الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

96
ي س هن لب ا ف ي ف ع ور ت ك الد ة ي ف ا ق ي ل ا ة ي و ه ل ا ة م ل و ع ل وا ة;pma& ي م ل عا ل ا) ن+ ي ب ورات ش من ارة ور ة اف ق ي ل ا ة5 ي ي ه ل ا عامة ل ا ة وري ش ل ا ات ت ك ل ل2009 1

Transcript of الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

Page 1: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

الدكتور عفيف البهنسي

الهوية الثقافيةبين العالمية والعولمة

2009 للكتاب السورية العامة الهيئة ـ الثقافة وزارة منشورات

1

Page 2: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

األول الفصل

والعولمة العالمية بين

والعالمية العالم مفهوم - إشكاليةأ الحضاري التاريخ عبر ب- الحوار

الصراع نظرية وظهور الحضاري الحوار ج- غيابالعولمة إلى االختراق د- من

والعالمية العالم مفهوم أ- إشكالية

� األكثر اآلخر الطرف فإن الصراع عن أو الحوار عن العربي الخطاب في ه""ذا في نفوذا

الط""رف ه""ذا نفوذ بقوة الشعور بلغ ولقد,)أمريكا( )أوروبا( والغرب الشمال هو التقابل

� أننا كله. العالم كأنه عنه ثنتحد ما كثيرا

ال""رغم على فقط الشمال أو الغرب هو ليس العالم أن على للبرهان مجال من وليس

ومحيطات"ه بأرض"ه يس"توعب ال"ذي الكب""ير الك""ون ه"ذا ه"و الع"الم حجمهما، ضخامة من

أو األثري""اء من العبي""د، أو الس""ادة من ك""ونهم عن النظ""ر بصرف أجمعين، البشر وفضائه

أوMondialisme العالمي""ة أن يع""ني المحي""ط. وه""ذا شعوب أو المركز شعوب من الفقراء،

Universalismالناس قدر هي ،� إلى تس""عى مؤقت""ة مرحلي""ة اس""تراتيجية هي وليست جميعا

نينس""ااال المب""دأ ه""ذا وتوض""ح �،عالم""ا كون""ه حيث من البش""ر هي محدود. العالمية هدف

اح""ترام أفض""لية على التأكي""د م""ع أجناس""هم اختالف على البشر أواصر تقوية في �إسالميا

� متس"اوون الع"الم في إليهم. والبش"ر اإلس"اءة واتق"اء اآلخ"رين حق"وق بإنس"انيتهم أص"ال

أي من واإلنسان.وتبادلهم تفاعلهم خالل من بوجودهم يشعرون أهدافهم، في متقاربون

الدولي"ة واألنظم"ة والق"وانين األدي"ان جمي"ع ولكن,والش"ر الخ"ير من م"ركب كان جنس

وإحالل الش"عوب وحقوق اإلنسان حقوق لتحقيق الشر، على الخير سيادة لتحقيق تسعى

� والرف""اه والوفاق السلم والق""انون.واالس""تغالل واإلره""اب والهيمن""ة الح""روب عن بعي""دا

ه""و الصراع، قانون هو وليس العالم في المتفاعلة الذاتيات بين الحوار قانون هو العالمي

ه""ذا فإن الحضارات صراع عنوان تحت الجهات حوار عن نتحدث وعندما,اإللهي القانون

� يؤول""ه أن الجدي""د الع""المي النظام يحاول الذي العالمي القانون خارج يقع الحديث ت""أويال� نهاية عنو الحرة، التجارة نظام وعن ،Globalisation العولمة عن يتحدث عندما استعماريا

أن من الكاره""ة، القناع""ة إلى بن""ا تص""ل خبيث""ة مق""والت وهي الحضارات، وصراع التاريخ

قطبي""ة هيمن""ة إلى انتهت والمحي""ط المرك"ز بين والض""عيف، الق"وي بين الجدلي""ة الحركة

2

Page 3: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

المجي""د الماض""ي ذكري""ات من إال, وج""وده مقومات جميع فقد الذي المحيط على واحدة

الماضي. حلم كان كما المستقبل حلم اصبح الذي

ويحميه""ا، الع""الم ض""من الح""وارات ينظم جهاز عن للبحث يدفعنا العالمية عن الحديث

إلى تس""عى مؤسسة أنها إال العالم، عليا" تقود "دولة المتحدة األمم منظمة تكن لم وإذا

م""ؤتمر من""ذ المتح""دة األمم ميث""اق نص فلق""د إليه""ا، تنتمي التي الدول بين الحوار تنظيم

وفض الع""الم، في واألمن الس""لم حف""ظ األمن مجلس ه""دف أن1944 أوكس دومبارتن

دون الح""ؤول المنظم""ة ه""ذه مهمة أن وواضح األعضاء. الدول بين والخالفات المنازعات

ح""ل في األمن مجلس نجح ال""دول. ولق""د بين س""لمي لح""وار المج""ال مفس""حة الص""راع

� الت"وازن ك"ان عن"دما ال"دول بين اإلشكاالت االتح"اد علي"ه يواف"ق ق"رار اتخ"اذ في ممكن"ا

وحل""ول الس""وفياتي االتح""اد وزوال الشيوعية انهيار المتحدة. ولكن والواليات السوفياتي

� غير, مكانها االتحادية روسيا المجلس. هذا فرارات توازن في اآلخر القطب دور من كثيرا

األمن. مجلس قرارات على وحيد قطب سيطرة لظهور المجال في وأفسح

� الدولي""ة المنظم""ة المتالك ال""دول آم""ال في""ه اتجهت الذي الوقت وفي في أوس""ع دورا

نفس""ها المتح""دة الوالي""ات أن""ابت ال""دول، بين الح""وار رعاي""ة وفي العالمي التوازن قيادة

مح""ل حلت ال""تي العظمى الدولة هذه أن نرى منازع. وهكذا بال الدولية للشرعية كممثلة

, الع""الم أه""داف هي أه""دافها جعلت ق""وة أص""بحت الع""الم، ب""ؤرة ذاته""ا اعتبار في أوروبا

ينظم جدي""د ع""المي نظ""ام عن األب بوش الرئيس أعلن إذ ،العالم مصالح هي ومصالحها

� سبب مما العالم، على الهيمنة واتفاقية ماستريخت معاهدة عقدت التي ألوروبا استفزازا

ة التجارة نظام وأعلنت الغات vومن, المتوس""ط البح""ر ودول األوروبي االتحاد ضمن الحر

مجلس في النقض حق لهما دائمين عضوين بتسميتهما اوألماني اليابان طالبت أخرى جهة

األمن.

مطالب تواكب كي صالحياتها وفي الدولية المنظمة بنية في النظر إلعادة ضرورة ثمة

إلي""ه وتص""ب م""ا لتحقيق, متساوية بحقوق واحدة أرضية كرة على تعيش التي العالم دول

التقدم. شديد عصر في متكافئ حوار من

ممثل""ة دولية مؤسسات فيها تحاورت أمور من1980 عام روما نادي في رأثي ما ولعل

وهي مس""لمة من المقدم""ة، التقارير انطلقت فلقد العالمية، معنى يحدد ما الخبراء بكبار

� برمته العالم أن �، أم كان متقدما � متأخرا �، أم كان برجوازيا منتص""ف من""ذ يش""كل اش""تراكيا

� العش""رين الق""رن � كال كلن""ا. ن""تراجع أن وإم""ا كلن""ا نتق""دم أن المص""ير. فإم""ا في متض""امنا

� روم""ا نادي في تم الذي الحوار ويتضمن � عرض""ا واق""ع وه""و شيالمع الع""الم لواق""ع دقيق""ا

الحوار. تقارير تذكر يطاق( كما أن )يصعب

3

Page 4: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

النظ""ام عليه""ا يق""وم أن يجب التي األسس تحدد دراسات تقديم المحاورون حاول لقد

والتكام""ل. ويرس""م التع""اون إلى الفوض""ى من الع""الم ينتق""ل كيم""ا الجدي""د الع""المي

�. االنتقال هذا تحقق التي اإلستراتيجية األسس تقاريرهم في المحاورون تدريجيا

م""ع الش""عوب تتراب""ط كي""ف, التالي السؤال األنتروبولوجيا، علماء أسئلة أهم من لعل

أن يجب نتح""اور لكي هام""ة، بنقط""ة الج""واب ويب""دأ. تتح""اور؟ وكي""ف الع""الم في بعضها

لن بأننا القناعة عن الجواب هذا اآلخر. ويصدر هو من نعرف أن يجب ثم نحن، من نعرف

� نكون � نحقق لم ما بشرا المجتمع إلى الصغير المجتمع من بدء� اآلخر، مع ومعاشرة حوارا

البش""ر ينتج""ه ال""ذي العالم العريض بعده في يحقق الذي هو الحوار الكبير. وهذا العالمي

حجم""ه ويح""دد البش""ري التفاعل بيئة هوف البشر، قبل للعالم وجود ال إذ فيه، يعيشوا لكي

البشري. التفاعل هذا حجم تهوأهمي

لةأالمس"" متط""ورة. وتبقى متشابكة معقدة هي بل بسيطة، العالم هذا تركيبة وليست

ال""ذاتيات ه""ذه تفاعل وطريقة الذاتيات، تنوع مسألة هي األنتروبولوجيا علم في األساس

في ن""راه الذي التنوع الذاتيات. هذا هذه بنى في الهائل التنوع من الرغم على بعضها، مع

والعقائ""د والعادات التقاليد تباين وفي, الواحدة الثقافية الذات في حتى اللغات تعدديات

� ص""عبة األن""ثروبولوجي العالم مهمة ليجع ما واألهداف. وهذا تعريف""ه عن""د وبخاص""ة ج""دا

� بوصفه العالم لمعنى �، تحوال كان التفجر. ولذلك درجة إلى التحول هذا يصل وقد مستمرا

�، منشأها يكون أن يمكن ال التي الثقافات واقع في النظر من البد تنطلق أن البد إذ عذريا

األواص""ر ت""برره الع""الم في الثقاف""ات ه""ذه بين الح""وار ف""إن وبالت""الي مشترك، ميالد من

نتيجة الثقافات بين التباين كان التحول، في كامن الثقافة جوهر البشر. وألن بين الثقافية

إذ الح""وار، تحق""ق التي المشتركة اإلنسانية اللغة فقدان التباين هذا يعني أن دون حتمية،

علينا يتعين ولهذا الداخل، من البشر بين يجري إنما المعرفي والتقدم الثقافي التحول أن

بوص""فهم الن""اس، بين تبادلي""ة نزع""ة ض""من اآلخ"ر، داخ""ل في التح""ول هذا عن نبحث أن

البعض. وفي بعض""هم مع مباشرة مواجهة عالقات في منه مناص ال نحو على مستغرقين

خزائنه تمثل بمتحف أشبه العالم " أن بنيديكت روث المؤلفة الثقافة" ترى "أنماط كتاب

البعض". بعض""ها م""ع متكامل""ة ولكنها والمستقلة، المتمايزة المعروضات من بمجموعات

متس""امح تفاعل تحقيق وأن البشرية، الطبيعة تحدده واقع التنوع أن الكتاب هذا أبان لقد

�. واآلخر الذات فهم في والتعمق ،التنوع هذا دراسة يتطلب البشر بين أوال

� ليس""ت الذاتي""ة أن القول إلى نخلص أن نريد � كيان""ا � مس""تقال � جام""دا الفع""ل عن متم""يزا

جه""ة، من وتاريخي""ة وقومية اجتماعية مقومات تفاعل محصلة هي بل والتحول، والحركة

� ثم""ة . إنأخرى جهة من داروينية غير أو داروينية جينية بيولوجية وتفاعالت � نزوع""ا فطري""ا

� ال""نزوع ه""ذا يص""بح أن ويمكن للتب""ادل، البش""ر ل""دى �. وه""ذه أو عرفاني""ا النظ""رة وج""دانيا4

Page 5: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

العالمي""ة. المنظوم""ة في التفاعل إلزامية بعيد حد إلى تفسر الوجود لطبيعة األنطولوجية

عن""د اإلبداع ويعني الثقافية، الذاتية تاريخ في واإلبداع التحول هو التبادلية، هذا يعزز ومما

فكرة تشكل التي السمات بالثقافة" "اكتشاف اإلنسان ينفرد "لماذا كتابه في كاريذرس

البشري". التواصل عن جديدة

�اتك"""ر ليس األرض على الن"""اس حي"""اة تع"""اقب إن والن"""اس أعلى، إلى تط"""ور دون را

وتف""اعلهم تع""اونهم م""دى المتق""دمين تق""ييم ويحكم, وتق""دمهم تط""ورهم في متف""اوتون

. اآلخر مع اإليجابي

هي أوروب""ا كأنم"ا أوروب""ا، عن الح""ديث عن""د وينتهي يب""دأ العالم تاريخ عن الحديث كان

" ت""اريخ له""ا ليس وش""عوب " أوروب"""ا كتاب عنه تحدث ما وهذا التاريخ، تملك التي وحدها

أوروبا به تتمتع الذي والثقافي االجتماعي التمايز أن يرى الذي, Woolf وولف إريك للعالم

� ثم"ة " إن ي"رى تاريخ. وه"و لها ليس التي الشعوب تاريخ تحديد في يساعدنا اس"مه كيان"ا

وحض""ارات لمجتمع""ات ومعارض""ين مس""تقلين وحض""ارة مجتم""ع ص""ورة في ن""راه الغرب

وأفض""ت النهض""ة، ثم المس""يحية روم""ا وأنجبت روم""ا، القديمة اليونان أنجبت لقد أخرى،

الص""ناعية، والث""ورة السياس""ية الديمقراطي""ة التن""وير عن وتول""دت التن""وير، إلى النهض""ة

المتحدة....". الواليات بدورهما لتثمرا الديمقراطية مع الصناعة وتداخلت

� يحدد أن كيان كل وبإمكان هدفها صنعت أوروبا نأ وولف ويعتقد � يكون وان هدفا قادرا

يع""رف ثاني""ة جهة الزمان. ومن إطار في هدف صياغة هو التاريخ ألن بالتاريخ، التنبؤ على

ي""ؤثر فع"ل وك"ل مترابط"ة، تف"اعالت تض""م متنوع"ة كوني""ة وح"دة أنه على العالم الكتاب

� اآلخر بالفعل �، أو سلبا وح""دة تفكي""ك تس""بب هيمن""ة أو ش""وفينية أو عص""بية كل وإن إيجابا

باآلخر. الموثق الكامل واالعتراف العدالة مبدأ على العالم فكاك تجميع العالم. ويتأسس

الع"الم لتحقي"ق ال"ذاتيات بين العالق"ات تنظيم نس"ق ه"و تجميع"ه يع"اد ال"ذي النسق ألن

س""ببية طبيع""ة ذات وول""ف بحسب البشرية الحياة إن كوني. ككيان طبيعته مع المنسجم

السببية. علة هي البشر بين والعالقات

تنتج إنها بل عالقات، في الحياة بمجرد تقنع ال البشرية الكائنات " إن غولديير وحسب

الظ""روف أي العالمي""ة البيئ""ة تش""كل ال""ذاتيات بين تعيش". والعالق""ات لكي العالق""ات

الحياة. ظلها في تجري التي األساسية

اس""تحوذت كونه""ا لمج""رد تاريخال ملكية تدعي أن جهة أية حق من ليس عامة وبصورة

اكتش""اف من وليس بطبيعت""ه، العالمية ةبالصف العلم يتمتع إذ والثقافة، العلم أسرار على

من مختلف""ة أنح""اء في أنج""زت فردي""ة وأعم""ال ألبح""اث نتيج""ة وه""و إال اخ""تراع أو علمي

واألوبئ""ة ك""األمراض عالمي""ة، مش""اكل هي العلم لها يتعرض التي المشاكل إن ثم العالم،

ب""ديهيات من العلمي الح""وار ك""ان والفضاء. لذلك المحيطات ومسائل الطبيعة وعوارض5

Page 6: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

� ولكنه العالم، ضمن اإلنساني التفاعل يك""ون عن""دما وبخاص""ة متك""افئ، غ""ير يب""دو أحيان""ا

الغ""رب، في يتض""ح م""اك التجاري االستغالل تحقيق واالكتشاف العلمي البحث من الهدف

�. ك""ذلك ال""ربح بقص""د واالكتشاف البحث وراء تجارية مؤسسات تقوم عندما وبخاصة أوال

� العلم يبدو � أحيانا ال"دمار وسائل تطوير على يقوم عندما والسياسي الحربي للتفوق سبيال

التف""وق لتعزيز سبيل هو الواقع في الدفاع.... ولكنه جهاز دعم بحجة الجزئي، أو الشامل

� العالم على متوازن. عالمي رفاه أو متكافئ حوار أي عن بعيدا

خدم""ة في والتكنولوجي""ا العلم تجع""ل اتفاقيات لوضع الدولية المنظمات تسعى ولذلك

وتوزيعه""ا العلمي الكش""ف مراح""ل بتقس""يم المشتركة. وذل""ك المشاكل ولحل اإلنسانية

وع""المي المنش""أ ع""المي التكنول""وجي النتاج لجعل العالم، دول من ممكن قدر أكبر على

�. النفع أيضا

الع""الم. من جزئي""ة اجتماعي""ة وح""دة الع""ربي واإلنس""ان الكون من جزء العربية األرض

ال""تي أوروب""ا ب""ذلك تقاب""ل وهي الجن""وب من المتوس""ط البحر حول العربية األرض وتمتد

ألوروب""ا، المقاب""ل الطرف الجغرافي بموقعها فهي المتوسط، البحر شمالي على تشرف

� العربي"ة األرض تق"ع.وآسيا بأفريقيا أوروبا يصل الذي والجسر الش"رق ملتقى عن"د أيض"ا� � بالغرب اليابان، من بدءا كله. فريقيإال وبالجنوب أوروبا سواحل من بدءا

بق""اع أك""ثر في اس""تقرت روحي""ة وعقائدي""ة تاريخي""ة بأواص""ر بالش""رق الع""رب ويرتبط

اإلسالم. فجر منذ إيران وحتى وماليزيا إندونيسيا من, الشرق

� بوصفه العالم في المسيحي بالدين اإلسالم يرتبط كما وك""ان سماوي، كدين له امتدادا

� ءاألنبيا أكثر المسيح السيد في الك""ريم الق""رآن يتع""ارض الك""ريم. ولم القرآن في تكريما

ال""دين المس""يحية وبخاص""ة الس""ابقة، السماوية الرساالت مع والعقائدية األخالقية مبادئه

كلها(. )أمريكا الغرب )أوروبا( وفي الشمال في انتشارا األكثر

� واق""رب وف""رة أك""ثر الح""وار ومب""ادئ وس""ائل جميع تبدو وهكذا الح""وار لتحقي""ق تن""اوال

الع"رب ليس واألخالق. إذ والعقي"دة باإليم"ان معه"ا الع"رب يش"ترك أط"راف مع الثقافي

� والمسلمون ط""رف الع""الم، في ط""رف ه""و ب""ل الغ""رب، يرى كما العالم خارج يقع طرفا

التاريخ، بداية منذ بدأه الذي الحوار في االستمرار على قادرة تاريخية ثقافية بذاتية يتمثل

األوروبي""ة القارة اسم ومازال والديانات، والعقائد والموسيقى األبجدية للغرب قدم حيث

المتوسط البحر شواطئ من زيوس نقلها التي,صور ملك أجينور بنت أوروبة اسم يحمل

ت""راث نقلت ال""تي ةأوروب"" رم""ز الث""ور الغ""رب. وم""ازال إلى ث""ور ش""كل على تقمص وقد

. إليها الشرق

األم"ر ك"ان كم"ا لوج"ود وج"ود صراع المختلفة العالم جهات مع العربي الصراع يعد لم

نخ""ا وجنك""يز هوالك""و من""ذ البالد اكتس""حوا ال""ذين المغ""ول مع الصراع إبان الماضي، في6

Page 7: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

من عادوا ثم الماحقات، النكبات إال يتركوا ولم الحضارة معالم هدموا والذين وتيمورلنك،

ح""روب ننس""ى أن نيمك ال الع""ربي. وك""ذلك الوج""ود أنه""وا أنهم اعتق""دوا وق""د أت""وا حيث

والمل""ك الدين صالح الناصر الملك وكان كاملين، قرنين استمرت التي الكاسحة الفرنجة

في فش""ل ال""ذي الص""راع من النوع هذا إنهاء في فضل أصحاب المنصور والملك الظاهر

أن نري""د افألنن"" الح""وار عن نتح""دث عن""دما فإنن""ا ول""ذلك ودين""ا،� دولة العرب على القضاء

ح""وار إن الق""ول، الح""ق من الت""اريخ. وليس ع""بر تمت التي الصراع حاالت جميع نتناسى

إن بل الصراع، على القائم الواقع حدة من التخفيف منه القصد شكلي حوار هو الثقافات

إلى الحض""ارات ويعي""د إنس""انيتها، إلى البش""رية العالق""ات يعي""د مب""دأي، الثق""افي الح""وار

� ويكون أهدافها، � مؤشرا �، الح""وار هذا ويبد وال واقتصادي، سياسي حوار ألي ودليال طوبائي""ا

ال""ذي الغرب أن المؤسف ومن.الخير وليس الشر هو الحديثة الحضارة جوهر كان إذا إال

� اعتز الحض""ارة بنهاي""ة االع""تراف حاف""ة إلى الي""وم وص""ل ومبدعيه، وأديانه بمفكريه دائما

فوكويام""ا، عن""د الت""اريخ ونهاي""ة ،نيتش"ة عن""د اإلل"ه ونهاية, اشبنغلر قول حد على الغربية

أي"ة على للقض"اء وس"يلة عن الغ"رب يبحث ه"ل هنتنغت"ون. ت"رى عند الحضارات وصراع

…؟ اعترافه حد يملكها... على يعد لم التي وحضارته اآلخر حضارة بين للحوار فرصة

الحضاري التاريخ عبر الحوارب-

� ليس كش"اطئ العولم"ة تركته"ا افتعالي"ة عملي"ة الحض"ارية ال"ذاتيات ح"وار أن صحيحا

بأي""ة مهادنت""ه نيمك ال ال""ذي االقتص""ادي الت""وازن عدم نتيجة المحتمل الصراع من للنجاة

لكي تخلق"ه العولم"ة مزاي"ا من ال"ذاتيات بين الح"وار جذاب"ة... وليس ك"انت مهما خديعة

بين ص""راع عن كب""ديل الم""ادي، والغ""رب الروح""اني، الش""رق بين الص""راع من تخف""ف

اإليديولوجي""ة ارتكبته""ا التي أخطاءه غسل وقد جديد بشكل يعود أن يمكن اإليديولوجيات

واإلنس"ان اإلنس"ان بين ح"وار ه"و ال"ذاتيات ح"وار ه"و الحض"ارات حوار الماركسية... إن

� بوصفه � كائنا � وليس حضاريا � كائنا األك""ثر يس""ودها غاب""ة في تعيش ال""تي ك""الوحوش غريزيا

ضراوة.. واألكثر قوة

بوجه""ه الت""اريخ أم""ا ،والب""ذل واإلب""داع العط""اء لقص""ة س""رد الحض""اري بوجهه خوالتاري

واالنتصار. التقدم عنوان تحت والتدمير والهيمنة واالستالب االستيالء قصة فهو المادي،

تق""دم من البد كان والكشف، التقدم حدود أقصى إلى وصل الذي الحديث العصر وفي

للح""وار الب""دv وك""ان واإلنس""اني، اإليج""ابي المغ""زى وإلعطائ""ه الم""ادي التقدم لدعم القيم

بس""بب الح""وار هذا تحقيق يصعب عندما وبخاصة المادي، الحوار محل يحل أن الحضاري

الع"الم على الهيمن"ة انحص"ار وبس"بب المحي"ط، وق"وى المرك"ز ق"وى بين الف"روق تزايد

ذاتها. الدولية الشرعية ناصية امتلك وقد معه حوار إلى لسبي ال واحد بقطب7

Page 8: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

المتب""ادل االح""ترام على ،ةالبداي"" من""ذ واإلس""الم العرب تبناه الذي الذاتيات حوار يقوم

� اإلسالم قام به. فلقد واالعتراف لآلخر الس""ابقين. واألنبي""اء بال""ديانات االعتراف على أوال

ترجم""ة على واوأش""رف وثني""ة، ك""انت ول""و ح""تى المختلف""ة بالثقافات المسلمون واعترف

ال""تي الحكم""ة دار الم""أمون أنشأ العباسي العصر ونصيبين. وفي الرها في الكتب أمهات

� م""ترجمين ضمت النص""ارى. من ك"ونهم رغم وفك""رهم بثق"افتهم ومس"لمين بلغتهم عرب""ا

أرس""طو وك""ان والهن""دي، والفارس""ي اليون""اني ال""تراث مع المستمر الحوار تحقق وهكذا

والمسلمين. العرب المفكرين مالذ وأبقراط وجالينوس ينوأفلوط وأفالطون

ال""ذي اإلس""المي والدين اإلنساني الفكر بين جاد حوار نتيجة العربية الثقافة نشأت لقد

إيم""ان ب""ه واإليم""ان والح""ق، المثل هو فالله والكشف، العلم على المنفتحة بمبادئه يمتاز

الق""وة أس""رار عن ب""البحث الوج""ود أس""رار عن البحث ويتم الوج""ود، لكل الخالقة بالقوة

إعج"ازه أس"رار عن بالكش"ف تتم إنم"ا وقدرت"ه الله معرفة فإن صحيح، والعكس اإللهية،

ال""ذي الجسر فكان الفكر البحار... أما وتحت واألرض السموات يف ما خلق تفاصيل في

� السر� عن السؤال جعل العمي""ق الح""وار تم وهك""ذا الطبيع""ة، وراء عم""ا السؤال مع متفقا

وابن س""ينا وابن الص""فا وإخوان والفارابي الكندي لسان على اإلنساني والفكر الدين بين

اليون""اني الفك""ر في نقص م""ا أكمل""وا ح""تى المس""لمين المفك""رين نش""اط وامت""د رش""د،

العالم إلى يونان حضارة عليه انتقلت الذي الجسر واستعصى. وكانوا ضغم ما وضحواأو

ال"تي اإلس"المية، العربي"ة الثقاف"ة مش"كاة من والنهضة التنوير مصابيح أوقد الذي الجديد

ة رفض وعلى واالجته""اد، الكالم علم على ق""امت v""الجبري � كت""اب وفي.الحري""ة عن دفاع""ا

نشأة في اليوناني –اإلسالمي الحوار لنتائج تفصيلي سرد الغرب على تسطع الله شمس

الكتب ترجمت فلقد ،والهندسة والطب والجبر والحساب الطبيعة علوم, الحديثة العلوم

والج""بر,رش""د البن والكلي""ات,س""ينا البن والق""انون, للرازي الحاوي كتاب مثل األساس

اإلس""المية العربي""ة البالد بين الثقافي الحوار الهيثم. واستمر البن والمناظر, للخوارزمي

وترجم""وا الح""ديث الغ""رب آث""ار درس""وا أعالم وظهور العربية النهضة عصر حتى والغرب

األستانة في الثاني محمود الغرب. وكان مع بالحوار آمنت التي السلطة تشجعهم بعضها،

الحوار. هذا تحقيق على والعاملين المشجعين أبرز من القاهرة في علي ومحمد

ك""ان نوع أي من فالحوار العالم، في واحد الحوار طريق أن االعتقاد الخطأ من ولكن

العالم. لهذا األنطولوجية العناصر وهي متعددة جهات بين يتم

حوار وثمة, األمريكية( )القارة الغرب مع حوار وثمة ,)أوروبا( الشمال مع حوار فثمة

م""ع العرب حوار أي الذات مع حوار ثم اإلسالم، مع وحوار الشرق، مع وحوار أفريقيا، مع

العرب.

8

Page 9: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

� مهدت المتحدة األمم منظمة أن نعرف نحنو على الجه""ات م""ع الح""وار لتحقي""ق دائما

الحوار؟!. هذا نتيجة كانت فماذا وحضاراتها، مواقعها اختالف

جميع من الرغم على غايته إلى يصل لم والغرب الشمال مع الحوار أن االعتراف يجب

هي والغ""رب الش""مال م""ع الحوار أرضية أن إلى السبب ويرجع عنها، تحدثنا التي األواصر

قل"ق، واقتص"اد غ"ني مزده"ر متطور اقتصاد بين تكافؤ من وليس اقتصادية، مادية أرضية

من ليس مس"تغ�ل. ك"ذلك واقتص""اد مس"تغ�ل اقتصاد بين مدين، واقتصاد دائن اقتصاد بين

.بالتبعي""ة يتش""بث وط""رف بالفوقية يتباهى طرف مقهور، وطرف قاهر طرف بين تفاهم

بسياس""ته م""وزع وطرف وأهدافه، واقتصاده بسياسته موحد طرف بين توازن من وليس

على اآلن، ح"تى يتحق"ق لم الجه"ة ه"ذه م""ع الح""وار إن نق"ول وأهدافه. ولذلك واقتصاده

خاسر. صراع إلى االنزالق لعدم الجادة المساعي جميع من الرغم

دخيل""ة دول""ة أح""دث عن""دما العرب مع الحوار في القطيعة والشمال الغرب كرس لقد

الطرفين. لق""د بين ممكن حوار أي لوقف مستمرة قاعدة وجعلها العربية، البالد قلب في

� إسرائيل أصبحت � حائال المص""الح لتنظيم ض""رورته من ال""رغم على ح""وار، أي دون راسخا

رأس كونه"ا إال إسرائيل من الغرب قيحق ال بينما العرب، من الغرب يحققها التي الحيوية

غ""ير س""خاء بك""ل الباهظ""ة نفقاته الغرب يغطي العرب، على مستمر غربي عدوان حربة

العرب. مع تحالفه ولخسارة إسرائيل لعبء مكترث

ال""تي العولم""ة سياس""ة على الحوارات أخطر من يبدو فإنه الشرق مع ربلعا حوار أما

المحيط. حساب على المركز يقودها

روحي""ة أيديولوجي""ة صراع أنه على صوره عندما الحوار هذا يهدم أن هنتنغتون أراد لقد

نتائج""ه رس""م عندما الصراع هذا خطورة على وشدد المادية، الغرب أليديولوجية مناهضة

� المتجانس""ة الق""وى تلك بين منه مناص ال عداء انه على المتجانس""ة الق""وى وبين عقائ""ديا

�. وهذا � الناس الله جعل وقد اإلسالم لمبادئ مناقض رأي تقدميا , تع""ارفوايل وقبائل شعوبا

� أش""ده على تحق""ق بل الفكري، والخطاب الرأي على الهدم هذا يقتصر ولم في عس""كريا

وكان.والعراق الغرب بين الثانية الخليج وحرب, وإيران العراق بين األولى الخليج حرب

الحيوي""ة الطاق""ة على والقضاء الشرق، دول مع محتمل اتفاق أو تفاهم أي تفكيك القصد

الق"ادرة العس"كرية الق"وة تحطيم عن ع"دا اإله"دار، من نيمك ما أقصى إلى النفط وهي

وهيمنته. الغرب أطماع تحدي على

أص""بحت ال""تي العربي""ة ال""دول جمي""ع على واالقتصادي العسكري االنهيار هذا وانعكس

�، أكثر � وأقل تفككا فائق""ة بمهارة أشعلتها التي الحروب هذه بعد والتضامن، بالوحدة إيمانا

السياسيين. وأخطاء المركزية االستخبارات خطط

9

Page 10: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

الع"الم نص""ف من أك"ثر ألن ال"ذات، م""ع الح""وارات من ج"زء فه"و األفريقي الحوار أما

االتح""اد إنش""اء خالل من يتحق""ق أن نرج""و ه""ام ح""وار وثم""ة أفريقي""ا، في يق""ع الع""ربي

فريقي.إال

أن المؤس""ف ومن ك""انت، جه""ة أية مع حوار أي قاعدة العربي – العربي الحوار ويبقى

أو االتح""اد مستوى إلى بعد يصل لم العربية الدول جامعة إنشاء مع ابتدأ الذي الحوار هذا

في قاع""دة تش""كل ال""تي والعقائدي""ة والتاريخي""ة الثقافية الوحدة من الرغم على الوحدة،

الجهات. جميع مع الحوار

وبين والغ""رب الش""مال م""ع الح""وار بين الف""رق لتحدي""د هام""ة مالحظ""ة إبداء من والبد

غ""زا ق""د ك""ان ت""اريخي خص""م م""ع حوار هو األول مع وإفريقيا. فالحوار الشرق مع الحوار

ثم ال""روم البيزنط""يين إلى الروم""ان ثم والس""لوقيين البطالم""ة عه""ود من""ذ واحتلها أرضنا

الق""رن بداي""ة من""ذ كله""ا العربي""ة البالد ش""مل ال""ذي الغ""ربي االستعمار وحتى, الصليبيين

عشر. التاسع

ما عين والشمال الغرب من عانت جهات مع احوار أفريقيا أو الشرق مع الحوار يبقى

لت""برير مص""الحة ح""وار ه""و والش""مال الغ""رب م""ع الحوار كان فإذا تعانيه، لتزا وما اعانين

لتحقي""ق وتعاض""د تض""امن ح""وار يب""دو الش""رق مع الحوار فإن المتكافئ، التفاهم سياسة

ونفوذه. الغرب هيمنة من متحرر أفضل مستقبل

كوري""ا في النم""ور دول أن ن""رى فإنن""ا األقص""ى الش""رق م""ع الح""وار في أوغلن""ا ما وإذا

وجن""وب وإندونيس"يا وتايالن"د ماليزي""ا وتجرب""ة, كون""غ وهونغ وسنغافورة وتايوان الجنوبية

عالم في قصير أمد في تدخل جعلتها مذهلة اقتصادية ثورة حققت قد الدول هذه الصين،

الص""ناعة إلى الزراع""ة من العم""ل وتح""ول البطال""ة على قض""ي وهك""ذا الصناعية. الدول

والح""وار، بالدراس""ة جديرة آسيوية اقتصادية معجزة إنها باضطراد، الفردي الدخل وازداد

إجهاضها. محاوالت جميع من الرغم على الناجحة التنمية سياسة تفاصيل على للتعرف

�، المع"ولم الح"ر االقتص"اد من النم"وذج هذا إن � ليس"ت العولم"ة أن يوض"ح نس"بيا مب"دأ

،� ق""وة اتس""اع من ال""رغم على وحاكمة قوية الدولة مازالت النمور دول تجربة ففي وحيدا

السوق.

الصراع نظرية وظهور الحضاري الحوار غيابج-

والجغرافي""ون الرحال""ة ابت""دأه الق""ديم من""ذ تم والغ""رب الش""رق بين معرفي حوار ثمة

االستش""راق اتج""اهين: اتج""اه في الح""وار ه""ذا الط""رفين. وتبل""ور من والمكتش""فون

Orientalismالتمغ""رب واتج""اه Occidentalismأو مثاقف""ة تحقي""ق االتج""اهين ه""ذين . وه""دف

10

Page 11: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

الش""رق " إن كيبلن""غ اعتق""اد من ال""رغم على والص""راع االنفص""ال حدة من يخفف تعارف

يلتقيا". ولن غرب والغرب شرق

� االستشراق يبدو وقد التمغ"رب يب"دو كم"ا متخل"ف، ع"الم على الغرب لسيطرة تمهيدا� � لآلخر التبعية تكريس مظاهر من مظهرا � ثم ثقافيا �. وليس اقتصاديا في شك من وسياسيا

� االتجاهين هذين انحراف إمكان إلي""ه، للوصول اتجاه كل يسعى الذي والهدف للقصد تبعا

ال""ذي االلتب""اس عن النظر بصرف االتجاهين، في المعرفي الوجه توضيح إلى نميل ونحن

والنتائج. النوايا في نتوقعه أن يمكن

والتع""رف االلتب""اس، لتفكيك الطريق لنا يضئ المراحل وتبدل الظروف تحول أن على

من بد ال عامة وبصورة التمغرب، أو االستشراق إليها يهدف التي الحقيقية ضاألغرا على

ال""ذات معرف""ة من التمكن االتج""اهين، ه""ذين هدف أن لنرى النية، حسن من قدر اعتماد

� واآلخر، � والتبادل، التقارب لتحقيق تمهيدا ونواي""اه. وبمع""نى اآلخ""ر فهم سوء من وتخفيفا

ومستمر. ممكن حوار إلى المحتمل الصراع تحويل أعم،

� وعلمي عقلي ب""دافع ونم""ا واختص""اص، علم في االستش""راق تبل""ور لق""د � مش""وبا غالب""ا

� االستشراق يكن سياسي. ولم بغرض � شامال � كان بل دائما � جزئيا من معين بحق""ل مختص""ا

ثقافي""ة ظ""اهرة االستش""راق أص""بح العلم.... ح""تى الفن، األدب، التاريخ، المعرفة، حقول

عشر. والثامن عشر السابع نناالقر بها اتسم

اآلخ""ر اكتشاف أم اآلخر مع الحوار هي هل الحقيقية، االستشراق أهداف يه ما ولكن

الذات. خالل من

االستش"راق من األساس"ي الغ"رض أن س"عيد( اعتق"اد إلدوار ) االستش"راق كتاب في

المستش""رق ي""رى لكي معاكس""ة مرآة في الشرق إلى النظر أي الذات معرفة األوروبي،

وتفوقه. وحضارته ذاته

ولع""ل والعنص""رية، التفوقية في ثابتة آراء يحمل مستشرق كل أن معلن اعتراف وثمة

المح""رك ك""ان الع""ربي واألدب اإلس""الم درس مستش""رق أول وه""و يس""دوسا سلفيستر

� التس"لط لسياس"ة اإلس"تراتيجي القص"د وه"ذا العالق"ة ه"ذه التحلي"ل يكش"ف م"ا وكث"يرا

سابق. موقف من الشرق بأسرار واختصاصيين سلطة� الغرب تعريف وهو اإلستشراقي،

� يكن لم المستش""رق ف""إن وهك""ذا � أب""دا عن المس""بقة ب""الفكرة ب""ل الش""رق، في داخال

" بقول""ه االستش""راق س""عيد إدوار يع""رف وله""ذا الش""رق خ""ارج ي""زال م""ا إن""ه الش""رق،

الش""رق تجع""ل ال""تي الق""وى من كام""ل بط""اقم مؤطر التمثالت من نظام هو االستشراق

� ك""ان االستش""راق أن س""عيد ". ويعتق""د الغربي""ة المعرف""ة عدس""ة تحت لنش""اطات إنتاج""ا

معينة. سياسية

11

Page 12: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

� وتزييفه"ا الش"رق حض""ارة تأوي""ل على يص""ر الغ"رب أن س""عيد كتاب من ونستنتج تبع"ا

األوس""ط الش""رق دراس""ات رابط""ة رئيس لس""ان على سعيد يذكر وأهدافه. ثم لمصالحه

� ليست أفريقية وشمال األوسط الشرق منطقة يقول: "إن الذي ثقافي"ة إلنج"ازات مركزا

ه""ذه دراس""ة ف""إن وهك""ذا الق""ريب، المس""تقبل في ك""ذلك تغ""دو أن يحتم""ل وال عظيم""ة

إفالس ه""ذا يع""ني ". فه""ل لدراس""تها ننفق""ه ال""ذي للجه""د مجزية مكافأة ليست المنطقة

االستشراق.

