فرماه على االرض، فانقضت عليه جموع الدبيسي فأخذوه واوثقوه، فهاج بنو

هالل النساء والرجال واستعظموا تلك االحوال وذهبت منهم جماعة من االعيان الى عند أبي فارس الفرسان، فوقعوا عليه وطلبوا منه ان يسعى لتخليص الفرسان واالبطال من االسر زيد

واالعتقال، فطيب قلوبهم ووعدهم بأنه سيبذل المجهود، ثم انه غير زيه وتنكر ولبس حلة من الحرير االخضر ووضع طيلسانا على رأسه حتى لم يعد يعرفه احد، وقصد الملك الدبيسي ودعا

نعام، وآان آالمه معه باللغة الفارسية فلما رآه الدبيسي على تلك الصفة ظن بانه له بالعز واالمن اين أتيت يا ابن االجواد؟ قال من : من دراويش االعجام فاحترمه غاية االحترام وقال له

مدينة بغداد واني فقير من فقراء عبد القادر رب الفضائل والمآثر، فقال ادعو لنا يا درويش نجاح واالنتصار، وان يرزقنا اهللا بأبي زيد المخادع الماآر حتى نقتله على رؤوس االعجام بال

االشهاد، النه هو السبب في قدوم بني هالل الى هذه المنازل واطالل فاذا استجاب اهللا طلبك بلغناك اربك، فقال له اهللا يبلغك المرام بجاه موالك عبد القادر وباقي االولياء العظام، وما دام

اريد منك ان تأمر لي بالذهاب الى البلد حتى انام في جامع عبد الصمد، فسمح له بالذهاب آذلك .وامر الحجاب ان يفتحوا له االبواب

من تغريبة بني هالل: الجزء الرابع

وعند دخوله الى البلد قصد المكان الذي آانت مسجونة فيه فرسان بني هالل، فوجد العبيد سلم عليهم فردوا السالم وقالوا من انت وما تريد، فقال قد أرسلني يطوفون من خلف وقدام، ف

الدبيسي الدعو له في جامع عبد الصمد بأن اهللا يبلغه المراد وينتصر على ابو زيد، وانتم من ثم ان ابا زيد . تكونون؟ فقالوا نحن الحراس نحافظ على اسرى بيت هالل خوفا من االعداء

فلما اشتعلت فاحت منها . اءها بعد ان فرك منخريه بضد البنجاخرج من جيبه شمعة مبنجة فاضوبعد ذلك . رائحة زآية ولم تكن إال برهة يسيرة حتى وقعت الحراس آاالموات من ذلك البنج

اخرج المغناطيس ووضعه على االقفال فتساقطت في الحال، فرأى فرسان بني هالل في القيود باالمر وفكهم من االسر واعطاهم اسلحة الجماعة واالغالل وهم يقاسون االهوال، فاعلمهم

وقال لهم اتبعوني بعد ساعة، فلما وصل الى الباب وجد الحراس جالسين وفي ايديهم السيوف والحراب فسلم عليهم فردوا السالم، وقاموا له على االقدام واجلسوه بجانبهم، وجعلوا

د يده الى جرابه ويأخذ قطعا من السكر ويأآلها امامهم فقالوا له يخاطبونه ويخاطبهم، وآان يمما هذا الذي تأآله يا شلبي، فقال هذا ملبس حلبي فقالوا له اطعمنا ونحن ندعو لك بالتوفيق

والخير، فاعطاهم قبضة آبيرة وآانت مبنجة فأآلوها فلما استقرت في بطونهم تبنجوا وفي تلك وجدوا في قطع البراري والبطاح، فوصلوا الهلهم عند الصباح الساعة اقبلت االسرى وخرجوا

وأهل البلد حل عليهم الويل . فقامت االفراح وآثر الصياح، وشكروا أبا زيد على تلك الفعالوالنكد لما رأوا الحراس راقدين واالسرى مطلوقين، ولما بلغ الدبيسي هذا الخبر طار من عينيه

والتفتيش ان البالء من ذلك الدرويش، وما هو اال ابو زيد الشرر، وتأآد عنده بعد التحقيقصاحب المكر والكيد، ولكنه اخفى الكمد واظهر الجلد، وزحف بالعساآر واالبطال لقتال بني هالل، وبرز للميدان وآان اول من برز الى الدبيسي سرور بن فايد فالتقاه الدبيسي بقلب

لزحالن وآان من صناديد الشجعان، فاسره في الحال آالصوان، واخذه اسيرا، وبرز اليه نعيم اوما زال يأسر الفرسان واالبطال حتى اسر خمسين فارسا من بني هالل وفقد منها عدة ابطال وقد اشرفت على الوبال من هول القتال، فلما آان اليوم الرابع هجم الدبيسي بجيوشه قاصدا

وقاتلهم اشد قتال، فكانت واقعة عظيمة لم قتال بني هالل وانطبق عليهم من اليمين والشمال يسمع بمثلها في األيام، فكثر الصياح وجرى الدم وساح، فما آانت ترى اال رؤسا طائرة ودماء فائرة وفرسانا غائرة ودارت على بني هالل الدائرة، واستمر القتال على هذا المنوال حتى آثرت

ا الى الوراء وقد قتل من الفريقين نحو االهوال على بني هالل فلم يعد لهم ثبات، فتاخروعشرين الف بطل آرار، ولما اظلم الظالم واجتمعت بنو هالل في الخيام وهم بحالة الذل

واالنكسار، عقدوا ديوانا مع األمير حسن وطلبوا منه ان يمدهم برايه فاخذ يحمسهم بالمقال زية مع العمارية ونحمل عليهم ويشجعهم على الحرب والقتال، ثم قال من الواجب ان ترآب الجا

في الصباح بالكتائب والمواآب، واال حلت بنا النوائب، فاشتدت عزائمهم على الحرب والصدام واجابوه على فرد لسان، اننا سنقاتل نهار غد بالسيف والسنان، حتى ال يبقى منا انسان، ولما

ت العساآر وهجمت على اصبح الصباح واضاء بنوره والح، دقت طبول الحرب والكفاح، فرآبعساآر الدبيسي بقلب آالحديد، والتقت الرجال بالرجال واالبطال باالبطال واشتدت االهوال

وارتجت السهول والجبال ومازالوا على تلك الحال حتى تضعضعت من الدبيسي االحوال، فعند هذا ذلك مالوا على عليهم من اليمين والشمال وتفرقت جموعهم بين الروابي والتالل،

والدبيسي ينخى االبطال ويقول انا الفارس المؤيد المدعو الدبيسي ابن مزيد، فال يبرز لي اال أبو زيد صاحب المكر والكيد، الذي اتى الينا واحتال علينا، فما اتم آالمه حتى صار ابو زيد

امامه وصدمه صدمة تزعزع الجبال والتقيا في ساحة المجال، واصطدما آانهما بحران احما آانهما اسدان حتى حان عليهما الحين وزعق فوق راسيهما غراب البين، واستمرا وتز

على تلك الحال الى نصف النهار، واما ابو زيد فاستظهر على خصمه وضايقه وسد عليه طرقه وطرائقه وطعنه بالرمح في صدره خرج يلمع من ظهره، فوقع عى االرض قتيال، ولما رات

الهالك والبوار فولوا طالبين الفرار، وقصدوا المدينة وقد انقطع منهم قومه ما حل به خافت من االمل فتبعهم ابو زيد وبنو زحالن واألمير دياب واألمير حسن وباقي الفرسان ودخلوا المدينة وراءهم وضربوا فيهم بالسيف حتى جرت الدماء في األسواق وبليت قوم الدبيسي بما اليطاق،

كاء والنواح، ثم هجمت بنو هالل على الحصون والقالع وخلصوا وعال بينهم الصياح والباسراهم من االعتقال، ورجعوا من ساحة القتال وثيابهم آشقائق االرجوان من ادمية

الفرسان،ونزلوا في المضارب والخيام وقد بلغوا غاية المرام،فخلعوا الحديد ولبسوا االطاليس ء والسادات، ثم نهض وزير الدبيسي همام واخذ والحرير ودارت القهوة والشراب على االمرا

مزيد بن الدبيسي وامه بدر، وسار بهما عند األمير حسن فدخل وسلم عليه وبكى وطلب منه العفو واألمان وان يعاملهما بالطيب واالحسان، ثم تقدمت األميرة بدر هيواألمير مزيد والوزير

مان، فقد نصحنا الدبيسي وحذرناه من عواقب همام اى األمير حسن وقالوا له العفو يا امير الزاالمور فلم يسمع آالمنا الى ان نفذ به االمر المقدر، فاجابهم الى ما طلبوا واآرمهم غاية

االآرام وخلع عليهم الخلع الفاخرة ونادى باالمان وزالت االآدار واالحزان، وآان مزيد خاطب الوزير االمير حسن بذلك وطلب منه ان ابنة عمه هند وآانت من النساء المحسنات، فاعلم

يزفها عليه فاجابه الى ذلك، وفي الحال ذبحوا النوق واالغنام ودارت االفراح سبعة ايام، وبعد تمام االفراح ولى االمير حسن مزيد مكان ابيه على البالد، وطاعته جميع العباد ألنه آان يحب

العرس امر االمير حسن بهذه المضارب العدل واالنصاف ويكره الجور واالسراف، وبعد تماموالخيام وجمع المكاسب واالغنام وبالرحيل الى بالد الغرب، فاجتمعت الفرسان من آل جانب

ومكان فرآب االمير دياب والقاضي بدير وزيدان شيخ الشباب، بستين الف من الشبان ورآبت لبيارق وآانت الفرسان تهوج الجازية مع البنات وحينئذ رآبت الفرسان ظهور الخيل وانتشرت ا

وتموج مثل ايام ياجوج وماجوج، وجدوا في قطع البراري والقفار والسهول واالوعار، يوصلون سير الليل بالنهار، حتى وصلوا الى بالد االعجام، فنزلوا في مرج واسع آثير المياه

.فنصبوا المضارب والخيام

حرب بني هالل مع االعجام وسبي المارية

):ال الراوي ق( #

و )( و علي شاه )( خرمند(وآان الحاآم على بالد األعجام في تلك األيام سبعة ملوك عظام وهم ).و النعمان)( و بندر )( والمغل )( الصتصيل

ولما نزلت بنو هالل في ذلك المكان أطلقوا مواشيهم في المراعي فأآلت العشب واألشجار

الراحة أمنوا نوائب رجع األمير حسن والقاضي بدير إلى والبساتين واألثمار، وبعد أن أخذوانجد مع بعض االجناد لتحديد البالد، وبرجوع االمير حسن والقاضي بدير الى نجد، اجتمعت

ملوك االعجام عند الخرمند، وجعلوا يتداولون في امر نزول بني هالل في ذلك البر فقال موا البالد، وهم آل يوم في ازدياد فقال الراي الخرنمد، اعلموا ايها السادات ان بني هالل قد

عندنا ان نبادرهم بالقتال ونسبي حريمهم والعيال وننهب نوقهم والجمال قبل ان تكثر جموعهم وآان المك النعمان حاضرا في الديوان، فصعب عليه ذلك األمر ألن أصله . وتصل اذيتهم الينا

بد من حرب مع بني هالل طمعا بالغنائم واألموال من بالد العرب، فقال للملك الخرمند إن آان الفأرسل أطلب عشر المال، فإن امتثلوا أمرك تكون قد بلغت منهم المرغوب، وإن امتنعوا عنه فحينئذ تبادرهم بالقتال وتنهب أموالهم وتطفي آثارهم، فلما سمع منه هذا الخطاب رآه عين

أو يرحلوا من بالده، ثم طوى الكتاب الصواب، فكتب إلى بني هالل يطلب منهم عشر المالوأعطاه للنجاب وأمره أن يسير إلى بنى هالل ويدفع الكتاب إلى نائب السلطان، ويرجع إليه من غير تولن، فامتثل النجاب أمره وسار حتى وصل تلك الديار، فدخل على أبي زيد وأعطاه الكتاب

.لى الخرمند يهدده بقصيدة شعريةوطلب منه الجواب، فلما فتحه وقرأه مزقه ورماه وآتب إولما وقف الخرمند على هذا الشعر والنظام، صار الضياء في عينيه آالظالم، وقال هل يبلغ من قدر بني هالل أن يخاطبوني بمثل هذا المقال وأنا ملك العجم، وذآري في جميع األمم؟؟ ثن أنه

، وأمرهم أن يستعدوا للقتال استدعى قواد العساآر ومن يعتمد عليهم في الحروب والمخاطرويجهزوا الفرسان واألبطال، فاجتمع خمسمائة ألف عنان، وأرسل إلى بالد خراسان تمده

ثم رآب في ثاني األيام للحرب والصدام، ولما بلغ أبو زيد هذا الخبر رآب . بالجيوش والعساآر من قتل، إلى أن مات في جموع بني هالل واشتبك بين الفريقين القتال، فقتل من العرب والعجم

غنيم البطل، وأخذوا مارية سبية، فلما سمع أبو زيد هذا الخبر طار من عينيه الشرر، فكتب إلىة األمير دياب يعلمه بواقعة الحال ويطلب منه المعونة في القتال، وأرسل الكتاب مع عشرة

.أبطال

فامتنع عن الحضور وقال فلما وصل الكتاب إلى األمير دياب وقف على ما تضمنه من الخطاب هو أولى بحماية الجمهور، فلما وقف إلى األمير حسن بن سرحان والقاضي بدير يعلمهم بما

.جرى بينه وبين األعاجم

فلما فرغ األمير أبو زيد من الكتاب سلمه للنجاب وأمره أن يجد مسيره إلى بالد نجد ويسلمه .إلى األمير حسن ويرجع بالجواب

):ي قال الراو( #

ومن اإلتفاق الغريب أن القاضي بدير رأى تلك الليلة حلما هو أنه آان قابضا على حمامة بيضاء وإذا بعقاب أسود قد هبط من الجو فخطفها وطار، فاستيقظ من المنام وهو في قلق عظيم وسار

:فقال. عند األمير حسن وقص عليه الرؤياوان ابنتك مارية قد خطفها األعجام، فلما سمع يا ابن العم ان هذا الحلم يدل على ضيق وغم،

هذا الكالم صار الضيا في عينيه آالظالم وقال مادام األمر آذلك فيجب أن نرآب حاال ونجد في قطع القفار ونكشف خبر قومنا في تلك الديار، فأجابه األمير حسن إلى هذا المرام ورآبا ومعهما

م يصادفا النجاب الذي أخذ الكتاب، وعند وصولهما فرسان الصدام قاصدين بني هالل، ولكنهما ل

بالعساآر واألبطال إلى أول نجوع بني هالل رأيا العبد سعيد، فسأله القاضي عن األحوال فقال لقد تغلب علينا األعجام، وسبوا مارية، فقال القاضي خّيبك اهللا على هذه البشارة، ثم مرا على

، فأبى حسن وقال له عالمك يا أمير ما رآبت مع أبي األمير دياب فطلب منهما أن ينزال عندهزيد على قالت األعجام، أتسبى العيال وتنهب الجمال وأنت جالس في الخيام بدون فكر وال

قال الذي منعني يا ملك الزمان هو الخوف من هجوم العدا إلى هذا المكان فتنهب ! اهتمام؟آبت معه األبطال والفرسان، وما زالوا األغنام، ثم رآب دياب مع القاضي واألمير حسن ور

يجدون السير عند أبي زيد، فالتقاهم بالتعظيم واالحترام وذبح لهم األغنام فامتنع األمير حسن عن األآل وهو مغتاظ زعالن، فسأله أبو زيد عن سبب ذلك فقال إني مغتاظ لفقد مارية من بين

:يديك فأجابه أبو زيد يقول

سالمةيقول أبو زيد الهاللي بدمع جرى من مقلة العين نابع ياأبو علي إسمع آالمي وافهمه وأنت يا قاضي فكن لقولي سامع أتونا بوي األعجام من آل جانب سبعة ملوك من غير التوابع فصحنا عليهم هاجمين بقوة قتلنا منهم ألفين ماعدا التوابع فكانت فتاة الحي مارية المها غدت فعاد القوم فيها طوامع

بكرها فيها وأنا مارأيتهاجفل وقلبي ألجل مارية عاد واجع ونادت بعال الصوت يا آل عامر وتومي بأيديها وتلوي األصابع أتى نحوها المدعو غنيم بن مفلح وقاتلهم بقلب شديد وسط المعامع طهنه الملك صنصيل بالرمح صبابة بحربة نورها آالشمس ساطع وحال ظالم الليل بيني وبينهم

لعجم بعد هذه الوقائعوعاد ا وحق اهللا والبيت والحجر

فال بد لي من حربهم أن أسارع والبد أن أجيب المارية وأهدم الكوفة وأرتد راجع

فلما فرغ األمير أبو زيد من آالمه قال له األمير دياب، واهللا يا أبا زيد لو آنت حاضرا قتال

لحريم، بل آنت قاتلت اشد قتال أو األعجام، ما آنت ترآتهم يسبون المارية ويسطون على اأموت موت األبطال، فلما سمع أبو زيد ذلك الكالم قال له صدقت يا أمير دياب وبما أنك قادر

على آسر األعجام فلماذا لم تحضر إلى الميدان عندما أرسلت خلفك عشرة فرسان لتحارب معي .األعجام وحينئذ ترينا شجاعتك في معرآة الصدام

):اوي قال الر( #

أما األعجام فإنهم لما رجعوا إلى أوطانهم تنازع ملوآهم على المارية بنت القاضي بدير، وآان آل واحد يريد أن يأخذها لنفسه وذلك لما فيها من الحسن والجمال والبهاء والكمال، فاتفق

إمرأة رأيهم على إعطائها للشاه خرمند، وأنهم يرآبون على بني هالل مرة ثانية وآل من يكسبتكون له، وفي ثاني يوم رآبت األعجام على بني هالل فرآب األمير حسن واستقبلهم في ساحة الميدان، ما عدا أبو زيد، فإنه لم يرآب معهم لقتال القوم وجعل نفسه مريضا في ذلك اليوم، ولما نشب القتال وعظمت بين الفريقين األهوال هجمت األعجام على بني هالل مثل أسود

ام، وقاتلت أشد قتال وجعلت ترميهم بالنشاب وتطعنهم بالحراب، فلما رأت بنو هالل تلك اآلجاألحوالوهجوم العجم عليها من اليمين والشمال ارتدوا إلى الخلف وانهزموا، وتبعهم فرسان العجم حتى دخلوا إلى الخيام وبدأو ينهبون البيوت ويسبون النساء والبنات، فارتفع البكاء

زادوا في الصياح، فلما سمع أبو زيد النساء والبنات، عويل النساء واألصوات هجم والنواح ومع الفرسان واألبطال بالسيوف والرماح فالتقى بعسكر األعجام وحكم برقابهم ضرب الحسام، فردهم عن المال والحريم، فارتدوا منهزمين إلى الكوفة وقومه وراهم مثل الشواهين إلى أن

وقتل عددا آثيرا من األجناد، ثم ارتد منتصرا فالتقاه األمير حسن وشكره على بلغ منهم المراد تلك الفعال وقال له مثلك تكون األبطال يا زينة الرجال فلوالك لكنا في أسوأ حال وصرنا بين سائر العربان على طول الزمان، وآذلك القاضي بدير أثنى عليه وآان متأسفا على فقد ابنته

أبو زيد البد لي من خالص ابنتك أيها القاضي الجليل وأشفي من عساآر العجم مارية، فقال له الغليل، ثم أن أبا زيد صبر إلى وقت الظالم وتزيا بزي األعجام وسار إلى مدينة الكوفة وفي

صحبته عبده أبو القمصان وبدر بن غانم، وعند وصولهم أليها وجدوا أبوابها مغلقة فدار أبو ت فلم يجد منفذا، فبينما هو يتفرج ويتأمل رأى دهليزا صغيرا فنزل فيه زيد من جميع الجها

فأوصله إلى البلد فترك رفيقه بإنتظاره، وأخذ يطوف من زقاق إلى زقاق يجول بين الحارات واألسواق، ويقف على األخبار، وآان آلما نظر إليه إنسان يكلمه في لغة األعجام، ورأى بناء

مدان وفوقه قصر جميل الهندام من الرخام وشبابيكه مصفحة من عظيم البنيان ذا أربعة عالذهب، وإذا به يسمع آالت الطرب، فقال أبو زيد في نفسه هذا الملك خرمند ال محال لما عليه

من الهيبة والجمال، ورأى شجرة من السرو وأصلة أغصانها لشباك القصر، فصعد عليها حتى اك وجه نظره إلى تلك الغرفة، فوجدها من أحسن وصل إلى أغصانها، ولما صار عند الشب

الغرف مزينة بالفرش الفاخر، ووجد سبعة ملوك من العجم جالسين على آراس من الذهب ومارية جالسة بينهم آأنها القمر، وآانت ملوك األعجام تشرب المدام والمغاني تغني لهم بأنواع

وإشربي يا بنت الكرام وغني حتى يزيد األنغام، فقدم الخرمند إلى ماريا آاسا وقال لها خذيإنشراحنا ويكمل سرورنا، فامتنعت عن الشراب وزادت في البكاء واإلنتحاب، فتأثر الملك النعمان ونهض من وسط الديوان، وآان الملك خرمند متزوجا بابنته هند، فقال دعوها وال

فيه عيب، ثم التمس منها أن تكلموها فانها من بيت آبير وأبوها قاض وأمير، ولكن الغناء ليس :تغني فلما سمعت هذا الكالم أشارت تغني قصيدة مطلعها

تقول فتاة الحي مارية من المها

فنار الضنى والشوق يكوي ضميرها

):قال الراوي ( #

:فطربت ملوك األعجام وشرب خرمند آأس المدام، ثم أعطاه إلى الساقي وقال له مارية بدر التمام حتى تفرح وتطرب ويزول عنها الحزن والكرب، امأل آأس المدام وناوله إلى

فخجلت مارية وقالت للنعمان أني الأشرب من هذا الشراب ألنك تعلم أيها السيد بأن مشروبنا فاعتذر . هو حليب النوق والغنم والنشرب غيره من المشروبات، فإن ذلك عندنا من أعظم العار

اعفها من هذا الكأس ألنها غير معتادة، فتناول الخرمند الكأس النعمان عنها إلى خرمند وقال له .وتذآر حسنها وجمالها وشربه حتى الثمالة، أما الساقي فراح ينشد بدوره

فعند ذلك نهض النعمان وأراد أن يأخذ . فلما فرغ من إنشاده قال له الخرمند أحسنت بما فعلت

سوتها بالثياب الفاخرة والحلل الباهرة، وأنا المارية إلى بيته، فاعترضه الصنصيل وقال أني آأحق بها من آل أحد، فقال له النعمان أن الأمكنك من ذلك حتى نرى آيف ينتهي الحال بيننا

وبين بني هالل، وأنا من رأيي أن نطلق سبيلها فتذهب إلى أهلها خوفا من القيل والقال، فقال وه تجيبيني عليه وال نريد منها غير ذلك، ثم الصنصيل هذا ال يكون وأنا مرادي أن أنشد الشعر

:أشار يقول

قال الملك صنصيل يا مارية غني لي وارفعي المنديل عن وجنتك الحمرا يا مارية بحياتك قومي اشربي آاساتك وبيني شاماتك وريقك زي الخمرا

قومي تعالي لقربي ألذوقك من شربي وقربي لجنبي حتى تطيب السكرا

ك بنت العرب قدامكصنصيل قلل آالم إذا يصير هزامك من سباع القفرا يامارية ارتدي برجالك التعتدي بالحرب ماهم قدي إذا دمهم يجري

غدا يجيك سالمة أسمر طويل القامة سيفه يزيل الهامة في آل ضرب عشرا سالمي ذاك راحي إن أتى لكفاحي أقتله فوق الصخرا إذا يجيك الغالي أمير بتخته عالي

ر هاللي قومه آموج البحرحسن آبي

):قال الراوي ( #

وآانت جالسة أخت الملك خرمند، وآان اسمها تاج بخت، فلما سمعت أن مارية هانت عمهاالصنصيل في شعرها، لطمتها بين عينيها فآلمتها وسال الدم من جبينها، فلما شاهد أبو

وأورثهم الدمار وأما الملك زيد تلك الحال غضب ولوال وجود الحديد بالشباك لدخل عليهم .النعمان فإنه استعظم األمر ونهض على األقدام وسل بكفه الحسام وجعل يتوعد

ولما فرغ النعمان من هذا الكالم وسمعته ملوك األعجام، خافوا من الشرور وعواقب األمور،

ظفرنا فقال خرمند للنعمان خذ مارية إلى عندك هذه الليلة، ألنه يخشى من تواليها، فمتىبهؤالء العرب فحينئذ نبلغ منها األرب، فعند ذلك قال لها النعمان تعالي أيتها األميرة إلى بيتي، فسارت معه ولم يعترض أحد بالكالم، فلما شاهد أبو زيد أفعال النعمان شكره في قلبه وقال إن

ل إلى منزله هذا الرجل يستحق آل جميل، ثم نزل من أعلى الشجرة وتبع آثار النعمان حتى وصفسمعه يقول إلبنته، خذي هذه األميرة وافرشي لها غرفتك فإنها من بيت شريف، فترحبت بها وأآرمتها، ثم رجع النعمان ليصرف باقي ليلته عند األعجام، ورجع أبو زيد لبني هالل، وعند

على وصوله إلى الخيام سمع أصوات البكاء والنواح ألنهم آانوا يظنون بأنه مات، فلما دخل

األمير حسن وسلم عليه، فنهض وشكر اهللا على سالمته وآذلك فعلت باقي السادات، وسأله :القاضي بدير عن المارية ابنته فأجابه يقول

يقول أبو زيد الهاللي سالمة األيام والدنيا تسبب هوايل

وصلت إلى حلة األعجام بالبطا فدرت ميامنها ودرت الشمايل

عينيإلى أن نظرت المارية في فقولي صحيح ليس فيه زاليل في قصر خرمند يا قوم جالسة ملوك العجم من حولها آالجمايل والطاس داير والجنك والغنا والنعمان بينهم وهوشهم فاضل يمر عليها الكاس ما تذوقه فتحسه مثل سم القواتل

فكانت تنادي الصوت يا آل عامر وتضرب بأيدها يمين وشمايل

ن أتى بهافقام الملك النعما فخلصها منهم بضرب هائل وأخذها في الحال إلى دار بنته وأوصى بها بنته وآل األهايل فإن عانني الرحمن ربي أجيبها وأهدم الكوفة ووحدي أقاتل

):قال الراوي (

فلما فرغ األمير أبو زيد من آالمه وسمع الحاضرون فحوى شعره ونظامه، قال األمير حسن ابا إلى ملوك األعجام وأطلب من الخرمند أن يرسل المارية اآلن عند الملك مرادي اآلن أآتب آت

النعمان، فماذا تقول في ذلك؟ فقال أبو زيد البأس، فلعلهم يتأثرون من آتابك ويرسلونها، فعند :ذلك آتب يقول

قال الفتى حسن الهاللي أو علي النار في قلبي تهب وتشتعل يا ملك خرمند اسمع قصتي

ا المارية والتتمهلأبعث لن انك ان أرسلتها لبيوتنا

فترى العساآر ودياب ترحل حتى اذا خالفت في ارسالها نهجم عليكم في الصباح وتقتل

فلما فرغ األمير حسن من هذا الشعر والنظام، أرسله من نجاب ليعطيه إلى الملك ويأتيه

فتحه وقرأه ولما عرف معناه بالجواب، فامتثل حتى وصل إلى الملك الخرمند وسلمه الكتاب، فمزقه في الحال وأمر العساآر أن تستعد للقتال، وخرج بجيوش األعجام لقتال بني هالل وآان نجاب السلطان حسن قد أوصل هذا الخبر لبني هالل، فاستعدوا للحرب وفي أوائلهم األمير أبو

قتال وفعل أبو زيد أفعاال زيد واألمير دياب وغيرهم من الفرسان والتقوا باألعجام، قاتلوا أشدفإنه قاتل في ذلك اليوم حتى وصل إلى الملك القمقام ! تشيب األطفال، وهللا در األمير دياب

.وضربه بالسيف على عاتقه خرج يلمع من عالئقه ثم مال على القوم وقتل منهم عدة رجال

طع دياب رأس فلما رأت عساآر األعجام تلك األحوال ارتدوا راجعين في تلك الصحراء وقالقمقام وسار به إلى األمير حسن وباقي السادات وألقاه أمامهم فشكروه ثم رجع بنو هالل بالعز

واالنتصار، وآان أول من برز إلى القتال أبو زيد الفارس المفضال، فبرز إليه الملك المنذر أبو زيد فالتقاه أبو زيد وانطبق عليه آسبع اآلجام، ولم تكن ساعة من الزمن حتى ضربه .بالسيف على هامة قده نصفين فوقع على األرض يتخبط بعضه ببعض

فبرز أخوه األمير بندر ليأخذ بثأر أخيه فالتقاه أبو زيد بقلب آالحديد، ثم هجم عليه وضربه

بالسيف فالحقه بأخيه، فهجمت األعجام فالتقتهم بنو هالل وحكمت فيهم ضرب السيوف، وقتلت اديد األبطال، فانهزمت إلى ورائها وفي اليوم الثاني دقت األعجام منهم عشرة آالف من صن

طبولها ورآبت خيولها وبرزت إلى القتال طالبة أخذ الثأر فبرز إلى الميدان األمير أبو زيد فبرز إليه المغل وأخذا يتضاربان ويتطاعنان، وآان المغل المذآرو من أفرس الفرسان قوي الجنان،

ال وضربه ضربة صامدة فاستلقاها أبو زيد في الترس فقطعته نصفين، فقاتل أبو زيد أشد قتونزلت على رقبة الجواد فأبرتها آما يبري الكاتب القلم، فوقع أبو زيد على األرض فأراد المغل أن يكمل عليه فبادر إليه األمير دياب وخلصه، وفي الحال أتوه بجواد فرآبه وهجم هو ودياب

باقي أبطال بني هالل من اليمين والشمال، وآانت موقعة مهولة على صفوف األعجام وتبعهمقتل فيها خاليق آثيرة وآان من جملة المقتولين المغل وغيره من سادات العجم والمقدمين،

وانهزمت العجم أقبح هزيمة وثبت الملك الصنصيل وهو راآب على جواد فبرز إليه دياب وهو شتد بين الفارسين القتال وعظمت األهوال، وما زاال راآب على الخضرا، فالتقاه الصنصيل وا

على تلك الحال إلى وقت الظهر، وآان الصنصيل قد اعتراه التعب فولى وطلب لنفسه الهرب، فلما رأت عساآر العجم بأن سيدها قد انهزم، خافت من العواقب فارتدت إلى الحلة فدخلت إليها

ه وقال لهم مرادي إذا أن أخرج إلى قتال بني وأغلقت األبواب، فجمع الملك خرمند ملوك قومهالل فأريد أن تهجموا وتقاتلوا وإال صرنا معيرة وفضيحة عند الملوك، فوعدوه بأنهم سيبذلون غاية المجهود ويقاتلون قتال األسود، ولما أصبح الصباح رآب الملك خرمند وجيوشه وخرج

ال وتقاتل الجمعان، فالتقى أبو زيد بالملك يريد القتال فالتقاه في الحال جميع الفرسان واألبطالخرمند فتطاعنا بالرماح وبالسيوف، وما زاال على تلك الحال من الصباح إلى وقت الزوال، ولم

.يقدر أحد على خصمه فافترقا عن بعضهما البعض وبات آل فريق في ناحية من األرض

يبرز له السلطان حسن فبرز إليه وفي الصباح برز الملك الخرمند إلى معرآة الكفاح وطلب أنالسلطان حسن وقال له أيها الملك إذا أرت أن تنتهي الحرب بيننا فرد لنا المارية حتى ننهي الحرب ونرحل عن بالدآم في الحال، فقال هللا آيف أسلمكم المارية وقد قتل أآثر أبطالنا من

همة وحمية واشتبك بينهما أجلها، ولكن دونك والقتال وحمل عليه فالتقاه السلطان حسن بالقتال، وآان السلطان حسن أبرع من الخرمند، فالصقه وضايقه وضربه بالسيف على رأسه شقه إلى تكة لباسه، فلما قتل الخرمند ولت األعجام وطلبت الفرار، فتبعتها بنو هالل وحكمت

ار إلى السلطان فيها السيوف، فلما نظر الملك النعمان ما حل باألعجام من الذل والهوان، سحسن وسلمه المفاتيح وطلب منه أن يكفوا عن القتال فأجابه إلى طلبه، وأمر بوقف القتال

فاجتمع األمراء عند السلطان حسن ورحبوا بالملك النعمان، فسار بهم إلى الحلة وأدخلهم قصر لى الخرمند فرأوا به الشيء الكثير من التحف الثمينة، فجمعها السلطان حسن ونقلها إ

المضارب والخيام، ثم دخلوا إلى قصر النعمان فوجدوا فيه المارية معززة مكرمة فأخذوها باحتفال عظيم، ثم نادى السلطان حسن باألعجام وقال لهم لقد أقمت عليكم الملك النعمان وهو

وا ملك عادل فأطيعوه وال تخالفوه ألنه نائبي في هذه البالد وسيدفع لنا الجزية في آل عام، فقال .سمعا وطاعة أيها الملك العظيم

الجزء الخامس من قصة الملك الغضبان

):قال الراوي ( # ويلقب بالغضبان، وله عدة وزراء ) الغطريف ( آان حاآم بالد الترآمان رجل عظيم الشأن إسمه

وأعوان ومن جملتهم الوزير النعمان، وهو صاحب معرفة وتدبير في أمور السياسة خبير، وله وآان الملك الغضبان يرآن إليه، ولما وصلت . ابن أخت وآان ولي عده ونائبه نمر الجارح

جموع بني هالل وخيمت في تلك األطالل وبلغ الغضبان هذا الخبر تطاير من عينيه الشرر، فاجتمع بوزرائه وباقي األعوان وعقد معهم مجلسا في هذا الشأن، فقال له الوزير النعان الرأي

رسل لملكهم تطلب منه المال، فأجاب الملك أن أرسل الطلب بلغنا القصد واألرب، عندي أن توان أبى وامتنع رآبنا عليه بكل فارس صميدع، فننهب أموالهم ونسبي حريمهم وعيالهم ونقتل

.شبابهم ورجالهم، فاستحسن الغضبان هذا الرأي وآتب اليهم بمعناه

مر أن يسير بدون إمهال ويسلمها إلى األمير حسن ثم ختم الرسالة وسلمها إلى عبده رشيد وأسيد بني هالل، فامتثل أمره ورآب على ناقة وسار حتى أشرف إلى نجع بني هالل، فنزل من

على ناقته ودخل على األمير حسن فسلم عليه وقبل يديه ثم ناوله الكتاب ووقف ينتظر الجواب، تغيرت أحواله، فقال له أبو زيد عالمك يا فلما فتحه وقرأه واطلع على ما حواه انسغل باله و

.أمير حسن فإني أراك في غم وتكدير، فناوله الكتاب فلما قرأ الكتاب قال أنا أرد الجواب

ثم طوى الكتاب وأعطاه إلى الحاجب، فأخذه وجد حتى وصل إلى مواله وأعطاه الكتاب فلما الحال أمر ابن أخته ووزيره نمر فتحه وعرف فحواه مزقه ورماه، واغتاظ الغيظ الشديد، وفي

الجارح وابن عمه النعمان، أن يجمعا العساآر واألبطال لمحاربة بني هالل، فدقت طبول الحرب واجتمعت العساآر من آل جهة ومكان، وآانوا نحو مائة ألف بطل فرآبوا بالعجل وهم معتقلون

ر وجدوا بالمسير قاصدين بالسالح وفي أيديهم الرماح، ورآب نمر الجارح في مقدمة العساآبني هالل، فلما علمت بنو هالل بقدومهم، استعدوا لحربهم فدقوا طبولهم بالعجل، فاجتمع

الفرسان ودخلوا على أميرهم حسن، وهو جالس في الديوان وأعلموه بما جرى فأمرهم أن ض، وهجمت يسيروا للقتال، فرآبوا وفي مقدمتهم األمير أبو زيد فالتقت العساآر ببعضها البع

بنو هالل بقلوب آالصوان، وانقضوا على عساآر الغضبان، فاشتد القتال وفعل أبو زيد في ذلك النهار فعاال تذآر على مدى اإلعصار، وآذلك فعل األمير دياب وباقي الفرسان، فانهم ثبتوا

فتقدم وقاتلوا وما قصروا، وآان األمير دياب قد التقى باألمير نمر الجارح وهو ينخى رجاله،دياب يريد قتاله، فصدمه نمر في الحال بقلب أقوى من الصوان واشتد بينهما القتال، وآان نمر

قد طعن خصمه بالسنان وقال خذها من يد فارس الفرسان، فغطس دياب تحت بطن الخضرا فأخطأته الضربة، وهجم على خصمه هجوم القضاء المنزل وضربه بالدبوس على الخوذة فتألم

جعا الى الوراء وندم على ما جرى، وفي الحال هجمت بنو هالل على األعداء من وارتد رااليمين والشمال وأذاقوهم األهوال وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وآان النهار قد مضى وزال وأقبل .الليل باإلنسدال، فانفصلت العساآر عن بعضها البعض ونزلت آل طائفة في ناحية من األرض

من ساحة الميدان ودخل على األمير حسن وهو فرحان فالتقاه بالبشاشة ورجع األمير ديابواإلآرام، وقال له آيف وجدت خصمك نمر الجارح، أجاب إذا أقصر عمره وأآفيك شره، فشكره على ذلك وباتوا على أحسن حال، أما عساآر الغضبان فإنهم رجعوا من ساحة الميدان وهم في

دياب، وآان نمر قد جمع األمراء والسادات وأخذ يستشيرهم قلق واضطراب من قتال أبي زيد وفي أمر الحرب عليه بطلب النجدة من عمه الملك الغضبان فاستصوب رأيهم وفي الحال آتب

.إلى خاله يعلمه بواقعة أحواله ويطلب منه المعونة

قيعان وطوى الكتاب وختمه وسلمه إلى نجاب يقال له عقاب، فأخذه وجد في قطع البراري والحتى وصل إلى الملك الغضبان، فدخل عليه وقبل األرض بين قدميه، ثم ناوله الكتاب فلما فتحه وقرأه، اغتاظ وتأثر وتطاير من عينيه الشرر، وأقس أنه البد أن يفني بني هالل وال يبقي أحدا

منهم، ثم أمر بجمع العساآر والفرسان فرآبت خيولها واعتقلت بسيوفها ونصولها، ورآب أيضا الضرغام أخو نمر ووزيره النعمان وقصدوا بني هالل بقلوب آالجبال، وجدوا في البراري

