ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource...

127
____ _______________________________ ___________________ ____________ 1 ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺘﻮﺯﻱ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺘﻮﺯﻱ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺘﻮﺯﻱ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺘﻮﺯﻱ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ: ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻠﻲ: ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ@xŠìu@ãbç@‡äÇ@ÝíëdnÛa @xŠìu@ãbç@‡äÇ@ÝíëdnÛa ßa†bË ßa†bË @ @ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ: 11 03 - 2009 . ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺪﻳﺪﻱ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺘﻮﺭﻱ ﺭﺋﻴﺴﺎ. . ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻏﻴﻮﺓ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺘﻮﺭﻱ ﻣﺸﺮﻓﺔ ﻭ ﻣﻘﺮﺭﺓ. ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺘﻮﺭﻱ ﺭﺷﻴﺪ ﺩﺣﺪﻭﺡ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ. ﻧﻮﺭﺓ ﺑﻮﺣﻨﺎﺵ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺘﻮﺭﻱ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ1428 - 1429 ﻫـ/ 2008 - 2009 ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ: ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫﺓ: ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻏﻴﻮﺓ ﺑﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻏﻴﻮﺓ ﺑﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻏﻴﻮﺓ ﺑﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻏﻴﻮﺓ ﺑﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﻋﺎﺭﻑ

Transcript of ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource...

Page 1: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

___________________________________ _______________________________ 1

������

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة التعليم العالي و البحث العلميوزارة التعليم العالي و البحث العلميوزارة التعليم العالي و البحث العلميوزارة التعليم العالي و البحث العلميوزارة التعليم العالي و البحث العلميوزارة التعليم العالي و البحث العلميوزارة التعليم العالي و البحث العلميوزارة التعليم العالي و البحث العلمي

جامعة منتوزي قسنطينةجامعة منتوزي قسنطينةجامعة منتوزي قسنطينةجامعة منتوزي قسنطينة

كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعيةكلية العلوم اإلنسانية و االجتماعيةكلية العلوم اإلنسانية و االجتماعيةكلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية

قسم الفلسفةقسم الفلسفةقسم الفلسفةقسم الفلسفة

: رقم التسجيل

:الرقم التسلسلي

عنوان البحثعنوان البحثعنوان البحثعنوان البحث

@xŠìu@�ãbç@‡äÇ@ÝíëdnÛa@xŠìu@�ãbç@‡äÇ@ÝíëdnÛa�ßa†bË�ßa†bË@@

مذكرة مقدمة لنيل درجة الماجستير في الفلسفة

2009 - 03 – 11: أعضاء لجنة المناقشة تاريخ المناقشة

رئيسا جامعة منتوري قسنطينة جديديمحمد . د

مشرفة و مقررة جامعة منتوري قسنطينة غيوةفريدة . د.أ

مناقشا رشيد دحدوح جامعة منتوري قسنطينة . د

مناقشة جامعة منتوري قسنطينةنورة بوحناش . د

م 2009 -2008/ هـ 1429 -1428السنة الجامعية

:إشراف األستاذة : إعداد الطالب

بن حديد عارف الدكتورة فريدة غيوةبن حديد عارف الدكتورة فريدة غيوةبن حديد عارف الدكتورة فريدة غيوةبن حديد عارف الدكتورة فريدة غيوة

Page 2: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

___________________________________ _______________________________ 2

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة التعليم العالي و البحث العلميوزارة التعليم العالي و البحث العلمي

جامعة منتوزي قسنطينةجامعة منتوزي قسنطينةجامعة منتوزي قسنطينةجامعة منتوزي قسنطينة

كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعيةكلية العلوم اإلنسانية و االجتماعيةكلية العلوم اإلنسانية و االجتماعيةكلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية

قسم الفلسفةقسم الفلسفةقسم الفلسفةقسم الفلسفة

:رقم التسجيل

:الرقم التسلسلي

عنوان البحثعنوان البحثعنوان البحثعنوان البحث

xŠìu@�ãbç@‡äÇ@ÝíëdnÛaxŠìu@�ãbç@‡äÇ@ÝíëdnÛa@@@@@@@@�ßa†bË�ßa†bË@@

مذكرة مقدمة لنيل درجة الماجستير في الفلسفة

:إشراف األستاذة : إعداد الطالب

بن حديد عارف الدكتورة فريدة غيوةبن حديد عارف الدكتورة فريدة غيوةبن حديد عارف الدكتورة فريدة غيوةبن حديد عارف الدكتورة فريدة غيوة

2009 – 03 – 11: أعضاء لجنة المناقشة تاريخ المناقشة

جامعة منتوري قسنطينة رئيسامحمد جديدي . د

د فريدة غيوة جامعة منتوري قسنطينة مشرفا و مقررا.أ

رشيد دحدوح جامعة منتوري قسنطينة عضوا مناقشا. د

عضوا مناقشا نورة بوحناش جامعة منتوري قسنطينة . د

م 2009 -2008/ ه 1429 -1428: السنة الجامعية

Page 3: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

___________________________________ _______________________________ 3

��م���

﴿ şŠşiŽåŽÈ@bÝĆïÚ@bŽåĆjŽäc@ÚĆïÜ�g@Žì@bŽå�Ý�ØŽíŽm@ @@žČ�ñ—Žá�Üa@ÚĆïÜ�g@ì@@﴾

@òíŁa@òäznà¾a4@ @

﴿ @ý@Ćâ#ÙñmbŽéşà#c@�çí#(ži@æñà@â#ÙŽuŽ‹Ć‚c@žê�ÝÜa@Žì@ŽŠbŽ—Ćiÿa@Žì@ŽÊĆáş�Üa@žâ#ÙÜ@ŽÞŽÉŽu@Žì@@@bøĆ@ŽçížáÝĆÉŽm@ @

Žçìž‹#ÙĆ“Žm@Ćâ#Ù�ÝŽÉÜ@òŽ‡ñø�Ðÿa@Žì@﴾

@òíŁa@ÝzäÛa78@ @

Page 4: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

___________________________________ _______________________________ 4

��א���א�א���א�א���א�א���א������ ���و������� ���א������������

������������������زو���

��ن������،�����د���א ���،��"����#�$������.��

�����������������������������������������

&�����

24/08/2008

Page 5: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

___________________________________ _______________________________ 5

في أسجد هللا سبحانه و تعالى شاكرا إياه ، و كذا لكل من ساهم

النصـح إسـداء سواء من خالل من بعيد أو من قريب إنجاز هذا العمل

غيوة المشرفة أخص بالذكر األستاذة الدكتورة فريدةو ، و التشجيعأ

.جيهاتها القيمة مساعدتها المعنوية و توعلى هذا العمل ل

كما أوجه شكري إلى كل أساتذة قسـم الفلسـفة و أخـص بالـذكر

، الـدكتور رشـيد دحـدوح الدكتور عبد الحفيظ عصـام ، أستاذي

، الدكتور سـاعد الدكتور إسماعيل زروخي ، الدكتور محمد جديدي

.خميسي

مع التقدم بجزيل الشكر و االمتنان لكل من أمدني بيد العون و أخص

و األستاذ السعيد شلي ، و األستاذ ، بالذكر األستاذ عز الدين دريدي

.و تواتي جهادو األستاذ كرايتي نوار ، رابح يونس ،

و اهللا ولي التوفيق

� ��� و ���

Page 6: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

___________________________________ _______________________________ 6

óà‡Õàóà‡Õà@@

Page 7: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

_______________________________________

___________________________________ _______________________________

المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة

7

املقولة تغري و مع هذه " نفسكأعرف نفسك ب "سقراط لقد قال الفيلسوف اليوناين قد أنزل الفلسفة من السماء إىل األرض ، فبعـد سقراطأن ن خالل القول جمرى الفلسفة ، م

أصبحت تم باإلنسـان ، أن كانت مع الفالسفة الطبيعيني تبحث يف الوجود املادي و أصله هو البحث عـن كله و حياته و ما يرتبط ا من مشكالت ، و كان اهلاجس من وراء ذلك

.احلقيقةم القـد متعددة و متنوعة منذ اهذه احلقيقة اليت اختذ اإلنسان لبلوغها وسائل و طرق

، و ما نشأ حوهلا من صراع و تناقض سواء حول معناها أو مناهجها املؤدية حىت عصرنا هذابعضها البعض من حيث طبيعتـها ، تعدد املوضوعات و اختالفها عن إذ يعود هذا إىلها ، يلإ

عمومها عن الظاهرة متيز الظاهرة املادية يف ة اجلامدة عن الظاهرة احلية ، و ز الظاهرتميلذلك .طرح مشكلة املنهج األمثل لبلوغ هذه احلقيقة املنشودةقد اإلنسانية

فوجود املنهج التجرييب كنموذج لبناء املعرفة و من مثة بلوغ احلقيقة مل يكن كافيـا ليت كانت متثل عائقا أمام علميـة فيما يتعلق بالظاهرة اإلنسانية املعرفة مجيع الظواهر و خاصة

اإلنسان " حيان التوحيدي أبو، ولقد قال الفيلسوف املسلم هذا املنهج للوصول إىل احلقيقة ا يعترضنا من عوائق عندما حناول فهم اآلخر من خالل م، مقولة تعرب ع" أشكل عليه اإلنسان

.ألا تفلت من النظرة امليكانيكية اآللية لطبيعتها القصدية اهلادفة ، سلوكاته رحـه ال ميكن أن تدرس علميا نظرا ملا تطعليه أن الظاهرة اإلنسانية ترتبما هذا و

للنظرة القيمية أو املعيارية أكثر من أن تكون قابلة للخضوع ةضعاخمن عوائق ، و أا تبقى من خالله ذه الظاهرة ، مما جيعلها أدىن من الظاهرة الطبيعية ألا ال لقانون عام ميكن أن نتنبأ

.توصل إىل احلقيقة هذه الطبيعة املغايرة دفعت الباحث لكي يفهم آثار اإلنسان و ما حتمله من معان إىل

، فاختلفت الرؤى بني أصحاب الرتعة الوضعية اليت ترى أن ضرورة إجياد مناهج تتناسب معها و املوضوعية متر حتما باملنهج التجرييب ، و أصحاب الرتعة اإلنسانية اليت ترى أنه ميكن العلمية

.حتقيق العلمية و املوضوعية مبناهج أخرى تفرضها طبيعة الظاهرة اإلنسانية، و يف خضم هذا الصراع كان البديل عن املنهج التجرييب عند البعض اهلرمينوطيقـا

ملنهج املناسب لتحقيق املوضوعية يف دراسة الظواهر اإلنسانية حيث متثل منهجا للفهم ، أي ا

Page 8: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

_______________________________________

___________________________________ _______________________________

المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة

8

أو كل ما ميكن أن يعرب عن اإلنسان سواء يف ميدان النصوص األدبية أو اآلثار الفنية ، و هذا إذ اعتـرب هـذا األخـري شاليرماخر و دلتايما حدث يف العصر احلديث على يد كل من

.اإلنسانيةاهلرمينوطيقا مبثابة منهج للعلوم هانز من يرفضها و هذا من خالل رأي هذه النظرة وجدت يف العصر احلديثإال أن يف اهلرمينوطيقا منهجا بديال للمنهج التجرييب ، كما أنه يـرى أن الذي مل ير جورج غادامري

الظاهرة اإلنسانية ذات معىن و داللة ، و بالتايل فهي حاملة للمعىن و موصلة إىل احلقيقة و الاحلقيقة اليت جيب على اإلنسان أن ينشـدها رب عنلظاهرة الطبيعية ، بل قد تعتقل أمهية عن ا

مدى لتبيني ما غادامريالذي وجهين إىل اختيار التأويل عند ، و لعل هذا هو الدافع و يهتم ا .أمهية الظاهرة اإلنسانية نظرا ملا حتمله من حقيقة و من فهم لآلخر

أقطاب يعود إىل أنه ميثل أحد أهم هانز جورج غادامرييلسوف األملاين و اختياري للف، و الذي حتول معه التأويل إىل مذهب قائم بذاته و هلذا تعـرف التأويلية يف العصر احلديث

، و لقد حاولت من خالله أن أعـاجل يف هـذا فلسفته بالتأويلية الفلسفية اليت وضع أسسها حتديد األسس واملبادئ اليت تقوم عليها عمليـة الفهم من خالل املتمثلة يف اإلشكالية البحث و ما مييزها عن غريها من النظريات التأويلية األخـرى سـواء كانـت كالسـيكية التأويل

.أو رومانسيةهـل :و انطالقا من هذا ميكن أن حنصر هذه اإلشكاليات يف التسـاؤالت التاليـة

هل عملية التأويل ختضع للشكل ؟ و من مثة د أو أحكام لعملية التأويل ؟باإلمكان وضع قواع ؟يف عملية التأويل) العلمية ( ية هل التقيد باملنهج حيقق املوضوع هل هي خاضعة ملنهج حمدد ؟

ا هو دور الـذات يف عمليـة م ؟ يةعملية التأويلالكيف ميكن أن نتجاوز الشكل و املنهج يف هي عالقة الـذات ملية التأويل أن تبقي على هوية النص أو حقيقته ؟ ماهل ميكن لع ؟التأويل

يف عملية التأويل ؟) النص ( باملوضوع

و كما هو معروف فإن طبيعة املوضوع هي اليت حتدد طبيعة املنهج ، و انطالقا مـن على اإلشكالية املطروحة يف هذا البحث كان املنهج يعتمد يف األساس على التحليل للوقوف

كما يقوم أيضا هـذا أهم األسس اليت تعطي حال للمشكالت املطروحة و كيفية جتاوزها ، املقارنة للوقوف على أهم نقاط االختالف و التشابه يف حاالت معينة و اليت كاناملنهج على

Page 9: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

_______________________________________

___________________________________ _______________________________

المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة

9

يف تأويليتـه فيما ذهب إليـه متيز غادامري مدى ما لتبيني إىل ذلك فيها اإلشارة جيب .لفلسفيةا

فق مع ما هو مطروح من تصـورات يتوا عا هلذا فلقد قسمنا هذا البحث حسبماو تب :ما يأيت ك

ألساس على التعريف باملوضوع و مدى أمهيتـه خاصـة يف مقدمة و اشتملت يف احددت من خالهلا األسباب اليت جعلتين أختار هذا املوضوع ، كمـا العصر احلديث ، و قد

اشتملت أيضا على اإلشكالية األساسية للبحث و ما تفرع عنها من مشـكالت و بـالطبع .الصعوبات و العوائق اليت واجهتين خالل هذا العمل

و لقد قسمت هذا البحث إىل مدخل و ثالثة فصول يتضمن كل واحد منها علـى نظرة تارخيية ملشكلة التأويل إىل :بـ الذي عنونته أساسية ، و لقد عمدت يف املدخل مباحث

مع التركيز على العصر اليوناين حىت العصر احلديثمنذ ) اهلرمينوطيقا ( عرض مفهوم التأويل كان هلم عالقـة بالتأويليـة يف تطور هذا املفهوم ، و منأهم الفالسفة الذين كان هلم أثر

.عند غادامري الفلسفيةالتأويل و الوعي اجلمايل تناولت فيـه بالتحليـل :بـأما يف الفصل األول و املعنون

لتبيني أهم لغادامريكزت يف األساس على حتديد املسار الفكري ، و رالعملية التأويلية يف الفن شـكلة العوامل اليت حتكمت يف رؤاه الفلسفية ، مث بعد ذلك تطرقت إىل عملية التأويـل و م

اهلـدف مـن الـوعي للنظرة املنهجية ، مث بينتاملنهج للوقوف على أمهية التأويل و جتاوزه أمهيـة لالمتايز اجلمايل ، و يف األخري بينتالتمايز اجلمايل و ا: اجلمايل بالتمييز بني تصورين

.اللعب يف فهم العمل الفين التأويل و الوعي التارخيي ، و الذي تناولت فيـه :بـبينما يف الفصل الثاين املعنون و ذلك بالتمييز بني الوعي التـارخيي الشـائع غادامريبداية حتليل ملفهوم الوعي التارخيي عند

الذي جيب أن نتجاوزه و الوعي التارخيي الفعال ، مث بعد ذلك تطرقت إىل تارخيانية الفهـم املسـبق ، التـراث ، لى مفهوم كل من احلكم كأساس للعملية التأويلية من خالل التركيز ع

و السلطة ، مث بينت أمهية اجلدل اهلرمينوطيقي من خالل فكرة انصهار اآلفاق و منطق اخلرافة .مهمة اهلرمينوطيقاؤال و اجلواب ، و يف األخري الس

Page 10: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

_______________________________________

___________________________________ _______________________________

المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة

10

بينت من خالله طبيعـة ، التأويل و اللغة :بـو يف الفصل الثالث و األخري و املعنون ن مثـة عالقتـها من خالل التركيز على الصبغة غري األداتية للغة ، و م غادامريغة حسب الل

اللغة كوسـيط للتجربـة كشف للعامل ، مث بعد ذلك طبيعة اللغة من خالل أابالفكر ، مث التأويلية من خالل عملية الترمجة كنموذج للتأويل و لغوية الفهم اإلنسـاين ، و يف األخـري

.هوم غادامري لشمولية التأويلية قمت بعرض مفو أيت هذا البحث جبملة من االنتقادات اليت وجهت لتأويلية غادامري من طـرف بعض الفالسفة املعاصرين له ، مث قمت بعرض اخلامتة و بينت فيها ما متخض عن هذا البحث

.من نتائج

Page 11: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

___________________________________ _______________________________ 11

نظرة تاريخية لمشكلة التأويلنظرة تاريخية لمشكلة التأويلنظرة تاريخية لمشكلة التأويلنظرة تاريخية لمشكلة التأويل: : : : المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

العصر اليونانيالعصر اليونانيالعصر اليونانيالعصر اليوناني ––––أوال أوال أوال أوال

العصر الوسيطالعصر الوسيطالعصر الوسيطالعصر الوسيط ––––ثانيا ثانيا ثانيا ثانيا

عصر النهضةعصر النهضةعصر النهضةعصر النهضة ––––ثالثا ثالثا ثالثا ثالثا

يثيثيثيثالحدالحدالحدالحدالعصر العصر العصر العصر –––– رابعارابعارابعارابعا

العصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصر –––– خامساخامساخامساخامسا

Page 12: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

العصر اليونانيالعصر اليونانيالعصر اليونانيالعصر اليوناني___________________________________________ ___________________________________________ ___________________________________________ ___________________________________________

___________________________________ _______________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

12

ا دالال و اختالف مفاهيمها تطورجيعلنا نلمس مدى الفلسفة تاريخ يف حثالب إن، مما يعين أا تعرب عن ثقايف الذي تبلورت و منت فيهمن عصر إىل آخر و هذا تبعا للسياق ال

احلاملة لثقافة املفاهيم هذه بني من و ،و تفكري يف كل حقبة زمنية اإلنسان طريقة حياة متباينة دالالت املعاصر و احلديث العصر يف أخذ الذي التأويلاهلرمينوطيقا أو فن اإلنسان

نشأة إىل أدتو اليت يطة، و مغايرة لتلك اليت كانت سائدة يف الفلسفة اليونانية أو الوس بنا جيدراملوضوع يف اخلوض قبلو ، الفلسفية التأويلية يف يتمثل بذاته قائم فلسفي مذهب إىل اليوناين العصر من بدءا تارخيياأو اهلرمينطيقا التأويل لفظ لتطور خمتصرة صورة تقدمي : احلديث العصر

:::: اليونانياليونانياليونانياليوناني العصرالعصرالعصرالعصر - - - - أوال أوال أوال أوال HERMENEUEIN اليونايناهلرمينوطيقا كلمة مشتقة يف أصلها من الفعل

اإلله ب أصلها يف تبطتر واليت، تفسري ويعين HERMENEIA واالسميفسر يعين و الذي . 1رسول آهلة األوملب و الوسيط HERMES ∗هرمس

أساسية هي و ميكن حصر معىن كلمة هرمينوطيقا من الناحية اللغوية يف ثالث معان، و بذلك فهي تشري إىل فن التأويل كاستعمال تقين يعتمـد علـى 2التعبري ،التفسري و الترمجة

، وذا ميكن القول بأن املنابع الكالسـيكية 3معطيات اللغة و املنطق لتفسري و ترمجة النصوصنلمسه من جهـة يف التـراث ) اليونانية ( ملصطلح اهلرمينوطيقا أو التأويل يف الفلسفة القدمية

و من جهة أخرى وسيلة لتفحص داللة معقولة ∗∗هومريوس كوسيلة إلعطاء تراث الرمزي

بيار غرميال ، امليتولوجيا اليونانية ، ترمجة هنري ( هرمس أخو أثينا األوسط ، ابن زوس من مايا ، و هو رسول اآلهلة - ∗

.) 49،50، ص ص 1982، منشورات عويدات ، بريوت ، 1زغيب ، طالنهضة العربية ، ، دار1ط نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1

. 17، ص 2003لبنان ، -بريوت . 23املرجع نفسه ، ص - 2-، املركز الثقايف العريب ، بريوت1فصول يف الفكر الغريب املعاصر ، ط: حممد شوقي الزين ، تأويالت و تفكيكات - 3

. 29، ص 2002لبنان، Homère"[ressource"(اإللياذة و األوديسةم ينسب إليه تأليف .ق 8هومريوس شاعر ملحمي يوناين القرن - ∗∗

électronique].microsoft®encarta®,2007,[CD].microsoft corporation ,2006).

Page 13: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

العصر اليونانيالعصر اليونانيالعصر اليونانيالعصر اليوناني___________________________________________ ___________________________________________ ___________________________________________ ___________________________________________

___________________________________ _______________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

13

.1سع للدين اليوناين يف العامل األو) الكهانة ( دور التأويل و العرافة إذا نظرنا إىل األبعاد الفلسفية هلذا املصطلح يف الفلسفة اليونانية ميكن القول أنه مل و

ميثل نظرية فلسفة قائمة بذاا رغم أننا جنده قد ورد بـدالالت متفاوتـة و خمتلفـة و أول : عنده فيلسوف ميكن أن نلمس ذلك

( PLATON ) : أفالطونأفالطونأفالطونأفالطون -1مصـطلح ) م.ق 347 -م.ق 428(حـوايل أفالطون الفيلسوف اليوناين استعملو من مثة فهو هومريوسو هو شاعر يقوم بتالوة أشعار ( Ion ) حماورة أيونهرمينوطيقا يف

إليصاهلا للمسـتمعني هومريوسيقوم بالتعبري و تأويل و تفسري معانيه مما جيعله حامال لرسالة ، 3الشعراء مفسري اآلهلة أفالطونو لقد اعترب ، 2هرمسو هذا ما جيعل وظيفته شبيهة بوظيفة

الذين يقومون بتالوة لآلهلة وون و وسطاء لوؤيؤكد بأن الشعراء م أيونو يف مقطع من حماورة هم وسطاء هلؤالء الوسطاء ، مبعىن هـم بـدورهم مـؤويل ( Les rhapsodes ) مهآثار

. 4املؤولني، فاملؤول هو لسـان تتموضع اهلرمينوطيقا انطالقا من هذا يف سياق ديين أو مقدس

تعمل على أن تدمي و بذلك فهي رسالة ما ، أفالطون ينقلو من مثة فاملؤول عند حال اآلهلة ، رسول ( فعالية املعىن فهناك سلسلة هرمينوطيقية مصنوعة من حلقات ثالث تتمثل يف الشاعر

أن تالوة أفالطونو يبني الوسيط ، يلعب دورالذي املؤول و ) املرسل إليه(و املستمع ) هلة اآل . 5لكن جمرد مهارة فردية او ال علم ااألشعار ليست فن و يرتبط ∗زوس أنه مبعوث ى عل هرمس بروتاغوراس حماورة يف لنا يقدم كما

1 - J. Grondin , << La tache de l'herméneutique dans la philosophie ancienne>> , revue klēsis , numéro 1/2, 2006 , p.2 ,disponible sur le site : revue-klesis.org.

.25، 24عادل مصطفى ، مرجع سابق ، ص ص . د -2 .21، ص2007، منشورات االختالف، اجلزائر، 1، مقدمة يف اهلرمينوطيقا ، ترمجة وجيه قانصو ،ط سپردافيد جا -3

4 - J. Grondin , op cit , p . 5. 5 - D.Ndeh , Religion et Ethique: une relecture herméneutique des discours sur la religion de schleiermacher , these de doctorat , université de marne-la-vallee, octobre 2002, p p. 93,94, disponible sur le site: www.univ-mlv.fr.

,Zeus"[ressource electronique]" (اليونانية إله السماء و إله آهلة األوملبزوس يف امليتولوجيا - ∗

op cit.

Page 14: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

العصر اليونانيالعصر اليونانيالعصر اليونانيالعصر اليوناني___________________________________________ ___________________________________________ ___________________________________________ ___________________________________________

___________________________________ _______________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

14

كما يظهـر . 1فهو مؤول و رسول، اخلطابو نشاطه يتوقف على قدرته على باخلطابامسه و هذه هـي أيضا لفظ هرمينوطيقا يف السياسي و يعرب عن فن التنبؤ أي تأويل الوحي اإلهلي

تعرب عن دور الكاهنة ال للرسائل اإلهلية ، و بذلك فهي مهمة الكاهن أي أن يقدم حتليال معقو . 2أن املؤول يترجم معىن الوحي أيكواسطة بني اآلهلة و البشر ،

)(ARISTOTE ::::أرسطو أرسطو أرسطو أرسطو - - - - 2 )م.ق 322 – 384( أرسطوالفيلسوف اليوناين ، أفالطونإذا انتقلنا إىل تلميذ و

اإلقرار أو اإلعالن، وذا املعىن عنده عين مبفهوم مغاير ألستاذه ، إذ يالتأويل جنده قد استخدم ناد أمر آلخر ميكن اليت ختربنا عن شيء ما و ذلك بإس 3فالتأويل هو صياغة األحكام التقريرية

املعـىن يث داللته ثابتا و حمافظا علىبالصدق أو الكذب ، ويبقى احلكم من ح أن حنكم عليه .4نفسه

رمزي ملا هو معـرب يبني يف التأويل أن الرموز املكتوبة ما هي إال تعبريو بذلك فهو ، ليس هناك ما هو مفقود يف سلسلة االنتقال من النفس إىل اخلطاب و من اخلطاب عنه شفاهيا

بطريقة موافقة الصوت و انفعاالت الرمز املكتوب يعمل مثل العالمة اليت تقدمفإىل املكتوب ، .5)املنطوقة ( ما هو مكتوب هو وسيلة دالة أو تذكري لكلمة النفس املعرب ا فالنفس ،

)PHILON D'ALEXANDRIE( ::::سكندري سكندري سكندري سكندري فيلون االفيلون االفيلون االفيلون اال ----3 فيلـون مدرسة االسكندرية من خالل أحد فالسفتها الفيلسوف اليهـودي عنأما أمهية الفلسـفة يف حماولـة عنده احنصرت الذي ) بعد امليالد 40 –م .ق 20( االسكندري

التوفيق بني العقل و النقل أي بني ما جاءت به الفلسفة اليونانية من جهة و ما جـاء ت بـه اعتمد علـى طـريقتني األوىل فقدالديانة اليهودية من جهة أخرى، و لتحقيق التوفيق بينهما

الثانيـة ، و اليهوديـة مدت حقائقها من الديانة اعتقاده أن ما جاءت به الفلسفة اليونانية است

، يف 79، ص 10، العدد جملة أوراق فلسفية، »اهلرمينوطيقا أو اسم الفلسفة اآلخر «عبد العزيز العيادي ، -1 .aorakphalsaphia.com: املوقع

2- J. Grondin , op cit , p p 3 - 5. .32-30عادل مصطفى ، مرجع سابق ، ص ص . د -3 .7، ص1998لبنان ، -، دار الطليعة للطباعة و النشر ، بريوت1نبيهة قارة ، الفلسفة و التأويل ، ط -4

5- J. Grondin , op cit , p 9.

Page 15: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

العصر اليونانيالعصر اليونانيالعصر اليونانيالعصر اليوناني___________________________________________ ___________________________________________ ___________________________________________ ___________________________________________

___________________________________ _______________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

15

العمل على تفسري و تأويل النصوص الدينية لكي تتالءم مع ما جاءت به الفلسفة اليونانية من و للتوفيق بينهما اتسمت فلسفته بطبيعة ، قتني خمتلفتني ي، فكالمها يعرب عن احلقيقة بطر1حقائق

.تأويلية رمزية للتوراة مجيع الناس العامة منهم و اخلاصة ، و هلـذا فالكتب السماوية موجهة بتعاليمها إىل اختالف يصال املعىن للناس ، مما جعل وجودفهي تقوم باستخدام األمثلة و الصور و الرموز إل

ها بالباطن و جوهر معاني ص بني من يأخذ بالظاهر و هم العامة و من يأخذيف فهم هذه النصو، و هو يشـبه الـنص 2قيقة النصوصالتأويل ضروري لفهم ح و هم اخلاصة ، وهذا ما جيعل

باجلسم و املعىن الرمزي بالروح ، إال أنه مييل إىل األخذ باملعىن الرمزي على حسـاب املعـىن . 3احلريف

)CLEMENT D'ALEXANDRIE( ::::∗∗∗∗كليمانت االسكندريكليمانت االسكندريكليمانت االسكندريكليمانت االسكندري - - - - 4كانت حماوالتـه و كليمانت االسكندريو من ممثلي مدرسة االسكندرية أيضا جند

، ويظهر تأثري 4ترمي إىل التوفيق بني العقل و النقل ، أي بني الفلسفة اليونانية و الدين املسيحيو إدراك ، فيلون يف تفكري كليمنت حيث أنه نظر إىل لغة النص الديين على أا لغـة رمزيـة

الالت للنص الـديين يز بني مخس دمعانيها ال يكون إال عن طريق التأويل ، و هذا ما جعله مي .5، و الصويف يت ، العقيدي ، النبؤي و الفلسفيالتارخيي ، الالهو: و تتمثل يف

)ORIGENE( :∗∗∗∗∗∗∗∗أوريجين االسكندريأوريجين االسكندريأوريجين االسكندريأوريجين االسكندري - - - - 5

ص،1984النشر ، بريوت، للدراسات و ، املؤسسة العربية 2، ج 1عبد الرمحن بدوي ، موسوعة الفلسفة ، ط.د -1

. 221، 219 ص

.220،221،ص ص 1988،منشورات عويدات، بريوت، 3ط،حممد عبد الرمحن مرحبا، مع الفلسفة اليونانية.د -2 .221عبد الرمحن بدوي ، املرجع السابق ، ص .د -3كميل احلاج ، املوسوعة .د(عامل من علماء مدرسة اإلسكندرية املسيحية ) م213 -م150( كليمنت االسكندري - ∗

). 459. ، ص2000لبنان، -، مكتبة لبنان ناشرون ، بريوت1امليسرة يف الفكر الفلسفي و االجتماعي ، ط .460كميل احلاج ، املرجع نفسه ، ص .د -4 .61ق ، ص ، مرجع ساب سپردافيد جا -5

Origène".[ressource" ( الهويت) 254حوايل – 185حوايل ) ( 254 -185( أورجيان - ∗∗

électronique] , op cit.

Page 16: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

العصر الوسيطالعصر الوسيطالعصر الوسيطالعصر الوسيط____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

___________________________________ _______________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

16

تقوم يذال، أورجيني جند كليمنت تلميذ كذلك من بني ممثلي مدرسة االسكندرية و عملية التأويل عنده على األساس الرمزي للغة اإلجنيل مما جيعل النص الـديين غامضـا ، و ال

التأويل ، كما أنه مييز بـني بل جيب االعتماد على ميكن أن تدرك معانيه إذا أخذت حرفيا ، ي ظاهري و عامل روحي عرفاين ، و تبعا لذلك فالكون مليء بالرموز و أنواع عاملني عامل واقع

. 1العامل غري املرئي اليت ال تدرك إال من طرف شخص كامل عن طريق التأويلإن الدافع لوضع قواعد و شروط دقيقة من أجل فهم النص الديين هو طبيعـة هـذا

،حىت ال تكون عملية التفسري عمليـة ذاتيـة إهليوحي و مقدس النص من حيث أنه نص االلتزام حبقيقة الـنص ، مغـزاه : عملية التفسري حول ثالثة معاين أساسية وهي متحورتو

.2ةياألخالقي ، و داللته الروح، و هذا ما يتجلى يف فهم النص املقدس لقد كان للهرمينوطيقا اليهودية دور مؤثر و

ر مدرسـتني ، مما أدى إىل ظهـو أو برمزيتهتفسريه النص أثناء راع بني األخذ حبرفية الصيف األوىل الثانية بأنطاكية و لقد أخـذت كانت األوىل باإلسكندرية و متميزتني داخل الكنيسة ،

.3بالقراءة احلرفية للنص فأخذتبالقراءة الرمزية للنص أما الثانية

::::العصر الوسيط العصر الوسيط العصر الوسيط العصر الوسيط ----ثانياثانياثانياثانيالتطور مفهوم اهلرمينوطيقا يف العصر اليوناين دور فعال يف تفسري النصوص لقد كان

املقدسة و تطورها و من مثة تنوعها مما فتح اال أمام تعدد القراءات و من مثة التفسري ، سواء تعلق األمر بالديانة اليهودية أو الديانة املسيحية ، و هذا ما سيكون له أثر يف تفسـري الـنص

.العصر الوسيط املقدس يف

(SAINT AUGUSTIN): القديس أوغسطين القديس أوغسطين القديس أوغسطين القديس أوغسطين - - - -

كان هلا انعكاس واضح يف يف تفسري النص املقدس دريةكإن اسهامات مدرسة االسن القديس الالهويت و جنده عند الفيلسوف هذا ما بعد و بالتفسري فيما النص هذا تناول

.62، 61.، مرجع سابق ، ص سپردافيد جا - 1

: ، يف املوقع 129، ص 10، العدد جملة أوراق فلسفية، »اهلرمينوطيقا املصطلح و املفهوم «مىن طلبة ، -2 aorakphalsaphia.com.

.60، 59. ، املرجع السابق ، ص ص سپردافيد جا - 3

Page 17: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

عصر النهضةعصر النهضةعصر النهضةعصر النهضة________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

17

هو االعتماد يف تفسري النص املقدس على هما كان سائدا قبل، إذ ) 430 -354( أوغسطني ، 1هو الداللة الرمزيـة للتفسري إضافة مستوى آخر ، إال أنه عمل على تعديلها باملعاين الثالثة

، مما يترتب عنه عدة تفسريات هقراءات لتعددذا جنده قد طور من قراءة النص الديين و ذلك و هل، و أنطاكية بني مدرسيت اإلسكندرية الذي نشأ حلل الصراع اهلرمينوطيقي حماولة منه و هي

البد من التقيد بالقواعد اللغويـة إذ د ، مجع بني القراءة احلرفية و الرمزية يف آن واحو بالتايل .2و النحوية لفهم النص الديين

يف العصر الوسيط على أربعـة معـان قامتمما يعين أن عملية تفسري النص املقدس التفسري ،(Allégorique)) االستعاري( التفسري الرمزي، (Littéral)التفسري احلريف: خمتلفة

. 3(Tropologique)، التفسري اخللقي (Anagogique) )الروحي(الباطين

::::عصر النهضةعصر النهضةعصر النهضةعصر النهضة ----ثالثاثالثاثالثاثالثا الوسيط يف كيفيـة فهـم الـنص إن السيطرة اليت فرضتها الكنيسة بداية من العصر

،قدسمن حيث أا متثل الوسيط بني اإلنسان و اهللا و انتشار التفسري الرمزي للنص املاملقدس ،لك من احنرافـات لـدى آبـاء ما صاحب ذ مما يعين أن اإلنسان عاجز عن فهم معانيه ، و

إىل الدعوة لضرورة اإلصالح الديين ، و الذي اهتم بكيفية تفسري النص املقدس أدى ،الكنيسةو ما هي القواعد الالزمة لذلك ، أي أنه كان ميثل ضة فكرية يف تطور مفهوم اهلرمينوطيقـا

:كتمهيد لتطوره يف العصر احلديث و هذا ما جنده عند

(MARTIN LUTHER): : : : مارتن لوثرمارتن لوثرمارتن لوثرمارتن لوثر - - - - 1

صلح على يد الالهويت و امليف أملانيا أو الديين اإلصالح الربوتستنيت و هذا ما جسده ، و لقـد ) 1546 -1483( مارتن لـوثر سيحي و مؤسس املذهب الربوتستنيتاملديين ال

الديين على القراءات األربعة، ثورة هرمينوطيقية ، و مل خترج قراءة النص أحدث هذا اإلصالح رفض القراءة الرمزية ، و كان يرمي عمله إىل تفاعل القارئ بكل حرية مع اإلجنيل لوثر إال أن

.57، 56عادل مصطفى ، مرجع سابق ، ص ص . د -1 .65، 64، مرجع سابق ، ص ص سپردافيد جا - 2 . 56ل مصطفى ، املرجع السابق ، ص عاد. د - 3

Page 18: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

عصر النهضةعصر النهضةعصر النهضةعصر النهضة________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

18

كمرجع و معيار للممارسة الدينية و الذي يستمد معناه من خالل املعىن الظاهر املباشر للنصكانت تفرضه من معان ، ممـا و ما متجاوزا يف ذلك سلطة الكنيسة الكاثوليكية و فسادها

مل ينظـر إىل درجة األوىل يأخذ باملعىن احلريف و األخالقي لإلجنيل ، و ـذا يعين أنه كان بالو ذاتية أي أنه عبارة عـن خطـاب ∗كريستولوجيةل كوقائع تارخيية بل كانت قراءته اإلجني

سر نفسه بنفسه ، الـنص كما أنه ال حاجة إىل أية مرجعية فالنص املقدس يف. املسيح للقارئ و قراءة النص تبدأ باملعىن احلريف الذي ينمو منه الفهم فسر النص و هو مرجع كل التفسري ، ي

.1طريق الوصول إىل اهللا هالروحي ألن اإلجنيل بالنسبة ل

(MATTHIAS ILLYRICUS FLACIUS) ::::∗∗∗∗∗∗∗∗ماتياس فالسيوسماتياس فالسيوسماتياس فالسيوسماتياس فالسيوس - - - - 3

من رجال اإلصالح الديين أو اللوثريني الذين كان هلم دور هام يف عملية التأويـل و ثاروا على سلطة الكنيسة و تقييد حرية الفرد يف قراءة النص الذي يعترب ممن ماتياس فالسيوس

هذا مـا جعلـه ، وو جتسيدها يف قراءة هذا النص لوثر و قد قام بالدفاع على آراء املقدس ض التفسري ، أي أنه كان يعاراألغسطيين ية املعىن احلريف يف مقابل التفسري الديين يركز على أمه

ما ساعد يف تطوير األحباث الفيلولوجية من خالل وضع قواعد حنوية الروحي الثالثي ، و هوو قواعد بالغية و أخرى متعلقة باألسلوب لقراءة اإلجنيل كرد فعل على التفسري الرمزي و ما

مكان فهم و تأويل النص بأنفسنا مباشرة من غـري ن جتاوز ، و من مثة أصبح باإلعنه مترتب .2من خالل استخدام هذه القواعد وسيط

و حريـة لتراث يف تأويل املقاطع الغامضة من النص املقـدس ، يقترح أولوية ا كما و اليت ة الفهم حتدد عملي اليت تأسيس حلقة التأويل الفضل يفإليه يعود قراءته و فهمه ، و

, Petit Larousse Illustré( من علم الالهوت يبحث يف شخص و آثار املسيحفرع :كريستولوجي - ∗

1981,Librairie Larousse , Paris , p.202) .89، 88، مرجع سابق ، ص ص سپردافيد جا -1 ,Flacius Illyricus"(و إصالحي لوثري أملاين ولد بكرواتيا الهويت) 1575 -1520( ماتياس فالسيوس - ∗ ∗

Matthias".[ressource électronique],op cit.

