files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36)....

27
م ي ح ر ل ا ن م ح ر ل له ا م الس ب ه ن م ا ن ف ق و م و لاف ت حلا ا( 10 ت ي ت* ش ب و ف ص ل ا ق ي ز م ت ى ل7 ا دي: ؤ ي و ن مي ل ش م ل ا ض ع ب ن م صدر ت ي لت ا مارسات م ل ا ن ع* ث ي حد ل ا له واص م) لاف ت حلا ا ن ع جV ت ن ا وماد وم م مد ل ا لاف ت حلا ى ا ل7 ا دت: ا ي لت ا ه ن ح ار ح ل ا ات ن س: لا ر ا ك ود لا: مه ا ق ير ف ب ل و مَ ّ * ش ل ا ت ي س ل ا *مان ث ع ن ب الد / خ ج ت* س ل ا عد: ب ما: له، ا ال ول س ي ر عل لام ش ل وا لاة ص ل له، وا مد ل ح ل ار ب د x ا تx م ث ي خ ه x ن{ ت ت ق ن باx م، ك عل لل اx ه: ا ن معx م حرةx ك ا دxا مx ه منً هx ل م حعx م ح ي د ق ي لت ا ات ن س: لا ة ا هد ن ع* ث ي حد ل ل ا ص وا ن ق لام. ك ل ل ا ه: ا لات ا ق م ت ل ص ت ن ما ث قرة ب د ن ن ر، وا لك د اس، x ن ل ا ون x ن ع ي ف ي د x ق ل ا رونx ص ت{ ن , و ؤن ي: ا x ا تx م ت اس x ن ل ا ون x ن ي ق ب , و ونx م ل ع ب لا اx م ؤنx ل و ق ب م ه ت د x وخ ف ول: x ق ب" ات x ن ك ل ا ى ناx ع م ل، و x ي ا: و ن ل ا ي ف م ه ا¡راء ونx م ه ن ن، ولا ل x ق ن ل ا ي فx م ه ر ي x غ ونx م ه ن ن اع, و د xلا: خ ي ا عل رفx ط ت م ه ت و x ن ع و. * ث ي حد ل وا" ع x ن م ت ن ك ل ، و رج x خ م ل م ا ه لعx س ب ، وا ج ه من ل م ا ه ل ج x ض ت لااx م ه ت م عل لل اx ه: ى ا ل7 ااx م ه من ل ك* ش م ل ؤ ردوا ا ل و ول: ق ب ن: ى ا ل7 ا" ، لات ا ق م ل ا ت وان خ7 لاد ا ا ق ن عع، وا ا ن ن: لا ا ت ح ، و اسه رت ل ا ث ل ط لك د ن م ا،ً x ص ع ب ها عض ب ع ن ت ي ر طي راتس ا ا ن ل وا ا ...ً اع ن* وا اً اع ن ا لك ي د عل د خَ ؤ ل ه ن ن ؤ ي ر ل و ا: ا وة ن لت ا ي ع د ت ن م م ه ل د خُ ؤ و ل و" ( 1 ) ال. ر ما ق خ¡ ى ا ل7 . ا م. عل ل ل ا ه: ا ي ف ع ق ب ن م ي عل م كل ت ا، و ي هد عل م كل ت- له مه ال حر- ر لي د ا ن ع ن بء ا ما ل ع لء ا لا: و ه ن م ج ط ا ن كُ لِ ع ؤ ل ه اَ رن ق ي ه و: وا هاْ رِ صَ ت م ل ق ها هن و ن ل اً ؤم يً رة خ صٍ *** ِ ل ت ج ل ي ا عل ق ق* سُ ب لاِ س: را ل ي ا علْ قِ ق* س: ا هَ مِ لْ ك ي ل ى ل عا ل اِ ل ت ج ل اَ ج ط ا ا ت ت*** ال ق ن م ول ف ا كد ه و: ُ ل ن ق و ون ن لظ ا تٌ ال قِ اس ن ل ل و اً م ل سا اس ن ل ا ن م و ج ن ن ي ا الد د ن م و*** 1 ص:( * ث ي حد ل ا ف ل ت ج م ل ي ا: و ت)( 61 - 62 .) 1

Transcript of files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36)....

Page 1: files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36). انظر كيف تتلاعب الشياطين, وكيف يتبع هذا الرجلَ جماعةٌ

بسم الله الرحمن الرحيماالختالف وموقفنا منه

( مواصلة الحديث عن الممارسات التي تصدر من بعض المسلمين10)مل وتفريق األمة وذكر األسباب وتؤدي إلى تمزيق الصف وتشتيت الش

الخارجية التي أدت إلى االختالف المذموم وماذا نتج عن االختالفالشيخ/ خالد بن عثمان السبت

الحمد لله، والصالة والسالم على رسول الله، أما بعد: فنواصل الحديث عن هذه األسباب التي قد يجمع جمل*ة منه*ا م*ا ذك*ره جم*ع من أه*ل

العلم، كابن قتيبة حينما تدبر ذلك، وأمر بتدبره فيما يتصل بمقاالت أهل الكالم. يقول: "فوجدتهم يقولون ما ال يعلمون, ويفتنون الناس بما يأتون, ويبصرون القذى في عيون الناس، وعيونهم تطرف على األج*ذاع, ويتهم*ون غ**يرهم في النق*ل، وال يتهم**ون

آراءهم في التأويل، ومعاني الكتاب والحديث". إلى أن يقول: "ولو ردوا المشكل منهما إلى أهل العلم بهما التضح لهم المنهج، واتس**ع لهم المخ**رج، ولكن يمن**ع من ذل**ك طلب الرياس**ة، وحب األتب**اع، واعتق**اد اإلخ**وان

ا، ول**و وج**د لهم من ي**دعي النب**وة أو بالمقاالت، والناس أسراب طير يتبع بعض**ها بعض**. إلى آخر ما قال.(1) الربوبية لوجد على ذلك أتباعا وأشياعا ..."

من هؤالء العلماء ابن عبد ال**بر -رحم**ه الل**ه- تكلم على ه**ذا، وتكلم على من يق**ع فيأهل العلم.

صخرة يوما ليوهنها *** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعلكناطحيا ناطح الجبل العالي ليكلمه *** أشفق على الرأس ال تشفق على الجبل

: وهكذا قول من قالومن ذا الذي ينجو من الناس سالما *** وللناس قال بالظنون وقيل

ال يسلم أحد، وكل ذلك بالظنون. يقول ابن عبد البر: "فقد رأينا الباطل والبغي والحسد أسرع الن*اس إلي*ه-ه*ذه ش*كوى ابن عبد البر في زمانه- أال ترى إلى قول الكوفي في سعد بن أبي وقاص -رض**ي الل**ه عنه-: إنه ال يعدل في الرعية، وال يغزو في السرية، وال يقسم بالس**وية، وس**عد ب**دري، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذين جع**ل عم**ر بن الخط**اب -رض**ي الله عنه- الشورى فيهم، وقال: توفي رسول الله -صلى الل**ه علي**ه وس**لم- وه**و عنهم

راض. يقول ابن عبد البر: "والله لقد تجاوز الن**اس الح**د في الغيب**ة وال**ذم، فلم يقنع**وا ب**ذم العام**ة دون الخاص**ة، وال ب**ذم الجه**ال دون العلم**اء، وه**ذا كل**ه يحم**ل علي**ه الجه**ل

.(2)والحسد" ما رأى ابن عبد البر -رحمه الل**ه- ه**ذا العص**ر ووس**ائل التواص**ل ال**تي بأي**دي الن**اس،

وكيف تفرى األعراض، أعراض أهل العلم والفضل. يقول ابن عبد البر: "فمن أراد أن يقبل قول العلماء الثقات األئمة األثب**ات بعض**هم في بعض -يعني ما كان خارجا على وجه الذم بسبب الحسد- فليقبل قول من ذكرن**ا قول**ه من الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- بعضهم في بعض, ف**إن فع**ل ذل**ك ض**ل ض**الال بعي**دا، وخس**ر خس**رانا، وك**ذلك إن قب**ل في س**عيد بن المس**يب ق**ول عكرم**ة، وفي الشعبي، وأهل الحج**از، وأه**ل مك**ة، وأه**ل الكوف**ة، وأه**ل الش**ام على الجمل**ة، وفي

مالك، والشافعي وسائر من ذكرناه في هذا الباب، فإن لم يفعل، ولن يفعل..".يعني: إن كان سيسقط هؤالء جميعا ويصدق ما قيل فيهم.

(.62-61)( تأويل مختلف الحديث )ص: 1(.2190(، رقم: )2/1116)( جامع بيان العلم وفضله )2

1

Page 2: files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36). انظر كيف تتلاعب الشياطين, وكيف يتبع هذا الرجلَ جماعةٌ

يقول: "ولن يفعل إن هداه الله وألهمه رشده فليق*ف عن**د م*ا ش**رطنا في أن ال يقب**ل فيمن صحت عدالته، وعلم بالعلم عنايته، وسلم من الكبائر، ولزم الم**روءة والتص**اون, وكان خيره غالبا، وشره أقل عمله فهذا ال يقبل فيه قول قائل ال برهان له به، وهذا هو

.(1)غيره -إن شاء الله" الحق الذي ال يصح هذا كالم الحافظ ابن عبد البر, كالم الناس بالظنون، ك**ل من أخط**أ رمين**اه عن ق**وس واحدة، هذا غير ص**حيح, ول**و أف**تى بفتي**ا تخ**الف م**ا عه**دنا، وتعودن**ا أو نح**و ذل**ك من

األخطاء. يقول ابن عبد البر: "ومن ص**حبه التوفي**ق أغن**اه من الحكم**ة يس**يرها، ومن المواع**ظ

. (2)قليلها، إذا فهم واستعمل ما علم" يعني: ينتفع بما يسمع ولو قل, ونحن نورد في هذه المجالس الطويل**ة كالم أه**ل العلم

لعل ذلك يكون واعظا لقلوبنا.- وهكذا نجد في مثل كتاب "غاية األماني" ذكر جملة تشبه ما ذك**ره المعلمي اليم**اني

رحمه الله- في كتاب**ه "التنكي**ل", ال**ذي أف**رد ذل**ك الج**زء من**ه في كت**اب "القائ**د إلىتصحيح العقائد".