� التمغرب ابتدأ االستشراق عكس وعلى � ضعيفا سياس""ة أص""بح ثم الرحال""ة، عند وفرديا

� فتح ال""ذي علي محم""د أمث""ال من السياسيون هيرا ما حساب على إصالحية ب""اب رس""ميا

� الغ"رب، نهض"ة أسباب على للتعرف مصراعيه، على التمغرب ثم"رات من لإلف"ادة س"عيا

إس""ماعيل الخ""ديوي عهد في التمغرب هذا انزلق والعسكري. ثم واإلداري التقني التقدم

وماس""بيرو دولس""يبس أمث""ال من فرنس""يون اختصاص""يون قيادته""ا تولى التي التبعية إلى

كلوت...و

�، التمغ""رب أص""بح العربي""ة البالد جميع الغربية الدول احتلت وعندما أورث مم""ا إلزامي""ا

بع"د الع"ربي الع"الم يلبث األص"لية. ولم الثقافي"ة الشخص"ية مع"الم ش"وهت ثقافية تبعية

� متك""افئ ح""وار نحو انطالقة وجهز هويته استعاد أن االستقالل إك""راهي انص""ياع عن ب""ديال

اآلخر. بثقافة لالرتباط

� اآلخ""ر، باتجاه النزوح إلى أي االغتراب إلى التمغرب يصل أن ويمكن نيك""و م""ا وغالب""ا

واألدمغة. الكفاءات أصحاب من النازحون

م""وارد ض""ياع إنه""ا مخ""اطر، من الهيمن""ة تفرزه ما اخطر من واحدة األدمغة هجرة دتع

� البشري الرأسمال من حيوية � خطره""ا ويب""دو تعويضه، نيمك ال ضياعا انتق""ال في واض""حا

أتخمه"ا من"اطق إلى ،ئهامنش" في بش"ري رف"اه تحقي"ق في تس"هم أن يجب كان كفاءات

بأق""ل المض""خم الرف""اه ل""دعم االختصاص""ية المالك""ات من المزي""د ت""وفر وأصبحت الرفاه

يوط""ن بش""ري رأس""مال أغلى اس""تالب يعني االنتقال هذا تشجيع أن يخفى التكاليف. وال

والتط""ور االكتف""اء لتحقي""ق هتبذل"" م""ا نت""ائج من حرمانه""ا ويع""ني الناهض""ة، الدول""ة تملكه

المتقدمة. الدول ومجاراة

� المشهد ويبدو علمي""ة ك""وادر تكوين إلى تسعى التي الفقيرة الدول نرى عندما مؤسفا

من تزي""د غني""ة دول إلى هدي""ة تكوينه""ا، أرهقه""ا وق""د الك""وادر ه""ذه تق""دم وهي متقدم""ة،

لم الفق""يرة الدول أن المؤسف لألدمغة. ومن المصدرة الدول فقر حساب على رفاهيتها

نح""و تن""دفع كالهن""د دول ثم""ة بالعكس، بل البقاء، على األدمغة هذه بها تشجع وسيلة تجد

� الكف""اءات تصدير م""ازالت قات""ل وهم وه""و التج""اري، ميزانه""ا يص""حح م""ردود وراء س""عيا

العالم. في الفقيرة الدول تمارسه12

Page 13: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

� الجديد العالمي النظام من نتوقع هل والسؤال تنمي""ة على يحافظ حل الخلل، لهذا حال

الدولي""ة المنظم""ات تتكف""ل والتقدم. وه""ل والنهوض للبقاء األولية الحاجات لسد الكوادر

المهيمنة؟. األسواق إغراءات من الوطنية الدماغية الثروة بحماية

الص""ليبية الحروب في تم لما الشر" وصف ينبثق سوف الشمال "من أرميا نبوءة لعل

القت""ل وبوس""ائل والنهب الس""لب ب""دوافع الجن""وب واجت""احت الش""مال من ج""اءت ال""تي

والتخريب.

ال"تي الص""ور بأبش"ع مليئ""ة الص""ليبية، الحمالت عن تح""دثت ال"تي الكتب من مئ""ات إن

ه""ذه على س""تار إسدال يحاولون التنوير رجال فإن ذلك ومع اإليمان، باسم هؤالء ارتكبها

إنس""انية الحمالت ه""ذه كانت مدى أي "التحضير". فإلى هو مزعوم هدف لتبرير المجازر

وحضارية.

القدرة اكتسبنا " " لقد والعالم " الغرب كتابه في األمريكي المؤرخ زايلي كافن يقول

الع""الم باس""م أو المس""يحية الحض""ارة باس""م أو الل""ه باسم بربرية أفعالنا أشد تبرير على

ش""عبه جعلهم الذي الرب شعار تحت ارتكبت التي العبرانيين فظائع بمثال ويأتي, الحر"

ك""ل ذبح تم م, إذ1099 س""نة الص""ليبيين يد على القدس سقوط بمثال يأتي كما المختار،

� المسمين � ونساء� رجاال قتيل. ألف ةبمائ القتلى عدد الله. ويقدر باسم وأطفاال

أن مص""ر، وح""تى الش""ام بالد في العربي""ة األراض""ي احتالل بع""د الصليبيون اعترف لقد

� أكثر المسلمين الل""ذين المق""اتلين ه""ؤالء من اإلنس""انية وبمب""ادئ والع""دل بالس""الم إيمانا

في مس""يحية مدين""ة أكبر فدمروا م1204 سنة القسطنطينية هاجموا عندما الدين أنكروا

والمن""ابر المح""اريب وحطموا معدنها، صهروا نفائس من افيه وما الكنائس ونهبوا العالم،

" من الصليبيون يتحول والتاريخية. وهكذا المقدسة المخطوطات واحرقوا والفسيفساء،

مؤرخيهم. قول حد على, اإلغارة" إلى التجارة ومن الصوالت إلى الصلوات

وفتكهم المتوحش""ين الفرنج""ة ه""ؤالء س""لوك بين المنص""فين، المؤرخين بعض ويقارن

المس""لمين م""ع وإس""الم، ومس""يحيين يه""ود من والمرس""لين واألنبياء بالمؤمنين الوحشي

جعلهم إذ دينهم فرضها التي اإلنسانية المبادئ وفق األخرى األديان أصحاب عاملوا الذين

اح"ترام الف"اتحين على فرضت التي العمرية العهدة ويتذكر وأمانتهم، المسلمين ذمة في

خ""دموا ال""ذين والمس""يحيين اليه""ود أسماء يتذكر كما وأمالكهم، ومعابدهم المغلوبين دين

األدي""ان بين الوف""اق وك""ان العربي""ة، إلى الهليئية الثقافة نقلوا الذين أو الخلفاء، بالط في

� العربية األرض على اليوم. وحتى اإلسالمي الفتح منذ مستقرا

"إن المع""روف قول""ه في أوليف""ر وي""دعى القساوس""ة أح""د اع""تراف هن""ا نذكر أن والبد

يتع""ذبون، نحبهم وقض""وا وأخ""واتهم وأخ""وتهم وبناتهم وأبناءهم آباءهم قتلنا الذين الرجال

وابق""وا طع""امهم أعطونا بيوتهم، من عرايا سقناهم والذين أراضيهم، على استولينا الذين13

Page 14: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

�، نتض""ور كن""ا عن""دما حياتن""ا على س""لطانهم تحت ونحن ح""تى بعطفهم وغمرون""ا جوع""ا

ورحمتهم".

ديني""ة، تكن لم الحمالت ه""ذه أن على والع""رب، المس""لمين الم""ؤرخين جمه""ور ويتفق

)ح""روب بلف""ظ الغ""رب، لسان على وردت الصليبين( كما )حروب لفظ عن ويستعيضون

المخ""ازي ه""ذه من الف""ادي المس""يح برسالة والمؤمنين المسيحي للدين تبرئة الفرنجة(،

� أن ييع"ن ال الت""برير ه"ذا أن الرهيب""ة. بي""د � حق"دا أه"ل ذاك"رة من ي""زول أن يمكن موروث""ا

والح""وار الوئ""ام ح""االت عن نتح""دث م""ا رغم الفرنج""ة، من الش""مال أه""ل إزاء الجن""وب

� الس""لم، أوقات في والتبادل � المس""لمين غ""ير الم""ؤلفين من نس""مع م""ا وكث""يرا عن ح""ديثا

ب""دون الحوار متابعة على القوة فينا تبعث لكي الذاكرة، في تبقى أن نحاول ودية عالقات

ضغائن. أو قدح

� الفرنجة من ننتظر ومازلنا كاإلعتذار والنفوس، الذاكرة يطهر الجرائم تلك عن اعتذارا

في الفرنج"ة الصليبيين جرائم عن األرثذوكسية للكنيسة الكاثوليكية الكنيسة قدمته الذي

القسطنطينية.

� وص""ل ال""ذي التق""ني التق""دم ه""و المعاص""رة للحض""ارة الجديد المفهوم تكن لم ح""دودا

ع""بر الم""تراكم ال""تراث هي حيث من للحض""ارة التقلي""دي المفه""وم ين""اقض هوو متوقعة،

وط""أة من يخف""ف كي للمحي""ط ت""ركت متحفي""ة أثري""ة ص""يغة وي""راه األمم، من أمة تاريخ

. وكرامتها اعتزازها ومصدر هويتها رمز وهو األثيل، الماضي بقوة الحاضر

صراع األذهان من يلغي أن محاولته عنه- لنستعيد تحدثنا الذي – هنتنغنتون إلى وعودة

الش""يوعي النظ""ام انهي""ار وي""برره الماركسية، به جاءت الذي التاريخي العالمي الطبقات

� تأخ""ذ أن فرص""تها رأس""ماليةال يمنح لكي الع""الم، في � ش""كال � عالمي""ا � متض""امنا من محص""نا

طبق""ة أو العالم في الفقيرة الطبقة هو الطرف هذا كان سواء اآلخر، الطرف مع الصراع

.ياإللكترون والذراع اآللة تقدم مع تضامنها اضمحل التي العمال

� أصبح الذي مقاله في الكاتب هذا أراد على الثقاف""ة أوس""اط في ض""جة أك""بر يث""ير كتابا

نق""ل . ولكن""هيأيديولوج منته� صراع محل يحل روحاني جديد صراع عن يتحدث أن األقل،

ض""مائر في لتجذرها تنهار أن نيمك ال التي الثابتة تاأليديولوجيا مستوى إلى الروحانيات

حدوث""ه، افتراض من أو الصراع هذا تأجيج من الهدف أن األديان. وواضح بداية منذ البشر

العولم""ة نظ""ام تنفي""ذ عن""د توقع""ه، يمكن ال""ذي االقتص""ادي الصراع عن النظر صرف هو

والمقهور. المستغل الفقير العالم على أضراره بجميع

انتص""ار عن مباش""ر تعب""ير " فهي الت""اريخ " نهاي""ة عن""وان تحت فوكويام""ا دع""وى أم""ا

عص""ر في إنن""ا االعتق""اد أو األمل العولمة, مع باتجاه لمسارها وتبرير العالمية الرأسمالية

14

Page 15: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

أو ح""ار ص""راع ألي الرأس""مالية مظل""ة تحت العالم توحيد بعد مبرر ال وأن التاريخ اكتمال

المركز؟ دول في التسلح اقتصاد تضخم مع الدعوة هذه تتفق كيف بارد. ولكن

العولمة إلى االختراق من- د

المتهالك""ة أوروب""ا في اإلنتاجي""ة مس""توى برفع القاضي مارشال مشروع انطلق عندما

ش""عوب عن""د االستهالكية القدرة زيادة القصد كان الفقير، العالم وفي الثانية، الحرب بعد

نهاي""ة من""ذ ابت""دأت ال""تي أمريك""ا وهي المرك""ز دول في الض""خمة اإلنتاجية لدعم المحيط

. الشيوعي المعسكر قهر بعد العالم لقيادة نفسها تعد الثانية الحرب

للمحي""ط المرك""ز اخ""تراق من الب""د كان أهدافه تحقيق في المشروع هذا نجح أن وبعد

من آخ""ر ن""وع إلى والمتع�ب المكل""ف االس""تعمار تج""اوزت ال""تي اإلمبريالي""ة مب""ادئ ع""بر

الكرة. سكان على شامل استعماري تنظيم فرض أي العولمة، فكانت االستعمار

� اختراق""ا للمحي""ط الك""برى المركزي""ة المؤسس""ات اختراق كان لقد س""يطرت إذ ه""ائال

هكذا العالمي، اإلنتاج % من50 من أكثر على المحيط في الموظفة المركزية الرساميل

اخ""تراق إلى االس""تهالكية، األس""واق امتالك إلى ته""دف ك""انت ال""تي اإلمبريالي""ة تح""ولت

أعلى محقق""ة الع""المي، اإلنت""اج مق""درات امتالك إلى تهدف التي والشركات المؤسسات

وأعلى المرك"زي، الرأس"مال لتوظي"ف مع"دل وأعلى لل"ربح، مع"دل وأعلى للنم"و معدل

� المضيفة الدول مقدرات في تتحكم مركزية بإدارة المرتبط اإلنتاج لتسويق مستوى بعيدا

ع""ابرة الش""ركات قتخل وهك""ذا المحلي، الق""انون وحكم الدولية المنظمات سيطرة عن

� القارات وللصراع. الدولية للمنازعات ظروفا

المرك"ز، ال"دول ص"ادرات في أهمي"ة األكثر الرقم السالح تجارة تشكل ثانية جهة ومن

المحيط""ة ال""دول ميزاني""ات في والس""الم االقتص""اد على خطورة األكثر الرقم تشكل كما

� الح""رب على والح""افزة المنتج""ة غ""ير القتال""ة الس""لع ه""ذه للسالح، المستوردة أو دفاع""ا� والهدوء. السلم حاالت في العقيمة أو عدوانا

ألرب""اح األساس""ي المص""در تص""بح لكي سرية، أو مكشوفة السالح تجارة توسعت ولقد

المرك""ز، خ""ارج العاملة الشركات غالبية اعتبار ويمكن ووسطائها، وشركائها المركز دول

مص""الح متج""اوزة المرك""ز، دول من كب""يرة بحماي""ة تعم""ل الس""الح لتوري""د ش""ركات هي

لتحقي"ق واالقتص"ادية، القومي"ة وحص"انتهم اإلنس"انية، وحق"وقهم المحي"ط في الش"عوب

إلى تس""عى اقتص""ادية أه""داف وتحقي""ق المحيط، شعوب بإضعاف تنتهي سياسية أهداف

على القض""اء في تتمث""ل اس""تعمارية أهداف لتحقيق وأخيرا اإلنتاجية، طاقاتهم جميع هدر

وكرامتها. وسيادتها الدولة سلطة

15

Page 16: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

م"ا وه"ذا الش"مولي التنظيم معنى تحمل المتحدة الواليات في العولمة تسمية ظهرت

� يحمل التعبير وهذا ،Globalisation اإلنكليزية في عنوانها يفسر � مفهوم""ا تعب""ير عن مختلف""ا

بوص""فه الع""الم مفه""وم تحت جن""دري م""ا ك""ل وتعنيUniversalism أوMondialisme العالمية

ومضمارهم. البشر فضاء

� يكون أن ويجب � ك"ان األول المفه"وم أن واض"حا النم"وذج تعميم يقص""د وك"ان أمريكي""ا

رف""ع ه""دفها )األمرك""ة( ويبقى بلف""ظ العولم""ة لف""ظ عن يس""تعيض من وهناك األمريكي،

واس""ع نط""اق إلى العالم من محددة بمنطقة محصور ضيق نطاق من اإلمبريالية مستوى

واح""دة ي""د في اإلمبريالي""ة هذه خيوط تكون أن األرضية. على الكرة مناطق جميع يشمل

لتحقي"ق اإلعالمي"ة الوسائل جميع استحوذت التي أمريكا، األوحد، العالمي القطب يد هي

االتص""ال بأنظم""ة م""برره وجد الذي االختراق طريق عن المعولمة، اإلمبريالية هذه تسيير

. المعرفية الوسائل تقدم مراحل أعلى عن تعبر التي

العق""ول وغس""ل والوطني""ة القومي""ة الوح""دات تفتيت االختراق من الهدف أن تبين لقد

والتنفي""ذ. بالتبعي""ة وإغراقه الحرية عن الفعل عزل بمعنى ،ءاألدا إلى الفعل من وتحويلها

البطال""ة إلى تح""ولت ال""تي العمالة من نيمك ما بأقل الثروات امتصاص الهدف أصبح بل

المنحرفة.

اس""تراتيجية ش""كل على األق""ل على أو ،اأي""ديولوجي ش""كل على االخ""تراق هذا ويتوضح

على أمريك""ا س""يطرة : "إن1996 ع""ام األم""ريكي الدفاع وزير لسان على وردت محددة

المتطورة". اإللكترونية االتصال وسائل بفضل حتمية العالم

أص""بحت ال""تي الجنس""يات المتع""ددة والمؤسسات الشركات في االختراق هذا يتمثلو

المؤسس""ات له""ذه وحريته""ا اقتصادها باعت التي الدولة مكان حلولها بسبب العالم توجه

واالقتصادي. والسياسي االجتماعي نظامها فاخترقت

وبي""ع الع""ام القط""اع إلغاء عملية أي الخوصصة، عملية فإن الواحدة الدولة نطاق وفي

الخ""واص إلى مفاتيحه""ا وتسليم الدولة إلغاء إلى بالنتيجة تؤدي الخاص، للقطاع ممتلكاته

وج""دوا الل""ذين الغرباء فقط. وإلى مصالحهم باتجاه واالقتصاد المجتمع سيقودون اللذين

� الخوصصة. فتتها التي الدولة كيان فجوات في لهم محال

� القض""ايا أك""ثر من الي""وم، العولم""ة قض""ية أص""بحت والص""حفيين الكت""اب عن""د تن""اوال

� تص"بح لم كم"ا مكتوب"ة اس"تراتيجية أو خطة تصبح لم ذلك مع والسياسيين. ولكنها م"ذهبا

طوف""ان تص""نيف ف""إن ذل""ك وم""ع واألقطار، الدول من لمجموعة أو معين لشعب وعقيدة

نق""ف يجعلن""ا والفن، باألدب أو االقتصاد أو بالسياسة المتعلقة مواضيعها بحسب الكتابات

في النظ""ر ن""دقق أن م""ا واحدة. ولكن صياغة في أطرافها لملمة الصعب من قضية أمام

العالمي""ة للرأس""مالية جدي""دة ص""ياغة نراه""ا ح""تى بالعولم""ة، المتعلق""ة الدراسات مجمل16

Page 17: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

م""يزان في والخلل الفوضى نتيجة العالمي االقتصاد في تدهور من نراه فما واإلمبريالية،

� أصبح االجتماعية، العدالة من""اطق وتقس""يم المص""الح، ت""رتيب يعي""د نظ""ام لتق""ديم م""بررا

التبادل وحرية العالمية السوق بوحدة ىيسم ما ضمن االستغالل، طرائق لبرمجة النفوذ،

ه""ذه بين والعس""كرية االقتص""ادية القوى توازن عدم عن النظر بصرف العالم، أقطار بين

ه""ذا آث""ار وظه""ور الش""يوعي المجتمع انهيار بعد العولمة اتفمنطل توضحت األقطار. لقد

االجتم""اعي العبء زي""ادة وفي واالجتماعي""ة االقتص""ادية المقوم""ات تالش""ي في النظ""ام

� – ين""ادي من وظه""ر الفقراء، واحتياجات كس""ب يمكن ح""تى بالتض""حية – اإلص""الح م""دعيا

ال""دعم انهي""ار عن ج""اءت ال""تي المش""اكل أب""رز الدولي""ة. إن المنافسة حلبة في المعركة

ه""ذا إلى ويض""اف والكس""ب، الحماي""ة من""اطق إلى األم""وال رؤوس ه""روب االجتم""اعي،

وك""انت واألم""وال الس""لع أم""ام والحواجز الحدود ألغت يالت الليبرالية الحكومات سياسة

� ش""كل مم""ا الحرة، العالمية بالتجارة تقضي )الغات( التى اتفاقية العولم""ة لمب""دأ تطبيق""ا

م""زاعم تحت واالنتش"ار س""عللتو واإلغ""راء، الض""غط سياسة من الديه ما بكل تحاول التي

� العالم صار إذ موحد، عالمي اقتصاد في االقتصاديات انصهار التج""ارة وبدت واحدة سوقا

الجميع. منه يستفيد مطvرد نمو في وكأنها العالمية

وال"دول.وفي البشر بين الفروق واتساع الثروة تركيز إلى أدى العولمة نمو أن والواقع

�358 أن أخير إحصاء دول % من20 وأن إنس""ان ملي""ار ث""روة ييض""اه م""ا يمتلك""ون ثري""ا

العالمي"ة. التج"ارة % من84 تمل"ك كم"ا اإلجمالي، العالمي النتاج % من85 تملك العالم

والتق""دم، الرفاه انعدام إلى باإلنسانية تسير العولمة أن االعتقاد إلى المراقبين يدفع مما

الثقافي. واالنحطاط االقتصادي التدهور واستمرار

،� االقتص"اديات ض"وابط وهشاشة ضعف بسبب مظلم العولمة مستقبل أن الشك أخيرا

� المراقبون ويتوقع المعولمة، � تحوال الوطني""ة، لألس""واق االقتص""ادية الحماي""ة باتج""اه قريبا

معارض"ة ب"وادر من"ه. وتب"دو الب"د ع"المي اقتص"اد انهي"ار من إنق"اذا الذات على واالنكفاء

والطالبي. والش""بيبي والديني والنقابي والشعبي الثقافي المستوى على واضحة العولمة

االجتماعي""ة بالعدال""ة مطالبة والعولمة الخوصصة ضد العمالية االضطرابات أضحت ولقد

� االقتصادية، والحماية � رحاها يتسع مجابهة على دليال النظم انهي""ار إليق""اف ي""وم، بع""د يوما

الوطنية. االقتصادية

الثقافي""ة، لل""ذاتيات المتوق""ع ئالس""ي المص""ير ه""و العولم""ة لمقاومة دافع أقوى ويبقى

والحضاري. القومي واالنتماء والتاريخ الوطنية الذاكرة لمحو مباشر سبيل فالعولمة

� ولكن مض"ارها. أو منافعه"ا ح"دود من أبع"د إلى العولم"ة في الب"احثون يص"ل م"ا كثيرا

ليس""ت العولم""ة ف""إن والتف""اؤل، التش""اؤم بين تمت""د التكهن""ات ه""ذه أن من الرغم وعلى

� تبقى اإلنساني. بل السلوك أنماط جميع تشمل ثابتة عقيدة � منطلقا � اقتصاديا يقوم صرفا17

Page 18: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

أن""ه لوال ذاته، بحد مقبول اقتصادي مبدأ وهو األقل، الجهد مقابل األكبر الكسب مبدأ على

فإن والمحيط. لهذا القاعدة حساب على ولصالحه، المركز قمة من أو المركز من يصدر

� بوصفها العولمة معارضي يت""ابعون س""وف كل""ه، الفق""ير الع""الم يش""مل الس""تغالل نظام""ا

تلقائي""ة إرادي""ة عولم""ة تص""بح لكي وأهدافها اتجاهها يصvوبون سوف لعلهم أو لها التصدي

الص"الح نط"اق ض"من مجتم"ع ك"ل لص"الح واح"د ب"وقت تتج"ه عولم"ة إرغامي"ة، وليس"ت

� الب"اب تفتح ال"تي العالمي"ة مفه"وم من العولم"ة س"يقرب ما العالمي. وهذا أم"ام واس"عا

بش""كل االقتص""ادية المن""افع تتب""ادل وفي""ه الع""المي، الفض""اء ل""دخول الش""عوب عولم""ات

وعادل. متكافئ

الجدلي""ة مح""ل تح""ل جدلي""ة الت""دري، حيث من جدي""دة جدلي""ة العولم""ة خلقت لق""د

اقتص"ادية سياس"ية العولم"ة وجدلي"ة ذاته"ا، الهيغلية الجدلية من معينها وتأخذ الماركسية

الجدلي"ة الثنائي"ة ف"إن الص"راع، مرحل"ة حتى الجدلية هذه مسار اتتبعن ما واجتماعية. وإذا

سياس"ات جمي"ع إن العالمي"ة، نط"اق ض"من س"تتفاعل ال"تي الح"وار جدلي"ة هي مقابلةال

ه""و وه""ذا فيه""ا، الح""وار وت""دعيم العالمي""ة توطي""د نحو تتجه الدولية، المنظمات وقرارات

تتض""امن أن م""دعوة المحيط دول الجديد. وجميع العالمي النظام لبرنامج الصحيح المناخ

بع""د الحديثة، الحضارة أنجزتها التي المتقدمة الوسائل بجميع مستعينة المناخ، هذا لخلق

اإلمبريالي""ة أه""دافها لتنفي""ذ المرك""ز دول تمارس""ه ال""ذي االس""تعمال س""وء من تنقذها أن

العالمية.

� أصبح لقد التكت"ل من ن"وع إلى تحت"اج وفخاخه"ا، العولم"ة مخ"اطر مجابه"ة أن واض"حا

العالمي""ة الس""وق بتف""تيت العولم""ة أخطاء يصحح أن قادر القاري، أو القومي أو اإلقليمي

االتح"اد ي"دعيالمتك"افئ. و الح"وار ف"رص جمي"ع على تقض"ي أن بعد الضعيف تبتلع التي

ت""ؤدي الس""ائدة، المعولم""ة الرأسمالية على جديدة شروط وضع على يعمل أنه األوروبي

واالقتص""ادية القومي""ة البيئ""ة على للحف""اظ االجتم""اعي الت""وازن بمس""تلزمات الوفاء إلى

نح""و على القاع"دة فيه"ا تشارك قرارات اتخاذ إلى األوروبي االتحاد ويسعى واالجتماعية،

ال"تي واإلنس"انية والثقافي"ة النس"ائية واالتح"ادات النقابات تشارك أن بمعنى ديمقراطي،

� ترتبط يص""بح الح""وار ب""اب ف""إن األوروبي. وبه""ذا االتحاد خارج العالم في بمثيالتها عضويا� �. ويبقى أقل يصبح أوروبا أمركة باب أن األخرى. كما والدول االتحاد هذا بين مشرعا نفاذا

ال""تي العولم""ة مس""ار تص""حيح إلى تس""عى ال""تي المنطلق""ات ه""ذه العربية الدول تعي أن

ف""رض على ق""ادر مماث""ل ع""ربي اتح""اد بتك""وين وذل""ك العربي""ة، السياس""ات إلى تتسرب

وض""ريبي نق""دي اتحاد تكوين على وقادر المعولم، السوق مخاطر للجم الكافية الشروط

االقتصادية. الحرية مخاطر لدرء االجتماعية الرعاية تعزيز وعلى

18

Page 19: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

نتائجه""ا، من وتس""تفيد الع""الم في تتم ال""تي التح""والت العربي""ة ال""دول تت""ابع أن والب""د

�، الع""ربي الجن""وب لتعزي""ز األوروبي""ة فال""دعوة ال""وعي من بكث""ير تفهم أن يجب تنموي""ا

التب"ذير اقتص"اد عن التخلي من له"ا الب"د أن"ه الش"مال ش"عوب وج"دت فلق"د واالهتم"ام،

ت""دمر أن دون من اقتص""ادها تنمي""ة في تس"تمر كي الجن""وب دول أم""ام المج""ال إلفس"اح

ك""ان اإلنت""اج، أس""واق لتعزي""ز االس""تهالك أس""واق إنماء هو الكامن الهدف كان بيئتها. وإذا

في الع""الم سياسات عليه رتسي ما ضوء على االستهالك، سياسة في النظر نعيد أن علينا

الطبيعية. والموارد والطاقة باإلمكانيات والهدر التبذير عن الكف

الص""راع أي العولم""ة مآل من العالم إنقاذ هو الدولية، االتحادات إليه ىتسع ما أسمى إن

في وبخاص""ة الح""وار، باتج""اه الجدي""د الع""المي النظ""ام مسار وتصحيح منه، المناص الذي

م""آل وه""و الص""راع، ي""ؤجج مم""ا الظلم إلى توازن""ه، في الخلل يؤدي الذي االقتصاد مجال

�. ركةاألم أو العولمة )كي""ف االخير كتابه في جارودي روجيه أورده ما ذكر من بد ال وأخيرا

ال""ذي ال""وقت في إذ أفلس، ق""د الغرب أن يقول: " أعترف إنسانية(، أكثر االنسان يصبح

الفتاك""ة ال""دمار أس""لحة من يملك""ه م""ا خالل من إال ذل""ك أرى ال الع""الم، س""يد أن""ه يعتق""د

عن الغ""رب يك""ف أن الع""الم. أملي س""كان من ض""عفا عش""ر خمس""ة قت""ل على والقادرة

إلى يس""عى ال""تي الحض""ارات خطاب إلى نصغي أن األوان آن لقد العالم، سيد أنه الزعم

تدميرها".

19

Page 20: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

الثاني الفصل

العولمة وجدلية الصراع

الصراع نظرية أ- نقدواألمركة ب- العولمة والعولمة ج- الهيمنةاألمريكية الهيمنة د- مقاومة

الجديد العالمي والنظام العربية - الدولهاإلمبريالية و- العولمة

الصراع نظرية نقد- أ

Foreign " الخارجية الشؤون مجلة في Affairفي المعروف""ة األمريكي""ة المجل""ة " ه""ذه

تناول العالم. ولقد في واسع صدى له كان1993 عام نشر مقال المثقفين, ثمة أوساط

جامع""ة في األس""تاذ هنتنغت""ون ب ص""موئيل بالكاتب دفع مما المفكرين من عدد مناقشته

" الحض""ارات " ص""راع الكت""اب عنوان كان كتاب. لقد في إضافات مع نشره إلى هارفرد

الس""وفياتي االتح""اد انهي""ار بع""د اإلي""ديولوجيات ص""راع من الخالص مقول""ة من وينطل""ق

تكون قد الذي الصراع واألديان, هذا الثقافات صراع من أوربا. واالقتراب في والشيوعية

وديمقراطيتها. أوربا حضارة ضحيته

هنتنغت"ون, رأي الث"الث الع"الم بش"ؤون األم"ريكي الخبير كابالن يؤكد1996 عام وفي

جاذبي""ة والمظل""ومين, أك""ثر للمقه""ورين المطل""ق تأيي""ده بسبب اإلسالم بقوله: "سيكون

المس""تعدة الوحي""دة الديان""ة الع""المي, ه""و المس""توى على االنتش""ار المف""رد ال""دين فهذا

والكفاح." للمنازلة

التالية: النقاط نراه, في ما مع نجملها كثيرة انتقادات النظرية لهذه وجهت ولقد

�: اختلط االع""تراف ع""دم م""ع وأمريك""ا الغرب في اإلسالمي بالفكر المطبق الجهل أوال

الم""رأة وض""ع بس""بب اإلس""المي المجتم""ع فهم بس""وء الجه""ل اإلسالمي, واق""ترن بالدين

اإلس""الم اته"ام إلى الرحال""ة, إض""افة س""وقه بالخراف""ات, مم""ا واإليم""ان المتعدد والزواج

� الجهاد عنوان تحت واالحتالل العنف طريق عن باالنتشار النش"اط اق"ترن والفتح. وأخ"يرا

� اإلسالمي � شكله كان أيا � أو ثقافيا � أو خيريا باإلرهاب. كفاحيا

20

Page 21: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

� لعب اإلعالم أن نش""ك وال � دورا أن ال""رغم االتهام""ات, على ه""ذه نش""ر في خط""يرا

في تفس""ح الع""دائي, ولم الموق""ف ه""ذا إلى ت""نزلق لم الرس""مية اإلس""المية السياس""ات

الحوار. وسائل جميع داعمة ديني صدام ألي المجال

�- لقد الس""بب عن الع""الم, الس""ؤال بهوله""ا ص""دمت ال""تي األخ""يرة األحداث أثارت ثانيا

واش""نطن, في البنت""اغون وبن""اء نيويورك في العالمي التجارة مركز برجي لتدمير والدافع

حين إره""ابي. ففي إج""رامي عم""ل مج""رد ه""و2001 سبتمبر11 في تم ما أن يعقل ال إذ

� ب"ه ويط"الب الدن بن أس"امة ه"و مح"دد فاع"ل عن بوش يعلن �, ك"انت أو حي"ا وزارة ميت"ا

لخوض""ها, ولم الع""دة حرب, أعدت إعالن أنه على الحدث هذا إلى تنظر األمريكية الدفاع

طالب""ان معاق""ل دك إلى أفغانس""تان, س""اعية في نط""اق أوس""ع على دخلته""ا أن تلبث

مذهلة. بمفاجأة الحرب أعلن الذي العدو بوصفهما والقاعدة

�- الص""راع � يكن لم وطالب""ان أمريك""ا بين ت""أجج ال""ذي ثالث""ا أو إي""ديولوجيات بين ص""راعا

� كان ثقافات, بل حكام طالبان جانب إلى يقف قوتهما. ولم كامل الطرفان استعمل حربا

العالم, أنحاء جميع في اإلسالمية الدول من أي من أكثر المتعصبين األصوليين أفغانستان

اإلس""المية, وأس""همت ال""دول أك""بر من وهي باكس""تان أمريك""ا ج""انب إلى وقفت ب""ل

. أخرى إسالمية دول بيلوجستيا

كث""يرون, له""ا وهل""ل هنتغت""ون تص""ورها ال""تي الحض""ارات ص""راع مقول""ة سقطت هكذا

الش""ر, ب""دول أس""مته م""ا ض""د تتابعه""ا أن أمريكا تريد التي الحرب حقيقة بوضوح وبرزت

الشمالية. وكوريا وإيران العراق

� زال م""ا اإلس""الم ف""إن الحقيق""ة هذه وضوح من الرغم وعلى االش""تباه قفص في قابع""ا

ض"د العالمي""ة الحمل""ة ب""دعم االش""تباه ه"ذا يج""ابهوا أن المس"لمين على األمريكي. وكان

اإلس""المية, الحض""ارة أعم""اق في باإلس""الم, ب""البحث الفهم س""وء يج""ابهوا اإلره""اب, وأن

اإلس""المية, الش""عوب تتحمل""ه ال""ذي واالقتص""ادي السياس""ي الظلم فض""ح على والترك""يز

مؤهل""ة س""بتمبر من عش""ر الح""ادي أح""داث ن""رى أن العربي""ة, ودون الش""عوب وبخاص""ة

والصهيوني. اإلمبريالي الظلم من للتحرر أو الثقافية بالهوية للتعريف

العولمة- األمركة- ب

� ليس الس"الح في الق"وة ه"ذه الع"الم, وأن في دول"ة أق"وى أمريكا أن االعتراف جديدا

� تفرض واالقتصاد � نظاما على األمريكي""ة المتح""دة الوالي""ات فيه تسيطر إمبرياليا اقتصاديا

الق""وة زي""ادة على ق""ام ال""ذي النظ""ام هذا على األمركة مصطلح إطالق العالم, وتستطيع

