P

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

)الحلقة السادسة والسبعون بعد المائة الثالثة(

/ / 14

2 التجريد الصريح– الحلقةالتسعون

المقدم: بسم هللا الرحمن الرحيم. ا بكم الحمد هلل، والصالة والسالم على رسول هللا، أما بعد، فالس��الم عليكم ورحم��ة هللا وبركات��ه وأهال ومرحب�� مستمعي الكرام إلى لقاء جديد في هذا البرنامج الذي يسعدني أن أرحب في مطلعه بضيفنا الدائم فيه فض��يلةا بكم فض��يلة الش��يخ وأهال الشيخ الدكتور: عبد الكريم بن عبد هللا الخضير، عض��و هيئ��ة كب��ار العلم��اء فمرحب��

وسهال. حياكم هللا، وبارك فيكم، وفي اإلخوة المستمعين.

المق��دم: ال ي��زال الكالم مس��تمعين الك��رام عن ح��ديث عب��د هللا بن زي��د -رض��ي هللا عن��ه- أن��ه ق��ال ل��ه رج��ل: »أتس��تطيع أن تري��ني كي��ف ك��ان رس��ول هللا -ص��لى علي��ه وس��لم- يتوض��أ، ق��ال: نعم، ف��دعا بم��اء ف��أفرغ على

الحديث. يديه...« الحمد هلل رب الع!المين، وص!!لى هللا وس!!لم وب!ارك على عب!ده ورس!!وله نبين!ا محم!د وعلى آل!ه وأص!حابه أجمعين،

، وقفن!!ا على»ف�دعا بم�اء ف�أفرغ على يدي�ه ثم توض�أ ثم غس�لها م�رتين«أم!!ا بع!!د، فق!!د مض!!ى الكالم في قول!!ه: ؛ وللكش!!!!ميهني: مض!!!!!مض واستنش!!!!!ق، ق!!!!!ال ابن حج!!!!!ر: واالس!!!!!تنثار يس!!!!تلزم»ثم تمض���مض واستنش���ق«قول!!!!ه:

االستنش!!!اق بال عكس، وق!!!د ذك!!!ر في رواي!!!ة وهيب: الثالث!!!ة يع!!!ني المضمض!!!ة واالستنش!!!اق واالس!!!تنثار، وتعقب!!!ه العيني بقوله: قال بعضهم االستنثار يستلزم االستنشاق بال عكس، قلت: ال نس!!لم ذل!!ك، فق!!ال ابن األع!!رابي وابن

قتيبة: االستنشاق واالستنثار واحد، لماذا؟ ألن االستنثار جاء بدالQ من االستنشاق. المقدم: في رواية.

في رواية أخ!رى س!!يأتي اإلش!ارة إليه!ا، وكون!ه غ!يره في م!ا ق!رره ابن حج!!ر؛ ألن!ه عط!ف علي!ه، ألن في رواي!ة ف!!!دل على أن!!!ه غ!!!يره، ول!!!ذا يق!!!ول: االس!!!تنثار يس!!!تلزم االستنش!!!اق بال»تمض!!!مض واستنش!!!ق واس!!!تنثر«وهيب:

عكس، كالم ابن حج!!!!!ر مب!!!!!ني على التغ!!!!!اير، فاالستنش!!!!!اق ج!!!!!ذب الم!!!!!اء إلي داخ!!!!!ل األن!!!!!ف ب!!!!!النفس، واالس!!!!!تنثاره، فإدخ!!ال الم!!اء إخراج!!ه من!!ه ب!!النفس، يع!!ني المضمض!!ة معروف!!ة، يع!!ني ال!!تي هي إدارة الم!!اء داخ!!ل الفم ثم مج!!ه بمثاب!!!!ة االس!!!!تنثار، لكن الم!!!!اء في المضمض!!!!ة يمكن ابتالع!!!!ه، لكن ه!!!!ل من إلى الفم بمثاب!!!!ة االستنش!!!!اق، ومج!!!!

