زهير بن كعب المية في جديدة قراءة-العربية باللغة البحث ملخص

الناقة، ولوحة االفتتاح، لوحات: لوحة ثالث من زهير بن كعب المية تتألف على الفنية اللوحات هذه دالالت يوضح أن البحث هذا الموضوع. ويحاول ولوحة - ساعة كان الذي الشاعر، نفسية قاهرة، نفسية لظروف - يخضع الالمية نظم

أن بعد والموت، الحياة بين واإلسالم، الجاهلية بين الطريق منتصف في تقفه وأصبح الجاهلية، بالحياة تصله التي األسباب آخر عنده تقطعت داخل في محاصرا مضطرب كعب فبدا وراءه، يحتمي كان الذي السياسي الجدار تهدم أن بعد نفسه،

األحاسيس، ينخلع أن كعب يستطع والتوتر. ولم القلق من شديدة لحالة خاضعا وإيمانه إسالمه، إعالنه من الرغم - على الجاهلي انتمائه عن واحدة لحظة في

من قادم وكأنه فظهر الجديدة، قناعاته يمارس لما - ألنه الجديد الدين بقيم الفني. واستــطاع وبنائها وأخيلتها، ولغتها، وتراكيبها، صورها، من يغرف الجاهلية،

- فيما يغدو وأن بعفوه، ويفوز الرسول عطف يســتدر أن الفنية بموهبته كعبالجديد. اإلسالمي المجتمع عناصر من بناء - عنصر بعد

A New Critical Reading of ka’b Ben Zuhair’s “Al-Lamiya”

AbstractBy Dr. Fathi Khader

Ka’b Ben Zuhair’s poem “Al-Lamiya” consists of three scenes: Opening scene a she-Camel scene and subject matter scene. This paper endeavored to illustrate the significance of these artistic scenes on the poet’s psyche who at the time of composing the poem was experiencing critical psychological conditions standing him half way between Jahiliyah and Islam, between life and death, after he found himself at his wit’s end in his relationship with Jahili life. He found himself besieged within himself after the political wall had fallen down which he had counted on to protect himself. Ben Zuhair seemed confused and ambivalent in his senses. He became prone to severe state of anxiety and tension. He found himself unable to alienate himself once and for all from his belonging to Jahiliyah camp, inspite of his public declaration of embracing Islam and his conviction in the values of the then new religion. He had then to practice his new convictions or beliefs. He showed himself a new comer from Jahiliyah, from its images, structures, language, horses and its artistic structure. Given his artistic talent, Ka’b was able to win the Prophet Mohammed’s sympathy and his forgiveness. Late, Ka’b became a constructive element in the then new Islamic society.

زهير بن كعب المية في جديدة قراء

:-1-

غيرها من أكـثر واشتهرت العربي، األدب روائع إحدى الالمية هذه تعد تمثل ألنها معها، تعاصرت الـتي القصائد من داللته هـل سـياسـيا، موقفا

السياسية العصر بأجواء الالمية هذه والفنـية. وحفلت والنفسية االجتماعيةمنه. الشعراء وموقف الشعر، من الـنبي موقف عن وكشفت والدينية،

لم فالرسول أفكار دعاة ألنهم بل شعراء، ألنهم الشعراء يخاصم في والخصم المعارض موقف اإلسالمـية الدعوة من وقفوا وثـنية، ومـثل

والوثنية. الـتوحيد مبدأ بين العنيف الصراع ،ةطويل اتصراع بعد العربية الجزيرة شـبه في اإلسالم انتصر وحـين

يشق الحلول عن الـبحث وبدأ بالخفوت، السياسية المعارضة صوت بدأ علـيه يتستر من منهم أي يجد لم أن بعد المعارضين، بعض نفوس إلى طريقه

وتجربة معاناة بعد الالمية هذه ونظم الفنية، بموهبـته كعب ويؤويه. فالذ موقفه وفي إنسانا، الشاعر حياة في بعـيد أثر ذات مريرة، قاسية مؤمنا باإلسالم جديدا وعقيدة. فكرا

الرائعة، الالمية هذه عند – أعلم ما حدود في – باحث غير ووقف تناولها من فمنهم " كتابه في هشام ابن فعل كما اللغوي المنهج إلى مستندا في حمده أبو محمد نفسه المنهج في وحاكاه "، سعاد بانت قصيدة شرح تناول من ". ومنهم سعاد بانت لقصيدة الجمالي الـتذوق " في كتابه أبياتا

من ومعايير " معاناة كتابه في ياغي هاشم فعل كما الالمية، من محددة دراسة إلى المختارة األبيات تلك القصائد". وأخضع من طائفة في جمال

فتناول أكـثر توسع من اجتماعية. ومنهم من كل فعل كما ذكر، ما فوق أبياتا الحاوي وإيلـيا "، واألموية الجاهلـية القصيدة " في كتابه في الـتطاوي الله عبد الالمية هذه تناول من ". ومنهم واألدب الـنقد " في كتابه في منها مسقطا

الـناقة، لوحة ومختزال في غزوان عناد فعل كما األخريين، اللوحـتين من أبياتا". واألدب الـنقد في " آفاق كتابـه

مضمونها حيث من الالمية هذه في الـنظر إلى الـبحث هذا ويسعى االجتماعي. الـبناء وصورة الفنية، وصورها الـنفسية، وإيحاءاتها الفني، وبـناؤها

من جميعها العناصر هذه فيه تندغم يتجزأ، ال كل الفني العمل أن نؤمن ألنـنا الـتي الموضوعية االجتماعية الظروف إطار في الخاصة الشاعر رؤية خالل

فيها. يعـيش

-2-

الشاعر حياة في نبذة سلمى أبي واسم – سلمى أبي بن زهـير بن كعب الجليل الصحابي هو

وهي سحيم، بن عدي بن عمار بنت كبشة وأمه ،(1)المزني رياح بن - ربيعة أكـبر وكان غطفان، من سحيم بني أخواله عند ولد ،(2)زهـير أوالد سائر أم

أن زهـير. ويـبدو أوالد من حياته تسلم ولم أبيه، طبع خالف على كان كعبا.(3)واندفاعه تهوره على تلومه زوجه وكانت والتهور، االندفاع

فحول من أحد ولد في يتصل لم الشعر أن على يتفقون والرواة الشعر فسمع شعرية، بيـئة في كعب فنشأ ؛(4)زهـير ولد في اتصاله الجاهلـية

وقاله ناشئا، ورواه طفال، .(5)يافعا رعاية صـباه في كعب لقي وتوجيها واة تناقل حتى أبيه، من وعطفا الر

.(6)فيه خير ال ما عنه يروى أن مخافة الشعر قول من يمنعه كان أباه أن وكان عا .(8)حال وسوء إقـتار يحالفه كان فقد ،(7)بره في علـيه موس

:(9)قال حتى اإلسالم بعد بكعب امتد العمر أن ويـبدو الدهر وما مسيه إال

ومشارقه صـبح شـبابي وأفنى ولــيله يوم

يهلك وإن زهـير نواطقه تخلد قبلي قــــــــال قد ما وأدركترهـلده

ذلك وعلى حوال، ثمانينال نحو عاش أنه منها يفهم قد إشارة وهي للميالد، السابع القرن من الخامس العقد أواخر في مات بأنه الظن يرجح

حياته أن رأى من ومـنهم ،(10)هـ24 عام توفي أنه إلى زيدان جورجي وذهب وال الـبردة، شراء في معاوية رغبة إلى مستندين ،(11)معاوية عهد إلى امتدت

أن نظن الـبردة اشترى معاوية أن إلى تشير الرواية ألن معاوية، عاصر كعبا.(12)كعب أبناء من

األدبية: مكانته أن على الرواة إجماع انعقد في المجودين الفحول أحد كان كعبا

.(13)المعنى وسمو اللفظ، وجزالة الـتماسك، بقوة شعره ويصفون الشعر، على وقدمه الجاهلـية، في الـثانية الطبقة شعراء من سالم ابن عده

عند وهو ،(15)الـثالثة الطبقة شعراء ثاني القرشي زيد أبو ووضعه ،(14)الحطـيئة فحول ومن المخضرمين "من األصفهاني وعند ،(16)مجيد فحل قتيـبة ابن

"كان أنه على فينص القرطبي أما ،(17)الشعراء" شاعرا الشعر كثير مجودا ابنه أم زهـير أشعر األحمر: أيهما لخلف قيل أنه . وروي(18)طبقته" في مقدما.(19)كعب ابنه على فضلته ما الـناس يذكرها لزهير قصائد فقال: لوال كعب؟

كان كليهما أن مع الحطـيئة، اشتهر مما بأكثر الجاهلـية في كعب اشتهر كعبا، أتى الحطـيئة أن من سالم ابن يرويه ما ذلك على يدل زهـير، تلمـيذ

شعره في يذكره أن ورجاه الـبيت هذا شعر روايتي علمت : " قد(20)قائال قلت فلو وغيرك، غيري الفحول ذهبت وقد إلـيكم، وانقطاعي فيه تذكر شعرا

أسرع". وإليها أروى، ألشعاركم الـناس فإن موضعا، وتضعني نفسكالالمية: هذه كعب فيه نظم الذي العام الجو

بنفسه نأى فقد اإلسالم، قبل ديني سـياسي بموقف كعب اسم اقـترن-3-

على المطبوعة نفسه في صدى لها يجد لم الـتي اإلنسانية، الدعوة هذه عن آذوا الذين الشعراء، من قليل غير عدد شأن ذلك في شأنه والعصبية، العنفدعوته. وفي أهله، وفي شخصه، في الله رسول

األخوين بين وجرت علـيه، فاشتد بجير، أخيه بإسالم كعب علم تجسيد في منهما، كل موقف تعزيز محاولة ،(21)شعرية رسائل الشقيقين

بها آمن الـتي والوثنية بجير، به آمن الذي الـتوحيد، مبدأ بين الصراع مفهومكعب.

ويـنتهي الجدل واالحتجاج إلى مبادرة كعب المؤمـنة باإلسالم، بعد أن يهم بقتل من يؤذيه من الشعراء المشركين،أخبره أخوه بجير "أن الـنبي

وأن ابن الزبعرى، وهبيرة بن أبي وهب، قد هربا. فإن كانت لك في نفسك ، فإنه ال يقـتل أحدا جاءه تائـبا، فإن أنت لمحاجة فاقدم على رسول الله

:(23). وكان كعب قد أرسل إلى أخيه(22)تفعل، فانج إلى نجائك من األرض"ــك فهــل هــل ويحــك قلت فيما للكـا

رسـالــة بجيرا عنـي أبلغا أال

وعلكـا مـنهــا المأمون فأنهلك المـــأمون مـــع شـــربت كأســــارويــة

دلكـا غـيرك ويب شيء أي علي وتـبعتــه الهوى أسـباب وخالفت علـيـه تدرك ولـم علـيه لكـا أخا أبـا وال أمــا تلف لم خلق على

لقي :" من(24)وقال دمه، أهدر الله رسول هذه أبياته بلغت ولما أن قبل قالها الـتي كعب، نماذج أن رىن ونحن فليقـتله". زهـير، بن كعب منكم

قاله مما بقيت الـتي األربعة، األبيات فإن ولهذا للحذف، تعرضت قد يسلم، تبدو اإلسالم، إلى سـبقه الذي بجير، ألخـيه أثرا عن تخلف مشوها، ضـئيال

تلمحه الذي هذا من وأعـنف بأقسى ألخـيه فيها تعرض لعله متحمسة، قصائد كان ما الـتي الـنجوى، من يقترب يكاد رقيق، عتاب من األربعة األبيات في

الرؤوف وهو ،(25)مثـيالتها لقول أو لقولها، دمه إهدار على ليقدم الرسولالرحيم.

