الخلاف.pdf

9
1 ن الرحيم الر بسم ا نحمده و إن الحمد ونستغفرهستعينه ن مض فده اا، من يهنا وسيئات أعمالن ور أنفس من شر نعوذ با ب إليه، و نتو و له، ل ا إله إ ، وأشهد أنادي له هل ف ومن يضلحمدا، وأشهد أن م شريك له وحده عليهه صلى ا رسول عبده و وى آله علعهم بإحه ومن تب وأصحاب تسليما م دين وسلن إلى يوم ال سا. ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ، أما بعد: البعضرين، وقد يسأل لدى الكثيتساؤلثير هذا الموضوع ال فإنه قد ي قد يكوان الذي وهذا العنا هذا الموضوع : لماذ و ن غيرهعامة بل حتى من من ال أقول ،لناس من ا كثير بالحاضر يشغل ال وخاصة في وقتناوان هذا العنه؟ ولكن من الدين أهم من مسائل أنها كثرت فم، وذلكعلبة ال طلحكام وبثم نشر اعئل ا ي وسان مصدرن وف بين قول ففم، وأصبح الخنا بين ا هايك عند، بل تشكويش تش مة الذينلعا من اسيما ،لناس كثير من ا فون مصادر يعر أستعين رأيت وباف، لهذا الخ أ ن أتحدثمسلمين. كبير عند الظري شأن له في نمر الذي في هذا اصيلة، وإنمدره ا ل دينها ومصاكن في أصونها لم يف بي ة أن الخ مذه اى على ه تبارك وتعال نعمة ا من إن ا ك فيفن الخ امسلمين تمس وحدة ال أشياءبد أن يكون هو أمر الحقيقية و، أتي: أتحدث عنها بما ي أريد أنصر التيلعنا وقد أجملت ا أو، صلى حمدا تعالى بعث م م أن ا عليه وسله صلى ا سنة رسول وب اوه من كتاما فهمين ممسلمند جميع اللوم عن المع م ، كافيا شافيا بيانا ن هذا الدين م قد بي عليه وسل صلى ا أن يكون رسول اى ودين الحق، وهذا يتضمنم بالهد عليه وسل ا يحتاج بعده عز وجل،رتضيه ا ي كل دين باطلنافيلحق بمعناه ي، ودين اة بكل معانيهالفي الضدى بمعناه ينان اله ، إلى بيان ن بينهم ويلتنازع إليه فيحكم بي عند اه يرجعونمه علي وسده صلوات الناس في عهن الحق، وكاى ودين ا بالهد ث ع ب رسول ا وما يخ لهم الحق سواء في القرآنك ينزلها، ثم بعد ذل ينزل حكم التي لمم ا فيه من أحكاما يختلفون، أو فيم ا فيه من ك تلفونرآن قوله: نقرأ في الق لها، وما أكثر ما نا مبي« عن كذا يسألونك» ه تعالى نبي ، فيجيب امة و السيه الص عللشافيلجواب ا با تعالى:ل الناس. قاغه إلى امره أن يبل ويأ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮱ ﯓ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﮮ ﮯ ﮰ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ

Transcript of الخلاف.pdf

Page 1: الخلاف.pdf

1

بسم اهلل الرمحن الرحيم

ل له، ونتوب إليه، ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده اهلل فال مض نستعينه ونستغفرهإن الحمد هلل نحمده و على آله و عبده ورسوله صلى اهلل عليه وحده ال شريك له، وأشهد أن محمداومن يضلل فال هادي له، وأشهد أن ال إله إال اهلل

.سان إلى يوم الدين وسلِّم تسليماوأصحابه ومن تبعهم بإح

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ژ ژٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ژ

ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ژ ژڤ ڦڤ ڤ ڤ ٹٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٿٺ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ

، أما بعد: ژڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ٴۇ ڭے ے ۓ ۓ ڭ ڭ ھ ھ ھ

ن غيره و : لماذا هذا الموضوع وهذا العنوان الذي قد يكفإنه قد يثير هذا الموضوع التساؤل لدى الكثيرين، وقد يسأل البعضمن مسائل الدين أهم منه؟ ولكن هذا العنوان وخاصة في وقتنا الحاضر يشغل باَل كثيٍر من الناس، ال أقول من العامة بل حتى من

ها بين األنام، وأصبح الخالف بين قول فالن وفالن مصدر ي وسائل اإلعالم نشر األحكام وبثطلبة العلم، وذلك أنها كثرت فن أتحدث أ الخالف، لهذا رأيت وباهلل أستعينيعرفون مصادر كثير من الناس، السيما من العامة الذين ال تشويش، بل تشكيك عند

في هذا األمر الذي له في نظري شأن كبير عند المسلمين.