إلى االس""تهالكية الزي""ادة ه""ذه دفعت الع""الم, ولق""د في زي""ادة أي يف""وق مما االستهالكية

ه""ذه دول والء ش""راء الع""الم, وبالت""الي أس""واق ش""راء على ق""امت ذكية أمريكية سياسة21

Page 22: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

ال"تي ال"دول من وغيرها والصين وروسيا فرنسا مثل الكبرى الدول شملت التي األسواق

بالعقوب""ات أس""مته ما على معتمدة المتحدة, وبهيمنتها الواليات بسياسة اقتصادها ارتبط

الهيمن""ة ه""ذه وح""ول في األذان ح""تى غارق""ة أنه""ا الدول هذه على يخف االقتصادية. ولم

غ""ير ق""رار واتخ""اذ األمن مجلس في الفيت""و اس""تعمال في حقه""ا تجمي""د في تجلت ال""تي

من الع""الم على السيد دور تمارس أن أمريكا استطاعت العراق. وهكذا لمحاربة شرعي

ال""دول م""ع ف""اترة وقطيع""ة ال""دول ه""ذه مع باردة قطيعة أورث األمركة, مما نظام خالل

م""ع حاس""مة س""اخنة األقص""ى, وقطيع"ة الش"رق في االقتص""ادية حريته"ا على المحافظة

بحقه""ا زائف""ة توراتية عقيدة على معتمدة إسرائيل تمثله صهيوني بغزو منيت التي الدول

األقل. على األوسط الشرق بامتالك

� جابهت المسلمة العربية الدول وألن � غزوا �, فلق""د دينيا ال""ديني الفع""ل رد اختل""ط صرفا

اعتم""د ال""ذي اإلس""رائيلي الغ""زو أطم""اع من ال""دول هذه حماية في القومي الفعل رد مع

االعتقاد أورث الصهيونية. مما الجبهة تكوين في التوراتية عقائدها وعلى أمريكا قوة على

مانه""اتن ب""رجي انه""دام األمريكية, وكان الصهيونية وبين اإلسالم بين ثقافي صراع بوالدة

دول محارب"ة عن"وان تحت الصراع مفعول فجرت التي المفجعة الكارثة صورة11/9 في

االحتالل مقاوم""ة أش""كال جمي""ع اإلره""اب مفه""وم ش""مل اإلرهاب, بل تحتضن التي الشر

الشرعية. عن والدفاع

� ليست العولمة أن على �, ولكن أوربي وش""عار ه""دف هي ب""ل فق""ط أمريكيا هدفا أيض""ا

هيمن""ة إلى يه""دفان كالهم""ا أنهم""ا , فمع األوربة – العولمة عن - األمركة, تختلف العولمة

� األق""وى بوص""فها األمرك""ة عالمي""ة, ف""إن اقتصادية عس""كرية هيمن""ة إلى ته""دف عس""كريا

� كاملة سيطرة تمارس اإلرهاب, لكي على القضاء غطاء تحت اليوم تختفي سياسية ب""دءا

� تم بما األورب""ة العولمة على السيطرة إلى العراقية واألرض األفغانية األرض على مؤخرا

األقوى. المزاحم

مكش""وفة, ف""إن العولمية, ظاهرة األمركة أو األمريكية السياسية السيطرة كانت وإذا

� س""اعية العالمي""ة السياس""ية طموحاته""ا تخفي زالت م""ا أورب""ا التوس""ع مناهض""ة إلى أوال

واألمركة, األوربة بين مكشوف محتمل صراع إلى تصل قد األمريكي, مناهضة السياسي

اإلنس""انية الصراع, وتح""رر هذا حلبة تدخل أخرى أقطاب ظهور إلى السبيل سيكون لعله

وجوده. ومسح خيراته واستنزاف العالم حكم على السباق هذا من

آس""يوية عولم""ة يحق""ق أن آس""يا ش""رقي جن""وب دول أسيان" بين "حلف استطاع وإذا

نظ""ام بناء في دور لها العربية, سيكون العولمة وبخاصة أخرى عولمات ثمة شرقية, فإن

أن يجب ال""تي الدولي""ة الش""رعية العسكرية, بل القوة عولمات فيه تتحكم حر, ال عالمي

22

Page 23: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

حقوقه""ا عن ال""دول, وت""دافع عالق""ة تنظم ال""تي العلي""ا الدول""ة تص""بح لكي موقعه""ا تع""زز

المشروعة. واالقتصادية الوطنية

الكبير االوسط الشرق ومشروع مركةأال– ج

االبن, تحت ب""وش مش""روع األمريكي""ة المتحدة الواليات طرحت2004 عام بداية في

حزيران في الصناعية الدول قمة نقاش موضوع الكبير" وأعدته األوسط "الشرق عنوان

ال""دول من المنطق""ة ه""ذه الدولية. وتتألف الشراكة إلى المنطقة هذه ضم بهدف2004

� وأفغانس""تان باكس""تان إلى ويمت""د وإسرائيل وتركيا وإيران العربية موريتاني""ا وإلى ش""رقا

�. والمغرب غربا

� المشروع مهد ولقد اإلنس"انية التنمي"ة تقرير أساس على المنطقة ترتيب بإعادة تبريرا

� يتض""من وال""ذي2003 و2002 لع""امي العربي""ة � عرض""ا االقتص""ادي للوض""ع إحص""ائيا

األم""ريكي المش""روع أب""رز خالل""ه باالنهي""ار, ومن ين""ذر وال""ذي والسياس""ي واالجتم""اعي

الم""رأة. وتمكين والمعرف""ة الحري""ة المنطق""ة, وهي دول تعانيها التي األساسية النواقص

بتش""جيع تتمثل بدائل طرح األمريكي المشروع حاول المتشائم التقرير هذا أساس وعلى

االقتص""ادية الف""رص وتوس""يع المعرف""ة مجتمع وبناء الصالح والحكم الديمقراطي النظام

العالمية. الشراكة لتحقيق كمبررات

ون""زع اإلره""اب مكافح""ة عن""اوين؛ تحت وردت التي أمريكا مصالح المشروع يخف ولم

لكيانه"ا, ودولي""ة أبدي""ة حماي""ة المجموع"ة إلى إس""رائيل الش"امل, وض"م ال"دمار أس""لحة

�. فارغة منطقة في والتدخل سياسيا

في""ه تحتف""ظ آخ""ر مش""روع بإع""داد أمريكا, وقامت لمآرب األوربية الدول انتبهت ولقد

تق""ديم العربي""ة الدول تستطع المنطقة. ولم هذه على الهيمنة أمريكا مشاركة في بحقها

� ك"ان ال"ذي القمة اجتماع انهار عربي, فلقد مشروع نيس"ان بداي"ة في ت"ونس في مق"ررا

ال""دول جامع""ة اقتراحات في وردت التي المتواضعة اإلصالح أحالم معه , وانهارت2004

قوية حماسة تضمر أمريكا إزاء كامل بوالء ارتبطت التي العربية الدول أن العربية, وتبين

وإعط"اء النف"ط مص""ادر على الكامل""ة الس"يطرة إلى يه"دف ال"ذي األم"ريكي للمش"روع

الش""رق سياسة في المركزي الحلف- الدور هذا متزعمة أو أمريكا وراء مختفية إسرائيل

بع""د التس""عينات منتص""ف في مش""روعه في بيريز شمعون لسان على ورد األوسط, كما

أوسلو. اتفاق

على المتح"دة الوالي"ات تعلن إص"الحية, إذ تبدو الظاهرية المشروع مبررات أن شك ال

مغرية. ولكن تبدو إجرائية عملية وخطط المدى بعيدة إنمائية مشاريع ضمن له مساندتها

اختالف في""ه, على المدرج""ة ال""دول من أي اقتراح""ه في تش""ارك لم ال""ذي المشروع هذا23

Page 24: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

� وهويتها,ك""ان ظروفها � مرفوض""ا � إعالمي""ا ه""ذه في القائم""ة األنظم""ة ك""انت , وإن وش""عبيا

� تعير ال الواسعة المنطقة �. النفط اقتصاد تنظيم بحجة الشعبية للقاعدة اهتماما عالميا

إلى يص""ل ق""ومي ن""اتج ذات إنس""ان ملي""ون600 سكانها عدد يبلغ التي المنطقة فهذه

�, وتبقي دوالر مليار1175 الب""ترول من إنتاجه""ا يبل""غ للنف""ط, إذ عالمي خزان أكبر سنويا

%40 احتياطي""ه يبل""غ ال""ذي الغاز من مكعب متر ترليون64 مع العالم إنتاج % من36

العالم. غاز من

االقتص""ادي س""لطانها يمتد كي إلسرائيل الفرصة إعطاء المشروع هذا مخاطر أهم إن

األص""ول على القض""اء إلى المش""روع يهدف القومية الناحية به, ومن تحلم ما أوسع على

اإلمكاني""ة في متج""انس غ""ير تجم""ع في هوياتها الشعوب, وتجميع لهذه والدينية التاريخية

� كان المشروع هذا على الرد أن المؤسف والهوية. ومن واألهداف كبرياء على يقوم باهتا

� اآلن ح"تى رد أي يتض"من الخ"ارج, ولم من مف"روض مشروع أنه ومن مضخمة مش"روعا

ه""ذه ساس""ة أذه""ان في والش""راكة اإلص""الح مفه""وم وض""وح ال""داخل, لع""دم من ينبعث

العربية. الدول ساسة وبخاصة المنطقة

والعولمة - الهيمنةد

إلى األقصى الشرق من العالم على واالقتصادية السياسية الهيمنة تمارس أوربا كانت

بع"د المتوسط األبيض البحر ودول أفريقيا وإنكلترا فرنسا تقاسمت وكندا, وعندما أمريكا

العالمية الحرب نار تشعل أن اليابان ثم وإيطاليا ألمانيا على األولى, كان العالمية الحرب

في اس""تعمارها من""اطق جمي""ع على والسيطرة أوربا نفوذ الستالب1945-1939 الثانية

المحور. وانهيار الحلفاء بنجاح انتهت آسيا, ولكن شرق وفي المتوسط منطقة

ومح""ق درس""دن س""حق بع""د الح""رب إنه"اء في أساس""ي دور المتح""دة للوالي""ات وكان

على النف""وذ وزع ال""ذي1945 يالت""ا م""ؤتمر كان الذرية, ثم بالقنبلة وناغازاكي هيروشيما

وإنكلترا. وفرنسا أمريكا بين أوربا

� بالهيمن""ة حقه""ا عن الس""بعينيات في ريغ""ان عهد منذ صراحة أمريكا أعلنت ثم اعتم""ادا

� تفوق على � اقتصادها, وضمنا لتحقي""ق الطري""ق الض""اربة. وك""ان قوتها تفوق على اعتمادا

الس""وق خالل من األرضي الكوكب عولمة العالم, أي عالمية عن اإلعالن هو الهيمنة هذه

أنح""اء جمي""ع في أمريكا تسوvقه الذي المتزايد واإلنتاج الدوالر زمامها يمتلك التي العالمية

أن""ه: " أك""ثر ي""دvعي جديد عالمي نظام إلقامة تدعو فهي هيمنتها ضمان أجل العالم. ومن

� وأكثر حرية النظ""ام ه""ذا ". ولكن والم""ردود والف""رص اإلنت""اج توزيع""ه في وإنس""انية عدال

� موناكو مثل صغيرة دولة تجعل التي والوطنية القومية الحدود إلغاء إلى يرمي لدول""ة ن""دvا

ف""إن اإلنس""ان, وهك""ذا حق""وق مع""ايير وفي العالمي""ة المنظم""ة معايير في كأمريكا كبرى24

Page 25: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

يلغي الص""غيرة, وبالت""الي االقتص""ادية الوحدات عهد إنهاء يفترض الجديد العالمي النظام

المتح""دة األمم ميث""اق الوطني""ة, بق""وة الحقوق عهد إنهاء يفترض السياسي. كما وجودها

� يح""دد ال""ذي المجلس ه""ذاوتقييمه""ا. في األمن مجلس لم""زاج تخض""ع وواجب""ات حقوق""ا

أمريك""ا تق""وده العضوية, أصبحت دائمة الخمس الدول عليه تهيمن الذي العالمي العرفي

�� تجاوزت""ه , بل قراراته في تي, فتحكمتاالسوفي االتحاد انهيار بعد الخليج ح""رب في علن""ا

للعراق. األمريكي االحتالل ,وفي1998 عام العراق في المراقبة لجنة أزمة وفي

� العولم""ة لفك""رة مه""د لق""د وتطبيقات""ه, ولق""د األممي الماركس""ي " الفك""ر " ش""يوعيا

� العولمة عن فلسفية نظرية لبناء العقيدة هذه أمريكا استغلت يس""اندها الليبرالية, وعمليا

مج""ال الفض""اء, وفي وري""ادة العلمي والكش""ف الطاق""ة مج""ال في ال""دولي التع""اون

التلفزيوني""ة, وانتق""ال المحط""ات تأثير وانتشار الفضائية والشبكات واالتصال المعلوماتية

الهيمنة لتأكيد والمخترعات الكشوف هذه استغلت االنترنت. ولقد طريق عن المعلومات

الش"ركات طري"ق عن والطاق"ات األس"واق الع"الم, وعلى وأنظمة عقول على األمريكية

النقدية. األوراق أسعار وفي العالم بورصات في التحكم طريق وعن الجنسيات المتعددة

� المطرد الدوالر صعود وبات � األوربي االقتص""اد على عبئا في البطال""ة زي""ادة في وس""ببا

في األس""عار وزي""ادة التض""خم عملي""ات على أثر , كما1985 % عام12 بلغت أوربا, حتى

اآلسيوية. النمور ودول اليابان في المالي االقتصاد وهدد آسيا

� ندونيسياإ في الجماعي االنتحار كان لقد � مؤشرا ألمت التي المصيبة ضخامة على بالغا

� ذلك آسيا, وكان شرقي دول باقتصاد أب""رز من واح""دة ستكون الجياع( التي )بثورة إيذانا

عمل""ة ب""اقتراح أمريك""ا نف""وذ من المنطق""ة تنق""ذ أن الياب""ان القرن. وتحاول نهاية أحداث

برب""ط1998 ش""باط في س""وهارتو قرار األوربي. ولكن اليورو غرار على موحدة آسيوية

ه""ذه الياب""ان تبلغت اآلس""يوي, ولق""د االقتص""اد عص""ب زال م""ا بالدوالر ونيسيندإلا النقد

اقتصادها. وعلى الين على القلق من بكثير الرسالة

خطته""ا لتنفيذ شجعها العالم, مما في والسياسة االقتصاد نواصي أمريكا امتلكت هكذا

� العالمي""ة الح""رب بع""د المتقدم العالم على بالهيمنة المهزوم""تين بال""دولتين الثاني""ة, ب""دءا

� اليابان إنقاذه""ا مارشال, بحجة مشروع طريق عن ذاتها الغربية أوربا إلى وألمانيا, مرورا

ال""ذي األوربي األطلس""ي حل""فال طري""ق عن الح""رب, ثم بع""د أص""ابها ال""ذي الخراب من

النووي""ة األس""اطيل تحرك التي واالستراتيجية, فهي والفكرية السياسية بقيادته احتفظت

تف""رض ال""تي المتوسط, وهي األبيض البحر وفي الهادي المحيط في أوربا شواطئ على

� دول في الصواريخ قواعد في للت""أثير األوبي""ك سياسة في التحكم تملكت الحلف. وأخيرا

ي""دها وض""عت ق""د أمريك""ا الطاق""ة. وك""انت لهذه األكبر المستورد تعتبر التي أوربا اقتصاد

25

Page 26: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

ه""ذا م""وارد واإلي""راني, وم""ازالت الع""ربي الب""ترول وبخاص""ة الع""المي البترول إنتاج على

وشركاتها. مصارفها في تختزن البترول

الع""رب إلفق""ار موجه""ة ك""انت والثاني""ة األولى الخليج ح""رب أن هن""ا ن""ذكر أن ويجب

�, وإلى واإليرانيين � ذاتها أوربا إخراج أوال ال""تي الص""عبة للظ""روف خاض""عة ب""اتت وق""د أيضا

فرض""ت عن""دما المكش""وفة اللعب""ة ه""ذه في النفط, واس""تمرت إنتاج في أمريكا افتعلتها

العالمية. السوق عن العراقي البترول وحجبت والعراق ليبيا على الحصار

ال""ذي الس""وفياتي االتح""اد إال1990 ع""ام قب""ل العالم على أمريكا هيمنة يلجم يكن لم

حس""ابات في ت""ؤثر هائل""ة ونووي""ة استراتيجية قوة عالمية, ويمتلك مساحة أكبر في يمتد

دة ك""انت المسيطرة السياسية فاعليتها أمريكا. ولكن ومصالح v""الح""رب اس""م تحت مجم

الباردة.

العالمي""ة, األسواق على نفوذها وتسهل تقدمها تكرس االقتصادية أمريكا فعالية وكانت

في الع""المي, أم""ا المج""ال في مس""تمر بجمود السوفياتية االقتصادية الفعالية كانت فيما

� والفض"ائية والنووية الثقيلة الصناعات قطاع على التأكيد كان فلقد الداخلي المجال س"ببا

تس""تطع لم البيروستريكا, ال""تي حلول عن البحث اإلفالس, أو حدود وصلت حتى إلنهاكها

اإلمبريالية. العولمة تجابه اشتراكية أو ثورية أو فكرية عولمة بخلق أيديولوجيتها تحقيق

القطب من تتخلص وأن أورب""ا على تس""يطر أن قص""ير وبوقت أمريكا استطاعت هكذا

, فتنف""رد1990 ع""ام بع""د العالمي""ة الهيمن""ة ذروة على تق""ف المن""اهض, وأن تياالسوفي

ومب""ادئ األمن مجلس مظل""ة الخاص"ة, تحت ش""ؤونه في وبالت""دخل العالم سياسة بتنفيذ

الخاصة. مصالحها حسب باستغاللها قامت التي اإلنسان حقوق

المنظم"ة س"لطة متنافس"تين, وهم"ا دول"تين ةبس"لط مقيدة نفسها أمريكا وجدت لقد

ت""ركب أن اس""تطاعت أمريك""ا األطلس""ي. ولكن الحل""ف وس""لطة األمن ومجلس الدولية

vرهما وأن السلطتين هاتين ناصية أن ح""اولت الع""الم, فلق""د إدارة في سياس""تها وفق تسي

� المنظمة تجعل فقط, وأن بأوربا الحلف مجال تحدد مجلس ق""رارات في تتحكم لها منبرا

باالس""تعانة وتق""وم ش""اءت م""تى المنظم""ة ه""ذه العام, وبتج""اوز األمين تعيين وفي األمن

تشاء. حسبما األوربية بالدول

ان التحكم ه""ذا أثبتت ولق""د v""المواق""ف اختالف أدى ب""ل, بغ""داد في التف""تيش أزم""ة إب

.الموحد األوربي القرار غياب إلى األزمة هذه إزاء األوربية

)روسيا(, الذي اآلخر القطب وريث مع المواجهة خطر المتحدة الواليات يفزع يعد ولم

� الدولية الساحة عن بالتراجع ابتدأ مش""كلة وتس""وية أفغانس""تان من قوات""ه بانسحاب بدءا

الثالث, والرض""وخ العالم لبلدان العسكرية للمساعدات الشامل وأنغوال, والخفض ناميبيا

26

Page 27: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

� شرقي من جيوشه العراق, وانسحاب ضد الحرب في األمريكي للقرار حل أوربا. وأخيرا

األطلسي. الحلف دخول من القطب هذا يتمكن أن دون والكوميكون وارسو حلف

األمريكية: الهيمنة - مقاومةه

يالت""ا بمق""ررات عليهم""ا هيمنتها وكرست المحور دولتي قوة تأنه وقد أمريكا أن على

اإلنس""ان هوي""ة يحدد الذي القومي االنتماء معنى وإلى التاريخ قوة إلى تفطن , لم1940

�, ولكنه""ا ل""ه تحس""ب ولم القومي التكوvن هذا تفتقد أمريكا والياباني, ألن األلماني حس""ابا

من ال"دولتين تجري"د على ق"امت ال"تي االستس"الم معاه"دة ض"حية نفس"ها وج"دت فجأة

� ذلك التسلح, فكان � عامال � الس"لمي االقتصاد لبناء الدولتين في الجهد حصر في قويا بعي""دا

ذاته""ا, وهك""ذا وأمريك""ا الحلفاء دول ظهر أناخت التي المرهقة العسكرية االلتزامات عن

لالقتص""اد مزاحمتين الحرب, دولتين نهاية من سنوات خمس بعد واليابان ألمانيا أصبحت

� األمس حلف""اء أس""واق فيه""ا بما العالمية األسواق واألمريكي, وأصبحت األوربي مس""رحا� والياباني. األلماني لالقتصاد مفتوحا

ق""وة إن اإلنت""اج, ب""ل إلى للتف""رغ الوحيد السبب هو العسكري العبء تخفيف يكن ولم

� ين""دفع أن األلم""اني العام""ل هو كما الياباني العامل دفعت القومي االنتماء لزي""ادة تلقائي""ا

العمل ساعات في والتمادي العمل في اإلخالص طريق عن القومية الثروة وتعزيز اإلنتاج

المص"انع مش"اريع أم"د ال"ذي الق"ومي الص"ندوق ع"زز الط"وعي, مم"ا واالدخار اإلضافي

فق""دان من الرغم على, الوطني االقتصاد لتعزيز الضرورية األموال برؤوس والمصارف

ألمانيا. في فقط الفحم على اليابان, واالعتماد في والبترول األولية المواد

سياس""ة إلى دع""ا ال""ذي ناكاس""وني الرئيس عهد في جديد فجر على اليابان صحت لقد

الياب""ان وصلت والتقني, حتى الصناعي النمو معدل واسعة, وتضاعف شعبية نالت قومية

أمريك""ا م""ع التج""اري ميزانه""ا العالم, وكان أنحاء جميع في سلعها باإلنتاج, وامتدت القمة� االقتصادي. بالحصار والوعيد اإلنذار حد ووصل األمريكي القلق انتشر حتى رابحا

ع""دم األمريكي""ة االقتصادية للهيمنة ومقاومتها تفوقها في اليابان ساعد لقد ذكرنا وكما

نفقاتها من خفف ميزانيتها, مما % من1 عن تزد لم التي العسكرية التعبئة إلى انصرافها

السياسي نفوذها قوة على وليس بضاعتها ورخص جودة على يعتمد تفوقها وجعل العامة

متعاون""ة ص""ارت ال""تي آس""يا ش""رقي دول إلى االقتص""ادي نفوذه""ا والعس""كري, وامت""د

ثم متعاون""ة اليابانية, فابتدأت بالسياسة ارتبطت فلقد الصين اليابان, حتى مع ومتضامنة

عن امت""ازت األمريكي""ة, ولكنه""ا االقتص""ادية الهيمن""ة مقاوم""ة في لليابان مجارية أصبحت

الياب""ان بقيت والعس""كرية, بينم""ا السياس""ية الهيمن""ة مقاوم""ة على ق""درتها في الياب""ان

27

Page 28: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

أم""ام مستس""لمة1946 عام وقفت أن منذ الدولية لسياستها خاضعة أمريكا مع متحالفة

آرثر. ماك

ض""د آس""يا شرقي شعوب تمارسها التي السليمة المقاومة استشفاف اليوم ونستطيع

ب""إحراج وبص""رها أمريك""ا س""مع تحت واس""عة ألس""واق احتاللها رؤية نستطيع الهيمنة, بل

جريء.

أورب""ا شمالي في النووي السالح لتنزع الدعوة بصورة لتظهر السلمية المقاومة وتمتد

المتوس""ط, وفي البح""ر ح""وض دول إلى ال""دعوة هذه تمتد االسكندنافية, ثم الدول حيث

النووي. األمريكي النفوذ مقاومة إلعالن يكفي ما ذلك

مص""الح خ""ارج دولي""ة عالقات ممارسة في دور األلمانية القومية العصبية لظهور وكان

حركة ازدادت برلين. ثم جدار وانهار األلمانيتين توحدت أن بعد أمريكا, وبخاصة وسياسة

ألمانيا قيادة في ذلك قوة�, تجلvى األمريكي التأثير عن السياسي واالستغالل االنتماء عدم

�عدها أخذت التي األوربي االتحاد لحركة اليوم. التنفيذي ب

والجنوبية, الوسطى أمريكا إلى واضحة والسياسي االقتصادي التحرر حركات وامتدت

� المستمر األمريكية المتحدة الواليات استفزاز كان حيث جريئ""ة حرك""ات ظه""ور في سببا

كاسترو. ثورة أبرزها مقلقلة وثورات

التنمي""ة وتحقي""ق اقتص""ادها ت""رتيب على أق""در ك""انت الجنوبي""ة أمريك""ا دول ولكن

� ناجح ديمقراطي نظام تحت المتسارعة المتحدة. الواليات ظل عن بعيدا

ال ليبرالي""ة ب""دت ال""تي روس""يا وتفككه, ف""إن السوفياتي االتحاد انهيار من الرغم وعلى

� تشكل � خطرا أمريك""ا انف""راد من الح""ذر ش""ديدة لتك""ون أمريك""ا, ع""ادت على اي""ديولوجيا

وتنفتح باطراد تنمو التي الصين بذلك األقطاب, شاركتها تعددية إلى العالم, داعية بقيادة

مقاومته""ا في وئي""دة تس""ير زالت االشتراكي,وم""ا نظامها إحراج دون العالم أسواق على

نج""اح لتحقي""ق الع""الم ش""عوب جمي""ع م""ع واضحة مصالحة جانب خارجية, إلى هيمنة ألي� الدولية. بالسياسة والتدخل المحاور عن اقتصادي, بعيدا

الجديد: العالمي والنظام العربية - الدولو

باالس""تعمار تمثلت ال""تي القاسية األوربية الهيمنة من التحرر العربية الدول استطاعت

الهيمن""ة حب""ال في س""قطت ضخمة مادية ثروات على استيقظت وقد االنتداب, ولكنها أو

بعد وبخاصة مرغمة العربية الدول العالمي, وانساقت النفط سياسة تقود التي األمريكية

� اآلخر, للتحالف القطب غياب هذا من تستفد لم بطشها, ولكنها خشية أمريكا مع سياسيا

لبناني""ة ألراض"ي واحتالله"ا ع"دوانها إغف"الو بإسرائيل واالعتراف اإلذعان في إال التحالف

حربي في العربية الدول تورطت أمريكا. كذلك مع مدبرة حرب بعد وفلسطينية وسورية28

Page 29: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

الدفاعية العرب إمكانات على تقضي لكي المركزية المخابرات أسبابها هيأت وقد الخليج

� بعضها على واالقتصادية, وتفرض على هيمنته"ا ل"دعم أمريك"ا إال من"ه تس"تفيد ال تس"ليحا

التعبئ""ة أعب""اء جمي""ع عليه""ا تفرض لكي اإلسرائيلي, وكذلك الوجود عن ولتدافع المنطقة

الطاحن""ة, الص""حراء عاص""فة معركة في األمريكية القوات دخول اقتضاها التي العسكرية

الخليج في وأس""اطيلها قوته""ا أجله""ا من حش""دت التي الصحراء رعد لمعركة التعبئة وفي

في المرابط""ة األمريكي""ة الجيوش نفقات فيها بما جميعها النفقات زالت , وما1998 عام

طويل لزمن ينهار أمرها, وهكذا على المغلوبة العربية الدول تتحملها والكويت السعودية

كلها. العربية المنطقة القتصاد األساسي التمويلي المصدر

� الص""حراء عاص""فة في أمريك""ا انتص""ار كان لقد نظ""ام عن االب ب""وش إعالن في س""ببا

القوتان عليه ستهيمن النظام هذا أن غورباتشوف واعتقد,1990 أيلول في جديد عالمي

�, بينما العظيمتان عالمي""ة حكومة إلى الطريق أنها الصناعية الدول مجموعة اعتقدت معا

النظام. هذا على ستهيمن وأنها

اكتش""فت أن تلبث لم النظام, ولكنه""ا هذا لقيادة رغبتها تضمر كانت أمريكا إن والواقع

تح""ديات ثمة بمفردها, وأن حلها السهل من ليس إقليمية مشاكل في ستتورط بذلك أنها

� باستمرار متغير عالم في منها بد متوقعة, ال ومخاطر �, وإذا سياسيا ثم""ة ك""انت واقتصاديا

لهذا شاملة( تمهد )إلستراتيجية يخضع أن عليه كان الجديد العالمي النظام لقيام ضرورة

ابتدائي. كمشروع الجديد العالمي النظام

الص""غرى, ب""ل األزم""ات ح""ل في النظام يتورط ال أن االستراتيجية هذه شأن من وكان

االئتالف قب""ل دبلوماس""ي دولي ائتالف طري""ق عن الس""لم تحقي""ق ح""دود ض""من تبقى

العسكري.

اإلمبريالية: ز- العولمة

متع""ددة إي""ديولوجيات عن عالمية, وتعامى إيديولوجية يعتمد لم العولمة مبدأ إن الحق

متهم الص""راع ه""ذا ك""ان ال""داخل. وإذا من العولم""ة نظ""ام بني""ة مخرب""ة تتصارع أن يمكن

الع""الم- الغ""رب( فإنه""ا مفه""وم )بحكم الهيمنة مبدأ اعتمدت التي العولمة فإن بالتخريب

� ستكون التف""وق ونزعات والمطامح التحرر نزعات لها, تحركها حد ال انشقاقات في سببا

التفوق واقع من العولمة إلى دعوتها في تنطلق مازالت أمريكا فإن ذلك والمطامع. ومع

إمبريالي""ة إلى دع""وة العولم""ة دع""وة القص""د, فتب""دو عن الغطاء يكشف الذي االقتصادي

موقعه""ا اختالف على اآلخ""ر بخ""يرات فيه""ا وتس""تأثر أمريك""ا قيادته""ا في تتحكم عالمي""ة

نق""رأ أن نامي""ة. ويجب دول""ة أو وأورب""ا كالياب""ان متقدم""ة دول""ة أك""انت االقتصادي, سواء

االقتص""ادية والوح""دة األوربي""ة الس""وق إنش""اء إلى دفعت التي الحقيقية األهداف بوضوح29

Page 30: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

األمريكية. وتك""ريس الهيمنة عن األوربية االقتصادية الكينونة انفصال في األوربية, لنراها

� المتوس""ط جن""وب الق""راءة ه""ذه من ال""رغم على المنتج. ولكن للش""مال دائم""ة س""وقا

طريقه""ا تحقي""ق عن غافل""ة زالت الجن""وب( م""ا )أي العربي""ة المنطق""ة الواض""حة, ف""إن

ض""رورتها على الطوب""ائي اإلجم""اع موح""د, رغم واقتص""اد عربية سوق بإنشاء االقتصادية

الس""وق بديل""ة, هي س""وق بإنشاء وإسرائيل أمريكا تقدمه الذي التحدي وفاعليتها, ورغم

المتوس""طية)نس""بة الس""وق مش""روع من األوربي االتح""اد يقدم""ه ما أوسطية, أو الشرق

المتوسط(. للبحر

الواليات له تدعو الذي العالمي والنظام العولمة وراء يقف الذي االقتصادي الهدف إن

� ليس المتحدة مكاس""ب لتحقي""ق ومزاحمتها أمريكا صد إلى سعت أوربا, التي على خافيا

العالم. مناطق بين األغنى المنطقة هذه في اقتصادية

اس""تطاع هل المزدوج؟ اإلمبريالي التزاحم هذا استيعاب العرب استطاع هل والسؤال

من""ه يس""تفيد سياس""ي خالف األمريكية, لتأجيج األوربية المصالح تضارب استغالل العرب

تي؟ااألمريكي- السوفي الخالف من يستفيدون كانوا كما العرب

ممثل""و األمن, وبخاصة مجلس أعضاء حولها يتحلق التي المستديرة الطاولة إن الواقع

ال""دول تقاس""مت , حيث1945 يالت""ا مباحث""ات طاول""ة ذاته""ا هي م""ازالت الخمس الدول

� األمن مجلس من""بر زال الع""الم, وم""ا على نفوذه""ا الك""برى بين الت""وازن لتس""وية محال

على هيمنته""ا ث""روة, ف""إن واألغ""نى ق""وة األك""ثر المتح""دة, هي الوالي""ات المص""الح. وألن

هي المتحدة الواليات تتخذها التي القرارات كاملة, وأصبحت تكون تكاد الدولية المنظمة

على مث""ال الجدي""د. وأص""دق الع""المي النظ""ام أهداف يفضح ذاتها, مما الدولية القرارات

ال""ذي الهائ""ل التس""ليح ت""راقب أمريكا كانت العراق. لقد ضد الصحراء عاصفة حرب ذلك

ح""رب خالل بعض""ه انكش""ف , والذي1990 أغسطس آب من الثاني قبل العراق به تقوم

برن""امج ك""ان الع""راق. لق""د أك""راد ض""د الكيمي""ائي القمع عمليات وخالل إيران مع العراق

� ك""انت المستمر, فلقد أمريكا ققل مصدر والصواريخ النووية األسلحة لتطوير العراق أوال

العربي""ة ال""دول نح""و يتجه أن قبل إسرائيل ضد سيكون الثاني المفاجئ الهجوم أن تعتقد

لكي الخليج إلى عس""كرية ق""وة إلرسال وسيلة عن تبحث أمريكا ابتدأت المجاورة, وبهذا

المنطقة. هذه في تنتهي ال مشاكل مصدر نظرها في أصبح الذي العراق تهاجم

�, عن""دما لص""دام المركزي""ة المخ""ابرات نص""بته ال""ذي الفخ ك""ان ولقد زا v""ل""ه أوحت مرك

ش""أن الك""ويت في الع""راق تدخل أن1990 عام بداية في قابلته التي األمريكية السفيرة

قوت""ه على للقض""اء ومباشرة جاهزة الفرصة صدام قدم أمريكا. ولقد فيه تتدخل ال خاص

ع""دم ,إلى األبيض ال""بيت ق""ال كم""ا غ""روره دفع""ه له. فلق""د مالئم وغير عصيب وقت في

من س""يكون عندئ""ذ,األمريكي""ة الق""وات تخفيض يستكمل أن إلى سنوات خمس االنتظار30

Page 31: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

الخليج. منطق""ة في جن""دي ملي""ون نص""ف قوامه""ا قوات ينشر أن البنتاغون على الصعب

االتح""اد وغي""اب الب""اردة الح""رب انحسار ظرف في صدام فيه وقع الذي الفخ نجح هكذاو

الدولي. التوازن ساحة من تياالسوفي

بق""رارت ال""تزم أن بع""د الك""ويت عن الع""راق وأجلى الص""حراء عاص""فة انتص""رت لق""د

ب"د ال مفاجئ"ة لح"رب " المدخرة قواته جميع بتدمير نصت والتي687 رقم األمن مجلس

". حسين صدام العراق على يسيطر طالما منها

كله""ا, طق""ةالمن على أمريك""ا انتص""ار ك""ان ب""ل العراق على يكن لم االنتصار أن والحق

� حسين. وكان لصدام موالية كانت التي وعرفات حسين الملك سياسة على حتى انتصارا

� ك""ان وألماني""ا. ثم الياب""ان موق""ف على في العس""كري الت""دخل من""اوئي على انتص""ارا

لهزيم""ة مماثل""ة هزيم""ة على ت""راهن ك""انت ال""تي األمريكي""ة الص""حافة وعلى الكونغرس

لعن""ة محون""ا لق""د إلهي " ي""ا الحرب بعد يردد وأخذ انتصر بوش الفيتنام. ولكن في أمريكا

". األبد إلى فيتنام

� الصحراء عاصفة انتصار كان � أخيرا � ك""ان ال""ذي األمن مجلس هيبة على انتصارا محرج""ا

ألمريكا سهل يزعم, مما كما األوربي النفوذ منطقة في األمريكي العسكري التدخل أمام

في األك""راد لحماية تدخله تالية, مثل عسكرية تداخالت في موافقته على الحصول تجاوز

1998 شباط في العراق ضرب محاولته وعند1991 نيسان في العراق شمالي

� االنتصار كان �وأخيرا الع""رب إلى فاجع""ة الرسالة وصلت لقدفإسرائيل, لصالح مكرسا

�, " إن � دخلت ال"تي أمريكا جميعا للقي"ام مس"تنفرة فهي الك"ويت لمص"لحة ص"اعقة حرب"ا

� أكثر بحرب ". إسرائيل لمصلحة عنفا

� أمريكا امتلكت لقد � تفوقا الشبح الطائرة أداء االلكترونية, وكان الحرب نطاق في هائال

ت""دخلت لقد, بنفسها روسيا ثقة لها اهتزت هيبة مصدر التوجيه الدقيقة وأسلحتها117ن-

قنبلة واحدة, وكانت طائرة منها تسقط أن دون العراق حرب في مرة ألول الطائرة هذه

ال فيتن""ام في الط""ائرات ك""انت ي""ذكر, بينم""ا خط""أ دونما الهدف إلصابة كافية منها واحدة

� تصيب � هدفا الحدود تخترق أن الشبح طائرة بإمكان قنبلة. وكان300 قذف بعد إال واحدا