هذا ما آان هؤالء، وأما ما آان من نمر الجارح فإنه . وآان عدد الفرسان خمسمائة ألف عنانبعد إيفاد الرسول لخاله، رآب ثاني األيام بجميع فرسانه وأبطاله، وتقدم نحو بني هالل فتقابل

الفريقان في ساحة الميدان، وتقدم األمير نمر إلى معرآة الطعان فالتقاه األمير دياب وهجم عليه آليث الغاب واشتبك بينهما الحرب وأخذا في الطعن والضرب، فلله درهما من بطلين وفارسين

!عظيمين

مح في أما دياب فكان أشجع من نمر وأقدر من وأعلم منه بمواقع الطعن، وأخيرا طعنه بالرصدره خرج يلمع من ظهره، فوقع على األرض قتيال وأيقن قومه بالهالك والدمار، وطلبوا الهزيمة والفرار، وتبعهم بنو هالل وقتلوا منهم عددا آثيرا، وبينما هم سائرون وفي الفالة

مشتتون، إذا بغبار قد ظهر عليهم ومن خلفه الجيوش والعساآر، فلما اقتربوا منهم وتأملوهم ذا هم عساآر الغضبان، وآانوا قد خضروا لمعونة نمر فلما رأت العساآر المنهزمة ملكها فا

الغضبان، تقدموا إليه وقبلوا يديه، وأعلموه بما حل فيهم من المصائب، وآيف أن بني هالل قتلت نمر الجارح، فلما سمع الملك الغضبان منهم هذا الكالم خرج عن دائرة الصواب فشخر

جبر، وقال وحق ديني ومعبودي البد من قتال بني هالل والتقتها بنو هالل ونخر وطغى وتتتقدمها السادات واألعيان، واألمير حسن بن سرحان، واشتبك الطعان بين الفرسان والتقى الضرغام باألمير حسن وهو ينخى العساآر، فالتقاه األمير بقلب أقوى من الصوان واخذا

وآان االمير حسن قد طعن ضرغام قاصدا أن يسقيه آأس يتضاربان نحو ساعة من الزمان، الحمام فاختفى تحت بطن الجواد فراحت خائبة، ثم اعتلى الضرغام على ظهر حصانه وطعن االمير حسن فالتقاه بترس البوالد، وما زاال في عراك وصدام الى ان دقت طبول االنفصال،

عساآر الفرسان ظهور الخيول وتقدمت ورجعت العساآر من ساحة القتال، وفي الصباح رآبت الالى ساحة الميدان، فتقدم االمير ضرغام وطلب المبارزة والصدام، فبرز اليه االمير عقل وهجم عليه بقلب شديد، فالتقاه بقوة واخذا في الحرب فاشتد بينهما القتال مدة اربع ساعات، وآان

ج يلمع من ظهره، فوقع االمير عقل قد استظهرعلى خصمه وطعنه بالرمح في صدره خرالضرغام قتيال وفي دماه جديال، فلما نظر الغضبان ما جرى استعظم االمر وهجم على عقل

وطعنه بالرمح ليعدمه الحياة فخلى منها عقل فراحت خائبة، وما زاال في قتال الى قرب الزوال، خذوا جثة فرجعت بنو هالل في السرور واالفراح، وعساآر الغضبان بالهم واالتراح، وا

الضرغام واقاموا عليها النواح ثم آفنوه ودفنوه، ولما اصبح الصباح رآبت بنو هالل للحرب والكفاح،فالتقتها االعداء وصاح الغضبان اين الشجعان اين جبابرة الضرب والطعان؟ فما اتم بان آالمه حتى صار االمير دياب امامه وصدمه صدمة ترتعد منها قلوب الفرسان، فالتقاه الغض

.وضربه بالسيف فالتقاه دياب بدرعة البوالد فانكسر السيف فأعطاه قومه غيره

واشتد بينهما الحرب والكفاح الى ان اختلف بين االثنين ضربتان قاطعتان وآان السابق الملك الغضبان،وقال له خذها من يد فارس الميدان وليث المعارك والطعان، فغطس دياب تحت بطن

ربة خائبة، وما زالوا على ذلك وهم في اشد حرب الى قرب لمساء، فدقت الخضرا راحت الضطبول االنفصال فرجعت الفرسان من ساحة الميدان وباتوا يتحارسون تحت مشئية الرحمن، وعند الصباح برز الغضبان الى ساحة الكفاح وطلب مبارزة الفرسان فبرز اليه ابو زيد ليث

افعاال تذهل االبصار، ثم افترقا على سالم الى المضارب واقتتال طول النهار وفعال. الميدانوالخيام، واستمر القتال بين عساآر الغضبان وبني هالل ستة عشر يوما وقد قتل من عسكر الغضبان عشرون الف فارس ومن بني هالل خمسة االف فارس، ثم استعدت العساآر للقتال

فبرز الى الميدان الملك الغضبان، وقال فدقت طبول الحرب وتقدمت الفرسان للطعن والضرب، هل من مبارز هل من مناجز؟ فال يبرز لي آسالن وال عاجز اليوم يوم الهزاهز، فما تام آالمه

.حتى صار ابو زيد قدامه فالتقاه الغضبان بقلب شديد وأخذ معه في عراك وصدام

لفرسان بالهجوم على بني فلما رأى أبو زيد قوة حربه تأخر عنه فعند ذلك صاح الغضبان على اوآانت بني هالل قد قصرت في القتال، فتأخرت الى الوراء وعساآر الغضبان تتبعهم في . هالل

تلك الصحراء وبعدها اجتمع ابو زيد بسادات بني هالل وقال لهم قد ساءت احوالنا وفقدت الرأي عندك يا أمير ابطالنا ورجالنا فما هو رأيكم ايها االعيان في قتل الملك الغضبان؟ فقالوا

فما فينا من يخالفك، فقال الرأي عندي نكون اربع فرق ونهجم على االعداء من اربع جهات نسد عليهم جميع الطرق، وتكون الجازية في اول العماريات مع باقي النساء والبنات واهجم انا

باقي االبطال، من جهة الشمال واالمير زيدان واالمير حسن والقاضي بدير من بقية الجهات ب .ونقاتلهم اشد قتال واال حل بنا الوبال، فاستصوبوا رأيه النهم رأوه عين الصواب

ولما اصبح الصباح رآبت الفرسان للحرب والكفاح وانقسمت بنو هالل اربع فرق، وآان

السابق بفرقته االمير دياب فصاح على الفرسان وحكم سيفه بالرقاب وتبعه أخوه زيدان بكل بقلوب أقوى من الصوان، وجندلوا االبطال في ساحة الميدان، ولما رأى الغضبان ما الفرسان

حل بقومه من الهوان استعظم ذلك الشأن فجعل ينخي االبطال وتقدم بنفسه وقد هانت عليه المنية وضرب فيهم بالحسام وتبعه الفرسان من خلف وقدام، فثبت الشجاع وفر الجبان، واذا

ر حسن بن سرحان راآب ببني دريد وابو زيد ببني زحالن والقاضي بدير بجيوش وعساآر االميبباقي الرجال والشجعان، ومن حوله السادات بالبياق والرايات، فهجموا على عساآر الغضبان من آل جهة ومكان، واشتد قلب دياب بقدوم القوم وامل بالنصر فقاتل اشد قتال، وهكذا فعات

يسمع مثله في سالف االجيال، وآان الملك الغضبان قد برز الى بنو هالل وآان يوما شديدا لماالمير دياب وهو غائب عن الصواب، ودياب يدور حوله مثل ادوالب وهو ثابت على الحرب والجالد آأنه طود من االطواد، فعند ذلك تقدم االمير حسن واالمير زيد وهجموا هجمة رجل

دياب القتال، فقوم السنان وقال له خذ هذه الطعنة واحد على الغضبان وبهذه الفعال هان على وتحمس دياب ومال على االبطال ففرقها على . من يد االمير دياب وطعنه بالرمح في صدره

اليمين والشمال، وتبعه بنو زغبي الشجعان وبنو زحالن وهجموا على عساآر الغضبان بقلب قد مات حلت بها اآلفات وضعفت اقوى من الصوان، وآانت عساآر الغضبان لما رأت ملكها

عزيمتها وايقنت بالهالك والبوار فولوا االدبار الى الهزيمة والفرار، فتبعتهم فرسان بني هالل وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وآسبوا غنائم ذات قدر وقيمة، وآانوا قد تبعوهم الى البلد ونهبوا

ام ثم حضر ابن الملك الغضبان، وآان االموال وسبوا الحريم والعيال، وبعد ذلك رجعوا الى الخياسمه عبد المدان، الى عند االمير حسن بن سرحان وبمعيته االآابر واالعيان، وطلبوا منه

االمان فاجابهم الى ذلك الشأن وعاملهم باللطف واالحسان، وبعد ذلك ولوا االمير عبد المدان وطان خمسة ايام ثم دقت طبول حاآما على تلك االوطان مكان ابيه، وقامت بنو هالل في اال

الحرب الى االرتحال، حتى وصلوا الى بالد العراق ولما وصلوا اليها وجدوا ان الحاآم على تلك

البالد رجل من االجواد قد اتصف بالجود والكرم والفضائل، يقال له الخفاجي عامر، يحكم على . سان نحو مائتي الف عنانالبصرة وبغداد والموصل والعراق، وآان عنده من االبطال والفر

فبينما هو جالس في الديوان وحوله الوزراء واالعيان، اذ دخلت عليه الرعيان وقالوا له اعلم يا ملك الزمان ان بني هالل قد دخلت ديارنا وأآلت ثمار بساتيننا، وقد هربت من امامهم

ياء في عينيه فلما سمع الخفاجي هذا الكالم صار الض. الرعيان وترآت النوق والفصالنآالظالم، والتفت الى االمراء وقال لهم ما قولكم في بني هالل؟ فعند ذلك تقدم الوزير عميرة

.واشار عليه مشورة

):قال الراوي ( #

فلما فرغ الوزير من الكالم قال الخفاجي هذا هو الصواب واالمر الذي اليعاب، ثم آتب الى جمال والبنات االبكار، وطوى الكتاب وختمه واعطاه االمير حسن يطلب عشر المال والنوق وال

لوزيره سالم ليأخذه الى االمير حسن، فأخذه وجد حتى وصل الى نجوع بني هالل، فدخل على االمير حسن وناوله الكتاب، فلما قرأه وعرف فحواه اغتاظ من ذلك التهديد وخاف من عواقب

ثم قال الرواي ما الرأي والشور ايها السادة؟ االمور ثم انه امر بأخذ الوزير الى دار الضيافة .قالوا الرأي عندك فافعل ما تريد

فقال مرادي ان ارسل له آتابا ينطوي على المودة وانتظر الجواب فقال الجميع هذا هو

الصواب، فعند ذلك آتب االمير حسن شعرا واعطاه الى الوزير سالم فأخذه وسار حتى اشرف اه الكتاب ففتحه وقرأه وعرف فحواه، وراح يرحب بهم أجمل على الخفاجي عامر، فأعط

ترحيب، وآذلك شكره االمير حسن، فلما فرغ االمير حسن من آالمه، انشرح خاطر الخفاجي عامر وتقدم بعده االمير درغام واشار يترحب ببني هالل، ثم رآبت بنو هالل مطاياهم والخفاجي

عرب بني هالل في تلك االراضي وأما االمير عامر ودخلوا البلد في فرح وسرور، وتفرقتحسن والسادات فبقوا عند الخفاجي عامر على أآل طعام وشرب دام مدة ثالثة شهور وهم على

أحسن حال، فاتفق في بعض االيام ان الخفاجي أولم وليمة عظيمة دعى اليها االمير حسن ربوا ودارت آاسات المدام على وسادات بني هالل، وحضرتها النساء والبنات فأآلوا ولذوا وط

من حضر في ذلك المقام، وآانت البنات والنساء الحراير يشربن على اسم الخفاجي عامر، وآانت الجازية بديعة الجمال فصيحة المقال تقدمت الى الخفاجي عامر تصف له محاسن بنات

:لبني هالل وما خصهن اهللا به من اللطف والكمال والظرف والجمال واشارت تقو

تقول فتاة الحي ام محمد ونيران قلبي زايدات اشعال ان االمارا يا امير بناتهم

مثل االظبا في الحسن واالشكال اما جمال الطعن بنت سالمة الوجه منها مثل بدر قد مال وبنت ابو موسى دياب الماجد فعيونها يا امير آعين الغزال

وبنت قاضينا بدير الفايد

جفالتشبه غزاال بالفالة وبنت سلطان البوادي ابو علي

شبيهة البدر في بهاه وآمال انظر لحسني يا امير فانني اجمل والطف من نساء هالل

فلما فرغت الجازية من هذا الوصف شكرها الخفاجي على شعرها ونظامها ثم نهض االمير

جميع رجالك حسن وشكر الخفاجي على ذلك االآرام وقال له، اريد من فضلك ان تشرفني غدا بالجل الطعام وشرب المدام، فاجابه الى ذلك فأولم االمير حسن وليمة عظيمة ذبح فيها الف

رأس من االغنام فكانت أعظم الواليم لم يسمع مثلها في االعارب واالعاجم، حضر فيها الخفاجي عامر وقومه وسادات العشائر وجلسوا على مائدة الطعام ودارت بينهم آاسات المدام

ربت االمراء والسادات فعند ذلك بدأ االمير حسن والخفاجي يتبادالن التحية من جديد، ولما فطفرغ الخفاجي من الكالم أمر حسن بالرحيل فقال الخفاجي ال بد من مسيري معكم الى تونس، فلما سمع أبوه الضرغام منه هذا الكالم لم يهن عليه ذلك االمر، النه ليس له صبر على فراقه

واحدة، فلم يقبل الخفاجي وطلب من ابنته وزوجته ان يذهبا معه الى تلك الديار ويترآا ساعة الحي، فامتنعتا عن المسير وبكتا بدمع غزير ثم تقدمت ابنته ذؤابة واشارت تنهيه عن السفر

:وتقول

تقول ذؤابة يا ابي التسافر فتترك االهل في عنا ومصاب فما لك يا امير في الغرب حاجة

لك بها مال وال أسبابوال وال ثار لك عند الزناتي خليفة وال دم لك أيضا وال أصحاب فكيف تشتتنا وتطلب بعادنا

ونبقى ضايعين في عنا وحساب وتبقى الهالليين مجموع شملهم ونحن بال أهل وال أصحاب

له وبعد ذلك حضرت سادات العشائر لوداع الخفاجي عامر، فودعوه بالبكاء والنواح، ودعوا

بالتوفيق والنجاح، ثم امر المير حسن بدق طبل الرحيل، فعند ذلك هدت المضارب ورآب الفرسان ظهور النجايب، واعتقلوا بالسيوف والنصول ورآبت النساء والبنات في الهوادج وامام الجميع زوجة الخفاجي وابنته و الجازية ونساء االمراء والسادات وآان الخفاجي من

.ذا السفرافرح البشر في ه

قصة التمرلنك)) الجزء السادس((

):قال الراوي ( #

لما قتلت بنو هالل ملوك العجم وآان الخرمند صهر التمرلنك يحكم على بالد الموصل فلما قتل الخرمند ارسلت زهرة الى البيها آتابا واعلمته بقتل زوجها الخرمند فلما سمع التمرلنك ذلك

قال يا ملك الزمان . وهو غضبان واخبر وزيره اسكندر بمقتل خرمندالكالم طلع الى الديوان ارسل للبالد واجمع العساآر ودعنا نالقي بني هالل فأمره التمرلنك ام يأخذ معه مائتي الف مقاتل وقال له سر بالعساآر وآونوا رجاال، فسلر الوزير اسكندر بالعساآر الى ان وصل الى

جارا آتين من بالد العجم، فسألهم من اين اتيتم والى اين مكان يقال له القصر فوجد فيه تمتجهون؟ فقالوا اتينا من بالد العجم الى هذا المكان فاستدعى آبير التجار وآان اسمه آمال الدين وقال له ماذا سمعت عن بني هالل؟ فقال قد قتلوا الملوك وخربوا الكوفة وقتلوا الوزير

.بوا النساء وهم راحلين الى الغربوابن عمه ورفقته وآل الفوارس، وس

):قال الراوي ( #

فلما فرغ آبير التجار من آالمه والوزير يسمع نظامه قال الوزير لقومه الرأي أن نرسل مائتي فارس إلى بالد الرها يكشفون لنا الخبر، ونحن نبقى هنا حتى يأتي الملك، وإذا قال لماذا ذهبتم،

ي هالل نازلون في بلدة جاآدة، ونحن أرسلنا لهم روادا يكشفون لنا نخبره بأنه أتانا علم بأن بنخبرهم وبقينا ننتظرهم، فقالوا هذا هو الرأي الصواب، أما التمرلنك فإنه بعث المكاتيب إلى

جميع البالد فحضرت العساآر فإذا هي أربع آرات ومعهم المدافع، وأحضر ابن أخته شروان ك وطفا بنت دياب، فقال له على الرأس والعين، ثم أنه سار وقال له أحكم موضعي جتى أحضر ل

بالعساآر والجيوش يقطع البراري والقفار والسهول واألوعار، حتى وصلوا إلى بالد الفرقس التي نازل فيها الوزير اسكندر، فلما وصل الملك القاه الوزير وسلم عليه، فقال له عالمك ما

د ذلك غضب الملك وأمر بقتله، فتشفع به ملوك العجم لحقت بقوم هالل، فحكى له ما صار فعن .من القتل فصفح عنه، ثم أنهم ساروا إلى أن وصلوا لرأس العين ونزلوا في ذلك المكان

أما ما جرى لبني هالل فإن األمير حسن رأى مناما هائال، فلما أصبح استدعى األمراء وراح

حول وال قوة إال باهللا، فأحضر أبو زيد آتاب فلما فرغ حسن من آالمه قالوا ال. يخبرهم بالمنامالرمل وتفسير األحالم وضرب تخت الرمل ورسم األشكال على شرح الحال فرأى األهوال فبكى

فلما فرغ أبو زيد من آالمه قال لهم آونوا على حذر من األعادي، وباتوا إلى . بكاءا شديدال أبو زيد يا أمير دياب اعزل من قومك الصباح حتى صار وقت الضحى فما أقبل عليهم أحد، فقا

ألفا ومن بني زغبة ألفا ومن عرب القاضي ألفا ومن قوم حسن ألفا ومن بني هالل اثني عشر ألفا، وتسلمهم الظعن وتجعلهم أربع فرق من آل فرقة أربعة آالف فارس، فرجع دياب ولم

حسن فقال لهم ما هو رأيكم؟الظعن وفعل مثل ما قال له أبو زيد، واجتمع األمراء عند األمير

قالوا الرأي أنك ترسل آتابا للتمر لنك، وإذا باألمير دياب رأى رجاال آتين من ناحية بالد التمرلنك فمسكهم وأتى بهم لألمير حسن، فقال ما هذا يا دياب؟ قال لقيتهم في البرية فقال

.شار يرسل إلى التمرلنكاألمير حسن أنا أآتب آتابا للتمرلنك وأرسله مع واحد منهم ثم أ

طوى الكتاب وختمه وأعطاه إلى الذين جلبهم دياب، وقال لهم أعطوه إلى التمرلنك، فأخذوه وساروا حتى دخلوا عليه وأعطوه الكتاب أخذه وقرأه وعرف رموزه ومعناه، وقال مرادي أطلب

.منهم عشر المال والخيل والجمال والبنات الحسان وفي الحال أشار يكتب

م طوى الكتاب وختمه وآان عنده عبد اسمه الماس لكنه آان شديد البأس صعب المراس، فقال ثيا ألماس خذ هذا الكتاب إلى حسن بن سرحان أمير العربان، وقل له يرسل لنا نصف مال بني هالل، والنصف اآلخر له بخشيش، فأخذ العبد الكتاب وسار حتى وصل إلى عند األمير حسن

وأعطاه الكتاب، فأخذه وقرأه وعرف رموزه ومعناه وقال إلى قومه مارأيكم فدخل وقبل يديه :أيها األمراء؟ فتقدم األمير أبو زيد وأشار يرسل له الجواب ويقول

يقول أبو زيد الهاللي سالمة

ولي دمع جرى فوق الخدود سكيبا

من أجل آتاب قد أفاض مدامعي وعدت أقاسي من آالمه نحيبا

ل منا غصيبةفترسل تريد الما وبنات هالل إليك نسيبها

ونحن رجال الحرب في يوم غارة بيوم يعود الدم يجري سكيبها فكم من ملوك آبار شتت شملهم وراحوا من سيفي يقاسوا لهيبها أنا أعلمك عن آل قيس وعامر وآل زغبي خالني أجيبها

إن طعتني أرحل بقومك يا فتى نحن سباع الفال ثم ذيبها

بو زيد من آالمه طوى الكتاب وختمه وأعطاه إلى العبد، فأخذه إلى التمرلنك ودخل فلما فرغ أ

عليه وأعطاه الكتاب فأخذه وقرأه، وعرف رموزه ومعناه وغضب غضبا شديدا وزاد به الغم والتنكيد، ثم استدعى بالوزير اسكندر وقال ان العربان لم يعطونا حسب طلبنا، وحياة رأسي

م بالبراري، قال له الوزير دعني أآتب الجواب إلى األمير أبي زيد ألحصدهم حصدا وأشردهفقال الملك ال يلزم الجواب وغدا نصلي عليهم نار الحرب ونسقيهم آأس الكرب، وثاني يوم

رآب األمير أبو زيد وأشرف على القوم رآهم مقبلين مثل الجراد المنتشر ما لهم أول من آخر :ياتفرجع وأخبر بني هالل بهذه األب

قال أبو زيد الهاللي سالمة

يا حسن جتنا العجم تمشي سريع

يا ملك جانا التمرلنك قاصدا من فوق أشقر يا أمير تليع

والخيل من خلفه جراد زاحف دوارع وسيوف تلمع لميع

أيا دياب ارآب وانهض عاجل واجعل األعاجم أن يغدوا قطيع

):قال الراوي ( #

جم أقبلت مثل الجراد، فرآب بنو هالل والقوا األعاجم، ثم أنهم وقفوا مقابل وهم بالكالم وإذا بالع

بعضهم البعض فنزل وزير من وزراء التمرلنك إلى الميدان اسمه دخان، عرض وبان وطلب الفرسان وصاح على بني هالل، هل من مبارز هل من مناجر؟ ال يبرز لي آسالن وال عاجز فما

دخان، فما أتم آالمه حتى صار القاضي بدير قدامه وصدمه صدمة في حومة الميدان إال الوزير هائلة، فقال له من تكون من الفرسان حتى جئت تهاجم الوزير؟

فقال أنا قاضي العربان ثم التقى البطالن آأنهما جبالن وافترقا آأنهما مرآبان، وثار الغبار حتى

جه دخان صوتا مثل الرعد القاصف، سد األقطار وقدحت حوافر الخيل نار، فزعق القاضي في و

ثم ضربه بالرمح فأخذها بالترس البوالد، راح ضرب القاضي خائبا فارتد الوزير وضرب القاضي بالسيف فشطب على رقبة الجواد فبراها آما يبري الكاتب القلم، فأراد أن يكمل عليه

دم وسال إلى وقت فأدرآه الرياشي مفرج، وأرآبوه جوادا والتقت الرجال بالرجال وجرى الالزوال، دقت طبول اإلنفصال وآل عاد إلى حيه، ولما أصبح الصباح دقت طبول الحرب والكفاح ورآب التمرلنك بقومه، ورآب بنو هالل وخرجوا إلى حومة الميدان واصطفوا، فبرز الوزير

.دخان إلى حومة الميدان ونادى على الفرسان فبرز له األمير دياب

آأنهما جبالن وحان عليهما الحين وغنى على رأسيهما غراب البين، وضرب والتقى البطالن دخان ديابا بالسيف أخذها بترس البوالد راحت خائبة، ثم أن ديابا انحدف على دخان وآان معلم الخضرة إذا صار فيه الفارس وآان من ورائه تضربه الخضرة بالجوز، فلما انحدف على دخان

من وراء دياب يريد أن يضربه، وإذا بالخضرة ضربته بالجوز وأراد أن يضربه، برم دخانرمته هو والجواد على األرض، فنزل له دياب وشد آتافه وأخذه أسيرا إلى أن وصل لعند األمير حسن، فقال هذا دخان الذي قتل جواد خالي القاضي بدير وقتل من بني هالل ستة عشر فارسا،

أن يقتل ثم أمر بخلعة سنبة ولبسها إلى دخان وقال له قال حسن واهللا هذا بطل ال أسمح فيه عليك األمان ان رحت عند التمرلنك مع السالمة وإن بقيت عندنا حلت البرآة، فقال الوزير يا

ملك الزمان لي ولد عند التمرلنك فقال دياب أبشر أنا أجيب لك إياه، فبقي دخان عند بني هالل، خان وآان اسمه سكران فنزل إلى الميدان وطلب مبارزة ولما أصبح الصباح رآبوا ورآب ابن د

الفرسان فنزل إليه دياب وقال له من أنت؟ فقال أنا سكران ابن الوزير دخان وأنت أسرت أبي، قال دياب واليوم الحقك به ثم التقى البطالن آأنهما جبالن، وافترقا آأنهما مرآبان، وحان

هما غراب البين، ودياب اليريد أن يقتله إآراما عليهما وحان عليهما الحين وغنى على رأسيألبيه، فداما على ذلك الحال إلى أن أمسى المساء، دقت طبول اإلنفصال فافترقا عن بعضهما

وآل منهما طلب أهله، وباتا إلى الصباح فنزال للحرب والكفاح وتجاوال في الميدان من الصباح حي، وسحب الدبوس وضرب به سكران أرماه إلى المساء فقال دياب وإلى متى وأنا أطول رو

ونزل إليه وشده وعاد به إلى أبيه الوزير دخان، فأخبره بما أآرمه به السلطان ففرح سكران بأبيه وبقيا عند بني هالل، وفي الصباح دقوا طبول الحرب والكفاح ونزلوا إلى الميدان فبرز

ى البطالن آأنهما جبالن حتى تعب وزير للتمرلنك اسمه شاهين، فنزل له طوي بن مالك والتقمنهما الزندان، ولم يزاال على تلك الحال من الصبح إلى العصر، فعندها قام طوي في عزم الرآاب وضرب شاهين بعود القنا أخذها بترس البوالد راحت خائبة، ثم قام شاهين في عزم

ض فضربه الرآاب وضربه ومن عظم الضربة وقع شاهين من على ظهر الجواد إلى اآلربالسيف على هامه ألقى رأسه قدامه، فلما رأت األعجام شاهين قتيل، هجموا على العرب

وهجمت العرب على األعجام، والتحم القومان في بعضهم البعض، ولم يزالوا على تلك الحال إلى أن دقت طبول اإلنفصال، فرجعوا إلى استحكاماتهم وفي الصباح اصطفت العساآر وبرز أبو

ى الميدان وطلب مبارزة الفرسان، فنزل إليه اسكندر وزير التمرلنك فصدمه أبو زيد زيد إل :صدمة هائلة فتلقاه اسكندر وأنشد يقول

أنني قرم غضنفر

رأس فرساني وعسكر

قال أبو سرحان اسكندر ألنني قرم غشمشم

دوم في الجهات عابس من يعاديني سيندم

:يسمع نظامه أشار يرد عليهفلما فرغ اسكندر من آالمه وأبو زيد

فارس يوم المجال عادته قتل الرجال قال أبو زيد الهاللي جاك أبوزيد المسمى من لقاآم ما يهما يوم وقعات الصدام سمها يهري العظام ضربتي والسن سما آما قتلت ملوك األآابر وزرا أيضا عساآر، يا اسكندر قوم بادر .والتقيني بالصدام

ر أبو زيد والوزير اسكندر يسمع نظامه، التقى البطالن آأنهما جبالن وحان فلما فرغ األمي

عليهما الحين وغنى على رأسيهما غراب البين، ولم يزاال على تلك الحال إلى وقت العصر حتى آلت منهما الزنود، فعندها قام الوزير في عزم الرآاب وضرب أبا زيد بالسيف فأخذها بدرعه

ثم أن األمير أبو زيد هجم عليه آأنه السبع الكاسر وضربه بالقرضاب على البوالد راحت خائبة، عنقه فقتله، عند ذلك حملت العجم على العرب والعرب على العجم، وانحطت من األعدا الهمم

وما فرق بينهم إال ! وهللا در أبو زيد ودياب وباقي الشباب بما قاموا به من الجهاد والنضال اإلنفصال فافترقوا عن الحرب والقتال وقد قتل من العجم خلق آثير، الظالم، عندها دقت طبول

وفي الصباح دقوا طبول الحرب والكفاح واصطف الفريقان فبرز التمرلك إلى الميدان، فلما رأى بنو هالل التمرنلك تعجبوا من همته وهو آأنه البرج الحصين، فقال حسن يا أبا زيد ماذا تقول

و زيد العلم عند اهللا أنه عفريت من عفاريت سليمان فقال حسن نادوا في هذا الفارس، فقال أبإلى دخان لربما يعرفه، فنادوا له فحضر فقال حسن يا دخان من يكون هذا الفارس الذي في الميدان؟ فقال له هذا التمرلنك فقال حسن من ينزل إليه فقال دياب أنا أنزل إليه وعلى اهللا

ن وصدم تمرلنك فالتقاه وقال له من تكون من الفرسان؟ قال أنا دياب اإلتكال، ثم نزل إلى الميداحداف الرقاب، فلما سمع التمرنلك هذا الكالم انطبق عليه والتقى البطالن آأنهما جبالن والتطما آأنهما بحران، ولم يزاال على تلك الحال إلى المساء، دقت طبول اإلنفصال ورجعا عن القتال،

ل الحرب والكفاح فنزل التمرلنك إلى الميدان وطلب الفرسان، فتقدم إليه وفي الصباح دقوا طبوفارس من بني زغبة فضربه التمرلنك طير رأسه، ثم نزل ثاني قتله وثالث جندله ورابع ما

أمهله حتى قتل منهم عشرين فارسا، وأمسى المساء فدقت طبول اإلنفصال فرجع آل فريق إلى يا أبـا زيد؟ فقال أبو زيد الذي تريده يصير فقال حسن مرادي أن حيه فقال األمير حسن ما رأيك

:أرسل إلى التمرلنك آتابا لكي يترك القتال، فقال أبو زيد اآتب فكتب حسن إلى التمرلنك يقول

يقول الفتى حسن الهاللي أبو علي بدمع جرى فوق الخدود سكاب نعم أيها الغادي على متن ضامر

شهابتشابه نسيم الريح مثل ال إذا جيت للتمرلنك بلغ رسالتي أيا ريت عمره ما يشوف نكاب

وقل له قال األمير أبو علي أمير ابن أمير من فروع أنساب أال يا ملك اسمع مقالتي وقصتي وفز بنفسك من ملوك أعراب وافهم آالمي التزيد عتاب وتوقع بأوشم شومها وانكاب

فان طعنتي أسلم بروحك وعزوتك ق بكم نار حربنامن قبل ما تعل

فلما فرغ حسن من آالمه طوى التحرير وختمه وأعطاه إلى عبده، فأخذه وسار إلى التمرلنك وأعطاه التحرير، فقرأه فغضب غضبا شديدا وسحب السيف وضرب العبد طير رأسه، وقال

لقومه غدا يكون آخر أيام بني هالل، فوصل الخبر لألمير حسن فغضب غضبا شديدا، وشاور ير أبو زيد على هذا األمر فأجابه هاتوا لنا ثمانين ألف جمل وحملوها ترابا ناعما، ويرآب األم

مع الجمال ثمانون أميرا والعبيد تسوقها من الوراء ونرآب نحن واهللا يعطي النصر لمن يشاء، فاعتمدوا على هذا الرأي ولما أصبح الصباح رآب األمر أبو زيد بقومه التسعين ألفا والقاضي

ومه واألمير دياب بقومه، واألمير حسن بقومه ومشوا الجمال بعدما حملوها ترابا، وقال أبو بقزيد للذي مع الجمال إذا انكسرتم تعالوا صوبنا، ثم أنهم دقوا النوبات وطلبوا للقا والثبات، فلما سمع التمرلنك صوت الطبول دق طبله ورآب بقومه، فهجمت األعجام بالمدافع وآان عددها

سمائة مدفع، فعندها لكزت بنو هالل الجمال على المدافع فجفلت من صوت المدافع، وآثر خمالصياح من وراء الجمال والعبيد تشكهم بالرماح وفزروا عدول التراب وهب الهواء وثار

العجاج والغبار حتى عميت األبصار، فرآضت الجمال وداست األعجام وخيلها، وحينئذ هجمت نوا الصدور والكبود، فلما نظر التمرلنك إلى ما صار في قومه أراد الهرب، األعراب األسود وطع

وإذا باألمير صبرا ابن أبو زيد عارضه في الطريق وصاح به، إلى أين يا ابن ألف قرنين فالتقاه التمرلنك بقلب مثل الصخر، وتجاوال في الميدان وتكسرت بينهما العيدان ثم هجم التمرلنك على

جمة األسود وحمله على راحة زنده فتعلق صبرا بخصمه وسحب الخنجر وطعن األمير صبرا هبه التمرلنك فعندها مالت العرب على العجم وما سلم منهم إال آل طويل عمر، وفاتوا على خزائن التمرلنك وغنموا األموال، وفرقها األمير حسن على العرب وأحضر قوم التمرلنك

ن بعدها ارتاحت العساآر من الحرب والصدام وأقاموا عدة والوزير دخان وجعله ملكا عليهم وم .أيام ورحلوا إلى أرض حلب

قصة الخزاعي والملك بدريس بحلب

وآان حاآم حلب يقال له الملك بدريس، وآان صاحب مال وخيل وأبطال، فوصل له خبر بني اجي عامر أضافهم هالل أنها أمحلت أرضهم وما فعلوا في الملوك الذين حاربوهم وآيف أن الخف

وسافرمعهم، فلما سمع هذا الكالم جمع أآابر قومه فقال وزيره الخزاعي عالمك يا ملك جمعت القوم والفرسان؟

فأجابه أريد أن أخبرآم عن بني هالل وما فعلوا قبل أن يدخلوا بالدنا وقتلوا أبطالنا ورجالنا،

الرأي عندي أن ترسل لهم روادا إلى وإذا لم نعمل تدبيرا وقعنا في أمر عسير فقال الخزاعي أرض الكبيسة، يرودها ويعرف آم يكون معهم من العساآر واألبطال ويعود بالحال، حتى نحضر رجالنا ألجل حربهم وقتالهم، قال هذا هو الرأي الحميد، ثم استدعى برجل يسمى سابق وقال له

وترجع لنا الخبر الشافي، مرادي منك أن تذهب وترود لنا بني هالل تنظر قومهم والفرسان

فقال سمعا وطاعة، ورآب ناقة عشارية وصار يقطع القيافي والقفار، حتى أشرف على نجوع بني هالل فرآهم بعدد الرمال وإذا باألمير أبي زيد آتيا من الصيد فلما رآه عرف أنه رواد، فقال

بت في ظنك وما عاد شي له أنت آت إلى بني هالل لتخبر موالك بدريس عن أحوالنا، فأجابه أصمخبأ عنك ولكن قل لي عن اسمك حتى أعرفك، فقال له أنا أبو زيد، فقال له يأ أمير أعطني األمان حتى أحكي لك السبب، فقال له لك األمان وألف مرحبا بك، أنت ضيفي، عندها أشار

.سابق يقول شعرا

رض فقال أبو زيد أنت اليوم فلما فرغ أبو زيد من آالمه وسابق يسمع نظامه، أطرق إلى األضيفي قم بنا إلى المنزل، فسار معه إلى بيته وأآرمه غاية اإلآرام ثم قال قم بنا يا سابق إلى عند األمير حسن نواجهك فيه، فأجاب أخاف أن يقتلني، فقال له ال تخف بكفالتي فقام وأخذه

م، وجلسا فقال له حسن من معه وسار لعند األمير حسن فدخل أبو زيد وسلم فردوا عليه السالأين ضيفك يا أمير أبا زيد؟ فقال له من حلب فاسأله عما تريد، فعندنها ناداه حسن فقام سابق

حسن، من أين أنت آت وإلى أين ذاهب؟ فحكى له قصته على التمام ثم أقام : وقبل يديه فقال لهئة دينار، فسار وما هو عند أبي زيد عدة أيام وبعدها طلب إذنا للسفر، فأذن له وأعطاه ما

.مصدق بالنجاة إلى أن وسل إلى سيده ووزيره وأشار يقول شعرا بدوره

فلما فرغ سابق من آالمه والملك يسمع نظامه، تغيرت منه األحوال من عظم هذه األقوال، ثم ا يا قال ما رأيكم أيها الناس األعيان هل نبادرهم بالحرب أم ندعهم يجوزوا بالدنا باألمان؟ فقالو

ملك الزمان نحن بين يديك وال نبخل بأرواحنا عليك، والذي ترى فيه الصواب افعله، فقال الوزير أرى أن ننتظر حتى يصلوا إلينا ونكون قد جمعنا قومنا وأبطالنا حتى إذا ما وقع بيننا وبينهم القتال، نشيلهم على أسنة الرماح وننهب مالهم ونسبي عيالهم، فقال الملك هذا هو

طال، وما [لرأي الموافق ثم أنه بعث باألمر إلى جميع عماله بأن يحضروا حاال بالفرسان واألامضى اال القليل من األيام حتى غصت حلب الشهباء بالعساآر فسر الملك بهم وأمر القادة أن

.يكونوا دائما متيقظين لقدوم بني هالل

مكان قريب من حلب، فنزلوا فيه وامتدوا أما بنو هالل فإنهم لم يزالوا سائرين حتى وصلوا إلى في نواحيه وأآلوا األثمار من األشجار وشربوا المياه، فهربت األهالي والسكان وأعلموا الملك

عليهم أيها األبطال فقال له الوزير اطلب منهم عشر المال : بدريس بهذا الشأن فصاح الملكد وإن امتنعوا بادرهم القتال، فاستصوب والنوق والجمال فإن أجابوا هذا الطب آان غاية المرا

.الملك هذا المقال وآتب

فلما فرغ بدريس من شعره ونظامه طوى الكتاب وختمه وأرسله مع نجاب إلى بني هالل فدخل نجاب على األمير حسن وقبل يديه ثم سلمه الكتاب وطلب الجواب، فلما قرأه وفهم فحواه تغيرت

أظهر الصبر والجلد، وأمر بأن يأخذوا الساعي إلى دار الضيافة منه األحوال ولكنه أخفى الكمد و .فأخذوه وبعد ذلك التفت األمير حسن إلى السادات والرجال وأعلمهم بما آتب بدريس

يا ابن عمي ليس لبدريس غير ضرب السيف وأما دياب فصار الشرر : عندئذ قال أبو زيد

ي في بدريس والخزاعي وحدي فعند عل: يتطاير من عينيه وعوارضه ترقص في وجهه وقالذلك أشار القاضي بدير يرد له الجواب ثم أعطاه للنجاب فأخذه وسار حتى وصل إلى الملك

