السادس الفصلالمطلقاألنا الترانسندنتالى والروح

مقدمـــة

� أوًال:

تةيشف عند لألنا هيجل نقد

والمباشرة - التوسط1

والعالم المطلق - األنا2

التجريبى والوعى المطلق - األنا3

هيجل عند المذهب بداية هى - ما4

� ثانيا:

وأصوله الهوسرلى الترانسندنتالى األناتيةيشالف

� ثالثا:

عن كبــديل هيجــل عنــد الــروح مفهــومالترانسندنتالى األنا

� رابعا:

ــة ــد الترانســندنتالية الذاتي هوســرل عنالذوات بين متبادلة ذاتية باعتبارها

خام�: سا

ــاة والحيــاة هيجــل عنــد األخالقيــة الحيهوسرل عند ةالمعاش

خاتمـــة

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

: مقدمـــة عنــد الترانســندنتالية الذاتيــة أو الترانســندنتالى األنا نظرية

الــوعى نظريــة بعــد مذهبــه من األساســى الجــزء هى هوسرل-رجع إذ الخالص، إلى اإلنســانية المعرفــة مبــادئ كــل هوســرل ي

الواضح الكانطى الطابع إلى الترانسدنتالى. وباإلضافة األنا هذا من االســم نفس اســتعارة حــد إلى تصــل والــتى النظرية لهذه

األنـا، فى تهيشـف بفلسـفة وثيـق ارتبـاط ذات فالنظريـة كانط،ــه هوسرل بين يجمع الذى العام اإلطار يجعل ما وهذا هــو وفخت

تكــرار أن ننســى أن يجب ال الوقت نفس وفى الذاتية، المثالية فلســفته من يجعــل هوســرل عنــد الترانســندنتالى األنــا ظهــورT T مذهبا T. وتكـرار كانطيا مــا هـو تهيشـوف لكانــط هوســرل جديــدا نشــأت هيجــل فلســفة ألن الهيجلى، النقــد معــاول تحت يضعه

T باعتبارها نقــد على تحتــوى فهى وبــذلك ته،يشــوف لكانــط نقــدالهوسرل. ضمنى

فلســـفة فى الواضـــح تىيشـــالف الطـــابع البـــاحثون أدركــذ هوســرل ــر. ففى وقت من ــاب مبك ــانى للفيلســوف كت األلم إحيــاء هى هوســرل فلسفة أن يذكر1908 سنة ماير هاينرتش

ســنة كــان ذلــك أن ته. والمالحــظيشف عند الخالص األنا لفكرة إذن . مــاير1913 ســنة “ األفكار ” كتاب ظهور قبل أى1908 هــذا فى اكتشــف إذ ،1901 ســنة “ منطقيــة أبحــاث ” يقصــد أن والحقيقة ته،يشوف هوسرل بين الوثيقة الصلة المبكر العمل

األفكار. أمــا كتاب مع متانة أكثر وتصبح تتأكد سوف الصلة هذه نفس فيالحــظ األمريكان هوسرل تالمذة أحد وهو فاربر مارفن

وضع فى هوسرل نظرية شرح على يأتى وعندما ماير، مالحظة الفكــرة هــذه مقارنــة إلى الهامش فى القارئ يحيل لذاتها األنا

لم . لكن1794 “ المعرفة علم ” كتابه فى تهيشف لدى بمثيلتها أو التشــابه هــذا على المترتبــة النتــائج تتبــع فى فــاربر يســتمرT كان ألنه وفخته هوسرل بين التطابق أصح بمعنى بنظرية مهتما

T المثالى لمذهبه يعير يكن ولم المنطق فى هوسرل T. شأنا كبــيرا تهيشــف أن وهى خطــيرة، نتيجــة التطابق هذا على يترتب ما إن األنــا فكــرة فى وســبقه هوســرل فلســفة مبــدأ إلى توصــل قد

-136-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

بما باالستعانة بل فينومينولوجى، منهج استخدام ودون الخالص نفســه العقلى الحــدس هذا . لكنالعقلى الحدس فخته أسماه

كـل ومــا الفينومينولوجيــا، بهــا تقــوم الـتى الفكريــة العملية هو لتمكين وســائل إال وقواعــده الفينومينولــوجى المنهج خطــوات

هوســرل العقلى. ويعــترف الحــدس هــذا ممارســة من المــرء وحـــدس ،للماهيـــات حـــدس هى الفينومينولوجيـــا أن نفســـه

هــذا هوســرل ويربــط الخالص، األنا حدس إلى ينتهى الماهياتــه، والكوجيتو بديكارت الخالص لألنا الحدس مرتبــط أنــه إال لدي

به القيام نحاول ما هو وهذا بديكارت، ارتباطه من أكثر تهيشبفيلى. فيما

T : تهيشف عند لألنا هيجل - نقد أوال فى نشــر أن منــذ بــه معــترف كفيلسوف حياته هيجل بدأ كانــط فلســفات فيهمــا نقــد مقــالين الفلســفى النقــد مجلــة

الفــرق ” المقــالين فى وراينهولد. والســائد تهيشوف وجاكوبى نقــد هــو “ والمعرفــة الإيمان ” و “ وشلنج تهيشف مذهبى بين

وجه كذلك تفصيالته، بكل تهيشف مذهب فيهما تناول إذ فخته،T ثــالث مقــال فى والسياســة الأخالق فى تهيشــف لمــذهب نقدا

بعنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان التــوازى مــدى رأينــا أن “. وبعــد الطــبيعى الحــق ” نظريــاتــاق ــا فكــرة فى تهيشــوف هوســرل بين واالنطب ــق، الأن المطل

توجيــه كيفية وبيان تهيشف عند للأنا هيجل نقد تتبع الآن نحاوللهوسرل. هيجلى نقد

: والمباشرة - التوسط1 تهيشــف عنــد ذاتهــا مع الأنا هوية مبدأ أن إلى هيجل يذهب

يصــلح ال لكن صــحيح ذاته حد فى وهو عقلى، حدسى مبدأ هو تفــترض ذاتهــا مــع الأنــا فلســفى. فمســاواة لمــذهب كبدايــة

الــذات والأخــرى العارفة الذات أحدهما طرفين، بين التركيب مصــادرة هــو االفتراض هذا المعرفة. لكن عملية فى المتأملة

حــدوث كيفيــة إثبــات إلى حاجة فى لأننا ذلك المطلوب، علىT التركيب هذا يضــع إذن البدايــة. هيجــل منذ به التسليم ال أصال

-137-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

المتأملـــة والـــذات العارفـــة الـــذات بين االنفصـــال حقيقـــة بالوحــدة بالتسليم يبدأ أن ال المذهب يحلها أن يجب كإشكالية

يتطلب المــذهب أساس فى التأمل إنهيجل: ” بينهما. يقولــع ــات، رف ــذهب لكن المتناقض ــه الم ــذهب نفس ــه( ال )م فخت

ــا. إن ــتركيب يرفعه ــذى المطلــق ال ليس المــذهب يحققــه الــا تســاوى أن ” يجب “ الأنا إن بل لذاتها، الأنا مساواة فى الأن

لكن الترانســندنتالية للنظرة مؤسس المذهب. فالمطلق هذا“Appearance الظــاهر منطلــق من للنظــرة ال تأســيس . إن(1)

ــذهب ــ ــة فى م ــ ــندنتالية المثالي ــ ــة إال يتطلب ال الترانس ــ البداي المؤسســـة وهى الحقيقـــة كـــل هى الأنـــا بـــأن بالتســـليم

T البدايــة فى يتطلب ذلك لكن للموضوعية، بالمثاليــة، اقتناعــا بالظاهر. يتمسك الذى العادى للوعى متوافر غير االقتناع وهذاT يتطلب إذن الأمر الــوعى أمــام الترانســندنتالى الأنا لمبدأ تبريرا

التنــاقض ومن الظــاهر من ينطلــق أن يجب التــبرير وهــذا العــادى،ــالوعى يصل كى والموضوع والذات والوجود الفكر بين العــادى بــدأ إدراك إلى ــذه مبـ ــة. وهـ ــة هى الهويـ ــا مهمـ الفينومينولوجيـ

ــة، ــا وهى الهيجليـ ــا فينومينولوجيـ ــتوى فى تعمـــل لأنهـ مســـه يبدأ ال هوسرل أن من الرغم . وعلىPhenomena الظاهرات مذهب

بالإبوخية، إليه ويصل مطلق كمبدأ الترانسندنتالى الأنا بوضع ينســحب هنــا ومن كلهــا، نظريتــه انطالق نقطــة يظل أنه إال

ته.يشلف هيجل نقد عليه

بالبداهــة يتمتــع ال تهيشــف عنــد األنــا أن عن هيجل ويكشف األشــياء، يحــدس أو يحس ال األنــا فهذا يدعيها، التى والمباشرة

ــل هــذا يعرفــه مــا إال يعــرف وال وحدســه إحساســه يحــدس بT هوســرل عند الخالص والوعى الحدس، باألشــياء يحس ال أيضــا

ماهيـات من يدركـه مـا أو عنهـا، أفكـاره يحـدس بـل مباشـرة، هيجــل فقــط. ويســتمر المعرفية حالته يدرك حولها. إنه عقلية

ــه: ” تهيشــف نقــد فى ــد األول اليقين إنبقول ــه والوحي هــو لدي

1 (1) Hegel: The Difference Between Fichte's and Schelling's System of Philosophy, Op. Cit., P. 117.

-138-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

ــارغ، خــالص نشــاط ــاك ليس وحــر، خــالص فعــل وف شــئ هن األنــا بــأن وإحســاس خالص، وحدس خالصة معرفة إال بالتحديدــة معرفة هو مفهوم غير هو األنا. وما تساوى ــراغ بين العالق الف

الكامـل. فالخـاص واليقين جهة من للمعرفة المطلق والالتعينــا(1)“ البعض مــا بعضهم عن غرباء والعام تهيشــف عنــد . فاألن

ومضطر بذاته كاف غير أول ويقين وأولى وحيدة حقيقة باعتباره ليس فــالمطلق ذاتــه، غــير آخر شئ إلى ينتقل ألن تهيشف لدىT الحقيقة فى T بل مطلقا النقص فهــذا ” لضــده. ولــذلك مفتقرا شــئ إلى االنتقــال بضــرورة االعــتراف إلى يؤدى المطلق المبدأ فى المطلـق عجـزه الحس. وبسـبب عـالم اسـتنباط مبـدأ يشـكل آخر

حمــل مــيزة لديــه = األنــا( فــإن )األنــا تمامــاT الفــارغ ومبدئهــرورة ــ ــ ــرة الض ــ ــ ــق المباش ــ ــ ــذاتى للتحق ــ ــ ــه فى ال ــ ــ داخل

Tأن علـيه محكوم المبدأ ألن هيجل، من سخرية . وهذه(2)“ باطنيا أن حين فى كلهــا المــذهب مراحــل طــوال الذاتى تحققه إمكان يثبت

مبــدأ فى المتضــمنة األساســية المســلمة هو هذا الذاتى تحققه فكــرة هيجــل ينتقــد للعالم. كــذلك األنا وضع ومبدأ األنا هوية

عــدم عن نــاتج الــذاتى التحقــق فهــذا المطلق، لألنا الذاتى التحققT، ليس فهو وبالتالى بذاته، األنا اكتفاء حســب الجوهر ألن جوهراــه المكتفى هو هيجل يتبناه الذى سبينوزا تعريف والمحقــق بذات

نفســه عن يخــرج ألن مضــطر فختــه عند المطلق لذاته. األنا الهويــة مبدأ حسب الخارج هذا أن حين فى ذاته، خارج يتحقق وألن

ــاقض، فخته عند الالأنا أو فالخارج األنا. ولذلك صنع من هو متنــو فيه، يتحقق أن األنا على يجب الذى الغريب الوسط فهو فى وه

األنا تضعه والذى لألنا المقابل الطرف هو الذى العالم الوقت نفس هوـسرل موقف نفس هو التناقض . وهذا(3)ضدها باعتباره إزائها

T كونه بين يتأرجح فهو للوعى، الطبيعى الموقف من يجب زائفــاT ذاتــه الوعى قصدية نتاج كونه وبين باإلبوخية، عزله وتأسيســا

الترانسندنتالى. األنا قبل من الموضوعى للعالم

1 (1) Ibid: P. 156 - 157.2 (2) Ibid.3 (3) Fichte: Science of Knowledge, Op. Cit., P. 251.

-139-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

المــاهوى الحــدس مثــل مثله تهيشف عند العقلى والحدسT باعتبــاره المطلــق بالأنــا مباشــر وعى هو هوسرل عند نشـاطا

Activity(1)يظــل الحــدس . وهذا T T مختلفــا حــدس كــل عن تمامــا لهــذا تحــدث الــتى الصــدمة من يظهــر الــذى الخبرة لمضمونــة. عنها ينتج والتى بالالأنا المطلق الأنا صدمة النشاط، المعرف

ــه تقــوم مــا نفس هــو العقلى الحــدس هــذا أن الواضــح من بT، المطلــق الأنــا تــدرك عنــدما هوســرل فينومينولوجيــا أو أيضــا

T هنــاك لكن.(2)الخالص الوعى الحــدس بينهمــا. فبينمــا اختالفــاــد العقلى ــو تهيشــف عن ــا مباشــر إدراك ه ــق، للأن ــإن المطل ف

T ليست الهوسرلية الفينومينولوجيا T إدراكا عملية هى بل مباشرا إلى الوصــول هــدفها لكن والرفع، والرد واالختزال التجريد من

المطلــق، الأنــا وجود فى يعتقد المطلق. كالهما الأنا هذا نفس تهيشــف حالــة فى مباشرة إليه، الوصول طريقة فى واالختالف

أن المالحظ هوسرل. لكن حالة فى الفينومينولوجيا بتوسط أوــا ــوعى إعــداد مجــرد هــدفها هوســرل فينومينولوجي ــل ال لتقب

إذا إنــه يقــول فهوسرل الخالص، والوعى المطلق الأنا وإدراك من تتمكن فســوف الفينومينولــوجى والإبوخيــة بالتجريد قمتــا إدراك ــالص الأن T الخ ــا ــان إدراك T. االثن ــرا ــة فى مباش الحقيق

ــدان ــان فى يعتق ــر الإدراك إمك ــا المباش ــق، للأن ــا المطل ومــا T إال الفينومينولوجي ــدادا T إع ــيزا ــذا وتجه ــر. الإدراك له المباشــا T ليســت إذن الهوســرلية الفينومينولوجي ــه يتم وســيطا هــذا ب

الفيلســوف. أمــا عقــل تشحذ أداة مجرد بل المباشر، الإدراكT فيأخذ هيجل T موقفا T، مختلفا كــل ليس لديه الخالص فالأنا تماماT. المطلــق بكونه يتصف وال شئ ،Geist روح هيجــل عنــد مطلقا مثلما وذاتية فردية ال وتاريخية، جماعية بأنها تتصف الروح هذه الذاتيــة أن إلى هيجــل توصــل وهوســرل. لقــد فختــه عنــد نجد

T ومتطورة متبادلة ذاتية تكون أن يجب المطلقة وتصــل تاريخيا ســياق فى ال التاريخيــة، العمليــة ســياق فى بــذاتها الوعى إلى

الخالص. التأمل

1 (4) Ibid: P. 21..194 ص المقاومة، فيلسوف حنفى: فيشته أ.د. حسن(?)2

-140-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

“ المنطــق علم ” من الــذاتى المنطــق كتاب مقدمة وفى على إليــه النظــر يمكن تنــاول وهــو الأنا، مفهوم يتناول لهيجل

ــول عن الخاص هيجل لتصور وتوضيح تهيشلف نقد أنه ــا. يق الأن المتصــلة الخالصــة الأصــلية الوحــدة هــذه ... هــو الأنا ” هيجل كــل من تجردها طريق عن لكن مباشرة، هذا يحدث وال بذاتها،

المحــدودة غــير الذاتيــة المســاواة حريــة وفى ومحتــوى، تعينT إذن الأنا مفهوم . ليس(1)“ T مفهوما T مباشرا وغــير بذاتــه واضحا

T ليس متوسط، نتيجــة وتوســط، تجريــد نتيجــة هــو بل أول يقينا إلى العــودة حركــة ونتيجــة ومحتــوى مضــمون كــل من التجرد بــه يتم الــذى الوســيط هى الحركــة الذات. وهــذه إلى الوراء،ــتمر مفهــــــوم إدراك ــ ــ ــل الأنــــــا. ويس ــ ــ ويقــــــول: هيجــا ــالى ” إنه ــا( بالت ــة )الأن “Universality كلي ــالمعنى(2) ــذى ب ال

ــده ــل يقص ــة، من هيج ــا أى الكلي T باعتباره ــيئا T ش ــطا ال متوس،T جميـــع فى وحاضـــر قبلى الـــوقت نفس فى لكنـــه مباشـــرا

هــذه بفضــل ذاتهــا مــع هى وحــدة ” البدايــة، منــذ موضــوعاتهT، باعتبارها تظهر والتى السالبة، الخاصية ــالى والتى تجريدا بالت

ــا مع الأنا . وحدة(3)“ تعين كل على تحتوى ــدة هى إذن ذاته وح يقابلهــا الســالبة الوحــدة وهذه تجريد، عملية نتيجة لأنها سالبة

الآخـــــر مـــــع الأنـــــا وحـــــدة عينيـــــة، أخـــــرى وحـــــدة ســالبة وحدة ذاتها مع الأنا وحدة بأن هيجل لقول النحن. إن أو

وهوســرل. فــالأخيران تهيشــف مع للمقارنة بالنسبة هامة داللة هيجــل أمــا الأنا، وحدة إلى الموصل بالسلب فلسفتيهما يبدآن

طريقــة غــير الأنــا وحــدة إلى للوصــول أخــرى طريقــة فلديــه فى الجدليــــــــــة الحركــــــــــة إنهــــــــــا الســــــــــلب،

ــا ــحيح ” الفينومينولوجي ــذه أن “. ص ــة ه ــوى الحرك على تحتــلب ــه إال الس ــلب أن Determinate متعين س negationــلب . الس بهــا يقــوم الــتى الســلب عمليــة يقابــل إذن هيجل عند المتعين

1 (1) Hegel: Science of Logic. translated by W. H. Johnston and L. G.

