ﺪﲪﺃ ﺰﺠﻌﻣ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍislamicbook.ws/adab/majz-ahmd-.pdf ·...

794
ﻛﺘﺎﺏ: ﺃﲪﺪ ﻣﻌﺠﺰ ﺍﳌﺆﻟﻒ: ﺍﳌﻌﺮﻱ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺃﺑﻮ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺎﺕ ﺻﺒﺎﻩ ﻗﺎﻟﻪ ﺷﻌﺮ ﺃﻭﻝ ﻭﻫﻮ ﺍﷲ ﺭﲪﻪ ﺍﳉﻌﻔﻲ ﺍﻟﻜﻮﰲ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺃﺑﻮ ﻗﺎﻝ ﺑﺪﱐ ﺍﻟﻨﻮﻯ ﻳﻮﻡ ﺃﺳﻔﺎ ﺍﳍﻮﻯ ﺃﺑﻠﻰ... ﻭﺍﻟﻮﺳﻦ ﺍﳉﻔﻦ ﺑﲔ ﺍﳍﺠﺮ ﻭﻓﺮﻕ ﻭﺑﻼﺀ ﺑﻠﻰ ﻳﺒﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺑﻠﻰ ﻳﻘﺎﻝ. ﻏﲑ ﻭﺃﺑﻼﻩ ﺇﺑﻼﺀ. ﻭﺍﻷﺳﻒ: ﺍﳊﺰﻥ ﺷﺪﺓ. ﻳﻘﺎﻝ: ﻓﻬﻮ ﺃﺳﻔﺎ ﻳﺄﺳﻒ ﺃﺳﻒ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺍﳍﻮﻯ ﺇﺑﻼﺀ ﻭﻣﻌﲎ ﻭﺃﺳﻴﻒ، ﺁﺳﻒ: ﺷﺪﺍﺋﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻮﺭﺩ ﲟﺎ ﻭﻗﻮﺗﻪ، ﳊﻤﺔ ﺇﺫﻫﺎﺏ. ﺍﻟﻨﻮﻯ، ﻳﻮﻡ ﻭﺧﺺ ﺍﻟﺮﻓﺎﺀ ﺍﻟﺴﺮﻯ ﻗﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻣﻊ ﺳﻢ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﻣﻊ ﻋﺬﺏ ﻭﺍﳍﻮﻯ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻋﻨﺪ ﻳﺸﺘﺪ ﺇﳕﺎ ﺍﳍﻮﻯ ﺑﺮﺡ ﻷﻥ: ﺃﺭﻳﺔ ﺍﻟﺼﺒﺎﺑﺔ ﻭﺃﺭﻯ ﻳﺸﺐ ﻣﺎ... ﺑﺼﺎﺑﻪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﺣﻼﻭ ﻳﻮﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺩﻝ ﺍﳌﺼﺪﺭ، ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻔﺎ ﻭﺍﻧﺘﺼﺐ: ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻝ ﺑﺪﻧﻪ ﺍﳍﻮﻯ ﺇﺑﻼﺀ ﻷﻥ ﺍﳍﻮﻯ ﺃﺑﻠﻰ ﻗﺎﻝ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﺃﺳﻔﻪ،: ﺗﻌﺎﱃ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ؛ ﻛﺜﲑ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﹰ، ﺃﺳﻔﺎ ﺃﺳﻔﺖ" : ﺷﻲﺀ ﻛﻞ ﺃﺗﻘﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﷲ ﺻﻨﻊ" ، ﺍﻟﻨﻮﻯ ﻭﻳﻮﻡ: ﻟﻺﺑ ﻇﺮﻑ ﻭﻣﻌﻤﻮﻟﻪ ﻼﺀ،. ﺃﺳﻔﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻣﻌﻤﻮﻟﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻥ ﻭﳚﻮﺯ. ﻳﻘﻮﻝ ﻭﺍﳌﻌﲎ: ﻭﺍﻟﻨﻮﻡ ﺟﻔﲏ ﺑﲔ ﺍﳊﺒﻴﺐ؛ ﻣﻦ ﺍﳍﺠﺮ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻳﻮﻡ ﻭﺍﳍﺰﺍﻝ، ﺍﻷﺳﻒ، ﺇﱃ ﺑﺪﱐ ﺍﳍﻮﻯ ﺃﺩﻯ. ﺃﻱ: ﺭﺍﺣﺔ ﻭﻻ ﻧﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﺟﺪ. ﺇﺫﺍ ﺍﳋﻼﻝ ﻣﺜﻞ ﺗﺮﺩﺩ ﺭﻭﺡ... ﻳﱭ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺃﻃﺎﺭﺕ ﻳﻘﻮﻝ: ﺗﺮﺩﺩ ﺭﻭﺡ: ﻃﲑﺕ ﺇﺫﺍ ﲝﻴﺚ ﻭﺍﳍﺰﺍﻝ، ﻭﺍﻟﺪﻗﺔ ﺍﻟﻨﺤﻮﻝ ﺍﳋﻼﻝ ﻣﺜﻞ ﺑﺪﻥ ﻭﺗﺬﻫﺐ، ﲡﻲﺀ ﺃﻱ ﻟﺪﻗﺘﻪ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺮﻳﺢ. ﺃﻱ: ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺫﻫﺐ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺜﻮﺏ، ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﳌﺎ ﻳﺮﻯ ﺇﳕﺎ ﻳﺮﻯ. ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﺍﶈﺬﻭﻑ، ﻟﻠﻤﻮﺻﻮﻑ ﺻﻔﺔ ﺍﳋﻼﻝ ﻭﻣﺜﻞ: ﺍﳋﻼﻝ ﻣﺜﻞ ﺑﺪﻥ. ﺃﺑﻮ ﻭﺃﻗﺮﺃﱐ ﺍﻟﻌﺮﻭﺿﻲ ﺍﻟﻔﻀﻞ: ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳋﻴﺎﻝ؛ ﻣﺜﻞ: ﺍﳌﺘﻨﱯ ﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﱐ ﺑﻜﺮ ﺃﺑﻮ ﺃﻗﺮﺃﱐ: ﺍﳋﻴﺎﻝ ﻣﺜﻞ ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻫﺬﺍ ﲰﻊ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺍﻟﻮﺃﻭﺍﺀ ﻭﺇﻥ ﻫﺬﺍ، ﺻﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻭﻣﺎ ﺍﳋﻼﻝ، ﺃﲰﻊ ﻭﱂ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﺄﺧﺬﻩ: ﻣﲏ ﻭﺍﻟﺸﻮﻕ ﺍﳍﻮﻯ ﺃﺑﻘﻰ ﻭﻣﺎ... ﺧﻴﺎﻝ ﺗﺮﺩﺩ ﺭﻭﺡ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻨ ﻋﻠﻰ ﺧﻔﻴﺖ ﺗﺮﺍﱐ ﺃﻥ ﻮﺍﺋﺐ... ﳏﺎﻝ ﻣﲏ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻛﺄﻥ ﺭﺟﻞ ﺃﻧﲏ ﳓﻮﻻ ﲜﺴﻤﻲ ﻛﻔﻰ... ﺗﺮﱐ ﺇﻳﺎﻙ ﳐﺎﻃﺒﱵ ﻟﻮﻻ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺑﻮ ﻗﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﺑﺼﻮﰐ، ﻋﻠﻲ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﺇﳕﺎ ﺃﻱ ﺍﻟﺒﺼﺮ، ﻋﻠﻲ ﻳﻘﻊ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﻟﻮ ﹰ، ﺭﺟﻼ ﻛﻮﱐ ﳓﻮﻻ ﻛﻔﺎﱐ ﺍﻟﺼﻨﻮﺑﺮﻱ ﺑﻜﺮ: ﺣﻲ ﺃﱐ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﻣﺎ ﺣﱴ ﺫﺑﺖ... ﺍﻟﻜﻼ ﺑﺒﻌﺾ ﺇﻻ ﺍﻷﻭﻝ ﻗﻮﻝ ﺍﳌﻌﲎ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺻﻞ:

Transcript of ﺪﲪﺃ ﺰﺠﻌﻣ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍislamicbook.ws/adab/majz-ahmd-.pdf ·...

  • أمحد: كتاب معجز ملعري : املؤلف ا لعالء بو ا أ

    اجلزء األول

    العراقيات األوىل

    قال أبو الطيب أمحد بن احلسني الكويف اجلعفي رمحه اهللا وهو أول شعر قاله يف صباه وفرق اهلجر بني اجلفن والوسن... أبلى اهلوى أسفاً يوم النوى بدين أسف يأسف أسفاً فهو : يقال. شدة احلزن: واألسف. ه إبالءوأباله غري. يقال بلى الثوب يبلى بلى وبالء

    وخص يوم النوى، . إذهاب حلمة وقوته، مبا يورد عليه من شدائد: آسف وأسيف، ومعىن إبالء اهلوى البدن :ألن برح اهلوى إمنا يشتد عند الفراق، واهلوى عذب مع الوصال سم مع الفراق كما قال السرى الرفاء

    يوماً حالوهتا الفراق بصابه... ما مل يشب وأرى الصبابة أريةًأبلى اهلوى ألن إبالء اهلوى بدنه يدل على : وانتصب أسفاً على املصدر، ودل على فعله ما تقدمه من قوله

    ، " صنع اهللا الذي أتقن كل شيء : " أسفت أسفاً، ومثله كثري يف التنزيل؛ كقوله تعاىل: أسفه، فكأنه قال .وجيوز أن يكون معموله املصدر الذي هو أسفاً. الء، ومعمولهظرف لإلب: ويوم النوى. أدى اهلوى بدين إىل األسف، واهلزال، يوم الفراق، وبعد اهلجر من احلبيب؛ بني جفين والنوم: واملعىن يقول

    .مل أجد بعده نوماً وال راحة: أي أطارت الريح عنه الثوب مل ينب... روحٌ تردد يف مثل اخلالل إذا

    أي جتيء وتذهب، يف بدٍن مثل اخلالل يف النحول والدقة واهلزال، حبيث إذا طريت : روح تردد: يقولإمنا يرى ملا عليه من الثوب، فإذا ذهب الثوب فهو ال : أي. الريح عنه الثوب مل يظهر ذلك البدن لدقته

    .يف بدٍن مثل اخلالل: ومثل اخلالل صفة للموصوف احملذوف، تقديره. يرىيف مثل اخليال : أقرأين أبو بكر الشعراين خادم املتنيب: يف مثل اخليال؛ وقال: الفضل العروضي وأقرأين أبو

    ومل أمسع اخلالل، وما دونه من البيت يدل على صحة هذا، وإن الوأواء الدمشقي مسع هذا البيت : وقال :فأخذه وقال

    سوى روح تردد يف خيال... وما أبقى اهلوى والشوق مين كأن الروح مين يف حمال... وائب أن تراين خفيت على الن

    لوال خماطبيت إياك مل ترين... كفى جبسمي حنوالً أنين رجلٌ كفاين حنوالً كوين رجالً، لو مل أتكلم مل يقع علي البصر، أي إمنا يستدل علي بصويت، كما قال أبو : يقول

    :بكر الصنوبري مي إال ببعض الكال... ذبت حىت ما يستدل على أين حي

    :وأصل هذا املعىن قول األول

  • فدل عليها صوهتا حية البحر... ضفادع يف ظلماء ليل جتاوبت وكفى " " وكفى باهللا شهيداً : " والباء يف جبسمي زائدة، تزاد مع الكفاية عنها؛ يف الفاعل كثرياً كقوله تعاىل