ان الخالف في ا كإن من نعمة اهلل تبارك وتعالى على هذه األُمَّة أن الخالف بينها لم يكن في أصول دينها ومصادره األصيلة، وإنم وقد أجملت العناصر التي أريد أن أتحدث عنها بما يأتي: ،الحقيقية وهو أمر البد أن يكون أشياء ال تمس وحدة المسلمين

من المعلوم عند جميع المسلمين مما فهموه من كتاب اهلل وسنة رسوله صلى اهلل عليه وسّلم أن اهلل تعالى بعث محمدًا صلى ،أوال اهلل عليه وسّلم بالهدى ودين الحق، وهذا يتضمن أن يكون رسول اهلل صلى اهلل عليه وسّلم قد بيَّن هذا الدين بيانًا شافيًا كافيًا، ال

إلى بيان، ألن الهدى بمعناه ينافي الضاللة بكل معانيها، ودين الحق بمعناه ينافي كل دين باطل ال يرتضيه اهلل عز وجل، يحتاج بعدهورسول اهلل بُِعَث بالهدى ودين الحق، وكان الناس في عهده صلوات اهلل وسالمه عليه يرجعون عند التنازع إليه فيحكم بينهم ويبيِّن

تلفون فيه من كالم اهلل، أو فيما يختلفون فيه من أحكام اهلل التي لم ينزل حكمها، ثم بعد ذلك ينزل القرآن لهم الحق سواء فيما يخبالجواب الشافي عليه الصالة و السالم ، فيجيب اهلل تعالى نبّيه«يسألونك عن كذا»مبيِّنًا لها، وما أكثر ما نقرأ في القرآن قوله:

ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ڱڳ ڱ ڱ ڱ ڳگ گ ڳ ڳ ژويأمره أن يبلغه إلى الناس. قال اهلل تعالى:

ېئۆئ ۈئ ۈئ ېئ ېئ ژ ژڭ ڭ ۇ ۇ ڭۓ ڭ ۓہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ہۀ ۀ ہ

ڀ ڀ ڀ ڀ پٻ پ پ پ ٻٱ ٻ ٻ ژ ژىئ ىئ ىئ ی ی ی ی

ۆ ۆ ۈ ۈ ۇڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۓے ے ۓ ژ ژٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٺٺ

Page 2: الخلاف.pdf

2

ڦ ڦ ژ ژائ ائ ەئ ەئ ىې ې ې ى ېٴۇ ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ

ڈڎ ڎ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڃڄ ڃ ڃ ڃ ڄڦ ڦ ڄ ڄ

ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ڳک ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڑڈ ژ ژ ڑ

إلى غير ذلك من ژھ ھ ھ ھہ ہ ہ ہں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ۀ اآليات.

،ولكن بعد وفاة الرسول صلى اهلل عليه وسّلم اختلفت األُمَّة في أحكام الشريعة التي ال تقضي على أصول الشريعة وأصول مصادرها

ونحن جميعًا نعلم علم اليقين أنه ال يوجد أحد من ذوي العلم الموثوق بعلمهم ،أسبابه ولكنه اختالف سنبيِّن إن شاء اهلل بعضوأمانتهم ودينهم يخالف ما دلَّ عليه كتاب اهلل وُسنَّة رسوله صلى اهلل عليه وسّلم عن عمد وقصد؛ ألن من اتَّصفوا بالعلم والديانة

ره لهفالبد أن يكون رائدهم الحق، وَمن كان رائده الحق فإن ڻ ڻ ں ں ڻژواستمعوا إلى قوله تعالى: ،اهلل سييسِّ

.ژے ۓ ےھ ھ ھہ ہ ھ ہ ژ ژڻ ۀ

في أحكام اهلل تبارك وتعالى، ال في األصول التي أشرنا إليها من قبل، وهذا ولكن مثل هؤالء األئمة يمكن أن يحدث منهم الخطأ

.ژٿ ٹ ٹ ژ: الخطأ أمر البدَّ أن يكون؛ ألن اإلنسان كما وصفه اهلل تعالى بقوله

حن نجمل منه في بعض األمور، ون اإلنسان ضعيف في علمه وإدراكه، وهو ضعيف في إحاطته وشموله، ولذلك البدَّ أن يقع الخطأما أردنا أن نتكلم عليه من أسباب الخطأ من أهل العلم في األسباب اآلتية السبعة، مع أنها في الحقيقة أسباب كثيرة، وبحر ال

ساحل له، واإلنسان البصير بأقوال أهل العلم يعرف أسباب الخالف المنتشرة، نجملها بما يأتي:

حكمه. فيلدليل لم يبلغ هذا المخالف الذي أخطأ أن يكون ا السبب األول:

وهذا السبب ليس خاصًّا فيمن بعد الصحابة، بل يكون في الصحابة وَمن بعدهم. ونضرب مثالين َوقَ َعا للصحابة من هذا النوع.