Struthers (George Allen and Unwin: London and New York 1961),

Volume Two, P. 217 - 218.2 (2) Ibid: P. 218.3 (3) Ibid.

-141-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

.ذاتها مع الأنا وحدة إلى للوصول وهوسرل تهيشف

: والعالم المطلق - األنا2 الــذى هــو الخــالص الــوعى أن إلى هوســرل ذهب ومثلمــا

تهيشف يقوم الكون، أو الطبيعة كلية أو ككل العالم تصور يدرك بطريقــة تضــع الذات ” المعرفة علم فى يقول إذ مشابه، بشئ

مطلقـة كليـة نـوع، أى من شـرط أو أسـاس أى وبدون مطلقةAbsolute للواقعى totality of the realباعتبــاره T الQuantum كمــا

ــاوزه يمكن ــأى تج ــر، كم ب ــذا آخ ــد وه ــى الح Maximum األقص

العــالم تصــور هــو . هــذا(1)“ نفســها فى الذات تضعه المطلقT باعتباره T كال T وباعتباره مطلقا والــذى كــذلك، األكــبر والكم كما

ــير باعتباره العالم يحده، آخر عالم أو آخر شئ بعده ليس غ رفضــه فى كانــط يخالف كانط. كالهما فلسفة فى مشروط أن فى يخالفــه وكالهما مشروطيته، وال وكليته العالم لتصورات

لملكــة مشــروع ال توسيع عن وناجم مشروع غير التصور هذاT العقل. كالهما طريق عن الفهم الالمشـروعة الوظيفة يلحق أيضا باعتبارهــا لكن المطلــق األنــا أو الخــالص بالوعى الخالص للعقلT. كالهمــا مشروعة وظيفة مبــادئ كانــط قصــر يــرفض تماماإنشائية. وظيفة بها ويلحق فقط تنظيمية وظيفة على العقل

ــه المطلق الأنا أن إلى لفخته نقده من هيجل ويتوصل لديT ليس T. فتجريد بل مباشرا عليه يترتب العالم من الأنا متوسطا

تهيشف لنظرية نقدى وصف هو لهيجل السابق النص إن مطلق تعين بأنها تهيشف عند الأنا هيجل يصف وعندما الأنا، فى أو الأنــا مفهــوم نقــد فى يستمر فإنه المطلق السلب عن ناتج

الطــبيعى الحــق لنظريــات الفلســفى الأساس باعتباره الذات لهـذه الفلسـفى المنطق والليبرالية. ويسير االجتماعى والعقد

لأن مطلــق كيــان هكــذا: الأنــا هيجل نظر وجهة من النظريات فى المنطــق هــذا وينقلب مطلــق، بســلب يتم إليهــا التوصــل

عليــه بالســيطرة أى العــالم، بســلب الــذات توكيــد إلى الواقعــول إلى المنطق هذا يؤدى كذلك الذات، لرغبات وإخضاعه القT باعتبارهــا للأنــا المطلقــة بالحريــة T، حقــا هــذه وتنقلب طبيعيــا

متطرفـة فردية نزعة إلى الحقيقى العالم فى المطلقة الحريةT بالفوضى، وتنتهى الثــورة فى حــدث كمــا الإرهــاب إلى وأحيانا

الفرنسية.1 (1) Fichte: Science of Knowledge, P. 132.

-142-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

T العــالم تجريــد أمــام نكــون أن ذلــك عن وينتج الأنــا، من أيضــا الموجــه والعــالم. والســؤال خاويين: الأنــا مجردين مفهومين

يمارســها الــتى التجريــد عمليــة نفس ســياق فى هوسرل إلى الأنــا من نستنبطه سوف الذى العالم هو: هل تهيشف ويكررها نفســه هو بالعالم، التجريبية والخبرة الموضوعية أى الخالص،

ال؟ أم البداية فى الإبوخية عليه ومارسنا اختزلناه الذى العالمــه ســيطرأ الذى الوحيد والتغير العالم، نفس هو أنه الشك علي

T سيكون أنه هو T عالما المطلــق الأنــا نظــر وجهــة من موصــوفاT باعتبـــاره T فعال T للـــوعى، إراديـــا فختـــه طريقـــة على ووضـــعاT الخــبرة. وبالتــالى مقــوالت على بنــاء للموضــوعية وتأسيســا

ــه يبدو فهو الخالص، الأنا ال هوسرل يشغل ما هو فالعالم وكأن من يخصصــه لمــا المطلق والأنا الخالص الوعى بمسألة مهتم

يهمــه: يصــفه مــا هو العالم لكن مؤلفاته، فى كبيرة مساحات وذلـــك القوســـين، من يخرجـــه ثم البدايـــة فى قوســـين بين

فى الأوســط الحد هو إذن المطلق المطلق. الأنا الأنا بتوسط الكــبرى؛ القضــية أو المقدمــة وليس هوســرل فينومينولوجيــا

هــو بــل فختــه طريقــة على أساســية قضــية أو أول مبدأ ليس نتيجة هذه أداة. وتعد أو وسيلة بل غاية ليس وسيط، أو وسط

ونظرتــه بــالمنهج الزائــد هوســرل اهتمام على مترتبة طبيعية على ميثودولوجيـــا. فإصـــراره أنهـــا على للفينومينولوجيـــا

يكشــف الــذى الإصرار هذا للفلسفة، دقيق منهج إلى التوصلــه أداة، أنه على المنهج هذا إلى ونظرته علمية، نزعة عن جعل

ــا يســتخدم ــذى الخــالص الأن ــه توصــل ال ــاره إلي أو أداة باعتبوسيلة.

تهيشــف لــدى هيجــل ينقــدها الــتى الذاتيــة المثالية والنزعة ال فاألنــا عنــه، اإلنعزال فى ورغبة العالم من خوف على تنطوى ذاتهــا، على انكفائهــا وفى اإلنعــزال هــذا فى إال بحريتهــا تشــعر

ــررة ــذلك مك ــف ب ــرواقى الموق ــذى ال ــه ال ــل حلل ” فى هيج تهيشــف عنــد األنــا أن إلى هيجــل “. يذهب الروح فينومينولوجيا

T إال ليست كــذلك. أنهــا على إال ذاتهــا إلى تنظــر وال للعالم، سلبا إليــه تنظــر الذى الرواقية موقف هو للعالم النافى الموقف هذا

-143-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

ــذلك وهو العالم، عن واستقالل بحرية يمدها أنه على موقــف كــالم. سلب فى إال حريته يتصور ان يستطيع ال الذى هوسرل الع

هيجـــــــــــــــــــــــــــــــــل: يقـــــــــــــــــــــــــــــــــول لعــالم ســلب أنهــا على نفســها إلى تنظــر أن األنــا على يجب”

عــالم إلى تنظــر أن بالتالى حرة( ويجب أنها تشعر )كى الحســق شــئ أنه على أى يسلب، أن يجب شئ أنه على الحس مطل.(1)“ السوء

: التجريبى والوعى المطلق - األنا3ــق الأنا أن فى وهوسرل تهيشف يعتقد التى والحرية المطل

تحرر لأن ذلك هيجل، حسب زائفة حرية إال ليست اكتسبها قد فلأن داخلى، تحــرر مجــرد والإبوخيــة التجريــد عن النــاتج الأنــا

for consciousness فقط للوعى هى والقيود والتحديدات التعينات

T ليست أنها لو كما T قيــودا وتحبس الخــارج فى حقيقيــة وحــدودا .(2)للأنــا تحــرر هــو منهــا التحــرر فــإن حقيقى، ســجن فى الأنا

هى هوســرل أو تهيشــف عنــد ســواء الذاتية المثالية لدى الحرية نفس ويكرر وواهم زائف الحرية من النوع وهذا الذاتى، الوعى حرية

الإنســان كــان إذا مــا يهم ال أنــه إلى يــذهب الــذى الرواقى الموقفT T كان طالما ال أم بالأصفاد مكبال وفكره. ويشير عقله فى حرا

ــل ــا أن إلى هيج ــة يمكن م ــة المثالي ــوهم من الذاتي ــيطرتها ت س من الأنا تدركه ما لأن فكرية. ذلك حيلة هو العالم على الفكرية

ــات ــات واقعيـ ــبح واحساسـ ــل تصـ ــفة بفضـ ــف فلسـ تهيشـ يجعلهــا مــا وهــذا الأنــا، لــوعى تمثالت هوسرل وفينومينولوجيا

وليس العــالم، وتحــدد تعين الــتى هى أنهــا وفى حريتها فى تعتقدT هذا T تفعــل لم فهى هيجــل، لــدى صحيحا مــا نقلت أن إال شــيئا

عنهــا مســتقلة هنــاك قائمة واقعية حقيقة أنه على تدركه كانتT لهــا، تمثــل إلى هــو مــا كــل أن إلى هوســرل يــذهب كمــا تمامــا

فيمكن وبالتــالى للــوعى، الخالصة الخبرة تيار فى يمر موجود الخــبرة تيــار على الســيطرة طريق عن موجود هو فيما التحكم

ــت وهذه وتعقله؛ بفهمه العالم امتالك للوعى، الخالصة إال ليس

1 (1) Hegel: Faith and Knowledge, Op. Cit., P. 175.2 (2) Ibid: P. 163.

-144-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

كرســيه على يجلس الــذى الأكاديمى الفيلسوف العاجز، أمنيةالكرسى. هذا فوق من العالم يفيد أن يمكن أنه ويتصور

هيجل يضع المتزايدة وهوسرل فخته تجريدات مقابل وفى الــوعى كــل هويــة إنالتاليــة: ” المهمــة الفلســفة عــاتق على

ــبى ــوعى مــع التجري ــة، هى الخــالص ال فى والفلســفة المعرفــا ــة. يجب علم هى الهويـــة لهـــذه معرفتهـ توضـــح أن المعرفـ الوعى مع هوية فى تنوعه كل فى التجريبى الوعى أن الفلسفةT لكن ،(1)“ الخــالص اســتنباط كيفيــة ببيــان ذلــك إثبــات من بــدال

الــــــــــــــــــــــــــــــذات من الموضــــــــــــــــــــــــــــــوع على هيجـل يـذهب وهوسـرل، فختـه طريقـة على األنا من العالم أو

والعــالم. الوعى بين التفاعل عمليات بين من تولد األنا أن إلى العكس الخـالص للــوعى بوضــع تهيشف بدء هيجل يرفض السبب ولهذا

بنفس يقــوم هوسرل أن والمالحظ مباشر، عقلى حدس طريق عن الــذات تنكشــف اإلبوخيــة من ينتهى أن بمجــرد ألنــه ذلــك الشــئ، فاإلبوخيــة مباشــرة، بصــورة للــوعى المطلق األنا أو الخالصة

فى تقــف الــتى التوســطات وكــل توســط كــل على القضــاء هدفــه الـتى الفكـرة نفس هيجـل باألنـا. وينقـد المباشـر الحـدس طريق الحصــول هــدفها المباشــرة هذه إن بقوله تهيشف لدى تظهر ال اليقين أن حين فى المـذهب، مبـدأ باعتبارهـا الأنـا حـول يقين على

هــذا هو الخالص الذاتى الوعى إنهيجل: ” بتوسط. يقول إال يتحقق يتم بداية باعتباره المباشر( لأنه الحدس من )المتحصل اليقينــاT باعتبــاره وضــعه الــوعى مــع مباشــر تضــاد فى خالصــاT وعي

ــكال مع تتعامل أن إلى حاجة فى الفلسفة . لكن(2)“ التجريبى الأش نفســها تخلص أن ال صــحة، أكثرهــا ومع المعرفة من القائمة

هــذا أن إلى هيجــل وفــارغ. ويــذهب مجرد مبدأ إلى لتتحول ذلك كل من الحس يجعــل ســوف التجريــبى والــوعى الخــالص الــوعى بين التضــاد

يأخــذ ذاتــه، التجريــبى الوعى حقيقته فى هو الذى العادى، المشترك

1 (1) Ibid: P. 122.2 (2) Hegel: “On the Essence of Philosophical Criticism Generally,

and its Relationship to the Present State of Philosophy in Particular” in Giovanni and Harris: Between Kant and Hegel, Op. Cit., P. 281.

-145-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

ــة ــالحه، فى نقط ــاد أن إذ ص ــدل التض ــتراف على ي ــمنى اع ض فى ” الخــالص، الوعى عن وانفصاله التجريبى الوعى باستقالل

التجـاوز التجريــبى( إلى )الـوعى يقــوده أن يريــد المرء أن حين“Self-transcendence الذاتى الــوعى قبــل من الــذاتى التجــاوز . هذا(1)

هــدف هــو العقــل نظــر وجهــة المتضــمن الذاتى الوعى نحو التجريبىــبى الوعى هذا تساعد إذ هيجل، فينومينولوجيا اكتشــاف على التجري

العقل. طريق إلى له وتشير حقيقته وال نسبيته

؟ هيجل عند المذهب بداية هى - ما4 منـذ هيجـل شـغلت الـتى المشكلة هى المذهب بداية كانت

ــاص مذهب وتأسيس وشلنج تهيشف مذهبى انتقاد فى فكر أن خــا نقاشه خالل من مذهبه بداية فكرة و-لدت (. وقد1800) به للأن

ســياق وشــلنج. ففى تهيشــف فلســفتى مبــدأ باعتبــاره المطلــق فكــرة هيجــل لــدى ظهــرت للمذهب كبداية المطلق للأنا رفضه

يطورها سوف التى الوجود مقولة وهى مختلفة جديدة بداية عن مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذهب ” فى المنطـق علم ” فى الكامـل شـكلها ستتخذ ثم البداية، فى “ يينا

للأنـا نقـده من للمذهب كبداية الوجود إلى هيجل توصل “. كيفT فيمــا تناولــه ســنحاول مــا هو هذا ؟ المطلق لمــا يلى. واســتباقا

الأصــح البدايــة هى كــانت الوجــود مقولة إن نقول تفصيله سيتم وضــعها وقــد هيجــل نظــر وجهة من الفلسفى للمذهب والأكمل

أن حيث وشلنج. ومن تهيشف عند المطلق الأنا من أفضل كبديل الطريــق فإن كذلك هوسرل عن المذهب بداية هو المطلق الأنا

لكــل هيجلى بديل هو الوجود بمقولة المذهب بداية نحو الهيجلى لهذا ضمنى نقد على ذلك إلى بالإضافة ويحتوى هوسرل مذهب

المذهب.

ــترض ــل يعـ ــف على هيجـ ــفته تهيشـ ــية ” فى وفلسـ القضـT: ” ذاتها، مع الأنا هوية وهى للمذهب، كمبدأ “ الأساسية ...قائال

كــان إذا الفلســفة، مبــدأ أو الأساســية بالقضــية يســمى مــا إن،Tمتهافت فهو حقيقيا Tمبدأ. ولـذلك مجرد كونه بسبب وذلك أيضا

1 (3) Ibid.

-146-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

هـذا ويتمثـل ” كلـه المـذهب ينهـدم وهنـا “ هدمـه السهل فمن كلى، مجــرد لكونــه معيب وهــو عيبــه؛ إلى الإشــارة فى الهــدم كلى أو مبــدأ فى تتمثــل أن يمكن ال الحقيقــة. (1)“ بدايــة مجرد

ــع ــ ــة، فى يوض ــ ــل البداي ــ ــد أن يجب ب ــ ــق فى تتجس ــ نس ليســت عضــوية. الحقيقــة نتيجــة المبدأ هذا فيه يكون مذهب أو

المباشر باعتبارها البداية فى توضع أن يمكن وال المباشر فى وهوســرل. يعتقــد تهيشــف عنــد المطلق األنا أو الهوية مبدأ مثل

ولــذلك إثباتهــا المــراد النتيجــة هــو الذاتى الوعى أو األنا أن فى هيجل التــدليل يتم الـتى الغايــة البدايــة، فى ال النهاية فى تأتى أن يجب بدايتــه ال نتيجتــه وتكــون الفلســفى النســق مراحــل طوال عليها

T يقــدم هيجــل أن وهوســرل هيجــل بين المباشــرة. الفــرق تــدليالT T وتحليال T المطلق، لألنا فينومينولوجيا T وتبريرا ــا T تاريخي ــا وثقافيــة ــة فى هوســرل يســلم حين فى الترانســندنتالية، للذاتي بدايــه حين فى المبدأ بهذا الفينومينولوجية تحليالته المــراد هــو أن

إثباته.

