الاتصال الباطني.pdf

Create PDF files without this message by purchasing novaPDF printer (http://www.novapdf.com)

http://www.novapdf.com


للباحثین الكاتبین

نور الدین عبد الحقذ األستا-الدكتور التھامي محمد الوكیلي الریشة الذھبیة




)3،2،1اآلیة ( من سورة اإلنسان

مؤسسة دار األعماق الرباط

على اإلنسان حین من باسم اهللا الرحمن الرحیم ھل أتى {إنا خلقنا اإلنسان من نطفة * الدھر لم یكن شیئا مذكورا

إنا ھدیناه السبیل *أمشاج نبتلیھ فجعلناه سمعیا بصیرا}*إما شاكرا وإما كفورا




4




االتصال الباطني

ال الذي كل ظاھر ظاھري موجود إال ولھ باطن في ظاھر الوجود ، والباطن أساس الظاھر تعني معرفة الظاھر ال. فالكون كونان في كون واحد ظاھر وباطن . یكون إال بكون الباطن

العقل سكنى دراك معرفة الباطن المعزول في عالمھ الكوني الغیر المدرك في وجوده ، إنھ إباطن ، ھ سبنف الباطن ، فالباطن والظاھر یعرف بھ . یعرف بھا األشیاء ، فھو مرآة الظاھر

حقیقتھ والظاھر ھو ظاھر للباطن وال یمكن التفریق بینھما إال إن توفر علم حقیقي مدرك في یخطأ قد للكون ، و ین صلة الظاھر بالباطن وأصل الواقع وأساس العدم في الوجود الكلي یب

إلثبات الباطن أصول اإلنسان إذا ما اعتمد على ظواھر الظاھر دون بحت جدي عن منابع أو الظاھر الباطني وما أعجب أمر اإلنسان إذ ال یعجب في شيء لم حقیقة الظاھر الظاھري

فالباطن . جودیا یؤكده باطن الظاھر بأن ھناك ما وراء كل ظاھر یسمى بالباطن یكن عجبا وعالم ظاھر باالتصال الباطني یرى اإلنسان عوالم العالم كلھ الكوني عوالم العالم كلھ الكوني إذا ما تمكن بالعلم من ذلك ، فما یراه المتصل بقوى الباطن یعتبر باطنیا لدیھ بینما الحقیقة

شیئا اإلنسان عرف فإذا ما . ن ما یعرفھ باطنیا ما ھو إال ظاھر ال یمكنھ إدراكھ إال باطنیا أالظاھر واقع تطرح وجودي فإنھ یعرفھ باطنیا دون أن تذكر المعرفة العلمیة التيعن كون

ماوكل . والباطن دون اتصال باطني بل بانفراد علمي مفھوم في فھمھ دون إدراكھ في عالمھ ظاھریا یعرفھ باطنیا ، بینما حقیقة ما عرفھ لیست یعرفھ اإلنسان عن كون موجود وجودیا

باطنیة في وجودھا بل ظاھریة في كونھا ، وأول مثل ھو أن المتصل بالباطن قد یعیش عالما ین ثانیا یحسبھ أنھ عالم وراء العالم بینما ذاك العالم الباطني ما ھو إال صورة ثانیة لمكان مع

.فوق األرض والصبغة الثانیة ھذه ھي التي تجعل خطأ كل متصل إن لم یكن لھ علم ثابت عن االتصال

ما ثم إلیھ ، البلوغ وأول سؤال یطرح ھو ما االتصال الباطني ؟ وكیف باإلمكان–الباطني األولى الكیفیة ھي أخطاره وفوائده ؟ والبد من إدخال علوم الدین في ھذا األمر ، ألنھ یشكل

اإلنسان في خفیا سرا ھناك أن بالنسبة للبالغین في علوم الباطن ، رف اإلنسان منذ بدایتھ أكثر متطورة ثانیة اعال طبیعة ظاھرا في األحالم والخیال المتبني من كل ما في الطبیعة ج

الكوني بالباطن والمسماة من الظاھریة ، إال أنھ لوال الظاھر لما عرفت ھذه الطبیعة الثانیة منطلق ثاني الباطني الظاھري ، إن األحالم ھي أول منطلق للبحوث الباطنیة ،والخیال ھو

اإلنسان أن ھو الفھم بھ نستدرج أن وأول ما یمكن . بالظاھر للمعرفة الباطنیة المتطورة الذي الظاھري العالم في اإلنسان یتخیل بعقلھ أشیاء كثیرة ھي عالم صوري ناتج عما رآه

قبیحا أو جمیال واسعا فیصبح إنما بالخیال یمكن لإلنسان أن یطور عالمھ الخیالي . یعیشھ أرضي ونجد أن الذي عاش في وسط .لیة على حسب مستوى معرفة اإلنسان واكتساباتھ العق

عقلیة كبیرة قوة یفقد صحراوي ولم یر قط مكانا آخر مغایرا للمكان الذي یعیش فیھ ، فإنھ ولم یر صحراوي مكان في یعیش شخص فمثل .خیالیة ، وھذا یؤثر كذلك في األحالم

ذيـال فة أخرى مغایرة للواقع الذي ھو عكس مكان استوطانھ فإنھ یتخیل البحر وبص البحر 5




علیھ البحر ، فیصبح ھذا الشخص یقارن تالل الرمل بأمواج البحر و ھیجان الریح في وجاء دون أن یتمكن من معرفة أصل البحر بالنسبة لرؤیاه الصحراء بعاصفة بحریة ھ

. الحقیقیة

. ة الطبیع في مما رؤیتھ یمكن إن أول ما یجب على اإلنسان أن یمتاز بھ ھو رؤیة كل مل واكتساب فكان السیر في األرض من أول ما یھتم بھ اإلنسان الراغب في تطویر قواه العقلیة

بأسالیبھا الباطنیة للطرق معلم كل یعیشھ الذي الظاھري بواقعھ ھ تعرف ثانیة معرفةھناك كان ما وإذا باإلنسان ، وإمكانیاتھا المختلفة ، یرشد بادي األمر إلى معرفة ما یحیط

في للراغب یظھر الصحیحة الطرق إلى یرشد من فإن نقصان أو عدم إمكانیة التجوال یر لم فإن كان المتعلم. االتصال الباطني أن یفتح مجال الخیال وذلك بصفة خاصة مدروسة

، للنمر ال مث نمرا أو أسدا بصفة نھائیة ، فإن المعلم یأمره بأن یتخیل القط كبیرا حتى یصبح وھكذا یتم . للسبع مرآة یصبح حتى صوریا الكلب بتطویر الخیالیة وأسد بنفس الطریقة

االتصال العقلي بقواه الخیالیة الصوریة المتشابھة لألصل بصفة تقریبیة یمكن استدراج كونیة ریة یمكن بھا ومن ھذا المنطلق یكتسب اإلنسان قوة عقلیة صو. خیالیة للعالم الظاھري

.تغییر عوالم الخیال وذلك بتوسیع مع جعل أشیاء تقریبیة تعوض عن النقص األول

وأودیة ، كأن اإلنسان ال یمكنھ االستغناء عن الطبیعة بكل ما فیھا من حیوان وأشجار وجبال قلیة یظھر لھ نقصانھوھذا األمر قد ال یالحظھ اإلنسان ،ولكن إذا ما أراد تطویر اكتساباتھ الع

كذلك فعال أثر لھ الكثیر ، عند نجده الذي إن ھذا النقصان الصوري الطبیعي .الحقیقي فالذي لم یر البحر مطلقا وبعدھا یقال لھ إن في األرض مكانا فیھ میاه كثیرة . بالنسبة لألحالم

یحاول وریا ، وباألسئلة ص بمعنى كالمي ویحاول أن یرجعھ ھذا األمرتموج ومخیفة یتخیل ذلك ویظھر . حقیقیة غیر بصفة یحلم بھ وفي حلمھ إذا . أن یجد الصورة الحقیقیة للبحر

عندما یروي مضمون حلمھ وكأن البحر أصبح شیئا آخر ال یدل على الواقع إال بصفة تقریبیة مثال نتخذه وبإمكاننا أن ولعل ھذا المثل الحقیقي. كان أصل قرابتھا مما أعطي لھ عند الفھم

الظاھري بالواقع الفھم إعطاء اإلمكان قدر محاولین أخرى لفھم واقع الباطن ، ةغلھ صبفیھا یحاول الباطني للواقع فكریة صورة إال بكالم مكتوب ، وكل كالم فمنطقھ لن یكون

وذلك ة للبحر ی، صورة تقریبحرطنیة كما یتخیل الذي لم یر البالباحث أن یتخیل الظواھر البایرى باطني اتصال ھناك كان إن فالباطن ال یعرف عن حقیقتھ إال .بما أعطي لھ من فھم

الخیال ھو نوضحھ فرق وأول . الظاھري اإلنسان بنفسھ عالما قد ال یكون متشابھا بالعالم لواقع وإرجاعھ صبغةلظاھري ایتحكم فیھ اإلنسان بتغییر الواقع الصوري المعروف بالعالم

فیھا أما الصورة الباطنیة فال یتحكم. العالم الباطني ثان صوري خیالي في عالم العقل ال فيكثیرة لجعل فرق مفھوم اإلنسان مطلقا إال بقوة جسدیة إن توفرت ، واستعمل القدماء وسائل

بغة عالمنا الظاھر لنا لذا یسمى فالباطن عالم قد ال تكسوه ص. بین األحالم والخیال والباطن واألحالم . باطنا ، وألن لھ حقیقة أخرى ، وفیھ مراحل كثیرة ودرجات یصعب البلوغ إلیھا

6




أما الباطن فال. یكون لھ اتصال بالواقع قد یكون لھا اتصال بالخیال كما أن الخیال یمكن أن اتصال لھ باألحالم وال الخیال إال إن كان ھناك اتصال باطني یصبح خیاال باطنیا واألحالم

. أحالم باطنیة

تتعلق كبرى أھمیة ھذا خاصیتھ ، ولكل منھما ومنقسم إلى نوعین لكل إن الباطن مختلفھو أولویة ، وعلم ظاھریة معرفة اكتسب باإلنسان ، ألنھ ال یمكنھ أن یتطور حقیقة إال إن

لمعرفة البحث محكما أصل للمعرفة األولى الظاھریة باكتساب معرفة ثانیة باطنیة یكون بھاإن اختالط الفھم ال یؤدي أبدا إلى معرفة أصلیة واقعیة یتم . كلیا بالعقل المدركة الحقیقة الغیر

والطرق األصلیة یستعمل فیھا التركیز كوسیلة أولى ، .بھا إدراك معالم الظاھر والباطن وذلك لھ أنواع مختلفة على حسب اإلمكانیات المتوفرة لدى المعلم والراغب في االتصال

.ي الباطن

والفرز التفكیري اإلمعان طریقة تستعمل وسائل التركیز كثیرة ، وقبل تطویر قواھا كانت ینظر بسیطة أشیاء م وذلك بفھم األشیاء وكما ھي في أصلھا ، وفي ھذه البدایة یعطى للمتعل

.إلیھا بإمعان وفرز تفكیري محاوال التركیز لدخول العلم الباطني

یكون إن االتصال الباطني لیس بأمر سھل یمكن البلوغ إلیھ ببساطة ، والبد لھ من تمھید أول قوانین البد من ثم . إثباتھ لزم حق و فكریا اعتقادیا ، وذلك بإثبات ما یعتقده اإلنسان مما ھ

لھ عرفت الباطني بالتطبیق ، فاالتصال اتخاذھا یجب یجب اتباعھا دون تغییر ، ووسائل البدایة ثم إن في. تطبیقات مختلفة دینیة أو غیر دینیة ، إال أن لھ فرقا كبیرا في كال الوجھین

الخطأ معرفة مع معرفتھ وأسس الباطني صال االت علم أصول یعرف البد لإلنسان أنلألشیاء فریسة والصواب ، وحتى یتمكن الباحث من البلوغ إلى ما یسعى إلیھ دون أن یكون

إن الفرق كلھ كامن في القوة المستمدة من موارد مختلفة طبیعیة ، وقوة أخرى لم . المتشابھة شیئا الباطني االتصال لم یكن . البدایة ن في تكن طبیعیة ، بل لھا أصول وقد یجھلھا اإلنسا

القدیم منذ بحوث ھناك كانت للناس ، إنما جدیدا وال اكتشافا خاصا بشخص معین أظھره ھدفھا الطرق أغلب وكانت . اإلنسان على أثر وطرق عرفت لھا أھمیة لوجود فعالیة لھا

واختالف . طبیعیة قوى أو على اإلنسان ى عل سواء األول ھو اكتساب قوة وسیطرة كلیة الصراع أو الحروب إلى األمم كثیر ساق بینھم مستمرا الناس في الطرق جعل اختالفا

ظاھریا ، بینما إال وحقا إن اإلنسان لیظن أن الحرب ال تكون. الباطني المعروف منذ القدیم ظاھریا السلم س ظاھریا ، والذین یبحثون عنأغلب الحروب باطنیة ترجع فعالیتھا على النا

باطني واقعي للفھم ، ولكنھ أمر لصعب األمر إن . كان أولى أن یبحثوا عن السلم الباطني یمكنھم إشعال نار حرب إن الذین بإمكانھم تغییر القوى الطبیعیة. یعرفھ كل متصل بالباطن

وال یمكن أن نقول إن كل . نظره راضیة ظاھریة ال یدرك أصلھا من ھو یعیش عیشة في كما ال یمكن أن نعتقد أن كل من لھ . متصل بالباطن بإمكانھ ترتیب فعالیة لحرب ظاھریة

إمكانیة قلب القوى المحیطة باإلنسان یكون مجرما أو ملحدا ، بلى إن ھناك طائفتینھة ، وـاطنیة كانت قدیما تسمى بحرب اآللفالحرب الب. متصارعتین یعرف بعضھما البعض

7




سعیا بینھم الصراع األلوھیة ، وكان ألنفسھم نسبوا وكان السبب في ذلك وجود أشخاص ، ان یجلب البالء على الناس ظاھریاوھذا الصراع ك. من قوى الطبیعةب أكثر قوة ممكنة لكس

فعالیة لھ باطني ألساس وجود ال كان یعتقد أن , لذا سمیت تلك الحروب بحرب اآللھة ولنفكر . أساطیر خرافات أو إال ظاھریة ، وأن ما یحكى عن الذین اكتسبوا الكرامات ما ھو

اإلنسان طور ما یشاء ، وإذا في جسمھ بقوى عقلھ ویتحرك كیف قلیال ، إن اإلنسان یتحكم . ھذا التحكم بوسائل مدروسة ، فإن بإمكانھ التحكم في أشیاء كثیرة محیطة بھ أو بعیدة عنھ

تحریك أو المغناطیسي التنویم إمكانیة كثیرین أشخاص وفي العصر الحدیث تعرف عند

خطورة أكثر یصبح ة ، ولو طوروا اكتسابھم ذلك ، فإن األمرشیاء صغیرة من أنواع كثیرأ وذلك الجان ، وفعالیة ، فھذا ما یسعى إلیھ الكثیر ، وقد اعتمد القدماء على ما یسمى بتسخیر

تكاد قد وكل األمم عرفت طرقا ووسائل خاصة . للتمكن من السیطرة الكلیة لما یسعون إلیھ . األرض قوى الطبیعیة أو االستیالء على قوى مناطق مختلفة فيتكون ممیتة یتم بھا جلب ال

الجاذبیة اكتشاف لم یكن .اإلنسان في الموجودة العقلیة القوى بواسطة وھذا كلھ یكون كثیرة استنتاجات األرضیة أمرا حالیا كما یعتقد ، بل القدماء أیضا فكروا في ذلك واستنتجوا

وما أكثر الطرق المستعملة الكتساب القوى الطبیعیة ، . وة كبیرة بذلك وطبقت ، وبلغوا إلى قالتصوف الذي ال یمكن أن منھا الیوغا والطرق المستعملة في فنون الحروب األسیویة ، وكذا

بیان مع المستعملة الطرق وسائل ذكر لیس القول في المھم والموضوع . تنكر سطوتھ أن یمكن ال ، الباطني صلاأل ھدف من كل بحث ھو إظھار حقیقة أسمائھا الكثیرة ، بل ال

فإن الباطني ، االتصال إلى یعتبر الذي لھ ھدف فعالیة على األشیاء أنھ قد تمكن من البلوغقد . الحقیقي الكثیر اتصالھم ما ھو إال اتصال بقوى الطبیعة دون التمكن من االتصال الباطني

القوى بین فرقا یجعل أساسیا واقعا تظھر ال ولكنھا الباطن عن دث نجد كتبا كثیرة تتح باطنیا حاربوا فالقدماء . حقیقیا باطنیا اتصاال یعتبر الذي االتصال المستعملة وإظھار

تتركز األولى وظاھریا واكتسبوا مال یمكن اكتسابھ الیوم من قوة وسیطرة ، وكانت البحوث واختلطت . والعقل نفسھ اإلنسان في البحث مع الطبیعة جمیعا ودراسة القوةحول ما في

األمور منذ القدیم حتى فقدت الصبغة الحقیقیة لمعرفة األصل الثابت عن إمكانیة اإلنسان وقوة من منعت ولو إدراكھ وبلوغ علومھ ، ولكن الواقع لم یتغیر ، والحقیقة باقیة غیر فانیة حتى

خائفین إال فالذین منعوا المعرفة والعلم ما كانوا . لكثیر ، فإنھا تصل إلى من یسعى إلیھا قبل ا یعتبر من بھا فالتطبیقات عند الشعوب القدیمة كان ینفرد. وأحبوا أن ینفردوا بما بلغوا إلیھ

، كلھ لم یكن جاعل فرق بین خاص وعاموالدین . أصلھ من أصل إلھي كما كان یزعم الكثیر وكل من قال شیئا عن الباطن إال ویقولھ كلغز یصعب حلھ ، ویقول إن العلم . بل العلم للجمیع

الطعام بترك كما أن أكثر الطرق تفرض فیھا ریاضة عقلیة جسمیة صعبة ، وذلك . لھ أھلھ ال فاالتص. لمدة ، واختیار مكان للعزلة ، وما كان ھذا إال تشویھا للواقع وانحرافا عن األصل

وشروطھ شروط ، لھ ولكن طویلة ، خلوة الباطني ال یحتاج إلى مجھود مثل ھذا وال إلى . معقولة ، ال تدعو إلى شيء مبھم أو نكر

8




یفقد كاد الذي األصل فمعرفة القوى الطبیعة ال تغني شیئا ، إنما تشكل مبدأ انحراف تام عن إن أغلب الطرق موروثة ، وكما فعل األولون ، كذلك فعل اآلخرون . وال یعرف على حقیقتھ

أن الرد وإن قیل شيء عن طریقة موضوعة یكون . دون سعي إلى معرفة المعرفة األصلیة إن أغلب الطرق كانت دراستھا وترتیب وسائلھا . یة ، والفعالیة ھي التي غرت الكثیر لھا فعال

بل .والعلم الحقیقي فلیس فیھ بحث أو مصادفة . تبعا لكل أثر یعثر علیھ إما بحثا أو مصادفة موردا لم یكن اتباع إلى أن یبلغ اإلنسان إلى أكثر مما كان یسعى إلیھ ، إن االتصال الباطني

إلیھا الوصول یمكن ال علوم إلى للبلوغ وسیلة بل اكتسابھا ، لإلنسان لقوة التي یمكن ل .بالوسائل الظاھریة ، أما القوة فلھا أصل آخر ومورد یمكن االستمداد منھ

عدیدة طرق وطبقت . الفكري العقلي والصعود قوة الجسم لھا أثرھا مما یعین على البلوغ

الخیال وتوسیع تھتم بتطویر قوى جسم اإلنسان ، ثم بعد ذلك یعتمد على تقویة قوى التركیز محكما النتائج أصل ویكون إال توجیھي وكل طریقة لھا مبدأ . وإدراك المباىء واألحكام

نھایتھ ة تكونولنعطي مثال في ھذا ، فالذي یسعى إلى األلوھی. على حسب المبدأ المعتقد فیھ یدرك أنھ ذلك بعد یدعي فإنھ الروحي ، ومن كانت أھدافھ ھي الخالص. بأن یدعي بھا

ال واحد شيء والجسم العقل إن الروح ، ومن كان یسعى إلى القوة الجسمانیة ، فإنھ یقول اهللا إن ذلك بعد فرق بینھما ، أما الذین یسعون إلى االتصال البشري اإللھي ، فإنھم یقولون

یحل في أجسامھم ، ولو ألقینا نظرة أولیة على المشكل لفھمنا أن فیھ اختالطا عظیما ، ولنذكر والجسم العقل أن فكر ثم خالص لھا أساس المشكل منذ البدایة أنھ إلھ ثم اعتقد أن الروح

ھذه وكل ھذا ، في تلفت اخ فالبحوث . بالخالق اتصال لھ سواء ، ثم ظن أنھ أدرك أن ضد الدیني الصراع تشكل قسما واحدا ، والقسم الثاني ھو دیني ، ومن ھنا ینطلق المبادئ

فالقسم األول أساس العقائد . العقائد كلھا والتي ال تعتبر أن لھا أصال ثابتا علمیا ظاھرا وباطنا ما في فیھ صراع فال اني ھو دیني ضد الدین ، أما القسم الثنجد فیھ صراعا في ما بینھ ثم

فكان الصراع ظاھریا بالحروب الدینیة ضد . وحدھا بینھ ، وصراعھ مركز ضد العقائد العقائد ، ثم حرب ثانیة باطنیة بین العقائد نفسھا وضد الدین كذلك ، فالدین یصحح العقائد

و صراع . ھو صراع وحرب ضد التغییر الصراع الدیني الباطني. بینما العقائد تغیر الدین عن بحث أسبابھ التغییر إن . التغییر إلى البلوغ أجل العقائد ھو صراع ضد الدین من

بینما . االتصال بقوى الطبیعة ألجل كسب قوى جسمانیة وباطنیة من أجل السیطرة أو الخلود تصال إنساني إلھي مزعوم أو فرض الدین یبعد عن ذلك ویدعو إلى عبادة الخالق دون جعل ا

: قسمین إلى ینقسم الباطني فاالتصال . إمكانیة خالص الروح أو جمع قوى الجسم بالعقل وعقدي ، وكالھما لھ تشابھ باآلخر یصعب فیھ التمییز إن لم یتوفر العلم من أجل ذلك ، دیني

الكرامات ال یثق بالمعجزات ، لذا كان الذي لھ قوة من . فالشبھ بین المعجزات والكرامات وإن أغلب من یسعى إلى معرفة الباطن إنما یسعى إلى . والقوة ھي أساس غرور اإلنسان

وإن كان السعي ھو من أجل ھذا الھدف فإن . إدراك علوم یجعلھا أساسا الكتساب القوة إن كان الھدف ھو البلوغ إلى أما. الوسیلة تكون صعبة للغایة ، وتشمل كل الطرق التعذیبیة

9




والخطوة األولى التي یخطوھا اإلنسان تجاه ھذا المجال ھي . العلم والحكمة فاألمر مختلف

یة فمسألة أخرى فیھا حكم الخطأ أساس كل شيء ، ألن النتیجة تظھر الوسیلة ، أما الغا .والصواب

10




11

الفصل األول




یطرح ال ألنھ ، صعب ألمر إن الفصل بین قواعد االختالط في المعرفة المتعلقة بالباطن . الیوم اإلنسان ورثھا والتي مشكال حالیا ، بل مشاكل كثیرة أصلھا من كل العقائد القدیمة

إال لالنحراف ، وفي كل عصر إال ویثبت الخطأ ویحرف الصواب ، وكأن اإلنسان ال یطمئن تى لو عرفت أسباب االختالف فإنھ ال تعرف أسباب االنحراف ، ولسنا ندري لماذا یضرب ح

من الخالص إلى لعل اإلنسان یسعى. المثل بالفالسفة بدال من أن یضرب بالرسل واألنبیاء أو الدیني العلمي أ المبد على البشري عبء ثقیل یلزمھ طاعة خالقھ ، فیطمئن إلى التجمع

فیھ ، السیما الخطأ لى نفیھ بفرض أساس آخر متشابھ یصعب على اإلنسان أن یتبین یسعى إ ھناك مادامت وقد یقبل اإلنسان االنحراف والتغییر . إن وجدت قوة مغریة أو فعالیة لھا أثر

قوة یكسبھا یسیطر بھا أو یقضي بھا أغراضھ وحاجیاتھ ، وقد صعب األمر من قبل على كل فاالعتقاد ھو إثبات الوضع وبھ تكون . ءھم العلم مظھرا للخطأ الذي كانوا علیھ أوالئك لما جا

السیرة في الباطن ، وأھم شيء في البدایة ھو إفراغ كل األفكار التي تبین لإلنسان أن ال كما یجب أن یغیر اإلنسان سیرتھ بمحاولة اتخاذ سیرة استقامیة ، . أساس لھا من الصحة

عب في البدایة ، واستعملت في الطرق المختلفة وسیلة محو األفكار ، وذلك بتركیز وھذا صنجد أن الخیال ھو األساس . الفكرة بالعقل مع تخیل نار ملتھبة كأنھا تحط تلك األفكار الخبیثة

وتطویر الخیال قد یدوم أیاما أو شھورا وربما أ عواما . األول قبل الدخول إلى العالم الباطني . ذلك على حسب اإلمكانیة التركیزیة ، على حسب كل فرد و

شيء أول وعرف القدماء أن. إن ما سبق ذكره یوجب طرح السؤال ن كیفیة تطویر الخیال

االثنین یمكن االتصال الباطني ،وجب إدراكھ ھو الخیال ، وثاني شيء ھو المنام ، وبھذین وإن نسیا دور قوة الجسم وقوى العقل فإن االتصال ال یتم إال بنسبة قلیلة ، فقدیما كانت تروى الحكایات التي كانت لھا فعالیة وینصت إلیھا اإلنسان فیتطور الخیال بصفة مدروسة تمكن

محو تطویر األحالم وبھا یتم الدخول بقوى العقل إلى العالم الباطني ، وھناك من اعتمد على قوى الخیال واألفكار ثم محو الصور المسجلة في الدماغ حتى یتم الدخول إلى الباطن بقوى

فإن الذین اعتمدوا على . العقل ، وھناك فرق بین الدخول إلى الباطن وبین االتصال الباطني سم محو األفكار وقوى األحالم یدخلون الباطن بمعنى أنھم یعیشون فیھ و ال یشعرون بالج

الظاھري ، والذین طوروا الخیال وقوى األحالم وتمكنوا من االتصال الباطني ، فإنھم ال إن ھذا لھو . یفقدون الشعور بالجسم الظاھري ویعیشون العالم الباطني بالنوم ال بالیقظة

بالطریقة إنما نشیر إلى الذین یعیشون الباطن . الفرق األول وكل طریقة لھا صبغتھا وأصلھا . األولى فإنھم ال یتمكنون من االتصال الباطني في حالة صحو كامل وإدراك تام في الیقظة

بینما أھل الطریقة الثانیة فإن بإمكانھم االتصال بالباطن في حالة ارتیاح ، ویمكنھم وضع

لمستمرة و العزلة األسئلة وأخذ الجواب والعلوم الباطنیة ، فالطریقة األولى تتطلب الخلوة ا .عن الناس وشروطا قد ال تقبل ، والطریقة الثانیة تتطلب االستقامة

12




فالمتدین لھ اتصال باطني خاص بھ ، وغیر المتدین . لكل إنسان أھدافھ ومتطلباتھ وأغراضھ وقبل أن نذكر شیئا عن المتدین . لھ اتصال آخر متشابھ باألول إال أنھ لیس باالتصال الحقیقي

لى وغیر المتدین ، البد أن نذكر أن ممن دخلوا الخلوة أناسا اعتزلوا الناس وأصروا ع إنھ یقول العالم الباطني بقوى العقل وذلك بوسائل مختلفة وكثیرة ، فإن منھم من الدخول إلى

، بالباطن ومنھم من قال إنھ متصل مع اهللا ، فھؤالء بدال من أن یتصلوا. رأى خالق كل شيء الطریقة في خطأ وما كان ذلك إال. بصیرة ظاھر أنھم اتصلوا بأشیاء أخرى أعمت لھم ال

ولقد تسرب إلینا من كل الطرق التي . فالطریقة لھا األھمیة كلھا إذ بھا تكون النتیجة . المتبعة الباطني الجھلي دون سابق علم ومعرفة ، ولكل شيء أثر التصاللاستعملت من قبل كوسیلة

طني البا االتصال من الناس تمكن حالیا تستعمل كثیرة أشیاء ھناك و ، اإلنسان على صعبا باطنیا صراعا وھذا االتصال یشكل خطرا جسمیا علیھم كما أنھ یجعل . الالشعوري

قلقھم و تصرفاتھم أما أثره على الناس فإنھ یظھر في . بالباطن وعلومھ على الذین یھتموناد الفس یكثر الالشعوري وباالتصال الباطني ، العلیا المثل صبغة یفقدون و وانزعاجھم

ونظھر . وكان الحكماء قدیما ینصحون بعدم التخیل وكثرة التفكیر على غیر ھدى . واإلجرام اعتبر لذا . الخیال أن أبواب االتصال الباطني الشعوري ما كانت مفاتیحھا إال االنطالق في

ف الھد إلى الخیال أنھ الطریقة األولى نحو االتصال الباطني إن تمیز بطریقة محكمة توصلوعدم وشر مھلكة كل لجلب أساس أما التخیل المجرد من كل معنى فما ھو إال . الحقیقي .استقامة

حینئذ فإنھ قعیا ولھ أصل ، إن اإلنسان یصعب علیھ التجرد من الخیال ، ولكن لیكن خیالھ وااالعتقاد ال یصبح الخیال خیاال ، بل تفكیرا صوریا فكریا یتم بھ تصحیح االعتقاد ، وتصحیح

غیر خیالیة كانت إن علیھا ، أما ولتكن أفكارنا تستحق أن نحافظ أھم من تطویر الخیال ، فالخیال یتضارب مع بعضھ . ھا واقعیة ، فإنھ لیس من الالزم الحفاظ علیھا ، بل وجب تحطیم

باحثا في البعض ، وكان من یعلم الطرق الصحیحة لالتصال الباطني یجلس أمامھ من یسعى فإن فأرا رأى إنھ مثال فإن قال المتخیل . ذلك ، ویأمره بأن یغمض عینیھ ویذكر ما یتخیل

وجاء ، فقتلھ ھجم على القط المعلم یأمره بأن یتخیل قطا ھجم على الفأر فأكلھ ، ثم بأن كلباآلخر حین نمر قتل الكلب ، ثم سبع قتل النمر ، ثم یأتي دور نسر كبیر یھجم على األسد من

.إلى أن تمكن من األسد فقتلھ عند عرفت كثیرة تماثیل في و النسر ، ونجد رسمھ لذا كان رمز االتصال الباطني قدیما ھ

الشعوب القدیمة ، واتخذ النسر إلھا ، واعتبر على أنھ غالب لكل حیوان مھما كان كبره ، فإن یصحح لم من مبدأ كان النسر لم یكف نسر واحد فنسور كثیرة ، وھذا االعتقاد في ألوھیة

.ثل یكون االنحراف والتغییر للواقع الباطني اعتقاده وأصول أفكاره ، ومن ھذا الم

وذلك خبیثة ، أفكارا تعتبر التي األفكار بتحطیم االعتقاد لتصحیح استعملت النار كذلكأو بتخیل دار أو دیار أو حدائق التھمتھا النیران ، . بتخیل، أوراق كثیرة مكتوبة تلتھمھا النار

، كار التي تعتبر أنھا حاجزا للتصاعد الفكري وتقویة للرغبات البشریةوالغرض ھو محو األف

13




أن المتعلم یقول لمعلمھ إنھ یتخیل دارا جمیلة یسكنھا فیقول المعلم تخیل ونعطي مثال لھذا ھو

السبب لھذا . فحطمھ نار فیھ إعصار جاءه حولھا أن نارا تلتھمھا واحترقت ، والبستان اعتبرت النار كذلك أساسا للتطویر العقلي وعلى أنھا غالبة على رغبات اإلنسان ومحطمة لھا

مبالغة ھذا أن إال ، طھارتھا أغلب الشعوب تحرق أجساد الموتى من أجل ، وكانت قدیما واستعمل ، ھذا كل تستلزم ال ألن واقع البحوث األصلیة الباطنیة . وانحراف عن الحقیقة

أن اإلنسان فتخیل ، الماء قوى ى للتحطیم الخیالي بتخیل مركز على \الكثیر وسائل أخراانطالق الزم و الخیال قوى فحصر ، كثیرة كالطوفان وحطمت كل ما یتمناه المیاه جاءت

العقل و ال یعیشھ صوري عالم الخیال ألن الخیال یعتبر حاجزا یمنع االتصال الباطني ، فإن بقي اإلنسان متجوال في عالم الخیال ، فإنھ لن یدخل أبدا عالم الباطن . یحصره شيء

. المیدان ھذا أما الوسائل الدینیة فلھا خاصیتھا في . الالشعوري بقوى األحالم الشعوري أواختالط كل أساس وھذا التشابھ ھو . إال أن ھناك تشابھا بین طرق العقائد والطریقة الدینیة

واختالف بین الناس ، ألن العقائد طرقھا تكون أغلب أصولھا من أسس دینیة منحرفة ومغیرة الباطني االتصال إلى ال لذلك على حسب ما اعتمد علیھ كثیر ممن أراد أن یبلغ ونعطي مثا

. الفاتحة من القرآن وھي ھذه وذلك باستعمال وسائل األوراد الترتیبیة لسورة

14

هللا یا حي یا قیوم أجب یا روقیائیل سمیعا مطیعا أنت وخدامك مذھب بحق الحمد ) باسم اهللا الرحمن الرحیم( بقوائم الموكلین المالئكة وبحرمة وبحق سیدنا محمد صلى اهللا علیھ وسلم رب العالمین وبحق الحي القیوم

بحق أبیض وخدامك أنت یا رؤوف یا عطوف أجب یا جبریل علیھ السالم) الرحمن الرحیم(العرش أبجد ئم بقوا الموكلین الرحیم وبحق الرؤوف العطوف وبحق سیدنا محمد علیھ الصالة والسالم وبحرمة المالئكة

أحمر وخدامك أنت مطیعا یا مقلب القلوب واألبصار یاسمسمائیل سمیعا ) مالك یوم الدین(العرش ھو زخ المالئكة بحرمة بحقمالك یوم الدین وبحق مقلب القلوب واألبصار وبحق سیدنا محمد صلى اهللا علیھ وسلم و

یا قریب أجب یا میكائیل سمیعا مطیعا أنت یا سریع ) إیاك نعبد وإیاك نستعین(الموكلین بقوائم العرش طیكل المالئكة الموكلین بحرمة و وسلم علیھ اهللا صلى وخدامك برقان بحق السریع القریب وبحق سیدنا محمد

وخدامك یا قادر یا مقتدر أجب یا سرفیائیل سمیعا مطیعا أنت) اھدنا الصراط المستقیم(بقوائم العرش منسع وبحرمة وسلم علیھ اهللا صلى محمد سیدنا صراط المستقیم وبحق القادر وبحقشمھروش وبحق اھدنا ال

سمیع عنیائیل یا علیم یا حكیم أجب یا) صراط الذین أنعمت علیھم(المالئكة الموكلین بقوائم العرش فصقر علیھ اهللا لىمطیعا أنت وخدامك زوبعة بحق الذین أنعمت علیھم وبحق العلیم الحكیم وبحق سیدانا محمد ص

یا قاھر یا عزیز ) غیر المغضوب علیھم وال الضالین( الموكلین بقوائم العرش شتنثج ةوسلم وبحرمة المالئكأجب یا كسفیائیل سمیعا مطیعا أنا وخدامك میمون بحق غیر المغضوب علیھم وال الضالین وبحق القاھر

