ﻖﻓﻮﻣ ﻩﺍﻮﺣ ﻢﻌﻧﻭ - islamicbookﻞﺒﻨﺣ ﻦﺑ ﺪﲪﺃ ﻞﺠﺒﳌﺍ...

835
ﻛﺘﺎﺏ: ﺣﻨﺒﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﺒﺠﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻜﺎﰲ ﺍﳌﺆﻟﻒ: ﳏﻤﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻘﺪﺳﻲ ﻗﺪﺍﻣﺔ ﺑﻦ ﺍﷲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺎﻝ ﻧﺴﺘﻌﲔ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﷲ ﺑﺴﻢ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻓﺼﻞ ﺣﻨﺒﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻜﺎﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻮﻓﻖ ﺍﻷﻧﺎﻡ ﻗﺪﻭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺍﻷﻭﺣﺪ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﳌﻘﺪﺳﻲ ﻗﺪﺍﻣﺔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﷲ ﻋﺒﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﲤﺜﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻷﻭﺯﺍﺭ ﺍﳋﻄﻴﺌﺎﺕ ﻏﺎﻓﺮ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺧﻔﻴﺎﺕ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﳊﻤﺪ ﺍﷲ ﺭﲪﻪ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺳﻜﻦ ﻣﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﳉﺞ ﲟﺎ ﻋﻠﻤﻪ ﺃﺣﺎﻁ ﺍﳌﻘﺪﺍﺭ ﺑﺎﳊﺪ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻋﻦ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺃﻧﻌﻢ ﻟﻨﻬﺎﺭ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﻧﺰﺍﺭ ﺑﻦ ﻣﻀﺮ ﺑﻴﺖ ﺃﻃﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﻌﻮﺙ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﺳﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺰﺍﺭ ﺑﺎﻟﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﺪﻭﺍﻡ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﺣﺪ ﲡﻮﺯ ﺻﻼﺓ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﺍﳌﺼﻄﻔﲔ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﺍﻷﻃﻬﺎﺭ ﺁﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻟﻴﻔﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﺍﺳﺘﺨﺮﺕ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﱐ ﺣﻨﺒﻞ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﷲ ﻋﺒﺪ ﺃﰊ ﺍﻷﻣﺔ ﺭﺑﺎﱐ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺇﻣﺎﻡ ﻣﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻪ ﻋﺰﻳﺖ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻣﻊ ﻣﺴﺎﺋﻠﻪ ﺃﺩﻟﺔ ﺇﱃ ﺃﻭﻣﺄﺕ ﻭﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻹﻃﺎﻟﺔ ﺑﲔ ﻓﻴﻪ ﺗﻮﺳﻄﺖ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﷲ ﺣﻮﺍﻩ ﲟﺎ ﻟﻘﺎﺭﺋﻪ ﻣﻘﻨﻌﺎ ﺳﻮﺍﻩ ﻋﻤﺎ ﻓﻨﻪ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﺃﺋﻤﺔ ﻛﺘﺐ ﺟﺎﻣﻌﺎ ﺗﻄﻮﻳﻞ ﻏﲑ ﻣﻦ ﺑﺎﻟﻐﺮﺽ ﻭﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻟﺼﺎﱀ ﻳﻮﻓﻘﻨﺎ ﺍﻟﺰﻟﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﺼﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻝ ﺇﻳﺎﻩ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺳﺘﻌﲔ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﻴﺎﻥ ﺑﲔ ﺣﺴﺒﻨﺎ ﻫﻮ ﺻﻨﻌﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻨﺎ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﲨﻌﻨﺎ ﲟﺎ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻳﻨﻔﻌﻨﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻧﺎﻓﻌﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻘﺮﺑﺎ ﺳﻌﻴﻨﺎ ﻭﳚﻌﻞ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﳌﺎﺀ ﺣﻜﻢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻧﺰﻝ ﻣﺎﺀ ﺑﻜﻞ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﺍﳊﺪﺙ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻬﺮ ﳚﻮﺯ: ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﱪﺩ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻭﺫﻭﺏ ﺍﳌﻄﺮ ﻣﻦ: } ﻭﻳﻨﺰﻝ ﺑﻪ ﻟﻴﻄﻬﺮﻛﻢ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻜﻢ{ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻗﻮﻝ] ﻭﺍﻟﱪﺩ ﻭﺍﻟﺜﻠﺞ ﺑﺎﳌﺎﺀ ﻃﻬﺮﱐ ﺍﻟﻠﻬﻢ[ ﻣﺘﻔﻖ ﻧﺒﻊ ﻣﺎ ﻭﺑﻜﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﷲ ﺭﺿﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﺑﻮ ﺭﻭﻯ ﳌﺎ ﻭﺍﻵﺑﺎﺭ ﻭﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ: ﺭﺳﻮﻝ ﺭﺟﻞ ﺳﺄﻝ ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ: ؟ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﲟﺎﺀ ﺃﻓﻨﺘﻮﺿﺄ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻌﻨﺎ ﻭﳓﻤﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻧﺮﻛﺐ ﺇﻧﺎ ﺍﷲ ﺭﺳﻮﻝ ﻳﺎ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﺭﺳﻮﻝ ﻓﻘﺎﻝ] ﻣﻴﺘﺘﻪ ﺍﳊﻞ ﻣﺎﺅﻩ ﺍﻟﻄﻬﻮﺭ ﻫﻮ[ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻗﺎﻝ: ﺻﺤﻴﺢ ﺣﺴﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻫﺬﺍ] ﺑﻀﺎﻋﺔ ﺑﺌﺮ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﺿﺄ ﺍﻟﻨﱯ ﻛﺎﻥ[ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺭﻭﺍﻩ ﻓﺼﻞ: ﺑﻨﺠﺎﺳﺔ ﺳﺨﻦ ﻭﺇﻥ ﺑﺮﺩﻩ ﻟﻮ ﻣﺎ ﻓﺄﺷﺒﻪ ﺍﳌﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﻠﻖ ﺻﻔﺔ ﺑﻪ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﺗﻜﺮﻩ ﺑﻄﺎﻫﺮ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺸﻤﺲ ﺳﺨﻦ ﻓﺈﻥ ﺑﺎ ﺗﺰﻭﻝ ﻓﻼ ﻃﻬﺎﺭﺗﻪ ﺍﻷﺻﻞ ﻷﻥ ﻃﺎﻫﺮ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻭﱂ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺻﻮﳍﺎ ﳛﺘﻤﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻭﻳﻜﺮﻩ ﻟﺸﻚ ﺃﺧﺮﻯ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺃﺑﻮ ﻭﺫﻛﺮ: ﻓﻔﻴﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻷﺻﻞ ﻷﻥ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻭﺟﻬﺎﻥ: ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻛﺎﻟﱵ ﻓﻜﺮﻩ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﳛﺘﻤﻞ ﻷﻧﻪ ﻳﻜﺮﻩ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺍﳌﺴﺨ ﻏﲑ ﻓﺄﺷﺒﻪ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻷﻥ ﻳﻜﺮﻩ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﻷﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﳝﻨﻊ ﻳﻐﲑﻩ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﳌﺎﺀ ﺧﺎﻟﻂ ﻭﺇﻥ] : ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺼﻌﺔ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﻏﺘﺴﻞ ﺍﻟﻌﺠﲔ ﺃﺛﺮ[ ﻭﺍﻷﺛﺮﻡ ﻣﺎﺟﺔ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺭﻭﺍﻩ] [ ﺇﻃﻼﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻕ ﺍﳌﺎﺀ ﻷﻥ ﻳﻐﲑﻩ ﻣﺎﺋﻌﺎ ﻓﺰﺍﺩﻩ ﻟﻄﻬﺎﺭﺗﻪ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻣﺎﺀ ﻣﻌﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﺈﻥ] ﺗﻄﻬﺮ[ ﺑﻪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﳌﺎ

Transcript of ﻖﻓﻮﻣ ﻩﺍﻮﺣ ﻢﻌﻧﻭ - islamicbookﻞﺒﻨﺣ ﻦﺑ ﺪﲪﺃ ﻞﺠﺒﳌﺍ...

  • أمحد بن حنبل: كتاب ملبجل اإلمام ا فقه لكايف يف او حممد: املؤلف ملقدسي أب ا قدامة بن اهللا عبد

    كتاب الكايف يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل فصل مقدمة املؤلف بسم اهللا الرمحن الرحيم و به نستعني قال الشيخ العامل الدين أبو عبد اهللا أمحد بن حممد بن قدامة املقدسي العالمة األوحد الصدر الكامل شيخ اإلسالم قدوة األنام موفق

    رمحه اهللا احلمد هللا الواحد القهار العزيز الغفار عامل خفيات األسرار غافر اخلطيئات و األوزار الذي امتنع عن متثيل لنهار أنعم األفكار و ارتفع عن الوصف باحلد و املقدار و أحاط علمه مبا يف جلج البحار و له ما سكن يف الليل و ا

    علينا بالنعم الغزار و من علينا بالنيب املختار حممد سيد األبرار املبعوث من أطهر بيت يف مضر بن نزار صلى اهللا عليه و على آله األطهار و صحابته املصطفني األخيار صالة جتوز حد اإلكثار دائمة بدوام الليل و النهار هذا كتاب

    مذهب إمام األئمة و رباين األمة أيب عبد اهللا أمحد بن حممد بن حنبل الشيباين رضي استخرت اهللا تعاىل يف تأليفه على اهللا عنه يف الفقه توسطت فيه بني اإلطالة واالختصار و أومأت إىل أدلة مسائله مع االقتصار و عزيت أحاديثه إىل

    وافيا بالغرض من غري تطويل جامعا كتب أئمة األمصار ليكون الكتاب كافيا يف فنه عما سواه مقنعا لقارئه مبا حواهبني بيان احلكم و الدليل و باهللا أستعني و عليه اعتمد و إياه أسأل أن يعصمنا من الزلل و يوفقنا لصاحل القول و

    النية والعمل وجيعل سعينا مقربا إليه و نافعا لديه و ينفعنا و املسلمني مبا مجعنا و يبارك لنا فيما صنعنا و هو حسبنا الوكيل ونعم

    باب حكم املاء الطاهر

    وينزل { : من املطر وذوب الثلج والربد لقوله تعاىل : جيوز التطهر من احلدث والنجاسة بكل ماء نزل من السماء متفق ] اللهم طهرين باملاء والثلج والربد [ وقول النيب صلى اهللا عليه و سلم } عليكم من السماء ماء ليطهركم به

    سأل رجل رسول : من األرض من العيون والبحار واآلبار ملا روى أبو هريرة رضي اهللا عنه قال عليه وبكل ما نبع يا رسول اهللا إنا نركب البحر وحنمل معنا القليل من املاء أفنتوضأ مباء البحر ؟ : اهللا صلى اهللا عليه و سلم فقال

