شرح تجسد اإلبن الوحيد

القديس كيرلس الكبير

ترجمة د. جورج حبيببباوى

1

القيمة الالهوتية لمقال شرح تجسد اإلبنالوحيد :

يطرح هذا المقال عدة أسئلة وضعها كيرلس بنفسه وهي كيف نفهم : " المسيح "، " يسوع"، " عمانوئيل "،

" الكلمة ". وهو هنا يشرح ألقاب وأسماء وصفاتالمسيح بطريقة الهوتية سهلة.

Dوعن االتحاد بين الالهوت والناسوت يؤكد كيرلس دائما أن االتحاد سر يفوق العقل البشري، وأنه من الصعب على اللغة البشرية أن تدرك كنهه، وكل ما يمكننا أن

نقوله في هذا المجال هو أن االتحاد ليس هو مصاحبةأو اتصال بين الالهوت والناسوت بل هو اتحاد حقيقي.

لم يكتف بإعالن صعوبة إدراك حقيقة االتحاد بينهولكن وصفها هو بأنهاتالالهوت والناسوت، بل قدم تشبيها

مأخوذة من الكتاب المقدس مثل الجمرة والسوسنةوخيمة االجتماع.

شرح تجسد االبن الوحيد - ما معنى كلمة " المسيح " ؟:1

ليس للفظ "المسيح" قوة تعريف وال يوضح جوهر شئ ما، كما أن كلمة "رجل" ال توضح شيئا عن جوهر

حامليها بل تشير إليهم فقط، واسم "المسيح" يعلنعن شئ سوف نفحصه.

في القديم حسب مسرة الله مسح البعض بالزيت، وكانت المسحة عالمة لهم على المملكة. واألنبياء أيضا

مسحوا روحيا بالروح القدس ولذلك دعوا "مسحاء"، ألن داود النبي المبارك ينشد معبرا عن الله نفسه فيقول :

(15: 105وال تمسوا مسحائي وال تؤذوا أنبيائي" )مز وحبقوق النبي يقول أيضا : خرجت لخالص شعبك

(. لكن بالنسبة للمسيح مخلص15 : 3لخالص مسحائك ) الكل، فقد مسح، ليس بصورة رمزية مثل الذين مسحوا

بالزيت، ولم يمسح لكي ينال نعمة وظيفة النبي، وال مسح مثل الذين اختارهم الله لتنفيذ تدبيره، أي مثل

قورش الذي ملك على الفارسيين والماديين وقاد جيشا ليستولي على أرض البابليين حسبما حركة الله ضابط

الكل ولذلك قيل عنه : هكذا يقول الرب لقورش

2

(. وال1 : 45مسيحي الذي انا أمسك بيده اليمنى " )أش يجب أن ننسى أن الرجل )قورش( كان وثنياD، إال انه دعى "مسيحاD" كما لو كان األمر السمائي قد مسحه

ملكاD، ألنه بسبق معرفة الله قد نال قوة لقهر بالدالبابليين.

إن ما نريد أن نقوله بخصوص معنى كلمة "المسيح "هو ما سيأتي :بسبب تعدي آدم "ملكت الخطية على الكل

(. وفارق الروح القدس الطبيعة14 : 5")رومية ولكي تعود البشرية التي صارت مريضة في كل البشر.

الطبيعة البشرية من جديد إلى حالتها األولى احتاجت إلى رحمة الله، لكي تحسب بموجب رحمة الله مستحقة

لذلك صار االبن الوحيد كلمة الله إنسانا، الروح القدس. ٍوظهر للذين على األرض بجسد من األرض ولكنه خال

من الخطية، حتى فيه وحده تتوج الطبيعة البشرية بمجد عدم الخطية، وتغتني بالروح القدس، وتتجدد بالعودة

ألنه هكذا تصل إلينا النعمة التي إلى الله بالقداسة. ولهذا السبب يعلمنا داود بدايتها المسيح البكر بيننا.

تضالنبي المبارك أن نرتل لالبن :"أنت أحببت البر وابغ :45اإلثم لذلك مسحك الله إلهك بزيت البهجة ")مزمور

(. فكأن االبن قد مسح كإنسان بمديح عدم7 الخطية.وكما قلت أن الطبيعة البشرية قد مجدت فيه

وصارت فيه مستحقة للحصول على الروح القدس الذي لن يفارقها كما حدث في البدء بل صارت مسرته

)الروح القدس( أن يسكن فينا. لذلك ايضاD كتب أن على المسيح واستقر عليه(1)الروح القدس حل بسرعة

(. فالمسيح هو كلمة الله الذي ألجلنا صار32 : 1)يوحنا مثلنا، وفي صورة العبد، ومسح كإنسان حسب الجسد،

ولكنه كإله يمسح بروحه الذين يؤمنون به.- كيف يجب أن نفهم "عمانوئيل"؟:2

بنسل(2)الله الكلمة دعى عمانوئيل ألنه "امسك (، ومثلنا "شاركنا في اللحم16 : 2إبراهيم ")عبرانيين

( يشرح القديس كيرلس في هذا النص من إنجيل يوحنا معنى حلول الروح القدس?)1بشكل حمامة أي الطيران السريع عالمة على الشوق

( أمسك بنسل ابراهيم تعني ليس مجرد إتخاذ الجسد البشري بل أن يحسب مثل?)2الناس ألنه صار ضمن الناس.

3

( وعمانوئيل تعني "الله14 : 2والدم ")عبرانيين .ونحن نعترف بان الكلمة الله هو معنا، دون أن(3)معنا"

يكون محصوراD في مكان ما. ألنه أي مكان ال يوجد فيه الله الذي يمأل كل األشياء؟! وهو ليس معنا كما لو كان

قد جاء لمساعدتنا كما قيل ليشوع "كما كنت مع موسى (. ولكنه معنا5 : 1سوف أكون معك أنت أيضا" )يشوع

ألنه صار مثلنا أي أخذ طبيعة بشرية دون أن يفقدطبيعته )االلهية (ألن كلمة الله غير متغير بطبيعته.