فمما جاء في غاية األماني نقال عن بعض أهل العلم كالحاف**ظ ابن القيم -رحم**ه الل**ه-:من األسباب التي تمنع من قبول الحق ذكر منها: الجهل به.

قال: "وهذا هو السبب الغالب على أكثر النفوس, ف**إن من جه**ل ش**يئا ع**اداه وع**ادى أهله, فإن انضاف إلى هذا السبب بغض من أم**ره ب**الحق، والع*داوة ل**ه والحس**د ك*ان المانع من قبول الحق أقوى, فإن انضاف إلى ذلك اإللف والعادة والمربأ ما نش**أ علي**ه آباؤه، ومن كان يحبه ويعظمه قوي الم**انع, ف**إذا انض**اف إلى ذل**ك م**ا يتوهم**ه من أن الحق الذي دعي إليه يحول بينه وبين جاهه وشهواته وأغراضه قوي المانع عن القب**ول, فإن انضاف إلى ذلك الخوف من أصحابه وعشيرته وقوم**ه على نفس**ه ومال**ه وجاه**ه، كما وقع لهرقل ملك النصارى بالشام على عهد النبي -ص**لى الل**ه علي**ه وس**لم- وكم**ا

نرى كثيرا ممن ينتسب إلى العلم... ". إلى آخره. يقول: "مثل هؤالء قد يتجنبون الحق، واتباع السنة مع علمهم ب**ه, ولكن منعهم الخ**وف

اللة بالهDDدى فمDDا، على جاههم، أو مالهم، أو أنفسهم }أولئك الذين اشتروا الض ، ف**إذا ك**ان األم**ر على م**ا ذك**ر[16]البق**رة: ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين{

ازداد المانع من قبول الحق قوة، فإن هرقل عرف الح**ق، وهم بال**دخول في اإلس**الم، فلم يطاوعه قوم**ه وخ**افهم على نفس**ه، واخت**ار الكف**ر على اإلس**الم بع**دما ت**بين ل**ه

الهدى...". إلى آخره. ، وذكر جملة مما يورثه الحسد، وقد تكلمن**ا(3)يقول: "ومن أعظم هذه األسباب الحسد"

على ذلك. وهكذا أيضا ما ذكره ابن الجوزي -رحمه الل**ه- في كتاب**ه: "المنتظم في ت**اريخ المل**وك واألمم" لما ذك**ر الباطني**ة وعقائ**د الباطني**ة، وأفع**ال الباطني**ة الش**نيعة، وكي**ف ك**انوا ي**دخلون في البل**دة ليال، ويقتل**ون ثالثين ألف**ا، في ليل**ة واح**دة من األطف**ال والرج**ال

والنساء, وذكر خزعبالت الباطنية، وعقائد ال يمكن أن تقبلها الحيوانات. يقول: "فإن قال قائل: مثل ه**ذه االعتق**ادات الركيك**ة، والح**ديث الف**ارغ، كي**ف يخفى

على من يتبعهم، ونحن نرى أتباعهم خلقا كثيرا؟".

(.2/1117)( جامع بيان العلم وفضله )1(.2/1118)( المصدر السابق )2(، وهداي**ة الحي**ارى في أجوب**ة اليه**ود والنص**ارى )1/29)( غاي**ة األم**اني في ال**رد على النبه**اني )3

1/244.)2

Page 3: files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36). انظر كيف تتلاعب الشياطين, وكيف يتبع هذا الرجلَ جماعةٌ

يقول: "فالجواب: أن أتباعهم أصناف: فمنهم قوم ض**عفت عق**ولهم، وقلت بص**ائرهم - السبب الذي ذكرناه- وغلبت عليهم البالدة والبله، ولم يعرفوا ش**يئا من العل**وم، كأه**ل

السواد، واألكراد، وجفاة األعاجم، وسفهاء األحداث".سفهاء األحداث يعني: الناشئ الصغير.

"فال يستبعد ضالل ه**ؤالء، فق**د ك**ان خل**ق ينحت**ون األص**نام ويعب**دونها، ومن أتب**اعهم: وأوالد قينطائف**ة انقطعت دول**ة أس**الفهم بدول**ة اإلس**الم كأبن**اء األكاس**رة وال**دها

المجوس، فهؤالء موتورون قد استكن الحقد في ص**دورهم، فه**و كال**داء ال**دفين, ف**إذاحركته تخائيل المبطلين اشتعلت نيرانهم".

يعني بمجرد ما يجد فرصة تحت أي لبوس فإنه يثب يريد االنتقام. يق**ول: "ومن أتب**اعهم: ق**وم لهم تطل**ع إلى التس**لط واالس**تيالء، ولكن الزم**ان ال

يساعدهم, فإذا رأوا طريق الظفر بمقاصدهم سارعوا إليه". يعني يركب مركبا ولو كان في غاية البطالن، مادام أنه يوصله أنه يتسلط، ويكون عنده مجموعة يأمر وينهى, له أتباع، يحقق طموحا عن**ده بع**د أن ك*ان خ**امال ال يص**لح ال في عمل دنيا، وال في عمل آخ**رة, فيج**د بغيت**ه في تحقي**ق طموح**ه، فعن**د ذل**ك يمكن أن

يسارع في مثل هذه الضالالت. يقول: "ومن أتباعهم: قوم جبل**وا على حب التم**يز عن الع**وام، فزعم**وا أنهم يطلب**ون

الحقائق، وأن أكثر الخلق كالبهائم، وكل ذلك لحب النادر والغريب". األشياء الشاذة. يق**ول: "ومن أتب**اعهم: مالح**دة الفالس**فة، ال**ذين اعتق**دوا الش**رائع ن**واميس مؤلف**ة، والمعجزات مخ**اريق مزخرف*ة، ف*إذا رأوا من يعطيهم ش**يئا من أغراض*هم م*الوا إلي*ه, ومن أتباعهم: قوم مالوا إلى عاجل الل**ذات، ولم يكن لهم علم، وال دين، ف**إذا ص**ادفوا

.(1)من يرفع عنهم الحجر مالوا إليه" ألن الباطني**ة يقول**ون: ال ف**رق بين األخت واألجنبي**ة, وإذا كبس**وا بل**دا فالك**ل حالل, يفجرون بالغلمان، ويفجرون بالنساء، وينهب**ون األم**وال، ويقتل**ون من ش**اءوا, فاإلب**ادة

نسأل الله العافية. عندهم عبادة، شيخ اإلسالم -رحم*ه الل*ه- يتح**دث في كتاب*ه "اقتض**اء الص**راط المس*تقيم" عن ه*ذه االختالف**ات والش**رور ال**تي تق**ع بين طوائ**ف األم**ة، ويتح**دث عن قول**ه تع**الى:

يقول: هذا إشارة إلى اتباع الشهوات وهو داء،D [69]التوبة: }فاستمتعتم بخالقكم{ العصاة. يقول: "هذا إشارة إلى اتباع الشبهات،[69]التوبة: }وخضتم كالذي خاضوا{ وقال:

وهو داء المبتدعة، وأهل األهواء والخصومات، وكث**يرا م**ا يجتمع**ان, فق**ل من تج**د فياعتقاده فسادا إال وهو يظهر في عمله" .

س بلب**وس الش**بهات، فتج**د ص**احب الس**يما في عص**رنا ه**ذا, أص**بحت الش**هوات تلب الشهوة يفجر ويستحل الحرام و يتبجح ويج**ادل ويناض**ل، ويق**ول: أنتم م**ا تعرف**ون إال

قول مشايخكم، يوجد من يقول بغير هذا، ويوجد من يفتي بهذا, وهذا شيء مشاهد. يقول شيخ اإلسالم: "وقد دلت اآلية على أن الذين كانوا من قب**ل اس**تمتعوا، وخاض**وا،

. إلى آخر ما ذكر. (2 )وهؤالء فعلوا مثل أولئك... فهذه جمل لهؤالء العلماء -رحمهم الله- يذكرون فيها جمال من األس*باب ال*تي أدت إلى

االختالف. فهذا هو القس**م الث**الث في الم**زاوالت ال**تي تص**در من بعض المس**لمين وت**ؤدي إلى

تمزيق الصف, وتشتيت الشمل وتفريق األمة.رابعا: من األسباب: أمور خارجية:

هذه األمور الخارجية منها:(.298-12/297)( المنتظم في تاريخ الملوك واألمم )1(.1/121)( اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم )2

3

Page 4: files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36). انظر كيف تتلاعب الشياطين, وكيف يتبع هذا الرجلَ جماعةٌ

كيد األعداء من أصحاب الديانات. انظر كيف أثرت هذه كما ذكرنا في خبر عبدالله بن سبأ اليه*ودي, وكي**ف حص**ل الغل**وبعلي -رضي الله تعالى عنه- إلى التأليه, وكيف كان ذلك الرجل سببا في قتل عثم**ان -