2-N. Cernogora , << Translatio/Métaphora : La Métaphore Dans L’Exégèse Biblique De Saint Augustin à La Clavis Scripturae De Matthias Flacius Illyricus(1567)>> , Camenae №3 , novembre 2007, disponible sur le site : www.paris-sorbonne.fr

Page 19: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

عصر النهضةعصر النهضةعصر النهضةعصر النهضة________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

19

الشامل للنص إىل معانيه اجلزئية مما يعين نشأة تأويـل شـبه نتقل من فهم املعىن العام الكلي ت .1دوري يقوم على فهم الكل انطالقا من فهم األجزاء و العكس

( CHLADENIUS ) ::::∗∗∗∗جوهان مارتن كالدينيوسجوهان مارتن كالدينيوسجوهان مارتن كالدينيوسجوهان مارتن كالدينيوس - - - - 4

إن ما جاء به عصر النهضة كان ذا أثر فعال يف تطور مفهوم اهلرمينطيقا يف عصـر انطالقا من نزعته كالدينيوسالتنوير الذي اختذ من العقل معيارا و هذا ما ميكن أن نلمسه عند

ـ ا بذاته و ليس شـيئا قائم اأراد أن جيعل من التأويل علمو الذي العقلية للدراسـات اتابع،و بـذلك فنظريتـه جتـاوزت 2الالهوتية، أي أراد أن يقدم تقنية للفهم الصحيح و الكامل

األحباث الفيلولوجية و النقدية أي أنه مل يكن يهدف لفهم النص املقدس بل كان يرمـي إىل معرفة األحـوال و الظـروف من و ذلك انطالقاتأويل و فهم كل النصوص بدون استثناء ،

.3س مشتركما هو سائد من حو ، و معرفة مقاصد النص ، ئدة السافعملية التأويل تقوم على استنباط املعاين من النص باالعتماد على جمموعة من و منه

من كالدينيوس ملعاين النصوص و هذا راجع حسب فهمهماألشخاص خيتلفون يف فالقواعد ، إىل عالقة من جهة ثانية ، و ظرها جهة أوىل للمنطلقات اليت تنطلق منها كل ذات و وجهة ن

إىل الفروق الفرديـة يف الذي خيتلف من فرد آلخر ، و من جهة ثالثة يعود املوضوع باألفراد . 4انتقاء املوضوع الذي يلتفت إليه الفرد

ري النصوص األخرى ، فالنص املقدس فهو مييز بني قواعد تفسري اإلجنيل و قواعد تفس من اهلرمينوطيقا و هلذا ال بد من وجود نوعني وحي إهلينه خيتلف يف طبيعته من حيث أ

واحدة ختص الكتاب املقدس و األخرى تتعلق بالنصوص األخرى و هذا النوع الثاين هو الذي .5هيهم

.31، 30ص ص حممد شوقي الزين ، مرجع سابق ، - 1 ). 94دايفيد جاسرب، مرجع سابق ، ص (الهويت و خطيب أملاين ) 1759 -1710( جوهان مارتن كالدينيوس - ∗ .95، 94رجع نفسه ، ص ص امل - 2 .58، 57عادل مصطفى ، مرجع سابق ، ص ص . د -3 .63، 62املرجع نفسه ، ص ص - 4 .97، املرجع السابق ، ص سپردافيد جا - 5

Page 20: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

ديثديثديثديثالعصر الحالعصر الحالعصر الحالعصر الح__________________________________________ __________________________________________ __________________________________________ __________________________________________

_______________________________ ___________________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

20

فورية من فاألول هو الذي يظهر بصورةهم املباشر و الفهم غري املباشر بني الف كالدينيوسمييز بينما الثاين أو ما يسمى بالتطبيق و هو الفعل املتوصل إليه من االستخدام البسيط لأللفاظ ،

التصور انطالقا من األلفاظ ، الفهم غري املباشر ملقطع ال عالقة له باأللفاظ املوجودة ، لكنه يتوقف على استعمال امللكات اخلاصة بالنفس ، و اليت بفضلها تولد بداخلنا تصورات أخرى

. 1أمام عملية مالءمة النص من طرف القارئمتنوعة و حركة ، فنحن هنا

::::العصر الحديث العصر الحديث العصر الحديث العصر الحديث ––––رابعا رابعا رابعا رابعا إن التطور الداليل ملصطلح اهلرمينوطيقا يف عصر النهضة و األنوار من خالل األحباث الفيلولوجية و النقدية أدى إىل إرساء قواعد لفهم النصوص الدينية من جهة و بداية اتساع هذه العملية إىل النصوص غري الدينية من جهة أخرى و بذلك بدأت تأخذ طابعا أعم و هذا ما

هومها يف العصر احلديث الذي غلب عليه الطابع امليتودولوجي من خالل انعكس على مف : شاليرماخر و دلتايأعمال كل من

(FRIEDRICH SCHLEIERMACHER) ::::∗∗∗∗شاليرماخرشاليرماخرشاليرماخرشاليرماخر - - - - 1

إذ يـرى أن مـا ، أسس هرمينوطيقا عامة بوصفها فن الفهم شاليرماخرلقد وضع يوجد هو فروع متعددة للهرمينوطيقا منفصلة عن بعضها البعض فهناك هرمينوطيقا فيلولوجية

، و هذا األخري 2و أخرى الهوتية و ثالثة قانونية إال أا ال توجد كمبحث عام يهتم بفن الفهمهم هـو فسوء الف، ( la mécompréhension )يقوم يف أساسه على ظاهرة سوء الفهم

هـذه الذي يدفعنا و يثرينا من أجل الفهم ، و هذا من خالل وضع قواعد و شروط تضبط .3فتجعل منه فناالعملية

أي أن اللغة هي اليت جتعل إن النص مهما كانت طبيعته فإنه جيسد من خالل اللغة ، النحـو ، و البد لفهمه و الوصول إىل معانيه من االعتماد على قواعـد منه شيئا ملموسا ،

, revue Texte, <<Introduction :Le commentaire sans fin >>T. Fitch Brian , -1

. www.texte.canuméro 15/16 , 1994, p . 11,disponible sur le site : كميل احلاج، .د(الهويت و فيلسوف أملاين من ممثلي املذهب الربوتستانيت ) 1834 -1768( فريدريك شاليرماخر - ∗

).315مرجع سابق ، ص .65عادل مصطفى ، مرجع سابق ، ص . د - 2 .44نبيهة قارة ، مرجع سابق ، ص - 3

Page 21: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

ديثديثديثديثالعصر الحالعصر الحالعصر الحالعصر الح__________________________________________ __________________________________________ __________________________________________ __________________________________________

_______________________________ ___________________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

21

و انطالقا من صياغة هذه املبادئ اللغوية ميكن إرساء قواعد هلرمينوطيقا عامة، و اليت ميكن أن ، و النص إذا كان يأخذ صبغة لغوية فهو من ناحيـة 1تكون أساسا لكل هرمينوطيقا خاصة

إدراك مما جيعله تركيبة حنتاج لفهمهـا إىل أي أنه يعرب عن الفكر ، أخرى حيمل فكرا خاصا .2العالقات اليت خضعت هلا أثناء البناء

إال من خالل الوقوف على اجلوانب النفسية و العقلية شاليرماخر عند والفهم ال يتم املرحلـة :ويل عنده متر مبرحلتني أساسيتني أو الدوافع الذاتية ملؤلف النص مما جيعل عملية الت

تشتمل عليه احلياة النفسية للمؤلف و الـيت و تتعلق بكل ما( اللغوية و املرحلة السيكولوجية :، و هذا ما جعله مييز بني نوعني من التأويل 3)تقف وراء النص

: التأويل اللغوي -أ وظيفة سلبية فهو يبحث يف القواعد اللغوية اليت تضع األطر و احلدود الـيت ذا يعتربه

و العامة اليت من خالهلا ميكن املوضوعيةجيب للفكر أن يعمل وفقها و ذلك بتحديد القوانني .الوصول إىل املعىن

) :التقين ( التأويل السيكولوجي -بوظيفة إجيابية يف عملية التأويل فهو يبحث يف الشروط الفكرية اليت تقـف ذا يعتربه

خلف النص ، و من مثة فهو يركز على اجلانب الذايت اخلاص باملؤلف ، و هو من أجل ذلك . يتطلب اندماجا وجدانيا باملؤلف

و هو إعادة بناء اخلربة الذهنية ملؤلف النص ، إن الفهم هو ذا فهدف التأويل عنده ، و ال يتم ذلك إال إذا وضع القارئ نفسه مكان املؤلف من 4إعادة بناء التفكري اخلاص باملؤلف

ه أجل معايشة نفس التجارب الذهنية اليت كانت سببا يف ميالد النص و بالتايل إدراك مقاصـد ففهـم ، و ذا 5ل التكهينهذا احللول بالفع شاليرماخرو يسمي و أهدافه إلعادة تأسيسها

. 66عادل مصطفى ، مرجع سابق ، ص . د - 1 .45نبيهة قارة ، مرجع سابق ، ص - 2 .67عادل مصطفى ، املرجع السابق ، ص . د - 3 . 71، 70املرجع نفسه ، ص ص - 4 . 34حممد شوقي الزين ، مرجع سابق ، ص - 5

Page 22: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

ديثديثديثديثالعصر الحالعصر الحالعصر الحالعصر الح__________________________________________ __________________________________________ __________________________________________ __________________________________________

_______________________________ ___________________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

22

فهم املؤلف كما فهم نفسه شاليرماخرذاتية املؤلف هي الغاية من عملية التأويل و كما يرى . 1و رمبا أحسن مما فهم نفسه

اليت تتجلى من جهة يف التأويلية جوهري هو الدائرة فتخضع ملبدإ الفهم عملية أما ، 2جيعل الفهم عملية دائريـة املستوى اللغوي من خالل التفاعل اجلديل بني الكل و اجلزء مما

مستوى املادة املقدمة أو املضمون الفكري أي أن يشترك املؤلف مـع من جهة أخرى علىو القارئ يف اللغة و املوضوع فعملية الفهم تقوم على املعارف املسبقة و اليت تظهر من خـالل

.3اللغة من حيث هي وسيط حسي و املوضوع

Y)(WILHELM DILTHE ::::∗∗∗∗دلتايدلتايدلتايدلتاي - - - - 2

س لقد رفض دلتاي أن يكون املنهج التجرييب املعتمد يف دراسة العلوم املادية كأسـا ما جعله يعتمد اهلرمينوطيقا كمنهج بـديل يف الدراسـات لدراسة الظاهرة اإلنسانية و هو

اإلنسانية ، و ذلك للوصول إىل تأويالت موضوعية للتعبريات اإلنسانية االجتماعية و الفنيـة، فة و هذا للوقوف علـى اخلـربة فغاية العلوم اإلنسانية هو البحث يف احلياة و تعبرياا املختل

و لكي نفهم اإلنسان جيب أن ننظر إليـه عايشتها مباشرة ،شة ، و احلياة ال تدرك إال مباملعي، املاضي و آفاقه املسـتقبلية ككائن تارخيي و أن نبحث يف تارخييته و هذا يتطلب سياقا يضم

.4إا ذات أبعاد زمانية و متناهيةإن فهم احلياة اإلنسانية ال يكون إال انطالقا من خربة احلياة نفسها ، إذ أن الوقـائع اإلنسانية ال يكون هلا معىن إال بتحديد العمليات و اخلربة الداخلية لإلنسان ، و انطالقا مـن تشابه اخلربات الذهنية بني األشخاص ميكن القيام بعملية انتقال ذهين باطنية لفهـم اخلـربة

شخص آخر ، الذي نرمـي لنا إمكانية إعادة معايشة خربة اطنية لآلخر هذا االنتقال يتيح الب

.49نبيهة قارة ، مرجع سابق ، ص - 1 .67عادل مصطفى ، مرجع سابق ، ص . د - 2 .70املرجع نفسه ، ص - 3عبد الرمحن بدوي ، .د( فيلسوف تاريخ و حضارة و مؤرخ للفلسفة أملاين )1911 -1833( فيلهلم دلتاي - ∗

). 476مرجع سابق ، ص . 80 - 78عادل مصطفى ، املرجع السابق ، ص ص . د - 4

Page 23: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

العصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصر________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

23

من ورائه للوصول إىل عامل اجتماعي تارخيي يساعدنا يف فهم العامل اإلنساين الداخلي اعتمادا ما جيعـل مـن الفهـم أساسـا ، و هوعلى التأويل ،أي فهم تعبريات احلياة وفك رموزها

.1نسانية أي فهم تعبريات احلياة يف مقابل العلوم املادية اليت تقوم على التفسريللدراسات اإلو يف هذا فهو ال خيرج عن ما جاء انطالقا من الدائرة التأويلية ة الفهميعمل حتدث

فحياة اإلنسان ال تفهم أي أن فهم الكل يتوقف على فهم أجزائه و العكس ، شاليرماخر به ارخييا ، و ذلك من خالل ارتباطهالكل بأجزائه ، و ذا يأخذ املعىن بعدا تإال من خالل ربط

بالسياق الذي أوجده أي املوقف ، فعملية التأويل تتوقف على املوقف الذي يكون فيه املفسر من خالل املشاركة يف و بذلك فاملعىن ليس شيئا ثابتا ، و إدراك هذا املعىن ال يتحقق إال نفسه

.2شة كتعبري عن احلياة ال أن نتعامل معها كموضوع مستقل عن ذواتنااخلربة املعي

::::العصر المعاصر العصر المعاصر العصر المعاصر العصر المعاصر ––––خامسا خامسا خامسا خامسا إن الصراع بني العلوم الطبيعية و العلوم اإلنسانية يف العصر احلديث كان له انعكاس على تطور مفهوم اهلرمينوطيقا باعتبارها منهجا لفهم الظاهرة اإلنسانية كبديل عـن املنـهج التجرييب الذي كان يعد مبثابة منوذج لبناء املعرفة العلمية ، و هذا ما كان له أثـر مباشـر يف

، هوسرلاملعاصر يف تطور هذا املفهوم من خالل املنهج الفينومينولوجي عند كل من العصر

:هيدغر

(EDMUND HUSSERL) ::::هوسرلهوسرلهوسرلهوسرل - - - - 1من خالل فلسـفته ) 1938 – 1859( إدموند هوسرلالفيلسوف األملاين لقد أراد

متثـل يف الرد على أصحاب الرتعة العلمية و البحث عن منهج بديل للعلوم اإلنسانية و الذي ، 3الذي يبحث يف الظواهر قصد الوصـول إىل ماهيتـها ج الظاهرايت أو الفينومينولوجي املنه كل ما إىل األشياء ذاا و اليت تستبعدة أساسية أال و هي الذهاب يقوم منهجه على قاعد و

. 86 - 82ص ص عادل مصطفى ، مرجع سابق ،. د - 1 . 104 - 101املرجع نفسه ، ص ص - 2، 07، العدد جملة أوراق فلسفية، » واقع خطاب التأويلية ، بني الثابت و املتغري من أين إىل أين ؟ «خمتار لزعر ، - 3

aorakphalsaphia.com.: ، يف املوقع 08ص

Page 24: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

العصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصر________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

24

اقائم املنهج جيعل من هذا و هذا ما إدراكه ملاهيتها ، يف الفكر ا أمام أن يقف عائق ميكن .1الوعيباملوضوع املبنية على فكرة قصدية عالقة الذات على

البحـث هو احلديث عن جمال مل ينـل هوسرللكن احلديث على اهلرمينوطيقا عند لرفضه مثل هذا النوع من البحث املرتكز على التارخيانيـة كمن طرفه و ذل و االهتمام الكايف

ت مه الظـواهر ذاـا كانكان يرفضه كوسيلة للمعرفة ، إذ يف الفهم و هو الشيء الذي رغم هذا مل يكن رفضه مطلقا للتأويل إذا ، و و ليس التأويالت اليت تنشأ حول هذه الظواهر

ألن التاويل من حيث هو حبث يف القصدية من خـالل كان يوصلنا إىل ماهية األشياء ، ذلك .2العودة إىل األشياء ذاا وسيلة إلدراك ماهيتها

لتجاوز األلفاظ إىل املقاصـد عوةد دعوة للرجوع إىل األشياء ذاا هيو من مثة فالة هلذا فعملي، و 3الظاهرة أو غري الظاهرة ، من خالل أن العالمات اللغوية هي جتسيد للقصدية

التأويل من املنظار الفينومينولوجي ال تكون إال إذا وضع النص يف سياقه الـذهين اخلـاص ، العمل -منهجيا -و هلذا فالعودة إىل األشياء ذاا تعين من جهة العودة إىل النص ذاته ، و هو

كل ما هو ) وضع بني قوسني ( على عزل النص عن كل ما هو دخيل عليه أي عملية تقويس و من مثة الوقوف على دخيل على النص و أن نترك النص يوصل للذات ما حيمله من معان،

حقيقة النص كما هي دون تدخل من الذات ، مما جيعل التأويل عملية تأثري فعالة تبـدأ مـن . 4النص كموضوع إىل الذات املنفعلة

ا هي املقاصد ، إمن و من مثة فما نبحث عنه من وراء األلفاظ اللغوية ليست األشياء وميكن القول أن املسعى الفينومينولوجي يسجل ، 5ا هو خفي و غري ظاهر مكما أا تبحث ع

، إذ يعد االلتفات إىل الظواهر أو العودة إىل األشـياء ري الفلسفييف املنطق اهلرمينوطيقي للتفك

.35نبيهة قارة ، مرجع سابق ، ص - 1، منشورات االختالف ، 1عمر مهيبل ، ط.، ترمجة و تقدمي دجان غراندان ، املنعرج اهلرمينوطيقي للفينومينولوجليا - 2

. 44، 43، ص ص 2007اجلزائر ، . 25، 24املرجع نفسه ، ص ص - 3، دار النهضة العربية ، 1قراءات و دراسات يف الفلسفة و النفس ، ط : عادل مصطفى ، صوت األعماق . د - 4

.372، ص 2004لبنان ، -بريوت .49، املرجع السابق ، ص غراندانجان - 5

Page 25: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

العصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصر________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

25

ال فهوسـرل ، مبثابة الطريق املخلص من األنساق اليت تقدم تـأويالت جامـدة و املعرقلـة يبحث عن إعطاء الشرعية لألنا املفكر و لكن إىل اإلمساك بالداللة األخالقيـة و الوجوديـة

البينذاتية ، و بذلك يظهر أن مهمة اهلرمينوطيقا تستوجب أن نسأل انطالقـا ) األنطولوجية ( علـى آلراء اليت زيفت احلقيقة مث ختليص الظاهرة من كل امن الصفر أي أن نعمل أوال على

التخلص من كل األحكام املسبقة للرأي املشترك و هلذا فاالختزال الفلسفي الذي يوجـه إىل األفكار اليت تصلنا ، ال ميكن فصله عن االختزال الفينومينولوجي الذي ينتشل الظـاهرة مـن

.إسقاطات الذات الـذي يعيـق قة إىل سوء التفاهم مثل هذه احلركة ترجع األخطاء و األحكام املسب

، حتليل الظاهرة مير باالختزال الترنسندنتايل يستعمل من جهة ليحذف مـن الظـاهرة التأويلو من ) eidos(التغريات اليت أثرت عليها لكي ال نبقي إال على وجودها اجلوهري و ماهيتها

لعبة املزدوجة املتالزمة جهة أخرى على ربط املاهية املكتشفة هكذا بقصدية الشعور ، هذه الذلـك : لالختزال املاهوي و االختزال الترنسندنتايل توضح يف الواقع حلظيت كل عمل تأويلي

اليت تؤلف املظهر التارخيي للظاهرة و ذلك الذي يتعلق بـالعودة الذي يتعلق بفصل الترسبات نطـق التراجعـي إىل الوضعيات األصلية للشعور الذي منه النظرة تؤلف املوضوع ، هـذا امل

ش إىل الشعور املؤسس ، التأويـل طق متقدم انطالقا من العامل املعيو االختزايل متالزم مع منيرجع من الشعور اجتاه العامل ألن الصعود من جديد إىل األسس ليس له من هدف إال متكـني

رحلة التكوين الشعور من معايشة العامل من جديد لكن بطريقة مغايرة بتراجع و بعد ونقد ،بنـاء هوسـرل أكثر مالءمة هذا ما يسميه بإعادة موقعة الشعور يف العامل جتد نفسها منتهية

. العامل هدفه تصحيح نظرة العامل املطروحة أوال يف الرفض اهلرمينوطيقي للشعور باألناعلى أخالق األنا الـيت تكتشـف اهكذا نرى أن هذا املسار جيد نفسه ائيا مؤسس

ميكننا القول بأن اهلرمينوطيقا متشاركة يف هوسرل باستمرار أا شبيهة باآلخر ، باستخدام لغة .1اجلوهر مع الفينومينولوجيا

,<<Le champ de l'herméneutique : Trajectoires et Paul Resweber-Jean -1

57. 56, pp. , volume 10,numéro2,Automne 2002, Revue théologique, Carrefours>> www.erudit.org

Page 26: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

العصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصر________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

26

( MARTIN HEIDEGGER ) ::::هيدغرهيدغرهيدغرهيدغر - - - - 2إىل الرد على أصحاب )1976 -1889( هيدغرالفيلسوف األملاين كان يرمي عمل

الرتعة العلمية الذين أرادوا إبعاد الذات عن كافة جماالت املعرفة بدافع حتقيق املوضوعية إال أن . 1الظاهرة اإلنسانية ظاهرة تفلت من هذا املنهج

بطريقة مغايرة ملا تصـوره على ربط اهلرمينوطيقا بالفينومينولوجيا هيدغر لقد عمل و اآلخر لفهم ، ص يرمي أحدمها إىل فهم الن، هما منهج ل أن كلي، من خال هوسرل أستاذههـو ه و فهمالنص و إذا كان العامل ال يظهر إىل الوجود إال من خالل اللغة ، فتأويل ،العامل

ألن اللغة هي اليت تأويل و فهم للوجود مما جعل املبحث اللغوي يرتبط باملبحث األنطولوجي .2حتمل الوجود اإلنساين

ارتباط التأويل مبسألة اللغة انطالقا من أن الوجود ال يفهم إال من خالل اللغة ، و منه يبدو أن التأويل هو املرحلة اللغوية للفهم ، من حيث أن الفهم مضايفة واعية للوجود قبل أن

و الفهم ليس عملية وعي تقوم ا الذات بل هو شيء تكونه ، مما جيعـل مـن يتقيد باللغة ، . 3ينوطيقا طريقا للبحث عن املاهيات ، ألن تأويل الوجود هو تفكري يف احلقيقة اهلرم

عمليـة هيـدغر ن ملاهية اإلنسان ، و الفهم عند و بذلك فالفهم و التأويل مالزماما يظهر املؤولة ختضع لتارخييتها اخلاصة أي لتحيزاا و أحكامها املسبقة ، إنتارخيية إذ الذات

ه الذات أن يظهر انطالقا من أحكامها املسبقة ، إن الـذات ال مسحت ل من املوضوع هو ماميكنها أن تعرف العامل إال من خالل الفهم املسبق ، لكي تفهم الذات ينبغي أن تفهم سلفا ، و ال ميكنها أن تقرأ النص إال انطالقا من خلفياا املعرفية املسبقة و بتوقعات معينة مما جيعـل

ط ذاتية و اليت حتتاج إىل مراجعة مستمرة انطالقا مما هو ماثل أمامنا و ـذا الفهم عملية إسقا فاملعىن شيء متجدد ، و يصبح املعىن أكثر وضوحا و يتبني كيف ميكن أن تتـرابط الرمـوز

تبلغ ميكن للذات أن و ال و التأويل الفهم هي حركة و هذه العملية املستمرة ، و العامل

، منشورات 1الغربية و التأويل العريب اإلسالمي ، ط مقاربات يف اهلرمينوطيقا : عمارة ناصر ، اللغة و التأويل - 1 .23، ص 2007، االختالف ، اجلزائر

.132سابق ، ص مرجع مىن طلبة ، - 2 .71ص عمارة ناصر ، املرجع السابق ، - 3

Page 27: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

العصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصر________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

27

ص مصدر تفح جيب عليها أن يف هذا احلوار مع النص بل يف الفهم باخنراطها فقط أقصاها . 1تهو ما مدى صح املعىن املسبق الذي بداخلها

ما فكـر ا من القراءة ، و أن نبحث فيوهلذا فالتأويل هو تفكري فيما مت فهمه انطالقهو االجتاه حنو ما جيب التفكري و الذي ال يزال خمتفيا ، و بذلك التفكريمفكر فيه فيه عن الال

. 2فيه البحث يف العالقة اليت إىل الوجود و كشف احلقيقة املختفية، من تأويل هيدغرينتقل

أن نفهمه من خالل عملية ميكن أن تكون بني العمل الفين و الفنان و ما هو املعىن الذي ميكنا على أساس أما خمتلفان ، إال أنه من فالنظرة الفنية املوضوعية ميكن أن تفصل بينهم، التأويل

عالقـة يف (Aletheia)عن حقيقة انكشـاف اليت تعرب الدائرة اهلرمينوطيقية خالل مفهوم عمـل الإىل من املوجود املتصل بالوجود التأويل بأنه نقل عملية و من مثة جند ، العمل بالفنان

مما يعين أن حقيقة الفن ال أصل الفنان يؤول مبقتضى جعل الفنان أصال للعمل ، الذي هو فينال . 3يف تأويل العالقة بني الفنان و العمل الفينإال تكشف ت

طالقا من هذه العالقة اليت حتدد الدائرة اهلرمينوطيقية اليت ترسم مكان الفـن أي ناو ، و أن الفـن الفين العمل هذا هو أصل الفنان و أن الفنان هو أصل الفين العمل من خالل أن

. 4يهماكللهو أصل الدائرة اهلرمينوطيقية تكشف حقيقة املوجود من جهة و العمل الفين مـن جهـة إن

أي أن نستمع ملا يقال ، ممـا يسـاعد أو العمل يتكلم لذاته ، املوجوداملؤول يدع أخرى، فو فهـم لذاا الذات هو فهمف يف الوقت نفسه الهلما ، إن التكشخاملؤول على التكلم من

. 5أيضا ين أو معىن العمل الف الوجودمعىن

.374، 373ص ص الفلسفة و النفس ،مرجع سابق ،قراءات و دراسات يف :عادل مصطفى ، صوت األعماق.د - 1 . 23ص عمارة ناصر ، مرجع سابق ، - 2، املركز 1نصيات بني اهلرمنيوطيقا و التفكيكية ، ترمجة حسن ناظم ، علي حاكم صاحل ،طهيو سلفرمان ، . ج - 3

. 38، 37 ، ص ص 2001يف العريب ، لبنان ، الثقا . 42ص املرجع نفسه ، - 4 .50 ص املرجع نفسه ، - 5

Page 28: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

العصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصر________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

28

الطبيعة النسبية اليت مثة على و من اليت تتغري على العملية التأويلية هيدغر و يؤكد ، انطالقا من أن العمل الفين يعرب عن خربة وجودية يف صراع بني ما هو خفي و مـا تتميز ا

هو ظاهر ، مما يعين أن الوجود الذي حيمله العمل األديب و الذي يتكشف من خالل اللغة ال يتحقق إال من خالل عمل مستمر للتأويل ، كما أن عملية الفهم هي عمليـة تارخييـة ، ألن

.1بط بزمنه من جهة ، و عملية التأويل و الفهم مرتبطة مبا ورثناه أي بتراثنا العمل األديب مرتال يتخذ من الذات أو األنا كمركز وصفا للتأويل الذي هيدغر تقدم هرمينوطيقا إذن

. 2اهلوسرلية الظاهراتية ان شائعا يف كو هذا ما الذي كـان يف ور الداليل ملصطلح اهلرمينوطيقا انطالقا من هذه النظرة التارخيية للتط

عمومه مصاحبا للتطور الثقايف أي أنه كان وليد السياق الفكري و االجتماعي و السياسـي و النفسي و التارخيي على العموم ، و بذلك ميكن أن منيـز بـني هرمينوطيقـا الهوتيـة ،

.و هرمينوطيقا رومانسية ، و أخرى أنطولوجيةهوتية غيبية عند اليونـان دون أن تكـون بأبعاد ال ت التأويلية مرتبطةفبعد أن كان

بتفسري النص املقدس امنهجا للتفكري ، نالحظ أن ارتباطه القواعد و أسس جتعل منه خاضعة يف العصر الوسيط و عصر النهضة ، أدى إىل ضرورة تأسيس قواعد تضمن التأويل الصـحيح

من جهـة ) الفيلولوجيا ( رمينوطيقا يرتبط بفقه اللغة جعل مفهوم اهلو املوضوعي و هذا ما و بالنقد التارخيي للنص املقدس من جهة أخرى ، أي بداية التأسيس لفكرة املنهج أو النظـرة

.امليتودولوجية اليت ستصاحب مفهوم اهلرمينوطيقا نهج التجرييب العلمي مث بعد ذلك حماولة التأسيس للتأويل املوضوعي وفقا ملعطيات امل

و ما ترتب على ذلك من صراع بني أصحاب الرتعة الوضعية و أصحاب الرتعـة اإلنسـانية الداعية إىل إجياد مناهج تتماشى مع الظاهرة اإلنسانية و ميكن من خالهلا حتقيـق املوضـوعية

ج النص خارج منوذج املنهج العلمي و أصبحت التأويلية شاملة و عامة أي ميكن تطبيقها خارباملنهج التأويلية الديين و هذا ما جتسد يف العصر احلديث ، أما يف العصر املعاصر فلقد ارتبطت

. 132ص سابق ، مرجع مىن طلبة ، - 1 .59 ص سابق ،مرجع ،هيو سلفرمان . ج - 2

Page 29: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

العصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصر________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

29

الفينومينولوجي و كان هدفها فهم الوجود اإلنساين جبميع أبعاده خارج النظرة املنهجية الـيت ظاهرة اإلنسانية، و هذا ما كان عامال مساعدا يف إجياد نظرة مغايرة للفرضتها النظرة العلمية ،

وهذا ما سنجده جمسدا بصورة أمشل من حيث أا تعبري عن اخلربة اإلنسانية القصدية و اهلادفة الذي نظر إىل هذه اخلربة يف مستويات خمتلفة ، هانز جورج غادامرييف التأويلية الفلسفية عند

يل على مستوى الوعي أوو متفاوتة بدءا بالتأويل على مستوى الوعي اجلمايل ، منتقال إىل الت .منتهيا بالتأويل على مستوى اللغةالتارخيي ،

Page 30: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

_______________________________ ___________________________________ 30

التأويل و الوعي الجماليالتأويل و الوعي الجماليالتأويل و الوعي الجماليالتأويل و الوعي الجمالي: : : : الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

المسار الفكري لغاداميرالمسار الفكري لغاداميرالمسار الفكري لغاداميرالمسار الفكري لغادامير ––––أوال أوال أوال أوال

التأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهج ––––ثانيا ثانيا ثانيا ثانيا

الوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجمالي ––––ثالثا ثالثا ثالثا ثالثا

اللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفني ––––رابعا رابعا رابعا رابعا

Page 31: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

المسار الفكري لغاداميرالمسار الفكري لغاداميرالمسار الفكري لغاداميرالمسار الفكري لغادامير_______________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

31

رث الفلسـفي ال ميكن فصله عن اإلغادامري عند إن احلديث عن التأويلية الفلسفية دلتـاي ممثلة يف التأويلية الرومانسية هذا من خاللو التأويل بالدراسة و البحثالذي تناول

و التأويلية هوسرل، كما ال ميكن أن نفصلها عن املنهج الفينومينولوجي عند شاليرماخر و مريغاداهذه املنطلقات اليت مثلت األرضية اليت أنشأ من خالهلا ، هيدغراألنطولوجية ممثلة يف

: تأويليته و اليت سنحددها من خالل ما يأيت

::::المسار الفكري لغاداميرالمسار الفكري لغاداميرالمسار الفكري لغاداميرالمسار الفكري لغادامير - - - - أوالأوالأوالأوال ∗جوهـان والـده 1900فيفـري 11بربسلو بأملانيا يف هانز جورج غادامريولد

)Johannes( املؤمن بالرتعة الوضعية حيث كان يرى يف العلـوم 1جيسد رجل العلم الكامل هانز جورجالطبيعية الصورة الوحيدة للمعرفة املوثوق ا ، و قد حاول بشىت الطرق أن جيعل

على أن والده مل هانز جورج غادامرييهتم بالعلوم الطبيعية لكن دون نتيجة و هذا ما صرح به هلانز الداخلي قد يكون سببا يف التوجه الفكري عنه طول حياته ، و هذا الصراع يايكن راض

.2جورج غادامريباشر الدراسات الكالسيكية ، اإلنسانية ، يف فقه اللغة ، و تابع دراسة الفلسفة لقد

أحـد و ، N.Hartmann)(∗3 ∗نيقوالي هارمتـان يف جامعة ماربورغ على يد كل من )1854 – 1924( (P.Natorp) ناتورببول مؤسسي الكانطية اجلديدة الفيلسوف األملاين

مـاكس ، تعـرف علـى الفيلسـوف األملـاين 1922، الذي أشرف على رسالته سـنة فـرع و هو ال الذي وجهه حنو الفينومينولوجيا ، ، ) 1874 – 1928( (M.Scheler)شيلر

.هوسرل و هيدغر الذي درسه فيما بعد يف فريبورغ على يد كل من هلوسرل قرأ البحوث املنطقية يف التفكري األفالطوين ، غادامرييف هذه األثناء ختصص

,Jean.Grondin, (F.Renaud >>أستاذ كيمياء جبامعة ماربورغ ) 1928-1867(غادامري جوهان - ∗

revue philosophiques, v28,n1, 2001, Georg Gadamer,Ein Biographie>>-Hans)www.erudit.org

1- D.Desroches,C.de Rosement,<<Hans-Georg Gadamer(1900-2002)>>,disponible sur le site:www.cvm.qc.ca. 2 - F.Renaud, op.cit .

بدأ كانطيا جديدا مث حتول إىل الظواهرية مث بعد ذلك أنشأ ) 1950 -1882( هارمتان فيلسوف أملاين نقوالي - ∗ ∗ ). 528ص عبد الرمحن بدوي ، مرجع سابق ،.د(مذهبا خاصا و هو األنطولوجيا الواقعية

Page 32: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

المسار الفكري لغاداميرالمسار الفكري لغاداميرالمسار الفكري لغاداميرالمسار الفكري لغادامير_______________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

32

حيـث يف 3مساره الفكري اليت أثرت يف هيدغرو سجل يف جامعة فريبورغ أين تابع دروس عليه يقول أن هيدغرتعرب عن طبيعة العالقة و التأثري الذي مارسه غادامريمالحظة صادرة عن

حيث كان ينتابين شـعور دائـم أن احقيقي االكتابة كانت متثل بالنسبة يل و لفترة طويلة مهلى املسار الفكـري نعكاسات عدون الن تكون يدغرو احلال أن العالقة ، 1يراقبين هيدغرإذا مل تصبح قاسيا : " هذه الكلمات هيدغر كتب له 1925في رسالة صارمة سنة ف لغادامري

كان متشددا حيـال طالبـه هيدغرذلك ميكن ألن ، " حيال نفسك ، لن يكون منك شيء ) . النصوص الكالسيكية دراسة(حنو فقه اللغة دراساته يوجهغادامري الشاب مما جعل ناقش أطروحته للتأهيـل حتـت ، ه الفكري سيكون فاصال يف مسار التدريبهذا

ـ ، هذه األطروحة مكنته 1928سنة األخالق اجلدلية عند أفالطون :هيدغر إشراف ن أن مغ حـىت سـنة يف جامعة ماربور (chargé de cours)يصبح فيما بعد مكلف بالتدريس

اليت متثل أحـد أفالطون و الشعراءنص حماضرة معنونة 1934نشر سنة نسجل أنه. 1938أن ينقل كتبه ل احلرب العاملية الثانية عرض عليه قبي، 1945و 1931أندر ما نشر بني سنة

خـالل ، (professeur titulaire )إىل جامعة ليبزغ يف سبيل أن يصبح أستاذ كرسـي . جتنب املشاكل السياسية الفترة النازية الصعبة مل يشارك يف أي نشاط رمسي و

يف جامعة ليبزغ يف الفترة الكربى إلعادة بناء اجلامعات األملانية، شغل مبوافقة القوات 1947درس فيما بعـد يف فرانكفـورت سـنة . السوفياتية الوظيفة اإلدارية رئيس جامعة

ملـاين الفيلسـوف األ من أجل تعـويض 1949كذلك يف جامعة هيدلربغ سنة ، 1948 و .)1883 – 1969( (K. Jaspers) كارل ياسربسالوجودي

خالصـة ملخص لدروسه يف كتاب كان مبثابـة 1960سنة بضغط من طلبته نشر الفهم تهفكر يف البداية يف عنون و الذي يعرب عن فلسفته التأويلية و جماالا إذ حقيقية للفلسفة

بتأثري من الناشر غري رأيه إال أنه ، (R.Bultmann) ∗لرودولف بولتمانكذكرى و احلدث

- 3 D.Desroches , C.de Rosement , op . cit

1-H.G.Gadamer,La philosophie Herméneutique,trad Jean Grondin,paris, puf, 1996, p.29.

