دولة ماليزيا (KPTوزارة التعليم العالي )

جامعة المدينة العالمية ماليزياكلية العلوم اإلسالمية

قسم القرآن الكريم وعلومه

اإلشارات التربوية في سورة يوسف – عليه السالم-جمعا ودراسة

خطة بحث لنيل درجة الدكتوراه في القرآن الكريموعلومه

محور / التفسير الموضوعيإعداد الطالبة

عالء عبد الله إبراهيم القضاة التخصص : التفسير وعلوم القرآن هيكل الدراسة

Aat743الرقم المرجعي:

إشرافالسيد سيدأحمد نجمالدكتور/

أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد ونائبرئيس قسم التفسير

جامعة المدينة العالمية

م2011 هـ - 1432العام الجامعي :

أ

ب

CERTIFICATION OF DISSERTATION صفحة التحكيم :WORK PAGE

تم إقرار بحث الطالب: عالء عبد الله إبراهيم القضاةمن اآلتية أسماؤهم:

The thesis of …………………………. has been approved by the following:

Supervisor Academicالمشرف على الرسالة

Supervisor of correctionحالمشرف على التصحي

Head of Departmentرئيس القسم

Dean, of the Facultyعميد الكلية

& Academic Managementsقسم اإلدارة العلمية والتخرج Graduation Dept

Deanship of Postgraduate Studiesعمادة الدراسات العليا

إقرار

ت

أقررت بأن هذا البحث من عملي الخاص، قمت بجمعه ودراسته، والنقل واالقتباس من المصادر والمراجع المتعلقة

بموضوعه.

اسم الطالب : التوقيع : -----------------

التاريخ : -----------------

DECLARATION

I hereby declare that this dissertation is result of my own investigation, except where otherwise stated .

------------------------------ .Name of student:

ث

Signature------------------------ :

Date------------------------ :

جامعة المدينة العالمية إقرار بحقوق الطبع وإثبات مشروعية األبحاث

العلمية غير المنشورة © محفوظة2014حقوق الطبع

عالء عبد الله إبراهيم القضاة اإلشارات التربوية في سورة يوسف –

عليه السالم- جمعا ودراسة ال يجوز إعادة إنتاج أو استخدام هذا البحث غير المنشور في

أي شكل أو صورة من دون إذن مكتوب موقع من الباحث

ج

إال في الحاالت اآلتية:يمكن االقتباس من هذا البحث بشرط العزو إليه .-1 يحق لجامعة المدينة العالميRRة ماليزيRRا االسRRتفادة من-2

هذا البحث بمختلف الطرق وذلك ألغراض تعليمية، الألغراض تجارية أو تسوقية.

RRRة بماليزيRRRا-3 يحRRRق لمكتبRRRة جامعRRRة المدينRRRة العالمي اسRRتخراج نسRRخ من هRRذا البحث غRRير المنشRRور؛ إذا

طلبتها مكتبات الجامعات، ومراكز البحوث األخرى.

أكد هذا اإلقرار :

--------------التاريخ: -------------التوقيع:

بسم الله الرحمن الرحيم ملخص البحث

الحمد لله وحده، والصالة والسالم على من ال نبي بعده ....وبعد:

فهذا ملخص للرسالة العلمية التي تقدمت بها لنيل درجة الدكتوراه من جامعة المدينة العالمية - بماليزيا - قسم القرآن

م، والموسومة ب2011R هR - 1432وعلومه، للعام الدراسي " اإلشارات التربوية في سورة يوسف – عليه

السالم- جمعا ودراسة ". وقد قسمت العمل فيه إلى مقدمة وتمهيد وثالثة فصول

وخاتمة، وفهارس، وفق الترتيب اآلتي:

ح

واشتملت على أهداف البحث وأهمية الموضوع،المقدمة: ، ومنهجوهيكل البحث والدراسات السابقة،،ومشكلة البحث

الكتابة فيه. وقد اشتمل على أربعة مباحث: التمهيد:

وهو بعنوان التفسير الموضوعي للقرآنالمبحث األول: الكريم، وفيه عرفت بمصطلح التفسير الموضوعي، وبينت

أنواعه الثالثة. وهو بعنوان: بين يدي السورة الكريمة، حيثالمبحث الثاني:

قمت بالتعريف بالسورة الكريمة، وبيان مناسبتها لما قبلها، ووجه تسميتها بسورة يوسف، وأحسنوأسباب نزولها،

واستظهار مقاصد السورة الكريمة. ،القصص وهو بعنوان: العبرة من القصص القرآني.المبحث الثالث:

وفيه عرفت معنى كلمة اإلعجاز في اللغة واالصطالح، وأظهرت أوجه اإلعجاز البالغي والبياني التي اشتملت عليها

السورة الكريمة. وهو بعنوان: مناط اإلعجاز القرآني فيالمبحث الرابع:

. قصة يوسف .وهو بعنوان: ابتالء نبي الله يوسف الفصل األول:

وقد اشتمل على ستة مباحث: مع إخوته.ابتالء يوسف المبحث األول: في الجب.يوسف المبحث الثاني: وامرأة العزيز والنسوة.يوسف المبحث الثالث: في السجن.يوسف المبحث الرابع:

وموقفه من األزمة االقتصادية.يوسف المبحث الخامس: وفيه ذكرت الدروس والعبر المستفادةالمبحث السادس:

من الفصل األول.. ليوسف اصطفاء الله الفصل الثاني: وهو بعنوان:

وقد تضمن ستة مباحث. وإيثاره بحب ليوسف اصطفاء الله المبحث األول:

والديه. بالنبوة. له اصطفاء الله المبحث الثاني: بدخوله ديار مصر. له اصطفاء الله المبحث الثالث:

خ

بتعبير الرؤى. اختصاصه المبحث الرابع: بالتمكين في األرض. له اصطفاء الله المبحث الخامس: ذكرت فيه بعض الدروس والعبرالمبحث السادس:

المستفادة من الفصل الثاني. وفيه قمت بدفع الشبهات الواردة علىالفصل الثالث:

، وقد تضمن ثالثة لنبيه يوسف القصة، وبيان عصمة الله مباحث.

لنبيه يوسف وفيه بيان عصمة الله المبحث األول:وقمت بدفع شبهة الهم.

وفيه بيان عصمة الله تعالى لنبيه يوسف المبحث الثاني:وقمت بدفع شبهة السرقة، وشهوة االنتقام.

وفيه ذكرت بعض الدروس والعبرالمبحث الثالث:المستفادة من الفصل الثالث.

وقد تضمنت أهم نتائج البحث، وبعض المقترحات.الخاتمة: وقد اشتملت على الفهارس الفنية الكاشفة عنالفهارس:

مضامين الرسالة، وبيانها كاآلتي:- فهرس اآليات القرآنية الكريمة .1- فهرس األحاديث النبوية الشريفة .2- فهرس المصادر والمراجع العلمية .3- فهرس األعالم4- فهرس األشعار5- الفهرس العام للرسالة6

AbstractIn the name of God the Merciful

                              Research Summary Praise be to Allah alone, and peace and blessings be upon the Prophet after him .... and after: This isa summary of thescientificmessagemade by thePh.D.From the University of International City - Malaysia - Department of the Quran and its Sciences, for the academic year 1432 - 2011, AD, and tagged "Educational signalsinSurat Yusuf-peace be upon him-a gatheringand studying."

The work is divided into an introduction and a preface, three chapters and a conclusion, and indexes, according to the following order:

د

Introduction: The objectives of the research included the importance of the subject, and the research problem, and previous studies, the structure of the search, and the methodology of writing it. Boot: The included four topics: The first topic: It is titled objective interpretation of the Koran, and it is known by the term objective interpretation, and showed three types. The second topic: It is entitled: Sura in the hands of stones, where by definition you surah stones, and suitability to the statement before it, and the reasons for getting out, and call it the face of Surat Yusuf, and the best stories, and memorization purposes Sura stones. The third topic: It is entitled: the lesson of Quranic stories. And it knew the meaning of the word miracle in the language and terminology, and demonstrated the rhetorical aspects of Miracles and chart included in the sura stones. The fourth topic: It is entitled: the focus of Quranic miracle in the story of Joseph peace be upon him. Chapter One: It is entitled: plague Prophet Yusuf peace be upon him. It included six sections: The first topic: plague peace be upon him with his brothers. The second topic: peace be upon him in the pit. The third topic: peace be upon him and dear woman and women. For the Study of IV: peace be upon him in prison. Section V: peace be upon him and his position on the economic crisis. Section VI: and it said lessons learned from the first chapter. Chapter II: It is entitled: culled from God to Joseph, peace be upon him. It included six sections. The first topic: culled from Almighty God to Joseph, peace be upon him, and a preference for the love of his parents. Second topic: the co-opting of God peace be upon him his prophecy. The third topic: co-opting of God peace be upon him entering the homes of Egypt. Section IV: competence peace be upon him words visions. Section V: co-opting God Almighty has empowered peace be upon him in the ground. Section VI: You mentioned some of the lessons learned from the second quarter.

Chapter III: in which you pay the reproach contained on the story, and the

ذ

statement of the infallibility of God Almighty to His Prophet peace be upon him, has included three sections. The first topic: the statement and the infallibility of God Almighty to His Prophet peace be upon him, and you pay the suspicion carefree. The second topic: the statement and the infallibility of God to His Prophet peace be upon him, and you pay the suspicion of theft, lust and revenge. The third topic: and it said some of the lessons learned from the third quarter. Conclusion: The results included the most important, and some of the proposals.

Indexes: The technical indexes included revealing the contents of the message, and a statement as follows: 1 - Index of Quranic verses stones. 2 - Index hadith. 3 - Index of sources and scientific references. 4 - Index flags 5 - Index of poems 6 - Catalog of the message

شـكر وتقديـر [،٧]إبراهيم: ژڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ژ : استجابة لقوله

على ما أسبغهفإنني أتوجه بالشكر والحمد والثناء كله لله علي من نعم ظاهرة وباطنة ال أحصي لها عدا, والتي منها

تيسيره وعونه على إنجاز هذه الرسالة، فله الحمد جل وعالفي األولى واآلخرة، حمدا يليق بجالل وجهه وبعظيم سلطانه.

ر

»من لم يشكر الناس، لم يشكر: وعمال بقول النبي ، فإني أتوجه بخالص الشكر والتقدير لكل من أسهم أوالله«

أعان على إتمام هذا البحث، وعلى رأسهم فضيلة الدكتور/ السيد سيد أحمد نجم المشرف على البحث، على ما أبداه من نصائح وتوجيهات قيمة، أسهمت في إنجاز هذا البحث وتخطي

ما يعرض فيه من إشكال، فله مني جزيل الشكر والتقدير، وأسأل الله العلي القدير أن يجزل له المثوبة، وأن يرفع منزلته

في الدنيا واآلخرة. كما أتقدم بالشكر والعرفان لجامعة المدينة العالمية وجميع

القائمين عليها، وأخص بالذكر معالي مديرها األستاذ الدكتور/ محمد بن خليفة التميمي، على إتاحة الفرصة لي لمواصلة

تعليمي العالي. كما أتوجه بأسمى معاني الشكرلجمعية دار البر في دبي / اإلمارات العربية المتحدة، التي فتحت أبوابها لطالب العلم

أن يبارك في جهود القائمين عليها،وساندتهم، أسأل الله وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.

عالء عبدالله إبراهيم القضاة

اإلهــــــداء

ز

إلى زوجي العزيز الذي ذلل لي الصعاب، وأزال من أمامي العثرات، وكان بتأييده وتشجيعه المستمر لي نعم المعين بعد

.الله إن لم تعني خيله وسالحه ..... فمتى أقود

إلى األعادي عسكرا؟فجزاه الله عني خير الجزاء.

إلى والدي الكريمين اللذين كان لهما أبلغ األثر في تنشئتي أن يمد وتوجيهي لطلب العلم والسعي لتحصيله, أسأل الله

في عمريهما على طاعته، وأن يجعل كل حرف في هذهالرسالة في ميزان حسناتهما.

الى قرة عيني، ومهجة قلبي، وفلذة كبدي، أوالدي أسامةودعاء.

الى إخواني وأخواتي وأحبابي الذي كان لتشجيعهم الدائم أثرعظيم في مسيرتي العلمية.

إلى كل السائرين على هدي القرآن الكريم وسنة رسولنا، وأصحابه الغر الميامين. الكريم

إلى العاملين في مجاالت التربية والتعليم، والقائمين على تربيةالجيل من أجل إصالح المجتمع.

أهدي هذا السفر المتواضع سائلة الله أن يتقبله مني خالصالوجهه الكريم وأن ينفع به البالد والعباد إنه سميع مجيب.

عالء عبدالله إبراهيم القضاة

س

الفهرس العامالصالموضوعم

فحة1.المقدمة114.التمهيـــــــــــد2 التفسير الموضوعي للقرآنالمبحث األول: 3

الكريم.15

تعريف التفسير الموضوعي)المطلب األول(:4في اللغة واالصطالح.

15

أنواع التفسير الموضوعي،)المطلب الثاني(:5وأمثلة ألقسامه.

18

18النوع األول من التفسير الموضوعي.625النوع الثاني من التفسير الموضوعي.727النوع الثالث من التفسير الموضوعي.829بين يدي السورة الكريمة.المبحث الثاني: 9

29 التعريف بالسورة الكريمة.)المطلب األول(:1035 مناسبة السورة لما قبلها)المطلب الثاني(:1140. أسباب نزول السورة الكريمة)المطلب الثالث(:12 وجه تسميتها بسورة يوسف،)المطلب الرابع(:13

.وأحسن القصص46

50. مقاصد السورة الكريمة)المطلب الخامس(:1466العبرة من القصص القرآني.: المبحث الثالث15 تعريف القصة في اللغة:()المطلب األول16

.واالصطالح66

66القصة في اللغة.1767.القصة في االصطالح18 المقصود بالقصة في القرآن )المطلب الثاني(:19

الكريم.68

69. أهداف القصص القرآني)المطلب الثالث(:20

ش

70.الدعوة إلى التوحيد واالستدالل عليه21.71تسلية وتثبيت قلب النبي 22 تثبيت قلوب المؤمنين وتسليحهم بعزيمة الصبر23

.واليقين72

74.العظة واالعتبار2477.إظهار وبيان قدرة الله تعالى المطلقة25.78تقرير نبوة محمد 26.83 مناط اإلعجاز في قصة يوسف المبحث الرابع:27 مفهوم كلمة مناط، وكلمة)المطلب األول(:28

اإلعجاز.84

84 مفهوم كلمة مناط.)أوال(:2985 مفهوم كلمة اإلعجاز)ثانيا(:30 أوجه اإلعجاز في قصة يوسف)المطلب الثاني(:31

.87

87.اإلعجاز البالغي3287ائتالف اللفظ مع اللفظ وائتالفه مع المعنى.3388براعة االستهالل.3491العدول عن الجناس.3591اإلستعارة.3693.المجاز المرسل3796.اإليجاز38101.حذف المبتدأ39103اشتمال السورة على اإليجاز البسيط والمختصر.40104.حذف المضاف واقام المضاف إليه مقامه41105التلميح.42106.التعريف باإلشارة43107.براعة الطلب44108.اختالف الصيغ والفائدة التي جاءت بها كل صيغة45109.براعة التخلص في السورة الكريمة46110فن االحتجاج النظري.47111.فن االعتراض48116.التوسع في المعنى49

ص

118.اإليحاء50.122 ابتالء نبي الله يوسف :الفصل األول51123 مع إخوته. ابتالء يوسف المبحث األول:52.123 حسد إخوة يوسف )المطلب األول(:53123.تعريف الحسد54.129 محاولتهم قتل يوسف )المطلب الثاني(:55132. يوسف في الجب:المبحث الثاني56 وامرأة العزيز يوسف :المبحث الثالث57

والنسوة.138

138 من الجب. خروج يوسف )المطلب األول(:58139 والرق.يوسف المطلب الثاني(:)59142 وامرأة العزيز.يوسف المطلب الثالث(:)60151 والنسوة.يوسف )المطلب الرابع(:61155 في السجن.يوسف :المبحث الرابع62 وموقفه من يوسف الصديق :المبحث الخامس63

األزمة االقتصادية.159

159. التفسير ووضع الحلول)المطلب األول(:64 الدقة في التخطيط وتحمل)المطلب الثاني(:65

المسؤولية.161

163الزراعة.الري و تنظيم )المطلب الثالث(:66164 إنشاء قاعدة اإلحصاء.)المطلب الرابع(:67165الدروس والعبر المستفادة من الفصل األول.68 لنبي الله يوسف اصطفاء الله :الفصل الثاني69

.178

لنبي الله يوسف اصطفاء الله المبحث األول:70وإيثاره بحب والديه .

178

تفضيل بعض األبناء على بعض)المطلب األول(:71في المحبة دون المعاملة.

179

183. فضل حب الوالدين لولدهما)المطلب الثاني(:72 لنبي الله يوسف اصطفاء الله المبحث الثاني:73

بالنبوة .178

187 تعريف النبوة والرسالة لغة:)المطلب األول(74

ض

.واصطالحا187.النبوة في اللغة75188.النبوة في االصطالح76189.الرسالة في اللغة77190.الرسالة في االصطالح78190. النبوة اصطفاء إلهي(:)المطلب الثاني79192طهارة نسبه.80193 وحفظه. ليوسف رعاية الله 81194 قبل النبوة وبعدها.سيرته 82 لنبي الله يوسف اصطفاء الله المبحث الثالث:83

.بدخوله ديار مصر 200

206. بتعبير الرؤى اختصاصه المبحث الرابع:84 تعريف الرؤيا وحكم تعبيرها)المطلب األول(:85

بدون علم.206

208 التعريف بمصطلح التعبير.)المطلب الثاني(:86209 الفرق بين الرؤيا والحلم.)المطلب الثالث(:87209 أقسام الرؤى.)المطلب الرابع(:88210 رؤيا األنبياء وما في حكمها.)المطلب الخامس(:89 ليوسف اصطفاء الله المبحث الخامس:90

بالتمكين في األرض.217

الدروس والعبر المستفادة منالمبحث السادس:91الفصل الثاني.

227

، لنبيه يوسف عصمة الله الفصل الثالث:92.ودفع الشبهات الواردة في هذا الشأن

233

ودفع ليوسف عصمة الله المبحث األول:93.شبهة الهم

234

: تعريف العصمة في اللغة)المطلب األول(94واالصطالح.

234

234تعريف العصمة في اللغة.95235تعريف العصمة في االصطالح.96 عصمة األنبياء والرسل عليهم)المطلب الثاني(:97

.السالم236

ط

.241 دفع شبهة الهم عن يوسف )المطلب الثالث(:98242تعريف الهم، والمراد منه.9910

0 لنبيه يوسف عصمة الله المبحث الثاني:

.ودفع شبهة السرقة، وشهوة االنتقام256

101

256. دفع شبهة السرقة)أوال(:

102

261. دفع شهوة االنتقام)ثانيا(:

103

الدروس والعبر المستفادة منالمبحث الثالث:الفصل الثالث.

272

104

281.الخاتمة

105

281. النتائج)أوال(:

106

282 المقترحات.)ثانيا(:

107

284.فهرس اآليات القرآنية

108

292.فهرس األحاديث النبوية الشريفة

109

296.ثبت المراجع والمصادر

110

319.فهرس األشعار

111

322.فهرس الكلمات الغريبة

112

323.فهرس األماكن والبلدان

113

323.فهرس األعالم

ظ

بسم الله الرحمن الرحيممقدمة

ہ ھ ھ ھژالحمد لله رب العالمين، ہ ہ ہ ۀ ۀۓھ ڭ ڭ ڭ ڭ ۓ ے ژ ۇ ۆ ۇے

[ .111]اإلسراء : ۇئ ژوأشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك له، وئ وئ ەئ

ۈئ ۆئ ۆئ ېئ ۈئۇئ ېئ وأشهد أن، [54]الفرقان : ژېئ سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله ربه هاديا ومبشرا

ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وأنزل عليه الكتاب والحكمة وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه الذين آمنوا به وعزروه ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، أولئك

هم المفلحون . الذي أنزله على قلبوبعد: فإن القرآن الكريم هو كتاب الله

، فأخرج به الناس من الظلمات إلى النور،نبيه محمد ٿ ٿ ٹٿٿٹ ٹ ژ وأنقذهم من الكفر والظلم والفجور،

[1 ]إبراهيم :ژٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ، لمقاصد عالية، هذا القرآن على قلب نبيه . وقد أنزل الله

وحكم سامية، وأغراض شريفة، من أهمها أن يكون هذا القرآن الكريم هداية للثقلين إلى الصراط المستقيم، وإلى السعادة

التي تصبو إليها النفوس، وتتطلع إليها األفئدة والقلوب .

1

في هذا الكتاب من العقائد السليمة،لقد أودع الحق والعبادات القويمة، واألحكام الجليلة، واآلداب الفاضلة،

والعظات البليغة، والتوجيهات الحكيمة، ما به قوام الملةالكاملة، واألمة الفاضلة، والجماعة الراشدة.

ومن ثم كان هذا الكتاب - القرآن الكريم - أفضل الكتب ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿژ ٹ ٹ السماوية، وأوفاها بحاجة البشرية،

.[ 9]اإلسراء : ژٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ وكان للقصص القرآني الدور البالغ في تسلية وتثبيت فؤاد

، وإيجاد مواعظ وعبر للمؤمنين، وأن، وتقرير نبوته النبي مرد األمور كلها لله بدءا وعودا ونهاية, وأن عاقبة الصبر دائما

چ چ چڃڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃژ ٹ ٹ خير، يوسف [، ولقد جاءت سورة 120]هود : ژڇ ڇ ڇ چ

بأسلوب فذ فريد في ألفاظها، وتعبيرها، وأدائها، وفي قصصها الممتع اللطيف، تسري مع النفوس سريان الدم في العروق،

وتجري برقتها وسالستها وعذوبتها في القلب جريان الروح في الجسد، فهي وإن كانت من السور المكية، التي تحمل -في الغالب- طابع اإلنذار والتهديد والوعيد، إال أنها اختلفت عن

غيرها في هذا الميدان، فجاءت طرية ندية، اتسمت بأسلوبها اآلسر الممتع اللطيف، السلس األخاذ الرقيق، تحمل جو األنس

والرحمة والمودة، والرأفة والحنان، تبشر بقرب النصر، لمن تسلح بالصبر، وسار على درب األنبياء والمرسلين –صلوات الله

وسالمه عليهم -، والدعاة المخلصين، فهي سلوى للقلوب،

2

وبلسم للجروح، وقد جرت عادة القرآن الكريم بتكرير القصة في مواطن عديدة، بقصد العظة واالعتبار، ولكن بإيجاز دون

إسهاب، الستكمال جميع حلقاتها، وللتشويق إلى سماع األخبار دون سآمة أو ملل من ذكرها . وأما هذه السورة الكريمة فقد

جاءت حلقاتها هنا متتابعة بإسهاب وإطناب، ولم تكرر في موضع آخر من القرآن الكريم كسائر قصص األنبياء؛ لتشير إلى

اإلعجاز القرآني في المجمل والمفصل، وفي حالتي اإليجازۇئ ٹ ٹ ژ واإلطناب، ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ۈئ ۆئائ ۆئ

مئ ی ی ی ی حئ جئ ىئ ىئ ىئ ېئ ېئ ېئ ژۈئ[.111]يوسف :

: " ال يسمع سورة يوسف محزون إال استراح(1)قال ابن عطاء.(2)إليها"

)( ابن عطاء: يعلى بن عطاء العامري الطائفي، نزيل واسط، روى عن: أبيه،1 ووكيع بن عدس، وعمارة بن حديد، وعمرو بن الشريد، وجماعة كثيرة، وعنه:

الثوري، وشعبة، وحماد بن سلمة، وشريك، وأبو عوانة، وهشيم، وثقه أحمد، وقال هR.ينظر: الذهبي: شمس120يحيى بن معين: يعلى بن عطاء ثقة، توفي سنة :

الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي )المتوفى: هR(، تاريخ اإلسالم ووفيات المشاهير واألعالم، تحقيق: عمر عبد السالم748

هR )1413التدمري، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة: الثانية، (، وابن أبي حاتم: أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر7/507

هR( الجرح والتعديل،327التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم )المتوفى: الناشر: طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن – الهند، دار

(. 9/302 هR )1271إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة: األولى، )( البغوي: محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي )المتوفى:2

هR(، معالم التنزيل في تفسير القرآن = تفسير البغوي، تحقيق: محمد عبد510 هR )1417الله النمر، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة: الرابعة،

4/212).

3

: " وفي هذه القصة من العبر والفوائد(1) وقال ابن القيموالحكم ما يزيد على األلف فائدة، لعلنا

.(2)إن وفق الله أن نفردها في مصنف مستقل" من أجل ذلك كله، كان اختياري لهذا الموضوع لما فيه من

آيات وعبر متنوعة، لكل من سأل الهدى وأراد الرشاد، ولما فيه من التقلب من حال إلى حال، ومن محنة إلى محنة، ومن محنة إلى منحة، ومن ذل ورق إلى عز وملك، ومن فرقة وشتات إلى اجتماع وإدراك غايات، ومن حزن وترح إلى سرور وفرح، ومن

رخاء إلى جدب، ومن جدب إلى رخاء، ومن ضيق إلى سعة. والله تعالى أسال أن يهبني إخالص النية والعمل، وأن يجعل

هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به غيري، وأن يمنحني فيه التوفيق والرشد والسداد، وأن يجزي الله عنا

القائمين على جامعة المدينة خير الجزاء، إنه تعالى نعم المولى.ونعم النصير

أبي بن ابن القيم: هو شمس الدين أبو عبد الله محمد )(1 حريز الزرعي ثم الدمشقي الحنبلي، المشهور بابن قيم بن سعد بن أيوب بن بكر

ولد سابع صفر سنة إحدى وتسعين وست مائة، وسمع من محمد ابنالجوزية، عماد الدين الشيرازي، والقاضي بدر الدين ابن جماعة، واإلمام العالمة تقي الدين

ابن تيمية، وحدث عنه: الشيخ زين الدين ابن رجب، وابن عبد الهادي، وبرهان ومن تصانيفه: بدائع الفوائد، وزاد المعاد في هدي خير العباد،الدين الزرعي،

الصفدي: صالح الدينهR . ينظر: 751ومفتاح دار السعادة، وغيرها، توفي سنة: هR(، الوافي بالوفيات،764خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي )المتوفى:

المحقق: أحمد األرناؤوط، الناشر: دار إحياء التراث – بيروت، عام النشر:1420(Rوالسيوطي:2/197ه .) عبد الرحمن بن أبي بكر، جالل الدين السيوطي

هR(، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، المحقق: محمد أبو911)المتوفى: ( .1/63الفضل إبراهيم، الناشر: المكتبة العصرية - لبنان / صيدا )

ابن قيم الجوزية: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، أو الداء)(2(. 1/210هR)1418والدواء، الناشر: دار المعرفة – المغرب، الطبعة: األولى،

4

مشكلة البحث:تدور مشكلة البحث حول اإلجابة عن األسئلة اآلتية:-

؟- ما هي اإلشارات التربوية التي تجسدها سورة يوسف 1 - ما العبر والعظات التي يمكن أن نستخلصها من سورة2

في مجال التربية واألخالق؟يوسف - ما هي أهم الدروس والتوجيهات التي يمكن استباطها من3

، لمعالجة ما يواجهه الشباب من الفتنسورة يوسف والمغريات، وما يواجهونه من مصاعب وشدائد، في العصر

الحديث؟. -كيف كانت استنباطات أهل العلم لإلشارات التربوية التي4

؟زخرت بها سورة يوسف باإلضافة إلى كثرة اإلسرائيليات الموضوعة في قصص

، وخاصة ما تحدث به أهل الكتاب حول هذا الموضوع،(1)األنبياءوهذا أمر دفعه ميسور إن شاء الله تعالى.

)( ذكرمحمد أبو شهبة في كتابه )اإلسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير1 (، قوله:" جاء في كتب التفسير على اختالف مناهجها إسرائيليات كواذب،1/178

ومرويات بواطل، ال يحصيها العد، وذلك فيما يتعلق بقصص األنبياء والمرسلين واألمم واألقوام السابقين، كذبا وزورا، وال تمت إلى اإلسالم، وإنما هي من

خرافات بني إسرائيل وأكاذيبهم، وافتراءاتهم على الله، وعلى رسله، رواها عن أهل الكتاب الذين أسلموا، أو أخذها من كتبهم بعض الصحابة والتابعين، أو دست عليهم، بل فيها ما حرفوا ألجله التوراة"، ومن األمثلة: ما فعلوا في قصة إسحاق

وما رواه ابن جرير في )جامع البيان في تأويل القرآن بن إبراهيم، وأنه هو الذبيح، ( بسنده عن وهب بن منبه قال: لما أسكن الله آدم وذريته ونهاه عن1/526

الشجرة، وكانت شجرة غصونها متشعبة بعضها في بعض، وكان لها ثمر تأكله المالئكة لخلدهم، وهي الثمرة التي نهى الله آدم عنها وزوجته، فلما أراد إبليس

أن يستنزلهما دخل في جوف الحية، وكانت للحية أربعة قوائم، كأنها بختية"، وغير ذلك كثير، وال يمكن استقصاء كل ما ورد من اإلسرائيليات، وإال القتضى هذا

مجلدات كبارا.

5

أهداف البحث:تتلخص أهداف البحث في األمور التالية:

- استخالص اإلشارات التربوية المتعددة، والتي زخرت بها1 سورة يوسف، عن طريق تحليل المواقف واألحداث، وذلك

بالرجوع إلى أقوال أهل اللغة والمفسرين. - اإلفادة من اإلشارات التربوية المستنبطة من سورة يوسف2في صيانة الفرد والمجتمع، وتقويم ما فسد من أخالق وما

اعوج من سلوك. - الدعوة إلى التمسك بالقيم الرفيعة، واألخالق واآلداب3

والسعي إلى السامية، واالهتمام بالعفة, وصيانة األعراض, العمل واالنتشار في األرض بحثا عن الرزق؛ ألن العمل من أهم

قضايا اإلسالم والمسلمين، ومن أوسع المواد غنى في التراثاإلسالمي.

، والرد على- دفع الشبهات الواردة حول قصة يوسف 4الشبه التي أثارها أهل الكتاب في هذا الشأن.

أهمية البحث وأسباب اختياره: أن دراسة سورة يوسف، وما تضمنته هذه القصة من-1

حوارات ومناقشات، ومواقف تربوية رائعة، تمثلت في عالقة بربه، وعالقته بأبيه وإخوته، وعالقته بكافة طبقاتيوسف

المجتمع، يمكن أن يستخرج منها إشارات تربوية تكون منهال وموردا لعلماء التربية واالجتماعللباحثين والمفكرين،عذبا

والنفس لتأصيل علومهم على أساسها.

6

االهتمام بالتربية وبيان أنها من أهداف بعثة األنبياء-2 والمرسلين - عليهم السالم، ولما لها من دور مهم فى بناء

المجتمعات، حيث يقع عليها دور كبير فى إعداد الكوادر البشرية المؤهلة والقادرة على تحقيق التنمية والنهوض

بالمجتمع. بيان أن مسئولية حفظ المجتمع من االنحراف في الفكر -3

واألخالق والسلوك، مسئولية مشتركة تقع على عاتق الفرد ٴۇۈ ۈ ژ : والمجتمع، وكذلك على الحاكم والمحكوم، لقوله

وئۋ ۋ ې ې ې ې ى ى وئ ەئ ەئ ائ ائ ۉ ۉ ۅ ۅ »كلكم راع ومسئول عن: [، ولقول النبي 6]التحريم: ژۇئ

جل رعيته، فاإلمام راع وهو مسئول عن رعيته، والر في أهله راع وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في

بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم0(1)في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته«

( في )كتاب الجمعة(، باب الجمعة في القرى893أخرجه البخاري برقم ))(1 ( في2409(، وبرقم )2/5والمدن، عن ابن عمر رضي الله عنهما )

(، ينظر:3/120)االستقراض(، باب العبد راع في مال سيده وال يعمل إال بإذنه) البخاري: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبد الله

هR(، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله256)المتوفى: :وسننه وأيامه = صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر

دار طوق النجاة، )مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد ( في )اإلمارة(،1829هR. وأخرجه مسلم برقم )1422الباقي(، الطبعة: األولى،

(،3/1459باب فضيلة اإلمام العادل، وعقوبة الجائر، والحث على الرفق بالرعية ) اإلمام مسلم: مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري ينظر:

هR(، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول261)المتوفى: = صحيح مسلم=، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياءالله

التراث العربي– بيروت.

7

معرفة صحيحة متكاملة ما التعرف على قصة يوسف -4 أمكن، مصدرها القرآن والسنة الصحيحة بعيدا عن

اإلسرائيليات، وتفعيل دورها الرائد في أساليب التربية لما للقصص من آثر عظيم في غرس المفاهيم الصحيحة، وللتأسي

واالعتبار. بيان مدى العناية اإللهية باألنبياء والرسل - صلوات الله- 5

وسالمه عليهم - واصطفائهم وعصمتهم من الزلل، وما يجوزلهم وما يستحيل عليهم.

الدراسات السابقة: االلكترونية التي تضم البحوثالتقليدية وبالبحث في المكتبات

والرسائل العلمية في العالم العربي خاصة، واإلسالمي عامة، وبخاصة موقع الرسائل الجامعية، لم أجد عنوان بهذا المسمى

وإن كان هناك ما يقاربه في المعنى، ومن هذه الدراسات: رسالة ماجستير، - الجانب التربوي في سورة يوسف 1

، كلية القرآن الكريم، جامعة: محمد أحمد مصلح الوعيلللباحث تربيةالتخصصالقرآن الكريم والعلوم اإلسالمية بالسودان،

قرآنية. تحدث فيه الباحث عن بعض المباديء التربوية في القصة، مثل اإليمان، وسالمة الفطرة، واالبتالء، والصبر،

والشكر، والصدق، والعفة.

8

نزار النبي الداعية، رسالة ماجستير للباحث: - يوسف 2

بشير اإلمام محمد بن، جامعة الدعوة واإلعالم، كليةرفيق أ.د:المشرف دعوة، ، تخصص: الدعوة، قسمسعود اإلسالميةعمارة نجيب.

رسالة ماجستير، - الخصائص البالغية في سورة يوسف 3 مخلوف للباحث: حسن :، قسم اللغة العربية، كليةمحمود

بالغة القرآن.تخصصالبالغة والنقد جامعة األزهر -، ، رسالة ماجستير- النظم القرآني في سورة يوسف 4

للباحث: جمال رفيق الحاج علي، جامعة النجاح الوطنية : د/ خليلالمشرف: بالغة القرآن الكريم، التخصصبفلسطين، عودة .

:رسالة ماجستير للباحث دراسة موضوعية، -سورة يوسف 5

حمد الطاهر آدم التفسير ، قسم أصول الدين، كليةأحمد : تفسيرالتخصصوعلوم القرآن، جامعة أم درمان اإلسالمية،

: ا.د / محمد آدم صديق.المشرفموضوعي، رسالة البن أبى حاتم الرازي،- تفسير سورة يوسف 6

عبيد: ماجستير للباحث أحمد عبيد الكريم عبد ، كليةمحمد الدعوة وأصول الدين، جامعة أم القرى- مكة المكرمة -،

: أ.د / عبد الوهاب عبد الوهاب، المشرف: كتاب وسنةتخصص فايد.

:للباحث في القرآن والتوراة، رسالة دكتوراه - يوسف 7

جيل خليل أحمد جامعة األزهر، قسم:، أصول الدينكلية، السيد

9

: أ.د /، المشرف: مرتبة شرف ثانيةالدرجة العلمية ،التفسير علي محمود خليل.

سنانى: للباحث بين الدين والفن، - قصة يوسف 8 ،سنانى :، التخصص العلوم اإلسالميةكليةجامعة األمير عبد القادر،

،م1998/ 3 / 2 تاريخ المناقشةاللغة والدراسات القرآنية، : أ.د / أحمد رحمانى.المشرف

وهذه الرسائل لم تنشر بعد ولهذا لم أستطع الوقوف علىمحتواها، أو منهج البحث فيها.

والفرق بين الدراسات السابقة وهذه الدراسة: أن هذا البحث ركز على اإلشارات التربوية لهذه السورة المباركة مع

استخالص الدروس والنتائج والعبر المستفادة منها، والتي منالممكن أن ننتفع بها في حياتنا وتعليمنا في مراحله المختلفة.

أيضا أن هذه الدراسة ليست من قبيل التفسير التحليلي أو البالغي – وربما أتعرض لهما في هذا البحث – ولكنه من قبيل

التفسير الموضوعي في السورة الواحدة، وال مانع أن نذكرغيرها من قبيل االستشهاد .

منهج البحث: لي(1)سوف أتخذ المنهج االستقرائي التاريخي إن شاء الله

منهجا، إذ هو المنهج المتبع في العلوم

)("الطريقة التاريخية التي تعمل على تحليل وتفسير الحوادث التاريخية, كأساس1 لفهم المشاكل المعاصرة, والتنبؤ بما سيكون عليه المستقبل"، أو هو االستفادة

من تراث السابقين لمعالجة موضوعات مستحدثة.

10

(2) واالستنباطي(1) النظرية غالبا، وقد ألجأ إلى المنهج الوصفي

أحيانا إذا لزم األمر، وخطوات العمل ستكون على النحو اآلتي: التي تعرض لها نبي الله يوسفالوقوف على أنواع المحن= واصطفاء الله ،.له، واستخالص العبر والعظات منها دفع الشبهات الواردة على القصة، واستظهار مدى عصمة =

. لنبيه يوسف الله .= بيان أوجه اإلعجاز القرآني في قصة يوسف

= كتابة اآلية القرآنية حسب خط مصحف المدينة المنورة ، مععزو اآليات الواردة، بذكر السورة ورقم اآلية في المتن.

وما أخرجهتخريج األحاديث الواردة عن رسول الله = الشيخان أو أحدهما فإني أعزوه إليهما، أو إلى أحدهما، وما لم

يخرجه الشيخان، أو أحدهما فإنني أستوفي تخريجه قدر االستطاعة، ثم أنقل كالم أهل العلم عليه بالصحة والضعف من

المتقدمين أو من المتأخرين من أهل الحديث. التعريف باألعالم غير المشهورين، واألماكن والبلدان في =

أول موضع ترد فيه، ثم اإلحالة إليه بعد ذلك.= توضيح معاني الكلمات الغريبة مع الضبط بالشكل موثقا

ذلك من المعاجم المعتمدة. )( تهدف البحوث الوصفية إلى وصف ظاهره أو حدث أو شيء معين وجمع1

الحقائق والمعلومات والمالحظات عنها ووصف الظروف الخاصة بها وتقريرحالتها كما توجد عليه في الواقع.

)( االستنباط: هو االستدالل الذي ينتقل من الكل إلى الجزء أو من العام إلى2 الخاص، واالستنباط يبدأ أو يستند إلى مسلمات أو نظريات ثم يستنبط منها ما ينطبق على الجزء المبحوث، وبذلك يتضح أن ما يصدق على الكل يصدق على

(. 55_21الجزء. ينظر: ربحي عبد القادر الجديلي، مناهج البحث العلمي )ص:

11

هيكل البحث: يتكون هيكل البحث من: مقدمة، وتمهيد، وثالثة فصول،

وخاتمة، وفهارس.تقسيمات البحث:

جاءت تقسيمات الرسالة حسب هيكل البحث، وبيانها كاآلتي: تناولت فيها أهمية الموضوع، وأسباب اختياره،المقدمة:

وخطة البحث، ومنهجي فيه. التمهيد:

وقد اشتمل على أربعة مباحث: التفسير الموضوعي للقرآن الكريم.المبحث األول:

بين يدي السورة الكريمة.المبحث الثاني: . العبرة من القصص القرآنيالمبحث الثالث:.: مناط اإلعجاز القرآني في قصة يوسف المبحث الرابع ، ويشتمل على ستة ابتالء نبي الله يوسف الفصل األول:

مباحث: مع إخوته.ابتالء يوسف األول: المبحث

في الجب. يوسف المبحث الثاني: وامرأة العزيز والنسوة. يوسف الثالث: المبحث في السجن. يوسف الرابع: المبحث وموقفه من األزمة يوسف الصديق الخامس: المبحث

االقتصادية.

12

الدروس والعبر المستفادة من الفصلالمبحث السادس: األول.

ستة ويشتمل على ليوسف اصطفاء الله الفصل الثاني:مباحث.

وإيثاره بحب ليوسف : اصطفاء الله المبحث األولوالديه.

بدخوله ديار ليوسف اصطفاء الله المبحث الثاني: .مصر

. بالنبوة ليوسف اصطفاء الله الثالث: المبحث. بتعبير الرؤى اختصاصه الرابع: المبحث بالتمكين في ليوسف اصطفاء الله الخامس: المبحث

.األرض الدروس والعبر المستفادة من الفصلالمبحث السادس:

الثاني. وفيه أقوم بدفع الشبهات الواردة علىالفصل الثالث:

، ويشتمل على ثالثة لنبيه يوسف القصة، وبيان عصمة الله مباحث:

ودفع شبهة الهم . ليوسف : عصمة الله المبحث األول ودفع شبهة لنبيه يوسف عصمة الله المبحث الثاني:

السرقة، وشهوة االنتقام. الدروس والعبر المستفادة من الفصلالمبحث الثالث:

الثالث.

13

الخاتمة وفيها بيان ألهم النتائج التي توصلت إليها من خالل البحث، مع

ذكر بعض المقترحات.الفهارس العلمية

- فهرس اآليات القرآنية.1- فهرس األحاديث النبوية الشريفة .2- فهرس المصادر والمراجع العلمية .3- فهرس األعالم .4- فهرس األشعار5- الفهرس العام للرسالة6

والله تعالى أسال أن يهبني إخالص النية والعمل، وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به غيري، وأن

يمنحني فيه التوفيق والرشد والسداد، وأن يجزي الله عنا القائمين على جامعة المدينة خير الجزاء، إنه تعالى نعم المولى

ونعم النصير. ال بالله عليه توكلت وإليه أنيبإ وما توفيقي

14

التمهيـــــــــــد ويشتمل على ثالثة مباحث

التفسير الموضوعي للقرآنالمبحث األول: الكريم

بين يدي السورة المبحث الثاني:الكريمة.

العبرة من القصص المبحث الثالث:القرآني .

مناط اإلعجاز في قصة المبحث الرابع: .يوسف

المبحث األول

التفسير الموضوعي للقرآنالكريم

15

)المطلب األول(: تعريف التفسير الموضوعي. يتكون مصطلح"التفسير الموضوعي" من جزأين، الجزء األول:

كلمة التفسير ومعناها، والثاني: كلمة الموضوع ومعناها. تعريف التفسير في اللغة:

يطلق التفسير لغة: ويراد به اإليضاح والتبيين؛ إذ هو مأخوذ من الفسر::" (1)الفسر وهو الكشف والبيان. قال ابن منظور

البيان، فسر الشيء يفسره، بالكسر، ويفسره، بالضم، فسرا : التفسير(2)وفسره: أبانه، والتفسير مثله. قال ابن األعرابي

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پژ :والتأويل والمعنى واحد، وقوله ، أي أحسن توضيحا وبيانا للمطلوب،[٣٣]الفرقان: ژپ پ

)( ابن منظور: محمد بن مكرم بن علي، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور1 األنصاري اإلفريقي، اإلمام اللغوي الحجة، من نسل رويفع بن ثابت األنصاري، ولد بمصر، وروى عنه: السبكي، والذهبي، وخدم في ديوان اإلنشاء بالقاهرة، قال ابن حجر: كان مغرى باختصار كتب األدب المطولة، أشهر كتبه: لسان العرب، ومختار

األغاني، ونثار األزهار في الليل والنهار، ومختصر تاريخ دمشق البن عساكر، هR. ينظر: الذهبي: محمد بن711وأخبار أبي نواس، وله شعر رقيق، توفي سنة:

هR(، العبر في خبر من غبر،748أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي )المتوفى: (، وابن4/29تحقيق: محمد السعيد زغلول، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت )

هR(،852حجر: أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقالني )المتوفى: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، تحقيق: محمد عبد المعيد ضان، الناشر:

هR )1392مجلس دائرة المعارف العثمانية - حيدر أباد/ الهند، الطبعة الثانية، 6/15 .)

)( ابن األعرابي: محمد بن زياد، أبو عبد الله مولى بني هاشم، يعرف بابن2 األعرابي، صاحب اللغة كان أحد العالمين بها، حدث عن: أبي معاوية الضرير،

وروى عنه: إبراهيم الحربي، وأبو العباس ثعلب، وأبو عكرمة الضبي، ومن تصانيفه: النوادر، واألنواء، والنبات، وتاريخ القبائل، ومعانى الشعر، وتفسير

هR. ينظر: الخطيب البغدادي: أبو231األمثال، والديات، وغيرها كثير، توفي سنة بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي )المتوفى:

هR(، تاريخ بغداد، تحقيق: الدكتور بشار عواد معروف، الناشر: دار الغرب463 (، والحموي: شهاب الدين2/355هR )1422اإلسالمي – بيروت، الطبعة: األولى،

هR(، معجم626أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي )المتوفى: األدباء = إرشاد األريب إلى معرفة األديب، تحقيق: إحسان عباس، الناشر: دار

(. 6/2532 هR )1414الغرب اإلسالمي، بيروت، الطبعة: األولى،

16

والفسر: كشف المغطى، والتفسير:كشف المراد عن اللفظ المشكل، والتأويل: رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر،

.(1)واستفسرته كذا: أي سألته أن يفسره لي" تعريف التفسير في االصطالح:

"هو علم يبحث فيه عن القرآن الكريم، من حيث داللته على.(2)"مراد الله تعالى، بقدر الطاقة البشرية

بقول:"هو علم يعرف به فهم كتاب الله(3)وعرفه الزركشي ، وبيان معانيه، واستخراج أحكامهالمنزل على نبيه محمد

وحكمه، واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف، وعلم البيان، وأصول الفقه، والقراءات، ويحتاج لمعرفة أسباب

.(4)النزول، والناسخ والمنسوخ"

1414)( ابن منظور: لسان العرب، الناشر: دار صادر – بيروت، الطبعة الثالثة، 1( R5/55ه.)

(، ومنهج الفرقان في2/3)( ينظر: الزرقاني: مناهل العرفان في علوم القرآن )2(.2/6علوم القرآن للشيخ محمد علي سالمة)

الزركشي: محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي، الموصلي الشافعي، بدر)( 3 أخذ عن الشيخ هR، وألف تصانيف كثيرة في عدة فنون،745الدين، ولد في سنة:

جمال الدين االسنوي، والشيخ سراج الدين البلقيني، وهو عالم في الحديث والتفسير وجميع العلوم، ومن مصنفاته: شرح البخاري، والتنقيح على البخاري،

وشرح التنبيه، والبرهان في علوم القرآن، وتخريج أحاديث الرافعي، وتفسير ابنهR. ينظر:794القرآن العظيم، وصل إلى سورة مريم، وكانت وفاته في سنة:

(، والداوودي: محمد بن علي5/133)حجر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة هR(، طبقات المفسرين للداوودي،945بن أحمد، الداوودي المالكي )المتوفى:

راجعها وضبط أعالمها: لجنة من العلماء بإشراف الناشر، الناشر: دار الكتب(.2/162العلمية - بيروت )

)( الزركشي: البرهان في علوم القرآن، تحققق: محمد أبو الفضل إبراهيم،4 الناشر: دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي وشركائه، الطبعة: األولى،

1376( R1/13 ه.)

17

وأما في االصطالح فنقول: التفسيربقوله:" (1)وعرفه أبو حيان علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن الكريم،

ومدلوالتها، وأحكامها اإلفرادية والتركيبية، ومعانيها التي تحمل(.2)عليها حالة التركيب"

تعريف الموضوع: قال ابن منظور:" الوضع: ضد الرفع، والموضع: مصدر، قولك

وضعت الشيء من يدي وضعا وموضوعا، سمي بالمصدر، والجمع أوضاع، ووضع الشيء من يده يضعه وضعا إذا ألقاه،

ووضع عنه الدين والدم وجميع أنواع الجناية يضعه وضعا: أسقطه عنه، وقال ابن األعرابي: ناقة واضع، وواضعة، ونوق

واضعات: ترعى الحمض حول الماء، ووضع الشيء في المكان: ،(3)«»من أنظر معسرا أو وضع لهأثبته فيه، وفي الحديث:

)( أبو حيان األندلسي: أثير الدين، محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان1 هR، وتتلمذ على أبي جعفر بن الزبير،654األندلسي، إمام أهل زمانه، ولد سنة

وابن أبي األخوص, وأخذ عنه: تقي الدين السبكى، وابن عقيل، واإلسنوى، وكان بحرا في علوم اللغة والنحو والتفسير، من مؤلفاته: التذييل والتكميل، والبحر

هR. ينظر: السبكي: تاج الدين745المحيط قي التفسير، وغيرها، توفي سنة: هR(، طبقات الشافعية771عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي )المتوفى:

الكبرى، تحقيق: محمود محمد الطناحي، وعبد الفتاح محمد الحلو، الناشر: هجر (، ويراجع :9/276هR )1413للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية،

هR(،817الفيروزآبادى: مجد الدين، محمد بن يعقوب الفيروزآبادى )المتوفى: البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، الناشر: دار سعد الدين للطباعة والنشر

(. 1/250هR )1421والتوزيع، الطبعة: األولى )( أبو حيان: البحر المحيط في التفسير، تحقيق: صدقي محمد جميل، الناشر:2

(.1/26دار الفكر – بيروت ) ( في )الزهد(، باب حديث جابر3006)( جزء من حديث أخرجه مسلم برقم )3

(. 4/2301الطويل )

18

»وإذا شيئا، وفي الحديث اآلخر: الدينأي حط عنه من أصل .(2)، أي يستحطه من دينه"(1 )أحدهما يستوضع اآلخر«

)المطلب الثاني(: أنواع التفسير الموضوعي، وأمثلةألقسامه.

بعد التعريف بالتفسير الموضوعي، يتضح أن هذه التسمية االصطالحية )التفسير الموضوعي( لم تعرف إال في العصر

الحديث، فانتساب هذا النوع إلى الموضوع؛ التجاه منهج البحث فيه إلى دراسة الموضوع الواحد مكتمال في القرآن الكريم كله،

أو إلى بيان وإثبات الوحدة الموضوعية للسورة القرآنيةالواحدة، ومن ثم كان للتفسير الموضوعي أنواع:

النوع األول من التفسير الموضوعي: من كلمات القرآن الكريم، ثم" أن يقوم الباحث بتتبع لفظة

يRجRمRRع اآليات التي ترد فيها اللفظة، أو مشتقاتها من مادتها يحاول اللغوية، وبعد جمع هذه اآليات واإلحاطة بتفسيرها،

استنباط دالالت الكلمة من خالل استعمال القرآن الكريم لها، وقد أصبح كثير من الكلمات الRقRرآنية مصطلحات قرآنية مثل:

األمة، الصدقة، الجهاد، الكتاب، الذين في قلوبهم مرض،) المنافقون، الزكاة، أهل الكتاب، الربا(، فنجدها تأخذ وجوها في

الكلمة في داللة، إال أنها بقيت في دائرةاالستعمال والداللة ( في الصلح )باب: هل يشير2705)( جزء من حديث أحرجه البخاري برقم )1

.3/187اإلمام بالصلح( (.8/401ابن منظور: لسان العرب ))( 2

19

موضوعها، ولم يحاول مؤلفوها أن يربطوا بينها في مختلف السور، ممRا أبRقRى تفسيرهم للكلمة في دائرة الداللة

.(1)اللفظية" لمادة (2)ومن أمثلة هذا النوع ما ذكره اإلمام يحيي بن سالم

)الخير( حيث قال:"تفسير الخير على ثمانية وجوه:

الخير يعني المال.الوجه األول: ، يعني ماال.[١٨٠]البقرة: ژۉ ې ېژوذلك في قوله تعالى:

ىئ ی ی ی ی ژ وقوله تعالى: ىئ ،[215]البقرة: ژىئيعني من مال. يعني من، [272]البقرة: ژڌ ڌ ڎ ڎ ڈژ وقوله تعالى:

مال. ]البقرة: ژ ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳژوقوله تعالى:

، من مال. [272، يعني المال.[32 ]ص: ژڑ ک ک ک ک ژ وقوله تعالى:

الناشر: دار القلم، الطبعة:مصطفى مسلم: مباحث في التفسير الموضوعي، )( 1.(22-1/21، بتصرف)ه1426Rالرابعة

)( يحيى بن سالم: ابن أبي ثعلبة، التيمي، من تيم ربيعة، البصري ثم اإلفريقي،2 مفسر، فقيه، عالم بالحديث واللغة، من كتبه: تفسير القرآن، وله اختيارات في

الفقه، والجامع، قال العسقالني: ضعفه الدار قطني في الحديث، وذكره ابن ينظر: الجرح والتعديل هR. 200حبان في الثقات وقال: وربما أخطأ، مات سنة:

الذهبي: سير أعالم النبالء، تحقيق: شعيب األرناؤوط، و(،9/155البن أبي حاتم)(.8/120 هR )1405الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة،

20

، يعني: ماال،[33]النور: ژڃ ڃ ڃ ڃ چژ وقوله تعالى: ، ونحوه كثير.(1)وهو قول الحسن

، قال:" إذا صلوا، ژ ڃ ڃ ڃ چژ،(2)و عن محمد بن سيرينوأقاموا الصالة".

الحسن البصري: الحسن بن يسار األنصاري، أبو سعيد: تابعي، كان إمام أهل)( 1 البصرة، وحبر األمة في زمنه، روى عن: عثمان، وعلي، وأبي موسى، وأبي بكرة،

وعمران بن حصين، وابن عمر، وابن عباس، وابن عمرو بن العاص، ومعاوية، ، وعنه: حميدومعقل بن يسار، وأنس، وجابر، وخلق كثير من الصحابة والتابعين

110الطويل، وقتادة، وسماك بن حرب، وعطاء بن السائب، وآخرون، توفي سنة هR. ينظر: ابن خلكان: أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن

هR(، وفيات األعيان وأنباء681أبي بكر ابن خلكان البرمكي اإلربلي )المتوفى: أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، الناشر: دار صادر – بيروت، الطبعة: األولى،

وابن حجر: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن (،2/69م)1900سنة: هR(، تهذيب التهذيب، الناشر: مطبعة دائرة852حجر العسقالني )المتوفى:

(. 2/263هR )1326المعارف النظامية، الهند، الطبعة األولى، )( ابن سيرين: اإلمام الربانى، أبو بكر محمد بن سيرين البصري، إمام وقته في2

علوم الدين بالبصرة، مولى أنس بن مالك، سمع أبا هريرة، وعمران بن حصين، ، وطائفة، وروى عنه: أيوب، وابن عون، ويونس، وخلقوابن عباس، وابن عمر

كثير، وكان فقيها، إماما، غزير العلم، ثقة ثبتا، عالمة في التعبير، رأسا في الورع، (، وابن خلكان:4/606هR. ينظر: الذهبي: سير أعالم النبالء )110مات سنة:

(. 4/181وفيات األعيان )

21

، قوله:" الخير في القرآن كله:(2)، عن مجاهد(1)"وروى الطبري.(3)المال"

الخير يعني اإليمان.الوجه الثاني:ۓھ ڭ ژ وذلك في قوله تعالى: ۓ ے ،[٢٣]األنفال: ژے

يعني إيمانا. ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀژ وقوله تعالى:

، يعني إيمانا.[٢٣]األنفال: ژٺ يعني[، 31]هود: ژڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژژ وقوله تعالى:

إيمانا. الخير يعني اإلسالم.الوجه الثالث:

الطبري: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري، اإلمام أبو جعفر،)( 1 رأس المفسرين على اإلطالق، أحد األئمة، جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه

أحد من أهل عصره، وله التصانيف العظيمة منها: جامع البيان في تفسير القرآن، وتاريخ األمم، وكتاب القراءات، وكتاب أحكام شرائع اإلسالم، وغيرها كثير، مات

هR. ينظر: ابن األثير: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد310سنة بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن األثير )المتوفى:

هR(، الكامل في التاريخ، تحقيق: عمر عبد السالم تدمري، الناشر: دار630 وابن العماد:(، 6/677هR )1417الكتاب العربي، بيروت – لبنان، الطبعة: األولى،

عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العكري الحنبلي، أبو الفالح )المتوفى: هR(، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، تحقيق: محمود األرناؤوط، خرج1089

أحاديثه: عبد القادر األرناؤوط، الناشر: دار ابن كثير، دمشق – بيروت، الطبعة:(. 1/29) هR 1406األولى

مجاهد بن جبر: ويكنى أبا الحجاج مولى قيس بن السائب المخزومي، كان)( 2 فقيها عالما ثقة كثير الحديث، عرض القرآن على ابن عباس ثالثين عرضة، وصحب ابن عمر مدة كثيرة وأخذ عنه، وحدث عن: قتادة، وعمرو بن دينار،

واألعمش،وابن عون، وغيرهم، قال قتادة: أعلم من بقي بالتفسير مجاهد، وتوفي هR. ينظر: ابن سعد: أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي103بمكة سنة

هR(، الطبقات230بالوالء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد )المتوفى: الكبرى، المحقق: إحسان عباس، الناشر: دار صادر – بيروت، الطبعة: األولى،

(.4/129الكامل في التاريخ ): ، وابن األثير(6/20 م )1968 )( ينظر: ابن جرير: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي، أبو جعفر3

هR(، جامع البيان في تأويل القرآن، تحقيق: أحمد محمد310الطبري )المتوفى: .(3/393 هR )1420شاكر، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة األولى،

22

ائ ې ې ې ې ى ى ژ وذلك في قوله تعالى: ائ ۉ ۉ ۅۇئ وئ وئ ەئ ، يعني اإلسالم، ونزول[١٠٥]البقرة: ژەئ

الوحي بالشرائع. ہ ھ ھژ وفي قوله تعالى: [، ٢٥ ]ق: ژہ يعني كان مناعا

ہ ژ، وأراد بقوله: (1)نزلت في الوليد بن المغيرةلإلسالم، "وقد .(2)أنه كان يمنع بني أخيه من اإلسالم" ژہ

، يعني لإلسالم.[١٢]القلم: ژې ې ى ىژ ومثلها قوله تعالى: الخير يعني الفضل. الوجه الرابع:

ىئ ی ی ی یژ وذلك في قوله تعالى: ىئ ژىئ ، يعني وأنت أفضل من يرحم.[١١٨]المؤمنون:

وكذلك كل شيء في القرآن من نحو هذا. ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک کژ وقال في قوله تعالى:

، بل أنا خير، يعني أفضل.[٥٢]الزخرف: ژک ک . الخير يعني العافيةالوجه الخامس:

جئ ی ی ی ی ژ وذلك في قوله تعالى: ىئ ىئ ىئ، يعني بعافية.[١٧]األنعام: ژ

)( الوليد بن المغيرة: ابن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، أبوعبد شمس، من1 قضاة العرب في الجاهلية، ومن زعماء قريش، وكان عدلها, وكان ممن حرم

الخمر على نفسه وعياله، وهو من أشار على قريش أن تتحد كلمتهم في )محمدبأن يقولوا إنه ساحر؛ ألنه فرق بين المرء وزوجه وولده، وهو والد خالد بن )

: هR. ينظر: الزركلي: خير الدين بن محمود بن محمد بن علي1الوليد، هلك سنة هR(، األعالم، الناشر: دار العلم1396بن فارس، الزركلي الدمشقي )المتوفى:

(.8/122 م )2002للماليين، الطبعة: الخامسة عشر - أيار / مايو هR(،671)( ينظر: القرطبي: أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي )المتوفى: 2

الجامع ألحكام القرآن = تفسير القرطبي، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيمهR )1384أطفيش، الناشر: دار الكتب المصرية – القاهرة، الطبعة: الثانية،

17/17).

23

]يونس: ژڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ژ ومثلها في قوله تعالى: ، يعني بعافية.[١٠٧

الخير يعني األجر.الوجه السادس:ہ ھ ھ ھ ھژ وذلك في قوله تعالى: ہ ہ ہ ]الحج: ژۀ

، يعني لكم في البدن أجر في نحرها، والصدقة منها.[٣٦ الخير يعني الطعام.الوجه السابع:

ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈژ وذلك في قوله تعالى: ، يعني الطعام.[٢٤]القصص: ژژ

الخير يعني في القتال.الوجه الثامن: ژڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇژ وذلك في قوله تعالى :

.(1) يعني لم يصيبوا ظفرا، وال غنيمة"[،٢٥]األحزاب: وهناك نموذج آخر من كتاب:)المفردات في غريب القرآن( في

كلمة أمة: :"واألمة: كل جماعة يجمعهم أمر ما، إما دين(2)قال الراغب

واحد، أو زمان واحد، أو مكان واحد، سواء كان ذلك األمرالجامع، تسخيرا أو اختيارا، وجمعها أمم.

ينظر: يحيى بن سالم: التصاريف لتفسير القرآن مما اشتبهت أسمائه)(1 وتصرفت معانيه، تحقيق: هند شلبي، الناشر: الشركة التونسية للتوزيع، عام

(.176-1/174م )1979النشر: األصفهاني: الحسين بن محمد بن المفضل، أبو القاسم األصفهاني المعروف)( 2

بالراغب، أديب، من كتبه: محاضرات األدباء، والذريعة إلى مكارم الشريعة، واألخالق، وجامع التفاسير ، والمفردات في غريب القرآن، وحل متشابهات

هR. ينظر: الذهبي: سير502القرآن، وأفانين البالغة، وغيرها كثير، توفي سنة: (. 2/255(، والزركلي: األعالم )18/120أعالم النبالء )

24

ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چژ وقوله تعالى: ، أي كل نوع منها على طريقة، قد سخرها الله[٣٨]األنعام: ژڇ

،(1)عليها بالطبع، فهي بين ناسجة، كالعنكبوت، وبانية، كالسرفة ومدخرة، كالنمل، ومعتمدة على قوت وقته، كالعصفور،

والحمام، إلى غير ذلك من الطبائع التي تخصص بها كل نوع.[٢١٣]البقرة: ژ...ڇ ڇ ڇ ڇ ژ وقوله تعالى: ، أي صنفا

واحدا، وعلى طريقة واحدة في الضالل والكفر. ، أي[١١٨]هود: ژٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پژ قوله تعالى: و

في اإليمان. ،[١٠٤]آل عمران: ژڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ژ وقوله تعالى:

أي جماعة يتخيرون العلم، والعمل الصالح، يكونون أسوةلغيرهم.

يئ ی ی ی ی ژ وقوله تعالى: ىئ مئ حئ جئ ىئ ژىئ أي على دين مجتمع، قال الشاعر: وهل يأثمن[،٢٢]الزخرف:

.(2)ذو أمة وهو طائع ، أي[٤٥]يوسف: ژڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺژ وقوله تعالى:

حين، وقرئ بعد أمه: أي نسيان، وحقيقة ذلك، بعد انقضاء أهل عصر، أو أهل دين.

ينظر: )السرفة(:دودة القز، )جمعها(: سرف، )السروف(: الشديد العظيم.)(1.(1/427المعجم الوسيط)

والبيت هو:"حلفت، فلم أترك من )البحر الطويل(،شطر بيت للنابغة الذبياني، )( 2 "ينظر: ابن قتيبة: أبو محمد عبدلنفسك ريبة .. وهل يأثمن ذو أمة ، وهو طائع هR(، الشعر والشعراء ، الناشر:276الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري )المتوفى:

(، وأبو العالء المعري: رسالة1/157 هR )1423دار الحديث، القاهرة، عام النشر: (.1/31الغفران )

25

أي قائما[، ١٢٠]النحل: ژٿ ٹ ٹ ٹ ژ وقوله تعالى: مقام جماعة في عبادة الله، نحو قولهم: فالن في نفسه قبيلة،

أمة وحدة. (1)وروي أنه يحشر زيد بن عمرو بن نفيل ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆے ھ ھژوقوله تعالى: ۓ ے

أي جماعة.[١13 ]آل عمران: ژۆ ۈ ههنا لالستقامة، وقال: تقديره ذو طريقة (2)وجعلها الزجاج

.(3)واحدة، فترك اإلضمار" " ثم انتقل إلى لفظة "أمي" ودالالت الكلمة، ثم إلى كلمة

"اإلمام" ودالالتها، ثم إلى كلمة "األم" بمعنى القصد، وختمالمادة بالحديث عن حرف )أما(.

بن عمرو: زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى، القرشي العدوي، نصير)( زيد1 المرأة في الجاهلية، وأحد الحكماء، وهو ابن عم عمر بن الخطاب،لم يدرك

اإلسالم، وكان يكره عبادة األوثان، وال يأكل مما ذبح عليها، ورحل إلى الشام باحثا عن عبادات أهلها، فلم تستمله اليهودية وال النصراينة، فعاد إلى مكة يعبد الله

على دين إبراهيم، وجاهر بعداء األوثان، فتألب عليه جمع من قريش، فأخرجوه من مكة، فانصرف إلى )حراء(، فسلط عليه عمه الخطاب شبانا ال يدعونه يدخل

مكة، فكان ال يدخلها إال سرا، وكان عدوا لوأد البنات، ال يعلم ببنت يراد وأدها )دفنها في الحياة( إال قصد أباها وكفاه مؤنتها، فيربيها حتى إذا ترعرعت عرضها

قبل النبوة،على أبيها، فإن لم يأخذها، بحث لها عن كفؤ فروجها به، رآه النبي وسئل عنه بعدها فقال: يبعث يوم القيامة أمة وحده، توفي قبل مبعث النبي

(.2/21ينظر: الزركلي: األعالم )بخمس سنين. سهل أبو إسحاق الزجاج، كان من أهل الفضل بن السري بن الزجاج: إبراهيم)( 2

والدينR، جميل المذهب واالعتقاد، من تصانيفه: معاني القرآن في التفسير، وخلق ينظر: الخطيب البغدادي: هR.311اإلنسان، وتفسير جامع المنطق، توفي سنة:

(، والذهبي: سير أعالم1/49(، وابن خلكان: وفيات األعيان )6/87تاريخ بغداد )(. 14/360النبالء )

)( األصفهاني: الحسين بن محمد المعروف بالراغب األصفهاني )المتوفى:3 هR(، المفردات في غريب القرآن، تحقيق: صفوان عدنان الداودي، الناشر:502

–1/86 هR )1412دار القلم، الدار الشامية – دمشق – بيروت، الطبعة األولى - 87).

26

وفي كل ذلك لم يتعرض لسياق اآليات التي استخدمت فيها كلمة "أمة"؛ وإنما تعرض لها في مواطنها، ولم يفصل القول

في عناصر تكوين دالالت هذه اللفظة، وال مقومات استمرارها.(1)ودورها"

النوع الثاني من التفسير الموضوعي: وهو بيان اآليات القرآنية الكريمة المرتبطة بموضوع واحد في

التنزيل، بعد القيام بجمعها وترتيبها حسب نزولها، واستنباط ما يتعلق بها من حكم وأسرار ومعارف، تنجلي بها جوانب

الموضوع، وأبعاده المختلفة. وهذا اللون من التفسير، هو الذي ينصرف مصطلح )التفسير

الموضوعي( إليه؛ ألنه أشمل النوعين؛ وألنه أعظم طائال، وأتم نفعا، وأرحب أفقا؛ وذلك لبيان التكامل الموضوعي في التنزيل

كله، فيقوم الباحث بالتعرف على كافة المعالم والجوانب للموضوع القرآني، بجمع أطرافه المنبثة في سائر السور،

والوقوف على كل من الناسخ والمنسوخ، إذا كانا في أكثر من سورة، كذلك الوقوف على العام، والخاص ، والمطلق،

والمقيد. دعا جمع من العلماء المعاصرين إلى األخذ بهذا النوع؛ثمومن

وذلك لعظم اإلفادة منه، ومن أمثلة هؤالء العلماء:

(.1/26بتصرف يسير) مباحث في التفسير الموضوعي لمصطفى مسلم)(1

27

الشيخ محمد عبده، والشيخ محمود شلتوت، واألستاذ أمين الخولي، وممن تناول النوعين بالبحث من المعاصرين، الدكتور:

محمد البهي في سلسلة )التفسير الموضوعي للقرآن( . ولقد كثرت المؤلفات قديما وحديثا في هذا اللون من التفسير الموضوعي، فما كتب: إعجاز القرآن، والناسخ والمنسوخ في

القرآن، وأحكام القرآن، وأمثال القرآن، ومجاز القرآن ... قديما، إال أمثلة ناطقة على أهمية هذا اللون من التفسير عند

السلف الصالح من علماء هذه األمة. وكذلك الموضوعات المختلفة المعاصرة، والمتعلقة بالكون،

من أرض، وسماء، وكواكب، ونجوم، وبحار، ومحيطات، وجبال، وأنهار، ونبات، وحيوان، أو مما كانت متعلقة باإلنسان، من

خلق، وتكوين، وعواطف، وغرائز، ومشاعر، أو بالحياة االجتماعية، واالقتصادية، والسياسية، والدعوة إلى الله، وأخذ

العبر والعظات من سير األقوام واألمم الماضية، وكذلك ما يتعلق باألمور الغيبية، من البعث، والحشر، والحساب، والجنة،

والنار، وغير ذلك. وال تكاد تنتهي مثل هذه الموضوعات، بل كلما جدت علوم

وصنوف من المعرفة لدى اإلنسان، يجد الباحث في القرآن الكريم، ما يشبع فكره اقتناعا، وقلبه طمأنينة، من عرض القرآن الكريم، ألساسيات هذا اللون من المعرفة، بوضع

.(1)األسس العامة والتوجيهات األساسية، في هذا الشأن"(.1/28)( مباحث في التفسير الموضوعي لمصطفى مسلم بتصرف يسير)1

28

النوع الثالث من التفسير الموضوعي: ويبحث هذا اللون عن الهدف األساسي في السورة الواحدة،ويكون هنا الهدف هو محور التفسير الموضوعي في السورة. وهو: أن يستوعب الباحث أهداف السورة الرئيسية، ثم يبحث

عن سبب النزول، والتعرض لآليات التي ذكرت الموضوع األساسي للسورة، ثم ينظر إلى ترتيب نزول السورة، من بين

السور المكية، أو المدنية، ثم يدرس األساليب القرآنية في عرض الموضوع، والمناسبات بين مقاطع اآليات في السورة،

فمن المعلوم أن السور المكية قد عرضت أسس العقيدة اإلسالمية الثالثة، بشكل مفصل: األلوهية، الرسالة، البعث بعد الموت، لذا يمكن أن يتناول الباحث في كل سورة مكية، أحد الجوانب الثالثة من العقيدة، كما اشتمل كثير منها على الحث على أمهات األخالق، والتنفير من كافة الرذائل، ولم يظفر هذا

اللون من التفسير الموضوعي بعناية المفسرين القدماء؛ بل جاء في ثنايا تفاسيرهم اإلشارة إلى بعض أهداف السور، وخاصة القصيرة منها، وكذلك التوخي لوجه المناسبة بين مقاطع بعض السور، كما فعل الفخر الرازي في تفسيره

في نظم الدرر.(1)الكبير، وكذا فعل البقاعي البقاعي: إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر برهان الدين،)( 1

هR، من مصنفاته: نظم الدرر في تناسب اآلي والسور،809البقاعي، ولد سنة في التفسير، والفتح القدسي في تفسير آية الكرسي، والمصاعد النظرية،

هR. ينظر: ابن العماد: شذرات885والبسيطات العلوية، وغيرها. مات سنة (، واألدنه وي: أحمد بن محمد األدنه وي من علماء القرن الحادي9/509الذهب )

عشر ، طبقات المفسرين، تحقيق: سليمان بن صالح الخزي، الناشر: مكتبة(. 1/348هR )1417العلوم والحكم – السعودية، الطبعة األولى،

29

كما كتب غيره ممن جاء بعده مستفيدا من منهجه، كما فعل إبراهيم زيد الكيالني، في كتابه )تصور األلوهية كما تعرضه

.(1)سورة األنعام("

المبحث الثاني بين يدي السورة الكريمة

وفيه خمسة مطالب:)المطلب األول(: التعريف بالسورة الكريمة.

هي سورة مكية باتفاق العلماء . سورة يوسف

(.1/29)( مباحث في التفسير الموضوعي لمصطفى مسلم بتصرف يسير)1

30

: " سورة يوسف مكية كلها على المعتمد،(1)قال اآللوسى أنهما قاال: إال ثالث آيات من(2)، وقتادةوروي عن ابن عباس

ہ ڻڻژ : أولها، وهي قوله ہ ہ ۀ ۀۓ ھ ھ ھ ھ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۓ ے ے ہ

ۅۈ ۈ ۋ ۋ [، واستثنى بعضهم رابعة،3-1]يوسف : ژٴۇ ]يوسف : ژ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ژ :وهي قوله

[، وكل ذلك واه جدا ال يلتفت إليه، وما اعتمدناه كغيرنا هو7 - ، وقد أخرجه النحاسالثابت عن الحبر – يعني ابن عباس

.(3)وأبو الشيخ وابن مردويه عنه، وأخرجه األخير عن ابن الزبير"

)( اآللوسي: محمود بن عبد الله الحسيني اآللوسي، شهاب الدين، أبو الثناء:1 مفسر، محدث، أديب، من المجددين، من أهل بغداد، مولده ووفاته فيها، كان

سلفي االعتقاد، مجتهدا، من كتبه: روح المعاني، في التفسير، ونشوة الشمول في السفر إلى اسالمبول، ونشوة المدام في العود إلى دار السالم، وغرائب

االغتراب، ضمنه تراجم الذين لقيهم، وأبحاثا ومناظرات، ودقائق التفسير، والخريدة الغيبية، وكشف الطرة عن الغرة، ومقامات، في التصوف واألخالق،

عارض بها مقامات الزمخشري، واألجوبة العراقية عن األسئلة اإليرانية، وحاشية على شرح القطر، في النحو، والرسالة الالهورية، ونسبة األسرة اآللوسية إلى

جزيرة )آلوس( في وسط نهر الفرات، على خمس مراحل من بغداد، فر إليها جد هذه األسرة من وجه هوالكو عندما دهم بغداد، فنسب إليها، توفي ببغداد سنة:

1270 - R(.7/176 م. ينظر: الزركلي: األعالم )1854 ه )( قتادة: الحافظ أبو الخطاب قتادة بن دعامة السدوسي، عالم أهل البصرة،2

كان حافظا ومفسرا وفقيها، روى عن أنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، وعمران بن حصين، وسعيد بن المسيب، وعكرمة، وعنه: معمر، وشعبة، وهشام الدستوائي، وحماد بن سلمة، واألوزاعي، والليث بن سعد، وأبو عوانة، وآخرون،

(، وابن العماد:352/ 8هR . ينظر: ابن حجر: تهذيب التهذيب )117مات سنة (.2/80شذرات الذهب في أخبار من ذهب )

)( األلوسي: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، تحقيق:3 علي عبد الباري عطية، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت ، الطبعة األولى،

1415( R6/362 ه .)

31

، هذه السورة مكية كلها، وقال ابن عباسوقال أبو حيان: ".(4)وقتادة:" إال ثالث آيات من أولها" :يوسف بقوله: " سورة (2)وعقب على هذا القول السيوطي

استثني منها ثالث آيات من . (3)أولها، حكاه أبو حيان، وهو واه جدا ال يلتفت إليه"

والرأي الراجح الذي عليه كثير من العلماء أن هذه السورة -كلها مكية، وال عبرة بقول من قال:الكريمة – سورة يوسف

بأن اآليات الثالث األول واآلية السابعة منها مدنية؛ ألن هذا القول لم يقم دليل على صحته؛ وألن هذه اآليات الثالث عبارة

عن مقدمة طبيعية لما سيأتي بعدهن مباشرة من البدء في ، كذلك نجد نص اآلية التالية في السياق وهيقصة يوسف

: قوله وئ ې ې ې ې ى ى ژ وئ ەئ ەئ ائ ائ ۉ ۉ

[، ثم تمضي القصة بعد ذلك في طريقها إلى4]يوسف : ژۇئ النهاية.

)( أبو حيان: البحر المحيط في التفسير، المحقق: صدقي محمد جميل، الناشر:4(.6/234دار الفكر – بيروت )

السيوطي: عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد بن سابق الدين أبي بكر)(2 األسيوطي، العالمة المشهور في اآلفاق، من مصنفاته: اإلتقان في علوم القرآن، والدر المنثور في التفسير المأثور، وترجمان القرآن في التفسير المسند، وقطف األزهار في كشف األسرار، ولباب النقول في أسباب النزول، وغيرها كثير. توفي

ابن(، ويراجع: 1/365األدنه وي: طبقات المفسرين، ) هR. ينظر:911سنة: (.3/301( ، والزركلي: األعالم )77 – 10/74)شذرات الذهب: العماد

)( السيوطي: اإلتقان في علوم القرآن، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم،3(.1/59هR )1394الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة:

32

ۓ ڭ ڭ ڭ ڭژ : فالتقديم لهذه القصة بقول الله ۓۅۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋ هو التقديم الطبيعي ژٴۇ

المصاحب لنزول هذه السورة إلى نهايتها . ومن ثم كان هذا التقديم واالستهالل مناسبا لهذا التعقيب الذي

ىئ ژ جاء على القصة في نهايتها، وهو قوله تعالى: ېئ ېئىئ ی جب ی ی یىئ يئ ىئ مئ حئ ژجئ

[.102]يوسف : أما اآلية السابعة فالسياق ال يستقيم بدونها أصال، وال يتأتى أن

تكون السورة قد نزلت في مكة وهي ليست من سياقها ثم استهل اآلية الثامنةأضيفت إليها في المدينة؛ ذلك أن الحق

فواو الجماعة فاعل وتقديره "إخوته " ژڎ ڎژبقوله تعالى: التي ذكرت في اآلية السابعة، إذا ال يستقيم بأي حال نزول ٹ ٹاآلية الثامنة دون أن تكون معها اآلية السابقة، وهذا نصها:

ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژژ [، مما يقطع8-7]يوسف : ژڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ

بأن اآليتين نزلتا معا، في سياق السورة الموصول، فالسورةكلها قطعة واحدة اتسمت في موضوعها وجوها بالسمة المكية.

33

، وكان قد شهد(1)ويشهد لهذا الرأي ما روي عن رفاعة بن رافع أنه بدرا مع رسول الله

حتى قدما مكة؛ فلما هبطا(2)خرج وابن خالته معاذ بن عفراء من الثنية رأيا رجال تحت شجرة – قال: - وهذا قبل خروج

مناه فقلنا: نأتي هذا(3)الستة األنصاريين – قال: فلما رأيناه كل الرجل نستودعه حتى نطوف بالبيت ؛فسلمنا عليه تسليم

الجاهلية ؛فرد علينا بسالم أهل اإلسالم، وقد سمعنا بالنبي فنزلنا فقلنا : أين» انزلوا«فأنكرنا فقلنا: من أنت ؟ قال:

فقلت :» أنا«الرجل الذي يدعي ويقول ما يقول؟ فقال: ؛ فعرض علينا اإلسالم وقال: » من خلقفاعرض علي

)( رفاعة بن رافع: ابن مالك بن العجالن، أبو معاذ األنصاري الزرقي، أخو مالك،1 وخالد، شهد بدرا هو وأخوه خالد، وكان أبوه من نقباء األنصار، وشهد مع علي

الجمل وصفين، له أحاديث، وروى عنه: ابناه: عبيد، ومعاذ، وابن أخيه يحيى بن هR. ينظر: ابن40خالد، وغيرهم، وله عقب كثير بالمدينة، وبغداد، توفي سنة:

(,3/154(، وابن األثير: الكامل في التاريخ )3/596سعد: الطبقات الكبرى )(. 3/661(، وتاريخ اإلسالم للذهبي )3/319التاريخ الكبير للبخاري) ويراجع:

)( معاذ بن عفراء: ابن الحارث بن رفاعة، من بني مالك بن النجار له صحبة،2 وعفراء أمه كان ينسب إليها، شهد معاذ العقبتين، وبدرا وهو الذي شارك معاذ بن

.ينظر: ابنعمرو بن الجموح في قتل أبي جهل، ومات ايام علي بن أبي طالب الجوزي: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي

هR(، المنتظم في تاريخ األمم والملوك، تحقيق: محمد عبد القادر597)المتوفى: عطا، ومصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة:

(،8/245(. ويراجع: الجرح والتعديل البن أبي حاتم )5/73 هR )1412األولى، (. 5/190وأسد الغابة البن األثير )

( وقال:" قال موسى بن عقبة: عن7/220)( ذكره ابن حجر في) فتح الباري 3 الزهري، وأبي األسود، عن عروة، أن الستة نفر هم: أسعد بن زرارة، ورافع بن

مالك، ومعاذ بن عفراء، ويزيد بن ثعلبة، وأبو الهيثم بن التيهان، وعويم بن لما رآهم قال :ساعدة، ويقال: كان فيهم عبادة بن الصامت، ثم ذكر أن النبي

من أنتم قالوا من الخزرج قال أفال تجلسون أكلمكم قالوا نعم فعرض عليهم اإلسالم وتال عليهم القرآن فآمنوا وانصرفوا إلى بالدهم ليدعوا قومهم فلما

حتى إذا كانأخبروهم لم تبق دار من دور قومهم إال وفيها ذكر رسول الله الموسم وافاه منهم اثنا عشر رجال".

34

ماوات واألرض والجبال؟ « » قلنا : خلقهن الله. قال: الس » فمن عمل هذه قلنا: الله. قال : فمن خلقكم؟ «

» فالخالق قلنا: نحن. قال: األصنام التي تعبدونها؟ « أحق بالعبادة أم المخلوق فأنتم أحق أن تعبدكم وأنتم

عملتموها والله أحق أن تعبدوه من شيء عملتموه وأنا أدعو إلى عبادة الله وشهادة أن ال إله إال الله

حم وترك العدوان بغصب وأني رسول الله وصلة الر قلنا: ال والله لو كان الذي تدعو إليه باطال لكان منالناس «

معالي األمور ومحاسن األخالق؛ فأمسك راحلتنا حتى نأتي بالبيت؛ فجلس عنده معاذ بن عفراء، قال: فجئت البيت فطفت

وأخرجت سبعة أقداح فجعلت له منها قدحا فاستقبلت البيت فقلت: اللهم إن كان ما يدعو إليه محمد حقا فأخرج قدحه سبع مرات؛ فضربت بها، فخرج سبع مرات، فصحت أشهد أن ال إله

إال الله، وأن محمدا رسول الله، فاجتمع الناس علي وقالوا: مجنون رجل صبأ. قلت: بل رجل مؤمن، ثم جئت إلى أعلى

مكة فلما رآني معاذ قال: لقد جاء رفاعة بوجه ما ذهب بمثلهمنا رسول الله سورة يوسف، واقرأ بسمفجئت وآمنت، وعل

.(1)ربك الذي خلق، ثم خرجنا راجعين إلى المدينة...الخ" )( الحاكم: أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم1

هR(،405بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع )المتوفى: ( )كتاب البر والصلة(، تحقيق:7241المستدرك على الصحيحين، حديث رقم )

مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: األولى،1411( Rوقال الحاكم: "هذا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه"،4/165 ه .)

وعلق عليه الذهبي بقوله:" يحيى الشجري صاحب مناكير". وقال ابن الملقن في )مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبد الله الحاكم البن

35

:سورة يوسف مكية(2): "قال أبو العباس(1)قال بدر الدين العينيكلها، وما بلغنا فيها

.(3)اختالف"

(:"الحديث ضعيف بهذا اإلسناد لضعف يحيى بن محمد6/2677الملقن الشجري".

)( بدر الدين العيني: محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين بن يوسف1 هR،762بن محمود العنتابي الحنفي العالمة قاضي القضاة، ولد في رمضان سنة:

اشتغل بالفقه والنحو وأصول الفقه والمعاني وغيرها، وأخذ عن الجمال يوسف الملطي، والعالء السيرافي، وسمع مسند أبي حنيفة للحارثي على الشرف ابن

الكويك، وولي قضاء الحنفية بمصر، من مصنفاته: شرح البخاري، شرح الشواهد الكبير والصغير، شرح معاني اآلثار، طبقات الحنفية، طبقات الشعراء، مختصر

هR. ينظر:855تاريخ ابن عساكر، شرح الهداية في الفقه، وغيرها، مات سنة: الداوودي: محمد بن علي بن أحمد، شمس الدين الداوودي المالكي )المتوفى:

هR(، طبقات المفسرين للداوودي، راجعها وضبط أعالمها: لجنة من العلماء945 (، ويراجع: بغية1/432بإشراف الناشر، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت)

(. 7/163(، واألعالم للزركلي)2/275الوعاة للسيوطي) )( أبو العباس: أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق أبو العباس الضرير،2

الرازي، قدم بغداد غير مرة قبل سنة ثمانين وثالث مائة وبعدها، وانتقى عليه الدارقطني، وكتب الناس عنه بانتخابه عليه، وحدث عن عبد الرحمن بن أبي

حاتم، وأحمد بن محمد بن معاوية الكاغدي، ولقمان بن علي السرخسي، وعلى بن إبراهيم بن سلمة القزويني، وعيسى بن محمد بن أبي خالد البلخي، وأحمد بن محمد بن مهدى األهوازي، وغيرهم من أهل خراسان، حدث عنه/ األزهري، وعلى

بن طلحة المقرئ، ومحمد بن عبد الواحد األصفر، ومحمد بن عبد الملك بن هR. ينظر: الخطيب399بشران، وآخرين، وكان ثقة حافظا فهما، مات سنة:

(.6/122البغدادي: تاريخ بغداد ) )( بدر الدين العينى: أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين3

هR(، عمدة القاري شرح صحيح855الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى )المتوفى: (. 18/298البخاري، الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت )

36

:"سورة يوسف مكية على القول الذي ال(1)وقال ابن عاشور .(2)ينبغي االلتفات إلى غيره"

وهي السورة الثانية عشرة في ترتيب المصحف الشريف، حيث سبقها في الترتيب سور: الفاتحة ) المكية (، وسورة البقرة ) المدنية (، وسورة آل عمران ) المدنية (، وسورة

النساء ) المدنية (، وسورة المائدة ) المدنية (، وسورة األنعام ) المكية (، وسورة األعراف) المكية (، وسورة األنفال) المدنية (، وسورة التوبة) المدنية (، وسورة يونس ) المكية (، وسورة

هود) المكية (. وعدد آياتها إحدى عشرة ومائة آية، وألف وسبعمائة وستة

وسبعون كلمة، وسبعة آالف ومائة وستة وستون حرفا، ونزلت.(3)بعد سورة هود

: (4) )المطلب الثاني( مناسبة السورة لما قبلها ابن عاشور: محمد الطاهر بن عاشور، رئيس المفتين المالكيين بتونس، وشيخ)( 1

شيخا1932جامع الزيتونة وفروعه بتونس، مولده ووفاته ودراسته بها، عين عام لإلسالم مالكيا، وهو من أعضاء المجمعين العربيين في دمشق والقاهرة، له

مصنفات كثيرة، منها: مقاصد الشريعة اإلسالمية، وأصول النظام االجتماعي في اإلسالم، والتحرير والتنوير، في تفسير القرآن، والوقف وآثاره في اإلسالم،

وأصول اإلنشاء والخطابة، وموجز البالغة، ومما عني بتحقيقه ونشره: ديوان بشار هR. ينظر:1393بن برد، أربعة أجزاء، وكتب كثيرا في المجالت، توفي سنة:

(.6/174األعالم للزركلي ) )( ابن عاشور: التحرير والتنوير =تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد2

من تفسير الكتاب المجيد=، الناشر: الدار التونسية للنشر – تونس، سنة النشر:1984( R12/197 ه.)

