)بن يوسف بن خدة ( جامعـة اجلزائـر ببـن عكنـون كليـة احلقـوق

الطفـل العربـي يف ظـل اإلتفاقيـات الدوليـة اخلـاصة حبقـوق الطفــل

-*- شهـادة املـاجستيـرلة لنيـرمذكــ -*-

دوليةالعالقات الدويل والقانون الفرع

:حتت إشراف الدكتـور : إعـداد الطالـب د العزيـزـادري عبـق خليـل فـاروق

: اقشةـاء جلنة املنـأعض . رئيـسا ي بن عامـرـتونس: د. أ . مقـررا زـقادري عبد العزي :د. أ . عضـوا بوبكـر عبد القـادر : أ

2006/2007

- 1 -

أهــــدي

هذا العمل إىل سر جناحي أيب وأمي وابنيت الغالية سريينوزوجيت العزيزة

جديت اليت مل تبخل علي بالدعاء يل بالنجاحإىل، وكافة أفراد عائليت إىلو

وأتوجه بالشكـــــــر

إىل الدكتور قادري عبد العزيز، أستاذي الذي مل يبخل علي بتوجيهاته القيمة . اليت أعانتين على إجناز هذا البحث على الوجه الذي هو عليههوتشجيعات

أشكر مجيع من أعانين سواء من قريب أو من بعيد، وأخص بالذكر األستاذ كمابوفيس مبصلحة اإلعالم والتوثيق باللجنة االستشارية لترقية ومحاية حقوق الطفل

. ومساعده عبد احلليم، والسيدة ذهيب باليونيسيف

- 2 -

:املقدمــة ملا له ،إىل رعاية واهتمام خاصني ج تاحتفئة من اتمع ينتمي الطفل إىل

ترتبط أساسا بعجزه عن التكفل بنفسه أو الدفاع عـن حقوقـه وصياتصخمن ضرورة يف خاصة يف سنواته األوىل من العمر، وال اختالف حول أمهية هذه املرحلة

ليس ألا صانعة املستقبل فحسب، بـل ألـا ،توفري الرعاية والعناية الالزمة هلا و تترك بصماا يف كـل ، حد ذاا تشكل جزءا كبريا من عمر اإلنسان مرحلة يف

جزء من شخصيته، غري أن معظم احلضارات اليت عرفها العـامل القـدمي مل تعتـرب البعض يـرى بـأن قيمة إنسانية كاملة وكرامة أصيلة فيهم، ف ياألطفال بشرا ذو

إال مع بداية القرن الثـامن باالهتمام الالزم كفئة إجتماعية مستقلة الطفولة مل حتظ تمعـات فعلى الرغم من التفاوتات اإلجتماعية والثقافية الكبرية بني خمتلف ا ،عشر

التحول اإلجيـايب واحلقيقـي يف فإنعلماء اإلجتماع وحبسب واألقاليم والقارات، فهم الطفولة بدأ يف فجر ذلك القرن بظهور األفكار والنظريـات الـيت عاجلـت

. األطفال و كيفية التعامل معهمموضوع تربية

راجع للشريعة اإلسالمية يصل إىل قناعة بأن اإلسالم قد ضمن غري أن امل وسـعى إىل ،حقوقا شاملة للطفل وبيئته حىت قبل والدته و يف أي مرحلة من العمر

حتقيق حب األطفال لدى الكبار و رغب يف تكـوين األسـرة و التخطـيط هلـا ها مبا يضمن هلا اإلنسجام واإلحترام واملساواة جلميع أفرادها، و شدد علـى وتنظيم

.أمهية احملافظة على األطفال و محايتهم وحقهم يف احلياة و الوقاية من كل آفاا 1923 و يرجع أول حترك دويل يويل اهتماما بوضـع األطفـال إىل عـام

أن األطفال و النساء مها الفئتـان ،وىلبعدمـا تبني إثر انتهـاء احلرب العاملية األ األكثر تضررا من مآسي احلرب اإلقتصادية و اإلجتماعيـة، و مبـا أن األطفـال

ن عن حتسني أوضاعهم، كان البد لوجود من و عن تدبري شؤوم و عاجز ونقاصرمؤسسة املنظمـة " إغلنتاين جب " يدافع عنهم وينادي حبقوقهم، وكانت السيدة

لغوث األطفال، أول من دعا إىل اعتراف دويل حبقوق الطفـل، وهـذا الربيطانية

- 3 -

مخسة بنود حظيت مبوافقـة ، 1923ما سعت إليه من خالل تضمينها إلعالن العام وجتـسدت أوىل ،اجلمعية العامة لإلحتاد الدويل لغوث األطفال يف نفـس العـام ادر عن عصبة األمم احملاوالت لوضع قواعد دولية حلقوق الطفل بإعالن جنيف الص

علـى ،الذي يعترب أهم ما قامت به هذه اهليئة من أجل محاية األطفال ،1924 عام وتضمن هذا اإلعالن يف مبادئـه األساسـية مفـاهيم ،الرغم من أنه مل يكن ملزما

" على البشر أن يعطوا لألطفال أفضل ما لـديهم " جديدة مل يتم التعرض هلا من قبل ريء إذا ما قورن مبفهوم الطفولة وبأوضـاعها يف القـرون وهو مفهوم جديد و ج

يف الواقـع فإن هذا اإلعالن مل حيـظ ،السابقة، وعلى الرغم من هذه اخلطوة اهلامة سوءا، وأمـام بالفاعلية املرجوة، ويف احلرب العاملية الثانية ازدادت أوضاع الطفولة

وق الطفل يف العامل بـإعالن اتمع الدويل و املدافعون عن حق هذا الواقع مل يكتف جنيف، فاستمرت املساعي إلجياد وسائل قانونية دولية حتمي األطفال دون متييز أو أفضلية طفل على اآلخر ليصدر اإلحتاد الدويل لغوث األطفال إعالنه حلقوق الطفل

بعدما عقد مؤمترا يف جنيف حضره ممثلون عن أربعة و ثالثـني دولـة 1948 عام حيث عمل اإلحتاد ،ربعة ومخسـون منظمة تعىن بشؤون الطفولـة وشاركت فيه أ

على حماولة إقناع اللجنة اإلقتصادية و اإلجتماعية يف منظمة األمم املتحدة بضرورة إىل إتفاقية دولية تقرها اجلمعية العامة 1923حتويل إعالن غوث حقوق الطفل لعام

. للمنظمةتحدة منهمكة آنذاك بإعداد اإلعـالن العـاملي و ملا كانت منظمة األمم امل

حلقوق اإلنسان، فإا مل تأخذ ذا الطرح واعتربت مشروع اإلعالن العاملي حلقوق و أجدر باألمهية ملا يتمتع به من عمومية و مشولية للحقوق، وعنـدما يااإلنسان كاف

ألطفال حقوقهم ا يعطأنه مل " اإلحتاد الدويل " رأى ،1948 صدر هذا اإلعالن عام تاريخ وضع الـنص 1959 ليصل عام ،فأصدر إعالنه حلقوق الطفل يف نفس العام والذي تضمن عشرة مبادئ أساسـية ،الكامل إلعالن األمم املتحدة حلقوق الطفل

والذي يتكون من ديباجة تشري إىل الواقع األلـيم للطفولـة، ،لرفاه و بقاء األطفال

- 4 -

االنتماء السم وجنسية منذ مولده، ويف التمتـع وحق الطفل يف محاية خاصة، ويف مبزايا الضمان االجتماعي، ويف احملبة والتفهم والتمتع برعاية والديـه، ويف التعلـيم ااين خاصة يف مراحله األوىل، ويف احلماية من القانونية من اإلمهـال والقـسوة

مييز العنصري وكـل ويف الوقاية من الت واالستغالل وحظر استرقاقه أو االجتار به، أشكال التفرقة، ويف التمتع بكافة احلقوق دون متييز بسبب اللـون أو اجلـنس أو

هـذا ليـصبح اللغة، ويف األولوية للحصول على القوت واحلماية عند الكوارث، قاعدة النطالق املبادرات الرامية إىل تبين إتفاقيـة دوليـة حلقـوق بذلك اإلعالن . الطفل

قدمت احلكومة البولندية ملفوضية األمم املتحـدة حلقـوق 1978 اميف ع واإلنسان مشروع إتفاقية حلقوق الطفل رغبة منها يف إقرار إتفاقية ملزمـة يف هـذا الشأن بدال من إعالن ال يتمتع بقوة قانونية ملزمة، و ما أخذ على هذا املشروع أنه

املدنية و السياسية ة من احلقوق يفتقر إىل الدقة و الوضوح وخلوه من جمموعة واسع كما أغفل مضمونه مسألة التطبيق ،مما حد من قدرته على التأثري على الدول الغربية

.و هو أمر أساسي لفاعلية أي إتفاقية دوليةو تقرر عرض املشروع على الدورة اخلامسة و الثالثني ملفوضـية األمـم

الـذي صـادف ،يخ السنة الدولية للطفل تار ،1979 املتحدة حلقوق اإلنسان عام الذكرى العشرين لتبين األمم املتحدة إلعالن العاملي حلقوق الطفل، و تقرر يف هذه الدورة بعد أن القى املشروع إعتراضات و عوائق و دعوات إىل ضـرورة تعـديل نص اإلتفاقية املقترحة، تشكيل فريق عمل لصياغة إتفاقية حقوق الطفل إنطالقا من

.شروع الذي قدمته احلكومة البولنديةاملفي ظل هذا التطور التارخيي ملسار حقوق الطفل، كان الطفـل العـريب ف

يعيش ظروفا صعبة اشتدت مع تعاقب األحداث والواقع الذي فرض نفـسه علـى رية تلتها تغـريات ي وما جنم عنه من ثورات حتر ،الوطن العريب واملتمثل يف اإلستعمار

واقتصادية كانت تعكسها إفرازات احلرب الباردة، تـسببت يف تكـريس سياسية

- 5 -

باإلضـافة إىل حـروب أهليـة ، كافة امليادين لبعض الدول العربية علىتخلف الوإقليمية غذا قوى خارجية، وما رافقها من إنفاق يف التـسلح علـى حـساب

فترات اليت اشـتد القطاعات األخرى اإلقتصادية واإلجتماعية و الثقافية خاصة يف ال فيها الصراع العريب اإلسرائيلي، ووسط هذه األحـداث كان الطفل العـريب مـن أكثر املتضررين، حيث كان وراءه إنتهاكات جسيمة حلقوقه سـواء باإلمهـال أو

يف غياب سياسة إقليمية ،اإلنكار أو بالعجز على كافة األصعدة التشريعية والتنفيذية .بل تشخيص واقع الطفل العريبووطنية تتضح من خالهلا س

و لكي نستطيع اإلملام بأغلب اجلوانب املرتبطة حبقـوق الطفـل العـريب ما و أهم اإلتفاقيات الدولية اخلاصـة حبقوق الطفل ما هي :اخترنا اإلشكالية اآلتية

ما مـدى تـأثري و ؟لوطن العريب با اتفعيل مضمو يف املتوفرةات اآلليـهو دور ن هذه االتفاقيات؟ املرجوة م الصعوبات على حتقيق اهلدافوئق العوا

من أجل اإلجابة عن اإلشكالية املطروحة ارتأينا أن نتناول هذا املوضوع يف خطة حتتوي على فصلني، حيث تضمن األول اإلتفاقيات الدولية اخلاصة حبقـوق

وأهم احلقوق الـواردة ) ألولاملبحث ا (الطفل اليت عرفت انضمام الدول العربية هلا ، أما الفصل الثاين فقد تضمن اآلليات الدولية الـيت )املبحث الثاين (ذه اإلتفاقيات

والتدابري الوطنية املتخذة يف هـذا ) املبحث األول (هلا عالقة بإعمال حقوق الطفل الشأن وأهم املعوقات اليت تقف أمام محاية وترقية حقوق الطفل يف الوطن العـريب

. )املبحث الثاين(وأينا هذه الدراسة خبامتة أبرزنا فيها أهم املالحظات اليت ينبغـي للـدول

العربية العمل ا لتحقيق األهداف اليت سطرا خمتلف اإلتفاقيات الـيت ذكرناهـا وتدارك النقائص املسجلة من خالل تنسيق اجلهود الدوليـة واإلقليميـة لتجـاوز

. حتول دون ذلكالصعوبات اليت

- 6 -

االتفاقيات الدولية اخلاصة حبقوق الطفل و احلقوق األساسية : الفصل األول :الواردة فيها

نستهل هذا الفصل بالتطرق إىل أهم اإلتفاقيات الدولية العاملية واإلقليمية تطرق أيضا إىل بعض من كما سن اخلاصة حبقوق الطفل وموقف الدول العربية منها،

.احلقوق الواردة ذه اإلتفاقيات على سبيل املثال ال احلصر

: االتفاقيات الدولية اخلاصة حبقوق الطفل:املبحث األول بعد انتهاء احلرب العاملية الثانيـة 1945 ميثل قيام منظمة األمم املتحدة عام

حقوق الطفل، و أهم ما متيـزت بـه نقطة حتول بارزة يف مسار حقوق اإلنسان و هذه املنظمة أا عززت القانون الدويل من خالل االتفاقيات واملواثيق اليت أبرمـت

.منذ تاريخ إنشائها و حىت يومنا هذاو قد ظهرت النية الدولية حلماية حقوق الطفل آنذاك، من خالل شرعة

تنص بوضوح على محاية هذه و إن مل ، 1945 األمم املتحدة اليت أقرت عاماحلقوق، ويف خضم هذا املسار اهلادف إىل بلورة مفهوم واضح حلقوق الطفل،

) اليونيسيف(ن منظمة األمم املتحدة للطفولة كانت اإلحصاءات الدورية الصادرة ع حقوق ومنظمة العمل الدولية، حافزا رئيسيا يف اجتاه إقرار صكوك دولية حتمي

من بني أهم االتفاقيات الدولية اخلاصة حبقوق الطفل، االتفاقية و،الطفل و تضمنهاالدولية حلقوق الطفل، اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد املرأة، االتفاقية

ملنظمة العمل الدولية بشأن احلد األدىن لسن االستخدام، االتفاقية رقم 138 رقم

الربوتوكول ، وأ أشكال تشغيل األطفال ملنظمة العمل الدولية للقضاء على أسو182االختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك األطفال يف الرتاعات املسلحة،

الشرح تشكل قاعدة عمل وهذه االتفاقيات الدولية اليت سنتناولـها بنوع منتستند عليها كافة املنظمات الدولية العاملة يف جمال حقوق اإلنسان عامة وحقوق

. وكذا املنظمات غري احلكومية وتوثق التزامات الدول األعضاء،اصةالطفل خ

- 7 -

:االتفاقيات الدولية العاملية: املطلب األولبعد أربعة عقود من العمل الدويل على إقرار مواثيق عديدة حلقوق اإلنسان

ام فهم فتحت اال أم،ارتأى العامل أن يضع اتفاقية دولية خاصة حبقوق الطفلحاجة هذه الفئة إىل إيالئها اهتماما أكثر، لتأيت من بعدها اتفاقيات أخرى خاصة

واليت جاءت لتكريس محاية أكثر حلقوق الطفل ووضع ،جبوانب من حقوق الطفل . حد النتهاكات باتت تشكل عائقا أمام الوفاء بالتزامات الدول األطراف

:الطفلاالتفاقية الدولية حلقوق : األولفرعالأول وثيقة دولية هلا قوة اإللزام القانوين الدولية حلقوق الطفل تعد االتفاقية

تتناول حقوق الطفل على وجه اخلصوص و بشكل متفرد، وإن كانـت املعـايري )1(. الدولية األخرى حلقوق اإلنسان تنطبق على البالغني و األطفال على حد سواء

من طرف 1989.11.20تفاقية الدولية حلقوق الطفل بتاريخ وقد مت تبين اال و الـيت ،1990.09.02بتاريخ تنفيذ اجلمعية العامة لألمم املتحدة، و دخلت حيز ال

تعترب بدون منازع، اإلتفاقية األكثر قبوال على مستوى هيئة األمم املتحدة، فقد صادقت الواليـات ، و )2(ات داخلية الصومال اليت تعرف اضطراب دولة باستثناء 199 عليها

، وذلـك ألن قانوـا 1995 اليت اكتفت بالتوقيع عليها سـنة املتحدة األمريكية الداخلي ال يعفي القصر من عقوبة اإلعدام يف حال ارتكام جلرائم خطرية تتطلب

من االتفاقية اليت حتظر تطبيق 37تطبيق أقصى العقوبات، مما يتعارض مع نص املادة لعقوبات، وتوجب تدابري خاصة جتاه اجلرائم املرتكبة من شخص ينتمـي مثل هذه ا )3( .هلذه الفئة

،1994 أكتوبر IOR 94/09/51 وثيقة رقم ، اتفاقية حقوق الطفل،منظمة العفو الدولية) 1( .02 ، صلندن

(2) Marta Santo Pais, Un cadre conceptuel des droits de l'homme pour l'UNICEF, Florence, Italy, p 05.

)3( Voir Elhadji Mor Ndioga Diop : Quand la premiere puissance mondiale refuse de ratifier la C.I.D.E, cest la mort qui guette les mineurs aux Etat-Unis, Mai 2007. www.apem-wspa.org.

- 8 -

اقية إىل ديباجة تعرض املبادئ األساسية تنقسم اإلتف: حملة عامة عن اإلتفاقية -1 إىل 1 املواد من( مادة موزعة على ثالثة أقسام، و يستعرض القسم األول 54 ويعقبها

احلقوق اجلوهرية اليت ينبغي أن يتمتع ا الطفل، بينما يتناول القسمان اآلخران )41 .املعنية حبقوق الطفل سبل تطبيق اإلتفاقية، و تشكيل اللجنة )54 إىل 42املواد من (

و قد مت التوصل ألول مرة يف التاريخ إىل اتفاق عاملي أكد من خالله واضعو هذه الوثيقة على اإللتزام بوضع مبادئ االتفاقية حيز التنفيـذ، وأصبح للدول إطار

يتم من خالله العمل على حتسني وضعية األطفال، و تعترب نصوص االتفاقية مثرة عمل ليس فقط حول املسائل املتعلقة بالطفل، و إمنا يف ،مثرة عمل عشرات السنني عمل

و قد وضعت االتفاقية مبادئ جوهرية أمهها املبدأ ،ميدان حقوق اإلنسان بصفة عامةالقاضي بأولوية رعاية مصاحل الطفل العليا عند إختاذ أي إجراء من اإلجراءات املتعلقة

) ) .1ذه الفئة اإلجتماعية

وإمنـا ،و مبقتضى هذه االتفاقية مل يعد الطفل جمرد مستفيد من إجراءات محائية يشارك يف التحركات اليت تؤثر عليه و هـو حباجـة الحتـرام ا قانوني اأصبح شخص

و هو ما مل يوجد ،شخصيته، و له إمكانية التأثري على جمرى القرارات املتعلقة حبياتـه كرست فيها الدميقراطية من قبل منذ مدة طويلة و يفتـرض من قبل حىت يف الدول اليت

إال أنه مل يتح السماع للفئـة األكثـر ،فيها أا ترتكز على املشاركة و الرقابة الشعبية ضعفا، حيث مل يكونوا مهيئني و مستعدين لألخذ بعني اإلعتبار احلاجـات األساسـية

.للطفلية، و أصبح على الدول أن تعمل على إشـراك فبعد جميء االتفاقية تغريت الرؤ

األطفال بأخذ آرائهم يف احلسبان فيما خيص السياسات و األعمال املوجهـة لـصاحل ) 2 (.الطفولة

ضرورة تدعيم احلماية الدولية حلقوق اإلنسان، رسالة لنيل شهادة دكتوراه ،ضاوية دنداين. د) 1(

.58، ص 1996 دولة، جامعة اجلزائر، (2) UNICEF, les droits de l'homme commence par les droits de l'enfant, p 17 .

- 9 -

فاإللتزام ذه االتفاقية يرتب مسؤوليات والتزامات جيب احترامها واعتبارها نوعا من كحقوق ، التضامن و الشراكة، إذ أا تشدد على أمهية حقوق اإلنسان لكل طفل

ال ميكن التصرف فيها، كما دف إىل تفعيل كل احلقوق مرة واحدة وجلميع متساوية .األطفال، وتؤكد على اإلهتمام بكل األوجه اليت تؤثر على حياة األطفال

ـ كما اتشري إىل أن هذه احلقوق هي من حقوق اإلنـسان، وليـست حقوقانية لكل شخص وتؤكد خاصة، فهي بكل بساطة حقوق أساسية مرتبطة بالكرامة اإلنس

. و ضرورية لتنمية الطفلقوق األطفال غري قابلة لإلنقسامبأن ح ، و إلعطاء نظرة فلسفية مشتركة حول جمموع اجلوانب اليت تعاجلها االتفاقيـة

حددت جلنة حقوق الطفل أربعة مواد من االتفاقية و اعتربا مبادئ أساسـية ترتكـز مبدأ عدم التمييـز، املـصلحة العليـا : يف باقي املواد و هي عليها كل احلقوق الواردة

للطفل، احلق يف احلياة و البقاء و النمو، و املبدأ األخري هو حق املـشاركة، و حثـت اللجنة الدولية حلقوق الطفل الدول األطراف يف االتفاقية على إبراز هـذه املبـادئ يف

ئات الداخلية يف عملـها علـى تطبيـق تشريعاا الداخلية، و أن ترتكز عليها كل اهلي

) 1 (.االتفاقية

تسمح االتفاقية بتطبيق األحكام األسرع إفضاء إىل إعمال حقوق الطفل واليت كما قد ترد يف قانون دولة طرف أو القانون الدويل الساري على تلك الدولة و هذا يفرض

) 2(. هذه الدولة ملزمة اعلى الدول األطراف واجب تطبيق أية معايري أرقى تكون

عن غريها من االتفاقيـات والعهـود تتميز هذه االتفاقية من جانب آخر، فإن :قوق األطفال يف أاحب املتعلقةإذ أا االتفاقية الوحيدة اليت تضمن حقـوق األطفـال املدنيـة والـسياسية : شاملة

.واإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية (1) UNICEF, Droits fondamentaux des enfants et des femmes, comment

l'UNICEF les fait vivre , New York , 1999, p 08 . .03 مرجع سابق، ص،منظمة العفو الدولية) 2(

- 10 -

إذ أن أحكامها تنطبق واقعيا على مجيع األطفال مهما كانت أوضـاعهم يف : عاملية .العامل كله

فهي تناشد مجيع احلكومـات، حـىت يف البلـدان ذات املـوارد : مشروطة غري .الشحيحة باختاذ اإلجراءات الكفيلة حبماية حقوق أطفاهلا

حيث تأكد أن مجيع احلقوق جوهرية و متكاملـة و متـساوية ويعتمـد : تكاملية ) 1(.الواحد منها على اآلخر

:ق الطفل موقف الدول العربية من االتفاقية الدولية حلقو-2انضمت كل الدول العربية إىل االتفاقية باستثناء الصومال نظرا لظروفهـا

الداخلية، وعدم وجود سلطة سياسية، كانت مصر أول دولة عربية صادقت علـى أي قبل دخـول 1990.08.03 مث السودان بتاريخ ،1990.07.06االتفاقية بتاريخ

ة عربية انضمت لالتفاقية فهي اإلمارات العربيـة ذ، أما آخر دول االتفاقية حيز التنفي و بالنسبة للجزائر فقد انضمت إليهـا بتـاريخ ،)2 (1997.01.03املتحدة بتاريخ 1993.04.16.

إثر اجتماع عريب رفيع املستوى 1992 ويف اخلطة العربية املتبناة بتونس عام ون بضرورة قيام الدول العربية لرعاية الطفولة و محايتها و تنميتها، أوصى اتمع

بالتوقيع على االتفاقية الدولية حلقوق الطفل واختاذ اخلطوات الالزمة للتصديق )3( .عليها

و أبدت معظم الدول العربية حتفظات و إعالنات أو بيانات تفسريية عند منينهما، والتوقيع أو املصادقة، وتنوعت هذه التحفظات بني عامة و حمددة أو مجعت ب

مكتب ، حقوق الطفل العريب على أبواب قرن جديد،2000 يوم الطفل العريب اليونيسيف،) 1 (

. 17 األردن، ص، عمان، اليونيسيف اإلقليمي للشرق األوسط و مشال إفريقيا .173 ص،2002 تقرير الدورة الدورة التاسعة والعشرين، جلنة حقوق الطفل، )2( الطفولة جامعة الدول العربية، اخلطة العربية لرعاية الطفولة و محايتها و تنميتها الصادرةإدارة) 3(

.16، القاهرة، ص1992عام

- 11 -

الدول اليت أبدت حتفظا عاما السعودية، قطر، جيبويت والكويت، و قد انصبت أغلبـها ) 1( .ني بالتبيناملتعلقت )21 و20 (املتضمنة حلرية الدين و كل من املادتني 14 على املادة

)2( و )1 (فقـرة 14 و أبدت اجلزائر تصرحيات تفسريية خاصة باالتفاقية حول املادة رضان حلق الطفل يف الفكر والوجدان والدين، واحترام حقـوق وواجبـات اللتان تتع

الوالدين يف توجيه الطفل وممارسة حقه بطريقة تنسجم مع قدراته املتطورة، وتتمثل يف ة الركائز األساسية للنظام القانوين اجلزائري وباألخص الدسـتور الـذي ضرورة مراعا

رية املعتقد وحرمـة حبينص على أن اإلسالم دين الدولة يف املادة الثانية و عدم املساس املتضمن لقانون 1984 يونيو سنة 09املؤرخ يف 11-84 حرية الرأي، و القانون رقم

) 2 (.تتم وفقا لدين أبيهينص على أن تربية الطفل األسرة الذي

تتعلق بإمكانيـة حـصول من االتفاقية اليت 17 ، 16 ، 13 إضافة إىل املواد يـتم مراعـاة حيث الطفل على املعلومات واملواد من كافة املصادر الوطنية والدولية،

مصلحة الطفل عند تطبيقها، وتفسر أحكام هذه املواد مع مراعـاة أحكـام قـانون املتضمن لقـانون 1990.04.03املؤرخ يف 04-90وبات و أحكام القانون رقم العق

)3(اإلعالم

20 14و تذهب األردن يف حتفظها باعتبار نفسها غري ملزمة مبا ورد يف املواد

من االتفاقية، واليت تعطي الطفل احلق يف حرية اختيار الدين و البنود املتعلقة 21و ) 4(. تها أحكام الشريعة اإلسالميةبقضية التبين ملعارض

ة ـة جملـ حنو فهم أفضل التفاقية حقوق الطفل يف ضوء أحكام الشريععبد احلميد األنصاري، ) 1(

،2001 ،4، ع 1 مج ،2001 الس العريب للطفولة و التنمية، ، القاهرة، الطفولة و التنمية .171ص

(2) Nadia AIT ZAI, Convention des droits de l'enfant, Revue algérienne

des sciences juridiques, économiques et politiques, N 01, OPU, Alger, 1993, p 31 .

.11، 10، 07، ص ص 1997 ،التقرير األويل للجزائر املقدم للجنة حقوق الطفل) 3 ( .CRC/C/15/Add 125 حقوق الطفل، األردن، أنظر، املالحظات اخلتامية للجنة) 4(

03.02، ص ص 2000.06.28

- 12 -

بـل كـان ، ومل تكن هذه املواد حمل حتفظ من قبل الدول العربية فحسب كإيران و الباكستان ،نفس املوقف بالنسبة موعة من الدول اإلسالمية غري العربية

ل الـيت دعـت يف معظـم وهو ما فتح جماال للجدل من طرف جلنة حقوق الطف 20 املالحظات اخلتامية املوجهة هلذه الدول إىل سحب حتفظاا و تفسرياا للمواد

ـ 3 /20و عدم جدواها لتشري إىل أن املادة 21 و ن أمن االتفاقية تعترف صراحة بتشري صـراحة 21 وأن املادة ،نظام الكفالة يف الشريعة اإلسالمية هو بديل للرعاية

نظام التبين، و هو ال يسري يف أي حـال علـى " أو جتيز / تقر" ليت إىل الدول ا .الدول املتحفظة على هذه املادتني

ولقد بذلت جهود يف القراءة األوليـة ملـشروع االتفاقيـة يف مـؤمتر (*)اإلمام األكرب اليت حضرها ، مث يف اجتماعات جنيف ،1988 اإلسكندرية نوفمرب

الوفود اإلسالمية و العربية إلعادة الصياغة النهائيـة يف من قبل ، 1988.11.29يف دولة إسالمية 50القراءة الثانية، و خباصة جهود الوفدين املصري و املغريب نيابة عن

حيث قاما بإدخال التعديالت النهائية على املواد حمل التحفظ، دف مواءمتها مـع ربية استمرت برغم كل تلك املـساعي أحكام الشريعة، إال أن حتفظات الدول الع

اليت أخذت بعني اإلعتبار املخاوف العربية اإلسالمية أثناء النقاش حـول املـسودة )1. (النهائية عرب إجياد صيغة توفيقية

الربوتوكول اإلختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن إشتراك :الفرع الثاين :األطفال يف الرتاعات املسلحة

ألف طفل تقل 300 التقديرات إىل أن عددا من األطفال يربو على تشري سنة يقومون حاليا بالقتال يف الرتاعات اليت تدور رحاها يف شىت 18 أعمارهم عن

أحناء العامل، و أن عددا آخر يبلغ مئات اآلالف جمندون يف صفوف القوات املسلحة، .171 مرجع سابق، ص ،عبد احلميد األنصاري) 1( . لقب يطلق على شيخ جامع األزهر مبصر: اإلمام الكرب(*)

- 13 -

وقد أرغم الكثريون من هؤالء على االلتحاق بالقوات املسلحة احلكومية منها أو غـري احلكومية إما بالتخويف أو باإلختطاف أو سوى ذلك من أشكال العنف، وهناك عدد

سبيال آخر يقصدونه أو ألم يف آخر ممن يتطوعون للتجنيد وذلك غالبا ألم ال يرون حاجة إىل الطعام و املأوى واألمن، و قد ثبت أن إحلاق األطفال بـالقوات املـسلحة

،خصوصا يف حاالت الصراع املسلح له آثاره املدمرة على سالمتهم البدنية والنفـسية بب وكثريا ما تكون معدالت اإلصابات باجلروح ومعدالت الوفاة عالية بني األطفال بس

بل إم قد يرسلون يف مهام بالغة اخلطورة لصغر جسمهم، ،قلة خربم و عدم تدريبهم .و قدرم الكبرية على احلركة

وقد ازداد اإلهتمام الدويل بقضية مشاركة األطفال يف حاالت الصراع املسلح ابتـا بـني حىت أصبح القلق على وجود اجلنود األطفال من املسائل اليت تشغل مكانا ث

اهتمامات اتمع الدويل، و القانون الدويل آنذاك كان يضع سن اخلامسة عشر كحـد وقد مثـل هـذا ،أدىن للتجنيد يف القوات املسلحة و املشاركة يف العمليات العسكرية

التحديد إحدى القضايا األكثر إثارة للجدل أثناء صياغـة االتفاقيـة الدولية حلقـوق )1. (1989 الطفل لعام

من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل، تلزم الدول األطراف )2 (فقرة 38 فاملادةباختاذ التدابري الالزمة كي ال يشترك األطفال الذين مل تبلغ سنهم مخس عـشرة سـنة إشتراكا مباشرا يف احلرب، و الفقرة الثالثة متنع جتنيد األطفال الذين مل يبلغـوا مخـس

لكن مل يبلغـوا ، اا املسلحة، و عند جتنيد من بلغوا مخس عشرة سنة عشرة سنة يف قو ) 2(. مثاين عشرة سنة، جيب على الدول أن تسعى إلعطاء األولوية ملن هم أكرب سنا

/IOR42/01 صورة من أسوأ صور تشغيل األطفال ، اجلنود األطفال،منظمة العفو الدولية) 1(

99SC/PG/PO ، 1999، ،02 ص لندن. امتنعت بعض الدول عن تطبيق هاتني الفقرتني كالنمسا، أملانيا، و كولومبيا باعتبار أا خمالفة ملبدأ ) 2(

من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل، و أبدوا حتفظات على 03مصلحة الطفلى الفضلى املكرس يف املادة اكهم يف الرتاعات املسلحة هو هاتني الفقرتني و أوضحوا بأن السن املطبق لتجنيد األشخاص أو إشر

. عاما18

- 14 -

وهو ما دفع جلنة حقوق الطفـل يف دورـا الثالثـة املنعقـدة بتـاريخ إىل اقتراح صياغة بروتوكول اختياري و إرفاقه باالتفاقية حبيث يتم 1992.10.05

امـا مبـا ع 18 مبوجبه رفع السن الدنيا للتجنيد و اإلشتراك يف األعمال احلربية إىل . يتوافق مع سن البلوغ الذي تنص عليه املادة األوىل من االتفاقية

اقتـراح 1993 و قد دعم مؤمتر القمة العاملي حلقوق اإلنسان يف جـوان أنشئت جمموعة عاملة مفتوحة العضوية من طـرف جلنـة 1994 اللجنة و يف عام

من بني أولوياا وضع مـشروع واليت كان ،حقوق اإلنسان التابعة لألمم املتحدة الربوتوكول اإلختياري باإلعتماد على املشروع التمهيدي الذي قدمته جلنة حقوق

) 1 (.الطفل

بعدما أسقطت الواليات املتحدة 2000 و انتهت املفاوضات يف جانفي 18األمريكية معارضتها لتحديد السن الدنيا إلرسال اجلنود األطفال إىل القتال بـ

املتحدة يف نيويورك لألمم العامة اعتمدت اجلمعية 2000.05.25 ويف،ةسن 10باإلمجاع الربوتوكول وفتح باب التوقيع و املصادقة على االتفاقية رمسيا بعد

.أيام

وبالرغم من أن الربوتوكول اإلختياري ال حيتاج إال لعشر دول مصادقة عليه إذ بلغ عـدد 2002.02.12 دون ذلك إىل غاية حىت يدخل حيز التنفيذ، فإنه بقي

دولة مـن بينـها 96 دولة أما الدول املوقعة فقد كان 14 الدول اليت صادقت عليه ) 2 (.األردن، تونس و املغرب

(1) Rachel Hodgking et Peter Newell, Manuel d’application de la convention relative aux droits de l’enfant, UNICEF, Genéve, p 537 .