المالئكة الموكلین بقوائم العرش ذضظغ أقسمت العزیز وبحق سیدنا محمد صلى اهللا علیھ وسلم وبحرمةعلیكم یا مالئكة الروحانیین من العلویات والسفلیات ویا خدام فاتحة الكتاب أجیبوا وأمدوني وأعینوني في جمیع أموري ألوحا ألوحا العجل العجل الساعة الساعة بحق السبع المثاني والقرآن العظیم وبحق األسرار

فیھما وبحق ما تعتقدونھ من العظمة والبرھان وبحرمة سیدنا محمد صلى اهللا علیھ وسلم سخر لي والبركات . عبدك الرفرق األخضر إنك على كل شيء قدیر برحمتك یا أرحم الراحمین




كان الشیوخ المتصوفة یأمرون بقراءة ھذه الترتیبات بعد صالة الصبح أو في اللیل أو بعد كل رة وستمائة مرة ، وقراءتھا یوم األحد وذلك بتكرار الحمد هللا رب العالمین اثنتي عش. صالة

الدین یوم وتكرار الرحمن الرحیم یوم االثنین تسع وستمائة مرة ، ویوم الثالثاء تكرار مالك وثمانمائة اثنتین وأربعین ومائتي مرة ، ویوم األربعاء إیاك نعبد وإیاك نستعین ستا وخمسین

صراط تكرار معة ألف مرة ، ویوم الجمرة ، ویوم الخمیس تكرار الصراط المستقیم سبعینالمغضوب غیر الذین أنعمت علیھم سبعا وثالثین وثمانمائة وألف مرة ، ویوم السبت تكرار

.علیھم وال الضالین ثالثا وثالثین وأربعة آالف مرة

ھي الحقیقة الباطني ، بینما لي االتصا إن ھذا في أول وھلة یبدو وكأنھ دعاء یكون بھ الفتح تعتبر غیر ذلك ، ألن في ھذا الترتیب تغیرت سورة الفاتحة وأصبحت مخلطة بأسماء أخرى

بھا سورة قسمت التي الكیفیة نظھر التوضیح أجل االدعاء ، ومن روحانیة على حسب :الفاتحة في الرسم التالي

األیام األحد االثنین الثالثاء األربعاء الخمیس الجمعة السبت

غیر المغضوب علیھم وال الضالین

صراط الدین أنعمت علیھم

أھدنا الصراط المستقیم

إیاك نعبد وإیاك

نستعین

مالك یوم الدین

الرحمان الرحیم

باسم اهللا الرحمنالرحیم

الحمد هللا رب العلمین

آیات سورة الفاتحة

یا قاھر یا عزیز

یا علیم یا حكیم

یا قادر یا مقتدر

یا سریع یا قریب

یا مقلب القلوب

واألبصار

یا رؤوف یا عطوف

یا حي یا قیوم

أسماء اهللا الحسنى

كلینالمالئكة المو روقائیل جبریل سمسمائیل میكائیل سرفیائیل عنیائیل كسفیائیل

الخدام مذھب أبیض أحمر برقان شمھروش زوبھة میمون

الحروف أ ب ج د ه و ز ح ط ي ط ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ

عدد تكرار اآلیات 216 619 242 856 70000 1837 4233

في الرسم ظاھر أن اآلیات القرآنیة قسمت بطریقة مدروسة ، وجمعت معھا أسماء لم یكن لھا الخدام أما بتغییر ، طان ، حتى ولو ذكر في ھذا ما في القرآن ، فإن ھذا الذكر یكون من سل

ال والمالئكة وسیطرة ، السبعة ما ھم إال ملوك حكموا من قبل ، وعرفت لھم كرامات وقوةكان ما علیھ وسلم ، ھذا ، وكذا حملة العرش الثمانیة ، والنبي محمد صلى اهللا دخل لھم في

15




صال االت إال تعني فال أما الحروف المقسمة على أربعة في كل یوم. ھذا إال تغییرا وإلحادا لھا عرفت الترتیبات وھذه . الماء الھواء التراب والنار : بقوى الطبیعة بالعناصر األربعة

شيء ، لكل الخاص بالعدد أھمیة قصوى لوجود فعالیة وتأثیر عند قراءتھا وتكرار ما فیھا تذكر أشخاص أسماء لوجود وقد یتم بھا اتصال باطني مغیر عن االتصال الحقیقي ، وذلك

ھذا نذكر أن لنا بالتكرار ، وھذا النوع من الترتیبات ھو الذي یؤدي إلى االنحراف ، والبد یعتمد الترتیبات فھذه ، حتى نتمكن من الفصل بین االتصالین الباطنیین وإظھار حقیقة ثابتة

لیس سماءأ یكرر علیھا الكثیر ممن یربون في االتصال الباطني ، ولیفھم الوضع ، فإن من یعتبر اهللا ، وھذا لھا من سلطان مبین ، فإنھ یصبح مشركا باهللا بإدخال تلك األسماء مع آیات

بما حقیقي غیر باطني اتصال من تغییرا كامال یجعل أساس الكفر ، وحقا قد تمكن الكثیرالطبیعة ، قوى مع فالمھم ھو أن ھذا ال یؤدي إال إلى اتصال بقوى العقل . رتب في ما ذكر

وبھذا ال یمكن أبدا معرفة الحقیقة الباطنیة ألن المتصل ال یرى إال أشخاصا ذكر اسمھم وكأنھ لم بما ، وألن قوى عقولھم مازالت باطنیا فإنھم یمدونھ بقوة ال تزیده إال كفرا وادعاءناداھم

االتصال في الراغب یأمروا بأن الذكر تلقین یكن صوابا ، كما اعتمد بعض الشیوخ عند اهللا باسم یقول أن دون الباطني بقراءة سورة اإلخالص من القرآن ، وذلك ألف مرة یومیا

في قیل ما فكأن تذكر لم وإن الرحمان الرحیم ، فھذا تغییر أیضا ألن البسملة من القرآن .و تغییر أصول الدین السورة لم یكن من عند اهللا ، فاالتصال الباطني المغیر أساسھ ھ

16




:ھذه فھي أما السلسلة الذھبیة

17

ن وم لھ مضل فال اهللا إن الحمد هللا نحمده ونستعینھ من یھده. باسم اهللا الرحمن الرحیم شریك لھ وأن محمدا عبده ال إلھ إال اهللا وحده الیضلل فال ھادي لھ وأنا اشھد أن

ھ ونتضرع ونتحفظأما بعد فنسألك اللھم ونتوب إلیك ونتمسك ونتوسل ونتوج. ورسولھ نتوصل و ونترفع نتربص و نتفكر ونتحصن ونستشفي ونتشفع ونتعلم ونتفھم ونتذكر و

ھذه الموضوعات والمقربات في تجلیاتك وأنوار المودعات ونتقرب بأسرارك مجرى الحكمة فیوضاتنا و العلیة وببركات المشایخ المسلمین بسیدنا ومیزاب الطرق

السید محمد حقي النازلي قدس اهللا سره وبسیدنا الجلیل الحلمي أوده مشى قدس وأسرارنا اهللا سره وبسیدنا محمد جان مكي قدس اهللا سره وبسیدنا عبد اهللا الدھلوي قدس اهللا سره

محمد محمد قدس اهللا سره وبسیدنا سیف الدین قدس اهللا سره وبسیدنا وبسیدنا نور وبسیدنا سره نا أحمد الفاروق السر ھندي قدس اهللا سره وبسید اهللا قدس معصوم سره وبسیدنا المولى الكریم قدس اهللا سره وبسیدنا درویش محمد اهللا قدس الباقي محمد

محمد الزاھد قدس اهللا سره وبسیدنا یعقوب الجرجي قدس اهللا قدس اهللا سره وبسیدنا سره وبسیدنا أمیر كالل قدس اهللا سره الدین األیسي قدس اهللا بھاء محمد وبسیدنا سره

سره وبسیدنا علي قدس اهللا سره وبسیدنا محمود قدس اهللا وبسیدنا محمد باباه قدس اهللا سره وبسیدنا خواجة عارف قدس اهللا سره وبسیدنا عبد الخالق الغدواني قدس اهللا سره

علیھ وسلم وبسیدنا وبسیدنا محمد المصطفى صلى اهللا السالم علیھ الخضر وبسیدنا الحسن أبي وبسیدنا یوسف الھمداني قدس اهللا سره وبسیدنا أبي علي قدس اهللا سره

یزید البسطامي قدس اهللا سره وبسیدنا جعفر أبي وبسیدنا سره اهللا قدس الخرقاني ن قدس اهللا سره وبسیدنا على زین العابدی الباقر الصادق قدس اهللا سره وبسیدنا محمد

قدس اهللا سره وبسیدنا الحسین رضي اهللا عنھ وبسیدنا علي بن أبي طالب رضي اهللا عنھ القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي اهللا وبسیدنا رسول اهللا صلى اهللا علیھ وسلم وبسیدنا

وبسیدنا أبي بكر الصدیق رضي اهللا عنھ اهللا رضي عنھم وبسیدنا سلیمان الفارسي واألنوار وملجأ األمة واألبرار الفیض ومخزن لعلم واألسرار عنھ وبسیدنا منبع ا

علیھ أفضل الكتب األسفار ومھبط جبریل في اللیل والنھار وحبیب اهللا الستار الذي أنزلوسیدنا وموالنا شفیعنا محمد المختار صلى اهللا علیھ وسلم وعلى آلھ وأصحابھ األخیار

وبسیدنا إسرافیل علیھ السالم علیھ میكائیل ا وبسیدن السالم علیھ جبریل وبسیدنا معرفتك فنسألك اهللا محبتك و أعطنا مطلوبي ورضاك السالم ، إلھي أنت مقصودي

أسرار العظام سر سر وعظمتك بسر وكبریائك وقدرتك وجمالك بعزتك وجاللك إلھ إال اهللا ال وبحق م السال وأولیائك الفخام ومالئكتك المقربین علیھم وأنبیائك الكرام

.اهللا اهللا اهللا محمد رسول اهللا وبحق ھذا االسم العظیم




ى لو ذكر إن ھذه السلسلة الذھبیة اعتمد علیھا الكثیر ألجل البلوغ إلى االتصال الباطني ، وحتوالمالئكة ، عنھم اهللا فیھا اسم اهللا والنبي علیھ الصالة والسالم وكذا بعض الصحابة رضي

فإن األمر ال یخلو من وجود أشخاص تذكر أسمائھم ممن لم تكن للناس علیھم من حجة إال أن یأمرون المتصوفة كان السلسلة وھذه . بھا وفتنوا للناس أظھروھا كرامات كانت لھم

من لھا كان ما أسماء یذكر إنما بتكرارھا سبع مرات بعد كل صالة ، الذاكر بھذه الصفة الكثیر غرت اهللا ، وقد دون البلوغ إلى عبادة سلطان ، فھي وسیلة شرك وعبادة لألشخاص

ال حتى یفشوھا ال بأن یأمرون ألن فیھا فعالیة ظاھریة ، وكان المتصوفة یحتفظون بھا ونشروا تصل إلى أیدي السفھاء ، ولكن ھؤالء كانوا حسب األحكام الدینیة ھم السفھاء ، ألنھم

م تكن إال تغییرا لألصول ما لم ینزل بھ اهللا من سلطان ، فاألوراد المرتبة من المشایخ لإال إظھارا ألنواع مختلفة كان ، وطرق التصوف كثیرة ولم یكن أصل الموضوع الدینیة

مراد منھا االتصال الباطني ، بینما ھي ال توصل إال إلى اتصال باألشخاص المذكورة ال .أسماؤھم دون اتصال حقیقي بالباطن

الذین ص األشخا قوى االتصال الباطني نوعان ، األول أساسھ استمداد من قوى الطبیعة أو

فیھ ، والظاھر لقوة عرفوا بالكرامات ، والثاني ال أساس فیھ لھذا ، وھودیني محض ال دخل ھذا ألجل و ، قوة للجسم لزم اإلنسان منھ یتمكن في القول أن االتصال الباطني قبل أن

ودخول الغرض نجد أن المتصوفة مثال یأمرون بریاضة أساسھا السھر وقلة الطعام والعزلة لطرق المطبقین الھنود عند أیضا المثل نجد ھذاو، الخلوة یومیا ال یأكل فیھا المرید شیئا

األلوھیة لھم نسبت أشخاص أسماء ویذكرون الشكل یستعملون نفس ، وھم كذلكاالیوغمن مكنوا لیت وعرفوا بقوة ظاھریة ، ونجد كذلك الصینیین یستعملون علم الحركات التعذیبیة

ءھؤال في التطبیق ، وكل االتصال الباطني ، وھذا كلھ كثیر ومختلف ، والمھم فیھ ھو الشبھ وال عناء وال فیھ مشقة ال المطبقین بعیدون كل البعد عن االتصال الباطني الحقیقي الذي

باطني عزلة وال تعذیب للجسم فأصحاب االستمداد من قوى الطبیعة إن تمكنوا من اتصال فالباطن فیھ قوتان . ما ، فإنھم یقولون عن الباطن خالف ما یقولھ المتدین المتصل كذلك

تشكالن نوعین مخالفین في االتصال ، إحدى القوتین تعتبر نورا واألخرى ظلمات ، فالمغیر ، الباطنیة النور بقوى یتصل ألصول الدین ال یتصل إال بقوى الظلمات الباطنیة ، والمتدین االتصالین إن المتصل بقوى الظلمات یعتبر اتصالھ الباطني اتصاال وھكذا یتضح الفرق بین

.خیالیا واقعیا والمتصل بقوى النور یعتبر اتصالھ الباطني حقیقیا واقعیا فیھ یعیش ،في الواقع إن االتصال الباطني الخیالي الواقعي معناه تطویر الخیال واستوساط

الخیال ، بخیال یسمى خیال ھو أصل ، بینما اإلنسان في قوتھ ویشعر كأنھ یعیش واقعا لھ أن أو ملك وھذا االتصال تكمن فیھ قوة یشعر بھا اإلنسان أن اهللا یحل في جسمھ أو أنھ شبھ أنھ الحال ذاالروح یمسكھا أو كذلك كأن اإلنسان والعقل شيء واحد ، ویعتقد المتصل في ھ

إال ھي على صواب مھما أنھ تتوفر لدیھ قوة ظاھریة تسمى بالكرامات ، وھذه الكرامات ما

18




سعوا بما قوة مستمدة من أشخاص توصلوا من قبل إلى اكتساب قوى استخرجھا القدماء معرفة في كامن معناه إنما الواقعي الخیالي فاالتصال . إلیھ من تغییر في أصول الدین

یتمكن من قوى الخیال المنقسمة إلى ثمانیة أقسام ، یعیشھا المتصل بقواه العقلیة دون أن وھا ج استخر الذین ألن كذلك االتصال الحقیقي ، وتعتبر ھذه القوة قوة دخانیة سمیت

في تطبیقاتھم على المحروقات أو ما یسمى بالتباخیر ، فھي دخانیة بمعنى أنھا یعتمدون فیعیش خیالیة كأن الدخان یتشكل فتصبح لھ صبغة صوریة حسیة یشعر بھا اإلنسان ،

صوریا حسیا خیالیا یشبھ الواقع ، والقوة المكتسبة ھي العزلة في ذلك ألن عالما المتصل وھي الظاھریة أنھ لو لم یكن على صواب لما كانت لھ قوة ، بینما القوة المتصل یظن

ستعمل طرقا تعذیبیة ینال بھا تلك یعبد األصنام كذلك ، أو ی من عند نجدھا الكراماتالقوة ، وفي الدین تسمى ھذه الكرامات بسحر ألن أساسھا ومنطلقھا تغییر لكل ما أنزل في

كانت الشعوب الغیر المتدینة بالدین اإلسالمي لھا قوة وكرامات عند الكتب المنزلة ، وإن الشعوب كان لھا ھي أیضا أساس دیني تغیر عن أصلھ ھذه مطبقي الطرق المختلفة ، فألن

القوة ، وال یمكن أن نقول إن الذي یظھر كأنھ متدین فھو بھا تكتسب أخرى صبغة واتخذ االنحراف ینفي ھذا ، أما الرسم لقوى الخیال المتصل والتغییر وجود ألن صواب على

:بھا فھو ھذا

الثماني درجات لقوى الخیال الباطني الواقعي

19




. الدرجة األولى خیال عادي یكون بواسطة التفكیر الفكري الصوري-

یكلمھ بمن یھتم ھي خیال فوق الخیال العادي ألن المتخیل في ھذه الحال ال الدرجة الثانیة -

.أو بما یحیط بھ

تصبح صوره واضحة أكثر ، ونجد الثالثة فوق الدرجة الثانیة واألولى ، ألن الخیال الدرجة -الحزن القلق و عنده ویكثر ، وكأنھ یحلماإلنسان في ھذه الحال یعتزل الناس ویحب الخلوة

.والیأس

الدرجة یرى ختالط الفكري الصوري ، وكأنھ المتخیل في ھذه الرابعة منھا یبدأ اال الدرجة - .أشیاء ال یراھا اآلخرون ، ویسود وجھھ وأعصابھ تتوتر بسھولة

ینزعج الدرجة الدرجة الخامسة لھا أھمیة في الخلط الخیالي باألحالم ، ألن البالغ إلى ھذه -

تكثر عنده رؤیة األشباح ، ویخاف كثیرا من الظالم والرعد والبرق إلى كثیرا في أحالمھ ، و .غیر ذلك ، ثم یكثر عنده النسیان بصفة ملحوظة

من یستمد أو الدرجة السادسة ھي أخطر ، ألن البالغ إلیھا یصبح لھ اتصال بقوى الطبیعة-

أنھ یظن بھ ، خاصة طرق لھ وتصبح آخر یراھم في الحلم ، وقد یعیش واقعاأشخاص المتصل عقل الشخص یكتسبھا بینما ھي تملى لھ ممن یتصل بھ باتصال قواه العقلیة مع قوى

.بھ

ظاھریة تكون ال استمدھا و قد الدرجة السابعة ، یكون البالغ إلیھا یتحرك بقوة كامنة فیھ- .بصفة یستعملھا كما یشاء

لھذه البالغ فیصبح خیاال اتصال كان منطلقھ الدرجة الثامنة فھي الدخول إلى الباطن بأما -

المسماة ھي الثامنة فالدرجة ، أساس أصلي الدرجة ینال قوى ظاھریة یستعملھا ولیس لھا .بخیال الخیال ، ألنھ یكون فیھا خلط صوري فكري باألحالم والخیال

فإن قوى األفكار وقوى الصور المسجلة في الدماغ ، أما الذین اعتمدوا في طرقھم على محو

تركیز تطبیقاتھم یكون اعتماده على منطلق تطبیقي بطریقة التحكم التنفسي ، كما ھو معروف إال في التنفس ، وبعد ستة أشھر في طرق الیوغا العقلیة ، وذلك بأن ال یفكر المطبق في شيء

ا صفة الصعود الفكري فمختلفة عن السابقة ، وال أم. أولى ظاھریة قد یتمكن من اكتساب قوة یعتبر االتصال في ھذا الحال دخانیا بل ھوائیا ألن البالغ في ھذا یشعر كأنھ ھواء أو یسبح في

20




الجسم بقوى تحرق قوتھا درجات كذلك ، إال أنھا ثمانيتصال النوع من االولھذا. الھواء

فال الخیال قوى ویتم البلوغ إلى الدرجة الثامنة ، ومھما أن ھذه الدرجة جامعة لكل درجات القوة فصبح المرحلة ویعتمد على النار في ھذه . یخلو الوضع من أن یكون متشابھا باألول

أن بإمكانھ یشعر كأنھ اإلنسان فإن یسمى بالقوة الترابیة أما ما . ناریة ال ھوائیة أو دخانیة من كثیر القوة ھذه إلى یثیر زلزاال أو أن یحطم مكانا معینا في األرض أو بنیانا ، وقد بلغ

أن أو بحر في كأنھ أما القوة المائیة فإن البالغ إلیھا یشعر .الناس ممن عرفت لھم كرامات ذكر ، فإن ما وقد عرف ھذا كثیرا ، فلنقسم. في المیاه بتھییج میاه الودیان بإمكانھ أن یتحكم

یعین قد التالي الطبیعة ، والرسم بقوى اتصال االتصال الباطني الخیالي والواقعي أساسھ :على الفھم

قوات أنما . فالخیال بقوى الدخان ینقسم إلى األربع قوات ، وھي العناصر األربعة الطبیعیة دخانیة قوى أساسھ یكون الذي العناصر األربعة فتنقسم إلى ثالث فقط ، االتصال الباطني

ظاھر وذلك ، واستعمال قواه األربعفي درجاتھنجد أن القدماء ھم الذین تمكنوا من البلوغ تظھر طبیعیة قوى بواسطة في نوعیة الكرامات التي بلغوا إلیھا ألنھم تمكنوا من السیطرة

القوة فعالیة تظھر ، ، كما فوقھ المشي أو فعالیتھا على القوة المائیة وذلك بتحریك الماءوسط في یة القوة الناریة كالمشي على الجمر أو الدخولالترابیة بطي األرض ، وتظھر فعال

21

الخیال بقوى الماء

الخیالبقوى الھواء

الخیال بقوى النار

الخیال بقوى التراب

الخیال بقوى الدخان




مات التي تمكن االنار دون احتراق ، أما القوة الھوائیة فكالطیران في الھواء ، وھذه مثل للكر أن بھذا أظھرنا وقد . الطبیعة بقوى العقل نسان من البلوغ إلیھا بواسطة اتصال قوى اإل

الغرض قدیما الكرامات أساسھا قوى طبیعیة تمكن اإلنسان من استعمالھا بقوى العقل ، وكان ما بھ لیفھم من االتصال الباطني ھو جلب قوى الكرامات ، ولم یكن ھدفھ علما یؤخذ باطنیا

یخص أمر فھذا ، السحریة أما التصدیق بوجود كرامات أو القوى. وجد من علم ظاھري االتصال الباحث السائل نفسھ ، ولكن باإلمكان أن یرى اإلنسان أشیاء من ھذا النوع ، ویكفي

التغییر عن ناتج وذلك ، أصحابھا قل بمن عرف بھذا ، وقد نقصت فعالیة الكرامات كماعلیھ ، كانت مل غیر على القوة یعي ، إذ اآللة ھي التي احتلت مكان الجسم وانقلبت الطب

على یقدر وال تطبیقاتھا یتحمل والطرق التي عرفت لھا صحة في فعالیتھا لم یعد اإلنسانیجلب أن ھو فمعناه االستمداد أما ، االستمداد تحمل وسائلھا ، وذلك ناتج عن نقص في

للمریدین ، األوراد یلقنون شیوخا نجد اإلنسان إلیھ قوة یتمكن بھا من دخول الباطن ، وقد بالتلقین ، ھذا آخرین ، ویسمى أنھم یمدونھم بقوة جلبوھا ھم كذلك من أشخاص وذلك معناه

لى ع كثیرة أشیاء وتدخل ، قوة لھ عرفت وحقا تظھر فعالیة عندما یتصل اإلنسان بشیخ الرأس في اإلنسان عندما یطبق ما یأمر بھ الشیخ ، وأول ما یشعر بھ اإلنسان نوع من الثقل

لیة ذلك السكر ، ویعجبھ ذلك ، فیھ لذة ، ویسمى ھذا بالسكر العقلي ، فیصبح اإلنسان تحت فعاندما ع كثیرة أشیاء علیھ وتدخل ، الشعور سیما إن ساعده التطبیق الذي یمارسھ بذلك ال

یغمض عینیھ ، وتتراءى لھ أوجھ كثیرة ال یعرفھا ، وتلك الوجوه ما ھي إال وجوه األشخاص الشیخ یأمر شیخھ ، وعندما وجھ الذین تذكر أسماءھم ، كما یظھر للسالك في ھذا االتصال

إلیھ تضاف المرید بتعظیمھ ، فإذا فعل ذلك یصبح تحت سیطرة شیخھ ویأمره بما یریده ، ثمبسلب یسلب المرید عقل قوة أخرى أكثر مما كانت علیھ ، ویسمى ھذا بسلب العقول ، ألن

على واقعي ، وما شيء قواه العقلیة واستخارتھا باستعمالھا لجلب قوى أخرى ، وھذا األمر ال تجربة كل لتفادي ولكن ، السائل إال أن یتصل بالزوایا الكثیرة حتى یتبین صحة القول

اتصالیة بشریة ھو إال استمداد من قوىتؤدي إلى شيء واقعي أصال ، فأنا نقول إن ذلك ما ظن لو وحتى ، لإلنسان بقوى الطبیعة التي ركزت لھا قدیما أصنام سجنت فیھا وسخرت

ألن ، لھ أساس القول ال فإن ، قدیما تعبد كانت اإلنسان أن األصنام ال أساس لھا ألنھا فعالیة لھا ألن عنھا االستغناء األصنام مازال یعتنى بھا عند كثیر من الشعوب وال یمكنھم

بل وحدھا الشعوب تلك ویشعرون بوجود قوة استمدادیة فیھا ، وال یعني ھذا أن األمر یھم لن یبقى األصنام كلھا والتماثیل لتغیر األمر ، ثم یھم الشر كلھ ، ألنھا تضر بھ ، ولو تحطمت

. أثر لالتصال الباطني المزیف ولن تظھر كرامات أبدا وصحة القول أن كل من كانت لھ كرامة ظاھریة یستعملھا كیف شاء ، ما كان أساسھا إال من

علمي بحث ء ورا أصنام موجودة أو مبان أقامھا القدماء ، ولیكن حذر اإلنسان عندما یسعى اتصالي بالباطن ، وإنا لنجد أنحاء العالم زوایا مختلفة من كل األجناس لھا طرق كثیرة تجلب إلیھا كثیرا من الناس وتفسد عقولھم فیطلبون العزلة ویتخلون عن كل شيء ، فالتخدیر العقلي

، و ة ـطبیعی قوى من قواھا ورثت بشریة لھ أثر فعال على اإلنسان متى تم اتصال بقوى

22




وال األھل عن التخلي فیھ االتصال الحقیقي بالباطن ال یجلب لإلنسان قوة ما ، وال یفرض قوى من أو األصنام قوى من استمداد فیھ العزلة الطویلة أو االنحراف عن الحق ولیس

ونجد نوعا آخر قد یؤدي إلى إمكانیة االتصال الباطني بصفة أخرى بشریة أو قوى طبیعیة ، حمل لم تكن تتطلب من أصحابھا مجھودات كثیرة لیصلوا إلى ھدفھم ، وأساس ھذا النوع ھو

معینة ، وجمعت فیھا قوة طبیعیة مستمدة من أشخاص وأصنام ، وھذه طالسم جعلت بدراسة الطالسم یوفق قواھا شیخ امتاز بكرامات ، وعندما یحمل اإلنسان ھذا النوع من الطالسم ، قد یصل فعال بأشیاء أخرى ال توصل إلى االتصال الباطني ، ونظھر نوعا من الطالسم في

: التالي كمثال فقط ، ألن ھذا النوع كثیر وما زال یستعمل حالیا ، والطلسم ھو ھذا الرسم

والنطق الغیب من الفتوحات و والنصرة القوة حملھ نال و من كتبھ الطلسم قیل إن ھذا

.بالغرائب واألسرار

الباطني ، وإذا منھا ھو االتصال األول اعتمد الكثیر على ھذا النوع من الطالسم ، والھدف حروفھا جعلت قرآنیة آیة ما الحظنا الكیفیة التي وضع بھا الطلسم ، نجد أنھ مركب بتغییر

من المستمدة الطبیعیة للقوى حاملة ھذا ھي في تتضارب في ما بینھا ، وأضیفت األرقامالعناصر األربعة ، وجعل اسم ملك في الوسط واسم محمد علیھ الصالة والسالم بصفة مقلوبة

23




وھذا یعد تغییرا كامال فیھ شرك ، وحقا قد یمكن بھ االتصال الباطني الخیال الواقعي كما ة الطلسم ال تكفي ، ألنھ یجب على كاتبھ أن تكون لھ قوة في جسمھ فسرناه ، إنما مجرد كتاب

اتصال بقوى فعالیة ، وھي كامنة في اإلنسان من بعد أن یتم لھ تعتبر قوة شبھ مغناطیسیة لھاوفي . الكاتب في كتب ، بل ما أشخاص معینین أو أصنام أو قوى طبیعیة ، فالسر لیس في

أما ، حقیقي غیر وإلحادا وشركا باهللا ، وكل ھذا یوصل إلى اتصال الدین یعتبر ھذا تغییرا الطلسم فیسمى كذلك لوجود قوة فیھ تستخرج بواسطة االتصال الباطني الذي أساسھ ظلمات ،

فلھا األرقام ، أما لآلیة تغییر ھو بینما وقد یعتقد الناس أن ھذا حق لوجود آیة قرآنیة فیھیحتوي المذكور القوى ، والطلسم ا ، ویعطى لكل حرف عدد على حسب فعالیتھا وخاصیتھ

وقیاس دراسة النوع ولھذا تة في ثالثمائة مرة على عدد قوة سورة اإلخالص من القرآن ثابما ھو إال تغییر لما كل ظلمات ولیكون الفھم واضحا فأساسواعتماد على الكواكب واألبراج

قوة اكتساب یتم تغییر ، وبذلك على تعتمد كذلك ب األخرى أنزل في كتاب اهللا ، والشعوظاھریة تسمى بالكرامات ، لھذا ال نجد فرقا بین الشعوب الغیر المتدینة وبین المتصوفة الذین

واضحا ، التغییر نجد وأقوالھم یعتقد أن أساس عملھم ھو دیني ، وإذا ما بحثنا في أعمالھم أصل األشیاء لھذه ن قوة أظھروھا واعتبروھا خارقة للعادة ، ولم یكن وبھ ینالون ما نالوا م

.في الدین

على القدیم منذ إن التأمل والتركیز من أھم وسائل البلوغ إلى االتصال الباطني ، وقد اعتمدالنظر على شخص خص بالكرامات أو إلى صنم اعتبرت لھ قوة من أجل االستمداد ، فالتأمل

بتركیز فكریا أما التركیز فإنھ یكون . ھنا لھ أھمیة ألنھ إن لم یكن أثناء النظر ال تتم الفعالیة یوخ یأمرون الش وكان . قوى العقل على شيء معین فیھ رسم أو طلسم عرفت لھ فعالیة كذلك

أھم المرید بأن یتخیلھم ویركز فكره فیھم ، وبذلك یتم االستمداد ، وكما نالحظ فاالستمداد ھو قوى لتطویر أما . الخیال قوى بتطویر العقل قوى شيء قبل البلوغ إلى مرحلة تطویر

یطلبھم كر الذا كأن ، أشخاص أوراد فیھا األحالم فقد استعملت طرق شتى منھ صلوات و إال التطبیقات ھذه كثرت ومت . لیراھم في منامھ ، وذلك ألجل االستمداد والرؤیا الباطنیة

قوة ، من یكتسبون بما احتفاظا كثیرا شیئا یعلمون ألن البالغین في ھذا المیدان كانوا البھم وذلك بالتجارب والراغبون في االتصال الباطني ما كان علیھم إال أن یجدوا طرقا خاصة

من التغییر معرفة یأخذ ألنھ والبحث ، وإذا ما اتصل أحد في البدایة ، فإنھ یتطور بسرعة كل وعند ، یشاء لمن الباطن ، وذلك بمعرفة القوى الطبیعیة ، فیخلط بین األشیاء ویعطیھا

أن كثیرا من الھدف ، فنجد األمم ومنذ القدیم ، لم یكن سھال اتخاذ شیخ معلم ألجل البلوغ إلى لھم یعطى الشیوخ ، وال من اأن یقبلو الناس كانوا یجلسون أمام المعابد والزوایا ینتظرون

اتخذوا شيء حتى یصبحوا خداما یخدمون الشیخ المربي كما یقال ، ومثل ھؤالء كمثل الذین .األصنام من قبل آلھة فخدموھا

24




ر االذكر ، وعرفت عندنا أذك: متعددة ، منھا إن االتصال الباطني یستلزم أشیاء كثیرة وطرقا تكرر بعد شعریة قصائد كثیرة تسمى باألوراد ، وأغلبھا ترتیبات مشایخ ، وھي عبارة عن

عرفوا أصحابھا ألن إال الناس اتخذھا كل صالة ، ولم یكن لھذه الترتیبات من بینة ، وما تستعمل أنھا فنجد األذكار بأسماء اهللا الحسنىأما. بكرامات ظاھریة ما كانت إال فتنة بینھم وخلطا إدماجا یصبح اهللا ، بل ال إلھ إال یقول من كذلك بصفة مغیرة عن األصل ، ومثال

منھ ، شعور دون تغییر فیھ میدانا اإلنسان ، وھكذا یدخل ) لـللھ(للحروف فیكون النطق السالم ، علیھ م بالنبيتن ال یھتم بأحد إال بشیخھ ، وال یھالسیما الشیخ المربي یقول للمرید أ

یعني ألنھ في ذاتھ ، وما كانت لإلنسان من ذات ، بل جسم فقط ، والذي یقول إن لھ ذاتا فإنماشيء كمثلھ لیس اهللا بأن اهللا یحل فیھ ، واهللا سبحانھ وتعالى ال تعتبر لھ ذات إلھیة ، بل ھو

، والذكر یستعمل كذلك عند الشعوب الغیر المتدینة ألنھم یعرفون أسماء وھو السمیع البصیر أنھا الشعوب ، إال تلك لسان على المنزلة الكتب اهللا الحسنى بلغتھم ، وذلك مما أنزل في

.حرفت عن أصلھا كما ھو الشأن في ذكرنا ، فالتغییر إذا ھو أساس الخطأ واالنحراف

ال الباطني على ھیأة الجلوس كذلك ، و الجلوس لھ دور ھام للبلوغ ، وقد في االتصیعتد یستعمل الكثیر ھیآت جلوس متعبة ومؤلمة ، وذلك لقلب قوى الجسم حتى تتخذ قوى العقل

األحالم ثانیا ، أم سیرة أخرى ، وفي الجلوس أصل التصاعد الفكري أوال والتطویر الخیالي یقة النوم ، نجد أن لكل شيء أثرا على اإلنسان وفعالیتھ ، و إذا لم تكن فسرھا یكمن في طر

.حركاتھ صحیحة ، فإنھ لن یكون لھ اتصال حقیقي أبدا إن االتصال الباطني لیس اختیاریا بل ھو شيء موجود لھ أصل في اإلنسان ، والدلیل على

ھو وجود الخیال واألحالم عند إلنسان ، ویجھل اإلنسان االتصال الباطني ألن الخیال وجودهأما . یمنعھ من ذلك ، وألن الخیال ھو ظاھر الباطن و األحالم ھي باطن ظاھر الباطن

االتصال الباطني فھو باطن كل ھذا ، أما الباطن فمسألة أخرى غیر ھذا كلھ ، وأبوابھ قد ھا اإلنسان مغلقة إذا لم یتمكن من فھم أصول العلم ، و الحقیقة في ما یسعى إلیھ ، یجد

فاالتصال الباطني ھو اتصال قوى عقل اإلنسان بالعقل نفسھ ، والعقل یعیش العالم الباطني ل ویوصل ما فیھ لإلنسان بقوة صوریة ھي في اإلنسان ، قد تظھر في األحالم أو في الخیا

الالإرادي ، والخیال الالإرادي مثلھ ھو أن یكون اإلنسان في مكان ما ویفكر بأن رآه قبل رآه ما صورة للرائي بھ أعطي إدراكي تجوال ذلك ، فھذا اتصال باطني كان العقل في

. وعرف بأنھ من قبل ، فاالتصال الباطني ال یعني الدخول إلى الباطن بقوى العقل

نفسھ ، أما بالعقل العقل قوى والمفھوم األول في ھذا ، ھو أن االتصال الباطني ھو اتصال یظھر االتصال الباطني فھو اتصال العقل بنفسھ مع الباطن ، فھنا فرق كبیر ، والرسم التالي