تشبيـبه من كان لما دمه أهدر إنما الرسول أن إلى األثير ابن ويذهب في يرغب كان – السالم علـيه – عمه ابنة وهي ،(26)طالب أبي بنت هانئ بأم

.(27)له تقسم فلم منها، الزواج رسول وعيد إلـيه نقل الذي بجير، أخيه من شعرية رسالة كعب تلقى

تؤويه، أن المسلمة مزيـنة قبيلته رفضت أن بعد بكعب، الدنيا فتضيق الله، نهاية إلى العميقان وتفكيره تأمله به وانتهى وأصدقاؤه، أصحابه عنه وتخلى ،(28)الكريم الرسول يدي بين الرائعة الالمية هذه ألقى حين جريـئة، واقعية

إسالمه، وحسن وأسلم األدب، روائع من تعد الـتي ولما الصحابة، من وعد كان وقد مجيد، شاعر جانبه إلى يكون أن الله رسول سر اإلنشاد من فرغ من حماية إسباغ يعـني وهذا بردته، وهـبه أن لكعب وتقديره الله رسول إكرام

.(29)الشاعر على لها حد الالقصيدة: تحليل زهـير بن لكعب المشهورة الالمية هذه قراءة إلى الصحيح المدخل إن يعـيشه كان الذي الـنفسي، للموقف الواعي الـتفهم يتضمن جديدة قراءة

-4-

لظروف يخضع كان حياته. فالشاعر من الحاسمة اللحظات تلك في الشاعر وبـين والرجاء الخوف بين الرهيفة الحافة تلك على تقفه قاهرة، نفسية

في فساح بالقتل، يتوعده الرسول أن الشاعر بلغ واإلسالم. فلقد الجاهلـية والمأوى، العون عندهم يرتجي كان من وخذله علـيه، ضاقت حتى األرض

تصله الـتي األسباب آخر عنده فتقطعت وأصبح الجاهلـية، بالحـياة ماديا الذي واالجتماعي، السياسي الجدار تهدم أن بعد نفسه، داخل في محاصرا

ولم وراءه، يحتمي كان باألوضاع تربطه محددة مادية مصلحة ثمة يعد على بل اإلسالمـية، الدعوة تجاه الذاتية القناعات عن الـنظر بغض السابقة، للجاهلية انتماؤه أصبح ذلك، من العكس المعنوية بالمصادرة محكوما

بألسـنتهم. الله رسول يؤذون كانوا الذين الشعراء، من بصفته والجسدية،ــاعر من ونـتوقع ــمن يعـيش ش ــذه ض ــون أن الظــروف ه ــطرب يك مض يكون وأن األحاسيس، ــوتر. وهو القلق من شديدة لحالة خاضعا جهة من والت

ــرى ـــتطيع ال أخ ــع أن يس ــدة لحظة في ينخل ــاهلي، انتمائه عن واح وعن الج اإلســالم. فال قبل علـيها كان الـتي الحياة إلى انتسابه ــد يكــون أن ب ــل مثقال بك

ـــتي القيم ــة، ســادت ال ــاؤه يكــون وأن الجاهلـي ــزال ما والعقلي الـنفســي بن ي سـيسقط الذي األمر الجاهلـية، مناخ في متشكال عنده الالمية بناء على تلقائيا الشــعر كــان منذ ومضــمونا، شــكال معــادال ــا إطــار في الشــاعر لموقف فني

داخله. في يتفاعل معـين، موضوعي فإن الجديدة، بالعقـيدة واحدة لحظة في آمن قد الشاعر أن افـترضنا ولو

الـنفسية، اتجاهاته على يسيطر سوف السلوك مستوى على الجاهلي ميراثه وحقائق واضحة، عملية بصورة بعد الجديدة قناعاته يمارس لما إنه حيث

تتضح أن يمكن وال الفعلية، الممارسة خالل من واعـية بصورة تنمو الـتصور في الشاعر يظل المجرد. وهكذا الـنظري الوعي خالل من اإلنسان لدى

قصيدته نرى إسالمه. وسوف يعلن أن اآلن يريد كان وإن الجاهلـية، من قادما زهـير بن كعب عند الالمية بناء في جذرية بصورة الموقف هذا أسهم كيف مناخ الـبناء هذا على سـيطر وكيف سواء، حد على والمضمون الشكل في

موحد. نفسي على زهـير بن كعب محافظة في تتـبدى الموقف هذا ظواهر أولى ولعل

في مقدمة وهي االفتتاح، بلوحة قصيدته فابتدأ الجاهلي، الشعر عمود لوحة إلى ذلك من يخرج ثم بيـتا، عشر ثالثة في المرأة، فيها يذكر الغزل، وسيلـتها على ويركز نفسه، استغرق الذي الهم بها يعالج الـتي الرحلة،

بيـتا، وعشرين واحد في الـناقة هذه وصف في ويسهب الـناقة، وهي الشائعة، عن بالحديث ويـبدأ السياسي، االعـتراف مشهد الموضوع، لوحة إلى يخرج ثم

في وذلك ، الكريم الرسول توعده أن بعد حاله من كان وما المباشر، همه ثم أبيات، ثمانـية في مباشرة الله رسول مدح إلى ينفذ ثم أبيات، تسعة ال أبيات. وهكذا سـبعة في المهاجرين الله رسول أصحاب من بالمدح يخص

الشعر قصائد في الشائع األمر وهو واحد، موضوع على الشاعر يقتصر الجاهلي، أن بيد خيطا نفسيا ويوحدها – سـنرى - كما الالمية ينـتظم واحدا

هذه لوحات في الحديث اآلن نفصل مشترك. وسوف وجداني مناخ في الشكل في ننظر وسوف إلـيه، أشرنا الذي المدخل خالل من الالمية

بيـنهما االرتباط كان مذ واحد وقت في والمضمون ينفصم. وال ال وثـيقا أن بد مقاطع يفهم أن الدارس على الضروري من أنه السبـيل هذي في نذكر

-5-

ها الالمية المعاني تقدم جزئـية بصورة وليس متكامل، واحد إطار في كل والفنـية المعنوية ومدلوالتها العامة إيحاءاتها عن بمعزل لأللفاظ المعجمية

العام. الالمية إطار فياالفتتاح: - لوحة1

المــرأة، سعاد. وذكر اسمها امرأة االفتتاح لوحة في الشاعر يذكر ــا غالبتقلـيد يكــون ما عر في ا الجمــالي العنصر هي القــديم. فــالمرأة العــربي الشــ

ز اإلنســان يجد ال القاسية الظروف تلك وفي الخالية، الصحراء تلك في الممي فيها ــرف الوقت من متسعا ــة، العناصر عند يتوقف لكي والت ويعطيها الجمالي الظــروف هــذه مثل في مجردة. فالجمــال صفة ذات جمالية رؤية نفسه من

صــفة عنده الجمال يكتسب محددة، مادية مشكالت منها اإلنسان يعاني الـتيرة حســـية ف كــان هنا مجــردة. ومن صــفة منها أكــثر مباشــ في المــرأة وصــ الغالب فا وصـ را، حســيا ـدينا يتضح كما مباشــ كـانت األولى. وإذا الوهلة منذ لــرف لم الــذي العــربي، عند الوحيــدة الجمــالي الـتعبـــير وســيلة هي اللغــة يع

فال والفراعنــة، والرومــان الـيونان عرفه كما الـنحت، وال الرسم ــد يكــون أن ب في الــدائم ذكرها هو الجمالي المرأة وعنصر اللغوية األداة بين الـتزاوج نتـيجة

أو رثــاء، أو مــدحا، أو المناســـبة: فخــرا، هــذه كانت مهما شعرية، مناسبة كل ويصفها المرأة، ذكر في يسهب حماسة. فالشاعر وصفا يركز متأنيا، تفصيليا

الجمال. إلى المتعطشة الوجدانية رغبته يرضي لكي الحسية، صفاتها على مجرد – رأينا في – تكن لم القديمة القصيدة " في " المرأة أن غير

ذلك صح الحسية. فلو أوصافها على الـتأكيد هذا رغم خالصة، حسية صورة باهت ترداد مجرد وأصبحت قصائدهم، في األوصاف هذه الشعراء الستهلك

الالمية. ولكن من األساسي بالغرض تتصل وظـيفة يؤدي وال الـنفس، يثـير ال الرأي. فالشعراء هذا تنفي الشعر ذلك في المتأنية القراءة يذكرون ما غالبا القصائد. ولكن مطالع في المرأة وضمن خاصة، بطريقة يذكرها منهم كال

يتصل خاص، وجداني مناخ اتصاال يسيطر الذي العام، الـنفسي بالجو وثـيقا أنه كما الالمية، على يصل أن ويريد الشاعر، على يستولي الذي للهم يمهد

– الحديث الـنقد بلغة يسمى فيما – تصبح الحسية الصفات إن إلـيه. بل معادال آالمه خاللها من الشاعر يتـنفس بحيث الـنفسية، الشاعر لحالة موضوعيا

تقدم أنها كما الغزلية، المقدمة هذه قيمة تظهر هنا وهمومه. ومن تفسيرا الغزل، على موضوعها اقـتصر الجاهلي، الشعر في كثيرة قصائد وجود لعدم

الوجداني، للتنفيس فرصة أيضا، وهو، الجمالي، للتعبير فرصة هنا فالغزل المرأة تصبح بحيث من مباشر وعي وبدون معـين، نحو على للمشكلة رمزا

يتوصل أن الشاعر يريد الـتي األساسية، للقضية مرادفة فتصبح الشاعر، أن على الواعية المتأنية القراءة إلـيها. وتدل المرأة وظف قد كعبا توظيفا

فنيا " أن نرى وال ،(30)نفسه في وما يتـناسق بما الفني المعمار هذا في رائعا تكن لم الغزلية المقدمة هذه إال ويلفتهم السامعين يستهوي للقصيدة مدخال الـتي والمرأة الشاعر بين العالقة طبـيعة فإن . وهكذا(31)" متابعتها إلى

الشاعر عند أخرى إلى قصيدة من بل آخر، إلى شاعر من تختلف يذكرهاالعام. ومـناخها الالمية بناء مع تنسجم لكي نفسه،

بن كعب المـية )سعاد( في صورة تتضح أن يمكن الفهم، هذا خالل ومن الـبعاد، هذا بسبب وهو ابتعدت، )بانت( أي بكلمة عنها حديثه يبدأ فهو زهـير، تسيطر سعاد، مع عالقته في الصفة، هذه وتظل المحرقة، اآلالم تلك يعاني

-6-

القلب يترك الذي الفراق عنها. وأنه حديثه على إلى ويشده باأللم، مفعما الشاعر، نفس مع ينسجم الفراق هذا ينفصم. إن ال بقيد المفارق الحبـيب

وجه على فارقته الـتي الجاهلـية، بمفارقة نفسه من بإلحاح اآلن يطالب الذي في كانت الوداع. لقد لحظة في جمالها تفارق لم وسعاد والحقيقة، الواقع

حاالتها. أجمل في الوقت ذلك الطرف غضيض أغن إال

مكحول الـبين غداة سعاد وما رحلــوا إذ

على تســيطر حين الفـراق، ألم من تضـاعف الجميلة الصورة هذه ولعلــا، هواه عن بالبعد حكم قد الشاعر كان ووجدانه. فإذا الشاعر روح فــإن مادي يظل أشواقه. وسوف وعن حبه عن بالتوقف روحه يلزم ال الحكم هذا ــا معلقالظروف. تلك رغم يحب بمن

الصورة: - جمالية سعاد يصف لكي الشاعر ويـتوقف منذ ذلك يتضح كما حسيا، وصفا

الجميل وصوتها المكحول، الغضيض طرفها إلى باإلضافة فهي الـثالث، الـبيت يبديه طيب وريق تبـتسم، حين تتضح الـبياض، شديدة أسنان لها الغنة، ذي

صفائه. على األسنان بياض فهو المادية، الصورة مالحقة في الجاهلي األسلوب من صورة تبدو وهـنا

به، المشبه يتابع ثم الصفة، في منه أظهر بآخر يريد الذي الشيء يشبه فيصفه وصفا في تجعله الـتي المناسبة، الظروف كل له ويلملم متأنيا، دقـيقا وسموها. الصفة حسن في منواله على المشبه يكون لكي األمثل، الوضع

أخرى. فالصورة ناحية من ومـثالي ناحية، من حسي هنا الجاهلي فالشاعر تجتمع ال ألنها مثالية ولكنها حسية، مادية صورة مجموعها في يقدمها الـتيحو هذا على الحياة واقع في توجد جزئـيات فهي نفسه، الوقت في الـن

مثالية: عناصرها صورة منها يكون لكي هنا، الشاعر ويجمعها متفرقة، متكامل. نحو على نفسه، الوقت في هنا تحضر ولكنها الحياة، في موجودة

يكون أن إلى القديم الشاعر يدفع وهذا الشعرية. صورته في تفصيليا يظهر الذي سعاد ريق فإن كأنه الجميلة، األسنان بياض على صافيا