ولماذا لم يدعى الله "عمانوئيل "رغم انه قيل ليشوع "كما كنت مع موسى سأكون معك "ولم يدع الله

عمانوئيل رغم انه كان مع كل القديسين؟ والسبب هو أن كلمة الله أصبح معنا في الوقت الذي تحدث عنه باروخ هو أظهر ذاته على االرض.وتحدث مع الناس،

وأسس كل طرق التعليم، وأعطاه ليعقوب عبده وإلسرائيل حبيبه، ألنه هو إلهنا وليس آخر سواه")باروخ

(.وكما قيل بطبيعته االلهية لم يكن "معنا"35-37 : 3 بالمعنى الذي تحدث عنه باروخ ألن الفرق بين الالهوت

والناسوت التسمح بالمقارنة بينهما فما أعظم الفرق(4) بين الطبيعتين.ولذلك يتكلم داود االلهي عن العالقة

السرية التي كانت قبل التجسد، بين الله الكلمة، وبيننا، ويقول بالروح:"لماذا تركتنا يارب لماذا تحتقرنا في

(. أما اآلن فهو اليتركنا،1 : 10أزمنة الضيق ")مزمور بل هو عمنا عندما صار مثلنا دون أن يفقد ما له ألنه أمسك بنسل إبراهيم كما قلت، بل اخذ صورة العبد

ورآه البشر كإنسان يمشي على االرض. أن عمانوئيل و"المسيح" يخصان االبن الواحد

نفسه، فهو المسيح ألنه مسح مثلنا كبشر، واخذ الروح للبشرية ألنه األول وبداية الجنس البشري الجديد.

وبالمثل، هو نفسه كإله يمسح بالروح القدس كل الذين يؤمون به.وهو عمانوئيل ألنه صار معنا على النحو الذي

شرحته، والذي يخبرنا به أشعياء :هوذا العذراء تحبل ( يمكن ترجمة عمانوئيل إلى الله معنا أو معنا الله حسبما يظهر من اصلها العبراني،?)3

إذ تأتي كلمة معنا قبل كلمة إيل..Fohrer, Hebrew and Aramic Dictionary of the O.T P 33راجع

( يشرح القديس كيرلس "عمانوئيل "على انه اسم الله عندما صار معنا بالجسد،?)4 ألنه معنا منذ بداية العالم ولكنه أصبح معنا عل النحو جديد فريد.ولذلك وضع كيرلس هذه

العبارة لكي يدعم معنى :"الله معنا".

4

(. ألن العذراء14 : 7وتلد ابناD وتدعى اسمه عمانوئيل ")،Dالقديسة حبلت بالروح القدس وولدت حسب الجسد ابنا

عند ذلك فقط دعى المولود عمانوئيل.ألن غير التجسد أصبح "معنا"عندما ولد. وقد حدث هذا طبقاD لما ذكره

(2،3 : 50داود :"سيظهر الله الهنا ولن يسكت")مزمور و ايضاD ما أؤمن أن اشعياء أشار إليه :"أنا هو الذي

(. ألن الكلمة قبل أن يتجسد6 : 53يتكلم، هأنذا آتي ") .D تحدث من خالل األنبياء، ولكنه صار معنا متجسدا

- من هو يسوع ؟:3 أن تتابع تأملنا يلزمنا أن نتحدث عن الواحد ابن

الله، فالمسيح وعمانوئيل ويسوع شخص واحد.واالسم "يسوع "جاء من الحقيقة :"انه سيخلص شعبه من

(. ألنه كما أن االسم عمانوئيل21 : 1خطاياهم ")متى يعني أن كلمة الله بسبب ميالده من امرأة صار معنا

Dوالمسيح دعى كذلك ألنه مسح مثلنا كبشر، هكذا أيضا يسوع "ألنه خلصنا نحن شعبه "، وهذا االسم يوضح انه الله الحقيقة، ورب الكل بالطبيعة.ألنه اليليق أن تكون

الخليقة ملك إلنسان، بل من الالئق أن نقول أن كلاالشياء لالبن الوحيد حتى وهو في الجسد.

وربما اعترض البعض وقال أن شعب إسرائيل دعي شعب موسى، على هذا نجيب أن شعب إسرائيل دعى شعب الله ةهذا حقيقي.ولكن عندما تمردوا على الله وصنعوا العجل في البرية، حرموا من كرامة االنتساب

لله، ورفض أن يدعوهم شعبه بل تركهم لرعاية بشر.وهذا الينطبق علينا نحن خاصة يسوع، ألنه الله الذي به خلقت كل االشياء.وعن هذا قال داود :"هو

صنعنا وليس نحن.ونحن شعبه وغنم رعيته ")مزمور ( وهو نفسه يقول عنا :"خرافي تسمع صوتي3 : 100

وتتبعني "وايضاD "لي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ليكون الكل رعية واحدة لراع واحد ")يوحنا

(. وهو ايضاD أوصى المبارك26-27 : 10 بطرس :"سمعان بن يونا أتحبني؟ارع حمالني ")يوحنا

21 : 15.)

5

- لماذا دعي كلمة الله إنساناD؟:4 دعي إنساناD رغم كونه(5)الكلمة الذي من الله اآلب

بالطبيعة الله، ألنه اشترك في الدم واللحم مثلنا. (. وهذا جعل الذين على االرض14 : 2)عبرانيين

لم يفقد(6)قادرين على مشاهدته.وعندما حدث ذلك لكنها(8).واذ أخذ طبيعة بشرية مثلنا (7)شيئاD مما له

Dالله ورب الكل، ألنه هو هكذا فعال Dكاملة، ظل أيضا وبطبيعته وبالحق مولود من الله اآلب رغم تجسده.وهذا

ما يرينا إياه بوضوح كاف، الحكيم بولس عندما يقول :"اإلنسان األول أرصى من االرض، واألنسان

(. ورغم47 : 15كورنثوس 1الثاني الرب من السماء ") المتحد بالكلمة إال أن(9)أن العذراء مريم ولدت الهيكل

عمانوئيل قيل عنه وهذا حق "من السماء" ألنه من فوق، ومولود من جوهر اآلب.وإن كان قد نزل الينا

عندما صار إنساناD إال انه من فوق.وعن هذا شهد :3يوحنا :"الذي يأتي من فوق هو فوق الكل ")يوحنا

( والمسيح نفسه قال لشعب اليهود "انتم من اسفل31 ( وأيضاD "أنا لست من23 : 8واما أنا فمن فوق ")يوحنا

Dهذا العالم " رغم انه كإنسان هو في العالم. إال انه أيضا فوق العالم كالله.ونحن نذكر انه قال عالنية :"وليس

احد صعد إلى السماء إال الذي نزل من السماء ابن(.13 : 3اإلنسان.")يوحنا

ولذلك نقول ان ابن اإلنسان نزل من السماء وهذا االتحاد لن الكلمة وهب لجسده كل صفات(10)تدبير

مجده وكل ما هو فائق وخاص بالله.