تكشف. أن دون

ه""و األمن مجلس إلى الرج""وع دون الدولي""ة قراراته""ا في أمريكا لتفرد الثاني والمثال

من الرئاس"ية القص"ور تف"تيش في خالف بسبب العراق إزاء اتخذتها التي اأمريك قرارات

"انسكوم". لجنة قبل

يكن الص""حراء, ولم عاصفة حرب في تمت التي التعبئة تفوق ضخمة لتعبئة بادرت لقد

احتالل في تمث""ل ال""ذي الس""ابق الس""بب وخط""ورة بحجم التعبئ""ة له""ذه ال""دافع الس""بب

� القص""ور تف""تيش على احتج العراق أن الكويت. ومع إس""ماع س""يادته, ورغبت""ه عن دفاع""ا31

Page 32: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

� صوته � عاليا عالج أن والحصار, وم""ع التفتيش لزمن حد وضع ضرورة إلى ينبه لكي إعالميا

� كان االحتجاج هذا � حص""ل م""ا وه""ذا األقص""ر الس""بيل وهو الدبلوماسية بالطرق ممكنا فعال

� خمس""ين بحش""د ق""امت أمريكا وببساطة, ولكن ودول بريطاني""ا وجن""ود جنوده""ا من ألف""ا

ه""ذا من وفرنس""ا والص""ين روسيا قلق أثار ضاربة, مما قوة وأحدث أقوى مع الكومنولث

ومخطط""ات, وتحالف""ات ت""وترات بؤرة العالم, "هي مناطق من لمنطقة الفعلي االحتالل

إي""ران في السياس""ية الجغرافي""ة في ب""ل لألنظم""ة ش""امل " وبتغي""ير عالمي""ة بحرب تنذر

العربية. الدول وجميع والعراق وتركيا

هذا لتسوية وسيلة عن لتبحث األمن مجلس منبر إلى الثالث الكبرى الدول لجأت ولقد

ك""وفي المتح""دة األمم لمنظم""ة الع""ام األمين المصالح, وك""ان توازن في المفاجئ الخلل

أن الك""برى, من ال""دول مطامن""ة مس""ؤولية حم""ل ال""ذي الس""ري للبريد ساع� مجرد عنان

تم""ارس حقيقي احتالل إلى يتحول ولن عسكرية ممارسة إلى يؤدي لن األمريكي الحشد

أن الكبرى, وقبل الدول مصالح إلى تسيء التي السياسي الجغرافي التغيير عملية خالله

على القلق بسبب الدولية العالقات لتوتر تفهمه عن أعلن السرية الرسالة العراق يستلم

ثمن ي""دفع س""وف وح""ده أن""ه العراق, واع""ترف على القلق بسبب وليس المصالح توازن

أمريك""ا لها خططت التي الماحقة العسكرية الضربة قبل الثمن يدفع أن التسوية, وفضل

الثمن. دفع من بد ال بإحكام, إذ

األمريكي""ة الهيمن""ة تظ""اهرة كبح في الخاس""ر ه""و ومن ال""رابح ه""و من نتس""اءل وهن""ا

الك""برى ال""دول إزاء ب""ل فق""ط الع""راق إزاء ليس الخاسرة هي أمريكا أن يبدو الشرسة؟

احتالل إلى الخليج في الحش""ود تح""ول دون ح""الت وروس""يا(, ال""تي وفرنس""ا )الص""ين

� لها يكون أن أرادت التي إنكلترا تحقيقه أمريكي, تسهل الس""تعادة االحتالل هذا في سهما

السابق. االستعماري نفوذها

ه""و األمن مجلس أن التف""اهم لوثيق""ة الحار األمن مجلس ترحيب أن يبدو قد ذلك ومع

� يعني ال األمن مجلس انتصار الرابح, ولكن م""ذكرة في ورد أمريكا, فما على انتصاره أبدا

زي""ارة قب""ل الع""راق علي""ه وافق المنظمة, ولقد في المتحدة الواليات ممثل كتبه التفاهم

� المذكرة توقيع يعني التفاهم. وال مذكرة على توقيعه وقبل عنان كوفي للش""رعية انتصارا

� بل الدولية يالتا. لمبادئ انتصارا

له"ا. فهي نظ"ير ال وج"رأة بخبث الدولي"ة الش"رعية بك"رة األمريكي"ة الهيمنة لعبت لقد

� ب""دورها, ب""ل مؤمن""ة تك""ون أن دون تش""اء كم""ا ومبادئه""ا إدارتها تستغل ه""ددت م""ا كث""يرا

أمريكا أن االنحياز. ثم عدم دول قوة تنامي عند وبخاصة الدولية المنطقة من باإلنسحاب

التي المتأخرة التزاماتها دفع من تتهرب المنظمة, ومازالت هذه في مدين عضو أكبر هي

32

Page 33: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

مليون خمسمائة بلغت التي الالحقة التزاماتها تسديد دوالر, ومن مليون ألف إلى وصلت

جدوى. دون حقوقها رحمتها, تتسول تحت ذليلة مرهقة المنظمة هذه تبقى دوالر, لكي

�, ألن يبقى الدولي""ة المنظم""ة تمل""ك أمريك""ا أن من يق""ال م""ا ف""إن ولهذا لعب""ة ص""حيحا

المنظم""ة ب""دور قناعته""ا عن بمع""زل أمريك""ا تقوده""ا األمن مجلس طاول""ة على الت""وازن

في تمارس""ها وال""تي بمكي""الين الكي""ل في سياستها ذلك عن قراراتها, ويكشف وبشرعية

الشرعية. هذه حساب خاصة, على والعربية األوربية القضايا معالجة

األخالقي""ة, الدولية المبادئ يخالف بشكل تمارسها التي المزدوج االحتواء سياسة وفي

� ذلك عن الواحدة. وتكشف الدولة فرقاء بين إلضعافها, بل الدول بين الفرقة إلثارة أيض""ا

� أمريكا فيها تمارس التي الحصار سياسة � إرهابا والزج""ر العقوب""ة مع""نى يتج""اوز مفضوحا

المتحدة. األمم أرادته الذي

تس""ديد ربحت إنها المنطقة, إال في األولى االحتاللية خطتها تنفيذ أمريكا خسرت ولئن

مس""تنفرة هي طالم""ا اس""تيفاءها قررت التي المدللة وأساطيلها جيشها )فاتورة( نفقات

الع""ربي الب""ترول أم""وال من تبقى م""ا خالل""ه الخليج, تس""تنزف في مح""دود غير زمن إلى

� حد ال بشره المتح""دة الوالي""ات م""ع الك""ويت ح""رب بع""د تم الذي الحلف على له, اعتمادا

العربي""ة ال""دول أن األمريكي""ة, م""ع الحماي""ة نفقات جميع بتحملها قضى وحليفاتها, والذي

�. ولكن الحماية هذه تلتزم أن أرادت دمشق بيان على الموقعة � وقفت أمريك""ا عربيا ح"ائال

� زال ما الذي البيان هذا تنفيذ دون �ه� تقف أكمها عنوانا تسمع. وال ترى ال حول�ه د�و�ل

التالية: بالنقاط المنطقة على األمريكية الهيمنة ظواهر تحديد نستطيع هكذا

سالح أقوى ليبقى الشامل الحظر دائرة من وإخراجه اإلسرائيلي النووي السالح - حماية

المنطقة. في ضارب

ال""دول تس""ليح ومعارض""ة العقم درج""ة ح""تى الع""راق في الض""اربة الق""وى على - القضاء

األخرى. العربية

أمريكا. تقوده الخليج ودول السعودية على عالية نفقات ذي تسليح - فرض

تسويقها. على الحصار وفرض البترولية الثروة من المنطقة - إفقار

قتصادية.اوال العسكرية الحلول بتجزئة القومية العرى تفكيك-

واليمن والس""ودان الع""راق لتجزئ""ة واس""تغاللها وقومي""ة مذهبي""ة وث""ورات نع""رات - إثارة

ولبنان.

العس""كرية الق""وة الس""تنزاف العربي""ة والبالد وإي""ران الع""راق بين طاحنة حروب - افتعال

البترولية. والطاقة

االمبري""الي النظ""ام إحكام أمريكا ودعم إسرائيل بقيادة أوسطي اقتصادي حلف إنشاء-

المنطقة. على األمريكي

الشام. بالد ودول سوريا لتهديد أمريكا بقيادة إسرائيلي تركي عسكري حلف - إنشاء33

Page 34: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

المحتل األمريكي الجيش لتمويل طاقتها الستنزاف الخليج دول مع دفاع معاهدة - إنشاء

العربية!.. الدول عدوان من حمايتها بحجة

vز وتوس""ع احتالله""ا في وع""دوانها سياس""تها في إس""رائيل المستمر والدعم الكامل - التحي

األرض بتحري""ر القاض""ية األمن مجلس قرارات العربية, وإغفال األرض على مستعمراتها

المحتلة. العربية

� وجعلها والعنف باإلرهاب العربية الدول - اتهام � معسكرا الدوليين, واألمن للسالم مناهضا

قمعها. من الحقوق, وللتمكن واستعادة التحرر حركات لتشويه

الص""وت إلس""كات والس""ودان وإي""ران والع""راق ليبي""ا على االقتص""ادي الحص""ار - ف""رض

األمريكية. للهيمنة المناوئ

حق""وق ح""ول األمريكية االدعاءات جميع ألغى والمدمر, فلقد العاتي العراق احتالل - أما

ابت""دأ2002 الع""ام من م""ارس ش""هر والديمقراطي""ة. وفي بالحري""ة والش""عوب اإلنس""ان

ال""رئيس ن""ائب , وأعلن وألمانيا فرنسا لمعارضة االلتفات العراق, دون الحتالل االستعداد

على األمن مجلس لموافق""ة ض""رورة ال أن رامس""فيلد ال""دفاع ووزي""ر ش""يني األم""ريكي

المفتش""ون نفاه""ا , وال""تي الش""امل ال""دمار ألس""لحة الع""راق امتالك بحج""ة الح""رب

إلى أوص""لتها وأوروبا, فد الدولية الشرعة أمريكا بها تحدت التي الحرب الدوليون.وكانت

العالم. على الهيمنة قمة

لن اليوم العالم يمارسه الذي الكبير السياسي التغيير أن التذكير من بد ال هذا ومع

تي, أع""نياالس""وفي االتح""اد من تبقى م""ا الح""الي. ف""إن أوجها في األمريكية الهيمنة يبقي

أقدر أصبحت األوربية الوحدة المنافسة, وأن الدولية مكانته يستعيد ابتدأ الروسي االتحاد

العالمي. واألمن الخارجية السياسات في التدخل يحاول ثالث قطب تكوين على

من""افس, أم""ا راب""ع قطب لتك""وين مؤهلة يجعلها المتسارع الصين تقدم فإن ذلك وعدا

العس""كرية قدراتها لتغذية تسعى زالت ما فإنها العربية الدول وبخاصة الثالث العالم دول

الشبح(. )الطائرة كيفيتها وتزايد الغربية القوى كمية تناقص أمام

مقامه""ا في الدولية الشرعية يضع جديد عربي عالمي نظام عن البحث بوادر تبدأ هكذا

العولم""ة ب""أدوات العربي""ة ال""دول على للهيمن""ة أداة تك""ون أن عن الص""حيح, ويبع""دها

بتفكي""ك اإلسالمي, والقيام العربي القومي االنتماء حول بااللتفاف بدت االمبريالية, التي

كق""ارب العولم""ة لمب""دأ والمذهبية, وب""الترويج السلفية والدينية, وبإثارة القومية الوشائج

الح""وار ه""ذا الع""الم, ولكن على واالنفت""اح الح""وار إلى الس""اعين التق""دميين يخ""دع نج""اة

يق""اد الحض""ارات, وب""ذلك بين الص""راع بص""يغة إال الغ""رب في يفهم لم الم""أمول السلمي

اإليديولوجي.. والضالل والعنف باإلرهاب االتهام قفص إلى والعروبة اإلسالم

34

Page 35: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

الفصل الثالث

الذاتيات وحوار الثقافة لغة

والعالمية أ- الشخصيةوالعولمة العالمية ب- بين

الجهات بين ج- الحوارالحوار عن د- النكوصوالثقافة الفن في ه- العالمية

التغريب ظروف في األصالة عن و- البحث

والعالمية آ- الشخصية

مح""ور الجه""ات, ف""إن ح""وار ه""و كتابال محاور عليه تقوم الذي األساس الموضوع ألن

الشخص""ية ومتناقض""ين, كي""ان مس""تقلين كي""انين أم""ام نن""اأ والعالمية( يوحي )الشخصية

� ثمة العالمي, وأن والكيان الذاتية ونتائجه. وأبعاده طبيعته في نبحث أن يجب حوارا

ع""دم لن""ا ينكش""ف الكي""انين, ح""تى من ك""ل ومض""مون مع""نى في نمعن أن م""ا ولكن

كي""ان هي بينهم"ا, فالشخص""ية وتقاب"ل تع"ارض عن الح""ديث استحالة وبالتالي انفصالهما

� الخالق الفعل قومي, أنشأه حضاري تاريخي اإلدراك آل"ة هو حيث من العقل على معتمدا

والفن, وتنم"""و والحلم الخي"""ال آل"""ة هي حيث من العاطف"""ة والعلم, وعلى والمحاكم"""ة

مكاني""ة – زماني""ة بيئ""ة أخ""رى, ض""من ذات بمقابل""ة وتتطور جماعية أو متفردة الشخصية

بعض""ها, م""ع والمتفاعل""ة المتنامي""ة ال""ذاتيات جميع فضاء هو العالم أن العالم. أي نسميها

أو الشخصيات عالقات وتطور نمو بنتيجة ويتطور ينمو إنما المكاني الزماني الفضاء وهذا

أو مخالف""ة� مع""ه متض""ادة تك""ون أن يمكن وال خارج""ه تعيش أن يمكن ال ال""تي ال""ذاتيات

.�محاورة

� العالم يصبح وهكذا � مخزونا معه""ا وتتعامل تقدمها التي والعقائد والثقافة للمعرفة عاما

الذاتيات بين العالقة لتنظيم السعي العالمي النظام العالم. وهدف في تعيش التي األمم

� ب""دأ حض""اري نظ""ام العالم, وه""و في تتفاعل التي والثقافية القومية على يعتم""د تعس""فيا

واس""تعبادهم, وانتهى اآلخ""رين مق""درات على الهيمن""ة في وسائله وعلى األقوى سيطرة

� ولو – يصبح لكي �- معتمدا وكرامته. اآلخر شخصية واحترام اإلنسان حقوق على نظريا

والعولمة العالمية بين – ب35

Page 36: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

مب"دأ وهي العولم"ة وبين, العالمي"ة أو الع"المي النظ"ام بين نم"يز أن ب"د ال أخرى مرة

أصبح عالم في العالم, ولكن دول بين االقتصادية الحدود جميع إزالة إلى يسعى اقتصادي

الح"دود إزال"ة إلى بالض"رورة يمت"د العولم"ة مبدأ قومية, فإن سمة الوطني االقتصاد فيه

الثقافية. والذاتيات القومية

من نري""د ومخاطره""ا, ولكنن""ا العولم""ة مسألة عن للكالم البحث ينزلق أن هنا نريد وال

بين للخل""ط ي""دفع الذي االلتباس اإلرغامي, ومن الطابع من العالمية تنقية ضرورة ذكرها

دة ال""ذاتيات تفاع""ل تعطي""ل إلى تؤدي التي العولمة وبين العالمية v""للتق""دم ب""دورها المول

ذلك. في العولمة(( إفاضة ))فخ كتاب وفي,اإلنساني والنمو

� ال""ذاتيات اح""ترام على الع""المي النظ""ام أو العالمي""ة تق""وم المب""دأ حيث من وعلى أوال

األنظم""ة والتق""دم, وجمي""ع والتفاع""ل والتواص""ل الح""وار على ال""ذاتيات ه""ذه تش""جيع

النبيل. اإلنساني الهدف هذا بوضوح تخدم المعلوماتية

�, ألن يبدو ال النظام هذا تقويم لكن بطبيعته""ا, إمبريالي""ة ق""وي من قيادته استغالل سهال

� الي""وم الع""الم يق""ف أهدافه, ولهذا على خروجه وإلى النظام هذا فساد إلى يؤدي مقاوم""ا

� النظام هذا قيادة على المتحدة الواليات سيطرة تنم"و أن يقتض"ي دولية شرعية عن بديال

اس""تيعاب إلى يس""عى الع""المي, ال""ذي النظ""ام ه""ذا أبع""اد واتساع نمو بحجم مسؤولياتها

كله. العالم وقيم قوى تؤلف التي اإلنسانية والقيم القوى بين والتبادل الحوار

�, أوربا أوربا يعني العالم مفهوم كان عندما � تقدمت التي تحديدا خارقة, بسرعة حضاريا

اس""م على اس""تولت ح""تى تضخمت شخصية وبين ما محلية شخصية بين افتراق ثمة كان

أورب""ا ثقاف""ة به""ا عالمي, ونع""ني فن وعن عالمية ثقافة عن نتحدث اليوم زلنا العالم. وما

� الع"الم أص"بح أورب"ا, ح"تى وفنون مختلفين كي""انين إلى وغ""رب, أي ش""رق إلى مقس"وما� � أوربا أعني الغرب وذاك الشرق هذا بين الحوار والنوع, وابتدأ بالمستوى حضاريا منطلق""ا

نظام. أو اتفاق أو موعد دونما الجانبين كال من

الجهات بين الحوار – ج

� الغ""رب من الحوار المقام, بدأ هذا في يهمنا ما وهو والفكر الفن مجال ففي عن بحث""ا

� ب""دا دين وراء أو وليل""ة ليلة ألف قصص وراء يختفي الشرق في غامض عالم عن مختلف""ا

غوت""ه أمث""ال من الكت""اب انطالق""ة حقيقت""ه, وك""انت يع""رف لم من نظ""ر في الع""رب دين

الفك""ر فيOrientalisme االستش""راق مس""يرة وريلك""ه, بداي""ة وب""يرون جيد وأندره وفلوبير

والفن.

خل""ق عملي""ة في المشاركة أردنا إذا غوته: " إنه الشرقي( يعترف )الديوان كتابه وفي

". بنفسه إلينا يأتي لن الشرق شرقي, ولكن هو بما التمثل من لنا بد فال النيرة العقول

36

Page 37: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

والياب""ان الهند إلى وصلت حتى اآلخر ثقافات نحو أوربا في االنفتاح حركة توسعت لقد

في ب""يزومب , ويتحدثExotisme االغتراب اسم االنفتاح هذا على وأطلق وأفريقيا وفارس

والفن""انين, م""ع األدب""اء االغتراب""يين من مجموعات والفكر( عن الفن في )االغتراب كتابه

انطباعاتهم. من مقتطفات

� يصبح كي الحوار هذا وابتدأ على العم""ل األخ""رى, وفي بال""ذاتيات االع""تراف في س""ببا

� وح""دها أوربا شخصية تكون ال أن منه الهدف ثقافي نظام في بينهما الحوار تنظيم طرف""ا

� شخصية كل تكون أن العالم, بل شخصيات جميع إزاء � كيانا � ب"احترام يقاب"ل مس"تقال كيان"ا

� اإلنساني. التقدم مسيرة في ودوره بأهليته يعترف مستقال

الحوار عن النكوص – د

� االع""تراف هذا يبدو ال ولكن �, فهن""اك أو ثابت""ا ش""رق, الش""رق عن يتح""دث من مس""تقرا

بينهما. االلتقاء إمكان عدم وعن غرب والغرب

� يتخذ من هناك بل � موقفا الشرق شايفان فيرى والثقافية القومية شخصيتنا من عدوانيا

االزدواجي""ة والشخصية الممزقة والهوية المزيفة والحداثة االنطولوجي التخلف خالل من

االنفصالية.

� يقف الغرب أن ليوز كلود ويعترف � إزاء متعاليا � الشرق, مشككا الح""وار, إن""ه من ح""ذرا

الثقاف""ة اتجاه""ات نظ""ره في يمث""ل م""ا , وه""ذا الع""رقي لتمايزاو والحقد الكراهية موقف

� مشوب العولمة اتجاه أن يرى هو كلها, بل األوربية العنصرية. الرؤية بهذه أيضا

األخ""رى األط""راف يخ""اطب ثقافي بإنتاج العالمية الثقافة اليوم, إقحام الغرب ويحاول

الح""وار إلغ""اء وعلى مس""خها وعلى الثقافي""ة الهويات تجاوز على يقوم بمنطق العالم في

ص""يف في ص""در "ال""ذي التاريخ " نهاية فوكوياما كتاب في تم كما الواحد الرأي وتسويق

.1993 ع""ام ص""در األخ""ير" ال""ذي واإلنسان الحضارات هانتنغتون" صدام , وكتاب1989

العولمة. إفرازات من أنهما الكتابين, من هذين اتهام ونستطيع

في ال""رهيب االنح""راف عن الغطاء "االستشراق" كشف عن سعيد إدوارد كتاب ولكن

� أثار للشرق, مما الغرب معرفة � جدال طريق"ة بعم"ق ه"زv الكت"اب ه"ذا أن على دلv واس"عا

والشرق. الغرب بين قائمة كانت التي الفاشلة الحوار

�, فلق""د أك""ثرOccidentalistes المغ""تربين كتاب""ات في الذات مع الذات حوار ويبدو فس""ادا

� أكثر وكان المازوشية حدود إلى الذاتي النقد وصل في الثقافي""ة, وهي الذاتية على خطرا

ولدته الذي السيئ األثر ننسى الخارجي, لن النقد من وخدرها كبوتها من انتعاشها حاالت

بلغ""ة للع""الم ق""دمت ال""تي ص""ورتنا الثقافية, وعلى صحوتنا " على شيطانية " آيات رواية

37

Page 38: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

� ننسى ال أن الغرب, ويجب للهوي""ة انتهاك""ات من بالفرنسية العرب الكتاب يفتعله ما أيضا

العربية.

عنهم ينف""وا أن الغربية الثقافة مائدة على عاشوا الذين المغتربين من فئة هم كان لقد

� الشرق هوية � العولمة مؤثرات في يدخل ما أخرى, وهذا هوية عن بحثا ت""ؤدي ال""تي أيض""ا

.Alination للذات التنكر إلى

والثقافة الفن في ه- العالمية

� أكثر الفن في نراها زلنا ما تنظيمية إنسانية نزعة لنراها العالمية لمقولة نعود وضوحا

وأس"اطيره الكالس"يكي الفن آث"ار من الفن"ان تح"رر أن من"ذ النهضة عصر إلى تعود وهي

وك"ان,الع"ربي الش"رق من"اخ في وأحداثه واإلنجيلي التوراتي القصص مجال إلى وتحول

تش""كيلي ح""وار في الشرق إلى الجسور مدوا الذين أوائل من وفيرونيز وبوكاشيو بلليني

في الح""وار ه""ذا المقدس""ة. واس""تمر لألح""داث كخلفي""ة الراهن""ة العربية البيئة بنقل تمثل

بالدن""ا الغرب عرف أن بعد الرومانتية عهد في أوجه إلى وصل حتى الباروك فناني أعمال

� جريئ""ة بداي""ة ك""ان ك""روا دوال الروم""انتي. ولكن وس""حرها ليل""ة ألف قصص خالل من أوال

موت""ه, وحتى والجزائر المغرب إلى زيارته بعد استمر الذي التشكيلي الحوار هذا لتحقيق

� االستشراق بعده وانفتح على تعتم""د الرومانتي""ة بع""د الفني""ة الحداث""ة أص""بحت ثم.واسعا

بيكاس"و أعم"ال بعض في ذل"ك األوربي, ب"دا الفض"اء عن مختل"ف تش"كيلي فضاء تصوير

الواقعي"""ة المالمح التق"""اط اس"""تطاعوا ممن آخ"""رين وعش"""رات كلي وب"""ول وم"""اتيس

الع""ربي. ح""تى الفن لجمالية األساسية المالمح جانب العربية, إلى البالد في واالجتماعية

مب""ادئ على يق""وم العش""رين, فه""و الق""رن في الع""ربي الفن يمث""ل كلي ب""ول فن أص""بح

العربي""ة البالد ذكري""ات يعيش إن""ه ال"رقش, ثم وعلى المرس""ل والرسم العفوية الجمالية

في غروهمان يقول كما العربي بالحرف توضحت تجريدية أحالم وكأنها ومصر تونس في

التجري""دي, الفن بن""اء في الع""ربي ال""رقش دور هن""ا ونذكر. " والقيروان كلي " بول كتابه

التواص""ل هذا عرض في توسعنا "التجريدية". ولقد كتابه في بريون مارسيل أوضحه مما

". واالستشراق " الفن كتابنا في

� العربي الفن عن البحث تم ولقد � منهجيا الجزائ""ر في فنية مراكز تأسيس بعد وأكاديميا

لممارس"ة الغ"رب في الموه"وبين الفن"انين أم"ام الفرص"ة إتاح"ة وسوريا, غرضها ومصر

عن تكش""ف بمواض""يع الف""ني أس""لوبهم لتطعيم العربية, أو البالد هذه في الفن خصوصية

األوربية. البيئة عن المتميزة الغربية بيئته في العربي اإلنسان

38

Page 39: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

أه""داف وتط""ورت الش""رقية الحض""ارات خص""ائص على ب""التعرف الرغب""ة وتزاي""دت

دور والتنقيب. وك""ان والدراس""ة المنهجي البحث إلى والمغ""امرة اإلطالع من الزي""ارات

� اآلثار علماء الهيروغليفي""ة الكتاب""ة رم""وز فك وفي القديم التراث عن الكشف في واضحا

ج""انب الق""ديم. وإلى الت""اريخ أس""رار على عرفن""ا الذي الكشف المسمارية. هذا والكتابة

اإلس""المي الفن عن أساس""ية بمص""ادر الفني""ة المكتبة أغنوا قد الفن مؤرخو كان األثريين

العربي القارئ عليها تعرف,الرافدي والفن المصري الفن عن ,و والعمارة الرقش وعن

العربية. إلى ترجمتها بعد

العربي""ة البالد في الفن ت""راث عن الكشف في والمؤرخين العلماء لمشاركة كان ولقد

ال""تي الفن آي""ات اقتن""اء على األوربي""ة المت""احف ح""رص في خصائص""ه. أث""ره تحديد وفي

وال""تراث الغ""ربي المش""اهد بين مس""تمر التقاء مكان العرض صاالت اكتشفت, وأصبحت

من الل""وفر متحف مخزون لدراسة األكاديمي االلتقاء مكان إال اللوفر معهد الشرقي.وما

العالمي. التراث

ك"انت ال"تي وفنون"ه ثقافت""ه عن الب""احثين أم""ام مغلق"ة الش"رق أب""واب تكن لم والحق

عة vعلى نابليون بقيادة الفرنسية الحملة واالستعمار, منذ االحتالل عليها أضفى وإن مشر

"الحواسية الفني, بنقل االستشراق مالمح سعيد إدوار لخص ولقد. اإللزامية مصر, طابع

". والمتواترة الحادة الحيوية الرعوية والمتعة والسمو والنبل والرعب والوعد

ابت""دأوا ح""تى الغ""رب في التق""دم ه""واء الس""لطة أصحاب تنسم إن الشرق, ما في أما� � حوارا رفاع""ة كت""اب في الح""وار ه""ذا حصيلة عشر, وتجلت التاسع القرن بداية في ثقافيا

تحققت ال""تي المنج""زات من كث""ير ز" وفيب""اري تلخيص في زاإلبري"" " تخليص الطهطاوي

المكتشفة. والتقنيات الحديث العلم القتطاف أوربا إلى المبعوثين أيدي على

في تمثلت تبعي""ة وقوته""ا, إلى مص""ر نهضة سبب الذي اإليجابي التواصل هذا تحول ثم

ه""ذا أج""ل من وأنف""ق األوربي""ة والفنون للثقافة النوافذ فتح الذي إسماعيل الخديوي عهد

� واستقاللها مصر خزينة شديدة. بحماسةOccidentalisme التمغرب إلى داعيا

االنتم""اء ليس التواص""ل ه""دف أص""بح العشرين, عندما القرن بداية في األمر استقام و

القومي""ة الشخص""ية مكون""ة ت""راكمت ال""تي والخبرة والتجربة المعرفة تبادل والتبعية, بل

وعي على الع"ربي الش"رقي الج"انب من يق"وم تك"افؤا الح"وار طوي"ل, وابت"دأ تاريخ عبر

محم""ود نحت""ه ال""ذي مص""ر نهض""ة تمث""ال اآلخ""ر. وك""ان ذات وعي وعلى الحضارية الذات

الح""وار له""ذا أموال, دعوة من المصريون جمعه بما المدعومة بنفقاته باريس في مختار

� زالت الكونكورد, وما ساحة في الثاني رعمسيس مسلة أصبحت و.المتكافئ لحوار رمزا

ويزدهر. يتنامى أن يجب

39

Page 40: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

من ال"رغم الجميل"ة, وعلى للفن"ون كلي"ة أول الق"اهرة في أسس"ت1908 ع"ام وفي

وض""رورة ت""راثهم أهمي""ة وع""وا ق""د األوائل المتخرجون كان الفرنسيين األساتذة سيطرة

ومحم""ود عياد وراغب كامل ويوسف صبري وأحمد مختار الغرب, فكان مع الفني الحوار

في تجلى الذي الهادئ الحوار هذا لتحقيق المج عن الغرب في الباحثين أوائل من حسن

الح""وار ه""ذا ناجي, ومثل ومحمد سعيد محمود أمثال من, جيلهم فناني وأعمال أعمالهم

الم""ؤثرات عن االس""تقالل مرحل""ة الغرب, وهي فنون مع التواصل من الصحيحة المرحلة

المعاص""رة ح""دود ض""من الح""ر واإلب""داع األص""لية الجمالية إلى الغربية, والعودة الجمالية

" كتابنا في التواصل هذا عن الحديث في توسعنا قد الغرب. وكنا مع المتكافئة والمثاقفة

". العربية البالد في الحديث الفن

التغريب ظروف في األصالة عن و- البحث

من موف""دونال ع""اد العربي""ة. وعن""دما البالد أنح""اء جمي""ع في االغ""ترابي التطل""ع انتشر

المتطرفة. والترعات بالمدارس تأثر قد منهم فريق الغرب, كان

� ولكن االنقط""اع, على تق""وم ال""تي والحداث""ة الح""ديث الفن اس""تثاره قد كان آخر فريقا

� فمضى � التيارات هذه عن مستقل أصيل اتجاه عن باحثا � يشكل أن ساعيا � تيارا في إيجابي""ا

الحداثة. بعد مخاضات

ي""رى األول الحداث""ة. ف""الفريق ومع""نى المعاص""رة معنى تفسير في الفريقان واختلف

� فيها المشاركة ضرورة العالم, ويرى في واحدة كريةالف الحركة في مستحدثاتها من بدءا

ال""تي الحركات تواصل من مركبة العالم في كريةالف الحركة يرى اآلخر الغرب, والفريق

الحرك""ة إغناء في العريق تراثها من تستفيد أن تستطيع مختلفة ثقافية هويات على تقوم

يع""ني اآلخ""ر, ب""ل وال""تزام التبعي""ة يع""ني ال المعاص""رة مفه""وم الع""الم. وإن في ثقافي""ةال

منس""وخة. ويبقى وليس""ت أص""لية إب""داعات بتق""ديم المعاصر كرالف ساحات في اإلسهام

تكراره. وليس العالمي اإلبداع مخزون زيادة القصد؛

إلى ال""دعوة ح""دود وإلى االستنس""اخ ح""دود إلى الح""وار انح""راف في األم""ر بل""غ ولق""د

� حسين طه الغرب. وكان في والفن للثقافة االنتماء الثقاف""ة "مس""تقبل كتاب""ه في صريحا

موسى سالمة أن األوربية. حتى الثقافية الحياة بأسباب األخذ إلى الدعوة مصر" في في

�: " وكلم""ا التص""ريح إلى الش""رق رفض ب""ه " يص""ل والغ""د " الي""وم كتاب""ه في زادت ق""ائال

معرف""تي زادت عني. وكلما غريب بأنه شعوري له, وزاد كراهيتي زادت بالشرق معرفتي

". منها وأنا مني بأنها شعوري بها, وزاد وتعلقي لها حبي بأوربا, زاد

� ويبدو من ن""وع إلى أدى الس""ابق, ق""د في تم الذي المتكافئ غير الحوار هنا, أن واضحا

واإلحباط. والتخلف بالدونية راسخ عميق شعور االستالب, يدعمه40

Page 41: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

دون تح""ول ال أن ب""العمق, يجب الثقافي""ة الذاتي""ة تن""اولت التي الهيمنة مسألة أن على

التق""دم, مظاهر جميع من الرغم على تجاوزه, ولكن إلى والسعي اآلخر بتفوق االعتراف

� زال ما الغرب مع الحوار الذات, فإن إلى العودة ومحاولة �, ولع""ل قاص""را الس""بب فاش""ال

النه""وض, وال على الش""رق بأهلي""ة يث""ق ال زال ما المتبادلة, فالغرب الثقة عدم في كامن

والتهديد. الغطرسة منطق يعتمد بالغرب, طالما الشرق يثق

بين المسافة لتقريب المجال في أفسح قد واالتصال المعلوماتية أنظمة تطور ولعل

الع""المي الثق""افي النظ""ام نج""اح أص""بح والجن""وب. ح""تى الش""مال والغرب, وبين الشرق� المعلوماتية. بتقدم مرتبطا

الذاتيات بين الحوار أهداف لتحقيق ناجحة عالمية, وسيلة لغة بوصفه الفن ويبقى

أنتجه"ا ال"تي الحض""ارات بتن""وع متنوعة خصوصيات يحمل التشكيلي الفن أن الثقافية, إال

في والتغ""اير الخالفي""ة تض""م أن العالمي""ة يض""ير الع""الم. وال من مك""ان ك""ل في اإلنس""ان

� تضم أن يضيرها الثقافية, وإنما الهويات � اندماجا � ثقافيا الخصوص""يات. مع""ه تنعدم وتماهيا

� تبقى التي العولمة عكس تنوع, على في وحدة فالعالمية � نظاما تص""حر إلى يؤدي ملتبسا

يعم""ل أن""ه ي""دعي إرغ""امي نظ""ام أت""ون في الهوية, وحرقها سحق القومي, وإلى الوجود

لمص"لحة ذاته"ا اإلرادات إنه"اء على يعم"ل هو العالم, بينما إرادات بين الصراع إنهاء على

vفه نظام على المهيمنة القوة مصالحها. حسب وتفسره العولمة, تكي

41

Page 42: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

الرابع الفصل

الحداثات حوار

الغرب أ- حداثةالشرق ب- حداثةالحداثة ج- مصير

� نقف ونحن الذهول يعترينا نرى ذلك ومع العدمي، الحداثة مصير أمام لوجه وجها� اآلن حتى نجد أن دون الحداثيين، جماهير مع منجرفين أنفسنا ما إلى منه نخرج مفترقا

� الحداثة، حداثة إلى ،أو الحداثة بعد التقدم حاالت من حالة الحداثة "إن يقال لما نظراومقومها." معناها الحياة يعطي الذي الحتمي

الحداثة أن البيان من بد ال الحداثة، إشكالية من الرغم على الحداثي سلوكنا نبرر ولكي � ليست � قدرا �، عالميا vر متغير قدر هي بل موحدا إن أي وتاريخها، المجتمعات ظروف بتغي

ثمة إن بل األوربي، الشمال في الحداثة مع تتالقى ال قد العربي الجنوب في حداثة ثمة خالل ماهياتها تحوالت إلى العودة في واضحة نراها ذاته، الشمال في مختلفة حداثات. والعشرين عشر التاسع السابقين القرنين

نظرية الحداثة تكون فقد تنوعها، مدى, الحداثة ماهية اختالف أسباب أهم من ولعل التحوالت تشمل سياسية تكون أو الفنون، في تتجلى تطبيقية تكون أو الفكر، في تتجلى

واالقتصادية. االجتماعية من الزمنية الصفة عن تتخلى ال فإنها الحداثة، ماهية في االختالف سبب كان ومهما

من اإلنسانية والصفة واإلبداع، العمل حيث من الفاعلية والصفة والتقدم، التطور حيثوالعدل. الحرية حيث

أنصار ادعى لقد.الفني واإلبداع العمل حيث من الفاعلية الصفة هنا يعنينا والذي � الفن تجعل أن أرادت وأنها، لإلبداع النهائي اإلمكان تحقق هاأن الحداثة للحياة صانعا� والتاريخ، الزمن وراء فيما تقع التي وللبنية بعد موقعها في الفنان لشخصية وخالقاوالمتوقع. والمألوف المرئي

يصبح لكي اللزوميات من مبدعال فحررت "الصدفة"، بأهمية آمنت الحداثة ولكن مناخها في يستطيع التي وشاعريته حدوسه نطاق في مضى، وقت أي من "نفسه" أكثر

ذاته. يحقق أن

الغرب حداثةأ-� ظهر أنه إال بالغرب خاص تيار الحداثة أن مع الفنية والقيم األفكار سريان بسبب دوليا

� تحمل أنها ومع حدودها، خارج الحداثوية � طابعا �، جماليا ابتدأت كما امتدت فإنها مستحدثا� تشكل ال فردانية ثقافية مسألة � أسلوبا رأى كذلك الفكر، أو الشعر أو الفن في واحدا بالجدvة يؤمن حر لخيال جمعية استجابة "أنها بودلير خاصة" ورأى حالة "أنها نيتشه

والطرافة".

