علم المناسبات في السور والآيات

76
ﴍور ﻣﻦ ﺑﺎﷲ وﻧﻌﻮذ وﻧﺴﺘﻐﻔﺮه وﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻧﺤﻤﺪه ﷲ، اﳊﻤﺪ إن أﻋﲈﻟﻨﺎ ﺳﻴﺌﺎت وﻣﻦ أﻧﻔﺴﻨﺎ. ﻓﻼ ﻳﻀﻠﻞ وﻣﻦ ﻟﻪ، ﻣﻀﻞ ﻓﻼ اﷲ ﳞﺪه ﻣﻦ ﻟﻪ ﻫﺎدي. ﻋﺒﺪه ﳏﻤﺪا أن وأﺷﻬﺪ ﻟﻪ، ﴍﻳﻚ وﺣﺪه اﷲ إﻻ إﻟﻪ أن وأﺷﻬﺪً ورﺳﻮﻟﻪ. ﻳﺎَ ّ ﺣﻖَّ اﷲ اﺗﻘﻮاﻮاُ آﻣﻨ اﻟﺬﻳﻦ أﳞﺎَ َ ْ ُ ْ ّ ّ َ ِ َ َ وﻻ ﺗﻘﺎﺗﻪَ َ ِ ِ َ ُ ﻣﺴﻠﻤﻮن وأﻧﺘﻢ إﻻ ﲤﻮﺗﻦَ َ ُ ْ ّ ْ ُ ِ ُ ْ ُ َ َ ّ ّ ِ ] ﻋﻤﺮان آل: ١٠٢ .[ ﻳﺂَ ﻬﺎْ ﻣﻨَ وﺧﻠﻖ واﺣﺪة ﻧﻔﺲ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻜﻢ اﻟﺬي رﺑﻜﻢ اﺗﻘﻮا اﻟﻨﱠﺎس أﳞﺎَ َ َ ْ ْ ْ ُ ِ ٍ ِ ِ ِ َ ْ َ َ ُ َ َ َ َ ٍ َ ْ ُ َ ُ ُ َ اﻟﺬَ اﷲ واﺗﻘﻮا وﻧﺴﺂء ﻛﺜﲑا رﺟﺎﻻﻬﲈْ ﻣﻨ وﺑﺚ زوﺟﻬﺎِ ِ ِ ِ ُ ً ْ َ َ َ ُ َ َ َ َ ْ ً َ ْ َ َ ً ِ َ ﺑﻪ ﺗﺴﺂءﻟﻮن يِ ِ َ ُ َ َ َ ْ رﻗﻴﺒﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻛﺎنَ اﷲ إن واﻷرﺣﺎمً َ َ ْ ْ َ َ ِ َ ْ َ ْ ُ َ َ ِ َ ] اﻟﻨﺴﺎء: ١ .[ ﻳﺎَ ﺳﺪﻳﺪا ﻗﻮﻻ وﻗﻮﻟﻮاَّ اﷲ اﺗﻘﻮاﻮاُ آﻣﻨ اﻟﺬﻳﻦ أﳞﺎً َ ْ ُ ُ ْ ُ ْ ّ ِ ِ َ َ ً ْ َ َ ّ َ َ . أﻋﲈﻟﻜﻢ ﻟﻜﻢ ﻳﺼﻠﺢْ َ ْ ُ ُ َ َ ْ َ ْ ْ ُ ِ ورﺳﻮﻟﻪَّ اﷲ ﻳﻄﻊ وﻣﻦ ذﻧﻮﺑﻜﻢ ﻟﻜﻢ وﻳﻐﻔﺮُ َ ُ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ َ ْ ْ ْ ِ ِ ِ ُ ُ ُ ْ ﻋﻈﻴﲈ ﻓﻮزا ﻓﺎز ﻓﻘﺪً ِ َ َ ً َ َ َ َ ْ ْ ] اﻷﺣﺰاب: ٧٠ - ٧١ .[ أﻣﺎﺑﻌﺪ: ُ اﷲ ﺻﲆ ﳏﻤﺪ ﻫﺪيﺪي ا وﺧﲑِ اﷲ ﻛﺘﺎب اﳊﺪﻳﺚ ﺧﲑ إنَ ُ َ ُ ٍ ِ ِ ِ ْ َ ْ َ ُ ْ ْ َ َ ِ َ ْ َ َ َ َ ْ ِ ﺑﺪﻋﺛﺔ ﳏﺪ وﻛﻞ ﳏﺪ اﻷﻣﻮر وﴍ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪٌ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ ْ َ َ ِ ُ ٍ ِ ُ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ِ ْ َ . PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com
  • Upload

    -
  • Category

    Documents

  • view

    586
  • download

    24

description

علم المناسبات في السور والآياتhttp://bazmoul.ilmsahih.com/

Transcript of علم المناسبات في السور والآيات

Page 1: علم المناسبات في السور والآيات

إن احلمد هللا، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باهللا من رشور من هيده اهللا فال مضل له، ومن يضلل فال . أنفسنا ومن سيئات أعاملنا

.هادي لهوأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال رشيك له، وأشهد أن حممدا عبده

.ورسولهأهيا الذين آمنوا اتقوا اهللا حق يا تقاته وال متوتن إال وأنتم مسلمون

].١٠٢:آل عمران[أهيا الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها يآ

زوجها وبث منهام رجاال كثريا ونسآء واتقوا اهللا الذ ي تسآءلون به واألرحام إن اهللا كان عليكم رقيبا ].١:النساء[

أهيا الذين آمنوا اتقوا اهللا وقولوا قوال سديدا يا يصلح لكم أعاملكم . ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع اهللا ورسوله فقد فاز فوزا عظيام

].٧١-٧٠:األحزاب[إن خري احلديث كتاب اهللا وخري اهلدي هدي حممد صىل اهللا : أمابعد

عليه وسلم ورش األمور حمدثاهتا وكل حمدثة بدعة .

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 2: علم المناسبات في السور والآيات

٦

. لم املناسبات يف السور واآلياتفهذه دراسة يف ع: أما بعدأذكر فيها مباديء هذه العلم، تعريفا به، وإيضاحا له، ليستفيد منها من

. يطالع كتبه التي تعتني به يريد أن يطبق هذا العلم أثناء التفسري، أو ."علم املناسبات يف السور واآليات": وقد جعلت عنواهنا

ل الدين عبدالرمحن ثم أردفت ذلك بتحقيق رسالة لإلمام جالرمحه اهللا، يف جانب من جوانب املناسبات يف ) هـ٩١١ت(السيوطي

."مراصد املطالع يف تناسب املقاطع واملطالع": القرآن العظيم، و اسمهاسائال اهللا تعاىل التوفيق واهلدى والرشاد والسداد، ومنه سبحانه

.استمد العون حممد بن عمر بن سامل بازمول. د

لدعوة وأصول الدينكلية ا قسم الكتاب والسنة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 3: علم المناسبات في السور والآيات

علم المناسبات في السور واآلیات

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 4: علم المناسبات في السور والآيات

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 5: علم المناسبات في السور والآيات

إن احلمد هللا، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باهللا من رشور من هيده اهللا فال مضل له، ومن يضلل فال . أنفسنا ومن سيئات أعاملنا

.هادي لهد أن حممدا عبده وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال رشيك له، وأشه

.ورسوله : أما بعد

:فهذه دراسة عن مباديء علم املناسبات، أسميتها علم املناسبات يف السور واآليات

:وتشتمل هذه الدراسة عىل بيان األمور التالية .ترتيب سور القرآن وآياته توقيفي: املدخل

.بداية علم املناسبات.١ .تعريف علم املناسبات.٢ .ملناسبات توفيقيعلم ا.٣ .حكم تطلب املناسبات.٤ .فضل علم املناسبات.٥

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 6: علم المناسبات في السور والآيات

١٠

.مسائل وتنبيهات.٦ .أهم املصنفات يف هذا العلم.٧

سائال اهللا سبحانه بأن له احلمد ال إله إال هو املنان بديع السموات واألرض ذو اجلالل واإلكرام، أن يتقبل مجيع عميل خالصا لوجهه

ؤوف الرحيم، وأن يرزقني القبول يف الكريم، وداعيا إىل سنة نبيه الر .الدنيا واآلخرة، إنه سميع جميب

حممد بن عمر بن سامل بازمول. د

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 7: علم المناسبات في السور والآيات

.ترتیب سور القرآن وآیاتھ توقیفي: المدخل

كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم {القرآن العظيم خبري ].١:هود [}

منجام بحسب األحداث r أنزله اهللا عزوجل عىل رسولهواألسباب املختلفة املتنوعة، عىل مدى ثالث وعرشين سنة، فمنه ما نزل يف السفر، ومنه ما نزل يف احلرض، ومنه ما نزل يف النهار، ومنه ما نزل يف

.الليل، ومنه ما نزل بمكة، ومنه ما نزل يف املدينة؛ )١(وتارة بعض آيةتتنزل السورة كاملة تارة، وتارة آيات، وتارة آية،

فيأمر الرسول صىل اهللا عليه وآله وسلم صحابته أن يكتبوا ما نزل، ويضعوه يف موضعه، فام انتقل صىل اهللا عليه وآله وسلم إىل الرفيق

.األعىل إال والقرآن مكتوب لدى الصحابة رضوان اهللا عليهممسلم ويالحظ أن القرآن العظيم ملا مات الرسول صىل اهللا عليه وآله

مل يكن جمموعا يف حمل واحد، إنام كان جمموعه عند جمموع الصحابة مكتوبا، فلام مجع يف زمن أيب بكر الصديق t مجعت آياته وسوره

املكتوبة أمام رسول اهللا صىل اهللا عليه وآله وسلم، وجعلت آيات كل

). ٩/٢٢( فتح الباري )١(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 8: علم المناسبات في السور والآيات

١٢

، ومجعت سور القرآن العظيم مجيعها يف )١(سورة عىل حدة ثم من بعده عند tاملصحف الذي كان عند أيب بكر حمل واحد، وهو

ثم من بعده عند حفصة بنت عمر بن اخلطاب tعمر بن اخلطاب ."مصحف حفصة": ريض اهللا عنها، وعرف هذا املصحف هبا، فقيل له

نسخ مصحف حفصة ريض اهللا عنها، tفلام جاء عثامن بن عفان عدة نسخ، ووزعها عىل األمصار الرئيسة يف . الدولة اإلسالمية آنذاك

قراءة واحدة، وهي املوافقة للسان : واقترص يف نسخه عىل حرف واحد .قريش

عن أنس بن مالك أن حذيفة بن اليامن قدم عىل عثامن وكان ": يغازي أهل الشأم يف فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع

حذيفة اختالفهم يف القراءة . فقال حذيفة لعثامن يا أمري املؤمنني أدرك هذه األمة قبل أن خيتلفوا :

يف الكتاب اختالف اليهود والنصارى ! فأرسل عثامن إىل حفصة أن أرسيل إلينا بالصحف ننسخها يف :

املصاحف ثم نردها إليك .

). ٩/١٨( فتح الباري )١(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 9: علم المناسبات في السور والآيات

١٣

فأرسلت هبا حفصة إىل عثامن فأمر زيد بن ثابت وعبد اهللا بن الزبري وسعيد بن العاص وعبد الرمح ن بن احلارث بن هشام

فنسخوها يف املصاحف . وقال عثامن للرهط القرشيني الثالثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت :

يف يشء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنام نزل بل ساهنم . ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف يف املصاحف رد عثامن الصحف إىل حفصة وأرسل إىل كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بام سواه من

القرآن يف كل صحيفة أو مصحف أن حيرق ")١(. :قال عيل بن أيب طالب: عن سويد بن غفلة قال

أو قولوا له [ال تغلوا يف عثامن و ال تقولوا له إال خريا : يا أهيا الناس"فواهللا ما فعل الذي فعل يف ! يف املصاحف واحراق املصاحف] خريا

ما تقولون يف هذه القراءة؟ فقد : املصاحف إال عن مأل منا مجيعا؛ فقالوهذا يكاد أن !! إن قراءيت خري من قراءتك: عضهم يقولبلغني أن بنرى أن نجمع الناس عىل مصحف : فام ترى؟ قال: قلنا! يكون كفرا

فنعم ما رأيت: قلنا. واحد فال تكون فرقة، و ال يكون اختالف قال .

. حدیث صحیح)١(أخرجھ البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب جمع القرآن حدیث رقم

)٤٩٨٧ .(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 10: علم المناسبات في السور والآيات

١٤

أفصح : أي الناس أفصح وأي الناس أقرأ؟ قالوا]: فقيل[ليكتب أحدمها : فقال. بن ثابتالناس سعيد بن العاص، وأقرأهم زيد

.ويميل اآلخر، ففعال ومجع الناس عىل مصحف .)١("واهللا لو وليت لفعلت مثل الذي فعل: قال عيل: قال

املشهور عند الناس أن "): هـ٢٤٣ت(قال احلارث بن أسد املحاسبي إنام محل عثامن الناس عىل القراءة ! جامع القرآن عثامن وليس كذلك

اختيار وقع بينه وبني من شهده من املهاجرين بوجه واحد عىل واألنصار، ملا خيش الفتنة عند اختالف أهل العراق والشام يف حروف القراءات، فأما قبل ذلك فقد كانت املصاحف بوجوه من القراءات املطلقات عىل احلروف السبعة التي أنزل هبا القرآن، فأما السابق إىل مجع

لو وليت لعملت باملصاحف : قد قال عيلو. اجلملة فهو الصديق .)٢(اهـ"عمل هبا عثامن] الذي[

إن الصحابة ريض اهللا عنهم ") : هـ٥١٦ت(وقال البغوي رمحه اهللا مجعوا بني الدفتني القرآن الذي أنزله اهللا سبحانه وتعاىل عىل رسوله صىل

. أثر صحیح)١(

، والبیھقي في ٣٠-٢٩أخرجھ ابن أبي داود في كتاب المصاحف ص وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في فتح الباري ). ٢/٤٢(السنن الكبرى

). ٤/٥٢٥(، ومحقق شرح السنة )٩/١٨( ). ١٧٢-١٧١/ ١) (أبو الفضل( االتقان في علوم القرآن )٢(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 11: علم المناسبات في السور والآيات

١٥

. اهللا عليه وآله وسلم، من غري أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئابجمعه يف موضع ] خليفة رسول اهللا صىل اهللا عليه وآله وسلم[ فأمر ...

