المجموعة القصصية )همــس الجنــون( لـنجـيـب محـفـوظ

رؤيــة نـقــديــة وفق المعايير اإلسالمية

نجيب محفوظ بن عبد العزيز بن إبراهيم بن أحمد الباشا روائي مصري

في 1911 ديسمبر عام 11ولد بـ 30القاهر بمصر وتوفي أيضا فيها يوم

عن عمر يناهز 2006أغسطس لعام 1936 سنة بدأ في الكتابة عام 94

فقد طلب 2004وتوقف عن الكتابة الطبيب أن يتوقف عن الكتابة بعد أن

أصيب بضمور في شبكية العين.

مي نجيب محفوظ باسمD مركب Eس تقديراG من والده عبد العزيز بن إبراهيم

الذي نجيب باشا محفوظللطبيب أشرف على والدته التي كانت

متعسرة .

أمضى طفولته في حي الجمالية حيث ولد، ثم انتقل إلى العباسية والحسين والغورية، وهي أحياء القاهرة القديمة التي أثارت اهتمامه في أعماله األدبية

وفي رحلته الخاصة.

نبذة عن

الكاتب

وحصل 1930 في عامبجامعة القاهرةالتحق على ليسانس الفلسفة، شرع بعدها في إعداد

رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة اإلسالمية ثم غير رأيه وقرر التركيز على األدب.

نتاجه األدبي:حصل على عدد من الجوائز منها جائزة نوبل

لآلداب وجائزة وزارة المعارف بمصر نشر عددا رواية تقريبا ولديه 35من الروايات التي تبلغ

.19مجموعات قصصية يبلغ عددها

تعليمه:

أول منشوراته مجموعته القصصية همس الجنون وهي باكورة نتاجه و مدار 1938كتبها في عام

صفحة .323 قصة في 28حديثنا وتحتوي على يظهر في مجموعته هذه تفرد نجيب في

استخدام قوالب أخرى مزجها فاستخدم أسلوب التراسل مع القصة في قصته )خيانة في

رسائل( وأرى أنه من خالل مزجه هذا قد صور المشهد بطريقة جذابة وجميلة وجديدة .

واستخدم أيضا المزج بين المذكرة والقصة مما جعل الفنين يمتزجان فظهر لنا قالبا مبتكر في

قصته )من مذكرات شاب( .

التعريف بالمجموعة القصصية:

أول ما يلفت االنتباه في هذه المجموعة اسمها )همس الجنون( إنه ذلك الحب الذي همس في قلب الكاتب فال ينفك عنه فصار به مجنونا شغوفا بهيامه ومما شجعني على قول

سم Eذلك لون غالف المجموعة حيث جعل لونه باللون األحمر ورعليه صورة امرأة قد وضعت يدها على قلبها فمضمون ومحور المجموعة الحب الغير المنال والشوق المهدر، فجميع قصصه

في هذه المجموعة تنطلق من حدث رئيس وأحداث متفرعة أما الحدث الرئيس الوحيد هو الحب ومزج أحداث فرعية أخرى

ملتصقة باللهو والمجون.

اإلشارة إلى العنوان: )مفتاح الدخول إلى العمل الفني(

)المضامين(نجيب يعرض للمرأة التي ركز عليها ووسع الدائرة دائرة العنوان الرئيسي ومحور المجموعة القصصية:المشاعر الفوارة وربما يعود ذلك لترويج بضاعته

وتسويق رواياته وقصصه.لقد قدم نجيب محفوظ المرأة على أنها سلبية خنوع متداعية أو أنها سليطة اللسان سيئة الخلق ساقطة،

سواء بإرادتها أو بإرادة اآلخرين. ويتضح أن عالم المرأة لديه هي من أسوأ الشخصيات، وقد اتخذ نجيب محفوظ هذه الشخصيات الساقطة عن

عمد، وجعل المرأة تسبح في عالم الرذيلة دون رادع من قيم أو دين أو أخالق، متجاهال نماذج مشرقة يزخر بها

المجتمع المصري.