يجعل أن يريد فهو هنا، يتوقف ال الشاعر ومرتين. ولكن مرة بالخمرة سقي هذه مزجت فلقد حاالتها، أحسن في سعاد ريق بها سقي الـتي الخمرة، هذه

بقعة على نزل الذي المطر، ماء هو بل ماء، أي ليس بالماء. ولكنه الخمرة كل لنا يقول ال الـتفصيل هذا مع الشاعر الصحراء. ولكن بقاع من زكية

مركزة سريعة بلمسة صورته عناصر من عنصر كل في يكتفي بل شيء، إيحاءاتها، كل ونستوفي الصورة، بناء نتم أن نحن لنا ويـترك مشحونة، مكثفة

ألفاظه. تستدعيها الـتي االستدعاءات ودقائق المعاني، لظالل نستجيب وأن من نزل شهي، سائغ ماء أنه لنا فيذكر به، المشبه وصف في ويفيض

سحابة أي الصحراء. ولكن أودية من طاهر زكي واد على ممطرة سحابة ليال، جاءت سحابة أي سارية، سحابة هي المطر؟ ذلك منها نزل الـتي هذه الذي السبب ألـيس بالنهار؟ ال بالليل تجيء سحابة الشاعر يختار ولم

سائغ بارد ماء فهو الشمس، حرارة تسخنه لم لمائها، أبرد هذا أن نستنـبطه الليل تخير في أن ذلك إلى أضف المذاق؟ طيب لروح إشاعة لقصته زمـنا

-7-

بصفائه ويـنسجم وخفض، هدوء فالليل صورته، في يبـثها أن يريد الـتي الدعة يرسمها أن يريد الـتي الصحراوية الصورة مع الخاصة وسعادته وراحته ورقـته

– ويـنسجم لنا، بها. أحس الـتي الـنفسية، حالته مع – أيضا ريح علـيه ومرت الوادي، أسفل الصافي الطاهر الماء هذا تجمع لقد به. وهو علق وما والقش، القذى الرياح عنه وأزالت باردا، فتركته الشمال،

وطعمه. لونه فيتغير راكدا، ماء ليس أيضاحو هذا على الماء هذا إن وهي الخمرة، تلك به مزجت الذي هو الـن فزادته سعاد ريق بها سقي الـتي الخمرة طيب. على طيـبا

حتى ويالحقها فيتابعها، المادية، الصورة الشاعر يتـناول كيف نرى وهكذايء يــترك وكيف المثــالي، الوضع في يجعلها الشــيء إلى يشــبهه الــذي الشــــاه، الذي الـنحو هذا مثل على بتفصيله فينشغل به، يشبه الذي يعــود لكي رأين

ذلك كل وصفه. موضوع على تأكيداسعاد: على - الثورة

ومذهلة، غريبة حقيقة على يصحو العميق، حلمه من الشاعر ويصحو سعاد. من واستياء ونقمة ثورة إلى الرقـيق الغرامي الشعور هذا يتحول حين

وهو وبـينها، بيـنه العالقة جو عن ويـتحدث القريب، األمس حبـيبة على فيثور بالكذب خلط قد سعاد دم المواعـيد. فكأن وإخالف بالفراق مشحون جو

والتبديل. واإلخالفوتـبديل وإخالف وولع فجع ـة لكنها مـن سـيـــــط قـد خلـــ

دمهـا

في نفسه عن تنعكس لسعاد الشاعر يرسمها الـتي الصورة هذه ولعل القائمة. وسعاد للحـياة مواجهتها حدودها في امرأة من أكـثر هنا تجدد

إن بل حالة، على تظل ال الـتي المتقلـبة الحياة نمط الضـيقة. إنها الشخصية المواقف ويوجه الحياة، هذه يحكم الذي الـناموس هو والتغير الـتبدل هذا

الـتغير عملية في اإليجابية الصفة إلى هنا ينظر ال الشاعر أن والعالقات. رغم يمتلك ال فهو هذه، تصورا الحالي تفكيره في ينـتمي وال متكامال، مؤمنا

عنده الـتغيير يجد ال هنا للمستقبل. ومن يفتقر األفضل. فالشاعر نحو تقدما معـنى عنده يكتسب الـتغيير فإن المنظم. ولذا الجماعي الحس هذا إلى

وهو الشخصية، للمواعيد والتبديل اإلخالف سلبي. إنه طابع له شخصيا، األمر واألصحاب. ويبدو الحبـيبة من المرة الخيانة أن نتذكر حين طبـيعيا بالحصار ذلك. وشعر في تسعفه فلم تحميه لكي القبائل إلى لجأ قد الشاعر

تهدمت وقد ، الله رسول على يقدم اآلن المختلفة. وهو الجهات من الفترة تلك إلى انتساب يعد الجاهلـية. ولم وبـين بيـنه المادية الجسور مدعوما سعاد، وجه على الـنفسي الجو هذا كل يسقط الفعلية. وهكذا بالقوى

هي سعاد والفجيعة. وتصبح والكذب الخيانة المتغـير: لون اللون هذا فيكسبه ظروفه في وتـتشكل حوله، من العالم في تندغم هي بل الحياة، صورة

الشاعر العامة. ويقع " " سعاد خاللها من تظهر الـتي الصورة لهذه أسيرا الشاعر يستطـيع ال ذلك كل ورغم ومـيعادها، حالها تبدل عن الحديث فيكرر

إثرها متـيم وهو وأخلفت، بانت قصيدته. فهي في بدا كما حبها عن ينفك أن وجدانه زال ومكبول. فما أن يستطـيع ال بحيث السابقة، باأليام معلقا

بسهولة. الجديد الوضع إلى يتجاوزها-8-

أثوابها في تلون كماالغول

تكــون حال على تدوم فمابها

مــع ( بــالغول ) سعاد حبـيبته الشاعر يصور أن هنا المستغرب من ويـبدوف في أسهب أن ... بعد الكراهية من الصورة هذه تحتمله ما في جمالها وصــ

في الشاعر الشديد. إن الـتعلق ذلك بها تعلقه لنا صور أن وبعد سابق، موضع يظهر تجعله حالتــه، مثل في المتوقع هو كما الـنفســي، االضــطراب من حالة

بادئ في وصوره إحساساته في متـناقضا إن تمامــا، كذلك ليس أنه األمر. بـيدـام صـورة بين الـنفســية رؤيته في يتردد الشاعر علـيها يحـرص كـان الــتي األي حقـائق أمـام الـتماسك تســتطع لم ألنها علـيهـا، الشــديدة الـنقمة وبـين سابقا،ــة األمر يواجه أن إلى الـنهاية في أسلمته وألنها الجديدة، الـتغيير فردية مواجه

ت مواجهة وهي القوى، كل عن معزولة على وتـنطــوي الـنتــائج، معروفة ليســــدما ما، لحظة في جميلة سعاد تكون خطـيرة. وهكذا مغامرة ــتراءى عن إلـيه ت وتصـبح المأساة، في تتوحد أن قبل العطب، من مجردة ضائعا. زمـنا

الماء تمسك كما إالالغرابيل

ك وما ل تمســ ــ ــذي بالوص الزعمت

يزال ما الشاعر إن به وعدت الذي الـنفسي. فالوصل الـثقل لهذا خاضعا .. إن الغرابيل ثقوب من الماء يتساقط كما ويديها، قلبها من يتساقط سعاد

حتى تفتقر ولكنها أكلها، تؤتي لكي وثابتة صلبة أرض على تقوم ال مواعيدها الوجود، مسوغات إلى اآلن تساقطت الـتي الجاهلـية، الحياة هي كما تماما

وأصبحت الجديدة، المشرقة العقيدة ضربات تحت الـتماسك يستطـيع ال باطال الشاعر طموح كانت الـتي الوعود الغرابيل. أما في الماء يقف كما إال

تكون أن تعدو فال السابقة، الحياة وفي سعاد عند وأشواقه عرقوبية وعودا الشاعر يفاجـئنا العمل. ثم على والقدرة العزيمة إلى تفتقر وأمنية كاذبة،

الـبيت: بهذاتعجيل الدهر طوال لهن وما في يعجلن أن وآمــــل أرجو

أبـد السابقة، لألبـيات استمرار فهو وإيحاءاته، الـبيت معـنى يفجؤنا وليس

كان الشاعر أن هنا الغريب نفسه. ولكن الموضوع على متواصل وتعليق الجمع بلغة يتحدث الـبيت هذا في أنه غير مفردة، واحدة امرأة عن يتحدث

واضح. هو كما

الـتفسير، إلى يفتقر ال الجمع لغة إلى المفاجئ االنتقال هذا أن رأينا وفي يخاطب فإنه سعاد، يخاطب حين الشاعر أن من إلـيه ذهبنا ما يؤكد هو بل

مفردة ولكنها فقط، امرأة ليست حوله. وسعاد من األشياء مجموعة بذلك سقطة هنا الجمع بلغة متكاملة. والحديث اجتماعية منظومة في بشرية والناس واألشياء والعالم الحياة الشاعر. إن أعماق في ما تفضح نفسية

معهم، الـتواصل من إذن رجاء بالعهد. فال الوفاء طبعهم من ليس والنساء كعب عند الدنيا، عن واالنقطاع بالغربة حاد شعور خيرهم. إنه في والتأمل

العفو يطلب هنا فعاد يجده، فلم األمان ينشد األرض، في ساح الذي زهـير بن والغربة والرجاء، الخوف أصوات نفسه في وتهجس ،الكريم الرسول من

-9-

المتوترة، االستكشاف بروح الجديدة الفكرة باب على والتردد. ويقفالـتالي: الـبيت في الحادة األزمة هذه والخوف. وتـبدو بالهـيبة والمفعمة

تضليل واألحالم األماني إن ــــــــــك فال ن ت ما يغر وما منوعـدت

ة ليست الشاعر مشكلة أن إلى يشير الـبيت من الـثاني الشطر إن خاصــاعر يــدفع وتـبديلها سعاد إخالف .. فإن سعاد إزاء مطلق عــام رفض إلى الشــــدين ال واألحالم. إنه األماني لكل عاد نحــو وأشــواقه أحالمه ي ولكنه فقــط، ســ

ــدين ويراها واألحالم، األمــاني كــل ي ذهبنا ما يؤكد فيــه. وهــذا حقيقة ال بــاطال سعاد أصبحت فقد الشاعر، موقف مع ويـنسجم إلـيه، فائتا. زمـنا

الشاعر: نفسية على البسيط البحر داللة على للداللة الـبسـيط، الـبحر اختيار على حرص قد الشـاعر أن ويـبدو

الشعرية، الموســيقى بين ما عالقة بوجود االعـتقاد جاز وإذا الـنفسية، أزمته والتناغم، والقافية، العروضي، بالبحر الممثلة الحاصل الصوتي واالنسجام

الـبحر فإن الشعري، والمضمون الالمية ألفاظ بين المعنوي الـتناسق من هذا عراقة على مثال الالمية هذه في الرقـيقة الـثماني بتفعيالته الـبسـيط

" بدا الـبحر هذا كعب وأصالـته. فاختـيار الـبحر الرصين الهادئ بإيقاعه مناسبا. (32) الرسول إلى اعتذاره قصيدة في المنساب األسى لشفافية إن الرسول أمام يظهر أن إلى يسعى الـبسـيط الـبحر باختياره كعبا صورة ليقدم الغفران، السائل الـتائب الهادئ اإلنسان بمظهر وصحـبه وكرهه وعصبيـته وعنفه بتهوره عنه عرفت الـتي الصورة، لتلك مناقضةوالمسلمين. لإلسالم في الممثلة الخارجية الموسيقى اختيار على كعب حرص يقتصر ولم

والموسيقى الداخلي، اإليقاع اختيار إلى سعى بل فقط، الـبسـيط الـبحر الالمية، بدايات مع الحزين اإليقاع هذا ويـبدأ الـنفسي، مناخه إلظهار الداخلية الحزين الـباكي العويل ويظهر وإيقاع المنسابة الالمية القافـية بين ممتزجا الالم يكسب مما قبلها، الـتي والواو الضمة وبكاء أشد، وأسى أكـبر، امتدادا في والقافية الوزن من الـنمط هذا الشعراء يتعاور أن عجب " فال أعظم