    ل أيضاً كقول بعض األنصاروتزاد مع املفعو" وكفى بربك هادياً ونصرياً " " بك على هؤالء شهيداً حب النيب حممٍد إيانا... وكفى بنا فضالً على من غرينا

    معناه كفانا فضالً، فزاد الباء وقد قال أبو الطيب كفى بك داءً أن ترى املوت شافيا

    جبسمي ملا ذكرنا وانتصب حنوالً، على التميري، ألن املعىن كفى جسمي من : فزاد يف املفعول يف قوله .النحول

    :وقال ميدح حممد بن عبيد اهللا العلوي أبعد ما بان عنك خردها... أهالً بدارٍ سباك أغيدها

    الناعم البدن، ومجعه غيٌد وأراد هاهنا، جارية، وذكر اللفظ، ألنه عىن الشخص، واخلرد مجع : األغيدهٌ ورواياٌت، والذي عليه أبعد أوج: خرد بالتخفيف، ويف قوله: ويقال أيضاً. البكر اليت مل متس: اخلريدة وهي

    أحدمها يف اللفظ والثاين يف املعىن، والذي يف اللفظ من : أكثر الناس االستفهام، وفيه ضربان من الفسادأن متام الكالم يتعلق بالبيت الذي بعده، وذلك عيب عند الرواة يسمونه املضمن واملبتور، : الفساد هو

    :ومثله ما محلت عاتقيبينكم ... ال صلح بيين فاعلموه وال قرقر قمر الواد بالشاهق... سيفي وما كنا بنجد وما

    أبعد فراقهم هتتم وحتزن؟ كان حماالً من الكالم، : والضرب الثاين من الفساد؛ يف املعىن، وهو أنه إذا قال .أبعد ما بان بضم الدال: والرواية الصحيحة

    ما بان بفتح الدال، على أنه حال من األغيد وروى قوم، أبعد . أبعد شيء فارقك جواري هذه الدار: يقولسباك أغيدها أبعد ما بان عنك، وخردها بدل من األغيد وهذا من العجب، أي : والعامل يف احلال سباك أي .أن السايب يسيب وهو بعيد

    ك جعل اهللا تعاىل أهالً بتل: ومعناه أنه أسرك حببه، وهو على البعد منك، وانتصب أهالً بفعل مضمر تقديرهالدار؛ لتكون مأهولة؛ أي ذات أهلٍ؛ وإمنا تكون مأهولة إذا سقيت الغيث فأنبتت الكأل، فيعود إليها أهلها،

    .وهو يف احلقيقة دعاء هلا بالسقيا نضيجٍة فوق خلبها يدها... ظلت هبا تنطوي على كبٍد

    " .فظلتم تفكهون : " يريد ظللت، فحذف أحد الالمني ختفيفاً كقوله تعاىلظللت، بتلك الدار تنثين على كبدك واضعاً يدك فوق خلبها، واحملزون يفعل ذلك كثرياً ملا جيد يف : يقول

    :قلبه من حرارة الوجد خياف على كبده أن ينشق، وهذا كما قال غريه على كبدي من خشيٍة أن تصدعا... عشية أثىن الربد مث ألوثه

  • :وقال آخر أناملهم على األكبادوضعوا ... ملا رأوهم مل حيسوا مدركاً

    من : " واالنطواء كاالنثناء، والنضج لليد، ولكن جرى نعتاً للكبد يف اإلعراب إلضافة اليد إليها كقوله تعاىل .فإن الظلم لألهل، وجرى صفة للقرية" هذه القرية الظلم أهلها

    رم اجلارية، وجعل اليد اليت ظلم أهلها، وهذا كما تقول مررت بامرأة كرميٍة جاريتها، تصفها بك: واملعىننضيجة ألنه أدام وضعها على الكبد فأنضجتها مبا فيها من احلرارة، وهلذا جاز إضافتها إىل الكبد، والعرب

    : العذرة، وللمطمئن من األرض: تسمي الشيء باسم الشيء إذا طالت صحبته إياه كقوهلم لفناء الدارافة أهون ولطول وضع يده على الكبد أضافها إليه، وإذا جاز تسميته باسم ما يصحبه كانت اإلض. الغائط

    غشاء للكبد رقيق الصق هبا، وارتفع يدها بنضيجة، وهو اسم فاعل : كأهنا للكبد ملا مل تر إال عليها، واخللبمررت بامرأةٍ كرميٍة جاريتها، وجيوز أن تكون النضيجة من صفة الكبد، فيتم : يعمل عمل الفعل كما تقول

    .ضع اليد على الكبد، واألول أوىلالكالم مث ذكر و أوجد ميتاً قبيل أفقدها... يا حاديي عريها وأحسبين

    هي اإلبل البيض اليت تعلو : هي اليت حتمل النساء، والعيس: عريها وعيسها وهي أحسنها ألن العري: روىفقدها، األصل فيه أ: العدم، وقوله: أي أظنين، والفقد: واهلاء يف عريها للمحبوبة وأحسبين: بياضها شقرة

    قبيل أن أفقدها، إال أنه حذف أن ورد الكالم إىل أصله وهو الرفع؛ ألن العامل فيه غري : النصب؛ ألنه أراد .مظهر

    خياطب حاديي العري اليت كانت حمبوبته يف مجلة ركبهما، ويسأهلما أن يقفا عليه باإلبل ليستمتع بالنظر إليها، أي وإن التمست من احلاديني وقوفهما هبذه املرأة علي ألتزود . وأحسبين: قفا، مث قال: ملا ذكره يف قوله

    منها بالنظر، فإين أظن أين أوجد ميتاً قبل أن تغيب هذه املرأة، فال يكون يف النظر إليها طائل، وإمنا صغر لفراق قبيل لينبه على أن موته إمنا حيصل حال الفراق وقبله بوقت يسري، وهو الوقت الذي يتحقق ا: فقال

    : فيه، وإن ما قبلهما هي حالة الوصال وال يليق به املوت، وقوله يا حاديي أراد به السائق والقائد، واحلادياسم السائق، لكنه مسامها باسم واحد للجمع بينهما تغليباً ألحدمها على اآلخر، ويف ذلك إخبار عن عظم

    ة، وسائقاً يسوقها، وحيتمل أن يكون حاديني على حال هذه املرأة اجلليلة وأن هلا قائداً يأخذ بزمام املطي .احلقيقة

    أقل من نظرةٍ أزودها... قفا قليالً هبا علي فال : زماناً قليالً، أو ألنه صفة ملصدر الفعل الذي هو قفا أراد: أراد. منصوب؛ ألنه صفة لظرف حمذوف: قليالً

    ن ال يبىن االسم بعده على الفتح إذا كان نكرة، فال أقل ويروى بالنصب وهو الوجه؛ أل: وقوله. وقوفاً قليالًيا حاديي عريها واهلاء يف هبا حيتمل أن : قفا يتعلق بقوله: وأقل نكرة، وقد روى بالرفع على معىن ليس وقوله

    .تكون لإلبل وأن تكون للمرأةوقوف قليالً، مث قال قفا هبذه املرأة علي ألتزود منها بالنظر إليها، وإن كان ذلك ال: خياطب احلاديني فيقول

    . أي إين أجعلها زادي: إن مل آخذ منها االستمتاع وطول املالزمة واستدامة املالقاة فال أقل من نظرة أزودها

  • :أزودها أي جبعل تلك النظرة زادي بعد مفارقيت إياها ومثله لآلخر: ويروى أهلها ما كان وحشاً مقيلها... أملا على الدار اليت لو وجدهتا هبا

    قليلٌ، فإين نافع يل قليلها... ن مل يكن إال معرج ساعٍة وإ :وقال اآلخر

    قليل: قليلك ال يقال له... قليلٌ منك يكفيين ولكن أحر نار اجلحيم أبردها... ففي فؤاد احملب نار هوًى

    وقوف احملب أراد به نفسه، والكناية يف أبردها لنار اهلوى، وكأن هذا البيت علة يف سؤاله احلاديني ال .باحملبوبةإن يف فؤادي ناراً من هواي إياها، واجلحيم يف جنبها أبردها، يعين أن أبرد نار اهلوى مثل أحر نار : يقول

    اجلحيم؛ وقصد بذلك تعظيم اهلوى، وقد ورد اخلرب بأن نار جهنم تزيد على نار الدنيا بسبعني درجة، فإذا .غة فوقهكان أبرد هذه النار تزيد على أحر تلك، فال مبال

    فصار مثل الدمقس أسودها... شاب من اهلجر فرق ملته ما أمل باملنكب من الشعر، اليت هي أفعل من : وسطه، واللمة: موضع الفرق هاهنا، وفرق الرأس: الفرق

    .كذا، وهو األشد سواداً، وإمنا أراد به االسم أي مسودها، يعين اللمة. الكرب يف السن، حىت إن الشعر األسود صار كاحلرير األبيضال من ! شاب شعر رأسي من أمل الفراق: يقول

    وإمنا خص موضع الفرق؛ ألن ذلك يف قمدم الرأس، والعرب تزعم أن ابتداء الشيب إذا كان منه كان فيه :داللة الكرم، وإذا كان من جهة القفا كان فيه داللة اللؤم، وهذا البيت مثل قول اآلخر

    علي ولكن شيبتين الوقائع... وما شاب رأسي من سنني تتابعت " .يوماً جيعل الولدان شيباً : " واألصل فيه قوله تعاىل يكاد عند القيام يقعدها... بانوا خبرعوبٍة هلا كفلٌ

    اجلارية الناعمة اجلسم، اللينة العصب، : بانوا ألصحاب العري، أو احلداة، واخلزعوبة: الضمري يف قوله .الطويلةخرعوبة عظيمة العجز، حىت إهنا من كرب كفلها يقرب كفلها عند القيام من أن يقعدها بانوا جبارية: يقول

    :ومثله أليب العتاهية قوله. ويلقيها جتاهد باملشي أكفاهلا... بدت بني حورٍ قصار اخلطا

    سبحلةٌٍ أبيضٌٍ جمردها... رحبلةٌٍ أمسرٍ مقبلها أراد به : ومقبلها. السمينة اللحيمة: وقيل. العظيمة الطويلة: الضخمة احلسنة اخللق، والسبحلة: الرحبلة

    أراد وجهها وسوالفها، ألن ذلك مما : شفتها، ألهنا موضع القبلة يف الغالب، ويستحسن فيها السمرة، وقيليقصد بالقبلة كالشفة، ويكون وصف ذلك بالسمرة تنبيهاً على أهنا عربية؛ ألهنا الغالبة على العرب، وهي

    أراد به ما : وقيل. قيل أراد به سائر بدهنا، واملستحسن فيه البياض: اء عندهم، واجملردأحب ألوان النس

  • فيكون قد وصف مجلة البشرة بالبياض، . كالوجه، والعنق واليد والرجل: جرت العادة بتجريد يف الغالب .والغرض وصف املرأة بأنواع احلسن، ليعذر يف حبه هلا وشغفه هبا

    هي رحبلةٌ : اجلر عطفاً على خرعوبة والرفع على أنه خرب ابتداء حمذوف فكأنه قالوجيوز يف سبحلة ورحبلة .وهي سبحلةٌ

