ﻥﻴﻤﻠﺴﻤﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﻩﺭﺎﺜﺁﻭ ﻱﺭﻜﻔﻟﺍ ﻭﺯﻐﻟﺍ...

829
1 ﺍﻟﻐﺯﻭ ﺍﻟﻔﻜﺭﻱ ﻭﺁﺜﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ) 3 ( ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻨﺎﻴﻑ ﺍﻟﺸﺤﻭﺩ

Transcript of ﻥﻴﻤﻠﺴﻤﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﻩﺭﺎﺜﺁﻭ ﻱﺭﻜﻔﻟﺍ ﻭﺯﻐﻟﺍ...

  • 1

    الغزو الفكري وآثاره على المسلمين

    )3(

    إعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود

  • 2

    تحصين الشباب من الغزو الفكري# )24ص / 56ج ( -مجلة البحوث اإلسالمية

    )194: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم ( صفحة فارغة

    )195: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم ( لشباب من الغزو الفكريتحصين ا

    محمد بن سعد الشويعر/ لمعالي الدكتور الحمد هللا رب العالمين ، والصالة والسالم على نبينا محمد الصادق األمين ، وعلى آله

    :وبعد . . وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ح القرآن فإن الصراع بين الحق والباطل مستمر ، فالحق قد أبانه اهللا سبحانه ، وأوض

    .الكريم معالمه التي يسترشد بها من أنار اهللا عقله ، وفتح على بصيرته والباطل قد جعل اهللا على دربه أعوانا من شياطين الجن واإلنس ، يزينـون للنـاس سلوكه ، ويمهدون لهم حسن االتباع ؛ ألنه ال يحلو لهم إال جذبهم إلى حمـأة هـذا

    يقول اهللا جل وعال لرسـوله الكـريم ، . الغواية الباطل بالغين في سبيل ذلك نهاية محذرا له ، وأمته بالتبعية ، من الركون ألهل الباطل ، واالنقياد لشبههم وأقوالهم ، أو االستماع لمعسول كالمهم ؛ لما وراء ذلك من شرور وآفات ، تباعد عن الحق الذي

    .يوجه إليه داعي الهدى )196: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    وذلك في آيات كثيرة من كتاب اهللا الكريم ، الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه ، وال من ذلك قوله جل وعال في سورة األنعام ، ضمن آيات تحاور أهل الباطل . من خلفه

    وِإن تُطع َأكْثَر من في الَْأرضِ يضلُّوك 116سورة األنعام اآلية : وترد على شبهاتهم س نع ونصخْرِإلَّا ي مه ِإنو ِإلَّا الظَّن ونتَّبِعي ِإن والشباب الذين قد تفتحـت . بِيلِ اللَّه

    مداركهم على العلوم المختلفة ، واستعدوا لتحمل المسئولية في الحياة ، نحو أنفسـهم

  • 3

    ي ومن حولهم ، ونحو دينهم وتوجيه أمتهم ، يجب االهتمام بهم ، وإعانتهم على تخط .الصعاب المعترضة

    ذلك أن الشباب الذين هم الجوهرة الثمينة في جيد األمة ، والنجمة الساطعة في سمائها ، هم في أمس الحاجة إلى النصح لهم ، والمحافظة عليهم ، ورعايتهم وتـوجيههم ،

    .ضد الغزو الفكري ، التي تتسع دائرته بين وقت وآخر ، ويعرض بأساليب وشبهات الموجه من أعداء دينهم ، الذين ال يريدون بهم خيرا ، بل يثيرون الشكوك ذلك الغزو

    في غـزو فكـري ، . . ، حتى يباعدوا بينهم وبين دينهم بالشبهات ، وقلب الحقائق يجعل بين الشباب ، وبين تعاليم اإلسالم ، هوة سحيقة ، ويجعلون بينهم وبين العلماء

    .ام الشباب تخطيها ووالة األمر ، عقبات كأداء ، يتجسم أم )197: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    وإن في االهتمام بتحصين عقول الشباب ضد ذلك الغزو الموجه ، لمما يتوفر لألمـة جيل صالح ، يعين على تخطي العقبات ، وينشـط معـه البنـاء -بتوفيق اهللا -به

    ات األفكار الموجهة حصانة وتعليما ، للوقوف أمام تيار: والتعمير في عقول الشباب .

    واألمم تحرص على االهتمام والعناية بالشباب ، وتبذل في سبيل رعايتهم وتعليمهم ، ألنها ترى من الضرورة المحافظة على . . الشيء الكثير من جهدها ومالها ونشاطها

    صيانة وسالمة تلك الدرة الثمينة ، في فترة التفتح ، وإبان النظارة ؛ ألنهم مناط األمل لكل ما فيه دفاع عن دين اهللا ، ورد للشبهات -بعد توفيق اهللا -، وركيزة التصدي

    .التي تثار بين حين وآخر لكن هل حققت كثير من األمم ما تريده من األماني ، وما ترجوه من ثمرة ، وخاصة في المجتمعات اإلسالمية ، التي يصارع أبناؤها تيارات فكرية عديدة ، موجهة نحو

    ا ، ومقصود من وراء ذلك تصيد عقولهم بالشبهات ، في محاولة لطمس معالم شبابهاإلسالم ، ونكران أثر حضارته على البشرية ، وخاصة أثر هذه الحضارة المشـرقة

  • 4

    ومن ثم تحصل اآلثار السيئة في المجتمع ، وهذا ما يهدف إليه !! ؟؟. . على الغرب .األعداء

    بأن تكون قد أخذت باألسباب ، في تنشـيط عقـول ذلك ما نرجوه لألمة اإلسالمية ، الشباب ، حتى يتصدوا للغزو الفكري ،

    )198: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (الموجه لهذه العقول بطرق شتى ، وبأساليب عديدة ، وحتى ال يتأثر الشاب بما يقصده

    ف مكانته األعداء للصغير قبل الكبير ، ولدين اإلسالم قبل كل شيء ، رغبة في أن تختدريجيا من النفوس ؛ ألن األعداء يدركون أن قوة المسلم في دينه ، وحصانة الشاب

    .في قوة إيمانه وتمكنه ، وإدراكه ما تعنيه تعاليم دينه فهم يغزونه من هذا الجانب إلحداث ثغرة ينفذ منها فكرهم في عقول شباب المسلمين

    .لم ، لتخدم أغراض األعداء ، وتضر بالمجتمع المسإن واقع الدراسات واإلحصائيات في كثير من أمم األرض اليـوم ، وفـي مقارنـة الجريمة واالستقامة ، ومقاربة النفع بالضر ، ليبدو منه إجابة واضحة بعدم تحقيق ما

    .كانت تلك األمم تؤمل ، سواء كان هذا في األمم القديمة أو الحديثة ية المستقلة ، وتوسع دائرة النوازع الكثيرة فالجريمة والتفسخ األخالقي وذوبان الشخص

    ، التي تضر بالفرد والجماعة ، وما يضعون لذلك من دراسة ، أو يفكرون في حلول ، فإنهم مع هذا قد عجزوا أن يجدوا لتلك المشكلة المهمة عالجـا ، يتغلـب علـى جذورها في مجتمعاتهم ، وقد ضج من ذلك عقالؤهم ، ومن له فكر يوجهه إليجـاد

    .العالج واهللا أعلم -فكل ذلك وأكثر منه ، يلمس لدى الشباب في تلك األمم ، وسببه الرئيس

    عدم االهتمام ببناء الروح ، ومعرفة ما - )199: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    : يوجبه الدين الصحيح ، الذي جاء من عند اهللا ، ألنهم معرضون عنه ، واهللا يقول ن َأعرض عن ذكْرِي فَِإن لَه معيشَةً ضنْكًا ونَحشُـره يـوم وم 124سورة طه اآلية

  • 5

    قَاَل رب ِلم حشَرتَني َأعمى وقَد كُنْتُ بصيرا سورة 125الْقيامة َأعمى سورة طه اآلية 127وم تُنْسى سورة طه اآلية قَاَل كَذَِلك َأتَتْك آياتُنَا فَنَسيتَها وكَذَِلك الْي 126طه اآلية

    .وكَذَِلك نَجزِي من َأسرفَ ولَم يْؤمن بِآيات ربه ولَعذَاب الْآخرة َأشَد وَأبقَى ذلك أنهم يهتمون بالتركيز على قوام األجسام ، واالكتفاء بالمظاهر دون المخـابر ،

    َألَا 28سورة الرعد اآلية : ب بما يطمئنها ودون مخاطبة العقول بما يريحها ، والقلو الْقُلُوب ِئنتَطْم كْرِ اللَّهبِذ.

