نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن...

287
رح ش ل ك ش م ل ا ي ف ر ع ش ي ب ن ت م ل ا ة ب ن ك م كاة ش م ة ب م لا س$ لا ا رح ش ل ك ش م ل ا ي ف ر ع ش ي ب ن ت م ل ا& ن ب ا دة ت س ة د ت ن& ن ع اب ت ك ل ا: & ن م ر ه ش4 ا ما ا ت ل ص و ن;pma& م روح ش& وان ي د وعة ض و م : و ي ب ن ت م ل ا ر ه اC ظ ي ف واة، ن ع و ه ف س ليً رحا ش ل ك ل اب تP ن4 ا وان;pma&، ي الد ما ن$ وا ر ص ت ق ا ة ب ق ي عل ما كان;pma& ا تP سن، ومة ص خل لً را ا ت م و دل، جل ل ما م ل ك ش4 ا ن;pma& م اب تP ن4 ا، ي ب ن ت م ل ا وما ق ل غ ت س ا ن;pma& م ة، ب ن غا م وما م ه ب سن ا ن;pma& م ر كث4 ة. وا بn كن را ت ة ب ق& ن م داب ها ش سيلا ا ة وي ح ن ل ا راءy لا وا، ة وي غ ل ل ا ل ق ت ل وا ن;pma& ع ة وي نn سن ى4 . ورا اصة ح ي ف ا هد ب ن ا ج ل ا ن;pma& م ر ع ش ي ب ن ت م ل ا مادة، ة ب ص خ ع ت ش ت ة ب ب ع ر ي ف ث ح ن ل ا ن;pma& ع ق4 ي ا دق و ح ن ل ا د . وق ف ي ر ص ت ل وا ة ف ل4 ا ن;pma& ب ا دة ت س ب458 ه غد ب( ص ص خ م ل ا( و) م جك م ل ا ما ه و) ع م ا هد اب ت ك ل ا ل ك ما ا ت ل ص و ن;pma& م ي ف ة. و راي ت اب ت ك ل ا راب ا اس ن;pma&n ي ت ن ة ي4 ا ة ف ل4 ا غد ب راغ لف ا ما، ه مب ولة ق ك ي ف رح ش ث يP ن ى لد رمة ل ا( د وق ث ي ن4 ا ا هد ي ف ي ب ا ت ك وم ش و م ل ا ص ص خ م ل ا ب ي ف ة غ ل ل ا ولة ق و) ي ف رح ش ث يP ن ي ب ن ت م ل ل( د وق ث ي ن4 ا لُ ّ يُ 4 لا ا ة اق ق ت س وا ة ي وور رة سث ك ب و وما ة ب ق& ن م اب غ ل ل ا ي ف ي ب ا ت ك وم ش و م ل ا م جك م ل ا ب) ص ن اب ت ك ل ا مس ت لة ل ا ن;pma& م ح ر ل ا م ي ح ر ل ا ي صل و لة ل ا ي عل ا دب ت س مد ح م م سل و

Transcript of نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن...

Page 1: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

المتنبي شعر في المشكل شرح سيده ابن

: الكتاب عن نبذة فهو عنواه، في ظاهر المتنبي: وموضوعه ديوان شروح من وصلنا ما أشهر من

ليس للخصومة، سببا كان ما على فيه اقتصر وإنما الديوان، أبيات لكل شرحا استبهم وما معانيه، من استغلق وما المتنبي، أبيات من أشكل مما للجدل، ومثارا

عن والنقل اللغوية، واآلراء النحوية االستشهادات من فيه تراكيبه. وأكثر من رغبته تشبع خصبة، مادة المتنبي شعر من الجانب هذا في خاصة. ورأى سيبويه

بعد هـ458ت سيده ابن ألفه والتصريف. وقد النحو دقائق عن البحث في الكتاب تراثه. وفي من وصلنا ما كل الكتاب هذا مع ( وهماالمحكم( و)المخصص)

وقد ) الرمة لذي بيت شرح في كقوله منهما، الفراغ بعد ألفه أنه تبين اشارات للمتنبي بيت شرح في ( وقولهاللغة في بالمخصص الموسوم كتابي في هذا أثبت

ل أثبت وقد) الموسوم كتابي في اللغات من فيه وما وتكسيره ووزنه واشتقاقه األي(بالمحكم

الكتاب نصالرحيم الرحمن الله بسم

وسلم محمد سيدنا على الله وصلى قال ابو الحسن علي بن إسماعيل النحوي المعروف بابن سيده: قال ابو الطيب أحمد

تعالى:بن الحسين المتنبي رحمه الله يوم أسفا الهوى أبلى

وى بدنـى الن الجفن بين الهجر وفرف

والوسن يذهب الناس إلى أن أسف البعد هي الذي أباله على عادة البلى وإنما قصد المبالغة، أرد أن البل يعمل في الجسام فحاال على األيام. وقد عمل فيه ليوم واحد، وهو يوم

وى، عمله لسنين.النوقال:

ظلت على تنطوي بهايدها خلبها فوق نضيجةكبد

دها. ظلت: أقمت، والخلب: غشاوة الكبد والبيت مضمن باألول وهو أبعد بان عنك خردها، والمعنى: بعدما بان فالعامل في أبعد، ظلت كأنه قال: ظلت بها بعد ما بان خر

خردها، ظلت منطويا على كبد قد أنضجها التوجع وأذابها التفجيع، و)عليها يدها(: إنماتوضع اليد على الكبد خشية من ضعفها.اآلخر:يريد بذلك، وكذلك يفعل بالفؤاد، كقول

فؤادي على كفى وضعتمـن

فوق وانطويت الهوى ناريدي

ضج، وأكثر الناس على أن )نضيجة(، صفة للكبد في اللفظ والمعنى، ال حظ لليد في الن وإنما يريد أن اليد موضوعة على خلب الكبد فقط، ويقويه البيت الذي أنشدناه، وهو

)وضعت كفى على فؤادي من......ناؤ الهوى.....(.

Page 2: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

وقد يجوز أن يكون )نضيجة( صفة للكبد في اللفظ، ولليد في المعنى، أي على كبد قد نضجت يدها على خلبها من حرارتها، وهذا أبلغ ألنه إذا أنضجت اليد وهي موضوعة على

الخلب من حر الكبد، فما الظن بالكبد؟ فإذا كان المعنى على هذا، جاز في )نضيجة( الجر والرفع. فالجر على الصفة للكبد في اللفظ، والرفع على أن يكون خبر مبتدأ،

وذلك المبتدأ هو اليد، كأنه قال: يدها نضيجة فوق خلبها. وهذا كما تقول: مررت بامراة ظريفة أمتها، فالظرف في اللفظ للمرأة، وفي الحقيفة لألمة. وإن شئت قلت: ظريفة

أمها، أي أمها ظريفة.. وكن وأما إذا كانت النضيجة صفة للكبد في اللفظ والمعنى، فإنه ال يكون فيها اال الجر

)نضيجة( صفة لليد، أبلغ في المعنى، ألنها حينئذ نضيجة بما ليس في ذاتها. وإذا كانت نعتا للكبد، فهي نضيجة بما في ذاتها. واحتراق الشيء بما ليس في ذاته، أبلغ من

احتراقه بما في ذاته وإنما يريد أنه إذا وضع يده على كبده متألما نضجيت اليد بحركقوله:الكبد،

قـلـبـي أن إال الوجد هللـودنـا

الرمح قيد الجمر منالجمر الحترق

وهذا عندي أبلغ من قول المتنبي، ألن اليد إذا كانت على خلب الكبد، فهي اقرب إلى الحر من الفؤاد من الجمر، إذا كان بينه وبين الجمر قيد رمح، مع أنه جعل الجمر

الجمر.الناري محترقا من حر فؤاده. فحر الفؤاد إذن أشد من حر فرق^ الهجر من شاب)

لمتـه الدمقس مثل فصار

(أسودها وفي هذا البيت ثرملة صنعة، قال: )فرق لمته( فخص جزءا من اللمة ثم قال: أسودها،، لكن قد يجوز أن يعود الضمير إلى الفرق، وإن كان الفرق مذكرأ، ألن المذكر إذا فعم

كان جزءا من ذات المؤنث جاز تأنيثه.سيبويه:أنشد

الذي بالقول وتشرق قدأذعـتـه

القناة صدر شرقت كما من الدم

وقد يجوز أن يريد بياض اللمة كلها، وخص الفرق، ألنه معظم الرأس، تم أعاد الضميريقول:إلى اللمة. وإنما وجه استواء الصنعة لو اتزن له، وحسن في القافية أن

الدمقس فصارمثللـمـتـه الهجر من شابتأسودها

ه( وأسودها هنا: ليست مفاضلة، إذ لو كان ذلك، لكان أو يقول: )أسوده( بعد قوله )لمتأشد سوادا.

وقد يجوز أن يكون أراد المفاضلة، فقد جاء ذلك شاذا، فقوله أسودها بريد به مسودهافيهم.كما يقول: هو أسود القوم أي األسود

في المالم يحيك كيف)أبعدهـا عنك منك أقربهاهمم

كيف يكون أقر شيء أبعد شيء! هذا خلف إذا حمل على ظاهره لكن لو قال: أقربها منك بعيد عنك، كان حسنا، ولكن الذي أراده:

أقربها عندك مثل أبعدها. فالجملة في موضع الصفة لهمم. أيأقربها منك عندك أبعدها منك على الحقيقة.

(ينجدها والظالم شئونهاتنجدنى والدموع^ أحييتها)

Page 3: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أحييتها: يعني الليالي. تنجدنى: تعيننن. والشؤن: مجارى الدموع،واحدها شأن. أي أحييت الليالي بالسهر والبكاء.

ومعنى ال بيت: إن شأن الدمع أن يخفف الحزن، كقول البحتري: الصبابة هي الدموع إن

فاطرحح واسترح الصبابة بعض

بهمومها وهذا مثير في أشعار العرب. وهو عندنا موجود بالمشلهدة، فكأن الدمع يعينه على

طول الليل، وإعانة الدمع للمحزون على الحزن ليال، أحدى من إانته عليه إياه نهارا، ألن المحزون يتسلى نهارا بما يتأمله، وينظر إليه، والظالم يقصر الطرف عما يتشاغل

به المحزون نهارا، فيفرغ الحزين عند ذلك إلى الدمع، ال يجد معينا غيره. قال: )والظالم ينجدها( أي أن الظالم إذا قصر الطرف عما يتشاغل به المحزون، زاد الليل بذلك طوال. فكأن الظالم أنجد الليل عليه بقصره طرفه عن النظر إلى ما يتشاغل به.

الشاعر:ولذلك قال الصبـح في للعينين إن بلى

راحة كل طرفيهما لطرحيمها

مطرحوقوله: )والدموع تنجدنى( جملة في موضع الحال من التاء في أحييت.

وقوله: )والظالم ينجدها( جملة في موضع الحجال من الهاء التي في أحييتها، أي أحييتلها.الليالي وأنا تنجدنى دموعي بالتسلية، وهي ينجدها الظالم بالتطويل

ديف تقبـل ناقتي ال) الـروال

هان يوم بالسوط الر(أجهدها

حاجى بهذا البيت، إنما عنى نعله، فكنى عنها بهذا النوع من الحيوان ألن الماشي يعلو نعله كمل يعلوا الراكب ناقته، ونفى عنها ماال يكون الحقا لغير الحيوان المراكب،

ة فقال:يخرجها بذلك من نوعه. ثم بين هذه األحجي كورها شراكها)

ومشفرها والشسوع^ زمامها(مقودها

أي كل واحد من طوائف هذه النعل يحل محل األرداف من الناقة، فجعل شراكهاسوع كالكور على وسط الناقة. والزمام أمامها، كما أن مشفر الناقة أمامها، والش

مقودها، وذلك أنه يفضل عن ذات النعل، كما أن المقود يفضل عن المقود. وكان ينبغي أن يقول: وشسعها مقودها فيفرد، كما قال: شراكها وزمامها، لكنه جمع

سع شسع، وكذك كان ينبغي أن يقول لو اتزن له: على أن كل ظائفة من الش )وزمامها: مشفرها(، كما قال: )شراكها: كورها، وشسوعها: مقودها(، فبدأ بطوائف النعل قبل أداة اإلبل، لكن حسن عندي ابتداءه بالمشفر ذاتي، والكور والمقود من

الذات.األداة، ال من ( (محمدها له أتيحت كمالها أتيح ضربة بي ليت يا

معنى إتاحة الضربة له: حلوها به، ومعنى إتاحة محمد لها: نبوها عنه، واحتماله لها، وتأثيره فيها برغمه، وكذلك كل حال وذى حال كل واحد منهما متاح لصاحبه، وأراد أتيح

محمدها كما أتيحت هي له. وأتيح قدر. ويجوز أن يكون أراد أن الضربة ندمت حيت وقعت به، ألنها لم تكن بحق، فكان ذلك

الندم تأثيرا فيها، وكذلك السيف ضرب غير مستحق. وكل ذلك مجاز واتساع. أي قدربعده:محمد للضربة كما ق^درت له فكان هو المؤثر فيها، أال ترى

روما الحديد وفي فيها أثر) (مهندها وجهه في أث أثر في الشيء: غادر فيه أثرا، وال يكون إال في الجواهر، كقولك: أثر المطر في الحائط

والخسف في االرض، وأثر المرض في الجسم وال يكون ذلك في العرض، وقد اقتسم

Page 4: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

قوله: )اثر فيها وفي الحديد( جوهرا وعرضا، أما الجوهر فالحديد والتأثير فيه شائع،قوله:وأما الهاء في قوله: )فيها( فعرض، ألنها كناية الضربة التي في

لها أتيح ضربه بي ليت يا وإنما لم يصح التاثير في العرض ألن التاثير أيضا األثر. واألثر عين، والعين ال يكون إال

في عين مثله، أعنى بالعين: الجوهر، إذ ال يحمل الجوهر إال جوهر. وأما العرض فليس بعين، فيكون حامال لعين آخر. فإذن قوله: )أثر فيها( استعارة ومجاز غريب. كأنه توهم

الضربة عينا، بل هو عندي أبلغ، ألنه إذا أمكنه التأثير في العرض كان له في الجوهر:أمكن، لكنه مع ذلك قول شعري. أعنى أنه ليس وقوله. بحقيقة

دها جهه في أثر وما مهن

مته دته النساء(: أي ت المهند: السيف. وهو عندي من قولهم: )هن والميتم . . . نحيل، فكذلك السيف، ولم ينف تأثير المهند في

وجهه نفيا كليا. وكيف ذلك وقد أثبت الضربة، وهي التاثير. وإنما أراد أن المهند لم يؤثر في وجهه أثرا قبيحا، ألن وقوع الضربة

على الوجه تزين وال تشين، لداللتها على الشجاعة واإلقدام، كماأن التاثير في الظهر دليل على الجيبن والفرار، كقوله:

األعقاب على فلسناكلومنا تدمى

تقطر أعقابنا على ولكنالدما

ويروى )تقطر الدما(. جعل )الدما( اسما مقصورا كغنى.الفارسي:أنشد

ندما منه الغبس أعقبهابرغزهـا فقدت كمهاةودمـا بعظام هي فاذاتطلـبـه أتت ثم غفلت

فهذا شيء^ عرض، ثم نعاود الغرض. فكان المهند لما وقع على وجهه، فكان ذلك إشعار بإلقدام، ثم لم يؤثر فيه البتة،

فلذلك نفى التاثير نفيا عاما. ونحوه ما حكاه سيبويه من قوله: )تكلم ولم يتكلم( أيتكلمت.أنك إذا لم تجد وال أصبت، كنت بمنزلة من لم يتكلم وإن كنت قد

ار تنقدح) من النمضاربـهـا

قاب ماء وصب الر(يخمدها

قدحه فانقدح: أوقد فاتقد، أي أن السيوف تقطع ما تحتها وتهوى في التراب، فال يردهاكقوله:إال حجر يقدح النار بمالقاته جرم السيف،

لوقى تق^د المضاعف السنسجه

نار بالصفاح وتوقدالحباحب

)وصب ماء الرقاب يخمدها( أي أن الدم الذي يطفئ تلك النار يجرى على السيف والجمر، وسمى الدم ماء استعارة ومجازا، وإنما ذلك ألن ماهته سيالنه، وعلى هذا

حقيقة.قالوا ماء العناقد. وسموا الدمع ماء، كل ذلك اتساع وتجوز، ال مهجتـه الهمام أضل إذ) (تنشدها فأطرافهن يوما

فتهان ونشدتها في التعريف لغة أيضا. وقوله: ة: طلبتها، وأنشدتها: عر نشدت الضال ويصيخ أحيانا كما استمع المضل لصوت ناشد قيل: يعنى بالناشد هنا المعرف وهو

الصحيح، ألن المضل يضغى إلى كالم المعرف ليدله على ضالته. هذا قول األصمعي. مثله ليتعزى به. وهذا وقيل: الناشد هنا:الطالب، ألن المضشل يحب أن بجد مضال

األول:القول اآلخر مستقل عن تغالي األول. ويصحح القول

Page 5: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

للناشد المنشد إصاخةأسماعـه للنبأة يصيخ أي إصاخة الطالب للمعرف. أي أن اله^مام إذا فقد مهجته فإنه يسأل عنها أطراف هذه

السيوف، ألنها عارفة بمسالك األرواح، بها تقبض وعليها ترد، ال مظنة لها إال هي.أطرافهن.فأطرافهن على هذا مفعول ثان أي تنشدها

علـى بها جلدى أقر) الممات حنى أقدرفـال(أجحدها

أي نضرة العيش بادية على بشرتي، كقول العرب: بشر ما أخاك مشفر. فإذا جحدت نعمتك، شهد بها جلدى فلم يمكنه إنكارها، إذا أثرها عليه باد جحدتها وأقر جلدى بها

افتضحت. ونظيره قوله تعالى: )تعرف في وجوههم نضرة النعيم( قوله: )فال أقدر حتى الممات أجحدها( أراد: على أن أحجدها فحذف على وأن، ورفع الفعل لعدم العاملى أعبد( أي الذي كان ينصبه وهو )أن(. ونظيرة قوله تعالى: )قل أفغير الله تأمرون تأمروني أن أعبد فحذف أن ورفع الفعل. ولو كانت القطعة مفتوحة الروى لقال:

)أجحدها( فأعمل أن مضمرة إعمالها مظهرة. وقد روى هذا البيت بالوجهين جميعا.المتنبي:وقال

قاسـيت ما وأيسر أحيا) مـاقـتـال

ضعفي على جار والبين(عدال وما

يجوز أن يكون أراد: أحيا وأيسر ما قتلني، أوما من شأنه أن يقتل، وإذا كان أيسر ما قاسيته قاتال، فما بأكثره وأشده. وهذا على وجهين: إما أن يكون تعجب من ذلك فقال: أنا في حال

حياة، وأقل ماالقيته قاتل، وإما أن يكون طمع بالحياة فأنكر ذلك، فقال: كيف أحيا مع هذه )الحال(. فهذان وجها إرادة االستفهام.

وقد يكون أحيا خبرا، أي أنا أحيا. وهذه حالي، أي تجلدى. يتعجب من صبره. وقد يكون )أحيا( اسما يدل على المفاضلة، أي: أثبت

ما قاسيته لحياتي ما قتل، وهذا غلو وإلفراط، ألنه إذا كان ماقلته أثبت شيء لحياته، لم يبق له ما يوجب الموت.

كان حتى األرض وضاقت)هاربهم

ه شيء غير رأى إذا ظن(رجـال

أما الرؤية فال تقع على غير شيء، ألن غير شيء ليس بمحسوس إحساس الجوهر، وال إحساس العرض، ألن غير شيء خارج عن الجور والعرض، ألن كل واحد من الجوهر والعرض شيء، وإنما أراد هذا الشاعر: إذا رأى غير شيء يحفل به في قوة قولك: إذا

رأى شيئا ال يحفل به ظنه رجال كقول العرب: إنك وال شيء سواء، ومحال أن يسوى بين الموجود والمعدوم، ألنهما في

طريق التضاد، ولكنهم يريدون إنك وال شيء^ يعبأ به سواء ولكنهم قالوا: إنك وال شيء، واكتفوا به من قولهم وشيئا اليعبأ به، ألن ماال يعبأ به كالمعدوم، ولذلك ألزمنا سيبويه النصب في قوله:

ير، قال الفارسي: إنما سرت حتى أدخلها، إذا كنت محتقرا للس

Page 6: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

إنما ذلك ألنه ال شيء أقرب إلى طبيعة النفي من االحتقار،والنفي عدم فجعل االحتقار كالعدم.

ذا وإلى فبعده^) لو اليومركـضـت

الطفل لهوات في بالخيل ما (سعال

ت، حتى لو ركضوا الخيل، على قوة الركض، في لهوات ت وذل أي أن هذه القبيلة قلكقوله:الطفل، على ضعفه، ما شعر بهم فيسع^ل، بالغ بذلك

شـق فـي ألقـت قلم ولورأسـه

من غيرت ما السقم منكاتب خط

الصائد:فأما قول رؤبة في صفة من والنفس فبات

الفشـث الحرص يمضغ لو الغاب في شريابصق ما

ا هم على صيد الوحش، وخشية أن يسمع له حس فإنما أراد أن هذا القانص من الن فينفر، لو مضغ الحنظل، لم يبصق خشية أن ينفرها بصقه، وقال األصمعي: إن تهمه

صيد قد شغله حتى لو مضغ الحنظل لم يشعر بمرارته فيبصق. على التعال. وخص المتنبي لهوات الطفل ألنها مظنة الس

وقوله: ركضت بالخيل، إنما وجهه: لو ركضت الخيل، يقال: ركضت الدابة، وال يقال ركضت بها. هذا هو المعروف في اللغة، لكن قد يجوز أن يكون ركض بالدابة لغة، فيكون من باب طوحته وطوحت به. وقد يجوز أن تكون الباء زائدة كقوله )سود^

ور(المحجر ال يقرأن بالس قـلـب قـذف مهمه كم)

الـدلـيل بعد قضانني المحب قلب

(مطال ما قال )المحب( فجاء به على لفظ الفاعل، ولم يقل الحبيب وهو يريده، ألنه عنى شدة

إشفاقه في المهمه، وذلك أن المعشوق إذا أحب عاشقه، فإنما يهجره لخوف واش أو رقيب، فاذا رآه خفق قلبه إلشفاقه. ولو كان المحب غير محب لم يتجشم الزيارة على

جبلة:شدتها. وهذا كقول علي بن زارني من يأبى حس كل من حذرامكتتمـا فزعا

فقضاني بعد ما مطال على هذا القول، جملة في موضع الحال. ويجوز وضع الفعل الماضي موضع الحال، ألنه قد يوضع موضع المستقبل في قوله: إن فعل فعلت. وفيما

حكاه سيبويه من قولهم: والله الفعلت، يريدون ال أفعل. وقد ذهب بعضهم في قوله تعالى: )أو جاء^وكم حصرت صدورهم( إلى أن )حصرت( في موضع الحال، وقد فيه منوه. ويشهد عندي أن حصرت في موضع الحال قراة من قرأ:

)أو جاء^وكم حصرة صدورهم(. وأما قوله: )قلب الدليل به قلب المحب( الذي هذه صفته فمعناه: أن فؤاد الدليل وجل

كقلب المحب الزائر المتوقع للفضيحة. وقد يجوز أن يكون )قضاني بعد مامطال( خبرا عن المهمه، أي: كم من مهمه قد

قضاني بعد مامطال، قلب الدليل به قلب المحب. وأما )قضاني بعد ما ماطال( وهو يعنى المهمه، فمعناه: أن المهمه طال عليه، فمطله

بالنجاة منه، ثم قضاه بعد حين، وكالهما مستعار. وأما قوله: )قلب الدليل به قلب المحب( فمعناه: أن قلب المحب يرجو ويخاف. وكذلك

الضاللة.قلب الدليل يرجو الهداية ويخشى ي) لذلكم ما قيامي محب

صـل ـ الـن بريئا الجرحى من سليما

(القتل من

Page 7: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أي: يامحبي ثورتي وقيامي بدولتي، وتركي لألسفار، كيف أفعل ذلك ولم أكسر سيفي، وال ثلمته بضربي أعدائي به، فكى عن

لم بالجرح،إذ الجرح والقتل إنما يلحقان الكسر بالقتل، وعن الث الحيوان، والسيف جماد ال حياة به. وأراد سليما من الجرح،

فوضع الجرحى موضع الجرح. وإن شئت قلت كأنه على حذف المضاف، أي سليما من ألم الجرحى، أو من هيئة جرح الجرحى،

وبريئا وسليما منصوبان على الحال من قوله: )ما لذلكم(: أي استفهم عنه وهو في هاتين الحالين، كقوله تعالى: )فما لهم عن

التذكرة معرضين(. بما تشييهى عنك أمط)

ه وكأنن فوقي أحد فما أحد وال

(مثلي اما )كأن( فلفظة تشبيه، فالكالم بها هنا على وجهه، كانه يقول: التقل في: األسد وال

كأنه السيف، وال كأنه الموت أو السيل، فكل ذلك إنما هو دوني،وال ينبغي أن تشبهالشيء بدونه، إنما المعتادعكس ذلك.

وأما )ما( فليست بلفظة تشبيه بمنزلة كأن، إنما استجازها في التشبيه، ألنه وضع األمر على أن قائال قال: ما يشبه؟ فقال له المسئول: كأنه األسد، كانه السيف. فكأن هذه

التي للمسئول، إنما سببها )ما( التي للسائل. فجاء هو السبب والمسبب جميعا؛ وذلكالصطحابهما. ومثل هذا كثيرا.

وقد يجوز أن تكون )ما( هنا بمعنى الجحد، فجعلها اسما، وأدخل الحرف عليها، كأنه سمع قائال يقول: ماهو )إال( األسد. وفي هذا معنى التشبيه أي مثل األسد، فأبى هو

ذلك. ثم رجع إلى النوع األشرف فقال )فما أحد فوي وال أحدمثلي( مفضال نفسهعليهم.

أيضا:وله

ة) رأيتمـهــديهـــا رأيت مـا هـدي في العباد إال(رجل

أي هذه هدية، ويجوز هدية على البدل من قوله: )بما بعثت به(. وقوله: ما رايت مهديها إال رايت األنام في رجل: أي أن فضائل األنام مجموعة في شخص واحد منه، فال معتبر

أيضا:بالعدد، اذاحاز معانيم أجمعين وحده، كقوله ال له مثليهم الناس غدا

عدمتـه ذراه^ في دهرى وأصبحدهور

ونحو قول بعض الحكماء وقد رضى تلميذا له من بعض تالميذه، يقال إن ذلك التلميذ )رسطا ليس( فقال: واحد كألف، وليس ألف كواحد، وليس ألف كواحد وقال ابو

نوأس: الله على ليس

واحد في العالم يجمع أنبمستنـكـروله:

وقفت وال) مـسـى بجسـمثـالـثة

ذى في درس أرسم(الدرس األرسم

Page 8: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

المسى، والمسا، والمساء^، كالصبح، والصبح، الصباح. أي لوال هه الظبية اإلنسانية، لم أقف على رسوم هه الدار ثالثا بين يوم وليلة أسألها. ولم يرد أنه وقف عليها بعد ثالث

من إقفارها، ألن الدار ال تدرس بعد ثالث. وإنما عنى أنه وقف عليها ثالثا، وصفته الجسم بأنه ذو أرسم درس، ذهب فيها إلى

ائه. واستعار له أرسما حين شبهه بهذا الربع الدارس واألرسم، كقوله في صفة وامحالدار:

الودق هزيم كل زال ماينحلـهـا

حتى ينحلنى والشوق^جسدي حكت

وهذا البيت أبلغ في نحول جسمه، ألنه جعل الدار يحكى جسمه في النحول، فإذاجسمة أنحل منها.

وفي هذا البيت أعنى )وال وقفت بجسم . . .( لم يجعل لجسمه فضال على الدار فيالنحول.

ودرس: يجوز أن يكون جمع دريس وأن يكون جمع دروس، كصبور وصبر، وان يكونوبزل.جمع دارس كبازل

خلخال قبلك ضاق ما) على رشأ

على بديباج سمعت وال(كنس

يقول أنت كالرشأ في الحسن، وساق^ الرشأ دقيقة، فكيف خالقت أنت الشرأ، بأن ضاق خلخالك عن ساقك. ولو ألبست

ساق الرشأ خلخاال، جال عليها ولم يثبت. )وال سمعت بديباج على كنس(: أي على هودجك ستور ديباج.

ولم نسمع قبل بديباج على كن اس. إنما الكناس غصون أو أسؤق شجر أو محافر أرض. وأنت قد خرقت المعتاد. بكون

الديباج على كناسك. ومن رواه على كنس، أراد على ذى كناس. وهذا على النسب، إذ ال فعل له. ونظيره ما حكاه سيبويه: جرح،

وسته، وطعم ونهر، وأنشد: )لست بليلي ولكني نهره( أي: ذونهار.

فأما قراءة من قرأ )في أيام نحسات(، فذهب الفارسي إلى أنه من باب فرق ونرق، توهموه على الفعل وإن لم يكن له فعل، لم

يقولوا نحس النهار. وها الي قاله الفارسي غير قوى عندى، أحسن منه أن يحمل

على النسب، ألن نظيره كثير، كما قد حكينا عن سيبويه، وتوهمالفعل في مثل نحس قليل في كالمهم.

وله أيضا: إلى تهدى ما فجعلت)

هدية وظرفها إليك منى

(التأميال يحتمل وجهين. أحدهما: أنه أراد: لما جل قدرك عما تناله يدي ولم تبلغه إال هبة يدك

التي هي كفاؤه، جعلت ما تهديه إلى، هدية منى إليك، فما بعدل جاللة قدرك إال جاللةجودك، وجعلت ظرفها تأميلي أن تقبلها منى.

واآلخر: أن يكون استحقه فقال: ما علمت أن )ما( تتحفنى به أو تزودنته لرحلتي، سيبلك أن تمسكه عنى وال تطلقه، وأن تعده هدية مني إليك، وبإمساكك عن إهدائكه

Page 9: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

إلي.أيضا:وله

سحاب على أمطر)ة جودك ثر

ال برحمة إلى وانظر(أغرق^

أي إن عطاءك جاوز المقدار، فكاد يقتل المعطى فرحا، فتالف عفاتك منه، لئال يبلغ بهمتمام:الحسد المهلك، فيكون كالماء المغرق، كقول أبى

لوال القلب تستثيراتصالـهـا

وسوس الله دفاع بحسنسائله

وقد يجوز أن يكون قوله: )انظر إلى برحمة( أي ال تكلفني من الشكر قدر الواجبة وهو فيهلكني ذلك، فكنى عن ضعفه عن الواجب عليه من الشكر بالغرق. وقال ثر يعنى السحاب ألن السحاب جمع سحابة، وكل جمع ليس بينه وبين واحده إال الهاء،

فلك وتذكيره، وجمعه وإفراده.أيضا:وله

في وقلبك) ولو الدنيا دخلت بـنـا

كيف مادرت فيه وبالجن(ترجع^

يتعجب من ذلك. أي قلبك في الدنيا، وهو من السعة بحيث لو دخلت الدنيا فيه بنا ضاقت عن وبالجن، أعجزنا الرجوع، وتهنا في سعته، فكيف وسعت الدنيا قلبك؟ وهال

نه ما قبله، وهو قوله:حمله، اصغرها عن عظمه. يبي أليس وصفك أن عجيبا

معـجـزى معاليك في ظنوني وأن

تظـلـع^ك وصدرك ثوب في وأن

فيكـمـا ساحة من أنه على

أوسع^ األرضأيضا:وله

طويل النجاد طويل)العماد

طويل القناة طويلنان (الس

هو:النجاد: حمالة السيف، فطوله كناية عن طول القامة، وذلك مما يمدح به كقوله ما مضاء في قلوبهم

امتشق^وا ما تمام في أبدانهماعتقلوا

وكقوله: من الدرع فضول وغال

جنباتها بدن على لـه القناة قدقـد

ؤدد، وأصل العماد: ما عمد به البيت، أي أقيم. ويقال: وطول العماد: كنية عن الس عمدت البيت وعمدته، وعماد سيد الحلة: مرموق يقصد، فكأن عماده، وإن سارى عمد

نان: كناية أهل الحلة، أطول بكثير الشائمين له، والقاصدين نحوه. وطول القناة والس عن الحذف بالطعان. ولهذا وصفت العرب أرماحها بالطول، يريدون جودة العمل بها،

والقوة على تصريفها، ال أنها طوال في ذاتها، ألن طولها مبعد عن القرن، وال يحمد ذلك إال الجبان. ولو كان طول القناة في ذاتها محمودا، لكان السيف لكونه أقصر منها . . . مذموما. وإنما صفة القناة بالطول، كصفة السيف بالطول. ال يؤريدون في كل ذلك إال

الحذق بالضراب والطعان. ومما يدلك على أن طول القناة غير محمود، أن طول القناة قد يوؤثها الخطل قال

Page 10: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

األصمعي: طول القناة: أربع عشرة وأقصرها سبع والممدوح بينهما، وهو ما كان طولهالشاعر:إحدى عشرة كقول وأسـمـر يا كـأن خـطـكـعـوبـه

أربى قد القسب ثوىالعشر على ذراعا

البحتري:وكذلك قال عشر أذرعه كالرمحوواحدة

وال طول به استبد فماقصر

غامضات حده^ يرى)الق^لـوب

ال هبوة في كنت إذا(أراني

أي أنه ماض يقطع كل عضو يلقاه، حتى ينتهي إلى القلب، فكانه إنما قطع مادون القلب من األعضاء حين رأى القلب، فهتك اليه الحجب التي دونه، إذ لم يمكنه الوصول اليه إال باختراقها الهبوة،

وأراني هنا: من رؤية العين، ألنها غير متعدية، فكان يجب أن، لم يتعد يقول: ال أرى نفسي، ألن فعل الفاعل إذا كان حسي

إلى ذاته بكناية المتكلم. اليجوز ضربتنى، وإنما يتعدى فعلا إلى ذاته بلفظ النفس. ويقولون: ضربت الفاعل إذا كان حسي

ظلمنا أنفسنا( إال أنه جاؤ عنهم فقدتني نفسي وفي التنزيل )ربناوعدمتني، وهذا نادرا غي معمول به.

لكن لما كانت ارى التي هي للعين مطابقة اللفظ آلرى التي هيية، كقولهم: أراني للقلب، تتعدى على هذه الصورة، ألنها غير حس

ذاهبا. اسجاز أن يجرى )أرى( التي للعين مجراها. وعلى هذا أوجه أنا ما خكاه سيبويه من قول العرب: أما ترى أي

برق هاهنا؟ فع^لقت فيه أرى. ورؤية العين التعلث وإنما تعلق رؤية القلب، ورؤية القلب بصرية ال نفسانية. لكنها لما طابقت في

اللفظ )ترى( التي هي للقلب، وكانت هذه تعلق استجازوا تعليق التي للعين. على أن الفارسي قد ذهب في هذا الذي حكاه

سيبويه إلى أنها رؤية قلب.وله أيضا:

اس خساس رماني) من الناسته صائب

يديه من قطن وآخر(الـجـنـادل

يذهب إلى أن عدوه ضد له. هوجم الفضائل، وعدوه جم النقائص والرذائل، ولذلك وقع بينهما التنافر، ألن الذد محارب لضده، والشكل مسالم لشكله فهو يقول: اليعاديني إال

ناقص لجرى العادة بمعاداة ذى النقص لذى الفضل. فإذا عابنى - واإلجماع قد وقع علىاألخرى:فضلى - فهو ال محالة ناقص وقد صرح عن ذلك بقوله في

من مذمتى أتتك وغاذنـاق

بأنى لي الشهادة^ فهيكمل

Page 11: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

ي لتشا كلنا في الفضل، وألنه لو كان فاضال لنقص أي أنه لو كان فاضال مثلي، ما ذمنتمام:وفضلت. فأوجب ذلك تضادا وتعاديا كقول أبى

مـجـد^ األعداء آسف لقديوسـف ابـن

الدنيا في النقص وذومولع^ الفضل بذى

وقوله: )من صائب استه، وآخر ق^طن( ك أراد من بين صائب يرميه وآخر هذه صفته،ر كما ال يؤثر القطن إذا رمى به. أي أنه ضعيف يعدى ضعفه الجندل فيضعف، حتى اليؤث

وصائب استه: أي مصيبها. يقال: صاب الشيء وأصابه. وخص ذكر استه من بين سائر األعضاء لوجهين: أحدهما: قصد االستخفاف به في ذكر ذلك منه، واآلخر أن هذا الناقص المتنقص لي مغلوب مهزوم. والمهزوم ال يقع سالحه

إال على مايلي ظهره، فخص هذا العضو لألمرين جميعا. واألجود عندى أنه إنما قصد االستخفاف، والشتم، والسب بلك كثير. ولذلك سميت

ب. و والس ب االست الس وأصل الناس: األناس، حذفوا الهمزة لكثرة استعمالهم إياه، وذلك مع الالم، وقد جاء محذوفا وال الم فيها، كما جاءت الهمزة فيه مع الالم فيما أنشده أبو عثمان من قول

لعن على األناس اآلمنينا ولما ذكر سيبويه اسم الله تعالى، وكون الشاعر: إن المنايا يط األلف والالم فيه خلفا من الهمزة قال: ومثل ذلك. أناس: فإذا أدخلت األلف والالم

قلت الناس. إال أن الناس قد تفارقه: األلف والالم ويكون نكرة. والله تعالى ال يكون فيه ذلك، وهو فصل معروف في باب ما ينتصب على المدح والنعظيم والشيم في باب

النداء. وقوله: )وآخر قطن( الجدي في قطن الرفع، ألنه جوهر والجواهر ال يوصف به. إال أن

الجر في مثل هذا قد يسوغ، وذلك على توهم الصفة، يقدر الجوهر صفة بقدر ما يحتمله وضعه، نحو ما حكاه سيبويه عن العرب من قولهم: مررت بسرج خز صفته،

ن، صفة قال: الفارسي: كأنهم يقولون: ألن الخز وإن كان جوهرا فهو في معنى لي )مررت بقاع عرفج كله(. فيجعلونه كأنه وصف. قال الفارسي: كأنهم يقولون: مررت بقاع خشن كله. وإنما قدره بخشن، ألن العرفج شاك، والشوك خشن المس. فاذا جر

الجنادل.فقال: )وآخر قطن من يديه الجنادل( فكأنه قال: وآخر لين أو ضعيف من يديه يجهل وهو بى جاهل ومن)

جهلهه علمي ويجهل بى أن(جاهـل

األرض مالك أبى ويجهل)معسـر

ى ظهر على وأنماكين (راجل الس

ومن جاهل: معطوف على )صائب استه(. أي أنه قد اشتمل بالجهل وال يعلم أنه جاهل، بالغ في استجهاله، فلم يبق له أثرا

من العلم، إذ لم علم أنه جاهل لكان له جز من العلم.وكذلك أيضا بالغ في استجهاله بقوله:

جاهل بى أنه على ويجله يقول: ال علم له البتة، وكذلك يجهل قدري عند نفسي، فال يعلم أني إذا ملكت الرض،

كنت معدما عند نفسي، لقصر ذلك عن قدري، وأني إذا علوت السماكين، كنت عند نفسي راجال، ألن ذاتي أعظم قدرا وأكرم خظرا. و )مالك األرض(: حال، والنية فيه

ماكين( متعلق بمحذوف االنفصال، أي مالكا لألرض. والظرف في قوله: )على ظهر الس أي مستقرا على ظهر السماكين، وهو حال، فالمجرور في موضوع الحال، وأراد على

ماكين( فوضع الواحد موضع ذلك. ومثله كثير، )ظهور السماكين(، أو )ظهرى السكالواحد.وحسن ذلك أن السماكين يذكران كثيرا معا، فصار

وهو باخل عن صدرت وال امرىء روح وردت فما)

Page 12: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(باخلله روحه أي لم ترد سيوفنا روح امرىء إال صار لغيره، إما بكونه إلى العنصر فقدر أن يبخل

منهما.عليها بهما، أو بواحدة ل) البالد أن لي يخي

مسامعيي تق^ول ما فيها وأن

(العواذله حتى حسبه كائنا، ويقول: قول العواذل ال يثبت في ل له السيء وخيل إليه: أي شب خي

سمعي، كما ال أثبت أنا في بلد. أراد: وأني فيها ما يقول لي العواذال، من النهى ليصرف، كقوله:عن التغرب وضروب الت

البدو بيوت في أواناالبعـير قتد على وآونةرحلى

ومثل هذا كثير في شعره.أيضا:وله

بعدت ابعد) بياض ال بياضالـه

من عيني في أسود^ ألنت لم (الظ

ابعد: أي اهلك. بعد الشيء^ بعدا: هلك، وبعد بعدا: ضد قرب. ودعاؤه عليه بالبعد: أبلغ من دعائه عليه بالبعد، لنه إذا هلك فقد صار إلى العدم، وإذا )بعد( كان في الوجود وإن

لم يقرب. والبعد أمحى له من البعد. وقوله )بياضا ال بياض له(: أي ال بياض له فيالحقيقة، وال يحدث عنه بشر وال فرح.

واد، والسرور بالبياض. وهو معنى وله تعالى: )يوم تبيض والعرب تصف الحزن بالسر أحدهم باألنثى ظل وجهه نسودا( وأراد: )ابعد وجوه وتسود وجوه(. قال: )وإذا بش

عر األبيض، وال العرض الذي هو البياض. )ألنت بعدت ذا بياض(، ألنه إنما يخاطب الشأسود في عيني من الظلم أيها الشيب.

فأما قوله: )أسود في عيني من الظلم الظلم(، فخطأه فيه قوم. قالوا: إن )فعل(( فال تقع المفاضله فيه إال بأشد )أفعل( هذا على أكثر من ثالثة أحرف، وهو )اسود

وأبين وغيرهما من األفعال الثالثية، التي تصاغ نيوصل بها إلى التعجب من األفعال التيعلى أكثر من ثالثة.

وهذا منهم غلط. ليست )أفعل( هنا للمفاضلة، وال )من( متعلق بأسود، على حد تعلق )من( بأفضل في قولك: زيد أفضل من عمرو. وإنما هو كقولك ألنت أسود، ومعدود من

الظلم في عيني. )فمن( غير متعلقة بأسود، كتعلق )من( بأفعل التي للمفاضلة، وإنماة محل الظرف، بمنزلتها في قول األعشى:هي في موضع رفع، حال

منهم باألكثر فلستة^ وإنماحصى للـكـاثـر العز

فال يجوز أن تكون )من( متعلقة باألكثر، ألن الالم تعاقب من وإنما هي هنا بمنزلةحجر:الظرف. وذلك جعل الفارسي )من( هنا بمنزلة ساعة في قول أوس بن

أحـوج العرض رأينا فإناسـاعة

ريط من الصون إلىمسهم يمان

والشيب قاتلتى بحب)تـغـذيتـى

هواى بالغ وشيبى طفال(الحبـم

أي عذبت نفسي بحب هذه التي قتلني حبها بالشيب. فأما تغذيتي نفسي بالحب ففي حال طفولتي، وأما في الشيب، ففي

Page 13: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

حال بلوغي الحلم، أي هويت وأنا طفل، وشبت من ذلك الحب وأنا متلم، فجعل الحب والشيب لنفسه غذاءين وهما مهلكان ال

متمنيان. والياء في تغذيتي تكون في موضع الفاعل، فيكون المفعول حينذ محذوفا، أي تغذيتي نفسي، كما تقول: عجبت من

ضرب زيد عمرا. ويجوز أن تكون في موضع المفعول الذي لم يسم فاعله، أي غذيت. وهواى: يجوز أن يكون مبتدا وخبره الحال

ويق ملتويا، والقول في الذي هو طفل كقولك: أكثر شربي السيبي وبالغ الحلم، كالقول في هواى طفال. وكأنه قال: بالغا الحلم.

ويجوز أن يكون هواى في موضع جر البدل من حبي، وشيبيحينئذ في موضع جر معطوف على هواى. واألول أقوى.

الصلوت يرى شيخ)نافلة الخمس

فب الحجاج دم ويستحل (الحرم

الرياحي:يعني بالشيخ هنا: المجرب إذ ال تكون التجربة لغير ذوى السن والحنكة، كقول مجتمع خمسين أخو

ئون مداورة^ ونجذنىأشدى الشين، وقد قال هو في موضع آخر:وفي كالمهم: ابن خمسين: ليث عفر

حقى سأطلب) بالفتاومشـاريخ

ما طول من كأنهم(مرد^ التثموا

مشايخ: جمع مشيخة ومشيوخاء على حذف الزائد. )يرى الصلوات الخمس نافلة(: أي أنه ال يعني بمفروضات الدين، وال تمنه^ه مما يشاء إذا أمكنه ما طلبه. ويستحيل دم

ج الذي يوجبه الحجاج في الحرام: أي أنه مبالغ في المضاء والنفاذ، حتى ال يرده التحر الدين فضال عما سواه. ويرى هاهنا: من رؤية القلب، ألن الصالة فعل عرضي ليس

بديع.بجوهر محسوس، فتكون حاسة البصر واقعة عليه. وفي الحرم تتميم مال ورب) من فقيرا

مـروتـه من أثرى كما منها يثر لم

(العدممح إذا وجد أعطاها حظها، فالفقر أي أن اللئيم الغنى يمنع نفسه خظها، والفقير الس

حنظلة:مع السماحة أجدى على صاحبه من الغنى مع اللؤم، كقول حسان بن يحمد أبيك لعمر إنا

ضيف^نـا ويسود^ على مغتربااإلقالل

وتقدير البيت: ليم يثر هذا اللئيم الغنى من غناه، كما أثرى هذا الفقير السمح منالعدم.

وقد يجوز أن يعنى أن ثرثرة هذا اللئيم الغنى من الفقر، وأكثر من ثروته من الغنى، أيأن حالة المعدم أظهر من حالة الغنى.

قوله:فأما ئام الغنى يجنى) لو لل

عقلوا عليهم يجنى ليس ما

(العدم فمعناه المبالغة. أي أنهم يمنعون أنفسهم حظها في حال الغنى، فال يقدرون بل يذمون

بظهور حال الفقر عليهم، وإن كانوا أغنياء. وأما إذا ظهرت عليهم حال العدم وهون. معدمون، فال ذم عليهم، بل عذرهم في ذلك بي

أيضا:وله

Page 14: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

قيب حاشى) فخانته الرضمائره^

ض فانهلت الدمع وغي(بوادره^

يريد: استثنى الرقيب، وأخرجه مما كان يعرف سه، ألنه كان في أول أمره يبوح بسره إلى بعض إخوانه، ويخفى ذلك عن الرقيب. فلما تمادى ذلك به أفرط عليه، إلى أن

منه.بخل وبكى، وذل وشكا، فعلم الرقيب ذلك الخير فغاب االمير غاب)

بلد عن تبكى أسمه لفقد كادت

(منابره كان األمير المجهول مخطوبا له بحمص أيام واليته إياها، فأزيل عنها فانقطع االختطاب

لذلك.باسمه على منابر هذه المدينة، فحنت المنابر وبكت األحياء وحشة اشتكت قد)

أربـعةرت الموتى أسى عن وخب(مقابره^

الهاء في مقابره: للبلد ذاك، كما كانت في المنابر له. أي توحش إليه األحياء، وهذا ممكن، واألموات، وهذا غير ممكن، لكنه بالغ

بالموتى، وأفرط بقوله: إن المقابر مخبرة عن أسى الموتى، فالنصف الثاني أغلى من األول، ألن األحياء يتوحشون، وإن كان فيه غثلو أيضا إلسناده الشكوى إلى األربع فيه. وكأن األربع إنما

اشتكت رقة لما تراه من توحش أهلها، وبعدا بذلك.يت األربع بعد المير من سكانها، فتشكت وإن شئت قلت: خل توحشها إلى األحياء )وهذا( أولى. لتطابق إسناد األسى إلى

الموتى.يوف تحمى) على الس

معه أعدائههن أو بـنـوه كأن

(عـشـائره^ أي إن السيوف تحمى على أعدائه معه، تعصبا له وحبا، حتى كأن

السيوف من مظاهرتها ونصرها له، وتبليغها إياه ما شاء من عدوه، بنون له أو عشائر قال أبو الفتح: وهذا أبلغ من قول أبى

تمام: األوداج فـي هي كأنما

والـغة الغيظ تجد^ الكلى وفيتجد^ الذي

ألن أبا الطيب قد جعل السيوف بنين له وعشائر. وإذا كانت المناسبة استحكمتالمناسبة.العصيبة، وازدادت األنفس حمية، وأبو تمام لم ينط بيته بشيء من معنى

إذا) تدع لم لحرب انتضاها جسدا

للعين وباطنه إال(ظـاهـره^

دها. أي إن الدن الذي هو باطن الجسد يفيض فيصير ظاهرا. وقيل تقطع انتضاها: جراألشالء وتقد الجلد، فيظهر من الجسم ما كان باطنا.

أيضا:وله يترك لم جسدى ومن)

قم شعرة الس فوقها فما له وفيها إال

(فـعـل

Page 15: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أي أن السم نال طائفة من طوائف جسدي: اللحم والعصب والعظم، فأنحاه وبراه،عر الذي هو أرق الطوائف جسمي، فإنه أثر فيه بالشيب. والشيب سقم، ألنه حتى الش

قم كذلك ولذلك قال بعض الشعراء في صفة الشيب:مشعر بفناء، كما أن الس السقم هو غـير أنه إال

مـؤلـم الشيب مثل أر ولم

ألم بال سقماعر، بهذه النازلة وقد يجوز أن يعنى أنه قذف في اصغر طوائف جمسي، هو الش

العظيمة الشنيعة، وهو الشيب فقس على سائر الجسم بمثل هذا القياس، كما يستدل باألصغر على األعظم، وباألقل على األكثر، أدى إذا كان فعله في الشعر هذا، فما ظنك

والعظم؟باللحم، وما يحمله من العصب الغمد فارق ما إذا همام)

سيفه أيهما تدر لم وعاينتهصل (الن

أي أن مضاءه كمضاء السيف، وبشره وبشاشته كفر نده وصقالته، فأنت تشك فيهماتمام:حتى ال تميز أحدهما من صاحبه. وهذا كقول ابى

ه عند كالسيف منصلتا سلرؤبة:وقال

إصليت بها سيف كأننيأيضا:ونحوه عندي قوله هو

^ كفرندى الجراز سيفي فرند أي كبسرى عند القتال وبشاشيتي وفرحي بتاثيري في اقراني، فرند سيفي هذا الجراز:

القاطع، وذهب قوم إلى أنه عنى بفرنده نفسه: سه^ومه وتغيره من السفر والجدهام بالفرند، لداللته على شرف الهمة ورفعة النفس، وإنما والتعب. فكنى عن ذلك الس

الصحيح الول كقوله في موضع آخر: أرى من فرندى قطعة من فرنده وجودة ضربالصقلالهام في جودة

قيل إذا قال حلما للحلـممـوضـع

غير في الفتى وحلمجهل موضعه

كقوله:أي طلب الرفق في موصع النزال خديعة ال يخلد إليها أريب، والرمح حاميم يناشدني

شاجر قبل حاميم تال فهال

التقـدمنفسه.وإنما يروم بذلك قرنه منه التماس نهزة أو حذبا إلى كشف شدة عن

ى ولـوال) حـمـل نـفـسـه تـولـحـلـمـه

نهدت ال األرض عن(الحمل بها وناء

الحمل: المصدر، والجمل: االسم. وناء بها: أثقلها، وفي التنزيل )ما إن مفاتحه لتنوء^ بالعصبة(. وال يقال )ناء( إال في حد اإلتباع لساء، يقال: )له عندي ما ساء وناء(، وقد يكون مع اإلتباع صيغ ال توجد في حد اإلفراد، كقولهم هنأء^ ومرأه، فإذا أفردوه قالوا أمرأه. وقالوا: إني آلتيه بالغدايا، والعشايا، والغداة التجمع على غدايا، ألن )فلة( ال

تكسر على فعايل. لكنهم تجوزوه لما قرنوه بالعشايا، وال عليك أتبع الثاني األول، أم صيغ األول على حكم الثاني، ألن مذهب العرب في ذلك، أن تصوغ الكالم من جه واحد

طلبا للمشاكلة. ومعنى البيت: أن حلمه رزين فلو لم يتول حمله نفسه بنفسه، ووكل االرض بحمله،

اآلخر:أثقلها فانهدت. وإنما يوصف الحلم بالزراعة لما يتبعه من الوقار، كقول الجهال على جاهلنا وتزيدرزانة الجبال تزن أحالمنا

أيضا:وقد قال هو

Page 16: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

عـافـت حلمه وبقياتالـنـا

فب ركانة فصارت سالجبال

وحالت) دون كفه عطاياوعـده

وال وعد إنجاز له فليس(مطل

أي أن عطايا بال عدة. واإلنجاز والمطل: عرضان أو خاصتان للوعد. فوجودهما بوجوده، فإذا ارتفع الوعد ارتفعت خاصتاه

اللتان هما اإلنجاز والمطل، وكذلك كل خاص ومخوص، إذا انتفى الخاصة، كالضحك وقبول العلم واألدب اللذين هما خاصتا نو

االنسان. فاذا انتفى االنسان انتفت هاتان الخاصتان. وإنما مثلت الوعد باالنسان، وان كان الوعد عرضا، واالنسان جوهرا تقريبا وتثبيتا. فال تظن بنا غير ذلك، ولو وثقنابفهم بنى

الزمان، لغنينا عن إطالة البيان. كفى) ثعال بأنـك فخرا

مـنـهـم من أمسيت ألن ودهر(أهل أهله

أي ودهر بكونك من أهله. أي دهر مستحق لذلك. ورفعه بفعل مضمر أي وليفخر دهر، وحسن هذا اإلضمار، ألن قوله: )كفى فخرا بأنك منهم( في قوة قوله: لتفتخر ثعل،

فحمل الثاني على المعنى، فكأنه قال: لتفخر ثعل وليفخر دهر، والحمل على المعنىكثير، فأهل: صفة لدهر، وأراد كفى الفخر ثعال فخرا بكونك منهم.

أيضا:وله الجف^ون يامرض أبرحت)

بممرض وعيد له الطبيب مرض(العـود^

أبرحت: بالغت في تعذيبه، وتجاوزت النهاية، ومنه قولهم: أبرحت فارسا: أي بلغت الغاية، وتجاوزت النهاية. ومرض الجفون: فتورها. والممرض: يعنى نفسه ألن مرض الجفن أمرضه، فيقول: بالغت يامرض الجفن بإمراض مريض، مرض الطبيب له: إما

عجزا عن شفائه. ومرض العود لشدة ما رأوا به فعيدوا.والبن جنى في هذا البيت كالم أجله عن أن أغزوه إليه.

وقوله: )مرض الطبيب له(، فله: في موضع الصفة للممرض، ومعنى له: أي )من(عليك.أجله. وقد يكون في موضع المفعول كقولك: أنا عليم بك ووكيل

بن العزيز عبد بنو فله)ضا الر

عيسهم ركب ولكل(والفدفد^

يريد أنه قصد بنى عبد العزيز ليشفوه مما به، ولم يأخذ سيرة الذين يأخذون بقولةالقيس:امرئ

عاشق لبانة تقطع لم وإنك ألنهم يرون البع^د من المحبوب مما يريح، فترك هو هذا، ونحا إلى بني عبد العزيز، يذهب إلى أن شغل بني عبد العزيز هؤالء أن يريحوا من هذا الممرض، وشغل كل

ركب أن يركبوا العييس، ويمشوا في القفار.به.وبعض الناس يقول: إن العيس لبني عبد العزيز، واألحسن ما بدأنا

على نقم) مان نقم على نعم الز عم ال التي الن

Page 17: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

هـا (تجحد^يصب أي نعمه البوادي العود: تدفع نقم الزمان، فتغنى من فقر، وتف^ك من أسرأ واألسر من نقم الزمان، فهو يصب هذه النعم فينتقم بها من نقم الزمان، لن جوده وغياثه إذا أزاال

الفقر واألسر ونحوهما من النقم، فقد انتقما منها، فهن إذن نقم على الزمانية، ونعمينقمه.على األسير والفقير ونحوهما ممن أصابه الدهر

في من) الكرام من األنامتقل وال

سوى شأم فيك من(يقصد^ شجاع

الشأم، مذكر، وتقدير البيت: من في األنام من الكرام سوى شجاع يقصد يادنيا، وال تقل )من فيك ياشأم(، فخص بذلك الشأم وحده، فإنه أوحد الدنيا جميعا. ال أوحد الشأم

وحده. سواها شرف لها أرض)

مثلهـا سواها في غيرك كان لو

(يوجد^ أي منبج هذه ارض شريفة، وغيرها مثلها، لوال كونك بها، فإنما شرفت على البالد بك

البذاتها. كأنك جموعهم بقيت)

(مفرد^ كأنك بينهم وبقيتكلهاأي أغنيت غناء الكل، فكأنك كلهم كقوله: )إال رأيت العباد في رجل(.

وبقيت بينهم كأنك مفرد، أي لم يكن فيهم من يجوز أن يعد ثانيا لك، وإن كان حولكجماعة.منهم

في منية شاركته ما)^ يدها على لشفرته إالمهجة (يد

العرب تقول: لك على فالن اليد البيضاء؛ أي المزية الظاهرة. فمعنى البيت: إن لشفرته األثر األظهر، فإما أن يكون؛ ألن تأثير

السيف أظهر من تأثير المنية، لن تاثير السيف جسماني عليه يقعالحسر، وتأثير المنية نفساني، ال يقع عليه حس.

وقديجوز أن تكون للشفرة اليد على المنية، من جهة أن المنية معلولة للسيف، والسيف علة لها. والعلة أشرف من المعلول،

فوجبت المزية للسيف بذلك. وقد يتوجه البيت على أن كل شريكين، فمن المعتاد األغلب أن يكون أحدهما أقوم باألمور، فتعلو يده يد صاحبه، فاذا شاركت

المنية سيفه فحكمه أمضى، واألول عندي أقوى.عتهم) قط ما أراهم حسدا

بهـم فتقطعوا ال لمن حسدا

(يحسد^ أراهم مابهم: أي كشف لهم عن تقصريهم عنك، ولو أن اتزن له أراهم ما هو به كان

أدخل في الصناعة المنطقية، فتقطعوا حسدا لمن ال يحسد: أي هم يحسدونك لنقصهم عنك، وأنت ال تحسد احدا، لن الفضائل كلها متجمعة لك، فلم يبق لك ما تحسد عليه

غيرك.الصفة.وقوله: أراهم مابهم، جملة في موضع

قالن وأبوك الـبـرية أبا يكون أنى) أنت والث

Page 18: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(محمد^آدم هذا محال من القول وسفه، أي انك انت اإلنس والجن، وأبوك محمد، هذا يعني أبا

الممدوح، لفما لهذه البرة وادعائها آدم أباها، وهذا من قبيح الضعف، وطريق السخف، وقد دخل به العقاب في أنه لم يحسن تأليف البيت ولم يوفق إلقامة إعرابه. أال تراه

فصل بين المبتدأ والخبر بجملة أجنبية في قوله: )وأبوك والثقالن أنت محمد(. وموضع الكالم: أبوك محمد، والثقالن أنت. وهذا ال يكاد يسيغه لنفسه الذي يقول: ضحك الناس

ايضا:وقالوا شعر وضاح اليمان إنما شعرى قيد عقد بخلجان وقال طلبى ما جسيم طلبت)

ا ـ وإن بالمهج فيه نخاطر

(العظاماراد جسيم طلبي، و )ما(: زائدة. والعظام هانا: كناية عن العز والشرف.

فقدت.أي يقول: أنت إنما نخاطر في طلب بالمهج العزيزة التي ال خلف منها إذا إلى الزمان برز ولو)

شخصا مفرقه رأس ألدمى

(حسامي أي لو شخص الدهر ألثرت فيه بسيفي، والدهر ليس بشخص لن وجود النور وعدمه،

السوء.الختالف حركة الفلك، فتمناه هو شخصا ليوقع به، غلوا منه غلوا، وعليه دائرة الخيل عيون امتألت إذا)

ي يقظ فويلمن (والـمـنـام للت أي أروعهم ببأسي متقيظين، ويحملون بي، وذلك بما بقى في نفوسهم من الروع،

هو:كقوله في يرى في رمحك النومكاله

في يراه^ أن ويخشىهاد^ (الس

الشاعر:ومادة كل ذلك قول عم بابن عدوك وعلى

مـحـمـد الشمي ضوء رصدان

واإلظالمه فإذا ـ سيوفـك عليه سلتهـدا وإذا رعـتـه تنـب

األحـالم وأراد المتنبي: إذا امتآلت عيون فرسان الخيل، فخذف المضاف، واراد فويل لها في

التيقظ والمنام، فأسند الويل إليهما مجازا ال حقيقة، لن التيقظ والمنام عرضان اليلحقهما ويل.

وقد يجوز أن بعض المصدر موضع االسم، كأنه قال: فويل للمتيقظ والنائم، كقولهم:ماء غور: أي غأر؛ ومثله كثير.

ايضا:وله الدعص ذا أم الغصن أذا)

فتنة أنت أما لته الذي وذي أم البـرق^ قب

(ثـغـر أي: اقدك غصن؟ أم ردفك دعص؟ و )ذيا(، تصغير )ذا(. وإنما صغره، لنه اشار إلى

الثغر؛ والثغر يوصف بالصغر، أال ترى إلى قول النظام يصف عجبه من امراة طرحتفقال:خاتمها في فيها

الخاتم في الخاتم رميها من شبه فاها بالخاتم لصغره و )أم أنت فتنة(: يكون فيه )أم( العديلة أللف االستفهام،

وتكون منقطعة كهل، وقد اعترض السؤال عن الجملة، أعنى قوله: )أم أنت فتنتة( بيندف، والثغر، كلها طوائف، وأنت جملة. وإنما كان اثناء الكالم عن األجزاء، ألن القد، والر

Page 19: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

ينبغي، لو استقام له، أن يقرع بالسؤوال عن الطوائف، ثم يجما، أو يجمل مبتدئافيقول: أنت فتنة، ثم يأتي بالطوائف.

واما هذا الفصل عندي بين النظائر بالغريب، فقلق غير متمكن، وهذا إنما )يحكيه( أهل المنطقية. وكذلك قوله: )وذيا الذي قبلته البق أم ثغر( كان أصنع أن يقول: )برق(،

نكرتان.لمكان )ثغر(، ألنهما نفس يحتوي يوم كل فتى)

مـالـهدينية ال المعالي رماح الر

مر (الس تغير على ماله رماح المعالي، يعنى المدائح. أي رماح المدائح التي تبنى بها المعالي،

تمام:تغير، كقول أبى فسالبه عليه غاد وآمله

وقال: رماح المعالي، ولم يقل سيوف المعالي، توطئة للردينيةالسمر.

وقوله: )نفس ماله(، ليس للمال نفس في الحقيقة، إنما تجوز بذلك، كما تجوز بأن جعل للمعالي رماحا، وليس هناك رمح وال

نفس، وعلى هذا أوجه أنا قوله: من األلى القوم من ألست

رماحهم قتالهم ومن نداهمالبخل مهجة

لما استعار ما ذهب إليه أكثر مفسري هذا الشعر، من أنه عنى بقوله: )من رماحهم نداهم(: أنهم يجودون، وإنما يجودون بما تفئ عليهم رماحهم من النهب. وما أدرى ما

أعماهم عن هذا على وضوحه.ايضا:وله

كان التي الديار وال)بها الجبيب

إلى أشكو وال إلي تشكو^(أحد

شكوى الديار إنما هي باعتبار النظار من سوء آثار الزمان عليها. كقول علي رضي اللهعنه مخاطبا القبور: لم تجبك جهارا، أجابتك اعتبارا.

الشاعر:يقول خـف^ـت ألسنة ونعتكصمت أجداث وعظتك

سبت صور وعن تبلىأوجـه عـن وتكلمـت فيقول: إن دمعي حال دون تأملي آثار البالد في الديار، فيقوم مقام شكواها إلي: لوال

منع^ الدمع إياي من التأمل، لرأيت سوء صنع الدهر بها، لكن الدمع كفاني وحمانياآلخر:النظر، كقول

فعيناي من تغرقان طوراالبكـا

فأعشى تحسران وطورافأبصر

القيس:ولهذا العلة سقول الشاعر منهم لرفيقه: تبصر وانظر، كقوا امرئ من ترى هل خليلي تبصر

ظعائن سوالك حزمي بين نقباشعيعب

آخر:وقال ي أبصر فأنت تبصر، بل من

Page 20: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أي أن الدمع قد حال بيني أنا وبين التأمل، بإغراقه ناظري؛ وقد بكيت حتى اكل الدمع^ بصرى. )وال أشكو إلى أحد(، أي أنها قفر ال أحد فيها فأشكو إليه، أي ليس بها احد

النابغة:يشكى اليه، فأنا أدع الشكوى لذلك، ونفيه العام هنا كقول (أحد من بالربع وما جوابا عيت)

وقد يتوجه البيت على أنه لم يبق في الدار فضل للشكوى بما هدمها وأبادها من البلى،أوجه.وال في أنا للشكوى. أي قد ضعفت عن ذلك، واألول

ما الغيث تبارى كف األ أي)فقا ات

إذا حتى عادت افترقا(يعد ولم

األ كف: جمع كف، قال سيبويه: وال يكسر على غير ذلك أي كف سوى كف هذا الممدوح تعارض الغيث؛ أو تباريه؟ حتى إذا أقلع الغيث عادت الكف للندى. وهي تلك الكف بعينها، ولم يعد الغيث، ألن ذلك الغيث بعينه ال يعود أبدا. وفي قوله: )عادت(، إشعار بأنها أقلعت وإنما قاله توطئة لقوله: )ولم يع^د(، ومثل هذا كثير في كالمهم،

كقوله تعالى: )فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه(، وانتصار المؤمنين من الكفار، ليسالشاعر:باعتداء وال ظلم، ولكنه ذكر االعتداء هنا لتقدم )فمن اعتدى(. ومثله قول

جهل فوق فنجهلعـلـينـا احد بجهلن ال أال الجاهلينا

وقوله: ما الغيث تباري األكف أي

اتفقا عادت افترقا إذا حتىيعد^ ولم

يسمى ترجيحا، فقد وقعت المساواة بين الكف والغيث بال فضل ألحدهما على صاحبه.فإذا أقلع الغيث ودامت الكف تجود، فقد فضلت الغيث الكف ورجعت عليه.

ايضا:وله إليك اثرنا سر وفشت)

وشفنا لك فبدا تعريضناصريح (الت

أي لما جهدنا التعريض، استروحنا إلى التصريح، فانتهك الستر. وإن شئت: لما عرضنا؛ ظهرت دالئل الحب علينا كفيض الدمع، وتغير اللون، فعاد التعويض تصريحا، بهذه األدلة

التي أعربت عن الحب، وصرحت به، وإن كنا نحن لم نرد التصريح فتقديره. فبدا لكرنا، وغير تجلدنا، وقد التصريح من تعريضنا. ومعنى شفنا على هذا القول: نقص تصب

تصريحا.يكون وشفنا: أي شف قوتنا على التكتم فبكينا، فحصل العريض ( ماء^ حجب وما شمنا الس

بروقه مرته وما يجود وحرى(الريح

أين المزن بروق نشيممصابـه

يابنة منك شيء والعفـزرا

النار:وقال ابن مقبل في

بنار أو كلب بنبحةثـيابـه لباع منه تتري ولوتشيمها

أي شمنا الببروق، ولم يحجب السماء. أي ال غيم هنالك، فيحجب أديم السماء، وإنما عنى مخايل يديه، وإن شئت قلت: إن الجو

سه بالغيم، وهو يبقى أبدا، فبرقه في صحو، يبسم بالبرق بعد تعب

Page 21: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

وال يلحقه عبوس، فيكون ذلك العبوس كالغيم. فجوده هنئ، وليس الغيث كذلك، ألنه وإن حلى األفق بالبرق، فإنه يحجب

حسن السماء، وجمال سمتها، ويحجبها بالغيم وهذا قريب منقوله هو:

تـرد ال الفضلة فترىفـضـيلة

تشرق الشمسكنهورا والسحاب

عنى بالسحاب الكنهور: نداه، وبالشمس: بشره، وحسن وجهه الوضئ، وسنشبع شرحذلك في القصيدة التي هو فيها إن شاء الله تعالى.

)وحرى يجود وما مرته الريح(. أي حرى نان يجود من غير أن تمر به الريح. يذهب إلى تخليص جود هذا المدوح من الكدر، وتفضيله على المطر، ألن ماء المطر

وإن كان طهورا نافعا، فإن هناك ما يكدره، وهو الغيم الذي يطمس نور الشمس، فيولد الكربة في النفس والريح التي يتوقع منها اآلفات وأنواع الجوائح. وإن شئت

قلت: إن الريح هنا مستعارة، وإنما كنى بها عن السؤال، ألن السؤال يستخرج النوال،هو:كما أن الريح تمرى الماء. فيقول: جوده متبرع يغنى عن السؤال: كقوله

عن بعطائه عنوا وإذاه هـز

يقولوا أن فأغنى وإلىواله

أيضا:لذلك قال هو بسؤال نيله قبل سبقتنغمات عنده والجراحات

قوله:وسيأتي شرحه في موضعه: ونظيره اليح مرته وما يجود وحرى

البحتري:وعلى هذا القول األخير قول تجشمنا ما مواهبا

لها السؤال ليس قليب الغمام إن

يحتفر ويجوز )وحرى يجود( بإضمار )أن(، أي وحرى أن يجود. )ما مرته الريح(. جملة في

موضع الحال.ايضا:وله

إذا من قبلك يلق لم)القنـا اشتجر

الطعان من الطعان جعل(مالذا

إن شئت قلت معناه:أنك تلقي فسك للطعان محتقرا لها، لتهابك األقران. وإن شئت قلت معناه: إنك تلوذ من الطعن بطعنك لعدوك، علما أنك إن تهيبته ولم تطعنه طعنك

فإما تدفعه باإقدام، ال باإلحجام، )ألنه( تمكين للعدو. ولهذا قالت العرب: إن الحديد بالحديد يلف: أي إن الشر إنما يدفع بمثله. كقول

قطري: الحياة أستبقى تأخرت

أجد لم أن مثل حياة لنفسيأتقدما

أيضا:وقال المتنبي في نحوه الدوالت تكن فإن قسما

فإنـهـا الزؤام الموت ورد لمن

تـدول على الدنيا هون لمن

ساعة النفس في وللبيض الكماة هام

صليل

Page 22: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أباك رأوا رأوك لما) محـمـدا

جوشن في أبيك وأخا(معـاذا

أي )ذكروا( برؤيتهم إباك عمل وأباك. يذهب إلى قوة شبهه بهما كقولهم ابو يرسف ابوالمعنى:حنيفة، أي مثله، وقد قال المتنبي في هذا

المكر في تنكرت لو بالطالق ابنه أنك حلف^وابقوم

ايضا:وله مريم بن عيسى وكأنما)

ذكره شخصه عزر وكأن

(المقبور عازر هذا: أخياء عيسى، وإقامه من قبره، فكذلك ذكر هذا البيت يحييه، كما أحيا

المسي عازر. وترك صرف عازر ألنه أعجمي.ايضا:وله

إذا الجـيوب منهن تشقق)بـدت

اللحى منهن وتخضب(والمفارق^

)تشقق منهن الجيوب(. أي إن البعولة والبنين يقتلون بها، إذا جردت من أغمادها، فيشقق الثكإلى جيوبهن. و)وتخضب منهن اللحى والمفارق( أي يخضبن بالدم، حتى

ابنها.يشكل الشاب والكهل والشيخ، فال تعرف الثكلى بعلها من وهو ناطق به: ما يحاجى)

ساكـت؟ يرى عن والسيف ساكتا(ناطق^ فيه

الصمت والنطف: ضدان، والضدان ال يجتمعان في محل واحد، في وقت واحد، لكن هذا الملك ينطق السيف عنه وفمه ساكت، فاألحجية من البيت في الشطر األول

وتحليلها في الثاني، ونطق السيف عنه؛ عمله في عصاته وعداته، إذ السيف جماد،كقوله:والجماد ال نطف له. وإنما هو

الحق للبطن األنساع^ وقالتولو تقصيت هذا لطال الكالم، لن في مثله يطول المثال.