من جزئياT ” تنشأ إنها بالأنا المذهب بداية عن هيجل يقول الحقيقة يتبع أن يجب المبدأ هذا يلى ما كل إن القائلة الفكرة شــيئاT الأولى الحقيقــة تكــون لأن الحاجــة من وجزئيــاT الأولى،

،Tذلك، من والأكثر معروفا Tهوســرل(2) “ مباشــر يقين ذا شــيئا . T T باعتباره الخالص الوعى نحو يسعى أيضا T وعيــا بالأنــا، خالصــا

” إنــه بالأنــا المباشــر الــوعى هــذا عن القــول فى هيجــل ويستمرT نفســـه عن يكشـــف وثانيـــاT مباشـــراT، شـــيئاT باعتبـــاره أوالــرى فكرة أى من علواT أكثر معنى فى معروفاT شيئاT باعتباره أخ عيــنى، شــئ عــام بوجه لكنه بنفسه، بسيط يقين ... الأنا

مــا إلى معقد بعالم كما بالذات وعى عينية، الأشياء أكثر هو أو أن فيجب الفلســفة وأســاس بدايــة الأنــا يكــون نهاية. وكى ال

ــه من الأنا به يتطهر مطلق بفعل العينى العنصر هذا ينمى ذات لم المجرد الأنا هذا مجرد. لكن أنه على بنفسه لوعيه ويقوم

والــذى لوعينــا، المعــروف العــادى الأنــا هو وال مباشراT، الآن يعد

1 (1) Hegel: Phenomenology of Spirit, P. 13, Sec. 24.2 (2) Hegel: Science of Logic, Op. Cit., Volume One, P. 87.

-147-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

ــع وبالتساوى مباشرة به يرتبط أن العلم على كان ــع، م الجمي نقطة وهمياT( إلى )رفعاT زائفاT تمجيداT سيكون الفعل هذا فمثل

ــة ــ ــة، المعرفـ ــ ــيز اختفى حيث الخالصـ ــ ــذاتى بين التميـ ــ الـــه مباشرة، مطلوب الرفع هذا أن حيث والموضوعى. لكن فإن

مشــروعاT مطلبــاT لــذاتها العينى الأنا تثبت فلكى ذاتية، مسلمة المباشر الوعى من حركتها ذاتها على وتؤسس تثبت أن يجب

فى هيـجل به يقوم ما هو وهذا ،(1)“ الخالصة المعرفة وحتى من الأنــا لحركــة رصــد هى الــتى “ الــروح ” فينومينولوجيــا

ــا المعرفــة إلى المباشــرة المعرفــة المطلقــة. فينومينولوجي والتجريــبى المباشــر من الأنــا انطالق لكيفيــة دراســة إذن هيجــل

ــرد ــنى الكلى إلى المج ــق، العي ــة أن حين فى والمطل ــه طريق فختــرل ــدأ وهوس ــر تب ــود بتقري ــا وج ــائز الأن ــة على الح المعرف

يتنــاول ال هوســرل أن المذهب. كمــا انطالق نقطة من المطلقة أرقى شكل نحو له الوعى تجاوز كيفية ليبين الطبيعى الموقف

T ليعزله بل المعرفة من T تماما ــو مباشرة بقفزة قائما نح العــادى الــوعى تجــاوز ضرورة يثبت ال إنه الخالصة، المعرفة بالفعــل حــدث قــد التجــاوز هذا أن يوضح وال الطبيعى، للموقف

سقراط. وتكون قبل ما فالسفة يد على الفلسفة تاريخ فى تقبل عدم العادى للوعى المطلقة المعرفة تبرير عدم نتيجة

المــذهب أن من الــرغم على الخــالص الأنــا لفكــرة العــادى الوعى هذا ولــذلكهيجــل: ” فــرد. يقــول كل فى موجود الأنا هذا أن يدعى

النــاس لكــل جيــداT معــروف بشــئ الفلســفة بدء فرصة فإن هــذا فإن العكس على تضيع. إذ منهم واحد كل ذات فى وموجود

يقــدمها )كمــا المجــردة الجوهريــة طبيعتــه فى الخــالص الأنا فى يجــده ال شــئ العــادى، للــوعى معــروف غــير المذهب( شئ

إقنـــاع يستطيع ال الذى الإبوخية نتيجة هى وهذه ،(2)“ نفسهT ويلغيــه زيــف من فيه لما موقفه ببطالن العادى الوعى تمامــاT للمذهب. مطلقة بداية الخالص الأنا واضعا

ذاتى شئ أنه على األنا إلى نظرت قد الذاتية المثالية وألن

1 (1) Ibid: P. 88 - 89.2 (2) Ibid.

-148-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

التعــارض هــذا تجاوز تستطع فلم الموضوع وبين بينه وعارضتT، وجعلته األنا أفرغت ألنها عليه التغلب أو أصــبح وبــذلك مجــردا

T. عندما الممتلئ العينى الموضوع وبين بينه التعارض قــام حتمياــف هذا ظل الطيبعى، الموقف وتجاوز باإلبوخية هوسرل الموق،T وظــل األقــواس، بين موجود أنه إال مستبعد أنه صحيح موجودا

T عليــه المتحفــظ اآلخر باعتباره الوعى مواجهة فى حــتى مؤقتــاT ظل ذلك، بعد الوعى معه يتعامل الفلسفى الالوعى فى مكبوتا شــبيه إذن الهوســرلى المــذهب. اإلبوخيــة بنــاء عمليــة طــوالالالوعى. فى بالمكبوت يحتفظ يظل الذى الفرويدى باإلعالء

T مطلقة كبداية األنا وضع يكن لم إذا للمــذهب، كمبدأ صالحا الفلســفة يهم مــا ” إن هيجــل يقول ؟ الصحيحة البداية هى فما

T موجود هو ما ليس العنصر حضور بل داخلياT، أو ذاته فى مكتمال إذن الهــام . الشــئ(1)“ الفكــر فى بــه يظهر الذى وتعينه الداخلى

هى إذن الوجــود ذاتها. مقولــة الوجود مسألة بل األنا وجود ليس نحكم ألننــا األنــا، فكرة داخلها فى تضم والتى واألشمل األعم للمــذهب بدايــة األنــا كــانت إذا مــا يهم بالوجود. فال األنا على

T باعتبارها T، وعيا يدركــه ومــا الوعى هذا مضمون هو المهم خالصا كــانت الوجــود. وإذا وهــو متوسط وغير وبسيط مباشر نحو على

ال العيــنى هــذا فــإن العينى، من هيجل عند للمذهب الصحيحة البداية فالمقصــود الملمــوس، أو المحســوس باعتبــاره يفهم أن يجب

T يكون أن هنا بالعينى T يكــون وان المجرد، للخالص مضادا مباشــرا،T الوجود. مقولة صفات هى وهذه وبسيطا

يســميها فرعيــة مقولــة هــو الوجــود لمقولــة تعين أول إنBeing للــذات الوجــود هيجــل for selfالوجــودهيجــل: ” . يقــول تحتــوى الــتى الوحــدة أى “ لــذاتها البســيطة الوحــدة هو للذات الوجــود إنهــا ” اإلبوخيــة، بعــد الهوســرلى األنا وهى فقط، ذاتها

للتعــالى الذاتيــة العالقــة واحــداT، تعينــاT هنــا ونجــد للواحــد،Transcendence“ ألن ذلــك لهوســرل، بالنسبة صحيح وهذا ،(2)

1 (1) Hegel: The Encyclopedia of Philosophical Science, Op. Cit., Section 5.

2 (2) Hegel: Science of Logic, Volume One, P. 176.

-149-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

الــذى التعين فقــط، واحــد تعين على إال يحتــوى ال الخالص األنا باعتبارهــا األنــا تحديــد فى يتمثــل والــذى ذاتها على األنا تفرضه شئ كل عن االستقالل وهذا آخر، شئ أى عن ومستقلة واحدة

T باعتباره بوجودها عالقتها هو وتعينها التعالى، هو T. وجودا ــا متعالي مقامــة مباشــرة لكنهــا ” مباشــر، وجود هو للذات الوجود وهذا ،(1)“ تعينــه أنــه على وضــعه تم الــذى الســلب ذلك أساس على

اإلبوخيــة، أو للســلب نتيجــة الهوسرلى لألنا المباشر فالطابع األنــا هــذا ظهــور على عمــل الذى الوسيط هو اإلبوخية يكون وبذلك

T يتضمن األمر أن وبما المباشر، ليس الخــالص األنــا فــإن وســيطا،T فى واألول. والمالحــظ المباشــر هــو بذلك السلب ويكون مباشرا

تعين أنــه على وضــعه تم قد السلب إن قوله األخيرة هيجل عبارةT وهذا المباشر، للوجود ألن لهوســرل، بالنســبة صــحيح أيضــا والمكتســب الخــالص لألنــا بالنسبة والمحدد المتعين الوحيد الشئT شئ وكل كله العالم استبعاد فبعد نفسه، اإلبوخية هو يقينيا

T االســتبعاد، فعــل يبقى بــه متصــل الشــك يعــد مثلمــا تمامــاالشك. موضوعات استبعاد بعد يقينى شئ أول الديكارتى

الوجــود وبين بينــه تكــون للــذات الوجــود أن هيجل ويالحظ أصــبح للــذات الوجــود ألن ذلــك وتناقض، واضحة ثنائية المتعين

T القضــية نقيض يشــكل مــا وهذا وسالب، مجرد هو ما لكل محال الصــيرورة. يقــول يتضــمن الــذى المتعين الوجــود وهى األولى تظــل ” إنهــا ذاتيــة مثاليــة وكل ته،يشوف كانط مثالية عن هيجل

هــذا )فى ... واألنــا للــذات والوجــود المتعين الوجــود ثنائية فى طبيعــة ذا وجــوداT باعتبارهــا تتحــدد أن المثالية( يمكن من النوع

. والعالقــة(2)“ الــذات مــع متناهيــة ال عالقــة باعتبارهــا مثاليــة،ــة ــع الالمتناهي ــذات م ــف هى ال ــا وص ــرلى لألن ــذا الهوس ــذلك. ه ك

والوجــود الوجــود من مــركب هــو للــذات الوجــود أن إلى باإلضــافة فى “ الــذاتى الــوعى ” هيجــل عليــه يطلــق مــا كــذلك وهو المتعين،

األنــا هويــة إلى يتوصــل هيجــل أن ذلك الروح. معنى فينومينولوجيا المتعين، والوجــود الوجــود مقولــتى تركيب طريق عن الذاتى ووعيها

1 (3) Ibid.2 (1) Ibid: P. 176.

-150-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

ــو ــق وه ــديل طري ــق عن ب ــة أى هوســرل، طري ــرد اإلبوخي وال إلى يتوصــالن وهوســرل هيجــل أن الترانســندنتالى. المالحــظ

سالبة، بحركة ذاتى وعى على الحاصل األنا وهو المفهوم نفس الشــك إطار فى يدور يزال ال الهوسرلى السلب أن الفرق لكن

رفــع فهــو الهيجلى الســلب أما ته،يشف عند والتجريد الديكارتى الـذاتى: الوجــود الـوعى تكونــان اللتين المقولتين بين للتناقضللذات. والوجود المباشر

T ــا ــا ثانيـ ــندنتالى - األنـ ــوله الهوســـرلى الترانسـ وأصـ: تيهيشالف

وهــدف الفينومينولوجيــا موضــوع هــو الترانســدنتالى األنــا هــو ذاتــه العيــنى األنــاهوســرل: ” يقــول ذلــك وفى تحليالتهــا، الــتى المهمــة أفضــل: إن بعبــارة أو للوصــف، الكلى الموضوع

انكشــف أن هى الظاهراتيــة تأمالتى مهمة هى تكون بأن اقترح أن هــذا . ومعــنى(1) “ الترانســندنتالى األنــا بوصــفى أنــا لــذاتى

وهــو األساســى المبــدأ على الحقــة إضــافة إال هى مــا البينذاتيةمنه. البينذاتية حذف تم إذا لالنهيار المذهب يتعرض لن إذ األنا،

هــو لتأسيســه يســعى الــذى العلم أن على هوســرل ويصرــا علم ــو الخــالص، لألن ــه يبحث فه T فقــط في ــوات مســتبعدا األن

ــة لالتهــام يعرضــه ذلك بأن هوسرل األخرى. ويصرح باألناوحديSolipsism، نــرى ال فنحن ” ذلــك يتقبل وهو Tأن يمكن كيــف أبــدا

بوصــفها ال أخــرى، أنوات الفينومينولوجى الرد موقف فى نضع .(2)“ أخــرى متعاليــة أنــوات بوصــفها بل للعالم، ظاهرات مجرد

ــذهب ــه إلى هوســرل وي تكــون أن والمنطقى الطــبيعى من أن االتهــام نفســه عن يــدفع لكنــه وحدية أنا الترانسندنتالية الذاتية

ــه ــذه إن بقولـ ــة هـ ــت الذاتيـ ــة إال ليسـ ــعف الدرجـ من األضـ فســوف ذاتــه الطريــق أمــا الطريــق، بدايــة وهى ،(3)التفلسف

ــبين بين ومتصلة متبادلة أخرى ذاتية عن يكشف من الذوات. يتT المتبادلــة الذاتيــة فكــرة أقحم قــد هوسرل أن ذلك لتهمــة درءا

.147 ص ديكارتية، هوسرل: تأمالت(?)1.137 السابق: ص المرجع(?)2138 السابق: ص المرجع(?)3

-151-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

لهــذه حاجــة أدنى فى فليســت ذاتهــا نظريتــه أمــا األناوحديــة، وتســتنبط فقط، الترانسندنتالية بالذات مكتفية فهى البينذاتية،

يســتنبط هوســرل إن بل الذات، هذه من كلها والمعرفة العالمT اآلخرين وجود بينذاتيــة المتبادلــة البينذاتية منها. ليست انطالقا

T األنا وضع من ألنها حقيقية منها. واستنباطا

” منــذ تتضــح الترانسندنتالى األنا فى هوسرل نظرية بدأتــاث ــة أبح ــذهب إذ “، منطقي ــا ي ــوح أو اليقين أن إلى فيه الوضــذاتى Self ال evidenceــا ــر لألن ــع أن يمكن ال أفك ــا إلى يرج األن

T يكــون أن يجب الــذاتى الوضــوح فهــذا التجريبى، على مســتنداT، أكثر دعامة الــداخلى الحســى اإلدراك هى الدعامــة وهذه ثباتا

أفكــر. باألنــا ذاتى وعى يصــحبها والــتى لألنــا المعرفية للحاالت باعتبــاره يــدرك مــا أى “ بدقــة يــدرك مــا إنهوســرل: ” يقول

T T واضحا T وضوحا الصــدق والمطلقــة األوليــة البؤرة يشكل ” ذاتيا الــذى مضــمونه إلى الظاهرى التجريبى األنا رد إليها يؤدى التى

ــه أن يمكن ــ ــاحث يدرك ــ ــوجى الب ــ ــالص الفينومينول ــ .(1)“ الخ الترانســــــــدنتالى األنــــــــا هــــــــو هــــــــذا ومضــــــــمونه

ــوعى أو ــذهب ال ــق. وي ــوجى المجــال أن إلى هوســرل المطل الفينومينول Retention االسـتبقاء أفعـال سـبق مـا إلى نضـيف عنـدما يتوسـع

بــــــالمعنىRecollection والتجميــــــعProtention واالســــــتباق هــذه عــبر أفكــر الأنــا دوام أى المصــطلحات، لهذه الفينومينولوجى

أن هوســرل خلفهــا. ويعلن وظهــوره عبرها الواعية وأفعاله الحاالت الحقيقى القوام وأن الداخلى، بالزمان للوعى وظيفة هى الحاالت هذه وهوســرل زمــانى، قــوام هــو الترانســدنتالى الفينومينولــوجى للأنــا الطبيعــة من المقــوالت اســتنباط فى كانــط نظرية يكرر بذلك

الثانى(. )الفصل الترانسندنتالية للذاتية الزمانية

الكــانطيين أحــد نــاتورب بــول قول على هوسرل ويعترضT يكون أن يمكن ال الخالص األنا أن الجدد ــه للتفكير، موضوعا ألن

الخــالص فاألنــا موضــوع، إلى يتحول أن يمكن وال ذات بطبيعتهــوعى ينفصــل أن يمكن وال له، ومحايث الوعى فى وجود عن ال

1 (1) Husserl: Logical Investigations, Vol. II, P. 543.