مقتضى المضمضة مج الماء، هل من مسمى المضمضة مج الماء. المقدم: ال ليس منه.

ألن في كتب اللغة تقول هذا: ومجه، ألن المعنى يقتضيه. المقدم: لو أداره وابتلعه لكان بلع. ما تكون مضمضة؟ أمألنه لو كان بلعه، تكون مضمضة

المقدم: ال، ما تكون مضمضة. لماذا؟

3 فضيلة الشيخ عبد الكريم3الخضير

المقدم: ألنه لم يمجه. لم!!ا ت!!دل علي!!ه بعض كتب اللغ!!ة، األم!!ر الث!!اني من حيث المع!!نى، أن!!ه م!!ا الفائ!!دة من المضمض!!ة؟ تنظي!!ف م!!ا في

الفم، ويبعد أن يطلب الشرع تنظيف الفم، وإدخال.. المقدم: يسوغ إدخاله.

نعم ويس!!وغ إدخال!!ه إلى الج!!وف، يع!!ني ينظ!!ف الفم ثم ي!!دخل إلى الج!!وف يع!!ني اإلس!!الم دين النظاف!!ة والح!!رص على نظاف!!!!ة الب!!!!اطن أك!!!!ثر من نظاف!!!!ة الظ!!!!اهر، وبعض!!!!هم يق!!!!ول: إن إدخ!!!!ال الم!!!!اء في الفم ثم تحريك!!!!ه ه!!!!ذه هي

المضمضة، والمج قدر زائد على ذلك. ن!!أتي إلى االستنش!!اق واالس!!تنثار، فاالستنش!!اق ج!!!ذب الم!!اء ب!!النفس مث!!!ل إدخ!!ال الم!!اء إلى الفم في المضمض!!ة، واالس!!!!!!تنثار إخ!!!!!!راج الم!!!!!!اء ب!!!!!!النفس من األن!!!!!!ف مث!!!!!!ل المج، بمثاب!!!!!!ة المج، كالم ابن حج!!!!!!ر مب!!!!!!ني على التغ!!!!!!اير فاالستنش!!!!اق ج!!!!ذب الم!!!!اء إلى داخ!!!!ل األن!!!!ف ب!!!!النفس، واالس!!!!تنثار إخراج!!!!ه من!!!!ه ب!!!!النفس، لكن ابن حج!!!!ر يق!!!!ول: االس!!!!!تنثار يس!!!!!تلزم االستنش!!!!!!اق بال عكس، لكن ه!!!!!ل من الزم االستنش!!!!!اق االس!!!!!تنثار؟ يع!!!!!ني مث!!!!!ل م!!!!!ا قلن!!!!!ا في المضمضة هل من الزمها المج؟ ألن عندنا ما ج!!اء التنص!!يص على المج في النص، لكن ج!!اء التنص!!يص على االستنثار فيقول ابن حج!!ر: من الزم االس!!تنثار ال!ذي ه!و إخ!!راج الم!اء من األن!!ف االستنش!!اق؛ ألن!!ه كي!ف يخ!!رج، نعم هو الزمه، لكن العكس هل من الزم االستنشاق االستنثار؟ مث!!ل م!!ا قلن!!ا في المضمض!!ة Qما دخل أصال Qماء

والمج؟ المقدم: على كالم ابن حجر ال.

يق!!ول: بال عكس، لكن ه!!ل يمكن أن يص!!عد الم!!اء م!!ع األن!!ف وي!!رتقي إلى ال!!دماغ، وي!!نزل إلى الج!!وف من دوناستنثار؛ ألن األنف منفذ.

المقدم: هو سيوصله إلى جوفه، لكنه سيبقى األمر فيه ضرر. أحيان!!!!ا يمكن أن ي!!!!رتقي إلى ش!!!!يء يض!!!!ره، إذا لم يس!!!!تنثر ول!!!!ذلك نص علي!!!!ه بخالف المج لم ينص علي!!!!ه، له!!!!ذه

النكتة؛ ألنه لو استنشق بدون استنثار تضرر بالماء. المقدم: ولذلك ما في رواية من الروايات ذكر فيها المج.