رضي الله عنه- والكالم فيه كثير. يقولون: هو أول من أظهر القول بالنص بإمام**ة علي -رض**ي الل**ه عن**ه-، وطائف**ة ه**ذاا يرجع، أنه غاب ثم س**يأتي في آخ*ر الزم**ان, الرجل هم أول من قالوا بالرجعة؛ أن عليوأنه قد نص النبي -صلى الله عليه وسلم- على إمامته, وأنكر هذا الرج**ل م**وت علي - رضي الله عنه- وقال: إنه صعد إلى السماء، كما صعد إليها عيسى, وإنه سينزل وينتقم**ة يتوص**لون به**ا إلى من أعدائه, واستغل هذا الم**ذهب الف**رس, ورأوا أن**ه يص**لح مطي

مرادهم من إفساد دين اإلسالم. كذلك القدرية, فقد عرفنا أن أول من قال بمقالتهم رجل نصراني، يق**ال ل**ه: سوس**ن،

أو سنسويه, وأن مقالته قد أخذها الجعد بن درهم. وهكذا القول بنفي الصفات، فهذا كما يقول شيخ اإلس**الم: "م**أخوذ من تالم**ذة اليه**ود والمشركين، وضالل الصابئين, فإن أول من حفظ عنه ذلك -يعني: أنه ق**ال: ليس على العرش إله يعبد، وإنما استوى بمعنى اس**تولى- الجع**د بن درهم، وأخ**ذ عن**ه الجهم بن صفوان، فنسبت إليه مقالة الجهمية، وإال فإن الجع**د أخ**ذ ذل**ك عن بي**ان بن س**معان، وأخذها هذا من طالوت ابن أخت لبيد بن األعصم، وأخذها طالوت من لبيد بن األعص**م اليهودي الساحر الذي سحر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وك**ان الجع**د بن درهم

.(1)هذا -فيما قيل- من أرض حران، وكان فيهم خلق كبير من الصابئة والفالسفة وهكذا هؤالء قد دخل بعضهم في اإلسالم للدس فيه، فظهرت الزندقة والضالالت، وم**ا

إلى ذلك.ومن ذلك: تالعب شياطين اإلنس والجن.

ياطين اإلنس والجنوالله -عز وجل- يقول: DDدوا شDDوكذلك جعلنا لكل نبي ع{ اء ربك مDا فعلDDوه Dو شDرورا ولDDول غ DDرف الق Dيوحي بعضهم إلى بعض زخ

[.112]األنعام: فذرهم وما يفترون{ فالله -تبارك وتعالى- ذكر أن هؤالء يستعينون على مخالفة دين األنبي**اء -عليهم الص**الة والسالم- بما يزخرفه بعضهم لبعض من القول, فيغتر به األغمار وضعفاء العقول، فهن**ا تحصل الضاللة، بسبب هذا اإلصغاء لهذا القول المزخرف المزوق الم**زين، فيض**ل من

شاء الله ضاللته, ثم بعد ذلك يقع االنحراف واالفتراق. وهكذا فإن ذلك يكون أيضا بما يزينه شياطين اإلنس والجن من أنواع الزي**غ، فيس**مون مثال المعاصي والفجور بأسماء يقبلها الناس, كما ذكر ابن القيم -رحمه الل**ه-: يس**مون أم الخبائث -يعني الخمر- ب**أم األف**راح، ويس**مون اللقم**ة الملعون**ة -يع**ني الحشيش**ة- لقيمة الذكر والفكر التي تثير العزم الس**اكن إلى أش**رف األم**اكن، ويس**مون مج**الس الفجور والفسوق مجالس الطيبة, حتى إن بعضهم لما ع**زل عن ش**يء من ذل**ك ق**ال لعازله: ترك المعاصي والتخوف منها إساءة ظن برحمة الل**ه وج*رأة على س**عة عف**وه ومغفرته". انظ**ر كي**ف يتالعب باأللف**اظ! يق**ول ابن القيم : "ف**انظر م**اذا تفع**ل ه**ذه

. (2)الكلمة في قلب ممتلئ بالشهوات ضعيف العلم والبصيرة"وهكذا أسماء كثيرة اليوم تقال لكثير من المعاصي والجرائم والموبقات.

ذكر شيخ اإلسالم أشياء كثيرة من تالعب الش*ياطين بالص*وفية, وذك*ر من ذل*ك أش*ياء تظهر على أنها كرامات، وهي من فع**ل الش**ياطين تض**للهم وتتالعب بهم, يق**ول ش**يخ

.(3)شيطاني" اإلسالم لما ذكر الحالج,: "ومثل هذا يحدث كثيرا لغير الحالج ممن له حال(.235- 232)( الفتوى الحموية الكبرى )ص: 1(.2/438)( الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة )2(35/112)( مجموع الفتاوى )3

4

Page 5: files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36). انظر كيف تتلاعب الشياطين, وكيف يتبع هذا الرجلَ جماعةٌ

وذكر شيخ اإلس**الم أن**ه يع**رف من ه**ذا أش**ياء كث**يرة, يق**ول: "مث**ل ش**خص ه**و اآلن بدمشق، كان الشيطان يحمله من جبل الصالحية إلى قري**ة ح**ول دمش**ق، فيجيء من الهواء إلى طاقة البيت الذي فيه الن**اس، في**دخل وهم يرون**ه، ويجيء باللي**ل إلى ب**اب الصغير -أحد أبواب دمشق- فيعبر منه هو ورفيق*ه، وه*و من أفج*ر الن*اس، وآخ*ر ك*ان بالشويك من قرية يقال لها: الشاهدة, يطير في الهواء إلى رأس الجبل والناس يرونه, وكان شيطانه يحمله، وكان يقطع الطريق، وأكثر ه*ؤالء من ش*يوخ الش*ر، وش**يخ آخ*ر أخبرني عن نفسه أنه كان يزني بالنساء، ويتلوط بالصبيان الذين يق**ال لهم الح**وارات, وكان يقول: يأتيني كلب أسود بين عينيه نكتتان بيضاوان فيقول لي: فالن بن فالن ن**ذر لك نذرا وغدا نأتيك به, يق**ول: فلم**ا ت**اب ه**ذا الش**يخ، وص**ار يص**لي ويص**وم، ويجتنب

المحارم ذهب الكلب األسود. وشيخ آخر كان له شياطين يرسلهم يصرعون بعض الناس، فيأتي أهل ذل**ك المص**روع إلى الشيخ يطلبون منه إبراءه, فيرس**ل إلى أتباع**ه -يع**ني من الش**ياطين- فيف**ارقون ذلك المصروع، ويعطون ذلك الشيخ الدارهم الكثيرة، وأحيانا تأتيه الجن بدارهم وطعام تسرقه من الناس، وآخر كان مشتغال بالعلم والقراءة، فجاءته الشياطين أغوته, وق**الوا له: نحن نسقط عنك الصالة، ونحضر لك ما تريد, فكانوا يأتونه بالحلوى والفاكهة ح**تى

.(1)حضر عند بعض الشيوخ العارفين بالسنة فاستتابه" ويقول عن نفسه -أعني شيخ اإلسالم-: إن الش**ياطين والجن ق**د تتمث**ل بشخص**ه ه**و،

األقوام يخبرون شيخ اإلس**الم بم**ا وق**ع لهم، يق**ول: "وذك**ر وأغاثوا أقواما, فجاء هؤالءغير واحد أنه استغاث بي"، وهذا ال يجوز, وشيخ اإلسالم ينكر عليهم هذا.

يقول بعضهم: إنه رآني جئته, ومنهم من قال: رأيتك راكبا بثياب**ك وص**ورتك, ومنهم منهم، وإنم**ا ذل**ك قال: رأيتك على جبل, ومنهم من قال غير ذلك، فأخبرتهم أني لم أغش** شيطان تصور بصورتي ليضلهم لما أشركوا بالله ودعوا غيره، وأع**رف من ذل**ك وق**ائع كثيرة, قوم اس**تغاثوا بي وبغ**يري في ح**ال غيبتن**ا عنهم، ف**رأوني أو ذل**ك اآلخ**ر ال**ذي استغاثوا به وقد جئنا في الهواء ورفعنا عنهم, فلما حدثوني بذلك بينت لهم أن ذلك إنما

.(2)هو شيطان تصور بصورتي، وصورة غيري من الشيوخ الذين استغاثوا بهم" خ**ذ مث**اال ذك**ره ابن كث**ير -رحم**ه الل**ه- في "البداي**ة والنهاي**ة" مث**ال عجيب لتالعب

من أهل دمشق, يق**ول فيم**ا يروي**ه عن الشياطين, هذا رجل يقال له: الحارث الكذاب الجالس، وك**ان ل**ه أب بالحول**ة, فع**رض ل**ه عبدالرحمن بن حسان: "ك**ان م**ولى ألبي

إبليس، وكان رجال متعبدا، زاهدا، لو لبس جبة من ذهب لرئيت عليه الزه**ادة والعب**ادة, وكان إذا أخذ في التحمي**د لم يس**مع الس**امعون مث**ل تحمي**ده، وال أحس**ن من كالم**ه، فكتب إلى أبيه، وكان بالحولة, يا أبتاه, أعج**ل علي, ف*إني ق*د رأيت أش*ياء أتخ*وف أنا على غيه, فكتب إليه أبوه: ي**ا ب**ني, يكون الشيطان قد عرض لي, قال: فزاده أبوه غي

لأقب**ل على م**ا أم**رت ب**ه ف**إن الل**ه تع**الى يق**ول: }هDDل أنبئكم على من تنDDزاك أثيم{ ل على كل أف ياطين * تنز . [222، 221]الشعراء: الش

ولست بأفاك وال أثيم, فامض لما أمرت به، فك**ان يجيء إلى أه**ل المس**جد رجال رجالفيذاكرهم أمره، ويأخذ عليهم العهد والميثاق إن هو رأى ما يرضى قبل وإال كتم عليه". هذا يدعي أنه نبي اآلن, صار يدعي أنه يوحى إليه، قال: "وكان ي**ريهم األع**اجيب, ك**ان ي**أتي رخام**ة في المس**جد، فينقره**ا بي**ده فتس**بح تس**بيحا بليغ**ا ح**تى يض**ج من ذل**ك