إلى الشام، وفي عنهفإننا علمنا بما ثبت في صحيح البخاري وغيره حينما سافر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اهلل األول:صار نأثناء الطريق ذُكر له أن فيها وباء وهو الطاعون، فوقف وجعل يستشير الصحابة رضي اهلل عنهم، فاستشار المهاجرين واأل

وكان األرجح القول بالرجوع، وفي أثناء هذه المداولة والمشاورة جاء عبدالرحمن بن عوف، وكان غائباً على رأيين واختلفوا في ذلك تقدموا إذا سمعتم به في أرض فال»ي حاجة له، فقال: إن عندي من ذلك ِعلماً، سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسّلم يقول: ف

تى جاء ح ر الصحابة من المهاجرين واألنصارفكان هذا الحكم خافيًا على كبا «فيها فال تخرجوا فرارًا منه عليه، وإن وقع وأنتم ا الحديث.عبدالرحمن فأخبرهم بهذ

كان علي بن أبي طالب رضي اهلل عنه وعبداهلل بن عباس رضي اهلل عنهما يريان أن الحامل إذا مات عنها زوجها تعتّد مثال آخر:أو وضع الحمل، فإذا وضعت الحمل قبل أربعة أشهر وعشر لم تنقض العدة عندهما وبقيت بأطول األجلين، من أربعة أشهر وعشر

Page 3: الخلاف.pdf

3

أشهر وعشر، وإذا انقضت أربعة أشهر وعشر من قبل أن تضع الحمل بقيت في عدتها حتى تضع الحمل، ألن حتى تنقضي أربعة

ٱ ٻ ٻ ٻٻ پ پ ژويقول: ژ ۇئائ ائ ەئ ەئ وئ وئ ژاهلل تعالى يقول:

وبين اآليتين عموم وخصوص وجهي، وطريق الجمع بين ما بينهما عموم وخصوص وجهي، أن يؤخذ بالصورة ژڀپ پ ڀنَّة فوق ذلك عن رسول اهلل فقد ثبت ،التي تجمعهما، وال طريق إلى ذلك إال ما سلكه علي وابن عباس رضي اهلل عنهما، ولكن السُّ

، ومعنى ذلك أننا «صلى اهلل عليه وسّلم في حديث سبيعة األسلمية أنها نفست بعد موت زوجها بليال فأذن لها رسول اهلل أن تتزوج

ژ ۇئائ ائ ەئ ەئ وئ وئ ژنأخذ بآية سورة الطالق التي تسمَّى سورة النساء الصغرى، وهي عموم قوله تعالى: ولم يذهبا إلى رأيهما. عليًّا وابن عباس ألخذا به قطعاوأنا أعلم علم اليقين أن هذا الحديث لو بلغ

أن يكون الحديث قد بلغ الرجل ولكنه لم يثق بناقله، ورأى أنه مخالف لما هو أقوى منه، فأخذ بما السبب الثاني: .يراه أقوى منه

لَّقها زوجها آخر ط فاطمة بنت قيس رضي اهلل عنها ،ولكن في الصحابة أنفسهم اًل أيضاً، ليس فيمن بعد الصحابةونحن نضرب مثهلل ير نفقة لها مدة العدة، ولكنها سخطت الشعير وأبت أن تأخذه، فارتفعا إلى النبي صلى افأرسل إليها وكيله بشع ثالث تطليقات

ا نفقة وال سكنى على والمبانة ليس له ، وذلك ألنه أبانها: أنه ال نفقة لها وال سكنىصلى اهلل عليه و سلم عليه وسّلم فأخبرها النبي

ناهيك عنه ، عنهعمر رضي اهلل .ژ ٿڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ژزوجها إال أن تكون حاماًل؛ لقوله تعالى: ن الفض قال: أنترك قول ربنا ف احتمال أنها قد نسيتحديث فاطمة بفرأى أن لها النفقة والسكنى، وردَّ ةوعلما خفيت عليه هذه السُّ

وهذا معناه أن أمير المؤمنين عمر رضي اهلل عنه لم يطمئن إلى هذا الدليل، وهذا كما يقع لقول امرأة ال ندري أذكرت أم نسيت؟ ن بعدهم من أتباع التابعين، وهكذا إلى يومنا هذا بل إلى يوم ن الصحابة ومن دونهم من التابعين يقع أيضا لملعمر ومن دونه م

أينا من أقوال ألهل العلم فيها أحاديث يرى بعض أهل العلم أنها القيامة، أن يكون اإلنسان غير واثق من صحة الدليل. وكم ر م.لعدم الوثوق بنقلها عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلّ أخذون بها، ويراها اآلخرون ضعيفة فال يأخذون بها نظراصحيحة في

.يكون الحديث قد بلغه ولكنه نسيهأن السبب الثالث:

م في أصحابه و صلَّى ذات ي»، بل قد ينسى آية، رسول اهلل صلى اهلل عليه وسّلم نسى حديثاوجلَّ من ال ينسى، كم من إنسان يا انصرف من صالته قال: «فأسقط آية نسياناً رتنيها»وكان معه أُبي بن كعب رضي اهلل عنه، فلمَّ وهو الذي ينزل عليه «هال كنت ذَكَّ

.ژۅ ۉ ۋ ۋ ۅ ٴۇۆ ۆ ۈ ۈ ۇڭ ڭ ۇ ژالوحي، وقد قال له ربه:

قصة عمر بن الخطاب مع عمار بن ياسر رضي اهلل عنهما حينما ،حديث قد بلغ اإلنسان ولكنه نسيهأي مما يكون ال ،ومن هذا ة الماءطهار أى أن طهارة التراب كأما عمار فاجتهد ور ،وعمر أرسلهما رسول اهلل صلى اهلل عليه وسّلم في حاجة، فأجنبا جميعاً عمار

عنه فلم ، أما عمر رضي اهللكما كان يجب أن يشمله الماء وصلَّى فتمرغ في الصعيد كما تمرغ الدابة ألجل أن يشمل بدنه التراب

Page 4: الخلاف.pdf

4

«يديك هكذاكان يكفيك أن تقول ب إنما: »ثم أتيا إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسّلم فأرشدهما إلى الصواب، وقال لعمار ،يصلِّ ث وكان عمار رضي اهلل عنه يحدث بهذا الحدي ،وظاهر كفيه ووجهه وضرب بيديه األرض مرة واحدة ثم مسح الشمال على اليمين

ذكر حينما ت وفيما قبل ذلك، ولكن عمر دعاه ذات يوم وقال له: ما هذا الحديث الذي تحدث به؟ فأخبره وقال: أما في خالفة عمرنما كان إ»م: سلد، فقال النبي صلى اهلل عليه و وأما أنا فتمرغت في الصعي فأما أنت فلم تصلِّ بعثنا رسول اهلل في حاجة فأجنبنا

ولكن عمر لم يذكر ذلك وقال: اتق اهلل يا عمار، فقال له عمار: إن شئت بما جعل اهلل عليَّ من ،«يكفيك أن تقول كذا وكذاث به فعلت، فقال له عمر: نوليك ما توليت طاعتك أن ال ث به الناس ،ُأحدِّ صلى اهلل عليه أن يكون النبيفعمر نسي .يعني فحدِّ

عنه، اهلل بن مسعود رضي اهلل م جعل التيمم في حال الجنابة كما هو في حال الحدث األصغر، وقد تابع عمر على ذلك عبدوسلعنهما مناظرة في هذا األمر، فأورد عليه قول عمار لعمر، فقال ابن مسعود: ألم تر أن عمر وحصل بينه وبين أبي موسى رضي اهلل

د شيئًا، فلم يقل ابن مسعو ،ذه اآلية؟ يعني آية المائدةول عمار، ما تقول في هموسى: دعنا من ق لم يقنع بقول عمار، فقال أبوأصغر يتيمم، والمقصود أن اإلنسان ب يتيمم كما أن المحدث حدثاولكن ال شك أن الصواب مع الجماعة الذين يقولون أن الُجنُ

بان.هذان سب .ى عليه الحكم الشرعي، فيقول قوال يكون به معذورا لكن من عِلم الدليل فليس بمعذورقد ينسى فيخف

أن يكون بلغه وفهم منه خالف المراد. السبب الرابع:

نَّةفنضرب لذلك مثالين، األول من الكتاب، وال .ثاني من السُّ

ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ ٹ ٹ ژقوله تعالى: من القرآن

ففهم بعٌض ژڄ ڄ ڃ ژى اختلف العلماء رحمهم اهلل في معن ژڇچ چ چ ڇ ڇ ڇوفهم آخرون أن المراد به الِجماع، وهذا الرأي ،أن المراد به اللمس المثير للشهوة ن المراد مطلق اللمس، وفهم آخرونمنهم أ

رأي ابن عباس رضي اهلل عنهما.