:واقع الفھم

25




قوى العقلوالخیال األحالم و الحواس تطورت تشمل الحواس واألحالم والخیال ، وإن إن قوى العقل

:تصبح قوى العقل قوة واحدة یمكن بھا االتصال بالعقل ، والرسم التالي یظھر ذلك

26

سالحوا

الخیال األحالم




العقل

صاعد قوى العقل إلى العقلت

قوى العقل

وإذا ما تم اتصال قوى العقل بالعقل یصبح العقل لھ قوى جسم اإلنسان ، ألنھ بعد ھذا االتصال أصبح العقل شامال لقوى الخیال واألحالم والحواس ، وإذا توفر ھذا االتصال یصبح

طى لإلنسان في ھذا الحال صورة لجسمھ باطنیا مطابقة وتع. العقل في حركة إدراكیة للباطن لقواه الظاھریة ، وھنا یكمن دور الجسم الثاني لإلنسان إذ یصبح یتجول باطنیا ، والعقل ھو

ي یوصل للدماغ ما في الباطن بطریقة صوریة مدركة ، ویبقى االتصال تاما بین العقل ذال .باطني والجسم الثاني لإلنسان ویشكالن الوسط ال

27




الباطن

العقل

الجسم الثاني

لإلنسان الظاھر

الجسم اإلنساني

في للدماغ یمدھا فالعقل یمد كل المعلومات الباطنیة إلى الجسم الثاني لإلنسان ،وھذا األخیر الباطن ، عالم في الجسم الظاھري ، والجسم الثاني لإلنسان ال دماغ فیھ بل ھو صورة فقط

ھو بینما عمالق ن أنھ وھو مظھر لحقیقة قوى الجسم الظاھري ، وقد یشعر المتصل بالباطالثاني والجسم ، االتصال بعد باطنیة إحساسھ الطبیعیة ، وإنما أصبحت قوىعلى حالتھ

المتصل ینسى وقد ، اإلنسان یكتسبھا التي الباطني قابل للكبر والصغر على حسب القوةیكن لم عالما ، جسم الثاني بالباطن نفسھ ویعیش أجواء العالم الباطني فیرى ما فیھ برؤیا ال

أماكن الباطن في للظاھر ، مشابھة صورة وھو صوریا خیالیا ، بل واقعا فوق الخیال ، .یتعرف علیھا المتصل بصفة تدریجیة ویدخلھا كلما احتاج أن یعرف ما فیھا

28




4-

2 -

الباطن - 3الخیالي

األحالم

الخیال 1 -

فھو الخیالي الباطن وللخیال ، أما إن الباطن الحقیقي شامل للباطن الخیالي ولقوى األحالممتصال نعتبره أن یمكننا ال تطور بقوة عقلیة وأصبح كاألحالم ، والمتصل بالبطن الخیال

الھا ، إنما خی في واقعیة واقعھا ، بل في واقعیة تكون ال یأخذھا بالباطن ، والعلوم التي دائما األخطاء ، واإلنسان الفعالیة تكون ظاھریة ، إن القوة سبب اإلغراء والكرامات أساس

.كان أصلھا ، ألن ھدفھ ھو السیطرة كان یسعى إلى جلب القوة كیفما

وة شریرة واللیل یعبر إن الخیر دلیل وجود الشر واللیل دلیل وجود النھار ، فالشر یعبر عن قال اإلنسان كان للظاھر ، وإن باطن عن ظلمات ، كذا الخیال واألحالم یعبران عن وجود

عندما اإلنسان الخیال ، ألن بوجود بوجود یصدق یصدق بوجود الباطن فإنھ ال یمكنھ أنالدماغ ، تشبھ في یة صور قوة دون یفكر یفكر فإنھ یتخیل كل ما یفكر فیھ ، وال یمكنھ أن

على الكثیر اعتمد وقد ، باطنیا باألحالم لیصبح اتصاالاالتصال الباطني بالخیال المدمج ، يولكن في ھذا الحال ال یكون االتصال إال بالباطن الخیال ألنھ إدماج الخیال باألحالم،السھر

29

الباطن الحقیقي




ھو شيء بل ، للوصول إجباریة فاالتصال الحقیقي ال یمكننا أن نبلغ إلیھ بقوة فارضة على یسعى إلیھ الراغب فیھ باحترام قوانینھ وتلبیة متطلباتھ وتطبیق أصولھ ، أما الذي یعتمد

تعذیب النفس فإنھ ال یبلغ إال إلى اتصال باطني خیالي یكتسب بھ قوة ال یعرف مصدرھا عن العقل ، واالتصال بالباطن لھ نوعان آخران ، األول منھما ھو أن ال تبتعد قوىالحقیقي

بل باطنیة الدماغ ، وبالخیال المطور بالطرق یمكن رؤیة أشیاء كثیرة ، وھذه األشیاء لیست الثاني ، وقد الجسم أو بالعقل العقل ال بقوى ھي متركزة في الدماغ نفسھ یعرفھا اإلنسان

من یرھا لم صل قوى عقل اإلنسان بقوة أخرى تتركز في الدماغ ، ویرى اإلنسان صوراتتاألصلي فھو قبل ، وھذا أیضا لیس اتصاال تاما بل التحام قوة بقوى العقل ، أما النوع الثانيني الباط العالم الثابت یشعر فیھ اإلنسان بأنھ یبتعد بواسطة قوى الجسم الثاني لمدة ، ثم یدخل

ثم ،ویتصل بھ ، وبھذه الوسیلة االتصالیة یعرف اإلنسان الخطأ والصواب في ما یسعى إلیھ یعرف الخیال وقوى األحالم ، ویعرف كذلك في نفس الوقت أصل االتصال الباطني الخیالي

واقعي ، وواقع خیال ، وشر ونور ، خیر ظلمات : الواقعي ، فاالتصال الباطني اتصالن عن اإلنسان بحث ز بینھما صعب ، والطرق األساسیة ھي المظھرة للحقیقة ، ولیكنوالتمیی

أساس ھما االعتقاد العلم قبل أن یبحث عن معرفة واقع االتصال الباطني ، فالعلم وتصحیح سیرة لھا تصبح عقلھ الطریقة الصحیحة ، وإن فكر اإلنسان تفكیرا غیر حقیقي ، فإن قوى

الناس كل لألصل ، وتكون السیرة الباطنیة على حسب المنطلق الفكري ، إن عكسیة مضادةإدراك ، ثم وبإدراك أو بغیر لھم اتصال باطني شعوري أو ال شعوري بإرادة أو بغیر إرادة

الناس كل حال إن األمر ال یھم الباحث فقط بل یھم صوریا أو فكریا حسیا أو شعوریا ، علىاتصالیة سیرة لھا تصبح ن العادي كلما تخیل بفكره شیئا فإن قوى عقلھ جمیعا ، ألن اإلنسا

یفكر األحیان بعض في أن یعرف خارجھ ، والكل أو بأشیاء مبھمة قد تكون في دماغھ اإلنسان في شخص معین وإذا بھ یحضر ، ثم إن كثیرا یفكر في مصیبة یخاف أن یصاب

دلیل فالحدس نھ ، وھذا كلھ اتصال باطني ال شعوري ، ، وإذا بھ یصاب بما خاف مبھا ما طور لوجود اتصال مباشر باألشیاء بصفة مبھمة ، واالتصال یصبح معلوما مفھوما إذا

بالعالم اإلنسان تصال الكبرى ال الوسیلة فھو النوم أما ، اإلنسان الحدس والخیال تركزة في نفسھا ویتم بھا االتصال بالجسم الثاني الباطني ، ألن قواه العقلیة تصبح كلھا م

إلى یرجع شيء الواقعي ، وكل لإلنسان ، والجسم الثاني فعالمھ ھو الباطن إما الخیالي أو . سیرتھ وانتقالھ وعلومھ المستوردة ، ویظھر ذلك في االعتقاد في أصلھ

كان اهللا فإنھ ال یمكن االتصال باطنیا بخالق كل شيء ، وما ولیعتقد اإلنسان ما ھو صحیحا ،

یكون بشيء حجابا معناه الحجاب یكن ولم لیكلم من بشر إال وحیا أو من وراء حجاب ، مفھومة غیر فبطریقة وراءه اهللا ، بل إن المعنى ھو أن اهللا إن كلم من أحد من وراء حجاب

غیر نھ وتعالى للبشر ألست بربكم قالوا بلى ، فھذا كالم بصفة وال مدركة ، وإذ قال اهللا سبحاإلیھ یوحى أما الوحي فشيء آخر یكلم بھ اهللا سبحانھ وتعالى من . مدركة وھي مثال للحجاب

30




أما المسموعة فھي كالم دون وجود نطق إلھي بلسان بل. بطریقة مسموعة أو مفھومة العقل ، والمتصل وإدراك وحیا ، والطریقة المفھومة تكون قوة یدرك فھمھا بقوى الوحي

ھ یوحى إلیھ شيء ، بل الباطن عالم خلقھ اهللا وجعل فیھ من نبالباطن ال یمكن أن یقال عنھ إ مادیة یاء شكأ شيء كما ھو العالم الظاھري إنما مختلف ، في الظاھر نرى األشیاء كل

صوري ، والجسم شكلھاو قوة لھا مثال ، وباطنیا نرى نفس األشیاء ، ال كأشیاء مادیة بل . الثاني ھو الذي یعیش ذلك العالم الباطني ، كما أن الجسم الظاھري یعیش العالم الظاھري

تلك جملة من وكان ، الباطني االتصال من وأغراض كانت لإلنسان منذ القدیم أھداف

التصال الباطني رتبت األغراض معرفة خلط القوى الطبیعیة من أجل استغاللھا بالجسم ، وباعن دائما یبحث فإنھ ظلمانیا كل أصول العلم أو السحر ، والمتصل باطنیا إن كان اتصالھ

اكتشاف منابع الظلمات ، ویبحث عن الكنوز المدفونة وتبدیل المعادن ، إلى غیر ذلك من كل حسب على بنیت ة القدیم المباني ما یرى فیھ مصلحتھ ونزاھتھ باالستكثار ، كما أن أغلب

لالتصال األول الدور ن كذلك ، فقدیما كا الباطن من ھندسة معماریة استخرجت أصولھا أو حجریة أو الباطني أكثر مما ینقش على الحجر من معرفة أو مما یكتب في ألواح خشبیة

متعددة رقا مستخرجوھا ط بھا وأغلب العلوم كانت تؤخذ باطنیا یجعل.طینیة إلى غیر ذلك بھا ثم وأصوال قد تكون غیر ثابتة ، ولكن كان یعتقد فیھا لوجود قوة یستمدھا اإلنسان ویشعر

المراكز یستعملھا ، وبالطریقة الباطنیة عرفت الطالسم وترتیبات الجداول واألوفاق وعرفتوإلى القوة ، كبیرة وبنیت فیھا مدن أو معابد ألجل استعمال تلكاألرضیة التي تكمن فیھا قوة

لالتصال الباطني أن حد اآلن مازالت نفس االعتقادات والبحوث في ھذا المیدان ، وال ننسى فوق أخرى كوسیلة علیھ یعتمد وحضاراتھم ، ألنھ الشعوب تطورات كل دور ھام في

سبقت أحداثالمعرفة الظاھریة ویتم بھا االتصال بالموتى مثال في قواھم العقلیة ، أو إرجاع مصانع أسس أو اكتشافات لم یطلع علیھا اإلنسان ، ولو بحثنا في حیاة كل الذین یستخرجون

كانوا وأنھم الموتى مع باالتصال الفالسفة آلیة نجد أن لھم اتصال بشكل ما ، وقد وصف الھامة اتعلیھ ، فاالكتشاف للمطلعین بالنسبة معروف یرون نورا في خلوتھم ، وھذا شيء

باتصال تمت بل صدفة أصل إلیھا اإلنسان الیوم لم تكن مجرد احتمال فطري أوالتي بلغ بلغ ما إلى البلوغ باطني یخفیھ كل مكتشف وال یبدي شیئا منھ حتى ال یتمكن اآلخرون منمجالھ ل ب ، أخرى إلیھ أو معرفة المصدر الحقیقي ، فالباطن عالم لم یكن خاصیة أمة دون

من السیطرة و التغییر إلى یسعى كان مفتوحا لكل راغب فیھ ، إنما ھذا العلم قد احتلھ من األول األساس ھو أھمیتھ ، والدین ینكر ال مبلغا المیدان ھذا رؤوس األمم البالغین في

عنیف ، ل صراع المظھر لوجود حقیقة الباطن ، أما العقائد والطرق المختلفة ما ھي إال مجابإمكانھ الذي ھو وحده فالمتدین ، الدینیة واألصول وتقلبات كثیرة یتم بھا خلط المعرفة

الخیالي ، بالباطن إال اتصال لھ یتم ال الغیر المتدین بینما ، الحقیقي االتصال بالباطن كباقي الحیاة مشاكل فیھ ریا والمتصل بالباطن بطریقة دینیة أصلیة ، فإنھ یعیش واقعا ظاھ

31




في الظاھر من مشاكل وصراع الناس وزیادة على اآلخرین فإنھ یعیش واقعا ثانیا باطنیا یجده اتصال یكن لم مع كل منحرف عن الدین یسعى إلى احتالل كل المواقع الباطنیة ، وحتى لو

ھدفھ ، إلى یبلغ ال الغیر المتدین إال اتصاال خیالیا فإنا نجد أنھ یمنع الطریق للمتدینین حتى الحروب و ، الباطني إلى العالم ھو أول باب للدخول ألنھ كما ذكرنا من قبل ھذا أن الخیال

الباطنیة عرفت منذ القدیم بین المتدین والغیر المتدین كما ھي في الظاھر تماما بل أكثر واقعا لھ من فعالیة قصوى على الواقع الظاھري ، والمتدینون الیوم قل منھم وفعالیة ، ألن للباطن

ن األصول المظھرة للواقع الباطني ، وظن إمكانیة االتصال الباطني ، وذلك ألنھم انحرفوا ع المتدینین الغیر ألن إال الصعوبة كثیر منھم أن الدین ال وجود لعلم الباطن فیھ ، وما كانت

أراد ما إذا الدینیة ، والیوم الطرق بواسطة طوروا تطبیقاتھم في فترة قل فیھا المتصلونكان مما أكثر یتطلب صعبا األمر یجد فإنھ اإلنسان الرجوع على علم كان علیھ كمتدین

من الیوم الحال یتطلبھ من قبل ، ولیسھل األمر فإنھ یحتاج إلى تطویر تغییري لما ھو علیھناحیة ھندسیة المباني واستقرار السكان ، ألن المواقع األرضیة التي تكمن فیھ قوة تستمد منھا

أصلھا علما دینیا لتضعف األمم الغیر المتدینة ویفشل الظلمات قد لزم جعل أسس فرقھا یكونتطبیق القوى االحتاللیة للعالم الباطني ، فالشعوب المتدینة نجدھا تحت سیطرة الشعوب الغیر

األخرى الشعوب طورتھا باطنیة قوى ضغط تحت لوجدھا إال المتدینة ، وما كان ذلك أھم ، وإنالمسلمین بین الفتنة وجعل للدین مدادیة االست وأرادت بتطبیقاتھا محو الموارد

مورد لالستمداد بالنسبة لكل المؤمنین فإنھ الكعبة ، وكل متصل بالباطن نجده یثبت وجود قوة االتصال من المتدین یتمكن ال من ظلمات یطبقھا الغیر المتدین لیجعلھا مانعا محكما حتى

المتصل تصل أوال إلى الكعبة ، ومنھا یتم التصاعد العقلي في الباطني الدیني ، ألن قوى عقل الباطن ، وكل من تمكن في السیر الباطني فإنھ عند الجلوس یشعر بنفسھ كأنھ یسیر بقوة على

إلى الدخول یكون ومنھما أن یبلغ مكة ویرى الكعبة أمامھ ویدخل من بابھا ، ثم یجد كھفینت القوة المضادة في الكعبة ، فإن المسلم سیفقد كل اتصال حقیقي العالم الباطني ، وإذا ما كثر

من األصول الدینیة ، ویضیع منھ ما احتفظ بھ المسلمون من فبل وحاربوا من أجلھ ، ألنھ فالدین ھو الذي لھ الخاصیة في االتصال الباطني ، ولم یكن األمر كما یزعمھ الكثیر أن الدین

متدینة ذین یبتعدون عن الدین ویندمجون مع ھیآت مختلفة غیر ال مجال فیھ لعلم باطني ، والوسائل بالدین اإلسالمي ، ما كان ابتعادھم ھذا إال ابتعادا عن الحق وطلبا للباطل ، ولو كانت

تلك الطرق صحیحة في معرفتھا التبعھا من كان أولى بالعلم والمعرفة ، فاالنحراف الباطني أصلھا ، الدین فإن علوم وسائل اتصالیتھ الباطنیة ما زالت على أم . ما ھو إال انحراف دیني

ومازالت العلوم الباطنیة ثابتة في أسسھا ، حتى ولو كثرت الشعوذة وطرق التصوف إال علیھ المختلفة ، فإن الواقع الدیني ال یمكن تغییره ، وكل راغب في االتصال الدیني ما

.ل اعتقاد فكري حتى یتم الوصل ح كالخاصة ، ویصح یبحث بوسائلھ أن إن ما یجب علینا معرفتھ وإدراكھ في فھمھ بعلم ثابت ، ھو أن اهللا لیس كمثلھ شيء وھو

32




ما ، ولیس لإلنسان اتصال امرئالسمیع البصیر ، فإن اهللا سبحانھ وتعالى ال یحل في جسم باهللا ال جزئیا وال نسبیا راجعا لقوة ، وال یدخل جسم نبي في جسم متصل بالباطن أبدا ، وإن

اهللا أن اعتقد وإن ، حقیقي باطني إیمانا فال إمكانیة باتصال لم یثبت ھذا االعتقاد ویصبح شخص بكل ویتصل سبحانھ وتعالى یرى فإن المتصل بالباطن یكون اتصالھ خیالیا في قواه

األولون ، بھ ادعى ادعى األلوھیة من قبل ، وتلتحم قواه بقوى الشخص ویدعي المتصل ما وترجع مطمئنة الجنة الروح ، بل خالص النفس حتى تدخلوال یمكن االعتقاد في خالص

وإن ، واحد شيء والجسم العقل أن أن نعتبر إلى ربھا راضیة مرضیة ،وال یمكن كذلك وال اهللا ما أمر بھ اطمئن اإلنسان إلى ھذا ، فلیكن جلوسھ استقامة ، ولیستقبل القبلة ولیطبق

للسیر األولى الوسیلة ھي القرآن قراءة وإنما ، الذكر یذكر اهللا بشيء حتى یتعلم أصولللجنة ، أوصاف فیھ تذكر القرآن الباطني ، بدال من أن نطور الخیال بصفة غیر ثابتة فإن

واألرض السماوات اإلنسان في واقعیة ، ولیفكر یتمكن تطویر الخیال فیصبح حقیقة وبھذا .بثا ولیستقم كما أمر وإنھا لم تخلق باطال وال ع

مستقیمة بصفة یكون أن الزم باطني ، فإنھ اتصال ھدف كل جلوس اإلنسان أساسھ ھو

یتلقاه اهللا وبترك العینین مفتوحتین لمدة حتى یمأل الجسم بقوة أصلھا راجع إلى منبع من عنداإلنسان یشعر ھذا واألدلة ، وبعد واستفسار باإلیمان بالغیب دون شرط اإلیضاح اإلنسان

العینین غمض یمكن فقط الحال ھذا بضغط في الجبھة كأنھ قوة ترید أن تسد عینیھ ، ففي . وتبدأ االنطالقة نحو عالم مجھول لم یكن خیالیا

إن الخیال ألول حاجز للبلوغ ، ألن اإلنسان كلما اعتقد أن الواقع الباطني خیالي وغیر

میدان وأوسع فھومھ حقیقي ، فإنھ یبقى في عالم الخیال وال یخرج منھ ، ومتى غیر إدراك میدان القدرة اإللھیة فإن قوى العقل تصبح لھا سیرة تبتعد عن الواقع الخیالي وتدخل وغیر األحالم ، فإن كان التطبیق كما ذكر فإن األحالم تكثر بصفة ملحوظة مزعجة

كان مما بعد ذلك لمدة ، فإذا انقطعت فلیكن الجلوس استمراریا لمدة أكثر وتنقطع مزعجة فتظھر في البدایة صور ال حركة فیھا ، وال یكون ظھورھا استمراریا بل . علیھ المعتاد

ھو أن قوى العقل تتصل وتنفصل لعدم وجود تحكم فیھا ، وبعد أن ذلك متقطعة ، وسببیتحكم اإلنسان في قواه العقلیة ، فإن بإمكانھ أن یصحح ما ھو علیھ ، فإذا ما ظھرت صورة

وتمكن الباحث عن االتصال من تغییرھا ، فإنھا صورة لخیال ثابت في الدماغ ، أما إن لم ما تصال قد تم ، وعندھا تصبح للصورت كما ظھرت علیھ ، فإن االیستطع أن یغیرھا وبقی

طیھا فال تظھر ، ویتم السیرحركة وترى الكعبة ال وجود لمبان بجوارھا ، ألن قوتھا تغالباطني بشعور إلى أن یدخل اإلنسان باب الكعبة ، ولن یعرف بعد كیف وصل إلى عالم

.وصف لھ مجھول لم یسبق لھ أن عرفھ أو

33




یة ال یفقد الشعور كما ھو معروف ، بل یبقى بكامل وعیھ ، وبإمكانھ أن إن المتصل بھذه الكیف .یتحدث مع أحد بجواره أو یملي علیھ علما مستخرجا من الباطن

عند وعي فقدان یكون أن من بدال الیقظة ، ألنھ في الباطن أسھل من أم بالنوم فاالبتعاد یعتبر الشعور فإنھ بفقدان باطني اتصال ، فالنوم یحل محل فقدان الشعور ، وكل االتصال

تطویر یمكن اإلنسان من علم باطني اتصاال منحرفا عن االتصال الحقیقي ، ومما یستخرجھ المطبقة األخرى الطرق في القوى العقلیة بطریقة حقیقیة ، وذلك بمعرفة الخطأ والصواب

المتصل یة ، أما اإلمكانیات الباطنیة فكثیرة ، والمھم فیھا ھو أن نذكر أن المتدین والغیر الدین یصبح ال علیھ ، فآنذاك دلیل علم بالباطن ال یمكنھ أن یعرف الغیب أو یتنبأ بھ إال إن وجد

اهللا غیبا بل علما ، وال یمكنھ كذلك أن یدخل بیتا دون أن یؤذن لھ باطنیا ، ألنھ كما تقام حدود في مسؤولین من إذن وجد ھناك إن باطنیا ، إال ظاھریا فإن وجوبھا یأخذ نفس الصبغة

الباطن ، فالمتصل في موجودة قوة الباطن ، كما أن باإلمكان أن یضر اإلنسان أو أن یغیریلزم ھ فإن لو رفض وحتى أمر بذلك ، المتدین ال یمكنھ أن یفعل ھذا مھما بلغت قوتھ إال إن

یستخرج أن بإمكانھ لیس أنھ بعد ، كما من تأتي على ذلك دون أن یفكر في النتائج التي ألغراضھ قوة كل یستعمل أن الكنوز التي یعثر علیھا أو یدل أحدا آخر علیھا ، وال یمكنھ

باطنیة بطریقة المتصل كجلب المال أو االنتقام ، فاالتصال الباطني الدیني لھ حدود یتعلمھا ما أنزل في الكتاب ، أما المتصل على غیر حق ، فإنھ یتصرف في وإتباعیتعلم بھا حدود اهللا

ویدل ، بیوتھم في اآلخرون یفعلھ الناس بما وینبئكل ما یصل إلیھ ویبلغ إلیھ من قوة ، منھ یبدي من ذلك وال على السارق أو القاتل ، بینما المتصل بالطریقة الدینیة فإنھ یملك أكثر

وكل ما یفعلھ المتصل على غیر حق فإنھ شیئا ، ألن اهللا سبحانھ وتعالى لھ األمر كلھ والقوة ،السالم ، وال علیھم األنبیاء بھ خص سیعاقب علیھ ، أما المؤمن المتصل فإنھ ال یفعل شیئا

دة اهللا ، وال یمكن للمتصل یسعى إلى سیطرة أو حكم بل یسعى إلى العلم وخالص النفس وعبا نوعھا ، كان مھما دینیا أن یمشي فوق الماء أو أن یطیر في الھواء أو أن یستخرج كرامات

. إال إذا أعطي قوة واستعملت دون إرادتھ بل بإرادة اهللا

يف الخلود رى غیر أھداف العلم ، ولم یكنقد سعى كثیر بوسائل القوة للبلوغ إلى أھداف أخ سعیا إال الظاھریة متناول اإلنسان بأي طریقة كانت ظاھریة أو باطنیة ، وما كانت األسس

في وال الظاھر في ال اإلنسان یخلد ، ال للبلوغ إلى معرفة أسباب الخلق بإمكانیة الخلود أسس بتطویر الخلود إمكانیة إلى ابتغاء البلوغ الباطن ، وقد استعمل القدماء وسائل كثیرة

االتصال الباطني ، وذلك بجعل مبان ضخمة وأصنام متنوعة كثیرة سجنت فیھا كل قوة تمكن فیھ ، بل یخوضون الذي الباطن ھو الباطن یكناإلنسان من البلوغ إلیھا ومعرفتھا ، ولم

للحقیقة وجود لخیالي والذي لھ واقع صوري ال كانت مواطن قواھم كلھا تتركز في الباطن افیھا أوھام لیست فكریة بل قوة مستمدة من أرض الظلمات التي أسست فیھ بل لألوھام فقط ،

من قبل أعظم الوسائل السحریة المركزة في األصنام واألحجار والمباني الضخمة ، فالمتصل

34




بالباطن على غیر حق تستقر قوى عقلھ في أرض محجوبة باطنیة أصلھا ظاھر وقواھا جالبة أو قوة من اإلنسان یأخذه بما لفي مك أیضا لقوى الظلمات ، وفي الظلمات نجد مسؤولین

معرفة یمكن استعمالھا أو استغاللھا ، إن الفرق بین االتصالین واضح ، فالذي على حق وعلم بالظلمات اتصال بظلمات ، وكل اتصالھ یكون یكون اتصالھ بنور ، والذي على غیر حق

النور أرض من یكون لنور یكون اتصال واستمدادا من أرض الظلمات ، واالتصال بقوى ا االنطالق االتصالي بقوى العقل والجسم إلى كل عوالم الباطن والتي ال ومنھا یكون

.حصر لعددھا ، إنما إمكانیة اإلنسان ھي التي تنحصر في میدان أو باختصاص في شيء

العالم الباطني

األول للعقل

العلم الباطني لقوى

الحواس

العالم الثالث الباطني للصور

العالم الثاني الباطني لقوى التفكیر

المعراج األول للقوى

العقل

أرض النور

وق األرض ، اتصالھا مباشر باتصال مع قوى الكعبة ، إن ھذه األرض وجودھا حقیقي ف

ومنھا یتم االتصال بمواطن العلوم الباطنیة ، تتصل قوى العقل بقوى أرض النور ویتم بما فیھا من علم ثم یرجع المتصل إلى االتصال بالكعبة ، ومنھا یصعد إلى عالم آخر یدرك باطنیا

مانیة الث أن إال ثمانیة مواطن علم یمكن االتصال بھا كلھا بینما ھو ظاھري ، یتم الباطن إلىالصوري الفھم ، والفھم بھا درج تیس طریقة الباطن ، لعلوم شاملة للسبعة مواطن األخرى

أم الفھم التفكیري فإن اإلنسان المتصل یشعر أن أفكارا جدیدة یكتسبھا وأسئلة أصعب شيء باالتصال تصبح قوة شعوریة أكثر مما كانت علیھ قبل كثیرة یطرحھا ، وقوى الحواس

االتصال ، وإن كان االتصال تاما فإن المتصل یشعر كأن أحدا أو قوة تصحح جلوسھ ، ومن ھنا یعرف الجلوس الصحیح ، ولكل موطن باطني اختصاص علمي ، ومن المتصلین من

35




منھم من یسعى إلى معرفة أصول العلم كلھا دون إدراك حقیقتھا ألنھا یختص بعلوم معینة وكثیرة ، وإنما تكون لدیھ أسس ممیزة لكل علم ، ومما یجب على اإلنسان الراغب في االتصال الباطني أن یتفاداه ھو الغضب أثناء الجلوس االتصالي أو األسئلة الحادة أو الجدل

وإذا كان اإلنسان ذا بساطة فإن األمر سھل وباإلمكان ال عدم اعتبار للعلم ، الذي لیس وراءه إاإلنسان طاقة البلوغ ، وإذا ما أعطیت أوامر باطنیة فالبد من تنفیذھا ألنھا ال تكون أبدا فوق

وال تحمل نفس إال وسعھا ، ویجب على المتصل بالباطن أن یقبل كل تغییر علمي یعطى لھ ، أن علیھ یصعب الباطنیة في بدایتھا تكون استدراجا للمعرفة الحقیقیة ، واإلنسان ألن العلوم

تثبت كثیرة علوم ، وبعد أن تعطى لھ خاطئیبدل اعتقاده ، لذا فإنھ یترك في اعتقاد معین أن ال یمكن الخطأ ، فإن علیھ بعد ذلك أن یقبل كل جدید ینفي اعتقادا قدیما ، فالعلوم الباطنیة

اإلنسان على جب شيء أول ھو الصبر األسئلة ، بل تعطى جملة وال یجب التسرع فيفي الثاني بالجسم المتصلة العقل الباحث أن یمتاز بھ ، وإذا ما تم للمتصل أن یرحل بقوى

معین ال یعرفھ ، أما كأنھ یؤخذ إلى مكانعلیھ أن یترك نفسھ ھادئا مواطن كثیرة ، فإنھ یلزم نفسھ یسیر للمتصل أن ینقطع ، وال یمكن االتصال إذا حاول أن یسیر نفسھ في البدایة فإن

بمسؤول یتصل بإمكانھ أنباطنیا إال إذا عرف كل مداخل ومخارج مواطن الباطن ، فحینھا فإنھ الباطن في الباطن امتاز بعلم معین دون آخر ، وإذا تمكن اإلنسان من الحركة الحرة في

ال ھذا لذلك ، ألن إمكانیة عن ال یجب علیھ أن یسعى إلى دخول الجنة باطنیا أو أن یبحث ما إلى أو المنتھى سدرة یمكن كما ال یمكن البلوغ إلى السماوات واألراضي السبع أو إلى

وراء الكون الظاھري ، والعالم الباطني كلھ مستقر في حجاب أرضي شامل للصورة الكونیة في صاعد أنھ شعر ما أنھ لواقعیة والتي أعطیت لإلنسان علوم عنھا ، ولیعرف المتصل ا

الباطني السماوات ، أن األمر لیس واقعیا في واقعھ ، بل تصاعده العقلي مستقر في الحجاب أما الصعود إلى السماوات فإنھ ال یمكن إال ب. فقط والذي فیھ صورة للكون الظاھري

یجب أن ال تختلط األمور في ھذا ألن اإلنسان العادي المتصل بالباطن ال یمكن اإلسراء ، و أن یمكن ال الحقیقة ، و إلى لیرشد بالعلم األنبیاء ولیكتفي تكون درجتھ كدرجة أن

كمثل برسالة یخصھ أو المتصل بالباطن أن اهللا سبحانھ وتعالى سیكلمھ أو یتصل بھ یعتقد ھم السالم ، وال یمكن أن یقول إنھ اختص بعلم دون الناس جمیعا ، ألن ما بلغ علی الرسل

التصاعد حین بالباطن تمكن من االتصال ، وال یمكن أن یعتقد المتصل إلیھ كل من في الثاني بالجسم تصاعد روحي ، بل إنھ مجرد تصاعد قوى العقل ذاك أن العقلي

باطنیا الذات اإللھیة ، فھذه كلمة دخیلة ، بل هللا أوصاف تعرف وال الباطن ، مواطن فإنھا الذكر أصول الحسنى ، أما أسمائھ أن یكتفي بذكر وصف بھا نفسھ ، وعلى اإلنسان

عن التصاعد العقلي والبلوغ في مواطن العلوم الباطنیة ، الباحث للمتصل باطنیا تؤخذ بأسماء اهللا الحسنى وقراءة القرآن دون اعتبار ترتیبات أما اإلنسان العادي فلیكن دعاؤه

. إال إلى األشخاص الذین رتبوھا المشایخ واألوراد التي ال توصل أبدا

36




ولم یسعى إلى شيء آخر إن االتصال الباطني أمر بسیط إذا لم یعقد اإلنسان فكره واعتقاده ، الصراط القویم ، فالمنطلق الفكري ھو مفتاح االتصال الباطني ، وإتباعدون العلم والمعرفة

وكل من ینطلق على اعتقاد أساسھ مثال أن اإلنسان متصل بالخالق فإنھ یسیر في طریقخیالي باطني ال یفید شیئا ، بل یجعل اإلنسان في میدان خالطي فكري اعتقادي تختلط فیھ

والعلم ھو وسیلة للبلوغ ، فبالعلم یصل اإلنسان . الصور الباطنیة والقوى المرتكزة في الجسم ثابتة ، إلى العلم ، وبالعلوم الباطنیة تكمل أصول العلوم الظاھریة فتصبح المعرفة حقیقیة و

وال یمكن أن یصدق اإلنسان كل األقوال حول العلم الباطني دون تمییز حقیقي مظھر لحقیقة البحث عن الباحث ذلك العلم المستخرج ، فإن للباطن دالئل تدل علیھ ، نعطي منھا ما یغني

مظاھر لھ الدیني الذي یتناول جمیع األقوال أو الكتب الكثیرة ، إن االتصال الباطني العلمي اتصال منھ ، فعند الخروج یصعب وظواھره ، على المتصل أن یتبینھا لتفادي الخطأ الذي

الباطنیة ، الرؤیا أمام تظھر دائرة صفراء اللون واضحة ال تعتبر صورة خیالیة ألنھا تبقىتوفرت إذا إال أبدا وإذا فتحت العین تبقى الصورة ظاھریة ، وال یمكن ألحد آخر أن یراھا

أو وضعھا وھذه الدائرة الصفراء اللون تشبھ الشمس ، وال یمكن . لدیھ قوة اتصالیة بالباطن وبعدھا . األمر بادئ منھا طرة علیھا بل فیھا قوة تتحكم في اإلنسان المتصل وقد یخاف یالس

وتعتبران لقمر وا والدائرتان ال عالقة لھما بالشمس . تظھر دائرة بیضاء تشبھھا وكأنھا قمر وإذا ساكنا ، أن الجلوس أثناء وعلى المتصل . مثاال لقوتین في الكون یتم االستمداد منھما

ینقطع االتصال تنفیذھا ، فإن أراد إذا أما. ینفذھا أن علیھ شعر بقوة في الجسم فال یلزم ن أن یبحث عن القوة بل وال یجب على اإلنسا. وتذھب القوة كذلك ویصعب االتصال من بعد

النور ویرى جسمھ في قوة یكتسب عندما إن المتصل بالباطن. علیھ أن یبحث عن العلم بالنور كل شيء یرى فیھ ظلمات المحیط باألشیاء ویعرف القوة الباطنیة ، علیھ أن یكسو

داول واألوفاق ویصارع كل من اكتسب قوة الظلمات ، وإذا أعطیت لھ طالسم وأوضاع كالجفإن علیھ أن یستخرجھا وینقلھا كما ھي في الباطن ثم یحطمھا بأسماء من نور ویحرقھا . لتنقص فعالیتھا ، وبھذا یمكنھ أن یبلغ كثیرا في المراحل الباطنیة والتي لھا ثماني درجات

ال أن یمتاز بھ في والدرجة الثامنة توفر إمكانیات كبیرة ألن بإمكان المتصل في ھذا الحوعلى المتصل في البدایة أن ال یھتم باالتصال بقوى الطبیعة ألن ھذا . الدرجات األخرى

. شيء مضاد لما یسعى إلیھ ، وكل اتصال بقوى الطبیعة یعتبر ظلمات ویعرف بالسحر إنما . استمراریا وباالتصال الباطني یكسى الجسد بنور قد یرى ظاھریا وال یكون ظھوره

فالكثیر یظن أنھ یفقده إذا لم یبق ظاھریا ، وما تلك إال وسیلة . یعبر عن وجود نور في الجسم . یعلم بھا اإلنسان بواسطة العلوم الباطنیة

قد وحرب ، ونظامھ وإیمان ، وسلم وفیھ كفر إن العلم الباطني عالم آخر فیھ قوانین وأحكام

اإلنسان وعلى . ظاھریا یكون مغایرا لنظام الظاھر ، ومكانة الناس فیھ ھي مخالفة لمكانتھم إلى یسعى ممن الجمیع متناول في ألنھ أن یبحث عن عالم بإمكانھ معرفتھ والدخول إلیھ

37




في فإنھم یخوضون للفتنة زیغ ویسعون أما الذین في قلوبھم. معرفة الحق واالستدالل بھ وھو متشابھ ما فیھ ، وكل من كلف فیھ ما ھم إال عالم باطني آخر خصھ اهللا لھم لیفسدوا فیھ ،

بھ یتصل من بالباطن متصل كل ولیسأل . أئمة الكفر غیروا ما كان علیھ الدین في أصلھ یسأل المتصل فإن أما االتصال الحقیقي . باطنیا من أشخاص فإنھم إن أكثر األسئلة ینفرون

النبي ذلك اسم یسمع ن نبیا فإن المتصل فإن كا. عن كل شخص یظھر أمامھ ویطلب اسمھ في التكذیب ، ألن یستطیع وال خوف ویأتیھ األرض الذي أمامھ ، ویشعر بقوة تشده إلى

السیطرة على المتصل حتى یعرف الحق االتصال بقوى النور وسائل قوة ھي لإلثبات تتم بھا ھو ما یعطیھ آیات أو معجزات إلثباتفاهللا سبحانھ وتعالى عندما یرسل رسوال للناس فإنھ.