الحاضرون". يقول ابن كثير: "وقد سمعت شيخنا العالمة أبا العباس ابن تيمية -يعني ش**يخ اإلس**الم-

.(3)يقول: كان ينقر هذه الرخامة الحمراء التي في المقصورة فتسبح, وكان زنديقا".(114-35/112)( مجموع الفتاوى )1(.35/115)المصدر السابق )( 2(.9/35)( البداية والنهاية )3

5

Page 6: files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36). انظر كيف تتلاعب الشياطين, وكيف يتبع هذا الرجلَ جماعةٌ

ا في بعض الكالم عن**ه في بعض الرواي**ات: ك**ان الح**ارث يطعمهم فاكه**ة وج**اء أيض** الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، وك**ان يق**ول لهم: اخرج**وا ح**تى أريكم

ان، فيريهم رجاال على خي**ل فتبع**ه على ذل**ك بش**ر المالئكة, فيخرج بهم إلى دير المر كثير، وفشا أمره في المسجد، وكثر أصحابه وأتباعه، حتى وصل األمر إلى القاس**م بن

إن هو رضي أمرا قبل**ه، مخيمرة، فعرض على القاسم أمره، وأخذ عليه العهد والميثاق وإن كرهه كتمه، فقال له: إني نبي, فقال القاسم: ك**ذبت ي**ا ع**دو الل**ه، م**ا أنت ن**بي, وفي بعض الروايات: ولكنك أحد الكذابين الدجالين الذين أخبر عنهم النبي -ص**لى الل**ه

عليه وسلم.إلى أن قال: وأنت أحدهم، وال عهد لك، يعني: ما تأتمني على كتمان أمرك.

قال: "ثم قام فخرج إلى أبي إدريس، وكان على القضاء بدمشق، فأعلمه بما سمع منالحارث، فقال أبو إدريس: نعرفه, ثم أعلم أبو إدريس عبد الملك بذلك".

وفي رواية: أن مكحوال، وعبد الله بن أبي زكريا دخال على الحارث، فدعاهما إلى نبوت**ه فكذباه، وردا عليه ما قال, ودخل هذان على عب**د المل**ك، فأعلم**اه ب**أمره -يع**ني عب**د**ا، واختفى الح**ارث وص**ار إلى بيت **ا حثيث المل**ك بن م**روان- فتطلب**ه عب**د المل**ك طلبا، واهتم عبد الملك بشأنه حتى ركب إلى الصنبرة, فنزلها المقدس يدعو إلى نفسه سر فورد عليه هنالك رجل من المسلمين من أهل البصرة، ممن كان ي**دخل على الح**ارث وهو ببيت المقدس، فأعلمه بأمره وأين هو, وس**أل عب**د المل**ك أن يبعث مع**ه بطائف**ة من الجند األتراك ليحتاط عليه, فأرسل معه طائفة، وكتب إلى نائب القدس ليكون في طاعة هذا الرجل, ويفعل ما يأمره به، فلما وصل الرج**ل إلى بيت المق**دس بمن مع**ه

م**ا يق**در علي**ه من الش**موع -ه**ذا في انتدب نائب القدس لخدمت**ه، ف**أمره أن يجم**ع الليل- ويجعل مع كل رجل شمعة، فإذا أم**رهم بإش**عالها في اللي**ل أش**علوها كلهم في سائر الطرق واألزقة، حتى ال يخفى أمره, وذهب الرجل بنفسه، فدخل الدار التي فيه**ا الحارث، فقال لبوابه: استأذن لي على نبي الله, فقال: في هذه الساعة ال ي**ؤذن علي**ه حتى يصبح, فصاح البصري: أسرجوا -يقول ألص**حابه- فأس**رج الن**اس ش**موعهم ح**تى صار الليل كأنه النه**ار، وهجم البص**ري على الح**ارث، ف**اختفى من**ه في س**رب هن**اك,

فقال أصحابه: هيهات, تريدون أن تصلوا إلى نبي الله, إنه قد رفع إلى السماء. فأدخل البصري يده في ذلك السرب فإذا بثوبه، فاجتره فأخرجه، ثم قال لمن معه من األت**راك: تس**لموا، فأخ**ذوه، فربط**وه فقي**دوه, فيق**ال: إن القي**ود والجامع**ة -يع**ني

للت فإنمDDاالكلبشات- سقطت من عنقه مرارا, ويعيدونها، وجعل يقرأ: DDقل إن ض{ ميع قDDريب{ DDوحي إلي ربي إنه سDDا يDDديت فبمDDأضل على نفسي وإن اهت

. [50]سبأ: ، فق**الوا ل**ه [28]غافر: }أتقتلون رجال أن يقول ربي الله{وقال ألولئك األتراك:

بلسانهم ولغتهم: هذا كرآننا فأت بكرآنك، يعني: هذا قرآننا فأت بقرآنك. فلما انتهوا به إلى عبد الملك أمر بصلبه على خشبة، وأمر رجال فطعن**ه بحرب**ة ف**انثنت في ضلع من أضالعه، فقال ل**ه عب*د المل**ك: ويح**ك, أذك*رت اس**م الل**ه حين طعنت**ه؟، فقال: نسيت, فقال: ويحك, سم الله، ثم اطعنه، ف**ذكر اس**م الل**ه، ثم طعن**ه فأنف**ذه،

من العلماء أن يعظوه ويعلموه أن هذا وكان عبد الملك قد حبسه قبل ذلك، وأمر رجاال. (1)من الشيطان، فأبى أن يقبل، فصلب

انظر كيف تتالعب الشياطين, وكي**ف يتب**ع ه*ذا الرج*ل جماع*ة من ه**ؤالء المنح**رفين،الشياطين تلعب بهؤالء الذين يصغون لهم.

(.36-9/35)( البداية والنهاية )16

Page 7: files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36). انظر كيف تتلاعب الشياطين, وكيف يتبع هذا الرجلَ جماعةٌ

غيالن الدمشقي قال له خالد بن اللجالج: "ويحك يا غيالن, ألم يأخذك في شبيبتك -أيام الشباب يعني- ترامي النساء في شهر رمضان بالتفاح -يعني أنه ك**ان من المج**ان-، ثم

ا زنديقا" ا تحجب امرأة وتزعم أنها أم المؤمنين، ثم تحولت فصرت قدري .(2)صرت حارثيكل يوم على رأي، وكل يوم على مذهب، و كل يوم على دين، وكل يوم على ضاللة.

وقد جاء في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود -رضي الل**ه تع**الى عن**ه- أن**ه ق**ال: ))إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل, فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب، فيتفرقون فيقول الرجل منهم: سDDمعت رجال أعDDرف وجهDDه،

.(2 )وال أدري ما اسمه يحدث(( ))إن في البحDDروج**اء عن عب**د الل**ه بن عم**رو بن الع**اص -رض**ي الل**ه عنهم**ا-:

مسجونة, أوثقها سليمان, يوشDDك أن تخDDرج فتقDDرأ على النDDاس شياطينتلعب بالناس, تضللهم. (3) قرآنا((

ب قال: إن الن**اس ن**ودي فيهم بع**د نوم**ة: إن**ه من ص**لى في وجاء عن حارثة بن مضر المسجد األعظم -يعني في الكوفة- دخل الجن**ة, ف**انطلق النس**اء والرج**ال ح**تى امتأل

المسجد قياما يصلون. يقول أبو إس**حاق: إن أمي وج**دتي فيهم, ف**أتي ابن مس**عود فقي**ل ل**ه: أدرك الن**اس, فقال ما لهم؟ قيل: نودي فيهم بعد نومة -يعني ما يدرى من المنادي- إنه من صلى في المسجد األعظم دخل الجنة, فخرج ابن مسعود يشير بثوبه: ويلكم, اخرج**وا ال تع**ذبوا،**نزل بع**د ن**بيكم، وال إنما هي نفخة من الشيطان, إنه لم ينزل كت**اب بع**د ن**بيكم، ولم ي ينزل بعد نبيكم -أي كتاب- فخرجوا, يقول: وجلسنا إلى عب**د الل**ه فق**ال: إن الش**يطان إذا أراد أن يوقع الكذب انطلق، فتمثل رجال فيلقى آخ**ر فيق**ول ل**ه: أم**ا بلغ**ك الخ**بر؟ فيقول الرجل: وما ذاك؟ فيقول: كان من األمر ك**ذا وك**ذا، ف**انطلق فح**دث أص**حابك, قال: فينطلق اآلخر فيقول: لقد لقينا رجال, إني ألتوهمه أعرف وجهه زعم أنه ك**ان من

. (4)األمر كذا وكذا، وما هو إال شيطان" اآلن الشيطان كفي كثيرا من هذا عبر هذه الوسائل, تأتيك رسائل م**ا ت**دري من ال**ذي

كتبها ثم بعد ذلك تنشر، وفيها من الضاللة ما الله به عليم. يقول الليث بن سعد: قدم علينا شيخ من اإلسكندرية يروي عن نافع وه**و حي, فأتين**اه فكتبنا عنه عن نافع, فلما خرج أرسلنا بها إلى نافع فما عرف منها شيئا، فقال أصحابنا:

.(5)ينبغي أن يكون هذا من الشياطين الذين حبسوا" يعني: مثل هذا يأتي بهذه الجرأة, ويحدث بهذه األحاديث أو هذا ينادي بالناس في**ذهبون

إلى الجامع يصلون، الرجال والنساء, كيف يقبلون منه؟. على كل حال, الكالم في هذا يطول، والخالف قديم جديد، ولكنه قد يتفجر وي**زداد في بعض األوقات ويتفاقم, وقد يفتر في بعضها، وقد يكثر في ناحي**ة، وق**د يك**ثر في بعض المسائل، وكل زمن تتجدد فيه أشياء، وربما ك**انت ق**د ان**دثرت، في**أتي من ينفخ فيه**ا، ويثيرها ويحييها، وهكذا يحصل التف**رق، وتتقلب بالن**اس الفتن والش**رور، والس**الم من

سلمه الله -تبارك وتعالى. نحن حينما نذكر مثل هذه األشياء، وما في التاريخ فهذا نستفيد منه فوائد: أن اإلنس**ان

يكون عنده مناعة، وحصانة بإذن الله.