واحد باتفاق من مجيعهم، فكتبوه كام سمعوا من رسول اهللا صىل اهللا عليه وآله وسلم، من غري أن قدموا شيئا أو أخروا، أو وضعوا له ترتيبا مل

صىل يأخذوه من رسول اهللا صىل اهللا عليه وآله وسلم، وكان رسول اهللا اهللا عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن عىل الرتتيب الذي هو اآلن يف مصاحفنا، بتوقيف جربيل صلوات اهللا عليه، إياه عىل ذلك، وإعالمه عند نزول كل آية أن هذه اآلية تكتب عقيب آية

... كذا يف السورة التي يذكر فيها كذا يف مجعه يف موضع واحد، ال يف ترتيبه فثبت أن سعي الصحابة كان

فإن القرآن مكتوب يف اللوح املحفوظ عىل الرتتيب الذي هو يف مصاحفنا أنزله اهللا تعاىل مجلة واحدة يف شهر رمضان ليلة القدر إىل

شهر رمضان الذي أنزل فيه {: السامء الدنيا، كام قال سبحانه وتعاىل القرآن إنا أنزلناه يف ليلة القدر{]. ١٨٥:البقرة [} ثم كان ]. ١:القدر [}

ينزله مفرقا عىل رسوله صىل اهللا عليه وسلم مدة حياته عند احلاجة، وقرآنا فرقناه {: وحدوث ما يشاء اهللا عزوجل، قال اهللا سبحانه وتعاىل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 12: علم المناسبات في السور والآيات

١٦

لتقرأه عىل الناس عىل مكث ونزلن اه تنزيال { .؛ فرتتيب النزول غري ترتيب التالوة]١٠٦:اإلرساء[

وكان هذا االتفاق ن الصحابة سببا لبقاء القرآن يف األمة، رمحة من : اهللا عزوجل عىل عباده وحتقيقا لوعده يف حفظه، كام قال اهللا عزوجل

إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له حلافظون{ ]. ٩:احلجر [}ثم إن أصحاب رسول اهللا صىل اهللا عليه وآله وسلم، كانوا يقرؤون القرآن بعده عىل األحرف السبعة، التي أقرأهم رسول اهللا صىل اهللا عليه وآله وسلم بإذن اهللا عزوجل، إىل أن وقع االختالف بني القراء يف زمن

إىل عثامن، عثامن، وعظم األمر فيه، وكتب الناس بذلك من األمصار . وناشدوه اهللا تعاىل يف مجع الكلمة، وتدارك الناس قبل تفاقم األمر

وقدم حذيفة بن اليامن من غزوة أرمينية فشافهه بذلك، فجمع عثامن عند ذلك املهاجرين واألنصار، وشاورهم يف مجع القرآن يف املصاحف عىل حرف واحد، ليزول بذلك اخلالف، وتتفق الكلمة، واستصوبوا

أيه، وحضوه عليه، ورأوا أنه من أحوط األمور للقرآن، فحينئذ أرسل رأن أرسيل إلينا بالصحف ننسخها يف املصاحف، : عثامن إىل حفصة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 13: علم المناسبات في السور والآيات

١٧

فأرسلت إليه، فأمر زيد بن ثابت والرهط القرشيني الثالثة .)٢(اهـ".)١(فنسخوها يف املصاحف، وبعث هبا إىل األمصار

تيب سور القرآن العظيم عىل هذا ولعلك بعد هذا العرض تعلم أن ترالنحو ترتيب توقيفي، إذ ليس يف خرب مجع القرآن ما يدل عىل أن

بدلوا، بتقديم أو تأخري يشء من الصحابة ريض اهللا عنهم غريوا أو .)٣(املصحف الذي مجعوه، و ألفوه عىل ترتيب واحد من البداية

وھذا أیضا .: "٢٠فضائل القرآن ص قال ابن كثیر رحمھ اهللا في كتابھ )١(

من أكبر مناقب أمیر المؤمنین عثمان بن عفان رضي اهللا عنھ، فإن الشیخین سبقاه إلى حفظ القرآن أن یذھب منھ شيء، وھو جمع الناس على قراءة واحدة لئال یختلفوا في القرآن، ووافقھ على ذلك جمیع

التغضب بسبب أنھ وإنما روي عن عبداهللا بن مسعود شيء من. الصحابةلم یكن ممن كتب المصاحف، وأمر أصحابھ بغل مصاحفھم لما أمر عثمان بحرق ما عدا المصحف اإلمام، ثم رجع ابن مسعود إلى الوفاق،

فاتفق . لو لم یفعل ذلك عثمان لفعلتھ أنا: حتى قال علي بن أبي طالبالح أبوبكر وعمر وعثمان وعلي، على أن ذلك من مص: األئمة األربعة

: وھم الخلفاء الذین قال رسول اهللا صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم. الدین اھـ"."علیكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدین من بعدي"

). ٥٢٣-٤/٥٢١( شرح السنة )٢(ما حملكم على أن عمدتم : قلت لعثمان بن عفان: أما حدیث ابن عباس)٣(

المئین فقرنتم بینھما إلى األنفال وھي من المثاني، وإلى براءة وھي منبسم اهللا الرحمن الرحیم، ووضعتموھا في السبع : "ولم تكتبوا سطرا

الحدیث ؛ فإنھ حدیث ضعیف جدا، ..." الطوال؟ فما حملكم على ذلك؟ . وألفاظھ منكره

تحت رقم ٣٣١-١/٣٢٩(قال العالمة أحمد شاكر في تحقیقھ للمسند ".ال أصل لھ: "عن ھذا الحدیث) ٣٩٩

=

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 14: علم المناسبات في السور والآيات

١٨

إنام ألف ال": سمعت مالكا يقول: قال ابن وهب قرآن عىل .)١("ما كانوا يسمعون من قراءة رسول اهللا صىل اهللا عليه وآله وسلم

أما ترتيب اآليات داخل السور فهو بتوقيف من الرسول صىل اهللا عليه وآله وسلم، فقد تواتر ذلك عنه تواترا معنويا ال شبهة فيه، وقد

.)٢(نقل االمجاع عليه غري واحد من أهل العلم كذلك يف سور القرآن وآياته، فالبد أن يكون يف هذا فإذا كان احلال

.الرتتيب حكمة ورس، إذ اهللا هو اللطيف احلكيم اخلبريومن هنا يأيت الكالم عن املناسبات يف القرآن العظيم، إذ هو علم

.)٣(تعرف منه علل ترتيب القرآن يف سوره وآياتهلم؟ وهل هو فكيف كانت بداية علم املناسبات؟ وما تعريف هذا الع

توقيفي أو توفيقي؟ إىل غري ذلك من األسئلة، وإجاباهتا موضوع .الصفحات التالية إن شاء اهللا تعاىل

___________________ =

البرھان في : في مسألة ترتیب سور القرآن أقوال أخرى، انظر: تنبیھ أبو (، االتقان في علوم القرآن للسیوطي )١/٢٦٠(علوم القرآن للزركشي

).١/١٧٦) (الفضل، وانظر روح المعاني ٤٦، المرشد الوجیز ص١٨ المقنع للداني ص)١(

.٧٣-٧١، ومباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح ص)١/٢٣( . ١٦٠ انظر تھذیب وترتیب االتقان ص)٢( ). ١/٥( انظر نظم الدرر في تناسب اآلیات والسور )٣(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 15: علم المناسبات في السور والآيات

١٩

ـ بدایة علم المناسبات١

إذا علم أن ترتيب سور القرآن العظيم، وترتيب آياته إنام كان بتوقيف من اهللا اللطيف احلكيم اخلبري؛ إذا علم ذلك فإننا يقينا نعل م أن اهللا

عزوجل ما قدم هذه السورة عىل تلك، وما استفتح هبذه اآلية هذه السورة، وما ختم تلك السورة بكذا، إال ملناسبة، قد تظهر حتى يعلمها املتدبر لكتاب اهللا تبارك وتعاىل، وقد تدق حتى ال تكاد تعلم، أو ال تعلم

.عىل وجه اليقني أصالعاة مناسبات القرآن يف سوره وقد تتلمس تأييد ذلك، أعني مرا .وآياته، فيام ورد عن جابر ريض اهللا عنه

عن جعفر بن حممد عن أبيه قال دخلنا عىل جابر بن عبد اهللا فسأل : عن القوم حتى انتهى إيل فقلت أنا حممد بن عيل بن حس: ني فأهوى بيده

إىل رأيس فنزع زري األعىل ثم نزع زري األسفل ثم وضع كفه بني ثديي وأنا يومئذ غالم شاب فقال مرحبا بك يا ابن أخي سل عام شئت: .

فسألته وهو أعمى وحرض وقت الصالة فقام يف نساجة ملتحفا هبا كلام وضعها عىل منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها ورداؤه إىل جنبه عىل

املشجب فصىل بنا . فقلت أخربين عن حجة رسول اهللا: صىل اهللا عليه وسلم؟

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 16: علم المناسبات في السور والآيات

٢٠

فقال بيده فعقد تسعا فقال إن رسول اهللا صىل اهللا عليه : وسلم مكث تسع سنني مل حيج، ثم أذن يف الناس يف العارشة أن رسول

اهللا صىل اهللا عل يه وسلم حاج فقدم املدينة برش كثري كلهم يلتمس أن يأتم برسول اهللا صىل اهللا عليه وسلم ويعمل مثل عمله فخرجنا معه

حتى أتينا ذا احلليفة فولدت أسامء بنت عميس حممد بن أيب بكر فأرسلت إىل رسول اهللا صىل اهللا عليه وسلم كيف أصنع قال اغتسيل واستثفري بثوب وأحرمي فصىل رسول اهللا صىل اهللا عليه وسلم يف

املسجد ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته عىل البيداء نظرت إىل مد برصي بني يديه من راكب وماش وعن يمينه مثل ذلك وعن

يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك ورسول اهللا ص ىل اهللا عليه وسلم بني أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله وما عمل به من يشء عملنا به فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك ال رشيك لك لبيك إن

احل عمة لك وامللك ال رشيك لك وأهل الناس هبذا الذي هيلون مد والن به فلم يرد رسول اهللا صىل اهللا عليه وسلم عليهم شيئا منه ولزم رسول

اهللا صىل اهللا عليه وسلم تلبيته قال جابر ريض اهللا عنه لسنا ننوي إال احلج لسنا نعرف العمرة حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل

ثالثا ومشى أربعا ثم نفذ إىل مقام إبراهيم عليه السالم فقرأ واختذوا من

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 17: علم المناسبات في السور والآيات

٢١

مقام إبراهيم مصىل فجعل املقام بينه وبني البيت فكان أيب يقول وال أعلمه ذكره إال عن النبي صىل اهللا عليه وسلم كان يقرأ يف

الركعتني ق ل هو اهللا أحد وقل يا أهيا الكافرون ثم رجع إىل الركن فاستلمه ثم خرج من الباب إىل الصفا فلام دنا من الصفا قرأ إن الصفا {

واملروة من شعائر اهللا أبدأ ب] ١٥٨:البقرة [} ام بدأ اهللا به فبدأ بالصفا ،فرقي عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد اهللا وكربه وقال ال إله

إال اهللا وحده ال رشيك له له امللك وله احلمد وهو عىل كل يش ء قدير ال إله إال اهللا وحده أنجز وعده ونرص عبده وهزم األحزاب وحده ثم دعا بني ذلك قال مثل هذا ثالث مرات ثم نزل إىل املروة حتى إذا انصبت

قدماه يف بطن الو ادي سعى حتى إذا صعدتا مشى حتى أتى املروة ففعل عىل املروة كام فعل عىل الصفا .)١( احلديث"...

فلام دنا من الصفا قرأ ": والشاهد يف احلديث قوله يف احلديث إن { الصفا واملروة من شعائر اهللا أبدأ بام بدأ اهللا به فبدأ ،]١٥٨:البقرة [}

بالصفا "

. حدیث صحیح)١(

أخرجھ مسلم في صحیحھ في كتاب الحج، باب حجة النبي صلى اهللا علیھ ). ١٢١٨(وآلھ وسلم، حدیث رقم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 18: علم المناسبات في السور والآيات

٢٢

فالرسول صىل اهللا عليه وآله وسلم بدأ بالصفا ملا بدأ اهللا ، فراعى صىل اهللا عليه وآله وسلم "أبدأ بام بدأ به اهللا": هبا يف اآلية، وقال

.عيمناسبة البدء بذكر الصفا يف اآلية، فبدأ هبا يف السومما يتضمن إشارة إىل املناسبات يف القرآن ما جاء عن عبادة بن

الصامت أن رسول اهللا صىل اهللا عليه وسلم قال ال صالة ملن مل يقرأ ": بفاحتة الكتاب ")١.(

بالقرآن ففي هذا احلديث الرشيف بيان مناسبة وعالقة الفاحتةالعظيم فهي فاحتته، وهي أمه كام جاء يف احلديث عن العالء عن أبيه عن

أيب هريرة عن النبي صىل اهللا عليه وسلم قال من صىل صالة مل يقرأ ": فيها بأم القرآن فهي خداج ثالثا غري مت "ام

فقيل أليب هريرة إنا نكون وراء اإلمام؟: فقال اقرأ هبا يف نفسك فإين سمعت رسول اهللا صىل اهللا عليه وسلم :

يقول قال اهللا تعاىل قسمت الصالة بيني وبني عبدي نص": فني ولعبدي ما سأل .