-152-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

إن بقوله المعضلة هذه هوسرل األنا. ويحل هذا فى ليتأمل ذاته لهــذا وخلــق إيجــاد هو أفكر األنا وفى الوعى أفعال فى التفكير

المنعكس النـشاط أو الفعل هذا هو أفكر األنا ألن . ذلك(1)أفكر األنا األنــا أو أفكــر األنــا أن إلى هوســرل يــذهب أخــرى جهة ومن ذاته، على

االنفصــال يمكن الــتى التجريــبى الوعى أفعال فى تفكير هو المطلق ويتأمــل التجريــبى الــوعى عن ينفصل والذى خارجها، من وتأملها عنها

ــذه أن بعينه. والحقيقة الترانسندنتالى األنا هو أفعاله نفس هى هالمطلق. باألنا القول تبريره فى فخته طريقة

يــذهب قوســين بين ويضعه العالم هوسرل يعزل أن وبعد معنى أى ولتعيناته العالم لهذا نعطى أن نستطيع ال أننا ” إلى

ــر ــير آخ ــذى غ ــه ال ــا من نستخلص ــا تجاربن ــا وتمثالتن وأحكامن ننســبه مــا نغــير أن نستطيع ال فنحن كذلك وأفعالنا؛ التقويمية

الخاصــة بــداهاتنا من ابتــداءT إال بــديهى وجــود من العــالم إلىT الأنا وضع من هو إذن . العالم(2)“ الخاصة وأفعالنا ــا ــا تمام كم

ــة فالنزعة أخرى جهة فخته. ومن يقول ــزال ال الكانطي تالزم ت أن إذ الذات، إلى ترجع العالم موضوعية إن يقول إذ هوسرل،

ــا ” ــذى الأن ــل ال ــالم يحم ــه فى الع ــدة ذات ــانى من كوح المع الترانســندنتالى الأنــا يســمى لــه ضــرورية كمقدمــة وبالتــالى بـــالمعنى أى(3)“ الكلمـــة لهـــذه الفينومينولـــوجى بـــالمعنى

ــانطى، ــك الك ــيس لأن ذل ــذات تأس ــوعية ال ــالم لموض أو الع.بذاتها الكانطية الإبستمولوجيا هى بالعالم الخبرة

1 (2) Ibid: P. 549 - 550..132 ص ديكارتية، هوسرل: تأمالت(?)2.133 ص السابق، المرجع(?)3 الكانطى النقد عليها يستند التى المسلمات بين من

العلمى وبــالنموذج الطبيعى للعلم التقدمية بالمسيرة اإليمانــة ــ ــيات، للهندس ــ ــنيتونى العلم أى والرياض ــ ــيات ال ــ والرياض من يتخــذ بــذلك الجاليلية. كانط اإلقليدية والهندسة الديكارتية

T العلوم هذه هــذا على ويرفضــها الميتافيزيقيــا بــه يقيس محكا المعرفيــة األشــكال أو التخصصــات هذه أن يعتبر إذ األساس،

ــة الميتافيزيقا. والمسلمة عليه ويقيس العلم هى واألهم الثانيT ويفترضــه أفكر األنا أوEgo األنا يفترض كانط أن هى مصــاحبا

T تمثالتى. وليس لجميع بعــد فختــه يــأتى أن متوقع غير أو غريبا كلهــا فلســفته ويقيم مذهبــه وبدايــة مركــز فى األنا ليضع ذلك

-153-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

للإلغــاء عرضــة ليس الخالص الأنا أن إلى هوسرل ويذهب الفينومينولــوجى، الرد عملية من المتبقى هو لأنه ذلك الرد، أو لكل المصاحب هو لأنه بدونه، فكرية عملية أى تصور يمكن وال

من المتبقى هــو وحــده الخــالص الوعى . ليس(4)فكرية عملية أن والحقيقــة كـذلك، الخـالص الأنــا بــل الفينومينولـوجى الـرد

النتيجــة هى وهــذه واحــد، شــئ الخــالص والأنا الخالص الوعى بالنســبة هامــة نتيجــة وهى هوســرل، أفكــار إليهــا تــؤدى الــتى

ــه ــة مــع لمقارنت ــة، المثالي ــد وخاصــة الأخــرى فهى الألماني عن كــذلك الخــالص. الحــظ والأنا الخالص الوعى بين توحد تهيشف

ــا أن على صــراحة ينص هوســرل أن حياتــه يحيــا الخــالص الأن الخــبرات جميــع عــبر وأنــه معرفة، وكل خبرة كل فى الخاصة

الــوعى أو الخــبرة فى الواحد التيار نفس إلى تنتمى كلها فإنهاT، يكــون ان يجب وأنه الخالص، الأنا هو وهذا كــذلك وهــو قــادرا

أى فى ويمكن المعرفية العمليات جميع مصاحبة على بالفعل،ــا بالضبط وهذا بذاتها، واعية واقعية معرفة إلى تحويله وقت م

يكـون أن يجب أفكـر الأنــا أن كانــط فكـرة من هوسرل يقربT بين واضــحة إذن تمثالتى. العالقــة جميــع مصــاحبة على قــادرا

التأسيســى وبالــدور أفكــر بالأنــا يتعلــق فيمــا وكانــط هوسرل الأنــا أو بــالوعى هوسرل يلحقه الذى والقبلى والترانسندنتالى

الــوعى بين الصــلة أن نفسه. كما هوسرل وباعتراف الخالص،ــالص الأصــلية التركيبيــة الوحــدة وموضــوع الهوســرلى الخ بإشــارة كــذلك واضــحة كانــط عند المقوالت استنباط ومسألة على يســتند الألمانية المثالية مثل مثله هنا. فهوسرل هوسرل

المقوالت استنباط إشكالية وعلى لكانط الشهيرة العبارة هذهــذا من ــا ه ــر الأن ــدة ومن أفك ــة الوح ــا التركيبي الأصــلية. والأن

T، الخبرة يؤسس هوسرل عند الترانسندنتالى دوره أن أى قبليا

دور ولــه الكــانطى النقــد فى مفــترض أفكــر األنــا ألن عليــه، فى أفكــر األنــا هــذا ظهــر كيف يوضح أن يريد مركزى. هيجل

T وليس وغاية نتيجة هو الذاتى الوعى أو أفكر األصل. األنا أبــدا الجدليــة العمليــة نهايــة إنــه هيجــل، فينومينولوجيــا فى بدايــة

بــل عديــدة، معرفية وأشكال مراحل وتسبقه الفينومينولوجيةواجتماعية. وتاريخية

4 (2) Husserl: Ideas, P. 172.

-154-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

تنظيمى. دور مجرد وليس كانط بلغة إنشائى

أن وعن التأسيس، موضوع عن الحديث دائم هوسرل كان وهذا للعالم، بالنسبة تأسيسى دور ذات الترانسندنتالية، الذاتية

وإنكاره منظمة ملكة مجرد العقل وجعله كانط نتذكر يجعلنا ما للعقــل اإلنشــائية الوظيفــة كانط إنشائية. يحرم ملكة يكون أن

كـــل على الطريـــق بـــذلك ويســـد مشـــروعة غـــير ويجعلهـــا الموضــوع فــإن هوســرل واألنطولوجيــات. أمــا الميتافيزيقــات

للعالم. ال الترانسدنتالية الذاتية تأسيس كيفية هو لديه المفضلT هوســرل يظل أو التاسيســى الــدور على إصــراره بعــد كانطيــا

أصيل. هيجلى إلى يتحول بل الترانسندنتالية، للذاتية اإلنشائى

ــالم تناوله من هوسرل عند لألنا تىيشالف الطابع ويتأكد للعــا ضــوء فى العالم أن إلى يذهب إذ الموضوعى، الفينومينولوجي

الموضــوعية اإلدراكــات بين الــتركيب عمليــة إلى يحيلنــا سوفــا األخــرى. فــإذا الحســية الحــدوس وســائر T العــالم حللن تحليال

T T وجدناه فينومينولوجيا T أو مجموعا إدراكــات بين تــراكيب من كال يكـون بفضـله الـذى التركيب وهو ” األنا، داخل تحدث وحدوس

من وحــدة بوصــفه الــوعى أمــام حاضــراT لحظــة كل فى العالم مســألة هــو العالم أن ذلك له. ويتبع موضوعاT تصبح أن الممكن

على العــالم إلى هوسرل . ينظر(1)“ كلى طابع ذات أنوية تخص.تهيشف طريقة على األناPositing وضع من أنه

ال فأنـا لـذاتها، الأنـا وضـع نتيجة هو تهيشف عند الذاتى الوعىT أمتلك ــاس وهذا الذات، على انعكاس بعملية إال بذاتى وعيا االنعك المعرفيــة بالأفعــال قائمــة باعتبارها الذات فى التفكير فى يتمثل

.165 ص ديكارتية، هوسرل: تأمالت(?)1 كوجيتو الحقيقة فى ليس هوسرل كوجيتو أن إلى الور يذهب

T تختلف هوسرل تامالت أن عنه ينتج مما ديكارت، ــأمالت عن تماما ت بـل الأنـا، معرفـة من المعرفـة كـل يسـتقى ال فـديكارت ديكـارت،T باعتبارها الأنا معرفة يستخدم يجب الــتى الكيفيــات بــه يحــدد محكا

الأنــا هــو إذن الهوســرلى عليهــا. الأنــا حاصــلة معرفــة أى تكون أنالكانطى. الأنا الأحيان بعض فى وهو الديكارتى، الأنا ال تىيشالف

Quentin Lauer: Studies in Hegelian Dialectics (Cambridge University Press: Cambridge 1976), P. 172.

-155-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

للــوعى التوصيف هذا أن والحقيقة.(1)وتصورات لتمثالت وحاملةT باعتباره الذاتى هوســرل ذهب الذى الإبوخية يتضمن ال للأنا وضعا

الترانســندنتالى، الأنا مجال إلى للوصول وحاسم ضرورى أنه إلى بين ذاتهـا مـع متناقضـة هوسـرل فلسـفة يجعـل ما هو والإبوخية

الترانســندنتالى الأنــا إلى للوصــول المعرفيــة الأفعال فى التفكير المعرفية الأفعال هذه تنحية وبين الماهوى، الحدس يسميه والذىT للوصــول طبيعى موقف أو تجريبى وعى من يصاحبها ما مع جانبا

الترانسدنتالى. الأنا وهو الهدف لنفس

ــد يينا جامعة فى محاضرات ألقى قد تهيشف كان صــدور بعــه ــة علم ” كتابـ ــنة “ المعرفـ ــرح ،1795 سـ ــذه فى وشـ هـ

محاضــرة أول وفى.(2)مبســط نحــو على مذهبــه المحاضــراتــا بين تهيشــف ربــط ــا أن إلى ذهب إذ العقلى، والحــدس األن األن يكرر وسوفIntellectual Intuition عقلى حدس طريق عن يدرك

بحــدس يدرك المطلق األنا أن سيعلن إذ الفكرة نفس هوسرل تهيشف يطلب المحاضرات تلك . وفىEssential Intuition ماهوى

T أذهانهم فى يكونوا أن تالميذه من ــا عن تصورا يفكــروا وأن األن عنـدما المـرء أن إلى تهيشـف بـذلك. ويـذهب قيامهم كيفية فى

أنــه يكتشــف ســوف األنــا عن لمفهــوم تكوينــه عملية فى يفكر الفكــرى النشــاط وهــذا التفكــير، بفعــل يقوم أى بنشاط، يقوم إلى األنــا مفهــوم يظهــرته: ” يشف المرء. يقول ذات نحو موجه

المباشــر الــوعى ... وهــذا النشــاط هذا مثل طريق عن الوجود التنويعــات جميــع تفســير فى مفترضــاT يكــون أن يجب بالــذاتــا األصلى الحدس يسمى للوعى. وهو الممكنة . نالحــظ(3)“ األن

مباشــر وعى هــو العقلى الحــدس أن إلى يــذهب فختــه أن هنــا مــا وهــو للــذات، فعــل أو نشاط هو العقلى الحدس وهذا باألنا،T باعتبــاره أفكــر لألنــا هوســرل تحليل مع يتفق T فعال نحــو موجهــا

الذات.

.194 ص المقاومة، فيلسوف حنفى: فيشته أ.د. حسن(?)1. 203 السابق: ص المرجع(?)2

3 (1) Fichte: Foundations of Transcendental Philosophy (Wisenschaftslehre) Nova Methodo 1796/1799. Translated by Daniel Breazeale. (Cornell University Press: Ithaca and London 1992), P. 65.

-156-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

ــا على فلســـفته يفهم هوســـرل أن من الـــرغم وعلى أنهـ ته. يــذهبيشلف استئناف حقيقتها فى أنها إال لديكارت استئناف إلى عــودة تتطلب فيــه العلــوم وحالــة عصــره أن إلى هوسرلT باعتبــاره الخالص األنا مجال وإلى ديكارت تأمالت يفيــد أساســا

التوـصيف بهذا هوسرل فلسفة لكن ،(1)والفلسفة العلوم بناء به تأســيس يريــد ديكــارت يكن فلم لــديكارت، ال لفختــه إحياء هى

إلى الوصــول فقــط أراد بــل المطلــق، األنا أساس على العلومــول اليقين، ــف اليقين إلى والوص ــائل عن يختل ــيس مس التأس

ــندنتالى ــاء للعلم الترانسـ ــا على بنـ ــالص األنـ ــتنباط الخـ باسـT المقوالت ــاره الخالص األنا األنا. إن هذا أفعال من انطالقا باعتب

T مــذهب هــو العلــوم ولجميــع وللفلســفة للمعرفةGrund أساساديكارت. مذهب ال تهيشف

ديكــارت عــالم إلى أخــرى مــرة يعيــدنا أن هوســرل أيريــد ديكارت األوروبى الفكر تجاوز لقد ؟ الفلسفية وتأمالته الفكرى

المثاليــة وقــدمت كانــط، من ابتداء خاصة تجاوزه كما بمراحل، والــوعى الــذات حول وتصوراته لفلسفته عديدة بدائل األلمانيةــا ــة. إن واألنـ ــرة والمعرفـ ــرل نظـ ــفته هوسـ ــه لفلسـ ومنهجـ

تــاريخ يســتبعد ديكارتيــة تــأمالت أنــه على الفينومينولــوجى هــو فــديكارت أهميــة، يعــيره وال ديكــارت على التالى الفلسفة هــذا إلى العــودة يريــد وهوســرل األصــلى الينبــوع وهــو األصــل على الفلســفة تــاريخ إلى ينظر ال إذن األصلى. هوسرل الينبوع

هيجــل. ال مثــل يتطــور أنــه وعلى مستمر تراكمى تقدم فى أنه منطــق عن تكشــف أنهــا على الفلســفات تسلســل إلى ينظــر يكشــف وال هيجل، عنه كشف الذى مثل معين سير وخط معين

منطــق مثــل يسير عنده الفلسفة تاريخ فيه، كامنة ضرورة عن انحطــاط. ومن عصــور بعده يأتى الذى المنتهى الذهبى العصر

فكــرى لتطــور حتميــة نتيجــة أنهــا على ال فلسفته يقدم فهو هنا تواجهها الفلسفات، من سبقها ما مع تقطع أنها على بل سبقها،

النزعــة وبين بينــه الــنزاع موقــف المثال سبيل وعلى وتنازعها،

كذلك: . وانظر103 ص ديكارتية، هوسرل: تأمالت(?)1Husserl: The Idea of Phenomenology, Op. Cit., P. 20.

-157-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

هوســرل أن ودلتاى. المالحظ الجديدة والكانطية السيكولوجية الجديــدة الكانطيــة فيــه سادت عصر فى ودراساته بأبحاثه قام

ــات ــانى، العلمى والجــو الجامع ــدأت األلم فى االنتشــار فى وبــة ــا وفى هوســرل حــول الصــغيرة الحلق ــذا فى ألماني الجــو ه

هوسرل فينومينولوجيا الجو هذا استقبل الجديد. كيف الكانطى البدايــة منــذ الفينومينولوجى بمنهجه أتى قد هوسرل أن يبدو ؟

أدت وحاجات لمطالب وتلبية جديدة كانطية أسئلة على كإجابة عن ناتجــة إلشــكاليات وكتجاوز ظهورها، إلى الجديدة الكانطيةT هوسرل فينومينولوجيا قدمت الجديدة. لقد الكانطية T حال وبديالT أبعده ما هى أنها الجديدة. والحقيقة للكانطية ــل عن تماما هيج

فلســفته. ومــع معه حوار فى الدخول عن أو معه صلة أى وعن هوســرل عن هيجــل حجب على الجديــدة الكانطيــة عملت لقد

T أن والفينومينولوجيــا. فــالغريب كــان هوســرل بحجم فيلســوفا الشــارع رجــل آراء هيجــل، تجــاه والعامية الشائعة اآلراء يحمل

المــدقق. التحامــل الفيلســوف آراء ال المتوســط والمثقــف الكــانطى المــيراث من جــزء وتجاهلــه هيجــل على الهوســرلى أشــهر بعض صــاحب هــو المــيراث هــذا أن ننســى الجديــد. فال

نفسه: هوسرل يأخذها والتى هيجل لفلسفة الخاطئة التأويالتالوجود. ويحدد يخلق الفكر المطلقة، المثالية

T كــان هوســرل أن والحقيقة ال ديكــارت فلســفة أن مــدركاــا، مهمــة لتحقيــق هى كمــا تصــلح رأى ولــذلك الفينومينولوجي

مهــام إلحــاق أى أفكر، للأنا ترانسندنتالية معان إضفاء ضرورة عنــدما ولكن الــديكارتى، بــالكوجيتو للمعرفة القبلى التأسيس

فلن للمعرفة قبلى أساس إلى الديكارتى الكوجيتو هذا يتحول ترانســندنتالية ذات إلى ســيتحول بــل ديكــارتى كوجيتــو يعــود

أن هوسرل قول من يتأكد ما فختى. وهذا مطلق أنا أو كانطية وهــذا ،(1)“ عنه وناشئاT للأنا فعل بكونه ... متصف كوجيتو كل ”

ــا ــه م ــه حقق ــافة من فخت ــو إض ــديكارتى، للكوجيت ــه إذ ال حلل.(2)الأنا فعل نتاج باعتباره

1 (1) Husserl: Ideas, P. 232 / Sec. 80.