بدريس فناوله إياه، فلما قرأه اسودت الدنيا في عينيه ثم أمر بجمع العساآر واألبطال، فامتثلوا وا بالرماح والنصول ورآب أمره وجمعوا مائتي ألف بطل فرآبت الفرسان ظهورالخيل واعتقل

الخزاعي بهذا الجيش الكثير وساروا إلستقبال بني هالل قبل وصولهم إلى األطالل، فلما التقى

الجمعان للقتال برز الخزاعي إلى ساحة الميدان وطلب مبارزة الفرسان فبرز إليه األمير دياب .شد يهددهفالتقاه الخزاعي بقلب آالحديد وصدمه صدمة الفرسان الصناديد وأن

فلما فرغ دياب من شعره التحم البطالن في القتال، ومازاال في آر وفر وطعن وضرب من

الصباح إلى وقت الظهر وآان الخزاعي قد ضاقت به الحيل فطعن خصمه بالرمح فانقلب دياب تحت الفرس، فراحت الطعنة خايبة فعند ذلك استوى على ظهر الخضرا وضرب الخزاعي

ه بدرعه البوالد فوقعت على رقبة الجواد، فوقع الوزير على األرض، وإذا بقومه بالسيف، فالتقاأدرآوه وخلصوه، فلما رأى دياب هجوم الفرسان واألبطال صاح في بني زغبة وأمرهم بالهجوم

والقتال، فهجموا عليهم ومكنوا الصوارم في رقابهم وما زال دياب وراهم في الطلب حتى فدخلوا المدينة وأغلقوا األبواب ورجع دياب وقصد حسن في الصيوان . أوصلهم إلى مدينة حلب

وسلم عليه فقبله حسن بين عينيه وشكره، فأخبره بما جرى في ذلك اليوم وقال البد للمك بدريس أن يقصدنا باآرا ويخرج إلى ميدان القتال فأذيقه الوبال واستخلص منه الغنائم

.واألموال

אא

אאאאאאאאאא

אאאאאא אאאאאאאאאא אאאאאא

אאאאאאאאאאאאאא

אא:

אאא א

א

א

אא

א א

אא

אאא

א

אא

א אא

#אא:

אאאא אאאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאא

אאא אאאאאאא א

אאאאאאאאאא אאא א

אא אאאאאאאאאאאא א א

אא אאאאאאאא אאא א

אאאאאאאאא א

אאאאאאאא אאא

אא אאאאאאאאאאאאא

א א אאאאאאאא

אאאאא

אאאאאא אא אאא

אאאא אאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאא אאאאאאאא

אאאא

אא אאאאאאאא

אאאאאאאא אאאאא א א אאאאאאא אא אאא אאא אאא

אאאאאא אאאאאאאאאאאא

אא אאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאא אא אא

אאא א אאאאאאאאא אאאא

אאאאא אאאאאא

אאאאאאאאאא

אאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאאאאאא

אא אאאאאא אאאאאאאאאאאאא

אאאא אאאאאאאאא

אאאא אאאאאאאאאאאאא

אאא אאאאא אא אא

אאא

#אא:

אאאאאא

אאאאאאאא:

אאא אא

א א

א

אא אא

א אא

אא

א

א

אאא:

א אאא

אא א

א

אאא

א א

אאא

א א

#אא: אאאאאא אאאא

אאאאאאאא אאאאא

אאאאאאאאאאאאאא

א אאאאאאאאאא

אא א אאא

אאאא אאא

אאאאאאאאאאא אאא א

אאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאא

#אא:

אאאאא

#אא:

אא אאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאא

אאאאאאא

א

#אא:

אאאא אאא אאאא

אאא אא

אאאאאאאא

אאאאאאא אאאאא

אאאאאאאאאא אאאא

אאאא א אאא

א אא א

אאאאאא אאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאא א א

אאאאאאאא

#אא:

אאאאאאאאאא א

אאאא אאאאאא אאאא

אאאאאאאא אאאאאאא

א אאאאאאאאאא אאאאא אא

אאא אאאא א א א אאא א

אאא אאאאא

אאא א

אא

אאאא

א אאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאא

אאאאאא אאא אאא אאא

אאאא א א א

אאא

אאאאאאאא א א

אאאאא אאאא

אאא אאאאאאאא אאאאאאאא א

אאאאאאאאאאאאאאאא

אאא:

אא

א

א

א

א

אאא אא

אא

אאאא אאאא אאא אאאאא אא

א א אאאאאאאאאא

אאאא אאא אאאא

אאאאאאא

אאאאאא

אאאאאא אאאאא א

אאאאאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאא אאאאאאאאא

אאא אאאאא

א אאא

אא אאאא אאאאא

אאאא א א

אאא

אאא אאאאאאאא אאאאא א

אאאאא אאאאא

אאאאאאאא א אאאאאאא

:אאא

א אאאאאא אאאאא

אא אאאאאאאאאאאא

אא:א א:אאא:

אא

א א

אא

אא אא

א

אאא

א

א אא

א א

אא

#אא:

אאאא אאא : אאא

:א א :א

:אא א :א

:א :אא אא

א:א :אאא

אא:אא

:א אא: א

:אאאאא

אאאאאאאאאאאאא א:

:א אאאאאא א

אאאא:אאאאא:אא

אאאאא

א:א:א

:אאאאאאאאא

:אאאאאאאאאא

אאאאאאאא א

:אא:אא

:א:אאאאאאאאא

אאאאאאאא: אאא

אאא::א אאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאא

אאאא:אאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאא

אאאא אאאאאאא אאאאאא

אאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאא

א

#אא:

אאא אאא אאאאאא

אאאאאא:א:א

:אאא אאאאאא אאא

אאאא:

אאאאאאאאאאאא אא

א א:אאאא

:אא אא אאאאא:א:א

אאאא אאא

א: אאאאאאאאאאאאא

א אאאאאאאאא:

:א אא:אאא:

א

אאא אא

אא

א א

אא

אאאא אא:אא אאא

אאאא אאאא א

א אאאאא אא אא אא

אאא אאאאאא אאא אאא:

א:א

אא

א:אאאאא אא:אא

אאאאאאאאא

אאאאאאאא אא א א

אאאא אאא אאאא

אאא אאאאאאאאא

אאאאאא

:אאאא:אאא

אאא א:אאא

א אאאאא:

א אאא

א א

א

א

א

אאא

א

אא אא

#אא:

אאאאאא אאאאא

:אאאאאאא

א אאאאאא אאא א

א אאאאא:א

אאאאאאאא אא

אא:א א

אאא

אא אא

אאאא

א אאאאאא א

אא אא

א:אאאאא

אאאא

אאאאא אאאא

אא

אאאאאאאאא א

אא אאאאאאאאאאא

אאאא אאא

א אאאאא אאא אאאא

א א אאא

אאאאאאא אאאאאא

אאאאא אא

אאאאאאאא

אא:

א א

אאא אאא אא אאאא

א א

אאא אא אא

א אאא א

אאאא

אאאאאא

אאאאאא:

א א

א

אא

אאא

א אאא

אאא

א אא

אא

אאאאא:אא

א:אאא אא אאאא אאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאא

א

#אא:

אא אאאא א

אאאאאאאאאאאאא אא

אאא אא

אא אא אאא

אא א א:

אא א א אאאא

אאא

אאאאאאא אאאאאא

א א:אאאאאאא

אאא אאאא א אאאאאאא א

אאאאא אאאאאאאאא

#אא:

אאא אאא

א אאאא אא אאאאאאא

אאאאא אאאא א אאאא א

אאאאאא

אאאאאא

א אאאאאא אא

אא א א אא אאאאאאא

אאאאאאאא

אא אא אאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאא א

אאאאאאא אאאאאאאאאאאאא

אאא אאאאאאא א

אאאא

אאאאאאאא

אא אאאאא אאאא אאאא

אאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאא אאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאא

א

#אא:

אאאאאא אאאאאאאא

אאא אאאא

אא א אא

אאא א א אאא

אא

אאאאאאא

אאאאא א אאאאא אא

אא

אאאאאאא: א

אאאאאא אאאאא אא

אאאאאאאאאאאאאאאא

אאאא אאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאא א א

אאאאאאאאאאאא

אא:

אא א א אאא אא

א א א

א

אאאא אאאאאאא:

אאאא אאאאא אא

אאא אאאא:א

אאא אאאא

א אאאאאאאאאא

אאאא

אא

אאאאאאאאא אאאא

אאאאא אא

אאאאאא

אאאאא

אא אאאאאאאא

אאא אא

אאא אאאאאא אא אאאאאאאאאא אאאא אא

אא אאאאאאאאאאאא

אאא א א

אאא

אאאאאאאאא אאא א א

אאאאאאאאאאאא

אאא

אאאאאא

אא א אאאאאאא אאאאאא

אאאאאאאאאא

אאאאאאא אא א אאא

:אא אאא אאאאא אאא אאאא

אאאא א

אאאאא

אא אאאא

אאאאא: א אא

אא אאאא אאאאאאאאאאאאאא

אאאאאא א א אאאאאא

אאא א אאאאאאא אאא אאאאא

אאאאאאאאא אאאא אא

א:

אא

א א

אא א א

אא

אאאא אאאאאאא

אאאאאאאא אאאאאאאאאאאאאא

א:

אא א

א א

אא א

א א

א

א

א

א אאא

אא א

א

א

אא א

א

אאאאאאאאא

אאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאאא א

אאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאא

א אאאאאאאאאא א

אאאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאא אאאא

א אא אאאא אאאאאאאאאאא

א אאאאאאאאאאא אאא

אאאאאא אאאאאאא

אאאא אאאאאאאאא

אאאאאאאאאא אאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאא

אאאאאאא אאאאאא

אאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאא אא אאאא אאאאאאאאא א

א א אאאאאאא אא

אאאאאאאאאאאאאא

א אאא

אאאא אאאאאאאאא

אאאאאאא

אאאאאאאאא

א אאאאאאאאאא

א:::אאאאאאאא

אאאאאא אא אאא אא

אאאא :אאאאאא

אא:אאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאא אאא

אאא אא א

אאאאאאאאאא

אאאאאא א אאאאא אא

אאאאאאאא

אאאא אא אא א

אאאאאא

א אאאאאאאא אאא

אא

אאא אאאאאא:

א א

אאא א

א

אא א

אא אא

אא א

א א

אאאאא

אאא

א

אאא א אאא אא

אאאאאאאא אאאאאאאאא

אאאאאאא אאאא

א אאאאאאא אאאאא אאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאא אאאא

אא אאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאאאא

אא

א

#אא:

א אאאאאא א

אא אאא אאאאא

אא אאאאאאאאא אאא

אאאאא אאאא א אא

אאא א אא

אאאאאאא

אאאאא

א אא אאאאאאאא

אאאאא אאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאא אאא אאאא אאא

אאאאאאאאא אאאא

אאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאא א

אאאאאאאאאאא

אאאאאא

אאא אאאאאאאאאא אאא

אא אאאאאאאא אאא

אאא

אאאאאא אאאאאאא

אאאאאא אאאא

אאאאאאאאאאא:

אא א

אא אא

א א

א

אא

א א

אאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאא אאאא

אאאאא אאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאא אאאאאא א א

אאאא אאאאאאאאא

א אאאאאאאאאאא אאאא

אאאאאאאאאאאאא א

אאאאאאאאאאא אאא

א אאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאא א

אאאאאאאאאא

אאא אא אאאא אאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאא

אאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאא

אאאאא אאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאא

אאאאא אאאאאאאא אא

אאאאאאאאאאאאאאאאאאאא אאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאא אאא

אאאאאאאאאאא אאאא

א א אאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאא אאאא

אאאאאאאאאא אאאאא

אאאאאאאאא

אאאאאאאאאא א

א אאאאאאאא אאאאאאאאאא

אאא אאאאאאאא אאאאאאאאאא אאא

א אאאאאא אאאאא א

אאאא אאאאא אאאאאא

אאא

אא:אאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאא אאאאא

אא אאאאאאא אאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאא אא

א אאאאאאא

א:אאאא:אאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאא

אא א אאא אאאא

אאאאאא אאאאאא אאאאאאאאא

אא אאאאאאאאאאאא א אאאאאאא

א

אאאאאאאאאאאא

א א א אאאאאא א

אאאאאאאא

אאאאא אאאאא

א אאא אאאאאאאאאאא

אאאאאאאא אאאא

#אא:

אאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאא אא

אאאאאאאאאאא א

אאאא אאאאאאא אאאאאאאאאא

אאאאאאאאא א

אאאאאאאאא

אאאא אאאאא

א אאא

אאאאאאאאאאאא

אאאאאא אא

א אאאאאא

אאא אאאאאאאא

אאאאאאאאאאא אאא

אאאא

אאא אאאאאאא אאאא

אא אאאאא אאאאאאא:

א

א

אא אא

אאא

א

אא א

אאאא אאא אאאאא

אאא אאאאא אאא

אאאא אאאאאאאא אא

אאאאאאאאאא אאאא

אאא אא אאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאא

א אאאאאא

אאאא אאאאא אאאא

א אאאאאא אאאאא

אאאאאא אאאאאאא

אא אאאאאאא

אאא אאאאאא אא אא

אאא אאאאאאא

אאא אאאאאאא

אאא אאאא אאאא

אאאא

אא אאאאאא

אאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאא

אאאאאאאא א אא א

אאאאא אא א

אאאאאא אא אאא

אא אא אאא

א אאא

אאאאאאא

אאאאאא:אא

אאאאאאא אאאאא

:אאאאא אא אאא

אאא אאאאאאא

אאאאאאאאא

אאא:אאאא

אאא אא אאאאאאאאאאא

אאאאאא

אא אאאאאא

אאאאא

אאאאאא א

אאאאאאאא א אאאאאא

א אאאאאא אאאאאאא

אאאאאאא אאאאאא אא אאאאא

אאאא אאאא

אאאאא אאאא א אאא אאא

:אא:אאאאאאא

אאאאאאאאאא אאא אא

אאאאאאא

אאאאאאאאא

א אאאאא:אא אאא

#אא:

אאאאאאא

אאאאאאאאאאא א

אאאאאאאאאא

אאאאא:

א אאאאאא

אא א

אא

א א

א

אא

אאאאאאאאא

אאאאא אאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאא

אאאאאאאאאא א

אאאאאאאאאאאא

א

:אאא אאאאא

א אאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאא

אאאאאאא א אאאא

אא:אאאא

אאאא

אאא

:אא

א

אאא

אאאאאא

אא אא

א אא

א א

אא

אא א

א

א

אא א

אאא

אאאא

אאא א

אאאאאאאאאאאאאא

אאאא אאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאא

א אאאאאאאא אאא

אאאאאאאאאאא

אא אאאאאא אאאאאאאאא אאאא

אאאאא אאאאאא

א אאאאאאא א

אאאאאאאאאאאאאאאאא

א אאאא

#אא:

אאא

אאאאאא אאאאאאאאאאא

אא

אא אאאאא

אאאאא א

אאאאאאאאאאאאאאא

אאאא

אאאאאאאאא אאאא

אאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאא אאאא אאאאאא

אאא

אאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאא אאאאאאא אאאא

אאאאאאאא אאאא

אאאאאא אאאאא אא

אאא

:א אאאאאא

אאאאאאא אאאאא אאאאא

אא אאאאאאא אאאא אאא

אאאאאאאאאאאא אאא

אאאא אאאאאאאא

אאא אאאאאאאאא אאאא

אאאא אאא אא אא א

אאאאא אאאא אא

אאאאאאאאאאא

א אאאא אאא

אא:

א א

א אאא

א

א

א א

א

א

אאא

א

אא

א

א א

אאאאא אא

א

א אאאאאאאאאאא

אאאאאא אאאא אאאא

אאאאא א

אאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאא א אאאאאאאא

אאא:

אא

א

א

אא

אאא

א א

אאא א

א א

אא אאא

אאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאא אאאאאאאאאאא אאאאא

אאאאאא אאא אאא א אאאא

אאאאאאאאאאאאאא אאאא אא

א

אאאאאאאאא אאאאא אאאא

אאאאאאאאאא אאא

אאאאאאא אאא

אאאאאאאאאאאאאאאאאאא

א אאאאאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאאא

א אא

אאאאאאאאא אא אאאאא

אאאא אאאא אאאא

אאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאא:

אא אאא

א

אאא

א

א

אאאא אא

אא א

א

א

אאא

אאאאאא אאאאאא

אאאאאאאאאאאאא אאאא

אאאאאאאאאאא א אא אאאאאא

אאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאא אא אאאאאא אאא אא

אאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאא אא אאאא

אאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאא אאאאא

אאאאאאאא אאאא אאאאאאאאאא

אאאאאא

אא אאאאאא

אאא א

אאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאא אאאאא אאאאא

א אאאאאאאאאא

אאאא

אאאאאאאאאאאא

אאאא אאאאא

א אאאא אאאאאאאאאאא

א אא אאאאאאא אאא

אאאאא:

אא א א

א א

אא אא

אא

אא

א אא

אא א

א

אא

אא

א

א

אא

אאאאאאאאאאאאאאאאאאאאא

א אאאאאאא

אאאא אאאא אאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאא אאאאאאאאאאאאאאא אאא אאאאאאא

אאא אא אאאאאאאאאא אאא אא

א א א א אאאאאא

א א אאאאאאאאא

אאאא אאאאאאאא אאא

אאאאאאאאא אאא

א אאאאאאאאא

אאאאאא אא

א

אאאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאא אא

אאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאא:

אא

אא

א

א

א

א

א אא

אא א

אאאאאא אאא

אאאאאאאאאאאאא:א

אאאאאאאאא אאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאא

אא אאאא אא

אא

אאאאאאאאא אא

אאאאאאא אאאא

אאאאאאאאא אאאאאאאאאאא

אאאאאאאא אאא אא אאאא

אאאאאאאאאאאאא אאא

אאאאאאאאא אאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאא אאא

אאאא אאאאאאאא אאאאא

אאא

אאאא אאא אא

אאא אאאא

אאאא אאאאאאא א

א:אאאא

אאאאאא א

אאאאאא אאאא אאאאאא

אאאא אאאאאאאאא:

אא

אא

אא

א

אא

אאאאאאא א

אאאא אאא אאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאא

אאא אאאאאאא אאאאא אאאא :

אא א א

אא

אאא

א אא

אא אא

א א

א א

אאאאאאא

אא אאאאאאאאאא

אא אאאא

אא אאאאאאאאא אאא

אאאאא

א אאאאאאאא

אאאאאא א

אאא אאאאאאא אאאאאאא

#אא:

אאאאאא

אאאאא אאאאאא א א

א א אאאאא אא א אאא

א אאא א:

אא אא

אא אא

אא א

א א

אא אא

אא

א

אא א

אאאאא

אאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאא

אאאאא

אאאא אאא א אאאאאא

אאאאאאאאא אא אאא אאאא

אאא א אאא

אאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאא

אא אאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאא אאא אא אא

אאאאא אאאאאא

אאאאאאאאא

א

אא אא

אאאאאאאאאאא

אאאאאאאאא

אאאאאאאאאא א אאאא א

אאאאאאאאאאא אאאאאאא

אאאאאאאאאאאא

א א: א

א

א

אא

אא אא

אאאאאאאא אאאא

אאאאאאא

א אא א אאאאאא אא

א אאאאאא א

א אאא אא

אאא

אא אא אאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאא אאאאאא

אאאאאאאאא אאאא

אאאאאאא אאא

אאאאאאא אא א אאאאא

אאאאא אאא אאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאא אאאאאאאאאאא

א אא אאאאאאאא אאאאאאאאאא

אאאאא

אאא א:א אא א

אא א אא אא

אאאאאאאאאאאאאאא

אאא אאאאא אאאא אא

אא אאאאאאאאאאאאאאא

אאאאא אאאא

אא:

אאאא א

אא

א א

א

אאא

א אאא

#אא:

אא אאאא אאא

א אאאאאאאאאאאאא

א א אא אאאא

אאאאאאא אאאאאאאאאא

א אאאא אאאאאא

אא אאאאאא

אאאאאאאאא אא אא

אאאאאאאאא א

אאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאא

א אאא אא

אאאאאאאאאאאאאא אא

אאאאאא א

א אאאא

אאא אאאא:

אא אאא

אא אאאאאאאאאא

אאאאאאאאאא

אאא אאאאאאאא אא

א אא:אאא

א אאאאאאאאא

אאאאא אאאאאאאאאאא

אאאאא אאאאאאאאאאאא א

אאאאאאאאאאאא א

אאאאאאאא אאאאאאאאא

אאאאאאאאא אאאאאאאאא אא

אאאאאא אאאא א

אאאאאא אאא

אאא א

אאאאא אאאאאאאא

אאא אאאאאאאא

א אאאאאאאאאאא

אאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאא אאאאאאא א

אא:

אאאאאאאאאאאאאא

אא אא א

אאאאאא אאאא

אאא

אאאאאאאאאאא

אאאאאא אאאאאא אאא

אאאאאאאאאאאאאאאאאאא אאאאאאאאאאאאאאאא

א אאאאאאאא

אאאא אאאא

אאאאאאא:אאא

אאאאא:אאאא:אאאאאאאאא

אאאא

אאאאאאאאאאאא אאא

אא אאא אא א א

א א א:

א

א א

אאא א

א

א

א

אאא

א

א

#אא:

:

א אא

א אאאא

א

אא

א אא

אא א

אא א

אאאאאאאאאא א א

אאאאאאא

אאאא

אא

אאאאאאאא א

אאאאאאא

אאאאאאאא אא

אאא

א אאאאאאאאאאא

א אא אאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאא אא

א אא

אאאאאאאא אא

אאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאא אאאאאאאאאאא אא

אאאאאאא אאאא אאאאא

א אאאא אאאא

אאא

א:אאאא אאאאאא א

אאאאאא

אאאאאאא

אא אא

אאאאאאא אאאאא

אאאאאאאאא

אאאאאאאאאא אאאאאא

א

אאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאא

א

א אאאאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאא

אאאאא

אאאאאאאאאאא

אאאאא אאאאאאאאאאא

אא אאאאאאאא אאא

אאאאאאאאאאא אאאאאאאאאא

אא

א:אאאאאאאאאאא א

אא אאא אאאא אאאאאאא

אאאא אאאא

אאאאא א אאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאא אאא

א אאא אאאאאאא א

אאאאא אא

אאא א

אא א

אאא

אאאאאאאאאאאאא

אאאאאאא

אאאא אאאא אאאאאא

אאאאאאאאאאאאאא אאא

אא אאא א אא

א

אאא א

אאאאאאאאאאא אאאאא א אא

אאאאאאאאאאאאא אא

אאאא אאאאאאאאא א

אאאא א

אא

אאאאא אאאאא

אאא אאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאא אאאאאא א

אאאאאאאאא:

א אאאא

א

א

א

אא

אאא

אאאאאאאא

אא אאאאא אאא

אאאא

אא א

אאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאא

אאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאא אאא א

אאאאאא אאאאא

אאאאאאאאאאא אאאאאאאאא

אאאאאאאאאאאאאאאא

אאאאאאא אאא אאאא

אאאאאאאאאאאאאאאאא

אא

אאאאאאאא

אאאא:

אאא א

א

אא

אאא אאא

אא א

אאא

א

א

א א

א

אא

אא

אאאאא

אאאאאאאאאא

אאא אאא :

א אאאאאאא

אאאאא אאאאאאאאאאאא

א אא א אא

אאאאאאאאאאא:אאא

אא א אאאאאאאאא

אאאאאאאאאא אאאאא אא

אאאאא אא

אאאאאאאאאאאא אא

אאא אאאאאא אאא אאאאא אאא

אאאאא אאא

א אא א א

אאאאאאאאאאאאא

אאאאאאאאאא אאאאא

אאאאאא אאאאאאא

א

אאאאאאאאא:א א

אאאא אאאאא

אאאאאאאא אאא:אאאא א

אאאאאאאא אאאא

א אאא אאאא א

אא אאאא א

אאאאאאאאאאאא אאאאאאא

אאאאא אאא אאאאאאא

אאאאאאא אאאאאאא

א אאאא אאאאאאאאאאא א

אאאא אא

א :

א

אאא

א

אא א

אאאאאא

א א:אאאאא

אא אא אאא

אא א

א אאאא אאאא

אא א א :

א א

א

א

א

א א

א א

אא

א

אא אא

א א

אא א

א

א

אאא א

אא

א

אאא

א

א א

אא

א

אא אאא אא אאא

אאאאא

אאאאאאאא

א

:א אאא

אאאאאאא אאאאא

אאאאא אאא

אא

א אאאאא

א אאאאאא אא

א:

אא אא א א

אא אאאאאאא

א אא אאאא אא

אא:אא:

א אאאא

אאאא

א א

א א אא

א

א אא

א

א א

א:

אאא

א

א

אא

א

אא אא

אא

א אאא

א אאא

אאא

אאאאאא

אאא

אאאא א אאא

אאאאאאאא

قتل الزناتي خليفة: الجزء السابع عشر

):قال الراوي ( #

فلما فرغ دياب من آالمه وامه تسمع نظامه، فرحت وقالت يا غانم مرادنا نسير الن بني هالل في انتظارنا،

فقال تأهبوا حتى نسير ونعلم بني هالل ان دياب يحضر يوم األحد لعندهم، فرآبوا وساروا حتى وصلوا الى بني أما دياب بعد ذهاب والديه أمر . ل، فكانت ضجة قوية، فقالوا أين دياب؟ فقال غانم نهار األحد يكون عندآمهال

الرعيان بلم البوش من آل جانب ومكان وساروا قدامه طالبين بني هالل بابطاله وفرسانه الذين معه، ثم قلعوا نصف الميدان، ثم دق طبوله ونشر الصيوان وأمر العكام بأن يسبقه وينصب سيفه على أبواب تونس في

اعالمه حتى بقي بينه وبين بني هالل يوم آامل، وآانوا جميعهم في انتظاره، وثاني يوم األحد خرجت االربع تسعينات الوف واستقبلوه بالطبول والنوبات وزالت الهموم واالتراح بقدوم دياب وادخلوه الى الحي بنوبة

فانهم اجتمعوا على التراب وهم في السواد واثواب الحداد، لكي يشكو الى سلطانية عظيمة، وأما أهل القتلى دياب ما فعل الزناتي بهم، وأما حسن و أبو زيد فبقيا في الصيوان وما خرجا من الخيام، وأما دياب لما لم يجد

العظيم حسن وأبا زيد، عرف المضمون وانما أخمد الكمد وأظهر الصبر والجلد، ولم يزل سائرا في الموآب حتى وصل الى تونس، فرجت منه األرض وطلعت النساء على األسوار للفرجة على الزينة، وارتعد الزناتي

خليفة ومن عنده وقال اهللا يعيننا على حربه، واما دياب فرفع رأسه الى سور تونس، فوجد رؤوس االمراء وهم عرندس هؤالء رؤوس بني هالل الذي ثمانون رأسا مشكوآين على الرماح، فسأأل من هؤالء؟ فقال له عمه

قتلهم الزناتي وهم اوالد عمك، فقال آل هذا يجري في غيابي؟ وظل سائرا الى التربة، فتقدم اهل القتلى والبنات .وشالوا البراقع وحدفوها الى دياب فطيب خاطرهم وخاطر فتنة بنت خاله

وابي زيد، فوجدهما يتفرجان، فدخل وسلم وسار مع الموآب حتى دخل البيوت، فمر على صيوان االمير حسن

عليهما فقام له على االقدام واآرماه غاية االآرام، وبعدها قام دياب ورآب الى بيته وتفرق آل واحد الى محله، .واما فتنة فصارت تخبر اباها بما حدث

ي لنا الخبر عن حربه فلما فرغت فتنة من آالمها وابوها يسمع نظامها، قال مرادنا احد يروح لعند دياب يرو

للزناتي، فقامت داية الحريم وقالت انا اآشف لك عن ذلك وسارت للصيوان، واما وصلت اليه وجدته يالعب بنتا صغيرة اسمها نجيبة، ويقول لها اين اطعن الزناتي؟ فقالت له اطعنه بعينه؟؟ فقال قولك مبارك، وحياتك ما

مير حسن واخبرته عما رات من دياب ثم افتكر واطرق رأسه الى اطعنه اال بعينه، فرجعت الداية الى عند اال :االرض ساعة من الزمان ثم تنهد وانشد يقول

يقول الفتى حسن الهاللي ابو علي االجواد تختبي ليوم النوائب

وما سندنا اال دياب ابن غانم النه صميدع من خيار القرائب

ونرجو من الرحمن يفرج همنا

اعظم المصائبالن العرب ذاقوا

عسى من الزغبي يجينا غاية ويقتل خليفة بين جمع المواآب

دياب امير وابن امير وامير وال مثله في شرقها والمغارب

قال الفتى حسن الهاللي ابو علي وقلبي فرح في ملتقى الحبايب

ى حسن انه داخله فلما فرغ حسن من آالمه وأمرأته تسمع نظامه، واسمها نافلة وهي أخت دياب، لحظت عل :الحسد من اخيها، فعند ذلك اشارت تقول

مقالة التي قد نالت رجاها

ودمع عيني فوق خدي سجايم

سعدنا في بني زغبة دياب شبيه البحر موجه جا يالطم

فلما أقبلت خيلها علينا

ففرحت البيض داقات الوشايم

طبوله حوله يا أمير تنضرب شبيه الرعد بوسط الجو قايم

خافوا األعادي حين شافواو

بني زغبي وهم نسل األآارم

وقد قال الزناتي ألهل تونس يصيروا أهلها لنا خدايم

قالت التي قد نالت رجاءها نصرك يا حسن في ابن غانم

فلما فرغت من آالمها قال لها يا نافلة عسى األمير دياب يقتل الزناتي ونملك تونس ونخلص بالدنا، هذا ما

ـير حسن ونافلة، فيرجع الكـالم لدياب، فانه قال لقومه في الصباح احضروا جميعكم، قالوا سمعا جرى لألموطاعة، ولما أصبح الصباح نهض األمير دياب وطلب مبارزة الفرسان والعب الخضرا في أربعة أرآان

نس ودقها في الميدان، وسال وجال ولعب بالرمح حتى حير عقول الشيوخ والشباب، ثم تقدم الى أبواب تو .أنا دياب: عكاز الرمح فارتج السور، فقال البواب من؟ فقال

أعلم سيدك الزناتي يخرج لحربي لكي يوفي الناس ديونها وان سألك عني فقل له دياب قاتل أخويك أبو خريبة

على ومكحول، فابرز اليه وخذ بالثأر، فمضى البواب وأعلم الزناتي فضاقت في وجهه الدنيا، وما عاد يعييا باغية ما أحد جلب لنا البالء سواك، فلو آان من ألول ترآتني : حاله، فأرسل أحضر ابنته سعدى وقال لها

يا أبي التخف منه أنا : أقتل المحابيس وابا زيد، آنا ارتحنا من بني هالل، ال أخاف اال من دياب، فقالت سعدىلخضرا، فنظر اليها وآف وجهه عنها لحسنها، ما أرده عنك، ثم مشت على شراريف القصر فرأت دياب يالعب ا

اسمك وما تريدين؟؟

.أنا سعدى وأنت ما تريد؟؟ فأنشد وأنشدت بدورها ثم رد عليها دياب: قالت

):قال الراوي (

قف عندك حتى أرسل لك ابي، وعادت ألبيها تحثه على حربه : فلما فرغ األمير دياب من آالمه، قالت له سعدى : وبـرز الى المـيدان، وأنشدفرآب الجواد

اليوم يومك يا زناتي خليفة فال بد من سيفي تروح شالل

قال الفتى زغبي ابن غانم حل الوفا واشتقت أنا للمال

فلما فرغ األمير دياب من الكالم، والزناتي يسمع نظامه، فارتطم البطالن آأنهما جبالن، وتصادما صدام األبطال ال وقلق الزناتي من حرب دياب ورأى منه أبوابا ما آانت تخطر له بحساب، رآه بحرا وضربت في حربهما األمث

ما له قرار، وما زاال في الحرب والطعان وهما في أشد ضيق الى نصف النهار، فزاد األمير دياب على الزناتي دياب هاربا الى بحربه وعاد يفتل حوله على الخضرا مثل الصاعقة، فخاف الزناتي وانحل عزمه وولى من قدام

تونس، ودياب الحقه مثل األسد الكرار، فهجم دياب وعسكره على قوم الزناتي والتقت الرجال بالرجال وجرى الدم وسال فيا لها من وقعة تشيب رؤوس األطفال، وذهب من الفريقين عدد آبير من الفرسان والشجعان،

، ففتحوا األبواب )حسرة ( وباب) منصور ( بابو) صارة ( وآان لتونس ثالثة أبواب داخلة في بعضها، بابحتى دخل الزناتي وسكروها، فضرب دياب الباب بالرمح فخرقه، فأطبقت قوم الزناتي على قوم دياب، فالتقاهم بسيفه القرضاب وهجم بنو زغبة وعظمت األهوال وبطل القيل والقال الى أن ولت الشمس للغياب، ودقت طبول

زناتي من خارج السور ورجع األمير دياب وقومه الى بني هالل، فهنأوه بالسالمة وأآلوا االنفصال فاختبأ قوم الوشربوا وحضر األمير حسن واألمير أبو زيد لعند دياب وعانقاه وهنأاه بالسالمة وجلسا معه للمنادمة والكالم،

أنا أآفيكم شره وأقصر : لوأمر دياب في الذبائح وعمل الوالئم فسألوه عن حرب الزناتي، فتبسم من قولهم وقاعمره، فقالوا يا دياب غدا اقتل الزناتي وملكنا الغرب آما ملكتنا الشرق، فقال ان أراد اهللا تعالى، ولكن يا حسن الذي يقتل الزناتي يكون سلطان الغرب فقال األمير حسن نحن أوالد عم وبين األهل ما في فرق والرزق واحد

الهم ولما أصبح الصباح برز دياب الى الميدان، فبرز الزناتي وانطبقا على والحكم واحد، ثم انصرفوا الى حبعضهما انطباق الغمام وطال بينهما الطعن والصدام، من شروق الشمس الى وقت الظالم، فدقت طبول

ع االنفصال وانفصال عن القتال، أما الزناتي فعاد في أسوأ حال وأيقن بالهالك، فضاق صدره واحتار بأمره، فطلالى قصره وارتمى على فراشه، ثم فتح شباك القصر ونادى ابنته سعدى فأتت وجلست مقابله في شباك آخر،

.فتنهد الزناتي وصار يعاتب سعدى

فلما فرغ الزناتي من آالمه، قالت له سعدى يا أبي اني لم أنم الليل من أجلك، ودائما أطلب من اهللا أن ينصرك تعود على القتال والكفاح ومبارزة األبطال، ثم أنها انصرفت والهوى غالب عليها، وينيلك مرامك وأنا أنثى لم أ

ولما أصبح الصباح طلعت بنو هالل من خيامها ورآبت سوابقها، وأما الزناتي فأغلق أبواب تونس وما عاد ه ورآب الخضرا يفتح وال عاد له قلب للخروج الى الميدان لخوفه من األمير ديبا الذي قام من نومه وتقلد سالح

وبرز الى الميدان، فحين نظره الزناتي هانت المنية عليه، فبرز لدياب فصدمه صدمة الجبار، وهاج الزناتي آالجمل فتلقاه دياب بالسيف وطار فيما بينهما الغبار حتى سد منافس األقطار وحجب عنان السماء الى الظالم،

على هذا الحال مدة شهرين، وفي آخر األيام برز االثنان الى دقت طبول االنفصال وافترقا على سالمة، واستقاماالميدان، فغضب دياب وزاد به الغضب وضرب الزناتي بالسيف فأصاب جواده، فرمى نفسه على األرض وقد أيقن بذهاب الروح، فأدرآه قومه في جواد من الخيل، وأرآبوه ومال عليهم دياب بالسيف القرضاب، وزاد نار

وقطعت منهم الزنود والرقاب، وساقهم دياب سوق الغنم ودخلوا المدينة وسكروا أبوابها، فطلع الحرب التهابالزناتي الى قصره فنام على فراشه وهو غارق في األفكار لنصف الليل، فقام مرعوبا ونادى ابنته سعدى فأتت،

برز الى الميدان فبرز اليه ولما شاهدت حاله بكت وندمت، وصارت تشجع والدها على حرب دياب، وثاني األياماألمير دياب، ثم التقى البطالن وآأنهما أسدان وما زاال في حرب وصدام الى وقت الظالم، دقت طبول االنفصال

ولم يزاال في حرب وصدام الى وقت الظالم، فدقت طبول االنفصال، وثاني . وثاني األيام برز االثنان الى الميدان .األيام برز البطالن

في الحرب والصدام حتى أقبل الظالم، فدقت طبول االنفصال وثاني يوم برز دياب الى الميدان وطلب وأخذا

:مبارزة الفرسان، فبرز اليه الزناتي وصار يقول

يقول الزناتي أفرس الفرسان في القلب مني زايدة نيراني

بليت فيكم يا هالل بلية ربي بكم دون المال أبالني

هم عددقتلت منكم قوم ما ل

راحوا طعام الوحش والغربان

صافف رؤوس رجالكم أنظرها على السور منشورة وفي الصيوان

انا خليفة يا دياب تحضر

يا ما قهرت ابطال مع شجعان

انزل عن الخضرا وبوس رآابي واسلم بروحك ال تكون ندمان

ي قتال شديد حتى ولى النهار وأقبل الليل فلما فرغ الزناتي من آالمه التقى البطالن في الحرب والصدام، فبقيا ف

باالعتكار، ودقت طبول االنفصال ورجع آل منهما الى قومه، وقد ذل الزناتي بعد عز، وبكى على أحواله وملكه، وبات تلك الليلة في هم وأتراح الى الصباح، آتب آتابا يطب فيه الصلح وأرسله الى دياب، وآان دياب قد برز

وصل الرسول أعطاه الكتاب ففضه وقرأه وعرف رموزه ومعناه، فتوجه لعند السلطان حسن الى الميدان، فلما وعرض عليه آتاب الزناتي، فقرأه أبو زيد على األمارة، فبهتوا جميعا مقدار ساعة، فقال أبو زيد ماذا تقولون؟

.فقالوا الرأي عندك يا أبا زيد

أذل اهللا لحاآم يا : لصلح يسأل الجازية فالتفتت اليهم وقالتالرأي انكم تصالحوه، ومن أبا عن ا: فقال أبو زيدبني العربان ذليتم عن حرب الزناتي ودياب أيضا ذل معكم وهو شاطر في رآوب الخضرا وتعريض الصدر،

انزل : وحاال نادت النسوان وقالت دونكن والخيل، فنحن نقهر الزناتي ونأخذ ثأرنا والتفتت الى دياب، وقالت له :را حتى أرآبها واقاتل ازناتي وأنشدت تقولعن الخض

