؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ...

24
١ ﻣﺳت أ اﻷﺳﻠوﺑﻳ دﻳﻼ ؟ اﻷﺳﻠوﺑﻳ ﻋﻠﻣﻳ ﺣﺳﻧﻳن ﻋﻠﻲ ﻧﺑﻳﻝ. د: ﺗﻘدﻳم ﺑرز ت اﻷﺳﻠوﺑﻳ ﻠﻣ دﻳد ا ﻋﺑﺎء ﻣن واﺳﺗو اﻟﻠﺳﺎﻧﻳﺎت، ة ت ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﺎﻫﺞ ذا ا ﻣﺗﻣﻳز ﻋﻠﻣﺎ، ﱡﻬﺎت وﺗوﺟ ﻣﻌﺎ، واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻧظﻳر ﻣﺳﺗوي ﻋﻠﻰ ﻌﻳﻧﺔ ﺗﺑﻘﻰ أن دون ﺣﺎﻟت ا ﻟﻧﻔﺳﻬﺎ ﺗﺗﺑوأ ﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﺣدﻳﺛﺔ واﻟﻠﺳﺎﻧﻳﺔ اﻟﻠﻐوﻳﺔ اﺳﺎت اﻟدر ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﺎ، و ﻟم ﺷﻔﻊ ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺣﺛﻬﺎ ﻣن ﻛﺛﻳر ﺑﻘﺎء ﻬﺎ اﻷﺳﻠوﺑﻳ) ١ ( . و ر ﺑﻳﻧﻬﻣﺎ اﻟﻛﺛﻳرة اﻻﻟﺗﻘﺎء وﻧﻘﺎط، واﻟﺑﻼﻏﺔ اﻷﺳﻠوﺑﻳ ﺑﻳن اﻟﺣﻣﻳﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻏم) ٢ ( ، ﻓﺈ اﻟﻔ ن ر ق اﻟر: ﻣﺎ ، أﺳﺎﺳﻳﺗﻳن ﻧﻘطﺗﻳن ﻓﻲ ﻳﺗﻣﺛ ﻟﻛﻧ، اﻟدﻗﻳﻘﺔ اﻟﺗﻔﺎﺻﻳﻝ ﻓﻲ ﻳﻛﻣن ﺑﻳﻧﻬﻣﺎ ﺋﻳس ﻋﻠﻣﻳ. ﱠﺗﻬﺎ وﺷﻣوﻟﻳ ﺔ، اﻷﺳﻠوﺑﻳ: أوﻻ ﻋﻠ: ﱠﺔ اﻷﺳﻠوﺑﻳ ﻣﻳ اﻟﻠ ﺑﻌﻠوم اﻷﺳﻠوﺑﻳ اﺗﺻﺎﻝ د ﻣﻬ ﻘد ﻣن ﻟﺗﻧﻬ أﻣﺎﻣﻬﺎ اﻟطرﻳق اﻟﺣدﻳﺛﺔ ﺳﺎن ﻬﺎ ؛ وذﻟك ﺑﺗﻧﺎوﻝ ﻋﻠﻣﻳ ق ر ط د م ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟ ﺧطﺎب، وﺗﺣﻠﻳﻠ ارﻩ أﺳر اك درٕ وا، د ى ﺟرد ﺗﺄﺛﻳر اﻟﺣدﻳث ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻫﻳر ﻓﻳﻬم اﻟﺗﺄﺛﻳر ﻛﻳﻔﻳ إﻟﻰ، ﻓـ. اﻷﺳﻠوﺑﻳ" ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻧﻬﺟﻳ ر ز ﻋﻠﻰ م اﻟﻧ ص ﻣن ﻼﻝ ﻔﺗﻬ اك ﻹدر ﻋﻼﻗ اﻟد اﺧﻠﻳ، وﻟﻠﻛ ف ﻋن ﻗﻳﻣﺔ ﺑﻧﻳﺗﻪ اﻟﻔﻧﻳ اﻟﺗﻲ ﻳﺗﺟﻠﻰ ﻓﻳﻬﺎ ﺗﺣو اﻟﺣ ﺎﺋ ق اﻟﻠ وﻳ إﻟﻰ ﻳم ﺎﻟﻳ ، وﻫﻲ ﺗﻧﺣو ﻣﻧﺣﻰ ﻋﻠﻣﻳ ﻣن ﺣﻳث أ ن ﻌطﻳﺎت ﻣو ﺿ وﻋﻬﺎ ﺗﺗﺟوﻫر ﺣوﻝ ﻣﺎدة ر د ة ﻫﻲ اﻟﻠﻐﺔ" ) ٣ ( . ﻔﻬوﻣ اﻟﺗ ﺟرﻳد واﻟﺗ ﻧظﻳم اﻟﺗ ﻫذان اﻟﻠ ذ ا ن ﻣﻳ ان ز اﻟﻌ ﻠم، ﻣﺎ ﻧﻠﻣﺳﻬ إ ذ ا اﻟﻌ ﻼﻗ ﺎت ﱢدا ﺟﻳ اﻷﺳﻠوﺑﻳ، ﻓﻬﻲ ﻘوم ﻋﻠﻰ أ ﺎس اﺳﺔ در ا اﺳﺔ در أو اﻷﺳﻠوب ﻹﺑد ا ع اﻟﻔردي، وﺗﺻﻧﻳف) ١ ( اﻷﺳﻠوﺑﻳ اﻟﻌدوس، أﺑو ﻳوﺳف اﻧظر،- ص طﺑﻳق، واﻟﺗ ﱡ ؤﻳﺔ اﻟر٦١ . ) ٢ ( د أﻛ ﻣن ﻛﺛﻳر اﻷﺳﻠوﺑﻳﻳن اﻟ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻫذﻩ اﻟﺑﻼﻏﺔ، ورﻳﺛﺔ اﻷﺳﻠوﺑﻳﺔ ﺑﺄن ﻳؤﻣن ﺟﻳرو ﻓﺑﻳﻳر واﻷﺳﻠوﺑﻳﺔ، اﻟﺑﻼﻏﺔ ﺑﻳن ﺣﻣﻳﻣﺔ. اﻟﻔردﻳﺔ اﻷﺳﺎﻟﻳب وﻧﻘد اﻟﺗﻌﺑﻳر ﻋﻠم إﻧﻬﺎ ﻣﺿﺎﻋف، ﺷﻛﻝ ذات ﺣدﻳﺛﺔ، ﺑﻼﻏﺔ وﻫﻲ ﺑﻳ ص واﻷﺳﻠوﺑﻳﺔ، اﻷﺳﻠوب ﺟﻳرو، ﻳر٥ . ﺑﻘوﻟﺔ" اﻷﺳﻠوب ﻋﻠم إﻟﻰﻣدﺧﻝ" ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻳﺻدر ﻓﺈﻧﻪ ﻟذﻟك، اﻟﻌرﺑﻳﺔ، ﻓﻲ ﻋرﻳق ﻧﺳب ذات اﻷﺳﻠوﺑﻳﺔ أن ﻓﻳرى ﻋﻳﺎد ﺷﻛري أﻣﺎ أﺻوﻟﻪ ﻷن ﻋﻧدﻧﺎ، ﻋرﻳق ﻧﺳب ذو اﻷﺳﻠوب ﻓﻌﻠم ﻣﺳﺗوردة، ﺟدﻳدة ﺑﺑﺿﺎﻋﺔ أﻏرﻳك اﻟﻛﺗﺎب ﻫذا إﻟﻳك أﻗدم إذوﻟﻛﻧﻧﻲ" ﺗرﺟﻊ" اﻟﺑﻼﻏﺔ ﻋﻠوم إﻟﻰ. ص اﻷﺳﻠوب، ﻋﻠم إﻟﻰ ﻣدﺧﻝ ﻋﻳﺎد، ﺷﻛري٧ . اﻷﺳﻠوﺑﻳ اﻟﻌدوس، أﺑو ﻳوﺳف اﻧظر، وﻟﻣزﻳد- ص طﺑﻳق، واﻟﺗ ﱡ ؤﻳﺔ اﻟر٨٠ ٨٨ . ) ٣ ( اﻟﻧﺻوص وﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﻠﺳﺎﻧﻳﺎت ﺑوﺣوش، اﺑﺢ ر، ص٥٨ .

Transcript of ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ...

Page 1: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

١  

؟ديال ة ب األسلوبي أمست ل ه علمية األسلوبية

د. نبيل علي حسنين تقديم:

، علما متميزا ذا مناهج خاصة تة اللسانيات، واستو من عباء اديدج ا لمة ع األسلوبي تبرز هات لبالغة تتبوأ لنفسهااحالت دون أن تبقى عينة على مستوي التنظير والممارسة معا، م وتوج

ها بقاء كثير من مباحثها في شفع ليلم و ،مكانا في الدراسات اللغوية واللسانية الحديثة . )١(األسلوبية ق ر ن الف فإ ،)٢(غم العالقة الحميمة بين األسلوبية والبالغة، ونقاط االلتقاء الكثيرة بينهمار و

علمية ئيس بينهما ال يكمن في التفاصيل الدقيقة، لكنه يتمثل في نقطتين أساسيتين، هما: الر األسلوبية، وشموليتها.