( أو المولود من اآلب ?)5( أي نجسد ?)6( أي الوهيته.?)7( أي مثل طبيعتنا.?)8 ( شاع استخدام كلمة الهيكل للداللة على ناسوت المسيح في كل الكتابات?)9

( وهو تعبير هام يؤكد أن ناسوت20-19 : 2المسيحية منذ العهد الجديد.)راجع يوحنا المسيح هو مكان حلول الله.

( تتكرر كلمة تدبير في هذه المقالة، وهي تعني أن هناك امورا̂ معينة قام بها?)10 المسيح مثل الجوع والعطش واأللم إلخ، وكل هذه كانت جزءا̂ أساسيا̂ في لحظة

الخالص.او كانت الخطة )التدبير( هي أن يكون للمسيح كل صفات الناسوت.

6

- كيف قيل أن الكلمة أخلى أو أفرغ ذاته ؟:5 أن الله الكلمة بطبيعته كامل من كل الوجوه، ومن

مائه يوزع عطاياه للخالئق.ونحن نقول عنه انه أفرغ ذاته لم يتغير إلى طبيعة اخرى، ولم يصبح أقل مما كان عليه ألنه لم ينقص شيئاD. هو غير متغير مثل الذي ولده

)اآلب (، ومثاه تماماD غير عرضة األهواء.ولكن عندما صار جسداD أي أنساناD جعل فقر الطبيعة االنسانية

فقره، ولذا قال :"سأسكب من روحي على كل جسد ( ولقد تم هذا:أوالD:ألنه صار إنساناD رغم28 : 2)يوئيل

.ثانياD:اخذ صورة العبد، وهو بطبيعته حر(11)انه ظل الله كإبن.وفي نفس الوقت هو نفسه رب المجد، ولكنه قيل

انه تمجد ألجلنا.هو نفسه الحياة، ولكن قيل عنه انه احيي أي اقيم من االموات.واعطي سلطاناD على كل شيء وهو نفسه ملك كل االشياء مع الله اآلب.أطاع

اآلب وتألم وما إليه هذه االشياء تخص الطبيعة عندما تجسد لكي يكمل(12)البشرية، ولكنه جعلها له

التدبير ويبقى كما هو.وهذا ما تقصده االسفارالمقدسة بإفراغ الذات.

- كيف يكون المسيح واحداD؟:6 يكتب بولس اإللهي :"رغم انه يوجد آلهة كثيرون

وارباب كثيرون في السماء وعلى االرض، ولكن اله واحد اآلب الذي به كل االشياء ونحن منه، ورب واحد

يسوع المسيح الذي به كل االشياء ونحن به ") (. وايضاD يقول يوحنا الحكيم عن6و5 : 8كورنثوس 1

الله الكلمة :"وكل شيءبه كان وبغيره لم يكن شيء (. وجبرائيل المبارك يعلن3 : 1مما كان ")يوحنا

للعذراء القديسة قائالD :"هاانت( 13)البشارة المفرحة :1ستحبلين وتلدين ابناD وتدعين اسمه يسوع ")لوقا

(. فبولس الرسول اإللهي يعلن أن كل االشياء31 خلقت بيسوع المسيح واالنجيلي االلهي يؤكد قوة

التعبير نفسه ويبشر انه هو الله خالق كل االشياء، ةهذا نطق حق.وصوت المالك ايضاD يشير إلى أن يسوع

( راجع ثيؤتكية الخميس "لم يزل إلها̂ أتى وصار ابن البشر، ولكنه هو االله الحقيقي?)11اتى وخلصنا ".

( أي تخصه.?)12( اإلنجيل ?)13

7

المسيح ولد حقاD من العذراء القديسة.ونحن النقول أن يسوع المسيح كان مجرد إنسان، والنعتقد بالله الكلمة

بدون طبيعته االنسانية.بل نقول انه واحد من اثنين اي اإلله المتجسد.هو نفسه ولد الهياD من اآلب ألنه(14)

.وهذا يعني انه ولد(15)الكلمة وإنسانياD من إمرأة كإنسان مرة ثانية عندما قيل انه ولد حسب الجسد، فهو مولود

قبل كل الدهور.ولكن عندما جاء الوقت لكي يكمل التديبر ولد من امرأة حسب الجسد. وكما ذكرنا من

قبل، كثيرون قد دعوا مسحاء ولكن يوجد واحد فقط يسوع المسيح الذي به خلقت كل االشياء.وهذا اليعني بالمرة أن اإلنسان صار خالق كل االشياء، بل يعني أن

الله الكلمة الذي به خلقت كل االشياء صار مثلنا (، ودعى14 : 2واشترك في الدم واللحم )عبرانيين

انساناD دون أن يفقد ماله )الوهيته(، ألنه وان كان قدD لكنه بالحقيقة خالق الكل. صار جسدا

- كيف يكون عمانوئيل واحداD؟:7 قيل عن الله الكلمة مرة واحدة والى األبد وفي

آخر الدهور أنه صار انساناD كما يقول بولس :"ظهر( وما هي هذه الذبيحة ؟26 : 9بذبيحة نفسه")عبرانيين

لله اآلب. فقد(16)هي جسده الذي كرائحة بخور ذكية دخل مرة واحدة إلى القدس، ليس بدم ماعز وتيوس بل

(.وهكذا حصل للذين يؤمنون12 : 9بدم ذاته )عبرانيين به فداء أبدياD.وكثيرون قبله كانوا قديسين ولكن ليس

واحد منهم دعى "عمانوئيل "لماذا ؟الن الوقت لم يكن قد حان بعد ليكون هو معنا أي أن يجيء إلى طبيعتنا

عندما يتجسد وذلك ألنه أسمى منكل المخلوقات. واحد إذا هو عمانوئيل ألنه هو االبن الوحيد الذي

( راجع ثيؤتكية األحد حيث تردد الكنيسة صوت كيرلس عامود الدين وتقول :"واحد?)14من اثنين، الهوت قدوس بغير فساد مساو لآلب وناسوت طاهر مساو لنا كالتدبير ".