تقول فتاة الحي أم محمد

أنا أورد خليفة أقصى الموارد

أنا بنت سرحان األمير بال خفا أخي حسن سلطان على القوم سايد

أال بأعذاري شدوا الخيل وارآبوا على سوابق أصيالت فرايد

ونلبس خوذهم والدروع وخيلهم

المطاردونحن نحارب في اللقا و

فلما فرغت الجازية من آالمها واألمراء يسمعون نظامها، فعند ذلك تبادرت البنات الى الخيل، وآل واحدة مسكت لجام فرس وقالت لراآبها انزل وارآب موضعي في الهودج وأنا أرآب جوادك، وأما الجازية فقالت الى

مرة خلصتك من السبي، ولو صالحه آل بني آم: دياب انزل وأنا أرآب موضعك وأحارب، فغضب دياب وقال لهاهالل ما أفوت ثار أخوتي وأوالدهم، وال صالحت خليفة، فارجعي الى الوراء وردي البنات واترآي الحرب

:للرجال، ثم أنه رد على الخليفة وقال

يقول الفتى الزغبي ولد غانم وذم الفتى بعد الكمال حرام

وحمد الفتى بعد القبيح مذمة

فتى بعد النضال لزاموحمد ال

أنا دوم ممدوح بفعل أآارم بخير وجود بالفال وخصام

آم فارس أنا بقناتي قتلته وادعيته ضمن التراب عدام

فال بد ما أملك بالدك آلها

وقومك يصيروا عندنا خدام

):قال الراوي ( #

وصل اليه، فضه وقرأه وعرف رموزه فلما فرغ دياب من آالمه، طوى الكتاب وأرسله الى الزناتي خليفة، فلما ومعناه، انخمدت أنفاسه وزاد وسواسه، ولما أصبح الصباح دقت طبول بني هالل للحرب والكفاح، وبرز األمير

:دياب الى الميدان، فنظر الزناتي فأشار يكتب الى دياب ويقول

يقول أبو سعدة الزناتي خليفة والهم قد جانا مع الوسواس

يا طيب الثناأيا دياب الخيل

يا أمير حامي حومة البرجاس

فاصفح عن حربي وخذ ما تريد أموال خذ مني وآل أجناس

أقسم عليك بجاه ربي تجيرني وبحق اله العرش رب الناس

وبطل الحرب عني ال تلومني وديني بقولي ما أنا دالس

قرأه مزقه ورماه وصرخ في الخادم فلما فرغ خليفة من آالمه، طوى الكتاب وختمه وقدمه لألمير دياب فلما

لوالما يكون قتل الرسول حرام لقتلتك، ولكن ارجع لموالك وقل له ما عنده جواب اال : صرخة أرعبته، وقال لهالحرب فرجع النجاب وأعلم مواله بذلك، فلم يرد عليه جوابا، فعند ذلك عاد دياب الى بوابة تونس، فحكم طريقه

ضرا وقاس الخندق، فطلع عمقه خمسة أرماح ووسعه ثالثة، فعرف أن الخضرا على خندق آبير فنزل عن الختقفزه، فعند ذلك اعتلى ظهر الخضرا وأرجعها الى الوراء وصار يالعبها حتى وصلت الى الخندق، فحثها بالرآاب فقفزت الى الجانب اآلخر وظل غايرا الى الباب لقي البواب نائما، فلكزه بكعب الرمح، ففاق فوجد

ارسا فوق رأسه يقول له يا بواب اذهب الى سيدك وقل له أن ينزل الى الميدان، وان لم ينزل فقل له األمير فدياب قفز بالخضرا فوق الخندق، وغدا يقفزها فوق السور، فراح البواب وأعلم مواله ورجع دياب الى قومه،

ابنته لكي يودعها، وآان قصده قتلها فعند ذلك نزلت دموع الزناتي وصار يببكي على حاله وأرسل وراء سعدىولكن لم يستطع الوصول اليها وآانت سعدة ضربت الرمل فعلمت أن منيته قد قربت، فأتت الى الشباك قباله وقالت له طب نفسا وقر عينا ألنه بان عندي في الرمل أنك منصور على دياب، فدق طبله وبرز الى الميدان

بطالن آأنهما جبالن وغنى فوق رأسيهما غراب البينن فوقع بينهما ضربتان فبرز اليه األمير دياب فالتقى القاطعتان، وآان السابق الزناتي، طعن دياب بالرمح فأخلى عنها فأضابت الخضرا، فوقعت على األرض ووقه

دياب آأنه طود من األطواد، فطمع الزناتي فيه وسحب السيف من غمده وهجم عليه، فأدرآه بنو هالل وقدموا له جوادا من الخيل الجياد، رآب وهجم على الزناتي في قلب ال يهاب الموت، ومازال السيف بينهما الى وقت الظالم، فانفصال على سالمة من الحرب والقتال، أما دياب فانه حزن على الخضرا آثيرا، وأمر أن يغسلوها

رها ألف ناقة، وفرقها على الفقراء ويكفنوها بالحرير ويدفنوها، وبنى على قبرها قبة عظيمة وذبح على قبزآاة عن ساليلها وأوالدها، وثاني يوم نهض دياب واعتد في عدة جالده ورآب على ابن الخضرا، وآان مهرا رباعيا طويل الباع لين الطباع، وبرز الى الميدان آأنه فرخ جان وطلب مبارزة الزناتي، فبرز اليه ألنه فرح

ه من دياب ويقتله آما قالت سعدى وأما حسن وبنو هالل، تحقق عندهم أن بقتل الخضرا وظن أنه يملك أربدياب في هذه المبارزة يقتل الزناتي ال محال ألجل ثأر الخضرا، فرآب األمير حسن مع سائر بني هالل، ورآبت

رد العماريات الهوادج واصطفت العساآر أمام بعضها البعض، والتحم الزناتي ودياب في حرب شديد يقطع الزالنضيد من الصباح الى الظهر، فثارت فر رأس دياب نخوة الرجال والهمة الكافية العلية، فسحب الدبوس من تحت فخذه وبرمه في يده وضرب الزناتي على رأسه، فطيرت جميع أضراسه فأدار رأس جواده وعول على

ياب بعزم الرآاب وأطلق عليه الرمح الفرار من عظم األلم، وما عاد يدري آيف يتوجه، فألجل نفوذ األحكام قام دألن الزناتي آان هاربا، فالتفت لكي ينظر الى دياب ان آان الحقه فأصاب الرمح عينه ونفذت الحربة من قفاه، فتذآر األمير دياب وقت قول ابنته نجيبة حين قالت له إطعنه بعينه، فمال أبو سعدى عن الجواد وعول على

به على هامه أرمى رأسه قدامه، فأخذ دياب الرأس على رأس السنان وغار الوقوع، فسحب دياب السيف وضرهو ورجال وبني هالل على قوم الزناتي، فبدلوا أفراحهم بالكدر وولوا هاربين، وأما قرايب الزناتي فإنهم اب صاحوا األمان ودخلوا واقعين على دياب، ورموا سالحهم وطلبوا األمان وأولهم آان العالم وطلبوا من دي

مكانا يقيمون فيه مع حريمهم، فأعطاهم مدينة األندلس وما حولها، ورحل العالم وقومه والحريم والعيال، وقطنوا بذلك المكان، ورجع األمير حسن واألمير أبو زيد وبنو هالل نحو تونس، أما دياب فإنه ملك تونس

دياب هو الملك وآل من ال يدخل تحت وأعطى عبده خليل الرمح، وأمره أن يضعه فوق تونس وينادي ـن األميرطاعته يقتل، ففعل العبد آما أمره مواله، أما سعدى فقد لبست أفخر ملبوس وسارت تتمختر آأنها عروس،

وأتت لعند األمير مرعي وهو يتمشى بجناين القصر بالمالبس الحريرية ومنتظر الفرج والتيسير فدخلت عليه ه جاء الفرج وتعاهدت معه أن ال يأخذ غيرها ووعدته أن الـاخذ غيره ولو سعدى وقالت له اعلم أيها األمير أن

قطعت بالسيوف، ثم ودعا بعضهما البعض وآل واحد ذهب الى حاله سبيله، أما األمير دياب فأمر بتعليق رأس الزناتي على السور، وأمر بتنزيل رؤوس بني هالل ليدفنوهم وملك دياب تخت الزناتي وحاز الملك والمال

والنوال وساق الخدم قدامه وأمر بإطالق مرعي ويحيى ويونس وخلع عليهم وأرسلهم لعند أهلهم وجلس دياب على تخت الزناتي ولبس التاج وهو مصنوع من قديم الزمان ومرصع بالمرجان األحمر والياقوت األخضر

دى بجلوس دياب على ومنسوج بالدر والجواهر والذهب األصفر واجتمعت حوله بنو زغبة، فلما سمعت سعآرسي أبيها خافت وارتعدت فرائصها وخاب ظنها بمرعي وندمت حيث ال ينفعها الندم وتوجهت لعند األمير

.دياب وترجته في دفن أبيها، فقبل طلبها وطيب خاطرها وأدخلها بين حريمه فأآرموها غاية اإلآرام

د وهما راجعان الى تونس، فقد سبقهما أناس هذا ما جرى الى دياب وأما ما جرى الى األمير حسن وأبو زيوشاهدوا رمح دياب والمنادي ينادي بإسم دياب والعبد خليل حين رأى األمير حسن وأبو زيد مقبلين، رجع

شاور مواله فقال له دياب إذهب وناد آما أمرتك، فرجع وصار ينادي ال سلطان اال دياب وآل من ال يدخل تحت سمع حسن هذا الكالم قال آيف الرأي يا أبا زيد، فقال هينة يا حسن ندخل ولو ما رمحه يعدمه الحياة، فحين

شال الرمح فتقدم عبد األمير حسن، وضرب الرمح قطعه نصفين، فضربه العبد خليل قطعه آما قطع الرمح، بيد بين وأما حسن هجم على ديوان الزناتي، فوجد دياب جالسا على التخت وحوله أآابر بني زغبة والخدم والع

يديه والتاج على رأسه، فهجم عليه حسن وقال ما هذا يا دياب؟؟ أما آفاك مروري من تحت رمحك وتلبس بعد ! ال بد عن قتلك يا نحس! التاج على رأسك وتريد أن ترثني وأنا حي وتعزلني من منصبي ورثة جدي وأبي؟

الوا يا موالنا إن دياب مخطئ ومنك هذا العمل، وإنحدف على دياب، فوقف أبو زيد والرجال بوجه حسن وقالمسامحة، فهذا آله جرى ودياب جالس على الكرسي غير عابئ به وال بكالمه، فإزداد حسن حنقا وقال

إترآوني حتى أقتل هذا الغاصب، فقال له دياب يا حسن أنت عندك هذه الشطارة، فلماذا ما قتلت الزناتي وملكت ت وأبو زيد وآل بني هالل حتى أنا قتلت الزناتي ومهدت لكم البالد؟ تخته؟ وألي سبب أرسلت تتدخل علي أن

: أنا واألمير أبو زيد ما أرسلنا وراك وال أحد من جميع بني هالل إال البنات وأبوك غانم، فقال دياب: فقال حسن :ليست المكاتيب مني، فتقدم أبو زيد وأنشد يقول: فقال حسن. المكاتيب عندي

لي سالمةيقول أبو زيد الهال

فمالك يا حسن سرحان هايش

تريد تقتل دياب يا بو علي هو حامي ظعننا من آل طارش

ألنه جعل رمحد على باب تونس

الفعل يا أمير فعل طايش

حريمنا بعثوا البراقيع إلبن غانم ليدعي أبو سعدة بدمه يشالش

جانا على خضرا وجندل عدونا وأخذ بثارنا في ماضيات الطرايش

ا بنا نقسم بالد الزناتيقومو

ونادوا باإلطمئنان والكل عايش

يا إبن العم العين ال تعلو على الحاجب، قم حتى نرآب حسن على : فلما فرغ من آالمه تقدم إلى دياب وقال له

الكرسي ونقسم البالد، فقام دياب مسك حسن مع أبي زيد وأجلسوه على التخت، ثم تقدم األمير دياب وأشار :يقول

يقول الفتى الزغبي دياب إبن غانم والنار من جوا الضلوع شجونها

يا أمير حسن لوال دياب إبن غانم غدا ظعنكم بحرب الزناتي رهونا

ولما قتلت الهيدبي وأنت شاهد وأبو زيد حاضر آيف تنكروها

طعنته رميته والقنا يقرع القنا بيض العذارى شاخصات عيونها

هاوملكتم نجد العدية وأرض

وقفت بها بيض العذارى بفتونها

تكاونت أنا والزناتي خليفة وما تعلم األرواح من هو زبونها

وقد راحت الخضرا وشت بها النيا من طول عمري من العدا أصونها

وجاؤوني بنو هالل وعامر وجاؤوني بنات هالل يندبونها

وجابوا القماش الحرير الغالي وجاؤوا الى الخضرا يكفنونها

حفرت لها في األرض قامة ومثلها خايف وحوش البر ينهشوها

إن مت باهللا إدفنوني جنبها

في وسط روضة موضع ما تدفنوها

عسى نلتقي يوم القيامة جميعنا وأقبل الخضرا وأمسح عيونها

الجزء الثامن عشر من تغريبة بني هالل

):قال الراوي ( #

يا أمير دياب الخطأ يقع من قلب الصواب، والخضرا خذ : مير حسن وقالفلما فرغ دياب من آالمه فإعتذر له األ

عوضها مدينة تونس من غير حساب، وأقسم لك ثلث الغرب الذي تريده، وأنا مثلك وأبو زيد مثلي، فحضروا جميعهم في الديوان وتقاسموا الجميع بالسوية من دون تونس، فهي لألمير دياب، وانصرفوا على هذا الحال،

األمير مرعي فإنه اجتمع مع أبيه وسلم عليه وقامت األفراح وذهبت األحزان وعملوا الوالئم وذبحوا األغنام أماالى الخاص والعام ونادوا باألمان في جميع البلدان وسلطنوا العالم على قابس ومكناس وتلك البالد، وبعد ذلك

فارين والنجارين والدهانين وجميع أرباب أمر حسن ببناء قبة عظيمة على قبر الزناتي وأمر بإحضار الحالصنائع أن يبذلوا المجهود في تزيين تلك القبة على قبر الزناتي، وأن يكتبوا عليها أسماء اهللا الحسنى،

فزينوها بالفضة والذهب وصنعوا له مشهدا ومزارا وتقاسم البالد حسن وأبو زيد ودياب، هذا ما جرى من .أمراء بني هالل

ن من قوم الزناتي واألمراء وائل ومحمود وزائد وغيرهم من الحكام الذين يحكمون على سبعة تخوت وأما ما آا

بالد الغرب واألربعة عشر قلعة، فلما سمعوا بتسلطن العالم وقتل الزناتي، هاجوا وماجوا واجتمعت القروم من ى األربعة عشر قلعة وعلى سبعة جميع جزائر الغرب، وأتوا إلى ملكهم ناصر، وهو أخو خليفة، وآان حاآما عل

تخوت بالد الغرب فدخلوا عليه وقبلوا األرض بين يديه وأخبروه عن بني هالل وعن قتل خليفة أخيه، فهاج وماج واسودت الدنيا في عينيه وحاال أمر بتجهيز العساآر واألبطال وأرسلهم إلى العالم ليتهيأ إلى حرب

بين يديه وبكوا على ملكهم خليفة وأظهروا له الحزن والهم والكدر، العربان، فلما وصلوا اليه قبلوا األرضوقالوا يا ذلنا من بعده واهللا لنأخذ بالثأر ونكشف عنا العار ونرجع تونس بالسيف البتار، ألنه أرسلنا إليك األمير

جلد على ناصر أخو خليفة حتى تتهيأ للحرب والقتال، فكان جواب العالم أنني آيلت من الحروب وليس لي مالقاة األبطال والرجال، فافعلوا ما بدا لكم وأنا أمدآم باألموال، فأرسلوا يعلمون ناصر أخو خليفة، ولما بلغه الجواب أخذ في تجهيز العساآر في الحال من الغرب الجواني، وما مضت مدة من الزمان حتى تجهز عنده

جرار وقصد بني هالل، وما زال سائرا حتى قارب ستمائة ألف مقاتل بين فارس وراجل، فأتى بهذا العسكر ال .أطراف تونس

هذا ما آان من هؤالء، وأما ما آان من دياب فإنه دخل يوما على قصر خليفة فوجد سعدى تبكي وتنوح من فؤاد مجروح على فقد أبيها وعلى فراق مرعي لما آان عندها من الحب والهيام والشوق والغرام، فحياها

ليها وزاد فيها غرامه وأراد أن يأخذها زوجة له، فقال له طيبي نفسا وقري عينا حيث أنك صرت بالسالم ومال إ :في ملكي وتحت حكمي، وأريد أن آخذك لي زوجة، وأشار يقول

يقول أبو موسى دياب بن غانم ولي عزم في الهيجا آليث رهيس

ولي عزم أمضى من حسام إذا سطا وماني ردي األصل وال خسيس

فأبشري يا سعدا بإبن غانمأال

أنا صرت حاآم في دريد وقيس

أال يا سعدا قري وافرحي وأنا صرت بعلك دون آل رئيس

فال تحزني من بعد خوفك وافرحي

أنا دياب الخيل بوم أنكيس

:فلما فرغ من آالمه اغتاظت غيظا شديدا وأشارت تقول

تقول سعدا بنت سلطان تونس مالسطا البين وتعدى علينا و

يا زمان المضى وراح وانقضى

تعال الينا يا زمان تعال

أنا آنت أميرة بنت أمير وأميرة وقصري على شرافتين طوال

ذنبي برقبتك يا دياب بن غانم قتلت والدي بالصارم الفصال

تقتله وتريدني لك حليلة فهذا منك يا دياب ضالل

فإن أخذتني يا أمير تعمى نواظري

ي بشنق حبالفاني اعجل لروح

وال الناس يقولوا أخذت عدوها وال أنسبك لي يا دياب رجال

وال أريد الزغبي دياب بن غانم اال مقطع فوق رؤوس جبال

فلما فرغت سعدى من آالمها، اسودت الدنيا في عينيه، وقال لها تتجاسرين علي في هذا الكالم يا بنت اللئام،

األشغال الشاقة ويلبسوها المالبس الخشنة ويطحنوها بالملح، ففعلوا وحينئذ أمر عبيده بضربها وأن يشغلوهاما أمرهم به مدة عشرة أيام، فدخلت عليها نافلة أخت دياب، فلما رأتها على هذا الحال سألتها عن حالها وما

.جرى لها، فأخبرتها سعدى عن ظلم األمير دياب

قد سمع منها الخطاب، ألنه آان واقفا خلف الباب، فأمر فما أتمت سعدى آالمها اال ودياب صار أمامها، وآان غلمانه أن يزيدوا عليها باألشغال، ففعلوا آما أمر مدة خمسة عشر يوما وهي تبكي وتنوح، وآان أآثر بكاها على مرعي ألنه نسيها وما فكر فيها، وآان عندها عبد من عبيد أبيها، اسمه مرجان، قالت له مرادي أرسل

سلطان، فقال لها على العين والرأس، فلما فرغت سعدى من الكتاب، طوته وأعطته للخادم فأخذه آتابا الى الوسار به الى حسن، ففضه وقرأه، فحينئذ اغتاظ من دياب وأعلم أبا زيد بما حصل مع سعدى من األول الى

رآب األمير حسن وأبو اآلخر، فقال أبو زيد ما تقدر تجيب سعدى اال بواسطة قسمة البالد، وفي اليوم الثانيزيد مع جماعة من الفرسان، وتوجهوا نحو دياب الى أن وصلوا اليه وسلموا عليه، فاستقبلهم بالترحاب

:واالآرام وأجلسهم بأعلى مقام، وصار يرحب بهم ويقول

يقول الفتى الزغبي دياب بن غانم أهال وسهال بأصحاب الدار

أهال بمن قد شرفوا لمحلنا

سلطان واألمارأبو زيد وال

أهال بسلطان األعارب جميعهم مقري اليتامى في سنين سعار

):قال الراوي ( #

فلما فرغ دياب من آالمه، شكروه على قوله ونظامه وبقوا في ضيافته ثالثة أيام، وفي الوم الرابع قال حسن

قدامكم مصاعب ومتاعب آثيرة، فانكم : لدياب مرادنا نقسم بالد الغرب، فقال دياب األمر ألبي زيد، فقال أبو زيدملكتم تونس وهي من جملة ممتلكات، والباقي سبعة تخوت يجلس عليها سبعة ويحكمون على أربعة عشر

.قلعة

فلما فرغ أبو زيد آالمه، تعجبوا من سعة اطالعه وحسن نظامه، وبينما هم في الكالم اذ أقبل عليهم العبد دماء ومهشم األعضاء، فسألوه ما الخبر؟ فقال لهم أن الشباب قد هلكت وقد مرجان ابن أبو القمصان مخضبا بال

نزلت عليهم قوم األمير ناصر أخو الزناتي الذي من تحت يده سالطين، سبعة تخوت بالد الغرب، فان لم تدرآهم واجتمع عند بسرعة ذاقوا الوبال، فلما سمعوا هذا الحديث اغتاظوا الغيظ الشديد، وفي الحال دقت طبول الحرب

األمير حسن فرسان الطعن والضرب، فأخبروهم بما حصل، فهاجت األبطال واستعظمت تلك األحوال ورآبت

جموع بني هالل للحرب والقتال، وفي مقدمتهم األمير دياب واألمير أبو زيد ليث الغاب، ومازالوا سائرين .يقطعون البراري والقفار

الجزء التاسع عشر قصة األمير صبرا

):قال الراوي ( #

هذا ما آان من هؤالء، وأما ما آان من شباب بني هالل وهم موسى بن دياب وصبرا ابن أبي زيد وأخواه

شيبان ومخيمر، فانهم آانوا خرجوا للصيد والقنص ومعهم عشرة من أوالد األمراء، وبقوا مدة ثالثين يوما ون من الوحوش والطيور، وبينما هم بالصيد اذ وصلوا يجولون في البراري والقفار والسهول واألوعار، قتنص

الى عين توزر، فنزلوا عن الخيول ألنهم آانوا تعبانين وجلسوا على شاطئ النهر، فقام البعض منهم يوقد النيران والبعض يذبحون الغزالن وهم في أرغد عيش وأهنأ بال اال وقوم ألمير ناصر والعالم مقبلين عليهم

لمنتشر ال يعرف لهم أول من آخر، وآان السبب بقدوم ذلك العسكر هو أن األمير ناصر وهم مثل الجراد اوالجايلي ابن مقرب أتوا ليأخذوا بثأر الزناتي، وأخذوا معهم العالم بالحيلة ألنه آان مختبرا تلك األراضي

جانب، صاحوا دونكم ولسبب التقادير صادف طريقهم عين توزر، فالتقوا بشباب بني هالل، فأحاطوا بهم من آل والخيل قبل ما تدرآنا األعداء، فحينئذ رآبوا ظهور المهارة وتقلدوا بالسيف والنصال، وهجموا على تلك

الفرسان ونزلوا عليهم بضربات قاطعات تهد الجبال الراسيات، وفرقوا الميامن والمياسر حتى ما آان الواحد .ظيمة وبقوا على هذا الحال لحين الزوالمنهم يعرف األول من اآلخر، وقتلوا منهم مقتلة ع

فافترقوا عن بعضهم وتجمعوا في تلك األرض، فوجدوا صبرا مجروحا وشيبان أخو صبرا مقتوال ومرجان بن

أبي القمصان مفقودا، وبقوا يحرسون بعضهم حتى الصباح، رأوا عساآر األعداء حايطينهم من آل جهة، ح، رآبوا ظهور الخيل وتقلدوا بالرماح والنصال وهجمت عليهم فصاروا يشجعون بعضهم البعض الى الصبا

قوم األمير ناصر، فالتقوا األبطال والجنود آأنهم األسود، ومازالوا في أخذ ورد قرب وبعد وضرب شديد مدة أيام، فاستقتل شباب بني هالل وهجموا على جيش الجابلي من آل جهة ومكان، وأبلوهم بالذل والهوان ونزلوا

في طعنات قاطعات، فقتلوا من عساآر األمير ناصر مقدار خمسة آالف فارس، ثم آلت الشبان وقل عليهمعزمها واضمحلت قوتهم فأحاطت بهم عساآر األمير ناصر من آل مكان، ونزلوا عليهم بالضرب الشديد وآانت

، وقتل بتلك الواقعة وقعة عظيمة، ألن قوم األمير ناصر آانت تأتيهم النجدات من العالم ومن السبع تخوتثمانية من شبان بني هالل، وقبضوا على األمير صبرا وقادوه بالسالسل واألغالل وأحضروه قدام العالم، فلما رأى صبرا أمر باطالقه ألنه آان تعاهد مع األمير أبو زيد فلما لحظ األمير الجابلي فعل العالم قال يا عالم لماذا

مك من لحمك ودمك، وقد قتلوا منكم أضعاف ما قتلتم منهم، فسحب الجابلي هذه المطاولة؟ اقتله بثأر ابن عالخنجر وضرب صبرا في صدره فقتله، وقال للفرسان الذين حواليه دونكم ورفاقه فوجد موسى ابن األمير دياب با مع جملة من الفرسان ونازلين عليه بضرب مثل زح المطر وهو يدافع عن نفسه من حالوة الروح ويقول يا أ

زيد يا حامي الميدان، لو آنت حاضرا ويا دياب لو تراني تخلصني من هؤالء األنذال، وبينما هو في ذلك الحال وآادوا أن يقتلوه، اال والسيوف لمعت والعساآر تقدمت، وفي أولهم األمير دياب في بني زغبة وخلفه األمير أبو

القمصان أخبرهم بذلك الشأن، وعند وصولهم رأوا زيد في بني زحالن، وآان السبب في مجيئهم أن مرجان أبااألرض قد ملئت بالطول والعرض، وصاح األمير دياب على األبطال وهجم على األعداء من الميمنة وأبو زيد

من الميسرة، وبقية الرجال هجموا على العداء بقلوب قوية، وتقدم األمير سرور ابن القاضي نشل األمير نأه بالسالمة، فأخبره عما حصل لهم وعن قتل صبرا وشيبان، ثم ارتدوا على موسى من بين األعداء وه

الفرسان بالسيف والسنان والخيل غايرة والرؤوس طائرة والدماء فائرة، ودارت على قوم األمير الجابلي الدوائر الى أن أقبل الزوال فبات بنو هالل راألرض يحرسون بعضهم البعض الى أن أصبح الصباح وأضاء

وره والح وأشرقت االشمس على الروابي والبطاح، فوجدوا األعداء حايطينهم من آل جهة ومكان ومرادهم بنأن يكسبوهم ألنه قد أتتهم نجدات من جزائر الغرب وتلك الجهات، وسطوا على بني هالل من اليمين والشمال

الروابي والجبال حتى انكسرت ونزلوا عليهم بطعنات قاضيات وآثرت األهوال على بني هالل وشتتوهم في تلكبنو هالل سبعة مراحل الى الوراء، فلما أمسى المساء اجتمعت الفرسان عند األمير دياب وقالوا له آيف الرأي

يا أمير دياب؟ فقال لهم الرأي عند أبي زيد، فحينئذ تفكر أبو زيد بمقتل ابنه صبرا، فهاجت في رأسه نخوة ن ان شاء اهللا، ننزل اليهم بالسيف البتار ونلحقهم بالدمار ونأخذ منهم ثأر العرب الجاهلية وصاح على الفرسا

:األمير صبرا، وصار يحثهم على قتل األبطال ويقول

يقول أبو زيد الهاللي سالمة بدمع جرى فوق الخدود سيال

اآلن طاب الطعن في سوق القنا بضرب الشواآر وسيوف نصال

أال فارجعوا ردوا األعادي بعزمكم

بعزم قوي يهلك األبطال

القوهم بالسيف وبيدوا جموعهم وخلوا دما األعدا آسيل سال

وخذوا بثار األمار جميعهم بضرب السيف وطعن النبال

فلما فرغ أبو زيد من آالمه، ثارت في رؤوس األبطال نخوة الرجال، وفي الصباح اصطف الجيشان والتقى

ميدان وطلب مبارزة الفرسان، فسقط اليه األمير الجابلي آأنه قلة من العسكران، فانحدر أبو زيد الى ساحة ال :القلل أو قطعة فصلت من جبل، وصدم أبا زيد صدمة تزعزع الجبال فأشار أبو زيد يقول

على ما قال أبو زيد الهاللي أنا ليث المعامع والنضال

أنما ليث الحروب بكل يوم أفرجها اذا وقع القتال

اسمه لقوليأال يا جابلي ف

ورد على قصيدي مع مقالي

ستعلم أنني ليث قدير مبيد الخيل هزام الرجال

ولي قلب آما الصوان ثابت أآيد الخصم حقا ال أبالي

وحق اهللا خالق البرايا اله دائم في الملك عال

ألقطع جنسكم يا آل حمير وأفي قومكم عند القتال

وآخذ ثار شيبا وصبرة رمالوأجري دمكم فوق ال

فلما فرغ أبو زيد من آالمه انحدف عليه الجابلي من غير رد جواب وداما في الحرب والصدام ساعة من

الزمان، وآلما فتح أو زيد بابا من الحرب يسده الجابلي حتى سد عليه اثنين وسبعين بابا، وبقيا على هذا الحال ت الضربة خائبة بعد أن آانت صائبة، فثنى الى وقت العصر، فصاح الجابلي على أبي زيد وضربه بالرمح راح

عليه بالسيف، فأخذها بطاقة البوالد فانكسر السيف، فحينئذ تعدل أبو زيد على ظهر الحمرا وقال له خدها من األمير أبي زيد، وضربه بالسيف، فحكم على الرقاب فأخذ الرأس والخاصرة وسقط السيف على الجواد فقطعه

األبطال والفرسان على الفرسان من اليمين والشمال، حتى ضعفت رجال الجابلي، قطعتين، فمالت األبطال عىفحل بهم الدمار ورآنوا الى الهزيمة والفرار، والزالت بنو هالل تضرب فيهم بالسيف البتار الى أن أوصلوهم

ير دياب الى لقرب الديار، وآان قد ولى النهار وأقبل الليل فباتوا يحرسون بعضهم الى الصباح، فنزل األمالميدان وعرض وبان وطلب مبارزة الفرسان، فانحدر اليه األمير ناصر وأخذوا في الحرب والصدام الى نصف النهار فغار األمير دياب على األمير ناصر وضربه بالسيف، فخال منه فأتت على رأس الجواد فبرته آما يبري

ام األمير دياب، بقلب ال يهاب، فنزل األمير أبو زيد الى الكاتب القلم، فوقع ناصر على األرض، فانحدر العالم أمالعالم خوفا من أن يقتله األمير دياب، ألنه آان متعهدا هو واياه في سنة الريادة، فصار يتجاول هو واياه،

فضرب األمير أبو زيد رأس جواد العالم فأوقعه على األرض فأتت قومه وأرآبته جوادا آخر وصار يتجاول هو الى وقت الغياب،وبقيا على هذا الحال عشرة أيام وآان آل يوم يقتل له جوادا في آخر النهار حتى ضجرت واياه

لماذا هذه المطاولة أيها : العرب من قتالهما، وحينما افترقا عن القتال، أتت الجازية الى األمير أبي زيد، وقال له : أميرا؟ ثم أنشدت تقولاألمير وصبرا قد قتل بواسطة العالم، وقد قتلوا منا تسعين

تقول فتاة الحي الجازية أم محمد أال فاسمعوا لي يا هالل األآابر

أبو زيد للعالم ينزل يحاربه

من الصبح لما الليل يسود عاآر

فينزل يحاربه ويقتل جواده ويترك العالم باألرض حاير

ألنه حالف عمره ما يخونه ومتعاهد واياه والعهد ظاهر

مدى العمر في الوغىولو يحاربه

لم يقتله أبدا وال له خاطر

ولو مات منا آل يوم قبيلة فما زال أبو زيد على العهد ساير

أال فاسمعوا لي يا رجال جميعكم غدا ان أتى العالم عالقا غاير

ورأيتم أبو زيد الهاللي يحاوله

فصيحوا على العالم وارموه شطاير

وادعوه على الغبرا قتيل مجندل ي ثأر صبرا عز قيس األآابرف

فلما فرغت الجازية من آالمها واألمراء يسمعون نظامها، انتبهوا الى ما آانوا عنه غافلين، فحينئذ اجتمع

عشرة من بني هالل وضربوا الرأي مع بعضهم أنه في الغد اذا نزل أبو زيد للعالم، فليجتمعوا العشرة ع اللوم من أبي زيد على أحد منهم، ألنه متعاقد هو والعالم، ففي وليضربوا العالم بعشرة رماح سوى حتى اليق

ثاني األيام برز العالم الى الميدان، فبرز اليه األمير أبو زيد، فلما رأوا من أبي زيد هذه األحوال، هجموا على وآان قد العالم وضربوه بالعشرة رماح فوقع على األرض، فحزن األمير أبو زيد وتقدم اليه وقبله بين عينيه

أقبل الظالم، فدقت طبول االنفصال ورجع األمير ناصر وقومه في حزن عظيم على فقد العالم، وأما أبو زيد فحمل العالم الى الخيام، فحينئذ أفاق من غشوته، وتنفس الصعداء وسلم الروح، فحزن أبو زيد عليه ثم دفنوه

العالم ولوا األدبار ورآنوا الى الهزيمة والفرار، باحتفال عظيم إآراما ألبي زيد، فلما سمع قوم ناصر بموتفتبعهم بنو هالل مدة عشرة أيام حتى شتتوهم في البراري والقفار، وبعد ذلك اجتمع أبو زيد مع دياب وبقية

األمراء، فعملوا مشورة فقال أبو زيد لدياب أننا صرنا في نصف بالد الغرب وقد آثرت أعداؤنا ومالنا معين على ة، ونخاف أن يعملوا علينا بحيلة ويهلكونا ألننا وحدنا بهذه الديار وأمامنا أربعة عشر قلعة محصنة، المغارب

فماذا يكون عندك من التدبير؟ فقال الرأي عندي أن نخبر األمير حسن بهذا الشأن، ونوصيه في المال والعيال، يعلم األمير حسن بقتل بقتل ولده صبرا ورفاقه فقال أبو زيد البأس بذلك أيها األمير، فحينئذ أرسل أبو زيد آتابا

وقتل الجابلي، وأن العالم خان العهد والميثاق فقتلناه وعن الحروب التي حصلت لهم وسلم الكتاب للنجاب، فأخذه وسار حتى وصل الى حسن وسلمه الكتاب فقرأه وعرف معناه، وقال انا هللا وانا اليه راجعون، وأحضر

:ولقلما وقرطاسا وجعل يق

يقول حسن الهاللي أبو علي والنار في قلبي تهب وتشتعل

حرآت عندي يا هاللي ساآنا

وأصبحت من هذا الكالم في وجل

فان احتجت لدياب بالعجل تلقيه يجيلك مثل قطعة من جبل

وان احتاج اليك أنت فروح له في عسكر من فوق خيل بالعجل

وأنتم سيروا يا سالمة فاني

لزمان ولم أزلداع لكم طول ا

ان شاء اله العرش أن ينصرآم ينجيكم باللطف وبلوغ األمل

يا هل ترى عاد الزمان يلمنا ونعود لمة وشمل مشتمل

فلما فرغ األمير حسن من تحرير الكتاب، أرسله الى أبي زيد، فحين وصوله قرأه أبو زيد على األمراء

القالع، وأنا أتوجه نحو قابس وتلك القالع، بشرط أن والفرسان، ثم قال لدياب أنت تتوجه نحو آويج وتلكيكون علمكم معي وعلمي معكم، فان ملكت قابس ال أزحل حتى أعلمك ويكون االتفاق على هذه الحال حتى نملك

األربعة عشر قلعة، فحينئذ أمر أبو زيد بدق الطبول ونفخ الزمور، فرآبت الفرسان الخيول وتقلدت بالرماح أبو زيد بتسعين ألف من بني الزحالن، وتوجه الى قابس، ورآب دياب في بني زغبة وسارو والنصول فرآب

.الى آويج، فنصبوا الخيام ورفعوا األعالم، فتب دياب الى وائل ملك آويج

فلما فرغ دياب من تحرير الكتاب، أعطاه للنجاب وطلب منه رد الجواب، فتوجه النجاب نحو األمير وائل، فلما أعطاه الكتاب، فأخذه األمير وائل وقرأه وعرف مضمونه ومعناه، فاغتاظ الغيظ الشديد وآتب الى وصل اليه

:األمير دياب

يقول الفتى وائل بعين وجيعة ونيران قلبي اشعلت بالضرائم

أيا غاديا مني على متن ضامر سلم على الزغبي دياب بن غانم

وقل له وائل أرسل لك آتابه

ماليمبشعر ارتجالي وقول

أرسلت تهددنا بقتل جموعنا والهلس بين الناس مثل العالقم

نحنا أمارة عندنا خيل مثمنة ودروع ثقيلة وسيوف صوارم

ونحمل على الفرسان في حومة الوغى نخلي دما األعداء آما بحر عايم

فكم أمير قد جاء يريد حروبنا فيغدي قتيال ويروح عادم

أما طلب منك ثأر خليفة

ابن عمي وأخذ الثأر الزمألنه

غدا نلتقيكم في حومة الوغى ونخلي الحرب ليل ونهار قايم

فان قتلناآم نلنا مرادنا

وأخذنا ثار خليفة والنصر قايم

وان آان آسرتونا فالسعد أتاآم واألمر هللا مالك آل العوالم

ند دياب وأعطاه الكتاب، ففتحه وقرأه فلما فرغ األمير وائل من نظامه، طوى الكتاب وأعطاه الى عبده، فسار لع

ثم قال للعبد أخبر سيدك أنه ليس عندنا جواب غير الحرب، فتوجه العبد وأخبر سيد بما أجاب األمير دياب، فلما سمع وائل ذلك الكالم أمر بدق طبله وتحصين بلده بالمدافع واألبطال، ولبس درعه المانع وتقلد بسيفه القاطع،

نه فرخ جان، ورآبت الفرسان ظهور الخيل، وتقلدت بالرماح وتأهبت للحرب والقتال، وعال ظهر الحصان آأ :وانحدر األمير وائل الى الميدان وطلب مبارزة الفرسان، قبرز اليه دياب فأشار األمير وائل يقول