مية األسلوبية: علأوال:

وذلك ؛هات ي م ل سان الحديثة الطريق أمامها لتنهل من ع قد مهد اتصال األسلوبية بعلوم الل ل تأثير جرد م ىد ع ت ت ل ،وادراك أسرارهوتحليله، خطاب ال إنتاج في م د خ ت س ت طرق علمية بتناول م ه ف على ز ك ر ت ة منهجي محاولة " ةاألسلوبي. فـ ، إلى كيفية التأثير فيهمالجماهير في الحديث

فيها يتجلى التي ةالفني بنيته قيمة عن ف ش وللك ،ةاخلي الد ه ت عالق إلدراك افتهل الل خ من ص الن وعهاضمو عطياتم ن أ حيث من ا علمي منحى تنحو وهي ،ة الي مج يم ق إلى ة وي غ الل ق ائ ق الح ل تحو

. )٣("اللغة هي ةد ر ج م مادة حول تتجوهر اتالق الع ان ل م أ ت اذ إنلمسهما ،لمالع زانمي ي ناذالل هذان ي ن ق الت نظيم والت جريد الت افهومم ف

وتصنيف ،الفردي عاإلبداألسلوب أو دراسة ا دراسة اس س أ على قوم ت فهي ،األسلوبية جيدا                                                             

ؤية والتطبيق، ص -انظر، يوسف أبو العدوس، األسلوبية) ١( . ٦١الرحميمة بين البالغة واألسلوبية، فبيير جيرو يؤمن بأن األسلوبية وريثة البالغة، هذه العالقة الاألسلوبيين كثير من أكد )٢(

.٥ير جيرو، األسلوب واألسلوبية، صبي وهي بالغة حديثة، ذات شكل مضاعف، إنها علم التعبير ونقد األساليب الفردية.أما شكري عياد فيرى أن األسلوبية ذات نسب عريق في العربية، لذلك، فإنه يصدر كتابه "مدخل إلى علم األسلوب " بقولة "ولكنني إذ أقدم إليك هذا الكتاب ال أغريك ببضاعة جديدة مستوردة، فعلم األسلوب ذو نسب عريق عندنا، ألن أصوله

.٧شكري عياد، مدخل إلى علم األسلوب، ص .إلى علوم البالغة "ترجع ؤية والتطبيق، ص - ولمزيد انظر، يوسف أبو العدوس، األسلوبية .٨٨ – ٨٠الر

  .٥٨ص ،رابح بوحوش، اللسانيات وتحليل النصوص )٣(

Page 2: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

٢  

في حددةم درجة التصنيف ة ي ل م ع ت غ ل ب إذا ىحت ،المنبثقة لمالمحا عب ت وت ،ةمالناج لظواهرا ةالتجريبي البحوث من ستخلصةم ال ةالعام وقوانينه عبيرالت أشكال برصد سمح ي الذي التجريد وتتلمس بدأت تتحسس ،عطياتم من النقدي الوعي في استقر ما مع الفةخالمت أو المتوافقة . )١( فيها ي نوالتق عرفي الم واالنتظام االتساق

،هاد ع ب و -باستخدام خالصات دراساتها للخطاب-قبل والدته الخطاب ع م ل تتعام فهي أو سابقة، قوانين من بحثها في تنطلق ال وهي، عليه تالو األدبي ثر األ جود و ل سابق هاجود فو

أو . الرداءة أو بالجودة المنقود العمل قيمة على الحكم نهاأش من ليس هأن كما ،جاهزة افتراضات إلى تهدف واشتراطات ،مات ل س م صورة يف معينة ومقاييس معايير، إلى حكمها فياالستناد

واإلقناع، ،تأثيرالو ،معنى أو فكرة إيصال نشئالم ابه يبلغ .ة و رج م ة غاي إلىالذي يسعى قويمت ال، ال )٢(ي د اع الق عيار الم إزاء ة ساني الل تغيرات الم علم يدرس النص. فـاألسلوبية: في الجماليات وبث

المتغيرات البالغية إزاءه حسب.

: ية ول م الش ثانيا:

يتسع مجال األسلوبية وفائدتها لتدرس الخطاب األدبي من النواحي كلها دون أن تهمل ت على المستوى الطولي ص ت إذ إنها ام . والعرضي ولي ستوى الط على الم شيئا من متعلقاته،

حوي والصرفي والصوتي الن اللساني: حليل الت عها مستويات ها وم ل ك البالغي التحليل مستويات مليتي: تركيب الخطاب اللغوي جميعه، ع على المستوى العرضي كما امتصت وغيرها. والمعجمي

. ، في مستوياته المتنوعة: الصوت والكلمة والجملة والفقرة والنص والخطابوتحليله وربما يكون هذا الشمول هو نفسه الذي أدى في النهاية إلى تنحية البالغة جانبا لتصبح

ضع ب هاز تجاو م د وع ها البالغة وجمود جزءا صغيرا لكنه مهم في سياق األسلوبية العام. فقصور حدود عند دراستها في تفوق إذ إنها .البديل تكون أن ة لألسلوبي أتاح ،ةالمعرفي اإلشكاالت

بحث إلى الوصول تحاول ولم الخطوة، هذه عند وتجمدت وتصنيفها، مسمياته ووضع ،التعبير ذلك وكان .العمل لهذا ي نائ الب ل ك ي اله ة راس د بالضرورة لها نيتبي لم كما ،الكامل األدبي ل م الع

واقامة القديمة، الجزئية الدراسة تجاوز يحاول بديال عاإلبدا مجال في ةاألسلوبي لحلول تمهيدا

                                                            

.٥٨ص وتحليل النصوص، رابح بوحوش، انظر، اللسانيات )١( .٥٥ص السابق،المرجع انظر، )٢(

Page 3: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

٣  

تغطي كادت بتعريفات البالغيين مصطلحات أرهقتها التي البالغية الشكلية عن يبعد عملي بناء .)١(ة الجمالي قيمها كل على

قد إلى محدودية مجال البالغة حيث يقول إنها تودوروفيشير السياق "في هذا و ها لم تعد تدرس كيف يقوم اإلقناع، واكتفت بصياغة " كما أن ر باش الم فعي ها الن ف د أضاعت ه

الخطاب الجميل، فأدى بها ذلك إلى التخلي عن الخطاب السياسي، والقضائي، إلى آخره. ولم ها تقلصت بعد ذلك أكثر فأكثر فلم تعد تعمل إال في إن م يه. ث ف ل م ع ت إال األدب ميدانا يبق لها

حدود خصائص التعبير اللغوي للنص، غير أن تطور الدراسات اللغوية أدى إلى مولد اللسانيات ان أيضا وانفصالها عن الدرس البالغي، فلما استقلت هذه بنفسها، نافست البالغة في هذا الميد

ها لم تلبث فيه إال عشية واضطرتها إلى االنسحاب إلى جزء منه لتدرس الصورة فقط، ولكن وضحاها، فقد أخذت الدراسات األسلوبية معززة بالدراسات اللسانية تغزو هذا الميدان كذلك،

كما آلت وتزاحمها فيه... ومهما يكن، فقد اختفت البالغة من المناهج الدراسية كمادة إجبارية، .)٢(أقسامها إلى النسيان

ا ألسني ا مل ع ة األسلوبي ت قام المهمتين، وبمميزات كثيرة أقل أهمية، وبهاتين الميزتين

أن بها واعتبرها أداة مهمة، استطاع ،ا، لما استقرت قواعده ومناهجه ضم البالغة في لوائهحديثوأصبحت هي البالغة الجديدة على السواء. ة الل والد ركيب ي الت ف عبير الت يات وص ص إلى خ ل ز ن ي

هذا على بناءو .واءس ، على حد ، وتحليله هيب رك ت وأ، كتابة النصالتي يمكن بها تعليم قواعد إذ هي: أو مزدوج فضاع م ل ك ش ذات حديثة بالغة ة األسلوبي ن أ وصالح فضل: جيرو ر ر ق ي

الوقت في وقاعدة األدبي للتعبير فن فهي ةمث ومن ،الفردية األساليب نقد وهي ،عبير الت علم دفعة نو يتك لم هذا هار و د لكن .)٣( ابالكت كبار فن تقويم في ستخدمت ة نقدي أداة أيضا وهي ه،سنف

،ه هداف وأ ه لموضوع دقيقا تحديدا الجديد العلم خالله يكتسب ،تدريجي ببطء ينمو خذأ بل واحدة . )٤( منه ويفيد ليختبره أمته، من ورثه ما ويتبين ،ه ج ومناه

، فأسلوبية ال تعني القطيعة الكاملة مع التراث البالغي أن األسلوبية ىويشير هذا إلالقديمة، وان كانت تستخدم وسائل تحليلية حديثة، التعبير عند شارل بالي مثال تنبع من البالغة

جديرا كما أن كثيرا من البحوث التي قدمتها البالغة للصور واألشكال التعبيرية ما زالت مصدرا

                                                            

. ١٩١محمد عبد المطلب، البالغة واألسلوبية، ص ) ١( .٦١ص الرؤية والتطبيق، يوسف أبو العدوس، –األسلوبية )٢( . ٥بيير جيرو، األسلوب واألسلوبية، ص انظر، )٣(

. ١٣٤ - ١٣١وصالح فضل، علم األسلوب مبادئه واجراءاته، ص .١٣٤مبادئه واجراءاته، ص -األسلوب صالح فضل، علم انظر، )٤(

Page 4: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

٤  

بأن يؤخذ في االعتبار في قسط وافر منه، حيث نجد مجموعة من المالحظات والتعريفات التي وقد احتفظ جاكوبسون من تراث البالغة القديم بهذا .ال يستطيع الباحث األسلوبي أن يهملها

ليفسرها على ضوء ؛الجزء المتصل بالصور واألشكال المتمثلة في االستعارة والمجاز والكنايةمبادئ علم اللغة الحديث، ويوضح كيفية توظيفها الفني في األدب، األمر الذي يجعل كثيرا من

التصنيفية الهائلة التي تركها األقدمون في البالغة ما زالت الباحثين األسلوبين يعتقدون أن المادة .)١( صالحة لالستعمال في جزء كبير منها

