البـالء سنة الله تعالى في الحياة ،، وال يخُل� إنسان من البـالء منذ أبونا آدم عليـه السالم وحتى تقوم الساعـة ،، وقد ابتلى

الله تعالى األنبيـاء والمقربين والصالحين ليكونوا عـبرة وقـدوة لآلخـرين

يقول الله تعالى : أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمـا يأتكم مثُل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا .......

214سورة البقرة اآلية منا من هو مبتلى بمالـه ، ومنا بولـده ، ومنا بعافيتـه ، ومنا بجــاره ومنـا بعملـه ، ومنـا بوالديــه ، ومنـا بأقـاربــه ،،،

وغـير ذلـك كـثـير فـالبـــالء مشـاربـــه كـثـيره

Qكـم بشيء من الخوف والجوع ونقـص يقول الله تعالـى : ولنبلونمن األموال واألنفـس والثمرات وبشـر الصابـريـن ، الذين إذا

أصابتهـم مصيبـة قـالـوا إنـا لله وإنـا إليه راجـعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحـمة وأولئك هـم المـهـتــدون .

155،156،157سورة البقرة اآليات

ويقول الله تعالى : وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون ؟ وكان ربك بصيرا .

20سورة الفرقان اآليـة

وفـي هذا العمُل المتواضع سنواسي المبتلى باألقـوال الشافية المـداويـه

Qفهـم مـع هذا الكـُل مبتلى ،، ولكن يختلف النـاس بتعاملهم وتكيالبـــالء فمنهـم القـانــط البــائـس المـتـذمـر فـيدخـُل ضـمـن

وصـف القـانـطـيـن ومنهـم الصـابـر الراضـي المـحـتـسـب ويدخـُل ضمـن وصــف الصــابــرين فكـن من الصـابرين تكـن من

أصحـاب العزائـم الذين امتدحهم الله تعالـىيقول الله تعالـى : واصبر على ما أصابك إن ذلك من عـزم األمور .

17 لقمان

وامتدح الله تعالـى عبده أيـوب عليـه السالم حين صبر على البـالء h نعـم العـبـد إنــه أواب . فقال عنـه : إنـا وجـدنـاه صـابـرا

44سورة ص اآلية

Qكـم حـتى نعـلم المـجـاهـدين منكـم ويقول الله تعالـى : ولنبلونوالصابـريـن ونبلـوا أخـبـاركـــم .

31سورة محمد اآلية

أخـي المــؤمــن ،، أخـتي المــؤمـنـــة

إعـلمـا أنـه مـا مـن مـصيبـة أو بــالء يكـون فـي األرض أو فـي نفـسك إال وهو mر ومكـتوب فـي لحظته عند الله تعالى حتى ال تقول : لــو ،، فـإن األمـر منتهQمقـد

عند الله تعالى ،، وذلك في قوله تعالـى : مـا أصـاب من مـصيبـة فـي األرض وال في أنفـسكـم إال في كـتاب من قـبـُل أن نـبرأهـا إن ذلك على الله يـسـير ، لكي ال

تـأسـوا على ما فاتكـم وال تفـرحوا بـمـا آتـاكــم والله ال يـحـب كـُل مخـتـال فـخـــور من سورة الحديد23 ، 22اآليتـان .

يقول سيد قطـب رحمـه الله فـي هذه اآليـة فـي كتابـه تفسير الظـالل فـي المجلـد السادس : إن هذا الوجود من الدقـة والتقدير بحيث ال يقـع فيه حـادث إال وهو

مقدر في تصميمه ، محسوب في كيانه ال مكان فيه للمصادفـة وال شيء فيه جـزاف ،، وقبُل خلق األرض واألنفس كان في علم الله الكـامُل الشـامُل الدقيـق ،،

كـُل حـدث سيظهـر للخـالئـق فـي وقتـه المـقـــدور .

..نحـن ال نـدرك األشيـاء بغـير حـدود تميزهـا ، أمـا الله سبحـانـه وتعالـى فهـو

الحقيقـة المـطلقـة التي تطـلـع جـملـة عـلى هـذا الوجـود بـال حـدود وال قيــود

وهذا الكون وما يقع فيه من أحداث وأطوار منذ نشأته إلى نهايته كائن في علم الله جملة ال حدود فيه وال فواصُل من زمان أو مكـان ، ولكُل حـادث موضعـه في تصميمه

الكـلي المكشوف لعلم اللهفكـُل مـا يقـع فـي األرض وفـي أنفـس البشـر هـو فـي ذلك الكـتـاب األزلـي

مـن قبـُل ظهــور األرض واألنفـس فـي صورتهـا التي ظهـرت بهـا ) إن ذلـك عـلى الله يـســير (