الهويت بروتستنيت أملاين مؤسس منهج التأويل الالهويت حاول من خالله ) 1976 -1884( بولتمان رودولف - ∗ ). 379، 378ص ص ن بدوي ، مرجع سابق ،عبد الرمح.د(ختليص الدين من األساطري

Page 33: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

التأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهج__ ______________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

33

احلقيقـة عنـوان ،الشـعر و احلقيقـة (Goethe) ∗غوتهكتاب ب فاختار يف النهاية متأثرادرس فيـه "اخلطوط الكربى للهرمينوطيقا الفلسـفية " حسب تعبريه إذ يقدم فيه، املنهجو

تذهب دائما بأكملها و نسانيةاإلتجربة اللغة ليبني أن حقيقة الفلسفة تتناول ال ، التاريخ والفنمارس 14يف غادامري تويف و ، ن الوعي املنهجي العزيز على العصر احلديث و املعاصرأبعد م .1021يف هيدلربغ يف سن 2002

::::التأويل و مشكلة المنهج التأويل و مشكلة المنهج التأويل و مشكلة المنهج التأويل و مشكلة المنهج - - - - ثانياثانياثانياثانيا

::::مشكلة المنهجمشكلة المنهجمشكلة المنهجمشكلة المنهج - - - - 1الفهم و التأويل ال يتعلق بالبحث يف املنهج الـذي جيـب أن إن البحث يف ظاهرة

نعتمده يف العلوم اإلنسانية بوجه خاص ، وذلك ألن هذه الظاهرة تتجاوز هـذا اـال إىل جماالت أخرى كالالهوت و القانون و اليت سبق هلا أن اعتمدت على التأويل لفهم النصوص

. 2دود املنهج كما يتصوره العلم احلديثأو القانونية ، و التأويل يتجاوز حة الدينيقد كان التصور املنطقي املستمد من العلوم الطبيعية و القائم على أساس االستقراء ف

مبثابة النموذج الذي كان جيب على العلوم اإلنسانية أن تعتمده من أجل تطورها خالل القرن من خالل) 1873 -1806( جون ستيوارت ملو هذا ما جسده الفيلسوف اإلجنليزي 19

، فاحلالة املتأخرة للعلوم األخالقية ال 3حماولته تطبيق االستقراء على العلوم األخالقية . 4ميكن أن تتحسن إال إذا طبقنا على هذه األخرية املناهج املعتمدة يف العلوم الفيزيائية

Gœthe,Johann Wolfgang" (مسرحي أملاينشاعر و كاتب )1832 -1749(جوهان فولفغانغ غوته - ∗

Von".[ressource électronique].op.cit. 1- D. Desroches , C. de Rosement , op . cit.

ناظم ، علي حاكم صاحل ، حسن .اخلطوط األساسية لتأويلية فلسفية،ترمجة د:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج -2 . 27 ، ص2007،دار أويا، 1ط

:أنظر أيضا- H-G. Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique,Edi:P.Frochon,J.Grondin,G.Merlio,Seuil,Paris,1996,p11.

. 50 ص املصدر نفسه ، -3 :أنظر أيضا

- Ibid , p19. 4- J.S.MILL,Système De Logique Déductive et Inductive , Livre 4,trad Louis

.http://bibliotheque.uqac.uquebec.ca :Peisse ,p6, version numérique site web

Page 34: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

التأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهج__ ______________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

34

العلـوم كوسيلة لتبيني ما مدى متيز العلوم اإلنسـانية عـن و جاءت حماولة دلتايالطبيعية مما يستدعي ضرورة إجياد مناهج تتماشى مع طبيعة هذه الظاهرة ، لكن رغم ذلـك فهو مل خيرج عن منوذج العلوم الطبيعية الذي يرمي إىل حتقيق املوضوعية و هو متأثر يف ذلك

ومـة مبثابـة مقا دلتاي ، و ذا يعترب ما قدمه 1جلون ستيوارت ملبالنظرة املنطقية التجريبية للمنهج العلمي أو املنطق االستقرائي كوسيلة وحيدة لبناء املعرفة و الذي كان جيـب علـى

. 2علما و من مثة الوصول إىل احلقيقة العلوم اإلنسانية االلتزام به إذا أرادت أن تكونإال أن الفلسفة التأويلية و إن كانت تدخل يف إطار الصراع حول فكرة املنهج

ي تتجاوز هذا اجلانب بالتشكيك يف الرتعة الدوغمائية اليت تعلي من شأن كأساس للمعرفة فهأنه ال ميكن أن نبطل أمهية املعرفة املنهجية بصورة مطلقة ، كما، و حتط من قيمة آخر ج منه

من املقابلة بني احلقيقة و املنهج هو القول بالالمنهج ، أو القول بأن غادامريو مل يكن هدف ، كما أنه ال 3و هذا ما ال ميكن أن ننكره يف ميدان العلوم الطبيعية، املنهج احلقيقة تستبعد

ا فينومينولوجيا يقوم على إذ يصرح بأنه يعتمد منهج، يدعو إىل التحرر املطلق من املنهج ، و لكن املقابلة 4شةسانية املعيتنا املباشرة بالظواهر كما تعطى لوعينا و خربتنا اإلنوصف جترب

اهدفها هو إنكار خضوع الظاهرة اإلنسانية لنفس هذا املنهج لفهمها و أن التأويل ليس منهجللمنهج التجرييب و بذلك فمهمة التأويل هي حماولة لتجاوز االغتراب الذي فرضته فكرة بديال

.5املنهج على الذات ، سانية تغيري معىن كلمة املنهجيف ميدان العلوم اإلنجيب غادامري على هذا فربأيو

.53هانز جورج غادامري، مصدر سابق ، ص - 1

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p22.

،،دار الكتاب اجلديد املتحدة 1ظم ، علي حاكم صاحل ، طحسن نا.،ترمجة دز جورج غادامري، بداية الفلسفة هان - 2 .26 ، ص2002لبنان ، –بريوت

.77، 76القاهرة ،ص ص –للنشر و التوزيع فؤاد كامل،دار الثقافة:رودجير بوبنر، الفلسفة األملانية احلديثة، ترمجة - 3سعيد توفيق،الس األعلى .د:روبرت برناسكوين،ترمجة: حتريرو مقاالت أخرى،: هانز جورج غادامري، جتلي اجلميل - 4

.12 ، ص1997للثقافة، .78، 77املرجع السابق ، ص ص رودجير بوبنر، -5

Page 35: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

التأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهج__ ______________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

35

ألنه ال وجود هنا لذات تقوم باملالحظة يف مقابل املوضـوع املالحـظ، فحسـب ال ميكن بناء معرفة و الوصول إىل احلقيقة إال ) 1650-1596( ديكارتالفيلسوف الفرنسي

، حلديثة يف العصر اباالعتماد على منهج واحد ، و هذا التصور قد سيطر على نظرية املعرفالذي اهتم باجلدل القائم بني العلوم اإلنسانية من جهة و العلوم الطبيعية مـن غادامري إال أن

هو تضاد بـني جون ستيوارت مل و دلتايجهة أخرى فإنه يرى أن االختالف املوجود بني أي الوصول إىل ، و هو موضوعية املنهج ، مناهج موضوعية قائمة على نفس االفتراض املسبق

.1معرفة موضوعية يف العلوم اإلنسانية ال خيضع ألي منهج أو تقنية الوصول إىل احلقيقةمما يعين أن

ا هو سائد ميؤسس هلذه العلوم منهجا بديال عأراد أن عندما دلتايو هذا اخللل الذي وقع فيه ال يف العلوم يف العلوم الطبيعية يتماشى مع طبيعتها و ميكن أن حيقق املوضوعية كما هو احل

من وراء العملية التأويلية تتجاوز الصورة النموذجية للمنهج نشدها، إن احلقيقة اليت ن2املاديةالعلمي لكن هذا ال يعين أن اهلرمينوطيقا هي منهج بديل هلذا املنهج ألا عملية تتجاوز حدود

بقدر ما دف إىل املنهج إىل الفهم ، فهي ال ترمي إىل إخضاع النصوص للدراسة العلمية فهمها و معرفة ما تتضمنه من حقيقة ، إن العلوم اإلنسانية تتعلق بالتجربة اإلنسانية اليت ال

.3ميكن للعلم أن يلم ا أو أن خيضعها للنظرة املنهجية الضيقةو بذلك فالعلوم اإلنسانية جمال اهتمامها هو اإلنسان ذاته ، و ما تبحث عنه هو فهم

األساس يف تعدانتنيله املختلفة ، و هلذا فهي تتجاوز ثنائية الذات و املوضوع الاآلخر بأبعادالعلوم الطبيعية لتصبح عالقة مشاركة ، و على هذا فما كان ذاتيا و جيب أن يستبعد يف الدراسة العلمية لتحقيق املوضوعية أصبح ذا أمهية يف معرفة اآلخر بأبعاده الثقافية

فاألساس هو املشاركة و احلوار ، و هذا يعين أنه ليس هناك موضوع االجتماعية، و من هناو

.38، 37ص ص مصدر سابق ،ز جورج غادامري، بداية الفلسفة ، هان - 1 .10نبيهة قارة ، مرجع سابق ، ص - 2 .27طوط األساسية لتأويلية فلسفية، مصدر سابق ، ص اخل :، احلقيقة و املنهجهانز جورج غادامري - 3

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 11.

Page 36: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

التأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهج__ ______________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

36

.1يف مقابل ذاتليست منهجية للعلوم اإلنسانية بقدر ما هي حبث عن احلقيقة و ما إذا فاهلرمينوطيقا

فاملنهج يزيد يف ،يربطها بكلية جتربتنا يف العامل و هذا ما جيعلها عملية تتجاوز حدود املنهج . 2 اهلوة بني الذات و املوضوع و بذلك فهو يبعدنا عن احلقيقة

::::مفهوم الهرمينوطيقا مفهوم الهرمينوطيقا مفهوم الهرمينوطيقا مفهوم الهرمينوطيقا - - - - 2لقد تغريت النظرة إىل مفهوم اهلرمينوطيقا يف العصر املعاصر إذ انتقلت مهمة التفكري

و التأويل، مع اهلرمينوطيقا من االهتمام باملعرفة و منهجها لالهتمام بالوجود كأساس للفهم .3و ليس كموضوع مستقل عن وعي الذات بل انطالقا من هذه الذات اليت تعيش الوجود

إن اهلرمينوطيقا ليست منهجا للعلوم اإلنسانية بقدر ما هي فلسفة تبحث يف الفهم غادامريكعملية أنطولوجية يف اإلنسان ، و هذا ما جيعلنا منيز بني الفلسفة اهلرمينوطيقية عند

اليت جتاوزت النظرة امليتودولوجية اليت كانت تتخذ من اهلرمينوطيقا منهجا و اليت أرادت أن فهي تتجاوز النظرة الضيقة املنحصرة يف تفسري ، 4تؤسس ملبادئ و قواعد التأويل الصحيح

لتكون هرمينوطيقا عامة ، ترمي للوقوف على العنصر املشترك ( l'exégèse ) النص املقدسالفهم عموما مهما كان جماهلا ، كما أا حتاول جتاوز النظرة اليت جتعل من عملية يف عملية

ضف إىل ذلك أا ترمي أيضا إىل جتاوز أالفهم عملية ذاتية متجهة إىل موضوع حمدد مسبقا ، .النظرة املعيارية القيمية اليت تعتمد على النقد يف عملية التأويل

اليت حيملها الفهم و بني احملاولة الزاعمة إخضاع و بذلك جيب أن منيز بني احلقيقةالعلوم اإلنسانية ملناهج جتعل منها علما موضوعيا ، فالعلوم اإلنسانية تلتقي يف ذلك مع بعض ااالت اليت تفلت من املنهج العلمي كتجربة الفلسفة ، الفن و التاريخ ، و هذا ما يعطي

ل كل جماالت املعرفة فهي تتعلق بالتجربة اإلنسانيةعملية التأويل صبغتها الكلية ، فهي تشم الهويت هو خيضع ملعايري منهجية خاصة مبا ال ميكن حصرها يف نطاق ضيق ذا و ككل

. 39، 38ص ص ز جورج غادامري، بداية الفلسفة ، مصدر سابق ،هان - 1 . 23، 22ص ص عمارة ناصر، مرجع سابق ، - 2 . 20املرجع نفسه ، ص -3 ، 195 جادامري،مرجع سابق،ص ص نظرية التأويل من أفالطون إىل:عادل مصطفى،مدخل إىل اهلرمنيوطيقا.د - 4

194.

Page 37: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

التأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهج__ ______________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

37

أو قضائي أو أديب ، إن اهلرمينوطيقا الفلسفية تتجاوز التعددية املنهجية يف التأويل إىل نظرة .1اللغوية للعامل، فاهلرمينوطيقا هدفها فهم الفهمكلية تأويلية منطلقها البنية

، و عند هـذه هو الوقوف على ظاهرة الفهم ذاا غادامري و من ذلك فما كان يهممن خالل أن الفهم طريقـة لوجـود هيدغرتعريف قا مع يه للهرمينوطتعريفيف النقطة يلتقي

، ممـا ناهيه و تارخييتهالقائم على ت الدازاين ذاته ، إن اهلرمينوطيقا تعبري عن الوجود اإلنساين من خـالل ، و يظهر 2جيعلها حباجة لكل خربته بالعامل و هذا ما جيعل من عملية الفهم شاملة

عملية الفهم ليست عملية ذاتية بقدر ما هي تعبري عن وجود الدازاين، مما جيعل احلقيقة أن هذا اليت يتضمنها الفهم تفلت من كل تقنية أو منهج على غرار ما هو سائد يف العلوم الطبيعيـة ،

.3هي حبث يف شروط إمكان الفهم و بذلك فاهلرمينوطيقاهي عملية تأويل تقوم على غادامرييتصورها و ذا تكون اهلرمينوطيقا الفلسفية كما

، 4غتراب اليت تكـون عليهـا الـذات من مثة فمهمتها هي جتاوز حالة االالفهم و احلوار و التأويل و الفهم و احلوار و ذلك لعدم إمكانية : ثالث لى ذلك أا تبىن على أسسو يترتب ع

ال فهم من دون حوار تتجاوز من خالله الذات الفصل بينها فال تأويل من دون فهم ، و أيضا النظرة املنهجية اليت حتاول أن تسيطر و تستحوذ على املوضوع ، فاحلوار جيعل مـن الـذات

. 5منفتحة على املوضوع أي انفتاح األنا على اآلخر لالتفاق و من مثة للفهملعقل املصدر ذ من انقد للمذهب الذايت القائم على فكرة املنهج الذي يتخ أامما يعين

إىل احلقيقة كبديل عن املنـهج و هـو املوصل هو الطريقاجلدل األساسي للمعرفة و بذلك فوسيلة لتجاوز النظرة املنهجية اليت حتدد األطر الـيت أي أاعملية شبيهة باجلدل السقراطي ،

االعتماد على و جيب للعقل أن ينظر من خالهلا إىل األشياء و جتعل من الذات هي املصدر ، ى الذات أن جتيب عليهـا ، ممـا يتعني علملوضوع إمكانية طرح األسئلة اجلدل الذي يعطي ا

عملية التأويل جتاوز لسيطرة الذات من جهة و جتاوز لثنائية الذات املوضـوع يترتب عليه أن

. 55، 54قارة ، مرجع سابق ، ص ص نبيهة - 1 .195نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري،مرجع سابق ، ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 2 . 11، 10 ص ة ، املرجع السابق ، صنبيهة قار - 3 .7مصدر سابق ، ص ، و مقاالت أخرى: هانز جورج غادامري، جتلي اجلميل - 4 .11 املصدر نفسه ، ص - 5

Page 38: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

التأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهج__ ______________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

38

يته يف تأويل أي أن ما يربز ، 1تتأسس يف الوجود هفالتأويلية اجلدلية عند ة ثانية ، و ذامن جهغترابية القائمة على املباعد أو االنفصال و النظرة القائمة علـى جدل بني قطبني مها النظرة اال

الفنية : ةيف جماالت التجربة اهلرمينوطيقية الثالث االنتماء و االتصال و ميكن أن نلمس ذلك عنده .2التارخيية و اللغوية

::::لتأويللتأويللتأويللتأويلالمعاشة أساس االمعاشة أساس االمعاشة أساس االمعاشة أساس االخبرة الخبرة الخبرة الخبرة - - - - 3من حيث هـو ( L'expérience vécue )شة مفهوم اخلربة املعي غادامرييتناول

مفهوم هام و مميز للظاهرة اإلنسانية عن الظاهرة الطبيعية ، إذ لعب دورا جوهريا يف تطـور الذي دلتاي العلوم اإلنسانية اليت مل تعترف باملنهج التجرييب كنموذج هلا ، و يعود الدور إىل

من حيث هو موضوع ابستمولوجي يف ميـدان العلـوم ( le vécu )ش ملعياهتم بالواقع اوضعية و نظـر اإلنسانية و بذلك جنده قد مجع يف حتديده هلذا املفهوم بني الرتعة التأملية و ال

شة من حيث هي معطيات خاصة و متميزة ، كما يعود الدور أيضا إىل الفيلسوف للخربة املعيينومينولوجيـة ملفهـوم الواقـع املعـيش و وظيفتـه نظـرة الف و ال األملاين إدموند هوسرل

، إذ ال يتوقف ذلك على خربة األنا و لكن على العالقة القصدية ، فليس هناك االبستمولوجية .3ش و مقصودخربات معيشة إال ألنه هناك شيء معي

شة ال يدرك و ال يفهم إال من خالل اخلربة املباشـرة و هذا يعين أن عامل اخلربة املعياليت تتجاوز كل تصور جمرد أو إطار منهجي ، و هذا هو األساس الذي تقوم عليـه تأويليـة

، فمفهوم اخلربة ال يتوقف على تصور معناهـا 4عامل اإلنسان و جتاوزه لغربتهفهم غادامري ل رة باحلياة و ما تعيشه و تخبره الذات ، و من بصورة جمردة بل هذا املفهوم يرتبط بصورة مباش

.196،197نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري،مرجع سابق،ص ص :عادل مصطفى،مدخل إىل اهلرمنيوطيقا.د - 1، مكتبة دار األمان ، 1حممد برادة ، حسان بورقية ، ط: أحباث التأويل ، ترمجة: ، من النص إىل الفعل بول ريكور - 2

232، ص 2004الرباط ، . 127، 126ص ص طوط األساسية لتأويلية فلسفية،مصدر سابق ،اخل:، احلقيقة و املنهجهانز جورج غادامري - 3

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 82 , 83.

.12مصدر سابق ، ص مقاالت أخرى،و : هانز جورج غادامري، جتلي اجلميل - 4

Page 39: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

التأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهج__ ______________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

39

إال من أن نشعر باحلياة باحلياة و بالتايل ال ميكن املفهوم مرتبطا ارتباطا وثيقا يبقى هذا مثة 1شةخالل التجربة املعيشة الذي كـان وجها للمفهوم السائد للخربة املعينقدا م غادامريكان عمل من هنا

املعريف أو االبستمولوجي دون النظر إىل البعد التارخيي الباطين هلذه اخلربة حيصرها يف اجلانبشيئا جمسدا و هذا ما كانت ترمي إليه النظرة العلمية اليت أرادت أن متوضعها أي أن جتعل منها

زع عنه كل حلظة ـيتماشى مع النظرة املنهجية اليت تريد أن ختضع املوضوع لطبيعة املنهج و تن . 2يةتارخي

هذا ما ساد ميدان كل من الدراسات الالهوتية و الفيلولوجية و الدراسات التارخيية النقدية اليت كانت مجيعها تنشد املوضوعية و ذا يصبح كل ما هو قابل لالختبار هو الشيء

شة يفلت من النظرة العلمية املنهجية املوضوعية ، و ذلك ألا مفهوم اخلربة املعي الواقعي ، لكنلتأويليته اجلدليـة تصـور كأساسغادامري واقعة أي حدث و لقاء نعيشه و حنياه ، و يعتمد

شة ، النظرة الديالكتيكية للخربة املعيالقائم على ) 1831 -1770( هيغلالفيلسوف األملاين اللتقاء الوعي باملوضوع، و بالتايل ما هي إال انعكـاس يجة تتكون نتهيغل فهي كما يعرفها

، هذه احلركة تقوم يف أساسها علـى ) ديالكتيكية ( للوعي أو إعادة بنائه فهي حركة جدلية .3السلب ، فاخلربة هي املوضعة الذاتية للوعي و هذا ما جيعل من الوعي هو األساس

ك ألن الطابع اجلديل للخربة الذاتية ، و ذلاهليغلية هذه النظرة تجاوز غادامري يإال أن شة عنده تعين مـا بل يف االنفتاح على الواقع املعيش ، فاخلربة املعي شة ال يظهر يف املعرفةاملعي

تكتسبه الذات من قدرة على الفهم ، و اليت تلعب دورا جوهريا يف عملية التأويل من خـالل ارخيية اإلنسان اليت ال ميكن أن يتجرد أو ينفصـل شة متثل جوهر تاملعي لقائه باآلخر ، فاخلربة

فهي حتمل مجيع مثة احلياة و من بوعيه هلذه الذات و مرتبطة حبياة ، فاخلربة مرتبطة4عنها

.128 صطوط األساسية لتأويلية فلسفية،مصدر سابق ،اخل:، احلقيقة و املنهجهانز جورج غادامري - 1

- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 83 , 84.

.231 ص نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ،: إىل اهلرمنيوطيقا عادل مصطفى ، مدخل . د - 2 .232 ص املرجع نفسه ، - 3 233 ص املرجع نفسه ، - 4

Page 40: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

التأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهج__ ______________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

40

هذا مـا أبعادها و جتارا املاضية و احلاضرة ، و بالتايل فهي تعرب عن استمرارية هذه احلياة و، و هي شيء مؤمل ألا ال تأيت مبا كنا نتوقعه أو ننتظره و تساعدنا 1يعطيها بعدها التارخيي

يشري على إدراكنا لذاتنا ، فالسلب و اإلحباط من طبيعة اخلربة املعيشة ، هذا ما جعل غادامرياإلنساين ، فاملعاناة جتعل الذات تدرك حدود وجودها" تأمل لكي تتعلم : " إىل قول إسخيلوس

.2و تناهيهافاخلربة املعيشة هي خربة بالتناهي ، تعين أن تعرف الذات أا ليست سيدة على الـزمن ، و الذات ذات اخلربة هي اليت تعرف حدود توقعاا، لكن هذا ال يعين انغالق الذات و تصـلبها بل إىل االنفتاح على اخلربة اجلديدة ، و ذا فاخلربة التأويلية الـيت تواجـه التـراث أو

وروث ، فهي تواجه ذاتا تتكلم ليس باإلمكان السيطرة عليها، و ال ميكن أن ينظـر إليهـا املكموضوع يف مقابل الذات ، إمنا يشرع املرء يف فهم املوروث و إن كان هو جزء منه بوصفه

. 3خربة لغوية يف جوهرها بالواقع املعيش هدفه هو إن حتليل غادامري ملفهوم اخلربة املعيشة و ربطها مبفهوم احلياة و من مثة

الوقوف على عالقة هذا املفهوم بفكرة اجلمال كخربة معيشة من نوع خاص ، إذ يعد العمل الفين عاملا مستقال بذاته ، فاملعيش اجلمايل يتضمن جتربة معيشة ، فهو ترمزي للحيـاة ، لثم

.4فالعمل الفين موضوعه املعيش اجلمايل

))))اإلستطيقي اإلستطيقي اإلستطيقي اإلستطيقي ( ( ( ( ::::الوعي الجمالي الوعي الجمالي الوعي الجمالي الوعي الجمالي - - - - ثالثاثالثاثالثاثالثاما هو قابل للفهم و التأويل ، و من بـني هـذه لتشمل كل غادامريلقد اتسعت التأويلية مع

مشلتها بالبحث ظاهرة الفن املرتبطة ارتباطا وثيقا باحلقيقة و الـيت هـي تعـبري ااالت اليت

.132 صطوط األساسية لتأويلية فلسفية،مصدر سابق ،اخل:، احلقيقة و املنهجهانز جورج غادامري - 1

- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 86.

.233 ص نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ،: عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 2 .234 ص املرجع نفسه ، - 3 .132 لتأويلية فلسفية، املصدر السابق ، صطوط األساسية اخل:، احلقيقة و املنهجهانز جورج غادامري - 4

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 87.

Page 41: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجمالي_______________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

41

و من مثة هي حاملة خلربة مجالية ، و هذا ما يعطيها صبغة تارخيية تساعدنا ش الواقع املعي عن ، مما يعين أن خربة الفن تقدم لنا مناذج من اخلربة باحلقيقة ال ميكن للمنـهج معرفة أنفسنا يف

.1ي أن يصل إليها وفق أطره و قواعده و هذا ما جيعلها تنتمي للعلوم اإلنسانيةالعلملظاهرة الفن و ما حيمله من حقيقة جيعله من أهـم املباحـث يف غادامريإن تناول

ة للـوعي يفلسفته التأويلية ، و هلذا فهو يركز يف هذا املبحث على ضرورة تبيني الداللة احلقيقالذي كان بتـأثري ا أي نقد الوعي اجلمايل السائد سبيل ذلك طريقا نقدياجلمايل و يتخذ يف

و ميكن أن منيز انطالقا من هذا بني ) 1804 -1724( إميانويل كانطمن الفيلسوف األملاين .الالمتايز اجلمايل التمايز اجلمايل و: مبدأين أساسني مها

::::التمايز الجمالي التمايز الجمالي التمايز الجمالي التمايز الجمالي ----1ائمـة علـى الذي كانت له نظرة خمتلفة قيل السائد بنقد الوعي اجلما غادامرييبدأ

تأمل أي موضـوع كان اإذعلى الوعي اجلمايل ، اس سليبانعكهلا سيطرة الذاتية اليت كان لمعرفـة و ال ميكن أن يكون حامال لمجايل هو جمرد إدراك حسي غايته املتعة احلسية اخلالصة

مـن دون مضـمون ، ممـا ألنه شكل و من مثة ال ميكن أن يكون طريقا موصال للحقيقة ، وعينـا بـذواتنا ة للمضمون و ذا فهو ال يسـاعدنا يف ددحمعايري م يستحيل معه وضع

، مما أدى إىل التمييز بني الشكل و خرباا و هذا ما جيعله موضوعا غري قابل للدراسة العلمية ، و ذا فالفن و الفنان ال مكان هلما يف العـامل ن و حصر اللذة اجلمالية يف الشكل املضمو و

و ليس هلما أية وظيفة أي أما ال يعربان عن احلقيقة و ال يقدمان معرفة ال يقدمان شيئاألما . 2من الناحية االجتماعية

ي من خـالل مـا و بذلك أصبح الوعي اجلمايل مرتبطا بصورة خاصة بالشكل ، أنصدره من أحكام نستحسن أو نستهجن فيها الشكل الفين ، و هذه العالقة اليت تربط الذات بالفن جعلت هذا املاضي فاقدا للقيمة و األمهية بالنسبة حلاضرنا أي ال تعود له عالقة باحلاضر

.3و من مثة يفقد صبغته التارخيية

.15 مصدر سابق ، ص ، و مقاالت أخرى: هانز جورج غادامري، جتلي اجلميل - 1 .200ص طون إىل جادامري، مرجع سابق ،نظرية التأويل من أفال: اهلرمنيوطيقا عادل مصطفى ، مدخل إىل . د - 2 .17املصدر السابق ، ص ، و مقاالت أخرى: هانز جورج غادامري، جتلي اجلميل - 3

Page 42: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجمالي_______________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

42

احلكم الذي يبني فيه أن احلكمنقد ملكة خالل مؤلفه من كانط هذا ما نلمسه عندشعور هو احملدد له و من مثة فاملبدأ شخصية الذوق كملكة صادر عن اجلمايل هو حكم

، مما يعـين أن 2، و ذا فلكل واحد ذوقه اخلاص القائم على أساس اللذة و األمل 1الذات شعورها باللذة و األمل و بذلك فهو ليس احلكم اجلمايل يعود يف أساسه إىل الذات من خالل

حكما منطقيا أي أنه ال ميكن أن يكون مصدرا للمعرفة ، فاملخيلة ملكة ذاتية هـي مصـدر احلكم اجلمايل و بذلك ال ميكن أن يكون مصدره الذهن ألنه ال يعود إىل ما هو موجـود يف

.3املوضوعيقا بالفلسفة األخالقية ، فهـي لقد كان مفهوم الذوق عند اليونان مرتبطا ارتباطا وثو نظرته اخلاصة يف الفلسفة كانطأخالق تتعلق حبسن الذوق أو الذوق السليم ، إال أن تأثري

طيقا أي من كل حـس يستا على تنقية علم األخالق من كل إاألخالقية اليت عمل من خالهلكـان لـه مجايل أو شعور ألن احلكم األخالقي حكم عقلي صوري خالص قبلي ، و هـذا

انعكاسا سلبيا على العلوم اإلنسانية ، إذ حصر مفهوم املعرفة يف جمال االسـتخدام النظـري و العملي للعقل و استبعد الذوق و فاعلية احلكم اجلمايل ، مما يعين أن الذوق و احلكم اجلمايل

.4أية معرفة ماعد فيه تملصلة من خالل األسطورة أو الدين للمعرفة احلا افبعد أن كان الوعي اجلمايل مصدر

غادامري و مل يكن مستقال عن الواقع و احلياة االجتماعية بأبعادها الدينية و الدنيوية ، يبني لنا ، مما يستدعي ضرورة تربير و جتـاوز هـذا كانطأن مشكلة اغتراب الوعي اجلمايل سببها

.5خالقياالغتراب ليستعيد الفن مكانته يف احلياة و الواقع األ

لبنان ، –، بريوت ز دراسات الوحدة العربيةكمر، 1طغامن هنا ،: إمانويل كانط ، نقد ملكة احلكم ، ترمجة - 1

.137، 136، ص ص 17 §، 2005 . 272، ص 56 §املرجع نفسه ، - 2 . 102، 101، ص ص 1 § املرجع نفسه ، - 3 .96 طوط األساسية لتأويلية فلسفية، مصدر سابق ، صاخل:، احلقيقة و املنهجهانز جورج غادامري - 4

:أنظر أيضا- H-G. Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique , op . cit ,p 57.

. 25، 24ص مصدر سابق ، ص ، و مقاالت أخرى: هانز جورج غادامري، جتلي اجلميل - 5

Page 43: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجمالي_______________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

43

فكرة اجلمال التاريخ املعاصر للخربة اجلمالية يبني أن أن استقراء غادامريكما يرى بني جانيب هذه اخلربة و مهـا اجلانـب التمايز اجلمايل تقوم يف األساس على مبدإ كانط عند

الذايت املتعلق بالذات الواعية و اجلانب املوضوعي املرتبط باجلوانب احمليطة بالعمل الفين ، كما و آخر جترييب ، و بذلك إعطاء سلطة للذات يف حتديد مـا عامل متعال: متيز أيضا بني عاملني

إلبداع الفين ، و هذا يقودنا إىل أن العمـل ن يف عملية اهو مجايل ، فالعبقرية و الذوق شرطا .1الفين يستمد معناه من املؤول

تعارضا بني الفن والواقع العملي و أصبح فهمنا للفن قائما أنتج املظهر اجلميلففن على هذا التعارض ، و حلت هذه العالقة يف الوعي اجلمايل حمل العالقة التكاملية االجيابية اليت

لطبيعة ، فالفن يتضمن أيضا كل تغيري واع للطبيعة خلدمة اإلنسان و هو كانت بني الفن و ا موجه إلكمال و إمتام الفجوات الطبيعية ، فالفن اجلميل ذاته من خالل هذا املنظار حتسني

. 2حتويال له التحجب أو و ليس ما يفرضه عليه قناع املظهر أو للواقع : الالتمايز الجماليالالتمايز الجماليالالتمايز الجماليالالتمايز الجمالي ----2

الوعي اجلمايل الذي حيجب عنا فهم ماهيـة الفـن تـأيت مهمـة نتيجة الغتراب اهلرمينوطيقا لتجاوز هذا االغتراب و فهم ماهية الفن انطالقا من فهم احلقيقة التارخييـة الـيت

ما و ذا فهو مل يوجد ين ينتمي إىل عصره و يقول لنا شيئاحيملها ، و ذلك ألن كل إبداع فدنا إىل أن الوعي اجلمايل بالفن يصبح شيئا ثانويا أمام مـا لكي نقبله أو نرفضه ، و هذا يقو

يفقد األثر أو العمل مكانه و العامل الذي فالتمايز اجلمايلو هكذا .3حيمله من حقيقة و ماهيةينتمي إليه بإدماجه يف الوعي اجلمايل ، و يقابله من اجلهة األخرى أن الفنان يفقد هو أيضـا

. 4مكانه يف العامل

.42هيو سلفرمان ، مرجع سابق ، ص . ج - 1 . 147فلسفية، مصدر سابق ، ص اخلطوط األساسية لتأويلية :هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 2

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit ,p100.

.18مصدر سابق ، ص ، و مقاالت أخرى: هانز جورج غادامري، جتلي اجلميل - 3 . 153اخلطوط األساسية لتأويلية فلسفية، املصدر السابق ، ص :هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 4

:أنظر أيضا

Page 44: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجمالي_______________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

44

اجلانب الذايت يف الوعي الستبعادعلم اجلمال لنقد غادامريجيعل من تأويلية هذا ما اغتراب الوعي كما أن اجلمايل الذي أخذ اجتاها خاطئا إزاء الفن فجعله فاقدا للقيمة و املعىن ،

اجلمايل يعود إىل النظرة اليت جعلت منه مفهوما جمردا و مستقال عن الواقع و احلياة اإلنسانية ، ال يكون إال من خالل األثر الفين ذاته أي من خالل فهم غادامريإال أن الوعي اجلمايل يف نظر

عن احلقيقة ألن اآلثار الفنية اجلميلة ما هي إال انعكاس و تعبري و ذلك احلقيقة اليت حيملها .1اإلنسانية

هو أصل هذا االغتراب ، الذي يتجاهل مظهر مجايلفإن فهم الفن على أنه منهو و جتريده من كل عناصر املضمون اليت (extra-esthétique)عناصر العمل فوق اجلمالية

عنه خربة ، فما نسميه أثرا فنيا و الذي نكون 2ميكن أن جتعلنا نتخذ اجتاها أخالقيا أو دينيا مجالية ال ميكن أن يدرك كأثر فين خالص إال إذا جردناه من جذوره و حميطه األول الذي

، مما 3أوجده و منحه احلياة و من كل وظيفة دينية أو دنيوية كان يؤديها و اليت حددت معناهيل سيكون على الضد من الواقع ، مما يترتب عليه أن الوعي اجلما فن املظهر اجلميليعين أن

، بينما الوعي اجلمايل احلق أو الفعال هو تعبري عن 4سينطوي على اغتراب بالنسبة للواقع فهمنا للفن و خربتنا به ، و بذلك ال وجود لوعي جمرد ألن الوعي هو دائما وعي بشيء ما أو موضوع نوجه له وعينا ، و بذلك فالوعي اجلمايل هو وعي موجه حنو األثر الفين من حيث

.5ضوع للوعي اجلمايلهو مو

- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 105.

.27 مصدر سابق ، ص أخرى،و مقاالت : هانز جورج غادامري، جتلي اجلميل - 1 .29 املصدر نفسه ، ص - 2 . 150 طوط األساسية لتأويلية فلسفية، مصدر سابق ، صاخل:، احلقيقة و املنهجهانز جورج غادامري - 3

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 102.

. 149 املصدر نفسه ، ص - 4

:أنظر أيضا- Idem.