-158-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

قولــه: ” من هوســرل فلســفة فى تىيشالف الطابع ويتضحT إال ليس العالم فى أمامى يوجد شئ كل T، واقعا أنــا أمــا احتماليا

العــالم، هــذا أجلهــا من يوجــد الــتى األنــا العكس، فعلى نفسىــا فى وخــبرتى ــا . وجــود(1)“ مطلــق واقــع هى واقعيته هــو األن منهــا، مشــتق إال العــالم وجــود وما واألولى، األساسية الحقيقة

ــا ــا كم ــتى هى أنه ــالم تعطى ال ــه للع وهى لى، بالنســبة واقعيت حــد إلى هوسرل المطلقة. ويصل أنا واقعيتى إلى ترجع واقعيةT العــالمPosit تضــع الــتى هى األنــا إن القول نفس بــذلك مكــررا ال الــذات أن من الــرغم علىته: ” يشــف ته. يقــوليشــف فكــرة عنهــا، خــارج وجــود لهــا بالنســبة ينشــأ أنــه إال لــذاتها، إال توجــد

فــالوعى بهــا، مشــروط وهــو فيهــا، يكمن الوجــود هذا وأساس أن يجب األول لكن بالضــرورة، مرتبطــان بشئ والوعى الذاتى-نظر ــروط أنه على والثانى الشارط العامل أنه على إليه ي المش

“(2).

إال يــدرى، ال وهـو فختــه يكـرر هوسرل أن من الرغم وعلىــفته إلى نظــر أنــه ــفة اســتئناف أنهــا على فلس كانــط لفلس

ــتمرار ــ ــ ــة لكن الترانســـــندنتالى البحث فى باالس ــ ــ بالطريق نحــو الفينومينولــوجى الطريــق حــتى لكن الفينومينولوجيــة،

المنطــق ” ته. وفىيشــف طريق هو كان الترانسندنتالى المجالــراحة هوسرل يوضح “ الترانسندنتالى والمنطق الصورى أن ص

ــا ــة الفينومينولوجي ــدة طريق ــادة جدي ــفة فى البحث لإع الفلس أسس فى البحث أن إلى يذهب إذ المعرفة، فى الترانسندنتالية

حول والتساؤل الشك نحو الإنسانى الفكر دفع المنطق ومبادئ دفـع وبالتـالى بـه، مسـلم كـأمر المنطق هذا يأخذه الذى العالم

ــفة ــو الفلس ــاؤل نح ــول التس ــود ح ــالم وج ــه، الع ــذه نفس وهــالم لأن المعرفى، الأنا فى البحث فى كلها صبت التساؤالت الع

وجــوده حــول تتســاءل الــتى وهى الأنــا لهــذه بالنســبة موجــودT بحثــه يجب ومعنــاه العــالم وجود فإن وبالتالى هــذا من انطالقــا

2 (2) Fichte: Foundations of Transcendental Philosophy, Op. Cit., P. 121.

1 (3) Husserl: Ideas, P. 145 / Sec. 46.2 (1) Fichte: Science of Knowledge, P. 33.

-159-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

البعد يدرك أن ديكارت يستطع لم لهوسرل، والكالم األنا. لكن،ــو فى الترانســندنتالى ــالم يســتنبط وأخــذ الكوجيت ــذا من الع ه

الطــابع أن . والحقيقــة(1)التقليــدى المنطــق بطريقــة الكوجيتــو ديكارت، عن غاب أنه من الرغم على للكوجيتو، الترانسندنتالى

تحــدث من أول هــو هوســرل يكن ولم كانــط عند موجود أنه إال اتجــاه كــان إذا بأنــه القول إلى ذلك بعد هوسرل يذهب عنه. ثم الأنا إلى قادنا قد المعرفى الأنا وعن وقبليته العالم عن السؤال

خاص، بوجه الخالص ووعيه الترانسندنتالى الأنا وإلى النهاية فى الترانسـندنتالية، الفلسـفة من االنتقـال إلى يدفعـه مـا هـذا فإن

لأنهــا الترانســندنتالية، الفينومينولوجيا إلى كانط، فلسفة ويقصد الــذات لهــذه الخــالص الــوعى فى البحث من تمكننــا الــتى هى

ومضـامينه الـوعى مـع التعامل من تمكننا والتى الترانسندنتالية،للخبرة. قبلى شرط أنها على وقصدياته

: اإلبوخية بعد الخالص لألنا األنطولوجى الوضع أشــكال جميــع يســتبعد فهــو باإلبوخية هوسرل يقوم عندما

يصــوغ عنــدما لكنــه األنطولوجيــا، فيهــا بمــا وأحكامهــا العلــوم مجــال دخــل قــد بذلك فيكون اإلبوخية بعد الخالص األنا مفهوم

أنطولــوجى وضــع هــو الخــالص األنا وضع ألن ذلك األنطولوجيا،ــتمولوجى ــحيح نفس فى وابس ــوقت. ص ــرل أن ال ــان هوس ك

T ويتهرب يتجاهل ــة المسائل من دائما ــا أن إال ،(2)األنطولوجي لألنT عنــده الخــالص T وضــعا العين تخطئــه أن يمكن ال أنطولوجيــا

ــف ــة. فكيـ ــل الفاحصـ ــا من يجعـ ــالص األنـ ــرط الخـ القبلى الشـT يكون أن دون المعرفية العمليات لكل الالمشروط وضع على حاصال

إليــه ينتبــه ال الــذى الخطــير األمــر ؟ لكذك أنطولوجية وأولوية ســيكون اإلبوخيــة بعــد ومؤكــد إيجــابى شــئ أول أن هــو هوســرل

T ال الــوقت، نفس فى وابســتمولوجى أنطولــوجى وضــع على حاصــال األنــا يعامــل هوســرل أن فقــط. والحقيقــة ابســتمولوجى وضــع

T لـه أن على اكتشـفه الذى الخالص T وضـعا وال فقـط إبسـتمولوجيا

1 (2) Husserl: Formal and Transcendental Logic, Op. Cit., P. 230 - 231.

2 (3) Husserl: Ideas, P. 63 / Sec. 8.

-160-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

ــه ــد وضــعه إلى ينتب ــوجى. فالتأكي ــد األول اإليجــابى األنطول بعــة ــة اإلبوخي ــة ونتيج ــه لإلبوخي ــو نفس ــدة ه ــتمولوجيا وح اإلبس

T، واألنطولوجيا T، والوجــود الفكــر وحــدة معــا الفكــر مصــدر معــاT، والوجود مصــدر هــو الخــالص األنا أن إلى يذهب فهوسرل معاT، العالم تأسيس مصدر أنه أى العالم، موضوعية مصدر أى قبليا الوجــود تلغى كيــف الفكــر، نظر فى للعالم الموضوعى الوجود

ونضــعه نؤكــده مــا أول يكــون ال ثم موجــودات من فيــه بما كلهT، مبدأ إيجابية توكيدية بصورة مارســه الـذى اإلبوخيــة أنطولوجيا

يؤكــده شــئ أول هو الذى الخالص األنا يجعل الذى هو هوسرلT، مبــدأ T الخــالص لألنــا إن أنطولوجيــا T وضــعا يمكن ال أنطولوجيــا كلــه، والوجــود العالم عزل بعد األول المبدأ ألنه وذلك له التنكرT والمعرفة الوجود مبدأ وألنه T، عزلهمــا قــد اإلبوخية ألن معا معــا لدى وخاصة األلمانية المثالية لدى األول بالمبدأ شبيه لكذب وهو

T الخـالص األنـا أن والحقيقـة فشتة، عنـد األول المبـدأ هـو أيضـاــة للوجود ومبدأ أنطولوجى مبدأ هوسرل ومبدأ فشتة، والمعرف

T T معا كــل ولــدى األلمانية المثالية لدى األولى المبادئ مثل تمامامثالية. فلسفة

T ــا ــوم ثالث ــروح - مفه ــد ال ــديل هيجــل عن ــا عن كب األن: الترانسندنتالى

مجــرد هيجــل عنــد للــذات الوجــود أو الــذاتى الوعى ليس الـذى هـو لأنه الحقيقى الالمتناهى هو بل الخالص، بالأنا شعورــدد ــاذب الالمتنــاهى أن حين فى بذاتــه، ذاتــه يح إال ليس الك

T ــد وضــع فى استرســاال ــد وراء ح ــا إلى ح ــر ال م ــة. والفك نهاي درجــات واعلى للــذات، الوجــود هـذا على المثــال هـو الخالص جمـــاعى ذاتى وعى هى الـــتى الـــروح، هى الخـــالص الفكـــر

وعى ال تــاريخى، تطــور وعــبر التاريخ فى يتحقق أى وتاريخى، هــذه إلى الفلســفة وتصلهوسرل. ” شاكلة على فردى ذاتى

فى لذاتــه. فــالفكر موضــوعاT نفسـه الفكـر يتخذ حين المرحلة موجود أو ذاته أجل من هو لنفسه موضوعاT بوصفه الحالة هذه

-161-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

ال باعتبــاره لذاتــه الوجــود هــذا متضــمنات بين . ومن(1)“ لذاتهT T متناهيا الآخريــة فــإن ولــذلك خارجــه، شــئ يحده ال أنه حقيقيا

T مستوعبة ــة كانت سواء الوجود، من النمط هذا فى تماما آخريــة أو الخــارجى العــالم ــذوات آخري اســتيعاب الأخــرى. ويتم الــة ــالم آخري ــإدراك الع ــه ب ــة، للفكــرة وتحقــق فكــر أن المطلق

العالم ووجود الأنا فكر أو والعالم الذات بين التساوق وبادراكT انهما حيث من الفكــر وحــدة عن ويعبران للمطلق تجليات معا

بــإدراك اســتيعابها فيتم الأخــرى الــذوات آخريــة والوجود. أمــا هذه نتيجة الفردية الذات تجعل التى المتبادل االعتراف عملية

T كونها وبإدراك العملية، تحــدث وعندئــذ جماعية، ذات من جزءا ذاتهــا إلى الأنــا تنظــر بحيث الأخــرى، والذوات الأنا بين الهوية أنها على ذاتها إلى الجماعة وتنظر الجماعة، من جزء أنها على

نحن هى الــتى الأنــا ” هيجــل يقــول كما أو أفرادها، فى تتحقق“. أنا هو الذى والنحن

العلــوم أزمــة” مثــل الأخــيرة مؤلفاتــه فى هوســرل ينتهى ذاتيــة هى الترانســندنتالية الذاتيــة بــأن القــول إلى “الأوروبيــة

إلهيــا توصــل النتيجة هذه الذوات. نفس بين مشتركة أو بينذاتية الأنــا حقيقــة إن الفينومينولوجيــا فى قــال عندما قبل من هيجل

ــا، فى النحن وحقيقـــة النحن فى هى فى أوضـــح وعنـــدما الأنـ عــالم نحــو تتجــه الفــردى الــوعى مســيرة أن الفينومينولوجيــا

ــوقت، نفس فى وذاتى موضــوعى روحى. يقــول مجتمــع أى ال إلى تتوســـع أن يجب الـــوعى فينومينولوجيـــا أن ” هيبـــوليت

يصــبح أن من الــوعى يتمكن لكى وذلــك للــروح فينومينولوجيــاT ــو الذى العالم أن . الحقيقة(2)“ بالروح وعيا وذاتى موضــوعى ه عــالم عن هابرمــاس يقولــه لمــا اســتباق هــو الــوقت نفس فى

نحــو إذن الــوعى المحلية. اتجاه الجماعة عالم المعاشة، الحياة

وفلســفة األول: المنطــق هيجــل. الجــزء ولترستيس: فلسفة(?)1 بــيروت التنــوير، إمــام. دار الفتــاح عبــد د. إمــام الطبيعــة. ترجمــة

.160 - 159 ص ،19842 (1) Jean Hyppolite: Genesis and Structure of Hegel's

Phenomenology of Spirit. Translated by Samuel Cherniak and John Heckman. (Northwestern University Press: Evanston 1974), P. 69.

-162-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

ذاتيــة نحــو أى الــروحى، االجتمــاعى العــالم ونحــو المجتمع هذاT هوسرل. الحــظ ذهب كما الذوات بين مشتركة كتــاب أن أيضــا

يبدأ انه من الرغم على للوعى ال للروح فينومينولوجيا هو هيجل ذلك بعد لنا ليوضح هكذا يبدأ للوعى. إنه فينومينولوجيا أنه على

ــرورة ــال ضـ ــالم إلى االنتقـ ــروحى العـ ــاعى، الـ ــا االجتمـ إنهـ الوجــود ال االجتمــاعى والوعى االجتماعى للوجود فينومينولوجيا

فى هـــو الجـــانب هـــذا أســـاس فقـــط. إن الفـــردى والـــوعىــا. وعلى والسياسية االجتماعية هيجل ونظرية يينا محاضرات به

تكــون أن إلى هوســرل فينومينولوجيــا تــرقى ال الآخــر الجــانبالوعى. مستوى على تعمل تظل بل للروح فينومينولوجيا

فلســفته إلى الترانســندنتالى المنطــق فى هوســرل ينظر تمــارس لأنهــا ذلــك والحقــة، الوحيــدة الفلســفة هى أنهــا على

كــل تــرد وفلســفة الترانســندنتالية، الذاتية إلى والرد الإبوخيةــع تبرير تحاول ثم الترانسندنتالية الذاتية إلى شئ ــوم جمي العل

هــذه من العلميــة المعرفــة فى كليــة شاملة نظرية واستخراجــة الفلسفة تكون أن يجب الترانسندنتالية الذاتية والأولى الحق

ــذات. هــذه إلى الرد تمارس لأنها بالذات والأصلية، والنهائية ال العلــوم، جميــع لأســس الأصــيل الوضــع إنهوســرل: ” يقــول

ــة بوظيفة ... القائمة الصورية وللأنطولوجيات العلم فى نظري مؤســس إنتــاج من فروعــاT باعتبارها وحدة العلوم كل ... تمنح

Constituted Productionالواحـــدة الترانســـندنتالية الذاتيـــة من ــد علم فقط، واحدة فلسفة فهناك أخرى وبعبارات واقعى واح

غــير أعضــاء إال ليســت الخاصــة الأصلية العلوم وجميع وأصيل هــذا فى . نالحــظ(1)“ الواحــد العلم هــذا داخــل بــذاتها مكتفيهالنص:

نــوع فى الحقة الواحدة الفلسفة أساس يضع هوسرل أن -1 هيجل من يقترب هنا وهو ترانسندنتالى يسميه الذاتية من

أكــثر الذاتيــة من آخــر نوع فى المعرفة أساس وضع الذىT T عمقا المطلــق. الــروح الــروح يســميه الــذى وهو وتعقيدا

إلى بالإضافة لأنها خاص نوع من ذاتية هيجل عند المطلق

1 (2) Husserl: Formal and Transcendental Logic, P. 272.

-163-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

تحــوى تاريخية وذاتية الذوات بين متبادلة ذاتية تشمل أنهاــة، وحياته الشعب روح داخلها إلى بالإضــافة فهى الأخالقي

كلهــا، والأمم والتــاريخ للأفــراد متجاوزة أى روح، ذلك كل عنــدما فأنت الترانسندنتالية، درجات أقصى فى ذاتية إنها

ــة تتعــالى ــا الترانســندنتالية بالذاتي ــة بمعــان وتحمله أممي المطلــق الــروح مفهــوم أمامــك تجــد وبينذاتيــة وتاريخيــةالهيجلى.