المستوى الداللي

حــالت

ت وياـــستم

المستوى النحوي

المستوى الصرفي

المستوى الصوتي

بطالخا

ص الن

رةلفقا

ي الغالب

ل حليالت

ت وياستم

لةجمال

مةكلال

ت صو

ال

االستعارة

ي وبسلاأل

ل ـليـ

المجاز

الكناية

التشبيه

                                                            

.٨٨الرؤية والتطبيق، ص –يوسف أبو العدوس، األسلوبية ) ١(

Page 5: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

٥  

مية األسلوبيةعلوخالفات واسعة بين الباحثين فتأرجح األمر ،أثارت علمية األسلوبية نقاشات كثيرة

بين معارض ومؤيد، فأما المؤيدون فقد كثرت في تعريفاتهم لذلك كلمة " علم " ورديفاتها " وأما المعارضون فقد خلت تعريفاتهم ،اللة على علمية األسلوبيةموضوعية " ومشتقاتهما للد

.منهاين بإلى نقل المصطلح وترويجه باق الس وهو الم المسدي بد الس ع يتحمس مثال

لعلمية األسلوبية في غير موضع من مؤلفاته التي أفردها للحديث عن " الباحثين العلوم األلسنية عامة ويرى أن التفاعل مع العقلنة التدريجية التي شهدتها ،األسلوبية

والتفاعل مع مناهج البحث المعاصر المستمدة من اإللهام العلماني قد أكسب األسلوبية ،)٢(ولذلك نراه يفرد عنوانا خاصا في كتابه أسماه " العلم وموضوعه " ؛)١( مشروعية العلم "

ويرى عبد السالم المسدي أن علمية األسلوبية قد جاءت .تعزيزا للفكرة الدائرة في خلدهوميل ونزوع العلوم اللسانية إلى ،بسبب " تطور نظرية المعرفة في الفلسفة المعاصرة

.)٣( العقلنة والعلمانية "بـل )٤( علما " ة سلوبي األ لى اعتبار "إ يميل سعد مصلوح إذ ه س ف ن ويذهب المذهب

:يذهـب إلى " أبعد من ذلك حين يقرر أن لعلم األسلوب عددا من العلوم تندرج تحته مثلغير أن هذا التفكير في اندراج )٥(وعلم األسلوب الموضوعي " ،علم األسلوب التأثيري

ليس له من ،علوم تحت علم واحد مستبعدة " فالذي يعده من باب العلوم المندرجة هنا ،ما يقرره علم األسلوب، وليس له من منهج تناول مصطلحات علم األسلوب مستند إال

                                                            

. ١١مقامات بديع الزمان الهمذاني دراسة أسلوبية، ص ،خير الدين محمد )١( .٢٨-١٨، ص باألسلوبية واألسلو ، ولمزيد انظر عبد السالم المسدي

.٢٩، صباألسلوبية واألسلو ،عبد السالم المسدي )٢( .٢٤- ٢٣ص، المرجع نفسه )٣( .١٢مقامات بديع الزمان الهمذاني، ص ،خير الدين محمد )٤( .١٢المرجع نفسه، ص )٥(

.٢١٧علم األسلوب والمصارة على المطلوب، ص ،ولمزيد انظر، سعد مصلوح .٤٨- ٤٧الحديث، صونور الدين السد، األسلوبية في النقد العربي

Page 6: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

٦  

فهذه اتجاهات انطلقت من األصل برؤى متمايزة " .وليس له من منهج سوى منهج األصل)١( .

و" بالغة ،" علم األسلوب " :ويشير صالح فضل في غير موقع من كتابيه . ويضاف إلى ذلك أن المنظر األول )٢(ة أيضا الخطاب وعلم النص " إلى علمية األسلوبي .)٣(لألسلوبية " بالي " يراها علما قائما بذاته

، حيث من "مـاروزو وكراسـو" ها التي ذكرنا كـل ذات الزاوية في األسلوبية ويضع ،وعداها علمـا له مقوماته وأدواته اإلجرائية وموضوعه ،نادى كـل منهما بشرعية األسلوبية

و" باختين "، ،)(و " ستيفن أولـمان " ،و " ميشـال ريفاتير " ،ودعـم هذا الرأي " جاكبسون "، و " )٥(، من مثل عبد القادر المهيري)٤(وسواهم من الباحثين ،و "هنريش بليث "

، و " برند شبلنر )٩(، وعبده الراجحي)٨(د الدين الس ، ونور )٧(وطه وادي ،)٦(ستاروبنسكي "، وشكري )١٣(وعدنان بن ذريل ،)١٢(وأحمد درويش ،)١١(و " فريد هوسن هولـن " ،)١٠(شبلنر "، و )٣(، ومازن الوعر)٢(، وعمران الكبيسي)١(، ومنذر عياشي)١٥(و " بيير جيرو " .)١٤(عياد

                                                            

.١٢مقامات بديع الزمان الهمذاني ص ، خير الدين محمد )١(صالح فضل، بالغة . و ١٥٣، ص ١٤٦-١٤٥، وص ١١٦، وص ٨٣-٨٢علم األسلوب، ص ، انظر صالح فضل )٢(

.٣٥٩-٣٥٧محمد عبد المطلب، البالغة واألسلوبية، وص و . ٤-٣الخطاب وعلم النص، ص .٢٩البحث األسلوبي، ص اتجاهات، شكري عياد )٣()( ٤٣األسلوبية والنقد األدبي ص ، انظر، عبد السالم المسدي . .٨٤األسلوبية من خالل اللسانية ص ، وانظر عزة آغا ملك .١٠األسلوبية في النقد العربي الحديث ص ،نور الدين السد ) ٤(

. ١٢٥-١٧واألسلوب، ص ةاألسلوبي، ولمزيد انظر عبد السالم المسدي .٥ صنور الدين السد، األسلوبية في النقد العربي الحديث، )٥( .٣٥٧البالغة واألسلوبية، ص محمد عبد المطلب، )٦( .٥ األسلوبية، ص، فتح أحمد سليمان )٧( .٤٨ة في النقد العربي الحديث صسلوبي األ ،نور الدين السد )٨( .٢٠علم اللغة والنقد األدبي ص ،عبده الراجحي )٩( .١٢٥ علم اللغة والدراسات األدبية ص، برند شبلنر )١٠( .١٤٣رجاء عيد، البحث األسلوبي، ص )١١( .١٥٦- ١٥٤أحمد درويش، دراسة األسلوب بين المعاصرة والتراث، ص )١٢( .٣٠٦، ص ٢٩٧، ص ٢٩٦، ص ١٧١عدنان بن ذريل، النقد واألسلوبية، ص )١٣(

.١٤٠يل، اللغة واألسلوب، صذر عدنان بن .٥ اللغة واإلبداع، ص ،شكري محمد عياد )١٤( .٨وص ٥األسلوب واألسلوبية، ص، بيير جيرو )١٥(

Page 7: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

٧  

ولولوع بعض .)٥(المطلبد ومحمد عب ،)٤(و " أستن وارين " ،، و " رنيه ويلك ")٣(الوعرالعلماء السابقين وتحمسهم الشديد للقضية حرص بعضهم على أن يحتوي العنوان كلمة "

باه، ولتوجيه األذهان إلى هذه المنهجية العلمية. ومن هذه الكتب تعلم " للفت النظر واالنبداع غة واإلعلى سبيل المثال: علم األسلوب لصالح فضل، مدخل إلى علم األسلوب والل

هات البحث والبالغة العربية وعلم األسلوب (ضمن اتجا ي ومبادئ علم األسلوب العرب .األسلوبي ) لشكري عياد

من القول الباحثينأن يمتعض بعض –كباقي المعارف اإلنسانية - ومن الطبيعي نشيح بوجهنا عن ، ويقفوا من ذلك موقف المعارض، وألننا ال نريد أن بعلميـة األسلوبية

بشيء من فإننا سنأتي على ذكرها، ثم مناقشة القضية ،اآلراء المعارضة استكماال للبحث، من أجل الحصول على إقرار يطمئن ووضع كل صغيرة وكبيرة في الحسبان، الموضوعية

ية و ذاك، بل مع ما ترجحه التداعيات النهائأولن نقف مع هذا الحزب .له البحث العلمـي وشرائع ،فللعلم منهج واضح هو دائما يتعامل مع قوانين ،للمناقشة الموضوعية العلمية

،عيب في المنهجفإن ذلك ال ،، فإذا ظهر الشذوذمتناسقة ال حياد فيها، وال شذوذو ،جادة .التفكير الذي أخطأ التعامـل واال فهو في نمط

ال تستند إلى دليل ،سلوبية آراء مبتورةلعلمية األ ن اآلراء المعارضةعلى العموم إ، ما دام أبلج، وأصحابها قلة، تمتماتهم غير واضحة. وطبيعي أن يكون األمر كذلك

كما –علمية–أصحاب تلك اآلراء في أغلب األحيان يميلون إلى استنباطات غير عقلية العلمية عن األسلوبية ، كمال أبو ديب الذي يذهب إلى " نزع سنرى. ومن هؤالء العلماء

، ومحاولة اكتشاف الخصائص الفردية في كل كيان ن القول بعلمية األسلوبيةأ برا◌ معت، ويرى أنه من الصعب أن نوحد بين ن أمرا يصعب فيه التوحيد بينهمايشكال ،لغوي

التي ن اكتشاف الخصائص الفردية المكونة التي ال يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من القواني، وعدم القدرة على الوصول ومن هنا فإن الجمع بين العلمية .تحكم تطور الحقل المعرفي

                                                                                                                                                                          