.(33)الحزين الـنسـيبي الطابع ذات قصائدهمالرحلة: - لوحة2

أجمل من ولعلها والناقة، الرحلة لوحة الـثانية، اللوحة على كعب ويـنفتح أن الغريب ومن واجتماعية، نفسية داللة ذات ألنها الموضوع، هذا في قيل ما

كعب عن حديثه أثناء في الالمية، من الفنية اللوحة هذه حسين د. طه يسقط.(34)الرواة من وعبث زيادة أنها يعـتقد وكأنه زهـير، بن

لوحة األولى، باللوحة الصلة مبـتوت ليس والناقة الرحلة عن والحديث اآلن هي همه، من صورة وأصبحت بالمشكلة، الـتحـبت الـتي فسعاد الغزل،

بعـيدة أصبحت الـبائد، العصر مثل ليس إلـيها المنال.. والتوصل عن جدا سهال القيام تستطـيع ال صعبة، طويلة إلـيها والرحلة بعـيدة، أرض في تقطن .. فهي

بها المراسيل. الـنجـيبات العتاق الـنياق من خاصة أنواع إال الـتي العظيمة، الـناقة لهذه دقـيق طويل وصف في الشاعر ويـنطلق

تأكيد إلى الـنهاية في يتوصل لكي سعاد، أرض نحو رحلته في إلـيها يحتاج

-10-

سعاد. وأرض سعاد، بعد على جديد سعاد بها يتجاوز لكي الشعراء، اعتاد كما هنا، الرحلة يذكر ال وكعب

أن بعد ذلك وأرضها. كل سعاد بها يبلغ لكي ولكن جديدة، حياة إلى وأرضها جديد. ولكن أفق نحو هجرها إلى يحفز ما المتغـير المتبدل خلقها من ذكر

يظل الشاعر قصيدته. من األول الـبيت في قدمه الذي لالعتراف مخلصا فقلبه أن استطاع إذا الوضع ذلك رغم شيء. وهو كل رغم سعاد إلى مقيده شيء إلى يطمح ذلك كان لو حتى سعاد، بلوغ إلى يطمح فإن يائسا. طموحا

الجاهلـية من تنسلخ أن تستطع لم الـتي الشاعر نفس يفضح الموقف هذا إن األحوال. والشاعر تبدل رغم السابقة بالحـياة معلقة تزال ما فهي بعد،

يجرؤ ال بحيث المتهدم، بالمجتمع يصله الذي الوجداني، الـتراث بهذا محكوم الشوق كان نهائيا. فإذا تدميره على نفسه أعماق في فنحو بعد، ممكنا

اآلخر. الحياة " وجه " سعاد حيث األيام، ال اآلن فهو الجاهلـيين، الشعراء عن ذلك في يتفرد زهـير بن كعب إن

إلى شوقه يصف لكي ولكن همه، موضوع عن بها يبـتعد لكي الرحلة يذكر المشقة تلك وصعوبتها، الرحلة مشاق رغم إلـيها الوصول في ورغبـته الحبـيبة،

علـيهما تقدر ال الـتي والصعوبة والسرعة. القوة عظيمة ناقة إال طامس عرضتها األعالممجهول

إذا الذفرى نضاخة كل منعرقت

اعر يبدأ اآلن، ومن ف في الشــ الـناقة هــذه وصـ فا وصـ دقـيقـا. تفصـيلياــل في وسيضعها المثال، إلى بها يصل لكي والموضــوعية الذاتية الظــروف كــدو ناقة منها تجعل لكي وتـتكامل تتجمع الـتي اعر متفردة. ويب نسي كأنه الشــــل الـتصـوير ســـيطرة تظهر الـناقــة. وهـنا هــذه تفصـيالت في وغـاب شــيء، ك

اعر رؤية على الحســي اإلنســان إلى بالنســبة طــبيعي أمر القــديم. وهو الشــــردات إلى – قلنا كما – يفتقر الــذي ــمون ترتـبط الــتي المعنوية المج بالمض

ولم محددة، مادية قضايا يواجه الذي اإلنسان إلى وبالنسبة الـنظري، الـثقافيع بعـــد له يتـــوفر ـــرف، حضـــاري وضـــ ـــات إلى معه يميل ت المجـــردة، الكلي

محمد محمود وشرحه قـرأه الشعراء، فحول سالم: طبقات بن محمد ( الجمحي،?)1.1/25 ،1974 القاهرة، المدني، مطبعة شاكر،

من لجنة وإشراف تحقيق الحسين: األغاني، بن علي الفـرج أبو )?( األصفهاني،2.17/38 للنشر، التونسية الدار تونس، األدباـء،

تحليلية، دراسة الجاهليين، ورواته حجر بن أوس الله: شعر عبد محمود )?( الجادر،3.51ص ،1979 بغداد، للطباعة، الـرسالة دار

تحقيق العرب، لسان لباب ولب األدب عمـر: خزانة بن القادر عبد )?( البغدادي،4-14/11 ،1976 للكتاب، العامة المصرية الهيئة هارون، محمد السالم عبد وشرح

12. العسكري، الحسين بن الحسن سعيد أبي اإلمام صنعة زهير، بن كعب )?( ديوان5

الطبعة العربي، الـكتاب دار الحتي، نصر د. حنا وفهارسه هوامشه ووضع له قدم.8ص ،1996 الثانية،

.85-17/84 الفـرج: األغاني، أبو )?( األصفهاني،6.157زهير: بن كعب )?( ديوان7 دار شاكر، محمد أحمد تحقيق والشعراـء، مسلم: الشعر بن الله عبد قتيبة، )?( ابن8

.149ص د.ت، بمصر، المعارف.143-142زهير: بن كعب )?( ديوان9

-11-

المترفة. والصياغات الجاهلي الشاعر عند الـناقة وصف على الـتركيز فإن حال، أية وعلى

الذي وممارساته. األمر وعالقاته حياته في الهام العنصر هذا بمكانة يرتـبط فرصة عنها الحديث في يجد أنه متأنية. كما وقفة عنده الـتوقف إلى يدفعه

عدة له الـناقة تحقق وهكذا بالوصف، الجمالية رغبته يرضي لكي مناسبة، وتـتعلق الشاعر، حياة في وأثرها الحياتية بوظيفـتها تتعلق شعرية مزايا أيضا الحسي، الجمالي الوصف في الشاعر برغبة في األصلية دالالتها عن فضال

مثل إلى يحتاج جعله مما ومشاقها الرحلة صعوبة على الـتأكيد وهي الالمية، نحو هذه مثل صعبة رحلة أهمية الـنهاية في يؤكد ومما الفريدة، الـناقة هذه

واالفتخار، بالنفس االعـتداد صور من صورة األمر آخر في معـين. وهي غرض والقوة الصالبة معاني ناقته على تضفي الـتي لألبـيات تكراره وما إال تأكيدا

بناقته يقترن ألنه وقوته، صالبته على اقـترانا تلك، الشاقة رحلته في تاما هي ما بقدر المحبوبة، سعاد إلى للوصول رحلة ليست – ظني في – وهي شاقة رحلة ومعنويا، ماديا نفسيا الرسول قلب إلى للوصول وجسديا

هذه نجد ألنـنا الجديد، السياسي اعترافه وليعلن سابقة، مواقف عن ليعـتذر.1/76 ،1957 القاهرة، العربية، اللغة آداب جورجي: تاريخ )?( زيدان،10.21زهير: بن كعب )?( ديوان11 أحمد موضوعاته وعنون وصححه وضبطه شرحه الفـريد، ربه: العقد عبد )?( ابن12

الثالثة، الطبعة والنشر، والترجمة التأليف لجنة مطبعة القاهرة، وآخـرون، أمين1965، 2/91.

.15زهير: بن كعب )?( ديوان13.38-1/32 الشعراء، فحول سالم: طبقات بن محمد )?( الجمحي،14 نهضة دار البجاوي، محمد علي تحقيق العرب، أشعار زيد: جمهرة أبو )?( القرشي،15

.1/107 ،1967 مصر،.1/152 والشعراـء، مسلم: الشعر بن الله عبد قتيبة، )?( ابن16.17/83 الفـرج: األغاني، أبو )?( األصفهاني،17، عبد )?( ابن18 علي تحقيق األصحاب، معرفة في الله: االستيعاب عبد بن يوسف البرـ

.282 ص د.ت، القاهرة، مصر، نهضة مكتبة البجاوي، محمد الصحابة، تمييز في علي: اإلصابة بن أحمد الفضل أبو العسقالني، حجر )?( ابن19

.13/280 ،1962 بيـروت، األولى، الطبعة البجاوي، علي محمد تحقيق.35-1/34 الشعراء، فحول سالم: طبقات بن محمد )?( الجمحي،2021

وعلق غريبها، وضبط أصولها راجع ،النبي الله: سيرة عبد محمد أبو هشام، )?( ابن الفـكر دار الحميد، عبد الدين محيي محمد الشيخ المرحوم فهارسها ووضع حواشيها،.151-4/150 د.ت، والتوزيع، والنشر للطباعة

.4/150نفسه: )?( المصدر22 د. طه أفاد وقد بجير، أخيه إلى أرسلها التي كعب، أبيات رواية في خالف )?( هناك23

أن إلى – أسلوبه ببـراعة – وانتهى الخالف، هذا من حسين كعبا ائتمرا قد وبجيراسول ليغتال المنورة، المدينة نحو بجير ينطلق أن على واتفقا سوـءا، بالـرسول الرـ إن ثم … العزاف أبرق في كعب ينتظره أن على الـكريم، سول لقي بجيرا الرـ قد كانا بما فيه يذكـره الذي الشعر، هذا قال بذلك، كعب علم فلما به، فآمن الـكريم،

ال – نـرى فيما – رأي عليه. وهذا ويحرضه بالخيف، عليه اتفقا له سند أسلوب إال دار عشرة، الحادية الطبعة األربعاء، بالقبول. – حديث المغري حسين طه الدكتور

.1/115 بمصر، المعارف.17/42 الفـرج: األغاني، أبو )?( األصفهاني،24

-12-

فيما – توصله الـناقة اللوحة هذه استقراء ويكشف الله رسول إلى – بعد للصورة هيأت منظمة فنية قدرة نتاج أنها عن تطورا الـتفاصيل عبر متـناميا

والنفسية الفنية لألبعاد الواعية الشاعر متابعة عن انبثقت الـتي المتالحقة،ناقته. مع األصلية لتجربتهالمثال: الناقة

ــوالى ــيل وتتـ ــة تفاصـ ــالك فيها كعب اتخذ متالحقـ ــيز مسـ على الـتركـ ناقــة بصورة للخروج والمعـنوي الحسي باإليحاء المشحونة الدقيقة اإلشارات

نفسه. الشاعر يبهر ما جهودها من تبذل الـنشاط، وافرة سريعة للناقة، متكاملة مادية صورة لنا يلملم أن الشاعر يحاول كيف وسنرى

في تقع عناصرها ولكن واحد، وقت في واحدة ناقة في توجد ال صورة وهي واقعية صورة العناصر هذه أحسن من يركب هنا والشاعر متفرقة، الحياة

نهايتها. في مثالية أصولها، في ال الصعبة المهمة بهذه تضطلع أن يمكن الـتي الـناقة إن تكون أن بد

يكتفي وال المختلفة، أشكاله في السير عن اإلعـياء يوقفها وال غلـيظة، شديدة هذه تفصيل في ذلك بعد الـناقة. فيمضي عن العام الـتقرير بهذا الشاعر هذه أشكال فمن المحددة، الحسية أوصافها خالل من فيها، والغلظة الشدة فورانا، منها العرق فار عرقت إذا أنها والشدة، الغلظة على دلـيال الجهد عظم

تتجه همتها وأن تقدمه، الذي وكأنها المجهولة، الـبعيدة اآلفاق إلى دائماالشاعر. طموح من طموحها تستمد

لناقته الشاعر يقدم ثم وصفا على وقدرتها نشاطها إلى يشير حركيا رمال فيه تتوقد الذي الوقت في حتى – الـناقة هذه األبعاد. فإن طي

جسمها، وبخفة نظرها بحدة المدى تخترق – الشمس لهيب من الصحراء حمار مثل تماما بذكر الشاعر يكتفي ال المثالية الصورة وراء الوحش. وسعيا العادي، وضعه في الوحش حمار ليس فهو هنا، ناقته به ليشبه الوحش حمار