(.36- 9/35)( البداية والنهاية )2(، رقم: )1/12)( أخرجه مسلم في المقدمة، باب في الضعفاء والكذابين ومن يرغب عن ح**ديثهم )2

7.))( المصدر نفسه.3(.8(، رقم: )1/33)( البدع البن وضاح )4(.718(، رقم: )4/256)( ذم الكالم وأهله )5

7

Page 8: files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36). انظر كيف تتلاعب الشياطين, وكيف يتبع هذا الرجلَ جماعةٌ

األم**ر الث**اني: أال تظلم ال**دنيا في عين**ه، ويعتق**د أن ه**ذا نهاي**ة المط**اف، وأن يب**تئس وييأس, فالشر موجود منذ قرون طويلة جدا، فال نيأس، وإنم**ا يطلب اإلنس**ان النج**اة، ويبحث عن المخرج، وعما تكون فيه عافيته وسالمته, فبعض الن**اس إذا رأى الخالف**ات

: ال, وليس المقصود هو التهوين لم**ا يج**رينقول يئس وترك، وأظلمت الدنيا في عينه,من خالفات في عصرنا هذا.

نتائج الخالفات المتنوعة:بعد ذلك ننتقل إلى األمر السابع:

هذه األمور التي سمعتموها، وهذه الخالفات الكثيرة بأسبابها المتنوعة, م*اذا نتج عنه*ا؟ماذا أورثت؟.

}واعتصموا بحبDDل اللهيعلق الشيخ عبدالرحمن بن سعدي -رحمه الله- على قوله: قوا{ ، ويذكر أن الل**ه أم**ر بم**ا يعينهم على التق**وى،[103]آل عمران: جميعا وال تفر

وه**و االجتم**اع واالعتص**ام ب**دين الل**ه، وك**ون دع**وى المؤم**نين واح**دة م**ؤتلفين غ**ير مختلفين, يق**ول: "ف**إن اجتم**اع المس**لمين على دينهم وائتالف قل**وبهم يص**لح دينهم، وتصلح دنياهم، وباالجتماع يتمكنون من كل أمر من األم**ور، ويحص**ل لهم من المص**الح ال*تي تتوق*ف على االئتالف م*ا ال يمكن ع*ده من التع*اون على ال*بر والتق*وى, كم*ا أن باالفتراق والتعادي يختل نظامهم، وتنقطع روابطهم، ويص**ير ك**ل واح**د يعم**ل ويس**عى

.(1)في شهوة نفسه، ولو أدى إلى الضرر العام" }يا أيهDDا الذين آمنDDوا إذا لقيتم وهكذا ابن القيم يعلق على قوله -تبارك وتعالى-:

فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * وأطيعوا الله ورسوله والابرين{ DDع الصDDاألنف**ال:تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله م[

45-46.] فيقول: "إن الله أمر المجاهدين بخمسة أش**ياء، م**ا اجتمعت في فئ**ة ق**ط إال نص**رت، وإن قلت وكثر عدوها، وذكر األول: الثبات, الثاني: كثرة ذكر الله -ع**ز وج**ل-, الث**الث: طاعة المعبود -سبحانه وتع*الى-، وطاع*ة الرس**ول -ص*لى الل**ه علي*ه وس**لم-, الراب**ع: اتفاق الكلمة، وعدم التنازع الذي يوجب الفشل والوهن، وهو جند يقوي به المتنازعون عدوهم عليهم، فإنهم في اجتماعهم كالحزمة من السهام ال يستطيع أحد كس**رها, ف**إذا فرقها وصار كل واحد منهم على حدة فإنها تكسر ويس**هل ذل**ك، الخ**امس: مالك ذل**ك

وأساسه هو الصبر. يقول: هذه خمسة أشياء تبتنى عليها قبة النصر، ومتى زالت أو بعض**ها زال من النص**ربحسب ما نقص منها, وإذا اجتمعت قوى بعضها بعضا، وصار لها أثر عظيم في النصر.

يقول: لما اجتمعت الصحابة -رضي الل**ه عنهم- على ه**ذه األم**ور لم تقم لهم أم**ة من األمم، وفتحوا الدنيا، ودانت لهم العباد والبالد، ولما تفرق من بع**دهم آل األم**ر إلى م**ا

. كما نشاهد.(2)آل إليه" فهذه عوامل النصر الحقيقية التي ذكرها الله -عز وج**ل- في ه**ذه اآلي**ة، والل**ه يق**ول:

[.46]األنفال: }وال تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم{ التنازع الذي ي**وجب تش**تت القل**وب، والتف**رق، فيحص**ل الفش**ل، والض**عف، وال**وهن،

والهزيمة. كونوا جميعا يا بني إذا اعترى *** خطب وال تتفرقوا أفرادا

را *** وإذا افترقن تكسرت آحادا تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسلوا الط**اهر بن عاش**ور -رحم**ه الل**ه- يعل**ق على ه**ذه اآلي**ة: DDوال تنازعوا فتفش{

يقول: "وأما النهي عن التنازع فهو يقتض**ي األم**ر بتحص**يل أس**بابوتذهب ريحكم{ا، ح**تى يص**دروا عن رأي واح**د، ف**إن ذلك: بالتفاهم، والتشاور، ومراجعة بعض**هم بعض**

(.142)( تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن )ص: 1(.506- 505)( الفروسية )ص: 2

8

Page 9: files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36). انظر كيف تتلاعب الشياطين, وكيف يتبع هذا الرجلَ جماعةٌ

ولتن**ازعوا في ش**يء رجع**وا إلى أم**رائهم، لقول**ه تع**الى: DDس }ولو ردوه إلى الر[.83]النساء: وإلى أولي األمر منهم{

ول{ وهك**ذا DDس يء فDDردوه إلى الله والر DDازعتم في شDD[59]النس**اء: }فإن تن. يق**ول: "والنهي عن التن**ازع أعم من األم**ر بالطاع**ة ل**والة األم**ور؛ ألنهم إذا نه**وا عن التنازع بينهم فالتنازع مع ولي األمر أولى بالنهي, ولما ك*ان التن**ازع من ش**أنه أن ينش*أ عن اختالف اآلراء -وه***و أم***ر مرتك***ز في الفط***رة- بس***ط الق***رآن الق***ول في***ه

،}فتفشلوا وتDDذهب ريحكم{آث**اره، فج**اء ب**التفريع بالف**اء في قول**ه:  سيئ ببيانفحذرهم أمرين معلوما سوء مغبتهما، وهما: الفشل، وذهاب الريح".

ثم بعد ذلك يقول: "وإنما كان التنازع مفضيا إلى الفش**ل؛ ألن**ه يث**ير التغاض**ب، ويزي**ل التع**اون بين الق**وم، ويح**دث فيهم أن ي**تربص بعض**هم ببعض ال**دوائر، ويح**دث في

.(1)النص**ير عن**د م**آزق القت**ال" إلفاء نفوسهم االشتغال باتقاء بعضهم بعضا، وتوقع عدم واقع نراه اليوم. ،كل هذا -لألسف- شيء مشاهد

وشيخ اإلسالم -رحمه الله- يعدد خمس*ة من أن**واع الفس**اد ال*ذي ي*ترتب على التن*ازع, يذكر من هذا: جهل كثير من الناس باألمر المشروع، والمسنون الذي يحبه الله، ويحب**ه

الرسول، يعني: يبقى كثير من الناس في حيرة الحق مع من؟. وهكذا التظالم، والبغي والتباغض والتقاطع، والبراءة من المخ**الف وإن ك**ان أحب إلى الله من الموافق, وقد ينهى عن شيء ما نهاه الل*ه عن**ه, وك*ذلك اتب**اع الظن واله*وى، كما يقع بين أهل األه**واء الخ**ارجين من الس**نة والجماع*ة, وك**ذلك التف**رق واالختالف، والطعن، والتشهير، واالعتداء، بدال من االجتماع واالئتالف، والمواالة, وكذلك شك كث**ير من الناس، ولربما يطعنون بعقائد أهل السنة ومذهبهم، وم**ا هم علي**ه، ولربم**ا طعن**وا

بالنصوص بسبب ما يرون من الممارسات واالختالف الكبير. كما يحصل أيضا تسلط األعداء, وشيخ االسالم -رحمه الله- يق**ول: إن بالد الش**رق من

.(2)أسباب تسليط الله التتر عليها كثرة التفرق والفتن بينهم في المذاهب وغيرها ونحن ما تسلط األعداء في هذا العصر علينا إال بسبب تفرقن**ا وتش**تتنا وانقس**امنا على أنفسنا, فنحن ال نحقق نصرا م**ؤزرا, وإنم**ا يبقى المس**لمون في ح**ال من الطحن، وال يكاد هؤالء يراوحون، أو يتجاوزون ذلك الموضع، بل قد يتح**ول ه**ذا المخ**الف، أو ه**ذه

الطائفة إلى معول هدم. وابن حزم -رحمه الله- يقول: إن جميع فرق الضاللة لم يجر الله على أيديهم خ**يرا، وال فتح بهم من بالد الكفر قرية، وال رفع لإلسالم راية, وم**ا زال**وا يس**عون في قلب نظ**ام المسلمين، ويفرقون كلمة المؤمنين، ويسلون السيف على أه**ل ال**دين، ويس**عون في

األرض مفسدين". إلى أن يقول: "فالله الله أيها المسلمون, تحفظوا بدينكم، الزموا القرآن، وسنن النبي -صلى الله عليه وسلم- وما مضى عليه الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعون وأصحاب

.(3)الحديث عصرا بعد عصر, الذين طلبوا األثر فلزموا األثر, ودعوا كل محدثة وضاللة" وانظر إلى معاول الهدم, انظر إلى هؤالء الخوارج ماذا فعلوا مع عبدالله بن خباب, وما فعلوا مع أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وما فعلوا مع علي -رضي الل**ه تع**الى عنه-, ولما كلمهم علي -رضي الل**ه عن**ه- وطلب منهم أن يخرج*وا القتل**ة، ق*الوا: كلن**ا

قتلة, ولئن ظفرنا بك قتلناك. وهكذا لما ب**رز حرق**وص بن زه**ير إلى علي، وق**ال: ي**ا ابن أبي ط**الب, والل**ه ال نري**د

بقتالك إال وجه الله والدار اآلخرة. انظر كيف تتحول الجهود والشجاعة والعزائم القوية، وبذل النفوس إلى تدمير وإفساد.

