حاجتنا إلى المسيح

23

Click here to load reader

description

اعتراض الناس على مسيحيتنا لا يقوم إطلاقاً على شخص المسيح، ولكنه يقوم على عدم وجود المسيح في مسيحيتنا، لو كان المسيح "بلاهوته" كائن في حياتنا، ما اعترض إنسان قط على لاهوت المسيح!! الناس عثروا في المسيح لأننا وضعنا المسيح في حياتنا جنباً إلى جنب على مستوى الحاجيات الأخرى، على مستوى السعي لأكل خبز الجسد بل على مستوى المتعة والفسحة والتسلية والعلم والسياسة، فظهر المسيح الذي فينا أقل من قامته الحقيقية ألف ألف مرة، فإن كان المسيح إلهاً، لزم أن يكون أعلى وأعظم وأسمى من كل شئ في حياتنا، بل أعظم من حياتنا.الحاجة ماسة جداً أن تكون مسيحيتنا هي المسيح نفسه، وليس مبادئنا او أطماعنا او كبرياءنا وخبثنا أو شهوتنا للظهور والتكريم والمجد الدنيوي الباطل، الذي نخفيه وراء اسم يسوع!!

Transcript of حاجتنا إلى المسيح

Page 1: حاجتنا إلى المسيح

المسيح إلى حاجتنا

المسكين متى األب

Page 2: حاجتنا إلى المسيح

حياتي بكور في بشدة نظري لفتت التي االختبارات أعظم إن

تنقصني كثيرة أشياء إلى بحاجتي أشعر حينما أنني هو المسيحية،

الضيق بي يبلغ الرهبان، أو الكنيسة او الناس مع معامالتي في

وتأثيري وخدمتي نشاطي من يضعف ? شديدا ? مبلغا والحزن واأللم

ربي يسوع شخص من أقترب أن بمجرد ولكن اآلخرين، في

أو طولها في السبب دائما أنا اكون غيبة بعد من آت وكأنه وأحسه

? فرحا قلبي يطفر مني، يقترب استشعره حينما أقول قصرها،

بحاجاتي إحساس كل عني فيسقط واحدة مرة عقلي وينجمع

كلها، حياتي أفق فوق المسيح ويرتفع ونقصي، وعوزي الكثيرة

ويجرف بفيض بمائه وأحس حاجاتي كل من أكثر هو أراه حينئذ

. العقل يفوق بتسليم حبه تيار في حياتي

كثيرة أفكار بي تعصف كانت حينما والقوة، المقدار وبنفس كذلك

العام أو الخاص المستوى على عنايته او الله معامالت جهة من

? دائما الله أود ألني االختناق، حتى ? جدا داخلي في نفسي وتضيق

: تارة الرحمة مستوى المستويات كل على ? متفوقا يظهر أن

Page 3: حاجتنا إلى المسيح

مرة الحانية األوبة متسوى أخرى، تارة والتأديب العدل ومستوى

المشاعر تتجاذبني فأظل أخرى، مرة والنقمة السيادة ومستوى

أستشعره أن بمجرد ولكن سالم، أو راحة أي دون المتعارضة

جميع عني وتسقط واحدة مرة الحال في نفسي تهدأ مني يقترب

موازين كل على ? جدا ? متفوقا المسيح ويظهر والهموم، التساؤالت

سيادتنا أو أبوتنا عدلنا، أو رحمتنا جهة من أكانت سواء تفكيرنا

. مشيئته!... بسر المسيح يعرفنا ما ? كثيرا اللحظات هذه وفي ? جميعا

الوحيدة حياتنا حاجة هو المسيح أن ? يقينا علمت اإلختبارين بهذين

في كثيرة أشياء إلى حاجاتنا ازدادت عنه بعدنا إذا وأننا تنقصنا التي

والعامة الخاصة األمور مصير جهة من ? جدا قلقنا وازداد العالم، هذا

. حياتنا في

!! كلشئ؟ ملء كأنه هكذا المسيح يظهر فلماذا

من تعاني البشرية أن ندرك أن يلزمنا السؤال هذا على وللإجابة

العليا المثل بين الإنسان كيان صميم في الكائن والتمزق التوتر

Page 4: حاجتنا إلى المسيح

والفلسفات الدنيات تاريخ بحسب وثبت الجسديات وواقع للروح

" " بينهما طبيعي صلح حالة إقامة في أمل أي يوجد ال أنه والعلوم

الأوامر مجرد أو المهارات تهذيب أو الحكمة أو العقل بتدخل سواء

!! تعصف أن فبمجرد بالعصى التأديب حتى أو الإلهية والوصايا

القيم كل على التمرد التمرد، سالح إلى الإنسان يد تمتد الغرائز،

أشنع يقترف يجعله مؤقت روحي بعمى الإنسان فيصاب الروحية،

! نفسه ضد حتى التعديات

المعجزة الكامل، والهوته الكاملة بشريته المسيح يظهر هنا

- غرائزه جهة من البشري الواقع كل صالحت التي العظمى

والزمن باآلخرين احتكاكه في الجسدية وانفعاالته وعواطفه

- العليا المثل مع صالحه الخاصة وتعثراته ونواقصه وحاجاته

بآن ? وأبديا ? ورائعا ? كامال ? صلحا نفسه، الله مع بالحري أو الروحية،

ما كل ألن نفسه، اإلنسان أعماق في ? متجذرا ? عميقا ? وصلحا واحد،

!! للبشرية ? ملكا صار للمسيح

Page 5: حاجتنا إلى المسيح

معجزة واحد، بآن الله ومعجزة اإلنسان معجزة المسيح صار هنا

إلى دخوله في الله ومعجزة الله طبيعة عمق إلى وصوله اإلنسان

!! يلزمنا المعجزة، هذه نور في ندخل ولكي اإلنسان طبيعة عمق

تآلفت مهما نظرية على يقوم ال الصلح هذا أن ندرك أن

وصايا، تنفيذ مجرد على وال المجلدات، آالف لها ووoضع النظريات،

المسيح في تم شخصي صلح هو المسيح أكمله الذي فالصلح

هذه نتيجة وكانت نحن، بقدراتنا وليس هو بقدراته نفسه،

أن بمجرد أنها ندرك أن ويكفي البشري، للعقل الفائقة المصالحة

يسوع شخص في البشرية شملت وصلبه، المسيح تجسد في تمت

. اآلب الله لدى يمثلها الذي

الذي بشريتنا جسم في تصالح الله ألن نفسه، مع تصالح اإلنسان

أننا واالختصار الثقة بمنتهى نقول لذلك منا، أخذه الذي للمسيح،

!! نوع هو للغاية، شخصي الصلح هذا المسيح في الله مع تصالحنا

- المسيح - الوحيد الوسيط هذا بها قام التي الفريدة الوساطة من

Page 6: حاجتنا إلى المسيح

دخلت بل العالم، دخلت جديدة قوة عنها فنشأت والناس، الله بين

السماء!!