    !أضلها اهللا كيف ترشدها؟... يا عاذل العاشقني دع فئةً أغراها بالضالل، ووجدها ضالة، والظاهر أنه متعدى : أضلها اهللا: وقوله. اجلماعة، وأراد هبا العشاق: الفئة

    .ضده: مهت بالضالل فأضلها اهللا، واإلرشاد أهنا: ضل واملعىندعهم عن العذل على العشق، فإن التمادي فيه ليس منهم، حىت ينفع عذلك فيهم، إمنا هو من اهللا : يقول

    أو أوجدهم ضالني عن سبيل الرشاد ! تعاىل، أضلهم بالعشق عن سبيل السلوة، فكيف ترشدهم إليها؟ .والسلو

    أقرهبا منك عنك أبعدها... ليس حييك املالم يف مهم .العقول والعزائم: حاك حييك، واهلمم: حييك بضم الياء أفصح، وجاء

    أقرهبا يف ظنك أيها العاذل من العمل، أبعدها عنك يف . ليس يؤثر املالم يف مهم، وهي مهم العشاق: يقول .هي العزائم وجيوز أن يراد هبا العقول: احلقيقة، وعلى هذا اهلمم

    ليس حييك : اق ال عقول هلم، والعذل إمنا ينفع ملن له عقل، فال وجه إىل مالمهم، وروىإن العش: فيقول .الكالم

    .أقرهبا منك مسعاً وأبعدها عنك طاعةً: أقرهبا منك عنك أبعدها فقال: وسئل املتنيب عن قوله شوقاً إىل من يبيت يرقدها... بئس الليايل سهدت من طريب

    اخلفة يف فرح أو حزن، وأرادها هنا : والطرب. والسهر عام. إال يف العشقسهدت بالدال، ألنه ال يستعمل .أي يرقد فيها، واهلاء ترجع إىل الليايل: ما يكون من احلزن، ويرقدها

    أحدمها من حيث : يذم الليايل اليت سهر فيها حزناً على احملبوبة؛ ألهنا ليايل احملنة، ملفارقتها من وجهنيتقابله يف احملبة فتسهر كسهره يف تلك الليايل، وال ساعدته على سبيل اجملاملة، وقوله الشخص، والثاين أهنا مل

    .نصب ألنه مفعول له، وحيتمل أن يكون مصدراً واقعاً موقع احلال: شوقاً

    شئوهنا والظالم ينجدها... أحييتها والدموع تنجدين مداد واإلعانة، واهلاء يف أحييتها لليايل، ويف اإل: جماري الدموع، واإلجناد: هو السهر، والشئون: إحياء الليل

    .ترجع إىل الليايل: شئوهنا للدموع، وأضافها إليها ألهنا جماريها، واهلاء يف ينجدها قيلأحييت الليايل على حال تنجدين شئون الدموع فيها على ما كنت فيه من طول الليل الذي حصل : ومعناه

    فف على احملزون، وكأن الظالم يعني الليايل وميدها ظلمةً أكثر من بالغم والسهر؛ ألن من شأن الدموع أن ختظلمتها، ويزيدها طوالً إىل طوهلا، النفراده به وعدم مشاهدته ما يتشاغل به عما هو فيه من الغم كما قال

    :الشاعر

  • لطرحهما طرفيهما على كل مطرح... بلى إن للعينني يف الصبح راحةً .للدموعإن اهلاء يف ينجدها : وقيلأن الدموع كانت تعينين ملا فيها من الراحة، والظالم كان يعني الدموع، وكلما ازداد الليل ظلمةً : ومعناه

    .ازداد الغم بالسوط يوم الرهان أجهدها... ال ناقيت تقبل الرديف وال

    وأراد . اخليل املراهنة يف مسابقة: من جهدت الناقة إذا أشققت عليها يف احلمل والركوب والرهان: أجهدهاالنعل وأشار إىل أنه أحيا هذه الليايل وهو سائٌر راجل، وجعله نعله ناقته من قول النيب صلى اهللا عليه : بالناقةأحدمها أهنا ال تقبل الرديف وال تسع : مث بني خمالفته حاهلا حبال الناقة من وجهني" املنتعل راكٌب : " وسلم

    وط يوم املراهنة؛ ألنه ليس هلا فعل يف السباق، وال سرعة وال إبطاء، مث غري رجله، الثاين أهنا ال جتهد بالس :زاد يف الداللة على املخالفة فقال

    زمامها والشسوع مقودها... شراكها كورها ومشفرها .السري املفتول: احلبل يقاد به الناقة، والزمام: الشفة، واملقود: الرحل، واملشفر: الكور

    كها بالكور؛ ألنه يعلو ظهر الناقة، كالشراك يعلو النعل، وهو السري املعترض على شبه نعله بالناقة، وشراهو السري املشدود جانب منه إىل الشراك، وجانب إىل الشسع، : القدم املشدود إىل جانيب النعلن والزمام

    .السري الذي يكون بني األصبعني، فشبه كل آلة من النعل بشيٍء من آالت الناقة: والشسع حتيت من خطوها تأيدها... عصف الرياح يسبقه أشد

    قوة اخلطو، : يرجع إىل العصف املضاف إىل الرياح، والتأيد: واهلاء، يف يسبقه. شدة هبوهبا: عصف الرياح .من األيد وهو القوة

    قوة خطوها حتيت تسبق أشد عصف الرياح ألهنا تبقى بعدها، وتفتر الرياح، وعىن بذلك قوة نفسه : يقول .مشيهوسرعة التثاقل والتثبت، كأنه جعل أهون سريه على النعل فوق أشد اهلبوب للرياح مبالغة : أراد بالتأيد: وقيل

    .تثبت خطوها يسبق أشد الرياح فيصف قوته: وكأنه قال مبثل بطن اجملن قرددها... يف مثل ظهر اجملن متصلٍ

    .ما اخنفض من األرض الناتئة: وقيل. األرض الصلبة: القرددف طريقه إىل املمدوح، وشبه ما ارتفع منه بظهر اجملن، وما اخنفض منه ببطن الترس، وبني أن بعض يص

    .طريقه كان صعوداً وبعضه كان هبوطاً وذلك داللة على فضل املشقةتأيد خطوها، يسبق أشد هبوب الرياح، يف طريقٍ مثل ظهر اجملن ارتفاعاً، متصل بطريق مثل بطن : فيقول

    :، واألصل يف هذا التشبيه قول األعشىاجملن اخنفاضاً للجن بالليل يف حافاهتا زجل... وبلدٍة مثل ظهر الترس موحشٍة

    إنه شبه ابتداء سفره إليه بظهر اجملن، إشارة إىل أنه كان موحشاً، وانتهاءه ببطنه، ملا أدى إىل لقاء : وقيل. وبطنه يلي نفس من محله، واألول أقوى املمدوح، إشارة إىل أنه كان مؤنساً؛ ألن ظهر اجملن يلي العدو

  • .الرفع على االبتداء أو خربه، واجلر على أنه صفة ملثل، أو بدل له: وجيوز يف متصلٍ د اهللا غيطاهنا وفدفدها... مرمتياتٌٍ بنا إىل ابن عيب

    فتكون الرفع على أن يكون خرباً لغيطاهنا وفدفدها، وتكون هي مبتدأ، وروى بالكسر: يف مرمتياٍت: روىمجع الغائط وهو املطمئن من : والغيطان. يف موضع النصب، على أن تكون حاالً سادةً مسد خرب املبتدأ

    .ما نشز منها: األرض، والفدفدالذي هو املمدوح، يذكر مشقته ليكون أقرب إىل : رمت بنا هذه الغيطان والفدفد إىل ابن عبيد اهللا: يقول

    .اإلكرام أهنلها يف القلوب موردها... د إىل فًىت يصدر الرماح وق

    صرفها عنه : أراد به إورادها وهو اإلتيان باملواشي إىل املاء، واإلصدار: مرمتياتٍ واإليراد: يتصل بقوله: إىلالشربة األوىل، وروى موردها وهو مصدر ورد، وجيوز : من النهل، وهو يف اللغة: أهنلها: وقوله. بعد الري

    .م املطعون، وهو رفع على أنه فاعل أهنلهاأن يكون مكان الورود وهو جس. رمت بنا هذه املفاوز إىل فىتً يسقى رماحه من دم قلب عدوه، ويصدرها عنه وقد رويت من الدم: يقول

    .واهلاء يف أهنلها للرماح، وخص القلوب ألهنا أوىل املقاتل أعد منها وال أعددها... له أيادٍ إيل سابقةٌ

    .النعم: واأليادي. تامةسابقةٌ وسابغةٌ أي : وروىإن له علينا نعماً سابقة، ال أقدر أن أحصيها من كثرهتا، غري أين أعد من تلك النعم، وأوجد منها، : يقول

    :يشري إىل أنه خلصه من يد عدو له، أو أنه جىن عليه مبا يستحق القتل، فوهب له نفسه، ومثله فإنين بعض أياديكا... ال تنتفىن بعدما رشتين

    .أعد بعض هذه النعم، وأما مجيعها فال أقدر أن أحصيها لكثرهتا، ألن من للتبعيض: أعد منها يعينوروى هبا وال منه ينكدها... يعطى فال مطله يكدرها

    يعطى فال مطله به ألن املطل يتعدى بالباء، : وتقدير البيت. لأليادي: اهلاء يف هبا ويف يكدرها ويف ينكدها .وينكدهاله أياد ال : دون مطلٍ مبا يعطيه، وال مدافعة ينكد هبا، وال مين به إذا أعطى، فكأنه قال يعطى من: يقول

    يأيها الذين آمنوا ال تبطلوا صدقاتكم باملن : " يكدرها مطلٌ وال ينكدها منٌّ فكأنه أخذه من قوله تعاىل :ومثله للحكمى" واألذى

    وال يف بذله خسُر... فما يف جوده منٌّ أكثرها نائالً وأجودها... اً وأجمدها خري قريشٍ أب

    منصوب للتمييز، وكان هذا املمدوح علوياً، : للقبيلة، اليت هي قريش؛ وأباً ونائالً: الشرف، واهلاءات: اجملدخري قريش أباً، ففضله يف نفسه، مث يف جمده، : وليس يف قريش خري من بين هاشم خٌري من العلوية؛ فلهذا قال

    .مث يف سخائه

  • .اسم ملن ولده النضر بن كنانة، وقيل ملن ولده فهر بن مالك؛ واألصح هو األول: وقريش بالسيف، جحجاحها مسودها... أطغنها بالقناة أضرهبا

    هو املخاطب بالسؤدد، : فقيل. هو الذي اتفق الناس على سيادته: السيد املمتلىء كرماً، واملسود: اجلحجاح: ة، وإمنا قيد الطعن بالقناة، والضرب بالسيف؛ إما تأكيداً كقولكوذلك عن أجداده، وهذا أبلغ يف اجلالل

    رأيت بعيين، وإما ألن الطعن قد يكون بغري القناة من اللسان وغريه، كذلك قد يكون بغري السيف، .السيد املسود: فرفع اإلشكال بالتقييد، واجلحجاح واملسود يعين. كاخلشب وحنوه، وليس يف ذلك مدح

    باعاً ومغوارها وسيدها... وأطوهلا أفرسها فارساً .نصب على احلال: فارساًإن هذا املمدوح أفرس قريش، يف حال كونه راكباً للفرس، فدل به علىأنه إمنا يركب الفرس يف : يقول

    .إنه نصب على التمييز: بعض األحوال، إذ ركوبه يف مجيع األحوال من عادات الرائضني، وقيلأفرسها : إنه أراد به: هو أجود قريش جواداً، وقيل: فرسان قريش، كقولك واملعىن أنه أفرس من سائر