( راجع التسابيح الكيهكية حيث نرتل مع كيرلس ونقول :"في حضن ابيه?)15 .ياليت91 ص1911الممجد.فلنسبحه كإله ونمدحه مع امه كإنسان االبصلمودية طبعة

الذين يتهموننا باالوطاخية يخجلون راجع هذا االدعاء في كتاب "فلسفة الفكر الديني.328 ص2"للمؤلف الكاثوليكي جورج قنواتي مجلد

( يظهر هنا بكل وضوح أثر التفسير الطقسي على الهوت كيرلس، النه اليوجد?)16 اشارة واضحة في العهد الجديد إلى ذبيحة المسيح كرائحة بخور، بينما تمتليء الكتب

الطقسية الشرقية بعبارت مماثلة لما يذكره كيرلس راجع تذاكية األحد :"شبهوا رئيس الكهنة بمخلصنا الصالح الذبيحة الحقيقية لمغفرة الخطايا، هذا الذي اصعد ذاته ذبيحة

مقبولة فاشتمه ابوه الصالح وقت المساء على الجلجثة ".

8

صار انساناD عندما ولد جسدياD من العذراء القديسة.لقد (، ولكن )الله( لم يدع في5 : 1ليشوع :"سأكون معك")

ذلك الوقت عمانوئيل.وكان قبل لذلك مع موسى ولم يدعى عمانوئيل لذلك نسمع )اسم(عمانوئيل :"معنا

الله"الذيى االبن، فلنعتقد بحكمة انه ليس معنا كما كان في األزمنة السابقة مع القديسين ألنه كان معهم

كمعين فقط ولكن هو معنا ألنه صار مثلنا دون أن يفقدطبيعته ألنه الله غير المتغير.

- ما هو هذا االتحاد؟:8 بطرق مختلفة يحدث اتحاد. فالبعض اذ يفترقون

بسبب االختالف قي الطبع والفكر يقال عنهم انهم اتحدوا باتفاق الصداقة، )وهذا يعني (ترك االشياء التي

اختلفوا عليها.وأحياناD نقول عن أشياء معينة انها اتحدت عندما تجمعت معاD أو اتصلت بطرق مختلفة مثل وضعها

معاD جنبناD إلى جنب أو مزجها أو تركيبها. لكن عندما نقول أن الكلمة الله اتحد بطبيعتنا فان

كيفية هذا االتحاد هي فوق فهم البشر.وهذا االتحاد مختلف تماماD عن االنواع االخرى التي اشرنا اليها.فهو

اتحاد اليصف وغير معروف الي من الناس سوى الله وحده الذي يعرف كل شيء.واي غرابة في أن يفوق

)اتحاد الالهوت بالناسوت (ادراك )العقل(؟ فنحن عندما نبحث بدق امورنا ونحاول ادراك كنهها نعترف انها تفوق مقدرة الفهم الذي فينا فما هي كيفية اتحاد نفس اإلنسان بجسده؟من يمكنه أن يخبرنا؟ونحن

بصعوبة نفهم وبقليل نتحدث عن اتحاد بالجسد.لكن إذا طلب منا أن نحدد كيفية اتحاد الالهوت بالناسوت وهو امر يفوق كل فهم بل صعب جداD، نقول انه من الالئق

أن نعتقد أن اتحاد الالهوت بالناسوت في عمانوئيل هو مثل اتحاد نفس اإلنسان بجسده -وهذا ليس خطأ ألن

الحق الذي نتحدث عنه هنا تعجز عن وصفه كلماتنا.والنفس تجعل االشياء التي للجسد هي لها رغم

انها)النفس( بطبيعتها اليشارك الجسد آالمه المادية الطبيعية أو اآلالم التي تسببها للجسد االشياء التي هي

خارج الجسد الن الجسد عندما يتحرك مدفوعاD نحو رغباته الطبيعية )الجسدية( فان النفس التي فيه تعرف

9

هذه الرغبات بسبب اتحاد النفس بالجسد.لكنها )النفس( التشارك الجسد رغباته، ومع ذلك تعتبر أن تحقيق الرغبة هو تحقيق لرغبتها هي )النفس( فاذا

ضرب الجسد أو جرح بالحديد مثالD فان النفس تحزن مع جسدها، ولكن بطبيعتها التتألم باآلالم المادية التي تقع

.(17)على الجسد ومع هذا يلزم نقول أن االتحاد في عمانوئيل هو اسمى من أن يشبه باتحاد النفس بالجسد.ألن النفس

المتحدة بجسدها تحزن مع جسدها وهذا حتمي حتى انها عندما تقبل الهوان تتعلم كيف تخضع لطاعة الله.اما

بخصوص الله الكلمة فانه من الحماقة أن نقول انه كان يشعر-بالهوته- باالهانات، الن الالهوت اليشعر بما نشعر

به نحن البشر.وعندما اتحد بجسد له نفس عاقلة وتألم لم ينفعل -الالهوت- بما تألم به، لكنه كان يعرف ما

. واباد كإله كل ضعفات الجسد، رغم انه(18)يحدث له جعلها ضعفاته هو فهي تخص جسده. لذلك )بسبب

عطش وتعب وتألم ألجلنا.(19)االتحاد( قيل عنه انه لذلك فان االتحاد الكلمة بطبيعتنا البشرية يمكن

على وجه ما أن يقارن باتحاد النفس بالجسد، ألنه كما أن الجسد من طبيعة مختلفة عن النفس، لكن اإلنسان

واحد من اثنين )النفس والجسد(، هكذا المسيح من األقنوم الكامل لله الكلمة ومن الناسوت الكامل،

واأللوهة نفسها والناسوت نفسه في الواحد بعينه األقنوم الواحد.وكما قلت أن الكلمة يجعل اآلم جسده

هو، ألن الجسد هو جسده وليس جسد احد آخر سواه.هكذا يمنح الكلمة جسده كل ما يخص الهوته من

قوة، حتى أن جسده قادر على أن يقيم الموتى ويبريء.(20)المرضى

( استخدم كيرلس هذا التشبيه لكي يؤكد أن الالهوت لم يتألم عندما صلب المسيح?)17 ولكنه أي الالهوت كان يعرف ماذا يحدث لجسده.وكيرلس في الفقرة التالية يؤكد أن كل

التشلبيه قاصرة. ( لعل التفرقة بين ويشعر هي من اهم ما تعلم به الكنائس الشرقية األرثوذكسية?)18

عن ىالم ربنا. ( يعبر كيرلس هنا عن التقوى الشرقية األرثوذكسية بكل وضوح أن المتألم هو ربنا?)19

وليس الهوته ورغم أن اآلالم تخص جسده إال انها تنسب له كشخص واحد غير منقسموهو ذات ما صرح به القديس ديوسقوروس بطل األرثوذكسية.