كندا، البنغالديش، سريالنكا، األندور، بنما، كينيا، : أول الدول املصادقة على الربوتوكول هي) 2( .الفيتنام الكونغو، زيلندة اجلديدة، إسلندا، موناكو، مجهورية التشيك، رومانيا

- 15 -

نـصوص تلتزم الدول املصادقة بتغيري تشريعاا الوطنية حـىت تتطـابق مـع الربوتوكول، وملراقبة تطبيق الربوتوكول وضعت آلية رقابة و متابعة تتلقى تقـارير

.تتضمن إجراءات التطبيق وتقدمها للجنة حقوق الطفل

تلزم املادة األوىل من الربوتوكول الدول األطراف باختاذ التدابري الالزمـة كما مل يبلغوا مثانية عشر سنة يف احلرب واملمكنة فعليا لكي ال يشارك األشخاص الذين

أما املادة الثانية فتنص على أن متتنع الدول األطراف عن جتنيد كل شخص مل يبلـغ مثاين عشرة سنة يف قواا املسلحة، و هذا النص يعوض الفقرتني الثانية و الثالثة من

. من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل 38املادة

اإلفريقي حلقوق الطفل و رفاهه جتنيد أي شخص يقل عمـره و حيظر امليثاق عاما أو اشتراكه يف األعمال احلربية أو الصراعات الداخلية وهـو بـذلك 18 عن

يتماشى مع مضمون الربوتوكول اإلختياري بشأن اشتراك األطفـال يف الرتاعـات ) 1 (.املسلحة

8ية الدولية الدائمة فإن املـادة أما ما يتعلق بالقانون األساسي للمحكمة اجلنائ

جتنيد أو إكتتاب األطفال الذين تقل " منه تعطي والية قضائية على ) 26) (ب) (2(

عاما يف القوات الوطنية املسلحة أو اسـتخدامهم لإلشـتراك يف 15أعمارهم عن باعتبارها جرمية حرب إذا اقترفت إبان نزاع دويل مـسلح " نشاط األعمال احلربية

" للمحكمة والية قضائية على جرميـة فتعطي ) 7(والفقرة ) ه() 2(فقرة 8 ملادة ا أماعاما يف القـوات الوطنيـة 15جتنيد أو إكتتاب األطفال الذين تقل أعمارهم عن

باعتبارهـا جرميـة " املسلحة أو استخدامهم لإلشتراك بنشاط يف األعمال احلربية هذا يعين أن احملكمة هلا أن تقـوم حرب إذا ارتكبت إبان نزاع مسلح غري دويل، و

) 2(. عاما 15 مبتابعة وحماكمة املسؤولني عن جتنيد األطفال الذين تقل أعمارهم عن . من امليثاق األفريقي حلقوق و رفاه الطفل22املادة ) 1( .07منظمة العفو الدولية، مرجع سابق، ص ) 2(

- 16 -

:لتمييز ضد املرأةلى كافة أشكال ااتفاقية القضاء ع: الثالثفرع ال

القضاء على كافة أشـكال تفاقية اجلمعية العامة لألمم املتحدة ا قد تبنت ل 1980مارس 01 وقدمت للتوقيع بتاريخ ،1979ديسمرب 18التمييز ضد املرأة، يف

.1981 سبتمرب 03 ودخلت حيز النفاذ يف

ضد املرأة االتفاقية األكمـل وتعترب اتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز واألكثر تفصيال فيما خيص ترقية حقوق املرأة، و تطبق على املرأة أيا كـان سـنها

.فاالتفاقية ال ختص فئة ذات سن معينة من النساء مما جيعلها تشمل الفتيات كذلك

تفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد املـرأة حبقهـا يف إ تدعو كما كمـا ،التمتع بكل احلقوق املدنية و السياسية و اإلقتصادية و اإلجتماعية و الثقافية

تنص أيضا على إجراءات تسمح للدول عند تطبيقها بتحقيق املساواة بني الرجـل مثل الشروط ( واملرأة و تطلب من الدول حتقيق املساواة ليس فقط يف احلياة العامة

، و لكن يف احلياة اخلاصة أيضا و باألخص داخـل )القانونية للمشاركة السياسية ) 1 (.األسرة

ولتحقيق أهداف االتفاقية حيق للدول األطراف اختاذ إجراءات ختفيفية لتجسيد املساواة بني الرجل و املرأة على أرض الواقع، و تعترف ديباجة االتفاقية

يئة األمم املتحدة من أجل ترقية احلقوق أنه رغم اهودات املبذولة من طرف هاألساسية للمرأة و مساواا مع الرجل فإا تبقى عرضة التمييز، و كما هو معلوم فإن التمييز يعد مساسا حبق املساواة و الكرامة اإلنسانية، و يعرقل مشاركة املرأة يف

لثقافية العمل بنفس الظروف مع الرجل يف احلياة السياسية واإلجتماعية و اواإلقتصادية لبلدها، كما يشكل التمييز ضد املرأة حاجزا للنمو والسري احلسن

.للمجتمع واألسرة و مينع من املسامهة يف خدمة الوطن و اإلنسانية بكامل قدراا

(1) UNICEF: Op cit , p13.

- 17 -

الـداخلي للمـرأة االتفاقية تتجاوز الضمانات اليت يقرها القانون من هنا يتضح أن بكفالة محايتها، فهي تنص على إجراءات تستهدف التكريس الفعلي للمساواة بني الرجـل

.واملرأة يف العالقات داخل األسرة و يف كل ميادين احلياةن مادة اليت جاءت ا االتفاقية، إضافة إىل توصيات جلنة القضاء على التمييز وفالثالث

من احلث على قيام الدول األطراف بتشريع إجراءات قانونية و إداريـة ضد املرأة، تندرج ض . لضمان منع التمييز كليا ضد املرأة

اإلطار الذي وضـعته االتفاقيـة ،دعم اإلعالن املتعلق بوقف العنف ضد املرأة كما الـدول رغم أنه غري ملزم من الناحية القانونية، إال أنه يشكل إلتزاما أخالقيا مـن طـرف

بدون تأخري، متنع التمييز و العنف ضد املرأة بـسبب األعضاء بإدخال عدد من اإلجراءات، .اجلنس

ولتطبيق االتفاقية ومتابعة التنفيذ أوجدت االتفاقية جلنة القضاء على كافة أشـكال ثالثـة ذ، واليت تتكـون مـن تنفيالتمييز ضد املرأة واليت تبدأ عملها مبجرد دخوهلا حيز ال

وعشرين خبريا تتوافر فيهم املواصفات العامة اليت يتطلبها إنشاء معظم اللجان التابعة هليئـة كالكفاءة يف جمال التخصص واألخالق العالية مع مراعاة التوزيـع اجلغـرايف األمم املتحدة

يف تتلقى التقارير عن الدول األعـضاء حيث ،العادل بني اموعات اإلقليمية عند انتخام ) 1(. االتفاقية بعد سنة من انضمام الدولة مث تقدم تقارير دورية كل أربع سنوات

بالرغم من أن اتفاقية القضاء على كافة أشـكال :عالقتها باتفاقية حقوق الطفل -1أعوام قبل اتفاقية حقوق الطفل إال أنه وجد 10 التمييز ضد املرأة قد بدأت يف السريان

االتفاقيتني، و هو ما أكدت عليه جلنة حقوق الطفـل و جلنـة ترابط كبري بني كل من القضاء على كافة أشكال التمييز ضد املرأة باعتبارمها ترتكزان على مبـادئ حقـوق

) 2(. اإلنسان

و يربز التكامل بني االتفاقيتني يف أن اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد منه تطبيق االتفاقية على املرأة و بالتايل فإا تشمل املرأة مل حتدد السن الذي يبدأ

(1) UNICEF, op cit p14. (2) Rachel Hodgkin et Peter Newell, Manuel d'application de la convention relative aux droits de l'enfant, UNICEF impression, Atar Roto Press, Genève, Swisse, Juillet 1999, p 29.

- 18 -

الطفل ال ميكن الفتيات، إضافة إال أن بعض احلقوق املنصوص عليها يف اتفاقية حقوق لألطفال التمتع ا دون احترام احلقوق الواردة يف االتفاقية األوىل كما أن وفيـات األطفال الرضع توضح العالقة الوثيقة بني حقوق املرأة كأم وحقوق الطفل، حيـث

ن نسبة معتربة من وفيات األطفال الرضع حتدث بصفة ملحوظة خـالل الثمانيـة أ تنسب إىل تدهور صحة األم أو سوء تغذيتها ،ن يوما اليت تلي والدة الطفل يوالعشر

) 1(.أثناء فترة احلمل، و كذلك األمر بعد مرحلة الوالدة

: موقف الدول العربية من االتفاقية -2 ضد العربية املنضمة إىل اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز بلغ عدد الدول و هو العام الذي صادقت فيه السعودية 2000 عشرة دولة إىل غاية اية عام اثنيتاملرأة

وما يالحظ هو أن أغلب التحفظات ،1996 عليها، أما اجلزائر فقد صادقت عليها عام يعة اإلسالمية، فاجلزائر مثال حتفظـت علـى جاءت متعلقة بعدم خمالفتها ألحكام الشر

فيمـا )02( املادة الثانية يف حالة تعارضها مع قانون األسرة وعلى املادة التاسعة فقـرة خيص حاالت منح اجلنسية من جهة األم، واليت هي األخرى حمل حتفـظ مـن قبـل

.السعودية

بشأن احلد األدىن ملنظمة العمل الدوليـة 138 االتفاقيـة رقم :الرابع الفرع :لسـن اإلستخدام

1973.06.26 مت تبين هذه االتفاقية من طرف منظمة العمل الدولية بتـاريخ

وقد شكلت قاعدة عمل بالنسبة هلذه املنظمة لتشجيع وحتسني السياسات والتشريعات ل، حيث أن على كل دولة الوطنية وحتقيق التعاون التقين الضروري ملواجهة عمل األطفا

بعد املصادقة على االتفاقية إتباع سياسة وطنية دف إىل ضمان القضاء علـى عمالـة األطفال بالرفع التدرجيي للسن األدىن لإلدماج يف العمل، وتطبـق االتفاقيـة يف كـل

.القطاعات اإلقتصادية اليت يعمل فيها األطفال سواء كانوا أجراء أم ال

.20، عمان، ص 2001 وضع األطفال يف العامل: يفاليونيس) 1 (

- 19 -

دولـة إىل حـد تـاريخ 116بتـصديق قد حظيت 138االتفاقية رقم ف خـالل اليت صادقت عليها اجلزائردولة عربية مبا فيها 12 من بينها 31/12/2001

.1984سنة

عند التصديق حسب توزيع الدول املصدقة على السن األدىن املعتمد يتبني دولة اعتمـدت 28 سنة و 15دولة اعتمدت 47 سنة و 14دولة اعتمدت 41 أن

:وتتوزع الدول العربية كما يلي سنة 16

دول اعتمدت سن 6 ،) مصر، موريتانيا، اليمن (14دول عربية اعتمدت سن 03دول اعتمدت سـن 3 و) اإلمارات، العراق، الكويت، ليبيا، املغرب، سوريا (15 ).اجلزائر، األردن، تونس ( 16

و الدول النامية بإمكاا أن متتنع عن تطبيق االتفاقية يف بعض القطاعات كمرحلة أوىل إذا كان تطبيق االتفاقية صعبا عليها، و حتدد االتفاقية السن األدىن

وال بأن ال يكون أقل من السن الذي يتوقف عنده التعليم اإللزامي و يف كل األح )1 (.مخسة عشر عاما

بالنسبة لألعمال اخلطرةعامـا كأدىن حد 18حددت االتفاقية سن وهي األعمال اليت تشكل خطرا على صحة وسالمة وأخالق الطفـل، و ميكن ختفيض هذه السن إىل ستة عشر عاما بشرط أن تكون صحة و سالمة و أخالق

) 2(. ن يتلقى تكوينا فعليا يؤهله للقيام اهؤالء األطفال مضمونة كليا و أ

عاما يف أعمال خفيفة 15 و 13كما أجازت االتفاقية تشغيل األطفال ما بني على أن ال تشكل خطرا على صحتهم و منوهم و أن ال تؤثر على تعليمهم، و ميكن ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Françoise Dekeuwer Defossez, Les de droits de l'enfant –que sais– je ? Paris, 1991, p 94. (1) Michel Jankanish, L'intolerable en point de mire , Publication

de BIT, Genève , 1998 , p 14 .

- 20 -

ل يف عاما إلدمـاج األطفـا 12 إىل 13ختفيض السن األدىن يف الدول النامية من ) 1 (.األعمال اخلفيفة، و ذلك بالتشاور مع منظمات أرباب العمل و العمـال

و لتطبيق هذه االتفاقية فعليا حثت منظمة العمل الدولية الدول األطراف على اختاذ كل التدابري الالزمة مبا فيها تسليط عقوبات ضد كل من خيالف بنود االتفاقية، كما

الدولة حتديد األشخاص الواجب علـيهم احتـرام يتعني على اجلهات املختصة يف )2. (تطبيق النصوص الواردة ا

و مما متيزت به االتفاقية، أا أوردت معيارين شرطيني جلـواز اسـتخدام األطفال الذين تتراوح أعمارهم بني الثالثة عشرة و اخلامسة عشرة سنة يف أعمـال

:خفيفة فكان املعياران

.أن ال يكون العمل مضرا بصحتهم أو منوهم) أ(أن ال يعطل العمل مواظبتهم على املدرسة و اشتراكهم يف برامج التوجيـه أو ) ب(

التدريب املهنيني اليت تقرها السلطة املختصة، و ال حيد العمل من قـدرم علـى .ممارسة حقهم يف التعليم

على أنقاض املفاهيم السائدة اليت تعترب الطفل مورد رزق قامت 138 فاالتفاقية للعائلة، وكرست باملقابل حق كل طفل يف التعليم األساسي كحـد أدىن، لكـن اإلستغالل اإلقتصادي لألطفال بقي قائما و مضطردا يتسع باتساع رقعة الفقـر يف

عـد سـتة ب 182العامل، مما اضطر منظمة العمل الدولية إلصدار االتفاقيـة رقـم ) 3 (.وعشرون عاما، واليت متحورت حول أسوأ أشكال عمالة األطفال

بشأن السن األدىن إلستخدام 138 من اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 8 و 7 أنظر املادة )1(

. ملنظمة العمل الدولية138 من االتفاقية رقم 09 املادة )2( .77، ص 2000ايل أند مشايل، غسان خليل، حقوق الطفل، بريوت، مش) 3(

- 21 -

حول القضاء على أسوأ 182 اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم: اخلامسفرعال :أشكال تشغيل األطفال فكما أسـلفنا الـذكر ، 138 مكملة لالتفاقية رقم 182 تعترب االتفاقية رقم

كافة، أما االتفاقية رقم دف هذه األخرية إىل القضاء التدرجيي على عمل األطفال

فإا دف إىل القضاء الفوري على بعض األعمال اليت تشكل خطرا حمققـا 182 على األطفال، و قد مت اقتراح هذه االتفاقية يف املؤمتر الدويل للعمل الذي نظم عـام

) 1. (من طرف منظمة العمل الدولية 1998

ظمـة باإلمجـاع لغايـة جـوان عضوا باملن 174 و بلغ عدد الدول اليت اعتمدا 1999).2 (

و تطالب االتفاقية بضرورة تسليط عقوبات جزائية و اختاذ إجراءات متنع إكراه األطفال على هذه األعمال، و العمل على إعادة إدماج األطفال الذين تعرضوا إىل اإلستغالل وتأهيلهم، و أن تكون هناك إجراءات للتعاون واملساعدة بـني الـدول

)3. (جلعل نصوص االتفاقية ذات فعالية أكثر

جـدال ، قـد عرفـت عملية حتديد أسوأ أشكال تشغيل األطفال إال أن حيث اقترح بعض اخلرباء حتديدها باالتفاقية، والبعض اآلخر قـال ،ونقاشـا حادا

ـ اال بتركها للقانون الداخلي للدول، غري أن هذا الرأي مل يلق قبوال ألنه يفـتح جمإلمهال بعض األعمال اخلطرية و عدم إدراجها يف قائمة األعمال احملظـورة داخـل

.قانون الدولة

أسوأ أشكال تشغيل األطفال يف قائمة واحدة 182 و صنفت االتفاقية رقم :كاآليت

(1) Michele Jankanish, op cit , p 02 .

.دولة 157 :5200ة حىت أكتوبر بلغ عدد الدول املصادقة على االتفاقي) 2 ((3) Ibid, p 23.

- 22 -

مثل بيـع األطفـال أو ،مجيع أشكال الرق أو املمارسات الشبيهة بالرق -1 االجتار فيهم والسخرة، أو إرغامهم على العمل أو اسـترقاقهم سـدادا للـدين أو

.اختاذهم أقناناعمل بالدعارة، أو يف إنتـاج ستخدام األطفال أو استجالم أو تقدميهم لل ا -2

.املطبوعات أو األفالم املخلة باآلداب أو األعمال املنافية لآلداباستخدام األطفال أو استجالم أو تقدميهم ملمارسة أنشطة غري مـشروعة -3

و خصوصا املخدرات، و املواد املخلة بالعقل وفقا لتعريفاا الواردة يف املعاهـدات .دة ذا الصددالدولية املعقو

أي نوع آخر من العمل أو النشاط الذي قد يؤدي بـسبب طبيعتـه أو -4 الظروف اليت جيري فيها إىل تعريض صحة األطفـال أو سـالمتهم أو أخالقهـم

) 1 (.للخطر

و تفرض هذه االتفاقية على الدول املصادقة عليها وضع وتنفيذ برامج عمل وأ أشكال عمل األطفال يف املقام األول، وكذلك وضـع من أجل القضاء على أس

آليات مالئمة لرصد تطبيق االتفاقية بالتشاور مـع منظمـات أصـحاب العمـل .والعمال

كما تدعو االتفاقية الدول األعضاء إىل توفري املساعدة النتشال األطفـال هلم على التعلـيم من أسوأ أشكال تشغيل األطفال، وإعادة تأهيلهم، وضمان حصو

ااين األساسي، والتدريب املهين، وحتديد األطفـال املعرضـني بـشكل خـاص ) 2. (للمخاطر وأخذ الفتيات بعني اإلعتبار

.182 من اتفاقية العمل الدولية رقم 03املادة ) 1( العمل الدولية محاية األطفال يف العمل من خالل معايري: حممد كشو. منظمة العمل العربية، أ) 2(

والعربية، حماضرة ألقيت خالل الندوة الوطنية حول دور إدارة العمل على مكافحة ظاهرة تشغيل . 13 املركز العريب إلدارة العمل والتشغيل، تونس، ص ،2002 سبتمرب 28.24 األطفال اجلزائر،

- 23 -

ول اليت صادقت على االتفاقية إىل الد ، فتدعو املكملة هلا 190 التوصية رقم أما اعتبار أسوأ أشكال عمل األطفال جرمية جنائية تستدعي فرض عقوبـات جنائيـة

.على مرتكبيهافقد مت اعتبارها إىل جانب االتفاقية رقـم ،182 و اعتبارا ألمهية االتفاقية رقم

العمـل ن يف قوق األساسية لإلنسا ضمن االتفاقيات الثمانية اخلاصة باحل من ،138 والـيت ،قامت منظمة العمل الدولية حبملة واسعة للمصادقة على هذه االتفاقية كما

عليهـا دولة 113 ةصادقم من الثالث سنوات زمكنتها يف ظرف قياسي ال يتجاو . )دولة عربية 15 منها(

:االتفاقيات اإلقليمية اخلاصة حبقوق الطفل يف الوطن العريب: املطلب الثاين

بعد تناولنا يف املطلب السابق ألهم االتفاقيات الدوليـة اخلاصـة حبقـوق سنأيت يف هذا املطلب على االتفاقيات اإلقليمية اخلاصة ،الطفل على املستوى العاملي

وامليثاق اإلفريقـي ،حبقوق الطفل يف الوطن العريب، ومها امليثاق العريب حلقوق الطفل األخرى كانـت احلاجـة إىل الدولية لى غرار اموعات فع ،حلقوق ورفاه الطفل

دور مـن يقلل دولية يف هذا الشأن ذات طابع إقليمي ملحة، وذلك ال اتـاتفاقيعاملي، حيث أن وجود إتفاقية دولية إقليمية يـساهم البعد الاإلتفاقيات الدولية ذات

والترقيـة حلقـوق أكثر يف تنسيق وتوحيد اجلهود لبلوغ أعلى مستوى من احلماية وتراعي من جهة أخرى اخلصوصيات والظروف اإلقليمية، وتكون أقرب إىل ،الطفل

. قتصادي واإلجتماعي واملوروثات الثقافية السائدةإلواقع الطفل ا

:امليثاق العريب حلقوق الطفل: األولفرعالالثامن إىل العاشـر تقرر يف املؤمتر العريب األول للطفل العريب الذي انعقد يف

إجناز مشروع ميثاق حقوق الطفل العريب، و بعد سـنتني ،بتونس 1980 من أفريل عرضت السكرتارية العامة جلامعة الدول العربية املشروع على جملس وزراء الشؤون

- 24 -

06 إىل 04االجتماعية أثناء اجتماعهم يف الدورة الرابعة للمجلس بتـونس مـن

. ميثاق حقوق الطفل العريبالذين تبنوا ،1983 ديسمرب دول وهي فلسطني ممثلة )07(بلغ عدد الدول املتبناة هلذا امليثاق سبعة فقد

ليبيـا ،)1986( العـراق ،)1985( سـوريا ،)1985(مبنظمة التحرير الفلسطينية فقرة 51 ويتضمن هذا امليثاق ديباجة و ،)1994(و مصر ، )1992(األردن )1987(

وحتقيـق ،وسيلة لتطبيق هـذه املبـادئ 16أهداف و 06مبدأ و 17مقسمة إىل 09دف تنمية ومحايـة الطفولـة يف ، نقطة 20 وبرنامج مشترك من ،األهداف نقاط، وحسب هذا امليثاق فإنه مثلما تشري إليـه 03 ونصوص ختامية يف ،نقـاط

.م الوالدةالديباجة، يعد طفال كل من مل يتجاوز اخلامسة عشرة من العمر من يوهـود جيسد هذا امليثاق نوعا من اإلحساس العميق بضرورة توحيد اجل كما

على شكل ميثاق يأخـذ يف اعتبـاره ،اإلنسانية والدولية العربية يف أطرها الدينية و اخلصوصية النوعية هلذا الوطن، حيث جاءت ديباجة ميثاق حقوق الطفـل العـريب

ومن احلقـائق املوضـوعية ،ا من عقيدة األمة العربية لتؤكد أن امليثاق جاء انطالق لواقعها وتطلعاا حنو مستقبل أفضل جليل الغد، يف ظل التحـديات الـيت ترسـخ

يضاف هلا التخلف اإلجتمـاعي ،التجزئة اليت فرضها اإلستعمار وسعى لتكريسها ن إال واالقتصادي الذي يتطلب تنمية اقتصادية و اجتماعية و بشرية شاملة ال تكـو

مع احلفاظ على استمرارية تراثها القومي وإرثها ،برعاية الطفولة و استثمار طاقاا احلضاري ملواجهة الغزو الثقايف والفكري و األكيد على اهلوية الثقافية و اإلنتمـاء

)1.(القومي الذي له خصوصياته

الدولية لألمـة على اإللتزامات تؤكد ديباجة امليثاق باإلضافة إىل ذلك فإن حيث أشارت إىل أن وثيقة ،العربية يف جمال رعاية الطفل العريب وضمان حقوقه

أنظر عبد السالم الدوييب، حقوق الطفل و رعايته، دار اجلماهريية للنشر و التوزيع و اإلعالن ) 1(

. 41 مصراته، اجلماهريية العظمى، ص

- 25 -

ثال ملا تضمنه ميثاق األمم املتحدة و إعالن مـنح جاءت مت حقوق الطفل العريب قد واإلعالن العـاملي ،الشعوب حق تقرير املصري و إعالن التغذية و اإلمناء اإلجتماعي

و غريها من املواثيـق و العهـود ،واإلعالن العاملي حلقوق الطفل حلقوق اإلنسان .الدولية

يف جمـال مهة عربية جادة و بالرغم من أن ميثاق حقوق الطفل العريب يعد مسا مع شرحية عمرية مهمة يف صنع تقـدم اتمـع العـريب مهم من جماالت احلياة و

وإزاحة كافة العراقيل اليت تقف يف وجه منوه و حتضره، إال أنه ال يكفي وحده بـل البد من متابعة هذا امليثاق بربامج عمل تنفيذية و حتويل بنود هذا امليثاق و نصوص

مع خلـق ،اقية إىل برنامج عمل يستهدف الطفولة يف شىت أحناء الوطن العريب االتفتابعة تنفيذ اإللتزامات وتقدمي اإلقتراحات و التوصـيات مب اليت تسمح رقابيةاللية اآل

)1( .لبلوغ مستوى أفضل حلقوق الطفل العريب

: امليثاق األفريقي حلقوق و رفاهة الطفل : الثاينفرعالاعتمدت منظمة الوحدة اإلفريقية امليثاق األفريقي حلقـوق 1990عام يف

الطفـل ورفاه الطفل، ليكون بذلك أول معاهدة إقليمية حلقوق اإلنسان خاصـة ب يستند امليثاق اإلفريقي للطفل يف بعض جوانبه اهلامة، علـى القـوانني و املعـايري و

تحدة حلقوق الطفل لتعزيز محايـة الدولية حلقوق اإلنسان، و السيما اتفاقية األمم امل .الطفل

كما يوفر امليثاق األفريقي للطفل أداة تشريعية أساسية لبنـاء اإلسـتراتيجيات و رسم السياسات على املستويني املـحلي و اإلقليمي للنهوض حبقـوق الطفـل

اإلفريقيـة ومحايتها، فهذا امليثاق يعترب تقنني الدول األعضاء يف منظمـة الوحـدة ملسؤوليات الدولة و اجلماعة والفرد حنو النهوض حبقوق الطفل املدنية و الـسياسية

املعاهدات األخرى وق جذورها من ـ، و تستمد هذه احلق واالجتماعية و محايتها 1999أنظر عالم عبد اخلالق، االتفاقيات الدولية حلقوق اإلنسان، دار النهضة العربية، القاهرة، ) 1(

. 200 ص

- 26 -

حلقوق اإلنسان مبا فيها امليثاق األفريقي حلقوق اإلنسان و الشعوب، و اتفاقية األمم املتحدة حلقوق الطفل، وينبثق امليثاق األفريقي من القـيم اإلجتماعيـة والثقافيـة

سبان احل يفألفريقيا مبا يف ذلك القيم املرتبطة باألسرة و اجلماعة و اتمع، و يأخذ .فضائل تراثها الثقايف و خلفيتها التارخيية، و قيم احلضارة األفريقية

لدى اعتمادها امليثاق األفريقي للطفل فد أعربت منظمة الوحدة األفريقية ف عن قلقها إزاء استمرار سوء أوضاع أغلب األطفال األفارقة نتيجة للعوامل الفريدة

اعية، الثقافية، االقتصادية، التقليدية، الكـوارث الطبيعيـة املرتبطة بظروفهم اإلجتم ) 1 (. و اجلوع، اإلستغالل،الصراعات املسلحة

دولة على األقل 15إنضمام / و حيتاج امليثاق األفريقي للطفل إىل تصديق دولـة، و صـدقت 27مل توقع سوى 1998حىت يبدأ العمل به، و حىت ديسمرب

دول 10 دولة من بينـها 53 مع العلم أن عدد الدول األفريقية هو دولة، 11 عليهبعـد 1999دخل امليثاق األفريقي للطفل حيز التنفيـذ يف نـوفمرب عربية حيث

).2.(دولة 15 مصادقة

إال أنه مل توقع على االتفاقية إال مخـس دول عربيـة، و هـي تـونس العربية الدميقراطية الـصحراوية اجلمهورية، 1991.06.01الصومال 1995.06.16

.2003.06.08اجلزائر . 1992.02.28 جيبويت، 1998.06.09 ليبيا 1992.10.13

أما عن أهداف اعتماد امليثاق األفريقي للطفل، فقد اعتربها األمني العام قوق ملنظمة الوحدة األفريقية، استكماال وليس تكرارا التفاقية األمم املتحدة حل

دة حبيث تنسحب على واقع الطفل األفريقي، وعليه فإن منظمة الوح الطفل األفريقية تسعى ملعاجلة بعض املشكالت احلادة اليت تواجه األطفال يف كافة أحناء

التوزيع IOR63/98 امليثاق األفريقي حلقوق و رفاهة الطفل ، رقم الوثيقة منظمة العفو الدولية،) 1(

SC/PG ،03 ، ص 1998 ديسمرب.

.04، ص نفس املرجع: منظمة العفو الدولية ) 2(

- 27 -

و وضع خطوط ،فريقيا، وإجياد إستراتيجيات إقليمية كاختاذ موقف أفريقي موحد إعمل فيما خيص عمالة األطفال، و إعطاء أولويـة قـصوى لألطفـال يف سـياق

.اإلستراتيجيات القائمةطين أداة تـشريعية هامـة لتـصميم و إدارة و يوفر امليثاق على الصعيد الو

السياسات، و من الواضح أن احلكومات ستحتاج إلعمال احلقـوق الـواردة يف امليثاق، إىل اختاذ مبادرات جريئة تضمن استمرار حتول احلقوق الكامنة يف امليثـاق األفريقي للطفل إىل واقع ملموس، و يتعني على احلكومـات ضمــان مواكبـة

تشريعية، مبا يف ذلك سياساا االقتـصادية و االجتماعيـة وختـصيص التغريات ال الفائض النقدي للمشروعات و املبادرات اليت من شأا اإلرتقاء باحلقوق اإلنسانية

.للطفل على حنو مباشر و ختليصه من الوضع احلرج الذي هو فيه

:ملمارسة حقوق الطفل اإلتفاقية األروبية:الفرع الثالث

لقد حرص األوروبيون على وضع تشريعات موحدة لبعض املواضيع اليت هلا دور يف محاية الطفل من خالل بعض اإلتفاقيات اليت مت تبنيها، بغية توحيد التشريعات اليت تكفل التنسيق فيما بينها ولتعمل على سد الفراغ قبل وبعد تبين اإلتفاقية الدولية

.حلقوق الطفلوالـيت ، 1967 يث مت إقرار اإلتفاقية األوروبية املتعلقة بتبين األطفال لسنة ح

دف إىل تطوير التشريعات الوطنية للدول األوروبية من أجل تفادي تنازع القـوانني، تبين 1975 وهي تنصب على الظروف واآلثار القانونية املترتبة عن التبين، ومت يف سنة

لقانوين لألطفال املولودين خارج نطاق الزوجية، اليت دف اإلتفاقية األوروبية للوضع ا إىل إحلاق وضع األطفال املولودين خارج نطاق الزوجية بوضع األطفال املولودين مـن

اإلتفاقية األوروبية اخلاصـة بـاإلعتراف وتنفيـذ 1980عالقات شرعية، ويف سنة عن وجود إشكاالت لنامجة القرارات اخلاصة حبضانة األطفال، واليت تعاجل الوضعيات ا

- 28 -

وقد ،بالنسبة حلق احلضانة يف حال ما إذا كان األبوان من دولتني أوروبيتني خمتلفتنيإتفاقية محاية األطفال للتعاون 1993 صادقت عليها كل الدول األوروبية، ويف سنة

د الذي يف جمال التبين الدويل، وهي دف إىل محاية األطفال الذين مت تبنيهم يف البل .يقيمون فيه، من خالل منحهم إن أمكن سكنا يف ذلك البلد

كوسيلة لدعم اإلتفاقية جاءتاإلتفاقية األوروبية ملمارسة حقوق الطفلف اليت فتح باب التوقيعات عليها من طرف الدول األعضاء بالس ،الدولية حلقوق الطفل

اجلمعية العامة، حيث أكدت على بعد عرضها على 1996.01.25األورويب بداية ضرورة معاملة الطفل كفرد له احلق يف إستقاللية أكثر عند اللجوء إىل اإلجراءات القضائية اليت مه أو تعنيه، فهذه اإلتفاقية تعترف له حبد أدىن من القوانني اإلجرائية يف

عت آليات موجهة ضوبعض اإلجراءات املتعلقة بعالقته مع األسرة اليت ينتمي إليها، وقد إىل ترقية هذه احلقوق ومتكينه من ممارستها، مما يساهم يف دعم موقع الطفل أمام

.احملاكم التزامات من دجل عدم تكرار ما ورأ هذه اإلتفاقية من وقد إجتهد واضعو

مبوجب إتفاقيات دولية عاملية وإقليمية على غرار اإلتفاقية ،على عاتق الدول األوروبية أما اإلتفاقية األوروبية فإا ،الدولية حلقوق الطفل، فهذه األخرية تم حبقوق الطفل

تويل أمهية إلجراءات ممارسة هذه احلقوق املعترف له ا، وبالتايل فهي وسيلة لسد الفراغ الذي قد حيول دون إعمال حقوق الطفل ضمن اإلطار القانوين الذي وضعته

)1(.لطفلاإلتفاقية الدولية حلقوق اورفاه الطفل فاملالحظ أن امليثاق العريب حلقوق الطفل وامليثاق اإلفريقي حلقوق

تلفان بشكل جذري عن اإلتفاقية األوروبية من حيث أن هذه األخرية قد خي ،املذكورين .أتت بنصوص إجرائية لتفعيل احلقوق املنصوص عليها يف اإلتفاقيات السالفة الذكر

كفالة إطار قانوين إلعمال هذه احلقوق جتاه هلدف من هذه اإلتفاقية هو فا ، مع ضرورة احلفاظ على انتهاكها ملنحه حيزا من اإلستقاللية يف حال ،األسرة واتمع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

)1( Carol Bellamy, op cit, p p 82 et 83.