تحليلية، دراسة الجاهليين، ورواته حجر بن أوس الله: شعر عبد محمود )?( الجادر،25.473ص

صادر، دار التاريخ، في محمد: الكامل بن علي الدين عز الحسن أبو األثير، )?( ابن26.2/274 ،1966 بيـروت،

اعتنى السـكري، سعيد أبي رواية حبيب: المحبر، بن محمد جعفر أبو )?( البغدادي،27ص ،1942 بيـروت، الجديدة، األوقاف دار شتيتر، ليختين إيلزه الدكتورة بتصحيحه

97-98. على وأجمعت ،النبي حضـرة إلى كعب قدوم قصة تفصيل في المصادر )?( اختلفت28

أن فقد األغاني صاحب النبوي. أما المسجد في الله رسول يدي بين مثل قد كعبا أن مؤداها بـرواية انفرد وهي الحرام، المسجد في الالمية هذه الله رسول أنشد كعبا.83-17/82 الفـرج: األغاني، أبو متواترة. األصفهاني، غير – نـرى فيما – رواية

سالة، مؤسسة المخضرمين، شعر يحيى: خصائص )?( الجبوري،29 الثانية، الطبعة الرـ.255ص ،1981

.24ص ،1992 القصائد، من طائفة في جمال من ومعاييـر هاشم: معاناة )?( ياغي،30افدين، آداب )?( مجلة31 ص هـ،1981/1401 عشر، الثالث العدد الموصل، جامعة الرـ

192. تحليلية، دراسة الجاهليين، ورواته حجر بن أوس الله: شعر عبد محمود )?( الجادر،32

.554-553ص.555-554نفسه: ص )?( المرجع33.1/123 األربعاء، طه: حديث )?( حسين،34

-13-

هذه في وهو مفردا، وأصبح القطيع، عن تأخر الذي الوحش، حمار ولكنه عيناه بقطيعة. وتشتغل يلتحق لكي وخفته، نشاطه قمة في يكون الحالة

األفق في بالتطلع المثلى حالته في الوحش حمار القطيع. إن بقية عن بحثا الحمار هو والنشاط، الحركة نحو تحفزه الـتي الظروف من فيها ما بكل هذه، القوي، يضعف حيث الهجيرة وقت في حتى الـناقة، هذه تشبهه الذي

األخرى؟ العادية األوقات في فكيف الـنشـيط، ويسترخيوالميل الحزان توقدت إذا ــرمي ــوب ت ــرد بعـيني الغي مف

لهق الـبيت هذا ويصلح ورة، مالحقة في القــديم الشاعر رغبة على مثال الصــ

يشبه ال فهو المثالية، الحالة إلى بها يصل لكي شـــيئا مطلــق، بشــيء مطلقــا يضع ولكنه ورة تعطي متكاملة ظــروف في به والمشــبه المشبه من كال الصــواحد. آن في مركبة وصفة مثالية، صفة

ويلجأ الشاعر إلى وصف الجزئـيات في جسم الناقة، لكي يؤكد ضخامتها وقوتها وقدرتها على متاعب الطريق؛ مثل الرقبة والرسغ وبنات

ور والمذبح واألنف والخدين، والذنب، والصدر . ويبدو أن الشاعر قد.الز أضفى على ناقته كثيرا من السمات اإلنسانـية، حتى كأنها أم رؤوم، وصـبية مخلصة .. وجد فيها الحنان الصافي، والطـيبة والصدق اللذين فقدهما عند بني الـبشر المقربـين إلى قلبه ووجدانه، ال سيما عند سعاد الرمز، سعاد

الحبـيبة. إن حرمان كعب من دفء االطمئـنان إلى المرأة هو الذي دفعه إلى توجيه مشاعر اإلعجاب واالفتتان إلى ناقـته القوية الوفية. فإن صح ذلك

فهو السر الذي يكمن وراء اقتران حديثها بحديث المرأة في هذه الصورة، وهو السر في هذه المـتابعة الملهوفة بجمال مظهرها وتناسق أعضائها. وقد يدفع اإلعجاب كعبا إلى تحقيق نسب ناقته، فيعمد إلى مـتابعة طويلة معقدة

.(35)تشكل على العلماء حتى تختلف مذاهبهم في تفسـير قوله قـــوداء خالها وعمها

شمليل من أبوها أخوها حرفمهجنة

أظن ال فإنني المعنى، في الـتعقـيد هذا من وبالرغم شدة أن إالالطريف. اللغز هذا مثل وراء تكمن الـتي هي الصورة ومـتابعة االفتتان

وعلى أية حال فإن الشاعـر ال ينسـى في سعيه وراـء الصورة المثالية أن يذكـرالبدنية.لنا أن هذه الناقة لم تنتج بعد ) أي تحمل ( لـكي يدر لبنها، فتضعف بذلك قوتها

األحاليل تخونه لم غارز في خل عسيب مثل يمر ذا الـنخصل

كيا وبعد هذا الفيض من الصور الحسية والجسدية، يقدم لنا الشاعر وصفا حرـوالنشاط:لهذه الناقة، وهي في حالة السعي

ـــــل األرض وقعهن ذوابتحليل

وهي يسرات على تخديالحقة

على أقدر تكون لكي ضامرة، خفاف قوائم على مسرعة تمضي فهي هذه حركة يفسد فلم الـنشـيطة، الحركة من فغدت سمنة، وال ترهل القوائم

تاج لكتاب والصلة والذيل الحسن: التكملة بن محمد بن الحسن )?( الصاغاني،35 دار عالم، مهدي ود. محمد إبراهيم، الفضل أبو محمد تحقيق العربية، وصحاح اللغة

". " هجن مادة ،1979 الـكتب،-14-

اإلنســان يعمل الـيمين، تحله مثل هي وإنما األرض، تمــس تكاد ال ســرعتها األرض تمس كعب قسمه. وناقة من يتحلل لكي بمقـتضاه، األمر من يســيرا هذه نفسه. ومثل على أخذه عهد من يتحلل كمن مذهلة بسـرعة القوائم هي وإنما والتالل، الحصى على تقوى لكي (، ) التنعـيل إلى تحتاج ال الشديدة

بأخفافها الحصى تنـثر يمينا نرى، كما صورة، وهي شيء، يوقفها ال وشماال والحصى المتطاير الرمل وراءها تركت وقد الـناقة، لنا تجسد متحركة، وتستشرف األمام، نحو هي تندفع حين في المتناثر، أنها كما جديدة، آفاقا

الـنعل. مثل عنها خارجة أداة من تستفيد ال ذاتية كلها الـناقة قوة أن لنا تؤكد لها متكاملة حركية حسية صورة لنا ليقدم أخرى مرة الشاعر ويعود

الصورة هذه في وخفتها. وهو الـناقة هذه سرعة على كدليل مثالي طابع يعطينا شاهدا وتـنقيـتها الصورة متابعة في الجاهلـيين أسلوب على جديدا

يؤكد أن للشاعر يتـيح نحو على والذاتـية الخارجية الظروف وتوجيه ولملمتها، الصورة هذه والكمال. وتتناول الوضوح في غاية ويجعلها الصورة، هذه لنا

فيقول الظروف، أقسى في السريعة الحركة وضع في وهي الـناقة، قوائم هذه مثل في والخفة، السرعة من الـنحو هذا على تكون القوائم هذه لنا: إن

األجسام، أقوى من والركود الخمول معها نتوقع الـتي الشديدة، الظروف الذي الوقت الحسنة. ففي الظروف أو العادية الظروف في إذن فكيف من بالسراب الجبال تتلفع حين الالهبة، الشمس بحرارة الدنيا فيه تلتهب الظل بعض في ويقيلون المسير، على الركـبان فيه ويـتوقف الحرارة، شدة خبز ويـنضج الشمس، بوهج الحرباء تكتوي وحـين الهجير، حرارة تخف حتى في والحصى، الرمال مس على تقوى ال والجـنادب الساخن، بالرمل الملة شدة تحتمل أن الكائنات هذه مثل معها تستطـيع ال الـتي الظروف هذه مثل

يدي مثل مذهلة، بسرعة الصحراء عبر يديها ترجع الشاعر ناقة تظل الحر، كان الـثاكلة. لقد تحريك يديها تحرك تني ال فهي بكرها، مات شابة امرأة

الموضوع تكون لكي المرأة، هذه مثل اختار حين الذكاء غاية في الشاعر الحركة على قادرة تكون لكي شابة اختارها ناقته. فقد يدي به يشبه الذي

الـتلويح إلى الحزن يضطرها لكي لبكرها ثاكلة وجعلها المستمرة، الشديدة وجعلها وندبا، علـيه بكاء بيديها المصيبة وقع يكون لكي األوالد، من لعدد أما أيضا، المعيل فقدت ولكنها فقط، الـبكر تفقد لم فهي أشد، علـيها

يديها، وتلويح بكائها، في المبالغة إلى القاسية المصيبة هذه وستضطرها بالنعي، الخبر جاءها حين عقلها فقدت قد كأنها واللطم، الحركة شديدة فهي

لنفسها تستطـيع فال وال كبحا عن الـثياب تشق تني ال وهي حزنها، على صـبراواللطم. بالضرب وصدرها نحرها وتخدش صدرها،

بعـنف يــديها تحريك إلى تــدفعها الـتي الظروف، هذه مثل في امرأة إنــواح، للطم دوافع من وضعها في ما بكل شديد فة هــذه في تشـــبهها والن الصــ حركة ذكرها الــتي الظــروف أقسى في الصــحراء، عــبر ورجعها الـناقة قوائم

إذن سرعتها تكون فكيف وأشدها، الحاالت أظهر في لتكون وجمعها الشاعرالعادية: الحاالت في

لــالـعساقي بـالقـور تـلفع وقـد عرقـت وقـــد ذراعيها أوب كأن الحصى: يركضن الجنادب ورق

قـيلوا وقــد مــــحاديه للقـــوم وقـــال

تـجعل فجاوبها قــامـت لــمثاكـي نكد نصـف عيطل ذراعــا الـنهار شـد

-15-

ولـمعق الـناعون بكرها نعـى لـمـا ــة ــوة نواحـ ـبعين رخ ــ ليــس الضلهـا

لـرعابيـ تـراقـيــهـا عـن مشقق بان تفـري ومدرعهـــا اـبكفيه الل الشعرية، الصورة تنقية إلى الشاعر يسعى كيف بوضوح نرى وهكذا

آن. في ومـثالية حسية بصورة منها يخرج بحيث الخارجية، الـبيئة من ولملمتها يطمح الجاهلي الشاعر إن المجرد، المثال ليس ولكنه المثال، إلى دائما

الحياة واقع من المستمد ولكنه والتجريد، الفكر معطيات على يقدم الذي وعبر واحد وقت في الشاكلة هذه على يجتمع ال كان وأنه الملموس،

واحدة. شخصيةه وهذا وخفتها. فال وشدتها الـناقة هذه قوة على لنا يدلل لكي كل

بنا يعود لكي معـين، نوع من ناقة إال الشاقة الرحلة بهذه يقوم أن يستطـيع األرض تلك سعاد، أرض نحو وقسوتها الرحلة هذه بعد على الـتأكيد إلى

اآلن تمتد الـتي اآلماد تلك مثل مستحيلة، آماد وبـينها بيـنه تمتد الـتي الـبعيدة تفسح لكي اإلسالمـية، بالمعاول تهدمت الـتي الجاهلـية، الحياة وبـين بيـنه

اإلنسانية. والعالقات والفرد لألمة جديدة وشخصـية جديدة، لقيم الطريقالموضوع: - لوحة3

المتمثل الموضوع لوحة الالمية هذه من الـثالثة اللوحة على كعب ويـنفتح فيفاجـئنا الجديد، الدين بقيم واإليمان الصريح السياسي االعـتراف مشهد في

ساحة أبلغـته قد سعاد، ليبلغ رحلها الـتي ناقته أن يعلن حين غريبة، مفاجأةقوله: في وذلك المصطفى

سلمى أبي ابن يا إنكلمقتول

جنابيها الوشاة يسعىوقولهــم:

كد الـنواحة، صورة كعب أحكم أن وبعد فجأة انتقل حولها، المثاكيل والن ويـبدأ ناقته، على وهو الـنفسية، حالته تصوير إلى الموحشة الجنازة هذه من