حتى یتلى القرآن األمر ویسمع بادئعلیھ ، كذلك بالباطن فإن المتصل یؤخذ أخذا ویعذب بلغ ما إلیھ من علم ھو حق ومطابق لما في القرآن ، لیصبح یصدق أن اتصالھ حق وما یبلغ

ولیس علما ، أو تفسیرا بھا ثبت إلیھ من معرفة فإنھ یعیش عالما صوریا لوقائع في الدین یووجود بالرسل ، بلغھم قد وتعالى سبحانھ اهللا للناس ، ألن على المتصل مسؤولیة بالغ

قال خوف ، وكما دون القرآن ھو دعوى لإلسالم ، وما على المتصل إال أن یقول قولھ بعلم أمر ھذا ألن ، لإلتباع إجبار دون حق ھو الناس بغیر حق فحق القول لدیھ بأن یقول ما

فإنھم أما الذین لم یثبت لدیھم أصل اتصالھم . بالمعروف ونھي عن المنكر ، فھو إجبار دیني بالخالق ، صلة إن الروح لیس لھ تصاعد باطني ، واإلنسان لیس لھ . على خطأ فیما یقولون

من یجھلھا بل ھناك حقیقة أخرى والعقل لیس ھو الدماغ واألرض لیست كما ھي ظاھریا ، بسابقین یأمن مكر اهللا ، وغذ اهللا ھو خیر الماكرین ، مكره بحق ألنھ جعل الحق ، وما الناس

تغییر ، وإن كانت قد انتشرت كتب كثیرة كل ما فیھا یدعو إلى في شيء واهللا یعلم ما یفعلون ن ینشر معرفة وعلما أصلھ األصل الدیني ، فإن من واجب كل متصل بالباطن الحقیقي أ

اإلسالمي الدین ولم تكن الشعوب الغیر المتدینة ھي المختصة بالعلوم الباطنیة ، بل . دین أشیاء في شامل لكل معرفة وعلم ، وفیھ ما یكفي من كل شيء ویغني عن البحث بجھل

لو إن یقول تعالى واهللا سبحانھ و. مجھولة ، وإن اتبعنا أھواء الناس سنكون من الجاھلین ، فكیف بنا نحن إذا اتبعنا أھواءھم ؟ أھواء الناس لفسدت السماوات واألرض اتبع

طرق مطبقي أو ، المتصوفة أغلب إن موقع السماوات واألرض لم تكن حقیقتھ كما ذكر

تعتبر كانت قدیما لسفة ، والفجمعاء الغیر المتدینة األمم الیوغا أو نماذج العقائد كفلسفات حقیقة االتصال الباطني ألن الفالسفة كانوا كذلك یرون نورا في خلوتھم ، فالفالسفة كانوا أناسا یدعون الناس لمبدأ مضاد ألصول الدین ، ومثلھم كمثل الشعراء یتبعھم الغاوون ، ومن

ا أضاءت ما حولھ ، ذھب اهللا یؤمن بالفالسفة والشعراء فمثلھم كمثل الذي استوقد نارا فلموكل ما كان لھ اتصال على غیر حق من الفالسفة . نورھم وتركھم في ظلمات ال یبصرونب

كما ھو نارا بدال من الدائرة الصفراء،وتلك النار والمتصوفة والشعراء كانوا یرون باطنیا وما كانت ھذه الرؤیا إال .شأن النار ضوؤھا كدائرة بین الصفرة والحمرة لھا ألوان عشرة

38




معنى ذلك أن المتصل لھ و. إعالنا للمتصل أن األلوان العشرة من النار تعني مارج النار اتصال بالشیطان وعلیھ أن یرجع عما ھو علیھ ، وإذا لم یرجع اإلنسان عما یسعى إلیھ ، فإنھباطنیا یدخل في تلك األلوان العشرة ویشعر بحرارة كأنھ دخل نارا ، وذلك دلیل یعطى باطنیا

یرجع إلى جھنم إذا لمصوریا حتى یعرف المتصل من ھذا النوع أن سعیھ ذلك قد یدخلھ إلى ھي النار إن الیوغیون ویقول بالذكر یحترق الجسم إن المتصوفة الصواب ، لذا یقول

عالما یدخل ذلك في المصر ، والمتبعخاطئ إلتباع المطھرة ،ولم یكن ذلك إال إظھارا خیالیا باطنیا عالما متصل یسمى باطنیا بالعالم الدخاني ، كأن تلك النار لھا دخان ، فیعیش ال

األنبیاء في صور كالدخان ، تتشكل فیھ صور كلھا بشعة ، ویقول المتصوفة إنھم یرون بشعة ، ولیجدوا حال لذلك بالفھم ، فإنھم قالوا إن النبي علیھ السالم یظھر باطنیا بشع

مليء مخطئألنھ كمرآة بالنسبة للمتصل بالباطن ومعنى ذلك أن المتصل مذنب الصورة ألن صحیحا بالخبث ، وقالوا إن ھذا ھو السبب في الرؤیا الصوریة البشعة ، ولم یكن ھذا

بالباطن حقیقة فإنھ یرى األنبیاء والرسل علیھم السالم في أحسن صورة وتحیط المتصلء الذین یرون األنبیانور بین الصفرة والبیاض ، ولیكون األمر واضحا فإن من دائرة بھم

باطنیا في صورة بشة ما كان اتصالھم إال من ظلمات ویظھر لھم من ادعى النبوة ، وما كان ، وذلك بادئ األمرنبي لیرى كما ذكروه ، والمتصل بالباطن الحقیقي فإنھ یرى االثنین معا

تشابھا ، وعلیھ أن یطمئن لما ھو علیھ ویثق بما یتعلمھ ، ویؤتى أحسن لیعلم أن ھناك علیھ صور الفالسفة القدماء وكذلك الشعراء ویتعرف على األصنام تعرض كما أنھتفسیر ،

لیعرف ھذا كل من الكثیر كاألھرام ، ویتعلم أھداف بنیانھا سحرا كانت التي والمباني اتصال الظلمات باإلنسان وبین االتصال الباطني بالنور ، والشعر كان بین والفرق الحقیقة

باطني على حق ، وذلك بحفظ القصائد المرتبة وتكرارھا وأعطي لذلك اتصال وسیلة قدیما ، لذا كان الناس من قبل یقولون إن األنبیاء شعراء مجانین ، وذلك كاآلیات بالشعر مثال

ألنھم كانوا یعرفون أن الشعر كان وسیلة اتصال بالباطن إال أن ذلك االتصال كان كلھ .واقع األصلي للباطن منحرفا عن ال

لم یكن اإلنسان جرما صغیرا ینطوي فیھ العالم كلھ ، وال یمكنھ أن یسیر العلم باتصال باطني بحانھ س اهللا إن ثم . مصیر البشر ، أو یطوف الكون أو أن یزید في رزق الخلق أو أن یغیر

وتعالى سبحانھ وتعالى ال یتجلى في شيء كوني وجودي ظاھري أو باطني ، وال یظھر اهللا ، یرى نورا وتعالى سبحانھ في الباطن جالسا على كرسي أو عرش من نور ، ولم یكن اهللا

علوا الناس یشرك ، بل تعالى اهللا عماكل في أي صورة كانت من أجل الفھموال یتش في بالروح إن االتصال بالباطن ال یعني االتصال باهللا وال یعني الصعود كبیرا ،

بل الباطن عالم صوري شامل للظاھر المعلوم لدى اإلنسان ، وھذا العالم ، السماوات بحثھ فوق األرض في الحجاب الثامن ، وعلى الباحث أن یمیز ما یسعى إلیھ في استقراره

ولیظھر لنفسھ ھدفھ للبلوغ لما یسعى إلیھ ، فإن كان الھدف ھو الباطني ، االتصال عن واستقامة فإن األبواب وإن كان الھدف علما ودینا . اكتساب قوة فلیعلم أن القوة هللا جمیعا

مفتوحة ، وكل العلوم المستخرجة

49




من الباطن علوم كانت من قبل أعطیت لألنبیاء والرسل علیھم السالم ، ویتعلمھا المتصل ق مسؤولین في الباطن بواسطة فھوم صوریة أو بعلم مكتوب وال یمكن بالباطن عن طری

وبھذا فإنھ ال وجود لعلم . للمتصل أن یستخرج علوما لم تكن عند األنبیاء ألنھ ال یوحى إلیھ لدني معناه علم ھو من عند اهللا مباشرة ، وال یحق لكل متصل بالباطن أن یقول بأنھ أوحي

یوح إلیھ شيء ، ومن أظلم ممن افترى على اهللا كذبا ،إلیھ بینما لم إن االتصال الباطني شيء مخالف للرؤیا المسماة بالمشاھدة ، فاالتصال یشعر اإلنسان فیھ

أما المشاھدة فھي رؤیا. بالجسم الثاني یبتعد عن الجسم الظاھري ویجول في العالم الباطني یكون اإلنسان أثناءھا جالسا مغمض العینین ویرى صورا معروضة علیھ كمثل عرض على شاشة ، ویتعلم بھذه الوسیلة دون أن یكون للجسم الثاني دور في التجوال الباطني ، ولكن المشاھدة ھي أول المراتب قبل الدخول إلى العالم الباطني ، ولعل الرسم التالي یؤدي معنى

: اتب األولى المظھرة لمعنى القول المر

40

قوى االتصال الباطني

المشاھدة

الباطن




إن الحواس الخمس ھي أساس تطویر قوى الجسم وقوى العقل ، ثم إن قوى الجسم وقوى العقل أساس تطویر التفكیر ، والتفكیر أساس تطویر الخیال و األحالم وھذا كلھ لھ عالقة بالجسم الظاھري لإلنسان ، وإذا تطور الجسم الباطني لإلنسان ، ومن قواه تكون المشاھدة ثم

فالمشاھدة ، الباطني االتصال ویتم الباطن یر المشاھدة یتم االتصال بقوى العقل فيبتطو االتصال ، إال یتم حتى تحتل مكان الخیال ، كما تطور الخیال یلزم تطویر الرؤیا بالمشاھدة

أول ھو المشاھدة عن مختلف الخیال ألن أن تطویر المشاھدة ال یكون بالتفكیر بل بالعلم الثاني الجسم یتحرك بھ الطریق نحو الباطن ، فالجسم الظاھري لإلنسان لھ دور فعال ألن

تطورا وإذا الظاھري ، قوى الجسم یحرك فإنھ الباطني الباطني ، وعندما یتطور الجسم .یكون اتصال بینھما وتقابل في قوتیھما فیتم االتصال على أحسن وجھ

الذي الباطني أما إن كان خطأ في ما ذكرناه ، فإن المتصل بغیر علم ال یتصل بالجسم الثاني اتصال لھ لیس كذلك آخر ھو شخص ھو صورة جسمھ الظاھري ، بل یتصل بقوى عقل

بھ لھ یكن لم باطني ، وھكذا یكون االختالط في القوى ، لذا نھى اإلنسان بأن ال یفعل شیئا العالم في علم ، إن كل شخص عاد لم یتمكن من تركیز قوى عقلھ فإن جسمھ الباطني یجول

41

الخیال

التفكیر

قوى العقل

قوى الجسم

الظاھر

ǃǘƟǓƐ




شيء ، كل الباطني الخیالي ، ویجلب اإلنسان على نفسھ من كل شر ، وذلك لوجود قوى في اتصال لھ یكن لم ولو یة ، وأما المستمسك بالدین فإن جسمھ الباطني تكون لھ سیرة استقام

باطني یدركھ بقوى العقل في مواطنھ ، نجد بعض الحاالت عند أشخاص معینین تدخل علیھم ظاھریة ، ویقال وتغیرات جنونیة قوى عقل آخر وتلتحم بقوى أجسامھم ، فیصابوا بحاالت

ویعالج الباطني ، م بالجس مركز غیر باطني عنھم إن الجنة أصابتھم ، فذلك نتیجة تجوال الباطني الجسم الملتحمین ، ویسمى الجسمین ھؤالء بقوة یمكن بھا معرفة الفصل بین قوى

جسما رغم أنھ صورة للجسم الظاھري ، ألنھ بإمكانھ الظھور ظاھریا ، وكل متصل بالباطن والطبیعة ، اء األشی الكامنة في القوى عن معرفة و علوم إذا تطور في ما یصل غلیھ من

أسس جعل الباطنیة ، وبإمكانھ بقواه بإمكانھ أن یصرع كل مصاب التحمت قواه الظاھریة في تركز قوة معناھا باطنیة تعین كل متصل بأن یكتسب علوما أخرى ، واألسس الباطنیة

منذ و مناطق في األرض وتحتل مواقع القوى األرضیة حتى ال تصل إلیھا قوى مضادة لھا ، باإلمكان أنھ منھم القدیم والسحرة یضعون أصول طالسم كثیرة ینشرونھا في كل مكان ظنا

یضع قوى أخرى السیطرة على قوى النور ، ونجد من جھة أخرى كل متصل بالباطن متدین . وقد قل عدد المتصلین بالباطن ممن لھم اتصال من نور . تضاد قوى الظلمات حتى تسیطر

ذین لھم اتصال من ظلمات ، وھذا یظھر كثرة االنحراف ، وكل متصل لھ صلة بینما كثر الإال أن أغلبھم ال مع كل المتصلین بالباطن المتدینین في أنحاء العالم وتعاون في تركیز القوى

، والتي أساسھا قوى من ظلماتتتوفر لدیھم إمكانیات جعل مراكز قویة تضاد المراكز الحالیة ھم الدرجة الثامنة في االتصال ، وال یمكنھم التجمع ألن الدین ینھى عن تكوین وكل ھؤالء ل

أما من لھم الدرجة الخامسة فكثیرون ، ولكنھم في . أحزاب دینیة تعزل مبادئھا أو قواھا مراحل التطویر العلمي الدیني للقوى ، والدرجة الثالثة في االتصال الباطني فقد اختص بھا

فالوضع الحالي یحتاج إال أن اتصالھم لیس لھ فعالیة قصوى یمكن بھا تغییر شيء ، الكثیر ،قد شيء ألنھ إلى تطویر وتصحیح حتى یتمكن كل متدین من االتصال الباطني دون عناء ،

من كل إلى یرجع انتشارھا اختص بھ المسلمون ، وما صعب األمر إال لوجود فتنة علمیة من خالیة واعتقادات فلسفیة مبادئوقد اعتمد الناس على . أصول الدین كان یسعى لتغییر

وظن الكثیر أن الدین ال یتوفر . خطأ كل واقع حقیقي ، فالمشكل أصلھ انحراف نحو الخطأ بالأو مبدئیا فالشعوب الغیر المتدینة تحاول السیطرة سواء ظاھریا . المتطلبة فیھ كل الشروط

یثق د یثق بھا اإلنسان ، ألن ھذه الشعوب أظھرت سیطرة آلیة ، واألغلبوتنتشر اعتقادات قآالت ، صنع بالمظاھر ، وعلماء الدین یعتبر قولھم خالیا من كل فائدة ألنھم ال یعلمون كیفیة

االتصال بواقع صلة أو یسعون إلى تطویر االكتساب المادي ، فھذا موضوع آخر إال أن لھ ذلك ، ووجوب كل عن سیسأل ألنھ ومبادئھ وكل إنسان حر في اعتقادهالباطني الدیني ،

أو العقاب ھو الذي أعطیت بھ حریة اإلنسان ، فاإلنسان حر ألنھ سیعاقب ومخیر في اإلیمان ال یحاول الكفر ألن لھ وقتا یسیر فیھ دون اختیار أن كفر ، إن المتصل بالباطن بطریقة دینیة

بالناس ما مما أثبت اهللا سبحانھ وتعالى ، وال یحاول أن یسیطر أو أن یبدلأبدا أن یغیر شیئا الدینیة االعتقادیة والمبادئ العلم حتى یجعل بینھم محبة أو كراھیة ، بل یعتمد على أصل

وإن غیر قوة من ظلمات إلى نور فإنھ ال ینتظر جزاء أحد من الناس ، وھؤالء. الصحیحة جھولین ال یعرف عنھم شيء ألنھم ال یظھرون كرامات شبھ معجزات ، والكانوا دائما م

42




إنھم ثم ، البعض بعضھا عن مختلفة دینیة طرقا وال یجعلون یفتحون زوایا معزولة ،

عند الجلوس ، وال ال یفرضون علما یعرفونھ ، وال یأمرون باالعتقاد فیھم أو تخیل صورھم قوى من وال یستمدون وال یذكر اسمھم في سلسلة ، عتبرون أنفسھم شیوخا كالمتصوفة ،ی

ون حدودھم ، ونذكر ھذا عنھم ألن العلوم الباطنیة یتعلمون بھا الطبیعة ، لھم خاصیتھم ویعرف . شروط االستقامة

فاالتصال الباطني الدیني وسیلة علم دون لزوم تعذیب النفس أو شرط العزلة ، وشرطھ

ان بالغیب ، وإقامة حدود اهللا والخضوع ألوامره كلھا ، وھذا شرط دیني ، ولم یكن اإلیماالتصال الباطني خیاال أو وھما ، بل بالباطن یعرف الخیال ویعرف الباطن ، ویمیز اإلنسان

العقل ، ویصحح ما بلغ إلیھ من كل معرفة وینبھ على أخطائھ ویرشد على بین العقل وقوى غییر ، وكل متدین إال ویتصل بالباطن لیكون على یقین ، ولكن وجود التحریف والتالصواب

ومن یقول إن صول، والصالة لھا طریقة صحیحة،فالذكر لھ أ. في الدین جعل االتصال ینفقدالنیة أساس االعتقاد حتى ولو كان االعتقاد على غیر صواب في شيء فلیبلغ لما نتكلم عنھ ،

وط وقیم وتصحیح لحركاتھا كلھا إثباتا لقوة موجودة في جسم اإلنسان ، فالصالة لھا شروقراءة القرآن لھا أصل أیضا ، ألن القرآن لھ فعالیة ولم یكن اهللا سبحانھ وتعالى عند حسن ظن العبد بھ حتى یظن بھ العبد ما شاء ، فال یمكن أن یظن بھ العبد ما شاء ، فال یمكن أن

ان باهللا ما شاء ، بل وجبت عبادة اهللا كما أمر اهللا ، وال یمكن أن نغیر شیئا من یظن اإلنسأصول الدین ، ونقول إنما نیتنا حسنة ، فقد كانت نیة القدماء أن األصنام تقربھم هللا زلفى ، فما

یئا وھم أغنى عنھم ظنھم باهللا إذ ظنوا بما ظنوا أنھ الحسنى ، وما كانت نیتھم لتنفعھم شإن اهللا طیب ال یقبل طیبا ، واهللا سبحانھ وتعالى یقول إنھ ما یؤمن أكثر الناس باهللا . مخطئون

إال وھم مشركون ، قد بالغ الكثیر في األشیاء ، وحسبوا أشیاء كثیرة ھینة ، وھي عند اهللا نجد صول الدین إن كل شيء موجود إال ولھ فعالیة على اإلنسان ودون التغییر في أ. عظیمة

كل من بھ وتحیط اإلنسان بھا ھي أشیاء یعتني موانع أخرى تمنع من االتصال الباطني ، منھا ومستمدة للظلمات أسسا كانت األشیاء جانب تكمن فیھا قوة مضادة للنور ، ألن تلك

تفید ، وال أشیاء نھایكثر منھا ویسعى إلیھا ظنا أ. وجالبة لھا ، یعتز بھا اإلنسان ویفتخر بھا الدینیة الحضارة ترك اإلنسان غرور فائدة ، وما أعظم فیھ تفید في شيء إال في ما لیس

تظھر واقعا وال ال بھا المنطویة شیئا ، ومعرفتھا الحقیقیة واتبع حضارة مزیفة ، لن تغنيیسھر أن ل اإلنسان بإمكانھ تثبت أصال وال حقیقة ، لعل المشاكل كثیرة والوقت قصیر ، ولع

اإلنسان سعي في لعسر ال وجود ھل . من أجل المال ، وال یمكنھ أن یسھر من أجل الدین جما حبا المال ویوجد عسر في الدین ، بلى إن األمر واضح والواقع ظاھر ، یحب اإلنسان

فیھ لیس الدیني الباطنيإن االتصال. وینقض للھو ، والغریب أنھ ینتظر الخیر من عند اهللا إال الباطني االتصال إلى البلوغ وسیلة امتیاز لجلب مال ، وما كان ھدف أغلب الناس من

كل ونجد . الحاجات بقضاء الخیرات ألجل اكتساب قوة مسیطرة أو نیل كرامات أو جلب ا كتبھ بأن یأمر الخادممتصوف كاتب عن الباطن شیئا قلیال إال ویأمر البالغ إلى سر م

43




لباحث عن الحقیقة من ھمالروحاني بما یرید عندما یتم االتصال بھ ، ولیتساءل اإلنسان ا

عاد كمثل مثلھم إن .الخدام ؟ مذھب ومرة واألحمر وبرقان وشمھروش واألبیض ومیمون وكل ، باهللا كفر وثمود وفرعون وھامان ، كلھم أناس عرفوا بالكرامات والقوة وكلھم ممن

ذكرنا ما في ا ما قیل متصل بھم یمدونھ بما كانت لھم قوة ویعینونھ على الفساد ، ولو جمعنوتصرفات كثیرة مھام لوجدناه شیئا كثیرا ، والمھم فیھ ھو أنھ یطلب من الخدام الروحانیین

بحثنا ولو كتھزیم الجیوش وفتح الكنوز وتغویر المیاه وطي األرض والطیران في الھواء ، بقرش ، ، ة ، ھیدوكة ، سار ، شبھلشمو: قلیال في أسماء ینطق بھا الراغب في ذكر كمثل

ومما قواھا یغموك ، ھالوك ، دیو ، شاحر ، إلى ما ھنالك من أسماء اهللا الحسنى المغیرة في في ویذكرون أنزل في التوراة واإلنجیل والزبور ، وممن یعتبرون خداما روحانیین كذلك ،

یلیق ذكره ، وما نذكر كتب عدیدة بنوغیالن وأوالد میمون ، وبنو األحمر ، إلى غیر ذلك مما فعلت بما وتعالى سبحانھ ھذا إال على سبیل المثال ، فإن ھؤالء الذین ذكرھم أمم عذبھا اهللا

ھؤالء ، تسخیر یمكن ألنھا كانت تعتمد على السحر في أمورھا ، وإذا تساءل اإلنسان كیف یمكن باطنیة بقوة تسخر و عقل اإلنسان تبقى باطنیا بعد الموت فإن األمر بسیط ، ألن قوى

الباطن بھا التحكم على تلك القوى العقلیة ، أما المؤمن فإنھ بعد موتھ ال یبقى لھ قوة عقلیة في روحانیین اعتبروا ممنیمكن تسخیرھا أو استعمالھا ، ولو كان الذین ذكرت أسماؤھم أحیاء

بنت القرامید شمس استحضار لما تمكن أحد من تسخیرھم ، ونذكر كذلك مثاال آخر یتم بھ تعالى هللا یصوم استحضارھا الملك األبیض كما قیل ، وألجل ھذا الغرض قیل إن من أراد

الشعیر خبز اثني عشر یوما في موضع خال بعید من األصوات والعمارة وال یفطر إال علىسبعین بر كل صالة وزیت العود وال یفارق االغتسال في كل یوم والبخور وقراءة العزیمة د

قبوال مرة ، وعندما تحضر بنت الملك األبیض یتزوجھا المتصل بھا وتعطیھ ماال وتجعل لھسیتزوجونھا فھل استحضارھا كثیرون أناس بین الناس ، ولو فكرنا في األمر إذا ما أراد

قد یبدو أجمعون والذین استحضروھا من قبل تزوجوھا أیضا فھل ھي خالدة أم كیف األمر ؟ھذه األمر صعبا الفھم بینما من تمكن من االتصال الباطني الدیني ، فإنھ یرى شمس القرامید

عقلھا قوى وبقیت دون استحضارھا ، ولكن ال یتزوجھا ألنھا صورة المرأة عاشت وماتت ا ، عقلھ وقوى جسمھا صورة لقوى ساجنة بقوة بھا في الباطن فقط وباإلمكان االتصال

الظاھري، الجسم فالجسم الثاني لإلنسان بإمكانھ أن یبقى في الباطن بعد موت صاحبھ ودفن القول بھ المقصود لذا اعتبر القدماء أن اإلنسان بإمكانھ الخلود في عالم جمیل ، وكأن العالم

جسمھ عن الطرق لتلك ھو العالم الباطني ، ونالحظ أن في تطبیقات الیوغا یتخلى المطبق منھا الزواج في الراغب یؤمر إذ األبیض بنت إلى ویدخل الباطن لیعیش فیھ ، ونرجع

وھذا یظھر تماما ظاھرة دینیة ، والذین وصلت إلیھم ھذه بالصالة وذكر عزیمة بعدھا لم یكن لھ المقاالت عن الطھارة من أجل االتصال بتلك المرأة ظنوا ذلك واقعا دینیا بینما

أصل في الدین ، فالصالة والصوم وقراءة القرآن ال یعني بھا أصال أنھا ظاھرة واقع دیني شامل إلیمان ، ألن تلك الظاھرة الدینیة منحرفة عن األصل ومغیرة لھ ، ولیكن الباحث ذا

44




شیئا ، بل تجلب كل شر ، وال یجب أن حكمة ویجتنب ھذا النوع من التطبیقات ، فإنھا ال تفیدسلطان ، من لھا ن یو أن دون سمیت یكون الذكر بوسائل شاملة لكالم مفھوم ، أو أسماء

على فیھا یعتمد أن ھو فیھا والخطأ ، كثیرة بالباطن وأنواع الطرق من أجل االتصالأشخاص كیف ما كان نوعھم ، أما المتصل بالباطن بوسائل دینیة تثبت حقیقة الطریقة العلمیة

على یعتمد ال ثم ، ب الكواك فإنھ ال یعتمد على معرفة النجوم أو المنازل لألبراج أو سیرة القصوى الوسیلة ھو شخص لیذكر اسمھ أو یسعى إلى استحضار قوى أشخاص ، والقرآن

تعجیل أو اللفظ في حریف أو نقصان تللبلوغ وفي قراءتھ أحكام وطریقة أصلیة دینیة دون في الحروف را ، وإذا تمكن اإلنسان من قراءة القرآن بصفة محكمة فإنھ یرى نوعند القراءة

.وذلك أول دلیل لبدایة العلم والمعرفة ، وفتحا لطریق االتصال الباطني

منھا كل حجب ثمانیة إن الباطن عالم باطني للعالم الظاھري ، واستقراره فوق األرض لھستون موطنا یمكن الدخول فیھا كلھا ، تنقسم عنھ ثمانیة مواطن باطنیة ، والعدد األول أربع و

الحجب ھذه اجتیاز یمكن وفي ھذه الحجب صورة واقعیة للكون الغائب عن اإلنسان ، وال سعي وسیلة لیس الباطني االتصال كلھا والخروج من العالم الذي یعیش فیھ اإلنسان ، إن

ة یسعون إلى التنازالت بالموت الغیر الدینیوراء الخلود ، وأغلب المتصلین بواسطة الطرق ألجل إدراك قوى الحیاة لیتمكنوا من الخلود الباطني ، وقد نجد من الراغبین من یعیش قرونا

مضي بعد حي أنھ للناس ظھر ال یمكن ذلك وحتى لو بوسائل تطبیقیة ، ولكن في الحقیقة حیاة ، لھ تعطي وكأنھا لجسمقرون فإن معنى ذلك ھو أن قوى العقل بإمكانھا أن تبقى في ا

تفادي باإلمكان أن بكثیر ممن اعتمدوا غرت بینما الحیاة الحقیقیة انفقدت ، وھذه الظاھرة القدیم ، واالتصال الباطني الحقیقي ال وجود الموت بمعرفة ما وبتطبیقات محكمة عرفت منذ

ارضة للموت في أجل مسمى ال تأخیر فیھ لھذا التنازل إلى قوى الموت أو تحدي أحكام اهللا الف ولو كانت ھذه الوسائل صحیحة العتمد علیھا األنبیاء علیھم السالم ، ولطبقوا ،فیھ وال تقدیم

إن اإلنسان المتصل بالباطن ال یمكنھ أن یخرج من الحجب. الطرق المحكمة من أجل ذلك الثماني صورة لواقع الكون ،وكما ذكرنا أن الحجب. لبلغ السماوات أو األراضي السبعة

45




یخرج من الحجاب الكوني ألن المتصل یشعر كأنھ یصعد إلى السماء ، ولكن في الواقع لماألول من األرض ولم یتجاوز حدود الحجب الثمانیة ، فالباطن وسیلة علم فقط یعرف بھ

. أصل العلم المظھر لواقع الكون الذي وجب على اإلنسان أن یعرفھ

ما خالف الواقع تفید شیئا ، ألن ال إن التخلي على الحواس وتطبیق الطرق التي تلتزم ذلك ترجموا الذین أخطأ دینیا ، وقد یكن لم یذكر أغلب الناس الذین اعتمدوا على أسس عقائد

فلسفات اإلغریق والھنود إلى العربیة ، وكان الخطأ عظیما لما انتشرت العقائد وطبقت ، وما المثل فأصبح ، علیھا المعتمدین بھا أصحا ویحارب جاء الدین اإلسالمي إال لینفي العقائد

وال شيء في عظمة لھم تكن یضرب بسقراط وفالسفة اعتبروا من عظماء التاریخ ، ولم السالم ، علیھم أھمیة ، ونجد من الغرابة أن یضرب بھم المثل وال یضرب باألنبیاء والرسل

قال یقول بھ ، إذا ل اهللا سبحانھ وتعالى فبدال أن یقول اإلنسان قال النبي علیھ السالم ، أو قا فیلسوف ما آمن باهللا حكمة محكمة ، وكلمبادئفالن وقال الفیلسوف الفالني ، وھذه لیست

أصالة فیھا واستسلم لوجھ اهللا وأقر عبادة اهللا ، فإن كل أقوالھ تعتبر سفاھة حتى ولو ظھرت علیھم األنبیاء لسان على قیل ما غیر من في القول ، ألنھ ال یمكن أن یقول إنسان حكمة

، یشاء ھو الذي یؤتي الحكمة من المنزلة ، واهللا سبحانھ وتعالى السالم أو ما ذكر في كتب اهللا ال الباطني اتصالھم والمشایخ ، فإن اإلنسان یشملھا اعتقاد في الفالسفة مبادئفإن كانت

الدینیة بالحكمة اقتداء اعتقاده مبادئیھم ، ومن كانت یكون إال اتصاال بألئك الذین یعتقد ف أئمة وجعلھم بحق اهللا جعل بمن یتم ومثاال لألنبیاء والرسل علیھم السالم ، فإن االتصال

استصغار وسھال ، وكل ھینا یكن لم األمر أن یرشدون لدین الحق ، ولیكن الحذر شدیدا ولزم الحق أظھر قد وتعالى سبحانھ اهللا تائجھ وخیمة ، فإنیؤدي إلى انحراف قد تكون ن

أھدى سبیال ، إنھم لما ثبت في الدین ، وال یمكن أن نتخذ من كفر باهللا أولیاء أو نقول اإلتباع أھمیة ، أما من أصر على ما ھو علیھ من اعتقاد ، فإنھ لن یتمكن أبدا من البلوغ إلى شيء لھ

تصحیح شروطھ إنما ، اإلنسان طاقة فوق شروط ي الحقیقي لم تكن لھ فاالتصال الباطن الباطني االعتقاد حتى یتم على أحسن وجھ یأتي بعده حسن الخلق ، إن الجلوس عند االتصال

الدین ، یفرضھا كما بع الناس طرق الیوغا إال ألنھا ال تفرض طھارة توما ابطھارة ،یكون كعدم ثابت غا تفرض طھارة ، فإنھ یفرض فیھا أشیاء لم یكن لھا أصل وحتى لو لم تكن الیو

إال أما الدین فال فرق فیھ بین أبیض وأسود . الزواج والعزلة عن الناس واالعتراف بالطبقیة إن . اإلسالم في رھبانیة ال وكذلك بالحق ، والزواج الزم اعترافا لما جعل اهللا .بالتقوى

مغیرین إال ونوا أنبیاء أو مرسلین حتى یعترف بأقوالھم ومبادئھم ، ولم یكونواالفالسفة لم یكالكفر ال أئمة أنھم أتباعھم مع شیئا ، ویحشرون ألصول الدین ، ومعرفتھم ال تغني عنھم

من الصحیحة یعتمد علیھم إال من أحب الكفر على اإلیمان ، فإن أول وسائل الطرق الباطنیة غ على الحقیقة ھي أن یتفادى الراغب في االتصال الباطني كل معرفة لم تكن علما أجل البلو

من القرآن أو قوال مما قالھ األنبیاء علیھم السالم والبد أن ینسى الباحث عن أصول الدین كل

46




اهللا سبحانھ اسم معرف بشخص لم تكن مبادئھ دینا وال معرفتھ علما یرجع أصلھ إلى ما أثبت ة وسیل ھو فیھ ذكر وتعالى في كتابھ ، والقرآن ھو مفتاح كل اتصال باطني دیني ، وكل ما

العلم على من أجل البلوغنة بھ اتصحیح االعتقاد ، وما دون القرآن فال یلزم ذكره أو االستع . والمعرفة الحقیقیة

بذكر االتصال الباطني ، وذلكوال بد أن نذكر مثاال آخر رتبھ المشایخ من أجل البلوغ على بشرط وأعوام أشھر مدة یوم اسم اهللا الوھاب عشرین ألف مرة كل لیلة وثمانیة آالف كل

تاما ، وقوفا لھ یقفون اهللا صیام الدھر ، ویقال إن بعد مدة ، یفتح باب للسالك ویشاھد أھل القوي بحرك یرد للمساكین زاویة یھف تكون أن الفالني فیقال یا فالن أنت أحق بالمكان