- 29 -

التوازن بني احلماية اليت تكفلها القوانني الوطنية والدولية وبني اإلستقاللية اليت ينبغي أن

.تعطى للطفل حبذر شديدوقد أكدت الديباجة بدورها على أن الغرض من إجياد هذه اإلتفاقية له ما يربره

، اليت توجب على حلقوق الطفلبالنظر إىل ما ِتؤكد عليه املادة الرابعة من اإلتفافية ختاذ كافة التدابري التشريعية واإلدارية املتاحة إلعمال احلقوق املشار الدول األعضاء ا

.إليها يف اإلتفاقيات الدولية من خالل إجياد قواعد قانونية إىل القيام به، الدول العربيةجوهو ما حتتا

جلعلها أكثر ،ات اإلجتماعية اليت تتميز اتتماشى وخصوصية املنطقة العربية واملعطيمالءمة وقابلية للتطبيق، وتكثيف التنسيق فيما بينها عرب اآلليات اإلقليمية بالدرجة األوىل، واليت من شأا أن تكون أكثر تفعيال من امليثاق العريب حلقوق الطفل السالف

ه بقي يفتقر إىل الطابع ذكره، الذي بالرغم من تبين بعض الدول العربية له، إال أنآلية تسمح مبتابعة التنفيذ وتقدمي املالحظات اليت تساعد ب تيانه إىل جانب عدم إ،اإللزامي

. وحتقيق األهداف املرجوة منه على تطبيقه

:احلقوق األساسية للطفل العريب: املبحث الثاين

نها بتنـوع يما تتنوع مـض تتكاثر حقوق الطفل مع تتابع سنوات عمره، و عالقاته بأمه و أبيه، و سائر ذويه، و بأسرته عموما أو بغريه من األفراد من خمتلـف

إخل ، مث مبجتمعه ممثال يف وطنه أو الدولة اليت ينتمـي إليهـا ...األعمار و األجيال .وقد متتد عالقاته إىل خارج حدود وطنه

ه، فإن وسائل محاية هـذه احلقـوق و حيث ختتلف حقوق الطفل بتطور سن ختتلف أيضا باختالف جماالت عالقاته اليت تفرضها نشأته، كما تتقرر هذه احلقوق

كما لو كـان تفرضه عالقاته بغريه من األفراد، للطفل حىت و لو مل يكن مضمون لقيطا جمهول األبوين، فإن عالقاته متتد مباشرة إىل الدولة اليت تتدخل حلماية وجوده

. إنسانيته و حقه يف اإلنتساب إىل وطنهو

- 30 -

بل إن هذه احلقوق تنشأ معه منذ ختلقه جنينا يف بطن أمه أي قبل أن تربطه أية عالقة واقعية بأحداث احلياة و وقائعها، حيث يتدخل القانون لينشئ لـه عالقـة

.فرضية يضفي عليها محايته إىل أن خيرج إىل الدنياحقوق الطفل انه ال جيوز التنازل عنها، فال ميلك الطفل هذا و من مميزات

التنازل، و ال ميلكه من كانت له والية عليه، كما أن هـذه احلقـوق ال يقابلـها واجبات، و تدخل الدولة طرفا فيها بصورة مباشرة أحيانا و غري مباشـرة أحيانـا

) 1(. أخرى ال احلـصر يف ضـوء االتفاقيـة و سنتناول بعض احلقوق على سبيل املثال

الدولية حلقوق الطفل السالفة الذكر على أساس سرياا يف كامل الـدول العربيـة باستثناء الصومال و فلسطني و سنقوم بتقسيمها إىل حقوق مدنية وسياسـية، و إىل

. حقوق اقتصادية و اجتماعية و ثقافية

ـ ة، فـإن احلقـوق املدنيـة على عكس احلقوق االقتصادية و االجتماعيوالسياسية فورية التطبيق مبجرد املصادقة على االتفاقية الدولية حلقوق الطفل وعليه

)2(.يتوجب على الدول املصادقة اإلعتراف الصريح ذه احلقوق للطفل

:احلقوق املدنية و السياسية: املطلب األول

) 02م (، و يف عدم التمييز )06م(احلق يف احلياة : و تتمثل هذه احلقوق يف وحرية الفكر والوجدان )13م( ، و يف حرية التعبري )07م( ويف اإلسم و اجلنسية

و يف ) 15م ( ، و يف تكوين اجلمعيات و اإلجتمـاع الـسلمي )14م( و الدين حصوله على املعلومات اليت تستهدف تعزيز رفاهيته االجتماعية و الروحية واملعنوية

حقوق الطفل يف التشريع الدستوري محاية الطفولة، حقوق الطفل يف تشريعاتنصار حسين،) 1(

. 13ص ، 1973والدويل، منشأة املعارف باألسكندرية، القاهرة، (2) Carol Bellamy, reconnaître l'enfant citoyen, Stratégie européenne en faveur des enfants, Belgique, Edition conseil de l'Europe, 1996

p.100

- 31 -

و عدم تعرضه ألي إجراء تعسفي أو غري ، )17م(وصحته اجلنسية و العقلية ) 37م(أو تعذيبه )16م ( قانوين يف حياته اخلاصة أو أسرته أو مرتله أو مراسالته

) 1(). 40م ( اصة ، خاصة يف املسائل اجلزائيةمع ضرورة معاملته معاملة خو سنتطرق إىل البعض من هذه احلقوق بنوع من الشرح حـسب نـصوص

االتفاقية وبعض التشريعات الداخلية للدول العربية إضافة إىل ما مت إجنـازه علـى . املستوى التشريعي و الواقعي للبعض منها

:احلق يف احلياة: األولفرعالتنص املادة السادسة من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل أن للطفـل حقـا

أصيال يف احلياة، إذ أنه من أمسى احلقوق اليت ال ميكن التنازل عنها، و يعد جوهريا يف حتديد احلقوق األخرى، كما أنه أول احلقوق املالزمة لشخص اإلنسان و هـو

التمايز رك إلرادة اإلنسان يف الوجود و در احمل أغلى ما حيافظ عليه الفرد، بصفته املص . واإلبداع

لقد مت اإلعتراف ذا احلق كمبدأ أساسي يف أغلب االتفاقيـات الدوليـة " من اإلعالن العاملي حلقوق اإلنـسان 03املتعلقة حبقوق اإلنسان، بدءا من املادة

مـن 06 ، و كذلك املـادة "لكل إنسان احلق يف احلياة و احلرية و سالمة شخصه احلق يف احلياة مرتبط " العهد الدويل للحقوق املدنية و السياسية اليت تنص على أن

" باإلنسان و جيب محايته بالقانون، وال جيب أن حيرم أي شخص من هـذا احلـق ولتتوفر احلماية هلذا احلق يتوجب على الدول القيام بدور إجيايب، و بالتايل فإنه مـن

ختاذ كافة اإلجراءات لتخفيض وفيات األطفال خاصة اإلجـراءات الـيت األفضل ا دف إىل القضاء على سوء التغذية واألمراض الفتاكة، ولتوفري الوقاية من األمراض

بريوت، ،)) يف ظل الدميقراطية السودانية حقوق الطفل (( علي سليمان فضل اهللا،. د )1(

.434، ص 1989عة األوىل دار العلم للماليني، الطب

- 32 -

جيب توفري املاء الصاحل للشرب، و قنوات الصرف الصحي، وما يالحظ أن احلق يف )1(.احلياة مرتبط باحلق يف الصحة ارتباطا وثيقا

و يتعني على الدولة كذلك أن ال حترم الطفل من حقه يف احلياة حبظر عقوبـة مليثاق العريب حلقوق اإلنسان مينـع اإلعدام و اإلعدامات خارج نطاق القضاء، و ا

)2(. سنةحكم اإلعدام ملن يقل عمره عن مثاين عشرة فالدولة متتنع عن القيام بكل ما يهدد حياة الطفل، وباملقابل تتخذ إجراءات محائيـة

) 3(. لصاحلهو من بني ما يعرض حياة الطفل عامة و الفتاة خاصة حسب ما أكده برنـامج

هو أن أكثر من ،) 1995بيجينغ ( باملؤمتر العاملي الرابع حول املرأة التحرك اخلاص سنة يصبحن أمهات، و هذا احلمل املبكر يرتـب 19 و 15 مليون بنت ما بني 15

مما يشكل خطـرا ،أثناء الوضعة على الفتاة أثناء فترة احلمل و مشاكل صحية خطري ) 4(. ا يعود بدوره على اإلبن و هو م،كبريا على حياا أكثر من املعدل املتوسط

يعد القتل أيضا من بني األخطار اليت دد حياة الطفل، والذي يتسبب فيه وأفراد اتمع خاصة أثناء الرتاعات املسلحة، حيث تشري اإلحصائيات املتوصل إليها

مليون طفل قد قتلوا خالل عشر سنوات من 02 يف هذا الشأن إىل أن ما يزيد عن ) 5( .اعات املسلحة يف العاملالرت

كما يصنف بعض األخصائيني اإلمهال و إساءة التغذية و احلرمان من العالج ضمن اءـ، إذ يعد أحد أوجـه األخطار اليت دد حياة الطفـل واآلب القتل املقنع خانة

.20 ، ص 2001 وضع األطفال يف العامل اليونيسيف،) 1( .يثاق العريب حلقوق اإلنسان من امل12أنظر املادة ) 2(

(3) Rachel . H et Peter . N, op cite p 108. )4( Claire Neirinek, La protection de la personne de l'enfant contre

ses parents, PARIS, LGDJ, 1984 , p 99

.36 مرجع سابق، صاليونيسيف، (5)

- 33 -

الـيت اإلجهـاض عملية ، إىل جانب شكل غري مباشر هم املتسببون فيها بالدرجة ب دفعنا إىل التساؤل عن حق اجلنني يف احلياة، أي هل احلق يف احليـاة يبـدأ عنـد ت

)1( .الوالدة أم قبلهافالبعض يعرفه بأنه إخراج احلمل من الرحم يف غري موعده الطبيعي عمدا بال

وسيلة من الوسائل، ومل يتم التفريق بني خروج الطفل ميتا أو حيا و ال ضرورة بأي )2(.بكونه قابال للحياة أوال

يقتضي اعتبار اإلجهاض جرمية ،واقع إسناد احلق يف احلياة إىل اجلنني إال أن وحول هده القضية اخلطرية يتجلى تباين الرأي بني الجتـاه األمريكـي واألورويب

ذهب اإلجتاه األول إىل ضرورة محاية اجلنني منذ احلمل كما نـصت عليـه فبينما ي فإن اإلجتاه األورويب مـن خـالل املعاهـدة ،املعاهدة األمريكية حلقوق اإلنسان

) 3(. متاما عن القضيةاألوروبية حلقوق اإلنسان قد سكتة منذ تكوينـه و بالنسبة للتشريعات العربية، فإا تكفل حق اجلنني يف احليا

احلق جرمية يعاقب عليهـا جنينا يف رحم والدته، كما اعتربت أي إعتداء على هذا .القانون

مبنعه لإلجهاض وأقر ،ذهب قانون العقوبات اجلزائري يف هذا اإلجتاه حيث منه ، وهذا اسـتنادا 304العقوبة عليه يف مجيع مراحل احلمل من خالل نص املادة

اليت يعترب احلق يف احلياة ركيزة جممل حقوق االنسان، كما 34 و 33ني لنص املادت من قانون العقوبات اجلزائري تضمن للطفل احلق يف احلياة يف مجيـع 261 أن املادة

مستويات النمو، كما تنص على جرمية قتل الطفل حديث الوالدة، وقد سلك كل ) 4(. من القانون املصري و العراقي االجتاه ذاته

)1( Claire Neirinek, op cit , p 99. وراه، ـ حبث مقدم لنيل شهادة الدكت،ونـ حقوق الطفل بني الشريعة و القان،لشهب بوبكر. د ) 2(

.350 ، ص97/98 جامعة اجلزائر .98 مرجع سابق، ص ضاوية دنداين،. د) 3( . 146لشهب بوبكر، مرجع سابق ،ص . د) 4(

- 34 -

عاقب القانون املغريب بشدة كل شخص يساعد امرأة علـى وقـف كما ي احلمل و كل من يتسبب يف اإلجهاض أو يدل على الوسائل املساعدة على ذلـك

سنوات، و إذا ترتب عن ذلـك عقوبة سجن ملدة من سنة إىل مخس ويتعرض إىل أو عاما، و إذا كان املذنب من السلك الطـيب 20 إىل 10وفاة فتصل العقوبة من

.شبه الطيب فإنه يتعرض إىل احلرمان من مزاولة املهنة بصفة مؤقتة أو ائية

أما املرأة اليت تقوم بعملية اإلجهاض طواعية و تستعمل وسائل بنفـسها مت ) 1(. إرشادها إليها، فإا تتعرض لعقوبة تتراوح ما بني الستة أشهر و السنتني

يتبني أنه ال مربر لقتل الطفل باعتباره األضعف يف اتمع وهو معفى من و منه كل مسؤولية، و قد شدد القرآن الكرمي على حترمي قتل األطفال يف عدة مرات و ذلـك مما عرف عن أهل اجلاهلية من قتل ألوالدهم خشية الفقر و وأد بنام خوفا من العار،

م بـاألنثى ظـل هو إذا بشر أحد " سورة النحل و من بني ما جاء يف حمكم ترتيله يف يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أميسكه على هـون (*) وجهه مسودا وهو كظيم

) 2( (*) ".أم يدسه يف التراب أال ساء ما حيكمون يروى أنه جاءت امرأة إىل الرسول صلى اهللا عليه و سلم تعترف له بأـا و

مرها أن ترجع إىل أن تضع محلها، و هو ما يؤكد حـرص قد زنت و هي حامل فأ .اإلسالم على حياة اجلنني

يتضح مما سبق ذكره عن حق الطفل يف احلياة، أنه ولكفالة هذا احلق ينبغي على الدول العربية أن تضع سياسات متكاملة عرب التنسيق بني مجيع القطاعات

على األسباب والعوامل اليت تقف دون قصد التخفيض من وفيات األطفال بالقضاء إعمال هذا احلق، وضمانه مع بداية تكوينه يف بطن أمه من خالل توفري الرعايـة الصحية لألمومة ملا هلا من عالقة وثيقة بصحة ومنو اجلنني حىت بعد والدته، ووضع

لمن األطفـا محالت تطعيم للوقاية من األمراض اليت تفتك بأعداد كبرية برامج و

(1) Fadéla Sebti Lahrichi, Vivre musulmane au Maroc.Paris, L.G.D.J, P27.

. من سورة النحل 59 , 58اآليتني ) 2(

- 35 -

وتقريب املرافق الصحية، وتسطري برامج تكفل للطفل التمتع بأعلى مستوى صحي . و اختاذ التدابري الكفيلة بوضع حد إلرتفاع معدل الوفيات

:احلق يف املساواة و عدم التمييز: الثاينفرعال حيتل هذا املبدأ العام مكانة رئيسية يف جمال محاية حقوق اإلنسان و معنـاه أن يتمتع األطفال مجيع األطفال دون استثناء بكل احلقوق اليت أقرا هلـم االتفاقيـة

اللـون الدولية حلقوق الطفل، و بدون متييز أو تفضيل أو تقسيم مبين على العرق، اجلنس، اللغة، الدين، الرأي السياسي، اإلنتماء الوطين االجتمـاعي، أو الثـروة أو

.الوالدة، أو أي حالة أخرىاحلق بلكل طفل قد أقر 1966العهد الدويل للحقوق املدنية و السياسية لعام ف

متييز يف إجراءات محائية يتطلبها كقاصر من طرف األسرة و اتمع و الدولة بدون مبين على العرق، اللون، اجلنس، اللغة، الدين، الرأي السياسي اإلنتمـاء الـوطين

)1(.االجتماعي، أو الثروة أو الوالدة املادة األوىل من اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز العنصري كما تعرف ق، اللـون كل متييز، إقصاء ، أو تفضيل مبين على العـر هوالتمييز العنصري بأن

والذي يهدف إىل املنع من التمتـع أو ممارسـة احلقـوق ،الوطين أو اإلثين األصل السياسية املدنية االقتصادية، االجتماعية، الثقافية، وكل ميادين احلياة العامة، وهـو

.نفس التعريف الوارد يف اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد املرأةحلق يف عدم التمييز أو احلق يف املساواة له مفهوم واحـد و ما يالحظ هو أن ا

يف أغلب املواثيق الدولية املتعلقة حبقوق اإلنسان عامة و االتفاقية الدوليـة حلقـوق الطفل خاصة، لتضيف هذه األخرية يف الفقرة الثانية من املادة الثانية سببا آخـر إىل

ل إىل التمييز، و هو مركـزجانب ما ذكرناه، و الذي قد يكون وراء تعرض الطف

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ .1966 من العهد الدويل للحقوق املدنية والسياسية، 52/2أنظر املادة ) 1(

- 36 -

والدي الطفل أو األوصياء القانونيني عليه أو أعضاء األسرة أو أنشطتهم أو آرائهم )1(. املعرب عنها أو معتقدام

و بالرجوع إىل التشريعات العربية فيما يتعلق ذا املبدأ املكرس يف االتفاقية من الدستور املصري تنص على اإللتزام 40جندها هي األخرى تؤكد عليه، فاملادة

مببدأ املساواة و ختاطب كل األطفال الذين يقل سنهم عن مثانية عشر عاما بـدون ) 2( .أي متييز أو تفضيل

غري أن ذلك ال ينفي وجود حاالت من الالمساواة الواقعية الـيت بقيـت النصوص القانونية السارية عاجزة أمامها، مثلما أشارت إليه العديد مـن اهليئـات الدولية والتقارير املقدمة من قبل الدول اليت تعاين من ذلك، حيث يشكل التعلـيم

ملساس باحلق يف املساواة بـسبب التمييـز، حيـث أحد األوجه اليت يتجلى فيها ا سجلت اإلحصائيات يف كل من العراق والسودان واليمن وفلسطني أعلـى نـسبة

، وهـي %35لتسرب الفتيات من مقاعد الدراسة واليت فاقت يف الـبعض منـها مناطق عانت وما تزال تعاين من الالاستقرار والالأمن، لتضاف إىل عوامل أخـرى

،كما أن ذلك ال مينـع مـن )3(فاهيم السائدة يف أوساط املناطق الريفية ترتبط بامل اإلشارة إىل أن الدول العربية قد قطعت شوطا كبريا يف التقليص من الفجوة وفـق

مبعدل النصف خالل العشرية األخرية من القـرن ) بني اجلنسني (النوع االجتماعي كثر تـأثرا مـن الـذكر ببعـد وتبقى الفتاة يف الريف أ،%08املاضي، لتصل إىل

ـ 25 و 16املدرسة، حيث تقدر نسبة التمدرس لدى فئة اإلناث مابني %25سنة ب . لدى فئة الذكور %66مقابل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل2 فقرة 2أنظر املادة ) 1( . 23، ص 1998قرير الدوري الثاين املصري املقدم إىل جلنة حقوق الطفل الت، الطفلحقوقجلنة ) 2( .15 مرجع سابق، صرائدة الزغيب،) 3(

- 37 -

إضافة لذلك هناك حاالت متييز ضد الفتيات من الناحية الواقعية تتمثـل يف عنه منعهن من التعليم، خاصة يف املناطق الريفية ببعض الدول العربية، و هو ما يترتب

)1(.ترك ملقاعد الدراسة و وجود حاالت للزواج املبكر اإلجباريكما أن بعض القوانني الداخلية تؤثر سلبا و بصفة غري مباشرة على حقـوق

و مثال ذلك قانون اجلنسية املصري الذي مينع املرأة من ،الطفل اليت حتميها االتفاقية .تزوجت من أجنيبقل جنسيتها إىل طفلها إذا نأن ت

وهلذا يتوجب على الدول القيام بدور فعال للقضاء علـى التمييـز ضـد كالفتيات و األطفال املعوقني الذين هـم ،األطفال خاصة الفئات األكثر عرضة له

بدورهم حباجة إىل رعاية أكثر، نظرا للتهميش الذي يتعرضون إليه سواء من اتمع .ىت داخل املؤسسات اليت هلا احتكاك مع هذه الفئةأو من األسرة، وح

:احلق يف العدالة: الثالثفرعال

متيز منتصف العقد الذي صيغت خاللـه االتفاقيـة الدوليـة حلقــوق باعتماد اجلمعية العامة ملنظمة األمم املتحـدة لقواعـد ) 1989-1979(الطفـل

29/11/1985 بتـاريخ 40/33رار رقـم منوذجية دنيا إلدارة قضاء األحداث بالق أوصى مؤمتر األمم املتحدة السابع باعتمادها ملنع اجلرميـة ومعاملـة قد اليت كان و

)2(. 1985 املعقود مبيالنو يف سبتمرب ،ارمني حيث تناولت منظورات أساسية تؤكد أمهية وضع سياسة إجتماعية بنـاءة

حداث، و يرد تعريف قضاء األحداث كجزء ال تساهم يف ختفيض نسبة إحنراف األ .يتجزأ من عملية حتقيق العدالة االجتماعية و التنمية الوطنية يف كل بلد

و قد تضمنت هذه القواعد حقوق األحداث يف الفقرة السابعة، وأكـدت :على نقاط أساسية باعتبارها عناصر ضرورية حملاكمة منصفة و عادلة وهي

. 15 ص ،نفس املرجع) 1(

.97 مرجع سابق، ص غسان خليل،) 2(

- 38 -

. إفتراض الرباءة-

. احلق يف تبليغ التهم املوجهة- . احلق يف التزام الصمت- . احلق يف احلصول على اخلدمات- . احلق يف حضور أحد الوالدين أو الوصي- .حلق يف مواجهة الشهود و استجوام ا- ) 1(. احلق يف اإلستئناف أمام سلطة قضائية أعلى-

ويرجع اإلهتمام بفئة األحداث إىل اإلنتهاكات الكثرية اليت تعرضت هلا وعدم وجود نصوص قانونية رادعة وكافية لتوفري ضمانات تأخذ بعني اإلعتبار احلاجـات

حيـث أن احلـدث ، تكفل هلم معاملة خاصة أثناء سري اإلجراءات اخلاصة هلا، و بصفته ضعيفا و معرضا للوقوع يف نظام قضاء األحداث لعدم توافر النظم اخلاصـة باحلماية أو لعدم فعاليتها، فتجد أطفاال يوضعون مبراكز اإلحتجاز بدون حماكمـة

الغني، دون مراعـاة مع حمتجزين ب وا، أو أن يوضع مودون ممثل قانوين قد يساعده من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل تـبني 40 فاملادة ،توفري الرعاية الصحية الالزمة

فتتعلـق باحلمايـة 37القواعد واإلجراءات اإلدارية لقضاء األحداث، أما املـادة املمنوحة لألطفال احملرومني من حريتهم، و اإلجراءات الضرورية إلعادة إدمـاجهم

.وتأهيلهمو نصوص االتفاقية حتظر املعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية و إصدار

أحكام باإلعدام على أشخاص أدينوا بارتكاب جرائم عندما كانوا دون الثامنة عشرة أو بالسجن املؤبد، كما حتظر اإلحتجاز غري القانوين أو التعسفي، و أن ال

و ألقصر مدة مناسبة، كما يتعني فصل يكون إجراء احلجز إال كملجأ أخري األحداث عن البالغني أثناء إحتجازهم، وكفالة حقهم بالبقاء على اتصال مع عائالم أو املسؤولني عنهم ، و ضرورة توفري املساعدة القانونية إضافة إىل احلق يف

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .100نفس املرجع، ص غسان خليل، ) 1(

- 39 -

عادلة، و هذا كله بقيام الدول األعضاء بوضع تشريعات و سياسات حماكمة ) 1(. تنطبق حتديدا على األطفال

غري أنه و بالرغم من اإلجنازات املتوصل إليها جلعـل التـشريعات مطابقـة لنصوص االتفاقية، إال أن التطبيق ما يزال متأخرا يف كثري من الدول العربية خاصـة

ا وضعنا املبادئ األساسية لالتفاقية أمام واقع األحداث داخل الـنظم القـضائية إذواليت من أمهها املصلحة العليا للطفل اليت جيب أن تكون الـدليل يف سـري كـل

) 2(. اإلجراءات و أجهزة العدالة املتعلقة باألطفال

اث كالتمييز القـائم واضحة داخل النظم القضائية لألحدا كما أن للتمييز آثار حلقوق الفتيات احملتجزات اللوايت يوضعن مـع على اجلنس، حيث أن هناك إمهاال

البالغات، وكذا إمهال حاجان األساسية يف النظافة الصحية والعالج، يضاف هلـا احلرمان من اإلتصال بعائالن إذ أن نقص الفتيات احملتجزات مقارنة مع الـذكور

مراكز اإلحتجاز اخلاصة بالفتيات، و عليه يوضعن يف مراكز قد له تأثري على توفري .تكون بعيدة عن إقامة عائالن

فحقوق الطفل احملتجز أو الذي يواجه القانون غري قابلة لإلنفصال، كاحلق يف التعليم، ويف مستوى صحي الئق، و احلق يف احلماية من اإلستغالل، وحلمايـة

ف يتعني القيام بعمل جدي لترقية ومحاية كل احلقـوق وجلميـع الطفل من اإلحنرا .األطفال

: مراحل و هية كما أن إعادة تربية القاصر اجلانح متر عرب ثالثعلـم ( بإخضاعه لإلجراءات الشفائية الطبية والـسيكولوجية :التدبري العالجي -أ

. املطورة لسلوكه) النفس الشفائي، الفردي و اجلماعي AI:A CT 76/06/98/A ق اإلنسان و نظام قضاء األحداث، حقو،منظمة العفو الدولية) 1(

.02 ص 1998وحدة النشر العربية، لندن،

(2) Amnesty International, Droit de l'enfant, L'avenir en dépend, p 22.

- 40 -

وجيهـه بعـد ألنه جيب أن يئه ليكسب عيشه، عن طريـق ت :التدبري املهين -بالدراسة املدرسية إىل تعلم مهنة، وأيضا بقيادة تكوينه املهين و املدرسي يف سـياق

.واحد، باعتبار أن العدد األكرب من املراهقني اجلاحنني متخلفون يف دراستهم

اهلادف إىل جعل الشخص منسجما مع البنيان اإلجتمـاعي :التدبري التربوي -ج

ال تعين فقط إعادة تكييفه مع احلياة اإلجتماعيـة بتربيـة فإعادة تربية قاصر جانح أمناط سلوكية معينة عنده، و لكن أن ندجمه يف اتمع بتـشجيع تفتحـه و منـوه

و بإثارة مظاهر الوعي عنده، و جنعله يعيش املواقف بشكل حي وهو بقدر ما يعي ه اإلنـساين، فريفـض أو نفسه و مكانته يف اتمع بقدر ما يرتفع تدرجييا إىل وضع

)1 (.خيتار، أو ينتمي، أي يصري باإلختصار مسؤوال

وبالرجوع إىل القواعد النموذجية الدنيا لقضاء األحداث أي قواعد بكـني و اليت تبنتها االتفاقية الدولية حلقوق الطفل باإلشارة إليها يف الديباجة واملترمجـة يف

ساسية لقواعد و إجراءات سري قضاء األحداث، و املـادة بذكر املبادئ األ 40املادة

املتضمنة حلقوق األحداث احملرومني من احلرية و اإلجراءات الواجب اختاذهـا 37 من االتفاقية، يتـبني أن نـصوص 39بغرض إعادة إدماجهم من خالل نص املادة

ذا التوجـه االتفاقية موجهة إىل أن تكمل بنصوص و قواعد أكثر تفصيال، و وفق ه استدركت اجلمعية العامة لألمم املتحدة أمهية الوقاية من اإلحنراف بتبـيني املبـادئ

، فاعتربت منع 1990يف ديسمرب ) مبادئ الرياض ( التوجيهية ملنع جنوح األحداث جنوح األحداث جزءا جوهريا من منع اجلرمية يف اتمع، من خالل ممارسة أنشطة

عرب التركيز على وضع برنامج وقائي مع بداية الـسنوات مشروعة، مفيدة اجتماعيا األوىل من عمر الطفل، بتوفري الفرص التربوية منـها لتلبيـة احلاجـات املختلفـة لألحداث والسيما املهددون منهم خبطر اجلنوح، الذين حيتاجون إىل رعاية و محاية

احلكومية كافة خاصتني ، و هو ما حيتم إجياد خطط وقائية شاملة على املستويات ـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

.101 ص1972 ، الطفولة اجلاحنة، بريوت، منشورات عويداتجان شازال، ترمجة أنطوان عبده،) 1(

- 41 -

بالتعاون الوثيق بني السلطات املركزية ، وإنشاء آسيات للتنسيق و إشراك اتمع احمللي )1(. ة و توظيف ذوي التخصص على مجيع األصعدةو اإلقليمية و احمللي

فبغياب الرعاية اليت يفترض أن توفرها كل من األسرة و اتمع و الدولـة جيـد الطفل نفسه يف مواجهة العدالة، إذ أن األحداث اجلاحنني مل يولدوا كذلك بل نتيجـة

لرعايـة األسـرية الظروف، وأغلبهم كان ميكن أن ال يكونوا كذلك لو استفادوا من ا والتربية املدرسية و توجيه اتمع هلم، و هو ما يستوجب إجياد مصاحل اجتماعية تساعد

) 2(.األطفال على حل مشاكلهم بطريقة بناءة ومالئمة

:احلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية للطفل العريب: املطلب الثانـي

لية حلقوق الطفل سعت لتقدمي مشروع متكامـل مما الشك فيه أن االتفاقية الدو احلقـوق يعاجل مجيع املشاكل اخلاصة باألطفال، فهي مبنية على ضرورة التالزم بـني

املدنية وبني احلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية، وإن مل يغب عن واضعي االتفاقية لة لكـي تـتمكن مـن أن احلقوق األخرية قد تتطلب توفر إمكانيات مادية لدى الدو

حتقيقها، ولذلك جند املادة الرابعة منها قد ربطت هذا االلتزام بأقصى املوارد املتاحة ويف .إطار التعاون الدويل

: من اإلستغالل اإلقتصاديـةماياحليف احلق : األولفرعال

مليون طفل يف العامل يعملون و عدة ماليني منهم يف ظروف دد 250 حوايل يام و صحتهم، وينتمي هؤالء األطفال إىل الطبقات الدنيا من العائالت سواء الريفية ح

احلضرية واليت ال تستطيع تلبية حاجات أطفاهلا، وهكذا جيرب الصغار على القيام منها أو )3( . وأحيانا يقوم الطفل مقام رب األسرة،بأعمال الراشدين ملساعدة آبائهم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.