    كناية عن مد يديه بالعطاء، أو . أطوهلا باعاً: أي فراسة، ويكون أيضاً نصب على التمييز، وقوله. فروسيةً كثري الغارة: يكون كناية عن نيله كل ما يريد بفضل قوته وقدرته، واملغوار

    مسا هلا فرعها وحمتدها... تاج لؤي بن غالبٍ وبه األصل : القبيلة، واحملتد: اسم جد النيب صلى اهللا عليه وسلم وهو أبو قريش، وأراد به: لؤي بن غالب

    .اخللف منهم: السلف، وبالفرع: الكرمي، وأراد باحملتد هاهنا .إنه تاجهم وغرهتم، وإن علوهم به، خلفاً وسلفاً، النتساهبم إليه: يقول

    در تقاصريها زبرجدها... ل ليلتها مشس ضحاها هال .مجع التقصار وهي القالدة القصرية: ارتفاع النهار، والتقاصري: الضحا

    بني أن قريشاً يستضيئون بنوره، وجعلوه ألنفسهم كالشمس واهلالل، يف هنارهم وليلهم، وأضاف الشمس يسمى هالالً يف أوائل الشهر؛ ليدل على إىل الضحا؛ ألنه اسٌم ألوائل النهار، وأضاف اهلالل إىل الليلة ألنه

    حداثة سن املمدوح، وأن فيه رجاء الزيادة والنماء، وأنه منظور إليه، يرمقه الناس ويصدرون عن أمره وهنيه، وحيكم فيهم حبكمه، وذلك خمتص باهلالل، إذ ال ينظر إىل البدر كما ينظر إىل اهلالل، وال يتعلق بالبدر

    حكام، مث بني أن قريشاً مبنزلة القالدة زينة، أراد أن الناس يتزينون هبم، إذ هم ما يتعلق باهلالل من األرؤساؤهم، وأن املمدوح أجل أولئك السادة قدراً، وأعظمهم خطراً ألن أجل ما يف القالدة الدر والزبرجد،

    .فكأن الناس يتزينون هبم، وهم يتزينون به حممدهاكما أتيحت له، ... يا ليت يب ضربةً أتيح هلا

    .أي قدر: أتيحيا ليت يب ضربةٌ أتيح هلا حممدها كما أتيحت له؛ كان املمدوح أصابته ضربةٌ يف وجهه يف : وتقدير البيت

    غزو الكفار، فتمىن هو أن تلك الضربة كانت به دون املمدوح، تفديةً له بنفسه أو تسلية حيث يسعد هبا

  • من أجلها الثواب؛ ولفظ اإلتاحة؛ تنبيهاً على أهنا كانت املمدوح، ألنه كثر بسببها عليه الثناء، وكتب لهاتفاقاً وفجاءةً، ال عن فضل قوة الضارب على املمدوح، فدل بذلك على شجاعة املمدوح؛ أو يكون إتاحة

    الضرب له من حيث أنه نوه بذكرها وبذكر من سبب إليها، واحلديدة اليت وقعت هبا، فكأنه كسب له .سعادة والثناء وجزيل الثوابالفخر، وكسبت هي له ال

    . يف ضربة أتيح هلا، كما أتيحت له: وقد كان يستقيم املعىن من دون أن يذكر حممدها ويكون تقدير البيت .ألنه صرح بذكره للحاجة إليه، وإن مل يكن يف ذلك إحالة املعىن

    أثر يف وجهه مهندها... أثر فيها ويف احلديد وما : اهلند، واهلاء يف فيها، ويف مهندها لضربة، وتأثريه يف الضربة على معنينيالسيف املنسوب إىل : املهند

    أحدمها أن يكون سالحه قد عطل وأبطل تأثريه بشجاعته فلم تؤثر ضربته فيه تأثري مثلها، فلما كان كذلك عملت صار كأنه مل يكن للضرب، وال للحديد تأثريٌ فيه، فيكون غرضه أن الضربة مل تعمل يف املمدوح، أو

    .عمالً قليالً خيالف قصد الضارب، إذ أراد أن تعمل عمالً عظيماًوالثاين أن يكون قد جعل املمدوح مؤثراً يف الضربة واحلديد، من حيث أن الضربة وقعت على الوجه

    يف فزانته، وما شانته، ألهنا داللة الشجاعة؛ فلما كان كذلك فكأن الضربة واحلديد مل يؤثرا فيه؛ ألن تأثريمها الشني واإليالم، وإذا كان على ما ذكرنا؛ فكأنه ال أمل فيه وال شني، واألظهر أن يكون تأثريه يف الضربة

    أثر يف الضربة بالتشريف : واحلديد من أنه نوه بذكر تلك الضربة وشرفها وشرف احلديد وقلله، فكأنه قالبيناه وعلى هذا يدل البيت الذي يليه وهو ويف السيف بالتفليل، وأثر السيف فيه تأثري مثله من الوجه الذي

    :قوله مبثله واجلراح حتسدها... فاغتبطت إذ رأت تزينها

    .مجع جراحة، واهلاء يف تزينها، وحتسدها للضربة، ورأت من رؤية العني وهي استعارة ها هنا: اجلراحسد هذه الضربة ألجل إن الضربة فرحت حبصوهلا يف جسمه وحلوهلا ببعض أجزائه، وسائر اجلراح حت: يقول

    إذ رأت تزين نفسها ألن اهلاء فيها للضربة، : ذلك، ويف هذا تنبيه على أنه كان هناك جراحة، فكأنه يقولفيه زيادة مبالغة؛ ألن تزين الضربة إذا حصل بوقوعه مبثل املمدوح، فألن حيصل إذا وقع به . مبثله: وقوله

    .الروايتنيأوىل، وروى بوجهه أي بوجه املمدوح وهو أظهر باملكر يف قلبه سيحصدها... وأيقن الناس أن زارعها

    أي أن عاقبة أمره تئول إىل : إن زارع هذه الضربة يف وجهه باملكر، سيحصدها: يقول. اهلاء يف قلبه للزارع :وقوله! أن ينتقم منه ويقتله، وذكر املكر يدل على أن هذا الضرب حصل اغتياالً ومكراً ال مبارزة ومقاومة

    حيتمل أن يكون ظرفاً للمكر، يعين أهنا حصلت باملكر الذي كان يف قلبه، دون أن يظهر ذلك له، : يف قلبهإذ لو ظهر لعجز عنه، وحيتمل أنه سيحصد هذه الضربة يف قلبه، يريد أنه سيقتله؛ ألن القلب مقتل، وجيوز

    الضربة يف قلب املمدوح سيحصدها، أيقن الناس أن زارع هذه : أن تكون اهلاء يف قلبه للمدوح، كأنه قال .فشبهها بالبذر وشبه اجلزاء باحلصاد

  • حيدرها خوفه ويصعدها... أصبح حساده وأنفسم .وأحدرت لغةٌ ضعيفة. حدرت السفينة أحدرها حدراً فاحندرت: يقال. حيدر بالفتح أفصح

    ا هبم من اخلوف حيدر أنفسهم فزع احلساد منه فزعاً عظيماً حبيث ال قرار هلم من اخلوف، حىت كأن م: يقولمرةً ويصعدها أخرى، وهذا الفزع جيوز أن يكون من حيث أهنم خافوا أن يعظم حمله بانتقامه منهم، أو

    .خافوا نفس االنتقام أنذرها أنه جيردها... تبكي على األنصل الغمود إذا

    وأنه يف الرقاب يغمدها... لعلمها أهنا تصري دماً ويف علمها للغمود، ويف أهنا لألنصل، وكذلك يف يغمدها والضمري يف . جيردها، لألنصل اهلاء يف أنذرها، ويف .تصري دماً أي ختتضب بالدماء: أنه للمدوح وقوله

    تبكي الغمود على األنصل إذا أعلمها املمدوح، وخوفها أنه جيردها وخيرجها من غمودها، وإمنا تبكي : يقولوأنه يغمدها يف رقاب أعدائه، فيجعل رقاهبم أغماداً هلا بعد إغماده إياها يف الغمود ألهنا تعلم أهنا تصري دماً،

    :أغمادها، ومثله حلسان قوله جعلنا اجلماجم أغمادها... إذا ما غضبنا بأسيافنا

    يذمها والصديق حيمدها... أطلقها فالعدو من جزعٍ .الق يده بالضرب هبا يف األعداءإط. اهلاء يف أطلقها وفيما بعده لألنصل، وإطالقه هلا لقتلهم هبا

    يذم العدو هذه السيوف اليت أطلقها املمدوح، لعلمهم أنه يقتلهم هبا، والصديق يثين عليها ألهنا : يقولتكسبه العز ملا جتلبه من الظفر للمدوح، وبني أن العدو يذمها جزعاً؛ ليدل على أهنا غري مذمومة يف احلقيقة،

    .دهاوالصديق حيم: وحقق ذلك بقوله وصب ماء الرقاب خيمدها... تنقدح النار من مضارهبا

    .مجع مضرب، وهو حد السيف الذي يضرب به: قدحت النار فانقدحت، واملضاربتقطع هذه السيوف ما حتتها مما تصيبه حىت تصل إىل األرض وهتوي فيها، وال يردها إال حجرٌ : يقول

    .خمدهايقدحها، ويتبعها الدم من املوضع الذي أصابته فيحني قدت اللحم وقطعت العظام فتقدح منها النار من شدة الوقع، مث انصب عليها : إن انقداح النار: وقيل

    .الدم فأمخدها يوماً فأطرافهن تنشدها... إذا أضل اهلمام مهجته الفاء أطرفهن بفتح : وهو امللك العظيم اهلمة، والذي إذا هم باألمر أمضاه، وقد روى: أي أهنا تطلب اهلمام

    أي طلبتها، وروى فأطرافهن بضم الفاء : وينشدها بالياء وفتحها، وكذلك بالتاء وفتحها، من نشدت الضالة .إذا عرفتها: وتنشدها بالتاء وضمها، من أنشدت الضالة

    أن اهلمام إذا اشتد عليه القتال حت أضل مهجته فيه، وهو أن يصادفها جمروحة أو : واملعىن على األولويكون نصب . ه يطلبها عند أطراف سيوف هذا املمدوح؛ ألن من شأهنا إصابة مهج امللوكمقتولة، فإن

  • أن يذهل عنها فزعاً، فيكون : أطرافهن تنشدها، أو يكون املراد بإضالهلا: أطرافهن على الظرف، تقديرهملك على كأنه أضلها، فعند ذلك يطلبها من أطراف سيوفه العتيادها ألرواح امللوك، فهي اليت تدل كل

    . مهجته إذا قتلت، أو جرحت فلم يهتد هلا، ومل يقدر على ارجتاعها فإن أطراف سيوفه هي اليت تدل عليهاإذ هي موكلة مبهج امللوك وسالبةٌ هلا، وحيتمل أن يكون املراد به أن أطراف سيوفه تنشد . هي عندنا: وتقول

    وتنقذها من الضالل فتكون هي الناشدة هلا، وقد للهمام مهجته عند إضالله إياها وإشرافه هلا على اهلالك، .اهلمام الشجاع: روى بدل

    أنك يا ابن النيب أوحدها... قد أمجعت هذه اخلليقة يل شيخ معدٍّ وأنت أمردها... وأنك باألمس كنت حمتلماً