.٢٩مقاالت في األسلوبية، ص ،منذر عياشي )١( .٦٣إشكالية الجدل المعرفية بين النقد واألسلوبية، ص ، عمران الكبسي )٢( .١٤١ص االتجاهات اللسانية المعاصرة ودورها في الدراسات األسلوبية، ،الوعرمازن )٣( .٢٤األسلوبية واألسلوب، ص، عبد السالم المسدي )٤(

.١٨٤-١٨٣البالغة واألسلوبية، ص ،محمد عبد المطلب .١٨٤البالغة واألسلوبية، ص ،محمد عبد المطلب )٥(

Page 8: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

٨  

إعطاء األسلوبية ، يشكالن عائقا يحول دون قوانين التي تحكم الحقل المعرفي إلى ال. ويحدد كمال أبو ديب غاية العلم بسعيه إلى اكتشاف سلسلة من القوانين مصطلح العلمية

.)١(حكم المادة موضوع العلم "التي تريب الذي يذهب إليه كمال أبو ديب، ينفيه الواقع ويثبت إن هذا االعتقاد الغ

، فاألسلوبية " وان تحركت في مجال اكتشاف الخصائص الفردية المكونة للنص عكسه، وهي قوانين وان كانت تصور اف قوانين النص الذي تتعامل معهفهي تسعى إلى اكتش

تلك التي ينادي بها تنتظمه قوانين عامة ك ة من نظام عام ة إال أنها مستمد استخدامات فردي ، القوانين العامة المكتشفة أصال ، واالستخدامات الفردية تتبع في سيرها تلك كمال أبو ديب

لعلوم ولو نظرنا إلى القوانين الطبيعية رأينا أنها تتشكل من حاالت فردية تنطلق منها تلك ا، ويأتي تنتظم في قوانين معينة خاصة بها إذ إن كل حالة طبيعية ،لوضع قوانين عامة

، ونحن إذا سير هذه الحاالت ضبطالعالم الطبيعي ليصل منها إلى القوانين العامة التي تنظرنا إلى األسلوبية وجدنا أنها في أحد ميادينها تسعى لمثل هذا التوجه فهناك علم

، وهو في مثل قوانين عامة لالستخدام اللغوي العام الذي يجعل من أهدافه تقديم األسلوبتقديمه لمثل هذه القوانين إنما ينطلق من حاالت فردية تتجلى فيها سبل االستخدام الخاص

.)٢(للغة "وعدم القدرة على الوصول إلى القوانين ،ثم إن الجمع بين العلمية عند أبو ديب

وانما ،التي تحكم تطور الحقل المعرفي مسألة ليس لها عالقة بالبحث األسلوبي وعلميته . بشكل أساسي ين على تحويل النتائج إلى قوانينبقدرة األفراد العامل

،" وال تصبح األسلوبية علما :وقد شغلت القضية جوزيف ميشال الذي قال مكن القول إن مسيرة وباختصار ي .)٣(واإلحصائية " ،قتباسها من علوم أخرى كاأللسنيةال

فعلم ،ولهذا فإن تقبل هذا الرأي أمر بعيد .كون العلوم تنفي ذلكوطبيعة ت ،لميةب الع التجار ويستفيد من ،الفيزياء مثال علم مستقل غير أنه يستفيد من علم الرياضيات ويعتمد عليه

تناقض أو تعارض بين العلمية و"األسلوبية . وعلى العموم ال واألحياء كذلك ،علم الكيمياء

                                                            

.٢١٩على المطلوب، ص علم األسلوب والمصادرة ، سعد مصلوح )١( .١٢مقامات بديع الزمان الهمذاني، ص، أو خير الدين محمد

.١٣مقامات بديع الزمان الهمذاني، ص، خير الدين محمد )٢( .٣٨دليل الدراسات األسلوبية، ص، جوزيف ميشال شريم )٣(

Page 9: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

٩  

،راسة األلفاظود ،كعلم األصوات ،لالستعانة ببعض العلوم المساعدة في مجال بحوثها بل –التي هي فرع منها –، ودراسة اللغات العامة والنحو المعياري، والنحو التاريخي

والبالغة ،وعلم الجمال ،وعلم االجتماع ،أيضا لعلم النفس –يمكن أن نجد مدخال هنا بين التعبير –كما وكيفا –في تحديد العالقة –وكلها تساعد بال شك .دةالمتجد

فليس على ،كما تحدد الظروف والمالبسات التي تم فيها تحديد هذه العالقة ،واإلحساسبل عليه أن يأخذ منها ما ،دارس األسلوب أن يأخذ موقفا معياريا من هذه العلوم المجاورة

وعلى العموم "لقد أصبح مصطلح تداخل ، )١(يناسب مهامه فيما يتعلق بدراسة األساليب " .)٢("ـةاصة في مجال الدراسات اللغوي خ ،حقيقة ثابتة وملموسة inter-disciplinariteالعلوم

وتمتد مساحة الباحثين المعارضين لتشمل رجاء عيد الذي يدعي " أن بعض ،وهذا أمر مشكوك فيه ،المحللين األسلوبيين يزعم أنه ينبغي أن يدرس األدب دراسة علمية

منها أن " األسلوبية مهما يمتد مجالها ،)٣(ومن الصعب أن يحدث ذلك ألسباب متعددة "وتفرداتها ،لتغطي حقول الدراسة األدبية بخصائصها المتعددة متد ت تستطيع أن فإنها ال

ق النص بصورته ؛ " ألننا نتذو صاءاتها العددية الدقيقة زبد وأن إح ،)٤(الفنية المختلفة "متأثرين شعوريا دانا بعمله ج و ع ن ق ، ون استمرارنا في قراءته ندرك حدسا ، وفي الكلية الشاملة

إننا :كما يشبه جراهام ذلك بقولـه ،وال شعوريا بوسائله الفنية التي التحتاج إلى إثبات عددي بأن الجو بارد من غير أن نحتـاج إلى أن نتأكـد أو نستشير مقياس –مثال –نشعر

.)٥(الحرارة "األسلوبية باتجاهاتها وفي مواجهة هذا التصلب في إبداء الرأي حري القول إن

وتفرداتها ،المختلفة تستطيع بال شك تغطية حقول الدراسة األدبية بخصائصها المتعددةخاصة إذا ما علمنا أنـها تستفيد وتنهـم في اتجاهاتها المختلفـة من علوم ،الفنية المختلفة

، وال أعدادا ت زبدا م إن هذه اإلحصاءات ليس، ثةومناهج ومذاهب ومدارس مختلفة وعديدوال ،ذلك أنها خطوة داعمة أولى يتبعها خطوات من الشرح والتحليل والفحص ؛ال معنى لها

وان التشبيه الذي ،فهي إذن ليست الهدف ،تكون الخطوة األخيرة كما يظنها رجاء عيد                                                            

.٢١٧– ٢١٦البالغة واألسلوبية، ص ،محمد عبد المطلب )١( .٦في التشخيص األسلوبي اإلحصائي لالستعارة، ص، سعد مصلوح )٢( .١٨٣البحث األسلوبي معاصرة وتراث، ص ،رجاء عيد )٣( .١٨٣ص ، المرجع نفسه )٤( .١٨٣ص، المرجع نفسه )٥(

Page 10: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

١٠  

يق ، فهو لذلك مثال مشوش غير دقالحديث ساقه إلثبات ما ذهب إليه ال شأن له بموضوعلى الحكم ببرودة . ثم ومع إقرارنا بقدرتنا عاألمثلة قابلة للتطابق الحقيقي هذا إذا آمنا أن

؛ إال أننا ننكر قدرتنا على التمييز بين جوين درجتهما متقاربـة دون الجو دون مقياسييز بين ظاهرتين مى األدب إذ كيف لنا دون مقياس الت واألمر نفسه ينطبق عل ،مقياسراء في األدب يحتاجون إلى مقياس ب ن الالخ أ إلى ذلك ف ض . أ الفرق بينهما دقيق أدبيتين

ة تلك الضعيفة التي الظواهر األدبية التي يحتاجون إلى إبرازها خاص ف ش ك يسيرون عليه ل . الخبراء نظرا لطول عهدهم باألدبال يلمحها إال

: " ليست األسلوبية إال اللذان يقوالن نفسه غريماس، وكورتيسويذهب مع التيار ،ولكونها استندت تارة إلى اللسانيات ،وي تحت التقليد البالغي ضحقال من األبحاث ين

فإن األسلوبية لم تنجح في أن تنظم نفسها داخل علم مستقل ،ى الدراسات األدبيةلوطورا إوكورتيس" فيه شيء من المجازفة على ،ومع ذلك فـ" إن ما يذهب إليه "غريماس .)١("

الرغم من اعترافنا بما لهما من جهود في مجال الدراسات األدبية والسيميوطيقية على فاألسلوبية ،ولكن نفي العلمية عن األسلوبية ال يستند إلى دليل علمي مقنع ،الخصوص

ا استطاعت أن تحدد شروط من الحقول المعرفية وبخاصة من اللسانيات ولكنه تاستفاد .)٢(استقاللها علما قائما بذاته لدراسة المتغيرات اللسانية إزاء المعيار "

فوليم يرى " أنه ؛و" غراهام هوف " ،سار كل من " وليم امبسن " هوعلى النهج نفسحاجة ولكن ال ،ليس من المحتمل أن تكون الدراسة األسلوبية لألدب يوما علما من العلوم

وأما غراهام فيرى " أن جميع االدعاءات .)٣(لها أن تكون فوضى من األخيلة الذاتية "فمن الصعب تصور وضعية ،لتحويل الدراسات األدبية إلى علم أمر مشكوك فيه للغاية

األمور التي ستصل إليها دراسة أسلوب المؤلف الفرد في الحالة التي ال جدال فيها للدليل واألهمية النسبية ،وسيكون هناك دائما متسع لتضارب اآلراء بصـدد توزيع التأكيد ،ي العلم