. حدیث صحیح)١(

ة لإلمام والمأموم في أخرجھ البخاري في كتاب األذان باب وجوب القراء ، ومسلم في كتاب الصالة، باب )٧٥٦(الصلوات كلھا، حدیث رقم

). ٣٩٤(وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، حدیث رقم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 19: علم المناسبات في السور والآيات

٢٣

فإذا قال العبد احلمد هللا رب العاملني قال اهللا تعاىل محدين : عبدي .

وإذا قال الرمحن الرحيم: قال اهللا تعاىل. أثنى عيل عبدي: . وإذا قال مالك يوم ا: لدين قال. جمدين عبدي: وقال مرة. فوض إيل :

عبدي . فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعني: قال. هذا بيني وبني عبدي :

ولعبدي ما سأل . فإذا قال اهدنا الرصاط املستقيم رصاط ا: لذين أنعمت عليهم غري

املغضوب عليهم وال الضالني قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. ")١(. وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها يف ": قال البخاري رمحه اهللا املصاحف ويبدأ بقراءهت ا يف الصالة ")٢(.

سميت أم القرآن الشتامهلا عىل املعاين التي يف القرآن من : وقد قيلوعىل ما . الثناء عىل اهللا تعاىل والتعبد باألمر والنهي والوعد ولوعيد

. حدیث صحیح)١(

أخرجھ مسلم في كتاب الصالة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، ). ٣٩٥(حدیث رقم

انظر صحیح البخاري . فاتحة الكتاب في كتاب التفسیر، باب ماجاء في )٢( ).٨/١٥٦(مع فتح الباري

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 20: علم المناسبات في السور والآيات

٢٤

واشتامهلا عىل ذكر . فيها من ذكر الذات والصفات والفعل .)١(املبدأ واملعاد واملعاش

ات يعرف بمناسبة اسم السورة ملضموهنا، وهذا النوع من املناسب .ومقصودها

فبداية علم املناسبات واإلشارة إليه تتلمس يف أحاديث الرسول صىل اهللا عليه وآله وسلم، بل إن األعرايب بسليقته وفطرته يستشعر املناسبات

.يف القرآن العظيمكنت أقرأ سورة املائدة ومعي أعرايب، فقرأت هذه ": قال األصمعي

والسارق والسارقة فاقطعوا أيدهيام جزآء بام كسبا نكاال من اهللا {: يةاآل : ثم تنبهت فقلت. سهوا"واهللا غفور رحيم": فقلت]. ٣٨:املائدة [}...واهللا عزيز حكيم{ يا : كيف عرفت؟ قال: فقلت! اآلن أصبت: فقال. }

.)٢("فلو غفر ورحم ملا أمر بالقطع. بالقطعهذا عزيز حكيم فأمروحكي أن أعرابيا سمع قارئا يقرأ فإن زللتم من بعد ما جآءتكم {:

البينات فاعلموا أن اهللا : ومل يكن يقرأ القرآن، فقال"غفور رحيم" }...كيف تقرأ هذه : لإن كان هذا كالم اهللا فال يقول كذا، ومر هبام رجل فقا

). ٨/١٥٦( فتح الباري )١( ). ١١/٢٢٩( تفسیر الرازي )٢(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 21: علم المناسبات في السور والآيات

٢٥

فاعلموا أن اهللا عزيز حكيم{: اآلية؟ فقال الرجل : فقال} .)١("هكذا ينبغي، احلكيم ال يذكر الغفران عند الزلل؛ إلنه إغراء عليه .وتعرف هذه املناسبات بمناسبة ختم اآلية باسامء اهللا احلسنى

ورة متناثرة يف ثنايا فالكالم عن املناسبات يف البداية كان موجودا بصاحلديث والتفسري عموما، ولكنه ملا يأخذ بعد يف تلك املرحلة هيئة

.جامعة، واضحة املعاملويف مرحلة تالية نجد الكالم عن املناسبات أخذ صورة واضحة املعامل، ولكن مل يدون تدوينا جامعا مستقال، وهذه املرحلة تظهر يف كالم

:بعض العلامء، من ذلك: "رساج املريدين"رمحه اهللا، يف كتابه ) هـ٥٤٣ت(قال ابن العريب

ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة متسعة "املعاين منتظمة املباين علم عظيم مل يتعرض له إال عامل واحد عمل فيه سورة البقرة، ثم فتح اهللا لنا فيه فلام مل نجد له محلة، ورأينا اخللق

أوصاف البطلة، ختمنا عليه، وجعلناه بيننا وبني اهللا ورددناه ب .)٢(اهـ"إليه

). ٣/٣٠٣) (أبو الفضل( االتقان )١(، نظم الدرر للبقاعي )١/٦٣( البرھان في علوم القرآن للزركشي )٢(

). ٣/٣٢٣) (أبو الفضل(، االتقان )١/٦(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 22: علم المناسبات في السور والآيات

٢٦

أول من أظهر علم املناسبة الشيخ أبوبكر : وقال غريه، وكان غزير العلم يف الرشيعة واألدب، وكان )هـ٣٢٤ت(النيسابوري

مل جعلت هذه اآلية جنب هذه؟ وما : يقول عىل الكريس إذا قريء عليهل هذه السورة إىل جنب هذه السورة؟ وكان يزري عىل احلكمة يف جع

.)١(علامء بغداد لعدم علمهم باملناسبةواحلال يف هذه املرحلة التي مل تظهر فيها كتب جامعة يف املناسبات،

: رمحه اهللا)هـ٦٠٦ت(سوى شذرات متفرقة هنا وهناك، كام قال الرازي ، غري منتبهني إين رأيت مجهور املفرسين معرضني عن هذه اللطائف"

:هلذه األمور، وليس األمر يف هذا الباب إال كام قيلوالنجم تستصغر األبصـــار

رؤيتــه

والذنب للطرف ال للنجم يف )٢(اهـ"الصغر

وتأيت بعد هذا املرحلة الثالثة، حيث أخذ هذه العلم صورة مستقلة جامعة، وظهرت كتب تفسري تعتني بإبراز املناسبات، يف مجيع سور

.القرآن العظيم

) أبو الفضل(، االتقان )١/٣٦(في علوم القرآن للزركشي البرھان )١(

)٣/٣٢٢ .( ).٧-١/٦(وانظر نظم الدرر ). ٧/١٢٨( تفسیر الرازي )٢(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 23: علم المناسبات في السور والآيات

٢٧

للرازي يمثل بداية هذه "التفسري الكبري"ولعل كتاب :املرحلة، ثم بعده توالت املؤلفات، فمن ذلك

، أليب احلسن "مفتاح الباب املقفل عىل فهم القرآن املنزل" كتاب - ).هـ٦٣٧ت(عيل بن أمحد احلرايل

م نظ"، من النقل عنه، وذلك يف كتابه )هـ٨٨٥ت(وقد أكثر البقاعي ."الدرر

: يعني(وانتفعت يف هذا الكتاب ": يقول البقاعي واصفا هذا التفسريكثريا بتفسري عىل وجه كيل، لإلمام الرباين أيب احلسن عيل بن ) نظم الدرر

بمهملتني مفتوحتني، ومد وتشديد -أمحد بن احلسن التجيبي احلرايل اح الباب املقفل مفت" املغريب، نزيل محاة من بالد الشام سامه -الالم

، وكتاب العروة هلذا املفتاح، يذكر فيه وجه إنزال "لفهم القرآن املنزلاألحرف السبعة وما حتصل به قراءهتا، وكتاب التوشية والتوفية، يف

وقد ذكرت أكثر هذا الكتاب يف تضاعيف كتايب . فصول تتعلق بذلكم بعد وصويل معزوا إليه يف مواضع تليق به، ث) نظم الدرر: يعني(هذا

إن اهللا {إىل سورة األنفال ملكت جزء ا من تفسريه فيه من أوله إىل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 24: علم المناسبات في السور والآيات

٢٨

، فرأيته عديم النظر، وقد ]٣٣:آية[ يف آل عمران }اصطفى .)١(اهـ"ذكرت فيه املناسبات، وقد ذكرت منها ما أعجبني وعزوته إليه

التحرير والتحبري ألقوال أئمة التفسري يف معاين كالم " وكتاب -، ومصنفه أبوعبداهللا "تفسري ابن النقيب" املعروف بـ "يع البصريالسم

رمحه ) هـ٦٩٨ت(حممد بن سليامن املقديس احلنفي املعروف بابن النقيب .اهللا

ذكر يل أن تفسري ابن النقيب احلنفي ": قال يف وصفه البقاعي رمحه اهللااكم وهو يف نحو ستني جملدا يذكر فيه املناسبات، ويف خزانة جامع احل

كثري منه، فطلبت منه جزءا فرأيت األمر كذلك بالنسبة إىل اآليات ال .)٢(اهـ"مجلها، وإىل القصص ال مجيع آياهتا

أليب جعفر أمحد بن "الربهان يف ترتيب سور القرآن" وكتاب - ).هـ٧٠٨ت(إبراهيم بن الزبري األندليس

). ١/٧( نظم الدرر )١( ). ١/٧( نظم الدرر )٢(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 25: علم المناسبات في السور والآيات

٢٩

وهو ": وقد ذكر البقاعي رمحه اهللا هذا الكتاب وقال عنهلبيان مناسبة تعقيب السورة بالسورة فقط، ال يتعرض فيه

.)١(اهـ"لآليات .هذا ما يتعلق ببداية هذا العلم. ثم توالت بعد ذلك املؤلفات

). ١/٥( نظم الدرر )١(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 26: علم المناسبات في السور والآيات

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 27: علم المناسبات في السور والآيات

ـ تعریف علم المناسبات٢

النون، "مصدر من ناسب يناسب مناسبة، ومادة : املناسبة يف اللغةومنه النسب، . "بيشءاتصال يشء ": تدور حول معنى"والسني، والباء

.)١(سمي التصاله واالتصال به .أنه متصل به بنوع قرابة: فالن نسيب فالن، تعني: تقول

.املناسبة هي علة الرتتيب: ويف االصطالح العام علل "مناسبات القرآن العظيم هي : وعند علامء القرآن العظيم .)٢("ترتيب أجزائه بعضها ببعض

املعنى الذي يربط بني "قرآن العظيم هي مناسبات ال: أو بعبارة أخرى .)٣("سوره وآياته

معرفة جمموع األصول الكلية واملسائل "وإذا كان العلم الوضعي هو .)٤("املندرجة حتت جهة واحدة

). ٥/٤٢٣( معجم مقاییس اللغة )١( ). ١/٥( انظر نظم الدرر )٢( ). ٣/٣٢٣) (أبوالفضل(قان انظر االت)٣( ). وما بعدھا١/٤٣( أبجد العلوم )٤(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 28: علم المناسبات في السور والآيات

٣٢

معرفة جمموع األصول الكلية ": فإن علم املناسبات هو ."واملسائل املتعلقة بعلل ترتيب أجزاء القرآن العظيم بعضها ببعض

معرفة جمموع األصول الكلية واملسائل املتعلقة باملعنى الذي "و أ . "يربط بني سور القرآن العظيم وآياته

األمور العامة التي يرجع إليها هذا العلم، : ويقصد باألصول الكلية :كقوهلم

. األصل أن ترتيب سور القرآن العظيم وآياته توقيفي- مل يأت هذا كذا إال حلكمة األصل أنه مل يقدم هذا عىل هذا، أو - .ورس

األصل أن الرابط إما أن يكون لفظيا أو معنويا- . . األصل أن طلب املناسبة توفيقي- تقرير التوحيد والعقيدة، : األصل أن مقاصد القرآن ثالثة-

.وتقرير األحكام واحلالل واحلرام، وتقرير قصص السابقني .ملتعلقة ببيان الرابط يف موضع مااألمور اجلزئية ا: ويقصد باملسائل

والعلل هي املعاين التي تصلح أن تكون رابطة بني اآلية واآلية، .والسورة والسورة

:، وهي التاليةأنواع املناسباتوقد تضمن هذا التعريف اإلشارة إىل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 29: علم المناسبات في السور والآيات

٣٣

:املناسبات الداخلية، وهي األنواع التالية: القسم األولورة الواحدة، واعتالق بعضها مناسبات ترتيب آيات الس: األول

.ببعض، وارتباطها وتالمحها وتناسقهامناسبة مطلع السورة للمقصد الذي سيقت له، وذلك براعة : الثاين

.االستهالل .مناسبة ختام السورة ملطلعها: الثالثمناسبة فواصل اآلي لآلية التي ختمت هبا، ومنه مناسبة : الرابع

.ختمت هباأسامء اهللا احلسنى لآلية التي :املناسبات اخلارجية، وهي األنواع التالية: القسم الثاين

.مناسبة السورة ملا قبلها وملا بعدها: األول .مناسبة ختام السورة ملطلع السورة التالية هلا : الثاين

.مناسبة مطلع السورة ملطلع السورة التي تليها: الثالث سورة بمفردها مع وهناك نوع يدخل يف القسمني، فال ينظر فيه إىل

سورة أخرى، وال إىل آية بمفردها مع آية أخرى، وهو مناسبة موضوع جمموعة من السور ملجموعة من السور، أو لسورة، ومناسبة موضوع

.مقطع من اآليات يف السورة ملقطع آخر

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 30: علم المناسبات في السور والآيات

٣٤

الفاحتة أم الكتاب؛ ألنه يبدأ بكتابتها يف املصاحف : فمثالسورة، وألن األم مبدأ الولد، أو ألن الفاحتة وبقراءهتا يف الصالة قبل ال

أصل القرآن النطوائها عىل مجيع أغراض القرآن العظيم، وما فيه من .)١(العلوم واحلكم؛ ألن أم اليشء أصله

وهذا التقرير فيه إشارة إىل معنى يربط بني الفاحتة وسائر سور القرآن .العظيم، فهنا مناسبة سورة ملجموع سور القرآن

ما جاء عن أيب بن كعب قال: آخرمثال قال رسول اهللا: يا أبا املنذر : أتدري أي آية من كتاب اهللا معك أعظم؟

قال قلت: اهللا ورسوله أعلم: ! قال يا أبا املنذر أتدري أي آية من كت: اب اهللا معك أعظم؟ قال قلت: اهللا ال إله إال هو احلي القيوم: . قال فرضب يف صدري وقال: واهللا ليهنك العلم أبا املنذر: ")٢(.