ايضا:وله وأنا موتهم وتنكر)

سـهـيل أوالد بموت طلعتناء (الز

أكثر الموت الواقع في البهائم، إنما هو عند الرعاء بطلوع سهيل،فعد أضداده من جهلهم. بهائم يميتهم سهيل. قال:

من فيهم أضر وكانقدار من وأشأم أوفى إذاسهيل

وقال المنجمون: طلوع سهيل طلوع ضر وويل. فيقول هو: طلوعي ضرر على أوالد الزنا. ولم يعن بذلك أنهم لزنية في أنسابهم، إنما أراد أنهم يعتزون إلى الفضل وليسوا منه، كما ينتسب بنو الزنا إلى غير آبائهم. وسهيل: اسم جاء على بناء

التصغير وله ايضا:وى مالم) ظلمها في الن

الظلم غاية بي الذي مثل بها لعل(سقم من

Page 23: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أي أن مالمى للنوى في ظلمها لي، واسئثارها بمحبوتي غاية الظلم، ألن في اإلمكان، وطبيعة تأثير الزمام أن تكون النوى عاشقة لهذا المحبوب كعشقى، فيورثها ذلك سقما

كسقمى، فالحكم أال ألومها، ألن من لم يؤثر عليك إال نفسه فليس بمؤثر عليك أحدا. وبالغ بقوله: غاية الظلم، مدرا أن بالنوى من الوجد مثل ما به. وذكر السقم ولم يذكر العشق استغناء بذكر المسبب عن السبب. واراد مالمى للنوى، فأضاف المصدر إلى

الخير(.المفعول، كقوله تعالى:)اليسأم اإلنسان من دعاء يات طوال) دين يقصف^هـا الر

دمـىريجيات وبيض الس

(لحمى يقطعها إن شئت قلت: إن دمه يقصف الرمح بحدته وقوته، أي أنه أقوى من الرمح. )وبيض

ريجيات يقطعها لحمى(: أي أنه احد من السيف، فهويؤثر في السيف تأثير السيوف السفي غيره.

وقد يكون أن الرماح والسيوف تنبو عنه، وال تؤثر فيه البته. فكأن دمه كسر الرمح، وكان لحمه قطع السيف. وقد يجوز أن يهنى أنه من نفسه وعشريته في منعة. فإذا

أصابه طعن أو ضرب، أكثر الطعن في طلب ثأره، حتى تتقصف الرماح، وتتقطعالسيوف.

اء مذل) وإن المعز االعزيئن

الجابر فالموتم يتمهم به(اليتم

أي مذل مخالفيه المعادين له، معز محالفيه المعاضدين له. وإن يئن: أي يقرب به يتمهم، أي يتم أبنائهم بقتله أباءهم، فإنه يجبر يتمهم بعوده عليهم؛ واكتفاله إياهم بعد

اآلباء.أيتمهم.وقد يجوز أن يوتم قوما ويجبر يتم آخرين، لم يكن هو الذي

ت إذا) كان األعداء بياستماعـهـم

قبل العوالي صرير(اللجم قعقعة

أي يطوى سره؛ ويخفى حسه، حتى يكاد يخرس اللجام فال يخرس. وهذه مبالغة فيالخبر.طي

تعمد لو حتى الحزم وقد)تركه

الحزم تضييعه أللحقه(بالحزم

أي أن حرمه طبيعي؛ فلو تعمد تركه ال نعكس تضييعه الحزم حزما، إذ ليس قوته غيرذلك.

اراد لو حتى الحرب وفي)تأخرا

إلى الكريم الطبع^ ألخره(الق^دم

أي أن طبعه إتيان الفضائل، وتنكب الذائل، فلو رام التأخر ممتحنا لطبيعته تلك، لتأبىعليه الطبع، فرده إلى التقدم.

كقوله:وقد اطرد هذا المعنى في غير هذا الموضع من هذا الشعر، العظـام تحيى رحمة له)

وغـضـبة عن للجرم فضلة بها

صاحب (الجرم يحيى العظام: مبالغة في قوتها على اإلحياء. وغضبة: أي إذا إغضبه المجرم الجاني

فتركه.تجاوز له غضبه قدر جرمه، فاما تجاوز به قدر جرمه فإهلكه، وإما تهاون به كل في بتقريظيك دعيت)

مجـلـس ثنائي يدعو الذي فظن(اسمي عليك

أي أن لزمت مدحك، وخصصت حمدك، حتى عرفت بذلك، وغلب على اسمي العلم وكنيتي ونسبي، وظن الذي يدعو ثنائي عليك اسمي: أي قيل لي: با مادح ابن إسحاق،

Page 24: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

ذهابا إلى أن ذلك اسمي ال اسم لي غيره، وأراد يدعوني، فحذ المفعول. ثنائي واسمي: مفعوال ظن. وإنما أراد الصفة المشتقة من ثنائي عليك، كقوله: يا حامد، ويا مادح. ولم

بالعرض.يرد المدح وال الحمد، ألنهما عرضان، والمسمىجوهر، فال يدعي الجوهر ( لم فلو تعطى بأن وثقنا

لـنـا تجد من أعطيت قد لخلناك

قوة (الوهم يذهب إلى أنه لو عدم فضيلة في وقت، لظن فيه أنها موجودة أو

تيقنت وذلك لما يعتاد من وجود الفضائل فيه، وهذا كالصادقيكذب فيتوهم كذبه صدقا، لما جرت به العادة من صدقه.

وقد عظم إعياء أبى الطيب في هذه القصيدة جدا. فمن ذلك أنه عكس المر بين الفاعل في بيته الذي هو )طوال

الردينيات . . .(. ومنه: أنه جعل الضد ينقلب إلى ضده كقوله: )أللحقه تضييعهالحزم بالحزم(. وليس من شأن تضييع الحزم أن ينتج الحزم.

وكذلك قوله أراد لو حتى الحرب وفي

تأخرا إلى الكريم الطبع^ ألخرهالق^دو

فجعل التأخير ينعكس إلى التقدم.ومنه: أنه جعل العدم يظن به الوجود، كقوله:

أعـطـيت قد لخلناكلـنـا تـجـد لـم فلو). . . ). . .

ذا كان لو قائل فكم)نفسه الشخ

العسكر مكمن لكانقراه^ (الدهم

النفس روحانية: فاما تعظم عظما روحانيا كعظم العالم العلوي. والجسم جوهر متكائف، فلو تجسمت هذه النفوس لعظم جرمها، وكانت ذات طوائف جسمانية

عظيمة. فكأن ظهر هذا الجسم يستروراءه عسكرا عظيما فيحجبه، وإن شئت قلت: لو كان شخصه على قدر نفسه في العظم، لكان ظهره مكمن عسكر كبير. وخص الظهر،

أصعب.ألنه ال غصون فيه، فالكمون فيه عظمت) م لـم فلمـا ـ تـكـل

مـهـابة العظم وهو تواضعت

عن عظما (العظمبهم لك، تواضعت عظما عن التعظيم، وهو العظم في فأرحت ما بالناس من تهي

الحقيقة، ألن العظمة والكبرياء إنما يليقان باألعظم وهو البارئ سبحانه. و )عن( في قوله: )عن العظم(، متعل بقوله عظما: بمعنى تعاظم وهو نصب على

الحال أو المصدر. وتقدير تالبي: تواضعت عظما عن العظم وهو العظم أي ذلكالتواضع هو العظم الحقيقي.

ايضا:وله نادي المنوضة لييلتناأحاد في سداس أم أحاد) (بالت

أوس:أي أواحدة لييلتنا هذه أم ست في واحدة. لييلتنا: صغرها تصغير التعظيم، كقول الرأس شاهق جبيل فويق

ويعـمـال يكـل حتى ليبلغهيكن لم

Page 25: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

فقال جبيل. والجبل الذي هذه حاله ليس بجبيل، إنما هو جبل. وأنما وجه تصغير التعظيم، أن الشيء قد يعظم، في نفوسهم، حتى ينتهي إلى الغاية،

فاذا انتهى إليها، عكس إلى ضده، لعدم الزيادة في تلك الغاية، وها مشهور من رأى القدماء الفالسفة الحكماء: أن الشيء إذا انتهى انعكس إلى ضده، ولذلك جعل سيبويه

الفعل الذي يتعدى إلى ثالثة مفاعيل، وهي نهاية التعدي بمنزلة الفعل الذي ال يتعدى إلى مفعول. قال: ألنه لما انتهى فلم يتعد صار بمنزلة ما ال يتعدى. وهذا منه ظريف

جدا. والتنادي: القيامة، لما جعل الليلة ستا استطالها بعد ذلك، فجعلها هو أكثر مدة، فقال:

إنها منوطة بالبعث. وأحاد: خبر مبتدأ مقدم، وال يكون مبتدأ لنه نكرة، ولييلتنا معرفة، فهو أولى باالبتداء،

القياس.وصغر الليلة على بياض لحظت متى)

يب عيني الش في منها لحظته فقد

(السـواد أي حزنى على بياض شيبي كحزنى عليه لو رأته عيني في سواد ناظرها. كقول أبى

دلف: قد بيضاء أرى يوم كل في

طلعت ناظر في طلعت كأنما

البصـر بعد من ازددت ما متى)

ناهـي الت في انتقاصي وقع فقد

(ازديادي أي إذا ازددت عمرا بعد تناهي األشد، فتلك الزيادة في سني نقصان مني، لنه قد بلغ غاية النماء ببلوغ األشد، فهو آخذ بعد ذلك في التحلل إلى بسيط العنصر، كقوله هو

أربعون:وقد مدح بعض األمراء بشعر عدد أبياته بأربعـين فبعثنا إنـشـاده ميدانـه مهرمـهـارا الجسم يرى عشته عددفيه يزاده فيمـا يراه ال أربا

أي عدد عشته أيها الممدوح، ألن سن الممدوح حينئذ، كانت اربعين فسوى عدة األبيات بعدة سنيه، وقال: )يرى الجسم فيه أربا ال يراه فيما بزاده( يعنى باألرب: النماء، وال يكون إال إلى األربعين. فاذا زيد عليها عمرا لم ير الجسم في ذاته تماء، إنما هو راج

التحلل.عن التركب إلى

قرب قربنا وأقربالتـدانـى بعد بعدنا وأبعد^)(البعاد

يقول: كنت منه بعيدا، فكان البعد مني حينئذ قريبا، والقرب بعيدا. فلما جئته وقربت منه، انعكست الحال، فعاد البعد بعيدا وكان قريبا وعاد القرب قريبا

وكان بعيدا. ونسب اإلبعاد والتقريب إلى هذا الممدوح، ألن انعكاس الحال، إنما كان بسببه. فلوال

هو لم يبعد البعد الذي كان قريبا، وال قرب القرب الذي كان بعيدا. وإخراجه مصدر أبعد وقرب على بعد وق^رب، أنما مصدراهما إبعاد وتقريب. على قوله تعالى: )والله أنبتكم

م نباتا. وكذلك ابعد وقرب، مطاوعهما بعد وقرب، فأخرج من األرض نباتا( أي: نبتكثير.المصدر عليهما، مثله

(بالجواد يلقب أن هباتكجواد على تجود^ ال وأنك) أي لم تترك هباتك أحدا غيرك يستحق أن يلقب بالجواد إذا قيس

بك وتلخص ذلك: أي ال تجود هباتك على أحد بهذا االسم، وإن

Page 26: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

كانت التمكنع غيره من ضروب العطايا، )فأن( على هذا القول نصب بإسقاط الحرف أي بأن يلقب. وهباتك فاعل بتجود. وال

تكون التاء في تجود للمخاطبة ويكون )هباتك( بدال من الضمير الذي في تجود، وال يجوز ذلك البتة، ألن المخاطب ال يبدل من

البته. ومن هنا منع سيبويه البدل في قولك: بك المسكين مررت، إنما تنصبه على الترحم، أو على نية إسقاط األلف والالم في

قول يونس، فيكون منصوبا على الحال. وقد كره هو أيضا قول يونس وقال: ولو جاز هذا لقلت: مررت بعبد الله الظيف تريد

ظريفا.وله ايضا:

لها رأيت ماست إذا) (تزوعـا سواعدها لوال لهارتجاجا

ثوبها.أي إنها منعمة تهتز في مشيتها: فلوال سواعدها لبزها اهتزازها

وشاحيها من فيبقىعنهـا األردف ثوبها ترفع^)(شسوعا

أي يرفع ردف^ها ثوبها عن جسمها. والوشاح عن الخصر، فيبعد بينهما وبين الثوب،كقوله:

والثدي الروادف أبتلقمصهـا

تمس وأن البطون مس ظهورا

( عدوا ذراعاهادمـلـجـيهـا

الزند ضجيعها يخال (الضجيعا

كقوله:إن شئت قلت: إن الدم حين يلزمان الذراعين ألنهما عبلتان وال النساء خالخيل تجولأرى

لرملة وال يجول خلخاالقلبا

إن شئت قلت: إن الذراعين عدوا دملجيهما، ألنهما يصيلن الدملجين، ويشيحانهما، حتىجرير:يكادا يكسرانهما. وهو عندي كقول

قد ريان قصب لهابـه شـجـيت

الصمتات سلمى خالخيل^وسورها

امرأة:سور: جمع سوار. وكقول القطامي في صفة خلخاها على يميل إذا انفصما

ويروى: )انقصنا( وبقويه: )ذراعاها عدوا دملجيها( ولو اراد األلو لقال:سوارها عدواساعديها.

على انى ال أحجر ذلك، ألن العدو من باب المضاف في غالب األمر إعنى أنك إذا كنتعدوا لشيء كان لك عدوا. فقوله: ذراعاها عدوا دملجيها كقوله: دملجاها عدوا ذراعيها.

جسما.)يخال ضجيعها الزند الضجيعا(: أي زندها عبل يظنه الضخيع من عبالته ك) نمل جر يق^ولوا أو أحب (ريعا إبراهيم وابن ثبيرا

معنى هذا البيت األبدية؛ أي أنى أحبك حتى يجر النمل ثبيرا. وهذا ال يكون عند أحد أبدا.وحتى يقال: ربع ابن إبراهيم، وابن إبراهيم على هذا المنزع ال يراع عنده.

وقد احسن هذا الستطراد وإن كان قرنه إمكانيا، أعنى بقوله: )وابن ابراهيم( فتناهى

Page 27: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

وهو قوله: )أو يقولوا جر نمل ثبيرا(، لكن الثاني عنده في االمتناع كاألول، وإن كان فيه إياها إلى أن يجر النمل ثبيرا شعر كذب.تحصيل الحقيقة ليس مثله، وكذلك حب

ولـيس) عب الصمصامة كفىبـنـصـل إال مـؤدبـا الت(القطيعا

أي أرهب سيفه الناس، حتى ليس تفعل في أيامه ما تستحق عليه السوط فضال عن غير ذلك فقد كفى سيفه السوط التعب. وإن شئت قلت: إنه الينزل عقوبة بجبان إال

لذلك.القتل، ال يضربه بسوط، فقد استغنى بالسيف عن السوط. وكفى التعب

به تكون ما لحاظكسالح بال وأنت عزل فال)(منيعا

العزل: عدم السالم عامة. واللحاظ: جمع لحظة، وقد يكون مصدر )الحظ(، أي ملكت هيبتك القلوب، فنظرتك تثغنى عن السالح، فان هيبتك إذا نظرت قاتلة، إلقدامك وإن

كنت بال سالح. فقوله: )بال سالح( جملة في موضع الحال، أي فال عزل بك، وإن كنت غير متسلح.

وقوله: )لحاظك( ما تكون به منيعا( يجوز أن تكون فيه )ما( بمعنى الذي، فيكون على هذا ما بعدها صلة لها. ويجوز أن تكون نكرة بمنزلة شيء، فما بعدها في موضع

الصفة، ألنها إذا كانت نكرة لزمتها الصفة، كما أنها إذا كانت معرفة لزمتها الصلة.ونظيره في الوجهين قوله تعالى: )هذا ما لدى عتيد(.

ويجوز أن تكون )ما( زائدة كأنه قال: لحاظك تكون به منيعا. ومنيع. يجوز أن يكون فعيال بمعنى مفعول، أي ممنوعا محميا، وأن يكون فاعل ككريم. يقال: منع مناعة فهو

رفيع.منع كرفع رفاعة فهو يعطى بأن وجاودني)

وأحوى أخذى نيله فأغرق(سريعا

أي نازعنى الجود: بان يعطى هو، وآخذ أنا، ولم يكون للمتنبي هنالك جود، لكن اآلخذ لما كان: يجود هذا الجود، صار كأنه جود.

وهو أحسن عندي ممن قال: إن جود المتنبي إنما كان باألخذ. ونظير هذا القول الذي أنا اليه قول تعالى: )فمن اعتدى عليكم

فاعتدوا عليه( وليس قتل هؤالء المأمورين للمعتدين عليهم اعتداء. ولكنها مكافأة اعتداء، فسمي باسم السبب الذي هو

االعتداء. وكقول عمرو بن كلثوم: أحد يجهلن ال أال جهل فوق فنجهلعـلـينـا

الجاهلينا)فأغرق تيله أخذى سريعا(: أي مللت األخذ ولو يمل هو العطاء.

ايضا:وله بدمعك عاف أحق^)

الهـمـم شيء أحدث بها عهدا(القدم

العافي: الدارس. والهمم: جمع همة وقد قيل همة بالفتح. وال يمتنع أن يكون همم جمع همة أيضا، فقد جاءت فعله مكسورة على )فعل( كبدرة وبدر وهضبة وهضب. ومن

المعتل، ضيعة وضيع، وخيمة وخيم. ومعنى البيت؛ أنه يسفه الناس في بكائهم الديار واألطالل إذا عفت، ويقول لهم: أولى

عاف بدموعكم همم الرؤساء في هذا الزمان، فقد عفت حتى صار أحدث عهد بها

Page 28: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

قديما، فما تفضل هممهم عن مالذ بطونهم وفروجهم، فاياها فابكوا ال الديار، فهن أولى بالبكاء عليها منها، ألن الهمة المعدومة أعزفقدا من الدار. واذا كان أحدث عهد بها

الحداث.قديما، فما ظنك بغير يكاد^ من إلى ملت)

بينكما السائلين كنتما إن

(ينقسم يخاطب صاحبه؛ أي آثرت بقصدي وتأمبلي من لو سألمتاه وال شيء لديه إال شخصه ال

السؤال.نقسم بينكما شقين، اعتيادا للنوال وأال يرد ذوى

يخلق^ كيف مجده فيغـرائبـه خلقـه من يريك)نسم (ال

إن شئت قلت: إن الله لطف خلقه للنسم كما شاء، حتى دق على الوهم تصور كيفيته، ولهذا الممدوح غرائب من خلقه توصله إلى اقتناء المكارم، تغرب وتلطف؛ فمن تأملها،

فكأنه قد تأمل خلق الله للنسم. وذلك تعظيم لقدر ما يأتيه، لشبهه بخلق الله، تعالى عن ذلك! وإن شئت قلت: إنه بحسن أفعاله ويمنها تحيا النفوس، فكأنه بذلك يحيها وينشئها وليس الخلق عنده في قوله )يريك في خلقه غرائبه( الخلق الذي هو إيجاد

المعدوم، وإخراجه إلى التكون، ألن ذلك ال يستطيع عليه إال بارئنا جل وعز، وإنما الخلق ها هنا: كناية عن الصنع، وكنى عنه بلفظ الخلق ذهابا إلى ابتداع هذه الغرائب، وهذا من شديد المبالغة. وربما كنى بالخلق عن الصنع. وبين الخالق والصانع فرق، ال يليق إيضاحه بهذا الكتاب. والنسم: جمع نشمة، اشتقت من النسيم، كما اشتق الروح

النفس.من الريح، والنفس من أعراضهم تشرق^)

(شـيم نفوسهم في كأنهاوأوجههم ال شيء أصغى وال أبسط من النور، فلذلك توصف الجواهر الصافية به. وأولى شيء

يمة بذلك األمور النفسانية، ألنها أذهب في البقاء وعدم السراب من الجسمانية. والش نفسانية، والوجه جسماني. والعرض: يجزو أن يكون بالجسم، فلم يخلص إلى

النفسانية كخلوض الشيمة، فشبه ابو الطيب األعراض واألوجه بالشيم في الشروق والصفاء، وتناهى البقاء. وإن شئت قلت: موضع هذا الكالم على أنه قد علم أنه شيمة

مشرقة علما عاما، وقدم ذلك لمزية الشيمة، وهي الطبيعة، على الوجه والعرض، فحمل الوجه والعرض بعد ذلك عليها، تشبها لهما بها. واألوجه ما قدمناه من أن الشيمة

عليها.نفسانية، فهي أملك بالصفاء، والوجه والعرض جسمانيان، فحملهما (ظلم جنانها من بها حفقـمـر نهارها في كأنها)

رغيفا:شبه البحيرة في استدارتها بالقمر كقول ابن الرومي يصف كفه في رؤيتها بين ما

كالقمر قوراء رؤيتها وبينكرة وشبه الجنان علىى حافاتها، وبالظلم من شدة خضرتها، وذلك ألن النبات إذا اشتدت

خضرته ادهام، كقوله سبحانه وتعالى في وصف الجنتين )مدهامتان( وقال الراجزمخضر:يصف سائمة عدت على كأل ناجم

حت على ليس ومظلماكالنـبـال أرعل فصبالدغال

وقال: )في نهارها( لستغرب وجود الظلم نهارا، واختار ذلك لمكان القمر، اذ القمر في غالب أمره، ال يكون إال مع الليل، وهذه البحيرة بالشام وليست البحيرة تصغير بحر، ألن البحر

Page 29: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

مذكر، فال تثبت الهاء في تصغيره، إنما هي تصغير )بحرة(! وهوالقاع العظيم ينبت السدر، كقول النمر بن تولب في صفة روضة:

ل دقرى وكأنها نبت الضال يغم أنفنبـتـهـا تخيبحارها

عظام ال الجسم ناعمة)(رحـيم ومالـهـا بنات لهالـهـا

وصف جسمها بالنعمة ألنه ماء، والنعمة إنما تكون في النامي، وهما الحيوان والنبات، وأما الماء؛ فال يقبل نماء. وإنما كثرته بعد القلة كمية ال كيفية. لكن لما كان الناعم

صافي البشرة، وكان الماء صافيا، استعار له النعمة، كما يقال في البرود ذوات الدوروالفرائد: ناعمة. وأنما هو على االستعارة.

)لها بنات وما لها رحبم(: أغرب بذلك؛ ألن البنات مولودة، وال تلد إال الرحم، فهذه ذات بنات بغير رحم ولدتهن. وعنى بالبنات: سمكها؛ كأنه لما ربين فيها وغتذين، صرن لها

بنات. وإن شئت قلت: إن الماء للسمك كاللبن للمولود. فلما غذتها هذه البحيرة بما فيها،

سمكا:صارت كالوادة الكرضعة. وقد ألم التنبي في هذا بقول ابن الرومي يستهدي معترك كل في مأسورة^قبـائكـم في دجلة وبنات

فأغرب.إال أن المتنبي زاد عليه بقوله: )وما لها رحم(،

بطنهـا عنهن يبقر) يسيل وما تشكى وماابـدا(دم

يحاجي بذلك، ألن شق البطون الحيوانية يشكى ويدمى. وهذه البحيرة يشق بطنها عنالحيوانية.سمكها، فال تشتكي وال تدمى بعدمها

منه العهاد^ توإلى وقد)لكـم

التي المطرة^ وجادت(تسم

الوسى: أول المطر، ألنه يسم االرض بالنبات. والعهدة: المطرة تاتي بعد الوسمى،تعهد االرض بالنبات.

واعتياد الشعراء االعتداء على الملوك بتكرر مدحهم فيهم، وتمهيدهم بذلك الحقوقتمام:عندهم، كقول أبى

قد غيرها أخوات لهافستمـع مدة بي ترغ وإنسمعتها

فيقول: هذه القصيدة الثانية من جملة العهاد التي تتعهد االرض، وأما القصيدة األولىالتي كانت كالوسمى فقد جادت.

ايضا:وله طيف لها الملم دار

يهـددنـى وال عيني صدقت فما ليال

كذبا أي تهددني الطيف بالهجر؛ كما كانت رؤويته في اليقظة، والحلم جار على عاداته في

اليقظة، فما كذب الطيف فيما تهددني به، ألن الهجر واقع. وما صدقت عيني في رؤية الخيال، ألنه زور ال حقيقة. واأللف والالم في )الملم( للمراة، والفعل للطيف ولها.

واالم فيها لالستحقاق ال للملك ألن الطيف غير مملوك، وإنما هي مستحقة له من حيثالمعنى.كان إياها في

فـي القاه إذا العدو عمر)رهـج

إذا يحوي ما عمر من أقل (وهبا

Page 30: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

ليس الموهب بمحوى فيصح قوله: أقل من عمر ما يحوي إذا وهبا، ألن ما فارقه بالهبة، فليس في ملكه، وإنما عنى: إذا أراد أن يهب. فاكتفى بالمعلول الذي هو الهبة عن

اإلدارة.العلة التي هي حيث منها االرض وتغبط)

به حلها منها الخيل ونحسد^ أي

(ركبـا غبطت الرجل: إذا تمنت مثل ماله من النعمة، ولم ترد زوالها عنه. وحسدته: إذا تمنيت

ماله بزواله عنه. فجعل االرض تغبط، ألنها جرم واحد متصل. والذات الواحدة ال يريد بعضها ببعض كراهة، وجعل الخيل تحسد ألنها جمع غير متصل األجزاء، وال متداخلها،

وإنما هي اشخاص مفترقة، وان ضمها نوع فهي متغايرة بالشخص، ومشتركة بالنوع،واالشخاص متشاكلة ومتعادية. فمن المألوف أن يحب بعضها بعض.

و )أيها(: منصوب بركب، وال يكون بتحسد، ألن االستفهام ال يعمل فيه ما قبله إال أن.يكون حرف جر

الموت يلقى أشعث بكل) مبتسما

قتله في له كأن حتى(أربـا

أي أنه يستبشر بالنية إذا كانت في سبيل المعاالة، ألن ذلك يعقبه ذكرا رفيعا، ومثلهالشاعر:كثير، كقول لـم أقرائهـم قتلوا إذا

يروهـموا لم قتلوا وإن يقشعرالقتل من

إال أن أبا الطيب أغرب بقوله: )مبتسما(، فهو أبلغ في قلة المباالة بالمنية من قوله:تمام:)لم يقشعروا(. وقال أبو مناياها يستعذبون

كـأنـهـم إذا الدنيا من البيأسون

قتلوا

إال أن االبتسام أبلغ من االستعذاب، ألن االبتسام مشعر بلذةنفسانية.وله ايضا:

موس بأبى) الجانحات الشغواربا

البسات الحرير من ال(جالببا

الشموس هنا: النساء والجانحات: الموائل للغروب. فإن شئت قلت: إنه شبههن بالشموس في هذه الحال، ألنه لقيهن، فأظهرن الخفر، أو خفرن فسترن بعض محاسنهن، وأبقين بعضا: إما للمباهاة، وإما ألنهن لم يمكنهن إال ذلك، فجعلهن

كالشموس التي أخذت في الغروب، فخفى بعضها، وبقي بعضها، كقول قيس بنالخطيم:

ـمـس لنـا تراءت كـالـشتـحـت

غمامة منها حاجب بدات بحاجب وضن

وإن شئت قلت: إن هؤالء النساء غبن في الخدور والهوادج، فكأنهن شموس غوراب. هذا قول ابى الفتح، وليس عندي بقوى، ألنهن إذا غبن في الخدور والهوادج، فهن غير محسوسات، والشمس إذا جنحت للغروب فبعضها محسوس، وبعضها غير محسوس.

ولم يقل الشاعر: بأبى الشموس غواربا ف^يتأول أنه عنى النساء اللواتي أخفتهنالخدور، وإنما قال: الجانحات، والجنوح ال يقتضي كلية الغروب.

فإن قلت: فقد قال: )غواربا(، فأشعر ذلك بغروب كلي، قلنا: قد أثبت الجنوح قبل ذلك. وإنما قال: غواربا، وهو يذهب إلى أنه آخذه في الغروب ولما تغرب بعد. كقولهم

Page 31: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

في العليل إذا يئس منه: هو ميت؛ وإن لم يمت بعد. وقد يجوز أن يوقع غواربا علىالكل حين غرب الجزء تجوزا ال حقيقة.

ايضا:وله الخوف فلوال سالم)

عنده والبخل علينا حفص أبو لقلت

(المسلم، كارتياحي بسالم هذا الممدوح، فكأن سالمه أي إنى ارتحت بسالم هذا الطيف علي

على تسليم إبى حفص على. لكن الفرق بين الخيال وتسليم أبى حفص أن تسليم الخيال يتخلله بتمام الوصل وتحقيقه، والخوف من فراقه، وألم معاتبته على بطعم

الغمض بعده. فتسليمه كدر بهذه اآلفات وتسليم أبى حفص ال يلحقه بخل وال خوف، بلالهنىء.هو الشرف السابغ

في عنقاء من وأغرب)شكله الطير

منه مسترفد من وأغوز(يحـرم

ليس الشكل هنا: الصورة ألن صورته موجودة، وعنقاء مغرب معدوم البتة. فال يقال في موجود إنه أغرب من معدوم. والشكل هنا: المثل، أي أن شكله اسم واقع على غير مسمى، أي ال شكال له، كما أن العنقاء اسم لغير مسمى. وإنما يوجد الشكل ملفوظا به في نفي الشكل عنه، أعنى في قولك: ماله شكل، فتفمهه، فإنه معنى

منطقي. )وأعوز من مسترفد منه يحرم(: أي أن نظيره عدم، كما أن مسترفدا منه محروما

عدم. وقال: )أعوز( وإنما هو أشد إعوازا، ألنه جاء به على حذف الزائد. هذا قول أبى الفتح.

وليس على حذف الرائد كما قال، ألنه يقال: عازه األمر وأعوزه. فأعوز في بيتالمتنبي على )عاز(، ال على )أعوز(.

وإنما يتوهم حذف الزائد إذا لم يوجد عنه مندوحة، كقولهم: ما أعطاه للدرهم وآتاه^ للجميل وأواله للمعروف، فإن هذه كلها على حذف الزائد. والمسترفد: طالب الرفد،

ألن باب استفعل في غالب األمر، إنما هو للطلب والمحاولة، كاستخرج واستسمنواستجاد.

قال سيبويه: وقالوا مر مستعجال، أي مر طالبا ذلك من نفسه، متكلفا إياه.ايضا:وله

إن األحبـاب أركائب)األدمـعـا

تطسن كما الخدود تطس(اليرمعا

أي أن الدمع يؤثر في الخدود تأثير كن في اليرمع، وهو الكذان.للتكثير.وتطس: تكسر، وليس هناك كسر، إنما بالغ في التأثير، فكنى عنه بالكسر،

عليه مواهبه نظمت) تمائمـا

سقطن فإذا فاعتادهاعا (تفز

أي اعتقاده في مواهبه أنها تقيه المذام كاعتقاده في التمائم انها تقيه السوء، فاذا خال منهن تفزع، كفزع ذى التمائم إذا سقطت

عنه. وإنما ضرب ذلك مثال. ولو قال:فلو سقطن تفزعا: لكان سقوطها إنما يكون لعدم مال أو انقطاع سؤال، فهذا توجيه

قوله: )فإذا سقطن(، و )تمائما( منصوبة على الحال، وإن كانت اسما، ألن فيها معنى حوارس، وقد يكون االسم الجامد حاال،

على توهم الصفة، كقوله تعالى: )هذه ناقة الله لكم آية(. قال سيبويه: )وسمعنا من العرب من يقول: العجب من بر مررنا به

Page 32: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

قبل، قفيزا بدرهم قفيزا بدرهم( فقيزا بدرهم حال، وهذا واسعكثير.

اهتزاز للجدوى يهتز)د ـ مـهـن

جاء يوم يوم هززته الر(الوعى

أي اهتزازه للعطايا والجدوى، اهتزاز السيف عند الوعى، والوعى: صوت الحرب. والغبن أعلى في الحرب. وإنما الوعى

والوغى: الصوت، فسميت الحرب بهما لمكان الصوت.وله ايضا:

( الـغـيث يضاحـك وربيعافـيه

كر زهر رياض من الش(المعالي

أي أنه مظنة للنعم، وأهل لوافر القسم، كما أن الربيع مظنة للخصب وزمن اإلمراع، مع مافيه من االعتدال، وتساوي األحوال. فلذلك سمى هذا الربيع على ضروب

النواوير، وأنواع األزاهير. وقوله: )يضاحك الغيث فيه(: عنى بالغيث النعمة. وجعل الشكر زهرا، ألن النعمة هي التي أنبتت الشكر، كما ينبت الغيث الزهر، فهذا الممدوح

كلما أنعم عليه شكر. وإذا كان غيث وزهر، فالبد من روضة، وهي األرض. التي تنبتمستعار.الزهر، وكل ذلك

(بسؤال نيله قبل سبقتنغمات عنده والجراحات) من طبيعة الكريم، أن يبادر بالنوال من غير أن يحوج إلى السؤال، ألن في ذلة السؤال

ماال يفي به فضل المسئول. فإذا كان ندى من غير مسألة فهي اليد البيضاء التي لم يشنها تكدير، وال خالطها تنغيص. فإذا سبقت المسألة نوال المسئول الكريم، سر بذلك سرورا مشوبا بالكراهية، إذ )طبيعته( إيثاره الجود قبل السؤال، فنغمات السائل عنده، كالجراحات التي تصيب الشجاع فتسره من جهة الثبات، سرورا يخالطه الكراهية، لما يلحقه من األلم. وإن شئت: لم تمثل ذلك بجراحات الشجاع، وقلت: إن نغمات سائله

سؤال.جراحات عنده تؤلمه، إذا لم يكن نيله له من غير عافت وقاره وبقايا)

اس ـ الن في ركانة فصارت(الجبال

كانه استبد بالوقار اجمع، إال أنه بقيت منه بقية، فتلك البقية عافت نوع االنسان، لما رأته به من قلة االحتمال لها، والعجز عن االستقالل بها، لضعف منته، ووهيقوته.

فعدلت إلى اجسم الجواهر االرضية، وهي الجبال اذ لم تجد جوهرا يستقل بها إال إياها. وإن شئت قلت: إن لوقاره )هيولى( خلق منها فما فضل من تلك الهيولى يكون ركانة

األول.في الجبال. وهو قريب من القول الحديد واستعار) لونا

(األطفال ذوائب في لونهوألقى الحديد هنا: كناية عن السيوف واالسنة والنصال، ولونهن الغريزى: البياض لكن

استعارت لونا غيره، وهو احمرارها بالدم، ولذلك جعله مستعارا، ألنه لون غريب. إنما هو لمكان الدم الذي صبغها به، فيقول: لما صبغ سيوفه ورماحه بالدم، أشاب بأهوالها الطفال فكأنهن لما استعارت غير لونها، أعارت لونها ذوائب االطفال. وكان لونها قبل

ذلك السواد. كما كان لون السيوف البياض قبل ذلك.ايضا:وله

الذي أسفي على أسفي)هتني دل

على فبه علمه عن(حفـاء^

Page 33: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

ليس يأسف في الحقيقة على األسف، إنما يأسف على تمييزه الذي يعقل به أسفه.فحقيقة الكالم، أسفي على عقلي الذي كنت أحصل به أسفي.

)فبه على حفاء(: أي أنك دلهتني حتى ما أشعر بأسفي. وقد كان ينبغي له ايضا أن يذهب عليه، لو كان مدلها، أسفه على هذا األسف، إلى ما

النهاية له، لكن هذا مقطع شعري فال تتقصين بالمنطق، فيفسد. وما أحسن هذا المثل العمي، الذي هو قولهم: االستقصاء فرقة، وال تستخفن بذكر هذا المثل؛ فقد ذكره ابو

البرهان.نصر الفارابي في باب من قـام فقد^ وشكيتي) الس

ألنـه لي كان لما كان قد

(أعضاء^ وهذا البيت أيضا يشبه األول: لما يشك فقد السقام ألنه مكروه والمكروه ال يستوحش

احد من فقده، ولكن شكا فقد أعضائه، ألن السقام عرض والعرض ال يكون إال في الجواهر؛ فإذا عدم أعضاءه فقد عدم السقام وإنما شكا في كل األكبر، واستسهل

االصغر. تسئد^ فنبيت) في مسئدا

نيهـا المهمه في إسآدها(اإلنضاء

اإلسآد: سرعة السير، وقيل: سير الليل. والنى: الشحم. وتقدير البيت: فتبيت تسئد اإلنضاء في نيها إسآدها في المهمه. واإلنضاء: الهزال. أي أن اإلنضاء الحادث عليها من التعب، يسئد في نيها أي يسرى فيه مسرعا، فيأخذ منه، كما تسئد هي في هذاال المهمه

الذي تقطعه. يقول: يأخذ السير من جسمها كأخذها هي من المهمه، فقد أفناها السير كما أفنت هي المهمه، فلم يبق من

جسمها شيء كما لم يبق من المهمه، فمسئدأ في اللفظ حال من الضمير الذي في تسئد، وهو في الحقيقة لالنضاء واإلنضاء:

فاعل بقوله: مسئدا. وتحقيق الحال في ذلك، أن تقول: فتبيت تسئد، واإلنضاء: مسئد

في نيها، والعائد إلى الضمير الذي قد تسئد من هذه الحالاللفظية، وما في نيها وإسآدها من الضمير.

وتقدير لفظ البيت، على ما صورته لك يؤديك إلى حقيقة إعرابه،لكنى ذهبت إلى التبين.

أقام إذا الكريم وكذا)ببـلـدة

ضار سال وقام بها الن(الماء

أي أنه يبث الذهب ويصرفه في كل وجه، فكأنه بكثرته يسيل ويماع، حتى يخجل الماء ما من كثرته، فيقف حائرا. يقال: قام الماء: إذا جمد فلم يسل. ومنه قوله تعالى )إال دمت عليه قائما( أي ثابتا غير منصرف، أال ترى قوله بعد هذا )جمد القطار . . .( وإن

شئت قلت:يخجل القطر من سيالن الذهب، فيعود سيالنه - بإضافته إلى سيالن الذهبيالن.- جمودا، إال أنه يجمد عن الس

ماال الفعل في يهتدى من)يهتدى

يفعل حتى القول فيعراء^ (الش

Page 34: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أي هو من يهتدي في الفعل إلى ماال يهتدي إليه الشعراء في القول حتى يفعل. يقول: ذهنه في الفعل أنفذ من أذهان الشعالاء في القول، فإذا أغربوا في مدحه لم يك ذلك اإغراب من غوص أذهائهم على المعاني. وإنما نظروا إلى فعله الذي عليه هو بذهنه.

فاهتدوا إلى القول بما رأوه من فعله.فعله.ولوال ذلك لم يهتدوا، فاذا فعل تعلموا وصفه من

يهاج أن في نفعه من)وضره^

تقطن لو تركه في(األعداء^

إنما جعل نفعه في أن يهاج، ألنه إذا هيج أوقع باألعداء، فأغار وغنم، وأثرى، واتسعت كفه للجود. وتلك بغيته من الثروة. وضره في تركه أي إذا سولم يالم، وهو في ذلك

بجود بما عنده حتى ينفد، فال يجد ما يجود به. فهذا وجه ضره في تركه. وإت شئت قلت: البأس وحب الحرب في طبيعته، فإذا هيج مكن بما في طبعه،

ه في واإلنسان ينفعه تحريكه إلى مافي سجيته، ألن في ذلك كل بلوغ أمنيته، وضر تركه: أي أنه مشته للقتال بطبيعته، فاذا سولم اشتاق إلى مشاهدة مافي طبعه،

ه شوقه إلى ذلك إذا لم يمكنه مشاهدته، كقوله هو:فضرلم) من يكسر فالس

(الهـيجـاء^ تجبر ما بنوالهماله جناحى أي أنه يجود بماله فيثلم، ثم يغير فتجبر الهيجاء^ ما انثلم، ثم يسالم فيعود إلى طبعه

األول من الجود، فكلما هاضت السلم ماله جبرتها الحرب، وبالعكس، أي كلما جبرتهالسلم.الحرب هاضته

ها يا) لها يأتيه ليس إذروحه عليه المحيا أي(استجداء^

)أحياء عليه روحه(: بأنه لم يستوهبه ولو استوهبه ألعطاه فعدم، فإن لم يستجده روحهروحه.أحياله. وعدى )المحيا( بعلى، ألنه في معنى المحبوس عليه

فجعت ال عفاتك احمد)بفقدهم

يأخذوا مالم فلترك(إعطـاء^

يقول: احمدهم على أن لم يستجدوك روحك، اذ لم استجدوك إياه، لحقك طبع الكرم والسخاء على هبته لهم، فقد استوجبوا أن

تحمدهم على ترك هذه الروح لك، ألنه عطاء منهم لك، كما ينبغي لهم أن يحمدوك على ما أعطيتهم من مالك فهم يقتضونك

الشكر على عطائهم، كما تقتضيهم أنت إياه على عطائك ألن المعطى بطبيعته يجب أن يشكر. فأعط من نفسك أيها الممدوح، كما تطلب من غيرك. بل أنت أولى بشكرهم، ألن الذي تركوا لك

وهو الروح، أنفس من الذي أعطيتهم، وهو المال. وقوله: الفجعت بفقدهم: إنما حد الصنيعة أن تشكر ألنها إذا

شكرت حييت واذا كفرت ماتت، لن كفرها له ستر. فيقول: ال مانت صنائعك عند عفاتك بكفرها قلة شكرها. دعا

بذلك له وإن شئت قلت: ال ف^جعت بحمدهم: أي ال فارقتكالمروءة، فيفضى بك فرارها، إلى ذد حمد عفاتك لك.

(األحياء^ بك شقيت إذا إال كثرة األموات تكثر ال)

Page 35: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

قلةأي أن األموات أفالء، حتى تعود فيهم، فيكثرون حيئنذ.

وقوله: )إال إذا شقيت بك األحياء(: جمجمة عن قوله: إال إذا مت، أي فاذا مت وشقيت األحياء بفقدك، قلت األحياء، وكثرت

األموات. وقال: كثرة قلة: ألن األموات وإن كثرت أعدادهم، فهمقليل لعدمهم للفنى، وأخذهم في الفنا.

وإن شئت قلت: كثرة قلة: أي كثروا بك وأنت واحد، والواحدر قلة. رهم بك تكث قليل، فتك

وقد يتجه هذا البيت على معنى آخر، وهو أن األحياء إنما ينالون الحياة بنداه، فإذا عدم بالموت، مات األحياء الذين كانوا يتعيشون

بذلك، فكثرت األموات بموت هؤالء األحياء بعده. وقد يجوز أن يعنى باألحياء هاهنا أعداءه. يقول: التكثر االموات إال

إذا ضاربتك أعداؤك، فغلبتهم وقتلتهم، فحينئذ تكثر الموتى بهم. وشقاء^ األعداء به قتله إياهم، وقال: كثرة قلة: ألن ما يدخل تحت الفناء قلة في الحقيقة ودل ذلك على أن أعداءه كثير. والقوالن

األوالن عندى أوجه. أخبرني بعض أهل بغداد، أن الممدوح بهذه القصيدة أدركته

الوفاة بعد إنشاد المتنبي إياه هذا الشعر بأيام قليلة، فكان يتقلبعلى فراشه ويردد هذا البيت الذي فسرناه.

أبدأت) يعرف منك شيئا(اإلبداء أنكر حتى وأعدتبدؤه^

المعاد.أي أعدت أعظم مما بدأت به، حتى ال يسمى المبدأ به باإلضافة إلى بعد إال ياهارون تسم لم)

اق مـا اسمك ونازعت ترعت

(األسماء^ أي تنافست فيك االسماء، رغبة في الشرف بذاتك، وتقديره لم تسم هارون ياهارون

فاكتفى من ذكر المفعول الثاني بقوله: ياهارون، ألن نداءه إياه به دليل على أنه اسمه.وأجزه.وهذا من أحسن الحذف

غير فيك واسمك فغدوت)مشارك

يديك فـي فيما والناس(سـواء^

أي لم تسم بغير هذا االسم من األسماء التي نازعته فيك، والناس فيما لديك سواء: أيتساو.أنه وإن لم تشترك فيك األسماء فالناس مشتركون في مالك شرك

تبخل كدت حتى ولجدت)حائال

السرور ومن للمنتهى(بكاء^

إن شئت قلت: بلغ جودك الغاية. ومعروف أن الشيء إذا انتهى انعكس ضدا فكذلك جودك، لما انتهى فلم يك مزيدا، كاد أن يستحيل بخال. وقوله:ومن السرور بكاء: )أي( أعلمت أن الشيء إذا انتهى عاد إلى ضده كالسرور إذا أفرط كان بكاء. وقال: )كدت

تبخل(، ولم يقل: حتى بخلت، استقباحا منه أن يوجب عليه البخل. وإن شئت قلت: تناهيت في الجود، فبخلت أن يشارك أحد في اسمه، فحال الجود^

Page 36: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

بخال، كما يحول السرور بكاء. والقول األول عندي أوجه، اذ لو كان على القول األخير، لم يكن يكدت معنى ألنه

نقصان من مدحه، اذ بخله بأن يشارك في اسمه الجود غير مذموم. وأما في القولاألول فالبخل المطلق مذموم. فتفهمه، فإنه جيد لطيف.

االنتهاء.وقوله: للمتنبي: أي من أجل السحاب نائلك تحك لم)

وإنمـا فصبيبها به حمت

حضاء^ (الرحضاء: عرق الحمى يرحض: أي يعسل. أي لم يحاكك السحاب بمطره، وال ناوأك، الر ألنه معترف أنك أندى منه. وإنما تأمل بذلك وأيقن بالعجز عنه، فحسدك فحم حمى

حماها.حساده، فمطرها إنما هو عرق الورى ذا من تكن لم لو)

لذ هو منك ا نسـلـهـا بمولد عقمت(حـواء^

جعل الورى جزءا منه، بعد أن جعله جزءا من الورى، فاالول حقيقة، والثاني مجاز، ال يكون الكل جزءا لجزء. هذا خلف، لكن جعلهم منه، إشعارا أنه جمال هذا النوع، به

كقوله:عرف، وإليه نسب، فكأنه إنما يكون منه

أنت والثقالن وأبوكآدم الـبـرايا أبا يكون أنىمحمد^

نع. وهذا قبيح داخل في الش وقوله: عقمت بمولد نسلها حواء^: أي لو لم تكن من ولدها كان نسلها كال نسل، حتى

كأنها عقيم، لم تلد قط.وقوله: بمولد نسلها: أي عدت عقيما على أنها قد ولدت.

ايضا:وله (والتأمل الكلب بين يحول)

إن شئت قلت إن الظبي يجهد الكلب فيشغله عن التأمل. وإن شئت قلت: إنه يمنعفرسا:الكلب أن يتأمله بسرعته، كقول البحتري يصف

عن فطار الجياد جاريأوهامها

عن بطير وكاد سبقاأوهامـه

وهذا أبلغ من قول أبى الطيب، ألن سبق الوهم أدل على السرعة من سبق الطرف مع لفظ الطيران، والطيران أبلغ في السرعة، ولذلك شبهت العرب خيلها بالطير كقول لبيد: وكأني

ملجم سوذا نقا وكقول اآلخر: حال عال إذا غالمي كأن

متـنـه في باز ظهر على

نحلق السماء لحظ أدبر إذا له)

(المـقـبـلأمامه.أي أنه تيقظه يراعى جهاته، فكأنه يرى ما وراءه كرؤيته ما

(بالولى الحضار وسمى شبيه) الوسمى والولي هنا: مستعار، وأصلهما في المطر، الوسمى األول والولى الثاني.

يقول: ثاني جريه األول، وذلك لشدته وصالبته، حثى إن إعياءه كجمامه.فرسا:وهذا كقوله في موضع آخر يصف

Page 37: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

قفيتـه الوحش أي وأقتلبـه

حين مثله عنه وأنزلأركب

أي أنه من المنعة واللنشاط في آخر عدوه، مثله في أوله، وحسن استعاراته الوسمى والولى ألو الجرى وآخره، النهم يستعملون لفظ الغيث في هذ النحو كقولهم: فرس

سكب، وفيض وغمر، وبحر . . . كل ذلك جواد، وه^ن من صفات الغيث والماء. وقالوا:منه.شآبيب الجرى، كقولهم شآبيب المطر، وهي الدفع

تفل وحتف الظبي وعقلة) (التتفل وهو ولد الثعلب، كان عقلة للظبي يأخذه ويمنعه من أي إذا رأى الكلب الظبي والت الهرب، ويهلك التتفل. وهذا كقول امرئ القيس: بمنجرد قيد األوابد هيكل أي إنه هذا

الفرس قيد للوحش، فكذلك هذا الكلب، عقلة للظبي، وحتف للتتفل. وقد قال المتنبيالموضع:أيضا مثله في هذا لون كل ظالل يتقبهـم مطـ

أجل وربقة الظليمالسرحان

فقول: ربقة السرحان كقول امرئ القيس: قيد األوابد، وزاد عليه اجل الظليم. فبيته هذا األخير مكافئ لبيته األول، ألن الحتف كاألجل والربقة كالعقلة. وصح له الشرف

القيس.على امرئ (بلى تحريك السوط يبلى كان لو)

أي أن هذا الكلب بجدول مضمر كالسوط، فكما أن السوط ال يبليه التحريك، كذلك هذا الكلب اليبليه شدة عدوه وال ينقصه، ولو كان السوط الذي شبيه له في الجدل الضمر

الكلب.واالستعمال له يبلى لبلى (للتجدل للقفز ما فحال)

أي صرع فصارت قوائمه التي كانت للقفز إلى التجدل. أي الزوق بالجدالة وهياالرض.

(المرجل في مسكه في ما وصار) المرجل: قدر النحاس حاصة، مذكر من بين أسماء القدر، يقول: سلخ عنه جلده،

وأدخل في القدر، فعاد ما كان من لحمه في الجلد رهين المرجل، واراد: ما كان في مسكه، ففي مسكه من صلة الذي وال يكون خبرا لكان هذه المرادة، ألن تلك ال تضمر، وتعمل، ألنها فعل كوني غير مؤثر ولذلك منع سيبويه إضمارها وإعمالها، فقال: )واعلم أنه، اليجوز لك أن تقول: عبد الله المقتول، وأنت تريد: كن عبد الله المقتول(. ولذلك حمل الفارسي قوله تعالى: )فوجد فيها رجالن يقتالن هذا من شيمته وهذا من عدوه(

على الحكاية، ال على إضمار )كان( استدالال بما قدمت من كالم سيبويه.ايضا:وله

لبدروآبـائه بـبـدر رأينـا) ولودا (وليدا وبدرا معنى هذا البيت: التعجب من خرق العدة، وهو من ظريف المحاباة. فبدر االول: اسم

الممدوح. واآلخران: عنى بهما البدر المعروف. يقول: ليس من طبيعة البدر الفلكي أن يلد وال أن يولد. فلما رأينا بدرا هذا الممدوح وأباه وجدنا بوجودنا إياه بدرا مولودا، ووجدنا بوجود آبائه ولود البدر. فقد خرق علينا

المعتاد، فوجب التعجب. وحاصل البيت: وجدنا ببدر هذا الممدوح بدرا وليدا. وال كبير فائدة في وجود اآلباء، ألن المولود والوالد من باب المضاف والمضاف إليه. فاذا وجد بدرا مولودا، فال محالة أن

له والدين. فإذن ذكره اآلباء هنا حشو، إال أن يفيدنا بذلك أن أباءه بدور وليس بكبيرفتفهمه.فائدة أيضا، ألن النوع ال يلد غير نوعه،

فتركنا له رضينا بتـرك رضاه^ طلبنا)

Page 38: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(السجوداالـذي

أي رضينا أن نسج له إذا رأيناه إكبارا له وإيثارا، ال أنه ال يريد ذلك منا لن هذا إنما ينبغي لله غزل وجل، فطلبنا نحن حينئذ رضاه،

بترك السجود الذي رضينا له. فقد مدح بدرا هنا بشيئين: أحدهما:ع بدر عن هذا جاللة القدر، حتى رئى أهال للسجود له. واآلخر: تور

الذي رضيه له، قبحا لكالمه، ونهرا في هذا الموضع وأشباههلنظامه.

وقوله: فتركنا: معطوف على طلبنا، وال يكون معطوفا على رضينا لفساد المعنى، وأن )الذي( ال يعود عليه من المعطوف

على صلته شيء.(وحيدا نظير لفقد ولستآدم بـنـي وحـيد^ فأنت)

أي: واحدهم في الفضائل، وكرم الشمائل، ولم يحترم الزمان نظراءك بل لك نظراء في حب المجد، والسعي إلى ابتناء الحمد، ولكنهم لم يؤتوا من ذلك ما أوتيته وال حبوا بما حبيته، وليس أوانك خلوا من السادة، فتكون أنت إنما سدت لخلو الوقت من ذوي

السيادة، ألن تلك السيادة ال تتبين لها مزية. وإنما الفخر أنك ذو نظراء، وأنك موفالشاعر:عليهم، بخالف قول

غير فسدت الديار خلتمسود

قاء ومن دى الش تفرودد بالس

ايضا:وله القواتل من يذم حدق)

غيرهار بن بدر بن عما

(إسماعيال أي إنه يذم كل مظلوم فيقيده من واتره وينصفه. إال من قتلته هذه الحدق، فإن هذا األمر على جاللته، ال يقوى مظلومها وال يقيد قتيلها وهذا نحو قوله في سيف الدولة:

:وقوله: )بمخبرتي كقوله(: مجتزئ بال والهجير ووجهيدلـيل بـال والفالة ذراني لثام

.ورفع ذلك كله بإضمار مبتدأ، أي أنا مرتد بمخبرتي مشتمل الخ. . . أصبح) لذوي كماله ماال

(يسـل وال اليبتـدى جةالحا أي نصرفه على احتكامنا واقتراحنا، كما يصرف ماله، فال هو يبتدئنا بالعطاء، وال نستأذن بدرا في أخذ ماله. فقد استوى هو وماله في أنهما اليستأذنان، ولذلك قالت العرب: ما

هو إال هشيمة كرم؛ أي يأخذه الوارد كيف شائ، ال يعسر عليه منه شيء، كما أنتناولها.الهشيمة، وهي العود اليابس ال تتعذر على محتطبها وال تحوجه إلى تعب في

تليل قلت: ال أدبرت إن)(كفل قلت: مالها أقبل أولها

التليل: الع^نق وما يليها من الصدر، أي صدرهل المقبل يحجز عن كفلها، وكلفها المدبر يحجز عن صدرها، فألنت من حيث تأملتها رأيتها مشرفة، والمستحب من الفرس أن

تهتز مقبلة وتنصب مدبرة، فباهتزازها مقبلة يخفى الكفل، إلشراف التليل، مابا نصبابهاالكفل.يخفى التليل إلشراف

Page 39: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

إذا اسمه نقيض أنت)اختلفت

والقنا الهند قواضب(الذبل

جعل اسمه وهو بدر، داال على صورته وطبيعته. وذلك أن البدر إنما يسمى به القمر إذاقابل الشمس فانتأل نورا، وهو مع ذلك سعد ال نحس.

يقول: فأنت خالف هذا االسم، أي خالف طبيعة المسمى بهذا االسم في الحرب، ألنك في السلم طلق نير، وحظك السعادة، وتلك طبيعة البدر وفي الحرب عبوس مهلك،

وتلك طبيعة زحل. فأنت في الحرب على غير ما انت به في السلم طبيعة. فقد وجب السمك في الحرب أن يكون غير اسمك في السلم. وقال: )أنت نقيض اسمه( لم يقل؛

لضده.ضد اسمه، ألن النقيض أشد مباينة لنقيضه، من الضد المنير البدر لعمري أنت)

ن ولك الوغى حومة في ك

(زحـل أي أنك سعد في السلم، وشيمتك في الحرب ضد ذلك، وليس بالبدر وال بزحل في

الحقيقة، وإنما عنى بالبدر إنه مسعد، وبزحل إنه منحس، والمنير هنا: مفيد ألن البدرينير.قد يتلبسه الغيم فال

راحة في مددت) الطبـيب يدا

يقطع^ كيف درى وما(األمل

فك مجتمع اآلمال قد اتصلت بها، كأن عروقها قد صارت آماال، والطبيب ال معرفة أي ك له ببعض اآلمال، وال بمعاناتها، إنما يعانى األبدان، فال تلحقنه مالما، ألنك كلفته ماال

يحسن، واالنسان إنما بالم على تقصيره فيما يعزى إليه علمه، فإن قصر فيما ليس منعلمه فغير ملوم.

وقوله: )كيف يقطع األمل( لم يرد القطع المفسد، وإنما اراد كيف يقطع األمل لإلصالح.ايضا:وله

( أرض في حاولت فما مقامـا

ارض عن أزمعت وال(زواال

أي أني مالزم لظهر بعيرى، فكأنى مقم، وأنا مع ذلك سائر.فإمكاني يتقسم ما بين الحالين. ألنى ال ظاعين وال قاطن.

الـذي عمار بن بد إلى)لـم

هر غرة في يكن الش(الهالال

البدر يبدو هالال ثم يتزايد، وال يسمى بدرا حتى يكمل، وبدر بن عمار لم يك قط هالال، بل لم يزل كامال. وهذا مقطع شعري، ألنه لم يك قط هالال وال بدرا. وكأنه لم يزل بدرا، ألن لم يزل اسمه. وهذا البيت وإن كان المقصود به المدح ظاهرا فقد يجوز أن يقصد به الذم باطنا. ألنه ال بدر على الحقيقة إال وقد كان في غرة الشهر هالال. وهذا لم يك

هالال، فليس إذن بدرا. فالحاصل له من ذلك، إنه بدر بالتسمية، ال بالطبيعة، فيكون ذلك مقتضيا للهزؤ، فخرج

لقوله:مشبها االرض شر وفارقت أهال

وتربة غـير جده علوى بها

هـاشـم ألـه مسائلـي جواب)

نـظـير ال، سثؤالك في لك وال(ال أال،

Page 40: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

تقدير البيت: جواب مسائلي: )أله نظير(: أال، ال، أي ليس نظير، فال جحد، وأال: استفتاح )وال لك في سؤالك( نظير، ال، أيها السائل، فال الثانية توكيد، وإنما حاجة الكالم: وال لك

أيها السائل نظير، إذا شككت في إنه ال نظير له، حتى أحوجك ذلك إلى السؤال. فقوله: )وال لك( معطوف على قوله: )أال،ال( فعكس، بأن قدم المعطوف على

عليه.المعطوف

غك وقالوا:هل) يبل شئت إذا نعم فقلتالـثـريا (استفاال

اب أنا معه فوق الثريا، فإذا أردت أن يبلغني إياها، فإنما أبلغها بأن يحظنى إليها، فإنا ال أريد منه بلوغ الثريا، إال أن أشاء التسفل ألن العالي ال يبلغ ما هو أخفض منه إال بأن

يحط إليه.كقوله:وهذا

ما وفوق السماء فوقنـزلـوا غاية أرادوا فإذاطلبوا

أي أن علوهم اآلن فوق كل غاية، فإذا ارادوا غاية محدودة، نزلوا إليها، إال أن هذا البيتعلي:اآلخر أفخم معنى. وأصل ذلك قول البحتري لمجمد ابن

الشرف علي بن لمحمدالـذي

من إال الجوزاء يلحظ العلىفوقها.أي إنه فوق الجوزاء، فاذا لحظها فانما يلحظها من

منك قلوب وجلت فقد)ى (وجاال فيها أوجالها غدتحت

أي وجلت قلوبهم، حتى عددت أوجالهم؛ فوجلت األوجال، وهذه مبالغة كقولهم: جن جنونه. وقالوا: شر شاعر. مثله كثير حكاه سيبويه وسائر اهل اللغة. قال سيبويه:

سألت الخليل عن ذلك، فقال: ارادو المبالغة واإلشادة. ورجال: جمع وجل كوجع ووجاعوحباطى.ولو قال: وجإلى؛ يريد جمع وجل، لكان كحنج وحباجى وحبط

الرجل سهمك يفارق^)المالقـى

القى ما القوس فراقجاال (الر

أي إن سهمك كلما القى رجال خرقه ونفذ منه على ما هو به من قوته األولى عند فراق القوس، وذلك دأبه ما لقى الرجال وإن كثروا. يصفه بجودة الرمى وقوة النزع. فما:

منصوبة على الظرف، والقوس: في موضع نصب. أي فراقه القوس. فأضاف المصدرإلى المفعول، كقوله تعالى )ال يسأم اإلنسان من دعاء الخير(.

ايضا:وله التي المودعة أفدى)

أتبعتـهـا زفرات بين فرادى نظرا

(ثنا أي حضر الرقيب فحذره، فقلت نظراته، وغلبت الحسرة، فكثرت رفراته. حتى كانت الزفرات ضعف النظرات. فلذلك جعل النظرات فرادى. والزفرات ثناء. واحتاج إلى قصر )ثناء( وثناء معدول عن )اثنين اثنين( المقتضية )ثنتين ثنتين(، وال تكون معدولة

عن )اثنين اثنين( ألن المعدول بعدد المعدول عنه. وقال. زفرات فأسكن الفاءمة:للضرورة، كقول ذى الر

أبت أحـشـاء عودن ذكراقـلـبـه

الهوى ورقصات خفوقاالمفاصل في

ى أنفـاسـنـا وتوقدت) العـواذل تحترق^ أشفقت حـتـ

Page 41: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(بـينـنـالـقـد أشفق من احتراق العذول مع شنآنه له، خشية أن يتم احتراقه بما هما عليه من توقد

النفس. فقال: إن العواذل إنما احترقن بتوقد أنفاسهما عند التقائهما، وأراد )أن تحترق العواذل( أي )من أن( فحذفها، وأبطال عملها بحذقها. وإن شئت نصبت الفعل على

عليه.مكان )أن( فكانت بمنزلة موثر غاب وبقي تأثير داال من قتاله^ من ليس من)

طلقائه ممن دان ممن ليس مننا (حي

يقول: عداه قتاله وأسراه، ومن أفلت منهم فإنما هو طليق^ه،بصفحه عنه.

)ومن ليس ممن دان حينا( دان الرجل: أطاع. أي من لم يكن من دائنيه فهو من محينيه. واراد: دان له، فحذف للعلم بها. ومن هنا

بمعنى الذي، كأنه قال: الي ليس من قتاله معدود في طلقائه، والذي ليس من دائنيه محين. فقوله: )من طلقائه( في موضع

خبر المبتدأ، الذي هو )من( االولى. وقوله: ممن حينا خبر مبتدأ،الذي هو )من( الثانية.

الدنيا في وقطعت) الفالوركائبي

الضحى ووقتى فيها(والموهنا

أي أفنيت األمكنة واألزمنة والركائب. وكان يجب أن يقول: ووقتى الضحى والموهن ألن الموهن نحو من الزمن الليلي، وفصف الليل. والضحى: أول الزمن النهارى. فقابل

هو الموهن الذي هو نصف الزمن. الليلي، بالضحى الذي هو اول الزمن النهاري ولو قال قائل: عنى بالضحى اليوم كله، وبالموهن الليل كله، وأقام الجزء مقام الكل، كما

ون عليهم مصبحين وبالليل( من كم لمر أقيم الكل مقام الجزء في قوله تعالى: )وإنلطيف.سورة الصافات لكان جائزا، فتفهمه فإنه

له فسوف إرادته أمضى)قـد

فثم األقصى واستقرب(هنا له

إن شئت قلت:متى قال غيره: سوف أفعل هو: قد فعلت فسبق. ومتى قال غيره: ثمالجم أو السماء مستبعدا، قال هو - )هنا( مستقربا.

وإن شئت قلت: إذا نوى أمرا سابق نيته بفعله، فصار المستقبل ماضيا، ومتى لخظقتناوله.أمرا بعيدا أعمل عزمه، فق^رب عليه

بعاتق حمائله نيطت)مـحـرب

وما يكر وهل قط ماكر(انثنى

، ألنه إذا ارتفعت إنما يكون الكر بعد النثناء فاال علة له، فاذا لم يكن انثناء لم يكن كر.العلة ارتفع المعلول، فيقول: هذا المحرب ماكر ألنه لم ينثن، فيعقب االنثناء بالكر

عن األفهام تتقاصر)إدراكـه

فيه األفالك الذي مثل(والدنيا

غاية ما أدركت األفهام، الفلك وما فيه، فأما ما هو فيه، فلم يدركه وهم وال فهم: فيقول: إدراكه معوز كإدراك ما فيه الدنيا والفلك. والدنا: جمع الدنيا، كالع^ال جمع العليا،

مطرد.وهذا بين الرعب اليستكن)

ضلوعه أال اإلحسان وال يوما

(يحسنا

Page 42: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أي ال يتصور الخوف بين ضلوعه، وال يتصور أيضا بينهما العلم بأال يحسن. بل هو محسن ألن يحسن، وغيره محسن اال يحسن أي اإلحسان غلبه. واإلحسان هنا أن يكون

المعرفة، كقول فالن محسن لعلم كذا، ويجوز أن يكون اإلحسان الذي هو ضد اإلساءة، فكانه قال في كل ذلك: وال يحسن ترك اإلحسان؛ إنما يحسن اإلحسان. وهذا كقول

الفتح:اآلخر أنشدناه ابو حـتـى تحسـن أن تحسن

إذا لم اإلحسان سوى رمت

تحسناالحسان.إال انةهذا البيت بعيد، ألنه نسب إلى الممدوح مرام غير

القباب تماثيل سلكت)من الجن

فيك فأدرن بها شوق(األعينا

أي سلكت الجن صور القباب، لتنظر إليك شوقا، وإنما قال: )تماثيل القباب( ولم يقل )القباب(، ألنهم يزهمون أن الجن تألف التصاوير الموضوعة على أشكال الحيوان. وقد

لهذا.قيل: إنما كره اتخاذها في الثياب والمستور والبسط عجبت ما حتى وعجبت)

الظبا من من رأيت ما حتى ورأيتنا (الس

الظبا: السيوف. والسنا: الضوء. أي عجبت من السيوف حتى أنست بالعجب، وأخلدت اليه، فلم أعجب بعد، ورأيت لمعانهن حتى عشى بصرى فلم أرى. فصدر البيت كقول

تمام:ابى صرن قد األيام أنها علىكلهـا

فيها ليس حتى عجائبعجائب

أتيت لما الفؤاد^ فطن)وى على الن

أن مخافة تركت ولما(يفظنـا

أي لم تقتصر على العلم بما صنعت، حتى علمت ما تركته مخافة أن يفطن به. وقيل معناه: قد علمت ما كان من شكرى وثنائي عليك، وهو الذي فطن فؤادك له. وكذلك فطن أيضا لما تركته؛

خوفا أن يفطن له، من تنقصك ايضا، فلو لم يكن تركي لذلك إال مخافة أن يفطن فؤادك له، فكيف وطبيعتي فيك خالف ذلك.

والبيت يقتضي أنه قد كان هنالك شيء من اإلخالل بقدر بدر بنعمار. ويقويه قوله:

عليه لي فراقك أضحى)عقوبة

قاسيت الذي ليس شيئا نـا (هي

أي عوقبت على تقصيري عن واجبك، بفراقك الشديد على الكره إلي، فليس الذي ال قيته من ذلك بهين، أي بيسير. وال يريد الهين

الذي هو ضد العزيز.وله ايضا:

المال كثرة من يتداوى)باإلق

كأن جودا الل ماال(سقـام

Page 43: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أي يتشافى بالجود، حتى كأن المال مرض يبغى إزالته، واإلقالل برء يطلبه. وقوله )كأن ماال سقام( اراد كان وجود مال، ألن المال ال يقال له سقام إذ هو جوهر

عرض.والسقام أعدائه عيون في حسن)

أق رأته ضيفه من بح

(السوام أي هو حسن الصورة غاية إال في عيون أعدائه، لعلهم بإهالكه إياهم أقبح من ضيفه في

الشاعر:عيون السوام، لعلمها إذا رأت الضيف أنها منحورة، كقول الكريم كلب إلى حبيب

مـنـاخـه الكوماء إلى بغيض

أيصر والكلب ومثله كثير. فقوله: )في عيون أعدائه(: ظرف ألقبح، وال يتعلق بحن، لنه في عيون

أعدائه. وتقدير البيت: حسن في عيوننا معشر أحبابه ومن ال يشقى به، لكنه بخالف ذلك في أعين عداه. وقد بالغ بالق^بح ولم يبالغ بالحسن، ألن قبحه في عيون أعدائه،

أحبابه.وأمدح له من الحسن في عيون (اإلحـرام زيها ولكنالحل دمها لوامع وعوار)

اللوامع: السيوف لبريقها. ووصفها بالعرى: العتيادها مفارقة أغمادها. وعوار: جمع عار، ال جمع عريان ف^عالن ال يكسر على )فواعل( )دمها الحال(: أي أنها

مستحلة للدماء، على أن زيها اإلحرام: أي أنها مجردة أبدا كالحرم والمحرم ال يسفكاإلحرام.الدماء. فقد اجتمع في هذه السيوف طبيعة الحل وزي

أزرك لم الرشد ومن)القر على

يعرف البعد على ب(اإللمام

كأن قريبا منه فلم يزره، ثم بعد فزاره، ليكون ذلك أدل على إجالله وإعظامه له، فأوجبه. وأراد: من الرشد أنى لم أزرك. وقوله )على البعد(: متعلق بيعرف. وعلى

القرب متعلق بأزرك.ايضا:وله

الظباء من الديار تخلو)وعنده

خيال تابعة كل من(خـاذل

كنى بالظباء عن الحسن. أي تخلو الديار ممن كان بها. والخيال غير مفارق لي. وكنى بالتابعة عن صغارها، ألن الجداية وهي الصغيرة من الظباء تتبع إمها. ولما جعل المراة

غزالة جعل الخيال خاذال، كما تخذل الظبية عن القطيع، أي تتأخر. وإن شئت قلت: جعل الخيال بمنزلة ولد والغزال، وربة الخيال بمنزلة الغزال. فتابعة

بمعنى متبوعة على هذا القول. وجعلها الخيال بمنزلة الولد لها تعسف ألن الخيال روحاني، فهو ألط من رؤية الخيال كما أن الصغير الجسم ألطف من الكبير. وخاذل:

فتفهمه.أي خذلها وزارني. فمن - على هذا - تكون للتبعيض وللجنس، من شبههن عن كفأننا)

المهـاراب غير في فلهن الت(حبائل

كافأننا: من الكف^ؤ، وهو المثل، والمها: بقر الوحش: يشبه النساء بهن في سواد الحدق. والحبائل: الشرك، واحدتها: حبالة، لي صدنا المها وهن أشباه النساء، بحبائل منصوبة

لهن في التراب، فكافأننا عن فعلنا بأشباههن بأن صدننا كما صدناهن، طلبا بثأرهن، إال أن النساء صدننا بحبائل لم تنصب لنا في التراب وهي األعين والخدود وغيرها من

المحاسن الظاهرة، كالمباسم واألعطاف والقدود، وكلهن حبائل إال انها ال تثبت فيالتراب.

ماح ومن الرجال ثغر طاعنى من) دمالج الر

Page 44: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(وخالخلجآذر كنى بالجآذر هنا عن النساء، كما كنى عنهن في البيت الذي قبله بالظباء أي ينبغي أن

تعد جآذر اإلنس من طاعني ثغر الرجال، ألنهن يفعلن من القتل ماال يفعل الطاعن.األعشى:وينبغي أن يعد الحلى من السالح، ألنه سالح النساء، كقول

في بما المصاع^ وكانانـهـن أقـر نازلن هن إذاالجؤن

يعنى بما تضمنت الجؤن من الطيب وسائر أنواع الزينة. ولو جعل السالح محاسنهن لكان أليق بالشعر. ولكن لما كان السالح في

المعتاد ليس بجزء من المتسلح، جعل سالحهن ماليس بجزء، منهن الدمالج والخالخل وكان مصوغ الذهب والفضة، كمصوغ

الحديد لرجال الحرب. وقد يجوز أن يكون اراد. من طاعنى ثغر الرجال جآذر، ومن

السالح دملج وخلخال يذهب في ذلك إلى التعجب. وحذفت األلف التي لفظها االستفهام، ومعناها هنا اإلنكار. ألن اللفظ مكتف

بذاته، لما فيه من معنى التعجب، كقول أبى تمام: لو من القول هجر أسربلهجوته

معروفه عنه لهجاني إذنعندي

أي أأسربل، فحذف األلف. ومثله كثير إذا تضمن الكالم معنى اإلنكار والعجب.ايضا:وله

كبيرة كل صغرت)عن وكبرت

سـن وعـددت لكأنه(غـالم

أي فعلت الصنائع الحسان. فصغرت كل صنيعة جسيمة فعلها غيرك، باإلضافة إليها. وجللت عن التشبيه بشيء من األشياء التي ال نظير لها في العالم، كالشمس والبدر

والبحر. وعددت سن غالم: أي نلت هذه النهاية، وبلغت تلك الغاية في حد صباك. فذاكأغرب وأشرف.

فقوله )وعددت سن غالم( جملة في موضع الحال. كأنه قال: بلغت كل ذلك غالما، وكان ينبغي أن يقول: )صغرت كل عظيمة( مكان )كبيبرة( ألن الصغر عند األوائل، إنما

يقاله العظم. ولكنه حمله على طريق اللغة، ألن الكبير وإن كنى به عن المسن، فقدفتفهمه.يكون لعظيم. إال أن غير المشترك في التقابل، خير من المشترك

( صنع ما لله أال مهالالـقـنـا

ة حاب عمرو في وضب (األغتام

سيبويه:اراد عمرو حابي، فرخم المضاف اضطرارا، كقوله أنشده عباد جلهم ابن أودى

بصرمتـه حية أمسى جلهم ابن أن

الوادي قال: اراد بن جلهمه، والعرب يسمون الرجل جلهمة، والمرأة جلهم كل ذلك حكاه

سيبويه. واألغتام: جمع أغتم. كسر أفعل على أفعال، وهو قليل. ونظيرة أعزل وأعزال، وهو

يختن.الذي ال سالح له، وأغزل وأغزال وهو الذي لم سماء في بيض ونجوم أرض فوق ناس أحجار)

Page 45: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

من دم (قتـام لما استعار للدم أرضا، استجاز تسنية جثث القتلى أحجارا وشبه البيض للمعانها في

الظالم.القتام بالنجوم النيرة في فالن أبى كل وذراع^)

كنـية ابو فصاحبها حالت(األيتام

أي وفي ذلك المعترك أذرع قطعت من قوم كانوا يكنون أبا زيد، وأبا عمرو، وأبا عبد اللة، وغير ذلك من أنواع الكنى. فلما ق^طعت منهم ماتوا فكنى كل واحد منهم أبو

األيتام.ايضا:وله

من عذارى من عذيري)أمور

بدل جوانحي سكن(الخدور

عذارى: أي خطوب أبكار لم تصب أحدا قبل. هذا معنى العذرة فيهن و )من(ها هنا للتبيين. أي ليست هؤالء العذارى من النساء، إنما هي من أمور الدهر، أي أعذرى، أو

من عاذرى؟ وقوله: )من أمور( خلص عذارى الخطوب هنا: من عذارى النساء، ال يسكن الجوانح إنما يسكن الخدور. فاقام جوانحه لعذارى الهموم مقام الخدور لعذارى النساء بدل ظرف. أي مكان الخدور، كما حكاه سيبويه من قول العرب: إن بدلك زيدا، أي إن مكانك. قال: ويقال للرجل: اذهب معك بفالن، فيقول: معي بدل فالن، أي يغنى

غناء، ويكون في مكانه.ايضا:وله

نفـع في ماضر منافعها)غـيرهـا

تجوع أن وتروى تغذىتظما(ذ وأن

أي أن ضرها لنفسها منفعة لها، إذا جر ذلك نفعا لغيرها تغوثا بالمجد، واحتساب األجر، كقوله تعالى:)ويؤثرون على أنف^سهم

ولو كان بهم خصاصة(. أي طلبا لألجر. ثم فسر قوله: )منافعها ما ضر في نفع غيرها(. بالنصف الثاني، فقال )تغذى وتروى أن تجوع وأن تظما(. أي أنها تجوع لتخص غيرها بطعامها، فهي تغذى بذلك الجوع وال يثر فيها، بل هو نماء لجسمها. وتعطش لتخخص غيرها

بشرابها، فذلك العطش رى لها، إذا هو في سبيل المجد. فتلخيص القضية. أنها تغذى بالجوع، وتروى بالعطش. وكان وجه

الصنعة - لو استقام له الوزن - أن يقول. تشبع وتروي، ليقابلبع، كما قابل العطش بالري. ولكن لما كان في التغذي الجع بالش

بع، تسمح به، وأراد )أن تطمأ( ما يشعر بأنه ربما كان معه الش فأبدل الهمزة إبداال صحيحا، حتى ألحقها بحروف العلة، وذلك

لحاجته إلى الوصل، ألن الهمزة ال يصل بها الروي، وال يطرد هذافي كل شيء.

وليس لك أن تقول: إنه خف الهمزة تخفيفا قياسيا، ألن الهمزة إذا خففت تخفيفا قياسيا، لم توصل به، ألنه في نية الهمزة. فمن

حيث ال يوصل بالهمزرة مخففة، ال يوصل بها مخففة تخفيفاقياسيا، فتفهمه فإنه لطيف.

Page 46: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

مدى عن عزمي فل إذا)بعده خوف

لم ممكن شيء فأبعده(عزما يجد

أي أن الممكن من المطالب، إذا لم يعزم عليه طالبه، كان بمنزلة الممتنع. والفرق بين الممكن الذي ال بجد عزما وبين الممتنع، أن الممكن إذا عزم عليه نيل، والممتنع ال ينال البتة ولو عزم. وقوله: )فأبعد شيء ممكن(: يريد فأبعد الممكنات ممكن ال يعزم عليه. وبجوز أن يكون شيء هاهنا يجمع الممكن والممتنع، ألن العقل ال يشك في أن الممتنع

أبعد األشياء.وتخليصه: إذا فل عزمي بعد مطلبي فأبعد منه مطلب ممكن، لم يجد لدى عزما.

ايضا:وله حرمت محاسنه سرب)

ذواتهـا بعيد الصفات دانى

(موصوفاتها السرب: القطيع من الظباء والشاء والبقر. وعنى )بالسرب( هنا النساء، تشبيها لهن

بالظباء. والمحاسن: واحدها حسن على غير قياس. وذواتها: صواحبها. أي هواى سرب حرمت ذوات محاسنه، وذوات المحاسن هن ذلك السرب. فكأنه قال: حرمته، بأن حيل

بيني وبينه. وقد يجوز أن يكون سرب مبتدأ، ومحاسنه مبتدأ آخر، أو بدال من سرب. وحرمت ذواتها: خبر عن المحاسن، والميتدأ الثاني وخبره؛ خبر عن سرب. فال يحتج

على هذا القول إلى إضمار )هواى(. وأن يكون سرب خبر مبتدأ مضمر: أولى كما قدمنا، لقبح االبتداء بالنكرة. ثم قال: )دانى الصفات بعيد موصوفاتها(: إنما دنت صفاته عليه، ألنه يقدر على وصفهن بما أوتيه من السن، والمنطق الحسن. وبعدت موصوفات السرب، النهن مقصورات محجوبات، أو ممنعات، والضمير في )موصوفاتها(: راجع إلى

السرب وإن كان مذكرا. لكن جاز ذلك، ألنه في معنى الجماعة. وال يجوز أن يكوننفسه.راجعا إلى الصفات، ألنه نوع من إضافة الشيء إلى

ها) هـا بدا شجر وكأن ـ من المر جنيت شجرلـكـن(ثمراتها

أي كأن العيس شجر من علوهن. والعرب تشبه الحمول كثيرا بالنخل، وذلك لما يضعون على الهوادج من الرقم والع^هون الملونة، فيشبهون ذلك بالزهور والبسر

الملون. ولم يشبه المتنبي الهوادج وما عليها بذكر النخل، وإنما عنى علو اإلبل، فشبهها بالشجر عامة، ثم قال: )لكنها شجر جنيت المر من ثمراتها(، يعنى بذلك: إبعاد اإلبل

بقوله:حبائبه عنه، وقد بين ذلك انى لو إبل من سرت ال)

فوقها مدمعي حرارة^ لمحت(سماتها

سارتدعا عليهن أال يسرن، إشفاقا من بعد حبائبه عنه إذا وة المروة وترى) والفت

اتها مليحة كل في ةواالبو (ضر يعنى أن المالئح يعشقنه، وهو يوثر عليهن المروة واألبوة والفتوة، وذلك أن هذه الثالثة ينهينه عن عشق النساء ويأمرن بحبهن أنفسهن. فعلم المالئح أن هذه الخصال الثالث

لواصلهن.يضررن بهن عنده، كما تضر المرأة عند يعلها ضراتها، إذ لوالهن بمقانب ومقانب)

غـادرتـهـا من كن وحش أقوات(أقواتها

المقنب: القطعة من الخيل. أي صرفت مفنب غيري بمقنبي. فهذا معنى قوله: )ومقانب بمقانب غادرتها( وقوله: )أقوات وحش كن من أقواتها( أي صرعت هذه

لمقانب، فتركتها أقواتا للوحوش، التي كانت من أقوى هذه لمقانب، فعاد األمر بالعكس، وجعل الوحش اآلكله لهم مما كانوا يقتاتون به، ألن العرب تأكل الذئب،

Page 47: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

والضبع والهلياع والفهد ونحو ذلك من آكلة اإلنسان. وقد شبه بعضهم هذا البيت بقولالبحتري:

يحدث ذئب بها كالناالجد يتبعه والجد بصاحبهنفسه

وليس مثله، ألن البحتري لم يأمل أكل الذئب كما أمل الذئب أكله وإنما قال:كالنا قاتلقتله.لصاحبه، الذئب يري أكلى، وأنا أريد

الجياد غرر أقبلتها)مـا ـ كـأن

في عمران بني أيدى (جبهاتها

الكريم يوصف ببياض اليد، وهي الخيل التي أقبلتها هذه الوجوه. هن غر، فكان غروها أيدي هؤالء موضوعة في جبهاتها. يعني أقبلتها خيال سابقة، يقبلون جباهها كما تقبل

التشبيه.أيدي بني عمران. فهذا معنى أحمد ابن يا وراءك تكبو^)

ح قر من قوائمهن ليست(آالتهـا

الق^رح هنا: كناية عن الرجال الكهول المذكين. وأصله في الخيل، واحدها قارح، وهو الذي أتى عليه خمس سنين من نتاجه. فشبه

الممدوح بفرس جواد، وشبه مبارزيه بخيل قرح، كقوله: الكرام المسك ألبى فدىفإنها

يهتدين خيل سوابق^ بأدهـم

أي بفرس أدهم. وخصه بالدهمة، ألنه عنى به كافورا وقوله: )ليست قوائمهن من آالتها(: أي ليست قوائهما آالت لها النها تعثر وتكبو وتضعف عن مجاراتها، فكأن هذه القوائم ليست من آالتها اذ لو كانت آال لها لنصرتها ولم تخنها وال أظهرت فضلك أيها الممدوح على هذه القرح. وإنما قوائمها من آالتك أنت، لداللتها على سبقك، إذا كبت هذه القرح وراءك، فهن آالتك المبينة لفضلك ال آالتها، ألن من نصرك وخذل ماوئك،

فإنما هو آلة ال لمناوئك، وإن كان أهال له، وجزءا منه، كقوله تعالى )يانوح إنه ليس من أهلك( أي ليس من أنصارك وال معاضديك، إنما هو من أعدائك. ولم ينف أنه اينه

حقيقة، ألن نساء األنبياء لم يفجرن. وذكر القوائم هنا، لذكره الخيل، ذهابا إلى الصنعة. وإنما القوائم هنا كناية عن الحصال

والفضائل النفسانية. وقيل: إن الضمير في آالتها ل )وراءك(، أي ال يتبعك إال خيل قوائمها أثبت من قوائم هذه الق^رح. وأما قوائم هذه فمقصرة عن متابعتك، والصبر

مجاراتك.على التي منابتها سقيت)

الورى سقت خير أيوب أبى بندى(نبـاتـا

الصنعة سارية في هذا البيت، وذلك أنه جعل للنفوس منابت، وليست النفوس نباتية فتنبت، واذا لم تنبت فال منبت لها، ومعناه: سقى الله اهل هذا الممدوح بنداه ألنهم أجدواد، فإذا أفاض عليهم جوده، أفاضوه على من سواهم وقله: )وخير نباتها( الهاء

للمنابت. ودعا للمنابت بسقيا النبات لها، وتغذيتهل إياها، قلبا للعادة. ألن المنبت يغذي النبات، والنبات ال يغذي المنبت، اذ المنبت غير نام، ولكنه أغرب بذلك، وجعل الممدوح

خير نبات المنابت التي هو منها، النه أشرفها وأوسطها، فالباء التي في قوله: )بندى أبى أيوب( على هذا التفسير متعلقة بسقيت. وقد يجوز أن يكون متعلقة بسقت.

ويكون سقي المنابت غير مبين. فكأنه قال: سقيت منابتها، وأمسك ولم يذكر ما تسقىبه.

مهره بحافر أحصى سطور في يركض مر لو)

Page 48: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(ميماتهـاكتابة يصفه بالحذق في الفروسية. وخص المهر لتكون أغرب، إذا فعل ذلك بالمهر وهو غير

وانقياده.ماهر وال مرتاض، كان أقدر أن يفعل ذلك بالقادح، ال رتياضه نان يضع^) شاء بحيث الس

مجاوالى في اآلذان من حت

(أخراتها يصفه أنه حاذق بالطعن، حتى إنه يضع السنان في خرت األذن. وقوله مجاوال: حال

مفيدة. والمجاول: المجاري في ميدان الطعن، وذلك أنه إذا فعل وهو جائل فيوادع.الحرب، كان أقدر عليه وهو في الميدان

إال منك أسمع خلق ال)عـارف

لك يقل لم نفسك راء بك(هاتها

أي المعروف عنك الجود بكل ما سئلته، فال أحد أسمح منك إال االنسان عرف هذه الشيمة منك، فلم يسألك نفسك. وجعله أسمح منه، النه ترك له أنفس األشياء، فكأنه

قد جاد عليه بما لم يجد بمثله على أحد، ألن الجود بالنفس أقصى غاية الجود وهذاهو:كقوله

ها استجداء^ لها يأتيه ليس إذروحه عليه المجدي يأيالشاعر:وقد أنعم شرحه فيما تقدم. وراء: مقلوبة عن رأى، قال

فليت فر من راء سويدامنهـم

يحدونهم إذ جر ومنبالركائب

ويدلك على أن )راء( مقلوبة عن رأي، أنه لم يأت لها مصدر، إذ االفعال المقلوبة ال مصادر لها عند سيبويه، وال أعرف أحدا خالفه. ولو كانت )راء( لغة في رأيته، لكان لها

مصدر. وهذا أصل من أصول التريف، فتفهمه. والخلق في هذا البيت: بمعنى المخلوق. ولذلك أبدل )عارف( منه. إذ لو كان الخلق

مصدرا لم يجز إبدال عارف منه، ألن الجواهر ال تبدل من األعراض. وإنما كان ينصبه على االستثناء المنقطع، مع أن المصدر المعنى له في هذا البيت. ولذا حذرنا منه إغرابا

.) باإلعراب) حسب الذي غلت)

بآية العشور من السورات تيلك تر

(آياتها

غلت في الحساب، وغلط في القول. هذا فرق. وقيل: هما سواء. يمدح إمام أنظاكية، فيصفه بتجويد التالوة، وحسن التأدبة، حتى

جعل حسن لفظه وترتيله للقراءة في اإلعجاز، منزلة اآلية، فيقول: يجب أن تكون قراءتك هذه مضافة إلى اآليات، تعد

بصورة في النفس آية، فقد غلط حساب الع^شور إذا لم يعدوا قراءتك منها. وكان يجب أن يقول: ترتيلك للعشور من آياتها، أو

األعشار من أياتها، فكان أذهب في الصنعة. وهذا البيت كله )خلف( من وجهين. أحدهما: طريق الغلو الذي ال

مساغ له في الذات اللقنة المتيقنة. واآلخر: أن الترتيل عرض في اللفظ وليس بذات لفظ، واآلية لفظ. وإنما الترتيل في ذات

Page 49: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

اللفظ كالعرض في الجوهر، فال ينبغي أن يعد ما هو عرض فيالجوهر جزءا من ذات الشيء، فتفهمه، فإنه لطيف المعنى.

بك، الذي المرض نعذل ال)شائق

وشائق الرجال، أنت(عالتهـا

كان هذا الممدوح عليال، فيقول: ال تلم المرض المعتمد لك، والحال بك، ألنك محبب إلى النفوس وإلى أحوال النفوس، فكما أنك تشوق النفوس فتذهب نحوك، وتحل بك،

كذلك األحوال، والعلة نوع من الحال، فال عتاب عليها في حبها لك. فتلخيص البيت: ال تعذل مرضك، ألنك تشوق الرجال، وتشوق عللها فشائق: خبر مبتدأ مقدم، وأنت مبتدأ. أي انت شائق الرجال وعللها وال يجوز أن يكون شائق مبتدأ، وأنت فاعل بشائق، ألن اسم الفاعل إنما يعمل عمل الفعل إذا كان )معتمدا( على شيء قد عمل في االسم قبله، أغنى كأنه يكون خبرا لمبتدأ، أو فاعال لفعل، أو صفة لموصوف،

أو حاال الذي حال، ونحو ذلك، فأما أن يكون يعمل عمل الفعل وهو مبتدأ، فال يجوز فلوخطأ.قلت: ضارب زيدا تريد: اضرب زيدا كان

نوت فإذا) إليك سفراسبقتهـا

مضافها قبل فأضفت(حاالتها

هذا البيت متعلق بهذا البيت الذي قبله: أي أن الرجال إذا نوت سفرا إليك سبقتها بإضافتك أحوالها، قبل إضافتك إياها. وإضافته لحاالتها قبوله لها بجسمه، النه في ذكر

هذا:المرض، عرض، والعرض يطلب محال ومحله الجسم. ويشبه ذلك قوله بعد الجسوم الحمى ومنازل)

لنا فقثل تركها في عذرها ما

(خيراتها أي إذا كانت األمراض أعراضا، ولم يكن للعرض بد من جسم وأمكن العرض جسمك

تركه.الذي هو خير الجسوم، فكيف يعذر على الذي إلى صرت فاليوم)

أنه لو ستقل ال البرية ملك

(هباتها هذه الهاء في موضع المفعول به، أي الستقل أن يهبها لعالم آخر. فكان يجب على هذا

أن يقول: الستقل هبتها. ألن الهبة هنا المصدر، ال الموهوب ولكنه جمع المصدر، النه عنى به الموهوبين، وألنه مصدر متنوع، النه كان يهبها ف^رادى ومثنى، ومازاد على ذلك

لذلك.من الكم، فقد تنوع المصدر باختالف األعداد، فاستجاز الجمع

رجله وعثرة^ نظرتبـه إلـيه نظر مسترخص)(بدياتها

)مابه نظرت(: يعني أعين البريه. أي أن النظر إلية رخيص بأعينها يعني بفقدها األعين.وكذلك عثرة رجله لو اشتريت بديات البرية لكانت رخصية.

ايضا:وله دويا الدنيا في وتركك)

كـأنـمـا أممله المرء سمع تداول(العشر

يعني ال يسمع شيئا، كقول النابغة: )وتلك التس تستك منا المسامع^( والدوي:الصوت. وهذا البيت مضمن بما قبله. أي إنما المد السيوف، والفتكة البكر، وأيام حرب يسمع

لها من اجتماع األصوات المختلطة الواصلة إلى اآلذان، مثل صوت البحار الذي يسمعهاالنسان إذا اطبق أذنيه بأنمله.

واألنمل هنا: االصايع، واحدتها أنملة، من باب تمرة وتمر، وليس بتكسير أنملة ألن هذين البناءين انمايكسران على )أفاعل(. وقوله )تداول سمع المرء(: يجوز أن بكون السمع اسما لألذن، فال يحتاج في هذا القول إلى حذف. ويجوز أن يكون السمع هنا: الحس ال

Page 50: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

الجوهر الذي يحسن به، فإذا كان ذلك، فالبد من حذف، كأنه قال: تداول موضع سمع المرء وإلى هذا ذهب أبو علي في قوله تعالى: )ختم الله على فلوبهم وعلى سمعهم(

جميعا.وجهة على الوجهين عن يرفعك لم الفضل إذا)

ناقص شكر فيمن فالفضل هبة على

كـر له (الش

أي إذا اضظرات إلى ناقص فتفضل عليك فشكرته فقد حصل الفضل لذلك الناقص فمن الحق أن تتحامى رجاء الناقص،

لئاليتيح لك فضال منه عليك، فيكون الفضل له. وقال: )الفضل فيمن له الشكر( أي: الفضل للشاكر ال للمشكور، النه يشرف

هذا الناقص بشكره، أو بنفعه به. أن تـحـتـه ظننا وغث)

عـامـرا في أو يمت لم عال

(قبر له السحاب عامر: جد هذا الممدوح. يصف سحابا بكثرة الماء، حتى كأن عامرا عال إلى الفلك

فأمطر الناس جوده، أو دفن في السحاب، فهو يجود بالماء وإن كان فيها ميتا. وقوله: )لم يمت( بدل من قوله: )عال(. وقد يجوز أن يكون حاال من الضمير الذي في

ميت.عال أي غير على الباقي ابنه ابن أو)

أحمد بن ويدي أجز لم لو به يجود^(صفر

أي لوال أني جزت به خالي اليد منه، لما شككت أن أحدهما هناك ويدي صفر: جملةحال.في موضع كل مدى في طعنا إليك)

صفصف لقيت ما كل واة بكل

(بـحـر أي قطعنا غليك األراضي البعيدة بكل ناقة خفيفة موثقة، تفعل في االرض البعيدة ما تقعل الطعنة في النحر. ومعناه أنها تتوغل الطعنة في الصدر، وتبلغ الغاية، كما تبلغ

القلب.الطعنه إذا وصلت إلى لسعة من ورمت إذا)

لها مرحت جلدها في صر نواال كأنبر (الن

النبر: دويبة تلسع اإلبل، فتحبط مواضع^ لسعها وترم، يقول: إذا لسعها النبر لم تألمه، ال عتيادها إياه، وطيب نفسها، وفرحت له، حتى كأن تلك اللسعة التي أورمت جلدها،

صرت فيها نواال لها،فهي تفرح لذلك كما يفرح المعطى بالعطية. وقوله: )كأن نواال(: يجوز أن يكون نواال منصوبا بكأن، والجملة التي هي )صر في

جلدها النبر(: خبر كأن. وفيه ضعف ألن اسم )إن( نكرة غير مؤيدة بالصفة. وخير منه عندي أن يكون في )كأن( األمر أو الحديث، ونواال: مفعول لصر. فقوله: )نواال صر في

(.جلدها النبر(: تفسير للمضمر الذي في كأن) الشمس دون فجئناك)

النوى في والبدر أحوالك في ودونك

(والبدر الشمس قوله: )دون الشمس والبدر في النوى( حال أي جئناك وأنت أقرب إلينا من الشمس

القدر.والبدر، وهما دونك في المجد وشرف منك اسمها ذا اللواتي أود والف^ؤاد^ وعيني لساني)

Page 51: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(والشطروهـمـتـي االود: االحباء، واحدهم ود. فيقول: هذه األعضاء مني تحب ما قابلها من أعضائك التي

أسماؤها هذه. وقوله: )والشطر(: أي كأن هذه االعضاء مني شقيقة سيمتها منك، حتى كأنهما اقتسمنا

جزءا من العنصر الذي منه كونها. وإذا كان هذا في االعضاء، فكان لساني موافقا للسانك، يقول ما تقول، وعيني مطابقة لعينك تستحسن ما تستحسن، وفؤادي مالئم لفؤادك، يهوى ما يهواه، وهذه عمدة أعضاء االنسان فالجملتان شقيقتان. فنحن إذن

شقيقان.وأما قوله: وهمي، فزيادة، ألن الفؤاد محل الهمة، فهو يغنى عنها.

ايضا:وله أكثـره^ بله فعإلى أقل)

مـجـد^ لم أم نلت فيه الجد وذا(جد أنل

بله: ينصب بها ويجر، النصب على أنه اسم للفعل كرويد. والجر على أنه مصدر، وإن لم يكن له فعل، فقد وجدنا مصدرا دون فعل، كويل وأخواتها. أي أقل فعإلى شرف. دع أكثره، كقول القائل فكيف أكثره. وهنا إفراط في القول، النه ليس فوق الشرف

منزلة، فيكون أكثر فعله أعلى من الشرف. إال أن الشرف يتفاضل في ذاته. فإذا كانأقل فعاله شرفا، فأكثره شرف أعلى من ذلك.

وقوله: )وذا الجد فيه نلت أم لم أنل جد(. الهاء عائدة إلى الجد، أي ود الجد في طلبهجد.

الجد: االجتهاد والتشمير. والجد: البخت. ويقول: جدي في االمور بخت. وإن لم أنل به بختا، ألن الجد معدود في السعاة، لكونه من الفضائل النفسانية، التي يبعث عليها

األنفه والشهامة، كما أن التواني يعد في الشقاوة لكونه من الرذائل التي يبعث عليها العجز والسآمة، يقول: فأنا إن لم أنل بسعي حظا نلت به عند نفسي وغيري عذرا

أحصل به على راحة نفسي، ال يلحقني كالم من أحد: كقوله: )ومبلغ نفس عذرها مثل؟( منجح

القنـا حقي سأطلب)ومـشـايخ

ما طول من كأنهم(مرد^ التثموا

مشايخ: جمع مشيخة، حكيناه عن أبى زيد، وقد يجوز أن يكون جمع مشيوخاء، الذي هو اسم لجمع شيخ فكان ينبغي على هذا

)مشايخ( لكنه اضطر فحذف، كقوله: والبكرات الف^سج العطامسا فشبههم بالمرد، ألنهم التثموا حتى لم تظهر لحاهم، كما لم يظهر

للمرد لحى. ولو اتزن له لكان أحسن أن يقول: كأنهم من شدة ما التثموا، ألن كيفية االلتثام حجبت لحاهم، بإحامهم إياها.والشدة كيفية، والطول كمية فالكيفية أولى بما ذهب إليه.وإن قلت انهم أطالوا االلتثام حتى حسيوا مرا كان له وجه.

بالجفون دموعي تلج)كأنمـا

باكية كل لعيني جف^وني(خذ^

أي أن جفوني مسارب للدمع ال يخلو منها، حتى كأنها خذ لكل باكية.فالدمع يالزمها كما يالزم خد الباكية.

وإن شئت قلت: ذهب في ذلك إلى غزر الدمع. أي أن جفون دموعي مجتمع الدموع،باكية.حتى كأنها خد لعيني كل

Page 52: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

يف سرى) تطبع مما السصاحبي الهند^

الله يطبع^ مشما السيف(الهـنـد ال

صاحبي: نعت للسيف. وال يكون على حد قولك )ضاربي( المنقولة من قولك: زيد ضارب عمرا؛ النه ال يقال: زيد صاحب عمرا، وذلك أن هذه الصفة جردت من معنىك( فدرك: مصدر وقد أجمده حتى الفعل، فلم يعدوها من المصادر، وقولهم: )لله در

قال سيبويه: هو بمنزلة قولهم: )له بالدك( وقوله: )مما تطبع الهند(، يعني السيف الذي عنصر الحديد، وهو الذي يطبع^ الهند. والسيف الثاني: هو الممدوح، وهو الذي يطبعه

وحده:الله ال الهند، ألن الهند ال تخلق وإنما الخالق الله من الشيء يصيب يكاد^)

رميه قبل سهمه في ويمكنه

(الرد المرسل يصفه بالقوة في الرماية، والعلم بها، فيقول: يصرف سهمه كيف شاء، حتى لو اراد

رده بعد إرساله مثال، أمكنه ذلك. و)يمكنه(: يجوز أن يكونمعطوفا على )يصيب(. فيكونان جميعا داخلين تحت )يكاد(ز ويجوز أن يكون من الفعل الذي هو خبر )يكاد(

فيكون ذلك أبلغ. وكلتا القضيتين داخلة في االمتناع، ال يجوز أن يصيب شيئا قبل رميه له. وال أن يقارب ذلك وكذلك القول في القضية الثانية. والهاء في )رميه( يجوز أن

تكون ضميرا لشيء فيكون مجرورا في موضع نصب. كأنه قال: من رميه هو. ويجوزأن يكون ضمير لفاعل، والمفعول على هذا محذوف، أي من قبل رميه إياه.

ايضا:وله منـهـم مكان بكل حولى)

خـلـق في جئت إذا تخطى

(بمن استفهامها أي انهم ال يعقلون و)من( إنما يستفهم بها عمن يعقل، فإذا استفهمت عن هؤالء بمن

فأنت مخطئ، اذ الحظ لهم فيها وإنما حظهم )ما( التي هي لما ال يعقل، وأن شئت قلت: إنهم وإن كانت صورهم صور الناس، فهم بهائم، لجهلهم، وأنما تعامل األنواع

بطبائعها ال بأشكالها، وذلك أخذت الحكماء في حدودها طبائعها دون صورها، حتى إن بعضهم قال استضعافا للحد المأخوذ من الصورة: )فإنه ال يستنكر أن يكون إنسان على شكل سمكة، كما ال يستنكر أن تكون سمكة على شكل إنسان(. واراد )تخطئ(، فأبدل

إبداال صحيحا للضروة، كما أنشد سيبويه: )فارعى فزارة ال هناك المرتع( ولو خفف تخطى قياسيا بين بين، النكسر البيت، ألن الهمزة المخففة بين بين عند سيبويه برمتها

مخففة. بسبروت ومدقعين)

صحبـتـهـم كاسين حلل من عارين

(درن من أي ورب فقراء بأرض قفر صحبتهم وبليت بهم )عارين من حلل(: أي هم اللصوص ال

يتسربلون، )كاسين من درن(: يصف شعثهم وقشفهم. وإنما يعدد ما منى به وبلى، منللصحبة.مكاره األيام، وصحبة من لم يكن أهال

في وعال مخلص كم)مهلكة خوض

في بالذم قرنت وقتلة(الـجـبـن

أي: كم إنسان أقدم، فسلم وعال مع إقدامه، ولم يضره اقتحامه الهلكه، وآخر جبن، فق^تل مع جبنه، ومات مع ذلك، مذموما على نكوله ملوما. قوله: )في الجبن( متعلق

بقتلة، كأنه قال: وقتلة في الجبن ق^رنت بالدم، كما أن قوله )في خوض مهلكة( متعلقةوعال.بمخلص

مدحت) عشنا وإن قومالهم نظمت

الخيل جياد من قصائدا(والحصن

Page 53: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

عنى بالقصائد: الجيوش، وإنما كنى عنها بذلك، لقوله: )مدحت قوما( واستعمل النظم مكان الحشد، لماكن القاصائد، وجعلها

من جياد الخيل والحصن، النه عنى بالقصائد العساكر، والعساكر إنما تأتلف من الخيل وف^رسانها، ولو قال: )من إناث الخيل

والحصن( لكان أذهب في الصنعة، ألن الحصن: الفحول من الخيل، فكان يطابق اإلناث لقوله تعالى: )وبث منهما رجاال كثيرا

ونساء(. وأما )من جياد الخيل والحصن(، فقسمة غير سالمه، ألن الحصن قد تدخل في جياد الخيل، وكذلك جياد الخيل قد تدخل في الحصن، إذ بعض الجياد حصان، وبعض الحصن جواد. ومن

عنى بالحصن الجياد، ما ذهب في باب القبح، النه ال يوجبقسمها، إذ الجياد هي الحصن.

قوافيها العجاج تحت)مضمرة

يدخلن لم تنوشدن إذا(أذن في

عنى بالقوافي الخيل، وخصها بالذكر ألنها أشرف ما في الشعر، الشتمالها علىدف والتأسيس، وغير ذلك من طوائف القافية، اللوازم، كالروى والصلة والخروج والر وإذا جادت القافي؛ سرت جودتها في الشعر. واستجاز أن يجعل القوافي )مضمرة(،

لكنايته بها عن الخيل. )إذا تنوشدن لم يدخلن في أذن(: فرق مليح صحيح، ألنهن لسن في الحقيقة قوافي،

فتلج في المسامع، وإنما هن خيل، وليس هناك تناشد. إنما استجازه للفظ القصائدوالقوافي. فجر بعيد الشباب غض)

ليلـتـه للفحشاء الجفن مجانب

(والوسن يستغرب العبادة مع الشباب. و)بعيد فجر ليلته(: أي ال ينام، فآخر ليلته بعيد من أولها.

)مجانب الطرف للفحشاء والوسن(: هذا اختصار مليح. وما أحسن مقابلته الشباب بالفحشاء، والسهر بالوسن. وكأنه قال: غض الشباب، مجانب الطرف للفحشاء، طويل

للوسن.الليل، مجانب الطرف بادوا األى الكرام ألقى)

مكارمـهـم عند الخصيى على

نن الفرض (والس )اإللى(: بمعنى الذين بادوا من صلة )ألى(. أي باد هؤالء الكرام وألقوا مكارمهم على

اليتيم.هذا الممدوح، كأنهم كفلوه إياها، كما يكفل الوصي كلما منه الحجر في فهن)

عرضت بالمجد بدا اليتامى له

(والمـنـن ف^هن: يعني هذه المكارم الملقاة عليه التي كلها. يقول: هذه المكارم التي مات اهلها،

وبقيت يتامى في حجر هذا القاضي الممدوج، فهو يفرق أمواله فيهم، ويبدأ منهم بالمجد والمنة. فهما من جملة األيتام، يظهرهما ويؤثرهما. كما يفعل الراب المشبل.

وقوله: اراد )بدأ( فأبدل إبداال صحيحا للضرورة. كما تقدم في تخطي ونحوها.ايضا:وله

بمن وجد حازني لقد)^ حازه^ بعد

وياليتـه بعد ليتني فيا(وجـد^

Page 54: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أي الوجد خلقى فقد حازني، والبعد خلقه فقد حازه، يقول: فياليتني بعد ألحوز كما حازنتفرق.البعيد وياليته وجد فيحوزني كما حازني الوجد، فنجتمع وال

في منك أتانا سهاد)عندنا العين

سربكم رعى وقالم رقاد(ورد^

استحين كل مكروه اتى من قبلهم؛ واستلطف كل جاف لهم، حتى جعل السهاد رقادا،والقالم - وهو ضرب من الحمض - وردا. كل ذلك لحبه إياهم.

إياهم.من الحمض - وردا. كل ذلك لحبه وقت حسناء غدرت إذا)

بعهدها لها يدوم أال عهدها ومن(عهد^

بعهدهاشيمة المرأة: الغدر. وهي التي عهدت عليه فمتى غدرت فقد أوفت ال السيف ألنت وسيفي)

ماتـسـلـه منه السيف ومما لضرب

(الغمد^ لك أقسم بسيفه، ثم تلقى القسم بقوله للممدوح، ألنت السيف، أي إنك أمضى من

السيف بل أنت السيف في الحقيقة،إذا لوالك لم يكن للسيف عناء كقوله: إذا ضربتنت أن السيف بالكف يضرب )ومما السيف منه لك يمناه بالسيف في الوغى تبي

الغمد(: الشيء أنما يصان بما هو دونه في القدر، ليكون له وقاء. يثول: فأنت أشرف من السيف، ألن السيف مطبوع من الحديد، وأنت تلبس الدروع والجواشن والترك،

فهن لك كالغمد. وإذا كنت أنت مصونا بما السيف منه مصنوع. فال محالة أنك أشرف من السيف، ألن السيف مساو للدرع في القدر؛ ألن جوهرهما سواء. والدرع لك لباس.

والغمد في قوله )ومما السيف منه لك الغمد(:مرفوع باالبتداء. وخبره: )مما السيفالسيف:منه(، فغمدك من الحديد الذي طبع منه

الحسين عطيات كان)عساكـر

والمطهمة العبدي ففيها(الجرد^

العسكر إنما يأتلف من الخيل والرجال. وهذا يهب الخيل والعبيد. فهذا وجه الكيفية في تشبيهه عطاياه بالعساكر. ثم يكثر هبة

هذين النوعين، حتى يعود في كثرة العسكر. فهذا تشبيها بالعساكر من جهة الكمية. والعطية: المعطى ال العطاء إذ لو كان

ذلك لم يجز تشبيه العرض بالجوهر، فتفهمه. السوابق بأثمان حباني)

دونهـاوى إنها سيرى مخافة للن

(جند^ جود إن عود وشهوة)

يمـينـه بها والجواد^ ثناء^ ثناء

(فـرد^ أي أعطاني الدنانير دون الخيل، مخافة أن أبين عنه، ألن الخيل جند للنوى وأعوان. و )شهوة عود( أي اراد أن أقيم فيوإلى لي عطاياه. وإن جود يمينه ثناء ثناء: أي أياديه مثنى؛ وهو في ذاته فرد. وإن شئت عنيت بالعود، أنه معدوم النظير في جوده، كما

ذؤيب:يقال: رجل واحد: المثل له، قال ابو أحدان الصريمة يحمى

له الرجال بالليل ومجترئ صيد

هـمـاسأوحد.فكأنه قال: والجواد بها

يحس ال ضجيج في وهم اليراهـا جموع في فهم)

Page 55: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(الخلد^ بهداية ابـن ابن داية: الغراب، سمي بذلك النه يقع على دأية البعير، وهي فقارته، فيعقرها. والعرب تصف الغراب بصحة البصر، حتى عنوا به فقالوا: أ]صر من غراب، والخلد: فأرة عمياء ال سمع بها، رعموا. يقول: فما يراهم الحديد البصر وال يحس بهم الذي مبالغة. وليس

يذهب في ذلك إلى قلة جموعهم، وجفوت لجمهم، إنما يذهب إلى احتقارهم، وقلةقوله:غنائهم، ومثله في ذلك االستضعاف

لو اليوم ذا وإلى فبعدهركضـت

الطفل لهوات في بالخيل ماسعال

ايضا:وله القول معوصات أراكض)

قسرا في وغيري فأقتلهارد (الطـ

أي أنا ذو بديهة، فاذا عورضت في قول الشعر فرغت وغيري يعد في تلحينه وتسديته ومعاناته، وليس هناك قتل وال طراد، وإنما استعارهما وأقتلها: بمعنى أصيها وأملكها

كقولهم: قتلت األمر علما. والمعوص: األبى الممتنع.ايضا:وله

وقت كنت الثمى أنا)الـلـوائم

تلك بين بي بما علمت (المعالم

قوله: )أنا ال ثمى إن( كقوله: أنا مثلك إن فعلت كذا. أي ضرني الله مثل ال ثمى في قلة اللب والجهل بالحب. وقيل اراد: أنا الثم نفسي أي جعلني الله الثما لها، وهذا أضعف في العربية، إنما تستعمل العرب في مثل ذلك أنا الثم نفسي هذا مذهب

الكوفييم:سيبويه. وقد أنشد بعض (عدمتني مني كان ما على ندمت)

فعلى هذا يجوز )أنا الثمى( أي الثم نفسي.األشتر:يقول: إن كنت علمت بحالتي وعقلت أمري بيت تلك المعالم، كقول

وانحرفت وفرى بقيتالعال عن

بوجه أضيافي ولقيتعبـوس

ابن على أشن لم إنغارة حرب

الكريهة ي ببيض تعدوشوس

شدهـتـم مما ولكنني)مـتـيم

مثل بائح وقلبي كسال(كارتم

أي ولكني متيم كسال مما شدهت وذهلت. أي قد أفرط ذهولي، حتى كأنى ذهلت عن الهوى، فعدت كالسالي، ومعنى كل ذلك أنه يريد: لم يخلص لي حال وال يثبت لي

ر وال سلو، حقيقة، وإنما يقول إنه بقي فقيد العقل، ومن فقد عقله لم يثبت له تذك ونحو هذا قوله تعالى في صفة أهل النار: )ال يموت فيها وال يحيى(. وإن شئت قلت: ذهلت عن الشكوى، حتى كأنني سال وذهوله عن الشكوى إما أن يكون عدم حسه

هو:بتالشي جسمه كقوله الـسـقـام فقـد^ وشكيتي

النـه لي كان كان لما كان قد

أعضاء^ وقلبي بائح مثل كاتم: أي أنه قد ظهر على الحب، فكأن قلبي بائح به وهو مثل كاتم،

الطوله.أي أنه لم يقصد إظهار ذلك. ومعنى كل ذلك نفي القصد اجتناب البخل ومجتنب التـالد بذل المقتنى عن)

Page 56: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

تـالده^ (المحارم أي يقتني ذل التالد مكان تالده، فأعقبه ذلك ذكرا في البذل،

فكأنه قال: عن المقتنى الذكر الجميل، ببذل التالد مكان تالده. الذي كان اقتناه، لما في تالده من البقاء في الذكر الجميل

المقتنى مكانه من البقاء. فتالده عندي - منصوب بالظرف، كما أنك لو أظهرت المضاف المحذوف فقلت: مكام تالده، كان منصوبا على الظرف، فلما

حذف المضاف عمل الفعل في المضاف اليه ذلك العمل نفسه،ا فيها(. ولو قال: )تالده(، كقوله تعالى: )واسأل القرية التي كن

فرفعه بالمقتنى على السعة لجاز. أي كأن ماله يدعوه أن يبذله فيقف^وه بذلك فخرا. فكأن المال هو المقتنى له ذلك وال كالم في

قوله: )ومجتنب البخل اجتناب المحارم( لظهوره. بان من جاودت ما كأنك)

جـوده لم من قاومت وال عليك، (تقاوم

إن شئت قلت: إن حساد جاودوك في الجود والبأس، حتى غلبتهم فيهما، فكأنك بعد غلبك إياهم ما جاودوك وال قاتلوك. ثم جعل للقضية مثال مطلقا، أي أيها االنسان من

غلبك بعدما غلبته فكأنك ما غلبته، وإن شئت قلت: كل من جاودته فقته، وكل من حاربته غلبيته، حتى كأنك إنما اخترت من المجاوين والمحاربين من وثقت بظهورط

عليه؛ ولم يك ذلك قصدك، اذ لو كان ذلك لم يك محمودا منك، النك لم تشجع إال على من علمت أنه دونك وال جاريت في الندى إال من علمت أنك فوقه. هذا كله ال يمدح به.

ولكنك إنما كنت الظاهر على المجاودين المحاربين، بفضيلتك النفسانية، ومزيتك الطبيعية إال أنك اخترت من هو دونك. وقوله: )من لم تقاوم( كقوله: وال قاتلت من

بانت شجاعته عليك، فهذا اللفظ المسلوب في المعنى لفظ آخر مثبت وإنما ذكرت لكه. هذا لتثبت قدمك في تبين

ايضا:وله به مثليهم الناس غدا)

العدمـتـه ذاره^ في دهرى وأصبح(دهورا

أي فيه من الفضائل مافي كل الفضالء. فقد صار الناس به ناسين. وال يعني بالناس جميع نوع اإلنسان، ألن في جماع النوع رفيعا ووضيعل، وإنما عنى بالناس الفضالء من

نواس:الناس، ولوال ذلك لم يقتض مدحا، كقول أبى الله على ليس

واحد في العالم يجمع أنبمستنـكـروخيارهم.لم يرد العالم كله، إنما عنى رفعاءهم

(دهورا ذراه في دهرى وأصبح) يقول: جنيت من لذيذ تمر العيش في دهرى عنده، ماجناه أهل كل دهر من حلو تمر

دهرهم، فصار دهرى بذلك دهورا.ايضا:وله

عاثب من وكم) قوال صحيحا

من وآفته الفهم(السـقـيم

Page 57: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

قد يكون القول صحيحا في ذاته، وال تلوح صحته إلى الجاهل به، فيعيبه، النه يظنه على خالف ما هو به. من كالم الحكماء: )من علم أنس، ومن جهل استوحش(. وقال تعالى:

يأتهم تأويله(: أي لو فهموه لعلموه، فآمنوا به. )بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولماهو:ويشبه هذا البيت قوله

ذا يك ومن ا يجدمريض مر فم الال الماء به مر الزايضا:وله

سيفي فرند^ كفرندى)(للبـراز عهدة العين لذة^الجراز

الفرند: ماء السيف، فارسي معرب. إنما هو ما بين الباء والفاء. والعرب تعرب مثل هذا بالفاء المضة، والباء المحضة. هذا قول سيبويه في باب اضطراد اإلبدال في

الفارسية. الجراز: الماضي النافذ. وإنما شبه فرنده بفرند السيف، ألن فرند السيف، دليل على

مضاء حده. وعنى بفرند نفسه هنا شحوبه، وتغير لونه من األسفار والتعب، فجعلهفرندا، النه دليل على مضاء عزمه، كما أن فرند السيف دليل على مضاء حده.

ففي ذلك شبه فرنده بفرند السيف، وإن لم يكن شحوبه في الحقيقة فرندا، بل هو خالف الفرند، فإنما سماه به، النه محمود منه، كما أن ذلك محمود من السيف. ونحوه

قوله صلى الله عليه وسلم )لخلوف فم الصائم أحب إلى الله من المسك( وليسالخلوف بطيب، ولكن لداللته على ما يحبه الله عز وجل من الصيام.

وأما ابن جنى فقال: عنى أن جوهر سيفي كجوهرى. فإن كان عنى بالجوهر الفرند،فخطأ، ألن الفرند إنما هو صفاء السيف بما يحدث من الصقال، فهو لذا عرض.

وإن كان عنى بالجوهر سنخ هذا السيف، أي أن سنخى في نوع االنسان كسنخ سيفي هذال في نوع الحديد، فصفاء فهمي من جهة شرف جوهري، كما أن صفاء هذا السيف

من جملة شرف جوهره، فهو حسن. ويقوى ذلك أنه قد استطرد في أبيات السيف من هذا الشعر، تشبيهه نفسه به، وجعله

نفسه في نوعه، كسيفه في نوعه. ثم أخبر عن نفسه فقال: هو لذة العين، أي أنظرللقتال.إليه فأستملحه، وهو أيضا عدة

(هزهاز مستو في متوالأنـيق الهباء قدى ودقيق) أي وفيه فرند دقيق، قدر الهباء في شكله وتضاؤله. متوال: متتابع

في مستو، أي في متن مستو. فأقام الصفة مقام الموصوف،وقواها بهزها، فحسن ذلك.

عنى الظالم مزيل يا)وروضى

في ومعقلي شربي يوم(البراز

البراز:الصحراء. يقول لسيفه: إذا اسودت الدنيا على بنزول الملمات، كشفتها عنى وفرجتها. وقد يعنى به أنه يزيل الظالم عنه بمائه وضيائه )وروضى يوم شربى(: شبهة

بالروض في خضرته، وجعله روضة يوم شربه، على ما تجرى به عادة الشجاع من تلقفه سيفه وتنزيهه طرفه فيه، متأمال لحسنه وما هيه جوهره. وكان أذهب في الصنعة

أن يقول: )وروضتي( ألن الروض جمع، وهو يخاطب واحدا، ولكن هذا واسع كثير. )ومعقلى في البراز(: أي أنى أمتنع بك إذا امتنع غير بحصن، ألن الشجاع إنما يلجأ إلى

هو:سالحه ال إلى معقل، كقوله (والسيوف األسنة جواشنها)

وكقوله: أحارب فال) (جدر إلى مدفوعا

معقلى.وإن شئت قلت: إذا كنت في الصحراء فلم أجد معقال، فأنت أيها السيف هناك

Page 58: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

برقت إذا برقى إن)فـعـإلـى

صللت إذا وصليلي(الرتجازي

يذهب بذلك إلى التقريب بين نفسه وسيفه، لما أن مثل نفسه به في جوهره أراد أن يكمل تشبييهها به في أعراضه، فيقول: ايها السيف، ال تظني مقصرا عنك، بأن اللمع

لي كلمعك، وال صليلي ني كصليلك، فإنك إن قدرت ذلك، فأنت مخطى، ألن ما يوازي لمعك وصليلك منى، أشرف من لمعك وصليلك. أنا أفعل بك يوم الروع ما يكسو جبيني وسائر وجهي ضياء، استبشار به وفرحا. فذلك البشر هو برقى الموازي لبرقك، وأرتجز

حالك.بشعري إذا صلت فيقوم ذلك مقام الصليل لك فإذن اليقصر حإلى عن الحديد بك ولقطعى)

(غاز اليوم لجنسه فكالناعليها وهذا أيضا زيادة في تقريبه بين نفسه وسيفه. يقول: أنا أقتل أقراني وهم جنسي،

وأننت تقطع عليهم الدروع والمغافر والترك، وكل ذلك جنسك، فقد حكيت فعلك في نوعك، بفعلي في نوعي. أنا انسان أقتل إنسانا، وأنت حديد تقطع حديدا. وهذا من أبدع الصنعة، مثل نفسه بذاته، في سيفه بذاته، ثم عرضه المتصل به الذي ال يتعداه، كالبرق

والصليل، ثم في عرضه الذي يوقعه بغيره، عن حركة واستعمال، وهو قطعه الحديد،غريب.فقدم ما هو من الذات ال يتعداها، وأخر ما يتعدى الذات. فتفهمه فإنه

وكيف اليشتكى كيف)وا ـ تشك

شكاها بمن ال وبه(المرازى

أي كيف ال يشتكى هذا الممدوح وهو الذي يتحمل المغارم، ويتكلف المؤن بذاته، وماله فيه المرازي. وكيف تشكاها هؤالء وقد احتملها هو عنهم فالعجب من شكواهم وال زرءبهم، ومن يحتمل الرزية عنهم ال يشتكى. فتقدير القضية: وبه المرازي ال بمن شكاها.

والمرازي: جمع مرزأة، وكان حكمه المرازي، فأبدل إبداال صحيحا قياسيا، النه ال يوصل بالهمزة المخففة إال هكذا، أعنى أن نبذل ابداال محضا، حتى تلحق بحروف العلة، ولذلك

استشهد سيبويه على أن الهمزة تبدل إبداال صحيحا في حال االضطرار، كبيت عبدثابت:الرحمن بن حسان بن

بالفهر رأسه يشججبـقـاع وتد من أذل وكنتواجبى

اعتقد البدل في واج صحيحا، ألن القطعة جيمية، فالوصل ياء محضة.وهذا االستشهاد من دقائق سيبويه، ولطائفه التي بز فيها الممارى، وسبق المجارى.

ايضا:وله ما بشكر أقوم فمتى)

أوليتنـى قدر علو فيك والقول(القائل

أي أن مدحك يسرف مادحك، فكما شكرتك على نوالك بالشعر، رفع شعري فيك من قدري، فاقتضاني الشكر على ذلك شكرا آخر، إلى غير نهاية. )فمتى أقوم بشكرك(

يوئس نفسه من القيام بشكره، ويجعله داخر في االمتناع.فهذا استفهام فيه معنى النفي، أي ال أقوم بشكر ذلك أبدا.

ايضا:وله منه الجوانب على كأن)

نارا وأيدي أجنحة القوم

(الفراش

أي على جوانب هذا السيف نار. شبه لمعه إذا ه^ز بلسان النار، وشبه أيدي القوم في تطايرها حوالي ناره بالفراش المتهافت

Page 59: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

في النار. وقال: أجنحة الفراش. ألن طيرانها إنما يكون باألجنحة. وقد كان يعنى من ذلك الكالم، وأيدي القوم فراش. ولكن بقوله: )أجنحة الفراش( وال معنى لرواية من روى )كأن على الجماجم(

لقوله: )وأيدي القوم( وإنما كان يسوغ لو قال: وهن أجنحة الفراش يهنى الجماجم. فأما كون السيوف على الجماجم كالنار

وتطاير األيدي مع ذلك، فتشبيه. الخيل أيدي بعض يدمى)

(ارتـهـاش أثر بعجاية ومابعضا العجاية: عصيبة فوق الحافر. واالرتهاش: أن تضطرب يد الفرس، فتنعقر ذراعاه، ألن

ذلك االضطراب يحدث عنه احتكاك. فيقول: إنما دميت أيدي هذه الخيل بعجلة الهزيمة واالزدحام في الهرب، الرتهاش كان أصابها. ولو وصفها باالرتهاش، كان ذلك عيبا لها،

مدحا.ولم يقتض لقوه) درع في حاسرا

ضرب ملتهب النسج دقيق

(الحواشي أقام الضرب في تحصينه له، مقام درع دقيقة النسج. ووصفها بالتهاب الحواشي، ذهابا

ضربه.إلى حدة يذب المتمردات من)

عنـهـا طائره كل برمحى

شاش (الرأي قوسى هذه متمردة كالشيطان المريد، أذب عنها بالطعن المرش.

ولو قال: يذب عنها رمحى بكل طائره الرشاش، لكان أليق؛ ألن الرمح فاعل لطعنته.واتساعا.والطعنة منفعلة له. فكأنه عكس إدالال

مع هزلت إذا عليك)اللـيالـي

في تسمن حين وحولك(هراش

الهزال هنا: مثل إلدبار الدول، والسمن: مثل إلقبالها. يقول: إذا ساعدك الزمان باإلقبالعليك تهارشوا في طلب المنفعة حواليك.

وذكر الهراش تخسيسا لهم، النه من فعل الكالب. فإذا ألمت بك نوائبه فهم عليك أعوانه. والعرب تكنى بعلى على خالف ما تكنى معه بمع. فمع والالم: للمواالة. وعلى:

للخذالن والمعاداة. قال تعالى: )لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت( ومعنى هذا البيتالمحدثين:متداول كثير. ومنه قول بعض

صرت نبا فلماالزمـان بإخاء أخي وكنت عوانا حربا وتقدير البيت: عليك مع الليالي إذا هزلت، وحولك في هراش إذا سمنت أي أنهم هم

كذلك.ايضا:وله

( اهل وفيه خال (إبله مروح صرم وفيهوأوحشنا الصرم: الجماعة من الناس، أي إنه خال عندي وإن كان فيه أهل، ألنهم غير أحبائي

الين عهدت بها، وهو موحش وإن كان فيه صرم من الناس، لعدم أولئك األحباء.ويقويههذا:بعد

والعبير المسك خلط لو)(تفلـه لخلتها فيها ولستبها

Page 60: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

وإنما تحسن األمكنه في عيون المحبين باحتيازها المحبوبين. وقوله: )وفيه أهل(: جملة في موضع الحال. وكذلك قوله: )وفيه صرم( جملة في موضع الحال ايضا، فاذا رددتها

آهال.إلى اإلفراد. فكأنه قال: خال عامرا، وأوحشنا وهي الغيث ينصرها)

ظامئة وسحبها سواه^ إلى

(هطله: . قال: يسقيها ينصرها

الربيع^ أخطاه^ كان منفإنـمـا

عبد بغيث الحجاز نصرالواحد

وإنما قيل في المكان المسقى:نصره الغيث ألن المكان في غالب األمر إنما يهجر لجدبه. فذلك الخجر خذل له. فاذا سقي أعشب وأخصب فاستدعى من رحل عنه،

قيا، لتخصب فيعاودها فكأنه نصر بالمعاودة، كما خذل بالترك، ولذلك دعى للدار بالسمن حل بها، فيعود عامرا ما كان منها غامرا.

ويقول: الدار ظامئة إلى من رحل عنها، إال إلى الغيث الي ينصرها ها وسحبها هطلة،بقوله:ليكون لك أبلغ في استغراب الظمأ. وما أشبه ها

اللون كميت أردت إذاصافية

النفس وحبيب وجدتهامفقود^

قوله: )وهي ظامئة(: جملة في موضع الحال. وكذلك )وسحبها هطلة( والسحب: جمع.سحاب ال جمع سحابة ألن )فعالة( التكسر على فعل. إنما سجمع سحائب: سحابة

( ومر فاعلمي مقيمةجدايتـهـا يا منك واحربا(تحله

الجداية: الظبية. أي: واحربا منك ياظبية هذه الدار. أقمت أو منعت منى وقصرت عنى.اآلخر:ف^مقامك وارتحالك سواء، كالهما عائد علي بالحرب، وهو الهلك. ومثله قول

(بعيد^ منك الممنوع^ والقريب)

وقوله؛ )منك(: أي حبك ومن أجلك واستعمل )وا( هنا دون )يا(.دبة. النه أشهر أعالم التفجع والن

سيبه محمول أولكـنـائلـه غلمانه وبيض)(الحمله

جعلهم محمولين ألنهم إذا حملوا إلى المعطين البدر والثياب كانوا في جملة الهبات فكأنهم حملوا أنفسهم مع حملهم الهبات. وقوله: )أول محمول سيبه( قدمهم في

السيب ألنهم أشرف أنواعه. وقال: )بيض غلمانه( يعني: الصقلب والروم ألنهم أثمنكقوله:من الزنج والنوب وأحسن في األعين وهذا البيت

الحسين عطيات كأنعساكـر

والمطهمة العبدى ففيهاالجرد^

مجزم للهول كان لويفـتـره الـهـول وراكـب)(هزلـه

أي إنه يركب الهول دائما، ال يفتره وال يريحه، فلو تجسم الهول، فكان مركوبا يشد عليه الحزام، لهزل ذلك المحزم، بدوام الركوب ومالزمته، وخص المحزم دون طوائف

والهمز.الجسم، النه موضع الركوب الفصاحة شعري وهذبت الفقاهة فهمه هذبت قد)

Page 61: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(لهلـيوالفقاهة: الفهم. تقول العرب: ماله فقاهة وال فصاحة.

يقول: فقاهته في الشعر قد هذبت فهمه لي، باستحتانه ما أنقح من شعري فيه، حتى مايستحسن غيره من الشعر المتعسف المخشوب. وهذبت فصاحته شعري له، أي لما

علمت إنه فصيح، نقيت ألفاظ شعري واستجدتها، فكانت فصاحته هي التي هذبتشعري.

الذي فعله من أكبروأصـغـره^ فعله فأكبروا)(فعله

أي أعظموا فعل أبى العشائر، وأصغره هو، أي استصغره، النه صغير باإلضافة إليه، كما هو عظيم باإلضافة إليهم. ثم قطع فقال: )أكبر من فعله الذي فعله(: أي الفاعل أكبر

عنه.من الفعل المنفصل كالسيف فصرت) حـامـدا

يده^يف يحمد^ ما من كل الس

(حمله أي أجاه الفهم عنى، كما أجاد الضرب بالسيف، فأنا كسيفه في أنى أحمد فهمه، كما يحمد السيف يده. إال أن السيف يحمد منه جسمانيا وهو يمده وأنا احمد منه نفسانيا

وهو فهمه. )ما يحمد السيف كل من حمله(: أي ليس كل حامل له يجيد الضرب به، فيكون حامدا

لكل من حمله. وكذلك أنا، ليس كل أحد يفهم شعري، فأحمدهم كما حمدت هذاالممدوح.

ايضا:وله فهو صباحي أعيدوا) عند

الكواعب لحظ فهو رقادى وردوا

(الحبائب إن شئت قلت: طال على الليل فال صباح، وأسهرني الحزن فال رقاد، وكل ذلك بمغيب

من أحببت. فيقول: أعيدوا الكواعب الي، فإذا كان ذلك قصر ليلي، وجاء الصباح. وردواالحبائب إلي، رقادى عندهن، فإذا عن عاودني نومي.

وإن شئت قلت: غاب عنه الصباح بمغيب الكواعب، ألن الدنيا تظلم على المحزون، فاذا أراد أن يرد ذلك عليه، استدعى أن يرد إليه الرقاد. النه قد كان يرى الخيال فيه

وفي الخيال أنس فلما عدم الرقاد، عدم الخيال الذي كان يأنس به. وقوله: )فهو لحظ الحبائب( أي أن سبب رقادي نظري إليهن، فاذا لم ألحظهن سهرت

إليهن.غرضا لك ظننت أراك) الس

فعقته جسمي لقاء عن بدر عليك

(التـرائب السلك: الخيط. يقول:عهدت جسمي ناحال؛ فلما رأيت السلك حسبته إياه؛ ومن عادتك البخل بالعناق. فحجزت بين السلك وبين ترائبك بنظام الدر عليه، جريا على ما اعتدته

من البخل.الحال.وقوله: )عليك(: ظرف في موضع

مـمـن لست فإنى إليك)اتـقـى إذا

فوق نام األفاعي عضاض(العقارب

ضر العقرب، أسهل من ضر األفاعي، فهو يزجر عاذلته على اقتحام المهالك، واالهجام على صعاب المالك، فيقول لها: إليك؛ فإنى ال أصبر على الصغير من األذى، فرقا من

العظيم؛ وإن كان أيسر من الموت؛ كما أن سم العقارب أخف من سم األفاعى؛ وأبلغقوله:من هذا

الـذل عـنـد المنية إن

Page 62: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

قـنـديد^ في السودان لي أعدواوأنهم األدعياء وعيد^ أتانى)

(عاقب كفر )كفر عاقب(: موضع بالشام، وأرصد له فيه قوم يريدون إهالكه. )واألدعياء(: ناس

السالم.ادعوا إلى على عليه جدهم في صدقوا ولو)

لحذرتـهـم قولهم وحدى في فهل(كاذب غير

أي لو صدقوا هؤالء األدعيان الموعدون لي، في ادعائهم قربي على عبسه السالم، لحذرتهم لشرفهم، ولكنهم يكذبون في ذلك،

فهل في وحدي يكون قولهم صادقا، كما يكونون في نسيهم،كذلك يكونون في توعدهم إياي.

تطأه^ لم مكان وأي^ذوائبـي أجـر لم بالد بأي)(ركائبي

ه ذوائبه: فكناية عن الغزل والتغني، كقول اآلخر:أما جر عفر لمتى أسحب أيامريان مرجل كل وأغضالمال

وأما وطء ركائبه المكان، فكناية عن الغزو، يقول: كل مكان قد شاهدت إما طالبأمل.غزل أو غازى

كف من كان رحيلي كأن)طاهـر

ظهور في كوري فاثبت(المواهب

أي أن مواهب هذا الممدوح مشرقة ومغربة. فكأن رحيلي كان من كفه، وهي مكان العطايا، فأثبت كوري في ظهور مواهبه فهي تشرق بي وتغرب. ووجه اتصال هذا البيت

بالذي قبله، أي لم أدع موضعا إال أتيته، كما أن مواهب طاهر لم تدع موضعا إال أتته.وإنما صح لي ذلك بإثباته رحلي على ظهور مواهبه السيارة.

وجعل للمواهب ظهورا، لذكره الكور الذي موضعه الظهر. وهذا مجاز. إذ ال ظهربطن.لمواهبه وال يردن لـم خلق يبق فلم)

فـنـاءه^ ورود شرب له وهن

(المشاربيحقق تشريق مواهبه وتغريبها، وأخذها من الدنيا في كل أفق وقطر.

فيقول: لم يبق خلق إال وقد وردت هبات طاهر فناءه؛ إما قادما بها من لدنه، وإمامحمولة اليه. والخلق هنا: بمعنى المخلوق، إذ ال معنى للمصدر في هذا الموضع.

)وهن له شرب ورود المشارب(: أي وهي وإن كانت مشارب لآلملين، فإنها تطلبوار؛ مع طلبهم إياها طلب العطاش لمشارب. وقوله: )وهن له شرب(: اآلملين الزتمام:يتعجب من أنها لهم شرب، وهي تطابهم طلب الظمآن للماء. وهذا نحو قول أبى

نـوازع عطاياه^ فأضحت شـردا

عن اآلفاق في يسائلنسائل كل

ال أن بيت أبى الطيب أغرب. وتلخيصه: فلم يبق خلق لم يردن فناءه ورود المشارب،الخلق.على أنهن شرب لذلك

ب فقد) هاد غي كل أوطانه إلى ورد كل عن الش

Page 63: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(غـائبموطن أي دعا صيته في السا الناس حتى غابوا عن أوطانهم، مسافرين إليه. ثم أغنى هؤالء

السفر؛ فردهم إلى أوطانهم، وكفاهم عن السفر إلى غيره، بما أفادهم إياه. قال بعضفاد: وهذا كقول أبى نواس:الن

بلغن بنا المطى واذا محـمـدا

الرجال على فظهورهنحرام

وليس عندي مثله، ألن المتنبي قال: أغنى هذا الممدوح ق^صاده، وردهم إلى أوطانهم، فكفاهم السفر. وأبو نواس قال: إذا بلغت المطى بنا هذا األمير، حرمنا ظهورها على الرحال؛ أي لم نركبها أبدا؛ وال امتهناها، جزاء لها على تبليغها إيانا أملنا من لقائه. ولم

يذكر عطاء؛ وال كفاية سفر، أال تراه يقول بعد هذا؛ مبينا لعلة تحريم ظهورها علىالرجال:

بننا وطئ من خير من قرالحصـى

حـرمة عـلـينـا فلهـاوذمـام

القواعـدى إذا أناس)فـكـأنـمـا

غبار قوا ال الذي سالح(السالهب

السالهب: الطوال من الخيل وغيرها. وإن شئت قلت: سالح أعادبهم بمنزلة غبار الخيل، فغبارها أخف. في أنه ال يعبأ به. وخص السالهب، ألن الطوال أخف

وإن شئت قلت: إن سالح من لقيهم إنما هو إثارة الغبار بالهرب واالنهزام، وجعل ذلك سالحهم، النه هو الذي يقيه كما يقى السالح غيرهم، أي ذلك الذي يقوم لهم مقام

السالح. وإن شئت قلت: كان السالح هنا الدروع والجفن أي هي عليهم أوهى نسجا من الغبار

الرماح:تحرقها الرماح، كقوله في صفة داود نسج قواض قواضعندها

كنسج فيه وقعت إذاالخدرنق

الخدرنق: العنكبوت؛ شبه الدروع في خرق الرماح لها، وسهولة ذلك منها عليها، ببيتالعنكبوت. القسى بنواصيها رموا)

فجئتـهـا سالمات الهوادى دوامى

(الجوانب أي رموا نواصي هذه الخيل بالقسى، فعكس، )ومثله كثير(؛ فجاءت دوامى الهوادى،

وهي األعناق والمقاوم، ألقدامها. وسلمت جوانبها، ألنها لم تستعرض ولم تستدبر. وكنى بالجوانب هنا عن األعجاز واألعطاف جميعا، وهم يصفون المقدم بأن جرحه في

القطامى:أمام جسمهن والمدبر بخالفه، كقول تجرح ليست فرارا

ظهورهم ذات كلوم النحور وفيأبالد

وقوله: )دوامى الهوادى(: اراد دوامى، فسكن اضظرارا. في الكواب تأثير يقولون)

الورى في تأثيره باله فما

(الكواكـب أثر فيها باعتالئه عليها. يقول: أثر هو في الكواكب؛ وهو من الورى فكيف زعموا أن

الكواكب تؤثر في الورى. يذهب إلى تكذيب المنجمين، فيقع فيما هو أوحش وأفحشقوله:من قولهم، وهو قوله: إن هذا الممدوح أثر في النجوم بفضله عليها. وهذا نحو

Page 64: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

تـفـعـل أنهـا يدعي ومنالـنـجـوم عـبـيد لدين فتباتـنـزل وال تـراهـا تراكبـالـهـا فـمـا عرفتك وقد

منك بان ماما أن يرى)لضارب

منك بان مما بأقتللـعـائب

أي يرى أنه ليس الذي بان منك لضارب، بأقتل مما بان منك لعائب. أي العيب أقتل من الضرب. ففي )أن( مضمر على شريط التفسير، وما األولى نفي، والثانية بمعنى الذي

التفسير.والجملة بكليتها تفسير المضمر على شريط لـسـانـي مـن اليه حملت)

حـديقة سقي الحجا سقاها

(السحائب الرياض الحديقة: الروضة. شبه القصيدة بها في حسنها، إال أن الذي قام لها مقام السحاب

للحديقة، إنما هو هقلي، بأنه سقاها بفكره وبأمله، سقى السحاب الرياض، كقول أبىالشعر:تمام في صفة

إذا العق^ول صوب ولكنهابجلت

أعقبت منه سحائببسحائب

وأراد سقي السحاب الرياض فصل بين المضافين اضطرارا.ايضا:وله

عنك حتى حبك كتمت)تـكـرمة

إسرارى فيك استوى ثم(وإعالنى

أي كتمت حبي عن األنام، حتى عنك وإنما كان كتمانه تكرمة لك، ثم غلبني ذلكأخفي.فاستوى سري وجهري أي أظهرت منه مثل ما كنت

عن فاض حتى زاد كأنه)جسدي

به سقمى فصار جسم(كتمانى

أي كأن الحب زاد حتى سقمت، فغاض بعض سقمى إلى جسم كتمانى، فمرض الكتمان، وبطل، فظهر الحب. وهذا اعتذار منه إلى محبوبه في إعالنه بحبه. أي إنما

كان ذلك لهذا. واستعار للكتمان جسما، وان كان عرضا، النه ذكر السقم، والسقمعرض، والعض البد له من محل.

وان شئت قلت: الهاء في كأنه راجعة إلى الكتمان. وإن لم يجر له ذكر كقوله: من كذب كان شرا، أي كان الكذب شرا له. حكاه سيبويه. ومثله كثير في التنزيل وغيره.

فيكون المعنى على هذا، كأن الكتمان فاض عن جسدي فتغشى الجسم؛ واستتر العرض في أغلب األمر. ولما قال إن الكتمان مشتمل على الجسم كاشتمال الثوب،

استجاز أن يجعل الكتمان جسما مؤلفا، وقد خفي جسمه وظهر ما فاض عليه منالكتمان، فكأن السقم في جسم الكتمان.

وله ايضا: )ولقد علمنا أننا في طاعة الفراق واالنقياد له، لتيقننا الموت، الذي هو أشد أنواع الفاق، النه اضطراري الوجود، وغيره من أنواع الفراق ممكن ال واجب، وكأنه

قال: نحن متيقنون لوقوعه، لعلمنا أننا نموت. وذكر الطاعة، ألن االمتناع من الموتممتنع.

ومن ظريف هذا البيت: أيجابه إطاعة الجنس، وجعله علة ذلك إطاعة النوع الضروري،ألن النوع قابل السم الجنس. وهذا منه تفلسف منطقي بديع.

ايضا:وله الحسين قناة أعلى)

(رجاله^ الكمى وأعلى فيهأوسطها

Page 65: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

ت، وتقوست أحد طرفيها )فيه(: أي في المأزق. ومعناه: أنه لما طعن بها الفارس تحن في المطعن واآلخر في يد الطاعن، فيعتمد عليه، فصار أوسطها أعلى أنبوب فيها.

: أعاله رجاله وأسفله رأسه.)وأعلى الكمى رجاله( أي يطعن الفارس فيخر مكبوا(أفواه^ مالهن بألسنمدائحـه أثوابا تنشد^)

أي تدل من رآها أنا قد مدحناه، فأخذنا مدحه، فتخبر عن جودة المدح بجودتها، اذ اليكافئ الممدوح الناقد بالجيد إال على الجيد.

اليه.وقيل: عنى أنها جدد، فهي تقعق^ع. وهذا ال يلتف (عيناه^ مسمعيه عن أغنتهبها األصم على مررنا إذا)

)بها(: أي بالحلل. ويقول: إذا رأى األصم علينا هذه الحلل التي كساناها ابو العشائر، علم أننا داعون له من أجلها، وشاكرون عليها، لما يرى من بهائها وسنائها وإن لم

يسمع شكرنا إياه، وال دعاؤنا له. فعيانه موثوف به، بل هو أشد إعرابا عن ذلك منهو:اللسان. ألن اللسان ربما حذف إما اختصاراوإما لكنة. ونحو هذا البيت قوله

العيون في فاتك خلفتكـالمـه

من مسمعي يمأل كالخطأبصرا

ونظير البيت االول قول األسود، وهو نصيب: أنت بالذي فأثنوا فعاجوا

أهلـه عليك أثنت سكتوا ولو

الحقائبفقال:وقال قوم لم يكنك يا أبا العشائر،

فق^لت تكنه ألم قالوا)(وصفناه إذا عى ذلكلهم

قالوا )ألم تكنه(: يخرج ظاهره على أنه كناه، ألنك إذا قلت منكرا: الم تقم؟ فمعناه: قد فعلت القيام. وإذا قلت أقمت، لم يكن فيه غثبات إنه قام، وإنما هو إنكار امر القيام.

والمتنبي لم يكن أبا العشائر في القطعة التي قبل هذه. وإنما قال له هؤالء المطالبون المتتبعون لزلله: )ألم تكنه(؟ وهم مستفهمون ال منكرون، فلم يشعر هو لمكرهم،

فاعترف لهم، فقال: ال. ثم أعلم ما حاوله هؤالء الحاسدون منه، فقال ها الشعر معتذرااالستفهام.وحكى كا واجهوه من لفظ

العشائر أبو اليتوقى)مـن

الورى معاني لبس(بمعناه^

أي إن صفاته مغنية عن تسميته وتكنيته، النه منفرد يها ال يشرك )فيها( اذ هي صفات ال يحلى بها غيره. فصارت كاالسم، بل هي أشد اختصاصا به من االسم والكنية،، ألن

حسنا وأبا العشائر كثير. والصفات التي ألبى العشائر ها، ال تلحق إال إياه. فصارت التهكالحد للنوع المحدود. وللك سمي تكنيته مع وصفه إياه عيا.

ايضا:وله كل ترى التي ترثى كيف)

جفن غير جفنها غير راءها(راقي

أي ال يسعها الرثاء للباكين، النه يبكي من هجرها واحد، بل كل واحد وإنما كانت ترثى لو انفرد باك بالبكاء، فأما جميع الباكين من هجرها فال يسعهم رثايتها لهم. وإن شئت قلت: إن كل جفن رآها بكى من هجرها إال جفنها وحدها، فانه ال يبكى، ألنها ال تهجره.

هذا:ويقوى ذلك بعد ضنى من عوفيت ك نفسـك فتنت منا أنت)

Page 66: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(واشتياقلـكـن فهي ال ترثى لذلك من غيرها؛ ألنها معفاة منه. وتقدير البيت: كيف ترثى التي ترى كل

جفن رآها غير راق إال جفنها )فغير جفنها( استثناء )وغير راق( حال. وإذا رددت غير راق إلى االسم المحصل فكأنك قلت: كيف ترثى التي ترى كل جفن رآها باكيا، ألن

)غير راق( معناه:باك كما أنك إذا قلت: زيد غير عالم. فغير عالم كقولك: جاهل واراد:للوصل.راقئا، فأبدل إبداال صحيحا،

هجرك غير عنك عدا لو)بعد

مخ الرسيم ألرار(المناقى

عدا: صرف وارار: ذاد. والرسيم: ضرب من السير. والمناقى: اإلبل السمان. أي لو كان المانع عنك بعدا ال هجرا، لسرنا دأبا حتى تهزل إبلنا، فيذوب مخها، فاكتفى بذكر

قوله:المسبب عن ذكر السبب. ومثله اإلبل تكلف ماال البعد فيالبـخـل المليحة نأى أبعد^

على أنفاسنا مثلعليهـا وصلنا ولو ولسرنا)(األرمق

األرماق: البقايا. أي سرنا إليك على هذه اإلبل التي كانت تعود أرماقا ونحن كاألنفاس عليها خفة، لما لحقنا من النحول: كقوله: برتنى السرى برى المدى فرددنني أخف على المركوب من نفسي جرني )فمثل أنفاسنا(: حال من الضمير الذي في وصلنا

)وعلى األرماق( ظرف متعلق بأنفاسنا. وإن شئت قلت: ولو وصلنا على هذه اإلبل فقد استكرهت حملنا فضعقت عنه لما لحقها من المشقة، كما استكرت أرماقنا حمل

لذلك.أنفاسنا ممن األمير نائل كاثرت)

(اإليراق مـن نولت بما لالما اإليراق: التجنيب والمنع. يقول: كاثرت عطاء األمير بمنعها. يصفها بكثرة ذلك منها.

فكأنه قال: عارضت جوده ببخلها، ليكون أبعث على حبها كقول العرب: )تمنعى أشهى لك(. وقد يكون أنه وصفها بالعفة، كما وصف األمير بالكرم؛ أي أن عفتها في نوع

الكرم.العفة، ككرم األمير في نو لقمان بن الحارث يابني)

التـع متون الوغى في دمكم(العتان

في الوغى اختصاص حسن. يصفهم بالشجاعة إذ ال يدمنون ركوب الخيل أبدا إلراضتهاوسياستها. التي الطعنة طاعن)

الفي تطعن والدم بالذعر لق

(المهـراق الفيلق: الكتيبة. والذعر: الفزع. أي أنها طعنة تمأل صدور الكتيبة كلها ذعرا، وإن لم تكن

ون.تقع الطعنة إال بواحد. فكأنه بذلك قد طعن الفيلق كله، فيفر ال األسنة ذوى في همه)

في له وأطرافها ها

(كالنطاق

أي حفت به األسنة، حتى صارت له كالنطاق، فهمه حينئذ فيقتل ذوي األسنة؛ لهوانها عليه، وحقارتها لديه.

Page 67: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

وقوله: )وأطرافها كالنطاق(: جملة في موضع الحال، يستغربذلك وهذه حال. وشبههه بعض النقاد بقول أبى تمام:

الغاب أسود األسود إنهـمـتـهـا

في الكريهة يومالسلب ال المسلوب

وليس مثله، ألن أبا تمام نفي عن الممدوح حب سلب وأبو الطيب ذكر أن أبا العشائر ال يعبأ باألسنة المحدقه به لشجاعته، ولم يذكر حب سلب وال ضده، وقال: )وأطرافها(

ولم يقل )هي(، ألن األسنة لم تخالط لحمه بعد، وإنما هي على ظاهر جسمه،جملتها.فأطرافها هي المحدقة به ال

العار من دونها يكن لمإن مـنـيتـه درعـه جاعل)(واق

أي يجعل درعه منيته التي تقيه العار، إذا لم يجد غير الموت واقيا. وكان أظهر من ذلكدرعه.- لو اتزن له - أن يقول: جاعل منيته

فرقة قبل واالسى)وح عجز الر

بعد يكون ال واالسى(الفراق

يسفه رأي من شح بنفسه وجبن. فيقول: المعنى لألسى قبل فرقة الروح، النه في حد الوجود، فإذا حل به العدم وأزال الوجود فال أسى هنالك؛ فمن الحكم أال يكون أسى. وقيل: األسى ال يكون بعد الفراقن وإنما هو قبل الف^رقة، فعلى هذا يكون صدر البيت

له.تسفيها لرأي المشفق على الذات، وعجزه اعتذار شـمـس في قولي ليس)

فـعـلـك ي ولكن كالشمس(كاإلشراق الشمس

جعل لفعل شمسا: استعارة لحسن أفعاله وإنارتها. فيقول: ليس ثنائي عليك في نوع الثناء؛ مثل فعلك في نوع الفعل، ولكن فعلك شمس وثنائي إشراقها، أي أن ثنائي

ينشرها فعال ويبينه كما يظهر اإلشراق^ جوهر الشمس وكنى عن فعله بالشمس، وعن ثناثه باإلشراق، ألن الشمس أشرق من اإلشراق؛ من حيث كانت جوهرا واإلشراق^

عرض فيها.ايضا:وله

(بالخلـود لبشرته عليهأعدائه غير أخف لم ولو) غير أعدائه: الحمام البيعي. فيقول: لو أخف عليه الموت إال من قبل أعدائه لتيقنت أنه

جرير:خالد؛ لقصور عداه عنه. وهو نحو قول سيقتل أن الفرزدق زعم

مربعا سالمة بطول أبشر

يامربـع^ إال أن قول أبى الطيب أبلغ جريرا بشر مربعا بطول السالمة، ولم يفصح بالخلود. وأبو

الطيب اراد أن يبشره بالخلود.ايضا:وله

الخمار ذياك قطعت)بـسـكـرة

الفراق خمر من وأدرت(كئوسا

الخمار: أخف من السكر. فيقول: كنت أشكو هجرك مع القرب، فأتبعني بينك، وهو أشد من الهجر الذي كان مع دنو الدار، وقرب المزار. وكثيرا ما يستعمل هذا النحو، أعنى أنه يستصغر العظائم، بإضافتها إلى ما هو أعظم منها، كقوله: وقد كنت قبل

وكقوله:الموت أستعظم النوى فقد صارت الصغرى التي كانت العظمى الذي السقم من أجل الـمـنـايا اال يسلها ولم

Page 68: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

قما أذهبوإنـمـا الس البـرية على يضمن وبه)

البـهـا العـلـيه منها وعليه

(يوسـى أي يضن على البرية أن يعد منها وإن كان من نوعها، النه أشرف منها جوهرا وفعال.

فكأنه أنما يع^د في نوع آخر غير نوع اإلنسان، وال ينفس بالبرية عليه، ألن خطره أنفس من خطرها، فتقديره: البها عليه. )فحذف عليه( للعلم بها، وكذلك يحزن عليه منها: أي يحزن على أن يعد منها، فيبخس حقه، وال يحزن عليها من كونه معدودا فيها بالنوعية،

ألنها دونه في القدر والخطر. وإن شئت قلت: إنه إنما يحزن عليه من بينهم إذا هلك، ال عليها إذا هلكت، لعجز غنائها

عن غنائه.فمن على القول االول للعلة أي من أجلها، وعلى القول الثاني بمعنى من بينها.

وأراد: )يءسى(؛ فأبدل إبداال صحيحا للردف، في قول أبى الحسن وهو تخفيف قياسيفي قول أبى عثمان؛ النه يرى الردف يالتخفيف القياسي معامل للفظ.

ايضا:وله صافية إبراهيم ابن مرتك)

الخمر مسكر شارب من فهنئتهاكر (الس

أي أنت سكران صاحيا بأريحية خلتك؛ فإذا شربت الخمر أسكرتها بفضل سكر أريحتك. وقال مسكر السكر ولم يقل مسكر الخمر

ألن إسكاره السكر أبلغ من إسكاره الخمر. وهو أذهب في الشعر وأغرب؛ ألن العرض ال يحمل عرضا؛ فتفهمه. وقال:

مرتك؛ وإنما هو مرأتك؛ فأبدل إبداال صحيحا، كقوله: )فارعىفزارة ال هناك المرتع(.

وله ايضا: الفوارس معتنق أخت يا)

الوغى في مـنـك أرق^ ثم ألخوك(وأرحـم

العفـاف مع إليك يرنو)وعـنـده^

فيما تصيب المحبوس أن(تحكـم

قيل: يخاطب محبوبته. جعلها أختا تعففا عنها، وتنزها عن الفجور بها. )ألخوك(: يعني نفسه. )ثم(: أي في موضع القتال. و )اعتناق

الفوارس( أرق منك في الهوال وأرحم، ذلك على قساوته فيالحرب، برنو إليك مع العفاف . . . البيت.

أي أن أخاك وهو يعني نفسه ينظر إليك فيعجبه حسنك، إال أنه يعف تشرفا ال تدينا، وعنده مع عفته، أن المجوس تصيب في

حكمها الذي هو نكاح األخوات. إن شئت قلت: إنه يتعزل بأخت رجل شجاع، فيقول لها: أخوك

على شدته وبسالته، أرق^ منك وأرحم، ثم أخبر عنه أنه يرنو إليها مع العفاف الذي توجبه منافرة الطبيعة لنكاح األخوات، فيذم

نفسه على ذلك العفاف الطبيعي. وعنده أن المجوس تصيب في

Page 69: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

نكاح األخوات.وقد قيل في هين البيتين قول ال ينبغي أن يلتفت إليه لسخفه.

وقوله المجوس: اراد المجوسيين، فلذلك أجل عليه األلف والالم.ولو عنى القبيلة لقال إن مجوس كقوله:

أريك أحار هـب برقا وهـنـا

تستعر مجوس كناراستعـارا

البياض رائعة راعتك)بعارضي

لراع األولى آنها ولو(األسحم

الرائعة: اول ما يظهر من الشيب. والعرب تصف المرعى بالسواد، فاذا حلت الشيبةجعلوها )راعية( لذهاب السواد، كما تذهب الراعية من الماشية حضرة المرعى.

)ولو آنها االولى لراع األسحم(: أي لو تقدم البياض قبل السواد، ثم أعقبه السواد لكانوأهول.اروع؛ ألن السواد أروع من البياض

ف^وس شيم من والظلم) النتجد فإن

ال فلـعـلة عفة ذا(يظـلـم

المعنى: والظلم من تأليف خلق النفوس. ومعنى الظلم: وضع الشيء في غير موضعه. وتأليف النفوس من اربعة أشياء متنافرة: من حار رطب، وبارد رطب، وحار يابس،

يوجد؟وبارد يابس. وهي ما اعتدلت صلح الجسم، واذا اختلفت فسد الجسم، فهل تراه^ ما أصغر وتراه)

ناطقـا يكون ما أكذب ويكون(ويقسم

كقوله:أي يعظم ساكنا بهيبته، فيغر من رآه، فاذا تكلم صغر من لكنته، لك صامت من ترى وكائن

معجب في نقصه أو زيادته

التـكـلـم)ويكون أكذب ما يكون ويقسم(: أي إذا تناهى في الكذب أقسم عليه أنه حق له.

ايضا:وله السماح أيها لجنة كن)

(الغرق من سيف^ه آمنهفقدلجة مهلكه لألرواح، والسماح مهلكة للمال. فيقول: أيها السماح اعظم، حتى تكون ال

لجة مهلكة لما له، فإن سيفه يحلف عليه باإلغارة والنهبة جميع ما تتلفه أنت. ولماالشاعر:جعل السماح لجة استعار اسم الغرق للفقر. ونظير هذا قول

يعـش منا يفتقر ومنبـسـامـه

سائر من يفتقر ومن.يسأل الناس

وقال: كن لجة، ولم يقل: كن بحرا، ألن اللجة اهول ما في البحر أال ترى أن العرب تسنيها )العوطب(، لما يحدث فيها من العطب أو يخاف، ولم يسموا جملة البحر

عوطبا.ايضا:وله

ذكرتك إذا بالوشاة أنا)أشـبـه

عنك ويذاع^ الندى تأتي(فتكره^

الكريم يكره ذكر إحسانه إلى مؤمليه، حذار أن يظنوا ذكر ذاك اعتدادا به عليهم ومنا، فكأن من يذكره عنه؛ يشيع عنه ما يكره إشاعته؛ وينم به. والقطعة رائية؛ وال تكون هائية؛ ألن بعد هذا البيت بيتا آخره )نصره(؛ فهذه هاء إضمار؛ متحرك ما قبلها؛ وهاء

Page 70: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

اإلضمار المتحرك ما قبلها؛ ال تكون رويا. فإن قال قائل: قد قال في المصراع االول من هذا الشعر )أنا بالوشاة إذا ذكرتك

أشبه( فقفى بالهاء. قلت: لم يقف بهاء. وليس الشعر بمصرع، وإنما هو في البعد من التصريع، بمنزلته لو قال: )إذا ذكرتك أمثل( مع قوله تكره. فهذا احتيال لطفه له أهل

بغداد. والذي عندي أن أبا الطيب كان جاهال بصناعة القوافي؛ فانها مهنة دقيقة يعجز عنها

الشعراء؛ ويفلطون فيها. نعم؛ وقل من يعرفها من النويين إال الخليل وأبا الحسنإماميها وقليال بعدهما.

ايضا:وله بـين عـينـاك خلـقـت ومن)

جـف^ـونـه في السهل الحدور أصاب

(الصعب المرتقى

أي أن قلبي متنزه بمناعته؛ أي بشجاعته؛ دافع عن نفسه ببأسه. ولكن من كانت له عين كعينك، أصاب األمر الصعب بالسعى

عه على غيرك. السهل. أي فذلك ممكن لك منى على تمن واالنحدار سهل، واالؤتقاء صعب. فمن كان االرتقاء عليه في

سهولة االنحدار؛ فكل صعب له سهل، كقول البحتري: المجد هضاب في ومصعديطلعها

الجأش لسكون كأنهمنـحـدر

وقد بالغ أبو الطيب بالمقابلة بين الحدور السهل والمرتقى الصعب؛ لسرى طبيعة الضد في الوصفين والموصوفين. قابل الحدور بالمرتقى، والسهل بالصعب. ولو أمكنه

أن يقابل الحدور بالصعود؛ لكان أذهب في الصنعة. ليوازن اللفظين.ايضا:وله

أشجاه^ كالربع وفاؤكما)طاسمـه

أشفاه والدمع^ تسعدا بأن(ساجمه

يخاطب خليله. وإنما كثرت مخاطبة العرب خليلين وصاحبين؛ دون أقل أو أكثر؛ ألن أقل السفر المترافقين ثالثة، فالواحد يخاطب صاحبيه. يذهبون في ذلك إلى أنه إن

اختلف االثنان قتل األقوى األضعف. فاذا كان لهما ثاث؛ توسط فحال بينهما في األغلب. فلذلك لم يصطحب في األكثر أقل من ثالثة لهذه العلة. هذا معنى مخاطبة

العرب في أغلب األمر االثنين، حتى تجاوزوا في ذلك إلى أن خاطبوا الواحد بخطابم(. ومن كالمهم: ياحرسي اضربا عنقه. وقال: فإن االثنين؛ كقوله تعالى: )ألقيا في جهن

تزجرانى يابن عفان أزدجر والطاسم: الدارس. وأشجاه: أشده إشجاء وإحزانا. وال يكون فعال، لمقابتله إياه بقوله: أشفاه. وأشفى: اسم ال فعل. يقول: وفاؤكما أيها

الخليالن بأن تسعداني على بكائي في هذا الربع الدارس، كهذا الربع الذي بكيته، وذلك في ترك المساعدة في الوقت به معي، ففي ذلك أشبه وفاؤكما للربع دروسا

وطموسا. ثم قال: )والدمع^ أشفاه ساجمه(: أي ال تلوماني على البكاء، فان أشفى الدمع ساجمه. وقد يجوز، )والدمع^ أشفاه ساجمه(: أي باإلسعاد وبالدمع الذي أشفاه

ساجمه. أي: وفاؤكما باإلسعاد لي، والبكاء معي. )دارس( قد قارب العدم، كما أن الربع كذلك، فكال كما أشجاه لي مادرس، وقد يقنع

المشوق^ من صاحبه أن يقف معه على الربع عاذال، أو عاذرا، وإن لم يشركه في شوقالبحتري:وال بكاء، كقول أو مشوقا قف أو أو مسعدا أو معينا أو عاذرا عذوال

Page 71: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

حزينا فقد يجوز أن يكون أبو الطيب عدم هذا كله من خليله، وأبيا موافقته على وجه: ال

مشوقين وال مسعدين، وال عاذرين. والدمع على هذا، معطوف على موضع )بأن تسعدا( أي باإلسعاد. وبالدمع الذي أشفاه

ساجمه، يعني بكاه معه. والباء في )بأن تسعدا(: متعلق بمحذوف أي وفاؤكما باإلسعاد. وال تكون متعلقة ب)وفاؤكما( االولى، ألنك قد أخبرت عنها بقولك: )كالربع( فمحال أن تخبر عن االسم وقد بقى ما يتعلق به، ألن هذا المتعلق به جزء منه. فكما ال يخبر عن

منه.االسم قبل تمام حروفه، كذلك ال تخبر عنه وقد بقى ماهو جزء سقاك) الـلـه بـك وحـيانـا

إنـمـا والخدور نور العيس على(كمائمه كما

جرى في هذا البيت على مذاهب العرب وطرائقهم، ألنهم يحيون بالنوار وأصنافقيل، لينعم ويحسن. االزهار. فلما أبصرها في الخدور جعلها نورا في كمه، فدعا له بالس

النور.ودعا لنفسه أن يحيا بذلك العيون منك ظفرت إذا)

بنظـرة المطى معيى بها أثاب

(ورازمه يريد أن النظر إليها سبب لقول الشعر فيها، والتغنى به في الطرق، وجميع ما

للحداء.يتصرفون، ويحدون به. فتنشط اإلبل لذلك. إذ من طبعها أن تنشط

االولـــى تـــغـــرم قـــفـــى) الـــلـــحـــظ مـــن

مــــهـــــــجـــــــتـــــــي

بثـــانـــية والـــمــــتـــــــلـــــــف

الـــــــشـــــــيء(غـــــــارمـــــــه

اللحظة فأهلت يقول: لحظتك حتى على مهجتي. فقفى

ما على فترد اخرى، ألحظك لكل أن وذلك االولى، أذهب أنظرها نظرة فا في، تأثيرا

االولـى، المـهـجة عدت قد ذا ألن ردهـا، الـثـانـية فـعـمـل ضـد فـي انـتـهـى إذا الـشـيء

.ضـده إلـى انـعـكـس الـــعـــيش وتـــكـــمـــلة)

الــــــصـــــــبـــــــاوعـــــــقـــــــيبـــــــه

لـــــــون وغـــــالـــــــب الـــــــعـــــــارضـــــــين

(وقـــــــادمـــــــه

أي كمال العيش، يعني جميع طبقاته، فأولهن الصبا: وهو من النشوء إلى الشباب، وعقبيه الشباب، وبعده غائب لون

العارضين، وهو الشيب مالم يقدم، فاذا قدم فقد كمل العيش، وما بعد الكمال إال النقص. والهاء في )قادمه( راجع إلى اللون، وال يكون راجعا إلى اللون، وال يكون راجعا إلى )غائب(، فيكون من إضافة الشيء إلى نفسه، وليس كذلك إذا كان مضافا إلى اللون، ألن لون جنس انقسم إلى نوعين: غائب وقادم؛ والنوع

Page 72: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

غير الجنس، فكأنه قال: وتكملة العيش الصبا وعقيبه، سواد^الشعر وبياصه، النه إذا كان البياض غالبا، فالسواد حاضرز

الشبيبة ماء من وأحسن)كلـه

أنا فازة في بارق حيا(شائمه

قوله: )في فازة( يعني فازة ديباج ضربت لسيف الدولة، والحيا هنا: الخصب، ويعني به.سيف : الناظر. والشائم الدولة

ماج اليرح ضربته إذا)كأنـمـا

وتدأى كيه مذا تجول(ضراغمه

أي هذه الفازة مصورة بصورة خيل وأسد، فاذا مرت به الريح حركت الفازة، فتحركت هذه الصور بحركاتها، فتخيل أن مذاكيها، وهي الخيل المصورة فيها تجول، وان

ضراغمها تدأى: أي تمرا سريعا. ومن روى )تأى(: أي تهمس المشى لتختل. والضراغم: األسد. واحدها ضرغم وضرغام وضراغمة. وان يكون في البيت جمع ضرغم أولى، ىنه إن كان جمع ضرغام أو ضرغامة، لزم )ضراغيم( ألن األلف إذا كانت رابعة في الواحد، صارت ياء في الجميع ثابتة، إال أن يضطر شاعر، كما أنشد سيبويه: والبكرات الفسج العطامسا وانما حكمه العطاميس، فحذف للضرورة، فإن يكن ضراغمه جمع ضرغم

الضرورة:وهي لغة مشهورة حكاها ابن دوريد وغيره، أوجه من أن يوجه على مما الصبح ضوء مل فقد)

تغيره^ مما الليل سواد^ ومل

(تزاحمه تـدق مما القنا ومل)

صـدوره مما الهند حديد^ ومل

(تالطمه ذكر طاهر بن الحسين أن )تغيره( في البيت من الغيرة، يريد أن الصبح يغار من كثرة

ما تفعل فيه، من قبله إلى ضده، من شدة القتال، وكذلك الليل أيضا يفار من ذلك، النهيصيره يوما، إلظهاره فيه السيوف والرماح، من ضيائها.

قال ابو الفتح بن جنى: اراد تغير فيه، فحذف حرف الجر اختصارا.وقال في )تزاحمه(: أي تسرى فيه، فاستعمل )تزاحمه( في موضعها.

والهاء في )تزاحمه( مفعول به، وليست بمعنى )تزاحم( فيه. وقال الوحيد: ليس هذا اراد بقوله )تغيره( وإنما اراد أنك تسير في بياض الحديد، من البيض والروع، فكأن

الصبح يغار عليه إذا رأى ضياء غيره قد ألبس به.بأمثاله.يزاحم الليل الذي هو الظلمة. وقوله: )ومل حديد الهند مما تالطمه( أي تالطمه

المرافـق تحت قبائعها)هـيبة

الجف^ون في مما وأنفذ^(عزائمه

يريد انهم يسترون سيوفهم ويخفونها هيبة ومخافة من سيف الدولة. وعزائمه أنفذ منسيوفهم.شفار

العقبان من سحاب)تحتـهـا يزحف

استسقت إذا سحاب(صوارمه سقتها

قال:ويروى: )فوقها(، فيكون قوله: )العقبان( في أول البيت كناية عن الخيل، كما أنك الفتخ فراخ تظن

زرتهـا العتاق^ وهي بأماتها

الصالدم السحاب: جمع سحابة. وكل جمع ينقص عن واحده بالهاء، ذلك تذكيره وتأنيثه، فأنث

في قوله )تحتها(، وذكر في قوله:صوارمه، أخذا باألمرين. وال يمكنه هنا غير ذلك، لمكان الوزن، وأن هذا الشعر موصول، ليس له خروج، أعنى أنه ليس بعد هائه حرف

Page 73: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

لين. وقيل تأنيث هذا النوع على الجمع، وتذكيره على الجنس. أي قد حشرت العقباناألفوه:في أفق جيشه، وثقة منها بما يقتلون، فيكون رزقا لهذه العقبان، كقول

ستمار أن ثقة عين رأيآثارها على الطير وترى فالعقبان على هذا الجيش كالسحاب، لتكاثفها واشتباكها ولونها والجيش تحت هذا السحاب، الذي هو من العقبان، سحاب آخر.

فإذا الذي هو الجيش، بأن تضع لها القتلى فتنزل عليها، فتخصب. وجعل األسفل يسقى األعلى؛ إغرابا، النه بعكس ما جرت عليه

العادة، من أن االعلى هو الذي يسقي االسفل. وقال: )إذا استسقت( وانما العقبان وسائر سباع الطير

مستطعمة ال مستسقية؛ النه ذكر السحاب؛ والسحاب مسق.كقول أبى ذؤيب في صفة السحاب: تروت بماء البحر ثم ترفعت ومن الحسن أن تكون الرواية )يزحف( على لفظ التذكير؛ توطئة لقوله: صوارمه، فيكون ضربا من اإلشعار. وجعلها تزحف لكثرة

الجيش، كما قالوا: كتيبة جرارة، أي ال تق^در على السير إال رويدا؛لكثرتها. الدهر صروف سلكت)

لقيته حتى ظهر على مؤيدات عزم

(قوائمهالهاء في لقيته: عائدة على سيف الدولة. وعلى: متعلقة بسلكت . . .

فالمعنى: إن عزمه قوى مؤيد؛ فاستعار انه ركبه ويسلك صروف الدهر عليه.ايضا:وله

كتفي عن المجد أأطرح)وأطلبـه

غمدي في الغيث وأترك(وأنتجع^

كنى بالمجد عن الرمح الذي يحمل على الكتف معتقال، لما كان المجد يكتسب به. فهذا من باب االستغاء عن ذكر السبب بذكر المسبب. وإن شئت قلت: جعل الرمح هو

المجد مبالغة. كقولهم: ما زيد إال أكل وشرب: وإن شئت: كان الحذف؛ )أي ذا المجد( وهو الرمح ايضا، إلدراك المجد به. )وأطلبه(: أي أطلب أثرا بعد عين. وأترك الغيث في

غمدي: يعني السف الذي هو سبب خصب المعيشة. وليس الغيث هنا ذات السيف. وانما عنى الغيث. وإن شئت قلت: جعله الغيث مبالغة، إذ كان سببا له، ثم قال وأطلب

الرزق على غير هذا الوجه الذي ال يكرم عيش وال يصب إال به، كقول النبي عليهالسالم: )الخير في السيف والخير مع السيف(.

زأصل االنتجاع: طلب الكأل. ثم صار كل طلب: نجعة. وحسن لفظ االنتجاع لتقدم ذكرالغيث.

وقد عينيه الدمستق ذم)طلعت

أنها فظنوا الغمام سود^(قزع^

أي غرت الدمستف عيناه، ثم توهم جيش سيف الدولة قليال وهو كثير، فأقدم اغترارا بما خيلته اليه عينه، فذم عينيه وال مهما اذ لم تخبراه باليقين، فترياه الجيش على ما

هو به من الكثرة، النه لو صدقتاه لم يقدم والقزع: قطع السحاب المفترقة. يقول: ظنود، النه أهول الجيش قليال كقزع السحاب، وهو كسود الغمام، وانما شبهه بالغمام الس منظرا؛ وألن فيه صواعق بال غيث، فهي أشبه بصفة الجيوش من جهة العاقبة واللون،

أال تراهم قالوا: كتيبة جأواء وخضراء وخصيف. وكل ذلك إلى السواد. فتلخيص البيت: ذم الدمستق عينيه حين أوهمتاه الجيش قليال وهو كثير، فأقدم، وكان

Page 74: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أذهب في الصنعة لو اتزن دون زحاف - أن يقول: )فظن(، بلفظ اإلفراد النه إخبار عنحوله.الدمستق، ولكنه حمل الضمير عليه وعلى من

تتلقاهـم كأنما)لـتـسـلـكـهـم

في يفتح فالطعن(تسع^ ما األجواف

أي كأن خيله تريد سلوك عداه، كما يسلك السهم الرمية ثم يمرق، فالطعن يفتح فيالخطيم:أجوافهم ماتسع الخيل، إشادة بالطعن، وتشيعا له. كقول قيس بن

فأنهرت كفى بها سلكتفتقها

دوتها من قائم يرىماوراءها

الخيل.وأراد ماتسع^ الخيل؛ فحذف المفعول، لتقدم ذكر الفر ودون السهام دون)

طافحة المقورة نفوسهم على

(المزع^ أي قد تغشتهم الخيل حتى صارت أقرب إليهم من السهام التي فيهم، مبالغة وليس

(: أي بحقيقة، ألن السهام التي فيهم، أقرب اليهم من الخيل التي عليهم. و)دون الفر أن الخيل تمنعهم الفرار. وقال: )على نفوسهم(، ولم يقل على أبدانهم؛ ألن نفوسهم

قد فاضت عن أبدانهم، فكان الخيل تسبق السهام وتفوت حتى تغنى عن الفر. ويروى )دون السهام ودون القر( فيكون المقورة على هذا الدروع التي قد أخلقها التداول؛

حتى عادت كالمقورة من الخيل وهي الضامرة - المتجردة و)المزع( على هذا: التي قد تمزقت أشالؤها أي قد تمزقت كما يتمزع اللحم أي يتبدد. فيكون المعنى أنه ال تقيهم

أصح.الكسى حرا وال بردا؛ ولكن هذه الدروع المقورة. والرواية االولى العلج دعا إذا) حال علجا

بينهمـا أختها منه تفارق^ أظمى(الظلع^

رمح أظمى: أسمر؛ وقيل: ظمآن إلى الدم؛ واالول أولى؛ إذ لو كان من الظمأ لكان حريا أن يسمع مهموزا، ولم أسمعه كذلك.

إال أن مثل هذا اإلبدال قد يجوز في الضرورة كقوله: )ال هناك المرتع^( وال حاجة بنا إلى توجيه ذلك هنا، اذ المشهور في كتب اللغة أن األظمى: األسمر. يقول: إذذا تداعى العلجان لتناذر أو

تشاور أو تناحر، حال بينهما رمح أظمى يدخل بين الضلعين؛ فيفرج بينهما حتى يتفرقا. و)منه(: أي من أجله. وحسن ذلك المفارقة هنا لقوله: )حال بينهما(. وكان من حسن الصنعة لو

اتزن له - أن يقول: إذا دعا العلج صاحبه ليوازي به قوله: )أختها الضلع(؛ ألن األخوة والصحبة من باب المضاف ولكنه ذلك اراد؛

كأنه قال: إذا دعا العلج صاحبه أو أخاه. بطريق حشاشة من كم)

تضمنها مـالـه أمين للباترات

(ورع^ الحشاشة: النفس. وقيل، بقيتها. والباترات: السيوف القاطعة. واألمين هنا: القيد ونفى

الورع عنه إغرابا بأمين ال ورع له. وانما سماه أمينا لحفظه على السيف ما استودعته إياه من األسارى؛ حتى يردهم إليه عند القتل فهو أمين لذلك. وليس له ورع. ألن الورع إنما يكون عن قصد، والقصد إنما يكون لذى العقل. وكذلك أمانته غير حقيقة. ولو كان

بورع.أمينا عاقال لكان ورعا إذا ال أمانة إال

Page 75: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

حين عنه الخطو يقاتل)يطلـبـه

حين عنه النوم ويطرد^(يضطجع^

أي تقصر خطا هذا األسير بضيق القيد، إذا اراد أن يخطو. ويطرد النوم عنه ترنم حلقهنواس:كقول أبى

الساق على غنته قام إذاحلقة

القيام عند خطوه^ لهافصير

مستعاران.والمقاتلة والطراد في هذا البيت إن للدمستق قل)

لـكـم المسلمين بما فجازاهم األمير خانو

(صنعوا خيانهم اياه: خالف^هم له؛ بسعيهم إلى النهب وأسالب العدو المفزوعين. وإسالمه إياهم

بهم.له: تركه الطلب بثأرهم؛ أو رضاه لهم ماحل وجدنموهم) في نياما

(فجعوا إياهم قتالكم كأندمائكك اي خافوكم؛ فألقوا نفوسهم في دماء قتالكم: لتحسبوهم منهم، فتتجافوا عنهم؛ وكأنهم هم المجوعون بقتالكم، يلقون أنفسهم عليها كإلقاء المفجوع نفسه على القتيل تأسفا.

وقيل: كان المسلمون يأتون قتلى الروم يتخللونهم؛ فينظرون من به رمق فيقتلونه،فقتلوهم.فبينما أكب عليهم المشركون

كـل بفتاهـا تشقكم)سـلـهـبة

فوق منكم يأخذ^ والضرب(يدع^ ما

)بفتاها(: اي بفارسها. ذهب في لفظ الفتى إلى الرفع من شأن الفارس؛ كقولهم: )أنت الفتى كل الفتى( ال يذهب به إلى فتاء السن: لكنه كقولك: انت الرجل. تمدحه بالصبر والثبات والنجدة، ال تعني به الرجولة التي هي الذكورية )والضرب يأخذ منكم فوق ما يدع(. ذهب قوم إلى انه عنى أن القتلى أكثر من الناجين. وهو لعمري قويل

؛ وانام؛ وانما عنى أن الضرب يأخذ النفوس، ويدع والذي عندي انه لم يعين بذلك الكم األبدان؛ والنفس فوق الجسم في لطف الجوهر، وشرف العنصر. فهذا معنى قوله: ما

يدع. ال الكميه التي ذهب اليها أوال.ايضا:وله

يرد) وهـو ثـوبـهـا عن يداقـارد

طيفها في الهوى ويعصي(راقد^ وهو

)يرد يدا عن ثوبها(: كناية عن العفاف. والثوب هنا: يجوز أن يعني اللباس؛ وان يعنياآلخر:بعض طوائف جسمها؛ كقول

قوا الرجله حرمة يبلوا لمفتاتـهـم جيب خر قيل: يعني بالجيب الق^بل. وقوله )وهو قادر(: اي متمكن بها، ال يتقي رقيبا النه ذلك في

النوم وأثبت لنفسه قدرة في نومه النه قد تتهيأ للنائم أفعال اليقظ وإن كانت غير مقصودة، وقد قيل: إن قوله )يريد يدا عن ثوبها وهو قادر(: أن هذا إنما هو في اليقظة. وانما اراد وهو يقظان فلم يتزن له، فكنى بالقدرة عن اليقظة ألن اليقظان أملك لذاته

من النائم مع أن قادرا مقلوب لفظ راقد. فأناب المقلوب في المقابلة مناب الضد الذي هو يقظان. )ويعصي الهوى وهو راقد(: اي انه يملك نفسه عن شهوته في حال

النوم. وتلك حال ال يغلب فيه عقل شهوة، ألن التحصيل حينئذ عازب؛ فهو يقربقاد. بتمالكه عن محبوبه في الحال الر

هو:وجملة معنى البيت: انه اعتاد العفاف في يقظته؛ كقوله ضراتها مليحة كل في ة والفتوة المروة وترى

Page 76: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

واألبو

فاذا رآى الطيف أراه النوم ما تعود من العفة في اليقظة فعف، فإن ذلك من خلق النفس كثير. أعنى أن ترى في حلمها ما

تعودته يقظي؛ ولذلك علة ذكرها حذاق^ القدماء جالينوس وغيره. والطيف فعل من طاف يطوف اال أنا لم نسمع فيه طوفا. وقد

يكون )فعال( من طاف يطيف؛ سمي بالمصدر، ألن نسمع طاف يطيف عندنا من باب باع يبيع واسع وال أحمله على ما ذهب اليهالخليل في طاح يطيح قياسا عليه؛ ألن باب باع يبيع واسع كثير. وباب )طاح يطيح( قليل، اليوجد لها ات إال تاه يتيه في لغة من

قال: توهته. وحكى ابو زي: ناهت الركية تميه وهو من الواو فهيثالثة )لطاح( وتاه( على قول الخليل:

صرعى والقوم مخضبةكأنهم

ساجدين يكونوا لم وإنمساجد^

اي هذه البالد مخضبة، الدماء فيها جارية واألشالء منكبة ومبطوحة فكأنها مساجد^ساجدين.مخلقة ال نكباب القتلى وإن يكونوا

والسابقات تنكسهم)جبـالـهـم

والرماح فيهم وتطعن(المكايد

تنكسهم: تقلبهم على رؤسهم. فيقول: من شأن تنكيسك لهم عن متون خيلهم وهو ركبان لها. فلما تركوا الخيل، وركبوا الحصون والقالع وقنن الجبال مكان الخيل؛ فلم يمكنك تنكيسهم بالرمح حينئذ، كما كنت تنكسهم به ف^رسانا، أقمت كيدك لهم مقام

الرمح فنكستهم عن الجبال به. وقوله: )والرماح المكايد(: اي المكايد هي التي قامت مقام الرماح ألنك وصلت بالمكيدة إلى مثل: ما كنت واصال إليه بالرم. وقد أجاد ي

المكايد(.تطبيقه قوله: )والسابقات جبالهم( بقولهم: )والرماح البالد طول يشتهي فتى)

ووقته أوقاته به تضيق^

(والمقاصد^ اي همته يقصر عنها الدهر فهو يشتهي طول الدهر ليسع همته، وجيشه عظيم تضيق

عنه البالد فهو يشتهي أن تسع البالد وتطول لتحمل جمعه. فألوقات أزمنة وتضيق عن همته والمقاصد أمكنة تضيق عن جيشه. وفي البيت حذف. وتمامه - لو اتزن - فتى يشتهي طول لجيشه وسعة األوقات لهمته فهتمه تضيق عنها األوقات وجيشه تضيق

البالد.عنه الزمـان ياشمس أحبك)

وبـدره^ها فيك منى ال وإن الس

(والفراقد^ورية وأنه يعم الليل والنهار بضوئه وهذا جعله شمس الزمان وبدره ليخبر عنه بكمال الن أحسن. ألن الممدوح موجوده نهارا وليال فهو النهار شمس ولليل بدر، واختار البدر على

القمر ألن القمر ربما لم يغن ضوؤه كبير غناء مع ما آثر ممن الوزن. وجعل غيره منها األمالك باإلضافة إليه سها وفراقد. وال خفاء بما بين الشمس والبدر وبين الس

ور. فيقول: أنا أحبك أيها الملك الذي هو الملوك والفراقد من المراتب في الن كالشمس والبدر في النجوم لعظم نفعك وجسامة غنائك في نوعك وإن فيك أمالك؛

ها. والفراقد في الكواكب فكيف أطيع من هو كالسهام والفراقد هم في الملوك كالس

Page 77: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

فيمن هو كالشمس والبدر وهما مغنيان عن السها والفرقدين. بل احدهما مغن عنهما. والسها والفرقدان ال يتجزءان كنها وال من احدهما وقال: )والفراقد(. وانما هو

)الفرقدان( ألن جمعهما. بما حولهما، أو على أنه جعل كل جزء منهما فرقدا وقد فعلت العرب ذلك قبله كثيرا كقوله: ودون الجدى المأمول منك الفراقد وحكى سيبويه: أنهم

يقولون للبعير )ذو عثانين( جعلوا كل جزء منه عثنونا.سيبويه:وقال جرير: أنشده

لجهلك ما العواذل قالبعدمـا

واكتسبن المفارق^ شابقتيرا

ايضا:وله وفيه عنك المح يحيد^)

قصـد وفيه ينال أن ويقصر

(طول اي هيبتك في فؤاد القرن تخذل يده فيحيد رمحه عنك مهابة لك بعد أن سده ويقصر

الرمح أيضا أن ينالك هذا القرن به حذره إقدامك عليه وإن كان طويال. وانما يعنى بطول الرمح العمل به وجودة التصريف له ال الطول الذي هو ضد القصر. ألن الطول

عيب وذلك أن الرمح إذا كان طويال خان فضعف.ايضا:وله

من إلى لخمس شفن)(نـازل إلى الشف^ون قبيلطلبن

الشفن: النظر من فوق إلى أسفل. )لخمس(: اي بعد خمس بين يوم ولية. والعرب تغلب في مثل هذا المؤنث على المذكر، لسبق

الليلة في تاريخ الشهر. اي ركبت ف^رسانك خيلهم إلى عدوهم وطووا عليها المراحل ليال

ونهارا فما نزلوا عنها حتى هجمت بهم على مطلوبهم. فكان نظره^ن إلى من طلبته من العدو قبل نظرهن إلى نازل عنهن.

اي لو ينزل أحد منهم عنها فتنظر إليه. وانما أدركوا ما طلبوه ثمكان النزول بعد ذلك.

(والعاسل كالنحل نوافرقـدامـه ينحزن فأقبلن) ينحزن: ينفعلن ويتحوزن فقبلت الواو ألفا النفتاح ما قبلها، فالتقى بذلك ساكنان فحذف

االول ال لتقائهما. اي كانت خيل عدوك أمامك وهو في آخرها من خوفك. وهي بينك وبينه نوافر. فاقتضى البيت ثالث تشبيهات اختصرها بأن ردها إلى اثنين وشرح ذلك أنه

شبه الممدوح بالعاسل وعدوه بالعسل المطلوب للشور وصحابه بالنحل التي ينفرها العاسل ليصل إلى العسل المطلوب. وعنى بالخيل هنا: أصحاب الخيل. واكتفى من

تشبيهه عدوه بالعسل لفظا ألن كالمه يقتضي ذلك وهو من حسن دليل الخطاب؛ النه إذا كان عاسل ونحل فهناك عسل ال محالة، وقوله: )ينحزن قدامه(: اي ينحاز بعضهم

بعض.إلى (البائل كاذتى بين كماالمستغير كاذتى بين وما)

الكاذة: لحم الفخذ ألفه منقبلة عن واو. قالوا ثوب مكوذ: بلغ الكاذة. والمستغير: الفرس المغير، بناه على استفعل ألنه طلب، والطلب يأتي على استفعل كثيراعليه بني

سيبويه باب استفعل.أفخاذها.يقول: قد تفؤج ما بين

(الشائل لبن ومصبوحةردينـية كـل فلقـين)

Page 78: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

يقول: إن خيل سيف الدولة لقيت مع الخارجي بعد جهدها أشد األعراب الذين يغذون الخيل الكرام التي تثر باللبن عند قلتة. ولقيت جيشا )لخارجي من األعراب يقاتل( على ناقة قد تيقن استهالك أصحابه دونه. فأعرض عن ركوب الخيل ووصفه بحاله في كذبه

ودعواه. أنما الشائل بغير هاء: الالقح، وبالهاء: التي خف لبنها. والخيل أنما تغذى بلبن لشائلة

ألن اللبن إذا خف مرأ ونجع وانما اراد هذا الشاعر الشائلة فحذف الهاء للضرورة. والمصبوحة: المسقية الصبوح وهو ما اصطبح بالغداة حارا. اي كل قناة ردينية وفرس

سيبويه:ملبونة وهي أقوى الخيول. وأنشد إال الفارس اليحمل

الملـبـون ومن أمامه من المخص

دون درة^ اجتمعت كماشـذانـهـم يجمـع^ وطعن)

(الحافـل)شذلنهم(: من شذ منهم. والدرة: اللبن يجتمع في الضرع.

)والحافل(: إما أن يكون جملة فيعني به الناقة فيكون من باب ناقة بازل اي من المؤنث الذي ال هاء فيه. وإما أن يكون جزءا فيعني به الضرع وهو عندي أجود ألنه

موضع تحفل اللبن. ومعنى البيت: أنه عنى طعنت كل طعنة عظيمة تجمع المتفرقينالشاعر:على صاحبها، تعجبا من سعتها، كما تجمع الدرة في الضرع المحفل كقول

لهم الهجيم بني تركتتعود^ جماعتهم تمضي إذادوار

والدرة في الدر كالحيلة في الحلي. أعنى أن هاء التأنيث تعاقب الفتحة ومثله بركالصحراء.وبركة وهي الصدر. وحب وحبة وهي بذور

(الشامل بإحسانك فأثنتالسباع ربيع منهم وأنبت) أقام األشالء للسباع، مقام الربيع للماشية. واالول )ربيع للسباع( إنما هو على المثل

كما قيل: فالن يرعى في لحوم الناس. يقول ألقيت لها األشالء فأخصبت كما تخصبقوله:السوام في الربيع. ونحوه

هـنـريط بقرى وأصبحتجـائلة

خصيب في الظبا ترعىاللحم نبته

يعني الرءوس جعلها خصيبة إشعارا بأن أصحابها شبان. وقوله: )فأثنت - بإحسانك الشامل(: مبالغة وإفراط ومذهب شعري غير حقيقي. ولكن يقول: إن السباع قد

لذلك.اعتادت ذلك منهم حتى عقلت أنه من لدنه فشكرت (الجائل األبلق شية لهشائع خبر من لك وكم)

اي خبرك مشهور ظاهر شهرته كشهرة األبلق الجائل. وذلك أن األبلق مشهور في موضعه. فإذا جال كان أشهر له، ألنه يعرف في مواضع. وكذلك خبرك سائر مشهور

في كل موضع.ايضا:وله

ولــــــــــــــــــــــــــــــــــــه) الملوك وهب وإن

لدرها الملولك مواهبدر(أغبار

الغ^بر: بقية اللبن في الضرع. فيقول: هباتك كأول الدر، وهبات الملوك كبقايا اللبن بعد الحلب. وأوضح من هذا أن يقول: إن

Page 79: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

مواهب الملوك وإن كثرت وغزرت باإلضافة إلى مواهبك، كالغبر باإلضافة إلى الدر الذي هو أغزر اللبن؛ فهذا أبين. واالول وجيه.

والالم في قوله: )در الملوك لدرها أغبار(: جملة في موضع الصفة للنكرة. فكأنه قال: وله مواهب در الملوك لدرها أغبار.

واذا رددت هذه الجملة إلى المفرد، فكأنه قال: وله مواهب فائقة وقوله: )وإن وهب الملوك(: معناه: أجزل الهبة. فهذا يحسن

معنى البيت ويدلك عليه قوله: )در الملوك( فقد اوضح ما اراده في قوله: )وإن وهب الملوك( وال يكون وهب هنا مجردة من

معنى الغزارة ألن الممدوح إذا فاق واهبا غير مجزل، لم يك ذلكفضال إنما فضله أن يفوق المجزلين.

ودادك من نا ما وبدون)مضمر

ويقرب المطى ينضى(المستار

اي بأقل من هذا الوداد الذي أضمره لك تعمل المطى في األسفار إلى المودود حتى تنضى، فيقرب بذلك ما كان بعيدا. وذلك أن الشوق يحمل على احتثاث المطى وإغذاذ

الشاعر:السير كقول عليها كأن سائقا

يستـحـثـهـا كفى بين بالشوق سائقا

األضالعوقال:

عاودت الذئب قليل وعود^ضربه

من شوق خاج إذاكبر معاهدها

والمستار: مفتعل من السير. اي: يقرب الموضع الذي يسار إليه.ايضا:وله

البحور تقلق^ وكذاعلـينـا البدور تطلع^ وكذا)(العظام

اي إن همتك ال تستقر ألن شيمتك الحركة كما أن البدر شأنه الحركة دائما كلما غاب من موضع طلع على خر وكذلك البحر يتموج فال يستقر. وكنى بالقلق عن التموج ألن القلق ضد الطمأنينة واالستقرار. و )كذا(: مجرور في موضع نصب. اي مثل طلوعك

تطلع البدور ومثل قلفلك تفلق البحر ومثل طلوعه يطلوع البدر وقلته بقلق البحر إشعارا أن الممدوح كالبدر جماال وكالبحر نواال. وقوله: )العظام(: مؤازرة للبدور النه لو

فتفهمه.قال البحور ولم يذكر العظام لم يك مطابقا للبدور، الكتائب يضرب والذي)

(واألقـدام الفهاق^ تتالقىحتى الفقهة: ما بلى الرأس من فقر الع^نق. وقيل الفهاهة: مواصل األعناق في الرءوس اي

ينقص األعضاء ويبضعها، حتى يلتقي طرفا الجسم على بعد بينهما. وإن شئت قلت:األقدام.يضرب الهام، فتسقط على

الشجاع من فكير)(الكالم البليغ من وكثيرالتوقي

اي هيبته تروع قلوب ذوي النجدة وقلوب ذوي البالغة ألن هذا الممدوح شجاع بليغ قد بلغ الغاية في الفضليتين، فأبعد غايات الشجاع وأعلى منازله أن يحسن التوقي من هذا الممدوح وال يتحدث بالظهور عليه ألن ذلك منه سفه رأي. وأبعد غايات البليغ أن يقدم

Page 80: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

فيسلم عليه وال يتحدث بإسهاب في مخاطبته وال إطناب. وهذا في أسلوب قولالشاعر:

من ويغضى حياء بغضىمهابته

حـين إال يكلم فاليبـتـسـم

وألبى الطيب فضل ذكر الشجاعة والبالغة في بيت واحد وإفراد كل واحد منالفضليتين بمصراع.

ايضا:وله بالسياط إلينا ضربن)

جهـالة بها ضربن تعارفنا فلما(عنا

يصف خيل الروم. وذلك أن سرية الروم رأت جيش سيف الدولة فظننته جيشها فهمزت نحوه تريد اللحاق، فتبين لهم بل أن يلحقوا أنها خيل اإلسالم، فانصرفوا هاربين

عنها مجدين يضربونها بالسياط لإلدبار كما يضربونها لإلقبال. و)عن( ها هنا: لما عداوعرفناهم.الشيء اي مبعدين عنا لها. وقوله: تعارفنا: اي افترقنا فعرفونا

الدولة سيف كنت وإن)فيهم العضب

الضراب قبل نكن فدعنا(اللدنا القنا

اللدن: اللين. ذكر على اللفظ ألن القنا وإن كان جمع قناة فلفظه لفظ المذكور وما خرج من الجمع على هذه الصورة جاز تذكيره وتأنيثه. يقول: إن كنت انت سيف الدولة

والسيف أشرف السالح، وهو المستغاث به إذا اشتد البأس، ألن الرماح والسهام قد فنيت فعدنا نحن حينئذ رماحا وقدمنا، فإذا فنينا أو قاربنا ذلك فكن انت سيف الدولة

الذي يكون به الضراب اذ ال يباشر ذلك إال مثلك. وهذا نحو قول اآلخر.ايضا:فلما لم ندع قوسا وسهما مشيناه نحوهم ومشوا إلينا وله

تين دهماء اخترت)يامطـر

الفضائل في له ومن(الخير

راد دهماء هاتين الفرسين، فاكتقى اإلشارة من التنبيه تقول العرب: تا، وهاتا، وتى، وهاتى. وقوله: يامطر: يخاطب سيف

الدولة جعله مطرا بجوده. )ومن له في الفضائل الخير(: عطف على قوله: )يامطر( والخير: جمع خيرة وهو الشيء المختار. اي

له من الفضائل أشرفها، أو من نوع كل فضيلة أشرفه. اراد ومنله من الفضائل الخير فوضع )في( موضع )من(.

والفضيلة: الخصلة التي يستحق بها الفضل، وضدها الرذيلة.وله ايضا:

المزن ماء مثل حصان)فيه

صادقة السر كثوم(المقال

اي هذه المرأة حصان طاهرة نقية من الشوب كماء المزن في المزن قبل انحطاطه إلى االرض وممازجته طبيعة التراب. فالهاء في قوله )فيه(: راجعة إلى المزن. كيوم

السر: يعني محاسن خلقها وخلقها؛ وكتمها إياه: صوتها له حتى ال يطلع عليه منها. ولما كنى بالسر عن المحاسن الخلقية والخلقية كنى عن صوتها بالكتمان. وكأنه إنما سمي

ذلك سرا النه مما يجب أال يعرف من النساء. )صادقة المقال( اي ال تدخل في ريبة فتحتاج إلى افتعال التأويل والتحيل لالعتذار، ولكنها حسنة الخفايا سالمة اإلرادة،

Page 81: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

فصدقها يغنيها عن التماس الكذب. وإن شئت قلت: وصفها بصدق المقال مطلقا ألنالصدق.ذلك من أجل ما يمدح به وال حفاء بمزية

بحارك غيضت فال) ياجمومـا

الغرائب علل على(والدخال

بحر جموم: كثير الماء، وكذلك البئر. والدخال: أن تدخل بعيرا قد شرب بين بعيرين لم يشربا. والغرائب: اإلبل الواردة حياض غير أهلها فهي مدفوعة عنها ممنوعة دونها كقل

الحجاج )وألضربنكم ضرب غرائب اإلبل( وغيضت، نقصت غامض الماء وغضته وفيرب الثاني من النهل. فيقول: ال غيضت بحارك: اي التنزيل. )وغيض الماء( والعلل: الش ال قصر جودك عن كثرة من يرده من الغرائب وذوات الدخال وكالهما نوع غير مستحق

للورود، فكنى بهم عمن ال يستحق جود هذا الممدوح وإن شئت قلت: كنى عنالمقيمين والطارئين عليه. اي عم جودك الفريقين. يدعو له بذلك.

ايضا:وله ( فوق منك بنا بك ما الرما

الرمل في كذلك يضنى الذي وهذا(يبلى الذي

منك: اي من أجلك. تقديره: بنا فوق الرمل من لحزن بك واألسف عليك ما ينحفنا ويضنينا كما بك في لرمل. إال أن هذا لنا مضن وذاك مبل وكالهما مشتبهان في أننقص والفساد إال أن حالك البلى وحالنا الضنى وقال: )وهذا الذي يضنى( عملهما الت فأشار إلى الضنى إشارة القرب النه مشاهد وقال: )كذاك الذي يبلى(: فأشار إلى

عنه.البلى إشارة البعد النه مغيب الغانـيات خدود تركت)

وفـوقـهـا في الحسن تذيب دموع

جل األعين (الن هؤالء الغواني كحل األعين كحال طبيعيا. والكحل الطبيعي يزيده الحسن حسنا ألن كل

طبيعي يقوية المكتسب المشاكل له، فيقول:إن دموع الغانيات الكحل المكتحالت تفسل الكحل الذي هو زيادة في حسن الكحل فيزول حسن الكحل ويبقى الكحل فقد

زال الحسن االكتسابي الذي كان زياة في الطبيعي فنقص الحسن عما كان عليه إذ كان المكتسب موجودا مع الذاتي، وكأن الدمع هو الذي أدابه ونقصه. وال يكنى تذوب الجواهر، لكن لما كانت زيادة بالكحل وكان جوهرا استجاز إيقاع اإلذابة على العرض

فتفهمه.الحادث عنه الثرى تبل) من سودا

وحـده^ المسـك قطرت وقد على حمرا

(الجثل الشعر اي بكين دمعا مشوبا بدم إلفراط الحزن عليك تقطرت حمرا ووقعت على لذوائب

المنشورة على الخدود للحزن وفيها أفواه المسك فسقطت إلى االرض سودا بالمسك وحده دون الكحل ألن الكحل قد أذابه الدمع وأساله. وقال )تبل الثرى(: فأشعر بأنها

الثرى.خرقت االرض لشدة وقوعها وغزارتها حتى سخت في الذين القوم من الست)

رماحهـم مهجة قتالهم ومن نداهم(البخل

لما استعار للبخل مهجة مقتولة، فجعلها إحدى قتالهم، وكان البخل إنما يقتل بالندى، جعل نداهم رمحا يقتل به البخل. وقيل:

من رماحهم نداهم: اي يجودون بما أفاءت عليهم رماحهم. واالول أولى لقوله: ومن قتالهم مهجة البخل. وقوله: )مهجة البخل(:

تفلسف النه إذا قتلت المهجة والمهجة قوام المقتول أغنى ذلك

Page 82: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

عن وصف الجملة بالقتل. وهذا منه احتيال مليح لتسوية إعرابوى. وليس للبخل مهجة. إنما المهجة للحيوان فاستعاره^ الر

وسه^ل ذلك حين استعار لقتل للبخل. وقال: )ألست(. فأخرج اللفظ مخرج االستفهام ومعناه اإلثبات والتقرير كقوله )ألست

بربكم(؟ قال جرير: ركب من خير ألستم

المطايا بطزن العالمين وأندى

راحكم. فمعناه انت من القوم الذين شأنهم كذلك كما أن معنى )ألست بربكم(: أنا رب

المطايا.ومعنى )ألستم خير من ركب المطايا(: أنتم خير من ركب الحوادث مر على ويبقى)

صـبـره^ الفرند^ يبدو كما ويبدو(الصقل على

اي إذا نزلت بك الملمات ثبت من صبرك وتبين من جلك ما يزيدك في النفس جالال ألن ذلك عين الخبر والمحنة، كما أن السيف إذا أخذ منه الصقل جال عن جوهره الذي كان يخفيه منه الصدى فازداد شرفا بذلك؛ ولذلك قالوا: خرج منها كالشهاب. اي بين

الفضل واضح الشرف. وقابل الحوادث بالصقل ألن ذلك روز واختيار وداعية إلىالشيء.الوقوف الصحيح من

بعد من عاد وليد بنفسي)حملـه

تطرق^ ال أم بطن إلى(بالحمل

يعني انه عاد من بعد الحمل الذي تبعته الوالدة إلى بطن أم ال تضع حملها يعني االرض ألن من تضمنته ال يخرج منها إال إلى الحشر فجعل تضمينها له كالحمل به، ونفي عنها

مستعار.التطريق الذي هو ضد الحمل وكل ذلك دق سار إال الموت وما)

شخصـه بال ويسعى كف بال يصول(رجل

قوله )دق شخصه(: كالم شعري ألن الموت عرض والعرض ال يشخص، إنما التشخيص للجواهر. وقد يتجوز بالعرض المحسوس كالحمرة والصفرة. فأما االعراض النفسانية

فال تشخص وسوغه ذلك قوله فيه )سارق( ألن السارق ال يكون إال شخصا، فلما نسب إليه صفة ال تكون إال في الجواهر، وهو السرق استعار له التشخص. )يصول بال كف

رجل.ويسعى بال رجل(: اي انه عرض والعرض ال يد له وال الخميس الشبل أبو يرد^)

ابنه عن الوالدة عند ويسلم(للنـمـل

يعذر سيف الدولة في أنه لم يطق دفع المنية عن ابنه يقول: إن األسد يرد الخميس عن شبله وذلك لكبر أجرامهم وعظم أشخاصهم ويسلمه عندما يولد للنمل تأكله إذ ال

يطيق دفعها عنه لدقة أشخاصها فكذلك الموت لو نجم لرده سيف الدولة عن ابنه ولكنه عرض غير متجسم وال محسوس، فال قوة به عليه، بل سيف الدولة أعذر من

األسد ألن النمل وإن دقت فهي مرئية والموت غير مرئي، فدفعه أبعد من اإلمكان. أال ترى إلى قول بعض حكماء العرب يوصي ابنه: )فإنما تغر من ترى ويغرك من ال يرى(.

يعنى الموت وهو الذي ال يرى.ايضا:وله

فوس ترجى فما) من الن(محمـود غير حاليه أحمدزمن

Page 83: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

اي أحمد حإلى الدهر أن يمد لإلنسان في العمر ويسلمه ثم يفضى به بعد ذلك إلى الهلكة وتلك حال غير محمودة لمصيرها إلى ما ال يحمد، لكنها أحمد الحاليت، فما ظنك

باآلخر. وإن شئت قلت: أحمد أحولك بقاؤك بعد صديقك، وتلك حال غير محمودة لما هو به من تعجل الوجل وانتظار األجل. وهذا إفراط من القول النه إذا كان األحمد غير

المحمود فهو مذموم ال محالة. فأي صفة تقع على األذم والمحمود مذموم ما هي إال أناألحمد.األذم أذهب في باب الذم وإال فالذم مشتمل عليها فذكر محمودا النه ذهب إلى

الفداء أغمادها نحمل)لهـم

الضرب فانتقدوا(كاألخاديد

األخدود: الشق الواسع في االرض يخذ فيها: اي يحفر. شبه الضربة العظيمة بها وكان ابو وائل تغلب هذا، قد أسرته بنو كالب، فضمن لهم الفداء عن نفسه فكان مكان ما

وفيهم:ضمن لهم من الفدية أن غزاهم فأوقع بهم أال ترى إلى قوله فيه بضمان نفسه فدى

ضـار الن القنا صدور وأعطىالذابل

بـاسـل فتى بكل فجشنمـجـنـوبة الخيل ومناهم

فيقول: تحمل لهم أغماد السيوف ما ضمنه لهم من الورق والعين وغيرهما، وذلك منه ه^زء بهم اي إنما كان الفداء المحمول إليهم أن ضربوا بما في األغماد وهي السيوف. فكانت كل ضربة

على قدر األخدود عظما. ولما كان المعتاد في الفداء الذهب والفضة باألغلب جعل السيوف نقودا واألغماد أكياسا، وحسن

ذلك ألن السيف من الحديد، والحديد يشرك الذهب والفضة في أنه جوهر معدني كما أنهما معدنيان. فانتقدوا الضرب، اي قام

لهم مقام النقد. وقيل: وقع بهم أجود الضرب كما يختار المنتقد أجود الدراهم والدنانير، وكله هزء. وقوله: )كاألخاديد(: في موضع

الحال. اي انتقدوا الضرب عريضا ومستطيال. والضرب ها هنا يجوز أن يكون الجنس، وأن يكون جمع ضربة. فقد ذهب محمد

وب( إلى انه جمع بن يزيد في قوله تعالى: )غافر الذنب وقابل الت توبة، إال أن أكثر ذلك إنما هو في الجواهر المخلوقة دون

األعراض، نحو لوزة ولوز. وقد جاء في الجوهر المصنوع منه شيء كدواة ودوى، وسفينة زسفين. فأما في العرض فقليل كما

قلنا. لكني أوثر أن يكون الضرب هنا جمع ضربة لقوله )كاألخاديد( مع ما آنسنا محمد بن يزيد في قوله تعالى: )وقابل

رب(. وأضمر السيوف في قوله: )تحمل أغمادها( للعلم الت بمكانها، كقوله تعالى: )كل من عليها فان( وأيضا فقد جاء ذكر

الجنود والسيوف متصلة بهم فكأنها مذكورة. فراش في موقعه)

(السيد مناخر في وريحههامهم

Page 84: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

الفراش: قشور تكون في الرأس على العظام دون اللحم، وقيل: ما يتطاير من عظام الرءوس واحدته بالهاء. و )موقعه(: وقوعه. اي يقع هذا الضرب برؤسهم فتشم الذئاب رائحة الدم فتقطع إليهم لتأكلهم. فالهاء في قوله: )وريحه( ليست للضرب ألن الضرب

ال طبيعة له فيكون ذا ريح، وإنما الهاء للدم، فأضمره لمكان العلم به، وقد يجوز أن تجعل الريح للضرب. وإن شئت قلت: إذا وقعت الضربة أرشت دما فتغير منه الهواء،

حتى ينشق الذئب رائحته فيستدل عليه. وقوله )في مناخر السيد( كان ينبغي أن يقول منخر السيد أو في منخري السيد. ولكنه جعل كل جزء من المنخر منخرا، ثم جمعه

كما حكاه سيبويه من قولهم للبعير: ذو عثانين كأنهم جعلوا كل جزء منهم عثنونا. وعليهنات، قال: جمعوا النه حين، كلما تصوبت الشمس، ذهب وجه قول العرب: آتيك عشيا

جرير:منه جزء. وأنشد قول مالجهلك العواذل قال

بعدمـا واكتسين المفارق^ شابقتيرا

واسع.وإن شئت قلت: إنه عنى بالسيد هنا: النوع فجمع المنخر لذلك وكل الحمـام قيده^ غدا ثم)

(مصف^ود يمين منه تخلصومـا صدت األسير وصفدته: أوثقته. وأصفدت الرجل: أعطيته راأللف ال غير. فمصفود على

صفدته. وكانت أغالل العرب القدز ولهذا قالوا في المرأة السيئة الخلق: غل قمل، ألنهم كانوا يشدون القد على األسير فيقمل. فمعناه: كان هذا الميت ابو وائل أسيرا

في يد العدا فأنقذته منهم ثم غدا بعد ذلك في أسر الموت فلم يك بك قدرة على تنقذه منه وما يخلص منه يمين مصفود. وعذره لعجزه عن تنقذه إياه من الموت،

فالموت ال يخلص منه من أوثقه. فأنت ياسيف الدولة غير ملوم على أن لم تنقذه من الحمام كما تنقذه من األنام. )قيده الحمام(: مبتدأ وخبر في موضع خبر غدا، واسم غدا: مضمر فيها، كما حكاه سيبويه من قولهم: )كل مولود يولد على الفطرة، حتى

يكون أبواه اللذان يهودانه أو ينصرانه( أضمر اسم يكون فيها، وجعل جملة في موضعوأنشد:الخبر،

أبوه^ كان المرء^ ما إذاعبس

إلى تريد ما فحسبكالكالم

ولو قال: )ثم عدا قيده الحمام( أو )قده الحمام(، لكان حسنا لكنه لما كان ذكره إنما هو ألبى وائل، وقد أجره كثيرا، أكد ذلك بالمحافظة عليه فأضمره اال ترى قوله: )قد مات من قبلها( . . . وقوله: )ما كنت عنه( . . . وقوله: )أين الهبات التي يفرقها( إلى

سائر ما في القطعة من إخباره عن أبى وائل، واستفهامه عنه.ايضا:وله

للشجاعة فيها فضل وال)دى والن

لقاء^ لوال الفتى وصبر(شعوب

يعقوب:فيها: اي في الدنيا. وشعوب: المنية تشعب اي تفرق، وأنشد

تدع^ ومنجـازر بـهـا إلـيهـا فقام شعوب يومايجبها

يعزى عن الدنيا ويقول إن تمام هذه الفضائل فيها إنما هو بتيق^ن الفناء. اي لوال خوف الموت، شجع كل الناس وجادوا وصبروا فلم

يك أحد مخصوصا بهذه الفضائل دون صاحبه ولو كان كذلك لم يك لهذه الفضائل فضل ألن األشياء إنما تتبين بأضدادها. فلو عدم

Page 85: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

الضد خفى ضده. وإن شئت قلت: لو أمن الموت لما كان للشجاع فضل، النه قد أمن الموت. وكذلك السخي والصبور ألن

اعتقاد الخلود، وتنقل الع^سر والشدة إلى الرخاء مما يسكن النفوس ويسهل البوس. هذا قول أبى الفتح، وهو حسن. وقوله: )لوال لقاء شع^وب( اراد لوال تيقن لقائها. و )الفتى( هنا ال يعني به

فتاء السن إنما يراد به المدخ. كقولك: أنت الرجل اي الجلدالصابر وكقول الهذلي:

إذا األغر ابن ما فثىشتـونـا

شهرى في الزاد وحبقماح

، ولوال ذلك لم يعمل )فتى( كنى بالفتوة عن الكرم، كأنه قال: ابن األغر كريم متفت في )إذا( ألن الظروف ال تعمل فيها اال األفعال أو ما هو في طريقها، واذا قلت زيد فتى

فعل.تعني به السن، فليس فيه معنى الدولة سيف فعوض)

(مــــــيب أجـــلإنه األجرأثيبه.إن شئت عنيت بالمثاب سيف الدولة، وإن شئت عنيت به األجر الذي

الكريم نفس استقبلت إذا)مصابها

فاستدبرتـه بخبث(بـطـيب

المصاب هنا اإلصابة ألن المصدر قد يخرج على شكل المفعول به النه في المعنى مفعول، فمن ذلك الميسور والمعسور والمعقول والمجلود فأما فيما جاوز الثالثة

سيبويه:فمطرد كالموفى في معنى التوفية، والمقاتل في معنى القتال أنشد لي أرى ال حتى أقاتلمقاتال

إال ينج لم إذا وأنجوالمكيس

والخبث في هذا البيت: كناية عن الجذع، وجيشان النفس عند الفزع. والطيب: كناية عن الصبر والتوطين. اي إذا جزع الفهم في أول نزول المصاب به راجع أمره بعد ذلك،

فعاد إلى الصبر. وإن شئت قلت: من لم يوطن نفسه للقاء المصائب قبل نزولها صعبت عليه عند حلولها فليستشعر اللبيب التوطن على لقاء المكروه النه إذا لم يفعل

ذلك، ونزل به ما يكره، عظم عليه وجزع منه ثم يحول بعد ذلك إلى الصبر، ال جدوى لهالشاعر:الجزع. فالحكم أن يبتدئ أوال بما يعود إليه آخرا كقول

آحـره^ فصـيرغاية إلى شيء كل رأى أوالهذا:وقد فسر المتنبي معنى هذا المتقدم بقوله بعد

من المحزون وللواجد)زفراته

سكون أو غزاء سكون(لغوب

اي البد للمحزون أن يسكن حزنه: إما تعزيا وهو الحميد، وإما إعياه وهو اللغوب. وإنشئت قلت: إن لم يصبر تعزيا واحتسابا، وإال صبر لغوبا حين ال أجر له وال فضل.

ايضا:وله (يذبل خاتمه قص وماالمها الذي تلوم ال فلم)

كأن الئما الم هذه الخيمة على عجزها عن االستقرار على سيف الدولة واالعتالل له حين تقوضت. فيقول: ال ينبغي أن تالم ذلك ليس في وسعها، وال استطاعتها، وليس

على تارك ما يطيق لوم. فإن كان اإلنصاف أن تالم هذه الخيمة على ما ليس في طوقها، فلم ال تلوم الئمها على أن لم يطق أن يجعل فص خاتمه يذبل؟ ألنهما قد

Page 86: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

استويا في العجز وإنما كان ينبغي أن يلومها من أطاق التختم بهذا الجبل. فإذن ال أحد يقدر على ذلك فال تلومن الخيمة على تقوضها، وضعفها عن حمل سيف الدولة، ألن

معروفة.العجز عن الممتنع قد وضح فيه العذر، و)لم(:لغة في )لم( فاشية (تفعل بما أشار ولكنتقويضها الله اعتمد فام)

اي لم يقوضها ليحزنك، ولكن اشار عليك بالرحيل نحوما اختاره لك من الجهاد، وسلوك شبل الرشاد. واإلشارة من الله عز وجل عليه: إنما هي إلهامه إياه، وليست على حد

ذلك.االشارة االنسانية، ألن إنما هي الجوارح. وربنا تعالى يجل عن في نورك لون رأت)

(اليغسـل الغزالة كلونلونها وهذا عذر الخيمة في سقوطها، اي أنها رأت لون نورك في لونها كنور الشمس فراعها في ذلك، النها ظنتك الشمس؛ التي هي ملك الكواكب، فلذلك سقطت ألنها استعظمت حملها لك، وقوله: )اليعسل( اي اصل نورك بها، حتى صار فيها كالشامة التي ال تحمى

بالغسل.(تنزل وال تراها تراكبالهـا فما عرفتك وقد)

هذا البيت شنع وكفر لما عنى أن هذه الكواكب غير عاقلة ألنها لو كانت عاقلة لعرفتك، وتبينت أن محلك فوق محلها، فكانت تنزل إليك فإذا ال تنزل، فهي غير عارفة بك، واذا هي غير عارفة بك،

فهي غير بك، وإذا هي غير عارفة بك، فهي غير عاقلة. ولعمري، فقد ذهب في تلك إلى تكذيب من ادعى أن الكواكب تعقل وإن

كان قد غال.وله ايضا:

له الرياح عفت وما) بهم حدا من عفاه^محال(وساقا

له.اي لم الرياح هذا المنزل، وإنما عفاه بتنقلهم عنه وإخالئهم والعين إليهم نظرت)

ها فصارتشكرى (ماقا للدمع كل شكرى: اي مألى لم تفض بعد. والماق^: مجتمع الدمع. فلما رأتهم متحملين، فاض

الدمع مع جميع جوانبها ولم يخص الماق وحده، بل صارت العين كلها مجرى، فكأنهاها مآق، كقول الشاعر:كل الفـوارس في عيني أقلب

أرى ال كالحجاة وعيني حراقا

القطر منها من الدمع حتى عادت كالحجاة؛ وهي نفاخة الماء. اي تمألت كل

وال أقول: إن األلف في )ماق( مبدلة من الهمزة، لمكان الردف، ألنهم قد قالوا )ماق(روه على أمواق كأموال، فدل ذلك على أن ألفه منقلبة عن واو؛ كألف بزنة )مال( وكس مال. ولو لم نعرف مافا مكسرا على أمواق، لعلمنا أن ألفه منقبلة عن هكزة، لقولهم

مأق مهموزة. إن شئت قلت: إذا نظرته العين استحسنته، فلم تعده، وتثبت فيه. فكثر الناظرون إليه

من كل جانب حتى كأنه متنطق بالحدق. وإن شئت قلت: تثبت األبصار فيه لبضاضته ونعمته؛ فكأن ما ثبت فيه من حدق الناظرين إليه نطاق له. واراد كأن عليه نطاقا من

به.الحدق المحدق

Page 87: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

وحش يا الوحش أباح)األعادي

له تتعرضين فلمفـاقـا (الر

الحش مؤنث. ويروى )أباحك أيها الوحش األعادي(. واألعادي: جمع الجمع: عدو وأعداء وأعاد؛ وأصله أعادي كأفاعي؛ فحذفت إحدى الياءين تخفيفا، ثم حذفت األخرى حذفا

لغير علة؛ وصار التنوين عوضا منها. واراد )األعادي( النه في موضع نصب؛ بكونه مفعوال ثانيا فاضطره الوزن إلى تسكين الياء. والرفاق: جمع رفقة كحفرة وحفار،

وعلبة وعالب والمعنى أيتها الوحش؛ قد أباحك هذا الممدوح أعاديه قتلهم وصرعهم لك؛ وحكمك في أكلهم، فلم تتعرضين له الرفاق السائرة إليه، وقد أغناك عن

أكيلة.االعتساس والطلب فيمن أجزرك من أعاديه؛ وجعله لك

جعلنهم بعدوا وإنقـوم آثـار في أنعلن إذا)(طراقا

الطراق: نعل تطرح تحت النعل؛ استظهارا وتوكيدا. اي إنها إذا أنعلت في طلب قومالنعال.أدركتهم فدلستهم؛ فصارت أشالؤهم نعاال لتلك

ينتظهر الشعر أقام)(فاقا األمطار فاقت فلماالعطايا

انتظر الشعر أن تحسن، فأشكر وأشعر. فلما فاقت عطاياك األمطار، فاق شعريالبحتري:االشعار كقول غب القوافي أتتك فقد

فائدة الوابل بعد تفتح كما

الزهر كل يمينك عن يقصر)

(أالقـا مـا تلقه لم وعمابحرسيبويه:الق الشيء وأالقه: أمسكهز والق هو نفسه: أمسك. وأنشد

استهلكت إذا تقول ماالللذة

يكفيك هشىء فكيهةالئق^

يقول: يقصر البحر عن يمينك جودا؛ ويقصر ما آالق من األعالق، عما بذلته أنت. ايإنما تعطيه أنت أكثر مما يمسكه البحر في ذاته.

ايضا:وله وال به جاد الحلم ال)

(وزياله وداعه كار اد لوالبمثالـه اي مثله اليستطيع الحلم أن يصوره، النه أرفع من ذلك. لكني تذكرته حين نذكرت

وداعه ومزايلته؛ فثبت ما امتثلت منه في هاحسى؛ فأراني النوم إياه. فإذن لم يجدتمام:لديه إال تذكره به. وهذا رأى بعض الفالسفة فيما يراه النائم. وقال أبو

بل ال لها الخيال زارأزاركه

الخلق فكر نام إذا فكر لم ينم

وإن شئت قلت: إنه بالغ بصفة هجر محبوبه له فقال: ال يسمح لي بمواصلة في يقظة وال نوم؛ وإنما أطلت تذكره؛ وواصلت ذلك ليال ونهارا حتى رأيت خياله. وأبلغ منه قول

اآلخر:(خيالها الصدود وعلمت صدت)

خيالها.فهذا يصف أنه لم ير (خياله خيال إعادته كانت المنام لنا المعيد إن)

Page 88: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

خياله

اي كنا قبل النوم نتخيل خياله بالتذر والتفكر؛ فلما نمنا رأينا خيال ذلك الخيال الذي كنا تخيلناه. وإن شئت قلت: إنه كنى بذلك عن

قلة الزمن الذي استمتع فيه بالخيال. واإلعادة بمعنى المعاد، وضع المصدر موضع االسم وال يكون الخيال هو اإلعادة، ألن

الخيال جوهر واإلعادة عرض. قالئد من الكواكب نجني)

جـيده من الشمس عين وتنال

(خلخاله السابق من هذا البيت إلينا؛ أنه شبه در قالئده بالكواكب لبياضه، وخلخاله بعين

الشمس الستدارته ولونه، إن كان من ذهب ولكن ألطف من هذا أن يقول إن هذا المحبوب ممنوع ال تصل اليد إلى العبث بقالئد جيده، وال تمس خلخاله األيدي، فيقول:

من مس قالئده فكأنه جنى الكواكب لبعدها ومناعتها، ومن نال خلخاله؛ فكأنه نال الشمس لذلك أيضا مع التشبيه الذي تقدم ذكره لو قال: )وننال الشمس من خلخاله(

كان كافيا في المعنى لكن قال: )عين الشمس( ألن هذه الجارحة مستديرة. وإن شئتالحيوان.قلت: إنه عنى بعين الشمس حقيقة جوهرها، ألن هذه الجارحة من

القريحة العين عن بنتم)فيكم

الف^ؤاد طي وسكنتم(الواله

فيكم: أي من أجلكم، كما تقول: ه^جرت فيك: اي من أجلك. وليست )في( هنا للوعاء )وسكنتم طي الفؤاد(: كان يعني من ذلك أن يقول: وسكنتم الفؤاد. ولكنه وطأ بذكر

الوطن صنعة وتسببا، إلى خفظ إعراب القافية وجعل الهاء األصلية في الواله ألن:العرب تصل بها أصال كما تصل بها قال. زائدة

أولعت ضوريةباشتهـارهـا

من الحقوين ناصلةإزارها

من الحي كلب يطرق^حذارها

فيها أعطيت أو طائعاكارها

األبيات.فوصل بالهاء األصلية في قوله كارها وفارها كما وصل بالزائدة في سائر وكم فدلوتم) مـن ودن

عـنـده من وسماحكم وسمحتم

(ماله اي فكر فيكم فأدناكم فؤاده، ولم تدنوا أنتم بإرادتكم. فالمن للفؤاد ال لكم، وسمحتم

وسماحكم من ماله. اي سمحتم له بالزيارة، وسماحكم من لدنه النه إنما كان لما امتثله خاطركم من ذكراهم، وتصور لقياهم. ولما ذكر السماح استجاز ذكر المال، وإال

له.فال حقيقة من طيف ألبغض اني)

أحببتـه زمان يهجرني كان إذ

(وصاله إنما شنأ الطيف، النه وصله أيام هجر الحبيب له، وهو الموجب لزيارة الطيف ألن

إمكان الوصل الحقيقي ال يكاد يكون معنى خيال إنما الخيال مع عدمه لما يحدث منالشوق والتوق.

وقيل معناه: إذا كان الحبيب يهجرني زمان وصال الخيال، وهذا من الضعف بحيث التعجبا.يلتفت إليه. وإنما نقلته

Page 89: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

عمدن إذا الرياح إن)لناظر

عن مقبلها أغناه^(استعجاله

اي أن الممدوح من شيمة المباردة إلى الجود، ما يغني عن السؤال، كما أن للريح من السرعة ما يغني عن االستعجال لها. والهاء في استعجاله يجوز أن تكون للناظر،

فتكون في موضع الفاعل، اي من استعجاله إياها، ويجوز أن تكون للمبل، فتكون الهاء في موضع المفعول. وذلك أن االستعجال مصدر، والمصدر يضاف إلى الفاعل

والمفعول.جوم غرب) دون ففزن الن

همومه دون طلعن حين وطلعن

(مناله اي قد نال ما هو أعلى من النجم، وهمته في ذلك غير مقتنعة بما نالت، وال مقتصرة

عليه، فهي تطالبه بما هو أبعد من مطالعها ومغاربها.ايضا:وله

يفعل لم الفعل الفاعل)لشـدتـه

يترك لم القول والقائل(يقل ولم

اي يفعل الذي لم يفعله غيره، بل عجز عنه وقصر، لشدته وثقل مئونته، و)القائل القول لم يترك(: اي لم يترك الناس اجتهادا في أن يقولوا مثله، فهذا معنى قوله: )ولم

البحتري:يقل(. وهو كقول وقصر طلبت غاية في

دونها ما فكأنها رامها من

تطلباي لما كان الطلب علة لإلدراك؛ ثم لم تك هذه الغاية مدركة، كان الطلب كأن لم يكن. وتقدير البيت: الفاعل لفعل الذي لم يفعل؛ والقائل القول الذي لم يقل؛ فحذف )الذي(

سيبويه:ومثله كثير كثير؛ أنشد لـم قومها في ما قلت لو

تـيثـم حسـب في يفضلها

ومـيسـم البخل يعد^ الشجاع^ هو)

جبـن من الجبن يعد^ الجوناد^ وهو(بخل من

اي انه شجاع جواد؛ ألن إحدى هاتين الصفتين منوطة باألخرى؛ ألن الشجاع يجب له أن يعلم أن البخل جبن وهلع من الفقر؛ فإن كان بخيال فهو ناقص الشجاعة؛ لحذره من اإلعدام؛ ويحب للجواد أن يعلم أن الجبن بخل بالنفس؛ فان لم يك ذا شجاعة فهو ناقص

الكرم؛ لبخله بذاته. فهذا الممدوح قد تبين له أن البخل جبن؛ وان الجبن بخل؛ فلم

يرض إحدى الخطتين دون صاحبتها؛ فشجع وكرم. ومثله قوله هوايضا:

الفتى إن فقلتشجاعـتـثـه

ح في تريه صورة الشالفرق

فقال:وقد اجاد ابن الرومي تلخيص ذلك وتسهيله؛ تصحح حين الشك والسماح جبن البخل

Page 90: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

التحصـيالشـجـاعة الزمان من البخيل جبن

وصرفه اإلفضال فتهيب

والـتـنـويال أرض بال رجال وكم)

لكثرتهـم جمعهم تركت بال أرضا(رجل

اي كانوا كثيرا قد غطوا االرض بكثرتهم حتى خفيت، فكأنهم بال أرض البتة، يقول: قتلهم أنت حتى عادت تلك االرض الموطأة بكثرتهم؛ أرضا ال ترى فيها رجال. وأوقع

خبر.)كم( على جميع هذا؛ ألنها قال:

فلوات سلمى دون كمالقيدود للبازل منضيةبيد

وقوله: )تركت جمعهم أرضا بال رجل( جملة في موضع جر، ألن موضع كم هنا رفعباالبتداء.

وحكم يسير من يا)لـه الناظرين

القلب وحكم يراه^ فيما(جذل في

اي قد أطاعتك آمالك، وحكمك الزمان في نيلك كل ما سعيت إليه، وبنيت هواك عليه، فما تقغ عيناك من المرئيات إال على ما يسرهما ويؤديان به إلى فؤادك ما يخبرك ويسرك. وقال: وحكم الناظرين وحكم القلب: اي حكم ناظريه وحكم قلبه. وكلتا

الجملتين في موضع الحال من الضمير الذي في الفعل، أعنى )يسير( اي: يا من يسيرالفؤاد.مسرورا جذل

كنت ما على الجياد أجر)مجربها

أحالقك في بنفسك وخذ(االول

السابق إلى من هذا البيت، أنه رأى منه تغيرا عما كان عليه من تفضيله على من سواهمن الشعراء فقال له: اعدل كما كنت فاعال.

وأما ابن جني فقال: سألته عن هذا فقال: كان سيف الدولة قد ترك الركوب أياما،المعاودةفحضه بذلك على

فالنسيب مدح كان إذا)المقدم

قال فصيح أكل شعرا(متيم

من شأن الشعراء إذا ارادو المدح، أن يقدموا النسيب. هذا هو األغلب، حتى سمواالشعر الذي ال يصدر بالنسيب خصيا، حكى هذا عن أبي زيد.

فالمتنبي قد خرق في هذا الشعر عادتهم، وأنكرها عليهم، وجعل ابتداء شعره مدح سيف الدولة. ثم قال: )أكل فصيح قال شعرا متيم(؟ هذا في اللفظ إنكار، ظاهره

استخبار، وهو في الحقيقة خبر منفي. اي ليس كل فصيح شاعرا متيما، فيلزمهمدح.النسيب إذا البدر على حتى له فجاز)

حكمه البدر على حتى له وبان

(ميسم اي إذا سار أثار الغبار، فحكم على الشمس باالسوداد. وهو ضد لونها. واذا سار ضاعف

الغبار. وكلف البدر. والميسم على هذا القول من الوسم - الذي هو العالمة بالنار والقطع، وليس بآلة هنا، إذ ال معنى لذلك وقيل الميسم هنا الحسن. اي فاق البدر في

الحسن واألول أولى. وتقدير البيت: فجاز له حكم على شيء، حتى على شمس. وبان له وسم على كل

شيء، حتى على البدر. وينبغي أن يكون الفعل منويا مع حتى، كأنه قال: حتى جاز على

Page 91: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

الشمس، وحتى بان على البدر، اي إلى أن. وال تكون حتى هنا حرف غاية، وتكون داخلة على )على( ألن حتى وعلى حرفان، وال يدخل حرف على حرف. فال بد من

تقدير حتى )بإلى أن(. وإذا قدرتها بإلى أن، فقد حصل الفعل؛ ألن )أن( البد لها منالفعل.

المشرفية إال كتب وال)والقـنـا

الخميس إال رسله وال(العرمرم

اي الذي يقوم له مقام الكتب، إنما هو السيوف. والذي يقوم له مقام الرسل، إنما هو الجيش العظيم، يهديه إلى عدوه. وإنما نفي عنه اإلخالد إلى الكتب والرسل، ألن ذلك

بالهويني.تأن، وأخذ من األبطال من يطأن)حملنه ال

ال ما المران قصد ومن(يقوم

الـرمـاح، القصد: كسـر :واحـدتـهـا: قـصـدة. والـمـران

ألن إذا الـرمـاح وشـيج وهـي الـمـرانة؛ مـن وتـخـلـق،

فـي قـالـوا تـراهـم أال الـلـين،:الـمـعـنـى هـذا

دنة: اللين. ومن رمح لدن. والل سميت إذا أنه سيبويه زعم هنا

معنى لتصوره صرفنه؛ بمران البيت: فيه. ومعنى اللين من منى أعدائه، من يطأن خيله أن الماضي يحملنه. فومضع لم

.المستقبل موضع وإنما توضع األفعال بعضها موضع بعض في غالب األمر مع الحروف، نحو قولك: إن فعلت فعلت: اي إن تفعل أفعل،

وقولك: والله ال فعلت، تريد: ال أفعل.(يقوم ال ما المران قصد ومن)

اي قد بالغت في تحطيم الرماح وتعويجها حتى ليس في اإلمكان أن يجبر عن كسرها؛ وال أن يقوم منادها وقيل: )من ال حملته(: دعا للمدوح: اي ال غلب عداه حرابه، فيملكوا خيلهم. واألول عندي أولى، لقوله: )ومن قصد المران ماال يقوم( فهذا خبر، إال أن تضع )يقوم( موضع )ق^وم( فيتوجه معنى الدعاء، وقد يجيء لفظ الدعاء مساويا للفظ الخبر،

يعقوب:كما يكون ذلك في األمر والنهي، كقول الشاعر، أنشده كمهلك أو عقال كملقي

مالك هالك لحي وليس

بوصـيلالهذلي:وقال

الموصل طرف فيه علقوقـد بوصـيل لميت ليس فمعنى هذا كله: وال و^صل هذا الحي بهذا الهالك. وهذا دعاء قد خرج على لفظ الخبر،

كثير.ومثله ال مـن بالفضـل له يقر)

يوده^ ال من بالسعد له ويقضي

(ينجم اي إن فضله ذائع شائع، يضطر عداه إلى اإلقرار به له، تنكبا لخرق اإلجماع، وعلما

البحتري:منهم أنهم أنكر، ولم يقبل ذلك منهم، فكان دليال على تعسفهم كقول

إلـيه يسلـمـهـا حتىفـضـيلة الـعـالء أدعـى العـداه^

Page 92: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

ال من بالسعد له ويقضي)(ينجم

أي قد عهد سعيدا ميمونا مدركا لكل من طلب فيقاس بماضي أفعاله وحاضرها علىمستقبلها. حتى االيام على أجار)

(وجرهم عاد بالرد تطالبهظننته )أجار على االيام(: حمى منها ومنع، وجعل نفسه مالذا للناس منها، حتى ظننت أن

الغابرين من األمم ستطالبه بأن يردها إلى الحياة، وأن يعديها على األيام التي تحيإلتها.وأهلكتها. وخص عادا وجرهما لقدمهما. وإن شئت لعظمها: قلت

راياتها كأجناسها)وشعارهـا

والسالح لبسته وما(المصم

عسكر العرب قبيلة واحدة. فحيلة وسالحه ملبوسه كله عربي، وإنما مدح عسكرهبذلك، ألن الجيش إذا كان من قبيلة واحدة كان أشد لبأسها. هذا قول ابي الفتح.

قال:والذي نؤثر نحن، أن عسكر العرب إنما هو كما قال، أال ترى أن النابغة قد قيل إذ بالنصر لهم وثقت

غزت قد غير غسان من كتائب

أشـائب وهي التي تسمى الحمرة. ومنه قول الحطيئة لعمر بن الخطاب: )يا أمير المؤمنين، كنا

ألف فارس، ذهية حمراء: اي لم يختلط بنا أحد، فهكذا عسكر العرب. فأما عساكر الملوك فكلما تنوعت أجنادها، كان أعظم لملكها، وأقدر لملكها، النه متى تغيرت حرب

ما، قوم بحرب آخر( فيقول إن أجناس عسكرها هذا الملك كثيرة مختلفة بالنوعية، فينبغي أن تختلف أيضا أعالمها وبزتها وسالحها، لكل نوع من أنواع الخميس زي يخالف

عسكرا:زي صاحبه كقوله هو يصف لـسـن كل فيه تجمهوأمة

إال الحداث تهم فماالتراجم

وتقدير البيت راياته^ا وشعارها وسالحها كأجناسها. اي أن هذه المحموالت كلها متنوعة في ذاتها، كما أن الحاملين لها متنوعون. والتنوع الذي ذكرناه في هذا البيت؛ إنما هو

تنوع بالنسب، وتنوع بالصورة، ال تنوع بالفصول الذاتية، ولو قال هو كأنواعها، لكانالجمهور.أشبه، ولكنه آثر كالم

والسلم الحرب في بغرته)والحجا

ها وبذل والحمد ال(معلم والمجد

وجهرته.اب أنه معلم بغرته في هذه الفضائل كلها مطرور لها. ذهب إلى شهرته ( ماذا الريح لهذي ضالال

تريده ماذا السيل لهذا وهديا(يؤمم

دعا على الريح، ألنها عارضت سيف الدولة فآذت، ودعا للغيث لمشاكلته إياه فيالجود.طبيعة

يتبع الغيث وبعض تالك)بعضه

الحاذق يتلو الشام من(المتعلم

تالك يعني الغيث، ويخاطب الملك، وكان الغيث قد صحبه من الشام إلى ميافارقين وبعض الغيث يتبع بعضه: اي أنك غيث، فال

Page 93: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

تلم الغيث في اتباعه إياك، ألن بعض الغيث يتبع بعضا. و)منالشام(: متعلق بتالك؛ اي تالك هذه الغيث من الشام.

)يتلو الحاذق المتعلم(: إما أن يكون هذا على المثل، فيكون الحاذق والمتعلم نوعين، اي كل حاذق يتلوه متعلمه، من اي

الطبقات كان. فهذا وجه المثل الكلي. وإما أن يهني بالحاذق سيف الدولة، وبالمتعلم الغيث، اي سيف الدولة هو الحاذق بسلوك طريقة الجود، والغيث متعلم منه فهو

يتبعه لذلك. ولو اتزن له أن يقول: يتلو المعلم المتعلم، لكان حسنا لمقابلة

الفاعل بالمنفعل المفعول، ولكن في الحاذق مزية، اذ ليس كلمعلم حاذقا.

الذي الوابل سأل ألم) رام ثنينا

الحديد^ عنك فيخبره(النثبـم

اي: ألم يسأل الوبل الذي اراد صرفنا عن وجهنا، الجديد المثلم فيخبره عنك، انه لم يجد فيك مطمعا، وال لصرفك موضعا. فكيف يروم الغيث من فك وصرفك، ما عجز عنه

الحديد، الذي هو أقدر على ذاك منه. فالعامل في هذا البيت الفعل اآلخر، الذي هو)فيخبره(. وهذا كقولك ضربت وضربني زيد، اي ضربت زيدا، وضربني زيد.

فخذف لداللة الثاني. وقد أبان سيبويه ذلك وقال: إنه كالم العرب، أو أكثر كالمها. يعني إعمال الثاني. ولو أعمل االول لقال الحديد المثلم فيخبره، وهو كقولك: ضربت

وضربني زيدا، اي ضربت زيدا وضربني.ايضا:وله

الدنيا صحب ومن) طويالتقلـبـت

يرى حتى عينه على(كذبا صدقها

اي ال صدق أصدق^ من العيان، وبه تثبت حقيقة البرهان. فيقول: من عرف الدنيا علم أن ما يراه عيانا مما يسره، ال يلبث أن يزول، فيعقبه ما يسوءه فكأن ذلك الصدق المدرك بالعيان كذب. و)طويال( هنا: نصب على الحال، وال يكون على الظرف، ألن

طويال ونحوه صفة، وليس بحين يقع فيه الفعل، ولذلك اختار سيبويه في قولهم: )سبرقدمنا.عليه حسنا وشديدا ونحوهما( أن يكون أحواال ال ظرفا، لما

المشت البين لعب لقد)وبـي بهـا

زود ما السير في وزودني(الضبا

يعني ما زود الضب العدم، وإن كان لفظه لفظ الوجود. اي لم يزودني شيئا بقدال ماالنسيم.يشرب الضب من الماء. والضب ال يشرب الماء ألبتة، إنما يستروح

في به استكفت الدولة إذا)مـلـمة

السيف فكان كفاها والكف (والقلبا

استكفت به: اي طلبت الكفاية. ولو قال استكفته فاتزن، كان )مثل( قوله: استغفرتالله واستعجلت السير.

)كفاها فكان السيف والف والقلب(: اي كان هو الجامع لهذه الثالثة، وذلك أن السيف ال يستغني عن الكف، والكف ال تقبض عليه حتى يؤيدها القلب. وقد قال هو في تحقيق

هذا: يحمل لم حاله، على القلـب يحمل لم إذا ولكن

Page 94: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

ساعد^ الكفكـفـه كأن غيث من فبوركت)

جثلودنـا والريط الديباج تنبت به

(والعصبا العصب: برود اليمن، جعله كالغيث وجعل جلودهم كاألرض التي إنما تنبت بالغيث. فان

شئت قلت: كنى بالديباج والربط والعصب عن نعمة جلودهم وما يعلوهم من الخير. وإن شئت قلت: كنى به عما تهب لهم من الكسا، وإن شئت قلت: إن الغيث ينبت

وديبتجا.الرياض، وجلودنا بنداك تنبت ما هو أحسن من الرياض: عصبا وللطعن ولى ولكنه)

سـورة لمس نفسه ذكرتها إذا

(الجنبا سورة: حدة وارتفاع: اي إذا ذكر سورة الطعنة لم يصدق أنه نجا منه فلمس جنبه،

نواس:ليعرف هل أصابه الطعن أم ال؟ كقول أبى هـواى فـي تـفـكـرت إذالـه

طار هل رأسي لمستجسدي عن

عزيزا.يعني أنه يهوي ممتنعا من السور كأن فأضحى)

بضدؤه^ فوق^ شق قد االرض إلى

ربا الكواكب (والت )من فوق^(: مبني على الضم لحذف المضاف إليه. وبدؤه: ابتداؤه. اي أن هذا السور

فوقه قد شق الكواكب إلى ما فوقها؛ وأسفله قد شق الترب إلى ما تحته، كقولحصنا:السموءل بن عادياء يصف

الثرى تحت أصله رسابه وسما

ينال ال فرع النجم إلىطويل

فكأنه قال من السماء بدؤه إلى االرض. وإذا كان من السماء إلى االرض، فهو ال محالة من االرض إلى السماء. وإن كان المبدأ

الصحيح إنما هو: من االرض. وله ايضا:

مـنـك نظـرات أعيذها)صـادقة

حم تحسب أن فيمن الش(ورم شحمه

اي: أجل نظرك الصادق المصيب، أن تظن بي حسن حال، لما يظهر لك من شارتي، وانما ذلك تجمل ال غنى، فنظرك هذا اليشبه لك األمر بخالف ما هو به. ويكون النظر

ه الخير فيمن ال خير فيه؛ واالول أشبه.ها هنا ظن عن ترحلت إذا قوم

قـدروا فالراحلون تفارقهم أال

(هم اي إذا قدروا على إغنائي عن مفارقتهم، ثم اضطالوني إلى فراقهم )فهم( المخلون بي

حقيقة. وإن كنت أنا المخل بهم، ألن سبب إخإللى بهم إنما هو سبب إخاللهم بي. وإذلو شاءوا أال أرحل عنهم لم أرحل.

)وقد قدروا(: جملة في موضع الحال. وجاز أن يكون حاال من قوم، وإن كانوا نكرة، ألن فيه معنى العموم، ولوال هذه الواو، لكان أولى من ذلك أن تكون الجملة في موضع

الصفة للنكره. فأما مع الواو فال يكون، ألن الصفة والموصوف كالشيء الواحد. فإذا عطفت الصفة على الموصوف، فكأنك عطفت بعض االسم على بعض، وذها ماال

لذلك.يسوغ. وأما الحال فمفصوله من ذي الحال، فجاز الفصل بينهما

Page 95: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

راحتي قيصته ما وشر)قنـص

فيه سواء البزاة شهب(والرخم

اي: أنا في الشعراء كالبازي في أنواع الطير، والشعراء غيري كالرخم، وبين البازي والرخمة من الفضل ما قد علم. فيقول: إذا تساويت أنا ومن ال تدركه في أقدار

عطاياك، فكان له منها مإلى، فأي فضل لي عليه، وإن كنت فاضال له؟ يقول: إما أن تميزني على غيري من الشعراء، وتبقي عطاياك لهم كما هي، وإما أن تبقي عطاءك

لي كماهو، وتنزلهم عنه، ليكونوا دوني في النوال، كما هم دني في المقال. وخص شهب البزاة ألنها أفرههن وأقنصهن. وقد قيل إن البزاة كلها شهب. فليس إذن

بها.على طريق التخصيص، وإنما على حسب الصفة التي البزاة هم من مهجتي ومهجة)

صاحبها ظهره^ بجواد أدركتها

(حـرم اي: ورب ذي مهجة طلب مني ما طلبت منه فلم ينلى ونلته أنا بجواد ظهره حرم: اي

بالحرم.من ركبه والذ به لم ينل، وال قتل، كما ال يقتل الالئذ رجل الركض في رجاله^)

واليدان يد الكف تريدث ما وفعله

(والـقـدم اي: أنه يطفر، فتقع رجاله معا كأنمكا هما رجل واحدة. وكذلك تقع يداه، فكأنهما يد

( إذا ضربته، والقدم إذا ركضته. واحدة. و)فعله ما تريد الكف يقول: فهو يغنى فارسه أن يضربه بسوط، أو يركضه بعقبيه؛ ليستدر بذلك جريته،

ويستمري مشيته.ايضا:وله

أشـــــــكـــــــو) الـــــــنـــــــوى مـــــــن ولـــــــه^ـــــــم

عـــــــبــــــــــــرتــــــــــ ـــــي

عـــــــــــــــجـــــــــــــــب

كـــــــنـــــــت كذاك ومـــــــــا

أشـــــــــــــــكـــــــــــــ ســـــــــــــــوى ــو

الـــــــــــــــكـــــــــــــــ(لـــــــــــــــل

بـكـائي مـن اي: عـجـبـوا الـبـعـد، غـيبـهـا وقـد وهـي دمـعـي كـان وكـذا

ال قـريبة حـينـئذ إال عـــنـــي تـغـيبـهـــا

الـــكـــلـــل. فـــكـــيف مـــن يعـــجـــبـــون

.اآلن بـــكـــائي

سوى أشكو فقوله: )وما موضع في الكلل(: جملة

قال: كذلك الحال. كأنه وهذه عبرتي كانت

قريبة. وجعل المحبوبة اسما، هنا، )سوى( ها بأشكو. نصب فموضعها

قوله: وما قوة في وهو أشكو الكلل. سوى شيئا

في أنه ذلك وحسن إال أشكو معنى: وما

.الكلل

Page 96: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

مـــــــابـــــــال) كــــــــــــل

ف^ـــــــــــــــؤاد فـــــــــــــــي

عـــــــــــــــشـــــــــــــــيرتـــــــــــــــهـــــــــــــ

ــا

بـــــــي الـــــــذي به بـــــــــــــــي ومــــــــــا

غـــــــــــــــيرمـــــــــــــــنـــــــــــــــتـــــــــــــــقـــــــــــــــل

) اي به من الحب لها مثل ما بي. والذي بي مع ذلك منتقل وكان القياس، إذ كان بهم

ها. مثل ما بي، أن ينتقل عني حب وقيل معناه: به مثل الذي بي. والذي ثابت. فالذي بهم أيضا ثابت ال ينتقل. والفؤاد هنا يجوز أن يعني به الطائفة التي هي موضع الحب، أعنى القلب. ويجوز أن يعني به كل

سيد في عشرتها، ألن الفؤاد من أشرف طوائف الجسم. وهذا كما يسمى الشريف عينا ألن العين أشرف الحواس، وألطف جوهرا، فيكون كقول أبى تمام: وسنى فما

الصيديصطاد غير في اللحظ مطاعة)

مالكة األلحاظ الملك عظيم لمقلتيها

(المقل في

ونظير األلحاظ قولهم )االسماع( إنما سمي موضع السمع بالمصدر، ثم كسر. ولو قيل إنه اعتمد اللحظ الذي هو المصدر مختلف األنواع ثم كسره، كما كسرت الحلوم واألشغال، لكان وجها، إن كان ثبت عنده له سماع، يثبت أن المصدر الذي هو

)اللحظ( يجمع. ولو قال )عظيم الملك( بالكسر، لكان أشبه بمالك، كما أنه لو

قال )ملكه( ال تزن ذلك؛ فكان ضم الميم في )الملك( أشبه بملك، ألن المعروف مالك بين الملك، وملك بين الملك. ولكنه لما قال عظيم وكان )الملك( أخم من )الملك( )اختار الملك(. وحسن ذلك، ألن البيت يشتمل بذلك على الملك الذي هو أعم

من الملك بقوله: )مالكة، وعلى الملك الذي هو أشرف منالملك(. اآلنسات الخفرات تشبه)

بـهـا الحسن فينلن مشيها في

(بالحيل الخفرة: الحيية. واآلنسة: المتحببة. اي كل امراة حسنة مقصرة عن حسنها، تشبه بها في مشيتها، فيغيب حسن المشي حسنها. فتنال الحسن بالتحيل. وحسن التشبه بها

محاكاته.في المشي، ألن غير ذلك من أنواع حسنها ال يقدر على وح الشباب أراني وقد) الر

بدنـي في المشيب أراني وقد

(بدلي في الروح اي قد كنت فتى يريني شبابي روحي في بدني ال أوذن بثقلته، وال استشعر قرب

رحلته، فلما شبث أيقنت إلى الموت وإإلى فراق اللدنيا، ليعمرها بدلي؛ اي غيري.

Page 97: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

فكأن )روحه( قد فارقه حين تيقن بإنذار المشيب أنه مفارق. وقد قال هو في هذاالدنيا:المعنى يصف

تملـك اآلتي تملكهاسـالـب

فراق الماضي وفارقهاسليب

اي كأن اآلتي سلب الفاني روحه. وذكر أن الحسن البصري مر بمكتب، فبكى فقيل له ما يبيكيك فقال: اعتباري من

هؤالء الصبيان، كأنهم يقولون: انصرفوا قد بعثنا أبدالكم. إال أن المتنبي تصور روحه فيذلك.غيره والحسن لم يفعل

الحي فتاة طرقت وق) مـرتـديا

وال عزهاة غير بصاحب(غزل

الفتاة: أنثى الفتى، كقولهم: غالم وغالمة، ورجل ورجلة. الطروق: اإلتيان ليال. وأضافكقوله:الفتاة إلى الحي، تفخيما لشأنها، وإشادة بمكانها،

يابنة قلبي ولكن قلب القوم وأراد بالصاحب: السيف ألن الصعلوك ال يفارق سيفه، فأشعر أنه متصعلك بقوله: إن

السيف صاحب له. والعزهاة: الماقت لحديث لنساء ومجالستهن. والغزل: ضده. يقول: طرقت هذه الفتاة مرتديا لسيفي. وجعله ال عزهاة وال غزال، ألن الغزل في طريق

القسمة. والعزاهة في طريق العدم. فيقول:سيفي صاحب ال يوصف بعزاهة وال بغزل. والجماد ال يقبل قسمة وال عدما. فتفهمه فإنه معنى لطيف، وهو باب من المنطق

حسن. ولوال أنه ليس من غرض هذا الكتاب لزدته بيانا. وقد يجب أن أعذر في قولي )الزاهة(، النه إنما قلته لمكان الغزل، وإن لم تستعمل العرب )العزاهة(. وأقل من هذا

المنطق.الع^ذر يغنيني مع من علم طريقة الهيجاء أبى البن والمدح)

تنجده^ العي عين بالجاهلية(والخطل

كان بعض الشعراء يمدح سيف الدولة، بذكر أسالفه من أهل الجاهلية، فعابه اوب الطيب بذلك، وقال: إن فيما يشاهدون من أفعاله وفضائله ما يغني عن ذكر قدمائه

من جدوده وآبائه. وإعراب البيت يتوجه عندي على وجهين: أوضحهما أن يكون )المدح( مرتفعا باالبتداء، و

)عين العي والخطل(: خبره، اي: مدحه إذا أنجده بذكر الجاهلية عي وخطل. وبالجاهلية، متعلق )بتنجده( اي تقويه بها، وال يجوز أن يكون متعلقا بالمدح، النه إذا كان

كذلك صار في صلة المصدر وقد حلت بينهما بتنجده، فلذلك ال يتعلق به. ويجوز أن يكون المدح مرتفعا باالبتداء كما قدمنا، والخبر تنجده. وعين فاعلة بتنجده.

وخطله.اي مدح هذا الملك بأخبار الجاهلية إنما يمدح المادح بها للعيه الكدري مع منه والعرب)

طائرهروم مع منه طائرة وال(الحجل

والعرب: لغة في العرب. ونظيرة، العجم والعجم. والقطا: نوعان كدري وجوني، فالكدري اسم عمهما، وحجل: القبيح، واحدتها

حجلة، وقد يكون واحدتها )حجلي( فيكون الحجل، اسم الجمع كما ذهب إليه سيبويه في قولهم: خادم وخدم، وعازب وعزب.

فالقطا من طيور ديار العرب الوحشية. والحجل من طير الجبال، وهي من مساكن الروم. فيقول: اضطر أعداءه من الفريقين إلى

Page 98: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

العرب منه والنوحش. فلحق كل واحد منهما بالوحشي من طير أرضه، وصار في جملته، حتى كأن لم يكن إنسانا، بكونه مخالفا

للطير. ولذلك قال: )طائره(. وقد يجوز أن يكنى بالطيران عن شدة العرب، وإال فالعرب

والروم وسائر األجيال ال يتحولون طيرا. وخص حوشية الطير دون سائر الوحش، النها أسرع في الهرب.

وقوله: )منه(: اي من أجله. األجبال إلى الفرار وما)

أسـد من في به النعام تمشي(الوعل معقل

اي النعام سهلية ال قوة لخفافها على خشونة الجبل، ولو ركب سيف الدولة النعام، سهل عليها من ذلك ما صع^ب من سعده، ويمن نقيبتهمشت به في معاقل األوعال،

وهي ذرا الجبال ألن كل صعب سهل عليه. وإن شئت قلت: إنه عنى بالنعام خيله، يقول: يركب أوعر األوعار؛ فكيف يطمع العدو

المعتصم بالجبل أن يعيذه منه. ومما يحسن أنه يعنى بالنعام هنا الخيل؛ وأنه ليس بحقيقة النعام، وقوله: )وما الفرار إلى األجيال من أسد(، يعني باألسد سيف الدولة، وال

نوع األسد الذي هو السبع. فمن ظريف الصنعة أن يوفق بين آخر البيت وأوله، فال يعني بالنعام، النوع الذي يقال

الحقيقة.له النعام، كما لم يعن باألسد الشخص الذي يسمى أسدا على القنابعضا بعض ورد)

مقـارعة القمو نفوس من كأنه(جدل في

اي ضاق المعترك، وتحير الملتقى، حتى رد بعض القنا بعضا وتقارعت، فكان رد بعضها لبعض تقارعا، وإذا كان قراع، كان صوت، فكأن ذلك الصوت الذي حدث عن التقارع

تخاذل. وذلك القراع والجدال كأنهما منافسة في النفوس، كما يتنافس المتجادلون في الظفر، فيرد بعضهم قول بعض. وأراد كأنهما ممن يحاول الظفر باإلنفس، فحذف، النه

قد علم ما يغني.ايضا:وله

الثنيات معسول وأشنب)واضـح

فقبل عنه فمي سترت(قى مفر

يذهب إلى إثيار الجاللة على اللذاذة، ويدعى ذلك لتسميته، حتى إنه يصحبه خلوته،وحين الظفر بمحبوبته. والصبر عند ذلك أدل على ملكه إلبه.

زارني، فحاول تقبيل فمي، فسترت فمي عنه، النه موضع قال: فرب حبيب حسنا ودالذاذة ال أوثرها، وبذلت له تقبيل مفرقي، النه موضع الجاللة التي أوثرها. اللذاذة، والل وهذا كقول اآلخر؛ إال انه بعكس، ومنعه محبوبه من نفسه، ما منع المتنبي من نفسه

حبيبه: قـبـلة منها حاولت

فـتـعـمـدت قطع األصداغ بعقارب

طريقـهـا يعـف يهـوى من كل وما)

إذا خـال الحب ويرضى عفافي(تلتقي والخيل

ويروى )ويرعى الحب(. فمن رواه )يرضي( فإن من شأن نساء العرب أن يحببن منكلثوم:محبيهن الشجاعة واإلقدام، كقول عمرو بن

تمنعونا لم إذا بعولتنالستم ويقلن جيادنا يقتن

Page 99: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

فيقول: أنا أعف كرما، وأرضى محبوبى في الحرب، بمشاهدته مني، ما يهواه مني، أو بإخباره ذلك عنى. وليس كل أحد من العشاق يجمع عقة وشجاعة، إذ العشق والعفة

والفتك غريزة االجتماع. ومن رواه )ويرعى الحب( فهو يقول: أنا أعف كرما ال تورا في هواى، بل أنا مراع

المحبوب، حتى إني اذكره في الحرب، وأراعيه أوان الشدة فكيف في حال السكونوالهدوء.

وفي ))عى الهوى( هنالك مزيتان:إحدهما رباطة الجأش، حتى ال يشغل الخاطر عن ذكر الهوى. واآلخر لشدة محافظته على الوقاء، حتى ال يشغله عتد شدة الهيجاء كقول

األعجم:زياد يخطر والخطى ذكرتك

بيننـا المثقفة منا نهلت وقد

مر الس^محاربا.قوله: )والخيل تلتقي(؛ جملة في موضع الحال. اي ويرعى الحب

الدهر لبست ما إذا) به مستمتعا

قت لم والملبوس تخر(يتخرق

لبس الدهر ملبوسا، وإنما هي استعارة يقول: إذا لبست الدهر مليا أهرمني، وهو ال يهرمه امتداد برهته، فجرى األمر بيني وبينه بضد ما يجري بين الالبس والملبوس، ألن شأن الالبس أن يخلق الملبوس، والدهر ملبوس يخلق ال بسه. ولما استجاز أن يجعله

ق. ملبوسا، استعار له التخر كيد في األعداء شعت إذا)

مـجـده كيدهم في جده سعى(مخنق سعى

حنق حنقا: غضب، واحتنقته: اي إذا رام العدو كيد مجده، فحاول هدمه بمبارزته أومقاومته، غضب جده، فدفع سعى عداه بسعي أنف وأيد، على ما تقدم قبل.

)كيد العدو لمجده(. )وكيد(: مصدر كاد يكيد المتعدية: كقوله تعالى: )فإن كان لكم كيد فكيدون(. فمجده، مجرور في موضع نصب. اي في كيدهم لمجده. وذلك أن المصدر

يضاف إلى المفعول، كما يضاف إلى الفاعل، كقوله تعالى )ال يسأم اإلنسان من دعاءالخير(، فالخير في موضع المفعول، اي من دعائه الخير.

ايضا:وله اللوائم إلى المالم يشكو)

حـره^ عن يلمن حين ويصد

(برحائه اي إن المالمة ال تتعى سمعي؛ وال تصل إلى فؤادي، ألن حره يمنعها من ذلك، فهي تتفادى منه. ويعتذر إلى اللوائم من قصوره عن الوصل إليه، بما يتوقعه من ناريته. والكالم شعري ال حقيقة، ألن المال عرض، والعرض غير حاس فيشكو. وإنما تشكو

كثير:الجواهر ما يلحقها من العرض. وشبه أبو الفتح هذا بقول المـئين إلعتاق ذهوب

عـطـاؤه الذي األمر على غلوب

فاعل هو عن يلمن حين ويصد)

(برحـائه.مثل ما تقدم الشدة: والبرحاء

Page 100: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أود من إال الخل ما)بقـلـبـه

أرى ال بطرف وأرى(بسوائه

أي ما الخل اال من يكون حظى من قلبه، حظه من قلبي، ويرى بالعين التي أراه بها، فيقع التكافؤ في الحب والجاللة، ال من حظى من فؤاده مقصر عن حظه من فؤادي،

وتعظيمه لي دون تعظيمي له. وقد يجوز أن يعني بذلك التناهي في التشاكل والتناسب؛ حتى كأنه هو جملة. واذا كان

عينه.هو إياه بالجملة، فقلبه قلب خليله، وعينه حاة من الوشاة^ عجب) الل

وقولهـم عن ضعفت نراك ما دع

(إخفائه إنما عجب الوشاة من اللحاة في ذلك، ألنهم كلفوه ترك ما يعجز عن إخفائه، واإلخفاء

للحب أمكن من تركه. فإذا ضعف غن األقل الذي هو اإلخفاء؛ وقد علم اللحاة ذلكلوان. منه، فكيف يكلفونه األكثر الذي هو الس

وقوله: )ضعفت عن إخفائه(: جملة في موضع المفعول الثاني، إن كانت الرؤية علمية،حسية.أو في موضع الحال إن كانت الرؤية

( من العذل فإن مهالأسقامـه

من فالسمع^ وترفقا(أعضائه

اي إن العذل يسقمه كما يسقمه الحب، فهو نو من إسقامه، وترفقا في عذلك، فإن السمع الذي يقرعه عذلك من جملة أعضائه. فإن عنفت به في العذل، اختل سمعه أو

ذهب. وإنما قدر ذلك نافعا له عند من عذله، ألن العاذل لم يرد بعذله إفساد جوهره، وإنما

أراد إصالحه. فيقول: إن لم تترفق، عاد ما حاولته من إصالحي إفسادا إلي. والسمع: يجوز أن يكون مصدرا، إال أنه إذا كان مصدرا، فليس من أعضائه. النه حينئذ جنس، والجنس عرض، واألعضاء جواهر، والعرض ال يكون جزءا للجوهر. وإنما عنى

موضع السمع من أعضائه. وقد يجوز أن يكون السمع اسما لألذن، سمي لحسها، كما سميت العين بصرا في بعض

حسن.المواضع. وإنما البصر في أكثر الكالم اللذاذة في المالمة وهب)

كالري بسهـاده مطرودة(وبـكـائه

اي إن كنت تلتد بالمالمة، فاجعلها كالكري الذي قد عدمته أنا، على التذاذي به. فكما نفاه عنى سهادي وبكائي؛ فكذلك ينبغي لك أيها الالئم أن يسليك عن كالمي الذي تلتذ به ما تراه من سهادي وبكائي، فيعودا سواء في امتناع االلتذاذ. ودعاه إلى االئتساء به

في الصبر على عدم ما يلتذ به. )ومطرودة(: مفعول ثان لهب، ألنها بمعنى )اجعل( المعتدية إلى مفعولين. وإن شئت

أقوى.ق^لت: إنه بدل من موضع )كالكري( لنه بمنزلة قولك مثل الكري. وهو القول الصبابة على المعين إن)

باألسى ربهـا برحمة أولى

(وإخـائه اي معينى على الصبابة: من أعان بالمؤاساة ال بالمالم. فإن راحم

ذى الصبابة مؤاسه بالعذر، ال الئمه. كالمعشوق والعشق^)

قربه يعذب من وينال للمبتلى(حـوبـائه

اي العشق ملتذ محبوب، كما أن المعشوق كذلك. وكالهما نائل من حوباء المبتلى وقاتل له. وقوله: )والعشق كالمعشوق(: جملة

Page 101: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

يفسرها ما بعدها من البيت. كأنه لما قال: والعشق كالمعشوق، قيل له فيه، أو كيف تفسره للسائل، فتقديره: والعشق

كالمعشوق في أنهما يعذبان ويقتالن مع ذلك. العيون هوى األمير وقي)

فإنه ببأسه يزول ماال

(وسخـائه اي وقى هوى العيون. وأما ما سواه فقد آمنته عليه، ألنه دافع له ببأسه وسخائه. وهوى

العيون ماال ينفع فيه بأس وال سخاء؛ فإنما أدعوا له أن يوقى ماال طاقة لجوده وبأسهدفعه.على

تكون بأن للسيوف من)سميها

وفرنده أصله في(ووفـائه

اي بأن تكون مثل سميها في أصله، إما أن يرد: في نوعه الذي هو اإلنسانية، وإما في قبيله، وفرنده؛ أو في صورته، ألن صورة االنسان أحسن من صورة السيف، ورونقه

افضل من رونقه. وإما وفاؤه فال وفاء للسيوف وال عذر إال على المجاز، ألن ذلك مناإلنسان.خواص

للنوائب دعوتك إني)دعـوة

إلى سامعها يدع لم(أكفائه

ك وال يغلبك. أي: دعوتك لخطب ليس كفؤا لك، ألن كل خطب دونك، ال يعز وإن شئت قلت: كل نائبة وإن عظمت فهي دون أن يدعى مثلط إليها، وإن كنت ال

تدعى من النوائب إال إلي ما أنت له كفوء، ما وجدنا ما يكون كفؤا لك، فندعوك إليه،لكن ال بد أن ندعوك لما ناب، وإن جل عنه خطرك، وعال قدرك.

ايضا:وله مقلتي عصت كأني)

(تبصر ما القلب وكاتمتفيكم هذه مبالغة في كتمان السر والضن بإذاعته، اي رأت عيني ما رأت، فكتمته عن قلبي. واذا كان القلب لم يعلم ذلك؛ لم يمكن أن يعلم غيره به، إذ ال يمكن أن يعلم غيرك إال

ما علمته. وإن شئت قلت: إذا رأت عيني ما تحبون كتمه، تناساه قلبي، حتى كأن العين كتمت

عنه ما رأت. والمقوالن متقاربان. وقوله )فيكم(: أي من أجلكم. وعصيان المقلة للفؤاد: إنما هو كتمها عنه ما رأته، فكأنه قال: كاني عصت مقلتي فيكم قلبي، وكاتمته ما تبصر فحذف األول لداللة لثاني عليه،

وأعمل )كاتمت(. إذ لو أعمل األول واتزن لقال: وكاتمته القلب. اي عصت مقلتيالقلب وكاتمته.

ايضا:وله أدنى الروح شم كان إذا)

إليكم روضة برحتني فال

(وقبول اي إن كنتم إنما تؤثرون شم الروح، ونسيم الهواء. وذلك إنما يكون بحضور الروض والريح القبول، فال زلت أنا روضة فتضمكم، وريحا قبوال تشمونها، تلذ لكم، إذ كلما

كنت كذلك، فأنتم قريب مني، وطالبون إلي. قوله: )أدنى إليكم(: أي أشد إدناء لمن يحبكم. وقوله: )فال برحتني روضة وقبول(: أن

شئت قلت: أراد فال برحت روضة وقبوال، فعكس، فجعل المعرفة الخبر، وهي )ني( والنكرة االسم، وهي )روضة وقبول(. وإن شئت قلت: إن )ني( من )برحتني( ليست

بخبر، وال برح هذه المقتضية لالسم والخبر. وإنما )برح( هنا المتعدية إلى المفعول. وكقوله تعالى: )فلن أبرح األرض حتى يأذن لي ربي( فيكون )ني( على هذا مفعوال،

Page 102: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

ويكون التقدير: فال فارقتني، أو فال زايلتني روضة. اي فإذا كان ذلك، قصدهم هذه الروضة التي عندي، فسعدت أنا بقربكم واألول أبلغ،

النه على ذلك القول األول، يجعل نفسه ذات الروضة؛ ويتمنى الخروج من النوعلقربهم.الحيواني اإلنساني إلى النوع النباتي، إيثارا لهواهم، واختيارا

الفجر الق^لة بدرب لقيت)لقية

فيه والليل كمدى شفت(قتيل

اي أصبحت في هذا الموضع، أو أفجرت فيه. )شفت دمدى(. اي شفت اللقية للفجر بانحار الليل، ما كان من الكمد. )والليل فيه قتيل(: اي قد ذهب، واشتمل ضده على محله، فكأن الليل لما

عدم أو قارب العدم مقتول. وإن شئت قلت: طال على الليل بالصبابة، فكأنه وترني،

فاستوجب بذلك أن أطلبه بثأري: فأوقد سيف الدولة بالدرب نيرانا، فخالط ضوؤها دخانها، فبدت لي من الضوء المختلط بالدخان، سمرة كسمرة الفجر، قبل أوان الفجر، فكأن هذا

الملك قد قتل الليل بإيقاده هذه النيران، التي خلخلت كثافةالظلمة، فأنا أكنى بذلك عن ثأري، فيشفي كمدي.

وقيل ك الفجر هنا سيف الدولة، أقام غرته مقام الفجر، وبالغ في ذلك، حتى جعله قاتال ليل، وما طلب عند ليل ذحل، وال نيل

منه ثأر قبل هذا. على فيها طرق على)

رفعة الطرق األنيس عند ذكرها وفي

(خمـول رفعتها: أنها أكم وجبال، وخمولها: أنها غير مسلوكة لوعورتها، فهي لذلك خاملة. وقد

يجوز أن تكون طرقا لم يسلكها إال جيش سيف الدولة، ألنها مخوفة فالناس ال يعرفونهالذلك.

رأوها حتى شعروا وما)مغيرة

خلق^ها وأما قباحا(فجـمـيل

أي قباح األفعال بهم، وإن كانت في خلقتها جميلة، ألن خوفهم لها يقيحها في أعينهم، فيخفى عليهم جمالها. وهذا نحو قوله: حسن في عيون أعدائه اقبح من ضيفه رأته

عرض.السر فالحسن فيه طبيعية؛ والقبح من كلفنه ما وأضعفن)

قباقب فيه الماء كأن فأضحى

(عليل قباقب: نهر دهمته هذه الخيل، فسدت مجاري الماء فيه، بكثرة قوائهما، فارتدع الماء،

إال ما تخلل شعب قوائم الخيل، فأضعفته عن قوة جريه، حتى كأنه عليل. والعلة هنابحي.كناية عن الضعف، إنما العلة في الحيوان، والماء ليس

مهجتيك بإحدى نجوت)جريحة

مهجتيك إحدى وخلفت(تسيل

يخاطب الدمستق، وكان شج في وجهه ونجا جريحا، فهذا معنى قوله: )نجوت بإحدى مهجتيك جريحة(، وكان ابنه قد أسر، فلذلك قال: )وخلفت إحدى مهجتيك تسيل(، اي

القتل:تركته يذوب في الكبل والحبس، مع ما اشتمل عليه من خشية

Page 103: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

إال لليث تكن لم إذا)فريسة

أنك ينفعك ولم غذاه^(فيل

ضرب )الفيل( مثال لعظم عدد الروم، وضرب )الليث( مثال لسيف الدولة وجيشه، اي فال تعجبن الروم كثرة عددهم، فإن الكمية ال تغني، وإنما الغناء للكيفية وقال: )غذاه(:

المفترس.أراد غذاه ذلك الشخص يوجب ما على أعادى)

للفتى الحب فـي واألفكار وأهدأ

(تـجـول اي أعادى على ما لدي من الفضائل النفسانية، كالشجاعة والفروسية، والفصاحة

والشعر، حسدا لي على ذلك. وكل واحدة من هذه الفضائل في حد الحقيقة، موجبةللحب، فكيف أشنأ على ما يوجب الحب؟ يقول ذلك متعجبا.

قال أبو الفتح: لو قال )أبغض( مكان )أعادى( كان أوفق في مذهب الشعر، يعني أبو الفتح: أنه لو قال ذلك، كان أذهب في باب التقابل، ألن النقيض إنما يقابل بنقيضه؛ وكذلك الضد بضده. فضد الحب البغض. وضد العداوة الصداقة. فإذا قابلت بالحب،

والصداقة بالشنآن، لم يك ذاك على تقابل الضد والنقيض. لكن الذي يسهل ذلك، أن العداوة علتها البغضة، التي هي ضد الحب، فأقام العلة التي

هي العداوة، مقام المعلول، الذي هو البغض. ولوال ما يدخل التخفيف البدلي من االضطرار، لقال: فأشنى، أو )أشن( على اجتمال الجزم، ولكن االول أسوغ أعنى وضع

)أعادى( مكان )أبغض( لما ذكرت، من داللة العلة على المعلول.ايضا:وله

األهله ترى) عم وجهانـائلـه

دونها من به يخص فما(البشر

اي انه يكسب األهلة بنظرها إلى غرته نورا وسعدا، فتنال بذلك من جوده كما ينالالناس. فالبشر إذن نوع غير مخصوص بنائله بل هو عام للعالم الع^لوي والسفلي.

ايضا:وله أكثرت كاس وشرب)

(أنـينـه غنـاءه وأبدلترنينه الشرب: اسم للجمع عند سيبويه، وهو عند أبى الحسن جمع. ويدل على صحة قول

سيبويه: إن العرب إذا حقرت هذا النحو حقرته بوزنه، كما تحقر الواحد، فقالوا: شريب وركيب. فلو كان جمعا كما ذهب إليه أبو الحسن، لرده إلى واحده في التحقير، ثم جمع

بالواو والنون، فقيل: رويكبون ورويجلون. وإنما كالم العرب ما قدمنا.القرشي:أنشدنا

أخشىمـالـيا مـن بعصبة بنيته عاديا ورجيال ركيبا وذهب قوم إلى أن معنى البيت: أن هذا الشرب - وهم أعداء الممدوح - غنوا بمناقبه، حتى إذا سكروا هاج لهم السكر ذكر من سبا منهم وقتل، فأنوا حزنا، وعاد ذلك الغناء

أنينا وتفجعا. والذي عنتدي أن هؤالء الشرب غنوا، فأثخن فيهم هذا الملك وأوجعهم، فعاد ذلك الغناء

قوله:رنينا وأنينا. وقوله: )أكثرت( و )أبدلت(: إخبار عن الخيل والقنا اللتين في (يكفينه والقنا الجياد إن)

وله ايضا: يعثر البحر رايت فاني)

بالفتى الفتى يأتي الذي وهذا

(متعمدا

Page 104: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

اي أن سيف الدولة اولى بأن يرجى ويخشى من البحر، ألن البحر وإن أروى وأعطى، فليس شيء من لك على عمد وال قصد، النه

ال روح له وال فؤاد، فليس إذن يحمد على مكرماته والذميمآلفاته. وهذا كقوله هو:

األحداث أرى ال أال حمداوالذما

بطشها فما كفها وال جهالحلما

وأما سيف الدلوة فهو لكل ما يأتيه من إفاقة وإغناه وإمانة وإحياء، عامد قاصد، النهالحيوان.من نوع االنسان، الذي هو أشالف

الصوارم المال له وتحيي)والقنا

التبسم تحيى ما ويقتل(والجدا

أي انه يغير فيغم بسيوفه والماحه، فهي تحيي له المال. ثم يهب عفاته، ما يسلبه عداته، وذلك في حال تبسم وأريحية للعطاء، فذلك التبسم هو الذي يقتل المال الذي

تمام:أحيته األشنة والصوارام، كقول ابى مال واحتووا أغاروا ما إذا

معشر فاحتوته عليه أغارت

الصنـائعكثير:وذكر التبسم والجدا هنا كقول

تبسم إذا الرداء غمر ضاحكا

رقاب لضحكته غلقتالمال

ولو قال )يميت( مكان )يقتل( لكان أشد مقابلة للحياة، ألن القتل ليس بضد الحياة إنماهو علة ضد الحياة في بعض األوقات.

ونقيض الحياة إنما هو الموت. ومقابلة الشيء بنقيضه أذهب في الصناعة و)التبسم والجدا(: مرتبطان بيقتل، اي ويقتل التبسم والجدا ما تحييه الصوارم والقنا. ففي تحيى

هي.ضمير راجع إلى لقنا والصوارم، اي ما تحيى العين تفضل حتى الجد هو)

أختها لليوم اليزم يكون وحتى(سـيدا

وإنما ذكر فضل يوم األضحى وجعله سيد نوعه. ثم مثل به فضل سيف الدولة على جميع نوعه. وذلك في البيتين اللذين قبل هذا البيت. ثم عجب من تفاضل االشخاص الواقعة تحت نوع واحد، على أن عنصر هذا واحد. فقال: )هو الجد حتى تفضل العين

أختها( فبلغ بالعجب من العين التي تفضل صاحبتها على اقترابهما وشدة اقترابهما. وبالعجب من اآليام التي تتفاضل بما يحدث فيها من السراء والضراء وضروب الممالك

والمناسك. أنشدت إذا أجزني) شعرا

فإنمـا المادحون أتاك بشعري

(مرددا أجزني: اي أعطني الجائزة إذا مدحك غيري، فإن الشعراء إنما يأخذون معاني شعري، فيمدحونك بها، فاذن إنما المستحق بجوائزك أنا اله^م. إذ لوال شعري لم يهتدوا إلى ما

اآلخر:يمدحونك به. فكلما احسنوا فإنما اإلحسان لي كقول بشار أحسن فقدحمـاد أنشد فإن

اي إن حمادا إنما يأخذ شعر بشار. فاإلحسان له، واإلنشاد لحماد.ايضا:وله

ثياب) الهبات كان نشرت إذا يصون ما كريم

Page 105: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(صوانهاحسانـهـا يعني ثيابا رومية كساه إياها، )كان الهبات صوانها( اي أنه ال يصونها إنما يبتذلها بالهبة هي التي تكون لها مقام الصوان إذ الصوان لها عنده وإذا لم يصن حسانها كان أحجى

دةنها.أال يصون صناع^ ترينا) وم فيها الر

ملوكها نفسها علينا وتجلو

(وقيانهـا اي صورت األنواع الحيوانية إال الرزمان، فانها لم تصوره لعجزها عن ذلك وذلك أن

الزمان هنا إما أن يعني به الفلك، وال أحد يستطيع تصويره على حقيقته التي هو بها؛ وإما أن يكون الزمان هنا وجود النور وعدمه وذلك عرض والعرض ال يقتصور إال في

منه.جوهره الذي هو دون خالـه عتيق وأم)

عـمـه أعجبته من خلقها رأى

(فعانها وأم عتيق: يعني فرسا. وعتق^ها: مهرها، والعتق: الكرم وجعل لها

خاال وعما، يذهب إلى أن هذه الفرس ات طرفين كريمين مختلفين بالنسب، ألن ذلك مما يستحب في الخيل أعنى أال يكون

األبوان متناسبين. وقد يستحب ذلك في اإلنسان، ألنهم يزعمون أن األبوين إذا كانا

، اي مهزوال، دقيق العظم )ابن متناسيبن جاء الولد هنا وياالسكيت(.

ومنه الحديث: )اغتربوا ال تضو^وا(. اي ال تنكحوا في األقارب، فيجيء الولد ضاويا. وقال: )خاله دون عمه( يذهب إلى أن أباه أكرم من أمه، وذلك أنجب له. )رأى خلفها من أعجبته فعانها(.

يزعمون أن الشيء المعجب ربما أصابته العين فقسد لذلك، فيقول: رأى هذه الفرس بحجر من أعجب فعانها(. اي رأت خلفها

فحال حاول كومها حين أعجبته، فأمكنته، فأولدها، فكأنه تنقصهاباإليالد، كما يتنقص الشيء الحسن المعجب إذا أصيب بالعين.

بـاينـتـه سايرته إذا)وبـائهـا

البصير عين في وشانته(وزانها

أي باينته، من )البون( اي باعدته. فان قلت. ينبغي على ذلك: )باونته(، النه من الواو. فان شئت قلت: إن هذا على المعاقبة، ومعناهما: قلب الواو إلى ياء لغير علة إال طلب الخفة، وهي لغة حجازية عربية. يقولون: )صياغ( في )صواغ(، ومياثق في مواثق، وهو

كثير، قد عمل فيه يعقوب بابا واسعا. وإن شئت قلت: إنه من )البين( الذي هو في معنى )البون( حكى أبو عبيد، بينهما )بون( بعيدو )بين(. وقد بان صاحبه يبونه ويبينه.

فحملك إياه على هذا. خير من اعتقاد المعاقبة الحجازية، ألنك إنما تلوذ بها إذا لم تجدعنها معدال.

و )شانته في عين البصير(: اي شانته بكونها أمه لتقصيرها عنه )وزانها(، بكونه ابنهاعليها.وهو زائد الخيل تأمن ال التي وأين)

شرهـا سواى تعطى وال وشرى(أمانها

Page 106: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

إن شئت قلت: أين فرسي التي من أمرها وشأنها، من هذه الفرس المعيبة؟ وإن شئتقلت. أراد: هب لي الفرس التي هي أكرم من هذه الفرس التي وهبتها لي.

وقوله: )ال تأمن الخيل شرها(: إذا كررت بها. وأراد أهل الخيل، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه. )وال تعطى سواى أمانها(: اي ال يأمنها إال مثلي من الحذاق

بركوب الخيل.ايضا:وله

باألمطار جودك تشبيه)غادية

ماله ثان لكفك جود(مطر

أي انك غاية في الجود ال فوقها، فإذا شبهنا كفك بالمطر، فالمشبه دون المشبه به، فقد بالغنا بمدح المطر وشرفناه. فكان هذا التشريف له بتشبيه جودك بهن جودا عليه ثانيا من جودك علينا بالمال وخص األمطار الغوادي، ألنها باألغلب أغزر ما تكون حينئذ

في أول النهار، والنفوس حينئذ شهمة منشطة، فهي حينئذ أورق وأعلق.ايضا:وله

منه العينين وقاسمك)ولحظه

ك ال الذي والخل سمي(يزايل

يعني بسميه والخل الذي ال يزايل: السيف. أما سميه فألنه سيف، والملك سيف الدولة، فهو وسيفه سميان. وأما كونه خأل ال يزايله، فألن السيف ال يفارق. فيقول: نظر إليك طامعا إحسانك، وإلى سيفك، خائفا من بأسك، يقلب طرفه من يمين إلى شمال، فذاك معنى المقاسمة، اي أن السيف قد قاسمك عيني رسول الروم فهو تارة يتأملك،

اللحظ.وأخرى يتأمل سيفك ولحظه، عندي حشو، النه إذا قاسمه عينيه فقد قاسمه بعـثـت همة منه وأكبر)

بـه واستنظرته العدا إليك

(الحجافل اي أكبرت العدا همة هذا المرسل، وأعظمت شأنه إلقدامه عليك، ومثوله بين يديك. )واستنظرته الحجافل(: اي سألته أن ينظرها، بشغله إياك أيها المالك عنهم. فمعنى

التأخير.استنظرته: طلبت منه النظرة، اي أرواحها في أطاعتك)

وتصرفت عليك والتفت بأمرك

(القبـائل بالغ بإطاعتهم إياه في أرواحهم، ألنهم إذا أطاعوه في ذواتهم، كانوا أجدر أن يطيعةه

فيما سواها. و)التفت عليك القبائل(: اي أحدقت بك العرب، ألن كل جيش محدقبأميره.

وإن شئت قلت: جعله سطة لسراوة نسبه، وعالوة حسبه، وقبائل العرب محيطة به، فالمحاط به أشرف من المحيط، كالقالدة التي أنفسها سطتها. والدائرة التي أشرفها

نقطتها. بالقوافي عداه^ رميت)

وفضـلـه السالمات الغوازي وهن

(القواتل وفضله: اي وفضائله. هذا أذهب في الصناعة، أي أعنى يعطف جميعا على جميع في

النية وإن لم يستقم ذلك في اللفظ. إذا أغضبت عداه لمدائحي فيه بفضائله النفسانية، فلم يجدوا في شعري مطمعا وال في فضائله الذاتية مدفعا، فقد قتلتهم بأن أغضبتهم

فضائله.وأعجزتهم، وسلمت هي في أنفسها، إذ لم يقدروا على غض أشعاري، وال إنكار الـرجـال مراب يتبع^)

مـراده^ فر فمن عارضته حربا

(الغوائل

Page 107: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

الغوائل: الدواهي المهلكة. تقول العرب: الغضب غول الحلم. اي يذهب بالحلم فيغتاله. يقول: إن سمده المهزومين؛ فيقتلهم

بالعطش والكالل وسائر أنواع اآلفات، كقوله هو: الرماح فاتوا إذا

تناولتهمـم العطش من بأرماحالقفار

ويتبع من باب )فعل( في معنى )تفعل( اي يتبع. ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهمنه. وفي بين الصبح لذى عينين اي تبين.بين الشيء وتبي

الطعن يقتض لم لو رأيتك)الوغى في

إليك قتضته ال انقيادا(الـشـمـائل

اي لو لم يجر من أصحابك على الطعن، انقيادهم لك، وطاعتهم إياك، القتضاهم إياههم لك. و)الشمائل( يجوز أن تكون منه ومنهم، فان كانت منهم، فمعناه: حبهم لك حب

بطاعتهم. وإن كانت منه فمعناه: بحبهم لشمائلك.ايضا:وله

في األجنة وأسقطت) الـواليا

الحوائل وأجهضت(والسقاب

اي أن النساء أردفن، وعسف بهن في الهزيمة، فمن كان منهن حامال أسقطت في الواليا، وهي األحالس على إعجاز الخيل واإلبل، وأجهدت اإلبل، وكلفت أكثر من طاقتها في السير، فأجهضت الحوامل، وهي اإلناث؛ والسقاب، وهي الذكور. واإلجهاض للنوق،

النجم:كاإلسقاط للنساء وهذا كقول أبى ال ولد من طرحت كم

يغتذى والجلد كالمسلوخ تراهبرى

ميامنهم في وعمرو)عمـور

مياسرهم في وكعب(كعاب

عمرو وكعب: بطنان، كعب: بن ربيعة، وعمرو بن مالك. فان شئت قلت: اختلفت كلمتهم فأشارت طائفة بالعرب، واألخرى باالستذمام وأخذ الموثق من سيف الدولة.

وكانوا قبل يدا واحدة، كلمتهم سواء فكانهم باختالفهم تقسموا وافترقوا فصارتالقبيلة باختالف كلمتها في قبائلك؛ فلذلك جعل عمرا عمورا، وكعبا كعابا.

سيبويه:أنشد كعب من الصدع رأيتوكانوا

صاروا قد الشنآن من كعابا

وإن شئت قلت: هربوا وتبددوا، فصاروا شيعا وأحزابا، فكل جزء من عمرو عمور، وكلمتقاربان.جزء من كعب، كعوب. والقوالن

غزا األمير غير ولو) شموسهم عن ثناه^كالبا(ضباب

يعني بشوسهم: حقائق نفوسهم. والضباب: مايلقاه من الطعان والضراب. وقيل: ثناه عنهم أقل ما يصيبه منهم، ألن كثافة الضباب أقل من كثافة السحابز وقيل: عنى

بالشموس نساءهم التي سباها سيف الدولة وبالضباب: من فيهم من الكماة والحماة.ايضا:وله

أحداثها الفال نسور عمرا الطير أتم تفدي)

Page 108: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(والقشاعمسالحه أتم هنا: بمعنى اطول. وإنما جاز ذلك الن التمام في باب )كيف(، نظير الطول في باب

رؤبة:)كم(. وإنما المستعمل في العمر أطول، فلم يتزن له، ونجوه قول (الكافور من نادى إذ كالكرم)

وإنما المعروف صاح لكرم، سائر الشجر إذا بدا ثمره. إال أنه لو قال صاح الكرم لكان في الجزء طي، وهو ذهاب فاء )مستفعل(، النه قوله: )صاح منل( مستعلن، فاستوحش

من الطي، فوضع نادى مكان صاح ليسلم الجزء. والمتنبي أعذر، النه لو قال: )أطول( ال نكسر البيت ورؤبة لو قال: صاح من الكافور لم

ينكسر البيت، وإنما كان يلحقه الزحاف الذي وصفناه. وقال )تفدي( فأنت الفعل، وإن كان لألنم، واألتم مذكر، حمال على المعنى، الن األتم

هو النسور في الحقيقة. ونظيره قول بعض العرب: فالن لغبو جاءته كتابي فاحتقرها. أنث الكتاب لما كان في معنى )الصحيفة(. و)نسور الفال(. يدل من )أتم الطير(. و

)أحداثها والقشاعم(: بدل من )نسور(. وكالهما بدل بيان. يقول أوسعت سالحه النسور شبعا من لحوم القتلى قديما وحديثا اآلن. فقشاعهما وهي المسان تشكر القديم

والحديث، وأحداثها تشكر الحديث، ألنها متأخرة الكون عن زمن القديم. فكال النوعين يشكر سالح هذا الملك، و)يف^ديه(: اي يقوالن نحن الفداء لسالحه. استعار األحداث

كثير.للنسور، وإنما هو في نوع االنسان، ومثل هذه االستعارة الحمراء^ الحدث هل)

لونها الساقيين اي^ وتعلم

(الغمأئم )الحدث(: حصن معروف، وأنثه على معنى القلعة، أو المدينة، وجعلها حمراء، لما سال عليها من الدماء، وكانت غير حمراء.

يقول: فهل تعرف اآلن لونها القديم الذي بدلت منه الحمرة. وإنشئت قلت: هل تعرف اآلن أنها حمراء، أو تنكر ذلك؟

وقيل: جعلها حمراء، الن سيف الدولة بناها بحجر أحمر، ولم يكقبل ذلك.

يقول: فهل تعرف هذه القلعة أن بناءها الحديث غير بنائها القديم؟ وكذلك بلت هذه السيوف هذه المدينة بالدم، كما يبل -

السحاب االرض بالمطر فهل تعرف أن الغمام سقاها اآلن أوالسيوف؟ وقد بين ذلك بقوله بعد هذا:

قبل الغر الغمام سقتها)نزوله

سقتها منها دنا فلما(الجماحم

اي سقاها السحاب قبل نزول سيف الدولة بها، فلما دنا منها قتل من كان بها منبدمائهم.الروم، فسفتها السيوف

الجنون مثل بها وكان)فأصبحت

عليها القتلى جثث ومن(تمائم

التمائم: العوذ، وهي تناط بمن كان به مرض أو جنون أو سحر. فيقول: كانت هذه القلعة مضطربة غير مطمئمة وال مستقرة بمن غلب عليا من الروم،

حتى كان بها من ذلك مثل الجنون، الن المجنون يخالطه اضطراب وقلة ثبات، ولذك قيل له: )األولق(. الن الولق: سرعة الطعن والمشي، وهذا فيمن أخذه من ذلك،

فجعله )أفعل(. فأما سيبويه، فهو عنده )فوغل( بديل )مألوق( فلما وردها سيف الدولة فقتل من تغلب

Page 109: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

عليها، استقرت واطمأنت، فكانت جثث القتلى عليها تمائم أوجبت لها االستقراروالطمأنينة. والمنـايا حاكموها وقد)

حـواكـم وال مظلوم مات فلما

(ظالم عاش أثبت حكما من حيث أثبت ظلما، الن الظلم جور، والجور نوع من الحكم، ضد العدل، فحاكموا هذه القلعة. والسيوف حواكم: اي ه^ن ذوات الحكم على المتحاكمين عليها،

وكان الظلم من قبل الروم لهذه المدينة، بهدمهم إياها، وإخالئهم لها، فلما كان الحكمللسيوف، مات الظلم بقتل هؤالء الروم الظالمين.

)فما مات مظلوم(: يعني القلعة، اي لم يعف أثرها، بل جدد بناؤها، وزيدت تحصينا. )والالدولة.عاش ظالم(: اي لم يعش الروم الذين هدموها، بل قتلهم سيف

يقطـع^ ماال تقطع)والـقـنـا

من الف^رسان من وفر(اليصادم

اي ما كان من السيوف قاطعا للدرع ولالبسها بقي وما لم يبلغ من الحدة والشدة أن يقكعهما، تقطع وفنى، وذلك لشدة ما كان هنالك من الضرب. ومن كان من الفرسان

غير مزاحم وال مصادم لم يثبت. يذهب في كل ذلك إلى أنه لم يبق إال الجيد الصابريقول:على الكفاح من الرجال والسالح أال تراه

الـغـش أذهب وقت وللهنـاره

أو صارم إال يبق فلمضبـارم

الشجاعة مقدار تجاوزت)والنهي

أنت قوم قول إلى(عالم بالغيب

اي أن أناسا من الحذاق لما رأوا إقدامك، وإعمالك رمحك وحسامك، يبيحان لك سالمة الحوباء، والظفر أبدا باألعداء، قالوا إنه ال يقتحم ذلك إال بعد ما ظل عالما، أنه ال يئوب

إال سالما غانما. فحلت عندهم بذلك عالم غيب، متقفيا للعواقب غير ذي ريب وهذاوالتدبير.أرفع من منزلة الشجاعة

أنك الفتح فراخ تظن)زرتهـا

العتاق^ وهي بأماتها(الصالدم

اي أن خيالك صعدت الجبال حتى انتهت إلى أعاليها، وهناك وكور العقبان. فلما أشرفت لى تلك الوكور جمجمت، والجمجمة تشبه صرصرة عتاق الخيل، ظنتها فراخ

الشاعر:العقبان أمهاتها. ومما يدلك على أن الجمجمة تشبه الصرصرة قول صياح صات الخيل إذا

بالـجـذم مراسفها هززناالنسور وعنى بالف^تح: العقبان. أقام الصفة مقام الموصوف، ألنها صفة غالبة، تقوم مقام

االسم. وإنما الع^قاب فتخاء، للين جناحها. والفتح: اللين، والصالدم: شداد الخيل:صلدموصلدمة.

ذا يوم كل أفى)مقدم الدمستق^

للوجه اإلقدام على قفاه^(الئم

اي إن هذا الدمستق في كل يوم يقدم فيهزم، ويحجم فيسلم وجهه، ويضرب قفاه، فالقفا يلوم الوجه على اإلقدام. يقول له: كم تتوجه إلى من قد علمت أنه لك هازم،

فتسلم أنت، ويهون عليك ما ألقاه إذا سلمت أنت. وأراد قفاه الئم لوجهه على اإلقداموجهه.فقال: )للوجه(، ألن إضافة القفا غليه تشعر أنه ال يعني من الوجوه إال

والنصر اللبلت إلى وصار الهامات أتى بضرب)

Page 110: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(قـادمغائب والنصر

اي أن الضرب الضرب إذا قرع الهام لم تعده نصره، إذ في اإلمكان أن يموت صاحبها، وأن ال يموت. فإذا وصل إلى اللبة،

هلك ال محالة، فيحنئذ يعتد بالنصر. وضرب الغيب مثال للشك في النصر، والقدوم للتيقن. وكذلك الغائب مشكوك فيه، والحضر

متيقن.دينيات حقرت) حتى الر

طضرحتهامح السيف كان وحتى للر(شاتـم

دينيات: الرماح، منسوبة إلى مرأة تسمى ردينة، كانت تركب فيها األسنة. الر يقول: إنما أحبت لقاء العدو على قرب معانقة ومصافحة، لجرأتك وشجاعتك، ولم

ترض لن تستعمل في قتاله الرمح، الن ذلك مشعر بالجبن، الن القتال به إنما هو علىقال:بعد، فاطرحته واستعملت السيف مكانه

مح السيف كأن وحتى) (شاتم للر اي لكأنك قد رأيت السيف قد عير الرمح بالضعف والتقضف وقلة الغناء، فهان عليك

هذا:الرمح لذلك، أال تراه يقول بعد الجليل الفتح طلب ومن

فـإنـمـا الخفاف البيض مفاتيحهالصوارم

ومن كالم بعض العرب: الرمح أخوك وربما خانك. وقال عمرو بن معد يكرب فيالسيف:

ولـم أخنـه لم خليلييخـنـى

السيف الصمصامة علىالسالم

ايضا:وله األنام كل كذا أراع)

هـمـام الملوك رسل له وسح(غمام

هذا:كذا في موضع نصب صفة لمصدر محذوف. اي راع روعا مثل (غمام الملوك رسل له وسح)

اي تقاطوا عليه، وقد جاءوه تترى من كل أوب، حتى كأن غماما سحهم عليه لكثرتهم،متعد.اي صبهم، ف^رسل الملوك: منصوب على المفعول به، الن سح فعل

كتاب عن جواب ورب)(قـتـام للناظرين وعنوانهبعثته

عنوانه.يعني جيشا أجاب به عن كتاب، فأنبأهم قتامه عنه، كما ينبء عن الكتاب قبل من البيداء به تضيق^)

نشره منه بالبيداء ومافض

(ختـاموانبعث.اي انه يمأل البيداء، وهو مجتمع قبل انتشاره، فكيف به إذا انبت

فيه الناس هجاء حروف)ثالثة

ذابل ورمح جواد(وحسـام

اي ال يشاهد فيه إال هذه النواع، كما ال يشاهد في الكتاب إال حروفه.ايضا:وله

Page 111: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

الحسان زار إذا بالد)بغيرها

ثقبنه تربها حصى(للمخانق

بالد: اي هي بالد، يعني )الثوية( وهي الكوفة وحصاها وهو ذلك الذي يعرف بالفرومي، وهو شفاف حسن. يقول: فإذا زير به النساء في غيرها من البالد استحسنه فثقبنه

ووضعنه في مخانقهن. وليس الحصى هو الزائر في الحقيقة الن الزيارة إنما هي لمن يعقل، والحس جماد. وإنما أراد زير به الحسن فاتسع بأن جعل الفعل له. وواحد

الحلق.المخانق مخنقة، سميت بذلك، ألنها توضع في موضع الخق من كل نفسه يهوى وأغيد^)

عـاقـل كل جسمه ويهوى عفيف(فاسق

اي أنه كامل الحسن خلقا وخلقا، فحسنه حسنان روحاني، وهو حسن الخلق، وجسماني وهو حسن خلقه، فأوجب ذلك أن يعشقه العفيف والفاسق، فالعفيف يهوى نفسه، ولها الحسن الخلقي، والفاسق يهوي جسمه، وله الحسن الخلقي. ولو اتزن له أن يقول: )كل عفيف( ولم يذكر العاقل؛ لكان أذهب في التقابل الن العفة ضد العقل. وإنما يقابل العاقل األحمق؛ فال معنى لقوله )كل عاقل(، ولكن لما كانت العفة للجزء

المعتدل، وكان الجزء المعتدل يوصف بالقعل، حسن أن يذكر العقل مع العفة، وإالقوله:فوجه التقابل ما ذكرت لك. وقوله: )وأغيد(: عطف على قوله: )مليحة( من

(مليحة بلى القطر بها سقتنى)أغيد.وإن شئت رفعت أغيد على االبتداء، وخبره مضمر. كأنك قلت: وثم

عـاد بـين عما يحدث)وبـينـه

خدى في وصدغاه^ غالم(مراهق

ويروى: )يحدث ما بين القرون وبينه(. وهي األمم الخاليه. اي أن هذا األغيد حافظ واع حسن الحديث، جيد السياق له، فهو يحدث عن األوائل، ويخبر بأخبار القدماء، وإن كان

السن.حديث وقوله:

خدى في وصدغاه^) (مراهق غالم كناية عن حداثته وفتوته. ويعنى بالصدغ: ما سال من الشعر على خده. وهذه الكناية،

وإن كانت حسنة، فإن فيها تكلفا، كان أقرب من ذلك لو اتزن له أن يقول: وهوقوله:مراهق. فكان يعنى من

(مراهق غالم خدى في وصدغاه)ولكنه تكلف ذلك، لحفظ إعراب القافية.

الكماة بين ما يفرق^)وبينـهـا

كل حره يسلى بطعن(عاشق

اي بين الكماة ونسائهم، بطعن يؤلم العاشق، فيسليه بحره عنالمعشوق.

تطير ما حتى الطعن أتى)رشاشة

نحور في إال الخيل من(العوانق

الرشاش: ما أرش من الدم. يقول: ألحق عقيال بحاللهم وعيالهم، حتى إنهم إذا أصيبوا بالطعان، طارت دماؤهم في نحور الشواب من النساء. وبالف باختصاص الشواب،

أغرب.ألنهن لوازم لزوايا الخدور، فذلك سـيفـية وملـمـوسة)

ربـعـية صياح فيها الحصى يصيح

(اللقالق

Page 112: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

ويروى تصيح الحصى. ملمو^مة: يعني كتيبة مجتمعة لم بعضها إلى بعض، اي جمع. وقيلمنها.مجموعة كالحجر اللملموم. والقوالن متقاربان. سيفية: منسوبة إلى سيف الدولة

(اللقالق فيها الحصى يصيح) اي قد كثر فيها الخيل والرجل، الحصى يصيح تحت حوافر الخيل، وأرجل الرجال، صياح

اللقالق: وهي نوع من الطير. واحدها لقالق. وحقيقة اللقالق: الصوت، فسمي هذا النوع من الطير لقالقا بصوته، وكان يجب على هذا )صياح اللقالين( الن واحدهما

لقالق. وإذا كانت األلف وغيرها من حروف اللين رابعة في الواحد، ثبتت ياء في الجمع، نحو حمالق وحماليق، وكردوس وكراديس، وشمالل وشماليل. لكن الشاعر إذا اضطر

سيبويه:حذف هذه الياء في الجمع. أنشد ساداتها قربت قد

الروائسـا الفثتح والبكراتالعطامسا

فكذلك اضطر هذا الشاعر، فحذف ياء )اللقالين( وال يلتفت إلى قول العامة في واحدها)لقلق( ، فإن ذلك خطأ.

وقيل: كانت هذه الكتيبة مكسوة تجافيف ودروعا فإذا وضع الفرس حافره على حصاة أطارها، فقرعت تجفافا أو درعا، فأشبه صوت وقوعها بالدرع أو التجفاف، صوت

اللقالق. واستعار الصياح للحصى وإنما الصياح للحيوان. ومن رواه )تصيح( اراد تصيح هذه الكتيبة الحصى، وكان يجب على هذه الرواية أن يقول إصاحة اللقالق، الن مصدر أفعل إنما هو اإلفعال، فإن كان الفعل معتل العين، وكان مصدره إفعالة، تحذف العين،

ويجعل الهاء عوضا منها، كقوله أقاله إقالة، وأقامه إقامة، لكنه قال: صياح، فجاء بالمصدر على غير فعله، النه اراد فتصيح صياح القالق، وفي التنزيل )والله أنبتكم من

بابا.األرض نباتا( اي فنبتم نباتا. ومثله كثير، قد أفرد سيبويه فيه وكان) فحول من هديرا

تركتهـا خرس األذناب مثهلبة

(الشقاشق اي كان هذا الذي أبدته عقيل من الطغيان واألشر. بمنزلة الهدير للفحول، والفحول إذا

هاجت هدرت، وأخرجت شقاشقها، وهي هنوات تخرج بيضا وحمرا كالرئة. أنشد ابن دريد في صفة شقشقة حمراء: في جونة كقفدان العطار الفقدان: أدمة حمراء، تصان

فيها أتواع العطر، فشبه الشقشقة في لونها وعظمها لها. والجون: يكون لألبيضواألسود واألحمر.

وإنما قلنا هنا: إنه يصف شقشقة حمراء. لتشبيهه إياها بالفقدان، والفقدان أحمر. فاذا تهادرت اإلبل، شدت أذنابها وأهالبها، فسكنت وخرست شقاشقها وذلت، فجعل عقيال

بمنزلة الفحول، وأشرها وتوعدها لسيف الدولة كالهدير. وجعل إذله لهم، وتحبيسهإياهم، بمنزلة تهليب األذناب، وإخراس الشقاشق.

وإن شئت قلت: لما هزمهم، فأدرك بعضا وفاته بعض، كانوا بمنزلة فحول صال عليهافحل مقرم، فهربت أمامه، فهلب ما أمكنه من أذنابه اي نسفها.

ايضا:وله التراسل وغيرها)

ب وأعجبهاوالتشاكي (والمغار التل اي تراسلوا بما لق^وه من هذا الملك، وشكاه بعضهم إلى بعض، فدعاهم ذلك إلى ترك

الطاعة، وغيرهم عن االئتمار لسيف الدولة. )وأعجبها التلبب( وهو التحزم بالسالح،األحياء.والمغار: اي اإلغارة على

قائمه السيف فكنت)إلـيهـم

حدك األعداء وفي(والغرار

اي كنت قبل نفاقهم وشقاقهم، سيفا مردود القائم إليم، ال تقطعهم وال تؤذيهم، النالتأثير.القائم. وفي أعدائهم غرارك: اي حدك وله

Page 113: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

بالبدية فأمست)شـفـرتـاه^

قائمه خلف وأمسى(الحيار

البدية والحيار: ماء أن بأرجان. والحيار أقرب إلى العمارة فيقول:سير من الحيار إلى البدية وبها أدركهم، فصار الحيار خلف

القائم. والشفرتان بالبدية، ضاربا لهم بالسيف، الذي كان قبلمشاقتهم له يضرب به أعداءهم عنهم.

األعضاء متسابقى مضوا)(عـثـار بأرجلهم رءوسهمفيه

اي أنفصلت أعضاؤهم بعضها قبل بعض، يق^ول: تقطعت أعناقهمفبددت، فتعثرت.

(وجار لتعلبه ولبتهإليه ملتفت كل يغادر) الثعلب: ما دخل من الرمح في جبة السنان، والوجار: جحر الثعلب وجار ووجار، حققها

يعقوب. وشك أبو عبيد في الكسر. اي إذا التفت اليه المنزم ليقاتل بعده وقربه لم يلبث أن يطعن به في لبته. فتكون بمنزلة الوجار للثعلب. ويجوز أن يجعل الليلة وجارا

من حيث سمي ما يدخل من الرمح في جبة السنان ثعلبا.ته لثعلبه وجار(:جملة في موضع الحال، إذا رددتها إلى المفرد فكأنك قلت: وقوله: )ولب

الصدر.يغادر كل ملتفت إليه مطعون اللبة به، وهو في موضع الفالدو من الخابو على حزق فهم)

رصرعي غيرهم شرب من بهم

(خمـار اي أنهم جمدوا، وأجمدوا خيلهم، فانقطعوا وانقطعت، وأقاموا في هذا الموضع صرعى،

كانهم شرب مخنورون وليسوا بشرب، إنما الشرب رماح سيف الدولة، ألنها التي شربت دماءهم، والخمار إنما هو للشارب. يسخر بهم فيقول: كيف خمر هؤالء. وإنما

الشاربة رماحك. وإن شئت قلت قلت: جعل المهرومين كالمخمورين، لما بهم من الحيرة والكسل والفتور. وجعل الهازمين كالشرب، لما نالوا منهم، أو مابهم من الفرح بفلهم لهم،

للنبيذ.وقتلهم إياهم، كفرح الشراب كـل المفاوز يوسطه)

(االنتار ال الطالبين طالبيوم يوسطه: اي يدخله وسط المفاوز، طالبه للمهزومين الهاربين إلى الفقار، فهو يطلبهم هناك. يقول: فهذا هو الذي يدخله المفاوز، ال هربه من أعدائه، وال انتظاره أن يدركوه.

وقوله: )طالب الطالبين(: كان األحسن في الظاهر - لو اتزن له - أن يقول: طالب المطلوبين، ولكن هذا يتجه على ثالثة أوجه: إما أن يكون عنى بالطالبين أعداءه الذي

كانوا يطلبونه قبل، وهم االن مطلوبون، وإما أن يكون عنال بالطالبين للنجاة، وهم هؤالء المهزومون، وإما أن يكون )الطالبين( بمعنى المطلوبين، فقد يجيء )فاعل( بمعنى

مفعول كما يجيء عكس ذلك كثيرا، فما جاء )فاعل( فيه بمعنى مفعول قول بشر بنخازم:أبي

فبت سلمى بها ذكرتكأنـنـي

ذكرت حبيبا تحت فاقدامرمس

( اي آتيا. اي مفقودا. وأما عكسه، فنحو قوله تعالى: )إنه كان وعده مأتيا وذكر لي أن المتنبي سئل عن هذا فقال: عنيت بالطالبين سيف الدولة وكتيبته، وهذا عندي حسن. فطالبين على هذا في موضع رفع اي طالب الطالبين لعدوهم: كقولك:

Page 114: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

)عجبت من ضرب زيد( وانت تريد من ضرب زيد لعمرو، فاذا كانوا قد يحذفون الفاعل،تعالى:ويجتزون بالمفعول، للعلم بالمعنى، مثل قوله

( (الخير دعاء من اإلنسان يسأم ال اي من دعائه الخير، فحذف المفعول وإبقاء الفاعل اولى. فقد جاء المفعول نحذوفا

تعالى:كثيرا، في مثل قوله

رخيمات القنا غي جواعلمـيتـالت الكـالم قصبا خداال

مبتالت )بالكسر( اي مقطعات للكالم، يبرن المنطق نغمة، فحذف المفعول ومن رواه )مبتالت( فقد كفاك، الن المبتلة لفظ المفعول، وهي من النساء التي كل شيء منها حسن على حدة، كأن الحسن )بيل( على كل جزء منها، اي قطع. وقد اثبت هذا في

كتابي الموسوم بالمخصص في اللغة.فيه:وتوطه في المفاوز في أثر المنهزمين يكون كناية عن بعد همته، كقوله هو

رمت أكلما فانثنى جيشا هربـا

فت آثاره في بك تصرالهمـم

كل في هزمهم عليكمعتـرك

إذا عار بهم عليك وماانهزموا

وقديكون ذلك كناية هن هديته ومعرفته بالسبل والمخادع، حتى ال يفوته الهارب منهم،عقيال:كقوله هو فيه أيضا حين هزم

صولة األعراب توهمامـتـرف

ره ظـل البيداء^ تذكـرادق الـس

سـاعة بالماء فذكرتهمرت ـ غـب

عيون في كلب سماوة^الحـزائق

الملوك يروعون وكانوابـدوا بأن

نبت الماء في نبتت وأنالغالفق

الفال في أهدى فهاجوكنجومه من

وأبدى بيوت من بيوتاالنقـانـق

الـبـيداء بالعثـير غطا)حـتـى

المتإلـى تحيرت(والـعـشـار

العثير: ماء اي غطى مالهم البيداء، في هذا الموضع المسمى بالعثير، حتى تحيرت متالية وعشاره: اي أعز أوالدها، وذلك لكثرة

العدد، وغزارة المدد. حاروا كلما وجيش)

(تحـار فيه أقبلت وأقبلبأرض اي أن سيف الدولة تبع بنى كعب بجيشه، فكان الكعبيون كلما مروا بأرض واسعة

حاروا فيها وكان جيش سيف الدولة كلما مروا بتلك األرض التي حار أولئك فيها، حارت األرض فيه، وذلك لعظمه، وحمهور أممه، مع ما خالط الكعبيين من الخور، وهؤالء من التحدث بالظفر. فالضمير في حاروا راجع إلى هؤالء المتبوعين، وغي أقلب: راجع إلى

أيضا.الجيش. وكذلك الهاء في قوله )فيه( راجعة إليه

Page 115: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

بنو الف^رات وأجفل)نـمـير

زأروا الذي وزأرهم(خولر

الزئير لألسد، والخوار للضأن، يقول: كانوا أسدا قبل لقاء سيف الدولة، فعادوا ضأنا عند لقائه. وكنى بالزئير عن األسد، وبالخوار عن الضأن، الن الزئير والخوار في هذين

فتفهمه.النوعين خاصتان، والخالصة دالة على مخصوصها الخابور على حزق فهثم)

صرعى غيرهم شرب من بهم

(خمـارقيل معناه: اراد غيرهم، فظنوا انه ارادهم، ففروا وتفرقوا.

والذي عندي أن سيف الدولة أوقع ببني كعب، فذلك معنى قوله: )من شرب غيرهم خمار(، وخاف النميريون من مثل ذلك فتفرقوا، فذلك خمارهم الن الخمار أقرب إلى

الكعبيين.الصحو من السكر المغرق. ففزع هؤالء النميريين اخف من موت (السوار إال يدمها لم يدفيهم اثرت وما كعب بنو)

اي أنك وإن نلتهم بمساءة؛ فقد شرفتهم باعتمادك إياهم، واشتغالك بهم، كالكف التيإن أدماها السوار، زينها ذلك وإن آلمها.

ايضا:وله أيا) فؤاد يصمى راميا

مرامه ريشها عداه^ تربي

(بسهامه يخاطب سيف الدولة. يقول: أيا راميا يصيب مارامه، فرماه بسهم ريشه أجنحة عداه.

عنى بالسهم: جيشه، وبريش عداه: سالحهم الذ سلبهم إياه، وكساه جيشه. وجعل سالح عداه ريشا، لكونه عونا لهم. كما أن الريش عون للسهم، وسوغ ذلك أيضا أن

السالح لباس، واللباس يكنى عنه بالريش، لقوله تعالى: )وريشا ولباس التقوى(، وكنىبالسهم عن جيشة، النه يقتل به عدوه، كما يقتل بالسهم.

وحسن لن يناديه بالنكرة، النه قد أطال وصفها، وذهب إلى أنه ليس أحد يستحق هذه الصفة إال هو. فكأن النكرة هنا معرفة. والعدا: اسم للجمع عند سيبويه، وليس بجمع الن )فعوال( ال يكسر على )فعل( وإنما جمع عدو، وأما عداة فجمع عاد. حكاه أبو زيد

عن العرب. أشمت الله عاديك، اي عدوك. وما كان على )فاعل( من المعتل الالم، فف^علة فيه مطردة كقاض وقضاة، ورام ورماة.

وال يكون )عداة( جمع عدو، الن )عدو( فعول، و )فعول( ال يكسر على )فعلة(، ولم أسمع لعاد يجيء )عاد( عليه، اي لم يجيء )عدوته( في معنى )عاديته(. ولن هذا عندي

وغره.على النشب، اي ذو عداوة، ونظيره. فاعل، ونايل، وأشياء^ قد حكاها سيبويه من خولته ما ويجعل)

(كالمـه من خولته لمانوال اي إن أياديه تنطقني بجيد وتطلعني على بالغ الشكر، فهو سبب ما خولته من الكالم.

فإن ذا الكالم إنما هو منه، ثم يجازيني بالنوال، على ما اعاننى عليه من المقال. يغربالبحتري:المتنبي بذلك وهو كقول

بعطى فهو ويثنى خيراعليه

الثناء على يعطى ثمجزاء

قوله: جزاء لما خولته من كالم: أراد )جزاء على ما خولته(، فأبدل الالم مكان )على( ضرورة. ويجعل هنا: بمعنى )يصير( فهي متعدية إلى مفعولين، كقولك: جعلت الطين

خزفا.ايضا:وله

فيك نفسه القسم جعل المنون قاسمتك)

Page 116: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

شخصين (عـدالجورا ويروى )فيه عدال( يعني بالشخصين )أختيه( أخذت المنون إحداهما، وهي الصغرى،

وأبقت لك هذه األخرى. وهذه المقاسمة جور، ألنه تسور عليه في أهله. إال أن القسمكقوله:صير نفسه عدال في ذلك الجور بأن أبقى لك الكبرى، وسلبك الصغرى،

الشخصين قاسمك كان قددهرهما

هما وعاش المفدي دربالذهـب

ومن روى )فيك عدال(: عنى أنه إذا سلمت أنت فلم يأخذك، فذلك الجور عدل، الن من ترك أنفس ممن أخذ، إال أن الجور

في ذلك موجود. وإنما كان يكون العدل لو ترك الجميع موفورا.وإنما هذا العدل على اإلضافة، ال على اإلطالق.

خطبة) لها ليس للحمام(ثكال المسماة كانت وإنرد

اي حلول الحمام بهذه العقيلة، يعني أخت سيف الدولة، خطبة ال ترد، يذهب إلى إعظامها وإنكارها، وإن كانت هذه الخطبة نسميها نحن ثكال فليست كذلك في الحقيقة،

ور الع^لوي، يجذبها ويصيرها إلى ذاته.إنما هي إرادة من النيوف انتشت وكم) بالس

رالده من وبالنوال أسيرا (مـقـال علية نصرهة عدها)

(تبال أدرك رآه ختال صالفلـمـا اي تسورت أنت على الدهر في مظلوميه، فككت أسيره، وجبرت كسيره، وأغنيت

فقيره، فأغضبته بمضادتك إياه في افعاله. وفأرصد لك ختلة ينتهزها منك، إذ عد كل ذلك إنصافا منه لمظلوميه، ونصرة عليه لمغلوبيه. فأخذ إحدى أختيك، مكافأة لذلك

وعقابا، فقدر أنه ادرك ذحال، ونال تبال. والهاء في )رآه(: عائدة إلى الدهر، فالفاعل هنا هو المفعول؛ وال يكون مثل هذا عند

سيبويه إال في األفعال النفسانية التي في معنى الشك والعلم فرآه هنا: المتعدية إلى مفعولين. وإذا كان كذلك، فالجملة التي هي قوله )أدرك تبال(: في موضع المفعول

الثاني. وختال: مصدر في موضع الحال، من باب أتانا غدوا ومسيا. واالنتياش: التخلصواالنتفاض. الكتيبة الضارب وهو)

والطعنة أغلى والضرب تغلو

(وأغلى اي أن الكتيبة متمنعة ببأسها شديدة؛ فالطعنة تغلو فيها، اي تغلو وتشتد على مريدها

منها. فإذا كانت الطعنة الواحدة غالية؛ فالضرب أغلى منها، الن الطعن أمكن من الضرب، إذ هو على بعد، والضرب على ق^رب، وقال: )والطعنة( ثم قابلها بالضرب،

احتياجا إلقامة الوزن. وكان أذهب له في الصنعة - لو اتزن له - أن يقابل الطعنةبالضربة؛ والطعن بالضرب.

ايضا:وله اتسع حطها رام كلما)

(والقذاال جبينه فغطى ى^البن بنى بنيا: مصدر بنى إما أن يكون قد تكلم به، وإما أن يكون على الضرورة، الن الشاعر إذا اضطر، كان له أن يرد مصادر األفعل الثالثية غير المزيدة إلى )فعل(، وإن استعمل

Page 117: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

في الكالم على ذلك زيادة وغير زيادة. مثال ذلك بعد بعدا، وذهب ذهبا، وكذب كذبا، فيرد كل ذلك إلى فعل. هذه حكاية الفارسي. )والجبين(: من أمام الرأس. )والقذال(

من ورائه. يقول: كلما رام )ابن الون( ملك الروم هدم هذه القلعة، أوسع سيف الدولة بناءها

وأطاله، حتى امتد ظله من أمامه، فغطى جبينه، ومن ورائه فغطى قذاله. اي قذالوجبينه.ملك الروم القنا في بها وتوافيهم)

مـر الس العطاش وافت كما

(الصالال الصالل: األرضون التي لم تمطر بين أرضين ممطورة. واحدتها صلة، وقيل هي األمطار

المتفرقة. ويروى )الضال(: وهي بقايا الماء، واحدها ضلل وقيل الضلل: الماء الجاري تحت الحجر. ويقول: توافيهم بها أو بالمنايا وهي في القنا السمر، ببادر جيشك إليهم بالفتل كما تبتدر األنفس العطاش بقايا الماء. والعطاش أحرص عليها، ألنهم ال يثقون

بالري، فلم يتسابقوا.مر(: في موضع نصب على الحال، اي مستقرة في القنا السمر، وقوله: في )القنا الس وملتبسة بها، كقولك: خرج زيد في ثيابه: اي البسا لها، مشتمال بها، و)كما وافت( أيضا نصب على أنه صفة لمصدر محذوف، اي موافاة مثل موافاة العطاش. ولو قال قائل:

إن )في( مع قوله: )بها( اسم على حدة )فاعل( مقلوب موضع العين إلى الالم، من هافت اإلبل تهاف: إذا عطشت لكان حسنا. وهذا الباب كثير، قد عمل سيبويه وأهل

اللغة فيه أبوابا. فكأن المعنى حينئذ أن الرماح تبتدر شرب دمائهم، فكأنها عطشة إليها، كما يبتدر

الماء.العطاش في الطعن أبصروا)

القلوب دراكا الرماح يبصروا أن قبل

(خـياال اي رأوا أصحابهم مقتولين، فشاهدوا الطعن فيهم دراكا قبل أن

يروا أشباح الرماح. وإن شئت قلت: أعجلت الرماح هؤالء القتلى أن يتوقعوا قبل

ذلك، فيروها في نومهم. يذهب إلى أنه يك هنالك توعد من سيفالدولة، ولكن فجئهم فقتلهم.

وقد يتوجه المعنى على أنهم أبصروا الطعن في قلوبهم دراكابالقرع قبل أن يروا نفس الرماح، كأن القرع قتلهم.

وليس قول من قال إن البيت مقلوب العجز والصدر، الن ذلك فاحش يذهب إلى أنه اراد: أصروا الرماح خياال، قبل أن يبصروا

الطعن في القلوب دراكا، استدالال بقوله: في رمحك النوم في يرىكاله

في يراه أن ويخشى المنـام

تأملتـك عين اي)(فـآال إليك رنا وطرف كفـالقـت

اي أنك متهيب، فإذا رأتك العين تغشتها هيبتك، ولم تتمل، منك فتصفك وصف من لقى الموصوف، وأي طرف رنا إليك، فأنكر أن شعاعك يغلبه ويهره، فيمنعه إدامة النظر

فيه:إليك، وكره عليك كقوله هو عنه أجسامنا ففي الشمس ضوء شعاع كأن

Page 118: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

انكسارفيه أراد: )أي^ طرف(، فاجتزأ باألول عن الثاني، كقولهم، أينا فعل ذلك أخراه الله، أراد

الكتاب:)أيى وأيك فعل(. من أبيات يراها ال المنية إلى فسبقشـرا كـان وأيك ما فأيي

النذير أعجلو كلما) (اإلعجاال جياده^ أعجلتهممسيرا

اي كلما آب إليهم المنذر بإقبال خيل سيف الدولة معجال سبقوه، كأن ذلك قد وقع في روعهم قبل اإلنذار، فتعجلهم خيله عن العجلة التي تكلفوها للهرب فخيل سيف الدولة

إياه.منهم، في إعجالها إياهم، بمنزلتهم من النذير، في إعجالهم تعحمد^ ال أتاك أمر رب)

(األفـعـاال وتـحـمـد^ فيهالف^عال هؤالء جيش من الروم، تزلوا على )الدث( فنذروا بعسكر سيف الدولة، فانهزموا،

فاالنهزام محمود، والمنهزم غير محمود على ذلك، ألنهم فروا وخلوا له سبيله، اضطرارا ال اختيارا. والمضطر غي محمود على فعله، وإن كان فعله في ذاته حميدا.

هو:وهذا كقوله ابـنـه وأعطاك فولى

وجـنـوده^ الجميع أعطى وما جميعا،ليحمدا

عـنـهـا رميت وقسى)فـردت

ماة قلوب في عنك الر (النصـاال

فأصبتهم.اي رموك فأخطئوك، ورميتهم أنت بها يقصعون الطرق أخذوا)

الرسل انقـطـاعـهـا فكان

(إرسـاال اي لما قطعوا الطرق، فلم يمكن اإلرسال، استمع الناس وتطلعوا إلى عرفان األنباء،

فأحوجهم ذلك إلى إنعام البحث، حتى عرفوا مع انقطاع الرسل، ما كانوا يعرفون باإلرسال أو اكثر، فكأن االنقطاع صار إرساال حين أنتج من معرفة أخبار األعداء، وما

اإلرسال.كان ينجه يقاتلوك لم مضوا ما)

(القتاال كفاك الذي القتالولكن )لم يقاتلوك(: جملة في موضع الحال، اي هؤالء - وإن لم يقاتلوك - فما مضوا غير

مقاتلين لك. وذلك القتال هو علمهم بظفرك بهم، وعلمهم باعتيادك إبادتهم، وهو الذيحملهم على ترك القتال، فهو الذي كفالك القتال.

فقوله: )القتال(، نصب بلكن، و )الذي(؛ خبر لكن؛ اي، ولكن القتال القديم الذي علموهأن.منك، هو الذي كفاك القتال

أجادوا الذي والثبات) (اإلجفاال ذا الثابتين علمقديما

اي لما ثبت للهاجمين منهم فبادوا، امتثل هؤالء خالف ذلك. خشية أن يحل بهم ماحلوالثبات.بأوائلهم، فهربوا وأجفلوا، وكانوا من ذوى النجدة

هير في الروع بسط) الن يمينا

الشمال وفي فتولوا(شماال

Page 119: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

وع إن شئت قلت: أتاهم الروع من أيمانهم وشماثلهم. وإن شئت قلت: ضاعف الرعساكر سيف الدولة في عيونهم، ففروا ولم يثبتوا.

ايضا:وله المدى مثل في يقمصن)

بارد من وهن الفحول يذر

(كالخصيان القماص. والنزوان، حكى سيبويه عن العرب أفال قماص بالعير، وقال هو مثل هذا الماء

الذي ذكر المتنبي )أرسناس( داثم البرد مشتى ومصيفا، وكانت هذه الغزوة صيفية. فيقول: إن هذا الماء خصى الخيل، وآلمها البرد إيالم المدى، وهي السكاكين، حتى

قلص ذلك البرد الخصى، فعاد الفحل منهن كالخصي. وقال: )من بارد(، فوضع الصفة موضع الموصوف، النه قواه بالنعت، وهي الجملة التي هي قوله: )يذر الفحول(

فصارت الصفة كاالسم، بما هيأ لها من الوصفز ولوال ذلك لقبح. قال سيبويه: لو قلت ما أتاني اليوم إال قوى، وإال باردا، لم يكن في قوة قولك: ما أتاني اليوم إال رجل قوى،

باردا.وإال ماء عجاجتين بين والماء)

(وتلتـقـيفـان به تتفرقانمخلص

يعني عجاجة اإلسالم، وعجاجة الروم ربما جازت النهر فالتقتا،وربما قصرتا عن ذلك فتفرقتا.

للجين األميرو ركض) كاحبابه

وهو األعنة وثنى(كالقـيان

اي جاوزه أبيض بريئا من الدم والقتل لم يقع بعد، ثم أوقع بالروم فسالت دماؤهم في )أرسناس( فاحمر، وةعثره للرجوع، وهو من ذلك الدم أحمر كالعقيان، وأراد: ركض

المفعول.األمير الخيل فحذف بغـير عادية وحشاه^)

قـوائم جوالك البطون عقم

(األلوان يقول حشا سيف الدولة هذا النهر سعثا سودا بالقار عقما: اي ال تحمل. وإنما أقام السفن في هذا النهر مقام الخيل. وقيل: )عادية بغير قوائم( الن السفن سابحة ال

سفينة:ماشية. ونظير قوله: )حوالك األلوان( قول اآلخر في وصف ركـبـتـهـا نـداك وإلـى

زنـجـية مـن أصلها منابت كرمت

عـرعـر وفي الدروب وعلى)

جوع غضاضة الجر مـن ممـتـنـع والسير

(اإلمـكـاناي: كان الذي عددنا من أحوالك، وذكرناه من أخبارك على الدروب.

وإن شئت قلت: وعلى الدروب لك آثار أيضا، إذ في الرجوع غضاضة ونقصان على الراجع، والسير حينئذ صعب ال يمكن، وقوله: )وفي الرجوع غضاضة( و )السير ممتنع(، جملتان في موضع الحال. ولو قال: )والسير ممتنع(، لكان الكالم تاما، ألنه قد علم أن

اإلمكان(.الممتنع غير ممكن. ولكن القافية وباقي بناء البيت أحوجاه إلى قوله: )من الحمام يحيى وفوارس)

نف^وسها من ليست فكأنها

(الحـيوان من شأن الحمام أن يمين وال يحيى، لكن هؤالء الحمام نفوسهم، بما يتبع موتهم في

تمام:الحروب من عالي الذكر؛ وجميل الثناء، بحسن البالء، كقول أبي

Page 120: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

فالقتيل المنايا ألف^والـديهـم

هو العيش يخل لم منقتيل

وإن شئت قلت: يحيى الحمام نفوسهم، وهؤالء يحبونه ويؤثرونه؛ فكأنهم ليسوا مننفوسهم.الحيوان، الن الحيوان يكرهون الحمام؛ وهؤالء يحبونه ويؤثرون حب الحمام

وأدرك أملوا الذي حرموا)منهم

عاد من آمله(بالـحـرمـان

اي الذي أملوه من الظفر بسيف الدولة؛ وأدرك الناجي منهم بنفسه أمله الحادث له حينئذ، ألنه لما حرم الظفر، وعلم أن سيف الدولة مظفر به، جعل أقصى آماله

السالمة والنجاة بذاته، فمن تهيأ له ذلك منهم، فقد نال أمله الحادث، وإن كان قد حرمالقيس:ذلك األول. ونحوه قول أمرئ

اآلفاق في طوفت وقدحتى

الغنيمة من رضيتباإلياب

المثل:ومن أشعار والكباش داج الليل

ربح فقد برأسه نجا فمنتنتطحايضا:وله

عقبى على اليمين عقبى)ندم الوغى

إقدامك غي يزيدك ماذا(القسـم

كان الدمستق أقسم على أن يلقى سيف الدولة. فلما لقيهم انهزم، فندم على قسمه، فجعله المتنبي مثال. يقول: إذا حلقت أن تلقى من لست قرنا له موازيا، وال كف^ؤا

مساويا، ندمت على ما فرط منك من حلفك. ثم قال: ماذا يزيدك في إقدامك القسم؟ اي ال تقسم فإن ذلك ال يزيدك في إقدامك؛ بل ربما أعقبك الندم، وهذا نحو قول

العرب: الصدق ينبئ عنك ال الوعيد. وقوله: )على عقبى( متعلقة باليمين وإن يستعمل منه فعل. وحروف الجر إنما تتعلق

ق^ها باليميمن، الن في اليمين معنى باألفعال واألسماء المشتقة منها. لكن جاز تعل.الحلف؛ فكما تتعلق بحلف؛ كذلك تعلقت بما هو في : العاقبة. والعقبى معناها

إكذاب صوارمه ولى)قولهم

أفواهها ألسنة فهن(القمم

كان زعيم الروم أقسم ليغلبن سيف الدولة أو ال يبرح؛ فكان األمر بخالف ما أقسم عليه ليكونن، فأعقب ما كان من ذلك القسم، أشد ما يكون من الندم. فيقول: ولى

سيف الدولة صوارمه إكذاب قول هؤالء، بإصارتهم إلى الحنث، ألنهم واقعوا، لم يلبثوا أن انهزموا، قال: )فهن ألسنة( يعني السيوف، شبهها باألسنة في الصورة والمضاء،

وجعل هامهم الملقة بها، بمنزلة األفواه التي تكون بها األلسنة، وجعل عمل السيوففي الهام، بمنزلة الفتيا المرخصة لهم في الهرب.

الشاعر:ومما شبه فيه السيف باللسان قول خـوض مـن وسيفيالـدمـاء

الذيب لسان بكفي كأنهالدما أولغه

وما شبه فيه السنان باللسان أيضا قوله: رأسـه فـي وأسـمـر

أزرق الحـية لسان مثل

الـصـادىمتها الشعري أذكت وشرب) آنافها على ووس

Page 121: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(الحكـمشكائمها اي أحمى طلوع الشعري العبور، وهو أوان اشتداد الحر، وانقطاع

جم، المطر، شكائم هذه الخيل الضامرة والشكائم: فئوس الل واحدتها شكيمة وقيل: الشكائم: الحكم، فاستحرت الحكم حتى

عادت كالمكواة، فوسمت آناف الخيل، كما يسمها الكاوي بالنار. بسمنين وردن حتى)

بحيرتهـا أشداقها في بالماء تنش

جم (الل اي أن الخيل شربت من بحيرة سمنين. فغال ذلك الماء في أفواهها باستحرار اللجم

التي في أشداقها، كان ذلك الحر الذي في الحديد هو الذي أحمى الماء فغلى فيالخيل.أفواه

هنـزيط بقرى وأصبحت)جـائلة

خصيب في الظبا ترعىمم نبته (ال

الخصيب هنا: الهام، ونبتها الشعر. والخصيب كناية عن كثرة الشعر. وإنما عنى أن هؤالء القتلى شباب لم يصلعوا بعد، وهم يكنون عن كثرة الشعر وسواده بالخصب،

قوله:وعن ذد ذلك بالمحل فمما جاء في ذلك فوق الشيب أقحوان رأت

خطيطة تستكن لم أمطرت إذا

صوأبهـا شبه رأسه حين صلع بالخطيطة، وهي االرض التي تمطر بين أرضين ممطورتين. وإذا لم تمطر لم تنبت. وقال: )تستكن صؤابها(: اي أنه ليس هنا شعر فيستتر فيه الصؤاب

لو مطر، وال نعلم أحدا شبه الشيب باألقحوان إال هذا الشاعر: قال أبو النجم في تشبيهه قلة الشعر بالجرب )أجرب الفإلى إذا الفإلى فال( كقولك: أهيجت األرض:

كثيرة.وجدتها هائجة النبات وله نظائر بها تركن فما) له خلدا

بصـر وال التراب تحت له بارا(قدم

استثارت هذه الخيل من منهزمي الروم من ولج بطن االرض، وسلك األخاديد، فصار بتخلله التراب، بمنزلة الخلد وهي الفأرة العمياء، إال أن الخلد هنا إنسان وله بصر، إنما

أخرجه بقوله: )له بصر( من نوع الخلد إلى نوع االنسان إذهو المختبئ في التراب، وليس يخلد في الحقيقة، إنما هو إنسان، وإنما شبهه بالخلد فيما ذكرت لك. وكذلك

مه المراقب، كتسم البوازي، إال أنزلت منهم صقر الخيل والع^قاب، فصار بازا في تسن أن له قدما، إذ ليس بباز في الحقيقة. وبقوله: )قدم( أخرجه من نوع البازي إلى

اإلنسانية، كما أخرجه من نوع الخلد بقوله: )له بصر( وهذا االخراج مليح، وإن كان قوله: )له بصر( و )له قدم(، من باب الرسم المن باب الحد، فقد أحال، فتفهمه، فإنه

لطيف. وال) درعه من له هزبرا

لبـد شبهها من لها مساة وال

(حشم اي: درعه له كاللبدة لألسد، )ولها من شبهها حشم(: اي:جوار مثلها في الحسن والسن يخدمنها. وبقوله: )من درعه لبد( أخرجه من نوع األسد، الن األسد ال يدرع. وبقوله: )لها من شبهها حشم( عرضان، ليسا برسمين، كالبصر والقدم الذي قبله، الن البصر والقدم

جوهران. وفي فيه تقدمهم عبرت)

بلد مسكونها رمم سكانه

(حمم

Page 122: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

والحمم: الفحم؛ واحدته حمة بالهاء. سمي بذلك لسواده. اي قتلتهم وأحرقت منازلهم؛ فلم يبق من أنفسهم إال أعظم رمم، وهي البالية، ولم يبق من منازلهم إال ماعاد حمما.

فاألعظم هي الساكنة ألنها جزء من السكان، والمسكونة هي الحمم، ألنها جزء منالمساكن.

وما أحسن ما قابل به بين الرمم والحمم: لفظا ومعنى. وقوله: )سكانها رمم( جملة في موضع النعت لبلد. وقوله: )مسكونها حمم(: جملة في موضع النعت لرمم. فكأنه

محرق.قال: في بلد خال الـتـي النار أكفهم وفي)

عـبـدت ذا إلى المجوس قبل

(تضطرم اليوم سبه السيوف بالنار في صفائها والتهابها وقوة تأثيرها. وقوله: )عبدت قبل المجوس(: كالم صحيح، الن الحاجة إلى السيف طبيعة، وعبادة المجوس النار شريعة، والطبيعة

أقدم من الشريعة، وإن لم تكن هذه السيوف المحدثة اآلن، هي السيوف التي استعملت قبل عبادة المجوس النار، وإنما أراد التي عبدت أفرادها من السيوف، أو

عبدت أمثالها. ومعنى عبادتها: القول بها، واالستغاثة إليها. وقيل: اشتمالهم بها: كاشتمال االسالم بالمصاحفن والنصارى باإلنجيل، ونحو ذلك من

أنواع الشعار اإللهي.قديمة.وقيل، معنى )عبدت قبل المجوس(، إنما ذهب إلى أنها عتيقة

التيار زبد بهم تلقى)مـقـربة

نصحه من جحافلها على(رثم

يعني زوارق يحثها سيف الدولة ألصحابه، حتى عبروا عليها هذا النهر. والرثمك بياض الشفة العليا، والجحفلة للفرس: كالشفة لإلنسان، يقول: جزت بهم التيار على هذه الزوارق. والتيار: هو

ميريات بالزبد، وهو الموج يقذف على مقادم هذه الزوارق، والس أبيض، فكأن ذلك الزبد عليها رثمز ثم جعل الزوارق مقربة

الخيل، ألنهم كانوا يعبرون عليها هذه األنهار بالخيل، فأقام هو الزوارق مقام الخيل، فاستجاز لذلك أن يصفها بالمقربة. ولما

جعلها خيال مقربة، استجاز أن ينسب إليه أعضاء الخيل وشباتها. فجعل لها حجفلة، إنما هي الخيل، وجعل لها رثما حين جعل لها جحفلةز والنضج: مارمى به الزبد. يقال: نضح ونضخ: وقيل ما

كان فعال فهو نضح؛ بالحاء غير معجمة، وما كان اسما فهو بالخاءمعجمة. وهكذا روى هذا البيت عنه.

فإن قلت: كيف قلت إن المقربة هنا زوارق، وهو يقول عقب هذاالبيت:

لبات عن الموج تجفلحيلهم

الغارة تحت تجفل كماالنعم

العبور:فأنبأ أنهم عبروا على الخيل. وقال في موضع آخر وذكر هذا بأرسناس عبرن حتى

سوابحا عمائم فيه ينشروناألبطال

فالقول عندي: أن بعضهم عبر على الخيل، وبعضهم على زوارق. وقد يجوز أن يكون قوله: )تجفل الموج عن لبات خيلهم(: عنى فيه الخيل الزوارق، على ما تقدم في

Page 123: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

البيت األول.هذا:ومما يدلك أنه عنى الزوارق قوله بعد

ركاب فوارسها دعم)أبطنها

بها ال وبقوم مكدودة(األلم

فالخيل ال تركب بطونها، وإنما يركب منها الظهور. وأراد المتنبي بقوله: ركاب أبطنها: أن يفصلها من أنواع الخيلز وقوله: )بقوم ال بها األلم(: إنما الم بالقنا ال بها وإن كدت.

فيها.وقيل األلم بالقوم العاملين كدت التي الجياد من)

بها العدو وال منها خلق لها وما

(شـيم اي السفن مبلغة لك من عدوك، ما أبلغتك الخيل منهم، فهي من الخيل بمشاركتها

عيدان.إياها في ذلك. لكن ال تشبهها في حلقة وال خليقة. الخيل حيوان، والسفن أنت بخميس صدمتهم)

غرته وجهه في وسمهريته

(غمم انت غرته: اي انت أمامه، فكنى بالغرة عن التقديم والشهرة. ولما جعل للخميس غرة،

فوصفه بما هو من شيات الخيل، استجاز أن يصف بالغمم، وهو كثرة شعر الناصية. فجعل الرماح المشرعة في وجهه بمنزلة الشعر الكثير. وجعل الغمم وهو عرض، خبرا

عن السمهرية، وهي جوهر تجوزا وكأنه أراد، وتكاثفإل السمهرية في وجهه غم. لكنه حذغ المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه. ونظيره قوله تعالى:)ولكن البر من آمن

بالله( اراد: ولكن )ذا البر من آمن بالله(، وليقابل الجوهر بالجوهر، والعرض بالعرض.هذا.ولذلك اعتقد النحويون الحذف في مثل

ماواره^ الغيث سقى فال)شجر من

شخصه لوارت عنه زال لو(الخم

يعني ماوارى ابن شمشقبق من الشجر، وذلك أن الشجر حال بينه وبين المتبعين، فأنت. فدعا المتنبي على هذا الشجر أال يسقيه الغيث حين وارى هذا المنهزم، فكان

ذلك سبب نجاته. )لو زال عنه(: اي لو زال هذا الشجر عنه، فلم يوارهم لقتل،فتجمعت الرخم عليه تواريه بشخوصها.

وقيل: لو رأته ألكلته فيتوارى في أجوافها. ويروى: لوارى شخصه الرجم بالجيم وهو القبر، واألول أسبق، ألن القتيل في المعترك، إلى أن تأكله الطير والسباع أقرب منه

عنترة:إلى أن يقبر، وبذلك وصفت العرب قتالها. كقول السباع جزر فتركتهبنشنـه

رأسه قلة بين ماوالمعصم

وقال: تركت فلقد يفعال إن

أباهما ونسر لخامعة جزرا

قشعمآخر:وقال

أطلى قد أباك تركتومالت

من القشعمان عليهالنسور

ايضا:وله كان ما فإذا فارقتكم)

عـنـدكـم بعد أدى الفراق قبل

(يد^ الفراق علىالشوق قلبي أعان بينـي ما تذكرت إذا)

Page 124: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(أجد^ الذيوبـينـكـم هدان البيتان يخاطب بهما سيف الدولة، بعد فراقه إباه، وهما

يخرجان على ذم سيف الدولة وعلى حمده. فأما خروجهما على ذمه، فمعناه: أتى تأذيت بمجاورتكم، فبعثى

ذلك على فراقكم، فعاضني الدهر حيرا منكم، وتبدلت باألذى راحة. فصار ذلك األذى الذي كان قبل يدا عندى اآلن. إذا كان

سبب تنقلى عنكم، وارتيادي ما أحمدته حين وحدته. وقوله: )إذا تذكرت ما بيني وبينكم( يعني من الحال، وهو األذى الذي عدا منهم إليه. هاج شوقي فأعلن قلبي على ما يجده من

ألم التوحش. وقد يجوز أن يعني بقوله: )إذا تذكرت ما بيني وبينكم(، ما بينهما

لو. من تفاوت المنتزلتين، كان ذلك سببا للس وأما خروجهما على حمده، فمعناه: شكوتكم بل أن أختبر غيركم فلما جريت من سواكم، علمت أن ما شكوته منكم كان بالحمد

أولى. ثم أعلم أن سيف الدولة مع ذلك كان غير منصف له. وإنما حمده

باإلضافة إلى غيره، فقال: إذا تذكرت ما بيني وبينكم من قلةإنصافكم لي، سالبي ذلك عنكم.

وله ايضا: حتى الجزيرة طوى)

خبر جاءني إلى بآمالي فزعت

(الـكـذب اي عظم عندي، وأطعمت نفسي أن يكون، كذبا، تعاال بضلك الن االنسان كثيرا ما يميل

إلى تصديق ما يوافقه من االخبار، وتكذيب ماال يوافقه منها، لما و^ضعت عليه النفسالشاعر:من منافرة المحذور، ومالءمته ما يجنيها ثمرة الحبور، كقول

بالمرجم نفسي وعلتكذابها أبان حتى وكاذبتهاغيبة

أبان، اي استبان. )وخبر( مرفوع على مذهب البصريين )بجاءني( ألنهم إنما يعملون أقرب الفعلين، وال بد على هذا من إضمار الفاعل في )طوى( على شريط التفسير،

وإن كان إضمارا مالم يتقدم له مظهر. ومن حكم العربية، إذا ورد أمران كالهما متجنب على حدة، تجنب أقبحمها، وأوثر

الثاني. أال ترى أنهم يكرهون توإلى إعاللين؟ وقد أخذ الخليل بهما في جاء ونحوه، حين أبدل وقلب فاحتملهما كراهية ما هو أشد منهما، وهو اجتماع الهمزتين في كملة واحدة،

فتفهمه. وإما على مذهب الكوفيين فيرفع )خبر( على أنه فاعل )بطوى( ألنهم يعملون أسبقالفعلين. فالبد على هذا من اإلضمار في جاءني، اي طوى الجزيرة خبر حتى جاءني.

والقول األول عندى أحسن في هذا البيت، لن النكرة التي هي )خبر( على ذلك القول، موصوفة بالجملة التي هي )فزعت فيه بآمإلى(. إال أن فيه ما قدر أريتك من اإلضمار

في االول، على شريطة التفسير. وعلى هذا القول الثاني، ليس للنكرة وصف. وقوله:)إلى الكذب(: أراد إلى اعتقاد الكذب، كائنا في هذا الخبر.

كقوله:ويجوز أن يريد إلى التكيب، فوضع الكذب موضع التكذيب،

Page 125: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

المائة عطائك وبعد)تاعا (الر

خير بنت يا أخ خير أخت يا)أب

أرفع عن بهما كناية(النسب

اي أخوتك من سيف الدولة، وأبوتك وبنوتك من أبى الهيجاء، )كناية( عن أرفع األحساب؛ الن من كانت لهذا الملك أختا؛ ولهذا األمير بنتا؛ فقد نصع نسبه. )فكناية(

نسبين.على نصب على المصدر، اي أكنى بهذين السببين عن أرفع تسمى أن قدرك أجل)

مـؤبـنة سماك فقد يصفك ومن

(للعرب اي إني أكرمك عن اإليضاح ال سمك، فأعدل عن اإلفصاع برسمك، فإذا وصفتك

ورثيتك، علمت العرب أني عنيتك، فأغناني حسن التخلية، عما ال يحسن من التسمية.الهالك.ومؤبنة: نصب على الحال والتأبين: للثناء على

لي يدع لم إذا حتى) صدقـه أمـال

كاد حتى بالدمع شرقت(بي يشرق^

اي بكيت حتى شرقت بالدمع، وذبت من حرارة الوجد، فعدت جوهرا سياال، حتى كادولطفي.الدمع يشرق بي، لذوبي

الطيب قوب في مسرة)مفرقهـا

البيض قلوب في وحسرة(واليلب

اي أنها امرأة تتطيب وال تلبس السالح. فالطيب يسر بمفرقها، والسالح يحسد الطيب،النه ال يصل منها حيث يصل الطيب.

وقال: )في قلوب الطيب(: ذهابا إلى أنواعه. ولو ذهب إلى الجنس أو الشخص لقال في فؤاد الطيب: وحمله على اختيار ذلك قوله: )في قلوب البيض( ليقابل جمعا بجمع،

ولو قال: في فؤاد الطيب ثم قال. في قلوب البيض ساءت الصناعة؛ وكل واسع.ايضا:وله

من اشتكيت ما تشتكي)الشو ألم

حيث والشوق^ إليها قحول (الن

اي أنها تشكو إلى ملقا؛ وأشكو إليها حرقا، ثم أقام على تملقهاحول( اي النحول ؛ فقال: )الشوق حيث الن قها برهانا عيانيا وتخل عندي؛ وهو نتيجة الشوق؛ فلو كلن بها شوق كما بي؛ لكان بها

من النحول ما بي؛ وال نحول لديها فال شوق بها. رآهـــــــا مـــــــن)

بـــــــعـــــــيتـــــــه شـــــــــــاقـــــــــــــــهالـــــــــــــــق^ـــــــــــــــ

طـــــــــــــــان

الحمول( اي تشوق^ كما اي بعينه؛ الدنيا رأى من

بها؛ هي التي بالحقيقة فيها، الباقون شاقه كما طاعنون، أنهم لعلمها عنها، الذاهبون يشوقه عنها والراحلون فالطان

Page 126: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أن ينبغي أنه في سواء، لعلمه النوعان، يشوقه

على الفناء باشتمال.الفريقين

وقوله: )الحمول(: أراد كما يشوقه المتحملون، فوضع )الحمول(، موضعها. وإن شئتالموتى.قلت: عنى بالحمول هنا. أسرة

الفالة على صحبتني)(التبديل عندها اللون عاد^فتاة

كنى بالفتاة عن الشمس، وآثر التأنيث العرب أسماءها، ولذلك سموها )الجارية( عن الفارسي. و)عادة اللون عندها التبديل(: اي أنها حمراء وقتا، وبيضاء وقتا، وصفراء آخر.

فعادة لونها التبديل في ذاته. فكان يجب على هذا - لوال الوزن والقافية - أن يقول:التبدل، لكن وضع التبديل موضعه اتساعا.

لون.وإن شئت قلت: التبديل لها لونا بعد عنها الحجال سترتك)

(تقبيل اللمى من فيها بكولكن الحجال: األشرة عليها الكلل خاضة. واحدتها حجلة. وقد يكون حجال جمع حجل. وحجل جمع حجلة. يقول: أدمت أنا بهذه الشمس، وأما انت فسترتك الحجال عنها. ولم تمش

في البراز، فتورثك سمرة كما أورثتني، لكن سمرة شفتيك سمرة طبيعة، فكأن الشمس قبلتك، فألقت في شفتيك سمرة، وهو اللمى. )وفيها( الهاء راجعة عليك،

شفتيك.ووصلت إليك، وقبلتك، وأكسبت اللمى وإن مكان على أقمنا ال)

طـا المكان يمكن وال ب

(الرحيل اي ال تقيم دوب )حلب( بمكان، وان طاب ذلك المكان، إال لو أمكن ذلك المكان أن

يرحل معنا، فأما وال يمكنه ذلك، فال إقامة لنا عليه ولو طاب والماضي هنا الذي هو )الاالستقبال.أقمنا( في معنى الحال أو

لوحتني انت مثلها)وأشقمت

كما أبها وزادت(العطبول

يقول: أنت مثلها فعال، ولو قال: )مثلها أنت( جاز أن يكون مثلها بها في الحسن، وأن يكون مثلها بها في اإلساءة اليه، فأراد هو أن يبين ما أشبهت فيه هذه المرأة الشمس،

فقال: مبينا للمشابهة، )لو حتني وأسقمت(: اي الشمس لو حتني وغيرتني، وأنت أسقمتني. واإلسقام أشد من التلويح. فلهذا قال: )وزادت أبها كما العطبول( يعني هذه

العنق.المحبوبة. والعطبول: الطويلة (مقتول بها غيرهم نعميديه من تحييهم وموال)

)موال(: يعني أولياء وأقاربه، يقتل أعداءه، فيغنم أموالهم، فيعطيها أولياءه، فيحييهمبذلك. وقوله: )بها مقتول(: أي بسلبهم إياها، أو مقتول من أجلها.وقد يجوز أن يحييهم بهذا المغنم، فيقدروا بذلك على قتل أعدائه.

ايضا:وله (والحسب قلبه وينصرنيسمعه ينصرهم كان وقد)

يعني هؤالء الوشاة الذين يشون به إلى سيف الدولة، كان ينصرهم سمعه النه لم يك يطيق سد أذنيه عن سماع كالمهم، وينصرني قلبه بحبه لي، وتكذيبه إياهم سرا. والنصر

بالفؤاد أنفع من النصر بالسمع. وجعل حسبه ناصرا له ايضا، الن شرفه حمله علىحساده.الثبات، وإلغاء ما يورده عنه

Page 127: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أنت للبدر قلت وما)اللـجـين

أنت للشمس قلت وما(الذهب

اي اني لم أتنقصك، وال بخست مناقبك حقها. كما ينتقص البدر لو يشبه باللجين، أو الشمس لو شبهت بالذهب. وإنما ضرب ذلك

مثر، وجعل اللجين المبدر، لكون أن أهل الكيمياء من الطبيعيين يقولون إنه من أكون القمر، وجعل الذهب الذهب المشمس، الن

أولئك يزعمونه من أكوان الشمس.وقيل: هذا البيت تعريض بشعراء سيف الدولة.

يقول: كل واحد منهم يمدحك، يريدون ما تستحقه من المدح، ثم ينقلب المدح ذما. فكأنه يقول للبدر يافضة، والمشمس ياذهب،

فيحط بذلك قدرهما؛ ويهبط به خطرهما. وأنا لم أقتصر على هذه الرتبة، وال قنعت لك بها، بل وفيت مدحك ماقصروا هم عنه؛

قسبيل الغضب أن يكون عليهم ال على. واللجين من األسماء التي لم تستعمل إال مصغرة؛ وقد عمل

سيبويه فيه بويبا.(نضب ما غدرانها فأكثرأمـطـاره^ فارقتني فإن)

المطر: ذو مادة: والغدير ال مادة له؛ إنما هو القطعة من الماء؛ يغادرها السيل، اي يتركها؛ فجعل عطاياه أمطارا، لكونها ذات مادة؛ وجعل ما حصل عنده من عطايا - وقد انقطع جوده عنه بفراقه له - بمنزلة الغ^دران التي ال مادة لها. فيقول: إن كنت

رحلت عنه وانقطعت عني جوائز، فقد جمعت من سوالقهاوعوارفها مالم ينفذ أكثرها بعد.

الذي ويستنصران)(صلب قد أنه وعندهمايعبدان

يسفه النصارى، ويستضعف أخالقهم حين يتنصرون بالمسيح عليه السالم وهم يعتقدونهميتا مصلوبا، ولم ينصر نفسه حينئذ.

ايضا:وله نرى أن داء بك كفى)

شافيا الموت يكن أن المنايا وحسب(أمـانـيا

الفرق بين الباء التي في )بك( وبين التي في قوله تعالى: )وكفى بالله شهيدا( أن الباء في كفى بالله داخلة على الفاعل. وفي بك داخلة على المفعول، اي كفاك داء. ويجوز

أن يكون كفى بدائك داء، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه، وداء في كل ذلك نصب على التميز. ومعنى البيت:كفى بما تلقاه من شدة الزمن، وتناهي المكروه،

حتى أدى لك إلى تمني الموت، واعتدادك به شافيا يعظم بذلك مثونة ما يلقاه. ومنأمنية.العجشب أن يالقي اإلنسان بلية، تجعل المنية من أجلها

أن تمنيت لما تمنيتها)تـرى

عدوا أو فأعيا صديقا(مدايا

Page 128: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

اي تمنيت المنية حين تمنيت صديقا مصافيا، أو عدوا مداريا، فكالهما أعوزك وأعياك. فأما تمنيه الصديق فسجية مألوفة، وأمنية معروفة؛ ألنه ريحانة الفؤاد، وإنما هو

الصديق المخلص الوداد. واما تمنيه العدو المداجيا، فهو الخطب العجيب، والخبر الغريب، ألنل ال نعلم أن أحدا

تمنة لقاء عدو، ولكنه إنما عرض بأنه فقد العزة، ولم يؤت ما كانت همته له ال محة اليه، وعينه طامحة عليه، فندر بذلك قدرة، وهان على عدوه خطره؛ فجاهر بمداجاته،

ولم يتكلف مداراته، تهاونا منه به، ولو كان على عدوه قديرا، أو في نفسه خطيرا،لتكلف له المداجاة، وبين أنه إنما يالينك عدوك ويداجيك، إذا رآك بحال يحذر بها منك. يقول: أنا ال صديق يصفني، وال عدو يداجيني، فأية مألربة لي في الحياة؟ بل أحب إلى

الوفاء.منها لقاء مـن حبـك قلبي حببتك)

نـأي كان وقد أنت فكن غدارا

(وافيا )من نأى(: يقول لسيف الدولة. يقول لقلبه: أنا أحببتك قبل حبك لهذا النائي، وصحبتك قبل إياه فعليك أن تبقى لي؛ وتسلو عن هذا الغادر الذي يستعمل الوفاء لي؛ فإنك لم

تفعل فقد عذرتني بحبك هذا الذي غدرني؛ ولو أسعده الوزن بأن يقول: وقد كان غادرا؛ ليطابق قوله وافيا؛ لكنا أذهب في الصناعة، وأدل على االستطاعة. وقلبي: نداء

مضاف؛ اي ياقلبي. وال يجوز أن يكون بدال من الكاف؛ الن المخاطب ال يبدل منه كما ال يبدل من المخبر عن نفسه الن المخاطب والمخبر عن نفسه قد أمن التباسهما، فقد

أغنى ذلك عن اإلبدال منهما إذ البدل إنما هو البيان. قال سيبويه: فإن قلت: بي المسكين كان األمر، أو بك المسكين مررت، لم يجز. ثم

لك.احتج بمثل هذا الذي ذكرت وافت كلما بأيد تماشي)

الصفا البزاة صدر به تقشن(حوافيا

تماشي؛ يعني الخيل، اي تتماشى بأيد قد سقطت نعالها من السفر. وما في الطريق من الحصى والمدر، لكن حوافرها شداد حداد. إذا وافت الصفا - وهي أصلب ما تكون

من مواطن الحجر - نقشت فيها أمثال صدور اليزاة لشدتها. وصدر: مفرد موضوع موضع الجمع، النه مضاف إلى جمع. وهو كثير فلي النظم ومنثور الكالم. كقوله تعالى:

قين في جنات ونهر( اراد؛ وأنهار. الن مياه الجنة أنهار ال نهر واحد. أال تراه )إن المت يقول كثيرا في وصف الجنة: )تجري من تحتها األنهار( وقال: )فيها أنهار من ماء غير

آسن( إلى آخر اآلية.فقوله:واما في الشعر

وقد القتلى التنكروا سبينـا

وقد عظم حلقكم فيشجينا

ورواه بعضهم: )صدر البزاة( اراد؛ جمع )أصدر( وهو العظيم الصدر. وال يعجبني. إن الحافر إنما يصون صدر البازي - لو صور - ال جملة البازي كلها. والصفا: جمع واحدته:

والصفواء.)صفاة(، وألفه منقلبة عن واو، لقولهم: الصفوان ( في الجسم يسير بغزم

السرج راكبا في القلب ويسير به

(ماشيا الجسم اي أن الجسم - وإن سار راكبا - فإن القلب يسير فيه ماشيا لتوقره فإنه اليعفه مشي الراحلة والفرس، جريا إلى إدراك

مرغوبه، والظفر بطلوبه. عن إنسان بنا فجاءت)

زمانه وخلت خلفها بياضا(ومآقيا

Page 129: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أشرف ما في العين إنسانها، الن حسن النظر إنما هو به. وكذلك كافور لزمانه. ماإلنسان للعينز اي أنه أشرف بني دهره. وأعلى عامر في عصرهز وإنما الملوك غيره

لعين درهم كالبياض والمآقي. وحسن ذلك أن كافورا أسود، فقد شاكل سواد العين، وغيره من الملوك الذين خلفهم المتنبي وراءه بيض، فقد شاكل البياض والمآقي، وهذا

وإن كان قد أجاد في مدح كافور، فقد عرض بسواه. وقلما مر له فيه غريب بيت: إالعنه:قد جمع مدحا وتعريضا؛ ولذلك قال فيه بعد صده

به مدحت وشعر الرقي القريض بين نالكركد ولو قال هذا البيت في رجل أبيض، أعنى )فجاءت بنا(، ولكن مدحا ال يجارى، وتعريضا

ال يبارى، وإنما نقص عن غاية المدح، لتعريضه بسواده ولكن هذا البيت في األسود أشد تحققا منه في األبيض النه في األسود يحوي الطبيعة واللون، وفي األبيض ينفرد بما

.طبع دون فتفهمه. اللون المرورى لقيت)

دونـه والشناخيب وجبت الماء يترك هجيرا(صاديا

بالغ في صفة حر الهجير، بتركه الماء صاديا، الن الماء ال يصدى بل هو مزيل للصدى ولو قيل إن إصداءه للماء، إيباسه له، وتنضيبه إياه، الن الصديان ذابل عما عليه الريان،

وجها.من النضارة والغضارة، لكان الناس كسب إذا)

بالندى المعالي نداك في تعطي فإنك

(المعاليا المعالي على ضربين: طبيعي، ومقتنى. فأما الطبيعي فالفضائل النفسانية: كالشجاعة والكرم والفهم والعفة، وهذا ال يمكن أن يوهب البتة، لقوله هو فيه: ولو جاز أن يحووا

عالك وهبتها ولكن من األشياء ماليس يوهب يعني الخصال الذاتية، وخالل الفضلالنفسانية.

وأما المقتنى فنحو المال والجاه والثروة، فإن هذا اإلمكان أن يوهب. يقول له: إذا كان قصارى أفاضل الناس اكتساب المعالي بالندى، فإنك أنت تعطي المعالي في نداك،

فتولى البالد، وتكسب األجناد. وإن شئت قلت: إن عطايك تشرف المعطين، فتفضى بهم إلى المعالي، وما كان سببا

للمعالة فهو معالة. وقد ينقلب هذا المعنى على ما قدمناه، كأنه يريد؛ إنك ال تحسن المعالي إذ ال مادة لك

تربيها وتنميها بصنعة جوهرك، ورداءة عنصرك، حتى إذا ه^يئ لك منها شيء، وقاربتغيرك.ملكه واالشتمال عليه، انصرفت عنه، وسلمته إلى

بين سؤت النهد^ إذا)كريهة سيفي

تزيل كف في فسيف^ك(التساويا

اي إذا سوي أهل الهند بين سيفين، طبعا، وصقال، واستجادة عنصر، فإن السيف الذي يقع منهما بكفك، فتضرب به، يكون أمضى من صاحبه الذي تضرب به كف غيرك، النكفك أقوى األ كف، فقد أزالت كفك التساوي بين السيفين اللذين سوت الهند بينهما.

وقال )في كف(، فأ فاد، وإن كان نكرة النه قد علم أنه ال يعني من األكف إال كفة، كقولك مررت برجل حسن وجه^ه. )والكريهة( الشدة المكروهة. وهذا البيت نحو قوله

ايضا:فيه بالسيف كفاك ضربت إذاالوغى في

بالكف السيف أن تبينتيضـرب

ايضا:وقال زي فـي الجآذر من)

األعـاريب والمطايا الحلي حمر

(والجالبيب

Page 130: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

ألحقهن بنوع الجآذر، وحق ذلك إغرابا ومبالغة، وتجوز بكونهم أعاريب، فغزاهم إلى زيهم ال إليهم، والحمرة في الحلي، واللباس، واألينق حمر األلون، فخصهم بها من بين

سائره. بعدها بي بضني التجزني)

بقـر دموعي تجزي مسكوبا

(بسكوب يعني بالبقر: احبابه. يقول: بكين كما بكيت، فسكين من الدمع مثل ما سكبت مكافأة، فإذا جزينني ببكائي، فال جزينني بضناي

ونحولي، اي الضنين كما ضنيت، يدعو لهن، فهذا األسبق واألليق. وإن شئت قلت: إن حبهن فد أضى جسدي، وأقنى جسدي،

وأسقم وأهرم، فلم يبق في موضع لحبهن إياي. فإذا كان ذلك، لم تضن النساء عشقا، وإن نظرن إلي فبكين، فإنما يبكين رحمة

لي ال عشقا، فيكون لفظه على هذا لفظ الدعاء، ومعناه الخبر.كأنه قال في المعنى: لس يجزينني.

وقوله )تجزي دموعي مسكوبا بسكوب(: جملة في موضع الصفة لبقر. والهاء في بعدها عندي: للحالة أو المسرة. وقد يكون راجعا

إلى النساء. واستجاز أن يقول: )بعدها(. وإن عنى النساء، وهو من النوع الناطق، ألنهن قد سماهن بقرا، والبقر وغيرها من األنواع غير الناطقة، يخبر عنها كما يخبر عن الواحد المؤنث.

تقول: الجمال رأيتها، والجبال علوتها، ولو سوغع الوزن أن يقول: )بعده^ن( كان أذهب في الحقيقة، ألنهن لسن جآذر، وإنما هن

نسوة. تنجو فما حاربته أو)

بتقدمة تنجو وال اراد مما

(بتجبيب اي هذه األعداء إن حاربته لم ينجها منه إعداد عدة يقدمون النظر فيها، كتشييد سور، وحفر أخدود، واستظهار بحشود. وكذلك ال تنجو منه بما يؤخرونه من االحتيال للهرب،

وإعداد الحيل المنجية. ومن القتل والحرب. وإن شئت ق^لت: ما تنجو بتقدمتها نفوسها إليه، وال بتجبيبها عنه. والتجبيب: الهرب

كوص. والن ولو قات: إن التقدمة هنا بمعنى التقدم، ليقابل التجبيب، ألن التقدم غير متعد، كما أن

قطري:التجبيب كذلك، لكان حسنا، كقول الحياة أستبقي تأخرت

أجد فلم أن مثل حياة لنفسيأتقدما

ووضع المصدر مكان مصدر آخر كثير، قد عمل سيبويه وغيره من أهل اللغة فيه أبوابا. ولو علمنا أن العرب قالت: قدم في معنى تقدم، كقولهم: بين األمر، اي تبين، ألغينا

سماعا.االحتالل له، لكن مثل هذا ال يضبط إال جيش بذي يروع^ بلى)

لـه يجد النقع أحم في مثله ذا

(غربيب اي أنه ال يقصد استمداد األموال من الملوك وال السوقة. وإنما قصده ترويع الملوك

بالقتل، فإذا صرع ملكا ذا جيش فجدله، روع به آخر لم يجدله بعد. وقوله: )ذا مثله(:

Page 131: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أقام فيه الصفة مقام الموصوف، اي ذا جيش مثله. وحسن حذف هنا وإقامة الصفة مقامه ألمرين: أحدهما أن مثل مضافة، فشاكلت بذلك األسماء، الن افضافة إنما هي االسم. واآلخر أن لفظ الموصوف المحذوف، وهو الجيش، قد تقدم مظهرا في قوله:

)بلى يروع بذي جيش يجدله(. وقوله: )في أحم النقع. والغربيب: األسود.ايضا:وله

يجتمعن حبا يباعدن)ووصله

يجتمعن بحب فكيف(وصده^

عنى بالحب هاهنا: الشيب، النه محبوب على الكره، وبإضافته إلى الموت فيقول: األيام، كما أنهن هم. فكان القياس أال تباعده مشاكلة بالطبيعة الشيب. الن الشيب هم

لمكان المشاكة، وإنما مباعدتها بالموت، الذي هو أشد كربا،وأجل خطبا، فإذا باعدت الشيب اآلن وهي مجتمعة معه، فكيف أطلب منها حبا قد اجتمعت هي وضد ذلك

الحب؟ ويعني بالحب هاهنا: الشباب. يعاتب نفسه على مطالبة األيام برد العجيب الذييقول:فات، وهي ال تبقى له األقل الذي بقي. أال تراه

الدنيا خلق أبى حبيباتديمه

منها طلبي فما حبيباترده^

اي الدنيا ال تديم لي حياتي، وهي معي إلى اآلن، فكيف أطلب منها شبابي وقد ذهب. وإن شئت قلت في البيت األول: إنه اراد: يباعدن حبيبا هو اآلن معي. وأصل لي، اي

هذا من قوتها وفعلها، أعنى أنها تباعد الحبيب الواصل، فكيف لي منها بإدناء حبيب محتجز مني، نازح عني؟ وعطف وله وصده على المضمر في )يجتمعن( اضطرارا،

كقوله: وزهر أقبلت إذ قلت

رمال تعسفن الفال كنعاجتهادي ولو كان الروى منصوبا، لكان )وصده( هو األجود، على المفعول معه، ولو أسعده

الوزن بتأكيد الضمير فقال )هي( لكان الرفع ال ضرورة فيه، ولو انه أكد وكان الروىمنصوبا، لكان النصب حسنا.

ولما ذكر سيبويه وجه النصب في قوله: )ما فعلت وأبك( قل: إنما فعل ذلك، النك لو قلت: افعل وأخوك، كان قبيحا، حتى تقول إقعد انت واخوك، قال: فإذا قلت: ما فعلت

أنت وأباك؟ فأنت بالخيار: إن شئت حملته على المعنى األول )يعني الرفع على العطف(. وإن شئت حملته على المعنى الثاني، )يعني النصب على المفعول معه(. وجعل األيام مجتمعة بالوصل والصد، ألنهما عرضان، وظروف الزمان مشتملة على

فتفهمه.جميع األعراض كاشتمال األمكنة على الجواهر. هذا معنى االجتماع، بالقلوب ما به بواد)

كـأنـه تناثر جيد رحلو وقد

(عقده^

اي أنهم كانوا لهذا الوادي كالعقد للجيد، فلما رحلوا توحش، وعطل كما يعطل الجيد إذا تناثر عقدهز وقوله: )به ما بالقلوب(،

اي من األسف عليهم، والحنين إليهم، )وقد رحلوا(: جملة في موضع الحال، اي في حال رحيلهم عنه. وكأنه قال: مرجوال عنه جيد هذه صفته. وال بد من تقدير )عنه( إذ ال بد للحال من ضمير

يعود إليه من الحال. ذلك أن فيدري ويأتي يأت لم من يخلفث)

Page 132: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(جهدهغاية دارك اي انت أرفع المقصودين. فمن قصد غيرك، فقد ترك مقصودا فوق مقصوده، وهو

أنت. فإذا قصدك تبين وتيقن أنه قد بلغ أقصى الغايات، إذ ال مقصود وراءك، وال مورود فوقك. وقوله: )ذلك جهده(: اي أقصى غاياته، وأبعد نهاياته. وحينئذ تقر عين القاصد،النه ال يعنف على ترك الجرى إلى أقصى ما يمكنه من ذلك، إذ ليس يمكنه تجاوزه.

ايضا:وله فاختر األمالك اخترتك قد)

بنا لهم رأيكم حكمت وقد حديثا

(فاحكم اي من األمالك، فحذف وأوصل الفعل، ومثله كثير، إال أنه ممنوع اليقاس عليه. وقد

صرح بذلك سيبويه، واألمالك: يجوز أن يكون جمع ملك وملك ومليك، اي قد اخترتك من جميع األمالك، ورجوتك لهمتي ومطلبي، فاختر لهم بنا حديثل: اي اجعل الصنيعة

في، فإنك إذا فعلت ذلك تحدث عنك باإلحسان، وتحدث عني بأني استأهلت ذلك عندك، وقد حكمت رأيك، اي سلمت إلليك، فافعل ما تشاء، فإن طبيعتك ال تحملك

على ضد الجميل.ايضا:وله

الشوق فيك أغالب)أغـلـب والشـوق^

الهجر ذا من وأعجب(أعجب والوصل

اي والشوق أغلب مني، فحذف للعلم بما يعنى، كقولنا: الله أكبر من اي شيء فحذف،سيبويه:أنشد

السباع وادي على مررتأرى وال

حين السباع كوادي يظلـم واديا

الله وقي ما إال وأخوفتــئية أتـوه ركـب بـه أقـل سـاريا

اراد: أقل به ركب تئية منه. وذهب بعضهم إلى أن )أغلب( هنا ليست للمفاضلة، وإنما هو أفعل صفة كأحمر، وال

يعجبني الن قوله في آخر البيت )ووصل أعجب( اليسوغ فيه إال )أفعل( التي للمفاضلة، بأن يكون المصراع مشاكال للمصراع األول وإنما كان الشوق اغلب له، النه لو كان ذد ذلك لم يكن عاشقا. وقوله: )وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب(: إنما كان الوصل

من الهجر، الن الهجر نوع من مكاره األيام، والوصل نوع من محابها، وشيمة األيام أن تأتي بما يكره، فال عجب من الهجر الذي هو في خليقتها، ولكن الوصل لو تيسر، كان أعجب من الهجر لشذوذه عن خلق الزمان. واراد: والوصل أعجيب منه، فحذف كما

(.تقدم في أغلب) عندك الليل لظالم فكم)

(تكـذب المانوية أن تخبريد من المانوية: أصحاب ماني وهم أهل الثنوية، يذهبون إلى أن ظالم الليل يكون الشر وان

النور يكون الخبر، والمتنبي يرد على هؤالء الثنويين فيقول: ليس األمر على ما وصفتموه، بل قد أجد ذلك بالعكس. فإن الليل قد وقاني شر األعداء، بأن واراني منهم

بظالمه، كقولهم: )الليل يستر الويل(. وقالوا: اتخذ الليل جمال: اي اركبه لحاجتك. وكذلك زارني الحبيب بالليل، فأخفى مزاره

على الرقيب، وهذه أفعال الخير، فلم تنسبون إلى الظلمة الشر؟ ولما قال )فكم لظالم الليل عندك من يد( فسره في البيت الثاني بقوله: وقاك ردى األعداء تسرى

إليهم وزارك فيه ذو الدالل المحجب.

Page 133: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

ولما حمد الليل بما اسدى اليه من الخير، وكذب المانوية بهذا البرهان، أخذ في في ذمفقال:النور،

( العاشقين كليل ويومكمـنـتـه

أيان الشمس فيه أراقب(تغرب

اي اني قد أمنت من العداة بالليل، فسريت وأدللت، وخشيتهم بالنهار فكمنت وتخبأت. وتلك كلفة ومشقة، وجهد على النفس

إلخفائه، وما أحسن ما اتفق له االستطراد في هذه األبيات. وقوله: )أيان( اي متى. وليس من لفظ أين. إنما )أيان( من )اي(

فهي فعالن كريان التي في أزمنة. ويدلك على أن )أيان( ليست من )أبن(، أن )أين( يكون سؤاال

عن الجوهر والعرض، كقولك في الجواهر، اين زيد، وفي العرض:اين اللقاء والقتال.

فأما )أيان( فال يسأل بها إال عن العررض. تقول أيان القتال. وال تقول أيان زيد. وقد قال عز وجل: )يسألون أيان يوم الدين(

وقال: )يسألونك عن الساعة أيان مرساها( فحكم )أيان( إذنحكم متى، ومتى خالف أين. فأيان إذن خالف أين.

وقد يجوز أن يكون ابو الطيب في ذمه النهار، معرضا بسيف بكافور لسواده، فإن كان الدولة لبياضه، وفي حمده الليل، متعلال

قصد ذلك فهو ظريف، وإن كان لم يقصده فتوجيهنا له غريب. الوحش اي وأصرع)

به قفيته حين مثله عنه وأنزل(أركب

قفيته: اي اتبعت قفاه. يقول: أقتل بهذا الفرس اي نوع أو شخص من الوحش حاولت به إدراكه، وأنزل عنه بعد ذلك وهو في مثل حاله حين ركبته، من الجمام ووفور الجري

لم يغيره إجرائي له، وال أذهب ميعته. وهذا كقول المرار بن منقذ السعدي في صفةحسنها:عجوز يذكر بقاء

لبست ما بعد من زماناحسنها

لم جمالها ثوب وكأنيلبس

بأنزل.)ومثله(. منصوب على الحال من الهاء التي في عنه. و)حين( ظرف متعلق الليث على عطاياه^ تزيد^)

كثـرة السحاب أمواه^ وتلبث

(فتنضب اي كلما لبث عطاياه تضاعفت ونمت، ألنها ذوات مواد كحجر يهبها فتنتج مهرا، أو ضيعة

تورثه غلة ووفرا، فتنمى هباته على األيام، وتواتر األعوام. وأما مواهب السحاب فكلما لبثت نشقتها الشمس، ونضبتها األرض، واستقتها الواردة.

السحاب.فهذا فضل ندى كافور على ندى لو ما يبغون الذي ودون)

تخـلـصـوا عشت منه الشيب إلى

(أشيب والطفل )ما لوا تخلصوا إلى الشيب منه(: يعني الموت. اي دون ما يحاولونه منك الموت، الذي لو تخلصوا منه إلى الشيب، لشاب طفلهم في حال طفولته - اراد القرب - ولكنهم ال

يمكنهم التخلص من الموت إلى الشيب، بل أنت تأتي عليهم، فتقتلهم في الحال.

Page 134: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

وقيل معناه: لو أمهل الحسد حسادك ريث هجوم الشيب، لشاب طفلهم اآلن، ولم يتأخر الشيب عنه إلى أوانه، ولكن انت تعجلهم، وشيب الطفل في كل ذلك: يذهب به إلى القرب. اي لو أمهلهم الموت الذي يحدث عنه الحسد، لشابوا في هذا الوقت، ولم

يمهل الطفل منهم إلى أوان المشيب، بل كان يشيب مع هؤالء.كقوله:وإن شئت قلت: إن هذا

او تحلم سوف فإنكتنـاهـي

شاب او شبت ما إذاالغراب

اي إنما تحلم إذا شبت، وأنت ال تشيب أبدا، الن حلمك على الناس يقتلك، فيعجلك عنبلوغ الشيب، وكذا ال يشيب الغراب أبدا.

فكذلك ال تحلم أبدا. فيقول: لو تخلصوا من الموت إلى الشيب - وهذا غير ممكن - اي لو أمكن ذلك الممتنع، الذي هو التخلص من الموت إلى الشيب، ألمكن هذا الممتنع

الطفل.الثاني، وهو شيب في البيض وبرق^ ثناهم)

صادق البيض في البيض وبرق^ عليهم(خلب البيض

البرق على ضربين: صادق، وكاذب. والكاذب يقال له: الخلب، من الخالبة، وهي الخداع. فوعد برق سيوفك بأن يفلق البيض إلى ما تحتها من الهام، صادق، ألنها تفعل ذلك. وبرق بيض عداك أن تقي هامهم من بيضك، اي سيوفك، كاذب، الن سيوفك من

عاداتها أن تق^د تريكهم إلى هامهم، فهو خلب لذلك. وقد يقولون: برق الخلب فيضيفون، وهذه اإلضافة على حذف الموصوف، اي برق السحاب الخلب. وإن شئت،

جعلتها من إضافة الشيء إلى نفسه، كنحو ما حكاه أبو بكر محمد أبن السرى من قولهم: مسجد الجامع، وباب الحديد. وقد حمل بعضهم توله تعالى )ولدار اآلخرة خير(

ذلك.على سللت) كل علمت سيوفا

خـاطـب يدعو كيف عود كل على

(ويخطب إن شئت قلت: لما رأى الناس تأثير سيوفك في عداك، دانوا لك، فخطبوا باسمك على كل منبر. وان شئت قلت: كان الواجب في

االختطاب على المنابر أن يكون باسمك، فتجوز في الخطب باسم غيرك، فسللت سيةفك، وقتلت بها أعداءك، وبلغت

أماميك، فخطبوا لك خاصة، فكان تخصيصك بذلك من تعليم السيوف التي سلن، كقوله: توليه أوساط البالد رماحه وقوله:

)كيف يدعو ويخطب( جملة في موضع المفعول الثاني، و )علمت كل خاطب(: الدعاء والخطبة. و )على كل عود(: اراد على كل منبر، الن المنبر من الع^ود، فأقام العنصر مكان الصورة، ومثله

كثير.وله ايضا:

أن ذا زمني من أريد^)يبلغنـي

نفسه من يبلغه ليس ما(الزمن

اي أريد أن يدوم شبابي وسروري أبدان فال أهرم وال أهتم. وهذا الذي أريده من الزمان، ال يبلغ^ه هو من أمنيته لذاته، لنه لو اختار

أن يكون ربيعا أبدا، ونهارا سرمدا، لم يبلغ ذلك، الن أحواله

Page 135: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

األنيقة تتكدر، فيلحق ربيعه القيظ، ويتخلل نهاره الليل. فإذا لم يبلغ الزمان مراد في نفسه، فجدير أال يبلغني مرادى. إذ لو كان

ذلك قوته، آلثر به نفسه. يتعجب من تشططه على الزمن، وتكليفه إياه ماليس في وسعه،

وال يجد معينا عليه من طبعه. وجعل للزمان نفسا وإنما هو نور وظلمة، تحدثان عند حركة

الفلك، الن العرب تنسب األفعال إلى الدهر كثيرا، لوقوعها فيه. فيقولون: فعل الزمان، وصنع، كقوله تعالى حكاية عن الكفار:

الدهر(. )وما يهلكنا إال العشـق بأهل أضر مما)

أنـهـم وال الدنيا عرفوا وما هووا

(فطنوا اي أنهم اعتبروا حسن الخلق ال حسن الخلق. ولو جربوا الدنيا، فأجادوا االعتبار،

وأطالوا االختبار، لوجب أن يؤثروا حسن الخلق، فيجب إذ هو اولى في الحقيقة بذلك،فقال:من اعتبار هذا الحسن المحسوس. وقد فسره هو في البيت الثاني الذي بعده

دمعا عيونهم تفنى)وأنف^سـهـم

وجهه قبيح كل إثر في(حسن

الخلق.اي في إثر كل قبيح

اليوم على بين فكلنـاجـية كـل تحمـلـوا)(مؤتمن

نسيب هذه القطعة ابو الطيب مغضبا، شاكيا ألمره، متسخطا على دهره، حتى أفضت به شدة العتاب، إلى مالمة األحباب، واحتمل إفراط الجفا، لما تأمله من قلة الوفا، فقال )تحملوا حملتكم كل ناجية(: اي أبعدتم وال دنوتم، بخالف قوله هو راضيا عن

أحبابه: آني لو إبل من سرت ال

فوقها مدمعي حرارة^ لمحتسماتها

ثم أدركه بعد ضجرة التأسف، وإظهار البراءة عن العشق بعدهم، فقال: فكل بين على اليوم مؤتمن اي أني كنت أحذر بينكم، فإذ قد وقع، فما أبإلى بشيء بعده، كقوله

األول:أحاذر كنت فعليكفليمت بعدك شاء من

فقال:وامتثله أبو فراس الدهر أحذر عليه وكنتوحده^

عليه شيء لي يبق فلمأحاذر

(.والفاء في قوله: )فكل بين( لعطف الجملة الثانية على األولى، التي هي تحملوا) العر يصون ال رأيتكم)

جاركم مرعاكم على يدر وال

(اللبن اي من جاوركم ذل، وأقام صابرا على الذلة، حتى يكون عرضه غير مصون ألنكم ال

تنصرونه على من اوصل إليه الذاة، بل تدعونه تهبة، وال يستطيع أن ينتصر هو لخذلكم إياه. وهو في هذا البيت يعيرهم الصبر على الذل والقل، الن قوله: )وال تدر على

االستشفاف.مرعاكم اللبن(: يعني به أن رفدكم قدر الكفاف، ليس ما يفضل عن

Page 136: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

بينني ما الهجرث فغادر)وبينكم

العين فيها تكذب بهماء(واألذن

البهماء: االرض القفرة، )فغالء، ال أفعل لها من جهة السماع(. اي ال يقال: )قفر أبهم(. وقد غلبت )البهماء( غلبة األسماء. حكى ابو زيد عن العرب؛ البهماوات. فلو عاملوا

الصفة لقالوا: البهم، اي غادر الهجر بيننا بهماء يقرع فيها الحس ما ليس بحقيقة،له.كتخيل اآلل، وتصور األشخاض، وعزيف الجن، ونحو ذلك مما ال حاصل

بعد من الرواسم تخبو)بهـا الرسيم

عن االرض وتسأل(الثفن أخفافها

اي تخبو اإلبل الراسمة من هذا القفر، والثفن: ما يصيب االرض من البعير والناقة إذا بركا، وهي خمس ركبتاه من ذراعيه وساقيه وفخذه، فإذا حفيت هذه اإلبل، فبركت

على ثفناتها، وصدمت بها االرض، قالت الثفنات لإلرض: اين األخفاف التي كانت تكفينا إياك، وتقينا لقياك؟ و )الثفن(: جمع ثفنة، كلبنة ولبن. و )تسأل وسأل( كالهما عربي،

الن ما لم يفارق من الجمع واحده إال بالهاء، جاز تذكيره وتأنيثه ولذلك - إذا وافقت صورة هذا الجمع صورة الجمع المكسر - استدل سيبويه على الجمع الذي باين واحدهطب ليس كالغرب، وإن اتفق المثالن، الن بالهاء بدليل التذكير، مثل ذلك قوله: إن الر

طب. الغرب مكسر، بدليل تأنيثه، والرطب يذكر ويؤنث، يقولون: هذا الرطب، وهذه الرايضا:وله

جعانا أضلنا لعددنالحي تبقى الحياة آن ولو) (الش اي أن الحياة ال تدوم، فما ينبغي للحي أن يجبن، إذ ال بد من لقاء

الموت. وفي الجبن العار. ولو كانت الحياة تدوم، لكان أضلنا الشجاع الذي يتعرض للقتل فيقتل، فحرم بذلك نفسه بقاء الحياة

ولذاتها. ولكن إذا كان الموت ال بد منه، وفي الشجاعة المجد،فهي أولى من ضدها.

وله ايضا: قالت الناس رقاب كأن)

لسيفه وأنت قيسى رفيق^ك(يمـان

قيس من عندنان، واليمن من قحطان، وبينهما منافرة. فيقول: كثر تقطيع شبيب لرقاب الناس بسيفه، فأغرت الرقاب بينهما، ليفترقا فتسلم. وقوله: )رفيق^ك قيسى

اآلخر:وأنت يمان(، تروية عن قولهم: لم تتفقان وأنما بالنسب مفترقان. ونحوه قوله ريا المنكح أيها الث يلتقيان كيف الله عمركسهيال ما إذا سامية هي

يمان استقل إذا وسهيلاستقلتواأللف في يمان عوض من إحدى ياءى النسب، التي في قولك )يمنى(.

ومن العرب يقول: يماني. فهذا ليس على الوض، النه لم يحذف منه شيئا فتكون األلفالنسب.عوضا منه، ولكنه من بوادر

يد^ أوليته ما أتمسك)عاقـل

كفرانه في وتمسك(بعنان

اي سبيل النعم التي زالت من يدك إلى يده، أن تنهي كفه عن اإلمساك بعنان في معصيتك، فهال فعل ذلك؟ ينكر على شبيب كفره أيادي كافور بنفاقه عليه، وخلعه

طاعته.

Page 137: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

حتى اإلحسان يده ثنى)كانها

بغير كانت ^بضت وقد(بنان

اي لما هم بمعصيتك، ثنت كثرة أياديك عن العصيان يده، حتى ألقت السيف كأنه البنان لها يمسكه بها، وقوله: )وقد قبضت(: جملة في موضع الحال من الضمير الذي في )كأنها(. و)كانت( ها هنا يجوز أن تكون المفتقرة إلى الخبر، ويجوز أن تكون بمعنى

خلقتن فتكون الغنية. حكى سيبويه: أنا أعرفك مذ كنت، اي مذ خلقت، ويكون المجرور على هذا في موضع

الحال، وكما ذهب إليه سيبويه في رواية من روى: إذا كان يوم ذو كواكب أشنعا من أن أشنع حال، وال تكون خبرا لكان، الن الخبر سبيله أن يكون مفيدا، وليس في أشنع من الفائدة إال ما في قوله: )ذو كواكب( الن اليوم إذا كان ذا كواكب كان شنيعا إذ ظهور

الكواكب إنما يكون للقتام الذي يكسف ضوء الشمس، فتظهر. وهذا من دقائق سيبويهالتي يسميها المتأمل إعجازا.

ايضا:وله حرت إن رواحلي عيون)

عيني رازحة بغام وكل

(بغـامـي حرت: اي تحيرت، والعيون ها هنا: يجوز أن تكون جمع عينن وهي الشخص، اي أني

ماهر بالفالة معاود لها أحس فيها أملى فأدعها ذؤاما في الطريق، فإذا أنا تحيرت في التيه، فدليلى كل عود أخليه، ألني أرى شخصه فيكون لي كالمنار الذي يستدل به. وقد تكون العيون هنا جمع العين التي هي كالجارحة النظرية، اي تبدو لي أعين هذه الروايا،

وخص أعينها بقوله: عيني. وكذلك إذا أردت استنباح الكالب، ليدل نباحها على الحالل، وأمان الحالل، بغمت ناقتي، والبغام: صوت تقطعه وال تمده، فيسمع الكلب بغامها

فينجح، فذلك البغام يغنيني أن أستنبح الكالب، والرازحة: الناقة المعيبة، رزحت ترزح رزوحا ورزاحقا. وخص الرازحة، النه يصف نفسه بإدمان السير، والصبر على التعب في

السفر. بغـير المياه أرد^ فقد)

هـاد برق لها عدى سوى

(الغمام يصف نفسه بمعرفة االرتياد، ويتعرب بذلك، فيقول: ال أحتاج على الماء دليال، إذا ابتغينا إليه سبيال، ألني عالم بمخايل المطر، كعلم رواد العرب ومنتجعيهم بذلك. وهم يزعمونأن البرق إذا لمع مائة ومضة، وثقوا بالمطر وانتجعوا الناحية، التي الح منها ذلك البرق.

وقيل: إذا برقت السماء أربعين برقة، وثقوا فساروا، وربما طاردوا جوه عشرا،الماء.فوافقوا

نفسي عن الجلد^ يضيق^)وعنها

بأنواع فتوسعه(الـسـقـام

اي أنحلتني هذه الحمى، فكأنها وجدت جلدي ال يسع نف سي وإياها، فأكلت اللحم،فس والنفس.ليتسع الجلد فيجمعهما، كما وسع الن

فخلصت خطة وضاقت)منهـا

نسيج من الخمر خالص(الفدام

الفدام: المصفاة، ونسجه ضيق، تدفع إليه الخمر قذاها، فتمرق منه صافية فتزداد شرفا بنقائها وصفائها. شبه الخطة، وهي

النازلة العظيمة من نوازل الدهر، في ضيقها بالفدام المضيق. فيقول: إذا دفعت إلى ملم ضيق فعجز غيري عن نفاذه، خرجت

Page 138: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

وازددت شرفا بذلك، كازدياد المدام عند فراغها صافية للقدام،كقوله:

خطوب من تعتريني ماشاني وترفع^ تشرفني إلالملمة

ولهذا قالوا خرج منها كالشهاب، اي لم تعلقة منها تبعة. واراد: )وربما ضاقت خطة(، او )فقد ضاقت خطة( يذهب في ذلك إلى خطط شتى، ال إلى خطط بعينها. واراد )من

منسوج الفدام( إذ النسيج عرض، والخمر جوهر، والجواهر ال يتخلل العرض. قال سيبويه: هذا ثوب نسج اليمن، ودرهم ضرب األمير: اي منسوج ومضروب، مثله

كثير. أســـــــلـــــــم وإن)

فـــــــمـــــــــــــــاأبـــــــــــــــقـــــــــــــــ

ىولـــــــــــــــكـــــــــــــــ

ن

سلـــــــمـــــــت مـــــــن

الـــــــحـــــــمـــــــام إلـــــــى

الــــــــــــــحـــــــــــــــ(مـــــــــــــــام

موت من سلمت إن اي من اسلم لم ما، وجه على وإن ما، وجه على آخر

في الموت من سلمت في أسلم لم ما، زمان الحياة في الخلد إذ غيره، وقوله: )من. ممتنع

الحمام(: لو إلى الحمام من اراد ولكنه الجنس يردبع

أنـــــــواع الـــــــحـــــــمـــــــام

بـــــــعـــــــض إلـــــــى أنـــــــواع

الـــــــحــــــــــمـــــــــــ.ــــام

ايضا:وله البياض أن لي كن منى)

خضاب القرون بتبييض فيخفي(شباب

)أن البياض(: خبر ابتداء مضمر. اي كانت لي منى. ثم أوضح تلك المنى وكأنه قال: هي أن البياض وقار لي، فيخفي شبابي بالمشيب، ذهابا إلى إكبار الشيب، وذلك لما يلحق^

العيب.الشباب عنده من كنت ما اليوم أذم فكيف)

أشتهى حين أشكوه^ بما وأدعو(أجاب

يعني في كل ذلك الشيب، اي قد كنت أيام اسأله عز وجل، وأدعو أن يسلبني الشباب، ظانا أن الشيب ال يلحق اإلنسان معه ألم وال هرم. فلما شبت ولحقني من الضعف ما

لحقني، علمت أن رأيي في سؤالي الشيب، ورغبتي إلى الله فيه، كان سفها. لكن كيف أذم المشيب وقد كنت أشتهيه. وكيف أشكوه وقد كنت أدعو الله أن يهبه لي. يقول: فإن شكوت ما كنت أحب، وذممت ما دعوت إلى الله فيه، وقع التناقض في

أخجى.مذهبي، مع أن ذلك غير نافع فالصبر أولى والرضا بكل ذلك

Page 139: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أنك فيك إال الخلف جرى)واحد

والمـلـوك ليث وأنك(ذئاب

صحف قويست إن وأنك)قارئ

فقال يخطئ فلم ذئابا(ذبـاب

اي إذا عددت ليثا، وطلب من السباع ما هو دون اليت، مما بقاس به الملوك إليك ريئوا ذئاباز ثم إن حقق القياس، كان ما بينك وبين الملوك تفاوتا، كما بين األسد والذئاب، حتى لو صحف مصحف فقال: ذباب لم يخطئ في قياسه إليك، وإن كان صحف، بل

يكون بهذا التصحيف أشعر كقول األصمعي لقارئ عليه، صحف عليه بيت الحطيئة، وهوقوله:

تامـر بالضيف البنأنك وزعمت وغررتني فقال: )التني بالضيف تامر(، فقال له األصمعي، أنت والله أشعر من قائله، حين قلبت

هجوه مدحا. وقوله: )أنك واحد(: بدل من الكاف في فيك. وإن قلت: منع سيبويه البدل من المضمر المخاطب، فقال: إن قلت: بك المسكين مررت، لم يجز، الن البدل إنما

هو لإليضاح والمخاطب ال يشكل، فيحتاج إلى البيان. قلنا إنما منع سيبويه في هذا بدل الجملة من الجملة، أعنى الكل من الكل، الذي هو هو، فأما بدل الجزء من الكل، فغير

ممتنع؛ كقولك اعجبتي وجهك، وعجبت منك صبرك، فكذلك )أنك واحد(، وإن لم يكن جزءا من كل فهو عرض في جوهر كقولك: جرى الخلف إال في كونك واحدا، والعرض - وإن لم يكن جزءا من الجوهر - فهو مرتبط به، فكان كالجزء منه. والخلف هنا: بمعنى

الختالف، ولذلك جاز أن يتعدى إلى في. وذئاب ها هنا: اسم للجنس ألنه قد قال: )والملوك ذئاب(، فأخبر بالجمع عن الجمع، ولو لم يجعل الذباب جنسا، للزمك أن تخبر

عن الجمع بالواحد.عرة: ذبابة(. فإن صح ذلك، وقد حكى ابو عبيد في )الغريب المصنف( عن األحمر: )الن ولم يك وهما من أبى عبيد، فذباب هنا جمع ذبابة، ال يحتاج حينئذ إلى تأول الجنس وال

إلى جعل الواحد موضع الجمع. وال أعلم أحدا من أهل اللغة حكى في ذباب ذبابة إال أباعبيد وحده.

ايضا:وله صالح لحر ليس والعبد^)

بـأخ الحر ثياب في أنه لو

(مولود^

اي لو غدى وربى وأدب بمثل ما يغذي به الحر ويربى ويؤدب،، لقصر عن طبيعتة الحر، ولو لم يرم العبودية، والعبد بمتهنه الحر

فإذا كان كذلك فهو عدو ال أخ. كيفـير اللئام أولى)

بـمـعـذرة العذر وبعض لؤم كل في

(تفنيد^ أولى اللئام في العذر في اللوم كافور، ألنه شر نفس من اخس جنس، أعنى بالجنس،

والجيل، ال المق^ول على األنواع، واذا خس الجنس؛ عذر الواحد منه أن يجري على قيسه، الذي هو طبع^ جنسه، فغدا عذرا له، وإن كان هذا العذر بالذم والتنقص أشبه.

فهو إذن عذر يزيد على التفنيد، الن التنفيذ يشعر أن المفند موجود، كقوله: ويبقى الود ما بقي العتاب فأما إذا ترك التفنيد، للعلم بأن اإلساءة طبيعة في المسيء، فذللك

أقصى نهايات الذم. وأراد: )أولى اللئام بمعذرة كويفير(، ألن قوله: )بمعذرة( من تمام االسم، الذي هو أولى. فكان ينبغي له أال يجيء بالخير الذي هو )كويفير( إال بعد قوله: )بمعذرة( لتعلق الباء بأولى. وكذلك إن جعل )كويفير( هو المبتدأ، وجعل )أولى اللئام(

Page 140: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

خبر مبتدأ مقدما، فقد حال أيضا بين االسم الذي هو الخبر، وبين ما هو من تمامه.قوله:ولذلك جعل الفارسي )كال( في

وصل طوالة يومي كالأروى

مطرح آن ظنونالظنـون

جزءا من الخبر، ال من المبتدأ، الذي هو وصل أروى، الن وصال مصدر، فكان يكون )كال(من صلته متقدما له. والصلة ال تتقدم على الموصول.

وكما ال يقدم بعض أجزاء االسم على بعض مغيرا عن وضعه، فكذلك ال يحال بين بعضه وبين بعض بأجنبي أيضا، فلذلك مثلنا بيت المتنبي في فصله بين )أولى( وما يتعلق بها،

بالبيت الذي أنشده أبو علي، في أنه ال يجوز تقديم الصلة على الموصل. وإنما قوله:)بمعذرة( متعلق بأولى. ثم أبرز مضمره. اي أوالهم بمعذرة.

ايضا:وله من النصل ذا وعدت)

تعرضه اعترضت لما وخفت (إخالفا

اختلس له بعض أعبده سيفا، وأعطاه امراة وردان بن ربيعة الطائي الذي تضيفه بحسمي. وكان عبيده قد خالفوا إليها فوثب ابو الطيب إلى العبد الذي اختلس السيف، فأخذه منه، وضربه به فقتله، فيقول: لم أقتلك الن السيف عظم على قدره وجل لدى خطره، حتى دعاني فقده إلى قتلك، ولكن وعدت هذا السيف أن أقتل به من تعرضه،

لما تعرضت أنت له وهمت بالصفح عنك، خفت أن يتخلل وعدى إخالف، فأكون غير صادق الوعد. وأراد: )من تعرض له( فحذف وأوصل وكذلك اراد )وخفت لما اعترضت

له(، فحذف الجار والمجرور، كقوله: إن لم يجد يوما على من يتكل اراد يتكل عليه، حكاه سيبويه. وقوله: )من تعرضه( اراد: قتل من تعرضه، فحذف المضاف، لمكانالعلم به، وأقام المضاف إليه مقامه، و )من(: في موضع المفعول الثاني بوعدت.

ايضا:وله (الهيدبي ماشية كل فداالخيزلي ماشية كل أال)

الخيزلي: مشية من مشي النشاء، فيها تخزل وتفكك. والهيدبي )بالدال والذال(: أعلى من مشية الخيل واإلبل، فيها سرعة. فيقول: كل امراة معشوقة التحرك فدا ل ناقة وجمضل من اإلبل التي خرجت عليها من مصر، لما نلت بها من الضيم، وقد بين ذلك

هذا:بقوله بعد (المشى حسن ومابي). . . . . . . . .

أي ما على من حسن مشية النساء ألني ال أعني بذلك، وإنما أعنى بطلب النجاة،بقوله:ومحاولة المعاالة، وإرغام الع^داة، وقد بين ذلك أيضا

(األذى وميط العداة وكيد^الـحـياة حبـال ولكنهن) اي هن أسباب الحياة، فوضع األسباب الن السبب من أسباب

الحبل )وكيد العداة وميط األذى( اي وسبب كيد العداة أكيدهم بها، وسبب ميط األذى أيضا. فحذف المضاف، وأقام المضاف

اليه مقامه. وإنما تأولنا ذلك، الن الخيل ال تكون في الحقيقة كيدا وال ميطا، إذ الخيل جوهر، والكيد والميط عرضان، والجوهر والعرض ليسا من

باب )هو هو(، بل هما من باب الغير. وقد يجوز أن يجعل الخيل هي الكيد والميط، على سعة الكالم، كأنها لما كانت سبب ذينك،

كأنها هما.

Page 141: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

وقد ذهب سيبويه إلى الوجهين جميعا في هذا الضرب، إعنىكقولهم: ما زيد إال أكل وشرب، فإنما هي إقبال وإدبار.

قال: جعلها اإلقبال واإلدبار على سمة الكالم، وإن شئت علىالحذف، كما قدمنا.

ذلك كان فما) (الورى هجو كان ولكنهلـه مدحـا اي إذا كان مقصوده^م وممدوحهم مثل كافور، فكفى بذلك هجوا

لهم. وإن شئت قلت: أحوجني الورى إلى مدح كافور، وذلك سفه،

فكان ذلكم المدح هجوا لهؤالء، إذ لو كانوا كرماء أحرارا، أغنونيعن مدحه، والتعرض للقائه.

وله ايضا: له الزمان قال) قوال

فأفهـمـه اإلمساك على الزمان إن

(عذال يقول: من رأى المسكين خشية اإلقالل، وموتهم عن األمول، وتخليتها لألعداء األضداد

غير الشكال، فقد اراه الزمان فيهم العبر والغير، فكأنه قد حذره اإلمساك، والمه على ذلك، وليس للزمان على الحقيقه قول، الن الزمان عرض متولد عن حركة الفلك، وليس للعرض قول، إنما هو للجوهر الناطق، لكنه لما اتعظ بتصاريفه، ومشاهدة

تكاليفه، صار كأنه له الئم ومثله كثير. والقول الذي قاله الزمان، إنما هو: ال تمسك المال، فإنك إن فعلت ذلك كان عليك

حوبه، وللوارث لذته وطيبه.قوله:وقد ألم الحارث بن حلزة بهذا المعنى في

الشول تكسع الالنـاتـج من تدري ال إنكبأغبـارهـا

غذتها األسد القائد^)براثـنـه

وهي عداه^ من بمثلها(أشبال

براثهم: سيوفهم. وأما البرثن في الحقيقة، فهو المخلب، لكن السالح لإلنسان كالبراثن للسباع، اي انه يسير للهيجاء في غلمانه الذي رباهم وضراهم وثيتهم لسلب عداه،

الذين هم مثلهم في الشجاعة، وذلك من حد صغرهم إلى كبرهم، وقوله: وهي أشبال: جملة في موضع الحال، إذ رددتها إلى المفرد، فكأنك قلت: غذتها براثنه صغارا،

األسد.والشبل: ولد المجـنـون يلقبه وقد)

حـاسـده^ العقل وبعض اختلطن إذا

(عقال معنى هذا أن )فاتكا( كان يلقب )المجنون(، وهو لقب له - كما تراه - قبيح، فاحتال

المتنبي، لتأوله على أحسن الوجوه، فقال: إنما جنونه إذا تزحمت السيوف، واختلطت الصفوف، في االقتحام واالهتجام. ثم قال: وبعض العقل عقال: الن الجبن يتصور ألهله

في معرض الحزم والعقل، وهو مذموم. وعقال: اي انه يعقلهم عن الجراءة، النينشط.العقال ظلع يكون بالبعير ساعة ثم

فيهم نشبت العدا إذا)مخالبه

حلم لهم يجتمع لم(ورئبال

Page 142: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

هذا تفسير للبيت األول، واعتذار من تلقيبه )المجنون(. يقول: فهو في الحرب أسد، واألسد ال يوجد عنه الحلم، فال يالمن في عدمه الحلم، كما ال يالم األسد، وال يسمين )مجنونا( النه قد تحول في الحرب عن طبيعة اإلنسان، إلى طبيعة األسد، وإنما كان يسمى )مجنونا( لو فارق الحلم وهو في النوع اإلنساني، فال يصح عليم اسم الجنون

كما ال يصح على األسد. والرئبال: األسد يهمز وال يهمز. وليس ترك الهمز فيه على التخفيف القياسي، إذ لو كان كذلك لم يقل في الرئبال والريبال. إنهما لغتان، كما ال قول في )ذيب، وذئب( أنهما لغتان. وذلك أن تحقيق الهمز وتخفيفه ال يسمى فيهما لغة، ما دام التخفيف

قياسا، إذ التخفيف على القياس في فئة المحقق. ويدلك على أن )ريباال( ليس بتخفيف قياسي، وإنما هي لغة قولهم في جمعه: ريابيل. فلو كان )ريباال( على التخفيف، لقيل

في جمعه )رآبيل( الن العلة التي كانت تقلب الهمزة ياء، وهي الكسرة في رئبال، وقد زالت في حد الجمع، وعاقبتها الفتحة. وينبغي أن يكون وزن الكلمة )فعالال(. وإن كانت الياء ال تكون أصال في بنات األربعة، وأمثال ذلك إن كانت زائدة كان في الكالم فيعال.

وهذا بناء قد نقاه سيبويه عن األسماء، إنما هو للمصادر. فلما كان ذلك أشذذنا )ريباال( فجعلنا الياء فيه أصال لعدم )فيعال( في االسم، كما

حملت الضرورة سيبويه، على أن يعتقد الواو في )ورنتل( أصال، وإن كانت الواو التكون أصال في بنات األربعة.

ومن العرب من يقول: )رئبال( بفتح الراء فإذا جاز ذلك، فالياء حينئذ زائدة وليست من لفظ رئبال، ولو أسعده الوزن والقافية فقال )حلم ورأبلة( ليوفق بين المصدر

والمصدر، لكان أذهب في الصنعة. فقد قالوا: )ما اشد رأبلته(. وحكى ابو زيد عن العرب: خرج المترأبلون )وهم

المتلصصون( ليال كاألسد. واستجاز أن يجعل لفاتك مخالب، وإنما المخالب للسبع، لكن سوغه ذلك جعله إياه

لإلنسان.رئباال. والرئبال ذو مخالب، الن المخلب للسبع كالظفر األعلى الشرف أناله)

تقدمـه أتى ما بتوقي الذي فما(نالوا

اي توخي التقدم في جوده وجرأته، فنال بهما الشرف، على أن الجود يفقر، والجرأة تهلك. فما الذي ناله غيره بتوقيه القفر إن

جاد، والموت إن أقدم؟ وله ايضا: عندها يدسواء إليك وصلت)

البازى والغـراب األشيهب

(األبـقـع^ يعني بذلك الموت، جعل له يدا، لقولهم: أخذه الموت إذا األخذ أكثر ما يكون باليد.

ولذلك سموا القوة يدا، ألنها إنما تكمل باليد، اوقعوا اسم الجارحة على العرض. وقوله: )سواء عندها البازى األشيهب والغراب األبقع^(: ضرب البازي مثال لألرفع، والغراب األبقع مثال لألوضع، اي الموت يسوى بين الفاضل والمفضول، والرفيع

والوضيع، حتى ال يفرق بينهما، بل هما متساويان فيه، وكالهما طعمة لفيه، فهو نحواآلخر:قول

أغطية للناس كشفت لوالثرى

من المولى يعرف لمالعبد

ايضا:اي قد استويا في التغير بالمنزلةز ونحو قول المتنبي في الضأن راعي يموتطـبـه في جالينوس ميتةجهله

Page 143: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

وقوله: )سواء عندها(: خبر مبتدأ مقدم، والبازى األشيهب، مبتدأ. وانما آثرنا ذلك، الن )سواء( نكرة وإن تقوى بقوله: )عندها(. و )البازى األشيهب( معرفة. وإذا اجتمع معرفة

ونكرة فالمبتدأ المعرفه، والخبر النكرة، أال ترى أن سيبويه لما قال في قوله: مررت برجل سواء هو والعدل، حين فرغ من الجر، )وإنما جعلت هو مبتدأ، حذرا أن يوهمك

أن )سواء( هو المبتدأ(. وقطع ألف الوصل في قوله: )والبازى األشيهب( النه في أول المصرع الثاني، فكأنه

آخذ في بيت آخر. وهذا مما أجازه سيبويه في األنصاف خاصة. قال: إن األنصافوأنشد:مواضع فصول

الشتاء في يبادر والجـمـال بغير ينزلها القدرولـيدنـا

السياط ثمر وتصالحت)وخيله

سوقها إليها وأوت(واألذرع^

ثمر السياط: عقد عذباتها. وقيل: أطرافها، وهو الصحيح. وجعل الثمر لها تنممي استعارة، وحسن ذلك أن الثمرة إنما تكون في طرف العود. وإما ما روى عن مجاهد في قوله تعالى: )وكان له ثمر( من أن )الثمر( الذهب والفضة، فإنما هو عندي على

التفاؤل وذلك أن الذهب والفضة جماد، والجماد ال ينمي والثمر نام، فسمي هذا الذي ال ينمى باسم الذي ينمى تفاؤال. يقولم إنه كان يديم ضرب الخيل بالسياط، لحرب عدو،

او لمحاولة فتنة، او لطرد قنص، فكأن السياط كانت محاربة للخيل تؤلمها، والخيل محاربة لها، بكراهتها إياها، فاآلن إذا مات لم يبق من يزجر خيال إلى الحرب، وال نهب،

وال طرد، فكأن ثمر السياط قد صالحت خيله حتى سكنت إليها سوقها وأذرعها، لمافقدته من ضربها. وقوله: أوت: اي رجعت آمنة لها، ساكنة إليها.

ايضا:وله النجم نساري نحن حتأم)

في الظلم وال خف على سراه^ وما

(قـدم يعجب من طول مساراته للكواكب، على أن سراه هو متكلف. وسرى الكواكب طبيعي

فيقول: كيف أقدر بهذه السرى المتكلفة على مسايرة النجم ونحن على خف وقدم، وكالهما حيوان، وذلك نور يسير بجرية الفللك؟ وحذف األلف من )ما( الن )ما( إذا اتصلت بحرف الجر في حد االستفهام حذفت منها األلف، فحتى بمعنى إلى، فكانه

وقت؟قال: )إلى ما؟( إلى إلى اي بأجفان وضاليحس)

بها يحسقاد فقد لم بات غريب الر(ينم

اي والنجم مع خفة السرى عليه، وهوانها لديه، ال يمنع رقادا كما نمنعه نحن، فكلفتنا أشد، بل الكلفة لنا خاصة. ومعنى قوله: )فقد الرقاد(: لطيف، الن ما ليس في طبعه

أن يرقد، ال يقال فيه )فقد رقادا( وإنما اراد أن النجم ليس بحيوان يغذوه النوم، ويصلح شأنه، فإذا سرى فقد الرقا فآذاه ذلك. وقوله: )وال بحس بأجفان(: نفي عنه األجفان،

وح. الن الجفن إنما لذي الرهر. وبنفي هذا فيقول، ليس النجم بذي روح فيكون له جفن ينفعه الكرى، ويضره الس

الحيواني.العضو الجسماني، أخرج النجم من النوع مـن ينفك ال الماء ونترك)

سـفـر في سار ما منه الغيم

في سار (األدم

أما سيره في األدم، وهي األدواي، فلعمري إنه لهم وبإرادتهم. وأما سيره في الغيم فلمجريه ومنشئه سبحانه. لكنهم لوال أنهم

Page 144: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أودعوه مزاده^م، وجعلوه زادهم، لم يك دهره كله مسافرا، ولكان مسافرا في السحاب، وحاال في التراب، فلما كان إدامة سفر

الماء إنما هو بكونه في السحاب، وتزود هؤالء اياها، صار كأن كاليرين بملكهم. الس

وقيل؛ لما كان حمله في المزاد نتيجة كونه في الغيم، جعلوا السبب والمسبب كالشيء الواحد. ومثله في القرآن والشعر

والكالم كثير. الدو نعام لهن تبرى)

مسرحـية المرخاة الجدل تعارض (بالجم

تبرى: تعارض. ونعام الدو: يعني به الخيل. وبقوله: )مسرحية(: فصلها من النعام الوحشي، الن نوع النعام ال يسرج اذ ال يركب. والجدل: جمع جديل، وهو حبل مفتول

من أدم، يكون في عنف الناقة والبعير. يقول: فإبلنا طوال العناق كخيلنا، فأعناقها تعارض أعناق الخيل، وأقام الجدل واللجم

قوله:مقام األعناق، الن فيها دليال عليها، إذ ال يكون إال هناك. وما احسن ذكر اللجم مع .) مسرحية) ألقوا كلما لنا تبدو)

عمائمهم خثلقت عمائم بال سودا

(لثم يصف غلمانه، ويذكرهم بالمروءة. يقول: كلما سفروا عمائمهم بدت لنا عمائم سود،

يعني لمهم، واثبت العمائم لهم، الن العمائم على الهام، وشعور المرد انما هي هناك. ونفي اللثم عن عمائمهم التي عنى بها الشعر، الن اللثام ما سال على الخد من

العمامة. وهؤالء مرد ال شعور في خدودهم، فتص شعور رؤسهم فلذلك جعل اللممجدا.عمائم )بشعور رؤسهم( دون لثم، وهذا مليح

غير وكانت الرماح ناشوا)ناطقة

في الطير صياح فعلموها (البهمالنوش: التناول. )باتت تنوش الخوض نوشا من عال(.

وفي التنزيل: )وأني لهم التناوش( اي التناول للنجاة، والبهم: الشجعان، واحدهم بهمة. يقول: تناولوا الرماح وهي خرس في حال تناولهم إياها، فدقوها في األبطال، حتى

اآلخر:صاحت صياح الطير، فحكى بذلك نغمة انكسارها في المطعون بها، كقول دينيات تصيح فينـا الر

وفـيهـم أصبحن الماء بنات صياحجوعا

وقوله: )وكانت غير ناطفة، فعلموها صياح الطير(: يشعر أنها ناطقة إذا صاحت. وهذا مقطع شعري، الن الصياح ليس بمنطق. وإنما المنطق عبارة عن النطق المتصور في

النفس، وهي الفكرة الباعثة على المنطق.منا منطق الطير( فإنما ذلك على أن الله تعالى قد جعل للطير ما فإما قوله تعالى: )عل تعبر به عن ذواتها، إال أن ذلك ال يتأدى إلينا نحن، وإنما خص لفهمه سليمان صلى الله

على محمد وعليه، وذلك انه فهم من نغم الطيور ما نفهمه نحن في هذا النوع اإلنسانيبالمنطق. بسضوى اقتضى من)

حاجته الهندى هل عن سؤال كل أجاب (بـلـم

اي من اقتضى حاجته أوسألها من غير أن يعمل إلدراكها سيفا او رمحا، لم تقض له. فكلما قيل له: هل قضيت حاجتك او أدركتها، كان جوابه لم أقض ولم أدرك، وإنما

Page 145: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

يدرك حاجته من اقتضاها بالسيف والرمح. وجعل )هل(، و )لم( اسمين للحرفين، فصرفهما، ألنها على شكل فم ودم. إن شئت قلت: اراد )لم( بسكون الميم، ثم تصور الوصل فالتقى له ساكنان، فحرك الميم اللتقاء الساكنين، وكان يجب أن يقول: أجاب كل سؤال بهل، الن السؤال ليس عن هل، إنما المبحوث بهل عن غيرها، كقولك: هل

في العالم خسوف قمر، فالسؤال إنما وقع عن الخسوف القمري بهل، ال عن هل وهي عند أصحاب المنطق أول منازل البحوث، ألنها إنما يسأل بها عن اآلنية لكن لما كانت

هل منتظمة للقضية المسئول بها عنها وكانت تلك يتعدى السؤال إليها بعن، استجاز أنيجعل السؤال عن )هل( اضطرارا.

وإن شئت قلت: أبدل )عن( مكان الباء، الن حروف الجر يبدل بعضها من بعض كثيرا. وحسن له ذلك، انه لو أسعده الوزن فقال: )بهل بلم( توالت الباء في الحرفين. فهذا

ما يعتذر له به. وخص الهدي، وهو السيف، بتبليغ األمل دون الرمح، الن العمل بالسيف أدل على

هو:االجتهاد، وأوصل إلى المراد، كقوله العلى النصر طلب ومن

فإنـمـا الخفاف البيض مفاتيحهالصوارم

وقــــعـــــــت ماف عـنـهـم قـوائمـهـا صنا)مواقع اللؤم في األيدي وال الكرم(

ويروى )وال الكزم( فمن رواه وال الكرم، فمعناه: لم يقبض على قوائمها قبض اللئيم يده، اجتهادا في محاربتهم، وذلك لقلتهم

عندنا، ولصوننا سيوفنا عنهم، ولم نمد بها إليهم صفحات أكفنا، كما يتوعد المشير إلى سيفه، باسطا يده كما يبسطها الكريم، بلحقرناهم على الحالين معا، فلم نعمل فيهم السيوف كذا وال كذا.

من رواه الكزم: اراد: لم نشدد أيدينا عليها شد اللئيم األكزن، وهو الذي قصر اللؤن أصابعه، كقولهم فيه: كز البنان؛ وجعد^

البنان، وقولهم في ضده: سبط البنان. والرواية األولى اعلى. بنا الركاب تخذى) بيضا

مشافرهـا في فراسنها خضراغل (والينم الر

الرغل والينم: نبتان. إما ابيضاض مشافرها فإنهم ال يهنئونها الرعي، من حثهم إياه، ومواقعتهم السير، فال تبلغ من الرعى اليسير أن تخضر مشافرها، إنما كانت تخضر لو

أنعمت الرعى.قوله:ويدلك على صحة ما ذهبنا إليه

نبغى العشب منبت عننـضـربــهـــا. . . . . . . منبت الكرم

أوال تراه يصفها بأنه يقدعها عن الرعى، ويحثها على المشي. وإما اخضرا فراسنها فإلدامتها السير في الكأل، وأنواع النبات األخضر. وخص الرغل

الحمض.والينم ألنها مما يغلب على منابت شق ما بصر على هون)

منظره^ العين يقظات فإنما

(كالحـلـم اي ما شق عليك النظر إليه، والمشاهدة له، من أنواع المكاره فهونه على عينك، فكل

موجود معدوم بعد وجوده، كان خيرا او شرا. وقوله: )فإنما يقظات العين كالحلم( اي كل ما تشاهد في اليقظة في قلة الدوام، في

Page 146: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

منزلة ما يشاهد في األحالم. وإن شئت قلت إن المشاهدة في اليقظة غير حقيقة. كا أن مشاهدة ما في المنام

وأبلغ.كذلك، مبالغة بقلة تحقيق األشياء. والقول األول أسوغ إبلى أضحكك زلت ما)

نظرت كلما اختضبت من إلى

أخفافهـا (بـدم يذهب إلى احتقار كافور حتى إن إبله لتزدري مقصوده، فتضحك منه ومن القاصد.

يقول: إلى مثل هذا الصنف اعمالنا وجهدنا، حتى اختضبت بالدم أخفافها، واراد إلى من اختضبت أخفافها بدم إليه فحذف الجار والمجرور، وحسن حذف ذلك، ألن إلى قد

سيبويه:ظهرت في الكالم، وان لم يكن من سبب تلك المحذوفة. ونحوه ما أنشده وأبـيك الكريم إن

يعـتـمـل^ يجد لم إن من على يوما

كل يت اراد يتكل عليه. ونسبة الضحك إلى اإلبل مثل شعري غير حقيقي، الن الضحك خاصة

لإلنسان، والخاصة ال تتعدى مخصوصها.ايضا:وله

مر) القنا سمر عن وبالسأنني غير

وأطرافها أحبائي جناها(رسلي

يغرب بذاته في العشاق، وبحبائبه في المعشوقات. اي أنه ال نظير له في الحب، ألني إذا ذكرت البيض في شعري، لم اعن النساء، واذا ذكرت السمر؛ فإنما إعنى الرماح،

ولكن إنما أحبائي، األرواح التي تجنيها لي من أجسام أعدائي، وأطرافها رسلي، ايسل إلى األحباب. اي إنما أتوصل اليها بها، كما أتوصل أسنتها هي التي تقوم مقام الر

إلى المحبوب بالرسول. وجعل أرواح عداه جنى على المثل، ألنها حياة في الحقيقة، ألن الحياة نوع من النامي،

تميم.والروح عندنا ليس بنام، واراد رسلي فخفف، وهي لغة حسناء حرمت فما)

غبـطـه بالهجر الهجر شكى من بلغتها وال

(بالوصل ويروى )بما حرمت حسناء(. نهى عن الحرص على النساء، اي إذا هجرتها ثم وصلتها كنت أحسن موقعا عندها، وأنشط لها، فزادت

الغبطة. فإذا لم تحرم هي، فهجرتك اياها إذا عادت الغبطة بوصلك لها، بعد هجرك إياها؛ أبلغ. وإذا شكوت إليها الهجر

وتذللت، ه^نت عليها، فمنعتك وصلها، واما رواية من روى )فما حرمت حسناء( وهي الصحيحة، فمعناه: لم تحرم امرأة محبوبة محبها غبطة بهجرها إياه، وال بلغت شاكيا شكى إليها هجرا غبط

بوصلها اياه. يذهب إلى التهاون بأمر النساء، اي إنهن ال يتحن بهجرهن لك عدم غبطة، وال بوصلهن إياك وجودها. والهاء في

غتها: عائدة إلى الغبطة، اي وال بلغت محبها غبطة يوصلها قوله: بلله. و )من( في موضع نصب ألنه مفعول ثان لبلغت.

وإن شئت كان )من( هو المفعول األول، و )ها( من )بلغتها( هو المفعول الثاني. وهذا كما تقول: كسوت زيدا الثوب، وكسوت

الثوب زيدا. و )حسناء( ها هنا: صفة أقيمت مقام الموصوت، اي

Page 147: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

امرأة حسناء. وقد غلبت هذه الصفة غلبة األسماء، وهي من باب)فعالء( التي ال أفعل لها من جهة السماع.

وله ايضا: غير المهارى تعس)

غدا مهري الحرير لبس بمصور(مصورا

تعس المهاري: دعاء على نوع المهاري، وهي إبل منسوبة إلى مهرة ابن حيدان. وإنما دعا عليهن، ألنهن جند البين، ومقطعة ما بين الحبيبين، اي أتعسهن الله فال انتعشن. ثم

استثنى منها )المهري( الذي ركبته محبوبته. وقد كان أولى أن يدعى عليه من سائر المهاري، النفراده بالحبيب، وحمله إياه، لكن

جلة، وما يلحق معها من الكسل والكلل. وقوله: استثناه، ألنه يحمله، فيقيه الر )بمصور(: اي بستر رقم عليه صورة شخص قد لبس حريرا مصورا، ومن عادة عقائل

كقوله:العرب رقم الحجال، كل في العهن فتات كأن

منزل لم الفنا حب به نزلن

يحطـموذلك أن حب الفنا أخكر، مالم يكسر ذهبت حمرته.

وإن شئت قلت: )بمصور(: يعني هودجا عليه حرير مصور، وإنما جعل الهودج مصورا،مصور.ألنه ذو شكل، وكل شكل

في صورة فيه نافست)سترها

حتى لخفيت كنتها لو(يظهرا

كان دون هذا المحبوب ستر فيه صورة. فيقول: حسدت هذه الصورة على قربها منه. فلو كنت مكان الصورة، أو كنت إياها: لخفيت فزلت عن وجهه، ليزول الستر، فتظهر

للعيون. فإن قلت: ال يلزم زوال الستر الحامل الصورة، لمكان زوال الصورة، ألن الصورة

تخطيط موضوع فيه، والتخطيط عرض. قلنا: لو ارتفعت الصورة المنتقشة في ذات الستر، الرتفع الجوهر الحامل لها. وإنما

ارتفاع التخطيط عن المخطوط، وبقاء الجوهر بعد ذلك متوهم ال موجود. وإذا تأملت البيت فهو شعري ال حقيقي، الن من الصور الموضوعية في الثياب ما يمكن إزالته، ومنها ماال يمكن. وأحسن مافي ذلك أن يقال: إن المتنبي عنى الصورة بالخرقة

لها.الحاملة المقيمة األيدي التترب)

فـوقـه الحاجبين مقام كسرى(وقيصرا

كسرى وكسرى: لغتان. واختار ابن السكيت الكسر. وقالوا: ترب الرجل: قل ماله، وأترب: كثر ماله. اي ال تفتقر األيدي المصورة التي أتقنت هذه الصورة صنعا، وأجادتها وضعا، فأقامت كسرى وقيصر ملكي فارس والروم لها مقام الحاجبين، فحجباها وإنما

عنى بذلك صورتيهما ال ذواتهما، الن ذلك ليس في اإلمكان، إذ الصورة الصناعية الالحيوان.تقبل طبيعة

اغتدت إذا استطعت ولو)روادهم

أن سحابة كل لمنعت(تقطـرا

واد واد: منتجو الكأل، وافتراق العرب من حاللها إنما هو للنجعة بهم، يقدمون الر الر ليخبروهم بمواقع الماء، في مواضع الكأل. وفي المثل: )اليكذب الرائد أهله(. فإذا

أخبرهم بوجود ذلك ظعنوا. وان أخبرهم بعدمه، سكنوا فلم يظعنوا. فإذن إنما سبب الفراق نزول المطر، وظهور الخضر. فيقول: لو كان في قوتي أن تطيعني السحاب،

Page 148: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

لنهيتهن عن المطر، لئال يجد رائدهم أرضا مخصبة، وال روضة معشبة، يدعوهم إليها،هم عليها. فلو كان ذلك من قوتي لم يفارقوني.ويدل

غراب أخو السحاب فإذا)فراقهم

أن ببينهم الصياح جعل(يمطرا

هذا البيت تفسير لألول، وهو عندي داخل في نوع التضمين، وإن لم يكن منه على الحقيقة، وذلك انه محمول على المعنى. أراد:

جعة. وهو كقوله ألني تأملت بينهم، فوجدت سببه إنما هو الن تعالى: )فق^لنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه أثنتا عئرة عينا( اي فضرب فانفجرت، فكذلك اراد المتنبي، ألني تأملت فإذا األمر

كا، الن المطر إذا وافى، خرجوا في إثره منتجعين له، فصار السحاب بمنزلة الغ^راب، في أن أمطاره مشعرة بالبين، كما أن

صياح الغراب معلن بذلك عن العرب، وجعله إذن غراب فراقهم، ذهابا إلى شبهه به، الن األخوين في غالب األمر متشابهان. اي

أقام السحاب واألمطار مقام صياح الغراب، في اإليذان بنواهم، وبعد مثواهم. و )جعل( هاهنا، بمنزلة صير، فهي متعدية إلى

مفعولين؛ كما أن صير كذلك. وذكر السحاب ألنه مما ليس بينه وبين واحده إال الهاء. وسوغ التذكير في هذا الضرب من الجمع

خروجه إلى شكل واحداه.وض مثل يحملن) إال الر

أنها للقلوب مهاة أسبى

(وجؤذرا شبه ما علال الهوادخ من الحرير المزين، والوشيب الملون؛ بالروض الذي سارت فيه إبلهم، في تزاهي نواويره، وتخايل أزاهيره. والمها: وهي بقر الوحش؛ عقائل الخمائل

وحشية:األريضة والحقوف المريضة؛ كقول ابن مقبل يصف بقرة فـي رمـل عقبلة

حـقـوفـه واألقحوان الثرى رخاخ

المديما فلما جعل الوشى وما على الهوادج من صنوف الرقم بمنزلة الرياض، جعل ما يستره من النساء بمنزله المها والجآذر. وذلك في النجل والكحل. ثم استثنى فقال إال أن ما على الهودج من هذه المها أسبى مهاة وجؤذرا للفؤاد، من هذا الروض الباقي. فكأنه

قال في كل ذلك: سرن في الروض بمثل نقوشه، من رقوم الهوادج، وحملن مثلالبحتري:وحشها من رباتها كقول

األراك بذي مشين لماتشابهت

به أغصان أعطافوقـدود

وروض حبر حلتي فيفالتقى

وشى وشيان ووشى ربابرود

المتنبي:ومثله قوله؛ أعنى فوق األحداج سارت إذا

نباته الغانيات مسك تفاوحورنده^

Page 149: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

كثير.واراد: أسبى مهاة للقلوب، وجؤذرا منه فحذف )من( ومثله قناتي نكرت فبلحظها)

راحتـي خاتماي وأنكر ضعفا

(الخنصرا اي بليت بعشقها حتى بليتن فضعفت راحتي، عن حمل قناتي، فأنكرتها كأن القناة تقول: ليست هذه اليد التي عهدتها، وال القوة التي شهدتها؛ وكذلك دقت خنصري،

ورقت عن خاتمي؛ حتى أنكرها، لما رأى فيها من خالف ما كانت عليه. وأراد: وانكرالقيس:خاتمي؛ فوضع االثنين موضع الواحد، كقول امرئ

أخر من مآقيهما شقتبـدرة حدرة لها وعين وهذا الضرب من االتساع وعكسه كثير؛ ونكر وأنكر. لغتان فصيحتان؛ جمع بينهما في

الشعرية.بيت واحد. وهذا من غريب الصنعة المثبر الفضل أبا أمى)

(جوهرا بحر أجل أليممنأليتي اي اقصدى أيتها الخيل أبا الفضل؛ الذي لما حلفت فقلت: )أليممن أجل بحر جوهرا(

والله او غير ذلك من أنواع المقسم به، ثم قصدته؛ فألقيته أجل البحور جوهرا، أبربذلك يميني. وقوله أليممن أجل بحر. تفسير األلية.

أنى لما حلفت أليممن أسنى البحور جوهرا، لم أعلم اي البحور هو وقد لزمتني األلية؛ فاستفتيت فقهاء األنام ومتفلسفيهم؛ فأفتوا به وقالوا: إذا يممت أبا الفضل ابن العميد، فقد بررت لنه أجل جوهرا، وجاللة الجوهر كناية عن جزالة العطاء ولو قال: أفتى بأمه

األنام فاتزن له؛ لكان أشد تطابقا لما قبله؛ ولكن لم يستقيم فيه الوزن. وسوغ ذلك أنهرؤية.إذا كانت رؤية فقد كان أم. وهذا ال ينعكس، ألنه قد يكون أم وال

الكماة من الفحول خنثى)بصبغه

الحديد من يلبسون ما(معصفرا

)خنثى الفحول من الكماة(: خنث الله الخنث: خلقه خنثى. وهو الذي ال يخلص إلى اإلناثية، وال إلى الذكورية. والمعصفر: من زى اإلناث، وذوى االنخناث. فيقول: صير

الفحول من الكماة إناثا، بصبغة ما يلبسون من الدروع والجواشن والبيض بالدم.الرعب.فزياهم زي النساء، وألحقهم بهن في الجبن، بما ألقى في قلوبهم من

الرئيس حسدك فدعاك)وأمسكوا

الرئيس خالقك ودعاك(األكبرا

في صفاتك خلفت)كالمه العيون

من مسمعي يمأل كالخط(أبصرا

اي أن حسادك لم يجودا بدا من أن يدعوك رئيسا، إذ لو حجضدوا ذلك لما جومع^وا عليه، وال طووعوا باإلجابة إليه. لكن لم يبلغوا

الغاية في إنصافك، حين لم يسموك الرئيس األكبر. وأنصفك خالقك، فدعاك بما قصروا هم عنه، فدعاك الرئيس األكبر. ثم

أقام البرهان على هذه الدعوى الحقيقية. فقال: لك صفات توجب لك أن تسمى الرئيس األكبر، فكأنها خط فيها حكاية قوله

تعالى: )إنك رئيس( وإن كنت ال تسمع. ترد ال الفضبلة وترى)

فـضـيلة تشرق^ الشمس

(كنهورا والسحاب

Page 150: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

الكنهور: السحاب المتراكم: أنشد سيبويه: كنهور كان من أعقاب السمى وإشراق الشمس وتكاثف السحاب، فضيلتان ذديتان. والضدان مختلفان؛ال مؤتلفان. ومعتقبان ال

ملتقيان. وهذا الممدوح قد جمع إشراق الشمس، وتكاثف السحاب، ألنه مستبشره ونواله، الوجه جميله، مستبشر النيل جزيله، فاإلشراق بشره وجماله، واألمطار بر وهذا كقوله فيه: وأحسن ذي وجه، وأسمع ذي يد وأشجع ذي قلب، وأرحم ذي كبد

فجعله حسنا سمحا بهذا، كوصفه إياه بالشمس والسحاب، فيقول: ليت هذه الباكية التي أبكاها نواي عند وداعها إياي، شهدت ما شهدته من هذه القضية، فتعذرني فيما رأتني عليه، من اجتماع النية، وإزماع الطية، إلى هذا الممدوح، لمشاهدة ما فيه من

األمر العجيب، والفضل الغريب. وقله: )الشمس والسحاب(، بدل من الفضيلة، وهو محمول على المعنى، الن معناه،

فترك فضيلتين ال تترادان، على ما هما به من كونهما نوعين متضادين، ولو قال )الشمس والسحاب( لكان حسنا، لكنه تمم بقوله: )تشرق( لقوله: )كنهورا(، في

صفته، فإذا وقع التناهي، فكانت الشمس مشرقة، والسحاب كنهورا، لم يمكناجتماعهما.

ايضا:وله

ذا آخر قال سرفمـنـه أنـا نـائل قال كلما)(اقتصاده

اي كلما استعظم منه نائل يعد سرفا، أعقبه نائل أعظم منه يعد ذلك النائل األول الذي كان يستسرف اقتصادا، بإضافته إلى الثاني، وليس للنائلين منال، لكن القول لما كان

إليهما.من أجملها، نسب القول

يمينه قلدتني) منه أعقبتبـحـسـام واحدا(أجداده

اي نسب إلى الهند، كما ينسب الشريف إلى الجد. يقول: إن الهند لم تطبع له نظيرا يكون له ثانيا، فقد أعقبت منه واحدا، و )من( ها هنا للجنس. ولوال القافية لقال: آباؤه، مكان قوله )أجداده(، الن الجد اعم من األب، فكل

جدا.جد اب، وليس كل أب ضاحكتـه استل كلما)

إياه^ أنها الشمس تزعم(أرآده

اي كلما استل هذا السيف، ضاحكته أنوار فرنده، تدعى الشمس أنها أرآده، وأرآد الضحى: ماؤها ورونقها. فيقول: الشمس تدعى إنها من ماء هذا السيف، وأراد أنها

أرآده من أجلها، اي من أجل اإلياة. وقد يجوز أن يكون األرآد هنا: جمع ريد، وهو التربأسبق.والمثل، واألول

خيفة جفنه في مثلوه)(إغمـاده أثره مثل فقدالفقد

أثر السيف: فرنده. يقول: حلوا جفنه بالفضة، فهو يحكيه بياضا وصقاال، وعلى الفضة نقش سواد، يحكي أثره نقشا، فكأنهم إنما فعلوا ذلك، ألنهم لم يصبروا عنه لجماله

حين واراه الغمد، فصوروا عليه مثل صورته، لئال يفقدوه البتة، هذا معنى قوله: خشيةفقده.الفقد، اي خشية

ستنا) وفيها لبده فارقتفـيه كـن سوابق^ فر(طراده

فرستنا: يعني هذه الخيل السابقة، التي جاءته مع السيف، في جملة عطايا أبى الفضل. وقوله: كن فيه، الهاء راجعة إلى الندى. )فارقت لبدء(: اي فارقت سرج هذا الممدوح إلى سرجي، واللبد

Page 151: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

ليس بكلية السرج، ولكنه طائفة منه، فكنى به عن كله، ومثله كثير )وفيها طراده(: اي ذكرها سائر في االرض، فكأنها بعد في طرا، وإن استراحت لدينا. وإن شئت قلت: إن هذه الخيل تغيظ

األعداء، وتخشى الحساد، تعين على النوب، فكأنها غير منفكةمن الطراد، وإن كانت مستريحة، الن ذلك عملها بالبقوة.

وقيل: )وفيها طراده(: اي صرت في جملة عبيده وعديده، فإذا سار إلى موضع سرت معه، وطاردت بين يديه، فكأنه هو

المطارد عليها، الن ذلك بأمره ولطلب الحظوة عنده. و )فيها(: بدل من )عليها( وقد يجوز أن تكون )وفيها طرادثه(: اي وفيها ما

علمها من علم المطاردة والعدو بف^رسانها. نفسا الغيوث وأحق)

بـحـمـد النفوس كل زمان في

(جراده اي زادتنا األيام بك إعجابا، ولك استغرابا، وذلك الن وال في زمان يأخذ فيه كل زال

اموال الناس، فهم كالجراد الذي يحشك الزرع والربيع والبسر. وأنت تبدر مالك، فكأنك غيث تنبت لهم المراعي وغيرك جراد يجردها. وهذا كقول ابن أبى عيينة يهجو المهلبي،

أباه:ويمدح نعيش غيث لنا أبوك

بنـبـتـه تبقي لست جراد وأنت

تذر وال الجسـم يرى عشته عدد)

فـيه (يزاده فـيمـا يراه^ ال أربـا يصف هذه القصيدة التي مدح أبا الفضل، وأهداها إليه في النيروز فيقول: هي أربعون بيتا، وهي عدد السنين التي إذا تجاوزها االنسن نقص عما عهده عليه في جسمه، من أحواله في تقلبه وتصرفه. فلذلك اخترت لهذه القصيدة هذا العدد تفاؤال لك بالصحة،

واستكمال قوتك. وقيل: كانت سن الممدوح حينئذ أربعين، وهي ترى الجسم من استكمال القوة وبلوغ

األشد أربا ال يراه فيما يزاده من السنين، بعد األربعين لنه بعدها كل عام آخذ فيالتحويل ومنعكس إلى التحلل.

ايضا:وله أنسى وال نسيت) عتابا

الصد على وال حمرة^ به زادت خفرا

(الخد الخفر: شدة الحياء، وهو من علل حمرة الخد. وقال: زادت به حمرة الخد، ليشعر أن هنالك حمرة طبيعية سوى الحمرة التي يولدها الحياء، ألن حمرة الحياء عرض سريع

الزوال، إذا زال الحياء زالت. وكذلك مثلت به الحكماء األعراض السريعة االنتقال،الوجل.فقالوا: ذلك كحمرة الخجل، وصفرة

قصرتها ليلة وال)بـقـصـروة

صحبة جيدها يدي أطالت(القعد

قصرتها: جعلتها قصيرة، اي ضد الطويلة. والقصورة: المرأة المقصورة الممنوعة، أرادقصرتها بوصال قصورة. وقصيرة لغة في قصورة.

)أطالت يدي في جيدها صحبة العقد(: اي اعتنقتها معظم ليلي او كله، فصحبت دواعي

Page 152: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

عقدها. واليد هنا: كناية عن كلية الذراع، كقوله تعالى: )فاغسلوا وجهكم وأيديكم إلىالمرافق(. أقـيم ال تـرينـي فإمـا)

بـلـدة دلوقي في عمدي فآفه(حدي من

اي بأني سيف ماض كثير الدلوق من حدي. فغمدي متغير منقد، لكثرة تحريكي فيه وقلقي. وضرب السيف مثال لنفسه، والغمد مثال لجسمه، والدلوق مثال لحركته. اي

هذا:تنقلي في البالد يشجيني ويرث بزتي. وقد فسره بقوله بعد وعـيشـي أيامي تبدل)

ومـنـزلـي في يفكرون ال نجائب(والسعد النحس

دار تـجـزهـم لم إذا) قـوممـودة

خير والخوف القنا أجاز(الـود مـن

اي هؤالء الفتية إذا مروا بقوم ال يودونهم، فراموا صدهم، حاربوهم، فأجازتهم الطريق رماحهم، )والخوف خير من الود(. اي ألن تخلف خير من أن تود وترحم، كقولهم في

المثل السائر: )رهبوت خير من رحموت(. ومن أمثالهم: )أوفرقا خيرا من جبين(: اي إذا فرقوك فرقا يكون ذلك الفرق خيرا من

حبين.وهذا كقول دويد بن نهد في توصيته لبنيه: )أخيفوا الناس وارعوا الكأل(.

واراد: أجازهم القنا إياها، فحذف المفعولين، ألن في قوله: )إذا لم تجزهم دار قوم(، ما يدل على هذا المحذوف، إذ دل األول على الثاني، والثاني على األول، فاستجيز الحذف

موات( اي والسماوات، فحذف فيه، كقوله تعالى: )يوم تبدل األرض غير األرض والسأوال.الثاني الذي هو األول المذكور في المعنى

من العيس الربيع^ كفانا)بـركـاتـه

حداء تسمع لم فجاءته(الرعد سوى

اي كفينا حداء اإلبل برعد الربيع، النه قام لها مقام الحداء بصوته، وقيل: كفانا الربيع العيس: اي كان منه رعيها وشربها وحداؤها.

ولو عدد للربيع أيادي غير الرعد كما قال، لقال: فجائته: اي رعت. وشربت؛ وجاءته. وإنما قال )فجاءته(: فبين كيفية الكفاية،

كما تقول: أحسنت إليك فوهبتك ألفا، فهبة األلف تفسير لإلحسان. وقوله: )لم تسمع حداء( جملة في موضع الحال اي

جاءته غير سامعة حداء إال الرعد. والرعد هنا: مصدر من قولك: رعدت السماء ترعد رعدا. وال

يكون الرعد الذي ال يسمع هو الجوهر المكنى في قوله تعالى: )ويسبح الرعد بحمده( ألن ذلك ال يسمع بذاته، إنما يسمع صوته.

والحداء عرض، فمقابلته بالعرض أولى، وهذا دقيق فتفهمه. الماء استحين ما إذا)

نفسه يعرض من إنا في بسبت كرعن(الورد

يصف ما أمطرتهم به السماء من الماء، وأنبتت لهم األرض من الربيع، في مضيهم إلى أبى الفضل، لمكان بركته، وأن العناصر تعظم شانه، وتعلى مكانه، فتسقى رواده،

وترعى ق^صاده. والسبت: كل جلد مدبوغ وقيل: هو المدبوغ بالقرظ خاصة، وهو يلين

Page 153: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

الجلود ويحسنها، حتى تشبه العرب مشافر اإلبل بها، فيقول: إذا مرت هذه اإلبل بهذه السيول التي غادرتها هذه الغيوث، ظلت كأنها تعرض نفسها عليها. فكأن اإلبل مستحية

منها. إللحاح المياه عليها، بعرضها أنفسها، وقد أحاطت بها رياض الورد او ما يشبه الورد، من ضروب األزاهير، وأنواع النواوبر. فهي تدخل أكارعها فيه؛ وتغمس مشافرها في تلك المشارب، متقنعة من إفراط الحياء، بذلك الورد النابت. وإنما عنى )بالسبت(

طرفة:ها هنا مشافرها، كقول الشآمي كقرطاس وخد

ومشفر لم قده اليماني كسبتيحـرد

وقيل: غسل الماء المستنقع في األرض أخفاف اإلبل من الطين، حتى عادت كالسبت في نقائها، وأنبتت حافات الغدر زهرا، فكأن الماء: بعرض نفسه يتراءى في إناء من

اولى.الورد، واألول من العدوى فاتت فتى)

عينه الناس كثرة^ اجفانه أرمدت فما

(الثرمد ضرب الرمد مثال للعيوب المعدية، ألنه داء ربما أعدى كالجرب ونحوه. فيقول: كثرت

العيوب في الناس، لكنه سلم هو منها، فلم تعده، لشرف عنصره، وصفاء جوهره. وقصد منه )العين(، توطئة لذكر الرمد الذي جعله مادة القافية، وحسن ذلك ما ذكرت

العدوى.لك من طبيعة الرمد في علـى الليالي ألوان يغير)

الـعـدا الرايات بمنشورة(الجند منصورة

اي يوقد النيران في معسكر هذه الكتائب، فيغير من سواد الليل. ولما كان النار إنما توقدها هذه الكتيبة، جعل التغير لها، إذ هي الفاعلة الجقيقة، والنار وإن كانت مغيرة،

فإنها مفعولة للكتيبة، فهي الفاعلة على القصد األول، والنار الفاعلة على القصد الثاني. فافهمه: إذا ارتقبوا صبحا رأوا قبل ضوثه كتائب ال يردي الصباح كما تردي اي يتوهم

العدو المغزو بتلك النار صبحا وهو يترقب حقيقة اإلصباح، فتوافيهم هذه الكتائب مكان الصباح الذي ارتقبوه، وجعل الكتائب أسرع من الصباح عدوا. وإن شئت قلت: إن مجيء الصباح غير مجيء الكتائب، ألن مجيء هذه مشي، ومجيء الصباح طلوع،

تردي(.فلذلك قال: )ال يردي الصباح كما في عدن ما إذا يغضن)

متقـاذف عن بالعبيد غان الكثر من

(الحشد )يغضن(: ينعدمن فال يوجدن. اي بعوثك المتوجهة للغارة على عظمها وكثافتها، إذا

عادت إلى معظم جيشك، غاضت فيه كما يغيض النهر في البحر، و )متقاذف(: جيشوإبل:يقذف بعضه بعضا، لكثرتهم والتقائهم، كقول الراجز في صفة خصب

عامر يدعو بحيثعـودا عـود أكرم أرعيتهامسعودا

اي يتقاذف هذان الراعيان في طول هذا المكان واكتماله، حتى ينادي كل واحد منهماصاحبه.

)غان بالعبيد(: اي أن هذا الجيش متألف من عبيد ابن العميد. فقد استغنى بهم عن الحشد، للقربى. وأن يكون اسما أولى، ليطابق العبيد، الن العبيد اسم. وقد قال أبو

االسمية.زيد الحشد: القوم المجتمعون؛ فهذا مما يقوى فيه في تربة أرض كل حثت)

غباره في كالطرائق عليه فهن(البرد

Page 154: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

البرد: الثوب الموشي؛ وطرائفه مختلفة األلوان؛ اي فهذه الكتائب شتى المطالب؛ بعيدة المذاهب، فهي تطأ لبعد مرامها؛

ارضين مختلفة أنواع التراب؛ اختالفا لونيا؛ من بياض وسواد. فكل أرض تؤها تختفي من غبار هذا الجيش بترابها؛ فيكسب

بذلك ألوانا مختلفة؛ بحسب أنواع التراب؛ لكل نوع ولون؛ فكأنالغبار برد؛ وهذه ألوان فيه.

السرور في شريك وكل)بمصبحي

مثله يرى ال من بعده أرى(بعدي

مصبحي: أوان صباحي؛ اي وكل مشارك لي من أهلي في السرور في رجوعي وتصبيحي له؛ عند رؤيته ما أقنانيه لقاء هذا الممدوح من الثروة فإني مع ذلك كله

منفرد دونه بأثرة؛ وهي رؤيتي هذا الممدوح الذي ال يرى هو بعدي مثله. يقول؛ فأنا أكره أن أنفرد بنوع من انواع المسرة دونهم؛ فإذا أنا أبت إليهم ورأوني، رأوا من ال نظير له عندهم كما أرى أنا اآلن من ال نظير له، فاستووا معي فيما نلته من الغني

يقول:وأدركته من المنى، أال تراه غير المنى كنت وقد)

أنـنـي بإدراكها أهلى ييرني(وحدي

وهذا كله اعتدار إلى أبى الفضل في إيثاره الرحيل عنه. وإنما كان يريد التمادي إلىشيراز، ثم األوب إلى أهله.

ايضا:وله أوه) قوءلتي من بديال

(ذكراها والبديل نأت لمنواها أوه، وأوه: كلمتا توحع مبنيتان على الكسر. وواه: كلمة استطابة واستزادة. فيقول: أنا متوجع لفراقها بعد استزادتي وصالها واستطابتي إياه، لم أقنع بهجر الدالل، حتى بليت

بفرقة الزوال، وقوله: )لمن نات والبديل ذكراها( اي أعنى التي بانت بهذا التوجعموجودة.)والبديل ذكراها(، او ذكراى إياها بدل مثها. هي مفقودة اي ذكراها لدي

وأصلمحاسنها أرى ال امن أوه) (مرآها وأوه واها اي غنما أرجع هذه الكلمة التي معناها التوجع والتفجع لفقدي رؤية محاسنها. )وأصل

واه واوه مرآها(؛ إنما كان سبب استطابتي إياها، وتوجعي بنواها،رؤيتي لها. وذلك انيلها.رأيتها فهويتها، ووصلت فاستطبتها ونأت فتأوهت

ة) خلوت طالما شامي(محيأها ناظري في تبصربـهـا

شامية: منسوبة إلى الشام. يقال: شام وشأم. وناظر العين؛ إنسانها والمحيا. الوجه اينوالها.هذا المحبوبة شامية خلوت بها طويال، فاستمتعت بوصالها، واستكثرت

(فاهـا به قبلت وإنماتغالطني ناظري فقبلت) اي كانت تنظر إلى عيني، فشخص لها صورة وجهها في ناظري، والفم جزء من الوجه.

فكانت ترى فاها في جملة وجهها المرئي في ناظري، فكانت تقبل الناظر مرية أنها تريده، وإنما كانت تريد فاها، فتقبله بالناظر، كما كانت في المرآة الن الناظر عضو

المرآة.مجلو، فتشخص فيه الصورة، كشخصها في (مأواها يزال ال ولتهآوية تـزال ال فليتها)

Page 155: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

اي ليت صورتها ال تزال آوية ناظري. يقال: أويت المكان، وأويت إليه، وذكر آوية، وكانالحكم آويته ذهابا إلى الشخص او الشكل اي وليت الناظر ال يزال مأوى هذه الصورة.

وهذا البيت مشتمل على قضيتين، ترجعان إلى قضية واحدة، الن التمني األول هوالثاني.التمني

(أمواها فذبن در وهنسـائرة والحمول لقيننا) لقيتنا: يعني هؤالء الظعن. والحكول سائرة بهن اإلبل بما عليها من الهوادج، وهن

دراري، وهن درارس، قد رقت بشراته^ن وصفت، فهن كالدر. وأراد مثل الدر؛ فبالغ احتى جعلهن الدر نفسه. وال بد اعتبار )مثل( ألنهن ال يكون درا، الن الدرجماد؛ وهي

حسوان ناطق. وقوله: فذبن أمواها: اي بكين لما سارت بهن اإلبل. فلما كانت دموعهن كبشراتهن

هو:التي شاكت الدر، رقة وصفاء، ظننتهن درا ذائبا، وهذا كقوله رميت إذا فكنت أوفى

بمقلتي من أرق بشرارأيت

عبراتهاوقوله: امواها: منصوب على الحال، وإن كانت األمواه جوهرا فقد يكون الجوهر حاال.

حكى سيبويه عن العرب )العجب من بر مررنا به قفيزا بدرهم( قال: قد يكون خبرا ماال يكون صفة. يعني بالخير الحال؛ وقال: هذا بسرا أطيب منه رطبا. وفي التنزيل

)هذه ناقة الله لكم آية( ومثله كثير.مبالغة.وقال: )ذبن( وإنما يعني دموعهن. لكن ادعى أن الجملة قد عادت ماء

بنا هجمة عبرت او)تزكـت

روب بين تكوس الش(عقراها

الهجمة: القطعة من اإلبل، قد اختلف في عددها. فقيل ما بين السبعين إلى المائة. وقيل أولها األربعون؛ إلى ما زادت. يصف شربه وقراه األضياف، فيقول: تمر بنا إبلها فنعرقبها للضيفان، حتى تكوس اي تمشي على ثالث وقيل تزحف على ركبها. قال

ليطي: األعور النبهاني يهجو غسان الس السليطي غسان عند ولو

ست عر وكاس منها فرق رغا

عقـير و )الشروب(: يجوز أن يكون جمع شارب، كشاهد وشهود، وساجد وسجود، ويجوز أن

يكون جمع شرب، الذي هواسم لجمع شارب عند سيبويه، وجمعنا لع عند أبى الحسن. لكن أن يكون جمع شارب أولى؛ ألنه إن كان اسم جمع على مذهب سيبويه؛ فجمع اسم الجمع في القلة كجمع الجمع، من حيث كانا مشتركين في الداللة على الجمع.

وإن كان الشرب جمعا على رأي أبى الحسن، فجمع الجمع قليل، ال يحمل سيبويه صيغة الجمع عليه ما وجد عنه مندوحة، إنما يقر بجمع الجمع إذا لم يجد سيبال إلى غير

ذلك. ومن ثم ذهب الفارسي في قراءة قرأ )فرهن مقبوضة( إلى انه جمع رهن؛ كسجل وسجل، وسقف وسقف، واستجاز هذا على قلته، كراهية أن يحتاج إلى أن

يقول إن رهنا: جمع رهان، ورهان: جمع رهن. وإنما ذلك من أبى على فرار من جمعفافهمه.الجمع. فلهذا قلنا غن: )شروب(: جمع شارب، أولى من كونه شرب،

الكالم مستحسن تق^ود)لـنـا

السحاب تق^ود^ كما(عظماها

اي إذا اعتبرنا مآثره، وامتثالنا مفاخره، لقنتنا مستحسن الكالم فيه، وفادته لنا، كماسحابا.يقود السحاب

تراه^ أن يرضها لملـنـائلـه خيلـه فضنت لو)

Page 156: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(يرضاها اي لو شعرت خيله انه إنما يعدها للهبة، وإنه إنما يهب منها الخيار المرضية؛ لم ترض

لسائله.هذه الخيل أن برى عنها راضيا، الن مارضي منها موهوب آلمله، ومبذول (عقباها السرور تزيل ثمكـرائنـه طرباتـه تسر)

الكرائن: جمع كرينة وهي المغنية. والكران: الع^ود. اي إن الكرائن ذا غينه أطربنه،روب فوهب لهن، وسرهن بذلك. ثم تجاوز الطرب ذلك الحد فيهبهن جميعهن للش

فيأسين لفراقه، فتزيل عقبي الطرب سرورهن لهبته إياهن لنداماه. والهاء في )عقباها( راجعة إلى الطرباتز وكان حكم )طرباته( بتحريك العين ألنه جمه )فعلة(

ن مثل هذا، إلقامة الوزن، أنشد الفارسي:اسما، لكن الشاعر إذا اضطر سك أحـشـاء عـودن ذكر أبت

قـلـبـه خف^و الهوى ورقضات قاالمفاصل في

مـوهـوبة بـكـل)مــولـــولة

زيرهـا قاطـعة(ومـثـنـاهــا

)ولولتها(: أنينها لفقده، و )قطعها الزير والمثنى(. ندم لمن حصلت عنده، ممن ليسنده.

فـي الـقـذاة عوم تعوم)زيد

األمير كف جود من(يغشاها

زبدك اي مزبد، ليس على الفعل، ألنا لم نسمع زبد، وإنما هو على النسب، اي ذو زبد، كما ذهب إليه سيبويه. اي هذه الموهوبة محتقرة في جملة عطائه كاحتقار القذاة في

التيار.معظم في الخمر تجد^ ال)

(تالفاهـا خلة انتشى إذامكارمه اي كرمه طبيعة، فسواء عليه صحا او سكر، ال يقع في كرمه تقصير قبل الخمر، وال

البحتري:خلة تسدها الخمر. وهذا كقول الكئوس قبل من يكرم

عليهم ابنة هيجته كريم لقلنا

الكرم وأراد )تتالفاها( فحذف إحدى التاءين، كراهية اجتماع المثلين. وهذا مطرد في اللغة، و

. :) سكر) انتشىأدناها دون الراح فتسق^طأريحيتـه الراح تصاحب

أريحية الراح: يتكرم بها اللئيم، ويزداد كرما بها الكريم فهي على كل حال توجد مزية لم توجد قبلها، وأريحية الممدوح طبيعية بالغة غاية تكون أريحية السكر مقصرة عن

أدنى منازلها. فكيف أن توجد فيها مزية لم تكن من قبل؟ )تجمعت في فؤاده جوهر، والدهر عرض، وال يكون الجوهر جزءا من العرض، ولكن استعاره له صنعة واقتدارا.

قوله:وقد بين ذلك إلى الزمان برز ولو

شخصا مفرقه حد لدمى

حسامي ولما جعل له فؤادا استجاز أن يجعل له همة، ألن الفؤاد مطية الهمة. وحسن ذلك قوله. )تجمعت في ف^ؤاد الدهر منها واحدة،

ويضيق عما سواها.مان ذا من أوسعبـأزمـنة حظهـا أتى فإن) الز

Page 157: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

(أبداها اي فإن أتى حظ هذه الهمم التي ال يسع فؤاد الزمان منها، إال

واحدة بأزمنة أوسع من هذا الزمان، أبدى الممدوح تلك الهمم، التي ال يبديها إال أن يضيق الزمان عنها. و )حظها( هنا كقوله:

)جدها(. وقوله: )بأزمنة( أحسن من قوله: )بزمان(، بعد أنيحتكله الوزن؛ ألن الجمع أبلغ من الواحد.

(بموتاها أحياؤها تعثرواحدة الفيلقان وصارت) واحدة: اي فيلقا واحدة، وإنما صارت الفيلقان فيلقا ال ختالطهما، حتى كأنهما اتحدنا.

الواحدة.والهاء في )أحيائها وموتاها(: عائدة إلى الفيلق (قتالها بعد الدهر ينظرهاوال الكـمـاة قتلها يعجبها)

يقتله.اي إذا قتل الفارس فارسا أعجبته ذلك، ثم ال يلبث أن يتاح له فارس آخر (ألبهاها أقمارها تسجد^فلك في النيرات ودارت)

عنى بالفلك هنا: ذات المعترك، حيث التقت األمالك واألبطال األنجاد. وكال هذينالملك.القبيلين )أقمار( فهي )تسجد ألبهاها( يعني

السـالح المتقي الفارس)بـه

الوغي عليه المثني(وخيالها

اآلخر:يتقي به السالح، ألن السالح ال يؤثر فيه، بل هو المؤثر فيها كقول ذلك لدفع الدروع فوققـلـوبـهـم الالبسين

اي إن أفئدتهم أوقى لهم من دروعهم، ألنها أثبت صيانة، وأنشد منها حصانة، وثنى الخيل، ألنه أراد خيله وخيل عدوه، ألن الحرب إنما تقوم بطائفتين متضادتين. ولذلك

قال بعض األوائل، من الحكماء األفاضل: الحرب حينئذ ذو طبيعتين متضادتين، ايالحرب.قوامها ذلك فان بطل أحد الضدين بطل

حـيائهـا من أنكرت لو)يده^

آثارها الحرب في(عرفناها

ذهب قوم إلى أنه يجل عن الفخر بتأثيره في عداه. فلو أنكرت يده ذلك لعرفنا أن هذهاآلثار لها.

والذي عندي أن آثار مفاخره في العالم حسان، وذلك بإغناء فقير، وافتكاك أسير، وبثفضل، وإقامة عدل.

أما آثاره في عداه فقبيحة الصور. ألنها إنما هي إفساد جواهرهم، وتغيير ظواهرهم وبواظنهم. قلو أنكرت يده هذه اآلثار، حياء من قبحها، لعرفنا نحن أنها لها، ألنه يؤثر في

هي.العدي هذا التأثير إال التي تخفي وكيف)

زيادتـهـا بعض الموت وناقع^

(سيماها يعني يده، اي وكيف تخفي آثار هذه اليد، التي سوطها وناقع الموت جزء من سيماها.

عنى بناقع الموت: السيف، وبالزبادة: السوط وذلك أنه يضرب بالسوط، ويقتلسيماها.بالسيف. وإذا كان هذا بعض سيماها، ونتيجتها الضرب والقتل، فما الظن بكلية

(الله كالموحد وعبدة^آلهة كالعابدين الناس) اآللهة: ال تغني عبادها، والله يغني عباده. يقول: فمن أمل غير هذا الملك، لم يستغن

بواحد عن آخر، مع ما ينتج له ذلك من قلة الغنى، ومن أمله كفاء، وأغناه، عمن سواه،كما يفعل ذلك بعبده اإلله.

ايضا:وله

Page 158: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

العـامـدين الوفود عدد^)لـه

كل السالج دون الش(والعقل

اي ال يقصد المحاربون، ألنه ال يطمع فيه أحد، فلذلك ال يعد له السالح، وإنما يقصدهكل والعقل، ألنهم يسألونه الخيل للحرب، واإلبل للدية. ووفد اآلملون، فعددهم الش

يسألون.العرب انما بغيتهم ذلك، فهم يعدون الشكل والعقل، ثقة منهم بهبته لهم أيدي على تمسى)

(البدل او بقيتها او هيمواهبه اي أن مواهبة مستبدة بخيله وابله، ال مطمع لإلبقاء فيها. وقد

اجاد أبو الفتح في تمثيله اياه بقول العرب في الشيء إذا استبدبه أمر ما، فلم بك ابتزازه منه مطمع. )وضع على يدي عدل(.

ومعنى البيت: أن يهب جوده خيله، وخيار ابله ألوائل الوفود عليه، وما بعدها في المنزلة، وهي البقية، لمن يفد يعد الوفد األول.

حتى إذا لم يبق من خيله وال ابله شيء أعطى بعدها العينوالورق.

والبدل هنا: اسم وقد يكون ظرفا في غير هذا الوضع. فاذا كان اسما كان بمنزلة البديل، قال سيبويه: وتقول: أن بدلك زيدا، اي إن مكانك زيدا. قال: وإن جعلت البدل بمنزلة البديل، قلت: إن

بدلك زيد، فلحق باألسماء. وأراد: )أوبدلها( فجعل األلف والال عوضا من اإلضافة، ألن كل واحدة منهما للمعرفة وجعل

للمواهب )أيديا( تحكما على الصنعة، وتأنقا في البالغة، وليشعر أنه إنما وازى به قول العرب فيما ينسب منه: )وضع على يدي

عدل(. إلى يده من يشتاق^)

سبيل (األسل ينبت إليه شوقا السبل: المطر، كناية عن العطاء، يقول: يشتاق إلى يده، حتى أن األسل ال ينبت إال

ليباشر راحته، فيروي بنائلها كريه بالسحاب، بل أكثر. وإن شئت جعلت حظ األسل من نائل كفه، ما يسقيها من الدم. وقوله: شوقا إليه ينبت األسل: جعله في موضع الصفة

األمر.لسبل. وشوقا مفعوال من أجله، وهو يسميه سيبويه عذرا لوقوع (بلـل تقبيله من بالناسبها أقام أرض حمى فإذا)

اي إذا حل بحصى أرض، قبله الناس بين يديه، حتى تبل أسنانهم اي تقبل وتنعطف إلى الباطن. وحصى منصوب بفعل مضمر. اي إذا حل حصى أرض )وأقام بها(: تفسير

للفعل المضمر، ألنه إذا أقام به فقد حله، وأراد: فباأناس، فحذف الفاء للضرورة، وهوسيبويه:كثير في الشعر، أنشد

الله الحسنات يفعل منيشكرها

الله عند بالشر والشرمثالن

اي فالله يشكرها. والهاء في )بها( راجعة إلى الحصى، الن الحصى يؤنث ويذكر، وكذلك كل جمع بينه وبين واحده الهاء. وال تكون الهاء في )بها( عائدة إلى االرض ألنه البد في الفعل من مضمر يرجع إلى المفعول، اال أن يحذف لضرب من االستخفاف،

كما قد بين سيبويه في غير موضع.

Page 159: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

ولو كانت الهاء راجعة إلى األرض، ولم تع^د إلى المفعول الذي هو الحصى، لقلت: )زيدا ضربت هندا( مريدا )ضربت زيدا ضربت هندا(. وهذا ال يقوله أحد، البد في الفعل

الظاهر من ضمير ملفوظ يه او مقدر، يعود إلى المفعول المنتصب بالفعل المضمر. وقال: )من تقبيله(: حمال على التذكير، والعرب تقول: شجر أخضر، وخضر، وحصى

وسود.أسود (الحيل بك ضاقت إذا إالتعرفـه منك أفر تلق ال)

يخاطب بذلك لوهوذان، يقول له: من عرفت أنه أثبت منك فراسة فال تعرض له ما وجدت عن لقائه مندوحة، وال تحاربه ما أمكنتك مسالمته. يعظه بذلك، وكأنه مستهزئ

به. فإذا ضاقت بك الحيل ولم تجد بدا من لقائه، فقد استحققت المعذرة. وقوله أفرس منك: صفة موضوعة موضع االسم اي رجال أفرس منك. وحسن وضع

الصفة هنا موضع االسم، ألنها قد تقوت بقوله: )منك(. وأيضا فإن منك مناسب لالضافة، والمضاف اسم. وتعرفه: جملة في موضع الصفة، كأنه قال: ال تلق رجال

لديك.أفرس منك، معروفا ما وفوق السماء فوق)

(نـزلـوا غاية أرادوا فإذاطلبوا اي رتبتهم في أرفع الغايات من الرتب. بحث ال يمكن مزيد إلى فوق، فإذا أرادوا غاية ما غير تلك الغاية، نزلوا إلى األسفل منها، اذ ال تمكن غاية إلى فوق، ألن مراتبهم في

بعينه:أسنى الغايات وأرفع النهايات. وقد قال هو في هذا المعنى

ريا يبلعك هل وقالوا ـ شئت إذا نعم فقلتالـثاستفاال

ايضا:وله غشية ظن كما ليس)

عرضت خاللها في فجئتنى(قاصـد

كان أبو الطيب توقع أن يلومه محبوبه لنومه بعده، وحملمه بخياله فيه. فقال: لعل مرسلك إلى أيها الخيال، ظن أنى نائم،

أوخلتنى أنت يا خيال كذلك، ليس كما ظننتماه، حالى أشد من أن أنام عليها، وانما هي غشية. فإن الباشق يغشى عليه، وليس من شأنه أن ينام فال ألحقن منكما مالما، ألني لم أخل بحق العشق

إذا لم أنم. وانما كنت مخال به لو نمت، فجئتني في خاللها قاصدا، اي في خالل تلك الغشية. وعيادة الخيال اياه في تلك الحال، أبلغ

وأعرف من عيادته اياه في حد النوم، ألن المغشى عليه بمنزلة الميت، والنائم قد يدرك أشياه كثيرة مما يدركه اليقظان،

كالضحك واالحتالم وغير ذلك وما علمنا أحدا من الشعراء ذكر أنحياال ألم به في غشية اال هذا.

وقوله. )قاصد( في موضع نصب على الحال، فكان حكمه على هذا )قاصدا( إال أن من العرب من يقول: )رأيت زيد( في حال

الوقف.قال:

كأنـي جنبي شتر الدف على القين جعلمـهـدأ

Page 160: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

إبرلألعشى:وأنشد الفارسي

أطيل قيس المرء إلىعصـم حي كل من وآخذ^السري

وال يكون )قاصد( في موضع رفع على البدل من التاء التي في خلتني، ألن المخاطب ال يبدل منه للعلم بمكانه، واألمن من التباسه. وذلك لم يجز سيبويه )بك المسكن مرت(.

الكتاب.وقد أثبت ذلك غير دفعة في هذا أبدلفدعوتها بدت المنايا إذا) (الحائد بداله نونا

سفه رأى وهو ذان في محاربته فنا خسرو، ثم عذره، فقال: إن المنايا إذا المت فإنما قولها ودعاؤها: )أبدل نونا بداله الحائد(: اي صير )الحائد( )حائنا( وهو الهالك. وليس

مقال، ألن المنية ليست بنوع ناطق، انما هي عدم حرارة الروح، وذلك عرض. ولذلك قالواك برد فالن، إذا مات، يذهبون إلى انقطاع الحرارة الحيوانية، لكن استعار القول

حيده.للمنية. وإنما أراد أن: )الحائد( الذي يحيد عن الموت، إذا وافاه حينه، لم يغن عنه (الرائد أهله قبل يأكلهانابـتة بلوك لما رأوك)

الرائد: الذي يطلب الكأل للحي، فيقول لوهوذان: هزمتك طالئع عسكر فنا خسرو قبله، ولم ينتظروا يك معظم الجيش، احتقارا لك، وتهاونا بك، وإكراما لكوكب الجيش، فكنت كالنابتة المحتقرة المستصغرة التي يأكلها الرائد قبل أهله؛ ال ينتظرهم بها، وال يدعوهم

إليها، احتقارا لقدرها واستنزارا لخطرها. و )نابتة(: صفة أقيمت مقام الموصوف. وحسن ذلك، ألنها قد قويت بالجملة التي بعدها، فضارعت االسم بهذه الصفة، ألن الموصوفة في األصل إنما هي األسماء. هذا مذهب سيبويه. وإنما اراد: خاله نابتة

ذلك.وحشية، او نبقة، او نحو والسـهـام ومتق)

مـرسـلة إلى حابض عن يحيد^

(صارد الحابض: السهم الذي يقع بين يدي الرامي من ضعفه. والصارد: النافذ. يقول: إن

اإلنسان ال ينفعه احتسابه، وال يقيه احتراسه، فرب متق للموت في الحرب وقد أرسلت السهام، فنفر عن الحابض، ولو وقف له لم يضره، ويعدل إلى النافذ، فيقتله، وهو في

كل ذلك مصرف بيد القدر.ايضا:وله

( (رعبه من يخفق^ فؤادهطالب حاجته قضى فال يقول: إن الموت قدر محتوم، وقضاء مجزوم، وسواء فيه الشجاع، والجبان الفزاع،

فإذا كان األمر كذلك، فالجازع ملوم، والجبان مذموم. فمن الحق أن يدعى على الطالب الشديد الهيبة، أال يظفر من حاجته إال بالخيبة. والجملة التي هي قوله: )فؤاده

يخفق^ق من رعبه(: في موضع الصفة لطالب. و )طالب(: صفة وضعت موقعالموصوف. وحسن ذلك، ألنه قد قرن بالصفة، فضارع االسم.

والهاء في )رعبه(: إن شئت رددتها إلى طالب، وإن شئت إلى قوله: )فؤاده(. والبيتاإلحجام.مشتمل على الدعاء على كل من إذا رام اإلقدام، أورثه الجبن

عن تضعف أن حاشاك)ـائرحمل (كـتـبـه فـي الس

اي حاشاك أن تضع^ف عن احتمال ما قدر الفيج بالنعي على احتماله؛ اي إذا كان الفيج )وهو الرسول غبال قدميه( يقول: جاء على احتماله في كتبه، وهو متكلف مع ذلك

رجله، وعادم رحله، فأنت أحجى باحتماله على ترك استهواله.ايضا:وقال

(الحبال في األيل وقيدت)

Page 161: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

األيل: اسم للجنس، وأنث على معنى الجماعة، وقد يجوز أن يكون )أيل( على اعتقاد ضمة مجتلبة للجمع، كما ذهب إليه سيبو[ه في دالص وهجان. وقد أثبت األيل واشتقاقه

(.ووزنه وتكسيره، وما فيه من اللغات، في كتابي الموسوم بالمحكم)(األوعال من الف^در وأوفت)

األوعال: شياه الجبال، الف^در: المسان يجوز أن يكون جمع فدور، فاألصل على هذا)ف^در( إلى أن بني تميم يسكنون ثاني الضرب استخفافا.

ويجوز أن يكون جمع فادر، كعائد وعود، ألن سيبويه قد اعتد )بف^عل( بناء من ابنية(.تكسير فاعل)

(الضال بقسى مرتديات)

يعني قرونها. شبهها فب انعطافها بقسى العرب، وهي تتخذ مندر الجبلي، ألف^ه منقلبة عن ياء. وذكر بعض الضال وهو الس

متأخري أهل بغداد أنه وجد بخط )جعفر بن دحية(؛ رجل من أصحاب ثعلب. )الضأل( مهموزا؛ فاشتقه ذلك البغدادي حينئذ من

الضآلة، وذلك ألن الجبلي منه أقل ريا ونعمة من المائي، وذلك قال البغدادي: ثم وجدته بخط ابي إسحاق، )يعني إلراهيم بن

السرى الزجاج(: أضيل المكان: أنبت الضال. فإذا كان ذلك، فال أثر للهمز في الضال، وال طريق إليه. وإنما هو كتاب، فمحاالبغدادي حيئنذ ضبط جعفر، وعول على خط أبي إسحاق.

(األثقال أثقل تحت ولدن) قيل: الجبال، وقيل: القرون. فإن قلت: فإنه لم يولد بقرن، فتقول: إنه عنى )بأثقل

األثقال( والقرون؟ قلنا إن لم يولد بالفعل معها، فإنه مولود معها بالقوة، ألن نبتةالفعل.القرون لألنواع المفطورة عليها، خلقة طبيعية، فالبد من خروجها إلى

فالي من منعتهن قد) (الت اي تشابكت القرون على رؤس األيابل، حتى لو حاولت التفالي، منعها اشتباك قرونها

رؤسها.من الوصول إلى ( (الهزال في األجسام تشرك ال

اي أن القرون ال يلحقها سمن وال هزال، كما يلحق األبدان، ألنها ليست متصلة بلحم ودم، وال هي في ذواتها كذلك. ولو اتزن له أال يشرك األجسام في السمن والهزال، لكان أقعد بالحقيقة، ولكن السمن والهزال، انتفى أن يشركها في السمن، فاكتفى

صاحبهبأحد الضدين من (األمثال أشنع فيها رأينالـظـالل إلى تلفتن إذا)

وهالتها.اي إذا رأت األيابل ظالل قرونها، استبشعتها (الجهال سبة في زيادةلـإلذل خلـقـن كأنما)

يعني القرون صاحبها ذليل. فيقول: كأن هذه القرون إنما خلقت لتدل علي على ذلة األوعال، كما خلقت للقرنان، وإن كان القرون له. وإنما هو تمثيل. وقوله: زيادة فس

القرون.سبة الجهال: اي أن الجهال يتشاءمون كثيرا بالق^رون، ويكنون أحدهم بأبى (لألكفال األطراف نواخس)

بأطرافها.اي طالت القرون منها، حتى نخست األكفال (اآلطال من ينفذن يكدن)

Page 162: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

اآلطال: الخواصر، واحدها: وإطل. وقد قيل: اإلطل وضع، واإلطل: فرع. يقول: في القرون شعب تكاد تنفذ الخواصر، حدة واعتراضا. وأراد: يكدن ينفذن اآلطال، فزاد

)من( على رأي أبى الحسن، ألنه يرى زيادتها في الواجب، وسيبويه ال يرى زيادتها فيه.ذلك.ويجوز أن يكون أراد من اآلطال إلى اآلطال، اي من اليمين إلى الشمال وبنقيض

(باإلقبال اإلدبار شبيهة) اي في وجوهها من لحاها ما يشبه إذنابها، فقد تشابه القبل والدبر، وقيل: يريد عموم

أدنابها.قرونها، لظهورها بالتعطف عليها إلى (نضال كبدي كبد كل في)

نصال.كبد النصل ما بين عيريه. اي في كل كبد أيل ووعل من هذه الوحش المقنوطة (القالل من يهوين فهن)(واإلرقال األظالف مقلوبة)

اي هذه األيابل واألوعال يهوين من قالل الجبال، وهي أعاليها، منعكسة أظالفها وأذنابهاأجسامها.على

رحل سبب عنها فكان) (الت(إقالل إلى إكثار تشويق)

اي أكثرنا من القنص حتى مللنا، وشوقنا اإلكثار إلى اإلقالل، فكان ذلك سبب الترحال عنها. )فعن(: متعلقة بالترحال المقدر قبلها، وال تكون متعلقة بالترحال الظاهر ألن

)عن( حينئذ من صلة المصدر، وما كان من صلة المصدر لم يتقدم عليه، وجعل )سببالترحال( اسم كان، ألنه معرفة و )تشويق إكثار(. خبرها، ألنها نكرة، فالبيت مضمن.

رت وقللت؛ فجعلته وقال سيبويه: أكثرت، جئت بكثير، وأقللت؛ جئت بقليل فأما كثوقليال.كثيرا

(بالـآللـي طعنت آللئااإلآلل موضع جعلت ولو) )اإلآلل(، الحراب. وأحدتها؛ )ألة(؛ وذلك لبريقها ولمعانها. أل

الشيء يؤل أال: برق. اي لو جعلت مكان الحديد والمحدد لؤلؤافعلت به من القتل ما يفعل الحديد، ألنك مؤيد منصور.

وقيل: اراد ولو جعلت أصحاب الحراب من جيشك صواحب الحلي لقتلت بهن عداك، ألن السعد والبأس إنما هولك. واراد

)طعنت بالآلليء( فأبدل الهمزة إبداال محضا، ليس على التخفيف القياسي، وإن كان مثله في اللفظ. وإنما أبدل إبداال كليا غير

قياسي، لمكان الوصل، ألن التخفيف القياسي في نية التخفيف. والهمزة المخففة ال يوصل بها، فكذلك المخففة التي في نية

المخففة ال يوصل بها. وقد بينت ذلك غير دفعة في هذا الكتاب، وفي غيره من كتبي. وإنما اعدته لظرافته ودقته، وأنه ال يفهمه إال الدرب. فمن أنس به أحبه ووااله، ومن نافره قلنا فيه؛ من

جهل شيئا عاداه.وله ايضا:

الشعب مغاني) في طيباالمغاني

بيع بمنزلة من الرمـان (الـز

Page 163: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

يعني بالشعب: شعب بوان وكان في طريقه إلى شيراز، مربه فأعجبه. يقول: فهذه المغاني في حسنها بمنزلة الربيع في أرباع السنة. اي أن هذه المغاني أطيب المغاني

وأعشبها كما أن الربيع آنق أرباع الزمن وأخصبهل. جعل هذا المكان في جملة األمكنة بمنزلة الزمان، أعنى الربيع في جملة األزمنة، وهذا

بالزمان.من عجيب االقتران، أعنى تمثيله لمكان العربي الفتى ولكن)

فـيهـا واليد الوجه غريب

سان (وال بوان هذه؛ ي بالد فارس، وال عرب هنالك إال غرباء، فكنى بغرابة األعضاء عن غرابة

الجملة. وقيل؛ غريب الوجه، أن ألوان العرب األدمة، واهل فارس بيض، وأما غربة اليد فقيل، إنه عنى به الخط، وال يعجبني، إنما عنى به الجود، والجود للعرب. وأما اللسان

قليل.فألنهم أعاجم، والتفسير األول هو الصحيح، أعنى أنه ال هرب هناك إال الورق^ الحمام غنى إذا)

(الـقـيان أغاني أجابتهافيها اي أنها أرض طيب ورفاهية، واعتدال هواء، فإذا غنى الحمام فيها، جاوبتها القيان طربا

اللهو.إليها، اي أن أهلها ال يتركون من أحوج بالشعب ومن)

(البـيان إلى وناح غنى إذاحمام اي أن أهل بوان أعاجم، ال يفصحون، كما أن الحمام كذلك. وجعلهم أحوج إلى البيان

.من الحمام؛ مبالغة وإفراطا في الكالم، إذ يوجد لغناء أهل بوان ترجمان، ألنهم أناسي الوصفان يتقارب وقد)

(متباعدان هما وموصوفاجدا اي هؤالء األعاعم في قلة االيضاح، وعدم االفصاح، كهذه الحمائمن وإن اختلف نوعاهما

فهما متباعدان بالنوع، وذات الجوهر، متقاربان في عدمهما البيان. ويحمل أن يريد أن اإلنسان يقرب الموصوف بوصفه له، حتى لكأنه حاضر، ولكنه يبعد

أفعاله.لعدم إحاطته بجميع أحواله، وغرائب في منها الشرق^ وألقى)

ثيابي (البـنـان من تفر دنانيرا يصف شعب بوان؛ وهي مدينة معروفة في طريق شيراز. والشعب: الطريق في

الجبل. والشرق: الشمس. يقال، طلعت الشرق، وال يقال غاب الشرق، فيعني أنعب التي بين الورق، فإذا شجر هذا الموضع أشب ملتف، ضيق الخصاص، وهي الش

طلعت الشمس تخلت أظواؤها خالل الورق، مستديرة كالدنانير من الذهب، في الشكل واللون، إال أنها إذا حلت الكف، فهمت بالقبض عليها حال ظل البنان بينهما؛

واعتراض دون ما في باطن الراحة من أشكال الضوء. وقد قدمت الفرق بين تشبيههقوله:إياها بالدنانير هنا، وبين تشبيهه إياها بالدراهم في

الطير من القي ضوؤها إذافرجة

مثل البيض فوق تدور الدراهم

.عن تفسير ذلك البيت. وقوله: )منها( اراد من نفسها، وصرف ) للضرورة) دنانير(جبان قلب منه ويرحلشجاع قلب على به يحل)

اي أنه إذا رأى أضيافه نازلين به، فرح فقويت ذاته وإذا رآهم راحلين ساءة ذلك،فضعف منه ما قوى.

فعلى هذا القول، تكون الشجاعة والجبن لقلب هذا الممدوح. وقد يجوز أن يكون ذلك. ألفئدة الضيفان، اي أن الضيف إذا نزل به وهو زاهد في الحياة، غير فرق من الموت،

Page 164: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

لما لحقه من الكد والجهد، فرأى ما لدى أبي شجاع من خصب المكان؛ ولين أخادععليه.الزمان، والخفض واألمان، راقه ذلك، فأحب الحياة، وكره الوفاة، بعكس ما كان

األعضائ بمفزع دعته)منـه

او الحزب: بكر ليوم(عوان

المفزع: المستغاث. ودعته: سمته. فيقول: دعته هذه الدولة عضد الدولة، الن األعضاء إنما تدفع عن نفسها بالعضد، وهي

حاملة اليد، فكذلك هذه الدولة، لما وجدت مفزع أعضائها بالعضد، دعته عضدها. فقوله: )بمفزع( في موضع المفعول

الثاني؛ ألن هذه )دعوت( التي بمعنى سميت تقول: دعوته زيدا،ودعوته بزيد، كقولك سميته إياه، وسميته به.

قال سيبويه حين ذكر هذا النحو. وكذلك دعوته التي تجري مجرى سميته، يعني إنها تتعدى إلى مفعولين: كطما يتعدى سميته

إليهما. قال: فإن أردت الدعاء إلى أمر، لم تجاوز مفعوال واحدا. يعني نحو التي في قوله تعالى )سواء علكيم أدعوتموهم أم أنتم

صامتون(: وكقوله له سبحانه: )أجيب دعوة الداعي إذا دعان( وقوله: )ليوم الحرب(. اي إلى يوم الحرب. )بكر أو عوان(: يدل

من الحرب. وقد بين معنى هذا البيت بقوله: امتنعت الدولة بعضد)

وعزت عضد ذي بغير وليس(يدان

اليدان: إما أن يكون هما الكفين، وإما أن تكون القوة. حكى سيبويه: ال يدين بهالك، لم يعن )تثنية اليد(، فنفي الجارحتين؛ ولكنه نفي الق^وة. وأراد: )اليد بهالك(، فوضع االثنين

موضع الواحد الدال على الكثرة؛ فدلت التثنية من الشياع على ما يدل عليه الواحدالدال على الكثير أعني المنفي بال؛ ألن ذلك الواحد متفرق للنوع المنفي بها.

وقد تجيء التثنية تدل على الكثير. أنشد الفارسي للفرزدق: وكل رفيقي كل رحل ونظيره قوله تعالى في صفة السماء: )فارجع البصر هلى ترى من فطور، ثم ارجع

تين(. البصر كررات. والدليل على ذلك قوله. )ينقلب إليك البصر خاسئا وهو رتين( في موضع ك )فك

تين فقط؛ فنظر مرتين، لم يرجع البصر حسير(. فلو أمره أن ينظر في السماء كر خاسئا وهو حسير، الن البصر ال تيحسر من مرتين، انما يحسر من مرات. هذا تفسير

الحشر.الفارسي، بعد أن أعمل فيه إنعام الفكر؛ وقدر ما فيه من وراء غلوة فب الجماجم دم كأن)

العناصي ريش البلدان كسى

(الحيقطان ريش الحيق^طان: واحمر. والعناصي: خصل من الشعر. يقول: جرى الدم في عناصيهم

فاختضبت فاحمرت، ثم تمزقت شعورهم في المعترك وأطارتها الريح على األرض؛ فكأن العناصي المحمرة المتمزقة ريش هذا النوع من الطير. وجعل الدم هو الذي كسا البلدان، ذلك ألنه لوال الدم لم يشبه العنصوة ريش الحيقطان. و )في العناصي(. ظرف

فيها.في موضع الحال، اي مستقرا وكان) (أنيسيان حروف ياءي لهكـاثـراه^ عدو ابنا

Page 165: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

أنيسيان: تصغير إنسان، وهو أكثر حروفا من مكبره، لكن تلك الكثرة مشعرة بقلة، فال غناء لهذه الزيادة التي فيه، لما يلحقه من التصغير، ونقيصة التحقير. فهو يدعو

لفناخسر، فيقول: ال كاثرك ملك باثنين إال كانا كالياءين اللتين في )أنيسيان(، وكلتاهما زائدة، الغناء لهما. وأيضا فإنهما للتحقير: األولى للتصغير حقيقة، والثانية ال تلحق اال مع ياء التصغير، فهي بمنزلتها في الداللة على التصغير. فلذلك قلت إنهما جميعا للتحقير، ولم أعن أن ياء )أنيسيان( األخيرة، وياء التصغير ال تكون أبدا إال ثالثه. و )أنيسيان( من

شاذ التصغير.ايضا:وله

عن يقصر من لك فدى)(فـداكـا إال إذن ملك فالمداكا

واسما.)فداك( يحتمل أن يكون قعال، من لك فدى قبنا ولو)

(قالكـا لمن بالقاء دعونايساوي اي أنه ال يساويك أحدن فلو قلنا: فدى لك مساويك، لكان كقولنا: فدى لك ال أحد،

ذلك.وقاليه: داخل في لملكة كانت ولونفـس كل فداءك وآمنا) (مالكا

اي لو اشترطنا في فدائك المساواة، ألمن كل احد أن يكون لك فداء، وإن كان ملكا،مساواتك.ألنه مع ملكه وملكه مقصر عن

الحـب نثر يظن ومن) جـودا

نثر ما تحت وينصب(الشباكا

اي وفدى لك من أعطى وغرضه أن يستجر فائدة فاضلة بعطائه، بمنزلة القناص الذي يلقي الحب للطير، وقد نصب الشبكة تحته

ال قتناصها فال ينبغي أن يحمد على ذلك، ألنه ليس جودا فيالحقيقة، إنما هو دعاء إلى هلك.

وهذا مثل ضربه لمن طلب من الشكر أكثر مما يوجبه له نداهباك جمع شبكة كرقبة ورقاب، ورحبة ورحاب. والش

الشمس وعين أتتركني)نعلي

فيها مشيتي فتقطع(الشراكا

اي بكوني في حاشيتك، واعتدادي في صاغيتك، شرفت وعظمت حتى عدت كأن عين الشمي نعلي؛ فإذا فارقتك، كنت كمن مشى بهذه النعل، فانقطع شراكها، فسقطت،

فكان اختالل جزئها، سببا لعدم كلها. وإن شئت قلت: كساني قصدك شرفا، صارت به عين الشمس لي نعال فإذا بعدت

عنك، أخللت ببعض ذلك الشرف، ال بكله، فكأني قطعت الشراك الذي هو بعض النعل، فجعل الشرف كعين الشمس، وجعل فراقه لعضد الدولة المشى فيها، وجعل بعده عنه

عل، ولم يتوقع في كل ذلك إخالال بمنزلة انقطاع الشراك، الذي هو سبب اإلخالل بالنيقول:كليا، ألنه كان مزمعا للعودة إليه. أال تراه

يجـعـلـه الله لعل في اإلقامة على يعينرحـيالذراكا

وقوله: )فتقطع مشيتي فيها الشراكا(: نصب فيه )تقطع(، ألنه جواب االستفهام، والكالم متضمن معنى الجزاء. اي إن تتركني أسير وقد انتعلت بعين الشمس، قطعت

مشيتي شراك نعلي.

Page 166: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

وإن شئت رفعت على القطع، اي فإنها تقطع، وال يكون عطفا على )أتتركني( ألن قطع مشيته شراك النعل، ليس داخال في حد االستفهامن ومعنى هذا االستفهام اإلنكار

والتقرير، اي كيف تتركني على ما أنا به من الرأي، وأنت تعلم أن الذي أنا عليه منسفه.ذلك

داء من استشفيت قد)بداء

ما أعلك ما وأقتل(شفاكا

الداء المستشفى منه: تشوقه إلى أهله أيام كونه بشياز، وأهله بالكوفة؛ والداء المستشفى به من ذلك الداء: فراقه للملك. فيقول أما اآلن حين أزمعت اإلياب إلى

أهلك استشفيت من داء الشوق بفراق هذا الملك، وفراقك إياه أعود عليك باأللم. )وأقتل ما أعلك ما شفاكا(؟ اي أقتل ما أعلك اآلن؛ فراقك ألبي شجاع، على أنه قد

شفاك من شوقك إلى أهلك، فكان اشتياقك كالمرض، ومزاولتك لهذا الملك حينأزالت شوقك كالموت المذهب أللم المرض، وهو أشد من الم المرض.

ثم يخرج قوله )وأقتل ما أعلك ما شفاكا( على طريق العموم، فيصير مثال، كقوله: أرىوكذا:بصري قد رابني بعد صحة. وحسبك داء أن تصح وتسلما

بالسالمة ربي ودعوت جاهدا

السالمة فإذا ليصحنيداء^

أولى:وموضوع بيت المتنبي يعـرقـن ال البخت وأن)

إال العذافرة أنضى وقد

(اللكاكا البخت: جمع بختى، فحذفت ياء النسب في الجمع، ألنها بمنزلة التأنيث، في أنها داخله

على االسم بعد تمامه، أال تراهم قالوا ثمرة وثمر، ونخلة ونخل. )ويعرقن(: يأتين العراق. و )أنضى(: أهزل و )الع^ذافرة(: العظام. أخبر عن جماعة ما ال يعقل بشكل الواحد. حكى سيبويه عن العرب: الجمال ذاهبة وذاهبات. وال أقول )العذافرة( هاهنا

واحدة، الن ندى فناخسر عنده، أعظم من أن يصفه بأن تستقل به ناقة واحدة. واللكاك: األنيق الشداد، وهي اللحمة أيضا هنا. حكى سيبويه: ناقة لكاك، وأينق لكاك. والقول في هذا، القول في درع دالص وأدرع دالص. قان الكسرة التي في الجمع غير

التي في الواحد؛ واأللف غير األلف. وقد أعدت هذا القول مرارآ ألونس به المستوحش، فاني رأيتهم عند تفسيره لهم دهشين. ولو فهموا كالم سيبويه، أنسوا

إليه. ورواه بعضهم: )اللكاكا(. وف^عال: من الجمع العزيز؟ إال أن له نظائر جمة، كعرق

وعراق، وثنى ةثناء. وذد ذكر سيبويه وأهل اللغة منه حروفا جمة. وعليه وجه الفارسي قراءة من قرأ )إنا برآء منكم(. قال: هو جمع برئ كفرير وفرار، يعني ولد البقرة.

وجعل بعضعهم الفرار لغة في الفرير. ونظائره عريضة أريضة. ومعنى البيت: وليت النوم حدث هذا المحبوب الذي يريه إياي في النوم؛ حبه لي،

وتوحشه نحوي، أن البخت ال تبلغ بنا العراق حتى يضيها او يفنيها ما تحملته من نداك،اإلبل.لثقل ما حملتها إياه، من البدرو والخلع وهذا نحو قول أبى العتاهية يصف

وردن بنا وردن فإذامخـفة

صدرن بنا صدرن وإذاقاال

دى في قوله: )فليت النوم حدث عن نداكا(.والضمير في )أنضى(: راجع إلى الن المسامع طرب وكم)

يدري ليس أم ثنائي من أيعجب(عالكـا

كان عرضك النشر وذاك)مسكا

فهرى الشعر وذاك(والمداكا

Page 167: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

اي طرب السامع ال ستماع شعري، ليس يدري أي األمرين أولى بالتعجب منه، أجودة شعري فيك، أم رفعة عالك في ذاتها، ألن

شعري متناه في نوع الشعر. وعالك متناهية في نوع العلى؛ فقد تساويا في السبق والفضل. ولوال البيت الذي بعد هذا، لعد جفاء

من المتنبي، لتسويته شعره في نوعه بع^ال الملك في نوعها، لكن حسن ذلك بالبيت الذي اردفه به، فيقول: األريج الذي ذاع وشاع لشعري، إنما هو لعرضك السليم الكريم، فن عرضك هو المسك الذي إنما طبعه الطيب لذاته ال شعري. وإنما شعري هو بمنزلة

الفهر والمداك، الذين يظهران فوح المسك، وينشران نشره، النالمسك إذا سحق كان أسطع لعرفه، وأشيع لفوحه.

وأما شعري فلم يك له في ذاته طيب، إنما كان كااللة للطيب، أال ترى أن آلة الطيب ليس في طبيعتها فوح، إال بحسب ما تعلق بهذا من الجوهر الذي صرفت في صنعته. وقوله )ذاك النشر(: ذاك مبتدا، والنشر صفة له، وعرضك: خبر المبتدأ. وأراد: وذلك

النشر نشر عرضك. هذا إن عنى بالعرض اإلناء والذات، ألنها جواهر، والنشر عرض،

فال يخبر عن العرض بالجوهر. فلذلك احتجنا إلى تقدير حذف المضاف، كما احتجنا إليه في قوله تعالى: )ولكن البر من آمن

بالله( وذهب سيبويه إلى أن التقدير: )ولكن البر بر من آمن( عرض، و )من آمن بالله(، اي إيمان من آمن بالله ألن )البر

بالله(: جوهر، فقجر الحذف مضافا، ليخبر بالعرض عن العرض. قال الفارسي: وقد يجوز أن يكون التقدير، ولكن أهل البر من آمن بالله، وذلك لتقابل الجوهر بالجوهر ألن أهل البر جوهر، و

)من آمن بالله( كذلك فيخرج إلى باب )هو هو( ألن أهل البر هم المؤمنون بالله، وإن جعلت العرض هنا المجد وسائر أنواع

الفضائل، لم يحتج إلى حذف المضاف، ألن النشر والمجد كالهما ليس بجوهر )وذاك الشعر فهري والمداكا(: اي وكان ذاك الشعر.

وقوله )كان مسكا( إلى آخر البيت: تفسير لقوله: )وذاك النشر عرضك(. والمداك: صالية العطار، دكت الشيء دوكا: دققته وكان القياس )مدوكا(: ألن بناء ما يعتمل به )مفعل(، لكنه شذ كما شذ

المسع^ط وأخواته، وإن اختلف بناؤهما، فقد التقيا في الشذوذ. واحمد تحمدهما فال)

هماما لم إذا حامده يسم

(عناكـا اي التحمد الفهر والمداك اللذين عنيت بهما شعري، ألن حقيقة الطيب ليس لهما، فال

يستحقان شيئا من الحمد، وإنما ينبغي لك أيها الملك أن تحمد نفسك التي اقتنت المساعي، وأنبتت المعالي، باسندعاء القوافي، والثناء الوافي ويعني بالهمام نفس

Page 168: نص الكتاب - Najran Universitylib.nu.edu.sa/uploads/ba/94.doc · Web view(أذا الغ صن أم ذ ا الد عص أ م أ نت فتنة وذ ي ا الذي ق ب لت ه

مكتبة المتنبي شعر في المشكل شرح اإلسالمية مشكاة

الملك. وقوله: )إذا لم يسم حامده عناكا(: الهاء راجعة إلى الهمام، وأخبر عنه كما أخبر

الغائب، ألنه قد أخرجه ذلك المخرج لقوله )وأحمد هماما( فلم يكن بد من أن يعيد إلى الموصوف ذكرا من صفته، ألن قوله )إذا لم يسم حامده( في موضع الصفة )لهمام(،

وأراد إذا لم يسمك حامده، وإذا لم يسم حامده محمودا، فإنما يعنيك. وإن شئت قلت: معناه: لو لم يسمك الحامد لعناك، والقوالن متقاربان والمعنى مشتق

نواس.من قول أبى عليك أثنينا نحن إذا

بـصـالـح وفوق نثني كما فأنتنثني الذي

األلفاظ جرت وإن يومابمـدحة

لغيرك الذي فنت إنسانانعنـي

ولو قال: )إذا لم يسم حامده عناه( كان حسنا، ولكنه حمله على المعنى، ألن المرادالمخاطبة.في كل ذلك

أبيه من شمائل له أغر) (أباكـا بها يلقي غدا اي قد أخذت شبه أبائك، صورة وفعال، وبنوك يستكملون شبهك ألنهم اآلن يشبهونك بعض الشبه، إذ لم يستكملوا خصالك، فإذا استكملوها أشبهوك، وإذا أشبهوك وأنت تشيه أباك، فقد أشبهوا أباك. وهذا يتألف في الشكل األول من المنطق. تقول: زيد

خالدا.يشبه عمرا وعمرو يشبه خالدا، النتيجة: فزيد يشبه مختص األحباب وفي)

بوجد معه يدعى وآخر

(اشتراكا يومئ إلى أن وجده لفراق عضد الدولة طبيعي ال عرشي، وإن

كان غيره يدعي مثل ذلك، فليس ذلك. في دموع اشتبهت إذا)

خدود ممن بكى من تبين

(تباكى )بكى(: كناية عن الطبيعى، و)تباكى(: كناية عن العرضى، ألن

التفاعل قد يأتى لغرض، إلظهار خالف ما األمر به في الحقيقة.أنشد سيبويه:

خزر من ومابي تخازرت إذا الدموع اشتبهت ذلك. اي: إذا على دليل خزر من فقوله: ومابي

يك لم الجريان، وسرعة الهمالن، من عليه هي بما الخدود، فيز فصل من بد هنالك والطبيعي. العرضي بين يميالمبارك. الشرح من انتهى ما آخر وهذا