الفاشلة محاوالتنا هي مسيحيتنا في واألضعف األصغر الصورة إن

يسوع الرب بدون اليومية مشاكلنا على يسوع وصايا تطبيق في

" شخص يدخل أن فهي واألعظم األقوي الصورة أما نفسه،

الحال" في ونرتفع مشاكلنا، كل الحال في فتسقط حياتنا المسيح

!! اإلطالق على شخصية مهارة بدون يسوع وصايا مستوى إلى

جراء من داخله في المسيحي اإلنسان يذوقها التي المرارة

? عاجزا ويقف المسيح بوصايا نفسه تصطدم حينما اليومي التمزق

أن يحاول كونه من ناتجة هي يحبها، أنه مع بها اللحاق عن ? تماما

..! المسيح مستحيل وهذا المسيح، بدون المسيح وصايا غلى يصل

لستم " أم أنفسكم، امتحنوا وجوده بها نختبر لكي الوصية لنا وضع

تكونوا لم إن فيكم هو المسيح يسوع أن أنفسكم تعلمون

( " 5: 13كو 2مرفوضين" يحفظ( يحبني الذي الرب يقول لذلك ،

Page 7: حاجتنا إلى المسيح

يو" ) أن( 21: 14وصاياي يستطيع الذي هو يحبني الذي أن بمعنى ،

!! وصاياي يعمل

!! !! للمسيح ما كل ذلك وبعد اوًال* شخصالمسيح

لغير مسيحيته يعلن أن لحظة، كل وفي ،? دائما مطالب المسيحي

توتر في تجعله المطالبة هذه سواء، بحد والمسيحي المسيحي

يراه حتى الحق مستوى على يكون أن عليه يتحتم ألنه دائم

أن قبل بمقتضاه يتصرف حتى اإليمان مستوى وعلى وتكشفه،

. ولمسيحه لنفسه ? خزيا أصبح وإال يعلنه،

قامته في والمسيح المسيح، يعلن أن يستطيع الذي ذا من ولكن

األرض في وما السماء في ما كل قمة فهو بلوغه؟ يمكن ال شيء

الصورة هو كله ذلك فوق ثم شخصه؟ في شئ كل يجمع

أو يعلنه أن يستطيع الذي ذا فمن المنظور غير لله المنظورة

أمر ومنطق؟ بالغة مستحيل، أمر اإلنسان؟ عقل يشرحه؟

حينما المسيح، يعلن أن على القادر هو وحده المسيح مستحيل،

Page 8: حاجتنا إلى المسيح

أو أسلحتي جميع ألقي مني يقترب من  أستشعره كلها تسقط هي

او في، يتكلم الذي وإيماني حقي لسان وحده فهو ذاتها، تلقاء

لها حصر ال بطرق ذاته يعلن أن قادر فإنه في، يتكلم أن دون حتى

في ذاتها تعلن نهائية ال قوة المسيح فشخص به، ينطق ال وبسر

هو اإلنسان جهد أن بل اإلنسان، من جهد أي بدجون اإلنسان

أن ? جدا ماسة فقط الحاجة المسيح، الستعالن األكبر المعطل

يتكلم نتركه ثم كياننا بكل نستقبله وأن لدينا قدومه نستشعر

. فينا ويعمل

شخص على ? إطالقا يقوم ال مسيحيتنا على الناس اعتراض

لو مسيحيتنا، في المسيح وجود عدم على يقوم ولكنه المسيح،

" على " قط إنسان اعترض ما حياتنا، في كائن بالهوته المسيح كان

!! في المسيح وضعنا ألننا المسيح في عثروا الناس المسيح الهوت

مستوى على األخرى، الحاجيات مستوى على جنب إلى ? جنبا حياتنا

والفسحة المتعة مستوى على بل الجسد خبز ألكل السعي

من أقل فينا الذي المسيح فظهر والسياسة، والعلم والتسلية

Page 9: حاجتنا إلى المسيح

أن لزم ،? إلها المسيح كان فإن مرة، ألف ألف الحقيقية قامته

من أعظم بل حياتنا، في شئ كل من وأسمى وأعظم أعلى يكون

حياتنا.