    هذا حديث حسن صحيح و : قال الترمذي ] هو الطهور ماؤه احلل ميتته [ فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم رواه النسائي ] كان النيب يتوضأ من بئر بضاعة [

    : فصل فإن سخن بالشمس أو بطاهر مل تكره الطهارة به ألهنا صفة خلق عليها املاء فأشبه ما لو برده وإن سخن بنجاسة

    لشك ويكره استعماله الحتمال النجاسة حيتمل وصوهلا إليه ومل يتحقق فهو طاهر ألن األصل طهارته فال تزول باأنه ال يكره ألن األصل عدم الكراهية وإن كانت النجاسة ال تصل إليه غالبا ففيه : وذكر أبو اخلطاب رواية أخرى

    : وجهان يكره ألنه حيتمل النجاسة فكره كاليت قبلها : أحدمها ن ال يكره ألن احتمال النجاسة بعيد فأشبه غري املسخ: والثاين

    اغتسل مع زوجته يف قصعة فيها : [ وإن خالط املاء طاهر مل يغريه مل مينع الطهارة به ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم ألن املاء باق على إطالقه ] و [ رواه النسائي وابن ماجة واألثرم ] أثر العجني

    ح ملا ذكرنا به ص] تطهر [ فإن كان معه ماء يكفيه لطهارته فزاده مائعا مل يغريه مث

  • وإن كان املاء ال يكفيه لطهارته فكذلك ألنه املائع استهلك يف املاء كاليت قبلها ال جتوز الطهارة به ألنه أكملها بغري املاء فأشبه ما لو غسل به بعض أعضائه : وفيه وجه آخر

    : وإن غري الطاهر صفة املاء مل خيل من أوجه أربعة طهورية كالتراب وما أصله املاء كامللح املنعقد من املاء فال مينع الطهارة به ألنه يوافق ما يوافق املاء يف ال: أحدها

    املاء يف صفته أشبه الثلج ما ال خيتلط باملاء كالدهن والكافور والعود فال مينع ألنه تغري عن جماورة فأشبه ما لو تغري املاء جبيفة قربة : والثاين ه كالطحلب وسائر ما ينبت يف املاء وما جيري عليه املاء من الكربيت والقار وغريمها ما ال ميكن التحرز من: الثالث

    وورق الشجر على السواقي والربك وما تلقيه الرياح والسيول يف املاء من احلشيش والتنب وحنومها فال مينع ألنه ال ميكن صون املاء عنه

    لح املعدين وما ال ينجس باملوت كاخلنافس والزنابري وما ما سوى هذه األنواع كالزعفران واألشنان وامل: الرابع عفي عنه ملشقة التحرز إذا ألقي يف املاء قصدا فهذا إن غلب على أجزاء املاء مثل أن جعله صبغا أو حربا أو طبخ

    خالف ألنه زال اسم املاء فأشبه اخلل ] بغري [ فيه سلبه الطهورية { : حيه ومل يطبخ فيه فأكثر الروايات عن أمحد أنه ال مينع لقول اهللا تعاىل وإن غري إحدى صفاته طعمه أو لونه أو ر

    وألنه خالطه طاهر مل يسلبه امسه وال رقته وال جريانه أشبه سائر األنواع } فلم جتدوا ماء فتيمموا رقي وأكثر األصحاب ال جتوز الطهارة به ألنه سلب إطالق اسم املاء أشبه ماء الباقالء املغلي وهذا اختيار اخل: وعنه : فصل

    رواه ] صب على جابر من وضوئه : [ فأن استعمل يف رفع احلدث فهو طاهر ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم البخاري وألنه مل يصبه جناسة فكان طاهرا كالذي تربد به وهل تزول طهوريته به ؟

    : فيه روايتان اء أشبه املتغري بالزعفران زواهلا ألنه زال عنه إطالق اسم امل: أشهرمها ال تزول ألنه استعمال مل يغري املاء أشبه التربد به : والثانية

    وإن استعمل يف طهارة مستحبة كالتجديد وغسل اجلمعة والغسلة الثانية والثالثة فهو باق على إطالقه ألنه مل يرفع حدثا ومل يزل جنسا

    ة أشبه املستعمل يف رفع احلدث وعنه أنه غري مطهر ألنه مستعمل يف طهارة شرعي : فصل

    وإن استعمل يف غسل جناسة فانفصل متغريا هبا أو قبل زواهلا فهو جنس ألنه متغري بنجاسه أو مالق لنجاسة مل يطهرها فكان جنسا كما لو وردت عليه

    [ لى اهللا عليه و سلم وما انفصل من الغسلة اليت طهرت احملل غري متغري فهو طاهر إن كان احملل أرضا ألن النيب ص متفق عليه ] أمر أن يصب على بول األعرايب ذنوب من ماء فلو كان املنفصل جنسا لكان تكثريا يف النجاسة

    : وإن كان غري األرض ففيه وجهان طهارته كاملنفصل عن األرض وألن البلل الباقي يف احملل طاهر واملنفصل بعد املتصل فكان حكمه حكمه : أظهرمها

    هو جنس ألنه ماء يسري القى جناسة فتنجس هبا كما لو وردت عليه : لثاين وا

  • فإن قلنا بطهارته فهل يكون مطهرا ؟ على وجهني على الروايتني يف املستعمل يف رفع احلدث وقد مضى توجيههما دث ومل يرفع وإذا انغمس احملدث يف ماء يسري ينوي به رفع احلدث صار مستعمال ألنه استعمل يف رفع احل: فصل

    رواه ] ال يبولن أحدكم يف املاء الدائم وال يغتسل فيه وهو جنب : [ حدثه ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم قال مسلم والنهي يقضي فساد املنهي عنه وألنه بأول جزء انفصل منه صار مستعمال فلم يرتفع احلدث عن سائره

    : فصل والنبيذ وماء الورد واملعتصر من الشجر ال يرفع حدثا وال يزيل جنسا ] رق وامل[ وما سوى املاء من املائعات كاخلل

    فأوجب التيمم على من مل جيد ماء وقال النيب صلى اهللا عليه و سلم } فلم جتدوا ماء فتيمموا { : ولقوله تعاىل فق عليه فدل على أنه ال مت] حتتيه مث تقرصيه مث تنضحيه باملاء مث تصلي فيه : [ ألمساء يف دم احليض يصيب الثوب

    جيوز بغريه واهللا أعلم

    باب املاء النجس

    إذا وقع يف املاء جناسة فغريته جنس بغري خالف ألن تغريه لظهور أجزاء النجاسة فيه : وإن مل تغريه مل خيل من حالني

    هللا عليه و سلم سئل أن يكون قلتني فصاعدا فهو طاهر مل روى ابن عمر رضي اهللا عنهما أن النيب صلى ا: أحدمها : رواه األئمة وقال الترمذي ] إذا كان املاء قلتني مل حيمل اخلبث : [ عن املاء وما ينوبه من الدواب والسباع فقال

    يا رسول اهللا أتتوضأ : قيل : وروى أبو سعيد رضي اهللا عنه قال ] مل ينجسه شيء [ هذا احلديث حسن ويف لفظ قال ] املاء طهور وال ينجسه شيء : [ يها احليض وحلوم الكالب والننت ؟ فقال بئر يلقى ف: من بئر بضاعة وهي

    حديث بئر بضاعة صحيح : أمحد قدرت بئر بضاعة بردائي فوجدهتا ستة أذرع وألن املاء الكثري ال ميكن حفظه يف األوعية فعفي عنه : قال أبو داود

    كالذي ال ميكن نزحه : ايتان ما دون القلتني ففيه رو: الثاين

    يدل على أن ما مل يبلغها ينجس وألن النيب صلى ] إذا بلغ املاء قلتني مل ينجسه شيء : [ جناسته ألن قوله : أظهرمها متفق عليه فدل على جناسته من غري ] إذا ولغ الكلب يف إناء أحدكم فليغسله سبع مرات : [ اهللا عليه و سلم قال

    فلم يعف عنه وجعلت القلتان حدا بني القليل والكثري ] يف األوعية [تغيري وألن املاء اليسري ميكن حفظه وروى أبو إمامة أن النيب ] املاء طهور ال ينجسه شيء : [ هو طاهر لقول النيب صلى اهللا عليه و سلم : والثانية

    ابن ماجة وألنه مل رواه] املاء طهور ال ينجسه إال ما غلب على لونه أو طعمه أو رحيه [ صلى اهللا عليه و سلم قال يتغري بالنجاسة أشبه الكثري

    : فصل : ويف قدر القلتني روايتان

    أن القلة تأخذ قربتني وقرب : أربعمائة رطل بالعراقي ألنه روي عن ابن جريج وحيىي بن عقيل ] إهنما : [ إحدامها رطل احلجاز كبار تسع كل قربة مائة رطل فصارت القلتان هبذه املقدمات أربعمائة

    رأيت قالل هجر فرأيت القلة منها تسع قربتني أو : مها مخسمائة رطل ألنه يروى عن ابن جريج أنه قال : والثانية قربتني وشيئا فاالحتياط أن جيعل الشيء نصفا فيكونان مخس قرب

  • وهل هذا حتديد أو تقريب ؟ : فيه وجهان

    ألن القربة إمنا جعلت مائة رطل تقريبا والشيء إمنا جعل أنه تقريب فلو نقص رطل أو رطالن مل يؤثر : أظهرمها نصفا احتياطا والغالب أنه يستعمل فيما دون النصف وهذا ال حتديد فيه

    أنه حتديد فلو نقص شيئا يسريا تنجس بالنجاسة ألنا جعلنا ذلك احتياطا وما وجب االحتياط به صار فرضا : والثاين كغسل جزء من الرأس مع الوجه

    : فصل ومجيع النجاسات يف هذا سواء ما عدا بول اآلدميني وعذرهتم املائعة فإن أكثر الروايات عن أمحد أهنا تنجس املاء

    متفق ] ال يبولن أحدكم يف املاء الدائم الذي ال جيري مث يغتسل منه : [ الكثري لقول النيب صلى اهللا عليه و سلم واملصانع بطريق مكة فذلك الذي ال ينجسه شيء ألن هني النيب صلى عليه إال أن يبلغ حدا ال ميكن نزحه كالغدران

    اهللا عليه و سلم عن البول يف املاء الدائم ينصرف إىل ما كان يف أرضه على عهده من آبار املدينة وحنوها وعنه أنه كسائر النجاسات لعموم األحاديث اليت ذكرناها وألن البول كغريه من النجاسات يف سائر األحكام

    فكذلك يف تنجيس املاء وحديث البول ال بد من ختصيصه فنخصه خبرب القلتني : فصل

    وإذا وقعت النجاسة يف ماء فغريت بعضه فاملتغري جنس وما مل يتغري إن بلغ قلتني فهو طاهر لعموم األخبار فيه وألنه نهما فهو جنس ألنه ماء يسري القى ماء ماء كثري مل يتغري بالنجاسة فكان طاهرا كما لو مل يتغري فيه شيء وإن نقص ع