بـشــارات نـبـويّــــه

يقـول الرسول صلى الله عليـه وآلــه h ألمـر المـؤمن إن أمـره وسلـم : عجـبـا

كـلـه لــه خـير وليـس ذلك ألحــد إال للمؤمــن ، إن أصابتـه ســراء شكــر

h لــه ، وإن أصابتـه ضـراء فكــان خـيراh لـه . رواه مسلمصـبر فكـان خـيرا

قـال رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم : ما يصيب المـسلـم من نصب وال وصـب وال هـــم وال حـــزن وال أذى وال

غـــم ، حتى الشوكـة يشاكـهـا إال كـفّـر الله بهـا من خـطـايــاه . النصـب : متفق عليـه

التعــب ،، والوصـب : المـــرض

ما أكـرم الله تعالـى ،، حتى فـي همنـا وحـزنـنا إن نحـن صبرنـا ورضينـا

يكـفـر عنـا سيئاتـنا ويمنحنـا األجـر حـتى فـي الشوكــة الصـغـيرة .

يقول الرسول صلى الله عليه وآلـه وسلم :

صـــب ـ� h ي ـرد الله بــه خــيرا ـ� مــن يرواه البخـاري منـه .

يقول الرسول صلى الله عليـه وآلـه وسلم : إن عـظــم الجـزاء مـع عظـم البــالء ، وإن الله تعالـى h ابتالهـم فمن رضي فـلـه الرضى ، إذا أحب قـومـا

ومن سخـط فـلـه السخــط .

رواه الترمذي يقول الرسول صلى الله عليه وآلـه وسلم : ما يـزال

البــالء بـالمـؤمـن والمـؤمنـة فـي نفسـه وولـده ومـالـه حتى يلـقى الله تعالـى وما عليـه خـطـيئـة .

رواه الترمذي

يقـول الرسول صلى الله عليـه وآلــه وسلـم : إن الرجــُل لتكـون لــه

الدرجـــــة عنــد الله ال يبلغـهـا بعملــه حـتى يبتـلى ببــالء فـي جـسمـه

فيبلغـهــا بذلـك . فـي صحيح الجـامـع 1625حديث رقـم :

الصـغير

قـال رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم : من أصيب بمصيبـة فقـال كما أمـر الله تعالـى :

إنـا لله وإنـا إليـه راجعون ، اللهم أؤجرني فـي h منهـا فعـُل الله ذلك بــه ، مصيبتي وأعقبني خيرافقالت أم سلمــه رضي الله تعالـى عنها : لمــا

توفـي أبوسلمـة قـلتـه ، ثـم قـلت : ومن لـي مثُل أبي سلمـه ؟ فأعقبها الله تعالى برسوله

صلى الله عليه وآلـه وسلم فتزوجهـا .

رواه مسلـم

اب بن األرت رضي الله تعالـى عنـه Qـ عـن خبقـال : شكونـا إلـى رسول الله صلى الله

عليه وآلـه وسلم

د بُـردةh لـه فـي ظـُل الكـعبـة Qوهو متوسفقـلنـا : أال تستنـصر لنـا ؟ أال تـدعـو لنــا ؟

�ؤخـذ الرجـُل فقـال : قـد كـان من قبلكـم ي�حـفر لـه فـي األرض فيجعـُل فيها ثـم فييؤتى بـالمـنشـار فيوضـع عـلى رأســه

فيجـعـُل نصـفـين ، ويمشـط بـأمـشــاط الحــديــد مـا دون لحـمـــه وعـظـمــه ما يصـده ذلك عـن دينـه ،، والله ليتمـن الله

هذا األمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ال يـخـــــاف إال الـلــــه

والـذئـــب عـلى غـنـمــه ولكـنكــم تـستـعـجـلــــــون .

رواه البخاري

األقـوال الشـافيـة المـداويــة ألصحـاب البـالء والنفـوس الصـابـره

Qب النفـس فـي زمـن مـن عــاش مـع الله عـز وجـُل طيالسالمـة ال يوصـف بالبطـولـة إال إذا هفـت عليه ألـوان

التقلب فـي زمــن البــالء فهنـاك المـحـــك . ابن الجوزي رحمه الله

اعلموا أن الصبر من األمور بمنزلـة الرأس من الجسد ، فإذا فـارق الرأس الجسد فسد الجسد ، وإذا فارق الصبر

األمور فسدت األمور . علي بن أبي طالب رضي الله عنه

عمر بن الخطاب بـالصـــبر أدكــنــا ح�ـســن العـيـــش . رضي الله عنه

المـصيبـة واحـدة ،، فـإذا جـزع صاحبهـا صـارت اثـنتين ، هي األولـى والثـانية ذهـاب أجــرهـا وذلك أعـظـم مـن المـصيبـة

عبدالله بن المبارك رحمه الله نفـسـهــا .