( اتحاد الالهوت بالناسوت يعنى أن كل من يلمس جسد االبن الوحيد بااليمان يحصل?)20 على كل ما يريده من الله )الالهوت(، مثل المرأة النازفة الدم التي لمست طرف ثوب

10

واذ يليق بنا في هذا المجال أن نستخرج تشابيه من الكتب الموحى بها من الله لكي نوضح بعدة أمثلة كيفية

االتحاد، لذلك دعونا نتكلم من الكتب حسب طاقتنا.- الجمرة:9

قال النبي اشعياء :"وجاء إلى احد الساروفيم وفي يده جمرة متقدة اخذها من على المذبح بملقط وقال

لي هذه ستلمس شفتيك لكي تنزع اثمك وتطهرك من ( ونحن نقول أن الجمرة المتقدة هي7-6 : 6خطاياك")

مثال وصورة للكلمة المتجسد النه عندما يلمس شفاهنا أي عندما نعترف بااليمان به فانه ينقينا من كل خطية

.(21)ويحررنا من اللوم القديم الذي ضدنا ويمكننا أن نرى ايضاD الجمرة مثاالD لكلمة الله

المتحد بالطبيعة البشرية دون أن يفقد خواصه، بلD به، بل حاول ما اخذه )الطبيعة البشرية( وجعله متحدا بمجده وبعمله الن النار عندما تتصل بالخشب تستحوذ

عليه، لكن الخشب يظل خشباD.فقط يتغير إلى شكل النار وقوتها، بل يصبح له صفات النار وطاقتها ويعتبر واحداD معها.هكذا يجب أن يكون اعتقادنا في المسيح،

الن الله اتحد باالنسانية بطريقة الينطق بها، ولكنه ابقى على خواص الناسوت على النحو الذي نعرفه، وهو نفسه لم يفقد خواص الالهوت عندما اتحد به)الناسوت(

بل جعله واحداD معه، وجعل خواص )الناسوت( خواصه. بل هو نفسه قام بكل اعمال الالهوت فيه )في

.(22)الناسوت(

المسيح وبرئت الن قوة خرجت من المسيح.والحظ أن الرب يؤكد حقيقة االتحاد عندما ( ولم يقل من الهوتي.هكذا شرح القديس كيرلس46 : 8قال:"قوة خرجت مني")لوقا

المعجزة ويؤكد االنجيل في عدة مناسبات أن المعجزات كانت تتم بقوة منه، راجع بدقة (حيث يقول:"وجميع المعذبين باالرواح النجسة كانوا يبرأون وكل واحد في18 : 6لوقا )

الجموع كانوا يحاولون لمسه الن قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع". ما ابعد الفرق بين هذه النظرة االنجيلية وبين النص المشهور في طومس الون:"الواحد يشفي المرضى

واآلخر يتألم". ( فسر غالبية آباء الكنيسة الشرقية رؤية اشعياء على انها اعالن نبوي عن?)21

االفخارستيا، وكيرلس يؤكد هذا في النص الجميل الذب يتضمن لمس المسيح للطبيعة البشرية باالعتراف وبااليمان به واالفخارستيا هي اعتراف المسيح بكل ما في كلمة

اعتراف من معاني، كما أن التناول هو ايمان بالمسيح اليعادله أي شيء في حياةالمؤمن.

( نرى هنا االساس اآلبائي للعبارة المشهورة في االعتراف االخير قبل التناول حيث?)22 يقول الكاهن القبطي "وجعله واحدا̂معه بغير اختالط وال امتزاج وال تغير "واذا كانت هذه العبارة قد اضيفت في حبرية البابا غبريال بن تريك إال انها اسكندرانية وكيرلسية وتعبر

11

- الجسد الذي أخذه، له نفس عاقلة.وأصبح10 جسد الالهوت غير المجسم.واذا فصل أيهما عن

اآلخر فإننا بالفصل نلغي يقيناD ونهائياD تدبيرالمسيح:

قدم لنا نشيد االناشيد ربنا يسوع المسيح قائالD :"أنا(.1 : 2وردة السفوح وسوسنة األودية ")

وفي السوسنة الرائحة المجسمة )غير ظاهرة للعين( ولكنها التوجد خارج السوسنة ولذلك فالسوسنة

واحدة من اثنين )الرائحة وجسم السوسنة (. وغياب رائحة السوسنة اليجعلها سوسنة.وكذلك غياب جسم

السوسنة اليفسر وجود رائحة السوسنة ألن في جسم السوسنة رائحتها.هكذا يجب أن يكون اعتقادنا في

الوهية المسيح الذي يعطر العالم برائحته الذكية ومجده الذي يفوق مجد االرضيات.ولكي يعطر العالم كله

استخدم )الالهوت(الطبيعة البشرية. ةتلك التي بطيعتها غير جسمانية، صارت بالتدبير وعلى قدر مانفهم

متجسدة.ألنه عندما اراد أن يعلن عن ذاته من خالل الجسد جعل فيه )الجسد( كل مايخص الالهوت.لذلك من

الصواب أن نعتقد أن الذي بطبيعته غير جسماني اتحد بجسده واصبح االتحاد مثل السوسنة الن الرائحة

العطرة وجسم السوسنة هما واحد ويسميان السوسنة.11Dالله الكلمة والطبيعة البشرية اتحدا معا -

حقيقياD بدون تشويش: أن خيمة االجتماع التي اراد الله أن تقام في البرية

ترمز إلى عمانوئيل في اشياء كثيرة.الله إله الكل قالDلموسى اإللهي :"اصنع انت من خشب اليسوس تابوتا

طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف وارتفاعه ذراع ونصف، وتغشيه بالذهب النقي، من الداخل ومن

(الخشب الذي11-10 : 25الخارج تغشيه")خروج اليسوس هو رمز للجسد الذي اليفسد الن االرز

اليسوس.اما الذهب وهو يفوق كل االشياء فهو يشير لكن الحظ كيف غطى(23)إلى جوهر الالهوت الفائق