يذكر ثم يتحرك، ويجعله الحدث، لك يشخص الذي المضارع بالفعل حشدا وهو الحشد، هذا أصوات يسمعك ثم الـنواحة، حول كان الذي كالحشد حوله ويهتفون نعـيه، له يؤكد واحدة: " وصيغة واحد، وصوت واحد، بلسان جميعا الخبر هذا كعب ساق ". وقد لمقتول سلمى أبي ابن يا إنك بأداتين، مؤكدا

الرسول أوعده فمن الرسول شأن لتعظيم المفعول، اسم بناء ومعتمدا بالقتل قوله: في خالنه تخلي يقتل. ويصور لما كان وإن مقتوال، عد

مشغـول عنك إني ألهيـنـك كنـت خليل كل وقالآملــه:

كل بقوله: "وقال حديثه فبدأ عظيمة، أهمية كعب عند الجملة ولبـناء وهو خليل، لفظ ذكر ثم خليل، كل يشمل الذي العموم بلفظ فجاء خليل"،

آمله" فزاد فقال: "كنت زاد ثم الصديق، فوق وهو قلبك، مودته تخللت منن تحديدا، األخالء له األصحاب. وقالوا من الصفوة صفوة قول هذا أن وبـي درئه في فاجتهد عنك، يدفعه أن أحد يستطـيع ال خطر، في واحد: إنك بصوت

نصيرا. وهذا له يكون أن يأمل كان خليل، كل قال هكذا وحدك، نفسك، عن ليس الصديق أن ذلك ومعنى السابق، الـبيت في الوشاة قول عن بعـيدا

منه. فلم له مناجاة ال ما به أحاط قد أنه على أجمعوا قد والعدو هناك تعد واالجتماعي السياسي الكيان تهدم أن بعد ومراكزه، للكفر مادية ضمانة

-16-

أحكم ولما األواصر، كل األصحاب وبـين بيـنه تقطعت الجاهلـية. لقد للحـياة منه، نفسه لينزع اإلحكام هذا يعد كان كأنه المعنى، هذا نفسه حول كعب

ويقول: الرحمن قدر ما فكل

مفعــول أبا ال سـبيلي فقلت: خلوا

لكــم ونرى ذكـيا الشاعر كان لقد اإلسالم، روح من بنفحة لنفسه يقدم كعبا

المتصلة بالحكمة السبـيل له مهد مباشرة العفو يطلب أن فقبل ذلك، في بالعفو الطلب يبدو لكي باإلسالم، رسول يهيئ مما اإليمان، بروح مسبوقا

الرسول خلق يعرف – نرى فيما – كعب كان المنشود. فقد العفو لهذا الله وتعالى سـبحانه – لله يغضب ولكنه قط، لنفسه يغضب كان ما وأنه الكريم،

أن وأعـتقد -، قد كانوا الذين مكة، أهل عن الـنبي صفح عن سمع قد كان كعبا أذى به ألحقوا دعوته. وفي عرضه، وفي الكريم، شخصه في ونفسيا، جسديا

يرد ال – السالم علـيه – وأنه تائبا. جاء أحدا والصفح، العفو، طريق لنفسه مهد فقد بالتوبة، لنفسه كعب قدم فإذا

بهذه العفو بطلب رجاءه فيسبق جيدا، هذا يعرف ذكي والغفران. والشاعر ال الرحمن قدره فما "، مفعول الرحمن قدر " فما اإليمانية الـنفحة أن بدمزيـتين: له " يوفر " الرحمن كلمة كعب وإيراد يكون،

استعمالها على الجاهلي الشاعر يعـتد لم إسالمية، كلمة األولى: استعمل يوحي لكي الدينية، والدالالت اإلسالمـية، المعاني من تحمله ما بكل

الجاهلـية. عن وانقطاعه بتوبته وليس بالرحمة، يتصل الذي الحسنى، الله أسماء من اسم الـثانية: ذكر

هو الله قدره فما ، الـنبي قلب ليرقق والجـبروت، الـنقمة بمعنىيعذبهم. أن قبل بعـباده يلطف الذي "الرحمن"، تقدير

أن في شك وال القرآن وسمع الله، دين على اطلع قد كان كعبا سمع أو الكريم، جزءا أن ونظن ، الله رسول على يقبل أن قبل منه، كبيرا

الكريم الرسول على يقبل لم كعبا يكن لم … اآلمال محطم "مقهورا مؤمنا تنـبئ "ال الـتي ؛(36)الالمية هذه بناء في فكر حين بصاحبه وال الكريم بالقرآن

أن نعـتقد وإنما ،(37)الجديدة" اإلسالمـية بالقيم حقيقي إحساس عن أقـبل كعبا ليعلن اعترافا إيمان الله. إن دين في دخوله وليعلن الكريم، بالنبي سـياسيا

يصدر مفعول" ال الرحمن قدر ما "كل بأن الشاعر الدين، هذا عرف ممن إال علـيه الـنازلة الرسول رسالة بأن وإعالنه إقراره إلى كعب ووعاه. ويـنتقل

قوله: في وذلك – وتعالى سـبحانه – الله لدن منمأمـول الله رســول عند والعفو الله رســـــــول أن نبـئــــــــت

أوعدنـي مواعيظ فيـه القرآن ـله

وتفصـيل أعطــاك الـذي هداك مهال

نافلـاألقـاويل فـي كثـرت ولو أذنب الوشـاة بأقـوال تأخذني ال

ولــم الفاعل بذكر يتعلق ال ألنه " للمجهول " نبـئت الفعل الشاعر بنى وقد

.25-24ص القصائد، من طائفة في جمال من ومعاييـر هاشم: معاناة )?( ياغي،3620ص واألموي، اإلسالمي الشعر القادر: في عبد )?( القط،37

-17-

" ليؤكد الله " رسول كعب وكرر ،(38)لالستعطاف مناسبة أكـثر وهو غرض، إلى الله لدن من مرسل رسول أمام وقوفه حقيقة الحقيقة، بهذه إقراره عذابه. وأشرنا ويخافون عفوه، ويأملون رحمته، يرجون كيف ليعلمهم عباده،

أن إلى أو القرآن وسمع الله، دين على اطلع قد كعبا قدومه قبل منه، جزءا "، مأمول الله رسول عند يقول: " والعفو ال ألنه الله، رسول إلى من إال

،(39)الله عفو إلى الكريم القرآن آيات من كثير تشير إذ عفو، الله أن عرف إنك قائال: " اللهم الله يدعو كان الرسول بأن كعب علم إلى انتهى أنه بد وال

. وال(40)" عني فاعف العفو تحب عفو مكة، أهل عن الرسول عفو أن بد هذا فاستثمر كعب، إلى انتهى قد الطلقاء فأنتم بقوله: اذهبوا عنهم وصفحه

كله. على أنزل – وتعالى سـبحانه – الله أن عال بصوت ويعترف كعب ويقر

وربما المعاندون، يقول كما وليس المبين، الحق وأنه قرآنه، محمد سـيدنا أن على آخر شاهد قبل. وهذا من مثلهم قال كعب كان القرآن، قرأ كعبا

من الكريم الـنبي يدي بين هذا يقول أن يمكن وال وتفاصيله، مواعيظه وعرفوتدبره. وتأمله فيه، ونظر ووعاه، الكريم، القرآن قرأ قد يكون أن غير

الرسول على الكبرى الله بنعمة يذكر كعب، من ذكي موقف وهذا

بعث الكريم. فالرسول القرآن وهي يبعث ولم للناس، هاديا منـتقما، جبارا أرسلناك وما .(41)للعالميـن رحمة إال

الـتي االعـتذار، أبيات يسم فني عمق عن الالمية هذه دراسة تكشف وقد فزعه فيها يصور أن كعب استطاع االعـتذار مجرى أن رغم بارعا، تصويرا

قابوس، أبي إلى االعـتذار في الذبياني الـنابغة بدالية شديد تأثر إلى أشار بأقوال كعب تعلق سر خالل من يفهم أن ينـبغي الذي المنطلق هو وذلك

. الله رسول عند به أوقعوا الذين الوشاة، ألن المؤاخــذة، وعــدم أيضا، العفو، لطلب تأكيد الوشاة أقوال ذكر وفي

الوشاة. بأقوال الدماء تستباح وال دمه، استباحة يعـني األخذ الجاهلـية الموضوعات من خرج حين الشاعر لغة تغـيرت كيف ونالحظ

وضوحا، أكـثر لغته أصبحت محنته. لقد عن الله رسول مع الحديث إلى الصورة أن أيضا، ونالحظ، الـبدوية، والتراكيب الجاهلـية، الصور عن بعـيدة

طابع علـيها وظهر المباشرة، صفة األبيات واكتسبت تتراجع، أخذت الشعرية ألنه المجال، هذا في طبـيعي أمر هذا أن ونعتقد الذهنية، والسـيطرة اإلجهاد أبياته فجاءت بعـيدا، يكون ال قد زمن منذ اكـتسـبه ذهني، منطلق من يتحدثخطابية. وأكثر الشعرية، الصور من خالية

صورة علـيه وتسيطر الله رسول وعيد من بخوفه يعـترف فهو ذلك ومع وصارت والفتح، بالنصر تدعمت قوة وهي قوي، رجل عن صدر الذي الوعـيد،

والسـيطرة: السيادة لها سعاد، بانت قصيدة الله: شرح عبد الدين جمال محمد أبو األنصاري، هشام )?( ابن38

74ص .199. األعراف: 101 ،95. المائدة: 155 ،152عمـران: . آل187)?( البقرة: 39

.43التوبة: 40

والنشر للطباعة الفـكر دار التـرمذي، عيسى: سنن بن محمد عيسى أبو )?( الترمذي،.3435 الحديث رقم ،1994 لبنان، – بيـروت والتوزيع،

.107)?( األنبياء: 41-18-

الفيل يسمع لو ما وأســمع أرى أقـوم لقـد يقـــوم لـــو مقامـــابـه

تنويل الله بـإذن الرســـول من يرعـد لظـل لـه يـكـون أن إالالقيـل قيله نقمات ذي كـف فـي ال يميني وضعـت حتـى

أنازعـه

يشبه الشاعر أن األول الـبيت من فهم حين الدارسين أحد أخطأ وقد سمع، قوة الحيوانات أكـثر الفيل بأن توهم إنه حتى الفيل، بسمع سمعه قد كعب ديوان شارح أن الوهم في أغراه وربما ،(42)أذنيه لكبر ذلك وعزا.(43)هذا إلى أشار

الله رسول من وخوفه فزعه يصور أن كعب أراد لقد من متخذا أن ذلك والخوف. وآية الفزع ذلك إلظهار وسيلة اإليحائي االفتراضي الـتشـبيه قام الشاعر لو الله رسول بوعيد أنبئ أن بعد والرهبة، الخوف من مقاما

الشاعر، سمع ما فسمع تحمله، وقوة ضخامته، على نفسه الفيل قامه له فإن الكريم، القرآن سماع إلى يشير " وكأنه الشاعر شاهد ما وشاهد

قال ،(44)" جاللـته وقوة خطره، لعظم تالوته، عند له السامعين تلحق هيـبة لرأيته جبل على القرآن هذا أنزلنا لو تعالى: خاشعا من متصدعا ثم ربهم يخشون الذين جلود منه وتقشعر و ،(45) الله خشية عتابا كعب سمع وربما ،(46) الله ذكر إلى وقلوبهم جلودهم تلين لما فيل تعرض ولو السابقة، مواقفه على المصطفى حضرة في قاسيا لظل كعب له تعرض بعـنايته، الله رسول يحوطه حتى مرتجفا، مضطربا

ويؤمنه. ألفيناها يسمع، أسمع، أرى، المضارعة: أقوم، األفعال تواتر تأملـنا وإذا

وليس بالصور، تقرأ وكأنك وتسمعها، األحداث، وبها، فيها، ترى مرايا، كأنهابالكلمات.