تبارك وتعالى ذََكَر نوعين في طهارة الماء، طهارة الحدث وإذا تأمَّلت اآلية وجدت أن الصواب مع َمن يرى أنه الِجماع، ألن اهلل

ٺ ٺ ٺ ڀ ڀ ڀ ڀ پ پ ژاألصغر واألكبر. ففي األصغر قوله:

طهارتين ال غة والبيان أن يُذكر أيضًا موجباوكان مقتضى البال ،اآليةژٹ ٿ ٿ ٿ ژ أما األكبر فقوله: ژٿٺ

ڄ ڄ ژوقوله: رة إلى موجب طهارة الحدث األصغرإشا ژڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ژفي طهارة التيمم، فقوله تعالى:

موجبات ين منولو جعلنا المالمسة هنا بمعنى اللمس، لكان في اآلية ِذْكر موجب ،الحدث األكبرإشارة إلى موجب طهارة ژڃوليس فيها ذكر لشيء من موجبات طهارة الحدث األكبر، وهذا خالف ما تقتضيه بالغة القرآن، فالذين ،طهارة الحدث األصغر

ان ذكٌر بشرَة األنثى انتقض وضوؤه، أو إذا مسها لشهوة انتقض، ولغير فهموا من اآلية أن المراد به مطلق اللمس قالوا: إذا مسَّ إنس

Page 5: الخلاف.pdf

5

ائه، ثم ذهب م قبَّل إحدى نسأن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسل شهوة ال ينتقض، والصواب عدم االنتقاض في الحالين، وقد روي ، وقد جاء من طرق يقوي بعضها بعضاً.إلى الصالة ولم يتوضأ

نَّة ة الحرب جاءه جبريل فقال له: إنا لم نضع ،من السُّ ا رجع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسّلم من غزوة األحزاب، ووضع عدَّ لمَّصر إال في بني ال يصلينَّ أحٌد الع»السالح فاخرج إلى بني قريظة، فأمر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسّلم أصحابه بالخروج وقال:

ى الخروج حتى المبادرة إل صلى اهلل عليه و سلم فمنهم َمن فهم أن مراد الرسول ،في فهمهالحديث، فقد اختلف الصحابة « قريظةا حان وقت العصر وهم في الطريق صلوه وقت العصر إال وهم في بني قريظة ال يأتي ومنهم ،هاا ولم يؤخروها إلى أن يخرج وقتفلمَّ

روها حتى و صلى اهلل عليه و سلم أن مراد رسول اهلل َمن فهم ظة فأخرجوها عن صلوا بني قريأال يصلوا إال إذا وصلوا بني قريظة فأخَّ ، مشتبهفي وقتها محكمة، وهذا نصٌ وال ريب أن الصواب مع الذين صلوا الصالة في وقتها؛ ألن النصوص في وجوب الصالة .وقتها

إذن من أسباب الخالف أن يفهم من الدليل خالف مراد اهلل ورسوله، وذلك هو . وطريق العلم أن يحمل المتشابه على المحكم السبب الرابع.

.علم بالناسخأن يكون قد بلغه الحديث لكنه منسوخ ولم ي السبب الخامس:

لنسخ حتى ا له العذر ألن األصل عدم ، والعالم ال يعلم بنسخه، فحينئذولكنه منسوخ فيكون الحديث صحيحا والمراد منه مفهوما يعلم بالناسخ.

ماذا يصنع اإلنسان بيديه إذا ركع؟ كان في أول اإلسالم يشرع للمصلي التطبيق بين يديه رضي اهلل عنههذا رأى ابن مسعود ومن وثبت في صحيح ،ويضعهما بين ركبتيه، هذا هو المشروع في أول اإلسالم، ثم ُنسخ ذلك، وصار المشروع أن يضع يديه على ركبتيه

سود، فوضعا ، وكان ابن مسعود رضي اهلل عنه لم يعلم بالنسخ، فكان يطبق يديه، فصلَّى إلى جانبه علقمة واألالبخاري وغيره النسخيكلف إال لماذا؟ ألنه لم يعلم بالنسخ، واإلنسان ال ،ولكنه رضي اهلل عنه نهاهما عن ذلك وأمرهما بالتطبيق يديهما على ركبتيهما

ې ې ې ى ى ائ ېۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ٴۇۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈژسه.. قال تعالى: وسع نف

مئ ىئ يئ جب حئىئ ىئ ىئ ی ی ی ی جئ ېئەئ وئ وئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ېئ ەئائ

.ژمب ىب يب جت حت خت خبحب

بما هو أقوى منه من نص أو إجماع.أن يعتقد أنه معارض السبب السادس:

وما ،ولكنه يرى أنه معارض بما هو أقوى منه من نص أو إجماع، وهذا كثير في خالف األئمة ى المستدلبمعنى أنه يصل الدليل إل .ولكنه عند التأمل ال يكون إجماعاأكثر ما نسمع من ينقل اإلجماع،

هادة ال تقبل ش وآخرون قالوا: أجمعوا على أنها ،أجمعوا على قبول شهادة العبد ما نقل في اإلجماع أن بعضهم قال ومن أغربتضى العتقاده أن ذلك مق ا على رأي، ظنَّ أن ال مخالف لهمهذا من غرائب النقل، ألن بعض الناس إذا كان من حوله اتفقو ،العبد