    :أين العالج عند تلك األمم ، التي ضاعت في المتاهات ، وعاش شبابها في خواء فكرى ، قادهم إلى ذوبان الشخصية ومن قبل فإن شباب جزيرة العرب ، كغيرهم من التائهين فـي

    واالنفالت من االطمئنان الروحي ، فهي أمور مسيطرة عند الناس ظلمات الغواية ،اللهم إال وميض أضاء قلوب بعض الحيارى ، ممن يلتمس مخرجا من هذا . . عامة

    .الضياع بالشريعة -صلى اهللا عليه وسلم -ومن هنا بعث اهللا محمدا

    )200: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (جاج النفوس ، وتوفر المسببات لتربية الـروح التـي اإلسالمية السمحة ، لتعدل اعو

    : ومدها بالغذاء الذي يجعلها مستقيمة ونافعة . . عزيمة وتضحية : يقوى بها الجسد .مستقيمة في نفسها ونافعة لغيرها وصالحة ومصلحة لمجتمعها

    صـحيح : يقـول -صلى اهللا عليه وسلم -فالنص الشرعي من حديث رسول اهللا صـحيح مسـلم ،)2278(االستقراض وأداء الديون والحجر والتفلـيس البخاري في

    سنن أبـو داود الخـراج واإلمـارة ،)1705(سنن الترمذي الجهاد ،)1829(اإلمارة كلكم راع ، وكلكم مسـئول عـن ). 2/121(مسند أحمد بن حنبل ،)2928(والفيء

    ، والشعور بثقل رعيته ، يوقد جذوة في األعماق ، تتحدد معها المسئولية في التوجيه نحو الشـباب ، . األمانة ، والحرص على العلم الذي يعين على أداء هذه المسئولية

    .والعناية بهم

  • 6

    صلى اهللا عليه : قاعدة أساسية ، يضعها المربي والمعلم األول : إذ هذا النص وأمثاله اهم وسلم ركيزة في االهتمام بالشباب ، وحسن تعليمهم ؛ ألنهم رعية عند من استرع

    : اهللا ، واجب االهتمام بهم ، وحسن توجيههم ، وذلك حسب التسلسل في المسـئولية من األبوين اللذين تفتحت عيون الشباب ، منذ ولدوا في أحضانهما ، ليأخذوا عنهمـا الدروس األولى ، في مبدأ التعليم ، ومن ثم يتأثرون بهما تقليدا وتوجيهـا ، يقـول

    :الشاعر )201: الصفحة رقم، 71: الجزء رقم (

    على ما كان عوده أبوه... وينشأ ناشئ الفتيان منا صـحيح البخـاري الجنـائز : وأبلغ من ذلك قول رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

    سنن أبـو داود ،)2138(سنن الترمذي القدر ،)2658(صحيح مسلم القدر ،)1319(كل مولود ). 569(ئز موطأ مالك الجنا،)2/275(مسند أحمد بن حنبل ،)4714(السنة

    .يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ثم يمتد األثر مع اإلخوة األكبر فاألكبر ، من األقارب ومن يحيطون بهذا الشـاب ، الذين يجب عليهم اإلحسان في تنمية هذه البذرة ؛ ليستقيم على المنهج السليم ، الـذي

    صـحيح مسـلم القـدر ،)1319(ح البخاري الجنـائز صحي: فطر اهللا الناس عليه مسند أحمد بـن ،)4714(سنن أبو داود السنة ،)2138(سنن الترمذي القدر ،)2658(

    كل مولود يولد على الفطـرة ، فـأبواه ). 569(موطأ مالك الجنائز ،)2/275(حنبل مـن يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما تلد الشاة بهيمة جمعاء ، هل ترون فيها

    .جدعاء ثم يمتد التسلسل في المسئولية والرعاية للشباب ليأتي دور آخر ، يأخذه الشاب مـن معلمه في مراحل التعليم العام ، ليصل بعد ذلك وقد كبر جسمه ، ونما عقلـه إلـى المرحلة الجامعية ، حيث يترتب عليه في هذه المرحلة ، مع نمو العقل والجسم ، نمو

    فإن كان التقويم . . ، واستعداده ألداء األمانة ، وتحمل المسئولية االهتمام بما حوله لهذا الشاب ، وحسن التوجيه تدرج معه ، مع نمو عقله ، وبلوغ رشـده ، صـالحا

  • 7

    ومفيدا ، سهل تحصين الشباب ضد الغزو الفكري ، وخاصة في هذا الزمان الـذي أجفل فيه الشرق والغرب ،

    )202: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (بخيلهم ورجلهم على أمة اإلسالم ، بشبهات متعددة المسارات ، إعالميا بقنواته الثالث

    إلى جانب الفضائيات واإلنترنت وغيرها من وسائل . المسموع والمرئي والمقروء : .، مع توجيه متعمد ، وغزو سافر

    مخـتلط ، والمقصود في هذا الغزو الفكري ، الشباب اإلسالمي لتعبئة أذهانهم بفكربقصد جعل الشاب تائها ، . . يمتزج فيه الغث بالسمين ، ويختلط فيه الحابل بالنابل

    مذبذب النزعات حائرا ال يعرف من أين يتجه ؛ ليجعلوا منه طابورا خامسا ، يخدمهم حجة ؛ ألن من تكلم بغير علم أتى : وإلبا على بني جنسه ، فيأخذوا كالمه بدون علم

    .بالعجائب علمـاء الـنفس ، : وأن فكرهم هذا الموجه لشباب اإلسالم ، يسيره تربويـا خاصة

    ويرعاه علماء االجتماع ، بحيلهم ونظرياتهم المادية ، البعيدة عن مـنهج اإلسـالم ، ومن النَّاسِ من 204سورة البقرة اآلية : ومخاطبة العقول بما يسعدها ، يقول سبحانه

    ي الْحف لُهقَو كجِبعامِ يصالْخ َألَد وهو ي قَلْبِها فلَى مع اللَّه شْهِديا ونْيالد اةي. بما يسخرون من أموال في هذا السبيل رصدا وتخطيطا ، ومتابعة وتنفيذا ، : وماديا

    ثم تغيير المنهج في حيل تستقطب بعـض . . يتبع ذلك الدراسة ، واستظهار النتائج يتسلحوا ضد ذلك الغزو ، ويعوزهم إدراك أساليبهم المتشعبة فـي الشباب ، الذين لم

    التأثير )203: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    .وما يريدون من وراء أعمالهم هذه . على شباب المسلمين وإذا كانت الوقاية الصحية ، تقتضي التنبه لما وراء تلك المقاصد ، ثم االهتمام بتنفيذ

    والمبادرة في كل وقت ، قبل بروز . . ه ، عن كل خلل يطرأ ما يحصن المجتمع بفئاتللعقول حصانة ، ضد األوبئة الفكريـة ، التـي -بإذن اهللا -الظاهرة ، حتى يتهيأ

  • 8

    يخشى منها انتشارا في المجتمع ، حتى تقوى لديها المناعة ، ثم القدرة على المواجهة .للشبهات ، باألعمال واألجوبة المفيدة المقنعة

    مع المتابعـة بـالجهود . . ن هذا العالج يحتاج إلى تهييء نفسي ، ورصد مادي فإونحن المسلمين مع التحديات الموجهة ، والجهود المبذولة من . والدراسة والتخطيط

    أعدائنا في هذا الوقت بالذات ؛ لطمس معالم ديننا ، يجب أن نتسلح برعاية الشباب ، فإذا كان مثل هذا الزما ومحسوسا ، في . الخطر وتهيئتهم للمواجهة ، وإدراك مكامن

    وبذل الجهـود . . الوقاية من اآلفات المرضية ، سواء لإلنسان أو الحيوان أو البيئة .واألموال ، ومتابعة اإلرشادات ، واالهتمام بالتوجيهات المتخصصة لكل نوع

    من األمراض كل هذا من أجل حماية المجتمع ، والمحافظة على سالمة أجسام أبنائه .ولكن هذا العمل من األسباب التي أمر اهللا بها . ، والحامي والحافظ هو اهللا سبحانه

    فإن الشباب ، وحماية عقولهم في مراحل حياتهم ، في حاجة )204: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    أكبر إلى جهود وأعمال ، تعين على توضيح حسن المآخذ ، وتمييز كل فكـر وافـد حتى تتحصن أفئدتهم ، كما يتحصن الجسم باللقاحات عن األمراض . أبعاده وإدراك .الضارة

    ذلك أن كل من بعد عن اإلسالم وتعاليمه ، يسوقه الحسد والغيـرة ، مـن جهـة ، والعداوة واإلضرار من جهة أخرى ، باإلسالم وأهله ، فيحرص على تصدير سموم

    وى ، إلى شباب المسلمين ، وبالذات من هم مجتمعاتهم ، التي أفسدت شبابهم باتباع الهفي مرحلة النضج الفكري ، وتحمل المسئولية ، حتى يجدوا ممن تسـتهويهم تلـك المظاهر ، أو تأثر بما جاءه من فكر لم يدرك أبعاده ، وضرره على نفسه وعلى أمته

    والتأثر ، من قد يركن إليهم ، ويميل قلبه لفكرهم ، فيطمعوا بفساده كما فسد مجتمعهم ولَن تَرضى عنْك 120سورة البقرة اآلية : ثم الدفاع عن معسول فكرهم ، واهللا يقول

    الْيهود ولَا النَّصارى حتَّى تَتَّبِع ملَّتَهم ، مع أن تعاليم ديننا نهت عن متابعتهم والركون

  • 9

    لَموا فَتَمسكُم النَّار وما لَكُم من ولَا تَركَنُوا ِإلَى الَّذين ظَ 113سورة هود اآلية : إليهم ونرلَا تُنْص ثُم اءِليَأو نم ونِ اللَّهد.

    ومن فسد هانت عليه تعاليم دينه ، ومتى تساووا في هذا )205: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    ت عليه من عصاني وهو يعرفني ، سلط: االتجاه سهلت قيادتهم ، كما جاء في األثر . .من ال يعرفني جزء من حديث قدسي

    ولذا فإن الحصانة للشباب الجامعي ، مع حسن التوجيه تتأكد في حثهم على التمعن في كتاب اهللا ، وسنة نبيه محمد صلى اهللا عليه وسلم ، : تعليمات اإلسالم ، من مصدريه

    عنده علـم والتبسط في شرح ما قد يغمض فهمه عليهم ، من مدرسيهم ، ولدى من .ِإنَّما يخْشَى اللَّه من عباده الْعلَماء 28سورة فاطر اآلية : ممن يختلطون به ندرك بهما أن تربة اإلسالم خصبة ، والتربة الخصبة دائما جيدة : فهذان المصدران

    .العطاء ، مفيدة لمن يستثمرها ة وراسخة البناء ، وأن عروق كما ندرك أن جذور التوجيه في قاعدة دين اإلسالم مكين

    وما ذلك إال أن هـذين المصـدرين . غراس اإلسالم ، ترتع في مياه عذبة وغزيرة ولن تضـل . . المهمين ، هما وصية رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ألمته من بعده

    األمة ، أو يجد العدو منفذا للدخول على األمة ، بغزو أو شبهات ما دامت حريصـة متمسكة بهما ، حيث قال صلى اهللا عليه وسلم ألصحابه ، لما طلبوا منـه عليهما ، و

    ، ص ]أسـبوع الفقـه اإلسـالمي [سنن الترمذي : فأجابهم بقوله الكريم . . الوصية مسند ،)4703) (459(، ص ]أسبوع الفقه اإلسالمي[سنن أبو داود ،)3075) (459(