الله رسـول كف في يمينه وضع حتى يتوقف، لم الشـاعر خوف إن ينخرم ال "، نقمات بأنه: " ذو الكريم الرسول المأمول. ويصف عفوه وضمن

رب فـيـه قال الذي الرسـول بمقام تليق ال الصفة هذه قول. ولعل له عنتم ما عليه عزيز أنفسكم من رسول جاءكم لقد العزة: بعث الكريم . فالرسول(47)رحيم رؤوف بالمؤمنين عليكم حريص

يرسل ولم رحمة، وأرسل هاديا، ملكا يخضع الشاعر نقمات. ولكن ذا جبارا أو ملك، يدي بين نفسه ويظن الرسول أمام أنه ويـنسى الجاهلي، للتصور

الملوك. تمدح كما فيمدحه قوي، زعيمالصورة: مثالية

، ونرى القـيم الجاهلية تسيطر علىويـبدأ كعب في مدح الرسول .197الـرافدين: ص آداب )?( مجلة42.38كعب: ص )?( ديوان43.77ص سعاد، بانت قصيدة األنصاري: شرح هشام )?( ابن44.21)?( الحشـر: 45مر: 46 .23)?( الز.128)?( التوبة: 47

-19-

الشاعر، فمهما حاول أن يغلب ذهنه على وجدانه، وينـتقي في حديثه عن الكالم الذي ينتسب إلى روح اإلسالم، وقيمه، فإن تراثهرسول الله

الـنفسي، الذي تمتد جذوره العميقة في الجاهلية يظل يرفده بالصورالشعرية، ويظل يطفو على رؤيته الفنية:

ومســؤول منسـوب وقيل: إنك أكلمـه إذ عـــنـدي أهيــب لـذاك غـيـل دونه غيل عثر بـبـطن مـن ـيغم ــ ــ راء مـن ض ــ ــ األرض ض

مخدرهخراديــل معفور القوم مـن لحم ضـرغاميـن فيلحم يغــــــــــــــدو

عيشــهمـا القرن يترك أن وهـو إال

مجدوللـه يحـل ال قـرنا يســــاور إذا

األراجـيل بواديــه تمشــي وال ـه ــ ــظل من ــير تــ ــش حمـ الوحــضامــزة

مـأكول والدرســان الـبز مطرح ثقــة أخـو بــواديـه يــزال وال القوي الرجل صورة – األبيات هذه في يبدو كما – كعب على وتسيطر

فيه. تتمثل الـتي الرسالة، صورة من أكـثر الله، رسول شخص في المسيطر خالل من والحـياة اإلنسان صـياغة لتعـيد جاءت الـتي اإللهـية، الرسالة تلك

وواقعية. حقيقية أمثولة في أشار كما – وهداية نور وهو الله رسول كعب يقرن أن وبعيد

وإنما وتوحشه، ضراوته وصف في بالغ الذي الضـيغم، بهذا – الـتالي المقطع وضع لما خوفه، ذهب بعدما صدره في كعب يجدها الـتي الهيـبة تشبيه أراد

" هي " أهيب كلمة كانت ولهذا نفسه، وقرت الله، رسول كف في يمينه من لنا ليقدم الضمني، االستطرادي الـتشـبيه هذا جمل كل علـيها دارت الـتي الله رسول علـيه يتفوق الذي الضـيغم، هذا عن متكاملة حسية صورة جديد الظروف في ويضعه الضاري، األسد هذا صورة لنا فيستقصي وهـيبة، قوة

كعب آثر وضراوته. لذا وشدته األسد هذا قوة الـنهاية في تؤكد الـتي المثالية، والقضم، العض صورة " من " ضـيغم في لما أسد، كلمة على ضـيغم اختيار مضغه حالة وهي وأهوله، فيه، ما أعنف األسد من لنا تحضر الكلمة وهذه

اللحم، بخراديل المليئة الصورة سـياق مع متـناسـبة هي ثم لفريسته، وضغمه والخلقان، الـبز، ومطرح والمعفور، الخراديل، من الصور هذه وكأن

األلفاظ مناسبات أدق من وهذا ضـيغم، لفظة من خارج ذلك كل والمأكول، علـينا يقص كعب لسياقها. وأخذ " من وقال الضـيغم، هذا حكايات من شـيئا

معـنى في زاد ثم وضراء، توحش ذات فصيلة من أنه ويعني "، األسد ضراء من وهو "، عثر " بطن من وأنه مخدره، أو مسكنه فذكر وضراوته، توحشه

وأشد له، أضرى وهذا "، غيل دونه " غيل مسكنه قال: إن ثم السباع، أودية له الشاعر جعل ضراوة، حاالته أشد في الضـيغم هذا يكون لتوحشه. ولكي

الـنهار، ضحوة في يتحرك فجعله طعامهما، وعلى علـيهما، يحرص شـبلين، وتأذن سريعا، الـثاني الفعل يأتي ثم وزهو، وبطش، شدة، من فيه ما بكل ( ) فـيلحم الـثاني المضارع الفعل على الشاعر أدخلها الـتي الفاء هذه

بين أن واألحداث. والحظ األفعال بها فتتواصل الفعلين، بين اتصال بسـرعة هذا ترى األهوال، من وصور وأحوال، أحداث، وفيها زمـنية، مسافة الفعلين

ه لحما. يطعم ومعناه "، " يلحم قوله في كل-20-

وال يغم، صــورة يستحضر وهو الكريم، القارئ يتأمل أن بد يثب وهو الضــته، تـدري ال إنسان، على ال واد في به ورمت أضـلـته، الـــتي الظــروف وال قصـ

قــاوم، وكيف الفريســة، اإلنســان لهــذا حــدث ماذا ثم "، األراجـيل فيه تمشي الشراســة، هــذه اإلنســانية الـنفس واجهت وكيف الضـــيغم، هذا به فعل وماذا بين الفــراغ لتمأل تتصــوره، أن يمكنك ما آخر إلى المــوت، وهــذا الهول، وهذا ذلك. وكــأن كل طوت الفاء وهذه فيلحم، يغدو ــا ــدل أن أراد كعب خفية داللة ي وصف في قــال لما وذلك كالمــه، ضمنه ثم وطواه، حذفه، شديد، صراع على

الضرغامين أن وفيه "، خراديل معفور القوم من لحم " عيشهما الضرغامين يعـيشا ولم يــأكال، لم وإنما "، " قــوم كلمة والمقصــود الـبشــر، لحــوم على إال

في قــاطع وهــذا الجماعة، أو منهم، الواحد لنصر يقومون " لمن " قوم قالوا تــراه والذي به، عاد الذي الـبشري، اللحم هذا أن كــان إنما خراديــل، معفــوراــاذه، هبوا آخرين، ومن منه وإنما الفريسة، اإلنسان من ليس مقاومة بعد إلنق

ثم أن هذا ونجدته. ومعنى آخــر مشــهدا في الفعلين وبـين الفــاء، تحت حــافال الخــوف، يبعث بما امتالء األبيــات هــذه أكـثر الـبيت وهذا فيلحم، قوله: " يغدو

قوله: ويقاربه الهلع، ويـثير والدرسان الـبز مطرحمأكول

ثقــة أخــو بواديـه يزال وال

هذا وادي وأن لحرمتها، وإهدار الـبشر، للحوم طرح فيه الـبيت هذا ألن وثـيابه مطروحا، سالحه ترى واثق، شجاع حر أشالء من يخلو ال الضـيغم لحمه اطراح يذكر فلم الواثق، الشجاع هذا أكرم الشاعر وكأن أخالقا،

أو صريحا، وإنما خراديل، معفورا ثيابه، وطرح سالحه، بطرح ذلك إلى أومأمأكول. وكلمة

فتصوره خصما، الضـيغم لهذا كعب وجعل والفتك، القوة في مثله قرنا يواثب " ألقت له يحل " ال وكلمة مثله، ضـيغما وكأنه الضـيغم، هذا على ضوءا

فهو حرامه وأما الـنصر، فهو حالله أما وحرامه، حالله له ودين، شرع ذو "، " قرن كلمة كعب أبدا. وتكرار الهزيمة له يحل ال فديـنه والهزيمة، الضعف

له يحل ال الذي القرن ألن الضـيغم، صفات كل استصحبت ال يصرعه، أن إال يكون قرنا دونه غيل، دونه مسكنه، األسد ضراء من أيضا، ضـيغما، كان إذا إال… غيل

سر، "منه" من كلمة تخلو ضامزة" ال الوحش حمير تظل وقوله: "منه هو ألنه الضـيغم، ضمير هو الذي والمجرور، الجار تقديم أسرارها وأول

"، المضارع بالفعل وأتى المقصود، وهو األصل، هذا في نرى وكأننا "تظل على بمادته "تظل" الدال الفعل إطار في المتجددة الصورة المضارع الفعل

الـتوجس من دائمة حالة في حوله من الوحش حمير أصبحت فقد الـثبوت،نحوها. انتباهه تثـير ال حتى أماكنها، في ساكنة تبقى لذا والخوف،

في ذكره سـيؤكد الذي الوادي األراجـيل" ذكر بواديه تمشي وقوله: "وال بكلمتـين هنا الوادي اكـتنف وقد ثقة"، أخو بواديه يزال "وال الـتالي الـبيت جمع وهي أرجال، جمع هي الـتي "األراجيل"، والثانـية قوله: "تمشي"، األولى وكأن جمع، اسم وهي رجل، كلمة على يضفي كعبا غير "واديه" شيئا

عب، صور وفيه ثانية، مرة الوادي ذكر إلى بذلك يهيىء وكأنه مألوف، الروعظامه. لحمه وبقايا األخالق، وثـيابه المطرح، الفارس، سالح في تراها الـتي

هي الرسول لهيبة كعب رسمها الـتي الجميلة الصورة هذه إن-21-

الذي المذعور، للشاعر الـنفسي الواقع عن تعـبر الفني جمالها إلى باإلضافة الكريم الرسول يدي بين يقف والمغفرة، الصفح طالبا برسالة اعترافه معلنا

بالعفو طمعه بين للشاعر المتقلب الـنفسي الوضع تعكس وهي الرسول مثل لألدب متذوق كبير كاتب أهمل كيف نعجب ونحن العقاب، من وخشيـته

.(48)اهتمام أي يعرها ولم الصورة، هذه يتصرف أن لحسه يترك حين الـتصورية قدرته إلى الشاعر يعود وهكذا

فيه يرى ال جاهلي، بتصور الكريم الرسول إلى فينظر شعريا، جانب إال فيعود عنده، بالمضمون الشكل والجـبروت. ويلتحم والهـيبة القوة في جاهلـيا تتحرر لم الـتي أعماقه ليكشف ومعانيه، وصوره وتراكيبه لغته قيود من بعد

الوجداني: وتراثها الجاهلـيةد مسلول الله سـيوف من مهن لسيف الرسول إن

بـه يستضاء

الـبيت وفي خبرها، على الداخلة " والالم " إن بـ المعنى كعب أكد وقدف ومـنعة، وحماية، قوة، والسـيف بالسـيف، الرسول تشبيه يف ووصــ الســ

سـيف أنه إلى إشارة هي وإنما للسـيف، نادر وصف وهذا "، به " يسـتضاء بأنهعيف، يقهــر وال الحق، يحمي الــذليل، به ويعــز الضــعيف، به يقــوى وإنما الضــ

إلى إشــارة هذا وفي الظلم، يكف الذي السيف هو به يستضاء الذي والسـيف – وهو ونور، وحق، شرع، هو إنما المصطفى به جاء الذي الله، دين أن أيضاــول تشبيه الـبيت عجز في يؤكد كعب وتمنع. وعاد وتدفع، تحمي، قوة – الرس

يف الكريم الله أن يعــني " وذاك – وتعــالى ســبحانه – الله إلى ويـنســبه بالســ – والقتــال الغــزو وكان بسيفه، يضرب الذي هو وأنه الرسالة، تلك إلى انتدبهــبي أما المصلحة، إلى يهدف – قبلئذ تحقيق إلى يهــدفان فجعلهما الكــريم الـنيف الرسول قوله: " إن إلى كعب وصل . ولما(49)" روحانية إنسانية غاية ــ لس

(50)الشريفة بردته علـيه الرسول " رمى به يستضاء المعنى. بهذا " إعجابا كعب ظل لقد وعيــده، من والرهبة بــالخوف الله رســول إلى مدفوعا

ن اإليمــان على قلبه ينفتح أن قبل ورة هــذه إســالمه. وظلت ويحســ هي الصــالشعري. نفسه وتستغرق الله رسول ذات في تشغله الـتيالمهاجرين: مدح

هم وقد المهــاجرين، بمدح قصيدته كعب ويـنهي عصــبة "في بالــذكر خصــ الرسول قوم أن إلى بذلك و"ليوعز باألنصار، للتعريض قريش" توطئة من