عن ايمان سليم. ( تفسير خيمة االجتماع على هذا النحو موجود عند اآلباء قبل كيرلس، وبالذات?)23

ايريناوس وهيبوليتوس.ومن يقرأ نص القديس كيرلس يشعر على الفور انه كان يأخذ من

12

التابوت كله بالذهب النقي من الداخل والخارج، الن الله الكلمة اتحد بجسد مقدس.وحسب ما اعتقد فان هذا

مايشير إليه تغشية التابوت بالذهب من الخارج.والنفس العاقلة التي في جسده هي نفسه، وهذا ما يشير إليه

تغشية التابوت من الداخل.وهكذا لم يحدث تشويش للطبيعتين، الن الذهب الذي غطي به الخشب ظل كما هو ذهباD.اما الخشب فقد صار غنياD بمجد الالهوت، لكنه

لم يفقد خصائصه كخشب وببراهين كثيرة يمكننا أن نتأكد من أن التابوت

يرمز للمسيح النه كان يخرج امام بني اسرائيل وكان هذا سبب عزاء لهم، وهكذا قال المسيح في موضع

(.2 : 15معين"أنا أذهب لكي أعد اكم مكاناD")يوحنا - الله الكلمة صار انساناD.وهو ليس12

Dتشرف بصلة بالالهوت، كما انه ليس انساناDانسانا حصل على مساواة وكرامة وسلطان الله الكلمة

:(24)حسب زعم البعض 1يقول بولس االلهي :"عظيم هو سر التقوى ")

( وهذا حقيقي الن الله الكلمة ظهر16 : 3تيموثاؤس في الجسد و"تبرر في الروح"الننا لم نر فيه أي خضوع

لضعفاتنا رغم انه الجلنا صار انساناD إال لنه بال خطية.و"شاهدته المالئكة " فهم لم يجهلوا ميالده

حسب الجسد و"كرز به لالمم" كإله صار انساناD وهو عينه "أومن به في العالم "وهذا ما برهنه بولس االلهي

وكتبه :"اذكروا انكم انتم االمم قبالDحسب الجسد المدعوين غير المختونين من قبل المختونين في

الجسد المصنوع باليد، انكم كنتم في ذلك الوقت بدون

كلمات ثيؤتوكية االحد حيث ترتل كنيستنا:"التابوت المصفح بالذهب من كل ناحية المصنوع من خشب اليسوس سبق أن يدلنا على الله الكلمة الذي صار انسانا̂بغير

افتراق. ".وشريعة تفسير اآلباء قائمة على حقيقة اساسية أن كل ماهو متصل بظهور الله في العهد القديم قد تحقق بشكل افضل واكمل في العهد الجديد عندما اتحد وحل

في الهيكل الحقيقي أي الطبيعة البشرية.وحظ أن ثيؤتوكية االحد تتحدث عن التجسد ثمعن العذراء الن كل مايخص العذراء مرتبط بالتجسد

( في هذه الفقرة يفرق كيرلس بين هرطقتين وهما النسطورية التي ادعت أن?)24 المسيح حصل على مجرد صلة بالالهوت، واالريوسية التي ادعت أن االبن في الجسد

مخلوق رفع بمحنة الهية من اآلب إلى كرامة الالهوت.ويمكن الي انسان يريد أن يتحاشى السقوط في هرطقة أن يتذكر دائما̂ أن ربنا يسوع ليس انسانا̂ تأله والإلها̂ فقط

بل هو واحد من اثنين :الهوت وناسوت.

13

ميسح اجنبيين عن جنسية اسرائيل وغرباء عن عهود-11 : 2الموعد بال رجاء وبال إله في العالم ")أفسس

( فاالمم اذن كانوا بال إله في العالم عندما كانوا12 بدون المسيح، ولكن عندما عرفوا )المسيح( انه هو

بالحقيقة وبالطبيعة الله اعترف هو بهم بدوره كمعترفين بااليمان.وهو )المسيح( رفع بمجد"اي بمجد

الهي "الن داود المبارك ينشد :"صعد الله بفرح")مزمور ( النه بالحقيقة صعد بالجسد وليس بالالهوت5 : 67

وحده، الن الله تجسد )ولذلك يمكن أن يقال عنه انه صعد(. كما اننا نؤمن انه ليس انساناD مثلنا قد تشرف

بنعمة الالهوت لئال نقع في جريمة عبادة انسان.وانما نؤمن بالرب الذي ظهر في شكل العبد والذي صار مثلنا بالحقيقة بطبيعة بشرية ولكنه ظل الله.الن الله الكلمة عندما اخذ جسداD لم يفقد خواصه )االلهية( بل ظل في

نفس الوقت هو نفسه الله المتجسد.هذا هو االيماناالرثوذكسي )الصحيح(.

Dوإذا قال احد :اي ضرر يحدث إذا اعتقدنا أن انسانا مثلنا قد حصل على االلوهة وليس الله هو الذي تجسد؟ سوف نجيب بانه يوجد ألف دليل ضد هذا )الرأي(، وكل

هذه االدلة تؤكد لنا انه علينا أن نجاهد بثبات ضد هذا الرأي وان نرفضه.وقبل أي شيء آخر فلندرس التدبير

.D الخاص بالتجسد ونفحص حالتنا جيدا لقد تعرضت البشرية للخطر وهوت إلى ادنى حاالت المرض أي اللعنة والموت، وزيادة على ذلك

تدنست بقذارة الخطية وضلت وصارت في الظالم حتى انها لم تعرفه وهو الله الحقيقي وعبدت المخلوقات

دون الخالق. فكيف كان من الممكن أن تتحرر من فساد مثل هذا ؟هل بان تعطي لها االلوهة؟كيف وهي التعرف

على وجه االطالق ماهي كرامة وسمو االلوهة؟ ألم تكن )البشرية( مقيدة بعدم المعرفة وفي ظالم، بل ومدنسة بلطخة الخطية؟ فكيف كان من الممكن أن

ترتفع الطبيعة الكلية النقاء، وتحصل على المجد الذي اليستطيع احد أن يصل إليه إال إذا وهب له؟.دعونا نفتر

انه بالمعرفة مثالD أو بالتعليم يمكن الحصول على االلوهة. فمن ذا الذي سيعلمها عن المجد االلهي ؟!!