الخاصــة العلــوم جميــع تضــم التى الواحدة الفلسفة فكرة -2 إال هويتهــا على الخاصــة العلــوم هــذه تحوز ال والتى داخلها

واضــح نحــو على وتجســدت أصلية، هيجلية فكرة هى منهاالموسوعة. فى

انســجام من ينشــأ عمــا تعبــير هيجــل عند المطلق والروح إليــه ينظــر ولــذلك واحــدة، جماعــة أعضــاء بين متبادل وترابط

تعبــير كــذلك المطلق الشعب. والروح روح فى يتجلى أنه علىــوعى إلى النظرى الوعى من هيجل تحول عن أن إذ العملى، ال

بينهمــا. االنتقـال ووســيط الوصــل حلقـة يشكل الذى هو الروحT البينذاتية يتضمن العملى الوعى وهذا قــول من يتضــح كما أيضا

وبفضــل عنــدما، ولذاتــه ذاتــه فى يوجد الذاتى الوعىهيجل: ” يكون حيث من إال يوجد ال أنه أى آخر(؛ ذاتى )وعى آلخر وجودهTبه معترفا Aknowledged “(1)هيـجل فيه ينتقل الذى الوضع هو . هذا

فيــه يوضــح الــذى باألصح أو العملى، العقل إلى النظرى العقل من وعى إلى الوعى فيها وصل السابقة المرحلة ألن ذلك االثنين، تداخلT باعتبــاره بذاته T، وعيــا كامــل وعى إلى يصــل ال لكنــه معرفيــا

ال المعــرفى بــه. الــوعى آخــر ذاتى وعى باعتراف إال بذاته وقائم يقــوم الــتى النقلــة عليه تدل ما هو وهذا عملى، بوعى إال يكتمل

هنا. هيجل بها

ــا ليس ــندنتالى الأنـ الـــروح إال هيجـــل نظـــر فى الترانســـا خصـــائص أن الحـــظ قـــد هيجـــل لأن ذلـــك المطلـــق، الأنـ

ــندنتالى ــدة الترانس T بعي ــا ــة عن تمام ــالمعنى الذاتي ــردى ب الف

1 (1) Hegel: Phenomenology of Spirit, P. 111 / Sec. 178.

-164-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

عن تعبــير الترانســندنتالى فالأنــا جماعيــة، روح فهى وبالتــالى حالــة الــوقت نفس فى لكنهــا للأفــراد ومتجــاوزة عاليــة ذاتيــةT, وقد فيهم ــو الترانسندنتالى الأنا أن إلى هيجل توصل جميعا ه

وهــو الفينومينولوجيــا من الرابــع الفصــل فى المطلــق الــروحT هيجل يقدم إذ بالوعى، الخاص الجزء فى ونظريتــه لكانط نقدا

واحــدة لديــه فالأنــا بالصــورية، كانط هيجل والوعى. يتهم الأنا هويــة الأنــا هويــة صــورية، فهى ولذلك فقط ذاتها مع ومتوحدة

هيجــل عند فقط. الهوية ذاتها مع إال بعالقة تأتى ال لأنها صورية فهى فقــط الــذات مــع عالقــة العالقــة هــذه كــانت وإذا عالقة،

توحــد وهى الهويــة، حــول جديــد بمفهــوم يــأتى صورية. هيجل ســواء الآخــر مــع وعالقاتهــا تخارجاتها فى واحدة كونها الذات،

الأنــا تحصــل الأخــرى. ال الــذوات أو العــالم هــو الآخر هذا كان وحــدتها خالل من الصــورية( إال )ال العينيــة الحقــة هويتهــا على كمــا الآخريــة فى الــذات مســاواة أو بــالآخر، عالقاتهــا إزاء

مثــل مثلــه الآخــر، هــو هوسرل أن ماركيوز. المالحظ يشرحها صــورية لديــه الأنــا فهويــة الأنا، إلى النظرة نفس يحمل كانط، وليس الــذات مــع منفــردة واحــدة عالقــة فى وتتأســس بحتــه إلى هوسرل يتوصل الذات. ألم أو الأنا هوية فى دور أى للآخر

أى بالإبوخيــة، ذاتها، مع الفكرية الأنا هوية أى الخالص، الوعى لكانــط هيجــل نقد ؟ الآخر أو الطبيعى الموقف واستبعاد بعزلــو إذن ــوقت نفس فى ه ــد ال ــذهب نق فى هيجــل لهوســرل. ي

ــا T الفينومينولوجي أن يــدرك أن يســتطع لم كانــط أن إلى أيضــا الــروح إلى النظــر إال يســتطع ولم روح، حقيقته فى هو الوعى

ــة ــا على الحقيقي ــروح مجــرد أنه ــة وعى. ال ــة هى الهيجلي ذاتي جماعيــة، هويــة وهى متبــادل، واعــتراف الــذوات بين متبادلــة يؤكــد فهــو روح حقيقتــه فى هو الوعى إن يقول فعندما ولذلك

للوعى. والتفاعلى والجماعى التبادلى الإعترافى الطابع على

المطلــق الــروح إلى الترانســندنتالى الأنــا هيجــل وتحويل تتعلــق والثانيــة بالقبلية، تتعلق هامتين: الأولى نتيجتين أحدثــة العالقات فى يظهر المطلق الروح فلأن باللغة؛ بين المتبادل

ــذوات ــد ال ــل أدرك فق ــة هيج ــة أهمي ــا اللغ ــط باعتباره الوس

-165-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

العالقات. هذه به تحدث الذى والوسيط

T. يتحــول معــنى هيجــل لدى يتخذ فهو القبلى عن أما جديــداــندنتالى القبلى ــدى والترانسـ ــرل لـ ــترك إلى هوسـ بين المشـ

والترانسندنتالى للقبلى وتفسير تأويل وهو فيها، العام الذوات، مشترك فهو هيجل لدى والترانسندنتالى القبلى كانط. أما لدى بـل فـرد، كـل لـدى والموجـود بينها العام هو ألنه ال الذوات بين

ــه ــ ــة ألنـ ــ ــل نتيجـ ــ ــرورة بين التفاعـ ــ ــذوات. فضـ ــ القبلى الـــذوات، بين والتواصــل التفاعــل عن ناتجــة والترانســندنتالى ال

الــذى العــام وليس الــذوات، بين تحــدثProcess عمليــة نتيجــة عالقــة هيجــل عنــد كلها. الضــرورة الذوات امتالكه فى تشترك

T وليست الذوات بين -متلك شيئا ذات. كل قبل من ي

مع تتشابه للوعى هوسرل معالجة أن فنجد اللغة عن وأما على الــوعى إلى ينظــر فهوســرل للغــة؛ اللغة فالسفة معالجة

والموضــوعات الخــبرات كــل عــبره تمــر الــذى الوسط هو أنه كــذلك. موضــوعيتها وتأخــذ وتتأســس معرفــة كــل فيــه وتصاغ

فى ذلــك بعــد اللغــة تتخــذها هــذه الوســط وظيفــة أو وفكــرة جــانب من للنقــد تعرضــت هــذه الوســط اللغة. فكــرة فلسفة

T لهيجل أن إلى بالإضافة هيجل. هذا T مفهوما ــا T مختلف ــا عن تمام الــوعى أنــه على إليــه ينظــر ال لكنــه بــه، يعــترف فهو الوسط،،T والأســرة والعمــل والأداة اللغــة أنه على إليه ينظر بل مطلقا

ــا، فى الروح أنه وعلى يينا محاضرات فى وهى الفينومينولوجيــتى الطبيعة أنه وعلى هناك، وسياسية اجتماعية دالالت ذات ال

روح أو الشــعب روح أنــه وعلى والــروح، المنطــق بين تتوسطــالم ــاريخ. الوســيط فلســفة فى الع ــدى الت طــابع ذو هيجــل ل

T يكن ولم سياسى تفاعلى تبادلى اجتماعى T أبدا T وعيا كما خالصاهوسرل. ذهب

T باعتبارهــا هوســرل عند الترانسندنتالية - الذاتية رابعا: الذوات بين متبادلة ذاتية

فلسفته إلى و-جهت التى باالنتقادات علم على هوسرل كان نزعـــــــــــــــــــــــــــــة ذات باعتبارهـــــــــــــــــــــــــــــا

-166-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

نـراه ولـذلك “، منطقيـة أبحـاث ” كتابـه منـذ وذلـك وحديـة أنـا إضـفاء على1913 سـنة “ الأفكـار ” التـالى كتابـه فى يحـرص

الأنــا البعــد ظــل الترانســندنتالية. لكن الذاتية على بينذاتى طابعT وحدى T، منه التخلص يستطع ولم الأفكار فى سائدا ــا وظــل تمام

ــه ــ ــع تعامل ــ ــذه م ــ ــكلة ه ــ T المش ــؤجال ــ ــتى م ــ ــراته ح ــ محاض ذلــك بعــد نشرت ثم باريس فى ألقاها التى “ ديكارتية ” تأمالت

ــاب فى ــنة كت ــة . وهى1928 س ــأمالت خمس ــص ت ــا خص منه الذاتية فى لفلسفته جديد تأويل لتقديم الخامس التأمل هوسرل

مفــردة ذات أو مطلــق أنــا فى كامنة باعتبارها ال الترانسندنتالية هــذا أن الذوات. والحقيقــة بين والتواصل التفاعل عملية فى بل

T إال ليس ذات الترانســندنتالية الذاتيــة فى مكتملــة لنظريــة تأويالT وحـدى أنـا طابع بالتأويـل الفيلسـوف يتـدخل مـا واضـح. فغالبـا

T بالفعل أقامها لفلسفة مواجهــة أو العيــوب بعض تصــحيح قاصداــذلك الفيلســوف يكــون االنتقــادات. لكن بعض مــؤول مجــرد ب

والنقــد. للخطــأ عرضــة أى الشــراح، من غــيره مثل آخر وشارح طــابع من يلى فيمــا نــراه ســوف مــا أن على هنــا التأكيد ويجب

ــل إال هــو ما هوسرل عند الترانسندنتالية للذاتية بينذاتى من تأوي الأسـاس. سـوف فى وحديـة أنـا لفلسـفة نفسـه هوسـرل قبل

عن منفصــل تأويــل مجــرد باعتبــاره هــذا هوســرل تأويــل نواجه لأى مســاو� بذلك وهو الترانسندنتالية الذاتية فى فلسفته أساســل ــر تأوي ــوم أن يمكن آخ ــه يق ــارح أى ب ــفة دارس أو ش لفلس

فلســفته على مقحمــة هوســرل عنــد البينذاتيــة هوســرل. ولأنT باعتبارها ــا وحدية، الأنا واتهامات النتقادات مواجه لها تأويال ولأنه

أبحــاث ” وهى الأساسية النصوص خارج من أتت متأخرة إضافةــة ــار ” و “ منطقيـ ــورى المنطـــق ” و “ الأفكـ والمنطـــق الصـ

مثــل كتب إلى تحــولت محاضرات فى وتمثلت “ الترانسندنتالى نجــد فســوف “، الأوروبيــة العلوم أزمة ” و “ ديكارتية تأمالت ”

تحتهــا تكمن زائفــة بينذاتية هوسرل إليها يدعو التى البينذاتية أنــا النزعــة نفس ــة الأن الأساســية. نصوصــه فى المعروفــة وحدي

المحاضــرات فى إال تظهــر ال البينذاتية فى نظريته أن والمالحظ كتبهــا الــتى المؤلفــات فى تظهــر ال لكن كتب، إلى تحولت التى

-167-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

.مكتملة كتب فى نشرها بهدف بيده هوسرل

: العالم بتوسط - بينذاتية1 العــالم تفــترض ونظريــة علم كــل أن إلى هوســرل يــذهب

ــة التساؤل، موضع تضعه وال به مسلم كأمر بنا المحيط والحقيق وإذا فلســفى، أو علمى تفكــير لكــل الأســاس هو العالم هذا أن

يجب ال الفلســفة فــإن وتفترضــه به تسلم الأخرى العلوم كانت بنائه وفى فيه تبحث أن يجب بل به مسلم كأمر تأخذه أن عليها

أن كذلك يجعله وما الذوات، بين مشترك العالم وخصائصه. هذا أنهــا على مباشــرة تؤخذ ذات أى جانب من تأتى التى التأكيداتT لأنهــا الأخــرى الذوات بين مشتركة عامة تأكيدات توجــد جميعــا

يمكن العـالم هـذا حول ذات تؤكده وما مشترك، واحد عالم فى أى أن إلى هوســرل بالتبــادل. ويــذهب أخرى ذات أى تؤكده أن

T ليس علم ــا ــه إال ممكن T لكون ــتندا ــذا على مس ــالم ه ــد الع الواحــا المشــترك، ــة الفلســفة أن كم ــة ليســت الكلي بفضــل إال كلي

وجـود قبـلهوسـرل: ” الكلى. يقـول العالم هذا على اعتمادها واحــد إنجــاز هنــاك كــان الــذوات جــانب من عقليــة إنجازات أى

ــاره دائمــاT حاضــر ــاT باعتب كــل قبــل من مفترضــاUniversal، T كلي العلمية علمية. وللحياة وقبل علمية حياة وكل إنسانية ممارسة

أساســها باعتبــارهو روحيــة ملكيــة باعتبــاره الكلى الإنجــاز هــذا تتدفق العلمية الحياة لهذه التالية الإنجازات وكل الثابت، التحتى

الذى العالم أن إدراك إلى نتوصل أن وفيه. يجب العالم هذا عبر الإعطــاء لأســاليب الســائلة التغــيرات خالل من لنــا بدوام يوجد

Givennessأن فى ويســتمر كذلك صار وقد كلية، عقلية ملكية هو - Meaning معنى وكبناء ذهنياT، مشكلة وحدة باعتباره كذلك يكون

Constructوخاصــة . العــالم،(1)“ الوظيفــة نهائيــة كلية لذاتية كبناء

من هوسرل فلسفة تناول رفض إلى الباحثين من كثير ذهب فى ظهــرت كمــا فقــط وتناولوهــا كتب فى المنشــورة محاضــراته

ــتى الكتب ــرها ال ــرل نش ــه هوس ــه فى نفس ــل حيات ــفة ” مث فلســار ” و “ منطقيـــة أبحـــاث ” و “ الحســـاب المنطـــق ” و “ األفكـ أدورنــو ذلــك على والمثــال “، الترانســندنتالى والمنطــق الصــورى

فال. وجان وفاربر1 (1) Husserl: The Crisis of European Sciences and Transcendental

Phenomenology. An Introduction to Phenomenological Philosophy.

-168-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

كليــة، لذاتيــة ذهنى وتشكل معنى بناء هو المعاشة، الحياة عالم هــو وهــذا الــذوات، بين مشــتركة ذاتيــة هى الكلية الذاتية وهذهــا نفس ــالروح هيجــل يقصــده م ــروح أن والمالحــظ ،Geist ب ال

يســتمر العالم. كمــا السابقة: بناء الوظيفة نفس لديها الهيجلية الجماعيــة الكليــة الذاتيــة هــذه إنجــاز بــأن القــول فى هوســرلــو معنى من به يرتبط وما العالم إنتاج فى والمتمثل نفس فى ه

T الــوقت النظــرة إنهوســرل: ” الذاتيــة. يقــول لهــذه تموضــعاــة ــالم الراديكالي ــتى للع ــا )ال إلى النظــرة فلســفته( هى تحمله

. العــالم(1)“ خــارجى هــو فيما ذاتها عن تعبر أنها ... على الذاتية تخــارج هــو مثلمــا الكليــة، للــذاتExternalization تخــارج هــو

هيجل. عند المطلق للروح

ــكلة ــية والمش ــبة الأساس ــرل بالنس ــة فى هى لهوس كيفيــل ــود إلى التوص ــرين وج ــود من الآخ ــا، وج ــول الأن ــذه وتتح ه الخــبرة تكــون وهو: كيف كانطى سؤال إلى يديه على المشكلة الإجابة جذب هوسرل يحاول ولذلك ؟ الأنا لدى ممكنة بالآخرين

شــروط أن يوضح الترانسندنتالية. إنه الدائرة إلى السؤال على الخــبرة مثــل ترانســندنتالية شروط هى بالآخرين الخبرة إمكان الآخــرين حضــور ” هى عنــده القضــية كانط. تصبح لدى بالعالمــاك ــبة هنـ ــذا ،(2)“ لى بالنسـ ــور وهـ ــة يوصـــف الحضـ بنظريـ

تتحـول النظريـة بـالآخرين. وهـذه الخـبرة فى ترانسـندنتالية جميــع أمــام للعــالم المشــترك الحضــور فى نظريــة إلى لديــه

الأخــرى الــوقت. فالــذوات نفس فى الآخــرين وذوات أنــا ذاتى الــذوات،T لأننــا لى بالنسبة موجودة T نخــبر جميعــا T عالمــا بنفس واحــدا

لخبرتنــا واحــد كموضــوع واحــد عــالم أمامنــا لأن أو الطريقــة،T. يقول T هناك أن بما إنه هوسرل جميعا نفس يدركون آخرين أناسا

أنــا أوجــد كمــا موجــودون الآخــرون فهــؤالء أدركــه، الــذى الشــئ تفاعلية ليست البنيذاتية إلى الوصول فى الطريقة بالضبط. هذه

الأنــا خــبرة إمكانية أو شرط يضع هوسرل لأن ذلك تبادلية، أو

Translated by David Carr (Northwestern University Press: Evanston 1970), P. 113 / Sec. 29.

1 (2) Ibid.2 (3) Ibid: P. 108.

-169-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

الأنــا بين يتوســط الــذى هــو العــالم: العــالم وجود فى باآلخرين الخــالص الأنــا من للآخــر الوصــول من يتمكن لم أنه أى والآخر، لديــه موضــوعانية نزعــة هــذه وتعــد العالم، بتوسط بل مباشرة

Objectivist.