Page 6: الخلاف.pdf

6

خالفوالنظر الصحيح فيحكم أنه الالنصوص، فيجتمع في ذهنه دليالن النص واإلجماع، وربما يراه مقتضى القياس الصحيح، لهذا النص القائم عنده مع القياس الصحيح عنده، واألمر قد كان بالعكس.وأنه ال مخالف

إنما الربا » ثبت عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسّلم أنه قال:. عنهما في رِبا الفضلس رضي اهلل ويمكن أن نمثل لذلك برأي ابن عبا .«يكون في النسيئة وفي الزيادةأن الربا »، وثبت عنه في حديث عبادة بن الصامت وغيره: «في النسيئة

،يئة فقطأما ابن عباس فإنه أبى إال أن يكون الربا في النس .وأجمع العلماء بعد ابن عباس على أن الربا قسمان: ربا فضل، وربا نسيئةوإذا بعت مثال قط.سيئة فألنه يرى أن الربا في الن مثاله لو بعت صاعا من القمح بصاعين يدا بيد فإنه عند ابن عباس ال بأس به

رت القبض ،فعنده أنه ليس ربا مثقاال من الذهب بمثقالين من الذهب يدا بيد ك البدل إال فأعطيتني المثقال ولم أعط لكن إذا أخَّا( تفيد الحصر مومعلوم أن )إن .ألن ابن عباس رضي اهلل عنهما يرى أن هذا الحصر مانع من وقوع الربا في غيره ،بعد التفرق فهو ربا

ول صلى اهللا لقول الرسفيدل على أن ما سواه ليس بربا، لكن الحقيقة أن ما دلَّ عليه حديث عبادة يدل على أن الفضل من الرب .«َمن زاد أو استزاد فقد أربى»م: عليه وسل

ر الدال خمكن أن يتفق مع الحديث اآلبه ابن عباس؟ موقفنا أن نحمله على وجه ي وقفنا نحن من الحديث الذي استدلما م إذا

ى ژإنما الربا الشديد الذي يعمد إليه أهل الجاهلية والذي َوَرَد فيه قوله تعالى: على أن الربا يكون أيضا في الفضل، بأن نقول

شديد العظيم، ولهذا النسيئة، أما ربا الفضل فإنه ليس الربا الإنما هو ربا ژ ۇئى ائ ائ ەئ ەئ وئ وئ إلى أن تحريم ربا الفضل من باب تحريم الوسائل، وليس من باب تحريم المقاصد.« إعالم الموقعين»م في كتابه ذهب ابن القي

ث ضعيف أو يستدل استدالال ضعيفا.لم بحديأن يأخذ العا السبب السابع:

يح، بما ذهب إليه بعض العلماء من استحباب صالة التس -أمثلة االستدالل بالحديث الضعيف أي- من أمثلته، فوهذا كثير جداإلى آخر صفتها التي ودوكذلك في الركوع والسج أن يصلي اإلنسان ركعتين يقرأ فيهما بالفاتحة وُيَسبِّح خمس عشرة تسبيحة وهو

ذلك ىوأن حديثها لم يصح، وممن ير رون أن صالة التسبيح بدعة مكروهةويرى آخ ،ألنني ال أعتقدها من حيث الشرع لم أضبطهان حديثها كذب إ يخ اإلسالم ابن تيمية رحمه اهللم، وقال شتصح عن النبي صلى اهلل عليه وسل إنها ال اإلمام أحمد رحمه اهلل وقال

لعبادة إما أن تكون اى بالنسبة للشرع، إذ إن حت َمن تأمَّلها وجد أن فيها شذوذا ، وفي الحقيقةصلى اهلل عليه و سلم على رسول اهللوالبد لصالح القلب منها فتكون مشروعة في كل وقت وفي كل مكان، وإما أن ال تكون نافعة فال تكون مشروعة، نافعة للقلب

في الشرع، هل وهذه في الحديث الذي جاء عنها يصليها اإلنسان كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر أو في العمر مرة، وهذا ال نظيرحبها أحد إنه لم يست فإنه مصيب، ولذا قال شيخ اإلسالم -كشيخ اإلسالم- فدل على شذوذها سندا ومتنا، وأن َمن قال إنها كذب

قول بدعة، ، وإنما أ، فأخشى أن تكون هذه البدعة أمرا مشروعاوإنما مثَّلت بها ألن السؤال عنها كثير من الرجال والنساء من األئمة.لى اهلل عليه ص قولها ولو كانت ثقيلة على بعض الناس ألننا نعتقد أن كل َمن دان هلل سبحانه مما ليس في كتاب اهلل أو ُسنَّة رسولهأ

فإنه بدعة. و سلم

Page 7: الخلاف.pdf

7

الدليل قوي لكنه من حيث االستدالل به ضعيف، مثل ما أخذ بعض ،َمن يأخذ بدليل ضعيف من حيث االستدالل كذلك أيضااة إذا ذكيت فإن ذكاتها ذك ينالجن أهل العلم من معنى الحديث أن أم فالمعروف عند ،«كاة أمهذكاة الجنين ذ »العلماء من حديث