.131 ، 129ص ص غسان خليل، مرجع سابق،)1((2) UNICEF, Les droits de l'homme commence par les droits de l'enfant ,

op cit. p.31. أين عمل األطفال من مثلث الفقر والتسرب من التعليم والبطالة، الندوة ، دعد موسى.أ: أنظر )3(

.02ص ، 2005قليمية بعنوان حنو خطة عالبية للقضاء على ظاهرة عمل الطفال، دمشق، اإل

- 42 -

و عندما يضطر األطفال لتحصيل معيشتهم بأنفسهم وأن يعتنـوا بـأمورهم له نتائج الحقة، و يصدق هذا القول عنـد ة بشكل كامل أو جزئي، فإن ذلك احلياتي

ندما ينفلصون عن سلطة آبائهم، من الصعب عمل األطفال كعمال مأجورين، ألم ع على الكبار ضبط أطفاهلم عندما تتصل حريتهم باحمليط اخلارجي، ويترتب عن ذلـك ظهور بعض العادات السيئة عند البعض منهم كتعاطي املخذرات والكحول والوقـوع

عمـل يف اإلحنراف اجلنسي وارتكاب جرائم السرقة واستعمال العنـف، ذلـك ألن )1 (. املأجور يتم عادة يف القطاعات الفقرية جدااألطفال

إال ،فمشكلة عمالة األطفال من املشكالت املتعددة املناحي و ذات الدوافع املتشابكةأا ختتلف من حيث درجة األمهية، و يعترب إخنفاض املستوى املعيشي من أهم أسباب

)2(.قاعد الدراسة ويليها التسرب املدرسي أو عدم اإللتحاق أصال مب،الظاهرة

واالتفاقياتت عمالة األطفال إهتماما كبريا لدى املنظمات الدوليةيوقد لق الدولية املتعلقة بتشريعات العمل، فمنظمة العمل الدولية أوجدت إتفاقيات عديدة

واليت عرفت تطورا مع مرور ،منذ نشأا حددت من خالهلا السن األدىن للعمل ملنظمة العمل الدولية للعمل املتعلقة بالسن األدىن لسن 138ة رقم الوقت كاإلتفاقي

متنع عمل األطفال واشترطت ملاإلستخدام، غري أن اإلتفاقية الدولية حلقوق الطفل على سلباثرؤيأن باملدرسة أو االلتحاقمينعه من وأن ال، بصحتهرال يضبأن

)3( .حتصيله الدراسي

:األطفال يف الوطن العريب دوافع انتشار عمالة :أوال

توصلت الدراسات املنجزة من قبل املختصني حول هذا الشأن إىل استخالص ثالثة دوافع رئيسية تقف وراء انتشار ظاهرة عمل األطفال، ويرافقها دوافع أخرى أقل

:درجة من حيث األمهية، واليت ميكن تلخيصها يف اآليت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 248 نفس املرجع، ص )1( والتنمية جملة الطفولة: محاية صغار الفتيات يف سوق العمل يف البلدان العربية،ناهد رمزي. د )2(

.20ص القاهرة، ، 2002، ربيع 2، جملد 5 عدد )3( .Françoise Défossez, op cit, p 93 .

- 43 -

:دوافع اقتصادية -أ : فمعظم األحباث قد أمجلت هذه الدوافع يف النقاط اآلتية

. اخنفاض مستوى دخل األسرة اليت يعمل أطفاهلا- . اتساع الفقر يف اتمعات العربية- . احلد من اإلنفاق العمومي أو خفضه- اإلعتماد على برامج اإلصالح اإلقتصادي وإعادة هيكلة القطاعات -

. اإلقتصادية ارتفاع نسبة األفراد ذوي الدخل املنخفض والذين ال يستطيعون تلبية -

. احتياجام األساسية مما يعين دفع املزيد من األطفال إىل سوق العمل :دوافع تعليمية -ب

طفال إىل تشري البيانات والدراسات اليت تناولت األسباب املؤدية لعمل األ ومشكالت التعليم ) عمالة األطفال ( حقيقة مؤداها وجود صلة وثيقة بني الظاهرة

األساسي، كما تشري من جانب آخر إىل ارتباط العوامل التعليمية باخنفاض املستوى اإلقتصادي لألسرة، فقد أثبتت الدراسات أن الغالبية العظمى من املتسربني أو ممن

هم من أسر متدنية الدخل، لذا كان امللجأ الوحيد هلؤالء مل يستوعبهم التعليم .األطفال هو اإلخنراط يف سوق العمل منذ مرحلة عمرية مبكرة اليسمح ا القانون

باإلضافة إىل أن حمدودية الدخل لدى األسرة الفقرية ال متكن رب األسرة من اإلحتياجات املهمة اليت مت تعليم أبنائه، فكان التعليم ألطفال األسر الفقرية أحد

خاصة بعد أن حتول التعليم يف الوطن العريب من تعليم باان إىل تعليم ،التضحية ا .باملصروفات، ظاهرة أحيانا ومستترة أحيانا أخرى

:دوافع اجتماعية - جـ : وهي عوامل تساعد أيضا على انتشار الظاهرة وتتمثل يف

اعتباره أحد العوامل املساعدة، فوفاة أحد الوالدين قد ب:التصدع األسري -1 من %14 يساهم يف دفع املزيد من األطفال يف سوق العمل إذ أثبتت الدراسات أن

- 44 -

ويعيشون عادة يف كنف ،إمجايل عينة موضوع الدراسة هم من األطفال األيتامد والرئيسي ويصبح الطفل بعد ذلك املصدر الوحي،)األرامل أو املطلقات(أمهام

لدخل األسرة، كما جتدر اإلشارة إىل أن األسر اليت فقدت عائلها اجتهت إىل .تشغيل فتياا مما رفع من نسبة تشغيل الفتيات

حيث تشري اإلحصائيات إىل أن نصف األطفال العاملني يف : الرتوح الريفي -2 ت وراءها مصدر هم من العائالت اليت هاجرت حديثا إىل املدينة وترك املدن،

رزقها املتمثل يف الفالحة والرعي وتربية الدواجن، لتواجه ارتفاع تكاليف العيش .باملدينة بعدما كانت منخفضة يف الريف

إذ أن األسرة الكبرية العدد حتتاج إىل دخل أكثر للتمكن :عوامل سكانية -3 يف دخل أسرهم أو من سد حاجياا وهو ما يزيد من عدد األطفال الذين يسامهون

. التكفل باحتياجاته اليت مل توفرها له األسرة

:تأثري عمالة األطفال يف بعض الدول العربية -ثانيا

لعريب ة إىل أخرى داخل الوطن ا دولمنتأثري وحجم هذه الظاهرة خيتلف نسبة رتفاعبا داخل الدولة من فئة إجتماعية ألخرى، ويرتبط ذلك ويتغري معدهلا

وإىل الدخل القومي وتقدم إمكانياا املادية وظروفها اإلقتصادية والسياسية،، وسنتناول بعضا من هذه الدول اليت تعرف انتشارا واسعا املستوى املعيشي لألسرة

:هلذه الظاهرةحسب البحث امليداين الذي أجري بالشراكة بني اليونيسيف وصندوق : املغربيف

ن عاما تعمل18ة تقل أعمارهن عن م خاد22940 تبني بأن ،اناألمم املتحدة للسك 15تقل أعمارهن عن 13580 من بينهن ،يوت مبدينة الدار البيضاء وحدهابيف ال

ئة منهن قدمن من مناطق قروية، و تصل مل با8،86 باملئة و أن 2،59 عاما أي بنسبةالبحث عن وجود باملئة، كما كشف 82نسبة األمية وسط الفتيات اخلادمات إىل

الفقر، رفض : ية حالت دون تعليم هؤالء الصغريات وهي سثالثة أسباب رئي

- 45 -

بعد املدارس عن مقر سكناهن، كما أن غالبيتهن تعرضن إىل التعنيف وآبائهن تعليمهن، .من أحد أفراد العائلة املستخدمة أو إىل اإلعتداء اجلنسي

ون به ـل الذي يقومـائد من العمال يتلقى األطفال الفلسطينيون فو: فلسطنييف

، و غالبيتهم غريرويتأثرون جسديا بسبب قيامهم بأعمال هي يف األصل للكبا يتمثل يف طول وقت،امل اإلستغاللومشمولني بالتأمني، ويضاف عامل آخر من ع

باملئة ويرتكز 10 العمل وتوقيته، حيث تصل نسبة األطفال الذين يعملون ليال إىل إسرائيل أو باملستوطنات أين ال خيضع عمل األطفال داخلنيطفال العاملإستغالل األ

)1(. سنة ألية رقابة 16 األقل من

تخدام سعت شروطا و قيودا على اضبالرغم من التشريعات العمالية اليت و :ألردنايف

األطفال، ومصادقتها على إتفاقيات العمل الدولية و العربية إال أن عمالة األطفال آخذةقصي أسباب توجه تيف التزايد بشكل مستمر، ففي دراسة أجريت يف هذا الشأن ل

األطفال للعمل يف دون السن القانونية، والتعرف على أهم املشكالت اليت يواجهها األطفال وانعكاساا هؤالء األطفال يف بيئة العمل وأهم األعمال اخلطرة اليت ميارسها

م و صحتهم، تبني أن ظاهرة عمالة األطفال منتشرة على منو األطفال ومنوهم وتعليمهبشكل ملفت للنظر يف املناطق املتدنية الدخل، وهي آخذة يف التزايد بشكل عام، وبينت الدراسة نواحي القصور يف قانون العمل الساري والتشريعات املتعلقة بالتعليم

ر احلماية الكافية واملساعدات اإلجتماعية، وأشارت النتائج إىل أن القانون ال يوفاخلدمة يف و النشاطات الزراعية و لألطفال العاملني الذين يعملون يف املشاريع العائلية

مالت و األطفال العاملني يف ااملنازل مما يؤدي إىل استثناء عدد كبري من اإلناث العلبية وأشارت النتائج أيضا إىل أن غا،مشاريع القطاعات غري النظامية من محاية القانون

و يتقاضون أجورا زهيدة، ويعملون يتعرضون لالستغاللاألطفال الذين مشلتهم الدراسةن يف وقانونا، كما يتعرض األطفال العامل لساعات طويلة تتجاوز احلدود املسموح ا

ة ـاملاكينات احلادة واملتحرك ن إىل أخطار متنوعة عند إستعمال اآلالت وـامله بعض

ــــــــــــــــــــــــــــــــ .20 مرجع سابق، ص ،ناهد رمزي. د )1(.

- 46 -

استعمال والتعامل مع املواد الكيماوية واملتفجرة، إضافة إىل واحلروق من جراء .تعرضهم ملختلف أشكال اإلساءة البدنية و النفسية من جانب أصحاب العمل

على أنه ال جيوز بأي ،73يف املادة 1996نص قانون العمل األردين لسنة و حال من األحوال تشغيل احلدث الذي مل يكمل السادسة عشرة من عمره بأي

فتنص على أنه ال جيوز تشغيل احلدث الذي مل يكمل 74صورة من الصور، واملادة .السابعة عشرة من عمره يف األعمال اخلطرة أو األعمال املرهقة أو املضرة بالصحة

من قانون العمل اجلزائري اليت متنع 15وجود نص املادة بالرغم من : يف اجلزائر عاما بشكل صريح، وهذا حلماية 16عمل األطفال الذين تقل أعمارهم عن

القاصر من أي استغالل له، إال أن الواقع يشري حسب اإلحصائيات إىل أن الظروف اإلجتماعية اليت يعيشها هؤالء األطفال تدفعهم إىل دخول عامل الشغل يف سن مبكرة، ويشكل القطاع اخلاص والورشات اليت متتلكها أسر األطفال العاملني أهم أماكن عمل األطفال، إىل جانب الشارع الذي يستوعب بدوره نسبة معتربة منهم وباألخص يف األسواق واألماكن العمومية، ويستوجب على الدولة ملواجهة

قضاء على األسباب احلقيقية اليت هذه الظاهرة واحلد من انتشارها، أن تسعى إىل التقف وراء عمل األطفال، والعمل على تطبيق النصوص الواردة يف تشريعات العمل وتساهم يف جتسيد احترام اإللتزامات الدولية اليت ترتبط ا اجلزائر يف هذا

(*).الشأن

: احلق يف احلماية من العنف: الفرع الثاين

الدولية حلقوق ة مسحت العشر سنوات األخرية اليت تلت تاريخ تبين االتفاقي الطفل بفهم أكثر حلجم انتشار ظاهرة العنف ضد األطفال، سواء داخل األسرة أو

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

واإلتفاقية رقم 1984.04.30 ملنظمة العمل الدولية يف 138على اإلتفاقية اجلزائر صادقت (*) .2001.02.09بتاريخ 182

- 47 -

املدرسة أو الشارع أو داخل املؤسسات التابعة للدولة، فالعنف متعدد األشكـال

)1(. يف احلماية من مجيع أشكالها أن للطفل حقةوالصور، وقد أكدت االتفاقيوسط الذي واملؤسف هو أن العنف ميارس على األطفال بدرجة أكثر داخل ال

من الدول تسكت عن ايفترض فيه أن يوفر هلم اجلو املالئم لنموهم، حيث أن كثري )2(. بعض أنواع التأديب املستعملة باسم التربية

:العنف املمارس ضد األطفال يف األسرة -1

من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل على الدول األعضاء أخـذ 19 املادة توجب ناسبة حلماية األطفال من كل أشكال العنف، اإلمهال وسوء املعاملـة كل التدابري امل

.مبا فيها العنف اجلنسي أثناء وجودهم حتت رعاية أوليائهم أو ممثليهم الشرعيني والدولة ملزمة مبراعاة مصلحة الطفل الفضلى واحلقوق األخرى الـواردة يف

)3(.وق ومسؤوليات اآلباءاالتفاقية مع احترام احلياة اخلاصة لألسرة، وحقوعلى الدولة أيضا وضع التشريعات املناسبة اليت حتمي الطفل من هذه املمارسـات وإجياد آليات تساهم يف الكشف عن حاالت سوء املعاملة جتاه األطفـال، حيـث

العنف معيار تعترب جلنة حقوق الطفل بأن عدم تقدمي شكاوى أو بالغات خبصوص لعنف غري موجود، وأكدت على ضرورة القيام بدراسـات غري كاف للقول بان ا

. ميدانية لإلحاطة ذه الظاهرة املتزايدة واملتعددة األوجه

كما تلعب القيم الثقافية وعادات اتمع السائدة دورا يف استمرار التساهل مع رتـب مثل هذه املمارسات والتشجيع لبعض التصرفات العنيفة بغرض التأديب ممـا ي

ف ـق أيضا إمكانية اكتشاف حاالت العنـوق الطفل، ويعيـصعوبات يف إعمال حق

. من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل19أنظر املادة )1 (

(2) UNICEF, Les droits de l'homme commence par les droits de l'enfant op .cif , p.39. (3)CRC, Rapport sur la 24 e session .22.03.2000 , p.147.

- 48 -

العنف أمـرا لضد األطفال خاصة الشديدة القصوى منها، وهو ما جع املرتكبة

طبيعيا وسط الكثري من طبقات اتمع يف الوطن العريب باعتباره ضـمن إطـار )1(. املتعاقبةل وأسلوبا من أساليب التربية تتوارثه األجياةممارسة السلطة التأديبي

:عنف يف املدارسال -2

ينبغي أن حتتل عملية معاجلة إشكالية العنف يف املدرسة أمهية مركزية يف جمـال احلياة التربوية، كوا تطرح نفسها بقوة يف خضم املشكالت اإلجتماعية اليت تواجـه

ري اتمع املعاصر، فقد أثارت هذه القضية نقاشات حادة ومستمرة أدت إىل بروز الكث )2(. من التفسريات اليت دف إىل إجياد حلول هلذه الظاهرة ومعرفة اجتاهاا

فطاملا أن للطفل حقوقا داخل املدرسة فإنه باملقابل هناك واجبـات تتمثـل يف والطاعة، وذلك من أجل سري نظام املدرسة الداخلي، حيث أن للمعلم سلطة االنضباط

رسة تقارب السلطة األبوية، غري أن هذه السلطة أصبحت مقيدة على التلميذ داخل املد بعكس ما كان سائدا من قبل أين كانت العقوبات اجلـسدية كالـضرب أو بعـض

)3(.الوسائل املعتمدة املسموح ا، وحاليا مت إصدار قوانني متنع ذلك أوجه العنف الـيت فالعنف املمارس من قبل املعلم جتاه املتمدرسني لديه من بني

من االتفاقية الدولية 28، وخرقا لنص املادة )4( تشكل انتهاكا حلقوق الطفل باملدرسة حلقوق الطفل اليت حتث على احترام الكرامة مما يستوجب على الدولة تبين استراتيجيات وتدابري أكثر فعالية بالتنسيق مع املنظمات غري احلكومية وبإشراك األطفـال ملواجهـة

:شاكل اليت يكون فيهاامل

(01) CRC, ibid , p.148 .

يوم دراسي باملعهد التكنولوجي يني بديعة مصمودي، إشكالية العنف يف الوسط املدرسي،) 2( . 2000عكنون، اجلزائر، نوفمرب

(03) Françoise Dekeuwer-défossez , Op cit , p 85 . .12، املالحظات اخلتامية للجنة حقوق الطفل، لبنان، الدورة أنظر جلنة حقوق الطفل)4(

.05، ص 1996.06.07

- 49 -

التشريع الوطين مينع كل أشكال التأديب املدرسي غري املناسبة إال أنه غـري - .مطبق

التشريع الوطين مينع بعض األشكال التأديبية غري املناسبة يف بعض املؤسسات - .املدرسية فقط

غري متوافق و ال يتطابق مع مضمون الفقرة الثانية من املـادة التشريع الوطين - . من اإلتفاقية28

كما جيب العمل على منع العنف بني التالميذ الذي يتسبب يف حرمان التالميذ للعنـف هم يف التعليم، ومن جهة أخرى فإن املمارس عليهم العنف من التمتع حبق ا، وذلك بأن العنف كسلوك يعد رد فعـل يف آثار جانبية جتعل من املعلم ضحية هل

معظم األوقات نتيجة الشعور باإلحباط والتهميش واإلحتقار املسلط مـن طـرف )1 (.اآلخر صاحب الفعل

:العنف املمارس داخل مؤسسات الرعاية التابعة للدولة -

هناك أشكال عديدة من العنف اليت يعاين منها األطفال الذين تتكفل ـم لدولة على يد بعض املوظفني، و األطفال احملرومني من البيئة األسـرية يف معظـم ا

األحيان هم أكثر عرضة ألسوأ أشكال سوء املعاملة و اإلعتداء على يـد العـاملني .بتلك املؤسسات، أو بسكوم عن مثل هذه املمارسات

ضد األطفال يف ومن السهل على الدولة اختاذ إجراءات مباشرة ملنع العنف ، إذ ال ميكن قبول )عن طريق الترخيص واإلشراف(املؤسسات العامة أو اخلاصة

مثل هذا العنف ضد أطفال يعيشون يف مؤسسات حمرومني من الوسط األسري )2(.وخاصة املعاقني منهم الذين ختلت أسرهم عنهم

(1) CRC, ibid, p 149 .

) CRC, ibid , p p 171.172.1732(

- 50 -

من االتفاقية تؤكد على ضرورة معاملة احلدث الذي ارتكـب 1 /40واملادة جرمية بطريقة تتفق مع رفع درجة إحساسه بكرامته وقدره يف مجيع مراحل التحقيق

)1(.مع مراعاة سنهن أو وميارس العنف ضد األطفال أيضا خارج األسرة، فاألطفال العـامل كما

شارع، من بني الفئات األكثر تعرضـا للعنـف حيـث يـتم الذين يعيشون يف ال استغالهلم بشىت الوسائل وبصورة مستمرة، ومثال ذلك الذين يشتغلون كخـدم يف البيوت أين يتعرضون للتعنيف اجلسدي واملعنوي عن كل خطأ يرتكبونـه أو أي

و جيد الطفـل ت قاسية جدا يف بعض احلاالت، تكاسل يبدو منهم، وتكون العقوبا نفسه دون محاية من أسرته، بسبب عجز هذه األخرية أو إمهاهلا له أو بسبب انعدام

.األسرة أصالمن 19 فالعنف غري قابل للتربير جتاه الطفل أيا كان شكله طبقا لنص املادة

االتفاقية، نظرا ملا له من آثار عديدة على كل أوجه حياته، وطاملا أن العنف حمظور على أو على النساء عامة، فإنه من غري املنطقي أن يكون مشروعا على الطفل، كما البالغني

وأن العنف يولد العنف، فالطفل الذي يترىب يف وسط يتقبل السلوكات العنيفة، فإنـه يتعامل مع أقرانه أو مع البالغني بنفس الطريقة حلل مشاكله، ويؤثر العنف على الطفـل

يف الدراسة هقة بنفسه كما يترك أثارا سلبية على مردوديت من الناحية النفسية فيفقده الث ويعاين الطفل من حاالت سوء التغذية وممارسة العنف داخل مراكز االحتجاز أو إعادة

)2(.التربية يولد حاالت العود أو االنتكاس عند احلدث املنحرفواعتبـاره وبالرغم من وجود قوانني حتظر العنف ضد األطفال جبميع أشـكاله

ظرفا مشددا يف قوانني العقوبات ألغلب الدول العربية، وكذا تأكيد الدساتري الوطنيـة

اتمعـاتعلى احلق يف السالمة اجلسدية ، تبقى هذه الظاهرة متفشية يف أوسـاط

. من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل 40أنظر املادة ) 1( (2) UNICEF,les droits de l'homme commence par les droits de l'enfant, P 39

- 51 -

العربية وخباصة يف الدول اليت تعاين ظروفا اقتصادية صعبة أو غري مستقرة وداخـل التجمعات الشعبية املكتظة والشوارع، ويف الدول اليت تعاين من الرتاعات املـسلحة

)1(.كفلسطني، العراق، الصومال، والسودانت جلنة حقوق الطفل على نقص اإلجراءات املتخذة من طرف الدول أكد

املعنية حلل مشاكل العنف وضعف اهلياكل املتخصصة يف إعادة التأهيـل لـضحايا )2(. العنف إن وجدت، واليت تعامل هؤالء األطفال كمنحرفني

فيتعني على الدول اليت تعاين من هذه الظاهرة العمل على إعـادة تأهيـل وإدماج األطفال ضحايا سوء املعاملة والرتاعات املـسلحة واإلمهـال والتعـذيب واالستغالل بتوفري العالج املناسب هلم، كما جيب العمل على نـشر ثقافـة الـسلم والالعنف حلل اخلالفات داخل الطفل، باالستماع إليه وتوعية اآلباء بوسائل التربيـة

، ومواجهة هذه الظاهرة تبدأ داخل األسرة اليت بالتوفيق بني العطف واحلزم مع أبنائهم ينبغي العمل على احملافظة على كياا ومحايتها من التفكك، فكثري من األسر فقـدت دورها املنوط هلا بسبب هذه املمارسات ليدخل الطفل عاملا آخر أكثر قساوة وهـو

)3(.الشارع

:احلق يف الصحة: الثالثفرعالولذلك حيتل مكانـة خاصـة يف واحدا من أهم احلقوق، يشكل هذا احلق

يؤكـد 1948 املواثيق الدولية حلقوق اإلنسان، فاإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان لعام لكل شخص احلق يف مستوى معيـشي يكفـي لـضمان "منه على أن 28يف املادة

طبية وعلىالصحة والرفاهة له وألسرته، وخاصة على صعيد املأكل وامللبس والعناية ال من العهد الـدويل 12 ، كما ورد يف املادة "صعيد اخلدمات اإلجتماعية الضرورية

على أن تقر الدول األطراف،1966للحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية و الثقافية لعام

(1) UNICEF, Op cit ,p 40 . (2) Voir, Assemblée generale, Rapport du comite des droits de l’enfant, 53 eme session, New york, 1998, p 24.

. من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل29أنظر املادة ) 3(

- 52 -

يف هذا العهد حبق كل إنسان يف التمتع بأعلى مستوى من الصحة اجلسمية و العقلية املمارسة الكاملة هلـذا التدابري اليت من شأا تأمني ذميكن بلوغه، و على الدولة اختا

احلق و على رأسها يئة الظروف لتأمني اخلدمات الطبية و العناية الطبية للجميـع يف )1(.حالة املرض

من اإلتفاقية الدولية حلقوق الطفل، حيـث تلـزم 24ويف نفس اإلجتاه وردت املادة قه يف مرافـق األطراف باإلعتراف حبق الطفل يف التمتع بأعلى مستوى ميكن بلوغه، وحب

العالج وإعادة التأهيل الصحي، وعلى الدول األطراف أن تبذل قصارى جهدها لتضمن أال حيرم أي طفل من حقه يف احلصول على خدمات الرعاية الصحية هذه، و أن تتـابع الدول األطراف إعمال هذا احلق كامال و تتخذ بوجه خاص التدابري املناسبة من أجـل

فال، وكفالة توفري املساعدة الطبية والرعاية الصحية الالزمتني خفض وفيات الرضع األط )2(جلميع األطفال ومكافحة األمراض وسوء التغذية

و قد حددت الفقرة الرابعة من اإلعالن العاملي لبقاء الطفل ومحايتـه و منائـه واجبات اتمع الدويل جتاه األطفال بتحسني صحة الطفل 1990وخطة العمل عام

و مستوى تغذيته، مث ختفيض النسب املرتفعة لوفيات األطفال والرضع، باإلضـافة إىل رفع مستويات اإلهتمام و الرعاية و الدعم الالزمة لألطفال املعوقني أو الـذين

)3 (.يعيشون يف ظروف بالغة الصعوبةاإلتفاقية الدوليـة من 24 إذن فإعمال هذا احلق يتم تدرجييا مثلما تبينه املادة

ببذل احلكومات قصارى جهدها من أجل تلبية احلاجيات األساسية على األقل لكـل طفل كالغذاء والرعاية الصحية األولية ألكرب عدد ممكن ويف مجيع األحوال حيـث أن نقص املوارد ال يعفي الدولة من ختصيص جزء من ميزانيتها لقطاع الـصحة خاصـة

ةـتنمية معارفهم فيما خيص التغذي األسر و ، إضافة إىل توعية الرعاية الصحية األولية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .145 التقرير السنوي التاسع، ص،2003 تقرير العام ملستقلة حلقوق املواطن الفلسطيين،اهليئة الفسلطينية ا) 1( .439علي سليمان فضل اهللا، مرجع سابق ، ص .د) 2( .124غسان خليل، مرجع سابق، ص ) 3(

- 53 -

والتربية الصحية و مبادئ النظافة من أجل تفعيل دور اآلباء ومسامهتهم يف تكريس )1(. هذا احلقوينبغي إتاحة هذا احلق جلميع األطفال دون متييز سواء كـانوا مـن ذوي

احلاجات اخلاصة كاملعوقني، أو املعوزين أو من األقليات أو بسبب اجلنس وذلـك العامـة أو بتقريب خدمات مراكز العالج من املناطق النائية وداخل املؤسـسات

اخلاصة اليت تستقبل األطفال، و العمل على الكشف املبكر لإلعاقات ومتابعتها، و درسية يف مستويات معينـة مـن التعلـيم توفري العالج ااين اإلجباري للصحة امل

بالتنسيق بني وزاريت الصحة والتعليم واملتابعة الدائمة، واليت تقلـل مـن احتمـال .إنتشار أمراض معدية قد تصيب التالميذ

إنقاذ أرواح ماليني األطفـال بتـوفري ميكن ترى أنه العاملية الصحة منظمةف و الرعاية املرتلية ،راض اخلطرية الشائعة اللقاحات الالزمة و العالجات البسيطة لألم

و تكملتها بأغذية مالئمة إىل ،املناسبة والرضاعة الطبيعية خالل الستة أشهر األوىل غاية العامني من سن الطفل، وأن تعليم الفتيات يلعب دورا هاما يف تربية األطفـال

. والتقليل من وفيات األمهات و تعزيز محاية األسرة يف املؤشرات ا واضحاالحظ بالنسبة للوطن العريب عامة، أن هناك حتسنو امل

الصحية سواء من ناحية اخنفاض وفيات األطفال أو يف تعميم التطعيم ضد األمراض املعروفة غري أنه باملوازاة مع ذلك يسجل تأخر كبري يف املؤشرات الصحية لبعض

عراق، اليمن، والسودان حسب الدول العربية كالصومال، موريتانيا، جيبويت، ال .2003تقديرات معدالت الوفيات بني األطفال دون سن اخلامسة عام

:احلق يف التعلـيم: الرابعفرعال

ميثل احلق يف التعليم حقا أساسيا من حقوق اإلنسان، وعدم احترام هذا عدم وجود احلق مبثابة حرمان من التمتع باحلقوق األخرى، ألن اجلهل الناتج عن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ(1) Rachel .H et Peter N, Op cit , p 330 .