.29 املصدر السابق ، ص ، و مقاالت أخرى: هانز جورج غادامري، جتلي اجلميل - 5

Page 45: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجمالي_______________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

45

سيطرت على الوعي اجلمايل بعد اليت يرى بأن هذه النظرة غادامري لذلك فإن ، مما يعين أن اخلربة الالمتايز اجلمايلجيب أن تتغري و أن تقوم على أساس آخر و هو كانط

اجلدلية اليت اجلمالية ال تعود للذات كما ال تعود للموضوع بل تعود يف األساس إىل العالقة . 1تنشأ بينهما

كان يرمي كانطكامتداد لفكر 19إن الوعي اجلمايل الذي سيطر على تفكري القرن جيب إىل التمييز بني الوعي كعمل تقوم به الذات و العمل كموضوع هلذا الوعي ، و بذلك

العمل الفين يفقد التمييز بني أفق املؤول و أفق العمل الفين ، و هذا التمييز يترتب عنه أن مكانه تارخييا و العامل الذي حيمله من خالل معناه أي ال يساعدنا يف الوصول إىل احلقيقة ، إال

احلقيقة بل للوصول إىل االذي يصبح عائق ال ميكن أن يؤسس على هذا املبدإأن الوعي اجلمايل : بانصهار األفقنيو الذي يسمح الالمتايز اجلمايلآخر هو مبدأ جيب أن يؤسس على مبدإ

.2أفق الذات و أفق العمل لبلوغ احلقيقة اليت حيملها العمل الفينالتصور الذايت يتناقض مع خربتنا اجلمالية ألن االلتقاء بأي عمل فـين ال ذلك فهذا ل

و ال يتحقق ذلـك إال ، 3يرمي فقط لتحقيق املتعة أو اللذة احلسية بقدر ما يفتح أمامنا عاملا ألن العمل الفين يتمتع بقدرة تعبريية لتوصيل ذاته و بالتايل ال ميكن حصره يف أفقه التـارخيي األصلي ، و مهمة الفهم و التأويل غايتها فهم ما يقوله هذا العمل من حيث ارتباطه بتـاريخ

مندجما يف سـياق ثقايف و اجتماعي و جتاوز ذلك من خالل القيام بعملية موائمة لكي يصبح 4واقعنا الثقايف االجتماعي

فهو معرفة توسع من آفاق عاملنا اخلاص ألنه ال ينفصل عن عاملنا الذي على هذافالفن ، 5نعيش فيه ، كما أن فهم عمل فين ما يساعدنا يف فهمنا لذواتنا من خالل تفاعلنا معه

م اندماج كل من الذات و معرفة ، و ميكن أن ننظر للفن كلعبة، أين يتغادامري فالفن عند العمل الفين معا و كأن كل منهما يتنازل عن وجوده ، ال ميكن تصور العمل الفين من دون

.42، ص هيو سلفرمان ، مرجع سابق . ج - 1 .52 ، صاملرجع نفسه - 2 200، ص ن أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق نظرية التأويل م: عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 3 .20 مصدر سابق ، ص ، و مقاالت أخرى: هانز جورج غادامري، جتلي اجلميل - 4 .201نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري،املرجع السابق ، ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 5

Page 46: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجمالي_______________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

46

سليب ، و ميكن أن نلمس هذه الوحدة يف اللعبة قاه كما أن الذات ليست جمرد متلقذات تتللتحمة ا و جزءا اليت تسيطر على الذات املتفرجة و جتعلها م) املأساة(خالل التراجيديا من

.1و تشد أنفاسها و تؤثر فيهامنها الفهم اجلوهري و هو احلقيقة اليت ميكن : نوعني من الفهم بني غادامريميز و هلذا

لألثر الفين أن يكشف عنها ، و الفهم القصدي و هو فهم يتعلق مبقاصد املؤلف و ميكن حتديد على التجربة الفنية كتعبري عن عملية الفهم الفرق بني هذين النوعني من الفهم باالعتماد

و كيف ميكن هلا أن تتم و بالتايل كيف ميكن استخراجها من األثر الفين و ذلك بالبحث يف . 2املقاصد و األبعاد املتداخلة يف تشكيل هذا األثر فرديا و اجتماعيا و تارخييا

هذا العـامل ل عاملا قائما بذاته و لفين تعبري عن الواقع فهو ميثالعمل ا نإو من حيث الـذي نحن ندخل عاملنـا هذا العامل ف دخولنا محاولة ف ذا و شة املعي اخلربة هو عامل ، و ذا التفاعل الذي ينشأ بني الذات و األثر الفين تكتسب هذه الذات القـدرة 3نعيش فيه

ذات يف معناه و حقيقته ، مما يساعد على إعطاء معىن هلذا األثر و هذا األخري بدوره يشرك العلى الكشف عن احلقيقة من منطلقات و رؤى جديدة أي أن اهلدف ليس هـو البحـث يف

هي جتاوز لفكرة املنهج و حبث عن احلقيقة مقاصد و معاين املؤلف ، و بذلك فعملية التأويلبطة ارتباطا وثيقا مرتللكشف عنها مما جيعل الفهم يف أساسه عملية انكشاف ، و جيعل احلقيقة

.4شةبالتجارب املعي إال مـا هـو الفن الـذي من خالل خربته بالوجود الفنان يعرب عن ف و بذلك

ينقلها عـرب األجيـال الذي يف الشكل املتمثل للحقيقة من خالل الوسيط احلسي جتسيد بـني احلقيقـة و الشـكل تاما احتادا مما يولد ها ستمراريتها و بقاءا مثة يضمن و من

الفنـان خربة ينقل الذي الوسيط احلسي ، هذا و الوسيط املعرفة بني اتام ا احتاد أو السـؤال بإدراك و على الوجود االنفتاح خالل فهمه إال من ال يتم و الذي بالوجود

الفين العمل يقدمه الذي العامل هذا فهم يتم ال الفين ، و العمل علينا يطرحه الذي

. 81، 80رودجير بوبنر ، مرجع سابق ، ص ص 1- 37 ، صحممد شوقي الزين ، مرجع سابق - 2 . 201نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ، ص: عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 3 38 ، صحممد شوقي الزين ، املرجع السابق - 4

Page 47: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجمالي_______________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

47

يف نشـترك ألننـا إال كذلك يصبح ال و احقيقي بة لنا شيئابالنس يصبح ألنه إال ، مما يعين التحام احلقيقـة بالتجربـة 1املقصود املعىن إىل الفهم الذايت و من مثة الوصولبىن

يقوله األثر الفين يف سياقنا الراهن ، أي أن عالقتنا بـاألثر و الفهم هو االستماع ملا ميكن أن هي عالقتنا بذاتنا فنحن من خالله نرى واقعنا الراهن و احلايل و هذا ما يعرب عنـه بانصـهار

.2اآلفاق أي اجلدلية اليت ميكن أن تنشأ بني املعىن املنتج و السياق املستهلك يعين القول مببدإ التمايز اجلمايل املتمثـل يف إن مفهوم التوسط التام عند غادامري ال

ثنائية الشكل و املضـمون التمييز بني الشكل و املضمون يف العمل الفين ، و ذا فهو يرفضاليت ما هي إال نتيجة لثنائية الذات و املوضوع اليت يرفضها أيضا ألن العمـل الفـين لـيس

بدإ الالمتايز اجلمايل ، األمـر اجلـوهري يف موضوعا مقدما إىل الذات و من مثة فهو ينادي مبخربتنا اجلمالية بعمل فين ليس هو املضمون و ال هو الشكل ، بل هو املعىن املقصود املتوسط متاما يف الشكل ، مثال ال ميكننا يف حالة التلقي املسرحي أن نعمل على فصل املعىن املقصـود

. 3عن األداء نفسه

:::: العمل الفنيالعمل الفنيالعمل الفنيالعمل الفنياللعب واللعب واللعب واللعب و - - - - رابعارابعارابعارابعامن مفهوم اللعب كأساس ينطلق منه نظرا ملا لعبه هذا املفهوم من دور غادامرييتخذ

جوهري يف علم اجلمال ، و الذي جيب أن جيرد من كل معىن ذايت يكون قد علق به انطالقا اجلمال ، و احلديث عـن و الذي سيطر على علم ∗كانط و فردريك شيللرمما قدمه كل من 4طريقة وجود األثر الفين ذاتهاللعب هو لتبيني

ذلك ألن النظرة الذاتية للعمل الفين ال تفصله عن اللعب من حيث إن اللعب هـو

.202، ص ن أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق نظرية التأويل م: عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1 . 39 ، صحممد شوقي الزين ، مرجع سابق - 2 . 203نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، املرجع السابق ، ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 3حسن حنفي، مقدمة يف علم (أملاين فيلسوف مجايل و شاعر و كاتب مسرحي )1805 -1759( فردريك شيللر - ∗

).297، ص 1991االستغراب ، الدار الفنية للنشر و التوزيع ، القاهرة ، . 171 طوط األساسية لتأويلية فلسفية، مصدر سابق ، صاخل:، احلقيقة و املنهجهانز جورج غادامري - 4

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit ,p119.

Page 48: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

اللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفني_ _________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

48

اليت تفصلنا عن واقعنا الفن ما هو إال لعب غايته املتعة الذاتية ، و الذات للمتعة نشاط متارسه طائها هيئـة منسـقة عة من اللعب باألشكال اليت يقوم بإو الفنان يستمد متعة مجاليش ، املعي

يعرب عن حالة النفس يف كانط، فحكم الذوق عند 1حساس باللذة اجلماليةمنسجمة تبعث اإلمن جهة و الشعر من جهة أخرى (rhétorique)، فالبالغة 2 اخليال و الفهم لعبة حرة بني

يعرب عن قدرة اخليال يف ممارسة اللعب احلر ، فاخلطيب مهمته هي تسلية افن ميثالن بالنسبة له .3املستمعني من خالل اللعب باألفكار كما هو احلال عند الشاعر أيضا

كما جند هذا عند أصحاب الرتعة الرومانسية الصوفية اليت كانت ثورة على الرتعـة إذ كانت نظريته يف اجلمال مبنية على أنه نشاط حر و ما هو شيللرالعقلية و اليت من ممثليها

.4إال لعب و املقصود هنا اللعب مبعناه العام أي عملية حرة غايتها املتعةإذ أن اللعب يعرب عن عالقة تنشـأ بـني النظرة الذاتية ، هذهيرفض فغادامريو ذا

ذات و موضوع و هذه العالقة هي مكان اللعب ، و اللعب هو تأويل ، ألن الفهم واملعـىن اجلمايل ال يتكشف و ال يتم إال يف فعالية اللعب ، إن اللعب هو حركة التأويل ، هذا يعين أن

. 5غة أيضا و بالتايل تصبح اللغة مكان اللعبمكان اللعب هو مكان التأويل و مكان الل فاللعبـة هلـا عاملهـا كون ذا قيمة إال إذا أخذ جبدية ، إال أنه ال ي افاللعب يبقى لعب

يبقى لعب و من مثة ال ميكن أن أي أن اللعب ،6اخلاص الذي هو مستقل عن وعي من يلعبواعليه مما يعين أن اللعب أصبح شيئا ؤخذ جبدية إال عندما جيلب الالعب إىل عامله و يسيطرأن ي

. 7جديا و إال فقد معناه

. 204نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ، ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1 . 119، ص 9 §، إمانويل كانط ، مرجع سابق - 2 . 250، ص 51 §، املرجع نفسه - 3

. 297، ص حسن حنفي، مرجع سابق -4

.42، ص هيو سلفرمان ، مرجع سابق. ج -5 .204، ص الطون إىل جادامري، املرجع السابق نظرية التأويل من أف: عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 6 . 172 طوط األساسية لتأويلية فلسفية، مصدر سابق ، صاخل:، احلقيقة و املنهجهانز جورج غادامري - 7

:أيضاأنظر - H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit ,p119,120.

Page 49: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

اللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفني_ _________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

49

الفرد ما يشيدان عاملا خاصا ما يسيطر علىفها فهو يشبه الفن باللعب من هن و معايريه اخلاصة بـه و يبعده عن واقعه ليجعله يعيش عاملا جديدا له قواعدهو يستحوذ عليه

مـن األثر الفين ، و هذا يعين أن فهم جر الفرد إىل هذا العامل و هذا ما مينحهما القدرة على حيث هو حامل للحقيقة هو إعادة تأسيس هلذه احلقيقة مبنظار جديد من خالل الربط بني عامل

دا سلبيا ش ، أي أن الفرد املسيطر عليه من هذا األثر الفين ليس فراألثر الفين و عامل الفرد املعيالعالقة بينهما عالقة منفعال ألن وجوده هو الذي يعطي األثر معناه و دوره احلقيقي ، مما جيعل

و ذلك ألن الوجود املستقل لألثر الفين كوجود متميز جيعله جامدا و غري حيـوي مشاركة ، .1ر الفين ألنه غري قادر على التأثري و بذلك فالعلة الغائية هي اليت يتوقف عليها وجود األث

مفهوم اللعب كأساس لبناء التجربة مع احلقيقة ، جيعلنا نسـتخلص دااعتمو هلذا فثالث نتائج أساسية أوهلا أن اهلدف من اللعب يظهر يف اخلسارة و اليت تعرب علـى أن اللعبـة أصبحت عاملا قائما بذاته جيرنا إليه ، و ثاين هذه النتائج هو جيب أن يؤخذ اللعب جبدية و إال

أنه من خالل هذا تستوعبنا اللعبة باخلضوع لقواعدها و شروطها و ثالثا ، فقد هدفه و معناه .2فتجرنا لعاملها مما يساعدنا على تعلم شيء جديد

أي اللعبة ذا املعىن تصبح هي الذات احلقيقية و ذلك ألن هلا وجودا ذاتيا خاصا إذن ، و بالتـايل 3و حنن من يدخل هذا الوجـود أن هلا روحا خاصة متيزها و جتعها قائمة بذاا

فاملباراة القائمة مثال ال متثل موضوعا يف مقابل ذات رغم أن اشتراكنا فيها هو الذي يعطيهـا أن وجودها و جيعل منها شيئا قائما ، إال أن ما يوجد هو املباراة و ليست ذواتنا ، و مبجـرد

اخلاص و املغلق الذي جتري فيـه املبـاراة يف اننخرط فيها فإا تسيطر علينا و تدخلنا عاملهو هذا ما جيعلنا نتساءل عن التقائنا بالعمل الفين إذا تصل ايتها ، الالعبني و من خالهلم حىت

.4كنا مشاركني فيه أم أننا جمرد مالحظني

. 38، 37، ص ص وقي الزين ، مرجع سابق حممد ش - 1 . 149دايفيد جاسرب، مرجع سابق ، ص - 2 . 178 األساسية لتأويلية فلسفية، مصدر سابق ، صطوط اخل:، احلقيقة و املنهجهانز جورج غادامري - 3

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit ,p 124.

205، ص نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق: عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 4

Page 50: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

اللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفني_ _________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

50

أا متثل عاملا مغلقا خاصا إال أن العرض باللعبة من حيث يةحاملسر غادامرييشبه املسرحي يا أداء يقوم به يلعبها و هو ليس من جمهور للل ثمكما هو احلال يف اللعبة رغم أ

املسرحية ليست لعبة لكنها تؤدى أو تعرض للجمهورو بذلك ف، الالعبون لكن دون مجهور و اجلمهور و هذا مـا سـيعطيها معناهـا ) املمثلني ( و هي اليت سوف جتمع بني الالعبني

و وجودها ، و بذلك حيل املتفرج حمل الالعب يف اللعبة ألن املسرحية تستحوذ عليه و يصبح . 1ا جتربة يعيشهاهذا ما يساعده يف فهمها من حيث إ جزءا منها و مشاركا فيها و

و مـن اللعبة من خالل أن لكل منهما عامله اخلاص ا جيعل املسرحية شبيهة بو هذا ممها ه رغم هذا فهما متمايزان يف جوهرطران على الالعبني إال أنيقائمني بذاما و أما يسمثة

من أجل املتفرجني الذين تسـيطر فاملسرحية ما هي إال توسط ال توجد من أجل الالعبني بل و مـن معناها إال بوصفها عرضا فهي تقدم نفسها كحدث إىل املتفرج ، و ال يتحقق عليهم

حالـة األشـياء هـو املعىن املقصود يف العمل الفين ، و بذلك فنقل للمعىن املقصود مثة فهي و طريقة وجودها ، أي حقيقة الوجود ، إنه عرض مت نقله إىل صورة ، حلقيقة الوجود بوصفه

. 2حدثاإن تقدمي مفهوم اللعب غايته هو حتديد حقيقة اللعب يف الفن فإذا كان اللعب يعـين املشاركة فهذا ما يصدق أيضا على العمل الفين ألن العملية التأويلية هي مشاركة لفهم اخلربة اجلمالية اليت حيملها و من مثة احلقيقة الكامنة فيه و هذه اخلربة لن تكون دون أثر علـى مـن

. 3يها يشارك فأنـه عمليـة ، من خالل مقارنة العمل الفين باللعب عدة أهداف غادامريلقد بني

إن خربة الفـن ، ملوضوع حيوية جتاوز من خالهلا النظرة الذاتية القائمة على ثنائية الذات و او هي اليت حتـدد لـه بذاا قائمةذات يف مقابل الفين ليس جمرد موضوع لنا أن العمل تبني

. 182، 181 طوط األساسية لتأويلية فلسفية، مصدر سابق ، صاخل:، احلقيقة و املنهجهانز جورج غادامري -1

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit ,p 126 - 128.

206نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ، ص : مدخل إىل اهلرمنيوطيقا عادل مصطفى ، . د - 2 .108 مصدر سابق ، ص ، و مقاالت أخرى: هانز جورج غادامري، جتلي اجلميل - 3

Page 51: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

اللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفني_ _________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

51

أن هذا العمل حني يصبح خـربة يقي للعمل الفين يقوم يف جوهره على، فالوجود احلقه معناا ، فالعمل الفين ال يتصف باجلمود و حيوهلأي أنه يؤثر يف الذات فإنه يغري صاحب هذه اخلربة

يعمل ، و الذات اخلاصة خبـربة الفـن أي و السكون بل يتصف باحليوية و الفاعلية أي أنه ، بل هـو و يبقى خالل الزمن ، ليست ذاتية الشخص الذي يخبر العمل الشيء الذي يثبت

العمل نفسه ، ها هنا بالتحديد تتجلى أمهية القياس باللعب و طريقة وجود اللعب ، فاللعبـة بذلك على غادامريوا ، لقد عثر أيضا هلا طبيعتها اخلاصة املستقلة عن وعي أولئك الذين يلعب

الدليل أيضا بل يقدم الذاتية ) علم اجلمال ( اإلستيطيقا إفالس منوذج ال يربهن فقط على . 1الطابع الديالكتيكي و األنطولوجي لتأويليته اخلاصة يدعم الذي

شـاهد اهلدف من االهتمام بالعمل الفين هو حتطيم املسافة الفاصلة بني اجلمهـور امل و العمل الفين ، وبذلك فاهلدف هو خلق عالقة تفاعلية بني هذين اجلانبني ألن العمل الفين ال يستمد معناه إال من خالل هذه الذات املشاهدة كما أن الذات املشاهدة تكتسب خربة مـن

.2خالل ما ستفهمه ألنه حامل للمعىن و هذا ما سيساعد يف الوصول إىل احلقيقةأعطى أمهية بالغة للعمل الفين و أمهيته يف العملية غادامرينالحظ أن ل ما سبق من خال

التأويلية و من مثة كمفهوم مؤسس للعلوم اإلنسانية ، أي أن هذه الظاهرة ظاهرة متميـزة يف طبيعتها و ذلك ألا حاملة للخربة اإلنسانية و هذه اخلربة ليست شيئا ميكن موضعته و من مثة

نسانية فهي حاملة للمعىن مـن منهج العلمي املوضوعي ، و من حيث أا خربة إإخضاعه للا هادفة و قصدية و حاملة ملعاين اإلنسان ، و هذا املعـىن ال ميكـن أن يفهـم إال حيث إ

النظرة اجلمالية اليت كانـت سـائدة غادامريباملشاركة يف هذه اخلربة ، و ألجل ذلك انتقد يف العمل الفين كمصدر للمعرفة بل كان بالنسبة هلا موجودا للمتعة أو ينظر إليـه و اليت مل تر

كشكل خاو من املضمون و احلكم عليه من الناحية الشكلية فقط و الذي عرب عليه مبصطلح التمايز اجلمايل و عارضه مبصطلح آخر هو الالمتايز اجلمايل ، كما أقحم مفهوم اللعب كوسيلة

يؤكد على أن العمل الفين و الذي يتميز عن الوعي اجلمايل لكي العمل الفين موصلة إىل معىن

، 207نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري،مرجع سابق، ص ص:عادل مصطفى،مدخل إىل اهلرمنيوطيقا.د - 1

208. .102، 101مصدر سابق ، ص ص ، و مقاالت أخرى: هانز جورج غادامري، جتلي اجلميل - 2

Page 52: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

اللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفني_ _________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

52

بالدرجة الفلسفية به تأويليته ما تم هذا بالطلب و حيمل حقيقة ، و هذه احلقيقة جديرة األوىل لكي تعطي العمل الفين أبعاده الثقافية ، و يترتب على ذلك أن يصبح العمل الفين مـن

من خالل عالقة املشاركة و فمن الناحية التارخيية ، ذا أبعاد تارخيية و لغوية حيث هو خربة بانصهار اآلفاق ، و خيلق حوارا بينهما غادامري جيمع بني احلاضر و املاضي و هذا ما عرب عنه

و هذا ما عرب عنه باجلدل اهلرمينوطيقي ، و بالتايل ال ميكن أن نفصل التأويل يف الفـن عـن . التارخيي التأويل

Page 53: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

_______________________________ ___________________________________ 53

التأويل و الوعي التأويل و الوعي التأويل و الوعي التأويل و الوعي : : : : الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

التاريخيالتاريخيالتاريخيالتاريخي الوعي التاريخي الوعي التاريخي الوعي التاريخي الوعي التاريخي - - - - أوالأوالأوالأوال

تاريخانية الفهم أساس التأويل تاريخانية الفهم أساس التأويل تاريخانية الفهم أساس التأويل تاريخانية الفهم أساس التأويل - - - - ثانياثانياثانياثانيا

الجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقي - - - - ثالثاثالثاثالثاثالثا

مهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقا - - - - رابعارابعارابعارابعا

Page 54: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الوعي التاريخيالوعي التاريخيالوعي التاريخيالوعي التاريخي________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

54

::::الوعي التاريخي الوعي التاريخي الوعي التاريخي الوعي التاريخي - - - - أوالأوالأوالأوالمن مثـة خطوة جوهرية يف العملية التأويلية ، و لغادامري بالنسبة ميثل الوعي التارخيي

األساس الذي تقوم عليه العلوم اإلنسانية من حيث أنه ميكننا من فهـم اآلخـر ، و بالتـايل فهرمينوطيقا الوعي التارخيي ترمي إىل حتديد شروط الفهم ، و هلذا جنده يعمل يف البداية على

حقيقـة نقد أساس الوعي التارخيي الشائع من خالل نقد املبادئ اليت يقوم عليها ، مث يبني لنا .الوعي التارخيي الذي ميكن أن يؤسس للفهم و التأويل

::::نقد الوعي التاريخي الشائع نقد الوعي التاريخي الشائع نقد الوعي التاريخي الشائع نقد الوعي التاريخي الشائع - - - - 1السائد كان موجها يف األساس إىل املدرسة التارخيية التارخيي لوعيل غادامريإن نقد

الذي حاول إجياد منهج دلتاي يف أملانية و اليت متثل امتدادا للهرمينوطيقا الرومانسية و خاصة ـ ط بـني احليـاة بديل عن املنهج املعتمد يف العلوم الطبيعية لفهم التاريخ ، و ألجل ذلك رب

أن نصـل إىل حتقيـق معرفـة كانت غايته ابستمولوجية ، إذ ميكن حسـبه و املعرفة حيثموضوعية للحياة و ذلك من خالل تعبرياا اليت متثل موضعة أو جتسيدا هلا و من مثة ميكن أن

. 1 امن الدراسة التارخيية علم جنعللتارخيي ألفق غـري أفـق انطالقا من فكرة املنهج اليت كانت حماولة إلخضاع الفهم ا

مبحاولة نقل الذات إىل أفق اآلخر حىت ميكن أن ننظر إىل احلادثة التارخيية بنظرة الذات و هذانفهم حقيقة التـاريخ و مـا موضوعية ، فهذه املباعدة بني الذات و الفعل التارخيي ال جتعلنا

، و هلذا فالرتعة املنهجية املوضوعية أدت إىل إجياد هـوة 2حيمله من معان و ما يريد أن يقولهبني الذات و املوضوع ألا تتناول الظاهرة التارخيية بطريقة جمردة و ال تنظر إليها كظـاهرة

. 3متصلة خبربتنا احليةفهو من جهة أوىل وقع يف منوذج املوضوعية غادامريحسب دلتاي اخذ عليهما يؤو

الذي نادت به املدرسة التارخيية اليت انتقدها ، كما أنه من جهة أخرى املناداة مبعرفة موضوعية يف التاريخ يترتب عليه انفصال و تعايل الذات على املوضوع ، و هذا غري ممكن ألن اإلنسان

.212، 211نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري،مرجع سابق،ص ص:عادل مصطفى،مدخل إىل اهلرمنيوطيقا. د- 1 .241، مرجع سابق ، ص بول ريكور - 2 .14مصدر سابق ، ص أخرى،و مقاالت : هانز جورج غادامري، جتلي اجلميل - 3

Page 55: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الوعي التاريخيالوعي التاريخيالوعي التاريخيالوعي التاريخي________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

55

، و املكانالزمان ينظر إىل األشياء انطالقا من موضعه يف تارخييا ال يفهم إال ألنه كائن متناه ال ميكن أن تتحقق باالعتماد علـى منـهج موضـوعي اخلربة التارخيية و أما من جهة ثالثة ف

.1و بإخراج الذات من التاريخ كما هو احلال يف النظرة املنهجية إىل التاريخ نظرة متعالية و بذلك ال ميكننا أن ننظر

من املوقف الراهن أو احلاضر و الذي حيدد أفق الـذات العلمية بل جيب أن ننظر إليه انطالقاهو سبب اغتراب الوعي التارخيي ألننا ، و 2و هو أفق قابل لالتساع كما هو قابل ألن يضيق

حناول أن ننظر إليه انطالقا من سياقه أو أفقه اخلاص املغلق مما يولد مسافة فاصـلة بـدعوى .3وضوعيةامل

مييز يف حتديده للوعي التارخيي بني تصورين يعربان عـن عالقـة غادامري و هلذا جندمتثالن اجلانب السليب يف هذا الوعي و تتمثالن و الصورتان أنا بأنتالذات باآلخر أي عالقة

:فيما يلي ::::األول األول األول األول التصورالتصورالتصورالتصور - - - - أأأأ

ننظر للتراث نظرة غايتـها يتماشى هذا التصور مع املنهج االستقرائي، الذي جيعلنااملوضوعية و املعرفة اليقينية من خالل التجرد من كل ما هو ذايت، أي جيعـل مـن التـراث موضوعا منفصال عن الذات ، و هذا ما جنده يف ميدان العلوم الطبيعية و االجتماعيـة، إال أن

ـ ربة اإلنسـانية، هذه النظرة ال ميكن أن تكون ذات فائدة يف العلوم اليت تبحـث يف اخل .و بالتايل ال ميكن أن تؤدي إىل الوعي التارخيي احلق أو الفعال

:::: الثانيالثانيالثانيالثاني تصورتصورتصورتصورالالالال - - - - 2أما التصور الثاين فيعتمد على نظرة تأملية انعكاسية و هدفها أيضـا هـو حتقيـق

لنمط املوضوعية يف معرفة اآلخر من خالل نشوء عالقة شخصية بني األنا و األنت و هذا ا و إعادة تأسيس املاضي مبعزل عن احلاضر أي كموضوع على معرفة اآلخر 4يقوم يف األساس

.212نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري،مرجع سابق ، ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1 .241، مرجع سابق ، ص بول ريكور - 2 .18 مصدر سابق ، ص و مقاالت أخرى،: هانز جورج غادامري، جتلي اجلميل - 3 .228نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، املرجع السابق،ص : اهلرمنيوطيقا عادل مصطفى، مدخل إىل . د - 4

Page 56: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الوعي التاريخيالوعي التاريخيالوعي التاريخيالوعي التاريخي________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

56

.1و هو عملية إسقاط للمعىنمستقل عن الذات

:::: الوعي التاريخي الفعالالوعي التاريخي الفعالالوعي التاريخي الفعالالوعي التاريخي الفعال - - - - 2الفهم هو عملية ال يدل على أن _ الوعي الفعال تارخييا _ إن الوعي التارخيي الفعال

عن موضوع الدراسة، فإذا كان باإلمكان حتقيـق ذلـك يف العلـوم ذاتية متحيزة و منفصلة الطبيعية فإنه يطرح صعوبة أثناء حبثنا يف التراث ، ألن الذات يف معرفتـها بـاآلخر مقيـدة

ملواجهة بني اخلربات بسياقها االجتماعي و من مثة الثقايف الذي تنتمي له ، إا عملية تتم فيها ا .2ن تفهم إال من خالل احلواراليت ال ميكن أاإلنسانية

هيـدغر أنه اعتمد يف حتديده ألساس الوعي التارخيي على ما قدمه غادامريو يصرح

حول البنية املسبقة للفهم من جهة و تارخيية الوجود اإلنساين من جهة أخرى ، حيث ال يرى تؤخذ كموضوع يف مقابل الذات اليت تريد أن تتناوله بالدراسة علميـا أي ايف املاضي أحداث

كموضوع قابل للمعرفة و بالتايل ال ينظر للتاريخ نظرة ابستمولوجية بقدر ما ينظر إليه علـى أنه التيار الذي حنيا يف إطاره و نشارك يف بنائه يف كل حلظة من حلظات الفهم و ذا فالتراث

.3يش فيه الذات و تصبح جزءا منه حبيث يصبح بالنسبة هلا جانبا ال واعياهو الوسط الذي تعباخلرافـة أشادت عصر التنوير على انتقادات ها وديف رد إذا كانت الرومانسية

أن غـادامري مـا حـاول اجلديد ، فهذا يف مقابل بدال من العقل و دافعت على القدمي يرى أن إشـكالية احلكـم لوعي التارخيي الشائع ، و الوقوع فيه من خالل نقده ل يتجنب مع إال للتقليد مل يبدأ و االعتبار أيضا للسلطة رد دوره و ألمهيته و رد االعتبار و املسبق

االبسـتمولوجية النظرة أو الذاتية أساسها لنقد عملية كانت موجهة يف هي و هيدغرو ذلك عملية الفهم ، يف البعد التارخيي بأمهية األخذ و بالتايل حول الذات ، املمركزة

العالقة هي عالقـة يعين أن الوجود ، مما يف يسبقين هذا التاريخ الذي من جزء ألنين هدفه كان هـدفا فهمه ألن على دلتاي ما عجز هذا مباعدة ، و و ليس عالقة انتماء أي أن الوعي التاريخ موضوعا للتأملفجعل من بالدرجة األوىل ابستمولوجيا أو معرفيا

.229، ص نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق: عادل مصطفى، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1 .36 – 34ص ص ز جورج غادامري، بداية الفلسفة ، مصدر سابق ،هان - 2 .210نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري،املرجع السابق ،ص : مدخل إىل اهلرمنيوطيقا عادل مصطفى ،. د - 3

Page 57: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الوعي التاريخيالوعي التاريخيالوعي التاريخيالوعي التاريخي________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

57

.1 التارخيي يكمن يف املعرفة املوضوعية لهفالفهم اإلنساين فهم تارخيي ، أي أن كل ذات ختضع ملعطياا و بنائها التـارخيي ،

د الذات ين أن وجوو بذلك فعملية الوعي التارخيي الفعال تتأثر ذه املعطيات الذاتية ، مما يعتجاوز معرفتها بنفسها ، و يترتب على ذلك ضرورة وعيها بالتراث الذي ميثـل الشـروط ت

. 2القبلية هلذا الوعي ، أي أن تتعرف ذات على نفسها من خالل تعرفها على تارخيهافلت نتستطيع أن ت جزء من التاريخ و التدرك أا الذات فالوعي التارخيي إذن جيعل

نه ميثل التارخيية اخلاصة ا ، و اليت هي موجودة قبل وعيها ا ، أي أن هذا التاريخ أل منهو بذلك فعملية التأويل عملية ختضع لتأثري الذي تصبح الذات جزءا منه هو موجود قبل الذات

املاضي، و الفهم ليس عملية ذاتية و إمنا هو عملية تتم من خالل دخول الذات يف التراث أين .3من التاريخ ايش املاضي مع احلاضر لتتم عملية الفهم و ذا تصبح الذات جزءيتعا

إال من خالل االهتمام غادامريإن الوعي التارخيي الفعال ال ميكن أن يتحقق حسب بتأثري التراث و السلطة و احلكم املسبق كتعبري عن أثر التاريخ يف فهم علوم الفكر أي العلـوم

على أساس منهجي ينظر ايعين أنه جتاوز و رفض ألن يكون هذا الوعي قائماإلنسانية ، و هذا إىل التاريخ كموضوع مستقل عن الذات ، وذلك ألن هذا الوعي التارخيي قائم على أساس أن

.4الذات هي نتيجة ملا هو تارخييإىل تصور ثالث للوعي التارخيي احلقيقي يف عالقة الذات باآلخر ، غادامريينتهي و

إذ يف هذا التصور تنفتح األنا على اآلخر و تصغي له و هلذا ال يقوم هذا التصور على سيطرة بـاآلخر و مـن مثـة إىل تغريهـا الذات على املوضوع ، مما يؤدي إىل قابلية الذات للتأثر

.5و نضجها فالوعي التارخيي األصيل هو الذي جيعل احلاضر من خالل انفتاحه علـى املاضـي يدرك احلقيقة الكامنة فيه ، و ذا فالنصوص ال تكسب الذات معرفة موضوعية بل تكسـبها

. 235، مرجع سابق ، ص بول ريكور - 1 .14 مصدر سابق ، ص و مقاالت أخرى،: هانز جورج غادامري، جتلي اجلميل - 2 .86 رودجير بوبنر ، مرجع سابق ، ص - 3 .240، ص ، املرجع السابق بول ريكور - 4 .229نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ،ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 5

Page 58: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

تاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويل_____________________________ _____________________________ _____________________________ _____________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

58

اليت هـي ذات ، و هذا ما يعني مفهوم اخلربة جا و انفتاحا على املاضينض خربة جتعلها أكثر .1أمهية يف عملية التأويل

من خالل فكرة الوعي التارخيي تقوم يف األسـاس غادامريأن تأويلية و هو ما يبني احلكم املسبق و السلطة و التقليـد ، كمـا أن : على رد االعتبار لثالث مفاهيم أساسية هي

تقـوم علـى لشمولية أو كونية اهلرمينوطيقا هو رد فعل على النظرة االغترابية اليت تصورهاأو الفصل بني الذات و املوضوع ، و اليت تعود يف أساسها إىل النظرة املنهجية الـيت املباعدة

حاربت عالقة االنتماء أي حاربت النظرة اليت تعترب الذات عنصرا داخال يف التاريخ ال ميكـن .2نفصلها عنه و ذلك لبلوغ املوضوعية يف الدراسة التارخييةأن

::::تاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويل - - - - ثانيا ثانيا ثانيا ثانيا إن البحث يف تارخيانية الفهم ترتبط جوهريا بالوعي التارخيي الفعال و جتاوزا للوعي

تبحث يف غادامريالتارخيي املنهجي الذي كان يهدف لتحقيق املوضوعية ، و هلذا فهرمينوطيقا رافة ، الشروط املساعدة يف عملية الفهم ، و خاصة تلك املرتبطة بتارخيانية الفرد كالتراث ، اخل

: مما يليما ميثل األحكام املسبقة ، الذي سنلمسه من خالل السلطة و اليت تتبلور في

:::: ة أساس الفهمة أساس الفهمة أساس الفهمة أساس الفهمم المسبقم المسبقم المسبقم المسبقااااحكحكحكحكاألاألاألاأل - - - - 1األفكـار كم على كل واقعة تارخيية انطالقا من القـيم و من األمور السائدة احل

ال نسقط عليها ما هو سائد يف عصرنا من قيم و أفكار لكي نصل إىل السائدة يف عصرها ، و أفهمها و تأويلها بطريقة صحيحة ، لتحقيق معرفة موضوعية و بالتايل فهي عملية متر حتمـا

، و هذا ما ميكن أن نلمسه فيمـا قدمـه 3أي مسبقباالبتعاد و التجرد من كل حتيز ذايت أو رو أيضا األفكـار ) األسطورة ( و اخلرافة ) التقاليد ( عصر التنوير من نقد و رفض للتراث

، و هي نظرة4املسبقة و ذلك لدورها السليب ألا تقف عائقا أمام العقل و التفكري املوضوعي

.230ص ، نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق : عادل مصطفى، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1

.232، مرجع سابق ،ص بول ريكور - 2 .215نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري،املرجع السابق ،ص : مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا عادل . د - 3تيسري كم نقش، .د:زياد املال ، مراجعة: التحليل النفسي و الفلسفة الغربية املعاصرة ، ترمجة –، فرويد فالريي ليبني - 4 .179، ص 1997سوريا ، -، دار الطليعة اجلديدة ، دمشق 1ط

Page 59: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

تاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويل_____________________________ _____________________________ _____________________________ _____________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

59

.1هماتفصل بني املاضي و احلاضر كأنه ال صلة بينحيث أن عصر التنوير كان يرجع اخلطأ لألحكام املسبقة اليت كان جيب الـتخلص

منها ، و مييز لنا بني نوعني من األحكام املسبقة ، أحكام مسبقة مصدرها السـلطة البشـرية كان اهلدف هو معرفة التراث بطريقة موضوعية مبنية على و أخرى مصدرها التسرع ، و ذا

، فإذا كان احلكم املسبق يعرب على التسرع يف إصدار احلكم فاهلدف من هذه 2العقل كأساساحملاولة هو وقاية العقل من اخلضوع للعادة أي ملا هو مألوف و سائد من جهة ، و وقايته من اخلضوع للسلطة من جهة أخرى ، و بذلك جيب قبل كل شيء إحداث قطيعة و إزالة هـذا

مصدر أخطـاء بأن يرى الذيديكارت ، و يعود هذا إىل تأثري 3ريالعائق قبل البدء يف التفك .4العقل هي األحكام املسبقة

لقد حاولت الرتعة الرومانسية نقد فكر عصر التنوير و من مثة حماولة رد االعتبار األحكام املسبقة يف عملية الفهم و بلـوغ احلقيقـة أي و ) األسطورة ( رافة و تبيني أمهية اخل

إدراك اجلوانب اخلفية اليت تعرب عنها إال أن هذا النقد أدى إىل خلق تنـاقض بـني العقـل ب . 5للمعرفة و حاملة حلقيقة ما ااخلرافة مصدر، و مع ذلك تبقى ) األسطورة(و اخلرافة

الـذي نفسه اخلطأ ال يقع يف عي التارخيي هو أمن نقد الو غادامريو من مثة فهدف وقعت فيه الرومانسية فرغم حماولتها الرد على فكر عصر التنوير إال أا أخفقـت يف إعـادة

.216نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ،ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1 . 376، 375ص ص ة فلسفية، مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 2

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , pp 292,293

.234، مرجع سابق ، ص بول ريكور - 3 . .384 صاألساسية لتأويلية فلسفية، املصدر السابق ، اخلطوط:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 4

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 299.

.379، 378ص ص املصدر نفسه ، - 5 :أنظر أيضا

- Ibid , p 295.

Page 60: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

تاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويل_____________________________ _____________________________ _____________________________ _____________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

60

إىل ضـرورة إىل أن يدعو االعتبار للحكم املسبق و اخلرافة و تبيني أمهيتهما و هذا ما قاده تبـار عيد االعهدم األساس الذي بنيت عليه إشكالية املقابلة بني الذات و املوضوع ، و أن ن

أمهيته يف عملية التأويل حىت ال يكون النقد جمرد رد فعل و نفي لفكر للحكم املسبق بتوضيح، و ذلك ألنه ال ميكن إنكار إمكانية وجود أحكـام مسـبقة 1عصر التنوير من دون أساس

. 2إمشروعة ميكن أن توصلنا إىل احلقيقة ، فليس كل حكم مسبق هو بالضرورة على خطو هو إحداث قطيعة مـع _ هذا فما كان يدعو إليه فكر عصر التنوير و انطالقا من

هو يف أساسه قائم على حكم مسبق يدعو إىل ضرورة حترير العقـل و أن _ األحكام املسبقة ، إال أن هذا العقل يتكون و يبىن يف إطار شروط و عوامـل إاحلكم املسبق يقود دائما للخط

. 3يقة عمله إىل هذه الشروط القبلية للفهمتارخيية ، و من مثة فهو خاضع يف طرأن عملية الفهم ال ميكن أن تتم أو أن تتجاوز ما قبل الفهم غادامرييرى يف حني

لبنية التوقعية أو استباق حول ا هيدغرما قدمه أو االفتراض املسبق ، و اعتمد يف ذلك علىاملسبق يقوم يف أساسه على الفهم ، إذ يرى أن لتصورهلذا االفهم لكن بصورة مغايرة و خمالفة

وهذا ما يدعو إىل ضرورة االهتمام ، التراث أو التقاليد اليت ينشأ و يعيش يف سياقها املؤولميثل الشروط القبلية احملددة لعملية الفهم من جهة، بالتراث مبا يف ذلك الفلسفي انطالقا من أنهيعطي اإلنسان بعده و هذا ما ، ن جهة أخرى كما يعرب عن طبيعة الوجود اإلنساين م

.4، و ذا فالتيار التأويلي الفلسفي يرمي إىل إزالة التناقض بني التراث و التاريخالتارخيي ميدان العلوم اإلنسانية ، حيث هذا ما يعطي التراث أمهيته يف العملية التأويلية يفو

ا أن ننفصل عن هذا التراث أو أن نتحرر منه ننا كائنات تارخيية هلا ماض ، و من مثة ال ميكننإ

.234، مرجع سابق ، ص بول ريكور - 1 .383، 382ص صية فلسفية، مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويل:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 2

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 298.