مـن شـكـا مـصيبـة بــه إلـى غـير الله لـم يـجـد فـي قـلبـه . h لطـاعــة الله حـالوة أبــدا

شقيق البلخي رحمه الله

ليـس أحــد إال وهـو يفـرح ويحــزن ، ولكـن اجعـلـوا الفــرح . h h والحـــزن صـــبرا عكرمـة بن شكــرا

أبي جهُل رضي الله عنه

مـن رضـي بقـضـاء الله جـرى عليـه وكـان لـه أجـر ، ومـن علي بن لـم يرض� جــرى عليـه وحـبـط عملــه .

أبي طالب رضي الله عنه

h ثـم يكـبر إال المـصيبـة فـإنهـا تبـدو كـُل شيء يبـدو صغـيراكـبيرة ثـم تـصغـر .

نصر بن يسار رحمه الله

إن صاحـب العقـيدة مـدرك لسنـة الله تعالـى ، متعـرQف لمـشيئـة الله مطمئن لقـدر الله ، يعلـم أنـه لـن يصيبـه إال مـا

كـتب الله لــه . سيد قـطـب رحمه الله

إن طريق الجنـة محـفوف بـالمـكـاره وزاده الصبر على مشاق الطريق وليس التمني واألمـاني الطائرة التي ال تثبت على

المـعـانـاة والتمحيـص . سيد قـطب رحمه الله

النفس المـؤمنـة هي التي تصبر للضراء وال تستخفهـا الســراء ، وتتجـه إلـى الله فـي الحـالين ، وتوقـن أن ما أصابها من الخــير

والشــر فبــإذن الله .

سيد قطب رحمه إن الشدQة بعد الرخــاء والرخــاء بعـد الشـدQة هما اللذان الله

يكـشفـان عـن معـادن النفـوس وطبـائـع القـلـوب . سيد قطب رحمه الله

إن هذه العقيدة إذا رسخت فـي نفسك وقـرQت فـي ضميرك صـارت البليـة عـطيـة والمـحنـة منحـة وكـُل الوقـائـع جـوائــز وأوسمــة .

فال يصبك قـلق من مرض أو موت قريب ، أو خسارة مالية فإن الباري قد قـدQر والقضاء قد حـُل ، واإلختيار هكذا والخـيرة لله تعالـى h ألهُل المصائب صبرهم ورضاهم ، واألجـر حـصُل والذنـب زال ، فهنيئا

عن اآلخذ المعطي القابض الباسط ولن تهدأ أعصابك وتسكن بالبُل نفسك وتذهب وساوس صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر ،، جـف القلم بما أنت الق فال تذهب

نفسك حسرات ، التظن أنه كان بوسعك إيقاف الجـدار أن ينهار ، وحبس المـــاء أن ينسكب ، ومنع الريـح أن تهب ، وحفـظ الزجـاج

أن ينكـسر ،،

سـوف يقـع المـقـدور ، وينفـذ القـضــاء ، ويـحـُل المـكـتـوب .

د. عـائـض القـرني

h منه إذا صبرت h إال عوضك خيرا ال يسلبك الله شيئاواحتسبت

فـال تـأسـف على مصيبـة فـإن الذي قدQرهـا عنده جنة وثواب وعـوض وأجـــر عـظـيــم .

إن عمـر الدنيـا قـصير ، وكنزهـا حـقير ، واآلخـرة خـير وأبقى فمن أصيب هنا كـوفىء هناك ، ومن تعب هنـا

ارتــاح هناك

أمـا أصحـاب الدنيـا المـتعلقون بها فتعظـم عليهـم المـصـائب وتكـبر عندهـم النكـبات ألنهـم ينظـرون

تـحت أقـدامهـــــم فـال يـرون إال الدنيـا الفـانيـة الرخـيصــه .

د . عـائـض القـرني

h ؟ في كـُل دار نـائحـة ، وعـلى كـُل تلفت يمنة ويسرة فهُل ترى إال مبتلى ومنكـوبـاخــد دمـع كــم مـن المـصـائــب ! وكـــم مـن

الصــابـريـن ! فلست أنت وحدك المـصاب بُل مصابك أنت بالنسبة لغـيرك قـليـــُل ،،، كــم مـن مريــض على سريره أعـوام يتقـلـب ويئــن مـن األلــم

والسقـم ! كــم مـن محـبـوس مـرت بــه سـنـوات مـا رأى الشمـس بعـينـه ومـا عــرف غـير زنـزانتـه ! كــم مـن رجـُل وامـرأة فقدا فـلذات أكـبادهما فـي ميعـة الشباب وريعـان العـمـر كــم مـن مكـــروب ، ومــديـن ، ومـصـــاب ،

ومنكـــوب !