وليس نفسه، المسيح هي مسيحيتنا تكون أن ? جدا ماسة الحاجة

والتكريم للظهور شهوتنا أو وخبثنا كبرياءنا او أطماعنا او مبادئنا

!! يسوع اسم وراء نخفيه الذي الباطل، الدنيوي والمجد

" ابن ? فعال وهو محبوب، المسيح قط، المسيح يكرهون ال الناس

إنسان،" كل يشتهيها التي أعماقها بكل ذاتها والمحبة ، المحبة

صنعناها التي المزيقة وصفاتنا وسلوكنا أخالقنا يكرهون الناس

. ورياء? ? كذبا المسيح باسم

كل من أكثر أصبح اليوم والمسيح المسيحية بين التفريق إن

! سلوكنا ألن ضدنا ? وصراخا بل فينا ? ظهورا السالفة العصور

المسيح عن تصدر ال ولكنها فقط مسيحية تخرج وكلماتنا وأعمالنا

لذلك الزكية، المسيح رائحة وال المسيح روح لها ليست فهي قط،

! محبوبة غير مسيحيتنا كانت إن تتعجب ال

Page 10: حاجتنا إلى المسيح

ليظهر أخرى مرة المسيح شخص إلى نتوجه أن ? جدا مساة الحاجة

المزيفة أعمالنا فيها تتالشى صادقة نهضة فتخرج حياتنا، في

بدون له تشهد أن تستطيع التي الحقيقية المسيح أعمال وتظهر

..! إلى يأتوا أن يريدون الناس ألن اللعينة عبقرياتنا من تدخل

على نوافق أن يمكن هل الترابية، ألشخصنا وليس نفسه المسيح

هي المسيح إلى طريقنا تعترض التي العظمى المشكلة إن ذلك؟

تظهر التعب أو الخطر وعند بالمسيح، نمسك وال بذواتنا نمسك أننا

! المسيح يظهر وال أنفسنا

لذلك نظرنا، في جيدة تظهر أنفسنا أن الضاللة هذه في ما وأخطر

المسيح فيظل بالمسيح، لنتمسك أنفسنا نترك أن حاجة أي نجد ال

!! ظهرت إذا وحتى وأسماعهم الناس عيون عن ? مخفيا الحقيقي

في وتعيش وكاذبة ومخادعة حقيرة أنها ? أحيانا أعيننا أمام أنفسنا

تقوى ال فإنها ،? تماما عنها غائب والمسيح بالمسيح تبشر إذ ضاللة،

ليحييها وتموت تجازف ان الكافية القناعة تجد وال التغيير على

? جدا لذيذة الدهر هذا لحساب الحياة ألن جديد، من لنفسه المسيح

Page 11: حاجتنا إلى المسيح

.. إليها أضافت إذا ? وخصوصا مجدها تطلب التي للنفس ومعزية

وال المزيف النوراني المجد صورة تأخذ فحينئذ مسيحية، ? أقواال

المسيح يسوع نور فيهم الذين إال يكشفها أن أحد يستطيع

" : بالمسيح!!.. بل بأنفسنا نكرز لسنا فإننا باآلية نؤمن متى الحقيقي

( " يسوع؟ أجل من لكم عبيدا بأنفسنا ولكن ،? ربا (5: 4كو 2يسوع

صورة في متخفية للناس ذواتهم قدموا وكارزين خدام من كم

ليس والخزي اللوم ووقع المسيح في الناس فعثر المسيح، تعاليم

!! أن مع فيهم الضعيف المسيح شخص على بل اشخصاهم على

المسيح من يأخذ أن بالضرورة عليه يتحتم للمسيح يشهد الذي

بتوسط تتم وهي ومعناها، الشهادة روح هي هذه لآلخرين، ويعطي

فينا له يشهد أن ? توقا ويتوق للمسيح ما بكل العارف القدس الروح