    جنس فنجس به فإذا كان بني الغديرين ساقية فيها ماء يتصل هبما فهما ماء واحد : فصل

    فأما املاء اجلاري إذا تغري بعض جريانه بالنجاسة فاجلرية املتغرية جنسة وما أمامها طاهر ألهنا مل تصل إليه وما وراءها ن مل يتغري منه شيء احتمل أنه ال ينجس ألنه ماء كثري يتصل بعضه ببعض فيدخل يف عموم طاهر ألنه مل يصل إليها وإ

    األخبار السابقة أوال فلم ينجس كالراكد ولو كان ماء الساقية راكدا مل ينجس إال بالتغري فاجلاري أوىل ألنه أحسن حاال

    يف جرية تبلغ قلتني فهي طاهرة ما مل تتغري وإن وجعل أصحابنا املتأخرون كل جرية كاملاء املنفرد فإذا كانت النجاسةكان دون القلتني فهي جنسة وإن كانت النجاسة واقفة فكل جرية متر عليها إن بلغت قلتني فهي طاهرة وإال فهي

    جنسة وإن اجتمعت اجلريات فكان يف املاء قلتان طاهرتان متصلة الحقة أو سابقة فاجملتمع كله طاهر إال أن ة ألن القلتني تدفعان النجاسة عن نفسهما ويطهرمها ما اجتمع معهما وإن مل يكن فاجلميع جنس واجلرية يتغريبالنجاس

    ما حييط بالنجاسة من فوقها وحتتها وميينها ومشاهلا وما قرب منها مع ما حياذي ذلك فيما بني طريف النهر : فصل

    : وهو يف ثالثة أقسام كاثرة بقلتني طاهرتني إما أن ينبع فيه أو يصب عليه وسواء كان متغريا فزال ما دون القلتني فتطهريه بامل: األول

    تغريه أو غري متغري فبقي حباله قدر قلتني فتطهريه باملكاثرة املذكورة أو بزوال تغريه مبكثه : الثاين

    وال يعترب صب املاء دفعة الزائد عن القلتني فتطهريه هبذين األمرين أو بنزح يزيل تغريه ويبقى بعده قلتان : الثالث

  • واحدة ألن ذلك يشق لكن يصبه على حسب ما أمكنه من املتابعة إما أن جيريه من ساقية أو يصبه دلوا فدلوا وإن كوثر مباء دون القلتني أو طرح فيه تراب أو غري ماء مل يطهره ألن ذلك ال يدفع النجاسة عن نفسه فلم يطهره املاء

    أن يطهره ألنه تغري املاء فأشبه ما لو زال بنفسه وألن علة التنجيس يف املاء الكثري كما لو طرح فيه مسك ويتخرج التغري فإذا زالت زال حكمها كما لو زال تغيري املتغري بالطاهرات

    فأما ما دون القلتني فال يطهر بزوال التغري ألن العلة فيه املخالطة ال التغري : فصل

    جنس وإن كثر ألن اجتماع النجس إىل النجس ال يتولد بينهما طاهر كاملتولد بني فإن اجتمع جنس إىل جنس فاجلميعالكلب و اخلنزير ويتخرج أن يطهر إذا زال التغري وبلغ القلتني ملا ذكرناه وإن اجتمع مستعمل إىل مثله فهو باق

    حكم النجاسة فاالستعمال أوىل على املنع فإذا اجتمع مستعمل إىل طهور يبلغ القلتني فالكل طهور ألن القلتني تزيل فإن اجتمع مستعمل إىل طهور دون القلتني وكان املستعمل يسريا عفي عنه ألنه لو كان مائعا غري املاء عفي عنه

    فاملستعمل أوىل وإن كثر حبيث لو كان مائعا غلب على أجزاء املاء منع كغريه من الطاهرات

    باب الشك يف املاء

    الطهارة به سواء وجد متغريا أو غري متغري ألن األصل الطهارة والتغري حيتمل أن يكون من إذا شك يف جناسته مل مينع مكثة أو مبا ال مينع فال يزول يف الشك

    وإن تيقن جناسته مث شك يف طهارته فهو جنس ألن األصل جناسته لظاهر تغريه هبا وإن علم وقوع النجاسة فيه مث وجد متغريا تغريا جيوز أن يكون منها فهو جنس ألن ا

    وإن أخربه ثقة بنجاسة املاء مل يقبل حني يعني سببها الحتمال اعتقاده جناسته مبا ال ينجسه كموت ذبابة فيه وإن عني سببها لزمه القبول رجال كان أو امرأة بصريا أو أعمى ألنه خرب ديين فلزمه قبوله كرواية احلديث وألن لألعمى

    وال يقبل خرب كافر وال صيب وال جمنون وال فاسق ألن روايتهم غري مقبولة طريقا إىل العلم باحلس واخلربإمنا ولغ يف هذا اإلناء دون ذاك حكم بنجاستهما ألنه : وإن أخربه أن كلبا ولغ يف هذا اإلناء دون هذا وقال آخر

    به فيه منهما تعارضا وسقط ميكن صدقهما لكوهنما يف وقتني أو كانا كلبني وإن عينا كلبا ووقتا ال ميكن ال ميكن شر قوهلما ألنه ال ميكن صدقهما ومل يترجح أحدمها

    : فصل وإن اشتبه املاء النجس بالطاهر تيمم ومل جيز له استعمال أحدمها سواء كثر عدد الطاهر أو مل يكثر وحكي عن أيب

    ال إصابة الطاهر أكثر واألول علي النجاد أنه إذا كثر عدد الطاهر فله أن يتحرى ويتوضأ بالطاهر عنده ألن احتماملذهب ألنه اشتبه املباح باحملظور فيما ال تبيحه الضرورة فلم جيز التحري كما لو كان النجس بوال أو كثر عدد

    النجس أو اشتبهت أخته بأجنبيات وألنه لو توضأ بأحدمها مث تغري اجتهاده يف الوضوء الثاين فتوضأ باألول لتوضأ ن توضأ بالثاين من غري غسل أثر األول تنجس يقينا وإن غسل أثر األول نقض اجتهاده مباء يعتقد جناسته وإ

    فتركهما أوال أوىل } وما جعل عليكم يف الدين من حرج { : باجتهاده وفيه حرج ينتفي بقوله سبحانه : وهل يشترط لصحة التيمم إراقتها أو خلطهما ؟ فيه روايتان

    اهر يشترط ليتحقق عدم الط: إحدامها ال يشترط ألن الوصول إىل الطاهر متعذر واستعماله ممنوع منه فلم يشترط عدم كماء الغري : والثانية

  • وإن اشتبه مطلق مبستعمل توضأ من كل إناء وضوءا لتحصل له الطهارة بيقني وصلى صالة واحدة وإن اشتبهت لزمه ذلك ألنه أمكنه تأدية فرضه يقينا من بالثياب الطاهرة بالنجسة وأمكنه الصالة يف عدد النجس وزيادة صالة

    غري مشقة فلزم كما لو اشتبه املطلق باملستعمل وإن كثر عدد النجس فذكر بن عقيل أنه يصلي يف أحدها بالتحري ألن اعتبار اليقني يشق فاكتفى بالظاهر كما لو اشتبهت القبلة

    : فصل : طاهر وهو ثالثة أنواع : وهو ثالثة أقسام

    اآلدمي متطهرا كان أو حمدثا ملا روى أبو هريرة قال لقيين النيب صلى اهللا عليه و سلم وأنا جنب فاخننست : أحدها كنت جنبا فكرهت أن أجالسك وأنا ! أين كنت يا أبا هريرة ؟ قلت يا رسول اهللا : [ منه فاغتسلت مث جئت فقال

    أهنا كانت تشرب من : [ تفق عليه وعن عائشة م] إن املؤمن ليس بنجس ! سبحان اهللا : على غري طهارة فقال رواه مسلم ] اإلناء وهي حائض فيأخذه النيب صلى اهللا عليه و سلم فيضع فاه على موضع فيها فيشرب

    ما يؤكل حلمه فهو طاهر بال خالف : النوع الثاين دخل : ت كعب بن مالك قالت ما ال ميكن التحرز منه وهو السنور وما دوهنا من اخللقة ملا روت كبشة بن: الثالث

    أتعجبني يا ابنة : علي أبو قتادة فسكبت له وضوءا فجاءت هرة فأصغى هلا اإلناء حىت شربت فرآين أنظر إليه فقال إهنا ليس بنجس إهنا من الطوافني عليكم : [ إن الرسول صلى اهللا عليه و سلم قال : قلت نعم قال ! أخي ؟

    حديث حسن صحيح دل مبنطوقه على طهارة اهلرة وبتعليله على الطهارة ما : رواه الترمذي وقال ] والطوافات دوهنا لكونه مما يطوف علينا وال ميكن التحرز عنه كالفأرة وحنوها فهذا سؤره وعرقه وغريمها طاهر

    عليه و الكلب واخلنزير وما تولد منهما فسؤره جنس ومجيع أجزائه ألن النيب صلى اهللا : جنس وهو : القسم الثاين متفق عليه ولوال جناسته ما وجب غسله واخلنزير شر ] إذا ولغ الكلب يف إناء أحدكم فاغسلوه سبعا : [ سلم قال

    منه ألنه منصوص على حترميه وال يباح إنقاذه حبال وكذلك ما تولد من النجاسات كدود الكنيف وصراصره ألنه متولد من جناسة فكان جنسا كولد الكلب

    : خمتلف فيه وهو ثالثة أنواع كذلك : القسم الثالث : سائر سباع البهائم والطري وفيهما روايتان : أحدمها إذا كان املاء قلتني : [ أهنا جنسة ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم سئل عن املاء وما ينوبه من السباع فقال : إحدامها

    يوان حرم خلبثه ميكن التحرز عنه فكان جنسا كالكلب أنه ينجس إذا مل يبلغها وألنه ح: فمفهومه ] مل ينجسه شيء أهنا طاهرة ملا روى أبو سعيد اخلدري أن رسول صلى اهللا عليه و سلم سئل عن احلياض اليت بني مكة : والثانية

    ه روا] هلا ما أخذت يف أفواهها ولنا ما غرب طهور : [ واملدينة تردها السباع والكالب احلمر وعن الطهارة هبا فقال ابن ماجة

    ترد على حوضك السباع ؟ فقال ! يا صاحب احلوض : ومر عمر بن اخلطاب وعمرو بن العاص حبوض فقال عمرو ال ختربنا فإنا نرد عليها وترد علينا رواه مالك يف املوطأ ! يا صاحب احلوض : عمر

    : احلمار األهلي والبغل ففيهما روايتان : النوع الثاين متفق عليه وملا ذكرنا ] إهنا رجس : [ يف احلمر يوم خبري : لقول النيب صلى اهللا عليه و سلم جناستهما: إحدامها

    من السباع إذا مل جيد غري سؤرمها تيمم معه ولو شك يف جناسته مل يبح استعماله ووجهها ما روى : أهنا طاهرة ألنه قال : والثانية

  • ] نعم ومبا أفضلت السباع كلها [ وضأ مبا أفضلت احلمر ؟ قال أنت: سئل ) صلى اهللا عليه و سلم ( جابر أن رسول رواه الشافعي يف مسنده وألن النيب صلى اهللا عليه و سلم كان يركب احلمار والبغال وكان الصحابة يقتنوهنا