(. 1/167)( ينظر: البيان في عد آي القرآن ألبي عمرو الداني )3ت4 سل ما نثب قص عليك من أنباء الر ن وكRال ﴿)( في خواتيم سورة هود قال تعالى

نحن نقص عليك أحسن القصص ]يوسف: ﴾به فؤادك وقال في أوائل يوسف ﴿ ﴾ يقص على الرسول في سورة هود لكنه أثبت صفة أنه[، فقد أثبت أن الله 3

أحسن القصص في يوسف، فهو تفصيل لإلجمال الذي جاء في سورة هود، وبيان قال الزحيلي في مناسبة السورة لما قبلها )التفسير للقصص في سورة هود.

37

من متممة لما جاء في سورة هود جاءت سورة يوسف قصص األنبياء والرسل- صلوات الله عليهم -، واالستدالل على

، داال على رسالة محمد أن القرآن الكريم هو من عند الله خاتم النبيين والمرسلين، والفرق بين القصص فيها وفيما قبلها،

أن السابق كان قصص الرسل مع أقوامهم في تبليغ الدعوة إليهم وإقامة الحجة عليهم، وعاقبة من آمن منهم ومن كذب؛

إلنذار مشركي مكة ومن تبعهم من العرب. وأما هذه السورة فهي قصة نبي نشأ وتربى في غير قومه

بعيدا عن أهله وعشيرته قبل النبوة وهو صغير السن حتى بلغېئ ٹ ٹ ژ أشده فنبئ وأرسل ودعا إلى دينه، ېئ ېئ ۈئ

ىئ [.22]يوسف : ژ ی ی ی ىئىئ ثم تولى بعد ذلك إدارة قطر عظيم؛ فأحسن اإلدارة والسياسة فيه، وكان خير قدوة للناس في رسالته، وفى جميع أموره بما

فيها تصريف أمور الدولة على أحسن ما يصل إليه العقلالبشرى،

(:"نزلت هذه السورة بعد سورة12/189المنير في العقيدة والشريعة والمنهج هود، وهي مناسبة لها، لما في كل من قصص األنبياء، وإثبات الوحي على النبي

،وقد تكررت قصة كل نبي في أكثر من سورة في القرآن، بأسلوب مختلف ، ، فلم تذكرولمقاصد وأهداف متنوعة، بقصد العظة واالعتبار، إال قصة يوسف

في غير هذه السورة، وإنما ذكرت جميع فصولها بنحو متتابع شامل، لإلشارة إلى ما في القرآن من إعجاز، سواء في القصة الكاملة أو في فصل منها، وسواء في

حالة اإلجمال أو حالة التفصيل والبيان". وينظر أيضا: التحرير والتنوير البن(، وقال اآللوسي في )6/234(، والبحر المحيط ألبي حيان )12/199عاشور ) (:"ووجه مناسبتها للتي قبلها اشتمالها على شرح ما قاساه بعض األنبياء6/362

عليهم السالم من األقارب، وفي األولى ذكر ما لقوا من األجانب".

38

من عظم ما جاء في هذه السورة شأنه مع أبيه وإخوته، وكان أن يجمعها في سورة واحدة، ومن ثم كانتمن حكمة الله

. (1)أطول قصة في القرآن الكريم ووجه ارتباطها ومناسبتها لما قبلها، أنه لما اختتمت السورة

ڦ ڦ ڦ ڄ ڄژ :التي قبلها – سورة هود – بقول الحق [،120]هود : ژڇ ڇ ڇ چ چ چ چ ڃڄ ڄ ڃ ڃ ڃ

ذكرت هذه السورة بعدها؛ ألنها من أنبائهم. :"وقد ذكر أوال ما لقي األنبياء عليهم الصالة(2)قال الشهاب

والسالم من قومهم، وذكر في هذه السورة ما لقي يوسف من اخوته ليعلم ما قاسوه من أذى األجانب واألقارب، فبينهما

.(3)أتم المناسبة" أنباء تسعة من الرسل وهم: في سورة هود وقد قص الله

ۀڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ٹ ٹ ژ مع قومه، قصة نوح ژۀ[.25]هود :

)( والمقصود بهذه العبارة بأنها السورة الوحيدة في القرآن التى اشتملت على1 أسلوب استيعاب القصة الكاملة تحديا للمشركين بالمعارضة؛ ألن مما ال خالف

هي أطول قصة جاءت في القرآن الكريم.حوله أن قصة موسى هاب الخفاجي: أحمد بن محمد بن عمر، شهاب الدين الخفاجي المصري،2 )( الش

قاضي القضاة وصاحب التصانيف في األدب واللغة، ولد ونشأ بمصر، من مصنفاته: ريحانة األلبا، وشفاء العليل فيما في كالم العرب من الدخيل، وشرح

درة الغواص في أوهام الخواص للحريري، وطراز المجالس، ونسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض، وعناية القاضي وكفاية الراضي، وغيرها كثير، مات

(.1/238 هR. ينظر: األعالم للزركلي)1069سنة: )( الشهاب الخفاجي: شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي المصري3

هاب على تفسير البيضاوي، المسماة:1069الحنفي )المتوفى: هR(، حاشية الشاضى على تفسير البيضاوي، الناشر: دار صادر – بيروت) عناية القاضى وكفاية الر

5/150 .)

39

ےھ ھ ٹ ٹ ژ مع قومه، وقصة هود ۓ ڭ ڭۓے[.50]هود : ژٴۇ ۈ ۋ ۋ ۈڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ

وئ ائٹ ٹ ژ مع قومه، وقصة صالح وئ ەئ ۆئ ۇئەئ ۇئىئ ېئ ېئ ېئ ۈئ ۈئ حئ ی ی ی ی ىئۆئ جئ ىئ

يئ ىئ ىب جبمئ مب خب [.61]هود : ژحب ۅ ۋٴۇ ۋۈڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈٹ ٹ ژ ، وقصة إبراهيم

ۉ ې ې ۉ [.69]هود : ژۅ ىئ یٹ ٹ ژ وكذلك قصة إسحاق ويعقوب عليهما السالم،

ىئی ی ی مئ حئ [.71]هود : ژجئ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱٹ ٹ ژ مع قومه، وقصة لوط

[. 77]هود : ژڱ ڱ ڱ ں ں ڦ ڦڤ ٹ ڤ ڤ ڤٹ ٹ ژ مع قومه، وقصة شعيب

چ ڇ ڇ ڇ ڇ چ ڃ ڃ چ چڃڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ [.84]هود : ژڍ ڍ ڌ ڌ ۈئ ٹ ٹ ژ مع فرعون وملئه، وقصة موسى ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ

ىئ ی ىئ ىئ ېئ ېئ ېئ حئ ی ی یۈئ ]هود : ژجئ96-97 .]

، ووعيدففي كل هذه األنباء المقصوصة تسلية وأسوة للنبي وتهديد وزجر لقريش ولكل من كذب وتولى، من أن يحل بهم

ما حل بأولئك من النقمة وسوء العاقبة. وفيها للمؤمنين وعد ورجاء في النصر والظفر، وحمد عاقبة

، وما القاه من إخوته، وماالصبر، فأتبع ذلك بقصة يوسف

40

التثبيتآلت إليه حاله من حسن العاقبة، ليحصل للرسول والتسلية لما يالقيه من أذى البعيد والقريب، فقد لقي النبي من أقاربه وعشيرته وقومه أشد ما لقيه من غيرهم من كفار

،والنضر بن(1)قومه، مثل عمه أبي لهب، .....................(2)الحارث

، وإن كان أبو(3)وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب سفيان بن الحارث قد أسلم بعد ذلك وحسن إسالمه، فإن وقع

، وأحد)( أبو لهب: عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم، عم رسول الله 1 األشراف الشجعان في الجاهلية، ومن أشد الناس عداوة للمسلمين في اإلسالم، كان غنيا عتيا، كبر عليه أن يتبع دينا جاء به ابن أخيه، فآذى أنصاره وحرض عليهم

ت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما تب ﴿وقاتلهم، وفيه نزل قوله تعالى:، وكان أحمر الوجه، مشرقا، فلقب في الجاهلية بأبي لهب، مات سنة: 2﴾كسب

(.4/12هR بعد وقعة بدر بأيام ولم يشهدها. ينظر: األعالم للزركلي) )( النضر بن الحارث: النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف ، من2

بني عبد الدار، من قريش : صاحب لواء المشركين ببدر . كان من شجعان قريش ووجوهها، ومن شياطينها . له اطالع على كتب الفرس وغيرهم ، قرأ

تاريخهم في " الحيرة ". وقيل : هو أول من غنى على العود بألحان الفرس، وهو ولما ظهر اإلسالم استمر على عقيدة الجاهلية وآذى رسول اللهابن خالة النبي

كثيرا، وكان إذا جلس النبي مجلسا للتذكير بالله والتحذير من مثل ما أصاب األمم الخالية من نقمة الله، جلس النضر بعده فحدث قريشا بأخبار ملوك فارس ورستم وإسفنديار، ويقول: أنا أحسن منه حديثا، وشهد وقعة " بدر " مع مشركي

هR. ينظر: الزركلي:2، سنة قريش، فأسره المسلمون، وقتلوه بأمر من النبي (.8/33خير الدين بن محمود بن محمد الزركلي، األعالم )

)( أبو سفيان بن الحارث: أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن3 عبد مناف بن قصي، واسمه المغيرة، وأمه غزية بنت قيس بن طريف بن عبد

العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر، وكان أبو سفيان من الرضاعة،، وكان أخا رسول الله شاعرا فكان يهجو أصحاب رسول الله

عاداه، فلما بعث رسول الله أرضعته حليمة أياما، وكان يألف رسول الله وال تخلف عنوهجاه وهجا أصحابه فمكث عشرين سنة عدوا لرسول الله

، أسلم عام الفتح، وشهد مع رسولموضع تسير فيه قريش لقتال رسول الله فتح مكة، ويوم حنين، والطائف، هو وابنه جعفر، وثبتا معه حين انكشفالله

يقول:، وكان رسول الله الناس يوم حنين، وهو آخذ بلجام بغلة رسول الله "أبو سفيان أخي وخير أهلي وقد أعقبني الله من حمزة أبا سفيان بن الحارث"،

ودفن بالبقيع. ينظر: الطبقاتهR، وصلى عليه عمر بن الخطاب20مات سنة: (.38-4/36الكبرى البن سعد )

41

أذى األقارب في النفوس أشد من وقع أذى غيرهم، فبينالسورتين أتم المناسبة .

:(1)يقول طرفة بن العبد وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على المرء من وقع

(2)الحسام المهند

)المطلب الثالث(: أسباب نزول السورة الكريمة.

بمكة في تلك الفترة الحرجة التي اشتدلقد نزلت سورة يوسف والذين أمنوا معه، وذلك بعدفيها إيذاء المشركين لرسول الله

موت أبي طالب وزوجه خديجة- رضي الله عنها- سندي رسول اللهوكانت خديجة - رضي الله عنها - له وزيرة صدق على اإلسالم ،

عن عائشة، يحبها ويكرم أهلها، فقد روى يسكن إليها، وكان إذا ذكر خديجة أثنى عليها، فأحسن:" كان النبي قالت

الثناء، قالت: فغرت يوما، فقلت: ما أكثر ما تذكرها

)( طرفة بن العبد: طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد، البكري الوائلي، أبو1 عمرو، شاعر جاهلي، من الطبقة األولى، ولد في بادية البحرين ، وتنقل في بقاع

نجد ، واتصل بالملك عمرو بن هند فجعله في ندمائه ، ثم أرسله بكتاب إلى المكعبر )عامله على البحرين وعمان( يأمره فيه بقتله ، ألبيات بلغ الملك أن

طرفة هجاه بها ، فقتله المكعبر ، شابا ابن عشرين عاما ، وقيل: ابن ست وعشرين ، أشهر شعره معلقته ، وقد شرحها كثيرون من العلماء. وجمع

المحفوظ من شعره في ديوان صغير ، ترجم إلى الفرنسية. وكان هجاءا، غير ق هR.60فاحش القول. تفيض الحكمة على لسانه في أكثر شعره ، توفى : نحو

(.3/225واألعالم للزركلي)(، 1/185ينظر: ابن قتيبة: الشعر والشعراء ) )( من )البحر الطويل( والبيت من معلقته المشهورة ومطلعها : لخولة أطالل2

طرفة بن العبدببرقة ثهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد ، ينظر: طرفة: ديوان طرفة بن العبد، تحقيق:، م(564الوائلي، الشاعر الجاهلي )المتوفى:

هR)1423مهدي محمد ناصر الدين، الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة: الثالثة، 1/27 .)

42

دق، قد أبدلك الله بها خيرا منها، قال: » ماحمراء الش خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس،أبدلني الله

وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني.(1) ولدها إذ حرمني أوالد النساء«الناس، ورزقني الله

وكان أبو طالب عضدا وناصرا له على قومه، فكم نافح عن رسول، وتعصب له، ومن ثمرات تلك المنافحة والعصبية قوله:الله

د في التراب والله لن يصلوا إليـك بجمعهم ... حتى أوسدفيـنا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة ... أبشر بذاك وقر منـهعيـونا

ودعوتني، وزعمت أنك ناصـح ... ولقد صدقت وكنت ثمأميـنا

ه ... من خير أديـان البرية وعرضت دينا قد علمت بأنـديـنا

)( ابن حنبل: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباني1 ( )باب:24864هR(، مسند اإلمام أحمد بن حنبل، حديث رقم )241)المتوفى:

مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما ( المحقق: شعيب األرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون ، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر:

(. وقال المحقق:" حديث41/356 هR )1421مؤسسة الرسالة ، الطبعة: األولى، صحيح، وهذا سند حسن". وقال الهيثمي: أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر

هR(، في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، تحقيق:807بن سليمان الهيثمي )المتوفى: هR)1414حسام الدين القدسي، الناشر: مكتبة القدسي، القاهرة،

(:"رواه أحمد، وإسناده حسن".9/224

43

لوال المالمـة أو حـذاري سبة ... لوجدتني سمحا بذاك(2)مبيـنا

من األذى ما فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله لم تطمع به في حياة أبي طالب، فعن عائشة أم المؤمنين – رضي

ة: الله عنها، قالت: قال رسول الله » ما زالت قريش كاف (.2)عني حتى مات أبو طالب«

واحدة من السور التي نزلت في تلكوعلى هذا فسورة يوسف ، والذين آمنواالفترة الحرجة في تاريخ الدعوة وفي حياة الرسول

.مكة المكرمةمعه في في مناسبة نزولها روايتين:(3)وذكر الواحدي

البغدادي: عبد القادر بن عمر البغدادي )المتوفى:)( من )البحر الكامل(، ينظر:2 هR(، خزانة األدب ولب لباب لسان العرب، تحقيق وشرح: عبد السالم1093

هR )1418محمد هارون، الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة: الرابعة، (.2/4(، وثمرات األوراق البن حجة الحموي، الناشر: مكتبة مصر)3/296

)(الطبراني: سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم2 (، تحقيق:594هR(، المعجم األوسط، حديث رقم )360الطبراني )المتوفى:

طارق بن عوض الله بن محمد, عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، الناشر: دار (. وذكره ابن إسحاق: محمد بن إسحاق بن يسار1/188الحرمين – القاهرة )

هR(، سيرة ابن إسحاق، تحقيق: سهيل زكار،151المطلبي المدني )المتوفى: (، وقال الهيثمي في1/239هR)1398الناشر: دار الفكر – بيروت، الطبعة: األولى

"رواه الطبراني في األوسط، وفيه:(6/15مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي )أبو بالل األشعري وهو ضعيف".

الواحدي: علي بن أحمد بن محمد بن علي أبو الحسن الواحدي النيسابوري،)( 3 كان واحد عصره في التفسير، الزم أبا إسحاق الثعلبي، وأخذ العربية عن أبي

الحسن القهندزي، ودأب في العلوم، وأخذ اللغة عن أبي الفضل أحمد بن محمد بن يوسف العروضي، وسمع ابن محمش، وأبا بكر الحيري، وجماعة، وروى عنه: أحمد بن عمر األرغياني، وعبد الجبار بن محمد الخواري، وطائفة، من مصنفاته:

التفاسير الثالثة: البسيط، والوسيط، والوجيز، وأسباب النزول، والمغازي، وشرح سير الذهبي:هR. ينظر:468األسماء الحسنى، وشرح ديوان المتنبي، مات سنة:

وطبقات(،3/303وفيات األعيان البن خلكان)(، ويراجع: 18/339 )أعالم النبالء (.1/79المفسرين للسيوطي)

44

ۓ ڭژ في قوله تعالى: عن سعد بن أبي وقاص األولى: ۓ ، فتاله»أنزل القرآن على رسول الله قال: ژڭ ڭ

عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول الله، لو قصصت، فأنزلہ ڻڻژ : الله ہ ۀ ۓ ڭ ڭ ڭژ إلى قوله: ژۀ ۓ

اآلية، فتاله عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول الله، لوژ ژٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ژ حدثتنا، فأنزل الله تعالى:

.(1)، قال: كل ذلك تؤمرون بالقرآن«[23]الزمر :

» مل أصحاب رسولقال: (2) عن عون بن عبد اللهوالثانية: ژ: ملة فقالوا: يا رسول الله، حدثنا: فأنزل الله الله

، اآلية، قال: ثم إنهم ملوا ملة[23]الزمر : ژٹ ٹ ڤ ڤ أخرى فقالوا: يا رسول الله فوق الحديث ودون القرآن -

: يعنون القصص - فأنزل الله

)( الواحدي: أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، النيسابوري، الشافعي1 هR(، أسباب نزول القرآن، المحقق: كمال بسيوني زغلول،468)المتوفى:

(،276-1/275هR)1411الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة األولى، ( في التفسير )باب: تفسير سورة3319ورواه الحاكم في المستدرك برقم )

(، وقال:" هذا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه"، وقال2/376يوسف( ) (:"رواه10/219الذهبي:" صحيح". وقال الهيثمي في)مجمع الزوائد ومنبع الفوائد

أبو يعلى، والبزار نحوه، وفيه الحسين بن عمرو العنقزي، وثقه ابن حبان، وضعفهغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح".

)( عون بن عبد الله: أبو عبد الله الهذلي الكوفي، اإلمام القدوة، العابد، أخو2 فقيه المدينة عبيد الله، حدث عن أبيه، وأخيه، وابن المسيب، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وطائفة، وحدث عنه: أبو حنيفة، ومسعر، والمسعودي، وآخرون،

هR. ينظر: المنتظم في تاريخ األمم والملوك110وثقه أحمد وغيره، توفي سنة: (، وتاريخ6/311(، ويراجع: الطبقات الكبرى البن سعد )7/226البن الجوزي)

(. 2/54(، وشذرات الذهب البن العماد )437/ 7اإلسالم للذهبي )

45

ۓ ڭ ڭ ڭ ژ فأرادوا الحديث، فدلهم علىژۓ أحسن الحديث، وأرادوا القصص، فدلهم على أحسن

.(1)القصص«

في مناسبة نزول هذه السورة: " كان(2)وقال محمد بن إسحقالنضر بن الحارث من شياطين قريش،

، وينصب له العداوة، وكان قد قدموممن كان يؤذي رسول الله وتعلم بها أحاديث ملوك فارس، وأحاديث رستم(3)الحيرة

ر فيه بالله، وكان رسول الله ،(4)وأسفندباذ إذا جلس مجلسا يذك ويحذر قومه ما أصاب من قبلهم من األمم من نقمة الله، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم يقول: أنا والله يا معشر قريش أحسن

مرسل". وذكره ابن (، وقال المحقق:"1/276)( أسباب نزول القرآن للواحدي )1األثر مرسل". هذا (، وقال المحقق:"2/1003 في )جامع البيان جرير

)( ابن إسحاق: محمد بن إسحاق بن يسار بن مخرمة بن المطلب، بن عبد2 مناف، المدني أبو بكر، أحد األعالم، وصاحب المغازي، حدث عن: عطاء،

واألعرج، والقاسم بن محمد، وابن شهاب، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر، ومكحول، وعمرو بن شعيب، ونافع، وخلق سواهم، وعنه: ابن جريج، والثوري،

، وعنوشعبة، وعدد كثير، وكان بحرا في العلم، حبرا في معرفة أيام النبي شعبة قال: ابن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث، وقال أحمد بن حنبل: حسن

(، وتاريخ1/401 هR .ينظر: الطبقات الكبرى البن سعد)151الحديث، توفي سنة: (. 9/588اإلسالم للذهبي )

)( الحيرة: مدينة كانت على ثالثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النجف3 زعموا أن بحر فارس كان يتصل به ، كانت مسكن ملوك العرب في الجاهلية من

زمن نصر ثم من لخم النعمان وآبائه ، وقيل : إنما سميت الحيرة ألن تبعا لما أقبل بجيوشه فبلغ موضع الحيرة ضل دليله وتحير فسميت الحيرة.وأول من اتخذ الحيرة منزال عمرو بن عدي بن نصر اللخمي ، وهو أول ملوك هذا البيت من آل نصر . عمرت الحيرة خمسمائة سنة وبضعا وثالثين سنة إلى أن عمرت الكوفة

ونزلها المسلمون. ينظر: الحموي: شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله هR(، معجم البلدان، الناشر: دار صادر، بيروت،626الرومي الحموي )المتوفى:

(.2/328 م )1995الطبعة: الثانية، )( هكذا في األصل، وعند ابن هشام: )أسفنديار(، ينظر: سيرة ابن هشام –4

(، ويراجع: دالئل النبوة للبيهقي- دار الكتب1/358تحقيق: مصطفى السقا )(.2/338العلمية )

46

حديثا منه، فهلموا فأنا أحدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم وأسفندباذ، ثم يقول: بماذا محمد أحسن حديثا

.(1)مني" وهذا القول الذي ذكره محمد بن إسحاق في مناسبة نزول سورة

يوسف، يرجحه العقل وتميل إليهۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆژ : النفس؛ ذلك لقول الحق ۓ

ۅۈ ۈ ۋ ۋ فمجيء كلمة )أحسن( بصيغة أفعلژٴۇ التفضيل، توحي أن هناك من قال بأن حديثه أفضل من حديث

، وكان هذا الشقي -القرآن، وقصصه أحسن من قصص محمد النضر بن الحارث – يقص على أهل مكة من الخرافات واألساطير

التي ما سمعوا عنها من قبل، فكانت عامل جذب للعوام من الناس ، وربماإليه، ومحاولة منه لصرف الناس عن دعوة رسول الله

هذا اللون من الكيد واإليذاء قد مس قلبه الشريف، أو وجد في نفسه شيئا منه، ومن ثم جاءت هذه السورة على أسلوب استيعاب

يقول لرسوله القصة الكاملة تحديا لهم بالمعارضة، وكأن الله إن كان هناك من يقول بأن قصصه حسن، فها نحن نقص عليك

أحسن القصص الذي يشتمل على صالح الدين والدنيا معا. وقد قرر العلماء أنه ال مانع من تعدد أسباب النزول لآلية الواحدة أو

.(2)للطائفة من اآليات(، وأخرجه ابن جرير في تفسيره)جامع البيان1/201)( سيرة ابن إسحاق )1

.عن عكرمة، عن ابن عباس (19/238 (،13/340)( القول بالتعدد ذهب إليه كل من: ابن تيمية في)الفتاوى الكبرى2

(، وابن204/ 3(، واآللوسي في )روح المعاني33/ 1والسيوطي في)اإلتقان

47

فقد ترد روايات متعددة فى سبب نزول اآلية، وتأتي كل روايةبسبب صريح غير ما تذكره

األخرى، ومن ثم كان للعلماء والمحققين ضوابط دقيقة فى تعددأسباب النزول تتلخص في اآلتي:

- إذا كانت إحدى الروايتين صحيحة واألخرى غير صحيحة- اعتمدنا1على الصحيحة، وردت غير الصحيحة.

- إذا كانت كلتاهما صحيحتين وإلحداهما مرجح- اعتمدنا فى بيان2السبب على الراجحة دون المرجوحة.

- إذا استوت الروايتان فى الصحة، وال مرجح إلحداهما على3 األخرى، وأمكن األخذ بهما معا لتقارب زمنيهما- أخذنا بهما معا،

وحكمنا بنزول اآلية عقب حصول السببين كليهما. - إذا استوت الروايتان فى الصحة وال مرجح، وال يمكن األخذ بهما4

.(1)معا حكمنا بنزول اآلية عقب كل سبب منهما، أى بتكرار نزولها

(، ومقاتل بن سليمان في) تفسير مقاتل4/145الجوزي في )زاد المسير والزحيلي في(،1/83ومحمد سيد طنطاوي في ) التفسير الوسيط (،5/142

(: في سبب8/531 وقال ابن حجر في )فتح الباري (،3/289)التفسير المنير في)الفتاوى وقال ابن تيميةنزول آية الحجاب " ال مانع من تعدد األسباب".

(: "قولهم: نزلت هذه اآلية في كذا يراد به تارة سبب النزول،13/340الكبرى ويراد به تارة أن ذلك داخل في اآلية، وإن لم يكن السبب، أي: عنى بهذه اآلية

كذا". هR(،150مقاتل بن سليمان بن بشير األزدي البلخى )المتوفى: )( ينظر: مقاتل:1

تفسير مقاتل بن سليمان، تحقيق: عبد الله محمود شحاته، الناشر: دار إحياء (، والزركشي: بدر الدين5/142 هR)1423التراث – بيروت، الطبعة: األولى -

هR(، البرهان في علوم794محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي )المتوفى: القرآن، تحققق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: دار إحياء الكتب العربية

(. 31-1/29 هR )1376عيسى البابى الحلبي وشركائه، الطبعة: األولى،

48

،(1))المطلب الرابع(: وجه تسميتها بسورة يوسفوأحسن القصص.

وجه تسميتها بسورة يوسف

أما وجه تسمية هذه السورة بسورة يوسف؛ فألن معظم قصته مذكورة فيها، ولم تذكر في أي سورة من سور القرآن الكريم إال

لم يذكر في القرآنفي هذه السورة؛ ذلك ألن نبي الله يوسف الكريم باسمه إال في ثالث سور، في هذه السورة، وفي سورة

چ چچ ڃ ڃ ڃ ڃڄ ڄ ڄڄڦ ڦ ڦ ڦٹ ٹ ژ األنعام، [، وفي سورة غافر،84]األنعام : ژ ڌ ڌ ڎ ڍچ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ

ٺ ٺ ٺٺٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀٹ ٹ ژ ]غافر ژ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ٹٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ

:34.]وجه تسميتها بأحسن القصص

بأحسن القصص لألسباب اآلتية:سميت سورة يوسف -لما فيها من العبر والحكم والنكت، والفوائد التي تصلح للدين1

قال:»إن حبرا من أحباروالدنيا معا، فقد روى عن ابن عباس ذات يوم، وكان قارئا للتوراة،اليهود دخل على رسول الله

فوافقه وهو يقرأ سورة يوسف كما أنزلت على موسى في

)( من المعلوم عند العلماء أن أسماء السور أمر توقيفي. قال به كل من:1 (، والنسفي1/31(، والزمخشري في )الكشاف1/100الطبري في )جامع البيان

(،1/270(، والزركشي في )البرهان في علوم القرآن1/37في )مدارك التنزيل(، وغيرهم. 1/197والسيوطي في )اإلتقان في علوم القرآن

49

، فقال له الحبر: يا محمد من علمكها ؟ قال: الله علمنيها،(1)التوراة قال: فتعجب الحبر لما سمع منه، فرجع إلى اليهود، فقال لهم:

أتعلمون والله إن محمدا ليقرأ القرآن كما أنزل في التوراة، قال: ، ونظروا(2)فانطلق بنفر منهم حتى دخلوا عليه؛ فعرفوه بالصفة

إلى خاتم النبوة بين كتفيه؛ فجعلوا يستمعون إلى قراءته لسورة يوسف، فتعجبوا منه وقالوا: يا محمد من علمكها؟ فقال رسول

ژ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌژ: علمنيها الله، ونزل: الله يقول لمن سأل عن أمرهم وأراد أن يعلم علمهم، فأسلم القوم

.(3)عند ذلك« - لحسن مجاوزة يوسف عن إخوته، وصبره على أذاهم، وعفوه2

عنهم- بعد االلتقاء بهم- وعن ذكر ما فعلوه، وكرمه في العفوۓ ڭژ عنهم، حتى قال: ۓ ]يوسف ژ ۆ ۆ ۈۇ ڭ ڭ ۇڭے

:92.]

(. 50-37)( ينظر: الكتاب المقدس، العهد القديم، سفر التكوين، اإلصحاح )1 ما روي عن عطاء بن يسار، قال: لقيت عبد الله بن عمرو)( كان من صفاته 2

في التوراة؟بن العاص رضي الله عنهما، قلت: أخبرني عن صفة رسول الله ها يا أي ﴿قال: " أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن:

را ونذيرا ]األحزاب: ا أرسلناك شاهدا ومبش بي إن [، وحرزا لألميين، أنت45﴾الن عبدي ورسولي، سميتك المتوكل ليس بفظ وال غليظ، وال سخاب في األسواق، وال يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة

العوجاء، بأن يقولوا: ال إله إال الله، ويفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا".(. 3/66( باب كراهية السخب في السوق، )2125أخرجه البخاري برقم)

)( أخرجه البيهقي: أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي3 هR(، في دالئل النبوة ومعرفة أحوال458الخراساني، أبو بكر البيهقي )المتوفى:

1405صاحب الشريعة، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت ، الطبعة: األولى، (Rعن أبي صالح عن ابن4/495(، وأخرجه السيوطي في )الدر المنثور6/267ه )

(.7/276، وذكره ابن حجر في)فتح الباريعباس

50

في سورة يوسف(2): قال خالد بن معدان (1)قال الخطيب الشربينيومريم:" يتفكه فيهما أهل الجنة في

الجنة، وقال ابن عطاء: ال يسمع سورة يوسف محزون إال استراح.(3)إليها"

- سماها أحسن القصص الشتمالها على ذكر حاسد ومحسود،3 وحبس وإطالق، ومالك ومملوك، وعاشق ومعشوق، ومكر النساء،

وشاهد ومشهود، وسجن وخالص، وخصب وجدب، وغيرها مما يعجزعن بيانه الخلق.

- ألنه ليست قصة في القرآن الكريم اشتملت على جملة من4العبر والحكم والعظات، ما اشتملت عليه هذه القصة.

أحمد الشربيني، فقيه شافعي ومفسر، من أهل بن  الخطيب الشربيني: محمد)(1 القاهرة، له تصانيف منها: السراج المنير في التفسير، واإلقناع في حل الفاظ

أبي شجاع، وشرح شواهد القطر، ومغني المحتاج، وغيرها كثير، توفى سنة هR(،1061نجم الدين محمد بن محمد الغزي )المتوفى: هR. ينظر: الغزي:977

الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة، تحقيق: خليل المنصور، الناشر: دار واألعالم(، 3/73 هR )1418الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: األولى،

(.6/6للزركلي ) خالد بن معدان: اإلمام أبوعبد الله خالد بن معدان بن أبي كرب الكالعي)( 2

الحمصي، شيخ أهل الشام - والكالعي - بفتح الكاف - هذه النسبة إلى الكالع، وهي قبيلة كبيرة نزلت حمص من الشام ينسب إليها خلق عظيم منهم أبو عبد

الله خالد بن معدان"، تابعي ثقة عابد جليل، يرسل كثيرا، من الطبقة الثالثة، سمع أبا أمامة ،أدرك سبعين صحابيا، وروي عن بعضهم وكان من خيار عباد الله،

هR. ينظر:103 مات سنة وعمير بن األسود، وجبير بن نفير، والمقدام وغيرهم، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكرابن عساكر:

هR(، تاريخ دمشق، تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي، الناشر: دار571)المتوفى: تهذيب(، ويراجع: 16/189) ه1415Rالفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عام النشر:

(. 2/22(، وشذرات الذهب البن العماد )125-3/118التهذيب البن حجر ) )( الشربيني: شمس الدين، محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي3

هR(، السراج المنير في اإلعانة على معرفة بعض معاني كالم ربنا977)المتوفى: الحكيم الخبير، )باب: سورة يوسف(، الناشر: مطبعة بوالق )األميرية( – القاهرة،

(.2/88 هR )1285عام النشر:

51

:" سميت أحسن القصص؛ ألن فيها ذكر األنبياء(1)- قال الثعلبي5 والصالحين والمالئكة والشياطين، والجن واإلنس واألنعام والطير،

وسير الملوك والممالك، والتجار والعلماء والجهال، والرجالوالنساء

وحيلهن ومكرهن، وفيها ذكر التوحيد، والفقه، والسير، وتعبير الرؤيا، والسياسة، والمعاشرة، وتدبير المعاش، وجمل الفوائد التي

.(2)تصلح للدين والدنيا"

)( الثعلبي: أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري المفسر1 المشهور؛ كان أوحد زمانه في علم التفسير، وصنف التفسير الكبير الذي فاق

غيره من التفاسير، وله كتاب العرائس في قصص األنبياء، صلوات الله وسالمه عليهم، وغير ذلك، وذكره عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في كتاب سياق تاريخ

نيسابور وأثنى عليه، وقال: هو صحيح النقل موثوق به، حدث عن أبي طاهر ابن خزيمة، واإلمام أبي بكر ابن مهران المقرىء، وكان كثير الحديث كثير الشيوخ،

ينظر : اليافعي: أبو محمد عفيف الدين عبد الله بن أسعد بنهR.427توفي سنة: هR(، مرآة الجنان وعبرة اليقظان في768علي بن سليمان اليافعي )المتوفى:

معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان، وضع حواشيه: خليل المنصور، الناشر: دار (، ويراجع:3/36 هR)1417الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: األولى،

،(1/79ووفيات األعيان البن خلكان )(، 5/127 )شذرات الذهب البن العماد(.1/106وطبقات المفسرين لألدنه وي )

هR(،427)( الثعلبي: أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أبو إسحاق )المتوفى: 2 الكشف والبيان عن تفسير القرآن، تحقيق: اإلمام أبي محمد بن عاشور، مراجعة

وتدقيق: األستاذ نظير الساعدي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت –(.5/197 هR )1422لبنان، الطبعة: األولى

52

:" ألن فيها ذكر الحبيب والمحبوب وسيرهما،(1)- وقال القرطبي6وقيل:" أحسن" هنا بمعنى أعجب،

وقال بعض أهل المعاني: إنما كانت أحسن القصص؛ ألن كل من ذكر فيها كان مآله السعادة، انظر إلى يوسف وأبيه وإخوته، وامرأة العزيز، قيل: والملك أيضا أسلم بيوسف وحسن إسالمه، ومستعبر

الرؤيا الساقي، والشاهد فيما يقال: فما كان أمر الجميع إال إلى.(2)خير"

)المطلب الخامس(: مقاصد السورة الكريمة.

ما يلي:من أهم مقاصد سورة يوسف مقصد السورة العام يتلخص في : الدفاع عن العقيدة والتأكيد على

على وجوب أنقضية التوحيد من خالل تركيز نبي الله يوسف تكون الحاكمية لله وحده ، واتخذ تأويل الرؤيا وما حدث له إلثبات

الوحدانية ونفي وإبطال اآللهة المزعومة .ومن األهداف التفصيلية:

القرطبي: محمد بن أحمد بن أبي فرح األنصاري الخزرجى المالكي أبو عبد)( 1 الله القرطبي، مصنف التفسير المشهور، الذي سارت به الركبان، والتذكرة في

أحوال الموتى وأمور اآلخرة، سمع من ابن رواج، والجميزي وعدة، وروى عنه باإلجازة ولده شهاب الدين أحمد، قال الذهبي: إمام متفنن متبحر في العلم، له

تصانيف مفيدة تدل على إمامته، وكثرة إطالعه ووفور فضله، مات بمنية بني ينظر: السيوطي: عبد الرحمن بن أبيهR. 671خصيب من الصعيد األدنى سنة:

هR(، طبقات المفسرين العشرين،911بكر، جالل الدين السيوطي )المتوفى: م1396تحقيق: علي محمد عمر، الناشر: مكتبة وهبة – القاهرة، الطبعة: األولى،

.(5/335 ) البن العماد وشذرات الذهب(،1/92)(.9/120)( القرطبي: الجامع ألحكام القرآن = تفسير القرطبي )2

53

وزيادة يقينه، وطمأنينة قلبه، ومؤانسته،- تثبيت وتقوية النبي 1 وحمله على الصبر على أذى قومه، وبيان أن الصبر ال يأتي إال

فإنه لما صبر فاز بمقصوده، وكذلكبالخير، كما حدث ليعقوب ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻٹ ٹ ژ ، في حق يوسف

»عجبا: ، قال: قال رسول الله (1)[، وعن صهيب90]يوسف : ژ ألمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك ألحد إالاء شكر، فكان خيرا له، وإن للمؤمن، إن أصابته سر

اء، صبر فكان خيرا له« .(2)أصابته ضر ،- بيان أن القرآن الكريم هو كالم الله تعالى أنزله على رسوله 2

ۓ ڭ ڭ ڭ ڭٹ ٹ ژ وليس بكالم محمد وال غير محمد ۓۅۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋ [، مصداقا لقول3 ]يوسف:ژٴۇ

پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺپٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پژ :الحق ژ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ٹٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ

[.52]الشورى: )( صهيب: ابن سنان بن مالك، ويقال خالد بن عبد عمرو بن عقيل، وهو الرومي.1

قيل له ذلك ألن الروم سبوه صغيرا، ثم اشتراه رجل من كلب فباعه بمكةه بن جدعان التميمي فأعتقه، أسلم قديما وهاجر فأدرك النبي فاشتراه عبد الل

، وعن عمر، وعلي، وعنه:بقباء وشهد بدرا والمشاهد بعدها، روى عن النبي أوالده: حبيب، وحمزة، وسعد، وصالح، وصيفي، وعباد، وعثمان، ومحمد، وحفيده

زياد بن صيفي، وجابر الصحابي، وسعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، هR. ينظر: ابن حجر: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد38وآخرون، مات سنة:

هR(، اإلصابة في تمييز الصحابة،852بن أحمد بن حجر العسقالني )المتوفى: تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض، الناشر: دار الكتب العلمية

(، ويراجع: الطبقات الكبرى البن3/364 هR)1415– بيروت، الطبعة: األولى - (، وتهذيب التهذيب البن حجر)3/38(، وأسد الغابة البن األثير)3/169سعد)

4/438 ،)في )الزهد( باب المؤمن أمره كله خير ) (2999)( أخرجه مسلم برقم)2

4/2295.)

54

وترك ديارهم وأوطانهم، كما وأصحابه- اإلشارة بخروج النبي 3 حدث ليوسف ويعقوب- عليهما السالم- حينما خرجوا من الشام

إلى مصر، وذلك إشارة إلى أن المسلمين سيهاجرون إلى المدينة، ويتركون ديارهم وأوطانهم. مع رسول الله

وما لقيه من إخوته،- أخذ العبر والعظات من قصة يوسف4 صغارهم ، فصبر علىووبيان أن الحسد كان سببا في خذالنهم

أذاهم وتجاوز عن أخطائهم، وقابل إساءتهم باإلحسان إليهم، حين قال:(1) ورحم الله المقنع الكندي

وإن الذي بيني وبين بنـي أبـي ... وبين بنـي عميلمختلـف جـدا

)( المقنع الكندي: المقنع لقب غلب عليه واسمه محمد بن ظفر بن عمير، ينتهي1 نسبه إلى كندة بن عفير، وإنما لقب بالمقنع؛ ألنه كان أجمل الناس وجها، وكان إذا حسر اللثام عن وجهه أصابته العين، ويلحقه عنت ومشقة فكان ال يمشي إال

مقنعا، وهو شاعر مقل من شعراء اإلسالم في عهد بني أمية، وكان له محل وشرف ومروءة وسؤدد في عشيرته، وكان متخرقا في عطاياه سمح اليد بماله ال

يرد سائال عن شيء، وذكروا أن عبد الملك بن مروان وكان أول خليفة ظهر منه البخل قال ذات يوم: أي الشعراء أفضل؟ فقال كثير بن هراسة يعرض ببخل عبد

الملك: أفضلهم المقنع الكندي حيث يقول: )من البسيط(هRم لو كان ينفع أهل البخل تحريضي إني أحرض أهRل البخل كلما قRل مالي إال زادنRي كرمRا حتى يكRون برزق الله تعويضي

ب فينا طرف مخفوض والمال يرفRع من لوال دراهمـه أمسى يقللن تخرج البيض عفوا من أكفهم إال على وجRع منهRم وتمريض

ها من جلRود الباخلRين بها عند النوائب تحRذى بالمقاريRض كأنذين إذا ﴿فقال عبد الملك وعرف ما أراد: الله أصدق من المقنع حيث يقول وال

توفي المقنع [،67﴾أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ]الفرقان: هR. ينظر:التبريزي : يحيى بن علي بن محمد الشيباني التبريزي،70سنة:

هR(، شرح ديوان الحماسة )ديوان الحماسة: اختاره أبو تمام502)المتوفى: (، ويراجع: األعالم2/37 هR(، الناشر: دار القلم – بيروت )231حبيب بن أوس ت

(. 320 ، 6/319للزركلي )

55

أراهم إلى نصري بطـاء وإن هم ... دعـوني إلـى نصـرأتيتهم شـدا

فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم ... وإن يهدموا مجديبنيت لهم مجدا

وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم ... وإن هم هوواغيي هويت لهم رشدا

وليسوا إلى نصري سراعا وإن هم ... دعـوني إلـىنصيـر أتيتهـم شدا

وإن زجـروا طيرا بنحس تمر بي ... زجرت لهـم طيراتمـر بهم سعدا

وإن هبطـوا غورا ألمر يسـوؤني ... طـلعت لهـم مـاهـم نجدا يسر

وإن بادهـوني بالعـداوة لم أكن ... أبـادهـم إال بمـاينعـت الرشدا

وإن قطعـوا مني األواصـر ضلة ... وصلت لهـم منـيالمحبـة والودا

وال أحمل الحقـد القديـم عليهم ... وليس كريـم القوم (1)من يحمل الحقدا

)( من )البحر الطويل( والقصيدة للشاعر األموي: المقنع الهندي، ينظر:1 األصفهاني: أبو على أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي األصفهاني )المتوفى:

هR(، شرح ديوان الحماسة، تحقيق: غريد الشيخ، وضع فهارسه العالمة:421 إبراهيم شمس الدين، الناشر: دار الكتب العلمية ، بيروت – لبنان، الطبعة: األولى

56

- استظهار وبيان أهمية هذا القطر – مصر – لما جعل الله فيها5 ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍٹ ٹ ژ من خيرات تعدل خيرات األرض كلها،

ڍ ٹ ٹ ژ و ،ژ ڑ ک ک ک ڑ ڈ ڈ ژ ژڎڌ ڌ ڎ[. 99]يوسف : ژڌ ڌ ڎ ڎ ڈ

أنه قال: " مصر خزائن األرض كلها،(1)وعن أبي بصرة الغفاري ڄ ڃژوسلطانها سلطان األرض كلها، أال ترى إلى قول يوسف:

[، ففعل فأغيث بمصر وخزائنها يومئذ كل55]يوسف : ژ ڃڃ ڃ. (2)حاضر وباد من جميع األرض"

1424( R1/829ه .) )( أبو بصرة الغفاري: اسمه حميل بن بصرة بن وقاص بن حاجب بن غفار، له1

صحبة ورواية، روى عن أبي ذر، وعنه: أبو هريرة- وهو من طبقته-، وأبو تميم الجيشاني، وعبد الرحمن ابن شماسة، وأبو الخير مرثد اليزني، وأبو الهيثم

سليمان بن عمرو العتواري، وشهد فتح مصر، وسكنها، وبها توفي. ينظر: ابن األثير: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد

هR(، أسد الغابة في630الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن األثير )المتوفى: معرفة الصحابة، المحقق: علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود ،

(،7/346(، ويراجع: الطبقات الكبرى البن سعد)2/79الناشر: دار الكتب العلمية )(. 7/37(، واإلصابة في تمييز الصحابة البن حجر)4/335وتاريخ اإلسالم للذهبي)

)( العجلوني: إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي الجراحي العجلوني الدمشقي،2 هR(، كشف الخفاء ومزيل اإللباس، الناشر: المكتبة1162أبو الفداء )المتوفى:

العصرية، تحقيق: عبد الحميد بن أحمد بن يوسف بن هنداوي، الطبعة: األولى،1420( R(، ويراجع: المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واآلثار للمقريزي )2/249ه (، وحسن المحاضرة في تاريخ مصر1/518(، وتاريخ ابن يونس المصري)1/43

(.1/21والقاهرة للسيوطي)

57

» إنكم: ، قال : قال رسول الله (1)وعن أبي ذرستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها

القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهمة وصهرا، فإذا ة ورحما« أو قال: » ذم ذم

رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة، فاخرج .(2)منها«

:» إذا يقول قال: سمعت رسول الله وعن عمر بن الخطاب فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيرا، فذلك

: ولم ياالجند خير أجناد األرض ، فقال له أبو بكر رسول الله ؟ قال: ألنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم

. (3)القيامة« أبو ذر الغفاري: جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن عبد)(1

بمكة أول اإلسالم، فكان رابعمناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة، أسلم والنبي فأتاه بالمدينة بعد ماأربعة، ورجع إلى بالد قومه، فأقام بها حتى هاجر النبي

ذهبت بدر، وأحد، والخندق، وصحبه إلى أن مات، وكان يعبد الله تعالى قبل مبعث بثالث سنين، وكان زاهدا أمارا بالمعروف، ال تأخذه في الله لومة الئم،النبي

، وروى عنه: أنس، وابن عباس، واألحنف بن قيس، وابنروى عن النبي هR. ينظر:32المسيب، وأبو األسود الدؤلي، وعطاء بن يسار، وآخرون، مات سنة: ،هR(276ابن قتيبة: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري )المتوفى:

المعارف، تحقيق: ثروت عكاشة، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، (، واإلصابة البن1/562(، وأسد الغابة البن األثير)1/252م)1992الطبعة: الثانية،

(. 7/108حجر) بأهل( في فضائل الصحابة )باب وصية النبي 2543)( أخرجه مسلم برقم )2

(. 4/1970مصر( ) )( المتقي الهندي: عالء الدين علي بن حسام الدين ابن قاضي خان القادري3

الشاذلي الهندي البرهانفوري ثم المدني فالمكي الشهير بالمتقي الهندي هR(، كنز العمال في سنن األقوال واألفعال، تحقيق: بكري حياني،975)المتوفى:

هR )1401وصفوت السقا، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الخامسة، (. وقال: ذكره ابن عبد الحكم في فتوح مصر، وفيه لهيعة عن األسود بن14/168

مالك الحميري عن بحر بن داخر المعافري، ولم أر لألسود ترجمة إال أن ابن حبان ذكر في الثقات أنه يروى عن بحر بن داخر ووثق بحرا. وذكره السخاوي في

58

من غياهب الجب، وإعالن براءته- أن القادر على إنجاء يوسف6 وإخراجه من السجن، وجعله على خزائن مصر بعد أن كان عبدا مملوكا لهم، وجمع شمله بوالديه وإخوته بعد هذه المدة الطويلة،

ٿ ٹٹ ٹ ژ وإعالء كلمته، وإظهار دينه، لقادر على إعزاز محمد [. 51]غافر : ژٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ

به من- أن تعبير الرؤيا علم من العلوم اللدنية يختص الله 7 ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤٹ ٹ ژ يشاء من عباده،

ڃ ڃڃڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ[. 6]يوسف : ژچ چ

ؤيا: ، قال : قال رسول الله أنس بن مالك وعن » الرالح، جزء من ستة وأربعين جزءا جل الص الحسنة من الر

.(1)من النبوة«

- ثبوت الميراث للجد، في حالة عدم وجود األب، إلطالق لفظ8 ژاألب على الجد في السورة في موضعين، األول في قوله تعالى:

ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ[. 6]يوسف : ژ ڃ ڃ چ چ ڃڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ

پ پپٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پژ والثاني في قوله تعالى: ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤٺڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ

[.38]يوسف : ژڤ إذا فتح الله عن عمرو بن العاص عن عمر، بلفظ:" (1/609)المقاصد الحسنة

عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندا كثيفا ...". 30 / 9 ( باب رؤيا الصالحين( في كتاب التعبير )6983أخرجه البخاري برقم ))( 1

.

59

،"الجد أب"، أنهم قالوا: وعن أبي بكر، وابن عباس، وابن الزبير [،]يس:26،27،31،35 ]األعراف: ژ ڄ ڄژ :وقرأ ابن عباس

ولم يذكر أن أحدا خالف أباژٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ ژ [36 .(1) متوافرون"بكر في زمانه، وأصحاب النبي

»أعط إلى عامل له: وعن الحسن، قال: كتب عمر بن الخطاب طر، ومع األخوين الثلث، ومع الثالثة الجد مع األخ الش

دس، فإذا بع، ومع األربعة الخمس، ومع الخمسة الس الردس« .(2)كانوا أكثر من ذلك فال تنقصه من الس

- عدم التفرقة والتمييز بين األبناء، وغرس أواصر المحبة بينهم9 والعمل على تزكيتها، وعدم إظهار فرط المحبة ألحدهم واالهتمام به دون اآلخرين؛ لما قد يترتب على ذلك من عواقب وخيمة، منها

ما كاد إخوته لهالشحناء بينهم وكيد بعضهم لبعض، فإن يوسف ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژٹ ٹ ژ إال عندما ظنوا أن أباهم يفضله عليهم،

ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ[.9-8]يوسف : ژڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ

أما ما يجده األب من محبة زائدة في قلبه ألحد بنيه فال حرج عليه فيه؛ ألنه ال يملكه، فعن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها -،

باب ميراث الجد مع األب واإلخوة )في )كتاب الفرائض()( أخرجه البخاري 18/151.)

)( الجوزجاني: سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني الجوزجاني )المتوفى:2 )باب قول عمر في الجد(، تحقيق:58هR(، سنن سعيد بن منصور، حديث 227

هR)1403حبيب الرحمن األعظمي، الناشر: الدار السلفية – الهند، الطبعة األولى، (، ورواه ابن حجر في فتح الباري، باب :قوله باب ميراث الجد مع األب1/66

(.12/19واإلخوة )

60

» اللهم هذا يقسم فيعدل، ويقول: قالت: كان رسول الله .(1)قسمي فيما أملك، فال تلمني فيما تملك، وال أملك«

هذا ما لم يظهر األب عالمات هذه المحبة؛ ألنه مأمور بالعدل بينعبيأبنائه في كل شيء، ،(3) عن النعمان بن بشير،(2)فعن الش

قال: تصدق علي أبي ببعض ماله، فقالت أمي عمرة بنت رواحة: ال ليشهده، فانطلق أبي إلى النبي أرضى حتى تشهد رسول الله

»أفعلت هذا بولدك: على صدقتي، فقال له رسول الله

)( الدارمي: أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد1 هR(، مسند الدارمي255الصمد الدارمي، التميمي السمرقندي )المتوفى:

(، )باب في القسمة بين2253المعروف بR )سنن الدارمي(، حديث رقم ) النساء(، تحقيق: حسين سليم أسد الداراني، الناشر: دار المغني للنشر والتوزيع،

(، وقال المحقق: إسناده صحيح.3/1416 هR )1412السعودية، الطبعة: األولى، أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني الشافعي، في فتح ورواه ابن حجر:

رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي، الباري شرح صحيح البخاري، الناشر: قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب، عليه

هR )1379تعليقات العالمة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، دار المعرفة - بيروت، قال الترمذي: رواه غير واحد عن حماد بن زيد عن أيوب عن (،وقال:"9/313

أبي قالبة مرسال، وهو أصح من رواية حماد بن سلمة ". )( الشعبي: عامر بن شراحيل الشعبي أبو عمرو، ثقة مشهور، فقيه فاضل، روى2

عن علي، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وزيد بن ثابت، وأبي هريرة، والنعمان بن بشير، والبراء بن عازب، ومعاوية، وجابر بن عبد الله، وزيد بن أرقم،

104، مات سنة: والضحاك، والعبادلة األربعة، وغيرهم من الصحابة والتابعين (،3/12(، ووفيات األعيان البن خلكان )6/259هR . ينظر: الطبقات الكبرى )(. 5/65وتهذيب التهذيب البن حجر )

)( النعمان بن بشير: ابن سعد بن ثعلبة بن جالس بن زيد األنصاري الخزرجي ،3 بثماني سنين وسبعة أشهر، له وألبويه صحبة، روىولد قبل وفاة رسول الله

، وروى عنه: ابناه: محمد، وبشير، والشعبي،، وعمر، وعائشةعن النبي وحميد بن عبد الرحمن، وخيثمة، وسماك بن حرب، وسالم بن أبي الجعد، وأبو

إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن عمير، وغيرهم، وكان كريما جوادا شاعرا هR. ينظر: ابن حجر: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن65شجاعا، مات سنة:

هR(، اإلصابة في تمييز الصحابة، تحقيق:852أحمد بن حجر العسقالني )المتوفى: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض، الناشر: دار الكتب العلمية –

(،5/310(، وأسد الغابة البن األثير )6/346 هR )1415بيروت، الطبعة: األولى - ( .10/447وتهذيب التهذيب البن حجر )

61

كلهم؟« قال: ال، قال: »اتقوا الله، واعدلوا في.(1)"، فرجع أبي، فرد تلك الصدقةأوالدكم«

" فيه دليل على أنه يجوز لمن وثق من نفسه(2)- قال الشوكاني10 إذا دخل في أمر من أمور السلطان أن يرفع منار الحق ويهدم ما

أمكنه من الباطل، طلب ذلك لنفسه، ويجوز له أن يصف نفسه باألوصاف التي لها ترغيبا فيما يرومه، وتنشيطا لمن يخاطبه من

.(3)الملوك بإلقاء مقاليد األمور إليه وجعلها منوطة به" منوقد يقول قائل هذا الرأي يعارضه ما ورد عن رسول الله

النهي عن طلب الوالية واإلمارة، ومنع من طلبها أو حرص عليهامن توليها.

أنا ورجالن من بني، قال: دخلت على النبي فعن أبي موسى ك عمي، فقال أحد الرجلين: يا رسول الله، أمرنا على بعض ما وال

» إنا والله ال نولي على، وقال اآلخر مثل ذلك، فقال: الله .(4 )هذا العمل أحدا سأله، وال أحدا حرص عليه«

)كتاب الهبات(، باب كراهة تفضيل بعضفي( 1623برقم ))( أخرجه مسلم 1(.3/1242األوالد في الهبة )

)( الشوكاني: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني، فقيه مجتهد من2 هR، من مؤلفاته: نيل1229كبار علماء اليمن، من أهل صنعاء، ولي قضاءها سنة

األوطار، والبدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، واألبحاث العرضية، وإتحاف األكابر، والفوائد المجموعة في األحاديث الموضوعة، والتعقبات على

الموضوعات، والدرر البهية في المسائل الفقهية، وفتح القدير، وإرشاد الفحول،(.6/298 هR. ينظر: الزركلي: األعالم )1250وغير ذلك، توفي سنة:

)( الشوكاني: فتح القدير، الناشر: دار ابن كثير، دار الكلم الطيب - دمشق،3(.3/43 هR )1414بيروت، الطبعة األولى-

( باب النهي عن طلب اإلمارة1733أخرجه مسلم في )كتاب اإلمارة( برقم ))( 4 (7149وأخرجه البخاري في )كتاب األحكام( برقم )(، 3/1465 )والحرص عليها

ي هذا من سأله، وال منباب ما يكره من الحرص على اإلمارة، بلفظ: ا ال نول » إن(. 9/64 )حرص عليه«

62

حمن بن سمرةوعن » يا: ، قال: قال لي رسول الله (1)عبد الرحمن بن سمرة، ال تسأل اإلمارة، فإنك إن عبد الر

أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها

ر عن يمينك، وائت الذي هو خير« .(2)خيرا منها، فكف اإلمارة ؟فإذا كان األمر كذلك فلماذا طلب يوسف

والجواب على هذا السؤال من وجوه هي: - إنما طلب يوسف هذه الوالية ليتوصل إلى إمضاء حكم الله،1

وإقامة الحق، وبسط العدل ورفع الظلم، والتمكن مما ألجله تبعث األنبياء إلى العباد، وهو دعوة أهل مصر إلى اإليمان بالله وترك

عبادة األوثان، ولعلمه أن غيره ال يقوم مقامه في ذلك. - وقال الشعراوي: "إن يوسف طلب من الملك أن يجعله على2

خزائن األرض، لوضع سياسة اقتصادية يواجهون بها سبع سنين من.(3)الجدب، وتلك مسألة تتطلب حكمة وحفظا وعلما"

عبد الرحمن بن سمرة: ابن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، يكنى أبا)( 1 روى ، »عبد الرحمن«،سعيد، وكان اسمه عبد الكعبة، فلما أسلم سماه النبي

عنه: الحسن، وابن سيرين، وعمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، وسعيد بن (،1/304ينظر: المعارف البن قتيبة ) هR.50المسيب، وغيرهم، مات سنة:

(.3/450(، وأسد الغابة البن األثير )5/234والمنتظم البن الجوزي )( باب من سأل اإلمارة وكل إليها )7147 أخرجه البخاري في )األحكام( برقم ))(2

1652(، وأخرجه مسلم في )األيمان( برقم )9/63 ( باب ندب من حلف يمينا(.3/1273 )فرأى غيرها خيرا منها

هR(، تفسير الشعراوي –1418)( الشعراوي: محمد متولي الشعراوي )المتوفى: 3(.11/6999م )1997الخواطر، الناشر: مطابع أخبار اليوم، عام النشر:

63

أنه سيحصل قحط علم بطريق الوحي من الله - إن يوسف 3 وشدة، وربما أفضى ذلك إلى هالك معظم الخلق، ولكونه أعلم

الخلق بمصالح األمة من غيره وجب عليه طلب اإلمارة لهذا.(1)السبب، وما ال يتم الواجب إال به، فهو واجب

(2)- قال الفخر الرازي4 : " إن التصرف في أمور الخلق كان واجبا إلى الخلق، والرسول يجبعليه؛ وألنه كان رسوال حقا من الله

عليه رعاية مصالح األمة بقدر اإلمكان، فجاز له أن يتوصل إليه بأي.(3)طريق كان"

- يجوز للرجل الفاضل أن يعمل للرجل الفاجر إذا علم أنه يصلح11بعض األحوال.

)( ينظر: ابن رشد: أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد1 هR(، الضروري في أصول595القرطبي الشهير بابن رشد الحفيد )المتوفى:

الفقه أو مختصر المستصفى، تحقيق: جمال الدين العلوي، الناشر: دار الغرب (، ويراجع: الرازي،1/50 م )1994اإلسالمي، بيروت – لبنان، الطبعة: األولى،

(، واآلمدي في )اإلحكام في أصول األحكام لآلمدي5/289في ) المحصول (، وابن مفلح في1/166(، والفروق = والقرافي في )أنواء الفروق1/117

(. 2/88(، والسبكي في )األشباه والنظائر 1/223)أصول الفقه الرازي: محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي اإلمام فخر الدين)( 2

، الشافعي المفسرالرازي القرشي البكري، من ذرية أبي بكر الصديق هR، واشتغل على والده، وكان من تالمذة محيي السنة544المتكلم، ولد سنة:

البغوي، قال عنه ابن خلكان: فريد عصره، ونسيج وحده، شهرته تغني عن استقصاء فضائله، ومن تصانيفه: التفسير الكبير، والمحصول في أصول الفقه، وشرح األسماء الحسنى، وشرح المفصل، وشرح وجيز الغزالي، وشرح سقط الزند ألبي العالء المعري، وإعجاز القرآن، ومناقب الشافعي، وغير ذلك، توفي

(، وشذرات الذهب البن العماد )4/6مرآة الجنان لليافعي ) ينظر:هR. 606سنة: (.1/115، وطبقات المفسرين للسيوطي )(7/40

)( الرازي: مفاتيح الغيب = التفسير الكبير، الناشر: دار إحياء التراث العربي –3(. 18/473 هR )1420بيروت، الطبعة: الثالثة -

64

: " يباح للرجل الفاضل أن يعمل للرجل الفاجر(1)قال ابن عطية بشرط أن يعلم أنه يفوض إليه في

فصل ما ال يعارض فيه، فيصلح منه ما شاء وأما إن كان عمله بحسب اختيار الفاجر وشهواته وفجوره، فال يجوز له ذلك، فجائز للفاضل أن يعمل وأن يطلب العمل إذا رأى أال عوض منه، وجائز

أيضا للمرء أن يثني على نفسه بالحق إذا جهل أمره، قال يوسف .(2)["55]يوسف : ژ چ چ چ ڃڄ ڄ ڃ ڃ ڃژ للملك:

ى نبي الله يوسف نفسهوهنا سؤال يطرح نفسه وهو: كيف زك : عن ذلك في قوله وقد نهى الله ژچ چ چ ژ حين قال:

ۅ ۋ ۋ ۈۆ ۆ ۈژ [؟32]النجم : ژٴۇوالجواب على هذا السؤال من وجوه هي:

الذي إنما هو من باب التحدث بنعمة الله - أن ما قاله يوسف 1 أعطاه هذه الصفات الكريمة، والمناقب العالية، وليس من باب

ابن عطية: عبد الحق بن غالب بن عبد الملك بن غالب بن تمام بن عطية،)( 1 اإلمام الكبير، قدوة المفسرين، أبو محمد الغرناطي القاضي، حدث عن: أبيه

الحافظ الحجة أبي بكر، وأبي علي الغساني، ومحمد بن الفرج الطالعي، وخالئق، وكان فقيها، عارفا باألحكام، والحديث، والتفسير، بارع األدب، بصيرا بلسان

العرب، واسع المعرفة، له يد في اإلنشاء والنظم والنثر، وكان يتوقد ذكاء، له: التفسير المشهور، وروى عنه: أبو جعفر بن مضاء، وعبد المنعم بن الفرس،

ينظر:هR.542هR، ومات سنة: 480وعلي بن أحمد الشقوري، وآخرون، ولد سنة: (،18/40 )والوافي بالوفيات للصفدي، (19/588سير أعالم النبالء للذهبي )

(.1/60وطبقات المفسرين للسيوطي ) )( ابن عطية: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، تحقيق: عبد السالم عبد2

هR )1422الشافي، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: األولى - 3/256.)

65

» أنا سيد : تزكية النفس المحظورة، فقد قال رسول الله .(1 )«...الخ الناس يوم القيامة

» أنا سيد ولد آدم يوم: وفي رواية أخرى، قال رسول الله القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول

ع « .(2 )مشف

أن وصف اإلنسان نفسه بالصفات الحميدة إذا لم يقصد به- 2 الفخر، وإنما يقصد أن يعرف بنفسه ويمدح نفسه بالحق إذا جهل

أمره، وإذا كان في ذلك فائدة، فهذا ال بأس به. اس، قالبلغه ، قال: فعن العباس : فصعد بعض ما يقول الن

المنبر، فقال: " من أنا ؟ " قالوا: أنت رسول الله،د بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله فقال: " أنا محم

خلق الخلق فجعلني في

خير خلقه، وجعلهم فرقتين، فجعلني في خير فرقة، وخلق القبائل، فجعلني في خير قبيلة، وجعلهم بيوتا،

فجعلني في خيرهم بيتا، فأنا خيركم بيتا وخيركم. (3)«نفسا

، برقم ))( جزء من حديث أخرجه البخاري في )التفسير( عن أبي هريرة 1ه كان عبدا شكورا 4712 ة من حملنا مع نوح إن ي ﴾( )باب قوله تعالى: ذر ﴿

(. 6/84[( )3]اإلسراء: على جميعباب تفضيل نبينا في)كتاب الفضائل(، (2278 أخرجه مسلم برقم ))(2

(. 4/1782الخالئق ) )( أخرجه الترمذي: محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك، الترمذي،3

هR(، في )الجامع الكبير - سنن الترمذي (، تحقيق279أبو عيسى )المتوفى: وتعليق: إبراهيم عطوة عوض المدرس في األزهر الشريف، الناشر: شركة مكتبة

هR، برقم: )1395ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر ، الطبعة: الثانية، ، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد (6/8)(، باب في فضل النبي 3608

66

لم يقل اجعلنى على خزائن األرض ألني حسيب- أن يوسف 3 ژكريم، - وإن كان كذلك - ، ولم يقل إني جميل مليح، وإنما قال

فلم يسألها بالنسب والجمال؛ بل سألها بالحفظژچ چ چ ىئ ٹ ٹ ژ والعلم، وقد آتاه الله ذلك، ىئ ېئ ېئ ېئ یىئۈئ

[.22]يوسف : ژی ی - أن مدح النفس يكون مذموما إذا قصد به التطاول والتفاخر4

والتعالي على الغير، والتوصل إلى ما ال يحل، ومثال ذلك قوله ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چژ تعالى حكاية عن فرعون:

ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ کڍڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ٱژ ، وقوله تعالى حكاية عن قارون:[٥٢-٥١]الزخرف: ژک ک ک

[، وقوله تعالى حكاية عن٧٨]القصص: ژٻ ٻ ٻ ٻ پ مئی ی ی ی ژ صاحب الجنة في سورة الكهف: حئ جئىب مب خب حب جب يئ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پىئ

ژڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ [، أما األنبياء والرسل – صلوات الله وسالمه ٣٦ - ٣٤الكهف: ]

، ژۆ ۆ ۈژ عليهم - يستحيل في حقهم هذا؛ ألن قوله تعالى: المراد منه تزكية النفس حال ما يعلم كونها غير متزكية، والدليل

ۅ ۋ ۋ ژ عليه قوله تعالى بعد ذلك: ، أما إذا كان ژٴۇ.اإلنسان عالما بأن قوله هذا صدق وحق فهذا غير ممنوع منه

، وقال:" هذا حديثالله بن الحارث، عن المطلب بن أبي وداعة، عن العباس (، وقال المحقق: "حسن لغيره"1788حسن". وأخرجه أحمد في مسنده برقم )

( من طريق أبي170-1/169(. وأخرجه البيهقي في "دالئل النبوة" )2/307)نعيم الفضل بن دكين، بهذا اإلسناد.

67

لعبد: "أما النهي عن طلب اإلمارة في قوله (1)قال الزحيليالرحمن بن سمرة فيما أخرجه الشيخان:

ژ، والنهي عن مدح النفس في قوله تعالى: »ال تسأل اإلمارة« [ فالمراد به في الحديث لمن ال يثق بنفسه32]النجم: ژۆ ۆ ۈ

من القيام بحق الوالية لضعفه وعجزه، أو ألغراض نفسه، والمراد باآلية تزكية النفس حال العلم بكونها غير متزكية، وكل من

وأمثاله األنبياء؛ ألنه يجبالمحذورين ال ينطبق على النبي يوسف عليه رعاية مصالح األمة بقدر اإلمكان؛ وألن السعي في إيصال

النفع إلى المستحقين ودفع الضرر عنهم أمر مستحسن في العقول، وعلم يوسف أنه ال أحد يقوم مقامه في العدل واإلصالح وتوصيل الحقوق إلى الفقراء، فرأى أن قيامه بهذه األمور فرض

متعين عليه، وقال يوسف عن نفسه:.(2)عند من ال يعرفه، فأراد تعريف نفسه" ژچ چ چ ژ

ۆ ۆ ۈژ أما التزكية الممنوعة فهي المذكورة في قوله تعالى: ەئ ې ې ې ې ى ى ۋٴۇۈ ۋ ەئ ائ ائ ۉ ۉ ۅ ۅ

ۆئ وئوئ ۆئ ۇئ [.50-49]النساء : ژۇئ )( الزحيلي: د/ وهبة بن مصطفى الزحيلي، أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة1

من سوريا في العصر الحديث، عضو المجامع الفقهية بصفة خبير في مكة وجدة والهند وأمريكا والسودان، ورئيس قسم الفقه اإلسالمي ومذاهبه بجامعة دمشق، كلية الشريعة، حصل على جائزة أفضل شخصية إسالمية من الحكومة الماليزية

، من مؤلفاته: آثار الحرب في الفقه اإلسالمي،1932م، ولد سنة: 2008سنة ومقارنة بين المذاهب الثمانية والقانون الدولي، والفقه اإلسالمي وأدلته، وغيرها كثير. ينظر: الشبكة العنكبوتية، حيث ال توجد ترجمة له بكتب التراجم واألعالم؛

ألنه من الفقهاء المعاصرين. )( الزحيلي: التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، الناشر : دار الفكر2

(.13/11 هR )1418المعاصر – دمشق، الطبعة : الثانية ،

68

قال القرطبي: " هذا اللفظ عام في ظاهره، ولم يختلف أحد من : ذلك قولهم آباؤناالمتأولين في أن المراد اليهود، قال ابن عباس

:الذين ماتوا يشفعون لنا ويزكوننا، وقال عبد الله ابن مسعود. (1)ذلك ثناء بعضهم على بعض"

المبحث الثالث

العبرة من القصص القرآني

:وفيه ثالثة مطالب . )المطلب األول(: تعريف القصة في اللغة واالصطالح

القصة في اللغة:

(.5/246)( القرطبي: الجامع ألحكام القرآن )1

69

عه، ،[٦٤]الكهف: ژچ چ چ چ ٹ ٹ ژ " قص أثره، أي تتب وكذلك اقتص أثره، وتقصص أثره، والقصة: األمر والحديث، وقد

اقتصصت الحديث: رويته على وجهه، وقد قص عليه الخبر قصصا،ى صار أغلب واالسم أيضا القصص بالفتح، وضع موضع المصدر حت

.(1)عليه، والقصص، بكسر القاف: جمع القصة التي تكتب"ع(2)وقال ابن فارس : "القاف والصاد أصل صحيح يدل على تتب

يء، من ذلك قولهم: اقتصصت الشه عته، ومن ذلك اشتقاق القصاص في الجراح، وذلك أن األثر، إذا تتب

ه يفعل به مثل فعله باألول، فكأنع فيذكر" .(3)اقتص أثره، ومن الباب القصة والقصص، كل ذلك يتتب

القصة في االصطالح:

هR(،393الفارابي: أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي )المتوفى: )( 1 الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، الناشر: دار

(.3/1051 هR )1407العلم للماليين – بيروت، الطبعة الرابعة حبيب أبو الحسين اللغوي بن محمد بن زكريا بن فارس بن أحمدابن فارس: )( 2

القطان، وقرأ عليه البديع الهمذاني، إبراهيم بن القزويني، سمع أباه، وعلي عباد يتتلمذ له، ويقول: شيخنا بن وكان شافعيا، فتحول مالكيا، وكان الصاحب

ممن رزق حسن التصنيف، وكان كريما جوادا، صنف: المجمل في اللغة، وفقه اللغة، ومقدمة في النحو، وذم الخطأ في الشعر، وفتاوى فقيه العرب، واإلتباع

والمزاوجة، واختالف النحويين، واالنتصار لثعلب، والليل والنهار، وخلق اإلنسان، هR، وهو395، وكتاب حلية الفقهاء، قال الذهبي: مات سنة:وتفسير أسماء النبي

(، وابن العماد:27/309تاريخ اإلسالم ) الذهبي: أصح ما قيل في وفاته. ينظر:(.12/45(، والخطيب البغدادي: تاريخ بغداد )4/480شذرات الذهب )

)( ابن فارس: أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين3

محمد هارون،هR(، معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السالم395)المتوفى: (. 5/11هR )1399الناشر: دار الفكر، عام النشر:

70

القصة: الخبر عن حادثة غائبة عن المخبر بها،قال ابن عاشور: " وجمع القصة قصص بكسر القاف، وأما القصص بفتح القاف فاسم للخبر المقصوص، وهو مصدر سمي به المفعول، يقال: قص علي

. (1)"فالن إذا أخبره بخبر ومن ثم فإن المتقدمين يعتبرونها جزءا من ذاكرة التاريخ والحضارة

المنقولة، إما شفويا، أو ماديا، لذا يدرجونها مع التاريخ ..(2 ) فاألخبار والتاريخ والقصص، هي معرفة أحوال السابقين

ومن ثم نجد توافقا بين المعنى اللغوي والمعنى االصطالحي فيتعريف القصة.

ڇ چ چ چ چ ڃڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ژ ٹ ٹ[. 120]هود : ژڇ ڇ

.المقصود بالقصة في القرآن الكريم)المطلب الثاني(:

إن المقصود بالقصة فRي القرآن الكريم: هي تأملها وأخذ العبرة منها، وتصحيح العقائد واألخالق، حتى ينصلح الفرد والمRجتمع،

ة، أو وليست الغاية قاصرة على إمتاع النفوس بسماع قصص مسلي بطوالت خيالية، أو إظهار براعة أدبية مجردة عن هدف اإلصالح -

كما هو الحال في عامة الفن القصصي - وليست الغاية أيضا سردا تاريRخيا جافا،كما هي حالة بعض المؤرخين، فالقرآن الكريم بكل ما

(.1/64 ابن عاشور: التحرير والتنوير ))(1 1362 يراجع: الهاشمي: أحمد بن إبراهيم بن مصطفى الهاشمي )المتوفى:)(2

هR(، جواهر األدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب، تحقيق: لجنة من الجامعيين،(. 2/22الناشر: مؤسسة المعارف بيروت )

71

فيه من قصص وأخبار وغيرها، هو كتاب هداية وعبرة بالدرجةۇئ ٹ ٹ ژ األولى، ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ۈئ ۆئائ ۆئ

مئ ی ی ی ی حئ جئ ىئ ىئ ىئ ېئ ېئ ېئ ژۈئ.[111يوسف: ]

العالمة ابن عاشور حيث يقول: " ليس الغرض منويؤكد هذا سوقها – أي القصة في القرآن - قاصرا على حصول العبرة

والموعظة مما تضمنته القصة من عواقب الخير أو الشر، وال على حصول التنويه بأصحاب تلك القصص في عناية الله بRهم، أو

التشويه بأصحابRها فيما لقوه من غضب الله عليهم، كما تقف عندهأفهام القانعين وفوائد لألمة.

ولذلك نرى القرآن الكريRم يأخذ من كل قصة أشرف مواضيعها ويعرض عما عداه؛ ليكون تعرضه للقصص منزها عن قصد التفكه

بRها، من أجل ذلك كله لم تأت القصص في القرآن الكريRم متتالية متعاقبة في سورة، أو سور كما يكون كتاب التاريخ، بل كانت

مفرقة موزعة على مقامات تناسبها؛ ألن معظم الفوائد الحاصلة منها لها عالقة بذلك التوزيع، هو ذكر وموعظة ألهل الدين فهو

بالخطابة أشبه. وللقرآن الكريRم أسلوب خاص هو األسلوب المعبر عنه بالتذكير وبالذكر في آيات يأتي تفسيرها، فكان أسلوبه قاضيا للوطرين؛

وكان أجل من أسلوب القصاصين في سوق القصص لمRجرد معرفتها؛ ألن سوقها في مناسباتRها يكسبها صفتين: صفة البرهان،

72

وصفة التبيان، ونRجد من مRميزات قصص القرآن؛ نسج نظمها على.(1)أسلوب اإليجاز ليكون شبهها بالتذكير"

)المطلب الثالث(: أهداف القصص القرآني.

لقد جاء اإلسالم ليعالج انحرافات البشرية كلها، ولذلك اشتملالقرآن الكريم على كل القيم الفاضلة كمنهج للبشرية.

ال يقص علينا القصص القرآني لمجرد التسلية، أولذلك فالحق لقتل الوقت، أو لتعلم التاريخ؛ ولكن ألخذ العبرة والعظة من رسالة

كل رسول إلى أمته التي بعث إليها، ليعالج داءها، وهو وسيلة من وسائل القرآن الكثيرة إلى تحقيق أغراضه الدينية الربانية،

والمتمثلة في إبالغ الدعوة اإلسالمية وتثبيتها، وألجل غايات وأهداف ژائې ى ى ٹ ٹ ژ كثيرة يمكن إدراكها بالتفكير والتأمل فيها،

[.176]األعراف :

ومن هذه األهداف ما يلي: - الدعوة إلى التوحيد واالستدالل عليه.1

وهو من أسمى أهداف القصص القرآنى، ويتضح ذلك بجالء في ڀڀ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پٹ ٹ ژ قصة إبراهيم مع قومه،

(.1/64)( ابن عاشور: التحرير والتنوير )1

73

ہ ھ ھ ھژ ، إلى قوله تعال: ژڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ہ ہ ہ ھۀۓ ۓ ے [ .79 - 74]األنعام : ژےۓ ھ ھ ھ ھ ژ وقوله تعالى: ۓ ے ے ہ ہ ، إلى ژہ

ۈئ ژ قوله تعالى: ۈئ ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ائېئ [.56 - 52]األنبياء : ژېئ

ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀٹ ٹ ژونوح مع قومه، ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ

چ چ چچڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ[.72 ، 71]يونس : ژ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڇڇ ڇ

ے ھ ھ ھ ھ ٹ ٹ ژ وموسى مع فرعون، ۓ ڭےہ ۓۉڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋ ې ې ې ۉ ۅ ۅ ٴۇ

ەئې ى ى ائ [ وهكذا. 102- 101]اإلسراء : ژائ. – تسلية وتثبيت قلب النبي 2

ڇ چ چ چ چ ڃڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ژ ٹ ٹ[ .120]هود : ژڇ ڇ

في دعوتهإن الهدف من القصص القرآني هو تثبيت قلب النبي لقومه؛ ألنه سيمر بكثير من المواقف واألحداث والشدائد، التي

.يحتاج في كل منها إلى التثبيت والمواساة والتسلية قال الرازي: " المراد من ذكر القصص هو تثبيت الفؤاد على أداء

الرسالة، وعلى الصبر واحتمال األذى؛ وذلك ألن اإلنسان إذا ابتلي

74

بمحنة وبلية فإذا رأى له فيه مشاركا خف ذلك على قلبه، كما هذه القصص، يقال: المصيبة إذا عمت خفت، فإذا سمع الرسول

وعلم أن حال جميع األنبياء صلوات الله عليهم مع أتباعهم هكذا،.(1)سهل عليه تحمل األذى من قومه وأمكنه الصبر عليه"

قدوقال الشعراوي: "إن األصل في القصص القرآني أن الحق ، فقد كانت اآليات تنزل من السماء الدنياأنزله لتثبيت الرسول

إلى تثبيتبالوحي لتناسب الموقف الذي يحتاج فيه الرسول ن الحق أن يتذكر إخوانه من الرسل وما لرسوله للفؤاد، ويبي

فليس في لهم في النهاية، حدث لهم مع أقوامهم، وانتصار الله القرآن تكرار، بل كل لقطة إنما جاءت لتناسب موقعها في تثبيت

."(2)الرسول - تثبيت قلوب المؤمنين وتسليحهم بعزيمة الصبر3

واليقين.

شد أزرهم،من أهم مقاصد القصص القرآني تثبيت المؤمنين و والتأثير في نفوس من يدعوهم القرآن إلى اإليمان، وأنهم إن لم

يؤمنوا ال محالة هالكون، باإلضافة إلى تسليتهم عما يالقون من وذلك عن طريق ذكر جانب مما، من أعدائهمالهموم والمصائب

، ويتضح ذلك بجالء في قصة أصحابتحمله المجاهدون من قبلهم ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺٹ ٹ ژ األخدود،

(.18/412مفاتيح الغيب = التفسير الكبير ))( الرازي: 1 هR(، تفسير الشعراوي –1418الشعراوي: محمد متولي الشعراوي )المتوفى:)( 2

(. 11/6648 م )1997الخواطر، الناشر: مطابع أخبار اليوم، عام النشر

75

ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ [.8 - 1]البروج : ژڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ

ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چژ ٹ ٹ وقصة مؤمن آل فرعون، ڑ ک کڑ ڎ ڈ ڈ ژ ژڎچ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ

إلى قوله، ژ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ گک ک گ گمئ ی ی ی ی ژ تعالى: حئ جئ ىئ ىئ ىئ ېئ ېئ ېئجب يئ خت حبىئ حت جت يب ىب مب -28]غافر : ژخب

33. ]اب وهو » أتيت النبي أنه قال: (1)ويؤيد هذا ما روي عن خب

د بردة، وهو في ظل الكعبة وقد لقينا من متوس المشركين شدة، فقلت: يا رسول الله، أال تدعو الله، فقعد وهو محمر وجهه، فقال: » لقد كان من قبلكم

ليمشط بمشاط الحديد، ما دون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه، فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه،

اكب من صنعاء إلى وليتمن الله هذا األمر حتى يسير الر

خباب بن األرت: ابن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن زيد مناة)(1ه، سبي في الجاهلية فبيع بمكة، أسلم قديما، كان من التميمي، أبو عبد الل

السابقين األولين، وهو أول من أظهر إسالمه وعذب عذابا شديدا ألجل ذلك، شهده ، بينه وبين جبر بن عتيك، روى عن النبي المشاهد كلها، وآخى رسول الل

وروى عنه: أبو أمامة، وابنه عبد الله بن خباب، وأبو معمر، وقيس بن أبي حازم، هR. ينظر: ابن األثير: أسد37ومسروق، وآخرون، ونزل الكوفة، ومات بها سنة:

(. 2/221(، وابن حجر: اإلصابة في تمييز الصحابة )2/147الغابة )

76

حضرموت، ما يخاف إال الله«، زاد بيان: » والذئب على.(1)غنمه«

" كان ملك فيمن قال: أن رسول الله وما روي عن صهيب ا كبر، قال للملك: إني كان قبلكم، وكان له ساحر، فلمحر – إلى قوله - قد كبرت، فابعث إلي غالما أعلمه الس

كك، فخدت وأضرم النيران، فأمر باألخدود في أفواه الس وقال: من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها، أو قيل له:

اقتحم، ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لهاه اصبري فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغالم: يا أم

.(2)فإنك على الحق" العظة واالعتبار. -4

ۇئ ٹ ٹ ژ ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ۈئ ۆئائ ۈئ ۆئمئ ی ی ی ی حئ جئ ىئ ىئ ىئ ېئ ېئ ژېئ

. [111يوسف: ] من أهم أهداف القصص القرآني حمل المسلمين على العظة

واالعتبار بما حل بمن قبلهم من النكال والوبال، حتى ينفروا من التشبه بهم، وفيه اإلشارة إلى أن عصيان الله والتمرد على أوامره،

ما لقي النبي باب:في )مناقب األنصار(( 3852برقم ) أخرجه البخاري )(1 ( في )المناقب( باب3612 وبرقم )، (5/45 )وأصحابه من المشركين بمكة

باب من اختار الضرب( في )اإلكراه( 6943(، وبرقم )4/201عالمات النبوة )(.9/20والقتل والهوان على الكفر )

باب قصة أصحاب األخدود والساحر( في )الزهد( 3005 مسلم برقم )أخرجه)( 2.(4/2299)والراهب والغالم

77

جريمة منكرة، وبيان أن العاقبة دائما للمتقين، وذلك من أقوىالبواعث على أخذ العظة واالعتبار.

قال صاحب كتاب الغارة التنصيرية: " إن معظم قصص القرآن يقصد به العظة واالعتبار من باب" إما قياس الطرد وإما قياس

، فما يحيق بالمشركين وبمخالفي الرسل هو جزاء كل(1)العكس" من جاء بمثل فعلهم، أما من جاء بعكس فعلهم فله عكس جزائهم.