(.10/31)( التحرير والتنوير )1(.254/ 22)( مجموع الفتاوى )2(.4/171)( الفصل في الملل واألهواء والنحل )3

9

Page 10: files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36). انظر كيف تتلاعب الشياطين, وكيف يتبع هذا الرجلَ جماعةٌ

مقتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: في صفة مقتل علي -رضي الله تعالى عنه- يذكر العلماء أن ثالث**ة من الخ**وارج، وهم: عبدالرحمن بن عمرو المعروف بابن ملجم يص**فونه ويقول**ون: ه**ذا ك**ان من كن**دة، أو حليف لبني حنيفة من كندة, يقول**ون: ك**ان أس**مر الل**ون, حس**ن الوج**ه, أبلج الش**عر,

فيهم, وال يعني  يعني: هذه سمة غالبة(1 )))سيماهم التحليق((الحظ ما كان محلوقا, أن من لم يكن محلوقا ال يكون من الخوارج, قد يكون شعره طويال وهو من الخوارج. فهذا عبدالرحمن بن ملجم كان شعره مع شحمة أذنيه، وفي وجهه أثر السجود, واآلخر يق**ال ل**ه: ال**برك بن عب**د الل**ه التميمي, والث**الث: عم**رو بن بك**ر التميمي, اجتمع**وا فتذاكروا قتل علي إلخوانهم في النهروان, فترحموا عليهم وق**الوا: م**اذا نص**نع بالبق**اء

بعدهم؟. كانوا ال يخافون في الله لومة الئم, فلو شرينا أنفسنا، فأتينا أئمة الضالل، من هم أئم**ة

الل**ه عنهم- ه**ؤالء أئم**ة الض**الل الض**الل؟ علي ومعاوي**ة وعم**رو بن الع**اص -رض**ي عندهم.

يقولون: فقتلناهم، فأرحنا منهم البالد، وأخذنا منهم ثأر إخواننا, ق**ال ابن ملجم: أم**ا أن**افأكفيكم علي بن أبي طالب.

وقال البرك: أنا أكفيكم معاوية, وق**ال عم**رو بن بك**ر: وأن**ا أكفيكم عم**رو بن الع**اص, فتعاهدوا وتواثقوا أال ينكص رجل منهم عن صاحبه حتى يقتل**ه أو يم**وت دون**ه, فأخ**ذوا أسيافهم فسموها، فسقوها السم بحيث لو كانت جراحة يسيرة يمكن أن تس**ري ح**تى

يصير ذلك بليغا فيقتل صاحبه. يقول ابن كثير: واتعدوا لسبع عشرة من رمضان, أن يبيت كل واح**د منهم ص**احبه في بلده الذي هو في**ه, فأم**ا ابن ملجم فس*ار إلى الكوف**ة، ف**دخلها، وكتم أم**ره ح**تى عن أصحابه من الخوارج الذين هم بها, فبينما هو جالس في قوم من بني الرباب يتذاكرون قتالهم يوم النهروان، إذ أقبلت امرأة منهم يقال لها قطام, قد قت**ل علي ي**وم النه**ران أباها وأخاها، وكانت فائقة الجمال مشهورة به, وكانت قد انقطعت في المسجد الجامع تتعبد فيه, فلما رآها ابن ملجم سلبت عقله، ونسي حاجته التي ج**اء له**ا، وخطبه**ا إلى نفسها، فاشترطت عليه ثالثة آالف درهم، وخادم**ا، وقين**ة، وأن يقت**ل له**ا علي بن أبي

طالب -رضي الله عنه- قال: فهو لك, ووالله ما جاء بي إلى هذه البلدة إال قتل علي. فتزوجها، ودخل بها، ثم شرعت تحرضه على قتله، ون**دبت ل**ه رجال من قومه**ا من تيم الرباب، يقال له: وردان, ليكون معه، واس**تمال عب**دالرحمن بن ملجم رجال آخ**ر يق**ال له: شبيب بن نجدة بن أشجع الحروري, قال ل**ه ابن ملجم: ه**ل ل**ك في ش**رف ال**دنيا

واآلخرة؟. , فقال: ثكلتك أمك, لقد جئت شيئا إدا, كيف تقدر عليه؟ قال: وما ذاك؟ قال: قتل علي قال: أكمن له في المسجد، فإذا خرج لصالة الغداة ش**ددنا علي**ه، فقتلن**اه, ف**إن نجون**ا

شفينا أنفسنا، وأدركنا ثأرنا، وإن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا. فقال: ويحك, لو غير علي كان أهون علي, قد عرفت سابقته في اإلسالم، وقرابت**ه من

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما أجدني أنشرح صدرا لقتله. قال: أما تعلم أنه قتل أهل النه**روان؟ ق**ال: بلى, ق**ال: فنقتل**ه بمن قت**ل من إخوانن**ا, فأجابه هذا الرجل بعد ألي, ودخل شهر رمضان، فواعدهم ابن ملجم ليلة الجمعة لسبع عشرة ليل**ة خلت، وق**ال: ه*ذه الليل*ة ال*تي واع*دت أص*حابي فيه*ا أن يث**أروا بمعاوي*ة وعمرو بن العاص, فجاء هؤالء الثالثة: ابن ملجم ووردان وش**بيب وهم مش**تملون على أسيافهم، فجلسوا مقابل السدة التي يخ**رج منه*ا علي -رض**ي الل**ه عن**ه-، فلم*ا خ*رج

الناس هم نيام في المسجد, ألن جعل ينهض الناس من النوم إلى الصالة في المسجد؛ )( أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب قراءة الفاجر والمنافق، وأصواتهم وتالوتهم ال تجاوز حناجرهم1(.7562(، رقم: )9/162)

10

Page 11: files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36). انظر كيف تتلاعب الشياطين, وكيف يتبع هذا الرجلَ جماعةٌ

ويقول: الصالة، الصالة, فثار إليه شبيب بالسيف فضربه فوقع في الط*اق، فض*ربه ابن ملجم بالسيف على قرنه فسال دم**ه على لحيت**ه -رض**ي الل**ه عن**ه-, ولم**ا ض**ربه ابن

ملجم قال -يعني ابن ملجم-: ال حكم إال لله، ليس لك يا علي، وال ألصحابك. ات اللهوجعل يتلو قول**ه تع**الى: DDاء مرضDDه ابتغ DDومن الناس من يشري نفس{ [.207]البقرة: والله رءوف بالعباد{

: عليكم به, وهرب وردان، فأدركه رجل فقتله، وذهب ش**بيب، ونج**ا بنفس**ه فنادى علي وفات الناس, فأمسك ابن ملجم، وحمل علي -رضي الله عنه- إلى منزله، وحم**ل إلي**ه ابن ملجم، فوضع بين يديه وهو مكتوف -قبحه الله- فقال له: أي عدو الله, ألم أحس**ن إليك؟ قال: بلى, قال: فما حملك على هذا؟ قال: شحذته أربعين ص**باحا, وس**ألت الل**ه أن يقتل به شر خلقه, فقال له علي: ال أراك إال مقت**وال ب**ه، وال أراك إال من ش**ر خل**ق

الله، ثم قال: إن مت، فاقتلوه به.ا ك**ان من ابن ملجم هذا امتدحه عمران بن حطان، وعمران بن حطان عرفنا أن**ه أيض**

العباد، ونسأل الله العافية. أما صاحب معاوية -وهو البرك- فإنه حمل عليه وه**و خ**ارج إلى ص**الة الفج**ر، فض**ربه بالسيف، وقيل: بخنجر مسموم، فجاءت الض**ربة في ال**ورك، فج**رحت أليت**ه، وأمس**ك

هذا الخارجي فقتل. وأما عم**رو بن الع**اص فج**اءه عم**رو بن بك**ر، وكمن ل**ه إذا أراد الخ**روج من الص**الة، فعمرو بن العاص وافق أنه أصابه مغص، فما خ*رج إلى الص*الة في ذل*ك الي*وم، وإنم*ا خرج نائبه، وه**و خارج**ة بن أبي حبيب**ة من ب**ني ع**امر بن ل**ؤي، وك**ان على الش**رطة،

.(1)فحمل عليه الخارجي، فقتله يعتقد أنه عمرو بن العاص، وضربت عنقها بالليل, خير أهل زمانه ي**دفن علي -رضي الله عنه- لما قتل ما الذي حصل؟ دفن سر