م!!!ا ذك!!!ر، لكن ه!!!ل ه!!!و من مقتض!!!ى المضمض!!!ة ال!!!تي هي من خالل الم!!!ادة المضمض!!!ة والخضخض!!!ة وك!!!ذا هي مج!!!!رد تحري!!!!ك الم!!!!اء، مقتض!!!!ى الم!!!!ادة ه!!!!ذا، لكن ه!!!!ل من مس!!!!ماها المج كم!!!!ا في بعض كتب اللغ!!!!ة، ومن حيث المع!!!نى قلن!!!ا: إن الش!!!رع يتش!!!وف إلى التطه!!!ير الظ!!!اهر والب!!!اطن، فال يتص!!!ور أن الش!!!رع ي!!!أمر بتنظي!!!ف الفم ثم

يبتلع الماء، وقل مثل هذا في االستنشاق واالستنثار. ثالثQا زاده وهيب بعد ذلك، يعني في روايته: بثالث غرفات، قال ابن حجر: واس!!تدل ب!!ه على اس!!تحباب الجم!!ع

»مض!!مض واستنش!!قبين المضمض!!ة واالستنش!!اق من ك!!ل غرف!!ة، وفي رواي!!ة خال!!د بن عبدهللا اآلتي!!ة بع!!د قلي!!ل: يع!!ني ص!!ريح في الجم!ع بين المضمض!ة واالستنش!!اق بك!ف واح!!دة، وه!و ص!ريحمن كف واحد فعل ذلك ثالثQا«

في الجمع كل مرة بخالف رواية وهيب بثالث غرفات؛ ألنها ليست صريحة، فإنه يطرقها احتمال التوزي!!ع بال

4 التجريد الصريح– الحلقةالتسعون

تسوية، يعني ثالث غرفات يطرقها احتمال التوزيع بال تسوية، قد يكون غرف!ة من ه!ذه الثالث مضمض!ة فق!ط، ، ورواي!ة»بثالث غرف!!ات«وغرف!!ة ثاني!ة استنش!!اق، ومضمض!!ة واستنش!!اق؛ ألن!ه م!!اذا يق!ول وهيب في روايت!!ه؟

يع!!ني ه!!ذه أص!!رح من رواي!!ة وهيب، فإن!!ه يطرقه!!ا احتم!!ال»من ك!!ف واح!!دة فع!!ل ذل!!ك ثالثQ!!ا«خال!!د بن عب!!د هللا: التوزي!!!ع بال تس!!!وية، كم!!!ا نب!!!ه علي!!!ه ابن دقي!!!ق العي!!!د ووق!!!ع في رواي!!!ة س!!!ليمان بن بالل عن!!!د المص!!!نف في ب!!!اب

، واستدل بها على الجمع بغرف!!ة واح!دة»فمضمض واستنثر ثالث مرات من غرفة واحدة«الوضوء من التور: وفي!!!ه نظ!!!ر؛ ألن المضمض!!!ة واالستنش!!!اق يع!!!ني الص!!!!ور المحتمل!!!ة أنه!!!ا بس!!!ت غرف!!!!ات، يتمض!!!!مض من غرف!!!!ة ويستنش!!ق من غرف!!ة، يع!!ني س!!ت غرف!!ات ه!!ذا احتم!!ال، ويحتم!!ل أن يتمض!!مض بغرف!!ة ثالث م!!رات، ويستنش!!ق

ثالث مرات بغرفة واحدة فتكون الغرفات... المقدم: ثنتين.