ولذلك حينما يورد القرآن قصص الفساد األخالقي لدى األمم السابقة، يقرن ذلك بما تاله من جزاء ومصير ناله المفسدون،

ويصدر ذلك بطلب النظر والتأمل في التالزم بين الذنب والعقاب، ٹ ٹژ لالعتبار والتخويف، يقول تعالى عقب قصة قوم لوط:

[.84]األعراف : ژ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦڤڤ ويعقب القرآن الكريم على قصة ثمود بالترهيب من جزاء من يفعل

السيئات مثلهم، وبالترغيب في ثواب من آمن واتقى من قومہں ڻ ڻ ڻ ڻ ٹ ٹ ژ صالح، ہ ہ ہ ۀ ۀ

ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆےھ ھ ھ ھ ۓ ے.(2)["53-51]النمل : ژۈ

قياس الطرد: " فإنه لما أهلك المكذبين للرسل بتكذيبهم، كان من االعتبار أن )(1 يعلم أن من فعل مثل ما فعلوا أصابه مثل ما أصابهم، فيتقي تكذيب الرسل حذرا

من العقوبة، وهذا قياس الطرد، ويعلم أن من لم يكذب الرسل ال يصيبه ذلك، الجربوع: عبد الله بن عبد الرحمن الجربوع، األمثالوهذا قياس العكس. ينظر:

القرآنية القياسية المضروبة لإليمان بالله، الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة (.1/148هR )1424اإلسالمية، المدينة المنورة، الطبعة األولى

عبد الراضي محمد عبد المحسن، الغارة التنصيرية على أصالة القرآن الكريم،)(2 (.1/111الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف )

78

ومن ثم يتضح أن القصة القرآنية كان من أهم مقاصدها أخذ العبر والعظات، وما ذكرت قصة إال كان معها عبرة أو عظة، كمعرفة

الجبابرة، وأخذه إياهم بالعذاب في إهالك المفسدين سنة الله ڑٹ ٹ ژ ، والبطش بهم بعنف بسبب فسادهم وظلمهم واالنتقام

.[102]هود : ژ ڳ ڳ ڳ ڳ گک ک ک ک گ گ گ بالحجة والظفر في نصر عباده المؤمنين ومعرفة سنة الله

واالنتقام لهم من الكفرة باالستئصال والقتل والسبي وغير ذلك من ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦٹ ٹ ژ ، العقوبات

[.51]غافر: ژۇئ ٹ ٹ ژ في إلحاق الهزيمة بالكافرين، ومعرفة سنة الله ۇئ

ىئ ی ی ىئ ىئ ېئ ېئ ېئ ۈئ ۈئ ۆئ ۆئىئی ی مئ حئ ىب يئجئ مب خب حب ]الفتح :ژجب

22،23.] إن القرآن الكريم يهدف أن يقدم للفئة المؤمنة -من خالل قصصه- تجارب البشرية وخبرتها من خالل عرض هذه النماذج المختلفة من السمو الفكري والروحي، والصفات الخلقية النبيلة، والتعرف على

في الدعوات، والحضارات، واالبتالء، والمحن، واالعتبارسنن الله بمصير النماذج المنحطة.

إن قصة فرعون، وقارون، والسامري، تعطي صورا منفرة من طريقة تفكيرهم، وأسلوب تعاملهم مع غيرهم، وموقف الكفر

79

والجحود الذي وقفوه من خالقهم ورازقهم، ثم المصير التعيسالبئيس الذي صاروا إليه.

أما قصة إبراهيم، وإسماعيل، وموسى، وأصحاب الكهف، وذي القرنين، فكلها قصص مشرقة تزكي في النفوس الرغبة في الخير،

والتضحية من أجل المثل العليا، والخشوع والتضرع لخالق.(1)السماوات واألرض

المطلقة. - إظهار وبيان قدرة الله 5

من أغراض القصص القرآني أيضا – باإلضافة إلى ما سبق – إظهار المطلقة، والذي يثير في النفس الدهشة والخوف منقدرة الله

الخشوع والخضوع واالنقياد ونحوها من ، ويزكي جانبالله العواطف الربانية.

ويتضح ذلك بجالء في باب الخلق واإليجاد من العدم، كقصة خلقوئۋ ې ې ې ې ى ى ٹ ٹ ژ آدم، ەئ ەئ ائ ائ ۉ ۉ ۅ ۅ

ۈئ ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ [.29 ، 28]الحجر : ژوئ

گ گ گ ڳ ڳٹ ٹ ژ ، وقصة مريم وابنها المسيح عيسى ہڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ھ ہ ہ ہ ۀ ۀ

بتصرف، ينظر: مسلم: مصطفى مسلم، مباحث في التفسير الموضوعي،)(1(.1/203هR ) 1426الناشر: دار القلم، الطبعة الرابعة

80

ےھ ھ ھ 19]مريم : ژ ۇ ۆ ۆ ۇۓ ڭ ڭ ڭ ڭۓے-21] .

على إحياء الموتى، كقصة إبراهيمأو إثبات القدرة المطلقة لله ٹ ٹمع الطير، الذي آب إليه بعد أن جعل على كل جبل جزءا منه،

ٿ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿڀ ڀ ڀ ڀپٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پژ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ

[ .260]البقرة : ژ ڃ ڃ ڃ چ چ ڃڄ ڄ ڄ أو إثبات القدرة المطلقة على البعث والنشور، كقصة الذي أماته

ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻٹ ٹ ژ الله مائة عام ثم بعثه، ہڻ ڻ ھ ہ ہ ہ ۀ ۓ ھ ھ ھۀ ۓ ے ۇ ڭ ڭ ڭڭے

ۉ ۋ ې ې ې ې ى ىۋٴۇۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۉ ۅ ەئ ائۅ ائۇئ وئ وئ ىئ ۇئەئ ېئ ېئ ېئ ۈئ ۈئ ۆئ ىئ یىئۆئ

جبی ی ی يئ ىئ مئ حئ ]البقرة : ژجئ259.]

وإثباتها ببرهان عقلي، وهو- تقرير نبوة محمد 6 اإلخبار بالغيب الذي ال يعلم إال من طريق الوحي.

من أهم أغراض القصة القرآنية إثبات الوحي والرسالة للنبي محمدذلك النبي األمي الذي ما قرأ وما كتب، وال عرف عنه أنه جلس ،

إلى معلم أو مربي من أحبار اليهود أو النصارى، ثم يسأله المشركون عن أخبار أمم ذهبت في غابر الدهر، فيتلو على قومه

أعذب الكالم وأبلغه في أسلوبههذا القصص الحق من كالم ربه

81

ونظمه وفي غاياته ومقاصده، فهو في موضوعه نسيج من الصدق الخالص، وعصارة الحقيقة المصفاة، ال تشوبه شائبة من وهم أو

خيال؛ ألنه بناء شامخ من لبنات الواقع، وهو نقل حي لها، حتى لكأنها تتجسد في الزمان والمكان اللذين حمالها لحظة حدوثها،

فتظهرها دائما وكأنها في ساعة مولدها، ال يختلف يومها عن أمسها، وال يفقد من يشهدها اليوم أو غدا شيئا مما شهده عليها

المشاهدون ساعة مولدها، فيأتي موافقا مع الصحيح والثابت من أخبار النبيين في كتب أهل الكتاب التي بين أيديهم ولم يتناولها

، وأنالتحريف، فال يشك حينئذ عاقل في أنها وحي من الله رسول الله يبلغ رسالة ربه، ويتضح هذا األمر جليا فيمحمدا

، قال:، عن ابن عباس (1)فعن عكرمةسبب نزول سورة الكهف، ، إلى(2) بعثت قريش النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط"

أحبار يهود بالمدينة، فقالوا لهم: سلوهم عن محمد، وصفوا لهم صفته، وأخبروهم بقوله، فإنهم أهل الكتاب األول، وعندهم علم ما

)( عكرمة: أبو عبد الله القرشي موالهم المدني، البربري األصل، العالمة الحافظ1 المفسر، حدث عن: ابن عباس، وعائشة وأبي هريرة، وابن عمر، وعبد الله بن

، وحدث عنه: إبراهيم النخعي، والشعبي، وقتادة،عمرو، وعلي بن أبي طالب هR. ينظر: الذهبي: سير أعالم النبالء105وخلق كثير من جلة التابعين، ومات سنة

(. 2/32(، وابن العماد: شذرات الذهب )5/12) )( عقبة بن أبي معيط: عقبة بن أبان بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس،2

وعداوة لهويكنى بأبي الوليد، كان من أشد الناس أذى لرسول الله ،وللمسلمين، عمد إلى مكتل فجعل فيه عذرة وجعله على باب رسول الله

فبصر به طليب بن عمير بن وهب بن عبد مناف، وأمه أروى بنت عبد المطلب، فأخذ المكتل منه وضرب به رأسه وأخذ بأذنيه، فشكاه عقبة إلى أمه فقال: قد صار ابنك ينصر محمدا، فقالت: ومن أولى به منا؟ أموالنا وأنفسنا دون محمد،

وأسر عقبة ببدر فقتل صبرا، قتله عاصم بن ثابت األنصاري، فلما أراد قتله قال: يا محمد من للصبية؟ قال: النار، قتل وصلب، وهو أول مصلوب في اإلسالم.

(. 4/240(، والزركلي: األعالم )1/671ينظر: ابن األثير: الكامل في التاريخ )

82

ليس عندنا من علم األنبياء، فخرجا حتى قدما المدينة، فسألوا ، ووصفوا لهم أمره وبعض قوله، وقاالأحبار يهود عن رسول الله

إنكم أهل التوراة، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا، قال: فقالت لهم أحبار يهود: سلوه عن ثالث نأمركم بهن، فإن أخبركم

فيه}(1) فرأوا {بهن فهو نبي مرسل، وإن لم يفعل فالرجل متقول، رأيكم: سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر األول، ما كان من أمرهم؟

فإنه قد كان لهم حديث عجيب، وسلوه عن رجل طواف، بلغ مشارق األرض ومغاربها، ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح ما هو؟

فإن أخبركم بذلك، فإنه نبي فاتبعوه، وإن هو لم يخبركم، فهو رجل متقول، فاصنعوا في أمره ما بدا لكم، فأقبل النضر وعقبة حتى

قدما مكة على قريش، فقاال يا معشر قريش: قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد، قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور،

، فقالوا: يا محمد أخبرنا،فأخبروهم بها، فجاءوا رسول الله : أخبركم غدا بمافسألوه عما أمروهم به، فقال لهم رسول الله

سألتم عنه، ولم يستثن، فانصرفوا عنه، فمكث رسول الله خمس عشرة ليلة، ال يحدث الله إليه في ذلك وحيا، وال يأتيه

، حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غدا، واليومجبرائيل خمس عشرة قد أصبحنا فيها ال يخبرنا بشيء مما سألناه عنه، حتى

مكث الوحي عنه، وشق عليه ما يتكلم به أهلأحزن رسول الله ، بسورة أصحاب الكهف، فيها، من الله مكة، ثم جاءه جبرائيل

معاتبته إياه على حزنه عليهم، وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية . أي اعملوا فيه رأيكم " فروا)( هكذا في األصل، والصحيح"1

83

ۇئ ژ : والرجل الطواف، وقول الله وئ ېئ ۇئوئ ۈئ ۈئ ۆئ ۆئىئ ی ىئ ىئ ېئ .(1)"[85:]اإلسراء ژېئ

قال أبو زهرة" لم يكن محمد مشاهدا األحداث التي جاء القرآن الكريم بقصصها، وهي صادقة وثابتة في الصادق من أخبار النبيين

في كتبهم التي يتداولها أهل الكتاب، ولم يتناولها التحريف، وما عقب قصةشاهد أحداثها وهو ال يزال في بطن الغيب، كما قال

ۉ ۋ ې ې ې ې ىۋٴۇۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ژ مريم: ۉ ۅ ۅەئى ائ [.44]آل عمران : ژائ

ٱ ٻژ ٹ ٹ ووقائعها: وكما قال تعالى في قصة موسى ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ

ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄٿٺ ٿ ٿ ٿ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ

[.46-44]القصص : ژڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ

الطبري: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي، أبو جعفر)( ينظر: 1 هR(،جامع البيان في تأويل القرآن، تحقييق: أحمد محمد310الطبري )المتوفى:

(. وذكره17/593 هR )1420شاكر، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة األولى، ابن إسحاق في كتاب السير والمغازي" سيرة ابن إسحق " طبعة دار الفكر -

(. 1/202م ، تحقيق: سهيل زكار )1978هR /1398بيروت ، الطبعة: األولى

84

، بل لم يكن بمكة يهود وال نصارى(1)ولم يكن بمكة مدرسة الهوت أخذ منه كذبا وبهتانا، فقال الله تعالىبأن النبي (2)إال خمار ألحدوا

پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺپٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پژ ردا عليهم: [.103]النحل : ژٺ ٺ

ا، ليس به علم، وال رياسات، إال مباريات رياسية وكانت مكة بلدا أميا ال يقرأ وال يكتب، وقد قال الله تعالىفي البيان، وكان محمد أمي

ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژژ وهو أصدق القائلين: ڱ ڱ ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱکڑ ڑ

[.48،49]العنكبوت : ژں ں ڻ ڻ لذلك نقول: إن القصص القرآني ذاته فيه إعجاز ذكره الكتاب، جاء على لسان أمي ال يقرأ وال يكتب؛ إذ هو النبي األمي يجدونه مكتوبا

عندهم في التوراة واإلنجيل. ويتساءل أي تال للقرآن: من أين جاء محمد بهذا القصص الحق،

وهو لم يشاهد وقائعه، ولم يقرأها؛ ألنه لم يكن قارئا ؟ إنه من عند اله، يليه، ليها: عال وارتفع، وسميت الشمس إالهة الرتفاعها في السماء، وقال)(1

الجوهري: كأنهم سموها إالهة لتعظيمهم لها في عبادتهم إياها. وأما الهوت إن كان من كالم العرب وصح ذلك، ففعلوت من اله، مثل رغبوت ورحموت، وليس

بمقلوب كما كان الطاغوت مقلوبا؛ نقله الجوهري، وقد ذكر الواحدي أنهم يقولون لله الهوت، وللناس ناسوت، وهي لغة عبرانية، تكلمت بها العرب قديما. ينظر:

(.36/496الزبيدي: تاج العروس من جواهر القاموس ) لحد: اللحد: الشق الذي يكون في جانب القبر موضع الميت، ألنه قد أميل عن)(2

وسط إلى جانبه، وقيل: الذي يحفر في عرضه، الجمع ألحاد ولحود، ولحد إلى الشيء يلحد والتحد: مال، ولحد في الدين يلحد وألحد: مال وعدل، يقال قد ألحد في الدين ولحد أي حاد عنه. وألحد الرجل أي ظلم في الحرم، قال تعالى: )ومن

يرد فيه بإلحاد بظلم(،ومعنى اإللحاد في اللغة: الميل عن القصد، قال تعالى:ذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين(؛ قال الفراء: يميلون )لسان ال

إليه.(.3/388ينظر: ابن منظور: لسان العرب )

85

م الغيوب، وبذلك كان القصص الصادق من الله العزيز الحكيم عال.(1)التحدي"

المبحث الرابع

مناط اإلعجاز في قصة يوسف

والمتمعن فيها، يجد أن آياتها تشع منهاإن المتتبع لقصة يوسف البالغة، ويقع في القلوب منها روعة األثر، ويتجلى اإلعجاز البياني

من خالل نظمها، وتفيض بالصور البالغية المعجزة التي تتسم بروعة البيان، ودقة األلفاظ، وروعتها، وجزالتها، والتناسق والتناغم فيما بينها، واشتمالها على االستعارة، والكناية، والتشبيه، والمجاز بأنواعه، وما إلى ذلك من ضروب البالغة، وفنون القول. وسوف

نحاول قدر استطاعتنا استخالص وتجلية بعض صور اإلعجاز القرآني في سورة يوسف، مع أن هذا ليس باألمر اليسير، ألن اإلعجاز

القرآني ليس من السهولة بمكان، بحيث يكون من اليسير تتبعه، واإللمام بجوانبه ونواحيه وأوجهه، فاإلعجاز القرآني صفة عالية في

محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرةأبو زهرة:)( 1 دار الفكرالناشر:هR(، المعجزة الكبرى – القرآن الكريم، 1394)المتوفى:

(. 1/141 )العربي

86

الكالم، خارقة، تفوق غيرها من الدرجات، ومرتبة عالية ال ترقىإليها المراتب، فما بينها وبين غيرها كما بين الخالق والمخلوق.

» من شغله :، قال: قال رسول الله(1)فعن شهر بن حوشب قراءة القرآن عن مسألتي وذكري، أعطيته أفضل ثواب

ائلين، وفضل كالم الله على سائر الكالم، كفضل الس .(2 )الله على خلقه«

:" اعلم أن شأن اإلعجاز عجيب يدرك وال يمكن(3)وقال السكاكي وصفه، كاستقامة الوزن، يدرك وال يمكن وصفها، وكالمالحة،

أبو عبد الله، األشعري الشامي، مولى أسماء بنت يزيد بن )( شهر بن حوشب:1 السكن، من أهل دمشق، كان عالما كبيرا حسن الحديث، من كبار علماء

التابعين، وثقه ابن حنبل، وحدث عن: أبي هريرة، وعائشة، وأم سلمة، وعدة، وقرأ القرآن على: ابن عباس، وحدث عنه: قتادة، ومقاتل بن حيان، وخلق

وابن(،7/449ابن سعد: الطبقات الكبرى ) هR. ينظر:111سواهم، مات سنة:(. 4/372(، والذهبي: سير أعالم النبالء )23/217تاريخ دمشق )عساكر:

)( الدارمي: أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد2 هR(، سنن الدارمي، حديث255الصمد الدارمي، التميمي السمرقندي )المتوفى:

(، باب: فضل كالم الله على سائر الكالم، تحقيق: حسين سليم أسد3400رقم ) 1412الداراني، الناشر: دار المغني للنشر والتوزيع، السعودية، الطبعة: األولى،

( Rوقال المحقق:" إسناده حسن وهو مرسل". وقال المتقي الهندي4/2114ه ،) (: "مرسل ". 1/527في)كنز العمال

السكاكي: يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكاكي الخوارزمي الحنفي)( 3 أبو يعقوب، سراج الدين، عالم بالعربية واألدب، مولده ووفاته بخوارزم، من كتبه:

ينظر: هR. 626مفتاح العلوم ، ورسالة في علم المناظرة، وغيرها، توفى سنة: ديوان: الغزيو، (1/105) البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة الفيروزآبادى:

. (3/89) اإلسالم

87

ومدرك اإلعجاز عندي هو الذوق ليس إال، وطريق اكتساب الذوق.(3) والتمرين فيهما"(2) والبيان(1)طول خدمة هذين العلمين، المعاني

ويشتمل هذا المبحث على مطلبين:

: مفهوم كلمة مناط، وكلمة اإلعجاز. )المطلب األول()أوال(: مفهوم كلمة مناط.

وط: قه، والن قال ابن منظور: " نوط: ناط الشيء ينوطه نوطا: علق، ق، وانتاط به: تعل ما عل

نواط: ق من شيء، فهو نوط، واألنواط: المعاليق، والت وكل ما علق من الهودج يزين به، ما يعل

ق عليه؛ قال الشاعر: ويقال: نيط عليه الشيء عل بالد بها نيطت علي تمائمي ... وأول أرض مس جلدي

(4)ترابها

1 )( علم المعاني في اللغة: جمع معنى، والمعنى هو الشيء المقصود، واصطالحا هو: علم يعرف به كيفية مطابقة الكالم الفصيح لمقتضى الحال. تبرز مباحث علم المعاني فيما يلي: الخبر و أضربه، واإلنشاء وفنونه، والتقديم والتأخير، والتعريف والتنكير، والذكر والحذف، واإلطالق والتقييد، والقصر، والفصل والوصل، واإليجاز

اإليضاح في علوم البالغة ألبي المعالي القزويني ) واإلطناب والمساواة. ينظر:1/44 .)

)( علم البيان: البيان لغة: الكشف والظهور. واصطالحا: علم يتمكن به من إبراز2 المعنى الواحد بطرق مختلفة وتراكيب متباينة في درجة الوضوح. وأبرز مباحثه:

فنقول مثال: فالن جواد، هو كالسحاب الحقيقة - والمجاز، والتشبيه – والكناية. مهزول الفصيل، جبان الكلب، بحر ال ينضب. ينظر: سخاء، هو بحر يفيض كرما،

(. وعلوم البالغة،1/216الهاشمي ) جواهر البالغة في المعاني والبيان والبديع(. 1/41البيان، والمعاني، والبديع لمصطفى المراغي )

)( السكاكي: مفتاح العلوم، ضبطه وكتب هوامشه وعلق عليه: نعيم زرزور،3(.1/416 هR )1407الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة: الثانية

أبو على أحمد بن محمد بن الحسن:األصفهاني، )( من )البحر الطويل(4 دار الكتب، الناشر:هR(، األزمنة واألمكنة421المرزوقي األصفهاني )المتوفى:

88

" إني ألحسبكم: أنه أتي بمال كثير فقال: وفي حديث عمر، قد أهلكتم الناس، فقالوا: والله ما أخذناه إال عفوا بال

. (2)"(1)سوط وال نوط"، أي بال ضرب وال تعليق) ثانيا(: مفهوم كلمة اإلعجاز.

المعنى اللغوي لكلمة اإلعجاز:

قال ابن منظور: " عجز: العجز: نقيض الحزم، عجز عن األمر يعجز وعجز عجزا؛ ورجل عجز وعجز: عاجز، وعجز فالن رأي فالن، إذا

نسبه إلى خالف الحزم، كأنه نسبه إلى العجز، ويقال: أعجزت فالنا إذا ألفيته عاجزا، والمعجزة والمعجزة: العجز، والعجز: الضعف، تقول: عجزت عن كذا أعجز، وفحل عجيز: عاجز عن الضراب،

وأعجزه الشيء: عجز عنه، والتعجيز: التثبيط، وقال الليث: أعجزني فالن إذا عجزت عن طلبه وإدراكه، وأعجاز األمور: أواخرها، وعجز

ث، ر ويؤن يء وعجزه وعجزه وعجزه وعجزه: آخره، يذك الش.(3)والمعجزة: واحدة معجزات األنبياء، عليهم السالم"

(.1/8هR )1417 األولى ، الطبعة:العلمية، بيروت أبو عبيد: أبو عبيد القاسم بن سالم بن عبد الله الهروي البغدادي )( رواه1

هR(، في كتاب األموال، تحقيق: خليل محمد هراس، الناشر: دار224)المتوفى: (. وذكره المتقي الهندي في )كنز العمال في سنن1/54الفكر. – بيروت ) أبو عبيد في األموال". ولم أقف على ذكره (، وقال:"4/498األقوال واألفعال

حكم من العلماء عليه بالصحة أو الضعف. )( ابن منظور: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور2

هR(، لسان العرب، الناشر: دار711األنصاري الرويفعى اإلفريقى )المتوفى: (. 7/420 هR )1414صادر – بيروت، الطبعة: الثالثة -

(. 370_5/369)( المرجع السابق )3

89

: " اإلعجاز إفعال من العجز الذي هو زوال(1)وقال الفيروزأبادي. (2)القدرة عن اإلتيان بالشيء، من عمل أو رأى أو تدبير"

بقوله: " اإلعجاز عند أهل اللغة: هو اإليقاع(3)وعرفه مالك بن نبيفي العجز.

وعند أهل االصطالح: هو الحجة التي يقدمها القرآن الكريم إلى.(4)خصومه من المشركين ليعجزهم بها"

. المطلب الثاني: أوجه اإلعجاز في قصة يوسف

اإلعجاز البالغي:

)( الفيروزآبادى: محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، الشيرازي، اللغوي، الشافعي،1 هR، من مصنفاته: كتاب بصائر ذوي729كان من أئمة اللغة واألدب، ولد سنة:

التمييز، والقاموس المحيط، والمغانم المطابة في معالم طابة، ونزهة األذهان هR.817في تاريخ أصبهان، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة، وغير ذلك، مات سنة

(.9/186(، وابن العماد: شذرات الذهب )2/280ينظر: ابن حجر: البدر الطالع ) )( الفيروزآبادى: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، المحقق: محمد2

علي النجار، الناشر: المجلس األعلى للشئون اإلسالمية - لجنة إحياء التراث(. 1/65 هR )1416اإلسالمي، القاهرة، عام النشر:

، مفكر إسالمي جزائري ، ولدمالك بن عمر بن الخضر بن نبيمالك بن نبي: )( 3 بها في مدينة قسنطينة ، ودرس القضاء في المعهد اإلسالمي المختلط ، وتخرج

مهندسا ميكانيكيا في معهد الهندسة العالي بباريس ، وزار مكة ، وأقام في كتابا جلها30القاهرة سبع سنوات أصدر فيها معظم آثاره باللغة الفرنسية نحو

مطبوع ، ترجم بعضها إلى العربية ، وكان من أعضاء مجمع البحوث اإلسالمية بالقاهرة ، وتولى إدارة التعليم العالي بوزارة الثقافة واإلرشاد القومي الجزائري

.(5/266 . ينظر : الزركلي: األعالم )ه1393R وتوفي ببلده سنة : )( ابن نبي: الظاهرة القرآنية، المحقق: )إشراف ندوة مالك بن نبي(، الناشر:4

(.1/60 هR )1420دار الفكر – دمشق- سورية، الطبعة: الرابعة،

90

يعد اإلعجاز البالغي من الوجوه البارزة والواضحة في سورة، ويتمثل فيما يلي:يوسف

ائتالف اللفظ مع اللفظ وائتالفه مع المعنى:

ېئ ٹ ٹ ژ ۈئ ۈئ ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ژائ[. 85]يوسف :

" Rيظهر في هذه اآلية الكريمة من الناحية البالغية ما يسمى ب ائتالف اللفظ مع المعنى " وهو أن تكون ألفاظ المعنى المطلوب ليس فيها لفظة غير الئقة بذلك المعنى منسجمة مع بعضها، ومن

ائتالف اللفظ مع المعنى أن يكون اللفظ جزال إذا كان المعنىفخما، ورقيقا إذا كان المعنى رشيقا، وغريبا إذا كان المعنى غريبا.

أتى بأغرب ألفاظ القسم فنالحظ في هذه اآلية الكريمة أن الحق وهي التاء؛ فإنها أقل استعماال، وأبعد من أفهام العامة بالنسبة إلى

فإن " والله " و " بالله " أكثر استعماال وأعرف عندالباء والواو، العامة من " تالله "، ولما كان القسم متمثال في أغرب صيغه التي في بابه، فإن كان وأخواتها أكثر استعماال من " تفتأ "، وأعرف عند

العامة؛ فلذلك أتى بعدهما بأغرب ألفاظ الهالك وهي لفظة " حرض " ومعناها: " نهك فالن مرضا، حتى أصبح حرضا، وهو المشرف

. (1)على الهالك وأحرضه المرض"

)( انظر: الزمخشري: أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار1 هR(، أساس البالغة، تحقيق: محمد باسل عيون السود،538الله )المتوفى:

(.1/182 هR )1419الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: األولى،

91

وقال السيوطي: " اقتضى حسن الوضع في النظم أن تجاور كل لفظة بلفظة من جنسها في الغرابة، توخيا لحسن الجوار، ورغبة

في ائتالف المعاني باأللفاظ، ولتتعادل األلفاظ في الوضع، وتتناسب. (1)في النظم"

براعة االستهالل:

إن القصص القرآني يفيض باألساليب البالغية التي تنبئ عن مدى الرقي في طرح المواضيع، وما بها من بالغة معجزة، ويتضح ذلك

ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦژ جليا في قوله تعالى: . [46]يوسف : ژڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ

، ووصفهنجد أن الذي نجا وتذكر بعد مدة قد دخل على يوسف حسبما شاهده وذاق أحواله ژ ٹ ٹ ژبالمبالغة في الصدق بقوله:

واقتباس أنواره؛ فهو من باببصدد اغتنام معارفهوجربها؛ لكونه براعة االستهالل، وأحسن االبتداءات ما ناسب المقصود، ومثاله

يهنئ (2)قول أبي تمام

)( السيوطي: معترك األقران في إعجاز القرآن، دار النشر: دار الكتب العلمية -1(. 1/295 هR )1408بيروت – لبنان، الطبعة: األولى

ام: جبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أبو تمام: الشاعر، األديب. أحد2 )( أبو تم هR، ورحل إلى مصر، واستقدمه المعتصم188أمراء البيان، ولد في سورية سنة

إلى بغداد، فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق، كان فصيحا، حلو الكالم، في شعره قوة وجزالة، من تصانيفه: فحول الشعراء، وديوان الحماسة،

هR. ينظر:231ونقائض جرير واألخطل، وديوان شعره، وغير ذلك، مات سنة: هR(، طبقات296ابن المعتز: عبد الله بن محمد ابن المعتز العباسي )المتوفى:

الشعراء، تحقيق: عبد الستار أحمد فراج، الناشر: دار المعارف – القاهرة، (، وابن خلكان:12/16(، وابن عساكر: تاريخ دمشق )1/283الطبعة: الثالثة )(. 2/11وفيات األعيان )

92

، وكان أهل التنجيم زعموا أنها ال(2) بفتح عمورية(1)المعتصم باللهتفتح في ذلك الوقت:

السيف أصدق أنبـاء من الكتـب في حده الحد بينالجـد واللعب

بيض الصفائح ال سود الصحائف في متونهن جـالءالشـك والريب

أين الروايـة بل أين النجـوم وما صاغوه من زخرففيها ومن كذب

قـة ليست بنبـع إذا عدت وال صـا وأحـاديثـا مـلف تخر (3)غرب

)( المعتصم بالله: محمد بن هارون الرشيد بن المهدي، ابن المنصور، أبو1ه العباسي، خليفة من أعاظم خلفاء الدولة العباسية، بويع إسحاق، المعتصم بالل

هR يوم وفاة أخيه المأمون، وكان قوي الساعد، يكسر زند218بالخالفة سنة الرجل بين إصبعيه، وال تعمل في جسمه األسنان، وكره التعليم في صغره، فنشأ ضعيف القراءة يكاد يكون أميا، وهو فاتح عمورية من بالد الروم الشرقية، وباني

هR حين ضاقت بغداد بجنده، وكان لين العريكة رضي222مدينة سامرا سنة: السيوطي عبد الرحمن بن هR. انظر:227الخلق، اتسع ملكه جدا، توفي سنة:

هR(، تاريخ الخلفاء، تحقيق: حمدي911أبي بكر، جالل الدين السيوطي )المتوفى: هR )1425الدمرداش، الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز، الطبعة األولى:

(، والخطيب البغدادي، تاريخ بغداد )1/30وابن قتيبة، المعارف )(، 1/2434/112 .)

)( عمورية: بفتح أوله، وتشديد ثانيه: بلد في بالد الروم افتتحها المعتصم في سنة2 هR، وفتح أنقرة بسبب أسر العلوية، في قصة طويلة، وكانت من أعظم فتوح223

اإلسالم، وعمورية أيضا: بليدة على شاطئ العاصي بين فامية وشيزر فيها آثارخراب ولها دخل وافر ولها رحى تغل ماال. انظر: الحموي: فتوح البلدان )

4/158 .))( من )البحر البسيط( واألبيات ألبي تمام: حبيب بن الحارث الطائي )المتوفى:3

أبو هالل الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن العسكري: هR(، ينظر:231 دار، الناشر:ديوان المعانيهR(، 395يحيى بن مهران العسكري )المتوفى: نحو

(.2/77 )الجيل – بيروت

93

فالناظر في هذه اآلية الكريمة يستشعر مدى رقة وعذوبة األسلوب في مناداته، وكيف أن عدم ذكر أداة النداء قد أشعرت بسمو

ٹژ ، في قوله:الصديقعاطفة ونبل خلق، باإلضافة إلى وصفه ب في الفضل عبر عن ذلك ب" R، وحيث عاين علو رتبته ژٹ ٹ

اإلفتاء " ولم يقل كما قال هو وصاحبه في السجن: " نبئنا بتأويله "،ونجد أيضا الدقة في نقل الصورة وطرحه لمبتغاه.

مع أنه المستفتي وحده؛ژ ڤژ وفي قوله : : " (1) قال القاسمي بأن الرؤيا ليست له بل إشعار ، ممن له مالبسة بأمور العامة، وأنه في ذلك معبر وسفير،لغيره

أي إلى الملك ومن عندهژ ڃ ڃ ڃ چ ژكما آذن بذلك قوله: أي ذلك: فيعملون بمقتضاه، أو يعلمون فضلكژ چ چ ژ

.(2)"ومكانك من العلم، فيطلبوك ويخلصوك من محنتك

القاسمي: جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم، الحالق القاسمي، إمام)( 1 الشام في عصره، مولده ووفاته في دمشق،كان سلفي العقيدة، رحل إلى مصر،

وزار المدينة، ولما عاد انقطع في منزله للتصنيف وإلقاء الدروس الخاصة والعامة، في التفسير وعلوم الشريعة اإلسالمية واألدب، وله مصنفات منها:

ديوان خطب، والفتوى في اإلسالم، ونقد النصائح الكافية، وموعظة المؤمنين، وتنبيه الطالب إلى معرفة الفرض والواجب، وإصالح المساجد من البدع والعوائد،

وقواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث، ومحاسن التأويل، وغيرها كثير، (.2/135الزركلي: األعالم )

)( القاسمي: محاسن التأويل، تحقيق: محمد باسل عيون السود، الناشر: دار2(. 6/182 هR )1418الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: األولى-

94

: (1)العدول عن الجناس

]يوسف :ژ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ ژ وذلك في قوله تعالى: 17.]

قال الزركشي: " معناه: وما أنت مصدق لنا، فيقال: ما الحكمة في ؛ فإنه يؤديژ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ ژالعدول عن الجناس،

معنى األول مع زيادة رعاية التجنيس اللفظي؟. من المعنى ما ليس فيژ ڃ ڃ ژوالجواب: أن في

)مصدق(، وذلك أنك إذا قلت: مصدق لي، فمعناه: قال لي: صدقت، وأما )مؤمن( فمعناه: مع التصديق إعطاء األمن،

ومقصودهم التصديق وزيادة، وهو طلب األمن، فلهذا عدل إليه، فتأمل هذه اللطائف الغريبة واألسرار العجيبة فإنه نوع من

.(2)اإلعجاز"االستعارة:

ۓ ڭٹ ٹ ژ أ - ۓ ے [.92]يوسف : ژ ڭ ڭ ۇ ڭے جاءت هذه اآلية الكريمة مشتملة على االستعارة، وهي متمثلة في

ۓ ژقوله: رب: "هوأي ال تأنيب وال لوم عليكم، و ، ژے الثرب: شحم رقيق يغشى الكرش واألمعاء، وجمعه ثروب، والث

)( الجناس: "تشابه لفظين في النطق، واختالفهما في المعنى ،وينقسم إلى1 نوعين: لفظي ومعنوي". ينظر: الهاشمي: أحمد بن إبراهيم بن مصطفى

هR(، جواهر البالغة في المعاني والبيان والبديع،1362الهاشمي )المتوفى: (.1/327تحقيق: د. يوسف الصميلي، الناشر: المكتبة العصرية، بيروت )

)( الزركشي: البرهان في علوم القرآن، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم،2 الناشر: دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي وشركاه، الطبعة األولى

1376( R3/454 ه .)

95

واستعير للوم،، (1)الشحم المبسوط على األمعاء والمصارين وباللوم تظهر العيوب، كما بإزالة الشحوم يبدو الهزل، فالجامع

.(2)بينهما طريان النقص بعد الكمال"ۉۋ ۋ ې ې ې ې ى ى ٹ ٹ ژ وب - ۉ ۅ ]يوسف: ژۅ

٨٤]. حيث استعارة تصريحية، ژې ې ې ې ى ى ژ ففي قوله تعالى:

بامتالء القربة بالماء، وشبههشبه امتالء قلبه بالحزن على يوسف ، برابط ربط على فمفي صبره وتركه الشكوى إلى غير الله

القربة المليء بالماء حتى ال يخرج منها شيء، وهذا هو معنى.(3)الكظم"

وقال اآللوسي:" من كظم الغيظ، إذا تجرعه، أي شديد التجرع للغيظ أو الحزن؛ ألنه لم يشكه إلى أحد قط، وأصله من كظم

يرد ذلك في جوفه مرةالبعير، جرته إذا ردها في جوفه، فكأنه بعد أخرى من غير أن يطلع أحد عليه، وفي الكالم من االستعارة ما

.(4)ال يخفى"

: (5) المجاز المرسل

(. 1/234)(ابن منظور: لسان العرب)1 هR(، الجدول في إعراب1376)( محمود بن عبد الرحيم صافي )المتوفى: 2

القرآن الكريم، الناشر: دار الرشيد، دمشق - مؤسسة اإليمان، بيروت، الطبعة(. 13/60 هR )1418الرابعة

(.13/49)( المرجع السابق: الجدول في إعراب القرآن الكريم )3(. 7/39)( اآللوسي: روح المعاني )4

96

المجاز المرسل: "هو ما كانت العالقة بين ما استعمل فيه وما وضع له مالبسة ومناسبة غير المشابهة، كاليد إذا استعملت في النعمة،

لما جرت به العادة من صدورها عن الجارحة، وبواسطتها تصل إلى » أسرعكن لحاقا ألزواجه: المقصود بها، ومن هذا قول النبي

، إذ المراد بسط اليد بالعطاء والبذل، ونظير(1 )بي أطولكن يدا « ذلك: اليد إذا استعملت في القدرة؛ ألن أجلى مظاهرها وأحكمها في اليد؛ ألن بها البطش، والتنكيل، واألخذ، والرفع، والوضع، إلى

.(2)غير ذلك من أفاعيلها التي ترشدك إلى وجوه القدرة مكانها"ويظهر المجاز المرسل جليا في اآليات اآلتية:

ٴۇ ۆ ۈ ۈ ۋۆڭ ڭ ۇ ۇژ اآلية األولى: في قوله تعالى: ائ ې ې ې ې ى ى ۅۋ ائ ۉ ۉ وئ ەئۅ ۆئ وئەئ ۇئ ۇئ

[.36]يوسف ژۆئ مجازا مرسال؛ ألن الخمر الژٴۇ ۈ ۋ ۋژ: ففي قوله

يعصر، والمقصود: أعصر عنبا، والعالقة ما يؤول إليه؛ فقد سميالعنب خمرا؛ ألنه يؤول إلى الخمر؛ لكونه المقصود من العصير.

المراغي: أحمد )( سمي بذلك إلرساله وإطالقه عن التقييد بعالقة خاصة. ينظر:5 هR(، علوم البالغة »البيان، المعاني،1371بن مصطفى المراغي )المتوفى:

(. 7/39البديع« ) ( عن2452 برقم )فضائل الصحابة(في ))( جزء من حديث أخرجه اإلمام مسلم 1

رضي عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، باب من فضائل زينب أم المؤمنين (.4/1907الله عنها، )

هR(، بغية اإليضاح1391الصعيدي: عبد المتعال الصعيدي )المتوفى: )( ينظر:2 لتلخيص المفتاح في علوم البالغة، الناشر: مكتبة اآلداب، الطبعة السابعة عشر،

1426( R1/24(، ويراجع: المراغي: علوم البالغة )3/464ه.)

97

:" أطلق اسم الخمر في هذا الموضع مجازا؛ ألنه(1)قال الجصاص .(2)إنما يعصر العنب ال الخمر"

، وزعم أنها(3)العنب: الخمر، حكاها أبو حنيفة وقال ابن منظور:" .(4)لغة يمانية؛ كما أن الخمر العنب أيضا، في بعض اللغات"

في العنب التي هي الخمر: (5) قال الراعي النميري ونازعني بها ندمان صدق شواء الطير والعنب

(6)الحقينا"

الجصاص: أحمد بن علي أبو بكر الرازي، المعروف بالجصاص، ولد سنة:)( 1 هR، وسكن بغداد، وانتهت إليه رياسة الحنفية، وسئل القضاء فامتنع، تفقه305

على: أبي الحسن الكرخي، كان زاهدا ورعا، تفقه عليه جماعة، وروى عن: عبد الباقي بن قانع، وله كتاب أحكام القرآن، وشرح مختصر الكرخي، وشرح مختصر الطحاوي، وشرح الجامع لمحمد بن الحسن، وشرح األسماء الحسني، وله كتاب

أبو العدل الحنفي: طبقات هR. ينظر :370في أصول الفقه، وغيرها، توفى سنة: (.1/84(، واألدنه وي: طبقات المفسرين )1/96الحنفية )

)( الجصاص: أحكام القرآن، تحقيق: محمد صادق القمحاوي، الناشر: دار إحياء2(. 2/9 هR )1405التراث العربي – بيروت

أبو حنيفة: النعمان بن ثابت التيمي موالهم الكوفي، أحد أئمة الفقه األربعة)( 3 هR، رأى أنس بن80ولد سنةالمتبوعين، عالم زاهد، وهو من المقلين للرواية،

مالك، وسمع من عطاء بن أبي رباح، وابن المنكدر، ونافع مولى ابن عمر، وهشام بن عروة، وغيرهم، وروى عنه: ابن المبارك، ووكيع، ويزيد بن هارون،

(،1/495ابن قتيبة الدينوري، المعارف ) هR، ينظر: 150، توفي سنة: وغيرهم(.8/129وابن الجوزي، المنتظم في تاريخ األمم والملوك )

(.1/630)( ابن منظور: لسان العرب )4 الراعي النميري: عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل النميري، أبو جندل:)( 5

شاعر من فحول المحدثين، كان من جلة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه اإلبل، وقيل: كان راعي إبل، من أهل بادية البصرة، عاصر جريرا والفرزدق، وكان

يفضل الفرزدق، فهجاه جرير هجاءا مرا، وهو من أصحاب"الملحمات" وسماه ينظر : هR.90بعض الرواة: حصين بن معاوية، وله ديوان مطبوع، توفي سنة:

(،2/502(، وابن سالم: طبقات فحول الشعراء )6/76الذهبي: تاريخ اإلسالم ) (.38/186وابن عساكر: تاريخ دمشق )

)( من ) البحر الوافر (، والبيت من قصيدة للراعي النميري في الفخر. ينظر:6 ( .1/250 )محمد بن المبارك البغدادي: منتهى الطلب من أشعار العرب

98

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀژ اآلية الثانية: في قوله تعالى: [، ففي هذه اآلية يتبادر للذهن 70]يوسف: ژڀ ڀ ڀ ٺ ٺ

سؤال وهو: هل العير تعقل لكي نسألها؟. : " إن المراد هنا ليس العير ذاتها؛ بل أصحاب(1)قال الزمخشري

العير، وهذا ضرب من ضروب البالغة يسمى المجاز المرسل، ومثل ذلك ما أورده أبو

» يا خيل الله: داود في سننه من قول الرسول الكريم .(3)«(2)اركبي

الزمخشري: محمود بن عمر بن محمد بن عمر العالمة أبو القاسم، )(1 الزمخشري الحوارزمي، النحوي، اللغوي، المتكلم، المعتزلي، المفسر، يلقب جار

هR، بزمخشر، قرية من قرى خوارزم،467الله، ألنه جاور بمكة زمانا، ولد سنة: وقدم بغداد وسمع من أبي الحطاب بن البطر، وغيره، وكان ممن برع في األدب، والنحو، واللغة لقي الكبار، وصنف التصانيف، ودخل خراسان عدة نوب، وما دخل بلدا إال واجتمعوا عليه وتتلمذوا له، وكان عالمة األدب، ونسابة العرب، تضرب إليه

أكباد اإلبل، قال ابن خلكان: كان إمام عصره، من تصانيفه: الكشاف في التفسير، والفائق في غريب الحديث، وأساس البالغة، وربيع األبرار ونصوص

األخبار في الحكايات، ومتشابه أسماء الرواة، والرائض في الفرائض، والمنهاج هR. ينظر:538في األصول، والمفصل في النحو، وغير ذلك، مات ليلة عرفة سنة:

هR(،646القفطي: جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي )المتوفى: إنباه الرواة على أنباه النحاة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: دار الفكر العربي - القاهرة، ومؤسسة الكتب الثقافية – بيروت، الطبعة: األولى،

1406( R5/168(، وابن خلكان: وفيات األعيان )3/265 ه .) )( جزء من حديث أخرجه أبو داود: سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشير بن2

جستاني )المتوفى: هR(، في سنن أبي داود،275شداد بن عمرو األزدي الس (، باب النداء عند النفير يا خيل الله اركبي، تحقيق: محمد2560حديث رقم )

محيي الدين عبد الحميد، الناشر: المكتبة العصرية، صيدا – بيروت، حديث سمرة (. وقال ابن حجر في )فتح الباري3/208 سمى خيلنا بخيل الله" )أن النبي

مرسل ". وقال األلباني:"ضعيف" ينظر: األلباني:محمد ناصر الدين (:"7/413 هR(، ضعيف أبي داود، الناشر: مؤسسة غراس للنشر و1420األلباني )المتوفى:

(. 2/361 هR )1423التوزيع – الكويت، الطبعة : األولى - )( الزمخشري: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل،3

(.2/490 هR )1407الناشر: دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة الثالثة -

99

ڻڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻژ اآلية الثالثة: في قوله تعالى:ۀ [، يتكرر المجاز المرسل في هذه اآلية 82]يوسف ژۀ

الكريمة أيضا. يقول اآللوسي - رحمه الله تعالى: " فسؤال القرية عبارة عن

سؤال أهلها مجازا في القرية إلطالقها عليها بعالقة الحالية.(1)والمحلية، فعبر بالقرية عن ساكنيها"

اإليجاز:

إن إيجاز اللفظ مع تمام المعنى من أبلغ أقسام اإليجاز . قال الفيروزآبادى: " اإلعجاز في اإليجاز نهاية إعجاز، وهذا المعنى

.(2)موجود في القرآن الكريم" واإليجاز قد يكون عن طريق الحذف وقد يكون بغير حذف، فأما اإليجاز بالحذف فتكثر أنواعه في القصص القرآني، والمحذوف

يفهم غالبا من خالل السياق، أو بوجود قرينة تدل عليه، وفي الحذف فوائد جليلة، منها االختصار، والتخفيف مع عدم اإلخالل

بالمعنى، وهو من أهم خصائص أسلوب القصص القرآني، واألمثلةعلى ذلك كثيرة ومنها:

ۉ ۋ ې ې ې ېژ - في قوله تعالى: 1 ۉ ۅ ائ ى ىۅ ائۇئ وئ وئ ەئ ۈئ ۇئەئ ۈئ ۆئ ففي،[ 101]يوسف : ژۆئ

هذه اآلية الكريمة إيجاز بالحذف، وهو حذف حرف النداء من قوله

(. 7/39)( اآللوسي: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني )1(. 1/68)( الفيروزآبادى: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز )2

100

ائ ى ژ تعالى: ، وذلك داللة على التعظيم والتنزيه،ژائوفيها أيضا من الناحية البالغية.

وئ ژ - وفي قوله تعالى: 2 وئ ەئ ۆئ ۇئەئ ېئ ۆئۇئ ۈئ ۈئ حذف حرف النداء للقرب، وقد كسا [، 29]يوسف : ژېئ

الحذف هذه اآلية فخامة وخالبة. :" حذف منه حرف النداء لقربه وتفطنه(1) قال البيضاوي

.(2)للحديث" ڤ ڤ ڤ ڦڤٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹژ - وفي قوله تعالى 3

[. 54]يوسف : ژڦ ڦ ڦ ڄ

عبد الله بن عمر بن محمد بن علي أبو الخير، قاضي القضاة، ناصرالبيضاوي: )( 1 الدين البيضاوي، كان إماما عالمة، عارفا بالفقه والتفسير والعربية والمنطق؛

صالحا متعبدا شافعيا، من تصانيفه: مختصر الكشاف، المنهاج في األصول، شرح مختصر ابن الحاجب في األصول، شرح المنتخب في األصول لإلمام فخر الدين،

اإليضاح في أصول الدين، الغاية القصوى في الفقه، الطوالع في الكالم، شرح ابن العماد: شذراتهR. ينظر: 685الكافية البن الحاجب، وغير ذلك، مات سنة:

(، والسيوطي: بغية8/157(، والسبكي: طبقات الشافعية )7/685الذهب )(.2/50الوعاة )

)( البيضاوي: أنوار التنزيل وأسرار التأويل، المحقق: محمد عبد الرحمن2 ه1418Rالمرعشلي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة األولى -

(3/161 .)

101

نلحظ سرعة االستجابة وذلك بتقدير: ) فأتوا: " (1)أبو السعود قال ٹ ٹ ژبه( وذلك بعد قوله:

، أي )فلما أتوا به(، فحذفت لإليذان بسرعةژ ڤ ڤٹ ٹ اإلتيان به، فكأنه لم يكن بين األمر بإحضاره والخطاب معه زمان،

للملك؛ أي ) فلما كلمه ژڤ ژويعود الضمير البارز في قوله: ڤ ڦ ڦ ژيوسف إثر ما أتاه فاستنطقه وشاهد منه ما شاهد:

.(2) أي ذو مكانة ومنزلة رفيعة"ژڦ ڦ ڄ ژڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ژ :وفي قوله تعالى- 4

فجواب األمر من هذا الموضع محذوف، فحذف من[، 45]يوسف : الكالم ذكر إرساله ومشيه ووصوله، والتقدير: فأرسلوه إلى يوسف

فسار إليه، فقال له: يوسف أيها الصديق إلى آخر الكالم، إذ ال غرض فيه من القصة، وهذا من بديع اإليجاز.

قال الشيخ طنطاوي:" وهذا األسلوب الذي زخرت به السورة الكريمة، وهو أسلوب اإليجاز بالحذف، من شأنه أنه ينشط العقول،

ويبعثها على التأمل والتدبر فيما تقرؤه، ويعينها على االتعاظ

أبو السعود: المولى أبو السعود العمادي، سلطان المفسرين، مفتي األنام،)(1 صاحب أذيال اإلفضال، واإلسعاد وصاحب اإلرشاد ابن صاحب اإلرشاد، وكان أبوه الشيخ محمد بن مصطفى العماد، وقد ولد المولى المذكور في شهر صفر سنة:

هR، قرأ حاشية التجريد، وشرح المفتاح، وشرح المواقف من أوله إلى آخره896 على أبيه، وصنف إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن العظيم، في التفسير

وكان تفسيره من أكمل التفاسير، من أمثال الكشاف، والبيضاوي، وقد صنف أبو السعود، الحاشية على تفسير الكشاف بلغها إلى آخر سورة الفتح، وكانت وفاته

هR. ينظر: ابن العماد: شذرات الذهب )982في شهر جمادى األولى سنة: (.1/399(، واألدنه وي: طبقات المفسرين )10/584

)( أبو السعود: تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب2(. 4/286الكريم، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت )

102

واالعتبار، وهو أسلوب أيضا تقتضيه هذه السورة الكريمة؛ ألنها تتحدث عن قصة نبي من أنبياء الله- تعالى- والحديث عن ذلك

يستلزم إبراز جوهر األحداث ولبابها، ال إبراز تفاصيلها وما ال فائدة من ذكره، فاشتمال السورة الكريمة على هذا األسلوب البليغ، هو

من باب رعاية الكالم لمقتضى الحال، وهو أصل البالغة وركنها.(1)الركين"

ۈئ ژ :- في قوله تعالى5 ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ائېئ [. 85]يوسف : ژۈئ

ومعنى اآلية الكريمة: ال تفتأ، فحذف حرف النفي لعدم اللبس. قال صاحب أسرار البيان: " هي اآلية الوحيدة التي وقعت في جواب القسم منفية، ولم يذكر الالم معها في عموم القرآن،

ۀڻ ژ فعندما يكون القسم منفيا يأتي بالالم نحو قوله تعالى: ۀہ ھ ھ ھہہ [، وهناك خياران: ذكر الالم، أو38]النحل : ژہ

حذف الالم، فلماذا حذفت الالم في آية سورة يوسف ولم يقل)تالله ال تفتأ( ؟

الذكر يفيد التوكيد، والحذف في ما علم معناه هو أقل توكيدا، ومعنى اآلية: أن إخوة يوسف أقسموا أن أباهم سيظل يذكر ابنه

حتى يهلك أو تفسد صحته، لكن هل هذا مقام توكيد؟ يوسف

)( طنطاوي: محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط للقرآن الكريم، الناشر: دار1 نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة – القاهرة ، الطبعة األولى، تاريخ

(.7/308م )1998النشر: يناير

103

وهل يمكن أن يقسم أحد على هذا األمر المستقبل؟ طبعا هذا ليس بمقدورهم، وال يعلمون ماذا سيحدث فيما بعد، لذا فالمقام

ليس مقام توكيد أصال؛ ألن القسم هنا غير واقع حقيقة وغير متيقن، لذلك وجب حذف حرف النفي )ال( مع أنه معلوم

.(1)بالداللة"(2)وقال ضياء الدين ابن األثير : " حذفت "ال" من الكالم توسعا

وإيجازا وهي مرادة، وعلى هذا جاء

)( السامرائي: فاضل بن صالح بن مهدي بن خليل البدري السامرائي، أسرار1(. 1/86البيان في التعبير القرآني )

ضياء الدين ابن األثير: نصر الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد)( 2 الواحد، الوزير الفاضل ضياء الدين أبو الفتح الشيباني الخزرجي المعروف بابن

هR، مهر في النحو واللغة وعلم البيان، واستكثر من حفظ558األثير، ولد سنة: الشعر، فحفظ شعر أبي تمام، والبحتري، والمتنبي، من مصنفاته: المثل السائر

في أدب الكاتب والشاعر، وكتاب الوشي المرقوم في حل المنظوم، وكتاب المعاني المخترعة في صناعة اإلنشاء، وكتاب ديوان رسائل، وكان ذا لسان

(،5/389 هR. ينظر: ابن خلكان: وفيات األعيان )637وفصاحة وبيان، توفي سنة: (. 7/328وابن العماد: شذرات الذهب )

104

عن لما نهاه سعد بن أبي وقاص (1)قول أبي محجن الثقفيشرب الخمر، وهو إذ ذاك في قتال الفرس بالقادسية:

رأيت الخمر صالحة وفيـها ... مناقب تهلك الرجلالحليما

(2)فال واللـه أشربها حياتـي ... وال أسقي بهـا أبدا نديـما

يريد: "ال أشربها"، فحذف "ال" من الكالم، وهي مفهومة منه :(3)ومنه قول امرئ القيس

: عمرو بن حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن أبو محجن الثقفي)(1 ، وكانهR، روى عن النبي 9ثقيف الثقفي، أسلم حين أسلمت ثقيف سنة:

شاعرا حسن الشعر، ومن الشجعان المشهورين بالشجاعة في الجاهلية واإلسالم، كريما جوادا، إال أنه كان منهمكا في الشرب، جلده عمر مرارا، ونفاه إلى جزيرة في البحر، فهرب ولحق بسعد بن أبي وقاص وهو بالقادسية يحارب الفرس، فكتب عمر إلى سعد ليحبسه، فحبسه، فلما كان بعض أيام القادسية واشتد القتال بين الفريقين، سأل أبو محجن امرأة سعد أن تحل قيده وتعطيه

فرس سعد – البلقاء-، وعاهدها أنه إن سلم عاد إلى حاله من القيد والسجن، وإن استشهد فال تبعة عليه، فخلت سبيله، وأعطته الفرس، فقاتل قتاال عظيما ، وكان

يكبر ويحمل فال يقف بين يديه أحد، وكان يقصف الناس قصفا منكرا، فعجب الناس منه، وهم ال يعرفونه، ورآه سعد وهو فوق القصر ينظر إلى القتال فقال: لوال أن أبا محجن محبوس لقلت: هذا أبو محجن، وهذه البلقاء تحته، فلما تراجع

الناس عن القتال، عاد إلى القصر وأدخل رجليه في القيد، فأعلمت سلمى سعدا ابن هR. ينظر:30سنة:خبر أبي محجن، فأطلقه، فتاب أبو محجن حينئذ، مات

(.7/298اإلصابة في تمييز الصحابة ) وابن حجر: (،6/271األثير : أسد الغابة ) المثل السائر في أدب الكاتب ينظر: ضياء الدين بن األثير:)( من )البحر الوافر( 2

(.2/257 )والشاعر قال أبو هالل العسكري في كتابه )األوائل، باب أول من حرم الخمر في الجاهلية

(: "إن صاحب األبيات المذكورة هو قيس بن عاصم؛ ألنه1/50الوليد بن المغيرة أول من حرم الخمر في الجاهلية". وقال أبو علي القالي في كتابه )األمالي =

شذور األمالي = النوادر، مطلب من حرم الخمر على نفسه في الجاهلية تكرما (: "إن صاحب األبيات المذكورة هو صفوان بن أمية بن1/204وصيانة لنفسه

محرث الكناني، وهو أول من حرم الخمر في الجاهلية". )( امرؤ القيس: ابن حجر بن الحارث الكندي، شاعر جاهلي، أشهر شعراء3

العرب على اإلطالق، يماني األصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان، وأمه أخت المهلهل الشاعر، قال الشعر وهو غالم، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر

صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت،

105

فقلت يمين الله أبرح قاعدا ... ولو قطعوا رأسي لديك(1)وأوصالي

.(2)أي: ال أبرح قاعدا، فحذفت "ال" في هذا الموضع، وهي مرادة"حذف المبتدأ:

ژ ڑ ک ک ک ک ڑژ ژ ...ژ وذلك في قوله تعالى: [.18]يوسف:

قال بعض العلماء ومنهم القاسمي:" )صبر( خبر أو مبتدأ، لكونه.(3)موصوفا، أي فشأني صبر جميل، أو فصبر جميل أجمل"

واألولى ما قاله الزركشي: " فصبر " يحتمل حذف الخبر أي أجمل، أو حذف المبتدأ، أي فأمري صبر جميل، وهذا أولى لوجود قرينة

حالية، هي قيام الصبر به، وأن الكالم مسوق لإلخبار بحصول الصبر له، واتصافه به، وحذف المبتدأ يحصل ذلك دون حذف الخبر؛ وألن

الصبر مصدر والمصادر معناها اإلخبار، فإذا حمل على حذف المبتدأ فقد أجري على أصل معناه من استعماله خبرا، وإذا حمل على

. (4)حذف الخبر فقد أخرج عن أصل معناه"

ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فلم يزل حتى ثأر ألبيه من بني أسد، وقال في ذلك

(، وابن1/646 ق . هR. ينظر: ابن قتيبة: المعارف )80شعرا كثيرا، مات بأنقرة (. 9/222عساكر: تاريخ دمشق )

)( من )البحر الطويل(، ينظر: ديوان امرئ القيس، اعتنى به: عبد الرحمن1(.1/137 هR )1425المصطاوي، الناشر: دار المعرفة – بيروت، الطبعة الثانية،

(.2/257)( ابن األثير: المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر )2 (.6/161)( القاسمي: محمد جمال الدين بن محمد القاسمي، محاسن التأويل )3(.3/143)( الزركشي: البرهان في علوم القرآن )4

106

حيث قال: "(1)ويؤيد قول الزركشي ما ذهب إليه المؤيد بالله يحتمل أن يكون المبتدأ محذوفا، وتقديره فأمرى صبر جميل، ويحتمل أن يكون من باب حذف الخبر، وتقديره فصبر جميل

أجمل، وحذف الخبر وإن كان واردا على جهة الكثرة، لكن حذف المبتدأ ههنا يكون أبلغ؛ ألن اآلية وردت في شأن »يعقوب« فالبد

من أن يكون هناك اختصاص به، فإذا كان تقديره فأمرى صبر.(2)جميل، كان أخص به، وأدخل في احتماله للصبر واختصاصه به"

اشتمال السورة على اإليجاز البسيط والمختصر:

)( المؤيد بالله: يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن محمد بن إدريس بن1 ، ولد بمدينةجعفر بن محمد بن علي بن الحسين السبط بن علي بن أبى طالب

هR، واشتغل بالمعارف العلمية وهو صبي، فأخذ في جميع669صنعاء سنة: أنواعها على أكابر علماء الديار اليمنية، وتبحر في جميع العلوم، وفاق أقرانه، من

مصنفاته: الشامل، ونهاية الوصول إلى علم األصول، والتمهيد لعلوم العدل والتوحيد، والحاوي في أصول الفقه، واالقتصاد في النحو، والمحصل في شرح

أسرار المفصل، والطراز، واالنتصار في الفقه، وغيرها كثير، وكان من األئمة العادلين الزاهدين في الدنيا المتقللين منها، وهو مشهور بإجابة الدعوة، مات

هR. ينظر: الشوكاني: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني745سنة: هR(، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع،1250اليمني )المتوفى:

(. 8/143(، والزركلي: األعالم )2/331الناشر: دار المعرفة – بيروت )ه: الطراز ألسرار البالغة وعلوم حقائق اإلعجاز، الناشر: المكتبة2 د بالل )( المؤي

(.2/64 هR )1423العنصرية – بيروت ، الطبعة األولى،

107

: " اإليجاز على ضربين: ضرب بسيط،(1)قال ابن أبي اإلصبعوضرب مختصر، ويكون البسيط مختصرا بالنسبة لغيره.

ۓ ڭ ڭ ڭژ من أول قوله تعالى: فالبسيط كقصة يوسف ۓۅڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋ ، إلى آخر[ 3]يوسف : ژٴۇ

القصة. ژ ژ ڑ ڑژ : والمختصر: مثل قوله تعالى على لسان يوسف

ںڱ گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱکک ک کۓں ڻ ڻ ڻ ڻ ھ ھ ھ ھ ے ے ہ ہ ہ ہ ۀ ۓۀ

،[ 100]يوسف : ژ ۆ ۆ ۈ ۈ ۇڭ ڭ ڭ ڭ ۇ فقد اختصر القصة كلها في هذه اآلية؛ ألنه ذكر أصول األسباب گ ژالمستلزمة جميع المسببات التي هي جملة القصة، فإن قوله:

اقتصر على ذكر رؤياه التي كانت سبب حسدژگ ڳ ڳ ڳ إخوته حين فعلوا به ما فعلوا، وذكر خروجه من السجن الذي كان سببا في الملك والذي كان سببا في اجتماعه بأبيه وإخوته، فكأنه قد اقتص جميع القصة مختصرة لمن يشارك في علمها، فاألولى

عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر بن عبد الله بنابن أبي اإلصبع العدواني: )( 1 محمد، األديب، أبو محمد ابن أبي اإلصبع العدواني المصري، الشاعر المشهور، اإلمام في األدب؛ له تصانيف حسنة في األدب، وشعره رائق، عاش نيفا وستين

سنة، من تصانيفه: بديع القرآن في أنواع البديع الواردة في اآليات الكريمة، وتحرير التحبير، والخواطر السوانح في كشف أسرار الفواتح، والبرهان في

هR. ينظر: الصفدي:654إعجاز القرآن، وغيرها، توفي بمصر في شوال سنة: (.14/759(، والذهبي: تاريخ اإلسالم )19/5الوافي بالوفيات )

108

لعلم تفاصيلها، والثانية لعلم جملها، وهذا أحسن إيجاز وقع في.(1)كالم"

حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه :

من إيجاز الحذف البليغ، حذف المضاف إذا دل عليه المضاف إليه، وهذا النوع كثير في القرآن الكريم، وقد اشتملت عليه هذه السورة

ڻڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻژ الكريمة، في قوله تعالى: ۀ ، والمراد: أي واسأل أهل القرية.[٨٢يوسف: ] ژۀ

: " إن ذلك اإليجاز من دالئل اإلعجاز؛ ألن حذف(2)قال أبو زهرة المضاف أو عدم تقديره يعلو بالكالم إلى أعلى درجات البيان،

فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه لإليجاز؛ ألن المعنى.(3)مفهوم"

وحذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه من األساليب البالغيةالتي جاءت في كالم العرب، كما

)( ابن أبي اإلصبع العدواني: تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز1 القرآن، تقديم وتحقيق: الدكتور: حفني محمد شرف، الناشر: الجمهورية العربية

المتحدة - المجلس األعلى للشئون اإلسالمية - لجنة إحياء التراث اإلسالمي )1/470 .)

أبو زهرة: محمد بن أحمد أبو زهرة، أكبر علماء الشريعة اإلسالمية في عصره،)(2 ولد بمدينة المحلة الكبرى، وتربى بالجامع األحمدي وتعلم بمدرسة القضاء

الشرعي ، وتولى تدريس العلوم الشرعية والعربية ثالث سنوات، ثم عين أستاذا محاضرا للدراسات العليا في جامعة األزهر، وعضوا للمجلس األعلى للبحوث

العلمية، من تصانيفه: الخطابة، وتاريخ الجدل في اإلسالم، وأصول الفقه، والملكية ونظرية العقد في الشريعة اإلسالمية، وأحكام التركات والمواريث،

هR. ينظر:1394ومحاضرات في مقارنات األديان، وغيرها كثير، توفي سنة: (،6/25الزركلي: األعالم )

(.1/518)( أبو زهرة: زهرة التفاسير، الناشر: دار الفكر العربي )3

109

: (4)قال حميد بن ثورهل ثم ألحدون .... قصائد فيهـا ألعترضن بالس

للمعاذيـر زاجر

قصائد تستحلي الرواة نشيدها .... ويلهو بها من العبالحي سامر

ه .... وتخـزى بها أحياؤكـم يخ إبهـام كف يعض عليها الش(2)والمقابر

أي أهل المقابر.

التلميح:

التلميح هو اإلشارة إلى قصة معلومة، أو شعر مشهور أو مثلسائر، من غير ذكره.

قال صاحب جواهر البالغة: " التلميح باإلشارة إلى قصة معلومة ڀٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀژ جاء في قوله تعالى:

فقد أشار يعقوب [، 64]يوسف: ژ ٺ ٿ ٿ ٺڀ ٺ ٺ )( حميد بن ثور: حميد بن ثور بن حزن الهاللي العامري، أبو المثنى: شاعر4

مخضرم، عاش زمنا في الجاهلية، وشهد حنينا مع المشركين، وأسلم ووفد على ، وعده الجمحي في الطبقة الرابعة من اإلسالميين، وفي شعره ماكانالنبي

يتغنى به، ومن نظمه البيت المشهور في وصف الذئب : )ينام بإحدى مقلتيه، ويتقي ... بأخرى، المنايا، فهو يقظان هاجع(، وله ديوان شعر مطبوع، جمعه عبد

هR.30العزيز الميمني، مما بقي متفرقا من شعره، ومات في خالفة عثمان سنة أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصمينظر: ابن عبد البر:

هR(، االستيعاب في معرفة األصحاب، تحقيق:463النمري القرطبي )المتوفى: ) هR 1412علي محمد البجاوي، الناشر: دار الجيل، بيروت، الطبعة: األولى،

. (2/76وابن األثير: أسد الغابة )(، 1/377 )( من ) البحر الطويل (، انظر: ناصر الدين األسد، مصادر الشعر الجاهلي،2

(. 1/189م )1988الناشر: دار المعارف بمصر، الطبعة السابعة

110

في كالم هنا ألوالده بالنسبة إلى خيانتهم السابقة في أمر أخيهم."(1)يوسف

:(2) ومنه قول أبي الطيب المتنبي فو الله ما أدري أأحالم نائم ... ألمت بنا أم كان في

(3)الركب يوشع

التعريف باإلشارة:

هR(،1362)( الهاشمي: أحمد بن إبراهيم بن مصطفى الهاشمي )المتوفى: 1 جواهر البالغة في المعاني والبيان والبديع، ضبط وتدقيق وتوثيق: د. يوسف

(. 1/342الصميلي، الناشر: المكتبة العصرية، بيروت ) المتنبي: أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي،)( 2

أبو الطيب، الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر األدب العربي، له األمثال السائرة هR، في محلة تسمى303والحكم البالغة المعاني المبتكرة، ولد بالكوفة سنة:

كندة، وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب األدب وعلم العربية وأيام الناس، قال الشعر صبيا، وتنبأ في بادية السماوة - بين الكوفة والشام -

فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب اإلخشيد هR. ينظر: ابن354فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه، وتوفي سنة:

حجر: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقالني )المتوفى: هR(، لسان الميزان، تحقيق: دائرة المعرف النظامية – الهند، الناشر:852

(،1/440هR )1390مؤسسة األعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان، الطبعة الثانية، (.5/164والخطيب البغدادي: تاريخ بغداد )

)( العكبري: أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري البغدادي، محب3 هR(، شرح ديوان المتنبي، تحقيق: مصطفى السقا/إبراهيم616الدين )المتوفى:

(، وفي البيت4/82اإلبياري/عبد الحفيظ شلبي، الناشر: دار المعرفة – بيروت ) : قاتل الجبارين يوم الجمعة،إشارة إلى استيقاف )يوشع( للشمس، يروى أنه

فلما أدبرت الشمس خاف أن تغرب قبل أن يفرغ من قتالهم، ويدخل يوم ، فابقي له الشمس، حتى فرغ منالسبت، فال يحل له قتالهم فيه، فدعا الله

حبيب بن أوس بن قتالهم. والبيت من )البحر الطويل( وهو من قصيدة ألبي تمام: هR(، يمدح فيها أبا سعيد محمد بن يوسف231الحارث الطائي) المتوفى سنة:

الثغري. ينظر: شرح ديوان أبي تمام، للخطيب التبريزي، راجعه وحققه: راجي(.1/397هR )1414األسمر، الناشر: دار الكتاب العربي – بيروت- الطبعة الثانية

111

ڄ ڄ ڄ ڃژ ومما ورد على جهة اإلشارة في البعد، قوله تعالى: ژ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڇ ڃ چ چ چ چڃڃ

[.32]يوسف : ولم تقل: هذا يوسف، وال قالت: فذاك، على جهة القرب ژ ڄ ڄژ

والتوسط، وإنما أشارت إليه بما يقتضى البعد، رفعا لمنزلته فيإشارة بذلك [،2البقرة:] ژٻ ٻ ٹ ٹ ژ الحسن، كما

إلى بعد منزلة هذا الكتاب –القرآن الكريم- بالنسبة إلى كتب اللهتعالى السابقة.

ژ ڄ ڄژ قال الزمخشري: " ، ولم تقل فهذا وهو حاضر، رفعا لمنزلته في الحسن، واستحقاق أن يحب ويفتتن به، واستبعادا لمحله، ويجوز أن يكون إشارة إلى المعنى بقولهن: " عشقت

عبدها الكنعانى"، فقالت لهن: هو ذلك العبد الكنعانى الذي صورتن في أنفسكن، ثم لمتنني فيه، تعنى: أنكن لم تصورنه بحق صورته،

.(1)ولو صورتنه بما عاينتن لعذرتننى في االفتنان به"براعة الطلب:

ھہ ھ ھ ھژ ويتجلى هذا اللون من البالغة في قوله تعالى: ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۓ ے ۅ ۋ ۋ ٴۇے ژۅ

وهذا من حسن البراعة في الطلب، فعلى الرغم،[50]يوسف : من أن الشيء المراد السؤال عنه واحد إال أن الصيغ تختلف، وإن

تشابهت الصيغ فإن لكل صيغة داللة معينة . )( الزمخشري: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل،1

(.2/467 هR )1407الناشر: دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة: الثالثة -

112

ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ژ عندما قال: قال أبو السعود:"فيوسف تحرى أن يوقع في نفس الملك االهتمام بطلبه، فلم يسأله ژۆ

أن يستقصي ويفتش عن ذلك األمر، بل سأله ما بال النسوة؛ حثا منه للملك على الجد في التفتيش؛ ليتبين براءته وتتضح نزاهته؛ إذ

السؤال مما يهيج اإلنسان على االهتمام في البحث للتقصي عما توجه إليه، وأما الطلب فمما قد يتسامح ويتساهل فيه وال يبالي

. (1)به":اختالف الصيغ والفائدة التي جاءت بها كل صيغة

ہ ھ ھژ ويتضح ذلك بجالء في قوله تعالى: ہ ہ ہ ۀ ۀۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ھھ ۓ ے [.59]يوسف : ژے

نالحظ اختالف الصيغ والفائدة التي جاءت بها كل صيغة من الصيغ،ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ژففي قوله تعالى: ۓ ے ، قال أبوژے

أي أتمه لكم، قد وردت صيغة االستقبال مع كون هذاالسعود: " الكالم بعد التجهيز؛ وذلك للداللة على أن تلك عادة له مستمرة، أما

فجملة حالية تفيد:" أني في غايةژ ڭ ڭ ڭ ژقوله تعالى: وقد كان األمر كذلك، وتخصيصاإلحسان في إنزالكم وضيافتكم"،

الرؤية باإليفاء؛ لوقوع الخطاب في أثنائه، وأما اإلحسان في اإلنزال بطريق االمتنان، بلفقد كان مستمرا فيما سبق، ولم يقله

وذلك ترغيب لهم كي يرجعوالحثهم على تحقيق ما أمرهم به، .(2)إليه"

(. 4/284)( ينظر: أبو السعود: إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم )1(.4/284)( أبو السعود: إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم )2

113

براعة التخلص في السورة الكريمة:

وهو فن مشهور ذائع في كالم البلغاء، وهو امتزاج ما يقدمه الكاتب أو الشاعر في البسط بأول ما استهل به كالمه- كالبيت األول من

القصيدة والفقرة األولى من المقالة، على أن يختلس ذلك اختالسا رشيقا دقيق المعنى بحيث ال يشعر السامع باالنتقال من المعنى

األول إال وقد وقع في الثاني؛ لشدة الممازجة وااللتئام، كأنهما أفرغا في قالب واحد، أو يوطىء الكاتب فيه بفصل لفصل يريد أن

يأتي به بعده، وإما بنكتة تشير الى معنى الفصل المستقبل. " وقد ذهب أصحاب اإلعجاز إلى أنه وجه اإلعجاز، وهو دقيق خفي

يخفى على غير الحذاق من ذوي النقد. : "بيان وجه االعجاز مما ال يمكن بيانه إال بعد(1)قال الباقالني

التقدم في أمور عظيمة المقدار، دقيقة المسلك، لطيفة.(2)المأخذ"

)( الباقالني: العالمة أبو بكر بن الطيب بن محمد بن جعفر بن قاسم البصري،1 ابن الباقالني القاضي، صاحب التصانيف, سمع من أبي بكر أحمد القظيعي، وأبي

محمد بن ماسي، وخرج له أبن أبي الفوارس, وحدث عنه: أبو ذر الهروي، وأبو جعفر السماني، وقاضى الموصل، وقال القاضي عياض: هو الملقب بسيف السنة

ولسان األمة, ومن مؤلفاته: إعجاز القرآن، والملل والنحل، ومناقب األئمة، (، واليافعي:17/190 هR. ينظر : الذهبي: سير أعالم النبالء )403وتوفي سنة: (. 5/20(، وابن العماد: شذرات الذهب )3/6مرآة الجنان )

)( الباقالني: إعجاز القرآن للباقالني، تحقيق: السيد أحمد صقر، الناشر: دار2(. 1/67م )1997المعارف – مصر، الطبعة: الخامسة،

114

وهو مبثوث في كتاب الله العزيز من أوله إلى آخره، كقوله تعالى:ۅ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋ ژ ٴۇ ۓ ژۓ[. ٣يوسف: ]

ڭ ڭژ بRفقد أشار القرآن الكريم الى وصف قصة يوسف ، دون سائر قصص األنبياء - عليهم الصالة والسالم - التيژ

ذكرت في القرآن الكريم، والمخاطب إذا قرع سمعه هذا الوصف الدقيق للقصة تنبه الى النظر فيها والتأمل في معانيها،

فيجد حينئذ أن كل قضية فيها قد ختمت بخير، وكل ضيق قد انتهى الى سعة، وكل شدة قد آلت الى رخاء، وذلك أمر

عجيب، يستحيل أن يأتي في أي قصة سواها. إلى قصة يوسفژ ڭ ڭ ژ بقوله: قال العدواني:" أشار

فوطأ بهذه الجملة إلى ذكر القصة مشيرا إليها بهذه النكتة من ، باب الوحي والرمز، وإنما كانت أحسن القصص بكون كل قضية

منها كانت عاقبتها إلى خير، وكل ضيق انتهى إلى سعة، وكل شدة.(1)آلت إلى رخاء"

فن االحتجاج النظري:

ىئ ژ ويتجلى هذا الفن البديع في قوله تعالى: ىئ ىئ ېئ ېئجب ی ی یی يئ ىئ مئ حئ ]يوسف : ژجئ

102.]

)( ابن أبي اإلصبع العدواني: عبد العظيم بن الواحد بن ظافر ابن أبي اإلصبع1 هR(، تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز654العدواني )المتوفى:

القرآن، تقديم وتحقيق: الدكتور حفني محمد شرف، الناشر: الجمهورية العربيةالمتحدة - المجلس األعلى للشئون اإلسالمية - لجنة إحياء التراث اإلسالمي )

1/438.)

115

ففي هذه اآلية الكريمة فن لطيف، يسمى في علم البيان باالحتجاج النظري، وبعض العلماء يسميه المذهب الكالمي، وهو أن يلزم

.(1)الخصم ما هو الزم لهذا االحتجاج ومعنى اآلية:" أن هذا النبأ غيب، لم تعرفه إال بالوحي؛ ألنك لم

حين عزموا على ما هموا به من أن يجعلوهتحضر أخوة يوسف في غيابة الجب، وهم يمكرون به، ومن المعلوم الذي ال يخفى على

مكذبيك، أنك ما لقيت أحدا سمع ذلك فتعلمته منه، وقال بعض جعلالمحققين: إن هذا تهكم بمن كذبه، وذلك من حيث أنه

، فنفاه بقوله حاضرا بين يدي أوالد يعقوب المشكوك فيه كونه جبی ی ژ تعالى: يئ ىئ مئ حئ .(2)" ژجئ

:(3)فن االعتراض

(. 3/395)( أبو حيان: البحر المحيط في التفسير )1 هR(، الجدول في إعراب1376)( محمود بن عبد الرحيم صافي )المتوفى: 2

القرآن الكريم، الناشر: دار الرشيد، دمشق - مؤسسة اإليمان، بيروت، الطبعة(. 13/74 هR )1418الرابعة،

)( االعتراض فن من فنون البالغة، وفي نفس الوقت بحث يهتم به النحاة3 - بين2- بين الفعل وفاعله. 1ويحددون أماكنه. لذلك سنعرض لك مواقعه بإيجاز:

- بين ما أصله المبتدأ والخبر، نحو قول4- بين المبتدأ وخبره. 3الفعل ومفعوله. - بين الشرط5الشاعر: إن الثمانين وبلغتها ... أحوجت سمعي الى ترجمان .

- بين القسم وجوابه.6وجوابه. - بين حرف التسويف9- بين الموصول وصلته. 8- بين الموصوف وصفته. 7

- بين حرف النفي ومنفيه. ، هذه األماكن يقع فيها االعتراض على10والفعل. وجه الترجيح، ال على وجه اإلحاطة، ومن شاء االستقصاء، فعليه بكتب النحو

الشاملة ذات االستقراء واالستقصاء. ينظر: ،محمود صافي، الجدول في إعراب(. 13/75القرآن الكريم )

116

بقوله: "االعتراض: هو أن يؤتى في أثناء الكالم أو(1)عرفه الكفوي بين كالمين متصلين معنى بجملة أو أكثر ال محل لها من اإلعراب؛

والنكتة فيه إفادة التقوية، أو التشديد، أو التحسين، أو التنبيه، أو االهتمام، أو التنزيه، أو الدعاء، أو المطابقة، أو االستعطاف، أو بيان

السبب ألمر فيه غرابة، أو غير ذلك. واالعتراض عند أهل البديع: هو أن يقع قبل تمام الكالم شيء يتم

الغرض بدونه وال يفوت بفواته، واللطيف منه هو الذي يفيد المعنى جماال، ويكسو اللفظ كماال،

ويزيد به النظم فصاحة، والكالم بالغة، وهو المقصود مثاله قولهحئ ی ی ی ی ژ تعالى: جئ ىئ ىئ ىئ ېئ يئ مئېئ ژىئ

ىئ ژ ، فإن قوله: [٢٤]البقرة: اعتراض حسن، أفاد معنىژىئآخر، وهو النفي بأنهم لن يفعلوا ذلك أبدا، ومثاله من الشعر قوله:

شد في ا تعامى الدهر وهو أبو الورى ... عن الر ولمإيجـابه ومقـاصده

تعاميت حتى قيل إني أخو العمى ... وال غرو أن يحذو (2)الفتى حذو والده

موسى الحسيني القريمي الكفوي، أبو البقاء: صاحب بن الكفوي: أيوب)( 1 )الكليات(، وله كتب أخرى بالتركية، وكان من قضاة األحناف، ولي القضاء في

م.1094)كفه( بتركيا، وبالقدس، وببغداد، وعاد إلى إستانبول فتوفي بها سنة: (.2/38ينظر: الزركلي: األعالم )

أبو محمد القاسم بن علي الحريري )( من )البحر الطويل( والبيت للحريري:2 مطبعة المعارف، بيروت - عام هR(، ينظر: مقامات الحريري،516)المتوفى:

لنور الدين اليوسي ) (، وزهر األكم في األمثال والحكم1/75م )1873النشر: 2/300 .)

117

. (3)واالعتراض في األول: )أبو الورى(، وفي الثاني )أخو العمى("أبو زيد" وينقسم االعتراض إلى قسمين:

ال يأتي في الكالم إال لفائدة، وهو جار مجرىالقسم األول:التوكيد، وهو ما اشتمل عليه القرآن الكريم.

في موضعين: ومن أمثلة هذا النوع ما جاء في سورة يوسفحت ژ في قوله تعالى: الموضع األول: جت يب ىب مب ژخب

جت ژ فقوله: [. 102]يوسف : اعتراض فصيح لبيانژيب في كشف الحق، فإنهم سائرونأنه مهما بالغ النبي

في ضاللهم وكفرهم. : " الحرص: شدة اإلرادة، والشره إلى(2) قال ابن سيده

. (3)المطلوب" وفائدة االعتراض في هذه اآلية الكريمة من وجهين:

)( الكفوي: الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية، تحقيق: عدنان3(. 1/145درويش - محمد المصري، الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت )

سيده اللغوي األندلسي، أبو الحسن الضرير، من بن أحمد بن ابن سيده: علي)( 2 أهل األندلس، لم يكن في زمانه أعلم منه بالنحو واللغة واألشعار وأيام العرب

وما يتعلق بعلومها، وكان حافظا، وله في اللغة مصنفات منها: كتاب المحكم والمحيط األعظم، وكتاب المخصص مرتب على األبواب، وكتاب شرح إصالح

المنطق، وكتاب األنيق في شرح الحماسة، وكتاب العالم والمتعلم على المسألة والجواب، وكتاب الوافي في علم أحكام القوافي، وكتاب شاذ اللغة في خمس مجلدات، وكتاب شرح كتاب األخفش، وغير ذلك، قال الحميدي وابن بشكوال:

الحسن البغدادي، ومات ابن سيده بن روى ابن سيده عن أبيه، وعن صاعد (، واليافعي:2/330 هR. ينظر: ابن خلكان: وفيات األعيان )458باألندلس سنة:

(. 3/64مرآة الجنان ) )( ابن سيده: المحكم والمحيط األعظم، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، الناشر:3

(.3/145 هR )1421دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: األولى،

118

على إيمان قومه، وهدايتهم، تصوير حرصه الوجه األول: وتهالكه على ردعهم عن غيهم، وتجنيبهم مظان الخطأ، ومواطن

الضالل، وتعرضه لألذى في سبيل هذا الحرص. تصوير لحاجتهم، وجحود عقليتهم، وإصرارهم علىالوجه الثاني:

. (1)الغي الذي هم شارعون فيه، وبه آخذون" ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چژ في قوله تعالى:الموضع الثاني: [، وهذا من االعتراض الرشيق73]يوسف : ژچ چ ڇ ڇ

المتعلق ببالغة القرآن الكريم وفصاحته، فقوله تعالى: ، أي: إنكم قد علمتم هذا منا، " وهذا اعتراض بينژ ڃ ڃ ژ

القسم وجوابه، وفائدته تقرير علمهم بالبراءة عن الفساد، والبعد عن تهمة السرقة، ثم إنهم مع

.(2)إثبات علمهم بذلك أكدوا ذلك بالقسم مبالغة فى األمر" وأستشهد على ذلك ببعض أبيات من الشعر الجيد الذي زاده

االعتراض رقة وحالوة، فمن ذلك قول الشاعر: فلو سألت سراة الحي سلمى ... على أن قد تلون بي

زماني

لخبرها ذوو أحسـاب قومي ... وأعـدائي فكل قد(3)بالني

(. 13/73)( محمود صافي: الجدول في إعراب القرآن الكريم )1ه ، الطراز ألسرار البالغة2 ه: يحيى بن حمزة الملقب بالمؤيد بالل )( المؤيد بالل

(.2/90وعلوم حقائق اإلعجاز )عدي)( من )البحر الوافر(،3 ، ينظر: األصمعي: واألبيات لسوار بن المضرب الس

هR(، األصمعيات216أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع )المتوفى:

119

سراة الحي:كرامه وأشرافه، وتلون الزمان: تصاريفه، واألحساب: جمع حسب، وهو ما يعد ويحسب عند التفاخر، ومعنى قد بالني: قد جربني، يعني أن كل أحد يشهد له بالفضل وحسن الصنيع، ال فرق

بين عدو وغيره، وهذا اعتراض بين »لو« وجوابها، وهو من فائق االعتراض ونادره، وتقديره: فلو سألت سراة الحي سلمى؛ لخبرها ذوو أحساب قومي وأعدائي، وفائدة قوله: »على أن قد تلون بي زماني« أي: أنهم يخبرون عني على تلون الزمان بي، يريد تنقل

.(1)حاالته من خير وشر" "وهو الذي يأتي في الكالم لغير فائدة، وهو أن القسم الثاني:

. (2)يكون دخوله في التأليف كخروجه منه، ال يؤثر حسنا وال قبيحا"وهذا النوع كثيرا ما يأتي في كالم الشعراء إلقامة الوزن وغيره .