لك ویباح والضعیف ویشرب من ینبوعك كل محب زائر وینفتح بسرك كل صحیح وسقیم ، بما مرید فتذكر كل ، أیھا الرجل بسر األسماء الحسنى ویفتح لك كنوز معادنھا وجواھرھا

بدائرتك ، یقوم ما منھا ذ فتأخ الزكیة المخازن على یلیق ویوصلھ على مواله ، وتشرفھ . وتمكن كل ضعیف ومحتاج بمواكب عنایتك ، فتكون صاحب المنع والعطاء

نالحظ في ھذا كأن المتصل بھذه الطریقة یصبح مسؤوال عن رزق الخلق یعطي منھا ما شاء

أن یمكن وال ، ویمنع منھا ما شاء ، ولو كانت للناس مخازن السماوات واألرض ألمسكوا للذكر یعتقد ھذا بأن باالتصال الباطني یمكن الزیادة والنقصان في الرزق ، أما العدد المرتب

دون اهللا علم كما وتعالى سبحانھ فإنھ ال أصل لھ في الدین ، بل على المتدین أن یذكر اهللا الصحة ، من ال أساس لھا إدخال ھدف من ذلك الذكر یكون دون العبادة ، إن ھذه الترتیبات

أسماء فیھا بأصول الدین ، والجاھل یحسبھا من الدین ألنفھي طرق التصوف التي شوھتیكن بالسریانیة ، ولم المعروفة الحسنى اهللا الحسنى ، فالیوغا أیضا تستعمل فیھا أسماء اهللا

الدین في عنھ نھي شيء مطبقوھا على حق وھذا التغییر والتحریف بالترتیبات المذكورة أو العزلة ومن أراد أن یذكر اهللا سبحانھ وتعالى فعلیھ أن یذكره دون إرغام لصیام الدھر أو

ھو ھدفھ ذكر لیس فیما أظھرناه الذي الذكر من النوع فھذا الطاقة ، فرض لعدد فوق في التحكم وة ظنا أن بھا یكونعبادة اهللا بل ھدفھ ھو البلوغ إلى مرتبة یكون فیھا تصریف ق

یسخرون خدام الرزق ، وأسماء اهللا الحسنى لم تكن لھا خاصیة إال للدعاء بھا ، ولم یكن لھا في الظن ، وكل شخص یظھر أثناء الذكر ما ھو إال شخص تخلق بأسماء اهللا الحسنى كما ھو

هللا عما یشرك الناس ، فال یمكن ونسبھا إلیھ ، وھؤالء یعتقدون أنھم أجزاء من اهللا ، وسبحان ا وھو شيء أن یظھر أحد حین الذكر بأسماء اهللا الحسنى ، ألن اهللا سبحانھ وتعالى لیس كمثلھ

اسم إلى الوصف نسبة السمیع البصیر ، وال یمكن أن تذكر أسماء اهللا الحسنى دون إرجاع ت اسم اهللا الوھاب بإرجاعھ إلى اثباهللا ، فال یمكن أن نقول بالتكرار الوھاب ، الوھاب ، دون إ

الحسنى اهللا أسماء وھذا الزم عند ذكراسم اهللا ، فالذكر الصحیح ھو أن نقول اهللا الوھاب ، أن فیلزمھ الذكر أراد ، وإذا كلھا ، والمتصل بالباطن ال یلزمھ الذكر عندما یغمض عینیھ

تصبح الرؤیا العینین ، ألن لتغمیض اجة ال ح یفتح عینیھ ، وبعد التمكن من االتصال فإنھ مستمرة في كل األوقات وفي كل الحاالت ، وباالتصال الباطني یكسى الجسم بنور أصفر من

في القوتین استعمال ذلك بعد ویمكن ، الجھة الیمنى وبالنور األبیض من الجھة الیسرى

47




عدیدة أشكال في باطنیا النور یرى. ال تتطور مھام كثیرة تكون كلھا ضدا للظلمات حتى في ظلمات من قوة وجود نور األزرق یعني دائما كلھا لھا معان ترمز إلیھا ، فرؤیة ال

لشيء ساجنة ظلمات من قوة وجود المكان الذي یرى فیھ ، والنور األحمر یظھر دائما إلىتؤدي قوة وجود فمعناه واألحمر األزرق أما التحام النور . معین أو ألشیاء كثیرة

الخضراء القوة وجود عن یعلن رام ، والنور األخضر جلب الدم كالحروب مثال أو اإلجفي وھي قوة خبیثة أساسھا سحر جمعت بھ قوى الطبیعة ، والنور األبیض فإشارة للدخول

لقوى ساجنا نورا یعني األصفر والنور ، مضادة أخرى الباطن دون خوف من قوة .ك النور لتغییر كل قوة خبیثة الظلمات ، وبقوى العقل یمكن تحریك ذل

48




49

النور حمراأل

اللون

النور األصفر اللون

النور بیضاأل

اللون




:من الثماني قوات النور تنشق رموز دالة علیھا وھي

50




وعرفت ھذه الرموز ألنھا تظھر باطنیا ، ویتشكل فیھا النور في ثماني قوات ضد الظلمات ، وترى ھذه األشكال في الباطن وتتحرك بنفسھا وتحرك بقوى العقل ، وھي سالح باطني

. یكون ضد كل قوة من ظلمات وال وجود لقوات أخرى غیرھا ، واستعملھا المسلمون قدیما في البنیان وكل حاجیاتھم الصنعیة ، وھذه الرموز تختلف عن كل رمز في القوى إذ ال تحتاج إلى قوى العقل حتى

یلتحق بھا ، ثم إن فعالیتھا ال تضمحل أبدا ، تكون فیھا فعالیة ، بل یكفي رسمھا والنور ونظھر ھذا حتى ال یعتمد المتصل بالباطن في البدایة على ترتیب رموز لم تكن لھا فعالیة من

:نور بل من ظلمات ، ونعطي مثاال للرموز التي أساسھا ظلمات ھذه

.طالسم وضررھا أكثر من نفعھا ومثل ھذه القوات كثیرة وتعتبر

51




52




53




الیوغا تكن إن ھیئة الجلوس السابق إظھارھا ھي أول ھیئة یمكن بھا االتصال بالباطن ، ولم ، اإلنسانحركات ، بل الدین ھو المظھر لسر كل لخاصة بكل أنواع الحركات والجلوسھي ا

الطبیعة ، ولقوى وما طرق الیوغا إال تحریفا لقوى الجسم والدین ھو أصل كل علم حقیقي فإن كان الجسم استمداده . في الحركة أو في الجلوس ، بل السر كلھ في االستمداد والسر لیس

كان إن أما ، نور أساسھ إلى اتصال باطني من نور فإن ھیئة الجلوس أو الحركة توصل یمكن االستمداد من ظلمات فإن كل ما یفعلھ اإلنسان یرجع أصلھ إلى ظلمات ، وبنفس الھیئة

. مات واالستمداد منھا ، كما باإلمكان االستمداد من النور االتصال بالظل على كل حال فإن الھیئة التي أظھرناھا للجلوس األول ، فإنھا ال تشمل تغییرا وال توصل إلى

بل للذكر الھیئة ھذه خبیث ، بل ھي ھیئة جلوس خلق علیھا آدم علیھ السالم ، وال تستعمل ھو الھدف فھا ھو االتصال بالباطن من أجل العلم والمعرفة الدینیة الخالصة ، أما إن كان ھد

الصالة انتھاء بعد المسلمون الذكر فإن الھیئة الجلوسیة تكون كھیئة جلوس الصالة ، وكان ذلك القرآن ، وبعد تیسر من یبقون في ھیئة جلوس الصالة ویذكرون اهللا سبحانھ وتعالى بما

قبل الزم الصالة جلوس واتخاذ ، بالباطن االتصال ویتم یتخذون ھیئة الجلوس األولى یكون الحسنى اهللا بأسماء الدعاء أو القرآن وقراءة الصالة الجلوس األول ، إذ بجلوس

ول األ الجلوس ھیئة تعطى االنطالق لقوى العقل حتى یتم االتصال بالباطن ، وال یمكن أن أجل من الالزم بالنور الجسم لالستمداد ، ویكسى فعالیة في البدایة بل البد من وقت كاف

فال یلزم األول االتصال بالباطن ، وغمض العینین ال یكون إال في البدایة ، أما بعد االتصال ال یختلط الصالة ال یغمض العینین ، فلیتبین اإلنسان الباحث في ھذا حتىذلك ، وفي الجلوس

إال األمر ، ولوال اختالطھ لكان الناس على ھدى من ربھم ، وما اعتمدنا على إظھار ھذا كلھ الدین والباطل ، وكان ألن الناس اتجھوا اتجاھا آخر لم یكن أصلھ دینیا ، وخلطوا بین الحق

الدیني باطني ال إن البلوغ إلى االتصال. أولى حكمة وأصالة في العلم وأثبت معرفة وتطبیقا ا مك اإلنسان ال یتطلب شروطا فوق طاقة اإلنسان بل یكفي أن یطبق الدین كما یجب ویستقیم

شیئا من قوى الظلمات بجھالة ، فإن األمر یصعب أما إذا كان قد سبق لھ االستمداد .أمر اهللا قراءة مدة ن وفي ھذا الحال فإ. ما وقد یصعب كثیرا في حاالت معقدة من ناحیة قوى الجسم

الفجر ، ثم وال یمكن النوم بعد طلوع . القرآن ال یجب أن تقل عن ثالث ساعات واسھر قلیال ما وقراءة ، غروبھا وقبل یلزم االغتسال بكثرة ، واإلكثار من ذكر اهللا قبل طلوع الشمس

دین ، بالنسبة ال تیسر من القرآن في الفجر ، ویلزم الوضوء لكل صالة ، وھذا كلھ من أصول خمس من أكثر یجلس للذي یعرف أن لدیھ نقصانا في التركیز والتأمل ، فإن من واجبھ أن

أبدا ما ساعات یومیا حتى یتم لھ االستمداد من نور ، دون ھذا فإن االتصال الباطني ال یمكن .الم دان الجسم استمداده من ظلمات وقوى العقل راسخة في قوى الخیال ودون قوى األح

وقد تكون ھذه األشیاء . إن كل ما یحیط باإلنسان لھ فعالیة وأثر على قوى الجسم وقوى العقل

54




االستمداد مضادة لقوى النور ، ومانعة لتصاعد قوى العقل ، وال یمكن االتصال بالباطن وال تصاعد لھا یكون من النور ، فإن البیت الذي یكثر فیھ األثاث ال یترك مجاال لقوى العقل أنخزانة وأمامھ قبلة یمكن بھ االتصال ، واإلنسان المتدین إذا كانت صالتھ في بیتھ یتجھ فیھا

بتلك االستمداد یكون فال علیھ انعكاس لھا یكون أو مرآة ، فإن القوى الكامنة في الجسمإلى كثیرة ، لذا نجد المتدین الیوم ال یبلغ الطریقة إال من الظلمات بدال من النور ، إن الموانع

ر وقوى الظلمات ، وال بد أن نقول شيء یعتبر علما أو استقامة وال یعرف شیئا عن قوى النو كانت كثیرة طرقا أن القدماء استعملوا المرآة كوسیلة لعبادة النفس وجلب القوة ، واستعملوا

یقول أن تحریفا وتغییرا للدین وإلحادا في أسماء اهللا ، وال یمكن للمصلي الذي یستقبل المرآة تنعكس الجسم قوى ألن ، اهللا ار ألوامر إنما األعمال بالنیات ، فإن ھذا استھزاء واستصغ

وبالعلوم . هللا یسجد ولم لنفسھ على قوى العقل إذا استقبلت المرآة ، والساجد فكأنما یسجدوالرموز األشیاء في الكامنة القوى عن العلم ھو الباطنیة فإن أول شيء یتعلمھ اإلنسان

جسم اإلنسان ، وإن لم یصدق اإلنسان بوجود قوة في كل والطبیعة ، وكذلك القوى الكامنة في ، ألن العبادة ستصبح مكاء وتصدیة تصال الباطنيشيء ، فال فائدة من الصالة وال حاجة لال

وقد في ھذا الحال ویصبح العلم ال فائدة فیھ وال فرق بین الناس ألنھم سیكونون في جھل تام ، بما وأظھروا والمرسلون النبیئون جھل إلى أن جاءكان الناس من قبل أمة واحدة كلھا في

معرفة استخرجت بعدما من أنزل علیھم واقع األمر وصحة العبادة ، وما اختلف الناس إال ولكن اهللا سبحانھ أخرى دعواھا نكران الحق ، وأھدافھا البغي والعلو في األرض بغیر الحق ،

.القیامة في ما ھم فیھ مختلفون وتعالى شدید المحال یحكم بین الناس یوم ، بل فرض التطبیق مع اإلیمان واالعتقادطروحة في ھذا المجال جاعلة إجبار وما كانت العلوم الم

ما یرید یأخذ وكل السوق ، نحن في عالم تطرح فیھ األفكار والعلوم كما تعرض السلع فيظاھرة وھي نفس الدین شروط ، فإنان الھدف دینیاعلى حسب أھدافھ وأغراضھ، فإن ك

قوة إلى البلوغ ھدفھ كان ومن . الباطني الشروط للبلوغ في العلوم الدینیة باالتصال نالھ مما ینال أعز ولن ، بذلك اختصوا معینة فعلیھ أن یختار من المعرفة ما طبقھ الذین

القوة وراء یسعونا بأكثر منھا ، ونعطي مثال للذین ، فإنھم نالوا من القوة ما أصیبواألولون اسم اهللا القابض عشرة آالف مرة في باالتصال الباطني ، إذ یؤمر الراغب في ذلك أن یذكر

الیوم واللیلة ، وال یأكل ذا روح أو ما خرج من روح لمدة عامین حتى یرفع عنھ حجاب أھل جلس علیھ البالغ غلیھ ظھرت علیھ آثار القبض حتى الدائرة الربانیة ، ویأتیھ ملك بكرسي إن

إنھ لو نظر إلى طائر في الجو نظرة لخر میتا ، ومن رفع صوتھ فوق صوتھ ھلك ، ولو تكلم على جبل النفلق أو على بیت لقام ، وھناك من قال أنھ لو ألقى سره في جبال لدكت ولو ألقى

ما یظن ھؤالء باهللا رب وق میت لقام ،لو ألقى سره فسره في البحار لغارت وزالت و واهللا سبحانھ وتعالى خون في الصور فتقوم الساعة ،العالمین ، ولعلھم یقولون إنھم سینف

. أرسل الرسل وأیدھم بمعجزات أظھروھا بإذن اهللا ، ولم تكن لھم إرادة حرة في استعمالھا حاجة إلى جھاد في سبیل اهللا ، وكم من فئة من ولو كان األمر كذلك لعذبوا كل من كفر دون

55




ن ، ولو كان لوط علیھ السالم ذا قوة إرادیة لعذب قومھ المؤمنین غلبتھا فئة من القوم الكافریوكم من قوة یحسب اإلنسان أنھ یملكھا وحین تنفیذھا ال . الذین كفروا وطغوا وأكثروا الفساد

تغر ظلما ألن ذلك كلھ قوة خیالیة یسیطر علیھا الحق متى ظھر ، وما ھي إال قوة من تنفذ ،بالنور والمتصل ، خلودا وھناك یبلى ور أن ھناك ملكا ال باإلنسان ، ویدلیھ الشیطان بغر

اهللا یرى الشیطان ویعرف طرقھ ووساوسھ ، حتى یحذر منھ ألنھ عدو مبین ، ویلزم بما علم .سبحانھ وتعالى لتفادي كل ما یوصل إلى الخطأ ویبعد عن الصواب

ما اإلنسان یعرف أن إنما األھم ھو. ال یمكن حصرھا في مقال إن إمكانیات الباطن كثیرة

الخروج یصعب و أیضا یفیده لتفادي كل خطأ یؤدي إلى تورط في مشاكل ال یمكن حصرھا منھا ، والسبب ھو وجود قوات متضاربة في ما بینھا ، ووجود أناس اھتموا بالباطن ویسعون

الفظي الخیط فإن ثال بطرق الیوغا ألنھا معروفة ، إلى تحطیم كل قوة من نور ، ولنعطي م انقطع بقوة أخرى ، الذي ھو نور متصل من الجسم الظاھري إلى الجسم الثاني الباطني إذا ما

في بینما الظاھري جسمھ دخول یمكنھ وال نفسھ على فإن المتصل ال یستطیع الرجوع یمكن ال أصفر یكون الجسمین بین ألن الخیطاالتصال الدیني فإنھ ال وجود لھذا الحادث

باطني حادث قطعھ بأي قوة كانت ، فالباحث المتصل بالطرق الدینیة ال یمكن أن یخاف منالبدایة في الجسم من الخروج فیھا یسھل الدینیة الغیر ال یرجع إلى نفسھ ، وإن الطرق في أللم وجود ال الدینیة الطریقة في یرا ، أما كث تؤلم ویصعب الرجوع إلیھ ، والعملیة

الظاھري یبقى فیھ شعور تام وإدراك دون دخول الرجوع ویتم على أكمل وجھ ، ثم إن الجسم وھذا الفرق حقیقي یظھر االمتیاز الدیني في االتصال الباطني ، وبالنوم . إلى غیبوبة مستمرة

فإن الدینیة الغیر الطرق في أما . جة إلى الجلوس یمكن االبتعاد في الباطن كثیرا دون حاالقوى لتماسك استمراریة االتصال ال یمكن أن یكون تاما إال بالجلوس ، لذا یحتاج ذلك إلى

كانت مھما الجسم إلى الرجوع یسھل الدیني الباطنیة ، ویالحظ أن في االتصال الباطني المتصل على تحافظ قوة فھناك ، لإلنسان الثاني لجسم وا الظاھري المسافة بین الجسم

بالطریقة الدینیة ال تدخل علیھ قوة تفقد صوابھ أو تفقد وعیھ ، واتصالھ یكون دوما بمسؤولین یجب كما ذا ما تم االتصال إخصصوا لذلك یرشدون كل متصل سواء ظاھریا أو باطنیا ، و

الطاقة وال فوق اما وال یأكل فیھا دون أن یحتاج إلى مجھودفإن المتدین بإمكانھ أن ال ینام أی قوة یشعر بھا أن ال حاجة لھ بالنوم كما أن ال حاجة یحاول أن یدفع عنھ النوم ، بل تتوفر لدیھ

القصوى الحاجة لھ باألكل ، والمتصل ال یستعمل ھذه الوسائل لیستغني بھا بل تستعمل عند الباطن بعالم المتصل اإلنسان یعیش ورة بالنسبة للسھر ، وقدبالنسبة لألكل ، وعند الضر

أن كما علومھا ، إدراك عمره كلھ دون أن یتمكن من إتمام المواطن الباطنیة ومعرفتھا مع مھما الكنوز یستخرج أن أو المتصل ال یسعى أبدا أن یزید في عمره أو أن یجلب األموال

أن رغم أن یؤذي بما كسبھ قوة معطاة ، أو أن ینتقم لنفسھ یسعى كانت الضرورة ، ثم إنھ ال المتصل ، فیھا یتغیر قد شرعیة بأحكام أخرى ظروف ھناك اإلمكانیة موجودة ، ولكن

56




.ویصبح األمر لھ صبغة أخرى تنفذ فیھ من القوة ما یتمكن دفع كل خطر وضرر

لھ وتصبح وجھھ یتغیر وقد ، إن المتصل بالطرق الغیر الدینیة یشعر دائما بألم في الجسمفي مھدد فھو ، بھا اتصل قد التي صورة بشعة إذا لم یتمكن من التحكم في قواه والقوى

في أوجاع إلى ال وعضال أخطائھ ، أما المتدین فإن أخطاءه في الجلوس ال تؤدي إلى ألم بدایة في صعوبة یجد قد لظلمات ا من االستمداد الرأس ، والبد أن نشیر أن من سبق لھ

في التطبیق الدیني ، ألن النور الذي یتصل بقوى العقل والجسم یجد قوة أخرى مضادة كامنة النوم ، أثناء لدیھ األشباح المطبق ، فیصاب بألم في الرأس وقد ال ینام مرتاحا وتكثر رؤیة

الظلمات ، وكل تمداد من النور بدال من وھذا ال یطول كثیرا إنما حتى یطھر الجسم ویتم االستأخر في االتصال لدى الراغب یرجع سببھ إلى وجود قوة مضادة لم یتمكن المطبق للدین من

فعلى سنین ثالث من أكثر التطبیق رغم طال السیطرة علیھا وطردھا ، وإن كان األمر طن ، یكون بإمكانھ أن یمد بدوره ویبحث عن متصل بالباالباحث أن یھتم بأمره في ھذا الحال

قوى خبیثة ، فإن أما إن كان اإلنسان عادیا لم یتورط في . قوى االستمداد حتى تتم االنطالقة ثالث عن أبدا یقل ال ظرف في بعد البدایة باتخاذ الجلوس األول یمكن االتصال بالباطن

ثمانیة قمر ، وبعد ضوء تحت نھاالصور كأ أشھر ، فیكون االتصال في البدایة تظھر فیھ تصبح التطبیق من أشھر تصبح الرؤیا الباطنیة كأنھا تحت نور الشمس ، وبعد خمس سنین

یرى الرؤیا الباطنیة بنور أحمر قوي شامل لأللوان وكأن المتصل یرى الصور واضحة كما معرفة ، علم و من یھ ف ویرغب فیلما على شاشة ، وبإمكانھ آنذاك أن یستخرج كل ما یحب

األشیاء في الكامنة القوى وقد تعلم وسائل التعلیم الصوریة وقراءة الرموز ومعرفة أصول المتصل مرحلة كافیة لمعرفة أصول الكالم المنطوق وتقلباتھا ، والكتابة تمكن إال إذا بلغ

عروفة العادیة ، وذلك تفادیا والمكتوب ، والتي قانونھا یختلف كثیرا عن النحو في أصولھ الملشرك نطقي قد یكون وراءه مفھوم آخر ، فإن كل ما یكتب عن طریق الباطن یكون لھ أصل

ن ـ الموضح لھا ، كما أن كل كاتب عآخر یتم بھ التعبیر عن أشیاء كثیرة تتطلب التأمل والفھمیة علمھا اهللا سبحانھ وتعالى طریق الباطن ال یعتبر ما كتبھ أنھ راجع إلیھ ، بل راجع لعلوم دین

یكتب ما في أبدا یفكر ال بالباطن المتصل والكاتب. لألنبیاء والرسل عن طریق الوحي فیكتبھ یراه ما ینقل أن إال لیصحح ظاھر األخطاء بل یرى ذلك مكتوبا باطنیا ، وما علیھ

مما شيء إلیھ ینسب وال د اسمھ لیظھر ظاھریا ، وال یمكن االعتراف بالكاتب أبدا وال یخلأولى السالم علیھم والرسل واألنبیاء ، یطلع علیھ الناس ، بل العلم كلھ هللا سبحانھ وتعالى

واالتصال ، مباشرة اهللا مكانة من المتصل بالباطن ، لذا ال وجود لعلم لدني نعتبره من عند اإلنسان یبلغ ال بھ استرجاع أصول الدین التي الباطني موجود منذ القدیم في الدین ، ویمكن

ھي التفسیرات كثرة ولكن إلى معرفتھا عن طریق الكتب المنزلة رغم أنھا موجودة فیھا ، باإلمكان أنھ رغم والرسل األنبیاء یأتي التي تجعل حاجزا للفھم الصحیح ، وإذا قیل لماذا

الكثیر ، فھمھ عن بحث قد أمر فھذا ؟ الباطنیة العلوم استرجاع أصول الدین بواسطة والحقیقة ترجع فیھ إلى التغییر ، ألن كلما تغیرت أصول الدین انحرف أصل التطبیق ، وال

57




االتصال بالباطن ، وحین ال یعرف الطریق الموصل للحقیقة یأتي األنبیاء والرسل یمكن بذلك

أضاعت الغفلة علیھم السالم مجددین أصول الدین من جدید ، والیوم نحن كذلك في فترة من أوجھ في تسد لم مازالت األبواب أن باطني ، إال الموصلة لالتصال الاألصول الحقیقیة

باطني دخول كل مفتاح الراغبین في العلم الدیني ، وذلك سببھ وجود القرآن لم یغیر ، وھو وإذا . فیھ الكامن إال ویضعف النور وكل استمداد من نور ، ولكن كلما اتخذ القرآن مھجورا

مھما ب ، وبعدھا لن یتمكن أحد من االتصال الباطني ما ضعف تقوت الظلمات وسدت األبوا للناس ، مجھوده واھتمامھ وتطبیقھ ، فإن السر لیس في التطبیق بل في النور الذي أنزلكان

وره ظاھریا ، وال یتمكن أن أموإنھ لخطر أن ال یھتم المؤمن بالباطن كما ھو الخطر أن یھمل الواقع صورة فیھ موجود عالم الباطن ي الدین ألننقول إن العلوم الباطنیة ال وجود لھا ف

متركزة في الظاھر فإنھا ال ترى ظاھریا بل باطنیا ، لذا فالعلوم الباطنیة الظاھري ، وكل قوة موجودة ألخذ العلم أوال ولمضادة كل قوة خبیثة تھدد المسلمین ، والعلوم الباطنیة الدینیة كلھا

دراسة فیھ نجیم وال لكتابة الطالسم أو الجداول واألوفاق ، ولكن ال نجد فیھا أصال لعلوم التالشيء في الكامنة قوتھا ومعرفة دراستھا بعد كتابة ، ولكن المتصل یظھرھا قد قوى

كلھ وھذا ، بجھالة تستنكر أو والمھددة للنور ، فإن المتصل یحرقھا حتى ال تعتبر طالسم . حسن السیرة والتطبیق، ویذكر بما ینسى حتى یتبع الھدىاطن ویبینھ إلى یتعلمھ المتصل بالب

القرآن في فاالتصال الباطني لم یكن أصلھ إال دینا ، ودلیلھ أنھ یرجع المتصل إلى اتباع ما الباطن وفي حكمة الباطنیة الطرق إن في . ویظھر أسس الخطأ كما یعرف على الصواب

تنفیذا ، ومعرفة وال یحاول حقیقیة ال یعیش بھا اإلنسان خیاال تعطى أمثلة صوریة وقصصأو الكثیرة الكتب الحقیقة أولى من معرفة فیھا جھالة ، والمتصل بالباطن یستغني عن قراءة

قصة من باطنیا ، وكم القصص المثیرة إال إذا أمر بشيء معین وراءه حقیقة أخرى یعیشھا یتم بالباطن . أخرى وصبغة آخر واقعا لھا ا یجد المتصل أنكتبت وعند مراجعتھا باطنی

معالجة باإلمكان أنھ كما ، ظلمات من أساسھا االستمداد ومعرفة كیفیة قلب القوى التي فال ، أحكام و علم مرض ، ولكن ال یمكن تسلیط مرض على أحد ، إال إن كان ھناك وافر

كان ھناك الشخص المعین ، وال یمكن إشفاء مریض إال إذا یسلط المرض بل یضرب بالنورالموانع بغیر حق ، أما إذن من المؤولین بالباطن ، كما أنھ ال یمكن التدخل في شؤون الناس

المدخل إن . البدایة في الموقف وضع الباطنیة الحالیة فالبد أن نذكرھا حتى یتبین للباحث یكسوه ظالما ألن ، كھف أول ال یعرف اإلنسان على أنھالباطني مدخل واحد وھو كھف

فھذا مخیفا ، مكانا دخل وكأنھ ضباب ، ولكن اإلنسان یشعر بأنھ یسیر سیرة أمامیة وشبھ بقوى العقل الكھف ھو فج أول في األرض یتم بھ الدخول إلى الحجاب األرضي األول وذلك

ویلة ، وبعد الخروج منھ توجد سبع فجاج أخرى تظھر والجسم الباطني ، ولھذا الفج مسافة ط فیھا یكون لذلك وحاجز قوى معرفة كھوفا في الجبال بعیدة ، ولكن الوصول إلیھا یتطلب

إلى الدخول القرآن ، وبعد صراع بالعلم فقط ، وكل سؤال یطرح ال بد من جواب یكون من

58




فیھ الصور الثاني ، وكل األرضي الحجاب إلى للدخول السبعة كھوف یتم الخروج منھافتظھر الثالث الحجاب یھا یتم الخروج إلى تظھر كأنھا تحت ضوء القمر ، وبعد معرفة ما ف

لھ تم وقد المتصل ینطلق ھنا الشمس واضحة ، ثم تختفي لتظھر الدائرة الصفراء ، ومن أخطاء أساسھا كلھا االتصالیة فالموانع االتصال بالباطن ، أما قبل الدخول في الفج األول

.االعتقاد

، وال یوجد حولھا شيء إال شخص الكعبة رؤیة من إن الرسم واضح ، والمتصل البد لھ

ھ ، ومعھ یتم التجول واحد وھو المسؤول األول ، یتعرف علیھ المتصل بینما المسؤول یعرفالباطني العمر كلھ ، ویطلع المتصل على مواطن الباطن ، ویعلمھ ما ال یمكن تعلیمھ ظاھریا

.إال بوجود نبي أو مرسل مسلمین مطبقین لطرق الدین ، وكانوا إن بین المتصوفة كان رجال لم یكونوا متصوفة بل

ینھون عن تطبیق ترتیبات المشایخ ، ونجد وصایاھم كثیرة في كتب عدیدة ، ولكن المشكل

59

1

2 3

4 5 6 7

الفج األول

خط الحاجز

الكھوف : 7إلى 1




تطبیق عن النھي ذكر دون المتصوفة صایا أخذت ونقلت وجعلت في كتب ھو أن تلك الوعن لذكر أخذ ترتیبا یتبع الترتیبات ، فأصبح الناس یظنون أن الحق في ما كتب ، وكل من

ما أول شیخ إال ویتم االتصال بالشیخ فقط ثم بالشیخ الذي أمد الشیخ ، وفي ھذه الحالة ، فإن شیخھ ، ویأمر الشیخ بتركیز الصورة أمام المرید ویذكر أسماء اهللا یراه المتصل ھو

الحسنى ، وھذا ال یمكن أن یعتبر صحیحا ألن الذاكر یصبح ذاكرا للشیخ الذي تركزت ویعتمد على الخیال في ا بھذا التطبیق ،كصورتھ أمامھ باطنیا ، فیصبح اإلنسان مشر

خ دون التفكیر في ما ھو سواه حتى یتم التصوف وتطویره ، وذلك بتخیل صورة الشیاالتصال ، إن ھذا ھو مجلبة األخطار واألخطاء ، والشیوخ في ھذا الحال تضاف لھم قوة

. ألنھم یعبدون ، ویعبدھم المرید الذي ال یعرف ما یرید

طة العلوم الباطنیة ، وبالرؤیا الباطنیة یتمكن إن أعظم وسیلة لمعرفة أصول العلم تكون بواس تكسو ، الجبھة في اإلنسان من رؤیة حقیقیة ما ال یراه ظاھریا ، والرؤیا الثالثة استقرارھا

كلھا بل ، حدیثة تكن الجبھة دائرة صفراء یتم بھا االتصال بالباطن ، والطرق الباطنیة لمأن عادي إلنسان یفھم ال یمكن م ، والمتصل بالباطن قد طریقة دینیة واحدة وذلك منذ القدی

یفھمھ ، فالتصاعد الفكري بقوى العقل یتیح فھما ألصول األشیاء ومعرفة قواھا الكامنة فیھا ، بھ یتم الحركة في محكما ونوم المتصل بالباطن مخالف لنوم إنسان عادي ، ألنھ ینام نوما

كثیرة ، لمشاكل ام نوما عمیقا وبعد الیقظة یجد عنده فھما وحال استمراریة االتصال ، وقد ینكما أن بإمكان المتصل أن یعرف ما یفكر فیھ اآلخرون إن كان سوء ، فقوى العقل لھا اتصال

بطریقة ومكالمتھ بعید بشخص االتصال یمكن بكل قوى العقول ، وكما ھو معروف فإنھ معھ ، االتصال بالباطن نائما ویوقظھ شخص آخر یریدفكریة صوریة ، وقد یكون المتصل

. إظھاره وھناك وسائل كثیرة ومھام ، والمؤمن المتصل بالباطن ال یستحضر شخصا بمعنى یسعون إلى استحضار قوى العقول ألشخاص أحیاء أو مطبقیھا أما الطرق الغیر الدینیة فإن

صورة المقابر ، واستحضار وى الكامنة في أموات ، كما أنھم یعتقدون على االستمداد من ق ذلك شخص میت شيء باإلمكان علما ، والمتصل المتدین ال یفعل ذلك بنفسھ ، بل یعینھ على

إال المسؤولون في الباطن ، وإذا رفضوا ، فإن ذلك ال یمكن ، وكل التطبیقات الحرة ال تؤدي . انفصال عن الحق وابتعاد عن الطریق القویم

ملكوت السماوات واألرض ، یرى أن الدینیة بالطریقة بالباطن للمتصل یمكن ال إنھ

فالمتصوفة یقولون ما لم یكن حقا ویدعون بأن المتصل بالباطن إذا داوم على ذكر حتى ع الھاتف الرباني یخاطبھ بقولھ فامنن أو أمسك بغیر تمتزج عوالمھ الحسیة مع الذكر یسم

حساب ، ثم تتقدم بین یدیھ األكوان قائلة نحن بأمر اهللا عند أمرك فافعل بنا ما شئت وخذ ما شئت ، إنھ ال أساس لھذا ، ولنذكر إبراھیم علیھ السالم إذ قال لربھ رب ارني كیف تحیي

ونذكر كذلك سلیمان علیھ السالم إذ قیل لھ ھذا عطاؤنا فامنن أو الموتى ، وذلك لیطمئن قلبھ ،

60




أمسك بغیر حساب ، لم یكن ھناك أساس لوجود األقطاب واألبدال أو النجباء ، بل المؤمنون كان كلھم مسلمون ، وال یختص المؤمن بشيء اختص بھ األنباء والرسل علیھم السالم ، وما

، رھط أراده كأن یصبح فأرا أو سبعاألحد أن یسخر لھ الجن واإلنس ، وال یتشكل المؤمن في والمتصل ، باهللا وشرك وكفر تامة وظلمات وإن كان ھذا عند شخص فإنھ سحر كامل

یغیرون كانوا قدیما والسحرة ، مبین بالباطن الدیني فإنھ یرى أن ھؤالء كانوا في ضالل یتشكلون اتھم ویتنقلون من جسم إنسان على جسم حیوان ، ولم یكن األنبیاء علیھم السالم صف

الخلق تغییر باإلمكان أنھ وحقا ، أصل بمثل ھذا ، ولم تظھر أیة معجزة تثبت أن ھذا لھ تطبیقات في البالغین الھنود عند باإلمكان وما زال معروف بعامل السحر ، وھذا شيء

حتى ھذا یكن ، ویقول المتصوفة إن الذاكر إذا أراد شیئا یكون في أسرع وقت ، ولم لیوغااولیتبین ، فیكون كن لھ یقول فإنھ من خاصیة األنبیاء أنفسھم ، بل األمر هللا إذا أراد أمرا

ودین اإلنسان في ھذا ، فإن من یقول ما ذكرنا ما ھو إال مستمد من ظلمات وبعید عن الھدى وراء من أو وحیا إال بشر الحق ، إن اهللا سبحانھ وتعالى كلم موسى تكلیما ، وال یكلم من

إن حجاب ، وتلك خاصیة األنبیاء ، فكیف أن یسمع الذاكر الھاتف الرباني ویسمع كالم اهللا ،لك سلیمان وما الذین یقولون إنھم بدالء وأخیار ما ھم إال أناس اتبعوا ما تتلو الشیاطین على م

فإن الذاكر بغیر حق یدخل بقوى عقلھ أرض بابل . أنزل على الملكین ببابل ھاروت وماروت قوة كل من وفیھا ، باأللوھیة یشعر اإلنسان وھي في حجاب وفیھا من الخیال ما یجعل