يقول الفتى وائل على ما جرى له ونيران قلبي أشعلت في لهيبها

أما فارس الفرسان في حومة الوغى بيدي أسقي القوم آاس عطيبها

أنتم تعديتم وجيتم بالدنا

ألرض آويج قصدآم تملكونها

حولي فوارس يصدع الصخر عزمهم تقول سباع واثبة عانصيبها

فارجع يا دياب واال قتلتكم

طعنات وائل مثل نار في لهيبها

لضرب والقتال يشيب رؤوس األطفال فلما فرغ من آالمه أشار دياب يهدده فانطبق عليه وائل آأنه فرخ جان واالى أن انتصف النهار، انطبقت الجيوش على بعضها البعض،وانتشب القتال والطعان، وجرى الدم وسال

وصارت القتلى آالتالل، فكانت وقعة مهولة انتصر فيها قوم وائل، فانهم هجموا على قوم دياب وأبلوهم بأعظم النهار ارتدت الفرسان عن بعضها ونزلت قوم دياب المنهزمين في مصاب وشتتوهم في تلك األوعار، ولما ولى

.جهة من األرض، وصاروا يجتمعون، وقام دياب وجمع أآابر قومه ومن يعتمد عليهم وصار يحمسهم

فلما فرغ دياب من آالمه هاجت برأس األبطال نخوة الرجال وفي ثاني األيام برزوا الى الميدان وهجموا على الضجات وعلت الصيحات فما عدت تنظر اال رؤوسا طائرة ودماء فائرة والفرسان غائرة بعضهم، فكثرت

ودارت على قوم وائل الدائرة، فقتل منهم عشرة آالف ثم ولوا هاربين والى النجاة طالبين، فتبعهم قوم دياب ميدان وأآفيك شر وشتتوهم في البراري والهضاب وأدخلوهم البلد وتقدم الوزير دهقان وقال غدا أنزل الى ال

هؤالء العربان، وأما قوم دياب فسألوه عن خصمه فقال لهم أنه فارس شديد وقرم عنيد ولكن غدا أنزل اليه وآخذ روحه من بين جنبيه، وفي الصباح تقلدت الجيوش بالرماح ونزلوا الى الميدان فانحدر الوزير دهقان

ل اسمه المهاب، فقال له دهقان من أنت؟؟ فقال له أنا وطلب مبارزة الفرسان فنزل اليه أمي من أمراء بني هالالمهاب وصنعتي حداف الرقاب، فحينئذ انطبقا على بعضهما آاألسود وتجاوال حتى آلت منهم الزنود وحصل منهما ضربتان ماضيتان آان السابق دهقان فضرب المهاب على رأسه شقه الى تكة لباسه فنزل اليه فارس

والثالث محقه وما زال يجندل فارسا بعد فارس حتى جندل خمسين فارسا وأخيرا نزل اليه فقتله والثاني جندله دياب فتجاوال ساعة من الزمان فالصقه دياب وضايقه وضربه بالسيف على هامه رمى رأسه قدامه، وحينئذ

.دقت طبول االنفصال ورجع وائل حزينا لخيام سألوه عن خصمه، فقال لهم بطل شديد وقرم عنيد، فوقع الوهم في قوم وائل من دياب الذي لما رجع الى ا

وفي الصباح دقت الطبول ونفخت الزمور ورآبت الفرسان، وانحدروا الى ساحة الميدان، فالتقى دياب بوائل وانطبقا على بعضهما آأنهما جبالن، وتكسرت بأيديهما الرماح وتضاربا بالسيوف الصفاح ولعبا ألعابا حيرت

ذلك ضرب وائل دياب الرمح، فغطس تحت بطن الشهبا، فراحت الضربة خايبة فتعدل دياب الفرسان، وبعد وضرب وائل بالسيف على هامه حط رأسه قدامه، فوقع وائل قتيال وفي دمه جديال، فلما رأت قوم وائل أن

وجلس على آرسي ملكهم قتيل ولوا األدبار ورآنوا الى الهزيمة والفرار، فتبعهم دياب بقومه الى أن دخل البالدالمملكة، ثم آتب الى السلطان حسن يخبره بما جرى وصار، فلما وصل الخبر اليه، قرأ الكتاب على رؤوس

األمراء والسادات، ففرحوا فرحا شديدا وعملوا عراضة عظيمة لها قدر وقيمة، واآراما لدياب الذي جدد الهمة لنزول ونصب الخيام ورفع السناجق واآلعالم، وأشار وتوجه من آويج الى ناحية برج الدمع، فأمر العسكر با

يهدد األمير بكار سلطان برج الدمع، وآان جالسا في الديوان، واذا بجملة فرسان من آويج دخلوا عليه وقبلوا :يديه فسلم عليهم وأآرمهم وسألهم عن قدومهم فأجابه أحدهم يقول

يقول الفتى قائد على ما جرى له شعاليونيران الحشا زادت

على ما صاب قلبي من هموم وأمور ما رأيت لهما مثالي

أتانا قوم ما يحصى عددهم

يهزوا في الرماح وفي العوالي

رآبنا والتقيناهم جميعا بطعن يورث األعدا خبالى

آبير القوم يسمى ابن غانم أمير دياب شيال الحمال

ضرب وائل وألقاه قتيال

وقد أردى الوزير على الرمال

فولينا هزامى من لقاهم وال طفنا لهم أبدا قتال

فلما فرغ قائد من نظامه، حزن األمير بكار على وائل ابن عمه واستعان باهللا على قتل دياب، وبينما هم آذلك أقبل نجاب على بكار وسلمه الكتاب، ففضه وقرأه وفهم ما حواه أمر العساآر أن يكونوا تحت الطلب، وعند

الطبول للحرب والقتال، فحضرت الفرسان وآبوا ظهور الخيول وسار بهم الى عساآر دياب، الصباح أمر بدق :فلما وقعت العين على العين نزل الملك بكار فصال وجال ونادى بأعلى صوته

هل من مبارز؟ هل من مناجز؟ ال يبرز لي آسالن وال عاجز، فما أتم آالمه حتى دياب قدامه، فأشار الملك بكار

.ابيهدد دي

قصة السبع تخوت

فلما فرغ من آالمه هجم دياب على الملك بكار واصطدما صدام األبطال، فانجرخ دياب ووقع على األرض، فأراد

أن يكمل عليه، فحصله األمير محمود بن دياب وأسرع الرجال وحملوه من الميدان الى المضارب والخيام، يه فرآه قد أحضر الحكيم الهندي، فوضع المرهم وقطب الجرح وبقي محمود يقاتل الى قرب الزوال، فرجع الى أب

وقال لقد زال الخطر، وفي الصباح نزل محمود للميدان فنزل اليه بكار ومازال هو واياه في حرب وصدام مدة سبعة أيام، وفي اليوم الثاني نزل الميدان فتطاعنا بالرماح وتضاربا بالسيوف الصفاح، حتى زهقت األرواح،

في أخذ ورد وقرب وبعد، فتطاولت لهما األعناق وشخصت لهما األحداق، الى أن بدرت من االثنين ومازاالضربتان قاطعتان، فكان السابق بكار فغطس األمير محمود تحت بطن الجواد، فراحت الضربة خائبة بعد أن

فشقه نصفين، فصاح آانت صائبة، فاعتدل األمير محمود على الجواد وضرب األمير بكار بالسيف على رأسه، أيها األبطال؟: دياب عليهم

وهجم مع بني زغبة على األعداء وأبلوهم بالذل والويل، ودخلوا البلد وجلس دياب على الكرسي واستلم

األموال، ثم أمر العساآر بدق الطبول ورآب الخيول، فرآبت الفرسان وسار قاصدا برنيجة وتلك األقطار، فلما .م ثم آتب يطلب عشر المال من الملك زايدوصل برنيجة نصب الخيا

فلما فرغ دياب من الكتاب، أرسله مع نجابه الى ملك برنيجة الذي رأى مناما مزعجا، فنهض مرعوبا وأمر

:باحضار الرمال مسرور، فلما حضر قال له أنني رأيت مناما مهوال، وأشار يقول

يقول الملك زايد بقول صادق ورآالما يؤرخ في الكتب بسط

رأيت مناما أبدل اللذة والهنا بغم وحزن دائما وآدور

حلمت أني في واسع البر والفال ملقى طريحا ودمائي تفور

وفوقي دياب مثل سبع آاسر وبقيت معه في الخال مأسور

ضربني ضربة جاءت علي آأنها مدفع خرج من وسط برج وسور

فرحت مرمي على األرض منطرح

بحوروأضحى دمي على التراب

فاضرب يا رمال رملك بالعجل وخبر آالم الصدق يا مسرور

فلما فرغ الملك زايد من آالمه والرمال مسرور يسمع نظامه، ففتح آتب الرمل وقال له أعطني األمان يا ملك،

:قال عليك األمان، فأشار الرمال يقول

يقول الفتى الرمال فيما قد جرى وعبرات عيني على الخدود حذور

ول أنك آنت في البر والخالتق

وسبع آاسر قد أتاك يزور

فارس عرمرم يقرع الخيل بالقنا يخلي الدما تجري شبيه نهور

يسمى أبو موسى دياب بن غانم فارس صميدع في اللقا مشهور

يجينا بقومه وينزلوا بأرضنا ونبقى معاهم في بال وشرور

تتكاون أنت وياه في حومة الوغا

ملك مأسوروتمشي معه يا

ويظفر علينا يا ملك برجاله ويدعي الفوارس في عميق قبور

ويملك قلعتنا ويأخذ أموالنا ويسبي حاليلنا وآل قصور

فهذا منامك يا أمير مؤآد

من يستطيع أن يدفع المقدور؟؟

فقال الوزير ماجد فلما فرغ الرمال من آالمه، توجه الملك الى الديوان وأخبرهم بالمنام، وقال لهم آيف العمل؟؟ أن هذا الفارس قتل األمير وائل ملك آويج وقتل الملك بكار حاآم برج الدمع وهو قاصد الينا فاألوفق أن تسلم له المال والخيل والجمال واال يبيد عساآرنا ويهلك أبطالنا، ألن معه تسعين ألف فارس من بني زغبة، فلما سمع

ا جبان، تخوفني من حرب دياب وتظن أن رجالنا وفرساننا جبناء، فوحق الملك زايد هذا الكالم، صاح به ويلك ي ما أترك أحدا ينزل الى حربهم وقتالهم، بل أنا أنزل اليهم، ثم ضرب األمير ماجد على ؛ ذمة العرب وشهر رجب

قف بين يدي هامه فقتله، فشالوه ودفنوه، وفيما هم في ذلم الحديث واذا بنجاب األمير دياب دخل الى الديوان ووالملك وناوله الكتاب، فلما فضه وقرأه اغتاظ الغيظ الشديد وقال للرسول قل لدياب ما عندي جواب سوى

الحرب، فذهب الرسول وأخبر مواله دياب، فاغتاظ الغيظ الشديد وأمر بدق الطبول، فاستعدوا للقتال وساروا وسار الى خارج البلد، واذا بفرسان األمير دياب قاصدين الميدان، وأما الملك زايد فتجهز الى الحرب والطعان

تظهر آأنها أسد الغاب، فلما التقت العين بالعين نزل األمير زايد الى الميدان، فصال وجال وطلب مبارزة يا زايد خصمك ال يروعه آالم : الفرسان، فانحدر اليه األمير دياب فاشار الملك زايد يهدده، فقال له األمير دياب

. من صداموال يهزم

بعد ذلك التقى البطالن آأنهما جبالن، وحان عليهما الحين وغنى على رأسيهما غراب البين، فكانا تارة الى الميداِن، يتباعدان وتارة يتقاربان الى وقت الظالم، دقت طبول االنفصال، وفي الصباح نزل األمير دياب

يد دياب حداف الرقاب، وأطلق الضرب على رأسه، فبرز اليه األمير زايد فانصب عليه دياب وقال خذها من؛ فهجموا عليهم وارتمى أخمد أنفاسه، فوقع على األرض قتيال، ثم صاح دياب بقومه، أهجموا على األعداء

األمير دياب آأنه صاعقة نزلت من السماء على الجيش، فمزقه وقلب الميامن على المياسر والمياسر على مير ضرغام واألمير محمود ونكسوا الرايات والبنود وقتلوا الفرسان والجنود وفتكت الميامن، وظهرت أفعال األ

بنو زغبي فتك األسود والتقى األمير دياب بوزير الملك وآان اسمه نافع، فتجاوال في ساحة الميدان وتطاعنا نه العصفور في يد بالسنان اال أن األمير دياب ضايقه والصقه وسد عليه طرقه ومد يده فاقتلعه من سرجه آأ

الباشق وضربه باألرض أدخل طوله بالعرض، فلما نظرت قوم الملك زايد هذه األحوال ولوا األدبار، فتبعهم قوم األمير دياب وفتكوا بهم فتك الذئب باألغنام، ودخل األمير دياب الى البلد واستلم األموال والذخائر وجلس على

:قولآرسي المملكة وأشار يخبر األمير حسن ي

يقول الفتى الزغبي دياب بن غانم وروحي آما البوالد طاير شرارها

أال أيها الغادي بلغ رسالتي

لحسن الهاللي عز قوم هاللها

أخبرك يا بو علي فيما جري بأرض المغارب من عظيم هوالها

أتينا برنيجة ونبغي أخذها تاري بها زايد آشعلة نارها

بو عليأتانا الى الميدان يا أمير أ

آما برج مبني فوق عالي سوارها

تالقيت أنا وياه في حومة الوغى عشرين يوم أتعبوني مجالها

ضربني بيده يا أمير بالعمد لو جاء على قلعة لهد حجارها

ضيعتها وخليت عنها بهمتي فراح عمده من يمينه وطارها

أخذت أنا للعمد حاال وجئته وسديت عليه يمينها وشمالها

على رأسه فراح مجندالضربته

ودعيته ملقى بأوشم حالها

ملكنا أموالهم وحصونهم وأخذنا قلعتها وآل عمارها

فلما فرغ دياب من آالمه، طوى الكتاب وأعطاه الى النجاب، أخذه وراح الى األوطان، فدخل على السلطان

عوا له بالنصر، وأما األمير حسن حسن وسلمه اياه، ففضه وقرأه على األمراء والسادات، فشكروا فعل دياب ودفاستدعى األمير رضوان وقلده وظيفة قائم مقام على قلعة برنيجة، فأخذ األمير رضوان مائة أمي من عشيرته

.وودع األمير حسن، فأعطاه آتابا الى دياب

أجلسه على فأخذ األمير رضوان وتوجه الى برنيجة، فدخل على األمير دياب فاستقبله وأآرمه غاية االآرام وآرسي المملكة وأمر المنادي أن ينادي بالبالد باسم األمير رضوان ويكون حاآما عليها، ثم سلمه األموال وأمر

.بدق طبل الرحيل، ثم توجه الى القلعة فضرب الخيام وأشار يكتب الى الملك محمود يطلب منه عشر المال

الملك محمود وسلمه الكتاب، فأخذه وقرأه فقلبت وطوى الكتاب وأعطاه للنجاب، فأخذه وسار حتى وصل لعندالدنيا في عينيه آالظالم والتفت الى الرسول وقال له اذهب الى والك وقل له ماله جواب اال السيف القرضاب ورمي الرقاب، فرجع الرسول لعند األمير دياب وأخبره بما قاله محمود، ولما أصبح الصباح ضربت طبول

ريقين، ولما وقعت العين بالعين حملت على بعضها الطائفتان، فقام الحرب على ساق الحرب والكفاح من الفوقدم وجرى للقوم وقعو عظيمة تشيب األطفال وتقصر األعمار، وآان قد هلك من الفريقين عساآر ما لها عدد،

هم من خارج حتى دارت على قوم محمود الدائرة، فدخلوا البلد وسكروا األبواب واألمير دياب وقومه حاصروالسور، فجمع الملك محمود أآابر الديوان وقال لهم مرادي أطلب منهم األمان، فقالوا نحن طائعون ألوامالك،

:فجعل يكتب الى األمير دياب ويطلب منه الصلح

يقول محمود من قلب وجيع لهبات قلبي زايدات نيران

اسمه آالمي يا ابن غانم يا دياب يا عز قيس وجملة العربان

اني أتيت طائعا يا سيدي

فاقبل خضوعي وأعطني األمان

ونبقى عندك يا أمير على المدى ونعيش بظلك بكل أمان

فاعفو عنا يا دياب وسامح فاني أتيتك طائعا رضيان

فلما فرغ محمود من الكتاب أرسله لألمير دياب، فلما قرأه أمر باألمان ودخل البلد واجتمعت اليه األآابر،

من محمود الخزائن والقصور وواله على الملك، على شرط أن يدفع له الجزية في آل عام، ثم صار واستلم قاصدا قلعة طنجة الى أن اقترب منها فأمر بنصب الخيام، ثم أرسل من يكشف له خبر أهالي طنجة وقعد يتنظر

سوار المدينة فهي عالية الى أن رجع الرسول، فقال له ان ملك طنجة يقال له نابل وهو فارس شجاع، وأما أوعساآره ال تعد وال تحصى، وقد علم بخبر وصولنا من الرعيان فجهز عساآره للقتال، فلما سمع دياب هذا

الكالم دق الطبول ورآبت الفرسان الى ساحة الميدان ونظر الملك نايل قوم األمير دياب، فأمر بدق طبوله، فنزل ارزة الفرسان، فما أتم آالمه حتى صار الملك نايل أمامه وقال له من األمير ضرغام ابن األمير زيدان وطلب مب

أنت؟؟ومن أنت؟؟ قال أنا حاآم مدينة طنجة الملك نايل، ثم التقى البطالن آأنهما أسدان . فقال له أنا األمير ضرغام

الى وقام الحرب وزاد الضرب ورجع نايل على خصمه، فالصقه وضايقه ثم اقتلعه من بحر سرجه وحذفه الوراء، فأخذه قوم نايل وقيدوه بالجنازير، فبرز اليه األمير فواز فالتقاه نايل وأخذا في ضرب الصفاح وطعن

الرماح حتى زهقت األرواح، فضربه بالرمح فقلبه وسلمه لقومه، فبرز اليه آخر أرداه وثان أعدمه الحياة رين فارسا وأسر ثالثين ودقت طبول االنفصال، وثالث بدد أمعاه ورابع غرقه بدماه، ومازال يقتل حتى قتل عش

فبات األمير دياب وهو غائب عن الصواب من عظم ما جرى على فرسانه، فلما أصبح الصباح ضربوا طبول الحرب والكفاح، فبرز نايل الى ساحة الميدان ونادى هل من مبارز؟ هل من مناجز؟ فما أتم آالمه حتى صار

بالهالك فقد أتاك األمير دياب، وانطبقا على بعضهما انطباق الغمام فراح بينهما األمير دياب قدامه وقال أبشر ضربتان قاطعتان وآان السابق األمير دياب، فوقعت الضربة في صدر األمير نايل، أرمته قتيال وفي دمه جديال،

تخت طنجة فولى قومه هاربين والى النجاة طالبين، فدخل األمير دياب البلد وخلص األسرى وجلس على واستلم األموال والذخائر واستولى على الملك ثم استدعى األمير عقل وأجلسه نائبا على البلد، وخرج قاصدا مدينة طنجة، فوصل الى سهل واسع الجنبات فيه العيون جاريات، فسرحوا األغنام وأقاموا يستريحون من

فأمر بدق الطبول فتحضرت العساآر عنده عناء الحروب، فسمع بهم الملك مزيد، فلم يمهلهم ألخذ الراحة،والفرسان وبرزت الطائفتان للحرب والكفاح، واصطفت الصفوف واذا الملك مزيد برز الى ساحة الميدان وطلب مبارزة الفرسان، فبرز اليه دياب وهو راآب على الشهبا وقال له من تكون أيها الفارس؟ فأجابه أنا الملك مزيد

لته، وأنت من تكون من الفرسان؟ فقال له أنا األمير دياب ابن غانم فارس األعارب فارس عشيرته وحامي قبيواألعاجم، عند ذلك حمل البطالن آأنهما جبالن وغنى عليهما غراب البين مدة سبعة أيام وفي اليوم الثامن، زاد

د فألقاه على دياب على خصمه الدرهم قنطار وجذب الحسام وضربه على رأسه فهوى السيف الى بطن الجوااألرض أربعة أقسام وحمل على العساآر مع بني زغبة ورياح، وفتكوا بهم فتك الذئاب بالغنم، ودخلوا البلد وجلس دياب على الكرسي وضبط األموال وجمع الغالل ووضع عليها أمير يسمى األمير خليل، وقال له أنت

لنا الجزية في آل عام، وحينئذ أمر دياب بدق طبول تكون نائبا على مدينة طنجة وتقوم مقامنا باألحكام وترسل الرحيل وجد المسير الى القلعة الحائجة، وآان الملك عليها سامه سليمان، فعندما علم بقدوم دياب أمر حاال

بتجهيز العساآر للحرب، فبينما هم في االنتظار واذا بجيش األمير دياب يتقدم الى األمام، فهجمت الفرسان على واصطدم الفريقان وتضاربا بالسيوف وتطاعنا بالسنان لمدة عشرة أيام، وفي اليوم الحادي عشر، برز الفرسان

األمير دياب الى الميدان، فبرز اليه الملك سليمان، فطلع من االثنين ضربتان قاطعتان، وآان السابق األمير ألرض قتيال، فلما نظرت عساآر دياب طعن الملك سليمان بالرمح في صدره، فطلع يلمع من ظهره فوقع على ا

الملك سليمان الى ملكها ولت األدبار، فتبعها أبطال بني زغبة يضربون أقفيتهم حتى شتتوهم، وجلس األمير دياب على آرسي المملكة واستلم زمامها وأموالها، فعند ذلك ولى عبد الجليل الرياحي نائبا وأوصاه بأحكام

ت عند األمير دياب جميع بني زغبة وذبحوا الذبائح وعملوا الوالئم البالد وراحة العباد، وبعد ذلك حضر

واألفراح واستراحوا من الحرب والكفاح، وقد انقادت لطاعته العباد وسكان تلك البالد، فهذا ما آان من أمر .األمير دياب في تلك السبعة قالع وبالد الغرب قسمته

الجزء العشرون

حرب األمير أبي زيد

رى لألمير أبو زيد بعدما غادر األمير دياب حينما توجه آل واحد ألجل أن يملك قسمته، فسار أبو واسمع ما جزيد قاصدا بالد قابس حتى وصل اليها ونصب خيامه وأحاط البلد من جميع الجهات، فلما أصبح الصباح قامت

آان شديد البأس قوي أهالي البلد ونظرت عساآر بني زحالن آأنها مردة الجان، فأخبروا الملك فياض والمراس، فصاح على الفرسان وأمرهم بالخروج الى الحرب والقتال، فرآبوا الخيل ورآب الملك فياض

بمقدمتهم وخرجوا خارج البلد وصاحوا على الدشمان ونزلوا عليهم بطعن آما لسع الثعبان، فالتقاهم أبو زيد ا هم في حروب متينة التقى األمير أبو زيد باألمير بالعساآر وصاروا يمددون الفرسان بالعرض والطول، وبينم

!فياض، ووقع بينهما القتال وأخذا في الحرب والطعان وهللا درهما من بطلين ضرغامين وأسدين آاسرين

فشخصت لهما األحداق وتطاولت اليهما األعناق، وتعلمت منهما الفرسان أبواب الحرب والطعان، فضرب ، فخلى عنها فراحت خائبة بعدما آانت صائبة، واعتدل األمير أبو زيد على ظهر األمير فياض األمير أبو زيد

الحصان آأنه فرخ الجان، وضرب األمير فياض بالسيف على هامه حط رأسه قدامه وهجم هو وقومه على الدشمان وارتمى عليهم آأنه صاعقة نزلت من السماء، فولت عسكر الملك فياض األدبار ورآنت الى الهزيمة

الفرار، فتبعهم قوم األمير أبو زيد حتى دخلوا البلد، وملك األمير أبو زيد القلعة واستلم ذخائرها وأموالها ووطاعت لهم جميع سكانها وجلس على آرسي السلطنة وأحضر أميرا من بني زحالن اسمه األمير حمزة، وواله

ملك عظيم الشأن ذو جند وأعوان على تخت قابس، ثم ودعه وسار قاصدان قلعة سوت، وآان الحاآم عليهايقال له البهلوان، وآانت قد وصلت له األخبار بما جرى للملك فياض من الهوال، فجمع العساآر واألبطال

ونصب خيامه خارج البلد، واذا بالخيال أقبلت فاستقبلهم البهلوان بالعساآر والجنود، فاألبطال حملت والرجال وف للرماح قطعت الدماء دفقت وضربات أبي زيد للفرسان محقت، حتى زحفت والرماح للصدور خرقت والسي

أهلك األبطال وأفناهم بضرباته بحمالته، فبينما هو يصول ويجول، اذ التقى بالبهلوان وتجاوال في ساحة الميدان وصاح أبو زيد على خصمه وضربه بحسامه، فبدد أمعاءه وأعدمه الحياة،فلما نظرت عساآر البهلوان

تمدد على الرمال، ولوا األدبار ورآنوا الى الهزيمة والفرار، فتبعهم أبو زيد ودخل البلد وملك أبراجها ملكها وأسوارها وولى عليها أمير يقال له همزان، وأجلسه على آرسي المملكة، أما المنهزمون من قوم األمير

أخبروه أن هؤالء العربان هم الذين بهلوان، فانهم ما زالوا سائرين حتى وصلوا مغوارة، فدخلوا على ملكها وقتلوا الزناتي وملكوا البالد وسبوا العباد، فلما سمع الملك منهم هذا الكالم، قال لهم الرأي عندي أن نترك لهم

البلد ونذهب الى مدينة القيروان لعند الملك زهير، ألن أراضينا ال تحميها العساآر، فذهبوا وترآوا البلد وقصدوا ان، فلما وصلوا اليها دخلوا على ملكها األمير زهير وأخبروه بواقعة الحال، فقال لهم أن هذه مدينة القيرو

األرض ال تكفينا، فاألوفق أن نذهب الى األندلس، ألنها واسعة حصينة وبها قلعة متينة، فاستصوبوا رأيه وما جرى لهم، فاستقبلهم وسارت الرجال واألحمال الى األندلس لعند األمير حماد، وأخبروه بواقعة الحال

.باالآرام وأنزلهم بأحسن مقام وأمر بتحصين البلد، وجلسوا بانتضار األمير أبي زيد

هذا ما آان من أمرهم وأما ما آان من أمر أبي زيد فانه سار الى قلعة مغوارة، فخرج أهالي البلد رابطين محارم ه ما سمع بقدومك خرج هو والعساآر من البلد، وهربوا األمان في رقابهم، فسألهم أبو زيد عن ملكهم، فقالوا ل

الى مدينة القيروان لعند الملك زهير، وحينئذ أعطاهم األمان ودخل البلد وضبط األموال وولى األمير مروان على تخت القلعة، ورحل طالبا مدينة القيروان، فلما وصل اليها استقبله األهالي وفي رقابهم المحارم، فسألهم

م فقالوا ذهب الى األندلس، فحينئذ أعطاهم األمان وضبط أموال القلعة وولى عليها األمير مسعود، عن ملكهوأوصاه باألحكام ورحل طالبا قلعة األندلس، فلما وصل اليها رأى العساآر آأنها قطع الغمام، فأمر بنصب

لى أن أصبح الصباح وضربوا طبول الخيام، وآان قد أقبل الليل، فبات الفريقان يتحادثان تحت مشيئة الرحمن، االحرب والكفاح واعتقلوا بالسيوف والرماح، فبرز األمير حما د الى ساحة الميدان ولعب بالسيف والسنان حتى

.حير عقول الفرسان، ثم طلب مبارزة األبطال فبرز اليه األمير أبو زيد

ى قوم الملك حماد ملكهم قتيال، ولوا وصاح على خصمه وضربه بالسيف على رأسه شقه لتكية لباسه، فلما رأهاربين ورجعوا الى البلد، وهجم األمير أبو زيد وهجمت وراءه بنو زحالن الشجعان، وتبعوا الدشمان حتى دخلوا البلد، فجردوا بهم السيف البتار حتى صار الدم في المدينة آاألنهار، وبعد ذلك رجعت عنهم الفرسان

ة وحينئذ طلبت األهالي األمان، فأعطاهم األمان وطاب لهم مكان األندلس وجلس أبو زيد على آرسي المملك

والقيروان، وحينئذ ولى األمير أبو زيد طوي بن مالك تلك القلعة ووصاه باألحكام، وساروا قاصدين مدينة بب مراآش، فلما وصلوا إليها نصبوا الخيام، فلما بلغ مالك قدوم العربان، جمع أآابر دولته وسألهم عن س

قدومهم، فقال أحدهم أنهم قوم بني هالل الذين قتلوا الزناتي خليفة والعالم، وملكوا جميع البالد وهم رفقاء الذين تملكوا السبعة قالع ناحية الشرق، وقد أتوا إلينا ليملكوا أرضنا، وبينما هم في الحديث وإذا برسول وقف

ك السالم ويقول لك أن تسلم البلد، وإال يحل بك الدمار آما بين يدي الملك وقال له أن سيدي األمير أبو زيد يقرئحل بغيرك من الملوك، فلما سمع الملك هذا الكالم خاف وارتعب والتفت الى أآابر البلدان وقال لهم ما عندآم ا من الرأي؟ فقالوا الرأي عندنا أن نصالحهم ونسلمهم البلد، فقال لهم خذوا الرسول الى بيت الضيافة، ثم جهزوحالهم وخرجوا الى ملتقى األمير أبو زيد، فلما رآهم بنو هالل مقبلين بدون سالح، عرفوا أنهم سلموا البلد،

فالقوهم أحسن مالقاة وأضافهم قوم مالك، ثم قدموا له الدفاتر واألموال فاستلمها األمير أبو زيد وأجلس األمير د ذلك ودعوهم وساروا الى أن وصلوا الى مدينة مالك على آرسيه، بشرط أن يدفع الجزية في آل عام، وبع

حصينة فيها أبراج وأنهار وأطيار تسبح الملك الغفار واسمها قلعة زوارة، وآان يحكم عليها ملك عظيم الشأن ذو جند وأعوان يدعى األمير آامل، وآان قوم مالك المنهزمون قد أخبروه بما جرى عليهم من الحروب،

:اآر والمهمات والذخائر الى الحرب والقتال، وأشار يتهدد بني هالل ويقولفبالحال أمر بتجهيز العس

يقول الفتى آامل على ما جرى له نيران قلبي زايدات الضرايم

فيا أيها الغادي توصل رسالتي الى حسن سلطان قيس األآارم

وقول له الملك آامل يقول لك بأي سبب ألرضنا جيت قادم

ارتجعفان آنت تطلب السالمة ف

وهد خيامك ثن ارتد سالم

مرادآم قلعة زوارة وملكها فيها قروم ليس يخشوا الصوارم

وان آان ال بد عن القتال والقنا أجيك آما السبع للصيد هاجم

فلما فرغ األمير آامل من نظامه، أرسل الكتاب لعند األمير أبي زيد فقرأه وعرف ما حواه، فأمر بدق طبول

ألميرآامل صوت الطبول أمر بدق طبوله، وتحضرت الفرسان الى الميدان، فلما التقت الحرب، فلما سمع االطائفتان ووقعت العين على العين، برز األمير آامل الى الميدان وآأنه األسد الغضبان، فبرز اليه أبو زيد

نضيد مدة عشرة أيام، فتقاتال بالميدان وتفننا في أبواب الحرب والطعان، وما زاال في حرب شديد يفك الزرد الثم برز أبو زيد الى الميدان فصال وجال وطلب مبارزة األبطال، فبرز اليه األمير آامل فالتقى البطالن آأنهما قلعتان حصينتان وابتدرا بضرب السيوف وطعن الرماح، حتى تمكن منه أبو زيد وضربه بالسيف على هامه،

ن وغاروا على األعداء بطعن يشيب األطفال، وضرب يكسر حط رأسه قدامه، وحينئذ هجمت من ورائه الفرساالصوان الى أن أدخلوهم البلد وجلس أبو زيد على آرسي المملكة وأحضر األمير هادي ووضعه حاآما على قلعة زوارة، وبعد ذلك جهز أبو زيد األموال وحملها على الجمال وأمر بدق طبل الرحيل، وسارت الجيوش

كتائب ومعهم األغنام والمكاسب حتى وصلوا الى عين تورز وهي بنصف الطريق، والمواآب والفرسان والفجلس أبو زيد ألجل الراحة وأمر بذبح األغنام وشرب المدام، وبينما هم على هذا الحال اذ طلعت عساآر األمير

ا عما قاسوه من دياب من ناحية الغرب الجنوبي، فلما التقى أبو زيد واألمير دياب هنأوا بعضهم بالسالمة وحكوالحروب واألهوال وجلسوا ثالثة أيام ثم جدوا بالمسير حتى وصلوا تونس، فلما علم األمير حسن بقدومهم خرج إلستقبالهم بالنساء والرجال، وعند ملتقاهم هنأهم بالسالمة ودخلوا بموآب عظيم ودارت البشائر في نجوع بني

ا استراحوا سألهم األمير حسن عن األحوال التي جرت لهم، هالل، وفرحت في قدومهم النساء والرجال، وبعدمفأخبروه عما حصل معهم وبما قاموا به من الحروب واألهوال في تملك السبعة تخوت، وحينئذ أمر حسن بعمل وليمة آبيرة وبذبح األغنام وترويق المدام ودعا اليها الخاص والعام، ثم قسموا بالد الرب بينهم بالسوية بين

د وحسن ودياب، لكل واحد الثلث، ألنها عوض عن الخضرا، ثم رحل األمير حسن الى القيروان وجعلها أبي زي .عاصمته، وأبو زيد جعل األندلس له عاصمة، حينئذ جلس آل واحد بمملكته بكل أمان

الجزء الحادي والعشرون مقتل سعدى وقصة اليتامى

):قال الراوي ( #

ناتي، فإنها آانت باقية بقصر أبيها عند حريم دياب تقاسي أنواع الذل والعذاب، لنرجع اآلن الى سعدى بنت الز

فلما رأت أن حسن نسيها وآذلك أبو زيد، فرأت أن تكتب لألمير حسن وتطلب خالصها من دياب وأنها مظلومة منه عنده للغاية، فكتبت آتابا وسلمته لنجاب، فلما وصل الى حسن أعطاه الكتاب ففضه وقرأه، فتغيرت

األحوال، وحينئذ أرسل عبده جوهر الى أبي زيد وأخبره بالقضية، فحضر أبو زيد ومعه خمسة آالف فارس من ما الخبر أيها األمير؟ فأعطاه آتاب سعدى، : بني زحالن، فاستقبله حسن وسلم عليه وبعدما ارتاح قال لحسن

أننا بعد ثالثة أيام نكون عندها، فسار العبد فلما قرأه أمر باحضار النجاب، فلما حضر قال له أخبر الست سعدىوأخبرها بأنهما سيأتيان ليأخذاها، ففرحت وصارت تنتظر قدومهما، وأما حسن وأبو زيد فقد رآبا في ثاني

األيام وسارا حتى دخال الى تونس الغرب، فلما رآهما دياب نزل واستقبلهما بالترحيب واالآرام وأدخلهما القصر ئح، فاقاما بضيافته ثالثة أيام وفي اليوم الرابع قال لهما دياب لقد شرفتمونا بهذه الزيارة، وآان وذبح لهما الذبا

الواجب ن أرحل أنا اليكم أوال، فقال حسن نحن أتينا ألمر مهم، فلما فرغ حسن من آالمه، اغتاظ الغيظ الشديد أتزوجها فهذا آذب، فقال حسن ذا آتاب ولكنه أخفى الكمد وقال سعدى باقية آما هي، وأما قولك اني طلبت أن

سعدى اقرأ، فقرأه دياب فاغتاظ أآثر من األول، وقال المرأة التي تخون أباها اليكون فيها خير ألحد، فقال هي .خطيبة مرعي فاطلب أن تسلمني اياها وأال يقع بيننا أسباب ما هي في حساب

وقال واهللا لو لم نكن ضيوفك لضربتك بهذا الحسام، ثم ورد عليه دياب، فلما انتهى من آالمه، هجم عليه حسن

أراد أن يهجما على بعضهما، فمنعهما أبو زيد وقال ما هذه الفعال تتقاتالن ألجل بنت؟؟ اسمعا عندي رأي حسن، فقاال ما هو؟ فقال نحن نضع سعدى في مكان بعيد في آخر الميدان ونكون راآبين على خيولنا بأول

عنة، فالذي يصل الى سعدى قبل اآلخر تكون ملكه ويأخذها، وقصد أبو زيد أن يأخذها عنده الميدان ونطلق األوقال في نفسه أما خضرة دياب ماتت وبنتها صغيرة ما هي مثل خيلنا، وان أخذتها أعطيتها لحسن، وينحسم

يضا، وفي اليوم الشر ألننا ضيوف عند دياب، وال يليق أن،اخذها بغير رضاه، فقال حسن رضيت ودياب رضي أالثاني أحضروا سعدى الى الميدان وأوقفوها في آخره ووقفوا هم في أوله وأعطوا لبعضهم اإلشارة، فخرجوا آأنهم نشاب، وآان دياب راآبا الشهبا ابنة الخضرا وآانت أحسن من أمها، فراحت أمام الجميع ومن خلفه أبو

مسافة مقدار ساعة، فلما وصل اليها دياب قالت له زيد على الحصان، وخلفهما حسن على الحيصا وآانت السعدى أنا أختك يا دياب، وآان أبو زيد علمها أن تقول ذلك، فلما سمع آالمها عرف المضمون، فشهر حسامه فجرحها جرحا بليغا، فصاح به حسن وقال لماذا عملت هكذا يا دياب؟ قال أنتم قلتم أن الذي يسبق اليها تكون

لكي، فأتصرف فيها آيف أشاء، وبما أنها خائنة ال أريد أن أبقيها عندي، ثم ألوى الشهبا ملكه، وهي صارت مورجع، وأما أبو زيد فقال الى حسن صدق دياب هذه حقه، ثم نزال الى سعدى فاذا هي في قيد الحياة، فحمالها

لك مرعي فانه مزق ثيابه وسارا بها حتى دخال القيروان واجتمعت البنات والنسوان لما عرفوا بقتل سعدى، وآذ .وصار آالمجنون، وأما سعدى فانها فتحت عينيها من حالوة الروح وأشارت تودع الدنيا بكالم يفتت األآباد

فلما فرغت سعدى شهقت شهقة واحدة، وماتت، فأقاموا عليها الصياح والبكاء والنواح، ثم غسلوها ودفنوهاأ

ظلم الناس وما عرف آيف يتصرف بالملك، فأفسد عليه أهل الغرب وأما دياب فانه طغى في الحكم وبغى وصار يبني زغبة، وصاروا يوشون لهم حتى صار أآثرهم يبغضه، ودامت األحقاد بين دياب وحسن وأبي زيد، ولكن

.في الظاهر آانوا يظهرون المحبة والمودة وفي الباطن آانوا يخفون ما في قلوبهم

):قال الراوي ( #

ن دياب وبني هالل، واسمع ما جرى من زعيمة ست الغرب أخت الزناتي، فانها لما أعلنت بانه هذا ما آان موقعت البغضة في بني هالل، قصدت أن ترمي الفتنة بين األمير دياب واألمير حسن، فجمعت عشيرتها وأخو