ومن أمثلة القسم الثاني وهو الذي يأتي في الكالم لغير فائدة:(4) يرثي النعمان بن المنذر(3)قول النابغة الذبياني

اختيار األصمعي، تحقيق: أحمد محمد شاكر، وعبد السالم محمد هارون، الناشر:(. 1/243م )1993دار المعارف – مصر، الطبعة السابعة،

)( ابن األثير: ضياء الدين ابن األثير الكاتب، المثل السائر في أدب الكاتب1(.2/176والشاعر )

)( ابن األثير: الجامع الكبير في صناعة المنظوم من الكالم والمنثور، تحقيق:2(.1/120هR )1375مصطفى جواد، الناشر: مطبعة المجمع العلمي، عام النشر:

النابغة الذبياني: زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني، أبو أمامة،)(3 شاعر جاهلي من الطبقة األولى، من أهل الحجاز، كان األعشى وحسان

والخنساء ممن يعرض شعره على النابغة، وكان أحسن شعراء العرب ديباجة، ال ق. هR. ينظر:18 مطبوع، مات سنة: له ديوان صغيرتكلف في شعره وال حشو، (، وابن قتيبة الدينوري: الشعر والشعراء )19/222ابن عساكر: تاريخ دمشق )

1/156 .) )( النعمان بن المنذر: النعمان بن المنذر بن امرئ القيس اللخمي، أبو قابوس:4

من أشهر ملوك الحيرة في الجاهلية، كان داهية مقداما، وهو ممدوح النابغة الذبياني، وحسان بن ثابت، وحاتم الطائي، وهو صاحب إيفاد العرب على كسرى،

120

يقول رجال ينكرون خليقتي لعل زيادا ال أبا لك(1)غافل

فقوله : ال أبا لك ، من االعتراض الذي ال فائدة فيه إال إقامة .(2)الوزن ، وليس مؤثرا فيه حسنا وال قبحا

:(3)ومثله قول زهير بن أبي سلمى سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حوال ال أبا

.(4)لك يسأم

التوسع في المعنى :

وباني مدينة النعمانية على ضفة دجلة اليمنى، وصاحب يومي البؤس والنعيم، وهو من قتل عبيد بن األبرص الشاعر، في يوم بؤسه وقاتل عدي بن زيد، ملك

م، وكانت تابعة للفرس، فأقره عليها كسرى592الحيرة إرثا عن أبيه، نحو سنة ق هR. ينظر: ابن15فاستمر الى أن نقم عليه كسرى )أبرويز( أمرا، فقتله نحو

الوردي: عمر بن مظفر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس، أبو حفص، زين هR(، تاريخ ابن الوردي، الناشر:749الدين ابن الوردي المعري الكندي )المتوفى:

(، والزركلي:1/60هR )1417دار الكتب العلمية – بيروت - لبنان، الطبعة: األولى، (. 8/43األعالم )

)( والبيت من )البحر الطويل(، ينظر: ديوان النابغة الذبياني، تحقيق: محمد أبو1(. 1/119الفضل إبراهيم، الناشر: دار المعارف – القاهرة )

)( ضياء الدين ابن األثير: نصر الله بن محمد، المعروف بابن األثير الكاتب،2 الجامع الكبير في صناعة المنظوم من الكالم والمنثور، تحقيق: مصطفى جواد،

(.1/120هR )1375الناشر: مطبعة المجمع العلمي، عام النشر: زهير بن أبي سلمى: بن ربيعة بن رياح المزني، من مضر: حكيم الشعراء في)(3

الجاهلية، وفي أئمة األدب من يفضله على شعراء العرب كافة، قال ابن األعرابي: كان لزهير في الشعر ما لم يكن لغيره، كان أبوه شاعرا، وخاله شاعرا، وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب وبجير شاعرين، وأخته الخنساء

شاعرة، ولد في بالد مزينة بنواحي المدينة، وكان يقيم في الحاجر من ديار نجد، واستمر بنوه فيه بعد اإلسالم، أشهر شعره معلقته التي مطلعها: )أمن أم أوفى

13دمنة لم تكلم(، وله ديوان مطبوع، وترجم كثير منه إلى األلمانية، مات سنة (.3/52(، والزركلي: األعالم )1/137ق هR. ينظر: ابن قتيبة: الشعر والشعراء )

)( من )البحر الطويل( ينظر: القرشي: أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي4 هR(، جمهرة أشعار العرب، معلقة زهير بن أبي سلمى، تحقيق:170)المتوفى:

(.1/176علي محمد البجادي، الناشر: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع )

121

وهو أن يؤتى بتعبير يحتمل أكثر من معنى، وتكون كل هذه المعانيمرادة، أو هو: اختيار اللفظ الذي يناسب المعنى ويوازيه.

بقوله: " هو تناسب األلفاظ مع األغراض، فإن(1)وعبر عنه الجاحظ لكل ضرب من الحديث ضرب من اللفظ، ولكل نوع من المعاني

.(2)نوع من األسماء" على لسان إخوة يوسف مخاطبين قال ففي سورة يوسف

ۈئ ژ : أباهم يعقوب ۈئ ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ائ.[ 85]يوسف : ژېئ

لقد استخدمت كلمة )تفتأ( هنا بمعنى ال يزال، وهي من أخوات كان )ما انفك، ما برح، ما زال، ما فتيء، ...(، ما زال تدل على االستمرار والدوام، وذلك مثل: ما زال المطر نازال، لكن يبقى

كلمة )تفتأ(، دون غيرها من أخواتها التي قدالسؤال لماذا اختار تعطي نفس المعنى من االستمرار والدوام؟ ولإلجابة عن هذا

السؤال كان البد أن نعرف معنى كلمة فتيء في اللغة:

الجاحظ: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالوالء ، الليثي، أبو عثمان، الشهير)( 1 بالجاحظ: كبير أئمة األدب، ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة، مولده ووفاته

في البصرة، ومات والكتاب على صدره، قتلته مجلدات من الكتب وقعت عليه، له تصانيف كثيرة منها: الحيوان أربعة مجلدات، والبيان والتبيين، وسحر البيان،

والتاج ويسمى أخالق الملوك، و البخالء، والمحاسن واألضداد، والتبصر بالتجارة، رسالة نشرت في مجلة المجمع العلمي العربي، ومجموع رسائل، اشتمل على

أربع، هي: المعاد والمعاش، وكتمان السر وحفظ اللسان، والجد والهزل، والحسد هR. 255والعداوة، وغيرها كثير، مات سنة:

(. 14/124(، والخطيب: تاريخ بغداد )12/93ينظر: ابن الجوزي: المنتظم ) )( الجاحظ: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالوالء، الليثي، أبو عثمان، الشهير2

هR(، الحيوان، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت،255بالجاحظ )المتوفى: (.3/17 هR )1424الطبعة الثانية،

122

قال الزبيدي: "ما فتىء، وما فتأ، يفتأ، فتأ، وفتوءا: ما زال، وما برح. ويقال: ما أفتأت أذكره، إفتاء، وذلك إذا كنت ال تزال تذكره،

وفتىء عنه: أي األمر )كسمع(، إذا )نسيه وانقذع عنه(، أي تأثر منه، وفتأ )كمنع( تكون تامة بمعنى سكن، وقيل )كسر وأطفأ(، قال

.(2): فتأته عن األمر: سكنته، وفتأت النار: أطفأتها"(1)الفراء إذن كلمة )فتأ( لها ثالثة معاني: فهي تأتي بمعنى سكن، وبمعنى

نسي، وبمعنى أطفأ النار. كلمة )تفتأ(؛ ألن المعنى المطلوب يحتمل كلوقد اختار الحق

هذه المعاني المذكورة: فمن معانيها )سكن( بمعنى مستمر ألنه عندما ال يسكن فهو

مستمر، ومعناها أطفأ النار، ومن معانيها أيضا نسي )فتئت األمر أي نسيته(، والذي يفقد عزيزا عليه يسكن بمجرد مرور الزمن،

أراد أن يعقوب الفمن مات له ميت يسكن بعد فترة، لكن الله ينسى وال يكف بدليل قوله تعالى:

)( الفراء: يحيى بن زياد بن عبد الله بن مروان الديلمي، إمام العربية، أبو زكريا1 المعروف بالفراء، روى عن: قيس بن الربيع، ومندل بن علي، والكسائي، وعنه:

سلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم السمري، وغيرهم، كان أعلم الكوفيين بالنحو بعد الكسائي، أخذ عنه، وأخذ عن يونس، وكان متدينا متورعا، صنف الفراء:

معاني القرآن، البهاء فيما تلحن فيه العامة، اللغات، المصادر في القرآن، الجمع والتثنية في القرآن، آلة الكتاب، النوادر، المقصور والممدود، فعل وأفعل، المذكر

هR . ينظر: ابن الجوزي:207والمؤنث، وغير ذلك، مات بطريق مكة سنة: (، والذهبي: تاريخ5/534(، وابن األثير: الكامل في التاريخ )10/177المنتظم )(. 14/293اإلسالم )

)( الزبيدي: محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني، أبو الفيض، الملقب2 هR(، تاج العروس من جواهر القاموس،1205بمرتضى، الزبيدي )المتوفى:

(.1/342حققه: مجموعة من المحققين، الناشر: دار الهداية )

123

ۉۋ ۋ ې ې ې ې ى ى ژ ۉ ۅ ، وفاقد[84]يوسف : ژۅ العزيز كأنما هناك نارا تحرق جنبيه، والنار التي بين جنبي يعقوب

لم تنطفئ مع مرور األيام ولم تزل النار ملتهبة مستعرة في قلبه وهو لم ينس، وفاقد العزيز ينسى بعد فترة، إذن كلمة تفتأ ،

جمعت كل هذه المعاني المرادة هنا في اآلية، وال يؤدي أي لفظ آخر هذه المعاني مجتمعة غير هذه الكلمة، والقرآن الكريم لم

.(1)يستعمل هذه الكلمة إال في هذا الموضع في سورة يوسف : " إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه،(2)قال النظام

.(3)وجودة الكناية، هو نهاية البالغة"اإليحاء:

.(4)اإليحاء: هو إلقاء المعنى في النفس بخفاء وسرعة" فاللفظ الموحي: "هو اللفظ الذي يثير في النفس معاني كثيرة، كأنه نوع من البث الغامض، ويرجع اإليحاء في اللفظ إلى أمور

كثيرة، منها ما لحق باللفظ تاريخيا، أو أسطوريا، أو دينيا، أو شعريا،

)( بتصرف من كتاب السامرائي: فاضل بن صالح السامرائي، أسرار البيان في1(.1/107التعبير القرآني )

النظام: أبو إسحق إبراهيم بن سيار الضبعي البصري المتكلم، شيخ المعتزلة،)(2 وصاحب التصانيف، وشيخ الجاحظ، لم يكن ممن نفعه العلم، وقد كفره جماعة، وله تصانيف جمة منها: كتاب الطفرة، والوعيد, وكتاب النبوة، وغيرها، مات في

(.10/541): سير أعالم النبالء هR . ينظر: الذهبي231خالفة المعتصم عام )( ابن سالم: أبو عبيد القاسم بن سالم بن عبد الله الهروي البغدادي )المتوفى:3

هR(، األمثال، تحقيق: الدكتور عبد المجيد قطامش، الناشر: دار المأمون224(. 1/34 هR )1400للتراث، الطبعة األولى

)( الجرجاني: علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني )المتوفى:4 هR(، كتاب التعريفات، حققه وضبطه: جماعة من العلماء بإشراف الناشر،816

(. 1/40هR )1403الناشر: دار الكتب العلمية بيروت –لبنان، الطبعة األولى

124

ومنها ما يعود إلى جرسه الموسيقي، وما يلقيه في النفس من.(1)ظالل"

وعندما نتتبع الكالم العربي نجد أن اإليحاء سمة من سمات الكالم الموجز الممتلئ بالمعاني واألحداث، والمفعم بالمشاعر اإلنسانية،

ولهذا تأتي هذه الميزة في كلمات القرآن الكريم، وهي أوضح ما تكون في قصصه، وفي اآليات التالية يتجلى دور اإليحاء في إبراز

الدالالت الهامشية لأللفاظ والعبارات، فما كان من هذا اإليحاء حسنا جاء حرص النص عليه باأللفاظ، وما كان سيئا ممجوجا أطرح

النص ما يؤدي إليه من ألفاظ أو عبارات.ے ھ ھ ھ ھ ژ ومن ذلك قوله تعالى: ے ہ ہ ]يوسف ژہ

:20.]نجد أن الفعل شرى له معنيان ضدان:

: (2)المعنى األول: شرى بمعنى اشترى، ومنه قول عنترة أقمت بالذوابل سوق حرب ... وصيرت النفوس لها

متاعا هR(، التحرير األدبي، الناشر: مكتبة1431)( حسين علي محمد حسين )المتوفى: 1

(.1/379هR )1425العبيكان، الطبعة الخامسة )( عنترة بن شداد: ابن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، وأحد أشهر شعراء2

العرب وفرسانهم وأبطالهم في الجاهلية، ومن أصحاب المعلقات، من أهل نجد، أمه حبشية اسمها زبيبة، سرى إليه السواد منها، وكان من أحسن العرب شيمة،

ومن أعزهم نفسا، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة، اجتمع في شبابه بإمرئ القيس الشاعر، وشهد حرب داحس والغبراء، وعاش

ق هR. ينظر: ينظر:22طويال، ينسب إليه ديوان شعر مطبوع، مات نحو: وزني، أبو عبد الله )المتوفى: وزني: حسين بن أحمد بن حسين الز هR(،486الز

ه1423Rشرح المعلقات السبع، الناشر: دار احياء التراث العربي، الطبعة: األولى ( .5/91(، والزركلي: األعالم )1/243(، وابن قتيبة: الشعر والشعراء )1/240)

125

حصـاني كان دالل المنايا ... فخاض غبارها وشرى (1)وباع

فالطباق بين شرى وباع يدل على أن شرى بمعنى اشترى. المعنى الثاني: شرى بمعنى باع، وهو المقصود في هذه اآلية

وقرينة المعنى لفظ: "بثمن"، وكذلك لفظ: "الزاهدين"؛ ألن الزهد في الشيء يتنافى مع شرائه ودفع الثمن له، ولكنه ينسجم مع بيعه، فاآلية الكريمة أرادت تكريم نبي الله

، فلذا لم تعبر عن بيعه بلفظ البيع الذي يكون للعبيديوسف األرقاء، وإنما جاءت بلفظ هو من األضداد؛ ليكون التعبير به تخفيفا

لوقع العبارة على النفس. ويؤيد هذا ما ذكره أبو حيان حيث قال: " شرى بمعنى باع، وبمعنى

اشترى. قال الشاعر:

(2)وشريت بردا ليتني ... من بعد برد كنت هامه

أي بعت بردا، وبرد غالمه. وقال اآلخر:

)( من )البحر الوافر(، ينظر: البتلوني: شاكر بن مغامس بن محفوظ بن صالح1 هR(، نفح األزهار في منتخبات األشعار، تحقيق:1314شقير البتلوني )المتوفى:

م )1886إبراهيم اليازجي، الناشر: المطبعة األدبية، بيروت، الطبعة الثالثة 1/67 .)

طبقات )( من )مجزوء الكامل( والبيت ليزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري. ينظر:2(.18/429واألغاني ألبي الفرج األصفهاني ) (.2/688فحول الشعراء البن سالم )

126

ولو أن هذا الموت يقبل فدية ... شريت أبا زيد بما(1)ملكت يدي

أي اشتريت أبا زيد، والظاهر أن الضمير في "وشروه" عائد على ، ومن قال: إن الضمير فيالسيارة، أي: وباعوا يوسف

جعله عائدا عليهم أي: باعوا"وأسروه" عائد على إخوة يوسف .(2)أخاهم يوسف بثمن بخس"

الفصـل األول

)( من )البحر الطويل( وهذا البيت ذكره كل من: أبو حيان في )البحر المحيط1 (، وابن عادل في )اللباب في علوم460(، والسمين في )الدر المصون / 6/253 (، ولم أقف عليه في كتب6/395(، واآللوسي في )روح المعاني11/49الكتاب

اللغة والمعاجم وكتب البالغة والشعر، ومن ثم لم أستدل على قائله. (.6/253)( ينظر: أبو حيان: البحر المحيط في التفسير )2

127

ابتالء نبي الله يوسف

ويشتمل على ستة مباحث: مع إخوته .ابتالء يوسف األول: المبحث

في الجب. يوسف المبحث الثاني: وامرأة العزيز والنسوة. يوسف الثالث: المبحث في السجن . يوسف الرابع: المبحث وموقفه من األزمة يوسف الخامس: المبحث

االقتصادية. الدروس والعبر المستفادة منالمبحث السادس:

الفصل األول.

األول المبحث

مع إخوته. ابتالء يوسف

وفيه مطلبان:

128

)المطلب األول(: حسد إخوة يوسف

تعريف الحسد:

:" الحسد معروف، والفعل حسد يحسد(1)قال أبو منصور األزهري حسدا، قال ابن األعرابي: الحسدل: القراد، قال: ومنه أخذ الحسد؛ ألنه يقشر القلب كما يقشر القراد الجلد فيمتص دمه، والحسد أن

يرى اإلنسان ألخيه نعمة فيتمنى أن تزول عنه وتكون له، قال: والغبط: أن يتمنى أن يكون له مثلها من غير أن تزول عنه، قلت:

لما، وهو أخف منه، أال ترى أن النبي (2)فالغبط ضرب من الحسد ، فأخبر أنه(3)سئل: هل يضر الغبط؟ فقال: نعم، كما يضر الخبط

ضار وليس كضرر الحسد الذي يتمنى صاحبه زوال النعمة عن

األزهري: أبو منصور محمد بن أحمد بن األزهر بن طلحة بن نوح، األزهري )(1 الهروي اللغوي، اإلمام المشهور في اللغة؛ كان فقيها شافعي المذهب، غلبت

عليه اللغة فاشتهر بها، وكان متفقا على فضله وثقته ودرايته وورعه، روى عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر ابن أبي داود، ونفطويه، وابن السراج، وغيرهم، ومن كتبه: تهذيب اللغة، والتقريب في التفسير، وتفسير الفاظ كتاب المزني،

وعلل القراآت، والروح وما ورد فيه من الكتاب والسنة، وتفسير األسماء ابن خلكان:ينظر: . ه370R هR، وتوفي سنة: 282الحسني، وغيرها، ولد سنة:

(، والسيوطي: بغية2/34 والصفدي: الوافي بالوفيات )(،4/334 )فيات األعيان (.1/19الوعاة )

قال العسكري في الفرق بين الحسد والغبط: الغبظ هو أن تتمنى أن يكون)( 2 مثل حال المغبوط لك من غير أن تريد زوالهال عنه، والحسد أن تتمنى أن يكون

حاله لك دونه، فلهذا ذم الحسد ولم يذم الغبط، واالغتباط الفرح بالنعمة، والغبطة الحالة الحسنة التي يغبط عليها صاحبها. ينظر: العسكري: أبو هالل العسكري

هR(، الفروق اللغوية، تحقيق: محمد إبراهيم سليم، الناشر:395)المتوفى: نحو (. 1/128دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة )

الطبراني: سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبوأخرجه )( 3 هR(، في المعجم الكبير، تحقيق: حمدي بن عبد360القاسم الطبراني )المتوفى:

المجيد السلفي، دار النشر: مكتبة ابن تيمية – القاهرة، الطبعة: الثانية، برقم ) (. وقال الهيثمي في24/254( من حديث خيرة بنت أبي حدرد أم الدرداء )650

(:"رواه الطبراني وفيه جماعة لم5/97)مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي أعرفهم".

129

أخيه، والخبط: ضرب ورق الشجر حتى يتحات عنه، ثم يستخلف.(1)من غير أن يضر ذلك بأصل الشجرة وأغصانها"

: " قال العلماء: الحسد أول معصية عصي الله (2)وقال ابن جزي بها في السماء واألرض، أما في السماء فحسد إبليس آلدم، وأما في األرض فقتل قابيل ألخيه هابيل بسبب الحسد، ثم إن الحسد

على درجات: أن يحب اإلنسان زوال النعمة عن أخيه المسلم، وإناألولى:

على غيره ويتألم به.كانت ال تنتقل إليه، بل يكره إنعام الله أن يحب زوال تلك النعمة لرغبته فيها رجاء انتقالها إليه.الثانية: أن يتمنى لنفسه مثل تلك النعمة، من غير أن يحب زوالهاالثالثة:

عن غيره، وهذا جائز وليس بحسد وإنما هو غبطة. والحاسد يضر نفسه ثالث مضرات:

اكتساب الذنوب؛ ألن الحسد حرام.أحدها: األزهري: تهذيب اللغة، تحقيق: محمد عوض مرعب، الناشر: دار إحياء التراث)(1

(، ويراجع الفارابي: إسماعيل4/165م )2001العربي – بيروت، الطبعة األولى، هR(، الصحاح تاج اللغة وصحاح393بن حماد الجوهري الفارابي )المتوفى:

العربية، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، الناشر: دار العلم للماليين – بيروت، (. 2/465 هR )1407الطبعة: الرابعة

ابن جزي: محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن يحيى ابن جزي الكلبي)( 2 الغرناطي، أبو القاسم، قال ابن الخطيب: كان يعكف على العلم واالشتغال

بالنظر والتقييد، ويشارك في كل الفنون، من عربية وفقه وأصول وأدب وحديث، وكان خطيبا ببلده على حداثة سنة، واتفقوا على فضله، قرأ على أبي جعفر بن الزبير، وأبي الحسن بن سمعون، وأبي عبد الله بن العماد، والزم الحافظ ابن

رشيد، وروى عن: أبي عبد الله بن أبي عامر بن ربيع، وأبي المجد بن أبي علي بن أبي األحوص، وله تصانيف منها: وسيلة المسلم في تهذيب مسلم، والبارع في

قراءة نافع، والفوائد العامة في لحن العامة، قتل في السابع من جمادى األولى(، والزركلي: األعالم )5/89هR. ينظر: ابن حجر: الدرر الكامنة )741سنة

5/325.)

130

، فإن حقيقة الحسد كراهية إنعام سوء األدب مع الله الثانية: في فعله. على عبده، واعتراض على الله الله

أن تألم قلبه من كثرة همه وغمه - فنرغب إلى الله الثالثة: يجعلنا محسودين ال حاسدين - فإن المحسود في نعمة والحاسد

.(1)في كرب ونقمة" وقصها يوسف بتلك الرؤيا التي رآها أولى هذه االبتالءات وتبدأ

ائ ې ې ې ې ى ى ٹ ٹ ژ ، على أبيه نبي الله يعقوب ۉ ۉۇئ وئ وئ ەئ ەئ ومن شأن صاحب،[٤]يوسف: ژائ

النعمة أن يكون محسودا من كثير من الناس، وربما أفضى هذا الحسد إلى التنازع والتقاتل، وكما أن الحسد سبب للفساد في

الدين، فكذلك هو السبب للفساد في الدنيا.

ورحم الله القائل: أال قل لمن بات لي حاسدا ... أتدري على من أسأت

األدب

أسأت على الله في حكمه ... ألنك لم ترض لي ما قدوهب

ي بأن زادني ... وسد عليـك وجـوه الطلب (2)فجازاك ربـ

ابن جزي: التسهيل لعلوم التنزيل، المحقق: الدكتور عبد الله الخالدي،)( 1 هR )1416الناشر: شركة دار األرقم بن أبي األرقم – بيروت، الطبعة األولى،

2/527.) هR(،306لمنصور بن إسماعيل الفقيه )المتوفى : البحر المتقارب()( من )2

الحسين بن محمد المعروف بالراغب األصفهانى )المتوفى: ينظر: األصفهانى:

131

لذلك فإن الحسد يقطع المودة والمحبة والمواالة، ويقلب كل ذلك من حسد إخوةإلى أضدادها، فلهذه األسباب كلها خاف يعقوب

فنصحه بأاليوسف له، إذا ما قص عليهم رؤياه، ومن عدوانهم عليه، ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پٹ ٹ ژ يقصها عليهم حتى ال يثير حسدهم،

[. 5]يوسف : ژ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ڀپ پ پ ڀقال ابن عاشور: " والكيد: إخفاء عمل يضر المكيد.

وتنوين كيدا، للتعظيم والتهويل، زيادة في تحذيره من قص الرؤياعليهم.

من ذلك، نجاة ابنه من أضرار تلحقه، وليس قصدهوقصد يعقوب .(1)إبطال ما دلت عليه الرؤيا؛ فإنه يقع بعد أضرار ومشاق"

ومعنى اآلية: ال تخبر إخوتك بما رأيته في منامك، فيحتالوا لإلضرار بك حسدا منهم لك، وهذا الحسد يغرسه الشيطان في نفوس

الناس، لتتولد بينهم العداوة والبغضاء، فيفرح هو بذلك، إذ كل قبيحيقوله أو يفعله الناس يفرح له الشيطان.

ولله در القائل: إني ألرحم حسادي لحر ما ... ضمت صدورهم من

األوغار

هR(، محاضرات األدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، الناشر: شركة دار502(. 1/313 هR )1420األرقم بن أبي األرقم – بيروت، الطبعة: األولى،

(.12/214التحرير والتنوير )ابن عاشور: )( 1

132

ة وقلوبهم نظروا صنيع الله بي فعيونهم ... في جنـ(1)في نـار

» إن ألهل النعم: قال: قال رسول الله وعن ابن عباس ادا، فاحذروهم « .(2 )حس

»: قال: قال رسول الله وعنه أيضا من حديث معاذ بن جبل استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان؛ فإن كل ذي

.(3) نعمة محسود « ذلك؛ ألنه قد كان تبين له منوقال الطبري:"إنما قال يعقوب

.(4)إخوته قبل ذلك حسده" إن الحسد ال يحصل إال عندما يكتسب المرء الفضيلة، فكلما كانت

فضيلة اإلنسان أتم وأكمل كان حسد الحاسدين عليه أعظم،ومعلوم أن النبوة أعظم المناصب في الدين.

416 ) المتوفى سنة: للشاعر علي بن محمد التهامي )البحر الكامل (،)( من 1 ابن الخطيب: محمد بن قاسم بن يعقوب األماسي الحنفي، محييهR(، ينظر:

هR(، وروض األخيار المنتخب من ربيع940الدين، ابن الخطيب قاسم )المتوفى: (.1/260 هR )1423األبرار، الناشر: دار القلم العربي، حلب، الطبعة األولى،

(، وقال:" لم يرو7277الطبراني في المعجم األوسط، حديث رقم ))( أخرجه 2 هذا الحديث عن ابن جريج إال محمد بن مروان " ، وقال الهيثمي في )مجمع

(:" رواه الطبراني في )المعجم األوسط(8/195الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي، وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان".

(:" رواه8/195قال الهيثمي في )مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي )( 3 ( في المعجم1186(، وبرقم:)20/94( في المعجم الكبير )183الطبراني برقم:)

(، وفيه سعيد3/55( في المعجم األوسط )13737(، وبرقم: )2/292الصغير ) بن سالم العطار، قال العجلي: ال بأس به، وكذبه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات،

إال أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ". ، الناشر: أحمد محمد شاكرتحقيق:الطبري: جامع البيان في تأويل القرآن، )( 4

.(15/558) هR 1420مؤسسة الرسالة، الطبعة: األولى،

133

:(5)قال بشار بن برد قبلي من الناس أهل...إن يحسدوني فإني غير الئمهم

الفضل قد حسدوا

ومـات أكثرنـا غيظا...فدام لي ولهم ما بي وما بهـم (2)بمـا يجـد"

في حياته؛ ومن ثم كان حسد األخوة هو أول ما ابتلي به يوسف ولكون الحاسد يتبع المساوئ ويطلب العثرات, ويحمله فرط

عباده عنه،الحسد على إيقاع الشر بالمحسود، لذلك نهى الله ہں ڻ ڻ ڻ ڻ ژ فقال تعالى: ہ ۀ ھہ ھ ھ ھہۀۓ ۓ ے ]النساء : ژٴۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۇ ڭ ڭ ڭ ۇڭے

32.] لقد قست قلوبهم، وبلغ الحقد والحسد بهم مبلغا عظيما، للدرجة

التي أوصلتهم إلى أن يفكروا في التخلص من أخيهم، وهكذا يكون الحسد إذا تسلط على إنسان يورده موارد الهالك، فيعمى بصره

فال يرى إال ما يزينه الشيطان له، ويطمس على قلبه فيغلظ ويقسو حتى على أقرب الناس إليه، ومن ثم فقد جاءت شريعة اإلسالم

بشار بن برد: العقيلي، أبو معاذ، نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين)( 5 األموية والعباسية، كان شاعرا مجيدا ظريفا محسنا، خدم الملوك وحضر مجالس الخلفاء، وكان صاحب صوت حسن ومنادمة، ويعد من الخطباء البلغاء الفصحاء،

هR. ينظر : ابن168وله قصائد وأشعار كثيرة، جمع بعضه في ديوان، توفي سنة: (.7/116(، والخطيب البغدادي: تاريخ بغداد )1/21المعتز: طبقات الشعراء )

أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبةابن قتيبة:)البحر البسيط(، ينظر: )( من 2 هR(، عيون األخبار، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت،276الدينوري )المتوفى:

(.2/14 هR )1418تاريخ النشر:

134

بالعدل بين األبناء جميعا، ودعت إلى المساواة بينهم في الحقوق والواجبات، وعدم تمييز بعضهم على بعض، حتى ولو كان في

مظاهر الحب واإلعجاب والعطية؛ ألنه يشعل نار العداوة والبغضاءبينهم، فضال عن غرس رذيلة الحقد والحسد بينهم.

بالعدل بين األبناء، والمساواة بينهم، وعدمولهذا فقد أمر النبي »اتقوا اللهتفضيل أحدهم أو تمييزه عن اآلخرين، في قوله :

. (1 )واعدلوا في أوالدكم « ،وحذر من رذيلة الحسد وعواقبه الوخيمة، فعن الزبير بن العوام

» دب إليكم داء األمم قبلكم: الحسد قال: أن النبي عر ولكن تحلق والبغضاء، هي الحالقة، ال أقول تحلق الش

الدين، والذي نفسي بيده ال تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، وال تؤمنوا حتى تحابوا، أفال أنبئكم بما يثبت ذلك لكم ؟

الم بينكم« .(2)أفشوا الس.)المطلب الثاني(: محاولتهم قتل يوسف

ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژٹ ٹ ژ[.8 - 7]يوسف : ژڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ

النعمان بن بشير من حديث(في )كتاب الهباتأخرجه مسلم )( جزء من حديث1(.3/1242)باب كراهة تفضيل بعض األوالد في الهبة ( 1623برقم )

وقال(، 4/664في صفة القيامة ) (2510الترمذي في سننه برقم ))( أخرجه 2 هR(،1420محمد ناصر الدين األلباني )المتوفى: األلباني:"حسن". ينظر: األلباني:

صحيح وضعيف سنن الترمذي، من إنتاج مركز نور اإلسالم ألبحاث القرآن والسنة وقال الهيثمي في(،6/10باإلسكندرية، برنامج منظومة التحقيقات الحديثية )

. إسناده جيد". (:"8/30)مجمع الزوائد

135

لما ظهر إلخوة يوسف محبة يعقوب الشديدة له وعدم صبره عنه وانشغاله به عنهم، سعوا في الكيد له، وحاولوا التفريق بينه وبين

أبيه حتى يخلو لهم، وهذه الغيرة موجودة بالفطرة عند جميع يعرف أبناؤه قدره نبي من عند الله األبناء، خاصة وأن يعقوب

ومنزلته، فشقاؤهم في بعده عنهم، ولهذا اشتعلت نار الغيرة والحسد في قلوبهم، وأنكروا على أبيهم أن يؤثر غالما صبيا لم يبلغ

الحلم بعد على مجموعة من الرجال األشداء النافعين، وتملك ألن الغضب منالحقد والغضب منهم، وحينئذ تدخل الشيطان؛

نزغاته ولهذا يخرج به اإلنسان عن حد اعتداله، فيتكلم بالباطل، ، وقدويفعل المذموم وغير ذلك من القبائح المترتبة على الغضب

فردد مرارا، قال:»ال تغضب «: أوصني، قال: قال رجل للنبي ، لهذا فقد سولت لهم أنفسهم ارتكاب هذا الفعل(1)»ال تغضب«

المنكر، والمتمثل في قتل غالم بريء دون جناية ارتكبها، وصدق ڃ ڃ ڃ ڃڄڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄژ الله تعالى حيث يقول:

[.6]فاطر : ژچ چ چ ، ويأتي دور إبليس وهكذا تمتلئ صدورهم بالحقد على يوسف

ليقول لهم اقتلوه، وأسرعوا بالتخلص منه، فلم يعد لكم مكانة في ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱژ قلب أبيكم، قال تعالى حكاية عنهم:

ےڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ھ ھ ھ ھ ہ ہ ہ ہ ۀ ۀۓ ڭ ڭ ڭ ۓ [.10 - 9]يوسف : ژے

باب الحذر من الغضب ) (6116، برقم )في )األدب( )( الحديث أخرجه البخاري18/28.)

136

على طريقبئر بيت المقدس وإذا لم تقدروا على قتله فألقوه في ٹالمارة من المسافرين، فحينئذ تعثر عليه إحدى القوافل فتأخذه،

ۉۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋ ې ې ې ې ى ىٹ ژ ۉ ۅ ۅ ٴۇ[.12 ، 11]يوسف : ژائ فلما تماألوا على ذلك، وتوافقوا عليه، وحان وقت تنفيذ الخطة،

لم تخافنا عليه؟جاءوا إلى أبيهم فقالوا لماذا ال تأمنا على يوسف؟ و من وكان يعقوب !! ونحن نريد له الخير، ونحبه ونشفق عليه

ال يرسله مع إخوته إلى المراعي، بل ال يحبفرط حبه ليوسف أن يبتعد عن عينيه.

وئ ژ على أبنائه بقوله: ولذلك جاء الرد من يعقوب وئ ەئ ەئېئ ېئ ېئ ۈئ ۈئ ۆئ ۆئ ۇئ [، أي:13]يوسف : ژۇئ

يشق علي أن أفارقه ولو ساعة من نهار أو ليل، ومع هذا أخشى أن تشتغلوا في لعبكم ولهوكم وما أنتم فيه، فيأتي الذئب فيأكله،

وال يقدر على دفعه عنه لصغره وغفلتكم عنه. قال القرطبي: " قيل: إنه رأى في منامه كأنه على ذروة جبل،

في بطن الوادي، فإذا عشرة من الذئاب قدوكأن يوسف احتوشته تريد أكله، فدرأ عنه واحد، ثم انشقت األرض فتوارى

فيها ثالثة أيام، فكانت العشرة: إخوته حينما تماألوا علىيوسف قتله، والذي دافع عنه: أخوه األكبر يهوذا، وتواريه في األرض: هو

.(1)مقامه في الجب ثالثة أيام"(.9/140 ينظر : القرطبي، الجامع ألحكام القرآن ))(1

137

المبحث الثاني

في الجب: يوسف

ۈئ ژ ألبنائه:جاء قول يعقوب ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئىئ ېئ ېئ ېئ اصطلت بها قلوبهم،جذوة من النار كژۈئ

، وشد عزمهم على ما بيتوافازداد حقدهم وحنقهم على يوسف اعتذر يعقوب، ويتضح هذا جليا من خالل إجابتهم، حينما له من شر

.لهم بعذرين ، وبعده عنه،أخبر عن حزنه لمجرد غياب يوسف حينما األول:

ومعناه: إني ليغمني أن تذهبوا به؛ والحزن هاهنا: ألم القلب بفراقالمحبوب.

:قال علي بن أبي طالب

وما الدهر واأليام إال كما ترى ... رزية مـال أو فراقحبيب

وقال غيره: وأعلم ما خاضت يد الدهر للفتى ... أمر مذاقا من فراق

(1)األحبة

وقال بشار بن برد:

) البحر الطويل (، والبيت للشريف الرضي: محمد بن الحسين بن)( من 1 هR( الموسوعة الشعرية406موسى ،)المتوفى :

138

عا ... بموت نعيم أو فراق وما خير عيش ال يـزال مفج(2)حبيب

حيث كان يوسف، على يوسف من الذئب خوف يعقوب الثاني:حينئذ غالما، وكان قد ربي في دعة، فلم يكن متمرسا على

مقاومة وحوش البرية؛ ولكون ذئاب بادية الشام كانت أشد خبثا من بقية الذئاب، والذئب يجترئ على من يحس منه ضعفا في

دفاعه. يذكر ذئبا: (2)قال الفرزدق

ر ضاحكا ... وقائم سيفي من يدي فقلت له لما تكشبمكـان

تعش فإن واثقتني ال تخونني ... نكن مثل من يا ذئبيصطحبان

)البحر الطويل(، ينظر: ديوان بشار بن برد العقيلي، تحقيق: محمد)( من 2 م )2007الطاهر بن عاشور، الناشر: وزارة الثقافة الجزائرية – الجزائر،

1/280 .) همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيانالفرزدق: )(2

يكنى بأبي فراس، وبيته من أشرف بيوت بنيالشاعر، بن مجاشع، من بني تميم، تميم، ومن شرفه أنه ليس بينه وبين معد بن عدنان أب مجهول؛ وكان غالب أبوه

وأسلم، وهو الذيجوادا شريفا، ووفد جده صعصعة بن ناجية على رسول الله منع الوئيد في الجاهلية فلم يترك أحدا من بني تميم يئد بنتا له إال فداها منه، وكان ناجية أبو صعصعة ذا رأي، وكان من رجال بني تميم في الجاهلية، ووفد

ومعه ابنه الفرزدق فقال له: يا أبا األخطل منغالب على علي بن أبي طالب هذا الفتى؟ قال: ابني الفرزدق وهو شاعر، قال: علمه القرآن؛ فإنه خير له من

الشعر، فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيد نفسه وآلى أال يحل قيده حتى ابن سالم: محمد بن سالم ينظر: هR .110يحفظ القرآن، وتوفي الفرزدق سنة:

طبقات، هR(232)بالتشديد( بن عبيد الله الجمحي بالوالء، أبو عبد الله )المتوفى: فحول الشعراء، تحقيق: محمود محمد شاكر، الناشر: دار المدني - جدة )

(.1/452وابن سعد: الطبقات الكبرى ) (،2/298

139

وأنت امرؤ يا ذئب والغدر ... كنتما أخيين ك،انا أرضعا(1)بلبان

: (2)وقال الربيع بن ضبع الفزاري والذئب أخشاه إن مررت به وحدي وأخشى الرياح

.(3)والمطرا

فأجابوا عن أحدهما دون اآلخر، والعلة في ذلك هو: أن حقدهم وغيظهم كان بسبب العذر األول، فهذا مما ال يحبون سماعه من

أبيهم، وال يريدون أن يجعلوه حديثا يعاد على مسامعهم بين الحين فىواآلخر؛ فتتأذى منه نفوسهم، وتأكد بهذا الحديث ما ليوسف

قلب أبيه، من حب خاص يفوق حب الوالد لولده، ومنزلة رفيعة ال تدانيها منزلة، فلما سمعوا ذلك تغافلوا عنه، فها هم أوالء يبذلون

أقصى ما في وسعهم من المكر والخديعة، وينفذون مؤامرتهم فيالنكراء، فقد استقر أمرهم جميعا على أن يلقوا بيوسف

أسفل الجب، حيث يغيب فيه عن أبيهم، فيتوجه حينئذ إليهم، شامال منإياهم بعطفه ورعايته، وال عبرة عندهم بما يالقيه يوسف

)البحر الطويل(، ينظر: شرح ديوان الفرزدق، ضبط وتحقيق: إيليا الحاوي،)( من 1(.2/590م )1983الناشر: دار الكتاب اللبناني –بيروت، الطبعة: األولى، سنة

الربيع بن ضبع الفزاري: ابن وهب بن بغيض بن مالك بن سعد بن عدي بن)( 2 فزارة، كان من الخطباء الجاهليين، ومن فرسان فزارة المعدودين وشعرائهم،

قاتل في حرب داحس والغبراء وهو ابن مائة عام، قيل أنه أدرك اإلسالم وقد كبر ق. هR. انظر:7وخرف، وقيل أنه أسلم، وقيل منعه قومه أن يسلم، مات سنة

هR(، المفصل فى تاريخ العرب قبل اإلسالم، الناشر:1408جواد علي )المتوفى: (، وأبو عبيد: أبو عبيد عبد الله بن8/250هR )1422دار الساقي، الطبعة: الرابعة

هR(، سمط الآللي في487عبد العزيز بن محمد البكري األندلسي )المتوفى: شرح أمالي القالي، تحقي وتصحيح: عبد العزيز الميمني، الناشر: دار الكتب

(. 1/802العلمية، بيروت – لبنان )(.2/224 من )البحر المنسرح(، ينظر: العسكري: ديوان المعاني ))(3

140

– على صغره وحداثة سنه - ولحظات الشدة والضيق،وحشة الجب التي سيواجه فيها هذا الفزع الرهيب، وال منقذ له وال مغيث، والموت أدنى من شراك نعله، كذلك لم يكترثوا لحزن أبيهم

بغياب يوسف عن عينيه. ورحم الله بشار بن برد حين قال:

تي ... وإن كنت ال أبدي أال إن قلبي مـن فـراق أحبـالصبابة جازع

ودمعي بين الحزن والصبر فاضحي ... وستري عن(1)العذال عاص وطائع

قال القرطبي: " إن يعقوب لما أرسله معهم أخذ عليهم ميثاقا غليظا ليحفظنه، وسلمه إلى روبيل وقال: يا روبيل! إنه صغير،

وتعلم يا بني شفقتي عليه، فإن جاع فأطعمه، وإن عطش فاسقه، وإن أعيا فاحمله، ثم عجل برده إلي، قال: فأخذوا يحملونه على

يشيعهم ميال ثمأكتافهم، ال يضعه واحد إال رفعه آخر، ويعقوب رجع، فلما انقطع بصر أبيهم عنهم رماه الذي كان يحمله إلى

األرض حتى كاد ينكسر، فالتجأ إلى آخر فوجد عند كل واحد منهم أشد مما عند اآلخر من الغيظ والعسف، فاستغاث بروبيل وقال: "

أنت أكبر إخوتي، والخليفة من بعد والدي علي، وأقرب اإلخوة إلي، فارحمني وارحم ضعفي،" فلطمه لطمة شديدة، وقال: ال قرابة

)البحر الطويل( ، واألبيات لبشار بن برد، ينظر: العميدي: أبو سعد)( من 1 هR(،اإلبانة عن سرقات المتنبي لفظا ومعنى، تحقيق :433العميدي )المتوفى:

إبراهيم الدسوقي البساطي، الناشر: دار المعارف، القاهرة – مصر ، عام النشر:(.1/167 م )1961

141

بيني وبينك، فادع األحد عشر كوكبا فلتنجك منا، فعلم أن حقدهم من أجل رؤياه، فتعلق بأخيه يهوذا وقال: يا أخي! ارحم ضعفي وعجزي وحداثة سني، وارحم قلب أبيك يعقوب، فما أسرع ما تناسيتم وصيته ونقضتم عهده، فرق قلب يهوذا فقال: والله ال

إخوتاه! إن قتل النفسيصلون إليك أبدا ما دمت حيا، ثم قال: يا التي حرم الله من أعظم الخطايا، فردوا هذا الصبي إلى أبيه،

أال يحدث والده بشيء مما جرى أبدا، فقال له إخوته: ونعاهده والله ما تريد إال أن تكون لك المكانة عند يعقوب، والله لئن لم

تدعه لنقتلنك معه، قال: فإن أبيتم إال ذلك فها هنا هذا الجب الموحش القفر، الذي هو مأوى الحيات والهوام فألقوه فيه، فإن أصيب بشيء من ذلك فهو المراد، وقد استرحتم من دمه، وإن

انفلت على أيدي سيارة يذهبون به إلى أرض فهو المراد، فاجتمع ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پژ :رأيهم على ذلك، فهو قول الله

.(1)["15]يوسف : ژ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ڀپ معهم،، قال: " فأرسله يعقوب(2)وقال الطبري: " عن السدي

فأخرجوه وبه عليهم كرامة، فلما برزوا به إلى البرية أظهروا له العداوة، وجعل أخوه يضربه، فيستغيث باآلخر فيضربه، فجعل ال

يرى منهم رحيما، فضربوه حتى كادوا يقتلونه، فجعل يصيح ويقول:

(.9/142القرطبي: الجامع ألحكام القرآن ))( 1 )( السدي: أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، المشهور2

بالتفسير، روى عن: أنس، وابن عباس، ورأى ابن عمر، والحسن بن علي، وأبا ، وروى عنه: شعبة، والثوري، والحسن بن صالح، وزائدة، وغيرهم، ماتهريرة (، والذهبي: سير أعالم1/313هR. ينظر: ابن حجر: تهذيب التهذيب )127سنة:

(. 5/264النبالء )

142

يا أبتاه! يا يعقوب! لو تعلم ما صنع بابنك بنو اإلماء! فلما كادوا يقتلونه، قال يهوذا: أليس قد أعطيتموني موثقا أن ال تقتلوه ؟

فانطلقوا به إلى الجب ليطرحوه، فجعلوا يدلونه في البئر فيتعلقبشفير البئر.

فربطوا يديه، ونزعوا قميصه، فقال: يا إخوتاه! ردوا علي قميصي أتوارى به في الجب ! فقالوا: ادع الشمس والقمر واألحد عشر

كوكبا تؤنسك! قال: إني لم أر شيئا، فدلوه في البئر، حتى إذا بلغ نصفها ألقوه إرادة أن يموت، وكان في البئر ماء فسقط فيه، ثم أوى إلى صخرة فيها فقام عليها، قال: فلما ألقوه في البئر، جعل

اهم، فأرادوا أن يبكي، فنادوه، فظن أنها رحمة أدركتهم، فلب يرضخوه بصخرة فيقتلوه، فقام يهوذا فمنعهم، وقال: قد

.(1)أعطيتموني موثقا أن ال تقتلوه! وكان يهوذا يأتيه بالطعام" في ظلمات الجب ووحشته ثالثة أيام وحيدا الويمكث يوسف

إال شديد، ال يقوى عليه وابتالءأنيس وال جليس، إنه اختبار قوي، ولذا كان أشد الناس بالء األنبياء، ثم من اجتباه ربه واصطفاه،

» إن من أشد الناس: قال: رسول الله األمثل فاألمثل، فقد بالء األنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين

.(2)يلونهم«

(.15/574 الطبري: جامع البيان في تأويل القرآن ))(1(، عن أبي عبيدة بن حذيفة )27079 أخرجه أحمد في المسند برقم ))( 2

وقال الهيثمي في )مجمع الزوائد "هذا إسناد حسن".(، وقال المحقق:45/10(: "إسناد أحمد حسن". 2/292ومنبع الفوائد

143

ولكن هنا سؤال يطرح نفسه ماذا فعل يوسف؟ هل انتابته حالة من الجزع والفزع لحداثة سنه وقلة تجاربه؟ ال لم يحدث هذا وال ذاك،

تطمئن القلوب،بل لجأ إلى مواله، إذ ال ملجأ إال إليه، فبذكره حت ٹ ٹ ژ وتفرج الكروب، وتزال الخطوب، جت يب ىب مب

ىث متخت مث جث يت .[28]الرعد : ژىتے ژ في روعة أنه ناج، في هذه اللحظة اليائسة يلقي الله ے

ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ -171]الصافات : ژۓ173.]

أنه سوف يعيش حتى يواجه إخوته بهذا الموقفويوحي إليه الذيالشنيع، وهم ال يشعرون بأن الذي يواجههم هو يوسف

تركوه في غيابة الجب وهو صغير..[15]يوسف : ژڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٹ ٹ ژ

الثالث المبحث

وامرأة العزيز والنسوة يوسف

وفيه أربعة مطالب:

من الجب. )المطلب األول(: خروج يوسف

ڻڻ ں ڻں ڱ ڱ ڱ ڱڳگ گ گ ڳ ڳ ڳٹ ٹ ژ ےڻ ھ ھ ھ ھ ے ہ ہ ہ ہ ۀ ،[20 - 19 ]يوسف: ژۀ

گژ في هذا الجب الموحش ثالثة أيام، حتى مكث يوسف لقد

144

هو و ژ گ ڳ ژ تريد مصر، (1)أي: قافلة قادمة من مدين ژ گ الذي يأتي الماء ليسقي منه الجماعة، ويروى أن مدلي الدلو كان

يسمى مالك بن ذعر، وأن هذا الجب كان باألردن على ثالثة فراسخ فتعلق فيه يوسفژ ڳ ژ أي الوارد ژ ڳ ژ ،من منزل يعقوب

أي:ژ ں ڱ ڱ ڱ ڱژ وخرج، فلما رآه صاح مستبشرا على ، وكان إخوة يوسف ژ ں ڻ ژأبشروا هذا غالم نفيس،

ہ ژمقربة منهم، فاشتراه السيارة منهم، ہ أي: باعوهژہ ے ھ ھ ھ ھ ژ ظلما ؛ ألن جل مقصودهم هو إبعادهژے

وتغييبه عن وجه أبيه، ولم يكن لهم مطمع في أخذ ثمنه. قال ابن عطية: " روي أن إخوته لما رجعوا إلى أبيهم وأعلموه،

، ويقفوا علىرجع بعضهم إلى الجب ليتحققوا أمر يوسف الحقيقة من فقده، فلما علموا أن الوراد قد أخذه جاؤوهم فقالوا:

هذا عبد أبق ألمنا، ووهبته لنا ونحن نبيعه منكم، فقارهم يوسف أمره، فحينئذ أسرهعلى هذه المقالة خوفا منهم، ولينفذ الله

إخوته، إذ جحدوا إخوته فأسروها، واتخذوه بضاعة أي متجرا لهمومكسبا

مدين: على بحر القلزم محاذية لتبوك على نحو من ست مراحل وهي أكبر)(1 لسائمة شعيب، ومدين اسممن تبوك، وبها البئر التي استقى منها موسى

القبيلة، وهي في اإلقليم الثالث، طولها إحدى وستون درجة وثلث، وعرضها تسع وعشرون درجة، وهي مدينة قوم شعيب، قال القاضي أبو عبد الله القضاعي:

مدين وحيزها من كورة مصر القبلية، وقال الحازمي: بين وادي القرى والشام، وقيل: مدين تجاه تبوك بين المدينة والشام على ست مراحل، وقيل: مدين اسم

القبيلة، وقيل: مدين هي كفر مندة من أعمال طبرية وعندها أيضا البئر .(5/78والصخرة". ينظر: الحموي: معجم البلدان )

145

ہ ژ ہ .(2) ، أي باعوه"ژہيوسف والرق. المطلب الثاني(: )

ٴۇ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋٹ ٹ ژ ۉ ۅۓ ۉ ۅۆئ ائې ې ې ې ى ى ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ژائ

[.21]يوسف : ال يوجد ابتالء أشد على الحر من ذل النفس، وتقييد حريته

باالستعباد والقهر، فها هو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن خليل الرحمن سليل األنبياء، يباع ويشترى كسائر العبيد بعد الشرف

والرفعة والسيادة، ولله در القائل:

فـال ترض بمنقصـة وذل ... وتقنع بالقليل من الحطـام

فعيشك تحت ظل العز يوما ... وال تحت المذلة ألف

(2)عـام

يبتلي، فالله ودبرهولن يكون إال ما أراده ، ولكنها إرادة الله ليعدهم للمهام العظيمة التي تنتظرهم، والتي الرسله وأنبياءه

يمكن أن يصبر عليها إال األشداء من الرجال، الذين عركتهم ، ومع كل هذاالشدائد فصمدوا لها، وابتلوا بالمصائب فصبروا عليها

متسلحا بالصبر؛ ألنه معين ال ينضب، وزاد ال ينفد، وكيفكان

ابن عطية: عبد الحق بن غالب بن عطية، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب)(2 العزيز، تحقق: عبد السالم عبد الشافي محمد، الناشر: دار الكتب العلمية –

(.3/229 هR )1422بيروت، الطبعة: األولى، ق. هR(،22البحر الوافر (، واألبيات لعنترة بن شداد العبسي )المتوفى:)( من )2

ينظر: ديوان عنترة للخطيب التبريزي، تحقيق: مجيد طراد، الناشر: دار الكتاب(.1/189 هR )1412العربي – بيروت، الطبعة األولى،

146

ۆئ ٹ ٹ ژ يجزع أو ييأس من كان الله معه! ، ۆئ ۇئ ۇئ ۈئوئيئ ی ی ی ی ىئ مئ حئ جئ ىئ ىئ ىئ ېئ ېئ ېئ ۈئ

حب .[128- 127]النحل : ژجب ولما ذهبت به القافلة إلى مصر، أوقفوه في: " (1)قال ابن الجوزي

سوقها يعرضونه للبيع، فتزايد الناس في ثمنه حتى بلغ ثمنه وزنه مسكا، ووزنه ورقا، ووزنه حريرا، فاشتراه بذلك الثمن رجل يقال

له: قطفير، وكان أمين فرعون وخازنه، وكان مؤمنا، وقال ابن عباس إنما اشتراه قطفير من مالك بن ذعر بعشرين دينارا،

وزوجي نعل، وثوبين أبيضين، فلما رجع إلى منزله قال المرأته: أكرمي مثواه، وقال قوم: اسمه أطفير، وفي اسم المرأة قوالن:

ابن الجوزي: اإلمام العالمة الحافظ عالم العراق، وواعظ اآلفاق، جمال الدين)( 1 عبد الله القرشي، البكري الصديقي البغدادي بن علي بن أبو الفرج عبد الرحمن

هR،510الحنبلي الواعظ، صاحب التصانيف السائرة في فنون العلم، ولد سنة: النباء، وخلق عدتهم سبعة وثمانون بن وسمع من: ابن الحصين، وأبي غالب

نفسا، من تصانيفه: زاد المسير في التفسير، وجامع المسانيد، والمغني في علوم القرآن، وتذكرة األريب في اللغة، والوجوه والنظائر، ومشكل الصحاح

والموضوعات والواهيات والضعفاء، وتلقيح فهوم األثر، وما علمت أحدا من العلماء صنف ما صنف، تاب على يديه مائة ألف، وأسلم على يديه عشرون ألفا،

السيوطي: عبد الرحمن بن أبي بكر، جالل الدين هR. ينظر :597مات سنة: هR(، طبقات الحفاظ، الناشر: دار الكتب العلمية –911السيوطي )المتوفى:

(،3/370اليافعي: مرآة الجنان ) و(،1/480هR )1403بيروت، الطبعة: األولى، (. 15/455والذهبي: سير أعالم النبالء )

147

أحدهما: راعيل بنت رعاييل، قاله ابن إسحاق، والثاني: أزليخا بنت.(2)"(1)تمليخا، قاله مقاتل

وقول العزيز: أكرمي مثواه، أي: منزله، ومكان إقامته، والمثوى ، وقيل: أكرميه في المطعم والملبس والمقام،(3)موضع اإلقامة

: منزلته، عسى أن ينفعنا، أي: نبيعه(4)وقال قتادة، وابن جريج بالربح إن أردنا بيعه، أو يكفينا بعض أمورنا، أو يعيننا في أبواب

دنيانا، وغير ذلك من وجوه النفع، أو نتخذه ولدا، أي: نتبناه، وكانفيما يقال ال ولد له.

» إن أفرس الناس ثالثة: ، قال: وعن عبد الله بن مسعود س في يوسف، فقال المرأته: أكرمي العزيز حين تفر

، فقالت ألبيها: يا أبتمثواه، والمرأة التي رأت موسى

مقاتل: أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير، األزدي الخراساني المروزي،)( 1 البلخي، روى عن: مجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح، والزهري، وغيرهم، وروى

عنه: عبدالرزاق الصنعاني، وعلي بن الجعد، وغيرهم، وله التفسير المشهور، والرد على القدرية، ومتشابه القرآن، والناسخ والمنسوخ، والوجوه والنظائر،

(، وابن5/255 هR. ينظر: ابن خلكان: وفيات األعيان )150وغيرها، توفي سنة: (. 10/279حجر: تهذيب التهذيب )

ابن الجوزي: زاد المسير في علم التفسير، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، نشر:)( 2(.2/424 هR )1422دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة: األولى -

اء والواو والياء كلمة واحدة صحيحة تدل على اإلقامة، يقال ثوى يثوي)( 3 ثوي: الث فهو ثاو، وثوى بالمكان: نزل فيه، وبه سمي المنزل مثوى، والمثوى: الموضع

جل: منزله ". ينظر: ابن فارس: معجم ذي يقام به، وجمعه المثاوي، ومثوى الر ال(.14/125(، وابن منظور: لسان العرب )1/393مقاييس اللغة )

ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج األموي، ثقة، فقيه، فاضل، روى)( 4 عن: زيد بن أسلم، والزهري، وابن كيسان، ونافع مولى ابن عمر، وهشام بن

وروى عنه: األوزاعي، والليث، وابن عيينة، وابن المبارك، ووكيع، وآخرون،، عروة ، وابن خلكان:(2/228 هR. ينظر: ابن العماد: شذرات الذهب )150مات سنة:

(.3/163 )وفيات األعيان

148

استأجره، وأبو بكر حين استخلف عمر رضي الله. (1)عنهما«

يوسف وامرأة العزيز.المطلب الثالث(: )

ٺ ٺ ٺ ٺڀٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀژ ٹ ٹ [. 23]يوسف : ژ ٹ ٹ ٹ ڤٹٿ ٿ ٿ ٿ إلى قصر العزيز ليقوم بالخدمة فيه، وكان قدوينتقل يوسف

؛ ألنه تفرس فيهأوصى عزيز مصر أهله بإكرامه واإلحسان إليه في بشطر الحسن، قال ونجابة العقل، فقد خصه الله الرشد

، إذا هو قد اعطيفإذا أنا بيوسف » حديث اإلسراء: . (2) «شطر الحسن ...

وبلغ من الفتوة والرجولة منتهى شدته وقوته، وحين بلغ يوسف وهي السن التي كان فيها - على ما قيل - ما بين الثالثينما بلغ،

ىئ ٹ ٹ ژ واألربعين، ىئ ېئ ېئ ېئ ژ ی ی ی ىئۈئ أي: أعطيناه بفضلنا وإحساننا، وقوله ژېئژ [، قوله: ٢٢]يوسف:

أي: حكمة، وهي اإلصابة في القول والعمل، أوژىئ ژتعالى:

،)3/96( ( في مناقب عمر 4509أخرجه الحاكم في المستدرك، برقم ))(1 وقال:" هذا إسناد صحيح"، وقال الذهبي: "صحيح"، وقال ابن حجر: "موقوف".

ابن حجر: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقالني ينظر: هR(، إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة،852)المتوفى :

تحقيق: مركز خدمة السنة والسيرة، بإشراف د زهير بن ناصر الناصر، الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف – المدينة، ومركز خدمة السنة

(.10/534 هR )1415والسيرة النبوية بالمدينة المنورة، الطبعة : األولى ، ( من حديث162( برقم )كتاب اإليمان جزء من حديث أخرجه مسلم في ))(2

.) )1/145، باب اإلسراء برسول الله أنس

149

أي فقها في الدين، وفهما سليما لتفسير ژىئ ژهي النبوة، .(1)الرؤى، وإدراكا واسعا لشئون الدين والدنيا"

على مرأى ومسمع من امرأة العزيزكل ذلك يحدث ليوسف فتزداد إعجابا به، وتنظر إليه بعين، تخالف العين التي نظر بها إليه

من االبتالءات، بنوع خاص زوجها، فتتعلق بحبه، ويبتلى يوسف قل من الناس من ينجو منه، إنه ابتالء الشهوة والرغبة، ابتالء

اإلغراء واإلغواء، وفتنة النساء، التي قال جال من: عنها النبي » ما تركت بعدي فتنة أضر على الر.(2 )النساء «

»ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لبوقال: .(3)«منكن

تتناسبتعرض لها يوسف لقد بدأت مرحلة جديدة من االبتالءات ي مع المرحلة العمرية التي يمر بها آنذاك، وهي مرحلة الفتوة

والرجولة، وكمال النضج وريعان الشباب، فبدأت امرأة العزيز ينظر: طنطاوي: محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط للقرآن الكريم،)( 1

الناشر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة – القاهرة، الطبعة(.7/336 م )1998األولى، تاريخ النشر: يناير

، باب( عن أسامة بن زيد 5096( برقم ))كتاب النكاحأحرجه البخاري في )( 2 وأخرجه مسلم في )كتاب الرقاق( برقم )(،7/8ما يتقى من شؤم المرأة )

باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار( في الذكر والدعاء والتوبة، 2741(.4/2098النساء وبيان الفتنة بالنساء )

( عن أبي سعيد304أخرجه البخاري في )كتاب الحيض( برقم ))(جزء من حديث 3 (1462(، وفي )كتاب الزكاة( برقم )1/68، باب ترك الحائض الصوم )الخدري

( برقم )في )كتاب اإليمانوأخرجه مسلم (، 2/120باب الزكاة على األقارب ) ( باب بيان80 برقم )( عن عبد الله بن عمر وعن أبي سعيد الخدري 79

نقصان اإليمان بنقص الطاعات، وبيان إطالق لفظ الكفر على غير الكفر بالله،(.1/86ككفر النعمة والحقوق )

150

بالمراودة، قال العلماء في معنى المراودة أقواال كثيرة ولكنها تأتيمع اختالف اللفظ بمعنى واحد.

قال الفارابي:" اإلرادة: المشيئة، وراودته على كذا مراودة وروادا: أي أردته، وراد الكأل يروده رودا، وريادا، وارتاده ارتيادا: أي

.(1)طلبه" وقال القرطبي: " المراودة: طلبت منه أن يواقعها، وأصل

المراودة: اإلرادة والطلب برفق ولين، والرود والرياد طلب الكأل، وقيل: هي من رويد، يقال: فالن يمشي رويدا: أي برفق، فالمراودة

الرفق في الطلب، يقال في الرجل: راودها عن نفسها، وفي. (2)المرأة راودته عن نفسه"

وقال الزمخشري: " المراودة: مفاعلة، من راد يرود إذا جاء وذهب، كأن المعنى: خادعته عن نفسه، أي: فعلت ما يفعل

المخادع لصاحبه عن الشيء الذي ال يريد أن يخرجه من يده، يحتال أن يغلبه عليه ويأخذه منه، وهي عبارة عن التحمل لمواقعته

.(3)إياها" إنه ابتالء شديد، وصدام عنيف بين نداء العقل والفطرة السوية، ونداء الشهوة الجامحة، إنه الجهاد األكبر الذي أخبرنا عنه رسول

» أتيتم من الجهاد األصغر إلى الجهاد األكبر« بقوله: الله

(.2/478الفارابي: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ))( 1(.9/153الجامع ألحكام القرآن ): القرطبي)(2(.2/455الكشاف ))( الزمخشري: 3

151

مجاهدة» قالوا: وما الجهاد األكبر يا رسول الله؟ قال:.(1)النفس«

ولله در القائل:يطان واعصهما ... وإن همـا وخالف النفس والش

ضـاك النصح فاتهم مح

وال تطع منهما خصما وال حكمـا ... فأنت تعرف كيد

الخصـم والحكم

نت لـذة للمرء قاتلـة ... من حيث لم يدر أن كـم حس

م في الدسم (2)الس

هR(،449ابن بطال: أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك )المتوفى: )( ذكرة 1 في شرح صحيح البخارى البن بطال، تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم، دار

(، وقال10/210)هR 1423النشر: مكتبة الرشد – السعودية، الطبعة الثانية، زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي المناوي المناوي:

هR(،في كتابه)الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي،1031)المتوفى: (:"أخرجه الديلمي2/514تحقيق: أحمد مجتبى، الناشر: دار العاصمة - الرياض

في مسند الفردوس، والخطيب البغدادي في تاريخه من حديث جابر مرفوعا وقال بلفظ: )قدمتم من الجهاد األصغر إلى الجهاد األكبر: جهاد النفس وهواها(".

الحافظ العراقي: زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر هR(، في كتابه )المغني عن حمل األسفار في806بن إبراهيم العراقي )المتوفى:

األسفار، في تخريج ما في اإلحياء من األخبار، الناشر: دار ابن حزم، بيروت – (: " أخرجه البيهقي في الزهد من حديث1/882هR 1426لبنان، الطبعة: األولى،

جابر وقال: إسناد فيه ضعف". هR(،696 من )البحر البسيط( واألبيات لشرف الدين البوصيري )المتوفى :)(2

ينظر: العمدة في إعراب البردة، تحقيق: عبد الله أحمد جاجة، تقديم: محمد علي ه1423Rسلطاني، الناشر: دار اليمامة للطباعة والنشر- دمشق، الطبعة األولى،

(، ومجمع الحكم واألمثال في الشعر العربي ألحمد قبش بن محمد نجيب1/39)(10/401.)

152

لقد عبر القرآن الكريم عن حالها معه بلفظ المراودة الذي يقتضي تكرار المحاولة مع اإلغراء والتحايل والترفق، فما وجدت منه إال

، وهذا أمر ميسور لها لقربه منها.اإلباء خوفا من الله : "لم زنيت وأنت سيدة قومك؟ فقالت:(1)وقد قيل البنة الخس

واد" .(2)قرب الوساد، وطول السة، وقيل: المراودة، وقيل : الجماع بعينه" واد: المسار .(3)ومعنى الس

مبالغة في الحدث، أي إغالقا محكما؛ فقدژپ پ ژ وقوله:أغلقت أكثر من باب.

ثم انتقلت من مرحلة التحايل واإلغراء بالتلميح إلى مرحلة الوضوح أي : تهيأت لك ؛ فأجابها ژ ڀ ڀ ڀ ژفي الطلب والتصريح؛

، أي: ژ ٹ ٹ ٹ ڤٹ ٿ ٿ ٿ ٿٺ ٺ ٺ ٺژ بقوله: ، وألتجئ إليه مما تريدين؛ إنه سيدي المالك لرقبتي،أعوذ بالله

وقد أحسن معاملتي في إقامتي عندك، وأوصاك بإكرام مقامي ونزلي، فال أقابل إحسانه إلي باإلساءة والخيانة في أهله، وعلل

)(ابنة الخس: هند بنت الخس بن حابس بن قريط اإليادية، فصيحة جاهلية، كانت1 ترد سوق عكاظ، ولها أخبار فيه، قال الجاحظ في وصفها: " من أهل الدهاء

والنكراء، واللسن واللقن، والجواب العجيب، والكالم الصحيح، واألمثال السائرة، والمخارج العجيبة "، ويقال في اسم أبيها: الخس، والخص، والخسف، واألخس،

وتلقب بالزرقاء، وهي جاهلية قديمة، أدركت القلمس أحد حكام العرب في الجاهلية، وتحاكمت هي وأختها خمعة إليه في كالم لهما، ومدحته بأبيات، وبعض

األصبهاني: علي بن الرواة يزعم أنها ماتت في زمن النعمان عند هند ابنته. ينظر: الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم المرواني األموي القرشي، أبو الفرج

هR(، األغاني، الناشر: دار إحياء التراث العربي –356األصبهاني )المتوفى: (. 8/97(، والزركلي: األعالم )19/152هR )1415بيروت، الطبعة: األولى،

(.4/271)( ينظر: الجاحظ: الحيوان )2(.8/229 الزبيدي: تاج العروس ))(3

153

امتناعه ببعض األسباب الخارجية، مما عسى أن يكون مؤثرا عندها، والمراد بR )الظالمين( كل منژ ٹ ٹ ٹ ڤژ فقال:

ظلم، كائنا من كان، فيدخل في ذلك المجازون لإلحسان باإلساءة، ، دخوال أوليا، وقيل: الزناة؛ ألنهم ظلمواوالعصاة ألمر الله أنفسهم وغيرهم.

إن المتأمل في اآلية الكريمة يرى أن امرأة العزيز قد استعملت دواعي الغواية الثالث، وجاهرت بها والتي تمثلت في المراودة،

بدواعي العفافوتغليق األبواب، وقولها: هيت لك، فقابلها يوسف ، ٺ ٺ ژ الثالث التي رد بها عليها، والتي تمثلت في قوله:

وذلك ليثبت القرآنژ ٹ ٹ ٹ ڤ،ٿ ٿ ٿ ٿ الكريم أن االعتصام بالعفاف والشرف، واألمانة، والخوف من الله،

في تلك المحنة الشديدة. كانت جميعها أسلحة نبي الله يوسف ڃ ڃ چ چڃ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃڦڤ ڤ ڦٹ ٹ ژ

[ .24]يوسف : ژ ڇ ڇ ڇ ڇچچ حينما قابل غواية امرأة العزيز باإلباء والعفة،إن نبي الله يوسف

أضرم في صدرها نار الغيظ واالنتقام، فضال عن نار العشق والغرام ، عن طبيعة أنوثتها في، فأخرجها هذا التصرف النبيل من يوسف

إداللها وتمنعها، فمن شأن المرأة أن تكون مطلوبة ال طالبة، ولقدصدق من قال:

154

وزادني كلفا في الحب أن منعت ... وأحب شيء إلى(1)اإلنسان ما منعا

أي أرادته، فحينئذ شرعت في تنفيذ خطتها أو كادت، بأن همت به عزمها على الزنا، وأما همه هو فقد كانوقصدته، فكان همها به

.(3) عصمه لفعل، ولوال أن الله (2)من جنس همها هم الطباعژڦ ڦ ژ هم عزم ژڤ ڤ ڦژ : " (4)قال النسفي

مع االمتناع، قاله

هR(، ينظر:105البحر البسيط( والبيت لألحوص األنصاري )المتوفى:)( من )1 (، ومحاضرات4/461(، واألغاني ألبي الفرج األصبهاني 1/214البخالء للجاحظ )

(.1/533األدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء للراغب األصفهاني ) ان شاء الله سيأتي الكالم عن هذه الشبهة في المبحث األول من الفصل)( 2

الثالث بالتفصيل . (،1/231كما قال بعض العلماء، مثل: ابن قتيبة في كتابه)تأويل مشكل القرآن)( 3

(، والزجاج في )معاني القرآن وإعرابه16/37والطبري في )جامع البيان (، والواحدي في )الوسيط في3/24((، والماوردي في )النكت والعيون3/101

(، وغيرهم. 3/413(، والنحاس في )معاني القرآن2/607تفسير القرآن المجيد محمود النسفي، حافظ الدين، أبو البركات، بن أحمد بن  النسفي: عبد الله)(4

له مصنفات جليلة منها: مدارككان إماما في جميع العلوم، الفقيه الحنفي، التنزيل في التفسير، وكنز الدقائق في الفقه، والمنار في أصول الفقه، وكشف

األسرار، والوافي في الفروع، والكافي في شرح الوافي، وغيرها كثير، توفي محيي الدين الحنفي: الجواهر المضية في طبقات الحنفية، . ينظر: ه710Rسنة:

وابن حجر: الدرر الكامنة ) (،1/271الناشر: مير محمد كتب خانه – كراتشي )3/17 .)

155

: وهم بها: هم خطرة،(1)الحسن، وقال الشيخ أبو منصور رحمه اللهوال صنع للعبد فيما يخطر بالقلب،

بأنه منوال مؤاخذة عليه، ولو كان همه كهمها لما مدحه الله عباده المخلصين، وقيل وهم بها، وشارف أن يهم بها، يقال هم

. (2)باألمر: إذا قصده وعزم عليه" ، اختلفت العلماء في البرهان الذي رآه ژ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃژ

، على أقوال كثيرة، فمنهم من قال: إنه رأى صورة أبيهيوسف عاضا على أصبعه بفمه، وقيل: رأى خيال الملك يعنييعقوب

سيده، ونحو ذلك .

)( أبو منصور الماتريدي: محمد بن محمد بن محمود أبو منصور الماتريدي، من1 أئمة المتكلمين، ومن كبار العلماء، وإليه تنسب الماتريدية، من شيوخه: نصر بن

يحيى البلخي، تلقى عنه علوم الفقه الحنفي، وعلوم الكالم، كان قوي الحجة، فحما في الخصومة، دافع عن عقائد المسلمين، ورد شبهات الملحدين، كان يقال

له: إمام الهدى، من مصنفاته: التوحيد، وأوهام المعتزلة، ومآخذ الشريعة، والمقاالت،وغير ذلك، وكان يرجحه على أبي الحسن األشعري، وعاش الملحمة

هR. ينظر:333بين أهل الحديث وأهل الكالم من المعتزلة وغيرهم، مات سنة: (، والزركلي:2/130محيي الدين الحنفي: الجواهر المضية في طبقات الحنفية )

(. 7/19األعالم ) النسفي: مدارك التنزيل وحقائق التأويل، تحقيق: يوسف علي بديوي، الناشر:)(2

(. 2/103هR )1419دار الكلم الطيب، بيروت، الطبعة األولى

156

: "والصواب أن يقال: إنه رأى آية من آيات الله (1)قال ابن كثير. (2)تزجره عما كان هم به"

ک ک ک ک گ گڑڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑٹ ٹ ژ [. 25]يوسف : ژگ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ

يقول الحق جل ثناؤه أن يوسف لما رأى برهان ربه فزجره عنها، اتجه صوب الباب فرارا من ارتكاب الفاحشة، فأدركته قبل أن

يخرج لترده إلى نفسها، فتعلقت بقميصه من ورائه، فجذبته إليها، فقدت قميصه من دبر، أي: قطعته من خلفه؛ ألنه كان هو الهارب

.(3)وهي الطالبة له" وفي ظل هذه المعاناة يجد زوجها عند الباب، فحضرها في ذلكئة لنفسها من األمر قائلة: ژالوقت كيد آخر، فسبقته بالقول مبر

ژک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ، إيهاما بأنها فرت منه تبرئة لساحتها عند زوجها، وتغييره على يوسف

وإغراءه به انتقاما منه.

كثير القرشي البصري، الدمشقي الفقيه بن عمر بن ابن كثير: إسماعيل)( 1 الشافعي الحافظ، عماد الدين ابن الخطيب، وكنيته أبو الفداء، قال الذهبي: إمام

عساكر، والزم بن محدث مفت بارع، أخذ العلوم من: الحسين العراقي، والقاسم الحافظ المزي وتزوج ابنته، وسمع من الشيخ تقي الدين ابن تيمية، والحجار،

هR،700ومن مصنفاته: التاريخ الكبير، والتفسير الكبير، وغير ذلك كثير، ولد سنة: (، والذهبي: سير1/67 هR. ينظر: ابن العماد: شذرات الذهب )774وتوفي سنة: والداوودي: طبقات (،1/445(، وابن حجر: الدرر الكامنة )1/29أعالم النبالء )

(. 1/111المفسرين) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، تحقيق: محمد حسين شمس الدين، الناشر:)(2

1419دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون، بيروت، الطبعة األولى، ( R4/327ه.)

(. 16/50 الطبري: جامع البيان في تأويل القرآن ))(3

157

قال اآللوسي: " لقد أتت في تلك الحالة التي يدهش فيها الفطن اللوذعي حيث شاهدها زوجها على تلك الهيئة بحيلة جمعت فيها

غرضيها وهما: تبرئة ساحتها مما يلوح من ظاهر الحال، واستنزال عن رأيه في استعصائه عليها، وعدم مواتاته لها علىيوسف

مرادها، بإلقاء الرعب في قلبه من مكرها، طمعا في مواقعته لها. (1)مكرها، عند يأسها عن ذلك مختارا"

ونلحظ دقة المعاني في هذه اآلية الكريمة حيث لم تصرح إمرأة کژ العزيز باالسم، ولكنها آثرت أن تأتي بلفظ عام، وهو قولها:

فقد ذكرت نفسها بأنها أهلية للعزيز،ژک ک گ گ گ گ مما يشعر بإعظام الخطب، وتهويل األمر، وشدة المبالغة في

التخويف، وكأن ذلك قانون مطرد في حق كل من أراد بأهله سوءا. حملها على أن تبدأ بذكر السجن،ثم إن حبها الشديد ليوسف

وتؤخر ذكر العذاب؛ ألن المحب ال يسعى في إيالم المحبوب، ال ، قد يكونژگ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ژ سيما أن قولها :

المراد منه السجن لمدة قصيرة على سبيل التأديب والتهذيب. ومن دقة المعنى في اآلية أيضا أن هذ القول منها، يدل على غاية

قدرتها على المكر والدهاء، ومن مظاهر ذلك، محاولتها إيهام الزوج قد اعتدى عليها بما يسوؤها ويسوؤه، ولكن دون أنبأن يوسف

تصرح بهذا العدوان، حتى ال يسعى زوجها في التخلص منه ببيعه أوقتله؛ ألنها من أشد الناس حرصا على سالمته.

(. 6/409 ينظر: اآللوسي: روح المعاني ))(1

158

عن طريق مباشر، بأن أمرهوبذلك فقد حاولت إفهام يوسف بيدها ال بيد زوجها، وأنها هي اآلمرة الناهية، فعليه أن يخضع لما

تريده منه، وإال فالسجن أو العذاب األليم هو مصيره المحتوم، الذيال مفر منه.

يوسف ومكر النسوة.)المطلب الرابع(:

ىئ ی ی ی ی ٹ ٹ ژ مئ حئ جئ ىئ حب يئىئ جبخت مبخب حت جت يب [.30]يوسف : ژىب

حين يشاع في مصر كلها أن امرأة العزيزيزداد االبتالء بيوسف حديث، ويصبح يوسف تراود غالمها عن نفسه وتدعوه إلى نفسها

الناس، تلوكه األلسنة، وتطارده األنظار ذهابا وإيابا ما بين مبرئ له ومتهما إياه، ال يذكرونه إال وذكروا ما جرى بينه وبين امرأة العزيز،

به النسوة في المدينة، خاصة نساء الكبراء واألمراء -وتحدثت وهذه عادة النساء في كل زمان ومكان - وإنها قصة التي تجد

ويقلنصنيعها، لديهن رواجا واهتماما، فجعلن يلمنها وينكرن عليها هذا أمر مستقبح، إنها امرأة عظيمة القدر، وزوجها عزيز مصر، ومع

هذا تراود فتاها الذي تحت يدها وفي خدمتها عن نفسه!! من هذا الفتى؟ وما الذي يمتلكه من صفات وسمات تميزه عن غيره من

أحبته هذا الحب المفرط والذي الرجال؟ وكيف بلغ منها مبلغاغالف قلبها وسويدائه!!، حتى وصل إلى عظيما

159

شغف: الشين والغين ألن الشغاف قد عرفه العلماء بقولهم:"غاف، وهو غالف القلب، وهو جلدة والفاء كلمة واحدة، وهي الش

: أي بلغ شغافه، وشغف، دونه كالحجاب، ويقال: شغفه الحب. (1)بالفتح: ستر أحمر رقيق من صوف يستشف ما وراءه"

خب ژ ومعنى قوله تعالى: حب ، أي: وصل حبه إلى شغافژجبقلبها، وهو باطنه وسويداؤه، وهذا أعظم ما يكون من الحب.

قال امرؤ القيس: شغفت فـؤادها ... كما شغف المهنوءةمن قد أتقتلني(2)الطاليالرجل

وقال النابغة الذبياني: وقد حال هم دون ذلك شاغل ... مكان الشغـاف تبتغيه

(3)األصابع

(، وابن4/1382الفارابي: الصحاح ) و(،8/44 ينظر: األزهري: تهذيب اللغة ))(1(.9/179(، وابن منظور: لسان العرب )3/195فارس: معجم مقاييس اللغة )

ديوان امريء القيس، تحقيق: مصطفى عبد، ينظر: من )البحر الطويل()(2(.1/126هR )1425الشافي، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت

زياد بن معاوية بن ضباب من )البحر الطويل (، ينظر: ديوان النابغة الذبياني:)(3 ق. هR(، تحقيق: محمد أبو18الذبياني الغطفاني المضري، أبو أمامة )المتوفى:

(.1/32الفضل إبراهيم، الناشر: دار المعارف – القاهرة، الطبعة الثانية )

160

وكان هذا القول منهن مكرا، ليس المقصود به: "(1)قال السعدي مجرد اللوم لها والقدح فيها، وإنما أردن أن يتوصلن بهذا الكالم إلى

الذي فتنت به امرأة العزيز، لتحنق امرأة رؤية يوسف .(2)العزيز، وتريهن إياه ليعذرنها، ولهذا سماه القرآن مكرا"

وقيل إن هذا القول صدر منهن على وجه الشماتة والتعيير. ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺٹ ٹ ژ

ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦٺٺ ٺ ڇ ڇڇ ڃ چ چ چ چڃڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ

[ .32 - 31يوسف : ] ژڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ تشير اآلية الكريمة بأن امرأة العزيز لما سمعت بمقالتهن

وتدبيرهن، أعدت لهن مجلسا للطعام ودعتهن، واتخذت لهن وسائد من النمارق يتكئن عليها لجلوسهن، وأعطت كل واحدة منهن

سكينا؛ وقد كانوا يأكلون اللحم جزا بالسكين. قال ابن كثير: "قالت لهن بعد ما أكلن وطابت أنفسهن: هل لكن

بأن يخرج أمامفي النظر إلى يوسف؟ قلن: نعم، فبعثت إليه تأمره ، فلما رأينههؤالء النسوة الالئى يمثلن نخبة المجتمع الراقي

عبد الله السعدي التميمي: مفسر، من بن ناصر بن السعدي: عبد الرحمن)( 1 علماء الحنابلة، من أهل نجد، مولده ووفاته في عنيزة )بالقصيم(، وهو أول من

كتابا، منها: تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن،30أنشأ مكتبة فيها، له نحو وتيسير اللطيف المنان في خالصة مقاصد القرآن، والقواعد الحسان في تفسير

القرآن، والقواعد واألصول الجامعة في أصول الفقه، والخطب المنبرية، والوسائل المفيدة للحياة السعيدة، وتوضيح الكافية الشافية البن القيم، وغيرها

.(3/340هR. ينظر: الزركلي: األعالم )1376كثير، توفي سنة: السعدي: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان، تحقيق: عبد الرحمن)(2

(.1/396هR )1420بن معال اللويحق، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: األولى

161

أعظمنه، وجعلن يقطعن أيديهن، ثم أمرته أن يرجع ليرينه مقبال وما أحسسن باأللم الشديدومدبرا، فرجع وهن يحززن في أيديهن،

،، وسلبه عقولهنلفرط ما غلب عليهن من استحسان يوسف فلما أحسسن باأللم جعلن يولولن، فقالت: أنتن من نظرة واحدة

. (1)فعلتن هذا، فكيف أالم أنا" فقلن معاذ الله أن يكون هذا بشرا، ما هذا إال ملك من المالئكة،

.كريم على الله لقد نجحت امرأة العزيز في الكيد لهن، وذلك حينما انبهرن بجماله الفتان: فقالت حينئذ: فذلكن الذي وجهتن اللوم إلي بسببه، وعبتن

بالعقاب قائلة: أنا راودته عنعلي فعله، ثم توعدت يوسف نفسه، فامتنع، ولئن لم يفعل ما آمره به في المستقبل القريب،

وهذا نوعليزجن به في السجن، وليكونن من األذالء المقهورين، شديد من اإلكراه على الفعل، إذ هو تهديد من يغلب على الظن

وداعي السالمة من ضيق وقوع ما هدد به، فيجتمع داعي الشهوةالسجن والصغار .

لقد استعانت عليه بأئمة المكر واالحتيال، فأرته إياهن، وشكت اشتركن في، فما كان منهن إال أنحالها إليهن لتستعين بهن عليه

ژأصبح فريسة لكيدهن كلهن، فلما رأى ذلك منهن قال: ، ومراودته گ گ گ گ ڳ ڳ ڳکڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک

[.33يوسف : ] ژڳ ڱ

(. 4/330 ابن كثير: تفسير القرآن العظيم ))(1

162

الرابع المبحث

في السجن يوسف

ۓ ھ ھ ھ ھ ڭ ٹ ٹ ژ ۓ ے ے ہ [.35يوسف : ] ژہ لقد رأينا ألوانا عديدة من االبتالءات قد ابتلي بها نبي الله يوسف

وقد يكون بعضها أشد من بعض وأعنف، ولكن الله ،أيده بنصره وتوفيقه، لحكمة عظيمة يجهلها الجاهل فيسخط ويتذمر،

الدنيا في الله فتكون عاقبة أمره الخيبة والخسران، وسخط ويستسلمواآلخرة، ويعرفها المؤمن، فيصبر على قضاء الله

لحكمه، ويثق أن لله حكمة فيما يجري له، فيكون عاقبة أمره يسرا يقلب العبد في ألوان شتى من هذهوفرجا ونصرا، وال يزال الله

االبتالءات؛ ألن الدنيا من شأنها أن تتقلب بأهلها، يوم له ويوم عليه، ويوم حلو وآخر مر، وتارة فرح، وأخرى ترح، وهكذا هو شأن الدنيا

، ال تصفو حتى لألنبياء والمرسلين صلوات اللهمنذ أن خلقها الله عليهم وسالمه.