42

Page 43: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

بدقة والدتها وزمان مكان تحديد نستطيع ال فألننا معولمة دولية الحداثة تكن لم وإذا في الحداثة والدة شهد العشرين القرن من األول الربع أن اتفاق ثمة وموضوعية. ولكن

باريس- لندن- نيويورك. محور� األولى العالمية الحرب رافقت التي األوربية الكوارث كانت العالقة تقويض في سببا

وعند فني، كاتجاه الدادائيين عند ذلك والثورة. تجلى اليأس نحو واالتجاه التاريخية كبيرة كوكبة الحرب بعد باريس إلى هاجرت ثانية جهة سياسية. ومن كثورة البلشفيين

التقليدي. وكانوا للفن المعارضة الصفوف احتلوا والذين األجانب، والشعراء الفنانين من "الدخالء بوصفهم عليهم هجوم وهدف الفرنسيين والفنانين النقاد من واسع انتقاد موضع

météquesاسم أنفسهم على ويطلقون فوجيرار"، حي مقاهي في يعششون الذين وزير مالرو أندره يستطع الفنية. ولم الحركة على سيطرت باريس"التي "مدرسة

الفوضى بنشر اتهموا بصعوبة. لقد إال براك أمثال من الفرنسيين الفنانين إبراز الثقافة الفوضى فرنسا كرهت آلرائه. لقد سجن الذي للينير أبو الشاعر رأسهم وعلى الثقافية، ثم والدادائيون الشيوعيون به قام الذي الفرنسية الثقافية الهوية اختراق وحاربت

بدت التي بالحداثة سمي لما بداية كانavant guarde الطليعة انتصار ولكن السرياليون،�. أكثر الخارج إلى تسربها فكان الفرنسي الجمهور قبول على مستعصية قبوال

هذه تتقاطع وقد والجنوب، الشمال في الحداثة طريق كانت متعددة مسارات ثمة والفنية الفكرية الممارسات التمغرب. ولكن أو االستشراق عمليات بسبب المسارات

� اعتمدت على الحكم فإن وبالتالي متوازية، أو مشتركة تكن لم تاريخية مرجعيات دائما� يكن لم الممارسات هذه نتائج � متقاربا �،كما أو سلبا عصفور. جابر رىي إيجابا

� الخالف اشتد لطالما تقابل عامة فالكلمة ، Modernismeالحداثة معنى تحديد في أوال الزمن، عبر اقتصادي أو فكري أو اجتماعي تحول كل بعد لما حتمي حدث وهي القديم،

تخصيص ولكن الحديثة، الحالة اسم عليها نطلق الحقة حالة إلى سابقة حالة من تحول التحول إلى منه للثورة أقرب هو وشامل جذري كبير تحول عن للتعبير الكلمة هذه

� زال ما التخصيص هذا والتطور، الحداثة. لهذه الحقيقي المضمون احتواء عن قاصرا على الطبيعة، على اآللهة، على اإلنسان، على التاريخ، على ثورة الغرب في الحداثة

البلشفية، للثورة أو الفرنسية للثورة المحدود المعنى عن تختلف والعقيدة. وهي الفكرمغاير. جديد لبناء المجال في يفسح لكي جاهلي شئ كل يهدم زلزال إنها

� الحداثية الحركة كانت لقد � مركبا � غريبا الثوري من والعدمي، المستقبلي من متناقضاعزراباوند. يراها كما والكالسيكي الرومانسي من والرمزي، الطبيعي من والمحافظ،

� الفنية الحداثة تسلسل جعل ما وهذا � الواقع نقض عبر يمر متنوعا االنطباعية من بدءا� فالدادائية، التعبيرية وإلى فالمستقبلية، التكعبية إلى والتجريدية. السريالية إلى وصوال

بإله اإليمان بفعل ليس العالم على نفسها فرضت إذ غيرها عن تختلف الثورة هذه ولكن آياته أضخم في الوجود أسرار اكتشاف على ساعدت التي باآللة الثقة بفعل بل واحد، للوجود، الخالقة القوى أقوى هو حيث من باإلله آمن الجنوب أن ذراته. ومع أصغر وفيvر خفايا خالل من الوجود أسرار وعن المخلوق ملكوته عن بالبحث به إيمانه عن وعب

� زمامها امتالك يستطع فلم المتوجس، موقف اآللة من وقف أنه التكوين. إال أو صانعا� �. أو مخترعا رائدا

� اآللة ير� لم الشمال أن على � أمامها يقف فلم قدسية، آية أو أعلى مثال على متعبدا� استمر بل تكوينها، في الكامن اإلعجاز من الرغم �� سيدا � لها، خالقا على بانتصاره مزهوا

تتملكه فلم ذلك المسافات. ومع واختصار المجهول اكتشاف على مقدرة األكثر الوسيلة حافظت التي اآللهة قوة تضاهي سحرية بقوة مجهول كل اكتشف بأنه لالدعاء العزة

. هيبتها على الكنائس

43

Page 44: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

� فإن وهكذا قدسيتها، على الكنيسة حافظت التي األلهة قوة بين االنفصال من شيئا التي والمعامل المخابر في متهيبة المجهول على بتفوقها استمرت التي اآللة قوة وبين

الكهونية، التراتبية من الحداثوي النظام انتقل إذ الكنيسة، سيطرة على سيطرتها تفوقت وفرويد أينشتاين هم الحداثة؛ عالم في الحقيقيون الكهنة وأصبح التقنية، التراتبية إلى

وداروين. تطلعوا ألنهم ليس قرن، من أكثر امتد عصر على الحداثة مصطلح الفالسفة أدرج لقد

تفسير أرادوا ألنهم بل منتهية، نظريات مقام تقوم أن بد ال مؤسسة فكرية نظريات إلى جهاز هو حيث من بالمجتمع وانتهى والعلم، بالصناعة ابتدأ الذي البنيوي التحول ذلك

والتجديد. والتحول التفاعل فإنهم أطاللها، على البكاء باتجاه أو تخليدها باتجاه الحداثة عن حديثهم تطور ومهما

� ليسوا تأويلها إلى الساعين ومن مفسريها من األقل على هم بل الحداثة، صناع من أبدا� حيلهم وتتفتق ونقدها، وماهيتها اسمها بحسب الحداثة أن يبدو لكن بديل، عن بحثا

أو انحرافها تصحح ولكنها تهالك، أو توقف دون وهكذا جديدة، حداثة عن تبحث مستمرة بانحاللها تعترف أن دون والفراغ القطيعة عن نشأت التي كوارثها جراح وتضمد عبثها،

ونهايتها.

الشرق حداثةج- � الحداثة خطاب عن الكالم يكون لن على قائمة حداثة ثمة أن نعترف فنحن إذن، موحدا

تقع التي منطقتنا في الحداثة ماهية عن ونبحث الكبير، الكوكب أجزاء من جزء كل� � وتقابل المتوسط، البحر جنوب جغرافيا � جغرافيا شمالي في واسعة منطقة وحضاريا

� يكون لن الشمال أن اعترافنا المتوسط. ومع البحر يبقى البحر فإن وبالعكس، جنوبا� الضفتين، بين يمتد الذي الرحب الجسر � السنين، آالف عبر الحضاري التبادل حامال وناقالشديد. بحذر ولكن المختلفة وأفاعيلها الحداثة مفهوم

والتخلف والجاهلية علىالوثنية قضى الذي اإلسالم ظهور منذ العربية الحداثة ابتدأت لقد� جغرافية بقعة أكبر إلى وامتد والضعف، � حامال � فكرا واقعها على ثائرة شعوب تبنته تنويريا تترك لم المتعسفة الشعوبية ولكن الوافدة، الثقافات من غربية قشرة ظل في المتخلف

� أكثر الحداثة فأصبحت والسياسة، والهدف الفكر وحدة الستمرار فرصة بالتأويالت تأثرا عليها نص التي والمنطلقات بالطموحات التأثر من الخرافية الشعائرية والكالميات

آراء ظهور عن غفل وإن والحرية، والرأي االجتهاد صادر الذي السلطان وأغفلها الدينأصحابها. من بعضا الجرجاني القادر عبد أو رشد إبن كان حداثية،

� توازي عربية حداثة عن نتحدث أن لنا كان إذا ولكن في الراهنة الحداثة تاريخياالشام. وبالد تونس إلى وتمتد مصر في على محمد عصر منذ تظهر بدايتها فإن الشمال،

نطاق في العربية البالد وبعض مصر يدخل أن علي محمد مصر والي استطاع لقد من ورفعت الجيش، تسليح ودعمت التجارة، حررت التي الصناعة حيث الحديثة، العصور أن بعد األول العربي النهضوي المشروع علي محمد حقق المدنية. لقد الحياة مستوى

وكان واالنكليز، الفرنسيين مطامع ومن العثمانية والهيمنة المماليك من بالده حرر� الثقافية بالحركة اهتمامه � والحاسدين، الطامعين وقلق لدهشة مثيرا متابعة على وباعثا

في المصلحين أبرز الشهابي بشير األمير نجازاته. فكانوإ همنهج األخرى العربية الدول وعندما والشام، مصر تجارب من استفاد قد العراق في باشا داوود الشام. وكان بالد

�، المصري اإلصالح امتد الشام بالد في باشا إبراهيم ظهر مرة وألول حمل ولكنه صريحا السلطة عن استقاللها على حريصة كانت التي تونس وفي الوحدوي، العربي الطابع

الحسيني باشا حموده عهد في التركية اللغة دون العربية اللغة استخدام وعلى العثمانية التي الحداثة عهد بداية األول الوزير التونسي الدين خير المصلح ظهور كان أحمد، والباي

44

Page 45: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

شأن هو كما الحداثة، بمفهوم فيها تشبع سنوات عدة أقام حيث فرنسا، من تلقفها إلى والثقافية اإلدارية الحداثة مبادئ منها ونقل باريس في درس الذي الطهطاوي رفاعةمصر.

vة تبقى أن أرادت ألنها النهضة اسم حملت بل اسمها تحمل لم الحداثة هذه ولكن وفي الحداثة اسم إطالق في نتردد ال أننا العربية. إال الحضارة أنشأ الذي الزاهر التاريخ إلى

� � النهضة عن بديال البحر، جنوبي العربية المنطقة في تم الذي الشامل التحول على ودليال� ليس تم ما وألن التاريخ، مع مفهومنا في تتعارض ال الحداثة ألن الموقع، نفس في نهوضا� بل والسياسة. واإلنتاج والسلوك الفكر في واضحة نراها أخرى مواقع إلى تحوال وهم العلماني، والتيار الديني التيار بين التوفيق ثالثي النهضة أو الحداثة بدأ لقد

(. ومع1902-1854) ( والكواكبي1905-1849عبده) ( ومحمد1897-1839) األفغاني� حقق الثالثي هذا أن التي العلمانية إعالن حدود إلى يصل لم أنه إال السلفية، على انتصارا

( وسليمان1916-1860) شميل ( وشبلي1927-1852) صروف يعقوب بها قام-1887) موسى ( وسالمة1940-1876) الريحاني ( وأمين1925-1856) البستاني

1958.) طريقة على التحديث عمليات دعم في كريمر اللورد لعبه الذي الدور ذكر من بد وال

وإسماعيل حسين طه مثل أفكاره؛ من تقربت قد الثقافية النخب بعض وكانت الغربالتقني. األسلوب إلى الغيبي األسلوب ظلمات من الخروج على ألح الذي مظهر

في . ولكنهاRupture واالنفصال القطيعة على قامت إنما الشمال في الحداثة أن رأينا وكنا ولم التاريخ عن تخرج ال ألنها واالستمرارية التواصل على تقوم أن يجب أو قامت الجنوب

أعلنت ألنها بريبة، إليها ننظر وسيلة زالت ما بل القدسي، القدر بوصفها لآللة تخضع المقولبة الجاهزة باألشياء وآمنت الحرفي، اإلبداع وعلى اليدوية الصناعة على حربها

اليدوي. العمل إنسانية عن المنفصلة على وتقفز الزمن، تختصر أن واستطاعت اإلنسان، محل تحل أن اآللة استطاعت لقد

مصانعهم من اآللة سدنة جعل إذ والتفوق، واالستغالل للهيمنة أداة وأصبحت التاريخ، قياصرة إلى السدنة هؤالء الروح. وتحول واحتقار المادة لعبادة هياكل وشركاتهم األسواق شراءب أو االحتالل، بفعل أو العولمة، بحجة العالم حكم إلى يسعون وسالطين

وصعبة. ضخمة كانت مهما العالم، أنحاء في جهوية حداثات نمو بسبب أهدافها تحقق لم الطامعة الحداثة أن على

الجنوب. في ومنها تاريخ ألن الشمال، مع العالقات تقاطع نتيجة الجنوب في الحداثة مظاهر جميع ليست

ظهور في تكمن األولى التقاطع ظاهرة كانت فلقد القطبين، بين مختلف الفنية الحداثة دوالكروا، رأسهم على العربية، البالد زاروا الذين المستشرقون إليها لجأ التي الواقعية

الثقافية النخبة أنظار لفت تقريري بأسلوب والتقاليد االجتماعية الحياة مظاهر ونقلوا إلى ارتفعت الجمهور، من مألوفة مشاهد نقل الذي الحاذق، التصوير هذا أهمية إلى

بأسعار اقتنائها على وشجع الخديوي رعاها التي المعارض في التشكيلي التكريم مصافعالية.

وقامت وتعبيرية، انطباعية أعمال باقتناء الفن راعي خليل محمود محمد قام وعندما � للصورة أن تبين فرنسية، بإدارة1908 عام منذ القاهرة في الفنون مدرسة حقا

� الحديث الفن الواقع, فكان عن تختلف بأساليب بالتمظهر � اتجاها شديد ولكنه مفاجئا والعراق والجزائر لبنان العربية، البالد باقي وفي مصر في الفنية الحركة رواد من القبول

الحداثة مذاهب باالنتشار بدأت العربية، العواصم في الفنون كليات إنشاء وسورية. وبعد كانت المدارس، هذه بإرهاصات المرور دون العرب، الفنانون بسرعة تلقفها التي الفنية

45

Page 46: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

أو بالمستقبلية المرور دونما التجريدية، إلى والتعبيرية االنطباعية تجاوزت سريعة قفزةالعربي. الفنان خيال عن غائبة بقيت التي الدادائية

� بصفتها ليس الفنية المحترفات في التجريدية انتشرت لقد بل فقط، للحداثة ممثال� بوصفها � أيضا � ربطا الرخوي الشمالية الحداثة طابع واألصالة. وبسبب الحداثة بين مباشرا النقاد تنبأ وانتكاساتها، تحوالتها رصدوا الذين الشمال مفكروا عنه كشف الذي المتجرد

إنجازات على متكئة الحداثة ابتدأت الشمال. فلقد في موقعها ستصيب حتمية كارثة عن كان االنجازات هذه ثمن ولكن واالقتصادي، والفكري االجتماعي البناء مجال في ظافرة،� فينا يثير "والذي باوند، عزرا عنه عبر الذي المتفجر االنصهار ذلك في تجلى إذ باهظا

والموضوعي". وهذا الذاتي والعاطفة، العقل والالمنطق، المنطق يلتحم عندما الهلع الرعب يثير انفجار ثمة تقاطعهما وعند متعارضين، قطبين بين تنوس الحداثة أن يعنى. الالفن إلى والفن الالصورة إلى الصورة وصلت وقد منه، بد ال مرتقب عدم من

األمل مع الشك مناخ في تعيش الحداثية الفنية األعمال جميع أن االعتراف ويجب �حورمتم يزال ال بتغيير مع المدينة مع وغرام اآللة، مع اتصال مع التاريخ مع قطيعة على االحضارة. من طالق

� التاريخ ترى ال الحداثية المدارس فجميع �، تواليا � الفضاء في ترى بل حقبيا لالتجاه مجاال. اإلبداع مجال في الحاسم العمل التخييل بدا والرمز. وبذلك االستعارة نحو

الحداثة مصيرد- المفكرين حساسية مثار العشرين القرن وبداية عشر التاسع القرن نهاية كانت لقد

د.ه زعم كما قبلها ما نفي حدود حتى ثورية، تكون أن بد ال جديدة ألفية ثمة بأن والفنانين� كان األولى العالمية الحرب هول ،ولعل لورانس العذراء. األلفية والدة لنظرية داعما

بالكوارث عامرة ألفية وراءها تركت التي والعشرين الواحدة األلفية بداية في نحن وها كما الحداثة بعد ما عن أو للحداثة جديدة حداثية عن نتساءل نحن الثقافية. ها والزالزل في ينطو لم الماضي واالنفصال. فالقرن القطيعة تنفي حداثة عن نبحث نحن يقال. ها الحداثي الفن فكان للتاريخ، كامل رفض على بل انقالب، أو انكفاء مجرد على الشمال

هربرت عنها عبر كارثة ثمة كان والتراث. لقد والمثل القيم على الثورة إفرازات أبرز من� ؟! لعل الجديد القرن في الكارثة هذه أدواء هي فما ريد، األصالة" سيكون عن "خطابا

الزلزال سيعالج الذي الدواء ماهية عن والجنوب الشمال بين المشترك الجواب األصالة خطاب سيكون هل الماضي. نعم القرن خالل الثقافة أركان هز الذي الحضاري

واألصالة الحداثة بين الوالء ازدواجية فخ في نقع أن ودون الحداثة، بعد ما عصر عنوانالطرفين؟. بين الجدلية المحصلة على نحافظ عياد, بل شكري ذكر كما

بعد ما ولكن والفكر، العمارة مجال في كما الفن مجال في طرحناه األصالة خطاب بوصفها الحداثة أن وشجاعة، بجرأة االعتراف يستطع لم الملتبس العنوان هذا الحداثة� بوصفها الحداثة وأن االنحسار، إلى آلت قد قطيعة � اتصاال من عصرية ومرحلة تاريخيا النقاذ المنشودةPost modernisme البعدية الحداثة ذاتها هي والفكر الفن تاريخ مراحل

conceptual كالمفهومية حائرة اتجاهات ظهور في بدأ الذي والتشرد العدمية من الفن� . إنHappening والحدوثية �. فالفن مازال الحداثة عتمة على يسطع أن بد ال فجرا مرتقبا

� يبقى لن � الصفر، دائرة في معلقا األولى. نشأتها في الحداثة بفضائل محميا

46

Page 47: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

خامسال الفصل

والمعاصرة الحداثة بين

والمعاصرة الحداثة مفهوم - فيأ اإلنسانية والثقافة التقنية ب- الثقافةالحداثة ج- معاصرة

والمعاصرة الثقافية د- الهوية

المعاصرة الحداثة مفهوم أ- في التطور. لم مراحل من جديدة مرحلة على , للداللة«الحداثة» كلمة استعملت عندما

كلمة خالل من عليه ستدلن الذي المعنى غير لغوي معنى أي ذلك من يقصد يكن عريق إلى ينقسم ال المجتمعات من مجتمع من العراقة. وليس تقابل »الحداثة«, والتي

ثمة أن هناك, كما وحديث هنا حديث بين وكمي نوعي اختالف هناك وحديث, ولكن� � يبقى حديث هو أخرى. فما أمة وعريق أمة عريق بين اختالفا حتمي. وجوده ولكن نسبيا

أم أوربا حداثة هي الحداثة, هل هذه هوية نحدد أن بد ال الحداثة عن نتحدث وعندما� خصوصية حداثة لكل أن سنجد العرب. عندها حداثة أم أفريقيا حداثة مختلفة. وحدودا

الظروف كانت إذا عاملين, األول أمام تتشابه قد النسبية الحداثة هذه أن على األمريكية, والحداثة األوربية متشابهة, كالحداثة مجتمعات مجموعة في الحضارية

التطابق. حدود إلى التشابه يصل وعندها الحداثة تكون الطرف, وعندها وحيد خارجي تأثير نتيجة التشابه كان إذا الثانية والحالة

الجذور. إلى تصل ال وقشرية دخيلة حداثة شهدت التي أوربا في الكبير محله يأخذ الحداثة موضوع أن االعتراف من بد وال

� تنطبق البعيد بمعناها الحداثة أن التاريخ, بل في لها نظير ال وكثيفة سريعة آمال على أوال من بد ال متنوعة ظواهر فإنها الثالث العالم في الحداثة وحدها, أما الغربية الحضارةفيها. والتقليد األصالة نواحي على للتعرف مستقلة دراستها أصالتها من التأكد من بد أبعادها, ال تحديد عندالعربية, و البالد في الحداثة دراسة وعند

� األكثر العالم في الحداثة بمالمح ومقارنتها الغرب. وهو تقدماهي: اليوم العربية البالد في ةيلاألص الحداثة مالمح

�: الوعي يعتبر كان الذي العثماني السلطان عن االنفصال حقق الذي القومي أوالالمسلمين. خليفة نفسه

�: النهضة .موتاريخه بلغتهم االهتمام تعزيز إلى العرب دفعت التي العربية ثانيا�:ث بشكل حل الذي للغرب السياسية التبعية من عهد بعد االستقالل وتحقيق التحررالثا

العثمانية. السيطرة محل وأصعب أعنف:� � أصبحت التي الوحدةرابعا � هدفا والسياسيين. للمفكرين وشعارا

� في االقتصادية االشتراكية طريق عن تحقيقها العرب حاول التي التقدمية وأخيرا في والثقافة الحياة ظروف تحسين طريق عن الجسيمة, أو األعباء ذات العربية الدولالغنية. البترولية الدول

مازالت ذلك بعد, ومع مداها تأخذ لم العربية البالد في األصيلة الحداثة مالمح أن علىالحديث. العربي العصر شعار الحداثة

47

Page 48: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

اإلنسانية: والثقافة التقنية ب- الثقافة التقنية إنسانية, فالثقافة أدبية تكون أو تقنية علمية تكون قد النوع حيث من الثقافة

وسائل فهي األداة تطور أي الثقافة أداة بالعقل, وكذلك مرتبطة ألنها بطبيعتها عالمية نفسه اإلنسان وتطور الحضاري العطاء على تقوم التي اإلنسانية الثقافة المدنية. أما

مرتبطة هويتها, ألنها بهدر يسمح وال تعميمها يمكن ال التي القومية األمور من فإنها� والعقل. بالعرض والطبيعة, وليس بالتاريخ عضويا

الثقافة القومي, أما السياق ضمن مستمرة أصيلة ثقافة هي اإلنسانية الثقافة إنالعالمي. السياق ضمن متحولة متبادلة ثقافة فهي التقنية

مدنية, والحضارة ثقافة فهي الثانية الثقافة حضارية, أما ثقافة هي األولى والثقافة من عصر في االختراع حصيلة هي المدنية األمم, بينما من ألمة القومي التراث هي

العصور. واحد, إنها طرف من اليوم يتحقق التبادل الحداثة, ولكن تبادل هي والمعاصرة

نطاق في أو التقنية المادية الثقافة نطاق في ذلك أكان سواء الطرف وحيدة معاصرةاإلنسانية. الثقافة

الذاتية على البالغة الخطورة من هو الثقافة بعالمية المطلق القول فإن وهكذا التي التبعية إلى دعوة هي العالمي الثقافي االنتماء إلى األمم, والدعوة من ألمة الثقافية

التقدمي. الجسم في كالسرطان والتوغل باالنتشار تأخذ وخصوصية التقنية الثقافة بين التمييز من بد ال الثقافي التحرر عملية نبدأ ولكي القومية, وبصورة الحضارة وبين العالمية المدنية بين التمييز من بد اإلنسانية, ال الثقافة

القومية. لثقافيةا والذاتية الثقافية العالمية بين التمييز من بد ال عامة عام المتحدة األمم منظمة أكدت حين الدولية. في المنظمات انتباه استرعى ما وهذا بإلحاح اليونسكو منظمة عالمي, نادت اقتصادي نظام إقامة إلى الدعوة على1974

% من70 من يقرب ما لذلك اإلنسانية, وخصصت الثقافية الذاتية حماية بضرورةميزانيتها.

الحداثة - معاصرة ج� العام بمفهومها الحداثة ليست �خاص هما واألمم الشعوب جميع إن العرب, بل نحن بنا ا

� الحداثة تضع تطور ثوري, ألن تغيير الشامل, وهو التغيير تعني اليوم لها. والحداثة إماما� كان العقل � سريعا لها. حد ال وتجاوزات اختراعات إلى اإلنسانية أوصل وخارقا هامة, ولكن حضارية منعطفات شكلت كثيرة بتغيرات التاريخ عبر اإلنسانية مرت لقد

حتمية أمام أجمع العالم المتناهيات, جعل حدود اختراق بعد تم الذي األخير التحول التحول سرعة من أقل بسرعة التغيير, ولكن تمارسان وأمريكا أوربا التغيير, حتى�. باليأس والشعور والهم القلق إلى الغرب دفع األخير, مما أحيانا

� العرب استطاع لقد � الحضارية, وكان مسيرتهم في شامل تغيير تحقيق أيضا تغييرا� � جذريا �, وكان التحول مصدر كان إذا أحيانا � ذاتيا � تغييرا التحول مصدر كان إذا قشريا

�. وأعظم � حققت التي اإلسالمية الدعوة ظهور بعد يتم ذاتي تحول خارجيا � تغييرا في جذريا العشرين, القرن في الغرب طغيان بعد تم خارجي تحول العربي, وأعنف الفكر بنية

� حقق والذي � تغييرا السيطرة على يؤكد الغرب أن العربي. ومع الفكر بنية في قشريا الثالث العالم أمم والتقني, فإن العلمي سبقه وبقوة السالح بقوة العالم على الحضاريةالتحدي. موقف السيطرة هذه أمام تقف العرب أمة وبخاصة

� خلقت والتفوق السيطرة ثنائية إن � إشكاال المعاصر, ففي العربي الفكر في معقدا في يستقر ال األمر الخارقة. ولكن الغرب بحداثة نعترف السيطرة, فإننا نرفض حين

أن نستطيع وال التقني التفوق نعاصر أن نستطيع ال اإلذعان, فعندما زاوية من إال نفوسنا

48

Page 49: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

التفوق هذا وراء الكامنة السيطرة ضحايا سنكون أننا يعني ذلك فيه, فإن فاعلين نكون بين يفصل أن بد ال الحديث العربي الفكر في المنتظر استغالله. والتغيير إلى تعمد والتي

القومية, بينما بالكرامة السيطرة مسألة يربط أن المتفوقة, بمعنى والحداثة السيطرةكلها. لإلنسانية النافع الحضاري بالسباق التفوق يربط

من تتض""منه م""ا بكل القومية الذاتية على القضاء مأآلها سياسية قضية فالسيطرة أن كل""ه الع""الم وعلى مش""روعة، حض""ارية مب""اراة فهو التفوق وسيادة. أما وحرية كرامة� وساق، قدم على المباراة حلبات يدخل يكون أن ودون الرياضة، حلبات في يتم كما تمامابالسيطرة. عالقة أي التفوق لهذا

في بش""دة تفوق""ه س""تغل أن الغ""رب اس""تطاع فلق""د ك""ذلك، يكن لم الواق""ع ولكن غالل.تاالس لهذا تلخيص إال اإلمبريالية كلمة تعبير وما العالم، على ونفوذه سيطرته إحكام� المجال وفسح الثالث العالم تخاذل كذلك التف"وق خالل من س"يادته الستالب كثيرة أحيانا

لم الص""ناعي تفوقه أن يشعر بدأ الغرب أن الحظ حسن المتزايد. ومن الصناعي األوربي�، الحضاري التفوق إلى يوصله مح""ل ح""ل الذي لقوالع اإلله، محل حلت التي فاآللة تماما

مستقبل. وأزمة وجود وأزمة قيم أزمة هي حادة، أزمة في الغرب وضعا الطبيعة، من التح""رر عملي""ة على يش""دد أخذ المسلوب والعالم العرب فإن أخرى جهة ومن يعل""و أن ت""اريخي بمنطق واستطاع الحق، بقوة المدمرة القوى يتحدى وأصبح السيطرة،

� الصناعي التفوق مسألة على والحضاري. التراثي بتفوقه متسلحا الح""وار ف""إن العرب ويقظة الغرب أزمة من الرغم على أنه نعترف أن يجب ولكن

الع"رب بأهلية يثق ال المتبادلة. فالغرب الثقة ضعف هو بسيط بسبب متكافئ، غير مازالوالبترولية. واإلنسانية التراثية إمكانياتهم الستغالل برشادهم يؤمن وال للنهوض

أنظم"ة وإن الس"الح، ق"وة مجابه"ة على ق"ادرة الحق قوة أن العرب يثق ال وكذلكالضعيفة. الدول مع الدولي التفاهم تحقيق على قادرة العظمى الدول

ب""النفس الثق""ة تقوية طريق عن التحدي مجابهة العرب استطاع إذا ثانية جهة ومن� تمت التي ح""دود ف""إن القومي""ة، ويقظتهم السياس""ي الع""رب تح""رر بع""د اآلن ح""تى جزئيا

أي بالمعاص""رة، ج""ديرين اآلن ح""تى تجعلهم لم الك""برى طاق""اتهم اس""تغالل على قدرتهمالحديث. العصر مصير في المشاركة بش""رية طاق""ة يملك""ون كم""ا ض""خمة وحض""ارية تاريخية طاقات يملكون العرب إن

حد أي العالم.فإلى تحكم التي البترول طاقة يملكون هم ثم نسمة، مليار ربع إلى وصلت المعاصرة؟ عملية في الطاقات هذه استغالل من العرب تمكن

الع""رب دون من وح""دهم فالمستش""رقون الطاق""ات، ه""ذه ناصية الغرب ملك لقد العربي""ة البش""رية القدرات عسل امتصت الغرب إلى العقول تراثنا. وهجرة عن يتحدثون

أن يمكن احتي""اطي أو ف""ائض ك""ل س""لبتنا الخ""ارج في العربية األرصدة ولعبة يقولون كماالسمان. السنوات خالل نستغله أن نستطع ولم العجاف السنوات في نستغله

العص""ر، بناء في المشاركة على المقدرة هي العام بمفهومها المعاصرة كانت وإذا� يع""ني ال ه""ذا ف""إن اس""تالب على العص""ر ينهض أن أو العص""ر عط""اء على نعيش أن أب""دا

وشخصيتنا. إمكانياتنا� هن""ا األصالة مسألة تبدو وال � ب""ل وحس""ب، ثقافي""ة لقض""ية حال البن""اء لحال""ة أساس""االعرب. لها يتعرض التي التحدي ولحالة الحضاري

الواق"""ع خالل من والحض"""ارة الت"""اريخ خالل من ال"""ذات عن البحث تع"""ني وهيالقومية. الدعوة أساس وهو والممكن،

للتف""وق االستس""الم ومن واالتكالي""ة الكسل ومن الدونية عقدها من الذات فتحرير والسياسي والحضاري الثقافي التاريخ دراسة خالل من الذات هذه عن البحث ثم العلمي

وق""وة بجدي""ة العص""ر بن""اء أي المعاص""رة عملي""ة في للدخول المجال يفسح واالجتماعي،

49

Page 50: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

أو الس""يطرة لعوام""ل التب""ادل ه""ذا يخض""ع أن دون الحداثة وتبادل اآلخرين، لقوى موازيةالعنصرية. وتمث""ل تقلي""د به""ا قص""د ال""تي والتح""ديث الحداث""ة لمفه""وم تص""حيح من ب""د ال وهنا

العم""ل الغ""رب في الحداثة تعني بينما وأنظمتهم، وأعمالهم وعاداتهم بأفكارهم األوربيينوالصناعة. والفن واألدب الفكر في الطارف الجديد خلق على

من ب""د ال آي""ة الغ""رب عن يص""در م""ا اعتب""ار إلى الحداث""ة فهم في الخطأ أدى لقد بمطل"ق به"ا وآمن"ا فهمناه"ا والسياس"ية والديني"ة الفكري"ة مؤسس"اتنا به"ا. ح"تى اإليمان نفصلها لم واالشتراكية، والديمقراطية القومية مثل الحديثة، المؤسسات فجميع الغرب،

والفلس""فة الفني""ة الجمالي""ة تفهم ولم المع""اش، والواق""ع الحض""ارية الخلفية أساس على المعاص"رة، هاتشخص"ي في ازدواجي"ة ثم"ة ك"ان العربي"ة. ل"ذلك الثقاف"ة بمنط"ق العربي"ة األوربي القن""اع ه""و منه""ا الحض""اري. والظ""اهر وال""تراث المورث""ة القيم ه""و فيها فالكامن� القن""اع والفعالية. وبقي الظهور من ومنعها الداخلية البنية حجب الذي الزائف عن تعب""يرا

ت""رك وعن العص""ر، بن""اء في المش""اركة عن عجزه""ا وعن األص""لية الشخص""ية انس""حاقالعصر. على المهيمنة الحداثة تحقيق وفي العصر هذا بناء في عنا لإلنابة اآلخرين

الكامن""ة المس""تعارة. والقيم األقنع""ة من الكامنة القيم تحرير األصالة تحقيق يعني وهي طوي""ل ت""اريخ عبر المشتركة فعالياته تضم أنها لطالما العربي اإلنسان في مشتركة ال""وعي يتحق""ق أن على المتكافئ""ة، والمعاص""رة المجدي""ة الفعالي""ة على الق""ادرة وح""دها تجس""يد هو الوعي لهذا العملي القيم. والشكل هذه استغالل على القادر الكامل القومي ابت""دأت واحدة لغة ويتحدثون مشترك تاريخ إلى ينتمون العرب كان فإذا الثقافية، الوحدة

من الممت""د الحض""اري الت""اريخ ذل""ك صنعوا الذين هم أسالفهم كان وإذا التاريخ، بداية مع األم""ة واقع هي الحضارية الوحدة أن يعني هذا فإن اليوم، وحتى الميالد قبل الثالث األلف

للقضاء المحاولة هي إغنائها وتأخير الوحدة هذه لطمس محاولة كل وإن وقدرها، العربية ال فه""و كله، العالم يتحملها خسارة وهي المعاش، العصر في الفاعل العربي الوجود على

كل""ه الع""الم أمم بتق""دم ولكن دول""تين، أو دول""ة أو واح""دة أم""ة تق""دم أو ب""رقي ي""رقىأفضل. إنساني عالم بناء في ومساهمتها

والمعاصرة الثقافية د- الهوية والكشف وإغنائها، الثقافية الذاتية عن الكشف من التحديث عملية مهمة تنطلق

ع""بر تكدس""ت ال""تي القومي""ة الثقاف""ة حص""يلة إلى ب""الرجوع يتم إنم""ا الثقافية الذاتية عن�، المعاص""رة الثقاف""ات م""ع بالتب""ادل اغتنت وال""تي الت""اريخ الي""وم تغت""ني أن ويجب س""ابقا� المعاصرة الثقافات مع بالتبادل �. ولكن أكثر ثقافة تبني أن تستطيع لكي أيضا يجب تق""دما

� يكون أن االستس""الم ك""ان فلق""د بالمخ""اطر محفوف""ة المتكافئة غير المعاصرة أن واضحا� المترجمة ولآلثار الوافد للفكر � يعد الثقافية. ولم شخصيتنا على تأثيره في عنيفا بعد سهال

إذا الثقافي"ة س"يادتنا نس"ترد أن العش"رين الق"رن ه"ذا خالل امت"د ال"ذي االستس"الم ذلك المس""تورد.ولم والفن الفك""ر وتب""ني دراس""ة وعلى الترجمة على تقتصر ثقافتنا استمرت اإلب"داع في الكس"ل وعن ال"تراث هج"ران عن ج"اء ال"ذي الثق"افي الف"راغ إمالء نس"تطع

العربية اللغة ولوال هو، كما وتمثلناه أخذناه بل المستورد، تعريب نستطع لم بل والتجديد، العربي""ة الثقاف""ة بقي لم""ا الغربية، واالنتماءات الثقافية الهجمات أمام صامدة بقيت التي

اللغ""ة س""يطرت أن بع""د الع""ربي المغ""رب في تم ما ذلك على الحاضر. ويشهد في وجودوالقرويين. الزيتونة مدراس من إال العربية اللغة واحتجبت الفرنسية

العربي""ة. وك""انت احتجاب خطورة إلى الجزائر وبخاصة العربي المغرب انتبه ولقد التح"رر أهميته"ا في تع"ادل وهي والقومية، التحررية المنجزات أعظم من التعريب حركة

شهيد. المليون ثورة حققته الذي السياسي

50

Page 51: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

ذاته""ا الحض""ارة هي بل خطابية، لغة مجرد مروية أو مكتوبة العربية اللغة ليست اللس""ان إلى انتمى ال""ذي المب""دع اإلنس""ان ب""ذلك وتمثلت الض""خم، ال""تراث ب""ذلك تمثلتوالطرائف. والروائع األوابد وصنع العربي