قوى إن . سحریة ما یغر اإلنسان غرورا عظیما ، وال ننسى دور الملكین ھاروت وماروت اإلنسان منھما السحر أنزلت علیھما ببابل ، وما یعلمان من أحد حتى یقوال إنھما فتنة ویتعلم

كانت التصوف وإن طرق . مرء وزوجھ وما یضر ذلك من أحد إال بإذن اهللا بھ بین الما یفرقن فیھ بأ ضاللة ، واتصالھم الباطني مخالف لالتصال الباطني الحقیقي الذي ال یمكن للمتصل

السماوات ملكوت یشعر أنھ إلھ أو أنھ ملك األرض ، وال ینتظر أن تسخر لھ الریاح أو یرى السالم علیھم والرسل األنبیاء واألرض وال یسعى أن یكلمھ اهللا سبحانھ وتعالى ، یتعلم من

، ثم وماروت ھاروت ببابل الملكین من اآلخرون یتعلمھ ما عن طریق الباطن خالفالباطني االتصال المتصل المتدین ال یھتم باألرواح العلویة وال األرواح السفلیة ، وما أسھل

یكون كیف الحق ، ویعرف وعالم الضاللة عالم الدیني ، یكفي للبالغ فیھ أن یتصل فیرى ال االتص نفسھ ، إن ال یخسر حتى االستمداد ، وكذلك أسباب الشقاء ، ویتعلم أصول الذكر

یتلفت إلى نور وظلمات ، ولیكن الباحث عاقال یسعى وراء ما ھو معقول دون أن : اتصاالن واتخذھا كثرت التصوف طرق إن. إال إلى قوى سحریة ضالة لإلنسان غأقوال من لم یبل

لتغییر وجود اإلنسان وسیلة عبادة دون التفكیر فیھا ، وذلك لسبب واحد ھو ظن الناس أن ال ا أن المتصوفة یذكر اهللا ، ولكن الحقیقة غیر ذلك ، ألن الذكر لھ طرق محكمة ، وإذا كان مھم

التصوف طرق في مثال ، فإن نور ، ولنعط فیھ تغییر یصبح االستمداد من ظلمات ال من ألن وتغییر تحریف فیھا ، وھذا البسملة دون یأمر الشیخ المرید بقراءة سورة اإلخالص

إال القرآن قراءة في شيء تغیر وكلما لة فیھا حكمة القول أن السورة من عند اهللا ، البسم وینقلب كل شيء في معناه ویصبح الذاكر مشركا باهللا بالنطق ، ویوجد مثل آخر لخلط اآلیات

61




الریاح ، تذروه ھشیما فأصبح األرض نبات كما أنزلناه من السماء فاختلط بھ: وھو ھذا من الغیب والشھادة ، ھو الرح وكان اهللا على كل شيء مقتدرا ھو اهللا الذي ال إلھ إال ھو عالم

یطاع ، ال شفیع الرحیم ، یوم اآلزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمین ما للظالمین من حمیم وعملت نفس ما أحضرت فال أقسم بالخنس الجوار الكنس واللیل إذا عسعس والصبح إذا تنفس

.والقرآن ذي الذكر بل الذین كفروا في عزة وشقاق

التغییر ، والذین الخلط یتم إن المثل الذي ذكرناه اجتمعت فیھ خمس آیات بخلط بینھم ، وبھذا أن والحقیقة لمتخذیھا ، رتبوا ھذا النوع من القراءة وجعلوھا أورادا یذكرون خاصیة كبیرة

، وھذا النوع كل إدماج كھذا ال فصل فیھ بین اآلیات یجلب على اإلنسان ظلمات بدال من نورالقوة ، وراء وسعیا حق بغیر من الخلط كثیر ، والھدف كلھ كان وسیلة لالتصال الباطني

یكون أن یجب ال للقرآن قراءة وكل . وكانت تستعمل ھذه اآلیات الخمس ألجل االختفاء یفیض ذاكر بھ وال ، باهللا آمن ذكر لمن وراءھا سعي لجلب قوة مستنكرة ، والقرآن وسیلة

اتخاذ یمكن لھذا ال . علیھ نور مما في القرآن دون أن یحتاج على جلبھ إلیھ بوسائل التغییر لھا ، انفصام بالعروة الوثقى التي ال ترتیبات المشایخ دون علم ، وعلى اإلنسان أن یستمسك

الباطني االتصال یتم فیضل ، وبھذا علم بھ وعلیھ بقراءة القرآن دون إدخال ما لم یكن لھ ذكره ، السابق المشكل الدیني ، والبد أن نذكر أن األخطاء في حركات الصالة تؤدي لنفس

النور فإن ذلك في األخطاء وكذلك األخطاء في الوضوء ، وإذا اعتبر اإلنسان عدم وجود مانعا شامال ألسس فیصبح ذلك ینفلت منھ ، وحیث ال یوجد النور فإن الظلمات تحل مكانھ

إن الباطن فیھ خطان مختلفان أحدھما نور ، واآلخر ظلمات ، وفیھما تشابھ یصعب . التغییر استمدادھا یكون الفرق فیھ ، وقوى األجسام كذلك مختلفة قد یكون استمدادھا من نور كما قد

لذا . غیر المتدین ال بالباطن المتصل یقولھ فالمتصل بالباطن یقول خالف ما. من ظلمات یوجد االختالف في العلوم الموجودة ، والمتحدث عن مواطن الباطن البد أن یتبین اتجاھھ ھل

فیھا ویظھر نور فیھا الصفراء الدائرة یرى إلى ظلمات أم إلى نور ، وھذا سھل ، فالذيیرى ال والذي باستمرار ، شخص كأن على وجھھ لثام فإن اتصالھ من نور ، ویرى الكعبة

أن وعلیھ ، الدائرة الصفراء ویرى دائرة كأنھا من نار ولھا حرارة فإن اتصالھ من ظلمات . یغیر اتجاھھ بتغییر التطبیق وتصحیح االعتقاد

62




63

الدائرة الثانیة

الدرجة الثانیة

الدرجة الثالثة

الدرجة الرابعة

الدرجة الخامسة

الدرجة السادسة

الدرجة السابعة

الموطن الباطني الثامن

الوحي باتصال مع

قوى المعجزان

الدرجة الثامنة

مقام طاباألق

مقام األوتاد

مقام النقباء

مقام األولیاء

مقام النجباء

مقام الغوث

مقام البدالء

االتصال بقوى

الكرامات

االتصال الباطني بقوى النور

الموطن الباطني األول في الحجاب األرضي األول

الموطن الباطني الثاني في الحجاب األرضي الثاني

الموطن الباطني الثالث في الحجاب األرضي الثالث

الموطن الباطني الرابع في الحجاب األرضي الرابع

الموطن الباطني الخامس في الحجاب األرضي الخامس

الموطن الباطني السادس في الحجاب األرضي السادس

الموطن الباطني السابع في الحجاب األرضي السابع

االتصال الباطني بقوى الظلمات

المثلث

خط النور

خط لماتظال

الدائرة الصفراء

الدرجة األولى




فال ، التاسعة إن المتصل بالباطن بالطریقة الدینیة بإمكانھ أن یصل إلى ثماني درجات ، أما بعده الوحي وقوى المعجزات ، وھذا لألنبیاء والرسل علیھم والسالم ، وال وھناك حاجز

أن یدخل ھذه القوة باطنیا ، لذا فإن المؤمن ال تعرف لھ كرامات ، یمكن أبدا للمؤمن .واالستمداد یكون من مثلث النور

في التاسعة الدرجة إلى البلوغ بإمكانھ فإن أما الغیر المتدین المستعمل للطرق المنحرفة

السابق الرسم في رتبنا وقد ، األلوھیة أو النبوة الظلمات ، وبھا ینال الكرامات ویدعيبأرض اتصاال الظلمات مثلث توضیحا لخطى النور والظلمات ، والظلمات استمدادھا من

بابل أرض ومن ، الكرامات منھا الظلمات وببابل في آن واحد ، وأرض الظلمات تستمد . تستمد قوى التغییر

كذلك الدین ، والیوغا أصول عن إن التصوف كالیوغا ال یختلفان إال بوسائل الذكر المغیر

عن منحرفة كذلك وھي ، السریانیة باللغة تستعمل فیھا وسائل الذكر بأسماء اهللا الحسنىالنور قوى بین أصول الذكر الحقیقیة ، وقد ذكرنا ما لزم ذكره في ھذا المیدان لجعل الفرق

ظلمات وقوى الظلمات ، والفھم واضح ، فإن تغییر ما أنزل اهللا سبحانھ وتعالى ھو أصل كل للحق اتباع كرامات الظاھریة ، وكل وأساس كل سحر ، وبالتغییر واإللحاد تكتسب القوة وال

جالب للنور ومبعد للظلمات ، ولمعرفة أصول التغییر البد من علم عن وسائل اإللحاد وطرقھ قوى فیھا الظلمات وإن . فیھ السیر حتى یتبین للباحث الطریق الحقیقي الدیني الذي لزم

في التاسعة الدرجة إلى بلغ ممن تصارع أخرى من ظلمات وفیھا تضارب بینھا ، وكثیرإن اإلنسان ال یكلف أبدا . ذلك أبدا حتى ولو جاءه نبي مرسل الظلمات وال یمكنھ الرجوع بعد

الخیال ، واقع عن البعد كل بعیدة الحقیقة إن ثم ، برزق العباد ، وال یفعل فیھم ما شاء قوى تعرف وبالباطن ، الدین علوم ل ألصو واالتصال الباطني ھو أساس للعلوم المثبتة

العقل ، وال یعرف العقل أبدا وال الروح وال سر الحیاة ، والذین في قلوبھم زیغ فإنھم یتخذون اإلنسان ما تشابھ في آیات اهللا ابتغاء الفتنة وابتغاء تأویل ما أنزل اهللا سبحانھ وتعالى ، وعلى

في القوة من وجعل ، أزا تؤزھم الشیاطین لكافرینأن ال یأمن مكر اهللا ، فإن اهللا جعل لھي الظلمات وقوى ، یدیھ الظلمات من یجعل المتصل بھا یشعر بأنھ إلھ وبأن الكون ملك

أساس كل غرور ، ولیحذر اإلنسان مما یسعى إلیھ فإنھ مسؤول عن كل أعمالھ ، واهللا سبحانھ سیھدیھ اهللا فإن اهللا ساب ، فمن كان یبتغي مرضاةوتعالى لن یخلف وعده ، وإنھ سریع الح

شدید ، بطش ذو سبلھ ، ومن كان یرید غیر ذلك فإن اهللا یضل من یشاء وھو فعال لما یریدولیعرف ، االعتقاد تصحیح من والبد الزمة فاالتصال الباطني الحقیقي لھ شروط دینیة ، وھو حاجز للبلوغ في الدین والتفقھ فیھ ، فالخیال الباحث أن الخیال ھو أول قوة من ظلمات

إلى یؤدي كل قواه متصلة بقوى عقل اإلنسان بأرض بابل ، فالتخیل كثیرا بصفة مستمرة ال قراءة أولھا القدیم منذ دینیة طرق خیر أو یجلب نورا ، ولیجتاز اإلنسان الخیال ، عرفت

64




ما وأول ، القرآن في وتخیل الجنة ، فھذا خیال واقعي على حق ، وأوصاف الجنةالقرآن وھو شيء كمثلھ لیس اهللا أن االعتقاد ولیكن یجب تفادیھ ھو تخیل اهللا سبحانھ وتعالى ،

ویتم المذكورة السمیع البصیر ، وبالطریقة األولى ھذه یتطور الخیال تطویرا بلیغا بالوسائل وھذه نور ، من قوة كل تستمد منھا والتي النور بأرض البدایة صال الشعوري فيات

، والمتصل بالطریقة الباطني باالتصال األراضي ھي في حجب ال یمكن إدراك موقعھا إالالدینیة بإمكانھ دخول أرض الظلمات دون أن یستمد منھا ، وذلك لوجود مسؤولین باطنیا

على المعرفة حتى یتبین أصل الضاللة ، كما أم باإلمكان الدخول إلى بابل لمعرفة یعینوهأصول السحر ، وذلك حتى ال یتبع اإلنسان المتصل وسائل تعود علیھ بالشر ، ویعرف

علمیا تھم التي التاریخیة األحداث لھالمتصل أصل قوة كل آلة صنعا اإلنسان ، وتسترجع الدینیة الوسائل ون االعتقاد صحیحا في كل شيء ، فالوسائل االتصالیة بالباطن ھي حتى یك

الصحیحة والتي ال تغییر فیھا ، والذي لم یتصل بالباطن ولم یأتھ یقین یثبت صحة عملھ ، فال اهللا فإن ، دیني بد لھ من تصحیح اعتقاده ، ومن تصحیح االعتقاد ، اعتقاد كل أصل علمي

شيء كمثلھ وتعالى ال یرى ال في الظاھر وال في الباطن وال في المنام ، إن اهللا لیس سبحانھ وال عزلة ال یستلزم وھو السمیع البصیر ، ومن اتضح لھ القول فإن االتصال الباطني سھل

متدینة غیر أخرى دخول خلوة وال ترك زواج وال طعام ، وال داعي للجوء إلى معرفة أمم الطریق أھوائھم واستعمالھم ، فإن طرق الشعوذة كثیرة بینماوإتباع الناس إلیھا تحاول جلب

الدیني واحد ، وال یمكن أن یعتبر فیھ طرائق وطوائف متبعة لطرق مختلفة ، تجعل تفرقة في شیخ بأي االعتراف یمكن وال الدین وانقساما شیعا ، فیصبح كل حزب بما لدیھم فرحین ،

وبإتباع بالحق أنزل وبما وبالرسل باهللا باإلیمان إال یؤمر لم مؤمن المسلمكان ، فإن الحق على الصراط المستقیم ، وال یمكن الجدال مع أھل التغییر ألنھم یجادلون بالدین وكأنھم

كل یجیب أن بإمكانھ فإن فیما یفعلون ، ھذا بالنسبة للباحث ، أما بالنسبة للمتصل بالباطن . ملحد بمطلق باطني

التركیز ألول و الجلوس ا باتخاذ الخیال تطویر ولنرجع إلى األھم في القول لمعرفة أساس بنفسھا ، حركتھا لھا قعیة وا تصبح فإنھا على الدائرة الصفراء خیالیا في البدایة ، وبعدھا

النور ، أما بقوى وھذه طریقة سھلة بالنسبة للذي بلغ خیالھ إلى درجة یصعب فیھا االتصال قوى العقل الباطني وسیلة سیر إن االتصال.اإلنسان سلیما ومتدینا فإنھ ال حاجة لذلكإن كان

الباطني ، فالجسم الجسم تطویر من لإلنسان ، والبد الثاني والجسم في عالم یعیشھ العقلفإن إمكانیات بالباطن ، االتصال ویتم الظاھري الجسم تطویر قوى الظاھري ھو أساس

الدائرة نور قوى تكسوه الظاھري فالجسم ، أخرى مرتبة تطویر قوى العقل تصبح لھا تطبیقیة مراحل وھذا كلھ في الصفراء ، والجسم الباطني تكسوه قوى نور الدائرة البیضاء ،

الجسم بقوى الباطني الجسم حركة تكون البدایة وفي لطرق دینیة تعرف بعلوم باطنیة ،ولكن بعد مدة تصبح للجسم الثاني كبیرا ، الظاھري مما یجعل في الحركة الباطنیة تثاقال

65




الباطني الجسم إحساس وكل العقل ،حركة باطنیة ، ویكون االتصال بین الجسمین بقوى أو نور بقوى باطنیا ضرب الباطني ظاھریا في الجسم الظاھري ، ومعنى ذلك أن الجسم

في الباطنیة القوى تطویر وبعد ظلمات،فإن اإلحساس والشعور یكون بالجسم الظاھري ، الظاھري ، فإن الجسم الباطني الجسم الثاني بكیفیة أخرى غیر التي تم بھا تطویر قوى الجسم

تصبح لھ سرعة فائقة في التنقل وقوة في الصراع ضد الظلمات ، وھناك إمكانیة أخرى یمكن الظاھري الجسم یكون بھا تطویر قوى الجسم الباطني فیصبح لھ جلوس حر مستمر ، بینما

الجسم بواسطة الثاني منكبا على انشغاالت أخرى تزید امتیازا ثالثا وذلك باالتصال الباطني ھكذا إلى ثماني مراحل الباطني ویمكن دخول باطن آخر وعالم آخر مخالف للباطن األول ، و

الظاھري والجسم ، ثمانیة باطنیة أجسام یكون فیھا الترحال من باطن إلى باطن بواسطة إذا فالباطن. یرا وتفس شامل لھا ، وتصبح ألرؤیا الباطنیة أكبر وضوحا والعلوم أكثر توسعا

فھذه ، یحلم أنھ فیھ ثماني مراحل باطنیة ، ولنعط مثال للفھم فإن اإلنسان في المنام قد یحلم .مراحل في قوتین دون الظاھر

66

الباطن األول

الباطن الثاني الباطن الثالث الباطن الرابع الباطن الخامس الباطن السادس الباطن السابع الباطن الثامن

العالم الباطني األول

8 7 6 5 4 3 2

9

.األجسام الباطنیة الثمانیة : 8 إلى 1من الباطنیة الثمانیةالجسم الظاھري المتصل مع األجسام : 9




بالمراحل الباطنیة الثمانیة یمكن معرفة الكون بصفة صوریة دون التمكن أبدا من الدخول إلیھ كما ھو في واقعھا ، فالباطن كلھ واقع صوري یمكن بع معرفة الكون دون الدخول إلیھ أو

كل الخطأ ، ألن مخطئفكل متصل یقول إنھ صعد إلى السماوات فإنھ الصعود إلى السماء ، وبعد معرفة المراحل الباطنیة یمكن الدخول الواقع الكوني ال یعرف إال باإلسراء والمعراج ،

الثاني ، الباطني العالم إلى واحد باطني جسم في بقوى الجسام الثمانیة الباطنیة مجتمعة والعالم الثاني شامل أیضا لمراحل أخرى ثمانیة الثمانیة للمراحل ل شام األول فالعالم

. والعوامل الباطنیة ثمانیة كما نظھرھا ھنا

عوالم فیھا ل ثم بالثاني إلى ثمانیة عروش وبعد البلوغ في ھذا یمكن االتصال بالعرش األوالباطنیة بعوالمھا باطنیة ثمانیة ومراحل باطنیة ثمانیة ومواطن باطنیة ثمانیة ، والعروش

:ھي ھذه

67

.


العالم الباطني الخامس

العالم الباطني السابع

العالم الباطني الثالث


العالم الباطني الرابع

العالم الباطني الثاني

العالم الباطني السادس

العرش األول




لكرسي ا

العرش األول

العرش الثاني

العرش الثالث

العرش الرابع

العرش الخامس

العرش السادس

العرش السابع

العرش الثامن

العروش معرفة وبعد یمكن ، الباطنیة المواطن و للمراحل الشاملة الباطنیة بالعوالم قواتھا الثمانیة في

:لذلك ھو التالي المظھر والرسم ، للكرسي المظھر الباطني العالم إلى الدخول

68




إن ھذه الرسوم كلھا واقع باطني ، والذي یعرفھا فإنھ ال یعني ذلك أنھ بلغ إلیھا حقیقة ظاھریة

یوجد الذي األول الكوني الحجاب ألن كل ھذا ال یخرج فیھ اإلنسان المتصل بالباطن عن .األرض فوق

یعني أبدا ، وھذا منھا یخرج وبعد ھذا كلھ فإن المتصل یشعر بأنھ رجع إلى الكعبة ولم

أن الكعبة فیھا سر الكون كلھ وكأنھا عالم كبیر ، وبالباطن یتعلم اإلنسان أنھ لم یخرج إلى للمؤمن ، فكیف بالنسبة والمعراج ، فھذا إال باإلسراء ل ، وال یمكن الخروج الواقع المجھو

العالم إلى المزعوم الروحي بالتصاعد الباطن في یظنون أنھم بلغوا مبلغایقول الذي الواقعي الكوني البعید عن اإلنسان ؟ إن العرش والكرسي ال یعنیان شیئا یجلس علیھ خالق

استوائي لى اهللا عما یشرك الناس علوا كبیرا ، فإن الكرسي كون وھو مركزكل شيء ، تعا .في الكون للعرش

لكل تمداداالس یتم ومنھا أما الكعبة فإنھا أساس كل اتصال باطني حقیقي بالطریقة الدینیة ، الباطني االتصال وجب الوصف ، بل مستمد من قوى النور ، إن الباطن لن یعرف بمجرد

ثم البدایة في متصال اإلنسان یكون المعرفة ، وقد والدخول إلیھ حتى یتمكن اإلنسان من حتى ن ینفصل ، وإذا وقع عناك انفصال فإن االتصال لم یكن نورا ، فاالتصال بالنور ال یكو

لبعضھا مضادة باطنیة علوما یستخرج یقبل إیمان المرء ، وكل نتصل بالنور ال یمكنھ أن

69

السماوات و

األرض

الكرسي




فإما متصلین اثنین بین تناقض ھناك البعض ، ألن الدین واحد والحقیقة كذلك ، وإذا كان فاستخراج لذا ، ألحدھما نسبیا واضح غیر أحدھما متصل بالظلمات وإما قد یكون الفھم

واإلدراك الفھم في صحیح علم ذا المتصل یكن لم إذا العلوم الباطنیة كتابة تمنع باطنیا قواه في معروفا الباطني االتصال یكون كذلك ، وعندما القوة وفھم الفكري والصوري

أصول ویعرف الخبیثة األشیاء یعرف المتصل فإن ، بمعرفة القوى الكامنة في األشیاء حركات تصحح الطالسم وذلك بانقطاع النور ، والنور یرى باطنیا في حركتھ وتقلباتھ ، كما

في مثال المتصل أخطأ وإذا. الصالة برؤیا باطنیة مظھرة للنور الكامن في الجسم اإلنسان األبیض القراءة ، والنور في قراءة القرآن ، فإنھ یرى أمامھ نورا أزرق كالبرق معلنا خطأ

وأخرى آیة یعلن عن وقوف الزم عند آیة ، كما أن النور األحمر یعلن عن وجوب ربط بین أن مؤمن كل واجب ومن ، التعلیم فالعلوم الباطنیة لھا أصل ثابت في . عند قراءة القرآن

میزة كان فاالتصال الباطني. یبحث عن الكیفیة الصحیحة حتى یتصل بالباطن ویزداد علما فاألمي ، ابة والكت القراءة یعرف الذي القدیم ، ولم یكن االتصال خاصیة كل المؤمنین منذ

ما یتعلم اتصالھ وبعد أیضا یمكنھ االتصال حتى ولو لم یكن في استطاعتھ أن یقرأ القرآن ، كان إذا باطنیا االتصال یمكنھا األجناس كل ونجد أیضا أن. یكفیھ وما یلزمھ دون زیادة

العربیة ، اللغة عن ة أجنبی ھناك إسالم ، وفي ھذا الحال فإن المخاطبة الباطنیة تصبح بلغة ا ویؤمر بأن یتعلم فكل إلنسان یفھم ویخاطب بلغتھ وھذا في البدایة فقط ، وبعد ذلك یعلم باطنی

، أخرى بلغة ال تقبل العربیة اللغة یعرف ، وكل مخاطبة باطنیة بالنسبة للذي اللغة العربیة لھا أصل ، واللغة العربیة فالدارجة لغة مرفوضة رفضا تاما ، كذلك ترفض كل لغة لم یكن

مھمات كثیرة للمتصل بالباطن كاستخراج ھي أساس كل نطق باطني والكتابة كذلك ، وتعطى أراد الطالسم وحرقھا مع جعل رموز من نور فوقھا لتتحطم ، تستخرج األذكار باطنیا ، وإذا

المتصل بالنوم ، المتصل السھر كثیرا بصفة فوق الطاقة المحتملة فإن االتصال ینقطع ویؤمر انفعاالتھ وتقل فشیئا ، ویھدأ وكذلك إذا نام كثیرا فإنھ یوقظ ، وقد یتحسن حال المتصل شیئا

أن علیھ المیدان ، فإن ھذا في وینقص غضبھ ، ولكن لكي یصل اإلنسان إلى مرتبة عالیة دینیا ، والدین ناء اعت بنفسھ یسعى سعیا مشكورا ، ویحول أن یعرف ما لزم معرفتھ ویعتني

شروطھ معروفة ، لذا لیس من الالزم ذكرھا ، وكان من الواجب أن نذكر ما تشابھ في الكالم شيء إلى وقد یسعى اإلنسان وال یبلغعن الباطن ونظھر األصل الثابت والذي ال تغییر لھ ،

للمسلم إعانة سیلةو الباطني فاالتصال. ودین علم أجل من ألن سعیھ قد ال یكون حقیقیا ووسیلة معرفة أصول العبادة ، ثم إنھ وسیلة تعلیم من أجل طاعة اهللا ، ال من أجل معرفة اهللا

وتعالى سبحانھ العبادة ، واهللا ھ ، أو معرفة النفس نفسھا ، فاإلنسان إنسان خلق من أجل نفس .إن الملك هللا . یأمر بعبادتھ ظاھریا وباطنیا

االتصال الباطني ، بل إنھ ال توجد ھناك سورة من القرآن یمكن إعطاؤھا من أجل البلوغ إلى

القرآن كلھ لزمت قراءتھ ، وال یمكن كذلك أن نعین من أسماء اهللا الحسنى أسماء یكتسب بھا

70




العلم أو القوة ، بل أسماء اهللا الحسنى كلھا لزم الدعاء بھا ، وإنما ھناك أصول الذكر جاعلة أما . قد یستغنى عن كل ما یكتب ألنھ یتعلم بالطرق الباطنیة الحد للتغییر ، والمتصل بالباطن

اإلنسان الذي ال یمتاز بشيء دیني علمي صحیح ، فإن األمر یھمھ خاصة ، ولكي یوفق اإلنسان في أعمالھ فال بد لھ أن یسأل أھل الذكر إن كان ال یعلم ، فالفتنة الیوم فتنة حقیقیة

یعرف ال وضع أمام صارما موقفا اإلنسان یتخذ من السھل أنشملت كل الفتن ، ولیس الدین المسلمون ، أئمة یتوقعھ لم شيء منھاجھ ، والدین أخذ صبغة أخرى ملبوسة ، وھذا

عن المنفكة المعرفة و الجدل لكثرة حالیا صعب علیھم األمر ، ولم یستطیعوا حال للوضع حقیقة معرفة بھ یمكن واحد حل قي على الباحث أن یسعى إلى األصل ، وفي ھذا الحال ب

الیوم ، ولیعرف أن ھناك إمكانیة باالتصال الباطني لدراسة كل زمان ومكان ، وضع اإلنسان العصور السابقة وتستخرج منھ الوسائل الالزمة لمواجھة المشاكل الحدیثة والمخالفة لمشاكل

معجزا شیئا وضعھ الحالي لغة في كل عصر ، ولم یكن العصر والدین لھ إمكانیتھ با. كلھا اإلنسان ، منھا للدین ، ألن المتصل بالباطن قد یتصل بأرض أخرى مسكونة ومحجوبة عن

على نعیش التي األرض لسكان یمكن ال ما أرض یسكنھا بشر آخرون بلغوا في اآلالت أرض على وقد یطلع المتصل بالباطن . شر اآلخرون سطحھا أن یبلغ فیھا إلى ما بلغ إلیھ الب

. قوانین من بنا یحیط ما الجن لتكشف لھ حضارات أخرى ، وكل مجاالتھا وقوانینھا فوق . أما نحن فمبلغنا في الصنع ما ه إال شيء حدیث ھو في مجال التطویر . وھذا كان منذ القدیم لمعرفة یسعى أن بعدھا یحتاج ال ثابتة معرفة و علوما متدین كل فالواقع الدیني یمنح

كل عن بھا یستغنى الباطنیة الدینیة والعلوم. اإلنسان التطورات والتقلبات التي بلغ إلیھا إال أن . الحالیة للمشاكل معرفة لم یكن لھا أصل ، والدین یعرف عن كل واقع ، وكل أساس

العلم الكون ، فمجال خالق یعرف ما وراء الكون وال یعرف بالباطن ال یعرف الغیب ، وال الباطنیة العلوم فإن مفتوح وما وراءه فال ، وحیث ما كان اإلنسان في الشرق أو في الغرب

المتصلین أكثر ھذا ، وما من اإلنسان یتأكد أن الدینیة واحدة ، ألن القبلة واحدة ، وسھلظھار إ في دائما الدینیة اإلسالمیة ، ویترددون للمبادئ كلھ وطبقا بالباطن في أنحاء العالم

. الیوم معرفتھم ، ألن جل الناس استغنى عن العلوم الدینیة ، وكأن اإلنسان قد اختار مصیره الصراع قبول من فالبد الحقیقة معرفة إلى ویسعى باهللا ولكن مھما أن ھناك من یؤمن

یشعر بالباطن االتصال إن في بدایة. فیھا إلحاد وتغییر ألصول الدین ومواجھة كل معرفةفي تنساب برودة كأن اإلنسان یشعر اإلنسان كأن القلب في خفقان لمدة قصیرة ، وبعدھا

كل ، ویشعر اإلنسان كذلك برطوبة في الجلد وإحساس غریب كأن أحدا یرقبھ من الجسم كلھ االطمئنان ، وبعد اإلنسان یخاف المجھول ، وكل مجھول ال یعطي مكان ، ویأتي خوف ألن

ھذا یذھب كل شعور ، قد كملت القوة األولى ، ومرة أخرى في الجلوس ال یشعر اإلنسان بما ذلك شعر بھ في البدایة ، بل یشعر بقوة في جبھتھ وكأن الرأس یمس بقوة مجھولة ، وقد یؤلم

األمر وھكذا یتم السیر الباطني ، ومن شعر بھذا فإن. ات إذا وجدت في اإلنسان قوة من ظلم حقیقي وثابت ومركز ، وبعد مدة من الجلوس تظھر دائرة صفراء ، إنھا أھم شيء في البدایة

71




صعبة في الحیاة ، وكل شيء یدعوا إلى اللھو ، واألمل یلھي ، وكأن الناس إن مھمة اإلنسان للتفكیر ، ألن حدودا یجد قد یفكر الذي اإلنسان اطمئنوا للحیاة الدنیا ورضوا بھا ، ولعل

وكم ، یجھلھ وما اإلنسان یعرف ما مجاال لتفكیر واسع یشمل الوسائل الظاھریة ال تفتحخیالي ھو ما یستصغر اإلنسان الكون ألنھ ال یعلم الواقع الحقیقي ، ویتجھ ، تفكیره نحو كل

أن دون اإلنسان عقل قوى بعید عن الحقیقة ، فالخیال قوة اتصالیة بقوى الخیال تعیش فياالتصال ندركھ ، فإن م الحقیقي ، لكن لو طورنا الخیال لیصبح واقعا ال یترك لھا مجاال للفھ

.بالباطن یصبح سھال وفي المتناول ا م فكل لذا . مجھول لواقع إن الخیال حتى ولو كان خیاال فإن لھ واقعا غیبیا وھو صورة

في جنة لجعل سعي إال ھو ما وترف الصنع من إلیھ أن یبلغ یجعلھ اإلنسان ویحاول فالواقع لإلنسان ، األرض ، فكان ما یصنعھ اإلنسان صورة لواقع في الجنة ، وإنما مجھول

بالخیال الغیر المفھوم یصبح خیاال ولكن یدل على الواقع ، لذا كان االتصال المنحرف یسمى فال ترى الواقعي ، یعیش فیھ اإلنسان كأنھ یعیش العالم األصلي ، وكأنھ في الجنة ، أما الجنة

دالة باطنیا ، وكل بالغ في العلوم الباطنیة إذا عرف شیئا عن الجنة فإنھ یعرفھ بصفة صوریة واقع لل مطابقة وغیر منحرفة األرض في الجنة فصورة . المجھول على الواقع الحقیقي

شبھ إال األصلي ، ألنھ لو كان غیر ذلك ألصبحت األرض جنة ، وكل ما في األرض ما ھو واجب اإلنسانإن من .یتمتع بعد ذلك أبدا یتمتع فیھ الكافر حتى ال منعكس لما ھو في الجنة،

. ال وإن علیھ أن یفرق بین الخی ، عوجا وال یبغیھما الحق ودین أن یسعى إلى الھدى بالباطن االتصال واقع عن منحرف الحقیقة ، فاالتصال الباطني موجود ، والخیال نوع و

فيبالخیال متصلون فالخیال عالم أیضا یدخلھ اإلنسان بقوى العقل ، والیوم فإن أغلب الناس إنھف الخیال من واقع خیالي ال یمكن بھ معرفة الواقع األصلي ، ومن لم یحاول أن یخرج

.ال یعرف الخیال بالخیال وال یمكن أن تعرف الحقیقة بالخیال كما . سیبقى فیھ والذین قالوا إن الباطن ما ھو إال خیال فما علیھم إال أن یتخیلوا أنھم بشرا ، ألن ھذا

ذلك الواقع واقع أصلي لما باإلمكان ، فاإلنسان یعیش واقعا خیالیا مادیا یفسد فیھ ، واو كان لتمكن اإلنسان من تغییره ، كذلك فإن الخیال باإلمكان تغییره ، ألن كل متخیل یتخیل ما شاء ، أما الواقع الباطني فإن اإلنسان عندما یدخلھ ال یستطیع أن یغیر فیھ شیئا ، وكل ما یظھر

شيء فالباطن لذا. تغییره یمكنلإلنسان المتصل بالباطن من صور أمام عینیھ فھو واقع الال حقیقي ، وكل إنسان ینكر ھذا الواقع الدیني ما كان ھدفھ إال تغییر للحقیقة رغم أن الحقیقة

ألن ، بشروطھا یعلموا أن قادرین یكون لم نعمة تفوتھم وأولئك یخافون أنتتغیر أبداأحالمھ ألن األحالم یر ممن ال یصدق بواقع شروطھا كلھا دینیة تجبر اإلیمان بالغیب ، وكث

وراء بحثا لیسعى خیالیة رغم أنھا تكتسي صبغة من واقع اتصالي باطني یرشد بھ اإلنسان شبھ الحقیقة الحقة وترك الحقیقة الزائفة ، فالخیال واألحالم دلیالن عن الباطن ألن الباطن لھ

72




فیھ یرغب ما كل إن . اإلنسان فیھ یعیش بھما ، عالمھ صوري من صورة الواقع الذي فإن جواب لھ اإلنسان من علم ویطرحھ من سؤال إال ویوجد لھ جواب باطني ، وما ال یوجد

یظلم وال ، بالباطن تظھر حدوده ، ألن معرفة اإلنسان لھا حدود ، كما توجد حدود إلدراكھ لكنھ ال الجھل في من اإلنسان بقول مظھر للحقیقة ، إنما الحق لھ ظواھر كظلم ، وما أظلم

تكلف مھما ة حقیق إن الصواب یبقى صوابا ، والحق . یرى في ما یفعل جھال ألنھ في جھل األمر ، واإلنسان یحب أن یعیش الوھم ، فھو في وھم مادام ال یھمھ معرفة الوھم والفرق بین

معرفة یمكن الجھل والعلم والصواب والخطأ وبین اإلنسان وخالقھ ، لكن باالتصال الباطني ال مخلوق أنھ اإلنسان والمخلوق ، وبالباطن یتبینالجھل وإدراك العلم والفرق بین الخالق

یوجد ھناك اتصال بینھ وبین خالقھ ولم یكن جزء منھ ، وال یدرك ھذا بمجرد فھم وكالم ، بل فیھا یفقد أو توازنھ فیھا یفقد بمراحل یدرك بقوة یشعر بھا اإلنسان ، وكان المتصل یمر

شيء شيء واإلنسانشعوره وإدراكھ ، ألن بالباطن یتعلم الحقیقة ویعیشھا ، ویتعلم أن العقل شيء كل في قوة ھناك العقل ، وأن وقوى وبینھما صلة ویتعلم أن ھناك فرقا بین الدماغ