ثن!!!تين، ويحتم!!!ل أن يك!!!ون تمض!!!مض واستنش!!!ق بغرف!!!ة ثم تمض!!!مض واستنش!!!ق بغرف!!!ة ثم تمض!!!مض واستنش!!!قا أن يك!ون تمض!!مض Q!!بغرفة يكون بثالث غرفات، وهذه أقوى الصور وعليها تدل أكثر الرواي!!ات، ص!!ورة أيض واستنش!!ق ثالث!!ا ثالثQ!!ا بك!!ف واح!!دة، يق!!ول: وق!!ع في رواي!!ة س!!ليمان بن بالل عن!!د المص!!نف في ب!!اب الوض!!وء من

، واس!!!تدل به!!!ا على الجم!!!ع بغرف!!!ة واح!!!دة، وفي!!!ه»فمض!!!مض واستنش!!!ق ثالث م!!!رات من غرف!!!ة واح!!!دة«الت!!!ور: نظ!!ر، لم!!ا أش!رنا إلي!ه من اتح!اد المخ!!رج فتق!دم الزي!!ادة، يع!ني تمض!!مض واس!!تنثر ثالث م!!رات من غرف!!ة واح!!دة

يعني لكل مضمضة واستنثار، فيكون ثالث غرفات فتتحد الروايات. قال: وفي!ه نظ!!ر؛ ألن م!ا أش!رنا إلي!!ه من اتح!اد المخ!رج فتق!دم الزي!ادة، ولمس!لم من رواي!ة خال!د الم!ذكورة، خال!د

فاس!!تدل ب!!ه على تق!!ديم المضمض!!ة على االستنش!!اق؛ لكون!!ه»ثم أدخ!!ل ي!!ده فاس!!تخرجها فمض!!مض«بن عب!!د هللا: عطف بالفاء التعقيبية وفيه بحث، يعني يحتمل تقديم االستنشاق؟

المقدم: على هذا الكالم نعم.كيف؟

المقدم: وفيه بحث. فيه بحث يعني من بعد؛ ألنه يحتمل أن يكون الف!اء تعط!ف جم!ل ال تعط!!ف أف!راد، ق!ال الن!ووي في ش!رحه على ص!!حيح مس!!لم: في ه!!ذا الح!!ديث دالل!!ة ظ!!اهرة للم!!ذهب الص!!حيح المخت!!ار، أن الس!!نة في المضمض!!ة واالستنش!!اق

أن يكون بثالث غرفات، يتمضمض ويستنشق من.. المقدم: من كف واحدة.

نعم من كف واحدة، وقد قدمنا إيضاح هذه المسألة والخالف فيها في الباب األول، وهللا أعلم. فيه حجة للمذهب المختار الذي عليه الجماهير،»فمضمض واستنشق واستنثر«قال: وقوله في الرواية الثانية:

يعني الرواية التي في ذكر الثالثة مضمض واستنشق واستنثر؛ فيه حجة للمذهب المختار الذي علي!!ه الجم!!اهير من أه!!ل اللغ!!ة وغ!!يرهم أن االس!!تنثار غ!!ير االستنش!!اق، خالفQ!!ا لم!!ا قال!!ه ابن األع!!رابي وابن قتيب!!ة: أنهم!!ا بمع!!نى

واحد، وقد تقدم في الباب األول إيضاحه، وهللا أعلم.

5 فضيلة الشيخ عبد الكريم5الخضير

وق!!!ال في الب!!!اب األول المح!!!ال إلي!!!ه، الن!!!ووي يق!!!ول في الب!!!اب األول أح!!!ال على الب!!!اب األول المح!!!ال إلي!!!ه: ق!!!ال أص!!حابنا: وعلى أي ص!!فة وص!!ل الم!!اء إلى الفم واألن!!ف حص!!لت المضمض!!ة واالستنش!!اق، يع!!ني يش!!مل م!!ا إذا

أخذ بكفه أو اغترف بإناء، يعني لو أخذ ملعقة وأدخلها في فمه. المقدم: ساغ وجاز، أجزأ.

نعم، يقول: قال أصحابنا: وعلى أي صفة وصل الماء إلى الفم واألنف حص!!لت المضمض!!ة واالستنش!!اق، يع!!نيلو اغترف ملعقة بدل الكف.