الحض""ارة، هي والقومي""ة الق""ومي االنتم""اء إلى دع""وة هي األص""الة إلى الدعوة إن تتج""ه القومي""ة.و الشخص""ية بن""اء في نس""هم وبنائه""ا الحض""ارة فهم في نس""هم م""ا وبقدر

بين تع""ارض من الت""اريخ. وليس ع""بر األجي""ال ص""نعته الذي الحضاري التراث نحو الدعوة� بينهم""ا الت""وازن يبقى أن على واالنفتاح القومي االنتماء باالنتم""اء نتط""رف أن دون قائم""ا

وحريتنا. شخصيتنا فنهدر االنفتاح في نتوسع أو االنغالق في فنقع

51

Page 52: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

لسادسا الفصل

الحداثة بعد

الحداثة من الفالسفة موقف ـ أالبعدي اإلبداع ـ بالبعدية والحداثة الحداثة بين ـ ج الجديد العالمي والنظام البعدية الحداثة ـ د

: الحداثة من الفالسفة موقف ـ1 ه""ذا أول""وا ال""ذين الفالسفة كبار مع نتساءل " أن الحداثة بعد " ما عن الحديث يتطلب� الموضوع � اهتمام""ا � ك""انت " أم " ممارس""ة الحداث""ة ك""انت : ه""ل فنق""ول خاص""ا مش""روعا

� ؟ فلسفيا الغ""رب في العصر، هذا إيديولوجيا ليست الحداثة بأن يوحي هذا سؤالنا أن المؤكد من تن""اقض أن أرادت ممارس""ة مج""رد أنها من سؤالنا، على نجيب فإننا ذلك األقل. ومع على

العقل. على قائمة كانت والتي الماضي في الغربية الثقافة عليها قامت التي األسس ه"ذا فالس""فة يعتم"ده ال"ذي األس""اس أص"بحت ال"تي " نيتشة آراء إلى نعود أن ويجب " الجدي""دة " البنيوي""ة إلى نصل أن يجب " كذلك وفوكو برماسووه هيدغر " مثل العصر،

أن له"ا ت"بين أن بع"د كفلس"فة، الحداث"ة دع"ائم تب"ني لكي العق"ل، تتحدى أن أرادت التي. 1980 عام محاضراته في رماسوبه قال كما يكتمل لم مشروع هي الحداثة

وظه""رت الديني""ة، الثقاف""ة فيه""ا تفككت ال""تي اللحظ""ة من""ذ أوربا في الحداثة ابتدأت الميثولوجي""ا مب""ادئ جميع القطيعة حد إلى مناهضة العقل، على القائمة دينية الال الثقافة

الدين. عليها قام التي وق""د نفس""ها وج""دت " بل " التبلور حالة في ذاتها وجدت هذا، بمفهومها الحداثة ولكن�ا أكثر أصبحت � ن""رى فإنن""ا ول""ذلك بالعقل، لتصاقا عن - العقالني""ة الحداث""ة ين""اهض إتجاه""ا ين""ادي جدي""د تي""ار ظه"ور ب""وادر بدت هنا نيتشه. ومن تعبير " حسب القوة " إرادة طريقPost" الحداثة " بعد بمبدأ Modernismeالحديث""ة " األزمن""ة مصطلح أن . والواقع " temps

modernes عواق كان هيغل عليه شدد الذي� القرن في تم الذي الثقافي نفصالاال يترجم ا هيغ""ل اإلص""الح. ولكن وعه""د النهض""ة عص""ر ترجم""ه ال""ذي السابق، الثقافة واقع عن19

طبيعة عن نابع الرأي وهذا جديد، عصر إلى انتقالي عصر هو هذا الحداثة عصر أن يعترف ف""إن ذل""ك بع""د. وم""ع فيم""ا هي""دغر عن""ه تح""دث ال""ذي الزمن ومفهوم التاريخي الموقف الق""ديم الفن مفه""وم أن والقل""ق. ذل""ك والتح""رر، التق""دم، معاني تتضمن الحديثة األزمنة. المحدثين زدراءا موضع كان األمثل، النموذج ومحاكاة رسططاليأال الكمال على القائم قض""ية في التمرك""ز ت""رفض ال""تي الذاتي""ة المواق""ف خالل من تب""دو ال""تي الحداث""ة أم""ا

والجمال المطلق الجمال بين التطابق عدم حد إلى وصلت فلقد محدد، جمال أو محددة، عن يتح""دث عن""دما " . وه""و ردل""ي" بو الش""اعر ق""ول حس""ب الفن عن ينتج الذي النسبي ه""ذا أن المؤك""د الجم""ال. ومن ومن الحي""اة من النس""بي الموق""ف هذا يعني فهو الحداثة�، يصبح سوف النسبي � يصبح سوف الحديث وهذا مطلقا . سرمديا

� يبحث الذي اإلنسان عند قديم الحداثة إلى النزوع و والمثير والطارف الجديد عن دائما حق""ه يأخ""ذ لم معاصر فلسفي مدلول ذات أصبحت المسألة هذه فإن ذلك ومع للدهشة،

52

Page 53: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

� بقي ولكنه والتمذهب، الدراسة من الكامل من وك""ان بطابع""ه، العص""ر ه""ذا يطب""ع حادث""ا حداثة عن مختلف وهو الحاضر، في يحدث ما "الحاضرية" أي الحداثة تسمى أن األفضل

س""يكون ألنه المستقبل، في سيحدث ما إلى بالضرورة منتقل وهو الماضي، في حدث ما". " كوسيلك يقول كما الفاعل السبب

والفن األدب إتجاه""ات في الذاتي""ة طغت ل""ذلك الحري""ة، هو للحداثة األساسي المبدأ أفك""ر ا" أن"" كان""ط مب""دأ نص كما األسطورية، العقائد بجميع صالته الفنان وقطع الحديث،

� بوصفه إبداعه يقدم " لكي موجود أنا إذن للحياة. شكال� أص"بحت ح"تى االنفص"الية، بنزعته"ا الذاتية تطرفت ولقد تن"اهض االتج"اه، وحي"د مب"دأ�نف""ذ ال مغلق""ة شرنقة في نفسها تخنق القز كدودة أصبحت والدين. بل والتراث الطبيعة ي

�، إليها خالل من الحداثة موضوع الفالسفة . ويناقش" باتاي" عند Monade معنى وهذا أبدا " يق""ول كم""ا Hypostasier الذاتية تضخم في السبب كانت الحرية هذه أن ويرون الحرية،� أصبح الذي اإلنتاج في ءووالتشي اإلنسانية عن التجرد حدود وصلت حتى ، هوسرل ش""يئا� ." ماركوس"يوضح كما قيمته عن منفصال من أول ك""ان"تش""هني "ولكن عقالني""ة، ويعتبره""ا الحداثة عن يدافع من هناك ذلك ومع

� الماضية الثقافة تحليل على تقوم نادى الع""الم ثقاف""ة من بدء� وذلك األسطورة، عن بعيدا� شيىء كل كان " حيث المسيحي، والعالم والرومان يونان عالم القديم، � عظيم""ا وطبيعي""ا

� ". وإنسانيا م""ا والج""ذور. وه""ذا األصول إلى للعودة ختراقهاو الزمان إعادة الحداثة بإمكان وليس

م"ع الحري"ة تط"ابق من ب"د£ ال التج"اوز، ه"ذا الحداث"ة. ولتحقي"ق تج"اوز نعت علي"ه أطل"ق حض""ارية أهمي""ة أكثر الفن يصبح الالوعي. عندها مع الوعي الطبيعة، مع الروح الضرورة،

� " شلنغ يقول كما الدين ومن الفلسفة من " ش""ليغل الحداثة. ويؤكد بعد ما فجر " مترقبا�. الحياة ستسترد القديمة الفنون أن بقوله " ذلك حتما

األساس""ي الح""دث بوص""فه الوج""ود، ج""وهر منطل""ق الفن " اعتب""ار ح""د هي""دغر ويصل : تج""اهينا بأح""د الس""ير إلى يدعو الحديث العصر " أن " هيدغر . ويرى" للوجود والمبدع

بداي""ة إلى نفسه يقود أن وإما ," " الكارثة الغربي التاريخ خاتمة حتى السير يتابع أن إما ش""يء " نح""و األساسي " المستقبل نحو التقدم يعني األصول، إلى العودة جديدة. ولكن

الحداثة. حداثة هو الحداثة، يتجاوز جديد على تش""دد " ال""تي " الفينومينولوجي""ة الظواهري""ة الطريقة أهمية على"هيدغر" يؤكد يخفي الموج"ود نفس"ه. فالك"ائن ه"و بوص"فه بنفس"ه يظه"ر اإلنسان تجعل والتي الهوية، ". " بالح""دس إكتشافها ويمكن المباشر اإلدراك على تستعصي التي ظواهره وراء هويته يك""ون. وبمع"نى ال أو ذات""ه ه"و يك""ون أن " إما Desein" اإلنساني الوجود فإن هذا وعلى� يكون أن إما عادي اليكون. أو منتميا

" الوج"ود في للع"الم "وج"ود أن""ه من اإلنساني الوجود فكرة يوضح"هيدغر" نرى وهنا� يحقق وجود � مصيرا عنده. الفردي الوجود أولوية من اليخفف هذا للشعب. ولكن مشتركا� اهتم لقد هوي""ة تمييز على دليل أنها على فأوضحها هيدغر، معلمه بآراء"دريدا" مؤخرا" Alterite" األخ"ر م"ع ح"ادة بمواجه"ة الغ"رب ويقع أخرى، حضارية هوية أية عن الغرب اإلنس""ان جعلت ال""تي العدمي""ة س""بب ه""و الوطن "غياب أن ويرى المواطنية، إلى ويدعو مظه"ر ه"و الحداث"ة، في أساس"ية ظ"اهرة يب"دو الذي والتفكيك فالتهديم ,ماهيته" يفتقد

. الهوية وفقدان العدمية أفق""دها قد لها المضاد الموقف ألن بعد تكتمل لم الحداثة، إن القول نستطيع ذلك ومع� كان إذ عيتها،ومشر � موقفا � الزمان ستمراريةا لمفهوم واعيا عن الحاض""ر نقط""اعا رافض""ا

الماضي.

53

Page 54: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

vأة الحياة جعلت"برماسوه" " ويؤيده " ماركوس يقول كما فالحداثة ومس""تغلة، مشي الش""باب المفكرين جيل فإن ولذلك والتشتت، والتجزئة للقمع وللسلطة، للتقنية خاضعة

الحداث""ة، بع""د ذات""ه من ي""بزغ فج""ر وعن للحداث""ة، ألوانه""ا وس""ابقة مبكرة نهاية عن يعلن. اإلنساني الزمان وحدة إلى ويدعو والزمان التاريخ عن المنفصل العقل يناهض

: البعدي - اإلبداع ب

التح""ول بض""رورة في""ه تن""ادي الغربية المعرفة أنظمة فيه كانت الذي الزمن انتهى لقد الن""داء ه""ذا في المعادي""ة أو الجاهلة حقيقتها عن األنظمة هذه كشفت الحداثة. فلقد إلى

� كانت إذ الملح، � جزءا تجاه""ات،اال مختلفة إيديولوجيات دعمته الذي التقني بالنظام الصقا في يم""يز أن الجدي""د العربي اإلنسان أمام يكن اليمين. ولم أقصى إلى اليسار أقصى من

عس""كرية ق""وة ل""ه حققت ال""تي المستوردة، اآللة قوة الجديد الغربي النظام قوة عناصر العناص""ر ه""ذه بين الفص""ل الممكن من أصبح لصالحها. ثم الطاقات جميع عبأت بوليسية

� انه""ار قد اآللة نظام أن الغرب " في " البعدية الحركات كشفت عندما إرادة أم""ام تمام""ا� لإلبداع اإلنسان هذا الحديث. وتفرغ اإلنسان . التقني المعرفي النظام طغيان عن بعيدا في نفس""ه وج""د البع""دي، اإلبداع اسم عليه ونطلق الحداثة بعد جاء الذي اإلبداع ولكن

أن علي""ه التقني. وكان العالم على هيمنت التي العدمية الحداثة إليه وصلت قد كان فراغ العدمي""ة. الحداث""ة عص""ر قب""ل م""ا آث""ار عن أعماقه �في منقبا الفراغ هذا أنحاء في يتجول

إن ب""ل الت""اريخ، تهدم أن تستطع لم الهادمة العبثية الحركات جميع أن الحظ، حسن ومن اضحةو كداللة مثيل، له يسبق لم بشكل ازدادت التراث روائع تختزن التي المتاحف عدد نهض وعن""دما المت""احف، ثالج""ة في حض""ور ولكنه الحداثة، عصر في التاريخ حضور على

ال"تراث. إلى العودة محاولة في الفراغ أبعاد في األثرية الحفريات أسعفته البعدي اإلبداع يع"د لم ال"تي هوي""اتهم عن الم"رة هذه يبحثوا لكي المتاحف نحو جديد من الناس وتهافت

العدمية. الحداثة عصر في مضمون أو رائحة أو ظل لها الهوي""ة عص""ر المعرفي""ة، الكرام""ة عص""ر ه""و ننش""ده ال""ذي البع""دي اإلب""داع عص""ر إن

الش""ريفة، المفاهيمو والمثل والحياة الحب إلى دوعي عصر المستقبلية، عصر, الحضارية أم""راض بقس""وة تع""الج ك""انت ال""تي والس""موم المخدرات بأصناف الغرب في لونت التي

تحمي هادئ"ة ب"اردة طبيع"ة في الس"امية القيم تستنش"ق لكي العدمية. ونهض"ت الحداثة. العبثية الثقافية والبراكين واألعاصير الزالزل من ساكنها

� ثمة إن vة الحداثة بين تم قد انقطاعا أن البعدي اإلبداع يحاول و,. الجليل والتراث الرث ف""إذا كامل""ة، أنفاس""ها تلف""ظ لم العدمية الحداثة أن الحذر، من البد ولكن انقطع، ما يصل

الثق""افي الغ""زو وس""يلة م""ازالت فهي مناطقه""ا، في عوراته""ا عن كش""فت ق""د ك""انتبالساذج. وصف الذي العالم باتجاه والسياسي

ثم الحداثة قبل ما بمرحلة الغربي اإلبداع مر, العشرين القرن من عقود خمسة خالل األوليت""ان المرحلت""ان كانت وإذا,البعدية الحداثة مرحلة في يسير هو وها الحداثة، مرحلة

� البعدية الحداثة لمرحلة نتوقع فإننا المدة، قصيرتي تق""وم أنه"ا طالم""ا, بكث""ير أطول أمدا على الحض""اري اإلنج""از يحم""ل ال""ذي والت""اريخ ال""زمن مفه""وم يفرض""ه بس""يط مبدأ على

. والمستقبل الماضي مفهوم وهو ظهره، طري""ق عن إليه""ا وص""لت ال""تي الف""راغ منطق""ة في الغ""رب في الحداث""ة ت""وقفت لق""د

المؤل""ف ال""زمن طبيع""ة بس""بب التوق""ف ه""ذا يكن ولم الحي""اة، على اإلجه""اض ممارس""ة .Deloze"دولوز" يقول كما متقطعة أفعال من تواصله

� األكثر هي المتواصل الزمن في الفعل فكرة إن س""جلت قد وكانت اليوم، حتى صمودا�Kant" كانط" عند التنفي النظري""ة ه""ذه ولكن "، برم""اسو" ه إحياءه""ا واس""تطاع أقواال

الح"ديث. العص"ر في ح"دودها وص"لت ال"تي الزمن، دينامvية أساس هي ديكاليتاكية حركة

54

Page 55: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

م""ع تتنافى ال التواصيلة فإن ذاتها. وبهذا التواصلية في كامنة تبقى الخالفية أن يعني وهذااإلبداع. أساس وهي الخالفية

: البعدية والحداثة الحداثة بين ـ ج اإلب""داع، في الف""رد دور بي""ان في والفلس""في األدبي التعب""ير وسائل جميع الفن سبق

متج"دد كي"ان ه"و حيث من الفرد فإن الفردية. وهكذا ألكينونتهإ خارجية وساطة أية بدون من ي""أتي الحداث""ة الف""ني. وت""برير الح""دث في متجدد كفنان يتجلى الوجودي، الحدث في

دخي""ل. أي عن بمع""زل فرديت""ه ي""درك كف""رد " الح""داثوي" بالفن""ان المتجدد اإلنتاج عالقة نفس""ه الف""رد يلغي ال "كم""ا ل""ه، السابق الحادث يلغي ال اإلبداع في حادث كل فإن وهكذا

�" ولكنه تحدثه رغم � عنه ينفصل زمانيا آخ""ر. إن ف""ني حادث إلى ويتجاوزه له يتنكر وأحيانا البعدي""ة الحداث""ة أن يع""ني وه""ذا البع""دي، الح""ادث نفسه هو المرتقب الفني الحادث هذا

المرتبط""ة األحادية الرؤية حدود عند تجمدت قد الحداثة أن ال لو الحداثة، رحم في نشأتالماركسي. النظام ضده أفول بعد البرجوازي قتصادياال بالنظام

� ك""ان الجماعي""ة، إلى الفردي""ة من البعدية الحداثة تحول إن نظ""ام تج""اوز على مؤش""را الت""اريخ إلى الع""ودة ه""و البع""دي، الح""داثي عن""ه يبحث م""ا أول وإن البرجوازي""ة، النخب""ة

وي""ده، المعاص""ر اإلنسان عقل متناول في أصبحت التي الالمتناهيات عبودية من للتخلص والس""يادة س""تهالكياال والمجتم""ع التقني""ة الثورة ولvدت التي المكتشفة الالمتناهيات هذه

السياسة. مجال في هي كما الثقافة، مجال في المستبدة الفردية� يصبح واقعي ال عمل في الروعة توليد الحداثوي الفنان هدف العمل نطاق في واقعيا

العم""ل يص""بح المت""ذوق، عن""د والروع""ة الدهشة الفني الواقع هذا يحرvك ما وبقدر الفني،� الفني كالهما إذ واإلبداع، الحداثة بين فرق ال نأ يبدو وقد حداثة، مجرد كان أن بعد إبداعا

� لجعل""ه المتوقع وغير المرئي غير عن للكشف محاولة �. ولكن مرئي""ا ذات الحداث""ة وواقع""ا نطاق في ويسير متعددة أبعاد ذو فهو اإلبداع أما ذاته، الفرد سمت ضمن يسير واحد بعد

الجماعة. كم""ا معرف""ة كونه""ا عن انفص""لت قد الحداثوية أن الفن، عالم في تحقق الذي الجديد

� الفن وأصبح االتباعية، العهود في كانت أن""ه ويدعى والدهشة، المفاجأة عن يبحث متوقفا� أكثر بذلك يصبح أن قبل والمدهش، الطارف عن يبحث الذي والجمهور المتذوق من قربابالطبيعة. معرفته لتأكيد وسيلة مجرد الفن يرى ذوق إلرضاء له، جديد معنى لتحقيق المألوف الواقع على مستمرة ثورة الحداثة كانت

ك""انت هن""ا ومن وقوانين""ه، ب""العلم تتحق""ق ال""تي ومعرفت""ه فهم""ه إلرضاء وليس الجمهور أم""ا "، دافنش""ي ليونارد" و"أفالطون"" قال كما العقل هي يالكالس الفن تذوق وسيلة

معكوس""ة، ولكنه""ا ذاته""ا، اإلب""داع آلي""ة وهي الح""دس فهي الح""ديث الفن ت""ذوق وس""يلة إلى الم""رئي يقلب الت""ذوقي والح""دس م""رئي، إلى الم""رئي غير يقلب اإلبداعي فالحدس

تحلي""ل دون ولكن أبعاده""ا بجميع نراها تجريدية، لوحة أمام ونحن أننا بمعنى المرئي، غير. فيزيائي بصري

المجتم""ع تناقض""ات خالفي""ة ولكنه""ا الخالفي""ة، ه""و الحداث""ة علي""ه تقوم الذي األساس الحداث""ة بتناقض""اته. أم""ا ذاته يأكل نظام ألنه الغربي، الكيان يهدد أصبح الذي ستهالكياال

في تبل""ورت أنه""ا ويب""دو ،س""تهالكياال النظ""ام سيطرة خارج بخالفية تطمع فإنها البعدية، المع""ترض، الؤالتراثي""ة. والس"" الج""ذور إلى تعود جعلها ما وهذا الحداثة، - خالفية خالفية

أال ؟ المس""تقبل، إلى تتجه أنها الحداثة تدعي بينما الماضي، إلى البعدية الحداثة تتجه هل؟. رجعية نزعة بذلك تبدو

55

Page 56: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

العكس على هي بل واعدة، مستقبلية ليست فهي خالفية، كانت إذا الحداثة أن الواقع تب""دو ب""ل بنائية، ليست فهي والثقافية، واألخالقية القومية المؤسسات جميع نقض تحاول

. " نيتشه"يقول كما التاريخ عن تعبر مخربة تهديمية الحديث الفن. فالفنان انهيار لوقف المنشود العالج - هي تدعي - كما البعدية الحداثة

� ليس الفلكي"ة التح"والت فض"اء في معل"ق مبت"ور منقط"ع فن"ان ه"و بل بالضرورة، مبدعا�، يتوالدون الذين الطالئعيون بها يقوم التي التائهة �. أم""ا سابقه يرى جيل كل أجياال تقلي""ديا

يس""عى و.الرؤي""ة تعددية إلى تدعو بل فقط، االستقرار عن تبحث ال فإنها البعدية الحداثة� بات الذي األصل ستردادال وسيلة األركيالوجيا إلى اإلبداعي الموقف �في غائب""ا ع""الم كلي""ا في ك""امن ذاته األصل أن تشعر بل التاريخ تلغي ال األصل عن تبحث وهي ولكنها الحداثة،

الق""ومي. تط""وره الت""اريخ يس""جل حض""اري انتم""اء هو لألصل نتماءاال فإن التاريخ. وهكذا طبيعت""ه إلى وإعادت""ه الحداثة هاوية من الفن إنقاذ يمكن األركيالوجي البحث طريق وعن

خالل من إال مجدي""ة ليس""ت األص""ل إلى الع""ودة نإ " "هي""دغر" يق""ول التاريخي""ة. وكم""ا وليس"""ت الحض"""ارة، ذاك"""رة الت"""اريخ ". ويبقى الماض"""ي خالل من وليس المس"""تقبل، ك""ان" فوك""و"ولعل المعرفية، الذاكرة هذه تؤكد التي الوثائق جمع عملية إال األركيالوجيا

� � الوثيقة عتبرا عندما مصيبا وألغازه. فالمعرفية أسراره نفك ونحن تقديسه من بد ال صنما نفص""الاال أو ل"ه التنك""ر يمكن ال ش""اهد هي البعدي""ة، الحداث""ة شاهد هي التراثية الوثائقية

غ""نى الحض""اري. وال الت""اريخي الك""ائن في حف""ر ه""و اإلنس""انية، أعم""اق في والحفر عنه، يض""م ال""ذي الحض""ارية. والمتح""ف األص""ول عن للبحث الحف""ر ه""ذا عن البعدي""ة للحداث""ة األك""ثر الوث""ائق مرك""ز ه""و بل المستقبليون، يقول كما للتاريخ، مقبرة ليس الحفر حصيلة� �، صدقا �، مغرض لتأويل تتعرض فإنها ذلك ومع ووضوحا تأويل البعدية الحداثة ومهمة أحيانا

� التأويل المستقبل. وليس ضوء على الماضي �، كبير الوثائق حجم أن طالما واحدا ثم ج""دا التقلي""دي وعن""د التقلي""دي، الفن""ان تأوي""ل عن مختل""ف البع""دي الح""داثي الفنان تأويل إن

الح""داثي عن""د أم""ا خالفي""ة، التأوي""ل يص""بح الح""داثي وعن""د المحاكاة، على التأويل يقتصر حمته"ا ال"تي والنخبوي"ة الفردي"ة عن يتخلى ألنه متعدد، تراثي تاريخي التأويل فإن البعدي

الحداثة. عهود في البرجوازية� الحداثيون ويطرح �، سؤاال بحج""ة والقطيع""ة اإلنفص""ال بط""ابع تش""بثهم معل""نين متح""ديا

Transالبع"ديون ونيالطالئع بعدي. أما إبداع أي سمة سيبقى التغيير أن يرون وهم التغيير،--Avantgards البعديون والحداثيون Post --Modernistes لجم""وح مق""اومتهم يعلنون فإنهم

واإلث""ارة الض""حالة مطب""ات من إنقاذه""ا على ق""ادرون أنهم وي""دvعون وتطرفه""ا، الحداث""ة اإلب""داع، في التنمي""ة عن والبحث التتغي""ير مفه""وم في النظر إعادة مع السحري، واللعب البعدي""ة الحداث""ة ك"انت العدمي""ة. ك"ذلك إلى اإلب"داع وص"ول عن نتج ال"ذي الفراغ وإمالء

الحداثوي""ة، العدمي""ة من اإلب""داع إنق""اذ أن ترى وهي اإلنفصال، هذا معارضتها في صريحة: يلي ما يتطلب� والعالمي. القومي نحو والمستقبل، والحاضر الماضي نحو : االنفتاح أوال� بالتعددي""ة علي""ه أطلق مما اتجاه، بأي الرؤية وتنويع الواحدية النظرة من : التحرر ثانيا

Plurality� التذوق. ديمقراطية عالم إلى والتعصب، والتفوقية النخبة عالم من : االنتقال ثالثا مضادة كانت الحداثة، بعد مبادئ إعالن قبل الواقع في ولدت الفن ديمقراطية أن على

قل"ق عن تعب"ير أنه"ا من الحداث"ة دع"اءا رغم الجمه"ور، عن وقطيعته"ا الحداث"ة نحرافال ه""ذه س""ارت واإلمبري""الي. ولق""د والص""ناعي اآللي العص""ر مخلف""ات طغي""ان وعن العصر

العم""ارة على يهيمن واإلبداع الفن كان عندما الحداثة، لتيار معاكس بشكل الديمقراطية الموس""يقى انتقلت وعن""دما والمدينة، البيت في اإلنسان بيئة وعلى ستهالكيةاال واألشياء

اجه""اتهم،و ب""تزيين التج""ار وتب""ارى بالتص""وير، الج""دران وامتألت والساحات الشوارع إلى

56

Page 57: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

� الفن أص""بح فني""ة. هك""ذا لوح""ات بدت حتى � للن""اس مب""ذوال الفن""انين يهم يع""د ولم جميع""ا� الفن صار الصاالت. لقد وأصحاب اللوحات تجار من قتناءاال وال المتاحف حق""وق من حقا� ي""دفع أن واجب""ه من وليس اإلنس""ان، أن الق""ول نس""تطيع هك""ذا الح""ق، ه""ذا مقاب""ل ثمن""ا

أم""ام انه""ارت ق""د ذاته""ا لوجيايواألي""د مقول""ة إن ب""ل انه""ارت، قد الرأسمالية األيديولوجيا. الحداثة مفهوم

قتصاداال من تحررها مبدأ من تنطلق إنها البعدية الحداثة تدعيه الذي الجديد والشيء � الثقاف""ة وتجع""ل والسياس""ة، �، عالم""ا والمنظ""رين السياس""يين بق""وانين يت""أثر ال مس""تقال

� التقليدي، مفهومها وإلى جذورها إلى الثقافة تعود أن جتماعيين. والهدفاال أي عن بعي""داة أو ص""راع v""واتجاهه""ا، مس""ارها تح""دد واحدي � سياس""ي وهم سياس""ية تبعي""ة أي عن بعي""داالحكم. عن الباحثون اسيونيالس يحرضه

: الجديد العالمي والنظام البعدية الحداثة ـ د العن""وان ه""ذا سيكون هل البعدية، الحداثة عنوان تحت نطرحه أن يمكن الذي السؤال

� أكثر لم ال"ذي الجدي"د الع"المي النظ"ام أن أم ؟ الجديد العالمي النظام نطاق في وضوحا أك""ثر س""يكون األوربي، تح""اداال ومركز األبيض البيت في السياسيون مضمونه على يتفق

� . ؟ والفن الثقافة في البعدية الحداثة معنى حددنا إذا وضوحا تن""اقض وال ب""ارد، أو ح""ار صراع يحكمه ال مجتمع في تعيش أن البعدية الحداثة أرادت

التناس""ل في""ه يزده""ر ال مجتمع,الطبيعية الثروات على يقضي إستهالكي نهم أو عقائدي،� معه العالم ويزداد السرطاني �. لقد فقرا عقائدي بيان طريق عن ليس ذلك أرادت وجوعا

طريق عن " بلLyotard ليوتارد أوHobermas هوبرماس أو Derrida " دريدا يطلقه حزبي أو� وج""وده، ق""رار ص""ياغة في اإلنس""ان ح""ق تأكيد وأحادي""ة األنظم""ة بيروقراطي""ة عن بعي""دا

� السلطة، � ك""انت سواء العظمى، القوى سيطرة عن وبعيدا � قطب""ا وس""واء أك""ثر، أو واح""داالدولية. الشرعية وراء متخفية أو مباشرة سلطتها مارست� " مثقف أي يمارسه دور عن البعدية الحداثة تبحث تك""وين في " لقابهأو رتبته عن بعيدا� يك""ون أن الجدي""د. ويجب الع""المي النظ""ام اإليديولوجي""ة رتباطاته""ااب الحداث""ة إن واض""حا

واإلنسان، والمستقبل التاريخ عن نقطاعهااو االستهالكي، للنظام وبخضوعها المتصارعة،� خلقت قد على الفراغ. وك""ان إال يبق لم العدم، إلى وصلت ما إذا حتى فيه، عاشت فراغا

يملئ أن يري""د البعدي""ة الحداث""ة س""يد الغرب ولكن الفراغ، هذا تشغل أن البعدية الحداثة� " الحداثة أن ذلك الخاصة، التاريخية معرفته خالل من الفراغ هذا غربي""ة قضية هي " أصال

مبريالي. إال الرأسمالي النظام مفرزات من عتبارهااب الحداثوي""ة، العدمي""ة عن ج""اء الذي الفراغ هذا ستملئ التي البعدية الحداثة تكون قد � هي زوال ذل""ك يع""ني فه""ل الغربي""ة، الثقاف""ة ديمقراطي""ة تحققت غربية. فإذا قضية أيضا

وعلى واح"د ط"رف من إنس"انية ديمقراطي"ة ثمة سيكون أم, ؟ العالم على الغرب هيمنة ف"راغ ه"و الح"داثوي، الف"راغ ه"ل نتس"اءل، أن الب"د ك"ان ؟. هك"ذا اآلخر الطرف حساب الثق""افي الف""راغ س""يملئ ال""ذي فمن ف""راغ، من أك""ثر ثم""ة ك""ان وإذا بالض""رورة، شرقي

.العربي؟ القطيع""ة ه""ذه أن الق""ول نس""تطيع وال حضارية، قطيعة هي العربي اإلنسان قطيعة إن إس""المية أو عربي""ة منطق""ة من فليس محله""ا، حديث""ة حض""ارية مرحلة حلول بسبب تمت

ال"ذي ب""العمق همومه"ا تع"اني وأن الغربية، الحداثة بناء في تشارك أن استطاعت واحدةvد النقدية. الغرب فلسفات ول

ال""تراث، وإلى الج""ذور إلى ب""العودة يتم إنما الهوية ستعادةاو الثقافية القطيعة ردم إن تص"الاال عن يبحث البعدي"ة الحداث"ة اتج"اه ك"ان وإذا العربي، الفراغ إلمالء الوسيلة وهي الثقافة من فرع الثقافات جميع أن اعتبرنا وإذا الواحدية، بعد التعددية وعن القطيعة، بعد

57

Page 58: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

�تابع الغربية الثقافة من جزء وليست اإلنسانية � سيلتقي األصالة تيار فإن لها، ا تيار مع حتماالبعدية. الحداثة ه""و الثقافة، نطاق في الجديد العالمي النظام ومن اإلنسان حقوق بيان من نفهمه وما النظ""ام خلفي""ة ستص""بح ال""تي اإلنس""انية الحض""ارة بن""اء في الثق""افي الواح""د البع""د زوال

بتغي""ير الجديد، النظام على المهيمن القطب يقوم أن البد ذلك الجديد. ولتحقيق العالمياآلخر. معرفة نظام تغيير بل الثالث، العالم فهم طريقة� فهل ر وه"ل.؟ اإلنس"ان حق"وق خالل من الث"الث الع"الم أمريك"ا تفهم حق"ا v""نظ"ام تغي ؟ التقني التقدم ببناء فقط الصفة بهذه يساهم مستهلك مجرد أنه على اآلخر معرفة إلى ال""دخول يك""ون ولكي الكوكب، هذا على العالم جميع نظام هو العالمي النظام إن

�، النادي هذا هذه وعلى الشعوب، لجميع المعرفية التنوير وسائل حتراما من البد مشروعا بن""اء في ليتهاومس""ؤ ت""درك وإن العقائ""دي، واإلس""ار التبعي""ة عقدة على تثور أن الشعوب

فاعل""ة عض""وية هي بل تبعية، وليست شرفية، ليست النادي هذا فعضوية الجديد، النظاممسؤولة.