وما خلوا لنا ملجأ نسكن العالم وقالت لهم لقد فقدنا أخي الزناتي والعالم والجابلي وملك بنو هالل بالد الغربفيه وقد أحزنني موت سعدى وآسر ظهري، وآان آل أملي فيها أن تعزينا، واآلن مرادي أن أتوجه الى بني هالل وأرمي الفتن، فقال لها أخو العالم نخاف عليك من أبي زيد ألنه مكار، فقالت التخف علي منه، وودعت

لت الى تونس الخضرا فدخلت على األمير دياب وقبلت قومها وسارت قاصدة بني هالل بصفة شاعرة، فوص

قد سرتني سالمتك وفرحت بقتلك الزناتي، ألنه أآبر أعدائي فقتل أهلي ويتم أوالدي وأخذ مالي : يديه وقالت لهوعدت حزينة غريبة في أقصى البالد، فلما علمت أنه مات، رآبت ناقتي وقصدت أن يكون الغيط من قسمتك،

غدا صباحا أريك اياه، فلما أصبح الصباح رآب األمير : ن هذا الغيط وفي أي جهة، فقالت لهفقال لها ما يكودياب في جماعته والعجوز دلتهم على الغيط، فانبسط األمير دياب وانشرح لما نظر تلك الغدران التي تدهش

قالت له العجوز أرجوك البصر وتلك القصور العامرة واألشجار الفاخرة، وصار يجني األثمار ويقطف الزهار، فأن تسمح لي ألن أذهب الى أوالدي وآخذ لهم حمال من الفواآه، فقال لها افعلي ما بدا لك ولكن ال تطولي علينا،

فأخذت ست الغرب من أفخر أثمار الغيط، وذهبت الى األمير حسن واألمير أبو زيد وسلمت عليهم وقدمت .ين سلوانالهدايا وأشارت تصف لهم الغيط والبهرجان وع

فلما فرغت من آالمها واألمير حسن واألمير أبو زيد سمعا شعرها ونظامها، وقع الحسد عندهما من األمير

دياب، ثم أنعما على العجوز فذهبت في حال سبيلها، وقال األمير حسن يا أبا زيد ان األمير دياب حاز أفخر ملك أمراء الغرب على الفتك في دياب، ثم جمعوا الفرسان العرب ومرادنا أن ننظر هذا الروض، وصار حسن يخابر

واألبطال ورآب هو واألمير أبو زيد، ومازالوا سائرين الى أن دخلوا غيط البهرجان وعين سلوان، ولما تظر األمير حسن وأبو زيد هذا المنظر وعلو القصر وجميع ما ذآرت عنه العجوز وزيادة، تعجبوا غاية العجب، ولما

ياب بحضورهما استقبلهما وسلم عليهما،فقال أبو زيد يا أمير دياب نحن ماسكين البقرة من ذنبها علم األمير د .اذا اهللا أعطى فمن منع واذا منع فمن يعطي: فقال األمير دياب. وأنت تحلبها

زيد منه فان شئت يا أمير ديبا تعطي هذا الغيط الى األمير حسن، فامتنع دياب فانغبن أبو: فقال األمير أبو زيد

وساق الجمال وهجم على الغيط فهدمت األسوار وردمت األبيار وآسرت األشجار، ولما نظر دياب هذه األعمال جمع بني زغبة ليال وحضر ثالثمائة ثعلب ودهنها بالزفت والكبريت وأشعل النار في أذنابها وأطلقها بين زرع

الى األمير حسن فخرج هو وقومه ليطفئوا الحريق بني هالل، وآان أيام الحصاد، فاشتعل الزرع، فوصل الخبرولكن آان احتراق أآثره وما بقي اال القليل، فغضب حسن وعرف أن هذا فعل دياب فجمع قومه وراح يشيرهم على حرب دياب، فقالوا األحسن أن ترسل وراءه، فان أطاع السلطان يحرم قتاله، وان أبى حاربه، فاستدعى

.أبى ولم يحضردياب، فلما وصل النجاب

فلما فرغ دياب من الكتاب، أعطاه للنجاب وقال له أعطه الى األمير حسن، فأخذه وسار حتى وصل اليه فقرأه .على رؤوس األمارة، فقالوا له افعل ما تريد، فعند ذلك أشار يحثهم على حرب دياب وقتله

معك، دياب غدار، وما عالج الغدار اال فلما فرغ حسن من آالمه وبقية األمراء يسمعون نظامه، قالوا الحق

!ضرب البتار لماذا يا أبا زيد أنت ساآت؟؟: آل هذا وأبو زيد ساآت، فقال حسن

أنا أرى من الموافق أن التقاتلوا دياب ألنه منا وفينا ونحن طول عمرنا عايشين سوا، ودايما أنا : فقال أبو زيدما أن أقتله واما أن يقتلني، ومن قتل منا تخسره بني هالل وهو نتعاون على الخير والشر، فاذا حاربته فا

ال بد عن قتاله ألنه ما آفاه خرج عن : والرأي عندي أن نصلح بينكم ويذهب آل شي الى حال سبيله، فقال حسنطاعتي ووضع رمحه فوق سور تونس ليمرقنا من تحته وقتل سعدى خطيبة مرعي أمامي، وهي صارت من

أنا أروح معكم ولكن ال أقاتل بل أصلح، ثم أنهم جمعوا : نا وأراد أن يأخذها، فقال أبو زيدحريمنا، وقد طمع فيقومهم وذهبوا الى قتال دياب، فلما وصل اليه وعلم بهم، خرج بقومه لقتالهم، فلما قرب الجيشان برز حسن

غنا على رأسيهما غراب البين، الى الميدان، فبرز اليه دياب فالتقى البطالن آأنهما جبالن وحان عليهما الحين ووثار الغبار وسد منافس ٌاطار وقدحت حوافر الخيل نارا وآلت منهما الزنود وزهقت منهما الكبود وأطلقا األعنة

وقوما األسنة مقدار ساعة من الزمان، طلعت من االثنين ضربتان قاطعتان، وآان السابق بالضربة األمير فوقع السلطان حسن على األرض فأسرع أبو زيد وخلصه، وأما مرعي دياب، فوقعت على فرس حسن فقتلتها،

لما نظر أباه السلطان وقع على األرض هجم على دياب فضربه دياب بالحربة فجاءت على فخذه فأرماه األرض، :ثم أن دياب لوى عنان جواده ورجع وما أحد تبعه، ثم اجتمع بقومه وقال لهم

الرأي عندنا أن تغيب مدة من الزمان حتى تصلح : ما الرأي عندآم؟ فقالواعرفتم ما صار بيننا وبين حسن، ف

األحوال ويروق البال، ألنك تعديت على حسن وعلى ابنه مرعي وربما حشد األمير أبو زيد، فتقع الحروب .ونفني بعنا وتشمت األعادي بنا

.ال ارحل هذه البالد ما لم أقتل حسن: فقال لهم األمير

نه، وأما حسن قام من وقته وهو مجروح، فحملوه وأخذوه الى القيروان وصار األمير أبو زيد هذا ما آان مأنت تعديت على دياب، وآان مرادك أن تقتله، ومن الموافق أن تصغيا لقولي وترفعا : يلوم حسن ويقول له

وم من األيام جمع حسن الحقد من بينكما، ثم أن أبا زيد أصلح بين حسن ودياب، ولكن بقيت البغضة آامنة الى يقومه وسادات عشيرته وقال مرادي زف مرعي على عطر بنت أبي زيد، فنادوا في جميع العربان مدة العرس شهر تمام، الأحد يأآل وال أحد يشرب اال عند األمير حسن، فذبح الذبائح وعمل الوالئم، ثم استدعى عشرين

س لتعزموا دياب، وآتب له آتابا يعرفه بالحضور، وسلمه مرادي أرسلكم الى تون: فارسا من اوالد عمه، وقالالى أمير من أوالد عمه وقال لهم الترجعوا اال ودياب معكم، فأخذوا المكتوب وساروا يقطعون الروابي

والهضاب قاصدين األمير دياب، وأما دياب في تلك المدة فقد حلم حلما هائال، فاستدعى ابن عمه مسلم، فلما :فأشار يعلمه ويقولسأله عن الخبر

يقول أبو موسى دياب ابن غانم األيام ما تبدي بيوم سعيد

رأيت مناما يا أمير مسلم نكد علينا غاية التنكيد

رأيت خلخاال على ساق فضة يدور على الرجلين بالتوآيد

ورأيت جماعة من رجالي عدمتهم وما شفتهم بالعين يا صنديد

ورأيت أني في وسط قاعة مربعة

ومصفحة أبوابها بحديد

فسر لي منامي يا أمير مسلم واشرح لي منامي يا أمير وفيد

ال تفكر يا عمي ألن هذه أضغاث أحالم وما هو اال من ثقل الطعام، وبعد : فلما فرغ دياب من آالمه، قال له مسلم

زيمة حسن وأعطوه مدة من الزمان أقبل عليه عشرون أميرا من عند حسن فدخلوا وسلموا عليه وأعلموه بعالكتاب، فلما قرأه وعرف رموزه ومعناه، انسر وانشرح جدا وسألهم عن صحة األمير حسن وأبي زيد وعن

أخته نافلة وعن بقية نجه بني هالل، فقالوا الجميع يهدونك السالم والتحية واالآرام، وآان قد سمع بهذا الخبر هللا أآون هناك، فسلموا على األمير حسن، فذبح الذبائح وأولم بعد ثالثة أيام ان شاء ا: فما ظن بسوء، فقال لهم

واجتمعت القبائل عنده، وهم في بسط وانشراح الى أن آان اليوم الثالث نظروا الغبار من جهة تونس من بني زغبة األنجاب، فخرج واستقبلهم وسلموا على بعضهم البعض، وآان دياب البسا جبة من الحرير األخضر

امة من البرفيل واألرجوان ومعه ألف فارس من بني زغبي األنجاب، ثم دخلوا على األمير وعلى رأسه عمحسن فترحب بهم غاية الترحيب وجلس دياب على آرسي من العاج آأنه الذهب الوهاج، وقومه حواليه، ثم أمر

جلسوا على األمير حسن باحضار القهوة والكأس والشراب، وأحضر مائدة مصحوبة بألف فارس ضرغام، فلماالمائدة وجدوا المناسف مغطاة، فرفع األمير دياب الغطا عن المنسف فلم يجد فيه طعاما، وإنما وجد فيه قيودا

من الحديد، فقال األمير دياب ما هذا يا حسن؟؟

عله الواجب أن تتقيدوا الى السلطان ولو ساعة، فعندها وضع األمير دياب القيد برجله وفعل الباقون آف: فقال لهوبينما هم آذلك، اال واندفعت فرسان دريد لداخل المكان، بيدهم الخناجر والسيوف، فعندها أمر األمير حسن بنصب المشانق والحبال وقال اقتلوا جميع هؤالء الرجال، فذبحوا ستين أميرا أمام دياب وأبيه، والباقون أمر

من الخزن ولكن لم يستطيعا عمل شي، ألنهما أسيران بشنقهم، أما األمير غانم وولده دياب فكادت تفقأ مرارتهم وخاليان من السالح واألمير حسن ينصب المشانق ويصيح بأبي الفردوس اشنق وال تتأخر، فعندها شنق أبو

الفردوس جميع أمراء بني زغبي الموجودين، فأقامت نساؤهم الصياح والبكاء والنواح حتى ارتجت من

وبينما هم في تلك األحوال، دخل القاضي سرور الى الديوان، فلما رأته أخته صراخهم تلك الروابي والبطاح، :بذال سلمت عليه وحييته بكالم جميل وأنشدت تقول

تقول بذال عندما شطها النيا أيا أمير عزي ثم سعدي راح

أبات طول الليل قلقى حزينة ودمعي يجري مثل سيل نزاح

فأول حزني فقدت بدر بن غانم غدره الخليفة الفارس الجحجاح

ويا ما فعل فيكم الزناتي خليفة وعان عليه الواحد الفتاح

طعنه دياب في وسط علينه وعاد فيكم بعد التعب مرتاح

وملككم عين الخطيرة وتونس وقابي ومغوارة وآل بطاح

انسرت امارتكم وفرحت جيادآم وقد زاد فيكم األنس واألفراح

بن غانموآله بهمة األمير

قيدوم زغبة آلها ورياح

يجازيه حسن بالعيب يا ابن فايد يشنق أمارة خيرين مالح

هؤالء أوالدي علقين على بكر وحبل القضا تلعب به األرياح

شنق الفتى زيان وهدار يا بطل اشفع لنا بنزولهم يا صاح

نواريهم اللحود يا ابن فايد وأجرك على رب آريم فتاح

آالم عمته دخل لعند األمير حسن، فاستأذن بتنزيل القتلى، فأمر حسن بتنزيلهم، فأنزلوهم فلما سمع سرور

وأخذهم بنو زغبة وواروهم التراب، وبعد ذلك صاح حسن على أبي الفردوس، اشنق دياب فقال القاضي ى في ما في شفاعة ألنه حرق الزرع وقتل سعدى وعصى وقطع الطرقات ومش: الشفاعة في دياب، فقال حسن

أنت قتلت أخوته وحرقت الزرع وقتلت سعدى ابنة الزناتي خليفة :أمور ما شافها أحد، قال القاضي لدياب .ونصبت الرمح

:وأنشد يقول.نعم: فقال دياب

يقول الفتى الزغبي دياب بن غانم ولي عزم أمضى من حسام البواتر

بيدي قتلت الهيدبي بن زايدة ولآلن عليكم باغيا ثم ظافر

عواتك ستة أنا لي ثمانيةد

شرحت منها واحدة من الضماير

وثاني دعوة قتلت العقيلي حنظل ووليت منه يا حسن وأنت حاير

وفي حلب الشهباء نصبتم خيامكم وجاءآم خزاعي فوق عربيد ضامر

وأردى أبو زيد بن رزق سالمة وخلصته من خزاعي والجو عاآر

و ثالث الدعوات يا أمير أبو علي

عالم في عالم السرائرواهللا

ويوم مصر حميت قيس جميعكم وتشهد بها ساير هالل وعامر

في يوم قتل خمسة وخمسين فارس وأفنى فوارسكم بضرب الشواآر

ورابع دعوة يا أمير أبو علي قتلت الفتى الفرمند والحق ظاهر

وخامس دعوة يا أمير أبو علي سلمتموني البوش رسم الدفاتر

يبة معتدي يا أبو عليأتى أبو خر

فأرديته لما أتى على البوش غاير

وأآلوه سباع البر مه جماعته ومن مالكم ما نقص وال فاطر

وسادس دعوة ذلكم مع خليفة وأنتم معه آالغنم في المجازر

رآبت وجيته فوق خضرة مبرشمة وجاني على أشهب أقب الحوافر

ضربته بحربة سلم اهللا نواظري

صار أعمى النواظرمن حربتي قد

وسابع دعوة قللت من قيمتي وحظي وغارت على مالي دريد وعامر

وثامن دعوة يا ابن سرحان هنتني أخذتم غيطي آان نامي وزاهر

فهذا مقدر يا أمير أبو علي

ومن ال يموت اليوم يموت باآر

: تصدر الحكم على دياب؟؟ فقالوتكلم ثم لما فرغ من آالمه واألمراء يسمعون نظامه، فقالوا للقاضي بماذا خذ : الشريعة تحكم على دياب بحبس سنة آاملة، فلما سمع حسن ذلك الكالم استدعى بزحزاح السجان وقال له

.دياب الى السجن

.فلما فرغ األمير حسن من هذا األبيات سار الزحزاح بدياب الى السجن، ووضع قيود الحديد في رجليه وعنقه

):قال الراوي ( #

ولما وصل الخبر الى أبي زيد، أتى من األندلس الى حسن، فسلم عليه ورحب به غاية الترحيب، ثم سأله أبو :زيد عما فعل، فأخبره األمير حسن بما فعل، فاغتاظ أبو زيد وأنشد يقول

يقول أبو زيد الهاللي سالمة نيران قلبي زايدات ضرام

يا بو علي ما خفت ربنا الباري

مجرمين طغامتفعل فعايل

عملت في قومك عمايل شنيعة ما آان الزم تقع في االجرام

طغيت في حكمك يا أمير أبو علي

الظلم يجعل القصور هدام

اهللا أوصى بالعدل يا حسن في يوم تجري به األحكام

غدا ينصب الميزان ونتحاسب سوا

وربك يجازي المليح قوام

ومن آان فعله بالقبيح فإنه زايدة اضراميجازي بنار

أخطى دياب الخيال قاصصت غيره

هذه األفعال واهللا حرام

صار الذي صار وما فيه فايدة وأمر الـهـي نافد األحكام

قيموا عزاهم يا أمارى جميعا فهم شهداء في أعلى مقام

ابني مرعي فقال له حسن ما عملت مع دياب اال ما استحقه، فان آنت قتلت عمه واخوانه فهو قتل أخي وخطيبة

فجرح قلبي عليهم، فقابلته بمثل ما قابلني وجرحت قلبه عليهم، ثم أن األمير حسن بعث ألف فارس الى تونس، وأمرهم أن يحضروا له خزانة تونس وسالح دياب وأثاث بيته وآل ما يوجد في قصر الزناتي، فذهبوا

حبوس يقاسي الذل والهوان، فافتكر في وأحضروا ما أمرهم به، أما األمير دياب فقد مضى عليه سنة وهو م

أيام عزه وتذآر أوالد عمه وتذآر الشهبا بنت الخضرا، فطلب من الزحزاح أن يقدم له ما يلزم لكتابة مكتوب، :وأنشد يقول. فأحضر له الزحزاح طلبه فكتب آتابا الى والده األمير غانم

يقول أبو موسى دياب بن غانم ونيرا قلبي زايدات شرار

ى أوالد عمي أحرقوني بنارهمعل

فيا حيف أعمار الجناد قصار

أتوني للسجن يريدوا مذلتي بخمسة قيود ماآنات آبار

آذبوا وذلوا يا أمير بقولهم ولو آنت ملقى في حريق نار

أنا أبو موسى صنديد من حديد اذا ضرب الصوان يقدح نار

تسلم يا زحزاح مني رسالتي ارالى عند زغبي سادة األقط

وقل لهم قال األمير بن غانم

آالم وفي عنقه من الحديد قنطار

يا أوالد زغبي التوطوا نفوسكم وال تبطلوا بين األعادي نار

وال تبطلوا األفراح بالنجع دايم تشمت بكم االعدا بوسط الدار

وأوصيكم يا غانم وصية وحوزها أنا أنبيك والدي صادق األخبار

ها رآوبتيأوصيك على الشهبا ألن

تكرمها باللحم ليل ونهار

وانصب لها خيمة تقيها من الشتا ورتب لها سايس من الشطار

ان عشت ال أترك الثار على المدى

وان مت ما بقي علي ثار

عليك سالم اهللا يا نعم والدي في آل آن على مدى األدهار

ح، فأخذه وسار لعند غانم وأعطاه إياه، فلما ولما فرغ دياب من آتابه، طواه بعد أن ختمه وأعطاه الى الزحزا :قرأه أنشد يقول

يقول الفتى غانم بعين وجيعة ونيران قلبي زايدات وهاج

تصبر أيا زغبي على الهم والبال وإياك بين القوم تكون لجاج

وإذا لم تصب يا دياب ابن غانم يبقوا الزغابي في شقا وهجاج

تاب وأعطاه للزحزاح وأوصاه أن يكتم السر، وأعطا خمسمائة دينار الى فلما فرغ غانم من الشعر، طوى الك

ولده دياب، فأخذها وسار الى أن وصل الى دياب، أعطاه األمانة والكتاب ففضه وقرأه وعرف رموزه ومعناه، وبعدها انترك دياب من الجميع وما عاد يفتكر فيه ال شريف وال وضيع غير أهله والخالن، وأبو غانم ليث

.لميدانا

هذا ما آان من هؤالء، واسمع ما جرى لألمير أبو زيد وحسن، فقد طابت لهم األحكام وراق لديهم الزمان .ونسيتهم صروف الحدثان

ديوان اليتامى

قصة عزيز القوم أبي زيد ورجوع عليا مع أبي زيد

):قال الراوي ( #

من حولهم السادات واألعيان وأمامهم األبطال ففي ذات يوم آانوا مجتمعين حسن وأبو زيد في الديوان وأنا من : والفرسان، فدخل عليهم نجاب وسأل عن األمير أبي زيد فأهدوه عليه، فتقدم وتمثل بين يديه ثم قال له

نجد من عند الست عليا بنت حسن الجعبري، وهي تهديك السالم والتحية واالآرام، وهي من وقت فراقك تطلبها والفرسان،واآلن مدورين عرسها على األمير نوفل فارس الميدان، وقد قامت الزينات في األمراء والسادات

الحي من آل مكان وعليا غير راضية بهذ الشأن، غير أن نوفل آتب آتابا عن لسانك، أنه ما عاد لك بعليا مآرب عيشها وتمرمر، ثم وال عدت ترجع من أرض المغارب، فزوجها لمن تريد، وعندما بلغ عليا هذا الخبر تنغص

أخرج الكتاب وباسه وأعطاه الى أبي زيد، ففضه وقرأه، ولما وقف على معناه غرغرت عيناه بالدموع، فلما رآه حسن وبقية السادات قالوا ما جرى عليك با أبا زيد وما هذا الكتاب؟؟

على رؤوس السادات، فلما فرغ فحينئذ ناول الكتاب الى ابن أخته عزيز القوم ألنه آان بجانبه، فقرأ آتاب عليا

واهللا يا أبا زيد الحق مع عليا ذآرتها من اليوم تخاصمت هي والجازية، ورجعت من : من قراءته قال حسنمصر مع أبيها حسن الجعبري الى نجد، وليست هذه من أفعال األمراء الكرام، فقال أبو زيد هذا هو الحق

ثين يوما، فعندما تحرك حج العرب للزيارة فنهض العبد الى أبي والصواب، ثم أخذوا العبد وصاروا يضيفوه ثالزيد وأخبره بالمسير الى بالد نجد صحبة الحجاج، فأعطاه أبو زيد مطية وثلثمائة دينار وأشار يخبر عليا

:ويقول

يقول أبو زيد الهاللي سالمة وطير النيا حكم بقلبي مخالبه

من البعد والفرقة ياما أصابنا

المرء فارقوه حبايبهوآيف حال

أيا غاديا مني على متن ضامر تجد السير في البر تجري رآايبه

اذا جيت جد العدية وأرضها فسلم على عليا وباقي قرايبه

وقول لها يا منية القلب والحشا شخصك مصور في فؤادي نصائبه

وما عاقني اال خليفة وحربه

سقيناه آاس الموت مره مشاربه ى دياب بن غانمقتله أبو موس

أدعى دماه على الثرى سكايبه

أخذنا بالده والقصور جميعها وأمواله تلفت وراحت ذهايبه

وأميرنا حسن الهاللي أبو علي بكل بالد الغرب حلت رآائبه

آتبت على صدري مسائل آثيرة خيام وسلطان وقاضي ونايبه

وال بد من قاضي يشرح الحكم بيننا

غالبهويبان للمغلوب من آان

تعذيبي بالبعد والبعد خيبة اذ طال عمر المرء تكثر متاعبه

فلما فرغ أبو زيد من انشاده، طوى الكتاب وختمه بختمه، وأيضا شيبان واخوته آتبوا مكاتيب لعليا والدتهم، وأعطوها للنجاب وساروا معه سفر يومين حتى وصل مع الحج للقدس الشريف، ومن هناك الى مكة والبيت

رام، وبعد ذلك رجعوا وسار العبد يقطع البراري والقفار حتى وصل لنجد و دخل على عليا، فترحبت به الحوسألته عن أبي زيد وعن أوالدها، فأجابها بكل خير، وناولها المكاتيب، فلما قرأته آتب أوالدها نزلت دموعها

.وطلبت من الرحمن أن يفرج همومها

ا آان من أبي زيد فزادت بالبله وأشواقه لمشاهدة عليا، ودام على هذا الحال هذه ما آان من أمر هؤالء، وأما مشهرا آامال، ثم طلب من بعض جنوده واصحابه ان يرافقوه لبالده نجد، فابوا وقالوا نحن ما صدقنا حتى وصلنا

عزيز القوم للغرب واسترحنا من الطعن والضرب، فاغتاظ ابو زيد وطار من عينيه الشرر، فحينئذ قام االمير فارس الفرسان وحامي الميدان والذي شهدت له االقران بالحرب في وقائع الجوالن، وهو ابن خالد بن شيحا اخت ابو زيد وابوه قتل في مصر بوقعة الملك الفرمند، وربي عند امه يتيما في حمى ابي زيد، حتى اشتدت

ته الفرسان في الحرب والطعان، وآان ابن اوصاله وراقت احواله، فصار فارسا عظيما وشيطانا رجيما هاب .سبعة عشر سنة، امردا ال نبات بعارضيه، وآان يضع برقعا على راسه خوفا من النساء تطرح من حسنه

.يا خال انا رفيقك لنجد: فتقدم الى ابي زيد وقال له

زيد وايقن ببلوغ الوطر، ثم فلما فرغ عزيز من آالمه، انتخى االمير يونس وقال انا معك يا عم لنجد، ففرح ابو

ودعوا اهاليهم وجدوا في قطع الروابي واآلآام، مسافة تسعين يوما، فوصلوا ألرض قفرا، فرأوا بئرا فقصده يوينس ووجدوا دلوا وحبال على جانب البئر، فشد الحبل فانقطه بوسط البئر، فهم عزيز القوم بالنزول فمنعه

ات المؤذي المسمة، فسيروا الى أن يفرجها اهللا تعالى، فقال يونس البد أبو زيد وقال له ذا بئر مملوء بالحشرالروح ما هي حشيشة حتى ينبت : لي من النزول الى البئر ألني آدت أتلف من شدة العطش، فقال أبو زيد دعك من هذا الكالم فما أحد ينزل اال: موضعها، والحشرات المؤذية ال تعرف ال أميرا وال سلطانا، فقال يونس

أنا، فحينذ أخذ الحبل ونزل الى البئر فشرب ومأل الدلو، وألجل نفوذ القضاء والقدر خرج عليه من جانب البئر ثعبان شنيع المنظر ولدغه بفخذه، فلما أحس يونس بضربة الثعبان غاب عن الوجود وزعق صوتا ارتج منه

مالك يا يونس وما جرى : البئر، فقالذلك المكان، فغاب الثعبان عن عيونه وآان أبو زيد واقفا على جانبلدغني ثعبان، ثم نهض لخارج البير وحس أن قلبه قد احترق بنار السعير، وشكا حاله ألبي زيد : عليك؟ فقال

.وعزيز، فنزلت دموعهما حرقة عليه

لنجد، ثم تودع منهما وشهق شهقة فأسلم الروح، فبكيا عليه وآفناه وصليا عليه ودفناه، ثم سارا حتى وصال ودخال لحي األمير حسن الجعبري، فوجدا فيه نفخ ودق الطبول والحي يهوج ويموج، ومرت أمامهما عجوز

هل عندك محل للمنام؟ فقالت : شمطاء البسة حلة بيضاء، فحياها أبو زيد بالسالم فردت عليه السالم، فقال لها .أهال وسهال بكما: له

ال أبو زيد مالي أرى الحي في فرح وسرور وبهجة وحبور؟وسارت بهما الى منزلها، وبعد أن جلسا ق

اعلم يا وجه العرب أن هذا عرس آريم، وهو عرس األمير نوفل على الست عليا ابنة األمير حسن : فقالت له

الجعبري، وآانت سابقا زوجة األمير أبي زيد، وآان ولدي راعيا ألبله وسكن بالد الغرب وال عاد له بعليا مأرب بئر عميق ما : هل عندك للسر موضع؟ قالت: اليه خبر زفاف عليا لكان يحضر ويقتل نوفل، فقال لهاولو يصل

أهال وسهال بعزنا وحامينا ولكن آم تنسر عليا لو بلغها خبر قدومك : فقالت له. أنا أبو زيد: له قرار، فقال لهاعند المساء : الجموع الغفيرة؟ فأجابتهوآيف نقدر أن نصل اليها وهي بين تلك: فقال لها أبو زيد. بالسالمة

نلبس عزيز ملبوس ابنتي مايسة، ونأخذ لعند عليا، وعندما يفرغ المنزل من الجميع، يلبس عزيز ملبوس عليا ونجعله عروسا مكانها، ونحضر أنا وعليا لهنا، وال يعلم بنا أحد، فاستصوب أبو زيد هذا الرأي، وعندما أظلم

البس ابنتها وزينته وعطرته وأخذته برفقتها الى أن دخلت به لبيت عليا، فترحبت الظالم لبس عزيز أحسن مبهما وبالغت في اآرامهما، وعند انصراف الجميع تقدمت العجوز الى عليا وبشرتها بقدوم أبي زيد وقالت لها

ت سالم بل المراد وهذا عزيز القوم، فلما نظرت اليه وتحققت الخبر سلمت عليه وقبلته، فقالت لها اآلن ليس وقمنك أن تنزعي ثيابك وتلبسيهم لعزيز القوم، ألنه نظيرك بالحسن والجمال، وهو يليق أن يقوم مقامك ثم نذهب

أنا وأنت لعند األمير أبي زيد ألنه بانتظارنا، ففعلت وسارتا فلما رآهما أبو زيد مقبلتين فرح بعليا فرحا ال .وتشاآيا من ألم الفراقيوصف، وتقدم منها وتعانقا عناقا طويال

هذا ما آان من أمر هؤالء، وأما ما آان من عزيز فانه آان ينتظر قدوم العريس، وبينما هو آذلك، اذ دخل عليه

األمير نوفل وجلس بجانبه ومد يده اليه، فنفر منه وقال له ليست هذه أفعال العرب يا قليل األدب؟ فقال ما اعلم أن العروس لها على العريس نقوط، وأنا لما : ا بنت الكرام؟ فقال لهالسبب حتى تبادريني بهذا الكالم ي

أخذني أبو زيد أعطاني ألف دينار وأنت أمير وابن أمير ويا حيف أبخل من طنجير، فلما سمع منه ذلك الكالم بال أراد أن يضربه بالحسام، فقال ورفعه على زنده وضرب به األرض آاد يدخل طوله بالعرض، وأوثقه بالح

وربطه بالعمود الى أن أصبح الصباح، أطلق سبيله ودام على هذا الحال مدة أربعة أيام، يأتي بالظالم طمعا بالوصال، فيربطه الى الصباح ولم يطلع أحدا على أمره، فبينما هو خارج من الدار فالتقى بعمه الهدار، وآان

قال له مبارك يا عريس ان شاء اهللا تكون نلت رجال آبيرا وعليه سيمة الوقار، فحياه بالسالم فرد عليه واعلم يا عم أن آل يوم أذهب الى : مبتغاك، فتنهد نوفل من فؤاد حزين، فصاح به عمه ماذا دهاك؟ فقال له

العروس طمعا ببلوغ المرام فتوثقني بالحبال والقيود وتربطني على العمود الى الصباح وها قد اطلعتك على ابه الشيخ هل من يقدر عليك بالقوة؟ فقال ال يوجد أحد يقدر علي اال عزيز القوم، سري وآشفت لك أمري، فأج

وهو اآلن في المغارب، فهل ممكن أن يأتي الى هنا وهم يقاسون األهوال والمتاعب؟ فأجابه الشيخ أيها األمير منها الوصال ان أردت أن تزيل عنك هذا الهم اصنع لك شيشين أحدهما من دم واآلخر من سم، فلما تطلب

اضربها بشيش الدم، فان آانت أنثى تذل وتسكت وان آانت ذآرا يهوش ويتقدم، فاذا رأيتها بادرت اليك، اضربها بشيش السم وقيدها بالسالسل والقيود، فشكره على ذلك وذهب للبيت وأخذ معه الشيشين، فلما رآه

ة األنذال فلوس، فتقدم اليه ليكتفه، فضربه ماعندنا يا ابن: عزيز القوم قال له هل أحضرت الفلوس؟ قال لهبشيش الدم فهاج، فلما نظره بهذه الحال أثنى عليه بشيش السم، فتقدم اليه وربطه من حالوة الروح، ثم غير

:عزيز ملبوسه وترآه بحاله وذهب لعند أبي زيد وأنشد يقول

يقول الفتى عزيز عما جرى له ودموع عيني زايدات سكايب

ي آلما أقول تنطفيونيران قلب

يزيد لها جوا ضلوعي لهايب

جرح قديم يا خال ما ضامني جرح الجديد يشد عليه العصائب

وقد أخبرتك يا هاللي سالمة

هيا بنا نرجع ألرض المغارب

فلما فرغ عزيز القوم من آالمه، وقع مغشيا عليه، فحزن أبو زيد وتكدر ورشوا الماء عليه حتى أفاق من اذا مات : ت عليا تمزق القمصان والحرير وتربط الجروحات، فالتفت أبو زيد الى عليا وقال لهاغشيته، وصار

البد لي من الذهاب معك وان مت أمت : عزيز، ال أقدر أن آخذك معي ألن الطريق خطرة والمسافة بعيدة، فقالتيا معه لكي ينطفي خبرهم وال وال أدع أعدائك يشمتون بك، فافتكر أبو زيد مدة من الزمن، ثم عول على أخذ عل

أحد من القوم يقتفي أثرهم، ثم بدأت عليا تدهن الجروحات بالمرهم، فعند ذلك راقت أحواله وسكن ألمه وقال قم بنا يا خال نسر قبل الصباح، والحدم هللا راقت أحوالي وقاموا ورآبوا مطاياهم وودعوا العجوز وأعطتها : له

طع الروابي والقفار مقدار تسعين يوم حتى قطعوا حدود نجد، الى أن وصلوا عليا عقد من الجوهر، وجدوا في قلحدود غزة، وتلك األراضي خالية من السكان، وفرغ الماء منهم واشتد عليهم الظمأ، فحاروا في أمرهم في تلك

القربة، ولما البيداء، فقال عزيز يا خال يوجد بئر في هذه األطالل وهو قريب من هنا، فذهب أبو زيد اليه ومعهنزل الى البئر وجد شيئا يختبط بذلك المكان له صريخ آصريخ الجان فارتد راجعا اليهما وعرفهما أن البئر

يا خالي أنه ال يخلو من الماء ال صيف وال شتاء، ثم أخذ الرمح : جاف، فتعجبا من ذلك غاية العجب وقال لهكشه بالرمح، فاذا هو جدي ماعز وقع في الماء، فنزل بيده والقربة وتوجه الى البئر فوجد شيئا يتخبط فن

وأطلعه ومأل القربة وذهب لعند خاله وقال ها هو ذا الماء، فشربوا وذبحوا الجدي وأآلوا، وبينما أبو زيد يغير جروحات عزيز القوم، أحس عزيز قلبه احترق بالنار وحقق أن السم وصل لقلبه، وال فائدة من طبه، فقال لهما

فندم أبو زيد وتحسر وقال لعزيز القوم سالمتك يا خال، فقال ما بها سالمة؟؟ ثم سالت عيناه بالدموع عن ذلك :وصار يكتب الى أمه شيحة ويوصي خاله بهذا القصيد

يقول عزيز القوم والنار بالحشا دموع عيني زايدات سكايب

اسمع آالمي يا أمير سالمة

يا فارس الفرسان مذري الكتايب

يت ألرض المغارب وشفتهافإن أت سلم على اإلخوان ثم الحبايب

وسلم على الوريدي أبو علي وقبل أياديه وحب الرآايب

وسلم على أوالد خالي جميعهم وسلم على القاضي سالم الحبايب

وسلم على زيان األمير وأمه

وسلم على الزغبي دياب المحارب

وسلم على أمي الحزينة وقل لها موع السكايبتبكي علي بالد

وان سألوك يا خال عني قل لهم غدا رهين الموت تحت الترايب

هذا ترى يا خال آخر آالمنا اهللا يساعدنا بوقت الحسايب

ثم أن عزيز شهق شهقة واحدة وألقى نظرة الوداع عليهما وأسلم الروح، فأقاما عليه البكاء والنواح، ثم دفناه

ي والقفار حتى أشرفا على بالد الغرب، فذهب الرعيان وأخبروا حسن وبقية ورحال طالبين الديار يقطعان البرارالسادات بمجيء أبي زيد، فرآبوا جميعهم ورجال الحي، فلما وقعت العين على العين، ترجل حسن وباقي

السادات وسلموا على أبي زيد وعليا وفرح شيبان واخواته بمالقاة عليا أمهم، أما حسن فسأل أبا زيد على

نس وعزيز، فعندا نزلت الدموع من عيني أبي زيد، وأخذ يقص عليهم ما آان من أمرهم وهم يسمعون، يوفوقع بينهم الصياح والبكاء، وعاد أبو زيد لمنزله وتبعه الرجال والنساء وصاروا يعزونه في يونس وعزيز

.ويهنئونه بعودته بالسالمة، ودامت الناس تتقاطر على أبي زيد مدة من الزمان

الجزء الثاني والعشرون من تغريبة بني هالل

هذا ما آان من هؤالء، وأما ما آان من أمر دياب فانه بعث آتابا الى األمراء ليشفعوا له عند حسن وقد مضى :عليه في السجن ثالث سنين، يقاسي العذاب المهين، وفي السنة الرابعة آتب الى حسن يقول

يقول أبو موسى دياب بن غانم

مجلس بين الرجال شديدولي

أيا غاديا مني على متن ضامر فسلم على حسن الفتى الصنديد

وقول له يا عز قيس وعامر أيا من بسيفه ذل آل عنيد

أنا قتلتي مناع ما هي عداوة وأنت في تلك األمور شهيد

ضربته بالميدان والسوق منتصب وقد آان في ذاك النهار عنيد

قةمشينا بالصلح بألفين نا وألفين تبعها خدم وعبيد

من بعدها أخذت نافلة بنت غانم شبيه الثريا في النهار تقيد

وبعد هذا أمحلت ننجد وأرضها

سبه سنين آاملة وتزيد

بعثتوا لكم رياد منكم وسافروا وآان أبو سعدا لهم رصيد

حبس الفتى يحيى ومرعي ويونس

وأبو زيد وافاه التنكيد

في نجد عيشةوقال ارحلوا ما عاد و ال عاد فيها يا هالل مفيد

رحل نجعنا الى أرض تونس تقول بحارا طامية وتزيد

وجاء أبو خريبة ينهب لمالنا وقد آان حبي بالطراد عنيد

ضربته بحد السيف رميت رأسه

وخليته تحت التراب لحد

فجاني سعيد في الحال قال لي أعزيك في أجوادنا يا سيد

جواد آأنيرآبت على ظهر ال

أحاآي سكران بغير نبيذ

وجيت الى حرب الزناتي خليفة وجتني قنوع ودمعها يزيد

ميتين عذر يا هاللي سالمة وال واحدة اال نظمت قصيد

تقول الزناتي اليوم أهفى لقومنا دهانا وخالنا عالعمر في تعديد

وأنت ان أخذت الثار يا بو موسى

نعطيك ما تشتهي وتريد

ت الهاللي أبو عليونعطيك أخ مع عين تورز للشراب تريد

فقلت لهم أبشروا زال همكم وفي ظني ما خاب منكم قصيد

وجاني أبو سعدة الزناتي خليفة على ظهر أشهب بالطراد يكيد

ضربته بحربة سنها يخرق الحصا

وخليته تحت التراب مديد

وملكتكم آل المغارب بصارمي وال عاد شر وال عاد تنكيد

زيتني بالحبس يا أمير المالجا

وهذا منك يا أمير ما يفيد

شنقت أخوتي وأوالد عمي وخليت نساهم في بكا وتعديد

.ثم طوى الكتاب وأرسله الى حسن فلما قرأه صار يرد جوابه

ولما فرغ حسن من الكتاب، أرسله الى دياب، فعلم أن تعبه مع حسن بالمحال، وظل منتظرا الفرج من اهللا حتى