المقدم: يجزئه. نعم، أو أدخ!!!ل ش!!!يئQا مم!!!ا يمتص الم!!!اء كاإلس!!!فنج مثالQ وعص!!!ره في فم!!!ه يحص!!!ل ه!!!ذا على كالم الن!!!ووي، وفي األفضل خمسة أوجه: األول: يتمضمض ويستنشق بثالث غرفات، يتمضمض من كل غرفة واحدة ثم يستنش!!ق منه!!ا، والوج!!ه الث!!اني: يجم!!ع بينهم!!ا بغرف!!ة واح!!دة يتمض!!مض منه!!ا ثالثQ!!ا ثم يستنش!!ق منه!!ا، بغرف!!ة واح!!دة، لكن

يحتاج إلى يد كبيرة. المقدم: حتى تفي.

ا بغرف!!!ة ولكن يتمض!!!مض منه!!!ا ثم يستنش!!!ق ثم يتمض!!!مض ثم يستنش!!!ق ثم Q!!!تفي نعم، والوج!!!ه الث!!!الث: يجم!!!ع أيض يتمضمض ثم يستنشق.

المقدم: ما الفرق بينهما؟والوجه الثاني: يجمع بينهما بغرفة واحدة يتمضمض منها ثالثQا ثم يستنشق منها.

المقدم: يعني يبدأ بالمضمضة ثم يعقب. نعم يتمضمض ثم يستنشق.

والوج!!!ه الث!!!الث: يجم!!!ع بغرف!!!ة ولكن يتمض!!!مض منه!!!ا ثم يستنش!!!ق ثم يتمض!!!مض ثم يستنش!!!ق ثم يتمض!!!مض ثميستنشق، الفرق بينهما...

المقدم: ظاهر. أن!!!!ه ي!!!!والي بين المضمض!!!!ة في الص!!!!ورة الثاني!!!!ة، ثم ي!!!!والي بين االستنش!!!!اق، وأم!!!!ا بالنس!!!!بة للوج!!!!ه الث!!!!الث فإن!!!!ه

يتمضمض ثم يستنشق، ثم يتمضمض ثم يستنشق إلى آخره. والوجه الرابع: يفصل بينهما بغرف!!تين فيتمض!!مض من إح!داهما ثالثQ!ا ثم يستنش!!ق من األخ!رى ثالثQ!ا، والخ!امس: يفصل بست غرفات يتمضمض بثالث غرفات ثم يستنشق بثالث غرفات؛ والصحيح الوجه األول، وب!!ه ج!!اءت

األحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم. يع!!!ني ل!!و أخ!!!ذ الم!!!اء باآلل!!ة ال!!!تي يس!!!تعمل فيه!!!ا العالج قط!!!رة األن!!ف مثالQ أخ!!!ذ فيه!!!ا م!!!اء وأدخل!!!ه في أنف!!ه يتم ب!!!ه

االستنشاق بدل من أن يستنشق بكفه؟ هل نقول: إن هذا مثل ما لو أخذ ملعقة ودخل الماء في فمه؟ المقدم: يحصل المقصود في هذا.

6 التجريد الصريح– الحلقةالتسعون

نعم ألن!!ه ق!!ال: على أي وج!!ه أو على أي ص!!فة وص!!ل الم!!اء إلى الفم واألن!!ف حص!!لت المضمض!!ة واالستنش!!اق.والصحيح الوجه األول، وبه جاءت األحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما.