.381 صاملصدر نفسه ، - 3 :أنظر أيضا

- Ibid , p 297. .178، مرجع سابق ، ص فالريي ليبني - 4

Page 61: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

تاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويل_____________________________ _____________________________ _____________________________ _____________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

61

. 1ألننا جزء منه و ال ميكن أن يكون غريبا عنا و هذا يعين أن االفتراض املسبق الذي كان ينظر إليه كعائق للفهم املوضوعي يف

غادامريعصر التنوير و من مثة ضرورة التخلي عن كل ما لدينا من أحكام مسبقة ، أعاد إليه

.2تبار و من مثة فعاليته يف عملية التأويلاالعصل بني العقل و السلطة ألما ال ميكن أن يكونا متعارضـني أن نفأنه ال ميكن كما فكر عصر التنوير و يظهر ذلك من خالل سلطة التراث و ما ميارسه من أثر يف حسب تصور

كن أن تكـون مصـدرا ، أي أنه ال ميكن أن ننكر ما للسلطة من أمهية و أنه مي 3عملية الفهمن السلطة ليس شيئا ال السلطة ال تناقض العقل بالضرورة ، فما يصدر ع نللحقيقة ، حيث إ

عالقة مبنية على أساس معريف قد يكون هناك اعتراف بالسلطة فال أو اعتباطيا ، و لذلكعقالنيا مـن هـذا يسـتمد التـراث سـلطته و هـو س الطاعة و اخلضوع، وو ليس على أسا

. 4نسية من خالل أن للتراث قدرة على حتديد مواقفنا و سلوكاتناما دافعت عنه الروماو هلذا فاهلرمينوطيقا تبحث يف الشروط املساعدة يف عملية الفهم ، ومن بني أهم هذه

بني نوعني مـن غادامريالشروط ما يتعلق بأحكامنا املسبقة و عالقتها بعملية التأويل ، إذ مييز سابقة ألواا مما جيعلها عائقا أمام عملية الفهم ، و األحكام أحكام مسبقة: األحكام املسبقة

املسبقة كشرط لعملية الفهم ، كما يقودنا هذا إىل شرط آخر و هو أمهية التراث كعامل من ، كما أن هذه األحكام املسبقة اليت تسيطر على عملية الفهم ال نتحكم فيهـا 5عوامل الفهم

و ما هو عقيم مساعد على الفهم ما هو خصب مبدئيا بني يز أن من كما نشاء ، إذ ال ميكننا

.288 صسابق ، ية فلسفية، مصدر اخلطوط األساسية لتأويل:املنهجهانز جورج غادامري، احلقيقة و - 1

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 303.

.39 صحممد شوقي الزين ، مرجع سابق ، - 2 .238، مرجع سابق ، ص بول ريكور - 3 .387 – 385ص ص سابق ، الصدر املسية لتأويلية فلسفية، اخلطوط األسا:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 4

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , pp 300,301.

.56نبيهة قارة ، مرجع سابق ، ص -5

Page 62: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

تاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويل_____________________________ _____________________________ _____________________________ _____________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

62

1يؤدي إىل سوء الفهم عائق و بني احلكم املسبق و العقل ، و ذلك ألنه ميثـل عـامال و بذلك ليس هناك تناقض

جوهريا يف عملية الفهم و يعرب عن الطبيعة املتناهية تارخييا لإلنسان ، فمن خالل التمييز بني سبقة مؤسسة و أخرى غري مؤسسة ، نرى بأنه من الصعب رد االعتبار إىل حكـم أحكام م

مسبق متسرع ألنه غري مؤسس ، فإنه ميكن رد االعتبار إىل حكم مسبق هدفه وقاية العقل أي . 2أنه مؤسس و جيعلنا نفهم حقيقة الشيء و أسسه

إذا كانت الفهم ، ف افة ألمهيتها يف عمليةأيضا ضرورة االهتمام باخلر غادامرييرى و ذلك ال ميكن استبعادها عمي أي ما قبل العقل و املنطق ، فما قبل التفكري املنطقاخلرافة تعرب ع

كشرط أساسي يف هذه العملية ، و بذلك فالتأويلية الفلسفية عملت على إعادة االعتبار ن اإلنسان من حيث إ د اإلنساين و تارخييته ،للتراث و األحكام املسبقة و اخلرافة لفهم الوجو

ذات مسامهة يف هذا التراث من جهة و خاضع له من جهة ثانية و هذا ما يعطيه بعده .3التارخيي

نحن ال ننفصل عن حاضرنا لفهم املاضي ومعىن أي عمل ال ميكـن أن يـدرك يف ف حدوده الذاتية فقط، بل ال ميكن أن يتم إال بناء على ما يوجه إليه من أسـئلة يف احلاضـر، و عملية الفهم ال تنفصل عن رؤيتنا أو تصورنا للمستقبل، و ذا فالفهم عملية تارخيية متصلة

يؤكد على أمهية غادامرياحللقات ففهم املاضي يتحدد من موقفنا يف احلاضر، و هذا ما جعل هي ضرورية األحكام املسبقة يف عملية التأويل انطالقا من أن عملية الفهم بنية تارخيية و اليت .4حىت يف بناء املعرفة العلمية اليت تؤسس على املاضي و انطالقا من تصور املستقبل

أي أنه قبل كل عملية تأويل أي استخراج املعىن من النص مثال هناك شروط قبليـة تضع النص يف سياق معني ، فاالفتراض املسبق هو وضع الوعي املتجه للنص يف سياق تارخيي

.405ص سابق ، ية فلسفية، مصدر اخلطوط األساسية لتأويل:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 1

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 317.

238، مرجع سابق ، ص بول ريكور - 2 .179، مرجع سابق ، ص فالريي ليبني - 3 .217نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ، ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 4

Page 63: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

تاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويل_____________________________ _____________________________ _____________________________ _____________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

63

خاص ، فكل عملية للفهم أو التأويل تتجه من القارئ إىل املقروء ختضـع لعامـل و لغويما هو قبلـي يف عمليـة املعىن ، فاحلكم املسبق يعرب ع التاريخ و اللغة كعوامل مساعدة لفهم

.1الفهم و يعرب أيضا عن مدى انصهار اآلفاق بني ما هو راهن و ما هو ماضىل تارخييته اخلاصة فهو خاضع يف هذه العملية و بذلك خيضع املؤول يف فهم النص إ

إىل احلاضر الذي هو جزء منه و إىل املاضي الذي يريد أن يؤوله ، أي أنه ال يوجد موضـوع تارخيي منفصل عن الذات املؤولة و هذا يعين أن فهم النص ال يكون إال إذا كان يفهم كـل

و احلكم على لذاتية و األحكام املسبقةمرة بصورة جديدة ، و هلذا فالدعوى إىل االبتعاد عن البناء معرفة تارخيية موضـوعية املاضي من منطلقات عصرنا و األخذ مبعطيات العصر املاضي

.2خاطئة دعوةهذا البعد الزماين املاضي و احلاضر و املستقبل عملية شاملة يف كل فهم سواء كـان

إذ أا تسـتمد أوال مـن قيمة و أمهية أو غري علمي و هذا ما يعطي لألحكام املسبقة اعلميالتراث أي من أفق الذات الذي حيدد طريقة تفكريها ، و ثانيا من الشيء الـذي يواجههـا،

فعملية الفهم عملية جدلية تعرب عن التفاعل الذي يتم من جهة بني الفهم الـذايت للشـخص اريخ و التراث و من جهة ثانية و احملددات املسبقة يف الت، و الذي هو نتيجة للموقف الراهن

الـيت م املسبقة اخلصبة و غري اخلصبة بني الشيء الذي يواجهه ، جيب علينا أن منيز بني األحكاتكون عائقا أمام التفكري ، ليس هناك تناقض بني العقل و التراث فالعقل هو نتاج التراث و هو

. 3و التاريخ الذي سيعمل معه يزود العقل بذلك اجلانب من الواقعالذي نص أي ففهم و مطلق ثابتواحد وجود تفسري صحيح هذا ما يؤدي إىل استحالة

ال يعين أن الذات هذا ، باملوقف التأويلي الراهنباحلاضر أي عالقته ىعليتوقف معناه إدراك و ثبات عدم على ، بل هذا يؤكدبهيكون ذا صلة أن ميكنها أن تفرض ما تشاء على النص دون هـو إن هذا اجلدل القائم بني احلاضر و املاضي ، املعىن ألنه مرتبط بأفق الذات أي بتارخييتها

تبعا لتعدد الذوات أي تتعدد احلقيقة النص تتعدد معاين و بذلك ،4أساس العملية التأويلية

.39 صحممد شوقي الزين ، مرجع سابق ، - 1 .375، 374ص صقراءات و دراسات يف الفلسفة و النفس ،مرجع سابق ،:عادل مصطفى ، صوت األعماق.د - 2 .218نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ،ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 3 .219املرجع نفسه ، ص - 4

Page 64: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

تاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويل_____________________________ _____________________________ _____________________________ _____________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

64

.1اإلنساين بتعدد الوجودو ختتلف ، كما أنه ليس دلتاي وشاليرماخر ليس هناك قراءة موضوعية كما تصور ذلك ف

هناك ذات قارئة أحسن من ذات أخرى أو قراءة ائية و إمنا كل ذات تقرأ انطالقا من تارخييتها ، و ذا هناك شك يف إمكانية معرفة القارئ أفضل من معرفة املؤلف لنفسه ، كما

.2التاريخمن اأن تأويالتنا تصبح جزء ::::الدائرة التأويلية و األحكام المسبقة الدائرة التأويلية و األحكام المسبقة الدائرة التأويلية و األحكام المسبقة الدائرة التأويلية و األحكام المسبقة - - - - 2

لقد كان ملفهوم الدائرة اهلرمينوطيقية دورا أساسيا يف عملية الفهم ، إذ نلمس مع أمهيتها من خالل عالقة اجلزء بالكل و كانت يف جوهرها عالقة شكلية ، مث شاليرماخريتغري بصورة دائمة و مستمرة إذ منحها صبغة وجودية ، إذ فهم نص ما هيدغرتغريت مع

انطالقا من الفهم املسبق أي احلركة التوقعية للمعىن ، و بذلك فالدائرة اهلرمينوطيقية ليست جانبا شكليا ، كما أا ليست من طبيعة ذاتية أو من طبيعة موضوعية بل هي تعبري عن

عىن النص انطالقا من التفاعل الذي يتم بني التراث و املؤول لفهم املعىن ، فنحن نتوقع م . 3عالقتنا السابقة باملوضوع

فاألخذ بالتراث كأساس يف عملية التأويل ينعكس على مفهوم الدائرة التأويلية ، إذ يؤدي ذلك إىل جتاوز النظرة التقليدية القائمة على الصراع بني ما هو ذايت و ما هو موضوعي

يقوم على تفاعل التراث و املؤول ، يف تفسريها ، و بذلك فهي سوف تعرب على أن الفهم .4و هذا يعين أن التأويلية الفلسفية تتوجه للدراسة التارخيية ألا حتكم الوجود و عملية الفهم

معرفة يف أساسها على ما لدى الذات من تقوم غادامريو بذلك فالدائرة التأويلية عند راءا للنص، و هذا ما ينعكس على فهم أو أحكام مسبقة و هلذا فهي تضع حدودا ذاتية أثناء ق

نص ما ألنه فهم قائم على توقعات أو إسقاطات الذات ، و بذلك فالذات ال تفهم إال ما

. 34 صعمارة ناصر، مرجع سابق ، - 1 . 151دايفيد جاسرب، مرجع سابق ، ص - 2 . 403، 402 ص صمصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويلية فلسفية،:املنهجهانز جورج غادامري، احلقيقة و - 3

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , pp 314-316

.178، مرجع سابق ، ص فالريي ليبني - 4

Page 65: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

تاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويل_____________________________ _____________________________ _____________________________ _____________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

65

تسمح به هلا مؤهالا أو أحكامها املسبقة ، إال أن هذه اإلسقاطات تكون موضع مراجعة يؤدي إىل ظهور عدة مستمرة و دائمة انطالقا من جتددها تبعا للموقف أو السياق ، مما

، و أن تكون 1إسقاطات و اليت ستساعد يف وضوح معىن النص و تبيني ارتباط الرموز بالعاملالذات خاضعة لتارخييتها هو ابتعاد عن املعرفة الذاتية و ذلك ألن كل معرفة بالذات هي وليدة

.2التاريخو مبا أن العامل يتجاوز حدود الرموز اليت تعرب ا الذات عنه ، فنحن حباجة إىل فهم

ينشأ مسبق و مراجعة دائمة هلذا الفهم املسبق لكي نفهم العامل ، و هذا تعبري عن احلوار الذي املعاين املسبقة الذاتية و مدى صحتها و هذه العملية هـي بني القارئ و النص لفحص منشإ

.3لفهم و التأويلعملية ا ::::و التأويلو التأويلو التأويلو التأويل المسافة الزمنيةالمسافة الزمنيةالمسافة الزمنيةالمسافة الزمنية - - - - 3

العملية التأويلية تقوم يف جوهرها على جانبني متناقضني أي بني ما هو مـألوف إن ، فالوعي التارخيي يرتبط ارتباطا 4و ما هو غريب فالعملية التأويلية يف حقيقتها تقوم يف املابني

لتحقيق ذلـك ية أو الزمنية و اليت تعترب عامال ضروريا مبفهوم املسافة التارخي غادامريوثيقا عند ا كان ينتقده أي فكرة املباعدة اليت شـيدها املنـهج بـني الـذات مالوعي، و هذا يعرب ع

و املوضوع من خالل أن هذه املسافة متنع من االلتحام باملاضي ، و بـذلك فـأثر التـاريخ الربط بني ما هو حاضر و ما هو ماض لتحديد العالقة بينهما ، و فعاليته تظهر من خالل هذا

.5و ذلك ألنه ال ميكننا أن نفهم احلاضر إال من خالل املاضي كسبب له فالعملية التأويلية هدفها هو جتاوز الطابع غري املألوف ملا نريد أن نفهمه و جتاوز حالة

جتاوز هذه املسافة الفاصلة همه ، و من مثة بني املؤول و ما يريد أن يف و االغتراب االنقطاع

.12نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري،مرجع سابق ، ص : اهلرمنيوطيقا عادل مصطفى ، مدخل إىل . د - 1 .86 رودجير بوبنر ، مرجع سابق ، ص - 2 .13ىل جادامري، املرجع السابق ، ص نظرية التأويل من أفالطون إ: عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 3 .404ص طوط األساسية لتأويلية فلسفية، مصدر سابق ، اخل:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 4

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 317.

.240، مرجع سابق ، ص بول ريكور - 5

Page 66: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

تاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويل_____________________________ _____________________________ _____________________________ _____________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

66

غتراب و عدم ألفة ، و لتحقيق ذلك أو املسافة الزمنية اليت هي السبب فيما تعيشه الذات من اوعي يتم فالتاريخ جيب على الذات الوقوف يف التاريخ و إدراك فكرة التاريخ املتصل التأثري ،

.1منه او هذا ما جيعلنا جزء من خالل معايشتنا له و معاناتنا الداخليةإن االختالف الذي يتولد بني املؤلف و املؤول هو وليد املسافة الزمنية و من الصعب

و هو فهم املؤلف أحسن مما فهم نفسه أي هو شاليرماخرجتاوزه و هلذا ما كان يرمي إليه من الوقوف على اجلانب النفسي للمؤلف من خالل التأويل اإعادة بناء لإلنتاج انطالق

السيكولوجي و هو ليس ما دف إليه عملية التأويل ، ذلك ألن الفهم ينطلق من معطيات كل عصر و التراث الذي يتمثله و هذا ما جيعل املعىن شيئا نسبيا ، و هلذا فمعىن النص يتجاوز

ليس هو إعادة إنتاج للمعىن بل هو فعالية إنتاجية يعرب على مؤلفه ، مما يترتب عليه أن الفهم . 2الفهم بطريقة خمتلفة

إن املسافة الزمنية هي اليت تساعدنا يف التمييز بني ما هو جوهري و ما هـو غـري جوهري مما يسمح تدرجييا النكشاف ما كان غري ظاهر يف املعىن حىت يصبح واضحا ، و من

منيز أيضا بني الفروض املسبقة العقيمة و اخلصبة اليت جتعل فهمنا صحيحا ، اجيابياا أا جتعلنا، 3فبمرور الزمن ميكننا إدراك معىن النص تدرجييا فتظهر داللته احلقيقية و ختاطبنا يف احلاضـر

ممـا يتجدد باستمرار و الذي تساعد على ظهور املعىن احلقيقي للنص فهي اليت و بذلك ، املعـىن حتجـب اليت و العوائق اخلطإ أسباب متناهية من خالل إزالةجيعله عملية ال

ـ ام املسبقة الضرورية و اخلصـبة ع أمهية األحك حيدد و هذا ما ا هـي غـري ضـرورية م . 4و عقيمة

.85رودجير بوبنر ، مرجع سابق ، ص -1 .406، 405ص ص لية فلسفية،مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأوي:غادامري، احلقيقة و املنهجهانز جورج - 2

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 317,318.

.220 التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ، ص نظرية: عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 3 .408 صية فلسفية، املصدر السابق ،اخلطوط األساسية لتأويل:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 4

:أنظر أيضا - H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 320.

Page 67: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقي__________________________________ __________________________________ __________________________________ __________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

67

::::الجدل الهرمينوطيقي الجدل الهرمينوطيقي الجدل الهرمينوطيقي الجدل الهرمينوطيقي ----ثالثاثالثاثالثاثالثااملسافة الزمنية يترتب عنها تفاعل و توتر بني الذات املؤولـة و اآلخـر و هـذا إن

ينعكس على العملية التأويلية بصورة جدلية ، و هذا الطابع اجلديل نتيجة الرفض املزدوج الذي يقوم على رفض النظرة املوضوعية اليت ترى بأن فهم اآلخر مير ضرورة من خالل حتييد ما هو

و رفض للمعرفة املطلقة اليت ترى بأن ما هو تارخيي يفهم يف أفقـه الوحيـد خاص بالذات ، ، كما أن اجلدل يـرتبط 1و يبقى ثابتا ، و ال ميكن حتقيق ذلك إال من خالل انصهار اآلفاق

ارتبطا وثيقا بفن طرح السؤال مما يفتح اال أمام حوار حقيقي و هذا يقودنا إىل املنطق الذي . 2ؤال و اجلوابيسري بنية الس

::::انصهار اآلفاق انصهار اآلفاق انصهار اآلفاق انصهار اآلفاق - - - - 1الذات هلا القدرة انصهار اآلفاق يعين أننا ال نوجد داخل آفاق مغلقة و ذلك ألن إن

ألن تنتقل إىل ثقافة و تراث و وجهة نظر اآلخر و ال يوجد أفق واحد ما دام هنـاك تفاعـل أن يكون هو الذي ميكن أن و توتر بني اآلخر و ما خيص الذات ، و األفق الوحيد الذي ميكن

. 3جيمع وجهات النظر املختلفةفاألفق من حيث املفهوم يعرب عن مدى أو جمال الرؤية من نقطة معينة و بذلك فهـو

، و بذلك ميكن القول أن لكل من الذات 4إما أن يعرب عن جمال للرؤية ضيق أو عن جمال واسعال ينظر إىل النص إال من خالل حـدوده أو القارئ و اآلخر أو النص أفقه اخلاص، فالقارئ

مـن و مؤهالته و مرجعياته اليت ال يستطيع جتاوزها ، كما أن للنص أفقه اخلاص انطالقـا

.241، مرجع سابق ، ص بول ريكور - 1 .488 صية فلسفية، مصدر سابق ،اخلطوط األساسية لتأويل:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 2

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 390.

.241، املرجع السابق ، ص بول ريكور - 3 .412 صية فلسفية،املصدر السابق ، اخلطوط األساسية لتأويل:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 4

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 324.

Page 68: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقي__________________________________ __________________________________ __________________________________ __________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

68

الظروف احمليطة به أثناء كتابته من حيث هو بنية رمزية قصدية و الفهم ال يتم إال بانصهار أفق . 1القارئ مع أفق النص تارخييا

بأفقها اخلاص الذي ال تستطيع أن تتجاوزه يف عملية الفهم و يف مقابل فالذات مقيدة الذات أيضا النص له أفقه اخلاص الذي أنتجه ، و بذلك فهو التقاء بني أفقني أفق الذات و أفق النص، و منه فكل قراءة هي تأويل من خالل دخول تارخيية الذات القارئة يف تارخيية الـنص

ن كل قراءة هي قراءة تارخيية و بذلك ليس هناك معىن مطلق و دائم بل املقروء ، و هذا يعين أيعرب عن دور التراث و انصهار اآلفاق بـني املاضـي الوعي التأويلي، ف 2هناك معىن وجودي

.3و احلاضر و بذلك فهو يساعد على فهم حاضرنا ، مما يعين التعايش بني املاضي و احلاضرحلاضر يطرح نفس القضايا اليت طرحتها احلقبة التارخيية فهذا احلوار بني املاضي و ا

اليت نرمي لفهمها وبذلك فإعادة بناء السؤال الذي جييب عليه النص أو الفعل التارخيي ليست عملية مغلقة و ذلك ألنه تتم مقارنة أفق املعىن اخلاص بالنص أو الفعل التارخيي بأفق الذات ،

ت من أفقها اخلاص ألن هذا األفق يتوسع من خالل اندماجه ال تتم عملية التأويل بتجرد الذاباألفق اخلاص بالنص أو الفعل التارخيي و التأويل هو الوقوف على التراث الذي يتحدث يف النص و انصهار األفقني يتم من خالل اجلدل القائم يف السؤال و اجلواب ، و ما يساعد يف

، و هذا الذي يؤدي إىل إضاءة األفق اخلاص هذا االلتحام ما هو عام و شامل يف الوجودبالذات انطالقا من أفق النص مما يساعد على فهم الذات و هذا جيعلها حلظة انكشاف

كما كنا تأنطولوجي ، و يترتب على هذا إدراك أن هناك ما ال نعرفه و أن األشياء ليسالتارخيي ينطلق من أن ، أي أن بنية السؤال ليست مطلقة و مغلقة و ذلك ألن الوعي4نعتقد

أفق املعىن و السياق الذي أنتج النص ليتم ربطه باألفق اخلاص بالذات ، و بذلك توسع الذات .5من أفقها من خالل دمج األفقني أي من خالل جدل السؤال و اجلواب

جمال للحديث عن أفق مغلق يتقيد بأفق معني أي أنه ليس هناك فالوعي التارخيي ال

.13ص طون إىل جادامري، مرجع سابق ، نظرية التأويل من أفال: عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1 . 375 صقراءات و دراسات يف الفلسفة و النفس ، مرجع سابق ، : عادل مصطفى ، صوت األعماق.د 2-

. 42 صحممد شوقي الزين ، مرجع سابق ، -3

. 376 صقراءات و دراسات يف الفلسفة و النفس ،املرجع السابق ، : عادل مصطفى ، صوت األعماق.د - 4 .239 صنظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري،املرجع السابق ، : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 5

Page 69: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقي__________________________________ __________________________________ __________________________________ __________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

69

ألفق هو الذي يعطينا جمال احلركة الضروري لتحقيق الفهم كما أنه جمال يتحرك للنص ، فامعنا ، و لذلك فانصهار اآلفاق أي أفق القارئ و أفق النص يكون أفقا واحدا لعملية الفهم ، كما أننا عندما ننتقل ألفق اآلخر يساعدنا هذا على معرفة اآلخر يف غرييته و ال يعين ذلك أننا

. 1ذاتنا و أفقها اخلاص ، و هذا ما جيعل رؤيتنا تتسع من خالل مجع األفقني سوف نتجاهلو هلذا فمن املستحيل إعادة بناء املعىن التارخيي أو املعىن األصلي للنص ، و ذلك ألن

، و ذلك أن فكرة احلكم املسبق 2النص نزع من سياقه األصلي و وضع يف سياق غريب عنه خالل انصهار اآلفاق إذ ميثل احلكم املسبق أفق الذات يف احلاضـر تأخذ أمهيتها و دورها من

و تناهيها و بالتايل انفتاحها على املاضي أو البعيد ، و هذه العالقة بني ما خيص الذات و مـا خيص اآلخر تعطي للحكم املسبق وظيفته اجلدلية فانتقال الذات إىل اآلخر و هو إضافة مـا

إضفاء ألفقها على اآلخر مما يولد توترا و حـوارا بـني اآلخـر لديها من أحكام مسبقة أي .3أو النص الذي هو من املاضي و وجهة نظر القارئ أو الذات

::::منطق السؤال و الجواب منطق السؤال و الجواب منطق السؤال و الجواب منطق السؤال و الجواب ----2انصهار اآلفاق جيعل التراث ينخرط يف احلاضر من خالل قراءتنا للنص ، مما يعين إن

أن عملية الفهم هي حوار ينشأ بني القارئ و املقروء أو بني الذات و النص ، فاحلوار يعرب عن االهتمام باآلخر و االتصال به لفهم ما يقوله أو ما يعرب عنه أي فهم النص و ليس الفرد ،

فاحلوار هو تقييم لآلراء يف ضوء التحام اآلراء للفحص و ااوزة، فالفهم هو تفاهم و بذلكهو وجود مع اآلخر الفهمبالدرجة األوىل ، و االتفاق ضرب من ضروب الفهم التأويلي ،

.4من خالل التواصل الذايت الستخراج املعىن من خالل آفاق الذات و آفاق اآلخرال ينبغي أن ننظر إليه على أنه تعبري من النص الذي نقابله أن غادامري يؤكد و بذلك

كما ن قاله ،مالنظر ع مضمونا بغض ، ذلك أن للنص دلتايتعبري احلياة على حد تعبريات

.415ص ية فلسفية،مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويل:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 1 :أنظر أيضا

- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , pp 326 , 327.

.15نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ، ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 2 .242، مرجع سابق ، ص بول ريكور - 3 . 41، 40ص صحممد شوقي الزين ، مرجع سابق ، - 4

Page 70: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقي__________________________________ __________________________________ __________________________________ __________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

70

ال تعين عالقة بني شخص القارئ و شخص قائل النص ، ذلـك أن أنتو أناأن املقابلة بني املتحدث هنا النص و ليس الشخص و هذا ما يعين أن ننفتح على النص و نسمح له بـالتكلم

أي بني القارئ و النص أنتو أنامن حيث هو ذات ال موضوع، و ذا فالعالقة اليت جتمع ، و اليت تقوم يف بنيتها األساسية على سؤال و ليس مؤلف النص هي عالقة جدلية أو حوارية

.1و جواب مما يعين أنه مثة سؤال يطرحه كل من القارئ و النص على اآلخرالقارئ بأفق النص هو التقاء أفق احلاضر باملاضي بناءا على منطق السؤال التقاء أفق ف

ن جييب عنه، و هذا و اجلواب ، مما يولد حوارا حول موضوع النص لفهم السؤال الذي أراد أ . 2يعين أن الفهم التأويلي ليس هو إعادة بناء السياق التارخيي للنص بل هو حوار مع التراث

إذن فالطبيعة اجلدلية للخربة ميكن أن تظهر من خالل بنية التساؤل ، و اليت تعرب عن ا توقف الذات طبيعة سلبية ألحمدودية اإلنسان و تناهيه تارخييا ، و ذلك ألن هذه البنية ذات

جهلها و عدم معرفتها حلقيقة الشيء ، و السلب احلقيقي يظهر من خالل السؤال األصيل عنيس لديها جـواب حمـدد أي أي هو السؤال الذي جيعل الذات تقيم يف العراء و ذلك ألنه ل

. 3جهلها و بالتايل يصبح السؤال مفتوحا مل يتم حتديد جوابه بعد يوقفها عنل يؤدي إىل انفتاح الشيء ألن اجلواب مل حيدد بعد ، و خري تعبري عـن فطرح السؤا

اليت منيز من خالهلا األفالطونيةهذه العالقة بني السؤال و اجلواب هو ما نلمسه يف احملاورات بني حوار أصيل و آخر غري أصيل ، أي التمييز بني من يدخل احلوار من أجل أن يثبت صحة

، خالله أنه ال يعرف شيئارك من بالتايل أنه ميتلك احلقيقة و بني حوار يدما لديه من معرفة و ، فاجلـدل هـو 4و بالتايل فهذه العالقة بني السؤال و اجلواب هي عالقة بني املعرفة و اجلهل

متسك بالرأي املدافع عنه بينما احلوار هو اختبار للرأي مـن خـالل موضـوع احلـوار ، أي حوار بني املؤول و النص ، و كالمها يوجـه ) املوروث ( ر هو التراث و موضوع احلوا

.234،235ص صنظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري،مرجع سابق،:عادل مصطفى،مدخل إىل اهلرمنيوطيقا.د- 1 . 376 صقراءات و دراسات يف الفلسفة و النفس ،مرجع سابق ، : عادل مصطفى ، صوت األعماق.د - 2 .236 صنظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري،املرجع السابق ،: عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 3 .484ص ية،مصدر سابق ، ية فلسفاخلطوط األساسية لتأويل:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 4

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 386.

Page 71: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقي__________________________________ __________________________________ __________________________________ __________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

71

هو حوار ، فاحلوار تعبري عن مساءلة تنشأ بني القارئ و النص، و من مثة فاحلوار1لآلخر سؤاال . 2السلب اليت هي حياة اجلدل و حياة التساؤلبني أفق التراث الذي خيلق حلظة

لقائمة على السؤال و اجلواب تعرب عن حوار ، احملاور فيه من هنا فالتجربة التأويلية اهو النص أي أن الذات حتمل النص على الكالم ، من خالل السؤال املرتبط باجلواب املتوقـع

و بذلك فهو يتجـاوز حـدود ، هو أن يعرب الشيء عن نفسهاجلدل من دف ، فاهل3يف النص فإن التأويل اجلـديل أي من جانب الذات فقط املنهج الذي يعرب عن املساءلة األحادية اجلانب

أي أن يعرب عن انفتاح الذات على الشيء و االستماع إىل ما ميكن أن يطرحه مـن أسـئلة أن يكشف عن نفسـه و عـن ة، ذا فقط ميكن للشيء ال السائل ةاملسؤول تصبح الذات هي . 4الوجود اخلاصفالذات ال متتلك النص أي بالنظر إليه كموضوع خاضع إلرادة الذات بل هي و منه

أو ما هو غري ، لفك الرموز و حترير ما هو خمتفتندمج يف النص لكي تصغي ملا يقوله النص مك فتح حوار أصيل مع النص قائم على املساءلة جلعل النص يعرب عما فيـه ، و بذل، ح بهصر، على املـؤول ما ، وبذلك فهو يطرح بدوره سؤاال موجود يقول شيئاهذا يعين أن النص و

اإلجابات و مـن مثـة و قد تتعدد ، فهم النص هو فهم السؤال و هو ما ينتج األفق التأويليعـن ل النص يقول شيئاعو احلوار هو ج ،التأويالت اليت تبين عامل النص اخلاص و وجوده

ا من خالل الفهم و تكتشف ماهيتها و هي تتجه حنو و بذلك تنفتح الذات على نفسهنفسه .5النص

احلقيقـي األصيل هو اإلقامة يف العراء لعدم حتديد اإلجابة ، ألن السؤالو السؤال يتطلب االنفتاح و بدون ذلك يبقى سؤاال زائفا و ال ميكن بلـوغ ذلـك إال باالنغمـار يف

.238صنظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري،مرجع سابق ، : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1 .197ص املرجع نفسه ، - 2 .501، 500ص ية فلسفية،مصدر سابق ، ص اخلطوط األساسية لتأويل:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 3

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 401.

.198نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري ، املرجع السابق ، ص : اهلرمنيوطيقا عادل مصطفى ، مدخل إىل . د - 4

. 33، 32ص صعمارة ناصر، مرجع سابق ، 5-

Page 72: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

مهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقا________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

72

املوضوع نفسه، مما يعين أن احلوار ما هو إال جدل يرمي إىل اختبار ما لدى الذات من أجوبة، . 1و احلوار سيقود إىل اجتاهات متشعبة و غري متوقعة

ـ ه الفهم يبحث دائما عالذي غايت و بناء على هذا فالسؤال مـا يقـال ، ا وراء مبه ، و معىن النص ال يـدرك إال ا هو خفي يف النص و ليس ما هو مصرحمأي أننا نبحث ع

. 2دراك أفق السؤال الذي تترتب عنه إجابات ممكنة و متعددةبإو سؤال أصيل ، ) ظاهري ( و بفضل االنفتاح ميكن للذات أن متيز بني سؤال زائف

فالسؤال الزائف سؤال بال موضوع و ليس هدفه املعرفة، أما السؤال األصيل فهو هادف لـه ليس ه يصبح سؤاال مفتوحا يبقى أن انفتاح الفهم ألنه يشعرنا جبهلنا عندئذموضوع يرمي إىل

مطلقا ، و بذلك فالسؤال املفتوح يشعرنا جبهلنا من جهة و يضع لنا احلدود اليت تكون اإلجابة ارها من جهة أخرى و هذا ما جيعل انفتاحه غري مطلق ، و للظفر بالسـؤال الصـحيح يف إط

.3جيب االنغمار يف املوضوع و بذلك فاحلوار هو أساس هذه العملية و هو نقيض اجلدلمن خالل ذلك أي بعد فهم النص انطالقا من السؤال الذي جييب عنه و البحث عن

اظاهر ا، ألن من طبيعة الظاهرة اإلنسانية أن هلا جانب اسبين اأجوبة أخرى ممكنة يبقى املعىن أمرو هذا نظرا لطبيعتها القصدية اهلادفة ، و بذلك فهي يف حقيقتها ليس كما تظهر او آخر باطن .4عليه دائما

:::: مهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقا - - - - رابعارابعارابعارابعامهمة اهلرمينوطيقا يف أساسها فهم النص و ليس فهم املؤلف كمـا تصـور ذلـك

، ففهم النص ال يتم ألنه تنشأ عالقة بني القارئ و املؤلـف بـل لالشـتراك يف شاليرماخرن عامله لينتقل إىل عامل النص بـل املوضوع الذي يقدمه النص ، و بذلك فالقارئ ال خيرج م

.377 صقراءات و دراسات يف الفلسفة و النفس ، مرجع سابق ، : عادل مصطفى ، صوت األعماق.د - 1 .492، 491ص ية فلسفية،مصدر سابق ، ص األساسية لتأويلاخلطوط :هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 2

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 393.

.237 صنظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ، : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 3 .239 صاملرجع نفسه ، - 4

Page 73: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

مهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقا________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

73

خياطبه و هو يف عامله احلاضر و هذا ما جيعل من النص يصبح حاضرا ، و الفهم النص يدع ركة يف مشا إليه ، الفهم التراث همث يف احلديث الذي ينقليضع املرء نفسه يف التراث هو أن

احلاضر ، فال ذاتية املؤلف و ال ذاتية القـارئ هـي النقطـة ميتزج املاضي ب تيار التراث أين املرجعية احلقيقية ، و إمنا النقطة املرجعية هي املعىن التارخيي نفسه بالنسـبة لنـا يف الـزمن

.1احلاضر و بذلك فمهمة اهلرمينوطيقا أن خترج النص من اغترابه الذي هو وليد النظرة الشكلية

الثابتة ، و جتعله حيا من خالل ربطه باحلاضر من خالل احلوار القائم على منطـق السـؤال و اجلواب ، و بذلك فالتأويل هو حماولة اإلجابة على السؤال الذي يطرحه علينـا الـنص ، و فهم النص هو فهم للسؤال ، و هذا ال يتحقق إال بفهم أفق املعىن أو أفق التسـاؤل الـذي

و لـيس ميكن من خالله حتديد املعىن ، و النص هو جواب عن سؤال يطرحه موضوع النص .2املؤول

رغم أمهية إعادة بناء العامل اخلاص بالنص للفهم إال أا ليست هي الغاية غادامرييرى سية لعملية التأويل أو املفتاح األساسي لعملية الفهم ، و ذلك ألن معىن النص يتوقـف األسا

على األسئلة اليت نطرحها يف احلاضر ، و بالتايل ليست مهمة اهلرمينوطيقا هو استعادة هـذا .3املاضي بل هو دمج احلاضر مع املاضي

أسـس متكاملـة ثالثة القانون على و يف ميدان الالهوت قامت التأويلية لقد ، 4املتـأخرة التأويلية يف جنده ال و هذا ما ،التطبيق أخريا و ،متثلت يف الفهم ، التأويل كمـا ذكرنـا هذا مـا سـاد النص بوقائع املاضي ، و معىن فالتطبيق هو أن نربط

النص فهم احلالتني على يف كلتا ل عملية التأوي تقوم إذ ، و القانوين التأويل الالهويت يف احلاالت اجلزئية الراهنة لنرى ما ميكن أن يقدمه على تطبيقه مث العام معناه إدراك و

.221ص ، نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق: عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1 .238 صاملرجع نفسه ، - 2 .222املرجع نفسه ، ص - 3 .418ص ية فلسفية، مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويل:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 4

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 329.

Page 74: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

مهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقا________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

74

ال يتجـزأ مـن االتطبيق جزء وز وجهة نظر الرومانسية بأن نعد، و هلذا ميكننا جتا 1من معان . 2عملية الفهم و التأويل

يف تبيني أمهية اجلانب العملي أو التطبيقي يف التأويل بالرجوع غادامري و بذلك يعتمد إىل التأويل الالهويت و القانوين ، إذ يبدأ من فهم النص بصورته عقلية نظرية مث ينتقل إىل تطبيقه على الواقع العملي أي على السلوك اجلزئي ، و بذلك فالذات ميكن أن تطبق ما فهمته

.3يف حاضرهافعال

أن الفهم هو عملية تارخيية ال تتم إال من خالل انصهار أفق القارئ مـع و من كون او هذا ما يعطيه معىن متغري، أفق النص ، ففهم النص يتوقف على احلالة الراهنة اليت يرتبط ا

تقوم على تطبيق النص املراد فهمه علـى ، أن عملية الفهم غادامري ، و لذا يرى 4باستمرار املوقف الراهن أي أن تربط النص بالزمن، و هذا من إجيابيات التأويل الالهويت و القـانوين ، او بذلك فاهلرمينوطيقا هي فهم تأويل و تطبيق ، و هذا ما جيعل من الفهم اهلرمينوطيقي أمـر

فهم ، 5)براكسيس ( التطبيق أي العمل هو أن ترى عالقته ب ايف جوهره ، أن تفهم نص اعملي بني النصمير حتما بالتطبيق والتأويل وسيلة من خالهلا نتجاوز املسافة والفاصل املوجود النص

.6احلايل املوقف و كما يقدم التأويل الالهويت و القانوين الكيفية اليت ا نكيف تفكرينا تبعا للتفكري

عدم إخضاع النص للذات بل بالعكس خضوع الذات لسلطة القائم يف النص ، و هذا ما يعين

.222نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ،ص : إىل اهلرمنيوطيقا عادل مصطفى ، مدخل . د - 1 .419ص ية فلسفية،مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويل:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 2

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 330.