.)٤(للسمات المختلفة الملحوظـة "

                                                            

.١٩األسلوبية في النقد العربي الحديث، ص ،نور الدين السد )١( .١٩ص ، المرجع نفسه )٢( .٣٠األسلوب واألسلوبية، ص ،غراهام هوف )٣( . ٥٤األسلوب واألسلوبية، ص ،غراهام هوف )٤(

Page 11: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

١١  

اول أن يؤكدها "وليـم امبسن"، أن القضية المحورية التي يح لحظ والحقيقة أننا ن آراءهما ال تستند إلى دليل قوي ، ثم إن كثير من التعميمات طوي على" تنو"غراهام هوف

.عيفودليلهما ض ،ولذلك فأسبابهما واهية غير قوية ؛إال ما يشعران به ويميالن إليهوما حققته ،: " ال يمكن أن يعتم على الرصيد العلمي لألسلوبيةويمكننا في النهاية القول

والموضوعي للوقائع من نتائج موضوعية يمكن االستئناس بها في التحليل العلمي .)١(األسلوبية في الخطابات األدبية "

يتضمن عددا من العلماء الذين يجعلون من ضعيف ثالث تيار ال يزال هناك هذاتوفيق بين ، في محاولة منهم للت الفن ولما تصل بعد إلى العلمعل تطورية ة ل ح ر م األسلوبية

، ولكن مع تقنيات ة عندهم " ليست علما حتى اليومفاألسلوبي . وجهتي النظر السابقتين. ومن الذين ذهبوا هذا )٢(تزداد في كل مرة دقة سوف تكون قاعدة علم في المستقبل "

.**وخير الدين محمـد ،*المذهب شكري عيـاد إبعاد على أية حال، يتمثل السبيل المعقود لحسم الشكوك حول قضية العلمية في

، ثم إخضاع األسلوبية لألسس العلمية التي حددها العلماء حدا ابقة كلها وتنحيتهااآلراء الس أو ،واال فهي غير ذلك مما قد نسميه منهجا ،فإن هي خضعت لها كانت علما ،للعلم .أو طريقة ،مذهبا

لتي تقوم بها ما لم تهدأ الروح العلمية منذ نشأت اإلنسان تبحث عن تلك األسس افقد وضع الباحثون ،ك بال ش م ل الع ن قرن و العشر ن ر الق ولمـا كان ،وصلت إليه من نظريـات

ويمكن أن نجمل .بها العلمية ت ن ر ت اق فإذا انطبقت على طريقة ،عددا من المقاييس العلميةوفرانسيس دنين thomas khunهذه المقاييس كما حددها العالمان األمريكيان توماس كون

francis dinneen ٣(في التالي(: وصياغته. هالمتماثل والمتشاب وحدس ،مالحظة الظواهر وأبنيتها .١

                                                            

.٢٠في النقد العربي الحديث، ص ةاألسلوبي، نور الدين السد )١( .١٨٠مناهج النقد األدبي، ص ، إنريك أندرسون )٢( .مع أنه في غير هذا المقال عدها علما ،٢١٩النقد األدبي بين العلم والفن، ص ،شكري محمد عياد  * . ١٣مقامات بديع الزمان الهمذاني، ص ،خير الدين محمد  **

. ١١٦، ص ١١-١٠ن الحديث، ص اانظر مازن الوعر، قضايا أساسية في علم اللس )٣( . ١٤١وانظر، ميشال زكريا، األلسنية (علم اللغة الحديث) المبادئ واألعالم، ص

Page 12: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

١٢  

على أساس هذه التعليمات. افتراضات تفسر هذه األحداث سوق .٢

.للواقع تهاالءممن م د تأك لل ،ينامي المستمرالد )( التجريب واالستقراء .٣

من خالل وضع نماذج قائمة على هذه االفتراضات بناء نظريات كلية .٤ غة بصورة عامة. تفسر عمل الل ،قابلة للتطوير

ة، عن طريق: الكلي ةضبط النظري .٥

.نماذج والعالئق الرياضية الحديثةاستعمال ال .أ

.التحليل الرياضي الحديث .ب

الموضوعية المطلقة الدقيقة. .ج

.)١(قضايا وتفسيرها اللوصف واعتمادهاإقرار النظرية .٦

هذا ويجب أن تمتاز األسس العلمية المتدرجة السابقة عند تطبيقها بالخصائص

: )٢(التالية، ياه انطالقا من المبادئ الواحدةيعالج العالم قضاحيث :التماسك أو الترابط .١

التنظيم ؛ فتعتمد المعايير ذاتها في تحليل بصورة متكاملة ،سير هذه القضاياويسعى إلى تفوهذا النهج ناجم بصورة أساسية عن النظرة إلى المادة المدروسة على أنها .المدروس

.ومالئما ظروف المادة ،ذاتيا متماسكة تماسكا ،وحدة قائمة بحد ذاتهاإن :واعتماد التبسيط أو االقتصاد في عرض القواعد ،الوضوح المنهجي .٢

ذلك أن المادة ؛ضرورة اعتماد الوضوح والتبسيط ظاهرة أساسية ترافق المنهجية العلميةفمن الطبيعي أن يتطلب وصف هذا التنظيم ،المدروسة تنظيم قائم على عناصر مميزة

                                                            

)( وتصنيفها واستقصاء قواعدها ،روسة انطالقا من مالحظة قضاياهادوصف المادة الم االستقراء . ) تتمثل في التوليدي يراها التحليل الحديث ( التحويلي )١(

 .صياغة فرضية معينة قائمة على مجموعة من القواعد المتشكلة من الموارد العلمية .١ .أخرىفحص الفرضية الموضوعة وتطبيقها على مواد .٢ .إعادة الفرضية والبرهان عليها إذا أمكن .٣ علم اللسانيات الحديث مازن الوعر يقضايا أساسية ف ١١٧انظر ص

.١٤٣-١٤٢األلسنية (علم اللغة الحديث )، ص انظر، ميشال زكريا،)٢(

Page 13: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

١٣  

ة معايير بصورة واضحة وجلية، وبواسط ،ل ما يتطلب تفسير عناصره المؤلفةأو ،وتفسيرهتبسيطا والتي ال بد من اعتماد القواعد األكثر، وفي هذا المضمار محددة وأساليب تحليلية

.تصف وتفسر إلى حد كبير هذه المادة

في ظل الدراسات العلمية حيث ال تتعدى :الشمول واستنفاد القضايا اللغوية .٣يرى العالم نفسه ملزما ببناء أنموذج شامل يفسر آلية ،المادة المتوفرة للباحث المحيط

. ن البنى الكلية للمادة المدروسةويعطي صورة واضحة ع ،المادة المدروسة

راضات الموضوعية التي تتناول تويستنبط هذا األنموذج بصورة منطقية من االف، وينظم البحث العلمي ويحتوي في ذاته التفسيرات العائدة لمكونات ،األحداث العلميـة

.ومستنفدة القضايا العلمية ،ملةالعالقات التي تربط بينها بصورة شافتراضات المتعلقة بالبحث وتتطلب الموضوعية التحقق من اال :. الموضوعية٤

. إخضاعها للتجربة والتدقيق. لذا ال يتم موضوعيا اعتماد هذه االفتراضات إال بعد العلمي البحث بالموضوعية ال بد من اعتماد األساليب الواضحة والمالئمة للتحليل ولكي يتسم

العلمي. : عند تطبيقه العادة أحد االتجاهين التـاليينيتخذ البحث العلمي كما يجب أن و العلم انطالقا من مالحظة قضاياه، وهو وصف : inductionاالستقراء .١

ستقرائي على اعتماد التعميم. ويقتضي نهج االمال. ويقوم وتصنيفها، واستقصاء قواعدهاالتعميم أن تشمل النتائج الحاصلة من مالحظة بعض الحاالت الخاصة، الفئة كلها التي

استقرائي تنتمي إليها هذه الحاالت. وتنحصر نتائج البحث العلمي المالئمة في ظل نهج ، والقيام ببعض تصنيفهابما يتوصل إليه الباحث، عن طريق مالحظة القضايا، و

. وال يقتضي االستقراء العلمي معرفة الباحث السابقة للمادة التي التعميمات العائدة إليها يرغب في دراستها.