    ه للخليقة، وأراد الذي ال ثاين له، واهلاء في: واألوحد. الربية: اتفاق الكلمة على الشيء، واخلليقة: اإلمجاع :أنك وأجراها مع املضمر كاملظهر من قوله: بأنك

    كأن ثدييه حقان .وأنت باألمس مكان وأنك: نصب خبرب كان، وروى: نصب على احلال، وشيخ معدٍّ: وحمتلماًقد اتفقت الربية كلهم يا ابن رسول اهللا على أنك أوحد هذه الربية؛ وإمنا قال ذلك؛ ألنه علوي، وال : يقول

    خالف يف شرفهم، واتفقْت أيضاً أنك كنت باألمس يف حال احتالمك شيخ هذه القبيلة املنتسبة إىل معد بن عدنان ورئيسهم، وأنت حينئذ أمرد، فكيف بك اليوم وقد عال سنك، وقد جربت األمور، فإذا كنت قد

    .سدهتم يف أول أوان البلوغ فاآلن أنت بالسيادة أوىل ربيتها كان منك مولدها. ..فكم وكم نعمةٍ جمللٍة

    بفتح الالم : جيوز يف نعمٍة الفتح على االستفهام، واجلر على اخلرب، وهو أجود؛ ألهنا أدل على الكثرة، وجمللٍةعلى معىن مبهمة ومعظمة، أو حمكوم هلا باجلالل، وبكسرها على معىن أهنا تنسب إىل اجلالل والتعظيم فهي

    .جمللة .تربيةً: وإدامتها. والدةً: بتدأت هبا، مث أتبعت مثلها، وجعل ابتداءهاوكم من نعمة عظيمة ا: يقول

    .أين شكرهتا فاستوجب هلا املزيد، فكنت كاملريب هلا: ربيتها بضم التاء، واملعىن على هذا: وقد روى أقرب مين إيل موعدها... وكم وكم حاجٍة مسحت هبا

    .وقت الوعد، إلجناز احلاجة: املوعدوبغيٍة جاد املمدوح هبا وقضاها يل، وكان موعدها يف اإلجناز أقرب من نفسي إىل نفسي، كم حاجٍة: يقول

    .يريد بذلك أنه يبتدىء بالعطاء من غري تقدمي وعٍد؛ ألن قربه على هذا احلد كناية عن فقد الوعد أو يريد طريقة الصوفية؛ كأنه فضل نفسه، أي أن وقت حضور موعده أقرب إيل من نفسي إىل نفسي،

    .أقرب شيء إيل موعدها وهو أظهر يف املعىن واألول أبلغ وأفصح: وروى. واألول أوىل ر إىل منزيل ترددها... ومكرماٍت مشت على قدم الرب

    .قد جعل للرب قدماً ميشي هبا. مجع مكرمة، وأراد هبا اخللع، واهلدايا، واملشي استعارة هاهنا: املكرمات

  • على قدم الرب على : دل بقوله: وقيل. ماشيةً على قدم برك وإحسانككم من مرة رددهتا إىل منزيل: يقول .أن اخلاطئني كانوا له من مجلة اهلدايا، ويف خري العطايا، كأهنم كانوا غلماناً وجواري أهداهم إليه

    .ترددها، وترددها فاألول خرب، والثاين مصدر، واملعىن واحد: وروى مات أجحدهاأقدر حىت امل... أقر جلدي هبا علي فال

    أقر جلدي هبا علي لكثرهتا وظهور أثرها على بشريت ونضارة وجهي هبا، وحسن حايل بسببها، : يقولتعرف يف : " فلست أقدر ما عشت أن أجحدها؛ ألين إذا جحدهتا شهدت علي؛ وهو مأخوذ من قوله تعاىل

    :ومثله قول الشاعر" وجوههم نضرة النعيم جوارحنا مهما أقمنا على اجلحد... إذا ما جحدنا جوده ظل شاهداً

    وحيتمل أهنا كانت من مجلة امللبوس؛ فلهذا خص اجللد بذكره ونزل أجحدها منزلة املصدر، وتقديره فال أقدر على جحودها، وجيوز أن يكون األصل أن أجحدها غري أنه حذف أن فوقع الفعل بعده كقوله فيما

    .قبيل أفقدها: تقدم خري صالت الكرمي أعودها... فعد هبا ال عدمتها أبداً

    .أدومها عادة: دعاء، إلبقاء مكرماته، وهو حسٌن مليح، وأعودها: أي أعدها ال عدمتها: عد هبا: قد عودتين مكرماتك، فأعدها ال عدمتها مدى الدهر، فإن خري اجلوائز ما تدام عادهتا، وتعاد، وقوله: يقول

    اء، فهو يتضمن الدعاء للمدوح بدوام القدرة على اإلحسان، وإن كان دعاء للنعم بالبق: ال عدمتها أبداً .مثلٌ له. خري صالت الكرمي أعودها: وقوله

    :فقال ارجتاالً! ما أحسن هذه الوفرة؟: وقيل له وهو يف املكتب منشورة الضفرين يوم القتال... ال حتسن الشعرة حىت ترى

    وروى مكاهنا الوفرة، . ومل يرد الشعرة الواحدةمجلة الشعر الذي كان على رأسه، : أراد بالشعرة هاهنا .ومها من ضفرت السري أي فتلته. الضفريتان: والضفرين

    ال حتسن هذه الوفرة حىت تنشر يوم القتال؛ ألن من عادة العرب أهنم يكشفون عند احلرب رءوسهم : يقول .وينشرون شعورهم، وهو يظهر من نفسه حب احلرب؛ تنبيهاً على شجاعته

    يعلها من كل وايف السبال... معتقل صعدةً على فىتهي ما : القناة املستوية، وقيل: والصعدة. أن يضع الفارس رحمه بني ركابه وساقه، وميسكه بفخذه: االعتقال

    .يسقيها من العلل وهي الشربة الثانية، واهلاء يف يعلها للصعدة: صغر من الرمح، ويعلهاوقد اعتقل رحمه، . منشورة يوم القتال، على فًىت، وهو يعين به نفسهال حتسن شعريت هذه حىت تراها : يقول

    .يسقيه من دم وايف السبالإمنا حتسن الوفرة على من ال سبال له، وهو أمرد؛ يقاوم امللتحي عند املقاتلة، ألن السبال ال : فكأنه يقول

    .ينبه بذلك على فضل قوته وشجاعته. يكون وافياً إال إذا كان تام اللحيةألن أهل احلرب كانوا ال حيفون شوارهبم حىت يكون أهيب هلم . إن وايف السبال كناية عن الشجاع: وقيل

    .عند القتال

  • .وكان من أصحاب اللحية الضخمة. إنه تعريض باملتعجب من الشعرة: وقيل ال حتسن الشعرة حىت تكون علي وقد اعتقلت رحمي أسقيه من دم كل علج طويل اللحية، وايف: يقول

    .السبال مثلك أيها املتعجب من وفريت

    رمبا أنشدت على فًىت يف يد صعدة ويقال عل يعل ويعل بالكسر لغة قيس، والضم لغة : هذه، وروى أنه قال .متيم

    :وقال أيضاً يف صباه برياً من اجلرحى سليماً من القتل... حميب قيامي ما لذلكم النصل

    والقيام مبعىن اإلقامة . ذلكم: ودل عليه قوله. خطاب للجماعةوهو نداء مضاف، . يا حميب قيامي: تقديره .كأنه خياطب أهله وعياله. واملقام، وقد روى أيضاً حميب مقامي

    من إقاميت معكم، ومل أجرح : كيف أفعل ما حتبون. يا من حيب إقاميت وتركي األسفار واملطالب: ويقول .ني أشاروا عليه بالقيام عندهموأورد ذلك مورد اإلنكار على أهله ح! بنصلي أعدائي؟

    ما لنصولكم متنحية : يا من حيب مقاتليت العدو معهم: إهنم استنصروه وسألوه الوقوف معهم فقال: وقيلفإن م حق املستنجد أن يتسم أوالً للحرب، ويبلى جهده، ! عن هرج أعدائكم، غري منكسرة من كثرة القتل

    وحيتمل أن يكون القيام من ! على احلرب فليس من حقه فأما أن ينتحي ويغري غريه: مث يستنصر غريه .قام باألمر إذا تواله وسعى فيه: قوهلمال أختار : يا من حيب قيامي بأموره وترك فراقه، ما لذلكم النصل مل أجرح به ومل أقتل؟ فكأنه يقول: واملعىن

    يعين أن أعمال النصب أحب إيل القيام بأمورك على حال أن ذلك النصل مل يؤثر يف األعداء جرحاً وقتالً، .ونصب برياً وسليماً على احلال من النصل. من القيام عليك

    وجودةُ ضرب اهلمام يف جودة الصقل... أرى من فرندى قطعةً يف فرنده بالغ يف وصف نفسه باملضاء والشجاعة وفضل نفسه على السيف حيث جعل فرند . جوهره: فرند السيف

    أن : وجودة ضرب اهلمام يف جودة الصقل، وظاهر معناه: مث قال! ضاً منهالسيف قطعة من فرنده وبعالسيف إذا كان صقيالً جيد الصقال كان ذلك سبباً جلودة ضرب اهلمام؛ وهذا مما ال يستمر، ألن جودة

    الصقل قد توجد، وال يكون متضمناً جلودة الضرب، وذلك إذا مل يكن للسيف جوهر كرمي، غري أنه أثبت .سيف جوهراً كرمياً مث أخرب عن صقالهأوالً لل

    ويل جوهر يف املضاء والشجاعة، وللحرب آلة ! كيف أترك النهوض وأقعد عن حماربة أعدائي؟: فكأنه يقول .موفورة، وهو السيف الذي فيه اجلوهر الكرمي والصقل اجليد

    أرتك امحرار املوت يف مدرج النمل... وخضرة ثوب العيش يف اخلضرة اليت يف العيش، فجعل للعيش ثوباً أخضر، كناية عن طيب العيش ألن اخلضرة : الرفاهية: باخلضرة األوىلأراد

    :أشهى إىل النفوس، مليلها إليها دون سائر األلوان، وقال يف بيت آخر والعيش أخضر واألطالل مشرقة

  • كناية عن : ار املوتوامحر. لون السيف، وكأنه وضعها يف موضع الزرقة للتجنيس: وأراد باخلضرة الثانية: موت أمحر، ومدرج النمل: امحرار الدم على السيف عند الضرب، وقد كثر حىت وصف به الشدة، يقال

    .ممره، وأراد به ما يرى يف منت السيف من جوهر كأنه ممر النملة أرى خصب العيش وطيبة النفس يف السيف الكرمي اجلوهر، اجليد الصقل، وهو املعرب عنه باخلضر: يقول

    اليت أرتك شدة املوت يف مدرج النمل، وقصد به املبالغة يف تصويب رأيه فيما اختار من النهوض وقصد .حماربة األعداء وقتلهم وجرحهم

    فما أحدٌ فوقي وال أحٌد مثلي... أمط عنك تشبيهي مبا وكأنه .أي أبعد: أمط

    .يهمن حيث أن ما ليست من أدوات التشب: وقد أكثر الناس يف هذا البيتتفسريه أنه كان كثرياً ما يشبه : إن املتنيب كان جييب إذا سئل عن هذا البيت بأن يقول: فقال ابن جىن