فهذا احلديث فيه بيان معنى يربط بني آية واحدة وسائر آي القرآن .العظيم

).ب/٣ل(، قطف األزھار ) ٨/١٥٦( فتح الباري )١( . حدیث صحیح)٢(

أخرجھ مسلم في كتاب صالة المسافرین وقصرھا، باب فضل سورة ). ٨١٠(الكھف وآیة الكرسي، حدیث رقم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 31: علم المناسبات في السور والآيات

٣٥

) ٢٠(، إىل اآلية رقم )١(اآليات من آية رقم : مثال آخرمن سورة البقرة تعترب املقدمة بالنسبة ملحتوى السورة، حيث وصف

.القرآن بام هو أهله، ووصف متبعيه وخمالفيه كال بام يستحقه، يف دعوة الناس كافة )٢٥ -٢١(ثم يأت املقصد األول من آية رقم

.إىل اإلسالم، يف دعوة أهل )١٦٢-٤٠( الثاين من آية رقم ثم يأت املقصد

. الكتاب، دعوة خاصة إىل ترك باطلهم والدخول يف هذا الدين احلق، يف عرض رشائع )٢٨٣-١٧٨(ثم يأت املقصد الثالث من آية رقم

.هذا الدين تفصيال ، يف ذكر )٢٨٤(ثم يأت املقصد الرابع يف آية واحدة وهي رقم

الذي يبعث عىل مالزمة تلك الرشائع ويعصم الوازع والنازع الديني .عن خمالفتها

، يف التعريف )٢٨٦-٢٨٥(ثم تأت اخلامتة يف آيتني اثنتني مها رقم بالذين استجابوا هلذه الدعوة الشاملة لتلك املقاصد، وبيان ما يرجى هلم

.يف عاجلهم وآجلهم فقد ، الواقعة بني املقصد األول والثاين،)٣٩-٢٦(أما اآليات من

.كان احلديث فيها عودا عىل بدء

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 32: علم المناسبات في السور والآيات

٣٦

، كانت مدخال للمقصد )١٧٧-١٦٣(واآليات من .الثالث

ها أنت ترى مدى التناسب بني مقاطع أطول سورة يف القرآن ، فهنا مناسبة بني جمموعة آيات وجمموعة أخرى داخل سورة )١(العظيم .واحدة

-١٦٣ص" النبأ العظیم"ب وقد فصل في بیان ذلك وتقریره صاحب كتا)١(

٢١١ .

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 33: علم المناسبات في السور والآيات

٣٧

ـ علم المناسبات توفیقي٣

إىل هذا احلد قد أدركت أن هذا العلم لعلك وقد وصل بك احلديثليس توقيفيا، بل يعتمد عىل اجتهاد املفرس، ومبلغ درايته بعلوم العربية والبالغة والرشيعة، وتذوقه لألساليب وأوجه بياهنا، ومبلغ رهافة حسه

.)١(إلعجاز القرآن وأرساره يف النظم واللفظ واملعنى ناسبات يف السور واآليات؟ وما دام احلال كذلك فام حكم تطلب امل

:هذا يقودنا إىل القضية التالية

ـ حكم تطلب المناسبات بین السور واآلیات٤

ملا مل يكن علم املناسبات توقيفيا وكان مرجعه إىل اجتهاد املفرس؛ .

فقد اختلف العلامء رمحهم اهللا يف حكم تطلب املناسبات يف القرآن .العظيم

جيوز تطلب املناسبات يف القرآن العظيم؛ فذهب بعضهم إىل أنه ال ألنه من التقول عىل اهللا بغري علم، وألن اآليات كانت تتنزل بحسب

. ٩٧ مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ص)١(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 34: علم المناسبات في السور والآيات

٣٨

الوقائع يف نيف وعرشين سنة، يف أحكام خمتلفة، ووقائع .متعددة، وما كان كذلك ال يتأتى ربط بعضه ببعض

.)٢(، والشوكاين)١(وممن ذهب هذا املذهب عبدالعزيز بن عبدالسالمبل ذهب أبو العالء حممد بن غانم، إىل أن االقتضاب هو األصل يف

وأن القرآن إنام ورد عىل االقتضاب الذي هو طريقة العرب [القرآن كله، .)٣(]من االنتقـال إىل غري مالئم

وذهب آخرون إىل جواز تطلب املناسبات يف سور القرآن العظيم .، دون ضابط أو قيدوآياته، إىل درجة التكلف، والرجم بالغيب

.وكال طريف األمور ذميم :، بام ييلونوقش القائلون بأنه ال جيوز تطلب املناسبات

! ؛ حق"إن القرآن مل ينزل عىل هذاالرتتيب": أن قوهلم

) أبوالفضل(، االتقان )١/٣٧( البرھان في علوم القرآن للزركشي )١()٣٢٣-٣/٢٢٣.(

). ١/٧٢( فتح القدیر الجامع بین علمي الروایة والدرایة في التفسیر )٢(وقد ذكر في ). ٣/٣٢٦) (الفضلأبو(، االتقان ١٤١ الفوائد المشوق ص)٣(

، أن من البالغیین من ذھب إلى أن ٥٤٨-٥٤٦معجم البالغة العربیة صاالقتضاب موجود في مواضع من القرآن العظیم، ولكنھم لم یقولوا كأبي

ومرادھم . المطرف أنھ ھو األصل في أسلوب القرآن العظیم ونظمھ مالءمة وال مناسبة االنتقال من كالم إلى كالم غیره بدون: باالقتضاب

ویكون االنتقال من باب . مأخوذ من قضب بمعنى قطع. بین الكالمین .حسن التخلص ونحوه

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 35: علم المناسبات في السور والآيات

٣٩

ولكن ال يلزم من ذلك أن ال يكون ترتيبه يف املصحف يف فرتتيب سوره وآياته اجتهادي، بل هو يف آياته ترتيب توقيفي امجاعا،

اآليات داخل كل سورة بتوقيف من الرسول صىل اهللا عليه وآه وسلم أما ترتيب سوره فإنه بتوقيف عىل الصحيح، وإذا كان احلال . امجاعا

كذلك فإن طلب املناسبة ال يتعارض مع كونه نزل منجام عىل غري ترتيب .املصحف

يات، ال ووجود آيات ال يظهر فيها وجه قريب للربط بني السور واآليعني بطالن تطلب املناسبات من أصله، وكذا وجود تكلفات من بعضهم يف تقرير املناسبة، إنام تكون سببا لرد قوهلم، ال لرد علم

علام بأنه ليس من رشط املناسبة أن تكون ظاهرة، . املناسبات من أصلهبحيث يعلمها كل أحد، وليس من رشطها أن تكون اآليات متحدات

الت أو متداخالت، أو ما اشبه ذلك، بل قد تكون كذلك، وقد متامث أو .تكون بأمر آخر غري هذا

ال يطلب : قد وهم من قال"): هـ٧٧٤ت(قال الشيخ ويل اهللا امللوي .لآلي الكريمة مناسبة؛ ألهنا عىل حسب الوقائع املتفرقة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 36: علم المناسبات في السور والآيات

٤٠

أهنا عىل حسب الوفائع تنزيال، وعىل : وفصل اخلطاب وتأصيال، مرتبة سوره كلها وآياته بالتوقيف كام حسب احلكمة ترتيبا

.أنزل مجلة إىل بيت العزةكتاب أحكمت آياته {ومن املعجز البني أسلوبه ونظمه الباهر، فإنه

ثم فصلت من لدن حكيم خبري .)١(اهـ"].١:هود [} :، بام ييل)٢(ونوقش املتكلفون يف تطلب املناسبات

ظنوا أن املناسبة بني اآلية واآلية تعني احتادمها أو متاثلهام أو هؤالء فجعل فريق منهم ! تداخلهام أو ما إىل ذلك من الصالت اجلنسية حسب

.يذهب يف حماولة هذا النوع من التصال مذاهب التكلف والتعسفوهؤالء ضيقوا دائرة البحث يف املناسبات بالتامسها بني املعاين

وهذا خالف الواقع يف القرآن العظيم؛ إذ إن القرآن املتجاورة خاصة،العظيم انتظم معاين خمتلفة وموضوعات شتى، يوردها عىل اسلوب الرتسل فهو ال يسرتسل يف احلديث عن اجلنس الواحد اسرتساال يرده

إىل اإلطالة اململة، كيف وهو احلديث الذي ال يمل؟

. بتصرف منھما) ٣/٣٢٣) (أبوالفضل(، االتقان )١/٦( نظم الدرر )١( . ١٦٣-١٦٠ص" النبأ العظیم" مستفادة جمیعھا مع تصرف من كتاب )٢(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 37: علم المناسبات في السور والآيات

٤١

لة بني اآلية فإذا كان هذا الواقع كيف يطلب أن تكون الص واآلية احتاد أو متاثل أو تداخل؟

ولذلك ليس رشطا أن تكون املناسبة من هذا القبيل، بل قد تكون املناسبة هي يف التضاد، جياور بني األضداد ليخرج بذلك حماسنها ومساوهيا يف أجىل مظهرها، أو تكون املناسبة يف مجعه بني األمور

فيجعلها تتعاون يف أحكامها يسوق املختلفة يف أنفسها من غري تضاد بعضها إىل بعض مساق التنظري أو التفريع أو االستشهاد أو االستنباط أو التكميل أو االحرتاس إىل غري ذلك، وربام جعل اقرتان معنيني يف الوقوع التارخيي أو جتاور شيئني يف الوضع املكاين دعامة القرتاهنام يف

زول وطبيعة املكان خروجا وما هو النظم فيحسبه اجلاهل بأسباب الن .بخروج، وإنام هو إجابة حلاجات النفوس التي تتداعى فيها تلك املعاين

فإن مل يكن بني املعنيني نسب و ال صهر بوجه من هذه الوجوه ونحوها، رأيته يتلطف يف االنتقال من أحدمها إىل اآلخر إما بحسن

كيبية عىل وضع يتالقى فيه التخلص والتمهيد، وإما بإمالة الصيغ الرتاملتباعدان ويتصافح به املتناكران، وهذه كلها وجوه حسنة لو نظر إليها

.بني آحاد املعاين ألغنى بعضها عن بعض يف إقامة النسق

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 38: علم المناسبات في السور والآيات

٤٢

عىل أن روعة النظم القرآين ال تقوم دائام عىل حسن إىل التجاور بني اآلحاد، بل ربام تراه قد أتم طائفة من املعاين ثم عاد

طائفة أخرى تقابلها، فيكون حسن املوقع يف التجاور بني الطائفتني موجبا حلسن املقابلة بني األوائل من كل منهام، أو بني األواخر كذلك،

.ال بني األول من هذه واآلخر من تلكفاحلديث يف القرآن العظيم ذو شجون، ولكنه جيمع األجناس

ورة مؤتلفة، وحتى جيعل من املختلفة ال يدعها حتى يربزها يف صاختالفها نفسه قواما الئتالفها، وهذا التأليف بني املختلفات ما زال هو

التي يطلب حلها يف كل فن وصنعة مجيلة، وهو املقياس "العقدة"الدقيق الذي تقاس به مراتب الرباعة ودقة الذوق يف تلك الفنون

األلوان والعنارص والصناعات؛ فإن تقويم النسق وتعديل املزاج بني الكثرية أصعب مراسا وأشد عناء منه يف أجزاء اللون الواحد، والعنرص

.الواحد بعد هذه املناقشة ملذهب املانعني - إن شاء اهللا تعاىل -والصواب

جواز طلب املناسبات بني : واملطلقني القول باجلواز إىل حد التكلف :التاليةالسور واآليات، وأنه علم حسن، ولكن بالرشوط

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 39: علم المناسبات في السور والآيات

٤٣

:شروط جواز طلب المناسبات في القرآن العظیم . أن تكون املناسبة منسجمة مع السياق والسباق واللحاق- . أن ال تكون املناسبة متعارضة مع الرشع- . أن تكون متوافقة مع تفسري اآلية، غري خمالفة له خمالفة تضاد -بني الذي نزل به أن ال تكون املناسبة متعارضة مع اللسان العريب امل-

. القرآن العظيم أن ال جيزم املفرس بأن هذه املناسبة هي مراد اهللا تعاىل، غاية األمر -

.أن هذا ما أداه إليه اجتهاده ونظره وتدبره أن يعلم أن املناسبة موجودة، و ال يلزم أن تكون ظاهرة يف كل -

.موضع لكل أحدبات ما يشرتط يف قبول وعىل اجلملة فإنه يشرتط جلواز طلب املناس

.التفسري بالرأي؛ إذ هي مرتبطة ارتباط وثيق به، واهللا اعلم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 40: علم المناسبات في السور والآيات

٤٤

ـ فضل علم المناسبات٥

الوقوف عىل : لعل مما يؤكد جواز تطلب املناسبات يف القرآن العظيم :فضله وأمهيته، ويمكن إيراد ذلك عىل وجه االختصار يف النقاط التالية