: الجسد بتوسط - بينذاتية2 جسـد الجسد، بتوسط البينذاتية إلى هوسرل يتوصل كذلك

بى خــاص هــو ما ضوء فى الفينومينولوجى الرد يمارس إذ األنا، هو وملكه به خاص هو ما أن يكتشف الرد وبعد ،Owness وملكىــئ، نفس وجد اآلخرين على الرد نفس مارس وإذا جسده، الش

هــو عنهم اغترابه أو انتزاعه يمكن وال وحدهم بهم خاص هو فماــدهم ــرل يعلم . أال(1)جسـ ــد أن هوسـ ــترب أن يمكن الجسـ عن يغـ

أنـه على جسـده إلى ينظـر أن يمكن اإلنسـان أن يعلم أال ؟ اإلنسانT ليس ؟ المغترب الدينى الوعى حالة وفى العبودية حالة فى له، ملكا

الــــــــــــــرد هــــــــــــــذا هوســــــــــــــرل يصــــــــــــــف الترانسندنتالى التأسيس فى ضرورى أنه على الجسد إلى اإلختزال أو

ألغيـنا وإذا اآلخرين، وأجساد جسدى الجسد، ألغينا . فإذا(2)لآلخر بالحيــاة مرتبطــة هى الــتى اآلخــرين، ونفــوس نفســى النفس، معه

ــرء، الســيكوفيزيائية ــة من نتمكن فلن للم ــر، معرف لن إذ اآلخ لـه ألن موجـود الـذات. اآلخـر فى أسـاس اآلخـر لمعرفة يكونT T نفسا هــذه بفضــل موجــود وهــو ســيكولوجية، وحياة وجسدا

ــياء ــنى األش T ألن ــا ــا أيض ــه أمتلكه ــنى مثل ــة فى وألن ــرد عملي ال إلغــــــــــــــاء أســــــــــــــتطيع ال الفينومينولــــــــــــــوجى

اآلخــر وجــود هوســرل يؤســس ونفســى. لكى جســدى استبعاد أوT T تأسيســـــــــــــــــــــــــا فينومينولوجيـــــــــــــــــــــــــا

T، أو على يســتند عنــده، الشــئ نفس يعــنى والــذى ترانســندنتالياT األنا ووجود كجسد اآلخر وجود إلى هوســرل كجسد. ويعود أيضا

ــد ــالم الجســد اخــتزال أن على التأكي الصــلة يقطــع أن يمكن والع

1 (1) Ibid: P. 168.2 (2) Husserl: Cartesian Meditations, Section 45, P. 140 in Don

Welton (editor), The Essential Husserl. Basic Writings in Transcendental Phenomenology (Indiana University Press: Bloomington 1999).

-170-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

أنــا، بــذاتى صــلتى يقطع أن يمكن ال لكن باآلخر الترانسندنتاليةــنى ــة خاصــتى فى ” ألن ــوى القطب أبقى الروحي ــاتى األن لعملي العــالم عن االســتغناء الممكن . من(1)“ ولقصديتى الخالصة الذاتية

الجامع القطب باعتباره الخالص األنا يبقى لكن واآلخرين والجسد هوســرل عنــد الذاتيــة ليســت الذاتيــة. إذن العمليــات لكــل والموحد الجســد مثــل البينذاتيــة وســائط على حتى أو البينذاتية على مؤسسة إلى أخــرى مــرة هوســرل فقــط. يعــود ذاتهــا على بــل والعــالم،

فى لنظريته شرحه سياق فى حتى وحدية واألنا األنوية نزعته يســحبه بيــد� بينذاتية فلسفة من لنا أعطاه فما البينذاتية،

األخرى. باليد أخرى مرة

ــواء ــكار ” فى وسـ ــأمالت ” فى أو “ األفـــ ــر ال “ التـ يظهـ اآلخــر لمســألة هوســرل تنــاول ســياق فى إال الجســد موضــوع الجسد عن للحديث هوسرل هامة. اضطر داللة ولهذا ووجوده،

وجــود إشــكالية ليحل الخالص األنا من الجسد وجود والستنباطــد. بدون الوجود هذا تأسيس من يتمكن لن فهو اآلخرين، الجس

ــان هــل T هوســرل ك ــادرا دون اآلخــرين وجــود تأســيس على قــتعانة ــوم االس ــذا ال. إن ؟ الجســد بمفه ــوم ه من مقحم المفه

اآلخرين. فقد وجود تبرير إال له هدف وال االستدالل سياق خارج المعرفــة أســاس أنــه وأثبت الخــالص األنــا وجود هوسرل أثبت

T يســتطع لم لكنــه جسد، وبدون البداية فى كله والعالم انطالقــا واحتــاج اآلخــرين، وجــود تأســيس وحــده الخـالص األنــا هذا من

األنــا فى نظريتــه فشــل يثبت وهــذا الجســد، مفهوم إلى عندئذT تكون أن فى الخالص اآلخر. مع ولعالقة للبينذاتية أساسا

البدايـة أن إلى هوسـرل يذهب ؟ الآخر الأنا الأنا تدرك كيف الأنـا. وعنـدما أمـام جسـم صـورة فى الآخـر الأنا بحضور تكون فأنــا مثلى عضــوى كــائن أو جســم أمــامى الــذى هــذا أن أدرك

T مثلى آخر أنا أنه على أدركه بالتالى جســمه أن . صــحيح(2)تماما وتطــابق تــواز هنــاك إذ جســمى مثــل جســمه لكن جســمى، ليس

1 (3) Ibid.2 (1) Ibid: PP. 137 - 138.

-171-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

الجســم أدرك يجعلــنى الــذى هو والتطابق التوازى وهذا بينهما،Alter آخـر أنا أنه على أمامى الحاضر egoيسـتدل كيـف . الحـظ

خالل من بـــه الأنـــا وعى على أو الآخـــر وجـــود على هوســـرلT يضع هنا . هوسرل(1)الجسم الكــانطى النمــط على قبلية شروطاT قــدم هيجــل أن بالآخر. والحقيقة الوعى لإمكانية T وصــفا مختلفــاT ــا ــوعى تمامـ ــالآخر للـ ــروط بـ ــان ولشـ ــذا إمكـ ــوعى هـ فى الـ

بـأن تـوحى مصـطلحات هوسـرل اسـتخدم الفينومينولوجيا. لقدT يتضمن بالآخر الوعى حســى إدراك الحقيقــة فى لكنــه اســتنتاجا

والمثــالى الترانسـندنتالى الفينومينولـوجى هوســرل أن للآخر. الغريب عن هوسرل حديث الحسى. إن الإدراك خالل من بالآخر الأنا وعى يتناول

ــة ــ ــر معرف ــ ــد خالل من الآخ ــ ــذكرنا الجس ــ ــونيات ي ــ بالروبنسRobinsonadesانطالقهــا نقطــة تأخذ التى الفردية بالمنهجية أى

الذى االجتماعية. فالأنا العالقات كل منه وتستنبط الوحيد الفرد من فى المنعــزل كــروزو روبنســون هــو بــالآخر وعيه هوسرل يصف

الوصــف الجمعــة. هــذا يــوم رجــل مرة لأول يدرك والذى جزيرتهT يذكرنا بالآخر الأنا لوعى لهذا الأصلى الفلسفى بالنموذج أيضاــه فى وخاصــة فخته لدى والمتمثل االستدالل من النوع ” عن كتاب ويقيم المــواطن وواجبــات حقــوق كــل يســتنبط إذ “ الطــبيعى الحقT T هيكال T تشريعيا T كامال وطبيعتــه. الفــرد ذات فى التأمل من انطالقا

T كــان بــالآخر الأنــا وعى فى الجســد توسط أن والمالحظ ملمحــاT ــتى الذات أداة أنه على الجسد إلى نظر إذ فخته، لفلسفة مميزا ال هوســرل بين القــوى التــوازى على آخر دليل وهذا الآخر، بها تعرف وتكرارها هوسرل لفلسفة الذاتى المثالى الطابع يؤكد مما وفخته لفختــه الهيجلى النقــد انطبــاق يجعل مما الذاتية، فخته لمثالية

T. هوسرل على مبررا

تتضــمن آخــر بشــخص خــبرتى أن إلى هوســرل ويــذهبــة ــا إلى النظــر أى ،Pairing المزاوج ــر الأن ــا على والآخ أنهم

جســدى بين والمطابقة والتوازى المماثلة اثنين. فمع زوجينT هنــاك الآخر وجسد نفس من زوجين االثنــان بأننــا وعى أيضــا

1 (2) Husserl: Ibid, P. 147 / Sec. 50.

-172-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

ــوع ــم ونفس الن ــرفى أو الجس ــة ط ــة عالق ــذهب(1)ثنائي . وي أى فينومينولوجى، أساس لها المزاوجة هذه أن إلى هوسرلT. ويتضمن للوعى مؤسس وحــدة مفهــوم الأســاس هــذا قبليا

ــاثالت Unity المتم of Similaritiesــتى ــت ال ــة ليس فى مدركT. الغــريب ذاتها التجربة تؤسس بل التجربة أن فينومينولوجيــا فلســفة فيــه يخلــط حســابى أســلوب إلى هنــا يعــود هوسرل ووحدة المزاوجة بالآخر. فموضوعات الأنا وعى مع الحساب

هوســرل أن ويبــدو الحســاب، فلســفة إلى تنتمى المتماثالت بالمزاوجــة الــوعى هــل كتبــه. لكن فلســفى عمل بأول متأثر البـــاحث هـــو ثـــالث مالحـــظ لـــدى أم الأنـــا لـــدى وعى

T ليس أنه الحقيقة ؟ الفينومينولوجى الآخــر أو الأنــا لــدى وعيا البــاحث لــوعى شــرط بهــا والــوعى أمامــه. المزاوجــة الــذى

بالأصح وهى والآخر، الأنا بين بالعالقة نفسه الفينومينولوجى بــاحث قبــل من الأنا أمام ووجوده الآخر حضور لكيفية وصف

للأنــا يصف الذى هو الفينومينولوجى فينومينولوجى. الباحث ويقول الوعى، لهذا القبلية الشروط هى وما الآخر تعى كيف ” للأنــا يقــول إنــه المزاوجــة، الشــروط هذه بين من أن للأناT لأنكما الآخر تعى أنت ــر الأنا أما “، زوجين تشكالن معا والآخثالث. شخص بإزاء إال زوجان أنهما يعيان فال

ــة الشــروط وصــف فى هوســرل ويســتمر ــوعى القبلي لل هوســرل: ” خبرتى. يقول فى معطى يكون أن ولكيفية بالآخر

T )أو ذاته على منعكساT كونه فى العضوى جسمى إن فى متصال فيــه، يعطى الــذى النمــط باعتبــاره الهنــا بذاته( لديــه انعكاس

الهنــاك له( لديــه )المواجه الآخر جسم وخاصة آخر جسم وكل لــه ليس . )ولكن(2)“أنــا( لى فيه يعطى الذى النمط )باعتباره

أســتطيع حركــتى طريق هنا(. وعن هو له بالنسبة فالهناك هو،ــع أدرك أن وأســتطيع هنا، إلى هناك أى أحول أن الأشــياء جمي وجهــة حســب مختلفــة أحــوال وفى مختلفــة بطرق حولى من

الأخــرى. الأجســاد لجميــع بالنســبة الحــال وكذلك إليها، نظرى

1 (1) Ibid: P. 148 / Sec. 51.2 (2) Ibid: P. 150 / Sec. 53.

-173-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

فى تتمثــل الآخــرين وبين بيــنى داخليــة صــالت فهنــاك ولــذلك يمكن مكــانى أن بحيث النظــر ووجهــات الأمكنة تبادل إمكانية

T يكون أن ــتى الإمكانية صحيح. هذه والعكس للآخر مكانا هى ال مــا هى فينومينولوجيــة قبليــة بصورة وادركها وعيى فى داخلة

T يؤسس خــبرتى أن هنــا بــه. الحــظ وخــبرتى بالآخر وعيى قبليا الــذى المكــانى الحيز فى وتنحصر أنا وعيى فى تتأسس بالآخر جسد يحتل أن بإمكانية وعيى وهو فيه، أوجد أن يمكن أو أوجد النظر، وجهات ونتبادل مكانه نفس أنا وأحتل مكانى نفس آخر عالقــة فى بــل وبينه، بينى عالقة فى بالآخر خبرتى تتأسس وال

ــة من المحيطة والطبيعة جهة من االثنين نحن بيننا ــرى، جه أخ منتهى هــو وهــذا للآخــر، لإدراكى الوســيط هى الطبيعــة فهذهT يؤسس ما إن يقول وحدية. هوسرل الأنا هو بالآخر وعيى قبليا

T بالوجود وعى إمكانيــة يتضــمن الذى المتشارك الحضور أو معا هــو المشــترك الواحــد فالمكان النظر، ووجهات الأمكنة تبادل

عالقة ال به، خبرتى عليه أؤسس أو الآخر به أعى الذى الوسطــه. هوســرل بيــنى متبادلــة شخصــية ــا يصــف وبين بطريقــة هن

ــة ــة فينومينولوجي لى، بالنســبة كموضــوع الآخــر تشــكل كيفيلخبرة. كموضوع

فى الذات تتحقق عندما إال هيجل عند البينذاتية تتحقق ال ،Otherness الآخريـــــــــــــــــــــــــــــة

الآخريــة كانت سواء بذات، ليس ما كل لدى وجودها تثبت أى أخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرى ذوات

موضوعات. أو

T الآخريــة وتعــد T موضــوعا هيجــل، فينومينولوجيــا فى هامــا للــذات المواجــه الموضــوع أنهــا على الآخريــة يفهم ال وهيجــل الأنــا أو للأنــا، المواجهــة الأخــرى الــذات أنها على بل وحسب،

T يحــدث بــذلك لى. وهــو المواجــه أو للأنا المواجه الآخر انقالبــا معالجــة الالأنــا. تنقســم على الآخريــة قصــر الــذى فختــه على

ــا ــة الفينومينولوجي ــا إلى للآخري ــا معالجته T باعتباره ــوعا موضT T وباعتبارها للذات مواجها ــة مواجهة أخرى ذاتا ــذات. والآخري لل

-174-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

T باعتبارها الســيد جــدل تتناول التى الأجزاء عبر تمتد أخرى ذاتا الوصــول وحــتى المتبــادل االعــتراف أجل من والصراع والعبد

من الجــانب وهــذا أنــا، هو الذى والنحن نحن هى التى الأنا إلى وخاصــة هوســرل لــدى البينذاتيــة مع يقارن لأن يصلح الآخرية

تحليالت يتجــاوز للآخريــة هيجــل الخــامس. تحليــل التأمــل فىــا، ويتفــوق هوســرل ــك عليه ــه ذل ــة فى يتوصــل لأن إلى النهاي

T له نجد ال الذى الروح مفهوم نجد أن هوسرل. يمكننا لدى مثيالT ــثيال ــوم م ــاة لمفه ــة الحي ــوم فى الأخالقي ــالم مفه ــاة ع الحي

مثيل. له فليس الروح مفهوم أما المعاشة،

: البينذاتية إلى المباشر غير - الطريق3ــا إدراك يتم حين وفى T األن ــا T إدراك ــير مباشــرا متوســط وغ

بتوســط. بــل مباشــرة بطريقــة ال إدراكــه يتم اآلخر فإن بشئ،ــرل يسميه بما يكون لألنا بالنسبة وتموضعه اآلخر فإدراك هوس

T T حضــورا T أو مشــاركا ــل أى بالمشــاركة، تمثال ــه لآلخــر تمث لكونT ــا نفس فى حاضــرا ــدرك المكــان. األن صــرف عقلى بحــدس ي

عن يكون به الوعى فإن اآلخر أما واحدة، لحظة وفى ومباشرة لــدى بــاآلخر الــوعى يحصــل ال.الحسى اإلدراك من نوع طريق

العقلى الحـــدس أو المباشـــر الـــوعى شـــرف على هوســـرلــل المباشــر T يظــل ب ــدا ــؤدى بالحــدس مقي ــة الحســى. ت نظريT اآلخــر يكن لم إذا بأنه القول إلى هذه هوسرل بجســمه حاضــرا

آخــر هنــاك أن معرفــة أو بوجوده الوعى من أتمكن فلن أمامى تحــول جســمى. لقــد مثــل جســم ولــه نــوعى نفس ومن مثلى

طــرزان موقــف إلى كروزو روبنسون موقف من اآلن هوسرل رضــيع وهــو الغابــة فى إنســان إلقاء تم يقظان. فإذا بن حى أو

T هناك أن معرفة من يتمكن فلن طــوال يرهم لم ألنه مثله بشراT اآلخــر وجود تأسيس معنى هو حياته. وهذا األنــا وعى فى قبليــا

من تمكنــه قبليــة مقولة األنا وعى فى الجسد. ليس طريق عن اســـتعداد األنـــا لـــدى وليس آخـــرين، بشـــر وجـــود توقـــع