المقدم: وهو أن يأخذ بكف واحدة. يتمض!!مض ويستنش!!ق ثم يأخ!!ذ ك!!ف ثاني!!ة وثالث!!ة؛ وأم!!ا ح!!ديث الفص!!ل فض!!عيف، يع!!ني الفص!!ل بين المضمض!!ة واالستنش!!!!اق، فيتعين المص!!!!!ير إلى الجم!!!!ع بثالث غرف!!!!!ات، كم!!!!ا ذكرن!!!!!ا لح!!!!ديث عب!!!!د هللا بن زي!!!!د الم!!!!ذكور في الكت!!!اب؛ واتفق!!!وا على أن المضمض!!!ة على ك!!!ل ق!!!ول مقدم!!!ة على االستنش!!!اق وعلى ك!!!ل ص!!!فة، وه!!!ل ه!!!و تق!!!ديم

استحباب أو اشتراط؟ تقدم المضمضة على االستنشاق هل هو تقديم استحباب أو اشتراط؟ المقدم: استحباب.

يعني هل هما بمثابة العضو الواحد، فيكون تقديم الفم كتقديم اليد اليمنى على اليسرى، أو هم!!ا بمثاب!!ة العض!!وين في!!رتب بينهم!!ا؟ ه!!ذا مقص!!وده، وه!!ل ه!!و تق!!ديم اس!!تحباب أو اش!!تراط؟ في!!ه وجه!!ان أظهرهم!!ا اش!!تراط، الختالف

العضوين، والثاني استحباب كتقديم اليمنى على اليسرى، وهللا أعلم. هذا كالم النووي. لكن على الق!!!!ول على أنهم!!!!ا ج!!!!زء من الوج!!!!ه وداخالن في ح!!!!يز الوج!!!!ه فس!!!!واء ب!!!!دأنا بجه!!!!ة الوج!!!!ه اليم!!!!نى أو اليس!!!رى أو أعاله أو أس!!!فله يحص!!!ل ب!!!ذلك غس!!!ل الوج!!!ه، لكن المالح!!!ظ من حيث س!!!ياق النص!!!وص كله!!!ا تق!!!ديم المضمض!!!ة على االستنش!!!اق لم!!!اذا؟ ألن المضمض!!!ة ال يتص!!!ور أن يرت!!!د إلى الم!!!اء الب!!!اقي في الك!!!ف ش!!!يء من الفم، لكن لو استنشق قبل المضمضة فاحتمال أن يرتد شيء من األنف إلى هذا الماء ثم يتمضمض فيه هذا بال

شك أنه خالف المقصود. يقول العيني: في حكمهما -في حكم المضمضة واالستنشاق- هما سنتان في الوضوء فرضان في الغس!!ل وب!!ه

»تحتقال الثوري؛ ألن الغس!ل يجب االحتي!اط ل!ه، وج!اء في!ه ح!ديث، لكن!ه ض!!عيف، ويوردون!ه في ه!ذا المق!ام: ، واألنف.. كل شعرة جنابة«

المقدم: فيه شعر. فيه شعر، فيلزم االستنشاق.

المقدم: على كالم العيني فيكون بذلك فرضا. لكن الح!!!ديث ض!!!عيف، وال يحتج ب!!!ه. هم!!!ا س!!!نتان في الوض!!!وء فرض!!!ان في الغس!!!ل، وب!!!ه ق!!!ال الث!!!وري، وق!!!ال الشافعي: سنتان فيهما، حكمهما واحد، وحكاه ابن المنذر عن الحسن البصري والزهري وقتادة والحكم وربيعة

ويحيى بن سعيد األنصاري ومالك واألوزاعي والليث، وهو رواية عن عطاء وأحمد. المقدم: هذا القول بأنهما سنة.

ا، ورواي!!ة عن Q!!بسنتهما فيهما، المضمضة سنة في الوضوء والغسل واالستنشاق سنة في الوض!!وء والغس!!ل أيض عطاء وأحمد، وعنه: أنهم!!ا واجبت!ان فيهم!ا، وعن!ه يع!ني عن أحم!د، وه!و م!ذهب ابن أبي ليلى وحم!اد وإس!حاق، والم!!ذهب الراب!!ع: أن االستنش!!اق واجب في الوض!!وء والغس!!ل دون المضمض!!ة، وب!!ه ق!!ال أب!!و ث!!ور وأب!!و عبي!!د،