    ). 1661) (459(، ص ]ميأسبوع الفقه اإلسـال [موطأ مالك ،)1/45(أحمد بن حنبل .كتاب اهللا وسنتي : تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما

    )206: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (فإذا كان الحريصون على تنمية األجسام ، وإعدادها للمواجهة ، يرعونهـا تـدريبا

    بحسب الحاجة رياضيا أو مهنيا ، : وتعليما ، ومالحقة ولياقة حتى تتهيأ لما أريدت له

  • 10

    الملحة لكل موقف ، كما تضمر الخيول وتهيأ قبل دخولها السـباق ، أو اسـتعدادها .للمعركة

    وتعريفه بعض . والجندي ال يدخل المعركة ، إال بعد تمرين على أنواع من األسلحة النقاط التي يجب أن يستغلها ضد عدوه ، وتبيين مواطن الضـعف عنـد خصـمه ،

    . وكيفية المواجهة معهوالسباح ال يسمح له بإلقاء نفسه في اليم ، إال بعد التأكد من قدراته فـي السـباحة ،

    .ومتابعة تمريناته على مواقف صعبة في مجاله ، واالهتمام بجسمه ولياقته وهكذا في شئون الحياة كلها ، يسبق كل مواجهة تهيئة ومتابعة ، وتأكد من القـدرة

    كل هذا خوفا من الخسارة ، وضمانا ألثر . . مئنة على الصمود وتحقيق النتائج المطإذا كان هذا الزما فيما هو محسوس ، فـإن . مادي أو نتائج في الميدان الموجه له

    االهتمام بالشباب ، ورعايتهم فكريا ، وتحصينهم دينيا ، ومتابعة ذلك توجيها ، حتى مات التي يجب أال تتسع مداركهم إلدراك مكامن الداء ووصف الدواء ، من أهم المه

    تقتصر في مراحل الدراسة عامة وفي المرحلة الجامعية خاصة على المنهج الدراسي .، والمواد المقررة ، التي يعتبرها بعض الشباب لالمتحانات فقط

    )207: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    وما وإنما فتح المجال ، ومناقشة ما يطرح على الساحة يوميا ، من تحديات وشبهاتيراد منها طمس معالم اإلسالم ، ومسـخ أثـر . جد من أساليب في الغزو الفكري

    كتاب اهللا وسنة رسوله صلى اهللا عليـه : حضارته على البشرية ، ورمي مصدريه وسلم باإلرهاب ، وتعاليمه بالقسوة ، وإفساد المجتمعات ، ووصف اإلسالم بصـفات

    .منفرة ، تحت مسميات شتى من أعداء دين اهللا إلى ما هو أكبر ، بطلب حذف آيات الجهاد من القرآن بل بلغ األمر

    ، وإبعاد كل ما يتعلق بشبهات أهل الكتاب ، ومكائد اليهود التي فضحها القرآن الكريم ، حتى يتحقق لهم ما يريدون من تبديل لكالم اهللا ، وزعزعة لمكانة مصدري التشريع

  • 11

    ة المطهرة من القلوب ، حتى يخف الميزان فـي القرآن الكريم ، والسن: في اإلسالم يرِيـدون 8سورة الصف اآلية : قلوب أبناء المسلمين ، فيتساووا معهم في المعصية

    ونرالْكَاف كَرِه لَوو نُورِه متم اللَّهو هِماهبَِأفْو اللَّه ُئوا نُورطْفِلي. عز المسلم ، ومكمن القوة في قلبه ، وليس فالقرآن الكريم هو كالم اهللا ، وهو مصدر

    في تعاليمه قسوة ، وال إفساد للمجتمعات ، كما يطرحون اليوم ، وإنما فيـه الرفـق .واللين ، والمحبة والحرص على إصالح المجتمعات لما فيه الخير والسعادة

    أقوال وحتى تقوى هذه المكانة في قلوب الشباب ، ال بد من إبرازها عندهم بنماذج من أعداء دينهم ، وهي كثيرة جدا ؛ ألن الضد يبرزه الضد ، مثـل قـولهم فـي أحـد مؤتمرات االستشراق وقد أحضر أحدهم نسخة من القرآن الكريم ، ومجسما للكعبـة

    ما دام هذا وأشار للقرآن ، وهذه بين أيديهم وأشار للكعبة ، يحتالن : المشرفة ، وقال وما الحل ؟ قال : فسئل . . تطيع النفاذ إلى عقولهم مكانة في قلوب المسلمين فلن نس

    م ، 1909كان هذا في عام . نمزق هذا القرآن ، ونهدم الكعبة ، ونوجد مكانها كنيسة فقال لـه . فتناول أحدهم المصحف ومزق ورقات منه . في أحد مؤتمراتهم بالقدس

    .ما فيه أنت أحمق نريد تمزيقه من قلوبهم ، وعدم تطبيق : صموئيل زويمر لن يرتاح لنا بال ما لـم تنـزع المـرأة : ويقول أحد وزراء إيطاليا في مؤتمر آخر

    صفر عام 14العدد -المسلمة الحجاب ، وتغطي به القرآن صحيفة النور بالجزائر . .هـ 1422

    نشر فـي كبريـات الصـحف : سبتمبر في أمريكا 11بل أكثر من ذلك مع أحداث ى مقدسات المسلمين ، وخرجت كتابات محزنة ، وصور األمريكية هجوما شرسا عل

    تنبئ عن مكنون الصدور ضد اإلسالم ، مع تركيز الهجمات على المملكة العربيـة .السعودية ، باعتبارها قلب اإلسالم النابض ، ومرنى أفئدة المسلمين في كل مكان

    )209: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (هللا برعاية األماكن المقدسة ، واهتمت بالدعوة إلـى حيث يرون المملكة التي شرفها ا

    دين اهللا شوكة في نحورهم ، وملجأ بعد اهللا للمسلمين ، يستمدون العلم من جامعاتها ،

  • 12

    ويسترشدون فيم اختلف فيه من أمر ، من فتاوى علمائها ؛ ألنها تستند على ما قال اهللا ؛ وألنها على منهج السـلف ، وما صح من سنة رسوله الكريم صلى اهللا عليه وسلم

    الصالح ، المترسمة خطا صحابة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسـلم ، ومـن تـبعهم بإحسان ، بحسن المأخذ من كتاب اهللا عز وجل ، وما صح من سنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، وما قال به الخلفاء الراشدون الذين أوصى رسول اهللا عليه الصـالة

    . .مسك بسنتهم ، والعض عليها بالنواجذ والسالم ، بالتما أشار به المستشرقون من قبل ، بنعت منهج المملكة ، وأهل . فقد أحيا أعداء اهللا

    بالوهابيين باعتبار ذلك مذهبا جديدا في اإلسالم ، وبدعة في تعاليمه : السنة في مكان ـ . . ل المعرفـة أو على طريقتهم من قديم في تشويه الصورة ، حتى يتأثر بهم قلي

    صاحب الهوى ، ومن في قلبه مرض ، والجاهل الذي يساق بدون روية ، وزادوا في هذا العصر بتكثيف اإلعالم ، الذي يريدون من ورائه إطفاء نور اهللا بأفواههم ، وفي القرآن الكريم وسيرتهم مع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم العدوانية ما يكشف نواياهم

    وإن تلبسوا في هذا الزمان بأساليب ملونـة . . على اإلسالم وأهله ، ويظهر حقدهم وحتى . فإن الكفر ملة واحدة ، وعداوتهم ثابتة : كاألفعى ،ملمس لين تحته سم زعاف

    يتنبه الشباب ومعلموهم ، لمكامن الخطر ، ويسعوا جادين في التسلح لخوض المعركة ، أذكر حالتين ال بد أن كثيرا قرأهمـا ، العقائدية والفكرية مع أعداء اهللا ، وأعدائهم

    وخاصة الذين يتتبعون صحافة الغرب ، التي كشر الكاتبون فيها عن أنيابهم ، وبرز :مكنون صدورهم

    ما نشر في مجلة الواشنطن بوست بتخيل أحد كتابها ، ليثيـر ذلـك لـدى : األولى مها ، وتشعل النيران عندما رسم الكعبة ، وتوجيه طائرات تخترقها وتحط: قياداتهم

    انتقاما مما حصل كما يقول . . في جنباتها ، كما حصل في مركز التجارة األمريكي .

    تعليق من أشهر كتاب هذه الصحيفة ، برغبته إلقاء قنبلة ذرية علـى مكـة : الثانية .المكرمة حتى تنمحي من الوجود لينتهي اإلسالم

  • 13

    مملكة العربية السعودية ، التي يرون عز ولهذا نظائر كثيرة ، وخاصة اإلثارة ضد الاإلسالم في مكانتها ؛ ألن أفئدة المسلمين ترنو إليها ، ويتخيلون أن اإلضـرار بهـا إضعاف لمكانة اإلسالم ، ولكن اهللا سبحانه حافظ دينه ، ومهيئ له قيـادة مخلصـة

    وينصر ترعاه وتحافظ على مثله ، وهذا آخر سهم يرمون به ، وسيبطل اهللا كيدهم ، ِإنَّا لَنَنْصر رسلَنَا والَّذين آمنُوا في 51سورة غافر اآلية : دينه وحماته ، يقول سبحانه

    :الْحياة الدنْيا ويوم يقُوم الَْأشْهاد ، ويقول جل وعال )211: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    ن َأجرموا وكَان حقا علَينَا نَصـر الْمـْؤمنين ، فَانْتَقَمنَا من الَّذي 47سورة الروم اآلية فإن اعتبروا . فنصر اهللا حق ثابت ، ألهل اإليمان الصادقين في إيمانهم عقيدة وعمال

    مثل هذه األقوال واألفكار ال تصدر إال عن السفهاء ، وليست جادة ، وما أكثر ما نجد خذوا علـوم : فإن المثل العربي عندنا يقول مثلها في أفكارهم وسريات مؤتمراتهم ،

    ودوا لَو تَكْفُـرون كَمـا 89سورة النساء اآلية : القوم من سفهائهم ، ويقول سبحانه :كَفَروا فَتَكُونُون سواء ، والشاعر العربي يقول في حكمته