- 54 -

تعليم كامل تام حيرم اإلنسان من كرامته ومن سبل االعتراف بشخصه واحلقـوق والسياسية شأا شأن حرية التعبري وحرية تكوين حرية املشاركة يف احليـاة املدنية

)1(. هلا إال بشرط متتع الشخص بالتعليما وال معىن هلىالسياسية اليت ال فحووالتعليم أداة تنقل الثقافة وترسيخ اهلوية، وهكذا يعـزز التعلـيم إعمـال

احلقوق االقتصادية واالجتماعية، فالشخص املثقف له حظوظ أوفر للحصول علـى شـيء عمل وأكثر وعيا حبقه يف الصحة والسكن والغذاء، ولكنه يصبح قبل كـل

. على إعمال سبل الوصول بنفسه إىل هذه املكاسب األساسيةاقادرفاحلق يف التعليم هو من احلقوق األساسية ووسيلة ال غىن عنـها للتمتـع

باحلقوق األخرى، ويضمن الوصول إىل املعرفة الالزمة لتطـوير كافـة قـدرات كما أنه أداة فعالة لـتمكني اإلنسان لتحسني نوعية حياته والختاذ قرارات حكيمة،

. املهمشني اقتصاديا واجتماعيا من جتاوز الفقرصاألشخا

تعترف كل الصكوك الدولية واإلقليمية باحلق يف التعليم وتـنص علـى كما الغايات األساسية من هذا احلق، وحتدد أهدافا مشتركة لألنظمة التعليمة يف مجيـع

السعي إىل حتقيق جمموعة متنوعة من األهداف الـيت املعارف وهو ما يعنـي أيضا من شأا أن تساهم يف حتقيق منفعة األفراد، وكذلك اتمعـات الـيت يعيـشون

)2(.فيها فاإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان يشري إىل غايات احلق يف التعليم وينص يف

تمع وهيئاته واضعني نصب ديباجته على أن ينشر اإلعالن كي يسعى مجيع أفراد ا أعينهم على الدوام، ومن خالل التعليم والتربية، إىل توطيد احترام هـذه احلقـوق

.واحلريات، وكما يكفل االعتراف العاملي ا ومراعاا الفعلية ـــــــــــــــــــــــــــــــــ. ، 1993وق اإلنسان، ديوان املطبوعات اجلامعية، مدخل يف القانون الدويل حلقسعد اهللا،عمر امساعيل . أنظر د) 1(

. 29الطبعة الثانية، ص

.05، ص 1999 مضمون احلق يف التعليم،، الس االقتصادي واالجتماعياألمم املتحدة،) 2(

- 55 -

من اإلعالن العـاملي حلقـوق اإلنـسان 26وحتدد الفقرة الثانية من املادة

يم واملتمثل يف التنمية الكاملة لشخصية اإلنسان وتعزيـز اهلدف األساسي من التعل .احترام حقوق اإلنسان واحلريات األساسية

كما يعيد العهد الدويل اخلاص باحلقوق االقتصادية واالجتماعيـة والثقافيـة

منه بوجـوب توجيـه التربيـة 13تأكيد نفس العناصر يف الفقرة األوىل من املادة إلمناء الكامل للشخصية اإلنسانية واحلـس بكرامتـها واىل توطيـد والتعليم على ا

أيضا االتفاقيـة املتعلقـة ه، وهو ما أكدت ةاحترام حقوق اإلنسان واحلريات األساس )1(.مبكافحة التمييز يف جمال التعليم

وتسرد اتفاقية حقوق الطفل يف مادا التاسعة والعشرون عددا من غايات التعليم، ةإىل أن يكون موجها حنو تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبد ني مشرية

إىل أقصى إمكاناا، وتلقينه احترام حقوق اإلنسان واحلريات األساسـية و املبـادىء املكرسة يف ميثاق األمم املتحدة واحترام ذوبه وهويته الثقافية ولغته وقيمـه اخلاصـة

ولية يف جمتمع حر بروح من التفاهم والـسلم والتـسامح وإعداده حلياة تستشعر املسؤ .واملساواة بني اجلنسيني، واحترام البيئة الطبيعية

احلق يف التعليم أن يصل اجلميع إىل التعليم فحسب، ولكنه يتطلـب ي ال يقتض يف حد ذاته أن يتضمن هذا احلق بوضوح مجيع األهداف املشار إليها، فالدساتري الـيت

. على هذا احلق كثرية لكنها ال تكفل عموما نوعية معينة من التعليمتنص فالدولة مطالبة بتوفري مجيع املوارد البشرية واملالية واملؤسسات الالزمـة هلـذه املهمة وإشراك كل القطاعات ذات العالقة عرب التنسيق بني الوزارات فيما بينها ومـع

عليم والدوائر الوزارية و اتمعات احمللية واملنظمات غـري اهليئات احمللية وبني دوائر الت . احلكومية والقطاع اخلاص إضافة إىل الدور اهلام واحلاسم لألسرة واملدرسني

مت اعتماد هذه االتفاقية يف املؤمتر العام ملنظمة األمم املتحدة لتربية والعلوم و الثقافة يف )1( .22/05/1962ية عشرة، ودخلت حيز التنفيذ بتاريخ يف دورته احلاد14/12/1960

- 56 -

من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل احلق يف التعليم وتعتربه 28تقر املادة كما ضرورة أساسية لكل طفل وأن يتاح على قدم املساواة ودون متييز يكون ضحيته يف

ـ ات، وتـشترط غالب األحيان الذين يقطنون يف األرياف واألطفال املعوقني والفتيحدا أدىن من االلتزامات املرتبطة ذا احلق ومها إجبارية التعليم االبتدائي للجميـع

)1. (وجمانيته مع إجياد تعليم ثانوي أو تكوين مهين مفتوح لكل طفل

وواجب الدول هو ،وتؤكد أغلب االتفاقيات والصكوك الدولية هذين املبدأين ان هذا احلق والسعي إىل ختفيض نسبة التسرب املدرسي اختاذ التدابري الضرورة لضم

بالقضاء على املسببات الرئيسية هلذه الظاهرة كالفقر والتمييز والعزلـة يف املنـاطق .النائية والرتاعات املسلحة

بالرغم من أن بعض الدول العربية الفقرية ليست لديها اإلمكانيات املاديـة ا مالئما، إال أا مطالبة بصفتها مـصادقة علـى اتفاقيـة إلعطاء كل األطفال تعليم

حقوق الطفل أن تضمن لألطفال التمتع حبق التعليم تدرجييا طبقا للمادة الرابعة مـن االتفاقية وذلك يف حدود املوارد املتاحة هلا، وليتم ذلك ينبغي على الدولـة الـيت مل

)2.( على األقل منهاصتستطع الزيادة يف ميزانية التعليم أن ال تنق

أما الدستور اليمين فإنه يؤكد على تكافؤ الفرص جلميع املواطنني، لكن بعض العوامل املوضوعية تعوق كفالة املساواة يف التعليم بني املناطق احلـضرية والريفيـة، حيث يصعب يف بعض املناطق تغطية تكاليف التعليم، ويف بعـض املنـاطق النائيـة

فيها املدارس متاما، ويف املناطق ذات الكثافـة السكانية العالية تظهـراألخرى تنعدم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ من األطفال الريفيني يف الدول العربية، كما أن الفجوة بني %33يفقد فرص التعليم املدرسي ) 1(

. من األوالد%12من البنات و % 34 اجلنسيني هي األكرب ا حيث مل يلتحق باملدرسة أبدا 1948 من اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان 1 /26 املادة –)2( . من العهد الدويل اخلاص باحلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية13 املادة -

- 57 -

األساتذة ونوعية التعلـيم، إذ ةمشاكل أخرى ترجع بالسلب على مردودي ن اهودات املبذولة، يضاف هلا العادات السائدة واملعتقدات فالتمييز حاصل بالرغم م

)1( .اخلاطئة اليت ترى بأن مكان املرأة هو البيت

وملواجهة هذه املشكلة قامت السودان على غرار بعض الدول األخرى كالفلبني لبدو من ا 12000بإنشاء مدارس متنقلة لصاحل أبناء املناطق الريفية النائية واليت مكنت

الرحل باالستفادة من األربع سنوات األوىل من التعليم االبتدائي ومبـا أن سـاعات الدراسة مرنة فإا ساعدت الفتيات اللوايت يساعدن أسـرهن يف األعمـال البيتيـة

)2(. وكانت هذه املبادرة أول بداية اللتحاق فتيات البدو الرحل باملدرسة :ـب و الترفيه واألنشطة الثقافيةاحلق يف اللع: الفرع اخلامس

حيث ،اللعب يف احلقيقة شيء جدي وجد عرب كل األوقات ويف كل الثقافات أنه يعود بفوائد على الصحة اجلسمية والعقلية ويساعد علـى النمـو االجتمـاعي والدراسي للطفل، فباللعب يتمكن الطفل من فهم اتمع وتتطور قدرته على االتصال

حىت التعليم، فالرياضات اجلماعية ككرة القـدم ااك معه بطريقة ال يعوضه واالحتكمثال تساهم يف ترسيخ ذهنية تقدمي املساعدة للغري والتفاهم معهم، مما جيعل اللعـب مبثابة اجلسر الذي يصل بني الطفل واحلياة، ويساعده على إدراك عاملـه اخلـارجي

ح اإلبداع واإلبتكار من خـالل حتـصيل وينمي فيه املهارات اليدوية والعقلية ورو )3(. املعلومات عن طريق اإلستكشاف الذايت

وهو ما ميلي على الدولة القيام بدور إجيايب يتمثل يف توفري الوسائل الكفيلـة بتمكني الطفل من ممارسة حاجته وحقه يف اللعب، وبالتايل ينبغي توفري املوارد الالزمة

فراغه، مع األخذ بعني االعتبار احلاجات املتعددة له وأن يكونلراحة الطفل وأوقات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 10، ص 1996 التقرير األويل لليمن، جلنة حقوق الطفل،) 1( (2) UNICEF, Les droits de l’enfants commence par les droits de l’homme, Op cit, p 21.

، جملد 12حممد حممود العطار، أطفالنا واللعب يف مرحلة الطفولة املبكرة، جملة الطفولة والتنمية، عدد ) 3( . 191، ص 2003، 3

- 58 -

ذلك يف ظل املساواة بني مجيع األطفال يف األحياء املختلفة دون متييز، وإتاحة االجتماعي وأصـلهم وعـرقهم أو دخوهلم إىل املنشآت الترفيهية أيا كان مركزهم

ظروفهم دون إمهال األطفال املعوقني أو املتواجدين باملؤسـسات التابعـة للدولـة كاملستشفيات أو مراكز االحتجاز، فقد أكدت يف هذا االجتاه قواعد األمم املتحـدة حلماية األحداث احملتجزين بالتوصية على توفري وسائل التسلية والراحة وأن حيـصل

)1(. للتمارين الرياضية كل يوموقت مناسب وكافعلى ويف هذا الصدد، يالحظ أن الفتيات حمرومات من احلق يف اللعب بدرجـة

.كبرية بسبب األشغال املرتلية اليت تأخذ منهن أوقات اللعب ولكفالة هذا احلق يوصي األخصائيون يف هذا اال بأن تضع الدولة علـى

همة إجناز مساحات فارغة ضمن التخطيط العمراين للمدينـة واألحيـاء عاتقها م من البنايات الفوضوية أين ترتكز معظم ى إليه أحياء ال حتص رالسكنية، وهو ما تفتق

العائالت الفقرية، مما يضطر األطفال إىل مقابلة التلفاز يف أغلب أوقـات الفـراغ ين يسامهون يف دخـل عـائالم الذ لاملتاحة هلم، وهذا دون التحدث عن األطفا

تتعرض إىل الفقر االجتماعي، والفقر البيئي املتمثل يف ضيق لفهذه الفئة من األطفا .األحياء من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل أن علـى الـدول 31 وقد جاء يف املادة

ون األطراف اإلعتراف حبق الطفل يف الراحة ووقت الفراغ ومزاولـة األلعـاب د اإلشارة إىل اهلدف من اللعب، والذي يفترض أن يساهم يف تطوير كفاءات الطفل إضافة إىل مسامهته يف إرجاع الثقة بالنفس لألطفال الذين تعرضـوا إىل صـدمات نفسية أو معاناة قاسية كاإلمهال أو االستغالل أو الرتاعات املـسلحة شـرط أن ال

.سمية والعقلية هذا اللعب إىل اإلضرار بسالمته اجلييؤد

)1( Régles des Nations Unies pour la protection des mineurs privé de liberté adopté par l'assemblée générale dans sa résolution 45/113 du 14-10-1990.

- 59 -

م اإللزامـي ومن جهة أخرى فإنه إىل جانب الساعات املخصصة للتعلـي

خالل السنة، ميكن اعتبار الواجبات املرتلية ساعات دراسة قد تتشابه مع الساعات اإلضافية للعامل، حيث قد دعا املختصون يف هذا الشأن بإيالء اهتمام أكثـر هلـذا

.املوضوع، لتبقى الدول خمتلفة يف أنظمتها الداخلية حول هذه القضية واليت هلا دور استشاري ،ة حلق الطفل يف اللعبركزت اجلمعية الدولي كما

بعض االنشغاالت اليت هلا تأثري على منوا ، علىيف كل من اليونسكو واليونيسيفالطفل من المباالة اتمع بأمهية اللعب وتركيزه الشديد على الدراسة النظرية

صيل باملدرسة، وتشكل الضغوط املمارسة على األطفال من أجل حتةواألكادميياملنافسات الرياضية اليت يشاركون فيها إحدى أوجه اإلنتهاكات يفةنتائج إجيابي

حلق الطفل يف اللعب، وهو ما يستوجب إجياد خمتصني يف هذا اال حىت يتمكنوا . من إعمال هذا احلق

عن االتفاقيات الدولية العاملية واإلقليمية واحلقـوق همن خالل ما ذكرنا و يها، يتضح بأن هناك تطورا مستمرا يف جمال العمل على تكريس حقـوق الواردة ف

الطفل، وجتسيدها على أرض الواقع وذلك بالقيام مببادرات دولية بوضع تشريعات ، وتعد االتفاقية الدولية حلقوق الطفل أكرب إجناز مت التوصـل لجدية تتعلق باألطفا

إلنسان عامة وحقـوق الطفـل إليه ليعطي دفعا جديدا للعاملني يف ميدان حقوق ا خاصة، ذلك أن هذه االتفاقية قد حظيت بأكرب إمجاع دويل يف القـرن العـشرين وهي تساهم يف تسليط الضوء على فئة قد تعرضت إىل التهميش على مدى العصور السابقة برغم من حاجاا إىل االهتمام والرعاية أكثر من غريها نظـرا خلـصوصية

اليت يكون فيها أحوج الناس إىل احلماية ويئته إىل أن يكون هذه املرحلة من العمر .عضوا فعاال يف اتمع

فاإلتفاقيات الدولية جاءت لتشمل مجيع أطفال العامل وأقرت هلم حقوقا أساسية مترابطة و غري قابلة لالنقسام و إمهال أي حق من هذه احلقوق يشكل

- 60 -

حلقوق األخرى، إال أنه وبعد هذا االعتراف الدويل عائقا أمام الطفل ليتمتع بباقي ا اخلاصني مواإلقليمي ذه احلقوق، وباحلاجات األساسية للطفل يف الرعاية واالهتما

البد من التعرف على اآلليات املوضوعة لتطبيق هذه االتفاقيات اليت ذكرناها وهي جتسيد االلتزامات وقدرا علىابدورها عاملية وإقليمية وداخلية، ومدى جنا عته

املوضوعة على عاتق الدولة العربية، وما إذا كانت كافية أم هي حباجة إىل تفعيل أكثر، ويف حالة العكس ما هي الصعوبات اليت حتول دون السري قدما حنو الوفاء والتطبيق للربامج واألهداف املسطرة لبلوغ رفاه الطفل جلميع األطفال العرب دون

.استثناء

آليات إعمال حقوق الطفل يف الوطن العريب والصعوبات: الثاينالفصل :اليت تواجهها

إن أي انضمام إىل اتفاقيات دولية يوجب وضع أو تطوير تدابري الدولة العضو حىت يتسىن هلا تنفيذ التزاماا، و ملتابعة ذلك أوجدت االتفاقيات سالفة

متابعة تنفيذ هذه الدول للبنود الواردة ا وتقدمي املساعدة الذكر هليئات تعمل على .التقنية و املادية يف حال عدم متكنها من حتقيق ذلك

:اآلليات الدولية لترقية و محاية حقوق الطفل: املبحث األول

بعدما تطرقنا إىل أهم اإلتفاقيات الدولية اخلاصة حبقـوق الطفـل باعتبارهـا امليا أو إقليميا يلزم الدول املصادقة عليها بتضمينها يف قوانينـها الداخليـة تشريعا ع

جلعلها جاهزة للتطبيق، باإلضافة إىل حتديدها ملسؤوليات الدولة جتاه هذه الفئة مـن اتمع، فإننا سنتناول يف هذا الفصل اآلليات اليت من شـأا أن تكفـل متابعـة

عنية اللتزاماا مبوجب اإلتفاقيات سالفة الـذكر مستمرة ملعرفة مدى تنفيذ الدول امل والوقوف على النقائص أو املعوقات اليت حالت دون ذلك، وسـنالحظ أن هـذه اهليئات منها ما أنشأا اإلتفاقيات ومنها من كانت موجودة قبلها، إال أن هلـا دورا

ـ ساعدة هاما يف إعطاء دفع أكثر إلعمال حقوق الطفل، وهذا من خالل تقدمي امل

- 61 -

التقنية واملادية، حيث أن احلاجة إىل دور هذه املؤسسات الدولية قد اتضح لواضعي . اإلتفاقية مثلما سيأيت

:اآلليات العاملية: املطلب األولبغرض تنفيذ االتفاقية الدولية على حنو فعال و تشجيع التعاون الدويل يف

منها احلق الوكاالت املتخصصة و 44ت املادة امليدان الذي تغطيه االتفاقية، أعطاملنظمة األمم املتحدة لألمومة و الطفولة و غريها من أجهزة األمم املتحدة يف أن تكون ممثلة عند نظر جلنة حقوق الطفل يف تنفيذ ما يدخل يف واليتها من أحكام

. هذه االتفاقية ، حيث سنتناول بعضاً من هذه اهليئات : جلنة حقوق الطفل: األولفرعال

آلية دولية مكلفة مبراقبة اإلجنازات احملققة لتطبيـق تعترب جلنة حقوق الطفل من ) 1( فقرة 43اإلتفاقية الدولية حلقوق الطفل حسبما هو منصوص عليه يف املادة

بغرض دراسة التقدم الذي أحرزته الدول األطراف يف اسـتيفاء تنفيـذ " االتفاقية و هذه املهمة األساسـية تتمثـل يف " ت اليت تعهدت ا يف هذه االتفاقية اإللتزاما

من 44دراسة التقارير األولية و الدورية اليت تقدمها الدول األطراف، طبقا للمادة االتفاقية و تتعاون مع األجهزة املكلفة مبراقبة تنفيذ االتفاقية والوكاالت املتخصـصة

قوق الطفل، و تعترب هذه اللجنة السلطة العليـا واألجهزة األخرى كي يتم ترقية ح .لتفسري االتفاقية

خربات وأخالق معترف هلـم ـا يف و تتكون اللجنة من عشرة خرباء ذوي امليدان الذي تسعى إليه االتفاقية، و يتم انتخام ألربعة سـنوات وميكـن إعـادة

يف ترشيح أحد رعاياها انتخام إذا أعيد اقتراح ترشيحهم، فلكل دولة عضو احلق و جترى اإلنتخابات كل سنتني بعد أن يقوم األمني العام لألمم املتحدة بدعوة كـل الدول األعضاء إىل ترشيح أحد رعاياها يف ظرف شهرين، و جيرى اإلقتراع السري خالل إجتماع الدول األعضاء اليت دعاها األمني العام لألمم املتحدة، وطبقا للفقرة

- 62 -

يؤخذ بعني اإلعتبار التوزيع اجلغرايف العادل و كذا النظم القانونية 43ملادة من ا )2( .الرئيسية

و أقرت اجلمعية العامة لألمم املتحدة إقتراح كوستاريكا برفع عدد أعضاء أثناء انعقاد 1995.12.12 عضوا و قبلته الدول األطراف يف 19 إىل 10اللجنة من

راف االتفاقية حىت يدخل حيز الن الرمسي لثلثي أطاملؤمتر، غري أنه يشترط اإلع مل توافق بصفة رمسية 1998 عضوا غري أنه لغاية نوفمرب 120ذ أي حوايل التنفي

. دولة47سوى و يعمل أعضاء اللجنة بصفتهم الشخصية و ال ميثلون دولتهم األصلية و ال أية

للجنة أمهية إحتفـاظ املترشـحني منظمة، و قد بني التقرير املتعلق بالدورة الثانية باستقالليتهم، و ذكروا بأن االتفاقية املتعلقة حبقوق الطفل تتطلب أن ميارس أعضاء

)1(.اللجنة مهامهم بصفة شخصية

:مكتب اللجنة و نظامها الداخلي -1 عهدت االتفاقية إىل اللجنة مهمة وضع نظامها الداخلي، و انتخاب املكتـب

ن تبنيه يف دورـا الثانيـة و العـشري سب النظام الداخلي الذي مت لفترة سنتني ح ، و الذي يتكون من رئيس وثالثة نـواب و مقـرر 1991.11.15املنعقدة بتاريخ

.واحد

:جتماع اللجنةإ - 2

) أكتـوبر /جوان، وسبتمرب /جانفي، ماي ( مرات يف السنة جتتمع اللجنة ثالث يف، و أثناء االجتماع يتم فحص التقارير املقدمـة ملدة ثالثة أسابيع لكل دورة جبن

من طرف الدول األعضاء، و مناقشة ممثلي احلكومات املعنية و قد حيتوى جـدول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ(1) Rachel.H et Peter.N, Op cit , p 586.

- 63 -

ـ وم اللجنـة األعمال على بعض املسائل الرمسية إضافة إىل نقاش عام، وحاليـا تقبدراسة ستة تقارير يف كل دورة و يف آخر كل دورة تقـدم اللجنـة مالحظـات

.ختامية حول التقارير اليت نوقشت

:جمموعة العمل ما قبل الدورة -3بعد اية كل دورة رمسية جتتمع جمموعة عمل تتكون من بعـض أعـضاء

إىل أمهية هذه العملية فيما خيـص اللجنة لتحضري الدورة التالية، و قد أشارت اللجنة املعلومات و اخلربات اليت يقدمها ممثلوا املنظمات غري احلكومية التابعني للدولة الـيت سيتم فحص تقاريرها، كما تتلقى اللجنة املعلومات عن هيئة األمم املتحدة مؤسسات

حة اليونيسيف، منظمة العمل الدوليـة، منظمـة الـص : دولية أخرى خاصة مبا فيها العاملية، احملافظة السامية لالجئني، اليونسكو وأحيانا املنظمات الدولية غري احلكومية، إذ يقوم فوج العمل بتحضري جمموعة من األسئلة ملناقشتها مع الدولة اليت سيتم فحص

)1(. تقريرها يف الدورة املقبلة

:النقاش العام -4 ميكن أثناء إنعقـاد الـدورة العاديـة دونت اللجنة يف نظامها الداخلي أنه

ختصيص اجتماع أو أكثر للنقاش العام حول موضوع حمدد يف االتفاقية أو متعلق ا، بتاريخ" الطفل يف الرتاعات املسلحة " و كان موضوع النقاش العام يف دورا األوىل

و يسمح هذا النقاش العام بالكشف عن بعض املـسائل العميقـة ،1992.10.05ساعدة وكاالت األمم املتحدة، املنظمات غري احلكوميـة، اخلـرباء املختـصني يف مب

املوضوع، وحتسني رقابتها حول تطبيق االتفاقية، وتقدمي توصيات للدول األطـراف : واملهتمني حبقوق الطفل، وقد نظمت عدة نقاشات عامة و هي

)1993.10.04 ( االستغالل االقتصادي لألطفال - )1994.10.10( ة يف ترقية حقوق الطفل دور األسر -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1) Rachel.H et Peter.N, Op cit, p 588.

- 64 -

) 24/01/1995(الفتاة - )09/10/1995(إدارة قضاء األحداث - )07/10/1996(الطفل واإلعالم - )06/10/1997(حقوق الطفل املعوق -

: املالحظات العامة -5

جلنة حقوق الطفل مكلفة مثل بقية التنظيمات األخرى مبراقبة تطبيق االتفاقيـة وميكنها حسب نظامها الداخلي تقدمي مالحظات عامة مرتكزة على مواد االتفاقيـة ونصوص االتفاقية من أجل حتسني تطبيقهـا ومـساعدة الـدول األعـضاء ألداء

إصدار توصيات عامة باالسـتناد التزامام على مستوى التقارير، كما ميكن للجنة .إىل معلومات تتلقاها من التقارير أو من مصادر أخرى

:التقارير األولية والتقارير الدورية -6ذ يف الدولة بعد يوم الثالثني التايل لتاريخ املصادقة أو تنفي تدخل االتفاقية حيز ال

44/1 نص املـادة االنضمام، ومن هذا التاريخ تصبح الدولة الطرف ملزمة حسب

من تاريخ دخول االتفاقية حيز بتقدمي التقارير إىل اللجنة يف ظرف عامني ) ب(و)أ(ذ، ويسمى تقرير أويل، مث بعد كل مخس سنوات، ويسمى هذا األخري تقريـرا التنفي

دوريا، وذلك من تاريخ وجوب إيداع التقارير األولية، وأي تـأخري يف تقدميـه ال دة لوضع التقارير الدورية، وجيب أن يتضمن اإلجراءات املتخذة من املدة احملد ليعد

والصعوبات اليت تواجهها أثناء تطبيق،الدولة الطرف املعينة بتطبيق االتفاقيةمن قبل االتفاقية ومعلومات أخرى تسمح للجنة معرفة مدى تطبيق االتفاقية، كما ميكـن

ية، والدولة اليت قدمت تقريرهـا للجنة طلب معلومات إضافية خاصة بتطبيق االتفاق األويل كامال ليست ملزمة بإعادة إعطاء املعلومات نفسها يف التقـارير الدوريـة الالحقة، وبينت اللجنة أنه ميكن إذا لزم األمر اختاذ إجـراءات اسـتعجالية ملنـع

جسيمة للحقوق الواردة باالتفاقية، ويعد ذلك من صـالحيات اللجنـة تانتهاكا

- 65 -

من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل، وميكنها أن تقتـرح إمكانيـة 44ة طبقا للماد التنقل إىل الدولة املعنية، وإذا بدا أن اختاذ هذه اإلجراءات االستعجالية يـدخل يف جمال اختصاص هيئة أخرى منشأة مبوجب اتفاقية دولية فعليها أن ختربها ويالحـظ

.ت استعحالية إال يف حاالت نادرة مل تقم اللجنة بإجراءا1997أنه حىت سبتمرب

:املالحظات اخلتامية اليت تقدمها اللجنة -7

عندما يقود الوفود شخصيات متارس مهام على مستوى احلكومـة، يكـون للنقاش كل احلظوظ يف النجاح وأكثر تأثريا يف أخذ القرارات وتطبيقها، وبعد يقـدم

املعلومات حول املسائل اليت يتم حبثها بدءا بالقسم التقرير خمتصرا، و يدعى الوفد لتقدمي األول من التوجيهات أي إجراءات التطبيق العامة، وبعد ذلك يفتح النقـاش وميكـن ألعضاء اللجنة طرح أسئلة أخرى أو إبداء مالحظات حول األجوبة املقدمة كتابـة أو

.شفهيا، وملمثلي الدول اإلجابة عليهااش العام يقوم أعضاء اللجنة بتلخيص مالحظام حول التقرير ويف اية النق

والنقاش الذي دار وميكنهم تقدمي توصيات أولية، وبعدها تكون الدولة مدعوة عرب ممثليها إىل تقدمي تصريح ائي، مث تعقد اللجنة اجتماعا خاصا ليحرر اتفاقا كتابيا

يستلزم ،لومات املقدمة ناقصةيتضمن التوصيات و االقتراحات، و إذا تبني أن املع طابع أويل مع وتكون املالحظات ذات،إكماهلا ليعاد فحص التقارير يف فترة الحقة

مبا (ة على ذلك، وحتتوي املالحظات عادة على مقدمة، املظاهر االجيابيإعالم الدولة بناءواضيع اليت تثري ، العوامل اليت تعيق تطبيق االتفاقية، أهم امل)فيها اهودات اليت بذلت

.قلق اللجنة، التوصيات واالقتراحات اليت تقدمها للدول األطرافو حىت تكون اللجنة على إطالع حول الوضعية يف أي بلد، تطلب من الـدول

من االتفاقية وهناك تاريخ حمـدد 44 عليه املادة صاملعنية معلومات إضافية حسب ما تن )1(.لتقدميها كتابة

(1) CRC, présentation générale de la procédure d'établissement des Rapports, 24/10/1994, p 05.

- 66 -

وتكون اخلالصات معروضة للرأي العام يف آخر يوم من الدورة اليت تعقـدها اللجنة إثر تبين التقرير، ومبجرد أن يتم ذلك ترسل إىل الدولة املعنية ليـتم نـشرها

.ثائق رمسيةعلى شكل و :تقدمي التقارير -8

يفحص تقرير الدولة املقدم يف جلسة عامة من قبل اللجنة، ويأخذ كـل مـن ممثلي الدول وأعضاء اللجنة الكلمة، وحترر حماضر حتليلية للجلسات وللجنة هيئـة لالتصال تعمل على نشر النقاش عرب الصحافة، فاجللسات مفتوحة أمـام وسـائل

.ي املنظمات غري احلكومية وكل شخص يهتم باملوضوعاإلعالم وممثل

:)فاليونيسي( منظمة األمم املتحدة للطفولة واألمومة : الثاينفرعال

أنشأت اجلمعية العامة لألمم املتحدة مؤسسة األمم املتحدة للمساعدة الدولية ديسمرب11املؤرخ يف ) 1-د (57مبقتضى القرار ) اليونيسيف ( الطارئة للطفولة

الستخدامها ملا فيه فائدة األطفال واليافعني للبلدان اليت عانت ويالت احلرب1946على أن تقدم مساعدا على أساس احلاجة دون متييز بسبب العرق، العقيدة احلالة القومية، أو املعتقد السياسي، و بعدها اعترفت اجلمعية العامة باحلاجة إىل العمل

م األطفال السيما يف البلدان النامية والبلدان اليت تعرضت املتواصل لتخفيف آال )1(. لويالت احلرب وغريها من الكوارث

والعمل األساسي الذي تضطلع به اليونيسيف هو مساعدة حكومات البلـدان النامية على حتسني نوعية حياة أطفاهلا، وتقدم مساعدا لربامج األطفال يف أكثـر

دولة ختتار مـن 30ملؤسسة جملس تنفيذي مكون من مندويب من مئة بلد، ويدير ا بني األعضاء يف األمم املتحدة، ويتوىل رسم سياسة املؤسسة يف مساعدة الـدول يف مشروعات التنمية اخلاصة بالطفولة واألمومة، وتبين املؤسسة براجمها يف املعونة على

. اليت ختتلف باختالف ظروف كل دولةةأساس األولوي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

.587 ، ص1990، مركز حقوق اإلنسان، جنيف، IIأعمال األمم املتحدة، جملد ) 1(

- 67 -

وتتعاون يف هذا السبيل مع اهليئات الدولية التابعة األمم املتحدة كل حسب قيق املبادىء اليت أوصت ـا ختصصها، وقد كانت تعمل بطريق غري مباشر على حت

املواثيق الدولية اليت تكرس توصياا ومبادئها حلماية حقـوق الطفـل يف إطارهـا )1(.القانوين أو االجتماعي على السواء

وحتدد اإلتفاقية الدولية حلقوق الطفل سياسة اليونيسيف علـى املـستوى لتحديد استراجتيات الدفاع عـن الدويل واالقلمي والوطين، واعتمدا كإطار عام

حقوق الطفل وختطيط وبرجمة ومراقبة وزيادة اهودات املبذولة يف ذلـك، كمـا أعطت هلا بعدا استراجتيا جديدا لعملها حنو حتقيق األهداف اخلاصة بتنمية األطفـال

.والتعبري عن احلاجات األساسية هلم أهـداف التنميـة يف كـل وتوسع اإلطار األخالقي الذي حتددت فيـه

األقليات، املعوقني، املهمشني، الفقراء، قـضايا املـرأة، : االجتاهات ومجيع الفئات . اليونيسيفتوأصبحت ميادين كربى الهتماما

عاما فأقل وكذلك 18 كما توسع جمال تدخلها بعد حتديد سن الطفل بـ ل، التهميش سوء املعاملـة مواضيع ومسائل التدخل كسوء التغذية، وفيات األطفا

)2(...والعنف جتاه األطفال وغريها وهي هيئات تابعة ملنظمـة :الوكاالت املتخصصة التابعة لألمم املتحدة : الثالث فرعال

األمم املتحدة وأنشئت قبل تبين اإلتفاقية الدولية حلقوق الطفل، إال أا تلعب دورا :هاما يف تطبيقها كما سيأيت بيانه

تعترب منظمة العمل الدولية من الوكـاالت املتخصـصة : العمل الدولية منظمة -1 امـيف ع التابعة لألمم املتحدة اليت هلا خربة واسعة يف جمال العمل، حيث أنشئت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

.89مرجع سابق، ص حقوق الطفل يف التشريع الدستوري والدويل، نصار حسين،) 1( (2) UNICEF, la convention relative aux droits de l'enfant et l'unicef ,P.09.

- 68 -

1919 ، القضاء على عمل األطفال بوضع قواعد دولية على شـكل اومن بني نشاطا أربعة ممـثلني اتفاقيات أو توصيات، وهي وسائل تبناها مؤمتر العمل الدويل املتكون من

كون اثنان منهم مندوبني حكمويني، وأحد املندوبني اآلخرين لكل دولة من األعضاء ي ممثال ألصحاب العمل، والثاين ممثال للعمال يف الدولة العـضو علـى التـوايل، ويـتم

)1(. التصويت يف املؤمتر العام من طرف كل مندوب بصفة انفرادية

وص الواردة فيها، فالدول األعضاء ملزمة بعد التصديق على االتفاقية بتطبيق النص أما التوصيات فال حتتاج إىل مصادقة واهلدف منها توجيه السياسة والتشريع الـوطنيني وكلها تغطي املسائل املتعلقة بالعمل ومنها عمل األطفال، كما أن املنظمة تعمل ومنـذ

الـسنوات العـشرة اخلمسينات على التعاون مع كل دول العامل يف اال التقين، ويف ـ )1992/2002( ةاألخري مليـون دوالر هلـذه 130 خصصت ميزانية سنوية تقدر ب

برناجما دوليا للقضاء على عمل األطفال من خالل محلـة 1992 املهمة، وأطلقت عام املستوى الـدويل، مبـنح عاملية وذلك باملسامهة يف اإللغاء التدرجيي لعمل األطفال على

شغيل األطفال وليتحقـق هذا الربنـامج األولوية للقضاء الفوري على أسوء أشكال ت عملت على إدخال برامج وطنية وإجراءات ملموسة دف إىل وضـع حـد لعمـل األطفال ويعتمد ذلك على توفر اإلرادة السياسية للسلطات الداخليـة بالتعـاون مـع املنظمات العمالية وأرباب العمل واملنظمات غري احلكومية وكل الفـاعلني يف اتمـع

أمضت بعض الـدول العربيـة ل، ومنذ إنشاء برنامج القضاء على عمل األطفا املدينمث األردن، 1996 بروتوكول اتفاق لالستفادة من هذا الربنامج كانت أوهلا مصر عـام

إضافة إىل سوريا وقطاع غزة والضفة الغربية، 2000 لبنان، املغرب، واليمن حىت عام )2( .ون التقين بني الدول ومنظمة العمل الدوليةويعد الربنامج هذا من أهم أشكال التعا

ــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) BIT, alliance mondiale contre les pires formes de travail des enfants « travail » , le magazine de l'oit N°14 ,decembre 2001, p 02. (2) Bénédicte Manier, Le travail des enfants dans le monde, Edition la decouverte , Paris,2003, p 107.

- 69 -

ملنظمة العمل الدويل عالقات تعاون مع جلنة حقوق الطفل، وذلـك كما أن بتقدمي خربائها للمشورة بشأن تنفيذ االتفاقية الدولية حلقوق الطفل يف ااالت الـيت

فيمـا خيـص عمـل ةدم تقارير عن تنفيذ االتفاقي ضمن اختصاصها، كما هلا أن تق األطفال إذا طلبت جلنة حقوق الطفل ذلك، وتتلقى التقارير من الدول األطـراف يف االتفاقية الدولية حلقوق الطفل إذا رأت اللجنة ضرورة بغرض املشورة أو املـساعدة

)1(.التقنية

هذه املنظمة تتخـذ فهي بذلك تساهم يف سن تشريعات العمل، وقد أصبحت من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل دليل عمل تسترشد به يف ترقية ومحايـة حقـوق

.الطفل من خالل تقاريرها السنوية نافـذة إال بعـد ح فاالتفاقيات الصادرة عن منظمة العمل الدولية ال تصب االتفاقية واحترامهـا مصادقة الدولة العضو باملنظمة عليها، فتلتزم بالعمل على تنفيذ

وجعل تشريعها متالئما مع بنود االتفاقية، وعليه تساهم هذه االتفاقيـات بـشكل كبري يف تطوير التشريعات الوطنية يف جمال دعم حقـوق اإلنـسان االجتماعيـة

)2(واالقتصادية

وذا فقد لعبت هذه املنظمة الدور الفعال يف توحيد تشريعات العمـل يف بني جامعة الدول العربيـة 1958.05.26ول العربية، حيث أبرم اتفاق بتاريخ الد

، وقد كان هلـذا املنظمتنيومنظمة العمـل الدولية تقرر مبوجبه تنسيق العمل بني اإلتفاق األثر الكبري على الدول العربية اليت كثريا ما اجتهت إىل اإلنضمام التفاقيـات

)3(. العمل الدولية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)BIT, le programme international de l'OIT pour l'abolition du travail des enfants (IPEC),1999.