    أمط عنك تشبيهي مبا : فقال هو معرضاً عن هذا القول. كأنه األسد، وكأنه البحر، وحنو ذلك: فيقالا بكأن اليت للتشبيه وأدخل ما وكأن، فجاء حبرف التشبيه وهو كأن وبلفظ ما اليت كانت سؤاالً فأجيب عنه

    .للتشبيه ألن جواهبا يتضمن التشبيه، فذكر السبب واملسبب مجيعاًاهلمزة واأللف يف محراء مها عالمتا التأنيث، وإمنا العالمة يف : وقد نقل أهل اللغة مثل هذا فقالوا: قال

    .احلقيقة اهلمزةأن ما تأيت لتحقيق التشبيه : ن املتنيب سئل فذكرإ: وقال القاضي أبو احلسن علي بن عبد العزيز اجلرجاين

    ما هو إال : ما عبد اهللا إال األسد، وإال كاألسد تنفي أن يشبه بغريه، فكأن قائالً قال: كقول عبد اهللا األسدوما يف التحقيق للنفي يف هذا املوضع، . كأنه كذا، فقال أمط عنك تشبيهي مبا وكأنه: كذا، وآخر قال

    ي األشباه سوى املستثىن منها فمن هذا الوجه نسب التشبيه إىل ما وكأن، إذا كان له ولكنها تضمنت نف .هذا األثر

    نكن واحداً نلق الورى وانظرن فعلي... وذرين وإياه وطريف وذابلي .الفرس الكرمي: والطرف. للنصل: اهلاء يف إياه

    حىت نصري مثل الشيء الواحد يف دعين مع فرسي وسيفي املذكور، ورحمي،: خياطب من يشبهه بشيء فيقولالتعاون، نلقي اخللق طراً، مث انظر فعلي عند ذلك حىت تعلم ما ميكنك أن تشبهين أم ال؟ وأشهر الروايتني

    .نكن محالً على املعىن: نلقى اتباعاً لقوله: يلقى محالً على الواحد وروى :وقال وهو يف املكتب ميدح إنساناً وأراد أن يستكشفه عن مذهبه

    همٌّ أقام على فؤاٍد أجنما... كفي أراين، ويك، لومك ألوما .أقلع: قريبة من وحيك، وأجنم: اخلطاب للعاذلة، وويك

    .كفي ويك، أراين هم أقام على فؤادٍ أجنما، لومك ألوم: تقدير البيت: وقال ابن جيبوإذا عديته باهلمزة تعدى إىل علمت، فيتعدى إىل املفعولني،: ويكون أراين على هذا منقوالً من رأيت مبعىن

  • .ثالثة مفاعيل، والفاعل ها هنا هم واملفعول األول الياء يف أراين والثاين لومك والثالث ألوماإن اهلم املوصوف أعلمين أن لومك إياي أوىل بأن يالم، فعلى هذا يكون املصراع األول : ويكون املعىن .متعلقاً بالثاينأرى نفسي، ألن أفعال اشك واليقني جيوز : أيت مبعىن علمت، فيكون املرادإن أراين مضارع ر: وقال غريه

    .فيها مثل ذلك، ويكون لومك مفعول كفى وألوم املفعول الثاين، من أراين، واملفعول األول هو الياءكفي ويك لومك فإين أراين ألوم منك، أي أكثر لوماً منك، وأحق بأن يلومك على لومك إياي؛ : واملعىن. على فؤاٍد أجنما: هذا، املصراع يكون مستقالً بنفسه، مث ابتدأ يف املصراع الثاين يشكو داءه، وقولهوعلى

    أي خارج خلف األحباب منقلع من أصله كإقالع السحاب فيكون همٌّ مرفوعاً، ألنه خرب ابتداء حمذوف، ه صفته شكواي وألوم على همٌّ هذ: حايل همٌّ هذه صفته، أو يكون مبتدأ وخربه حمذوف تقديره: وتقديره

    املعىن األول يف معىن امللوم، أي أحق بأن يكون ملوماً فيكون يف أفعل مبالغة يف املفعول مثل أشغل من ذوات احلنني مبالغة يف املشغول، وعلى الثاين مبعىن الالئم أي أقدر على أن يكون الئماً فيكون أفعل املبالغة يف

    .قام وهذا أوىل، ألنه يفيد أن الفوائد مل يقلع باملالم عن اهلوىأثجما بالثاء أي أ: الفاعل، وروى حلماً فينحله السقام وال دما... وخيال جسمٍ مل خيل له اهلوى

    خيال عطف على هم شبه جسمه باخليال الذي ال حقيقة له لدقته، وأخرب أن اهلوى مل يترك له حلماً وال دماً .هذا أوىل؛ ألن النحول ال يكون يف الدم: يه من النحلة، وقيلأي يعط: يكون للسقام فيه تأثري، وينحله

    يا جنيت لظننت فيه جهنما... وحقوق قلبٍ لو رأيت هليبه : وحقوق عطف على خيال وهو الضعف واالضطراب، ورأيت خطاب للمحبوبة دون العاذلة؛ بداللة قوله

    .املطابقة بني اجلنة وجنهم: يا جنيت وهو حشٌو حسنٌ؛ والغرضيل اضطراب قلبٍ لو رأيت هليبه يا جنيت لظننت فيه أهلاب جهنم؛ شبهها باجلنة حلسنها ومافيها من : وليق

    .الراحة عند وصلها تركت حالوة كل حبٍّ علقما... وإذا سحابة صد حبٍ أبرقت

    .شجر ذو مثر مرٍّ: احملبوب والعلقم: احلبارةً، فجعل عالمة الصدود سحابة، ألهنا إذا ظهرت دالئل هج احلبيب، تركت حالوة كل حب مر: يقول

    .عالمة اهلجر، كما أن السحابة عالمة املطر أكل الضنا جسدي ورض األعظما... يا وجه داهية الذي لوالك ما

    : داهية، وهلذا مل ينوهنا كما ال ينون األمساء األعالم عند التأنيث كفاطمة، وقيل: طول املرض، وقيل: الضنارأيت فالنة : س باسم هلا، وإمنا مل ينوهنا ألنه أقامها مقام امسها من ترك التنوين كما تقولإهنا كناية عنها ولي

    .فال تنونوهي األمر العظيم، لوالك ما أكل املرض جسمي وما كسر : يا وجه احلبيبة اليت هي كالداهية: يقول

    !عظمي، يدل به على أن هواها قد أمرضه مرضاً أثر يف جسمه وعظامه أمسيت من كبدي ومنها معدما... ناها السلو فإنين إن كان أغ

  • .معدما ومصرما: روى منها رداً إىل احملبوبة، ومنه رداً إىل السلو، وروىإن كان أغىن هذه املرأة عين خلو قلبها عن حمبيت، فإين أمسيت فقرياً منها ومن كبدي؛ ألهنا قد : يقول

    .ذي كان يف قليب وكبدي، وألن الكبد تلفت يف حمبتهاصحبتها وفارقتين إليها فعدمتها، وعدمت الصرب ال مشس النهار تقل ليالً مظلماً... غصٌن على نقوى فالةٍ نابٌت

    حبيبيت، غصن هذه صفته، وهكذا التقدير يف مشس : جيوز يف غصٌن أن يكون مبتدأ، وخربه حمذوف، وتقديرهكثيب من الرمل، وعين هبما ردفيها، وبشمس وهو ال: تثنية النقا: قدها، والنقوى: النهار، وأراد بالغصن

    .شعرها: حتمل، والليل املظلم: وجهها، وتقل: النهار إال لتجعلين لغرمي مغنما... مل جتمع األضداد يف متشابٍه

    أراد باألضداد ما تقدم يف البيت املتقدم من دقة وسطها، وثقل ردفيها، وبياض وجهها، وسواد شعرها، يف ضد الغنم : به، أي يشبه بعضه بعضاً يف احلسن، وليس بعضها أحسن من بعض، والغرممتشابه أي بدن متشا

    .وأصله اللزومأي لعشقي إياها غنيمة، : إهنا مل جتمع هذه األضداد يف بدن متشابه يف احلسن، إال لتجعلين لغرمي: يقول

    ألهنا مل جتعل ذلك، فبىن مل جتمع األضداد: املغرم واملغنم، وروى: فتجمع علي هذين الضدين أيضاً، ومها .على ما مل يسم فاعله

    هبرت فأنطق واصفيه وأفحما... كصفات أوحدنا أيب الفضل اليت : أي صفات هذه املرأة يف اشتماهلا على هذه األضداد، كصفات هذا املمدوح املشتملة على أمرين ضدين

    .أهنا أنطقت الواصفني بذكرها: أحدمهاأنطقهم جبزيل العطاء، وأفحمهم بالقصور : ني دون إدراك غاياهتا، وروى املتنيبأهنا أفحمت الواصف: والثاين

    . تقديره كصفات أيب الفضل اليت هبرت واصفيه: فعلى هذا نصب واصفيه، بأنطق، وقيل. عن املدح والثناء .هو وأفحم: فأنطق

    أعطاك معتذراً كمن قد أجرما... يعطيك مبتدئاً فإن أعجلته .اً بالعطاء قبل السؤال، فإن استعجلته العطاء، أعطاك معتذراً، كمن قد أذنبيعطيك مبتدئ: يقول

    ويرى التواضع أن يرى متعظما... ويرى التعظم أن يرى متواضعاً .أنه يرى بلوغ عظمته يف التواضع للناس، ويرى التذلل يف حال رؤية الناس إياها متعظماً: املعىن

    السؤال على النوال حمرما خال... نصر الفعال على املطال كأمنا .الفعل اجلميل: الفعال بفتح الفاء

    على املقال : ينصر الفعل اجلميل على املطال وجيعل له الغلبة، حىت كأنه ظن السؤال حمرماً، وروى: يقول .يقدم العطاء على السؤال وعلى الوعد: إما السؤال، وإما وعد املمدوح بالعطاء، فكأنه يقول: وهو

    من ذات ذي امللكوت أمسى من مسا... ك املصفى جوهراً يا أيها امللالذي هو ذو امللكوت، وهذا ظاهره يوهم : يا أيها امللك املصفى، يا أمسى، وأراد ذات اهللا تعاىل: يقول

  • إن هذا املمدوح كان نصرانياً فأظهر اإلسالم وهو متهم بالتنصر، فأراد أن يستكشفه عن : الكفر ويقالالنصارى على وجه االنتحال، وغرضه استكشاف حاله ووصف منهجه، فعلى هذا ال مذهبه فأورد عبارات

    يأيها امللك املصفى جوهراً من صنع : الصنع، فكأنه قال: يلزم الكفر، وجيوز أن حيمل على أن املراد بالذاتأنه أمسى من مسا جيوز أن يكون يف موضع رفع على : وقوله. ذي امللكوت، وأراد بذلك تعظيمه وتفضيله

    خرب ابتداء حمذوف، فكأنه يقول أنت أعلى من عال، وجيوز أن يكون يف اجلر صفة لذات ذي امللكوت، أو .الذات أو امللكوت، أي أنه أعلى من كل عالً يف األرض

    .نعوذ باهللا تعاىل من الكفر، إمنا قلت جوهراً وبينهما تضمني يزيل الظن: وروى عنه أنه قال فتكاد تعلم علم ما لن يعلما... نوٌر تظاهر فيك الهوتيةً

    إهلية وروى الهوتيه ويكون رفعاً ألنه فاعل : نصب على املصدر كما يقال: والهوتيةً. أي توىل: تظاهرتظاهر، وهذا، إذا محل على ظاهره فال يسلم من الكفر، فيحمل حينئذٍ على أنه أراد به أن النور الذي تفرد