. 84رودجير بوبنر ، مرجع سابق ، ص 3- .420ص ية فلسفية،املصدر السابق ، اخلطوط األساسية لتأويل:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 4

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 331.

.223نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، املرجع السابق ،ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 5 .224املرجع نفسه ، ص - 6

Page 75: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

مهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقا________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

75

النص ففي املوقف التأويلي ال جيب التسليم تسليما مطلقا بفروضنا املسبقة و عدم الشك فيها مما جيعلها املنطلق األساسي يف فهم العامل ، بل جيب أن تكون هذه الفروض موضع فحـص

لنص عن معناه كما هو ، و إىل جانب هذا و أن تكون خاضعة حلكم النص ، و أن يكشف اجيب أن يرى النص يف ضوء احلاضر، و أن جيسد معىن النص يف احلاضر ، و من خالل تفاعل األفقني و التحامهما ميكن للمؤول أن يسمع السؤال الذي شـغل الـنص و الـذي أدى إىل

.1وجودهتقوم يف جوهرهـا علـى الـوعي غادامريا سبق يتنب لنا أن العملية التأويلية عند مم

التارخيي الفعال ، الذي ميثل رد فعل على الوعي التارخيي الذي انتشر يف ميدان العلوم اإلنسانية نتيجة تأثري املدرسة التارخيية و نظرا املنهجية من خالل استبعاد الذات مبربر املوضوعية مـن

اولته عن اإلطار املعريف اهلادف إىل و الذي مل خترج حم دلتايجهة ، كما يعود ذلك أيضا إىل حتقيق املوضوعية لكن مبنهجية تتماشى مع الظاهرة اإلنسانية ، و بذلك فالوعي التارخيي الفعال

.هو وعي يرتكز يف أساسه على ما هو ذايت كمنطلق يف تفاعله مع التراث لى تارخيانية هذا ما حيدد الشروط الضرورية لعملية الفهم اليت ال ميكن أن تقوم إال ع

الفرد أي على ماضي هذا الفرد و إرثه الثقايف و الذي يتجسد يف دور كل مـن التـراث ، اخلرافة ، السلطة و األحكام املسبقة ، و اليت متثل الشروط القبلية لكل فهم و من مثة العمليـة

فاعل بني أحكامنا التأويلية ، و هذا ما حيدد معىن الدائرة التأويلية و القائمة يف أساسها على التاملسبقة و ما نريد أن نفهمه من نص أو عمل فين و الذي له تارخيانيته اخلاصة ، و هذا ما حيدد

.مفهوم املسافة الزمنية و أمهيتها يف العملية التأويليةإن مفهوم املسافة الزمنية هو الذي يعرب عن التفاعل و اجلدل الذي ينشأ بني الـذات

لبلوغ املعىن ، مما يعين أننا اة انصهار اآلفاق اليت تولد مشاركة و تفامهو األثر من خالل فكرال نتعامل مع األثر كموضوع يف مقابل الذات كما هو متصور يف النظرة املنهجية ، و هذا ال ميكن أن يتم إال من خالل منطق السؤال و اجلواب و الذي يفتح أفق احلوار بني الذات و األثر

مضمونه على اجلهل و عدم امتالك املعىن ، كما أن منطق السؤال و اجلـواب و الذي يعرب يف .ا هو غري مصرح بهمالبحث من خالل ما هو مصرح به ع غايته هو

.225 ، صنظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق: عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1

Page 76: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

مهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقا________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

76

اليت تنحصر يف فهم األثر و لـيس يف فهـم ا ننتهي إىل مهمة اهلرمينوطيقا مما جيعلنيقودنا إىل أمهيـة التطبيـق يف ما و هذا املؤلف ، من خالل حتديد شروط الفهم و التأويل ،

. العملية التأويلية و ذلك من خالل الربط بني املاضي و حالتنا الراهنة املصاحبة لعملية الفهم

Page 77: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

_______________________________ ___________________________________ 77

التأويل و اللغةالتأويل و اللغةالتأويل و اللغةالتأويل و اللغة: : : : الفصل الثالث الفصل الثالث الفصل الثالث الفصل الثالث

طبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغة - - - - أوالأوالأوالأوال

اللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويلية - - - - ثانياثانياثانياثانيا

الطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويلية - - - - ثالثاثالثاثالثاثالثا

Page 78: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

طبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغة____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

78

يف جوهره كما هو احلال يف العملية التأويلية يف للغةمسألة ايف غادامريحبث انصب الفن و التاريخ ، بداية بنقد النظرة السائدة للغة و خاصة النظرة األداتية ، مما أدى به إىل إعادة

ا الوسيط الذي حيمل العملية التأويلية و هذا مـا يعطيهـا النظر يف طبيعة اللغة ، من حيث إ . صبغة الشمولية

::::طبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغة - - - - أوالأوالأوالأوالو أصلها ، الزالت تثري الكثري من التساؤالت و خاصة طبيعة اللغة رغم قدم مشكلة

ملا كان مطروحا مـن أفكـار اليت أخذت معها أبعادا جديدة و مغايرة ةيف الفلسفة املعاصر :من خالل فلسفته التأويلية غادامريو رؤى، و هذا ما حاول أن يبينه

::::الطبيعة غير األداتية للغة الطبيعة غير األداتية للغة الطبيعة غير األداتية للغة الطبيعة غير األداتية للغة - - - - 1و عالقتها بالفهم و التأويل إىل رفض و جتـاوز للغةمن وراء حبثه يف ا غادامرييرمي

األطروحة القائلة بأن اللغة هي جمرد أداة للفكر ، أي أا جمرد وسيلة نعرب ا عمـا خيتلجنـا ، فالعالمة اللغوية من املنظـور األدايت 1ما هي إال وسيلة للتواصلفو من مثة إيصاهلا لآلخرين

هناك فصل بـني اللغـة فلكي يفصح عن أفكاره و بذلك أداة و وسيلة يلجأ إليها العقل هي . 2و الفكر

فلسـفة نظريام يف فكرين و املمن جاء بعده من في أفالطونريأثت هذا ما يعرب عنو اللغة انطالقا من أن اللغة ال متثل إال أداة لنقل األفكار، و هذه األخرية ال ميكنـها أن تكـون

الفكر بصورة تامة و كاملـة عـن يستقل التصور ففي هذا، 3واضحة و مضبوطة من دوافظ بالشيء هي شري إىل األشياء ، و أن عالقة اللتيعتربها جمرد رموز و األلفاظ ، إذ الكلمات

تلفظ عن طريـق الح و يوضتالقوم بيمن أنه انطالقا تواصل للعالقة ثانوية ، ألنه جمرد وسيلة .4الصوت مبا نريد أن نقوله

.241نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري،مرجع سابق ، ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1 .28جان غراندان ، مرجع سابق ، ص - 2

et de la rhétorique:Ses sources uel'herméneutiq<<L'universalité de J.Grondin, -3

, p5 : disponible dans le passage de Platon à Augustin dans Vérité et méthode>>mapageweb.umontreal.ca.sur le site :

. 541، 540 ص صة فلسفية، مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 4 :أيضا أنظر

Page 79: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

طبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغة____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

79

كـل : " متثل أا من حيث العام و الواسع للغة مع املعىن يتماشى ما و هذا السويسري جند أن اللغوي هلذا ، و تبعا 1"اتصال عالمات ميكن استخدامه وسيلة نظام

يؤكد بأن عالقة الدال باملدلول هي عالقة حتكمية، ) 1913 -1857( فرديناند دي سوسري غري ضـروري، ذهين هو تصور ا ، وإمنواقعي عن املدلول كشيءال يعرب الدالأن حيث

عـن جماز ال هذا ما جيعل اللغة وهي تتكلم عن األشياء، تعرب عنو االتفاق وليد التواضع .2حقيقة

بـني _عـىن و امللعالقة بني العالمة اللغوية يرفض النظرة القائلة باعتباطية ا فغادامريأي أا ليست عالقة ضرورية أو ذاتية بقدر ما هي حتكميـة ، و بـذلك _الدال و املدلول

هي وسيلة لتسمية األشياء لبلوغ الدقـة و جتـاوز فغوية ما هي إال رمز و بالتايل فالعالمة اللبس ، هذه النظرة االنفصالية جتعلنا عاجزين عن فهم العالقة بني الكلمة و الشيء الذي ترمز الل

، حيـث 3رفضه للوظيفة األداتية للغة يؤكد على أن اللغة ذات طبيعة حيـة له ، و يف مقابل الـيت ال ميكـن غـة حول ماهية اللهيدغر جنده من خالل هذا الرفض يتفق مع ما ذهب إليه

حصرها يف جمرد أداة نستخدمها للتواصل حيث يرى أن اللغة تتحدث و هي احملددة ملاهيـة .4اإلنسان

إىل اللغة على أا تكشف الوجود بل هي جمرد أداة للذات اليت نظر التصور ال ي فهذاما ميكن أن نلمسه يف النظرة اليت نفصلة بصورة كلية عن الوجود و هوحتدد معناها ، و أا م

ترى أن العالقة بني اللغة و األشياء عالقة غري ذاتية أو غري ضرورية ألا وليـدة التواضـع ، ختطيء احلديثة اللغة ففلسفة الفكر ، هلذا الذات للتعبري عن أا رموز أنش هي و بذلك

- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 437.

، منشورات 2خليل أمحد خليل ، أمحد عويدات ، ط: ،تعريب2الالند ، موسوعة الالند الفلسفية ، الدأندريه - 1 .722، ص 2001باريس ، -عويدات ، بريوت

، جملة اآلداب العاملية ،إحتاد الكتاب مقاربة يف أصول املصطلح و حتوالته :اهلرمينوطيقا و الترمجةبارة،عبد الغين .د - 2 dam.org-http://www.awu. 95،ص 2008، شتاء 133العرب ، دمشق ، العدد

.241جادامري، مرجع سابق ،ص نظرية التأويل من أفالطون إىل : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 3، جمد املؤسسة اجلامعية للدراسات و النشر و التوزيع ، 1و فلسفة التأويل ، ط سعيد توفيق ، يف ماهية اللغة.د - 4

.29، ص 2002لبنان ، –بريوت

Page 80: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

طبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغة____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

80

.1يكون اهتمامها ذا اجلانب الشكلي يف اللغة حنيـ موقف أفالطونهنا غادامريو يستدعي يف يت وردتمن عالقة الكلمة بالشيء و ال

، فموضـوع هـذه 2اليت تصف تصورين متناقضني حول طبيعة هذه العالقة كراتيل حماورة .3احملاورة يتضح من السؤال املطروح يف بدايتها و املتعلق بأصل اللغة و أصل األمساء

، سقراطأود أن أعلمك يا : هرموجينس" : كراتيليوسإذ يبدأ حماورته بعرض رأي كان يناقش موضوع األمساء ، و هو يقول إـا طبيعيـة و ليسـت كراتيليوسبأن صديقنا ، و مل و آخرين كراتيليوس كثريا ما ناقشت هذه املسألة مع:" يضيف أيضا ، و"اصطالحية

آخر للصواب يف األمساء غـري االصـطالح أقنع نفسي بأنه يوجد هناك أي مبدإع أن يأستط . 4"و االتفاق

فمن خالل هاتني النظرتني املتناقضتني ننتهي إىل أن حقيقة األمسـاء تتـراوح بـني لق و اآلخر نسيب ، أي بني تصور يعطي لألمساء حقيقة ثابتة ال تتغري تبعا تصورين أحدمها مط

. 5ألهوائنا و ميولنا و آخر جيعل من الذات مقياس يف حتديد ماهية األمساء و األشياء ،اعتراضه على ما جاء فيهمـا غادامرييقدم انطالقا من هاتني النظرتني املتناقضتني و

أن العالمة اللغوية احلاملة للمعىن إذا مـا ، بالتواضع و االتفاقما يؤخذ على التصور القائل فغة اليت تكون عاملـا استقرت يف مجاعة ما يصبح من املستحيل تغيريها ألا تعرب عن وجود الل

غة ليست وسـيلة أو أداة مشتركا بني أفراد جمتمع ما ، أما ما يؤخذ على التصور الثاين أن الل . 6تواصل و للتعبري عن األشياء بطريقة صحيحةميكننا أن نستعملها لل

.242، ص سابق أويل من أفالطون إىل جادامري ، مرجع نظرية الت: عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1 . 531ص ة فلسفية، مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 2

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p429.

،منشورات وزارة الثقافة ، 1عزمي طه السيد أمحد ، ط.د:،ترمجة)فلسفة اللغةيف (كراتيليوس أفالطون ، حماورة - 3 .35، ص 1995األردن ، -عمان

.92، 91، ص ص د/ج 384أ ، 383 املرجع نفسه، - 4 .37، ص املرجع نفسه - 5 . 531ص سابق ، الصدر املة فلسفية، اخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 6

:أنظر أيضا

Page 81: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

طبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغة____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

81

أن تكون الذات هي أفالطون و هذا ما يتماشى مع ما جاء يف احملاورة حيث يرفض ، " أن اإلنسان هو مقياس األشـياء كلـها " :بروتاغوراس بري املعيار أو املقياس على حد تع

و الكذب مـن خـالل حماكاـا و يعطي وجودا مطلقا لألمساء فهي تشتمل على الصواب و أن القضية الصادقة ختربنا مبـا هـو : سقراط" ، و بذلك فهو خيربنا على لسان 1لألشياء

كـل غـادامري ، و بذلك فحسب 2"موجود ، و أن القضية الكاذبة ختربنا مبا هو غري موجودالعالمات صادقة و حقيقية و اخلطأ يعود إىل طريقة استعماله ، لكن العالمة يف ذاا حقيقية

.3للعالمة كمال مطلقأن و صادقة ، و هذا جيعلنا نقول أن عالقة األمساء باألشياء عالقة حماكاة و هذا دائما على يرى أفالطونو تبعا لذلك

وة على ذلك ، بـأن االسـم حماكـاة للشـيء ؟ و هل ستعترف ، عال :سقراط " :لسان .بالتأكيد : كراتيليوسو هل ستوافق على القول بأن الصور ، أيضا ، حماكاة لألشياء لكن بطريقة أخرى ؟ :سقراط

.4."نعم :كراتيليوس

ال خيرج عن النظرة األداتية حيث تكمن وظيفة اللغة عنده يف أا أن أفالطونكما خالهلا ينقل الفرد أفكاره املتعلقة باألشياء و املوجودات اخلارجية ، كمـا وسيلة تواصل فمن

إذن فاالسم :سقراط " و هذا ما صدر على لسان 5يعرب عن حاالته الشعورية الباطنية اخلاصة . 6"آلة للتعليم و للتمييز بني طبائع األشياء

التصور من خالل رفضها للنظرة الفلسفية تعطي نظرة مناقضة هلذا التأويلية أن إال - H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p429.

.52سابق ، ص أفالطون ، مرجع - 1 .93ب ، ص 385، املرجع نفسه - 2 . 536ص سابق ، ة فلسفية، مصدر لتأويلياخلطوط األساسية :هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 3

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 434.

.187ب ، ص 430سابق ، الرجع املأفالطون ، - 4 .39ص املرجع نفسه ، - 5 .100ج ، ص 388املرجع نفسه ، - 6

Page 82: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

طبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغة____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

82

األداتية و التأكيد على أن الفكر ال يتفاعل و ال يتشكل إال يف جمال اللغة و بالتايل ال ميكننا أن .1نفصل بينهما

فمن خالل غة بالعقل عالقة وطيدة ، للو هلذا فالوعي التأويلي جيعل من عالقة االوعي التأويلي ال ينظر إىل اإلشكالية ف، ا وراء ما هو مكتوب مية نبحث عالعملية التأويل

غوية مبنظار منطقي أي ما مدى صدق ما نصدره من أحكام و أقوال بقدر ما أصبح ينظر هلا الل، و ذا فشمولية اللغة تتماشى مع 2كمسألة ترتبط بالفكر و من مثة كمعىن حامل للوجود امهة فيما يشكل العالقة العامة بني اللغة مشولية العقل و الوعي اهلرمينوطيقي ال يقوم إال باملس

.3و العقل ، فاللغة هي لغة العقل ذاتهكما أن اللغة هي اليت حتدد عالقتنا بالعامل و باآلخرين ، فاألساس اللغوي هو احلامل للمعىن و هو الذي يعطيه وجوده املادي امللموس و هذا ما يؤدي إىل ارتباط اللغة ارتباطا وثيقا

لفهم ، و بذلك فالتأويل من حيث أنه يهتم بعملية الفهم و شروطها فهو حياول بعملية ا .4الوقوف و االهتمام ذا البناء األنطولوجي الشامل

تتوقـف يف بقـدر مـا على الذات يتوقف شيئا اللغة ليست يعين أن و هذا إال وليدة املوقف الذي تعرب وجودها على املوقف ، انطالقا من أن الكلمات و األلفاظ ما هي

يف موقـف امعين اللغة تكشف شيئا من خالل أن ما حتمله األلفاظ هو املوضوع ذاتهعنه ، ففهي يق التعلم و بصورة تدرجيية بل هي مكتسبة عن طر اذاتي او هلذا فاللغة ليست اختراع، ما

حمـددة و التفكري و الفهممن اخلربة الجزء من املوروث اخلاص بالذات ، و هذا ما جيعل كهي وصـف ن حيث هي تعبري عن موقف أو وجود ، ألن اللغة مبصورة قبلية من طرف اللغة

.5للخربة

.28ص راندان ، مرجع سابق ، جان غ - 1 .54 ، صعمارة ناصر، مرجع سابق - 2 . 526، 525ص صة فلسفية، مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 3

:أنظر أيضا - H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op . cit , p 424.

.81رودجير بوبنر ، مرجع سابق ، ص - 4 .243نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ، ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 5

Page 83: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

طبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغة____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

83

تنظـر األداتية النظرة ألن يف اللغة نفصل بني الشكل و املضمون أن ال ميكن إنه أنـه ال ميكـن أن تارخييا ، كما مما حتمله انطالقا غة تصنف اللف نظرة انفصالية ، ب هلما

هي وسط و ليست وغة ظاهرة شاملة و حميطة بعملية الفهم ، اللإذ غة عن الفكر ، نفصل الل .1أداة ::::طبيعة عالقة الفكر باللغةطبيعة عالقة الفكر باللغةطبيعة عالقة الفكر باللغةطبيعة عالقة الفكر باللغة ----2

يف تفكريه اللغوي على ما جاءت به الديانة املسـيحية ملفهـوم غادامرياعتمد لقد ـ و املعبر عن مسألة التجسيد لتبـيني كيفيـة ، من خالل مبدأ التثليث ل اإلجنيليالتمث ي جتل

_ القـديس أوغسـطني قبـل _الغريب اللغة منسية يف الفكركانت فحسب رأيه ، 2اإللـه

أن التراث الفلسفي جتاهل الرابط الضـروري بـني الفكـر هنا ، بفكرة النسيان و املقصود أن عنه مما ترتب بالعامل ، الفكر يف عالقة البحث هذه املسألة حمل ، و حلت و اللغة

منسية بصورة تامة و بذلك مل تكن مسألة اللغة ، 3جمرد أداة للتعبري عن الفكراللغة أصبحت يف الفكر الغريب ، و هذا من خالل الفكر املسيحي الذي يعرب عن الوجود احلقيقي للغة ، من

. 4سيدخالل فكرة التج على التصور التورايت حول اختالط األلسن اللغوية ، لكـي هذا اعتمد و بناء على

ني ما مدى ارتباط عملية التأويـل و الـتفكري حماولة تبي، من خالل حيدد عالقة الفكر باللغة ال ميكن أن يتم خارج نطاق اللغة ، ألجل ذلك اعتمد على يف عملية الترمجة و هذا أساس ك

ها مبسألة الكالم ، كما يعرب تربطمسألة التجسيد اإلهلي ، و اليت الديانة املسيحية يف ما قدمته .5التجسيد اإلهلي على االلتحام بني الفكر و اللغة من جهة أخرى

.244، ص نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1 . 105بارة ، مرجع سابق ، ص عبد الغين .د - 2

et de la rhétorique:Ses sources uel'herméneutiq<<L'universalité de J.Grondin,-3

.pp 2 , 3 op.cit ,, dans le passage de Platon à Augustin dans Vérité et méthode>> . 546 صة فلسفية، مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 4

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op.cit , p 441.

.124، ص 1995ثقايف العريب ، بريوت، ، املركز ال 1الفلسفة و الترمجة ،ط : طه عبد الرمحن ، فقه الفلسفة .د - 5

Page 84: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

طبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغة____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

84

، متامايف صورة إنسان مع بقائه حمافظا ساوإن تبدى للن، ل إىل إنسانفاإلله ال يتحو، ففكرة التجسيد مرتبطة ارتباطا وثيقا مبشكلة الكلمـة ، لوهيته املتجاوزة لقدرة البشرعلى أ األساسية اليت طرحت يف فكر العصر املشكلة ينعكس على التثليث سر أن تفسري حيث

.1الوسيط حول عالقة الكالم بالفكر عند اإلنساناملسيحي فيـه الـذي مت و ، كرة التجسيد فو منه فمبدأ التثليث أو األقانيم الثالث يعرب على

، و هذا ما يشبه العالقة القائمة بني اللغة و الفكر ، إذ إنساينما هو هلي و الربط بني ما هو إاللغة جتسيد للفكر ، حيث أا جتعله ملموسا أو هي اليت تعطيه بعده املادي رغم طبيعته اردة

اته ، كما أن ربـط الصورية الباطنية ، و يصبح كالما حقا من حيث أنه يعرب على الشيء ذالل الكالم اإلهلي ، و يظهر من التجسيد بالكالم يظهر يف عملية اخللق الذي ال يتم إال من خ

إرسال الكلمة ، حيث أن صدوره عـن اإللـه األب ال خالل إرسال اإلله االبن اسدة يفمقابـل ما جيعل من اللغة البشرية موضوعا للتأمـل و الـتفكري يف و هو، 2ينقص منه شيء

املشكلة الالهوتية عن الكلمة ، فسر وحدة اهللا األب و اهللا االبن ينعكس على مسألة العالقـة . 3بني اللغة و الفكر يف معاجلة ظاهرة اللغة

انطالقا من هذا عن االلتحام املوجود بني اللغة غادامريعند و تعرب فكرة التثليث حبوار النفس أفالطونو الفكر ، من خالل الكالم النفسي أو احلوار الباطين أو كما عرب عنه

ن االلتحام الذي هو الفكر و الكالم اخلارجي الذي هو اللغة و يعد هذا تعبريا ع ذاا مع .4يثالتثل األصلي الظاهر يف مبدإ

إن هذا التمييز بني ما هو باطين و ما هو خارجي يف اللغة تبعا لظاهرة التجسيد ميكن

. 546 صبق ، ة فلسفية، مصدر سااخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 1

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op.cit , p 442.

. 125ص ، سابق د الرمحن ، مرجع طه عب.د - 2 . 547 صة فلسفية، املصدر السابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 3

:أنظر أيضا- Idem.

. 125ص ، سابق الرجع املد الرمحن ، طه عب.د - 4

Page 85: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

طبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغة____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

85

الذي مييز الرواقي صوله إىل الفكريف أ يعود و الذي القديس أوغسطنييف فكر هلمسن أن يشري إىل عملية التفكري إذ عند الرواقية العقل الباطين ،1بني العقل الداخلي و العقل اخلارجي

كما يعرب أيضا عن القدرة العقلية اليت متيز النـوع اليت تسبق اإلظهار أو التجسيد اللغوي له ، على العقل الباطين أما العقل اخلارجي تركز يف تفكريها اللغوي فالرواقيةاإلنساين ، و بذلك

عقل الباطين ، إال أن مـا مييـز من حيث هو عملية ثانوية فهو جمرد جتسيد للغة العقلية أي الو فكرة التجسيد هو التأكيد على متيز العقل اخلارجي و تفرده األوغسطيينالتفكري اللغوي

.2حيث مل ينظر إليه على أنه جتل ثانوي و غري ضروريحاول آباء الكنيسة أن يعتمدوا يف تفسريهم للتجسيد على هـذه الثنائيـة و بذلك

يف تفسري عالقة ما هو باطين من اجيابيإ االيت كان هلا انعكاس، و الرواقيالفكر املستمدة من .3الكالم مبا هو خارجي مما يكسب الكلمة املنطوقة قيمة تبعا ملا حتمله من مضمون

التثليث الذي يعرب عن قيمة اللغة أن طبيعة اللغة تربز من خالل مبدإو ينتج عن هذا طبيعـة ، و هذا ما حيدد اليت نلمس فيها احلقيقة من خالل الكلمة ألا حاملة ملاهية الشيء

فعل اإلظهار أو الكشف أي إظهار ماهية الشيء ، و بـذلك فالعالقـة الكامنة يفوجودها العالقة اإلهلية الـيت توجـد يف اإلنسانية بني التفكري و الكالم رغم نقصاا تطابق على األقل

.4التثليث ، الكلمة الباطنية للروح تشتمل نفس هوية الوجود مع فكرة اهللا االبن و اهللا األب

تعـين بالنسـبة بني الكلمة الباطنية و الكلمـة اخلارجيـة فهذه الوحدة يف اهلوية أن الفعل اخلالص للتفكري ال ميكن أن منيـزه و أن نفصـله عـن اللغوية غادامريهلرمينوطيقا

على أن تظهر كتجل ناقص للغة و بذلك تكف الصبغة املاديةجتليه اللغوي ، أو عن جتسيده

.30، مرجع سابق ، ص جان غراندان - 1

et de la rhétorique:Ses sources uel'herméneutiq<<L'universalité de J.Grondin,-2

,op.cit , p 8. dans le passage de Platon à Augustin dans Vérité et méthode>> . 547 صة فلسفية، مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 3

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op.cit , p 443.

.549املصدر نفسه ، - 4 :أنظر أيضا

- Ibid , p 444.

Page 86: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

طبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغة____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

86

أو غري كامل للفكر لكي تصبح املكان الوحيد و احلقيقي لعملية حتديثه، فالوحدة اليت مه هنا و ـذا ، أن تعرض إال من خالل اللغةكلمة الباطنية اليت ال ميكن هي تلك املتعلقة بالفكر و ال

نطـاق الـتفكري خـارج عملية يف نفكر أن ميكن على اإلطالق ال أنه يرى فهو يظهـر أن تفكـري كللميكن أين املعطى و املكان هي للغة املادية الصبغةفاللغة ، .1و جيب

إىل حتديد القديس أوغسطنيللتفكري اللغوي عند من خالل تأمله غادامري لقد انتهى بـني إذ هناك من جهة متاه: هما البعض يكمالن بعضيف عالقة الفكر باللغة مستني أساسيتني

الفكر و تعبرياته اللغوية ألنه ال ميكن أن يكون هناك فكر قابل ألن نفكر فيه من دون عنصـر املعرب ا تعبريا كامال للفكر ، مبعـىن اللغة ، لكن من جهة أخرى ال ميكن أن جنعل من اللغة

املبـدأ ، ف 2تعبري كاف ملا نريد أن نقوله أو ما كان جيب قوله لكي يفهم بالطريقة املناسـبة هو أنه ال ميكننـا _ و هذا ما جيعل منها فلسفة هرمينوطيقية _ األمسى للهرمينوطيقا الفلسفية

.3أبدا أن نقول بصورة دقيقة ما كنا نريد أن نقولهعالقتها لعالقة الفكر باللغة و يف حتديده، األوغسطيين مدين للفكر غادامريفو ذا

حتما ال ميكن الفكر فالضرورية باللغة ، هو نابع من عالقتهتناهي اإلنسان باإلنسان ، إذ أن كنا نريـد بالغرض الذيأن مير إال من خالل اللغة حىت إذا كانت هذه اللغة املعرب ا ال تفي

.4أن نقوله ::::اللغة و كشف العالم اللغة و كشف العالم اللغة و كشف العالم اللغة و كشف العالم - - - - 3

أن تكـون الصبغة األداتية للغة ، كما رفض أيضا غادامريمن خالل ما سبق رفض العالقة اعتباطية بني العالمة و الشيء ، كما أن اللغة ال ميكن أن تكون عملية ذاتية أي وسيلة للتعبري عن الفكر أي أا حتت تصرف الذات، هذا يعين أا تبدأ من املوقف الراهن إىل الذات،

شة نقل للخربة املعيو حنياه أي أا للعامل أي العامل الذي نعيشه احيث تكون وظيفة اللغة كشف

et de la rhétorique:Ses sources uel'herméneutiq<<L'universalité de J.Grondin, -1

,op.cit , pp 8 , 9. dans le passage de Platon à Augustin dans Vérité et méthode>> 2- Ibid , p 11. 3- H-G. Gadamer ,La philosophie Herméneutique, op.cit , p 230.

et de la rhétorique:Ses sources uel'herméneutiq<<L'universalité de J.Grondin, -4

,op.cit , p 11. dans le passage de Platon à Augustin dans Vérité et méthode>>

Page 87: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

طبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغة____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

87

و التعبري عنها ، فاإلنسان يتميز باللغة عن احليوان ، و بفضل اللغة يكون لديه عـامل خـاص ، األداتية اليت تعطي احليوان لغة خاصة به النظرة العلمية غادامريتشيده اللغة ، و ذا يتجاوز

نسان سواء تعلق األمـر باملاضـي ينفتح أمام اإل، و بناء على هذا متثل اللغة عاملا قائما بذاته على تأسيس و هو شيء ال ميكن للحيوان أن ميتلكه ، و ذا فاللغة هلا القدرة ، أو باملستقبل

.1عامل قائم بذاته و هو مستقل عن الذات و ال خيضع هلا يف وجوده فاللغة من حيث هي وسيلة حلفظ التراث املكتوب و نقله من جيل إىل آخر ، فهي التنقل شيئا خاويا من املعىن بل على العكس من ذلك فهي حاملة للخربات اإلنسانية املاضـية

.2كي تصبح حاضرة بيننا و جزءا من عاملنا اخلاص مما حيقق تواصال بني املاضي و احلاضرو على ذلك ال ميكن أن حنصر اللغة يف جمرد ملكة زا اإلنسان ، و ذلـك ألن و د

وجود العامل بالنسبة له يتوقف على اللغة ، و هذا العامل خيص اإلنسان دون غريه من الكائنات احلية األخرى ، و من مثة فوجود اإلنسان يف العامل هو وجود لغوي، فاللغات هي رؤى للعامل،

جتمع لغوي ما يكتسب خـربة حتتفظ بوجود مستقل ، و الفرد الذي ينتمي إىل اللغة مما جيعل .3للعامل أي يكتسب تراثا ، حيدد عالقته ذا العامل و رؤية

أن اللغة هـي بيـت هيدغررح ص، إذ ي غادامري يف فكر هيدغرو يظهر دائما أثر القترابنـا متثل له عامل حاسماللغة غادامري ف، و هذا ليس بعيدا عما يراه 4أو مسكن الوجود

يك يف أمهية اللغة و إمكانياا من خالل ك، و التش عرفتنا بالعاملفهي ذات قيمة مل، من األشياءد مـن حفكرة ومهية ال أساس هلا و ال ميكن هلا أن ت هي هاتنوع و اللغاتنسبيتها تبعا لتعدد

و إمكانيـة اسـتعماهلا ال تعلم لغة أجنبية ، و إمكانية الترمجة ، ، فوجود اللغة دور و وظيفة

.246نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري،مرجع سابق ،ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1 . 513 صة فلسفية، مصدر سابق ، وط األساسية لتأويلياخلط:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 2

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op.cit , p 412.

.576املصدر نفسه ، ص - 3 :أنظر أيضا

- Ibid , p 467. .61، مرجع سابق ، ص سعيد توفيق.د - 4

Page 88: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

طبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغة____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

88

الفهم يصبح من ذلك فمن خالل هذا التعدد و التنوع العكس ، بل على شيئا ما جيعلنا نفقد جديداخلربات ، ذلك ألن كل شيء هو اللغات أو تفاعل سعة من خالل و أكثر رحابة

. 1قول كل شيءلغة هلا إمكانية يعين أن كل ما، و مثقف مثري لالهتمامو اإلنسان ليس عاملا ذاتيا بل هو عامل ينشأ من تفاعل الـذوات ، فالعامل الذي يعيشهوعية هلا وجودها اخلاص و املستقل اللغة ذات صبغة موضو كذلك و هلذا فهو عامل بينذايت ،

فهـو ، على ذات معزولة امغلق اعن الذات ، فالعامل ال ينفصل عن الذات كما أنه ليس عاملينشأ من الفهم املشترك للذوات و هو الوسط احلامل للفهم و ما يعطيه وجوده هو اللغـة ،

الذات تعـيش و الفهم هو فهم لغوي و هو فهم للعامل املشترك بني الذوات من خالل اللغة ، و ال يسـتطيع أن ، و من مثة العامل الـذي حتملـه حتيط باإلنسان لغة يف اللغة ، و بذلك فال

فاللغة هي العـامل احلامـل ن خربة اإلنسان بالعامل ، مها ، و هذا يعين أن اللغة تعبري عيتجاوز .2للخربة

ميكن أن نلمس هذا العامل و ما يتضمنه من خربة يف النص من حيث هو بناء لغـوي أي تركيبته اللغويةثابت و مستقر يف ذاته لثبات بنيته الداخلية خطاب غادامريفهو كما يرى

بل أشـياء ، و الفهـم يرمـي ، فالنص ال يقدم معاين3وط اليت تتحكم يف بناء اللغةأي الشر . 4ال يقبل التغيري او ائي اثابت ، فالنص من حيث هو بنيته يصبح شيئاللوصول إليها

، إذ بإمكان نص ينتمي الزمان و املكان ن قدرة اللغة على الكشف تتخطى حدودإو جيعله حاضرا و ينقله من جيل إىل آخر الذي ارتبط به لعامل اللغوي ل للماضي أن يعيد احلياة

تكمن من خالل استمراريتها ، و لى عواملنا اللغوية اخلاصة بعاملية معينة هكذا تتجو أمامنا ، يف هذه القدرة على فهم موروثات أخرى و أماكن أخرى ، و تتمتع اللغة بشمول أيضا

و إحاطة تسمح لنا أن نفهم خمتلف العوامل اليت متثلت يف اللغة مهما تباينت و تنوعت ، هخمتلفا عن عاملنا غري أنو تتمتع اللغة بقوة كشف تسمح للنص القصري نسبيا أن يفتح عاملا

1- Gadamer, Herméneutique et philosophie , preface de J.Greisch , beauchesne, paris, 1999, p 52.

.247نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ، ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 2 . 26 ، صعمارة ناصر، مرجع سابق - 3 . 28 ، صاملرجع نفسه - 4

Page 89: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

اللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويلية___ ___ ___ ___ ____________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

89

لغة كوسيلة ال، فمن حياول دراسة أثر أديب يف لغة أجنبية ما فهو يعتمد 1بإمكاننا أن نفهمهداخل هذا التراث ، و حنن من خالل ولوجنا هذه العوامل اللغوية نكون تنقله، للسفر

.2كاملسافر إذ نعود حمملني خبربات جديدةا ميكن أن ينشأ من حوار مع اآلخر من مع_ هي واسطة الفهم اليت _ لغة تعرب ال

خالل بنية سؤال و جواب ، و ذا فالتأويلية الفلسفية تنظر إىل اهلرمينوطيقا نظرة مشولية إذ ال تقوم يف فهمها و تأويلها للنصوص على أسس منهجية علمية موضوعية كما هو احلال يف

ن احلياة االجتماعية و اإلنسانية و فهمها و تأويلها نابع من النظرة الفيلولوجية، فاللغة تعبري ع .3هذه احلياة نفسها

و كل فهم للعامل هو فهم للذات ، انطالقا من أن التأويل أو الفهم هو تفاعل بني النص و فهمنا اخلاص ، وبذلك فكل نظرية يف التأويل هي مالزمة لتطبيق التأويل ، و من مثة

ي مجع االختالف يف الفهم بوحدة النص ، دون أن نفترض وجود معىن فمهمة اهلرمينوطيقا همن نص و ما ميكن أن يقوله لنا واحد و مطلق للنص ، ففهم النص ال يكون إال باالستماع لل

ما قابل للتغيري فهو عندما يقول شيئا حيث هو حمدد و ثابت و منظم يف شكل ائي و غريال يكون دور املؤول سلبيا أي أنه ال يقوم بنقل املعىن تبعا لذلك يقوله بصورة منظمة ، و

.4فقط

::::اللغة وسيط التجربة التأويلية اللغة وسيط التجربة التأويلية اللغة وسيط التجربة التأويلية اللغة وسيط التجربة التأويلية ––––ثانيا ثانيا ثانيا ثانيا ال يكون إال إذا كان قائم بذاته حيتاج للفهم ، و الذيعامل اللغة من حيث هي إن

دورا هناك تأويل ، و التأويل ال يتم إال من خالل لغة مشتركة للتفاهم ، و هذا ما يعطي اللغة :جوهريا يف التجربة التأويلية

.248نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ، ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1 . 582 صة فلسفية، مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 2

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op.cit , p 472.

. 82رودجير بوبنر ، مرجع سابق ، ص 3- . 45، 44ص ، صعمارة ناصر، مرجع سابق - 4

Page 90: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

اللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويلية___ ___ ___ ___ ____________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

90

::::الترجمة و التأويلالترجمة و التأويلالترجمة و التأويلالترجمة و التأويل ----1 إن الترمجة من حيث هي تعبري عن العملية التأويلية ترتبط ارتباطا مباشرا بعملية

، وسيلة لفهمنا لذواتنا من جهة و حتديد رؤانا للعامل من حولنا من جهة أخرى فهي ،الفهم االنتقال من لغة إىل أخرى و بالتايل االنتقال عرب عوامل خمتلفة و منتساعد الذات يف الترمجة ف

مثة التفاعل مع خربات مغايرة ، و بذلك فهي عملية يتم من خالهلا حوار بني ثقافات . 1غايتها الفهم و الذي ال ميكن أن يتحقق إال من خالل العملية التأويليةخمتلفة

يل ، و ميكننا القول أا تقدم تأويل املترجم و بذلك فكل ترمجة ما هي إال عملية تأو فها إبراز املعىن و توضيحه ، و كما هو احلال يف كل عملية تأويلية فالترمجة هد2للنص املعطى

ال تترك ما هو غامض و مبهم غري مفهوم ، حيث تكون كل ترمجة جادة أوضح من األصل و أ ، قارنة مبـا هـو موجـود يف األصـل املترجم عنه ، و بالتايل فهي دائما تقدم إضافات م

.3و هكذا فوظيفة املترجم يف جوهرها و أساسها ال ختتلف عن وظيفة املؤولهلذا أن التأويل و الفهم يعين أن أنقل الشيء بعبارايت اخلاصة ، و غادامريحيث يرى

فقط علـى إجيـاد يرغمنا ية ، ألن القيام بفعل الترمجة ال التأويليف العملية االترمجة منوذج تعدص يف أفق لغوي جديد بصـورة كليـة ، على إعادة بناء املعىن األصيل للناملناسبة بل كلمة ال

ة تنطوي دائما على فهم ميكن شرحه، و لذلك يرى أن الترمجة مستحيلة مـن يالترمجة احلقيق .4النص املوضوع الذي يتناولهمجة قبل أن نفهم ألنه ال ميكننا أن نبدأ بالتر ،دون فهم

التأويل : فيمايلي غادامريو انطالقا من هذا ميكن أن نلخص العناصر األساسية للترمجة حسب هذا ال يتم إال من خالل اللغة اليت تعرب عن و و احلوار ، إذ يرى أن كل فهم هو تأويل ،

.93سابق ، ص جعر، م بارةعبد الغين .د - 1 . 506 صة فلسفية، مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 2

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op.cit , p 406.