) 2( Hector G.Bartolomei de la cruz et Alain Euzéby, L’Organisation International de Travail, Que sais-je ? PUF, Paris, 1997, p 48.

دراقي هبة خدجية، دور منظمة العمل الدولية يف تطوير القانون الدويل اإلجتماعي، رسالة ) 03( . 100ص ، 2000/2001، ماجستري، كلية احلقوق جبامعة اجلزائر

- 70 -

قاعدة ومعيارا للحد األدىن وليس األقصى تشكل هذه اإلتفاقيات حيث أن الداخلية لبعض الدول أرقى وأكثر تقـدما تمثل، إذ ميكن أن تكون التشريعا أو األ

. يف جمال حقوق العمال االقتصادية واالجتماعيةوتكون املصادقة على االتفاقية املتبناة يف إحدى دورات منظمـات العمـل

شهرا على أقصى تقدير من تاريخ انتـهاء الـدورة 18 زالدولية يف أجل ال يتجاو املعنية، و هذا ال يعين اإللزام باملصادقة أو التطبيق يف هذه املرحلـة بـل للـسماح للسلطة التشريعية يف البلد أن تطلع على النص وتناقشه بغض الطرف عـن نوعيـة

.)1(القرار املتخذ يف شأنه بعد النقاش

:احملافظة السامية لالجئني -2

الدويل والبحث عـن ىالالجئني على املستو يتمثل دورها يف ضمان محاية حلول دائمة هلم، وللقيام مبهامها تعمل على تقدمي املساعدة املاديـة واإلرشـادات

القانونية وتتعاون مع األجهزة األخرى، وتقوم بوضع سياسات وجتيـد ممارسـات و مبادىء رئيسية خاصة باألطفال الالجئني من أجل حتسني القواعد املتـضمنة يف االتفاقية الدولية حلقوق الطفل وضمان احلماية والترقية واحللـول الدائمـة جتـاه

.األطفال الالجئني اليت تدعم مصلحة الطفل الفضلى ونظرا للمشكلة املتعلقة بالالجئني الفلسطينيني وتعقيدها خصـصت اجلمعيـة

ة إلغاثة وتـشغيل العامة ألداء دور التكفل وتقدمي املساعدة هلم وكالة األمم املتحد ).األونروا ( الالجئني الفلسطينيني

:وكالة األمم املتحدة إلغاثة وتشغيل الالجئني الفلسطينيني

302صوتت اجلمعية العامة لألمم املتحدة على القرار رقـم 08/12/1949 يف على إنشاء هذه الوكالة لتقوم بالتعاون مع احلكومات احملليـة) الدورة الرابعة(

ــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ ـــــ ـــ

تونس ، حقوق اإلنسان ومنظمة العمل الدولية، املعهد العريب حلقوق اإلنسان، الطيب البكوش) 1( .15ص

- 71 -

باإلغاثة املباشرة وبرامج التشغيل وفق توصيات بعثة املسح االقتصادية، وقد دعـت اليونيسيف اليونسكو، الفاو، منظمة الصحة ( يئات الدولية منظمة األمم املتحدة اهل

)1(. للتشاور مع وكالة اإلغاثة حول أفضل السبل للتعاون معها) العاملية وغريها ، وكانت مهمتـها تقـدمي 1950وقد بدأت وكالة األونروا عملياا سنة

وا نتيجة الصراع العريب املساعدة الطارئة إىل مئات األلوف من الالجئني الذين شرد عشرة مرة كانت آخرهـا ية الوكالة مثاين وقد جتددت وال ،1948اإلسرائيلي عام

دمـحيث أا تق مهامها بصفة متجددة ، و ما تزال متارس 2002 جوان 30 يفاملساعدة واخلدمات الصحية والتعليمية لالجئني الفلسطينيني يف مخس مناطق رئيسية

ا، األردن، الضفة الغربية، قطاع غزة، وتعد األونروا أهم اجلهات لبنان، سوري : هي 3.6اليت تقدم اخلدمات األساسية مبا فيها الصحة والتعليم واإلغاثة إىل أكثـر مـن

ماليني الجىء فلسطيين يف سجالت الوكالة، حيث أا تقدم التعليم الرئيسي ااين )2(. سنة15-6تراوح أعمارهم ما بني ألف من أبناء الالجئني الذين ي65إىل حوايل

كما هلا دور هام يف جمال الرعاية الصحية األولية، من خالل شـبكة صـحية وحدة صحية، وتويل الوكالة اهتماما خاصـا لـصحة الطفولـة 121مؤلفة من

)3(. واألمومة إضافة إىل تقدمي خدمات صحة البيئة يف خميمات الالجئني تعمل هذه املنظمة من أجل أن يبلغ كل إنسان أحـسن :عامليةمنظمة الصحة ال -3

مستوى ممكن من الصحة اجلسمية والعقلية، ويتضمن نشاطها اهتمامـا باألطفـال األمراض العديدة بضمان حقهم يف الصحة والعالج، وذلك بالتركيز على مكافحة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

،))الطمس قضية الالجئني الفلسطينيني بني الشرعية الدولية و حماوالت . (( دمحد سعيد املوع 1)( .157ص، 1999 خريف 62 معلومات دولية، املركز القومي للمعلومات، دمشق ،عدد

مليون دوالر ، وسجلت 164.9 بلغت ميزانية التعليم اليت خصصتها األونروا )02( . مدرسة للوكالة637 طالبا يف 421854

. 159املرجع، ص نفسمحد سعيد املوعد، ) 03 (

- 72 -

وهي استراتيجية معتمدة بالتعاون مع منظمـة ... التغذية، الكزاز، اإلسهال كسوء األمم املتحدة للطفولة واألمومة، وتبحث عن األسباب الرئيسية لوفيات األطفـال

حـصني ويهدف الربنامج املوسع للت واألمراض اليت تصيبهم وأساليب الوقاية منها الذي اتبعته منظمة الصحة العاملية إىل ضمان احلماية لكل األطفال مـن األمـراض املعدية اليت يوجد لقاحات هلا، ومن جماالت عملها حتسني الغذاء والتشجيع علـى

)01( .الرضاعة الطبيعية بشىت الوسائلمـم من خالل ما سبق ذكره حول الوكاالت الدولية املتخصصة التابعة لأل

املتحدة يتضح أا منظمات تم بإحدى القطاعات اليت م الطفولة وبكل ما يتعلق حبقوق الطفل بصفته فئة من اتمع، فمنظمة العمل الدولية ركزت يف جانب مـن نشاطها على عمل األطفال، وكان هلا دور يف ظهور اتفاقيات جديدة ـدف إىل

وتبنت احملافظة السامية لالجئني املبادىء القضاء على أسوء أشكال تشغيل األطفال، التوجيهية لألطفال الالجئني اليت استلهمتها من املبادىء العامة لالتفاقيـة الدوليـة

)02(. حلقوق الطفل وما جتدر اإلشارة إليه هو أن حقوق الطفل بالنسبة للوكاالت املتخصـصة

ق الطفل هدفا رئيـسيا يف إطـار فتعترب حقو فهي إحدى انشغاالا، أما اليونيسي عملها وسر وجودها، غري أن عملها وتعاوا يبقى ضرورة ملحة إلعمال حقـوق الطفل بصفة أكثر فعالية ، وذلك بتقـدمي املـساعدة التقنيـة للـدول وحتديـد االحتياجات وتفعيل احلقوق الواردة يف االتفاقية مبا فيها االقتـصادية واالجتماعيـة

اهلادفـة إىل 20/20ال، فقد تقدمت وكاالت األمم املتحدة مببادرة والثقافية لألطف . من امليزانية لصاحل التنمية البشرية%20بلوغ الدول نسبة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 421854 مليون دوالر ، وسجلت 164.9بلغت ميزانية التعليم اليت خصصتها األونروا )1(

. مدرسة للوكالة637طالبا يف . 159 ص ،نفس املرجعمحد سعيد املوعد، )2(

- 73 -

:اآلليات اإلقليمية إلعمال حقوق الطفل العريب: املطلب الثاين

إىل جانب اآلليات الدولية اليت مت التطرق إليها آنفا، هناك آليات إقليميـة تعمل بدورها على تطبيق ومتابعة تنفيذ الدول العربية اللتزماـا سـواء بالنـسبة

. املتعلقة بالطفلاقيات ذات الطابع العاملي، أو املواثيق اإلقليمية لإلتف :اجلامعـة العربيـة: األولفرعال

تعترب اجلامعة العربية منظمة دولية ذات اختصاص إقليمي عام ـتم بكـل القضايا اليت م الوطن العريب، فهي متعددة االختصاصات، وتتكون مـن هياكـل

:من بينها اليت تم بالطفل العريب وهي كاآليتعديدة متخصصة

:اللجنة الفنية االستشارية: أوالتعقد هذه اللجنة اجتماعها السنوي يف شهر مايو من كل عام، وهي إحدى

آليات العمل العريب املشترك، وتضم ممثلي االس العليا واهليئات واللجان الوطنيـة دارات الطفولة بوزارات حمددة يف الدول اليت مل تنـشىء للطفولة، و املسؤولني عن إ

بعد مثل هذه االس واهليئات، وكذلك ممثلي األمانات الفنية للمجـالس الوزاريـة .العربية املتخصصة واملنظمات العربية والدولية ذات الصلة

و تتوىل هذه اللجنة وضع السياسات واخلطط والـربامج القوميـة املنفـذة الـصحية (حكام وبنود املواثيق العربية والدولية اخلاصة بالطفولة يف كافة ااالت أل

والتعليمية والتربوية والتثقيفية واإلعالمية واالجتماعيـة والتـشريعية واملعلوماتيـة، )1(.)وكذلك ما يتصل بإعداد وتدريب الكوادر البشرية العاملة يف هذه ااالت

:معة الدول العربيةإدارة الطفولة جبا: ثانيا

كما تتوىل ) إضافة إىل مهامها اإلنسانية األخرى( وتتوىل مهام األمانة الفنية للجنة : القيام باملسؤوليات التالية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقوق الطفل العريب على أبواب قرن جديد، ملف صادر عن مكتب اليونيسيف اليونيسيف،) 1(

.2000 اإلقليمي للشرق األوسط ومشال إفريقيا، األردن

- 74 -

دأبت اإلدارة إىل : متابعة تنفيذ الدول األعضاء لالتفاقية الدولية حلقوق الطفـل -1فل، حىت اكتمـل دعوة الدول األعضاء إىل املصادقة على اتفاقية الدولية حلقوق الط

عـدا الـصومال ( 1998التصديق العريب على هذه االتفاقية اهلامة يف أوائل عـام كما حثت اإلدارة الدول األعضاء على وضع تقاريرها حول ) لظروفها االستثنائية

تنفيذها ألحكام االتفاقية، وقامت بوضع املبادىء التوجيهية العامة املساعدة إلعداد ة تقدميها إىل اللجنة الدولية يف جنيف، وقـد أصـدرت اإلدارة هذه التقارير وكيفي

أربعة وثائق تضم تقارير الدول العربية إىل اللجنة، ومالحظات اللجنة عليها متثـل )1(.مرجعا هاما لدراسة تطبيق االتفاقية يف الدول العربية

: األعضاءمتابعة إنشاء جمالس أو هيئات أو جلان وطنية عليا للطفولة يف الدول -2 عملت اإلدارة على دعوة الدول األعضاء إلنشاء جملس أعلى أو هيئة وطنيـة

للطفولة، ملا هلذه الكيانات من أمهية إشرافية و تنسيقية بالنسبة لكافة جمـاالت العمـل املتعلقة بشؤون الطفولة، و لدورها اهلام يف جتميع البيانات واملعلومات اخلاصـة ـذا

اع يف الدول األعضاء و تعمل اإلدارة على إصدار وثيقة سنوية تتضمن أحـدث القطالبيانات و املعلومات عن هذه الكيانات و األجهزة املعنية بشؤون الطفولة يف الـدول األعضاء و ما يطرأ عليها من تطوير أو حتديث يف أنظمتها وهياكلها ونـشاطاا مبـا

يانات و حيقق االستفادة من تبـادل اخلـربات يسهم يف التعريف ذه األجهزة و الك الـيمن، ليبيـا، لبنان: دولة من بينها ة عشر ع أرب العربية، و قد استجابت هلذه الدعوة .موريتانيا، إضافة إىل تونس و مصر

و ما زالت هناك ثالث دول عربية تتوىل إدارات الطفولة بوزارات حمددة فيها طفولة و لكنها أفادت بأا يف سبيل إنشاء مثل هذه االس مهام اإلشراف على برامج ال

اإلمارات العربية املتحدة، اجلزائر، املغرب، بينما مل ترد أية معلومات يف هـذا : و هي . الصومال، جيبويت، جزر القمر: الشأن من ثالث دول هي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ، 2001 ثقافة الطفل يف دولة اإلمارات العربية املتحدة، سبتمرب تابعة،مركز زايد للتنسيق وامل: أنظر) 1(

.95 و 94 ص ص،

- 75 -

: متابعة جهود و إجنازات الدول األعضاء و آليات العمل املشترك العـريب -3

فاإلدارة تعمل على التواصل و التنسيق مع األجهزة الوطنية املختصة يف الـدول ارية العربية، وأيضا املنظمات العربية و الدوليـة، كمـا األعضاء و االس الوز

قامت باستحداث آلية للمتابعة تعتمد على تصميم استبيانات نوعية لكل جمـال الصحة، البيئة، التربية والتعليم، الثقافة، اإلعـالم، التـشريع : من جماالت العمل

وضـع واإلجتماع، و يف ضوء ما يرد من استجابات هلذه االسـتبيانات يـتم وإصدار تقرير سنوي عن مستوى األداء و اإلجناز العريب يبني ما يبـذل مـن

.جهود و ما يتم حتقيقه من إجنازات على املستويني الوطين و اإلقليمي

:الس العريب للطفولة و التنمية: الثاينرعالف ذات الس العريب للطفولة و التنمية منظمة عربيـة غـري حكوميـة

شخصية اعتبارية تعمل يف جمال الطفولة و ما يتصل ا، تدعم و تنسق اجلهـود احلكومية واألهلية وتشجع على تبين األفكار و الدراسات و املشاريع املقـررة لرعاية ومناء األطفال يف الوطن العريب، و العمل على إدماجهم ضـمن خطـط

.ومشاريع التنمية يف األقطار العربية على مبـادرات س العريب للطفولة و التنمية بناء و قد جاء تأسيس ال

و اليت استهدفت تشكيل منظمة 1980مسو األمري طالل بن عبد العزيز منذ عام عربية إقليمية تعىن بالطفولة، و استقلت تلك املبادرات على تنفيذ القرار الصادر

حتت 1986 عقد بتونس عام عن املؤمتر العريب حول الطفولة و التنمية و الذي رعاية جامعة الدول العربية بتأسيس الس العريب للطفولة و التنمية الذي عقـد

و أعلـن عـن قيـام الـس 1987مؤمتره التأسيسي يف عمان باألردن عام كمؤسسة طوعية اعتبارية مستقلة وكمظلة عربية للجهود الرامية لرعاية الطفولة

اختذ الس من القاهرة مقرا له و قد تزامن تأسيس الـس العربية و تنميتها، و العريب للطفولة و التنمية مع اجلهود العربية والدولية إلقرار اتفاقية حقوق الطفل و بدأ يباشر جهوده بالتنسيق و التعاون مع جامعة الـدول العربيـة واملكتـب

- 76 -

، كمـا شـارك اإلقليمي ملنظمة اليونيسيف للنهوض بأوضاع الطفولة العربيـة الس العريب للطفولة و التنمية يف كافة األنشطة العربية و الدولية يف سبيل إقرار

و أيضا اإلعالن العـاملي لبقـاء الطفـل ،1989اتفاقية حقوق الطفل يف العام وعمـل 1990ومحايته ومنائه، وخطة العمل لتنفيذه يف التسعينات يف العــام

على صفة 1991لدولية، و حصل الس يف العام على دعم تنفيذ هذه املواثيق ا اإلستشاري لدى الس اإلقتصادي واإلجتماعي باألمم املتحـدة وهـو أول

)1(.منظمة عربية غري حكومية حتصل على هذه الصفة و يضم الس العريب للطفولة و التنمية إدارتني و وحدتني معنية مجيعهـا

:ضافة إىل مركز متخصص و هي كاآليتبشؤون الطفولة و التنمية باإل . إدارة الشؤون املالية و اإلدارية-1 : إدارة الربامج اليت تضم-2

. وحدة مشاريع تنمية الطفولة- أ . وحدة مشاريع التطوير املؤسسي- ب . وحدة مشاريع إعالم الطفولة- ج

. مركز معلومات الطفولة- 3 .ملوارد وحدة تنمية ا- 4

. وحدة اجلودة الشاملة-5

و قد بدأ الس بإصدار التقارير السنوية عن واقع الطفولة العربيـة منـذ دف التعرف على أوضاع الطفل العـريب يف خمتلـف اـاالت 1989العام

ومتابعة التقدم احملقق لتنفيذ اتفاقية حقوق الطفل و اإلعالن العـاملي، وكـذلك ملشكالت و الظواهر اليت يعيشها الطفل العريب و حتليل أسبااأيضا حتديد ا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حنو تطبيق نمية،تفولة والطريب للع ال تقرير األداء للمجلس،الس العريب للطفولة و التنمية) 1(

.05 ص ،2001 القاهرة،،اإلعالن العريب والعاملي للطفولة

- 77 -

ضها واقتراح سبل عالجها والوقاية منها، وشكلت تقـارير الـس وأعرا مرجعا لصانعي القرار واملختـصني والبـاحثني و 1996-1989خالل األعوام

.العاملني يف جماالت الطفولة و التنمية

سعى الس يف خالل فترات إصدار التقرير إلنشاء مراكز معلومات كما تلحق باالس، وقدم الدعم املادي و الفين لذلك يف كل يف بعض الدول العربية

.من البحرين، تونس، و السعودية و أعيد إصداره 1997ولظروف تقييمية توقف إصدار التقرير منذ العام

و حرص الس على التعرف علـى احتياجـات الطفولـة يف ،2001يف العام .عدد من األقطار العربيةاألقطار العربية بإعداد دراسات قطرية يف

:اللجنة اإلفريقية حلقوق الطفل: الثالثفرعال الطفل، أنـشئت جلنـة لضمان سريان امليثاق اإلفريقي حلقوق و رفاه

عشر خبريا متخصصا يف حقوق و رفاه الطفل، واليت مت انتخاا تتكون من أحد ، ومبوجـب امليثـاق 2001يف مؤمتر منظمة الوحدة اإلفريقية بلوزاكا يف جوان

ختضع الدول األطراف إىل رقابة اللجنة، و تلتزم بتقدمي تقرير عن التدابري الـيت اختذت لتنفيذ امليثاق اإلفريقي حلقوق و رفاه الطفل يف العامني األولني من بـدء العمل به وتقدمي التقارير بصفة دورية كل ثـالث سـنوات، كمـا أن مـن

الشكاوى من أي شخص أو مجاعة أو أي منظمة صالحيات اللجنة أيضا تلقي غري حكومية معترف ا من قبل منظمة الوحدة اإلفريقية بشأن أي أمـر مـن األمور اليت يغطيها امليثاق، وللجنة إمكانية اللجوء إىل أية وسيلة مناسبة للتحقيق

)1(. منه45يف الشؤون الداخلية يف نطاق امليثاق طبقا لنص املادة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

.04، ص1998منظمة العفو الدولية، امليثاق اإلفريقي لرفاه وحقوق الطفل، لندن، ديسمرب ) 1(

- 78 -

التدابري الوطنية املتخذة لترقية و محاية حقوق الطفل و الصعوبات :املبحث الثاين

:اليت تواجهها

بالرغم من أمهية الدور الذي ميكن للهيئات الدولية أن تؤديـه يف تفعيـل تطبيق النصوص الواردة يف اإلتفاقيات الدولية، فإنه ينبغـي للـهيئات واألجهـزة الداخلية للدولة الطرف يف اإلتفاقية، أن تكيف نفسها مع ما يفرضه عليها التزامهـا

لصلة حبقوق الطفل، كوا جتسد اإلرادة كأثر لتصديقها على املواثيق الدولية ذات ا احلقيقية يف الوفاء باإللتزام من خالل الصالحيات اليت يكفلها هلا الدستور بتـسخري

. كل الوسائل املادية والقانونية اليت تتوفر عليها

:التدابري الوطنية املتخذة لترقية و محاية حقوق الطفل العريب: املطلب األول

تتخذ الدول األطراف كل التـدابري " الرابعة من االتفاقية على أن نصت املادة التشريعية واإلدارية وغريها من التدابري املالئمة إلعمال احلقوق املعرف ا يف هـذه االتفاقية، وفيما يتعلق باحلقوق االقتصادية و الثقافية تتخذ الدول األطـراف هـذه

..".التدابري إىل أقصى حدود مواردها املتاحة فهذه املادة تؤكد احلاجة إىل اختاذ خطوات ملموسة للتطبيق، و ما التصديق إال

.خطوة أوىل حنو ذلك :دور التشريعات الداخلية يف محاية و ترقية حقوق الطفل العريب: األولفرعال

تتناثر وسائل احلماية القانونية و التشريعية حلقوق الطفل بني خمتلف القـوانني التشريعات حسب الطبيعة القانونية لكل منها، وانتمائها إىل أحد فروع القـانون و

املتشابكة، فما اتصل منها بشخص الطفل ومنائه وحضانته ومعاشه وكل ما تفرضه عالقته بأسرته من حقوق تكفلت حبمايتها نصوص وردت بقوانني األحوال

املدنية أو امسه أو جنسيته تكفلت ـا الشخصية، و ما اتصل منها حبالته و تصرفاته نصوص وردت بالتشريعني املدين واإلداري وما تعلق منها حبماية جنائية أو تنظـيم

. مسؤوليته من الناحية اجلنائية فقد تكفلت ا نصوص وردت بالتشريع اجلنائي

- 79 -

فقد ،فيهاأما ما تعلق منها بالبيئة اإلجتماعية و املشاكل اليت قد يتعرض هلا نظمتها نصوص وردت يف التشريع اإلجتماعي، و فوق هذه التشريعات يقـف يف

.القمة من محاية حقوق الطفل التشريع الدستوريكل هذه التشريعات تكمل بعضها البعض و تشترك يف محايـة حقـوق ف

بعض النـصوص اجلنائيـة حيدث أحيانا تداخل فيما بينها، حيث أن و قد ،الطفل )1(. كن أن تنتمي إىل األسلوب اإلجتماعي يف معاجلة مشاكل الطفولةمي

و قد أكدت االتفاقية الدولية حلقوق الطفل يف املادة الرابعة على ضـرورة اختاذ الدول األعضاء كافة اإلجراءات التشريعية الالزمة طبقا ملبادئها و نـصوصها

تكون التشريعات الداخلية متوافقة مـع بوضع اإلطار القانوين الالزم، و وجوب أن )2(. نصوص االتفاقية الدولية حلقوق الطفل

فهذه اإلجراءات التشريعية ضرورية جدا، و ال ميكن اإلسـتغناء عنـها يف بعض احلاالت، فمثال ال ميكن مواجهة التمييز العنصري إذا مل توجد قاعدة تشريعية

ة األمومة و الطفولـة و التعلـيم و ميـادين صلبة وكذلك جماالت الصحة و محاي أخرى، فمن املؤكد أنه ال ميكن الوصول إىل النتائج املرجوة دون إجيـاد تـشريع

.يعمل على إرساء هذه احلقوق و أكدت اللجنة الدولية حلقوق الطفل يف كامل مالحظاا املقدمـة إثـر

أمهيـة ضـمان مطابقـة التـشريع النظر يف تقارير الدول األعضاء باالتفاقية على لنصوص ومبادئ اإلتفاقية مما يوجب عليها فحصا كامال لتشريعاا، كمـا أـا عربت يف حاالت عديدة عن قلقها من عدم كفاية اإلجراءات املتخـذة يف إطـار

.التشريع لضمان مطابقة التشريع الساري املفعول مع االتفاقية .10 ص ،مرجع سابق، تشريع الدستوري والدويلحقوق الطفل يف ال ر حسين،نصا) 1(

(2) Comité de droits économiques sociaux culturel , observations générales , La nature des obligations des Etats parties, 05 e session, 1990, p 54.

- 80 -

رقة داخل فروع خمتلف القـوانني فاملالحظ هو أن قوانني الدول العربية متف اليت هلا تأثري مباشر على حقوق الطفل، كوا غري جمموعة يف تشريع خاص بالطفل

. باستثناء تونس و مصر الـداخلي يكـرس نظامـا للحمايـة ها كان تشريع ،مصر مثال حيث أن

مبرسوم رقم اإلجتماعية لألطفال املهددين باألخطار عرب نظام األسرة البديلة املنظم سعى هذا النظام إىل إجياد جو أسري و لوزارة الشؤون اإلجتماعية، 1968 عام 17

مالئم للطفل املعرض لألخطار و الذي يتراوح سنه ما بني عامني و واحد وعشرين عاما و يوجدون يف أوضاع صعبة كوفاة اآلباء أو انفصاهلم، أو أـم يواجهـون

.رهمظروفا معيشية قاسية جدا داخل أس

املتعلق بالسلطة األبوية، فيسمح لقاضي األطفال 1970 جوان 04 أما قانون بالتدخل إذا كانت صحة أو سالمة أو أخالق قاصر ما يف خطـر أو إذا كانـت ظروفه التعليمية و تربيته قد انتهكت بصفة جسيمة، كما حرص التشريع أيضا على

ن طريق الطفل أو كل شخص مكلـف ضرورة قيام كل سلطة يتم إبالغها سواء ع حبمايته باختاذ اإلجراءات الالزمة إلرساء حقوقه ومحايتها وبضرورة إجراء زيارات

.ميدانية إىل األماكن اليت تعتين باألحداث" يف الباب الثاين منـه املعنـون 1971كما كرس الدستور املصري لسنة

املقومـات " األول من البـاب املعنـون والفصل" املقومات األساسية للمجتمع لألسرة واألمومة والطفل، حيث 22 إىل 08وذلك من املادة " اإلجتماعية واخللقية

من الدستور على أن تكفل الدولة محاية األمومة والطفولة، وترعى 10نصت املادة النشأ الشباين وتوفر هلم الظروف املناسبة لتنمية ملكام، كما نـص الدسـتور يف

على إلزامية التعليم وجمانيته يف املرحلة اإلبتدائية وتعمل على مد اإللزام إىل 20املادة )1(. مراحل أخرى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على ضوء اإلتفاقية الدولية حلقوق الطفل (سامية موالفي، محاية حقوق الطفل يف التشريع اجلزائري ) 1( . 19، ص 2002، رسالة ماجستري، كلية احلقوق والعلوم اإلدارية، جامعة اجلزائر، )1989لسنة

- 81 -

فاملالحظ هو أن املشرع املصري قد تناول باهتمام أهم القضايا واألمـور املتعلقة بالطفل املصري، إال أن انضمام مصر إىل االتفاقية الدولية حلقـوق الطفـل

يد اإلهتمام الدويل ذه الفئة دفع جمموعـة العمـل التـشريعية وخاصة يف ظل تزا املشكلة بالس القومي للطفولة و األمومة إىل جهودها يف جتميع كافـة األحكـام

وتـضمن 1996 لـسنة 12املتعلقة بالطفولة يف قانون واحد صدر بالقانون رقم الجتماعية والثقافيـة القانون تسعة أبواب اشتملت على الرعاية الصحية والرعاية ا

)2(.والتعليم و رعاية األم البديلة، والطفل املعاق وعمالة األطفال والرعاية اجلنائية و يف نفس اإلجتاه أصدرت تونس هي األخرى جملة حقوق الطفـل مبوجـب

و هي تندرج ضمن اإلجتاه العام ،1995.11.09 بتاريخ 1995 لسنة 92 قانون عدد القانون و السياسة الوطنية و مقتضيات االتفاقية الدولية و كي تتحقـق يف التنسيق بني

النجاعة املطلوبة يف تدخل خمتلف األطراف و اهلياكل اإلجتماعية و التعليمية و القضائية .املعنية حبماية األطفال، و خاصة بعض األطفال الذين يعيشون وضعيات صعبة

فالة حقوق الطفل من الناحية التـشريعية، وسعيا من املشرع اجلزائري يف ك املتعلق بتنظيم 2005.02.06 املؤرخ يف 04-05مبوجب القانون رقم أجريت تعديالت

عناية خاصـة للـرتالء السجون وإعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسني، والذي أوىل ـ ، ماألحداث تساعد على منوهم والتواصل يف العالقات العائلية بني األحـداث وذويه

باإلضافة إىل تعديل قانون اجلنسية اجلزائري والذي مكن املرأة اجلزائرية املتزوجة مـن قانون األسرة مبوجب األمر رقـم وكذا تعديل ،)3(من نقل جنسيتها إىل أطفاهلا أجنيب

سنة، 19الذي حدد أهلية الرجل واملرأة يف الزواج بـ 2005.02.27 بتاريخ 05-02 يزيد تارخيها عن ثالثة أشهر تثبت خلومها من أي مـرض أو واشتراط وثيقة طبية ال

ون ـمن نفس القان 40، ويف املادة ارض مع الزواجـعلى عامل قد يشكل خطرا يتع

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(2) Iskandar Ghattas, Enquêtes nationales, Egypte protection juridique et sociale de l’enfant (Aspects civils), p 85 .

. من قانون اجلنسية اجلزائري2005.02.27 بتاريخ 01 – 05 األمر رقم )3(

- 82 -

املعدل، حدد مسألة ثبوت النسب بالزواج الصحيح أو التبعية أو البينـة أو بنكـاح أن احلاجـة إىل الشبهة، وجيوز للقاضي اللجوء إىل الطرق العلمية إلثبات النسب، غري

وضع قانون موحد حلماية الطفل يف اجلزائر ما تزال قائمة، وينبغي أن يكـون حتـت إشراف خمتصني اجتماعيني وقضاة وخمتلف القطاعات املعنية بأحد اجلوانب الـيت هلـا

.عالقة حبقوق الطفل الواردة يف االتفاقية الدولية حلقوق الطفلربية، فإا ال تتضمن مبادئ خاصة بالطفولة يعتـرف أما بالنسبة للدساتري الع

فيها حلق األطفال بكل احلقوق املعترف ا يف الدساتري واالتفاقيات اخلاصـة حبقـوق الطفل اليت صادقت عليها، وعلى رأسها االتفاقية الدولية حلقوق الطفل، وأهم ما ميكن

ميس هذه الفئة ويتعلق م دون استخالصه منها، احلق يف التعليم ااين واإللزامي الذي .غريهم من البالغني سن الرشد

لى وضع دليل تشريعي منوذجي ع اجلامعة العربية يف هذا الصدد، عملتو جامع حلقوق الطفل العريب، أرسلت إدارة الطفولة تعميما إىل الدول األعضاء تطلب فيه

خاصة بالطفل أو ما يتعلق بشؤونه، موافاا مبا يتوافر لديها من قوانني أو تشريعاتكما أرسلت إىل املنظمات العربية املتخصصة و االس الوزارية املعنية بطلب موافاا مبا

.صدر عنها من تشريعات أو قوانني منوذجية متعلقة بالطفل

دولة 15وبعد أن توفر لدى اإلدارة تشريعات وطنية متعلقة بالطفل من :ثة تشريعات منوذجية اعتمدا بعض االس الوزارية املعنية وهيعربية و ثال

وثيقة الكويت للقانون العريب املوحد لألحوال الشخصية، اليت أقرها جملس - ). 1988أبريل ( وزراء العدل العرب يف دورته السادسة

دورته االتفاقية العربية لتشغيل األحداث، و اليت أقرها مكتب العمل العريب يف- ).1996مارس ( الثالثة و العشرين

القانون النموذجي لرعاية األحداث املنحرفني أو املهددين خبطر اإلحنراف الذي - ). 1996نوفمرب (أقره جملس وزراء العدل العرب يف دورته الثانية عشر

قامت إدارة الطفولة بتشكيل جلنة متخصصة لدراسة جمموعة التـشريعات لوطنية و النموذجية اليت وردت حول خطوات العمل اليت جيب اختاذهـا إلعـداد ا

- 83 -

دليل تشريعي منوذجي جامع حلقوق الطفل العريب، و قد رأت اللجنة تكليف خبري قانوين متخصص لوضع مشروع هذا الدليل يف ضوء بعض التوجهات الـيت رأـا

و ليس لـه صـفة –يع كنموذج للتشر –اللجنة، و هذا الدليل بطبيعته إرشادي علـى –اإللزام للمشروع الوطين، و كل ما يرجى هو أن تتوافق أحكامه الكليـة

)1(. مع تشريعات حقوق الطفل يف الدول األعضاء–األقل

و بالرغم من وجود تشريعات وطنية تنظم محاية األطفال، فإنه يف أغلـب واخلطابات، واهودات املبذولـة األحيان تبقى هذه احلماية على مستوى النصوص

لتفعيل مضامينها هي األخرى قليلة، حيث أن هذه الربامج املسطرة و إن وجدت ال )2(. تلقى الدعم الكايف من امليزانية

فأغلب الدول العربية تعاين من الديون اخلارجية وضعف الدخل القومي يقابله أمني احلماية على املـستوى الـداخلي أو لت سواء التسلح تالتخصيص الكبري لنفقا

املسلحة يف عدة مرات مع إسرائيل، ولكن تبقى الرتاعات ، خاصة أثناء اخلارجي عنها يف بعض احلـاالت، ءاإلجراءات التشريعية ضرورية جدا، وال ميكن االستغنا

إىل ميزانية جفاالعتراف ببعض احلقوق ووضع إجراءات محائية لصاحل الطفل ال حيتا ضخمة حىت يتم إرساؤها، كاالعتراف باحلق يف عدم التمييز، وتنظـيم القـانون

.اجلزائي واإلجراءات اجلزائية وتكييفها ومبادىء االتفاقية الدولية حلقوق الطفل :اهليئات الوطنية املعنية بإعمال حقوق الطفل: الفرع الثاين

يات على املستوى إن وضع سياسة حيوية لصاحل الطفولة تتطلب إجياد آلالوطين دف إىل ترقية مصاحل هذه الفئة من اتمع، حيث أن املسائل املتعلقة

باألطفال هي يف الغالب من إختصاص عدة وزارات و هيئـات حكومية مركزية مشروع الدليل التشريعي النموذجي اجلامع حلقـوق الطفـل إدارة الطفولة جبامعة الدول العربية، ) 1(

.01، ص 1998 القاهرة، جوان،ريب يف ضوء مالحظات الدول األعضاءالع

(2) UNION Africaine des droits de l'homme, rapport 1995 / 1996, imprimerie CACI Benin, Décembre 1996, p 239.