الحــق مقــام إلى الـباطل مقــام من نزحــوا وأنهم البــدء، منذ دونه من ناضلوا.(51)ومالهم" أهلهم مخلفين وال هذا يكون أن بد الجاهلـية، القبلية نزعته عن تعـبيرا ــدم من انعتاقه وع

الحياة. واقع من لينفيها اإلسالم جاء الـتي القيم اإلسالمـية، الصفة بهذه ينعتهم ال فإنه المهاجرين عن كعب يتحدث وحـين

المهــاجرين صــورة ". وتغيب قــريش من " عصــبة بــأنهم إلـيهم يشــير ولكنهـــتي الصور تلك مثل بطولة صورة لهم فيرسم كعب، عن اإلسالمـية تطالعنا ال

.1/123 األربعاء، طه: حديث )?( حسين،48 ،1979 بيـروت، اللبناني، الـكتاب دار ،4ط واألدب، النقد إيليا: في )?( الحاوي،49

2/158..82ص سعاد، بانت قصيدة األنصاري: شرح هشام )?( ابن50.2/158 واألدب، النقد إيليا: في )?( الحاوي،51

-22-

من وتشــكلت بهــا، عــزوا الـــتي بالعقيــدة يميزهم ال الجاهلي. فهو الشعر في يــراهم وال العظيمة، مالمحهم خاللها وال األول، المقــام في لإلســالم تجســيدا

ـة، ناصـعة اإلسالم، حقيقة فيهم يرى ـل جلي ه يكشـف ذلك وك الجـاهلي، حسـالقبلي. وتصوره

تكســب ال عنــده فالهجرة ــا، روحــا معــنى وال ديني إســالميا إنه … عمـيقــا ليس ولكنه مكـان، من خروج خروجـا القـوي، خـروج ولكنه مهزومـا، عـاجزا لهم فيرســم وقــوتهم، المهــاجرين بشجاعة يجبن. ويشيد وال يتراجع، ال الذي

لهم ويجعــل القوة، مظاهر جميع علـيهم فيسبغ المحاربين، صورة من لبوســاــتي الدروع، وهي السالم، علـيه داود، سـيدنا كدروع المتقنة، الدروع ــرت ال ذك

وكأن ،(52)الكريم القرآن في نبي، صحابه المهاجرين أن إلى بذلك يوعز كعبا يجوز ال نبي. لباس لباسهم يكون أن إال

إلى فيشــير الــدروع، هــذه يصـف الحســية الصورة في لرغبته واستجابة… متانتها في يزيد مما المشكوكة الدروع هذه حلق

صفتهم من الخالص المدح هذا المهاجرين مدح في كعب ويستمر الـنصر، على اعتادوا محاربون الحقيقية. فهم الهوية تمنحهم الـتي اإلسالمـية،

بعد بأعدائهم يشمتون ال أنهم أو األعداء، رماحهم نالت إذا يفرحون ال فهمنفوسهم. وشهامة أخالقهم، كرم من وذلك الـنصر،

ح وال المعارك، إحدى في هزموا إذا يجزعون ال أخرى جهة من وهم يوضــاعر لنا بر الـتجمل هــذا على يحملهم الــذي الــديني، العامــل الشــ ــة بالصــ رغب

المعــارك، تشــتد حين أعقــابهم على يفرون ال الدنيا. وهم الحياة عن باآلخرةرب فـإن لـذا يقـع ال الضـ نحـورهم، في إال ورة تلك محـوال ــة الصـ إلى الواقعي

مثالية. صورة قريش، من العصبة تلك أو المهاجرين، هؤالء الشاعر لنا يصور وهكذا

الـنظر بغض قوية، فئة ألية تكون أن تصلح الـتي الصورة بهذه تعـبيره، حد على وجودها وتكتسب به، وتعتز تمثله، الذي المنهج أو العقدية، انتماءاتها عن

وقيمه بأخالقياته وااللتزام سـبيله في الجهاد خالل ومن خالله، من وحقيقتها الحس جاهلي يبدو ذلك في الـيوميين. وهو والسلوك الجهد مستوى على

والرؤية، ل عن بعـيدا تلك لشاعر بالنسبة عادي أمر وهو اإلسالمي، الروح تمث يكن ولم االنتقالية، اللحظة حالة في عاش الذي الشاعر موقف في مطلوبا

.(53)الدين قضايا تعالج بارزة فلسفة لنا يقدم أن نفسي اضطرابالمهاجرين: مدح في الحماسة تدفق سر

تــدفق ســر عن يبحث أن المتأنية القــراءة هــذه بعد للمــرء ويحــق من اللوحــة تضــمنـته بما المهــاجرين، مــديح في الـتصــوير وبراعــة الحماســة،

مات متحمسة متابعة ــ جاعة لسـ ــ ف ومن منهم، والمعـنوية المادية الشـ ــ وصـقوله: في ذروتها الحماسة بلغت حتى وشجاعتهم، وإقدامهم لسالحهم دقـيق

وليسـوا قوما إذا مجازيعانيلوا

نالــت إذا يفرحون الرماحهــم

الموت حياض عن ومالهمتهليل

الطعـن يقع ال فـي إالنحورهــم

.11-10)?( سبأ: 52 غريب، مكتبة تحليلي، درس واألموية الجاهلية القصيدة الله: في عبد طاوي،ت)?( ال53

.95ص د.ت،-23-

كعب يكون فقد في – علـيه وثب الذي األنصاري، ذلك بموقف متأثرا الله وعدو دعني الله، رسول قائال: يا – الكريم الرسول يدي بين مثوله أثناء

جاء قد فإنه عنك، : " دعه الله رسول فقال عنقه، أضرب تائبا عما نازعا به صـنع لما األنصار من الحي هذا على كعب ". فغضب علـيه كان

دفع ما هذا . ولعل(54)صاحبهم وقوله: " إذا في باألنصار يعرض أن إلى كعبا.(55)ذاته للسـبب اسحق، ابن بذلك أخبرنا كما "، الـتنابـيل السود عرد

حدود تتجاوز ال نراها خفية، بواعث من يسلم " ال األمر أن إلى ونميل في ولكعب كنانة، من قرشـيون المهاجرين أن نعلم فنحن القبلية، العصبية

ليستثـير الخزرج، من أكـثرهم يكون أن فحسبهم األنصار أما خؤولة، كنانة".(56) بشيء ذكرهم عن فيسكت آخر، نوع من مشاعر كعب نفس في ذلك

هو رجال؛ مزيـنة من قتلوا قد الخزرج أن على كعب شعر استقراء ويدل في – للخزرج الـتقليدي العدو – األوس مع مزيـنة فتحالفت ،(57)عائذ بن جؤي تلك في شارك – قد(59)شعره ذلك على يدل كما – كعب وكان ،(58)بعاث يوم

وباعه المعروف، الشاعر ثابت، بن حسان أبا المنذر، بن ثابت وأسر الحرب،. بتـيس عكاظ في أجم

صدر في العصبية نار يطفئ أن فأراد كله، بهذا الرسول أحس وقد من بقصيدة مدحهم أن فكان األنصار، يمدح أن أمره حين الجديد، شاعره

وثالثين ثالثة .(60)بيـتا من تطرحه لما الدراسة، من بمزيد جديرة زهـير بن كعب قصيدة وتظل

تلقي قضايا، الشعر تاريخ في االنتقالية الفترة تلك على الضوء من مزيداالعربي.

.، 4/152النبي هشام: سيرة )?( ابن54.4/167نفسه: )?( المصدر55 تحليلية، دراسة الجاهليين، ورواته حجر بن أوس الله: شعر عبد محمود )?( الجادر،56

.475ص.156زهير: ص بن كعب )?( ديوان57 الحلبي، عيسى مطبعة الجاهلية، في العرب أحمد: أيام محمد المولى، )?( جاد58

.75ص د.ت، مصر،.59زهير: ص بن كعب )?( ديوان59

-24-

ث: ـ البح ـش ـ هوام

بعدها. وما ، 4/167النبي سيرة هشام، )?( ابن60

ومراجعـه: البحـث مصـادرالـكريم. القـرآن- صادر، دار التاريخ، في محمد: الكامل بن علي الدين عز الحسن أبو األثير، ابن-

.1966 بيـروت، األدباـء، من لجنة وإشراف تحقيق الحسين: األغاني، بن علي الفـرج أبو األصفهاني،-

د.ت. للنشر، التونسية الدار تونس، اعتنى السـكري، سعيد أبي رواية حبيب: المحبر، بن محمد جعفر أبو البغدادي،-

.1942 بيـروت، الجديدة، األوقاف دار شتير، ليختن إيلزه الدكتورة بتصحيحه وشرح تحقيق العرب، لسان لباب ولب األدب عمـر: خزانة بن القادر عبد البغدادي،-

.1976 للكتاب، العامة المصرية الهيئة هارون، محمد السالم عبد والنشر للطباعة الفـكر دار التـرمذي، عيسى: سنن بن محمد عيسى أبو التـرمذي،-

.1994 لبنان، – بيـروت والتوزيع،د.ت. غريب، مكتبة تحليلي، درس واألموية الجاهلية القصيدة الله: في عبد التطاوي،- مصر، الحلبي، عيسى مطبعة الجاهلية، في العرب أحمد: أيام محمد المولى، جاد-

د.ت. دار تحليلية، دراسة الجاهليين ورواته حجر بن أوس الله: شعر عبد محمود الجادر،-

سالة .1979 بغداد، للطباعة، الرـسالة، مؤسسة المخضرمين، شعر يحيى: خصائص الجبوري،- الثانية، الطبعة الرـ

1981. محمد محمود وشرحه قـرأه الشعراء، فحول سالم: طبقات بن محمد الجمحي،-

.1974 القاهرة، المدني، مطبعة شاكر،.1979 بيـروت، اللبناني، الـكتاب دار الـرابعة، الطبعة واألدب، النقد إيليا: في الحاوي،- تحقيق الصحابة، تمييز في علي: اإلصابة بن أحمد الفضل أبو العسقالني، حجر ابن-

.1962 بيـروت، األولى، الطبعة البجاوي، علي محمدد.ت. بمصر، المعارف دار عشرة، الحادية الطبعة األربعاء، طه: حديث حسين،-

-25-

الحسين بن الحسن سعيد أبي اإلمام زهير: صنعة بن كعب كعب: ديوان زهير، ابن- دار الثانية، الطبعة الحتي، نصر د. حنا وفهارسه هوامشه ووضع له قدم السـكري،

.1996 العربي، الـكتاب.1957 القاهرة، العربية، اللغة آداب جورجي: تاريخ زيدان،- اللغة تاج لكتاب والصلة والذيل الحسن: التكملة بن محمد بن الحسن الصاغاني،-

الـكتب، دار عالم، مهدي ود. محمد إبراهيم، الفضل أبو محمد تحقيق العربية، وصحاح1979.

، عبد ابن- علي تحقيق األصحاب، معرفة في الله: االستيعاب عبد بن يوسف البرـد.ت. القاهرة، مصر، نهضة مكتبة البجاوي، محمد

أمين أحمد موضوعاته وعنون وصححه وضبطه شرحه الفـريد، ربه: العقد عبد ابن-.1965 الثالثة، الطبعة والنشر، والترجمة التأليف لجنة مطبعة القاهرة، وآخـرون،

دار شاكر، محمد أحمد تحقيق والشعراـء، مسلم: الشعر بن الله عبد قتيبة، ابن-د.ت. بمصر، المعارف

نهضة دار البجاوي، محمد علي تحقيق العرب، أشعار زيد: جمهرة أبو القـرشي،-.1967 مصر،

بيـروت، العلمية، النهضة دار واألموي، اإلسالمي الشعر القادر: في عبد القط،-1979.

افدين: جامعة آداب مجلة- .1981 عشر، الثالث العدد الموصل، الرـد.ت. سعاد، بانت قصيدة األنصاري: شرح هشام ابن- أصولها، راجع وسلم، عليه الله صلى النبي الله: سيرة عبد محمد أبو هشام، ابن-

الدين محيي محمد الشيخ المرحوم فهارسها ووضع حواشيها، وعلق غريبها، وضبطد.ت. والتوزيع، والنشر للطباعة الفـكر دار الحميد، عبد

.1992 القصائد، من طائفة في جمال من ومعاييـر هاشم: معاناة ياغي،-

-26-