الوقت تجعل األشیاء أشیاء ، إن العلم أولى من الجھل ، والواقع خیر من الخیال ولماذا ضاع المجال ھذا في قول كل فیكل ما ال یفید وترك معرفة أصل الفائدة ونموذج الحقیقة لم یكن

األصل ، في تغییر ودعوى ، بل إظھار لوجود واقع وخیال وإظھار لوجود أصل في الدینولو بلغ إلینا كل أصول السحر القدیمة لكان األمر أخطر مما ھو علیھ ، ولكن وجود الدین في

علیھ نھي ی ما كل العصور كان یجعل حدا للتغییر وانطالقا للحق ، ولكن اإلنسان یعود لكلظلمات ، و نور أساس المشكل ، لذا لم یتبین للناس أن ھناك أمرین مختلفین متشابھین وھذا

لھا والعبادة. عبادة اهللا والعلم وال یكون إذا لم یكن ھناك . والحذر ال یكفي إذا لم یتوفر العلم جمعنا تكفي ، ولو ال الظاھریة المعرفة حقیقة وأصول ، وھذه األصول إذا ما غیرت فإن

شیئا ، الكتب الكثیرة لوجدنا من كل تناقض فیھا ولما تبین الطریق الحقیقي ، ودون أن نجمع والنھار ، فإن كتاب اهللا مازال موجودا ، فالحقیقة حیة بین الناس ومن آیات اهللا منامھم باللیل

وقد یصعب األمر على اإلنسان . إن طھارة النفس تتطلب االستقامة واالستقامة أساس العبادة لھ نور إن لم تكن ھناك قوة من عند اهللا ظاھرة في نور یستمد منھ ، ونجد أن كل مستمد من

اتصال بالباطن بإمكانھ أن یوصل قوة من نور إلى شخص آخر لیمكنھ من تطویر قواه العقلیة المتصلین ، والسیما بین ا باطنی تعونا ھناك ونجد كذلك أن . حتى یتم لھ اتصال ھو اآلخر

على الطفل أن یتصل بالباطن وبإمكان.عندما یكون الھدف ھو التغلب على قوة من ظلمات خالي تفكیره حسب مستواه العقلي وقواه الجسمیة ، إال أن الطفل یسھل عنده االتصال ، ألن

صال یصعب بكثیر ، ألنھ من التعقید ، بینما الرجل الذي یتجاوز عمره أربعین سنة ، فإن االتیرجع إلى صباه حتى یصل إلى فترة عمره ثم یكون االنطالق قل في البدایة الجلوس عبقوى ال

مختلفة ، إن الرؤیا الباطنیة اھتم بھا القدماء أشد اھتمام ألھداف وأغراض. وھذا یتطلب مدة الصحیح الدیني التطبیقوجوده ، وب یعرف والمتدین الحقیقي قد ال یھتم بالباطن إذا لم یكن

عن سئلوا لما یفاجأ المتدین بالرؤیا الباطنیة ، وأغلب الناس كان لھم ھذا األمر ، ألن الكثیر

73




الصالة غیر طریقة أیة وجود أجابوا بعدم وغ ل للب وسائلھم المعمول بھا والتي كانت سببا، مربي شیخ ال یحتاج إلى الباطني واالتصال . بلغوا إلیھ بما وقراءة القرآن وأنھم فوجئوا

من یتمكنوا الدیني یھا العلم ، وبالتطبیقوقد یكون اإلنسان بعیدا عن األماكن التي ینتشر ف كأن المعماریة بالھندسة خاصة من علوم یستخرج ومن توضیحات الباطن ما.االتصال

جالبا دون جعل طبقات علیھا وھذا النوع من البیوت یكونتكون البیوت مكعبة وأبوابھا قبلة القوى المتركزة فیھا تضاد كل الظلمات للنور بصفة قویة یسھل بھا كل اتصال باطني كما أن

أن إلى نشیر كلھا ، إنما وھناك أشیاء أخرى مھمة لم یكن الموضوع خاصا بھا حتى تذكر یعیش التي األماكن في صفة البنیان لھ أثر كبیر في ما یخص قوى النور ودون وجود نور

ھناك ى الباطن ، فظاھر األمر أن فیھا اإلنسان ، فإن األمر یكون صعبا بالنسبة لالتصال بقوتعین قد شروطا دینیة كاملة في ما یخص كل ما یخص اإلنسان كاللباس كذلك فإن فیھ قوة

من كان األبیض الظلمات ، واللباس لقوى على جلب قوى النور أو تكون مانعة لھا جالبة الصالة ، س شروط موضعأما موضع الجلوس فشروطھ ھي نف. اختیار المسلمین منذ القدیم

لقوى جالب أثاث طھارة المكان ورقة الفراش وقلة األصوات المزعجة وخلو البیت من كل یكسى البیت فإن ما ھو الزموإذا لم یتمكن اإلنسان من توفیر . كالتماثیل والرسوم الظلمات

. ختیار جداره داخلیا برداء من ثوب ال رسوم فیھ ، أما اللون ففیھ حریة في اال

كل خاصة یھم باطنیا ، ھذا یرى نورا البیت وبھذه الطریقة یصبح االستمداد سھال ویعم وضعھا تغییر وبإمكانھ األشیاء في الكامن النور یرى ، أما المتصل فإنھ مبتدىباحث

أما الزمان فإنھ ال یعرف . ان واالتصال عند المتصل ال تصبح فیھ شروط المك. لتغییر قواھا صالة بعد والسیما أقوى الصالة وقت لالتصال بالباطن إال في البدایة یكون الجلوس بعد

كما أن االتصال یسھل بالجلوس بعد قراءة القرآن ، وإذا ما تم االتصال فإن األوقات ال . اللیل یتعلم كل الوسائل الالزمة من أجل ولتطویر القوى الباطنیة فإن المتصل . تصبح فیھا شروطا

وإن لم یكن االتصال الباطني فال وسیلة لمعرفة قوى الظلمات وال . البلوغ في المعرفة والعلم تغییرھا ویمكنھ وقوتھا فعالیتھا یمكن اكتشاف مراكزھا ، فبالباطن یراھا المتصل ویعرف المحطمة القوة یمكنھ أن یعرف بوسائل خاصة لم تكن مدروسة بل متعلمة ، ألن اإلنسان ال

مكان في متركزة ة أخرى دون علم إن لم یكن ظاھري ، فباطني ، وكل قوة من ظلماتقولنور تقضي من قوة ھناك إال ویصعب ترحالھا أو تحطیمھا ، وال یمكن ذلك إال إذا توفرت . األمر من ذلك إذا اقتضىعلیھا ، فإن لم تكن قوة شخص واحد فیلزم اثنین أو ثالثة أو أكثر

في فاألشخاص الذین یصابون بخلط. روط ومعرفة قوى الظلمات شوالصرع كذلك تلزم فیھ ھذا إن كان األمر یتعلق بالقوة الكاسیة لجسم . قوى العقل یمكن معالجتھم بعلم لطرق الصرع

المعروفة وسائلھ ھ ل اإلنسان المصاب ووسائل العالج مختلفة عن وسائل الصرع ، فالعالج الجسم ، في متركزة ظلمات من إال أن ھناك عالجات بالقوة الباطنیة إن كان المرض قوة

اختیاره من األكل وما یجب فالمیدان واسع في كل مجال ، وبالباطن یتعلم المتصل ما یمكن

74




حتى ال یسرف ، وتصحح حركاتھ وتصبح لھ شخصیة اجتنابھ ، كما یتعلم اإلنسان كیف ینفق .أخرى وأفكار أخرى وتصرفات قد تكون غریبة بالنسبة للذي ال یعلم شیئا

لو فكر اإلنسان فیما یحلمھ الكتشف أشیاء كثیرة تھمھ ، ولو اھتم بما یراه كل یوم ألدرك كأن

الخطأ ، حتى یھتدي ویبحث عن الصواب ویتجنبكل شيء یكلمھ بأمثلة في كل ما یحیط بھعرف إنما لم یكن العقل دلیل اإلنسان حتى یسترشد اإلنسان بنفسھ ، ألن كل ما ھو معروف

حقیقة یدرك أن أبدا اإلنسان یتمكن لن. المعرفة بما ھو معروف وقد یكون فیھ خطأ في األشیاء العقل ، وما وفة بشيء معقول یتقبلھ األشیاء بالظن فقط على أنھا أشیاء معرفتھا معر

التي یتقبلھا إال أشیاء تقبلت على حسب أھواء الناس ، أما إن وجد العلم فالمعرفة تصبح حقیقة حتى ولو لم یتقبلھا اإلنسان ، فأحكام اهللا سبحانھ وتعالى ال مجال فیھا العتبار مدركة في الفھم

إن الناس ال یعتبرون أن أحكام اهللا أحكام ، ألنھم ال یرون فیھا أنھا معقولة یتقبلھا العقل ، لذا فھي فأحكام اهللا ما ھو معقول على حسب الظن باتجاه نحو الصواب غیر معقول في الحقیقة ،

ولو .الثبات ألجل ثابت علم من البد حكم على اإلنسان أنھ یحكم على حسب ھواه ، إنھ العلم ، عن باحثا المعرفة في یتخبط ث لوجدنا أن اإلنسان إلى العصر الحدیوجھنا نظرنا

ھناك الدین ، ولكن في أصل فیھا یعرف وكأن بعض األشیاء ظھرت في صبغة جدیدة ال األشیاء ، واقع یظھر بھ المورد الباطني الذي عالمھ شامل لكل وضع قدیم أو حدیث ، ألنھ

في الكامنة القوة صواب ، ومعرفة فھو نور فیھ ل ما ، وكفكل ما فیھ ظلمات فھو محرمبالموارد حالیا المسلمون اعتمد ولو . والمعرفة األشیاء ھي المظھرة ألساس أصول العلم

صعوبة ، ألنھ فیھ األمر في عصرھم ھذا ، ولكن الباطنیة لتمكنوا من تطویر كل ما یھمھموما ، أھمیة لھ بما یھمھ ، لذا فإن اإلنسان لیستم یعد یھتمیتطلب تغییر القوة ، واإلنسان ل

دفاعھ عن مبادئھ إال سخافة في أعماقھ ، ولعل الناس ال یعلمون أن اهللا سبحانھ وتعالى یعلم ما یكون یفعلون ، وكم من أشیاء یسأل عنھا اإلنسان من أخذ مكانة مرشد في الدین إذا بالجواب

ظن إن. الدین في عنھ شيء في الحدیث والالقرن العشرین ولم یرد أغلبھ أن األمر مشكل جعل اهللا ھؤالء أن اهللا سبحانھ وتعالى لم یكن عالما بأنھ سیكون عصر ھو عصرنا ، بلى إن

األحكام فالباطن نجد أنھ تستخرج منھ كل . أصول أحكامھ منتشرة بالمثل وبالظاھر والباطن ظاھریا قائمة اهللا وأحكام . هللا بمعجز اإلنسان صور ، ولم یكن وأن حلوال لمشاكل كل الع

وغیبیا ، والبشر جمیعا إال وكل واحد لھ اتصال باطني ، فإما شعوري بالنسبة للمتصل ، وإما محكمة طرقا ال شعوري بالنسبة لمن لم یتخذ اإلسالم دینا ، وكل مسؤول في الباطن إال ولھ

في عوري ، لذا فإن اإلنسان عندما یعمل سوءا یشعر بأن ھناك من یؤنبھ یتم بھا اإللھام الالش نجد أن العصور ، وبالباطن كل في أعماقھ ، فالباطن فیھ استمراریة رساالت اهللا وأحكامھ یخلدون ، لم لعلھم مصانع الناس بھا كل اكتشافات اإلنسان الظاھرة في الصنع اآللي اتخذ

لنا توجھ لم لم تكن فیھ اكتشافات حتى یقول اإلنسان إن أحكام اهللاعصر یكن القرآن خاصا ل

75




.على حسب عصرنا ، وما كان القائلون إال مقتسمین جعلوا القرآن عضین

76




77




الحق راءو إن األھمیة العظمى كانت منذ القدیم وال زالت تخص اإلنسان نفسھ ، وكل سعي االتصالي إال وھو سعي وراء النجاة والخالص ، ال خالص الروح كما یعتقد ، وال الخالص

أو الروح معرفة ھو ھدفھ یكن لم بالخالق ، إن األمر واضح أن االتصال الباطني الدینيرجع ت حتى خالصھا ، بل الھدف األول ھو العلم الدیني لتطھیر النفس وخالصھا من الشر ،

. ولم یكن الھدف ھو معرفة النفس ، بل الھدف الثاني ھو االستقامة. إلى ربھا راضیة مرضیة. فالنفس ال تعرف ، واإلنسان لن یعرف نفسھ ، ألنھ خلق ولم یشھده اهللا سبحانھ وتعالى خلقھ

فإن اإلنسان ، جسم في یحل إن األمر مختلف ، فلیتبین الفرق ، فإن اهللا سبحانھ وتعالى ال لم ما التطبیقات من الناس جعلوا من عباد اهللا جزءا ، وفرقوا دینھم فكانوا شیعا ، واتخذوا

أنھ ، كذبا اهللا إن مطبقي الطرق الغیر الدینیة لیقولون على . یكن لھم علیھا من علم أو بینة كذب ممن أظلم ومن .عھدا اهللا ، وأنھ اصطفاھم كأنھم اتخذوا عندیوحي إلیھم علما لدنیا

نشروا الذین إن. شخصا المنام في یراه على اهللا ، وقال إنھ یكلمھ في الباطن تكلیما وأنھكانت كراماتھم وأن واألرض معرفة لم یكن لھا أصال ، قالوا بأنھم رأوا ملكوت السماوات

وبطشا ، كانوا أشد الناس قوة لعاد وثمود ، إذ واهللا سبحانھ وتعالى ضرب للناس مثال . دلیال روحیا ، باطنیا لم یكن ھناك تصاعدا. وضرب مثال بسحرة فرعون إذ أظھروا سحرا مبینا

لإلنسان ، ما ھو إال تطور قوى العقل والحواس باتصال بالجسم الثاني بل كل تصاعد باطني لعالم الظاھري ، والجسم والجسم الثاني ھذا ھو عند الخلق أجمع ، ألن العالم الباطني صورة ل

إن . الظاھري الجسم بقوة صلة لھا الباطني ھو صورة للجسم الظاھري ، إنما تكسوه قوةفیما النھایة أن یتصل لیعرف الحقیقة من البدایة إلى األمر بسیط للغایة على اإلنسان الباحث

والرسل األنبیاء جاء ا لم صحیحة القدیمة ولو كانت التطبیقات . یخص ادعاءات اإلنسان المتصل وإنما ، إرادة واإلنسان كلھ لھ اتصال بالباطن سواء بإرادة أو بغیر . علیھم السالم

فإنھ یعرف ما یقال بھ باطنیا ، والذي لیس لھ اتصال شعوري ، فإن القول یصل إلیھ إلھامیا ال النفس فیھ كأن م الظاھري فالجس. شعوریا ، ویوم تزوج النفوس تعلم كل نفس ما أحضرت

ألھمھا واألخرى فجورھا فیھ النفس الثانیة ، فواحدة ألھمھا اهللا األولى والجسم الباطني كأن كل لتعلم القیامة لذا تزوج النفوس یوم . تقواھا والنفسین نفس واحدة لھا اتصال بین قسمیھا

بلغ إلیھ العلم فیرفضھ ، وظاھریا كان آنذاك یتبین اإلنسان أن باطنیا كان ی. نفس ما أحضرت خوف ال إذ علیھم حدیث إال الذین آمنوا وصدقوا بما عند اهللا ، فال بین یدیھ العلم فرفضھ ،

في علیھم وال ھم یحزنون ، وكل ما یفعلھ اإلنسان إال ویسأل عنھ ، فالمفسد في الظاھر مفسدمواضع یتخیل الذي فإن . بطن وما منھاظھر الباطن ، واهللا یأمر باجتناب الفواحش ما

فحشاء فإنھ ینفذھا بالجسم الباطني ، لذا لم یكن الخیال خیاال بل شیئا واقعیا باطنیا ، إن الخیال وفي السماوات في إلھ ال وجود لھ كخیال ألن اهللا سبحانھ وتعالى لم یجعل شیئا عبثا ، واهللا

فیھ یعیش موجود الباطني االتصال أن ھو ھذا دلیل و األرض ، في الظاھر والباطن ، فلیعلم أن اهللا سبحانھ وتعالى اإلنسان بجسمھ الباطني ، وإن كان اإلنسان یبحث عن الروح

78




نفس حین منامھا ویأخذ الروح إلیھ ، ولیفكر اإلنسان في ھذا األمر ألنھ یقول أنھ یتوفى األھا إالـواهللا یقول بأنھ رفع الروح إلیھ ، وفي ھذا حكمة ال یدرك. یكون حیا عندما یكون نائما

نقول أن ورغم كل ما ذكرنا فإن أبواب الباطن مغلوقة وإنما . من كان لھ اتصال باطني دیني فیھا أبواب ثمانیة الدیني وللباطن الجنة ألبواب مودعة في القرآن وكأنھا مفاتیح مفتاحھا

:ثمانیة أسماء من أسماء اهللا الحسنى ، ورسم األبواب ھو ھذا

دخول إلى عالم الشر وأبواب الباطن الظلماني سبعة ، عدد أبواب جھنم ، ألنھا أبواب ال : وأصول معرفة السحر ، ورسمھا كما یلي

فیما یسمى بالخدام الروحانیین السبعة المعروفین عند من دخل ھذه األبواب ، والذین اعتمدوا

ومن ھؤالء األشخاص المذكورة أسماؤھم . ا التي غیرت على التنجیم وعلم الحروف في قواھ :یتم االتصال بقوى الكواكب وھي ھذه

:وحروفھا المتصلة بقواھا سبعة كذلك وھي ھذه

79

الباب الباطني الثاني

الباب الباطني الثالث

الباب الباطني الرابع

الباب الباطني الخامس

الباب الباطني السادس

الباب الباطني السابع

الباب الباطني الثامن

الباب الباطني األول

شمھروش میمون أبیض برقان أحمر مرة مذھب

زحل زھرة مشتري عطارد مریخ قمر شمس

ز خ ظ ج ت ش ق




: وقواھا كلھا متركزة في األیام السبعة

هللا یصوم أن علیھ وجب ومن أراد أن یبلغ إلى معرفة سر ما ذكرناه عن الظلمات قیل إنھ اللھا العزیمة الدھروشیة تعالى أربعین یوما ال یأكل فیھا روحا وال ما خرج من روح ویقرأ خ

من والشر . اهللا بإذن شيء وقیل لماذا الصوم هللا تعالى مھما أن ھذا سحر كان الرد أن كل. وال ننسى أن الشیطان یغوي اإلنسان بعزة اهللا وقد أذن لھ اهللا سبحانھ وتعالى . عند اهللا

اإلنسان إذا أبواب الخیال فخمسة یدخلھا أما. إن من لم یھتد إلى الحق فإنھ یھتدي إلى الباطل 73: طور الخیال بالخیال الخیالي واألبواب ھي ھذه

من بلیغا وفي أبواب الخیال قوى استمدادیة من أشخاص خمسة طوروا قوى الخیال تطویرا. طان والخیال یتم االستمداد من قوى الظلمات الثالثیة والمعروفة بمثلث الشی. قوة ظلمانیة

80

األحد السبت الثالثاء األربعاء الخمیس الجمعة اإلثنین

سواع یغوث یعوق نسرا ود

مثلث الشیطان




سیطرة من الخروج ھو معناه الخیال من والخروج الشیطان یملیھ فالخیال اتصال بمادینیة ھي الشیطان ، واالتصال الباطني ھو ھروب من الظلمات إلى النور ووسائلھ الحقیقیة

.اهللا محضة وأساسھا الذكر بالقرآن والدعاء بأسماء

نور وظلمات ، إیمان وكفر ، واالختیار واضح ، فمن شاء فلیؤمن ومن : إن الطریق طریقان كما أمر اهللا وال یشرك بھ شاء فلیكفر ، ومن أراد البلوغ إلى الحق فلیذكر اهللا سبحانھ وتعالى

. لة إلظھار الحقیقة أحدا ، ولم نجد غیر ھذا كوسی إن المتصل بالباطن یسمع قراءة القرآن مضبوطة في ألفاظھا ، وذلك باطنیا ، ثم إنھ یرى

ومعنى ھذا أن ھناك تغییر في كیفیة . كیفیة الصالة وكیفیة الوضوء بصفة ثابتة ال تغییر فیھا إن النیة إثبات للفعل ، وإن كان الفعل شرا فإن اهللا سبحانھ وتعالى یسأل . لوضوء الصالة وا

، الصالة عن ویستغني عنھ وال یسأل عن النیة ، وإنھ ال یمكن أن ینوي اإلنسان أنھ یصلي ثم اهللا ، یعبد ألن العمل والقیام بالصالة إثبات للنیة قبل الصالة ، وحتى لو نوى اإلنسان أنھ

أن یظھر لھ ، وھذا عبادة ال باهللا ، كان ھناك تغییر في العبادة ، فإن العبادة تصبح شركا . وتصدیة مكاء الصالة یتم ، وتصبح الصالة إن وجد فیھا تغییر في حركاتھا فإن النور ال

قیمة نساناإل فیھ یرى الذي فلیتقبل اإلنسان الحقیقة أن ھناك ما وراء الظاھر وھو الباطن وجھة یعرف ال أعمالھ ویرى المتصل قبل صالتھ ھل وجھتھ إلى اهللا أم ال ، وكم من ساجد

یرى مرآة الباطن اإلنسان ، إن سجوده ، ألنھ ال یدرك أن ھناك نور في الجسم یتم بھ عمل وإذا ة ، بجھال ویغتر فیھ اإلنسان سوء أعمالھ وال یرى فیھ حسن أعمالھ حتى ال یزكي نفسھ

فالباطن الجھلیة ، وجھتھ یغیر كیف یتعلم فإنھ سوء ما یعملھ من رأى المتصل بالباطنوكل بالباطن ، یتعلم المؤمن بالوحي ، فإن السالم مدرسة المؤمن ، وكما تعلم النبي علیھ

فالمدرسة للفساد ، مرتعا تكون فإنھا فیھا یتعلم مدرسة ال تھدي اإلنسان إلى الرشاد بما ، ودین الھدى ھو لھ ویعرف فیھا خبث نفسھ ، والعلم االحقیقیة یتعلم فیھا اإلنسان سوء أعم

إال بعد الحقیقة ولم یكن ھناك شيء حقیقي غیر ھذا الواقع الدیني ، وما انحراف الناس عن وراءھا ألن إال اتخذوھا وما أن اختاروا ما بلغ إلیھم من معرفة وفلسفات مغایرة للدین ،

أصول الدین ، فإن اتباع ح مادي فقط ، وحتى لو كان ظاھریا مدارس یحرض فیھا على ربالدین ال تلقن عن طریق أئمة في الدین ، بل تلقن تحت سیطرة أناس خذرتھم فلسفات الشعوب

لدین أفیون الشعوب ، الغیر المتدینة فأصبحت العقائد ھي أفیون الشعوب ، ألن الذي قال بأن اوراء بسعي جعل عقیدة كانت أفیونا للشعوب دون أن یشعر بھا الناس ، ألن حقیقتھا مغطاة

لم أنھ مھما واإلنسان ، شيء عن المادة وفرض للحریة المطلقة كان اإلنسان ال یسأل وھذا یعة خلقت نفسھا ، الطب یقول أن أن إلى إعطاء نفسھ الحیاة ، ولم یكن من واجبھ یبلغ

أنھ ومھما ، استعجال ، وكل قول تلزمھ دالئل توضحھ ، ولو خلق اإلنسان نفسھ لقبل قولھ ، ونجد شیئا ولن یستطیع شیئا فإن علیھ أن یتھم بالصمت تاركا الدین على أصلھ ، یستطیع ال

81




الناس الیوم متعلقین منتظرین ما یقولھ أصحاب االكتشافات كأنھم أولي وحي ، ینتظر الناس سیبلغون المكتشفین ك أولئ أن أن یقال لھم إن ھناك حل من أجل الخلود ، وحتى لو زعمنا

والدلیل ظاھر في إلیھ ، ما بلغوا إلى كلھ الخلق إلى شيء فإنھم لن یستطیعوا أم یوصلوا فعلى ، مجانا اكتشافاتھا تعطي ال إنھا ، اآللیة تصرفات الشعوب المتقدمة في المعرفة

الناس اتبع ولو ، مشاكل من ھفی اإلنسان أن یھتم بنفسھ وال یحمل الحكام مسؤولیة ما ھم تحت أرجلھم ، فالواقع إذا ھو غیر الحق لفاضت علیھم الخیرات وألكلوا من فوقھم ومن

مخرجا ، ما یراه الناس ، لیھتم اإلنسان بمشاكلھ فردیا ولیدعوا اهللا أن یحلھا وأن یجعل لھترف فیھ وعندما یبلغ إلى شيء الناسفكلما سعى اإلنسان نحو المادة إال ویجعل خناق على

خناق ، فوق خناقا ویزیدھم علیھم واهللا یحملھا . إذا بھم یحملون المسؤولیة على أحد آخر اهللا شیئا ، ثم ویرى الناس كأن األرض ظلمات من فوق ظلمات ، ذلك ألنھم ال ینتظرون من

بمعنى قیامة ، ولم یكن كالم اهللا یوم القیامة إن اهللا سبحانھ وتعالى ال یزكیھم وال یكلمھم یوم الأنھ یرى ویكلم الناس ، بلى إن اهللا ال یرى ، ال في الحیاة الدنیا وال في اآلخرة وكالم اهللا یكون

اهللا أن ذلك معنى بل ، وحیا أو من وراء حجاب ، ولم یكن الحجاب معناه نور وراءه اهللا وتعالى سبحانھ اهللا كلم اإلنسان ، وقد عند مدركة یر سبحانھ وتعالى یكلم الناس بصفة غ

كذلك اإلنسان ، یدركھ بلى ، ذلك كالم لم : الخلق قبل أن یخلقھ وقال لھم ألست بربكم قالوا ومما الحجاب ، إلى یصلون بالباطن وراء الحجاب ، فما بال الذین قالوا إنھم كالم اهللا من

اهللا كذلك ن ، لعلھم وصلوا إلى مكان خیالي فیھ ظلمات فوق ظلمات ، ظنھم باهللا رب العالمییضل من یشاء ویھدي من یشاء ، فأما الذین اتبعوا الھدى فإنھم یقولون سبحان اهللا ، ال ینبغي

یزیدون برجال اتصال إال لنا أن نتخذ من دون اهللا ملتحدا ، إن اإللحاد في أسماء اهللا ما ھو لن بالمرصاد وتعالى وإن السماء ال تمس بالظاھر وال بالباطن ، واهللا سبحانھ الناس رھقا ،

كواكب إلى أو القمر یعجزه اإلنسان ھربا ، وإن الناس لیسعون أن یھربوا من األرض إلى ثم فیھا ویمیتھم اهللا أخرى ، بلى إنھم سیبقون في األرض التي أفسدوا فیھا ، منھا أخرجھم

وال فردا ھا مرة أخرى ، یومئذ لن یوجد مفر ، بل اإلنسان مسؤول على نفسھ ألنھیبعثھم من سیسكنوا یغني الجمع شیئا ، وقیل لرجل شیخ أن العلماء بلغوا إلى القمر ونزلوا فیھ ومن بعد

والكرسي العرش رب وتعالى ربما قد أفرط اهللا في ملكھ ، بلى إن اهللا سبحانھ: فیھ ، فقال لسماوات واألرض وال یؤذه حفظھما وھو العلي العظیم ، ال یحیط الناس بشيء من اخلق

علمھ إال بما شاء ، وقد وعد أن من بحث في أقطار السماوات واألرض بما أعطى من الباحثین شواظا من نار ونحاس وال ینتصر الثقالن ألیس اهللا بقادر على أن سلطان فإنھ یرسل

خیر اهللا ن أنھ بلغ إلى القمر الذي جعلھ اهللا نورا وجعل الشمس سراجا ، ألم یكن یوھم اإلنسا هللا الملك الماكرین ، لیفھم اإلنسان أن وراء الواقع الذي یراه واقعا آخر ال یراه ، ولیدرك أن

الحجاب إن اهللا سبحانھ وتعالى جعل فوق األرض حجابا وھو . ولیذكر اهللا ألن األمر بید اهللا ومنھ السراب یشبھ الحجاب وھذا باطنیا وال الكوني األول ال یمكن الخروج منھ ظاھریا

باألقطار وتسمى ھذه تسعا عددھا والتي المتجاورة األرضیة القطع إلى یمكن الدخول . األرضیة

82




مواقع النجوم

قمر

ألول لكوني ا

حجاب اال

األرض

جوم ع الن

مواق

شمس

ھذا في والموضوع ، مثلھن خلق سبع سماوات طباقا ومن األرض إن اهللا سبحانھ وتعالى

المتخلفة الشعوب إلیھ وصلت بما موضوعا آخر ، وإن كان الذین لھم لباس دیني یؤمنون علما والمتقدمة تقنیا فلیقولوا للمسلمین أین األراضي السبع ؟ ھل ھي الكواكب أم في حجاب ؟

ھناك أن فالبد كذلك الفھم كان عنى ذلك أن ھناك حجب فإنفإن قالوا إنھا في حجاب ، فماهللا الكواكب ، ولكن في لخلق وجود ال بشرا آخرین یسكنون فیھا ، ومعنى ذلك أیضا أن

سبحانھ وتعالى بقول إنھ خلق سبع سماوات طباقا ومن األرض مثلھن ، بمعنى أن األراضي المتجاورات ، األرضیة فھي أقطار األرض وھي القطع أما الحجب. السبع فھي طباقا أیضا

. مفھوم غیر آخر فھما ھناك أن الفھم إن ظاھر . ولم تكن ھي القارات كما یزعم الكثیر ذلك یظھر لم وتعالى سبحانھ اهللا أن واضح ، ھو وكیف یفھم ذلك بغیر علم ؟ إن األمر

83




وق القمر ، ودلیل المؤمن ھو وھبط ف ظاھریا حتى ال یصدق من یقول إنھ بلغ في نلك اهللا السبع ، والتي خلقت طباقا مثل السماوات ھذا ، فلیسأل من یزعم علما عن األراضي السبع

الحجاب أن ، إنما نشیر ولم یكن الموضوع ھو ھذا بل باالتصال الباطني تعرف الضاللة لة من زعم أنھ األول فیھ نور مثل السراب ، والفھم في ھذا ھو المصل إلى فھم سر ضال

فوق القمر ، فالحجاب األول ال یمكن اجتیازه ونحن في األرض وسنبقى فیھا إلى ھبط .نبعث لنقف أمام اهللا ویحكم بیننا فیما نحن فیھ مختلفون ثم الموت

خالقھ فلیواجھ قوة وإن العلم الدیني جد ، ولم یكن ھزال وال خیاال ، وكل من یدعي كرامة أ

النور صراع إن ، بھ أمروا ما إال قالوا ما ألنھم ، الذي أنزل العلم دون شتم األنبیاء نوح قوم وجاء الطوفان فھلك . وقد قتل من قبل أصحاب األخدود . لشيء مشھود والظلمات

مم مغرقین ، وأ كانوا عون فر وآل علیھ السالم ، أما أصحاب الحجر فقد جاءتھم الصیحة ، القرآن ، في كذلك یرى المتصل بالباطن الدیني ، ویرى ما ذكر. كثیرة أصیبوا بعذاب مبین

في ما ویقرأ القرآن في ما یرى مثاال حیا صوریا ، فالمتصل بالباطن المستمد من النور مثل كل یقیا یأخذ منھ منالقرآن ، وكل القصص التي یستخرجھا ال تكون خیاال بل واقعا حق

الخیال حتى یعلم أن الحق من عند اهللا ، واإلنسان الذي یقرأ من القصص الخیالیة فإنھا تطور ویصعب الخیال بقوى ملیئا فیصبح تطویره منعكسا عن التطویر الحقیقي ، ویصبح الدماغ

یسلم حتى حكمة فیھ س بعدھا اتصال بالحقیقة ، لذا فإن المؤمن وجب علیھ أن یجتنب ما لی .من كل مشكل یؤدي بھ إلى الھزیمة

وتعالى سبحانھ اهللا أظھر إنھ ال داعي أن یمأل الفكر بما ال یفید ، فإن الفائدة فیما ھو مفید ،

نسان واقع األشیاء وحقیقتھا حتى ال یضل فیشقى وینسى فائدتھ ، وأن من الفائدة أن یعرف اإلالجبال یبلغ ولن األرض یخرق ولن أن على اهللا الرجعى ، ولن یكون لإلنسان ما تمنى ،

طوال ، وإن الذین یقولون إنھم یخرقون األرض بالكرامات ، أو یكبروا حتى یصبحوا عمالقة الناس أعین بھ سحرا ، تسخر ذلك یاال ویسمى یبلغون طول الجبال ، ما كانت قوتھم إال خ

فیھا قوة تلك إن . الھواء فیتخیل لھم أن اإلنسان بإمكانھ أن یمشي فوق الماء ، أو یطیر في في ظاھرة قوة ، األنبیاء عند وتعالى سبحانھ اهللا فیظھرھا الحقیقیة القوة أما. إغراء

السحر یكن لم وإن إن قوة الخیال ھي قوى الظلمات ، . ات المعجزات ولم یكن ھناك كرامالذین فرعون بسحرة مثال وضرب خیاال قوة حقیقیة ، واهللا سبحانھ وتعالى یقول إن ذلك

كما واقعي الخیال قوة آمنوا بعدما تبین لھم الحق وبما علم اهللا بالقرآن فلیعرف اإلنسان أن اإلنسان یشعر الجنة أو أن أحدا أعطاه شیئا ملموسا ، أالنھ دخل یتخیل اإلنسان المتصوف أ

یكون أن بالضرب عندما یحلم ؟ فالجسم الباطني لھ صلة بالجسم الظاھري ، وبھذا أال یمكن حقیقي ھو ما في یفسد ال حتى عالمنا ھذا عالم فیھ قوة خیالیة واقعیة ، یفسد فیھ اإلنسان

الظاھري العالم باطن في ن نكون كمن یعیش حلما ظاھریا ؟ لعلنا نحن واقعي ؟ أال یمكن أ

84




: الحقیقي ، إن الخیال لھ خمس قوات في خمس درجات كلھا من ظلمات

الظلماني ، ومن الباطني إن البالغ إلى الدرجة الخامسة من قوى الخیال یسھل علیھ االتصال الباطني ، الجسم ھؤالء نجد من یدخل العالم الباطني الخیال وإذا قطع الخیط الذي یربط بین

مختلف في فإنھ یحرك األشیاء محاوال أن یدخل في قواھا فنجد أن كثیرا من المنازل عرفت یدخل أن باإلمكان العالم بكونھا بیوتا مسكونة بالقوى الشریرة وھذا صحیح ، كما أنھ أنحاء

شخص جسم ھؤالء التائھین في الباطن في أصنام یجعلوا أساس قواھا ، أو یدخلون في قوى ال فإنھ الظاھري أما الرجوع إلى الجسم . معین یریدون بذلك الرجوع إلى الجسم الظاھري

بإمكانھم أن كما ظلمات مكن إذا وقع ھذا للبالغین إلى تلك اإلمكانیة بأصل باطني قواه من ی

85

الخیال الخیالي قواه من ظلمات

شاملة

الخیال الدخاني

قوى خیال شبھ

ضباب

قوى خیال شبھ ھواء

قوى خیال كالماء

5

2

1

3

4




یدخل ال فإنھ بالنور ذلك ، والمتصل غیر الدخول في جسم حیوان كالقطط أو األفعى إلى البدایة ذ من العالم الباطني الظلماني إال إذا بلغ إلى الدرجة الثامنة رغم أن بإمكانھ اختیار ذلك ، والغرض والمتصل بھذا الشكل من المسلمین فإنھ یكون مستمدا من المثلث الذي أساسھ نور في التائھة من ذلك ھو أنھ یتخصص في تغییر قوى الظلمات وتحطیم قوى األجسام الباطنیة