    وإن خالها تخفى على الناس تعلم... ومهما تكن عند امرئ من خليقة أن ترسخ عند الشباب ، خاصة هذه النفثات ، على أنها أفكار جادة ؛ لتؤخـذ ويجب

    .األهبة ، ويعد السالح الفكري والمادي لذلك ونحن المسلمين سالحنا الروحي أمكن من السالح المادي ، وإن كنا معه مـأمورون

    مر بـن بإعداد القوة للعدو بصنوفها ، وفي المقدمة سالح العقيدة والدين ، كما قال عنحن قوم أعزنا اهللا باإلسالم ، ومتى ابتغينا العزة بغيـره : الخطاب رضي اهللا عنه

    .أذلنا اهللا لَا يرقُبوا فيكُم ِإلا 8سورة التوبة اآلية : ألم يقل اهللا سبحانه عن أهل الكتاب واألعداء

    مهى قُلُوبتَْأبو هِماهبَِأفْو ونَكُمضرةً يملَا ذو قُونفَاس مهَأكْثَرو. )212: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    :حسن التوجيه

  • 14

    الحوار الفكري والجدال في الشبهات ، التي يطرحها أهل الكتاب قديمة ، بدأت مـع ظهور الرسالة في مكة المكرمة ، ثم بعدما هاجر رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إلى

    وستبقى لكن الشبهات تتجدد في المظهر أما المغزى المدينة ، واستمرت إلى اآلن ، .فثابت

    واليوم نجد الشباب في حاجة لتمكين دور شريعة اإلسالم ، في بناء الشخصية وأثـر العبادات ، وتعاليم اإلسالم في استقامة النفس البشرية ، وتعديل اعوجاجها ، وتوفير

    مستقيمة في نفسها ، ونافعة لغيرها المسببات لتربية الروح ومدها بالغذاء الذي يجعلها .، وصالحة ومصلحة لمجتمعها

    فالنص الشرعي من حديث رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، يضع قاعدة فـي بنـاء صحيح البخاري في االستقراض : األمة وإصالحها ، إذ يقول عليه الصالة والسالم

    سنن الترمذي ،)1829( صحيح مسلم اإلمارة،)2278(وأداء الديون والحجر والتفليس مسند أحمد بن حنبل ،)2928(سنن أبو داود الخراج واإلمارة والفيء ،)1705(الجهاد

    كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، ثم بين هذه الرعاية من القمة ، فيمن ). 2/121(من األبـوين اللـذين : يتولى قيادة في مجتمعه ، أو عشيرته عند من استرعاهم اهللا

    األبناء في أحضانهما منذ ولدوا ؛ ليأخذوا عنهما الدروس األولى ، في تفتحت عيون مبدأ اإلدراك والفهم ،

    )213: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (حيث يمتد األثر مع االخوة األكبر فاألكبر . تقليدا وتوجيها كما مر بنا : ويتأثروا بهما

    م والقدوة من المعلمـين فـي ، ومن األقارب ليأتي دور آخر ، يأخذ فيه الشباب العلالمدرسة حسب مراحل التعليم ، ليصل إلى الجامعة ، وقد نما عقل الشاب ، وكبـر

    فإن كان التقويم وحسن التوجيه في هذه المراحل صالحا . . اهتمامه بما يدور حوله ومفيدا ، سهل تحصين الشباب وخاصة في الجامعات ضد الغزو الفكري ، وأصـبح

    وخاصة في . لتصدي للتيارات الموجهة إليهم ، كل حالة بما يالئمها لديهم قدرة في ا

  • 15

    هذا الزمان الذي أجفل الغرب والشرق بخيله ورجله ، على أمة اإلسالم بغزو متعدد :القنوات

    وأخطر ما في ذلك القنوات . . المسموع والمقروء والمرئي : إعالميا بقنواته الثالث ما تبثه من غث يراد به اإللهاء ، وإفساد األخالق ، الفضائية ، واإلنترنت ، وغيرها ب

    وما تطرحه من شبهات وأكاذيب وسموم تبلبـل األفكـار ، وتدغـدغ المشـاعر ، ويتعمدون أخذ التعليق على ما يوجهون ، ممن ال قاعدة علمية أو فكرية مـن أبنـاء

    .المسلمين لديه حتى تكبر هوة الفكر في علم النفس ، وعلم االجتمـاع وفـي : لنا ويسير ذلك أخصائيون متمرسون كما ق

    الجدل بحيلهم ، ونظرياتهم البعيدة عن منهج دين اإلسالم ، وتعاليمه التي يجب على .الحرص عليها وتنميتها في نفسه وفيمن حوله -قبل غيره -الشاب المسلم

    )214: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (قون من مال ، وما يشجعون من بحوث ، بما يسخرون من وسائل ، وما يغد: وماديا

    رصدا وتخطيطا ، ومتابعـة : في سبيل ما يدعون إليه ، وما يرجون الوصول نحوه وإذا كانـت الوقايـة الصـحية ، . يتبع ذلك الدراسة واستظهار النتائج . . وتنفيذا

    ، والمحافظة علي البيئة ، تقتضي اليقظة والمتابعة ، مع الحرص واالهتمام بالتنفيـذ عن كل مرض يطرأ ، وفي : إلى العناية بالسبل والمبادرة في تحصين المجتمع بفئاته

    لألجسام حصانة مـن -بتوفيق من اهللا -كل وقت قبل بروز الظاهرة ، حتى يتهيأ األمراض ، وللمجتمع وقاية عن األعراض ، التي يخشى منها الضـرر ، وللبيئـة

    . سالمة عن األوبئة التي تؤثر في المصالحهذه الوقاية المطلوبة ، يرصدون لها أمواال ، ويبذلون لها جهدا ، وتحظى بمتابعـة

    . .ودراسات وتخطيط إذا كان ذلك الزما في اآلفات والظواهر التي تمس الفرد في بدنـه ، والبيئـة فـي

    والحـامي -محاصيلها ، من أجل حماية المجتمع والمحافظة على سالمة أبناء األمة ، ولكن هذه االحتياطات من األسباب التي أمر اهللا بهـا ، -اهللا سبحانه والحافظ هو

  • 16

    سورة : ووجب األخذ بها ؛ ألن اهللا جل وعال قد جعل لكل شيء سببا ، يقول سبحانه .ِإنَّا مكَّنَّا لَه في الَْأرضِ وآتَينَاه من كُلِّ شَيء سببا 84الكهف اآلية

    )215: ة رقم، الصفح71: الجزء رقم (فإن الشباب في مراحل دراستهم ونمو حياتهم ، كالنبتة عند الفالح في مراحل نموها ، في حاجة إلى حماية عقولهم من كل فكر وافد ، وتحصين أفئدتهم عن تقبل السـموم التي أفسدت تلك المجتمعات ، البعيدة عن اإلسالم وتعاليمـه ، فجـاءوا ليوجهوهـا

    سائلهم المختلفة ، ليفسدوا شباب المسلمين ، بما يوجهون لهم للمجتمع اإلسالمي ، بومن فكر سيئ ، وشبهات يغتر بها قليلو اإلدراك ، سواء عاشوا في بيئاتهم ، أو كانوا في مجتمعاتهم لم يحتكوا بهم ، فأرادوا غزوهم في قعر دارهم ، كما أخبر اهللا سبحانه

    ود كَثير من َأهلِ الْكتَابِ لَو يردونَكُم 109سورة البقرة اآلية : من قبل ، بقوله الكريم .من بعد ِإيمانكُم كُفَّارا

    تعليما : وما ذلك إال أن الشباب ، سيتحملون عن قريب مسئولية كبيرة في مجتماعتهم .وتربية وأمرا ونهيا ، وتصريف أمور األمة أخذا وعطاء وتوجيها وتخطيطا

    م ضمن األعداء نفاذهم بواسطتهم إلى المجتمع اإلسالمي ، وإدخال مـا فإن تأثروا بهيريدون شيئا فشيئا ، أما إذا أدركوا ما يريده العدو وحافظوا على دينهم ، ورعايـة

    .أمتهم على ضوء منهج شرع اهللا ، كان ذلك خسارة لهم ، وبطالنا لمخططاتهم )216: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    الحصانة لدى هؤالء الشباب ، وتقوية القدرات المناعية عندهم ، حتى ال ولذا فإن من يتقبلوا كل شيء وافد ، وحتى يعتزوا بما أكرمهم اهللا به ، ويجعلوا بينهم وبين األعداء

    :االهتمام بتنمية أمور عند الشباب منها : ستارا ال يمكن التطاول لتجاوزه ر التي تصيب المسلم ، هي بسبب معاصيه فإن جميع الشرو. . البعد عن المعاصي -

    ، وهو الذي عرفته تعاليم دينه سبل الخير ليعملها ، وطرق الشر ليحـذرها ، يقـول ما َأصابك من حسنَة فَمن اللَّه وما َأصابك من سيَئة 79سورة النساء اآلية : سبحانه

    كنَفْس نفَم.

  • 17

    حة في الرفقة وفي العمل وفي المجالس ، حتى يستفيدوا الحرص على القدوة الصال -: يقول صـلى اهللا عليـه وسـلم . منهم ويعينوهم على الخير ، وينتفعوا من عملهم

    صـحيح مسـلم البـر والصـلة واآلداب ،)5214(صحيح البخاري الذبائح والصيد ك ، كحامل المس: إنما مثل الجليس الصالح ). 4/405(مسند أحمد بن حنبل ،)2628(

    كمثل حامل الكير ، : إما أن يحذيك وإما أن تجد منه ريحا طيبة ، ومثل جليس السوء .إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحا خبيثا

    السؤال عن كل شبهه تطرح ، واالستيضاح عن كل فكر وافد وأبعاده ، حتى يعرف -فى عنه ؛ ألن اهللا يـأمر ويدرك الضار ليتجا. الشاب ما ينفع ليعلمه ، ويحافظ عليه

    .فَاسَألُوا َأهَل الذِّكْرِ ِإن كُنْتُم لَا تَعلَمون 7سورة األنبياء اآلية : بذلك االهتمام بحسن التطبيق لكل أمر حسن ، والدعوة إليه ، وعدم مخالفة العمل لمـا -

    ا عنْد اللَّـه َأن كَبر مقْتً 3سورة الصف اآلية : تدعو إليه أيها الشاب ، يقول سبحانه لُونا لَا تَفْعتَقُولُوا م.

    فال علم إال ما يسره اهللا لهم ، : تعويد الشباب على تمكين العالقة باهللا في كل أمر -بالذكر والحمد : وال توفيق إال ما قدره اهللا ، والحرص على ما يوصل إلى تقوى اهللا

    10سورة نوح اآلية : نوح مع قومه ، والتسبيح واالستغفار ، يقول سبحانه في قصةيرسلِ السماء علَيكُم مدرارا 11فَقُلْتُ استَغْفروا ربكُم ِإنَّه كَان غَفَّارا سورة نوح اآلية

    ـ 12سورة نوح اآلية َأنْه ْل لَكُـمعجيو نَّاتج ْل لَكُمعجيو يننبالٍ ووبَِأم كُمددميا وارسنن ابن ماجـه األدب ،)1518(سنن أبو داود الصالة : ويقول صلى اهللا عليه وسلم

    من لزم االستغفار جعل اهللا له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ). 3819( .ورزقه من حيث ال يحتسب

    إدراك أن ما يعطيه العلماء والمعلمون لطالبي العلم ، إنما هي معالم على الطريق ، -وازات سفر توصلهم إلى الغايات المطلوبة ، وذلك باستمرار البحـث والتعلـيم ، وج

    وزيادة التحصيل ، وعرض )218: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

  • 18

    كل ما يعترضهم على المحك في شريعة اإلسالم ، والتعلم ممن هو أقدر منهم ، فال .ينال العلم مستح وال متكبر

    والتربية على منوال المدرسة األولى ، التي رعـت ترسم خطا سلف هذه األمة ، -شباب المدينة المنورة ، الذين بحرصهم حملوا علما غزيرا ، وتركوا أثرا بارزا في

    عبد اهللا بن الزبير وأخويه : االهتمام بالمثابرة والتعليم ، والحرص والمتابعة ، أمثال سين ، ومحمد ، وعبد الحسن والح: مصعب وعروة ، وعلي بن أبي طالب ثم أوالده

    اهللا بن عمرو ، ومعاذ ومعوذ ابني الحارث ، وجابر بن عبد اهللا ، وأسامة بن زيـد عاما ، وعمر ) 17( الذي قاد جيشا جهزه رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، وعمره

    ومحمد بن القاسم ، الذي فتح الهند والسند ولـم -الخليفة األموي -بن عبد العزيز ممن . . العشرين ، وغيرهم كثير من شباب اإلسالم في كل زمان ومكان يبلغ عمره

    باللسان وباليد وبالجهـد ؛ ألنهـم : اهتموا بدينهم ، ودافعوا عنه بكل ما يستطيعون أدركوا الدور الذي عليهم ، فبذلوا طاقاتهم من أجل الذود عن حياضه ، فهابهم األعداء

    :، وتعاضدوا فيما بينهم ، يقول الشاعر إن التشبه بالكرام فالح... فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم

    :دور األمانة إن األمانة التي عرض اهللا حملها على السماوات واألرض والجبال ، فأبين أن يحملنها

    وأشفقن منها ، فظلم اإلنسان نفسه )219: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    ، . حزاب ، وتفسيرها عند ابن كثير في سورة األ 72بحملها تراجع آية األمانة رقم فهي مسئولية كبيرة على شباب اإلسالم ، بالحرص عليها أداء ودفاعا ، وخاصة في هذه األيام التي تسلط فيها اإلعالم الغربي ، والتنفس الصـهيوني ضـد اإلسـالم ،

    : واعتبرها بعضهم عودة للحروب الصليبية كما جاء على لسان أحد ساستهم يقولـه مما يعني . . م 2001سبتمبر عام 11عادت الحروب الصليبية وذلك بعد أحداث اآلن

  • 19

    . أنها تحديات مكشوفة ، ليست بالقول فقط ، وإنما قد يكون وراء األكمة ، ما وراءها .نسأل اهللا أن يقي العثرات ، وأن يحمي دينه من كل متطاول وعابث .

    المطلوبة من الشـباب ، واألمانـة وإن من المهم أن نذكر شيئا الزما ، عن األمانة .المطلوبة لهم ممن يتولى أمرهم ، ويهتم برعايتهم وتوجيههم

    وهذا يستلزم توجيه الشباب لألعمال التي يتطلعون لها ، وتتناسب مع مدارك كل واحد منهم ؛ لتكون قاعدة انطالقهم في الدفاع عن دينهم وأمتهم ونصحهم في بناء مجتمعهم

    . التي يجب أن تكون متينة وراسخة تؤتي ثمارها اليانعة ، بنتائجها التـي هذه القاعدة

    :يترقبها المجتمع من الشباب ، وهم يتحملون المقاليد في بناء أمتهم أن الصغير يكبر ، وبعد كبره يتحمل المسئولية : يحسن أن ال يغرب عن البال : أوال

    تمعه ، وأهم ذلك نحو دينـه ، ، وينوء كاهله بأعباء كثيرة ، نحو نفسه وأسرته ومجوالشاب في هذا . وصد كيد المعتدين ؛ ألن الدين هو الجوهر الذي به العزة والكرامة

    التحمل مطالب بأشياء وأشياء ، عليه أن يسعها صدره ، ويتعمق في فهمها ؛ ألن هذه الحماسة جزء من رسالته في الحياة ، وهي ما يوجهه إليه رب العالمين في مثل هذا

    .وِإنَّه لَذكْر لَك وِلقَومك وسوفَ تُسَألُون 44سورة الزخرف اآلية : األمر الكريم وكل شاب يعرف أن عليه مسئولية في أي عمل ، نراه يهتم به ؛ لكي يرضي مـن يتابعه ، مع الطمع في الحصول على النتائج الوقتية ، فكيف بالمسئولية أمام اهللا جل

    زيادة : يسأل ، وجاء هذا السؤال بتأكيد بعد تأكيد ، والبالغيون يقولون وعال ، وأنه س .المبنى ، زيادة في تمكين المعنى

    وهذا ألهمية األمر الذي يجب على الشباب خاصة ، وعلى كل فرد فـي المجتمـع .اإلسالمي بصفة عامة ، وضعه نصب عينيه

    ينهم العداء ، فقـد جعـل اإلخالص في العمل ، والحماسة ضد من يناصب د: ثانيا رسول اهللا المسئولية عامة على الصغير والكبير ، والغني والفقير ، كل يجب أن يبذل

    نحو دينه ، ومدافعة شبهات المغرضـين ، فـالكبير يوجـه . ما في وسعه حمية هللا

  • 20

    الصغير ، والعالم يبين للجاهل والغافل ؛ ليكونوا سدا منيعا ، ال يستطيع العدو أن يجد مجاال للنفاذله )221: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    يقول صلى اهللا . . بينهم ، وال أذنا تسمع ما يقول من شبهات ، أو يبدر منه من نفثات كل رجل من المسلمين على ثغرة من ثغر اإلسالم ، فاهللا اهللا أن يـؤتى : عليه وسلم

    نة عن يزيد بن مرثد اإلسالم من قبلك أخرجه محمد بن نصر المروزي في كتاب الس . .قال صلى اهللا عليه وسلم : ، قال

    فقد جعلهم جميعا أمناء ، على هذا الكيان العظيم الذي اختاره اهللا لخير أمة أخرجت الْيوم َأكْملْتُ لَكُم ديـنَكُم 3سورة المائدة اآلية : للناس ، ورضيه جل وعال لهم دينا

    تمعن كُملَيتُ عمَأتْمينًا ود لَامالِْإس يتُ لَكُمضري و. السمع والبصـر : ولما كان اهللا سبحانه ، قد جعل لإلنسان ، هبة منه سبحانه : ثالثا

    والفؤاد والقلب ، وجميع األحاسيس التي يدرك بها ما حوله في هذه الحياة ، فإن هذه هي أمكن ساعات يكتمل نموها لدى الشباب في مرحلة التحصيل الدراسي بمراحله ، و

    قدرة على األخذ ، وقدرة على الفهم والتمييز ، وحيوية في العطاء والرد : العمر عنده .على التحديات الموجهة نحوهم ونحو أمتهم

    وهذا يستلزم عليهم ، وعلى من أنيط به تعليمهم وتوجيههم ، رعاية هذه المواهـب ، الشباب من ذلك طاقة تعينهم على ونظرته الشمولية ، ليستمد. في بوتقة أفق اإلسالم

    أن يكونوا مؤثرين ال متأثرين ، )222: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    وموضحين لألمور البعيدة التي يهدف إليها اإلسالم بتعاليمه ، نحو النفس البشـرية ؛ لتسعد في حياتها ، وبعد مماتها ، بدل أن يكونوا مدافعين للشبهات الموجهة نحـوهم

    .نهم ونحو ديتنمية األخوة اإلسالمية ، بين شباب المسلمين ، من أي لغة ، وبأي موقع علي : رابعا

    سورة الحجرات : األرض ؛ ألن اإلسالم ال يفرق بين عجمي وعربي ، إال بالتقوى

  • 21

    كجزء مـن -ِإنَّما الْمْؤمنُون ِإخْوةٌ ، والسعي في إبعاد الحزازات والتفرقة 10اآلية وبث المحبة والترابط فيما بينهم ، تحقيقا للتوجيهات الكريمة ، فـي -اء مكائد األعد

    مبادئ هذا الدين ، حتى تصفو النفوس ، وتتشابك األيدي في صـف واحـد ، ضـد مخططات األعداء التي يحبون ترويجها بين شباب المسلمين ، حتى يتفرقـوا شـيعا

    يقول صـلى اهللا . وة المسلمين مع االهتمام بالتشاور والتناصح بين األخ. . وأحزابا مسند أحمـد بـن حنبـل ،)2564(صحيح مسلم البر والصلة واآلداب : عليه وسلم

    صحيح : المؤمن أخو المؤمن ال يكذبه وال يظلمه وال يخذله ، ويقول أيضا ). 2/311(سنن الترمذي ،)2564(صحيح مسلم البر والصلة واآلداب ،)5719(البخاري األدب

    مسند ،)2172(سنن ابن ماجه التجارات ،)3239(نن النسائي النكاح س،)1134(النكاح ال تحاسدوا وال تباغضوا وال ). 1684(موطأ مالك الجامع ،)2/394(أحمد بن حنبل

    وعليهم في هذا . تناجشوا وال يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد اهللا إخوانا ت بين بالل الحبشي ، وسلمان أن ينطلقوا في هدفهم ، من دروس اإلسالم ، التي وحد

    الفارسي ، )223: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    وصهيب الرومي ، وأبي بكر العربي القرشي لراغب الفائدة مراجعة تراجمهم في أسد وغيرهم من األجناس الذين رفع اهللا بحماستهم ودفاعهم ، راية . . الغابة البن األثير .اإلسالم في اآلفاق

    يكون الشاب غير مندفع بدون علم ، وأن يكون مستشيرا فيما يريد عمله أن : خامسا ممن له تجربة أكثر ، وأمكن علما ، حتى ال يستجره الخصوم إلى مزالق تضر أكثر مما تنفع ، ويتخذها األعداء ثغرات ينفذون منها لما يريدون ؛ ألن من تكلم بغير علم

    .تكلم في غير فنه أتى بالعجائب والمثل يقول من. . ، أساء من حيث ال يدري واألفضل للشباب في بداية أمره أن يكون مسترشدا وسائال ، ومستمعا أكثر مما يتكلم

    وإدراك . . ، ليتعلم من السماع ، كيفية التروي ، والفهم الجيد لما يدور من تيارات .طريقة النقاش والنفاذ إلى أعماق اآلخرين

  • 22

    حسـن : مرحلة الجامعية خاصة وفي غيرها عامـة أن يكون الشاب في ال: سادسا الخلق ، حليما فيما يأمر أو يناقش فيه ، صبورا فيما ينهى عنه ، وأال يجادل غيره في الشبهات التي تطرح ضد اإلسالم ، إال بالتي أحسن ، حتى يتعود على األسلوب النافع

    رين ، مسترشدا بهذه ، والطريقة المجدية بعد خروجه للحياة العملية ، ومقارعة اآلخومن َأحسن قَولًا ممن دعا 33سورة فصلت اآلية : اآليات الكريمة من قول اهللا تعالى

    ولَا تَسـتَوِي 34ِإلَى اللَّه وعمَل صاِلحا وقَاَل ِإنَّني من الْمسلمين سورة فصلت اآلية الَّتي هي َأحسن فَِإذَا الَّذي بينَك وبينَه عداوةٌ كََأنَّه وِلي حمـيم الْحسنَةُ ولَا السيَئةُ ادفَع بِ

    وما يلَقَّاها ِإلَّا الَّذين صبروا وما يلَقَّاها ِإلَّا ذُو حظٍّ عظيمٍ سورة 35سورة فصلت اآلية .انِ نَزغٌ فَاستَعذْ بِاللَّه ِإنَّه هو السميع الْعليم وِإما ينْزغَنَّك من الشَّيطَ 36فصلت اآلية

    )224: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (وما خفي عليه ، في فعله أو قوله ، يقف عند هذا األثر الموقوف على ابن مسـعود

    ما رآه المسلمون حسنا فهو عند اهللا حسن ، وما رآه المسـلمون : " رضي اهللا عنه " .فهو عند اهللا قبيح قبيحا

    :المرور ببعض الشبهات إن ما يتعرض له الشباب ، مما يشوش أفكارهم ، وخاصة في عصرنا هذا ، حيـث أشرعت السهام ضد اإلسالم ، بأهداف ومسميات شتى ، وفي مقدمتها كلمة اإلرهاب ، الذي جعلوه شعارا ضد اإلسالم ومبادئه وقيمه ، ومع هذا الشـعار وتحـت مظلتـه

    تكاثرت التيارات المتعارضة ، وتباينت األغراض المقصودة ، فكانت فتنا يحتار فيها .الحليم

    وكثرت األفكار المتصارعة ، الموجهة نحو شباب اإلسالم ، مما أصـاب بعضـهم بالحيرة ، في هذه النماذج الفكرية ، وكيفية مواجهتها ، وبعضهم انساق بدون رويـة

    عندما تكاثرت األفكار في أيام الدولة األمويـة ، ومـا مدفوعا أو مقلدا ، كما حصل بعدها ، وعندها نبت

    )225: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

  • 23

    األعداء الذين دخلوا اإلسالم خداعا ، أو ممن تأثروا بخلفيات األمم المغلوبة عقيـدة وفكرا فنشأت الفتن والفرق ، وظهر شباب أحداث السن ، خاوية عقولهم ، فخرجـوا

    لى جماعة المسلمين ، وسموا الخوارج بفكرهم وعدم فهمهم منطلقـات اإلسـالم ، عواتباعهم من ال يريدون لوحدة المسلمين ، وعقائدهم خيرا ، فنشأت البداية في تكفير

    .والة األمور والعلماء ولذا كان على المهتمين باألمانة العلمية ، والمتحملين للقيادة والتوجيه ، واجب يحسن

    أن يأخذوا الحيطة من أجله ، وجهودا يجدر بها أن تبذل ، من أجل حماية الشباب بهم ، وتحصين عقولهم عن تلك األفكار المسلطة ، وتنقية أفكارهم من تلـك التيـارات

    وإحالل أذهانهم بأفكار إسالمية مكانها ، حتى يتكون لدى الشـباب فـي . . الجارفة مناعة في التصدي ، وقدرة على فهم ما ينطوي : -بفضل من اهللا -البيئة اإلسالمية

    عليه الغزو الفكري الموجه ، ومن مثل هذا تتكون لدى كل شاب القدرة على المجابهة ، ومقارعة الشبهة بحجة واضحة ، بعدما تكتمل الحصيلة ، التي يغترف منهـا فـي

    .المجابهة يد ويعـين ، ومشـاركا وسأدلي بدلو في الميدان ، مسترشدا بالتعليق واإلدالء بما يف

    الحماسة والرغبة في المسـاهمة ، : بالتوضيح واإلبانة ، إذ حسبي في هذا التعرض وطرح الموضوع لإلبانة عن أهمية الحاجة إلى حلول مريحة ، تطمئن األمة علـى

    شبابها ، وتعين في حمايتهم )226: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    .من المخاطر المحدقة بهم عرف مكامن الخطر ومواطن الداء ، يمكن للمختصين التعاون والتشاور في وعندما ت

    ذلك أن الواجب التعاون مع الشباب اليوم ، الـذين . تلمس العالج ، ووصف الدواء يمرون بعقبات متعددة ، وتحيط بهم مدلهمات خطيرة ، وتكتنفهم تيارات عديدة ، أكثر

    .مما أحاط بشباب األمس

  • 24

    شبهاته على صميم األمة اإلسالمية ، ووجه غزوا سافرا متعمدا ، ألن العدو قد ركز بقصد بلبلة أفكار الشباب وجاءهم بأفكار وشبهات عديدة ، مصداقا للحديث الشـريف

    ويريد العدو من وراء ذلك . بأنهم يأتون خلف ألف غاية وغاية : الذي ورد في الفتن تهم عن دينهم ، وتشكيكهم في قدرة السيطرة على أفكار األمة ممثلة بشبابها ، لمباعد

    شرائعه على حل ما يعترضهم ، ومحاولة صم آذانهم عن فهم تعاليمه ، فهما صحيحا ، أو أخذها من مصادرها الموثوقة وتخفيف مكانة العلماء من نفوسـهم ، بأوصـاف ونعوت وصلت إلى حد تكفيرهم ، ثم تكفير والة األمر ؛ ليبرروا الخروج علـيهم ،

    .ب الفتنة بالفساد والترويع وفتح باتحتاج إلى جهد يبذل -والحماية من اهللا سبحانه -ولذا فإن الحماية من تلك األخطار

    ، وعمل متواصل ، وجهود تتظافر من الشباب في الجامعات ، مع فهم عميق منهم ، وإدراك وروية من

    )227: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (ى يتعاون الجميع في التركيز على ما يجب عليهم عمله أساتذتهم والموجهين لهم ، حت

    ؛ لوقف الفكر الزاحف عليهم ، الذي يهدف لصد الشباب عن دينهم ، وصرفهم عـن .التحمس له

    ولئن كان شباب اليوم ، قد انفتحت أمامهم مصادر المعرفة ، وتكاثرت عليهم اآلراء فكار والنوايا المغرضة ، التـي المتباينة ، وانتشرت في ثقافتهم المطروحة أمامهم األ

    يراد بها تشكيك المسلمين في تعاليم دينهم حتى ينحرفوا عنه ، فإن المهم جدا ، حتى ال يتشعب أمام الشباب في بالدنا وغيرها ، مع األحداث المتتالية ، والمجسمة إعالميا

    مجسـمة والشبهات ال. . ، عدم تركهم في الميدان وحدهم تائهين بين الغزو الفكري فهم مع ما يدور بينهم ، . وحائرين بين ما يجب أخذه ، وما يحسن تركه . . أمامهم

    كالواضع قدميه على تلتين بينهما هوة ، يخشى من الوقوع فيها إن حرك إحدى قدميه .بال توازن أو تبصر

  • 25

    إذا هم في حاجة لمن يأخذ بأيديهم ، ويفتح ما انغلق أمامهم ، في حل ينير لهم الطريقويوضح المقصد من تلك الشبهات ، سواء . . ، ويبصرهم بما يجلي الغشاوة أمامهم

    نحو تعاليم الدين ، أو السمع والطاعة لوالة األمر ، أو االسترشاد بالفتوى الصحيحة .المستندة على النص الشرعي ، من العلماء الموثوقين ولئن تعددت المصادر التي تأتي منها األفكار والعلوم ،