انب من ارسار القرآن العظيم، وصوره ـ أن يف هذا العلم ابراز جل١ .من إعجازه

من تأمل لطائف نظم هذه ": قال الرازي أثناء تفسريه لسورة البقرةالسورة، يف بدائع ترتيبها؛ علم أن القرآن كام أنه معجز بحسب فصاحة الفاظه، ورشف معانيه، فهو أيضا معجز بحسب ترتيبه ونظم آياته،

.)١(اهـ"ز بحسب اسلوبه أرادوا ذلكإنه معج: ولعل الذين قالواوالركن األبني . إن القرآن معجز"): هـ٧٤٩ت(وقال األصبهاين

.)٢(اهـ"لإلعجاز يتعلق بالنظم والرتتيبمن املعجز البني أسلوبه "): هـ٧٧٤ت(قال الشيخ ويل اهللا امللوي

كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لد{ونظمه الباهر، فإنه ن حكيم خبري .)٣(اهـ"].١:هود [}

). ٧/١٢٨( تفسیر الرازي )١( ).١/١٩(م الدرر نظ)٢( . بتصرف منھما) ٣/٣٢٣) (أبوالفضل(، االتقان )١/٦( نظم الدرر )٣(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 41: علم المناسبات في السور والآيات

٤٥

وهبذا العلم يرسخ ": رمحه اهللا) هـ٨٨٥ت(قال البقاعي اإليامن يف القلب ويتمكن من اللب، وذلك أنه يكشف أن لإلعجاز

والثاين . أحدمها نظم كل مجلة عىل حياهلا بحسب الرتكيب: طريقني .)١(اهـ"نظمها مع أختها بالنظر إىل الرتتيب

هذا العلم آية من آيات صدق املصطفى صلوات اهللا ـ أن يف٢وسالمه عليه وعىل آله، وأن هذا القرآن كتاب اهللا من لدن لطيف حكيم

؛ إذ من املعلوم أن القرآن العظيم كان ينزل منجام مفرقا عىل )٢(خبري مدى ثالث وعرشين سنة، وقد تلقى الصحابة عن رسول اهللا صىل اهللا

ب آيات القرآن العظيم وسوره، ومعلوم أن هذا عليه وآله وسلم ترتيالرتتيب احلاصل بني سور القرآن العظيم وآياته، ليس يف مقدور برش، مهام كان عقله ومهام بلغت فصاحته وبيانه، فكان يف ذلك آية عىل ثبوت

.)٣(نبوة النبي صىل اهللا عليه وآله وسلماعد عىل فهم ـ أن يف اظهار املناسبات يف السور واآليات ما يس٣

.النص القرآين ويبني معناه

). ١/٧( نظم الدرر )١( ). ١/٧٥( تفسیر القرطبي )٢( . ١٥٧-١٤٢ النبأ العظیم ص)٣(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 42: علم المناسبات في السور والآيات

٤٦

اعلم أن املناسبة ": رمحه اهللا) هـ٧٩٤ت(قال الزركيش ... علم رشيف حترز به العقول، ويعرف به قدر القائل فيام يقول

جعل أجزاء الكالم بعضها آخذ بأعناق بعض، فيقوى بذلك : وفائدتهئم االرتباط ويصري التأليف حاله حال البناء املحكم املتال

.)١(اهـ"األجزاءعلم مناسبات القرآن علم ": رمحه اهللا) هـ٨٨٥ت(قال البقاعي

تعرف منه علل ترتيب أجزائه، وهو رس البالغة؛ ألدائه إىل حتقيق مطابقة وتتوقف اإلجادة فيه عىل معرفة مقصود . املعاين ملا اقتضاه من احلال

من مجيع مجلها، السورة املطلوب ذلك فيها، ويفيد ذلك معرفة املقصود فلذلك كان هذا العلم يف غاية النفاسة، وكانت نسبته من علم التفسري

.)٢(اهـ"نسبة علم البيان من علم النحوـ أن طلب املناسبات إعانة عىل احلفظ، وامتثال ألمر اهللا عزوجل ٤

كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آ{: حيث قال تبارك وتعاىل ياته وليتذكر أولو األلباب أفال {: ، وقال تبارك وتعاىل]٢٩:سورة ص [}

يتدبرون القرآن أم عىل قلوب أقفاهلآ ].٢٤:سورة حممد [}

). ١/٣٧( البرھان في علوم القرآن للزركشي )١( ). ١/٥( نظم الدرر )٢(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 43: علم المناسبات في السور والآيات

٤٧

ـ أن طلب املناسبات فيه حتصيل األجر والثواب من اهللا ٥أجر قراءة القرآن عزوجل، إذ حتصل فيه قراءة القرآن العظيم، فيحصل

. العظيمعن عبد اهللا بن مسعود يقول قال رسول اهللا صىل اهللا عليه وسلم: :

من قرأ حرفا من كتاب اهللا فله به حسنة واحلسنة بعرش أمثاهلا ال أقول " امل حرف ولكن ألف حرف والم حرف وميم حرف ")١(.

. حدیث صحیح)١(

في كتاب فضائل القرآن باب فیمن قرأ حرفا من القرآن، أخرجھ الترمذي ، وأخرجھ الدارمي موقوفا على عبداهللا بن مسعود )٣٠٨٧(حدیث رقم

).٣٣٠٨(في كتاب فضائل القرآن باب فضل من قرأ القرآن، حدیث رقم ، "حسن صحیح غریب من ھذا الوجھ: "والحدیث قال عنھ الترمذي

، واأللباني في صحیح سنن )٨/٤٩٨(وصححھ محقق جامع األصول ). ٢٣٢٧(تحت رقم ) ٣/٩(الترمذي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 44: علم المناسبات في السور والآيات

٤٨

ـ مسائل وتنبیھات٦

أورد هنا مجلة من املسائل والتنبيهات املتممة للتعريف بمباديء علم :املناسبات، وهي التالية

المناسبات تتعلق بالسور واآلیات، فما ھي السورة؟ وما ھي : مسألة اآلیة؟

.)١(املرتمجة توقيفياهي الطائفة من اآليات : السورة أي املسامة باسم خاص بتوقيف من النبي "املرتمجة توقيفيا"ويقصد بـ

.)٢(صىل اهللا عليه وآله وسلمهي العالمة التي يعرف هبا متام ما قبلها وابتداؤها، : واآلية

.)٣(توقيفيا ما الطریقة الرشیدة لمعرفة المناسبة؟: مسألة

اسة النسق القرآين تقتيض أن تعرض إن السياسة الرشيدة يف درالسورة عرضا واحدا يرسم به خط سريها إىل غايتعا ويربز به وحدة

انظر في معرفة اشتقاقھا في اللغة تفسیر غریب القرآن البن قتیبة )١(

). ١/١٠٤) (شاكر(، تفسیر الطبري ٣٤ص ). ١/١٥٠) (أبوالفضل( االتقان )٢( ). ١/١٠٦) (شاكر( تفسیر الطبري )٣(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 45: علم المناسبات في السور والآيات

٤٩

نظامها املعنوي يف مجلته، لكي يرى يف ضوء هذا البيان كيف .)١(وقعت كل حلقة موقعها من تلك السلسلة العظمى

وذلك أن السورة مهام تعددت قضاياها فهي كالم واحد، يتعلق بأوله، وأوله بآخره، ويرتامى بجملته إىل غرض واحد، كام تتعلق آخره

اجلمل بعضها ببعض يف القضية الواحدة، وأنه ال غنى ملتفهم نظم السورة عن استيفاء النظر يف مجيعها، كام ال غنى عن ذلك يف أجزاء

.)٢(القضية . للسورة"الوحدة املوضوعية"وهذا ما يسمى اآلن بـ

أن : الذي ينبغي يف كل آية"): هـ٧٧٤ت(محد امللوي قال حممد بن أثم املستقلة ما . يبحث أول كل يشء عن كوهنا مكملة ملا قبلها أو مستقلة

وجه مناسبتها ملا قبلها؟ .ففي ذلك علم جم

. )٣(اهـ"وهكذا يف السور يطلب وجه اتصاهلا بام قبلها وما سيقت له

. ١٥٩-١٥٨ انظر النبأ العظیم ص)١( ). ٤١٦-٣/٤١٢( انظر الموافقات )٢( ). ٣٧(/ البرھان في علوم القرآن للزركشي )٣(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 46: علم المناسبات في السور والآيات

٥٠

، وهو )هـ٨٦٥ت(وقال أبوالفضل حممد البجائي املالكي األمر الكيل املفيد ": من شيوخ البقاعي رمحهام اهللا، ونقل هذه عنه

لعرفان مناسبات اآليات يف مجيع القرآن هو أنك تنظر الغرض الذي .سيقت له السورة

.وتنظر إىل ما حيتاج إليه ذلك الغرض من املقدمات .وتنظر إىل مراتب تلك املقدمات يف القرب والبعد من املطلوب

نظر عند انجرار الكالم يف املقدمات إىل ما يستتبعه من استرشاف وتنفس السامع إىل األحكام واللوازم التابعة له، التي تقتيض البالغة شفاء الغليل بدفع عناء االسترشاف إىل الوقوف عليها؛ فهذا هو األمر الكيل

إن املهيمن عىل حكم الربط بني مجيع أجزاء القرآن، وإذا فعلته تبني لكشاء اهللا وجه النظم مفصال بني آية وآية، يف كل سورة واهللا

.)١(اهـ"اهلاديرمحه اهللا متحدثا عن املناسبات يف القرآن ) هـ٨٨٥ت(قال البقاعي

وتتوقف اإلجادة فيه عىل معرفة مقصود السورة املطلوب ": العظيم .)٢(اهـ"ذلك فيها، ويفيد ذلك معرفة املقصود من مجيع مجلها

فقد ) ٣٢٨-٣/٣٢٧) (أبوالفضل(، وانظر االتقان )١/١١( نظم الدرر )١(

". قال بعض المتأخرین: "نقل ھذا الكالم بعینھ وقال ). ١/٥( نظم الدرر )٢(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 47: علم المناسبات في السور والآيات

٥١

ما أحوال ارتباط اآلي بعضھا ببعض؟: لة مسأ :ارتبط اآلي بعضها ببعض يكون عىل أحوال

أن يظهر االرتباط بني اآلية األوىل واآلية الثانية؛ لتعلق : األول .الكالم بعضه ببعض، وعدم متام معنى اآلية األوىل إال بالثانية

.فهذه احلال وجه املناسبة فيها بني اآليتني واضحكانت الثانية لألوىل عىل وجه التأكيد والتفسري أو وكذلك إذا

.االعرتاض والتشديد .وهذه احلال ال كالم فيها

أن ال يظهر االرتباط بني اآلية واألخرى بل يظهر أن كل مجلة : الثانية :مستقلة عن األخرى، وأهنا خالف النوع املبدؤ به، فهذه عىل نوعني

قبلها بحرف من حروف أن تكون معطوفة عىل ما : النوع األول .العطف املرشكة يف احلكم

.أن تكون غري معطوفة عىل ما قبلها: النوع الثاين ففي النوع األول؛ إذا كانت اآلية الثانية معطوفة عىل األوىل، ال بد أن تكون بينهام جهة جامعة، إما برابط عام، أو خاص، وهو من املزج

.اللفظي، بالنظر إىل العطف

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 48: علم المناسبات في السور والآيات

٥٢

ذكر الرمحة بعد ذكر العذاب، والرغبة بعد : ومن أمثلتهالرهبة، وذكر الوعد والوعيد بعد ذكر األحكام؛ ليكون باعثا عىل العمل هبا، ثم يذكر آيات التوحيد والتنزيه ليعلم عظم اآلمر والناهي سبحانه

.وتعاىل .وتأمل سورة البقرة والنساء واملائدة وغريها جتدها كذلك

إذا كانت اآلية الثانية غري معطوفة عىل األوىل مع ويف النوع الثاين،عدم ظهور االرتباط بينهام، فال بد من دعامة تؤذن باتصال الكالم، وهي قرائن معنوية مؤذنة بالربط، وهذا مزج معنوي حيث تنزل الثانية

.من األوىل منزلة جزئها الثاين ما أسباب المزج المعنوي؟: مسألة

:، وهي التالية)١(للمزج املعنوي أسباب .؛ فإن إحلاق النظري بنظريه من دأب العقالءالتنظري: أحدها

وعد اهللا املنافقني واملنافقات {: قوله تبارك وتعاىل: ومن أمثلته والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم اهللا وهلم عذاب

مقي م

، والسیوطي في االتقان )٥٠-١/٤٦( ذكرھا الزركشي في البرھان )١(

. ، وما ھنا استفدتھ منھما)٣٢٧-٣/٣٢٤) (أبوالفضل(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 49: علم المناسبات في السور والآيات

٥٣

كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أمواال وأوالدا فاستمتعوا بخالقهم فاستمتعتم بخالقكم كام استمتع الذين من

قبلكم بخالقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك ح بطت أعامهلم يف الدنيا واآلخرة وأولئك هم اخلارسون ].٦٩-٦٨:التوبة [}

حيث نظر بني حال أهل الكفر والنفاق وما هم فيه، بحال الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة واستمتعوا بشهواهتم الفانية فاحبط اهللا

.ء أن يصيبهم ما اصاب أولئكأعامهلم يف الدنيا واآلخرة، فليحذر هؤالذم األولني باستمتاعهم ": )١()هـ٧١٩ت(قال البيضاوي رمحه اهللا

بحظوظهم املخدجة من الشهوات الفانية، والتهائهم هبا عن النظر يف العاقبة، والسعي يف حتصيل اللذائذ احلقيقية، متهيدا لذم املخاطبني

.)٢(اهـ"بمشاهبتم واقتفاء أثرهم .ملضادةا: الثاين

ذلك الكتاب ال ريب فيه هدى . امل {: قوله تبارك وتعاىل: ومثاله للمتقني الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصالة ومما رزقناهم ينفقون .