    وحيكم ويصحبوهنا يف أسفارهم فلو كانت جنسة لبني هلم جناستها وألنه ال ميكن التحرز عنها ملقتنيها فأشبهت اهلرة بطهارته وجيوز بيعها فأشبهت مأكول اللحم

    : اجلاللة وهي أكثر علفها النجاسة ففيها روايتان : النوع الثالث رواه أبو داود وألهنا ] هنى عن مركوب اجلاللة وألباهنا [ جناستها ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم : إحدامها

    تنجست بالنجاسة والريق ال تطهر ا طاهرة ألن الضبع واهلر يأكالن النجاسة ومها طاهران أهن: والثانية

    وحكم أجزاء احليوان من جلده وشعره وريشه حكم سؤره ألنه من أجزائه فأشبه فمه فإذا وقع يف املاء مث خرج حيا فحكم ذلك حكم سؤره

    ال بأس به : قال أمحد يف فأرة سقطت يف ماء مث خرجت حية : فصل

    إهنا ليست [ مث شربت من ماء بعد غيبتها مل ينجس ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم قال إذا أكلت اهلرة جناسة طهارته : ظاهر قول أصحابنا : مع علمه بأكل النجاسات وإذا شربت قبل الغيبة فقال أبو احلسن اآلمدي ] بنجس

    لنجاسة للخرب وألننا حكمنا لطهارهتا بعد الغيبة واحتمال طهارهتا هبا شك ال يزيل يقني اينجس ألن أثر النجاسة يف فمها خبالف ما بعد الغيبة فإنه حيتمل أن تشرب من ماء يطهر فاها فال : وقال القاضي

    ينجس ما تيقنا طهارته بالشك : فصل

    : واحليوان الطاهر على أربعة أضرب [ صلى اهللا عليه و سلم ما تباح ميتته كالسمك وحنوه واجلراد وشبهه فميتته طاهرة لقول رسول اهللا: أحدها

    ] واحلل ميتته ما ليست له نفس سائلة كالذباب والعقارب واخلنافس فهو طاهر حيا وميتا لقول رسول اهللا صلى اهللا عليه : والثاين رواه البخاري مبعناه { ] إذا وقع الذباب يف إناء أحدكم فامقلوه فإن يف أحد جناحيه شفاء ويف اآلخر داء [ و سلم قله ليكون شفاء لنا إذا أكلنا وألنه ال نفس له سائلة أشبه دود اخلل إذا مات فيه فأمر مب

    : اآلدمي ففيه روايتان : والثالث وألنه لو كان جنس ] إن املؤمن ليس بنجس : [ أنه طاهر بعد املوت لقول النيب صلى اهللا عليه و سلم : أظهرمها

    العني مل يشرع غسله كسائر النجاسات تنزح وذلك ألنه حيوان له سائلة أشبه الشاة : هو جنس قال أمحد يف صيب مات يف بئر : والثانيةوقوله } حرمت عليكم امليتة { : ما عدا ما ذكرنا ما له نفس سائلة ال تباح ميتته فميتته جنسة لقوله تعاىل : والرابع

    } إال أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو حلم خنزير فإنه رجس { : تعاىل

    باب اآلنية

  • : وهي ضربان وهو إناء طاهر من غري جنس اإلمثان مثينا كان أو غري مثني كالياقوت و البلور والعقيق : مباح من غري كراهية

    واخلزف واخلشب واجللود والصفر ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم اغتسل من جفنة وتوضأ من تور من صفر و تور من حجارة ومن قربة وإداوة

    ال تشربوا يف آنية : [ حمرم وهو آنية الذهب والفضة ملا روى حذيفة أن النيب صلى اهللا عليه و سلم قال : اين والثالذي يشرب من آنية : [ وقال ] الذهب والفضة وال تأكلوا من صحافهما فإن هلم يف الدنيا ولكم يف اآلخرة

    وعد عليه بالنار فدل على حترميه وألن فيه سرفا متفق عليهما فت] الذهب والفضة إمنا جيرجر يف بطنه نار جهنم اجلواهر ألنه ال يعرفها إال خواص الناس وحيرم اختاذها ] مثني [ وخيالء وكسر قلوب الفقراء وال حيصل هذا يف

    هيئة االستعمال كالطنبور ويستوي يف ذلك الرجال والنساء لعموم ] على [ وألن ما حرم استعماله حرم اختاذه ا أبيح للنساء التحلي للحاجة إىل الزينة لألزواج فما عداه جتب التسوية فيه بني اجلميع وما ضبب بالفضة اخلرب وإمن

    أبيح إذا كان يسريا ملا روى أنس أن قدح الرسول صلى اهللا عليه و سلم انكسر فاختذ من مكان الشعب سلسلة من فضة رواه البخاري

    ء الكامل واشترط أبو اخلطاب أن يكون حلاجة ألن الرخصة وردت يف وال يباح الكثري ألن فيه سرفا فأشبه اإلنا: شعب القدح وهو حلاجة ومعىن احلاجة أن تدعو احلاجة إىل ما فعله به وإن كان غريه يقوم مقامه وقال القاضي

    ما الذهب يباح من غري حاجة ألنه يسري إال أن أمحد كره احللقة ألهنا تستعمل وتكره مباشرة الفضة باالستعمال فأرخص لعرفجة بن سعد ملا قطع أنفه ) : [ صلى اهللا عليه و سلم ( فال يباح ال يف الضرورة كأنف الذهب ألن النيب

    هذا حديث حسن : قال الترمذي ] يوم الكالب واختذ أنفا من ورق فأننت عليه فأمره أن يتخذ أنفا من الذهب ه يف معىن أنف الذهب وذكر أبو بكر يف التنبيه أنه يباح صحيح ويباح ربط أسنانه بالذهب إذا خشي سقوطها ألن

    وال بأس بقبيعة السيف بالذهب ألن سيف عمر كان فيه سبائك من ذهب ذكره : يسري الذهب وقال أبو اخلطاب دخل الرسول صلى اهللا عليه و سلم يوم الفتح وعلى سيفه ذهب وفضة : اإلمام أمحد وعن مزيدة العصري قال

    وقال هو حديث غريب رواه الترمذي : فصل

    : فإن تطهر يف آنية الذهب والفضة ففيه وجهان تصح طهارته وهذا قول اخلرقي ألن الوضوء جريان املاء على العضو وليس مبعصية وإمنا املعصية استعمال : أحدمها

    اإلناء يف الدار املغصوبة ال تصح اختاره أبو بكر ألنه استعمال للمعصية يف العبادة أشبه الصالة: والثاين : فصل

    : وهم ضربان ألن النيب أضافه يهودي خببز وإهالة ] مباحة االستعمال [ من ال يستحل امليتة كاليهود فأوانيهم طاهرة : أحدمها

    سنخة فأجابه رواه أمحد يف املسند وتوضأ عمر رضي اهللا عنه من جرة نصرانية د األصنام واجملوس وبعض النصارى فلما مل يستعملوه يف آنيتهم فهو من يستحل امليتات والنجاسات كعب: والثاين

    يا رسول اهللا إنا بأرض قوم أهل : قلت : طاهر وما استعملوه فهو جنس ملا روى أبو ثعلبة اخلشين رضي اهللا عنه قال فاغسلوها مث كلوا ال تأكلوا فيها إال أن جتدوا غريها ) [ صلى اهللا عليه و سلم ( كتاب أفنأكل يف آنيتهم ؟ قال

  • متفق عليه وما شك يف استعماله فهو طاهر وذكر أبو اخلطاب أن أواين الكفار كلها طاهرة ] فيها : ويف كراهية استعماهلا روايتان

    تكره هلذا احلديث : إحدامها ال تكره ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم أكل فيها : والثانية

    أو عال من ثياهبم كالعمامة والطيلسان فهو طاهر ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم فأما ثياب الكفار فما مل يلبسوه أحب إيل أن يعيد إذا صلى فيهما : وأصحابه كانوا يلبسون ثيابا من نسج الكفار وما القى عوراهتم فقال أمحد

    أيب اخلطاب ألن فيحتمل وجوب اإلعادة وهو قول القاضي ألهنم يتعبدون بالنجاسة وحيتمل أال جتب وهو قول األصل الطهارة فال تزول بالشك

    : فصل واجللد جزء منها } حرمت عليكم امليتة { : وجلود امليتة جنسة وال تطهر بالدباغ يف ظاهر املذهب لقول اهللا تعاىل

    ب قرء علينا كتا: وروى أمحد عن حيىي بن سعيد عن شعبة عن احلكم عن ابن أيب ليلى عن عبد اهللا بن عكيم قال ] أن ال تنتفعوا من امليتة بإهاب وال عصب : [ رسول اهللا يف أرض جهينة وأنا غالم شاب

    يطهر منها : وألنه جزء من امليتة جنس باملوت فلم يطهر كاللحم وعنه ] تعجب منه [ قال أمحد ما أصلح إسناده لم وجد شاة ميتة أعطيتها موالة جلد ما كان طاهرا حال احلياة ملا روى ابن عباس أن النيب صلى اهللا عليه و س

    متفق ] إمنا حزم أكلها : إهنا ميتة فقال : أال أخذوا إهاهبا فدبغوه فانتفعوا به ؟ قالوا : [ مليمونة من الصدقة فقال عليه

    ] هنى عن جلود السباع وعن مياثر النمور [ -) صلى اهللا عليه و سلم ( وال يطهر جلد ما كان جنسا ألن النيب ثرم وألن أثر الدبغ يف إزالة جناسة حادثة باملوت فيعود اجللد إىل ما كان عليه قبل املوت كجلد اخلنزير رواه األ

    : وهل يعترب يف طهارة اجللد املدبوغ أن يغسل بعد دبغه ؟ على وجهني ا إهاب دبغ فقط أمي: [ ال يعترب ملا روى ابن عباس رضي اهللا عنه عن النيب صلى اهللا عليه و سلم أنه قال : أحدمها

    متفق عليه ] طهر يعترب ألن اجللد حمل النجس فال يطهر بغري املاء كالثوب : والثاين : فصل

    { : وعظم امليتة وقرهنا وظفرها وحافرها جنس ال يطهر حبال ألنه جزء من امليتتة فيدخل يف عموم قول اهللا تعاىل قل حيييها الذي * قال من حييي العظام وهي رميم { : تعاىل والدليل على أنه منها قول اهللا} حرمت عليكم امليتة

    وألن دليل احلياة اإلحساس واألمل والضرس يؤمل وحيس بالضرس برد املاء وحرارته وما فيه حياة } أنشأها أول مرة حيله املوت فينجس به كاللحم

    : فصل وت ألن احليوان ال يأمل بأخذه وال حيس وألنه لو وصوفها ووبرها وشعرها وريشها طاهر ألنه ال روح له فال حيله امل

    ما أبني من حي فهو ميت : [ كانت فيه حياة لنجس بفصله من احليوان يف حياته لقول النيب صلى اهللا عليه و سلم رواه أبو داود مبعناه ]