ك"انوا الغ"رب، في الع"دمي الح"ديث الفن مأس"اة استش"عروا ال"ذين الفن"انين كبار إن الشرق، نحو وتنقيبهم حفرهم في اتجهوا لقد العربي، الفن أسرار عن الكشف في أسبق

�. وك""ان كان الباروكية والفنون الحديث الفن بين تمت التي القطيعة إن في التنقيب ح""ادا� الباروكي اإلبداع �. وهكذا كان إليه وجه الذي النقد ألن صعبا " ه""نري به قام ما فإن مدمرا� بقي بعدي، إبداع " من بيكاسو وبابلو كلي وبول ماتيس المه""رة الحف""ارين ألولئ""ك م""دينا

يستعص""ي م""رة ك""ل في ان""ه أعلن""وا ال""ذين ". أولئ""ك ودوالكروا وغوته " دانتي أمثال منالشرق. نحو يتجه أن عليه يجب الغرب، على اإلبداع

� وراءها يلهث وكان الغربية، الحداثة العربي اإلبداع عاصر �، وليس تقليدا وليس إب""داعا إنه""ا العربي""ة البالد في الغ""رب إلب""داع التبعي""ة مرحل""ة على يطلق أن الفن مؤرخ بمقدور�ا أكثر حداثي لنهج تروج استمرت التكنوقراطية النخبة فإن ذلك ومع إبداع، مرحلة رتباطا

�، س""اذجة لوحات معارضنا في وظهرت العدمية، بالحداثة الحداث""ة ش""كل نقلت إلنه""ا فعالالمستقبلية. ومنطلقاتها ثورتها تمارس ولم

المرحل""ة هي فالحداث""ة الش""رق، وحداث""ة الغ""رب حداثة بين التمييز من البد كان لذلك حداثي""ة مراح""ل قديم""ة بداي""ة مرحل""ة. فلك""ل آخ""ر هي قديم، لمنطلق المتحركة الزمنية�. ومن ما لحظة في تشكل متتابعة الغربية الحداثة ممارسة إلى الدعوة أن المؤسف تراثا

� تتضمن كانت إب""داعنا ت""اريخ في تم ما فإن وهكذا األصيلة، الحداثية المراحل لتتابع تعليقاالمجوف. السطحي النقل هو بل الحداثة غير هو المعاصر، والف""راغ. الص""فر نقط""ة إلى وص""لت أن بعد الحداثة بعد تأتي مرحلة عن الغرب يبحث

�م القريب تراثه في وجد ولقد من فن""ه تح""رر إذا م""ا ندري الجديدة. وال البعدية لنزعته الذاقوية. مازالت واإلبداع والنظام اآللة بين التقني. فاألواصر النظام سيطرة

م""ازالت,والجب""ل والغابة والبحر والصحراء الشمس الطبيعة، ذكريات فإن الشرق أما وليس التراثي، اإلبداع عليها قام التي المثل مجموع هي وكانت وجدانه، أعماق في قابعة� اليوم. البعدي اإلبداع حركة في المثل هذه سترجاعا صعبا

58

Page 59: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

السابع الفصل

والعالمية العربية الحداثة

العالمية ومسألة العربية الحداثة ـ أ العالم ب- حدود

والتبعية المعاصرة بين ـ ج_ العربية المعاصرة ـ د تاريخيا

: العالمية ومسألة العربية - الحداثة أ�ا بوصفها الحداثة مفهوم عن تحدثنا � تجاها الق""رن، ه""ذا خالل الغ""رب في انتش""ر ثقافي""ا

والعبث. ثم العدمي""ة إلى وصل حتى والقاعدة، والطبيعة الواقع مناهضة على يقوم اتجاه العربي""ة الحداث""ة مفه"وم عن نتح""دث أن وبقي األوربي""ة، الحداث""ة بعد ما تجاها عن تحدثنا.عالمية بوصفها الغرب بحداثة اعالقته وعن

�ا يحقق أن الغرب استطاع والسياسة، والفن واألدب الفلسفة في الدين، عن نفصاال� يحقق أن ثم والعلم. وأق"ام للعق"ل أفض"لية يؤك"د وأن والحقيق"ة، األس"طورة بين تمي"يزا

� حرة أنظمة �او سياسيا �. قتصاديا وثقافيا باهتم""ام ج""ديرة المالمح ه""ذه إن عترافاال الغرب. ويجب في الحداثة مالمح هي هذه ه"ذه من التقلي""د من بن""وع يأخ"ذ أن اس""تهواه وق"د ولكن""ه ب""النمو، واآلخذ المتطور العالم

� يكن لم المالمح، الراهن""ة الظ""روف وم""ع ب""ل والتاريخي""ة، الثقافي""ة ظروف""ه م""ع منسجماجتماعية. اوال قتصاديةاال

التي النهضة حركات نتيجة إليه الغربية الحداثة مظاهر نتقالا جاء العربي العالم في و أن له""ا الب""د كان األولى العربية النهضة أن نعتقد ونحن الماضي، القرن أوائل منذ ابتدأت النم""وذج غ""ير تخت""ار نأ بمق""دورها يكن ولم الحداث""ة، نم""اذج من ناجح نموذج على تعتمد

مظ""اهر على لإلطالع المثقفين إيف""اد إلى ودفع""ه باشا علي محمد استهوى الذي األوربي� الغرب، في الحداثة إب""راهيم ح""اول كما الشام بالد أوفي مصر في وتطبيقها نقلها محاوال

� باشا علي محمد يكن باشا. ولم الثاني محمود العثماني السلطان إن بل ذلك، في متفردا� ويغير بها يأخذ أن وحاول أوربا، حداثة إلى انتبه من أول كان في الحي""اة ش""كل من كث""يرا

. العربية البالد وضمنها السلطنة أنحاء

العالم ب- حدود بالق""ارات المتمث""ل الموض""وعي والبش""ري الجغ""رافي الوج""ود ه""ذا ه""و الع""الم،

الخمسة. األجناس ذات والشعوب والمحيطات� أكثر أصبح الذي العالم هذا لكنو أي القريب، الماضي في كذلك يكن لم اليوم ترابطا وح""تى ال""برق من المذهلة تصالاال وسائل كتشافا وقبل األقل، على الحالي القرن قبل

رت ال""تي المواص""الت ووس""ائل الص""ناعي، القمر v""المس""افات، قص � ذي القط""ار من ب""دءا نتقالاوال األتصال وسائل في الهائل التطور هذا أدى . لقدخالصارو إلى البخاري المحرك

الواق""ع م""ع ينس""جم ش""كل وعلى علي""ه ك""انت م""ا خالف على العالمي""ة فك""رة تبل""ور إلى�، ال""وطن من جزء هو ما بقدر أنه يشعر اإلنسان للعالم. وأصبح الموضوعي ج""زء ه""و أوال

أو ثقافي""ة روابط هي العالم، في إنسان بأي تربطه روابط ثمة نأو كله، العالم في فاعل

59

Page 60: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

دولي""ة عل""وم في والتوس""ع التعم""ق من المزي""د إلى دف""ع مم""ا حض""ارية، أو عقائدية دينية نتروبولوجي""ةأال اإلنسانية المتاحف وأقيمت واإلنسان، والتاريخ جتماعاوال قتصاداال كعلوم

�، للبش""ر تنوغرافي""ةأوال الل""وفر كمتح""ف للفن""ون العالمي""ة المت""احف أقيمت كم""ا جميع""ا� تض""م وال""تي والميتروبوليت""ان، البريط""اني والمتح""ف ودرس""دن رميتاجإلوا � تراث""ا حض""اريا

� وأوربا وأفريقيا والمكسيك القديمة ومصر الرافدين وبالد األقصى الشرق من جاء مختلفاالثقافات. بين التفاهم يعزز وغيرها. مما

�، مختلف األمر لكن و هيمنت التي أوربا في انحصر السياسي بمفهومه فالعالم سياسيا� العالم على �او سياسيا �، قتصاديا ةتبعي"" في انعكس""ت العس""كرية الهيمن""ة أن ذل""ك وثقافي""ا

� ألوربا قتصاديةاو ثقافية . أوال المنتص""رة الدول� العالم� تقاسمت حيث1945 عام يالطا مؤتمر بعد الهيمنة توضحت ال""دور نطاق - خارج سمي - كما الثالث العالم دول الثانية. وأصبحت العالمية الحرب في

المطلق"ة، والس"يادة المطلق"ة بالحري"ة تتمت"ع ال ولكنه"ا الع"الم، من دول فهي الع"المي، ال""دولتين عن الص""ادر الق""رار خالل من مص""يره ي""رقب أن الث""الث الع""الم على وأص""بح

� العمالق""تين نط""اق في الس""وفياتي، والش""يوعي األم""ريكي مبري""اليإال بالنظ""امين متمثال� أو والسياسي، قتصادياوال جتماعياال الواقع الخمس لل""دول المعطى الفيتو بحق متمثال

المنظم""ة موق""ف ه""و الكب""يرتين ال""دولتين إح""دى موقف يجعل والذي األمن، مجلس فيكلها. العالمية

منطق""ة في وترك""يزه الع""الم تلخيص إلى أدت التي األوربية الهيمنة أن خطأ تعلمنا لقد من ب""د والمتزاي""د. وال الم""تراكم العلمي التقدم سببها الغربية، األوربية الدول هي محددة الق""وة تع""اظم ه""و الهيمن""ة ه""ذه في الحقيقي السبب أن نقول الزعم. فنحن هذا تصحيح طري""ق عن الع""الم متالكاب"" تطم""ع الوس""طى العص""ور ومن""ذ أورب""ا جعلت ال""تي الغازي""ة

تش""مل الهائل""ة النهب عملي""ات وأص""بحت الشرقية، الهند كشركة ستعماريةاال الشركات إلى الغ""زاة األس""بان وامت""داد كتش""افهاا بع""د أمريك""ا ح""تى والغ""رب أقص""اه حتى الشرق

وجنوبها. أواسطها ولم""ةالع فك""رة أن ت""بين مبرياليةاال ستعماريةاال الهيمنة هذه لتاريخ معمقة قراءة إن الص""راع ه""و وه""ذا الناهب""ة، والق""وى المنهوب""ة القوى بين الصراع فكرة لتمييع جاءت إنما

الماركسي التفكير في Plus value القيمة بفائض عليه أطلق من الحقيقي. وإن التاريخي ف""رق الغازي""ة. وإن والقوى الوطنية القوى تلك بين بل واحد، مجتمع طبقات بين يكن لم

� ليس القيمة � فرقا س""تغاللاال عملي""ة عن ج""اء حض""ارية قيم""ة ف""رق هو وحسب. بل ماديا وب"الخبرات ضخم بفائض تستأثر أن الغازية للقوى أتاحت التي مبريالية،اال السياسة وعن

وق""د الع""الم مفهوم إن العالم على الطاغية المهيمنة قوتها لبناء توظفها وإن والثقافات، العالمي"ة فك"رة جع"ل األمريكي"ة، ثم األوربي"ة س"تعماريةاال الدول في ينحصر لكي تقلص� الثالث العالم عقدة بالع""الم ن""دماجاال تحاش""ي إلى دفعت""ه ب""ل والمقاومة، للرفض وهدفا لي""برالي. عن""وان أو ش""يوعي مادي عنوان تحت كانت سواء العالمية، األفكار تبني وعدم

. األصلية الثقافية بالذاتية والتمسك القومية األفكار على يلحv جعله بل

: والتبعية المعاصرة - بين ج المالحظات إبداء من بد وال وأبعادها، معناها في تحديد دون المعاصرة مسألة طرحت

: المعاصرة أبعاد تحديد على تساعد التي التالية على وليس الحداث""ة تب""ادل أس""اس على تط""رح أن يحب المعاص""رة مس""ألة - إن1

لق""د ب""ل التبادل، هذا تحقق أن اليابان استطاعت والسيطرة. لقد الهيمنة سياسة أساس� تحقق أن استطاعت � يكن لم الغرب على تفوقا �. وكان متوقعا بعد الغرب حساب في أبدا

ب""دا الي""وم األم""ر المغلوب""ة. ولكن الياب""ان على المطلق""ة السيطرة أحكم أنه1945 عام

60

Page 61: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

� �. فلقد مختلفا أم""ام بوضوح عاجز األمريكي التجاري الميزان أن ريغان الرئيس أعلن جدا العس"كري، نتص"ارها بع"د اس"تحقها ال"تي س"يطرته يستغل أن بمقدوره يكن ولم اليابان،

حري""ة في الت""دخل طري""ق عن تص""ادهاق حماية في حقوقه يستخدم أن حتى يستطع ولمينهار. أن الليبرالي النظام على خشية الدولية التجارة

� يبقى المعاصرة مفهوم - إن2 الدولية المباراة دخول إلى تدفع تقدمية كمسألة مقبوال عن"دما المتكافئ"ة للمعاص"رة ذهبية فرصة للعرب أتيحت أنه المؤسف فيها. ومن والنجاح

ولكن الع""الم، في الغني""ة األمم بين من الع""رب وأص""بح تش""رين، حرب بعد البترول تحرر�. الثروة وتبديد الفرصة ضياع إلى أدت المفاجىء الثراء ودهشة التحرر نشوة معا اقتص""ادية مس""ألة هي ب""ل مج""ردة، فكري""ة قض""ية ليس""ت المعاص""رة مس""ألة - إن3

الفك""ر تأص""يل مج""ال في اس""تعملت ولعله""ا حض""ارية، ثقافية مسألة هي كما وإاجتماعيةالسلفية. التراثية أو الميتة الماضوية نحو انزالقه خشية

يق""وم أن بمعنى التحرر، مسائل مستقلة تتصدر أن يجب المسألة هذه أن نعتقد ولكننا األص""الة لتحقي""ق ب""التراث الراهن""ة المنجزات فترتبط تاريخي، أساس على الحداثة تبادل

والفوقية. التحدي مجابهة قوة ولدعم

_ العربية - المعاصرة د : تاريخيا طري""ق عن الع""الم مع الثقافي التفاهم بتبادل الحضاري، تاريخنا عبر المعاصرة، تجلت

الغ"رب إلى آثارن"ا وبنق"ل اآلخ"رين، تج"ارب عن منقولة بها قمنا التي الهامة اآلثار ترجمةالسابقة. نهضتنا عاصروا الذين األدبي الفكر رواد بفعل

� الترجمة ساعدتنا لقد � ك""انت كم""ا المعاصرة الحداثة فهم على جماعيا فهم في أساس""ا حركة بداية كان للميالد الثامن غريقية. فالقرنإوال والهندية الفارسية العريقة الحضارات

انتقلت العربي""ة. ك""ذلك للثقاف""ة ال""ذهبي العصر مشكلة توالت التي العربية إلى الترجمة� جهال"ة في وك"ان الغ"رب منها واستفاد أخرى لغات إلى مترجمة العربية الثقافة من ب"دءا وفي م1087 األف""ريقي قسطنطين صقلية في الترجمة رائد عشر. وكان الحادي القرن

الصدارة مكان احتل قد سالمإال أن ديورانت ويل األساقفة. ويذكر رئيس ريموند طليطلةالزمان. من قرون خمسة كله العالم في الفكرية والقيادة� الحضاري، الدور بهذا اليوم نفخر ونحن الثقافات على متفتحين كنا أننا نفخر كما تماما ورعاه""ا الرش""يد أنش""أها ال""تي بغ""داد في الحكم""ة بيت مكتب""ة أن التاريخ ويذكر. العالمية منهم الفارس""ية، ومن س""ويه، م""ا يوحنا منهم اليونانية، من مترجمين تضم كانت المأمون

نوبخت. إبن م1005 الف""اطمي الل""ه بأمر الحاكم أنشأها التي القاهرة في الحكمة دار مكتبة وفي

الضخمة. األوقاف أجلها من حبس والتأليف للترجمة متخصصة قاعات ثمة كان مؤلف""ات وبعض عليه""ا س""كندرييناال وش""روح أرس""طو تآليف نقل للمترجمين تم ولقد

ب"ل وعش"رات الفارس"ية، من ودمن"ة كليلة كتاب ونقل اليونانية، من وجالينوس أفالطون القرن حتى ذلك والفلك. واستمر والطب والمنطق الفلسفة في الكتب أمهات من مئات

فئ""ة وحول""ه العباسي، العصر في المترجمين شيخ اسحق بن حنين عشر. وكان الخامس في الش""ائعة اللغ""ات مختل""ف من الطب كتب أمهات نقلوا مدرسة كونوا ترجمينمال منالعصر. ذلك

في ب""ذر ق""د العطار حسن أستاذه وكان األزهر في األصولية الدينية ثقافته رفاعة ابتدأ على وإطالع""ه1826 ع""ام ب""اريس إلى لسفره الحديث. وكان والعلم التقدم روح نفسه

م""ا والفطن""ة ال""ذكاء من رفاع""ة ك""ان الجدي""د. لق""د تكوينه في البالغ أثره األوربية الثقافة والسياس""ة والثقاف""ة الح""ديث العلم إلى ويتج""ه بأص""ولها، ويتعمق الفرنسية، يتعلم جعله

العقل. إلى واتجهت الخرافة تجنبت التي األوربية النهضة أسرار يكشف الحديثة،

61

Page 62: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

وأعجب والفلس""فة، والجغرافي""ة والفل""ك والهندس""ة الحس""اب رفاع""ة درس ولق""د تلخيص في األبري""ز "تخليص الشهير كتابه ". وفي الشرائع "روح كتابه ودرس بمونتسكيو

بمعايش""ته اس""تطاع األوربي""ة. ولق""د والحض""ارة الثقافة يلخص أن رفاعة استطاع باريز"،األقل. على مصرية ثقافية بثورة يبشر أن فرنسا في1830 ثورة أحداث

عقيدت""ه ي""وائم أن واس""تطاع وف""اق، على وقلب""ه عقل""ه في والغ""رب الش""رق التقى"و في سبقه للشرق يجحد لم ولكنه, تقاليده من حسن وما الغرب وعلم الصالحة وتقاليده". بالمحامد الغرب من أولى وهو وتقاعسه تخلفه عنه جحد وإن اإلرتقاء،

عن وتح""دث الحكم، ودس""تورية والح""ق والع""دل والحري""ة التم""دن عن رفاع""ة وتحدث على وأك"د تحريره"ا، وض"رورة الم"رأة ودور العم"ل أهمي"ة وعن القيمة وفرق ستغاللاال

ختصاص. اوال العلم أهمية الط""ابع أخ""ذت أص""الح حرك""ة التح""ديث محاول""ة في الطهط""اوي رفاع""ة أعقب ولق""د

" عب""ده " ومحمد1897" ت األفغاني أعالمها من وكان والحداثة، السلفية بين التوفيقي"،1902 " ت " والكواكبي1905 ت الحض""ارة معاص""رة إلى الحرك""ة هذه دعت ولقد

األصول. على الحفاظ مع معها، التعايش بقبولها وذلك الغربية، الق""رآن لنق""د المجال في فسح الذي حسين طه عند بدا متطرف علماني تيار ظهر ثم

األسلوب ظلمات من " الخروج إلى " يدعو1962 " ت مظهر اسماعيل جاء ثم ونقضه، " بترجم""ة1906 " ت هيك""ل حسين محمد يقوم اليقيني" ثم األسلوب وضح إلى الغيبيوروسو. كونت ألوغوست جتماعيةاو فلسفية أبحاث

زادت كلما يقول " لكي1927" والغد " اليوم كتابه في ينحرف موسى سالمة لكن و م"ذهبي ه"و ه"ذا منها، وأنا مني بأنها شعوري وزاد بها وتعلقي لها حبي زاد بأوربا معرفتي

� حياتي طول له أعمل الذي �، سرا ". بالغرب ومؤمن بالشرق كافر فأنا وجهرا الغ""رب استغل و التحديث، واقع علىو الغرب على ستسالمياال نفتاحاال مآل هذا كان الع""رب. على ونف""وذه س""يطرته توطيد بهدف يدعمها فأخذ ثقافته على نفتاحيةاال النزعة وتنظيم التعليم مج""ال في الجدي""دة المنجزات من الواسعة اإلفادة من يمنع لم هذا ولكن

� المبالغة بعض رافقها وإن والمجتمع، الحكم كم""ا المضمون، في وليس الشكل في أحيانا ش""عوبيون أممي""ون ق""اده والقومي""ة والثقافي""ة العقائدي""ة باألص""ول المس بعض رافقه""ا

تقدمي""ة. ك"ل أو ثقافي""ة أو إنسانية بدت ونزعات مبادئ لواء تحت تكتلوا وقد وعنصريون،� أورث هذا مص"ادر إلى والع"ودة ال"ردة إلى الس"لفيين ودف"ع المعاص"رة، عملي"ة في شكا

التحديث. عملية على أطلق كما والبدع المستوردة، الصيغ جميع من والتحرر الشريعة ع""زام الوه""اب عب""د أمث""ال من سياس""يون أو تربويون منظرون قاده الذي التيار أن إال

وح""زب الع""رب القوم""يين وحرك""ة البعث ح""زب مث""ل أح""زاب وقادت""ه الحصري، وساطع لل""دول المش""ترك الطريق أصبح القومي التيار هذا الناصر، عبد جمال قاده الذي التحرير�، العربية � جابهت أن بعد به فاقتنعت جميعا � فراغا � كبيرا س""تقاللاال فرص""ة يهدر كاد وضياعا

الشخصية. جذورهم إلى العرب تعيد يقظة من بد ال وكان والتحرر، الحض""ارة ل""واء حملة من " : كثير اإلسالم " وجهة كتابه في"يبغ "المستشرق يقول تقدمه مما أكثر إلى بحاجة أنهم وصدق بعمق يشعرون أصبحوا بها، بشروا وممن الغربية

الحض""ارة هذه ينقص ما لتماسال تراثهم إلى يعودوا أن عليهم وإن الغربية، الحضارة لهم". الجديدة

بس""رعة تحققت ال""تي المنج""زات من خ""اص ونوع خارق كم¤ الغربية الحداثة أن وبرأينا� � تبقى الحضارة هذه مسيرة وإن عشر، الثامن القرن من بدءا التق""دم إمكانية على شاهدا

ال""وعي بفع""ل ب""ل الممت""ازة، الفطري""ة والم""ؤهالت العنصري التمايز بفعل ليس والتفوقالمسؤول. والعمل

62

Page 63: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

أخ""رى وأمم ش""عوب ك""انت وعن""دها نهض""ته، قب""ل عنيف""ة جهالة يعاني الغرب كان لقد نهض""ة يب""ني أن تح""رري بنظ""ام أو ديكارتية بمنهجية عليه. واستطاع متفوقة عنه متقدمة

� نهض""ة أقص""ر ف""ترة خالل تحق""ق ان اليابان واستطاعت, خارق بشكل تسارعت وتفوق""ا� جعلها � مزاحما في أمامهم""ا الكامل""ة هزيمته""ا من الرغم على وأوربا، ذاتها ألمريكا خطيرا

الثانية. العالمية الحرب وبت""أثير تلق"ائي بفع"ل ب""ل خ"ارجي، ت""أثير أو بفع"ل تتحق"ق لم التاريخ في نهضة أي إن

فهم ه""و وال""وعي س""تمرار،اوال النج""اح على الق""ادرة هي الواعي""ة النهض""ة داخلي. ولكنأوفر. وبثقة أكثر بسرعة المسافات لتخطي اآلخرين تجارب

والناجح""ة، المتقدم""ة العالمي""ة التج""ارب وعي هي المعاص""رة إن نق""ول أخ""رى وم""رة في والمجدي""ة الفعالة المشاركة هي ثم المستقبلي، والبناء اإلبداع عملية في واستغاللها

العصر. بناء

63

Page 64: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

الثامن الفصل

الهوية عن البحث

االبداع تأصيل إلى الدعوة ـ أالمحض الجمال عن البحث ـ ب متميزة جمالية فلسفة ذو واحد فن ـ جالفن في الهوية ـ د

الحديث الفن تأصيل محاوالت ـ هـ

: اإلبداع تأصيل إلى -الدعوة أ تقالي""د من أص"وله يس"تمد فيه"ا كان طويلة بمرحلة العربية البالد في الحديث الفن مر� انتش""ر الذي األوربي الفن نح""و انفتحت ق""د العربي""ة الثقاف""ة وك""انت الع""الم، في واس""عا

في الجميل""ة الفن""ون وكلي""ات معاه""د أنش""ئت وعن""دما والنهض""ة، التقدمي""ة ب""دافع الغرب كذلك األوربية، األصول من مستقاة المتبعة البرامج وكانت المنهج كان العربية، العواصم

الفن إن ثم, الغربي""ة مكتسباتهم ومعهم عادوا أوربا، في الفن درسوا الذين الفنانين فإن وجمالي""ة تقالي""د عن تلف""انخم وجماليتة وتقاليده العربية، الثقافة عالم في جديد الحديث

العربي. الفن بين أو الف"نين بين ي"وائم أن البداي"ة في بمق"دوره يكن لم الع"ربي الفن"ان فإن لذلك و

لم ، الع""ربي الفن تأص""يل بض""رورة الخمسينات منذ نادينا وعندما الفنين، هذين مفهومي يق""وم أن قصدنا كان بل العربي، الفن ستنساخال الماضي إلى الكاملة العودة قصدنا يكن في ج"ذورها له"ا عربي"ة، أص"ول على المعاص"رة الثقاف"ة من"اخ خالل ومن الح"ديث الفن

في الع"ربي الفن"ان أم"ام خي"ار من ليس أنه نرى التاريخ. ونحن عبر العربي الفن مظاهر� نعتق""د كما العربي، الفن غير آخر فن إلى التوجه يرتب""ط ال أص""يل فن من ليس أن""ه أيض""ا

� ولهذا والفنية، والثقافية الفكرية العصر بظروف أن الفن""ان أمام خيار من ليس فإنه أيضا� يكون � أي فقط أصوليا � مقلدا � يكون أن أو القديم، للفن وناسخا � أي فق""ط، معاص""را مقل""دا

شروط ضمن التأصيل نحو شك وال يتجه العربي العالم. فالفن في الحديث الفن لتيارات. العصر

: التراث فلسفة توضيحب-

يتطلب الع""ربي اإلنس""ان بن""اء أن ص""حيح عاطفي""ة، دعوة الفن لتأصيل الدعوة تكن لم� � أيضا أم""ة، روح عن يعبر إنما اإلبداعية، النشاطات من كغيره عربية. والفن حضارية روحا الحض""ارة، ه""ذه في أس""اس والفن الحض""ارة، معطي""ات في تتجسد إنما الروح هذه وألنالفني. التراث على يعتمد أن البد العربية الثقافية الشخصية بناء فإن وإلى الف"ني، ال"تراث ه"ذا فلس"فة أبع"اد توض"يح إلى تس"عى دراس""ات من بد ال كان و

. يقتزو مجرد بأنه وصمته والتي به علقت التي الثابتة األفكار من وتنقيته تنظيره بالجمالي""ة دعون""اه مما العربي للفن الفلسفية الخلفية تلك إبراز إلى نتجه أن بد ال كما

نباتي""ة تش""كيالت على يقوم تجريدي فن هو حيث من العربي، الرقش نحلل وأن العربية،� ك""ان سواء التشبيهي التصوير بتحليل قمنا صوفية. كذلك رموز هي أو Illustration ترقين""ا في الفراغ وإمالء والتناسب المحاكاة لعدم الحقيقية األسباب وبيان Miniature نمنمة كان

64

Page 65: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

� مختل""ف روحي منظ""ور عن وتح""دثنا اللوح""ة، الفن في الهندس""ي المنظ""ور عن تمام""ااألوربي.

: المحض الجمال عن - البحث ج يجب الص""ورة أن مآل""ه خاص فني بمفهوم العربي الفن في التجريد إلى النزوع يرتيط

"، بذات""ه " الجم""ال المحض جمال نحو تتجه أن المحدد نحو وليس المطلق، نحو تتجه أن الجم""ال والض""رورة. أم""ا المادي""ة الحاج""ة تس""عفه جم""ال وهو األشياء، جمال نحو وليس

بأهمي""ة مرتب""ط نس""بي جم""ال ه""و وليس فني جمال هو المنفعة، عن مجرد فإنه المحض به""اء�، األكثر والطبيعة األكمل والثوب األجمل، الوجه يرسم كان األوربي فالفنان الشيء،

� يرسم أن يرفض وكان � وجها � أو مشوها عص""رنا في يفع""ل أص""بح كم""ا م""ا، قذارة أو أطالالالفن. جمال يكون أن قبل الشيء جمال كان فنه في الجمال أن ذلك الحديث،� ولكن""ه إس""المي، فك""ر وه""و الوحداني، بالفكر شك وال مرتبط العربي الفن فك""ر أيض""ا� يحدد فلسفي فهي األش""ياء أم""ا مطل""ق، ألن""ه واحد فالله الخالق، ومن األشياء من موقفا

الع"ربي الفن""ان وج"د ولق"د المطل""ق، الخ""الق ه"ذا إب""داع من آي""ة ذل"ك م""ع ولكنها نسبية ال""تي صورتها من وليس األشياء أساس من يقربه مطلقة صيغة نحو تجاهها أن والمسلم

وتصوره. خياله عن تصدر رمزية تكون أن يجب� هناك أن والبد عرض""ناها العربي""ة، الفنية النظرية بناء في تدخل أن يمكن أخرى أفكارا

. مؤلفاتنا من كثير في

: العربي الفن أصولد- األل""ف خالل العربي""ة والجزي""رة اليمن فن فق""ط ه""و ليس اإلس""الم، قب""ل العربي الفن

إلى الراف""دين من العربي""ة، البالد جمي""ع في ظه""ر ال""ذي الفن ه""و الميالد. ب""ل قبل األول اس""م عليه"ا يطل""ق ال""تي القديم""ة الحض""ارات أن ذل""ك الع""ربي، المغ""رب وح""تى سورية

الفن، مفه""وم ووحدة واألدب اللغة ذلك على يشهد عربية، حضارة هي السامية الحضارة�ا كان األول اإلسالمي والفن وهي اإلسالم، قبل العربية البالد في المنتشرة للفنون متدادا والس"ورية الرافدي"ة الفن"ون من مقوماته"ا أخ"ذت شرقية ولكنها وبيزنطية فارسية فنون

لها. السابقة الفن م""ع أواص""ره وح""دة من ال""رغم على العربي، غير اإلسالمي الفن فإن هذا على و

ك""ان الع""ربي الفن مفه""وم أن على محلي""ة، تراثية بتأثيرات يتميز فإنه العربي، اإلسالمي� � منتشرا القوة. وبنفس العربية واللغة اإلسالمي الفكر نتشارال تبعا

: الحديث الفن تقييمهـ- ك""ان ف""إذا التق""ييم، من الغ""رض ختالفاب مختلفة الحديث الفني اإلنتاج تقييم عملية إن

� به نعرvف وأن الفني العمل وتذوق قراءة نحسن أن هو غرضنا �، تعريف""ا الب""د ك""ان ص""حيحا الف""ني العم""ل ينتس""ب ال""تي والجمالي""ة الفنية لألصول معمقة دراسة على نقدنا نقيم أن

� الفني العمل كان إليها. فإذا � أو واقعيا �، أو سرياليا على تعتمد أن البد دراستنا فإن تجريديا الع""الم في للفن أصبح أنه نوضح أن ويجب, الغرب في ومدارسه وفلسفته الفن مفاهيم خالل من يفهم أن يمكن ال آرت األوب فن أو التجري""دي ف""الفن متعددة، جماليات الغربي

الغرب. في التقليدي الجمال علم أن الب""د ب""ذلك فإنن""ا الفني، العمل في األصالة تحديد هو التقييم من غرضنا كان إذا أما تق""ييم بض""رورة نن""ادي ل""ذلك,ندرس""ه ال""ذي بالفن الخاصة الجمالية األسس على نعتمد من""اخ في يعيش الفن ه""ذا أن ذل""ك الع""ربي، انتمائ""ه أس""اس على الع""ربي الف""ني اإلنتاج

مضى عربي. ولقد مستقبل خلق إلى وينزع العربية، المصيرية والقضايا العربية الحضارة الثق"افي س"تقاللاال عه"د وج"اء والف"ني، الفكري ستيراداال وعهد الثقافي االستعمار عهد

65

Page 66: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

بالتناقض""ات المليء الع""الم في يؤديه""ا أن البد حضارية رسالة له عربي إنسان بناء وعهد. والقلق والغموض

: متميزة جمالية فلسفة ذو واحد - فن و

مع""الم تحدي""د إلى نس""عى ال فنحن معاصر، فني أسلوب أسس نضع أن مهمتنا تكن لم مج""ال في ولكنن""ا بذات""ه، الف""ني العمل نمارس ونحن شأننا هذا يكون قد حديث، أسلوب� ك""انت جمالي""ة فلس""فة مع""الم إيض""اح إلى نسعى فإننا التنظير، فلس""فتنا من ج""زء دائم""ا� وكانت والعقائدية، الفكرية � دائما � أوضحنا ولقد العربية، الثقافة مفاهيم من مفهوما دائم""ا

الغربي""ة الجمالي""ة وإن األخ""رى، الجمالي""ات من أي عن مختلف""ة العربية الجمالية هذه أن أو التقلي""دي الع""ربي الفن وتق""ييم فهم في المقي""اس هي وليس""ت الوحي""دة هي ليس""ت

أو للجم""ال عل""وم الع""ربي. فثم""ة الجمال علم أو العربية الفنية الجمالية هي بل الحديث، الفن من لك""ل فلس""فة هن""اك الغ""ربي الفن فلس""فة ج""انب فإلى مختلفة، للفن فلسفات

أن نس""تطيع وال الع""ربي، والفن والراف""دي الق""ديم والمصري واألفريقي والصيني الهندي ه""ذه من فن بك""ل الخاص""ة الفلس""فة خالل من إال وح""ديثها، ق""ديمها الفن""ون، ه""ذه نفهم

� نط""ور نأ نس""تطيع ال الفن""ون. ك""ذلك الخلفي""ات وض""وح خالل من إال الفن""ون، من فن""ا�، الغربي الفن مسار كان فن. فإذا لكل الفلسفية � ك""ان تط""وره فألن منطقيا ض""من دائم""ا

الواقع عن واستبعادا المألوف عن خروج� التطور هذا تخلل ولو حتى مفهومه وحدة نطاق.

: عربية فنية نظرية نحوز-

� يتطلب المعاصر الفن تقييم أن قناعة إلى وصلنا لعلنا من العربي الفن لمفهوم تحديداالمعالم. واضحة نظرية خالل س""عينا م""ا إن العربي، الفكر تنظير مسألة من جزء هي العربي، الفن تنظير مسألة إن . الفن تنظير صور من كصورة العربية للجمالية مستقلة أسس وضع هو دراساتنا في إليه

ش""كلها، ويح""دد الفنية الممارسة يسبق بعضها العالم، في الفن تنظير في تجاهاتا وثمة وض""ع تعنى األولى التنظير عملية أن الفنية. وبرأينا التجربة ويفلسف يحلل اآلخر وبعضها

� تكون إيديولوجيا وف"رض اإلبداعي"ة، الحري"ة نتف"اءا يع"ني وه"ذا الفني"ة، للممارس"ة قانونا هي األج"دى وس""يلتها تك""ون ق"د أخرى أغراض تجاهاب وتوجيهه الفني العمل على إرغامية

� تأتي التي هي الثانية، التنظير الفن. وعملية غير � تحليال وتك""ون الفني""ة، للممارس""ة ونق""دا� لتح""دد التجرب""ة كانت إذا صحيحة � موقف""ا ض""من أو معين مجتم""ع في الحي""اة من أساس""يا

محددة. ثقافية شخصية حدود طرح""ه ال""ذي بالش""كل الفن مفهوم لعناصر ستقراءا هي التنظير عملية أن نرى ونحن مسار على الفني اإلبداع لمظاهر فكري تأويل وهي ، القديم منذ عرب وفنانون مفكرونالعربية. الحضارة

يطبق""ه قانون""ا وليس""ت إي""ديولوجيا ليس""ت العربي الفن فلسفة إن القول إلى ونخلص� الفنانون، �، أو طوعا تحديد في فنان، أي الفنان، تساعد التي الفكرية الخلفية هي بل كرها

الفلس""فة ه""ذه طرح إن التشرد. ثم من الفنية شخصيته حماية وفي الفني، إبداعه مسار المثقفين لجيل وبالنسبة عامة للمتذوق بالنسبة الفني الجمال معالم إليضاح الطريق هي

خاصة. بصورة الفنيين والمتناقص""ة المتض""اربة العالمي""ة الفني""ة تجاه""اتاال ضالل العربي الفنان استغرق لقد إلى الفن""ان إرش""اد من ب""د ال والع""دم. وك""ان الواق""ع متباع""دين، قط""بين بين ت""دور والتي

محاول""ة التأصيل إلى دعوتنا وكانت )التأصيل(، عبارة عليه أطلقنا ما وهذا الجاد، الطريق وك""ان القومي""ة، ومطامحه وحاجاته تراثه عن منبثق لفن المجتمع حاجة إلى الفنان لتنبيه

66

Page 67: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

لم متم""يزة، عربي""ة فني""ة جمالي""ة معالم إليضاح والتقصي البحث مسؤولية نتحمل أن البد. عنها النقاب كشفنا ولكننا نبتكرها،

: الفن في - الهوية ح� الفن""ان، رغب""ة تجلت التشكيلي، الفن مجال في � أم ك""ان مص""ورا عن البحث في نحات""ا قدم""ه م""ا ومحاكاة التراث مخلفات إلى العودة طريق عن الفن، في متميزة عربية هوية

ولكن التأصيل، مجال في وواعدة جادة خطوات هذه كانت لقد التحوير، بعض مع السلف� الص""يغ أعم""اق إلى الدخول عدم إلى ذلك ويعود, سطحية المحاوالت هذه كانت ما كثيرا كتش""افا من التمكن ع""دم وإلى السابق، في العربي الفنان قدمها التي واألشكال الفنية

تط""وير في التحوير أسباب يفسر أن يستطع فيها. فلم الجمالية والقيم وألغازها أسرارها في اإلب""داع أس""باب يفس""ر أن يس""تطع ولم الطبيعي""ة، أو الحيواني""ة أو اإلنسانية األشكال

أو هندس""ية عناص""ر إلى وتحويله""ا األش""كال تجري""د في أو الع""ربي، الخ""ط وتنميط تنميق البص""ري، المنظور قواعد الفنانون خرق لماذا يعرف أن يستطيع لم رمزية، نباتية عناصر

� ك""ان وه""ل الخ""رق، ه""ذا أسس هي وما � ثم""ة أن أم خرق""ا � منظ""ورا المنظ""ور عن مختلف""ا ح""اول لم""اذا يعرف لم أنه كما التشبيهي، فنه عليه بنى قد العربي كان الرياضي البصري

الدارس""ين بعض ق""دمها قد كان غريبة تفسيرات ثمة إن لوحته، في فراغ كل إمالء الفنان تح""وير أو تك""رار أو تقلي""د عملية في الوقوع إلى الفنان وجر المسألة غموض في زاد مما

العربي. الفن لصيغ مفتعل

67

Page 68: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

التاسع الفصل

المعمارية الحداثة

والتراث الحداثة بعد ماأ-, مثاال_العربية المعمارية الحداثة مشكلةب- اإلنسانو المعمارية الحداثةج- التراث غيابد- العربية العمارة هويةهـ-المعمارية والتقاليد الحديثة التقنياتو- المستقبل إلى الماضي من والوظيفة، العمارةز-

والتراث الحداثة بعد ماأ- الحداثة بعد ماذا يقلقنا. هو الذي المباشر السؤال فان الحداثة نهاية عن نتحدث عندما

؟ إن من""ه نستش""ف فإنن""ا ؟ الحداثة بعد ما كلمة ضمن معلقا زال ما السؤال هذا أن معو

� � ما موقفا كان ما كل عن القطيعة فيه تنتهي حيث إلى يتجاوزها سوف الحداثة عن منبثقاالحداثة. قبل ك"ان واإلنس"ان، والطبيع"ة والواقع الماضي على الحداثة ثورة قبل أن نتذكر أن يجبو ه""ذا والمكتب""ات، والقص""ور المت""احف أقبي""ة في ووض""ع علي""ه حج""ر ثق""افي مخ""زون ثمة

� نتذكر أن التراث. ويجب هو المخزون ق""رن طيلة الحداثة مارستها التي القطيعة أن أيضا إلى ال""دعوة أصحاب اتجاه أن نرى هنا التراث. من قطيعة كانت الغرب في يزيد أو كامل

� أك""ثر أص""بح الحداثة، بعد ما وج""دوا وعن""دها القطيع""ة تج""اوز عن تح""دثوا عن""دما وض""وحا إلنس"ان المشخص"ة وال"ذاكرة المكتوب"ة ال"ذاكرة بوص"فه التراث باتجاه سائرين أنفسهم

الحضارة. الق""ائم الق""ديم مفهوم""ه اختالف إلى التراث عن الحديث نتابع أن قبل نشير أن يجبو

وال""ذي ب""ذاتها، الحداث""ة عن تول""د ال""ذي المعاص""ر مفهومه ،عن المادي اإلرث معنى على بيئت"ه نط"اق في تاريخ"ه ع"بر اإلنسان منجزات جميع في الماثل الثقافي )المخزون يعني