ا ليال! واختلفوا في الموضع, وأخفي موضع القبر لئال ينبش، وهو الخليفة. سر فقيل: دفن بدار اإلمارة بالكوفة؛ خوفا علي**ه من ه**ؤالء الخ**وارج، وقي**ل: إن**ه دفن في

ناحية المسجد من جهة جامع الكوفة، وقيل غير ذلك. الشاهد أنه صلي علي**ه باللي**ل، وعمي موض**ع الق**بر، لكنهم يقول**ون: ق**ريب من قص**ر اإلمارة دفنه الحسن والحسين وابن الحنفية، وعبدالله بن جعفر، وغيرهم من أهل بيته،

عموا قبره، أخفوا القبر لهؤالء األشرار. خذ من اآلثار في حوداث سنة تسع وس**بعين للهج**رة، ي**ذكر الحاف**ظ ابن كث**ير -رحم**ه

. الفجاءةالله- أنه قتل فيها قطري بن قطري هذا ذكرنا لكم أخباره، وذكر ابن كثير طرفا كبيرا منها؛ ش**جاع, ش**اعر, خطيب,

فصيح, بليغ, من كالمه وقصائده:أقول لها وقد طارت شعاعا *** من األب**طال ويح**ك لن تراعي

ف***إنك لو س**ألت بقاء ي**وم *** على األج**ل الذي لك لن ت*طاعيالخ**لود بمس**تطاع فصبرا في مجال الموت صبرا *** ف**ما نيل

هذا الرجل كم قتل من الناس! وكم هزم من الجيوش! كل ذلك في سبيل الشيطان. والناس أسرى ألفكارهم ومعتقداتهم, حينما يتفرق الناس يتبنى اإلنسان فك**رة, يم**وت

دونها، ولو كانت ضاللة واضحة ال خفاء فيها. انظر: أبو أيوب األنصاري -رضي الله عنه- في وقعة النهروان ج**اء إلى علي فق**ال: ي**ا أمير المؤمنين, قتلت زي**د بن حس**ين الط**ائي -من ق**ادة الخ**وارج- يق**ول: طعنت**ه في

يا عدو الله بالن**ار, فق**ال: س**تعلم صدره حتى خرج السنان من ظهره، وقلت له: أبشرا .(2)غدا أينا أولى بها صلي

(.365-7/361)( البداية والنهاية )1(.2/695)( الكامل في التاريخ )2

11

Page 12: files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36). انظر كيف تتلاعب الشياطين, وكيف يتبع هذا الرجلَ جماعةٌ

الرمح داخل في صدره وخارج من ظهره، والذي طعنه أبو أيوب األنصاري -رضي الل**ها, فقال له علي: ه**و أولى عنه- ويقول في هذه اللحظات: ستعلم غدا أينا أولى بها صلي

ا. بها صليا ذكر بعض المؤرخين أنه شهد فتح مصر، وكان عبدالرحمن بن ملجم هذا الذي قتل علي ممن أخذ القرآن، والفقه، وتلقى الق*رآن عن مع*اذ -رض*ي الل*ه تع*الى عن*ه- ك*ان في

بمصر، وكان من العباد, ه*ذا الرج*ل ك**ان من ش*يعة علي - الشام, وكان من الفرسان يقول بعض المؤرخين: "ثم أدركه الكتاب -يعني القدر- وفعل م**ا رضي الله تعالى عنه-

فعل، وهو عند الخوارج من أفض**ل األم**ة، وك**ذلك تعظم**ه النص**يرية" انظ**ر التن**اقض! "يقولون -يع**ني النص**يرية-: إن ابن ملجم أفض**ل أه**ل األرض خلص روح الاله**وت من

هم يعتقدون بتأليه علي -رضي الل**ه عن**ه- يقول**ون: خلص**ه من(1)ظلمة الجسد وكدره"يعني من الجسد وظلمته، يقول: فاعجبوا يا مسلمين لهذا الجنون.  سوتالنا

جيء ابن ملجم هذا يقال: إن عبدالله بن جعفر قطع يديه ورجليه وكحلت عين*اه -يع*نيم ربك الذيمسمار محمى ففقئت عيناه- وهو م**ع ذل**ك يق**رأ س**ورة: ب DDاقرأ باس{

إلى آخرها, يقولون: ثم ج**اءوا ليقطع**وا لس**انه، فج**زع، وق**ال: إني [1]العلق: خلق{ أخشى أن تمر علي ساعة ال أذكر الله فيه**ا, ثم قطع**وا لس**انه ثم قتل**وه, يق**ول بعض المؤرخين: قيل إنه قطعت يداه ورجاله، ولم يتأوه ب**ل يتل**و الق**رآن, فلم**ا أرادوا قط**ع لسانه امتنع عن إخراجه فتعبوا في ذلك, فقيل ل**ه: قطعت ي**داك ورجالك وم**ا ت**ألمت، وما امتنعت, فما ه**ذا االمتن**اع من قط**ع لس**انك؟ فق**ال: لئال تفوت**ني تالوة الق**رآن, ال

. (2)يفوتني شيء من ذلك وأنا حي, فشقوا شدقه وأخرجوا لسانه بكالب وقطعوهالل أن كيف يقف اإلنسان مع الباطل، ويموت إلى آخر لحظة، وقد يعتق**د أص**حابه الض**

هذا من الكرامات، والمبشرات؟ يقال: أول سيف سل من سيوف الخوارج هو سيف عروة بن حدير, ه**ذا ممن نج**ا في

من النهروان، وبقي إلى أيام معاوية, هذا الرجل وقف أمام زياد بن أبيه -وزياد بن أبي**ه ومعه مولى له, فسأله زي**اد -األمراء والقادة الذين كانوا من أصحاب البطش والعسف

عن أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- فقال فيهما خيرا, س**أله عن عثم*ان فق*ال: كنت أوالي عثمان على أحواله في خالفته ست سنين، ثم تبرأت منه بعد ذلك لألحداث التي

وشهد عليه بالكفر.  أحدثها، وس**أله عن أم**ير المؤم**نين علي -رض**ي الل**ه عن**ه- فق**ال: كنت أت**واله إلى أن حكم

وشهد عليه بالكفر، فسأله عن معاوية -وزياد بن أبيه منه بعد ذلك، الحكمين، ثم تبرأتا قبيح**ا, ثم س**أله عن نفس**ه, ق**ال: م**ا تق**ول في؟ ه**ذا ق**ريب معاوي**ة- فس**به س**ب

-يعني: أنت دعي, حتى النس**ب غ**ير ص**حيح, زي**اد بنأولك لزنية وآخرك لدعوة فقال:أبيه ويقال: زياد بن أبي سفيان-, وأنت فيما بينهما بعد عاص ربك.

فأمر زياد بضرب عنقه، ثم دعا مواله, فقال له: صف لي أمره واص**دق, فق**ال: أأطنب أم أختصر؟ قال: بل اختصر, قال: ما أتيته بطعام في نهار قط -م**ا مع**نى ه**ذا؟ ص**يام

. يعني: قيام طول الليل، هذا الضال الذي يموت(3)دائم-، وال فرشت له فراشا بليل قطعلى الباطل, انظر كيف يموت الناس على أفكارهم ومعتقداتهم, نسأل الله العافية. الواحد يسأل ربه أن يعافيه, أن يخلصه, أن ينجيه, اللهم سلم سلم, كأن اإلنسان راكب في بحر, اللهم سلم, اللهم سلم, ما يذهب ويقرأ في مواقع يذهب هنا وهن**اك، ويجلس مع زيد وعمرو ممن يخلطون، ثم بعد ذلك يطلب النجاة, ال تجلس مع صاحب لوثة, وال تقرأ لصاحب لوثة, وإذا أرسل لك مقطعا امسح ال تقل: أسمع وأقرأ، ثم بعد ذلك يعلق في قلبك الشر، وال تستطيع الخروج منه, قد ال يكون عندك من المدارك والعلم, ينق**ل

(.4/143(، والفصل في الملل واألهواء والنحل )18/172)( الوافي بالوفيات )1(349/ 2)( لوامع األنوار البهية )2(.1/118)( الملل والنحل )3

12

Page 13: files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36). انظر كيف تتلاعب الشياطين, وكيف يتبع هذا الرجلَ جماعةٌ

لك شبها, ينقل لك كالما ألهل العلم، أو غير ذلك، وال تعرف الجواب عنه, وهو في غايةالضالل.