ر س ف ي ج موذ ن أ ويعني دراسة اللغة عن طريق وضع : Deductionاالستنباط .٢ن النهج وبهذا يكو .فيما بينها، ويدرس العالقات القائمة هاالحظت م ن ك م القضايا الم

باشرة والمفترضة ؛ لذا ينطلق من المقدمات المنطقية األولية والماالستنباطي وسيلة برهنة. ويتبع هذا النهج أساليب من النتائج الحاصلة ، للتوصل إلى التحققصحتها، وصوابها

هج االستنباطي يتطلب إلمـام . وتجدر اإلشارة هنا إلى أن النالعلوم المسماة بالعلوم النظرية

Page 14: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

١٤  

تصور العالقات القائمة في . وذلك كي يستطيع حث بالمادة التي يرغب في دراستهاالبا. ومن البديهي القول إن أفضل نظرية مالها، والقوانين التي تقود أو توجه استعبنيتها

، والتي لمعلومةسيطا للقضايا المدروسة ااستنباطية هي تلك التي تعطي التفسير األكثر تب .)١(يمكنها أن تظهر في ذاتها القضايا الممكن تحقيقها بصورة الحقة

: بيــن ،بأنه يقوم على التمييزيتسم التفكير العلمي يجب وأخيرا

كن أكبر عدد مم ظ ح الذي يقتضي ل : Taxinomiqueالنشاط العلمي التصنيفي .١أو ،وتصنيفها وفق ترتيب معين، وبهدف تبيان الصالتمن المعطيات المعدة للدراسة،

. العالقات القائمة فيما بينها :وبيـــن

الذي يتخطى هدف التصنيف، :Theorisationالنشاط العلمي التنظيري .٢فيسعى إلى وضع نظريات عامة، أو نماذج فرضية، واستنباطية، من خالل عدد محدود

االختبارات، وتهدف هذه النظريات إلى تحليل المعطيات المتوافرة، من المالحظات أو . وغني قة بتكهن معطيات جديدة من خاللهاإضافة إلى ذلك إنها تلتزم في الحقي .وتفسيرها

رحلة أولى، عن الذكر أن كل علم يمر بمرحلة تجميع المعلومات وتبويبها وترتيبها كممن المستحيل وضع النظريات واالفتراضات التفسيرية، . ذلك أنهبهدف تحديد موضوعاته

. إال أنـه المعطيات، وان بصورة أوليـة والتعميمـات المثيرة االهتمام من دون البدء بترتيب، ذلك أن التصنيفمن الخطأ االعتقاد بأن مرحلة التنظير تقع فقط كامتداد لمرحلة

، وهو بطبيعة ا ، وليس كمي النشاط التنظيري عمل نوعي إلى االنتقال من النشاط التصنيفي ي . وعلى العموم يحتمل كل تنظير بعض المخاطر الفكرية فري تطوي ،الحال عمل تجديدي

كنها أن تقر ، المدروسة يمإال أن االختبارات والمالحظات ،ويكون تحديا علميـا ،ذاته .)٢(، أو أن ترفضها النظرية المعتمدة

ة المختلفة، لقد ألهبت المقاييس العلمية السابقة وضوابطها علماء العلوم اإلنساني ها ط وضواب - المقاييس–فهي .األسلوبية ها، وكان من بينوبدأوا بتطبيقها على تخصصاتهم

. ، واألسلوبية منهاعلمية تخصص ماعلى م ك أخذها في االعتبار عند الح ن عي ت أطر ي

                                                            

. ١٦٠-١٥٧األلسنية (علم اللغة الحديث)، ص ،انظر ميشال زكريا )١( .١٦١-١٦٠األلسنية (علم اللغة الحديث)، ص ، زكريا لانظر، ميشي )٢(

Page 15: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

١٥  

وسأحاول في السطور القليلة التالية تطبيق هذه المبادئ والمقاييس على األسلوبية قبل كل – م ل الع ن أ فإن هي انطبقت فهي علم واال فال. ولكن قبل ذلك يجب أن نالحظ "

ة صبغتها ، أو المبادئ التي تمنح األعمال العلمي هو مجموعة من االتجاهات –شيء، واالعتماد على ة واإلحكام، والموضوعيةولعل أهم هذه المبادئ يتمثل في الدق . المميزة

.)١(قتصاد في الجهد، وعدم الجزم بأبدية النتائج "الالتجريب اإلمبيريقي، والحتمية، واوبتدقيق شديد واضح ،سعى األسلوبيون بطرق متعددة ،فمن حيث الدقة واإلحكام

بدل االنطباعات ،ووضع نتائجهم في صور رقمية ،على دراسته إلى تحديد ما هم عازمونومن حيث الموضوعية فاألسلوبيون يحاولون منع تحيزاتهم الخاصة من التأثير .الشخصية

وفي بعض الحاالت يستعينون بالمساعدين إلجراء البحث مما يجعلهم ،على بحوثهموالموضوعية التي ينـزع إليها علم األسلوب .)٢(يتخذزن موقف الحياد إزاء موضوع الدراسة

،تؤكدها لفتة القائمة على سوابق ،" ال يسعها أن تتجاهل طبيعة الموضوع المبحوث عنهوهذا يقتضي من بين ما يقتضيه تعالي العمل األدبي ،وتقاليد فنية ثابتة في سائر اآلداب

.ي إليه النظر الفنمنولوجي بحيث يتحقق له وجود في ذاته على ما يهتد ،على صاحبهفالعمل األدبي عندهما موضوع لمعرفة ،أوستن وارين "" والى ذلك ذهب " رينيه وليك و

،وال مثالي كالمثلث ،وال عقلي كتجربة الضوء واأللم ،فال هو حقيقي كالتمثال ،قائمة بذاتهاما بينها وال سبيل إليه إال من وانما هو نسق من القواعد واألفكار المثالية التي تتداخل فيويتألف من عدة مستويات " ،طريق التجارب الفردية المأخوذة من التراكيب اللغوية

. والى قريب من ذلك ما .. والصفات الميتافيزيقية.. العالم التخيلي .. والنحوي .الصوتي تثبيتا roman ingardenكان قد ذهب إليه الفيلسوف البولندي " رمان إنجارتن "

.)٣(هسرل" للموضوعية أخذا من فنمنولوجيا

                                                            

.٢٧بالغة الخطاب وعلم النص، ص، صالح فضل )١( .٢٨بالغة الخطاب وعلم النص، ص ، صالح فضل )٢(

. ١٥١نظرية األدب، ص ، وأوستن وارين ،انظر، رينيه ويلكو الظاهري.  ظاهراتية هسرل.  .١١٣-١١٢التركيب اللغوي لألدب، ص ،لطفي عبد البديع )٣(

Page 16: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

١٦  

فيعتقد علماء النفس أنها " قد ،أما التجريب اإلمبيريقي ( المالحظة المباشرة )شرط " أن تكون البيانات المؤكدة مستمدة من ،)١(تكون من أفضل مصادر المعلومات "

والواقع أن األسلوبية تأخذ به تحت ما يسمى .)٢(دراسات تجريبية لباحث يعتد باختباراته " .)٣(الحدس األولي أثناء القراءات األولية

األحداث لها أسبابها ويقصد بها " االعتقاد بأن كل ،وفيما يتعلق بالحتميةبعضها باآلخر داخليا عالقة العناصر المدروسة بفاألسلوبية تأخذ أيضا .)٤("الطبيعيةأما االقتصاد في الجهد فهو واضح في اتباع األسلوبية " سياسة مقننة للتفسيرات . وخارجيا

وتفضل التفسيرات المعقدة على البسيطة إذا ثبت أن هذه األخيرة غير ،يجب اختبارها أوال ،وأخيرا فإن األسلوبية تؤمن بعدم الجزم بصحة النتائج البحثية متقبلة للنقد .)٥(مناسبة "نها ال إأي ،دة إلعادة تقويم نتائجها التي تتصور صحتها لو ظهر دليل يبرر ذلكومستعة، وال قاطعة " بل موقوتة بالمرحلة البحثية التي وصل إليها العلم بالظاهـرة في نهائي تعتبرهاومن ثم فهي دائما قابلة للتعديل والتطوير والتنحية في ضوء المستجدات البحثية ،حينها

")٦(. ومن المالحظ إضافة لما سبق أن أهم ما يميز الدراسة األسلوبية هو أن وجهتها

. فهي تحلل وتسجل، وتصنف بدقة دون الحكم على )(تصنيفية ،العلمية هي وجهة وصفية، النتائج؛ ذلك أنه إذا كان من مهمة المحلل األسلوبي أن يسجل ما حلله بدقة فائقة

، فليس من مهمته أن يضع قواعد معينة يمكن من خاللها تعليل استخدام وبموضوعيةيمكنه من وضع قواعد اللغة واستعمالها، بالرغم من رغبة المحلل أن يكون في موضع

. بشكل موضوعي ة استخدامها لها كلها مكاني ا و ،وألن إمكانية تطبيق المقاييس السابقة على األسلوبية

قت ن الطبيعي أن نجعل منها لذلك " علما حديثا يشبه بقية العلوم ويتوسل بالو ، فإن مواردة

                                                            

.٢٨بالغة الخطاب وعلم النص، ص، صالح فضل )١( .٢٨ص ،السابقالمرجع )٢( .١١٤- ٧٩اتجاهات البحث األسلوبي، ص ،انظر، شكري عياد )٣( .٢٨بالغة الخطاب وعلم النص، ص، صالح فضل )٤( .٢٩– ٢٨، صالمرجع السابق )٥( .٢٩ص ،نفسهالمرجع )٦()( ٢٩٧ -٢٩٦النقد واألسلوبية، ص ،انظر، عدنان بن ذريل.

Page 17: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

١٧  

ويتبنى ،، يعتمد على العموم والتجريد في صياغة القواعدنفسه أهدافا ووسائل خاصة بهوتسهم بصورة مباشرة بتعميم ،لغة شكلية قائمة على رموز متعاقبة تفسر المعطيات اللغوية

.)١(اللغوية واختبارها " التحاليل وان أهملنا السابق وقلنا إن " كلمة العلم يمكن أن تطلق على كل معرفة منتظمة،

.)٣("" اإلرشادات المستخلصة من الخبرة، أو هو في أبسط صوره )٢(أو كل معرفة نافعة "الدارسين " على أن العلم بموضوع ما يجب أن يشتمل ل ك ع جم واذا كان من المرجح أن ي

، تنطبق ***أو قوانين ،**، أو قواعد *مكن أن نسميها أحكاما عامة على قضايا كلية ي . وأن كل عالم يجب أن )٤(أن تعرض مما يدخل تحت هذا الموضوع " ن ك م ي ل حالة على ك

ليسمى تخصصه علما. فإننا بكل أريحية أن يعتمد على واحد من هذه األنواع الثالثة االحتماالت وأبعدها يمكن أن أن نطلق كلمة علم على األسلوبية، فهي في أسوأيمكننا .حكم العامما نسميه الل تخضع

ن علما التزامها خطة عمل إن األسلوبية يكفيها كي تكو كما يمكن أن يقال:، وكل علم لعلم ليس إال منهجا في التفكيرحركتها " فا، ومنهجا مستقال يضبط واضحة

، أو إن لم يجد من المناهج ما يناسبهف ،يستخدم المنهج الذي يتوافق مع خواصه الذاتيةدائما –، وعلى هذا " فليست العلمية موقوفة )٥(استحدث منها ما يساعده على أداء مهامه "

المنهج الذي يتعامل –في ذلك –بل المهم ،أو شبه ثابتة ،على حقائق ثابتة -دائما

                                                            

.١٤٣األلسنية (علم اللغة الحديث )، ص ،ميشال زكريا)١( .١٥شكري عياد، دائرة اإلبداع، ص )٢( .٣٠، صالسابقالمرجع )٣(مثال " كل الطيور تبيض وال تلد " ،تخالفه بعض الحاالت ،القاعدة: حكم تصنيفي تعميمي ال يستتبع الخطأ والصواب *

ومن ثم ال يشمله ،ولكن كل ما يقال هو إنه ليس بطير ،وأنت ال تقول إن النظرية أخطأت ألن الخفاش يلد وال يبيض  الحكم العام.