هنا نرى الكاتب يقف طويال أمام موقف تمثلت فيه امرأة فيبدأ بوصفها وصفا دقيقا وقد تعددت المواقف

الكثيرة في ثنايا قصصه: يقول : " فاقتحم الباب غير هياب وصار وجها لوجه

أمام السيدة الجالسة وكانت في األربعين ممتلئة الجسم ناضجة األنوثة يزين وجهها العاجي حسن تركي

"17ممصر .. ص

)المضامين(عنوان فرعي:

166 ومنها يقول : " ومضى يشارب الجالسين ويضاحكهم ممتلئ النفس .. " ص وبيني وبين الحبايب جبل عال وتل حشيش ** وبحر خمرة ونفسي في النبيذ وال

188فيش ص

يشير الكاتب إلى السعادة التي تمأل النفس، وتجعل العيش هناء ورغدا، فهنا

إشارات تثير المتلقي إلى التجربة والتلذذ بالسكر.

شرب الخمر

التعرض للقضاء والقدر

قال في قصة حياة الغير " ومضيت أغلب الليل أستقبل صرعى القضاء والقدر ويقول أيضا " ولكن األقدار أرادت أن تتبرع بتعويضه عن خيبته .. " 241" ص

وأيضا يورد في إحدى قصصه 248 ويقول : ”زماننا عاثر الحظ“ ص 16ص 256" كأنما جفت فيها ينابيع الرحمة في السماوات واألرض ..“ ص

)المضامين(عنوان فرعي:

إن اإليمان بالقضاء والقدر أصل من أصول اإليمان. وهو يعني أن الله عالم بكل شيء ، خالق لكل شيء ، وأنه ال

يخرج شيء عن إرادته وتقديره ، وكتب كل شيء عنده في اللوح المحفوظ ،

وذلك قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف عام ، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم

يكن ، وما أصاب العبد لم يمكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه فالمسلم

يرضى بما كتب الله له في جميع أحواله.

وقد تناول بشيء نزر عن األوضاع االجتماعية ولست ضد من يعبر عن الوجدانيات أو الهموم الذاتية واألحالم الوليدة ولكن متى ما كان األمر مسايرا لديننا فال حرج من طرق أي باب وتناول أي موضوع وإن كان

الموضوع ذا هدف وغاية فهو أسمى. مجموعته هذه فيها الوجدان الملتهب الكامن وراء الموقف األساسي في القصة ربما يعود إلى أنه كان في

عنفوان شبابه وحيويته إذ ال يزال ابن العشرينات من عمره وربما كان ما يورده في بعض قصصه هي وقائع له طبعها في مجموعته القصصية وذلك

حين رجوعي إلى سيرته الذاتية وجدت بعض ما يدل على هذا.

عرض الشبهة والرد عليها:

لكن ليس هذا مبررا لتلك المشاعر الفياضة التي صبغها في قصصه فالمشاعر ليست عيبا أو شيئا يخجل من ذكره لكن طريقة عرضه وجعله سلعة

سهلة المراد فالمسلم مشاعره محاطة بسياج وحمى من االبتذال فهي ليست رخيصة. إن

القرآن تطرق لعدد من المواضيع ولم نر أي لفظ يخجل اإلنسان ويتحرج من قراءته وذلك

الستخدامه الرمز والكناية واإلشارة واإليحاء واإليماء كل ذلك نستطيع أن نوصل ما لدينا من أفكار بلمحات ال تخدش الحياء أو حتى تالمسه لكن تطرقه لهذه الموضوعات كانت كرواج لها

فهو يزين العالقة المفتوحة ويرغب فيهافاستخدم القالب الفني الذي يستهوي كثير من الناس وصورها بصورة جميلة وجذابة إن الهدف الذي أراده رخيصا مبتذال روج له بقالب محبوب إن استخدام مثل هذا يدل على رغبة في فساد المجتمع مما يجر مع هذه الفواحش والعواقب الوخيمة التي ال يقرها الشرع والعقل السليم.

)البناء الفني( الحدث

أحداث وحبكت المجموعة بشكل عام أراه ضعيفا فهي تقوم على مصادفة غريبة وسلسلة مواقف غير محتملة إذ أن الكثرة الغالبة من قصص محفوظ الباكرة كانت

تتسم بشيء من ضعف البناء الناتجة عن حداثة التجربة وقلة المراس.

13ص 10ص

)البناء الفني( اللغة

نجد في المجموعة القصصية بساطة المفردات التي تؤدي إلى المعنى

مباشرة، كذلك استخدم معجم تقليدي، وأوصاف شائعة بعيدة عن انطالق لغة

القصة، فاللغة تبدو مستعارة من القاموس أو من لغة رواد آخرين اعتنوا

بالبيان أكثر من عنايتهم بالسرد.