والذين يؤمنون بمآ أنزل إليك ومآ أنزل من ق. بلك وباآلخرة هم

ھذا ھو الراجح في تاریخ وفاتھ كما نبھ على ذلك الشھاب الخفاجي في )١( ). ١/٤(أول حاشیتھ على تفسیر البیضاوي

. ٢٦٠ تفسیر البیضاوي ص)٢(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 50: علم المناسبات في السور والآيات

٥٤

يوقنون أولئك عىل هدى من رهبم وأولئك هم املفلحون . .إن الذين كفروا سوآء عليهم أأنذرهتم أم مل تنذرهم ال يؤمنون ختم اهللا .

عىل قلوهبم وعىل سمع هم وعىل أبصارهم غشاوة وهلم عذاب عظيم { ].٦-١:البقرة[

فإن أول السورة كان حديثا عن القرآن العظيم، وأن من شأنه اهلداية للقوم املوصوفني باإليامن، فلام أكمل سبحانه وتعاىل وصف املؤمنني

هذا عقب بحديث عن الكافرين، فبينهام جامع ومهي بالتضاد منوبضدها تتميز ": الوجع، وحكمته التشويق والثبوت عىل األول كام قيل

.)١("األشياءهو الذي {: واجتمع معنى التظري، واملضادة يف قوله تبارك وتعاىل

أنزل عليك الكتاب منه آيات حمكامت هن أم الكتاب وأخر متشاهبات فأم ا الذين يف قلوهبم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء

تأويله وما يعلم تأويله إال اهللا والراسخون يف العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذ كر إال أولوا األلباب ربنا ال تزغ قلوبنا بعد إذ .

هديتنا وهب لنا من لدنك رمحة إنك أنت الوهاب ربنآ إنك جامع . الناس ليوم ال ريب فيه إن اهللا ال خيلف امليعاد إن الذ. ين كفروا لن تغني

). ٣/٣٢٥) (أبوالفضل( االتقان )١(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 51: علم المناسبات في السور والآيات

٥٥

عنهم أمواهلم وال أوالدهم من اهللا شيئا وأولئك هم وقود كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم اهللا . النار

بذنوهبم واهللا شديد العقاب ].١١-٧:آل عمران [}إن الذين كفروا لن تغني عنهم أمواهلم وال أوالدهم من اهللا {: فقوله

شيئا وأولئك هم وقود النار ، يضاد اآليات قبله، ]١٠:آل عمران [}حيث ذكر أهل اإليامن وحاهلم، ودعاءهم، وترضعهم، ثم هنا حكى

. كافرين وشديد عقاهبمحال ال .واجلامع بني احلالني املضادة

كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم {: وقوله اهللا بذنوهبم واهللا شديد العقاب ، نظر دأب الكفار ]١١:آل عمران [}

له وسلم، بدأب فرعون وتكذيبه نبي وتكذيبهم بمحمد صىل اهللا عليه وآاهللا موسى عليه الصالة والسالم، وما معه من اآليات، فكام أهلك اهللا

.أولئك ونرص حزبه، فكذا اهللا قادر عىل أن هيلك هؤالء .واجلامع بني اآليتني التنظري

.)١( االستطراد:الثالث

تقال من معنى إلى معنى آخر متصل بھ، لم یقصد بذكر األول وھو االن)١(معجم البالغة العربیة . التوصل إلى الثاني، ثم قطعھ والعود إلى األول

. ٣٧٣-٣٧١ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 52: علم المناسبات في السور والآيات

٥٦

يسألونك عن األنفا{: قوله تبارك وتعاىل: ومثاله ل قل األنفال هللا والرسول فاتقوا اهللا وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا اهللا

ورسوله إن كنتم مؤمنني إنام املؤمنون الذين إذا ذكر اهللا وجلت قلوهبم . وإذا تليت عليهم آياته زاد هتم إيامنا وعىل رهبم يتوكلون الذين يقيمون .

الصالة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم املؤمنون حقا هلم درجات عند . رهبم ومغفرة ورزق كريم كمآ أخرجك ربك من بيتك باحل. ق وإن فريقا

من املؤمنني لكارهون ].٥-١:األنفال [}فبدأ بخطاب الرسول صىل اهللا عليه وآله وسلم، عن األنفال،

إنام {: وسؤاهلم إياه عنها، ثم استطرد إىل ذكر أوصاف املؤمنني، فقال املؤمنون الذين إذا ذكر اهللا وجلت قلوهبم وإذا تليت عليهم آياته زادهتم

إيامنا وعىل رهبم يتوكلون الذين يقيمون الصالة ومما رزقناهم ينفقون. .أولئك هم املؤمنون حقا هلم درجات عند رهبم ومغفرة ورزق كريم {

، ثم عاد إىل ما ساتفتح به السورة وهو خطاب الرسول ]٥-١: األنفال[كمآ أخرجك ربك من بيتك باحلق {: صىل اهللا عليه وآله وسلم، فقال وإن فريقا من املؤمنني لكارهون {.

.فهنا استطراد وتنظري

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 53: علم المناسبات في السور والآيات

٥٧

واتل {: وتعاىلومن أمثلة االستطراد ما جاء يف قوله تبارك عليهم نبأ إبراهيم إذ قال ألبيه وقومه ما تعبدون. قالوا نعبد أصناما . فنظل هلا عاكفني قال هل يسمعونكم إذ تدعون. أو ينفعونكم أو .

يرضون قالوا بل وجدنآ آ. بآءنا كذلك يفعلون قال أفرأيتم ما كنتم . تعبدون أنتم وآبآؤكم األقدمون . فإهنم عدو يل إال رب العاملني. الذي .

خلقني فهو هيدين والذي هو يطعمني ويسقني . وإذا مرضت ف. هو يشفني والذي يميتني ثم حييني. والذي أطمع أن يغفر يل خطيئتي يوم . الدين رب هب يل حكام وأحلقني بالصاحلني . واجعل يل لسان صدق .

يف االخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم. واغفر أليب إنه كان من . الضآلني وال ختزين يوم يبعثون. ]. ٨٧-٦٩:الشعراء [}

وال ختزين {: فإنه تىل نبأ إبراهيم عليه الصالة والسالم، حتى قوله يوم يبعثون ، فتخلص منه إىل وصف املعاد يف سبعة عرش آية، مبتدئا }

يوم ال ينفع مال وال {: ة السابقة بقوله تبارك وتعاىلبقوله عقب اآلي ، ثم عاد بعد ذلك التخلص إىل تالوة قصص ]٨٨:الشعراء [}بنون

كذبت قوم {: املرسلني وجانب مما واجهوه يف دعوهتم لقومهم، فقال نوح املرسلني إذ قال هلم أخوهم نوح أال تتق. -١٠٥:الشعراء [}ون

١٠٦.[

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 54: علم المناسبات في السور والآيات

٥٨

.)١(حسن التخلص: الرابع يف سورة الكهف ملا ذكر قول ذي القرنني يف السد بعد دكه، : ومثاله

الذي هو من أرشاط الساعة، ختلص منه إىل النفخ يف الصور وذكر قال هـذا {: قال اهللا تبارك وتعاىل. احلرش ووصف مآل الكفار واملؤمنني

رمحة من ر يب فإذا جآء وعد ريب جعله دكآء وكان وعد ريب حقا وتركنا . بعضهم يومئذ يموج يف بعض ونفخ يف الصور فجمعناهم مجعا .

وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا الذين كانت أع. ينهم يف غطآء عن ذكري وكانوا ال يستطيعون سمعا أفحسب الذين كفروا أن .

يتخذوا عبادي من دوين أوليآء إنآ أعتدنا جهنم للكافرين نزال قل هل . ننبئكم باألخرسين أعامال الذين ضل سعيهم يف احلياة الدنيا وهم .

حيسبون أهنم حيسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات رهبم ولقائه . فحبطت أعامهلم فال نقيم هلم يوم القيامة وزنا ذلك جزآؤهم ج. هنم بام

كفروا واختذوا آيايت ورسيل هزوا إن الذين آمنوا وعملوا الصاحلات . كانت هلم جنات الفردوس نزال خالدين فيها ال يبغون عنها حوال. قل .

أن ینتقل من معنى إلى معنى بینھما عالقة، ویكون مقصده ھذا : التخلص)١(

-٢٠١عربیة ص انظر معجم البالغة ال. الثاني، ولذلك ال یعود إلى األول٢٠٢ .

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 55: علم المناسبات في السور والآيات

٥٩

لو كان البحر مدادا لكلامت ر يب لنفد البحر قبل أن تنفد كلامت ريب ولو جئنا بمثله مددا ].١١٠-٩٨: الكهف [}

، وهو أن خيرج إىل الغرض بعد تقدم حسن املطلب: اخلامس .الوسيلة ].٥:الفاحتة [}إياك نعبد وإياك نستعني{: قوله تبارك وتعاىل: مثاله

ملا كان سؤال اهللا اهلداية إىل "): هـ٧٥١ت(قال ابن قيم اجلوزية الرصاط املستقيم أجل املطالب، ونيله أرشف املواهب؛ علم اهللا عباده كيفية سؤاله، وأمرهم أن يقدموا بني يديه محده والثناء عليه، ومتجيده،

توسل إليه : ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم، فهاتان وسيلتان إىل مطلوهبموهاتان الوسيلتان ال يكاد يرد . وسل إليه بعبوديتهوت. باسامئه وصفاته

.)١(اهـ"معهام الدعاء ومما اجتمع فيه حسن التخلص وحسن املطلب معا قوله تبارك

قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون {: وتعاىل أنتم وآبآؤكم األقدمون . فإهنم . عدو يل إال رب الع املني الذي خلقني فهو هيدين . والذي هو يطعمني .

ويسقني وإذا مرضت فهو يشفني . والذي يميتني ثم حييني . والذي .

). ١/٢٣( مدارج السالكین )١(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 56: علم المناسبات في السور والآيات

٦٠

أطمع أن يغفر يل خطيئتي يوم الدين رب هب يل حكام . وأحلقن ي بالصاحلني ].٨٣-٧٥:الشعراء [}

فقد ختلص نبي اهللا إبراهيم عليه الصالة والسالم بقوله فيام ذكره اهللا فإهنم عدو يل إال رب العاملني{: تبارك وتعاىل ، ]٧٧:الشعراء [}

فتخلص من ذكر اهللا عزوجل إىل ذكر نعمه وآالئه املتضمنة لتوحيد فيه إلزام لقومه بتوحيد األلوهية هللا تعاىل، فلام قدم هذه الربوبية ليكون

رب هب يل حكام وأحلقني {: األمور جعلها وسيلة لسؤاله يف قوله بالصاحلني {.

االنتقال من حديث إىل آخر تنشيطا للسامع، مفصوال : السادس ."هذا"باسم اإلشارة

ذكر إسامعيل واليسع وذا الكفل وكل وا{: قوله تبارك وتعاىل: مثاله من األخيار هـذا ذكر وإن للمتقني حلسن مآب . جنات عدن مفتحة هلم .

األبواب متكئني فيها يدعون فيها بفاكهة كثرية ورشاب . وعندهم . رصات الطرف أترابقا هـذا ما توعدون ليوم احلساب . إن هـذا .

لرزقنا ما له من نفاد هـذا وإن للطاغني لرش مآب. جهنم يصلوهنا فبئس . املهاد هـذا فليذوقوه محيم وغساق. ].٥٧-٤٨:سورة ص [}

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 57: علم المناسبات في السور والآيات

٦١

فقد انتقل من ذكر األنبياء إىل ذكر اجلنة وأهلها رابطا ين ، ثم انتقل بعد احلديث عن اجلنة وأهلها "هذا"احلديثني باسم اإلشارة

و ال خيفى . "هذا"إىل ذكر النار وأهلها رابطا بني احلديثني باسم اإلشارة بطنبها تشد مع هذا مجيعه التقاء اآلية باآلية يف معناها، ورميها إليها

.معناها .)١(وغري ذلك من األسباب

ما الفرق بین التخلص واالستطراد؟: فإن قلت: مسألة أنك يف التخلص تركت ما كنت : الفرق بني التخلص واالستطراد

فيه بالكلية، وأقبلت عىل ما ختلصت إليه، ويف االستطراد متر بذكر األمر د إىل ما كنت فيه كأنك مل الذي استطردت إليه مرورا، ثم ترتكه وتعو

.)٢(تقصده، وإنام عرض عروضاحيث قصد التخلص فال بد ": رمحه اهللا) هـ٧٩٤ت(قال الزركيش

نحن نقص عليك أحسن {: من التوطئة له، ومن بديعه قوله تعاىل القصص بمآ أوحينآ إليك هـذا القرآن وإن كنت من قبل ه ملن الغافلني {

وقد سبقت اإلشارة إلى أثناء مناقشة مذھب المتكلفین للمناسبة إلى أمور )١(

أخرى من اسباب المزج المعنوي، كتداعي المعاني، والتسلسل التاریخي، . فلیكن على ذكر منك

).٣/٣٢٦) (أبوالفضل( االتقان )٢(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 58: علم المناسبات في السور والآيات

٦٢

يشري إىل قصة يوسف عليه السالم، فوطأ ]. ٣:سورة يوسف[هبذه اجلملة إىل ذكر القصة يشري إليها هبذه النكتة من باب الوحي