    : فصل حليوان أو موته فشعر وحكم شعر احليوان وريشه حكمه يف الطهارة والنجاسة متصال كان أو منفصال يف حياة ا

  • حديث : اآلدمي طاهر ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم ناول أبا طلحة شعره فقسمه بني الناس رواه الترمذي وقال حسن واتفق على معناه ولوال طهارته ملا فعل وألنه شعر حيوان طاهر فأشبه شعر الغنم

    : فصل أهنا طاهرة ألن الصحابة رضي اهللا عنهم أكلوا : سة لذلك وعنه ولنب امليتة جنس ألنه مائع يف وعاء جنس وإنفحتها جن

    فإن صلب قشرها مل ينجس كما لو وقعت من : من جنب اجملوس وهو يصنع باإلنفحة وذبائحهم ميتة فأما البيضة شيء جنس وإن مل يصلب فهي كاللنب

    لها ال تنجس إذا كان عليها جلدة متنع وصول النجاسة إىل داخ: وقال ابن عقيل وكل ذبح ال يفيد إباحة اللحم ال يفيد طهارة املذبوح كذبح اجملوسي ومتروك التسمية وذبح احملرم للصيد : فصل

    وذبح احليوان غري املأكول ألنه ذبح غري مشروع فلم يطهر كذبح املرتد

    باب السواك وغريه

    ق على أميت ألمرهتم بالسواك عند كل لوال أن أش: [ السواك سنة مؤكدة لقول رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم رواه اإلمام أمحد يف املسند ] السواك مطهرة للفم مرضاة للرب : [ متفق عليه وعنه عليه السالم أنه قال ] صالة

    كان : عند الصالة ملا ذكرنا وإذا قام من النوم ملا روى حذيفة رضي اهللا عنه قال : ويتأكد استحبابه يف أوقات ثالثة متفق عليه وألن النائم ينطبق فمه ويتغري ] إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك [ صلى اهللا عليه و سلم رسول اهللاعند تغري الفم مبأكول أو خلو معدته وألن السواك شرع لتنظيف الفم وإزالة رائحته ويستحب يف سائر : والثالث

    ها بأي شيء كان يبدأ النيب صلى اهللا عليه و سلم سألت عائشة رضي اهللا عن: األوقات ملا روى شريح بن هانئ قال إذا دخل بيته ؟ قالت بالسواك رواه مسلم

    ال خيتلف املذهب أنه ال يستحب السواك للصائم بعد الزوال ألنه يزيل خلوف فم الصائم و خلوف : قال ابن عقيل ستحب إزالته كدم الشهداء فم الصائم أطيب عند اهللا من ريح املسك وألنه أثر عبادة مستطاب شرعا فلم ي

    : وهل يكره ؟ على روايتني يكره لذلك : أحدمها رأيت رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم ما ال أحصي يتسوك وهو صائم : ال يكره ألن عامر بن ربيعة قال : والثانية

    ان النيب صلى اهللا عليه هذا احلديث حسن ويستاك بعود لني ينقي الفم وال جيرحه وال يتفتت فيه وك: قال الترمذي و سلم يستاك بعود أراك وال يستاك بعود رمان ألنه يضر بلحم الفم وال عود رحيان ألنه يروى أنه حيرك عرق

    قال ابن عبد القوي على القول [ اجلذام فإن استاك بإصبعه أو خرقة مل يصب السنة ألهنا مل ترد به وال يسمى سواكا ه حيصل من اإلنقاء بقدره وحيتمل أن يصيب ألن] : اجملود : فصل

    قال : ومن السنة تقليم األظافر وقص الشرب ونتف اإلبط وحلق العانة ملا روى أبو هريرة رضي اهللا عنه قال اخلتان و االستحداد وقص الشارب وتقليم األظافر ونتف اإلبط : الفطرة مخس [ رسول اله صلى اهللا عليه و سلم

    متفق عليه ] : فصل مث { : خلتان ألنه من ملة إبراهيم فإنه روي أن إبراهيم عليه السالم خنت نفسه متفق عليه وقد قال اهللا تعاىل وجيب ا

  • وألنه جيوز كشف العورة من أجله ولو أنه واجب ما جاز النظر إليها لفعل } أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم مندوب

    به فإن كان كبريا وخاف على نفسه من اخلتان سقط وجو

    باب فرائض الوضوء وسننه

    وهي شرط الطهارة األحدث كلها الغسل والوضوء والتيمم لقول النيب صلى اهللا عليه و سلم : النية : أول فرائضه متفق عليه وألهنا عبادة حمضة فلم تصح من غري نية كالصالة ] إمنا األعمال بالنيات وإمنا لكل امرئ ما نوى : [

    قصدك به وحمل القصد القلب وال يعترب أن يقول : نواك خبري أي : ا عبارة عن القصد ويقال القلب ألهن: وحمل النية بلسانه شيئا فإن لفظ مبا نواه كان آكد موضع وجوهبا عند املضمضة ن ألهنا أول واجباته ويستحب تقدميها على

    ائر وضوءه فإن عزبت يف غسل اليدين والتسمية لتشمل مفروض الوضوء ومسنونه ويستحب استدامة ذكرها يف سأثنائها جاز ألن النية يف أول العبادة تشمل مجيع أجزائها كالصيام وإن تقدمت النية الطاهرة بزمن يسري وعزبت عنه

    يف أوهلا جاز ألهنا عبادة فلم يشترط اقتران النية بأوهلا كالصيام رة ألمر ال يستباح إال هبا كالصالة والطواف إزالة املانع من الصالة أو الطها: أن ينوي رفع احلدث أي : وصفتها

    ومس املصحف وإن نوى اجلنب بغسله قراءة القرآن صح ألنه يتضمن رفع احلدث وإن نوى بطهارته ما ال تشرع له الطهارة كلبس ثوبه ودخول بيته واألكل مل يرتفع حدثه ألنه ليس مبشروع أشبه التربد وإن نوى ما يستحب له

    رآن وجتديد الوضوء وغسل اجلمعة واجللوس يف املسجد والنوم فكذلك يف إحدى الروايتني ألنه الطهارة كقراءة القيرتفع حدثه ألنه يشرع له فعل هذا وهو غري حمدث وقد نوى : ال يفتقر إىل رفع احلدث أشبه لبس الثوب واألخرى

    ن نوى رفع احلدث و التربد ذلك فينبغي أن حتصل له وألهنا طهارة صحيحة فرفعت احلدث كما لو نوى رفعه وإصحت طهارته ألنه أتى مبا جيزئه وضم إليه ما ال ينافيه فأشبه ما لو نوى بالصالة والعبادة واإلدمان على السهر فإن

    نوى طهارة مطلقة مل يصح ألن منها ما ال يرفع احلدث وهو الطهارة من النجاسة وإن نوى رفع حدث بعينه فهل يرتفع ألن : ال يرتفع ألنه مل ينوه أشبه إذا مل ينو شيئا وقال القاضي : ل أبو بكر يرتفع غريه ؟ على وجهني قا

    األحدث تتداخل فإن ارتفع بعضها ارتفع مجيعها وإن نوى صالة واحدة نفال أو فرضا ال يصلي غريها ارتفع حدثه احلدث وإن نوى نية ويصلي ما شاء ألن احلدث إذا ارتفع مل يعد إال لسبب جديد ونيته للصالة تضمنت رفع

    صحيحة مث غري نيته فنوى التربد يف بعض األعضاء مل يصح ما غسله للتربد فإن أعاد غسل العضو بنية الطهارة صح ما مل يعطل الفصل

    : فصل : بسم اهللا وفيها روايتان : مث يقول سعيد عن النيب صلى اهللا عليه و كلها اختارها أبو بكر ملا روى أبو ] األحدث [ أهنا واجبة يف طهارات : إحدامها

    حديث أيب سعيد أحسن شيء يف الباب : قال أمحد ] ال وضوء ملن مل يذكر اسم اهللا عليه : [ سلم أنه قال أنه ال باس به إذا ترك التسمية ألهنا : أهنا سنة اختارها اخلرقي قال اخلالل الذي استقرت الروايات عنه : والثانية

    ليس يثبت يف هذا احلديث واختلف من : تسمية كغريها وضعف أمحد احلديث فيها وقال عبادة فال جتب فيها الال تسقط كسائر واجبات الطهارة ومنهم من أسقطها ألن الطهارة : أوجبها يف سقوطها بالسهو فمنهم من قال

    أثناء عبادة تشتمل على مفروض ومسنون فكان من فروضها ما يسقطه السهو كالصالة واحلج فإن ذكرها يف

  • وضوئه مسى حيث ذكر وحمل التسمية اللسان ألهنا ذكر وموضعها بعد النية ليكون مسميا على مجيع الوضوء

    : فصل مث يغسل كفيه ثالثا ألن عثمان وعبد اهللا بن زيد رضي اهللا عنهما وصفا وضوء رسول اهللا صلى : يف غسل الكفني

    ئه فغسلهما ثالث مرات متفق عليهما وألن اليدين آلة نقل املاء إىل فأفرغ على يديه من إنا: اهللا عليه و سلم فقاال األعضاء ففي غسلهما احتياط جلميع الوضوء مث إن كان مل يقم من نوم الليل فغسلهما مستحب ملا روى أبو هريرة

    ناء ثالثا فإنه إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يدخلهما اإل: [ أن النيب صلى اهللا عليه و سلم قال متفق عليه ومل يذكر البخاري ثالثا فتخصيصه هذه احلالة باألمر دليله على عدم الوجوب ] ال يدري أين باتت يده

    يف غريها : وإن قام يف نوم الليل ففيه روايتان

    النهي عن أنه واجب اختارها أبو بكر لظاهر األمر فإن غمسهما قبل غسلهما صار املاء مستعمال ألن : إحدامها غمسهما يدل على أنه يفيد منعا وإن غسلهما دون الثالث مث غمسهما فكذلك ألن النهي باق وغمس بعض يده

    كغمس مجيعها ويفتقر غسلها إىل النية ألنه غسل وجب تعبدا أشبه بالوضوء سائر األعضاء ليس بواجب اختارها اخلرقي ألن اليد عضو ال حدث عليه وال جناسة فأشبهت: والرواية الثانية

    وتعليل احلديث يدل على أنه أريد به االستحباب ألنه علل بوهم النجاسة وال يزال اليقني بالشك فأن غمسهما يف املاء فهو باق على إطالقه

    : فصل مث يتمضمض ويستنشق ألن كل من وصف وضوء رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم ذكر أنه مضمض واستنشق

    ومها داخالن يف حد الوجه ظاهران يفطر الصائم } فاغسلوا وجوهكم { : ارتني لقول اهللا تعاىل ومها واجبان يف الطهبوصول القيء أليهما وال يفطر بوضع الطعام فيهما وال حيد بوضع اخلمر فيهما وال حيصل الرضاع بوصل اللنب