.409، 408ص ص املصدر نفسه ، - 3 :أنظر أيضا

- Ibid , p p 408,409. 4- Gadamer, Herméneutique et philosophie ,op.cit , p12.

Page 91: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

اللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويلية___ ___ ___ ___ ____________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

91

خمتلفني ، و من هذا ال ميكننا الفصل بني التأويل احلوار الذي ميكن أن ينشأ بني عاملني لغويني و احلوار من خالل أن الترمجة كعملية حوار ما هي إال عملية تأويل ألنه من خالهلا يعمل

هي إال إعادة إنشاء النص انطالقا من املترجم على توضيح ما هو مبهم ، و بذلك فالترمجة ماا هو مبهم ملذا فالترمجة من حيث هي تأويل و توضيح تفاعل أفق املترجم مع أفق النص ، و

و النص من لغة مشتركة بني املترجم لن تكون مطابقة متاما لألصل ، فالترمجة هي إجياد . 1أجل التفاهم

فكل حوار أصيل له روحه اخلاصة من حيث أنه ميثل عاملا قائما بذاته يسيطر علـى املتحاورين ، أي أن احلوار ليس خاضعا لسيطرة الذات اليت تسريه كيفما شاءت ، و ذلك ألن جمريات هذا احلوار تفلت من سيطرة املتحاورين ، فلكل حوار جمراه و مساره اخلاص ، و هذا

رج إطار اللغة اليت حتمل حقيقتها اخلاصة من خالل أا تتيح لشيء مـا أن ال ميكن أن يتم خاو إمنا هو حـدوث شاليرماخر يظهر و يربز ، فالفهم ال يكون لآلخر كما كان سائدا عند

عملية تفاهم حول موضوع هذا احلوار ، و هذه العملية ال ختتلف عن احلوار الذي ميكـن أن . 2ل عملية الترمجة اليت هدفها فهم معىن النصينشأ بني لغتني أجنبيتني من خال

هذه املواجهة اللغوية بني النص و املترجم قائمة على أساس منطق السؤال و اجلواب الذي يكشف حقيقة املعىن ، و عملية الترمجة هي مناظرة مزدوجة فهناك مقابلة و حوار قائم

، و من جهة ثانية مقابلة و حـوار بني املترجم و النص األصلي الذي يقوم بترمجته من جهة .3ملتلقي الترمجة أي من خالل أننا من يتلقى هذه الترمجة

ن نكون هو الوسيط الذي بفضله نتفاهم ، فإفالترمجة جتعلنا نعي أن العنصر اللغوي ن اتفقا على ترجم لعدم معرفتنا بلغة ما ، فكأن املتحاوريرهينة للترمجة يعين أن نكون حباجة مل

، فحيثما تكون الترمجة ضرورية جيـب أن _ أي وصاية املترمجني_ نا حتت الوصاية أن يكو

.110، 109ص ص ،د الرمحن ، مرجع سابق طه عب.د - 1 . 506، 505ص صة فلسفية، مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 2

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op.cit , p p 405 , 406.

. 111 ن ، املرجع السابق ، صطه عبد الرمح.د - 3

Page 92: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

اللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويلية___ ___ ___ ___ ____________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

92

مسافة ال ميكن ردمها ، هلذا ففي مثل هـذه فهي نقبل املسافة اليت تنشأ بني ما قيل و تأويله ، إجياد نقطة ذين كان بإمكاما حقيقة لبني املتحدثني بل بني املترمجني الالتفاهم احلاالت مل يتم

فعل فهم لغة أجنبيـة اهم فنحن ال نترجم بل نتحادث، بيف عامل مشترك ، فعندما نتفلتقاء االال نكون جمربين على ترمجتها إىل لغتنا اخلاصة ، ألننا نفهم اللغة مـن خـالل يعين أو هو ما

العيش فيها ، و بذلك فمشكلة اهلرمينوطيقا ال تكمن يف إتقان لغة ما بل فيما نصل إليه مـن . 1م حول موضوع ما، و الذي ال ميكن أن يتحقق إال من خالل اللغة كوسطتفاه

، فهي بذلك غة اللال ميكن أن تتم إال من خالل حوارمن حيث هي الترمجة أنا مب وو يتحقق هـذا تفاهم ، الحتقيق عمـل علىت، بني الثقافات والشعوبتصبح حوارا تأويليا . 2األصلي و النص املترجم إليه بني النصعلى خلق انسجام

غايته إعادة إحياء ما قصـده و ذا ففهم ما يريد قوله نص ما ليس هو فهم تارخيي فقه اخلـاص يلعـب دورا أي أأفكار املؤول اخلاصة و هلذا فهو فهم النص ذاته ، املؤلف بل

وجهـة تبقى ألا، ال يعين هذا أننا نفرضها على النص لكنيف كشف معىن النص ، حامسا و هذا ما عربنا عنه بانصـهار اآلفـاق ، ، ا يقال يف النص يف بلوغ و فهم منظر أو إمكانية

نتعرف على الشكل الذي من خالله يتحقق احلوار ، الذي بفضـله يلـج و انطالقا من هذا . 3ا هو مشترك بيننايتعلق مباملؤلف و لكن ال خيصين كما ال خيص العبارة شيء

::::لغوية الفهم اإلنسانيلغوية الفهم اإلنسانيلغوية الفهم اإلنسانيلغوية الفهم اإلنساني ----2وليس شيئا يضاف للفهم ، أي أن التأويل هو الصورة هو تأويل غادامري الفهم عند

امللموسة للفهم ، و اللغة و خمتلف الصور الذهنية للتأويل متثل بنية الفهم الداخلية ، مما يعطي

. 507، 506ص صة فلسفية، مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 1

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op.cit , p p 406 , 407.

.99بارة ، مرجع سابق ، ص عبد الغين .د - 2 . 511 صة فلسفية، املصدر السابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 3

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op.cit , p410.

Page 93: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

اللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويلية___ ___ ___ ___ ____________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

93

احلامـل للتجربـة وسـط الو هذا ما جيعل من اللغة اللغة دورا مركزيا يف العملية التأويلية ، على العالقـة يةالتأويلية و منها ميكن استنباط املعىن ، مما جيعلنا نقف من خالل العملية التأويل

. 1الفكراجلوهرية بني اللغة و اللغة هي الوسط الكلي الذي حيدث فيـه و بذلك ف ،2الوجود القابل للفهم هو اللغة

تأويل ينمو يف وسط لغوي حيـاول مـن و على هذا فكل فهم هو تأويل ، و كل ، الفهم . 3خالله أن حيضر األشياء من خالل األلفاظ مع بقائها بصورة كلية لغة املؤول اخلاصة

و هذا ا يعين أن كل تأويل يكون ذا طبيعة لغوية مما يترتب عليه أن يكون كل فهم و من خـالل احلـوار لغوي ، و بالتايل ال تكون اللغة جمرد وسيلة للتعبري عن العامل اخلارجي

الذي ينشأ بني عامل النص و عامل املؤول ينتج التفاهم ، فيصبح الفهم هو تفـاهم بالدرجـة ، فاللغة هي الوسط الذي يتحقق فيه التفاهم و االتفاق بني الشركاء ، و مثال الترمجة 4األوىل

.5جيعلنا نعي أن العنصر اللغوي هو الوسيط الذي بفضله نتفاهم بـل املؤولة ، جوهرها يف الذات تنحصر يف عملية ذاتية ليسالتأويل ف ذا و

صبغة تأخذ شة اليتاملعي من خالل اخلربة يف العامل اإلنساين الوجود من أساسه يستمد وجـوده ال يكشف عـن للحدث اللغوي ، فالشيء يف الصبغة األنطولوجية ، أيلغوية أن ميكن ال و هذا اآلفاق ، ينشأ من انصهار الذي املساءلة خالل منطق إال من اخلاص صبغة الوجود و للفهم يعطي ا ة احلاملة للوجود اإلنساين مماللغ خالل إال من يتحقق

. 12 – 11، ص نبيهة قارة ، مرجع سابق - 1 . 613 صة فلسفية، مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 2

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op.cit , p 500.

. 511 صاملصدر نفسه ، - 3 :أنظر أيضا

- Ibid , p 411. .110 ن ، مرجع سابق ، صطه عبد الرمح.د - 4 . 506 صة فلسفية، املصدر السابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 5

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op.cit , p 406.

Page 94: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

اللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويلية___ ___ ___ ___ ____________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

94

غة هو نابع من كوـا الذي يرى أن فهم ماهية الل هيدغر، و هنا جند قرب رؤيته من 1لغوية . 2شةظاهرة معي

و الفهم ، أنه ال ميكن أن بني العنصر اللغوي الضرورية العالقة يعرب عنإن ما ، حبيث أن موضـوع نتواصل مع التراث إال من خالل اللغة ، مما يعين أا الوسط احلامل له

، فالطبيعة املكتسبة للغة حتدد للذات طريقـة تفكريهـا 3التأويل بامتياز هو من طبيعة لغوية ملوقف الراهن ، فالتفكري مرتبط باملوقف و اللغة وسيلة لالنفتاح على الوجـود ، انطالقا من ا

و ذا ال ميكن هلا أن تكون عائقا لعملية التفكري من خالل أا وسيلة لالنفتاح على التراث ، و هذا ما يتحكم يف اخلربة التأويلية ، اليت يلتقي فيها بالنص و ما حيملـه مـن مـوروث ،

يف اللغة أي أن النص ينتمي للغة و الذات تنتمي بدورها للغة يولـد ذلـك أفقـا فاالشتراك أن خربة اللغة هي مشاركة يف على أيضا هيدغرله ، و هذا ما ذهب 4مشتركا بينهما للتفاهم

.5العامل الذي حتمله اللغة مما يساعد على إحداث تغري يف الذاتالوحيد الـذي بإمكانـه حتقيـق فالتراث املكتوب من حيث هو تراث لغوي هو

ن أوجدوه ، و مـن مصبح عاملا قائما بذاته منفصال عاالنفصال من تأثري احلياة املاضية ألنه يخالل حماولة فهمه عن طريق التأويل و ربطه باحلاضر ميكننا أن نستدل من خالله على وجود

عالقة شخص املؤول بشـخص اآلخر ، و ال يعين الفهم هنا إعادة بناء املاضي ، فهو ال يهتم ب . 6املؤلف ، بل هو مشاركة يف املوضوع الذي يشترك فيه النص معنا

. 197،198ص صطون إىل جادامري،مرجع سابق،نظرية التأويل من أفال:عادل مصطفى، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا. د-1 .7سعيد توفيق ، مرجع سابق ، ص .د - 2 . 512 صة فلسفية، مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:غادامري، احلقيقة و املنهجهانز جورج - 3

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op.cit , p 411.

.249سابق ، ص الرجع املنظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 4 .25ص سعيد توفيق ، املرجع السابق ، .د - 5 . 514 صة فلسفية، املصدر السابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 6

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op.cit , p p 413 , 414.

Page 95: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

اللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويلية___ ___ ___ ___ ____________________________________________________________________________________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

95

هي تفاعل بني أفقني أفق النص وما حيمله من موروث و أفق اخلربة التأويلية و ذا فاملؤول ، و الصبغة اللغوية هي نقطة التواصل بينهما ، و اللغة هي الوسط احلامـل للتـراث

فاإلنسان من حيث هو كائن اجتماعي و كائن زمكاين يكون لـه ، و احملافظ عليه عرب الزمن مل املساعد على انصهار اآلفاق ،كما أا أساس الـوعي بعد تارخيي ، و بذلك فاللغة هي العا

.1التارخيي ، و بذلك فالصبغة اللغوية خلربتنا بالعامل هي أساس اخلربة التأويليةو على هذا فأفق التأويل ال يكتسب يف العملية التأويلية إال من خالل انصهار اآلفاق

ل هذا االنصهار سيحمل الـنص علـى و هذا ما تؤكده الطبيعة اللغوية للتأويل ، إذ من خالالكالم ، و احلال هذه فلن يتكلم أي نص إذا مل يتكلم اللغة اليت تصل اآلخر ، فالتأويل إذن

، فاملسافة اليت تكون بني النص 2جيب أن جيد اللغة املناسبة إذا أراد فعال أن جيعل النص يتكلم على تقدمي ما فهـم لغة اليت تساعد املؤول ىل بالو املؤول ال ميكن أن تتم الوساطة بينهما إ

. 3يف النص و ذا فالوعي التأويلي يكمن يف االنفتاح على اآلخر من خالل النص الذي ميثل عاملا

ما و أن نستمع له ، و بذلك أن فهم النص هو أن نتركه يقول شيئاأو وجودا قائما بذاته، إذ لغة ، فالرموز هي اليت تولد اجلدل بـني الكتابـة فهو يعرب عن وجوده اخلاص الذي حتمله ال

و القراءة من أجل الفهم ، فالكتابة هي نقل للعامل من خالل الرمز و القراءة وسيلة لفك هذه .4نفتاح على نفسهاات لالالرموز لفهم هذا العامل و ولوجه ، و اجلدل هو وسيلة الذ

رة على النص و معناه ، و إمنـا أن الذات ال ميكن أن تكون مسيطهذا يترتب علىذا املعىن تصبح الذات هي اخلاضعة للنص ليس انطالقا من أنه موضوع للمالحظة كما هـو احلال يف الرتعة العلمية ، بل باإلصغاء ملا يقوله النص و املشاركة يف فهم معناه ، و بذلك ميكن

حلياة عل اخلربة التأويلية ذات أمهية حيمله النص ، و هذا ما جي أن تنفذ إىل العامل الذي للذات

.249 نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ، ص: عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1 . 521 صة فلسفية، مصدر سابق ، األساسية لتأويلي اخلطوط:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج - 2

:أنظر أيضا - H-G. Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op.cit , p 419. 3- H-G. Gadamer ,La philosophie Herméneutique, op.cit , p 108 .

.25 ، صعمارة ناصر، مرجع سابق - 4

Page 96: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويلية________________________________ ________________________________ ________________________________ ________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

96

أنطولوجية ، احلاضر ، هذه الصورة املوضوعية للغة من حيث إا عامل تعطيها صبغة الذات يفو بذلك فالعملية التأويلية عملية جتمع بني الذات املؤولة و النص ، و هي عمليـة تقـوم يف

. 1النص أساسها على االنفتاح أي انفتاح الذات املؤولة على التراث الذي خياطبها من خاللو بذلك فعملية التأويل هي تلقي خربة ال معرفة ، و ذلك ألن لقاء الذات بـالنص

عملية تقوم من خالهلا الذات بتصور لشيء ما قائم و مستقل عنها و بذلك ميكن القول ليستبأا ال تقوم ببناء معرفة بل تقوم هذه العملية يف أساسها على انفتاح الذات على عامل جديـد

.2و من مثة على خربة و من خالل التقاء األفقني تتحقق اخلربة التأويلية

::::ولي للتأويليةولي للتأويليةولي للتأويليةولي للتأويليةالطابع الشمالطابع الشمالطابع الشمالطابع الشم ----ثالثاثالثاثالثاثالثاتكمـن يف مسـألة غادامريإن املشكلة احلقيقية اليت تطرح أمام التأويلية كما يبينها

مشوليتها أو كونيتها ، و هلذا ال ميكن حصرها فيما مت عرضه من خالل فكرة الوعي اجلمـايل حـول فهـم و الوعي التارخيي ، و تقييدها مبيدان العلوم اإلنسانية من خالل الصراع القائم

، و مبا أن عالقة اإلنسان بالعامل هي يف جوهرها لغوية ، فهي بذلك تصبح 3الظاهرة اإلنسانيةعملية فهم هلذا الوجود ، و ذا فاهلرمينوطيقا هي ذات صبغة شاملة يف الفلسفة و ال ميكـن

و املتمثل دامري غااختزاهلا يف صورة منهجية ملا نسميه بالعلوم اإلنسانية ، فالعمل الذي قام به يف حماولة ختليص منط وجود الفن و التاريخ ، و تبعا لذلك التجربة املرتبطة ما من احلكـم املسبق املتضمن يف منوذج موضوعية العلم ، أي من خالل هاتني التجربتني انتهى إىل القـول

. 4نسانباهلرمينوطيقا الشاملة، اليت تحمل على العالقة العامة بني العامل و اإلفاملشكلة التأويلية تبعا لذلك ال تتعلق مبشكلة املنهج الالزم اعتماده يف هذه العلوم،

،5ذاته حمل على إمكانية الوجود اإلنسانمن حيث أا مشكلة ت، ةإنساني ة مشكلبل هي

.250نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري، مرجع سابق ، ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمنيوطيقا . د - 1 .251املرجع نفسه ، ص - 2

3- Gadamer, Herméneutique et philosophie , op.cit , p.38. . 614 صة فلسفية، مصدر سابق ، اخلطوط األساسية لتأويلي:املنهجهانز جورج غادامري، احلقيقة و - - 4

:أنظر أيضا- H-G.Gadamer ,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique, op.cit , p 501. 5- Gadamer , Herméneutique et philosophie, op.cit , p 46.

Page 97: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويلية________________________________ ________________________________ ________________________________ ________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

97

و بذلك فهي مشكلة تنشد الشمولية أو الكونية ، فمن حيث هي نقد للنقد أو ميتـا نقـد اللغوي ، إذ و هذا ما وجدناه بداية يف الوعي اجلمايل مث يف الوعي التارخيي و أخريا يف الوعي

كانت البداية دائما نقدية للنظرة العلمية و منوذج املنهج العلمي ، و بذلك تتسـع التأويليـة لتشمل مجيع جماالت الفهم مبا يف ذلك ميدان العلم ، و من خالل ذلك تصبح هلا أمهية مثـل

قائمة على جتربـة أمهية العلم ، لتغطيتها للمجاالت اليت ميكن للعلم أن يتناوهلا بالدراسة ألا .1الذات أو خربا بالعامل و اليت هي أساس كل معرفة

جمموعة من األسئلة حياول من خالهلا الوقوف على ما مدى مشوليـة غادامرييطرح : الظاهرة التأويلية

ل م هي الوضعية اجلوهرية لإلنسان يف كالفلسفة حبالة خاصة أميدان يف البحث هل يتعلق - جتربة ؟

- ون جتربتنا بالعامل ؟ككيف ن ن مسبقا كل إمكانيات تأويـل وكاليت تهي ليس اللغة أوباللغة دائما أال نقترب من الوقائع -

.2نتائج مالحظاتنا ؟و انطالقا من فكرة البنية اللغوية للعامل ، اليت هي مبثابة الوعي املدرج يف الصـريورة

لطبيعة أي املعرفـة انيات املعرفة ، حىت تلك املتعلقة باالتارخيية احملددة بصورة قبلية لكل إمكنه ال ميكن للباحث أن يكون حىت يف هذا امليدان مبنأى عن العوامل املتعـددة العلمية، حيث إ

و املرتبطة مبحيطه من خالل ما هو سائد يف عصره و جمتمعه من أفكار ، فما يوجد يف خربته فاجئة و طارئة لتحدد الفكرة اخلصبة مما جيعلـها تفلـت يف العلمية من أفكار تظهر بصورة م

. 3كثري من األحيان من صرامة القواعد االستداللية ملاضي ، الـذي علـى اأفق الشك يف أن ميكننا أنه ال غادامريانطالقا من هذا يرى

هخناف و أ ه نأملو نريده يف كل ما ية فعال، أن ال يكون ذا ثقافتنا و حاضرنا تنبين أساسه .4يف ضوء هذا املستقبل الذي خيصناحاضر أمامنا ، و بذلك فالتاريخ مستقبال

.242 سابق ، ص، مرجع بول ريكور - 1

2- Gadamer , Herméneutique et philosophie, op.cit,p 52. 3- Ibid , pp 40,41. 4- Ibid , p 35.

Page 98: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويلية________________________________ ________________________________ ________________________________ ________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

98

هذا ما جيب أن نفهمه يف مسألة الشمولية كتعبري عن أمهية اهلرمينوطيقا ، فالفهم بية للغة و النسمرتبط باللغة ، من خالل أننا حنيا حقيقة يف اللغة ، و ذا نتجاوز النظرة األداتية

من خالل تعدد اللغات ذاا ، إذ لسنا مقيدين حبدود اللغة ، فالتجربة احلاصلة مـن خـالل . 1تعلمنا لغة أجنبية تتأتى باالنفتاح على عوامل أخرى

التخلص مـن سـيطرة الـذات ةفمهمة اهلرمينوطيقا من خالل مشوليتها هي حماولاالغتراب الذي كان سـائدا هذا ما ترتب عليه سات العلمية ، وو تعسفها من خالل املمار

ميدان الوعي اجلمايل ، و الوعي التارخيي و أيضا الوعي اللغوي ، فاملباعدة اليت نشأت بـني الذات و املوضوع نتيجة هذه املمارسة أدت إىل ضرورة نقد النقد و إعادة تأسيس األرضـية

شة كأسـاس لتحقيـق القا من اخلربة املعيامليادين انطاألنطولوجية اليت تحقق الفهم يف هذه .2التفاهم من خالل املشاركة

فاللغة من خالل الوعي املدمج يف الصريورة التارخيية متارس فعاليتـها ، إذ أن مـا يكون اللغة من ألفاظ و وسائل تعبريية خمتلفة مل تستقر يف اللغة بطريقة حتكمية طارئة ، إمنـا

. 3إلدراك و فهم العامل بطريقة قصدية غائية ترميفالتجربة اإلنسانية بالعامل ذاا هي ما أمسيه هرمينوطيقا ، و هذه العملية ال تنفك على أن تتكرر على مستوى األشياء األكثر ألفة ، فالعامل الذي تتدخل فيه جتربتنا كشيء جديـد

خضم هذا اإلرباك فهي تعمل على إرباك ما قد وجه ما كنا ننتظره و الذي سيعاد تنظيمه يفذاته، فهو دائما العامل الذي نشأ انطالقا مما قمنا بتأويله ، و عليه ليس احملرك لعملية التأويـل

هم ، بل حنـن لتجنب سوء الف شاليرماخركفن ال سوء الفهم و ال الغريية كما اعتقد ذلك قبل ما هو غريـب ا هو مألوف لدينا ، و من خالل االتفاق تم مبا هو آخر و نتمدفوعون مب

. 4و الذي سيسهم بإثراء جتربتنا بالعاملعلى أن إذ التأكيد ، متثل جوهر العملية التأويلية الفهم بشروط هذه الفكرة املتصلة ف

، غادامريلكونية عند امفهوم إىل ، إنه يقودنا الفهم هو ميزة امليتا نقد مسبقا حيمل سوء الفهم

1- Ibid , p 43.

. 243، مرجع سابق ، ص بول ريكور - 23- Gadamer , Herméneutique et philosophie, op.cit,p 41. 4- Ibid , p 43.

Page 99: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويلية________________________________ ________________________________ ________________________________ ________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

99

هو اللغة نفسها ، واالتفاق الـذي براز جوهر العملية التأويليةيسمح بإفالعنصر الكوين الذي و ليس بالضرورة املواجهة ، بل العالقة بني السؤال احلوار ، داخل التفاهم هو حيملنا .1وابو اجل

جمرد وسيط يقربنا من األشياء ، و يبقـى هي بل لتجربتنا تقييدا لغة ليست و هلذا النقترب مـن أن نانكميكما نانظر، إال أنه بإمكاننا أن نغري وجهة قليال احمدود ذا االقترابه

طالق حمدودة ضرورية و ليست على اإلوجهة نظر أخرى يف لغة أخرى ، هلذا فاهلرمينوطيقا قضية ختص اللغة ، ليست مبسألة منهجية العلوم اإلنسانية ، ألن االقتراب من العامل عن طريق

. 2الوضعية اإلنسانية يف عمومهاب وم اإلنسانية بقدر ما تتعلقالعلالعملية التأويلية حتتاج إىل توضيح و هذا مـن مسألة مشولية أنغادامري لذلك يرى

نمـوذج الهو ، إذ هناك ما يشري إىل أن منوذج املعرفة الفلسفة احلديثة خالل ما هو سائد يف يبقى ما نفكر أنه بدون حتقيق من خالل هذا كيد الفحص و التحقيق ، و األ القائم على مبدإ

تحقق منها، فحص و يقائمة على التجارب اليت تيف جمملها نسانية اإلياة ا ، إال أن احلحتكميفيه بل هي أوسع و أمشل من ذلك من لعلوم اجتربة قعية التجربة ال تنحصر أبدا يف أن وامما يعين

هـي مشولية العلوم من خالل منوذج التحقيق ها حبياة اإلنسان ككل ، حيث أنخالل ارتباط املعرفـة مع مشولية مقيدة بصورة كبرية و هلذا اهلرمينوطيقا تظهر أمهيتها من خالل اندماجنا

أكثر مشولية مـن مشوليـة على وضعيتنا اخلاصة جيعل منها إىل تطبيق كل معرفةو ، املكونة .3العلوم

ـ صبغة اللغوية للوجود اإلنساين هي فالقا من هذا و انطال بطابعـه ةيف النهاية مرتبطال ميكن هاو حدود اإلشكالية التأويلية و صحتها، حيث صالحية االجتماعي إىل حد عميق

ختص املنظر يف العلوم االجتماعيـة نفصلها عن هذا البعد احليوي و هذا ما جيعلها مسألة أن .4أيضا

عملية الفهم ، كوسط غري أيضا انطالقا من صبغة اللغوية لإلنسان تظهر ال شموليةف

. 243مرجع سابق ، ص ، بول ريكور - 1

2- Gadamer , Herméneutique et philosophie, op.cit,p 52. 3- Ibid , pp 53,54. 4- Ibid , p 86.

Page 100: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

الطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويلية________________________________ ________________________________ ________________________________ ________________________________

_______________________________ ___________________________________

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

100

كـل فقط الثقافة املنقولة بفضل اللغة ، لكن قطعا الكـل ألن ، ليس مل كل شيءحي حمدود .1شيء يأخذ مكانه يف فلك الفهم أين نتحرك مع بعضنا البعض

تتخذ مـن غادامريعند ا مت عرضه ميكن أن نالحظ أن التأويلية الفلسفية و مماللغة كأساس و جوهر يف كل عملية تأويلية ، و هذا ما حاول أن يبينه بعد أن انتقد النظـرة األداتية للغة و اليت مل تقدر اللغة حق قدرها و تصورا جمرد وسائل اصطناعية حتت تصـرف

متثل وجودا قائما دامري لغا، فاللغة بالنسبة هيدغرالذات ، و يف هذا فهو ال يبتعد عن أستاذه بذاته ، و هي اال الذي تتبلور فيه اخلربة اإلنسانية بالعامل ، و هلذا فهو يـرى أن الوجـود

.اجلدير بالفهم هو اللغة هم املرتبطني باللغـة كوسـط و تعـد و على هذا ال ميكن الفصل بني التأويل و الف

يلية و ما حيدث فيها من حوار و انصـهار الترمجة عنده أحسن منوذج للتعبري عن العملية التأولآلفاق أي أن هذا االنصهار هو انصهار لغوي من خالل جدلية السؤال و اجلواب ، و أنه من خالل اللغة تتسع خربة اإلنسان بالعامل نظرا ملا حتمله اللغة من خربات و جتـارب ، و تعـدد

تساعد على الفهم انطالقـا مـن اللغات وسيلة لالنفتاح على عوامل متنوعة و جتارب خمتلفة تنقله عرب األجيال ، و بذلك حتـدث التراث ، الذي ال ميكن أن ينقل إال من خالل اللغة اليت

.تواصال بني التجارب املاضية و احلاضرة و املستقبليةهذه السمة اليت تتميز ا اللغة هي اليت تعطي العملية التأويليـة بعـدها الشـمويل

، حيث أن التجربة اإلنسانية هي ذات تصور شامل و واسع و هي ال تتبلور إال من أو الكوينخالل اللغة ، و بذلك فهي ترتبط بالوجود اإلنساين ككل ، و التأويل غايته فهم هذا الوجود، كما يعرب الفهم أيضا عن الصبغة الشمولية للتأويل انطالقا من أنه اال الكلي الشامل جلميـع

.اد املاضية و احلاضرة و املستقبلية هذه األبع

1- Ibid , p 91.

Page 101: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

_______________________________ ___________________________________ 101

‡ÕåÜa‡ÕåÜa@ @@ @@ @@ @

Page 102: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

______________________________ ___________________________________

النقدالنقدالنقدالنقد

102

جماالت أساسـية ، فهـي ةمتتد على ثالث غادامريإن التأويلية الفلسفية كما عرضها تتعلق يف البداية مبجال الوعي اجلمايل مث مبجال الوعي التارخيي و أخريا مبجال الوعي اللغوي ،

رة املنهجية العلمية املوضـوعية ، ممـا يعـين أن إذ أراد أن يؤسس للحقيقة خارج نطاق النظاحلقيقة ال تتوقف فقط على هذا النموذج ، و أن هذه احلقيقة أكثر جوهرية و حيوية ، ألـا

تتكون كل جتاربنـا بـاملعىن ، ةتتعلق بشروط إنسانيتنا ، ألنه من خالل هذه التجارب الثالث . 1فهم و نتفاهم فيما بينناحيث أن هذه التجربة باملعىن هي اليت جتعلنا ن

ل بني مؤيـد و رافـض افعأردود مل يسلم من انتقادات و غادامريإن ما ذهب إليه و من بني املبادئ اليت أثارت النقد و الرفض فكرة الشمولية من خالل موقف الفيلسـوف

-1930( جـاك دريـدا و الفيلسوف الفرنسي 1929املولود سنة يورغن هابرماساألملاين للفهم فعال ، و مـن جهـة من خالل التساؤل من جهة إذا كان كل شيء قابال ) 2004

. 2ألن يأخذ صبغة لغوية أخرى إذا كان كل شيء قابال: يؤاخذ فيما ذهب إليه يف تأويليته الفلسفية من جانبني أساسـيني غادامريكما أن

ذاتية ، و اجلانب الثاين يتعلق بأن حماولتـه الاجلانب األول و يتعلق بتصنيفه مع أنصار الرتعة لتجاوز الذاتية اليت يفرضها املنهج صف مع أنصار الرتعة احملافظة ، إذ من أجل االختيار بني ن

التأويالت املختلفة و املمكنة ، نعتمد على التراث كمعيار و مساعد على التأويل و وسـيلة إذ يف نظرمها األخذ ، هربماس و أوتو آبلىل كل من لبلوغ احلقيقة ، و يعود االعتراض الثاين إ

بالتراث كمعيار لصحة التأويل يلغي إمكانية وجود عالمة تساعدنا على تثمني للعقالنية، كما . 3يديولوجياكن أن تزيف من طرف اإلال يأخذ بعني االعتبار أن التأويالت التراثية مي

إخضاع عملية الفهـم لسـلطة ريغادامأن حماولة هابرماسو من خالل ذلك يرى التراث ، ينجر عنها تشويه لعملية الفهم ، و ذلك ألن التراث قد يؤدي إىل حتريـف املعـىن

و يقود إىل سوء الفهم بتأثري من اإليديولوجيا اليت ميكن أن توجه معىن املاضي تبعا ملا خيـدم

, p 5,disponible sur le site : de Gadamer>> << L'espoirJ.Grondin , -1

mapageweb.umontreal.ca. et de la rhétorique:Ses sources uel'herméneutiqL'universalité de <<J.Grondin, -2

,op.cit , p 1. dans le passage de Platon à Augustin dans Vérité et méthode>> 3- G.Warnke , Gadamer Herméneutique , tradition et raison , tra J.Colson , editions universitaires , paris , p 11.

Page 103: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

______________________________ ___________________________________

النقدالنقدالنقدالنقد

103

لعملية التأويلية قد تكون مبثابة ا لساسأغادامري ها ما أن األحكام املسبقة اليت يعدمصلحتها ، ك .1عوائق و قيود للعقل و هذا ما يعين ضرورة متحيصها و نقدها عن طريق العقل

مرتبط دائما بالظروف التارخيية اليت مبوجبـها املـؤول يـدرك غادامريالفهم عند ظر هذه يترتب موضوعه و بانشغاالته الراهنة اليت يضعها يف عالقة معه ، مما يعين أن وجهة الن

ليس بصورة موضوعية قد عليها نتائج ذاتية ، حنن ندرك احلقيقة بالنسبة لنا من وجهة نظرنا و .2اانتهازيأن يكون كن يز بني فهم تأويلي و تأويل ذايت ميهذا أنه قد ال ميكننا التمييترتب على )1968 -1890( إميليـو بيتــي اإليطايلالناقد و املؤرخ هذا ما يؤاخذ عليه

فلقد انعكست تأويليته سلبا على اهودات املقدمة يف ميدان اهلرمينوطيقا من طرف غادامري الل اهتمامهـا مبسـألة التأويـل ، إذ من خ شاليرماخر و دلتايالفكر الرومانسي لكل من

تقـدم و بالتايل أصبحت ال غادامريمدى أمهيتها للدراسات اإلنسانية ، احنرفت العملية مع و نفهم الظاهرة اإلنسانية كما ال ميكن أن تكون لفهم مما يعين أا ال تساعد على أنلنا منهجا ل

منهجا بديال للدراسات اإلنسانية، كما أا تنعكس سلبا على عملية التأويل من خالل عـدم .3حتقيق املوضوعية مما يعرض التأويل ذاته للشك

مما يقود إىل غادامريال أمام النسبية يف تأويلية أن هذا يفتح ا إميليو بيتـييضيف يؤدي إىل بتـر و من مثة و يشوها حيجب احلقيقة حتكمية الذات يف حتديد املعىن و يهدد بأن

.4احلقيقة التارخيية أن هدف التأويل هو حتقيق املوضوعية و ال يكـون هـذا إال بيـيتو بذلك يرى

، و ذلك من خالل البحـث يف ذاتيـة املؤلـف غادامريبرفض النظرة الذاتية اليت ينادي ا .5لفهم ما أراد أن يقوله و إعادة بنائه ، إذن على املؤول أن ينفذ إىل غريية املوضوع

األساس إىل الرتعة الذاتية و تارخيانية الفهم إذن كانت موجهة يف بيـيت انتقادات منيز بني ما هو ميكن من خالله أن موضوعي ألن هذه النظرة ال تؤسس ملعيار غادامري عند

.298نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري ، مرجع سابق ، ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمينوطيقا .د - 1

2- G.Warnke , op.cit , p 100. . 273نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري ، املرجع سابق ، ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمينوطيقا .د - 3

4- G.Warnke , op.cit , p 129. .275نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري ، املرجع السابق ، ص : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمينوطيقا .د - 5

Page 104: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

______________________________ ___________________________________

النقدالنقدالنقدالنقد

104

ال ميكن أن يكون دائما ذا وظيفـة صحيح و ما هو خاطئ ، كما أن القول بضرورة التطبيق .1فعالجيابية ففي فهم التاريخ اهلدف هو فهم ما حدث إ

إعادة االعتبار للحكم املسبق يلوح بوضوح بشبح الذاتية ، إذا كنت أفهم بالضرورة ما من خالل أحكامي املسبقة ، فما هو الفرق بني الفهم و التأويل الذايت ؟ هل ميكننـا انص

القيام بالتمييز بني حكم مسبق شخصي و فهم صحيح أو أن كل فهم يرجع إىل أنه مسـألة . 2صة ؟وجهة نظر خا

اهتم يف تأويليته بقضايا بعيدة جـدا عـن املهمـة غادامريأن هريشو لذلك يرى احلقيقية للهرمينوطيقا مما يشكك يف إمكانية الوصول إىل معىن موضوعي ، كما أنه ال يقدم لنا

.3معيارا ميكن أن حندد من خالله املعىن الصحيح للنصو يرى أنه ميكننا أن خنتـار شاليرماخر و دلتايإىل كل من هريشو يف هذا ينحاز

و أن نرجـع إىل ، غادامري بني التأويالت املتضاربة باالبتعاد عن معىن النص كما تصور ذلك اخل ، ...مقاصد املؤلف انطالقا من إعادة بناء املعىن من معرفتنا حبياته وانشغاالته و معتقداتـه

حتمال ألنه ال ميكننا أن نكون أبدا متأكدين ممـا أراد كما يعترف أن هذا التأويل يبقى جمرد ا . 4أن يقوله املؤلف فعال، بل ن كتبهمليس هو فهم النص مبعزل ع غادامريأن ما يؤخذ على هريشهلذا يرى

الغاية من تأويل النص هو الوصول إىل مقصد املؤلف و الذي ميثل املعيار يف احلكم على صحة . 5أي تأويل

الذي، 1922سنة املولود أوتو آبلكارل األملاين ضا موقف الفيلسوفكما جند أي

و املتمثلة يف أن مهمة الفهم هو التأليف بـني املاضـي غادامري يرفض النتيجة اليت ينتهي إليها هذا التصور للفهم اهلرمينوطيقي يربط التاريخ آبلو احلاضر ، اهول و املعروف ، فحسب

بالسياق الراهن ، ما سنا أو سيئا ، فإذا امتزج الفهم كان ح يديولوجي سواء اإل باالستخدام

.277، ص نظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري ، مرجع سابق: عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمينوطيقا .د - 1

2- G.Warnke , op.cit , p104. .280سابق ، ص الرجع املنظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري ، : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمينوطيقا .د - 3

4- G.Warnke , op.cit , pp 113,114. .279سابق ، ص الرجع املنظرية التأويل من أفالطون إىل جادامري ، : عادل مصطفى ، مدخل إىل اهلرمينوطيقا .د - 5

Page 105: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

______________________________ ___________________________________

النقدالنقدالنقدالنقد

105

.1هو املعيار الذي حنتكم إليه ملنع عملية التأويل من أن تستخدم املاضي ألغراضها اخلاصة؟فهي من جهـة ال : أمام سلبيات و صعوبات غادامرييظهر من هذا أن هرمينوطيقا

يت ميكن أن تظهر يف املعىن انطالقا من إخضاع عملية التأويل إىل ميكن أن تتجنب االنتهازية الاعتبارات خاصة و ذاتية ، و من جهة أخرى يبعدها هذا عن أن يكون هلا معيار ميكن من

. 2خالله التمييز بني الفهم الصحيح و الفهم اخلاطيء

1- G.Warnke , op.cit , p 152. 2- G.Warnke , op.cit , p 129.