ك تستتبع وهي لذل ،وما خالفها حكمنا عليه بالخطأ أو الشذوذ ،القاعدة وتتميز بأنها تهيمن على الحاالت الجزئية  ** .الحكم بالصواب أو الخطأ

القانون ويتميز بانطباقه على كل◌ حالة جزئية تدخل في نطاقه، وعندما تتعارض الحالة الجزئية مع القانون يجب أن  *** نعيد النظر في القانون.

.١٦ – ١٥دائرة اإلبداع، ص ،ولمزيد انظر، شكري عياد .١٥ص ، المرجع نفسه)٤( .٢البالغة العربية قراءة أخرى، ص ،المطلبمحمد عبد )٥(

Page 18: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

١٨  

،وبهذا فإن العلوم " تتحول إلى العلمية تبعا ألسلوب التفكير .)١(مع هذه الحقائق "وكل ذلك يتيح ،والكشف عن أبعادها التي تفسرها ،ودقة رصد الظواهر ،ومنهجية البحث

حاولنا أن نبحث عن علة نشوء العلوم والحقيقة أننا " إذا .)٢(للمعرفة أن تتحول إلى علم "ما ألنه يجد مادة جديدة في البحث لم إ: ا كان ال ينشأ إال ألحد سببيننجد أن العلم أي ،مادة من ، واما أنه ينشأ لعثوره على منهج في تناول بق إليها علم من العلوم األخرىيس

واذا حاولنا أن نبحث عن علة اكتساب ،*، ولكن بمنهج مغاير العلم سبق إليها علم آخر، فإن األسلوبية لم تعثر على مادة جديدة في صفة العلمية وفق التصور السابقاألسلوبية

ولكن الذي يكسب األسلوبية هذه العلة ،، فقد سبقتها إليها الكثير من العلوم المعروفةحثالبولهذا يعد اإلقرار بعلمية األسلوبية .)٣(عثورها على منهج جديد في تناول مادة العلم "

، منهج بحث في التعامل مع اللغة واالرتياح إلى هذا ناتج مما " تميزت به األسلوبية منال المختلفة العلوم ن أ المعروف "من ف .به عن غيرها )٤(وظواهرها على نحو جعلها تتميز "

إذ . )٥( "ا التي تستقى من موضوع دراستهاتنمو وتثمر إال بفضل استقالل مناهجها ومبادئهفقد .نكارهاإال يمكن حقيقة اآلن تأصبح و ،ملموسا في بدايات هذا القرنإذ لم تكن شيئا

التي تستقيها من ، كما استقلت من قبل مبادؤها تهاستقلت مناهج معالجة األسلوب ودراس . موضوع دراستها

ما يمتاز به من في شرعية هذا العلم الوليد فإن من النقاد وهكذا " ولئن شكك كثير ومن ،في المنهج، ومن استقالل سعي نحو الموضوعية واقتراب منها، ومن دقة في التحليل

، قد أهلته ليتبوأ الدراسة ومن اعتماد على وقائع لغوية ملموسة في تفرد في الموضوع،. وبذا أصبح مصطلح األسلوبية بحث ومناهج ،مكانة العلم بما يمتاز به من ضبط، ودقة

معرفة . وبهذا تصبح األسلوبية ")٦( يطلق بوصفه مساوقا لمصطلح علم األسلوب "

                                                            

.٣، صالبالغة العربية قراءة أخرى ،محمد عبد المطلب )١( .٣البالغة العربية قراءة أخرى، ص ، محمد عبد المطلب )٢( .٣٩انظر، حوار أجراه حسب اهللا يحيى مع عبد السالم المسدي، ص  * .١١- ١٠مقامات بديع الزمان الهمذاني، ص ،خير الدين محمد )٣( .١٠ص ، المرجع نفسه )٤( .١١محمد مندور، النقد المنهجي عند العرب، ص )٥( .١٠ص المرجع نفسه، )٦( .٩األسلوبية، ص ،وانظر فتح اهللا أحمد سليمان

Page 19: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

١٩  

ومنهج عقالني ،، غايتها إدراك الموضوعية في حقل إنساني متخصصة تحليلية تجريدية .)١(يكشف السلوك في المفارقات العمودية األفقية "

تجعل من علمية األسلوبية أمرا نجمل السابق في نقطتينع بعد أن ونستطي : ما، ه مشروعا

قد تحدد ما هو داخل في اختصاصها، وما هو خارج استقالليتها: حيث إنه - ،)٢(ختصاص إذ إن دائرة اختصاصها قد تحددت بالنص دون سواهعن هذا اال

وحين يكون النص هو محور الدراسات والتحليل األسلوبي، " وموضوع الدراسة، فإن حديثنا يصبح أكثر التزاما بموضوع العلم، واتباعا لمواصفاته

وفي الحقيقة لقد تخلصت العلوم الطبيعية بفضل اعتمادها على .)٣(المقررة "يد مادتها، ولذا لما بدأت وقائع مادية ملموسة من إشكالية العلمية، وتحد

األسلوبية اعتماد المادة الملموسة، وهي النص، وتحديد مادتها وهي اللغة، بدأت العلمية حتى بلغتها.

تشربت مقاييس قد اكتملت أدواتها التحليلية، و ها التحليلية: فدوات أاكتمال -، على مستوى الشكل كي تحقق لها قدرة فحص المهام الداللية التي العلمية

إذ أصبح لها ،)٤(تتحملها المفردات والتراكيب في النص والخطاب األدبي وهي طرق أو ،وعرض النتائج ،خاصة في اإلقناع والتوجيهالعلمية طرقها ال

. والمطلع على سواء مقاييس يلتمسها العالم الطبيعي، والرياضي على حد سيادة النـزعة العلمية الصارمة، "أول ما يلحظ يلحظ طبيعة الدراسات األسلوبية

وهي تلك النـزعة التجريبية المعملية التي تأثرت منها العلوم النظرية بمثيالتها عن األحكام في الدراسات العلمية. وهذه النـزعة جعلت الدراسات النظرية تبتعد

نقطة البدء من واقع ، وتستلزم أن تكونالمسبقة، واألحكام العامة المجملةيمكن إخضاعها ، أو تعدها تجاربتجربة محددة، وفروض علمية تؤيدها

. )٥("ارب اإلحصائية المعملية في بعض األحايين، مثل التجللقياس والمراجعـة                                                            

.٦٣إشكالية الجدل المعرفية بين النقد واألسلوبية، ص ، عمران الكبيسي)١( .٣٦البالغة العربية قراءة أخرى، ص ،محمد عبد المطلب )٢( .١٣األسلوب دراسة إحصائية، ص ،سعد مصلوح )٣( . ٣٦ص، البالغة العربية قراءة أخرى ،محمد عبد المطلب)٤( .١٥٥ - ١٥٤دراسة األسلوب بين المعاصرة والتراث، ص ،أحمد درويش)٥(

Page 20: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

٢٠  

ذ تنطلق من ة العلمية الواضحة، إجي وببساطة إن األسلوبية " تعتمد المنهبعد أن ،)١(، لتحديد عناصر اللغـة وتصنيفهـا وتفسيرها " معايير ثابتة ومحددة

، معتمدة المنهجية اه، والى تجديد مفاهيمعمدت إلى بناء مصطلحاتهاقتة الواضحة التي تتوسل إقامة فرضيات فعالة عبر المالحظات المحددة والمؤ

،تزيد منهاأحيانا ؛، وتتوسع بهاوتفسر هذه الفرضيات المالحظات أحيانا، .)٢(، إلى أن تصـل إلـى إقرار نظريـة معينة "وأحيانا تهمل بعضها

ن العلمية التي أتحدث عنها هنا هي العلمية إلى أوليسمح لي بعد هذا التنبيه ، وفعاليتها يجب أن تعرف عناصرهاضبوطة التي اإلختبارية التي تستعمل " التجارب الم

، عتمد إلى حد بعيد الدقة المطلقة، والتي ت)٣(، مثبتة " دقيقا بطريقة موضوعية محققة تعريفا ، جال أو المادة المحددة في البحث، والماييس واألصول الثابتةق ذلك لها بتوافر المقويتحق

. ادة المقصودة بالدراسةت المحددة في التعامل مع الظواهر، والموالمصطلحا

دراسة األدب " ولكن ،ن اإلطالق أن األدب علم إذ هو ف وال يعني ما ذكرنا علىتاج العلم إلى أن تكون له ، هذا ويحالدراسة فقط، )٤(بطا " ضينبغي أن تكون علما من