»ب!!!!الغ في االستنش!!!!اق إال أن تك!!!!ونوه!!!!و رواي!!!!ة عن أحم!!!!د، يع!!!!ني ج!!!!اء في!!!!ه األم!!!!ر بالمبالغ!!!!ة في االستنش!!!!اق،

7 فضيلة الشيخ عبد الكريم7الخضير

»ب!!الغ في االستنش!!اق إال أن، ه!!ذا ي!!دل على االهتم!!ام باالستنش!!اق، في!!دل على أن!!ه آك!!د من المضمض!!ة، ص!!ائمQا« ألن األنف.. تكون صائما«

المقدم: مظنة ... منفذ إلى الجوف، بدليل أن بعض المرضى يغذى من األنف، فه!و منف!ذ إلى الج!وف، لكن م!!اذا عن المبالغ!ة في

الوضوء؟المقدم: في االستنشاق.

ال، انتهينا من االستنشاق؛ ال تجوز المبالغة، هو يبالغ فيه إال بالنسبة للصائم، فهل يبالغ الصائم في المضمض!!ةأو ال يبالغ كاالستنشاق؟

المقدم: الذي ورد فيه النهي األمر بالمبالغة في االستنشاق فقط. في االستنشاق، لكن هل يبالغ في المضمضة. المقدم: لم يأت في األصل فيها أمر بالمبالغة.

ا من Qا من الناس المضمض!!ة س!!هلة، وك!!ل الن!!اس يعرفه!!ا ويس!!توعبها، وال تش!!كل علي!!ه، لكن كث!ير Qلماذا؟ ألن كثير الناس يدخل الماء إلى أدني األنف. المقدم: نعم ربما يمسح أنفه فقط.

نعم، ي!!!دخل الم!!!اء إلى أدنى األن!!!ف؛ ألن!!!ه يت!!!أذى بإدخال!!!ه إلى الخيش!!!وم، م!!!ع أن الش!!!يطان ي!!!بيت على خيش!!!ومه، ف!!المطلوب المبالغ!!ة في!!ه؛ ألن الش!!يطان ي!!بيت على خيش!!ومه، ن!!أتي إلى المضمض!!ة ه!!ل نق!!ول: يب!!الغ فيه!!ا؟ وه!!ل ينهى الصائم عن المبالغة في المضمضة كما نهي عن المبالغة في االستنشاق؟ الفم منفذ باإلجماع إلى الجوف،

ظاهر هذا فهو أولى بالمحافظة على.. المقدم: عدم المبالغة فيه.

على عدم المبالغة فيه كاألنف، فإم!!ا أن يق!ال: نهي الص!!ائم عن المبالغ!!ة في المضمض!!ة من ب!!اب أولى؛ ألن الفم ه!و المنف!ذ األص!!لي، أو يق!ال: يختص النهي عن المبالغ!!ة للص!!ائم في االستنش!!اق لم!!اذا؟ ألن الفم يتحكم في!!ه أك!ثر

من التحكم في األنف، يمكن أن يبالغ في المضمضة وال يذهب شيء. المقدم: فالتحكم أسهل.

نعم، على كل حال هما احتماالن. المذهب الرابع أن االستنشاق واجب في الوضوء والغسل دون المضمض!!ة، وب!!ه ق!!ال أب!!و ث!ور وأب!!و عبي!!د وه!!و

»ثم غسل يده ثالثQا«.رواية عن أحمد، قال: ق!!ال ابن حج!!ر: لم تختل!!ف الرواي!!ات في ذل!!ك، والوج!!ه في األص!!ل م!!ا تحص!!ل ب!!ه المواجه!!ة وس!!بق تحدي!!ده، فيا كم!ا تق!دم، والخالف Q!!ومن األذن إلى األذن عرض Qحلقات سبقت، وأن!ه من من!ابت ش!عر ال!رأس إلى ال!ذقن ط!وال

في دخول المضمضة واالستنشاق فيه على ما تقدم.