    ه واجب ملا روى أبو هريرة االستنشاق وحد: إليهما وجيب غسلهما من النجاسة فيدخالن يف عموم اآلية وعنه متفق عليه ] إذا توضأ أحدكم فليجعل يف أنفه مث لينتثر ] : [ أن النيب صلى اهللا عليه و سلم قال [ رضي اهللا عنه

    أهنما واجبان يف الكربى دون الصغرى ألهنما طهارة تعم مجيع البدن وجيب فيها غسل ما حتت الشعور وحتت : وعنه اخلفني

    وبالغ يف : [ فيهما إال أن يكون صائما ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم قال للقيط بن صربة ويستحب املبالغةحديث صحيح وصفة املبالغة اجتذاب املاء بالنفس إىل أقصى األنف وال جيعله ] االستنشاق إال أن تكون صائما

    أن ميضمض ويستنشق ثالثا من غرفة سعوطا ويف املضمضة إدارة املاء يف أقاصي الفم وال جيعله وجورا وهو خمري بنيأو من ثالث غرفات ألن يف حديث عبد اهللا بن زيد أن النيب صلى اهللا عليه و سلم مضمض واستنشق من كف

    أدخل يده يف اإلناء فمضمض واستنشق واستنثر ثالثا بثالث غرفات متفق : واحدة ففعل ذلك ثالثا ويف لفظ رأيت النيب صلى اهللا عليه و سلم يفصل بني : حة بن مصرف قال عليهما وإن شاء فصل بينهما ألن جد طل

    املضمضة واالستنشاق رواه أبو داود وال جيب الترتيب بينهما وبني الوجه ألهنما منه لكن تستحب البدء هبما اقتداء برسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم

    : فصل

  • وحده من منابت شعر الرأس املعتاد إىل } وجوهكم فاغسلوا{ : مث يغسل وجهه وذلك فرض باإلمجاع لقوله تعاىل ما احندر من اللحيني والذقن طوال ومن األذن إىل األذن عرضا وال اعتبار باألصلع الذي ينحسر شعره عن ناصيته

    وال األفرع الذي ينزل شعره على جبهته أقصى األنف ] باطن [ ه فإن كان يف الوجه شعر كثيف يستر البشرة ومل جيب غسل ما حتته ألنه باطن أشب

    ويستحب ختليله ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم خلل حليته وروى أنس رضي اهللا عنه أن رسول اهللا صلى اهللا عليه ] هكذا أمرين ريب عز و جل : [ و سلم كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء فأدخله حتت حنكه فخلل به حليته وقال

    رواه أبو داود وجب غسل الشعر والبشرة وإن كان يصف البشرة

    وإن كان بعضه خفيا وبعضه كثيفا وجب غسل ظاهر الكثيف وبشرة اخلفيف معه وسواء يف هذا شعر اللحية أو احلاجبني والشارب والعنفقة ألهنا شعور معتادة على الوجه أشبهت اللحية

    : ويف املسترسل من اللحية عن حد الوجه روايتان شعر نازل عن حمل الفرض أشبه الذؤابة يف الرأس إحدامها ال جيب غسله ألنه

    الشعر الذي على : وهو [ جيب ألنه نابت يف بشرة الوجه أشبه احلاجب ويدخل يف حد الوجه العذار : والثاين العظم الناتئ مست صماخ األذن إىل الصدغ

    ما ينحسر عنهما الشعر : ن ومها هو جمتمع اللحيني وخيرج منهما النزعتا: والذقن ] الذي حتت العذار : والعارض هو الذي عليه الشعر يف حق الغالم حماذ لطرف األذن : يف فودي الرأس ألهنما يف الرأس لدخوهلما فيه والصدغ

    األعلى ألنه شعر متصل بالرأس ابتداء فكان من الرأس كسائره وقد مسحه النيب صلى اهللا عليه و سلم مع رأسه يف حديث الربيع زيد يف ماء الوجه ألن فيه غضونا وشعورا ودواخل وخوارج وميسح مآقيه ويتعاهد املفصل وهو ويستحب أن ي

    البياض الذي بني اللحية واألذن فيغسله وال جيب غسل داخل العينني وال يستحب ألنه ال يؤمن الضرر من غسلهما

    : فصل وجيب غسل املرفقني ألن } وأيديكم إىل املرافق { : مث يغسل يديه إىل املرفقني وهو فرض باإلمجاع لقول اهللا تعاىل

    كان النيب صلى اهللا عليه و سلم إذا توضأ أمر املاء على مرفقيه رواه الدار قطين وفيه دار : جابرا رضي اهللا عنه قال لوا وال تأك{ ] مع اهللا : أي [ } من أنصاري إىل اهللا { : املاء وهذا يصلح بيانا ألن إىل مبعىن مع كقوله تعاىل

    } أمواهلم إىل أموالكم وجيب غسل أظفاره وإن طالت واألصبع الزائدة والسلعة ألن ذلك من يده وإن كانت له يد زائدة أصلها يف حمل

    الفرض وجب غسلها ألهنا نابتة من حمل الفرض أشبهت اإلصبع وإن نبتت يف العضد أو املنكب مل جيب غسلها وإن الفرض فهي كالقصرية وإن كانت له يدان متساويتان على منكب واحد حاذت حمل الفرض ألهنا من غري حمل

    وجب غسلهما ألن إحدامها ليست أوىل من األخرى وإن تقلعت جلدة من الذراع فتدلت من العضد مل جيب غسلها ألهنا صارت من العضد وإن تقلعت من العضد

    ت من إحدامها فالتحم رأسها باألخرى وجب فتدلت من الذراع وجب غسلها ألهنا متدلية من حمل الفرض وإن تقلعغسل ما حاذى حمل الفرض منها ألهنا كاجللد الذي عليهما فإن كانت متجافية يف وسطها غسل ما حتتها من حمل

  • الفرض وإن كان أقطع فعليه غسل ما بقي من حمل الفرض فإن مل يبق منه شيء سقط الغسل ويستحب أن ميس حمل لعضو من طهارة القطع باملاء لئال خيلو ا

    وتستحب البداءة بغسل اليمىن من يديه ورجليه ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم كان حيب التيمن يف ترجله و تنعله { : و طهوره ويف شأنه كله متفق عليه فإذا بدأ باليسرى جاز ألهنما كعضو واحد بدليل قوله سبحانه وتعاىل

    فجمع بينهما } وأرجلكم } { وأيديكم : فصل

    وهو ما ينبت عليه الشعر املعتاد } وامسحوا برؤوسكم { : مث ميسح رأسه وهو فرض بغري خالف لقول اهللا تعاىل والباء لإللصاق فكأنه قال } وامسحوا برؤوسكم { : من الصيب مع النزعتني وجيب استيعابه باملسح لقوله تعاىل

    من زعم أن الباء : قال ابن برهان } وأيديكم منه فامسحوا بوجوهكم { : امسحوا رؤوسكم وصار كقوله سبحانه املرأة جيزئها مسح مقدم الرأس ألن عائشة : للتبغيض فقد جاء أهل اللغة مبا ال تعرفونه وظاهر قول اإلمام أمحد

    مسح بناصيته : [ أنه جيزئه مسح بعضه ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم : كانت متسح مقدم رأسها وعنه يف الرجل رواه مسلم ] مته وعما

    وكيفما مسح الرأس أجزأ بيد واحدة أو بيدين إال أن املستحب أن مير يديه من مقدم رأسه إىل قفاه مث يعيدمها إىل مث مسح رأسه بيديه ) [ ص ( املوضع الذي بدأ منه ألن عبد اهللا بن زيد رضي اهللا عنهما قال يف صفة وضوء النيب

    ذكر ) ص ( فق عليه وال يستحب تكرار املسح ألن أكثر من وصف وضوء النيب مت] فأقبل هبما وأدبر مرة واحدة توضأ ثالثا ثالثا ) ص ( يستحب تكراره ألن النيب : أنه مسح مرة واحدة وألنه ممسوح يف طهارة أشبه التيمم وعنه

    ل رواه ابن ماجه وألنه أصل يف الطهارة أشبه الغس] هذا وضوئي ووضوء املرسلني قبلي : [ وقال رواه أبو داود وروت الربيع بنت معوذ ] األذنان من الرأس ) : [ ص ( واألذنان يف الرأس ميسحان معه لقول النيب

    مسح برأسه وصدغيه وأذنيه مسحة واحدة رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ويستحب ) ص ( أن النيب وعلى وجه التبع وال جيزىء مسحهما عنه لذلك إفرادمها مباء جديد ألهنما كالعضو املنفرد وإمنا مها من الرأس

    وظاهر كالم أمحد أنه ال حيب مسحهما لذلك ويستحب أن يدخل سبابتيه يف صماخي أذنيه وجيعل إهباميه لظاهرمها وال جيب مسح ما نزل عن الرأس من الشعر وال جيزئ مسحه عن الرأس سواء رده فعقده فوق رأسه أو مل يرده ألن

    ال ولو أدخل يده حتت الشعر فمسح البشرة دون الظاهر مل جيزه ألن احلكم تعلق بالشعر فلم الرأس ما ترأس وعجيزه مسح غريه ولو مسح رأسه مث حلقه أو غسل عضوا مث قطع جزعا منه أو جلده مل يؤثر يف طهارته ألنه ليس

    هرا فتعلق احلكم به ولو ببدل عما حتته فلم يلزمه بظهره طهارة فإن أحدث بعد ذلك غسل ما ظهر ألنه صار ظا حصل يف بعض أعضائه شق أو ثقب لزمه غسله ألنه صار ظاهرا

    : فصل ويدخل الكعبني يف الغسل ملا ذكرنا } وأرجلكم إىل الكعبني { : مث يغسل رجليه إىل الكعبني وهو فرض لقوله تعاىل

    ) ص ( قدمه اليمىن فأبصره النيب يف املرفقني وال جيزئ مسح الرجلني ملا روى عمر أن رجال ترك موضع ظفر يففرجع مث صلى رواه مسلم وإن كان الرجل أقطع اليدين فقدر على أن يستأجر ] ارجع فأحسن وضوءك : [ فقال

    من يوضئه بأجرة مثله لزمه كما يلزمه شراء املاء وال يعفى عن شيء من طهارة احلدث وإن كان يسريا ملا ذكرنا من حديث عمر

    رواه الترمذي ] إذا توضأت فخلل بني أصابع يديك ورجليك ) : [ ص ( أصابعه ألن النيب ويستحب أن خيلل

  • هذا حديث حسن : وقال : فصل

    وجيب ترتيب الوضوء على ما ذكرنا يف ظاهر املذهب وحكي عنه أنه ليس بواجب ألن اهللا سبحانه وتعاىل عطف األعضاء املغسولة بالواو وال ترتيب فيها

    آلية قرينة تدل على الترتيب ألنه أدخل املمسوح بني املغسوالت وقطع النظري عن نظريه وال يفعل ولنا أن يف امل ينقل عنه الوضوء إال مرتبا وهو ) ص ( الفصحاء هذا إال لفائدة وال نعلم هنا فائدة سوى الترتيب وألن النيب

