محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١١٩

موقف آسيلة بن لمزم من الفتح اإلسالمي للمغرب

] م٦٨٨ - ٦٧٢ =هـ ٦٩ - ٥٣ [

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية

قسم الجغرافيا - آلية الشریعة والدراسات اإلسالمية باألحساء المملكة العربية السعودیة

:ملخصالووضع كسيلة والرببر قبل الفتح اإلسالمي كما . بكسيلة البحث التعريف تناول

وموقفه ) م٦٨١ - ٦٧٤=هـ٦٢ - ٥٥(تناولت موقف كسيلة من أيب املهاجر دينار ، وألقيت الضوء على دور ) م٦٨٣ - ٦٨١ = هـ ٦٤ - ٦٢(من عقبة بن نافع

كسيلة والرببر يف الفتح اإلسالمي ، ووضحت موقف عقبة بن نافع من كسيلة ، وموقعة هتوذة، وموقف مسلمي الرببر من هذه املوقعة ، وأشرت إىل انسحاب املسلمني من القريوان ، واستيالء كسيلة عليها بعد ذلك ، وبينت موقف زهري بن قيس من

وذيلت البحث خبامتة أوضحت م٦٨٨ = هـ٦٩كسيلة وحلفائه يف واقعة ممس سنة .فيها أهم النتائج اليت مت التوصل إليها

:مقدمة

احلمد لله رب العاملني ، والصالة والسالم على سيد املرسلني سيدنا حممد وعلى :آله وصحبه والتابعني ، ومن سار على هنجه إىل يوم الدين وبعد

فقد حظيت الفتوح اإلسالمية يف جهة الشمال األفريقي بنصيب وافر من جهود ر حسني مؤنس مؤلف فتح العرب للمغرب ، الكتاب واملؤرخني احملدثني مثل الدكتو

والدكتور عبد العزيز سامل مؤلف تاريخ املغرب الكبري ، وغريهم من الرواد األفذاذ الذين كان هلم باع طويل يف هذا اجملال ، إال أن بعض املوضوعات مازالت حباجة إىل دراسة

٦٧٢ =هـ ٦٩ - ٥٣(موقف كسيلة من الفتح اإلسالمي للمغرب : متأنية فاحصة مثل

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٢٠

وكل ما كتب عنه أنه دخل اإلسالم وحسن إسالمه ، فأساء عقبة بن نافع ) م ٦٨٨ -معاملته وكان ذلك سببا يف فاجعة قبيلته هتوذة لذلك أردت تسليط الضوء على هذه

:الشخصية وحتليلها ، وتوضيح موقفها الصحيح من الفتح اإلسالمي مبينا ) .رته ، صفاته ، ديانتهنسبه ، أس. (التعريف بكسيلة

.وضع كسيلة والرببر قبل الفتح اإلسالمي ) .م٦٨١ - ٦٧٤ =هـ ٦٢ - ٥٥(موقف كسيلة من أيب املهاجر دينار

) . م٦٨٣ - ٦٨١ = هـ ٦٤ - ٦٢(موقف كسيلة من عقبة بن نافع .دور كسيلة والرببر يف الفتح اإلسالمي

.موقف عقبة بن نافع من كسيلة ).م٦٨٢ =هـ ٦٣سنة (موقعة هتوذة

.موقف مسلمي الرببر من هتوذة ) .م٦٨٣ =هـ ٦٤سنة (انسحاب املسلمني من القريوان

) .م٦٨٨ - ٦٨٤ =هـ ٦٩ - ٦٥(استيالء كسيلة على القريوان ) .م٦٨٨ =هـ ٦٩واقعة ممس سنة (موقف زهري بن قيس من كسيلة وحلفائه

.خامتة

تبارك وتعاىل أن يلهمين الصواب ، وجينبين الزلل ويف هناية هذه املقدمة أسأل اهللا يف القول والعمل ، وأن جيعل عملي خالصا لوجهه ، إنه ويل ذلك والقادر عليه ، وصلى

.اهللا على نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم

:تعريف بكسيلة

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٢١

يقتضي منهج البحث القاء الضوء على حياة هذا الرجل ، الذي أعلن إسالمه ، اتل يف صفوف املسلمني ، مث قلب ظهر اجملن وحارهبم ، فرمبا يظهر التعريف به بعض وق

.جوانب شخصيته الىت جعلته يقدم على ذلك

، ٦أكرب رؤساء الرببر . ٥ البرنسي٤الرببري ٣ األوريب٢بن لمزم ١فهو كسيلة إىل امرأة بربرية لقبت ، ولذا نسب إليهم، كما نسبه البعض ٨ والربانس٧وزعيم بربر أوربه

ويذكرون أن كسيلة " ١١.... بن بارو بنت ماتيه بنت تيفان١٠داهيا" وتسمى ٩بالكاهنةادعوهم آلبائهم هو ومن الناحية الشرعية ال جيوز انتسابه إليها ؛ لقوله تعاىل . ١٢ابنها

هنة كانت ومن الناحية التارخيية ال أصل هلذا من الصحة ؛ ألن الكا١٣...أقسط عند اهللا ومقرها األصلي جبل (١٤حتكم معظم الرببر املوجودين يف مشال أفريقية وهم جراوة

اليت أحندرت الكاهنة منهم ، يف حني حكم كسيلة بربر أوربة يف األراضي ١٥)أوراس ، بينما كان يدين كسيلة ١٧مث إن الكاهنة كانت تدين بالوثنية . ١٦الواقعة غرب تلمسان

، وكانا صغريا ١٩هنة ابنني فقط ، أحدمها ، امسه قويدر واآلخر يامني ، وللكا١٨بالنصرانية، مما يتبني معه أنه ال ) م٧٠١ - ٦٩٣ = هـ ٨٢ - ٧٤(السن وقت حركة الكاهنة

عالقة بني الكاهنة وكسيلة الرببري إىل جانب أن الكاهنة جاءت يف فترة متأخرة عن - ٦٩(الد املغرب ـ الثالثة لبكسيلة فقد عاصرت حسان بن النعمان يف موجة الفتوح

). م٦٩٥ - ٦٨٨ =هـ٧٦ ، حمبا للغدر واخليانة ، فقد أتلف ٢٠وكان كسيلة متوسط الطول كثيف اللحية

والدهاء من صفاته أيضا ، فحني . ٢١اآلبار اليت خلفها عقبة بن نافع يف طريقه لفتح املغربفض قتاله علما أنه كان يف ف مسلم تراجع عنه ورالآقرب منه عقبة بن نافع يف مخسة

مخسني ألفا من الرببر والروم ؛ حىت يتفرق عنه معظم أصحابه ويبقى يف عدد قليل فيمكنه .٢٢االنتصار عليه

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٢٢

والصرب على املكاره من الصفات اليت متيز هبا كسيلة ، فقد حتمل القيود اليت غلله .٢٣هبا عقبة بن نافع أثناء فتحه للمغرب

ومنها شدة البأس -أن كسيلة وافق الرببر يف معظم صفاهتم وجدير بالذكر ، مما جعلهم حيترمونه ويقدرونه وجيعلونه أمريا عليهم بعد موت أمريهم السابق -والقوة

.، وكان هلذه الصفات أثرها يف حياة كسيلة العسكرية ٢٤...)ستردير بن رومي (

:وضع كسيلة والرببر قبيل الفتح اإلسالمي

٢٥ر بربر أوربه قبل الفتح اإلسالمي يف املنطقة اجلبلية الواقعة بني تاهرتاستق ، واليت تتوسطها تلمسان ، وهذه املنطقة كانت منذ القدم مركزا للرببر الذين ٢٦ووهران

، كما كانت نقطة ٢٧تأثروا باحلضارة الرومانية ، وأخذوا صبغتها ومحلوا لواءها يف افريقية .اتصال بني الروم والرببر

كان حيكم الرببر حينئذ األمري ستردير بن رومي ، وبقي فيهم ثالثا وسبعني له مكانة كبرية بينهم ، فأحبوه مما يدل على أنه كانت. م ٦٧١ - ٥٩٨ - ٢٨سنة

خاصة وأنه بذل ما يف وسعه ليكون منهم قوة - خالل تلك الفترة -وأعلنوا له الطاعة ٢٩يقول أحد املؤرخني. يت هتدد أمنهم واستقرارهم عظيمة تقاوم األخطار اخلارجية ال

على درجة من القوة واالنتظام حيث حكمهم األمري ستردير ثالثا اكان بربر أورب" " .سنة وسبعني

، وهذا يعين أنه عاش بينهم زمنا طويال ٣٠وملا مات ستردير خلفه كسيلة الرببري ي ميكن أن خيلف ستردير ، ويسري على عرفوا خالله طباعه وسياسته ، وعلموا أنه هو الذ

سياسته ويبدأ من حيث انتهى ، فيواصل تطوير مستوى الرببر السياسي والعسكري ويهتم وعليه ال خنطئ إذا قلنا - أحالفهم -بالدفاع عنهم ، وحيقق اهلدف الذي رمسه مع الروم

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٢٣

وهذا معناه أنه مقاومة بيزنطية ، - يف الغالب -أن مقاومة كسيلة لألخطار اخلارجية .كان للروم يد يف حركة كسيلة

) :م٦٨١ - ٦٧٤ =هـ ٦٢ - ٥٥( ٣١موقف كسيلة من أيب املهاجر دينار

حرص أبو املهاجر دينار على سرعة الوصول إىل مكان كسيلة ومجاعته بربر أوربه يف غرب تلمسان ؛ خلوفه من استكمال استعداداهتم مع حلفائهم الروم ، واليت كان

منها مقاومة القوات اإلسالمية وطردها من أرض افريقية لتعود ملكا هلم وللروم اهلدف .كما كانت

لسبيطلة ٣٢وكان مجاعة من الرببر دخلوا االسالم بعد فتح عبد اهللا بن أيب السرحم ، وعز عليهم أن يروا هذه املؤامرات حتاك ضد اخواهنم املسلمني ٦٤٧ =هـ ٢٧سنة

مها مكتويف األيدي ، فرأوا أن يبعثوا هبذه األخبار إىل املسلمني العرب مث يقفوا أماليحبطوها ، ولعله تزامنت رغبة الرببر يف نشر اإلسالم يف ربوع افريقية مع خوفهم من قوة الروم الذين مل جيدوا الراحة واألمن يف ظلهم ، ونقلوا رغبتهم هذه إىل أيب املهاجر دينار ،

لتكون ٣٤ اليت أقامها عقبة بن نافع٣٣ك اإلقامة يف مدينة القريوان الذي عجل باملسري ، وترمركزا استراتيجيا يلجأ إليه املسلمون يف حالة مدامهة خطر الرببر والروم هلم ، ونزل

.٣٦- وقيل نزل بسبخة وبىن هبا - ٣٥بأرض تونس ذلك عن احراق أيب املهاجر للقريوان أو تدمريها ، وأن ٣٧ونرد ما قاله البعض

؛ فقضية تدمري مدينة كالقريوان أخذ بناؤها من ٣٨بايعاز من مسلمة بن خملد األنصاري غري وارد أصال، - وكانت نقطة النطالق املسلمني يف أفريقية -جهود املسلمني ما أخذه

سواء كان ذلك من مسلمة األنصاري أو مواله أبو املهاجر دينار ؛ ألن هذا التصرف يعترب يا يستبعد توقعه من األعداء ، فكيف ينسب إىل املسلمني ، كما نستبعد أن عمال ختريب

؛ إذ مل يكن ٣٩يقوم أبو املهاجر دينار ببناء مدينة جديدة غري القريوان كما أفاد ابن عذاريلديه الوقت الكايف لبناء مدينة أخرى ، أو مبعىن آخر مل يأت هلذا الغرض ، ولعله اختار

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٢٤

من القريوان، فأقام هبا مقرا لإلمارة ومسجدا جامعا ، وأضاف إليها مدينة أو قرية قريبة -بعض املنشآت الالزمة لعسكره ، وملا انتهى العمل فيها نقل الناس من القريوان إليها

فأقفرت القريوان وأوحشت -خلوفه على جنده من الراحة والدعة يف هذه املدينة احملصنة مث أمر الناس أن خيربوا القريوان "... ٤٠ل النويريربوعها ، وهذا ما نفهمه من قو

أي يتركوا القريوان لتصبح خرابا بدون سكان ، ويسكنوا مدينته لتعمر " ويعمروا مدينته .٤١بوجودهم

) أي القرية اليت نزهلا أبو املهاجر(ومساها " ... ٤٢كما يفهم من قول النويريفسد عمل عقبة يف القريوان ، وخيلد ذكره أن أبا املهاجر مل يقصد بعمله أن ي" بتكريوان"

، وترك املسلمون العرب ) بتكريوان(يف املكان اآلخر ؛ ألنه لو أراد ذلك ملا أمساها الرببر تسميتها وهم بناهتا ، وملا كان ذلك املكان اجلديد بربري األصل مل يستخلف أبو املهاجر

وفه على املسلمني من انقضاض الرببر ، خل٤٣دينار عليه عند مغادرته حامية تقوم حبراسته .والروم عليهم ، ورمبا كانت النواحي األمنية تدعوه للحذر وعدم اجملازفة ببقاء احلامية

وقد يكون هذا التصرف من أيب املهاجر دينار رغبة منه يف التقرب إىل الرببر . أجنبيا لبالدهم يف قرية من قراهم ، حىت يومههم أن قريوانه ال ميثل احتالالواإلقامة

لكن ما الدافع لتحرك كسيلة والرببر يف هذا الوقت ، وكانوا قد ركنوا إىل الراحة والطمأنينة قبل ذلك ؟

البد أن تأسيس عقبة بن نافع مدينة القريوان كان له األثر الواضح يف نفوس الرببر ريهم ستردير الذي الذين كانت تربطهم بالروم روابط وثيقة ، وكانوا حينئذ حتت حكم أم

مل يفكر يف عاقبة ذلك ، بل جدد عهده مع الرببر وضمن هلم احلماية واالستقرار يف ظل حكمه، وملا خلفه كسيلة يف احلكم استمر على نفس املنوال ، ورأى أن أسلوب الراحة والركون إليها ال حيقق ما يطمحون إليه ، فأشعر الرببر خبطورة املسلمني ، ومجعهم

إىل التعجيل باالستعدادات الالزمة للمواجهة ، إال أن أبا املهاجر استحث اخلطى ودعاهم

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٢٥

وعجل الوصول إليهم ملهامجتهم قبل أن يتحركوا ملقاومة املسلمني ، وكان لذلك النشاط الواضح يف التحرك أثره الفعلي ، ففتح كل ما مر عليه ، حىت انتهى إىل العيون املعروفة

.٤٤حنو تلمسان) املهاجرعيون أيب (بامسه فأجأت القوات اإلسالمية كسيلة والرببر يف غرب تلمسان ، فكان على كسيلة إما أن يغامر مع قواته اليت مل تستكمل بعد استعداداهتا ، ويلتقي بقوات نظمت نفسها واستعدت للقتال ، فينجم عن ذلك اخلسائر يف األرواح واألموال ، أو يقبل مبا عرضه

له سالمة الرببر ملهاجر دينار من الدخول يف اإلسالم مقابل أن يضمنعليه أبو ا .واستقرارهم

وأمام هذه الظروف مل يكن لكسيلة إال أن يعلن إسالمه حمافظة على نفسه ، وربما أنه أطمأن إىل أيب املهاجر دينار ، الذي رأى من احلكمة أال يشهر ٤٥ومجاعته

سالم ؛ لعلمه أن القائد املسلم داعية قبل أن يكون السالح يف وجهه حىت يدعوه إىل اإلادع إىل سبيل ربك باحلكمة واملوعظة احلسنة وجادهلم :قال احلق تبارك وتعاىل . مقاتال

.٤٦...باليت هي أحسن

وال شك أن أبا املهاجر كان بعيد النظر ، فقد علم مدى طاعة الرببر لكسيلة ، وأن يف اإلسالم يعين دخول الرببر ، وقد حتقق أليب املهاجر الناس على دين ملوكهم ، ودخوله

يقول أحد . لإلسالم مجاعته الرببر إعالنهما كان يصبوا إليه ، فقد تبع كسيلة بعد وال نزاع يف أن إسالم كسيلة كان حادثا عظيما له معناه وأثره البعيدان ، " ٤٧املؤرخني

ية الغرض األمسى من هذا الفتح وهو نشر يف تأداإلسالميفأما معناه فنجاح الفاتح االسالم ، وأما تأثريه فال نزاع يف أن كسيلة مل يسلم مبفرده ، وإمنا تبعه نفر كبري من

" .قومه

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٢٦

يظهر مما تقدم سر استجابة الرببر وكسيلة السريعة لإلسالم ، فبعد أن علموا أن وا به وأعلنوه ، يف الوقت الذي اإلسالم هو احلل األمثل للخروج من هذه الضائقة رحب

بيتوا فيه الردة والغدر باملسلمني ، باالتفاق مع حلفائهم الروم ، ولعل األحداث التالية .ستوضح ذلك

٤٨جيب أال ننسى أن الرببر قد اعتادوا الردة عن اإلسالم ، حىت أن ابن خلدون " ٤٩مؤنس نقال عن الباجيثنيت عشرة مرة ، وقال اارتد الرببر عن اإلسالم " يقول عنهم

مث ... أن كسيلة أسلم قبل محلة أيب املهاجر ، مث ارتد وخالف ومجع أمما من الرببر والروم إن أبا املهاجر حني وصل إىل : " ٥٠ويقول السالوي..." دخل اإلسالم مرة أخرى

٥١اغ، وقال الدب" تلمسان وظفر بكسيلة أظهر اإلسالم فاستبقاه أبو املهاجر واستخلصه

" .إن أبا املهاجر عقد حلفا أو صلحا مع كسيلة وأحسن إليه واختذه صديقا"وكان أبو املهاجر قد صاحل كسيلة والرببر على أن يقوم الرببر مبساندة القوات اإلسالمية أثناء فتحهم للمغرب ، ويقفوا إىل جانبهم يف حالة مدامهة الروم هلم ، وعدم

خر ، وإمداد املسلمني باملعلومات اليت حيتاجون إليها يف االعتداء من الطرفني على اآل .عملياهتم العسكرية املستقبلية

هـ ٦٢ - ٥٥(وإن عدم اشارة املصادر إىل كسيلة والرببر خالل والية أيب املهاجر لدليل على وجود حالة هدوء واستقرار بني الطرفني ، مما يفيد أن ) م ٦٨١ - ٦٧٤ =

صلح ، وساروا يف صفوف القوات اإلسالمية يقاتلون معهم الرببر نفذوا شروط الويفتحون البالد ، فكان هذا الصلح خري معني أليب املهاجر يف االستمرار يف الفتح كما

وعلى ذلك ميكن القول أن أبا املهاجر وفق يف ضمان . ٥٢أشار إىل ذلك ابن تغري بردي

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٢٧

، وكسب مودهتم ٥٣ل فترة واليته والء الرببرمبا كان بينه وبينهم من هدوء مؤقت خال .٥٤وضمن انضواءهم حتت لوائه وعدم احنيازهم إىل الروم

) :م ٦٨٣ – ٦٨١ =هـ ٦٤ - ٦٢(موقف كسيلة من عقبة بن نافع هـ ٥٠دة على عقبة بن نافع ، فقد توىل أمرها سنة ـ جديأفريقيـةمل تكن

مقاتل ، وهزم آالفرة من قبل اخلليفة معاوية بن أيب سفيان ، فدخلها يف عش٥٥م٦٧٠= ؛ -م ٦٧٢=هـ ٥٣ - وبىن مدينة القريوان ٥٦جيوش الرببر والروم هبا يف مواقع متعددة

لتكون قاعدة ارتكاز يف قلب البالد يوجهون منها احلمالت للفتح ونشر اإلسالم يف مداد القوات اإلسالمية على طول خطوط الغزو الساحلية ، بيد ، ولتكون مركزا إلأفريقية

مث ) م ٦٧٤ - ٦٧٠ =هـ ٥٥ - ٥٠ (٥٧أن والية عقبة مل تدم أكثر من أربع سنني خالفة ـوبعد أن توىل ال) م٦٨١ - ٦٧٤=هـ ٦٢ - ٥٥(توىل بعده أبو املهاجر دينار

، استقطع والية افريقية من مسلمة ٥٨م٦٨٣ - ٦٨٠ = هـ ٦٤ - ٦١ (يزيد بن معاوية ورد عقبة بن نافع -م ٦٨١ =هـ ٦٢ار سنة وعزل أبو املهاجر دين) وايل مصر(بن خملد

. مرة ثانيةأفريقيةإىل والية

قدم "٥٩ بعد واليته الثانية فتقولأفريقيةوتصور املصادر سياسة عقبة بن نافع يف عقبة إىل القريوان وقبض على أيب املهاجر دينار وأوثقه يف احلديد وصادر ما معه من

أمر بتخريب مدينة أيب املهاجر اليت بناها ، ورد الناس األموال ومجلتها مائة ألف دينار ، و ...".إىل القريوان

إنه تعمد خمالفة سياسة أيب املهاجر وهي التقرب إىل "٦٠ويقول أحد املؤرخني الرببر ومصانعتهم ، وأساء إىل زعيمهم كسيلة على الرغم مما أوصاه به أبو املهاجر

إن هم عقبه بن نافع كان منصرفا إىل "٦١آخر وقال " وتعريفه به أنه من ملوك الرببر

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٢٨

غليله بتخريب مدينة أيب أشفىبه ، وأن عقبة حتدي أيب املهاجر وإذالله وإذالل من الذ " .املهاجر اليت بناها

يظهر من هذه الروايات أن الشغل الشاغل لعقبة بن نافع االنتقام من أيب املهاجر .اإلسالمي جاء يف املرتبة الثانية والتشفي منه ، وأن تفكريه يف الفتح

لكن حني ننظر بروية جند أن القائد عقبة بن نافع كغريه من القادة اآلخرين مل يتجه ، أما عن أفريقيةإىل هذه البالد البعيدة إال هبدف الفتح ونشر الدين اإلسالمي يف ربوع

، إال ٦٢ قدومه إىل القريوانوضعه أليب املهاجر يف احلديد فهذا وإن صح فرمبا كان يف بداية .أنه مل يلبث أن أطلقه ؛ ملكانته عند املسلمني والرببر

فلم يكن هناك يف األصل مدينة ابتناها ) تيكروان(أما عن ختريب مدينة أيب املهاجر لإلمارةوبىن فيها قصرا ) تيكروان(أبو املهاجر ، وامنا كانت هناك قرية جاء إليها وهي

يعىن تركها وعدم ابقاء " ختريب عقبة هلا " ويظهر من كلمة ومنشآت عسكرية ،املسلمني فيها؛ وذلك ألنه رأى عدم صالحيتها للمسلمني ، فالقريوان هي املوقع املناسب

أي ملا أعاد " أنه أعاد الناس إىل القريوان وعمرها " ٦٣يقول ابن أيب دينار. واألصلح يه مبا عمله أبو املهاجر بعد قدومه إىل افريقية ، ورمبا الناس إليها عاد إليها العمران وهذا شب

كان كل من القائدين له اجتهاده ، فريى البعض البقاء يف مكان ، واآلخر يفضل االنتقال .عنه إىل مكان آخر؛ نظرا للمستجدات يف هذه املنطقة

املهاجر عقبة بن نافع لكسيلة ، فلم يكن هدفه التشفي من أيب إساءةولو نظرنا إىل من الذ به على حد قول بعض الروايات ، وإمنا خلوفه من انقالب الرببر عليه ، وإذالل

وعدم التعاون معه ، ولذلك أقدم على وضع كسيلة يف القيود عدة أيام ، وهددهم بقتله إن فكروا الغدر باملسلمني ، وهو بال شك اجتهد وأخطأ ، فكان ذلك سببا من أسباب

.ليه ، وهذا ما سنبينه فيما بعد نقمة الرببر ع

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٢٩

:٦٤دور كسيلة والرببر يف الفتح اإلسالمي الثاين

معظمهم ممن قدم معه من الشام ٦٥جهز عقبة بن نافع جيشا عدده مخسة عشر ألفا الرببر مع كسيلة ، ودار قبل خروجه حول القريوان ودعا هلا مسلموومصر ، يشاركهم

ها وامألها باملطيعني لك ، واجعلها عزا لدينك وذال على يارب امألها علما وفق: "قائالاحلرص على القرآن : مث مجع أوالده وأوصاهم بثالث خصال هي . ٦٦"من كفر بك

.٦٧الكرمي ، وترك الدين وأال يأخذوا العلم إال من أهله

، وعندها اصطدم جبيوش الروم وهزمهم رغم كثرة أعدادهم ٦٨مث يمم ناحية باغاية، فمنهم من هرب خوفا من املسلمني ومنهم ٦٩ وعددهم-اليت جتاوزت عشرين ألفا و-

وقتلهم قتال ٧٠من حوصر يف باغاية ، مث هزمهم مرة ثانية على وادي املسيلة بالزابذريعا، وغنم أمواهلم ، وغنم منهم خيال مل يروا يف مغازيهم أصلب وال أسرع منها من

وا تاهرت استغاث الروم برببر تاهرت ، فأجابوهم وحني وصل٧١نتاج خيل أوراسبعد أن محد اهللا تعاىل " ، فخطب عقبة بن نافع يف جيشه ، وقال يف خطبته ٧٢ونصروهم

أيها الناس إن أشرافكم وخياركم الذين رضي اهللا تعاىل عنهم وأنزل فيهم : وأثىن عليه على من كفر باهللا إىل يوم كتابه بايعوا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم بيعة الرضوان

باعوا أنفسهم من رب العاملني جبنته . القيامة وهم أشرافكم والسابقون منكم إىل البيعة يف مكانكم إليكمبيعة راحبة ، وأنتم اليوم يف دار غربة وإمنا بايعتم رب العاملني وقد نظر

أبشروا فكلما كثر العدو كان هذا ، ومل تبلغوا هذه البالد إال طلبا لرضاه واعزازا لدينه ، ف هلم وأذل إن شاء اهللا تعاىل ، وربكم عز وجل ال يسلمكم فالقوهم بقلوب صادقة أخزى

فان اهللا عز وجل جعلكم بأسه الذي ال يرد عن القوم اجملرمني ، فقاتلوا عدوكم على .٧٣"بركة اهللا وعونه واهللا ال يرد بأسه عن القوم اجملرمني

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٣٠

طبته ، وتشجعوا على قتال عدوهم ، حىت متكن عقبة من واستجاب جند عقبة خلالقضاء على كل مقاومة للرببر والروم يف املغرب األوسط ومضى متجها إىل طنجه فنصحه أبو املهاجر دينار أال يفعل ذلك ؛ ألن قبيلة أوربة الربانسية أسلمت بإسالم كسيلة ، وال

عث مع كسيلة أحدا ، فرفض عقبة ذلك يوجد ما يدعو إىل غزوها ، كما طلب منه أن يب؛ رغبة يف التأكد من إسالم بربر أوربه القاطنني يف طنجه ، ويف طريقه إليها ٧٤كله

.اصطدم جبماعة من الرببر ، فاهنزموا أمامه إىل احلصون واملعاقل الذي مل ) يليان(والبد أن أخبار املسلمني وانتصاراهتم وصلت إىل حاكم طنجة

، كما دله على مواطن الرببر ٧٥الن الطاعة لعقبة بن نافع منذ أن وصل بالده يتأخر يف إع، فقاتل ٧٦فيما وراء جبال األطلس ، وبفضل ذلك متكن من الوصول إىل مدينة وليلى

.الرببر وهزمهم

له مجوع من الرببر ، ، وهناك جتمعت٧٧مث سار خلف الفارين منهم إىل درعة، وظل ٧٨شهد الرببر مثله ، فهزمهم عقبة وقتل منهم أعدادا كبريا فقاتلها قتاال شديدا مل ي

ينتقل من نصر إىل نصر حىت وصل ساحل احمليط األطلسي ، ويف املاء وضع أقدام فرسه مث يارب لوال أن البحر منعين ملضيت يف البالد إىل مسلك : " رفع يديه إىل السماء وقال

.٧٩"فر بك القرنني مدافعا عن دينك مقاتال من ك

: ومما سبق يتضح يل أنه سار إىل جانب عقبة بن نافع طائفتان من الرببر ، األوىل أظهرت : والثانية . ٨٠له وقاتلت معه من أجل الدين اإلسالمي وهم بتر الرببرأخلصت . له وهم برانس الرببر ويف مقدمتهم كسيلة لعقبة بن نافع وأبطنت الغدرإخالصها

صة املواتية ، ليكثر مجعهم ويلتقوا حبلفائهم الروم ؛ لينتقموا من عقبة، وكانوا ينتظرون الفريؤيد ذلك االتصاالت اليت قام هبا كسيلة بأهله وذويه من الرببر منذ أن حترك من تلمسان،

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٣١

وقيل أنه -ليدبر معهم املكيدة لعقبة واملسلمني ، ولذلك جعلهم يتلفوا اآلبار خلف عقبة وافيهم بأخباره وأسراره ويرسم هلم املؤامرة األخرية اليت انتهت وأخذ ي-قام بإتالفها .مبصرع عقبه

والبد أن عقبة بن نافع كان يعلم هبذه التطورات ؛ مما دفعه إىل خمالفة أيب املهاجر ملا طلب منه أن يتراجع عن غزو طنجة ؛ ألن أهلها من برانس الرببر : األول : يف أمرين

حني طلب منه أن يعامل : الثاين ) هذا يفيد أنه شك يف إسالمهمو(أسلموا بإسالم كسيلة له من كسيلة معاملة طيبة، ألنه ملك يف قومه ، فرفض عقبة ذلك ، بناء على ما ظهر

.كسيلة والرببر، وأهان الرببر ، وشتت مشلهم على الطريق املمتد إىل السوس األقصى :موقف عقبة بن نافع من كسيلة بعد انتصاره

وجاءهم عقبة بن نافع - وقيل بعدها -سكر اجليش اإلسالمي قبل طنجة مبيلني ع ٨٢يقول املؤرخون. غنم ، وطلب منهم ذحبها وسلخها ، وأمر كسيلة مساعدهتم ٨١بذود

أتى عقبة بن نافع بذود غنم للعسكر فذبح الذود ، فأمر عقبة كسيلة أن يسلخ مع "، هؤالء فتياين وغلماين يكفونين ، فنهره عقبة ، أصلح اهللا األمري : له الساخلني، فقال

يف الشاة مسح يده بلحيته مما ٨٣قم ، فقام كسيلة مغضبا ، فكان كلما دحس: وقال له: له علق بيده من بلل ذلك ، وجعل املسلمون العرب ميرون عليه وهو يسلخ ويقولون

فمر به شيخ من املسلمني هذا جيد للشعر ؛ : يابربري ، ما هذا الذي تصنع ؟ فيقول أصلح اهللا األمري ما : كال إن الرببري ليتوعدكم ، فقال أبو املهاجر لعقبة : العرب فقال

جبابرة العرب ؛ ٨٤هذا الذي صنعت ؟ كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يستألف وأنت جتيء إىل رجل هو خيار قومه ٨٦ وعيينة بن حصن ٨٥كاألقرع بن حابس التميمي

ار عزه ، قريب عهد بالكفر فتفسد قلبه ؟ توثق من الرجل فإين أخاف فتكه ، فتهاون يف د إىل عقبة ، فقال له ٨٧به عقبة ، فلما انصرف نكث الرببر ما كانوا عليه ، وأقبلت النفرة

فزحف إليه عقبة ، فتنحى من بني يديه، فقالت " عاجله قبل أن جيتمع أمره: "أبو املهاجر

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٣٢

: فقال ؟آالفمل هترب من بني يديه وحنن يف مخسني ألفا وهو يف مخسة : الرببر لكسيلة أفريقيةإنكم كل يوم يف زيادة وهو يف نقصان ومدد الرجل قد افترق عنه ، فإذا طلب

... " .زحفت إليه وأهانه - مقدم الرببر -يتبني من ظاهر النص أن عقبة بن نافع أساء معاملة كسيلة

ن معسكر عقبة ومعه مجوع بربر أوربه الذين سرعان ما نقضوا عهدهم مع ففر كسيلة معقبة بن نافع ، وكون كسيلة منهم جيشا كبريا ملنازلة القوات اإلسالمية ، ولكن مل يرغب يف قتال املسلمني حىت يعود عقبة من غزوته ويبعث بالقوات اإلسالمية إىل الشرق

.سيطرة عليه فيصبح يف قلة من أتباعه فيسهل ال على تصرف عقبة بأنه كان يسعى لنقض سياسة أيب ٨٨ويعلق أحد املؤرخني

املهاجر من أساسها ، وهي سياسة أثبتت جناحا عظيما ، إذ انتهت بدخول عدد كبري من له بربر أوربه يف اإلسالم ، ويقول لو أن عقبة بن نافع تابع سياسة أيب املهاجر دينار لقدر

واحلقيقة أن عقبة مل . املغرب كله دون أن يريق كثريا من دماء املسلمني أن يستكمل فتحيكن يكره أبو املهاجر ليلغي سياسته كلها ؛ فقد عرف عقبة بتقواه وورعه ، وهو معذور

. فيما فعل بسبب كثرة ارتداد الرببر عن اإلسالم

الرببر إن املتأمل شخصية عقبة بن نافع يعرف أنه كان أعلم الناس بطبائع ٨٩ م ٦٧٤ – ٦٧٠ =هـ ٥٥ - ٥٠ أثناء واليته األوىل -ونفسياهتم، فقد عاش بينهم

وغزا بالدهم ودخل اإلسالم منهم عدد كبري ، وملا رجع عن بالدهم ارتدوا فأصبحت –فريقيه إذا أإن : " حني قال ٩٠الردة عن اإلسالم هلم عادة كما أشار إىل ذلك ابن عذاري

ىل اإلسالم ، فإذا خرج منها رجع من كان أجاب منهم لدين اهللا دخلها إمام أجابوه إويف . وهذا هو الدافع األساسي الذي دعا عقبة إىل بناء القريوان فيها " تعاىل إىل الكفر

أن - م ٦٨٤ - ٦٨١ = هـ ٦٤ – ٦٢ –هذا إشارة إىل أن عقبة علم يف واليته الثانية

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٣٣

وا اإلسالم وأبطنوا الغدر واخليانة مما جعله ال زعيمهم كسيلة ومجاعته من بربر اوربه أظهريأمن جانبهم ، ولذلك وضع كسيله يف القيود عند قدومه افريقيه ، باعتباره الرأس املدبر الذي خيشى خطره ، حىت ال يتمكن أصحابه من بربر أوربه من عمل أي شيء يضر

دهم مع عقبة وساروا باملسلمني ، وملا كانوا يعظمون زعيمهم كسيلة حافظوا على عه .معه يقاتلون يف صفوفه ، ولكنه حينما خرج على عقبه نكثوا عهدهم وهبوا معه مجاعات

من الرببر شعروا من قريب أو إسالمهولو أن املسلمني العرب أو غريهم ممن أخلص ، باحملافظة على الصلوات ٩١بعيد بأن كسيلة حسن إسالمه كما أفادت بعض املصادر

... اءة القرآن وذكر اهللا عز وجل والصالة على الرسول صلى اهللا عليه وسلم اخلمس وقرلبادروا إىل اقناع عقبة بن نافع بضرورة تغيري معاملته لكسيلة ، ومن املؤكد أن عقبة أحس

إهانتهبرائحة غدر وخديعة أو وجد من كسيلة ما يسيء إىل اإلسالم واملسلمني ، فأراد ه مبكانة املسلمني وقدرهم ، وهذا بالتأكيد زاد من حقده على واحلط من شأنه ؛ ليشعر

له بذبح الغنم وسلخها الدافع اإلسالم واملسلمني ، فاعتقد املؤرخون أن إهانة عقبة .األساسي لغدر كسيلة باملسلمني

أن كسيلة أوصى أتباعه أن يتلفوا اآلبار اليت " ٩٢وملا نقرأ قول الدكتور مؤنسطريق منذ مغادرته تلمسان نعلم بوضوح أن إهانة عقبة لكسيلة بذبح خيلفها عقبة على ال

، لكن األمر كان مدبرا له منذ انطالقه ٩٣الغنم وسلخها ليست السبب يف غضبه وغدرهإن الدالئل كلها ناطقة بأن كسيلة كان : "٩٤يقول أحد املؤرخني. من غرب تلمسان

يدبر معهم األمر خلالصه واالنتقام من على اتصال بآله وذويه من أول األمر ، وأنه أخذعقبة ، ولذا أوصى الرببر بتنفيذ مؤامرته ، فأمرهم بإتالف اآلبار اليت يتركها عقبة يف

وأمرهم أيضا بإظهار اإلخالص وحسن النية مبشاركة عقبة يف القتال ، وربما " طريقهإما أن : ا على قسمني أحس أتباعهم الرببر والروم من سكان املدن األخرى بذلك ، فكانو

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٣٤

، أو يصطدموا هبم وينهزموا أمامهم ، وأخذ يوافيهم ٩٥يفروا من وجوههم ميينا ومشاال .بأخبار عقبة وأسراره ويرسم املؤامرة األخرية اليت انتهت بقتل عقبة واملسلمني

وكانت قصة ذبح الغنم وسلخها فرصة عظيمة لكسيلة ليعلن للناس غضبه وسخطه له ، ولذلك وجدنا ويوهم املسلمني العرب أن غضبه بسبب معاملة عقبةعلى عقبة ،

مما اضطر معه أبو املهاجر ..." إن الرببري يتوعدكم : "شيخا من العرب فهم ذلك وقال .إىل حتذير عقبة من كسيلة

حينما طلب منه أن يعفيه من ذبح الغنم ٩٦أما ما ذكر عن عقبه وسبه لكسيلة ارد ، فاإلسالم ينهى عن السباب والشتائم ، وخاصة الذين يف موقع وسلخها فهذا غري و

القدوة والقادة ، كعقبة الذي عرف عنه التمسك باإلسالم وآدابه ، وكل ما دار بني وهذا قد ) ال: (الطرفني أن كسيلة طلب من عقبة اعفاءه من الذبح والسلخ فرفض وقال

؛ إذ ال ٩٨يف قيوده خالل حروب عقبة ونشك أن يكون كسيلة بقي ٩٧بينه ابن عذاري، كما ال ٩٩يستطيع املقيد أن يقوم بدفن اآلبار خلف عقبة بن نافع والقوات اإلسالمية

يتمكن مباشرة الذبح والسلخ ، وهل من املمكن ملن قيد يف احلديد أن يهرب بكل يسر إنسان أن ميارس املسلمني ، وما نريد قوله أنه من غري املمكن ألي وسهولة من معسكر

هذه األعمال الصعبة وهو يف احلديد ، والذي يظهر أنه حينما قدم عقبة بن نافع القريوان وخيانة من كسيلة ، فأراد أن يؤدبه بوضعه يف القيود عدة أيام كما شعر بوجود غدر ، مث يطلق سراحه؛ ليخوف بذلك مجاعته من برانس الرببر حىت ال ١٠٠أدب غريه قبل ذلك

، وإذا مت له ذلك هان عليه أمره ومل يلق له ١٠١ا يف الغدر كما فكر فيه من سبقهم يفكروتوثق من الرجل فإين أخاف " باال ، وهذا هو الذي دفع أبو املهاجر إىل أن يقول لعقبة

... " .فتكه فتهاون به عقبة

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٣٥

علم والبد أن هروب كسيلة من معسكر املسلمني كان يف حلظة غفلة منهم ؛ إذ لو املسلمون حبركة هروبه ملا تركوه يفعل ذلك ، كما كان بتدبري من برانس الرببر الذين

فريقيه باعتباره كان مسرعا يف أتلقفوه وأخفوا أمره ، وكان ذلك أثناء رجوع عقبة إىل طريقه ، فانشغل املسلمون عنه ، وكانت الفرصة مواتية ألن ينفذ كسيلة مرحلة ما قبل

أن يهاجم املسلمني يف القريوان يف حشود ضخمة ، ليدفع عقبة إىل األخرية ، وهيملا رجع عقبة "١٠٢ بإرسال من معه حلمايتها ، وينفرد به ، يقول ابن عبد احلكم اإلسراع

ويقصد به كسيلة ، يف ) أي الرببر( واجته إىل السوس خالفه رجل من العجم أفريقيةمن هري بن قيس ، فقاتاله قتاال شديدا ، فهزم ثالثني ألفا إىل عمر بن علي القرشي وز

."كسيلة : ١٠٤ سم٦٨٢ =هـ ٦٣سنة ١٠٣ موقعة هتوذة

ووصل إىل هناية السوس أفريقيةعد أن انتهى عقبة من مواصلة حلقة الفتوح يف ١٠٧عاد أدراجه إىل القريوان ، فمر بدكالة١٠٦ وأدخل أهل جزولة يف اإلسالم١٠٥األقصى

متنعوا وقاتلهم ،واستشهد من املسلمني عدد كبري ، فسمي هذا ودعا أهلها إىل اإلسالم فا ودعا أهلها إىل اإلسالم فامتنعوا أيضا ١٠٨ هسكورة املوضع مقربة الشهداء ، كما مر

، وهذا يفيد أن عقبة بن نافع كان حريصا على استغالل أية ١٠٩فقاتلهم وشتت مشلهم بدينه ، شديد اإلميانان عقبة قوي فرصة لنشر اإلسالم يف كل بقعة من بقاع افريقيه ، فك

احلماس لنشره ، ال جيد يف حياته سعادة تعادل سعادة اجلهاد يف سبيل اهللا ، ونشر راية .اإلسالم

وملا قرب عقبة بن نافع من املغرب األدىن علم أن كسيلة الذي كان قد فر من – زهري بن قيس عسكر املسلمني هاجم القريوان ، فأحزنه ذلك ؛ وبدأ يفكر يف مصري

واحلامية اليت معه ، لذلك عجل –الذي استخلفه عقبة على القريوان عند خروجه منها العودة ؛ لينقذ ما ميكن انقاذه ، خاصة بعد ما علم باحللف الذي عقده الرببر مع الروم

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٣٦

من أرض الزاب أذن ألصحابه ١١٠للقضاء على املسلمني يف افريقيه، وملا وصل مدينة طبنة، وال غرابة يف أن يأذن ١١١النصراف إىل القريوان فوجأ فوجأ ثقة منه مبا نال من العدوبا

بعدما أجنزوا من األعمال يف تلك احلملة ١١٢ إىل أهليهم وذراريهمباإلسراععقبة لرجاله .، خاصة وأهنم كانوا حمملني بالغنائم والسيب ١١٣اليت استمرت أكثر من سنة

الذي كان يف -بن قيس يف القريوان ، ومتكن زهري ووقع الصدام بني الرببر وزهري وهذا يدل على أن ١١٤ من احلاق اهلزمية بالرببر الذين كانوا يف ثالثني ألفا- آالفستة

الرببر مل يأتوا القريوان للحرب ؛ وإمنا جلذب عسكر عقبة إليها ، حىت إذا انصرف اجلميع .وه وقتلوه مع من بقي معه عنه وبقي يف قله من أصحابه تركوا القريوان وهامج

وكان على من بقي مع عقبة بن نافع من الرببر أن ينفذوا املرحلة األخرية من املؤامرة اليت رمسها كل من كسيلة والرببر والروم ، فيقنعوا عقبة مع أتباعه املسلمني

ليه إذا باالجتاه إىل اجلنوب الغريب للقريوان ناحية هتوذة ، حىت ال يستطيع جنده العثور ع .١١٥هو استنجد هبم

وكانت عيون الروم يف هذه النواحي تراقب عن كثب حتركات عقبة وأتباعه ، فراسلوا كسيلة الذي كان يقيم يف القريوان ، فتحرك مع ١١٦فعلموا أنه يف ثالمثائة فقط

فزحف اجلميع ليال حىت نزلوا بالقرب ١١٧الرببر وانضم الروم إليهم فأصبحوا مخسني ألفا وحني رأى هذه اجلموع الغفرية أيقن بقرب هنايته ، ومع ذلك زحف إىل ١١٨قبه من ع

خصمه كسيلة الذي تنحى عنه واحنرف عن طريقه حىت وصل أمام حصن رومي قدمي عند هتوذة كان الروم قد عسكروا فيه وجتهزوا للقاء عقبة ، واجتهد الروم يف اجتذاب

ابه وشتموه ورموه بالنبل واحلجارة ، وهو عقبة إىل حصنهم ، وطمعوا فيه وأغلقوا أبوزحف : " خطة كسيلة وحلفائه الروم قائال١٢٠، وأوضح النويري١١٩يدعوهم إىل اهللا تعاىل

ف، آالمل تنحيت من بني يديه وحنن يف مخسه : عقبة إىل كسيلة فتنحى عنه فقال الرببر له

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٣٧

رق عنه، فإذا طلب فقال إنكم كل يوم يف زيادة وهو يف نقصان ، ومدد الرجال قد افت ... " .ليه إافريقيه زحفت

وواضح أن مجوعا من الرببر والروم كانت هترع إىل صفوف كسيلة كل يوم فيزداد جنده ، بينما جند عقبة يف تناقص وقد انقطع طريق االمدادات إليه باحنرافه إىل هتوذة ،

ارب العريق ومجاعة وأصبح من العسري وصول مدد إليه ، وكان طبيعيا أال جيزع احمل من كثرة العدو وهوله ، فقرروا مواجهة - وفيهم أبو املهاجر دينار -. فرسانه الصغرية

احملنة ببطولة الشجعان ، فرتلوا عن خيوهلم وكسروا أجفان سيوفهم استطابة للموت على لك معظم األسر وحبا يف نيل الشهادة يف سبيل اهللا وقاتلوا حىت قتلوا مجيعا ، كما تؤكد ذ

يذكر أنه أسر نفر يسري ، فخلصهم صاحب ١٢٢، علما بأن بعضها١٢١الروايات .١٢٤، وبعث هبم إىل القريوان١٢٣قفصه

ال شك أهنا كانت مؤامرة رمست خطتها بدقة منذ خروج كسيلة من تلمسان سنة م ، فمن غري املعقول أن ٦٨٢ =هـ ٦٣إىل بداية خروجه عليه سنة . م ٩٨١ =هـ ٦٢

لة مخسني ألفا خالل يوم أو شهر ، والبد أن الروم كانوا ميثلون نسبة كبرية ، جيتمع لكسي الذين دخل هبم القريوان -ال تقل عن عشرين ألفا ، حيث زحف كسيلة يف الثالثني ألفا

وانضم معهم يف الطريق الروم للحلف الذي كان بينهم، والذي -وقتل منهم من قتل ، ورمبا استطعنا بذلك أن نفسر املقاومة ١٢٥لعرب يف افريقيةيدعو إىل مقاومة املسلمني ا

، وهي مقاومة من الرببر والروم واليت مل يسبق هلا ١٢٦الشديدة اليت لقيها عقبة يف مسريهمثيل فيما سلف من غزوات ، ناهيك عن احلقد والكراهية اليت كان يكنها الرببر يف

ملوا وقتلوا منهم مقتله عظيمة حىتنفوسهم للمسلمني ؛ باعتبارهم سيطروا على أرضهم .١٢٧كما أفادت بعض املصادر بذلك

وتقف املصادر يف احلديث عن دور كسيلة يف احلرب بني اجلانبني ، لكن الراجح أن كسيلة كان يلعب دورا خطريا ، فكان الرأس املدبر الذي مجع مجوع الرببر ؛ لتكون

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٣٨

، وهذا ١٢٨قام بقتل عقبة بن نافع بنفسهضربتهم للمسلمني قوية جدا ، كما أنه الذي من قلبه ، بل ويرى بعض املؤرخني اإلسالميدعونا إىل القول بأن كسيلة مل يتمكن

، إذ ال ميكن ملن بقي على إسالمه أن يدخل حربا غري "أنه ارتد عن اإلسالم : ١٢٩احملدثنيبر والروم على إهانة املسلمني ، كما أنه ال يتصور منه أن يوافق الربإخوانهمتكافئة ضد

عقبة بالشتم ورميه باحلجارة والنبل وهو يدعوهم إىل اهللا تعاىل وإىل رسوله صلى اهللا عليه أن يرى عقبة بن نافع يترجل عن اإلميان، وهل يعقل ملن كان يف قلبه ذرة من ١٣٠وسلم

فرسه ويصلي ركعتني قبل االستشهاد مث يبادر بقتله بنفسه مع من بقي معه من .١٣١لمنياملس

أما عن أيب املهاجر دينار فاملالحظ أن اخلالفات القدمية بينه وبني عقبه مل تقف حاجزا عن تقدميه النصيحة لعقبة ، فقد أشار عليه باصطناع كسيله ونبهه إىل سوء سياسته

، كما ١٣٢معه وذكره بسرية الرسول صلى اهللا عليه وسلم مع جبابرة العرب واستئالفه هلمفات الشخصية تناساها أبو املهاجر أمام الصاحل العام للمسلمني ، فهاهو قد أن هذه اخلال

، ١٣٣له أسباب النجاة وقت احلرب بني الطرفني ؛ ملا بينه وبني كسيلة من مودة تيسرتوأنا "... لكنه أىب أن يرجع ساملا ويهلك عقبة ، فطلب الشهادة كما طلبها عقبة وقال

. حيسب أليب املهاجر عند اهللا ويف سجل تارخيه وهذا كله١٣٤"أغتنم الشهادة مثلك :موقف مسلمي الرببر من هتوذة

أن قتل كسيلة لعقبة وأصحابه أفسد ما كان أمثر من جهود ١٣٥يعتقد البعض الفاحتني قبله ، وهذا يعين أن وقعة هتوذة قضت على كل أثر للمسلمني فيما فتحوه من

على بعض األثر السياسي ؛ ألن عمل عقبة مل يكن البالد ، لكن الواقع أنه رمبا كان قاضيا .سياسيا بقدر ما هو دينيا

فئتان ، فئة أسلمت حني رأت بناء عقبة للقريوان وطرده أفريقيةواملسلمون يف وأخرى مسعت أخباره وسارت معه وأسلمت على يديه مث ١٣٦...للحيات والسباع

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٣٩

لموا أيضا أو رمبا مالوا إىل اإلسالم ، نقلت أخباره إىل طوائف بعيدة من الرببر ، فأسوكانوا مجيعا على أهبة االستعداد للوقوف إىل جانبه ، لكنهم كانوا متخوفني من كسيلة وحلفائه الروم ، وبعد ما مسعوا حبادثة هتوذة وما جنم عنها ثارت محيتهم وأحدثوا ضجة

ا أقدم عليه كسيلة ، وأعلنوا سخطهم وغضبهم وعدم رضاهم مبأفريقيةكربى يف نواحي ، ١٣٧من قتله لعقبة واملسلمني فاهتزت البالد بسببهم وأصبحت نارا كما يقول املالكي

وبناء على ذلك ميكن اعتبار فاجعة هتوذة مكسبا عظيما للمسلمني العرب فيما بعد ، فقد أثارت حنق مسلمي الرببر على كسيلة، واستدرت عطفهم على العرب ، وجعلتهم فيما

.١٣٨يشعلون الثورة ضد قائدهم الرببري كسيلةبعد وإذا كان هذا حال املسلمني من غري العرب ، فمن باب أوىل أن يكون هذا

وخارجها ، ولعل يف كالم أفريقيةاملصاب ترك بالغ األثر يف نفوس املسلمني العرب داخل .ما يشري إىل ذلك " وعظم البالء على املسلمني" حني قال ١٣٩الدباغ

:م ٦٨٣ =هـ ٦٤املسلمني من القريوان سنة انسحاب

تركت أنباء هتوذة أثرا كبريا يف نفوس املسلمني من أهل القريوان ، وجعلتهم يف ضرورة البقاء يف القريوان والتصدي لكسيلة : األول : حرية من أمرهم ، وتنازعهم أمران

النسحاب من القريوان ؛ سرعة ا: وأتباعه ، وطلب الشهادة يف سبيل اهللا تعاىل ، والثاين ألهنم ال طاقة هلم بقتال هذه اجلموع الكثرية ؛ ألهنم سيدخلون حربا خاسرة ، ويكون

.مصريهم كمصري عقبة بن نافع ومن قتل معه قيل أن التابعني ويف مقدمهم حنش الصنعاين ، نظروا يف هذا الظرف العصيب الذي

الصاحل العام للمسلمني ال يتعارض مع اإلميان مير به املسلمون وقلبوا األمور ، ورأوا أن على -باهللا تعاىل وبقضائه وبقدره ، وأن احلكمة تقتضى املبادرة يف الرجوع إىل مصر

األقل تلك الفترة احلرجة ؛ لالستعانة بقوات أخرى ، ليمكنهم مواجهة كسيلة وحلفائه البلوي وطلب منه االنسحاب نش الصنعاين إىل نصيحة زهري حهبا، وانطالقا من ذلك بادر

العاجل مع بقية اجليش اإلسالمي إىل الشرق ؛ حىت ال يتعرض اجلميع لسيوف الرببر

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٤٠

املسلمني من أراد ريا معش: "وتكثر اخلسائر يف األرواح واملعدات ، وقال يف خطابه هلم .١٤٠"منكم القفول إىل مشرقة فليتبعين

ريا معش: " فقال - هتوذة مباشرة بعد كارثة-وقيل أن زهريا خطب يف الناس املسلمني إن أصحابكم قد دخلوا اجلنة وقد من اهللا عليهم بالشهادة فاسلكوا سبيلهم

وهذا هو األصل ؛ إذ ال ميكن ألمري مثل زهري البلوي أن . ١٤١"ويفتح اهللا لكم دون ذلك فادت بعض يصاب بالرعب أو الذعر واخلوف مث يدعو الناس إىل العودة إىل مصر كما أ

: بقوله ١٤٣يؤكد ذلك ابن األثري. ، بل حيث املسلمني على طلب الشهادة ١٤٢املصادر

... " .فلما علم زهري خبرب عقبة بن نافع يف هتوذة اعتزم القتال "

، فقد رأوا ١٤٤وكان من الطبيعي أن مييل الناس إىل رأي حنش الصنعاين ويتبعوه وعلموا أهنم قلة قليلة إذا -تل عقبة بن نافع قبل مق-بأعينهم كثرة جند كسيلة وأتباعه

، وعلموا أن اجلنود العائدون إىل القريوان بعد الغزو الطويل ١٤٥ما قورنوا بتلك احلشود مع عقبة بن نافع كانوا جمهدين جدا ، وعاجزين عن القيام بأي عمل آخر فترة من

تهم مييلون إىل العودة ، وجعلاإلجهاد وجاءت فاجعة هتوذة فأضافت الفزع إىل ١٤٦الزمنميال شديدا ؛ ألن لقاءهم بالعدو يعين إلقاء النفس إىل التهلكه ، واهللا تعاىل هنى عن ذلك

وال تلقوا بأيديكم إىل التهلكة: يف كتابه الكرمي بقوله ١٤٧.

أما زهري البلوي وأهل بيته فقد ختلفوا يف القريوان أياما قليلة مث ساروا خلف يكن هلم أن يواجهوا جحافل الرببر والروم ، ورمبا كان انتظارهم تلك ؛ إذ مل ١٤٨الناس

ومن مث ) يعين برقه(األيام جلمع ما تبقى لديهم من متاع ومستلزمات الرتول يف مكان آخر االطمئنان على حترك بقية الناس املوجودين يف القريوان ، علما أنه كان هناك من ختلف

. نها الحقا بعدهم من املسلمني ألهداف سنبي

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٤١

وترتب على انسحاب املسلمني العرب من القريوان أن أصبح املكان مهيئا لدخول أي قوة فيها والسيطرة التامة عليها ، وهلذا مل تستغرق سيطرة كسيلة وحلفائه عليها إال

.زمنا يسريا ؛ ألنه ال يوجد فيها حامية تدافع عنها

من أفريقيةاإلسالمي إىل برقة خروج أنه جنم عن انسحاب اجليش ١٤٩يظن البعضأيدى املسلمني العرب ، وضياع جهود أربعني سنة قضاها املسلمون يف فتح هذه البالد،

ملدة ال تتجاوز اإلسالميلكن األمر مل يكن كذلك ؛ فلرمبا خرجت افريقيه من يد اجليش على يد الفاحتني ، ألن اإلسالم قد انتشر١٥٠أربع سنني، ولكنها مل خترج من يد املسلمني

والدعاة الذين كانوا يسريون يف صفوفهم ، ومن مث ترك هؤالء بأفريقيه آثارا ال متحى من ، فأسلمت قبائل كثرية من الرببر وظلت البقية الباقية ١٥١جهة الدين واللغة ونشر الفضائل

، ولعل ١٥٢ممن اجليش يف برقة؛ استعدادا ملعاودة الكرة على كسيلة والرببر وتقليم أظافره بعد استشهاد عقبة بن نافع واملسلمني يؤكد ذلك ؛ ألن هذا يعين ١٥٣انقالب افريقيه نارا

أقلقها خرب مقتل عقبة واملسلمني ، كما أغضبها خروج أفريقيةأن مجاعات كثرية يف .١٥٤املسلمني من القريوان، والبد أن هذه اجلماعات إما بربرا مسلمني أو أنصارا هلم

) :م٦٨٨ - ٦٨٤ = هـ ٦٩ -٦٥(يلة على القريوان استيالء كسبات الطريق إىل القريوان مفتوحا أمام كسيلة وأتباعه ، إذ مل يبق هبا إال قلة من

، وبعض الرببر ، كما ١٥٦ والشيوخ والنساء واألطفال١٥٥املسلمني معظمهم من التجارخرون من زناته بقي فيها من الرببر كثري بعضهم من نفوسه وبعضهم من أهل درن واآل

.١٥٧وكلهم من أهل القريوان ومييلون إىل جانب املسلمني

والبد أن عيون كسيلة نقلت إليه هذه األخبار ، واليت شجعته على التقدم إىل م ، وملا دخلها مل جيد فيها مقاومة تذكر ، ٦٨٤=هـ٦٥القريوان ، وقدمها بالفعل سنة

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٤٢

إما أن يتخلص : ، وحتري يف أمرهم ١٥٨مانواستوىل عليها ، وهرع الناس إليه يسألونه األله القريوان كاملة ، أو يعطيهم األمان مجيعا وتصفوا) من املسلمني العرب والرببر(منهم

ولعله مال إىل األمان ) ناراأفريقيةعلى األقل يف هذه الفترة احلرجة اليت اشتعلت فيها ( : ألسباب منها

بعد ذلك العناء الذي مر به مع أتباعه الرببر اإلرهاقوأنه يف هذه الفترة أصابه التعب - بذبح الغنم وسلخها ، وانتهاء حبادثة بإهانتهبدءا من تلمسان ووضعه يف القيود ومرورا

هتوذة ومنها أنه وجد أن هناك صلة قرابة بني من أسلم من الرببر يف القريوان وبني قبائلها -

عليه قبائل الرببر القوية التابعة هلم ، ويعارضون ، وقتله هلم سيؤلب ١٥٩الضاربة حوهلاحكمه ، بل ورمبا كانت هنايته على أيديهم، وهذا يفيد أنه لو كان سكان القريوان من املسلمني العرب ملا تواىن كسيلة يف قتلهم والقضاء عليهم كما قضى على اخواهنم يف

.١٦٠هتوذة؛ وهذا ما حيثه عليه حلقائه من الرومضا عدم مقاومة سكان القريوان لكسيلة وجيشه ، وخروج زهري البلوي منها ومنها أي -

. األمان إعطائهممما شجعه على .والستمالتهم إىل جانبه واالنتفاع مبا يف أيديهم من األموال والثروات -ورمبا أيضا أن كسيلة بنقمة الرببر عليه بعد حادثة هتوذة أراد أن يأمن جانبهم مع -

تعددة ويكسب ودهم وطاعتهم على األقل يف هذه الفترة احلرجة ؛ حىت ال قبائلهم امل .تزيد نقمتهم عليه، وتكون العاقبة وخيمة

١٦١ لطرد املسلمني العرب من افريقيه كلها-ومنها أنه كان خيطط باالتفاق مع الروم -فأراد أن يضمن : وليس من صاحله أن يغضب سكان القريوان وقبائلها الضاربة حوهلا

هلذه األسباب مجيعا مال كسيلة . انضوائهم حتت لوائه إذا ما حترك لتحقيق هذا اهلدف .إىل األمان ألهل القريوان

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٤٣

- ٦٥(وملا دخل كسيلة القريوان عاش فترة استرخاء امتدت مخس سنوات ١٦٢، فقد انشغل املسلمون بوفاة اخلليفة يزيد بن معاوية) م٦٨٨ – ٦٨٤ =هـ ٦٩

، ١٦٤، الذي مل ميتد عهده أكثر من أربعني يوما مث تويف بعدها١٦٣وخلفه ابنه معاويه الثاين وظل عرش اخلالفة شاغرا ستة شهور ، قام خالهلا عبد اهللا بن الزبري بالدعوة لنفسه يف

وبايعه أهل احلجاز والعراق وخراسان ) م٦٩٢ - ٦٨٣ =هـ ٧٣ – ٦٤احلجاز م انعقد مؤمتر اجلابية وفيه متت ٦٨٣ =هـ ٦٤ ، ويف شهر ذي القعدة من سنة ١٦٥ومصر

الذي حارب املضريه الذين ) م ٦٨٤-٦٨٣ = هـ ٦٥-٦٤(بيعة مروان بن احلكم هـ ٦٥كانوا بزعامة الضحاك بن قيس يف موقعة مرج راهط يف شهر حمرم من سنة

نتصر مروان بن احلكم عليهم، وكان ذلك إيذانا هببوب ريح العصبية وا١٦٦م٦٨٤=القبلية يف أحناء البالد ، كذلك شغل مروان بن احلكم مبحاربة أتباع عبد اهللا بن الزبري يف

مصر إىل سلطان اخلالفة األموية ، ولكن مل يطل به العهد إعادةمصر واحلجاز ، وجنح يف ١٦٧م٦٨٤ =هـ ٦٥ احلجاز ومات يف شهر رمضان سنة للقضاء على حركة الزبريية يف

=هـ٨٦ - ٦٥فريقيه وخلفه ابنه عبد امللك سنة أقبل أن يقوم بأي عمل حاسم يف م الذي ويل اخلالفة األموية والبالد قد مزقتها العصبيات القبلية والفنت قد ٧٠٥ - ٦٨٤

.اجتاحتها من كل مكانل هذه الظروف أن جتند لكسيلة وحلفائه ومل يكن باستطاعة اخلالفة األموية يف ظ

أمور الدولة القريبة منها ، ولذا جند بإقرارجيوشا تطردهم هبا من القريوان ؛ النشغاهلا اضطر إىل مصاحلة ملك الروم ، - على سبيل املثال -اخلليفة عبد امللك بن مروان

، ١٦٨من جهة الشام ألف دينار كل مجعة ، مقابل الكف عن مهامجة املسلمني بإعطائه .حىت هتدأ األوضاع الداخلية يف البالد

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٤٤

- ٦٥(وقد توقفت املصادر عن ذكر حال القريوان خالل سيطرة كسيلة عليها ، مما يدل على استقرارها له لكن بقيت فئات من الرببر إما ) م٦٨٨ - ٦٨٤ =هـ ٦٩

ملسلمني يف هتوذة ، ناقمة على كسيلة ؛ لقتله عقبة وا-مسلمني أو مالوا إىل اإلسالم العداء ضد كسيلة إثارةوطرده هلم من القريوان ، إال أهنم رأوا أن احلكمة تقضي عدم

وحلفائه يف هذه الفترة العصيبة ، فقد أعطاهم األمان على أنفسهم وأهليهم وأمواهلم ، .كما أن األوضاع اليت متر هبا اخلالفة األموية ال تساعدهم على ذلك

:م٦٨٨=هـ ٦٩سنة ١٦٩) أو ممش -واقعة ممس ( بن قيس من كسيلة وحلفائه موقف زهري

كان زهري بن قيس يرغب يف عدم اخلروج عن القريوان عند تقدم كسيلة إليها ؛ ألهنا غدت بالدهم منذ أن فتحها عقبة بن نافع وبىن فيها املساجد واملنازل ، وصار هلم

، وهلم فيها طوائف كبرية من املسلمني أو من فيها حقوق كسب بعضها مبعاهدات ثابتة مييل كل امليل إىل عودة املسلمني ، ولكنه اضطر للخروج منها مع من خرج من املسلمني، واستقر يف برقة ، وهذا عني العقل ؛ ألن اشتباكه مع العدو وهو ال ميلك القوة الكافية

.١٧٠ربر وال جدوى النصر يؤدي إىل كارثة عسكرية حتل جبيشه دون مإلحراز

إىل السيطرة اإلسالمية؛ إلرجاعهاومن برقة بدأ زهري يعد العدة للعودة إىل القريوان من يد مستبد ككسيلة ، ومنذ الناشئألهنا بالدهم وليتخلص الشعب األفريقي اإلسالمي

يزيد بن معاوية ، إال أنه فوجئ خبرب وفاته وانفتاحاخلليفةوطئت قدماه أرض برقه كاتب أبواب الفتنة من كل جهة ،وبناء على هذه التطورات األخرية رأى التريث يف األمر وعدم

يؤرقه كل حني ، فلم يتردد يف إطالع والة أفريقيةاالستعجال، وبقي وضع املسلمني يف ، مما دفعهم إىل االجتماع خبليفة املسلمني مروان بن احلكم ، أفريقيةاألقاليم على أخبار

عادهتا إىل حوزة إ من يد كسيلة وحلفائه وأفريقية إلنقاذ أن يبعث اجليوش حيث سألوه

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٤٥

م ٦٨٥ =هـ ٦٥ واستجاب لذلك ، إال أن املنية وافته يف شهر رمضان سنة ١٧١املسلمني رغم املشكالت اليت صادفته منذ -قبل أن يسري إليها أحدا ، وعز على ابنه عبد امللك

حلفائه يسيطرون على القريوان بعد ما بذل املسلمون من أن يرى كسيلة و-توليه اخلالفة أجلها الغايل والنفيس، وبعد أن تشاور مع قادته واملقربني إليه فيمن يبعث إليها ، اجتمع رأيهم على تسيري زهري بين قيس ؛ ألنه صاحب عقبة بن نافع ، فقد صحبه منذ سنة

أعلم الناس بعقبة " زهري كما كان . أفريقيةم وشارك يف معظم فتوح ٦٦٣ =هـ ٤٣ولعل اختياره دون غريه؛ الكتسابه . ١٧٢"وأخربهم بسريته وتدبريه، وأوالهم بطلب دمة

.١٧٣ القتال يف هذا امليدانوممارستهخربة طويلة يف شئون الرببر

م إىل زهري ٦٨٨ =هـ ٦٩ أن اخلليفة عبد امللك كتب سنة ١٧٤ويذكر املؤرخون باخلروج إىل القريوان السترجاعها من يد كسيلة ، بن قيس وهو مقيم بربقة يأمره

باعتبارها بالدا إسالمية ، وهتتم اخلالفة بأمرها كما هتتم بالعراق واحلجاز ، فبعث زهري بن قيس إىل اخلليفة عبد امللك كتابا خيربه فيه بقلة من معه من الرجال واألموال وكثرة من

اخلليفة الناس إىل اجلهاد يف سبيل اهللا ، فسار اجتمع على كسيلة من الرببر والروم ، فدعا مل حتددهم املصادر وزودهم من أموال مصر فتقوى هبم زهري -عدد كبري من أهل الشام

م ؛ ألن املالكي ذكر أن ٦٨٨ =هـ ٦٩وسار معهم حنو القريوان يف ذي القعدة سنة .١٧٥عا بقرية قرشانه ونزلوا مجي-زهريا وصل القريوان عيد األضحى من السنة نفسها

، وهذا بالتأكيد أضعاف ١٧٦أما كسيلة فلم يقل جيشه عن مخس وأربعني ألفااجليش اإلسالمي ، وبالرغم من هذا أبدى ختوفا من املسلمني؛ ألنه خشي أن يقع بني خطرين؛ خطر داخلي متمثل يف مسلمي الرببر ومن مييل إليهم ، والذين قد يتحركوا ضده

إين ": ، وهذا يتبني من كالم كسيلة للمقربني إليه حني قال هلم ١٧٧ بن قيسانتصارا لزهريفإن هبا قوما من املسلمني هلم علينا عهود وحنن ) القريوان(رأيت أن أرحل عن هذه املدينة

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٤٦

وخطر خارجي متمثل يف اجليش . ١٧٨..."خناف إن أخذنا القتال معهم أن يكونوا علينا .اإلسالمي القادم من برقة

وكان كسيلة يتحاشى اللقاء باجليوش اإلسالمية داخل القريوان ، وعمل على مقابلتهم خارجها وحدد مكان اللقاء مبمس ؛ ملا اشتهرت به من التحصينات منذ القدم ،

، لاللتجاء إليها إذا ما دارت الدائرة ١٧٩ولوقوعها يف اجلنوب الشرقي من جبال أوراس الذي يقارب -للماء أمهيته الكبرية جليش كجيش كسيلة عليه، ولكوهنا تقع على ماء ، و

ولكن نرتل على موضع ممس وهي على : "١٨٠ ، ويف هذا قال كسيلة-اخلمسني ألفا املاء، فإن عسكرنا عظيم ، فإن هزمناهم إىل طرابلس قطعنا آثارهم ، فيكون لنا الغرب إىل

" .آخر الدهر، وإن هزمونا كان اجلبل منا قريب

بن قيس قد وصل قرية قرشانة ، وفيها وصلته أنباء تقدم كسيلة مع وكان زهريجنده إىل ممس ، فكان عليه أن يتحرك صوب القريوان ؛ ليطمئن من فيها من املسلمني عربا وبربرا بقدومهم وقرب الظفر بكسيلة وجيشه ، وحيثهم يف نفس الوقت على املسري

ا للقاء املصريي الذي سيحدد مستقبل الفتح يف استعداد. ١٨١معه حنو كسيلة وأتباعهفإن هزمناهم إىل : " املغرب كله ، كما أوضح ذلك كسيلة يف خطابه جلنده ، حيث قال

.١٨٢.. "طرابلس قطعنا آثارهم فيكون لنا الغرب إىل آخر الدهر

ذي منالعاشر(ووصل زهري بن قيس واجليش اإلسالمي باب القريوان يوم األحد الثالث (م وأقاموا عنده ثالثة أيام ، مث ارحتلوا صباح األربعاء ٦٨٨ =هـ ٦٩ ةسن احلجة

ناحية ممس فوصلوها آخر النهار ، وبات الناس يف مصافهم على حذر ) عشر ذي احلجةشديد ، ويف صباح يوم الرابع عشر التقى الطرفان ، واقتتلوا قتاال شديدا ، وكثر البالء يف

وقتلوا قتال ) الروم(ئر النصر للمسلمني ، وهزم كسيلة وحلفاؤه اجلانبني ، والحت بشا

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٤٧

، مما اضطر معه كسيلة إىل الرتول إىل ساحة املعركة ومباشرة القتال مع جنده ١٨٣ذريعا لرفع روحهم املعنوية، لكن اهللا تعاىل كان لكسيلة وجيشه باملرصاد ، وقتل كسيلة مع من

: قال احلق تبارك وتعاىل. دهم يف حنرهم ـ ، ورد كي، وخذهلم اهللا مجيعا١٨٤قتل من الرببروميكرون وميكر اهللا واهللا خري املاكرين

١٨٥.

وتفرق الرببر وحلق بعضهم باجلبال القريبة منهم ، خلوفهم من القتل على يد وهرب . ١٨٦"وإن هزمونا كان اجلبل منا قريب"املسلمني، وهذا يتبني من قول كسيلة

، وطاردهم زهري بن ١٨٧ع واحلصون ، ومن بقي اضمحل شأنهالبعض اآلخر إىل القال، مما دفع بالروم إىل أن حينقوا على املسلمني ، حيث هامجوا ١٨٨قيس إىل حدود طنجة

برقة، وقتلوا من املسلمني عددا كبريا ، فاستشهد زهري وكل من كان معه من املسلمني . ١٨٩م٦٩٥ =هـ ٧٦رضي اهللا عنهم سنة

يلة وحلفائه أن قضى زهري واجليش اإلسالمي على مقاومة وترتب على هزمية كسالرببر الربانس ، الذين محلوا لواء املقاومة ، وقاضيه آلمال الروم يف االستعانة بأهل البالد

.١٩٠على املسلمني العرب

كما أن هذا االنتصار أخاف الرببر بصفة عامة ، فهابوا قوة املسلمني ، وأصبحوا .حيسبون هلا ألف حساب

لتكون نقطة االرتكاز ) القريوان(وعاد املسلمون إىل قواعدهم يف أفريقية مرة أخرى يف الفتوح التالية بدال من برقة ، فقد اختذها حسان بن النعمان حاضرة ، وانساح منها

. حيارب الرببر والروم منتصرا عليهم

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٤٨

، ملا رأوه بعد كما ترتب على هناية كسيلة دخول عدد كبري من أتباعه يف اإلسالممن قبل زهري بن قيس، ) دعوة إىل اإلسالم(هزميته ومقتلهم وأسرهم من معاملة حسنة . فأعتقهم وحررهم فدخلوا يف دين اهللا أفواجا

خاتمة

احلمد هللا الذي بنعمته تتم الصاحلات ، والصالة والسالم على من بعثه اهللا :لفضل واملكرمات ، وبعد باملعجزات سيدنا حممد وعلى آله وصحبه أويل ا

فإنه بعد إلقاء الضوء على شخصية كسيلة وموقفه من الفتح اإلسالمي للمغرب :خنلص إىل النتائج التالية

مع املسلمني ، حيث أومههم بقبوله اإلسالم ، وكان قد الكاذبةبيان سياسة كسيلة :أوال اهلدف املنشود الذي كان أعلنه ؛ حمافظة على نفسه وأتباعه الرببر ؛ للوصول إىل .١٩١يسعى له ، وهو السيطرة على الغرب كله إىل آخر الدهر

إظهار تفوق كسيلة يف بعض الفترات على املسلمني بواسطة اخلداع والغدر، حني :ثانيا أتلف اآلبار اليت خلفها عقبة بن نافع يف طريقه لفتح املغرب من غري أن يعلم

تضييق اخلناق على اجليش اإلسالمي ، عند عودته املسلمون بذلك ؛ رغبة منه يف .من ذلك الطريق ، باعتبار أن املاء عصب احلياة

يف جذب الرببر إىل جانبه مبصانعته- خالل واليته - جناح أبو املهاجر دينار :ثالثا لزعيمهم كسيلة وبالتايل ضمن انضوائهم حتت لوائه وعدم احنيازهم إىل الروم ،

.وف اجليش اإلسالمي يقاتلون ويفتحون البالد فساروا يف صف نفي الشبه املغرضة اليت قيلت يف عقبة بن نافع وأيب املهاجر دينار بأن كال منهما :رابعا

كان حيقد اآلخر ، وحياول احلط من شأنه ، فكالمها عمل خلدمة اإلسالم وأهله ، لبشر ، وهي ال وإذا وجدت بعض اخلالفات الشخصية فتكاد تكون طبيعة بني ا

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٤٩

متحي حسناهتم اليت قدموها ، وإن نصح أبو املهاجر دينار املستمر لعقبة بن نافع .خري دليل على ذلك

ال خالف يف أن عقبة بن نافع أساء معاملة كسيلة حني قيده باحلديد وأمره بذبح :خامسا ما وأنأفريقيةالغنم وسلخها ، لكن يشفع له حرصه على الوجود اإلسالمي يف

.بكسيلة كان لتهديد الرببر إذا ما فكروا يف االنقالب على املسلمني فعلهبتر الرببر، وكانوا : كان يسري يف صفوف اجليوش اإلسالمية طائفتان من الرببر :سادسا

أنصار للمسلمني ؛ النتشار اإلسالم فيهم ، وبرانس الرببر ، وأظهروا إسالمهم ، ١٩٢املقاومة مع كسيلة ، ميدهم الروم بالعونالكفر ، ومحلوا لواء وأبطنوا

موقعة هتودة حقيقتهم اليت راح ضحيتها عقبة بن نافع مع عدد كبري وأظهرت يف .من املسلمني

أن كسيلة خالل استيالئه على القريوان أمن أهلها على أنفسهم وأمواهلم ؛ :سابعا بائل املقيمة حول القريوان ،ختوفامنهم ال حمبة فيهم ؛ لوجود قرابة بينهم وبني الق

وخشيته أن يثوروا عليه انتصارا لقراباهتم ، ولو كان أوضاع اخلالفة األموية .مستقرة ملا بقي كسيلة مسيطرا على القريوان شهرا واحدا

من القضاء على التحالف بني الرببر والروم ،- بفضل اهللا -متكن املسلمون :ثامنا .١٩٣ على االنسحاب إىل طنجةأجربوهم حىت وهزموهم يف عدة مواقع

، أفريقيةعزر انتصار املسلمني على كسيلة وجيشه من قوة اإلسالم واملسلمني يف :تاسعا بعدما كانت تكتمه خوفا على إسالمهافقد أعلنت طوائف كثرية من الرببر

، نفسها ، كما دخل اإلسالم مجاعات جديدة رأت عزة اإلسالم وذلة أعدائه .١٩٤فدخلوه طواعية وتذوقوه ، وأصبح منهم العلماء والقادة وغريهم

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٥٠

أن من أسلم من الرببر خالل هذه الفترة رفع اإلسالم من شأنه ، وأحس بذاته ، :عاشرا .بعد أن كان يعامل من قبل الروم على أنه من طبقة العبيد واالرقاء

يف املغرب ، وبداية ما يعرف ترتب على مقتل كسيلة استقرار املسلمني:حادي عشر بالفتح املنظم لبالد املغرب على يد حسان بن النعمان وموسى بن نصري وغريهم ،

. لفتح األندلس بعد ذلك مما مهد ويف ختام هذا اجلهد املتواضع أسأل اهللا تعاىل أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه

.حممد وعلى آله وصحبه أمجعنيالكرمي إنه مسيع الدعاء ، وصلى اهللا على سيدنا الهوامش

، حممد بـن ١٩٨ص ) م ١٩٢٠بغداد ، ( عبد الرمحن بن عبد اهللا بن عبد احلكم ، فتوح مصر وأخبارها )١(

، ٢٨ص ) م ١٩٤٨ لنـدن ، -مطبعة بريل (عذاري املراكشي ، البيان املغرب يف أخبار األندلس واملغرب ١م ) ٥٤٧خمطوط بدار الكتب املصرية ، رقـم (أمحد عبد الوهاب النويري ، هناية األرب يف فنون األدب

( أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهـد األمـان إحتاف أ ، أمحد بن أيب الضياف ، ٧١ ، ورقه ٢٢جزء طهران ، ( معرفة الصحابة علي بن األثري اجلزري ، أسد الغابة يف ) كسيلة(، وقيل ٨١ص ) م١٩٦٣تونس ،

( ، عبد الرمحن بن حممد الدباغ ، معامل اإلميان يف معرفة أهل القـريوان ٤٢١ ص ٣ج ) املطبعة اإلسالمية خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط ، ) أكسيل( ، وقيل ٤٦ ص ١ج ) م ١٩٦٨ ، مصر ، الطبعة الثانية

ابن اآلبار القضـاعي ، احللـة ) كسيل( ، وقيل ٢٥٣ص ) هـ١٤٠٥، الطبعة الثانية (حتقيق أكرم العمري .٤٦٥ص ) هـ ١٣٨١بريوت ، (السرياء

) ليـوم ( ، وقيـل ٢٨ ، ابن عذاري ، البيان املغـرب ص ١٩٨ابن عبد احلكم ، فتوح مصر وأخبارها ص ) ٢(كمـرم ، ( وقيـل ، ٤٩إبراهيم بن القاسم القريواين ، تاريخ أفريقية واملغرب ، حتقيق الكعيب ، تونس ص

ج ) هـ١٤٠٧الطبعة األوىل، بريوت، ( ، الكامل يف التاريخ ٤٢١ ص ٣أسد الغابة ج / ابن األثري ) لمرمج ) هـ١٣٩٩بريوت ، (عبد الرمحن بن حممد بن خلدون، العرب وديوان املبتدأ ) لزم( ، وقيل ٤٥٢ ص ٣ .٢٧١ص ) هـ١٤٠٣بعة األوىل، قطر، الط(حممد أمحد التميمي ، احملن ) هلزم(، وقيل ١٤٦ ص ٦

، الدباغ ، معامل اإلميان ، ج ٢١ص ) هـ١٣٧٠الطبعة األوىل ، تونس ، (عبد اهللا املالكي ، رياض النفوس )٣( .٤٦ ص ١

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٥١

، حسن حممود ، ليبيا بني املاضـي ١١٩ص ) م ١٩٦٩ ، ٣ط ( أمحد الزاوي ، تاريخ الفتح العريب يف ليبيا )٤(

.١١٠ص ) م ١٩٦١يا ، ليب( واحلاضر .٢٨ابن عذاري ، البيان املغرب ص )٥( .١١٩الزاوي ، تاريخ الفتح العريب ص )٦(ابن (جباية ، ونقاسة ، وجندونه ، وهكوجه ، ومزياته ، ورغبونة ، وديقوسة : ولد أورب بن برنس ، ومنهم )٧(

يف جملة البحث العلمي ، للتقي العلـوي أصول املغاربة ، حبث : ، وانظر ١٤٦ ص ٦خلدون ، العرب ، ج . وما بعدها ٤٨ص ) م١٩٨٠الرباط ، املعهد اجلامعي للبحث العلمي (

اجلزائر ، ( ، مبارك امليلي ، تاريخ اجلزائر يف القدمي واحلديث ١٤٦ ص ٦ابن خلدون ، العرب وديوان املبتدأ ج )٨( .٢٨ ص ٢ج ) م١٩٦٣

لذي يتعاطى اخلرب عن الكائنات يف مستقبل الزمان ويدعي معرفة األسـرار ، تعين لفظة الكاهنة أو الكاهن ا )٩(حركـة : (انظر . وظهرت حرفة الكهانة قبل اإلسالم ، فلقد كانت فاشية يف اجلاهلية وخاصة عند العرب

، حبث نشر يف جملة جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية ) الكاهنة يف املغرب وموقفها من الفتح اإلسالمي ) .هـ١٤١٨العدد العشرون ، رمضان ،

يعتقد البعض على رأي ضعيف أن هذا االسم يعترب صفة أو لقب أطلق عليها ؛ التصافها بالدهاء وهو الصفة )١٠(سعد زغلول ، تاريخ املغرب العريب من الفتح إىل بداية عصور االستقالل (األساسية عند السحرة واملشعوذين

حبيب اجلنحاين، القريوان عرب عصور ازدهار احلضارة ) دهيا( ، وقيل ٢١٧ ص ١ج ) م١٩٧٩القاهرة ، ( .٤١اإلسالمية يف املغرب العريب ، ص

٧ ج ١٠٩ ص ٦ابن خلدون ، العرب وديوان املبتدأ ، ج ( ابن مصكسري بن أفرد بن وصيال بن جراد ... )١١() هـ ١٣١٧الباب العايل ، (لغرب ، أمحد الطرابلسي ، املنهل العذب يف تاريخ طرابلس ا ١٠٩ ص ٩ص .٣٨٠ص

.٤٦٥ ، القضاعي ، احللة السرياء ، ص ١٩٨ابن عبد احلكم ، فتوح مصر وأخبارها ، ص )١٢( .٥األحزاب ، آية : سورة )١٣( .١٠٩ ص ٦ابن خلدون ، العرب وديوان املبتدأ ج )١٤(ال من قسنطينه ، وهي مفصولة عن اجلبال األخرى ، تقع األوراس على بعد حنو مثانني ميال من جباية وستني مي )١٥(

وممتدة على طول حنو ستني ميال ، تتاخم األوراس جنوبا صحراء نوميديا ، ومشاال بالد مسـيلة وسـطيف ، بريوت ، الطبعة الثانية ( ، ترمجة حممد احلجي أفريقيةاحلسن بن حممد الفاسي ، وصف (ونكاوس وقسنطينة

) .١٠٣، ١٠٢ ص ص ٢ج ) م١٩٨٣

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٥٢

قاعدة املغرب األوسط ومدينة عظيمة فيها آثار لألول كثرية تدل على أهنا كانت دار مملكة ألمـم سـالفة ، )١٦(

وما بعدها، حممد عبد املنعم احلمـريي ، ٧ ص ٢ ج أفريقيةالفاسي ، وصف (وبينها وبني وهران مرحلتان .١٣٥ص ) م١٩٨٤، بريوت ، ة الثانيةالطبع( عباس إحسانالروض املعطار يف خرب األقطار ، حتقيق

) .٣٥ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج (ب حتمله بني يديها على مجلها اخلاص هبا ـكان هلا صنم من خش )١٧( ، أمحـد الناصـري ٤٢١ ص ٣ ، ابن األثري ، أسـد الغابـة ، ج ٢٥١ابن خياط ، تاريخ ابن خياط ص )١٨(

ج ) هـ١٣٧٣الدار البيضاء ، (قصى ، حتقيق جعفر الناصري السالوي، االستقصا ألخبار دول املغرب األ .٨٠ ص ١

سعد زغلول ، تاريخ املغرب العريب (يفرن ويزديان : ، وقيل امسهما ٥٨الرقيق ، تاريخ افريقية واملغرب ص )١٩( ) .٢٣١ ص ١ج

ص ١ االميان، ج ، الدباغ ، معامل ٨٣ ص ١ ، السالوي ، االستقصا ج ١٤٦ ص ٦ابن خلدون ، العرب ج ) ٢٠(٥٣.

.١٩٨ابن عبد احلكم ، فتوح مصر وأخبارها ، ص ) ٢١( .٧٣ ورقة ٢٢ ج ١النويري ، هناية األرب م ) ٢٢( .٨١ أهل الزمان ص إحتافابن أيب الضياف ، ) ٢٣( ص ٦بتدأ ج ابن خلدون ، العرب وديوان امل (ابن بارزت بن بزريات ، وحكم هذا يف الرببر ثالثا وسبعني عاما ) ٢٤(

١٤٦. ( مدينة مشهورة من مدن املغرب األوسط على طريق املسيلة من تلمسان ، وهي مدينتان قدمية وحمدثه وتاهرت ) ٢٥(

، احلمريي ، ٧ ص ٢ج ) هـ١٤٠٤بريوت ، (ياقوت احلموي ، معجم البلدان ... (تعين اللبوءة بالرببرية .١٦ص ) م١٩٦٨اجلزائر ، (ريب تارخيه وثقافته ، رابح بونار ، املغرب الع١٢٦الروض املعطار ص

مدينة على الرب األعظم من املغرب ، بينها وبني تلمسان ليلة واحدة وهي مدينة صغرية على ضـفة البحـر ، ) ٢٦( ) .٦١٢ ، احلمريي ، الروض املعطار ص ٣٨٥ ص ٥ياقوت ، معجم البلدان ، ج (وأكثر أهلها جتارا

.١٦٦ص ) هـ١٣٦٦القاهرة ، (عرب للمغرب ، حسني مؤنس ، فتح ال ) ٢٧( .١٤٦ ص ٦ابن خلدون ، العرب وديوان املبتدأ ، ج ) ٢٨( .١٦٢حسني مؤنس ، فتح العرب للمغرب ، ص ) ٢٩( .١٤٦ ص ٦ابن خلدن ، العرب وديوان املبتدأ ، ج ) ٣٠( أفريقيـة ، استعمله على وأفريقية مصر قائد فاتح كان موىل لبين خمزوم ، وملا ويل مسلمة بن خملد األنصاري ) ٣١(

م ، واستشهد مع عقبة بن نافع يف معركة هتوذة بأرض الـزاب ٦٧٤/ هـ ٥٥بدال من عقبة بن نافع سنة

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٥٣

، حسني مؤنس ، ٨٠ ص ١السالوي ، االستقصا ألخبار دول املغرب األقصى ج (م ٦٨٢/ هـ ٦٣سنة

.٦ ص ٣عالم ج ، الزركلي ، األ١٧٦ - ١٥٦فتح العرب للمغرب ص هو أبو حيىي عبد اهللا بن سعد بن أيب السرح القرشي العامري ، فارس بن عامر بن لؤي ، أسـلم وحسـن ) ٣٢(

. م ٦٥٧/ هــ ٣٧ واليتها ، مث غزا أفريقية ، تويف سنة - ر -إسالمه ، شهد فتح مصر ، وواله عثمان ، حممد بن أيب دينار ، املؤنس يف ٩ ص ١ ، ابن عذاري ، البيان ج ٤٤ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج (

) . ٢٧ - ٢٦ ص -هـ ١٣٨٧ ، تونس ، الطبعة الثالثة –أخبار أفريقية وتونس ، حتقيق حممد مشام مدينة باملغرب تبعد عن تونس سبعني كيلو مترا ، وكانت أعظم مدينة باملغرب وأكثرهـا جتـارة وأمـواال ) ٣٣(

ابـن ( م ، واختذها قاعدة للمسـلمني ٦٧٢/ هـ ٥٣عقبة بن نافع سنة وأحسنها منازل وأسواقا ، بناها ، عبد املؤمن بن عبـد احلـق ، ٩٤ص ) القاهرة ، دار الكتاب اإلسالمي (حوقل النصييب ، صورة األرض

.١١٣٩ ص ٣ج ) هـ١٣٧٣ ، بريوت، ١ط (مراصد االطالع على أمساء األمكنة والبقاع قرشي ، من كبار القادة يف صدر اإلسالم ، ولد يف حياة النيب صـلى اهللا عليـه بن عبد القيس األموي ال .. ) ٣٤(

م ، مث ٦٧٠/ هـ ٥٠بن أيب سفيان افريقية سنة له ، بىن مدينة القريوان ، وواله معاوية وسلم وال صحبة والـروم م، ففتح مدنا عديدة ، ويف عودته قتله الرببر ٦٨١/ هـ ٦٢عزله وواله ابنه يزيد على املغرب سنة

، السـالوي ، ١٩ ص ١ابن عذاري ، البيان املغرب ج (م ٦٨٢/هـ ٦٣يف هتوذة من أرض الزاب سنة ) .٧٨ ص ١ دول املغرب األقصى ج ألخباراالستقصا

، أصلح بالدها هـواءا وأطيبـها مـاءا أفريقيةمدينة كبرية بأرض املغرب على ساحل البحر ، وقصبة بالد ) ٣٥(، زكريا حممـد ٨٧ص ) م١٨٨٩مطبعة بريل ، (يد اهللا ابن خرداذبة ، املسالك واملمالك عب(وأكثرها خريا

) .١٧٣ص ) بريوت ، دار صادر(القزويين ، آثار البالد وأخبار العباد ، ابن عذاري ، البيـان ( ، وهي على بعد ميلني مما يلي طريق تونس ٢٠ ص ١املالكي ، رياض النفوس ، ج ) ٣٦(

.٢٢ ص ١املغرب ج . أ٧٠ ورقة ٢٢ ج ١ ، النويري ، هناية األرب ، م ٢٢ ص ١ابن عذاري ، البيان املغرب ج ) ٣٧(، وأول من مجعت له مصر واملغرب يف عهد خالفة معاوية بن أيب ) م٦٢٢/هـ١(يكىن أبا سعيد ، ولد سنة ) ٣٨(

يف املساجد ، مات باملدينة سـنة سفيان وصدر من خالفة ابنه يزيد ، وهو أول من بىن املنائر لألذان للصالة ، أمحد ٣٨ ، ٣٧ص ص ) طبعة القاهرة (حممد يوسف الكندي ، الوالة وكتاب القضاة (م ٦٨١/هـ ٦٢

.٢٠٣ ، ٢٠٢ ص ص ٩ج ) هـ١٤١٤القاهرة ، (العسقالين ، االصابة يف متييز الصحابة .٢٢ ص ١البيان املغرب ج ) ٣٩( . أ ٧٠ ورقه ٢٢ ج ١هناية األرب ، م ) ٤٠( .١٢٨ص ) م١٩٨٢ ، اإلسكندرية ، الطبعة الثانية(عبد العزيز سامل ، تاريخ املغرب يف العصر االسالمي ) ٤١(

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٥٤

. أ ٧٠ ورقة ٢٢ ج ١هناية األرب ، م ) ٤٢(" حني سار إىل تلمسان مل يستخلف على قريوانه أحد أو مل يبق فيها إال شيوخ ونسـاء "قيل أن أبا املهاجر ) ٤٣(

) .٢١ ص ١، رياض النفوس ، ج املالكي ( ١ ، الدباغ ، معامل االميان ج ٢٨ ص ١ ، ابن عذاري ، البيان املغرب ، ج ٢١املالكي ، رياض النفوس ص ) ٤٤(

.٢ص ) م١٩٦٣اجلزائر ، (، مبارك امليلي ، تاريخ اجلزائر يف القدمي واحلديث ٤٦ص .١١١ ص ١ ج )م١٩٦٨الرباط ، (عبد الوهاب منصور ، قبائل املغرب ) ٤٥( .١٢٥النحل آية : سورة ) ٤٦( .١٧٦ ، ١٧٥حسني مؤنس ، فتح العرب للمغرب ص ) ٤٧( .١٠٣ ص ٦العرب وديوان املبتدأ ، ج ) ٤٨( .١٦٥فتح العرب للمغرب ، ص ) ٤٩( ٨٠ ص ١االستقصا الخبار دول املغرب األقصى ج ) ٥٠( .٤٦ ص ١ ، ج اإلميانمعامل ) ٥١( .٢٠٧ ص ١ج ) هـ١٣٨٣القاهرة ، (اهرة يف ملوك مصر والقاهرة النجوم الز ) ٥٢( .١٢٥ص ) هـ١٣٧٢القاهرة ، (المي يف القرن األول اهلجري ـشكري فيصل ، حركة الفتح اإلس ) ٥٣( .٣٦٧ص ) م ١٩٨٢بريوت ، ( عبد العزيز سامل ، تاريخ الدولة العربية ) ٥٤( .١٩ ص ١ابن عذاري ، البيان املغرب ج ) ٥٥( ) .١٩٦ابن عبد احلكم ، فتوح مصر وأخبارها ، ص (غدامس ، قفصة ، قصطيلية : منها ) ٥٦( .٢١ ص ١ابن عذاري ، البيان املغرب ، ج ) ٥٧(علي بن احلسني املسعودي ، مروج الـذهب ومعـادن (ومدة خالفته ثالث سنني ومثانية أشهر إال مثاين ليال ) ٥٨(

، عبد احلي ابن العماد احلنبلـي ، شـذرات ٦٦ ص ٣ج ) هـ١٤٠٦الطبعة األوىل ، بريوت ، (اجلوهر .٧١ ، ٦٦ ص ص ١ج ) بريوت(الذهب يف أخبار من ذهب

، الدباغ ، معامل االميـان ٢٣ ص ١ ، ابن عذاري ، البيان املغرب ج ٢٢ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ٥٩( .٤٧ ص ١ج

.٢٩ ص ١ابن عذاري ، البيان املغرب ، ج ) ٦٠( .١٣٤ ، ١٣٣عبد العزيز سامل ، تاريخ املغرب يف العصر اإلسالمي ، ص ) ٦١(

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٥٥

م وسجنه وقيده باحلديد ، حىت أتـاه ٦٧١ = هـ ٥١وذلك ألن أبا املهاجر أساء عزل عقبة بن نافع ، سنة ) ٦٢(

مصـر ابن عبد احلكـم ، فتـوح ... (الكتاب من اخلليفة معاوية بن أيب سفيان بتخلية سبيله وإرساله إليه ) .١٩٧وأخبارها ص

.٣٠ص ) هـ١٣٨٧ ، تونس ، الطبعة الثالثة( وتونس أفريقيةاملؤنس يف أخبار ) ٦٣( .م ٦٤٧ =هـ ٢٧جاء الفتح اإلسالمي األول للمغرب على يد عبد اهللا بن أيب السرح سنة ) ٦٤( .٤٣ ص ١ ج اإلميانالدباغ ، معامل ) ٦٥( .٢٣ ص ١ابن عذاري ، البيان املغرب ، ج ) ٦٦(عليكم بالقرآن فإن القرآن دليل على اهللا عز وجل ، وخذوا من كالم العـرب " ... وكان مما قال يف خطبته ) ٦٧(

وأوصيكم أال تداينوا ولو لبستم العباء ، فإن الدين ذل بالنهار وهم بالليل ، فدعوه ... ما يهتدي به اللبيب رمة يف الناس ما بقيتم ، وال تقبلوا العلـم مـن املغـرورين تسلم لكم أقداركم وأعراضكم ، وتبق لكم احل

املرخصني ، فيجهلوكم دين اهللا ويفرقوا بينكم وبني اهللا تعاىل ، وال تأخذوا دينكم إال مـن أهـل الـورع ٢٢ ص ١املالكي ، رياض النفوس ، ج ... " . واالحتياط فهو أسلم لكم ومن احتاط سلم وجنا فيمن جنا

.٤٨ ص ١ ج اإلميانمل ، الدباغ ، معا ، بني جمانة وقسنطينة عليها سور أزيل من حجارة ، وهلا ربض عليـه سـور ، أفريقيةمدينة كبرية يف أقصى ) ٦٨(

ص ١ وما بعدها ، ياقوت ، معجـم البلـدان ، ج ٨٤ابن حوقل ، صورة األرض ، ص (واألسواق فيه ٣٢٥. (

.٢٣ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ٦٩(يقع هذا اإلقليم يف مفازات نوميديا ، ويبتدئ غربا من ختوم مسيله ، وحيده مشاال جبال مملكة جباية ، وميتـد ) ٧٠(

شرقا إىل بالد اجلريد اليت توافق مملكه تونس ، وجنوبا إىل القفار اليت تقطعها الطريق املؤدية من تقـرت إىل الفاسـي ، ... (الربج، نفطه ، طولقـة ، دوش على مخس مدن ، بسكرة ، اإلقليموركله ، ويشتمل هذا

) .١٤٠ - ١٣٨ ص ٢ ج أفريقيةوصف .٢٥ ، امليلي ، تاريخ اجلزائر ص ٢٣ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ٧١( .٤٥١ ص ٣ابن األثري ، الكامل يف التاريخ ج ) ٧٢( .٤٩ ص ١ ، الدباغ ، معامل اإلميان ج ٢٤ ، ٢٣ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ٧٣( .١٣٨ ، عبد العزيز سامل ، تاريخ املغرب يف العصر اإلسالمي ص ٥٣ ص ١الدباغ ، معامل اإلميان ج ) ٧٤(قيل أن يليان كان من أشراف ملوك الروم وأعاظمهم وذوي العقل والدهاء فيهم ، فحني قرب عقبة من بالده ) ٧٥(

١ابن عذاري، البيان املغـرب ، ج (ى حكمه استلطفه واستعطفه ، وبعث له هدية عظيمة وسامله ونزل عل ) ٢٦ص

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٥٦

٣ ، ابن عبد احلق ، مراصد االطالع ج ٣٨٤ ص ٥ياقوت ، معجم البلدان ج (مدينة باملغرب قرب طنجة ) ٧٦(

) .١٤٤٥ص ٢ياقوت ، معجم البلدان ج (مدينة صغرية باملغرب من جنوب الغرب ، بينها وبني سجلماسة أربعة فراسخ ) ٧٧(

) .٥٢٣ ص ٢ ابن عبد احلق ، مراصد االطالع ج ،٤٥١ص .٢٧ ، ٢٦ ص ١ابن عذاري ، البيان املغرب ج ) ٧٨( ، وذكر أيضا يف عدة مراجع أخرى مع اختالف يف بعض األلفاظ ٢٧ ص ١ابن عذاري ، البيان املغرب ج ) ٧٩(

، ٢٥، ٢٤ ص ص ١ ج ، املالكي ، رياض النفوس ١٩٩ابن عبد احلكم ، فتوح مصر وأخبارها ص : منها .٨٢ ص ١ ، السالوي ، االستقصا ج ٥١ ص ١ ج اإلميانالدباغ ، معامل

وكان ابنه زحيك ، ومنه تشعبت بطوهنم فكانله من الولـد ) جد الربابرة البتر (وينسبون إىل مادغيس األبتر ) ٨٠( ) . ١١٤ ص ٦رب ج ابن خلدون، الع. . . (نفوس وأداس وضار ولوا : فيما يذكر نسابة الرببر أربعة

ابن منظور، لسان العرب . ( بني الثالث إىل التسع ، وقيل ما بني الثالث إىل العشر اإلبلالقطيع من : الذود )٨١( .١٦٨ ص ٣ج ) هـ١٣٧٤بريوت ، دار صادر ، (

١ج ابن عذاري ، البيان املغرب : ، وورد النص مع بعض التغيري يف ٢٦ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ٨٢( .٥٤ ، ٥٣ ص ص ١ ، ج اإلميانمعامل : الدباغ : ٢٩ص

حممد مرتضى الزبيدي ، تاج العروس مـن جـواهر القـاموس (أدخل يده بني جلد الشاة وصفاقها للسلخ ) ٨٣( .١٤٦ ص ٤ج ) بريوت ، دار الفكر(

ابن منظـور ، لسـان ( مهم أي يتألف وهو املدارة وااليناس ملن دخل جديدا يف اإلسالم ؛ ليثبتوا على إسال ) ٨٤( ) .١١ ص ٩العرب ، ج

أحد املؤلفة قلوهبم ، وفد على النيب صلى اهللا عليه وسلم وشهد فتح مكة وحنينا والطائف ، وقـد حسـن ) ٨٥(إسالمه ، وقدم مع وفد بين متيم على الرسول صلى اهللا عليه وسلم الذي ناداه من وراء احلجرة اخلاصة به أن

، بريوت الطبعة األوىل (حممد بن عبد الرب القرطيب ، االستيعاب يف معرفة األصحاب ... (دحمميا اخرج إلينا .١٩٣ ص ١ج ) ، دار الكتب العلمية

وحنينا والطائف ، أعطاه صلى اهللا عليه وسلم مكةالفزاري ، وفد على النيب صلى اهللا عليه وسلم وشهد فتح ) ٨٦(بريوت ، (حممد بن سعد، الطبقات الكربى ، ... (شركني يوم اخلندق ، وكان مع امل اإلبليف حنني مائة من

.١٥٣ ، ٧١ ص ص ٢ج ) دار صادر ) .٢٢٥ ص ٥ابن منظور ، لسان العرب ، ج (النفرة هي اجلماعة الذين ينفرون يف األمر ) ٨٧( .١٣٤عبد العزيز سامل ، تاريخ املغرب يف العصر اإلسالمي ص ) ٨٨(

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٥٧

.٢١ - ١٩ ص ١بيان املغرب ، ج ابن عذاري ، ال ) ٨٩( .١٩ ص ١ابن عذاري ، البيان املغرب ، ج ) ٩٠( .٧٠ ورقة ٢٢ ج ١النويري ، هناية األرب يف فنون األدب ، م ) ٩١( .١٨٧فتح العرب للمغرب ، ص ) ٩٢(زغلـول ، سـعد (مل يكن السبب الشخصي بني عقبة وكسيلة ليكفي لقيام حتالف بني الرببر والروم "وقيل ) ٩٣(

) .٢٠٣ ص ١تاريخ املغرب العريب ، ج .١٨٧ ، ١٨٢ ، ١٨١حسني مؤنس ، فتح العرب للمغرب ص ص ص ) ٩٤( .٤٨ ص ١ ج اإلميان ، الدباغ ، معامل ٢٣ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ٩٥( .٧٢ ورقة ٢٢ ج ١النويري ، خمطوط هناية األرب م ) ٩٦( .٢٩ ص ١البيان املغرب ، ج ) ٩٧( .٨١ أهل الزمان ص إحتافابن أيب الضياف ، ) ٩٨( ".أن كسيلة هو الذي كان يدفن اآلبار خلف عقبه "١٩٨ذكر ابن عبد احلكم يف فتوح مصر وأخبارها، ص ) ٩٩( ١ابن خياط ، تاريخ ابن خياط ج . ، وملك خاوار ) عاصمة اجلرمنيني (فقد أدب ملك ودان ، ملك جرمة ) ١٠٠(

.١٩٥احلكم ، فتوح مصر وأخبارها ، ص ، ابن عبد ٩٠ص قيل أن الرببر إذا دخل إليهم أمري أطاعوا وأظهر بعضهم اإلسالم ، فإذا عاد األمري عنهم نكثوا وارتد من أسلم ) ١٠١(

) .٣٢٠ ص ٣ابن األثري ، الكامل يف التاريخ، ج (م ٦٧٠/ هـ ٥٠منهم ، وكان ذلك يف سنة . ١٩٨فتوح مصر وأخبارها ، ص ) ١٠٢( ) هتـوذا ( ، وقيـل ٢٨٣ ص ١ابـن عبـد احلـق ، مراصـد االطـالع ، ج ) هتـوده (وقيـل . هتوذة ) ١٠٣(

، وهي مدينـة ٣٠ ص ١ ، ابن عذاري ، البيان املغرب ج ٨٧ابن حوقل ، صورة األرض ، ص ) هتودا(و، ومكاهنا ) تراتثالثة كيلو م (قدمية توجد إىل اجلهة اجلنوبية من األوراس ، بينها وبني البسكرة مرحلة فقط

، عبـد الوهـاب ٢٠٥ ، ٢٠٤سعد زغلول، تاريخ املغرب العريب ص (اآلن سيدي عقبة من أرض الزاب م ، تعريب ١٩١١ ، أتوري روسي ، ليبيا منذ الفتح العريب حىت سنة ١١٢ ص ١منصور ، قبائل املغرب ج

. ) ٥٦ص ) هـ١٣٩٤بريوت ، دار الثقافة ،الطبعة األوىل(خليفة التليسي .٢٠٨ ص ١ ، ابن تغري ، النجوم الزاهرة ، ج ٢٥١ابن خياط ، تاريخ خياط ، ص ) ١٠٤( ص ٣ياقوت ، معجم البلدان ، ج (كورة باملغرب مدينتها طرقله ، بينها وبني السوس األدىن مسرية شهرين ) ١٠٥(

) .٧٥٥ ص ٢ ، ابن عبد احلق ، مراصد االطالع ، ج ٢٨١الفاسي، وصـف (خم غربا جبل سوس ايلد ، ومشاال األطلس ، حيث تقع يف سفحه بالد عامرة بالسكان تتا ) ١٠٦(

) .١٤٤ ص ١افريقية ج

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٥٨

٢ياقوت ، معجم البلدان ، ج (بلد باملغرب متد بنهر أم الربيع مشاال وتنسيفت جنوبا وإىل غرهبا البحر احمليط ) ١٠٧(

) .٤٥٩ص الة غربا وتنتـهي شـرقا عنـد هنـر تنسـيفت يف سـفح جبـل بلد باملغرب تبدأ من التالل املتامخة لدك ) ١٠٨(

ص ١ ، ج أفريقيـة الفاسي ، وصـف ( أدماي ، وتتاخم مشاال وادي العبيد الفاصل بني هسكورة وتادال ١٦٣. (

.٢٨ ص ١ابن عذاري ، البيان املغرب ، ج ) ١٠٩(وهي أعظم بالدها ، بينها وبـني املسـيلة ، مما يلي املغرب على صفة الزاب الكبري ، أفريقيةبلدة يف طرف ) ١١٠(

ابن عبـد احلـق ، ( ، ومل يكن من القريوان إىل سجلماسة مدينة أكرب منها ) ستة كيلو مترات (مرحلتان ) .٣٨٧ ، احلمريي ، الروض املعطار ، ص ٨٧٩ ص ٢مراصد االطالع ، ج

، ويف ٨٣قصا الخبار املغرب األقصى ص ، السالوي ، االست ٤٥٢ ص ٣ابن األثري ، الكامل يف التاريخ ج ) ١١١( .١٤٦ ص ٦ابن خلدون ، العرب وديوان املبتدأ ج " ثقة مبا دوخ من البالد وأذل من الرببر " رواية

" . إىل أحيائهم والبدار إىل عياهلملإليابفتفرق عنه جيشه " ويقول ٢٨ ص ١ابن عذاري ، البيان املغرب، ج ) ١١٢( " .مكث عقبة يف املغرب ثالث سنوات " ٣٠ ص ١بيان املغرب ، ج يقول ابن عذاري، ال ) ١١٣( .١٩٨ابن عبد احلكم ، فتوح مصر وأخبارها ص ) ١١٤( .١٩٨حسني مؤنس ، فتح العرب للمغرب ص ) ١١٥( ، الطرابلسي ، املنهل العذب يف تاريخ طرابلس الغرب ص ١٤٦ ص ٦ابن خلدون ، العرب وديوان املبتدأ ج ) ١١٦(

" مخسـة آالف " ، وقيـل ١٢٦ ، ١٢٥ ص ص ٢ ، الزاوي ، تاريخ الفتح العريب هـامش ٣٣ ، ٣٢ص ، والبن عذاري روايـة ٢٩ ص ١ ، ابن عذاري ، البيان املغرب ج ٢٦ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج

".يف نفر يسري"وقيل " مجع قليل " أخرى وهي ، الدباغ، معامل اإلميان ٢٩ ص ١يان املغرب ، ج ، ابن عذاري ، الب ٢٦ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ١١٧(

. .٥٤ ص ١ج .٢٥ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ١١٨( .٢٥ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ١١٩( .٧٣ ، ٧٢ ورقة ٢٢ ج ١هناية األرب يف فنون األدب ، م ) ١٢٠( ، ابـن أيب دينـار ، ٧٣ ورقة ٢٢ج ١ ، النويري ، هناية األرب م ٢٧ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ١٢١(

، امليلي ، تاريخ اجلزائر ، ج ٥٢ ص ١ ، الدباغ ، معامل اإلميان ج ٣٢املؤنس يف أخبار أفريقية وتونس ص .٢٦ ص ٢

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٥٩

.٢٠٨ ص ١ ، ابن تغري بردي ، النجوم الزاهرة ج ١٤٦ ص ٦ابن خلدون ، العرب وديوان املبتدأ ج ) ١٢٢(ريقية من ناحية املغرب من عمل الزاب الكبري ، وهي قدمية جدا بناها الرومان باحلجر بلدة صغرية يف طرف أف ) ١٢٣(

الفاسي ، وصف .. ( م ، ودمر أسوارها ٦٤٦/ هـ ٢٦العظيم فتحها عبد اهللا بن سعد بن أيب السرح سنة ) .١١١٣ ص ٣ ، ابن عبد احلق ، مراصد االطالع ، ج ١٤٣ ص ٢ ج أفريقية

ابن خلدون ، ٢٠٨ ص ١ ، ابن تغري بردي ، النجوم الزاهرة ج ٢٩ ص ١لبيان املغرب ج ابن عذاري ، ا ) ١٢٤( .٢٨ ص ٢ ، امليلي ، تاريخ اجلزائر ، ج ١٤٧ ص ٦العرب وديوان املبتدأ ج

بروكلمان ، تاريخ الشعوب اإلسالمية ( لقد نظم كسيلة باالتفاق مع احلاميات البيزنطية املقاومة ضد العرب ) ١٢٥( ) .١٢٧ص

.١٨٣ ، ١٨٢حسني مؤنس ، فتح العرب للمغرب ص ص ) ١٢٦( .٤٥١ ص ٣ابن األثري ، الكامل يف التاريخ ج ) ١٢٧( .٤٢١ ص ٣ابن األثري ، أسد الغابة ، ج ) ١٢٨( ، مصـر ، مكتبـة النهضـة ، الطبعة الرابعة (أمحد شليب ، موسوعة التاريخ اإلسالمي واحلضارة اإلسالمية ) ١٢٩(

، حممد مصطفى النجار ، فتوحات اإلسالم يف افريقيـة واملغـرب ١٢٢ ، ١٢١ ص ص ٤ج ) م١٩٧٣ـ ١٣٨٧ ، القاهرة مكتبة النهضة ، ١ط (واألندلس ، ، حممد ضياء الدين الريس ، عبد امللك ١٨ص ) ه

، حسن حممود ، ليبيا بني املاضي واحلاضر ٢٠٠ص ) م ١٩٦٩ ، القاهرة ، ٢ط (بن مروان والدولة األموية ، عبد اللطيف حممود الربغوثي، تاريخ ليبيا اإلسالمي من الفتح اإلسـالمي ١١١ص) هـ١٣٨١ليبيا ، (

.٥٨ ص ٢هامش ) هـ١٣٩٢بريوت ، دار صادر ، (حىت بداية العصر العثماين .٥٢ ص ١ ، الدباغ ، معامل اإلميان ، ج ٤٥٢ ص ٣ابن األثري ، الكامل يف التاريخ ، ج ) ١٣٠( ، الدباغ ، معامل اإلميان ج ٤٢١ ص ٣ ، ابن األثري ، أسد الغابة ، ج ٢٧ ص ١ ، رياض النفوس ج املالكي ) ١٣١(

..٥٤ ص ١ .٢٦ ص ٢امليلي ، تاريخ اجلزائر ، ج ) ١٣٢( .٤٦ ص ١الدباغ ، معامل اإلميان ، ج ) ١٣٣( .٢٧ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج )١٣٤( .٢٠٤حسني مؤنس ، فتح العرب للمغرب ص ) ١٣٥(أيتها السباع ارحلوا فإنا أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسـلم ، " قيل أن عقبة وقف على األرض وقال ) ١٣٦(

فنظر الناس ذلك اليوم إىل أمر عظيم ، نظروا إىل السباع خترج حاملة أشباهلا والذئاب حتمـل اجراءهـا ، .٧ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ..." واحليات حتمل أوالدها

.٢٨ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ١٣٧(

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٦٠

.١٨ واألندلس ، ص أفريقيةحممد النجار ، فتوحات اإلسالم يف ) ١٣٨( .٥٥ ص ١معامل اإلميان ، ج ) ١٣٩( .٣١ ص ١ابن عذاري ، البيان املغرب ، ج ) ١٤٠( مع تغـيري يف ٤٦٥ ص ، وافق ذلك القضاعي يف احللة السرياء ٣٠ ص ١ابن عذاري ، البيان املغرب ، ج ) ١٤١(

.بعض األلفاظ .١٤٧ ص ٦ ، ابن خلدون ، العرب وديوان املبتدأ ج ٢٨ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ١٤٢( ، عبد الوهاب منصـور ، ٢٩ ص ٢امليلي ، تاريخ اجلزائر ج : وعليه ٤٥٢ ص ٣الكامل يف التاريخ ، ج ) ١٤٣(

.٧٣ ورقه ٢٢ ج ١رب ، م ، النويري ، هناية األ١١٢ ص ١قبائل الغرب ، ج .٣١ ص ١ابن عذاري ، البيان املغرب ، ج ) ١٤٤( .قادة كسيلة مخسة وأربعون ألفا ، وكان املسلمون يف عشرة آالف ) ١٤٥( .٢٠٥حسني مؤنس ، فتح العرب للمغرب ص ) ١٤٦( .١٩٥البقرة آية : سورة ) ١٤٧( .٨١ابن أيب الضياف ، احتاف أهل الزمان ص ) ١٤٨( ، عبد العزيز سامل ، تاريخ املغرب يف العصر اإلسـالمي ٢٠٧ ص ١سعد زغلول ، تاريخ املغرب العريب ج ) ١٤٩(

.١٤٦ص .١٢٨شكري فيصل ، حركة الفتح اإلسالمي ، ص ) ١٥٠( .١٨ واملغرب واألندلس ص أفريقيةحممد النجار ، فتوحات اإلسالم يف ) ١٥١( .١٢٨ ص شكري فيصل ، حركة الفتح اإلسالمي ، ) ١٥٢( .٣٢ وتونس ص أفريقيةابن أيب دينار ، املؤنس يف أخبار ) ١٥٣( .٢١١حسني مؤنس ، فتح العرب للمغرب ص ) ١٥٤( .٥٥ ص ١ ، ج اإلميانمعامل ) ١٥٥( .٢٨ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ١٥٦( .٢٠٦حسني مؤنس ، فتح العرب للمغرب ص ) ١٥٧( .٢٨ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ١٥٨( .١١١حسن حممود ، ليبيا بني املاضي واحلاضر ص ) ١٥٩( .٢٠٦حسني مؤنس ، فتح العرب للمغرب ص ) ١٦٠( .١٢٧بروكلمان ، تاريخ الشعوب اإلسالمية ، ص ) ١٦١(

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٦١

ص ١ابن العماد احلنبلي ، شذرات الـذهب ، ج (م ٦٨٣/ هـ ٦٤م وتويف سنة ٦٧٩/ هـ ٦٠توىل سنة ) ١٦٢(

٧١ ، ٦٥. ( حممد بن جرير الطربي ، تاريخ األمم وامللوك ، حتقيق حممد أبو (بالشام ) م٦٨٣/ هـ ٦٤خلالفة سنة بويع با ) ١٦٣(

) .٥٠١ ص ٥) بريوت ، دار سويدان(الفضل إبراهيم هـ ، بـريوت ، دار الكتـب ١٤٠٦ ، ١ط (علي بن احلسني املسعودي ، مروج الذهب ومعادن اجلوهر ) ١٦٤(

بريوت ، دار بـريوت للطباعـة (أيب يعقوب اليعقويب ، تاريخ اليعقويب ، أمحد بن ٨٨ ص ٣ج ) العلمية .٢٥٤ ص ٢ج ) والنشر

ابن خياط ، تاريخ ابـن خيـاط ص ( م ٦٨٣ =هـ ٦٤وكانت البيعة يف شهر رجب لسبع خلون من سنة ) ١٦٥(٢٥٧. (

. ١٠٤ ص ٣ ، املسعودي ، مروج الذهب ج ٥٣٤ ص ٥الطربي ، تاريخ األمم وامللوك ج ) ١٦٦( .٢٥٧ ص ٢ ، اليعقويب ، تاريخ اليعقويب ج ٦١٠ ص ٥الطربي ، تاريخ األمم وامللوك ج ) ١٦٧( .٣٨٠عبد العزيز سامل ، تاريخ الدولة العربية ص ) ١٦٨( مدينة بيزنطية حصينه قدمية ، وهي واقعة على اجلنوب الشرقي من جبـال أوراس Mammaممش أو ممس ) ١٦٩(

، حسني مؤنس ، فتح العرب للمغـرب ، ص ٧٣ ، ورقة ٢٢ ج ١ األرب ، م النويري ، هناية ( باجلزائر ).٥٩ ، عبد اللطيف الربغوثي ، تاريخ ليبيا اإلسالمي ص ٣ ، هامش ٢٢٠

.١٥٤ ص ١ج ) هـ ١٣٨٦ بريوت ، الطبعة األوىل،( حممود شيت خطاب ، قادة فتح املغرب العريب ) ١٧٠( .٢٩ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج )١٧١( ، الدباغ ، معامل ٧٣ ورقة ٢٢ ج ١ ، النويري ، هناية األرب م ٣١ ص ١ابن عذاري ، البيان املغرب ، ج ) ١٧٢(

. ٥٧ ص ١اإلميان ج .١٩ واملغرب واألندلس ، ص أفريقيةالنجار ، فتوحات اإلسالم يف ) ١٧٣( .٥٦ ص ١ ، الدباغ ، معامل اإلميان ج ٢٩ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ١٧٤(مل أجد هلا ذكرا يف املعاجم ، ولعلها قرية صغرية يف الشمال الشرقي من القريوان ؛ باعتبار اجلـيش حتـرك ) ١٧٥(

.ناحيتها جاء هذا التحديد بناء على أن كسيلة دخل هتوذة يف مخسني ألفا ، وانتقل منها إىل القريوان هبذا العدد ، وملا ) ١٧٦(

القريوان من غري قتال ، فرمبا انسحب البعض وهاجر اآلخر ، فنقص كان هذا اجليش قضى مخس سنوات يف . تقريبا آالفمنهم حوايل مخسة

.٤٥٣ ص ٣ابن األثري ، الكامل يف التاريخ ج ) ١٧٧( .٣٢ ص ١ابن عذاري ، البيان املغرب ، ج ) ١٧٨(

م٢٠٠٠ مارس - العدد األول -المجلد األول )العلوم اإلنسانية واإلداریة(المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل

١٦٢

.٥٩ص ، الربغوثي ، تاريخ ليبيا ٣ هامش ٢٢٠حسني مؤنس ، فتح العرب للمغرب ص ) ١٧٩( .٣٠ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ١٨٠( .٧٣ ، ورقة ٢٢ ج ١النويري ، هناية األرب م ) ١٨١( .٣٠ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ١٨٢( .٥٨ ص ١ ، الدباغ ، معامل اإلميان ج ٣٠ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ١٨٣( .١٤٧ ص ٦ابن خلدون ، العرب وديوان املبتدأ ج ) ١٨٤( .٣٠آية : سورة األنفال )١٨٥( .٤٥٣ ص ٣ابن األثري ، الكامل يف التاريخ ج " وإن ظفروا بنا تعلقنا باجلبال وجنونا "ويف رواية ) ١٨٦( .١١١يا بني املاضي واحلاضر ، ص ــ ، حسن حممود ، ليب٣٨ ص ١الطرابلسي ، املنهل العذب ج ) ١٨٧( .٣٠ ص ١وس ج ـ، املالكي ، رياض النف) واد بطنجه (قوا خيلهم من ملويةـوقيل أن املسلمني س ) ١٨٨( .٣١ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ١٨٩( .١٥٧حممود شيت خطاب ، قادة فتح املغرب العريب ص ) ١٩٠( .٣٠ ص ١املالكي ، رياض النفوس ج ) ١٩١( .١٥٧حممود شيت خطاب ، قادة فتح املغرب العريب ص ) ١٩٢( .٣٠ ص ١س ج املالكي ، رياض النفو ) ١٩٣( .١٢٣ ص ٤أمحد شليب ، موسوعة التاريخ اإلسالمي ، ج ) ١٩٤(

محمد بن ناصر بن أحمد الملحم موقف آسيلة بن لمزم من الفتح االسالمي للمغرب

١٦٣

M. N. Al-Mulhem

Kingdom of Saudi Arabia

Abstract:

Praise be to Allah only, and Allah's peace and blessings be upon our prophet who is not followed by any other prophet.

In this research, I have discussed the introduction of Kusailah, his position and the position of the Barbars before the Islamic Conquest. I have also discussed the attitude of Kusailah towards Abi Muhjir Dinar (55 - 62H; 674 - 681 A.D.), and the attitude of Abi Muhjir towards Ukbah Ben Nafi'a (62 - 64 H; 681 - 683 A.D.). I have shed light on the role of Kusailah and the Barbars during the Islamic conquest and then explained the attitude of Ukbah ben Nafi'a towards Kusailah, the Battle of Tahoothah and the attitude of the Muslim Barbars towerds this battle. Then, I have referred to the withdrawal of the Muslims from the city of Kairawan and Kusailah's capturing of this city afterwards. I have shown the attitude of Zuhair Ben Qais towards Kusailah and his allies in the Battle of Mims (69H; 688 A.D.).

In my conclusion of the research, I have pointed out the important results at which I have arrived.