.والرمزوكقوله سبحانه موطئا للتخلص إىل ذكر مبتدأ خلق املسيح عليه

إن اهللا اصطفى آدم ونوحا وآل إ{: السالم براهيم وآل عمران عىل العاملني .)١(اهـ".}

، ما دامت شروط )٢(یكفي في الجامع التعلق على أي وجھ كان: مسألة .قبولھ متوفرة

: ، بمعنى، فكذا المناسبات ال تتزاحم)٣(كما أن النكات ال تتزاحم: مسألة .ال مانع أن توجد بین اآلیة واآلیة أكثر من مناسبة

المناسبة أو سبب النزول؟: أیھما أولى البداءة بھ : ة مسألجرت عادة املفرسين أن ": رمحه اهللا) هـ٧٩٤ت(قال الزركيش

أيام أوىل البداءة به، بتقدم : يبدءوا بذكر سبب النزول، ووقع البحثالسبب عىل املسبب، أو باملناسبة؛ ألهنا املصححة لنظم الكالم، وهي

سابقة عىل النزول؟

.٣٧٢وانظر معجم البالغة العربیة ص). ١/٤٥ ( البرھان للزركشي)١( ). ٣/٣٢٥) (أبوالفضل( االتقان )٢( ). ١/٢٩٢( حاشیة الشھاب على البیضاوي )٣(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 59: علم المناسبات في السور والآيات

٦٣

حقيق التفصيل بني أن يكون وجه املناسبة متوقفا عىل والتسبب النزول؛ فهذا ينبغي فيه تقديم ذكر السبب؛ ألنه حينئذ من باب

.تقديم الوسائل عىل املقاصد .)١(اهـ"وإن مل يتوقف عىل ذلك فاألوىل تقديم وجه املناسبة

، یساعد على االھتمام بمعرفة مقاصد السورة وموضوعاتھا: تنبیھ .)٢(اد القول وتوفیقھ للصواب، ویبعده عن جور القصدسد

ال یشترط في الكالم على مناسبة آیة وآیة أن یكون وقت : تنبیھ والیشترط في . ؛ ألن الزمان إنما یشترط في سبب النزولنزولھما واحد

المناسبة ألن المقصدو منھا وضع آیة موضع یناسبھا، واآلیات كانت على بھا في السورة بتوقیف من الرسول صلى اهللا علیھ وآلھ أسبابھا، وتأخذ ترتی

.)٣(وسلمال یقصد بالصلة بین اآلیة واآلیة اتحادھما أو تماثلھما أو : تنبیھ ، أو ما إلى ذلك من الصالت الجنسیة فحسب، بل الصلة تكون بذلك تداخلھما

.)٤(وبغیره مما مضت اإلشارة إلیھ "كذا مراعاة للفاصلة في اآليختم ب: "تكرر من بعضھم قولھ: تنبیھ "!!قدم وأخر مراعاة لفواصل اآلي: "أو قولھ

ويف هذا باطالقه نظر؛ غذ القرآن قائم عىل مراعاة املعنى مع إعجاز اللفظ، والظاهر أن ختم اآلي بفاصلة معينة، والتقديم والتأخري فيها ن ليس ملجرد مراعاة فواصل اآلي، إنام أألمر معنوي آخر؛ فإن أمك

). ١/٣٤( البرھان للزركشي )١( .١٥٩-١٥٨ النبأ العظیم ص)٢( ). ١/٨٨) (أبوالفضل(، االتقان )١/٢٦( البرھان للزركشي )٣( . ١٦٢-١٦٠ النبأ العظیم ص)٤(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 60: علم المناسبات في السور والآيات

٦٤

، دون )املناسبة املعنوية واللفظية: أعني(الباحث مراعاهتام أال . إخالل فبها، وإال فإن إظهار اجلانب املعنوي مقدم يف القرآن العظيم

ومآ أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقني{: ترى مثال قوله تبارك وتعاىل { أن فيه رعاية مع "وما أنت بمصدق": ، مل يقل]١٧:سورة يوسف[

بمؤمن لنا{: للتجنيس؛ ألن يف قوله تبارك وتعاىل من املعنى ما ليس يف }: وأما قوله. قال يل أنت صدقت"مصدق"؛ ألن معنى "بمصدق"وهذا مقصود . مصدق مع اعطاء األمن واإلطمئنان إليه}بمؤمن{

.)١(إخوة يوسف عليه الصالة والسالم، ولذلك جاء بهناسبات املعنوية أدخل يف أقسام البالغة، وأثبت يف حمل ومراعاة امل

.اإلعجاز

) أبوالفضل(، االتقان ٦٥-٥٧ انظر اعجاز القرآن للباقالني ص)١(

)٢٩٤-٢٩٣، ٢٧٤-٣/٢٧٣ .(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 61: علم المناسبات في السور والآيات

٦٥

ـ أھم المصنفات في ھذا العلم٧ .أذكر هنا مجلة من أهم الصمنفات يف املناسبات

: فمن هذه املصنفات، وهو كتاب مطبوع "التفسري الكبري"، )هـ٦٠٦ت(ـ كتاب الرازي ١

. بحسب أنواعهاو ال يشمل الكالم عىل مجيع املناسبات،. متداول أليب " ترتيب سور القرآن)١(]يف مناسبة[الربهان "ـ ومنها كتاب ٢

).هـ٧٠٨ت(جعفر أمحد بن إبراهيم بن الزبري الغرناطي وهو لبيان مناسبة تعقيب السورة بالسورة فقط، ال يتعرض فيه

.)٢(لآليات يف أول كل سورة كالم أيب "نظم الدرر"وقد ذكر البقاعي يف كتابه

.)٣(فر ابن الزبري فيها بلفظهجع

ألبي جعفر ابن الزبیر، في " مالك التأویل" انظر ما قالھ محقق كتاب )١(

، مع التنبیھ إلى أني أوردت )١/٢٥(مقدمة التحقیق حول اسم ھذا الكتاب وقد ذكره ). ٣/٣٢٢(تقان اسم الكتاب كما نص علیھ السیوطي في اال

، )١/٥" (نظم الدرر"البقاعي رحمھ اهللا قبل السیوطي في مقدمة كتابھ ". المعلم بالبرھان في ترتیب سور القرآن: "وسماه

). ١/٥( نظم الدرر )٢(نظم "وعلیھ فإن في ثنایا ). ١/٥( ونص على ھذا في أول نظم الدرر )٣(

. ر، بدون المقدمةنسخة من كتاب أبي جعف" الدرر

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 62: علم المناسبات في السور والآيات

٦٦

"نظم الدرر يف تناسب اآليات والسور"ـ ومنها كتاب ٣ .)١()هـ٨٨٥ت(لربهان الدين أيب احلسن إبراهيم بن عمر البقاعي

. وهو أوسع كتاب يف بابه، واشتمل عىل بيان املناسبات بأنواعهاولديه ولع يف استعامل التفسري اإلشاري، واستعامل حساب اجلمل،

إيراد ما يف التوراة واإلنجيل، وقد اخذ عليه ذلك غفر اهللا له و رمحه و .رمحة واسعة

قطف األزهار يف كشف " أو "أرسار التنزيل": ـ ومنها كتاب٤. رمحه اهللا) هـ٩١١ت( جلالل الدين عبدالرمحن السيوطي "األرسار

.)٢(وهو كتاب خمطوط، بعد ذكره "ألزهار قطف ا"قال السيوطي رمحه اهللا يف مقدمة كتابه وهذا كتاب شفعت به تلك ": ما ألفه من كتب يف تفسري القرآن وعلومه

بیروت، - وھو مطبوع متداول، من طبعاتھ طبعة دار الكتب العلمیة )١(

ھـ، خرج آیاتھ وأحادیثھ ووضع حواشیھ ١٤١٥الطبعة األولى . عبدالرزاق غالب المھدي

كتب إلى آخر : "عن ھذا الكتاب) ٢/١٣٥٢(قال في كشف الظنون ) ٢( .اھـ"سورة براءة في مجلد ضخم

د وقفت على ھذه النسخة المنتھیة إلى سورة براءة، وقال ناسخھا وق: قلت تم ھذا الكتاب بمنھ وكرمھ وحسن توفیقھ، وكان الفراغ من : "في آخرھا

ذلك یوم االثنین المبارك سادس شھر الحجة، سنة سبع وخمسین وتسعمایة، على ید كاتبھ محمد األجھوري بلدا الشافعي مذھبا، غفر اهللا

.اھـ"آمین. آمین. ھ والمسلمین، آمینلھ ولوالدی

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 63: علم المناسبات في السور والآيات

٦٧

ونظمته معها يف سلك من أرسار التنزيل، اذكر فيه مجيع ما :وصل إىل علمي من كالم العلامء يف النظم القرآين

.من أرسار التقديم والتأخري .والتأكيد واحلذف واالجياز واالطناب

.نية؛ من التشبيه واالستعارة والكناية، والتعريضوالنكت البياواألنواع البديعية؛ من االلتفات والتورية، واالستخدام واجلناس،

.واملشاكلة واملقابلة، إىل غري ذلك من أنواعهورس ما اختلفت فيه اآليات املتشاهبة من تقديم أو تأخري، أو زيادة أو

.نقص، أو إبدال كلمة بأخرى .لامت التي يظن ترادفها من فرقوما بني الك

ومل وقع يف هذا املوضع كذا، ويف هذا املوضع رديفه، ومل ختمت هذه ، وهذه بـ }يعقلون{، وهذه بـ }يعملون{ وهذه بـ }يؤمنون{اآلية بـ

. إىل غري ذلك}يذكرون{وأنبه عىل القراءات املختلفة املشهورة والشاذة، إذا كان لكل قراءة

داللة كل : وه اعجاز القرآن وإجيازه وتنوع قراءاتهمعنى، فإن من وجوهذا نوع عظيم من . قراءة عىل معنى؛ فإن ذلك بمنزلة تعدد اآليات

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 64: علم المناسبات في السور والآيات

٦٨

أن يكون للفظ الواحد بجوهره يقرأ عىل وجهني، : البالغة .فيفيد هبذا االعتبار معنيني

وأبني مناسبة ترتيب السور، واخلفي من مناسبات اآليات، إىل غري .)٢(اهـ"، من النكت واألرسار)١(]تراه [ذلك مما

وقد ذكر السيوطي كتابه هذا، وفصل يف بيان حمتواه يف مقدمة كتابه ."تناسق الدرر"

"تناسق الدرر يف تناسب السور"كتاب : ـ ومن كتب املناسبات٥ .)٣()هـ٩١١ت(جلالل الدين عبدالرمحن السيوطي

"ب املقاطع واملطالعمراصد املطالع يف تناس"كتاب : ـ ومنها ٦ .)٤()هـ٩١١ت(للسيوطي

. ھذه الكلمة مطموسة في المخطوط ولعلھا كما أثبتھا واهللا أعلم)١( ]. أ/٣ل [)٢( بیروت، الطبعة - وھو مطبوع، وقفت لھ على طبعة دار الكتب العلمیة )٣(

. عبدالقادر أحمد عطا: ھـ، تحقیق١٤٠٦األولى :سخ خطیة، وھي وقفت لھذه الرسالة على أربع ن)٤(

مجامیع / ٤٧٤ مصورة عن نسخة موجودة بمكتبة لیدن، تحت رقم - أ، وخطھا نسخ، /١٨٠-أ/١٧٨ضمن مجموعة من ورقة . علوم القرآن

في معھد البحوث وإحیاء التراث، تحت رقم ) میكروفلم(ومنھا مصورة .، مجامیع٢٤/٦

حت رقم مكتبة أحمد الثالث، ت- ومصورة عن نسخة موجودة بتركیا - ) میكروفلم(ومنھا مصورة . أ/١١١ -أ/١٠٩من ورقة . مجامیع/ ١١٥٤

.مجامیع/ ٢٤٣/١٤في معھد البحوث وإحیاء التراث، تحت رقم =

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 65: علم المناسبات في السور والآيات

٦٩

ملحمد الطاهر ابن "التحرير والتنوير"ـ ومنها تفسري ٧ .رمحه اهللا) هـ١٣٩٣ت(عاشور

وقد اهتممت يف تفسريي هذا ببيان ": قال يف متهيده لكتابه هذاوجوه اإلعجاز ونكت البالغة العربية، واساليب االستعامل، واهتممت

اتصال اآلي بعضها ببعض، وهو منزع قد عني به أيضا ببيان تناسبنظم "فخر الدين الرازي، والف فيه برهان الدين البقاعي كتابه املسمى

إال أهنام مل يأتيا يف كثري من اآلي بام فيه "الدرر يف تناسب اآلي والسورمقنع، فلم تزل أنظار املتأملني لفصل القول تتطلع، أما البحث عن

.)١(اهـ"سور بعضها إثر بعض، فال أراه حقا عىل املفرستناسب مواقع الومن الكتب التي تعني عىل معرفة مقاصد السور، وبالتايل تعني عىل

:معرفة املناسبات

___________________ =

-ب/١١٤، من لوحة )٥١١٢( مصورة عن نسخة شستربتي تحت رقم - .أ/١١٨

، )٤٧٤٦( مصورة عن نسخة جامعة برنستون، مجموعة یھودا، رقم - .أ/٢٢-ب/٩لوحة

. وقد حققتھا وعلقت علیھا، وتممت فوائدھا، وهللا الحمد والمنة ). ١/٤( التحریر والتنویر )١(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 66: علم المناسبات في السور والآيات

٧٠

"بصائر ذوي التمييز يف لطائف الكتاب العزيز"ـ كتاب ١فقد تكلم فيه ). هـ٨١٧ت(ملجد الدين حممد بن يعقوب الفريوز آبادي

.)١(وهذا يف املجلد األول منه. عليه السورة من املقاصدعن ما اشتملت للبقاعي "مصاعد الفكر يف مقاصد السور"ـ وكتاب ٢