    ختم بوجهه مل يصح إال غسل وجهه وإن يفسر كالم اهللا سبحانه بقوله مرة وبفعله مرة أخرى فإن نكس وضوءه ف غسل وجهه ويديه مث غسل رجليه مث مسح برأسه صح وضوءه إال غسل رجليه فيغسلهما ويتم وضوءه

    : فصل : ويوايل يف غسل األعضاء ويف وجوب املواالة روايتان

    ملاء فأمره أن يعيد الوضوء رأى رجال يصلي ويف رجله ملعة قدر الدرهم مل يصبها ا) ص ( جيب ألن النيب : إحدامها واىل بني الغسل ) ص ( والصالة رواه أبو داود ولو مل جتب املواالة ألجزأه غسلها وألن النيب

    ال جتب ألن املأمور به الغسل وقد أتى به وقد روي عن ابن عمر رضي اهللا عنهما أنه توضأ وترك مسح : والثانية أن يؤخر غسل عضو : هما وصلى عليها والتفريق املختلف فيه خفيه حىت دخل املسجد فدعي جلنازة فمسح علي

    حىت ميضي زمن ينشف فيه الذي قبله يف الزمن املعتدل فإن أخر غسل عضو ألمر يف الطهارة من إزالة الوسخ أو عرك عضو مل يقدح يف طهارته

    : فضل هذا وضوء من مل يتوضأه مل يقبل اهللا : [ توضأ مرة مرة وقال ) ص ( والوضوء مرة جيزىء والثالث أفضل ألن النيب

    مث توضأ ثالثا ثالثا مث قال ] هذا وضوء من توضأه أعطاه اهللا كفلني من األجر : [ مث توضأ مرتني مث قال ] له صالة أخرجه ابن ماجة وإن غسل بعض أعضائه أكثر من بعض فال بأس ] هذا وضوئي ووضوء املرسلني من قبلي : [

    وغسل وجهه [ فغسل يديه مرتني مث مضمض واستنثر ثالث ) ص ( زيد وضوء رسول اهللا فقد حكى عبد اهللا بن مث غسل يديه مرتني إىل املرفقني مث مسح رأسه بيديه فأقبل هبما وأدبر بدأ مبقدم الرأس مث ذهب هبما إىل قفاه ] ثالثا

    ( عن ثالث ألن أعرابيا سأل النيب مث درمها مث رجع من املكان الذي بدأ منه مث غسل رجليه متفق عليه وال يزيد رواه أبو داود ] هذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد أساء وظلم : [ فأراه ثالثا ثالثا مث قال ) صلى اهللا عليه و سلم

    يا : ال تسرف قال : [ مر على سعد وهو يتوضأ فقال ) صلى اهللا عليه و سلم ( ويكره اإلسراف يف املاء ألن النيب رواه ابن ماجة ] نعم وإن كنت على هنر جار : يف املاء إسراف ؟ قال : رسول اهللا

    : فصل ويستحب إسباغ الوضوء وجماوزة قدر الواجب بالغسل ألن أبا هريرة رضي اهللا عنه توضأ فغسل يديه حىت أشرع

    ص ( ل اهللا قال رسو: يتوضأ وقال ) ص ( هكذا رأيت رسول اهللا : يف العضد ورجله حىت أشرع يف الساق مث قال متفق عليه ] أنتم الغر احملجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء فمن استطاع منكم فليطل غرته وحتجيله ) : [ : فصل

    كان حيمل له املاء ويصب عليه ) ص ( ال بأس باملعاونة على الوضوء والغسل بتقريب املاء ومحله وصبه ألن النيب ينطلق حلاجته فآتيه أنا وغالم من األنصار بإداوة من ماء يستنجي به ) ص (كان النيب : قال أنس رضي اهللا عنه

  • فمشى حىت توارى عين يف سواد الليل مث جاء ) ص ( كنت مع النيب : وعن املغرية بن شعبة رضي اهللا عنه قال كنا نعد : فصببت عليه من اإلداوة فغسل وجهه وذكر بقية الوضوء متفق عليهما وعن عائشة رضي اهللا عنها قالت

    ثالثة آنية يف الليل خممرة إناء لطهره وإنا لسواكه وإنا لشرابه أخرجه ابن ماجة ) ص ( لرسول اهللا : فصل

    : ويف تنشيف بلل الغسل والوضوء روايتان فأتيته باملنديل فلم يردها وجعل : قالت ) ص ( يكره ألن ميمونة رضي اهللا عنها وصفت غسل النيب : إحدامها ملاء بيده متفق عليه ينفض ا

    ال بأس به ألنه إزالة املاء عن بدنه أشبه نفضه بيديه : واألخرى : فصل

    أشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له وأشهد أن حممدا عبده : ويستحب أن يقول بعد فراغه من الوضوء أشهد أن ال إله : حسن وضوئه مث قال من توضأ وأ: [ أنه قال ) ص ( ورسوله ملا روى عمر رضي اهللا عنه عن النيب

    ] إال اهللا وحده ال شريك له وأشهد أن حممدا عبده ورسوله فتح اهللا له أبواب اجلنة الثمانية يدخل من أيها يشاء رواه مسلم

    : فصل النية وغسل الوجه وغسل اليدين ومسح الرأس وغسل الرجلني : واملفروض من ذلك بغري خالف مخسة

    الترتيب واملواالة واملضمضة واالستنشاق والتسمية : وايتان ومخسة فيها رغسل الكفني واملبالغة يف املضمضة واالستنشاق وختليل اللحية وأخذ ماء جديد لألذنني وختليل : والسنن سبعة

    األصابع و البداءة باليمىن والدفعة الثانية والثالثة

    باب املسح على اخلفني

    رأيت رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم بال مث توضأ : جرير رضي اهللا عنه قال وهو جائز بغري خالف ملا روىفكان يعجبهم هذا ألن إسالم جرير كان بعد نزول املائدة وألن احلاجة : ومسح على خفيه متفق عليه قال إبراهيم

    ن الغسل ملا روى تدعو إىل لبسه وتلحق املشقة بنزعه فجاز املسح عليه كاجلبائر وخيتص جوازه يف الوضوء دوكان رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم يأمرنا إذا كنا مسافرين أو سفر أن ال : صفوان بن عسال رضي اهللا عنه قال

    ننزع خفافنا ثالثة أيام ولياليهن إال من جنابة لكن من غائط وبول ونوم أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح : سح على اخلف فيه خبالف الوضوء وجلواز املسح عليه شروط أربعة وألن الغسل يقل فال تدعو احلاجة إىل امل

    أحدها أن تكون ساترا حملل الفرض من القدم كله فإن ظهر منه شيء مل جيز املسح ألن حكم ما استتر املسح وحكم ون ما ظهر الغسل وال سبيل إىل اجلمع بينهما فغلب الغسل كما لو ظهرت إحدى الرجلني فإن خترقت البطانة د

    الظهارة أو الظهارة دون البطانة جاز املسح ألن القدم مستور به وإن كان فيه شق مستطيل ينضم ال يظهر منه القدم جاز املسح عليه لذلك وإن كان اخلف رقيقا يصف مل جيز املسح عليه ألنه غري ساتر وإن كان ذي شرج يف موضع

    ز املسح عليه ألنه كاملخيط القدم وكان مشدودا ال يظهر شيئا من القدم إذا مشى جا : فصل أن ميكن متابعة املشي فيه فإن كان يسقط من القدم لسعته أو ثقله مل جيز املسح عليه ألن الذي تدعو احلاجة : الثاين

  • رضي اهللا عنه أن ( إليه هو الذي ميكن متابعة ملشي فيه وسواء يف ذلك اجللود و اخلرق واجلوارب ملا روى املغرية حديث حسن صحيح : مسح على اجلوربني النعلني أخرجه أبو داود و الترمذي وقال : ى اهللا عليه و سلم النيب صل

    يذكر املسح على اجلوربني عن سبعة أو مثانية من أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم وألنه : قال اإلمام أمحد رجليه لفائف مل جيز املسح عليها ألهنا ال تثبت ملبوس ساتر للقدم ميكن متابعة املشي فيه أشبه اخلف فإن شد على

    بنفسها إمنا تثبت بشدها : فصل

    أن يكون مباح فال جيوز املسح على املغصوب واحلرير ألن لبسه معصية فال تستباح به الرخصة كسفر : الثالث املعصية : فصل كنت مع النيب صلى اهللا عليه و سلم يف : ال أن تلبسهما على طهارة كاملة ملا روى املغرية رضي اهللا عنه ق: الرابع

    متفق عليه فإن تيمم مث لبس ] دعهما فإين أدخلتهما طاهرتني فمسح عليهما : [ سفر فأهويت ألنزع خفيه قال اخلف مل جيز املسح عليه ألن طهارته ال ترفع احلدث وإن لبست املستحاضة ومن به سلس البول خفا على طهارهتما

    ا صارت ناقصة يف حقها فأشبهت التيمم فلهما املسح ألهن وإن غسل إحدى رجليه فأدخلها اخلف مث غسل األخرى فأدخلها مل جيز املسح ألنه لبس األول قبل كمال الطهارة

    جيوز ألنه أحدث بعد كمال الطهارة واللبس فأشبه ما لو نزع األول مث لبسه بعد أن غسل األخرى : وعنه قبل بلوغ الرجل قدم اخلف مل جيز املسح ألن الرجل حصلت على مقرها وهو حمدث وإن تطهر ولبس خفيه فأحدث

    فأشبه من بدأ اللبس حمدثا وإن لبس خفا على طهارة مث لبس فوقه آخر أو جرموقا قبل أن حيدث جاز املسح على طهارة كاملة أشبه الفوقاين سواء كان التحتاين صحيحا أو خمرقا ألنه خف صحيح ميكن متابعة املشي فيه لبسه على

    املنفرد وإن لبس الثاين بعد احلدث مل جيز املسح عليه ألنه لبسه على غري طهارة وإن مسح األول مث لبس الثاين مل جيز املسح عليه ألن املسح مل يزل احلدث عن الرجل فلم تكمل الطهارة

    مستور خبف صحيح وقال بعض وإن كان التحتاين صحيحا والفوقاين خمرقا فاملنصوص جواز املسح ألن القدمال جيوز ألن احلكم تعلق بالفوقاين فاعتربت صحته باملنفرد وإن لبس املخرق فوق لفافة مل جيز املسح عليه : أصحابنا

    ألن القدم مل يستتر خبف صحيح وإن لبس خمرقا فوق خمرق فاستتر القدم هبما احتمل أن ال جيوز املسح لذلك ستتر هبما فصارا كاخلف الواحد واحتمل أن جيوز ألن القدم ا

    : فصل و يتوقت املسح بيوم وليلة للمقيم وثالثة أيام ولياليهن للمسافر ملا روى عوف بن

    أمر باملسح على اخلفني يف غزوة تبوك ثالثة أيام : [ مالك رضي اهللا عنه أن رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم هذا أجود حديث يف املسح على اخلفني ألنه يف غزوة : اإلمام أمحد قال] ولياليهن للمسافر ويوما وليلة للمقيم