مي لما أدخل انظر كيف هؤالء يصبرون على باطلهم, أعطيكم مثاال آخر: هذا بابك الخر مع أخيه على المعتصم ق**ال ل**ه أخ**وه: ي**ا باب**ك، إن**ك ق**د عملت عمال لم يعمل**ه أح**د، فاصبر اآلن صبرا لم يصبره أحد, فقال له: سترى صبري, فلما صار بحض**رة المعتص**م أمر بقطع أيديهما بحضرته, فبدأ ببابك, فقطعت يمناه، فلما جرى الدم مسح ب**ه وجه**ه

كله، انظر هذا الضالل، والجلد. فقال المعتصم: سلوه لم فعل هذا؟ فسئل, فقال: قول**وا للخليف**ة: إن**ك أم**رت بقط**ع أربعتي، وفي نفسك أنك ال تكويها وتمنع دمي حتى ينزف إلى أن تضرب رقبتي, فخفت أن يخرج ال**دم م**ني فيبقى في وجهي ص**فرة يق**در ألجله**ا -يق**در من حض**ر- أني ق**د فزعت من الموت, وأنها لذلك ال من خ**روج ال**دم, فغطيت وجهي ل**ذلك ح**تى ال ت**بين

.(1)الصفرة يقول: أن**ا أن**زف إذا قطعت أط**رافي األربع**ة, فتظه**ر الص**فرة في وجهي، فيظن أني خائف، وأنا لست بخائف, فغطى وجهه بالدم بعد قطع يمينه, نس**أل الل**ه العافي**ة, ه*ذا الجلد واالستماتة والصبر إلى آخر لحظة, جلد منقط**ع النظ**ير، وه**ل هن**اك أح**د يش**ك

مي؟!. بضالل بابك الخر هذا رجل يقال له: علي بن أبي الفضل الحلبي رافض**ي ق*دم دمش**ق ف**أظهر ال*رفض،

وجاهر به حتى دخل الجامع األموي رافعا صوته بسب أول من ظلم آل محمد. الجامع األموي، وهؤالء أهل س**نة، فرف**ع ص**وته بس**ب أول من ظلم آل محم**د، وك**ان الناس حينئذ في صالة الظهر فأخذوه بين يدي الس**بكي القاض**ي, فس**أله: من تع**ني؟ قال: أبا بكر الصديق، ثم رفع صوته فقال: لعن الله فالنا، وفالنا، وذك**ر الخلف**اء الثالث**ة

الراشدين بأسمائهم, انظر الجلد. وعطف عليهم معاوية، ويزيد، وكرر ذلك، فأمر به إلى السجن, ثم أحضره بع**د فع**رض عليه التوبة، فامتنع فعقد له مجلس، وأمر قاضي المالكية بضربه بالسياط, فلم يرج**ع، وأعيد علي**ه ذل**ك م**رارا، وه**و يب**الغ فيم**ا ه**و في**ه من الس**ب واللعن الص**ريح، فحكم القاضي المالكي بسفك دمه, هذا في س**نة س**بعمائة وخمس وخمس**ين، فقت**ل, وأخ**ذ

. (2)العامة رأسه طافوا به في البلدا يق*وم في ج*امع انظر إلى هذا الجلد!، م*ا حاجت**ه ل*ذلك؟، نكاي*ة بأه*ل الس*نة وتش*في**د دمشق، ويسب ويصر إلى آخر لحظة، ويعرف أنه س**يقتل, وم**ا اس**تعمل التقي**ة, جل

أهل الباطل يموت هؤالء دونه، فالناس أسرى ألفكارهم ومعتقداتهم. إذا دخل هذا الداء -داء الكلب- فإنه ال يبقى منه عرق، وال مفصل حتى يص**ل إلي**ه، ب**ل

قد يصير ذلك إلى سوء الخاتمة. وقد نقل الشاطبي في "االعتصام" عن عبد الحق اإلشبيلي: أن سوء الخاتم**ة ال يك**ون لمن استقام ظاهره، وصلح باطنه يقول: ما سمع بهذا ق**ط، وال علم ب**ه، والحم**د لل**ه, وإنما يكون لمن كان له فساد في العقل, أو إصرار على الكبائر، وإقدام على العظائم، أو لمن كان مستقيما ثم تغيرت حاله -انتكس- وخرج عن سننه، وأخذ في غير طريق**ه،

}إنفيكون عمله ذلك سببا لسوء خاتمت*ه, وس*وء عاقبت**ه والعي*اذ بالل*ه, ق*ال تع*الى: .(3)[11]الرعد: الله ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم{

كم**ا ج**اء عنمن هذه اآلثار ظهور أهل الباطل بباطلهم على أهDDل الحDDق: .(4)الشعبي: "ما اختلفت أمة بعد نبيها إال ظهر أهل باطلها على أهل حقها"

(.78- 11/77)( المنتظم في تاريخ الملوك واألمم )1(.4/113)( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة )2(.1/170)( االعتصام للشاطبي )3 (، وأخرج**ه الط**براني في المعجم4/313)( أخرجه أب**و نعيم في حلي**ة األولي**اء وطبق**ات األص**فياء )4

13

Page 14: files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36). انظر كيف تتلاعب الشياطين, وكيف يتبع هذا الرجلَ جماعةٌ

هذا باإلضافة إلى فساد القلوب، وه**ذا الفس**اد يظه**ر على الج**وارح -كم**ا ذكرن**ا فيم**ا سبق-, وقد ذكر شيخ اإلسالم في كتابه "االستقامة" الحسن والجمال ال**ذي ق**د يك**ون في وجه اإلنسان في أيام الصبا، ونح**و ذل*ك ويك**ون ص*احبه على فس**اد وباط**ل كي**ف يتحول ذلك, وذكر أشياء من أحوال بعض أهل البدع، وكيف أنه يموت أو يصير في آخ**ر

وجهه يشبه الخنزير.  عمره الش**اهد أن ش**يخ اإلس**الم يق**ول: "وه**ذا الحس**ن والجم**ال ال**ذي يك**ون عن األعم**ال الص**الحة في القلب يس**ري إلى الوج**ه, والقبح والش**ين ال**ذي يك**ون عن األعم**ال

.(1)الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه" يظهر في وجهه, هذا الذي يحمل الغل على إخوان**ه المس**لمين وجه**ه أس**ود مظلم, ال تستطيع أن تمعن النظر إليه, بينما ه**ذا اإلنس**ان ال**ذي على س**نة، وعلى عم**ل طيب، ويحب إلخوانه ما يحب لنفسه، وناصح, تجد أنك إذا نظرت إليه ذكرت الله, تحب النظر

إليه, لماذا؟. هذه القلوب الذي فيها يسري إلى الوجه, هذا باإلضافة إلى ما يؤثره ه**ذا االختالف من التراشق والسلق بألسن حداد والوقيعة في األعراض، بخالف الرحمة ال**تي ك**ان ينبغي

, هم أش**داء على الكف**ار، لكن[29]الفتح: }رحمDDاء بينهم{ أن تك**ون بين المؤم**نين تتحول القضية إلى شيء آخ**ر -نس**أل الل**ه العافي**ة-, ويش**تغل الن**اس بعض**هم ببعض، ولذلك كانت الحالقة تحلق الدين، فيشتغل الن**اس ببعض**هم، ويحص**ل الفش**ل، وذه**اب

الريح، وتتبدد المصالح، وتحصل الهزائم إلى غير ذلك. هذا رجل جاهلي كان مقربا لدى مل**ك الف**رس، وه**و من الع**رب، وك**ان ش**اعرا فحال، وأرسل بقصيدة طويلة جميلة يذكر بها قومه أمرا، ويخوفهم من مغب**ة م**ا هم في**ه من الغفلة واإلمعان في الشهوات واللذات، وما إلى ذلك، وعدوهم -وهم الفرس- قد تهيئوا

لحربهم وقتلهم واستئصالهم, قصيدة طويلة، لكن أختار منها بعض األبيات يقول:بل أيها الراكب المزجي على عجل *** نحو الجزيرة مرتادا ومنتجعا

ل في سراتهم *** إني أرى الرأي إن لم أعص قد نصعا أبلغ إيادا وخلإياد: قومه, هو إيادي

يا لهف نفسي إن كانت أموركم شتى *** وأحكم أمر الناس فاجتمعاأال تخافون قوما ال أبا لكم *** أمسوا إليكم كأمثال الدبا سرعا

الدبا: صغار الجراد.أبناء قوم تآووكم على حنق *** ال يشعرون أضر الله أم نفعا

أحرار فارس أبناء الملوك لهم من *** الجموع جموع تزدهي القلعالعا فهم سراع إليكم بين ملتقط شوكا *** وآخر يجني الصاب والسلو أن جمعهم راموا بهدته *** شم الشماريخ من ثهالن النصدعا

في كل يوم يسنون الحراب لكم *** ال يهجعون إذا ما غافل هجعانا قطعا خزر عيونهم كأن لحظهم *** حريق نار ترى منه الس

ا وال شبعا ال الحرث يشغلهم بل ال يرون لهم *** من دون بيضتكم ريوأنتم تحرثون األرض عن عرض *** في كل معتمل تبغون مزدرعا

مشغولون أنتم بالزرع، والضرع والبقر وما إلى ذلك. ويقول:

وتلبسون ثياب األمن ضاحية *** ال تفزعون وهذا الليث قد جمعاأنتم فريقان هذا ال يقوم له *** هصر الليوث وهذا هالك صقعاوقد أظلكم من شطر ثغركم *** هول له ظلم تغشاكم قطعا

شهاب الحرب قد سطعا ما لي أراكم نياما في بلهنية *** وقد ترون(، عن ابن عمر.7754(، رقم: )7/370األوسط )

(.1/364)( االستقامة )114

Page 15: files.zadapps.info  · Web view2017-02-26 · () البداية والنهاية (9/35-36). انظر كيف تتلاعب الشياطين, وكيف يتبع هذا الرجلَ جماعةٌ

فاشفوا غليلي برأي منكم حسن *** يضحي فؤادي له ريان قد نقعا قصيدة جميلة طويلة يحذرهم من قوم يسنون الرماح لهم وهم في لهو وغفلة، وت**رف، وشهوات, هذه تشبه الحالة التي نعيشها, اختالف وتفرق، واألع**داء أح**اطوا بن**ا إحاط**ة

السوار بالمعصم. انظر فيما حولك من البالد, انظر إلى أحوال أهل السنة وما هم فيه من التفرق, وانظر

كيف يصنع العدو، ويعد العدة ويشتغل الليل والنهار، ونحن في غفلة, نحن في غفلة. أسأل الله -عز وجل- أن يلطف بنا، وأن ي*برم له*ذه األم*ة أم*را رش**دا, يع*ز في**ه أه**ل طاعته، ويكبت فيه أهل الفتن**ة والش**ر والفس**اد والض**الل, اللهم ارحم موتان**ا، واش**ف مرضانا، وعاف مبتالنا، واجعل آخرتنا خيرا من دنيانا, والله أعلم, وصلى الله على نبين**ا

محمد، وآله وصحبه.

15