- 84 -

وحملية كالتعليم، العدالة، الشؤون اإلجتماعية أو الثقافية املالية، التجـارة، النقـل األطفـال البيئة، و غريها من الوزارات و املؤسسات، و ما يالحظ هو أن مـصاحل

موزعة على خمتلف األجهزة اإلدارية بشكل حيول دون بلوغ نتائج تعتمد على سياسة

شاملة، بل و حيدث يف بعض احلاالت تعارض يف السياسات فيما بـني الـوزارات الصحة، البيئة و النقـل فيمـا يتعلـق كالعدالة والشؤون اإلجتماعية، التجارة و (

، و قد يكون هناك تنـازع سـليب )حبوادث األطفال مثال أو الرقابة على التلوث حول اإلختصاص ينتج عنه فراغ يف محاية األطفال مما يؤثر بدرجـة أكثـر علـى

)1(. الفئات املعوزة أو األكثر ميشاة الطفولة لتكون مبثابة جهاز دائـم و عليه ينبغي إنشاء هيئات وطنية لرعاي

ا و تطويرها يف الـدول العربيـة لرسم السياسة العامة ألنشطة الطفولة و احتياجاوالتنسيق بني اجلهود املبذولة من اجلهات املعنية بشؤون الطفولة لتحقيق التكامـل

ئـة ومنع اإلزدواجية، وكذا وضع استراتيجية وطنية تساعد اجلهات املعنية ذه الف واقتراح برامج ومشروعات على اجلهات احلكومية املختصة على غـرار مـا مت يف

)2 (.بعض الدول العربية

حيث أن الس القومي للطفولة و األمومة مبصر مثال يعـد آليـة رصـد وتنسيق اجلهود اخلاصة بتنفيذ أحكام االتفاقية، و ذلك ملا لـه مـن إختـصاصات

العامة يف جمال الطفولة و األمومـة املتمثلة يف إقتراح السياسة حددها قرار إنشائه و ووضع مشروع خطة شاملة للطفولة واألمومة يف خمتلف ااالت، وبصفة خاصة يف جمال الرعاية اإلجتماعية واألسرية والصحة والتعليم والثقافـة واإلعـالم واحلمايـة

القومية للطفولة واألمومـة يف ومتابعة وتقييم السياسة العامة و اخلطة اإلجتماعية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ (1) Carrol Bellamy, Reconnaître l'enfant citoyen, Stratégie européenne en faveur des enfants, op cite, p 93. (2) Voir : Louise Sylwander, Il faut un mediateur pour les enfants , le cas de la Sued , op cite , p 53.

- 85 -

املقدمة من الوزارات و اهليئات و اجلهات املختلفة والعمل على إزالة ضوء التقارير العقبات، كما يقوم الس حبكم تشكيله واختصاصاته بدوره التنسيقي بني خمتلف

ل كون قراراته ائية و نافذة، و يعتـرب قـانون الوزارات واهليئات العامة من خال علـى من أبرز ما حققه الس بنـاء 1996 لسنة 12الطفل الصادر بالقانون رقم

جهود جمموعة العمل التشريعية بالس و اليت استمرت خلمس سنوات سابقة على )1(. صدوره

31 املـؤرخ يف 1023كما قامت سوريا بإنشاء اللجنة العليا للطفولة باملرسوم رقم بتجميع كل اللجان املسؤولة عن محاية الطفولـة يف هـذا اجلهـاز 1999جانفي

الذي يترأسه نائب رئيس احلكومة املكلف بالشؤون االجتماعيـة، كما تضم هذه هذه اللجنة نواب الوزراء لكافة القطاعات كالتعليم، الـصحة، العدالـة، العمـل

، اخلارجية، الثقافة وبعض املؤسـسات و اجلمعيـات الشؤون االجتماعية، اإلعالم ذات الصلة، و تتمثل مهام هذه اللجنة يف اإلهتمام بكل ما يرتبط ذه الفئة، كمـا تراقب تنفيذ االتفاقية الدولية حلقوق الطفل وتضع املخطط الوطين حلماية الطفولـة

ا إىل ديـوان وتتابع تنفيذه و تطوره، و تقوم بعرض تقارير دورية حول نـشاطارئاسة احلكومة، فاهلدف من إنشاء هذه اللجنة كما يتضح، هو ضمان تنسيق فعال

)2(. بني الوزارات اليت تغطي امليادين املتضمنة باالتفاقية الدولية حلقوق الطفلوتلعب هذه االس واللجان املعنية بالطفولة دورا هاما يف عمليـة التنـسيق

ملتعددة و املتناثرة، حكومية كانت أم أهليـة، حيـث تقـدم الغائب بني اجلهات ا خدماا للطفولة يف األقطار العربية، إال أنه ينبغي تعميق اسـتقالليتها والتعجيـل

.بإنشاء جمالس عليا للطفولة يف البلدان العربية اليت مل تنشأ ا مثل هذه االس

،1999 من احلكومة املصرية، نوفمرب التقرير الدوري املقدمجلنة حقوق الطفل،) 1( CRC/C/65/Add.9 11 ، ص .

(2) CRC, Rapport périodique présenté par le gouvernement de la république arabe syrienne , Octobre 2002 , p10 .

- 86 -

:واجه إعمال حقوق الطفل يف الوطن العريبالصعوبات اليت ت: املطلب الثاين

بالرغم من التطور احلاصل يف واقع الطفل من حيث اإلجنازات اليت مت حتقيقها يف الكثري من البلدان العربية، بعد أكثر من مخسة عشر عاما من تبين

قية اإلتفاقية الدولية حلقوق الطفل، يبقى الكثري أمام مسرية العمل على محاية وترحقوق الطفل، وباألخص ذلك الذي يعيش أوضاعا صعبة وخطرية دد حياته

لتجاوز املعوقات اليت ،وبقاءه، من خالل التنسيق الداخلي واإلقليمي وكذا الدويلحتول دون ذلك، واليت هلا ارتباط مبا تعرفه املنطقة العربية من خصوصية ترتبط

مار من واقع ما زال احلاضر يشهد عليه وما خلفه اإلستع،باإلرث الثقايف والديين واليت تركت هي ،اليت يشهدها العامل أمجع بعد اية احلرب الباردة وكذا املتغريات

. الوطن العريباألخرى بصماا بشكل جلي على

:الرتاعات املسلحة: األولفرعال

بيالمـي أشار تقرير للمديرة السابقة ملنظمة اليونيسيف السيدة كـارول حربا 149 نشبت 1992 إىل 1949حول وضع األطفال يف العامل إىل أنه من سنة

مليون نسمة، وأن املعدل السنوي ألعداد القتلى 23رئيسية أدت إىل قتل أكثر من احلروب يزيد على ضعف عـدد الوفيات اليت حصلت يف القرن التاسـع 0يف هذه

عدد القتلى يف حروب القرن الثامن عشر ويزيد على سبعة أضعاف عما كان عليه .عشر وكان لتطور فنون القتال وأدواته احلديثة الدور األكرب يف ذلك

فخالل عقد الثمانينات خلفت احلروب ضحايا من األطفـال يف العـامل مليـون متـشرد، 12 مليون قتيل وأربعة إىل مخسة ماليني إعاقة، و 2قدرت بـ

)1(. ماليني طفل متضررين نفسيا10من وأكثر من مليون يتيم، وأكثر

ــــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــ

.13 ، ص1996 اليونيسيف، وضع األطفال يف العامل) 1(

- 87 -

مجـة ومل تكن املنطقة العربية مبنأى عن ذلك، إذ أا عاشت ستة حروب نا عن الصراع العريب االسرائلي، حرب العراق وإيران، احلرب األهلية بلبنان، وأزمـة

السودان وقد عاىن من جـراء هـذه اخلليج واحلروب األهلية يف اليمن والصومال و من سكان الوطن العريب وحنو واحد وعشرين مليون طفل بني ذكـر %40 احلروب

)1(.األعلى هلذه الصراعات املسلحةوأنثى وقد دفعت النساء واألطفال الثمن

فاحلرب األهلية بلبنان عرضت األطفال للقتل والعنف واإلصابات اليت باملئة من 1.5خلفت إعاقات دائمة لألطفال قدرته بعض الدراسات غري الرمسية بنسبة

ري ، وقد أثرت احلرب على قطاع التعليم بصفة بالغة باحتالل عدد كب جمموع السكانمن املدارس وتدمري كلي ألخرى، وهاجر املعلمون وشردوا وكان مصريهم اخلطف أو القتل، وكان املواطنون ينتقلون باستمرار حبثا عن األمان واحلماية، مما خفض أمهية

)2(.التعليم وحرم األطفال من االلتحاق باملدارس ومن باقي احلقوق اجلوهرية

يف آثار بالغة هي األخـرى 1994 يف اليمن يف كما تسببت احلرب األهلية كما تركت آثـارا جـسيمة علـى ،حيث تعرض الكثري من األطفال إىل اإلعاقة

حالتهم النفسية وعلى تغذيتهم، وصحتهم وحرمام من العالج الضروري، كمـا عدد األطفال املتسولني والذين بدون مأوى، وارتفعت أرقام التـسرب مـن دازدا

سة، أغلبها بدافع احلصول على احلاجات األساسية، يضاف هلا ارتفاع مقاعد الدرا )3(.عدد الوفيات وانتشار ظاهرة عمالة األطفال بشكل كبري

الصارخة للقانون الدويل اإلنساين مـا ت ومن أبشع املخالفات واالنتهاكا الـشعب متارسه إسرائيل من ممارسات يف األراضي الفلسطينية احملتلة ضد أطفـال

الفلسطيين األعزل، حيث تستهدفهم بالقتل واجلرح واالعتقال والتعذيب، واحلرمان

ــــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــ

عمان ، اليونيسيف، القضاء على التمييز ضد الفتيات والنساء يف الوطن العريب،رائدة الزغيب) 1( .18، ص 1995

.24، ص 1994 جلنة حقوق الطفل، التقرير املقدم من لبنان إىل جلنة حقوق الطفل،) 2( (3) CRC, rapport initial de yemen.14.11.1994 , p 11.

- 88 -

من احلق يف التعليم ومن كل احلقوق املعترف هلم ـا يف اتفاقيـات حقـوق الطفل خاصة، مما حدا مبجلس األمن ألن يصدر القـرار رقـم اإلنسان عامة وحقوق

يدين فيه إسرائيل الستخدامه قوة املبالغ فيها لقمـع االنتفاضـة، 2000 لسنة 1322 يف أشـكال الـرتاع املـسلح مبوجـب لخاصة وأن هذه أعمال االنتفاضة ال تـدخ

الذي أخرج أعمال الربوتوكول الثاين اخلاص بالرتاعات املسلحة غري ذي الطابع الدويل )1(.الشغب واملظاهرات من نطاق األفعال اليت قد تشكل نزاعا مسلحا

وقد ورد يف رسالة من رئيسة جلنة احلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية إىل 2001.05.11 إلسرائيل لدى مكتب األمم املتحدة يف جنيف بتاريـخ ماملمثل الدائ

اليت حترمهم من التمتـع حبقـوقهم ا جتاه ممارساا ضد الفلسطينيني تعرب فيها عن قلقه االقتصادية واالجتماعية والثقافية من خالل دمي املستـشفيات واملنـازل واملـساجد ومصادرة األراضي، وتدمري احملاصيل الزراعية واستعمال احلصار ملنعهم من احلـصول

)2(.على العالج والتعليمأساة اليت شهدا دارفور بالسودان أدلة إضافية على أن العامل غـري و قدمت امل

قادر حىت اآلن أن يوفر لألطفال احلماية اليت يستحقوا يف ظروف الرتاعات املـسلحة، مليون سوداين قد أقتلعوا من منازهلم بـصورة 1.2 كان أكثر من 2004 وابتداء من

، ووجد الذين جنوا باهلروب حنو ملسلحة، وقتل الكثريون على أيدي املليشيات ا عنيفةنوع خمتلـف يف احلدود مع تشاد أو عربها أانفسهم حماطني مبعركة من أجل البقاء من

مواجهة املرض واملأوى غري املالئم، والتغذية السيئة، وقد فاضـت املعـسكرات الـيت الحتياجات، أقيمت الستقباهلم حبجم األزمة االنسانية، إذ عجزت املوارد على مالحقة ا

وتواصل التهديد بانتشار األمراض على نطاق واسع وخاصة األطفال الذين أضـعف

)3(.أجسامهم االفتقار اىل الطعام واملياه النقية الكافية والصرف الصحي املالئمـــــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ

عدد القاهرة، محابة الطفل يف الرتاعات املسلحة، جملة الطفولة والتنمية،آل خليفة،علي خالد بن )1( .39، ص 2001سنة ، 1، جملد4

) 2( Comité des droits économiques, sociaux, rapport sur les 25e ,26 ,27e session , EC .12 /2001/17, p 186.

.39، ص 2005) الطفولة املهددة( العامل اليونيسيف، وضع األطفال يف)3(

- 89 -

فمثل هذه املمارسات تشكل انتهاكا للشرائع السماوية واملواثيق الدوليـة فقـد جاءت نصوص الشريعة االسالمية مبا اليدع جماال للشك يف وجوب معاملة الطفـل يف

صغري بـل بني الكبار، فاليؤذى فيها ال -احلرب–أحوال احلرب معاملة خاصة، وأا .يعامل مبا يليق حباله وبراءته

للجيوش اليت ساروا عليها مـن ) ص( وتظافرت يف هذا املعىن وصايا الرسول بعده، وذلك بإقرار قواعد سامية حلماية األطفال أثناء الرتاعات املسلحة فلم جيز قتـل

أنس رضـي اهللا الصغار والنساء والشيوخ والصبيان واملرضى وأصحاب العاهات، فعن انطلقوا باسم اهللا وعلى ملة رسول اهللا ال : " عنه أن رسول اهللا صلى اهللا علية وسلم قال

". صغريا وال امرأة شيخا فانيا وال طفالاتقتلو كما وضع إجراءات لصاحل األطفال أثناء الرتاع املسلح، فنهى عن التفريق بني

" فرق اهللا بينه وبني أحبتـه يـوم القيامـة من فرق بني أم وولدها :" األم وولدها فقال الرباء بـن عـاز، ) ص( اجلهاد على الصيب ولذلك فقد رد الرسول بواإلسالم ال يوج

.وغريه يوم بدر ممن مل يبلغ سن اخلامسة عشر وقد جاء يف مراسالت وتعليمات عمر بن اخلطاب إىل قادة جيوشه النهي عـن

. اإلسالميةةالفقتل األطفال، وحتقق ذلك يف ضل اخل كما يوفر القانون الدويل اإلنساين محاية عامة لألطفال كأشخاص غري مشاركني يف األعمال القتالية، ويوفر هلم أيضا محاية خاصة نظرا لكوم فئة حتتـاج إىل محايـة

)1( .ورعاية خاصتني للحد من آثار احلرب عليهملية يصنف األطفال ضمن جمموعة السكان املدنيني ففي أثناء الرتاعات املسلحة الدو

احملميني باتفاقية جنيف الرابعة، وكذلك الربوتوكول األول امللحق به وبالتايل فهم من احلماية اليت وضعتها قواعد هاتني االتفاقيتني، وهذه القواعد تضع نيستفيدو

اة ـ احترام حق احلياملبادىء األساسية للمعاملة اإلنسانية وقت احلروب مبا يف ذلك

من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل على أن تتعهد الدول األطراف 38تنص الفقرة األوىل من املادة ) 1(وأن , بأن حتترم قواعد القانون الدويل اإلنساين املنطبقة عليها يف املنازعات املسلحة وذات الصلة بالطفل

.تضمن احترام هذه القواعد

- 90 -

سدية والنفسية للشخص، وحترمي العنف ضد املدنيني أو تعذيبهم أو والسالمة اجلمعاملتهم معاملة مهينة ماسة بكرامتهم مثل اجلزاءات اجلماعية، وكذلك منع توجيه

.أعمال انتقامية ضد املدنيني

وأجازت اتفاقية جنيف إنشاء مناطق آمنة للمدنيني ميكن أن يعهـد إليهـا دولية كما نصت االتفاقية على إنشاء مناطق حمايدة اإلشراف فيها مبنظمات إنسانية

.داخل أرض القتال للعناية باملرضى وغريهم من املدنيني

يف غرض مكما أفردت محاية خاصة للمستشفيات املدنية مادامت ال تستخد عسكري ضد الطرف اآلخر، والسماح مبرور املساعدات اإلنسانية كما حرمـت

.ثناء احلصار العسكرياالتفاقية جتويع املدنيني أويف الرتاعات غري ذات الطابع الدويل يقع األطفال يف فئة احملميني باملـادة

الثالثة املشتركة يف اتفاقيات جنيف األربعة كأشخاص خارج نطاق احلـرب، وال . بعمل ملباشرة القتالنيقومو

مايـة وقد تضمنت اتفاقية جنيف الرابعة العديد من القواعـد اخلاصـة حب ، كان هناك شـعور بوجـوب محايـة 1949األطفال واليت تعكس أنه ومنذ عام

األطفال بوجه خاص من أعمال احلرب، إال أن القواعد اخلاصة حبماية األطفـال مل .توضع بشكل صريح كالتزام عام باحلماية اخلاصة لألطفال يف هذه االتفاقية

لى مأل هذا الفراغ، حيث نـص عفقد عمل الربوتوكول اإلضايف األول أما منه على أن األطفال سيكونون حمل احترام خاص، وسـتتم محايتـهم 77يف املادة

ضد أي شكل من أشكال االعتداء، وسـتقوم األطـراف يف هـذا الربوتوكـول )1(.بإمدادهم بالعناية واملساعدة املتطلبة نظرا لعمرهم أو ألي سبب آخر

.32جع سابق، ص مر، خالد بن علي آل خليفة)1(

- 91 -

وهكذا يضع الربوتوكول األول قواعد احلماية اخلاصة لألطفال يف الرتاعات املسلحة الدولية، وقد جاء الربوتوكول اإلضايف الثاين ليضع قاعدة مماثلـة خاصـة

" بالرتاعات املسلحة ذات الطابع الغري الدويل من خالل نص املادة الرابعة واملعنونـة يف فقرة كاملة منها على أن األطفال سوف يـتم إمـدادهم " الضمانات األساسية

كما عددت نفس املادة بعض القواعـد اخلاصـة ابالعناية واملساعدة اليت حيتاجو ، .باألطفالورغم هذه القواعد فإن عددا هائال من األطفال راحوا ضحية الرتاعـات

ملف حول هذا املوضوع املسلحة خاصة يف فترة الثمانينات مما استوجب ختصيص والذي مت خاللـه التوصـية بـصياغة ،1992من طرف جلنة حقوق الطفل عام

باالتفاقية الدولية حلقوق الطفل واملتعلق بعدم إشـراك هبروتوكول اختياري وإرفاق )1(. األطفال يف الرتاعات املسلحة

العـام كما أوصت اجلمعية العامة لألمم املتحدة يف وقت الحـق لـذلك وعني األمني العام لألمم " أثر الرتاعات املسلحة على األطفال " بإجراء دراسة حول

الوزيرة السابقة للتربيـة والتعلـيم يف املوزمبيـق " لغراسا ميشي "املتحدة السيدة )2(. لإلشراف على الدراسة اليت استغرقت سنتني

ني ما احتوت إىل اجلمعية العامة، وكان من ب1996 حيث قدمت يف أوت عليه جدول أعمال مقترح للتحرك من أجل األطفال أثناء الرتاعات املسلحة، باعتبار أن احلرب تنتهك كل حقوق الطفل وأقدسها مبا فيها احلق يف احلياة، واحلق يف النمو

.14 أنظر الصفحة ص) 1( بشأن عدم إشراك األطفال الربوتوكول االختياري التفاقية حقوق الطفل،منظمة العفو الدولية) 2(

.05ص ،2000 لندن، ، يف الرتاعات املسلحة

- 92 -

بوسط أسري داخل اتمع الذي ينتمي إليه، احلق يف الـصحة، احلـق يف تنميـة ، ومن بني اآلثار الـيت تترتـب عـن )1(شخصيته، ويف أن يتلقى احلب والرعاية

مان وهروبا من جحيم القتـل أو الرتاعات املسلحة أيضا نزوح املدنيني حبثا عن اآل يف مثل هذه الظروف أشد الناس تضررا كما هي احلال لالتعذيب، ويكون األطفا

عادة عندما تكون فيها املستويات الغذائية فقرية وخدمات الرعاية الصحية األوليـة .منهارة، وبرامج التحصني ضد األمراض متوقفة

الزمة، يكون األطفال الالجئون أكثر عرضة ونظرا ألم مل يكتسبوا املناعة ال لإلصابة باألمراض، وميثل سوء التغذية ديدا أساسيا آخر حليام وحيتاج األطفـال الالجئون الذين انفصلوا عن آبائهم وأسرهم إىل مساعدة ورعاية خاصة، وحيـدث هذا االنفصال بطرق عديدة، إذ أنه عندما تتفجر حركة الجئني نتيجة حلدث غـري

الوقت أو الفرصة ألفراد أسرة ما للـهروب معـا ممـا يرتـب رمتوقع قد ال يتواف أكدت املبادىء التوجيهية مفوضية األمـم املتحـدة ااالنفصال عن والديهم، وهلذ

على أن مساعدة األسر مـن أفـضل لشؤون الالجئني اخلاصة باألطفال الالجئني تمع احمللي هي مـن أفـضل الطرق ملساعدة الالجئني األطفال، وألن مساعدة ا

الطرق ملساعدة أسرهم، ويستمد هذا املبدأ مباشرة من االتفاقية الدوليـة حلقـوق الطفل اليت تطبقها املفوضية السامية لالجئني يف كل أعماهلـا املتعلقـة بـالالجئني

)2(. لاألطفا

العريب، واليت العالقة يف الوطن من املشاكل وتعترب قضية الالجئني الفلسطينيني إثر احلرب العربية مع اإلسرائيليني، فقـد 1948كانت حمل اهتمام دويل منذ عام

حمل نقاش داخـل هيئة األمم املتحدة وأهم قرار متعلـق ذه لكانت وما تزا

(1) Amnesty International, Droit de l'enfant l'avenir en dépend , op.cit.p 25.

، مركز األهرام لترمجة والنشر، حالة األطفال الالجئني يف العاملاحملافظة السامية لالجئني، )2( .264، ص 1996 الطبعة األوىل

- 93 -

11/12/1948 الذي اختذته اجلمعية العامة بتـاريخ 194القضيـة هو القرار رقم دويل حلق الفلسطينيني منه املرجعية احلقوقية يف القانون ال 11والذي شكلت الفقرة

)1(.يف العودة

حيث أكدت اجلمعية العامة لألمم املتحدة يف قرارات عديدة على القرار .)2(26/01/1999 تاريخ 513وكان آخرها القرار رقم

إىل حوايل 1948 ألف الجىء عام 900 من وارتفع عدد الالجئني الفلسطينينين عرب خميمات متواجدة بكل من قطاع غزة والضفة ماليني الجىء حاليا يتوزعو 04

الغربية، لبنان، األردن، وسوريا، ففي هذه األخرية مثال أخضع الالجئون إىل ذات النظام القانوين الذي خيضع له مواطنوها وذلك يف مجيع شؤون حيام اخلدمية والصحية

. ةوالتعليميعديدة كاخنفاض مستوى املعيشة بسبب غري أن أبناء الالجئني يعانون من نقائص

من غياب النظام نكثرة أفراد األسرة اليت ينتمون إليها، كما يعاين األطفال الفلسطينيو يف ة عدد الروضات الفلسطينيد املدارس الرمسية، حيث ال يزيلالتربوي يف مرحلة ما قب

د من عد% 7-6 آالف ميثلون أقل من 4 روضة تضم ما يقارب 31 سوريا عن دور بمن استيعا سنوات بالرغم6 أشهر إىل 3األطفال يف املرحلة العمرية من

احلضانة و رياض األطفال السورية العديد من أطفال الفلسطينيني

تقرر وجوب السماح بالعودة يف أقرب : " على 194تنص الفقرة احلادية عشر من القرار رقم ) 1 (

ووجوب دفع تعويضات عـن , ديارهم للعيش بسالم مع جريام يف العودة إىل وقت لالجئني الراغبني وعن كل مفقود أو مصاب بضرر ألنه من الواجـب , إىل ديارهم ةممتلكات الذين يقررون عدم العود

وفقا ملبادىء القانون الدويل واإلنصاف أن يعوض عن ذلك الفقدان والـضرر مـن احلكومـات أو " السلطات املسؤولة

. إال أا فشلت1995 عام 194ات املتحدة األمريكية إلغاء القرار وقد حاولت الوالي - معلومات" بني الشرعية الدولية وحماوالت الطمس قضية الالجئني الفلسطينينيمحد سعيد املوعد،) 2(

.64 و 63 ص، ص"دولية

- 94 -

و األردن من الدول اليت استوعبت أكثر الالجئني الفلسطينيني مما جعلها تبذل لتوفري حاجيام غري " األونروا " جمهودات أكثر اجتاه أبناء الالجئني مبساعدة

املتواجدة بأراضيها، حيث تكثر بعض مظاهر التلوث النامجة عن انعدام أو قدم قنوات الصرف الصحي، و تعرف املدارس اكتظاظا داخل الصفوف بسبب كثرة

بعض املخيمات، يضاف هلا إنتشار أفراد األسر والذي قابله الالإنسجام العمراين يف )1(.البطالة وسط املخيمات اليت زادت من حدة معاناة أسر الالجئني

أما يف قطاع غزة و الضفة الغربية فاألوضاع خطرية جدا، حيث تنتشر البطالة بنسبة مرتفعة جدا و اليت تركت آثارا على األطفال الذين اضطروا إىل ترك

و قد انتشرت األمراض النامجة عن الفقر , وجه حنو العملمقاعد الدراسة و التوتعرضت خميمات الالجئني إىل القصف و التدمري العشوائي من قبل اجليش اإلسرائيلي وعانت يف كثري من املرات آثار احلصار الذي أدى إىل وفاة العديد من

األعمال األطفال بسبب سياسة التجويع اليت تعرض إليها الشعب الفلسطيين فهذه .تشكل خرقا لكافة املواثيق الدولية املتعلقة حبقوق اإلنسان السالفة الذكر

فالطفل من بني أوائل وأكثر املتأثرين بالرتاعات املسلحة، سواء أكان ذلك بصورة مباشرة أو غري مباشرة وتغري حياته بطرائق عديدة، وإذا مل يتعرض إىل القتل

أو خيطف أو يغتصب، أو يغدو يف وضع يعاين فيه أو اإلصابة، فإنه ميكن أن ييتم من ندوب عاطفية عميقة وصدمات نفسية واجتماعية جراء التعرض بصورة مباشرة

.للعنف أو التشريد من مكان اإلقامة أو الفقر أو فقد األحبة

.48ص 1996.02.14بتاريخ، ADD/28/C/CRC.2 تقرير سوريا ، جلنة حقوق الطفلأنظر،) 1 (

- 95 -

والدمار الذي حتدثه احلرب حيتمل أن يعين حرمان األطفال من اخلـدمات األساسية مثل التعليم، الرعاية الصحية، حيث يتعطل تعليم األطفال بسبب غيـاب املعلمني أو قتلهم، و بتهدمي املدارس و تعرضها للقصف، و باهلروب من ويـالت

)1(. احلرب حبثا عن األمان

:تأثري احلصار والعقوبات الدولية على األطفال يف الوطن العريب: الثاين فرعال

وحياة غذاء وصحةللعقوبات االقتصادية آثار مباشرة ال ميكن تفاديها على بالنسبة لكل من العراق وليبيا اللتني سكان الدولة املعاقبة، وهو ما سنتطرق إليه

وجود اإلتفاقية سنوات اليت تلت ، خالل العشر يةتعرضتا هلذه العقوبات الدول .الدولية حلقوق الطفل

:تأثري احلصار على األطفال يف العراق – أ

وخارجـة ، 1990سنة دولة عدائية إثر اجتياحها للكويت العراق اعتربت عن ما اتفق عليه اتمع الدويل يف ميثاق األمم املتحدة من خطر اإلسـتعمال غـري

العالقات الدولية، مما جعلها تتعرض إىل العقوبـات اإلقتـصادية املشروع للقوة يف و منع هذا القرار العراق من تصدير 1990 لعام 660بقرار من جملس األمن بالقرار

. الذي يعد أهم مصدر ملداخيلهاالعامليبتروهلا للسوق

ن الناحيـة و قد استثىن هذا القرار من العقوبات، الغذاء و الدواء، غري أنه م الواقعية فقد مت تطبيق عقوبات اقتصادية مشلت حىت املواد الغذائية والطبيـة، فقـد

)2(. تعرضت سفينة عراقية حتمل مواد غذائية للحجز من قبل البحرية األمريكية

.41 مرجع سابق، ص اليونيسيف،) 1((2) Paul Tavernier, Sanctions économiques et droits de l'homme nouvel

ordre mondial et droit de l'homme, la guerre du Golf, édition, publi- sud , septembre 1993 , p.29

- 96 -

وقامت منظمة اليونيسيف بعملية إحصائية بالعراق عن معدل وفيات األطفال من كل ألف والدة حية طفال ميوت 131حتت سن اخلامسة لتصل إىل أن هناك

وسبب ذلك راجع إىل نقص الغذاء و األمراض الناجتة عن سوء التغذية اليت عمت )1(. معظم األطفال

كما تعرضت املؤسسات الصحية و براجمها إىل شلل يف التنفيـذ نتيجـة للعدوان و احلصار، و ما أسفرت عنه من زيـادة كـبرية يف معـدالت اإلصـابة

ة، و منها على سبيل املثال شلل األطفال، و امتد التدهور الـصحي باألمراض املتنقل ليشمل مكون احلياة الرئيسي و هو املاء، فقد تعرضت منشآت جتهيـز امليـاه إىل التدمري مما أدى إىل تفشي العديد من األوبئة و األمراض و حرمان الفرد من نـصيبه

لتصفية و التعقيم املتوافرة و تدين املعتاد الطبيعي من املياه، كما أدت حمدودية مواد ا الصيانة إىل جعل نوعية املياه اهزة يف معظم املدن و الريف ملوثة، كمـا توقـف

)2(. مشروعا لتنقية املياه و معاجلتها180بسبب احلصار و ما يالحظ هو أن حقوق الطفل العراقي منتهكة بدرجة خطـرية نتيجـة

ض من طرف جملس األمن و هو ما يطرح احتمال خرق قاعـدة احلصار الذي فر .آمرة ما دامت تتعلق حبقوق اإلنسان

وحسب تصريح للسيد بطرس غايل أكد فيه أن العقوبات الدولية تتعـارض الدويل عدولية من قبل اتم وقفة األمم املتحدة ، وأنه ال بد من ميثاق مع مبادئ

. 78 ص ،)األردن(، عمان 2001 وضع األطفال يف العامل ظر اليونيسيف،أن) 1 ( ،2000 أفريل ، تقرير موجز عن مؤمتر الطفولة السنوي يف العراق،عايد موحان الدليمي. د) 2 (

. 224، ص 2001، خريف 3، عدد 1جملة الطفولة و التنمية، جملد

- 97 -

دي هذه األخرية إىل توقف التنميـة لدراسة خطورة مثل هذه العقوبات، حيث تؤ )1(. اإلقتصادية يف الدول اليت فرضت العقوبات ضدها

كما تتعارض هذه العقوبات مع عدة نصوص مكرسة يف مواثيق دولية عـدة من العهد الدويل للحقوق اإلقتـصادية 11متعلقة حبقوق اإلنسان، حيث أن املادة

لكل إنسان احلق يف مستوى معيشي مالئـم لـه "واإلجتماعية و الثقافية تنص أن و تنص الفقرة الثانية من هـذه املـادة " وألسرته مبا فيها الغذاء، اللباس، و السكن

فتتعلق حبق كل إنسان يف 12على حق كل إنسان يف احلماية من اجلوع، أما املادة .التمتع بأعلى مستوى صحي جسميا و عقليا ميكن بلوغه

حلقوق مل يتم احترامها بالرغم من حماولة جملس األمن استثناء فـرض فهذه ا العقوبات على الغذاء و الدواء، فقد تضاعفت وفيات األطفال دون اخلامسة منـذ حرب اخلليج الثانية، إذ بلغت أكثر من مخسمائة ألف حالة ماتوا من جراء احلصار

)2(. كما أن سوء التغذية عمت أغلب األطفال

قرار جملس كبريا بني األطفال، إذ مل يستثن والتعليم هو اآلخر عرف تراجعا األمن أدوات التعليم من العقوبات مما يعد انتهاكا حلق الطفل العراقـي يف التعلـيم

من العهـد 13 من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل واملادة 28املكفول مبوجب املادة سية، فقد عرف ميدان التعليم تأثرا كـبريا بعـد أن الدويل للحقوق املدنية و السيا

أصبح األطفال يدرسون على األرض بدون طاوالت أو كراسي، و أدوات التعلـيم أصبحت بسيطة جدا، و ارتفعت نسبة التسرب املدرسي خاصة وسط الفتيات مـا

إثر إعالن 1997 سنة و مل يعرف الوضع حتسنا تدرجييا إىل بعد بداية 12 و 10بني )3(. لتخفيف من احلصار و ليس رفعها

. 39 مرجع سابق، ص خالد بن علي آل خليفة،) 1(

(2) Clair Brisset, opinion :Un monde qui dévore ses enfants, liana levi Paris, 1997, p 89. (3) Ibid , p 99.