    تبوك آخر غزاة غزاها النيب صلى اهللا عليه و سلم وهو آخر فعله وسفر املعصية كاحلضر ألن ما زاد يستفاد بالسفر وهو معصية فلم جيز أن يستفاد به الرخصة

    الروايتني ألهنما عبادة مؤقتة فاعترب أول وقتها من حني ويعترب ابتداء املدة من حني احلدث بعد اللبس يف إحدىجواز فعلها كالصالة واآلخر من حني املسح ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم أمر باملسح ثالثة أيام فاقتضى أن تكون

    الثالثة كلها ميسح فيها

  • سفر وإن أحدث من احلضر مث سافر قبل املسح أمت مسح مسافر ألنه بدأ العبادة يف الوإن مسح يف احلضر مث سافر أو مسح يف السفر مث أقام أمت مسح مقيم ألهنا عبادة خيتلف حكمها باحلضر والسفر

    فإن وجد أحد طرفيها يف احلضر غلب حكم كالصالة وإن مسح املسافر أكثر من يوم وليلة مث أقام انقضت مدته يف على مسح احلضر ألن األصل الغسل واملسح رخصة فإذا احلال وإن شك هل بدء املسح يف احلضر أو يف السفر بىن

    : شككنا يف شرطها رجعنا إىل األصل وإن لبس وأحدث وصلى الظهر مث شك هل مسح قبل الظهر أو بعدها وقلنا ابتداء املدة من حني املسح بىن األمر يف املسح على أنه قبل الظهر ويف الصالة على أنه مسح بعدها ألن األصل بقاء

    يف ذمته ووجوب غسل الرجل فرددنا كل واحد منهما إىل أصله الصالة : فصل

    والسنة أن ميسح أعلى اخلف دون أسفله وعقبه فيضع يديه مفرجيت األصابع على أصابع قدميه مث جيرمها على ساقيه ا حديث حسن رأيت النيب صلى اهللا عليه و سلم ميسح على اخلفني على ظاهرمه: ملا روى املغرية رضي اهللا عنه قال

    لو كان الدين بالرأي لكان أسفل اخلف أوىل باملسح من أعاله وقد رأيت : صحيح وعن علي رضي اهللا عنه قال النيب صلى اهللا عليه و سلم ميسح على ظاهر خفيه رواه بن داود

    مسح أشبه فإن اقتصر على مسح األكثر من أعاله أجزأه وإن اقتصر على مسح أسفله مل جيزه ألنه ليس حمال لل الساق : فصل

    إذا انقضت مدة املسح أو خلع خفيه أو أحدمها بعد املسح بطلت طهارته يف أشهر الروايتني ولزمه خلعهما ألن املسح أقيم مقام الغسل فإذا زال بطلت الطهارة يف القدمني فتبطل يف مجيعها لكوهنا ال تتبعض

    أجزأه املبدل كاملتيمم جيد املاء وإن أخرج قدمه إىل ساق اخلف والثانية جيزئه غسل قدميه ألنه زال بدل غسلهما ف بطل املسح ألن استباحة املسح تعلقت باستقرارمها فبطلت بزواله كاللبس

    وإن مسح على اخلف الفوقاين مث نزعه بطل مسحه ولزمه نزع التحتاين ألنه زال املمسوح عليه فأشبه املنفرد : فصل

    توضأ رسول اهللا صلى اهللا : جيوز املسح على العمامة ملا روى املغرية رضي اهللا عنه قال و: يف املسح على العمامة رأيت : صحيح وعن عمر بن أمية رضي اهللا عنه قال ] حسن [ عليه و سلم ومسح على اخلفني والعمامة حديث

    اده عن عمر رضي اهللا رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم مسح على عمامته وخفيه رواه البخاري وروى اخلالل بإسنمن مل يطهره املسح على العمامة فال طهره اهللا وألن الرأس عضو سقط فرضه يف التيمم فجاز املسح على : عنه قال

    حائله كالقدمني ويشترط أن تكون ساترة جلميع الرأس إال ما جرت العادة بكشفه ألنه جرت العادة بكشفه يف ترط أن بكون هلا ذؤابة أو تكون حتت احلنك ألن ما ال ذؤابة هلا وال العمائم فعفي عنه خبالف بعض القدم ويش

    حنك تشبه عمائم أهل الذمة وقد هني عن التشبه هبم فلم تستبح هبا الرخصة كاخلف املغصوب فإن كانت ذات حنك جاز املسح عليها وإن مل يكن هلا ذؤابة ألهنا تفارق عمائم أهل الذمة

    : ك ففيه وجهان وإن أرخى هلا ذؤابة ومل يتحن جيوز املسح عليها لذلك : أحدمها االقتعاط : ال جيوز ألنه يروى أن النيب صلى اهللا عليه و سلم أمر بالتلحي وهنى عن االقتعاط قال أبو عبيدة : والثاين

    أن ال يكون حتت احلنك منها شيء

  • : فصل ا كحكم اخلف ألهنا أحد املمسوحني على سبيل وحكمها يف التوقيت واشترط تقدمي الطهارة وبطالن الطهارة خبلعه

    : البدل وفيما جيزئه مسحه منها ؟ روايتان مسح أكثرها ملا ذكرنا : إحدامها يلزمه استيعاهبا ألهنا بدل من جنس املبدل فاعترب كونه مثله كما لو عجز عن قراءة الفاحتة وقدر على قراءة : والثاين

    جز عن القراءة فأبدهلا بالتسبيح مل يعترب كونه بقدرها وإن خلع العمامة بعد غريها اعترب أن يكون بقدرها ولو ع مسحها وقلنا ال يبطل اخللع الطهارة لزمه مسح رأسه وغسل قدميه ليأيت بالترتيب

    : وإن قلنا بوجوب استيعاب مسح الرأس فظهرت ناصية ففيه وجهان توضأ فمسح بناصيته : روى أن النيب صلى اهللا عليه و سلم يلزمه مسحها معه ألن املغرية رضي اهللا عنه : أحدمها

    وعلى العمامة واخلفني وألنه جزء من الرأس ظاهر فلزم مسحه كما لو ظهر سائر رأسه ال يلزمه ألن الفرض تعلق بالعمامة فلم جيب مسح غريها كما لو ظهر أدناه : والثاين

    : وإن انتقض من العمامة كور ففيه روايتان يبطل املسح لزوال املمسوح عليه : أحدمها

    ال يبطل ألن العمامة باقية أشبه كشط اخلف مع بقاء البطانة : واألخرى : فصل

    وال جيوز املسح على الكلوتة وال وقاية املرأة ألهنا ال تستر مجيع الرأس وال يشق نزعها فأما القالنس املبطنات : روايتان كدنيات القضاة والنوميات ومخار املرأة ففيهما

    إن شاء حسر : جيوز املسح عليها ألن أنسا رضي اهللا عنه مسح على قلنسوته وعن عمر رضي اهللا عنه : إحدامها قد روي املسح : عن رأسه وإن شاء مسح على قلنسوته و عمامته وكانت أم سلمة متسح على اخلمار وقال اخلالل

    عليه و سلم بأسانيد صحاح واختاره ألنه ملبوس للرأس على القلنسوة من رجلني من أصحاب رسول اهللا صلى اهللا معتاد أشبه العمامة

    ال جيوز ألنه ال يشق نزع القلنسوة وال يشق على املرأة املسح من حتت مخارها فأشبه الكلوتة والوقاية : و الثاين : فصل

    انكسرت إحدى زندي : نه أنه قال وجيوز املسح على اجلبائر املوضوعة على الكسر ألنه يروى عن علي رضي اهللا عفأمرين رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم أن أمسح عليها رواه ابن ماجه وألنه ملبوس يشق نزعه فجاز املسح عليه

    كاخلف وال إعادة على املاسح كما ذكرنا جلواز مبوضع ويشترط أن ال يتجاوز بالشد موضع احلاجة ألن املسح عليها إمنا جاز للضرورة فوجب أن يتقيد ا

    الضرورة : وتفارق اجلبرية اخلف بثالثة أشياء

    جيب مسح مجيعها ألنه مسح للضرورة أشبه التيمم وألن استيعاهبا باملسح ال يضر خبالف اخلف : أحدها أن مسحها ال يتوقف ألنه جاز ألجل الضرورة فيبقى ببقائه : الثاين

    ح أجيز للضرورة أشبه التيمم أنه جيوز يف الطهارة الكربى ألنه مس: الثالث : ويف تقدم الطهارة روايتان

  • يشترط ألنه حائل منفصل ميسح عليه أشبه اخلف فإن لبسها على غري طهارة أو جتاوز بشدها موضع : إحدامها احلاجة وخاف الضرر بنزعها تيمم هلا كاجلريح العاجز عن غسل جرحه

    فلم يشترط تقدم الطهارة له كالتيمم ال يشترط ألنه مسح أجيز للضرورة : والثانية : فصل

    وال فرق بني اجلبرية على الكسر أو جرح خياف الضرر بغسله ألنه موضع حيتاج إىل الشد عليه فأشبه الكسر ولو وضع على اجلرح دواء وخاف الضرر بنزعه مسح عليه نص عليه وقد روى األثرم بإسناده عن ابن عمر أنه

    ها مرارة فكان يتوضأ عليها خرجت بإهبامه قرحة فألقم

    باب نواقض الطهارة الصغرى

    : اخلارج من السبيلني وهو نوعان : وهي مثانية : [ ولقول النيب صلى اهللا عليه و سلم } أو جاء أحد منكم من الغائط { : معتاد فينقض بال خالف لقول اهللا تعاىل

    يغسل : [ وقال يف املذي ] صوتا أو جيد رحيا فال ينصرف حىت يسمع : [ وقوله ] ولكن من غائط وبول ونوم متفق عليه ] ذكره ويتوضأ

    : نادر كاحلصى والدود والشعر والدم فينقض أيضا ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم قال للمستحاضة : النوع الثاين وال فرق بني القليل رواه أبو داود ودمها غري معتاد وألنه خارج من السبيل أشبه املعتاد] تتوضأ عند كل صالة [

    والكثري : فصل : خروج النجاسة من سائر البدن وهو نوعان : الثاين

    غائط وبول فينقض قليل وكثريه لدخوله يف النصوص املذكورة إن : [ دم وقيح وصديد وغريه فينقض كثريه ألن النيب صلى اهللا عليه و سلم قال لفاطمة بنت أيب حبيش : الثاين

    رواه الترمذي فعلل بكونه دم عرق وهذا كذلك وألهنا جناسة خارجة من البدن ] لكل صالة دم عرق فتوضئي إن كان فاحشا فعليه اإلعادة قال اإلمام : أشبهت اخلارج من السبيل وال ينقض يسريه لقول ابن عباس يف الدم

    بن أيب أوىف عصر دمال عدة من الصحابة تكلموا فيه ابن عمر عصر بثرة فخرج دم فصلى ومل يتوضأ و ا: أمحد وذكر غريمها ومل يعرف هلم خمالف يف عصرهم فكان إمجاعا

    وظاهر مذهب أمحد أنه ال حد للكثري إال ما فحش لقول ابن عباس إمنا يعترب الفاحش يف نفوس أوساط الناس ال املت