14

(.14 : 10النه كيف يؤمنوا أن لم يسمعوا ؟)رومية ولذلك فانه غير ممكن الي من الناس أن يرتقي إلى

مجد االلوهة ولكن من الالئق بل من العقول أن نعتقد أن الله الكلمة الذي به خلقت كل االشياء اشتهى أن

يخلص ما قد هلك، فنزل الينا ونزل إلى ما دون مستواه حتى يرفع الطبيعة البشرية إلى ما هو فوق مستواها

.لذلك(25)أي ترتفع إلى امجاد الالهوت بسبب االتحاد به كان ارتفاع الطبيعة البشرية إلى امجاد الالهوت بدون

التجسد، وان تنال عدم التغير الخاص بالله دون أن ينزل الله اليها.ومن الالئق أن ينزل غير الفاسد إلى الطبيعة

المستعبدة للفسادحتى يحررها من الفساد.وكان من الالئق أن الذي لم يعرف خطية يصبح مثل الذين تحت

الخطية لبيطل الخطية ففي النور تصبح الظلمة بال عمل.وحيث يوجد عدم الفساد يهرب الفساد.الن الذي لم يعرف خطية )الله(جعل الذي تحت الخطية )الجسد(

خاصاD به حتى تصير الخطية إلى عدم. وسف أبرهن من االسفار المقدسة أن الكلمة الله

صار انساناDوليس المسيح كانسان تأله.يقول بولس المبارك عن االبن الوحيد :"الذي اذ كان صورة الله لم يحسب مساواته لله شيئاD يخطف، بل افرغ ذاته واخذ

صورة العبد وصار في شبه الناس.واذ وجد في الهيئة كانسان تواضع واطاع حتى الموت موت الصليب.لذلك

رفعه الله واعطاه اسماD فوق كل اسم، حتى انه في اسم يسوع المسيح تجسد كل ركب السمائيين

واالرضيين والسفليين، ويعترف كل لسان بان الرب هو ( فمن11-6 : 2يسوع المسيح وهذا بمجد اآلب")فيلبي

ذا الذي نقول عنه انه كان في صورة الله ومساوياD لآلب وفكر بان هذه االشياء التخطف بل نزل إلى الفقر

( يلخص القديس كيرلس في هذه السطور جوهر الهوت مدرسة االسكندرية?)25 ونظرتها العميقة للخالص فهو اوال̂ عودة إلى االتحاد بالله بعد أن اغتربنا عنه بالخطية.وقد

اصبح من الممكن أن نعود إلى لله عندما اتحد الالهوت بالناسوت في ربنا يسوع المسيح.ثانيا̂ أن الذي يحقق عودتنا لله في المسيح هو الروح القدس، وقد شرح كيرلس

( من هذه المقالة.ثالثا̂ أن الخالص هو االلتصاق بالمسيح في1في هذه الفقرة ) المعمودية التي هي دفن وقيامة معه وفي شركة جسده في االفخارستيا وفي فهم اسراره في الكلمة االلهية، أو بالموت مثله في حاالت الشهداء والنساك وكل هذا

مؤسس إلى حقيقة اساسية وهي االعتقاد بمجيء الله الينا في الجسد وباتحاده بهذاالجسد.

15

وصار في شكل العبد وتواضع وصار في شكلنا؟ وإذا كان مجرد انسان مولود من امرأة فكيف اصبح في

صورة مساواة اآلب؟! أو كيف كانسان يكون له الملء ؟! وكيف يمكن أن يخلي ذاته وهو مخلوق ؟!فما

هو الشرف الذي وصل إليه اإلنسان حتى يمكن أن يقال عنه انه كانسان تواضع؟ أو كيف يقال )عن المسيح(انه

صار في شبه الناس وهو )اصالD(مثلهم؟ !وكيف افرغ ذاته؟ وهل افراغ الذات هو الحصول على ملء الالهوت؟

)ومادام كل هذا غير صحيح (لذلك نحن النعلم بان اإلنسان صار الهاD بل كلمة الله الذي هو من ذات جوهر

اآلب وله ذات المساواة -النه صورة اآلب-اخلى ذاته الجل الطبيعة البشرية. وقد فعل هذا عندما صار في شكلنا.واوال انه له الملء كإله ما كان قد قيل عنه انه تواضع ولقد حدث هذا ودون أن يفارق عرش الكرامة االلهية، الن عرشه مرتفع.صار في شبه الناس ولكنه في نفس الوقت من ذات جوهر اآلب.ولكن علينا أن

نالحظ انه عندما صار مثلنا قيل عنه انه رفع معه الجسد إلى مجد االلوهة وهذا بالتأكيد واضح انه مجده هو

)االبن(، ولكنه قيل انه صعد إلى مجده بالجسد الذي اخذه من اجل البشرية.ونحن نؤمن به كرب الكل حتى

وهو في الجسد.وله تنحني كل ركبة.وهذا اليحزن اآلب وال يقلل من كرامة اآلب بل هذا لمجده، النه )اي اآلب( يفرح ويمجد عندما يعبد الكل االبن، رغم انه صار مثلنا في الجسد كما هو مكتوب:"النه لم يأخذ ماللمالئكة بل

ما لنسل ابراهيم، ومن ثم كان ينبغي أن يشبه (. وكلمة "اخذ من نسل17-16 : 2اخوته")عبرانيين

ابراهيم "تعني انه الله وال تعني انه انسان مثلنا حصل على الالهوت.وهو نفسه صار مثلنا ولذلك وحده دعي

.(26)"أخانا"اما نحن فال نعدى اخوته من جهة الالهوت ومرة ثانية يقول الرسول "فاذ قد تشارك االوالد في الدم واللحم، اشترك هو فيهما حتى يبيد الموت كانوا

(. وصار15-14 : 2كل حياتهم تحت العبودية ")عبرانيين مثلنا عندما اشترك في اللحم والدم، ولهذا سبب مرتبط اشد االرتباط به)بالتجسد( اذ انه مكتوب:"النه فيما كان

( وهذه التسمية ممكنة بل حقيقة النه اخذ20 : 8( المسيح هو االخ البكر )رومية ?)26الذي لنا أي الطبيعة البشرية.