ضت عليه السنة الخامسة، فاستدعى بقلم وقرطاس وصار يكتب الى شبل الدريدي ويرجوه أن يتشفع فيه عند م .حسن

فلما فرغ دياب من تحرير الكتاب، أرسله مع الزحزاح الى األمير شبل، فقرأه وبالحال لعند األمير حسن وصار :وأنشد يقول. يتشفع باألمير دياب

ميقول أبو موسى دياب بن غان

بدمع جرى فوق الخدود حدور

آنا بنجد في سرور وفي هنا تجينا الفواآه مع جميع زهور

وآنا نصيد الوحش من واسع الفال والظبي في البراري شاردين نفور

ومن بعدها قد أمحلت نجد أرضها سبع سنين آامالت وشهور

فجينا الى أض الزناتي خليفة وقتل منكم آل قرم جسور

الهاللي أبو عليفجازاني حسن

في حبس مظلم والزمان قهور

فباهللا يا زحزاح بلغ رسالتي لشبل ابن فارسا وغيور

يسير الى حسن الهاللي أبو علي يقول له دياب في الحيا مقبور

لعله يقبل يا أمير شفاعتك ويطلقني وتنال أنت أجور

تخلت عني الناس يا أمير آلهم وال عاد يأتيني خليل يزور

ترجع األيام ونرجع ألهلنامتى

ويحدث من بعد األمور أمور

وأقتل حسن الهاللي أبو علي ويمسي طعاما للوحش وطيور

أنا ما نسيت قتل أخي مناع وحرق الحدائق وما فعل مع سعدى خطيبة ولدي مرعي، وحرق الزرع في : فقال له

:القصيدة ويقولتونس وروض البهرجان وقطع الطرق على العرب، وصار يخبر شبل بهذه

يقول الفتى حسن الهاللي أبو علي والهم ما بين الضلوع شديد

ايا شبلي جيت تشفع في ابن غانم يا أمير ترك دياب عاد بعيد

وقتله مناع أخي أنا ما نسيتها وقد آان فارسا وفتى صنديد

وحرق حدائق البهرجان وغيره وخلى جميع هالل بالتنكيد

يعزهاوأخذ سعدا من قصرها ل فجازاها بالضرب والتشديد

نهيناه بالمعروف عن جرم فعله عصى وانفرد عنا وعاش وحيد

وبعدها نوى يملك الغرب آله ويبقي على أمر هالل يسيد

فلما فرغ حسن، رجع شبل وأخبر الزحزاح بما قال حسن، فرجع الزحزاح وأخبر دياب بالذي صار، فحينئذ قال

اهللا، ودان بهذا الحال حتى مضت عليه السنة السادسة، فاستدعى بقلم وقرطاس دياب ال حول وال قوة اال بوأشار يكتب الى سعد الرياشي ويترجاه أن يتشفع به أمام حسن ليطلقه من السجن، وأرسل الكتاب بصحبة

:الزحزاح، فلما وصل الى سعد الرياشي وقرأه وعرف ما حواه، سار الى حسن وقبل يديه ثم قال له

. عمي اطلب مني ملكي، فال أعزه عنك وال تفتح لي سيرة اطاق ديابيا ابن

عندئذ ذهب سعد الى الزحزاح وأخبره بما قال السلطان، فرجع الزحزاح الى دياب وأخبره بما حصل، وأما بذال فقد أخذت معها جملة من النساء وتوجهت نحو الصيوان، وصارت تتشفع في دياب وتذآر األهل واألحباب الذين

أنا ما آنت مصدق على نفسي حتى حبست دياب، وال أطلقه من : شنقهم حسن على األخشاب، فقال لها حسنالسجن، فهذا حديث بطال، فارجعي الى األطالل وآوني من هذا القبيل براحة بال، فحينئذ توجهت مع النساء الى

خبر قدوم أبي زيد من بالد نجد، فقال محلها، وأما دياب فانه ما زال يقاسي العذاب وهو منتظر الفرج حتى بلغهواهللا ال يقدر على خالصي اال أبا زيد، وآتب آتابا الى أبي زيد وأعطاه للزحزاح وقال له سر الى نجد وأعط أبا زيد هذا الكتاب، فأخذه وسار وجد في قطع القفار، الى أن دخل لصيوان أبي زيد وسلم عليه وناوله الكتاب،

من حسن، والتفت الى الزحزاح وقال له بشر األمير دياب وقل له سيذهب الى حسن فقرأه فتكدر أبو زيد ويترجاه بدياب فان أطلقه واال أخرجته غصبا عن رقبته، فذهب الزحزاح وسار الى دياب فأخبره بكالم أبي زيد،

األمراء مجتمعين ففرح دياب وأيقن بالفرج، هذا ما آان من حسن وبني هالل، ففي يوم من األيام آان العربان وعند األمير حسن في الديوان، فأخذوا يذآرون الوقائع المشهورة والفوارس المذآورة وصاروا يمدحون دياب

وآيف ملكهم الغرب وحمى البوش من الدشمان وقتل الزناتي في ساحة الميدان، ويستحق أن يذآر مع ن لم يسمعوا بذآر دياب اال باللسان، فتشوقوا الفرسان، وآان موجودا في الديوان أوالد األمراء والشبان الذي

الى مشاهدته ولو ساعة، فترجوا السلطان أن يروه وساعدهم األمراء، فقبل السلطان حسن رجاءهم وأمر أن يأتوا بدياب مكبال بالقيود، فأحضروه أمام السلطان واذا هو أصفر اللون بهيئة الموتى، فصار أوالد األمراء

أنا بخير ما دمت راضيا عني، : لسلطان حسن آيف ترى نفسك اآلن بالذل والهوان؟ فقاليضحكون عليه، فقال اما أنا بمشمشة تهزني وال قمح تكدني بغربالك، : وبعد مداولة طويلة أراد أن يرجعوه الى السجن، فقال دياب

ذلك أخذ دياب فان آان الذئب يصفو للغنم أنت تصفو لي وأنا أصفو لك، فصاح حسن خذوه الى السجن، فعند يرتجف مظهرا الخوف الشديد، فوقع على األرض مغشيا عليه آمن قارب الموت، فعند ذلك ترجى األمراء

األمير حسن وقالوا له دياب في حالة نزاع، فأمر أن يدخلوه دار الحريم لعند أخته نوفلة، فحملوه الى بيت أخته، :ال، بكت وأنشدت تقولفلما نظرته على هذا الحال وهو محمول على أيادي الرج

حرام لقد جار العداة وقد بغوا علينا ونحن بالكروب نسير

لقد آنا في عز وآنا بنعمة وآنا برغد ما عليه عسير

فبتنا نقاسي الهم والويل والضنا وتجري الدموع على الخدود غزير

وقد آنت يا أمير األمارة وسيدهم آسبع الفال بالماضيات تشير

الحرب آنت أميرهاذا هاج سوق تكر على األعداء مثل الزير

وتحتك خضرا مثل فرخ نعامة تدق الثرى في رجلها وتطير

فما آان ظني يا دياب بن غانم أشوفك بهذا الحال والتأخير

مـقـتـل الـسـلـطـان حـسـن

معها آل من حضر ألن وما زالت نوفلة تردد األشعار وتسكب العبرات، حتى فتتت األآباد وأحنت األجساد، فبكى

األمير دياب فارس مشتهر وبطل غضنفر، وأخذوا يطيبون خاطرها بسالمة دياب ويطمنونها، فما خفت مصيبتها، ثم مدت الى أخيها فرشة من ريش النعام وأخذت ترش عليه من ماء الخزام، وهو ينتفض ويرتعش،

ا، فحن عليه السلطان وفك قيده وأطلق سبيله، وبقي على هذه الحال ثالثة أيام، اليذوق طعاما واليقابل منامفصار يستغنم الفرص حتى الحت له، فدخل على حسن وهو غارق في منامه، فسحب السكين وانطرح على

حسن وذبحه وترآه يتخبط بدمه، وسار يجد السير تحت الظالم الى أن وصل الى قومه وعشيرته، ففرحوا به فية اطالقه من سجن حسن، فأخذ يقص عليهم القصة ويخبرهم آيف وانسروا لرؤيته وأخذوا يسألونه عن آي

.سار من البداية الى النهاية

هذا ما آان من األمير دياب وهو يقص ما جرى على أوالد عمه، فلما سمعوا أنه قتل األمير حسن، انقلبت ف، وقالوا واهللا يا دياب أفراحهم الى أآدار وأظلم ف وجوههم النهار، وما منهم من أحد اال أظهر الحزن واألس

لقد فعلت فعال منكرا وسددت في وجوهنا األبواب بقتلك حسن، فكيف تجاسرت على هذا العمل وهو صهرك !وأمير بني هالل؟؟

واآلن قد أصبحنا عبرة عند العرب الكرام، فسوف يصير بنا آما صار مع جساس بن مرة واألمير آليب، ومن

لقد صار ما صار واألوفق لنا : ائر بني هالل وسوف يصلون الينا، فقال دياباآلن أصبحت عداوة آبيرة بين عشأن نرحل قبل أن تدرآنا جموع بني هالل، ويقع الحرب بيننا وبينهم،فهدموا األطناب وأودعوها ظهور الجمال

.وأرآبوا النساء واألطفال في الهوادج وساروا يجدون في قطع الروابي والبطاح

األمير دياب وأوالد عمه، وأما ما آان من عطور الجيد، لما انتبهت من رقادها وشاهدت هذا ما آان من أمراألمير حسن قتيال فصاحت بالبكاء ومزقت ثيابها ناحت وولولت، فتراآضت جموع بني هالل على بكاها،

الحال وأتى فوجدوا األمير حسن قتيال، فعلت منهم األصوات وسكبوا العبرات، فسمع أبو زيد الصراخ فوثب فيينظر جموع بني هالل مزدحمة على صيوان األمير حسن وهو قتيل، فبكى ومزق ثيابه ورمى شاشه وتقدم اليه

ورمى نفسه عليه، فقبل يديه ووجنتيه، ثم وقع مغشيا عليه، فتراآض الناس وأخذوا يرشونه بالماء حتى فزادت النحيب والعويل ! ن العرب والعجم؟صحي، فالتفت الى النافلة وقال لها أين آنت لما قتل أخوك سلطا

وأقبلت أخته الجازية وهي تصيح وتبكي وتمزق ثيابها وتندب أخاها، ثم وقعت عليه تقبل قدميه وهي تولول وآثر البكاء والنواح والجازية تزيد بكاها وتندب ! ! وتصيح، فكان يوم حزن، يا له من يوم أظلمت الشمس في .أخاها

):قال الراوي ( #

فلما فرغت الجازية من رثائها وجموع ني هالل ناظرين مما قد دهاها، هطلت دموع بني هالل آاألمطار، :وتقدمت مريم ابنة زهرة البان وزوجة أبي العوف، ووقفت فوق رأس األمير حسن وأشارت تقول

دمعي جرى فوق خدي وانسكب والنار في قلبي تزيد من اللهب

ايا بين شمت العدا فينا وم

آان العهد سبف الغدر ينسب

شمس المعارف أظلمت أنوارها والليل أصبح بالمخاوف والكرب

بدر العلى يا حيف من فوق الثرى يبقى طريقا والغربا فينا نعب

يا آوآب االقبال يا أمير حسن يا عزنا يا فخرنا يا منتسب

يا حيف هذا الوجه يعاله الكدر يا حيف هذا القد تفنيه الترب

هللا يجازي دياب في حال العمىا

اهللا يجازي دياب في هم وتعب

أرمى قلوب هالل في نار اللظى ادعى الدموع تسيل من حرب النوب

يا مشبع الجوعان يا معزي الحزين يا منقذ المكروب يا مولى العرب

أراه ناري بالحشا ما تنطفي يا نكبتي يا حسرتي رآني ذهب

والكل يسمعون تعديدها، هطلت من عيونهم الدموع وزادوا في البكاء والنحيب، فلما فرغت مريم من قصيدها

وآانوا يرثونه بالقصائد المحزنة ويقصفون لفراقه الرماح ويكسرون السيوف، ثم أجتمع مشايخ زحالن ودريد اه، وبذلك أمر وتقدموا الى األمير أبو زيد وقالوا له األحسن رفع جثة األمير حسن ودفنها، ألن آرامة الميت مأو

رب األرباب، فأجابهم أبو زيد الى ما طلبوه، ثم تقدموا بكل احترام ورفعوا الجثة وغسلوها وبروايح المسك والطيب رشوها، وتحت التراب وضعوها وذبحوا على قبره من الجزور واألغنام ما يكل عن وصفه اللسان، ثم

بوا عليها اسم اهللا األعظم وتحته اسم األمير حسن، ثم أقاموا على القبر قبة عظيمة وزينزها بماء الذهب، وآترجعوا وعملوا مناحة، وآانت تأتيهم العربان من آل مكان يعزونهم على فقد األمير حسن، وبعد ما انقضت أيام المناحة وسكن روعهم، اجتمعوا في صيوان األمير أبي زيد وقالوا له ماذا تأمن بأخذ ثار األمير حسن؟؟ فاننا

ا نرتاح والنكف عن البكاء والنواح اال أن نأخذ بالثأر ونكشف المذلة والعار ونقتل دياب ومن معه، حتى ال واهللا يبقى منهم من ينفخ نارا ووفيتم الحريم واألوالد ونجعلهم عبرة آنسل األوغاد، فأجابهم أبو زيد الى ما طلبوه،

ما بقلبي لرثيتم لكربي، فاني أول من يتقدم ألخذ وحق الرآن والحجر والبيت المطهر أنكم لو تعلمون:وقال لهمالثار وآشف العار، واني واهللا سوف أنزل في آل غانم الفنا وال أبقي لهم بقاء، وسوف أطلب دياب على رؤوس

الحبال وأبقيه بأوشم حال، وقد صار األولى بنا أن نستعد للرحيل في أثر آل غانم ونوقع بهم المآثم، في هذه ا بين البيوت وأخبروا البنات والنسوان أن يكن على استعداد للرحيل، وتتبع أثرهم ولو طاروا، فعند الليلة دورو

ذلك طافت الرجال بين األطناب وأخبروا القوم بهذا األمر، وما مضت الثالثة أيام اال وآنت ترى النساء واألطفال وفي مقدمة الجيش أبو زيد حامي جيوش على ظهور الجمال والرجال على الخيول معتقلين بالرماح والسيوف،

بني هالل وهو أمامهم آاألسد الرئبال وتحته أشهب وعليه سرج مرصع بالذهب وهو فوقه يموج ببحر السرج آأنه قلة من القلل أو قطعة فصلت من جبل، بيده رمح ماضي السنان، وعلى جنبه سيف يمان، وقد أفرغ على

.صدره درعا من البوالد محبوآا بالزرد

هذا وقد انتشرت البيارق والرايات ودقت الطبول، فسمع لها رجات وأخذ الخيل تتسابق، فعند ذلك أخذ أبو زيد :يقول

يقول أبو زيد الهاللي سالمة والنار في قلبي تزيد شعال

والخيل تعرف أني ما رآبتها اال جعلت القوم بأوشم حال

لي سيف ماضي الحد قطاع الرقاب

م فيه قلت ماللو صاب صخر الص

باهللا اسمعوا باهللا افهموا يا قومنا وآونوا سباعا للقا يا هالل

اليوم آخذ الثار من زغبي دياب ذاك الذي أرمى حسن بنكال

شدوا العزايم يا هالل تجردوا للحرب ما تكونوا به أنذال

وتذآروا السلطان حسن آيف انقضى

وآيف قد غدا والدم منه سال ترمون العداعاداتكم بالحرب

فوق الثرى وتقطعوا األوصال

ومن من مجال الطعن يلوي وينهزم فذاك عندي من بني األرذال

وأهدي سالمي للسلطان حسن وأآرر األشواق للمفضل

وحياة عينك يا حسن الزم أآيد نأخذ لثأرك بالقنا ونصال

الزم أقطع رأس هذا الوغد اللئيم دياب ابن غانم اللي بنا احتال

وادعي الزغابة بالذل طول المدى وادعي النسا بالضيق واألهوال

واهللا يا أبا زيد أننا نفديك بأرواحنا ألنك مضمد جراحنا، : فلما فراغ أبو زيد من آالمه، صاحوا عن فرد لسان

الغرب، وما قمنا اال ألخذ الثأر وآشف العار، فعند ذلك ساروا وما زالوا سائرين ليال ونهارا حتى دخلوا تونس فالقتهم أهل تونس وقدموا لهم الخضوع والطاعة، وما آان في تونس اال القليل من آل زغبي، فأتوا واضعين على أعناقهم المحارم وأظهروا لألمير أبو زيد الحزن واألسف على فقد حسن، وما منهم اال وآان يلعن دياب،

بعض قومه، فلما سمع أبو زيد هذا الكالم، أمر فسألهم أبو زيد عنه، فأخبروه أنه رحل الى بالد الحبش هو والجيش أن يتابع السير خلف دياب، فجدوا في السير في أثر دياب، ومازالوا يسألون عنه الى أن ضاق بهم الحال ولم يعلموا أين رحل، فكادوا يهلكون من الجوع والعطش في ذلك البر المقفر، فرجعوا على األعقاب،

نصبوا أبا زيد سلطانا عليهم وعلى جميع بالد الغرب، أما دياب فما زال يقطع الروابي ولما وصلوا الى األطالل والقفار الى أن وصل الى بالد الحبش، فسمع به ملك تلك البالد، فخرج لمالقاته بكل استعداد، وآان راآبا على

ساء بالدفوف والمزاهر جواد أشهب، عليه سرج مرصه بالجوهر ومعه األحشام واألعوان والعبيد والغلمان والنوفي أيديهم القماقم المملوءة بالمسك وماء الزهر، فلما التقت الرجال بالرجال، نزل الملك عن جواده وترجل هو ومن معه وحيوا دياب وقومه، تحيات األصحاب واألحباب، وأخذوا يرشون عليهم الطيوب التي تشفي الكروب

بح لهم الجزور واألغنام وأعطاهم أحسن مجلس ومقام، وقال وعند ذلك أرسل بهم الى المضارب والخيام وذ .لهم أنتم السادات ونحن العبيد

الجزء الثالث والعشرون مقتل األمير أبي زيد

اعلم أننا قد أتينا ضيوفا لنقيم : هذا ما آان من جوهر صاحب التاج، وأما دياب فانه شكره على ما أبداه، وقال له

أهال وسهال بكم، ثم أنزل دياب في أحد قصوره وفرض لهم مكانا : ذلك نرحل، فقالعندك مدة من الزمان، وبعدواسعا وأعد لهم محال يرعون فيه المواشي، وبقي دياب مع األمير جوهر في أعز واآرام وبسط وانشراح مدة

فيها من الهنا من الزمان، أما أبو زيد فانه آان في أحد األيام جالسا في بيته تذآر أرض نجد وعزها وما القىوالراحة أيام الصبا، ثم تذآر األهوال التي القاها في الطريق، حتى وصلوا الى بالد الغرب، وتذآر زيدان

والخفاجي عامر والقاضي بدير بن فايد وعقل ونصر وبدر بن غانم وأوالده وأوالد حسن الذين قتلهم العالم، عمري وحامل الشدات معي، وان آان قتل حسن فقد هذا رفيق : فصار يبكي ثم تشوق الى رؤية دياب وقال

خلص عمره ومات بيومه، ثم خطر بباله أن يرسل يستعطف بخاطر دياب ويطلب منه أن يرجع الى بالده، فكتب له جوابا بهذا المعنى

وختمه بختمه وأرسله مع النجاب، فأخذه وسار به يطوي الفيافي والقفار حتى وصل الى بالد الحبش، فسأل

دياب فأهداه عليه وأعطاه الكتاب ألخذه منه وفضه وقرأه وعرف رموزه ومعناه ورد عليه ثم طوى الكتاب عن وختمه وأعطاه الى النجاب، فأخذه وسار به وجد بقطع الروابي والقفار حتى وصل الى بالد الغرب، فدخل على

ن أوالد عمه وأوالد عم األمير حسن األمير أبو زيد، وأعطاه الكتاب فقرأه، وبعد ذلك استدعى بعشرة أمراء موأرسلهم ليصالحوا األمير دياب، ومازالوا يطوون الفيافي والقفار الى أن وصلوا لعند األمير دياب ودخلوا عليه

أرسلنا لنرجع الصلح بينكم وتعودوا آما آنتم : فالقاهم وسلموا على بعضهم البعضوسألهم عن أبي زيد، فقالواار دياب الى الملك جوهر وودعه ورآب بقومه ورجاله والشعرة األمراء الى أن دخلوا في القديم، فعند ذلك س

بالد الغرب، فخرج أبو زيد واستقبلهم وتصالحوا ورجعوا الى األوطان، وعمل أبو زيد وليمة فاخرة وذبح لدياب ملكه وبقي الذبائح، فأطعم الغادي والرايح، وصار أبو زيد ودياب في محبة زايدة، ولكن أبو زيد ما أرجع

عسى أن يرجع لي ملكي والبالد التي أخذوها مني وأبو زيد عاطي : هو الحاآم، فما هان على دياب وصار يقولقفا، فاغتاظ دياب ونوى الشر ألبي زيد وقال في نفسه أنا صنعت دبوسا وسكينا، فالسكين قتلت بها حسن

وصار من ذلك الوقت يحمل الدبوس وآان بسبع والدبوس ألبي زيد، فخلصنا من واحد وبقي علينا اآلخر،فراشات من تحت العباية حت ال يلحظ عليه أبو زيد، الى أن خرجوا ذات يوم للصيد والقنص وآان مع أبي زيد جماعة من قومه، فوصلوا الى البر وتفرقت الفرسان ويلعب آأنه في الميدان، فصار يعمل ثله أبو زيد مقدار

خذها من دياب، فالتفت أبو زيد مرعوبا فوجد : دياب ابا زيد سائرا أمامه، فصاح بهنصف ساعة، وبع ذلك خلىفي يد دياب سنبلة قمح، فضحك دياب وعمل األمر ثالث مرات ورابع مرة صاح دياب خدها من يد دياب، فلما

من أبي زيد، التفت أبو زيد وظن أنها ضحكة مثل العادة، عند ذلك لكز دياب الشهبا طلعت آالريح حتى قربت فسحب الدبوس وضربه على رأسه، فطلع بزر مخه على الدبوس، فوقع أبو زيد على األرض غميان، فوقف

ما : دياب وأخذته الشفقة فصار ينظر اليه ويبكي ويلعن الحمق ففتح أبو زيد عينيه وجد دياب واقفا، فقال له :لآان ظني فيك يا دياب أن تغدر بي، ثم تنفس الصعداء وأشار يقو

مقتل أبي زيد الهاللي

قال أبو زيد الحزين الهايم دمع عيني على خدي سجايم

أيا دياب الخيل يا ولد غانم

أيا صاحب األفضال بين العوالم

ما آان ظني يا دياب تخزنني وتدعي صحبتك فوق الردايم

آلمتني يا دياب بضربتك أيا حيف آنا يا أمير لزايم

ضيعت معروفي آسرت بخاطري آم مرة خلصتك بضرب الصوارم

آم مرة أرادوا قتلك وشنقك وأآون أنا لهم حقا مخاصم

أوصيك وصايا يا دياب احفظها آرامة الى ربك اله العوالم

أول وصية في أوالد أبو علي حسن سلطاننا من زمان قديم

ثاني وصية في أوالدي جميعهم

رزق وريا وآل المحارم

اوثالث وصية يا دياب بعلي صبرا وشهال راخيات الكمايم

فاحمي حريمي يا دياب من العدا اذا جاء طارق بليل الظاليم

والجازية يا دياب أم محمد دعها على قبري تقيم العاليم

يا ما تقضي بيننا عز وهنا عجلت في قتلي أيا ولد غانم

اذآر أيام الحروب التي مضت لما أصيح يا دياب ابن غانم

هبا آما الريح جريهاتجيني على الش

ندعي دم األبطال عاألرض عايم

ولما تصيح يا هاللي سالمة ألبيك في عزم متين القوايم

ياما شربنا الكاس والسعد داير وحسادنا في قلبهم منا سمايم

مقال الحزين ابن رزق سالمة لقد سلمت روحي لرب العوالم

:ّمه الى صدره وأنشد يقولفلما فرغ أبو زيد من آالمه دمعت عينـا ديـاب وض

يقول الفتى الزغبي دياب الماجد ودمع العين على الخدود بحار

بغيتم علينا يا هاللي سالمة فعايلك عندي لها أسفار

لما أتينا الغرب نحو خليفة ترآنا لنجد والفؤاد بنار

فقمتم ضربتوا الشورى يا أبو مخيمر أنت والجازية وأبو علي المكار

ب الخيل يرعى جمالناقلتم ديا

في سهلها وحرشها وقفار

أخذت أنا البوش سرت بسرعة وقبلت على نفسي وسوم العار

جاني أبو خريبة وراح من صارمي

ومكحول مني ذاق آل بوار

لما عجزتم عن حروب خليفة قمتم ضربتم على الزغابي شوار

عملتم عليهم قرعة يا سالمي وأنا غايب عنهم بعيد الدار

حوا جميعا واخزنا عليهمرا

وراحوا األمار بالتراب دمار

زيدان أخويا آان شيخ شبابكم ونصر وعقل االثنين آاألقمار

وال عاد فيكم يا هالل مقاوم وال عاد فيكم فارس جبار

أتتكم سعدة مثل شمس منيرة بنت الزناتي تشبه األقمار

قالت لكم أبويا يهلك جموعكم ألن أبويا فارس مغوار

فال بقتله اال دياب بن غانم ألنه صميدع فارس جبار

أتاني أبوي غانم الشيخ ع العصا وخبروني عما باألمارا صار

قال لي قم خذ ثار أخوك

أجارك الهي من عذاب النار

وقلت له يابوي رد وارتجع أنا ما عدت ألعب مع أوالد صغار

الزم حسن وأبو زيد يرسل مكاتبة

آشعلة نارأجيهم على الخضرا

قصيتوا شعور بناتكم يا سالمة وخطل بيدي يا سالمة جهار

تقولوا تعال الينا يا ولد غانم ترانا بضيقة والهموم آثار

أتيت اليكم أنا من فوق خضرة لها جرى يسبق هوى التيار

فتحت لسوق الحرب مع ولد حمير

ثالثين يوما ليلها ونهار

راحت الخضرا طريحة على الوطا لي وحق ربي عليها طاروعق

من بعدها قد جيت نحو خليفة أصليت أنا الشر مثل النار

جاني وجيته فوق شهبا أصيلة بيضة حمامي مثل ضوء نهار

أذقته حربا آالصبر طعمه فراح يكتب لي آتابا مستجار

يقول لي دياب الخيل باهللا جيرني

وخذ الى رزقي أيا مغوار

فلما سمعت قوله ماردت صالحه زيدان فتح لي جروح آبار

طعنت الزناتي طعنة في عينه فراح أبو سعدة وصار دمار

أخذنا الى تونس وآل بالدها وطاعت الينا صغارها وآبار

قسمتوا بالد الغرب قسمة مثلثة وآل واحد بقسمته قد صار

هذا برأيك أنت يا بو مخيمر أما حسن بذي األمور حمار

همتعدى بقتل أوالد عمي جميع مع اخوتي وقرايبي األخيار

قاضي العرب حكم بحبسي مخالفة في حبس مظلم يقصف األعمار

سبع سنين آاملة في حبوسكم أقاسي عذاب الذل واالآدار

وأنت مغمض عينك راضيا آأن مالك بذي األمور خبار

حتى سمح ربي باطالق عبده سبحان ربي آاشف األسرار

جيت الى قصري وجدته مكنسا

ذتم الى مالي وآل جوارأخ

فنويت أني سوف أفني جموعكم وأفني عبيدآم مع األحرار

وأقتل حسن وآل من يطاوعه وأملك بالد الغرب بالبتار

وقد عانني ربي ونلت بغيتي وأجريت فعلي بالذي قد صار

فأوصيك يا أبو زيد مني وصية سلم على زيدان عز الجار

وسلم على أوالد أختي وأبوهم

ونصر وعمهم نصارعقل

وسلم على خالي بدير بن فايد وسلم على األمارا وأخيار

أودعتك اهللا يا هاللي سالمة غدا نلتقي في آخر األعمار

قتلتألبا زيد : ثم رآب دياب جواده وترك أبا زيد وسار، فاجتمع بقومه فرأوه مرتبكا وسألوه عن حاله، فقال لهم

الغرب، وأصير السلطان عليه، فما بقي أحد يخاصمني، ثم أن دياب سار الى وما بقي اال أن نسرح ونملك بالد تونس ودخل الى سراية األحكام ونادى باسمه وأخبر أنه قتل ابا زيد وأنه هو الحاآم على آل البالد، فصار من

.يعانده يقتله ومن يطيعه ينعم عليه

روحا على األرض فصاحوا وناحوا وحملوه تارة يرجع الكالم الى جماعة أبي زيد، لما وصلوا اليه وجدوه مطيغشى عليه وتارة يصحى، حتى أوصلوه الى الحريم، فصاحت النساء وخرجن بال براقع ومزقن ثيابهن وأقمن .البكاء والمناحات، واجتمع العربان من آل ناحية ومكان، وأما الجازية فانها أرخت شعورها ونتفت خدودها

ها أغمي عليها، ثم تقدمت بعدها عليا وهي تنتف شعرها وتمزق ثيابها، وقد زادت فلما فرغت الجازية من ندب

سالمتك يا أبا األبطال ويا زينة الرجال، وجعلت ترثيه بأبيات : في بكاها وانتحابها وقبلته بين عينيه، وقالت له .مؤثرة

غشوته تأسف على نفسه فلما فرغت عليا، بكت النسوان وصاروا في ضجة وأبو زيد غميان، ولما أفاق من :وآيف باق فيه دياب، وصار يودع أهله وعشيرته ومما قاله

يقول أبو زيد الهاللي سالمة

ولي همة شاعت في آل بالد

وال وقعة اال وآنت بوسطها وال معرآة اال ولي تنقاد

وال آل رجل يكشف مهمة وال آل من طلب المعالي ساد

ة، ففاضت روحه فكثر البكاء والنواح وغسلوه ودفنوه بجوار األمير فلما فرغ أبو زيد، شهق شهقة واحد

حسن، أما دياب فبلغه أن األمير أبا زيد مات، فجمع ستين ألفا من قومه وسار الى بالد القيروان، ليجري حكمه ياب ويعمل آما عمل بتونس، ولما سمع بنو زحالن ودريد هذا الخبر، تشاوروا مع بعضهم، فاتفقوا أن يطيعوا د

ما فيكم أحد : ألن ما لهم على حربه طاقة، ولما قرب منهم أتت الجازية وصارت تنخيهم، فما ردوا فبكت وقال .يخاصم دياب وهو آبير وخرفان

فلما انتهت أم محمد، ما أحد رد عليها اال أن بني دريد وزحالن وعامر وضعوا المناديل في رقابهم وخرجوا

أحد منا يعصي لك أمرا، فدخل األمير دياب وجلس على آرسي األمير حسن، فهنأه ينادون يا دياب أنت ملكنا والاألمراء ودعوا له بالنصر، وأما الجازية والنافلة والحريم واألوالد فانهم تخلفوا، وفي الليل رآبوا وساروا مع

م وعزل ثم سأل آثير من قومهم وتسلطن دياب على بالد الغرب، وصارت تأتيه الهدايا والتحف ورتب األحكاعن اوالد حسن وأبي زيد، فأخبروه أن الجازية هربت فيهم مع بقية النسوان وتبعهم ثالثون ألف نفس من بني

آان بفكري أن أرتب لهم معاشا وأقوم بوصية األمير أبو زيد، ثم رآب وتبعهم فما : دريد وزحالن، فتكدر وقال .لحقهم، فرجع متكدرا

ع، آان يحكمها سلطان اسمه شمعون، وآان له وزير اسمه أبو الجود، فلما قتل يرجع الكالم الى بالد الكو

الزناتي وملكوا بالد الغرب، قال لوزيره أن بني هالل وصلوا الى بالدنا وهم فرسان ال يوجد مثلهم في هذا صل شرهم الزمان سيما فيهم فارس اسمه أبو زيد من األبطال العظام وفارس اسمه دياب بن غانم، وأخاف أن ي

خذ لهم الهدايا من الجواهر وسر الى األمير حسن وقدم له الهدايا، ويصير بينك وبينه مودة : الينا، فقال الوزيروصحبة، فاستحستن شمعون هذا الرأي، فحمل الهدايا على الجمال وسار بألف فارس من أعيان قومه، ودخل

ملت الوالئم، ووقعت المحبة والمودة، ثم عاد الى على األمير حسن وقدم له الهديا وسلم عليه، فترحب به وعمرادي أن أجمع العساآر : بالده وبقي في أمان الى أن قتل األمير حسن وأبو زيد، فعظم عليه األمر وقال لوزيره

وأذهب الى بني هالل، فال بد أن يكونوا وقعوا في بعض، فمن الموافق أن نكون حاضرين ونساعد القوي ويملك ون قد قتلنا دياب ألنه صار شيخا آبيرا، ثم جمع العساآر وسار قاصدا بني هالل حتى دخل حدود البالد، ونك

الغرب، فنظر الغبار قد عال وسد منافس األقطار، ثم انكشف عن ثالثين ألف فارس ومعهم حريم ونسوان، فسأل خوفا على أنفسهم، عنهم فأخبروه بأن هؤالء حريم حسن وأبو زيد وأوالدهم اليتامى هاربين من دياب :فاستدعاهم فحضرت الجازية فسألها عن الخبر، فأشارت تقول

تقول فتاة الحي أم محمد

بدمع جرى فوق الخدود غزار

وأصغي لقولي يا حماة الدار أال يا ملك شمعون اسمع قصتي

وهؤالء يا ملك عبيدنا وجوار أنا بنت سرحان أخت أبو علي

نمرح فيها ليال مع نهار

بنجد في سرور وفي هناآنا

أتانا الزناتي مثل شعلة نار رحلنا ألرض القيروان وقابس

برأس رمحه المرهف البتار قتل منا تسعين قتيال مجربا

بعزم شديد يفتت األحجار قتله أبو وطفا دياب بن غانم

ملكنا مداينها مع األنهار

ملكنا بقتله سائر الغرب يا ملك

ارويقعد به سلطان أيا مغو أراد دياب يملك القصر وحده

سبع سنين في بالء واآدار حبسه أخي سبع سنين آوامل

وأطلقه أبو زيد الهاللي غصيبة وهذه حيلة منهم عليه دار

وجانا دياب مع أآابر قومه وقلبه أسود خائنا غدار

دياب ذبح حسن فوق عال فراشه وخاله يتخبط ميمنة ويسار

وراح هرب هو وآل جموعه

خل بالد الزنج واألقفارد

جابه أبو زيد طيب بخاطره وأرسله مكتوب باالحضار

وبعده أتوا للصيد في عز وهنا ولعبوا بالجريد آم مشوار

فشال دياب من تحت باطه لسالمة دبوس حديد فيه ألف مسمار

ضرب به سالمة أرماه على الثرى ضربات دياب ما عليها عيار

كارمكفجينا الى عندك طالبين م

يا برمكي يا مكرم الزوار

وعاد دياب مالك الغرب آلها وصار ملك والعز له صار

هذا ما جرى فينا وهذا ما اصابنا

والدهر دوالب علينا دار

:فلما فرغت الجازية من آالمها أشار الملك شمعون يرد عليها ويقول

يقول الملك شمعون والقول صادق نيران قلبي زايدات سعار

أبشري بالخير يا أم محمدأال ف

لقد زال عنكم سائر األآدار

وقلبي على حسن الهاللي موجعا وأبو زيد خال الدموع غراز

ولكن لهم أوالد يخلفوهم ويسقوا دياب علقما ومرار

أنا آنت سائر نحوآم ألعينكم وأنظر ماذا بينكم قد صار

ولكن أتيتم سالمين بأهلهم فابقوا واصبروا والفلك دوار

وارعوا أراضينا واجنوا ثمارها

فأنتم واهللا أآرم الخطار

لكم عندنا اإلآرام والخير والهنا والعز والناموس واألوقار

فلما فرغ شمعون من آالمه والجازية تسمع نظامه، قالت له ارجع فما اآلن وقت ذهاب، ألن دياب له سطوة في

ن رجاله، فاألوفق نصبر الى أن يأتي الفرج وهو قريب بني هالل وألقى الرعب في قلوب الجميع، وما أنت مألن دياب آبير السن وما له سوى ولد صغير يرضع، اسمه نصر الدين، أما الجازية فترآت اليتامى عند الملك شمعون، فعين لهم أرضا وصاروا يرعون المراعي، وما عاد للجازية هم اال تربية اليتامى وتعليمهم الحرب

األوفق أن : صل خبرهم الى األمير دياب، فأراد يجمع العساآر ويذهب اليهم، فقال له بنو زغبةوالقتال، ولما وال نذهب اليهم ألن بالد شمعون حارة، اذا طال بنا الحرب نهلك ونعطش، وربما بني دريد وزحالن اتفقوا مع

ملكوا البالد ويذلوا ابني ويذلوآم، أنا خايف أن ينتظروا حتى أموت، ويأتوا وي: األوالد، فيطول علينا الحال، فقالاألوفق أن تكتب آتابا الى الملك شمعون توعده بالمال حتى يقتلهم، فاستصوب هذا األمر وتوسل الى : فقالوا له