الثامنة الدرجة باغ العالم الباطني ، وھذا یتطلب قوة وعلما لذا المتصل ال یمكنھ ذلك إال إذا قوى ر ، ألن النو من نور ، وكل قوة من ظلمات فإنھا ال تغیر إال بعلم ومعرفة ثابتة ألصول

بأمراض الناس الظلمات إن مست بغیر علم فإنھا تؤذي ، وذلك ما نراه في كل مكان یصاب بوجوب ولكن القوة تغییر تلك ساكنھا ، وباإلمكان تؤذي ظلمات أو منازل فیھا قوى من

في تأخذ االتصال الباطني ، ودون االتصال فإن األمر صعب بمكانة ، وكل قوة من ظلمات األلوان ، وعالم وعالم األشكال وفي الباطن عالم . الباطن شكال معینا لھا ومظھرا لحقیقتھا

الحساب بعلم خاص كمكان كما أن فیھ أماكن معینة آلخذ العلم ، . القوى ، وعالم األجسام لباطنیة ، ا العلوم تستخرج العدیدة األمكنة من ومكان خاص بعلم الكتابة ، ومن كل مكان

.وھذه العلوم كلھا لھا مسؤولین علیھا وال یمكن أخذھا إال بإذن

حاجز ، یوجد إن للباطن نظام فوق كل نظام ظاھري ، وبین الباطن الدیني والباطن الخیالي العالم فیھ ، ھذا شومن الباطن من نور یمكن رؤیة صورة العالم الظاھري الذي نعرفھ ونعی

. الذي مليء دخانا وأصواتا فلیتصور اإلنسان الناس فیھ ، وھم في غفلة ، یلعبون ویضحكون إنھ عالم ال داعي لرؤیتھ باطنیا ، بل یكفي ما یراه ظاھریا ، أما بالباطن فإنھ یرى كامال ، وقد

كأنھم الناس یرى كعمالق الباطن یتخیل للمتصل أن بإمكانھ أن یفنیھ كامال ألنھ یكون في من أما. باإلمكان یكن لم أشیاء صغیرة ، ولكن المؤمن ال یفكر في ھذا ألنھ یدرك أن ذلك

یھم كان في ظلمات فإنھ یقول إن بإمكانھ أن یطوي السماوات واألرض كسجل الكتاب ، والمن یستمدون ألنھم قلوبھم و أقوالھم أنھم آلھة ، تشابھت قولھ ألنھ یقول كما قال األولون

قد الجلوس بدایة في الدینیة ، فإن ولم نكن لنھتم بأقوال ھؤالء إال إظھارا للحقیقة. ظلمات االتصال یشعر اإلنسان بقوة مسیطرة ، وإذا حاول اإلنسان تنفیذھا فإن االتصال ینفقد ، وقبل

وھذه الجسم ، في سخونة أو ارتجاف أغلبھا في یكون فإن اإلنسان یشعر بقوى مختلفة تظھر الباطني ، ثم األول الظاھرة معناھا أن المتصل یمر بحجب الظلمات وھي قبل الباب

اإلنسان یسمع أخرى قوة فیھ تصبح السمع كذلك في بدایة االتصال بالباطن ظواھر كأن األولى الرؤیا تتم ذلك لذوق ، وبعد ا قوة األصوات البعیدة ، ثم یكون الشم قویا ، وتتقوى

بالجسم االتصال بھا ویتم اللمس الباطنیة بعد أن تتقوى حاسة العین ، وبعدما تتقوى حاسة ویتم الخمس ، الحواس الثاني لإلنسان ، وھكذا تكون المراحل الحقیقیة ، وبعد تطویر قوى

الباطني العالم إلى الدخول من اإلنسان االتصال بقوى الحاسة السادسة ، وبعد ھذا یتمكن المتصل المليء باألشجار وكأنھا من نور وفیھ جبال وفجاج للتنقال وتوجد فیھ فواكھ یتناولھا

وقد الحلم ، اإلنسان یعیش كما عالما اإلنسان ویعیش وكلھا تزید نورا في الجسم وقوة ، ولكنھ یتعلم الصبر ، وإذا فعل المتصل سوء أو ء یستعجل اإلنسان في البدایة لیعرف كل شي

86




طع حتى یتوب ویرجع عما كان یفعلھ دون إصرار ، فاحشة ولم یستغفر فإن االتصال ینقوھكذا یكون التعلیم عن طریق الباطن ، یشعر اإلنسان كأنھ صبي یربى من جدید ، ویتعلم

ویدرك بعد ذلك أنھ األمي الحقیقي ال یعلم ما علم اهللا . وكأن الناس أجمعین لم یعلموه شیئا . سبحانھ وتعالى

87




88




جسم اإلنسان تكمن فیھ قوى مختلفة تظھر باطنیا كنور یحیط الجسم بكاملھ وتختلف ألوانھ في وأخرى صفراء واحدة فقط قوتین یكتسي أما بعد االتصال بالباطن یصبح الجسم. البدایة التبغ فمدخن االتصال في وقبل االتصال یمكن فحص قوى جسم اإلنسان الراغب. بیضاء

جسمھ نجد مثال الزنا كثیر واإلنسان ، الخبیثة نجد في دماغھ قوة خضراء تسمى بالقوة تختلف وھكذا ، ة زرقاء في لونھا خان ، والمجرم تتركز في جسمھ قودتكسوه قوة سوداء ك

موانع القوة على حسب اختالف أعمال اإلنسان ، واختالف قوى األجسام ، وھذه القوى كلھا كما یصعب علیھ كذلك التطبیق الدیني ، وإذا تمنع اإلنسان من الوصول إلى االتصال بالباطن

والبد الشخص ، في كلھا وجدت ھذه القوى في الجسم فإن األمر صعب السیما إذا اجتمعت ألن من تبدیلھا بقوة أخرى تكون من نور ، وعند التبدیل فإن اإلنسان یشعر بآالم وبقنط وقلق

قواه الجسمیة األولى تتغیر بقوة أخرى ثانیة من نور ، لذا فالقنوط قد یصاب بھ اإلنسان عندما . اجتیازھا ھا مراحل یمكن یطبق الجلوس األول ، ولكن وجب علیھ الصبر في ھذا الحال ألن

مھم ، شيء إلى أبدا یبلغ لن فإنھ جلوسھ أما إذا لم یحاول اإلنسان أن یماسك قواه ویشد كل أن بینھا ، نجد لمتوازنة فالطریقة الدینیة واحدة رغم أن فیھا أقسام ، ومن ھذه األقسام ا

مختلفة فعالیة لھ الحركات بقوى تطبیق قسم منھا لھ نوع من التطبیق لھ فعالیة مختلفة ، فالالسالفین ، فإن التطبیقین عن قواه عن التطبیق بالذكر ، كما أن التطبیق التأملي مختلف في

وذلك الحركات قوى تطبیق كان الجسم ھو الذي تكمن فیھ قوى من ظلمات ، فإنھ البد من تطبیقا یكون التطبیق فإن الظلمات ، بقوى يبكثرة الصالة ، أما إن كان الدماغ ھو المكسالعقل قوى كانت وإن ، القرآن قراءة بكثرة بالذكر وذلك بالدعاء بأسماء اهللا الحسنى أو

أما االعتقاد ، صحة أساسھ فالتأمل ، التركیز التأمل و راسخة في قوى الخیال فالبد من حقیقیة تصبح حتى الخیال بقوى الصفراء ل الدائرة التركیز فإن الوسیلة الحقیقیة ھي تخی

القوة أن على دلیل وبعدھا فإن الدائرة الصفراء ترى ظاھریا من وقت آلخر وھذا. واقعیة بالسھر ، وذلكتتركز بنور ، أما إذا لم تر ظاھریا فإن القوة الخیالیة قویة ولبد من المثابرة ،

ھذا من یعانون قدیما ات البد من تبدیلھا ، ولم یكن المسلمون فھذا الزم لوجود قوة من ظلم كل على تفیض متوفرة نور األمر شیئا ، وذلك ألن أئمة الدین كانت تتوفر لدیھم قوى من

یعتمد أن علیھ فإن ھذا أم الیوم ، فإن األمر مختلف ومن أراد البلوغ في . مصلي وراءھم حتى حتى یصل بنفسھ ، والعصر الحدیث ال یوفر تماما شروط الدینعلى إمكانیاتھ التطبیقة

الفجر ، طلوع قبل االستیقاظ ، البدایة ومن العادات التي یلزم اتخاذھا في.یسھل االتصال صالة بعد األصح وھذا واجب دیني ، النوم في وقت مبكر ال یتجاوز التاسعة لیال وبالمعنى

ھي الشروط وھذه ب كذلك عدم النوم بالنھار إال لضرورة كمرض ، العشاء ، كما أن الواجالضروري عدھا كلھا ، وما ذكرنا ھذا النوع شروط دینیة یعرفھا كل متدین ، لذلك لیس من

یقول إن النوم بعد صالة الصبح مستحب وھذا غیر صحیح ، ألن الذي ینام في ھذه الفترة منقال إن النوم بالنھار الزم ، وھذا غیر صحیح أیضا إال وكثیر كذلك . تكسوه قوى من ظلمات

في حاالت إعیاء أو مرض أو ألجل غرض معین ، والمتصل بالباطن لھ سیرة أخرى السیما

89




الظلمات من باطنیا إذا تخصص في الصراع ضد الظلمات فنجده ینام بالنھار لیدخل موطنا بالنوم الباطني واالتصال ، نائما یكون وجب تحطیم ما فیھ من قوة ، وفي الحقیقة فإنھ ال

، االتصال بالجلوس في حالة شبھ نوم فقط الباطني بالجلوس ن كما یوجد مختلف عن االتصال الحقیقة في مذھلة أشیاء من وإذا استمر اإلنسان في تطویر حاالت اإلتصالیة فإنھ یتمكن

الباطن یعطي الراحة كأن یبقى مستیقظا لمدة ال ینام فیھا ، بینما الجسم الباطني نجده نائما في یكون الظاھري ونعطي مثاال لذلك ، فإن اإلنسان عندما یحلم فإن الجسم . للجسم بصفة تامة

عكس لھ یصبح الحلم ، والمتصل في حالة نوم ، بینما الجسم الباطني في حالة یقظة یتم بھ فإن أیضا الممكنة ذلك ینام الجسم الباطني ویبقى الجسم الظاھري في الیقظة ، ومن األشیاء

أماكن المتصل قد یكون جسمھ الظاھري في حالة نوم بینما الجسم الباطني یظھر ظاھریا فيواحدا جسما معینة ، فالسر إذا بین قوى الجسمین الظاھري والباطني ، وإذا التحما وأصبحا

زول لیتعلم فقط فإن المتصل تصبح لھ قوة كبیرة ، وھذه الحاالت ینفذھا المتصل في مكان معتوفرھا دون أن یظھر ذلك للناس ظاھریا ، وھذه التطبیقات كلھا أساسیة من اإلمكانیات التي

قوى النور ، والمجال واسع ولكن الكالم محصور ، وما ذكرنا ھذا إال ألن الناس یعتقدون أن المغایرة رى الدین لیس فیھ أسرار تظھر قوى عقل اإلنسان ، لذا یتجھون إلى التطبیقات األخ

من اإلمكانیات ماال یتوفر ظنا منھم أنھا تكتسي صبغة حقیقیة ، والطریقة الدینیة أولى وأطھرفي التطبیقات األخرى ، وھذا كلھ لم یكن كرامات بل إمكانیات موجودة یوفرھا الدین للمؤمن

مختلفة كثیر بمراحل یمر والمتصل ، تغییر المسلم المطبق للطرق الدینیة المحكمة دون مرحلة في فیستقر الثامنة الدرجة إلى یبلغ حتى ألخرى مرحلة من وینتقل ومتنوعة

إلى للبالغ إال ال تستعمل فعدیدة الجلوس طرق ، أما استقراریة تطویریة للعلم والمعرفة أنواع اتخاذ یمكن فال أما في البدایة . الدرجة الثامنة حین یكتسي الجسم قوة من نور كاملة

الجلوس ھیئة من جلوس مختلفة لوجود ظلمات في الجسم لم یقض علیھا وتتطور بالخروج من ونحذر . البدایة تطبیقیا في األولى ، فالجلوس األول وجلوس الصالة أھم ما یعتمد علیھ

تم إذا و مات ، ال ظل اتخاذ جلوس آخر دون علم ویقین من وجود قوة في الجسم أصلھا نور سمع أن لھ یسبق لم الذي اإلنسان االتصال فإن المشكل ال یبقى مشكال لوجود الحل ، إن

األصول إلى یلتجىء أن بوجود االتصال الباطني الحقیقي الدیني ، ال نجد لھ من إرشاد إالأذكار صفة إدخال ن دو القرآن قراءة على ویعتمد بشروطھا ھي و الدینیة ویطبقھا كما

من یقوم أن دون صالتھ مكان في أخرى ، وبعد كل صالة وأداء واجباتھا علیھ أن یبقى أن وال یغیر ھیئة جلوس الصالة ، وعلیھ أن یقرأ القرآن في نفسھ دون اللسان ودون مجلسھ ن التفات أو حركة مثیرة میالن في الجسم ال یمینیا وال شمالیا وال أمامیا أو خلفیا ، ودو یكون

الصالة في الحال ھو ، كما قراءتھ تیسر ما إتمام قبل لألعصاب ، وال یمكن تكلیم أحدالبدایة ، أما غمض العینین ، وكل ھذا الزم في یبالضبط ، وبعد ھذا یتخذ الجلوس األول لمدة

والمشاھدة شيء مخالف بعد ذلك فاالتصال یكون سھال في كل مكان وبأي نوع من الجلوس ،تعرض التي ھي لالتصال الباطني ، ألن المشاھدة معناھا اتصال بالرؤیا المجردة والصور

إال ھي ما والمشاھدة االتصالي ، بالمعنى الباطن على بدخول على المتصل وھذا لیس

90




أما االتصال نفسھ فدخول إلى العالم الباطني باتصال تام مع الجسم . المرحلة األولى لالتصال كان تصال ، واإلنسان حتى ولو الباطني وما یراه اإلنسان بالمشاھدة فھو مخالف لما یراه باال

باطني اتصال أعمى فإن بإمكانھ االتصال بالباطن وتصبح عنده الرؤیا الثالثة ، إن المشاھدةالمتصل أمام تظھر بمعنى آخر ال دخل فیھ لدور الجسم الثاني بصفة إجمالیة ، ألن الصور

األسئلة وضع بالمشاھدة ن ویمك الصوري عالمھا كأنھا على شاشة وال یمكن الدخول إلىیطرح ال فإنھ للباطن یطرح سؤال وأخذ الجواب إما صوریا أو مكتوبا بنور یرى ، وكل

بنطق مسموع ، بل یطرح بكالم غیر مسموع وھو فكري ، وقد یأخذ اإلنسان الجواب قبل أن ویمك أن یجتمع ما فیھ المتصل ، ألن المسؤولون في الباطن یعرفون كل یطرح السؤال وذلك

مستوى حسب على مختلفة أفراد عدیدون متصلون ، وبالمشاھدة یمكنھم أن یجمعوا علوما كل واحد منھم ، وتلك العلوم ال تنشر أبدا ألنھا تكون في مرحلة تطور ، وال ینشر علم باطني

متصال كون ی إال بالدرجة الثامنة حیث یتمكن بھا اإلنسان أن یكتب أو یتكلم وفي نفس الوقت العلوم بواسطة یكتب ما كل فإن فعالیتھ ، لذا ویعرف یكتبھ كالم بالباطن یرى قوة كل

الباطنیة ال یخضع أبدا إلى قواعد النحو المعروفة ، ألن الكتابة موجھة بضمان ترتیبي ینفلت . بھ كل قول من كل قوة تكون جالبة للظلمات

وسیلة وبإمكان المتصل بالمشاھدة أن یكتب علوما ویجمعھا في كتب وتصبح خاصة بھ ألنھا

على األدعیة شرعیة ، وتعطى أحكام تطویر قواه وال تصلح ألحد آخر ، إال إذا كانت فیھا حسب بصفة مرتبة علىحسب ما یحتاج إلیھ المتصل لیصلح حالھ الدیني كما تعطى األذكار

بصفة اهللا قوى المتصل ویرشد كذلك في كل أمر یخصھ ، وال یمكن أن یأمر أحدا بأن یذكر یكون أعطیت لھ ألن ما أعطي لھ ال یھمھ إال ھو شخصیا ، لذا فإن كل متصل بالباطن عندما

ینقص ذلك في المراحل السبعة ال یمكنھ أن یتدخل في مشكل آخر أو أن یحاول توجیھھ ألنمراحل عنده من قوى الجسم والعقل وقد ینفقد كل اتصال ، وسبب ذلك أن المتصل لم یكتمل

. العلم الالزمة معرفتھا

یكون المتصل ألن شيء وال عنإن المتصل بالباطن لن یكون ملكا فیھ أبدا ولن یكون مسؤ أو الباطن تحت مسؤولیة من جعلھ اهللا مسؤوال في الباطن ، والذین قالوا إنھم ملكوا شیئا في

یكونوا لم أضمرت كنار كان ضاللة إال قولھم كانوا مسؤولین عن شيء فأولئك ما كان وتغیر اتجاھھم ، ولیكن اإلنسان عالمین مدى خطورتھا ولم یعرفوا أنھا ستحرق اعتقاد الناس

الذي الباطني السیف وحمل الباطني العالم الراغب في المعرفة أنھ ال یوجد شخص دخل اهللا بواسطتھ یمكنھ أن یملك أرواح الخلق حتى ینزعھا منھم ، فإنھ ال یصاب أحد إال بما كتب

في الراغبین بین اس قول منتشر سبحانھ وتعالى والموت والحیاة بید اهللا ، إنھ ال وجود ألس یكون وال الدین في العلم یعتقد فیھ أن المشایخ إذا لم یعطوا النور ألحد فإنھ ال سبیل للبلوغ

إذا إال أحد باإلمكان االتصال بالباطن ، كأنھم حراس على أبواب الباطن ال یمكن أن یدخلھا

91




ویصل بالباطن یتصل أن أدى واجبات لم تكن دینیة بل مادیة ، إن بإمكان اإلنسان المتدین . أدیة شروط أخرى غیر الشروط الدینیة إلیھ النور الذي أنزل اهللا دون حاجة إلى ت

إذا ما تمكن اإلنسان من البلوغ إلى االتصال الباطني فإن علیھ أن ینتبھ إلى العلوم الصوریة

أو سیف لھ التي یتلقاھا ، ومن األمثلة أن المتصل قد یرى بالمشاھدة أو باطنیا أنھ قد أعطيإال ھو ما لموس وال یظن أنھ سینال ذلك ظاھریا ألن المعنى مال أو بیت ، فإن الفھم غیر م

سوء وإن كثیرا ظنوا أن باطنیا وعدوا بمال ولم ینالوه ، وھذا أساسھ. علمي أو قوة فیھا نور الباطن الظاھري ، ن ویوجد فرق بین طفھم للعلم الصوري ، إنھ یوجد فرق بین الظاھر والبا

أنھ كما . الخیالي الباطن وبین الحقیقي الظاھر الظاھري وھناك فرق بین وبین الباطن ،الحجب األرضیة الباطنیة وبین الحجب األرضیة الظاھریة ویوجد فرق أیضا یوجد فرق بین

وقد . الظاھریة ، وھذا كلھ یشكل العالم الظاھري الكوني األول حجبالوبین الحجب الباطنیة یرى باطنیا ، والظاھر الظاھري الحقیقي ھو الجنة التي یرى شيء بالباطن بینما ھو ظاھري

ھو معناه شملت السماوات واألرض ، لھذا ال یمكن الخروج من الحجاب الكوني األول ألن .الدخول إلى العالم الحقیقي الذي ھو الجنة ، وحقیقة ھذا كلھ تفھم باطنیا

كذلك أصل كل قوة كامنة راه فالبد من معرفة الباطن ، ولیتبین لنا ونفھم حقیقة الظاھر الذي ن

إن في األشیاء المحیطة بنا ، وأعطیت األھمیة القصوى للعلوم الباطنیة الدینیة ، ألن اإلنسان ومعرفة ، بھ یحیط اكتفى بما یراه ظاھریا فإنھ یكون كاألعمى ال یرى القوة الكامنة في ما

یمكن وال ، یرى ال عدو الظلمات وكأن نھا أساس حل المشاكل كلھا ، القوة لھا أھمیة أل النور بین الموجود الصراع یرى فإنھ بالباطن والمتصل ، بالنور إال معرفة الظلمات

تتضارب ال فكیف ظاھریا القوى فیھ والظلمات ، السیما في عصرنا ھذا الذي تتضارب مجھول الباطني فالواقع . قع المجھول لدى اإلنسان ھو المخیف في الحقیقة باطنیا ، إن الوا

أو فكریا إال یكون ال بالباطن معقد وغیر مفھوم ، والتعلیم وفیھ یكمن سر حل كل ما ھو غیر كلما صوریا ، بل بقوة یشعر بھا اإلنسان حتى یتبین لھ الخطأ من الصواب ، والمتصل

أساسا نعرف ال بھذا إال ویشعر بسكینة واطمئنان ویخف عنھ الوطأ ، وإن قوة من ظلمات أحد عنھا یسأل آخر لمشكل اإلنسان إال وجود قوة من ظلمات استخرجھا اإلنسان نفسھ وال

أن فلیعرف إلیھ یسعى ما إلى یبلغ ولم الدیني آخر غیره ، وكل شخص راغب في العلم أن یھتم بنفسھ حتى یغیر ما بھ ، واألمر إن استمر على الحال الذي ھو الحاجز ظلمات وعلیھ

.علیھ اآلن فإن لن یؤدي إلى خیر أبدا

على یرسو االتصال الباطني الدیني ، ال یمكن للمؤمن أن یصل إلى كوكب من الكواكب وال ال بصفة باطني وال یدخل شمسا ، وال یمكن للجسم الثاني الباطني أن یستقر في موطن قمر

لمؤمن یمكن وال یرجع بعدھا ، ورجوعھ دائما رجوع إلى الجسم الظاھري واالنتماء إلیھ ، یمكنھ وال لذلك ، متصل بالباطن أن یدخل إلى جسم شخص آخر إال إن كانت ضرورة حكم

92




أن یصیب الناس بشر كما أنھ ال یمكنھ أن یأتي بخیر للناس ، فاألمر كلھ بید اهللا ، لھذا یوجد ر بین االتصال بقوى الظلمات واالتصال بقوى النور ، ولیبلغ اإلنسان إلى اتصال تام فرق كبی

من نور فالبد من وسائل تكون أصال مستمدة من قوى النور ، فالجسم فیھ مراكز تتركز فیھا إما الظلمات وإما النور ، وتكون مراكز االستمداد في الجسم عند الوالدة كلھا نور ، واإلنسان

أو یطبق ما ھو جالب للظلمات فإن أساس االستمداد یتغیر ، وإن تغیر وطبقت طرق إن یكفر كانت ، كما نورا وترجع تتبدل الجسم في االستمداد مراكز فإن ، للنور أخرى جالبة

أسسھ ، فاالحتفاظ على قوى الجسم لتبقى على أصلھا یستوجب االحتفاظ بالدین ، وأصولھ ثم العلم ھاسا التطبیق اعتناء بما یحیط باإلنسان من كل شيء ، وأصول الدین أسافاألسس معناھ

الثابت عند التطبیق ، ومن یستصغر قوى الجسم وقوى العقل فإنھ لن یبلغ إلى شيء فیھ أھمیة دون بالفعل أو بالقول باالكتفاء ، ولم تكن عبادة اهللا سبحانھ وتعالى مجرد شيء غیر ثابت

فإن راسخ كامن فیھ متركز نور مان بالغیب ، فالمصلي إن لم یتوفر في جسمھالعلم واإلی بأن اإلنسان یفكر عندما ومفھوم ظاھر وھذا الفائدة من الصالة تقل وال تصبح لھا أھمیة

بأمر نعرف ھو التقوى ، والبد أن صالتھ لم تعطھ شخصیة البسة لباس الدین الحقیقي الذي الظلمات لى تطویر ، ألن إ ھو حتى وإن كان البلوغ صعبا ، إن قوى النور تحتاج الواقع كما

تمنع الظلمات إن ، المستقیم قد طورت وأصبحت تخنق المتدین وتمنعھ من اتخاذ الطریق وجبت الكافر أن كما بالنور إال قواھا العلم وھي أساس كل شر منتشر وال یمكن مضادة

یعتقد وسائل المعطاة في الدین ظاھرا وباطنا ، وال یجب على المؤمن باهللا أنمحاربتھ بكل الأنھ سیبلغ في الدین دون جھاد وذلك بمحاربة تطھیر النفس وتطھیر كل ما یحیط بھ ، ولیعتني

لذا الناس ، یلھي األمل إن الدین ، في وأصل واقع لھ اإلنسان بما ھو حقیقي وصحیح مشكل ھو اإلنسان مشكل أساس أن لعرفنا كلھ شقاء ، ولو بحثنا في األمر فاإلنسان في

وھو ، یشاء ظلمات مضادة للنور ، ولكن اهللا سبحانھ وتعالى متم نوره ، ویھتدي لنوره منالصواب ، طریق لھ لیتبین الواقع األمر وما على المؤمن إال أن یعرف بكل شيء علیم ،

فالباطن ، بتغییر أصیبت الحقیقة ھذا ھو العلم ، ومھما أن إلیھ في عصرناوكل ما نحتاجحقیقة على دالة حقیقة أخرى حقیقة من البد حقیقة مفتوح لكل مؤمن ، ولترجع الحقیقة

ألصل إظھار ھناك یكن لم إن بھ أصیب ما لیعرف اإلنسان الحقیقة المغیرة ، لم یكن فبالباطن موضوعة وذلك بظاھر من عند اهللا وضعھ في الباطن ، فالعلوم الباطنیة المصائب

وكل ، فیھا ما نقل ویكفي ترى صوریا أو مكتوبة ، والباطن فیھ كتب كأنھا تكتب وحدھا متصل وكل المنزلة ، في الكتب عصر لھ كتاب فیھ المشاكل وحلولھا اعتمادا ورجوعا لما

ستخرج ما شاء من علم على حسب مشكل عصره ، وال یختم كتاب إال ومن بعده بإمكانھ أن یحقوق ، لھ إن اإلنسان . كلھا ترجع القول بارتباط نع ما في كتاب اهللا سبحانھ وتعالى كتب ،

في وكل حقوقھ إن لم تكن دینیة فإنھا ال تسمى حقوقا ، وال یسمع كالم طالب لحق إال إن كان بأحكامھ اعترافا اهللا لحقوق وأقام دیني أمر كل دیني صالح لإلصالح ما یطالب بھ حق

لھ أن ویعتقد الدنیا الحیاة وحدوده ، فال یمكن أن یلبي اإلنسان رغبة في استكثار من متاع

93




حقوق فیھا ، لذا فإن الباطن ال تستخرج منھ وسائل تطویریة ألصول المادة ، فالدین أھم نذكر وال دنیانا ، أمر شيء وإن سعینا إلى إصالح أمر دیننا فإن اهللا سبحانھ وتعالى یصلح

ما إلى للبلوغ الوحید إال لوجوب تصحیح االعتقاد ، ألن االعتقاد الصحیح ھو الطریق ھذابھ یتصرف ثابتا یسعى إلیھ اإلنسان من خیر من أجل الدین ، والواجب األول یوجب واجبا

اإلنسان مبتعدا عن الخیال الذي ھو حجاب یمنع كل اتصال باطني ، والذي لم یصحح اعتقاده إلى منھ الخروج لى األصول الدینیة ، فإن خیالھ یتسع في مجالھ الخیالي ویصعب معتمدا ع

فیھ واقع ال الواقع الظاھري كما یصعب الدخول إلى العالم الباطني ، ومن كان خیالھ خیالیا فإنھ یقع في مشكل ال حقیقة فیھ فتكثر األحالم التي لھا صبغة أضغاث أحالم ، ورغم ذلك فإن

بین وأنھ لھا واقع حقیقي یلھم بھ ، لإلنسان مشكلھ األصلي أنھ بین الواقع والخیال ، األحالموبین الكفر والحقیقة وبین النوم والیقظة ، وبین الجنة والنار ، وبین الرحمة والعذاب ، الحلم

.واإلیمان

من ھذا ، إن اإلنسان البد لھ أن یظھر واقعھ أمام الواقع ، واإلنسان في الحیاة الدنیا من أجل أجل حقیقتھ أمام اهللا ، وإنھا لحقیقة ال تزویر فیھا ، فحتى لو غیرت الحقیقة فإن حقیقة اإلنسان

ھو ما الباطني ، واالتصال ة وجب لھ عقاب لم تغیر بل تظھر حقیقتھ أنھ إنسان مغیر للحقیق فلیس الباطن یدخل إال وسیلة لتكمیل الدین ھربا من عذاب اهللا ولجوء إلى رحمة اهللا ، ومن

الروح خالص أن الكثیر ، أو ظن ھو معنى ذلك أنھ ھرب من الواقع الذي یعیش فیھ كما الحجب في متركز الباطني وواقعھ الظاھر ب مرتبط عالم إال ھو ما ممكن ألن الباطن

یتبین حتى صحیحین اعتقاد بعلم و معرفتھ عن الخیال ولیطور لیبتعد اإلنسان األرضیة ،ما الواقع ألصل مضادة الحق ویبطل الباطل ، إن الذین تحدثوا عن الباطن بصفة معكوسة

ح خیاال اعتقادیا حقا ، إنھم لمسؤولون صبالخیال حتى أ إال إلى الضاللة ، وطوروا أرشدواعما یفعلون ، والغریب ھو أن الناس یستجیبون ، وإن قیل لھم قول الحق یقولون إنھم لم یكونوا للحقیقة عالمین وأن من یقول شیئا ضد ما یفعلون فعلیھ أن یأتي بسلطان مبین ،

ھره في كل وقت وحین یعذب القائلین بما یصیبھم والسلطان المبین فإن اهللا سبحانھ وتعالى یظبھ من مصائب ، فلم یعذبھم اهللا سبحانھ وتعالى إن كانوا صادقین ، ویظنون أنھم على حق

یوم القیامة بقلب سلیم ، إن اهللا أتى إن المثل األعلى في الدین أنھ ال یعذب إال من . ویقین االتصال إلى یوصل الدین في في الدین ، وكل بلوغ تطھیر النفس واجب لمن أراد البلوغ

الباطني ، وتطھیر النفس ما ھو إال تطھیر الحواس وصحة االعتقاد ، ألن الحواس أساس كل تغییر في تسبب النفس ونزوات اإلنسان رغبات ثم إن جلب لقوى الملذات والشھوات ،

اإلنسان نفس في مما لحقیقة ما أساسھ إال للوصول إلى اأصول صحة االعتقاد ، وكل مانع بالناس ما ال یبدل وتعالى ألن كل ما یصاب بھ اإلنسان فمن نفسھ ، وكذلك فإن اهللا سبحانھ

بدلوا الناس فألن لوااق كان المتصلون بالباطن الدیني قد ا وإذا م. حتى یبدلوا ما بأنفسھم الخلود یمكن ال لذا یعلم اإلنسان أن كل نفس ذائقة الموت ،ما بأنفسھم وبدل اهللا ما بھم ، ول

مستقر فیھا بالوسائل الباطنیة وال یمكن الھروب من الموت ، إن اإلنسان في ھذه األرض لھ

94




األمر فإن عباده ، ومتاع إلى حین ، ولما جاء الھدى من عند اهللا بما أنزل من رساالت إلى منھم الحقیقي ، مستقرھم للناس بعد ذلك ویظھر اهللا سبحانھ وتعالىلواقع ما لھ من دافع ،

ألن الدنیا الحیاة في مادام أمره اإلنسان السعیر ، ولیدبر حاب أصحاب الجنة ومنھم أصیظھر حتى وبعذاب برحمة وضعھ الحقیقي ھو بین الجنة والنار ، لھذا فإن اإلنسان یصاب

فیھا ، فلیخلد الجنة لیدخل منھا ویخرج الدنیا عذاب عنھ فیخفف أمره في الحیاة الدنیا بھ یمكن طني لم یكن وسیلة تغییر الحكم لجلب الرزق ، بل ھو مورد علم فقطواالتصال البا

األمر كلھ ، وألجل یصلح وتعالى إصالح الوضع الدیني ، وإن أصلح الدین فإن اهللا سبحانھ ھذا الغرض وجب العلم وجوبا لوجوب خالص اإلنسان من عذاب اهللا ومن كل شر ، وألجل

في یغیر القرآن لم إن . الظلمات قوى تطویر قوى النور وتغییر البلوغ إلى العلم البد منھو القرآن في كالمھ ولكن النور الذي أنزل فیھ فإنھ یضعف ، وأساس ضعف النور الكامن

وكل أنھ اتخذ مھجورا وكلما ھجر القرآن إال والنور یھجر اإلنسان ، لذا وجبت قراءة القرآن النور مركز ھم لذا لم یكن المشایخ راره في اإلنسان ومنھ یؤخذ ، نور أنزل للناس فإن استق

العلوم معرفة أراد القرآن ، ومن بقراءة فعلیھ الدین في حتى یعتقد فیھم فمن أراد التفقھ في قیل مما إال ھو الباطنیة باالتصال الباطني فعلیھ بقراءة القرآن ، وكل قوى فیھ حق ما

االعتراف یمكن ا ولھذا ل كتاب ، ألف ینتمي قول الحق لبشر حتى ولو كتب القرآن ، وال فالحقیقة مرسلین ، الیوغیین ألنھم لم یكونوا أنبیاء بقول الفالسفة وال الشیوخ المتصوفة وال

عند اهللا الذي یعطي ویمنع ما شاء ، وإن المؤمنین إخوة بینھم فلیتدارسوا أمرھم وكما أمر اهللا نھ وتعالى فلنفكر مثنى وثالث ورباع ، ولنلقي نظرة في ما حولنا في أي عالم نحن ؟ إنا سبحا كل مورد أنفسنا على أشقیاء ، أم ألننا جلبنا أألننا الم فیھ شقاء ، وما سبب الشقاء ؟ في ع

نحو نتقدم وكأننا نحن كما شقاء ؟ إن قوى الظلمات التفت حولنا وسكنت قلوبنا ، فنحن عرف وما الباطني االتصال لھم كان المسلمین إن الوراء ، الوراء ، ولنرجع قلیال إلى

فوق البشر وجد منذ وذلك ، اهللا أظھره المغیرون وجود االتصال الباطني إال بعد أن في یث وجد اإلنسان إال والصراع بین النور والظلمات موجود ، إن كل حد ومنذ األرض ،

إال بالباطن ، تتصل أن بإمكانھا یخص الرجل وحده ، بل المرأة كذلك ال المجال ھذا یكون كذلك ، فالمرأة مختلفة المرأة أن دورھا مخالف لدور الرجل والعلوم التي تأخذھا

ذكره سبق كما والمشاھدة ، أبدا اتصالھا بالمشاھدة فقط وال یمكنھا الدخول إلى الباطنتظھر الصور فیھا أمام الرؤیا دون دخول للباطن ، وھناك حرمة باطنیة كما ھو الشأن في

في الحرمات زوجة مؤمن آخر ، وال تنتھك یرى باطنیا الظاھر ، فالمؤمن ال یمكنھ أن دیني وضوحھ إن األمر في. لكل متصل بالنسبة الباطن ، بل ھناك حدود شرعیة دینیة

.محض ، ومن یبتغي غیر اإلسالم دینا فلن یقبل منھ وھو في اآلخرة من الخاسرین

95




الاتصال الباطني.pdf

Documents

Transcript of الاتصال الباطني.pdf