أن المراد به ن العلماء َمن فهموم أي ال يحتاج إلى ذكاة إذا ُأخرج منها بعد الذبح، ألنه قد مات وال فائدة من تذكيته بعد موته. لهولكن هذا بعيد والذي يبعده أنه ال يحصل إنهار ،تكون بقطع الودجين وإنهار الدم مه،أن ذكاة الجنين كذكاة أ -أي بالحديث-

يمكن إنهار ومن المعلوم أنه ال ،«ما أنهر الدم وذكر اسم اهلل عليه فُكل»ورسول اهلل صلى اهلل عليه وسّلم يقول: الدم بعد الموت.

الدم بعد الموت.

ه في أول الموضوعوما قلت ولكن بعد هذا كله ما موقفنا؟ ،ال ساحل لهمع أنها كثيرة، وبحر يها هذه األسباب التي أحببت أن أنبه علاروا صأن الناس بسبب وسائل اإلعالم المسموعة والمقروءة والمرئية واختالف العلماء أو اختالف المتكلمين في هذه الوسائل

خالف، نقول: موقفنا من هذا ال وحينئذ ''فما يدري خراش ما يصيد**تكاثرت الظباء على خراش'' يتشككون ويقولون َمن نتبع؟ء وديانة، ال َمن هم محسوبون على العلم وليسوا من أهله، ألننا ال نعتبر هؤال اء الذين نعلم أنهم موثوقون علماوأعني به خالف العلم

ا ولكننا نعني به العلماء المعروفين بالنصح لألمة واإلسالم والعلم، موقفن ،لمعلماء، وال نعتبر أقوالهم مما يحفظ من أقوال أهل الع من هؤالء يكون على وجهين:

كيف خالف هؤالء األئمة لما يقتضيه كتاب اهلل وسنة رسوله؟ وهذا يمكن أن يعرف الجواب عنه بما ذكرنا من أسباب الخالف، -راوبما لم نذكره، وهو كثير يظهر لطالب العلم في العلم. حتى وإن لم يكن متبحِّ

ال يخرج عن قوله، ولو كان الصواب مع غيره كعادة ء العلماء؟ أيتبع اإلنسان إماماا موقفنا من اتباعهم؟ ومن نتبع من هؤالم -هو الثاني، فالواجب لجوابا ِلَما ينتسب إليه من هؤالء األئمة؟ ح عنده من دليل ولو كان مخالفاالمتعصبين للمذاهب، أم يتبع ما ترجَّ

ير رسول غ مة، ومن اعتقد أن أحداإجماع األ إذا لم يخالف ،ليل ولو خالف َمن خالف من األئمةعلى َمن عِلم بالدليل أن يتبع الد بخصائصوسلم يه صلى اهلل عل بكل حال وزمان، فقد شهد لغير الرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يجب أن يؤخذ بقوله فعال وتركا

وى م، وال أحد إال يؤخذ من قوله ويُتَرك سإال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلال يمكن أحد أن يكون هذا حكم قوله الرسالة، ألنه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسّلم.

ولكن يبقى األمر فيه نظر، ألننا ال نزال في دوامة َمن الذي يستطيع أن يستنبط األحكام من األدلة؟ هذه مشكلة، ألن كل واحد وهذا في الحقيقة ليس بجيد، نعم من حيث الهدف واألصل هو جيد؛ أن يكون رائد اإلنسان كتاب اهلل ،يقول أنا صاحبهاصار

أنت حواه، فنقولوإن لم يعرف معناه وف، لكن كوننا نفتح الباب لكل َمن عرف أن ينطق بالدليل، مصلى اهلل عليه وسل وُسنَّة رسوله قسام:والناس ينقسمون في هذا الباب إلى ثالثة أ ،ساد الخلق والمجتمعمجتهد تقول ما شئت، هذا يحصل فيه فساد الشريعة وف

عاِلم رزقه اهلل ِعلماً وفهماً. :ألولا

ر. :انيثلا طالب علم عنده من العلم، لكن لم يبلغ درجة ذلك المتبحِّ

عامي ال يدري شيئًا. لثالث:ا

Page 8: الخلاف.pdf

8

لفه من الناس، خافإن له الحق أن يجتهد وأن يقول، بل يجب عليه أن يقول ما كان مقتضى الدليل عنده مهما خالفه َمن أما األول:

وهذا من أهل االستنباط الذين يعرفون ما يدل عليه كالم اهلل ژڻڱ ڱ ں ں ژقال تعالى: ،ألنه مأمور بذلك له.وكالم رسو