!! عن ومنعناه القدس الروح أحزنا مرة كم ولكن ينبغي كما

ومنافعنا أمجادنا تخدم يسوع شهادة جعلنا عندما الشهادة

نقبل؟ هل ذواتنا، من نتحرر أن ماسة الحاجة الخاصة؟

Page 12: حاجتنا إلى المسيح

أن أعماقه عمق في يشعر وال المسيح، يسوع سيرة يقرأ من ثم،

كالمسيح هو الله كان فإن لله؟ صورة وأوضح اجمل هو المسيح

! حدود بال ومقتدر ? جدا حاني وأب ? حقا للبشر محب إله ? فعال فالله

( " يوم" اآلب رأى فقد رآني (.9: 14الذي

في إال الله تجد ولن الله، تجد حتى تعيسة ستظل البشرية إن

قدرته ليظهر فرصة حياتنا في المسيح يجد أن ينبغي كان المسيح،

به لهم ليكون ? حقا الله ابن بأنه الناس ليؤمن والهوته السرمدية

المسؤولون نحن ولكن ،? حقا اآلب فيه وليروا أبدية، وحياة خالص

تقديم بدل ذواتنا تقديم بسبب بالمسيح اإليمان تعطيل عن

!! الهوته حساب على بشريتنا تمجدت وهكذا الحقيقي، المسيح

مثله، نكون أن في النهاية في يتركز الفدائي المسيح عمل إن

طريق عن ال علينا، ويملك حياتنا يمأل عندما وصفاته، أخالقه نحمل

ليحل " الرسول بولس القديس يقول كما ولكن والتهذيب، التعليم

( " أف قلوبكم في باإليمان (17: 3المسيح

Page 13: حاجتنا إلى المسيح

فقد وصفاته، المسيح أخالق وبالتالي المسيح الناس يحمل وعندما

كل بالتالي وتجاوزت نفسها، تجاوزت البشرية أن معناه هذا يكون

يمت ال الذي الممجد طورها في ودخلت وموتها، ومرضها عجزها

لإلنسان، الجديدة الخليقة هي هذه الميت، الترابي ميراثها إلى قط

ذاته فوق اإلنسان يرفع ان اإللهية المسيح قدرة هي هذه ثم

مجال إلى الفعالة وحياته المسيح بقوة ويدخل عجزه فيتجاوز

واعية حرة استجابة اإلنسان فيستجيب اإللهية، والحرية الفعل

مستقبل هو هذا كلل، وبدون قصور بدون إيحاءاته ولكل لله فرحة

دعي لذلك الجديد، ميالده هو وهذا المسيح، في الجديد اإلنسان

!! الثاني آدم بحق المسيح

. مستحيل هذا مسيح؟ بدون لله نولد كيف إذن

على البشرية في عمله أسس المسيح أن ? إطالقا ننسى ال ثم

كفعل المسيح حياة دخل قد كان وإن والصليب الصليب، أساس

فالذي وسلوك، حياة كنموذج لنا سلمه أنه إال األولى بالدرجة فداء

Page 14: حاجتنا إلى المسيح

بلغها التي المسيح عظمة يدرك لن الصليب بمبدأ يعيش ال

اختبرنا إذا أما الحقيقي، الفداء معنى ويقدر يفهم ولن بالصليب،

سيكون ذلك فإن وسرور، وعي عن وتذوقناه حياتنا في الصليب

الفائقة قدرته عظمة ومعرفة المسيح لمعرفة السري المدخل

في! المسيح مع ندخل الصليب اآلالم شركة خالل من ثم نحونا

السماء في اآلب وتعزيات أمجاد لكل كوارثين أبدي عهد

! ! المسيح في اإلنسان لسر يا بل المسيح لسر يا