163

من كيد امرأة العزيز وبراثن بعد أن نجاه الله فنبي الله يوسف النسوة، ينتقل إلى محنة أخرى، وهي، أن عزيز مصر ومن شاورهم

ظهر لهم أنالمقربين واألباعد، والكبار والصغار في حاشيته، من المصلحة تقتضي - فيما رأوه - أن يسجنونه إلى مدة من الزمن،

وذلك بعد ما عرفوا براءته، وظهرت األدلة على صدقه وثبوت عفته ، فبداوهي قد القميص من دبر، وتقطيع النسوة أيديهنونزاهته،

لهم جميعا أنه من أجل إطفاء هذه الفتنة المستعرة، وتطويق هذه الحادثة من كل الجوانب، وتقليص هذه اإلشاعة التي أصبحت

حديث الناس، البد من أن يسجن هذا الفتى البريء. : " إن المرأة قالت لزوجها: إن هذا الغالم(1)قال السمرقندي

العبراني ال يقلع عني، وقد فضحني في الناس، يعتذر إليهم ويخبرهم، ويقول: أنني راودته عن نفسه، ولست أطيق أن أعتذر

بعذري، فإما أن تأذن لي فأخرج فأعتذر إلى الناس وأخبرهمہ ژ بحالي، وإما أن تحبسه حتى ينقطع حديثه فذلك قوله تعالى: ہ

إبراهيم السمرقندي، أبو الليث، بن أحمد بن محمد بن السمرقندي: نصر)( 1 العالمة، من أئمة الحنفية، من الزهاد المتصوفين، من تصانيفه: تفسير القرآن،

وعمدة العقائد، وبستان العارفين- في التصوف، وخزانة الفقه، وتنبيه الغافلين – مواعظ، وفضائل رمضان، والمقدمة، وشرح الجامع الصغير، في الفقه، وعيون

المسائل- فتاوى وتراجم، ودقائق األخبار في بيان أهل الجنة وأهوال النار، ومختلف الرواية - في الخالفيات بين أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، والنوازل من

هR. ينظر: الذهبي:373الفتاوى، ورسالة في أصول الدين، وغيرها، توفي سنة: (، ومحيي الدين الحنفي: الجواهر المضية في طبقات12/333سير أعالم النبالء )

(. 2/346(، والداوودي: طبقات المفسرين )2/196الحنفية )

164

ےھ ھ ھ ھ يعني: ثم بدا للزوج من بعد ما رأى شق ژےۓ ڭ ژ بينهما، (1)القميص، وقضاء ابن عمها .(2)" ژۓ

ولم يستطع أن يوجه اللوم إلى زوجته، أو يسيطر عليها، فكان الحل ظالما، فحينئذ أمر بسجن هذا الفتى البريء الذي ما عرفت ،الخيانة سبيال للوصول إليه قط، والذي يقطر براءة وطهرا وعفافا

.إيهاما منهم أنه راودها عن نفسها، ومن أجل ذلك قاموا بسجنه

)( اختلف أهل العلم في صفة الشاهد، على قولين: القول األول: ذهب أصحابه1 ، وعكرمة، ومجاهد بن جبر، والسدي،إلى أنه كان رجال، ومنهم: ابن عباس

وقتادة، والحسن البصري، وابن اسحاق. ذكره البغوي عنهم في )معالم التنزيل (، وهو قول7/2128(، وابن أبي حاتم في )تفسير القرآن العظيم 2/487

(،2/609(، والواحدي في )الوسيط 2/189السمرقندي في )بحر العلوم (،3/236(، وابن عطية في )المحرر الوجيز 2/459والزمخشري في )الكشاف

وغيرهم. القول الثاني: ذهب أصحابه إلى أن الشاهد كان صبيا في المهد، ومنهم: سعيد بن

جبير، وشهر بن حوشب، والضحاك، ذكره الطبري عنهم في )جامع البيان (، وهو ما قال به الطبري ورجحه3/27(، والماوردي في )النكت والعيون16/54

قال: "تكلم أربعة(، واحتجوا بما روي عن ابن عباس 16/59في )جامع البيان في المهد وهم صغار: ابن ماشطة بنت فرعون، وشاهد يوسف، وصاحب جريج،

".وعيسى ابن مريم والرأي الراجح هو ما ذهب إليه أصحاب القول األول، فإن ما قاله الشاهد في

سماهشأن القميص يدل على حكمة، وفهم، وخبرة، فضال عن أن الحق )شاهد( وال يطلق هذا اإلسم إال على من توافرت فيه أركان الشهادة، ومنها: العقل، والبلوغ ... الخ، وقال ابن الجوزي في )زاد المسير في علم التفسير

(: " أما مستند القول األول عن ابن عباس فخبره واه، ال تقوم به حجة"،2/432 وقال األلباني: أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن

ضعيف الجامع الصغير، في هR(1420آدم، األشقودري األلباني )المتوفى: وزيادته، أشرف على طبعه: زهير الشاويش، الناشر: المكتب اإلسالمي)

(: "ومما يضعف3/236(:"ضعيف". وقال ابن عطية في )المحرر الوجيز 1/686 هذا أن في صحيح البخاري ومسلم: لم يتكلم في المهد إال ثالثة: عيسى بن مريم،

وصاحب جريج، وابن السوداء الذي تمنت له أن يكون كالفاجر الجبار، فقال: لم يتكلم وأسقط صاحب يوسف منها، ومنها أن الصبي لو تكلم لكان الدليل نفس

كالمه دون أن يحتاج إلى االستدالل بالقميص". (.2/192لسمرقندي: بحر العلوم ) ينظر: ا)(2

165

حينئذ في حياة جديدة، بعيدة عن كل مظاهر الزينةودخل يوسف قد ابتعد عن القصور وما بها من نعم،وبهجتها، وإذا كان يوسف

بعد أن ذاق البالء المتمثل في كيد امرأة العزيز والنسوة، فقد حل به نوع آخر من أنواع البالء، فيه إذالل للنفس، وحبس لحرية

اإلنسان وقهرها في حيز ضيق من المكان، ال يقتات إال على الدون من الطعام، وبصحبة الخارجين ومعتادي اإلجرام يعاشرهم، ويتصل

بنفوسهم. ال في هذا السجن المظلم بضع سنين، ويمكث نبي الله يوسف

، ليس لديه عملمن أجل جريمة ارتكبها، ولكن لطهارة ثوبه وعفته إال صقل مواهبه وبناء شخصيته، ومحاولة هداية السجناء، وعيادة

والدعوة إلى الله الواحد القهار، مثله في ذلك كمثل آبائه، مرضاهم يعرفلم إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم الصالة والسالم،

ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿٹ ٹ ژالهزيمة، ولم يكتنفه القنوط واليأس، [.87يوسف : ] ژٿ ٿ ٿ

يسجن ظلما وقهرا، ولكنه لم ينس القيام بواجبفها هو يوسف ، وبذل اإلحسان لكل من عاشرهم من السجناءالدعوة إلى الله

وغيرهم.

166

الخامس المبحث

وموقفه من األزمة االقتصادية. يوسف الصديق

وفيه أربعة مطالب:

)المطلب األول(: التفسير ووضع الحلول.

ۆئې ې ى ى ٹ ٹ ژ ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ائ ائىئ ی ی یۈئۈئ ىئ ىئ ېئ ېئ يوسف :] ژېئ

43.]

167

لتبدأ في محبسه، ليوسف لقد مضت المدة التي وقتها الله أقضتمرحلة أخرى من االبتالء تتمثل في رؤيا رآها ملك مصر

ولم يجد بين صفوف حاشيته من الكهنة والمنجمين، عليه مضجعه ، فلقد رأى سبع بقرات سمان خرجن من البحر، فيمن يؤولها له

آثارهن سبع عجاف، فأقبلت العجاف على السمان، فأخذن بأذنابهن فأكلنهن إلى القرنين، ولم يزد في العجاف شيء، ورأى سبع

سنبالت خضر وقد أقبل عليهن سبع يابسات فأكلنهن حتى أتين عليهن، ولم يزدد في اليابسات شيء، فدعا أشراف قومه فقصها

نه، ژٱ ٻ ٻژ عليهم، فقالوا: أي: أخاليط أحالم، ليست برؤيا بي أي: ليس للرؤيا المختلطة عندنا ژٻ پ پ پ پژ

الذي نجا منوبينما الحال كذلك، إذا بصاحب يوسف  ،تأويل ۆ ۆژ :من الغالمين، وهو الساقي الذي قال له يوسف السجن

وما شاهده منه يتذكر الساقي يوسف ، أي: ژٺ ٺ ٺ ژ ، ژۈ ، فينطلق إليه مسرعا، ويسأله عن تأويلمن العلم بتعبير الرؤيا

رؤيا الملك، ثم يعود إلى الملك ويلقي بين يديه تأويل ما رآه، ويقع ذلك التأويل من الملك موقعا حسنا، وعندها يصيح الملك بمن حوله

طالبا منهم إحضار يوسف ؛ ليكون من خاصة مستشاريه، ومعاوناله في إدارة شؤون البالد.

لهذه الرؤيا دقيقا ومحسوبا، حيث كانتلقد كان تعبير يوسف األساطير القديمة مظهر النعمة والغنى، وكون البقرات البقرة في

وكونها عجافا دليل على الجفاف سمانا دليل على كثرة النعمة،

168

دليال على والقحط، وهجوم السبع العجاف على السبع السمان كان.أن يستفاد من ذخائر السنوات السابقة

بها سبع سنبالت يابسات تأكيد وسبع سنبالت خضر وقد أحاطت ولذا أشار نبي آخر على هاتين الفترتين، فترة النعمة وفترة الشدة،

، عليهم أن يقوموا بتخزين المحاصيل في سنابلها لئالالله يوسف تفسد بسرعة وليكون حفظها .إلى سبع سنوات ممكنا

يءوكلمة دأبا ، وهيودأبت أدأب دأبا ودؤوبا: إذا اجتهدت في الش ،(1)بمعنى العادة المستمرة في األصل إدامة الحركة، كما أنها

فيكون معنى الكالم : عليكم أن تزرعوا بجد وجهد أكثر وتبعا في مصر، ولكن ينبغي أن تقتصدوا في مصرفه، لعادتكم المستمرة

.تتعبوا أي اعملوا حتى وكون عدد البقرات العجاف والسنابل اليابسات لم يتجاوز السبع

منهما، دليل آخر على انتهاء الجفاف والشدة مع انتهاء تلك لكل فإن سنة ستأتي بعد هذه السنوات السنوات السبع، وبالطبع

للبذر في تلك السنة مملوءة بالخيرات واألمطار، فالبد من التفكير.وأن يحتفظوا بشيء مما يخزن لها

)المطلب الثاني(: الدقة في التخطيط وتحملالمسؤولية.

كأحد هؤالء المفسرين للرؤى في الحقيقة لم يكن يوسف واألحالم، بل كان قائدا بصيرا يخطط من زاوية السجن لمستقبل

(.14/142األزهري: تهذيب اللغة ) ينظر: أبو منصور)(1

169

هذه البالد، وحينما أسند الملك إليه إدارة شئون البالد خاصة من الناحية االقتصادية، كان اختبارا قاسيا وابتالءا شديدا، يتعلق به حياة الناس من ناحية طعامهم وشرابهم ومستقبلهم، ومن ثم فقد قام بتقديم خطة عمل للحكومة تشمل عدة مواد لخمسة عشر عاما

مقبلة على األقل، وكان هذا التفسير المقرون بعالج األزمة وكيفية هو الذي حرك الملك وأهل الصالح من حاشيته، وكان الخروج منها

وأن ينجو يوسف سببا إلنقاذ أهل مصر من القحط القاتل من جهة،من سجنه وتخرج الحكومة من أيدي الطغاة من جهة أخرى .

رؤيا الملك بين يديه، قال لهقال الواحدي: " لما عبر يوسف الملك: فما ترى أيها الصديق؟ قال: أرى أن تزرع في هذه السنين

المخصبة زرعا كثيرا، وتبني الصوامع ويجمع فيها الطعام الذي يكفي حاجة الناس في أعوام الجدب، بل أكثر من ذلك، سوف

يأتيك الخلق من النواحي المجاورة ليمتاروا منك لحكمك، ويجتمع عندك من األموال والكنوز ما لم يجتمع ألحد قبلك، فقال الملك:

ژ: ومن لي بهذا؟ ومن يجمعه، ويكفي الشغل فيه؟ فقال يوسف [ يعني: أرض مصر55]يوسف : ژ چ چ چ ڃڄ ڃ ڃ ڃ

.(1)إني حفيظ لما وليت عليم بأمره" دون أن يطلب شرطا أو قيدا أو أجرا لتعبيره، عبر إن يوسف

غموض فيه وال حجاب، مقرونا بما ينبغي الرؤيا فورا تعبيرا دقيقا ال ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈٹ ٹ ژ عمله في المستقبل

(.2/618 الواحدي: الوسيط في تفسير القرآن المجيد ))(1

170

ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ[.٤٩-٤٧يوسف: ] ژڱ ڱ

لسبع سنين متوالية، فال أمطار فيها وال ثم إنه يحل بكم القحط ٹ ٹزراعة كافية، فعليكم باالستفادة مما جمعتم في سني الرخاء

ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱژ .ژ

ولكن عليكم أن تحذروا من اإلسراف والتبذير في استهالك الطعام وإذا واظبتم على هذا المنهج وهذه الطريقة ژ ڳ ڳ ڱ ڱ ژ

ہڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ژفال خطر حينئذ يهددكم ألنه ہ ۀ ۀأي سوف يدركهم الغيث فتكثر خيراتهم، وليس هذا فحسب، بل ژہ ژ المحاصيل الستخراج الدهن، والفاكهة أي يعصروا ژہ

.الستخراج الشرابالزراعة.الري و)المطلب الثالث(: تنظيم

يعلم أن جانبا كبيرا من االضطراب الحاصل فيكان نبي يوسف ذلك المجتمع الكبير المملوء بالظلم والجور يكمن في القضايا االقتصادية، واآلن وبعد أن عجزت أجهزة الدولة عن حل تلك

المشكالت، واضطروا لطلب المساعدة منه، فمن األفضل له أن يسيطر على اقتصاد مصر حتى يتمكن من مساعدة المستضعفين،

يستطيع، ويسترد وأن يخفف عنهم اآلالم والمصاعب قدر ما حقوقهم من اإلقطاعيين وأصحاب النفوذ، ويقوم بترتيب األوضاع

المتردية في هذا البلد الكبير، ويجعل الزراعة وتنظيمها هدفه

171

األول، وخاصة بعد وقوفه على أن السنين القادمة هي سنوات الوفرة حيث تليها سنوات المجاعة والقحط، فيدعو الناس إلى الزراعة وزيادة اإلنتاج، وعدم اإلسراف في استعمال المنتجات

الزراعية، وتقنين الحبوب وخزنها واالستفادة منها في أيام القحط بدا من توليه منصبوالشدة، وهكذا لم ير نبي الله يوسف

.اإلشراف على خزائن مصر منصب األمانة على خزائن مصر، وقال للملكاختار يوسف

اجعلني مشرفا على خزائن هذا البلد؛ فإني حفيظ عليم؛ وعنديمعرفة تامة بخصائص المهنة وأسرارها.

مرة أخرى تعلمنا هذه القصة هذا الدرس الكبير وهو أن قدرة الله أكبر مما نتصور، فهو القادر بسبب رؤيا بسيطة يراها جبابرة

الزمان أنفسهم أن ينقذ أمة كبيرة من فاجعة عظيمة، وبسببها أيضا ،، بعد سنين من الشدائد والمصائبيخلص عبده ونبيه يوسف

تعرض فيها لشتى أنواع البالء. لرؤيا الملك منطقيا إلى درجة أنه جذبيوسف لقد كان تعبير

الملك وحاشيته إليه، إذ كان يرى أن سجينا مجهوال عبر رؤياه بأحسن تعبير وتحليل، دون أن ينتظر أي أجر، أو يتوقع أمرا ما، كما

أنه أيضا أعطى للمستقبل خطة مدروسة.)المطلب الرابع(: إنشاء قاعدة اإلحصاء.

يقدر كيال لكل فرد، أي أن كل فرد في مصركان نبي الله يوسف كان له قدر معين من الطعام المخزون، ويختلف هذا القدر بحسب

172

أسرته من ناحية العدد، وكون الشخص ممن شارك في عملية التخزين، ويستلزم ذلك إحصاء األفراد وتدوين أسمائهم في

الديوان، والحضارة المصرية القديمة تستوعب كل ذلك، فهم أول من دون المعلومات عن المعارك، وأعمال الملوك والرعية،

والرحالت التجارية، كل ذلك على األحجار، سواء كان ذلك بالرسمۓ ٹ ٹ ژ أو بالكتابة، كما أنهم قاموا بضبط المكاييل والموازين، ۓ

ۅڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋ ۅ ژٴۇ[. 60- 59]يوسف :

الدروس والعبر المستفادة من الفصل األول

كان من أهم الدروس العبر والفوائد التي اشتمل عليها التمهيدوالفصل األول ما يلي:

ے ھ ھ ھ ھ ژ - أن قوله تعالى:1 [، يدل2]يوسف : ژہ أنزلهألن الله على أنه ليس في القرآن الكريم ألفاظ غير عربية؛

بلغة العرب، وقد نص القرأن الكريم على عربيته في آيات كثيرةمنها:

173

[. 37]الرعد : ژڎ ڈ ڈ ژ ژ قوله تعالى:حت ژ وقوله تعالى: جت يب ىب مب خب حب جب يئ ژىئ

[.113] طه : گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ںژ وقوله تعالى:

ۀں ڻ ڻ ڻ ڻ [.١٩٥ - ١٩٢]الشعراء: ژۀ[.28] الزمر : ژۉ ې ې ې ې ى ى ژ وقوله تعالى: [.3] فصلت : ژپ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ژ وقوله تعالى: ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳژ وقوله تعالى:

ۀ ڻ ڻ ڻ ڻ ںڱ ڱ ڱ ڱ ں [.7] الشورى : ژۀ [.3] الزخرف : ژڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ وقوله تعالى:مئ ی ی ی ی ژ وقوله تعالى: حئ جئ ىئ ىئ ىئ

[.12]األحقاف:ژ:وهو قول جمهور العلماء ومنهم

حيث قال:" ومن جماع علم كتاب الله: العلم بأن جميع(1)الشافعي كتاب الله إنما نزل بلسان العرب، وقد تكلم في العلم من لو

اإلمام الشافعي: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع، الهاشمي،)( 1 هR، سمع من:150 سنة: القرشي، المطلبي، أحد األئمة األربعة، ولد بفلسطين

مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، ومسلم بن خالد الزنجي، ومحمد بن الحسن الشيباني، وغيرهم، وحدث عنه: سليمان بن داود الهاشمي، وأحمد بن حنبل، وأبو

هR.204 من مصنفاته: المسند، وكتاب األم، وغيرهما، توفي سنة: ثور، وغيرهم، الذهبي: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايمازينظر:

هR(، تذكرة الحفاظ، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت-748الذهبي )المتوفى: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد )(، و1/265هR )1419لبنان، الطبعة: األولى،

(. 4/163 وابن خلكان: وفيات األعيان )(،2/54

174

أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه لكان اإلمساك أولى به، وأقرب من السالمة له إن شاء الله، فقال منهم قائل: إن في القرآن عربيا

شيء إالوأعجميا، والقرآن يدل على أن ليس من كتاب الله .(1)بلسان العرب" : " إنما أنزل القرآن بلسان عربى مبين، وتصداق(2)وقال أبو عبيدة

ڳ ڳ ڳ ڳ ڱٹ ٹ ژ ذلك فى آية من القرآن، وفى آية أخرى: [، فلم يحتج السلف وال الذين أدركوا4]إبراهيم : ژڱ ڱ ڱ ں

أن يسألوا عن معانيه؛ ألنهم كانوا عرب األلسن،وحيه إلى النبي فاستغنوا بعلمهم به عن المسألة عن معانيه، وعما فيه مما فى

كالم العرب مثله من الوجوه والتلخيص، وفى القرآن الكريم مثل ما فى الكالم العربي من وجوه اإلعراب، ومن الغريب،

.(3)والمعاني"

الشافعي: الرسالة، تحقيق: أحمد شاكر، الناشر: مكتبه الحلبي، مصر، الطبعة)( 1(.1/34هR )1358األولى،

المثنى التيمي، أبو عبيدة النحوي البصري، العالمة، نشأ بن أبو عبيدة: معمر)( 2 هR، في الليلة التي مات فيها110بالبصرة، ووفد على الخلفاء ببغداد، ولد سنة:

روى عن: هشام بن عروة، وأبي عمرو بن العالء، وكان أحدالحسن البصري، ، ثقة، أثنى عليه ابن المديني، وصحح روايته، وقال: ما يحكي عنأوعية العلم

العرب إال الشيء الصحيح، وكانت تصانيفه تقارب مائتي مصنف منها: مجاز القرآن، وكتاب غريب القرآن، وكتاب معاني القرآن، وكتاب غريب الحديث،

(،1/37ابن قتيبة: المعارف ) هR. ينظر : 209: وغيرها كثير، توفي بالبصرة سنة الكامل: وابن األثير(،10/206وابن الجوزي: المنتظم في تاريخ األمم والملوك )

(.5/540 )في التاريخ هR(،209 أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمى البصري )المتوفى: :أبو عبيدة)( 3

، مكتبة الخانجى– القاهرة، الناشر: محمد فواد سزگينتحقيق:مجاز القرآن، 1381( R1/8 ه .)

175

وقال ابن فارس: " لو كان فيه من لغة غير العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن اإلتيان بمثله؛ ألنه أتى بلغات ال

.(1)يعرفونها" وقد ذكر الشيخ طنطاوي أن ابن عباس ومجاهد وعكرمة قالوا: بأن فيه من غير العربي مثل: سجيل، والمشكاة، واليم، وإستبرق، ونحو

ذلك، وعقب على ذلك بقوله: وهذا هو الصحيح المختار، وكال القولين صواب- إن شاء الله-، ووجه

الجمع بينهما، أن هذه األلفاظ لما تكلمت بها العرب، ودارت على ألسنتهم صارت عربية فصيحة، وإن كانت غير عربية في األصل، لكنهم لما تكلموا بها نسبت إليهم، وصارت لهم لغة، فظهر بهذا

.(2)البيان صحة القولين، وأمكن الجمع بينهما" أنه يجوز لإلنسان في بعض األوقات أن يخفى بعض النعم التي-2

بها عليه، خشية حسد الحاسدين، أو عدوان المعتدين .أنعم الله

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پژ قال الجصاص:" قوله تعالى: علم أنه إن قصها عليهم[ ٥]يوسف: ژ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ڀڀ

حسدوه وطلبوا كيده، وهو أصل في جواز ترك إظهار النعمة قد أمروكتمانه عند من يخشى حسده وكيده، وإن كان الله

.(3)" ژڻ ڻ ڻ ڻ ژ بإظهاره بقوله تعالى: ابن فارس: أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين)( 1

هR(، الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في395)المتوفى: (.1/33هR )1418كالمها، الناشر: محمد علي بيضون، الطبعة األولى،

(،7/316ينظر : محمد سيد طنطاوي: التفسير الوسيط للقرآن الكريم ) )(2 (.2/432حاشية الجمل على الجاللين )و(. 3/216 الجصاص: أحكام القرآن ))(3

176

قال القاسمي: " فال معنى إلنكار من ينكر ويزعم أن العلم ال يحل. (1)كتمه"

ٻ ٻ ٻ پ پ پ پژأخذ جمهور العلماء من قوله تعالى : - 3 لم يكونوا أنبياء، وهو ما قال به أن إخوة يوسف [٥]يوسف: ژڀ

أو،ولم ينقل عن أحد من أصحاب رسول الله (2)كثير من العلماءالتابعين أنه قال بنبوتهم.

: " الذي يدل عليه القرآن واللغة واالعتبار، أن(3)وقال ابن تيميةإخوة يوسف ليسوا بأنبياء، وليس

خبر بأن الله ، بل وال عن أصحابه في القرآن وال عن النبي أهم، وإنما احتج من قال إنهم نب

(. 6/148 القاسمي: محاسن التأويل ))(1(، وابن عطية في )المحرر الوجيز3/10)( مثل الماوردي في )النكت والعيون 2

(، والضوكاني في )فتح القدير3/311(، والثعالبي في )الجواهر الحسان3/220(، وغيرهم.6/248(، والقاسمي في )محاسن التأويل6/303

أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم بن عبد الله بن أبي القاسم بن ابن تيمية: )(3 تيمية، اإلمام تقي الدين أبو العباس الحراني، فريد العصر علما ومعرفة وذكاء

،تمذهب لإلمام أحمد بن حنبل، وحفظا وكرما وزهدا، وفرط شجاعة، وكثرة تآليف من تصانيفه: فتاوى ابنسمع من: ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وخلق كثير، و

تيمية، والجمع بين العقل والنقل، والفرقان بين أولياء الله والشيطان، وغيرها هR. ينظر: ابن خلكان: وفيات األعيان )728هR، ومات سنة: 661ولد سنة: كثير،

(، وابن حجر: الدرر الكامنة في أعيان4/192(، والذهبي: تذكرة الحفاظ )4/386(. 1/168المائة الثامنة )

177

ئوا بقوله تعالى في آيتي البقرة والنساء )واألسباط( ، وفسر(1 )نب األسباط بأنهم أوالد يعقوب، والصواب أنه ليس المراد بهم أوالده

لصلبه بل ذريته، كما يقال فيهم أيضا "بنو إسرائيل"، وكان في ذريته األنبياء، فاألسباط من بني إسرائيل، كالقبائل من بني

.(2)إسماعيل" وقال اآللوسى عند تفسيره لهذه اآلية: " والظاهر أن القوم- أى

إخوة يوسف- كانوا بحيث يمكن أن يكون للشيطان عليهم سبيل،. (3)ويؤيد هذا أنهم لم يكونوا أنبياء"

جواز إطالق إسم األب على الجد، فمن نسب رجال إلى جده- 4 يوم حنينوقال: يا ابن فالن، فال حرج عليه، فقد نسب النبي

» لقد رأيت رسول الله قال: نفسه إلى جده، فعن البراء على بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان بن الحارث آخذ

بلجامها، وهو يقول: » أنا النبي ال كذب، أنا ابن عبد.(4)المطلب«

﴿ قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلىفي قوله تعالى: )( 1 إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب واألسباط وما أوتي موسى

ق بين أحد منهم ونحن له وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم ال نفر [.136 ]البقرة: ﴾مسلمون

﴿ إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين منوفي قوله تعالى: ﴾ بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب واألسباط

[ .163]سورة النساء: ابن تيمية: جامع المسائل، تحقيق: محمد عزير شمس، إشراف: بكر بن عبد)( 2

هR )1422الله أبو زيد، الناشر: دار: عالم الفوائد للنشر والتوزيع، الطبعة األولى 3/297 .)

(. 6/375 اآللوسي: روح المعاني ))(3ه تعالى: ( في )المغازي( 4316أخرجه البخاري برقم ))( 4 ﴿ ويومباب قول الل

(،5/153 )[26 ]التوبة: ﴾حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا (،4/30( في )الجهاد( باب من قاد دابة غيره في الحرب )2864وبرقم )

178

أن العدل مطلوب في كل األمور، في معاملة السلطان رعيته-5 وفيما دونه، حتى في معاملة الوالد ألوالده، وأن من أخل بذلك فقد يختل عليه األمر، وتفسد األحوال، ولهذا لما اعتقد أبناء يعقوب أن

في المحبة عليهم، جرى منهم ما جرى علىأباهم يقدم يوسف أنفسهم، وعلى أبيهم وأخيهم.

- استحباب كتمان السر، وجواز التحذير من شخص بعينه، ومدح6الشخص في وجهه إذا لم يضره.

7 - أن بكاء المرء ال يدل على صدقه، الحتمال أن يكون ذلك تصنعا قد جاءوا أباهم عشاء يبكون وهم ظلمةمنه، فإن إخوة يوسف

كذبة، واصطنعوا البكاء تمويها على أبيهم لئال يظن بهم أنهم قتلوه، ومن الناس من لديه القدرة على التمويه والكيد، وبعض المتظلمين

بالباطل يفعلون ذلك، وفطنة الحاكم ال تنخدع لمثل هذه الحيل،. (1)ولذلك ال يتعلق بها حكما، وإنما يتعلق الحكم بالبينة

)( في )الجهاد والسير( باب في غزوة حنين1776وأخرجه مسلم برقم )3/1400.)

اإلقرار، أو الشهود العدول، أو بهما معا، أوبالبرهان والحجة تثبت ب)( والبينة1الفاصلة.

179

: هذا يدل على أن بكاء المرء(2): " قال علماؤنا(1)قال ابن العربي ال يدل على صدق مقاله؛ الحتمال أن يكون تصنعا، ومن الخلق من

.(3)يقدر على ذلك، ومنهم من ال يقدر"وقد قيل: إن الدمع المصنوع ال يخفى، كما قال الشاعر:

ن إذا اشتبكت دموع في خدود ... تبين من بكى مم(4)تباكى

- مشروعية المسابقة، وفيه من الطب رياضة النفس والدواب،8وتمرين األعضاء على التصرف.

وأنافعن عائشة رضي الله عنها، قالت: خرجت مع رسول الله :ثم قال لي» تقدموا « خفيفة اللحم فنزلنا منزال فقال ألصحابه:

ثم خرجت معه» تعالي حتى أسابقك فسابقني فسبقته « »في سفر آخر، وقد حملت اللحم فنزلنا منزال فقال ألصحابه:

ابن العربي: محمد بن عبد الله بن محمد المعافري اإلشبيلي المالكي، أبو بكر)(1 ابن العربي، أخذ من: أبي حامد الغزالي، وأبي بكر الشاشي، والعالمة التبريزي، وجماعة، وحدث عنه: أحمد بن خلف اإلشبيلي، والحسن بن علي القرطبي، وأبو

بكر محمد الفهري، وخلق كثير، من كتبه: العواصم من القواصم، وعارضة هR.543االحوذي في شرح الترمذي، وأحكام القرآن، وغيرها كثير، توفي سنة:

(.3/266والصفدي: الوافي بالوفيات ) (،4/61ينظر: الذهبي: تذكرة الحفاظ )؛ ألنه مالكي.)( يقصد بذلك: فقهاء المالكية2 ابن العربي: أحكام القرآن، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب)( 3

(.3/38 هR )1424العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الثالثة هR(،354من ) البحر الوافر(، والبيت ألبي الطيب المتنبي )المتوفى سنة: )( 4

هR )1403ينظر: ديوان المتنبي، الناشر: دار بيروت للطباعة والنشر – بيروت، (، وأبو الطيب المتنبي وما له وما عليه، لعبد الملك بن محمد بن1/569

هR(، تحقيق: محمد محيي الدين عبد429إسماعيل أبو منصور الثعالبي )المتوفى: (.1/143الحميد، الناشر: مكتبة الحسين التجارية – القاهرة )

180

فسابقني فسبقني» تعالي أسابقك « ثم قال لي: تقدموا «.(1)» هذه بتلك «فضرب بيده كتفي وقال:

- أن بعض أنواع الشر أهون من بعض، وارتكاب أخف الضررين9 ، لما اتفقوا على إخوة يوسف ، فإن(2)أولى من ارتكاب أعظمهما

ہ ھ ھ ھژ قتل يوسف، أو إلقائه أرضا، وقال قائل منهم: ہۓھ ڭ ڭ ڭ ۓ ے كان هذا القول منه إشارة لهم ژے

باختيار أخف الضررين، وبسبب اختيارهم لهذا القول خف عنهم الوقوع في اإلثم الكبير، فكان هذا الرأى عبرة في االقتصاد عند االنتقام، واالكتفاء بما حصل به الغرض دون إفراط؛ ألن غرضهم

عن أبيهم، وهذا اإلبعاد يتم عن طريق إلقائهإنما هو إبعاد يوسف في غيابة الجب، دون أن تتلوث أيديهم بدم أخيهم.

ال تنافي الصبر، وإنما الذي ينافيه،- أن الشكوى إلى الله 10 وحزن القلب، الدمع العين، وأن الشكوى إلى المخلوقين،

( في )كتاب الجهاد( باب في السبق على الرجل2578 أخرجه أبو داود برقم ))(1 أبو داود: سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن (، ينظر:3/29)

جستاني )المتوفى: هR(، سنن أبي داود، المحقق: محمد275عمرو األزدي الس محيي الدين عبد الحميد، الناشر: المكتبة العصرية، صيدا – بيروت. وأخرجه

( في )كتاب عشرة النساء(،8895(، وبرقم )8894النسائي في "الكبرى برقم ) أبو عبد الرحمن أحمد بن النسائي: (، ينظر:8/178باب:مسابقة الرجل زوجته )

هR(، السنن الكبرى، تحقيق:303شعيب بن علي الخراساني، النسائي )المتوفى: حسن عبد المنعم شلبي، وشعيب األرناؤوط، وعبد الله بن عبد المحسن التركي،

هR. وقال ابن الملقن:1421الناشر: مؤسسة الرسالة – بيروت، الطبعة: األولى، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري )المتوفى:

البدر المنير في تخريج األحاديث واألثار الواقعة في الشرحهR(، في كتابه: 804 الكبير، تحقيق: مصطفى أبو الغيط، دار النشر: دار الهجرة للنشر والتوزيع-

(:"هذا الحديث صحيح ". 9/424هR )1425الرياض، الطبعة األولى، )( ينظر: الشنقيطي: محمد األمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني2

هR(، المصالح المرسلة، الناشر: الجامعة اإلسالمية،1393الشنقيطي )المتوفى: (.1/18هR )1410المدينة المنورة، الطبعة: األولى،

181

يستوجب به ذما وال عقوبة، ومن ثم فال إثم فيه، فعن أنس بن ،(1) على أبي سيف القين، قال : دخلنا مع رسول الله مالك

له، وشمه،، فأخذ رسول الله وكان ظئرا إلبراهيم إبراهيم، فقب ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول

: وأنت يا رسول تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف الله ، ثم أتبعها بأخرى، فقال» يا ابن عوف إنها رحمة«الله؟ فقال:

:إن العين تدمع، والقلب يحزن، وال نقول إال ما « .(2)يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون «

- اختيار الليل لالعتذار دون النهار؛ ألن العين تستحي من العين،11كما قال الشاعر:

كيف يرجو الحياء منه صديق ... ومكان الحياء منه.(3)خراب

يريد عينيه ال تبصران.

ظئر إبراهيم ابن رسول اللهزوج أم سيف، أبو سيف القين: البراء بن أوس، )( 1،قال: قال رسول الله ، ذكر في حديث أنس بن مالكولد لي الليلة غالم " :

فدفعته إلى أم سيف"، امرأة قين يقال له: أبوفسميته باسم أبي إبراهيم سيف، فانطلق يأتيه، فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره، وقد امتأل البيت

فأمسك".دخانا، فأسرعت فقلت: يا أبا سيف، أمسك فقد جاء رسول الله (، وابن األثير: أسد4/1687االستيعاب في معرفة األصحاب ) ينظر: ابن عبد البر:

(.6/157الغابة )اباب: قول النبي ( كتاب الجنائز( في )1303 أخرجه البخاري برقم ))( 2 : » إن

( في )الفضائل ( باب:2315وأخرجه مسلم برقم )(، 2/83بك لمحزونون « )(.4/1807 الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك )رحمته

من )البحر الخفيف( والبيت البن الرومي: علي بن العباس بن جريج، الرومي)(3 ديوان ابن الرومي، تحقيق: أحمد حسن بسج، هR( ،ينظر:283)المتوفى سنة:

(.1/244)هR 1423الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة الثالثة

182

ہ ھ ھٹ ٹ ژ - إطالق لفظ الشراء على البيع، كما 12 ہ ہےھ ھ [.20] يوسف : ژے

أن اختالط الرجال بالنساء، كثيرا ما يؤدى إلى الوقوع في- 13 الفاحشة؛ وذلك ألن ميل الرجل إلى المرأة وميل المرأة إلى

الرجل أمر فطري طبيعي، وما بالذات ال يتغير. مع امرأة العزيز تحت سقف واحد، في سنووجود يوسف

كانت هي فيه مكتملة األنوثة، وكان هو فيها فتى شابا جميال، أدى إلى فتنتها به، وإلى أن تقول له في نهاية األمر بعد

، وال شك أن من األسباب ژ ڀ ڀژإغراءات شتى له منها: األساسية التي جعلتها تقول هذا القول العجيب، وجودهما لفترة

طويلة تحت سقف واحد. لذا حرم اإلسالم تحريما قاطعا الخلوة باألجنبية، سدا لباب الوقوع

في الفتن، ومنعا من تهيئة الوسائل للوقوع في الفاحشة، فعن » إياكم والدخول قال : : أن رسول الله (1)عقبة بن عامر

على

فقال رجل من األنصار : يا رسول الله ، أفرأيت الحمو ؟النساء«.(2)» الحمو الموت«قال :

)( عقبة بن عامر: ابن عبس بن عمرو بن عدي بن رفاعة بن غنم بن رشدان بن1 المدينة، وكان يكثر، أسلم بعد قدوم النبيقيس، الجهني، أبو حماد الصحابى

، شهد فتح مصر مع عمرو بن العاص، ثمالرمى، لشيء سمعه من رسول الله وليها من قبل معاوية بن أبي سفيان، بعد موت أخيه عتبة بن أبي سفيان، روى

، وغيرهم،عنه من الصحابة: ابن عباس، وأبو عباس، وأبو أيوب، وأبو أمامة ومن التابعين: أبو الخير، وعلي بن رباح، وأبو قبيل، وسعيد بن المسيب، وغيرهم،

(، وابن عبد البر:1/279هR. ينظر : ابن قتيبة: المعارف )58وتوفى سنة: (. 3/112(، وابن األثير: الكامل في التاريخ )3/1074االستيعاب )

باب ال يخلون رجل بامرأة( في )كتاب النكاح ( 5232أخرجه البخاري برقم ))( 2 ( في2172وأخرجه مسلم برقم )(، 7/37إال ذو محرم، والدخول على المغيبة )

183

الحمو: هو قريب الزوج، كأخيه وابن عمه. أن من الواجب على المؤمن إذا ما دعى إلى معصية أن -14

من ذلك، ليعصمه منها، وأن يذكر الداعي لهيستعيذ بالله ٺ ٺ ٺژ: بضررها، وبسوء عاقبة المرتكب لها، كما قال يوسف

[.23] يوسف :ژ ٹ ٹ ٹ ڤٹٿ ٿ ٿ ٿ - يجب على المسلم إذا ابتلي بين أمرين - إما فعل معصية،15

وإما عقوبة دنيوية - أن يختار العقوبة الدنيوية على مواقعة الذنب الموجب للعقوبة الشديدة في الدنيا واآلخرة، فقد آثر يوسف

، وهذه من مظاهر الصديقية،دخول السجن على معصية الله ،، فعن أنس بن مالك وعالمات اإليمان، ودليل على محبته لله

» ثالث من كن فيه وجد بهن حالوة قال : عن النبي ا سواهما، اإليمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مم وأن يحب المرء ال يحبه إال لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في

.(1)النار« في كل- وجوب اغتنام المسلم ألي فرصة للدعوة إلى الله 16

وقت وحين، إذا تهيأت السبل واألجواء لتقبل الدعوة، كما استغل

(.4/1711باب: تحريم الخلوة باألجنبية والدخول عليها ))السالم( باب: من كره أن يعود في( في )كتاب اإليمان( 21أخرجه البخاري برقم ))( 1

( في6041(، وبرقم )1/13 )الكفر كما يكره أن يلقى في النار من اإليمان ( في )كتاب43(، وأخرجه مسلم برقم )8/14)كتاب األدب( باب الحب في الله )

(.1/66باب: بيان خصال من اتصف بهن وجد حالوة اإليمان )اإليمان(

184

فرصة احتياج السجينين إليه لتأويل رؤياهما، فبدأنبي الله يوسف حديثه بالدعوة إلى الله تعالى.

- أن دخول اإلنسان السجن ليس دائما دليال على أنه من العصاة17 دخله وهو بريء من أي تهمةأو المجرمين؛ ألن نبي الله يوسف

أو ذنب. ، وأن- أن الواجب على المسلم أن يلتجئ دائما إلى الله 18

يحتمي بحماه، وخاصة عند توفر أسباب المعصية، وأن يتبرأ من گ گ گ گ ڳ ڳژ: حوله وقوته، فقد قال يوسف

.[33] يوسف :ژڳ ڳ ڱ - أن من أصابه مكروه، أو وقع في شدة، فال حرج عليه أن19

يستعين بمن له قدرة على تخليصه، أو اإلخبار بحاله، وأن هذا ال يكون شكوى للمخلوق، فإن هذا من األمور العادية التي جرى

العرف باستعانة الناس بعضهم ببعض، ولهذا قال يوسف للذي ظن[.42] يوسف :ژ ۆ ۆ ۈ ژأنه ناج من الفتيين:

- أنه على اإلنسان أن يسعي في دفع التهمة عن نفسه، ما20 استطاع إلى ذلك سبيال، وأن يطلب البراءة والنزاهة منها، فهذا مما

عن الخروج من السجنيحمد على فعله، ولهذا فقد امتنع يوسف حتى تتبين لهم براءته، وتتضح لهم نزاهته، فقد قال لرسول الملك:

ۅ ۋ ۋ ٴۇ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈژ ]يوسف : ژۅ50.]

185

- أن العبرة ليست بالحسن والبهاء، وجمال المظهر، ولكن21 الجمالالعبرة بجمال ونقاء الجوهر، وقد وهب الله تعالى يوسف

بنوعيه، جمال المظهر، وليس أدل عليه من قول النسوة الالتي ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹژ جمعتهن امرأة العزيز حين لمنها:

بل قمن بتقطيع أيديهن، ژٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ وأما جمال الجوهر فهو العفة العظيمة عن المعصية، مع وجود

الدواعي الكثيرة لوقوعها، وليس أدل عليه من شهادة امرأة العزيزوالنسوة ببراءته، حين قالت:

ىئ ژ وحين قالت: ، ژ ڃ چ چ چ چ ڃ ڄ ڄ ڃ ڃژ ېئحئ ی ی ی ی جئ ىئ وئ ژ ، وحين قال النسوة: ژىئ ەئ

ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ . ژوئ - أن من أراد أن يتعلم من رجل شيئا فإنه يجب عليه أن22

يعظمه، وأن يخاطبه باأللفاظ المشعرة باإلجالل واالحترام، فعن »ليس منا من لم قال، أن رسول الله عبادة بن الصامت

، وهو ما(1)يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا« يتضح من قول الساقي، حين أراد أن يسأل نبي الله يوسف عن

ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦژ تأويل رؤيا المالك، فقال: [،46] يوسف : ژڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ

مالك بن خير من طريق (22755اإلمام أحمد في المسند برقم ) أخرجه )(1 صحيح لغيره". وأخرجه الحاكم في (، وقال المحقق:"37/416الزيادي )

(، وقال:""، وقال1/211(، فصل: في توقير العالم )421المستدرك برقم ) رواه (:"1/127مالك ثقة مصري". وقال الهيثمي في )مجمع الزوزائد الذهبي:"

أحمد والطبراني في الكبير، وإسناده حسن".

186

بالصديق، وهو الذي بلغ غاية الكمالفقد وصف نبي الله يوسف في الصدق في األقوال واألفعال، وتأويل األحاديث وتعبير األحالم.

الفصـل الثاني

ويشتمل على اصطفاء الله تعالى ليوسف ستة مباحث

وإيثاره ليوسف اصطفاء الله المبحث األول: .بحب والديه

بدخوله ليوسف اصطفاء الله المبحث الثاني: ديار مصر.

بالنبوة. ليوسف اصطفاء الله المبحث الثالث: بتعبير الرؤى.اختصاصه المبحث الرابع:

بالتمكين ليوسف اصطفاء الله المبحث الخامس: .في األرض

187

الدروس والعبر المستفادة منالمبحث السادس: الفصل الثاني.

المبحث األول

وإيثاره بحب والديه ليوسف الله (1) اصطفاء

وفيه مطلبان:

)المطلب األول(: تفضيل بعض األبناء على بعض فيالمحبة دون المعاملة.

مما الشك فيه أن بعض األبناء قد تتفاوت مواهبهم وقدراتهم، فقد يتمتع أحدهم بموهبة خالقة تجعله متميزا بين إخوته، مما يلقي

بالمسؤولية الجسيمة على عاتق األبوين في أسلوب وكيفيةيء؛ كما، االصطفاء: "إخراج الصفوة من كل شيء)(1 االصطفاء: تناول صفو الش

ه عبدهأن االختيار تناول خيره؛ ومنه محمد مصطفاه، أي مختاره، واصطفاء اللوب الموجود في غيره، وقد يكون باختياره اه صافيا عن الش قد يكون بإيجاده إي

بيدي: تاج العروس ) .(38/427وحكمه". ينظر: الز

188

التعامل مع بقية إخوته، وفيهم مثل هذا اإلبن الذي يتمتع بقدرات ومواهب ال يتمتع بها إخوته، ومن ثم يصبح من الضروري - بل من الواجب - على اآلباء أن يحاولوا إزالة هذا األثر الناتج عن إحساس

بقية األبناء بنقصهم أمام أخيهم . وقد يميل قلب األبوين إلى أحد األبناء أكثر من إخوته، وذلك

بها –لصالحه، أو لصغر سنه، أو لموهبة وقدرة قد اختصه الله فال لوم علىكما ذكرت آنفا - أو لكونه مريضا خامال من بين إخوته،

في تفضيلهما بعض األوالد على بعض في المحبةحينئذ الوالدين وقدوال يجوز أن يكون الميل والتفضيل في المعاملة، لمثل ذلك،

صرح كثير من العلماء بأن المحبة ليست مما يدخل تحت وسع وألن اإلنسان؛، ومما ال سبيل للعباد إلى خالفه أو دفعه عنهالبشر

. ال يملك قلبه، وإنما يملك تصرفه وفعله يقسمفعن عائشة رضي الله عنها، قالت:" كان رسول الله

» اللهم هذا قسمي فيما أملك، فال تلمنيفيعدل فيقول: . (1)، يعني القلب"فيما تملك وال أملك«

وحباه بنعمة عظيمة، أال وهي قد اصطفاه الله وكان يوسف نعمة حب الوالدين، فقد كان أحب إخوته إلى قلب أبيه، ولذلك

باب في القسم في )كتاب النكاح(، (،2134أخرجه أبو داود في سننه برقم ))( 1 (. وقال ابن الملقن في)البدر المنير في تخريج األحاديث3/470بين النساء )

(:"هذا الحديث ذكره الشافعي في7/481واألثار الواقعة في الشرح الكبير »المختصر« بالغا، ورواه أحمد، والدارمي في »مسنديهما«، وأصحاب »السنن«

األربعة، والحاكم، وابن حبان، من حديث عائشة - رضي الله عنها، وهو حديثصحيح".

189

،(1)كان يؤثره برعاية خاصة، هو وبنيامين؛ لصغرهما، وموت أمهما ، وقد سأل كسرىوحب الصغير أمر بدهي متمكن في فطرة البشر

عن بنيه، فسمى له عددا، فقال: " أيهم(2)هوذة بن علي الحنفي أحب إليك؟ قال: الصغير حتى يكبر، والغائب حتى يرجع، والمريض

، على قولين: القول األول: أن أمه ماتتفي موت أم يوسف اختلف العلماء )(1 في نفاس بنيامين. وهو قول: ابن عباس، والسدي، وزيد بن أسلم، وسفيان

(، والسمرقندي16/267الثوري، وابن منبه، ذكره عنهم الطبري في )جامع البيان(، وبه قال كل من: السجستاني في )غريب القرآن2/210في )بحر العلوم

(، والزمخشري في )الكشاف5/259(، والثعلبي في )الكشف والبيان 1/49 (، والفيروزآبادى في )بصائر ذوي18/509(، والرازي في )مفاتيح الغيب2/505

(، والزحيلي في )التفسير الوسيط2/114التمييز في لطائف الكتاب العزيز (. وهو قول الجمهور، ذكره الكرماني في )غرائب التفسير وعجائب2/1094

(، وابن الجوزي في )زاد2/515(، والبغوي في )معالم التنزيل1/552التأويل (، والقرطبي في13/55(، وابن عاشور في )التحرير والتنوير )2/473المسير

(.9/264)الجامع ألحكام القرآن القول الثاني: أن أمه كانت على قيد الحياة، واستدل أصحابه بقوله تعالى فيورفع أبويه على العرش وبه ، وقوله تعالى: ﴾نهاية القصة: آوى إليه أبويه ﴿ ﴾ ﴿

قال: قتادة، والحسن البصري، وابن إسحاق، ذكره عنهم السمعاني في )تفسيره(، والشوكاني في )فتح القدير4/587(، والسيوطي في )الدر المنثور3/66 (، وابن عطية في )المحرر16/267(، وإليه ذهب الطبري في )جامع البيان3/68

(.4/352(، وابن كثير في )التفسير3/281الوجيز والقول األول هو الراجح والصواب، وإن كان فيه نوع من البعد، إال أن تخطئة

العلماء الثقات وأهل البيان أبعد، وألن اطالق األبوين على األب وزوج األب، وهي يجوز على طريقة التغليب والتنزيل، حيث تولت تربيته، والقيامخالة يوسف

على شئونه، وبه قال جمهور المفسرين. والله أعلم. هوذة الحنفي: هوذة بن علي بن ثمامة بن عمرو الحنفي، من بني حنيفة، من)(2

بكر بن وائل: صاحب اليمامة )بنجد(، وشاعر بني حنيفة وخطيبها قبيل اإلسالم، وفي العهد النبوي، وفيه يقول األعشى قصيدته التي أولها: "بانت سعاد وأمسى

حبلها انقطعا " ومنها:ك من قوم ذوي حسب ال يفشلون إذا ما آنسوا فزعا يا هوذ إن

ئب إذا تعصب فوق التاج أو وضعا من يلق هوذة يسجRد غير مت وهو من أهل"قران"، من قرى"اليمامة"، وأهل قران أفصح بني حنيفة، وكان

ممن يزور كسرى في المهمات، ويقال له: "ذو التاج"، قال ابن األثير:" دخل على كسرى، فأعجب به ودعا بعقد من در، فعقد على رأسه، فسمي ذا التاج"، توفي

(، والزركلي: األعالم )1/424 هR. ينظر: ابن األثير: الكامل في التاريخ )8سنة: 8/102 .)

190

حتى يفيق، فقال له كسرى: أنى لك هذا؟ قال: هذا كالم .(1)الحكماء"

من قصيدة بعث بها إلى(2)ويؤيد ذلك قول أبي مروان الجزيريأوالده وهو في السجن، فقال فيها:

وصغيركم عبد العزيـز فإننـي ... أطوي لفرقته جوى لميصغر

ذاك المقدم في الفـؤاد وإن غدا ... كفؤا لكم فيالمنتمى والعنصر

إن البنان الخمـس أكفـاء معا ... والحلي دون جميعهاللخنصر

هR(، الكامل في اللغة285 انظر: المبرد: محمد بن يزيد المبرد )المتوفى:)(1 واألدب، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: دار الفكر العربي – القاهرة،

أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن (، وابن عبد ربه:2/20 هR )1417الطبعة الثالثة محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه األندلسي

هR(، العقد الفريد، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة328)المتوفى: (.2/107 هR )1404األولى،

الجزيري: عبد الملك بن إدريس الجزيري، أبو مروان، من أهل قرطبة، وزير)(2 من وزراء الدولة العامرية، وكاتب من كتابها، عالم أديب، شاعر كثير الشعر،

معدود في أكابر البلغاء، ومن ذوي البديهة في ذلك، وله رسائل وأشعار مدونة، ومن مستحسن مطوالته قصيدة له في اآلداب، كتب بها إلى بنيه، قال الحميدي:

ال أعلم ألحد مثلها في معناها، تولى اإلنشاء أيام المنصور ابن أبي عامر، وبقي إلى زمن ابنه المظفر، فعزله هذا، واعتقله في برج من أبراج"طرطوشة"، ولبث

أحمد بن يحيى بن أحمد بن:الضبي هR. ينظر: 394فيه إلى أن مات سنة: هR(، بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل599عميرة، أبو جعفر الضبي )المتوفى:

(،1/374 م )1967 ، عام النشر: دار الكاتب العربي – القاهرة، الناشر:األندلس والحميدي: محمد بن فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد األزدي الميورقي

هR(، جذوة المقتبس في ذكر488الحميدي أبو عبد الله بن أبي نصر )المتوفى: والة األندلس، الناشر: الدار المصرية للتأليف والنشر– القاهرة، عام النشر:

(.1/280م )1966

191

وإذا الفتى فقد الشباب سما له ... حب البنين وال(1)كحب األصغر

أكثر من كان يحب يوسف ويرجع السبب في أن يعقوب حيث كانإخوته؛ ألنه رأى فيه من مخايل الخير ما لم ير فيهم،

يحسن إلى كل من حوله، ويضحي من أجلهم، ويسعى في خدمتهم، ليس اصطناعا وتكلفا، وإنما سجية وطبعا، وحبا لفعل

ولما شعر به من أن له مكانة عظيمة عند ربه تفوقالخير، في يوسف امتدادا لميراث النبوة،مكانتهم، فقد رأى يعقوب

والتي تمثلت في جده إبراهيم، وعمه إسماعيل، وأبيه إسحاق – عليهم أفضل الصالة وأتم السالم – وتأكد من تلك اإلمارات عندما

.قص الرؤيا عليه ڎ ڎ ڈ ڈ ژٹ ٹ ژ ويدل على ذلك ما جاء على لسان إخوته،

[.8]يوسف : ژژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ على أن زيادة محبة أبيهمللتأكيد ژ ڈ ژ فدخول الالم في قوله:

ال يقبل التشكك أو التردد. أمر ثابت مؤكد ليوسف وأخيه، الالم لالبتداء، وفيها تأكيد وتحقيق ژ ڈ ژ الزمخشري: "قال

أرادوا أن زيادة محبته لهما أمر ثابت، ال شبهة لمضمون الجملة، .(2)فيه، وأخوه هو بنيامين"

أبو حيانمن )البحر الكامل(، ينظر: الموسوعة الشعرية، اإلصدار الثالث، و)( 1(.6/242البحر المحيط في التفسير ) األندلسي:

والبيت لم أقف عليه في كتب اللغة والمعاجم، وكذلك كتب الشعر والبالغة. .(2/446 الكشاف ):الزمخشري)( 2

192

باإلضافة إلى ذلك فقد جاء اإلفراد في صيغة التفضيل في قوله بمنزلة عالية،للداللة على انفراد يوسف ژ ڎ ڈ ڈ ژ تعالى:

ومكانة راسخة في قلب أبيه.. فضل حب الوالدين لولدهما)المطلب الثاني(:

من األمور الطبيعية والبدهية أن يكون حب الوالد ألوالده، وما هو الذي؛ ألنه يتضمنه من عطف وحنان، شعبة من حب الله

أودع العطف والرحمة في قلب الوالدين تجاه األوالد، وساقه إليهما بغريزة الفطرة، وحكم الشريعة، لتربيتهم والقيام على شئونهم،

» جعل الله يقول: قال: سمعت رسول الله فعن أبي هريرة حمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا، الر

وأنزل في األرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها، خشية أن

.(1)تصيبه« وحب الولد ألبويه وإن كان حبا فطريا غريزيا هو اآلخر، إال أن حب

الوالد للولد أحر وأقوى، وأنمى وأبقى من عكسه، وهو أشد شعورا، وأقوى غريزة؛ وذلك ألن ولده بضعة منه؛ وألن وجوده

مستمدا من وجوده، فهو نسخة ثانية منه، يرجو لها من البقاء ما ال يرجى للنسخة األولى، ويحرص على بقائه كما يحرص على نفسه

أو أشد، ويحرم نفسه من كثير من الطيبات، إيثارا له بها في حاضر

( في )كتاب األدب( باب جعل الله الرحمة في6000أخرجه البخاري برقم ))(1 ( في )التوبة( باب سعة رحمة الله2752(، وأخرجه مسلم برقم )8/8مئة جزء )

(. 4/2108تعالى وأنها سبقت غضبه، بلفظ: "ترفع الدابة" )

193

أمره ومستقبله، ويكابد األهوال، ويركب الصعاب في سبيل السعيواالدخار له.

ومن أجل ذلك لم يأمر الله اآلباء بالعطف على األبناء لكونه أمرا أمر األبناء بالبر واإلحسان إلى الوالدين، وألهميتةفطريا، بل

بين عبادته وبرهما، وذلك في العديد منالعظمى فقد قرن الله ژ ں ں ڱ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱٹ ٹ ژآيات الذكر الحكيم،

ڻں ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ںٹ ٹ ژو[، 36] النساء : ۓڻ ڻ ڻ ھ ھ ھ ھ ے ے ہ ہ ہ ہ ۀ ژۀ

ڃ ڃ ڃژ : بشكرهما، فقال ، وقرن شكره [23]اإلسراء : ]لقمان : ژڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ

14.] وأما فرط المحبة من الوالدين ألحد األبناء دون اآلخرين، فهي نعمة كبرى، ومنحة عظمى، يختص الله بها من يشاء من عباده،

ومن فضائلها الحسنة ما يلي: : أن حب ورضا الوالدين من حب الله ورضاه، فالمسلم يسعىأوال

دائما إلى رضا والديه؛ حتى ينال رضا ربه، ويتجنب إغضابهما، حتى فعن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، قال:، ال يغضب الله

ب في رضا الوالد، وسخط: قال رسول الله »رضا الرب في سخط الوالد « .(1)الر

،168 / 4 )كتاب البر والصلة ( 7249أخرجه الحاكم في المستدرك برقم )( 1 وقال:"حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، وقال الذهبي: "على شرط

(:"صحيح".1/5820مسلم". وقال األلباني في )صحيح وضعيف الجامع

194

»من أرضى والديه فقد أرضى : قال: قال وعن أنس.(1)الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله«

»الوالد أوسط يقول: ، أنه سمع النبي وعن أبي الدرداء .(2)"أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه«

سبب لتفريج الكروب والهموم واألحزان، أن حب الوالدين ثانيا: وفي قصة األول من الثالثة الذين أواهم المبيت إلى الغار، ذالك

» اللهم كان:الرجل الذي قال في دعائه كما جاء في الحديث ،(3)لي أبوان شيخان كبيران، وكنت ال أغبق قبلهما أهال

وال ماال، فنأى بي في طلب شيء يوما، فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما، فوجدتهما نائمين

وكرهت أن أغبق قبلهما أهال أو ماال، فلبثت والقدح على يدي، أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، فاستيقظا،

فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك،خرة، فانفرجت شيئا ج عنا ما نحن فيه من هذه الص ففر

.(4)ال يستطيعون الخروج ...« (:"ضعيف".1/12170 قال األلباني في )صحيح وضعيف الجامع الصغير وزيادته)(1 (، باب: ما جاء من الفضل في رضا1900)( أخرجه الترمذي في سننه برقم )2

( باب بر الوالدين )3663)برقم (، وابن ماجه في سننه، 4/311الوالدين ) أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني )المتوفى: (، ينظر: ابن ماجه:2/1208

هR(، سنن ابن ماجه، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء273 )صحيح الجامعالكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي. قال األلباني في

".صحيح(:"2/1200الصغير وزياداتهذي يشربانه أي: ")(3 ".ما كنت أقدم عليهما أحدا في شرب نصيبهما من اللبن ال

بيدي: تاج العروس من جواهر القاموس )ينظر: .(26/235الز من حديث (،كتاب اإلجارة( في )2272 جزء من حديث أخرجه البخاري برقم ))(4

باب من استأجر أجيرا فترك األجير أجره، فعمل فيهبن عمر رضي الله عنهما، (. 3/91 )المستأجر فزاد، أو من عمل في مال غيره، فاستفضل

195

عن حب الوالدين من أسباب سعة الرزق، وطول العمر، فثالثا :ه أن يقول: ، قال: سمعت رسول الله أبي هريرة » من سر

يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه»(1).

،فعن أبي هريرة حب الوالدين سبب في دخول الجنة، رابعا: »رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم: قال: قال رسول الله

قال: » من أدرك والديه عندقيل: من يا رسول الله؟أنفه« .(2) الكبر، أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة«

بحب والديه، لنبيه يوسف من أجل هذا كله كان اصطفاء الله حتى تكسبه تلك المحبة سعادة الدارين الدنيا واآلخرة .

المبحث الثاني

باب من بسط له في الرزق( في )كتاب األدب( 5985أخرجه البخاري برقم ))(1 ( في )البر والصلة( باب صلة2557(، وأخرجه مسلم برقم )8/5 )بصلة الرحم

(. 4/1982الرحم وتحريم قطيعتها ) باب رغم أنف من أدرك أبويه( في )البر والصلة( 2551 أخرجه مسلم برقم ))(2

(. 4/1978أو أحدهما عند الكبر ، فلم يدخل الجنة )

196

بالنبوة ليوسف اصطفاء الله

وفيه مطلبان:

: تعريف النبوة والرسالة لغة واصطالحا.)المطلب األول(

النبوة مشتقة من النبأ ": قال ابن منظورالنبوة في اللغة: النبأ: الخبر، والجمع أنباء، وإن لفالن نبأ أي خبرا،، وبمعنى الخبر

ىئ ٹ ٹ ژ ېئ ېئ ېئ ۈئ [.49]الحجر : ژۈئ[.3التحريم : ] ژ ژ ڑ ڑ ک ژ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈڍ ٹ ٹ ژ و

واستنبأ النبأ: بحث عنه، ونابأت الرجل ونابأني: أنبأته وأنبأني. يهجو قوما:(1) قال ذو الرمة

زرق العيون ، إذا جاورتهم سرقوا ... ما يسرق العبد ، أو (2)نابأتهم كذبوا

وقيل: نابأتهم: تركت جوارهم وتباعدت عنهم، والنبيء: المخبر عن؛ ألنه أنبأ عنه، وهو فعيل بمعنى فاعل، والجمع: أنبئاء ونبآء.الله

، الملقب بذي الرمة ذو الرمة: غيالن بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي،)(1 قال أبو عمرو بن العالء: فتح الشعر بامرئ القيس، وختم بذي الرمة،وكان شديد القصر دميما، يضرب لونه إلى السواد، أكثر شعره تشبيب وبكاء وأطالل، يذهب

في ذلك مذهب الجاهليين، وكان مقيما بالبادية، يختلف إلى اليمامة والبصرة كثيرا، امتاز بإجادة التشبيه، قال جرير: لو خرس ذو الرمة بعد قصيدته )ما بال

عينيك منها الماء ينسكب( لكان أشعر الناس، عشق )مية( المنقرية، واشتهر بها، (، وابن عساكر:1/515ابن قتيبة: الشعر والشعراء ) ينظر: هR .117توفي سنة:

(. 48/142تاريخ دمشق ) غيالن بن عقبة بن نهيس بن ذو الرمة: البيت من )البحر البسيط(، ينظر:)(2

ديوان ذي الرمة، شرح اإلمام: أبي هR(، 117مسعود العدوي )المتوفى سنة: نصر أحمد بن حاتم الباهلي– صاحب األصمعي– رواية اإلمام: أبي العباس ثعلب،

، )57الناشر: مؤسسة اإليمان للتوزيع والنشر والطباعة – بيروت، مقطع 3/1572 .)

197

:(1) قال العباس بن مرداس

يا خاتم النبآء إنك مرسل ... بالخير كل هـدى السبيلهداكا

إن اإلله ثنى عليـك محبة ... في خلقـه ، ومحمـدا ( 2) سمـاكا

: النبوة في االصطالح عرفها ابن تيمية بقوله: " والذي يظهر _ والله أعلم _ أن النبي: هو من نبأه الله بشرع سابق ينذر به أهل ذلك الشرع، وقد يؤمر بتبليغ بعض األوامر في قضية معينة، أو الوصايا والمواعظ، وذلك كأنبياء

بني إسرائيل، إذ كانوا على شريعة التوراة، ولم يأت أحد منهم

عباس بن مرداس بن أبي عامر السلمي، شاعر وفارس عباس بن مرداس:)(1 كان شجاعا، وكانت العين ال تأخذه، فرآه عمرو بنمن شعراء الجاهلية واإلسالم،

معدي كرب، فقال: هذا عباس بن مرداس؟ لقد كنا نفرق به صبياننا في الجاهلية، يوم حنين على فرسه العبيد، فأعطاهوأسلم عباس، وشهد مع رسول الله

من الغنيمة أربع فرائض فقال:رسول الله أتجعRل نهبي ونهب العبيRد ... بين عيRينة واألقRرع

فما كان حصن وال حابس ... يفوقان شيخي في المجمعوأعطيت ممRا أفاء العبيRد ... عديRد قRوائمه األربع

: »اقطعوا عني لسانه«، وأعطاه ثمانين أوقية، وقد دخلفقال رسول الله عباس البصرة وكتب عنه البصريون، وكان ينزل بوادي البصرة، وبها ولده. ينظر:

هR(، أنساب279 )المتوفى: البالذري: أحمد بن يحيى بن جابر بن داودالبالذري األشراف، تحقيق: سهيل زكار، ورياض الزركلي، الناشر: دار الفكر – بيروت،

(.13/320 هR )1417الطبعة األولى، (. والبيت من )البحر الكامل(، ينظر:1/162ابن منظور: لسان العرب ))( ينظر: 2

عباس بن مرداس: عباس بن مرداس بن أبي عامر السلمي، ديوان العباس بن مرداس السلمي، جمع وتحقيق: د/ يحيى الجبوري، طبع ونشر: مؤسسة الرسالة

(. 1/122 هR )1408– بيروت –

198

بشرع جديد ناسخ للتوراة، فتكون منزلته حينئذ بمنزلة المجدد . (1)لتعاليم الرسل السابقين"

الرسالة في اللغة:سل:مأخوذ من اإلرسال بمعنى التوجيه، أو من بمعنى التتابع،الرأخذا من قولهم: رسل اللبن إذا تتابع دره.

وقال ابن منظور: " اإلرسال: التوجيه، وقد أرسل إليه، واالسم الرسالة، والرسول بمعنى الرسالة، يؤنث ويذكر، والرسول

المرسل، والرسول: معناه في اللغة: هو الذي يتابع أخبار من بعثه، أخذا من قولهم: جاءت اإلبل رسال أي متتابعة، وسمى الرسول

رسوال؛ ألنه ذو رسالة، والرسول اسم من أرسلت، وكذلك .(2)الرسالة"

وعلى ذلك فالرسول في اللغة إما أن يكون مأخوذا من اإلرسال بمعنى التوجيه، وهو ظاهر من حيث المعنى، وإما أن يكون مأخوذا

.من التتابع، فيكون الرسول هو من تتابع عليه الوحي

)( ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم بن عبد الله بن أبي القاسم بن1 النبوات، طبع دار الكتب العلمية، بيروت،هR(، 728محمد ابن تيمية )المتوفى:

.(257-1/225م )1985(.284-11/283 )ابن منظور: لسان العرب) ( 2

199

: الرسالة في االصطالح جاء في تعريف الرسول بأنه:" من بعثه الله بشرع وأمره بتبليغه إلى من خالفوا أوامره، سواء كان هذا الشرع جديدا في نفسه أو بالنسبة لمن بعث إليهم، وربما أتى بنسخ بعض أحكام شريعة من

. (1)قبله" وقال صاحب شرح العقيدة الطحاوية:" للعلماء في تحديد الفرق بين النبي والرسول، وتحديد مسمى كل منهما كالم كثير ال يسلم من نقد، لكن األمر الراجح عند كثير من أهل العلم أن هناك فرقا

بين مسمى النبي، ومسمى الرسول وإن اختلفوا في تحديد المراد بكل منهما، وأيضا فإن النبوة أعم من الرسالة، فكل رسول نبي

.(2)وليس كل نبي رسوال"

النبوة اصطفاء إلهي. (: )المطلب الثاني

يختص به من يشاء، فالله تعالى يختارالنبوة فضل من الله ويصطفي هؤالء الرسل R صلوات الله تعالى عليهم R ويخصهم بصفات كمال النوع اإلنساني من العلوم والمعارف، والفضائل

في خلقه أن يصطفيلقد جرت سنة الله واآلداب واألخالق، و

البغدادي: عبد القاهر البغدادي، أصول الدين، الناشر: دار الكتب العلمية،)(1(. 1/154هR، )1401بيروت، الطبعة الثالثة،

)( األذرعي: صدر الدين محمد بن عالء الدين علي بن محمد ابن أبي العز2 هR(،شرح العقيدة792الحنفي، األذرعي الصالحي الدمشقي )المتوفى:

الطحاوية، تحقيق: جماعة من العلماء، تخريج: ناصر الدين األلباني الناشر: دارهR )1426السالم للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة المصرية األولى

1/158.)

200

ڑ ڑ ک ک ک کژٹ ٹ ژ بعض عباده لمهمة النبوة والرسالة،[.33]آل عمران : ژگ گ گ گ ڳ

ژٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٹ ٹ ژ و[. 144]األعراف :

[.75]الحج : ژچ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍژ ٹ ٹ و بها على األنبياءوهذا االصطفاء واالختيار منة إلهية، يمتن الله

والمرسلين، فلم يصلوا إليها بكسب وال جهد، وال كانت ثمرة لعمل، الذينأو رياضة للنفس قاموا بها، كما يزعم الضالون من الفالسفة،

ذهبوا إلى أن النبوة مكتسبة، وأن من هذب نفسه بالخلوة والعبادة وأخلى نفسه عن الشواغل العائقة عن المشاهدة، وراض نفسه،

.(1)وهذبها، تهيأ للنبوة يختص به من يشاء من ولكن النبوة هي محض فضل من الله

أعلم بأهل الفضل من عباده، وأعلم بمن يصلح لهذاعباده، فهو صاحب الخلق والتدبير، واالختيار واالصطفاء، الشأن، وهو

ۉۋ ۋ ٹ ٹ ژ ۅ ەئ ى ى ې ې ې ېۉۅ ەئ ائ ژائ[ .68]القصص :

ۈئ ٹ ٹ ژو ۈئ ۆئ ۆئ [.124]األنعام : ژۇئ

أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم ابن تيمية، النبوات، تحقيق:: ابن تيمية)(1 عبد العزيز بن صالح الطويان، الناشر: أضواء السلف، الرياض، الطبعة األولى،

1420( R3/703ه.) ( 10/398وينظر: ابن تيمية: مجموع الفتاوى ،)وابن قيم (.3/415 )مدارج السالكينالجوزية:

201

ال يختار لها إال أناسا خصهمومع أن النبوة منحة إلهية، إال أن الله وميزهم بخصائص ليست موجودة في سائر البشر، فالرسل أكملالبشر خلقا وخلقا، وأرجحهم عقال، وأوفرهم ذكاء، وأطهرهم قلبا.

والمتتبع آلي الذكر الحكيم يرى أن أسلوب القرآن الكريم في الحديث عن األنبياء والرسل صلوات الله وتسليماته عليهم، يتدفق

بالحياة، ويفيض بالبشر، وينم عن الحب واإليثار، فيذكرهم بالثناء العاطر، ويصفهم بأسمى الصفات والمواهب العقلية والخلقية، كل ذلك ليدل على أنهم الصفوة المختارة من خلق الله تعالى جميعا،

والمثل العليا للبشرية. ژ ٺ ٺ ٺ ڀٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀٹ ٹ ژ

[.73]األنبياء : لمهمة من بين أبناء يعقوب يوسف وقد اصطفى الله

الرسالة، فخصه بخصائص ليست موجودة في غيره، وهيأه تهيأة بالنبوةخاصة تتناسب مع هذه المهمة العظيمة، واصطفاء الله له

له، كما أن فيه وجوب محبة العباد له،دليل قاطع على حب الله في جوانب كثيرة منها: لنبيه يوسف وظهرت آثار اصطفاء الله

طهارة نسبه: -1

من أطهر وأكرم ساللة آباء عرفتها البشرية، إن نبي الله يوسف ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄٹ ٹ ژ فكل آبائه أنبياء ورسل،

[، وحينما خاصم يهود المدينة ونصارى نجران رسول45] ص : ژ كانوا منا، ونبينا هو األقدم، وكتابنا، وقالوا: إن أنبياء الله الله

202

ۇ ۇ ۆ ۆژ :هو األسبق، ولو كنت نبيا كنت منا، فأنزل الله ۉۈ ۈ ۋ ۋ ۅ ۅ [،140] البقرة : ژ ې ې ې ې ىۉٴۇ.(1)وهذا استفهام معناه التوبيخ

»، قال: وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن. (2)يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلوات الله عليهم «

: وحفظه ليوسف - رعاية الله 2

يشمله في بيت النبوة، فكان يعقوب لقد نشأ نبي الله يوسف برعايته وعطفه، ويوجهه إلى مافيه صالح نفسه في الدنيا واآلخرة،

على الفطرة النقية، واألخالق الزاكية، والخصال الحميدة،فنشأ ولما رأى يعقوب وحبب إليه الخير ومكارم األخالق منذ صغره،

قد خصه بهذه الصفات الحميدة، وظهرت عليه أماراتأن الله ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤژ النبوة، بشره بقوله:

ڃ ڃڃڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ. [6]يوسف : ژچ چ

قبل النبوة وبعدها:- سيرته 3 إن معرفة سيرة األنبياء والرسل عليهم الصالة والسالم قبل

ولذلك فقد تولىبعثتهم، من األسباب الهامة للتصديق بما جاءوا به,

( . 1/223الوسيط في تفسير القرآن المجيد ): ينظر: الواحدي)(1 ( عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، في4688 أخرجه البخاري برقم ))(2

﴿)كتاب التفسير( )باب قوله: ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على( ، (.6/76﴾أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق

203

الحق تأديبهم، وتهذيبهم، وتربيتهم، وتعليمهم، حتى كانوا قمما ويتضح هذا بجالء من خالل ماشامخة، وأهال لالصطفاء واالجتباء،

قبل عن اعتراف الكفار أنفسهم بسيرة نبيهم صالح أخبر الله مت ٹ ٹ ژ الرسالة, وعدم كذبه وحسن خلقه، خت حت جت

مث جث يت مخ ىثىت حخ جخ مح جح مج حج يثحص مس خس حس [.62]هود : ژجس

ے ھ ھ ھ ھ ٹ ٹ ژ ، وفي حق شعيب ے ہ ہ ہ ہ ۀ ۀۓ ڭ ڭ [.87]هود : ژ ڭ ۇ ۇ ۆ ڭۓ

ٴۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۇۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇٹ ٹ ژ ، وفي حق نبينا [.33]األنعام : ژۅۋ ۋ

عن المشركين بأنهم ال يظنون به الكذب، ألنهمفقد أخبر الله جربوه الدهر الطويل، فما وجدوا منه كذبا قط، ومن أجل ذلك كان يكنى بالصادق األمين، فال يقولون بعد إنه كاذب، وإنما هم مصرون

، وعدم االعتراف واإليمان بها. على الجحود بآيات الله قال القرطبي: " طاف أبو جهل بالبيت ذات ليلة ومعه الوليد ابن

فقال أبو جهل: والله إني ألعلمالمغيرة، فتحدثا في شأن النبي إنه لصادق! فقال له مه! وما دلك على ذلك!؟ قال: يا أبا عبد

شمس، كنا نسميه في صباه الصادق األمين، فلما تم عقله وكمل رشده، نسميه الكذاب الخائن!! والله إني ألعلم إنه لصادق! قال: فما يمنعك أن تصدقه وتؤمن به؟ قال: تتحدث عني بنات قريش

أني قد اتبعت يتيم أبي طالب من أجل كسرة، والالت والعزى إن

204

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀژ : اتبعته أبدا، فنزل قوله ]الجاثية : ژ ٹ ٹ ٹڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ

23"](1 ).

ومما الشك فيه أن األنبياء والرسل صلوات الله وسالمه عليهم أكمل الناس دينا وورعا وتقوى، فمنذ نعومة أظفارهم قد نشئوا

على الناس برساالته، واصطفاهم الحق على عبادة الله وبكالمه ووحيه، وفضلهم على العالمين، وجعلهم مبرئين من كل

عيب مشين، وكل خلق معيب، وأيدهم بالمعجزات والحجج والبراهين الدالة على صدقهم فيما يخبرون عنه، وأنزل عليهم

، وأمرهم بدعوة الناس إلى عبادتهالبينات والهدى، وعرفهم به رعاهم وكملهموحده، فهم أرجح الناس عقال، وأرزنهم قوال، وأنه

لنفسه، وعلىوحفظهم، وعصمهم من القبائح والرذائل، وصنعهم ۈئ ژ ٹ ٹ، فكانوا أهال لرساالته، عينه ۈئ ۆئ ۆئ ]األنعام ژۇئ

عليه أولئك، فهذه حقيقتهم بال مراء وال تردد، جبل الله [124: األنبياء عليهم السالم من الكمال البشري في خلقهم وخلقهم، فهم

قدوة للصالحين وأئمة في البر والتقى. مشهورا بحسن خلقه الموافق للفطرةوقد كان نبي الله يوسف

محميا في صغره عن القبائح واألخالق الذميمة،السليمة، فكان منزها عن الرذائل والمعايب قبل النبوة وبعدها، فقد فطره الله

على أحسن األخالق، والحياء الكامل، واألدب الرفيع، شأنه في ذلك

(.16/170القرطبي: الجامع ألحكام القرآن ))( 1

205

وتتجلى سيرته شأن كل األنبياء والرسل صلوات الله عليهم،العطرة وماضيه المشرق قبل النبوة وبعدها فيما يلي:

ٹ عن نفسه، - عندما سأل الملك النسوة حين راودن يوسف 1ائ ې ې ې ې ى ى ٹ ژ ۆئ ائۉ ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ ۈئەئ

حئ ی ی ی ی جئ ىئ ىئ ىئ ېئ ېئ ېئ ]يوسف : ژۈئ51].

بما وصف به مالئكته عليهم السالم في التبرئةفقد وصفه الله :عن المعاصي، وجاء قوله

وئ ژ تعجبا من عفته، وذهابه بنفسه عن شيء من الريبة ژەئ عما رمته به امرأة العزيز منومن نزاهته عنها، وتبرئة ليوسف

ۇئ ژالمراودة، والمعنى: بعد يوسف عن هذا، وجاء قوله : ۇئ وئۆئ تأكيدا على تبرئته ونزاهته. ژۆئ

حئ ی ی ی ی ژوقول إمرأة العزيز: جئ أى: أنا التيژىئحئ ی ژطلبت منه ما طلبت ڱ ں ں ڻژ أي في قوله: ژجئ

؛ ألنه كان مشهورا عندهم بالصدق، وهكذا يشاء الله- تعالى- أن ژ تثبت براءة يوسف على رءوس األشهاد، بتلك الطريقة التي يراها

الملك، وتنطق بها امرأة العزيز، والنسوة الالئي قطعن أيديهن. قال الزمخشري: "وال مزيد على شهادتهن له بالبراءة والنزاهة،

أنفسهن بأنه لم يتعلق بشيء مما قذفنه به ألنهن واعترافهن على

206

خصومه، وإذا اعترف الخصم بأن صاحبه على الحق وهو على .(1)الباطل لم يبق ألحد مقال - إذ الفضل ما شهدت به األعداء-"

ۆئ ژ - وفي قوله تعالى:2 ۆئ ۇئ [. 36] يوسف : ژۇئ سئل عن قوله تعالى: : " روي أن الضحاك بن مزاحم(2)قال البغوي

ۆئ ژ ۆئ ۇئ ، ما كان إحسانه؟ قال: كان إذا مرض إنسان ژۇئ في السجن عاده، وقام عليه بالتعهد، وإذا ضاق عليه المجلس وسع

له، وإذا احتاج إلى شيء جمع له شيئا، وكان مع هذا يجتهد في العبادة، ويقوم الليل كله للصالة، وقيل: إنه لما دخل السجن وجد فيه قوما قد اشتد بالؤهم، وانقطع رجاؤهم، وطال حزنهم، فجعل

يسليهم، وجعل يقول: أبشروا واصبروا تؤجروا، فيقولون: بارك الله فيك يا فتى، ما أحسن وجهك، وخلقك، وحديثك، لقد بورك لنا في جوارك، فمن أنت يا فتى؟ قال: أنايوسف ابن صفي الله يعقوب،

ابن نبي الله إسحاق، ابن خليل الله إبراهيم، فقال له عامل

(.2/479 الزمخشري: الكشاف ))(1 محمد، العالمة، أبو محمد البغوي الفقيه بن مسعود بن  البغوي: الحسين)(2

الشافعي، يعرف بابن الفراء، ويلقب محيي السنة، وركن الدين أيضا، كان إماما في التفسير، وإماما في الحديث، وإماما في الفقه، تفقه على القاضي حسين، وسمع الحديث منه، ومن عبد الواحد المليحي، وأبى الحسن الداودي، وطائفة، روى عنه: أبو منصور، وأبو الفتوح الطائي، وجماعة آخرهم أبو المكارم فضل

محمد النوقاني، وله من التصانيف: معالم التنزيل في التفسير، وشرح بن الله السنة، والمصابيح، والجمع بين الصحيحين، والتهذيب في الفقه، وقد بورك له في

تصانيفه، ورزق فيها القبول لحسن نيته، وكان اليلقي الدرس إال على طهارة، مرآة هR. ينظر: اليافعي:516وكان قانعا ورعا يأكل الخبر وحده، مات سنة:

(، والسيوطي: طبقات2/136(، وابن خلكان: وفيات األعيان )3/162الجنان ) (.1/50المفسرين العشرين )

207

والله لو استطعت لخليت سبيلك، ولكن سأحسنالسجن: يا فتى .(1)"جوارك

وقال قتادة: "بلغنا أن إحسانه كان يداوي مريضهم، ويعزي حزينهم،.(2)ويجتهد لربه"

وهكذا نجد النصوص الواردة فى القرآن الكريم بشأن نبي الله هو الذى تولى تأديبه وتهذيبه وتربيته توضح أن الله يوسف

وتعليمه، حتى صار قمة شامخة، وأهال لالصطفاء واالجتباء. وكذلك نجد اآليات التي وردت فى القرآن الكريم بشأن جميع

األنبياء والرسل – صلوات الله عليهم - تضفى عليهم من الطهر والنزاهة والقداسة، ما يجعل منهم النموذج الحى، والصورة المثلى

للكمال اإلنسانى، ومثل هؤالء األطهار األتقياء – عليهم الصالة السالم - البد وأن يكونوا مشهورين بسيرتهم العطرة قبل النبوة وبعدها، وال يمكن إال أن يكونوا معصومين من التورط فى اإلثم،

ومنزهين عن الوقوع فى المعاصى، فال يتركون واجبا، وال يفعلون محرما، وال يتصفون إال باألخالق العظيمة، الفاضلة، التى تجعل

منهم القدوة الحسنة، والمثل األعلى الذى يتجه إليه الناس، وهم ٴۇۆ ۆ ۈ ۈ ٹ ٹ ژ يحاولون الوصول إلى كمالهم المقدر لهم،

وئ ې ې ې ې ى ى ۋۋ وئ ەئ ەئ ائ ائ ۉ ۉ ۅ ۇئ ۇئۅ

البغوي : معالم التنزيل في تفسير القرآن، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، )(1 (.2/492 هR )1420الناشر: دار إحياء التراث العربي –بيروت، الطبعة: األولى،

(.5/223الثعلبي: الكشف والبيان عن تفسير القرآن ))( ينظر: 2

208

ېئ ۆئۆئ ېئ ېئ ۈئ ىئ ی ی ی ىئۈئ ]األنعام : ژىئ89 ، 90.] ژ ٺ ٺ ٺڀٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ٹ ٹ ژ و[.73األنبياء : ]

المبحث الثالث

بدخوله ديار ليوسف اصطفاء الله مصر

يوسف برعايته، وتواله في أطوار حياته األولى قبللقد تعهد الله الرسالة؛ ليتخذه رسوال يضطلع بأعباء الرسالة، وليجعل من سيرته الحميدة آيات واضحات على صدقه فيما جاء به، وأمانته في تبليغ

ۓژ أمتن عليه في قوله تعالى:، ورأينا كيف أن الله رسالة ربه209

ۉ ې ې ېۅٴۇڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋ ۉ ۅۆئ ائې ى ى ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ،[21]يوسف : ژائ

في دخوله أرض مصر ليوسف وكان من مظاهر اصطفاء الله ما يلي:

-أن هذا اللون من االصطفاء قد بدأ منذ الوهلة األولى لدخوله1 ديار المصرية، وإن كان عبدا رقيقا اشتراه عزيز مصر، ورئيسال

الشرطة فيها، والرجل الثاني في البالد، ولم يقتصر األمر على عند هذا الرجل مكانة عظيمة، ومنزلةذلك، بل احتل يوسف

رفيعة، اكتسبها بحسن خلقه، وأمانته، وصدقه، وعبقريته النافذة، ژ ۇ ۆ ژحتى يحيا حياة كريمة طيبة، يدل على ذلك قوله تعالى:

منزلته ومقامه عندنا كريما،: مكان إقامته، أي اجعلى(1)فالمثوىأي حسنا مرضيا، بدليل قوله تعالى:

، وهو كناية عن اإلحسان إليه(2)[23]يوسف : ژٿ ٿ ٿ ٿژ في المأكل والمشرب والملبس، بل في حياته كلها، وعن

.(4) قال: " بطيب معاشه، ولين لباسه، ووطىء فراشه"(3)الضحاك المثوى: المنزل، ويقال: لصاحب المنزل أبو مثواه، ولربة البيت أم مثواه،)(1

والثواء: طول المكث بالمكان، والثوي: الضيف، ومثوى رسلي: أي نزلهم، وما الخطابي: أبو سليمان حمد بن محمد بن الخطاب ينظر: يثويهم مدة مقامهم.