، ولكن يجب هولكنه لم يبلغ درجة األول، فال حرج عليه إذا أخذ بالعموميات واإلطالقات وبما بلغ رزقه اهلل علماالذي أما الثاني:في ذلك، وأال يقصِّر عن سؤال َمن هو أعلى منه من أهل العلم؛ ألنه قد يخطئ، وقد ال يصل علمه إلى شيء عليه أن يكون محترزا

وهو ال يدري بذلك. ،عامًّا، أو قيَّد ما كان مطلقا، أو َنَسَخ ما يراه محكماخصَّص ما كان

ژٺ ٺ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ژوهو َمن ليس عنده علم، فهذا يجب عليه أن يسأل أهل العلم لقوله تعالى: أما الثالث:

البلد علماء كثيرون، فوظيفة هذا أن يسأل، ولكن َمن يسأل؟ في ،ژ ٿٿ ٿ ٺٺ ٺ ڀ ٺ ژوفي آية أخرى: فتسأله بيجب عليك أن تتحرى َمن هو أقرب إلى الصوا نه عالم، فمن الذي يسأل؟ هل نقولإ يقال عنهوكلٌّ يقول إنه عالم، أو كلٌّ

ن تراه من أهل العلم، والمفضول قد يوفَّق للعلم في مسألة معيَّنة، وال يوفَّق َمن هو أفضل اسأل َمن ثم تأخذ بقوله، أو نقول شئت ممَّأنه يجب على العامي أن يسأل َمن يراه أوثق في علمه من علماء بلده، ألنه فمنهم َمن يرى ،وأعلم اختلف في هذا أهل العلم منه

نه يطلب لمرضه َمن يراه أقوى معرفة في أمور الطب فكذلك هنا؛ ألن العلم دواء كما أن اإلنسان الذي أصيب بمرض في جسمه فإأن رىومنهم َمن ي القلوب، فكما أنك تختار لمرضك َمن تراه أقوى فكذلك هنا يجب أن تختار َمن تراه أقوى علمًا إذ ال فرق.

ينها، ويرشح هذا القول أن الناس في عهد الصحابة ذلك ليس بواجب؛ ألن َمن هو أقوى ِعلمًا قد ال يكون أعلم في كل مسألة بع رضي اهلل عنهم كانوا يسألون المفضول مع وجود الفاضل.

والذي أرى في هذه المسألة أنه يسأل َمن يراه أفضل في دينه وعلمه ال على سبيل الوجوب، ألن من هو أفضل قد يخطئ في هذه لصواب أن يسأل من هو أقرب إلى ا فهو على سبيل األولوية، واألرجح اب،المسألة المعينة، ومن هو مفضول قد يصيب فيها الصو

لعلمه وورعه ودينه.

ل ويتسرَّع حتى وأخيرًا أنصح نفسي أوال وإخواني المسلمين، والسيما طلبة العلم إذا نزلت بإنسان نازلة من مسائل العلم أال يتعجَّ يتثبَّت ويعلم فيقول لئال يقول على اهلل بال علم.

.«العلماء ورثة األنبياء»فإن اإلنسان المفتي واسطة بين الناس وبين اهلل، يبلِّغ شريعة اهلل كما ثبت عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسّلم

ذا من المهم إ اكذلك أيض «قاض واحد في الجنة وهو َمن َعِلَم الحق فحكم به أن القضاة ثالثة»وأخبر النبي صلى اهلل عليه وسلم نزلت فيك نازلة أن تشد قلبك إلى اهلل وتفتقر إليه أن يفهمك ويعلِّمك السيما في األمور العظام الكبيرة التي تخفى على كثير من

الناس.

ى ې ېژمن قوله تعالى: ستغفار، مستنبطان يُْكِثر من االوقد ذكر لي بعض مشائخنا أنه ينبغي لَمن سئل عن مسألة أ

، ژٻ ٻ پ پ پ ٻٱ ٻۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ۇئى ائ ائ ەئ ەئ وئ وئ ۇئ

Page 9: الخلاف.pdf

9

ۀ ہژلجهل كما قال تعالى: ألن اإلكثار من االستغفار يوجب زوال أثر الذنوب التي هي سبب في نسيان العلم وا

.ژۇڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۓھ ے ے ۓ ھہ ہ ہ ھ ھ

معاصيفأرشدني إلى ترك ال*** شكوت إلى وكيع سوء حفظي :وقد ذُِكَر عن الشافعي أنه قال ونور اهلل ال يؤتاه عاصي *** علم نوروقال اعلم بأن ال

لفتح اهلل على المرء. م حينئٍذ أن يكون االستغفار سببافال جر

يهب نوأسأل اهلل لي ولكم التوفيق والسداد، وأن يثبِّتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي اآلخرة، وأال يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأاب.لنا منه رحم ة إنه هو الوهَّ

وأخيرا أوالهلل رب العالمين والحمد

وصلى اهلل على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.