وللتمثيل على هذه األجواء تجده مثال في القصة التي حملت المجموعة اسمها يكتب

: " ومر في طريقه إلى القهوة بمطعم كان يتناول به عشاءه في بعض األحايين،

فرأى على طواره مائدة مألى بما لذ وطاب. يجلس إليها رجل وامرأة متقابلين

يأكالن مريئا ويشربان هنيئا، وعلى بعد يسير جلس جماعة من غلمان السبل،

عرايا إال من أسمال بالية تغشى وجوههم وبشرتهم طبقة غليظة من غبار وقذارة

فلم يرتح لما بين المنظرين من تنافر…". 6ص

)البناء الفني(

اللغة

هنا خلط واضح بين اللغة العامية واللغة الفصحى، كما نلحظ رداءة التركيب.

وشاهد آخر على رداءة اللغة ما ذكره في : 181قصته الورقة المتهالكة ص

”بكره وبعده وبعد اللي وراه بعده ** وإن غاب حبيبك ما لكش في البلد بعده ”.

)البناء الفني( الشخصية-

الوصف

9ص

10ص

37ص

أجد هناك مالحظة عامة رسمها نجيب محفوظ هي الخلفية العامة �ن للوحة المجتمع في ذلك الوقت وركز على الطبقة االرستقراطية بي

سلوكها وثقافتها.وحقيقة استطاع أن يصور لنا العديد من الشخصيات المختلفة في ذلك

المجتمع سواء كان من الرجال أو النساء فقد صور الوزراء والساسة والقادة كما صور العامة والعمال فقد توزعت في حلقة وسلسلة جرت أحداثها إلى تشكيل متوازن من الشخصيات لكن ال أراه يتعدى مجتمعه

ما عدا في قصة المومياء أدخل شخصيات من جنسية فرنسية.

أما تشكيل أفرادها فكأنك تعيش في أجواء قصصه ، وأنت أحد أفرادها وتشعر باألماكن والتفاصيل كأنك تحياها

اللحظة لدقة وصفه وتكوين الشخصيات وما حولها.

)البناء الفني( الشخصيات

أنها بين حيث األرستقراطية الطبقة تلك وصف في عيبا أجد كنت وإنودونية احتقار نظرة المصري شعبه من وخاصة تحتها هم من إلى تنظر

. الفرنسيين من الحاشية اتخذ القصة تلك في إنه حتى. الريفية للطبقة والتحقير التندر من وهذا قوله في بادية والسخرية

وأرى نجيبا في قصته روض الفرج يصف القرويين بدمامتهم وأشكالهم وهيئاتهم

يقول: )وارتدى عبدالمعز ثيابه وكانت تبدو على هيئة الطلبة الريفيين الذين يندر أن

تنسجم البدلة مع قامتهم ويبدو الطربوش غريبا على رءوسهم(

الخيال

يقول في بداية قصة المومياء : )أجد حرجا كبيرا في رواية هذه القصة؛ ألن بعض حوادثها ما يخرق قوانين العقل والطبيعة جميعا ؛ ولو كان مردها الخيال ما تحرجت ولكنها وقعت

في عالم الحقيقة .. إلخ ( ثم يسرد قصته ومنها يقول في ذلك التمثال : )وكان يحدج

الباشا بنظرة قاسية ال يحولها عنه كأنه ال يرى سواه .. ماذا أقول ياسادة؟ .. لقد سمعته

يتكلم .. إي والله لقد تكلم حور بعد أن صمت ثالثة آالف من السنين ، وتكلم بتلك اللغة

القديمة التي طواها الموت منذ آالف 98السنين ... ( ص

طبع بعض قصصه بفلسفة وذلك لتأثره بدراسته في بكالوريوس الفلسفة واتضح ذلك جليا في

قصته يقظة المومياء، إن� صبغ الكالم بفلسفة قد تفصلنا أحيانا عن تصور الموقف وذلك بجعله خياال أقرب من تصديقه وإال فكيف بعظام قد نشأت بعد

�لى! ثم هي تعاقب من يجرأ أزمنة طويلة وبعليها ! الخيال في األدب والجنوح إلى عالم غير الحقيقة الشك من أن وجوده مثري لكن تقديم

القصة بواقع غير معقول هنا يكون الخلل!