Page 106: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 106

ó¸b©aó¸b©a

Page 107: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

______________________________ ___________________________________

الخاتمةالخاتمةالخاتمةالخاتمة

107

لقد احتلت اهلرمينوطيقا أو التأويل مكانة مميزة يف الفلسفة املعاصرة ، و أصبحت متثل توجها قائما بذاته يستقطب الفالسفة مبختلف توجهام و تيارام ، و األكيد أن هذا التوجه

أقل من الظاهرة الطبيعيـة و ال فتح جماالت للمعرفة مل يكن ينظر إليها كمصدر للحقيقة ألاهذا اال يتعلق بفهم اآلخر من خالل جتلياته و تعبرياته مبعىن أننا ميكن أن حتقق املوضوعية ،

نتناول آثار اإلنسان و نريد أن نكشف احلقيقة اليت تتضمنها من أجل معرفة اآلخر ، و بذلك .أن نربط احلاضر باملاضي و املستقبل

أن التأويل كمبحث كان وليد الفلسفة املعاصرة و مل تكـن لـه لكن هذا ال يعينامتدادات عرب التاريخ الطويل للفلسفة ، فلقد كان متداوال منذ العصور القدمية ، فنجـده يف الفلسفة اليونانية ، إال أنه مل يصبح مبحثا ذا أمهية إال يف العصر الوسيط الرتباطـه بالكتـاب

أبعادا مغايرة يف العصر احلديث و أصبح يتسم بنظرة أعم ألنه املقدس املسيحي ، و لقد أخذ ، مولوجية تيبسلغاية ايتناول بالدراسة كل النصوص دون استثناء و غلب عليه الطابع املنهجي

.أي يرمي لتحقيق معرفة موضوعية إال أن التغري الذي طرأ على العملية التأويلية يف عصرنا احلاضر أخذ أبعادا مغايرة ملـا

اليت وضع يف فلسفته التأويلية غادامري كان سائدا من قبل ، و هذا ما ملسناه من خالل ما قدمه أسسها و أهم املشكالت اليت تبحث فيها ، و هذا ما حاولت إبرازه من خالل معاجلة هـذه

لية للوقوف على حقيقة التأويل و آلياته ، و إلبراز كيفية االنتقال من التأويل الـذي اإلشكا، و لقد ترتب عن هـذه طبيعة أنطولوجية بستيمولوجي إىل تأويل ذياليغلب عليه الطابع ا

:الدراسة النتائج التالية قدر ما يكن منهجا غايته التأسيس ملعرفة موضوعية ، بمل غادامريأن التأويل مع -1

كان يبحث يف كيفية فهم اآلخر من خالل تعبرياته ، أي أنه يبحث يف عملية الفهم كيـف ميكن أن تتحقق خارج نطاق النظرة املنهجية العلمية ، لتجاوز الصراع الذي نشأ يف تـاريخ

و بذلك أصبح التركيز علـى الوجـود كأسـاس للفهـم ، الفلسفة بني الذات و املوضوعيل، مبعىن أنه ينطلق من الذات اليت تعيش الوجود ، و بذلك فهـي تنظـر إىل الفهـم و التأو

شة املباشرة الـيت تربطنـا أن هذا الفهم يرتبط باخلربة املعيكعملية أنطولوجية يف اإلنسان، و . باحلياة

Page 108: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

______________________________ ___________________________________

الخاتمةالخاتمةالخاتمةالخاتمة

108

أن التأويل جعل من الفن حامال للحقيقة اإلنسانية كبقية ااالت األخرى و أنه -2و تعبري عن خربته قصده اإلنسان عنها شأنا يف كشف احلقيقة ألنه حامل للمعىن الذي ال يقل

ة ، و ذا ليس هدفه املتعة أو اللذة ، ألنه يعرب عن احلياة و من مثة فهو لغة حاملة لثقافشة املعيكان سائدا من معان يف أي مرحلة تارخيية ، و بذلك ما ، و من خالله ميكن أن نصل إىل ما

جتاوز النظرة الشكلية املركزة على الطابع اجلمايل يف األثر الفين و اليت حاولت أن حتصر هـذا فهو عامل قائم بذاته ، مما يعين أن العمل الفين مهما كان طابعهضمون املشكل دون الالعمل يف .أن تنكشف عن طريق التأويلمتنوعة و متعددة ميكن يزخر مبعانا هو تارخيي ، و هنا نلمس أهم العناصر املتحكمـة يف مأن التأويل ال ينفصل ع -3

عملية التأويل ، ألا حتدد عملية الفهم لكل ذات ، و هذا ما يتجلى يف تارخيانية الفهـم ، االجتماعية ، فهي تعرب على أن لكل ذات موروث خاص اكتسبته من خالل التربية أو التنشئة

و أا ال ميكن أن تفكر دون خضوعها إىل هذا املوروث سواء بصورة واعية أو ال واعيـة ، نه بفضـل هـذه ، و أو هذا ال يصدق على ميدان دون آخر بل يصدق حىت يف ميدان العلم

تنشأ عملية حوار بني الذات املؤولة و اآلخر من خالل مـا خلفـه مـن آثـار ، التارخيانية و املتحكم يف هذا احلوار هو السؤال و اجلواب املتبادل بينهما ، مما يعين أن الذات ليست هي مصدر املعىن بل هو التفاعل الذي ينشأ بينهما ، و بذلك ففهم ما هـو تـارخيي ال يـتم إال

.اتهريباالخنراط فيه و املشاركة لفهم تعبا الوسط الذي تتم فيه عملية الفهم أن التأويل ال ينفصل عن اللغة ، و ذلك أل -4

و التأويل ، انطالقا من أن اللغة تبين عاملا قائما بذاته و مستقال عن الذات و هي الـيت تـأيت ، باألشياء للوجود ، و من مثة فهي احلاملة للخربة اإلنسانية ، و اليت تنقلها من جيل إىل آخر

نفهمه ، و ألا حاملة للخربة اإلنسانية اليت هـي مما يعين أن اللغة هي الوجود الذي ميكن أن تكون التأويلية ذات صبغة مشولية أو كونية ، و هذا جيعل مـن التأويـل ، و منه أعم و أمشل

.بالوجود اإلنساين أكثر من أن يكون منهجا أو جماال يتعلق إال بالعلوم اإلنسانية امرتبطأمهية التأويل كتيار فلسفي معاصـر إن ما أردت أن أبينه من خالل هذا البحث هو

، دون الوقوع يف النظرة التقييمية الرافضة ملا هيهدف إىل فهم اآلخر من خالل جتلياته و تعبرياتا عاشه كان يتماشى مع ما كـان مفيا ، و أن ما عرب به اإلنسان عهو مغاير لنا فكريا و ثقا

Page 109: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

______________________________ ___________________________________

الخاتمةالخاتمةالخاتمةالخاتمة

109

ن حنكـم علـى مـا أجنـزوه باإلجيـاب سائدا يف عصره و متأثرا بثقافته ، و أننا ال منلك أأو السلب ، بل ما منلكه هو كيف نفهم هذا اإلسهام كتعبري إنسـاين حامـل للحقيقـة ،

. و حنط من شأن آخر و بالتايل ال ميكن أن نرفع من شأن جمال معريف

Page 110: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 110

���&%$رس ا �� &%$رس ا �

&%�س ا (+$در و ا (�ا)' *

&%�س ا/.-م *

&%�س ا (121.$ت *

Page 111: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 111

:ب$ 7�ب45 - أ

:ا (+$در - أو9

:ا (�ا)' –;$:$5

))))بيبليوغرافيا البحث بيبليوغرافيا البحث بيبليوغرافيا البحث بيبليوغرافيا البحث ( ( ( (

، 1علي حاكم صاحل ، حسن ناظم ، ط: هانز جورج غادامري ، بداية الفلسفة ، ترمجة -1

.2002دار الكتاب اجلديد املتحدة ، برناسكوين،روبرت :و مقاالت أخرى،حترير:ميلهانز جورج غادامري، جتلي اجل -2

.1997سعيد توفيق،الس األعلى للثقافة، .د:ترمجة حسن.اخلطوط األساسية لتأويلية فلسفية،ترمجة د:هانز جورج غادامري، احلقيقة و املنهج -3

. 2007،دار أويا، 1حاكم صاحل ، ط ناظم ، علي

1- Hans-Georg.Gadamer,La philosophie Herméneutique,trad Jean Grondin, puf , paris, 1996. 2- Hans-Georg.Gadamer, Herméneutique et philosophie , preface de J.Greisch , beauchesne, paris, 1999. 3- Hans-Georg. Gadamer,Vérité Et Méthode les grandes lignes d'une herméneutique philosophique,Edi:P.Frochon,J.Grondin,G.Merlio, Seuil,Paris,1996

:ب$ ?�:<45 - ب

A$@(4 ا (�ا)' و ا (+$در

:ب$ 7�ب45 - أ

Page 112: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 112

،1ط عزمي طه السيد أمحد ،.د:،ترمجة)يف فلسفة اللغة(حماورة كراتيليوس أفالطون ، -1 . 1995األردن ، -منشورات وزارة الثقافة ، عمان

، مركز دراسات الوحدة 1غامن هنا ،ط: إمانويل كانط ، نقد ملكة احلكم ، ترمجة -2 .2005لبنان ، –العربية ، بريوت

حممد برادة ، حسان بورقية ، : أحباث التأويل ، ترمجة: إىل الفعل بول ريكور ، من النص -3 .2004، مكتبة دار األمان ، الرباط ، 1ط

، منشورات عويدات ، 1بيار غرميال ، امليتولوجيا اليونانية ، ترمجة هنري زغيب ، ط -4 .1982بريوت ،

عمر مهيبل ،.للفينومينولوجليا ، ترمجة و تقدمي دجان غراندان ، املنعرج اهلرمينوطيقي -5 .2007، منشورات االختالف ، اجلزائر ، 1ط

حسن حنفي، مقدمة يف علم االستغراب ، الدار الفنية للنشر و التوزيع ، القاهرة ، -6 1991.

، االختالف، منشورات 1وجيه قانصو، ط:، مقدمة يف اهلرمينوطيقا ،ترمجةدايفيد جاسرب -7 .2007اجلزائر ،

–فؤاد كامل،دار الثقافة للنشر و التوزيع:رودجير بوبنر، الفلسفة األملانية احلديثة، ترمجة -8 .1988القاهرة ،

، جمد املؤسسة اجلامعية للدراسات1سعيد توفيق ، يف ماهية اللغة و فلسفة التأويل ، ط -9 .2002لبنان ، –و النشر و التوزيع ، بريوت ، املركز الثقايف العريب ، 1الفلسفة و الترمجة ،ط : طه عبد الرمحن ، فقه الفلسفة -10

.1995بريوت، ، دار 1قراءات و دراسات يف الفلسفة و النفس ، ط: عادل مصطفى ، صوت األعماق -11

.2004لبنان ، -النهضة العربية ، بريوت ، 1أويل من أفالطون إىل جادامري، طنظرية الت:قا مدخل إىل اهلرمنيوطيعادل مصطفى ، -12

.2003لبنان ، -دار النهضة العربية ، بريوت اإلسالمي، مقاربات يف اهلرمينوطيقا الغربية و التأويل العريب:و التأويل اللغةعمارة ناصر، -13

Page 113: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 113

$B $;– و ا (1س1.$ت D($7) ا:

:ب$ 7�ب45 - أ

:ب$ ?�:<45 - ب

.2007،منشورات االختالف، اجلزائر ، 1ط ، زياد املال: ية املعاصرة ، ترمجةالتحليل النفسي و الفلسفة الغرب –لريي ليبني ، فرويد فا -14

.1997سوريا ، -، دار الطليعة اجلديدة ، دمشق 1تيسري كم نقش، ط.د:مراجعة ، 1فصول يف الفكر الغريب املعاصر ، ط: حممد شوقي الزين ، تأويالت و تفكيكات -15

.2002.لبنان ، -الثقايف العريب ، بريوتاملركز ،منشورات عويدات، بريوت،3حممد عبد الرمحن مرحبا، مع الفلسفة اليونانية،ط -16

1988. لبنان ، -، دار الطليعة للطباعة و النشر ، بريوت1نبيهة قارة ، الفلسفة و التأويل ، ط -17

1998. اهلرمنيوطيقا و التفكيكية ، ترمجة حسن ناظم ، علي نصيات بني: سلفرمان . ج.هيو -18

.2001، املركز الثقايف العريب ، لبنان ، 1حاكم صاحل ، ط

1- Georgia Warnke , Gadamer Herméneutique , tradition et raison , trad Jacques Colson , editions universitaires ,paris .

عويدات ، خليل أمحد خليل ، أمحد: تعريبالند ، موسوعة الالند الفلسفية، أندريه ال -1

.2001باريس ، -، منشورات عويدات ، بريوت2ط بريوت،للدراسات و النشر، ، املؤسسة العربية 1بدوي ،موسوعة الفلسفة، طعبد الرمحن -2

1984. ، مكتبة لبنان 1كميل احلاج ، املوسوعة امليسرة يف الفكر الفلسفي و االجتماعي ، ط -3

.2000لبنان، -ناشرون ، بريوت

Page 114: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 114

:ب$ ?�:<45 - أ

Webographie: ا (1اA' اE� 9�و:45

:ب$ 7�ب45 - أ

:ب$ ?�:<45 - أ

1- Petit Larousse Illustré , 1981,Librairie Larousse , Paris.

، جملة أوراق فلسفية، »اهلرمينوطيقا أو اسم الفلسفة اآلخر «عبد العزيز العيادي ، - 1

aorakphalsaphia.com\\:http :، يف املوقع 10العدد ، جملة مقاربة يف أصول املصطلح و حتوالته: اهلرمينوطيقا و الترمجة بارة،عبد الغين -2

: ، يف املوقع2008، شتاء 133شق ، العدد إحتاد الكتاب العرب ، دم اآلداب العاملية ، dam.org-http://www.awu جملة، »واقع خطاب التأويلية ، بني الثابت و املتغري من أين إىل أين ؟ «خمتار لزعر ، -3

:maorakphalsaphia.co\\http: يف املوقع، 07، العددأوراق فلسفية يف ، 10، العدد جملة أوراق فلسفية، »اهلرمينوطيقا املصطلح و املفهوم « مىن طلبة ، -4

:aorakphalsaphia.com \\http: املوقع

-Georg Gadamer (1900-« HansD. Desroches , C. de Rosement , -1

www.cvm.qc.ca\\http: ,(en ligne), disponible sur le site :2002 )»

2- D.Ndeh , Religion et Ethique: une relecture herméneutique des

discours sur la religion de schleiermacher , these de doctorat ,

université de marne-la-vallee, octobre 2002,(en ligne), disponible

.mlv.fr-www.univ\\http: sur le site:

3- F.Renaud,<< Jean.Grondin, Hans-Georg Gadamer,Ein

Biographie>> ,(en ligne) , revue philosophiques, v28,n1, 2001,

Page 115: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 115

disponible sur le site : http:\\www.erudit.org

4- J.Grondin , <<La fusion des horizons >>, (en ligne) , disponible sur

Le site : http:\\ mapageweb.umontreal.ca.

5- J. Grondin , << La tache de l'herméneutique dans la philosophie

ancienne>> , revue klēsis , numéro 1/2, 2006 , (en ligne ) , disponible

sur le site : http:\\revue-klesis.org.

6- J.Grondin,<<L'universalité de l'herméneutique et de la

rhétorique:Ses sources dans le passage de Platon à Augustin

dans Vérité et méthode>> , (en ligne) : disponible sur le site :

http:\\mapageweb.umontreal.ca.

7- Jean-Paul Resweber,<<Le champ de l'herméneutique :

Trajectoires et Carrefours>>, Revue théologique , volume 10 ,

numéro 2, Automne 2002 , (en ligne ) , disponible sur le site :

http:\\www.erudit.org

8- J.S.MILL,Système De Logique Déductive et Inductive , Livre 4,trad

Louis Peisse , ( en ligne ) , version numérique site web :

http://bibliotheque.uqac.uquebec.ca

: La Métaphore Dans << Translatio/MétaphoraN. Cernogora , -9

L’Exégèse Biblique De Saint Augustin à La Clavis Scripturae

, novembre Camenae №3, Flacius Illyricus(1567)>> De Matthias

2007, ( en ligne)disponible sur le site :

.sorbonne.fr-www.paris\\http:

10- T. Fitch Brian , <<Introduction :Le commentaire sans fin >> ,

revue Texte , numéro 15/16 , 1994,( en ligne), disponible sur le site :

http:\\www.texte.ca .

11- [ressource électronique]. microsoft®encarta®, 2007, [CD]. microsoft

corporation ,2006

Page 116: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 116

س

��ما��س

أ

.APEL : 97 ،98 أوتو كارل آبل -

. ARISTOTE :09 أرسطو -

.PLATON :08 ، 27، 73 ،75 ،76 ،79 أفالطون -

. ORIGENE :10 ،11 أورجيني االسكندري - .SAINT-AUGUSTIN :11 ،12 ، 78 ،79 ،81 أوغسطني القديس -

ب

.PROTAGORAS :08 ، 76 بروتاغوراس -

. BULTMANN :27بولتمان رودولف -

.BETTI: 98 إميليو بيتـي -

ت

.02: التوحيدي أيب حيان -

د

.DERRIDA: 97 جاك دريدا -

،DILTHEY : 03 ،17 ، 26 ،29 ،30 ، 49 ،59 ،64فلهلم دلتاي - 70 ،98 ،99.

.DE SAUSSURE : 74 فرديناند دي سوسري -

.DESCARTES :30 ، 54 ديكارت روين - ر

.80، 79: الرواقية -

.SOCRATE :02 ،75 ،76سقراط -

Page 117: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 117

ش

، SCHLEIERMACHER :03 ،15 ،16 ،17 ،18 ،26فريدريك شاليرماخر - 59 ،61 ،68 ،86 ،93 ،98،99.

.SCHELER : 26 شيلر ماكس -

. SCHILLER :42 ،43 فردريك شيللر -

غ

.GADAMER : 26 جوهانغادامري -

، GADAMER :03، 04 ،05، 24، 26 ،27 ،28 هانز جورج غادامري - 29 ،30، 31 ،32 ،33 ،34 ،35 ، 36 ،37،39 ،40 ،41 ،42 ،43، 44 ،45 ،46 ،47 ،49 ،50 ،51،

52 ،53 ،54 ،55 ،56 ،57 ،59 ، 60 ،64 ،68 ،69 ،70 ،73 ،74 ، 75 ،76 ،78 ،79 ،80 ،81 ،82،

83 ،85 ،87 ،91 ،92 ،93 ،94، 95 ،97 ،98 ،99 ،100 ،102.

.GOETHE : 28 غوته جوهان فولفغانغ - ف

. FLACIUS : 13 فالسيوس ماتياس - . PHILON: 09 فيلون االسكندري -

ك

.KANT : 36 ،37 ،38 ،39 ،40 ،42 ،43 كانط إميانويل -

.CHLADENIUS: 14 ،15 كالدينوس جوهان مارتن - .CLEMENT: 10 ،11 كليمانت االسكندري -

ل

.LUTHER: 12 ،13 لوثر مارتن -

Page 118: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 118

م

.MILL : 28 ،29 ،30 مل جون ستيوارت _

ن

.NATORP : 26 ناتورب بول -

ه

.HABERMAS: 97 يورغن هابرماس -

.HARTMANN: 26 نيقوالي هارمتان -

، HUSSERL: 18 ،19 ،20 ،21 ،26 ،33 هوسرل إدموند -

،HEIDEGGER :20 ،21 ،22 ،23 ،26 ،27 ،32 هيدغر مارتن - 51 ،55 ،59 ،74 ،82 ،89 ،95 .

.HOMERE: 07 ،08 هومريوس -

.HIRSCH: 99 هريش -

.HEGEL: 34 هيغل - ي

.JASPERS : 27 كارل ياسربس -

Page 119: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 119

فهرس الموضوعاتفهرس الموضوعاتفهرس الموضوعاتفهرس الموضوعات

01 .................................................................................................................المقدمةالمقدمةالمقدمةالمقدمة

06 ...............................................................نظرة تاريخية لمشكلة التأويلنظرة تاريخية لمشكلة التأويلنظرة تاريخية لمشكلة التأويلنظرة تاريخية لمشكلة التأويل: : : : المدخل المدخل المدخل المدخل

07 .................................................................................العصر اليونانيالعصر اليونانيالعصر اليونانيالعصر اليوناني - - - - أوالأوالأوالأوال 08 .....................................................................................ونأفالط - 1 09 .......................................................................................أرسطو - 2

09 ........................................................................................فيلون - 3

10 ....................................................................................كليمانت - 4

10 ....................................................................................ينأوريج - 5

11 ..................................................................................العصر الوسيطالعصر الوسيطالعصر الوسيطالعصر الوسيط - - - - ثانياثانياثانياثانيا 11 .......................................................................القديس أوغسطين - 1

12...................................................................................... عصر النهضةعصر النهضةعصر النهضةعصر النهضة - - - - ثالثاثالثاثالثاثالثا

12............................................................................................ لوثر - 1

13.................................................................... .................فالسيوس - 2

14 .................................................................................كالدينيوس - 3

15 ................................................................................العصر الحديثالعصر الحديثالعصر الحديثالعصر الحديث - - - - رابعارابعارابعارابعا

15 ...................................................................................شاليرماخر - 1

17 ........................................................................................دلتاي - 2

18 ...............................................................................العصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصرالعصر المعاصر - - - - خامساخامساخامساخامسا

18 ......................................................................................هوسرل - 1

20 ......................................................................................هيدغر - 2

25................... .........................................التأويل و الوعي الجماليالتأويل و الوعي الجماليالتأويل و الوعي الجماليالتأويل و الوعي الجمالي: : : : الفصل األول الفصل األول الفصل األول الفصل األول

Page 120: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 120

26............................................................... المسار الفكري لغاداميرالمسار الفكري لغاداميرالمسار الفكري لغاداميرالمسار الفكري لغادامير ––––أوال أوال أوال أوال

28.................................................................. التأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهجالتأويل و مشكلة المنهج - - - - ثانياثانياثانياثانيا

28............................................................................. مشكلة المنهج -1

31................................................................... مفهوم الهرمينوطيقا -2

33 .....................................................الخبرة المعاشة أساس التأويل -3

35................................................................................. الوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجماليالوعي الجمالي - - - - ثالثاثالثاثالثاثالثا

36........................................................................... التمايز الجمالي -1

38............................................ .............................الالتمايز الجمالي -2

42.................................................................... اللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفنياللعب و العمل الفني - - - - رابعارابعارابعارابعا

48........................... .............................التأويل و الوعي التاريخيالتأويل و الوعي التاريخيالتأويل و الوعي التاريخيالتأويل و الوعي التاريخي: : : : الفصل الثاني الفصل الثاني الفصل الثاني الفصل الثاني

49...................... ..........................................................الوعي التاريخيالوعي التاريخيالوعي التاريخيالوعي التاريخي - - - - أوالأوالأوالأوال 49....................... ..................................نقد الوعي التاريخي الشائع -1 51................... .............................................الوعي التاريخي الفعال -2

53..................... .....................................تاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويلتاريخانية الفهم أساس التأويل - - - - ثانياثانياثانياثانيا 53........................ ...............................األحكام المسبقة أساس الفهم -1 59........................ .....................الدائرة التأويلية و األحكام المسبقة -2 60........................ ....................................المسافة الزمنية و التأويل -3

62...................... .................................................الجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقيالجدل الهرمينوطيقي - - - - ثالثاثالثاثالثاثالثا 62........................ .....................................................انصهار اآلفاق -1 64........................ .......................................منطق السؤال و الجواب -2

67....................... ..................................................مهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقامهمة الهرمينوطيقا - - - - رابعارابعارابعارابعا

72....................... .....................................................التأويل و اللغةالتأويل و اللغةالتأويل و اللغةالتأويل و اللغة: : : : الفصل الثالث الفصل الثالث الفصل الثالث الفصل الثالث

73............... ...................................................................طبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغةطبيعة اللغة - - - - أوالأوالأوالأوال

73............... .............................................األداتية للغةالطبيعة غير -1

78............... ..............................................طبيعة عالقة الفكر باللغة -2

Page 121: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 121

81.. ..................................................................اللغة و كشف العالم -3

84.........................................................اللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويليةاللغة وسيط التجربة التأويلية - - - - ثانياثانياثانياثانيا

84............... .........................................................الترجمة و التأويل -1

87............... ....................................................اإلنسانيلغوية الفهم -2

91.................. ...............................................الطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويليةالطابع الشمولي للتأويلية - - - - ثالثا ثالثا ثالثا ثالثا

96......................... ...............................................................................النقد النقد النقد النقد

101.....................................................................................................الخاتمة الخاتمة الخاتمة الخاتمة

106.....................................................................و المراجع و المراجع و المراجع و المراجع قائمة المصادر قائمة المصادر قائمة المصادر قائمة المصادر

111...........................................................................................فهرس أعالم فهرس أعالم فهرس أعالم فهرس أعالم

114..................... .........................................................فهرس الموضوعات فهرس الموضوعات فهرس الموضوعات فهرس الموضوعات

Page 122: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 122

ملخص بالعربية لمذكرة ماجستير بعنوان ملخص بالعربية لمذكرة ماجستير بعنوان ملخص بالعربية لمذكرة ماجستير بعنوان ملخص بالعربية لمذكرة ماجستير بعنوان

))))التأويل عند هانز جورج غادامير التأويل عند هانز جورج غادامير التأويل عند هانز جورج غادامير التأويل عند هانز جورج غادامير ((((

مقدمة من طرف الطالب بن حديد عارفمقدمة من طرف الطالب بن حديد عارفمقدمة من طرف الطالب بن حديد عارفمقدمة من طرف الطالب بن حديد عارف

كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعيةكلية العلوم اإلنسانية و االجتماعيةكلية العلوم اإلنسانية و االجتماعيةكلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية

قسم الفلسفةقسم الفلسفةقسم الفلسفةقسم الفلسفة

إن اهلرمينوطيقا من حيث هي فن من أقدم املسائل الفلسفية ، و هذا ما التأويل تعدتدل عليه العودة إىل تاريخ املصطلح و تطوره الداليل إذ يعود جبذوره إىل الفلسفة اليونانية ، إال أنه مل يأخذ أبعاده الفلسفية احلقة إال مع فلسفة العصور الوسطى اليت جعلت منه وسيلة

، و هذا ما جعل من التأويل منهجا ) يل اإلجن( للبحث عن آليات و قواعد فهم النص املقدس نظللفهم الصحيح ، أما بداية من العصر احلديث أخذ التأويل أبعادا جديدة حيث أصبح يإليه ر

على أنه منهج للفهم املوضوعي يف ميدان العلوم اإلنسانية ، و بذلك كان مبثابة رد فعل و نقد الضروري لكل معرفة علمية موضوعية ، و يف ملن رأى يف املنهج التجرييب املعيار الوحيد و

هذا السياق تأيت النظرة املعاصرة يف الفلسفة األملانية نتيجة لألزمة اليت طرحتها العلوم اإلنسانية للمنهج التجرييب و هذا بديال امنهج ، حيث أعدتهو اليت رأت يف التأويل خمرجا هلذه األزمة

ار هذا الصراع املنهجي اإلبستيمولوجي جاءت تأويلية ما نادت به الفينومينولوجيا ، ففي إطاملنظور اإلبستيمولوجي : غادامري الفلسفية كمسامهة للخروج حبل ، إذ قابل بني منظورين

. و املنظور األنطولوجي إن البحث يف تأويلية غادامري و من خالهلا عملية الفهم بشقيها اإلبستيمولوجي

جمال : جماالت أساسية هي ةو األنطولوجي ميكن أن يقودنا إىل نتائج عدة ميكن إمجاهلا يف ثالثو جمال اللغة ، ففي ميدان الفن خنلص إىل أن فهم ، و جمال الوعي التارخيي ، الوعي اجلمايل

بل من اآلخر من خالل آثاره الفنية ال مير عن طريق النظرة املنهجية غري املتحيزة املوضوعيةخالل املشاركة لفهم جتربته باحلياة من خالل ما جسده من آثار و بذلك فهي فهم للوجود

بقدر ما هو ااإلنساين ، و هذا ما يعطيها بعدها األنطولوجي مما يعين أن التأويل ليس منهج .عملية انكشاف للحقيقة

Page 123: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 123

ة اإلنسان و بذلك جيب أن ننظر إىل الفن من حيث هو جتربة إنسانية حاملة خلرب بالوجود اليت ال ميكن أن تنكشف إال بالتفاعل مع األثر الفين و بالتايل القضاء على الفجوة

من خالل املشاركة يف هذه التجربة –اليت كانت وليدة النظرة املنهجية املوضوعية –و اهلوة .و حتيينها حىت تصبح قابلة للفهم

ستخلصها يف جمال الوعي التارخيي هو تارخيانية أما فيما يتعلق بالنتائج اليت ميكن أن نو من خالله إىل ، الفهم كأساس للعملية التأويلية ، و من مثة إعادة االعتبار إىل التراث

األحكام املسبقة و اخلرافة و السلطة ، و يف هذا رفض ملا نادى به عصر التنوير بدعوى ليس هناك فهم أنه ية و عدم التحيز ، مما يعين املوضوعية ، اليت ال تتحقق إال باالبتعاد عن الذات

موضوعي و معىن مطلق ، بل ما يوجد هو فهم ذايت و معىن نسيب متجدد يتحقق من خالل .منطق احلوار

أما فيما يتعلق مبا ميكن استخالصه يف جمال اللغة و عالقتها بالتأويل هو أن هذا األخري يدور يف جوهره على حمور اللغة من خالل أن اللغة ليست جمرد أداة للتعبري بل هي حاملة للوجود أي أا حاملة للخربة اإلنسانية و بذلك تصبح هي الوجود اجلدير بالفهم ،

. يها بعدها الشمويلو هذا ما يعطللحقيقة ، مما جيعله اللوجود اإلنساين و كشف اعلى هذا يصبح التأويل فهم و بناء

.للنظرة املنهجية املعرفية اخلاصة بالعلوم اإلنسانية اجتاوز

Page 124: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 124

Résume en français de mémoire de magister intitule Résume en français de mémoire de magister intitule Résume en français de mémoire de magister intitule Résume en français de mémoire de magister intitule

l’interprétl’interprétl’interprétl’interprétation chez Hansation chez Hansation chez Hansation chez Hans----Georg Gadamer Georg Gadamer Georg Gadamer Georg Gadamer

Présenté par l’étudiant Benhadid Aref Présenté par l’étudiant Benhadid Aref Présenté par l’étudiant Benhadid Aref Présenté par l’étudiant Benhadid Aref

Département de philosophieDépartement de philosophieDépartement de philosophieDépartement de philosophie

Faculté des sciences humaines et des sciences socialesFaculté des sciences humaines et des sciences socialesFaculté des sciences humaines et des sciences socialesFaculté des sciences humaines et des sciences sociales

Université de Mentouri ConstantineUniversité de Mentouri ConstantineUniversité de Mentouri ConstantineUniversité de Mentouri Constantine

L'herméneutique ou l'art de l'interprétation est une question qui

remonte par son origine étymologique , à la philosophie grecque , Ce terme a pris , historiquement une grande évolution sémantique , surtout avec la philosophie médiévale . Rappelons qu’à cette époque il est devenu une méthode de recherche de mécanismes et de règles de compréhension de l'écriture sainte (l’Evangile), ce qui a fait de l'interprétation une méthode de compréhension juste et même exacte . Mais dès l’avènement de l'époque moderne , l'interprétation a pris une nouvelle dimension ; elle est considérée comme une méthode de compréhension objective dans le domaine des sciences humaines . Cela constitue en quelque sorte une critique et une réaction contre ceux qui conçoivent que la méthode expérimentale représente le modèle idéal et essentiel d’accès à toute connaissance objective. Dans ce contexte intervient la vision contemporaine de la philosophie allemande en tant que résultat de la crise qui s'est dégagée des sciences humaines , et qui a vu dans l'interprétation l'issue de cette même crise . Elle la conçoit alors comme procédé de substitution de la méthode expérimentale , ce qui a été revendiqué par la phénoménologie . Dans le cadre de ce conflit méthodologique et épistémologique apparaît l’interprétation philosophique de Gadamer comme une participation à la solution de cette crise des sciences , car le philosophe a mis en confrontation deux points de vues contradictoires : le point de vue épistémologique et le point de vue ontologique .

En essayant de Comprendre l’interprétation Gadamerienne et , à travers elle, la compréhension dans ses deux aspects : sus-cités , nous aboutissons à divers résultats que nous résumons en trois domaines principaux qui sont : le domaine de la conscience

Page 125: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 125

esthétique , le domaine de la conscience historique et le domaine du langage .

En ce qui concerne le domaine de l’art nous pouvons conclure que la compréhension de l’autre , d’après ses œuvres d’art ne dépend pas nécessairement du point de vue méthodologique et objectif mais , doit se baser sur la participation pour comprendre son expérience de la vie à travers ses œuvres , et partant la compréhension de l’existence humaine. C’est cela qui lui confère sa dimension ontologique. En d’autres termes, l’interprétation représente un processus de dévoilement de la vérité plutôt qu’une méthode.

De ce point de vue , l’art est perçu comme une expérience porteuse de l’expérience humaine de l’existence qui ne peut se dévoiler que par une interaction avec l’œuvre d’art , et l’élimination de la distance – distance naissante de la vision méthodologique objective – par la participation et l’actualisation de cette expérience pour la rendre intelligible .

En ce qui concerne la conséquence que nous pouvons en tirer , dans le domaine de la conscience historique , nous citons l’historicité de la compréhension comme maxime de l’opération interprétative et par là , la réhabilitation de la tradition et à travers elle les préjugés , le mythe et le pouvoir. Tout cela constitue le refus des principes des lumières pour arriver à l’objectivité , qui se réalise par l’éloignement de la subjectivité . Autrement dit , il n’y a pas de compréhension objective ni de sens absolu, mais il y a une compréhension subjective et un sens relatif constamment renouvelé qui se réalise par le dialogue .

D’autre part , dans le domaine du langage et sa relation avec l’interprétation nous concluons , que celle-ci se base essentiellement sur le langage , parce que la langue n’est plus considérée comme un outil d’expression car elle est porteuse de l’existence , c'est-à-dire , elle porte l’expérience humaine , et devient ainsi l’existence digne de compréhension , ce qui lui confère sa dimension universelle .

Enfin l’interprétation devient compréhension de l’existence humaine et dévoilement de la vérité ; ce qui signifie qu’elle outrepasse le point de vue méthodologique cognitif qui concerne les sciences humaines .

Page 126: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 126

Translation from Arabic to English Translation from Arabic to English Translation from Arabic to English Translation from Arabic to English

The English summary of a research paper ( mémoire) of a The English summary of a research paper ( mémoire) of a The English summary of a research paper ( mémoire) of a The English summary of a research paper ( mémoire) of a

master degree entitled master degree entitled master degree entitled master degree entitled

Interpretation according to Hans_GeorgInterpretation according to Hans_GeorgInterpretation according to Hans_GeorgInterpretation according to Hans_Georg GadamerGadamerGadamerGadamer

Presented by the student mr Benhadid ArefPresented by the student mr Benhadid ArefPresented by the student mr Benhadid ArefPresented by the student mr Benhadid Aref

Department of philosophyDepartment of philosophyDepartment of philosophyDepartment of philosophy

Faculty of Human science and sociology Faculty of Human science and sociology Faculty of Human science and sociology Faculty of Human science and sociology

University of Mentouri ConstantineUniversity of Mentouri ConstantineUniversity of Mentouri ConstantineUniversity of Mentouri Constantine

Hermeneutics is the art of interpretation and it is considered as

one of the oldest philosophical issues . Its etymological origin goes back to the Greek philosophy . Nevertheless , this term doesn’t take its real philosophical dimensions only within the medieval philosophy and becomes a method of research of rules and criteria for understanding the sacred text " the Gospels" which makes interpretation a method of accurate comprehension . However, with the beginning of modern times , interpretation takes a new dimension; it is stated as a method of objective comprehension in the field of human sciences . This constitutes a reaction and a criticism against those who conceive that the experimental method represents the unique and the experimental access to any objective knowledge . And in this context , the contemporary vision of the German philosophy as a consequence of the crisis that is resulted from human sciences which sees in interpretation as an exit to this crisis . It is conceived as a process of substitution of the experimental method , which is claimed by phenomenology . In the frame of this methodological and epistemological conflict emerge the philosophical interpretation of Gadamer as a participation to put an end of this crisis of sciences , because Gadamer opposed two points of view: The epistemological point of view and the ontological point of view.

To understand the interpretation of Gadamer and the process of comprehension in its two aspects : epistemological and ontological can read us to many results that can be resumed in three main fields :

Page 127: ÇáÊÃæíá ÚäÏ åÇäÒ ÌæÑÌ ÛÇÏÇãíÑ · "Homère"[ressource )ﺔﺴﻳﺩﻭﻷﺍ ﻭ ﺓﺫﺎﻴﻟﻹﺍ ﻒﻴﻟﺄﺗ ﻪﻴﻟﺇ ﺐﺴﻨﻳ ﻡ.ﻕ 8

______________________________ ___________________________________ 127

the field of esthetic conscience , the field of historical conscience and the field of language .

Concerning the field of art we deduce that the comprehension of the other , according to his works of art , don’t depend necessarily on methodological and objective point of view , but must be based on the participation for understanding his experience in life through his works of art , and the comprehension of the human existence . That’s which confer to it its dimension ontological . In other words , interpretation represents a process of unveiled truth rather than a method.

Therefore , Art must be seen as a human experience that carries man’s experience of existence which cannot be unveiled only with the interaction of the works of art ; and thus the eradication of the gap – the gap born of the methodological objective vision – through the participation and the actuality of this experience in order to become intelligible .

Concerning the field of historical conscience , It is the historicism of the understanding as the main interpretation process and the rehabilitation of tradition and through it prejudices , myths and authority . All these constitute the refusal of the principles of enlightenment to achieve objectivity that cannot be achieved only if we move away from subjectivity . In other words , There is no objective understanding and absolute meaning , but there is subjective understanding and relative meaning that can be achieved through conversation.

In the field of language and its relation with interpretation we conclude that , it is based essentially on language as it is no longer considered as a means of expression since it carries the existence : it carries the human experience , and thus becomes the existence worthy of understanding which provides it a universal dimension .

To sum-up , interpretation becomes understanding the human existence and unveiled truth which means that it goes beyond the methodological cognitive point of view that concerns human sciences .