هR(، غريب الحديث، تحقيق: عبد الكريم388البستي الخطابي )المتوفى : (.1/498هR )1402إبراهيم الغرباوي, الناشر: دار الفكر

(.1/882الكفوي: الكليات ))( ينظر: 2 صاحب التفسير،الضحاك: أبو القاسم الضحاك بن مزاحم الهاللي الخرساني، )( 3

كان من أوعية العلم، وهو صدوق في نفسه، روى عن: ابن عمر، وابن عباس، وروى عنه: الحسن البصري، وابن كيسان،، وأبي هريرة، وأنس ابن مالك

،(8/352ابن حجر: تهذيب التهذيب )هR. ينظر : 102، توفي سنة: وجماعة (.4/598والذهبي: سير أعالم النبالء )

(.2/102النسفي: مدارك التنزيل وحقائق التأويل ))( ينظر: 4

210

، لما أمرها بإكرام مثواهژٴۇۆ ۈ ۈ ۋ ۋ ژ قوله تعالى: -2 علل ذلك لها بأن قال: عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا، أي يقوم

.بإصالح مهماتنا والمعنى: لعله إذا تدرب وراض األمور وعرف مجاريها، نستعين به

على بعض ما نحن بصدده، فينفعنا بكفايته، بأن يعيننا في أبواب دنيانا، وغير ذلك من وجوه النفع، أو نتبناه ونقيمه مقام الولد، وكان

فتفرس فيه أو ألنه كان حصورا،عزيز مصر عقيما ال يولد له؛ ، قال:" أفرس الناسالرشد فقال ذلك، فعن عبد الله بن مسعود

، ژٴۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋژثالثة: العزيز حين قال المرأته: ۓ ڭ ڭ ھ ھ ھژ والتي قالت: ۓ ے ]القصص: ژے

. (1)[، وأبو بكر حين تفرس في عمر رضي الله عنهما"26 : أمر العزيز امرأته بإكرام(3)قال المحققون : "(2)قال ابن عادل

مثواه، دون إكرام نفسه، يدل على أنه كان ينظر إليه على سبيل

عن أبي( 8830(، وبرقم )8829أخرجه الطبراني في المعجم الكبير برقم ))(1وفي رواية قال: "من أفرس الناس ثالثة" ) بن مسعود، األحوص، عن عبد الله

(:"رواه10/268(. وقال الهيثمي في ) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد9/167 الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح". وأخرجه الحاكم في

( في )كتاب التفسير( باب تفسير سورة يوسف )3320المستدرك برقم ) (، وقال:" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه2/376

الذهبي حيث قال:" على شرط البخاري ومسلم". ابن عادل: عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي، أبو حفص، سراج الدين،)( 2

صاحب التفسير الكبير"اللباب في علوم الكتاب"، قال صاحب األزهار الطيبة: هR، ولم أجد له880له:حاشية على المحرر في الفقه، قال الزركلي: توفي بعد:

(.5/58هR. ينظر: الزركلي: األعالم )775ترجمة. وقيل: توفي : السراج المنير في اإلعانة على معرفة بعض معاني ينظر: الخطيب الشربيني:)(3

(. 2/99كالم ربنا الحكيم الخبير )

211

اإلجالل والتعظيم، وهو كما يقال: سالم الله على المجلس . (1)"العالي

ۉ ې ې ې ې ى ىژ قوله تعالى: -3 ۉ وئ ائۅ ەئ ەئ ائۆئ ۆئ ۇئ ۇئ إشارة إلى ما تقدم، أي كما ژۅژ ، فقوله ژوئ

بفضله من كيد إخوته،أنعمنا عليه من قبل حيث نجاه الله وبالسالمة من ظلمات الجب، وعطف قلب العزيز عليه، وأحبه حبا

مكناه شديدا، وأكرمه وأحسن نزله، وأمر امرأته بإكرام مثواه، حتى توصل بذلك إلى أن صار متمكنا من األمر والنهي في أرض

،إشارة إلى الزلفى ورفع المنزلة ژۉ ژمصر، والتعبير بقوله .(2)وبسط اليد والهيمنة

ملكا يتصرف ، حيث جعله الله : أرض مصروالمراد باألرض ها هنا فيها بأمره ونهيه، أي: حكمناه فيها؛ والهدف من ذلك هو ما تحمد

.عاقبته من علم وعمل يقول الرازي: " واعلم أن الكماالت الحقيقية ليست إال القدرة

ذكره بهذين لما حاول إعالء شأن يوسف والعلم، وأنه الوصفين، أما تكميله في صفة القدرة والمكنة، فإليه اإلشارة

بقوله:

ابن عادل: اللباب في علوم الكتاب، تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود،)(1 والشيخ علي محمد معوض، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان، الطبعة

(. 11/52 هR )1419األولى، سيأتي إن شاء الله تعالى تفصيل ذلك في المبحث الخامس "اصطفاء الله )(2

".بالتمكين في األرضليوسف

212

ۉ ې ېژ ، وأما تكميله في صفة العلم، فإليه اإلشارة ژۉ.(1)" ژ ې ې ى ىژبقوله:

أي كان القصد في إنجائه وتمكينه ژ ې ې ى ىژوقال البيضاوي: " إلى أن يقيم العدل ويدبر أمور الناس، ويعلم معاني كتب الله

وأحكامه فينفذها، أو تعبير المنامات المنبهة على الحوادث الكائنة؛ ليستعد لها ويشتغل بتدبيرها قبل أن تحل، كما فعل في سني

.(2)الجدب" وبعض أهل ابن إسحاققال ابن جريج وكما - كان يعقوب وولده - 4

شاء وإبل، وكانوا يسكنون بالعرباتولهم بادية  وغيرهم - أهلالعلم المجتمع البدوي يختلف كثيرا في؛ ونظرا ألن (3)من أرض فلسطين

عاداته وتقاليده ونظم الحكم فيه عن مجتمع الحضر، الذي تحكمه أرض دخول يوسف نظم وقوانين ال توجد في البادية، فكان

مصر، ومقامه ببيت الرجل الثاني في الدوله، من نعم الله العظمى، ومنحه الكبرى، حيث اكتسب خبرة واسعة، ودراية تامة

، ومنها:في مجاالت متنوعة، لم يكن على علم بها - تنظيم األحوال الشخصية والمعامالت، من بيع، وشراء، ورهن،1

وإجارة، وتبادل لبعض أنواع السلع، وعدم االحتكار، وغير ذلك ممايتعلق باألفراد في المجتمع المصري آنذاك.

(.18/435 الرازي: مفاتيح الغيب = التفسير الكبير ))(1(.3/159 انظر: البيضاوي: أنوار التنزيل وأسرار التأويل ))(2 (،4/353(، وابن كثير في )التفسير16/159 ذكره الطبري في )جامع البيان)(3

(. 4/556والسيوطي في )الدر المنثور

213

- تنظيم اإلدارة المالية للدولة ذات االختصاصات المتعددة، ويقوم2 بانجاز أعمالها طوائف مختلفة من الموظفين، فمنهم الكتبة

ورؤساؤهم، ومنهم المشرفون، ومنهم أمناء الخزانة، الذين كان الحصول على المعادن واألحجار الثمينة، ولذا كان يوكل إليهم أمر

من بين اختصاصاتهم اإلشراف على البعثات التي ترسل للحصول على هذه الموارد، فكان منهم من يلقب بR )المشرف على

المشاة(، و)المشرف على األسلحة(، و)المشرف على حركات السفن(، و)المشرف على عمال اإلله(، و)المشرف على مهام

الملك( ... إلخ. اإلدارة المركزية لإلشراف على األراضي الزراعية،- تنظيم شئون 3

،وما يتعلق بها من اختيار أنواع المحاصيل، وتنظيم سبل الري ومنها التجارة، والصناعة،ومخازن الغالل، واإلدارة العليا للقضاء،

وغير ذلك مما يتعلق به مصلحة الجماعة. - انقسمت مصر منذ عصور سحيقة إلى اثنين وأربعين إقليما:4

نصفها في الشمال، والنصف اآلخر في الجنوب، ويالحظ أن كل إقليم من األقاليم التي انقسمت إليها البالد كانت له محاكمه،

وجيشه، ومخازن غالله، أي أن الحكم في عهد الدولة القديمة كانال مركزيا، إال فيما يختص بالخزينة العامة للدولة.

- تنظيم العالقات القائمة بين الدولة المصرية وبعض الدول التي5 لها مصالح مشتركة مع مصر، وهو ما يسمى بانتعاش التجارة

214

الخارجية، وتبادل السلع والمنافع، وذلك في فترتي الحرب أوالسلم.

- اإلشراف العام للحاكم على مختلف شئون الدولة من أقصاها6 إلى أقصاها، وذلك باالستعانة بمن يتوسم فيهم القدرة واإلخالص من بين المحيطين به، وال يتأتى له أو لهؤالء أن يهيمنوا على كل

صغيرة وكبيرة في جميع أنحاء البالد، إال إذا كان لهم أعوانيشرفون على هذا كله.

ومن ثم نجد في العصور الفرعونية حضارة قد بهرت العالم، ووصلت إلى مدى بعيد في ميدان التقدم في كافة مظاهرها

المختلفة، وقد تمثلت في مصر دولة قوية فتية يحكمها بيت مالك له تقاليده ومراسيمه المعقدة، ويحيط بالملك حاشية يحمل أفرادها مختلف األلقاب، ويحتلون مناصب رفيعة، وتكاد تحاكى في تنظيمها

اإلدارى ما نسير عليه في حياتنا الحاضرة، وكان الجيش يتبع أساليب وفنون حربية تسير وفق األسس التى تقوم عليها الجيوش

النظامية، وهكذا فى سائر النظم، كانت مصر دولة ال تختلف في.(1)كيانها كثيرا عن أى دولة حديثة"

ينظر: دكتور/ محمد أبو المحاسن عصفور، معالم حضارات الشرق األدني)(1 (.60-1/15هR )1408القديم، الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر،

م(، قصة1981وينظر: ول ديورانت = ويليام جيمس ديورانت )المتوفى: الحضارة، ترجمة: زكي نجيب محمود، ومحمد بدران، الناشر: دار الجيل، بيروت –

(.10-2/9 ) ه1408Rلبنان، عام النشر:

215

المبحث الرابع

بتعبير الرؤى اختصاص نبي الله يوسف

وفيه خمسة مطالب:

)المطلب األول(: تعريف الرؤيا وحكم تعبيرها بدونعلم.

الرؤيا: على وزن فعلى، رأى في منامه رؤيا، وجمع الرؤيا: رؤى،. (1)بالتنوين، مثل رعى"

، أومن، وال يعلم تأويله إال الله والرؤيا: علم، تفسيره من الله يعلمه الله تأويل الرؤيا، وليس كل أحد يعلم تفسير الرؤى؛ وإنما هو

ملكة وفضل يمنحه الله من يشاء من عباده، وهي مرتبة منىئ ٹ ٹ ژ مراتب النبوة؛ ألن تعبير الرؤى فتوى؛ ېئ ېئ ېئ

ىئ ی ی ی ڱ ڱ ٹ ٹ ژ و[، 43]يوسف : ژىئہ ھڻں ں ڻ ڻ ڻ ہ ہ ہ ۀ ے ھ ھ ھۀ ے

بها من يشاء، فالرؤيا من لوازم اإلجتباء التي يختص الله ژۓ ر الرؤيا من عباده، وقد ذكر العلماء رحمهم الله : أنه ال يجوز أن يعب

ر رؤيا وهو ال يجيد التعبير، فكأنما من ال يحسن التعبير، ومن عب

(.6/2349الجوهري الفارابي: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ))( ينظر: 1

216

أفتى بغير علم؛ والفتوى بابها هو العلم، وليس الظن، والرائي يحتاج إلى لبيب فطن عارف بأصول الرؤيا، ليأتي بالتعبير على

وجهه المعتبر، وتسميتها تأويال؛ ألنه يؤول أمرها إليه، أى يرجع إلىما يذكره المعبر من حقيقتها.

: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال: أبالنبوة(1)قال القرطبي: " قيل لمالك يلعب؟ وقال مالك: ال يعبر الرؤيا إال من يحسنها، فإن رأى خيرا

أخبر به، وإن رأى مكروها فليقل خيرا أو ليصمت، قيل: فهل يعبرها على الخير وهي عنده على المكروه، لقول من قال إنها على ما

تأولت عليه؟ فقال: ال ! ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة فال يتالعب.(2)بالنبوة"

فتأويل الرؤى ليس من العلم العام الذي يحسن نشره بين المسلمين؛ ليصححوا اعتقاداتهم وأعمالهم، بل هي كما قال النبي

:" لن قال، أن رسول الله (3 )مبشرات، فعن عطاء بن يسار )( اإلمام مالك: أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر األصبحي1

المدني، إمام دار الهجرة، وأحد األئمة األعالم، أخذ القراءة عن: نافع بن أبي نعيم، وسمع من: الزهري، ونافعا مولى ابن عمر، رضي الله عنهما، وروى عنه:

األوزاعي، ويحيى بن سعيد، وأخذ العلم عن: ربيعة الرأي، ومن مصنفاته: الموطأ، ورسالة في الوعظ، وكتاب في المسائل، ورسالة في الرد على القدرية، وكتاب

هR، ومات سنة:95في النجوم، وتفسير غريب القرآن، وغير ذلك، ولد سنة: (، وابن خلكان: وفيات األعيان5/465هR. ينظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى )179

(4/135.) (.9/126 القرطبي: الجامع ألحكام القرآن ))(2 )( عطاء بن يسار: أبو محمد المدني الفقيه، مولى ميمونة أم المؤمنين، وهو أخو3

سليمان، وعبد الله، وعبد الملك، وكان قاصا واعظا ثقة جليل القدر، أرسل عن أبي ابن كعب وغيره، وحدث عن: أبي أيوب، وزيد بن ثابت، وأسامة بن زيد

، وطائفة، وحدث عنه: زيد بن أسلم،ومعاوية بن الحكم، وعائشة، وأبي هريرة وصفوان بن سليم، وعمرو بن دينار، وهالل بن أبي ميمونة، وشريك بن أبي نمر،

وغيرهم، وكان ثقة كثير الحديث، مالزما لمسجد رسول الله صلى الله عليه (، وابن5/131هR. ينظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى )103وسلم، مات سنة:

217

رات يا رات، قالوا: وما المبش ة إال المبش يبقى من النبوالح، جل الص الحة يراها الر ؤيا الص رسول الله ؟ قال: الر

.(1)أو ترى له، جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة" ، يقول: قال رسولوعن محمد بن سيرين، أنه سمع أبا هريرة

مان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن ،: الله » إذا اقترب الز.(2)ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة«

الثاني(: التعريف بمصطلح التعبير. )المطلب

رها تعبيرا: ؤيا يعبرها عبرا وعبارة، ويعب قال ابن فارس: " عبر الره يصير من عبر هر; ألن رها، ووجه القياس في هذا، عبور الن إذا فس

ؤيا يأخذ بها من وجه إلى وجه، كأن يسأل ر الر إلى عبر، كذلك مفس عن الماء، فيقول: حياة، أال تراه قد عبر في هذا من شيء إلى

.(3)شيء"

(، وابن األثير: أسد7/171(، والذهبي: تاريخ اإلسالم )1/459قتيبة: المعارف ) (. 6/381الغابة )

(،2/135 )باب ما جاء في الرؤيا( 2012برقم ))( رواه مالك في الموطأ 1 في )كتاب التعبير(،من حديث أبي هريرة ( 6990وأخرجه البخاري برقم )

رات« قالوا: وما (، بلفظ:9/31باب : المبشرات ) بوة إال المبش »لم يبق من النؤيا الصالحة«. رات؟ قال: »الر المبش

باب: القيد في المنام )في )كتاب التعبير( ( 7017أخرجه البخاري برقم ))( 2ؤيا ثالثة: فرؤيا( في )الرؤيا( وزاد: " 2263وأخرجه مسلم برقم )(، 9/37 والر

يطان، ورؤيا مما يحدث المرء الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشاس" ، وال يحدث بها الن (. 4/1773 )نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل

(.4/209 ابن فارس: معجم مقاييس اللغة ))(3

218

رت الرؤيا تعبيرا: فسرتها، وأيضا رت عنوقال الفارابي: " عب عبر عما في الضمير،فالن تعبيرا ، إذا تكلمت عنه، واللسان يعب

. (4)واستعبرت فالنا لرؤياي، أي قصصتها عليه ليعبرها" : " التعبير تفسير الرؤيا؛ ألنه يعبر بها(2)وقال أبو هالل العسكري

(3)من حال النوم إلى اليقظة"

)المطلب الثالث(: الفرق بين الرؤيا والحلم.

ما يراه اإلنسان في منامه من الخير، والشئ الحسن.الرؤيا: هو ما يراه اإلنسان في منامه من الشر والشئ القبيح. الحلم:

ويؤكد هذا التعريف ما روي عن ابن شهاب، عن أبي سلمة : أن أبا :» وفرسانه، قال، وكان من أصحاب النبي قتادة األنصاري

ؤيا من الله، والحلمسمعت رسول الله ، يقول: » الريطان، فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصق عن من الش

ه« .(4)يساره، وليستعذ بالله منه، فلن يضر (.2/734 الجوهري الفارابي: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ))(4 أبو هالل العسكرى، الفاضل الكامل، صاحب التصانيف األدبية، العسكري:)(2

كنيته أشهر من اسمه، كان تاجرا، وتنقل في التجارة إلى بالد متعددة، فيأخذ عن فضالئها، ويعود بمتاجره إلى بلده، ولم يشغله ذلك عن التصنيف وإثبات الفوائد، وكانت له نفس طاهرة زكية، وتصانيفه في غاية الجودة، ومن تصانيفه: صناعتى

النظم والنثر، والفروق اللغوية، فرق فيه بين معاني الكلمات، والنظائر، في أخبار القضاة وما جرى لهم مع األمراء والخلفاء، واألوائل، وغير ذلك كثير، توفي سنة:

(،12/50الوافي بالوفيات ) و(،9/338هR. ينظر: الذهبي: تاريخ اإلسالم )395(. 4/189والقفطي: إنباه الرواة على أنباه النحاة )

(.1/457 العسكري: معجم الفروق اللغوية ))(3 باب: الحلم من الشيطان ،في )كتاب التعبير( ( 7005أخرجه البخاري برقم ))( 4

، وأخرجه مسلم برقم )) )9/35فإذا حلم فليبصق عن يساره ، وليستعذ بالله (.4/1772( في كتاب الرؤيا )2261

219

)المطلب الرابع(: أقسام الرؤى.

ؤيا في قوله: الرؤيا على ثالثة أقسام: كما بين ذلك النبي » الرالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من ثالثة: فرؤيا الص

ا يحدث المرء نفسه، فإن رأى يطان، ورؤيا مم الش، وال يحدث بها الناس« .(1)أحدكم ما يكره فليقم فليصل

(2) يأتي بها ملك الرؤيا الرؤيا الصالحة: وهي بشارة من الله أوال:

من نسخة أم الكتاب، وما سوى ذلك أضغاث أحالم ال تأويل لها.

الحلم السيئ: من فعل الشيطان يلعب باإلنسان ليحزنه، أوثانيا: ۉ ې ې ېژ : عنه، في قوله يريه ما يحزنه، كما أخبر الله

وئې ى ى وئ ەئ ەئ ائ ۈئ ۇئائ ۆئ ۆئ ]المجادلة: ژۇئفليس له تأويل.، [10

الشيء يهتم به الرجل في يومه فيراه في ليلته: فال هوثالثا: حسن، وال هو سيئ، بل بحسب الهم النفسي الذي يكون عليه

فيراه أثناء نومه، فهو من حديث النفس، كمن يكون في أمر، أو

عن محمد بن سيرين، عن أبي( في )الرؤيا( 2263أخرجه مسلم برقم ))( 1(. 4/1773هريرة )

ورد عن بعض العلماء أن للرؤيا ملك، قال ابن حجر في )فتح الباري)( 2 (: "وكل الله بالرؤيا ملكا اطلع على أحوال بني آدم من اللوح المحفوظ،12/354

فينسخ منها ويضرب لكل على قصته مثال، فإذا نام اإلنسان مثل له الملك األشياء على طريق الحكمة، لتكون له بشرى، أو نذارة، أو معاتبة". وبه قال كل من: ابن

(، وابن قتيبة في )تأويل مختلف الحديث1/381العربي في )أحكام القرآن (، والبغوي في )شرح السنة5/131(، والبيضاوي في )أنوار التنزيل 1/485

(، واآللوسي في )روح8/113(، وأبو السعود في )إرشاد العقل السليم 12/211(.8/506(، والقاسمي في )محاسن التأويل 13/274المعاني

220

حرفة يرى نفسه في ذلك األمر، ونحو ذلك، فال تأويل لشيء. (1)منها

)المطلب الخامس(: رؤيا األنبياء -صلوات الله وسالمهعليهم- وما في حكمها.

رؤيا األنبياء عليهم السالم وحيا يعمل به، وخير دليلجعل الله ىئ ی ی ی یژ : على ذلك، أنه قال في حق إبراهيم ىئ ىئخب حب جب يئ ىئ مئ حئ خت مبجئ حت جت يب متىب

يث ىث مث جث يت [، فقد رأى إبراهيم102]الصافات: ژىت في المنام أنه يذبح ولده إسماعيل ومع ذلك فقد نفذ ما ،

جاءت به الرؤيا ولم يقل: هذه أضغاث أحالم؛ ألنها رؤيا نبي، ورؤى األنبياء حق، وقد وفى بها، وأراد ذبح ولده، فلذة كبده، ولكن الله

افتداه بكبش سمين.ۓ ڭ ڭ ڭ ڭژ : في حق رسولنا وقال الله ۇ ۆ ۆۇۓ

ۉۈ ۈ ۋ ۋ ۉ ۅ ۅ ەئ ې ې ې ى ى ېٴۇ ەئ ائ ائ » أول ماوعن عائشة رضي الله عنها، قالت: ،[27]الفتح: ژوئ

ادقة فيبدئ به رسول الله ؤيا الص من الوحي الربح« ،(2)النوم ، فكان ال يرى رؤيا إال جاءت مثل فلق الص

ينظر: البغوي: محيي السنة، الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي)(1 هR(، شرح السنة، تحقيق: شعيب األرنؤوط، الناشر: المكتب516)المتوفى:

(.12/211هR )1403اإلسالمي- دمشق، بيروت، الطبعة: الثانية، اب أول ما بدئ ) ب6982أخرجه البخاري في صحيحه ) كتاب التعبير ( برقم )( 2

ؤيا الصالحة ( م من الوحي الر ى الله عليه وسل ه صل ،29 / 9به رسول الل ) باب بدء الوحي إلى160وأخرجه مسلم في صحيحه ) كتاب اإليمان ( برقم

م ( .139 / 1رسول الله صلى الله عليه وسل

221

في أنبيائه ورسله - صلواتفليس ببعيد أن يكون ذلك سنة الله الله عليهم-.

ۉژ ، في قوله تعالى: " ، عن ابن عباس (1)وروى سعيد بن جبيرۇئ ې ې ې ې ى ى وئ وئ ەئ ەئ ائ ائ ژۉ

. (2)[، قال: " كانت رؤيا األنبياء وحيا"4]يوسف:

إن رؤيا األنبياء صلوات الله عليهم كانت: "(3)قال اإلمام الطحاوي إياها إليهم، مما يوحيه الله

فيوحي إليهم في مناماتهم ما شاء أن يوحي إليهم فيها، ويوحي إليهم في يقظاتهم ما شاء أن يوحيه إليهم فيها، وكل ذلك وحي منه

سعيد بن جبير: أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله: سعيد بن جبير بن هشام،)(1 ، أخذ العلم عن: ابن عباس، وابن عمر،المقرىء، المفسر، أحد أعالم التابعين

، وروى عنه: سماكوأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وأبي موسى األشعري، قتلهبن حرب، واألعمش، وعطاء بن السائب، والمنهال بن عمرو، وخلق كثير،

وابن حجر:(،2/371هR. ينظر: ابن خلكان: وفيات األعيان )95الحجاج سنة: (. 4/12تهذيب التهذيب )

وقال ابن أبي(،15/554 أخرجه ابن جريرالطبري في )جامع البيان)(2 أبو بكر بن أبي عاصم وهو أحمد ابن أبي عاصم: . ينظر:"إسناده حسنعاصم:"

هR(،كتاب السنة، ومعه287بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني )المتوفى: ظالل الجنة في تخريج السنة، بقلم: محمد ناصر الدين األلباني، الناشر: المكتب

(.1/202هR )1400اإلسالمي، الطبعة األولى، الطحاوي: أحمد بن محمد بن سالمة بن سلمة بن عبد الملك بن جناب األزدي)( 3

المصري، الطحاوي، أبو جعفر، كان ثقة نبيال فقهيا إماما، تفقه على: أبي جعفر أحمد بن أبي عمران موسى بن عيسى، وأبي حازم عبد الحميد بن جعفر، ومن

تصانيفه: كتاب أحكام القرآن، وكتاب معاني اآلثار، وبيان مشكل اآلثار، روى عنه: هR.321هR، وتوفى سنة: 209الطبراني، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون، ولد سنة:

(، وابن خلكان:13/318ينظر: ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ األمم والملوك ) أبو العدل(، و11/361(، والذهبي: سير أعالم النبالء )1/71وفيات األعيان )

(.1/102الحنفي: تاج التراجم )

222

إليهم, يجعل منه ما شاء في مناماتهم، ويجعل منه ما شاء في .(1)"يقظاتهم

وتكون الرؤيا وحيا إذا رئيت على عهد نبي، وأقرها وأمر بالعمل بها، ، قال : " لما أمر رسول الله (2)ومثال ذلك: أن عبد الله بن زيد

اس في الجمع للصالة، طاف بي وأنا نائم بالناقوس ليضرب به للن رجل يحمل ناقوسا في يده، فقلت له: يا عبد الله أتبيع الناقوس؟

قال: ما تصنع به؟ قال: فقلت: ندعو به إلى الصالة، قال: أفال أدلك على ما هو خير من ذلك؟ قال: فقلت له: بلى، قال: تقول الله أكبر

الله أكبر، الله أكبر الله أكبر... الخ - حتى علمه األذان إلى آخره - ثم استأخر غير بعيد ثم قال: تقول: إذا أقيمتقال عبد الله بن زيد:

الخ - حتى علمه اإلقامة - قال عبدالصالة، الله أكبر الله أكبر... فأخبرته بما رأيت،فلما أصبحت أتيت رسول الله الله بن زيد: "

" إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بالل فألقفقال: .(3)عليه ما رأيت فليؤذن به، فإنه أندى صوتا منك"

الطحاوي: شرح مشكل اآلثار، تحقيق: شعيب األرنؤوط، الناشر: مؤسسة)( 1(.14/465 هR )1415الرسالة، الطبعة األولى،

، كان له منعبد الله بن زيد: ابن عبد ربه بن زيد بن الحارث بن الخزرج )( 2 الولد: محمد، وأم حميد، وله عقب بالمدينة وهم قليل، شهد عبد الله العقبة مع

السبعين من األنصار، وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله :وصلى عليه عثمان بن عفان 32، وهو الذي أري األذان، توفي سنة ،Rه.

(،3/248(، وابن األثير: أسد الغابة )3/405ينظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى )(.5/223تهذيب التهذيب )وابن حجر:

( من طريق محمد بن إسحاق )16478أخرجه أحمد في المسند برقم ))( 3 ( في499وأخرجه أبو داود برقم ). إسناده حسن"(، وقال المحقق: "26/402

(، وقال ابن حبان:"إسناده قوي" ينظر:1/135)كتاب الصالة( باب كيف األذان ) ابن حبان: محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد، التميمي، أبو

هR(،354حاتم، الدارمي، البستي )المتوفى: اإلحسان هR(،739ترتيب: األمير عالء الدين علي بن بلبان الفارسي )المتوفى:

في تقريب صحيح ابن حبان، تحقيق: شعيب األرنؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة،

223

من أعلم الناسومن ثم فقد كان نبي الله يوسف الصديق القدرة علي تعبير الرؤى، ولهذابتفسير الرؤى، فقد وهبه الله

فقد اتجهت أنظار السجينين إليه مما كان عليه من اإلحسان،وئ ژ ولذلك قاال: ۆئ وئەئ ۆئ ۇئ [، فكان36]يوسف: ژۇئ

من المجيدين لتعبير الرؤى، وهذا غاية في البيان، ويعبر يوسف رؤيا أحدهما ويصدق تعبيره فيخرج هذا السجين ليخبر الملك

، وأنه قادر علي تعبير رؤياه، ويعبرها له يوسف فتكونبيوسف سببا لتوليه خزائن مصر، والرجل األول بعد الملك فيها، ولو لم ير

وتتحقق الرؤيا،هذا الفتي هذه الرؤيا ولم يفسرها له يوسف في السجن ولكن الله يفعل ما يريد.لظل نبي الله يوسف

ەئ ې ې ې ې ى ى ژ : وفي قوله ەئ ائ ائ ۉ ۉۇئ وئ [.4]يوسف: ژوئ

،ژ ىژ: " جاء تكرير الفعل في اآلية في قوله: (1)قال األخفش. (2) للتأكيد على الفعل، وقد يستغني بأحدهما" ژوئژوقوله:

(.4/573 هR )1408بيروت، الطبعة: األولى، مسعدة أبو الحسن األخفش األوسط، كان مولى بني بن  األخفش: سعيد)(1

دارم من أهل بلخ، سكن البصرة، وكان أجلع ال تنطبق شفتاه على بن مجاشع لسانه، قرأ النحو على سيبويه، وكان أسن منه، حدث عن: الكلبي، والنخعي،

عروة، وروى عنه: أبو حاتم السجستاني، ودخل بغداد وأقام بها مدة، بن وهشام وروى وصنف بها، قال المبرد: أحفظ من أخذ عن سيبويه األخفش، ثم الناشي،

ثم قطرب، قال: وكان األخفش أعلم الناس بالكالم، وأحذقهم بالجدل، من تصانيفه: األوساط في النحو، ومعاني القرآن، والمقاييس في النحو، واالشتقاق،

والمسائل؛ والكبير الصغير، والعروض والقوافي، واألصوات، وغير ذلك، مات والذهبي: سير أعالم (،12/380 هR. ينظر: ابن خلكان: وفيات األعيان )210سنة:

(1/145(، والفيروزآبادى: البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة )8/339النبالء ) 590 / 1 بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي

معانى القرآن لألخفش، تحقيق: الدكتورة هدى محمود قراعة،)( األخفش: 2(.1/354 )ه1411Rالناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة: األولى،

224

هيأ بذكر رؤياه إشارة إلى أن الله وكان في ابتداء قصة يوسف نفسه للنبوءة، فابتدأه بالرؤيا الصادقة كما جاء في حديث عائشة

من الوحي الرؤيا الصادقة فكان ال»أن أول ما ابتدئ رسول الله ، وفي ذلك تمهيد للمقصود(1)يرى رؤيا إال جاءت مثل فلق الصبح«

من طهارة وزكاة نفس وصبر.من القصة وهو تقرير فضل يوسف فذكر هذه الرؤيا في صدر القصة كالمقدمة والتمهيد للقصة

بعلو شأنه؛ تلك الرؤيا تنبيها لنبيه يوسفالمقصودة، وجعل الله ليتذكرها كلما حلت به ضائقة، فتطمئن بها نفسه ويعلم أن الله

سينقله من زاوية المحنة، إلى بسط المنحة وعالم البشرىوالمسرة.

بقص رؤياه على أبيه؛ ألنه علم بإلهام أووكانت مسارعة يوسف فالرؤيا الصالحةبتعليم سابق من أبيه أن لكل رؤيا تعبير خاص بها،

ال تخلو من بشارة، أو نذارة، في أمر من أمور الدين، أو الدنيا، وقد تكون مبشرة، تحث من رآها على لزوم سبيل االستقامة والثبات

على الحق والدعوة إليه، أو تهديه إلى ما فيه خير له في آجله أن لرؤياه داللة على رفعةفاستشعر نبي الله يوسف وعاجله،

شأنه ومن ثم أخبر بها أباه. قال ابن عاشور: " واالعتداد بالرؤيا من قديم أمور النبوءة، وكانوا

يعدون الرؤيا من طرق اإلنباء بالغيب، إذا سلمت من االختالط، وكان مزاج الرائي غير منحرف وال مضطرب، وكان الرائي قد اعتاد

.الحديث سبق تخريجه )( 1

225

وقوع تأويل رؤياه، وهو شيء ورثوه من صفاء نفوس أسالفهم، إبراهيم وإسحاق- عليهم السالم- فقد كانوا آل بيت نبوءة وصفاء

سريرة. في المنام أنه يذبحولما كانت رؤيا األنبياء وحيا، وقد رأى إبراهيم

ولده، فلما أخبره بذلك قال: خت ژ حت جت يب يث متىب ىث مث جث يت ژىت

ٿژ في قوله: [، وإلى ذلك يشير قول يعقوب102] الصافات: ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ

[، فال6] يوسف: ژ ڃ ڃ چ چ ڃڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ جرم أن تكون مرائي أبنائهم مكاشفة وحديثا ملكيا، وفي الحديث

الشريف: »لم يبق من المبشرات إال الرؤيا الصالحة يراها المسلم.(1)أو ترى له«

وإذا كان تأويل الرؤى من أخص خصائص األنبياء فمن البدهي       من سياق الرؤيا، أن استمرار سلسلة النبوة منأن يعلم يعقوب

، وقد كان ينتظر بشغف أن تستمربعده سيكون في ابنه يوسف سلسلة النبوة في نسله، كيف ال، وهو نبي، وأبوه نبي، وعمه نبي،

ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹژ وجده نبي، ومن أجل ذلك قال: ڃڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ

، تدل بوضوح على أنفرؤيا يوسف  ، ژڃ ڃ چ چ االجتباء المنتظر سيكون له، وفيه سيكون تمام النعمة، التي كانت

. والحديث سبق تخريجه(،12/209 ابن عاشور: التحرير والتنوير ))(1

226

في إبراهيم، وإسحق، وإسماعيل، ويعقوب، عليهم أفضل الصالموالسالم.

المبحث الخامس

بالتمكين في ليوسف اصطفاء الله األرض

ومشيئته أن يصطفى من يشاء من عبادهلقد اقتضت حكمة الله ليكون محال لتلقى هباته ومنحه وعطاياه، و ملك األرض وسيادة

ۓ ٹ ٹ ژ النافذة، التي ال تبديل لها، األمم من سنن الله ے ے و[، ١٧٣-١٧١]الصافات: ژۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ

ۈئ ٹ ٹ ژ ۆئ ۆئ ۇئ ىئ ۈئۇئ ىئ ېئ ېئ [؛43]فاطر: ژېئ فقد،[247]البقرة : ژ ۆ ۆ ۈ ۇڭ ڭ ڭ ۇژ وألن الحق

درجة التمكين ومنحهمكان من هؤالء العباد الذين اصطفاهم الله ۉ ېٹ ٹ ژ ، في األرض يوسف بن يعقوب عليهما السالم ۉ ۅ

.القدرة، وبسط اليد، ورفع المنزلة، والتمكين بمعنى ژې

227

قال صاحب شمس العلوم:" التمكين من الشئ القدرة واإلعانة عليه، والحيازة واالنفراد بالتصرف، والتمكن في المكان: االستقرار

آلةفيه، وإزالة الموانع، ومكن الله تعالى العبد: أي أعطاه الله .(1)سليمة يقدر معها على الفعل، ووسع عليه في الرزق"

مكنه فيه، أي: أثبته فيه، ومكن له فيه، أي: جعلوقال الشوكاني:" له فيه مكانا، ولتقارب المعنيين يستعمل كل واحد منهما مكان

.(2)اآلخر".(3)التمكين في األرض: الجاه والثروة والملك"وقال القاسمي: "

ودرجة التمكين في األرض وسيادة األمم، من أعظم الهبات الربانية إال للمصطفين األخيار من عباده،والمنح اإللهية، فال يمنحها الله

ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇٹ ٹ ژ ۓ [،128]األعراف: ژ ۆ ۆ ۇےفهي درجة األنبياء والمرسلين – صلوات الله عليهم.

رحمه الله - يوما: أي أفضل: الصبر، أو المحنة،-وقد قيل للشافعيأو التمكين؟

فقال الشافعي -رحمه الله-: " التمكين درجة األنبياء، وال يكون التمكين إال بعد المحنة، فإذا امتحن صبر، وإذا صبر مكن، أال ترى

ثم مكنه، ثم مكنه، وامتحن موسى امتحن إبراهيم أن الله

هR(، شمس العلوم ودواء573الحميرى: نشوان بن سعيد الحميرى )المتوفى: )( 1 كالم العرب من الكلوم، تحقيق: حسين بن عبد الله العمري، الناشر: دار الفكر

(، ويراجع: الكفوي:9/6361 هR )1420المعاصر - بيروت – لبنان، الطبعة األولى، (.1/549الكليات )

(. 3/17 الشوكاني: فتح القدير ))(2 (. 6/193 )القاسمي: محاسن التأويل)( 3

228

ثم مكنه وآتاه ملكا، والتمكين أفضل الدرجات،وامتحن سليمان ۉ ې ې ژ : قال الله ۉ بعد المحنة العظيمة، وأيوب ژۅ

]األنبياء : ژ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ ٹ ٹ ژمكن، 84"] (1) .

ومنحه درجة التمكين في عبده ونبيه يوسف وقد اصطفى الله األرض، وأشار القرآن الكريم بذلك في ثالثة مواضع من السورة:

الموضع األول:

ٴۇ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋژ ٹ ٹ ۉ ۅۓ ۉ ۅۆئ ائې ې ې ې ى ى ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ژائ

[.21]يوسف: وقد بدأ هذا التمكين في األرض من اللحظة األولى لدخول يوسف

،ويعيش مطمئنا هادئا إلى بيت عزيز مصر ليحيا حياة طيبة، الذي اشتراه من مصر المرأته بعدمن قول وليس أدل على ذلك

ژٴۇۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋ ژ ما توسم الخير والصالح فيه:[.21]يوسف:

" أي اجعلي إقامته عندك كريمة، أي كاملة فيقال ابن عاشور: نوعها، أراد أن يجعل اإلحسان إليه سببا في اجتالب محبته إياهما، ونصحه لهما فينفعهما، أو يتخذانه ولدا فيبر بهما وذلك أشد تقريبا؛

المؤذنة بالكمال،وإنما قال ذلك لحسن تفرسه في مالمح يوسف

ان، الناشر:)( 1 الشافعي: تفسير اإلمام الشافعي، تحقيق: أحمد بن مصطفى الفر(.2/978هR )1427دار التدمرية- المملكة العربية السعودية، الطبعة األولى،

229

وكيف ال يكون رجال ذا فراسة وقد جعله الملك رئيس شرطته، فقد.(1)كان الملوك أهل حذر، فال يولون أمورهم غير األكفاء"

إشارة الى ما تقدم، والمعنى: ومثل ژۅژ وفي قوله تعالى: ذلك التمكين البديع الدال على رعايتنا له حين أنقذناه من كيد

إخوته، وأخرجناه من ظلمات الجب، فكذلك مكنا له، أي عطفنا عليه قلب عزيز مصر، الذي اشتراه وأكرمه هذا اإلكرام، حتى

تمكن من األمر والنهي في البلد الذي الملك مستول عليه، وجعلنا هذا مقدمة لتمكينه في األرض من هذا الطريق.

ۉ ې ې ژ قال األلوسي:" ۉ أي جعلنا له فيها مكانا،ژۅ يقال: مكنه فيه أي أثبته فيه، ومكن له فيه: أي جعل له مكانا فيه،

.(2)"والمراد في المكان: المكانة والمنزلة إن المراد من التمكين في األرض في هذه اآلية، هو ابتداؤه، وتقدير

بحلوله محل العناية من عزيز مصر،أول أجزائه، فنبي الله يوسف قد خط له مستقبل تمكينه من األرض بالوجه األكمل واألتم، والذي

ڎڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎژ أشار له بعد ذلك في قوله تعالى: [، حيث جاء هذا56]يوسف: ژ ڑ ک ک ک ڑڈ ڈ ژ ژ

التمكين األخير بمثابة تمام التمكين وكماله. كانت اإلشارة إلى التمكين المستفاد منويقول ابن عاشور: "

تنويها بأن ذلك التمكين بلغ غاية ما يطلب من ژ ڇ ڇژقوله:

(. 12/246لتحرير والتنوير )ا ابن عاشور:)(1(.6/399 األلوسي: روح المعاني ))(2

230

نوعه، بحيث لو أريد تشبيهه بتمكين أتم منه لما كان إال أن يشبه .(1)بنفسه، والتقدير: مكنا ليوسف تمكينا كذلك التمكين"

أي مكنا له في األرض لكي نعلمه من، ژې ې ى ىژ :وقوله تأويل األحاديث، يعني عبارة الرؤيا وتفسيرها، حيث أصبح ال شغل له وال هم له سوى العلم، فكان ذلك من أسباب تعلمه علما كثيرا،

من علم األحكام، وعلم التعبير، وغير ذلك. ، جائز أن يكون تأويل الرؤيا، وأن ژې ې ى ى ژقال الزجاج: "

.(2)يكون تأويل أحاديث األنبياء" هي الكتب المنزلة، أو مأثورات ، ژې ې ى ىژوقال أبو زهرة:"

النبيين، إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، وتأويلها معرفتها، ومعرفة تفسير الرؤى واألحالم،مآلها، وقد يكون من ضمن ما علمه الله

. (3)وقد كانت الطريق لتمكينه في األرض، وإقامة العدل فيها"ۆئ ژ :وقوله ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ ەئ اختلف، ژائ

،فقيل: هي كناية عن الله ژ وئژ العلماء حول الهاء في غالب على أمره، يفعل ما يشاء، ال يغلبه شيءوالمعنى: إن الله

، والمعنى:وال يرد عليه حكمه راد، وقيل: هي راجعة إلى يوسف ، بالتدبير والحياطة، ال يكله إلى أحدإن الله تولى أمر يوسف

.حتى يبلغه منتهى علمه فيه

(. 12/246ابن عاشور: التحرير والتنوير ))( 1 الزجاج: معاني القرآن وإعرابه، تحقيق: عبد الجليل عبده شلبي، الناشر: عالم)( 2

(.3/99 هR )1408الكتب– بيروت، الطبعة األولى، (.7/3813أبو زهرة: زهرة التفاسير، دار النشر: دار الفكر العربي ))( 3

231

غالب على أمره:" فيه قوالن، أحدهما: أن الله (1)قال السمعانيال يمنعه منه مانع، وال يرده عما يريد راد.

بالتدبير والحياطة غالب على أمر يوسف والقول الثاني: والله .(2)حتى يبلغه منتهى علمه فيه"

القول األول، حيث قال: "على ما أراد منورجح ابن عباس قضائه، أي: ال يغلبه على أمره غالب، وال يبطل إرادته منازع، فهو

.(3)قادر على أمره من غير مانع" حيث ينقله من مواقف على نبيه يوسف وهكذا يمتن الله

، ويؤتيه الحكمالمحنة، إلى بسط المنحة، وعالم البشرى والمسرةوالعلم.

الموضع الثاني:

ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄڤٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ژ ٹ ٹ. [54 ]يوسف:ژ

أحمد السمعاني المروزي بن عبد الجبار بن محمد بن السمعاني: منصور)( 1 الشافعي، إمام عصره بال مدافعة، أقر له بذلك الموافق والمخالف، وكان حنفي

المذهب، متقنا عند أئمتهم ثم انتقل إلى مذهب اإلمام الشافعي ، وصار إمام الشافعية بعد ذلك يدرس ويفتي ، وصنف تصانيف كثيرة منها : منهاج أهل

السنة ، واالنتصار والرد على القدرية ، وله تفسير القرآن العزيز وهو كتاب نفيس هR، وتوفي426جدا ، وجمع في الحديث ألف حديث عن مائة شيخ . ولد سنة:

والذهبي: تاريخ اإلسالم )(،17/37المنتظم ) ابن الجوزي: هR. ينظر:489سنة: (.2/339والداوودي: طبقات المفسرين )(، 33/321

السمعاني: تفسير القرآن، تحقيق: ياسر بن إبراهيم، وغنيم عباس، الناشر:)( 2(. 3/20هR )1418دار الوطن، الرياض – السعودية، الطبعة األولى،

(. 2/606 ذكره الواحدي في )الوسيط في تفسير القرآن المجيد ))(3

232

[54 ]يوسف:ژٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹژ قوله تعالى: ، أي: خالصا لنفسي، أصطفيه وأستأثر به، وأجعله بمكان المستشار والصديق

الوفي، وهذا كناية عن شدة اتصاله به، وحب العمل معه والتقربإليه.

بوضوح على أن الملك لما ظهرت له براءةتدلوهذه اآلية الكريمة مما نسب إليه، وتحقق من كرم نفسه وأمانته، وسعةيوسف ورأى صبره وجلده،وحكمته في طلب تمحيص أمر النسوة، علمه،

عظمت منزلته عنده، وتيقن حسن خاللهتبينت له كرامته وإباؤه، و.ژ ٹ ٹژ فقال حينئذ:

أي فلما، ژڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ژ وقوله تعالى: الملك، ورأى منه حسن البيان، وقوة الفصاحة بتعبيركلم يوسف

الرؤيا المبنية على الحكمة والعلم وحسن التدبير، قال له الملك:.إنك عندنا صاحب مكانة وأمانة

،ژڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ژ : قال ابن العربي: " قال الملك ليوسف أي متمكن مما أردت، أمين على ما ائتمنت عليه من شيء، أما

أمانته فلما ظهر من براءته، وأما مكانته؛ فألنه ثبتت عفته.(1)ونزاهته"

أظهر فضله بالكالم،فلو لم يكن يوسف قال الجاحظ: " واإلفصاح بالبيان، مع محاسنه المونقة، وأخالقه الطاهرة، وطبائعه

الشريفة، لما عرف العزيز فضله، وال بلغ تلك المنزلة لديه، وال حل

(.3/58ابن العربي: أحكام القرآن ))( 1

233

عنده بموضع األمانة، ولكان في عداد ذلك المحل منه، وال صار جعل كالمه سببا لرفعغيره ومنزلة سواه عند العزيز، ولكن الله

منزلته، وعلو مرتبته، وعلة لمعرفة فضيلته، ووسيلة لتفضيل العزيز.(1)إياه"

وقال الجصاص: " هذا الملك لما كان من أهل العقل والدراية، لم ، كما راع النساء لقلةالبهج منظره الرائع يرعه من يوسف

عقولهن، وضعف أحالمهن، وأنهن إنما نظرن إلى ظاهر حسنه وجماله، دون علمه وعقله، وأن الملك لم يعبأ بذلك، ولكنه لما

.(2)"كلمه، ووقف على كماله ببيانه وعلمه من السجن إلى حيث يجلسوهكذا يخرج نبي الله يوسف

مجلس اإلمارة والسلطان، فيكون من خاصة الملك، المقربين إليه،المشاركين له فى الحكم والسلطان، وإدارة شئون البالد.

الموضع الثالث:

ڑ ک کڑ ڈ ڈ ژ ژڎڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎٹ ٹ ژ .[56]سورة يوسف: ژک

وهذا الموضع الثالث هو أعلى درجات التمكين، حيث جعله الله ملكا يتصرف في أرض مصر باألمر والنهي، فهو من آثار ذلك

الجاحظ : عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالوالء، الليثي، أبو عثمان، الشهير)(1 هR( ، رسائل الجاحظ ، تحقيق : عبد السالم محمد255بالجاحظ )المتوفى:

.235 / 4 هR 1384هارون ، الناشر: مكتبة الخانجي ، القاهرة ، عام النشر: هR( ، أحكام370 الجصاص : أحمد بن علي أبو بكر الرازي الحنفي )المتوفى: )(2

القرآن ، تحقيق: عبد السالم محمد علي شاهين ، الناشر: دار الكتب العلمية .225 / 3هR 1415بيروت – لبنان ، الطبعة: األولى،

234

التعليم ونتائجه المتفرعة عليه، وليس من مباديه المؤدية إليه، فال سبيل إلى جعله غاية له، ويعني به منحه إمكانات لكل غرض يريده،

، ومأمون على ما أعطاه الله فيصرف به األمور وفق منهج الله ليوسف من إمكانات، ومثل هذا التمكين العظيم، مكن الله

في أرض مصر، بعد أن مكث في سجنها بضع سنين، ال لذنباقترفه، وإنما الستعصامه بأمر الله.

أي: يتخذ منزال أين شاء بعد ژڍ ڌ ڌ ڎژ وقوله تعالى: فالجملة الكريمة كناية عن قدرته على التصرفالضيق والحبس،

والتنقل في جميع أرض مصر، كما يتصرف ويتنقل الرجل فيمنزله الخاص.

قال ابن عاشور: " والتبوؤ: اتخاذ مكان للبوء، أي الرجوع، فمعنىالتبوؤ النزول واإلقامة، وقوله:

كناية عن تصرفه في جميع مملكة مصر، فهو ژڍ ڌ ڌ ڎژ عند حلوله بمكان من المملكة لو شاء أن يحل بغيره لفعل، فجملة يتبوأ يجوز أن تكون حاال ليوسف، ويجوز أن تكون بيانا لجملة مكنا

.(1)ليوسف في األرض" ، بيان لكمال قدرته ونفاذ إرادتهژڈ ڈ ژ ژژ وقوله تعالى:

أى: نصيب برحمتنا وفضلنا وعطائنا من نشاء عطاءه من عبادنا،بمقتضى حكمتنا ومشيئتنا.

(.13/11 )التحرير والتنوير ابن عاشور: )(1

235

أي: وال نضيع أجر الذينژڑ ک ک ک ژ وقوله تعالى: بأدائه، بل نوفيهم أجورهم علىيتقنون أداء ما كلفهم الله

.(1)إحسانهم في الدنيا، قبل اآلخرة، إذا شئنا ذلك" لما حضر الملك، وعبر لهقال القاسمي: " روي أن يوسف

رؤياه، ابتهج بحديثه هو وخاصته، وقال لهم: هل نجد مثله رجال؟ : بعد أن عرفك الله هذا، فال يكون حكيم مثلك،وقال ليوسف

وأنت على بيتي، وإلى كلمتك تنقاد رعيتي، وال أكون أعظم منك إال بعرشي، وقد أقمتك على جميع أرض مصر، ونزع خاتمه من يده،

ووضعه في إصبعه، وألبسه ثياب بز، وجعل طوقا من ذهب في عنقه، وأركبه مركبته، وأمر أن يطاف به في شوارع مصر، وينادى

أمامه بالخضوع له، وقال له الملك: ال يمضي أمر، وال ينفذ شأن. (2)في مصر إال برأيك ومشورتك، وسماه مخلص العالم"

ثم أخرجه منه بعد ابتالئه بالسجن، ليوسف وهكذا مكن الله بريئا من التهمة، عليما بربه، وبشؤون األمة، في وقت اشتدت فيه

حاجة البالد إلى حفيظ عليم يدبر أمرها، ويقودها في حياتها خير ، وصار حاكما في مصرقيادة، فتولى أمرها، واستسلم له أهلها

في مجال الحمد، والشكر، والثناء علىأقر به يوسف األمر الذي ۉ ۋ ې ې ې ېژ بما هو أهله فقال:الله ۉ ۅ ىىۅ

ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ائ ۈئ ۇئائ ۈئ ۆئ .[101]يوسف: ژۆئ

(.7/382للشيخ طنطاوي )التفسير الوسيط للقرآن الكريم )( بتصرف يسير من 1(.6/190 القاسمي: محاسن التأويل ))(2

236

المبحث السادس

الدروس والعبر المستفادة من الفصلالثاني

كان من أهم الدروس والعبر التي تستخلص من الفصل الثاني مايلي:

على أحد األبناء، ينتفع بها أهل بيته وأقاربه- أن نعمة الله 1 وأصحابه، وربما شملتهم، وحصل لهم ما حصل له بسببه، كما قال

ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹژ في تفسيره لرؤيا يوسف: يعقوب ، نعمته على يوسف فحينما أتم الله ژٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ

حصل آلل يعقوب من العز والتمكين في األرض، والسرور والغبطة ، فكم من جد أتاه السؤدد من قبل األب،ما حصل بسبب يوسف

واألب من قبل االبن، واإلخوة من قبل أخيهم، والقبيلة من قبل فرد:(1)منها،كما قال ابن الرومي

ابن الرومي: علي بن العباس بن جريج، الرومي، الشاعر المشهور، صاحب)( 1 النظم العجيب، والتوليد الغريب، يغوص على المعاني النادرة فيستخرجها من

مكامنها ويبرزها في أحسن صورة، وال يترك المعنى حتى يستوفيه إلى آخره وال يبقي فيه بقية، من طبقة بشار، والمتنبي، رومي األصل، كان جده من موالي بني

العباس، ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموما، قيل: دس له السم القاسم بن هR. ينظر:283عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه، توفي سنة:

هR(،384المرزباني: اإلمام أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني )المتوفى : معجم الشعراء، تصحيح وتعليق: د / ف. كرنكو، الناشر: مكتبة القدسي، دار

(، ويراجع: ابن1/289 هR )1402الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الثانية، (. 13/496(، والذهبي: سير أعالم النبالء )3/358خلكان: وفيات األعيان )

237

قالوا أبو الصقر من شيبان قلت لهم ... كال لعمريولكن منه شيبان

وكم أب قد عـال بابن ذرا شرف ... كما عال برسول الله(1)عدنان

- أنه ال بأس أن يخبر اإلنسان عما في نفسه من صفات الكمال2 من علم أو عمل، إذا كان في ذلك مصلحة، ولم يقصد به العبد

چڃ ڄ ڃ ڃ ڃژ: الرياء، وسلم من الكذب، لقول يوسف وكذلك ال تذم الوالية، إذا كان المتولي فيها يقوم بما يقدر ژچ چ

وحقوق عباده، وأنه ال بأس بطلبها، إذا كانعليه من حقوق الله أعظم كفاءة من غيره، وإنما الذي يذم إذا لم يكن فيه كفاية، أو

،كان موجودا من هو أعلى منه، أو لم يرد بها إقامة أمر الله فبهذه األمور، ينهى عن طلبها، والتعرض لها.

سعيه، بل يحسن عاقبته، ويعلي- أن التقي األمين ال يضيع الله 3 منزلته في الدنيا واآلخرة، وأن المعتصم بالصبر ال يخشى حدثان

يعضده وينجحالدهر وتجاربه، وال يخاف صروفه ونوائبه، فإن الله مسعاه، ويخلد ذكره العاطر على مر الدهر.

- بيان منزلة العلماء العاملين الذين يستشارون في مهام األمور،4 وفضيلة العلم باألحكام والشرع، ومنها علم تعبير الرؤيا، وعلم

بسبب علمه حصل له العز والرفعةالتدبير والتربية؛ فيوسف

عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبومن )البحر البسيط( ينظر: الثعالبي: )( 1 عبد الفتاح، تحقيق:هR(، التمثيل والمحاضرة429منصور الثعالبي )المتوفى:

(.1/21 ) ه1401R الثانية، ، الطبعة الدار العربية للكتاب، الناشر:محمد الحلو

238

والتمكين في األرض، فإن كل خير في الدنيا واآلخرة من آثار العلموموجباته.

بها بعض عباده الذين زكت- أن الرؤيا الصالحة حالة يكرم الله 5 نفوسهم، فيكشف لهم عما يريد أن يطلعهم عليه قبل وقوعه، ومن األحاديث التي وردت في فضل الرؤيا الصالحة، ما روي عن عائشة

» أول ما بدئ به رسول الله رضي الله عنها، أنها قالت: ادقة في النوم، فكان ال يرى رؤيا ؤيا الص من الوحي الر

بح« .(1)إال جاءت مثل فلق الص

- أن الرؤيا الصادقة يجوز أن يراها الكافر والفاسق، بدليل قوله6ۆئې ې ى ى ژ تعالى: ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ائ ائ

ىئ ی ی ی ۈئۈئ ىئ ىئ ېئ ېئ . ژېئ قال السيوطي:"هذه اآلية من أصول التعبير، وفيها أيضا صحة رؤيا

.(2)الكفار، وجواز تسميته ملكا" أن يبدأ المفتي إجابة السائل باألهم فاألهم، وأن يدل السائل- 7

على أمر ينفعه مما يتعلق بسؤاله، ويرشده إلى الطريق التي ينتفع بها في دينه ودنياه، فإن هذا من كمال نصحه وفطنته، فإن يوسف لما سأله الفتيان عن الرؤيا قام بدعوتهما إلى عبادة الله وحده ال

شريك له، قبل أن يقوم بتعبيرها لهما.

اب أول ما بدئ به رسول( في )كتاب التعبير( ب6982أخرجه البخاري برقم ))( 1 ( في )كتاب160(، وأخرجه مسلم برقم )9/29من الوحي الرؤيا الصالحة )الله

.))1/139 اإليمان( باب بدء الوحي إلى رسول الله السيوطي: اإلكليل في استنباط التنزيل، تحقيق: سيف الدين عبد القادر)( 2

(.1/155 هR )1401الكاتب، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت،

239

- أن على المعلم استحضار اإلخالص التام في تعليمه، وأن ال8 يجعل من تعليمه وسيلة لكسب مال، أو جاه، أو نفع، وأن ال يمتنع

»من التعليم وبذل النصيحة لكل من طلبها، قال رسول الله: الدين النصيحة « قلنا : لمن ؟ قال: » لله ولكتابه

تهم « ة المسلمين وعام .(1)ولرسوله وألئم على» بايعت رسول الله قال: (2)وعن جرير بن عبد الله

الة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم« .(3)إقام الص ولذلك فإن يوسف عليه السالم لم يقتصر على تعبير رؤيا الملك،

بل دلهم على ما يصنعون في تلك السنين المخصبات من كثرةالزرع، وكثرة جبايته، وكيفية تخزين الحبوب.

أن القائم على الشؤون االقتصادية في البالد يجب أن يتسم -9 بحسن التدبير في المعاش، والقدرة على سياسة الناس وقيادتهم، وأن ال يغفل عن شيء من أحوال رعيته، وأن يكون من ذوي الرأي

» االقتصاد في النفقة نصف: السديد؛ فقد قال رسول الله

باب بيان أن( في )كتاب اإليمان(، عن تميم الداري، 55 أخرجه مسلم برقم ))(1(.1/74الدين النصيحة )

ابن عويف بن خزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد جرير بن عبد الله: )(2 بأربعين يوما، وكان، يكنى: أبا عمرو، أسلم جرير قبل وفاة النبي بن أنمار

: جرير يوسف هذه األمة، وهو سيد قومه،حسن الصورة، قال عمر بن الخطاب لما دخل عليه جرير فأكرمه: " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه "، روىوقال النبي

عنه بنوه: عبيد الله، والمنذر، وإبراهيم، وروى عنه: قيس بن أبي حازم، هR. ينظر: ابن54مات سنة: والشعبي، وهمام بن الحارث، وأبو وائل، وغيرهم،

وابن عبدالبر:(،1/497(، وابن سعد: الطبقات الكبرى )1/292قتيبة: المعارف )(.1/529(، وابن األثير: أسد الغابة )1/236االستيعاب )

:"الدينباب قول النبي ( اإليمانفي )كتاب ( 57أخرجه البخاري برقم ) )(3 وفي الزكاة برقم )(،1/21النصيحة: لله ولرسوله وألئمة المسلمين وعامتهم" )

(.2/106 )( باب البيعة على إيتاء الزكاة1401

240

المعيشة، والتودد إلى الناس نصف العقل، وحسنؤال نصف العلم« .(1)الس

- أن أرض مصر أرض فالحة وزراعة منذ عهدها األول، وأنها10 كانت محط أنظار المعسرين من مختلف البالد بفضل حسن تدبير

، وأخذه األمور بالعدالة والرحمة، وسهره على مصالحيوسف الناس، ومراقبته لشئون بيع الطعام، وعدم االعتماد على غيره،

حتى إن إخوته قد دخلوا عليه وحده، دون غيره من المسئولين فيمصر.

- أن قوة البيان والفصاحة المبنية على العلم والحكمة، لها أثر11 ڤ ڤٹ ٹ ژ عظيم على األخذ بأفئدة الراعي والرعية والسوقة،:

[.54]يوسف: ژڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ - أن إكرام الضيف سنة من سنن األنبياء والمرسلين، ويتضح12

ۓ ڭ ڭژ إلخوته: ذلك بجالء في قول يوسف ۓ ے ے. ژڭ ڭ

» من كان يؤمن: ، قال: قال رسول الله وعن أبي هريرة بالله واليوم اآلخر فال يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله

واليوم اآلخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم.(2)اآلخر فليقل خيرا أو ليصمت«

،)7/25( (من حديث ابن عمر6744 أخرجه الطبراني في األوسط برقم ))(1 (:" رواه الطبراني في األوسط، وفيه1/160وقال الهيثمي في )مجمع الزوائد

مخيس بن تميم عن حفص بن عمر، وقال الذهبي: مجهوالن". ( في )كتاب األدب( باب من كان يؤمن بالله6018أخرجه البخاري برقم ) )(2

( في )كتاب اإليمان(47(، وأخرجه مسلم برقم )8/11واليوم اآلخر فال يؤذ جاره ).(1/68باب الحث على إكرام الجار والضيف )

241

- أن الضيق والشدة دائما يعقبهما الفرج، وأن مع العسر يسرا،13 ومس آل يعقوب الضر، أذن الله فإنه لما اشتد الحزن بيعقوب

حينئذ بالفرج، فحصل التالقي في أشد األوقات إليه حاجة واضطرارا، فثبت بذلك األجر وحصل السرور، وعلم من ذلك أن

يبتلي أنبياءه، وأولياءه، بالشدة والرخاء، والضيق والفرج،الله ليمتحن صبرهم وشكرهم، فيزداد - بذلك – إيمانهم، ويقينهم،

وعرفانهم. - أن العبرة في حال العبد بكمال النهاية، وليس بنقص البداية،14

، وامرأة العزيز، لما حدث منهم ما حدث فيفإن إخوة يوسف ، مما يستوجب النقص واللوم، انتهى أمرهم فيحق يوسف

النهاية باالعتراف بالذنب، والتوبة النصوح، والندم الشديد، فأعقب ومن أبيهم، والدعاء لهم بالمغفرةذلك السماح التام من يوسف

والرحمة، وإذا عفا العبد وسامح، فالله خير الراحمين. - أن من أراد الله به خيرا، فلن يستطيع أحد منعه، ومن عصمه15

ٿٹ ٹ ژ الله وحفظه، فلن يستطيع أحد أن يقصده بسوء أو بشر، [، وقال51]غافر : ژٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ

ة لو اجتمعوا» : البن عباسرسول الله واعلم أن األم على أن ينفعوك، لم ينفعوك إال بشيء قد كتبه الله لك،وك إال بشيء قد وك، لم يضر ولو اجتمعوا على أن يضر

حف ت الص .(1)«كتبه الله عليك، رفعت األقالم، وجف (، وقال:"هذا حديث4/248( في صفة القيامة )2516 الترمذي برقم ) أخرجه)(1

(، وقال4/409( في المسند )2669 ورواه أحمد برقم )".حسن صحيح المحقق:"إسناده قوي".

242

الفصـل الثالث

، ودفع الشبهات الواردة لنبيه يوسف عصمة الله في هذا الشأن.

ويشتمل على ثالثة مباحث:

ودفع شبهة الهم. له المبحث األول: عصمة الله

ودفع لنبيه يوسف المبحث الثاني: عصمة الله شبهتي السرقة، وشهوة االنتقام.

المبحث الثالث: الدروس والعبر المستفادة من الفصلالثالث.

243

المبحث األول ودفع شبهة ليوسف عصمة الله

الهم

وفيه مطلبان:

. واالصطالحتعريف العصمة في اللغة)المطلب األول(:

تعريف العصمة في اللغة:

قال الزبيدي:" العصمة: بالكسر: المنع، هذا أصل معنى اللغة، ويقال: أصل العصمة: الربط، ثم صارت بمعنى المنع، وعصمة الله

عبده: أن يعصمه مما يوبقه، عصمه يعصمه عصما: منعه ووقاه،وقوله تعالى:

ۆ ۆژ أي: يمنعني من تغريق الماء، وقوله تعالى: ژڭ ڭ ڭ ژ [، أي ال مانع، وعصمة الله تعالى األنبياء:43]هود : ژٴۇۈ ۈ ۋ

حفظه إياهم أوال بما خصهم به من صفاء الجواهر، ثم بما أوالهم من الفضائل الجسمية والنفسية، ثم بالنصرة وتثبيت أقدامهم، ثم

ژ ژژٹ ٹ بإنزال السكينة عليهم وبحفظ قلوبهم، وبالتوفيق، . (1)[، واستعصم: امتنع وأبى"67]المائدة: ژڑ ڑ

ڃ چژ وقال القرطبي في قوله تعالى حكاية عن امرأة العزيز: [، أي امتنع، قال: "سميت العصمة32]يوسف: ژچ چ چ

. (2)عصمة؛ ألنها تمنع من ارتكاب المعصية"(.101-33/100الزبيدي: تاج العروس )ينظر: )( 1(.9/184 القرطبي: الجامع ألحكام القرآن ))(2

244

في االصطالح:تعريف العصمة

"هي ملكة إلهية تمنع اإلنسان من فعل المعصية والميل إليها مع. (1)القدرة عليها"

، أي من عصمه الله: " المعصوم: من عصم الله (2)وقال ابن حجر بأن حماه من الوقوع

من المكروه: وقاهفي الهالك أو ما يجر إليه، يقال عصمه الله : لجأت إليه، وعصمة األنبياء-على نبيناوحفظه، واعتصمت بالله

وعليهم الصالة والسالم -حفظهم من النقائص، وتخصيصهم بالكماالت النفيسة، والنصرة والثبات في األمور، وإنزال السكينة،

والفرق بينهم وبين غيرهم، أن العصمة في حقهم بطريق الوجوب، .(3)وفي حق غيرهم بطريق الجواز، وقوله: عاصم: مانع"

)المطلب الثاني(: عصمة األنبياء والرسل عليهم السالم:

الخميس: محمد بن عبد الرحمن الخميس: أصول الدين عند أبي حنيفة،)(1(. 1/480الناشر: دار الصميعي، السعودية )

أحمد الكناني بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن ابن حجر: أحمد)( 2 العسقالني، أبو الفضل، اإلمام الحافظ المؤرخ الكبير، شيخ اإلسالم، وإمام الحفاظ في زمانه، وحافظ الديار المصرية، بل حافظ الدنيا مطلقا، قاضي

القضاة، من تصانيفه: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، واإلصابة في تمييز الصحابة، والدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، وغير ذلك من المصنفات النافعة

طبقات الحفاظ ) هR. ينظر:852هR، ومات سنة: 773ولد سنة: المفيدة القيمة،(.1/75شذرات الذهب ) (، وابن العماد:1/552

ابن حجر: فتح الباري شرح صحيح البخاري، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي،)( 3 تصحيح: محب الدين الخطيب، تعليق: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الناشر: دار

(.11/502هR )1379المعرفة – بيروت،

245

أجمعت األمة اإلسالمية على عصمة األنبياء في معنى التبليغ، ومن الكبائر، ومن الصغائر التي فيها رذيلة، واختلف العلماء في غير ذلك

.(1)من الصغائر : " إن األنبياء معصومون عن الصغائر(2)فقال القاضي عياض

المؤدية إلى إزالة الحشمة، والمسقطة للمروءة، والموجبة اإلزراء والخساسة، فهذا مما يعصم عنه األنبياء

إجماعا؛ ألن مثل هذا يحط منصب المتسم به، ويزري بصاحبه، وينفر القلوب عنه، واألنبياء منزهون عن ذلك، ومما ال ريب فيه أن

كل ذنب مهما صغر، ال بد من إشعاره بنقص، ويلحق صاحبه المعرة عند أهل التقوى؛ لوجوب التوبة منه، وهي ندم يشعر بالنقص

والمعرة، فال يصح القول بنسبة الصغائر إلى األنبياء عليهم الصالة والسالم، وقد استدل بعض األئمة على عصمتهم من الصغائر بالمصير إلى امتثال أفعالهم، واتباع آثارهم وسيرهم مطلقا،

وجمهور الفقهاء على ذلك من أصحاب مالك، والشافعي، وأبي. (3)حنيفة، من غير التزام قرينة، بل مطلقا عند بعضهم"

(. 1/211)( نقل هذا اإلجماع: ابن عطية في )المحرر الوجيز1 عياض بن موسى بن عياض، أبو الفضل اليحصبي البستي، العالمة،عياض: )( 2

صاحب التصانيف الكثيرة مثل: الشفاء بتعريف حقوق المصطفى، وترتيب قال ابن بشكوال: المدارك وتقريب المسالك، واإلكمال في شرح مسلم، وغيرها،

دخل األندلس طالبا للعلم، فأخذ بقرطبة عن جماعة، وجمع من الحديث كثيرا، وكان له عناية كبيرة به واالهتمام بجمعه وتقييده، وهو من أهل التفنن في العلم

ابن هR. ينظر:544 هR، ومات سنة: 476والفهم، ولد سنة: والذكاء واليقظة (، والذهبي: سير3/483ابن خلكان: وفيات األعيان )(، و1/429 الصلة )بشكوال:

(. 218-20/212أعالم النبالء ) عياض: الشفا بتعريف حقوق المصطفى، الناشر: دار الفيحاء – عمان، الطبعة)( 3

(.330–2/328 هR )1407الثانية،

246

ونقل الشوكاني -في إرشاد الفحول- عن األصوليين أنهم " حكوا اإلجماع على عصمتهم بعد النبوة مما يزري بمناصبهم، كرذائل

األخالق والدناءات، وسائر ما ينفر عنهم، وهي التي يقال لها صغائر. (1)الخسة، كسرقة لقمة أو التطفيف بحبة"

أجمعت األمة على عصمة األنبياء في معنىوقال ابن عطية: " والذي أقول بهالتبليغ، ومن الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة،

» والله إني: أنهم معصومون من الجميع، وأن قول النبي ألستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين

ة« ، إنما هو رجوعه من حالة إلى حالة أرفع منها، لتزيد علومه(2)مر ، فهو يتوب من المنزلة األولى إلى األخرى،واطالعه على أمر الله

. (3)والتوبة هنا لغوية" : " والحاصل في هذه المسألة أن األصوليين(4)وقال الشنقيطي

قالوا: بعصمتهم من الكبائر والصغائر الدنيئة كسرقة لقمة وتطفيف حبة، وأن أكثر أهل األصول على جواز وقوع الصغائر غير صغائر

الشوكاني: إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم األصول، تحقيق: الشيخ)(1 أحمد عزو عناية، قدم له: ولي الدين صالح فرفور، الناشر: دار الكتاب العربي-

(.1/98هR )1419دمشق، الطبعة األولى، في اليومباب استغفار النبي (في )الدعوات( 6307برقم ) )( أخرجه البخاري2

(. 8/67والليلة ).(1/211)( ابن عطية: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز )3 عبد القادر الجكني الشنقيطي، بن محمد المختار بن الشنقيطي: محمد األمين )(4

مفسر، ومدرس، من علماء شنقيط، بموريتانيا، ولد وتعلم بها، وحج واستقر مدرسا في المدينة المنورة، ثم الرياض، وأخيرا في الجامعة اإلسالمية بالمدينة، له كتب كثيرة، منها: أضواء البيان في تفسير القرآن، ومنع جواز المجاز، ومنهج

ودراسات آليات األسماء والصفات، ودفع إيهام االضطراب عن آي الكتاب، وآداب هR.1393 البحث والمناظرة، وألفية في المنطق، وغير ذلك، توفي بمكة سنة:

(.6/44ينظر: الزركلي: األعالم )

247

الخسة منهم، ولكن جماعة كثيرة من متأخري األصوليين اختاروا أن ذلك وإن جاز عقال لم يقع فعال، وقالوا: إنما جاء في الكتاب والسنة

من ذلك أن ما فعلوه بتأويل، أو نسيانا، أو سهوا، أو نحو ذلك، والذي يظهر لنا أنه الصواب في هذه المسألة، أن األنبياء صلوات

الله وسالمه عليهم، لم يقع منهم ما يزري بمراتبهم العلية، ومناصبهم السامية، وال يستوجب خطأ منهم، وال نقصا فيهم صلوات

الله وسالمه عليهم، ولو فرضنا أنه وقع منهم بعض الذنوب، فإنهم ،يتداركون ما وقع منهم بالتوبة، واإلخالص، وصدق اإلنابة إلى الله حتى ينالوا بذلك أعلى درجاتهم، فتكون بذلك درجاتهم أعلى من

ژدرجة من لم يرتكب شيئا من ذلك، ومما يوضح هذا قوله تعالى: [. 122-121طه :] ژۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ

عليه، فانظر أي أثر يبقى للعصيان والغي بعد توبة الله واجتبائه، أي اصطفائه إياه، وهدايته له، وال شك أن بعض الزالت ينال صاحبها بالتوبة منها درجة أعلى من درجته قبل ارتكاب تلك

.(1)الزلة"

الشنقيطي: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، الناشر: دار الفكر)(1(.4/119 هR )1415للطباعة والنشر، بيروت،

248

وممن صرح بعصمة األنبياء عليهم الصالة والسالم من الذنوب إمام حيث قال:" وتجب عصمتهم عن المعاصي والذنوب(1)الحرمين

.(2)المؤذنة بالسقوط، وقلة الديانة إجماعا" واستدل هؤالء العلماء على وجوب عصمة األنبياء والرسل صلوات الله عليهم من جميع المعاصي والذنوب، صغيرها، وكبيرها، سرها،

» إنه ال ينبغي لنبي أن تكون له خائنة: وجهرها، بقوله .(3)األعين«

واختلف العلماء في جواز وقوع الصغيرة منهم سهوا، فمنعهبعضهم، ومنهم القاضي عياض، وقال بالجواز جمهور العلماء.

: أبو المعالي الجويني، عبد الملك بن أبي محمد عبد الله بنإمام الحرمين )(1 يوسف، الفقيه الشافعي، ضياء الدين؛ أحد األئمة األعالم من بلدة جوين بنيسابور،

كان متبحرا في العلوم والمعارف، من متأخري األشاعرة، خرج إلى مكة فجاور بها أربع سنين ينشر العلم، ولهذا قيل له إمام الحرمين، وعاد إلى نيسابور، تولى

بغداد، من مصنفاته: بالتدريس بالمدرسة النظامية والخطابة والتذكير واإلمامة نهاية المطلبشفاء الغليل في بيان ما وقع في التوراة واإلنجيل من التبديل، و

في دراية المذهب، والشامل في أصول الدين، والبرهان في أصول الفقه، هR.478هR، وتوفي سنة: 419، ولد سنة: وتلخيص التقريب، واإلرشاد، وغيرها

(، وابن خلكان: وفيات األعيان )2/339)الذهبي: العبر في خبر من غبر ينظر: (.5/165(، والسبكي: طبقات الشافعية )3/167

اد بن عايد المطرفي، آيات عتاب المصطفى )(2 في المطرفي: عويد بن عي ضوء العصمة واالجتهاد، الناشر: كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية بجامعة

(.1/65 هR )1426الملك عبد العزيز- مكة المكرمة، الطبعة الثالثة، ،( عن سعد بن أبي وقاصكتاب الجهاد( في )2683 أخرجه أبو داود برقم ))(3

(. وقال الهيثمي في )مجمع3/59باب قتل األسير وال يعرض عليه اإلسالم ) (:"رجاله ثقات". وقال األلباني في )صحيح الجامع6/169الزوائد ومنبع الفوائد

(:"صحيح".1/4191الصغير

249

الراجح الذي ذهب إليه جمهور العلماء جوازقال الشوكاني: " السهو والنسيان، على األنبياء صلوات الله عليهم في األفعال كما

.(4)"دلت عليه األحاديث والقائلون بعصمة األنبياء عليهم الصالة والسالم من الصغائر

كعصمتهم من الكبائر، أعيان، وكثيرون، وال يتسع المجال لذكرهم وإيراد أقوالهم، وإنما أردت ذكر أقوال طائفة منهم إشارة إلى

القائلين بذلك. وبهذا يظهر لنا مما سبق أن اإلجماع منعقد على القول بعصمة

األنبياء عليهم الصالة والسالم من الصغائر كعصمتهم من الكبائر. وبعد أن سقنا بعض آراء العلماء واألصوليين حول موضوع العصمة

يتضح لنا ما يأتي: ،- أجمعت األمة اإلسالمية على عصمتهم فيما يخبرون عن الله 1

وفي تبليغ رساالته؛ ألن هذه العصمة هي التي يحصل بها مقصودالرسالة والنبوة، وعصمتهم من كبائر الذنوب بعد النبوة.

- وقال بعضهم بعصمة األنبياء والرسل من المعاصي مطلقا؛2 كبيرة كانت، أو صغيرة؛ ألن منصب النبوة يجل عن مواقعتها،

عمدا، وألننا أمرنا بطاعتهم والتأسي بهم، وذلك الومخالفة الله يجوز مع وقوع المعصية في أفعالهم؛ ألن األمر باالقتداء بهم يلزم

الشوكاني: الفتح الرباني من فتاوى اإلمام الشوكاني، تحقيق: أبو مصعب بن)( 4(.5/2674حسن حالق، الناشر: مكتبة الجيل الجديد، صنعاء – اليمن )

250

منه أن تكون أفعالهم كلها طاعة، وتأولوا اآليات واألحاديث الواردةفي هذا الشأن.

-وقال الجمهور بجواز وقوع الصغائر منهم؛ لكنهم ال يصرون3 عليها، فيتوبون منها، ويرجعون عنها؛ فيكونون معصومين من

وقد تمسكاإلصرار عليها، ويكون االقتداء بهم في التوبة منها، هؤالء بظواهر من القرآن الكريم، وبعض األحاديث الصحاح التي

ذكر فيها ما يشعر بوقوع الخطيئة من بعض األنبياء، كحديث :" يجمع المؤمنون يوم القيامةالشفاعة الذي جاء فيه

فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم فيقولون له: أنت آدم أبو البشر، خلقك الله

بيده، وأسجد لك المالئكة، وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا، فيقول لهم: لست

، وما سجله(1)هناكم فيذكر لهم خطيئته التي أصاب ..." القرآن الكريم من استغفارهم، وطلبهم التوبة عليهم، وقد نسب

هذا القول إلى جماعة من السلف، وغيرهم من الفقهاء،والمحدثين، والمتكلمين، ومنهم ابن جرير الطبري.

والرأي الذي أميل إليه هو أن جميع األنبياء والرسل صلوات الله عليهم، معصومون من كبائر الذنوب وصغائرها، سواء كانت قبل البعثة أم بعدها، وما حدث من بعضهم من هفوات، وقام القرآن

باب قول الله( في )التوحيد( 7410أخرجه البخاري برقم ))( جزء من حديث 1، وبرقم )) )9/121عن قتادة، عن أنس (، [75 ]ص: ﴾ لما خلقت بيدي ﴿تعالى: ه موسى تكليما﴿باب قوله: ( 7516 م الل (.9/148[، )164 ]النساء: ﴾ وكل

عن( في )اإليمان( باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، 193وأخرجه مسلم برقم ).) )1/180أنس

251

الكريم بتسجيلها عليهم؛ كانت من قبيل السهو أو النسيان، أو خالف األولى في االجتهاد؛ ألن السهو والنسيان صفتان الزمتان

ٱ ٻٹ ٹ ژ للبشر، وال يخرج األنبياء والرسل عن نطاق بشريتهم، [،11]إبراهيم : ژٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ

مب ژ :وقال تعالى لرسوله خب حب جب ژيئ إال أن الله اصطفاهم وطهرهم، وصنعهم على[، 110]الكهف :

عينه، وجعلهم أئمة الهدى، ومشاعل النور، التي يهتدي بها الناسإلى خالقهم.

وأما تعمد ارتكاب المعاصي قبل أو بعد البعثة فهذا مما ال أرجحه ألنهم قدوة البشر، وطرق الهدى، ومصابيح الدجى، فهم الهداةأبدا؛

، وأما الذين قالوا بجواز وقوع باالقتداء بهمالذين أمرنا الله على أنهم كانوا ال يقرون على منكرالصغائر من األنبياء فقد أجمعوا

من قول أو فعل، وأنهم متى رأوا شيئا فسكتوا عنه دل على جوازه، فكيف يكون هذا حالهم في حق غيرهم ثم يجوز وقوعهمنهم !! وعلى هذا المأخذ تجب عصمتهم من مواقعة المكروه.

: )المطلب الثالث(: دفع شبهة الهم عن يوسف

ڃ ڃ چ چڃ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃڦڤ ڤ ڦژ ٹ ٹ .[24]يوسف: ژ ڇ ڇ ڇ ڇ چچ

تعريف الهم والمراد منه:

252

قال الطبري: "ومعنى الهم بالشيء في كالم العرب: حديث المرء. (1)نفسه بمواقعته ما لم يواقع"

وقال الزبيدي: " الهم: ما هم به المرء في نفسه، أي: نواه، وأراده،. (2)وعزم عليه"

فكان الهم من إمرأة العزيز، هو العزيمة على المعصية، وأما الهمفقد اختلف العلماء فيه على أربعة أقوال: من يوسف

القول األول:

أنه هم بها وجلس منها مجلس الرجل من امرأته، إال أن الله ، وإلى هذا القول ذهب معظمتفضل عليه بأن أراه البرهان

(.16/34 الطبري: جامع البيان ))(1(، وابن منظور: لسان العرب )34/118 انظر: الزبيدي: تاج العروس ))(2

12/620).

253

،(3)، والزجاج(2)، والطبري(1 )المفسرين وعامتهم، مثل: ابن قتيبة ، وغيرهم .(6)، والواحدي(5()4)والماوردي

وقد زعم" :( 8): " قال أبو عبيد القاسم بن سالم(7)قال النحاس بعض من يتكلم في القرآن برأيه

هR(،276ابن قتيبة: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري )المتوفى: )( 1 تأويل مشكل القرآن، تحقيق: إبراهيم شمس الدين، الناشر: دار الكتب العلمية،

قتيبة الدينوري، أبو بن مسلم بن وابن قتيبة هو: عبد الله (.1/231بيروت– لبنان ) محمد، النحوي، اللغوي، حدث عن: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن زياد بن عبيد الله الزيادي، وزياد بن يحيى الحساني، وأبي حاتم السجستاني، وطائفة، وحدث

عنه: ابنه القاضي؛ أحمد بن عبد الله، بديار مصر، وعبيد الله السكري، وعبيد الله بن أحمد بن بكر، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، وغيرهم، قال أبو بكر

الخطيب: كان ثقة دينا فاضال، من تصانيفه: المعارف، وأدب الكاتب، غريب القرآن، ومشكل القرآن في التفسير، وغريب الحديث، ومشكل الحديث، وغيرها

(، واليافعي:3/42هR. ينظر: ابن خلكان: وفيات األعيان )296كثير، مات سنة: (.2/152(، والذهبي: تذكرة الحفاظ )2/142مرآة الجنان )

(.16/37 الطبري: جامع البيان ))(2 (.3/101 الزجاج: معاني القرآن وإعرابه ))(3 (. 3/24 الماوردي: النكت والعيون ))(4 الماوردي: أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري، المعروف بالماوردي،)(5

الفقيه الشافعي، كان من وجوه الفقهاء الشافعية ومن كبارهم، أخذ الفقه عن: أبي القاسم الصيمري بالبصرة، وأبي حامد اإلسفراييني ببغداد، وله من

التصانيف: كتاب: الحاوي، الذي لم يطالعه أحد إال وشهد له بالتبحر والمعرفة التامة بالمذهب، والنكت والعيون، في التفسير، وأدب الدين والدنيا، واألحكام

السلطانية، وقانون الوزارة، وسياسة الملك، وغير ذلك، وصنف في أصول الفقه واألدب وانتفع الناس به، روى عنه: الخطيب أبو بكر صاحب" تاريخ بغداد " وقال:

(، وابن3/383هR . ينظر: ابن خلكان وفيات األعيان )450كان ثقة، وتوفي سنة: (. 1/84(، والسيوطي: طبقات المفسرين )2/636الصالح: طبقات الشافعية )

(.2/607 الواحدي: الوسيط في تفسير القرآن المجيد ))(6 يونس المرادى، أبو جعفر النحاس، بن إسماعيل بن محمد بن  النحاس: أحمد)(7

النحوى المصرى، كان من أهل العلم بالفقه والقرآن، رحل إلى العراق، وسمع وعلى بن سليمان األخفش، وغيرهم، وله من: الزجاج، وابن األنبارى، ونفطويه،

مصنفات في القرآن؛ منها: كتاب المعانى فى القرآن، وكتاب إعراب القرآن، وتفسير أبيات كتاب سيبويه، وكتاب الكافى في النحو، وكتاب تفسير أسماء الله

:ينظر: ابن307، وله ناسخ القرآن ومنسوخه، وغير ذلك، توفى بمصر سنة .Rه (، والقفطي: إنباه الرواة على أنباه النحاة )1/99خلكان: وفيات األعيان )

1/136.)

254

ڤژ لم يهم بها، يذهب إلى أن الكالم انقطع عند قوله: أن يوسف أي: لهم بها، واحتجژ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڦڤ ڦمب ژ بقوله: خب حب جب يئ ڍ ڌ ڌژ ، وبقوله تعالى: ژىئ

ومن دونه، ال يختلفون في أنه هم بها،، وابن عباس ژڎ ڎ ڈ ، وبتأويل كتابه، وأشد تعظيما لألنبياء من أنوهم أعلم بالله

يتكلموا فيهم بغير علم، قال أبو جعفر: وكالم أبي عبيد هذا كالم.(1)حسن بين"

وهو يسأل عن هم يوسف قاله ابن عباس وتمسك هؤالء بما » حل الهميان, وجلس منها مجلس الخاتن،ما بلغ؟ قال:

فنودي يا ابن يعقوب أتزني فتكون كالطائر وقع ريشه,. (2)فذهب يطير فال ريش له؟«

استلقت على قفاها، وقعد بين رجليها لينزع أنه قال: " عنه أيضا و.(3)"ثيابه

أبو عبيد: أبو عبيد القاسم بن سالم األنصاري، ذو التصانيف الكثيرة في)(8 القراءات والفقه واللغة والشعر،قال ابن أبي حاتم: صدوق، روى عن: شريك،

وهشيم، ويحيى القطان، وسفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية، وروى عنه: محمد بن إسحاق الصاغاني، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والحارث بن أبي أسامة،

المقريزي: أحمد بن علي بن عبد القادر، أبوهR. ينظر: 224وغيرهم، توفي سنة: هR(، إمتاع845العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي )المتوفى:

األسماع بما للنبي من األحوال واألموال والحفدة والمتاع، تحقيق: محمد عبد هR )1420الحميد النميسي، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة األولى،

(، والخطيب البغدادي: تاريخ بغداد )2/63واليافعي: مرآة الجنان ) ،(2/37212/401.)

جامعة أم، الناشر: محمد علي الصابوني، تحقيق: معاني القرآن:النحاس)( 1 (.3/413هR )1409 األولى، ، الطبعةالقرى - مكة المكرمة

التفسير عبد الرزاق في )(، و16/35أخرجه ابن جرير في )جامع البيان )(2 موقوفا. انظر: السيوطي: الدروأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس(، 2/212

(.4/521المنثور ) (.16/36أخرجه ابن جرير في )جامع البيان)( 3

255

ابن أبي نجيح،، وعن سعيد بن جبير، وعكرمة، ومجاهدوبما روي .(1)قالوا: "حل السراويل، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته"

قال الزجاج: " والذي عليه المفسرون أنه هم بها، وأنه جلس منها .(2) تفضل بأن أراه البرهان"مجلس الرجل من امرأته، إال أن الله

لم يذكر ذنوبوقال البغوي: " قال الحسن البصري: " إن الله األنبياء في القرآن ليعيرهم بها؛ ولكن ذكرها ليبين موقع النعمة

عليهم بالعفو، ولئال ييأس أحد من رحمته، وقيل: إنه ابتالهم بالذنوب ليتفرد بالطهارة والعزة، ويلقاه جميع الخلق يوم القيامة

.(3)"على انكسار المعصيةالقول الثاني:

ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃژ المراد من الهم في قوله تعالى: أن عن نفسه، وذلك بعد أن همت به هو قصده أن يضربها للدفاع ژ

ليضربها، ويدفعها عنالرتكاب الفاحشة معه، فهم بها يوسف ،(4)نفسه، كما يقال: هممت بفالن: أي بضربه، وإيقاع مكروه به

على أنه من عبادهوالدليل على التفرقة بين الهمين، شهادته المخلصين، وقيام الحجة عقال على عصمة األنبياء عليهم الصالة

أراهوعلى هذا يكون معنى رؤية البرهان، أن الله ، و السالم وقال المحقق:" سنده ضعيف؛(، 5/391في )التفسير سعيد بن منصور)( أخرجه 1

ألنه من اإلسرائيليات فيما يظهر"، وأخرجه ابن جرير الطبري في )جامع البيان16/37.)