وله عليه "نظم الدرر"وقد ذكر ذلك البقاعي يف كتابه . )٢()هـ٨٨٥ت( .زيادات

m m m

أل اهللا تبارك وتعاىل أن يتقبلها وهذا ختام هذه الدراسة، التي أسومجيع عميل خالصة لوجهه الكريم، وداعية إىل سنة نبيه الرؤوف

. الرحيم، وأن يرزقني القبول يف الدنيا واآلخرة، إنه سميع جميب

مجلدات، تحقیق محمد النجار، دار الكتب ٦ والكتاب مطبوع في )١(

. العلمیة، بیروتعبدالسمیع محمد أحمد . وھو مطبوع، في ثالثة مجلدات، بتحقیق د)٢(

.ھـ١٤٠٨یاض، الطبعة األولى حسنین، مكتبة المعارف، الر

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 67: علم المناسبات في السور والآيات

فهرست املصادر واملراجع

. القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم- )أ (

لصديق بن / قوم يف بيان أحوال النجوم أبجد العلوم الويش املر-عبداجلبار زكار، : ، أعده للطبع)هـ١٣٠٧ت(حسن خان القنوجي

.م١٩٨٧منشورات وزارة الثقافة واإلرشاد القومي، دمشق ، )هـ٩١١ت(جلالل الدين السيوطي / اإلتقان يف علوم القرآن -

الثالثة حتقيق حممد أبوالفضل إبراهيم، دار الرتاث، القاهرة، الطبعة .هـ١٤٠٥

، )هـ٤٠٣ت(أليب بكر حممد بن الطيب الباقالين / إعجاز القرآن - .مرص، الطبعة الثالثة/ سيد أمحد صقر، دار املعارف: حتقيقلعبداهللا الشريازي البيضاوي / أنوار التنزيل وأرسار التأويل -

.هـ١٤٠٢دار الفكر )/ هـ٦٨٥(هللا الشريازي البيضاوي لعبدا/ أنوار التنزيل وأرسار التأويل -

حاشية الشهاب اخلفاجي عىل البيضاوي) = هـ٦٨٥( )ب (

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 68: علم المناسبات في السور والآيات

٧٢

لبدر الدين حممد بن عبداهللا / الربهان يف علوم القرآن -حممد أبوالفضل إبراهيم، الطبعة الثالثة : ، حتقيق)هـ٧٩٤ت(الزركيش

.هـ، دار الفكر١٤٠٠ )ت (

هر ابن عاشور، الدار ملحمد الطا/ التحرير والتنويرمن التفسري - .م١٩٨٤التونسية للنرش،

روح املعاين= تفسري األلويس - .أنوار التنزيل= تفسري البيضاوي - .التفسري الكبري= تفسري الرازي - جامع البيان = تفسري الطربي - . اجلامع ألحكام القرآن= تفسري القرطبي -، )هـ٦٠٦ت(رازي لفخر الدين حممد بن عمر ال/ التفسري الكبري -

.دار إحياء الرتاث العريب، الطبعة الثالثة )ج (

، ملجد الدين أيب الربكات r جامع األصول يف أحاديث الرسول -، حتقيق عبدالقادر األرنؤوط، دار الفكر، الطبعة )هـ٦٠٦ت(ابن األثري

.هـ١٤٠٣الثانية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 69: علم المناسبات في السور والآيات

٧٣

ملحمد بن جرير / جامع البيان عن تأويل القرآن - .هـ١٤٠٥، دار الفكر، بريوت، )هـ٣١٠ت(الطربي

حتقيق ) هـ٢٥٦ت( اجلامع الصحيح، ملحمد بن إسامعيل البخاري - .حممد فؤاد عبدالباقي، مع رشحه فتح الباري، املطبعة السلفية

، )هـ٢٦١ت( اجلامع الصحيح، ملسلم بن احلجاج النيسابوري - .حتقيق حممد فؤاد عبدالباقي، دار إحياء الرتاث

مع ألحكام القرآن، أليب عبداهللا حممد األنصاري القرطبي، اجلا-أمحد عبدالعليم الربدوين، وزمالئه، الطبعة / ، تصحيح)هـ٦٧١ت(

.هـ١٣٧٢الثانية )ح (

ألمحد بن حممد / حاشية الشهاب اخلفاجي عىل تفسري البيضاوي -املكتبة / ، وهبامشه تفسري البيضاوي)هـ١٠٦٩ت(اخلفاجي .زدمري، ديار بكر، تركيا، دار صادر، بريوتاإلسالمية، أ

)ر ( أليب الفضل / روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع املثاين -

.هـ١٤٩٨، دار الفكر سنة )هـ١٢٧٠ت(شهاب الدين حممود األلويس )س (

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 70: علم المناسبات في السور والآيات

٧٤

)الكربى(السنن الكبري = سنن البيهقي -، حتقيق )هـ٢٧٩ت( سنن الرتمذي، ملحمد بن عيسى الرتمذي -

، ٤،٥،وإبراهيم عطوة ٣، وحممد فؤاد عبدالباقي ج١،٢أمحد شاكر جويف آخره العلل الصغري للرتمذي أيضا، دار إحياء الرتاث العريب،

.بريوت، )هـ٢٥٥ت( سنن الدارمي، لعبداهللا بن عبدالرمحن الدارمي -

. بعناية حممد أمحد طهامن، دار إحياء السنة النبوية، )هـ٤٥٨ت(ألمحد بن احلسني البيهقي ) / الكربى(ري السنن الكب -

، مطبعة جملس دائرة املعارف النظامية، اهلند "اجلوهر النقي"ويف ذيله .هـ١٣٤٤

)ش ( : هـ، حتقيق ٥١٦ت(حلسني بن مسعود البغوي / رشح السنة-

شعيب األرنؤوط، وحممد زهري الشاويش، املكتب اإلسالمي، الطبعة .هـ١٤٠٣الثانية

)ص ( اجلامع الصحيح للبخاري= صحيح البخاري - اجلامع الصحيح ملسلم= صحيح مسلم -

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 71: علم المناسبات في السور والآيات

٧٥

تصحيح / صحيح سنن الرتمذي باختصار السند -األحاديث ملحمد نارص الدين األلباين، نرش مكتب الرتبية العريب لدول

.هـ١٤٠٨الطبعة األوىل اخلليج، توزيع املكتب اإلسالمي، مع الصحيح ملسلماجلا= صحيح مسلم -

)ف ( فتح الباري برشح صحيح البخاري، ألمحد بن عيل بن حجر -

، حتقيق عبدالعزيز بن باز إىل كتاب اجلنائز )هـ٨٥٢ت(العسقالين .، ترتيب وترقيم حممد فؤاد عبدالباقي، املكتبة السلفية)٣-١ج(

/ فتح القدير اجلامع بني فني الرواية والدراية من علم التفسري- .، دار املعرفة)هـ١٢٥٠ت(حمد بن عيل الشوكاين مل

، دار )هـ٧٧٤ت(لعامد الدين إسامعيل ابن كثري / فضائل القرآن - .األندلس، بريوت

منسوب إىل ابن / الفوائد املشوق إىل علوم تتعلق بالكتاب العزيز-قيم اجلوزية، نرش دار نرش الكتب اإلسالمية، باكستان، كوجرانواله،

.هـ١٣٩٤وىل الطبعة األ

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 72: علم المناسبات في السور والآيات

٧٦

)ق ( جلالل الدين ) / أرسار التنزيل(قطف األزهار يف كشف األرسار

.)١(وهو كتاب خمطوط. رمحه اهللا) هـ٩١١ت(عبدالرمحن السيوطي )م (

لصبحي الصالح، دار العلم للماليني، / مباحث يف علوم القرآن - .م١٩٧٧الطبعة العارشة

ن، مؤسسة الرسالة، الطبعة ملناع القطا/ مباحث يف علوم القرآن - .هـ١٤٠٠السابعة

البن قيم / "إياك نعبد وإياك نستعني" مدارج السالكني بني منازل - .بدون معلومات نرش/ حتقيق حممد حامد الفقي)/ هـ٧٥١ت(اجلوزية

لشهاب الدين / املرشد الوجيز إىل علوم تتعلق بالكتاب العزيز -، حتقيق طيار آلتي قوالج، )هـ٦٦٥ت(عبدالرمحن بن إسامعيل أبوشامة

.هـ١٣٩٥دار صادر، بريوت

تم : " وقفت على نسخة منتھیة إلى سورة براءة، وقال ناسخھا في آخرھا)١(

ھذا الكتاب بمنھ وكرمھ وحسن توفیقھ، وكان الفراغ من ذلك یوم االثنین المبارك سادس شھر الحجة، سنة سبع وخمسین وتسعمایة، على ید كاتبھ

، غفر اهللا لھ ولوالدیھ والمسلمین، محمد األجھوري بلدا الشافعي مذھبا .اھـ"آمین. آمین. آمین

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 73: علم المناسبات في السور والآيات

٧٧

مسند أمحد بن حنبل، ألمحد بن حممد بن حنبل -، الطبعة امليمنية، وهبامشه املنتخب من كنز العامل، املكتب )هـ٢٤١ت(

.)١(هـ١٣٩٨اإلسالمي، بريوت، الطبعة الثانية أليب بكر عبداهللا بن أيب داود السجستاين / املصاحف -

.هـ١٤٠٥، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل )هـ٣١٦ت(بدوي طبانة، دار املنارة ، جدة، . للدكتور/ معجم البالغة العربية-

. هـ١٤٠٨دار الرفاعي، الطبعة الثالثة مقاييس اللغة = معجم مقاييس اللغة - التفسري الكبري = مفاتيح الغيب -، حتقيق )هـ٣٩٥ت(د بن فارس مقاييس اللغة، أليب احلسني أمح-

.عبدالسالم هارون، دار الكتب العلمية، إسامعيليان نجفي، إيرانأليب عمرو عثامن بن سعيد الداين / املقنع يف رسم مصحف األمصار-

، حتقيق حممد الصادق القمحاوي، نرش مكتبة الكليات )هـ٤٤٤ت( .األزهرية

وإذا رجعت إلى الطبعة التي حققھا الشیخ أحمد شاكر، طبع دار )١(

.ھـ، فإني أنبھ على ذلك١٣٧٧المعارف، مصر

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 74: علم المناسبات في السور والآيات

٧٨

يف توجيه مالك التأويل القاطع بذوي اإلحلاد والتعطيل-حممود : ألمحد بن الزبري الغرناطي، حتقيق / املتشابه اللفظ من آي التنزيل

.هـ١٤٠٥كامل أمحد، دار النهضة العربية، بريوت )ن (

ملحمد عبداهللا دراز، دار القلم، بريوت، الكويت، / النبأ العظيم- .هـ١٤٠٠

ي لربهان الدين البقاع/ نظم الدرر يف تناسب اآليات والسور-عبدالرزاق غالب : ، خرج آياته وأحاديثه ووضع حواشيه)هـ٨٨٥ت(

هـ، توزيع ١٤١٥املهدي، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل .دار الباز، مكة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 75: علم المناسبات في السور والآيات

N

٧..........................................واآليات السور يف املناسبات علم ١١................................ترتيب سور القرآن وآياته توقيفي: املدخل

١٩..................................................ـ بداية علم املناسبات١

٣١...............................................ـ تعريف علم املناسبات٢

٣٧................................................علم املناسبات توفيقيـ ٣

٣٧............................ـ حكم تطلب املناسبات بني السور واآليات٤ ٣٣...................العظيم القرآن يف املناسبات طلب جواز رشوط

٤٤..................................................ل علم املناسباتـ فض٥

٤٨.....................................................ـ مسائل وتنبيهات٦ ٤٨.اآلية؟ هي وما السورة؟ هي فام واآليات، بالسور تتعلق املناسبات : مسألة ٤٨.............................املناسبة؟ ملعرفة الرشيدة الطريقة ما : مسألة ٥١..........................ببعض؟ بعضها اآلي ارتباط أحوال ما : مسألة ٥٢.......................................املعنوي؟ ملزجا أسباب ما :مسألة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 76: علم المناسبات في السور والآيات

٨٠

٦١..................واالستطراد؟ التخلص بني الفرق ما :قلت فإن : مسألة قبوله رشوط دامت ما ،كان وجه أي عىل التعلق اجلامع يف يكفي : مسألة ٦٢.....................................................................متوفرة

مانع ال :بمعنى ،تتزاحم ال املناسبات فكذا تتزاحم، ال النكات أن كام : مسألة ٦٢.....................................مناسبة من أكثر واآلية اآلية بني توجد أن

٦٢...................النزول؟ سبب أو املناسبة : به البداءة أوىل أهيام : مسألة القول سداد عىل يساعد ،وموضوعاهتا السورة مقاصد بمعرفة االهتامم : تنبيه

٦٣..................................القصد جور عن ويبعده للصواب، وتوفيقه ؛واحد نزوهلام وقت يكون أن وآية آية مناسبة عىل الكالم يف يشرتط ال : تنبيه منها املقصدو ألن املناسبة يف واليشرتط .النزول سبب يف يشرتط إنام الزمان ألن

السورة يف ترتيبها وتأخذ أسباهبا، عىل كانت واآليات يناسبها، موضع آية وضع ٦٣................................وسلم وآله عليه اهللا صىل سولالر من بتوقيف

ما أو ،تداخلهام أو متاثلهام أو احتادمها واآلية اآلية بني بالصلة يقصد ال : تنبيه مضت مما وبغريه بذلك تكون الصلة بل فحسب، اجلنسية الصالت من ذلك إىل

٦٣................................................................إليه اإلشارة :قوله أو "اآلي يف للفاصلة مراعاة بكذا ختم" :قوله بعضهم من تكرر : تنبيه

٦٣.......................................!!"اآلي لفواصل مراعاة وأخر قـدم" ٦٥..........................................ـ أهم املصنفات يف هذا العلم٧

٦٥.....................................فهرست املصادر واملراجع

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com