األق""ل، وعلى الجدي""د، بمعن""اه ال""تراث يص""بح هكذا القومية(. البيئة نسميها التي الثقافية والال ش"يء والال والعبثي"ة العدمية مطبات من مسيرتها إلنقاذ واحد صف في الحداثة أملفن. بع""دها، ما إلى التطلع كان لما البائس، ومآلها الحداثة بمخاطر الوعي لوال أنه لنا يبدوو

� الكي"ان أي والق"ومي، الت"اريخي الكي"ان خالل من الثقافي"ة ال"ذات عن البحث إلى تطلع"االتراث. بكلمة نجمله والذي األمم، من ألمة الحضاري

� كانت إذا الحداثة أن على � تحديا مرحلة فهي والقومي، التاريخي الكيان عن وانحرافا� اليوم نراه مما الماضي، في مثيل لها كان ثورية مرحلة هي الكيان، هذا من نتحدث تراثا� عنه من والحداثة التراث يبدو الحضارة. وهكذا مسيرة من اقتطاع بأنه الشعور عن بعيدا

يتناولها التي والعناوين بالصورة الثنائية، المفارقة عن الحديث معهما يصح ال واحدة لحمةاليوم. كتاباتهم في النقاد

� كانت وقد تراث كلمة لكنو إلى األيديولوجية العودة وتعني األصولي، الفكر على حكرا بع""د نط""اق في عنه""ا الح""ديث ف""إن واألخالقية، االجتماعية والظواهر الممارسات بدايات

ال""ذاكرة إلى للع""ودة وليس الب""دائي، الماض""ي إلى للع""ودة األص""وليون يس""تغله الحداث""ة68

Page 69: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

على يص""رون ال""ذين الثقافي""ة، التأص""يلية ال""دعوة أصحاب ذلك إلى يسعى كما التاريخية،واألصالة. األصولية بين التمييز

كان وإذا الماضي، عن وليس المستقبل عن حديث هو الحداثة، بعد ما عن الحديث إن يتح""دد ال ال""ذي اإلنس""اني العط""اء مخ""زون ه""و التراث فإن التاريخ، أحداث وعاء الماضياآلخر. إلى األول من المستمر، بالزمن بل انقضى، الذي بالزمن

االنفتاح فسحة إلى التاريخية القطيعة مأزق من الخروج إذن الحداثة بعد بما المقصودو � التاريخ، على الكامل إن األص"وليون. ب"ل إلي"ه ي"دعو ال"ذي يديولوجيإال الجمود عن بعيدا

على نفس""ها تف""رض ال""تي يديولوجياتإال عن منزه طريق هو الحداثة بعد ما إلى الطريق في نش""أ ق""د الحداث""ة بع""د ما بمفهوم تراث كلمة فإن ولذلك محلها، لتحل الثقافية الذات. للحداثة المستقبلي التطور ألنه الحداثة، رحم

بالقول أو بولو، يقول كما والتراث الحداثة بتآخى القول إلى سيوصلنا هذا كالمنا لعل . التراث إلى العودة هو الحداثة مآل أن

م""ع ال""تراث فيها يتناوب أدوار، مجموعة من يتكون الحضاري التاريخ أن الحقيقةو � يبقى لكي وش""بابه، نض""ارته التراث إلى تعيد التي الحداثة ه""و ال""ذي الت""اريخ في متج""ددا وليس خاللها، من الحداثة أزمة لحل مشرعة األبواب نفتح وقطيعة. هكذا استمرار تناوب

خالل من أو التخريبي""ة معاولهم بفعل األصوليون، تكديسها يحاول التي أنقاضها خالل منالتاريخ. بنهاية القائلين

في الحداث""ة انهي""ار مرجع""ه الغرب، وأفول التاريخ، نهاية عن الحديث تفاقم أن شك ال وعلى التج""اوز على ق""امت ال""تي الحداث""ة هذه والسياسة، والفن الفكر نطاق في الغرب

يصير. ولكن يبقى ال الذي للوجود التاريخية البنى نفي عن تحدثا عندما ،" هيدغر"و ،" نيتشة"سهمأر وعلى الفالسفة المآل هذا أوضح لقدو

ة.يحقيق األكثر هو ليس الفكر هذا بأن اماعترافه مع األوربي، الفكر أسس المتالك العودة خالف وه""و للتطور، قابلة حداثة تصور رفض تعني: الحداثة بعد ما بان القول يفسر وهذا

للبنى الرجوع على يقوم جديد تأسيس نحو االتجاهوعليه. ووافقنا مؤخرا" بولو به جاء ما االبتع""اد ثمالنقاد. أكثر عليه اتفق ما وهذا التنوير، عصر عنها انقطع التي واألصول الثابتة

نظ""ام إلى الرض""وخ عنو الك""ارثي، الن""ووي الحدث المتفجر، التقني للحدث الرضوخ عنتقدما". بوصفه التاريخ إلى واللجوء المعلوماتية،

على ث""ورة األصول. إنه باتجاه انقالبية حركة هو بل نمطا" حداثويا"، الحداثة، بعد ليس عن""اه وم""ا الفلس"فة، نهاية حول نظريته في هشنيت عناه ما نفصالية. وهذااال الحداثة ثورة

)الحداثة(. أو الميتافيزيقا بتجاوز هيدغر خالل من وليس والبالغ""ة، الفن، خالل من الحقيقة عن للبحث تجربة الحاثة، بعد ما إن

بالوص""ول السليم للحس اعتراف هي الحقيقة، لتجربة الجمالية الصفة نإالميتافيزيقا. و بوص""فها وليس علي""ه، تح""ركن ال""ذي األف""ق بوص""فها والحقيق""ة، الجوهري""ة الدالل""ة إلى

موضوعا" نمتلكه. آن في تك""ون مرحلة هي الحداثة بعد ما هيدغر: إن والفارق" يقول "الهوية كتابه وفي

آخر. وضع الى واالنتقال معا" التجاوز

عن تح""دث ال""ذي"هيغ""ل" أو�لهم الفالس""فة، آراء من التش""اؤمية المع""اني نفهم هك""ذا , بالعدمي""ة عش""ر والتاسع عشر الثامن القرنين وصف الذي"نيتشه"و الفن، نهاية نظرية

الفيلسوفين. آراء بين ربط وبذلك الميتافيزيقيا بنهاية قال الذي"هيدغر"و

, مثاال_العربية المعمارية الحداثة مشكلةب-

69

Page 70: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

مج"ال في تمث"ل ثق"افي، نف"وذ رافقه اإلسالمي العالم على الغربي السياسي النفوذ العثم""اني. العص""ر من""ذ العربي""ة البالد إلى أورب""ا في المعماري""ة األساليب بانتقال العمارة الخاص""ة.و والعم""ائر المساكن إلى ذلك والقصور. وانتقل والثكنات العامة األبنية وبخاصة

في ب""اريس استرجعته الذي المحدث الكالسي الطراز إلى تعود عربية أبنية أن نرى هكذا في تنتش""ر ك""انت ب""اروكي ط""راز ذات أبني""ة ن""رى ثم عش""ر، والثامن عشر السابع القرنعشر. التاسع القرن خالل بوضوح العثمانية السلطنة أبنية بها وتأثرت أوربا أنحاء جميع األبيض البح""ر م""دن حيث أورب""ا جن""وبي في انتشر الذي الكولينيالي الطراز نرى ثم

امت""داد على العربي""ة البالد في انتش""رت ال""تي األبني""ة من كث""ير إلى وانتق""ل المتوس""ط،. الجنوبية المتوسط سواحل

الث""اني محمود السلطان وكان الغرب، على االنفتاح عنوان تحت الطراز هذا انتشر ه""ذا تفس""ير ونس""تطيع االنفت""اح، مش""جعي أك""بر من إس""ماعيل والخ""ديوي علي ومحم""د ال""تراث، م""ع القطيع""ة مب""دأ على بالدنا في قامت والتي المبكرة، الحداثة بدوافع االنفتاح

� ق""امت ال""تي الغ""رب حداث""ة تظهر أن قبل األس""لوب عن""وان تحت المب""دأ ه""ذا على أيض""ا إلين""ا وص""ل أورب""ا. ثم أنح""اء جمي""ع إلى وانتق""ل وألماني""ا فرنس""ا في أعلن الذي الحديث،

� ع""دا والحيادي""ة، التجري""د على يق""وم جديد بثوب الثانية، العالمية الحرب بعد متأخرا" جدااألصيلة. المالمح جميع عن انقطاعه عن لتزايد المجال في، المذهلة االقتصادية والطفرات االستقاللية الظروف أفسحت ولقد

مش""اريع أص""بحت ح""تى المنش""آت، وزيادة المدن توسيع وفي السكان عدد في شاقولي األسود الذهب عائدات في تمثلت التي الضخمة الدخول من نصيب أكبر تستغرق اإلعمار

.� أوال الحرك""ة وتس""ريع تكثيف إلى دفعت واالجتماعي، والسكاني االقتصادي التحول سرعة إن

ب""ه يس""د أن يس""تطيع م""ا أقص""ى هي الج""اهزة المس""توردة التص""اميم فك""انت العمرانية، العالمي""ة الح""رب تلت ال""تي الثالث""ة العق""ود خالل الم�لحة، مجتمعه حاجة الناشئ المعمار

. الثانية االستمداد بمتابعة المكبوتة، المستهلك رغبة تفجر المعمارية، التبعية هذه في ساعدو التخلي إلى به أودت التي لمخاطرها يفطن لم حديثة، عمارة مجال في الغرب ثقافة منوالمادية. الروحية وحاجاته وتقاليده هويته عن

اإلنسانو المعمارية الحداثةج- العم""ارة أدوات والخ""تراع وحدي""د، إسمنت من الجديدة اإلنشائية المواد البتكار كان

مب""ادئ غذتها التي المعمارية الثورة ظهور في , أثره الكهربائية الطاقة وظهور الضخمة، ح""د إلى أبع""د مم""ا شكلها، وفي وظائفها، وفي بنيتها في تغيرت وقد الغرب، في الحداثة

� اإلنسان حضور كبير �، وبناء� مصمما أص""بح فلق""د الحديث""ة، العم""ارة مج""ال عن ومس""تهلكا� اإلنسان � ضيفا وذوقه. وذراعه فكره محل حلت التي المستحدثات على كسوال

�و � اإلنسان خدمة على الحديثة والمواد اآللة تقوم أن عوضا �، روحا على قامت وجسدا� بوص""فها المدين""ة خدم""ة وعلى وتجارة، كرأسمال الصناعة خدمة الس""يارة لحرك""ة مج""اال

� بوص"فها ثم والض""خمة، السريعة النقل ووسائل غي""اب س""ببتوالتج""ارة. للمص""انع مق"را أوص""ل مم""ا، والعمارة الحديثة لمدنيةل جمالي وكمقياس وروحي، مادي كحضور اإلنسان المدين""ة، وعم""ران العمارة بين فاصل من يعد فلم الفراغ، في البناء إلى الحديثة العمارة

الص""ناعي المدين""ة وفضاء اإلنساني العمارة فضاء بين السيارة، وعالم اإلنسان عالم بين المدين""ة عم""ران من ج""زء�ا الحديث""ة العم""ارة أص""بحت .ل""ذا الحداثة نفايات بغبار الملوث� مس""كنه، كن""ف في وليس المدين""ة فض""اء في يعيش أن اإلنس""ان على وأص""بح ل""ه، خادما

70

Page 71: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

� غاب اإلنساني المقياس فإن وهكذا المقي""اس عن""ه ون""اب والعم""ران، العم""ارة عن نهائي""اومنظورها. المدينة فضاء في والتقابل والتناظر التناسب على يقوم الذي الرياضي

موادها وكانت العكس، وليس المدينة تكون التي هي والخاصة العامة العمارة كانت وحواش""يه المس""كن أفنية تمأل التي النباتية إطاراتها مع وحجر وخشب طين من الطبيعية

� المبنى من تجعل وحدائق بساتين من به""ذا إليه""ا يركن اإلنسان وكان الطبيعة، من جزءا وسيطرة والتقنيات الحداثة عصر في .و الطبيعة من أساسي جزء نفسه هو ألنه المعنى،� المبنى وجمال المدينة جمال أصبح اآللي الذراع دعا ما اإلنسان. وهذا سعادة عن معزوال من بدق""ة نحدد أن يجب الحداثة. ولكن بعد ما عمارة في اإلنسان إلى العودة إلى الغرب

� إنس""ان ب""ل ت""اريخ، أو مك""ان يح""ده ال ع""المي إنس""ان من ليس إذ اإلنسان، هو ألم""ة منتم في اإلنس""ان إلى الع""ودة عن الح""ديث فعن""د مح""ددة، وطبيعي""ة اجتماعي""ة وبيئة وحضارة حاجات""ه على للتع""رف اإلنس""ان ه""ذا هوية تحديد الضروري من يصبح المستقبلية العمارةومدينته. سكنه فيوالمادية، الروحية

التراث غيابد- العربي"ة العواص"م أكثر في المعماري، بالتراث المتمثلة الحضارية الذكريات زوال إن

م""ا إهم""ال إن مباشرة. بل التراث هذا مع التعايش فرصة الجديد الجيل أفقد واإلسالمية،� منه تبقى تل""بي لن عم""ارة في وأطالل أنق""اض تمث""ل من المعم""اريين نف""ور أورث مهلهال

� جديدة حاجات إال الح""ديث المعم""ار أم""ام يب""ق الماض""ي. ولم حاج""ات عن ومختلف""ة جدا المفه""وم وعن المعماري""ة، أواب""دنا عن المستش""رقون أص""درها ال""تي والكتب المت""احف ال""ذي للماض""ي إال تصلح ال األوابد هذه أن ولألسف عرف ومنها األوابد، هذه في الجمالي

الفك""ر خالل من المعماري""ة أص""الته يقيم أن الح""ديث المعم""ار أراد عن""دما وانق""رض. اإلس""الم، ش""عائر من ج""زء هي عم""ارة عن يتحدثون أصوليين أمام نفسه وجد اإلسالمي، المعماري""ة. للجمالية تؤسس وال السؤال تالمس ال شرعية أجوبة السائل على ويفرضون

بين التمي""يز خالل من الجمالية هذه أساس على التعرف إلى الحديث المعمار يفطن ولم التوحي""د على يق""وم اإلس""المي فالجمال والغرب، اإلسالمي الشرق في الجمال مفهومي

والجم""ال اإلنس""اني الكم""ال على يقوم فإنه الغربي الجمال أما المطلق، والكمال اإللهي. الرياضي األبولوني

� نفسه الحديث المعمار وجد لقد الصحيح االرتباط عن تحجبه التي الموانع بهذه محاطا� تنتشر التي الهجينة العمارة هذه عن مسؤول فهو ذلك ومع المعماري، بالتراث سرطانيا

ال""رغم على واألس""س الحل""ول بإيج""اد يشارك لم ألنه الحديثة، العربية المدينة جسم في مخططات بتقديم والسبعينات، الستينات زمن من عقدين خالل واكتفى لذلك كفاءته من

: أهم سؤال على اإلجابة يستطع ولم ؟ الوظيفة واحد: أين سؤال على إال تجيب ال صماء؟ الهوية أين

العربية العمارة هويةهـ- العم""ارة قوام في الهوية هذه تبدو هل العربية، العمارة هوية عن البحث عند نتساءل

خالل من أم وأعم"دة، وأدراج وشراش"يف وانحن"اءات وخطوط وفراغات سطوح بوصفها� نراه مما وواجهاتها جدرانها على الالصقة الزخارف .؟ غرناطة قصور في مثال

خالل من العربي"ة العم"ارة ف"رأوا الزخ"رفي، الظ"اهر نح"و المعماريين أكثر اتجه لقد الجميل""ة، والخط""وط واألق""اريز والمقرنص""ات والفسيفس""اء ب""الرقش المتمثلة الزخارف

� وكثيرة الزخرفي""ة العناص""ر ه""ذه بإض""افة األص""الة ادعت ال""تي الحديثة المنشآت هي جدا دع""ا فتحي، حس""ن الكبير المعمار أن .بيد الحديثة العمارة من مستوحى حديث بناء على ب"دء" بالعم"ارة وف"راغ، كت"ل هي حيث من الهوي"ة العمارة نحو االتجاه إلى الستينات منذ

71

Page 72: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

الداخلية، العمارة هو المعماري التصميم ليس .و والفقراء الفالحون ينشئها التي الريفية مدني""ة برجوازي""ة عمارة كانت سواء العمارة، إلنشاء وتتداخالن تتعاونان الفعاليتين ولكن

. ريفية كانت أو فكيف والطراز، باألساليب وعالقتها المعمارية الهوية بمفهوم يتعلق الثاني السؤالو

وباختالف والزمان، المكان باختالف مختلفة أشكال نطاق في وحدتها على الهوية تحافظ؟ والدينية واالجتماعية السياسية والمذاهب السلطة

روحية دالالت تحمل مجسدة لغة العمارة اعتبرنا إذا السؤال هذا على الجواب يسهلو اللغ""ة ش""أن ذل""ك في ش""أنها مختلف""ة، بأساليب اجتماعية إنسانية بوظيفة وتقوم ومادية،

. حضارية إنسانية بوظيفة وتقوم مماثلة دالالت تحمل التي على هويته"ا وتعكس والعقائ"د، والثقاف"ة اللغ"ة وح"دة خالل من األم"ة هوي"ة تتجلىو

بتطورها، وتتطور األمة، هوية باستمرار العمارة هوية تستمر .و والتراث والفنون العمارة. بتفككها وتتفكك بنهوضها وتنهض

فن ف"إن وبالمقاب""ل األم"ة، هوي""ة عن بحث ه"و العمارة، هوية عن البحث فإن لذلكو تتمث""ل ال األم""ة هوي""ة ذاك. وألن أو الفن ه""ذا أف""رزت التي اآلمة هوية عن يشف العمارة يب""دأ أن يجب العم""ارة ت""اريخ ق""راءة ف""إن الحض""ارة، بمعطي""ات تتمث""ل بل الدم، بفصائل ف""إن المع""نى وبه""ذا األم""ة، كي""ان من جزء وه العمارة بناء ألن األمة حضارة تاريخ بقراءة

معينة. أمة خلقتها معينة حضارة إلى العمارة هذه انتماء تعني العمارة هوية الحض""اري، تاريخن""ا وبين ثقافتنا بين حدثت األمد طويلة قطيعة أن االعتراف ويجب � أورثت � بالتراث جهال � وحققت له، ورفضا ال""تي والدخيل""ة الواف""دة الثقافات لتسرب فرصا عن""ا، غريب""ة عمارتن""ا أص""بحت وهك""ذا بجوهره""ا، وعبثت الحديث""ة، الثقاف""ة ش""كل غ""يرت

غيرت هجينة، بيئة في وأصبحنا األصلية، هويتها عن تجردت التي مدننا في غرباء وأصبحنا. وثقافتنا أذواقنا ومن عاداتنا من

� لنتساءلو ك"ان وإذا ح"ديث، ق"ديم لكل بد ال كان وإذا صيرورة التاريخ كان إذا ،�أخيرا� أكثر نعيش الذي العصر وأس""اليب الحديثة التقنيات وأصبحت العالم، ثقافات على انفتاحا� والعمارة الفن حض""اري انتم"اء تحقي""ق نس"تطيع كي""ف نتس"اءل الثقافة، عولمة من جزءا

؟ الحديثة العمارة في قومي� إن � عامال اإلنساني، المقياس هو خاصة، العمارة في والمعاصرة األصالة بين مشتركا الت""آخي ف""إن المقي""اس، ه""ذا على تحاف""ظ أن األصالة هي كما المعاصرة استطاعت فإذا

�. ويتجلى يص""بح بينهم""ا والقومي""ة الروحي""ة القيم تمث""ل في اإلنس""اني المقي""اس ممكن""ا التعددي""ة ف""إن وإال انتهاك""ا" للهوي""ة، ليست فالمعاصرة المعاصرة، العمارة في والمادية

تمث""ل واح""دة عم""ارة لتص""بح العالمي""ة، العمارة كيان من تنسحب اإلبداع، طابع هي التي� � إقليما �، دوليا أم""ا عالمي""ة، عم""ارة عن الح""ديث نس""تطيع المعمارية الهويات وبتعدد واحدا واح""دة عم""ارة على ،ويبقي العالمي""ة ينفي فإنه العالم، عمارات على محددة هوية فرض

�. مهيمنة عالميا

المعمارية والتقاليد الحديثة التقنياتو- تقني""ات ظه""ور العم""ارة، في ال""تراث عن االنفصال وفي الحداثة نشر في أسهم لقد

فتحي حس""ن دف""ع التراث. مم""ا عمارة في سائدة تكن لم وزخرفية إنشائية ومواد حديثة� والمواد التقنيات هذه على الحرب إلعالن ب""العودة ين""ادي .فهو التراثية العمارة عن دفاعا

� الطين آلي رعاية األكثر المادة ألنه ،و والرخيصة المتاحة المادة ،ألنه اإلسمنت عن عوضا اإلنس"ان. ولق"د لص"حة حماي"ة وأك"ثر اإلس"منت، من نقال" للح"رارة أق"ل ،فهي لإلنس"ان

الطيني""ة منش""آته وفي ، آرائ""ه على للبره""ان الطين فوائد في تجاربه فتحي حسن مارس بي""وتهم أق""اموا ال""ذين الفالحين، عم""ارة في الطين فوائ""د فيه""ا أثبت"القرنة" مدينة في

72

Page 73: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

� واآلجر باللبن العامة ومنشآتهم س""وى أي""ديهم بين يكن لم ،و العص""ر أدوات كل عن بعيدا والقب""اب األقواس أقاموا لقد بل والقبة، والقوس الشاقول ويحدثون يقيسون به الخيط، ك""ان إذا لكنالقص. و من تقلي""دي بمالط البن""اء أل""واح خش""بية. ووص""لوا ق""والب دونم""ا

� العصرية والتقنيات واألدوات والحديد اإلسمنت تحاشي ،فهل الريف بيوت بناء في ممكنا المنش""آت أن الص""فوة. الح""ق وعم""ارات المدينة بيوت في التحاشي هذا متابعة نستطيع

� ك""انت بل الريف، خارج أكثرها كان"فتحي حسن" ونفذها صممها التي للص""فوة، قص""ورا عملي""ات يق""ود كان أنه بسيط، لسبب ومعاصرة أصيلة عمارة يقدم أن ذلك مع واستطاع

� يس"يران الفالحين من عام"ل معلم م"ع بنفسه البناء التص"ميم متابع"ة في جنب إلى جنب"ا ال""تراث ه""و البس""يط المعلم وك""ان األكاديمي""ة، وثقافت""ه بعلمه العصر هو فكان واإلنشاء، الم""واد وبتآص""ر والتقاليد، التقنيات بتعاون للقول يقودنا مما وعفويته. وببساطته بتقاليده

حاجات""ه، لتلبي""ة العص""ر تقني""ات من ب""د ال فحيث األص""يلة، الحديثة العمارة في والطبيعة وال معاص""رة فال اإلنس""اني المقياس نفتقد حيثما اإلطار. ولكن هي والهوية التقاليد كانت. أصالة

المستقبل إلى الماضي من والوظيفة، العمارةز- ت"ؤثر لم المعماري"ة الوح"دة هذه فإن اإلسالمية، العربية العمارة وحدة من الرغم على

المس""اجد، كعم""ارة الواح""دة، الوظيفة في وحتى الوظائف، باختالف األساليب تنوع على التن""وع وع""بر المتب""دل، السياس""ي الت""اريخ ع""بر العم""ارة ه""ذه في تنوعا" تجلى ثمة فإن

المغ""رب في عنه""ا مص""ر في المس""اجد عمارة اختلفت والديموغرافي. وهكذا الجغرافي مسجد في الطولونية فالعمارة العهود، تبدل حسب المصرية العمارة تنوعت بل العربي،

في تن"وعت كم"ا الح"اكم، مس"جد في الفاطمي"ة العم"ارة عن تختل"ف طول"ون ين أحم"د في الموحدي""ة العمارة عن تختلف القيروان جامع في األغلبية فالعمارة العربي، المغرب

واحدة، وظيفة ذات كانت عمارة واضحا" في التنوع هذا مراكش. ويبدو في الكتبية جامعالوظائف؟ تنوع مع األمر كان فكيف

أن علي""ه وكان المعماري، تصميمه في مرجعا" له الوظيفة مسألة المعمار جعل لقد � يضع � برنامجا ك""انت )المس""جد( أو تعبدي""ة وظيف""ة أك""انت س""واء الوظيف""ة، يخدم معماريا

أو )المش""فى لالستش""فاء ك""انت والمق""ام( أو )القب""ة مدفنية كانت )المدرسة( أو تعليمية بالط""ا" س""لطانيا" ك""انت أو والخ""ان(، ) الوكال""ة واإلقام""ة للتج""ارة ك""انت المارستان( أو

والرباط(. القلعة حصنا" )مثل )القصر( أو كان اإلنسانية، مقاييسها وفي شروطها في تختلف التي المتعددة الوظائف هذه أمام

المقياس. وهذا الشروط هذه لتحقيق المعمارية الحلول عن يبحث أن المعمار على س""ليقة ك""انت وال""تي التراثية، المعمارية الشروط ينس لم المعمار أن نذكر أن ويجب

عن بمع"زل العربي العالم كان فلقد تهجين، أو انحراف يشوبها ال المعماري، تصميمه في المعم""ار وج""دان في تك""ون وق""د اإلس""المي، المعم""اري الفك""ر إن بل الدخيلة، المؤثرات

أث""ره وبقي كله""ا، األندلس عمارة في المؤثر هو كان اإلسالمي، الفتح بعد خارقة بسرعة ظ""ل في ق""رنين اس""تمر ال""ذي الم""دجن األس""لوب فكان منها، النزوح بعد مستمرا" حتى

عم""ارة على اإلس""المية المعماري""ة الجمالي""ة تأثير قوة على هامة عالمة اإلسباني، الحكمالكنائس. عمارة في حتى إسبانيا

حرص""ا" أش""د ك""ان المعماري، تصميمه برنامج وضعه عند المعمار إن قوله، نريد وما البحث على حرص"ه في كامل""ة خدم"ة الوظيفة تخدم التي المعمارية الخطوط وضع على. ذكرنا كما سليقة لديه أصبحت ألنها الجمالية، الشروط عن

ه"ذه ولتحقي"ق الماض"ي، الق"رن نهاي"ة منذ الحضارة تطور مع الوظائف تطورت لقد من ب""د ال ك""ان والثكن""ات(، المص""انع، المعاه""د، القط""ار، )محط""ات الجدي""دة الوظ""ائف

73

Page 74: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

العالق""ات توس""ع م""ع ظه""رت ال""تي الوظ""ائف ه""ذه مناس""بة. ولكن معماري""ة تص""ميمات محم"ود الس"لطان مث"ل الس"الطين، ش"جعها وال"تي الع"الم، دول مع والثقافية السياسية

غالب""ا" ط""ابع معها حملت قد كانت القاهرة، في علي محمد والوالي استانبول في الثاني المعم""اري الفكر من سلوبهأ يستمد المنشآت هذه بعض كان العالم. وعندما في العمارة

اس"تانبول. ك"ان في باش"ا ش"وكت ومحط"ة بدمش"ق، الحجاز محطة بناء مثل اإلسالمي، من ذلك وكان التراثية، المعمار بروعة ودارندا نسريما األوروبي، المعمار تأثر بسبب ذلك

من ال""رغم على األص""يلة، العمارة احترام في للشرق الغرب علمها التي األولى الدروسالصعبة. السياسية الظروف

أو راغب"ة الغ"رب على وانفتحت العثماني"ة، الدول"ة عن العربي"ة ال"دول اس"تقلت وإذا بتوسع وتوسعت تقدمت جديدة وظائف على محمولة المعمارية الحداثة تسربت مكرهة،

والمخترعات. العلم ال""دوائر مث""ل المس""تحدثة، العام""ة الوظ""ائف ذات المنش""آت في الحداث""ة تجلت لقد

والثقافي""ة، الديني""ة المنش""آت في ظه""رت كم""ا والقصور، والمتاحف والفنادق الحكومية، في يظه""ر لم الح""ديث المعم""ار أن االع""تراف ويجب والجامع""ات. والمدارس والمساجد

من نفس""ه يعلم التقلي""دي المعم""ار ك""ان فلقد العمارة، كليات افتتاح بعد إال العربية البالد تق""دمت وق""د ولكن المعم""ار، المعلم بإشراف العمارة ورشات في العمل ممارسة خالل

الوظ""ائف وتف""اقمت ومحمول""ة حامل""ة ص""لبة كم""ادة اإلس""منت ودخ""ل اإلنش""اء، وس""ائل إنش"ائيا" ومعماري""ا"، األكاديمي""ة الدراس""ة وأص"بحت العم"ارة ش""روط تغ"يرت الجدي""دة،

في نف""ذت ال""تي األصيلة النماذج من الرغم على الحديث. المعمار لتأهيل الزمة ضرورة مب""ادئ تفيأت قد كانت لها عد ال منشآت فإن التراث، على محافظةال ودون الحداثة، عهد

� لتخ""دم المعماري""ة، والتقالي""د العمرانية البيئة معالم جميع مخترقة الحداثة، الوظيف""ة أوال فك""رة وم""ع الحديثة، االجتماعية التقاليد مع يتماشى مستحدث معماري بأسلوب الجديدة

ه""ذه على وشرفاتها نوافذها المفتوحة والبيوت والحدائق الشوارع ةنمدي السيارة، مدينةالشوارع.

غريبة أصبحت بل أنشئت، أجلها من التي الوظائف تخدم لم الجديدة، المنشآت هذه الغ"رب أن الح""ظ، حس"ن من ولكن العم"ارة، تقالي""د عن وغريبة اإلنساني، المقياس عن

أعلن ولحاجات""ه، اإلنساني للمقياس والمتنكرة الهوية فاقدة العمارات هذه لنا صدvر الذي االس""تعمالية والوظيف""ة الجمالية الوظيفة تخدم ال لعمارة استنكاره عاما" عن ستين منذ

الحداثة. بعد ما ومناديا" بعهد المعمارية رافضا" الحداثة لم أن""ه من ش""ديد لنق""د تعرض الجذور، إلى يعود أن أراد الذي المعمار هذا إن والواقع

فك""ان الحداث""ة، بع""د م""ا لعم""ارة واألخالقية االجتماعية الشروط وعن الوظيفة عن يبحث ع""بر ت""راكمت ال""تي الطرز من نسغها تستقى أن يمكن معمارية بتعددية ينادي أنه جوابه للحداث""ة، المس""تنكر الن""داء ه""ذا الع""ربي المعم""ار س""مع الغربي""ة. ولق""د الحض""ارة ت""اريخ

الجمالي""ة، الهجان""ة مش""كلة لح""ل مفت""وح طري""ق أمام نفسه فوجد الجذور، عن والباحث وق""د ولكن""ه إليها، بالعودة نادى أو جماليته، إلى فعاد المعماري، الوظيفي العبث ومشكلة من يتمكن لم والمت"احف، الفن"ادق مث"ل حديث"ة، منشآت في الجديدة الوظائف استوعب

في البحث عن الجدي""دة للعم""ارة الوظائفي""ة التعقي""دات اس""تغرقته فلق""د بالهوية، ربطها. لديه سليقة تعد لم التي المعمارية والخصوصية الهوية

الوظ""ائف ه""ذه لرب""ط العربي""ة، البالد في المعم""ار هاجس الحديثة الوظائف تبدو هكذا الحديثة. وال االستعمالية الوظيفة تحقق كما الحضارية الوظيفة تحقق أصالة أكثر بعمارة

ناجح""ة أص""يلة نم""اذج ق""دم ال""ذي المعم""ار من دروسه استقاء من العربي، المعمار يمنع االجتماعي""ة الحياة تقدم وتعقيدا" مع حداثة أكثر وظائف ننتظر معقدة. ولسوف لوظائف

74

Page 75: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

تراثي""ة عم""ارة لنحق""ق والعلمي الص""ادق الجه""د من المزي""د إلى ،وسنحتاج واالقتصاديةالمستحدثة. الوظائف لهذه مناسبة

75

Page 76: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

المراجع:

- دمش""ق- الثقاف""ة جدي""د علمي لنظ""ام الح""وار- مقترح""ات إلى التحدي روما:- من نادي

1980

- الكويت229 المعرفة لماع – بالثقافة اإلنسان ينفرد لماذا

في ص""در1993العالمي" النظام وضع وإعادة الحضارات " صدام هانتنغتون صموئيل7

األمريكية( الخارجية )الشؤون مجلة

1980 بيروت سعيد- االستشراق, المعركة, السلطة, اإلنشاء إدوارد

المعرفة- الكويت عالم – والعالم زايلي- الغرب كافن

1998 باريس األخير- برون واإلنسان التاريخ : نهاية فوكوياما فرنسيس

- الكويت238 المعرفة والرفاهية- عالم الديمقراطية على باالعتداء العولمة فخ

الثقاف""ة- وزارة – س""معان ت. عيس""ى الحداث""ة ف""ارلين: حرك""ة و.ج. م""اك م. برادي""ري

1990 دمشق

115 المعرفة- الكويت عالم – العربي الفكر تحديث طريق على زيادة: معالم معن

المعرف"ة- الع"ربي-ع"الم الش"رق في والسياس"ة الفك"ر األنص"اري: تح"والت ابرج محمد

الكويت

1938 مصر- القاهرة في الثقافة حسين: مستقبل طه

1969 بيروت الطليعة الديني- دار الفكر العظم: نقد جالل صادق

1998 دمشق الثقافة -وزارة1ج الجهيم ت-صباح الحداثة تورين: نقد أالن

2002 القومي-بيروت اإلنماء السياسية- مركز الحداثة صفدي: نقد مطاع

–العربي- دمش""ق الكاتب دار –الفن في الحداثة بعد ما إلى الحداثة البهنسي- من عفيف

1997 القاهرة

2004 للنشر- دمشق الشرق والعمارة- دار الفن في األصالة البهنسي- خطاب عفيف

.1982 / 2ط القاهرة – المعارف دار – علي محمد الرافعي: عصر الرحمن عبد

القاهرة1980 أكتوبر فصول مجلة – الحداثة عصفور: تعارضات جابر

1993 الكويت – المعرفة العرب. عالم عند والنقدية األدبية عياد: المذاهب شكري

1998- 232 الكويت – المعرفة عالم – المحدبة حمودة: المرايا العزيز عبد

.2004 دمشق – للنشر الشرق دار – الفني النص وقراءات الجمال علم: ع. البهنسي

الكويت.110 – المعرفة عالم – العربي الفكر تحديث طريق على زيادة: معالم معن

– النه""ار دار عزق""ول ك""ريم ترجم""ة – النهض""ة عص""ر في الع""ربي حوراني: الفك""ر ألبرت

.1968 بيروت

76

Page 77: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

الكويت.– 113 المعرفة عالم – الحديث العربي التربوي علي: الفكر اسماعيل سعيد

المص""رية ال""دار– 53 الع""رب عل""وم سلس""لة – الطهطاوي النجار: رفاعة فوزي حسين

والترجمة. للتأليف

.1849 - القاهرة باريز تخليص في اإلبريز الطهطاوي: تخليص رفاعة

الكويت.– 187 المعرفة عالم – اإلسالمي العربي تراثنا الطويل: في توفيق

الحديث. اإلسالمي الشرق في الثقافية ومركز اإلصالحية الشيال: الحركات الدين محيي

1958 القاهرة – والشام - مصر2ج

.1971 بيروت – اللبناني الكتاب مصر- دار في الثقافة حسين: مستقبل طه

.1927 العصرية المطبعة – القاهرة – والغد موسى: اليوم سالمة

العربي. المغرب في التعريب الصيادي: مصيرة المنجي محمد

.1979 سبتمبر9 العربي المستقبل مجلة

Nord – Sud. Du Defi au dialogue

Benedit. R: Patterns of Culture (London) 1987

Carrithers. M.: why Human have Culture 1992

Woolf. E: Europe and The People without history 1982.

Bahnassi. A.: what we gave to the west. Damascus 1987

Hunke. Z: Le Soleil d' Allah brille sur l'Occident. Paris 1980

Fukuyama F: The End of History- 1989

Peter Martin: Die Globalisier ungsfolle – 1996

M. Jimenez - Qu' est –ce que l èsthetique- Gallimard – Paris 1997

T.W. Adorno: Thèorie esthetique. Paris 1997

G.W.F. Hegel: Esthetique Paris 1944

M. Heidegger: Chemins qui ne mènent nulle part. Paris Gallimard 1962

J.F. Lyotard: La Condition post moderne Paris 1979Bernard Lewis: The Middle East and West – London 1961.H.A.R Gebb. Whither Islam- London 1932.

77

Page 78: الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة - عفيف البهنسي

فهرس

2.............................................................بين العالمية والعولمة17..........................................................الصراع وجدلية العولمة

30.....................................................لغة الثقافة وحوار الذاتيات36.....................................................................حوار الحداثات

42..........................................................بين الحداثة والمعاصرة48.........................................................................بعد الحداثة

56........................................................الحداثة العربية والعالمية61.................................................................البحث عن الهوية66.................................................................الحداثة المعمارية

75............................................................................المراجع:77..............................................................................فهرس

78