دون مثلــه أخــرى ذوات وجــود معرفة من يمكنه فينومينولوجىيراهم. أن

-175-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

األنــا بين ثنائية عالقة خالل من البينذاتية يتناول هوسرل إنــا عالقــة وهى وصحة أصالة األكثر العالقة يتناول وال واآلخر، األن

بين العالقة دراسة فى هوسرل انحصار بالنحن. إن أو باآلخرين األصـــل العالقــة أنهــا على العالقــة هــذه إلى ونظرتــه ذاتين

وحديــة أنــا عن نــاتج الفينومينولوجيــة األولويــة وذات واألساســبة يعد باآلخر الوعى فإن وحدى أنا الذاتية. فألنه ومثاليته بالنس

دراســة فى ويأخــذ واهتمامــه تفكــيره على تســتحوذ مشكلة له وهى األخــرى العالقــة عنــه تغيب وبــذلك لهــا، القبليــة الشروط

اله-م. أو بالنحن األنا عالقة

: البينذاتية العالقة داخل وحدية األنا - النزعة4ــا ــر كم ــا تظه ــة الأن ــة وحدي ــذ المتطرف ــر وقت من فى مبك

إلى هوســرل يــذهب إذ “، الداخلى بالزمان الوعى ” محاضراتT يكون أن يمكن الآخر أن Absolute مطلــق لمعطى ممتلكا datum

ال ذلــك لكن أنــا، احتاجهــا الــتى المعرفية والأحوال الأفعال حول ولــذلك ،(1)المطلقــة ومعطياتــه هو استبعدته قد أكون لأننى يهم،

وبيــنى. هــذا بينــه عالقــة أى كذلك تفيدنى ولن يفيدنى لن فالآخر معطى ليس للآخــر مطلــق بشــكل معطى هو ما أن إلى بالإضافة

ــو. يخصه الذى المعطى هذا ينفعنى ال ولذلك لى، الشكل بنفس ه أن يقول هيجل لأن بالضبط، هنا يظهر وهيجل هوسرل بين الفرق لى. فعلى بالنســبة مطلــق بشــكل المعطى هــو نفســه الآخــر بطريقـة لـه والمعطـاة للآخـر المعرفيـة الأحـوال أن من الرغم

معطى ذاته الآخر أن إال الطريقة، بنفس لى معطاة ليست مطلقة نفس فى هى بــالآخر عالقــتى فــإن هنا ومن مطلقة، بطريقة لى

مجـرد هيجـل عنـد المعرفيـة العالقـة معرفية. ليست عالقة الوقت الأنــا بين بــل ومعطياتــه، الــوعى بين أو ووعيــه، الأنــا بين عالقة

فى هيجــل عند والآخر الأنا لعالقة المعرفى الطابع والآخر. ويتضح المعــرفى والــدور الآخر، مع العالقة بفضل يتكون بالذات الوعى أن

مـع تفاعلـه فى الـذاتى الوعى هذا تشكل على يعتمد الذاتى للوعى

1 (1) Husserl: On the Phenomenology of Internal Time Consciousness, P. 361.

-176-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

.الآخر

ووعيهــا الأنــا هويــة فى دور أى الآخــر مــع الأنــا لعالقة ليس الأنــا أن هوســرل قــول من ذلــك ويتضــح هوســرل، عنــد بــذاتهاT ليس وهو ” ذاته من فرديته على حاصل من فرديتــه على حاصال آخــر شــئ أى مــع أو جســده مــع ســببيته . أى(1)“ الســببية خالل

T كونهــا من أو الجســد من هويتهــا الأنــا تســتمد عنــه. ال خارجــا غــير أخــرى وفرديــة هوية هناك فيه. لكن حالة أو لجسد ممتلكة

من الثـانى النـوع الآخـرين. وهـذا لـدى وفرديتها الأنا هوية وهى هذه، الفيزيــائى الجســد خاصــية فبسبب ” الجسد، خالل من يكون الهويةــالى أخرى أنا أى قبل من للتمييز قابلة الأنا تكون أن يمكن الحى وبالت

ــل من ــاس قب T الن ــا ــالنظر جميع ــعها إلى ب ــان فى وض ــادى المك المT ليس وضع وهو الفيزيائية، للأجساد لأن قابليتهــا ... لكن أصــيال

أى تعطى ... ال الناس كل أمام المكان فى هوية على وتحصل تتميزT كونها فى إسهام عليــه تتحصــل الـذى هـو فهــذا لـذاتها، كيانا للفردنــة مبــادئ والمكــان الزمان ليس للأنا ... فبالنسبة بالفعل

الحــدس إنهــا ؟ للأنــا بالنســبة الفردنــة مبــادئ هى مــا . لكن(2)“ــه. طريقة على الفردية على حاصلة بكونها المباشر الماهوى فخت

ــا هوســرل أن والواضــح ــا فى منغمس هن ــة الأن T، وحدي ومن تمامــاT الواضح شـئ أى ال نفسـها الأنـا مصدرها عنده الأنا هوية أن أيضا

على عنــده الأنــا تحصل إذ الأنا، لهوية هيجل وصف عكس وهذا آخر؛ واعـتراف صـراع عمليـة تفاعليـه، عمليـة خالل من بذاتها هويتهاT يبدأ متبادل الأنا هوية بين يفصل والحاجة. هوسرل بالرغبة أوال

وطريقـة مجالهـا هويـة لكل ويعين الآخرين لدى وهويتها ذاتها لدى لــدى والهوية مباشر، ماهوى حدس الأنا لدى عليها. الهوية الحصول هيجل ومكان. أما زمان فى والتموضع الجسد خالل من تكون الآخرين

والهويــة الــذات لــدى الهوية بين الحاد الفصل هذا مثل عنده فليس

بحث فى ميد هربرت جورج األمريكى المفكر يتوسع ــا واآلخر األنا بين التواصلية أو التبادلية العالقة عالقــة باعتباره

T، للمعرفــة ومؤسســة معرفيــة االتجــاه هــذا فى ويتبعــه قبليــا هابرماس. يورجين المعاصر األلمانى الفيلسوف

1 (1) Husserl: The Crisis of European Sciences, P. 218 / Sec. 62.2 (2) Ibid.

-177-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

ــدخالن البعض بعضــهما على يعتمدان فاالثنان الآخر، لدى فى ويوالتأثر. التأثير ويتبادالن جدلية عالقة

: لألفراد تابع الجماعة - وجود5ــانت إذا ــفة ك ــرل فلس ــة هوس ــة يينذاتي ــر حقيقي إلى لنظ

العــالم على األوليــة لهــا أن على الــذوات من المكونة الجماعة نجـده لكننـا الطـبيعى، بالعـالم الـذوات عالقـة وعلى الطـبيعى

صــورة فى يتأســس شــئ أول إنيقــول: ” إذ بــالعكس، يقــوم هــو بينــذاتياT المشــتركة األشياء كل وأساسCommunity مجموع

ــة ...Commonness الطبيعــة جماعي “ ليس جمــاعى شــئ . أول(1) T باعتبارها الطبيعة بل الذوات جماعة T مكانا الذوات. بين مشتركا

على متبادلــة عالقــات من بينها وما الذوات جماعية يؤسس هوسرلالعكس. ال الذوات بين المشترك ووجوده العالم

ــدى ليس ــرل ل T هوس ــورا T تص ــحا ــع عن واض ــرى مجتم بشT كـان لـو كمـا ويسـلك واحدة وحدة ويشكل بذاته مستقل فـردا،T يعلن وهـو أكـثر، ال األفراد من مجموع عنده المجتمع بل واحدا

المونــادات من جماعــة اإلنســانى العــالم إن بقوله صراحة ذلكCommunity of Monadsذو الواحد العالم الجماعة هذه وتؤسس

كثــيرة، مونــادات اإلنســانى . العالم(2)الجميع لدى الواحدة الهوية فلسفة صورة فى تتخفى التى المتطرفة واحدية األنا هى وهذه

T أراد إن أنــه حين فى بينذاتية، اجتماعية فلســفة تأســيس حقــاT البشرى المجتمع على أطلق قد لكان جماعية T مونادا وعالجه واحدا

القــانون لغــة وفى المونــادات، من مجمــوع ال واحــد موناد أنه علىــة، بالشخصــية يتمتع أن يمكن اإلنسانى المجتمع فإن االعتباريT نعتبره أى T شخصا T يسلك كان إن فردا T ســلوكا T واحــدا منتظمــاT، كان لو كما “. أنا هو الذى النحن ” هيجل بتعبير أو فردا

ــا مصــطلح تحت هوســرل يعالجه أنا ليس ما كل Non الالأن

EgoT والنــاس الطبيعــة يشــمل الالأنــا وهذا ته،يشف بذلك مكررا كــل فى حاضــرة والالأنــا الأنــا بين الثنائيــة تــزال وال الآخــرين،

1 (1) Husserl: Cartesian Meditations, P. 152 / Sec. 55.2 (2) Ibid: P. 145 / Sec. 49.

-178-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

هوســرل يــذهب إذ “، ديكارتيــة تأمالت ” حتى هوسرل أعمالــاهيتى أن إلى ــاقض أن يمكن م ــعContrasted تتن آخــر، شــئ م

غــير آخــر شخص أو آخر بشئ وعى على أكون أن يمكن وإننىــا أن أى ذاتى، ــا أو الالأن ــر الأن ــون أن يمكن الآخ T يك ــوعا موض

غــير بشــئ وعى على يحتــوى أن يمكن إذن أنــا . وعــيى(1)أنــا لوعيى أن هنــا الالأنــا. الحــظ يعى الآنــا آخــر، شخص أو آخر شئ ذاته،

أى حضــور أو وعــيى، فى الآخــر حضــور أن إلى يذهب سوف هوسرل يتم ذاتهــا، الأنــا بشــروط يتم الأنــا، وعــيى فى الأنــا غــير شئ

تكون التى هى الأنا الأنا، قبل من قبلى أو فينومينولوجى بتأسيســا ــوع الالأن ــة، كموض ــذا للمعرف ــو وه ــا منتهى ه ــة الأن وحدي

صــياغة إعــادة كــذلك وهــو الرأس، حتى ذاتية ومثالية المتطرفة المنهج بمعاونـــــة الترانســـــندنتالية فختـــــه لمثاليـــــة

ــارات القضــايا هذه نفس فخته وضع الفينومينولوجى. لقد وبعبــبيهة ــ T ش ــدا ــ ــارات ج ــ ــرل بعب ــ ــتعانة دون هوس ــ بمنهج االس

فينومينولوجى.

ــا الأنا إدراك عن هوسرل فكرة فى هامة أخرى نقطة لالأنT وتعــد تهيشف من أكثر تقربه وأناويتــه. الذاتيــة لمثاليتــه توكيــدا

الأنــا وعى أو إدراك أن إلى الفقــرة نفس فى هوســرل يــذهب الأنــا تجــاوز فى تتمثــل قصــدية معينــة، قصــدية يتضمن بالالأنا

ــا وعى يتم . الTranscends(2) الخالص لوجوده ــا الأن الآخــر بالأنT أو بينذاتية تفاعلية عالقة خالل من والحاجــة الرغبة من انطالقا

T بــل الأنا، لدى أى الخــالص، لوجودهــا الــذات تجــاوز من انطالقــاT T نفسها الذات من انطالقا نجــد كمــا بينذاتية عالقة من ال أيضا

ــد ــذلك عن ــة هيجــل. ول ــة ليســت الهوســرلية فالبينذاتي بينذاتيفكرية. حيلة أو اسم ومجرد وهمية بل أصلية أو حقيقية

T المعاشــة والحياة هيجل عند األخالقية - الحياة خامسا: هوسرل عند

T، وهيجــل هوســرل بين التوازى يزال وال أن فبعــد مســتمرا

1 (3) Ibid: P. 144 / Sec. 48.2 (1) Ibid.

-179-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

T هيجل فلسفة فى أن كيف السابق العنصر فى رأينا T بعدا بينذاتياT البينذاتيــة افــتراض كيفيــة اآلن نــرى هوســرل، بــه يســتبق قويا

البينذاتيــة فيــه تحــدث الذى اإلطار هى للحياة. فالحياة عندهما وإمكانيــة اإلمكــان بشــروط يمــدها الــذى القبلى لها يشكل وما

” فى االســم هــذا بنفس الحيــاة مفهــوم هيجــل التحقق. يبحثــاة ” عنوان وتحت “، الالهوتية الشباب كتابات ــة الحي “ األخالقي

Sittlichkeit - Ethical Lifeالروح. فلسفة فى يينا محاضرات فى “ الحياة عالم ” مسمى تحت الحياة مفهوم فيعالج هوسرل أما

Lebens Welt - Life Worldأزمة ” وفى “ ديكارتية تأمالت ” فى الحياة عالم مفهوم يظهر وال أساسية، بصفة “ األوروبية العلوم

T إال عنــــده على الســــابقة األساســــية كتاباتــــه فى نــــادراT ليس المفهوم هذا أن نرى هنا “. ومن ديكارتية ” تأمالت ــيال أصT ــفة فى ومتأصــال الحقــة إضــافة إال ليس وأنــه هوســرل فلس مفهــوم مثــل مثلــه “ الأفكـــار ” منذ المكتمل لمذهبه ومتأخرة

البينذاتية.

: خاتمـــةالمعرفــة عامــل لكونــه كانط على يعترض هوسرل كان إذا

ــه خالل من ــات فى نظريت ــة الملك ــه أى المعرفي ــنع ألن ص والعقــل الحس وأســماها معرفيــة لعمليــات ذهنيــة كيانــات اتهم الشــئ. لقــد بنفس قــام نفســه هوسرل فإن والفهم، قــد المعرفيــة الملكــات فى بفلســفته بأنــه كانــط هوسرل

هــو بالضبط وهذاMythical خرافى أو أسطورى منحى نحى للوعى القبلية األفعال كل نسب ألنه ذلك هوسرل، فعله ما

ــوعى إلى ــ ــالص الـ ــ ــا الخـ ــ ــق واألنـ ــ ــذات أو المطلـ ــ الـ من أســطورية أقــل ليســت األشــياء وهذه الترانسندنتالية،

المعرفية. كانط ملكات

نمارس أن يمكن T T نقدا عند الترانسندنتالية للذاتية كانطيا العقــل أفكــار من فكــرة إال ليســت إنهــا ونقــول هوسرل والعالم الإله أفكار مثل السئ الكانطى بالمعنى المحض

الترانســندنتالية الذاتيــة إلى هوســرل والخلــود. يتوصــلــا ــاس باعتباره ــة أس ــرطها المعرف فى لكن القبلى، وش

-180-

المطلق والروح الترانسندنتالى األناالسادس الفصل

ــنى الموضوعية على يضفى ما باعتبارها الوقت نفس مع الكمــال مطلب تحقــق إنها وكلية، ضرورة التجربة وعلى

ــتى الميتافيزيقية الأفكار تحققه الذى والتمامية نقــدها الــل ترانســندنتالية هى الترانسندنتالية كانط. الذاتية بالفع

السئ. الكانطى بالمعنى

فى إال الترانسندنتالية الذاتية عيوب إلى هوسرل يلتفت لم ديكارتيــة تــأمالت محاضــرات مع1927 )سنة متأخر وقت البينذاتيــة بفكــرة مذهبــه تطعيم حــاول باريس( ولذلك فى

ــير ــندنتالى وتفس ــه على الترانس ــو أن ــذا ه ــذاتى. وه البين اإلطــار باعتباره الحياة عالم مفهوم إلى يلجأ جعله التفسير السير يعيد هوسرل كان الطريقة للبينذاتية. وبهذه الحاوى

عنــدما قبــل من هيجــل فيــه ســار الــذى الطريق نفس فى تهيشوف لكانط الذاتية المثالية من الخروج طريق أن أدرك

الحياة. فى بفلسفة إال يتأتى ال

يمكن لهوسرل توجيهه يمكن والذى تهيشلف هيجل نقد إن الــذات أو والطبيعــة الأنا إلى الآتى: النظر فى يتلخص أن

هنــاك ليس تنــاقض، فى متواجهــان أنهما على والموضوعــجام ــة أو انس ــلية هوي ــتى أو أص ــة ح T ممكن ــتقبال بين مســنين، ــالى االث للآخــر، منهمــا طــرف يخضــع أن يجب وبالت نفيهــا فى تتمثــل الــذات حرية الذات، لحرية نفى الطبيعة

نفى ةالطبيع قوانين تحت الذات وجود الطبيعة، أو للعالم صــورة فى تتجسد أن يمكن ال الحرية هذه أن أى لحريتها

ــة، ــوانين تســتوعب أن يمكن ال طبيعي ــة ق ــا، الطبيع تحته عنهــا وغريبة الطبيعة عن مختلفة الإنسان فغاية وبالتالى

ــه فى الموقف هذا القديمة، الفلسفة اعتقاد عكس مجملــتراب ــة عن اغ ــف الطبيع ــدائى وموق ــا ع )رواقى تجاهه ظــاهر مجرد الطبيعة كذلك، تشاؤمى موقف وهو كذلك(،

ويجب السئ، الكانطى بالمعنى الظواهر من مجموعة أوT. وتنحى تلغى أن جانبا

-181-