    أمر مساوي وإهلي فيكاد يعلم ما مل يعلم من أجل هذا النور، فكأنه : كما يقال. به هذا املمدوح نور إهلي .إنك مؤيد بنور، ألجله تقرب من أن تعلم ما ال يعلمه أحٌد من األمور: يقول

    من كل عضو منك أن يتكلما... ويهم فيك إذا نطقت فصاحةً .يهم كل عضو منك إذا تكلمت لفرط فصاحتك: يقول

    من كان حيلم باإلله فأحلما... أنا مبصرٌ وأظن أين نائٌممث !! أنا مبصرٌ بعيين وأظنين نائماً، من استعظام ما رأيت من هذا الرجل من العظائم واألمور العجائب: يقولأي أنه ال ميكن أن يرى يف املنام ألنه ال يشبهه شيء فشبه هذا ! من كان حيلم باإلله فأحلم أنا أيضاً: قال

    وهذا . ال أدرك كنه وصفك، كما ال يدرك حقيقة ذات الباري تعاىل: بيه به فقالاملمدوح مبا ال جيوز التش .إفراط منكر قريب من الكفر

    من كان حيلم : من كان حيلم بصنع اهللا تعاىل فأحلم أنا، فكأنه يقول: إن يف الكالم حذفاً، كأنه قال: وقيل .أنا إمنا أرى ذلك يف املنام: تىأقولبصنع اهللا تعاىل وينسب نفسه إىل النوم دون اليقظة عند عظمته ح

    صار اليقني من العيان تومها... كرب العيان علي حىت إنه .كربت املعاينة علي خبروجه عن العادة حىت صار اليقني املعاين متومهاً: تأكيداً للبيت األول قبله: يقول

    نقٌم تعود على اليتامى أنعما... يا من جلود يديه يف أمواله .من يصب على أمواله نقماً بتفريقها واالستهانة هبا، وتعود تلك النقم على اليتامى نعماً وافرةيا : يقول

    ماذا مسلماً: ويقول بيت املال! ... ماذا عاقالً: حىت يقول الناسإنه : إنه ليس بعاقل؛ حيث يفقر نفسه، ويقول بيت املال: يا من هو يف السخاء يصفه بقول الناس: يقول

    .ألنه ال يرد إليه شيئاً من املال ويبقيه، وحكم اإلسالم يقتضي حفظ بيت املالليس مبسلم؛ ماذا غافالً يعين عن كسب املكارم يف الدنيا والثواب يف اآلخرة، ونصب غافالً ومسلماً ألهنما : وروى عنه .خرب ما

  • إذ ال تريد ملا أريد مترمجاً... إذكار مثلك ترك إذكاري له ك اإلذكار، ألنك عارف مبا يف قليب، غري حمتاج إىل التنبيه لعلمك به، وهذا مثل قول إذكار مثلك تر: يقول :أيب متام

    ء تقاضيته بترك التقاضي... وإذا اجلود كان عوين على املر :وقال يف أيام الصبا يف احلماسة

    !وحىت مىت يف شقوة وإىل كم؟... إىل أي حنيٍ أنت يف زي حمرم؟ إىل أي وقت تكون عارياً؟ : إىل أي وقٍت أنت يف زي اإلحرام؟، فكأنه يقول: قولخياطب نفسه ويلومها في

    قاعداً عن القتال؟ ومنازلة الرجال؟ وحىت مىت تعيش يف الشقاء؟ وال تطلب العز والثناء؟ وروى يف غفلة .واملعىن جيد. إىل مىت تعيش ذليالً كاملتهم املذنب: يعين. وروى يف زي جمرم باجليم

    متت وتقاسي الذل غري مكرم... حتت السيوف مكرماً وإال متت إن مل متت حتت السيوف يف احلرب مكرماً، متت مقاسياً للمذلة ساقط الرتبة حتف أنفك، واألصل : يقول

    موٌت يف عزٍّ خٌري من حياةٍ يف ذل وجيوز تقاس حبذف الياء للجزم عطفاً على جواب الشرط، وهو : فيه قوهلم .إن متت مقاسياً للذل: اء فيكون يف موضع نصب على احلالقوله متت وجيوز بالي

    يرى املوت يف اهليجا جىن النحل يف الفم... فثب واثقاً باهللا وثبة ماجٍد .الشريف: العسل اجملتىن من النحل، واملاجد: وجىن النحل. احلرب: باملد والقصر: اهليجا

    ل ماجٍد؛ يرى للموت يف احلرب حالوة كالعسل يف الفم يقول ثب إىل طلب املعايل واثقاً باهللا تعاىل، وثبة رج :كما قال اآلخر

    املوت أحلى عندنا من العسل

    الشاميات

    :وقال يف صباه ميدح سعيد بن عبد اهللا بن احلسني الكاليب والبني جار على ضعفي وما عدال... أحيا وأيسر ما قاسيت ما قتال

    احلياة، وتقديره إين أكثر حياة مع أن أيسر ما قاسيت، ما قتل أحدمها، أنه أفعل تفضيل من: يف أحيا تقديران: والثاين، أنه فعل مضارع من احلياة مث فيه تقديران. غريي ومع أن البني أيضاً جار على ضعفي وما عدل

    إين أحيا، وأيسر ما : فأما اخلرب فتقديره كأن يقول على وجه التعجب. أحدمها، اخلرب، واآلخر االستفهاموقد أضيف إليه فراق احلبيب الذي جار علي مع ضعفي، ومع ذلك ! يف حمبة هذه املرأة ما قتل غرييلقيته

    وأيسر شيء ! ولعله كان به ضعف، وأما االستفهام فتقديره أأحيا؟! وهذا موضع التعجب! فإين مقيم باقٍ !قاسيته يف حبها هو الذي يقتل

    حل يف جسمي كما حنالوالصرب ين... والوجد يقوى كما تقوى النوى أبداً ازدياد احلزن بازدياد البعد، : مع اجتماع هذه األمور القاتلة، وهي! إين باقٍ: يقول على وجه التعجب أيضاً

    .ونقصان الصرب، وحنوله، كما أن اجلسم يضعف وينحل

  • .يصف ازداد البعد وحنول اجلسم والصرب بعد البعد إىل أرواحنا سبال هلا املنايا... لوال مفارقة األحباب ما وجدت

    .للمنايا، أو للمفارقة: اهلاء يف هلاوهو كقول . لوال مفارقة األحباب ما وجدت املنايا ألنفسها وللمفارقة طرقاً تصل إىل أرواحنا: كأنه يقول

    :أيب متام الطائي إال الفراق على النفوس دليال... لو حار مرتاد املنية مل جيد

    يهوى احلياة، فأما إن صددت فال.. .مبا جبفنيك من سحرٍ صل دنفاً .قسم: مبا جبفنيك

    حبق ما جبفنيك من سحرٍ، صلى من تناهى يف املرض؛ حزناً على البعد منك؛ فإنه إمنا يهوى احلياة إن : يقولوأما إن كان من أصحاب : " فال هنا جواب إن كقوله تعاىل. واصلت، وإن مل تصلى فال يهوى احلياة

    .يهوى احلياة يف موضع نصب صفة لدنف: مبا جبفنيك من سقمٍ وقوله: وروى" اليمني، فسالمٌ لك شيباً إذا خضبته سلوةٌ نصال... إال يشب فلقد شابت له كبٌد

    .فاعل يشب ضمري الدنف الذي ذكره يف البيت قبله: قوله إال يشبالشعر يقبل إال يشب الشعر فقد شابت الكبد، شيباً أعظم من شيب الرأس؛ من حيث أن شيب: يقول

    اخلضاب، وشيب الكبد ال يقبله فكلما خضبته السلوة نصل اخلضاب يف احلال، وشيب الكبد ال يقبله، :ومثله أليب متام قوله. كناية عن ضعفها

    س إال من فضل شيب الفؤاد... شاب رأسي وما رأيت مشيب الرأ ا تبيض عندما تصيبها اآلفة كما قال وزاد املتنيب عليه بذكر اخلضاب، والنصول، قيل إهنا تصفر وقيل إهن

    :احلكمي فاصبغي بياضاً بعصفر العنب... يا دعد قد أصبحت مبيضةً كبدي

    .إال أن لفظة املشيب ال تطلق على كل البياض تزوره يف رياح الشرق ما عقال... حين شوقاً فلوال أن رائحةً

    ةً من رياح الشرق تأتيه ملا عقل؛ كأن احملبوبة إن هذا احملب حين شوقاً إىل حمبوبته، فلوال أن رائح: يقولجين أي يظهر اجلنون؛ وهذا أوىل : وروى. زياد الشوق واألول أكثر: وروى. كانت يف جانب الشرق

    .باملطابقة من مل يذق طرفاً منها فقد وأال... ها فانظري أو فظين يب ترى حرقاً

    .تنبيه املخاطب ملا بعده: هاإيل لتدري ما يب من احلزن، فإن مل تريين أهالً للنظر فظين يب ترى حرقاً من مل يذق انظري: حملبوبته: يقول

    .أي جنا من البالء، من وأل يئل إذا جنا: بعضاً منها فقد وأل إىل اليت تركتين يف اهلوى مثال... عل األمري يرى ذيل فيشفع يل

  • يل يتشفع يل، إىل املرأة اليت تركتين يف اهلوى لعل األمري الذي هو املمدوح إذا رأى ذ: مبعىن لعل، يقول: علمثالً مضروباً كسائر العشاق من العرب؛ ووجه تشفعه إليها أن يصل جناحه مبا يصل به إىل املراد هبا،

    .وهذا مأخوذ من قول أيب نواس. وحيظى عندها ملكانه منها هناها لعل الفضل جيمع بيننا... سأشكو إىل الفضل بن حيى بن خالد

    ملا بصرت به بالرمح معتقال... قنت أن سعيداً طالٌب بدمي أيملا رأيت املمدوح وهو سعيد معتقال برحمه على هيئة احملاربني، حتققت أنه يطلب بدمي من هذه املرأة : يقول

    القاتلة يل، على سبيل القتل والقصاص منها، ألن قتل النساء نقص، ولكن من حيث أن عادته اغتنام رب، ألن ذلك كسب الشجعان، وإن املال الذي يغتنمه جيعل له حظاً منه ليصل إىل مراده األموال يف احل

    منها، وانتقل الرجاء الذي يف البيت األول إىل اليقني، من حيث أنه قد رآه تأهب للحرب، ألنه إذا حارب .يظفر باألعداء وينهب األموال، وإذا هنبها فرقها، ألن خالف ذلك من البخل

    .ملا رأيته كذلك أيقنت أنه ينتقم من أعدائي: ن هذا البيت منقطع عما قبله كأنه يقولإ: وقد قيل ونائلٌ دون نيلي وصفه زحال... وأنين غري حمص فضل والده

    مصدر مضاف إىل فاعله، وهو ضمري : زحل ونيلي: ومفعوله. اسم فاعل، من نال الشيء يناله: قوله نائل .وصفه: املتكلم، ومفعوله

    وإين نائل زحالً قبل أن أنال وصف : يقول. ين ال أحصي فضل والده، فجمع بني مدحه ومدح والدهإ: يقول .وروى فضل نائله فيكون مدحاً له. والده