8 التجريد الصريح– الحلقةالتسعون

بتكري!!ر م!!رتين؛ إذ ل!!و لم يك!!رر الحتم!!ل أن يك!!ون لك!!ل ي!!د م!!رة، يع!!ني إذا قلن!!ا »ثم غس!!ل يدي!!ه م!!رتين م!!رتين« غس!!!ل ي!!!ده م!!!رتين معن!!!اه أن اليم!!!نى م!!!رة واليس!!!رى م!!!رة، لكن إذا قي!!!ل: م!!!رتين م!!!رتين، الن!!!بي -ص!!!لى هللا علي!!!ه وس!!لم- توض!!أ م!!رة م!!رة، م!!ا يق!!ال توض!!أ م!!رة، إنم!!ا يق!!ال: توض!!أ م!!رة م!!رة، يع!!ني لك!!ل عض!!و م!!رة، فالب!!د من

التكرار. المقدم: حتى يفهم.

حتى يعرف أنه غسل كل عضو م!رة واح!دة، ل!و قلن!ا: توض!أ م!رة احتم!ال أن يك!ون في عم!ره توض!!أ م!رة، وال »ثم غس!ل م!رتين م!رتين«كرر الوضوء مرة ثانية، قد يفهم بعض الناس هذا، لكن البد من أن يق!ال م!رة م!!رة،

بتكرير مرتين؛ إذ لو لم يكرر الحتمل أن يكون لكل يد مرة، لما عرف في مقابلة الجمع ب!!الجمع ومثل!!ه التثني!!ة، فلما كرر مرتين عرفنا أن غسل ك!ل ي!!د م!رتين. ق!ال ابن حج!ر: ولم تختل!ف الرواي!ات عن عم!رو بن يح!يى في

»أن!!!ه رأى الن!!!بي-غس!!!ل الي!!!د م!!!رتين، لكن في رواي!!!ة مس!!!لم من طري!!!ق حب!!!ان بن واس!!!ع عن عب!!!د هللا بن زي!!!د: ، فيحم!ل على أن!!ه وض!!وء آخ!ر؛»ويده اليم!!نى ثالثQ!!ا ثم األخ!رى ثالثQ!ا« ، وفيه: صلى هللا عليه وسلم- توضأ..«

لكون مخرج الحديثين غير متحد، واضح؟ المقدم: نعم.

تختل!!ف الرواي!!ات عن عم!!رو بن يح!!يى في غس!!ل الي!!د م!!رتين، يع!!ني في ح!!ديث الب!!اب؛ لكن في رواي!!ة مس!!لم من »وي!ده، وفي!ه: »أن!!ه رأى الن!بي -ص!!لى هللا علي!ه وس!لم- توض!!أ..«طريق حب!ان بن واس!ع عن عب!د هللا بن زي!د:

فيحم!!!ل على أن!!!ه وض!!!وء آخ!!!ر؛ لك!!!ون مخ!!!رج»ثم األخ!!!رى ثالثQ!!!ا«، يع!!!ني غس!!!ل ي!!!ده اليم!!!نى ثالثQ!!!ا، اليم!!!نى«الحديثين غير متحد.

المقدم: والوضوء متكرر. نعم.

المقدم: لعلنا نقف عند هذا الحد فض��يلة الش��يخ باعتب��ار انته��اء وقت ه��ذه الحلق��ة، ونتم الح��ديث وكالمكم عنهذا الحديث في حلقة مقبلة بإذن هللا تعالى.

أيه��ا اإلخ��وة المس��تمعون الك��رام إلى هن��ا نص��ل إلى خت��ام الحلق��ة، أتق��دم في ختامه��ا بالش��كر الجزي��ل لفض��يلة الش��يخ ال��دكتور: عب��د الك��ريم بن عب��د هللا الخض��ير -وفق��ه هللا- عض��و هيئ��ة كب��ار العلم��اء على م��ا تفض��ل ب��ه

شكر هللا له ولكم، ونلقاكم بإذن هللا تعالى في حلقة مقبلة. والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته.