اإلفخارستياعشاء الرب

حبث يف األصول األوىل لليتورجياومدخل لشرح القداس وتطوره من القرن األول حىت عصران احلاضر

لألب مىت املسكنيPages (37 - 49 )

مفهوم الكلمة وسرها -اإلفخارستيا

الجديد واإلنساناإلفخارستيا

Published by Dr Adel Ezzat

مقد مة الطبعة الثانيةاإلفخارستيا يف مفهوم املسيح

:كما قال املسيح لنيقودميوس خبصوص امليالد من فوق(3:3يو )»! إن كان أحد ال يولد من فوق ال يقدر أن يرى ملكوت هللا «+

:الوملا تعثر نيقودميوس يف الوسيلة، بسطها له على مستوى الزمان واملكان فق(5:3يو )».إن كان أحد ال يولد من املاء والروح ال يقدر أن يدخل ملكوت هللا «+

هكذا ابلنسبة لإلفخارستيا.إن كان أحد ال يقبل احلياة من فوق، ال يقدر أن يعاين احلياة األبدية

:قالفلما تعثر اإلنسان يف الوسيلة، بسطها املسيح على مستوى الزمان واملكان فيو )».م األخريفله حياة أبدية وأان أقيمه يف اليو ( اإلفخارستيا)من أيكل جسدي ويشرب دمي «+

54:6):وعاد فأوضحها

(57:6يو )».من أيكلين فهو حييا يب «+ يو )».ألبدإن أكل أحد من هذا اخلبز حييا إىل ا. الذي نزل من السماء( املسيح)أان هو اخلبز احلي «+

51:6)متى المسكين

األحد الثاني من الخمسين المقدسة

25/4/1999

اإلفخارستيا

مفهوم الكلمة وسرها

:»سر «مفهوم كلمة -1

بالعربية أصلها اليوناني»سر «كلمة

must»rion

رالشيء المخفي أو المستووهي تعني

Sacramentumوالمرادف الالتيني ولو أنه يفيد نفس المعنى، إل

أنه في أصله يحمل اتساعا أكثر، فهو يفيد معنى وثيقة

على مستوى عال ذات قيمة قضائية، أو خدمة إلهية على مستوى

.الكنيسة

ا في المفهوم الالهوتي، فكلمة وجمعها»سر «أم

ابتةة تفيد حقيقة أو حقائق إلهية ث»سرائر «أو »أسرار «

، ألنهةةا كانةةفومسةةتقرك كانةةف مخفيةةة ومكتومةةة منةة الةةدهور

أو أعلةةةى مةةةن مسةةةتوا فائقةةةة علةةةى قةةةدرك اقنسةةةا العقليةةةة،

ائةةه الروحةةي أو أكثةةر مةةن حاجتةةه، ثةة أعلنهةةا بروحةةه ألن ي

إلهةام ورسله وقديسيه ث للكنيسةة، وذلةإ إمةا بةوحي إلهةي أو

ن الةروا، في رؤيا أو بسةم األذذ أو بانفتةاا الة هن أو بتلقةي

أو كةةرمر ووصةةية صةةريحة واسةةحة بتسةةلي محسةةو كمةةا

.صن المسيح م تالمي في العشاء الرباني

ر واألسرار عموما حقائق تختص باهلل، إما في ذاته، كس

ا في عالقته بن ى سر الالهوت؛ وإم ا كسر الثالوث ويسم

ى سر التدبير اقلهي؛ و ا في اتحادنا به التجسد والفداء ويذسم إم

ي المعمودية واقفخارستيا م بقية أسرار الكن يسة كسر

(. 1)المعروفة برسرار الكنيسة الس عة

ها توما م غير ، وقد ق ل« بطر لم ارد»هي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بواسطة أسقف باريس ( س عة)7أول من حدد عدد األسرار الكنسية بالرق ()

.Oxford Dict. of Christ)-وقد أخ ت الكنيسة ال يزنطية ه ا التقليد عن الكنيسة الكاثوليكية (. م1439سنة )األكويني، وقننها بعد ذلإ مجم فلورنسا

Church, p. 1198.)وهي « نزهة النفو »وأول ذكر لها تحف أيدينا هو ما ورد في المخطوطة المعروفة باس . ، ث دخل ه ا التقليد إلى الكنيسة الق طية

ولكن يذظن أ مؤل ف . م1564أبريل -مار / بتاريخ برمهات ( 24لهوت )لكاهن مجهول، وأقدم مخطوطة لها معروفة لدينا هي الموجودك بدير أن ا مقار

د النشقاق ال ي حدث في وهو من آباء الكنيسة ال يزنطية في القر الثامن بع)ليس ق طيا أرثوذكسيا ألنه يورد أقوال ليوحنا الدمشقي « نزهة النفو »كتاب

(.م451مجم خلقيدونية عام

، وهو أه وأدق «مص اا الظلمة في إيضاا الخدمة»وعلى أي حال ل نجد ذكرا لتحديد أسرار الكنيسة بالعدد س عة في مخطوطة العال ابن ك ر المعروفة باس

لما بر ه . بمن كتب في األسرار في القرو األخيرك، وحتى ل ي كرها مجموعة معا، بل جاءت في كتابه ناقصة عن العدد س عة ومتفرقة على مدى الكتا ا ع

.العال عاش حتى إلى أوائل القر الراب عشر

ه ا باقسافة إلى أسرار

مثلأخرى ل ترخ تحديدها الالهوتي أو مواصفاتها بالكامل

مر )»سر ملكوت «، و(19:6أف )»سر اقنجيل «

»سر التقوى«،و(9:3تي 1)»سر اقيما «، و(11:4

(.16:3تي 1)

يسين وقد أعطى المسيح للكنيسة في أشخاص الرسل القد

الدهور وأن ياء العهد الجديد استعال أسرار المخفية من

كلها بحكمته الفائقة وتدبير بالروا القد لخدمة الدهور

:حسب قول القديس بولس الرسول

Eph 6:19

ند اف هارا وألجلي، لكي يذعطى لي كالم ع ذعل ج ي، أل ر تتاا فم بس

، يل نج اق

Mar 4:11

فذ »: فقال لهذ ي لكذ أ تعر قد أذعط ر ملكذوت للا ا ا. وا س ن وأم ين هذ م ل

كذل شي ج ف األمثال يكذو ذ لهذ ء خار

1Ti 3:9

ر ير طاه يما بضم ر اق س .ولهذ

1Ti 3:16

ر التقوى ي هذو س جماع عظ ر ذ : وباق ، ت ر وا، ظهر في الجسد في الر

ز به بين األذم ف تراءى لمالئكة، كذر ، رذ ن به في العال .في المجد ، أذوم

أنه جلكم،ألإ كنت قد سمعت بتدبير نعمة المعطاك لي «+

فني بالسر أونه تقدرو أ ال ي بحس ه حينما تقربإعالن عر

ف ال ي في أجيال أذخر لتفهموا درايتي بسر المسيح، يذعر

يائه به بنو ال شر كما قد أذعلن اآل لرسله القديسين وأن

(5-2: 3أف )».بالروا

ما ما هو لهوتي و: وقد استلمف الكنيسة ه األسرار جميعا

إلى هو كنسي، واستودعتها قلب قديسيها ومختاريها من جيل

ية جدا جيل بالتسلي من أساقفة وكهنة، وصارت الكنيسة غن

قط بل برسرار المسيح الفائقة ومؤتمنة وكارزك ليس لل شر ف

:ولدى السماء أيضا قعال ه األسرار

ف اآل عند الرؤساء والسالطين في ال «+ سمويات لكي يذعر

ور ال ي بواسطة الكنيسة بحكمة المتنوعة حسب قصد الده

(10:3أف )».صنعه في المسيح يسوع ربنا

قين أ ولكن، ومن القديس بولس الرسول أيضا، نعل عل الي

هو من العمق والمتداد بما ل يمكن أ »سر المسيح«

ول تذض ط فاألسرار هي ذخيرك التي ل تذحد . يذستقصى

:بلفظ، ول تذستنف

ر لي أنا أصغر جمي القديسين أذعطيف ه النعمة أ «+ أذبش

ر الجمي فيما بين األم بغنى المسيح ال ي ل يذستقصى، وأذني

».هو شركة السر المكتوم من الدهور في

(9و8: 3أف )

ق بين أسرار الالهوت والتدبير أي سر )ولكن يلزم أ نفر

. لكنيسةوبين أسرار ا( الثالوث األقد وسر التجسد والفداء

أل أسرار الكنيسة تقوم على ممارسات عملية بالصالك

لماء في كا: للتقديس تذستخدم فيها وسائط حسية منظورك

وج المعمودية، والزيف في التث يف، والخ ز والخمر الممز

وس بالماء في اقفخارستيا، والزيف في مسحة المرسى، و

.جةاليد بالصليب في الكهنوت، وفي التوبة، وفي الزي

بالصالك واستخدام وهك ا يذعت ر السر الكنسي عمال مقدسا يت

ة نعمة وسائط حسية منظورك تنال من خاللها النفس ال شري

.ومواه ه غير المنظورك

ف القديس أغسطينو السر الكنسي هك ا لشكل ا: ]وقد عر

( 12.[)المنظور لنعمة غير منظورك

سلمة لنا من المسيح ك ما هي، ومعروف أ أسرار الكنيسة مذ

عشاء مثل سر اقفخارستيا ال ي أكمله الرب بكل دقائقه في

يوم الخميس، ال ي من خالل الخ ز والخمر الممزوج وه نا

.جسد ودمه لغفرا الخطايا ولحياك أبدية

.1198ص -قامو أكسفورد للكنيسة المسيحية 12

عالقة ولكن ال ي يتحت علينا أ نعرفه ونق له هو أنه توجد

سر و( سر الالهوت)حية شديدك بين سر الثالوث األقد

لكنيسة وبين أسرار ا( سر التدبير اقلهي)التجسد والفداء

أ يدخل يتحت ( بالثالوث)فخ ر اقيما . بوسائطها المنظورك

من آمن واعتمد «: اخت ار الفعل والعمل حسب قول المسيح

، (16:16مر )»خلص( باس اآلب والبن والروا القد )

كيا يتحت أ يدخل أعماق البالتجسدقيما الفكري وا

فداء بالدم بالوالثقة اقيمانية . ال شري بالتناول من جسد الرب

لدم في يتحت أ تذمار عمليا بشرب ه ا اعلى الصليب

.اقفخارستيا

الك وباقيما والوحدك التي علمنا الرب أ نطل ها ألنفسنا بالص

والتي »اث توا في «: في دالة الحب الشديدك والثقة فيه بقوله

»ا واحدا فيناليكونوا هم أيض«: يصل ي أيضا عنا لآلب قائال

وأنف في أنا فيهم «و»ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد«و

لين إلى واحد ؛ ه الوحدك (23-21: 17يو)»ليكونوا مكم

ملية في الحقيقية الحية م الرب يسوع المسيح تت بصورك ع

رائري األسرار وباألخص في اقفخارستيا، بفعل خفي أي س

غير منظور ول محسو ، بقوك سمائية من فوق بالروا

كقول القد ، كقول الرب لنيقوديمو بخصوص المعمودية، و

، «: الرب لليهود بخصوص اقفخارستيا جسدي مركل حق

، من يركل جسدي ويشرب دمي يث ف في ودمي مشرب حق

56و55: 6يو )».وأنا فيه

Joh 17:21

دا كما أنإ أنف أي ي ذ واح يكذ ليكذو الجم ونذوا هذ أيضا ها اآلبذ في وأنا فيإ ل

ن العال ذ أنإ أرسلت يذؤم دا فينا ل .نيواح

Joh 17:22

ي أعطيت دا كما أنن وأنا قد أعطيتذهذ ذ المجد ال د ني ليكذونذوا واح .ا نحنذ واح

Joh 17:23

لين كم وأنف في ليكذونذوا مذ يعل العال ذ أن أنا فيه د ول إ أرسلتني إلى واح

كما أح تني .وأح تهذ

Joh Joh 6:55

ي مشرب حق ي مركل حق ودم .أل جسد

Joh 6:56

ي يث ذف في ي ويشرب دم . وأنا فيه من يركذل جسد

ح ذلك هكذا :والقديس يوحنا ذهبي الفم يوض

م لنا، إنه يلزم أن نفهم عجب هذا السر، وما هو، ولماذا سل ]

وما هي المنفعة من ممارسته، ألننا نصير جسدا واحدا

وهذا يتم باألكل،-كما قيل -وأعضاء من لحمه وعظامه

توانا ألنه هيأ جسده على مس... الذي سلمه لنا مجانا كهبة

.[لنتحد به كما يتحد الجسد بالرأس

(46على إنجيل يوحنا، عظة )

:EÙcarist…a« إفخارستيا»مفهوم كلمة -2

أي »الشكر «كلمة إفخارستيا تعني باليونانية عموما -1

بالشكر أو المسرة كما جاءت ( مجرد إحساس)اإلحساس

في ابن ( ب)، (27:2)في سفر المكابيين الثاني ( أ : ) قديما

في سفر األعمال -، وكما جاءت حديثا (11:37)سيراخ

(3:24:)

Act 24:3

طتك على سالم ج « لون بواس ه األ إننا حاص يل وقد صارت لهذ ة مصالح ز م

ك يز . بتدبير .زمان وكل مكان فيلكس بكل شكر في كل فنقبل ذلك أيها العز

ة)eÙcarist…anشكر ولكن ألجل «( أ ) ( مسر

ل بسرور هذا العناء الكبير (27:2مك 2)».الكثيرين، نتحم

الشكر ال تتشاور مع إنسان حاقد في كيفية «( ب)

eÙcarist…aj.«( 11:37ابن سيراخ)

¦metر بكل شكفنقبل ذلك أيها العزيز فيلكس «( ج )

p£shj eÙcarist…ajأع )».في كل زمان وكل مكان

3:24)

Act 24:3

طتك على سال « لون بواس يل وقد صارت لهذ إننا حاص ة م جز ه األم

ك يز فيلكس بكل فنقبل ذلك أ . مصالح بتدبير شكر في كل يها العز

.زمان وكل مكان

استخدمت أيضا بمعنى »إفخارستيا «ولكن كلمة -2

ء كان أي شكر معبر عنه بتقدمة ما سوا، «تقدمة شكر»

وقد استخدمت (. 13)ذلك بالتسبيح أو بالصلوات أو بالذبائح

«بنوع مخصوص في حالة ( كصالة)»إفخارستيا «كلمة

كر فكل صالة مقدمة هلل فيها ش»شكر هللا على خلقة العالم

ى وهذا »إفخارستيا «من أجل خلقة العالم كانت تسم

يعتبر أن ( 14)القديس إيرينيئوسالتعبير يهمنا جدا ألن

هو شكر هللا« لسر اإلفخارستيا»من األهداف األساسية

.بلسان الخليقة من أجل خلقة العالم وبركاته لإلنسان(13) Philo, De Victimis, C. 9, C. 4.

(14) Irenaeus, Haereses, IV. 18, 4.

للتعبير »إفخارستيا «أما في الكنيسة فتخصص كلمة -3

السر عن سر الجسد والدم كتقدمة عموما أو للتعبير عن مواد

.أي خبز اإلفخارستيا وخمر اإلفخارستيا-»التقدمة «

مل مشتقات طقسية تتعلق بع»اإلفخارستيا «ولكلمة -4

» eÙcariste‹nإفخارستين«الليتورجيا، منه الفعل

استخدمه المسيح عندما »إفخارستين «فالفعل : ومشتقاته

ثم تناول «: أمسك بيده الكأس المملوءة خمرا ممزوجا بماء

لو )».”eÙcarist»sajإفخاريستيساس “كأسا وشكر

17:22)

«: هكما استخدمه المسيح أيضا عندما أخذ خبزا على يدي

لو )».”eÙcarist»sajإفخارستيساس “وأخذ خبزا وشكر

19:22)

Luk 22:17

موها بينكم خذوا هذ «: ثم تناول كأسا وشكر وقال ه واقتس

Luk 22:19

ي«: ائال وأخذ خبزا وشكر وكسر وأعطاهم ق ي الذ يبذل هذا هو جسد

ي. عنكم كر .»اصنعوا هذا لذ

رد أنه شكر، بل إن»وشكر «ولكن كلمة ه هنا ال تفيد مج

شكر من أجل أدى وقدم الفعل فعل الشكر الطقسي، أي

وهذا كان .الخليقة وبركة هللا لها الخاصة بهذا الموقف

لثاني والقرنين يعمله التالميذ، ثم من تسلموا منهم في القرن ا

الخبز الثالث والرابع إذ كانوا يتلون صالة شكر خاصة على

فنا بذلك القديس الشهيد يوستي ن، وكما جاء والخمر، كما يعر

ي بعدكما سيأت-في تعاليم الرسل وقداس سيرابيون

«عل ولكن في علم الالهوت اإلفخارستي يعرف أن ف-5

لخبز أي فعل الشكر الذي قدمه المسيح على ا»إفخارستين

كعمل والخمر والذي كان يمارسه التالميذ، أصبح يقيم

فعندما شكر المسيح على الخبز والخمر أو(. 15)تقديس

أو «قدس»عندما كان يعمل التالميذ ذلك، فهو بمثابة

ح لنا القديس الشهيد يوس. «بارك» تين أنه وفي هذا يوض

بز الشكر على الخبمجرد أن يتلو رئيس اإلفخارستيا

مادتي يصيران في الحال والخمر الممزوج بالماء

( يحةذب)أي يصير الخبز تقدمة ، (يتحوالن)إفخارستيا

(.16)إفخارستيا(ذبيحة)والخمر تقدمة إفخارستيا (15) Grimm, Lexicon New Test. s. v.

(16) Justin Martyr, Apol. I. 65.

ا في الكنيسة األرثوذكسية اآلن فال »تقليد متأخر «أم

ل هذا إال بيصير تالوة التقديس عد حلول وال يتم التحو

وذلك بعد تالوة الشكر والبركة،الروح القدس عليهما

.والتقديس مع الرشومات

ح أيضا القديس يوستين الشهيد أن الشك ر الذي يتلى ويوض

شكر هللا على بركات الخليقة»على الخبز والخمر هو

على وهو مضمون صالة الشكر التي كانت تقال، «والفداء

.كل من الخبز والخمر

« فعل»د بع: ]وباختصار، نفهم من كالم القديس يوستين أنه

، أي مباشرة الشكر « سر»على الخبز والخمر يتم الشكر

[. ارستياإفخيصير الخبز والخمر « اإلفخارستين»بعد سر

ب حتى وقد اقتصرت على ذلك الكنيسة الالتينية في الغر

ا في كنائس الشرق عموما فيتحتم استد عاء الروح اآلن، أم

لالقدس بعد الشكر للحلول على الخبز والخمر ليتم ا .لتحو

( كرتقدمة ش)أي أن الخبز والخمر ال يصيران إفخارستيا

ة هذا بل باستجابفقطبفعل رشومات التقديس والشكر

القدس وذلك باستدعاء الروحالتقديس والشكر لفعل الروح

: ي يقولويؤيد ذلك بوضوح القديس إيرينيئوس الذ.وحلوله

ليس Epiclesisبعد استدعاء الروح القدس إن الخبز ]

:من شقينإفخارستيابعد خبزا ساذجا بل

(17).شق أرضي وشق سماوي

(17) Irenaeus, Haeres., IV. 18, 5.

«إفخارستيا»ولكن الذي يهمنا من هذا اآلن هو كلمة

ا مقدسا، التي تعني هنا سر

ي والقدسي أو بالحري اإللهي والتي أخذت مضمونها السر

ز الذي يتلى على الخب»اإلفخارستين «أي فعل الشكر من

بحلول الروح القدس والخمر، ومن قبول هذا الشكر

.وتحويل الخبز والخمر إلى مادتي اإلفخارستيا

والمعروف أن التقليد المنحدر إلينا من القديس-6

يضا إلى أن إيرينيئوس والقديس يوستينوس الشهيد يشير أ

التي أطلقت على سر عشاء الرب ال»إفخارستيا «كلمة

ارستين إفخ-فقط من فعل الشكر ( الشكر)تشتق هذا االسم

، الفداءبركات الخليقة وعلىالذي يشكر فيه هللا على -

م على مادتي الخبز والخمر تق أيضا ، بل ويشوالذي يتم

أي-من تقدمة ذات المادتين المختارتين في هذا السر

ة فهما يقدمان كصعيد-خبز الحنطة وعصير الكرم

وكتقدمة شكر هلل مختارة عن كل الخليقة( أنافورا)

ليست مستحدثة، فهي واردة في »أنافورا «وكلمة

وهي المصدر -nafšrein¢، وكلمة 19:51المزمور

لقديم وردت في النسخة السبعينية للعهد ا- £nafor¢من

اقتبستها »األنافورا «و»تقديم الذبيحة «لتعطي معنى

اصطالح الكنيسة في البدء على فم العالمة أوريجانوس ك

ثم استخدمها كاتب ((18،»إصعاد الصعيدة «عام يفيد

وبعد ذلك (. 19)ذاتها»الصعيدة «قوانين الرسل بمفهوم

يقوله استقرت األنافورا اآلن بمعنى الجزء الرئيسي الذي

ورا، أي الكاهن في سر اإلفخارستيا حيث تشمل البروسف

.تقديم الصعيدة في البدء(18) Orig., In Evang. John, VI. 33, 34.

(19) Apostolic Constitutions, II, 59, 4; VIII, 47,3.

Psa 51:19

ينئذ تسر بذبائح البر محرق ة ح مة تام ينئذ ي . ة وتقد دون على ح صع

ك عجوال .مذبح

ه ع لى والعالمة أوريجانوس يشير إلى ذلك في رد

لسس «ادعاءات ون ضد المسيحيين على أنهم ال يشكر»ك

ن يعلنواآللهة كما يليق، إذ يرد عليه أن المسيحيين

هلل بتقديمهم الخبز المدعو إفخارستيا الذيشكرهم

ل إلى جسد مقدس يقد س الذين يتناو .لون منهيتحو

ماني وتقدمة الخبز والخمر يسميها القديس كلمندس الرو

، والدسقولية تسميها (ذورونdîron)« تقدمة عطايا»

القربان «وإيرينيئوس ويوستين يسميانها »ذبيحة «

»باكورة ثمار عطايا هللا «و»الجديد الذي للعهد الجديد

ة الخبز بين تقدمترابطا مقصودا والمدقق يالحظ أن هناك

ده ودمه الذي أكمله المسيح بجسعن الفداء للتعبيروالخمر على ما عن شكر هللا، بجانب التعبير في سر اإلفخارستيا

ففي . حأكمله من بركات الخليقة بواسطة الكلمة يسوع المسي

الشكر ة يسل م للكنيسعمل عبادي واحد استطاع المسيح أن

الكامل مع وهكذا ج،عن أعمال كل من الخليقة والفداء معا

بصالة واحدة الرد البشري الالئق على كل أعمال هللا

يا ولذلك أصبحت اإلفخارست. ورحمته وعنايته باإلنسان

، وقلب كافة الصلوات، مركز كل العبادة على األرض كلها

ورد ، وقمة التعبير الصادق عن عالقة هللا باإلنسان

دائم اإلنسان بالشكر المستمر على تدبير هللا القائم وال

.للخليقة كلها والعالم

ها كلها ولذلك أيضا نجد أن صلوات اإلفخارستيا يتخلل

عددة رنة فرح وتهليل سماوي باعتبارها تسبحة شكر مت

الجوانب واالتجاهات، صادرة من فرحة الحياة الجديدة

واسطته التي نالها اإلنسان بالتجسد اإللهي الذي صار ب

.تقديس الخليقة كلها وفداؤها مبتدءا باإلنسان

د اإللهي فهي الجس!!واإلفخارستيا هي ذبيحة التجسد

ن فداء المذبوح والدم اإللهي المسفوك الذي يعب ر ع

ة اإلفخارستيا، في ذبيحتتباركفالخليقة كلها ، الخليقة كلها

فخارستيا، وفي اإل. واإلنسان يفدى، والعالم كله يتقدس

ر والماء، فإن بركات الخليقة ممثلة وقائمة بالحنطة والخم

.والعالم كله ممثل وقائم بواسطة الكنيسة

اة)لذلك تحتم أن تضم اإلفخارستيا في صلواتها : المسم

ت كل األقطار وكل أجناس الخليقة من كل ما ينب( األواشي

ب على األرض من كل نبات، وكل ما يطير في الهواء ويد

عالم على األرض، ومن كل فئات الناس، فالخليقة كلها وال

يسين كله مرفوع بالصلوات والبخور، بل وكافة أرواح القد

يع الجموالمالئكة تشترك في الصالة في هذا السر، ألن

نها واإلفخارستيا أل!!داخل في صميم أبعاد اإلفخارستيا

ا في أصبحت بالتالي تضم كل خليقة مجسد المسيح ودمه

:من تحت كقول المسيحالسماء من فوق وما على األرض

، فاذهبوا دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى األرض «+

(19و18: 28مت)». وتلمذوا جميع األمم

Mat 28:18

على األرض لي كل سلطان في السماء و دفع إ «: فتقدم يسوع وكلمهم قائال

Mat 28:19

دوهم ب يع األمم وعم ذوا جم وح ال فاذهبوا وتلم بن والر .قدس اسم اآلب واال

:وكقول الرسول بولس

ليجمع كل شيء في المسيح ما في السموات وما »+

(10:1أف )«.على األرض في ذاك

Eph 1:10

، ليجمع كل نة لء األزم تدبير م يح، ما في الل سماوات شيء في المس

، في ذاك وما على األرض

لحقيقة وكل ما قلناه هنا ليس هو اجتهادا منا، بل هو في ا

من وحي وإحساس صلوات اإلفخارستيا األولى

ووضوحها وبساطتها المذهلة التي وصفها لنا القديس

يوستين الشهيد، وأيضا ما

تعاليم الرسل «تكشفه لنا صلوات اإلفخارستيا في كتاب

ي وبقية الليتورجيات، فإن صلوات اإلفخارستيا ف»

مضمونها الكلي هي توقيع دائم لمقاطع قانون اإليمان

ومختصر ألعمال هللا في العهدين،

مل هللا فقد روعي فيها أن تكشف بترتيب وبدقة درجات ع

ليها الكاهن واستعالنه في الخليقة مبتدءا بالخلق، يص

لسان آدم بخشوع في تعبيرات كلها شكر وامتنان، ويقولها ب

أو بروح اإلنسان الخالد ي ا؛ خلقت لي السماء سقف «: المفد

»وثبت لي األرض ألمشي عليها

: ردوسثم مرورا بكل أعمال هللا الحكيمة في الخليقة والف

حت أظهرت لي طبيعة الحيوان؛ وأخضعت كل شيء ت «

ثم غواية الحية، ثم سقوط آدم، وخروج قضية »قدمي

الموت، ثم إعطاء الناموس وظهور األنبياء، واستعالن

ل ربطتني بك «: تدبيرات هللا في القديم تمهيدا للخالص

»دية المؤدية إلى الحياة واأل

وع المسيح، وأخيرا استعالن تدبير تعطف هللا بظهور يس

ء الذي يبلغ وأخبار التجسد والتأنس والخالص وعمل الفدا

شاء على القمة في ترديد كلمات المسيح التي قالها وقت الع

ثم »اصنعوا هذا لذكري «: الخبز والخمر حسب وصيته

امة في أخبار اآلالم والصليب والقبر ونزول الجحيم والقي

ن ثم الصعود والوعد بالمجيء الثاني م. اليوم الثالث

م ث. السماء لدينونة األحياء واألموات وحياة الدهر اآلتي

.تقديم الخبز والخمر للتقديس

يسة تستدعى الكنوأخيرا، وكختام لهذه الصالة اإللهية،

ل حي ث تصبح بفم الكاهن الروح القدس لتكميل سر التحو

ا بل منهالتقدمة إلهية فال يعود يجوز الصالة عليها،

ال يعود يوجد حيث يتم التجل ي ف، ينبثق التقديس ويمنح

تؤكل على المذبح أرضيات تخدم بل سماويات معلنة

!بالسر ويتعجب منها بالمجد

وهكذا، بتهليل وفرح مذهل وشكر فوق شكر، تنتهي

لقيامة اإلفخارستيا بإحساس ما سينتهي إليه العالم في ا

ان، ويلبس العتيدة عندما تتجلى الخليقة وعلى رأسها اإلنس

الكل في الفاسد عدم فساد، ويستعلن هللا في الكل مالئا

. الكل

ن ويخرج المؤمنون من الكنيسة وكأنهم آتون وقادمون م

.السماء

ولكن الذي استقر في الكنيسة على ممر الدهور هو أن

أصبحت محددة بسر الجسد والدم »إفخارستيا «كلمة

قوال : رالمقدسين، بكل ما يحويه هذا السر من معاني الشك

لخليقة وفكرا وعمال على ما أوالنا به المسيح من بركات ا

يعته وتقديس وغفران وفداء وقيامة وثبوت واتحاد بطب

اإللهية ونوال روح الحياة بكل نعم ومواهب الروح

.القدس

ي لقد كشف المسيح بكل وضوح عن طعام جديد روحان

في «يتعاطاه اإلنسان الجديد المخلوق على صورة هللا

، ليحيا به وتدوم حياته (24:4أف )»البر وقداسة الحق

وض الطعام المادي الذي يتعاطاه اإلنس ان إلى األبد، ع

:وقد أوضح المسيح ذلك في قوله. العتيق ويموت

اة من يؤمن بي فله حي: الحق الحق أقول لكم. 1 «+

.أبدية

اإلفخارستيا واإلنسان الجديدrVvVr

. ة وماتواآباؤكم أكلوا المن في البري. أنا هو خبز الحياة.

هذا هو الخبز النازل من السماء، لكي يأكل منه اإلنسان

إن . أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. وال يموت

.أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى األبد

والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل. 3

(51-47:6يو )». حياة العالم

Joh 6:47

ن ب : الحق الحق أقول لكم ية من يؤم .ي فله حياة أبد

Joh 6:48

.أنا هو خبز الحياة

Joh 6:49

ية ومات .واآباؤكم أكلوا المن في البر

Joh 6:50

ن السماء لكي ل م نسان وال ي هذا هو الخبز الناز نه اإل .موت يأكل م

Joh 6:51

ن الس ي نزل م ن هذا. ماء أنا هو الخبز الحي الذ الخبز يحيا إن أكل أحد م

ي هو ج . إلى األبد ي أنا أعط ن أج والخبز الذ له م ي أبذ ي الذ ل حياة سد

.»العالم

كر الحقائق ا ج المسيح في هذا القول بذ :آلتيةيتدر

، الذي إن من يؤمن بالمسيح، ينال الحياة األبدية-1

:يشرحه إنجيل القديس يوحنا في موضع آخر بقوله

من إن من يسمع كالمي ويؤ: الحق الحق أقول لكم «

نة، بل قد يأتي إلى دينوبالذي أرسلني فله حياة أبدية، وال

(.24:5يو )»انتقل من الموت إلى الحياة

بر وهذا في الحقيقة هو حال اإلنسان الجديد الذي سمع خ

د ثانية البشارة، وآمن واعتمد للمسيح، ويكون هو الذي ول

ت من فوق ومن الماء والروح، وصار مهيأ لدخول ملكو

الحق الحق أقول «: هللا حسب كالم المسيح لنيقوديموس

يولد من الماء والروح ال يقدر أن إن كان أحد ال: لك

د المولود من الجسد جسد هو، والمولو. يدخل ملكوت هللا

(6و5:3يو )». من الروح هو روح

Joh 3:5

ن الم إ : الحق الحق أقول لك «: أجاب يسوع اء ن كان أحد ال يولد م

ر أن يدخل ملكوت للا وح ال يقد .والر

Joh 3:6

ن الجسد جسد هو والمولو وح هو روح المولود م ن الر .د م

م نفسه باعتباره الخ-2 بز الحي يعود هنا المسيح ويقد

الجديد الذي نزل من السماء لكي يأكل منه اإلنسان وال

. ديموت بعد، بل يحيا إلى األبد حتى وإن مات بالجس

يد اإلنسان الجدوواضح هنا أن الذي يغتذي بالمسيح هو

الذي ، ”من الماء والروح“و” من فوق“المخلوق جديدا

نلناه و، خلقه المسيح في نفسه بقيامته من بين األموات

.باإليمان والمعمودية

ي نفسه عاد المسيح وحدد بوضوح شديد كيف سيعط-3

خبزا ليأكل منه اإلنسان الجديد

ان الجديد ليحيا إلى األبد بأن حدد أن الطعام الروحي لإلنس

وهنا يدخل. سيكون جسده الذي يبذله عن حياة ال عالم

ي شديد الش فافية، المعنى في تصوير مستيكي أي سر

م جسده بمعنى أن ذبيحة حية على الصليبالمسيح سيقد

.مقدسة لآلب عن خالص العالم

ي نفسه عاد المسيح وحدد بوضوح شديد كيف سيعط-3

خبزا ليأكل منه اإلنسان الجديد

ان الجديد ليحيا إلى األبد بأن حدد أن الطعام الروحي لإلنس

وهنا يدخل. سيكون جسده الذي يبذله عن حياة ال عالم

ي شديد الش فافية، المعنى في تصوير مستيكي أي سر

م جسده بمعنى أن ذبيحة حية على الصليبالمسيح سيقد

.عن خالص العالممقدسة لآلب

إلنسان، وهذه الذبيحة الحية المقدسة لكي يتم عملها في ا

أن يأكل بإعطاء الخالص والغفران والحياة والبر، يتحتم

ي منها اإلنسان لكي يكون شريكا في فعلها اإللهي ا لسر

.الفائق

يأكل ولكي يعطي المسيح لكل إنسان الفرصة والحق ل

منها في كل مكان وإلى مدى جميع األزمان، قام يوم

اء الخميس المبارك برسم طقس ذبح الجسد على العش

بارك الفصحي مع تالميذه بأن أخذ خبزا عاديا وشكر و

وكسر، وأعطى لتالميذه برسم الجسد المكسور على

ي هذا هو جسد“: الصليب يوم الجمعة قائال بسر رهيب

. ”كم، خذوا كلوا منه كل(على الصليب)المكسور من أجلكم

ثم عاد وأخذ الكأس الرابع في طقس عشاء الفصح

الممزوج خمرا وماء، وشكر وبارك وأعطاه لتالميذه

، (بعلى الصلي)هذا هو دمي المسفوك من أجلكم “: قائال

.”اشربوا منه كلكم

ي ف ي الخبز وهكذا حقق المسيح، بالفعل اإللهي السر

لمذبوح والخمر، الوجود المستيكي اإللهي للجسد الحقيقي ا

.على الصليب والدم المسفوك عليه

ي ذبي حته الفصحية وهكذا حقق المسيح بالفعل اإللهي السر

من حتى أن كل من أكل. بجسده بواسطة الخبز والخمر

ي وهذا الخمر الفصحي ا ي، هذا الخبز الفصحي السر لسر

ي المسيح نفسه في حالة الذبيحة يكون قد أكل بالفعل السر

اة أبدية لكل الفصحية التي قدمها لآلب لمغفرة الخطايا وحي

.من يتناول منه

ي من ثم عاد المسيح ليوث ق هذا األكل والشرب الفصح

: جسده ودمه كعهد أبدي معنا، فقال باختصار ووضوح

نا أقيمه من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأ «

(.54:6يو )»في اليوم األخير

ي من ثم عاد المسيح ليوث ق هذا األكل والشرب الفصح

: جسده ودمه كعهد أبدي معنا، فقال باختصار ووضوح

نا أقيمه من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأ «

(.54:6يو )»في اليوم األخير

ا وخمرا ولكي يرفع عن ظن اإلنسان أنه يأكل خبزا ساذج

ألن جسدي مأكل حق ودمي «: ممزوجا ساذجا، عاد فأكد

(.55:6يو )»مشرب حق

ق المسيح بين أكل الخ بز والمعنى هنا عميق، إذ يفر

الساذج وشرب الخمر الساذج، وبين أكل الجسد اإللهي

.وشرب الدم اإللهي

ل إلى جسد المسيح ي استودع الذفهنا الخبز الفصحي المتحو

د أكال ساذجا فيه المسيح قوة وحياة جسد الكلمة المحيي، لم يع

هو ”الحق“و. مأكال حقايأكله اإلنسان بالجسد ويموت، بل

ر وال وهللا وحده هو الذي ال يتغي ، ما ال يتغير وال يزول

بالقوة بمعنى أن الذي يأكل الجسد ويشرب الدم الكائن، يزول

يأكل “إنما اإللهية في سر الخبز المكسور والخمر الممزوج

ي عن اس، ”يشرب الحق“و” الحق تيعاب وهو أعمق تعبير سر

الهوت المسيح الكائن في الجسد والدم الفصحي العامل

يح بعد لغفران الخطايا والحياة األبدية، الذي عبر عنه المس

عا بقوله من يأكلني فهو يحيا بي «: ذلك تعبيرا مبد

ال «: ، الذي في صميم معناه قال بولس الرسول(57:6)»

(20:2غل )». أحيا أنا، بل المسيح يحيا في

Joh 6:57

.يا بي فمن يأكلني فهو يح كما أرسلني اآلب الحي وأنا حي باآلب

Gal 2:20

يح صلبت، فأحيا ال أنا بل ا يح يحيا في مع المس ياه اآلن في فما أح . لمس

، إيمان يمان ي أحبني وأس الجسد فإنما أحياه في اإل لم نفسه ابن هللا، الذ

.ألجلي

ن يأكل من وهكذا أعطى المسيح عهدا أبديا موثقا أن كل م

، الخبز المكسور الفصحي والخمر الممزوج الفصحي

كل المسيح يكون قد أ، بسر اإلفخارستياالذي نعب ر عنه

ينا الذي صار ضم، بحال ذبيحة فصحية على الصليب

ى خميس لذلك يسم . لخالص اإلنسان غفرانا وحياة أبدية

سيح ، وهو العهد الجديد كقول الم”خميس العهد“الفصح بـ

ذه الكأس ه: كذلك الكأس أيضا بعد العشاء قائال “: العلني

” .هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك من أجلكم

(20:22لو )

من الجسد كما أعطى المسيح استعالنا جديدا لفاعلية األكل

من يأكل جسدي «: والشرب من الدم الفصحي بقوله

هذا الثبوت (. 56:6يو )»ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه

ي مع المسيح بواسطة اال شتراك في المتبادل بالفعل السر

يالجسد والدم، هو ما يعبر عنه الهوتيا باالتحاد . السر

:هكذاالذي عبر عنه القديس يوحنا في رسالته األولى

يح أما شركتنا نحن فهي مع اآلب ومع ابنه يسوع المس «

، «: كما عبر عنه المسيح بقوله(. 3:1يو 1)» أنتم في

،(20:14يو )»وأنا فيكم

Joh 14:20

.ي وأنتم في وأنا فيكم في ذلك اليوم تعلمون أن ي أنا في أب

1Jo 1:3

، عناه نخبركم به ي رأيناه وسم ك الذ ا . ة معنالكي يكون لكم أيضا شر وأم

ي مع اآلب ومع ابنه ي كتنا نحن فه يح شر .سوع المس

ي ليكون الجميع واحدا، كما أنك أنت أيها اآلب ف «: وقوله

، (21:17يو )»... وأنا فيك، ليكونوا هم أيضا واحدا فينا

لين إلى واح « يو )». دأنا فيهم وأنت في ليكونوا مكم

23:17)

Joh 17:21

دا كما أنك أنت أي يع واح ي ليكون الجم كونوا هم أيضا ها اآلب في وأنا فيك ل

ن العالم أنك أرسل دا فينا ليؤم .تنيواح

Joh 17:23

لي م وأنت في ليكونوا مكم يعلم العالم أنا فيه د ول أنك أرسلتني ن إلى واح

.وأحببتهم كما أحببتني

الذي أحدره لنا أن الطعام الجديد الروحي بهذا ندرك

م به المسيح من السماء كخبز حي إلهي، وهو جسده ليطع

هر اإلنسان الجديد ليحيا وتدوم حياته إلى األبد؛ هو جو

.العهد الجديد

ميم فنحن الذين أكلنا الجسد وشربنا الدم، دخلنا في ص

نه العهد الجديد وجوهره الذي صنعه هللا اآلب معنا بدم اب

ائنا الوحيد الذي شربناه من يده، فتغلغل االبن في أحش

ودخلنا نحن في عمق أعماقه وصرنا في وحدة أمام عين

ة وميراث االبن الوحيد .اآلب أهلتنا للبنو

د رفعته لإلنسان الجديد، ق-طعام الحق هذا -فاإلفخارستيا

ومن حال الخلقة الترابية التيمن األرض إلى السماء،

تدب على األرض كإحدى الدبابات إلى وجود سمائي

قداسة وكيان روحاني يتراءى أمام هللا في حال من البر وال

هذا لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب، و

ة مشيئة اآلب .كله كان حسب مسر

حامال بمفردهفي المعمودية يخرج اإلنسان الجديد غير أن

ألنكم جميعا «: حسب قول بولس الرسولالمسيح فيه

ذين اعتمدتم ألن كلكم ال. أبناء هللا باإليمان بالمسيح يسوع

وتلبسوا «، (26:3غل )»بالمسيح قد لبستم المسيح

ة الحق اإلنسان الجديد المخلوق بحسب هللا في البر وقداس

(.24:4أف )»

Gal 3:26

يمان بال يعا أبناء هللا باإل يح يسوع ألنكم جم .مس

Gal 3:27

ي ين اعتمدتم بالمس يح ألن كلكم الذ .ح قد لبستم المس

ن في أما في سر اإلفخارستيا فيخرج المؤمنون متحدي

كها، «: شركة معا ومع المسيح كأس البركة التي نبار

يس أليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الذي نكسره، أل

احد، هو شركة جسد المسيح؟ فإننا نحن الكثيرين خبز و

كو 1)». جسد واحد، ألننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد

(17و16:10

1Co 10:16

كها أليست يح؟ الخب كأس البركة التي نبار كة دم المس ي شر ره ه ي نكس ز الذ

يح؟ كة جسد المس أليس هو شر

1Co 10:17

د جس ين خبز واح يعنا نش فإننا نحن الكثير د ألننا جم ك في الخبز د واح تر

د .الواح

المسيح لهذا يقال للمؤمن إنه عضو واحد متمي ز في جسد

. دحسب موهبة الروح التي أخذها من هللا ليخدم بها الجس

احد أي ولكن يقال عن المؤمنين معا إنهم جسد المسيح الو

.كنيسته

ت ال كذلك فإنسان المعمودية الجديد من فوق، هو روح ثاب

تيا فهي أما اإلفخارس. يزول، على صورة خالقهيتغير وال

در ما يفنى سر التجديد الدائم لإلنسان، يتجدد فينا بق

صورة خالقه الخارج يوما فيوما، حيث يتغير اإلنسان إلى

في المجد من مجد إلى مجد كما من الرب الروح، كلما

الشركة مع أكلنا الجسد وشربنا الدم ودخلنا مجددا في سر

.المسيح وسلكنا بالروح

نهايه الفصل

دير القديس أنبا مقار

اإلفخارستياعشاء الرب

رجيابحث في األصول األولى لليتوره من ومدخل لشرح القداس وتطو

القرن األول حتى عصرنا الحاضر

لألب متى المسكين