- 98 -

، إذ أن الدولـة على باقي احلقوق األخرى اكما أن للعقوبات اإلقتصادية آثار الطرف يف اإلتفاقية الدولية حلقوق الطفل ملزمة بإعمال حقوق الطفل وفق املـوارد املتاحة هلا، و مبا أن العراق قد مت منعه من تصدير نفطه فإنه أصبح جممدا طاملـا أن صادراته تعتمد على احملروقات مما ال يسمح له باحلصول علـى املـوارد الالزمـة

الغذائية واألدوية وجتهيز املدارس وإنشاء قنوات الـصرف الـصحي السترياد املواد . وتوفري املاء الصاحل للشرب

:تأثري العقوبات الدولية على األطفال يف ليبيا –ب عرفت ليبيا هي األخرى فرضا للعقوبات الدولية من قبل جملس األمن بـدعم

عام 883 و 1992 عام 748قم من الواليات املتحدة األمريكية وبريطانيا بالقرار ر ملدة تزيد عن عشرة سنوات، إال أا مشلت حظرا جويا عليها و هو ما أثـر 1993

سلبا على األطفال يف ليبيا لكن بدرجة جزئية أقل بكثري عن اآلثار اليت تركتـها يف العراق، و حسب التقرير الذي قدمته ليبيا إىل اللجنة الدولية حلقوق الطفـل لعـام

نتجت وفـاة 1994 و 1992 طفال ما بني عامي 685مت تسجيل حوايل ، 1996 منهم عن التأخري يف احلصول على اللقاحات و األمصال و األدوية الوقائيـة 300

اليت كانت تنقل قبل فرض احلصار اجلوي بواسطة الشحن اجلوي مـن مـصادرها )1(الرئيسية يف اخلارج

ة حبمالت التطعيم الوطنية عدة عراقيل مما كما عرفت الربامج الصحية اخلاص تسبب يف حرمان األطفال الليبيني من تناول اجلرعات الدوائية يف األوقات واملواعيد املناسبة ألعمارهم، وفقا لإلرشادات الطبية للتطعيم مبا يتماشى وتشريعات منظمـة

ية من أمصال يضاف إىل هذا تعرض الطلبات املتعلقة باألدو الصحة العاملية، و

.41، ص 1996 ،ليبيا األويل املقدم من طرف تقريرال جلنة حقوق الطفل،) 1(

- 99 -

و لقاحات إىل التلف و فوات تاريخ صالحياا نتيجة التأخر يف وصول الـشحنات خاصة لقاح شلل األطفال، األمر الذي أدى إىل ازدياد نسبة الوفيات مـن النـساء

)1(. الوضع باملستشفيات العامةو األطفال يف حاالت و ما يالحظ أن تأثري احلصار اجلوي كان على اجلانب الصحي أي احلـق يف

الصحة و رغم ذلك فإن ليبيا تعترب من الدول الرائدة يف جمـال خفـض وفيـات األطفال يف الوطن العريب، وهو ما يعكس مدى اهتمامها بصحة الطفل منذ بدايـة

)2(. ا لكافة املوارد املتاحة هلاتكوينه باستخدامه

: فقر األطفال: الثالثفرعلاحالة إنـسانية تتـصف باحلرمـان " تنظر األمم املتحدة إىل الفقر على أنه

املستدام أو املزمن من املوارد و القدرات و اخليارات و األمن و القوة الالزمة للتمتع الثقافيـة واالقتـصادية والـسياسية مبستوى معيشي مالئم، و باحلقوق املدنيـة و

وبينما يشمل الفقر احلرمان من السلع و اخلدمات األساسية، " واالجتماعية األخرى فإنه حيتوي أيضا على نقائص يف العناصر احليوية األخرى حلقوق اإلنـسان، مثـل الراحة واإلستجمام واحلماية من العنف والرتاعات اليت توسع من نطاق خيـارات

.مكينهم من حتقيق طاقام و إمكانياالناس ومتوملا كانت أفضل بداية للحياة ذات أمهية بالغة للنمو اجلـسدي و الفكـري

و العاطفي لكل إنسان، فإن الفقر يف سنوات الطفولة األوىل ميكن أن يكون سـببا .يف حدوث إعاقة تدوم مدى احلياة

احلرمان من التغذية املالئمة، : وللفقر جوانب متشابكة ميكن حصرها يف مياه الشرب املأمونة، مرافق الصرف الصحي الالئقة، الصحة، املأوى، التعليم

. واملعلومات

.42نفس املرجع، ص ) 1 ( .77أنظر اليونيسيف، مرجع سابق، ص ) 2 (

- 100 -

من األطفال دون اخلامسة يف 14%فالدراسات احلديثة أثبتت أن أكثر من لوطن العريب يعانون من اخنفاض بالوزن عند الوالدة، و سوف يواجـه بعـضهم ا

مشكالت يف التعليم، و هذا إذا أتيحت هلم فرصة اإللتحاق باملدرسة على اإلطالق و يعاين األطفال الفقراء إىل جانب احلرمان املادي من احلرمان العـاطفي بـسبب

يد، ويرغمـون علـى العمـل يف تعرضهم إىل اإلستغالل والعنف واإلساءة والتجن الدعارة و العمل الشاق يف مؤسسات صغرية بأجور زهيدة و يف ظروف عمل غري

)1(.مواتية، و حيرمون من الرعاية الوالدية وترغم الفتيات على الزواج املبكر

و هلذه اإلساءات نتائج بعيدة املدى و دائمة، فالفقر خيلق حاجـة إقتـصادية األطفال على اإلخنراط يف العمل احملفوف باملخاطر، و كثريا ما مت ذلـك ميكن أن جترب

على حساب تعليمهم و استجمامهم، و بينما يفاقم الفقر إساءات محاية الطفولة، فـإن اإلساءة كثريا ما جترب األطفال على اإللتجاء إىل الشوارع حيث من احملتمـل أن يـزداد

املواجهة مع القانون بارتكاب جرائم السرقة و فقرهم رسوخا، و تزيد معها احتماالت .يتم اعتقاهلم بسبب التسول

ففقر األطفال قضية متعددة اجلوانب، و لذلك ينبغي أن يكون العمل من أجل القضاء على هذه الظاهرة شامال ومبتدئا بنهج متكامل، حيث هناك ترابط وثيق بـني

و اليافعني من ناحية وانتشار الفقر إمجايل اإلنفاق العام على تقدمي الدعم لألسر .النسيب لألطفال يف بعض الدول العربية

وقد أثبتت األساليب املتكاملة جناحها أيضا يف اقتصادات السوق ذات الـدخل احلرمـان مـن املتوسط والعايل حيث يتجلى الفقر يف كثري من األحيان، من خالل

ة، و أمومة املراهقات، و معدالت البطالة املرتفعة وسط التعليم، و األمراض املتكرر )2(. اليافعني و الشباب، و إساءة استعمال املواد املخذرة وارتكاب اجلرائم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . 20 ، ص2005 وضع األطفال يف العامل اليونيسيف،) 1( . 21نفس املرجع، ص ) 2(

- 101 -

: يؤثر يف تأمني جمموعة عريضة من حقوق األطفال األساسية إذن فالفقر ق يف التعليم، احلق يف الصحة، و احلق يف مزاولـة اللعـب، إىل احلـق يف احلمن

مستويات معيشية مالئمة، كما أنه يعترب إىل حد كبري السبب الكامن وراء عمـل امة اليت تفـضي إىل األطفال وأن احلل يف األمد البعيد هو التنمية اإلقتصادية املستد

)1(. التقدم اإلجتماعي و ختفيف حدة الفقر

: التقليدية الضارة يف الوطن العريباملمارسات: الرابعفرع ال

" املمارسات التقليدية " غطي مصطلح أوصى العديد من ممثلي الدول بأن ي ـ 1986كل املمارسات احملددة يف التقرير املنشور عام ات التقليديـة حول املمارس

ختان البنات، تسمني النـساء، : املضرة بصحة النساء و األطفال، و قد ذكر التقرير جـرائم : الزواج املبكر، و خمتلف املمارسات اليت تعيق خصوبة املرأة و أضيفت هلا

الشرف وظاهرة تفضيل األبناء على البنات، وهذه املمارسات التقليدية هلـا أثـار ، و يزداد خطرها عندما متارس من قبل أشخاص ليس هلـم سلبية على صحة الطفل

تكوين طيب و دون اختاذ إجراءات وقائية، كما أا متارس دون استعمال التخـدير . مما يزيد من معاناة األطفال خاصة و أا تتم يف سن مبكرة

مبصر أن ممارسـة 2000وقد بينت عملية املسح السكاين والصحي لسنة ث ال يزال واسع اإلنتشار ذا البلد، وقد استنتج املسح أن هذه املمارسة ختان اإلنا

سنة، كما بينـت 12 و 09شائعة جدا وسط الفتيات الاليت تتراوح أعمارهن بني دراسة أخرى أن هذه املمارسات شائعة وسط املسلمني واملسيحيني، وتنتشر أكثـر

إىل تدين أن هناك أدلة تشري ، بيد يف جنوب مصر بالقرب من احلدود مع السودان

.138 ص ، مرجع سابق،غسان خليل) 1 (

- 102 -

هذه املمارسة يف السنوات األخرية، ومن املرجح أن يكون ذلك نتيجة للجهود اليت تبذهلا وزارة الصحة والسكان واملنظمات غري احلكومية من أجـل زيـادة اإلدراك

رها مسألة خطرية تتعلق بالصحة وحقـوق العام ومناقشة عملية ختان اإلناث باعتبا ) 1(.اإلنسان

من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل علـى أن 3 فقرة 24و لقد نصت املادة تتخذ الدول األطراف مجيع التدابري الفعالة و املالئمة بغية إلغاء املمارسات التقليدية

)2(. اليت تضر بصحة األطفال

والفتيات خاصة، و باألخص اللوايت يسكن يف املناطق الريفية فاألطفال عامة و البادية، يتعرضون إىل أمناط خمتلفة من املمارسات التقليدية السلبية باسم التقاليـد والعادات كالزواج املبكر الذي نتج عنه ارتفاع معدالت وفيات األطفال وأثر سلبا

)3(.بكرةعلى صحة الفتيات اللوايت حيملن أطفاال يف سن م

(1) Rachel. H et Peter .N, op cit , p 345.

.75، ص 2003 وضع الطفولة واألمومة يف مصر، مؤسسة األهرام، القاهرة، ،اليونيسيف) 2( .03، ص 1996، )لبنان ( املالحظات اخلتامية : جلنة حقوق الطفل) 3(

- 103 -

:اخلامتــة

أوضاع الطفولة العربية يف العقدين األخريين بالرغم من التقدم امللحوظ على من القرن العشرين وعلى وجه اخلصوص خفض معدالت الوفيات األطفال و رفـع معدالت التغطية بالتحصينات، وخفض معدالت سوء التغذية وزيـادة معـدالت اإللتحاق بالتعليم األساسي، واالجتاه حنو حتقيق املساواة بـني اجلنـسني يف هـذه

، إال أن هذه اإلجنازات اليت حتققت مل تعد كافية إلعمال حقوق األطفـال ااالتو معاجلة مشكالم، خاصة يف ظل التغريات العاملية املتسارعة و إنعكاساا علـى أوضاع الطفولة، األمر الذي يتطلب تطوير آليات العمل التقليدية و ضرورة إختـاذ

واصلة العمل على تفعيل هذه احلقوق موقف عريب يكرس اإللتزام حبقوق الطفل و م .عن طريق حتديد املشكالت و التحديات املتراكمة واحملتملة للتعامل معها

وحىت يتم إرساء حقيقي وفعلي جلميع احلقوق املشار إليهـا يف اإلتفاقيـات الدولية والعربية والتشريعات الداخلية وجلميع األطفال العرب دون متييز أو إمهـال

د من توحيد اإلمكانيات العربية وتنسيق املبادرات مابني مجيع املعنيني ذه الفئـة البمن حكومات ومؤسسات اتمع املدين واألفراد واملنظمات الدوليـة واإلقليميـة وتبين سياسات تنموية تراعي األبعـاد اإلجتماعيـة والدميغرافيـة عنـد تطبيـق

إلجراءات العاجلة للقـضاء علـى الفقـر اإلصالحات اهليكلية، واختاذ التدابري وا والبطالة وتوفري اإلحتياجات األساسية للفئات األكثر إحتياجا من األطفال، إضـافة إىل دعم األسرة يف القيام بدورها األساسي مع إعطاء إهتمام خاص باألم باعتبارها

قوقهـا الراعية األوىل للطفل منذ مرحلة ما قبل الوالدة، ودعم دور املرأة وضمان ح

مبا يتيح تفعيل نصف القوى البشرية العربية ملا هلا من دور هام يف التنمية واإلرتقـاء بأوضاع األسرة والطفل ومحايتها من العنف واإليذاء والتصدي للتمييز الذي يـؤثر

.على حقوقها منذ الطفولة خاصة يف الصحة والتعليم والتأهيل

- 104 -

الطفولة العربية على املستوى كما ينبغي وضع خطط و برامج تنموية لصاحل ها األولوية يف املخصصات املالية واعتبارها جزءا أصـيال ءالوطين واإلقليمي وإعطا

.من اخلطط التنموية وحمورا أساسيا للتنمية البشرية املستدامة

كما يتعني إجياد آليات هلذا الغرض و تطوير املوجود منها من هيئـات و جمـالس مسؤوليتها يف التخطيط و املتابعة يف كافة ااالت املتعلقـة وطنية للطفولة وتأكيد

حبقوق الطفل، ويف تنسيق اجلهود احلكومية وغري احلكومية مع مراجعة التـشريعات املتعلقة بالطفولة وسن قانون خاص بالطفـل واالسترشـاد بالـدليل التـشريعي

. التوفيق و هللا احلمد و اهللا ويل،النموذجي اجلامع حلقوق الطفل العريب

- 105 -

:قائمة املراجع : املراجع بالعربية

: الكتب ،، بريوت منشورات عويدات )أنطوان عبده : ترمجة ( الطفولة اجلاحنة : جان شازال – 1

1972. ان ، ـاء على التمييز ضد الفتيات و النساء يف العامل، عمـالقض: رائدة الزغيب – 2

. 1995اليونيسيف، اإلتفاقيات الدولية حلقوق اإلنسان، دار النهضة العربية، القاهرة، : عالم عبد اخلالق- 3

1999. ن الدويل حلقوق اإلنسان، ديوان املطبوعات ومدخل يف القان: عمر امساعيل سعد اهللا. د-4

. ، الطبعة الثانية1993 اجلزائر،اجلامعية، ، بريوت، )تارخيي منذ بدايات القرن العشرين التطور ال( حقوق الطفل : غسان خليل – 5

.2000مشايل أند مشايل، حقوق الطفل يف التشريع الدستوري والدويل، منشأة املعارف : نصار حسين -6

. 1973باألسكندرية، القاهرة،

: املقاالت

يـوم دراسـي باملعهـد : إشكالية العنف يف الوسـط املدرسـي : بديعة مصمودي – 1 .2000كنولوجي يني عكنون، اجلزائر، نوفمرب الت

قضية الالجئني الفلسطينيني بني الشرعية الدوليـة و حمـاوالت . (( محد سعيد املوعد -2 ، 1999 خريـف 62 املركز القومي للمعلومات، دمشق ،عدد ،معلومات دولية )). الطمس

.1999 خريف 62عدد

جملة الطفولة و التنميـة، )) رتاعات املسلحة محاية الطفل يف ال . (( خالد بن آل خليفة – 3 .39، ص 2001، 1، جملد 4 عددالقاهرة،

أين عمل األطفال من مثلث الفقر والتسرب من التعليم والبطالة، الندوة ، دعد موسى – 4 02 ص، 2005بية للقضاء على ظاهرة عمل الطفال، دمشق، راإلقليمية بعنوان حنو خطة ع

- 106 -

املعهد العريب حلقوق )). وق اإلنسان و منظمة العمل الدولية حق.(( الطيب بكوش - 5 . 15اإلنسان، تونس، ص

)) حنو فهم أفضل إلتفاقيات حقوق الطفل يف ضوء الشريعة. (( عبد احلميد األنصاري – 6 .174، ص 2001، شتاء 4، العدد 1 جملد القاهرة،جملة الطفولة و التنمية،

بريوت، )). حقوق الطفل يف ظل الدميقراطية السودانية (( .علي سليمان فضل اهللا. د -7 434، ص 1989دار العلم للماليني، الطبعة األوىل

أطفالنا واللعب يف مرحلة الطفولة املبكرة، جملة الطفولة والتنميـة، : حممد حممود العطار -8 .2003، 3، جملد 12عدد القاهرة،

جمــلة )). مؤمتر الطفولة السنوي يف العراق تقرير موجز عن. (( مرحان الدليمي. د– 9 . 224، ص 2001، خريف 3، العدد 1الطـفولة العربية، جملد

: الوثائـق 1983ميثاق حقوق الطفل العريب الصادر عام : جامعة الدول العربية، إدارة الطفولة – 1

.1992و اخلطة العربية لرعاية الطفولة و محايتها و تنميتها الصادرة عام إدارة الطفولة جبامعة الدول العربية، مشروع الدليل التـشريعي النمـوذجي اجلـامع – 2

.1998 حلقوق الطفل العريب يف ضوء مالحظات الدول األعضاء، القاهرة، جوان

)). حنو تطبيق اإلعالن العريب و العاملي للطفولة . (( الس العريب للطفولة و التنمية– 3 . 2001للمجلس العريب للطفولة و التنمية، القاهرة، تقرير األداء

.1996التقرير األويل للبنان، : جلنة حقوق الطفل – 4 .1997التقرير األويل للجزائر، الدورة اخلامسة عشر، : جلنة حقوق الطفل – 5 .1996التقرير األويل لسوريا، : جلنة حقوق الطفل - 6 .1999وري لألردن، التقرير الد: جلنة حقوق الطفل - 7 املالحظات اخلتامية املقدمة حول تقرير الدوري لألردن، الدورة : جلنة حقوق الطفل - 8

.2000الرابعة والعشرون، .1998التقرير الدوري األول املقدم من مصر، : جلنة حقوق الطفل - 9

.1996التقرير األويل املقدم من ليبيا، : جلنة حقوق الطفل - 1011 –1999مضمون احلق يف التعليم، األمم املتحدة، : لس اإلقتصادي و اإلجتماعي ا .1994إتفاقية حقوق الطفل، لندن، : منظمة العفو الدولية – 12

- 107 -

.1999ن اجلنود األطفال، لند: منظمة العفو الدولية – 13 .1998ندن، امليثاق اإلفريقي لرفاه و حقوق الطفل، ل: منظمة العفو الدولية – 14 .1998حقوق اإلنسان و نظام قضاء األحداث، لندن، : منظمة العفو الدولية – 15 الربوتوكول اإلختياري حلقوق الطفل لعدم إشراك األطفال : منظمة العفو الدولية – 16

.2000يف الرتاعات املسلحة، لندن، .2000، )األردن( يوم الطفل العريب، عمان : اليونيسيف – 17 .1996، )األردن( وضع األطفال يف العامل،عمان : اليونيسيف – 18 .2001، )األردن( وضع األطفال يف العامل، عمان: اليونيسيف – 19 .2005، )األردن( وضع األطفال يف العامل،عمان : اليونيسيف – 20 .1990ق اإلنسان، نيويورك، أعمال األمم املتحدة يف ميدان حقو: األمم املتحدة – 21 حالة حقوق املواطن الفلسطيين خالل : اهليئة الفلسطينية املستقلة حلقوق املواطن – 22

.2004، ، رام اهللا، التقرير السنوي التاسع2003 عام : الرسائل اجلامعية

يل اإلجتمـاعي، دور منظمة العمل الدولية يف تطوير القانون الدو : دراقي هبة خدجية – 1 2000/2001رسالة لنيل شهادة املاجستري، كلية احلقوق جبامعة اجلزائر،

ضرورة تدعيم احلماية الدولية حلقوق اإلنسان، رسالة لنيل : ضاوية دنداين . د– 2 .1996شهادة دكتوراه دولة، جامعة اجلزائر، على ضوء اإلتفاقية الدولية (ي محاية حقوق الطفل يف التشريع اجلزائر: سامية موالفي– 3

رسالة ماجستري، كلية احلقوق والعلوم اإلدارية، ) 1989 حلقوق الطفل لسنة . 19، ص 2002 جامعة اجلزائر،

حقوق الطفل بني الشريعة و القانون، رسالة لنيل شهادة دكتوراه : لشهب بوبكر . د- 4 97/1998املعهد الوطين العايل ألصول الدين، دولة يف العلوم اإلسالمية، جامعة اجلزائر،

- 108 -

:املراجع باللغة األجنيةLes ouvrages :

1 – Benedicte Manier : Le travail des enfants dans le monde, Edition la decouverte, Paris, 2003. 2 - Claire Brisset : Un monde qui dévore ses enfants, Paris, Liana Levi, 1997. 3 – Claire Neïrineck : La protection de la personne de l'enfant contre ses parents, Paris, LGDJ, 1984. 4 – Fadéla Sebti Lahrichi : Vivre musulmane au Maroc, Paris, LGDJ, 1985 5 – Françoise Dekeuwer – Defossez : Les droits de l'enfant, 2eme édition, Paris , Presse Universitaire de France, que sais- je ? 1991 . 6 – Hector G.Bartolomei de la cruz et Alain Euzéby : L’Organi- sation International de Travail, Que sais-je ? PUF, Paris, 1997,

p 48. 7 – Mahmoud Zani : La convention internationale des droits de l'enfant, Paris, publisud, 1996. 8 - Marta Santos Pai : Un cadre conceptuel des droits de l'homme pour l'UNICEF, Florence Italy, UNICEF 9 – Paul Tavernier : Sanctions économiques et droits de l'homme, Nouvel ordre mondial et droits de l'homme, la guerre du Golf, Paris, Editions Publisud, 1993 . 10- Rachel Hodgkin et Peter Newell : Manuel d'application de la convention des droits de l'enfant, Genève, Ata roto Press, 1999. Articles : 1 – Elhadji Mor Ndioga Diop : Quand la premiere puissance mondiale refuse de ratifier la C.I.D.E, cest la mort qui guette les mineurs aux Etat-Unis, Mai 2007. www.apem-wspa.org.

2 – Iskandar Ghattas. (( Enquête nationales: Egypte protection juridique et Sociale de l'enfant)), aspect civil, Imprimerie Michel fréres, Bruxelles, 1993, p 85 . 3 – Michel Jandanish. (( L'intolérable en Point de mire )) : vers l'adoption de nouvelle normes internationales du travail sur

- 109 -

les formes extrêmes de travail des enfants, Genève, BIT, 1ere

Edition, 1998, p 47 .

3 – Nadia AIT ZAI, Convention des droits de l'enfant, Revue algérienne

des sciences juridiques, économiques et politiques, N 01, OPU Alger, 1993, p 31 . Documents : 1 – Amnesty International : Droits de l'enfant, l'avenir en dépend, Paris, Editions Francophones, 1999 . 2 – Bureau International du Travail : Le programme international de l'OIT pour l'abolition du travail des enfants, 1999 . 3 – Bureau International du Travail : Alliance mondiale contre les pire formes de travail des enfants, Travail, le magazine de l'OIT, N° 14, Décembre 2001 . 4 – Comité des droits de l'enfant : Rapport sur la 6e session, 1994 5 – Comité des droits de l'enfant: Rapport sur la 24e session, 2000. 6 – Comité des droits de l'enfant : Rapport initial de Yemen, 1994 7 – Comité des droits de l'enfant : Observation final sur le rapport initial présenté par le Maroc n 13 e session, 1996. . 8 – Comité des droits de l'enfant : Présentation de la procédure d'établissement des rapports, 07 e session, 1994 . 9 – Unicef : la convention internationale des droits de l'enfant, les droits de l'homme commence par les droits de l'enfant, 2000. 10 – Unicef : Droits fondamentaux des enfants et des femmes, comment les faire vivre, New York , 1999 11 – Comité de droits économiques sociaux culturel , observations générales , La nature des obligations des Etats parties, 05 e session, 1990. 12 – Commission nationale consultative de Promotion et de Protection des droits de l'homme: Etat des principaux instruments internationaux et régionaux relative au droits de l'homme ratifiés par l'Algérie, Décembre 2004 . 13 – Union Africaine des droits de l'homme: Rapport 95/96 .

- 110 -

:الفهــــرس

02..................................................................ملقدمةا وق ـل و احلقـة حبقوق الطفـات الدولية اخلاصـاالتفاقي: الفصل األول

06......................................................األساسية الواردة فيها

06.......................اصة حبقوق الطفلاالتفاقيات الدولية اخل:املبحث األول 07... ................................االتفاقيات الدولية العاملية: املطلب األول

07 .. ..............................االتفاقية الدولية حلقوق الطفل: األولفرع ال 08.................. ............................:حملة عامة عن اإلتفاقية -1 10.. ............ ...موقف الدول العربية من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل -2 راك ـالربوتوكول اإلختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن إشت: الثاينفرع ال

12.. .. .........................................األطفال يف الرتاعات املسلحة 16..... .......اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد املرأة: الثالثفرع ال 17............. ............................ عالقتها باتفاقية حقوق الطفل-1 18...................................... موقف الدول العربية من االتفاقية-2 العمل الدوليـة بشأن احلد األدىن ملنظمة 138 االتفاقيـة رقم:الرابع فرعال

18....... ................................................اإلستخدام لسـن حول القضاء على أسوأ 182 اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم: اخلامس فرعال

21....... ...........................................تشغيل األطفال أشكال 23......االتفاقيات اإلقليمية اخلاصة حبقوق الطفل يف الوطن العريب: ب الثايناملطل

23............................ ..... امليثاق العريب حلقوق الطفل:األولفرع ال 25... ....................امليثاق األفريقي حلقوق و رفاهة الطفل: الثاينفرع ال 27. .....................روبية ملمارسة حقوق الطفلواإلتفاقية األ:الثالثفرع ال

29.......... ....................احلقوق األساسية للطفل العريب: املبحث الثاين 30. ................................احلقوق املدنية و السياسية: املطلب األول

31..................... ......................... احلق يف احلياة:األولفرع ال

- 111 -

35................................ احلق يف املساواة و عدم التمييز : الثاينفرع ال 37 ............................................ احلق يف العدالة:الثالثفرع ال 39 ..................................................... التدبري العالجي-أ

40........................................................ التدبري املهين-ب 40................................... .................. التدبري التربوي- ج

41......احلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية للطفل العريب: املطلب الثانـي 41................ محايته من اإلستغالل اإلقتصاديطفل يفاحلق ال:األولفرع ال 42............................ دوافع انتشار عمالة األطفال يف الوطن العريب- أ

43................................................ ....دوافع اقتصادية: أوال 43........................ .............................دوافع تعليمية: ثانيا 43 ................................................... دوافع اجتماعية: ثالثا

43 ................................................... التصدع األسري- 1 44...................................................... الرتوح الريفي - 2 44..................................................... وامل سكانية ع- 3 44.......................... لة األطفال يف بعض الدول العربية تأثري عما- ب 44............................................................ املغربيف 45............................... ...........................فلسطنييف 45........................................................... األردنيف 46...........................................................يف اجلزائر 46................................... احلق يف احلماية من العنف الثاينفرع ال 47. ............................ العنف املمارس ضد األطفال يف األسرة-1

48........................................... ...... العنف يف املدارس-2

49.......... ........ العنف املمارس داخل مؤسسات الرعاية التابعة للدولة- 3

51 ........................................... حةاحلق يف الص: الثالثفرع ال 53................ ...........................احلق يف التعلـيم: الرابعفرع ال

- 112 -

57.............. . احلق يف اللعـب و الترفيه واألنشطة الثقافية: اخلامسفرعال والصعوبات الطفل يف الوطن العريب آليات إعمال حقوق: الفصل الثاين 60............ ...............................................اليت تواجهها

60..................اآلليات الدولية لترقية ومحاية حقوق الطفل: املبحث األول 61............................................اآلليات العاملية: املطلب األول

61..........................................قوق الطفلجلنة ح: األولفرع ال 62.................................... مكتب اللجنة و نظامها الداخلي-1 62.................................................... إجتماع اللجنة-2

63........................................ جمموعة العمل ما قبل الدورة-3

63.......................................................النقاش العام -4 64.................................................. املالحظات العامة-5

64..................................... التقارير األولية والتقارير الدورية-6

65................................اليت تقدمها اللجنة املالحظات اخلتامية -7 66........................................................ تقدمي التقارير- 8 66...........)فاليونيسي( منظمة األمم املتحدة للطفولة واألمومة : الثاين فرعال 67....................حدةالوكاالت املتخصصة التابعة لألمم املت: الثالثفرع ال 67................................................. منظمة العمل الدولية- 1

70.............................................. احملافظة السامية لالجئني- 2 71................................................. منظمة الصحة العاملية- 3

73.................اآلليات اإلقليمية إلعمال حقوق الطفل العريب: ب الثايناملطل 73.........................................اجلامعـة العربيـة: األول فرعال

73............................................اللجنة الفنية االستشارية: أوال 73................................... العربيةإدارة الطفولة جبامعة الدول: ثانيا

74...............متابعة تنفيذ الدول األعضاء لالتفاقية الدولية حلقوق الطفل -1

- 113 -

دول ـان وطنية عليا للطفولة يف الـس أو هيئات أو جلـ متابعة إنشاء جمال-2 74 ............................................................ اءـاألعض

75... متابعة جهود و إجنازات الدول األعضاء و آليات العمل املشترك العريب-3 75................................ الس العريب للطفولة و التنمية:الثاينفرع ال

77................................ اللجنة اإلفريقية حلقوق الطفل:الثالثفرع ال

ل ـة ومحاية حقوق الطفـالتدابري الوطنية املتخذة لترقي: املبحث الثاين 78..................................................والصعوبات اليت تواجهها

78......التدابري الوطنية املتخذة لترقية و محاية حقوق الطفل العريب: املطلب األول 78... ترقية حقوق الطفل العريب دور التشريعات الداخلية يف محاية و:األولفرع ال 83....................اهليئات الوطنية املعنية بإعمال حقوق الطفل: الثاينفرعال

86.....الصعوبات اليت تواجه إعمال حقوق الطفل يف الوطن العريب: املطلب الثاين 86.......................................... الرتاعات املسلحة:األولفرع ال 95....تأثري احلصار والعقوبات الدولية على األطفال يف الوطن العريب: الثاينفرع ال 95................................... تأثري احلصار على األطفال يف العراق–أ

98........................... تأثري العقوبات الدولية على األطفال يف ليبيا–ب 99.................................................ر األطفالفق: الثالثفرع ال 101........................... العادات التقليدية الضارة يف الوطن:الرابع فرعال

103..............................................................اخلامتــة 105............................................................قائمة املراجع

.الفهــــرس