ن نفسك وتوازن مصابـك بمن حولـك ليظهـر لـك أنـك Qعليك أن توطـمعـافى بالنسبـة لهـؤالء ، وأنـــه لـم يـأتـك إال وخـزات سهـلــة ،،

فـاحـمــد الله على لطـفـه واشكـره على ما أبقى واحتسب ما د. عـائـض القـــرنيأخــــذ .

تفويض األمر إلى الله والتوكُل عليه والثقة بوعده والرضا بصنيعه وحسن الظن به وانتظار الفرج منه من أعظم

ثمرات اإليمان وأجُل صفـات المـؤمنين ،، وحينما يطمئن العـبد إلـى حـسن العـاقبـة ويعتمد على ربـه فـي كُل

شأنـه يجـد الرعايـة والواليـة والكفايـة والتـأييـد والنـصــرة .

لمــا ألقي إبراهيم عليـه السالم فـي النــــار قـال : حـسبنـا الله h h وســالمــا ونعـم الوكـيـُل ، فجـعلـهـا الله عليـه بـــردا

ورسولنا صلى الله عليه وآلـه وسلم لمــا هددوه وأصحابـه بجيوش الكـفـار قـالـوا : حـسبنـا الله ونعـم الوكـيُل .

إن اإلنسان وحـده ال يستطيع أن يصـارع األحــداث وال يقـاوم h إال h عـاجـزا المـلمـات وال ينازل الخطوب ألنـه خلق ضعيفا

حينما يتوكُل على ربـه ويثق بـه ويفوض األمر إليه ،، فـاجـعـُل شعـارك عنـد المـلمـات :

حـسبنـا الله ونعـم الوكـيـُل . د. عـائـض القـرني

ال تحــزن ،، ألن الحـزن يضعفـك فـي العبـادة ويعطـلك عـن الجهــاد ويورثـك اإلحبـاط ويدعـوك إلـى سـوء الظـن

ويوقعك فـي التشـاؤمال تحـزن ،، فـإن الحـزن والقـلق أساس األمراض النفسية

ومصدر اآلالم العـصبيـة ومـادة اإلنهيـار والوسـواس واإلضـطــراب

ال تحـزن ،، ومعك القرآن والذكر والدعاء والصالة والصدقة وفعُل المعروف

ال تحــزن ،، وال تستسلم للحـزن عـن طريـق الفـراغ والعـطـالـــــة

ح ، إقـرأ ، أكـتـب ، إعـمـُل ، إستقبـُل ، زر ، Qـ صـُلQ ، سبتـأمـــــُل

ال تحــزن ،، واعـلم أن كُل شيء بقـضـاء وقـدر ، وأن كُل قضاء للمسلم خـير لـه ، وأن المـصائب مراهـم للبصائـر وقـوة للقـلوب ، وأنـك بمـا عنـدك ومـا أنـت فيـه ، أنت

فــوق كـثير مــن النــــاس

د . عـائـض القـرني

انـيــــه مـن الله تعـالـى Qـ بـشــارات ربالقــائــــُل

ابتغاء وجـه ربهم وأقاموا الصالة وأنفقوا مما والذين صبرواh وعـالنية ويدرؤون بالحسنة السيئة أولئك لهـم رزقناهم سرا

، جنات عــدن يدخلونها ومن صلـح من آبائهم عـقبى الداروأزواجهم وذرياتهم والمـالئكـة يدخلون عليهم من كُل بـاب ،

فنعـم عـقبى الـــدار . بما صبرتم سالم عليكـم من سورة الرعـد22،23،24اآليات

سورة فـإن الله ال يضيع أجــر المـحسنين يتق ويصبرإنـه من 90يوسف اآليه

سورة أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون صبرواولنجزينQ الذين 96النحل اآلية

ج عن كُل مسلم Qاللهم يارب تفراللهــم اشــفm كــُل مبتلى

واقــضm ديـــن كــُل سقـيــم وفـــك أســـر كــُل مـديـــناللهـم اشـرح صـدر كـُل مسلـم أســــير

وفـرج الهـمـوم وأصـلح ذات البـين اللهـــم يـــارب أعــط كـُل مسلـم يـــــارب

ومسلمـه مناهـم وحـقـق آمـالـهـم وبـارك لـهـم فـي عـافيتهـم وأهـليهـم واحـفـظـهـم مـن كـُل ســـوء يـــارب

borsh2@hotmail.c

om

أجمُل التحية والدعوات من أخـوكـم / بومـشـــاري