:شمعون يقول

يقول الفتى الزغبي دياب الماجد ونيران قلبي زايدات سعير

يا أيها الغادي على متن ضامر تسبق هبوب الريح عند مسير

اذا جيت للكوع فانزل بربعها واعقل جوادك بالزمام وغير

وأعط للسلطان شمعون تقتل اليتامى وتدعيهم على وجه التراب عفير

وال تغرك الجازية أم محمد وحسن وجهها

أصل الفتن تأتي من الوجه المنير

وخذ أموال دريد وجمالهم

وأبقى أنا لك بالحروب نصير

، سلمه الى راشد بن نبهان ليوصله الى الملك شمعون، فسار حتى دخل بالد الكوع، فلما فرغ دياب من الكتابفصادفه الوزير أبو الجود، فأخذ الكتاب وقرأه فأدخل الرسول للضيافة وأخذ الخطاب واستدعى األوالد وقال

افوا ألن الملك اذا ال تخ: نحن واقعين عليك يا وزير، فقال: اقرءوا هذا الكتاب، فلما قرءوه خافوا وقالوا: لهمنظر الكتاب يقتلكم، ألنه طماع ويخاف من دياب، وما لكم اال أن ترسلوا له الجازية تدلع عليه، فهو وقع في

أنا أحضرها وفي الحال بعث رواءها فجاءت : هواها، فقالوا ال يليق بنا أن نكلم الجازية هذا الكالم، فقال لهمالرأي أن تذهبي الى الملك شمعون وتدخلي عليه، فانه ال : عندك؟ فقالوقرأت المكتوب فتكدرت وقالت ما الرأي

أنا امرأة مسلمة وزوجي شريف النسب، فلما سمع أبو الجود آالمها قال في باله هذه المرأة : يضرآم فقالت له :تكرم دينها، فاألوفق أن أساعدها، ثم قال لها

ف فارس، فالجملة اثنان وأربعون ألفا، فأرسلي أوالد أنتم معكم ثالثون ألف فارس، وأنا عندي اثنا عشر أل

أخيك الى السلطان شمعون، يقولون له مرادنا نزوجك عمتنا، فيفرح بذلك أنه واقع بهواك، فمتى دخلت عليه يدخل معك شيبان ويذبحه، ثم نقتل اليهود ونملك البالد ونقيم حاآما من أوالد أخوتك، وأنا أتزوج بك وتصير

مهما شئتم : نا، فاتفقوا على ذلك وذهبوا الى الملك شمعون وعرضوا طلبهم، ففرح وقال لهمالبالد في يدال نريدك اال سالما، ثم أحضروا الحاخام فكتب آتاب الجازية على الملك شمعون، وبعد تمام : فاطلبوا، فقالوا له

ودخل معها شيبان بن أبي الفرح دخلت على شمعون فوجدته منتظرها في قاعة النوم وعليه المالبس الخفيفةزيد وبيده الخنجر، فضربه به وقطه رأسه ووقف في طاقة القصر وقال قضي األمر، وآان الوزير واألمراء منتظرين تحت القصر، فغاروا على اليهود وأبلوهم بالذل، وقتلوا أعيانهم وملكوا القالع وأهلكوا رؤساء

ل ودخلوا سراية الحكومة وأجلسوا األمير بريقع ابن العساآر وما أصبح الصباح حتى انتهوا من األعماالسلطان حسن ملكا على بالد الكوع، وفرق العساآر في جميع الجهات وراق له الحال، فلما شاهد الرسول ما صار، خاف على نفسه فهرب الى دياب، فأخبره بالخبر، فقال له أحد األمراء أنت قتلت الحية وترآت رأسها،

بد ما يأتوا ويأخذوا منك بثأرهم، فضحك دياب وأخذ يكتب لليتامى آتابا، فلما وصل اليهم هؤالء األوالد ال :قرءوه، فقالت الجازية أن دياب قلبه دليله والذي له عدو ال ينام، ثم آتبت الى دياب تقول

برق يلمع من خالل اليماني

هيج بالقلب وجدي بعد ما دهاني

والريح هبت في ضميري وخاطري يقهر آل ظالم خواناهللا

دياب يا أمير ترسل تهددنا آنا لكم يا أمير بالوغى اخوان

نحن ترآنا لك بالدا تخصنا وال عدت تنظرنا بطول الزمان

اهللا يسامحكم بها ويطول عمرآم وتدوموا بخير يا أبا االحسان

واهللا يعوض أبا دياب بغيرآم

فصرنا ملوآا وعاد الدهر آما آان

جازية من آالمها، طوت الكتاب وأعطته للرسول، أخذه وسار الى دياب، فناوله اآتاب ففضه فلما فرغت الال بد ما أرتب وأدهمهم في بالدهم، وفي ذات األيام أتوا شعراء فمدحوا السلطان دياب ووصفوا له : وقرأه، فقال

الدنيا، وآان خاطبها السلطان بنت األمير ماجد بن الهدهاد، فسأل دياب عنها فأخبروه أنها لم يوجد مثلها في حسن البنه بريقع، فعند ذلك قال دياب واهللا نحن أحق بها من الغير، ثم آتب مكتوبا الى األمير ماجد يطلب ابنته، وبعث المكتوب مع األمير عرندس، فأخذه وسار حتى دخل على األمير ماجد، أعطاه الكتاب فقرأه وترحب في

ابعث وقل له بنتي مخطوبة الى األمير بريقع، وال يليق أن أفسخ الخطبة عرندس واستشار قومه، فقالوا لههلموا بنا الى نجع األمير بريقع : واألمير بريقع ابن عمك، فكتب الى دياب وأرسل المكتوب مع عرندس، ثم قال

ر، قاصدين بالد لئال يأتي فيقتلنا ويقتل أوالدنا، فهدموا البيوت وحملوا حريمهم وساروا يقطعون الفيافي والقفاالكوع، أما عرندس دخل على دياب وأعطاه الكتاب ففضه وقرأه، فغضب غضبا شديدا ورآب بالفرسان

واألبطال، قاصدا ماجدا حتى وصل الى بالده، وجد األرض قفرة والمزار بعيدا، فرجع وأرسل الجواسيس تفتش ة، وآانت لما هربت الجازية واخوتها، عليه، وآان عند دياب بنت أخته وهي بنت األمير حسن واسمها أمين

ال بد أبي ما : بقيت هي وأخذها دياب ووضعها عنده، وآانت بنت دياب تشتم لها اخوتها وأوالد أبي زيد وتقولان اخوتي : وقد سمعت أن أبي أمر يجيب اخوتك ويخدمهم عنده وان ما قبلوا يسير إليهم، فقالت! ! يقتلهم

ن ويأخذون بالثأر من أبيك، فغضبت منها وضربتها فترآتها وراحت الى قبر أبيها، صاروا ملوآا، وال بد ما يأتووصارت تبكي، وإذا برجلين مقبلين واحد أبيض والثاني عبد، فوصال الى قبر األمير حسن وأبي زيد، وصارا

أنا بدر بن قاشع نبكي على موالينا وأسيادنا: من أنتما وعلى من تبكيان؟ فقال لها أحدهما: يبكيان، فقالت لهماوهذا عبد أخيك وآنا عائشين بنعمتكم حتى غدر بنا الزمان، رحنا مع اخوتك وصرنا نسافر مثل المكارية من بلد الى بلد، واآلن ذاهبون الى بالد الكوع فان آان لك غرض أو وصية فانا نوصلها لك، فأشارت تكتب الى اخوتها

:وتقول

تقول أمينة بنت من ساد ذآرها جرى من مقلة العين عايمبدمع

تعاندني األيام والدهر هانني

وصرت حزينة والعقل صار هايم

أداري أنا روحي وأآتم بخاطري وال أعرف الراحات والرب عالم

يا أيها الغادي على متن ضامر تشق فالة األرض مثل النسايم

فأهدي سالمي ثم أعطي رسالتي رسالة محزونة تذوق العدايم

ي عز الملوك اذا علواالى أخوت

وسلم على أوالد عمي اللزايم

يجوني على خيل آما الريح جريها عليها شباب آالليوث الضياغم

بكل مهندي والرديني بكفه

لسان الحنش مسقى بسم األراقم

عسى يأخذون الثار من ولد غانم ويدعوه فوق األرض مرمي وعادم

تبقى بالد الغرب طوعا بيدآم

ل أبوآم حاآموتحكموها مث

فلما فرغت أمينة من آالمها، طوت الكتاب وأعطته الى بدر، فأخذه وسار هو والعبد حتى وصل الى بالد الكوع، ودخل على األمير بريقع، أعطاه الكتاب وخصلة الشعر، فلما نظروا الشعر وقرءوا المكتوب، هاجوا وماجوا

مالنا : مير حسن، فعند ذلك نهض األمير شيبان وقال لهمووقع فيهم البكاء والنحيب وجددوا حزن أبي زيد واألقوموا حتى نرآب ونسير الى حرب دياب، فأما أن نموت أو نأخذ ثأرنا ونخلص حريمنا ورجالنا ! ولهاذا البكاء

من ذل دياب، فقال بريقع هذا هو الصواب، ثم أنهم رآبوا بستين ألف فارس وساورا واليتامى أمامهم، وعندما اء نزلوا ليرتاحوا فسمعوا صوت عرب نازلين بالقرب منهم، وشاهدوا نيرانهم، فقال بريقع ألظن أمسى المس

هذا دياب أتى ليقتلنا، فما لنا اال نرسل من يكشف لنا الخبر، فقالت الجازية أنا أسير وأآشف لكم الخبر، ثم قلعت

بريقع وأوصت اال أحد يشعل النار أو ثياب النساء ولبست مالبس الرجال وتقلدت بالسالح وأخذت معها شيبان ويبدي حرآة قبل أن يحضروا، ثم ساروا تحت الظالم حتى قربوا من الربع، فسمعوا بكاء األطفال ونبيح الكالب، فعلموا أنهم عرب راحلوان بعيالهم ويمكن هاربين من دياب، ثم دخلوا بين العرب وسألوهم عن أميرهم فدخلوا

فأآلوا ثم قدم لهم القهوة فشبوا، وبعد / األقدام وترحب بهم وأجلسهم وقدم لهم الطعامعليه، فقام لهم واقفا على ذلك قالت الجازية آثر اهللا خيرك يا ابن عمي ماجد، فقال أراك عرفتني أيها الشاب الظريف وأنا ما عرفتك فمن

ت السلطان حسن، وهذا أنا الجازية أخ) من غاب عن العين ساله الخاطر ( تكون، فقالت الجازية صدق المثلبريقع وهذا شيبان، أتينا نأخذ بثأرنا من دياب، فوصلنا الى هذا البر في هذه الساعة، فسمعناآم وقصدنا نكشف

خبرآم، فلما سمع ماجد آالمها، قال أهال وسهال بصهري، وصار يقبلهم وهو اليصدق من عظم الفرحة، ثم ان ابنتي مخطوبة الى بريقع، ثم شاع : رندس، فقال لهحكى لهم قصته مع دياب وآيف بعث طلب بنته مع ع

الخبر، فصارت تحضر أمراء األمير ماجد وتسلم عليهم، وبقوا مدة ساعة وبعد ذلك قال ماجد الحمد هللا الذي صادفنا بعضنا في هذا المكان، فما عاد لنا اال المسير ألخذ الثأر، وقد بلغني أن دياب صار خرفانا وما عاد عزمه

ل، وهو يظلم في الرعية من خفة عقله، وصار الكل يكرهونه، فقالت الجازية لنكتب مكتوبا الى بني دريد آاألوونحرآهم يساعدوننا ألخذ الثأر، فقالوا هذا هو الصواب، ثم ودعوا األمير ماجد وساروا وأخبروا الباقين، ففرح

به وقدموا له مزيد االآرام، ثم أخذت الجميع، وفي الصباح رآب األمير ماجد وأتى وسلم عليهم، فترحبوا :الجازية تكتب الى األمير طوي بن مالك وتنخى قومه لحرب دياب وتقول

تقول فتاة الحي أم محمد وقلبي اليوم آان مألوم

وقد آنت محزونة الهم واألسا على فقد ابن سرحان والقيدوم

أبو زيد أنا والنبي ما نسيته موآان األمير الى األسرار آتو

أميرين واهللا ليس يوجد مثلهم وآان لهم سعد قوي مخدوم

قتلهم أبو وطفا دياب عداوة يجازيه ربي الواحد القيوم

لكن ربيت له ألخذ الثار عزوة أمارة آراما آلهم وقروم

يكيدوا العدا بيوم آرب وملمة وما فيهم اال آل ليث هجوم

يا أيها الغادي على متن ضامر

وآل نسومتسبق هبوب الريح

اذا جيت ألرض القيروان وقابس تالقي بها الزغبي أمير حكوم

فسلم على طوي خليفة عمنا أميرا آريم خليفة المرحوم

وسلم على أهل الدريدي جميعهم أمارا ليوثا ما بهم ميشوم

وقال أن الجازية أم محمد

تنبيكم األخبار ثم علوم

ان آان أنتم تحضروا وتوافقوا ال لنقضي المعلومتحضروا حا

فلما فرغت الجازية من آالمها، أرسلت الكتاب الى ابن مالك، فأخذه النجاب وسلمه الكتاب، فقرأه على أمراء

:بني دريد، ففرحوا جميعا ثم أجاب يقول

يقول طوي والدموع غزارى والنار في قلبي تزيد سعاري

اهللا أآبر زال عنا همنا

وقلونا فرحت بذي األخبار

خمسة عشر عام في أسر وعدامن وفي القلب منهم دوم شعلة نار

لما سمعت أخبارآم يا جازية أضاء علينا الحي ثم الديار

ففرحوا بكم أهل الدريد جميعهم ونسوانهم فرحت بأخذ الثار

اقراءوا سالمي لألمير بريقع أيضا شيبان الفتى المغوار

يا جازية هاتي القردوم وأسرعي

ا آلخذ الثارلعند أبو وطف

دياب غدا خرفان وحيله انقطع ما عاد لع عزم على البتار

فلما فرغ طوي بن مالك من الكتاب، سلمه للنجاب فأخذه وسار حتى وصل لعند الجازية، أعطاه الكتاب فقراته

:بحضور األمراء ثم قالت

خذوا حذرآم : الى طوي بن مالك تقول لهان دياب ال بد ما يغدر بقومنا ألن هذا الخبر ال يختفي، ثم آتبت مكتوبا ونهار غد العيد، اذا حضرتم لعند دياب فالبسوا دروعكم وأسلحتكم تحت ثيابكم، وحن نصل لعندآم يوم العيد،

وانقسموا فرقتين، النصف يجلسوا على المائدة والنصف يكونون راآبين خيولهم، فسار الرسول الى طوي بن ان بني زغبي أخذوا الخبر عن اجتماعاتنا وأوصلوه الى دياب، فلما عرف ذلك قال مالك، فقرأ الرسالة وقال نعم

لربعه، الرأي عندي أن نعمل وليمة على العيد، وعندما تجتمعوا ادهموهم بسيوفكم واقتلوهم وال تترآوا من يد أآابرهم أحدا، وفي يوم العيد عمل دياب وليمة ومد السماط وآان شي يدهش العقول، وعزم بني در

وأآابرهم، فحضروا ودخل نصفهم وجلسوا على الطعام، وبقي النصف اآلخر على ظهور الخيل، وفي تلك الساعة ارتفع الصياح من آل ناح، ووقع الصوت في بني هالل، وارتجت األرض فدقت الطبول وارتفعت

هبوا البوش وقتلوا الرايات وزلغطت النسا، فسأل دياب عن الخبر، فأخبروه بما جرى من اليتامى، وأنهم نالرعيان وطافوا على البلد من آل مكان، فعند ذلك أرسل دياب الى ابن أخته بريقع، جوابا يهدده بالقتل وأعطاه الكتاب، فقرأه وقال أن خالي خرفان ومراده أن أرد له البوش ونحن ال نرضى بالبوش وال بأخذ روح دياب، ثم

ه يداب امتقع وتكدر ورد عليه بكتاب، فأمر بالرآوب، فرآبوا اليتامى أشار األمير بريقع يرد الجواب، فلما قرأودقوا طبول الحرب وتقلدوا بسالحهم ونشرت بيارقهم وزغردت لهم النساء وانضم لهم قومهم بنو دريد وبنو زحالن، ونزلت بنو زغبي الى الميدان يتقدمهم دياب وهو من الكبر صار شعره أبيض، فانتصب ميدان الحرب،

رز الى الميدان فارس من بني زغبي اسمه الدهام، وطلب مبارزة الفرسان، فقالت الجازية ما أحد ينزل الى فب

ما ينزل الى هذا : هذا الفارس غيري، فقالوا هذا عار علينا واذا نزلت له نخاف عليك لئال تقتلي، فقالت لهمنحن نقف بالقرب منها، فان رأيناها مغلوبة الفارس غيري، قال األمير شيبان، اترآوها تبرز الى هذا الفارس و

ساعدناها وان رأيناها غالبة ترآناها، فبرزت الجازية الى الميدان وهي مقلدة بالسالح والدرع، فتلقاها األمير دهام وصار بينهما آر وفر وطعن يقصف العمر، وضربت هامه أرمت رأسه قدامه، فوقع قتيال وفي دمه جديال،

من هذا الفارس الذي قتل فارسنا واليتامى ما فيهم فارس اال مخيمر ابن أبي زيد، : وقالفاغتاظ األمير دياب ومخيمر مات في بالد الكوع؟؟

ثم برز من بني زغبة فارس اسمه أبو جمرة ابن األقرع صدم الجازية وضربها بالرمح، فخلت عنها وضربته

! !ما لهذا الفارس يا أمير سواكبالرمح في صدره طله من ظهره فوقع قتيال فقالت بنو زغبة

: فعند ذلك برز األمير دياب الى الميدان وقال من أنت أيها الفارس المفتخر بنفسه على أبناء جنسه؟ فقالت لهأنا ال أقاتل اال من آان حسبه مثل حسبي ونسبه مثل نسبي، : أنا ابن هذا الميدان، فما لك وللسؤال؟ فقال لها

حسبا ونسبا، أنا الجازية أخت األمير حسن وقد جئت آلخذ منك بالثار، فضحك دياب حتى أنا أآثر منك : فقال لهأنا ال أقاتلك ألنه عار علي أن اقتل امرأة، واذا قتلتك يقول الناس دياب يحارب : استلقى على قفاه، ثم قال لها

غدار وما جزاؤك اال قطع ما أروح من هنا حتى أحاربك، يا خائن يا: امرأة، روحي أرسلي األمراء، فقالت له ..رأسك

الجزء الرابع والعشرون من تغريبة بني هالل

فلما سمع دياب آالمها لعبت برأسه نخوة الرجال وضربها على جبينها فوقعت على األرض ميتة، فندم عليها ها مناحة عظيمة، ورجع من الميدان وقال ما آان الزم نقتلها، وأما اليتامى فأخذوا الجازية، آفنوها وعملوا علي

بكى عليها القريب والبعيد، وفي ثاني يوم برز بريقع الى الميدان، فبرز اليه دياب والتقى البطالن آأنهم جبالن وحان عليهما الحين وغنى فوق رأسيهما غراب البين، فقام دياب بعزم الرآاب وضرب بريقع بقفا يده، أرماه

سه لوال وصية أبي زيد لي آنت أفنيتهم عن آخرهم، ولكن الى األرض، ثم صار يضحك عليهم ويقول في نفخليهم يعرفوا مقام أنفسهم، وأما اليتامى فانهم رفعوا بريقع واحتاروا في أمرهم ماذا يفعلون، فاجتمعوا عند ماجد يتشاورون فقال لهم ماجد الرأي عندي أن تهجموا عليه هجمة واحدة وال بد ما تصيبه ضربة فيقع على

تترآوه حتى يموت، فقالوا هذا هو الصواب، وفي الصباح برزوا يطلبون الحرب والكفاح ودقوا األرض، فالالطبول وتقدم بريقع أمام دياب بال درع وما معه اال السيف والترس، فالتقاه األمير بريقع ووقع القتال وانحدنوا

أن يضرب بريقع بالسيف يقطعه اليتامى مرة واحدة، فالتقاهم وصاح فيهم صيحة ارتجت منها الجبال وأرادقطعتين، فطوحه صبي بالرمح من بعيد وقع في جنبه فمال دياب على األرض من عظم األلم، فعند ذلك تقموا

أنا شبعت من الدنيا وآل موتة ولها شبب وأشكر اهللا الذي مت : اليه وقال له بريقع آيف حالك اآلن؟؟ فقال دياب :ي أحد غريب، ثم غاب عن الوجود مقدار ساعة ثم أفاق يودع الدنيا ويقولقتيل أوالد حسن وأبي زيد وال قتلن

يقول الفتى الزغبي دياب المفارق سبحان ربي مالك الملكوت

سبحان رب العرش جل جالله له الحمد واالحسان والمثبوت

سبحان من أنشأ من الطين آدم وخرت له األفالك بعد خبوت

خلقهم وتكفل تقسيم رزقهم

له أجل ورزق وقوتوآل

هالل وعامر مع دريد وزغبي اذا شافهم انسان غدا مبهوت

فكم من ملك جاهم وآم قبيلة وراحوا من يد هالل شتوت

ندمت على فعلي بهم ندامتي على ما جرى لي وفات الفوت

قتلت أمارتهم وأخذت بالدهم وآم ملكت عروش وتخوت

عشرين تخت منهم ملكتها

اقوتمرصعة بالدر والي

أيا نار قلبي من فراق أبو علي وأبو زيد تغلي آالمياه وزيوت

أنا مفارق الدنيا وذاهب لغيرها قصدت ربا حاضرا ليس يموت

فقال بريقع هذه السكين التي ذبحت بها أبي، فقطع رأس دياب وترآه ورجع، فأتى قوم دياب فأخذوه وأآثروا

لبيارق السود، واجتمع األمراء من آل ناحية وحضر األمير بريقع عليه البكاءوالعويل ومزقوا ثيابهم ورفعوا اواخوته، فأخذوا خالهم ودفنوه بعد أن بكوا عليه وعادوا الى بني زغبة فوجدهم طائعين سامعين وجلس بريقع ملكا على بالد الغرب وراقت له األحوال وأقام أوالد شيبان ورزق وزراء عنده، وما سأل عن أوالد خاله دياب، أما نسرين زوجة دياب فانها لما قتل زوجها، قالت إلبنها ال بد وأن أوالد عمك يعملون حيلة عليك ويقتلونك

ويرتاحون من نسل دياب، ألنهم يخافون من لئال تأخذ ثأرك منهم، فقم ارآب الشهبا لنذهب عند أحد من أصحاب الشهبا وأردف أمه رواءه وخرجا من البالد أبيك، لبينما يصير وقت مناسب ألخذ الثأر، فرآب نصر الدين على

حتى وصال الى غدير تحت جبل وعليه رعيان تسقي جمالها والبنات والنسوان تلعب حواليه، فحول نصر الدين بوالدته فأآال وشربا، ورأى نصر الدين على المنهل صبية آأنها شمس منيرة بعينين زرقاوين وحاجبين

:رآها بحسنها وداللها واعتدالها، فتقدم وخاطبها بقولهمقوسين، شفتاها آالعناب تسبل من

يقول نصر الدين من ولد غانم يا مرحبا في نجمة الصباح

أهال وسهال ثم ألفين مرحبا فالعقل يا مليحة معك راح

باهللا أخبريني يا مليحة بأصلك وعن قومك عساهم قوم مالح

ألن قلبي يا مليحة انكوى راحوجسمي انضنى وقلبي مني

وان سألتني يا مليحة نسبتي

اسمي نصر الدين الفارس البطاح

أبوي ترى دياب الماجد المنتخب جرى صيته في براها وبطاح

جاوا علينا أهلنا يا مليحة قتلوا أبوي آان عزه الح

وصرنا ضيوف الخيرين بأرضكم

حتى الهي يخفف األتراح

ردي جوابي يا مليحة بالعجل

ع األرواحأخذت العقل مني م

فلما فرغ نصر من آالمه والصبية تسمع نظامه، بكت لحاله لما عرفت أنه ابن أآبر فرسان الزمان وأحبته، ثم :أشارت تجاوبه وتقول

قالت فتاة الحي باني التي شكت جرى الهوى خلى الفؤاد شعال

حبك أيا نصر و اهللا أضناني وادعى لقلبي فوق نار هبالي

مير بال خفاأنا بنت صالح يا أ

أبوي أمير فارس قتال

أبوي أمير ابن أمير و أميرة حاآم على المكناس باالجمال

أيا نصر أنا وحيدة عند أبي ربيت في قومي بعز و دالل

هيا بنا يا أمير نحو نجوعنا وحبك بقلبي ليس منه زوال

و أرحم فتاة يا أبن ولد غانم تعلقت بالحب عامدا األجيال

ا العمر سويةو نقضي بقاي

و نعيش في خير و صفوة بال

مقال فتاة الحي بأني شكت نار الهوى شبت بقلبي أيا مفضال

فلما فرغت الست بأني من آالمها، تقدمت أمه إلى باني و قبلها و قالت لها اذهبي إلى أبيك و أخبريه بحالنا،

تها و سارت إلى أبيها و قالت له يا أبي و فإن أراد أن يرسل يأخذنا لداره الن ذهابنا معك يشين بعرضك، فودعجدت على الغدير إمرأة غريبة و معها ولد هو إبن دياب، وهما قاصدانك من بالد بعيدة، فلما سمع األمير صالح آالم ابنته، أخذه العجب، الن دياب آان خلص له من بعض أمراء العرب، و قتل له خصمه و بقي حافظا له هذا

العبيد أن ينصبوا صيوانا أمام صيوانه، ورآب في مائة فارس و سار إلى الغدير و تقدم المعروف، و لذلك أمرأهال و سهال بابن األمير دياب، ثم ارآبوا أمه في هودج : إليه األمير نصر الدين و قبل يديه و قبله صالح و قال

يال جدا وعالمة الفروسية وسار نصر الدين على شهبا، و صار األمير صالح ال يرفع عينيه منه النه رآه جمالئحة عليه، ولما و صلوا القتهم البنات باحتفال زائد، فنزلوا بالصيوان الذي نصبوه و آان مفروشا بالحرير و مزرآشا و مزخرفا، ولما استقروا للراحة حضر الطعام و المدام و باتوا تلك الليلة منشرحين مسرورين، و ثاني

د األمير صالح، فأتى بهم إلى صيوان نصر الدين، فقام لهم على األقدام والقاهم يوم إجتمع األمراء و األعيان عنبالترحيب واإلآرام، وبعد أن جلسوا أخبرهم نصر الدين بقصة والده، فبكى األمير صالح، و صاروا يعزون نصر

، و اآلن حيث أنى الدين، وقال له األمير صالح ال تتكدر يا ولدي، فمن خلف مثلك ما مات، و اصبر على حكم اهللاآبرت و ما عاد لي إقتدار، فمرادي أن أنصبك مكاني حاآما على العشيرة، وقد زوجتك إبنتي بال مهر، فتعجب األمير نصر الدين من آرم األمير صالح ووثب و قبل يديه و شكره على معروفه، ثم انصرفوا و صار األمير

يدعوهم إلى عرس إبنته، فتواردت العربان من آل جانب صالح يهيء لوازم العرس، و أرسل إلى جميع القبائلو مكان، و أقاموا األفراح و الليالي المالح ودقت الطبول و نفخت الزمور وعين األمير صالح مدة العرس

أربعين يوما، فنحروا النوق و األغنام ودارت ليالي األفراح، و نهار األربعين بنوا صيوان األمير نصر الدين و لة من الحرير و أجلسوه على آرسي من العاج و قام الميدان ولعب الجريد بين األبطال، وعند المساء البسوه ح

أخرجوا العروس وهي آالشمس المنيرة وعليها من الجواهر ما يبهج األنظار و رآبوها على هودج عال من ي و الشهود وعملوا الحرير المقصب، وبعد أن طافوا بها ادخلوها على صيوان نصر الدين، و أتى القاض

الفروض الدينية، ثم إنصرف الجميع وبات نصر مع العروس في هناء و سرور، وبعد ذلك جلس نصر الدين حاآما على القبيلة عوضا عن األمير صالح، و بارآت له األمراء و األعيان وصار يتعاطى األحكام و يعدل في

لقريب و البعيد و صارت يرآب إلى الغابات يصطاد الرعية و يوهب و يعطي الشعراء و الفقراء، حتى أحبه ااألسود و الفهود ويسطو على آل عاص و نمرود، حتى طاعت لحكمة آل القبائل وصار له اسم وهيبة أعظم من

.أبيه

):قال الراوي ( #

ظلمه وطغى هذا ما آان من نصر الدين، وأما ما آان من األمير بريقع ملك تونس، فانه بعد قتل األمير دياب آثروبغى وتكبر، وال عاد يفكر بين األمير والفقير وأآثر من جوره على بني زغبة، وانعكف على معاشرة النسوان

ما عاد لنا طاقة على ظلم : واللهو، ولما أعياهم األمر، اجتمعوا عند األمير خطير، أآبر أمراء بني زغبة وقالوانا، قال يال قوم أنتم عملتم بحالكم هذا العمل ألنكم تهاونتم وما أعداءنا وهم دائما يتسلطون على أموالنا وحريم

أحد منكم شهر سيفا ألخذ ثأر األمير دياب، وال يفرجكم من هذا الضيق اال األمير نصر الدين، فاألوفق نستخبر عنه في أي أرض ونستدعيه ويستلم قيادة الفرسان، فقالوا افعل مرادك، فكلف األمير خطار شاعرا خبيرا بالبالد أن يسأل عنه، فقال أعطوني رفيقين، فأعطوه واحدا اسمه حامد والثاني اسمه منصور، فلبسا ثياب

الشعراء وصارا يطوفان البلدان ويمدحان األمراء حتى وصال الى غدير ماء في بالد الفاس والمكناس، فوجدا األمير دياب، فلما سمع الشاعر جماعة من الرعيان فسألوهم عن اسم أميرهم فقالوا اسمه نصر الدين ابن

باهللا عليك يا بن العم دلنا على هذا األمير، فنحن من عربه فسار : ناصر هذا الكالم، آاد يطير من الفرح وقال لهآبير الرعيان أمامهم حتى وصلوا، فوجدوا المجلس محبوآا، فجلسوا في الخارج، فالتفت نصر الدين وجد

لوا يا شعراء شرفونا، فدخلوا فأمر أن يأتوا بالزاد فأآلوا وأحضر لهم القهوة، تفض: الشعراء خارج الباب، فقالوبعد ذلك قال لهم األمير نصر الدين هاتوا ما عندآم من األشعار، فعند ذلك أخذ ناصر ربابته وراح يمدحه بشعر

.جميل تينا بصفة شعراء لندور عليك نحن أوالد عمك وقد أ: فلما فرغ ناصر من آالمه خلعوا مالبس الشعراء وقالوا له

في البلدان حتى تجئ وتخلصنا من ظلم نبي هالل والحمد هللا الذي وجدناك فلما عرفهم نصر الدين وثب اليهم يسلم عليهم ويقبلهم وقال لهم يلزم أن تبقوا عندنا ثالثة أيام ثم تعودون وتبشرون أهلي أني بعد ثالثين يوما

أيام خلع على آل منهم خلعة ملوآية وساق أمامهم األنعام فارادوا أن يستعفوا أآون عندهم فأقاموا عنده ثالثة فقال لهم ال بد أن تأخذوه ألن سمحت لكم وأنا ال أرجع بما أعطيت فأخذوا آل ما وهبهم وساروا يقطعون وا البراري والقفار حتى وصلوا لبيوتهم فأتى بنو زغبي وسلموا عليهم ومعهم األمير خطار وبعد أن شرب

:القهوة سألهم األمير خطار عن سفرهم فصار يخبرهم ناصر ويقول

يقول الفتى ناصر عما جرى له يا قوم أصغوا للحديث اللي جرى

درنا بالد الغرب والديار آلها

حتى بالد الفرس وأرض الكوجرا

رحلنا الى مكناس في عشرا رجب لهم ملك واهللا سبع غضنفرا

مأشقر ظريف القد حلو المباس يشبه دياب الخيل يا أهل الورى

ما شفت مثله بالكرم يا أهل الكرم يجري عطاه مثل فيض األبحرا

له صيوان وميتين أميرا حوله وألفين عبدا واقفة لتؤمرا

وميتين مملوآة أمامه تخدمه مثل الكواآب حسنهم ما أبهرا

يقضي ويمضي واألنام تطيعه مين الذي خالف آالمه يقهرا

عنده بالمسا وقت العشادخلنا

وأنا بصفة شاعر أحوالي منكرا

وبعد أ، أآلنا الزاد وشربنا الشراب عدلت أنا ربابتي يا أهل الورى

وأخبرته عن قصتي وعن سفرتي وعن حالنا يا قوم واللي جرى

وثب الينا وقال أهال ومرحبا

أنتم أعمامي أوالد عمي األنصرا

وقال لي روحوا ألهلي وبشروا ى عمومنا وأخوالنا واألصهراال

الزم أجيهم فوق الشهبا مبرشمة تشبه الى ريح الشمال اذا جرى

وأقتل عدوي وأشتفي من قتله وأفني أآابرهم آذال األصغرا

أنا نصر الدين ما في غبا

أدعي الفوارس بالحروب مقهقرا

أوهب لنا هذه األموال جميعها تعجز ملوك األرض عنها وتقصرا

زغبي أبشروا في سعدآميا آل

قد غاب نجم النحس عنكم وأندرا

شدوا حزام خيولكم يا قومنا جانا الفرج من عند رب مقدرا

فلما فرغ ناصر من آالمه والزغابة تسمع نظامه، طاروا من شدة الفرح وشكروا ناصر، ودارت األفراح وأخذوا

لد، وطلعوا الى تل ونظروا الى البر، فرأوا غبارا يهيؤن حالهم، وفي اليوم المعين خرج األمراء الى خارج البمن عند : من أين قادم؟؟ قال: فصبروا حتى انجلى على فارس راآب، شقرا آأنها البرق، ووصل اليهم فقالوا له

سيدي األمير نصر الدين، وسبب قدومي ألبشر بني زغبي بتشريفه في هذا النهار، فعند ذلك أعطوا الخبر رجوا في تسعين ألف فارس في الحديد غواطس، ومعهم الراية البيضاء التي آان ينشرها لجميع بني زغبي، فخ

دياب، فخرجت مشيخة الشباب بستين ألف فارس، وما بقي في تونس اال بني دريد وبني زحالن، وجملتهم مائة اك اال والغبار وثمانون ألف فارس، وأما جملة الذين خرجوا للملتقى، فمائتان وأربعون ألف فارس، فنزلوا هن

ثار، ثم انجلى عن بيارق مغربية وخيول شامية وفرسان مكناسية ورماح خطية وسيوف عجمية وذروع داودية

وخوذ سليمانية وطوارق هندية، وفي أولها فارس طويل القامة، عريض األآتاف، أشقر اللون أزرق العينين، وعلى يساره سيف ثقيل وتحته شهبا آأنها وعلى رأسه خوذة من عمل الهند وعلى آتفيه رمح طويل مكعب،

بنت الخضرا األصيلة، واذا هو البطل الرئبال الملك نصر الدين ابن الملك دياب الذي خضعت له صناديد الرجال، وعلى يمينه عمه الملك صالح وعلى شماله ابن األمير صالح األمير الحازم والليث الجازم، ومن ورائه عشرون

مسة آلف فارس، فلما وصلوا نزل نصر الدين على علين برشان، وأخذ يسلم على آافة راية وتحت آل راية خالفرسان، وبعدها أمر بنصب الخيام، فنصبوا له والى عمه صيوانا من الحرير األخضر على خمسمائة عمود

وعليه من النحاس األصفر، في أعاله تفاحة من الذهب األحمر وفي داخل الصيوان نقوش من تواريخ األولين،صور ملوك سالفين، فجلس نصر الدين على آرسي من الذهب وجلس عمه عن يمينه وابن عمه عن شماله،

هذا ما آان من هؤالء، وأما ما آان من بريقع بن حسن فانه اجتمع مع وزيره ، وقعدوا أمامه والخدام بين يديه ، فما يكون في ذلك؟؟ فقال ليس لي شيبان وقال هل أرى اليوم بني زغبة خرجت خارج البلد في ضجة عظيمة

اعلم يا ملك الزمان أن فرسانا أتوا من بالد الغرب، يتقدمهم : علم بشئ، وهم في الحديث دخل عليهم عيد وقالفارس عظيم، وخرجت بنو زغبة إلستقباله واجتمعوا على عين برشان وسلموا عليه سالم االخوان، فلما سمع

ن يكشف لنا خبرهم؟؟ فأرسلوا جاسوسا، فسار ودخل بين زغبة وعرف األمر بريقع ذلك الكالم، قال لشيبان موعاد، فأخبر بريقع، فعند ذلك صاح بقومه عليهم، أياها األبطال ثم أمر بدق الطبول ونادى على الفرسان تعتلي

صا فوق الخيل والتمت الفرسان ورآب الشجعان، وأما بريقع لبس درع أبيه وتقلد بالسالح ورآب بنت الحيوشيبان، عمل مثله وخرجوا من تونس في مئة وثمانين ألف فارس، ولما قربوا الى عين برشان، رآبت

الفرسان الخيول ووقعت العين على العين، واصطف العسكران وبرز شيبان ين أبي زيد الى الميدان، فنزل اليه من االثنين ضربتان قاطعتان فكان األمير الجازم وصدمه صدمة جبار فتلقاه شيبان فتالطما وتزاحما حتى طلع

السابق في الضربة األمير جازم، فطعنه بين البزين، طلع الرمح من بين اللوحي، فوقع الى األرض يتخبط ببعضه، فلما رأى بريقع أن شيبان قتيل، نزل الى الميدان وطلب مبارزة األبطال، قال ال أريد أن ينزل لحربي

ار نصر الدين أمامه، فالتقيا آما تلتقي األرض العطشانة وابل المطر واألمير غير أميرآم، فما أتم آالمه حتى صنصر الدين يفتل حول بريقع في الشهبا مثل حجر الطاحون، وأما بريقع وجد حاله مع خصمه مغلوبا فسار يغتنم

رب وأنا وراءك الى أين يا آلب الع: فرصة ليفر من أمامه ولكن نصر الدين لم يمكنه من ذلك بل هجم عليه وقال ؟ في الطلب؟

؛ ونزل به عل بريقع قسمه هو والجواد أربع قطع، وأشار بيده فانطبقوا وجذب سيفه الظامئ وقال اهللا أآبر

على بني زحالن، فما آنت ترى اال رؤوسا طائرة ودماء فائرة وفرسانا غائرة، فما سلم في تلك الواقعة سوى خل نصر الدين الى تونس وطلع الى قصر أبيه وتسلطن على آل الغرب، أربعة واحد من قوم زحالن، فعندها د

وصفت له األحكام وطاعته آل األنام، وما زالوا في بسط وانشراح مرتاحين من الحروب حتى أتاهم هادم اللذات .ومفرق الجماعات

تمت قصة تغريبة بني هالل