(.3/101 ينظر: الزجاج: معاني القرآن وإعرابه ))(2 (.2/485 البغوي: معالم التنزيل في تفسير القرآن ))(3 تكملة المعاجم العربية، ،هR(1300انظر: رينهارت بيتر آن دوزي )المتوفى:)( 4

، الناشر:جمال الخياط، ومحمد سليم النعيمينقله إلى العربية وعلق عليه: (.11/19م )1979 األولى سنة ، الطبعةوزارة الثقافة واإلعالم العراقية

256

برهانا على أنه إذا أقدم على ضربها، لن يفلت من عقاب قومها بأن يهلكوه، أو يقتلوه، أو يكون ذلك مدعاة وسببا ألن تدعي عليه بأنه

راودها، ودعاها إلى فعل القبيح، فلما امتنعت منه قام بضربها، أنه صرف عنه السوء والفحشاء، اللذين هما األذى أوفأخبره الله

القتل. أو هم بها بمعنى: أن يختار للدفاع عن نفسه سبيل الفرار منها،

فقصد باب البيت ليفتحه ويخرج من عندها ويهم بالفرار. ، وهم بها يوسف أنقال ابن جربر: " ولقد همت المرأة بيوسف

يضربها، أو ينالها بمكروه، لهمها به، مما أرادته من المكروه، لوال رأى برهان ربه، وكفه ذلك عما هم به من أذاها، ال أنهاأن يوسف

ارتدعت من قبل نفسها، قالوا: والشاهد على صحة ذلك قوله ، قالوا: فالسوء هو ما كان هم به ژ ڃ ڃ چ چ چژتعالى:

.(1)من أذاها، وهو غير الفحشاء" الشنقيطي على أصحاب هذا القول، بقوله:" وتأويل الهموقد رد

بأنه هم بضربها، أو هم بدفعها عن نفسه، فكل ذلك غير ظاهر، بل.(2)بعيد من الظاهر وال دليل عليه"

القول الثالث:

، وهم يوسفقال أصحابه: إن امرأة العزير قد همت بيوسف بالمرأة، غير أن همهما كان تمييال منهما بين الفعل والترك، ال

.(16/38عن بعض المتأولين ) ذكره ابن جرير في تفسيره )(1(.2/208ينظر: الشنقيطي: أضواء البيان ))( 2

257

عزما، وال إرادة، وقالوا: وال حرج في حديث النفس، وال في ذكرالقلب، إذا لم يكن معهما عزم وال فعل.

» قال: وروي عن أبي هريرة أن رسول الله : "(1)قال الثعلبي : إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها، كتبتها لهقال الله

حسنة، فإن عملها، كتبتها عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف، وإذا هم بسيئة ولم يعملها، لم أكتبها عليه، فإن

.(2)عملها كتبتها سيئة واحدة« والقول بإثبات مثل هذه الزالت والصغائر على األنبياء- عليهم

السالم- غير محظور لضرب من الحكمة: على وجل إذا ذكروها، فيجدون في ليكونوا من الله أحدها:

.طاعته إشفاقا منها، وال يتكلون على سعة رحمة الله ليعرفهم موقع نعمته وامتنانه عليهم بصرفه عنهم.والثاني: وترك ليجعلهم أئمة ألهل الذنوب في رجاء رحمة الله والثالث:

اليأس من عفوه وفضله. » ما من أحد إال: قال: قال رسول الله وعن ابن عباس

قد هم بخطيئة أو عملها، إال يحيى بنيلقى الله . (3)زكريا، فإنه لم يهم ولم يعملها«

( .5/211الكشف والبيان عن تفسير القرآن )( في تفسيره )1 باب إذا هم العبد بحسنة( في )كتاب اإليمان(، 128أخرجه مسلم برقم ))( 2

(.1/117كتبت، وإذا هم بسيئة لم تكتب ) (:" رواه أحمد وأبو يعلى والحاكم4/481 قال ابن حجر في )التلخيص الحبير )(3

من حديث ابن عباس، وهذا لفظه:"ما من أحد من ولد آدم إال قد أخطأ، أو هم بخطيئة، ليس يحيى بن زكريا"، وهو من رواية علي بن زيد بن جدعان، عن

ضعيفان، وله طريق أخرى عند البزار، من رواية محمد يوسف بن مهران، وهما

258

لم يكن هم بالفاحشة، ولكن دون، ژڦ ڦ ژ وقال األخفش: " .(1)"ذلك، مما ال يقطع الوالية

قوله:" همت المرأة بالمعصية مصرة(2) ثعلب وذكر الواحدي عن على ذلك، وهم يوسف

بالمعصية ولم يأتها، ولم يصر عليها، فبين الهمين فرق، وشرحه ابن، فقال: همت (3)األنباري

عارضه ما يعارض البشر منالمرأة عازمة على الزنا، ويوسف خطرات القلب، وحديث النفس، فلم يلزمه هذا الهم ذنبا، إذ الرجل

الصالح يخطر بقلبه وهو صائم شرب الماء البارد، فإذا لم يشرب.(4)كان غير مؤاخذ بما هجس في نفسه"

القول الرابع:

(:"9/631بن عون الخراساني، وهو ضعيف". وقال ابن الملقن في )البدر المنير الحديث ضعيف، ولم أقف على من خرجه".

(.1/397األخفش: معانى القرآن ))( انظر: 1 أبو العباس أحمد بن يحيى بن يسار، الشيباني، المعروف بثعلب، إمام)( ثعلب: 2

الكوفيين في النحو واللغة، ثقة كبير، روى القراءة عن سلمة بن عاصم، ويحيى بن زياد الفراء، وروى القراءة عنه: أحمد بن موسى بن مجاهد، ومحمد بن

القاسم األنباري، ومحمد بن فرج الغساني، وله مصنفات كثيرة منها: الفصيح، هR،200والمصون في النحو، ومعاني القرآن، وما تلحن فيه العامة، ولد سنة:

(،1/102 هR . ينظر: ابن خلكان: وفيات األعيان )291وتوفي سنة: بشار األنباري، النحوي على بن محمد بن القاسم بن  ابن األنباري: محمد)(3

مذهب الكوفيين، اإلمام المشهور، العلم المنشور،كان أحفظ زمانه، كان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا بإسنادها، وعن أبي علي البغدادي قال: كان أبو بكر

األنباري يحفظ ثالثمائة ألف بيت شواهد في القرآن، وكان من الصالحين، من تصانيفه: كتاب الزاهر في اللغة، وكتاب هاءات القرآن، وكتاب األمالي، وكتاب

غريب الحديث، وكتاب خلق اإلنسان، وكتاب خلق الفرس، وغير ذلك، توفي سنة:(.1/282هR. ينظر : الفيروزآبادى: البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة )328

(.2/608انظر: الواحدي: الوسيط ))( 4

259

ژذهب أكثر العلماء إلى القول بأن الكالم قد تم عند قوله تعالى: ،، فتناهى الخبر عنها، ثم ابتدئ الخبر عن يوسف ژڤ ڤ ڦ

، كأنهم وجهوا معنى ژڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃژ فقال: إنما أخبر أن يوسف لم يهم بها، وأن الله الكالم إلى أن يوسف

لوال رؤيته برهان ربه لهم بها، ولكنه رأى برهان ربه فلم يهم بها،ہڻ ڻ ڻ ژ كما جاء في قوله تعالى: ہ ہ ہ ۀ ژۀ

[.83]النساء: : " الوجه عند المحققين: إن الكالم تم على قوله:(1)قال الكرماني

ژ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃژثم استأنف، فقال: ، ژڤ ڤ ڦژ ۀ ڻ ڻ ڻ ڻ ژ أي: ألمضى ما هم به، ومثله في القرآن: ۀ

ہ ھ ھ ہ ہ .(2)["10] القصص : ژہ وقال ابن عادل: " قال أكثر المتأخرين: إن هذا ال يليق بحال األنبياء

ڤ ڤژ عليهم الصالة والسالم، وقالوا: لقد تم الكالم عند قوله: ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄژ فقال: ، وابتدأ الخبر عن يوسف ژڦ على التقديم والتأخير، أي: لوال أنه رأى برهان ربه لهم بها، ژڃ

. (3)لكنه رأى البرهان، فلم يهم"

الكرماني: محمود بن حمزة بن نصر، الشهير بالكرماني، الشافعي المصري،)( 1 العالم الفاضل، تاج القراء، المحقق العالمة، برهان الدين، من تصانيفه: البرهان

في توجيه متشابه القرآن، والغرائب والعجائب في التفسير، ولباب التأويل، األدنه وي:(، و6/2686هR . ينظر: الحموي: معجم األدباء )505وكانت وفاته سنة:

. (1/150طبقات المفسرين ) الكرماني: غرائب التفسير وعجائب التأويل، الناشر: دار القبلة للثقافة)( 2

(.1/533اإلسالمية - جدة، مؤسسة علوم القرآن – بيروت، ) (.11/62 ينظر : ابن عادل: اللباب في علوم الكتاب ))(3

260

وما قال به الكرماني وابن عادل الحنبلي، قال به كثير من العلماء،منهم:

،(3)العكبري و ،(2)، واإلمام الفخر الرازي(1)أبو حيان األندلسي ،(6)، ومحمد رشيد رضا(5)، والعالمة الشنقيطي(4)واإلمام الشوكاني

وغيرهم.، (8) والزحيلي،(7)والشيخ الشعراوي ژڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃژ قال الزركشي: " في قوله تعالى:

، لوجود رؤية برهان ربه، فلم يحصل، لهم بها، لكنه امتنع همه بها منه هم ألبتة، كقولك لوال زيد ألكرمتك، المعنى أن اإلكرام ممتنع

لوجود زيد، وبه يتخلص من اإلشكال الذي يورد، وهو كيف يليق به.(9)"الهم

التقدير: ولوال أن رأى برهان ربه لهم بها،وقال ابن عاشور: " فقدم الجواب على شرطه لالهتمام به، ولم يقرن الجواب بالالم التي يكثر اقتران جواب لوال بها؛ ألنه ليس الزما؛ وألنه لما قدم

على لوال كره قرنه بالالم قبل ذكر حرف الشرط، فيحسن الوقف. (6/258أبو حيان: البحر المحيط ))( 1(. 18/443): مفاتيح الغيب الرازي)( 2 العكبري: التبيان في إعراب القرآن، تحقيق: علي محمد البجاوي، ينظر:)(3

(. 2/729الناشر: عيسى البابي الحلبي وشركاه، ) والعكبري هو: عبدالله بن الحسين بن عبد الله، أبو البقاء النحوي الضرير،

العكبري األصل، البغدادي المولد والدار، كان نحويا فقيها مرضيا، من تصانيفه: هR. ينظر :616التبيان في إعرابالقرآن، وشرح اإليضاح، وغيرها، توفي سنة:

. (7/121وابن العماد: شذرات الذهب )، (4/26: مرآة الجنان )اليافعي(. 3/21 الشوكاني: فتح القدير ))(4(.2/209 الشنقيطي: أضواء البيان ))(5 (. 12/231المنار ): محمد رشيد رضا)(6(.11/6913 ينظر: الشعراوي: تفسير الشعراوي – الخواطر ))(7(.12/242الزحيلي: التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج ))( 8(. 4/377 الزركشي: البرهان في علوم القرآن ))(9

261

ڦ ڦژ ؛ ليظهر معنى االبتداء بجملة: ژڤ ڤ ڦژ على قوله: لم يخالطه هم واضحا، وبذلك يظهر أن يوسف ژڄ ڄ ڄ ڄ ڃ

عصمه من الهم بالمعصية بما أراه منبامرأة العزيز؛ ألن الله .(1)البرهان"

وقال الكفوي: " وإذا تعارض بين أن يكون جواب )لوال( محذوفا، وبين أن يكون مقدما عليها، فال شك أن التقديم أولى، كقوله

فالتقدير فلقد ژڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڤ ڤ ڦژتعالى: ژهمت به، لوال أن رأى برهان ربه لهم بها، ويدل عليه قوله تعالى:

ہڻ ڻ ڻ ڻ ہ ہ ۀ .(2)["10] القصص: ژۀ لمومن خالل هذا العرض ألقوال العلماء يتضح بجالء أن يوسف

بريئا عن العمل،يحصل منه ما ينافي مقام النبوة ألبتة، وأنه كان الباطل، والهم المحرم، وبه قال المحققون من المفسرين

، وهذا القول هو أرجح األقوال وأقواها لألسباب اآلتية:والمتكلمين ٹ ٹ ژ بالنبوة فقد - أن هذه الحادثة حصلت بعد أن شرفه الله 1

ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿڀٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پىئ ژ ٹ ٹو، [15]يوسف: ژ ىئ ېئ ېئ ېئ ژ ی ی یىئۈئ

[، وهاتان اآليتان تقدمتا آية المراودة والهم، واليجوز22]يوسف :لمن أكرمه الله بالنبوة، والعلم، والفهم، والفقه، فجعله حكيما

وعليما، أن يحصل منه هم ألبتة؛ وألن العصمة مع النبوة.

(.12/253التحرير والتنوير ) ابن عاشور:)(1(.1/789الكليات ): الكفوي)( ينظر: 2

262

أن الزنا من منكرات الكبائر، ومقابلة اإلحسان العظيم من= 2 عزيز مصر باإلساءة الموجبة للفضيحة التامة، والعار الشديد، من

» إنه ال ينبغي أنه قال:وقد ثبت عن النبي أشد أنواع الخيانة، والخيانة في معرض، (1)لنبي أن تكون له خائنة األعين«

األمانة من منكرات الذنوب. قال الرازي :" إذا ثبت هذا فنقول: إن هذه المعصية التي نسبوها

م كانت موصوفة بجميع هذه الجهات، ومثل هذهإلى يوسف المعصية لو نسبت إلى أفسق خلق الله تعالى، وأبعدهم عن كل

! المؤيدخير الستنكف منه، فكيف يجوز إسنادها إلى الرسول .(2)بالمعجزات القاهرة الباهرة"

ڃ ڃ چژ شهد بطهارته وبراءته، في قوله تعالى: أن الحق =3 حجة قاطعة على ، فاآلية [٢٤]يوسف: ژ ڇ ڇ ڇ ڇ چچ چ

لم يقع منه هم بالمعصية، وال توجه إليها قط، وإال لقيل:أنه لنصرفه عن السوء والفحشاء، وإنما توجه إليه ذلك من خارج،

فضال على أنها بما فيه من موجبات العفة والعصمة، فصرفه الله أنتفيد المدح العظيم، والثناء البالغ، فكيف يليق بحكمة الله

يحكي عن إنسان إقدامه على معصية عظيمة، ثم بعد ذلك يمدحه

،( عن سعد بن أبي وقاص كتاب الجهاد( في )2683 أخرجه أبو داود برقم ))(1 (. وقال الهيثمي في )مجمع3/59باب قتل األسير وال يعرض عليه اإلسالم )

(:"رجاله ثقات". وقال األلباني في )صحيح الجامع6/169الزوائد ومنبع الفوائد (:"صحيح".1/4191الصغير

(.18/440 الرازي: مفاتيح الغيب ))( ينظر:2

263

ويثني عليه بأعظم المدائح، عقيب أن حكى عنه ذلك الذنبالعظيم.

فيه قراءتان: تارة باسم الفاعل،ژ ڇ ژقوله: قال الرازى: " وأخرى باسم المفعول، فوروده باسم الفاعل يدل على كونه آتيا

بالطاعات والقربات مع صفة اإلخالص، ووروده باسم المفعول يدل استخلصه لنفسه، واصطفاه لحضرته، وعلى كالعلى أن الله

الوجهين؛ فإنه من أدل األلفاظ على كونه منزها عما أضافوه . (1)"إليه

، أى: هو مخلص من جملةژڇ ڇ ڇ ڇ ژ وقال الزمخشري:" لطاعته، بأن عصمهم، أو هو ناشئالمخلصين الذين أخلصهم الله

ڃ ڃ ڃ چژ الذين قال فيهم:منهم؛ ألنه من ذرية إبراهيم . (2)"[46]ص : ژچ = أن إبليس -وهو مصدر الغواية- قد أقر بأنه ال يمكنه إغواء4

خس ٹ ٹ ژ المخلصين، حس جس مخ حخ جخ مح جح مج ڇ ڇژ من المخلصين لقوله تعالى: [، ويوسف 83، 82]ص: ژ

فكان هذا إقرارا منه بأنه ما أغواه، وما أضله عن طريق ژڇ ڇ الهدى.

= أن األنبياء والرسل صلوات الله عليهم متى صدرت منهم هفوة5ۉ ې ې ېٹ ٹ ژ استعظموها وأتبعوها بالتوبة واالستغفار، ۉ ۅ

هم بالمعصيةولو كان حدث من يوسف ، [24]ص: ژې ى ى .441 / 18ينظر: مفاتيح الغيب للرازي )( 1 .458 / 2الكشاف للزمخشري )( 2

264

– من جهة حديث النفس كما زعموا - التبعها بالتوبة واالستغفار،وحيث لم يحدث ذلك، علم أنه ما صدر عنه أي ذنب أو معصية.

، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وأما اآلثار الواردة عن ابن عباس -6 قعد بين رجليها ابن أبي نجيح، وغيرهم، أن يوسف ، وومجاهد

، أو قام بحل السراويل، وجلس منها مجلس الرجل منلينزع ثيابه امرأته إلى غير ذلك، فكل هذه الروايات لم يقم دليل واحد على

لم يخبرناصحتها، بل ثبت ضعف إسنادها، باإلضافة إلى أن الله .بذلك كله، وال رسوله

قال الرازي ردا على هذه اآلثار:" ومن الذي يضمن لنا أن الذين . (1)"نقلوا هذا القول عن هؤالء المفسرين كانوا صادقين أم كاذبين

إال حسنة يثاب عليها، وأمالم يصدر من يوسف وقال ابن تيمية:" ما ينقل: من أنه حل سراويله وجلس مجلس الرجل من المرأة،

وأنه رأى صورة يعقوب عاضا على يده، وأمثال ذلك، فكله مما لم ، وما لم يكن كذلك، فإنما هو مأخوذ به، وال رسوله يخبر الله

عن اليهود الذين هم من أعظم الناس كذبا على األنبياء، وقدحا فيهم، وكل من نقله من المسلمين فعنهم نقله؛ لم ينقل من ذلك

.(2) حرفا واحدا"أحد عن نبينا - وصف نبي الله يوسف – عليه السالم – بأنه من )المحسنين(7

مرتين : مرة وهو في السجن ، ومرة وهو عزيز مصر، فالمحسن (.18/443ينظر: الرازي: مفاتيح الغيب ))( 1 الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة األولى، الفتاوى الكبرى، ينظر: ابن تيمية:)(2

1408( R10/298ه) ، :(.3/234 )المحرر الوجيزوابن عطية

265

يبقى محسنا ال تغيره الدنيا والظروف ، والتعبير بصفة اإلحسان بالذات تدل على أنه كان مراقبا لله – تعالى – في جميع أحواله ،

ألن اإلحسان أن تعبد الله كأنك تراه . ، بريء، منزه عماوبهذه الدالئل والحجج يثبت أن نبي الله يوسف

وحاشا األنبياء والرسل من ذلك كله، وال واحدةيقوله هؤالء وأولئك، منها كخطرة تمر بالقلب، ال يصدقها القول أو الفعل، بل تأبى منها نفوسهم الطاهرة أن تقبلها، وتنفر قلوبهم العامرة بذكر الله

قبل أن تنزل بساحتها، فتبقى القلوب الشريفة الطاهرة بعيدة عنها، منزهة منها، طاهرة نقية، ال تنزل بها دغادغ اللمم، وال تمر

عليها هبات الهنات.

266

المبحث الثاني

ودفع شبهة السرقة، لنبيه يوسف عصمة الله وشهوة االنتقام

)أوال( دفع شبهة السرقة:

بجواز وقوع الصغائر من األنبياءلقد ذهب أكثر أهل األصول والرسل صلوات الله عليهم مع عدم اإلصرار عليها، وبه قال

وقد تمسك هؤالء بظواهر من القرآن الكريم، وبعضالجمهور، ،األحاديث التي ذكر فيها ما يشعر بوقوع الخطيئة من بعض األنبياء

ۉ ۋ ۋ ېژ :ومن هذه النصوص، قول الله ۉ ۅ ۅ ٴۇەئ ې ى ى ېې ەئ ائ ۆئ وئائ ۇئ ۇئ ېئ ۆئوئ ۈئ ۈئ.[77]يوسف: ژېئ

ر يوسف وبما روي عن ابن عباس بثالث: قوله: أنه قال: " عي ٺژ [، وقوله إلخوته:42 ]يوسف: ژٴۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ۋ ۋ ژ

[,70]يوسف: ژٺ

ۉ ۋ ۋ ژ ۉ ۅ ۅ ژ[، قال أبو إسرائيل: 77]يوسف: ژٴۇمب خب حب جب يئ [، فقال له جبريل: وال52]يوسف: ژ ىئ

پ پ پ ٻ ٻ ٻ ٻژحين هممت فقال:

.(1)["53]يوسف: ژپ ڀ ڀ ڀ ڀ ابن أبي أسامة: أبو محمد الحارث بن محمد بن داهر التميمي البغدادي)( 1

هR(، بغية الباحث عن زوائد282الخصيب المعروف بابن أبي أسامة )المتوفى: مسند الحارث، المنتقي: أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي

هR(، تحقيق: حسين أحمد صالح الباكري، الناشر: مركز خدمة807)المتوفى: (، قال2/725هR )1413السنة والسيرة النبوية - المدينة المنورة ، الطبعة األولى

267

وهذا األثر الذي رواه ابن أبي أسامة في مسنده ال يعتد به، ألن إسناده موقوف ضعيف؛ وألن األنبياء عليهم الصالة والسالم

.(1)معصومون قبل البعثة وبعدها" فالردوأما ما روي عن السرقة التي نسبوها لنبي الله يوسف

عليها من ثالثة وجوه:الوجه األول:

أن سعيد بن جبير، وقتادة، وابن جريح، قالوا:" كانت أم يوسف أمرت يوسف أن يسرق

وكسره، وألقاه فسرقه صنما كان لجده أبي أمه، وكانت مسلمة، فكانوكان ذلك- منها ومنه- تغييرا للمنكر، ، لئال يعبدفي الطريق

. (2)إخوته يعيبونه بذلك"

الوجه الثاني:

(:" هذا إسناد2/725الهيثمي في)بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث للهيثمي موقوف ضعيف، لضعف خصيف والسيما فيما رواه في حق األنبياء وهم

معصومون قبل البعثة وبعدها هذا هو الحق". البوصيري: أبو العباس شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن)( ينظر: 1

هR(،840سليم بن قايماز بن عثمان البوصيري الكناني الشافعي )المتوفى: إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، تقديم: أحمد معبد عبد الكريم،

تحقيق: دار المشكاة للبحث العلمي، بإشراف: ياسر بن إبراهيم، دار النشر: دار(. 6/225هR )1420الوطن للنشر، الرياض، الطبعة األولى،

وفي )جامع البيان في(،1/354هذا الخبر رواه أبو جعفر في )تاريخ الطبري)( 2(.16/195تأويل القرآن

268

عن أبيه أنه قال: " أنه كان يخبىء(1)روى الطبري عن ابن إدريسمن طعام المائدة، ويعطيه

.(4)"(3)وهو ما قاله وهب ،(2)"للمساكين

وقال مجاهد: إن يوسف جاءه سائل يوما فأخذ بيضة من البيتفناولها السائل".

:" أخذ دجاجة من الطير التي كانت في(5)وقال سفيان بن عيينة. (6)بيت يعقوب فأعطاها سائال"

ابن إدريس: عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن، األودي الكوفي، أبو)(1 كان ثقة مأمونا، حجة، كثير الحديث، صاحب سنة وجماعة، سمع أباه،محمد،

وسليمان األعمش، وابن جريح، ومالك بن أنس، وشعبة، وسفيان الثوري، وروى عنه: مالك بن أنس، وابن المبارك، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل،

هR، في خالفة هشام بن عبد الملك،115ويحيى بن معين، وآخرون، ولد سنة: ينظر: ابن سعد: الطبقات هR.192سنة: وتوفي بالكوفة في آخر خالفة هارون

وابن حجر: تهذيب(، 9/422والخطيب البغدادي: تاريخ بغداد )(، 6/362الكبرى ) (.5/144التهذيب )

وجامع البيان في تأويل(، 1/355األثر رواه أبو جعفر الطبري في تاريخه))( 2( .9/239والقرطبي في الجامع آلحكام القرآن )(، 16/196القرآن للطبري )

ابن كامل بن سيج بن ذي كبار، أبو عبد الله األبناوي، اليماني، وهب بن منبه: )(3 واسع، صاحب القصص: كان من خيار التابعين، ثقة صدوقا، الذماري، الصنعاني

كثير النقل من الكتب القديمة، روى عن: أبي هريرة، وابن عمر، وابنالعلم، هR، ومات سنة:34، وغيرهم, ولد سنة: عباس، وأبي سعيد، وجابر بن عبد الله

وفيات (، وابن خلكان:63/366 هR. ينظر: ابن عساكر: تاريخ دمشق )114. (1/77والذهبي: تذكرة الحفاظ )(، 6/35)األعيان

(. 2/506ذكره البغوي في )معالم التنزيل)( 4 سفيان بن عيينة: أبو محمد، ابن أبي عمران، ميمون الهاللي، اإلمام الكبير،)(5

سمع من: عمرو بن دينار، والزهري، وابن،حافظ العصر، شيخ اإلسالم، الكوفي دينار، وزيد بن أسلم ، وحدث عنه: األعمش، وابن جريج، وشعبة، والشافعي،

قال الشافعي: لوال مالك وسفيان بن عيينة لذهب علم، وعلي بن المديني وفيات األعيان ابن خلكان: ينظر:هR. 198 ومات سنة: هR،107الحجاز، ولد سنة:

.(8/455والذهبي: سير أعالم النبالء )(، 2/391) (.2/506 ينظر: البغوي: معالم التنزيل ))(6

269

وقال الماوردي: " قال الحسن البصري: أنهم كذبوا عليه فيما. (1)نسبوه إليه"

وهذا القول من الحسن البصري هو األولى؛ ألن هذه الكذبة لم تكن فقد سبق منهم تعمد الكذب على يوسف وأبيهأولى كذباتهم،

يعقوب عليهما السالم، وليس أدل على ذلك من قولهم ألبيهم: ڄ ڃ ڃ ڃڄڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ژ

[ .17]يوسف: ژڃ چ چ الوجه الثالث:

رواه الطبري عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن من البالء فيمامجاهد، قال: " كان أول ما دخل على يوسف

بلغني، أن عمته ابنة إسحاق، وكانت أكبر ولد إسحاق، وكانت إليها ، وكانوا يتوارثونها بالكبر، فكان من اختانها(2) إسحاقمنطقةصارت

ال ينازع فيه، يصنع فيه ما شاء، وكان(3)من وليها كان له سلما قد كان حضنته عمته، فكان معها حين ولد له يوسف يعقوب

وإليها، فلم يحب أحد شيئا من األشياء حبها إياه، حتى إذا ترعرعة، عليه، أتاها فقال: يا وبلغ سنوات، ووقعت نفس يعقوب أخي

النكت والعيون، تحقيق: السيد ابن عبد المقصود بن عبد ينظر: الماوردي:)(1(. 3/65الرحيم، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت )

المنطقة:" شقة تلبسها المرأة وتشد وسطها فترسل األعلى على األسفل إلى)(2 عبد الملك بن محمد بناألرض، واألسفل ينجر على األرض". ينظر: الثعالبي:

هR(، فقه اللغة وسر العربية،429إسماعيل، أبو منصور الثعالبي )المتوفى: تحقيق: عبد الرزاق المهدي، الناشر: إحياء التراث العربي، الطبعة األولى

1422R(.1/926(. والفيروزآبادي: القاموس المحيط )1/29 )ه لم: االستخذاء واالنقياد )(3 ، وهو االستسالم وإلقاء المقادة، وأخذه سلما:الس

". ينظر: ابن سيده:أسره من غير حرب، وأخذه سلما: أي جاء به منقادا لم يمتنع(.12/295(، وابن منظور: لسان العرب )8/514المحكم والمحيط األعظم )

270

يوسف، فو الله ما أقدر على أن يغيب عني ساعة،سلمي إلي قالت: والله ما أنا بتاركته، قال: فو الله ما أنا بتاركه، قالت: فدعه عندي أياما أنظر إليه، وأسكن عنه، لعل ذلك يسليني عنه - أو كما

قالت - فلما خرج من عندها يعقوب، عمدت إلى منطقة إسحاق فحزمتها على يوسف من تحت ثيابه، ثم قالت: لقد فقدت منطقة

إسحاق، فانظروا من أخذها ومن أصابها، فالتمست، ثم قالت:فوا أهل البيت، فكشفوهم، فوجدوها مع يوسف، فقالت: والله كش

إنه لي لسلم، أصنع فيه ما شئت، قال: وأتاها يعقوب فأخبرته الخبر، فقال لها: أنت وذاك، إن كان فعل ذلك فهو سلم لك، ما

حتى ماتت،أستطيع غير ذلك، فأمسكته، فما قدر عليه يعقوب قال: فهو الذي يقول إخوة يوسف حين صنع بأخيه ما صنع حين

ۉ ۋ ۋ ژأخذه: ۉ ۅ ۅ .(1)ژٴۇ. (2) الجمهوروهذا الوجه األخير هو ما قال به

فقد نقل الشوكاني عن األصوليين أنهم " حكوا اإلجماع على عصمتهم –عليهم والصالة والسالم - بعد النبوة مما يزري

بمناصبهم، كرذائل األخالق، والدناءات، وسائر ما ينفر عنهم، وهي. (3)التي يقال لها: صغائر الخسة، كسرقة لقمة، أو التطفيف بحبة"

الطبري: تاريخ الرسل والملوك = تاريخ الطبري، الناشر: دار التراث –)( 1(، وينظر: البغوي: معالم التنزيل )1/331 هR )1387بيروت، الطبعة الثانية،

2/506.)(.3/267المحرر الوجيزذكره ابن عطية في ))( 2(.1/98 ينظر: الشوكاني: إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم األصول ))(3

271

)ثانيا(: دفع شبهة شهوة االنتقام.

إن شهوة االنتقام عند المظلوم قد تتفاقم وتخرج عن اإلطار المسموح به في الشرع، ومع ذلك ال يجوز لإلنسان أبدا أن يرفع ظلما وقع عليه، بإيقاع ظلم على آخر؛ ألن العفو أقرب للتقوى،

والمؤمن الذي وقع ظلم عليه إذا شاهد بأرباب الجرائم حلول االنتقام بهم، رق قلبه لهم، فال ينخرط فى سلك الشماتة، إذ يخلو

قلبه من شهوة االنتقام. والعبادة قاضية، والعقول مشيرة إلى أن التجاوز عن المذنبين،

من العقوبة واالنتقام،والصفح عن المسيئين، أفضل عند الله وألن ثناء الناس على العافي أكثر من ثنائهم على المنتقم،

وهذه سمة الحليم الذي إذا شاهد معصية واستحسانهم للعفو أشد، العصاة، أو رأى مخالفة ألمر، ال يستفزه غضب، وال يعتريه غيظ، وال

يحمله على المسارعة إلى االنتقام عجلة، أو طيش، مع غاية ٹ، ، فال يصرفه عن ذلك كله عجز أو ذل بالذنباقتداره على األخذ

ےڻ ڻ ڻ ڻ ھ ھ ھ ھ ٹ ژ ہ ہ ہ ہ ۀ ۓ ےۀ ۓ.[61النحل : ] ژ ۇ ۆ ۇڭ ڭ ڭ ڭ

قال ابن القيم:" الفرق بين العفو والذل، أن العفو إسقاط حقك جودا وكرما وإحسانا مع قدرتك على االنتقام، فتؤثر الترك رغبة في

اإلحسان، ومكارم األخالق، بخالف الذل فإن صاحبه يترك االنتقام عجزا، وخوفا، ومهانة نفس، فهذا مذموم غير محمود، ولعل

272

ہ ھ ٹ ٹ ژ المنتقم بالحق أحسن حاال منه، ہ ہ ہ ژۀ [، فمدحهم بقوتهم على االنتصار لنفوسهم وتقاضيهم39]الشورى :

منها، ذلك حتى إذا قدروا على من بغى عليهم وتمكنوا من استيفاء ٹ ٹ ژمالهم عليه، ندبهم إلى الخلق الشريف من العفو والصفح،

ےھ ھ ]الشورى : ژ ۆ ۆ ۈ ۈۇۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇۓے ، فذكر المقامات الثالثة، العدل وأباحه، والفضل وندب إليه،[40

.(1)والظلم وحرمه" وكظم الغيظ وترك اإلنتقام والتشفي، درجة سامية، ولكن الدرجة

األعلى هي العفو عند المقدرة، وتلك درجة اإلحسان.ېئ ٹ ٹ ژ ووصفه باإلحسان، يوسف وقد مدح الله ېئ ۈئ

ىئ ىئ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍٹ ٹ ژ و[، 22]يوسف : ژ ی ی یىئېئ[.56]يوسف : ژ ڑ ک ک ک ڑ ڈ ڈ ژ ژڎڍ ڌ ڌ ڎ

وئ ٹ ٹ ژ ، بأنه من المحسنينووصف السجينان يوسف وئەئۆئ ۆئ ۇئ [.36]يوسف : ژۇئ ٹ ٹ ژ قبل أن يعلموا من هو، من المحسنينبأنه ووصفه إخوته

ىئ ی ی ی ی مئ حئ جئ ىئ ىئ جب يئىئمب خب [.78]يوسف : ژحب

بين كل من عرفه بأنه من المحسنين، وذلكفقد اشتهر يوسف لغلبة صفة اإلحسان

ابن القيم: الروح في الكالم على أرواح األموات واألحياء بالدالئل من الكتاب)(1 (.1/242والسنة، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت )

273

عليه، وصبره على أذى إخوته، وكيد امرأة العزيز له، وحسن ، وتتجلى أسمىتجاوزه عنهم بعد تمكنه وقدرته على االنتقام منهم

من خالل المالمح التالية:معاني التسامح والعفو منه ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦژ لما قال له إخوته:أنه )أوال(:

تبين[ 88]يوسف : ژ ڃ چ چ چ ڃڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ غلبته نفسه، ورق لهم ف،فى عجز قاهراليوم أصبحوا له أن إخوته

وقالورحمهم، وانهالت عينه بالبكاء، ولم يتمالك أن عرفهم نفسه،[. 89]يوسف : ژڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ژ لهم:

أنتم أقدمتم ، أي في حال جهلكم، يعنيژ ڌ ڎ ڎ ژفقوله: حال كونكم من حالة الصبا، وفيعلى ذلك الفعل القبيح المنكر

يلتمس لهم العذر بالجهل.جهالة الغرور، وكأنه فهو يجري مجرى ژ ڌ ڎ ڎ ژ قال الرازي: " وأما قوله:

العذر، كأنه قال: أنتم إنما أقدمتم على ذلك الفعل القبيح المنكر، حال ما كنتم في جهالة الصبا، أو في جهالة الغرور، يعني واآلن

ٹ ٹ ٹژ لستم كذلك، ونظيره ما يقال في تفسير قوله تعالى: هذا الوصف المعين؛[، قيل إنما ذكر 6]االنفطار: ژڤ ڤ ڤ

ليكون ذلك جاريا مجرى الجواب، وهو أن يقول العبد يا رب، غرني ذلك الكالم، إزالةكرمك، فكذا هاهنا؛ إنما قال لهم يوسف

. (1)للخجل عنهم، وتخفيفا لألمر عليهم"

(. 18/504)( الرازي: مفاتيح الغيب )1

274

كاالعتذار ژ ڌ ڎ ڎ ژمن تلطفه بهم قوله: وقال الزمخشري: عنهم؛ ألن فعل القبيح على جهل بمقدار قبحه، أسهل من فعله

على علم، وهم لو ضربوا في طرق االعتذار لم يلفوا عذرا كهذا، أال ٻژ، لما اعتذر عن نفسه لم يزد على أن قال: ترى أن موسى .(1)"[، ففيه تخفيف لألمر عليهم20]الشعراء: ژٻ ٻ ٻ پ

لما اعتذر إليه إخوته وأقروا له بأنهم أخطأوا وأساؤوا)ثانيا(: أنه ہ ھ ھ ھ ژإليه، وذلك في قولهم: ہ ہ ہ ، فكأن ژۀ

لسان حالهم ينطق فيقول: ولقد جمعت من الذنوب فنونها ... فاجمع من العفو

الجميل فنونه

من كان يرجو عفو من هو فوقه ... عن ذنبـه فليعف(2)عمن دونه

فقالبالعفو الذي تطيب به النفوس، فحينئذ بشرهم يوسف ۓ ڭژلهم: ۓ [.92]يوسف : ژ ۆ ۆ ۈ ۇ ڭ ڭ ۇڭے ، وال إفساد لما بينياليوم وال توبيخ وال عار عليكمال تعيير أي:

وبينكم من الحرمة، وحق األخوة، ولكن لكم عندي الصفح والعفو.الجميل

(. 2/500)( الزمخشري: الكشاف )1 ألبي الفتح البستي: علي بن محمد بن الحسين بن )( من )البحر الكامل( والبيت2

ينظر: الصحاح هR(، 400يوسف بن محمد بن عبد العزيز البستي) المتوفى سنة: وصيد األفكار في األدب واألخالق والحكم واألمثال (،1/92للجوهري الفارابي )

(.1/599للقاضي حسين بن محمد المهدي )

275

ۓ ژ فقوله: أي ال توبيخ وال عيب، وأصل التثريب من ژے الثرب، وهو الشحم الذي هو غاشية الكرش، ومعناه إزالة الثرب،

. (1)كما أن التجليد إزالة الجلدۓ ڭ ژ: قال األزهري: " قال الله ۓ [،92 ]يوسف: ژے

، وقيل: ال تعداد للذنوب(2)قال الزجاج: معناه: ال إفساد عليكمته وعدد عليه ذنوبه، عليكم وال توبيخ، وثرب فالن على فالن: إذا بكخ، يقال: ثرب، وثرب، وأثرب، إذا قال ابن األعرابي: الثارب: الموب

»إذا زنت أمة أحدكم فليضربها الحد والوبخ، وفي الحديث: عها بعد الضرب،(3)تثريب« تها، وال يقر ، قلت: معناه: أنه ال يبك

خليط" ثريب: اإلفساد والت .(4)والتۓ ڭژ، فقال: وعن السدي قال:" اعتذروا إلى يوسف ۓ ے

. (5) يقول: ال أذكر لكم ذنبكم"ژ وقال ابن األنباري:" إنما أشار إلى ذلك اليوم؛ ألنه أول أوقات

. (6)العفو، وسبيل العافي في مثله أن ال يراجع عقوبة" علي بن محمد بن الحسين)( من )البحر الكامل( واألبيات ألبي الفتح البستي: 1

للقاضي حسين هR(. ينظر: 400بن يوسف بن عبد العزيز البستي )المتوفى سنة:عضو المحكمة العليا للجمهورية اليمنية، صيد األفكار، بن محمد المهدي،

(449الناشر: وزارة الثقافة: اليمن، سجل هذا الكتاب بدار الكتاب، برقم إيداع )(.1/599م )2009لسنة

(.3/128 الزجاج: معاني القرآن وإعرابه ))(2 ( باب رجم اليهود أهلكتاب الحدود( في )1703الحديث أخرجه مسلم برقم ) )(3

»إذا زنت أمة أحدكم، فتبين زناها، الذمة في الزنى، عن أبي هريرة ولفظه : » فليجلدها الحد، وال يثرب عليها، ثم إن زنت، فليجلدها الحد، وال يثرب عليها، ثم إن

(.3/1328)زنت الثالثة، فتبين زناها، فليبعها، ولو بحبل من شعر« (.15/59 ينظر: أبو منصور األزهري: تهذيب اللغة ))(4(. 16/247رواه الطبري في )جامع البيان)( 5 :والزمخشري(، 2/469 ينظر: ابن الجوزي: زاد المسير في علم التفسير ))(6

.(2/503الكشاف )

276

أنه زادهم الدعاء لهم بالمغفرةونلمح في هذا الخلق الكريم . عليكم فيما فعلتم ، أي يستر الله ژ ۆ ۆ ۈۇ ڭ ڭ ۇژ فقال:

وهو أرحم الراحمين. قال السعدي: " فسمح لهم سماحا تاما، من غير تعيير لهم على

ذكر الذنب السابق، ودعا لهم بالمغفرة والرحمة، وهذا نهاية .(1)اإلحسان، الذي ال يتأتى إال من خواص الخلق وخيار المصطفين"

ورضي الله عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب حين قال:ـة إال وصان عن الفحشاء نفسا كريمة أبت هم

العلى والمعاليا تراه إذا ما طاش ذوالجهل والصبى حليما وقورا

صائن النفس هاديا

يروق صفـاء المـاء منه بوجهه فأصبح منه الماء فيالوجه صافيا

ومن فضله يرعى ذمـاما لجاره ويحفظ منه العهد إذظل راعيا

صبورا على صرف الليالي ورزئها كتـوما ألسرارالضمير مداريا

ة كما عال البدر النجوم ة تعلو على كـل هم لـه هم(2)الدراريا

(.1/404السعدي: تيسير الكريم الرحمن ))( 1(.1/541)صيد األفكار: حسين بن محمد المهديمن )البحر الطويل(، ينظر: )( 2

277

وهذا ليس بمستغرب عن صفوة الخلق، وأئمة الهدى - صلوات اللهعليهم أجمعين .

يوم فتح مكة،قال الجاحظ: " كان من كرم عفوه وثخانة حلمه لقد كان ذلك من أكمل الكمال وأوضح البرهان، وذلك أنه حين

دخل مكة عنوة، وقد قتلوا أعمامه، وبني أعمامه، وأولياءه، وأنصاره، بعد أن حصروه في الشعاب، وعذبوا أصحابه بأنواع العذاب، وجرحوه في بدنه، وآذوه في نفسه، وسفهوا عليه،

وأجمعوا على كيده، فلما دخلها بغير حمدهم، وظهر عليها على صغر منهم، قام خطيبا فيهم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

ۓ ڭژ»أقول كما قال أخي يوسف: ۓ ۆ ۆۇ ڭ ڭ ۇڭے..(1) «ژۈ

بعضادتي الباب يوم فتح مكة قال: أخذ النبي وعن ابن عباس »الحمد لله الذي صدق وعده،وقد الذ الناس بالبيت، وقال:

»ما، ثم قال: ونصر عبده، وهزم األحزاب وحده« ، قالوا: نظن خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، وقد قدرت،تظنون؟«

ۓ ڭ ژ» وأنا أقول كما قال أخي يوسف: قال: ۓ ژے»(2).

الناشر: دار ومكتبة الهالل، بيروت، عام النشر: البيان والتبيين، الجاحظ:)( 11423 R(. 2/21) ه

جاء الحق وزهق﴿ قوله تعالى:في )التفسير( ،( 11234أخرجه النسائي برقم ))(2(. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى برقم )10/154، )[81 ]اإلسراء:﴾الباطل

، )باب فتح مكة حرسها الله تعالى عن أبى هريرة بمعناه وأتم منه، (،18275 وقال الحافظ العراقي في )المغني عن حمل األسفار في األسفار(. 9/199

(:"رواه ابن الجوزي في الوفاء من طريق ابن أبي الدنيا وفيه ضعف".1/1080

278

مع إخوته كان شأن القادر، بل المالكإن شأن يوسف )ثالثا(: القاهر، مع مسىء ضعيف عنده، عظم جرمه عليه، فلم يشأ أن

يكون الغفران مقتصرا على شفاعته ودعائه، ولكنه أمنهم من خوف االنتقام، تعجيال للسرور بالنعمة الجديدة، التي جعل الله

،[99]يوسف : ژ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ژأمرها بين يديه، فقال: ولو جاء التأمين متأخرا لكانوا فى وجل مما سيحل بهم، ولخافوا

على أنفسهم شر انتقامه، وألصبحوا فى قلق دائم، واضطراب نفس، ولكن كانت رحمته وعفوه بهم أن جعل السرور عاما،

والحياة الجديدة حافلة باإلطمئنان وقرة العين. أي تمكنوا واسكنوا ژ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ژ فقوله تعالى :

واستقروا في بالد مصر، بمشيئة الله وإذنه، في عزة وكرامة، حال مطمئنين على، من الخوف، والقحط، والشدةكونكم آمنين

.وال أنتم تحزنون أنفسكم، وأموالكم، وأهليكم، ال خوف عليكم

قال ابن عاشور: " األمن: حالة اطمئنان النفس وراحة البال، وانتفاء الخوف من كل ما يخاف منه، وهو يجمع جميع األحوال

الصالحة لإلنسان، من الصحة، والرزق، ونحو ذلك، ولذلك قالوا في إنه جمع، [35]إبراهيم: ژ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ژ :دعوة إبراهيم

.(1)في هذه الجملة جميع ما يطلب لخير البلد" تجنب كل ما من شأنه تبكيت إخوتهأن يوسف )رابعا(:

وتذكيرهم بالذنب، أو شعورهم بالخزي والعار، ويدل على ذلك قوله

(.13/55 )لتحرير والتنويراابن عاشور: )( 1

279

ہں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ھ ھ ھ ھژ ألبيه: ہ ہ ہ ۀ ۀۓ ے .[100]يوسف: ژے ، أي: أنعم علي ربي إذ ژۀں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ژ فقوله:

أخرجني من السجن، ولم يقل من الجب مع أنه مظنة الهالك، لكيال يخجل إخوته وأشد بالء من السجن والحبس، استعماال للكرم،

ۓ ڭ ژ بعد ما قال لهم: ۓ وألن نعمة؛ [92 ]يوسف: ژے عليه في إخراجه من السجن أعظم، فبعد الخروج من الجبالله

صار إلى العبودية والرق، وبعد الخروج من السجن صار إلى الملكوالسلطان.

إخراجه من السجن، وترك إخراجهقال ابن عطية:" وذكر يوسف من الجب لوجهين:

أن في ذكر إخراجه من الجب تجديد فعل إخوته، وخزيهمأحدهما:بذلك، وتقليع نفوسهم، وتحريك تلك الغوائل، وتخبيث النفوس.

أنه خرج من الجب إلى الرق، ومن السجن إلىوالوجه اآلخر:.(1)الملك، فالنعمة هنا أوضح"

ۓ ھ ھ ھ ھ ژ وأما قوله: ے ے .ژہ

ويراجع: البغوي: معالم التنزيل )(،3/282 ابن عطية: المحرر الوجيز ))(12/516 .)

280

:" نزغ فالن بينهم نزغا أي: حمل بعضهم(1)قال الخليل بن أحمدعلى بعض بفساد ذات بينهم ،

. (2)كما نزغ الشيطان من يوسف وإخواته" وأسند النزغ إلى الشيطان؛ ألنه هو الموسوس به، والدافع إليه؛

وألن في ذلك سترا على إخوته، وتأدبا معهم. دلت على أن ذلك أمر حدث وانقضى أثره، فألم به ژ ھژوكلمة

إجماال واقتصارا على شكر النعمة، وإعراضا عن التذكير بتلك الحوادث المكدرة للصلة بينه وبين إخوته، فمر بها مر الكرام،

وباعدها عنهم بقدر اإلمكان، إذ ناطها بنزغ الشيطان، وابتدأ بنفسه.وكأنه هو الذي بدأهم بالعداوة

ڤ ڤ ڦ ڦ ڦژ : لنبينا ومن هذا األدب الرفيع قول الله ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍڄ ڄ ڄڄڦ

.[25-24]سبأ: ژڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ، ژڌژ حين يتحدث عن نفسه والمؤمنين يقول: فرسول الله

ڌ ژوحين يتحدث عن المشركين ال ينسب إليهم اإلجرام، بل يقول: .ژڎ ڎ ڈ

الفراهيدي: الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي، نسبة إلى فراهيد)( 1 بن مالك بن فهم بن عبد الله بن مالك بن مضر األزدي البصري، العروضي

النحوي اللغوي، سيد األدباء في علمه وزهده، ويكنى أبا عبد الرحمن، أصله من الفرس، وانتقل إلى البصرة، له كتاب العين، وله علم باإليقاع، وله كتاب فيه،

هR. ينظر :170ومعرفته بالنغم ومواقعها، أحدث له علم العروض، مات سنة: (.1/378(، والقفطي: إنباه الرواة )3/1260الحموي: معجم األدباء )

الفراهيدي: كتاب العين، تحقيق: مهدي المخزومي، وإبراهيم السامرائي،)( 2 (.4/384الناشر: دار ومكتبة الهالل )

281

به أنبياءه ورسله وهذا من التواضع واألدب الجم، الذي أدب الله صلوات الله وسالمه عليهم، وهذا األسلوب المهذب أدعى في

استمالة القوم، وأبلغ في اإلنصاف، وأبعد من الجدل واالعتساف، حيث أسند فيه اإلجرام وإن أريد به الزلة، وترك األولى إلى أنفسهم ومطلق العمل إلى المخاطبين مع أن أعمالهم أكبر

الكبائر.

المبحث الثالث

الدروس والعبر المستفادة من الفصلالثالث

كان من أهم الدروس العبر التي اشتمل عليها الفصلالثالث ما يلي:

أن العصمة ثابتة لألنبياء والرسل صلوات الله عليهم، وأنهم-1 منزهون عن ارتكاب الفواحش والمنكرات، التي بعثوا لتزكية الناس

منها، لئال يكونوا قدوة سيئة، مفسدين لألخالق واآلداب، وحجةللسفهاء على انتهاك حرمات الشرائع.

282

لم يقع منه هم أصال، بل هو منفي عنه لوجودأن يوسف -2 البرهان، وهذا الذي اختاره أبو حيان، والشنقيطي، وغيرهما، وهو

أجرى األقوال على قواعد اللغة العربية. - أن من ترك داعي النفس والهوى، وابتعد عن المعاصي، وغلبت3

ٹ ٹ زلفى، محبة الله عليه وخشيته، كان من المقربين إلى اللهېئ ژ ېئ ۈئ ۈئ ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ائ ژائ

في ظل[، وكان من السبعة الذين يظلهم الله 41-40]النازعات: » قال: عرشه يوم القيامة، يوم ال ظل إال ظله، فعن النبي

سبعة يظلهم الله في ظله، يوم ال ظل إال ظله: اإلمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في

قا المساجد، ورجالن تحابا في الله اجتمعا عليه وتفر عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني

أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ال تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت

.(1)عيناه«

في جميع أموره، فإن الله أنه من كان مؤمنا مخلصا لله -4 ی ی یٹ ٹ ژيتولى الدفاع عنه جزاء إيمانه، وصدق إخالصه،

مئ حئ يب ىئجئ ىب مب خب حب جب ]الحج : ژيئ38] .

)( في )كتاب الزكاة( باب الصدقة باليمين 1423أخرجه البخاري برقم ) )(1 باب فضل إخفاء( في )كتاب الزكاة( 1031 وأخرجه مسلم برقم )(،2/111

(.2/715 )الصدقة،

283

- أن العلم والعقل يرفعان قدر صاحبهما، ويدعوانه إلى الخير،5 وينهيانه عن الشر، وأن الجهل يدعو صاحبه إلى موافقة الهوى ،واتباع الشيطان، وأن المعاصي ال ترتكب إال نتيجة للجهل بالله

وشرائعه، ووعده ووعيده.ولله در الجاحظ حين قال:

يطيب العيش أن تلقى حكيما غذاه العلم والظنالمصيب

فيكشف عنك حيرة كل جهل ففضل العلم يعرفهاألديب

سقـام الحرص ليس له دواء وداء الجهل ليس له(1)طبيب

- أن اإلنسان إذا أخبر بما هو فيه من مرض أو فقر ونحوهما، فال6 بأس عليه من ذلك، ولكن يشترط أال يكون على وجه التسخط،

ڤ ڤ ڤ ڦ ڦژ وعدم الرضا، فقد قال إخوة يوسف: [،83]األنبياء : ژٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ژ : ، وقال أيوب ژ

واشتكت عائشة رضي الله عنها فقالت: وا رأساه، فقال رسول » ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك«: الله

فقالت عائشة: وا ثكلياه، والله إني ألظنك تحب موتي،

من )البحر الوافر(، ينظر: الزمخشري: أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، )(1 هR(، ربيع األبرار ونصوص األخيار، الناشر:538الزمخشري جار الله )المتوفى:

(.4/53 هR )1412مؤسسة األعلمي، بيروت، الطبعة األولى،

284

سا ببعض أزواجك، ولو كان ذاك، لظللت آخر يومك معر.(1): » بل أنا وا رأساه «فقال النبي

» دخلت على النبي قال: وعن عبد الله بن مسعود فمسسته فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا

.(2)فقال: » أجل إني أوعك ما يوعك رجالن منكم« - أنه يجوز للمرء أن يستعمل المعاريض القولية والفعلية المانعة7

له من التصريح أو الكذب، وذلك لإليهام بأمر ال يحب أن يطلع عليه حيث جعل الصواع في رحل أخيه، ثمأحد، كما فعل يوسف

استخرجها منه، موهما إخوته أنه سارق، مع عدم التصريح بلفظ فلم ژٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ژ السرقة، حيث قال:

يقل "من سرق متاعنا"، وكذلك لم يقل "إنا وجدنا متاعنا عنده" بلكان كالمه كحكم عام يصلح له ولغيره، حتى يصل إلى مقصوده .

، ورغبة في رفقة- أنه يجوز سؤال الموت شوقا إلى لقاء الله 8 الصالحين، وذلك إن لم يكن لضر، أو ملل من العبادة، أو رغبة في

ۈئ ژ : الراحة من تعب الدنيا، فقد قال يوسف ۈئ ۆئ ژۆئ ،[19]النمل: ژڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ژ : ، وقال سليمان [101]يوسف:

» ال يتمنين أحد منكم، أنه قال: وروي عن رسول الله الموت لضر نزل به، فإن كان ال بد متمنيا للموت فليقل:

باب قول( في المرضى ) 5666أخرجه البخاري برقم ) جزء من حديث )(1.(7/119 )المريض:"إني وجع، أو وا رأساه، أو اشتد بي الوجع

باب: أشد الناس( في المرضى 5648جزء من حديث أخرجه البخاري برقم ) )(2 وأخرجه مسلم في البر والصلة واآلداب، (7/115 )بالء األنبياء، ثم األمثل فاألمثل

باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض، أو حزن، أو نحو ذلك( 2571برقم ) (. 4/1991حتى الشوكة يشاكها )

285

ني إذا كانت اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوف .(1)الوفاة خيرا لي«

أن العفو والصفح ومقابلة اإلساءة باإلحسان، من أسباب علو-9 المنزلة، ورفعة الدرجة، وفيه ما فيه من الطمأنينة، والسكينة،

وشرف النفس، وعزها. » ما زاد الله عبدا، قال: ، عن رسول الله فعن أبي هريرة ا« .(2)بعفو، إال عز

فعلى المسلم العاقل أن يوطن نفسه على لزوم العفو عن الناس كافة، وخاصة األقربين، وأن يقابل اإلساءة باإلحسان; إذ ال سبب

لتسكين اإلساءة أحسن من اإلحسان، وال سبب لنماء اإلساءة وتهييجها أشد من التعامل بمثلها، ويتمثل العفو في إسقاط حق

اإلنسان جودا وكرما وإحسانا، مع قدرته التامة على االنتقام، فيؤثرالترك; رغبة في اإلحسان ومكارم األخالق.

- أن كل خير في الدنيا واآلخرة فهو من أثر تقوى المرء وتحليه10 ڳ ڱژ ٹ ٹبخلق الصبر، وأن عاقبة أهلهما أحسن العواقب،

.ژڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ

باب الدعاء بالموت( في )كتاب الدعوات(، 6351أخرجه البخاري برقم ))(1 ( في )كتاب الذكر والدعاء2680(، وأخرجه مسلم برقم )8/76 )والحياة

(. 4/2064 )باب كراهة تمني الموت لضر نزل بهوالتوبة(، باب استحباب( في )البر والصلة(، 2588 أخرجه مسلم برقم ))( جزء من حديث2

(.4/2001العفو والتواضع )

286

- فضيلة الستر على المسيء وعدم تذكيره بذنبه، وكراهية11 قال: قال رسول اللهإشاعة الذنوب بين الناس، فعن أبي هريرة

:»(1)»من ستر مسلما ستره الله في الدنيا واآلخرة. - أن الدفاع عن النفس مشروع، ولو كان فيه إساءة إلى12

ژ عن نفسه أمام عزيز مصر، فقال: الخصوم، فقد دافع يوسف ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇژ، وقال لرسول الملك: ژڱ ں ں ڻ

ۅ ۋ ۋ ٴۇۆ ۆ ۈ ۈ .ژۅ - أن اعتراف اإلنسان بالخطأ والرجوع عنه إلى الصواب أعظم13

وأجل من اإلستمرار في الباطل؛ ألنه من صفات الفضالء، وهو أخف على النفس من التوبيخ وتوجيه العتاب، وقد أدرك هذا المعنى

ہ ھ ھژ عندما قابلوه فقالوا: إخوة يوسف ہ ہ ہ ۀ ، فحينئذ جاء جوابه سريعا خاليا من أي عتاب أو لوم، فقال ژھ

ۓ ڭ ژلهم: ۓ .ژے - أن المسلم الذي أنعم الله عليه بنعمة بعد شدة وفقر وسوء14

عليه، وأن ال ينسى حالهحال، يجب عليه أن يعترف بنعمة الله األولى، حتى يظل شاكرا لله، متذكرا نعمة الله عليه، فقد قال

ہں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ژ : يوسف ہ ہ ۀ .ژۀ , إلى الشام ومعه أبو عبيدة بن الجراح وخرج عمر بن الخطاب

وعمر على ناقة له, فنزل عنها وخلع خفيه(2)فأتوا على مخاضة باب: فضل( في )الذكر والدعاء(، 2699جزء من حديث أخرجه مسلم برقم ))( 1

(.4/2074االجتماع على تالوة القرآن وعلى الذكر ) المخاضة: ما جاز الناس فيه مشاة وركبانا، وأصل الخوض المشي في الماء،)( 2

وخاض الماء خوضا وخياضا وخوضة، واقتحم المخاضة، وأخضته دابتي، وأخاضوا

287

فوضعهما على عاتقه, وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة, فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين, أنت تفعل هذا؟, تخلع خفيك وتضعهما

على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة؟ فيتلقاك أوه لم»: عمر الجنود وبطارقة الشام وأنت على حالك, فقال

د ة محم إنا كنا، يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكاال ألمة بغير نا الله باإلسالم فمهما نطلب العز أذل قوم فأعز

نا الله به أذلنا الله« .(1)ما أعز - أن من أعطي الرفق وحسن الخلق فقد أعطي الخير كله،15

وحسن حاله في دنياه وآخرته، ومن حرم الرفق والخلق الحسن، .كان ذلك سبيال إلى كل شر وبلية، إال من عصمه الله

فق ال، قال: فعن عائشة رضي الله عنها، عن النبي »إن الر .(2)يكون في شيء إال زانه، وال ينزع من شيء إال شانه «

فق في األمر كله: وقال رسول الله » إن الله يحب الر»(3). من مكارم األخالق قيام المرء ببر والديه واإلحسان إليهما، أن -16

،وإعظام قدرهما؛ ألنه فضيلة إنسانية تلي فضيلة اإليمان بالله (. 7/147الماء إذا خاضوه بدوابهم. ينظر: ابن منظور: لسان العرب )

(، وقال الحاكم:"صحيح12/204( في اإليمان )207أخرجه الحاكم برقم ) )(1 على شرط الشيخين، الحتجاجهما جميعا بأيوب بن عائذ الطائي وسائر رواته، ولم

.يخرجاه، وله شاهد من حديث األعمش، عن قيس بن مسلم"، ووافقه الذهبي وقال ابن الملقن في )مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك الحاكم

(:"صحيح".3/1220 (.4/2004باب فضل الرفق )( في )البر والصلة(، 2594 أخرجه مسلم برقم ))(2 )باب الرفق في األمر كله( في )كتاب األدب(، 6024 أخرجه البخاري برقم ))(3

باب النهي عن ابتداء( في )كتاب السالم(، 2165(، وأخرجه مسلم برقم )8/12 (. 4/1706أهل الكتاب بالسالم وكيف يرد عليهم )

288

أبر الناس بوالديه حيث أجلسهما معه علىوقد كان يوسف السرير الذي يجلس عليه، تكريما لهما، وإعالء من شأنهما.

ولقد رفع اإلسالم مقام الوالدين إلى مرتبة لم تعرفها اإلنسانية في غير هذا الدين؛ إذ جعل اإلحسان إليهما والبر بهما في مرتبة تلي

والعبودية له، فوصل إلى الغاية المثلى التيمرتبة اإليمان بالله ما عرفتها البشرية قبل أن تسطع شمس هذا الدين على األرض،

[.36]النساء : ژ ں ںڱ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱٹ ٹ ژ : أي العملسألت النبي ، قال: وعن عبد الله بن مسعود

؟ الة على وقتها« قلت: ثم أي أحب إلى الله؟ قال: » الص؟ قال: »الجهاد في قال: » بر الوالدين« قلت: ثم أي

.(1)سبيل الله « خلق يرفع من قدر صاحبه، ويكسبه رضا أهل أن التواضع -17

الفضل ومودتهم، ويبعثه على االستفادة من كل أحد، وينأى به عنالكبر والتعالي، فهو سبيل الكتساب المعالي.

» ما تواضع أحد لله، قال: ، عن رسول الله فعن أبي هريرة .(2)إال رفعه الله «

باب قول الله تعالى:في )كتاب األدب(، ( 5970 أحرجه البخاري برقم ))(1﴾ووصينا اإلنسان بوالديه حسنا ]العنكبوت: برقم ) (، وأخرجه مسلم8/2[، )8﴿

، باب بيان كون اإليمان بالله تعالى أفضل األعمال )في )كتاب اإليمان(( 851/89.)

باب استحباب( في )البر والصلة(، 2588 جزء من حديث أخرجه مسلم برقم ))(2 (.4/2001العفو والتواضع )

289

أن يتجنب المسلم الغضب؛ ألنه جمرة من نار تتقد في - 18 » أال: القلب، وتدعو إلى االنتقام والتشفي، قال رسول الله

د، ألم تروا إلى وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم تتوق حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه، فإذا وجد أحدكم ذلك،

.(1)فليجلس، أو قال: فليلصق باألرض« – في قوله – تعالى – ) ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك(داللة19

، ورد على من يقولون بأن القرآنعلى صدق نبوة سيدنا محمد من عند محمد .

أنواع الصبر الثالثة : الصبر على الطاعة ،- اجتمع ليوسف 20والصبر على المعصية ، والصبر على األقدار.

فإذا ما تمالك اإلنسان نفسه عند الغضب، وكبح جماحها عند اشتداد سورته، فإنه يحفظ على نفسه عزتها وكرامتها، وينأى بها

عن ذل االعتذار، ومغبة الندم، ومذمة االنتقام.: أوصني، قال: ، أن رجال قال للنبي فعن أبي هريرة » ال

.(2)» ال تغضب« فردد مرارا، قال: تغضب « ، وأن ينتقلومما يعين المرء على تسكين الغضب أن يذكر الله

عن الحالة التي هو عليها، وأن يتذكر ثواب العفو، وعواقب الغضب،

باب ما جاء ما( من حديث أبي سعيد الخدري، 2191 أخرجه الترمذي برقم ))(1 وقال(، 4/483، ) أصحابه بما هو كائن إلى يوم القيامةأخبر النبي

الترمذي:"حديث حسن صحيح"، وقال األلباني في )ضعيف الترمذي (:"ضعيف لكن بعض فقراته صحيحة".1/385

)باب الحذر من الغضب( في )كتاب األدب(، 6116 أخرجه البخاري برقم ))(28/28 .)

290

وأن يوطن المرء نفسه على ما يصيبه من أذى الخلق، وأال ينفذ غضبه بعد أن يغضب.

الخـاتمة )أوال(: النتائج

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصالة والسالم على خاتم األنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين

ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: وتوفيقه من إتمام هذا البحث وإكماله، وقدفقد انتهيت بعون الله

بذلت فيه جهدي وطاقتي، وأفدت منه فوائد كثيرة، وخرجت بنتائج طيبة، وذلك من خالل قراءتي لكثير من كتب التفسير، وعلوم

القرآن، والحديث، واألدب والبالغة، واللغة، والتراجم، وغيرها من ومن خالل عملية البحث ومامختلف العلوم المتعلقة بهذا البحث،

فيها من استنباط ألهم اإلشارات التربوية التي تجسدت في قصة

291

، تم التوصل إلى العديد من اإلشارات التربوية الرائعة،يوسف والتي تعد بمثابة نتائج لهذا البحث، ومنها:

- أن العصمة ثابتة لألنبياء والرسل صلوات الله عليهم، وأنهم1 منزهون عن ارتكاب الفواحش والمنكرات، التي بعثوا لتزكية الناس

لم يقع منه هم على اإلطالق، بل هو منفي عنهوأن يوسف منها، لوجود البرهان، وهو الذي أكدت عليه الدراسة بعد عرض األدلة

والبراهين القاطعة. األوقات واألحداث المناسبة من أجل إتماموجوب اغتنام المسلم - 2

المهمة التربوية. المربي أساليب أن يستعمل العملية التربويةأنه يجوز في = 3

المعاريض القولية والفعلية المانعة له منووسائل متعددة، ومنها .التصريح أو الكذب

بأحوال متنوعة ومتعددة، ومنها إخباره أن دالئل نبوة محمد - 4 گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱڱ ڱ ڱژ ٹ ٹ األنبياء السابقين مع أممهم،

[. 49]هود : ژں ں ڻ ڻ - بيان منزلة العلماء العاملين المخلصين الذين يستشارون في5

مهام األمور، وأن كل خير في الدنيا واآلخرة من آثار العلم وموجباته، وأن قوة الفصاحة والبيان المبنية على العلم والحكمة، لها عظيم األثر في مجال التربية، حيث تأخذ بالعقول وتجد قبوال

عند المتلقي. - التأكيد على عدم اختالط الرجال بالنساء، ألنه كثيرا ما يؤدى إلى6

292

الوقوع في الفاحشة؛ وذلك ألن ميل الرجل إلى المرأة وميلالمرأة إلى الرجل أمر فطري طبيعي، وما بالذات ال يتغير.

- أن القائمين على النظام االقتصادي في البالد يجب أن يتسموا7 بحسن التدبير في المعاش، وأن يكونوا من ذوي الرأي السديد،

حتى يأمن الناس على أرزاقهم ومصالحهم. - أن العبرة بكمال النهاية، وليس بنقص البداية، وأن اعتراف8

اإلنسان بالخطأ والرجوع إلى الحق والصواب أعظم وأجل منالتمادي في الباطل.

- عدم إظهار الحب والشفقة تجاه أحد األبناء دون اآلخرين- وإن9 كان صغيرا - حتى ال يؤدي ذلك إلى بغض إخوته له، وكراهيتهم

.والكيد له، كما حدث من إخوة يوسف )ثانيا(: المقترحات.

من أهم المقترحات التي أقترحها ما يلي: - ينبغي للمعنيين بالتربية والتعليم في الدول اإلسالمية، االهتمام1

البالغ - في المناهج التعليمية - بقصص األنبياء والرسل صلوات الله ربط اإلشارات التربوية المستخرجة منها بأحدثو وسالمه عليهم،

ما توصل إليه علماء التربية. - ينبغي للمعنيين باإلعالم والثقافة بالدول اإلسالمية، االضطالع2

بمهامهم الرائدة، وتناول القصص الصحيح لألنبياء والرسل صلوات وسالمه الله عليهم، وبيان دورهم الرائد في هداية البشرية إلى ما فيه سعادتها في الدنيا واألخرة، وتفعيل دور الرقابة الصارمة على

أجهزة اإلعالم بشتى أنواعها.

293

وأخيرا أحمد الله تعالى وأشكره أن أعانني على إتمام هذا البحث، وإخراجه بهذه الصورة التي أرجو أن أكون قد وفقت بها في

فإن كان كذلكعرضه، وبيان أهم جوانبه على الوجه المطلوب، وإنوله الحمد والشكر أوال وآخرا، وتوفيقه، فهذا من فضل الله ومن عادة البشر الخطأ والتقصير،فهو مني، كان على غير ذلك

والكمال ليس إال لله تبارك وتعالى. أن يرزقنا اإلخالص في القول والعمل، وفي الختام أسأل الله ، وأن يجنبنا الزلل ومزالق األهواء، وأنواتباع كتابه وسنة نبيه

يأخذ بنواصينا لما فيه رضاه، والسعادة في الدنيا واآلخرة، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه به، وأن يغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين،

إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

فهرس اآليات القرآنية

رقاآليـــــــــــــــة ممه

االصفحة

البقرة سورة ﴿ وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق 1

﴾ويعقوب واألسباط 13

6172

294

﴿ أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق2﴾ويعقوب واألسباط

140202

ه واسع عليم 3 ﴾ يؤتي ملكه من يشاء والل ﴿247220

ذي مر على قرية وهي خاوية على ﴿4 أو كال﴾ عروشها

259119

وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي ﴿5﴾الموتى

260118

عمران آل سورةه اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم ﴿6 33199﴾ إن الل44122﴾ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ﴿7

النساء سورةه به بعضكم على8 وا ما فضل الل ﴿ وال تتمن

﴾بعض 32131

ه وال تشركوا به شيئا وبالوالدين9 ﴿ واعبدوا الل﴾إحسانا

36186ون أنفسهم بل الله10 ذين يزك ﴿ ألم تر إلى ال

ي من يشاء ﴾يزك4967

بعتم ﴿11 ه عليكم ورحمته الت ولوال فضل الليطان إال قليال ﴾ الش

83253ه ال يحب من كان خوانا أثيما 12 ﴾ إن الل ﴿ ﴿10

7284 ﴿ وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق13

﴾ ويعقوب واألسباط16

3172

المائدة سورةاس﴿14 ه يعصمك من الن 67238﴾ والل

األنعام سورةهم ال15 ذي يقولون فإن ه ليحزنك ال ﴿ قد نعلم إن

بونك ﴾يكذ33203

خذ أصناما16 ﴿ وإذ قال إبراهيم ألبيه آزر أتت﴾آلهة

74111﴾ ووهبنا له إسحاق ويعقوب كال هدينا 17 ﴿8449

295

ذين آتيناهم الكتاب والحكم18 ﴿ أولئك البوة ﴾والن

89208ه فبهداهم اقتده 19 ذين هدى الل ﴾ أولئك ال ﴿90208ه أعلم حيث يجعل رسالته ﴿20 12﴾الل

4200األعراف سورة

وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان﴿21﴾عاقبة المجرمين

84115ه يورثها من يشاء من عباده22 ﴿ إن األرض لل

قين ﴾والعاقبة للمت12

8221اس﴿23 ي اصطفيتك على الن قال يا موسى إن

﴾برساالتي وبكالمي 14

4200رون ﴿24 هم يتفك 17﴾ فاقصص القصص لعل

6110التوبة سورة

﴿ ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن25﴾عنكم شيئا

26172يونس سورة

واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن﴿ 26﴾كان كبر عليكم

71111

هود سورةي لكم نذير27 ﴿ ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إن

﴾مبين 2540

ه ﴿28 43238﴾ ال عاصم اليوم من أمر الل﴾ تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك 29 ﴿49283 ﴿ وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا30

ه ﴾الل5040

﴿ وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا31ه ﴾الل

6140

﴿ قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل32﴾هذا

62203

6941 ﴿ ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا33

296

﴾سالما قال سالم رناها34 ﴿ وامرأته قائمة فضحكت فبش

﴾بإسحاق 7141

﴿ ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق35﴾بهم ذرعا

7741

﴿ وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا36ه ﴾الل

8441

﴿ قالوا يا شعيب أصالتك تأمرك أن نترك ما37﴾يعبد آباؤنا

87203

﴾ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين 38 ﴿9641ت 39 سل ما نثب ﴿ وكال نقص عليك من أنباء الر

﴾به فؤادك 12

015

يوسف سورةكم تعقلون 40 ا لعل ا أنزلناه قرآنا عربي ﴾ إن ﴿233﴾ نحن نقص عليك أحسن القصص 41 ﴿334ي رأيت أحد42 ﴿ إذ قال يوسف ألبيه يا أبت إن

﴾عشر كوكبا 434

مك من تأويل43 ك ويعل ﴿ وكذلك يجتبيك رب﴾األحاديث

658

﴿ لقد كان في يوسف وإخوته آيات44ائلين ﴾للس

733

ا ﴿45 إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا من﴾ونحن عصبة

835

ا صادقين 46 ﴾ وما أنت بمؤمن لنا ولو كن ﴿17262﴾ وشروه بثمن بخس دراهم معدودة 47 ﴿20104ذي اشتراه من مصر المرأته أكرمي48 ﴿ وقال ال

﴾مثواه 21142

﴾ ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما 49 ﴿2239تي هو في بيتها عن نفسه 50 ﴾ وراودته ال ﴿23145 ﴿ ولقد همت به وهم بها لوال أن رأى برهان51

ه ﴾رب24150

﴾ واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر 52 ﴿25152

297

﴾ يوسف أعرض عن هذا 53 ﴿2982 ﴿ وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود54

﴾فتاها عن نفسه 30154

ه55 ﴿ ثم بدا لهم من بعد ما رأوا اآليات ليسجننى حين ﴾ حت

35158

ا نراك من المحسنين 56 ئنا بتأويله إن ﴾ نب ﴿3678ة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب57 بعت مل ﴿ وات

﴾3858

ي أرى سبع بقرات سمان 58 ﴾ وقال الملك إن ﴿43162ئكم بتأويله فأرسلون 59 ﴾ أنا أنب ﴿4582ها الصديق أفتنا في سبع بقرات60 ﴿ يوسف أي

﴾سمان 4673

تي61 سوة الال ك فاسأله ما بال الن ﴿ ارجع إلى رب﴾قطعن أيديهن

5092

﴿ قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه62﴾

51204

ي لم أخنه بالغيب﴿ 63 52259﴾ذلك ليعلم أن54226﴾وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي ﴿ 64ي حفيظ65 ﴿ قال اجعلني على خزائن األرض إن

﴾عليم 5556

ا ليوسف في األرض يتبوأ منها66 ن ﴿ وكذلك مك﴾حيث يشاء

56223

ي أوفي الكيل وأنا خير المنزلين ﴿ 67 5993﴾أنقاية في﴿68 فلما جهزهم بجهازهم جعل الس

﴾رحل أخيه 7080

77259﴾قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل﴿ 69تي﴿ 70 ا فيها والعير ال تي كن واسأل القرية ال

﴾أقبلنا فيها 8277

ى تكون71 ه تفتأ تذكر يوسف حت ﴿ قالوا تالل﴾حرضا

8572

ه إال القوم﴿72 ه ال ييأس من روح الل إن﴾الكافرون

87160

298

ه ال يضيع أجر73 ق ويصبر فإن الل ه من يت ﴿ إن﴾المحسنين

9053

ه لكم 74 ﴾ قال ال تثريب عليكم اليوم يغفر الل ﴿9251ه آمنين 75 ﴾ وقال ادخلوا مصر إن شاء الل ﴿9956متني من76 ﴿ رب قد آتيتني من الملك وعل

﴾تأويل األحاديث 10

181

﴾ ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك 77 ﴿102

35

11﴾ لقد كان في قصصهم عبرة ألولي األلباب ﴿781

16

سورة الرعد ه ﴿79 ذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الل 28140﴾ الا 80 ﴾ وكذلك أنزلناه حكما عربي ﴿37168

سورة إبراهيم اس من81 ﴿ كتاب أنزلناه إليك لتخرج الن

ور ﴾الظلمات إلى الن118

﴿ وما أرسلنا من رسول إال بلسان قومه82ن لهم ﴾ليبي

4169

بشر مثلكم ﴿83 11245﴾ قالت لهم رسلهم إن نحن إال35272﴾ رب اجعل هذا البلد آمنا﴿84

سورة الحجري خالق بشرا من ﴿85 ك للمالئكة إن وإذ قال رب

﴾صلصال 28118

حيم ﴿86 ي أنا الغفور الر ئ عبادي أن 49196﴾ نبسورة النحل

ه من87 ﴿ وأقسموا بالله جهد أيمانهم ال يبعث الل﴾يموت

3884

اس بظلمهم ما ترك عليها﴿ 88 ه الن ولو يؤاخذ اللة ﴾من داب

61264

مه بشر 89 ما يعل هم يقولون إن ﴾ ولقد نعلم أن ﴿103

122

12143 واصبر وما صبرك إال بالله وال تحزن ﴿90

299

7﴾عليهم سورة اإلسراء

ر91 تي هي أقوم ويبش ﴿ إن هذا القرآن يهدي لل﴾المؤمنين

915

اه وبالوالدين92 إي تعبدوا إال ك أال ﴿ وقضى رب﴾إحسانا

23187

وح من أمر ﴿93 وح قل الر ويسألونك عن الري ﴾رب

85121

نات فاسأل94 ﴿ ولقد آتينا موسى تسع آيات بي﴾بني إسرائيل

101

111

خذ ولدا ولم يكن له95 ذي لم يت ه ال ﴿ الحمد لل﴾شريك في الملك

111

14

سورة الكهفما أنا بشر مثلكم ﴿96 11﴾ قل إن

0245

سورة مريما ﴿97 ك ألهب لك غالما زكي ما أنا رسول رب قال إن

﴾19118

سورة طهفنا فيه من98 ا وصر ﴿ وكذلك أنزلناه قرآنا عربي

﴾الوعيد 11

3168

ه فغوى ﴿ 99 12﴾وعصى آدم رب1

242

سورة األنبياء10

0تي ماثيل ال ﴿ إذ قال ألبيه وقومه ما هذه الت

﴾أنتم لها عاكفون 52111

101

وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم﴿﴾فعل الخيرات

73201

102

احمين ني الضر وأنت أرحم الر ي مس ﴾ أن ﴿83277

103

﴾ وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا ﴿84221

300

سورة الحج10

4ذين آمنوا ه يدافع عن ال ﴾ إن الل ﴿38276

105

اس﴿ ه يصطفي من المالئكة رسال ومن الن الل﴾

75200

سورة الفرقان 10

6ذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا ﴿ ال

﴾وصهرا 5414

سورة الشعراء 10

7ين ﴿ 20267﴾فعلتها إذا وأنا من الضال

108

﴾ بلسان عربي مبين ﴿195

168

سورة النمل10

9﴾ وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ﴿19278

110

ا﴿ فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أن﴾دمرناهم

51116

سورة القصص11

1 إن كادت لتبدي به لوال أن ربطنا على قلبها﴿﴾

10253

112

﴿ يا أبت استأجره إن خير من استأجرت﴾القوي األمين

26191

113

وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى ﴿﴾موسى األمر

44122

114

ك يخلق ما يشاء ويختار ﴿ 68200﴾ ورب

سورة العنكبوت11

548123﴾وما كنت تتلو من قبله من كتاب ﴿

سورة لقمان14187﴾ أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ﴿11

301

6 سورة األحزاب

117

ذين خلوا من قبل ة الله في ال ﴾ سن ﴿62220

سورة سبأ11

8 قل ال تسألون عما أجرمنا وال نسأل عما﴿

﴾ تعملون25274

سورة فاطر11

9خذوه عدوا ﴿ يطان لكم عدو فات 6133﴾إن الش

120

ت الله تحويال ﴾ ولن تجد لسن ﴿43220

سورة الصافات12

1ي أذبحك ي أرى في المنام أن ﴾ قال يا بني إن ﴿10

2213

122

17﴾ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ﴿ 1

140

سورة ص12

3ه وخر﴿ اه فاستغفر رب ما فتن وظن داوود أن

﴾راكعا وأناب 24257

124

﴾ واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب ﴿45202

125

ا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار﴿ 46257﴾ إن

126

هم أجمعين ﴿ تك ألغوين 82257﴾فبعز

سورة الزمر12

7ل أحسن الحديث كتابا متشابها ه نز ﴾ الل ﴿2346

128

قون هم يت ا غير ذي عوج لعل ﴾ قرآنا عربي ﴿28168

سورة غافر

302

129

﴿ وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم﴾إيمانه

28113

130

نات ﴾ ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبي ﴿3449

131

ذين آمنوا في الحياة ا لننصر رسلنا وال ﴿ إن﴾الدنيا

5157

سورة فصلت13

2ا لقوم يعلمون ﴿ كتاب فصلت آياته قرآنا عربي

﴾3168

سورة الشورى13

3ا لتنذر أم ﴿ وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربي

﴾القرى 7168

134

ذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ﴿ 39264﴾وال

135

ئة مثلها فمن عفا وأصلح﴿ ئة سي وجزاء سيه ﴾فأجره على الل

40265

136

﴾ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ﴿5254

الزخرف سورة13

7كم تعقلون ا لعل ا جعلناه قرآنا عربي ﴾ إن ﴿3168

الجاثية سورة13

8ه على﴿ ه الل خذ إلهه هواه وأضل أفرأيت من ات

﴾علم 23204

األحقاف سورة13

9 ﴿ وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر

﴾الذين ظلموا 12169

الفتح سورة14

0تي قد خلت من قبل ولن تجد﴿ ه ال ة الل سن

ه تبديال ة الل ﴾لسن23117

141

ؤيا بالحق ه رسوله الر ﴾ لقد صدق الل ﴿27214

303

النجم سورة14

2قى وا أنفسكم هو أعلم بمن ات ﴾ فال تزك ﴿3264

المجادلة سورة14

3ذين يطان ليحزن ال جوى من الش ما الن ﴿ إن

﴾آمنوا 10213

سورة التحريم14

4أني﴿ أها به قالت من أنبأك هذا قال نب فلما نب

﴾العليم الخبير3196

سورة النازعات14

5فس عن ه ونهى الن ﴿ وأما من خاف مقام رب

﴾الهوى 40275

االنفطار سورة14

6ك الكريم ﴿ ك برب ها اإلنسان ما غر 6266﴾يا أي

البروج سورة14

7ماء ذات البروج * واليوم الموعود ﴾ والس ﴿1-

2113

فهرس األحاديث النبويةالشريفة

الص الحديثمفحة

قوا الله، واعدلوا في أوالدكم « .1 61» ات147 .» أتيتم من الجهاد األصغر إلى الجهاد األكبر «2ي أوعك ما يوعك رجالن منكم «3 277 .» أجل إنمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن «4 211 .» إذا اقترب الز268 .» إذا زنت أمة أحدكم فليضربها الحد وال تثريب «5 » استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان لها؛ فإن كل6

.ذي نعمة محسود «129

لث، ومع7 طر، ومع األخوين الث 59 » أعط الجد مع األخ الش

304

بع«. الثة الر الث282 .» أال وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم تتوقد «8د إلى9 ود فقة نصف المعيشة، والت » االقتصاد في الن

اس نصف العقل « . الن235

» الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم10األحزاب وحده « .

270

صيحة «11 234 .» الدين النة12 جل الصالح، جزء من ست ؤيا الحسنة من الر » الر

بوة « .وأربعين جزءا من الن58

ؤيا ثالثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا13 » الريطان « . تحزين من الش

212

يطان «14 ه، والحلم من الش ؤيا من الل 212. » الر » الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن15

.يعقوب «202

هم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت ال أغبق16 » الل .قبلهما أهال، وال ماال «

188

هم هذا قسمي فيما أملك، فال تلمني فيما تملك17 » الل .وال أملك «

60

» الوالد أوسط أبواب الجنة، فأضع ذلك الباب أو18 .احفظه «

187

س في19 اس ثالثة: العزيز حين تفر » إن أفرس النيوسف«.

145

فق ال يكون في شيء إال زانه، وال ينزع من20 » إن الر .شيء إال شانه «

281

» إن العين تدمع، والقلب يحزن، وال نقول إال ما يرضى21نا « . رب

175

65 .«» إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه 22ه «23 فق في األمر كل 281 .» إن الله يحب الرادا، فاحذروهم «24 عم حس 129 .» إن ألهل النذين يلونهم ، ثم25 اس بالء األنبياء، ثم ال » إن من أشد الن

ذين يلونهم « .ال140

بي ال كذب، أنا ابن عبد المطلب «26 172 .» أنا الن

305

اس يوم القيامة27 د الن 64« ....الخ » أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه28 » أنا سي

القبر « .65

ي على هذا العمل أحدا سأله، وال أحدا29 ا والله ال نول » إنحرص عليه « .

61

كم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط30 » إن. »

56

ه ال ينبغي لنبي أن تكون له خائنة األعين «31 256 .» إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بالل فألق عليه»32 إن

. «ما رأيت فليؤذن به216

» إني ألحسبكم قد أهلكتم الناس، فقالوا: والله ما33.أخذناه إال عفوا «

70

ؤيا» أول ما بدئ به رسول الله 34 من الوحي الر .الصادقة «

214

» أي العمل أحب إلى الله؟ قال: » الصالة على وقتها35. »

281

ساء «36 اكم والدخول على الن 176 .» إي على إقام الصالة ، وإيتاء الزكاة» بايعت رسول الله 37

». 234

ى أسابقك فسابقني فسبقته « .38 174» تعالي حت177 .» ثالث من كن فيه وجد بهن حالوة اإليمان «39حمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة40 ه الر » جعل الل

.وتسعين جزءا «186

» دب إليكم داء األمم قبلكم: الحسد والبغضاء، هي41الحالقة « .

131

277 .» ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك «42ب في سخط43 ب في رضا الوالد وسخط الر » رضا الر

. الوالد «187

189.» رغم أنفه ، ثم رغم أنفه ، ثم رغم أنفه « 44ه « .45 ه ، يوم ال ظل إال ظل ه في ظل هم الل 275» سبعة يظله خير ، وليس ذاك46 » عجبا ألمر المؤمن ، إن أمره كل

ألحد إال للمؤمن « .53

306

«، إذا هو قد اعطي شطر الحسن فإذا أنا بيوسف » 47.