، واالستنباطللقياس، والوصف، ، ومنهج يشتمل على معايير موضوعية فلسفة، وموضوعومن ثم ال بد لدراسة األدب من استيفاء هذه الشروط لكي تكون جديرة بأن تحتل مكانها

: " الناس عادة عندما يتكلمون عن ويمكن توضيح ذلك بالمثال التالي .)٥(بين العلوم "، وان كان موضوعهم هو النجوم جيم يتناولون أمره بشتى الخرافات، والرجم بالغيبالتنوفي الطرف اآلخر عندما يتكلم العلماء عن الفلك فإنما ،األفالك التي تسير في دربهاو

.)٦("هايتناولونه تناوال علميا وان كانوا يتحدثون عن الظاهرة نفس

                                                            

.١٣٩األلسنية (علم اللغة الحديث )، ص ،ميشال زكريا )١( .١٤١-١٤٠ص المرجع نفسه، )٢( .٤٣قضايا أساسية في علم اللسان الحديث، ص ، مازن الوعر )٣( .١٢األسلوب دراسة إحصائية، ص ،سعد مصلوح )٤(

.١٤٣البحث األسلوبي معاصرة وتراث، ص ،ولنظر، رجاء عيد، .١٢األسلوب دراسة إحصائية، ص ،سعد مصلوح )٥( في األصل " نفس الظاهرة " والصواب ما أثبتناه.  .١٤٣البحث األسلوبي معاصرة وتراث، ص ،رجاء عيد )٦(

Page 21: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

٢١  

ا من بل ت س م ليس أن يكون نشاطا بشريا اإليمان بعلمية األسلوبية ال يمنع أخيرا، و ، ، أو ثقة مطلقةالبشرية الخطاءة، بحيث ال ينتج حقيقة مطلقة، أو وقائع مطلقةالممارسة

عالم، ظرية العلمية نظرية من حيث الواقع تناظر الطريقة التي يرى فيها اإلنسان الالن ف . وتخضع رهنا النتفاعه بها

Page 22: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

٢٢  

المصادر والمراجع:

.م ١٩٩١ ،مكتبة القاهرة ،ترجمة الطاهر أحمد مكي ،مناهج النقد األدبي ،إنريك أندرسون إمبرت -

ت) .(د ،القاهرة ،مكتبة الزهران ،دراسة األسلوب بين المعاصرة والتراث ،أحمد درويش -

دراسة ألسلوب البالغة وعلم اللغة النمطي: ترجمة محمود جاد –علم اللغة والدراسات األدبية ،برند شبلنر - م. ١٩٨٧ ،الدار الفنية للنشر ،الرب

(د.ت). ،بيروت ،نماء القوميمركز اإل ،ترجمة منذر عياشي ،يةاألسلوب واألسلوب ،بيير جيرو -

– ٨٥العدد ،الفكر العربي ،تعريب عز الدين العامري وعبد المنعم الشنتوف ،تاريخ األسلوبية ،جورج مولينيه - .م ١٩٨٦ ،٨٦

.م ١٩٨٤ ،بيروت ،المؤسسة الجامعية ،دليل الدراسات األسلوبية ،جوزيف شريم -

م. ١٩٨٦، ٨حسب اهللا يحيى، عبد السالم المسدي وحوار عن الخطأ اللغوي، األقالم، العدد -

،عمان ،الجامعة األردنية ،رسالة ماجستير ،دراسة أسلوبية –مقامات بديع الزمان الهمذاني ،خير الدين محمد - .م ١٩٩٦

، جدارا للكتاب العالمي، عمان، عالم الكتب الحديث، إربد، ١ط ،رابح بوحوش اللسانيات وتحليل النصوص - م. ٢٠٠٧

.م ١٩٩٣ ،اإلسكندرية ،منشأة المعارف ،معاصرة وتراث –البحث األسلوبي ،رجاء عيد -

م. ١٩٩٢، قطر، ٣رجاء عيد، تحليل األسلوب والمنهج العلمي لدراسة األدب، التربية، عدد -

المجلس األعلى للفنون واآلداب ،٣ط ،ترجمة محيي الدين صبحي ،نظرية األدب ،رينيه ويلك و أوستن وارين - .م ١٩٧٤ ،والعلوم االجتماعية

.دار البحوث العلمية ،١ط ،األسلوب دراسة لغوية إحصائية ،سعد مصلوح -

.م ١٩٨٥ ،٣العدد ،٥المجلد ،فصول ،علم األسلوب والمصادرة على المطلوب ،سعد مصلوح -

، دار ١دراسات أسلويبة اختيار وترجمة واضافة شكري عياد، ط –شكري عياد، اتجاهات البحث األسلوبي، - .م ١٩٨٥العلوم، الرياض،

.م ١٩٨٨ ،١ط ،مبادئ علم األسلوب العربي ،واإلبداعشكري عياد، اللغة -

.م ١٩٨٢ ،٢٥العدد ،الفكر العربي ،شكري عياد، النقد األدبي بين العلم والفن -

.م ١٩٨٢شكري عياد، مدخل إلى علم األسلوب، -

.م ١٩٨٤ ،٧العدد ،األقالم ،صالح فضل، النشأة األولى لعلم األسلوب -

م. ١٩٨٧، مؤسسة مختار للنشر والتوزيع، القاهرة، ١ط ،إنتاج الداللة األدبيةصالح فضل، -

و الشركة المصرية العالمية ،بيروت ،مكتبة لبنان ناشرون ،١ط ،بالغة الخطاب وعلم النص ،صالح فضل - .م ١٩٩٦ ،القاهرة ،للنشر لونجمان

Page 23: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

٢٣  

.م ١٩٨٥ ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،٢ط ،مبادئه واجراءاته –علم األسلوب ،صالح فضل -

،الثقافة األجنبية ،منتخبات من تعريف األسلوب وعلم األسلوب –األسلوبية والنقد األدبي ،عبد السالم المسدي - .م ١٩٨٢ ،١العدد

،تونس ،الدار العربية للكتاب :-نحو بديل ألسني في نقد األدب –األسلوبية واألسلوب ،عبد السالم المسدي - .م ١٩٧٧

.م ١٩٨٠ ،دمشق ،اتحاد الكتاب العرب ،دراسة –اللغة واألسلوب ،عدنان بن ذريل -

.م ١٩٨٩ ،دمشق ،اتحاد الكتاب العرب ،دراسة –النقد واألسلوبية بين النظرية والتطبيق ،عدنان بن ذريل -

.م ١٩٨٦ ،٣٨العدد ،الفكر العربي المعاصر ،نيةاألسلوبية من خالل اللسا ،عزة آغا ملك -

.م ١٩٩٣، األردن، ١٢-١١األقالم، عدد عمران الكبسي، إشكالية الجدل المعرفية بين النقد واألسلوبية، -

كانون ،١العدد ،بغداد –العراق ،دار آفاق ،ترجمة كاظم سعد الدين ،األسلوب واألسلوبية ،غراهام هوف - .م ١٩٨٥ ،الثاني

،القاهرة ،الدار الفنية ،مدخل نظري ودراسة تطبيقية في شعر البارودي –األسلوبية ،فتح اهللا أحمد سليمان - .م ١٩٩٠

،الشركة العالمية للنشر ،١ط ،بحث في فلسفة اللغة واالستطيقا –التركيب اللغوي لألدب ،لطفي عبد البديع - .م ١٩٩٧ ،بيروت ،القاهرة مكتبة لبنان

- ٣، عدد ٢٢الدراسات األسلوبية، عالم الفكر، مجلد ، االتجاهات اللسانية المعاصرة ودورها في مازن الوعر - . م ١٩٩٥فنونن واآلداب، الكويت، ، المجلس الوطني للثقافة وال٤

، والنشرر طالس للدراسات والترجمة ، دا١ة في علم اللسانيات الحديث، ط، قضايا أساسي مازن الوعر - . م١٩٨٨

الشركة المصرية العالمية للنشر، ، ، مكتبة لبنان، بيروت١محمد عبد المطلب، البالغة العربية قراءة أخرى، ط - . م ١٩٩٧القاهرة،

. م١٩٩٧الشركة العالمية للنشر، القاهرة، ، ، مكتبة لبنان، بيروت١عبد المطلب، البالغة واألسلوبية، طمحمد - . م١٩٩٥قراءات أسلوبية في الشعر الحديث، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ، المطلبمحمد عبد -

دار النهضة، القاهرة، (د.ت) محمد مندور، النقد المنهجي عند العرب، -

. م ١٩٩١اد الكتاب العرب، دمشق، ، اتحنذر عياشي، مقاالت في األسلوبيةم -

امعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، ، المؤسسة الج٢(علم اللغة الحديث)، طميشال زكريا، األلسنية - .م١٩٨٣

ؤسسة الجامعية، الم١الجملة البسيطة، ط –ة العربية ، األلسنية التوليدية التحويلية وقواعد اللغميشال زكريا - . م١٩٨٣، للدراسات، بيروت

. م١٩٩٤، توراه، جامعة الجزائر، الجزائر، رسالة دكالعربي الحديثألسلوبية في النقد ا ،نور الدين السد -

Page 24: ؟ ًﻼﻳد ﺑ ﺔﱠﻳﺑوﻠﺳﻷا تﺳﻣَأ ﻝﻫ - Petra …...٥ ﺔ ﻳﺑوﻠﺳﻷا ﺔ ﻳﻣﻠﻋ رﻣﻷا ﺢﺟرﺄﺗﻓ نﻳﺛﺣﺎﺑﻟا نﻳﺑ

٢٤  

ؤية والتطبيق، ط -يوسف أبو العدوس، األسلوبية - م. ٢٠٠٧دار المسيرة، عمان، ،٢الر