    )228: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (فأصبحت المعرفة الموجهة إلى الشباب ، ذات أبعاد متنوعة من فكرية إلى عقديـة ، إلى مادية ، وابتزاز ، إلى وعود وتهديدات ، إلى ملذات ودعوة لتسليم النفس قيـادة

    .الهوى ، والنفس أمارة بالسوء بالذات من الضعف أمام المغريات ، فإننا نخاف على الشباب عموما وشباب الجامعات

    واالستسالم والهزيمة ، في إحباط يمس كيان األمة ، ولذا فإن من المهم تبصـيرهم بالمصادر السليمة ، التي تعينهم في تخطي العقبات ، ويؤخذ بأيديهم لما يوصلهم لبر

    .األمان ، لينتفعوا وينفعوا المؤدية إلى ذلك ، وتعـدد الوسـائل فترابط أطراف العالم بثقافاته ، وتشابك الطرق

    الحاملة لهذه الثقافات ، مما يدعو إلى إعانة الشباب في معرفة ذلك كله ، وتبصيرهم بما خلف كل ثقافة ، من بعد عميق في الجذور العقدية ، وإدراك للمنطلقات الفكريـة

    ، وتدفع الموجهة للشباب ، حتى يتفاداها ؛ ألن غالبها خلفه أيد نشطة تحركه وتغذيهفي سبيله الشيء الكثير من مال ووقت ، وجهد وتخطـيط ، ومغريـات وإعـالم ،

    .ومواصلة ذلك بال كلل وال ملل حيث أصبحت وسائل الثقافة الموجهة ، تتغير بين وقت وآخر بمسميات ورمـوز ، فتوافرت في كل صقع من األرض ، بل دخلت كل بيت في أنحاء المعمورة ، حتـى

    ، ومضارب البادية ، وحصون النساء المخدرات ، ولم يكن بوسع أحد أكواخ الفقراء ؛. . أن يوقف زحفها

    )229: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

  • 26

    مـن نفـس : ألنها تسربت بالوسائل العديدة إلى كل مكان ، وتحركها عوامل عديدة .وشياطين اإلنس أشد خطرا من شياطين الجن . . وهوى وشيطان امعات أصبح يصارع التيارات المختلفة ، ويعاني من ثقافات اليـوم ، والشاب في الج

    التي هي سالح ذو حدين في التوجيه واالهتمام ، مما يعني أنهم في حاجة إلى مـن . . يأخذ بأيديهم ، ويعينهم في الفهم ومن ثم إدراك ما ينبغي عمله أمام ذلك السالح

    فهذا . . همه جيدا ، وإدراك أبعاده الذي إن روعي طرح الحل أمام كل جانب ، بعد فجانب خير ومفيد ، وال ننسى االهتمام بشغل فراغهم ، بما هو مفيد ونافع ، والوقوف

    .إلى جانبهم ، رعاية وتوجيها وتعليما هذه األمور لن تتأتى إال بجهود مبذولة ، في التوجيه واإلعداد ، ومغالبة للنفس فـي

    ى من المراقبة والحيطة ، وتوعية للشباب بصبر وجهود أخر. العمل وحسن اإلدراك .وإقناع ، ورغبة منهم في التتبع وتلمس المداخل لذلك الخطر

    وهذا الجانب المهم ، مهما بذل فيه ، فإن له طرقا لإلفالت يدركها المتمرسون فيه ، شخصية أو جماعية : والمدفوعون إلى ترويج ذلك الغزو ، ألي هدف وبأي مصلحة

    ول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أبان عن طريق يخرج الشباب من منعطفـات ، لكن رس ذلك الغزو ، ويعينهم على الصبر والعالج النافع لهم ، ومن ثم ألمتهم التي لزاما

    )230: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمهـا : عليهم الدفاع عنها ، يقول صلى اهللا عليه وسلم

    مسـند أحمـد بـن حنبـل ،)2559(سنن الترمذي صـفة الجنـة ،)2823(وأهلها حفت الجنـة بالمكـاره ، وحفـت النـار ). 2843(سنن الدارمي الرقاق ،)3/284(

    .بالشهوات فحتى يدرك الشاب منزلة الجنة ، التي هي مطمع لكل مسلم ، حيث ترنو األفئدة لذلك

    لى كثير من األمور ، حتى ينال الفوز العظيم ، فإنه ال بد أن يكره نفسه ، ويفسرها ع .تلك السلعة الغالية

  • 27

    واتباع الشهوات التي يبسطها العدو أمامه ، بأمور بارزة ، وثقافات متعددة ، تثيـر العواطف ، وتحرك الشهوات التي تورد الشباب موارد الردى إن تخاذل ، وتسلمهم

    : ها ، كما قال اهللا تعالى إلى المهالك التي ال تقتصر عليهم ، بل تتعدى إلى األمة بأسرواتَّقُوا فتْنَةً لَا تُصيبن الَّذين ظَلَموا منْكُم خَاصةً واعلَموا َأن اللَّه 25سورة األنفال اآلية

    .شَديد الْعقَابِ ودور الراعين لمصلحة الشباب وتوجيههم ، حتى ينفذ كالمهم إلى سويداء قلـوبهم ،

    فيهم ، عندما يتحدثون أمامهم عن نماذج الغزو الفكـري ، الموجـه ومكامن التأثير :للتقريب بضرب المثل المحسوس أمامهم بين طريقين

    واآلخر ينتهي بمن . . في نهايته أشياء محببة للنفس ، ونتائج مفيدة للمجتمع : أحدهما سلكه إلى أشياء تكرهها النفس

    )231: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (لمن يرغبه ، يحتاج إلى الصـبر والتحمـل ، : فاألول . سيئة لألمة بأسرها ونتائج

    سورة الزمر اآلية : واإلعداد بزاد يعين على الوصول بزاد يعين على الوصول إليه .ِإنَّما يوفَّى الصابِرون َأجرهم بِغَيرِ حسابٍ 10

    م النفس شهواتها ، ونسيانها من لمن يوجه نفسه إليه ، فالوصول إليه بتسلي: والثاني .الزاد

    ). 4260(سنن ابن ماجه الزهد ،)2459(سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع .والعاجز من أتبع نفسه هواها ثم تمنى على اهللا األماني

    .الدليل إليه ، توجيه رباني ، وطاعة هللا ورسوله : فاألول الشيطان وأعوانه من شياطين اإلنس والجن ، مما يقود الناس إليه عدو اهللا: والثاني

    .يقود إلى عصيان أمر اهللا ورسوله فطاعة اهللا فيها . . والفرق بينهما كبير ، والنتائج متباينة ؛ ألن الضدين ال يجتمعان

    الفالح ، وطاعة الشيطان باتباع الهوى ، فيها الخسارة األبدية ، وهذا األمر ال يتمكن مع تمكين اإليمان من قلبه ، وإيقاظ ضميره ، لتمكين تعاليم اإلسالم عند الشاب ، إال

  • 28

    فيه ، بالمذاكرة والتعلم ، حتى يكبر عنده خوفه من اهللا ، وحرصه على حسن التطبيق .، وخوفه من عقاب والة األمر

    فالشباب عندما تكبر مداركهم ، يجب أن يوضح لهم المختصون األمـور بـالقرائن القلب ، حتى يستيقظ عندهم المالمسة ألوتار

    )232: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (اإلحساس ، وتكبر لديهم المهمة ، التي تشعرهم بالدور الملقى عليهم ؛ ليكون الشباب

    .من سالح وقوة : يقظا وحذرا ، ومستعدا للتهيؤ للمعركة بما يناسب المقام ات ، وسالح يقارع به ما سلط قوة في الفهم واإلدراك ، وقوة في الحجة ودرء الشبه

    إذا لم تكن ذئبا أكلتك : ( عليه ، وما نصب نحوه من أهداف ، يقال في المثل العربي ) .الذئاب

    فالمسلم كيس فطن ، تحركه المصائب ، وتؤثر فيه األحداث بعدما يستنهض ، وخاصة أو عندما يستهدف دينه ، وموطن عزته ، أو تطرح شبهات تمس الـذات اإللهيـة ،

    .يقصد بها رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، أو تعاليم اإلسالم في القرآن الكريم وعندما يتحرك اإلحساس في نفسه ، ويدرك أن وراء الموجة لألمة اإلسالمية شرورا كثيرة ، فإنه ينبعث مع حماسته ، جهد يتقي به السالح الموجه إلى اإلسالم ، بالمدافعة

    : وهذا ما يسـمى . ، بحيطة وحذر وعلم ، وغزو مضاد ورد الشبهات المطروحة .القوة الكامنة

    : .ونستطيع أن نجمل مسارب الغزو الفكري ، وتياراته المعاصرة في أمور منها التحديات ومحاولة طمس معالم اإلسالم ، ونسيان أثره - 1 )233: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    .على البشرية جمعاء رسة على اإلسالم ، والعداء للمسلمين ، وتسليط اإلعالم ضد المملكة الهجمة الش - 2

    .العربية السعودية بالذات ؛ ألنها تمثل ركيزة اإلسالم

  • 29

    محاولة قسر األمور اإلسالمية ، حتى توافق أهواء أولئك األعداء ، وما يرضي - 3 .نزغات اليهود خاصة

    أنها تعلم اإلرهاب ، وتدعو إليه ، التشكيك في التشريعات اإلسالمية ، ووصفها ب - 4 .بأن المملكة بمناهجها ومدارسها تصدر اإلرهاب : وكذبهم إعالميا

    المقاييس المختلفة في التعبير عن األمور ، حيث يعتبرون جهـاد الفلسـطينيين - 5بالحجارة لضعفهم إرهابا ، وضربهم بالطائرات وأحدث األسلحة ، وهدم منـازلهم ،

    عراء ، يسمونه مكافحة لإلرهاب ، وهم المعتدون المتجمعـون مـن وتشريدهم في ال .شذاذ اآلفاق

    كالجهاد ، والدعوة إلى ديـن اهللا ، : الرغبة في حذف آيات من القرآن الكريم - 6وغير ذلك مما يريدون منه ، التعديل والتبديل في شرع اهللا ، بما يحلو لهـم ، ومـا