145

: إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها ، كتبتها» قال الله 48 .له حسنة «

251

114 . كان ملك فيمن كان قبلكم ، وكان له ساحر «»49132 .» ال تغضب «50ين أحد منكم الموت لضر نزل به « 51 278.» ال يتمن » لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد، ما دون52

.عظامه من لحم «114

رات «53 بوة إال المبش 210 .» لن يبقى من النا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف54 » ليس من

لعالمنا«.179

ه 55 خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي» ما أبدلني اللاس « .الن

43

ساء56 جال من الن » ما تركت بعدي فتنة أضر على الر».

146

ه إال رفعه الله « .57 282» ما تواضع أحد لل » ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب58

.منكن «146

ى مات أبو طالب« .59 ي حت 45» ما زالت قريش كافة عن قد هم بخطيئة أو عملها،» ما من أحد إال يلقى الله 60

.إال يحيى بن زكريا « 251

» ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو ،61ا « .إال عز

278

ملة فقالوا: يا رسول الله،» مل أصحاب رسول الله 62 .«حدثنا

46

» من أرضى والديه فقد أرضى الله ومن أسخط63. والديه فقد أسخط الله «

187

ه في الدنيا واآلخرة «64 279. » من ستر مسلما ستره الله أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في65 » من سر

. أثره ، فليصل رحمه «188

68 » من شغله قراءة القرآن عن مسألتي وذكري،66

307

ائلين«. أعطيته أفضل ثواب السه واليوم اآلخر فال يؤذ جاره « .67 235» من كان يؤمن بالله وأتوب إليه في اليوم أكثر68 ي ألستغفر الل ه إن » والل

ة « .من سبعين مر241

» وأنا أقول كما قال أخي يوسف: ال تثريب عليكم69 .اليوم «

271

80» يا خيل الله اركبي «.70حمن بن سمرة، ال تسأل اإلمارة « .71 62» يا عبد الره تجده تجاهك72 ه يحفظك، احفظ الل » يا غالم احفظ الل

. »236

» يجمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا73نا فيريحنا « .إلى رب

244

308

ثبت المراجع والمصادر الص المرجعم

فحة

ابن أبي أسامة: الحارث بن محمد بن داهر1 هR(، بغية الباحث282التميمي البغدادي )المتوفى:

عن زوائد مسند الحارث، المنتقي: أبو الحسن نور 807الدين علي بن أبي بكر الهيثمي )المتوفى:

هR(، تحقيق: حسين أحمد صالح الباكري، الناشر: مركز خدمة السنة والسيرة النبوية - المدينة

هR.1413المنورة، الطبعة األولى،

259

ابن أبي حاتم: عبRRد الRRرحمن بن محمRRد بن إدريس2 بن المنRRRRذر التميمي، الحنظلي، الRRRRرازي ابن أبي

هR(، الجرح والتعديل، الناشر:327حاتم )المتوفى: طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن – الهند، دار إحياء التراث العRRربي – بRRيروت،

هR.1271الطبعة األولى،

16

ابن أبي عاصم: أبو بكر بن أبي عاصم وهو أحمد3 بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني

هR(،كتاب السنة، ومعه ظالل الجنة287)المتوفى: في تخريج السنة، بقلم: محمد ناصر الدين األلباني، الناشر: المكتب اإلسالمي، الطبعة

هR.1400األولى،

214

ابن إسحاق: محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي،4 هR(، سيرة ابن إسحاق،151المدني )المتوفى:

تحقيق: سهيل زكار، الناشر: دار الفكر، بيروت،هR .1398الطبعة األولى

121

ابن األثير : أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد5 بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني

هR(،630الجزري، عز الدين ابن األثير )المتوفى: أسد الغابة في معرفة الصحابة، المحقق: علي

محمد معوض، وعادل أحمد عبد الموجود، الناشر:

56

309

دار الكتب العلمية. ابن األثRRRير: علي بن أبي الكRRRرم محمRRRد بن عبRRRد6

الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين هR(، الكامل في التRRاريخ،630ابن األثير )المتوفى:

تحقيRRق: عمRRر عبRRد السRRالم تRRدمري، الناشRRر: دار الكتRRاب العRRربي، بRRيروت – لبنRRان، الطبعRRة األولى،

1417.Rه

35

ابن األثير: نصر الله بن محمد، المعروف بابن7 األثير الكاتب، الجامع الكبير في صناعة المنظوم

من الكالم والمنثور، المحقق: مصطفى جواد،هR .1375الناشر: مطبعة المجمع العلمي،

100

ابن الجوزي: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن8 المنتظم في تاريخ،هR (597ابن الجوزي )المتوفى:

األمم والملوك، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب

هR.1412العلمية، بيروت، الطبعة: األولى،

36

ابن الجوزي: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن9 هR(، زاد المسير في597ابن الجوزي )المتوفى:

علم التفسير، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، نشر: 1422دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة األولى،

. Rه

144

ابن العربي: القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن10 العRRربي المعRRافري االشRRبيلي المRRالكي )المتRRوفى:

هR(، أحكام القرآن، تحقيق: محمد عبد القRRادر543 عطا، الناشر: دار الكتب العلميRRة، بRRيروت – لبنRRان،

هR.1424الطبعة الثالثة،

173

ابن العماد: عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن11 هR(، شذرات1089العماد، أبو الفالح )المتوفى:

الذهب في أخبار من ذهب، تحقيق: محمود األرناؤوط، خرج أحاديثه: عبد القادر األرناؤوط، الناشر: دار ابن كثير، دمشق – بيروت، الطبعة

هR.1406األولى،

32

310

ابن القيم: محمRRد بن أبي بكRRر بن أيRRوب بن سRRعد12 هR(،751شمس الدين ابن قيم الجوزية )المتوفى:

الRRRروح في الكالم على أرواح األمRRRوات واألحيRRRاء بالRRدالئل من الكتRRاب والسRRنة، الناشRRر: دار الكتب

العلمية – بيروت.

265

ابن القيم: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد13 هR(،751شمس الدين ابن قيم الجوزية )المتوفى:

الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، الناشر: دار المعرفة – المغرب، الطبعة األولى،

1418.Rه

17

ابن المعتز: عبد الله بن محمد ابن المعتز العباسي14 هR(، طبقات الشعراء، تحقيق: عبRRد296)المتوفى:

السRRRتار أحمRRRد فRRRراج، الناشRRRر: دار المعRRRارف –القاهرة، الطبعة الثالثة.

73

ابن الملقن: سراج الدين أبو حفص عمر بن علي15 هR(،804بن أحمد الشافعي المصري )المتوفى:

البدر المنير في تخريج األحاديث واألثار الواقعة في الشرح الكبير، تحقيق: مصطفى أبو الغيط،

الناشر: دار الهجرة للنشر والتوزيع- الرياض،هR.1425الطبعة األولى،

174

ابن الوردي: عمر بن مظفر بن عمر بن محمد ابن16 أبي الفوارس، أبو حفص، زين الدين ابن الوردي

هR(، تاريخ ابن749المعري الكندي )المتوفى: الوردي، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت -

هR .1417لبنان، الطبعة: األولى،

100

ابن بطال: أبو الحسن علي بن خلف بن عبد17 هR(، شرح صحيح البخارى،449الملك )المتوفى:

تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم، دار النشر: ه1423Rمكتبة الرشد – السعودية، الطبعة الثانية،

.

148

ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي18 هR(، جامع المسائل، تحقيق:728)المتوفى :

172

311

محمد عزير شمس، إشراف: بكر بن عبد الله أبو زيد، الناشر: دار: عالم الفوائد للنشر والتوزيع،

هR.1422الطبعة األولى، ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني19

هR(، مجموع الفتاوى، تحقيق: عبد728)المتوفى: الرحمن بن محمد بن قاسم، الناشر: مجمع الملك

فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية،هR.1416السعودية، عام النشر:

200

ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السRRالم بن20 هRRRR(،728تيميRRRة الحRRRراني الحنبلي )المتRRRوفى:

الفتRRRاوى الكRRRبرى، الناشRRRر: دار الكتب العلميRRRة،هR.1408الطبعة األولى،

258

ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم بن21 عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية

هR(، النبوات، دار الكتب العلمية،728 )المتوفى:م.1985بيروت،

198

ابن جزي: أبو القاسم، محمد بن أحمد بن عبد22 الله، ابن جزي، التسهيل لعلوم التنزيل، المحقق:

الدكتور عبد الله الخالدي، الناشر: شركة دار األرقم بن أبي األرقم – بيروت، الطبعة األولى،

1416.Rه

127

ابن حبان: محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن23 معاذ بن معبد، التميمي، أبو حاتم، الدارمي،

هR(،ترتيب: األمير عالء354البستي )المتوفى: هR(،739الدين علي بن بلبان الفارسي )المتوفى:

اإلحسان في تقريب صحيح ابن حبان، تحقيق: شعيب األرناؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة،

هR.1408بيروت، الطبعة: األولى،

216

ابن حجر : أحمد بن حجر العسقالني)المتوفى:24 هR(، فتح الباري شرح صحيح البخاري ،852

تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، تصحيح: محب الدين الخطيب، تعليق: عبد العزيز بن عبد الله بن

60

312

هR.1379باز، الناشر: دار المعرفة - بيروت، ابن حجر: أبو الفضRRل أحمRRد بن علي بن محمRRد بن25

هRRR(،852أحمRRد بن حجRRر العسRRقالني )المتRRوفى: تهذيب التهRذيب، الناشRر: مطبعRة دائRRرة المعRRارف

هR.1326النظامية، الهند، الطبعة األولى،

32

ابن حجر: أبو الفضRRل أحمRRد بن علي بن محمRRد بن26 هRRR(،852أحمRRد بن حجRRر العسRRقالني )المتRRوفى:

الدرر الكامنة في أعيRRان المائRRة الثامنRRة، المحقRRق: محمRRد عبRRد المعيRRد ضRRان، الناشRRر: مجلس دائRRرة المعRRارف العثمانيRRة - حيRRدر أبRRاد- الهنRRد، الطبعRRة

هR .1392الثانية،

76

ابن حجر: أحمد بن علي بن حجر العسقالني27 هR(، إتحاف المهرة بالفوائد852)المتوفى :

المبتكرة من أطراف العشرة، تحقيق: مركز خدمة السنة والسيرة، إشراف: زهير بن ناصر الناصر،

الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة، ومركز خدمة السنة والسيرة

1415النبوية بالمدينة المنورة، الطبعة األولى ، .Rه

145

ابن حجRRر: أحمRRد بن علي بن حجRRRر العسRRقالني28 هR(، لسان الميزان، تحقيق: دائRRرة852)المتوفى:

المعRRRرف النظاميRRRة – الهنRRRد، الناشRRRر: مؤسسRRRة األعلمي للمطبوعRRRات بRRRيروت – لبنRRRان، الطبعRRRة

هR.1390الثانية،

91

ابن حجر: أحمد بن علي بن محمد بن حجر29 هR(، اإلصابة في تمييز852العسقالني )المتوفى:

الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، وعلى محمد معوض، الناشر: دار الكتب العلمية –

هR.1415بيروت، الطبعة األولى،

53

ابن حنبل: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن30 هR(، مسند241هالل بن أسد الشيباني )المتوفى:

اإلمام أحمد بن حنبل، المحقق: شعيب األرناؤوط،

44

313

عادل مرشد، إشراف: عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة األولى،

1421. Rه ابن خلكRRان: أبRRو العبRRاس شRRمس الRRدين أحمRRد بن31

محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان الRRبرمكي هR(، وفيRRات األعيRRان وأنبRRاء681اإلربلي )المتوفى:

أبناء الزمان، تحقيق: إحسRRان عبRRاس، الناشRRر: دارم.1900صادر – بيروت، الطبعة األولى، سنة:

59

ابن دريد: محمد بن الحسن بن دريد األزدي32 هR(، االشتقاق، تحقيق: عبد السالم321)المتوفى:

محمد هارون، الناشر: دار الجيل، بيروت، الطبعة هR.1411األولى،

155

ابن رشد: أبو الوليد محمد بن أحمRRد بن محمRRد بن33 أحمد بن رشد القرطبي، الشهير بابن رشد الحفيRRد

هR(، الضروري في أصول الفقه، أو595)المتوفى: مختصر المستصفى، تحقيق: جمال الدين العلRRوي، الناشRRر: دار الغRRرب اإلسRRالمي، بRRيروت – لبنRRان،

م.1994الطبعة األولى،

63

ابن سعد: أبRRو عبRRد اللRRه محمRRد بن سRRعد بن مRRنيع34 الهاشمي بالوالء، البصري، البغدادي المعروف بابن

هRRRR(، الطبقRRRات الكRRRبرى،230سRRRعد )المتRRRوفى: تحقيق: محمد عبد القادر عطا، الناشRRر: دار الكتب

هR .1410العلمية – بيروت، الطبعة األولى،

35

ابن سالم: أبو عبيد القاسم بن سRRالم بن عبRRد اللRRه35 هRRR(، األمثRRال،224الهRRروي البغRRدادي )المتRRوفى:

المحقق: الRRدكتور عبRRد المجيRRد قطRRامش، الناشRRر: هR.1400دار المأمون للتراث، الطبعة األولى،

103

ابن سالم: محمد بن سالم )بالتشديد( بن عبيد الله36 هRRR(،232الجمحي بالوالء، أبو عبد الله )المتRRوفى:

طبقRRات فحRRول الشRRعراء، تحقيRRق: محمRRود محمRRدشاكر، الناشر: دار المدني – جدة.

136

98 ابن سيده: أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده37

314

هRRR(، المحكم والمحيRRط458المرسRRي )المتRRوفى: األعظم، المحقق: عبد الحميد هنداوي، الناشر: دار

هR .1421الكتب العلمية – بيروت، الطبعة األولى، ابن عRRRRRادل: عمRRRRRر بن علي بن عRRRRRادل الحنبلي38

هR(، اللباب في775الدمشقي النعماني )المتوفى: علRRوم الكتRRاب، تحقيRRق: الشRRيخ عRRادل أحمRRد عبRRد الموجود، والشيخ علي محمد معوض، الناشRRر: دار

هR.1419الكتب العلمية- بيروت، الطبعة األولى،

192

ابن عاشور: محمد الطاهر بن محمد بن عاشور39 هR(، التحرير والتنوير1393التونسي )المتوفى :

)تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد(، الناشر: الدار التونسية

هR .1984للنشر– تونس، سنة النشر:

38

ابن عبRRد الRRبر: أبRRو عمRRر يوسRRف بن عبRRد اللRRه بن40 محمRRد بن عبRRد الRRبر بن عاصRRم النمRRري القرطRRبي

هRRRRR(، االسRRRRتيعاب في معرفRRRRة463)المتRRRRوفى: األصحاب، تحقيRRق: علي محمRRد البجRRاوي، الناشRRر:

هR.1412دار الجيل، بيروت، الطبعة: األولى،

90

ابن عبد ربه: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن41 محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم

المعروف بابن عبد ربه األندلسي )المتوفى: هR(، العقد الفريد، الناشر: دار الكتب العلمية328

هR.1404– بيروت، الطبعة األولى،

184

ابن عساكر: أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة42 هR(،571الله المعروف بابن عساكر )المتوفى:

تاريخ دمشق، تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عام

هR.1415النشر:

51

ابن عطية: أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية43 هR(، المحRRرر الوجRRيز في542األندلسي )المتوفى:

تفسير الكتاب العزيز، المحقRRق: عبRRد السRRالم عبRRد الشRRRافي محمRRRد، الناشRRRر: دار الكتب العلميRRRة –

64

315

هR.1422بيروت، الطبعة األولى، ابن فارس: أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني44

هR(، معجم395الرازي، أبو الحسين )المتوفى: مقاييس اللغة، المحقق: عبد السالم محمد هارون،

هR.1399الناشر: دار الفكر، عام النشر:

108

ابن فارس: أحمد بن فRRارس بن زكريRRاء القزويRRني45 هR(، الصRRاحبي395الرازي، أبو الحسين )المتوفى:

في فقه اللغة العربية ومسائلها وسRRنن العRRرب في كالمها، الناشر: محمد علي بيضون، الطبعة األولى،

1418. Rه

170

ابن قتيبة: أبو محمد عبد اللRRه بن مسRRلم بن قتيبRRة46 هRRRR(، تأويRRRل مشRRRكل276الRRRدينوري )المتRRRوفى:

القرآن، تحقيق: إبراهيم شمس الدين، الناشر: دارالكتب العلمية، بيروت، لبنان.

246

ابن قتيبة: عبد اللRRه بن مسRRلم بن قتيبRRة الRRدينوري47 هRRR(، المعRRارف، تحقيRRق: ثRRروت276)المتRRوفى:

عكاشة، الناشر: الهيئRRة المصRRرية العامRRة للكتRRاب،م.1992القاهرة، الطبعة الثانية،

57

ابن قتيبة: عبد اللRRه بن مسRRلم بن قتيبRRة الRRدينوري48 هR(، الشعر والشعراء، الناشRRر: دار276)المتوفى:

هR .1423الحديث – القاهرة، عام النشر:

43

ابن قتيبة: عبد اللRRه بن مسRRلم بن قتيبRRة الRRدينوري49 هRRR(، عيRRون األخبRRار، الناشRRر: دار276)المتRRوفى:

هR.1418الكتب العلمية – بيروت، تاريخ النشر:

130

ابن كثRRير: أبRRو الفRRداء إسRRماعيل بن عمRRر بن كثRRير50 القرشRRRRي البصRRRRري ثم الدمشRRRRقي )المتRRRRوفى:

هRRR(، تفسRRير القRRرآن العظيم، تحقيRRق: محمRRد774 حسين شمس الدين، الناشRRر: دار الكتب العلميRRة، منشRRورات محمRRد علي بيضRRون، بRRيروت، الطبعRRة

هR.1419األولى،

152

ابن ماجة: أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني51 هR(، سنن ابن ماجه، تحقيق: محمد273)المتوفى:

188

316

فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء الكتب العربية -فيصل عيسى البابي الحلبي .

ابن مRRRرداس: عبRRRاس بن مRRRرداس بن أبي عRRRامر52 السلمي، ديوان العباس بن مرداس السلمي، جمع وتحقيق: يحيى الجبوري، الناشر: مؤسسة الرسالة

هR.1408– بيروت،

197

ابن منظور: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل،53 جمال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى

هR(، لسان العرب،711اإلفريقى )المتوفى: 1414الناشر: دار صادر – بيروت، الطبعة الثالثة،

.Rه

70

ابن نبي: مالك بن الحRاج عمRRر بن الخضRRر بن نRRبي54 هRRR(، الظRRاهرة القرآنيRRة، تحقيRRق1393)المتRRوفى:

وإشراف: ندوة مالك بن نبي، الناشر: دار الفكRRر - هR .1420دمشق، الطبعة الرابعة،

71

ابن هشام: عبد الملك بن هشام بن أيوب55 الحميري المعافري، أبو محمد، جمال الدين

هR(، السيرة النبوية البن هشام،213)المتوفى: تحقيق: مصطفى السقا، وإبراهيم اإلبياري، وعبد الحفيظ الشلبي، الناشر: مكتبة مصطفى البابي

هR.1375الحلبي، مصر، الطبعة الثانية،

47

أبو السعود: محمد بن محمد بن مصطفى56 هR(، تفسير أبي السعود982العمادي )المتوفى:

= إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم،.الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت

83

أبو حيان: محمد بن يوسف بن علي بن حيRRان أثRRير57 هR(، البحر المحيط745الدين األندلسي )المتوفى:

في التفسRRير، المحقRRق: صRRدقي محمRRد جميRRل،الناشر: دار الفكر – بيروت.

33

أبو داود: سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشير58جستاني )المتوفى: بن شداد بن عمرو األزدي الس

هR(، سنن أبي داود، المحقق: محمد محيي275

80

317

الدين عبد الحميد، الناشر: المكتبة العصرية، صيدا– بيروت .

أبو زهرة: محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد59 هR(،1394المعروف بأبي زهرة )المتوفى:

المعجزة الكبرى القرآن، الناشر: دار الفكرالعربي.

123

أبو زهرة: محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد60 هR(، زهرة1394المعروف بأبي زهرة )المتوفى:

التفاسير، دار النشر: دار الفكر العربي.

89

أبو عبيد: أبو عبيRRد القاسRم بن سRالم بن عبRRد اللRه61 هRRRR(، كتRRRاب224الهRRRروي البغRRRدادي )المتRRRوفى:

األموال، تحقيق: خليل محمد هRRراس، الناشRRر: دارالفكر – بيروت.

70

أبRRو عبيRRد: أبRRو عبيRRد عبRRد اللRRه بن عبRRد العزيRRز بن62 هR(، سمط487محمد البكري األندلسي )المتوفى:

الآللي في شRRرح أمRRالي القRRالي، تحقي وتصRRحيح: عبد العزيRRز الميمRRني، الناشRRر: دار الكتب العلميRRة،

بيروت – لبنان.

137

أبو عبيدة: أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي63 هR(، مجاز القرآن، تحقيق:209البصري )المتوفى:

محمد فواد سزگين، الناشر: مكتبة الخانجي– هR.1381القاهرة،

170

األخفش: أبو الحسن المجاشعي بالوالء، البلخي ثم64 البصري، المعروف بRRاألخفش األوسRRط )المتRRوفى:

هR(، معRRانى القRRرآن، تحقيRRق: الRRدكتورة هRRدى215 محمود قراعة، الناشر: مكتبRRة الخRRانجي، القRRاهرة،

هR .1411الطبعة األولى،

217

األدنه وي: أحمد بن محمد األدنه وي من علماء65 هR(، طبقات11القرن الحادي عشر )المتوفى: ق

المفسرين ، المحقق: سليمان بن صالح الخزي، الناشر: مكتبة العلوم والحكم – السعودية، الطبعة:

هR .1417األولى،

34

318

األذرعي : صدر الدين محمد بن عالء الدين علي66 بن محمد ابن أبي العز الحنفي، األذرعي الصالحي

هR(، شرح العقيدة792الدمشقي )المتوفى: الطحاوية، تحقيق: جماعة من العلماء، تخريج:

ناصر الدين األلباني، الناشر: دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة المصرية

هR .1426األولى،

199

هRRR(،370األزهري: أبو منصور األزهRRري )المتRRوفى:67 تهذيب اللغة، تحقيق: محمد عوض مرعب، الناشر:

م.2001دار إحياء التراث– بيروت، الطبعة األولى،

126

األصبهاني: علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن68 الهيثم المRRRرواني األمRRRوي القرشRRRي، أبRRRو الفRRRرج

هR(، األغاني، الناشر: دار356األصبهاني )المتوفى: إحيRRاء الRRتراث العRRربي – بRRيروت، الطبعRRة: األولى،

1415.Rه

148

األصRRRفهاني: أبRRRو القاسRRRم الحسRRRين بن محمRRRد69 هRRR(،502المعروف بالراغب األصفهاني )المتوفى:

محاضRRرات األدبRRاء ومحRRاورات الشRRعراء والبلغRRاء، الناشر: شركة دار األرقم بن أبي األرقم – بRRيروت،

هR.1420الطبعة األولى،

127

األصفهاني: أبو على أحمد بن محمد بن الحسن70 هR(، شرح421المرزوقي األصفهاني )المتوفى:

ديوان الحماسة، المحقق: غريد الشيخ، وضع فهارسه العالمة: إبراهيم شمس الدين، الناشر:

دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة األولى،1424. Rه

56

األصفهاني: أبو على أحمد بن محمد بن الحسن71 هR(، األزمنة421المرزوقي األصفهاني )المتوفى:

واألمكنة، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت،هR.1417الطبعة: األولى

70

األصمعي: أبو سعيد عبد الملRك بن قRRريب بن علي72 هRRR(، األصRRمعيات اختيRRار216بن أصمع )المتRRوفى:

98

319

األصRRمعي، المحقRRق: احمRRد محمRRد شRRاكر، وعبRRد السRRالم محمRRد هRRارون، الناشRRر: دار المعRRارف –

98م . 1993مصر، الطبعة السابعة، األلباني: أبو عبد الRRرحمن محمRRد ناصRRر الRRدين، بن73

الحاج نوح بن نجRRاتي بن آدم، األشRRقودري األلبRRاني هRRR(، ضRRعيف الجRRامع الصRRغير1420)المتRRوفى:

وزيادتRRه، أشRRرف على طبعRRه: زهRRير الشRRاويش،الناشر: المكتب اإلسالمي.

80

األلبRRاني: محمRRد ناصRRر الRRدين األلبRRاني )المتRRوفى:74 هRRR(، صRRحيح وضRRعيف سRRنن الترمRRذي، من1420

إنتاج مركRRز نRRور اإلسRRالم ألبحRRاث القRRرآن والسRRنةباإلسكندرية، برنامج منظومة التحقيقات الحديثية.

132

األلبRRاني: محمRRد ناصRRر الRRدين األلبRRاني )المتRRوفى:75 هRRR(، ضRRعيف أبي داود، الناشRRر: مؤسسRRة1420

غراس للنشر والتوزيRRع – الكRRويت، الطبعRة األولى،1423.Rه

80

األلوسي: شهاب الدين محمود بن عبد الله76 هR(، روح1270الحسيني األلوسي )المتوفى:

المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، المحقق: علي عبد الباري عطية، الناشر:

1415دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة األولى، . Rه

33

امRRرؤ القيس: امRRرؤ القيس بن حجRRر بن الحRRارث77 ق هR (،80الكندي، من بني آكل المرار )المتوفى:

ديRRوان امRRرئ القيس، اعتRRنى بRRه: عبRRد الRRرحمن المصRRRطاوي، الناشRRRر: دار المعرفRRRة – بRRRيروت،

هR.1425الطبعة: الثانية،

86

البRRاقالني: أبRRو بكRRر البRRاقالني محمRRد بن الطيب78 هRRR(، إعجRRاز القRRرآن للبRRاقالني،403)المتRRوفى:

تحقيق: السيد أحمد صقر، الناشر: دار المعRRارف –م .1997مصر، الطبعة الخامسة،

94

320

البتلوني: شاكر بن مغامس بن محفRRوظ بن صRRالح79 هRRR(، نفح األزهRRار1314شقير البتلوني )المتRRوفى:

في منتخبات األشعار، المحقق: إبRRراهيم اليRRازجي، الناشر: المطبعة األدبيRRة، بRRيروت، الطبعRRة الثالثRRة،

م .1886

105

البخاري: محمد بن إسماعيل أبو عبداللRRه البخRRاري80 الجعفي، الجRRRامع المسRRRند الصRRRحيح = صRRRحيح البخاري، المحقق: محمRRد زهRRير بن ناصRRر الناصRRر، الناشر: دار طوق النجاة، تRRرقيم محمRRد فRRؤاد عبRRد

هR .1422الباقي، الطبعة األولى ،

50

بدر الدين العيني: أبو محمد محمود بن أحمد بن81 موسى بن أحمد بن حسين الغيتابي الحنفي بدر

هR(، عمدة القاري855الدين العيني )المتوفى: شرح صحيح البخاري، الناشر: دار إحياء التراث

العربي – بيروت.

38

بشار بن برد : ديوان بشار بن برد ، تحقيق : محمد82 الطاهر بن عاشور ، الناشر :مطبعة لجنة التأليف

هR .1376والترجمة والنشر – القاهرة

136

البغدادي: عبد القادر بن عمر البغدادي )المتوفى:83 هR(،خزانة األدب ولب لباب لسان العرب،1093

تحقيق وشرح: عبد السالم محمد هارون، الناشر: 1418مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الرابعة،

.Rه

44

البغوي: الحسين بن مسRRعود بن محمRRد بن الفRRراء84 هRRR(، معRRالم510البغRRوي الشRRافعي )المتRRوفى :

التنزيRRل في تفسRRير القRRرآن = تفسRRير البغRRوي، تحقيRRق: عبRRد الRRرزاق المهRRدي، الناشRRر: دار إحيRRاء

هR.1420التراث العربي –بيروت، الطبعة األولى،

16

البغRRوي: الحسRRين بن مسRRعود البغRRوي )المتRRوفى:85 هR(، شرح السنة، تحقيق: شRRعيب األرنRRاؤوط،516

الناشRRRر: المكتب اإلسRRRالمي - دمشRRRق، بRRRيروت،هR .1403الطبعة الثانية،

213

321

البالذري: أحمد بن يحيى بن جابر بن داود86 هR( ، أنساب األشراف، تحقيق:279)المتوفى:

سهيل زكار، رياض الزركلي، ناشر: دار الفكر – هR.1417بيروت، الطبعة األولى،

197

البوصRRيري: أحمRRد بن أبي بكRRر بن إسRRماعيل بن87 سRRليم بن قايمRRاز بن عثمRRان البوصRRيري الشRRافعي

هR(، إتحاف الخRيرة المهRرة بزوائRRد840)المتوفى: المسانيد العشرة، تقديم: أحمد معبد عبRRد الكRRريم، تحقيRRق: دار المشRRكاة للبحث العلمي، بإشRRراف: ياسRRر بن إبRRراهيم، الناشRRر: دار الRRوطن للنشRRر،

هR.1420الرياض، الطبعة األولى،

260

البيضاوي: عبد الله بن عمر البيضاوي )المتوفى:88 هR(، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، تحقيق:685

محمد عبد الرحمن المرعشلي، الناشر: دار إحياء هR .1418التراث العربي، بيروت، الطبعة األولى،

82

الRRبيهقي: أحمRRد بن الحسRRين بن علي بن موسRRى89روجردي الخراسRRRاني، أبRRRو بكRRRر الRRRبيهقي RRRالخس

هR( ، دالئل النبRRوة ومعرفRRة أحRRوال458)المتوفى: صRRاحب الشRRريعة، الناشRRر: دار الكتب العلميRRة –

هR .1405بيروت، الطبعة األولى،

50

التRRRبريزي: يحRRRيى بن علي بن محمRRRد الشRRRيباني90 هRRR(، شRRرح502التRRبريزي، أبRRو زكريRRا )المتRRوفى:

ديوان الحماسة، ديوان الحماسة، اختاره: أبو تمRRام هRRR(، الناشRRر: دار231حRRبيب بن أوس)المتRRوفى:

القلم – بيروت.

55

الترمذي: محمد بن عيسى بن سورة بن موسى91 بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى )المتوفى:

هR(، سنن الترمذي، تحقيق وتعليق: إبراهيم279 عطوة عوض، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة

مصطفى البابي الحلبي – مصر، الطبعة الثانية،1395.Rه

65

23 الثعالبي: عبRRد الملRRك بن محمRRد بن إسRRماعيل أبRRو92

322

هRRR(، التمثيRRل429منصRRور الثعRRالبي )المتRRوفى: والمحاضRRرة، تحقيRRق: عبRRد الفتRRاح محمRRد الحلRRو، الناشRRر: الRRدار العربيRRة للكتRRاب، الطبعRRة الثانيRRة،

1401.Rه

2

الثعالبي: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل، أبو93 هR(، فقه اللغة429منصور الثعالبي )المتوفى:

وسر العربية، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، الناشر:هR.1422إحياء التراث العربي، الطبعة األولى،

54

الثعلبي: أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أبو94 هR(، الكشف والبيان عن427إسحاق )المتوفى:

تفسير القرآن، تحقيق: محمد بن عاشور، مراجعة: األستاذ نظير الساعدي، الناشر: دار إحياء التراث

هR.1422العربي، بيروت – لبنان، الطبعة األولى

51

الجاحظ: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالوالء،95 الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ )المتوفى:

هR(، رسائل الجاحظ، تحقيق: عبد السالم255 محمد هارون، الناشر: مكتبة الخانجي ، القاهرة،

هR .1384عام النشر:

227

الجاحظ: عمRRرو بن بحRRر بن محبRRوب الكنRRاني، أبRRو96 هRRR(،255عثمRRان، الشRRهير بالجاحRRظ )المتRRوفى:

البيان والتبيين، الناشر: دار ومكتبة الهالل، بيروت، هR.1423عام:

270

الجاحRRRظ: عمRRRرو بن بحRRRر بن محبRRRوب الكنRRRاني،97 هRRR(، الحيRRوان،255الشRRهير بالجاحRRظ )المتRRوفى:

الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانيRRة،1424.Rه

101

الجربRRوع: عبRRد اللRRه بن عبRRد الRRرحمن الجربRRوع،98 األمثال القرآنية القياسية المضروبة لإليمRRان باللRRه، الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة اإلسRRالمية،

هR .1424المدينة المنورة، الطبعة األولى،

115

الجرجاني: علي بن محمد بن علي الزين الشRRريف99 هRRR(، كتRRاب التعريفRRات،816الجرجاني )المتRRوفى:

103

323

حققRRRه وضRRRبطه: جماعRRRة من العلمRRRاء بإشRRRراف الناشر، الناشر: دار الكتب العلمية بRRيروت –لبنRRان،

هR.1403الطبعة األولى الجصاص: أحمد بن علي أبو بكر الرازي الجصاص100

هR(، أحكام القرآن، المحقق:370)المتوفى: محمد صادق القمحاوي، الناشر: دار إحياء التراث

هR.1405العربي، بيروت

79

الجوزجاني: أبو عثمان سعيد بن منصور بن شعبة101 هR(، سنن227الخراساني الجوزجاني )المتوفى:

سعيد بن منصور ، المحقق: حبيب الرحمن األعظمي ، الناشر: الدار السلفية – الهند ،

هR .1403الطبعة: األولى،

59

الحاكم: محمد بن عبد اللRRه بن محمRRد بن حمدويRRه102 بن نعيم بن الحكم الضRRبي النيسRRابوري المعRRروف

هRRR(، المسRRتدرك على405بRRابن الRRبيع )المتRRوفى: الصRRحيحين، تحقيRRق: مصRRطفى عبRRد القRRادر عطRRا، الناشر: دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة األولى،

1411. Rه

37

حسين علي : حسين علي محمد حسين )المتوفى:103 هR( ، التحرير األدبي ، الناشر: مكتبة1431

م .2004هR / 1425العبيكان ، الطبعة: الخامسة

104

الحموي: ابن حجة الحموي، تقي الدين أبو بكر بن104 هR(، ثمرات األوراق، الناشر:837علي )المتوفى:

مكتبة الجمهورية العربية، مصر.

58

الحموي: شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد105 هR(، معجم626الله الرومي الحموي )المتوفى:

البلدان، الناشر: دار صادر، بيروت، الطبعة: الثانية، م.1995

47

الحميدي: محمد بن فتوح بن عبد الله بن فتوح بن106 حميد األزدي الميورقي الحميدي أبو عبد الله بن

هR(، جذوة المقتبس في488أبي نصر )المتوفى: ذكر والة األندلس، الناشر: الدار المصرية للتأليف

184

324

م .1966والنشر– القاهرة، عام النشر: الحميري: نشوان بن سعيد الحميري )المتوفى:107

هR( ، شمس العلوم ودواء كالم العرب من573 الكلوم ، تحقيق: حسين بن عبد الله العمري ، الناشر: دار الفكر المعاصر - بيروت – لبنان ،

هR .1420الطبعة: األولى

220

الخطابي: أبو سليمان حمد بن محمد بن الخطاب108 هR(، غريب388البستي الخطابي )المتوفى :

الحديث، تحقيق: عبد الكريم إبراهيم الغرباوي,هR.1402الناشر: دار الفكر،

190

الخطيب البغدادي: أبو بكر أحمد بن علي بن ثRRابت109 بن أحمد بن مهRRدي الخطيب البغRRدادي )المتRRوفى:

هR(، تاريخ بغداد، تحقيق: الRRدكتور بشRRار عRRواد463 معروف، الناشر: دار الغRRرب اإلسRRالمي – بRRيروت،

هR.1422الطبعة األولى،

38

الدارمي: أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن110 الفضل بن بهرام بن عبد الصمد الدارمي،

هR(، سنن الدارمي،255السمرقندي )المتوفى: تحقيق: حسين سليم أسد الداراني، الناشر: دار

المغني للنشر والتوزيع، السعودية، الطبعة األولى،1412.Rه

60

الداوودي: محمد بن علي بن أحمد، شمس الدين111 هR(، طبقات945الداوودي المالكي )المتوفى:

المفسرين، راجع النسخة وضبط أعالمها: لجنة من العلماء بإشراف الناشر، الناشر: دار الكتب

العلمية – بيروت.

37

ديRRRورانت: ويليRRRام جيمس ديRRRورانت )المتRRRوفى:112 م(، قصRRRة الحضRRRارة، ترجمRRRة: زكي نجيب1981

محمود، محمد بدران، الناشر: دار الجيRRل، بRRيروت، هR.1408لبنان،

195

الذهبي: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن113 هR(، تذكرة الحفاظ،748قايماز الذهبي )المتوفى:

169

325

الناشر: دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة األولى،1419.Rه

الذهبي: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد114 هR(،748بن عثمان بن قايماز الذهبي )المتوفى:

سير أعالم النبالء، الناشر: دار الحديث- القاهرة،1427. Rه

45

الذهبي: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمRRد115 هRRR(،748بن عثمان بن قايماز الRRذهبي )المتRRوفى:

تاريخ اإلسالم ووفيات المشRاهير واألعالم، تحقيRق: الدكتور بشRRار عRRواد معRRروف، الناشRRر: دار الغRRرب

م.2003اإلسالمي، الطبعة األولى،

16

الRRذهبي: محمRRد بن أحمRRد بن عثمRRان بن قايمRRاز116 هRRR( ، العRRبر في خRRبر من748الRRذهبي )المتRRوفى:

غبر، تحقيRRق: محمRRد السRRعيد زغلRRول، الناشRRر: دارالكتب العلمية – بيروت .

69

ذو الرمRRRة: غيالن بن عقبRRRة بن نهيس بن مسRRعود117 هRRR(، ديRRوان ذي117العRRدوي )المتRRوفى سRRنة:

الرمة، شRRرح: أبي نصRRر أحمRRد بن حRRاتم البRRاهلي– صاحب األصمعي– رواية اإلمام: أبي العباس ثعلب، الناشر: مؤسسة اإليمان للتوزيع والنشر والطباعRRة

– بيروت.

196

الرازي: أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن118 الحسين الرازي الملقب بفخر الدين الرازي

هR(، مفاتيح الغيب = التفسير606)المتوفى: الكبير، الناشر: دار إحياء التراث العربي– بيروت،

هR .1420الطبعة الثالثة،

63

الزبيدي: محمد بن محمد بن عبد الرزاق119 الحسيني، أبو الفيض، الملقب بمرتضى، الزبيدي

هR(، تاج العروس من جواهر1205)المتوفى: القاموس، المحقق: مجموعة من المحققين،

الناشر: دار الهداية.

102

22 الزجاج: إبراهيم بن السري بن سهل، أبRRو إسRRحاق120

326

هR(، معاني القرآن وإعرابRRه،311الزجاج )المتوفى: تحقيق: عبRRد الجليRRل عبRRده شRRلبي، الناشRRر: عRRالم

هR .1408الكتب– بيروت، الطبعة: األولى

4

الزحيلي: وهبة بن مصطفى الزحيلي، التفسير121 المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، الناشر: دار

1418الفكر المعاصر – دمشق، الطبعة الثانية، .Rه

67

الزركشي: بدر الدين الزركشي )المتوفى:122 هR(، البرهان في علوم القرآن، المحقق:794

محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، الطبعة

هR .1376األولى،

76

الRRRزركلي: خRRRير الRRRدين بن محمRRRود بن علي بن123 هRRR(،1396فارس، الزركلي الدمشقي )المتRRوفى:

األعالم، الناشRRRRRر: دار العلم للماليين، الطبعRRRRRة: م .2002الخامسة عشر،

32

الزمخشRRري: أبRRو القاسRRم محمRRود بن عمRRرو بن124 هRRR(،538أحمد، الزمخشري جRRار اللRRه )المتRRوفى:

أساس البالغة، تحقيق: محمد باسل عيون السRRود، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة

هR .1419األولى،

72

الزمخشري: أبو القاسم محمود بن عمرو بن125 هR(،538أحمد، الزمخشري جار الله )المتوفى:

الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل، الناشر: دار الكتاب العربي –

هR .1407بيروت، الطبعة الثالثة،

80

الزمخشري: محمود بن عمرو الزمخشري جار الله126 هR(، ربيع األبرار ونصRRوص األخيRRار،538)المتوفى:

الناشر: مؤسسة األعلمي، بيروت، الطبعRRة األولى،1412.Rه

276

السبكي: تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين127 هR(، طبقات الشافعية771السبكي )المتوفى:

33

327

الكبرى، تحقيق: محمود محمد الطناحي، وعبد الفتاح محمد الحلو، الناشر: هجر للطباعة والنشر

هR.1413والتوزيع، الطبعة الثانية، السRRعدي: عبRRد الRRرحمن بن ناصRRر بن عبRRد اللRRه128

هRRR(، تيسRRير الكRRريم1376السRRعدي )المتRRوفى: الRRرحمن في تفسRRير كالم المنRRان، تحقيRRق: عبRRد الRRRرحمن بن معال اللويحRRRق، الناشRRRر: مؤسسRRRة

هR.1420الرسالة، الطبعة: األولى

155

السكاكي: يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي129 هR(، مفتاح العلوم،626السكاكي )المتوفى:

ضبطه وكتب هوامشه وعلق عليه: نعيم زرزور ، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة

هR .1407الثانية،

69

السمعاني: أبو المظفر، منصور بن محمRRد بن عبRRد130 الجبRRRار ابن أحمRRRد المRRRروزي السRRRمعاني التميمي

هRR( ، تفسRير489الحنفي ثم الشافعي )المتRRوفى: القRRرآن ، تحقيRRق: ياسRRر بن إبRRراهيم ، وغRRنيم بن عباس بن غRRنيم ، الناشRRر: دار الRRوطن ، الريRRاض –

هR .1418السعودية ، الطبعة: األولى،

225

السيوطي: عبد الRRرحمن بن أبي بكRRر، جالل الRRدين131 هR(، معترك األقRRران في911السيوطي )المتوفى:

إعجاز القرآن، الناشر: دار الكتب العلمية - بRRيروت هR .1408– لبنان، الطبعة األولى،

73

السيوطي: عبد الرحمن بن أبي بكر، جالل الدين132 هR(، بغية الوعاة في911السيوطي )المتوفى:

طبقات اللغويين والنحاة، المحقق: محمد أبوالفضل إبراهيم، الناشر: المكتبة العصرية - لبنان.

17

السيوطي: عبد الRRرحمن بن أبي بكRRر، جالل الRRدين133 هRRR(، اإلتقRRان في علRRوم911السيوطي )المتوفى:

القRRرآن، المحقRRق: محمRRد أبRRو الفضRRل إبRRراهيم،هR .1394الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب،

34

23 السيوطي: عبد الRRرحمن بن أبي بكRRر، جالل الRRدين134

328

هRRRR(، اإلكليRRRRل في911السRRRيوطي )المتRRRRوفى: استنباط التنزيل، تحقيق: سيف الRRدين عبRRد القRRادر الكRRRاتب، الناشRRRر: دار الكتب العلميRRRة – بRRRيروت،

1401.Rه

3

السيوطي: عبد الرحمن بن أبي بكر، جالل الدين135 هR(، طبقات المفسرين911السيوطي )المتوفى:

العشرين، تحقيق: علي محمد عمر، الناشر: مكتبةم.1396وهبة – القاهرة، الطبعة األولى،

52

السيوطي: عبد الرحمن بن أبي بكر، جالل الدين136 هR(، طبقات الحفاظ،911السيوطي )المتوفى:

الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعةهR.1403األولى،

144

السيوطي: جالل الدين السيوطي )المتوفى:137 هR(، تاريخ الخلفاء، تحقيق: حمدي الدمرداش،911

الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز، الطبعة األولى:1425.Rه

74

الشافعي: أبو عبد الله محمد بن إدريس بن138 العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن

هR(،204عبد مناف المطلبي القرشي )المتوفى: تفسير اإلمام الشافعي، تحقيق: أحمد بن مصطفى

ان، الناشر: دار التدمرية - السعودية، الطبعة الفرهR .1427األولى:

221

الشRRRافعي: أبRRRو عبRRRد اللRRRه محمRRRد بن إدريس بن139 العبRRRاس بن عثمRRRان بن شRRRافع بن عبRRRد المطلب

هRRR(، الرسRRالة،204القرشRRي المكي )المتRRوفى: تحقيق: أحمد شاكر، الناشر: مكتبه الحلبي، مصRRر،

هR.1358الطبعة األولى،

169

الشربيني: شمس الدين، محمد بن أحمد الخطيب140 هR(، السراج977الشربيني الشافعي )المتوفى:

المنير في اإلعانة على معرفة بعض معاني كالم ربنا الحكيم الخبير، الناشر: مطبعة بوالق

هR .1285)األميرية( – القاهرة، عام النشر:

51

329

الشنقيطي: محمد األمين بن محمد المختار141 هR(، المصالح1393الشنقيطي )المتوفى:

المرسلة، الناشر: الجامعة اإلسالمية، المدينةهR.1410المنورة، الطبعة: األولى،

174

الشنقيطي: محمد األمين بن محمد المختار بن142 عبد القادر الجكني الشنقيطي )المتوفى:

هR(، أضواء البيان في إيضاح القرآن1393 بالقرآن، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر،

هR .1415بيروت،

242

الشهاب: شRRهاب الRRدين أحمRRد بن محمRRد بن عمRRر143 هRRR(،1069الخفاجي المصRRري الحنفي )المتRRوفى:

ماة: RRاوي، المس RRهاب على تفسير البيض حاشية الشي على تفسRRRير RRRاض ى وكفايRRRة الر RRRة القاضRRRعناي

البيضاوي، دار النشر: دار صادر – بيروت.

40

الشRRوكاني: محمRRد بن علي الشRRوكاني )المتRRوفى:144 هR(، فتح القRRدير، الناشRRر: دار ابن كثRRير، دار1250

الكلم الطيب - دمشRRق، بRRيروت، الطبعRRة األولى،1414. Rه

61

الشوكاني: محمد بن علي الشوكاني اليمني145 هR( ، إرشاد الفحول إلي تحقيق1250)المتوفى:

الحق من علم األصول ، تحقيق: الشيخ أحمد عزو عناية ، قدم له: ولي الدين صالح فرفور ، الناشر:

دار الكتاب العربي - دمشق ، الطبعة األولى1419. Rه

241

الشوكاني: محمد بن علي بن عبد الله الشوكاني146 هR(، البدر الطالع بمحاسن1250اليمني )المتوفى:

من بعد القرن السابع، الناشر: دار المعرفة –بيروت.

87

الشوكاني: محمد بن علي بن محمRRد بن عبRRد اللRRه147 هRRR(، الفتح1250الشRRوكاني اليمRRني )المتRRوفى:

الرباني من فتاوى اإلمRRام الشRRوكاني، تحقيRRق: أبRRو مصRRعب بن حسRRن حالق، الناشRRر: مكتبRRة الجيRRل

243

330

الجديد، صنعاء – اليمن. صافي: محمود بن عبد الرحيم صRRافي )المتRRوفى:148

هRRR(، الجRRدول في إعRRراب القRRرآن الكRRريم،1376 الناشRRر: دار الرشRRيد، دمشRRق، الطبعRRة الرابعRRة،

1418.Rه

77

الصفدي: صالح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله149 هR(، الوافي بالوفيات،764الصفدي )المتوفى:

تحقيق: أحمد األرناؤوط، وتركي مصطفى، الناشر:هR.1420دار إحياء التراث – بيروت، عام النشر:

17

الضبي: أحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة، أبو150 هR(، بغية الملتمس599جعفر الضبي )المتوفى:

في تاريخ رجال أهل األندلس، الناشر: دار الكاتب م.1967العربي – القاهرة، عام النشر:

184

الطRRبراني: سRRليمان بن أحمRRد بن أيRRوب بن مطRRير151 اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني )المتRRوفى:

هRRR(، المعجم األوسRRط، المحقRRق: طRRارق بن360 عوض اللRRه بن محمRRد, عبRRد المحسRRن بن إبRRراهيم

الحسيني، الناشر: دار الحرمين – القاهرة .

45

الطRRبراني: سRRليمان بن أحمRRد بن أيRRوب بن مطRRير152اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني )المتRRوفى:

هR(، المعجم الكبRRير، تحقيRRق: حمRRدي بن عبRRد360 المجيRRد السRRلفي، دار النشRRر: مكتبRRة ابن تيميRRة –

القاهرة، الطبعة الثانية.

126

الطبري : محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن153 غالب اآلملي، أبو جعفر الطبري )المتوفى:

هR( ، تاريخ الرسل والملوك = تاريخ310 الطبري ، الناشر: دار التراث – بيروت ، الطبعة:

هR .1387الثانية -

263

الطبري: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب154 هR(،310اآلملي، أبو جعفر الطبري )المتوفى:

جامع البيان في تأويل القرآن، المحقق: أحمد محمد شاكر، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة

121

331

هR .1420األولى، الطحاوي: أبو جعفر أحمد بن محمد بن سالمة بن155

عبد الملك بن سلمة األزدي الحجري المصري هR(، شرح321المعروف بالطحاوي )المتوفى:

مشكل اآلثار، تحقيق: شعيب األرناؤوط، الناشر: هR.1415مؤسسة الرسالة، الطبعة األولى،

215

طرفة: طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد البكري156 564الوائلي أبو عمرو الشاعر الجاهلي )المتوفى:

م(، ديوان طرفة بن العبRRد، تحقيRRق: مهRRدي محمRRد ناصر الRRدين، الناشRRر: دار الكتب العلميRRة، الطبعRRة

هR.1423الثالثة،

43

طنطاوي : محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط157 للقرآن الكريم ، الناشر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر، الفجالة، القاهرة، الطبعة األولى، تاريخ

م.1998النشر:

84

العجلRRوني: إسRRماعيل بن محمRRد بن عبRRد الهRRادي158 الجRRRراحي العجلRRRوني الدمشRRRقي، أبRRRو الفRRRداء

هRRRR(، كشRRRف الخفRRRاء ومزيRRRل1162)المتRRRوفى: اإللباس، الناشRRر: المكتبRRة العصRRرية، تحقيRRق: عبRRد الحميRRد بن أحمRRد بن يوسRRف بن هنRRداوي، الطبعRRة

هR .1420األولى،

56

العدواني: عبد العظيم بن الواحد بن ظافر ابن أبي159 اإلصبع العدواني، البغدادي ثم المصري )المتوفى:

هR(، تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر654 وبيان إعجاز القرآن، تحقيق: الدكتور حفني محمد

شرف، الناشر: الجمهورية العربية المتحدة - المجلس األعلى للشئون اإلسالمية - لجنة إحياء

التراث اإلسالمي .

89

العراقي: زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن160 عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي

هR(، المغني عن حمل األسفار في806)المتوفى: األسفار، في تخريج ما في اإلحياء من األخبار،

148

332

الناشر: دار ابن حزم، بيروت، الطبعة األولى،1426.Rه

العسكري: أبو هالل الحسن بن عبد اللRRه بن سRRهل161 بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري )المتوفى:

هR(، ديوان المعاني، الناشر: دار الجيRRل –395نحو بيروت.

74

العسكري: أبو هالل العسكري )المتوفى: نحو162 هR(، الفروق اللغوية، تحقيق: محمد إبراهيم395

سليم، الناشر: دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع،القاهرة .

126

عصفور: دكتور محمد أبو المحاسن عصفور، معالم163 حضارات الشرق األدنى القديم، الناشر: دار

هR .1408النهضة العربية للطباعة والنشر،

195

العكبري: أبو البقاء عبRRد اللRRه بن الحسRRين بن عبRRد164 هRRR(، التبيRRان في616اللRRه العكRRبري )المتRRوفى :

إعRRراب القRRرآن، تحقيRRق: علي محمRRد البجRRاوي،الناشر: عيسى البابي الحلبي.

254

العكبري: أبو البقاء عبRRد اللRRه بن الحسRRين بن عبRRد165 اللRRه العكRRبري البغRRدادي محب الRRدين )المتRRوفى:

هR(، شرح ديوان المتنبي، المحقRق: مصRطفى616 السRقا، وإبRراهيم اإلبيRRاري، وعبRRد الحفيRRظ شRلبي،

الناشر: دار المعرفة – بيروت .

91

ق.22عنترة: عنترة بن شداد العبسي )المتوفى:166 هR(، ديوان عنترة للخطيب التبريزي، تحقيق: مجيد

طراد، الناشر: دار الكتاب العربي – بيروت، هR.1412الطبعة األولى،

143

عياض : عيRRاض بن موسRRى بن عيRRاض بن عمRRرون167 هR( ،544اليحصبي السبتي، أبو الفضل )المتوفى:

الشRRفا بتعريRRف حقRRوق المصRRطفى ، الناشRRر: دار هR .1407الفيحاء – عمان ، الطبعة: الثانية -

240

الغزي: نجم الدين محمد بن محمد الغزي168 هR(، الكواكب السائرة بأعيان1061)المتوفى:

51

333

المئة العاشرة، تحقيق: خليل المنصور، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة األولى،

1418.Rه الفارابي: إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي169

هR(، الصحاح تاج اللغة وصحاح393)المتوفى: العربية، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، الناشر:

دار العلم للماليين – بيروت، الطبعة الرابعة،1407. Rه

107

الفراهيدي: أبو عبRRد الRRرحمن الخليRRل بن أحمRRد بن170 عمRRRرو بن تميم الفراهيRRRدي البصRRRري )المتRRRوفى:

هR(، كتاب العين، تحقيRRق: مهRRدي المخRRزومي،170وإبراهيم السامرائي، الناشر: دار ومكتبة الهالل.

273

الفرزدق: همام بن غRRالب بن صعصRRعة )المتRRوفى:171 هRRR(، شRRرح ديRRوان الفRRرزدق، تحقيRRق: إيليRRا110

الحRRاوي، الناشRRر: دار الكتRRاب اللبنRRاني –بRRيروت،م .1983الطبعة األولى،

136

الفيروزآبادي: مجد الدين محمد بن يعقوب172 هR(، بصائر ذوي817الفيروزآبادي )المتوفى:

التمييز في لطائف الكتاب العزيز، تحقيق: محمد علي النجار، الناشر: المجلس األعلى للشئون

اإلسالمية- لجنة إحياء التراث اإلسالمي، القاهرة، هR .1416عام:

71

الفيروزآبRRRادي: مجRRRد الRRRدين، محمRRRد بن يعقRRRوب173 هR(، البلغة في تراجم817الفيروزآبادي )المتوفى:

أئمة النحو واللغة، الناشر: دار سعد الدين للطباعةهR.1421والنشر والتوزيع، الطبعة: األولى

69

القاسمي: محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن174 هR( ،1332قاسم الحالق القاسمي )المتوفى:

محاسن التأويل ، المحقق: محمد باسل عيون السود ، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت ،

هR .1418الطبعة: األولى -

75

10 القرشي: أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي175

334

هR( ، جمهرة أشعار العرب، حققه170)المتوفى: وضبطه وزاد في شرحه: علي محمد البجادي ،الناشر: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع .

1

القرطبي : أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي176 هR( ، الجامع ألحكام القرآن =671)المتوفى:

تفسير القرطبي ، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش ، الناشر: دار الكتب المصرية – القاهرة ،

هR .1384الطبعة: الثانية،

53

القفطي: جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف177 هR(، إنباه الرواة على646القفطي )المتوفى:

أنباه النحاة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: دار الفكر العربي - القاهرة، ومؤسسة

1406الكتب الثقافية – بيروت، الطبعة: األولى، . Rه

80

الكرماني : محمود بن حمزة بن نصر، أبRو القاسRRم178 برهRRان الRRدين الكرمRRاني، ويعRRرف بتRRاج القRRراء

هR( ، غرائب التفسير وعجRRائب505)المتوفى: نحو التأويRRل ، الناشRRر: دار القبلRRة للثقافRRة اإلسRRالمية -

جدة، مؤسسة علوم القرآن – بيروت.

253

الكفRRوي: أيRRوب بن موسRRى الكفRRوي، أبRRو البقRRاء179 هRRR(، الكليRRات، تحقيRRق:1094الحنفي )المتRRوفى:

عدنان درويش، ومحمد المصري، الناشر: مؤسسةالرسالة – بيروت .

97

ه: يحيى بن حمزة بن علي بن إبRRراهيم ،180 المؤيد بالله الحسRRيني العلRRوي الطRRالبي الملقب بالمؤيRRد بالل

هR(، الطراز ألسرار البالغRRة وعلRوم745)المتوفى: حقRRائق اإلعجRRاز ، الناشRRر: المكتبRRة العنصRRرية –

هR .1423بيروت ، الطبعة: األولى،

87

الماوردي: أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن181 حRRRبيب البصRRRري البغRRRدادي، الشRRRهير بالمRRRاوردي

هRRR( ، النكت والعيRRون ، تحقيRRق:450)المتRRوفى: السيد ابن عبد المقصود بن عبد الRRرحيم ، الناشRRر:

260

335

دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان . هR(،285المبرد: محمد بن يزيد المبرد )المتوفى :182

الكامRRRل في اللغRRRة واألدب، تحقيRRRق: محمRRRد أبRRRو الفضRRRل إبRRRراهيم، الناشRRRر: دار الفكRRRر العRRRربي–

هR.1417القاهرة، الطبعة الثالثة

184

محيي الدين الحنفي: عبد القادر بن محمد بن نصر183 اللRRه القرشRRي، أبRRو محمRRد، محRRيي الRRدين الحنفي

هR(، الجRRواهر المضRRية في طبقRRات775)المتوفى: الحنفية، الناشر: مير محمد كتب خانه – كراتشي.

151

المرزباني: اإلمام أبي عبيد الله محمد بن عمران184 هR( ، معجم الشعراء ،384المرزباني )المتوفى :

تصحيح وتعليق : د / ف . كرنكو، الناشر : مكتبة القدسي ، دار الكتب العلمية ، بيروت – لبنان ،

هR .1402الطبعة : الثانية،

231

مسلم : مسلم بن الحجRRاج أبRRو الحسRRن القشRRيري185 هRR( ، صRRحيح مسRRلم،261النيسRRابوري )المتRRوفى:

المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياءالتراث العربي، بيروت

54

اد بن عايد المطرفي، آيات186 المطرفي: عويد بن عي في ضوء العصمة واالجتهاد ،عتاب المصطفى

الناشر: كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية بجامعة الملك عبد العزيز - مكة المكرمة حرسها

هR .1426الله تعالى ، الطبعة الثالثة،

243

مقاتل: مقاتل بن سليمان بن بشRRير األزدي البلخي187 هRRR(، تفسRRير مقاتRRل بن سRRليمان،150)المتRRوفى:

تحقيق: عبد الله محمود شحاته، الناشر: دار إحيRRاءهR.1423التراث – بيروت، الطبعة األولى،

49

المقريزي: أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو188 العباس العبيدي، تقي الدين المقريزي )المتوفى:

هR(، إمتاع األسماع بما للنبي من األحوال845 واألموال والحفدة والمتاع، تحقيق: محمد عبد الحميد النميسي، الناشر: دار الكتب العلمية –

247

336

هR.1420بيروت، الطبعة األولى، المناوي: زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن189

تاج العارفين بن علي المناوي )المتوفى: هR(، الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي1031

البيضاوي، تحقيق: أحمد مجتبى، الناشر: دارالعاصمة – الرياض.

148

النحاس: أبو جعفر النحاس أحمد بن محمد190 هR( ، معاني القرآن ، تحقيق:338)المتوفى:

محمد علي الصابوني، الناشر: جامعة أم القرى -هR .1409مكة المكرمة، الطبعة األولى،

248

النسائي: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي191 هRRR(، السRRنن303الخراساني، النسائي )المتRRوفى:

الكبرى، تحقيق: حسن عبد المنعم شلبي، وشعيب األرنRRاؤوط، وعبRRد اللRRه عبRRد المحسRRن الRRتركي،الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعRRة األولى،

1421.Rه

174

النسفي: أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود192 هR(، مدارك التنزيل710النسفي )المتوفى:

وحقائق التأويل، تحقيق: يوسف علي بديوي،الناشر: دار الكلم الطيب، بيروت، الطبعة األولى

1419.Rه

151

الهاشمي : أحمد بن إبراهيم بن مصطفى193 هR( ، جواهر األدب1362الهاشمي ) المتوفى :

في أدبيات وإنشاء لغة العرب ، تحقيق : لجنة منالجامعيين ، الناشر : مؤسسة المعارف بيروت .

75

الهاشمي : أحمد بن إبراهيم بن مصطفى194 هR( ، جواهر البالغة في1362الهاشمي )المتوفى:

المعاني والبيان والبديع، تحقيق: يوسف الصميلي،الناشر: المكتبة العصرية، بيروت .

91

الهندي: عالء الدين علي بن حسام الدين القادري195 الشاذلي الهندي، الشهير بالمتقي الهندي

هR( ، كنز العمال في سنن األقوال975)المتوفى:

57

337

واألفعال ، المحقق: بكري حياني - صفوة السقا ، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الخامسة،

1401. Rه الهيثمي: أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر196

هR(، مجمع807بن سليمان الهيثمي )المتوفى: الزوائد ومنبع الفوائد، تحقيق: حسام الدين

القدسي، الناشر: مكتبة القدسي، القاهرة، عام هR.1414النشر:

44

197

الواحدي: أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، هR( ، أسباب468النيسابوري، الشافعي )المتوفى:

نزول القرآن ، المحقق: كمال بسيوني زغلول ، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت ، الطبعة:

هR .1411األولى،

46

198

اليافعي: عفيف الدين عبRRد اللRه بن أسRعد بن علي هRRR(، مRRرآة768بن سRRليمان اليRRافعي )المتRRوفى:

الجنان وعRRبرة اليقظRRان في معرفRRة مRRا يعتRRبر من حوادث الزمان، تحقيRRق: خليRRل المنصRRور، الناشRRر:

1417دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعRRة األولى، .Rه

52

فهرس األشعار

الص البيتمفح

ة كيRف يرجو الحيRاء منه صديRق ومكRان الحيRاء1

منRه خRRراب176

السيف أصدق أنبRاء من الكتRب في حده الحRد2بين الجRRد واللعب

74

74 بيض الصفائح ال سود الصحائف في متونهن3

338

جRالء الشRك والريRب أين الروايRة بل أين النجRوم وما صاغوه من4

زخرف فيها ومن كRذب74

صRا وأحRاديثRا مRلفقـة ليست بنبRع إذا5 تخرعRدت وال غرب

74

أال قل لمRن بRات لRي حRاسدا أتدري علRى6مRن أسRأت األدب

127

Rه فRي حكمه إذا أنRت لم7 أسRأت علRى اللتRرض لRي ما وهب

127

Rة مRRال أو8 وما الدهر واأليRام إال كمRا ترى رزيفRراق حبيRب

135

ومRا خير عيRش ال يRزال مفجعا بمRوت نعيRم أو9فRراق حبيRب

135

يطيRب العيRش أن تلقى حكيRما غRذاه العلRم10والظRن المصيRRب

276

فيكشف عنRك حيرة كRل جهRل ففضRل العRلم11يعرفRه األديRRب

276

سقRام الحRرص ، ليس لRه دواء وداء الجهRل12ليRس لRه طبيRRب

276

زرق العيون ،إذا جاورتهRم سرقRوا ما يسرق13العبد ، أو نRابأتهم كذبRوا

196

بRالد ، بها نيRطت علي تمRائمي وأول أرض مRس14جلRدي تRرابها

70

وظلم ذوي القربRى أشد مضRاضة على المرء15د من وقع الحسRام المهن

43

وإن الذي بينRي وبين بنRي أبRي وبين بنRي16عمRي لمختلRف جدا

55

أراهم إلى نصري بطRاء وإن هRم دعRوني إلRى17نصRر أتيتهم شRدا

55

فإن يأكلوا لحمي وفرت لحRومهم وإن يهدموا18مجدي بنيت لهRم مجدا

55

عوا غيبي حفظت غيRوبهم وإن هم19 55 وإن ضي

339

هووا غيي هويت لهم رشدا وليسوا إلى نصري سراعا وإن هRم دعRوني20

إلRى نصيRر أتيتهRم شدا55

وإن زجروا طRيرا بنحس تمر بRي زجرت لهRم21طيرا تمRر بهم سعدا

55

وإن هبطRوا غورا ألمRر يسRوؤني طRلعت لهRم22هRم نRجدا ما يسر

55

وإن بادهRوني بالعـداوة لRم أكن أبRادهRم إال بمRا23ينعRت الرشدا

55

وإن قطعRوا منRي األواصRر ضلة وصلت لهRم24منRي المحبRة والودا

55

وال أحمل الحقRد القديRم عليهRم وليس كريRم25القوم من يحمل الحقدا

56

ولو أن هRذا المRوت يقبـل فديRة شريRت أبا زيRد26بما ملكت يRدي

105

قبلي من إن يحسدونRي فإنRي غيRر الئمهم 27الناس أهل الفضل قد حسدوا

130

ومRات أكثرنRا فRدام لي ولهم ما بRي ومRا بهRم 28غيظا بمRا يجد

130

ولمRا تعRامى الدهر وهو أبو الورى عن الرشRد29في أنحRائه ومقRاصده

97

ي أخRو العمى وال غرو إذ30 ى قيل إن تعRاميت حتيحRذو الفتى حذو والRده

97

هل ثRم ألحRدون قصائRد فيهRا31 ألعترضRن بالسللمعاذيRر زاجRر

90

قصRائد تستحلي الRرواة نشيRدها ويلهRو بهRا من32العب الحي سامر

90

يRخ إبهRام كفRه وتخRزى بها33 يعض عليRها الشأحيRاؤكRم والمقRابر

90

نRي أطRوي لفرقته34 وصغيRركRم عبد العزيRز فإنجRوى لم يصRغر

184

184 ذاك المقRدم فRي الفRؤاد وإن غدا كفؤا لكRم35

340

في المنتمRى والعنصRر إن البنRان الخمRس أكفRاء معRا والحلRي دون36

جميعهRا للخنRصر184

وإذا الفتRى فقد الشبRاب سما لRه حب البنيRن37وال كحب األصRغر

184

والذئRب أخشRاه إن مRررت بRه38وحدي ،وأخشRى الريRاح والمطرا

137

إنRي ألرحRم حسRادي لحر مRا ضمت صدورهRم39مRن األوغRار

129

Rة40 نظروا صنيRع اللRه بRي فعيRونهم في جنوقلRوبهم فRي نRRار

129

فو اللRه مRا أدري أأحRالم نRائم ألمت بنا أم41كان في الركب يوشع

91

أقمت بالRذوابRل سRوق حRرب وصيـرت42النفRRوس لها متRاعا

105

حصRانRي كRان دالل المنRRايRا فخRاض غبRارها43وشرى وبRاع

105

RتRي وإن كنت ال44 أال إن قلبRي مRن فRراق أحبأبدي الصبابة جRازع

137

ودمعي بين الحRزن والصبر فRاضحي وستري45عن العRذال عاص وطائع

137

وقد حRال هم دون ذلRك شRاغل مكRان46الشغRاف تبتغيه األصRابع

155

وزادنRي كلفRا في الحRب أن منعت وأحب شيء47إلى اإلنسRان ما منعا

150

ك من قRوم ذوي حسـب ال يفشلRون48 يا هوذ إنإذا ما آنسوا فزعRا

183

ئRب إذا تعصب49 من يلRق هRوذة يسجد غير متفوق التRاج أو وضعRا

184

يا خRاتم النبRآء إنRك مRرسRل بالخير كل هRدى50السبيRل هداكا

197

197 إن اإللRRه ثنRى عليRك محبRRة فRي خلقRه51

341

ومحمRدا سمRاكRان مRن بكRى52 إذا اشتبكRت دمRوع فRي خRدود تبي

ممن تبRاكRى174

يقRول رجRال ينكRرون خلRيقتي لعل زيRادا ال أبا53لRك غRRافل

100

فقلت يميRن اللRه أبRرح قRRاعدا ولو قطعوا54رأسRي لديك وأوصالي

86

أتقتلني مRن قRد شغفت فRؤادهRا كما شغف55المهنوءة الرجل الطRالي

154

رأيRRت الخRمر صRRالحة وفيRها منRاقب تهلك56الرجRل الحليRما

85

فRال واللRه أشRربهRا حيRRاتRي وال أسقRي بهRا57أبRدا نديRما

85

سئمت تكاليRف الحيRاة ومRن يعش ثمRانين58 حوال ال أبا لك يسRأم

101

فRRRRال تRرض بمنقصRة وذل وتقنRع بالقليRل59 مRن الحطRام

143

فعيشRك تحRت ظل العRز يومRا وال تحRت60 Rة ألRف عRام المذل

143

يطان واعصهما وإن هما61 وخRالف النفس والش هم صح فات محضRاك الن

148

وال تطع منهما خصمRا وال حكمRا فأنت تعرف62 كيد الخصم والحكم

148

نت لذة للمRرء قRاتلRة من حيث لم يدر63 كم حس Rم في الدسم أن الس

148

قالوا أبو الصقر من شيبRان قلت لهم كال64لعمري ولRكن منه شيبRان

231

وكم أب قد عال بابRن ذرا شRرف كما عال65Rه عدنRان برسRول الل

232

د66 ى أوس Rه لRن يصلRوا إليRك بجمعهم حت واللRراب دفيRنا في الت

44

44 فاصدع بأمRرك مـا عليك غضRاضة أبشر بRذاك67

342

وقRر منRه عيRونا ودعوتنRي ، وزعمت أنك نRاصRح ولقد صدقت68

وكنت ثRم أميRنا44

Rه من خRير أديRان69 وعرضRت ديRنا قRد علمت بأنRة ديRنا البري

44

لRوال المRالمRة أو حRذاري سبـة لوجدتنRي70سمحا بذاك مبيRنا

44

ونRازعنRي بهRا نRدمRان صRدق شRRواء الطير71والعنب الحقيRنا

79

ر ضRاحكا وقRائم سيفي72 فقلRت لRه لمRا تكRشمن يدي بمكRان

136

تعRش فRإن واثقتنRي ال تخRوننRي نكن مثل من يا73ذئب يصطحبRان

136

ين كانا74 وأنRت امRرؤ يRا ذئRب والغRدر كنتمRا أخيأرضعا بلبRان

136

فلو سألRت سRراة الحRي سلمRى على أن قد75تلون بRي زمRRاني

98

لخRبرهRا ذوو أحسRRاب قRومRي وأعRRدائRي فكل76قد بRالني

98

ولRقد جمعRت من الذنRوب فنونهRا فاجمع مRن77العفو الجميRل فنونه

276

من كRان يرجRو عفو من هو فRوقه عRن ذنبRه78فليعف عمن دونRه

276

وصRان عن الفحشRاء نفسا كريRمة أبت همRة79إال العلى والمعRاليا

269

80 تراه إذا مRا طRاش ذوالجهRل والصبى حليRماوقورا صائن النفس هاديا

269

يRروق صفRRاء المRاء منRه بوجهه فأصبح منه81المRاء في الوجه صافيا

269

ومRن فضله يرعRى ذمRاما لجRاره ويحفظ منه82العهد إذ ظل راعيRا

269

83 270 صبRورا علRى صرف الليRالي ورزئها كتRوما

343

ألسرار الضمير مRداريا لRه همRة تعلRو على كRل همRة كما عال البدر84

النجوم الRدراريا270

فهرس الكلمات الغريبةالص الكلمةم

فحة182االصطفاء.196االعتراض.2122اإللحاد.3رب.4 76الث75الجناس.5لم.6 262السواد.7 149الس115قياس الطرد.8115قياس العكس.9

122الالهوت.10190.المثوى1178المجاز المرسل.12280المخاضة.13262المنطقة.14

فهرس األماكن والبلدان الص المكان أو البلدم

فحة47الحيرة.174عمورية.2141مدين.3

فهرس األعالمالصفالعلمم

حة ابن إدريس: عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد1

هR( .192سنة : توفي الرحمن األودي )260

344

ابن إسحاق: ابن يسار مولى قيس بن مخرمة .من أهل2هR ( .151المدينة. )توفي :

46

ابن األعرابي : محمد بن زياد ، أبو عبد الله مولى بني3 هR( .231هاشم ) توفي سنة

125

محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، أبوابن األنباري: 4هR( .328بكر األنباري )المتوفى:

252

حمن بنابن الجوزي5 : جمال الدين أبو الفرج عبد الرهR(.597) توفي : علي البكري

143

ابن الرومي: علي بن العباس بن جريج، الرومي،6 هR(.283الشاعر المشهور)توفي سنة:

231

ابن العربي: محمد بن عبد الله بن محمد المعافري7هR (.543اإلشبيلي ، أبو بكر ) توفي سنة :

173

ابن القيم: محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي8هR (.751الدمشقي الحنبلي ) توفي :

17

أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم بن عبدابن تيمية: 9. هR( 728توفي :الله الحراني )

171

ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج األموي ،10 هR ( .150) مات سنة

144

ابن حجر: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني11هR ( .852الشافعي) توفي:

239

أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيدهابن سيدة: 12 هR( .458 ) توفي : المرسي

98

ابن سيرين: اإلمام الربانى، أبو بكر محمد بن سيرين13هR(.110البصري، )توفي سنة:

211

ابن عادل: عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي14هR ( .775) توفي :

192

ابن عاشور: محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر15هR( .1393بن ) توفي :

38

ابن عطاء: يعلى بن عطاء العامري الطائفي، )توفي16 هR(.120سنة :

16

ابن عطية: عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن17 هR (.541) توفى : عطية المحاربي

64

345

ابن فارس:18 حبيب القزويني بن محمد بن زكريا بن فارس بن أحمد

هR ( .395) توفي سنة :

107

ابن قتيبة: عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أبو19R (.ه296محمد ) توفي :

246

ابن كثير: إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي ، أبو20 هR (.774الفداء ) توفي :

151

ابن منظور: محمد بن مكرم بن على، جمال الدين ابن21هR(.711منظور )المتوفى سنة:

69

ابن نبي: مالك بن الحاج عمر بن الخضر بن نبي22هR(.1393)المتوفى:

71

أبو السعود: محمد بن محمد بن مصطفى ، أبو السعود23هR( .982العمادي )توفي :

82

أبو العباس: أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق أبو 24هR(.399العباس الضرير، )مات سنة:

37

أبو بصرة الغفاري: اسمه حميل بن بصرة بن وقاص بن25حاجب بن غفار.

56

أبو تمام: حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أبو تمام26 هR(.231)مات سنة:

73

أبو حنيفة: النعمان بن ثابت التيمي موالهم27 هR(.150الكوفي)توفي سنة:

80

محمد بن يوسف بن علي األندلسي الغرناطيأبو حيان: 28هR (.745 توفي : )أثير الدين

33

أبو ذر الغفاري: جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن29هR(.32حرام بن غفار )مات سنة:

57

1394أبو زهرة: محمد بن أحمد أبو زهرة ، )المتوفى : 30. )Rه

89

أبو سفيان : أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن31( . ه20Rهاشم )مات سنة

42

أبو عبيد: أبو عبيد القاسم بن سالم األنصاري)توفي32هR(.224سنة:

247

169 أبو عبيدة: معمر بن المثنى التيمي أبو عبيدة النحوي33

346

هR (.209البصري ) توفي أبو لهب: عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد34

( . هR 2مناف )مات سنة 42

أبو محجن: عمرو بن حبيب بن عمرو بن عمير بن35 هR(.30عوف، الثقفي) مات سنة:

85

أبو منصور الماتريدي: محمد بن محمد بن محمود أبو36هR(.333منصور الماتريدي )مات سنة:

151

األخفش: سعيد بن مسعدة ، أبو الحسن األخفش37هR ( .210 توفي :)األوسط المعتزلي

217

األزهري: محمد بن أحمد بن األزهر بن طلحة ، أبو38(. ه370Rمنصور الهروي )توفي سنة :

125

األلوسي: محمود بن عبد الله الحسيني األلوسي39هR (.1270) توفي :

32

إمام الحرمين: عبد الملك بن أبي محمد عبد الله بن40هR(.478يوسف الجويني )توفي سنة:

242

اإلمام مالك: مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر41هR(.179 سنة: توفىاألصبحي )

210

امرؤ القيس: امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي ،42 ق . هR ( .80) مات :

86

الباقالني: أبو بكر بن الطيب بن محمد بن جعفر بن43 هR(.403قاسم البصري، )توفي سنة:

94

بدر الدين العيني: محمود بن أحمد بن موسى بن44هR(.855يوسف الحنفي)مات سنة:

37

بشار بن برد: بشار بن برد العقيلي، أبو معاذ ) توفي :45168. ) Rه

130

البغوي: محيي السنة، الحسين بن مسعود بن محمد بن46هR( .516الفراء البغوي )المتوفى:

205

أبو العباس أحمد بن يحيى بن يسار، الشيباني ،ثعلب: 47 هR( .291المعروف بثعلب ) المتوفى :

252

الثعلبي: أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق48 هR (.427النيسابوري الثعلبي ) توفى :

53

101 الجاحظ: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني ، أبو عثمان49

347

هR (.255 المتوفى :) ابن عويف بن خزيمة بن حرب بن جرير بن عبد الله:50

هR(.54مالك بن أنمار )مات سنة: 234

الجزيري: عبد الملك بن إدريس الجزيري، أبو مروان،51 هR(.394)مات سنة:

184

الجصاص: أحمد بن علي أبو بكر الرازي الحنفي ،52هR (.370المعروف بالجصاص ) توفي :

79

الحسن البصري: الحسن بن يسار األنصاري، أبو53 هR(.110سعيد)توفي سنة:

59

حميد بن ثور: حميد بن ثور بن حزن الهاللي العامري،54هR(.30أبو المثنى )مات سنة:

90

خالد بن معدان: ابن أبي كرب الكالعي الحمصي،55 هR( .103أبوعبد الله ) مات سنة:

51

خباب بن األرت: ابن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب56هR(.37التميمي )مات سنة:

114

الخطيب الشربيني: شمس الدين ، محمد بن أحمد57هR (.977الخطيب الشربيني ) توفى :

51

ذو الرمة: غيالن بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي58 هR ( .117 توفي : سنة )

196

الرازي: محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن ، فخر59هR( .606الدين الرازي ) توفي:

63

الراعي النميري: عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل60هR(.90النميري ) توفي سنة:

79

الربيع بن ضبع: ابن وهب بن بغيض بن مالك بن عدي،61 ق. هR(.7الفزاري )مات سنة:

136

رفاعة بن رافع: ابن مالك بن العجالن، أبو معاذ62هR(.40األنصاري الزرقي)توفي سنة:

35

الزجاج: إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق63هR(.311الزجاج ) توفي :

224

الزركشي: محمد بن عبد الله بن بهادر بدر الدين64 هR (.794الزركشي )توفي :

76

مخشري: محمود بن عمر بن محمد ، أبو القاسم65 80 الز

348

مخشري ) توفي : هR (.538الز زهير بن أبي سلمى: بن ربيعة بن رياح المزني، من66

ق هR(.13مضر)مات سنة: 101

السدي: أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي67هR(.127كريمة، )مات سنة:

139

حمن بن ناصر بن عبد الله السعديالسعدي: 68 عبد الرهR( .1376التميمي ) توفي :

155

سعيد بن جبير: سعيد بن جبير بن هشام المقرىء أبو69هR ( .95محمد ) قتله الحجاج سنة :

214

سفيان بن عيينة: أبو محمد ابن أبي عمران ميمون70هR ( .198 سنة : الهاللي ) المتوفي

261

السكاكي: يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي71 هR( .626السكاكي الخوارزمي )المتوفى :

69

السمرقندي: نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم72هR (.373السمرقندي ) توفي :

158

السمعاني: منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد73هR (.487السمعاني المروزي ) توفي :

225

السيوطي: عبد الرحمن بن أبي بكر، جالل الدين74.هR(911السيوطي )المتوفى:

34

الشافعي: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن75 هR ( .204شافع الهاشمي ) توفي سنة :

169

الشعبي: عامر بن شراحيل الشعبي أبو عمرو )مات76 هR( .104سنة:

60

الشنقيطي: محمد األمين بن محمد المختار الجكني77هR (.1393الشنقيطي) توفى :

241

الشهاب الخفاجي: أحمد بن محمد بن عمر ، الخفاجي )78 هR (.1069توفى :

40

شهر بن حوشب: أبو عبد الله األشعري الشامي)مات79هR(.111سنة

68

الشوكاني: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله80 هR (.1250الشوكاني ) توفى :

61

53 )مات سنة:صهيب: ابن سنان بن مالك، وهو الرومي81

349

38.)Rه الضحاك: أبو القاسم الضحاك بن مزاحم الهاللي82

هR ( .102 توفي سنة )الخرساني ، 191

ضياء الدين ابن األثير: نصر الله بن محمد بن عبد83هR(.637الكريم بن عبد الواحد )المتوفى:

85

محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب أبو: الطبري84 هR (.310) توفي:جعفر الطبري

130

الطحاوي: أحمد بن محمد بن سالمة بن عبد الملك85هR( .321الطحاوي المصري )المتوفى:

215

طرفة بن العبد: طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد ،86ق هR (60)المتوفى : نحو البكري الوائلي

43

عباس بن مرداس بن أبي عامرعباس بن مرداس:87السلمي شاعر وفارس .

197

عبد الرحمن بن سمرة: ابن حبيب بن عبد شمس بن88هR(.50عبد مناف)مات سنة:

62

عبد الله بن زيد: ابن عبد ربه بن زيد بن الحارث بن89هR(.32، )توفي سنة: الخزرج

215

العدواني: عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر، ابن أبي90 هR(.654اإلصبع )توفي سنة:

88

الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بنالعسكري: 91هR( .395مهران العسكري )توفي:

211

عطاء بن يسار: أبو محمد المدني الفقيه، مولى ميمونة92هR(.103أم المؤمنين)مات سنة:

210

عقبة بن عامر: ابن عبس بن عمرو بن عدي بن رشدان93هR(.58بن قيس، الجهني)توفى سنة:

120

العكبري: عبد الله بن الحسين بن عبد الله ، أبو البقاء94هR ( .616العكبري ) توفي :

254

عكرمة: أبو عبد الله القرشي موالهم المدني، البربري95هR(.105األصل)مات سنة

120

عنترة بن شداد: ابن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي)96 ق هR(.22مات نحو:

104

46 عون بن عبد الله: أبو عبد الله الهذلي الكوفي) توفي97

350

هR(.110سنة: عياض: عياض بن موسى بن عياض ، أبو الفضل98

هR ( .544اليحصبي البستي ) توفي سنة : 240

الفراء: يحيى بن زياد بن عبد الله بن مروان ، المعروف99هR(.207بالفراء ) توفي :

102

الفراهيدي: الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم100هR(.170الفراهيدي البصري )المتوفى:

273

أبو،همام بن غالب بن صعصعة من بني تميم الفرزدق: 101 هR (.110فراس ) توفي سنة

136

الفيروزآبادى: مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب102هR(.817آبادى )المتوفى:

71

القاسمي: جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم ،103 هR( .1332الحالق القاسمي ) توفي :

75

الحافظ أبو الخطاب قتادة بن دعامة السدوسي،قتادة: 104هR ( .117)المتوفى سنة :

32

القرطبي: محمد بن أحمد بن أبي فرح األنصاري105هR .671الخزرجي ، أبو عبد الله ) توفي :

53

الكرماني: محمود بن حمزة بن نصر الشهير بالكرماني106هR (.505الشافعي المصري )توفى :

253

الكفوي: أيوب بن موسى الحسيني القريمي الكفوي ،107م ( .1094أبو البقاء ) توفي :

96

ه: يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم،108 المؤيد باللهR(.745الحسيني العلوي )المتوفى:

87

الماوردي: علي بن محمد بن حبيب ، أبو الحسن109هR ( .450) توفي : الماوردي

247

المتنبي: أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الكوفي110 هR(.354الكندي، أبو الطيب)توفي سنة:

91

مجاهد: ابن جبر أبو الحجاج مولى السائب المخزومي111 هR (.103المكي ) توفي :

261

معاذ بن عفراء: ابن الحارث بن رفاعة، من بني مالك112بن النجار.

36

74 المعتصم بالله: محمد بن هارون الرشيد بن المهدي،113

351

هR(.227ابن المنصور )توفي سنة: مقاتل: أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير، األزدي،114

هR(.150البلخي، )توفي سنة 144

المقنع الكندي: محمد بن ظفر بن عمير بن كندة بن115(. ه70Rتوفي سنة:عفير)

54

النابغة الذبياني: زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني116 ق. هR ( .18الغطفاني، ) مات :

100

أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس ، أبوالنحاس: 117(.ه337Rجعفر النحاس ) توفي :

247

النسفي: عبد الله بن أحمد بن محمود ، أبو البركات118 هR ( .710النسفي ) توفي :

150

النضر بن الحارث: ابن كلدة من بني عبد الدار بن قصي119 .هR (2) قتل :

42

النظام: أبو إسحق إبراهيم بن سيار الضبعي البصري120 هR(.231)المتوفى سنة:

103

النعمان بن المنذر: ابن امرئ القيس بن ماء السماء121ق هR(.15اللخمي، أبو قابوس) مات نحو:

100

النعمان بن بشير: ابن سعد بن ثعلبة بن جالس122هR(.65األنصاري الخزرجي )مات سنة:

60

هوذة الحنفي: هوذة بن علي بن ثمامة بن عمرو123 هR ( .8الحنفي من بني حنيفة ) توفي سنة

183

الواحدي: علي بن أحمد بن محمد بن علي النيسابوري ،124هR (.468 ) توفي : أبو الحسن

45

وهب بن منبه: وهب بن منبه ، أبو عبد الله اليماني125 هR ( .114األخباري ) المتوفى سنة :

261

352