    يف األفق يسأل عمن غريه سأال... قيلٌ مبنبج مثواه ونائله .بلد بالشام: ومنبج. امللك من ملوك محري: القيلوعطاؤه يف أفق الدنيا؛ يستخرب عمن يطلب من غريه العطاء، حىت . نبجإن املمدوح ملٌك، مقامه مب: يقول

    الذي هو سأل السؤال الذي هو طلب العطاء وهو : يدل عليه بالسؤال األول، وهو االستخبار، والثاين :كقول أيب متام

    تسائل يف اآلفاق عن كل سائل... فأضحت عطاياه نوازع شردا حيمل املوت يف اهليجاء إن محالو... يلوح بدر الدجى يف صحن غرته

    .مقصوراً، فعلى هذا يكون يف اهليجا إذا محال: وروى. اهليجاء باملد فتكون حينئذ يف اهليجاء إن محال: روى :احلسن وهو قوله: إحدامها: إن املمدوح موصوف خبصلتني: يقول

    يلوح بدر الدجى يف صحن غربته

    .يف اهليجاء إن محال يعين أن املوت ناصره ومعهوحيمل املوت : الشجاعة وذلك قوله: والثانية وسيفه يف جنابٍ يسبق العذال... ترابه يف كالبٍ كحل أعينها

    .إن بينه وبينهما معاداة: وقيل. قبيلتان: كالٌب، وجنابإن املمدوح يهجم خبيله على بين كالب ويوقع هبم، فغبار خيله يف عيوهنم مبنزلة الكحل، : واملعىن على هذا

  • وقد نظمه . إذا ظفر بعدوه قتله، وال يبايل بلوم الالئم: يعين. لك سيفه يف جناب، يسبق عذل العاذلوكذ! من مثل سائر وهو سبق السيف العذل وأول من قاله ضبة بن أد إذ ظفر بقاتل ابنه يف الشهر احلرام فقتله

    .فلما ليم عليه قال هذا القولإهنم حلبهم له يتخذون تراب قدمه كحالً ألعينهم، : املعىنفيكون . إن بين كالب كانوا أولياءه: وقيل

    .ويتربكون به لو صاعد الفكر فيه الدهر ما نزال... لنوره يف مساء اجملد خمترٌق

    .جيوز أن يكون مصدراً، وجيوز أن يكون امساً ملوضع االختراق: خمترقاً، منفذه يف مساء فخره، حبيث لو إن للمدوح فخر إىل السماء وذلك مثلٌ لعلو فخره، وإن له نور: يقول

    صاعده الفكر وغالبه يف الصعود يف ذلك املنفذ، مل يكن له نزول أبداً، من حيث أنه ليس له هناية، حىت .حمترق باحلاء املهملة، واألوىل األول: يبلغها، مث ينزل عنها، وقد روى قدماً وساق إليها حينها األجال... هو اهلمام الذي بادت متيم به

    .هو األمري، ومل يصرف متيم للتعريف، والتأنيث للقبيلة: وروىهو األمري الذي هلكت به متيم منذ قدمي الزمان، وساق به إليها هالكها األجل، أي ملا عادوه أوقع : يقول

    .هبم وأهلكهم واحلرب غري عواٍن أسلموا احللال... ملا رأته وخيل النصر مقبلةٌ

    .مجع احللة، وهم القوم الذين ينزلون يف مكان واحد: واحللال. خبالف البكراليت تكررت : احلرب العوانإن متيماً ملا رأت هذا املمدوح، وخيل النصر مقبلةٌ، أسلموا مجاعتهم وبلدهتم، مث بني أن ذلك يف أول : يقول

    .احلرب، قبل أن تتكرر، ليدل ذلك على فضل خوفهم منه وأهنم اهنزموا يف أول األمر إذا رأى غري شيٍء ظنه رجال... رض حىت كأن هارهبم وضاقت األ

    ضاقت األرض عليهم ملا هربوا منه، حىت أن هارهبم من شدة خوفه كان إذا رأى غري شيء ال يبايل : يقولحيسبون كل صيحٍة عليهم : " وهذا املعىن، اشتقه من قول اهللا تعاىل! به من صغره، ظنه رجالً من أصحابه

    :جرير وهذا كقول" هم العدو خيالً تكر عليهم ورجاال... ما زلت حتسب كل شيءٍ بعدهم باخليل يف هلوات الطفل ما سعال... فبعده وإىل ذا اليوم لو ركضت

    فبعد ذلك اليوم الذي قاتلتهم وهزمتهم، إىل هذا اليوم؛ لو ركضت متيم خبيوهلم يف هلوات الطفل : يقوله؛ مع أنه يتأذى بأقل شيء، وذلك إشارة إىل قلتهم، وأنه مل يبق وحنكه ملا أثرت فيه تأثرياً يسعل الطفل من

    .منهم بعد ذلك احلرب عناء، وال قوم ميكنهم أن يضروا أدىن ضرر !حلسن طاعته: قال! مل ال يسعل؟: قال القارىء عليه قلت له

    وقد قتلت األىل مل تلقهم وجال... فقد تركت األىل القيتهم جزراً .وجلني: يعين. مصدر واقع موقع االسم: وجال: وقوله. أي مقطعني بالسيوف: وجزراً. مبعىن الذين: األىل .قد تركت الذين لقيتهم يف احلرب قطعاً بالسيوف، وتركت الذين مل تلقهم وجلني خائفني منك: يقول

  • قلب احملب قضاين بعد ما مطال... كم مهمةٍ قذٍف قلب الدليل به .نقيضان: والقضاء واملطل. بعيد النواحيالواسع ال: الفالة القذف: املهمةكم فالةٍ بعيدة األطراف، قلب الدليل فيها خافٌق خوف الضالل، كخفقان قلب احملب؛ خوف : يقول

    بلوغها به إىل أقصاها، : اهلجران؛ أدتين تلك الفالة إىل أقصاها، بعد ما مطلتين مدة مديدة، وقضاؤها إياه .ومطلها، مدة لبثه فيها

    وحر وجهي حبر الشمس إذ أفال... م طريف يف مفاوزه عقدت بالنج. اسم اجلنس: هو اسم للثريا خاصة؛ وقيل: والنجم، قيل. اخلد: وحر الوجه. للمهمه: اهلاء يف مفاوزه

    .فعل النجم: وافلعقدت طريف بالنجم ليالً، وعقدت حر وجهي حبر الشمس، إذا غاب : يصف مواصلة سريه بالسرى ويقول

    .ذلك عليه ليكون أعرف حبقهالنجم؛ مين ب .عقدت بالنجم طريف، خوف الضالل بالشمس ألين كنت مشرقاً: وروى عنه قال

    تغشمرت يب إليك السهل واجلبال... أنكحت صم حصاها خف يعملة

    تعسفت وأخذت قصداً وغري قصدٍ، : الناقة العمولة يف سرعة املشي أي أسرعت وتغشمرت: اليعملة .اجلمع: واإلنكاح هو

    مجعت بني خف ناقيت وبني احلصا الصم اليت كانت يف الفالة املذكورة، وعسفت يب السهل واجلبل؛ : قولي .حىت أوصلتين إليك

    مسعت للجن يف غيطاهنا زجال... لو كنت حشو قميصي فوق منرقها .أي وسطه: وحشو قميصي. الصوت: والزجل. الوسادة اليت يعتمد عليها الراكب: النمرق !ت أيها املمدوح مكاين فوق رحل هذه الناقة، لسمعت صوت اجلن يف غيطان هذه املفاوزلو كن: يقول

    وليتين عشت منها بالذي فضال... حىت وصلت بنفسٍ مات أكثرها كنت على احلال املوصوفة، حىت وصلت إليك بنفس مات أكثرها تعباً وخوفاً، ومل يبق منها إال فضلٌ : يقول

    وغرضه هبذه األبيات االمتنان عليه مبا . ر يب وال آمن أن يكون عاقبته اهلالكأخشى عليه، ألين وقيت ما م .ناله من ذلك

    يا من إذا وهب الدنيا فقد خبال... أرجو نداك وال أخشى املطال به .أي راجياً، يف موضع نصب ألنه يف موضع احلال: أرجو: قوله، وإنك جتزل العطاء؛ ألنك إذا وهبت الدنيا جبت هذه املفاوز إليك ثقة بك، إنك ال متطل بوعدك: يقول

    .تستقلها فكأنك قد خبلت :وقال أيضاً يف صباه يف احلماسة والفخر

    ببياض الطلى وورد اخلدود... كم قتيلٍ كما قتلت شهيٍد كم قتيلٍ شهيٍد ببياض الطلى وورد اخلدود؛ كما قتلت أنا؛ : وتقدير البيت. األعناق، واحدها طلية: الطلى

  • قتل ببياض األعناق ومحرة ! لست بأول قتيل اهلوى فكم من قتيلٍ شهيد: ويقول. يف قتل اهلوى إياه يعتذر .وجعل القتل بسبب اهلوى شهادة أخذه من احلديث من عشق وعف مات وهو شهيد! اخلدود

    فتكت باملتيم املعمود... وعيون املها وال كعيوٍن واملعمود الذي أصيب . الذي استعبده احلب: واملتيم. قتل غيلةال: والفتك. بقر الوحش، واحدهتا مهاة: املها

    .عطفاً على ورد اخلدود: وجر عيوناً. عمود قلبه وهو وسطه باحلبوهي بقر الوحش من حسنها، ومالحتها وال : وعيون املها. كم قتيلٍ ببياض الطلى، وورد اخلدود: يقول

    : وقيل. حسن منها، فضل هذه العيون على عيون املهاكعيون النساء اليت أصابتين وقتلتين غيلة، بل هذه أ .مث فضل العيون اليت قتلته على تلك العيون. احلسان العيون من النساء: أراد باملها

    ر ذيويل بدار أثلة عودي... در در الصبا أيام جتري .مث استعمل يف كل خري. اللنب: الدر يف أصل اللغة

    أأيام جتريري واهلمزة األوىل حرف النداء، : مث نادى فقال. الصباكثر خري : كأنه يقول على وجه الدعاء: عاداً األوىل، وروى بدار األثلة عودي قيل: والرواية جتريري بدار أثلة موصلة األلف بالراء كقوله تعاىل

    :وعودي. إن أثلة بغري ألف والم، وروى قتلة وهي اسم امرأة: وقيل. بالشام: مكان بالكوفة، وقيل. األثلة .خطاب لأليام: أمر من العود، وهو

    يا أيام بطاليت حني كنت أسحب ذيلي هبذا املكان، عودي إيل : يقول خماطباً أليامه اليت مضت مستعيداً هلا .وارجعي فإين مشتاق إليك

    قبلها يف براقعٍ وعقود... عمرك اهللا هل رأيت بدوراً إال أنه حذف ما كان زائداً، ورده إىل تركيب تعمريك اهللا، وهو مصدر من عمرك اهللا تعمرياً، : أصلهأيها الصاحب، هل رأيت بدوراً مثل هؤالء النساء . سألت اهللا تعمريك: عمرك اهللا فكأنه قال: فقال. الكلمة

    ألن الرباقع والعقود من آلة النساء، ومل تعد يف ! اللوايت هن بدوراً يف احلسن والبهاء يف براقع وعقود؟ .البدور

    ب تشق القلوب قبل اجللود... سهم ريشها اهلد رامياتٍ بأ .يف موضع نصب صفة لبدور: رامياٍت

    خبالف سائر ! قدودها اهلدب، وهي تشق القلوب قبل اجللود! هل رأيت بدوراً ترمى بسهام؟: يقول لصاحبه :وهو مأخوذ �