    ي كتبهم ، التي طمسوا معالمها ، كما قال تعالى يوافق أهواءهم ، كما عملوا من قبل فِلتَحسبوه من الْكتَابِ وما هو من الْكتَابِ ويقُولُون هو من 78سورة آل عمران اآلية :

    ونلَمعي مهو بالْكَذ لَى اللَّهع قُولُونيو اللَّه نْدع نم وا همو اللَّه نْدع. )234: ، الصفحة رقم71: لجزء رقم ا(إظهار شعارات مختلفة للتضليل من باب دس السم في الدسم ، لتكون مجـاالت - 7

    ودعوات للتقارب مع اإلسالم ، باسم التقارب بين األديان ، ودين اهللا واحد ، وأتبـاع .إبراهيم ، الدين اإلبراهيمي والمؤمنون متحدون وغير ذلك

    باب وبين قياداتهم وعلمائهم وتكفيرهم حتى تنزع الثقة بينهم وبين التباعد بين الش - 8العلماء ووالة األمور ، وذلك بتجسيم أمور لم تحصل ، ووضع أمور في غير محلها ،

    .وباب الكذب واسع ، وميدانه فسيح : ابتداع شعارات مطاطة ، ال مفهوم ثابت لها ، ليحركوهـا كيفمـا يريـدون - 9

    الشر ، والتطرف والغلو وغير ذلك بقصـد التبريـر لغايـاتهم كاإلرهاب ، ومحور .المبطنة ، واالتجاه للغرض الذي يقصدون

  • 30

    اإلطالق على المدارس وخاصة مدارس تحفيظ القرآن الكـريم ، والمنـاهج - 10والكتب المدرسية ، في ديار المسلمين ، بأنها تعلم اإلرهاب ؛ ليبرروا الدخول فـي

    مما يرفضونه . . والدخول في خصوصيات كل دولة . . إسالمي الشئون المحلية لكل .هم عن أنفسهم ، فكيف يبيحونه ألنفسهم بغير حق

    تجسيم التيارات الفكرية ، ونشرها وتمجيد أصحابها ، - 11 )235: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    إرهابا ، ما دامت منطلقة من أفكارهم ، واعتبار محاربتها والدفاع عما يمس اإلسالميدعو للتصدي له ، وهذا فيه قلب لموازين األمور بما يرونه ، ففكر اإلسالم وتعاليمه

    إعالميا : في نظرهم باطل ، وفكرهم الباطل يجعلونه حقا وذلك وفق عرضهم لألمور .وبثه علميا

    وصف الشريعة اإلسالمية بالقصور ، وعدم اإلحاطة ببعض األمور التي جدت - 12الحياة ، وخاصة في االقتصاد ، حتى يبرروا الـدعوة إلـى اسـتبدالها على مسرح

    وبذلك يخف ميزان التشريع اإلسالمي من القلـوب ، . بالقوانين واألنظمة الوضعية .وما العولمة إال جزء من ذلك

    تسليط المغريات على الشباب من الجنسين ، والتركيز على المرأة حتى تخلع - 13ث يصفونه بالتخلف ، وحقوق اإلنسان المهضومة إلخراجها في الحجاب تدريجيا ، حي

    '' : المجتمعات كما هي عندهم ، حتى تنبذ تعاليم اإلسالم تدريجيا يراجع هذا في بحثنا 254 - 215ص 26: بمجلة البحوث اإلسالمية العدد '' الشباب والتيارات المعاصرة

    .، وعدم القدرة على العمل . وسائل إعالمهم المشوقة في أوقات العبادات عند المسلمين ، وضع البرامج في - 14

    حتى يكثر المتباطئون عن الصالة مثال ، )236: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (

    .يعينهم في هذا عدو اهللا إبليس وأعوانه باإللهاء واإلغراء

  • 31

    وغيرها من أمور كثيرة ، يدركها من يتابع أقوالهم ودعواتهم في وسـائل إعالمهـم .المختلفة

    ولن نمر بكل واحدة من هذه األمور التي المقصود بها الشباب ، باعتبارهم الركيـزة . . وهذا يحتاج إلى بسط واسـتدالالت . . المهمة ، في بث األخطار وتسليط الغزو

    رب إشارة أبلغ : ألن الوقت ال يسمح باإلطالة واالستقصاء ؛ ألن المثل العربي يقول من معرفة الداء ، أن يوفق هللا الشباب بالحماسة ، إلى الوصول إلى من عبارة ، ولعل ال يصلح آخر هذه األمة ، إال ما : واإلمام مالك رحمه اهللا يقول . الدواء واستعماله

    .أصلح أولها تطبيقا وعمال ، وآخرها لن يصلحه إال اإلسالم والعودة : فأولها لم يصلحه إال اإلسالم

    .وأخذ تعاليمه منهج عبادة ، وإصالحا لألمة فهما وحماسة ،: إليه ونَزلْنَا 89سورة النحل اآلية : وجدير بالشباب أن يتعمقوا في فهم هذه اآلية الكريمة

    ءانًا ِلكُلِّ شَييبت تَابالْك كلَيع. ففي كتاب اهللا المخرج من كل مشكلة ، والحل لكل معضلة وراحة القلب من كل هم ،

    فيه نبأ ما قبلكم ، : ي لكل خصم ، كما قال علي بن أبي طالب رضي اهللا عنه والتصد .وخبر ما بعدكم ،والحكم فيما بينكم

    :تحصين الشباب : .يقول اإلمام الشافعي رحمه اهللا فيما نسب إليه

    إال عداوة من عاداك في الدين... كل العداوة قد ترجى مودتها والتودد ، فإنه كالنار تحت الرماد ، إذا تهيأت لهم والعدو مهما أبدى جانب المسكنة

    الفرصة ، تسلطوا لتحقيق مآربهم ، ومن حقيقة ما ورد عن رسول اهللا صلى اهللا عليه ونصرت بالرعب مسيرة شهر ). 1/301(مسند أحمد بن حنبل : وسلم في هذا القول

    مسـند ،)2890(صحيح مسلم الفتن وأشراط الساعة : ، وقوله عليه الصالة والسالم سـألت : سألت ربي ثالثا ، فأعطيت اثنتين ومنعت الثالثة ). 1/182(أحمد بن حنبل

  • 32

    ربي أال يهلك أمتي بسنة عامة ، كما أهلكت األمم من قبل ، فأعطيت إياها ، وسألت .ربي أال يسلط عليهم عدوا من غير أنفسهم فأعطيت إياها

    :ل عمل يؤثر في أفكارهم من هذا فإن من حماية الشباب ، ووقايتهم من ك )238: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (االهتمام بتحصين الشباب في الجامعات ، ضد ما يطرح أمامهم من غزو فكري ، -

    وشبهات وتحديات تبلبل األفكار ، وتشغل أذهان الشباب ، المنفتح علـى المعرفـة ، شباب وعلى مـن يهـتم والمقبل على تحمل المسئولية نحو نفسه ، فإنه يجب على ال

    بتوجيهه ، إدراك قاعدتين هامتين في اإلعانة على تحصينه ، في المعركة الفكرية مع عدوه وعدو دينه ، وذلك باإلعانة على الخير وتوسيع دائرته ، وعلى الشر بمحاربته وإدراك منبعه والتصدي له ؛ ألن الخير والشر يتصارعان ، فإذا قويت حجة العـدو

    غزو وتحديات ، فإنه يطمع بعلو مكانة الشر الذي سعى إليه ، واتساع بما يطرح من .دائرته في أذهان الشباب اإلسالمي شيئا فشيئا

    وهذا لن يكون إال بتخاذل أهل الخير ، ووهنهم ؛ ألنه حق قدره اهللا سبحانه ، يجـب ة النساء سور: إدراكه ، ألهل اإليمان ، أن ال يعلو الكافرون عليهم ، كما قال سبحانه

    . هذه الحقيقة يجب تمكينها . ولَن يجعَل اللَّه ِللْكَافرِين علَى الْمْؤمنين سبِيلًا 141اآلية فالخير من اهللا ويؤيده اهللا سبحانه وينصره أهله ، والشر من الشيطان ، ورمز ألولياء

    حقيقة ، وتنميتهـا الشيطان ، ولن تعلو كفته على الخير ، وعلى الشباب إدراك هذه ال بمسبباتها في نفوسهم وثقافاتهم ، والتتبع لذلك علميا ، مع االهتمام بالتطبيق ،

    )239: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم (وطرح الشواهد التي تمكن هذه الحقيقة من قلوبهم ، حسب الواقـع اإلسـالمي فـي

    .مسيرته .هللا للمسلم بحسن اتباعه فالحسنة التي هي من اهللا ، وتوفيق اهللا ، خير هيأه ا

  • 33

    والسيئة التي هي من اإلنسان ، قاده إليها تخاذله في فعل الخير ، وعقاب من اهللا جنته سـورة : عليه نفسه ؛ لبعده من الخير ، وميوله إلى الشر ودعاته ، ألم يقل سبحانه

    .من سيَئة فَمن نَفْسك ما َأصابك من حسنَة فَمن اللَّه وما َأصابك 79النساء اآلية ولذا فإن الشباب ، يجب أن يتحصنوا ضد التيارات الموجهة نحوهم بسالحين ، وفق

    :القاعدتين المهمتين المشار إليهما من قبل كتاب : قاعدته دينية راسخة من مصدري التشريع في شريعة اإلسالم : شرعي - 1

    الصالح من هذه األمة ، في نظرتهم لألمور اهللا وسنة رسوله ، وما سار عليه السلف .، ومعالجتهم ما مر عليهم مع األمم السابقة ، وأهل األهواء

    يقارع به فكر بفكر ، من باب مخاطبة الناس بما يعرفون ، ال يميل في : فكري - 2مساره عن مقصد األمر الشرعي ؛ ألن العقل وإدراكه ، ال يختلف عن الشرع ، إذا

    وما مال عن المدلول الشرعي العقدي ، فهو فكـر ال يصـح . . سليما كان المأخذ االستدالل به ؛

    )240: ، الصفحة رقم71: الجزء رقم ( .لعدم سالمته

    هو االستدالل الشرعي ، الذي هـو عـن اهللا ، : أو السالح األول : فالمحور األو