16

الناموس عاجزاDعنه بسبب ضعف الجسد ارسل الله ابنه في شبه جسد الخطية، ودان الخطية في

(. ومرة ثانية علينا أن نالحظ اننا3 : 8الجسد")رومية النقرأعن انسان يحصل على الالهوت ويحاول أن يرتفع

إلى كرامته، بل اننا نقرأ عن الله اآلب الذي ارسل لنا ابنه الوحيد "في شبه جسد الخطية" لكي يبطل

Dالخطية.لذلك فالصواب هو :ان الله الكلمة صار انسانا ونزل إلى اسف إلى فقرنا.ومن هذا يظهر لنا أن

المسيح ليس مجرد انسان حصل على المجد االلهي.- كلمة الله الذي صار إنساناDهو المسيح يسوع:13

عندما نبحث في سر تجسد االبن الوحيد، فما نقوله عنه نتمسك به النه التعليم الحقيقي وااليمان

االرثوذكسي.فالكلمة نفسه هو مولود من الله اآلب، إله حقيقي من إله حقيقي، نور من نور، تجسد وتأنس،

نزل من السماء وتألم وقام من بين االموات..ألنه هكذاقانون االيمان.( 27)حدد المجمع العظيم المقدس

وإذا بحثنا لكي نتعلم ما هو المعنى الحقيقي لتجسد الكلمة الذي صار انساناD فاننا النذهب إلى القول بان الكلمة عندما تجسد اتصل فقط بالطبيعة البشرية،

وان مجرد االتصال جعل بشريته تشاركه مجد ألوهيته وسلطانها، انه جعل بشريته تشاركه اسم االبن، ولكن بالحري انه صار انساناD مثلنا واحتفظ بما له من خواص

النه غير متغير، بل اليوجد فيه حتى ظل التغيير )يعقوب (. فهو تدبيرياD اتخذ لنفسه لحماD ودماD.ولكنه واحد17 : 1

هو الذي قبل التجسد دعى في االسفار التي اوحى بها الله،"االبن الوحيد" "الكلمة" "الله" "الصورة" البهاء"

"رسم جوهر اآلب" "الحياة" "المجد" "النور" "الحكمة" "القوة" "الذراع" "اليد اليمنى" "العلي" "الممجد" "رب الصباؤوت".وباقي االسماء التي تخص الله وبعد التجسد

دعي "االنسان" "يسوع المسيح" "الفادي" "الوسيط" "بكر الراقدين" "آدم الثاني" "رأسد أي الكنيسة

".االسماء االولى تخصه النها اسماؤه، وكذلك الثانية . لكن الذي يحمل هذه(28)التي اخذها في نهاية الدهور

.325( مجمع نيقية المسكوني الألول ?)27 ( يالحظ أن الفرق االساسي بين االسماء االولى واالسماء الثانية هو أن الثانية?)28

تتحدث عن عمل االبن الوحيد الذي قام به في الجسد مثل "الوسيط" "بكر الراقدين"

17

االسماء هو واحد الذي قبل التجسد الله الحقيقي، وظلكذلك في تجسده، وسيظل كذلك إلى األبد.

ولذلك اليجب أن نقسم الرب يسوع المسيح إلى إنسان والى إله بل نقول يسوع المسيح هو هو واحد،

.(29)لكن نميز بين الطبيعتين دون أن نمزجهما وحتى إذا قالت هذه الكتب المقدسة أن في (،9 : 2المسيح حل كل ملء الالهوت جسدياD )كولوسي

فان هذه الكلمات التعني االنفصال، كما لو كان الكلمة حل في انسان اسمه المسيح، الننا يجب أن النمزق

االتحاد أو نعتقد بوجود ابنين.وحتى إذا استخدمت االسفار المقدسة اسم المسيح وحده دون أن يشير إلى

الله الكلمة، فهذا اليبدو بالمرة فصالD للطبيعة البشرية التي اتخذها لنفسه وجعلها هيكله. علينا أن نفهم

طريقة التعبير عن الحقائق االيمانية، النه مكتوب في في بيوت من(30)موضع آخر أن نفوس البشر تسكن

( فاذا كانت اجساد البشر تسمى9 : 4طين ")أيوب "بيوت من طين" والنص يؤكد أن النفوس تسكنها، فهل

تستدعي طريقة التعبير هذه أن نقسم اإلنسان الواحد إلى اثنين )جسد ونفس(؟! أليس هذا خطأ؟. وإذا كانت

هذه الطريقة المألوفة للحديث عن الموضوعات التي فيها اتحاد بين اثنين وبسبب االتحاد يمكن أن نتحدث

كما لو كنا(31)عن طبيعة هي اصالDمن الطبائع المركبة Dنتحدث عن عنصر واحد منها مع الواقع غير ذلك فاحيانا يقال عن اإلنسان أن روحه تسكن جسده، واحياناD تدعى،Dروح اإلنسان )وحدها( أو جسد اإلنسان )وحده( انسانا

وهذا ما يخبرنا به بولس الحكيم اذ يقول :"اذا كانDانساننا الخارجي يفني فانساننا الداخلى يتجدد يوما

("Dوالرسول يتحدث عن16 : 4كورنثوس 2فيوما ) العالقة بين اإلنسان الخارجي والداخلي ويصفخا بهذه

الطريقة وهو يتحدث بالصواب لكنه اليقسم اإلنسان

إلخ ( من المعروف أن مقالة القديس كيرلس عن تجسد االبن الوحيد قد قرئت في?)29

والعبارة التي نحن بصددها االن هي احدى العبارات االساسية451مجمع خلقيدونية سنة التي تمسك بها القديس ديسقوروس كما هو ثابت من محاضر الجلسات وبالذات الكتاب

86 عن مجمع خلقيدونية ص1694الذي نشر في روما سنة ( أو تحل ?)30( حرفيا̂ الطبائع المتحدة.?)31

18

الواحد إلى اثنين )واحد داخلي واآلخر خارجي (. كذلك النبي اشعياء في موضع آخر يقول :"في الليل تبكر

(، فهل تقوم روحه مبكرة9 : 26اليك روحي ياالله") إلى الله باعتبارها شيئاD آخر غير نفسه ؟أليس حماقة أن نستنتج هذا؟!!. لذلك علينا أن نفهم طريقة الحديث عن

مثل هذه الموضوعات وان نلتزم بما هو معقولمنتبهين إلى الغرض الذي يكمن وراء هذه االقوال.

وعلى الرغم من انه قيل عن يسوع انه كان "ينمو (.52: 2في القامة وفي الحكمة وفي النعمة")لوقا

فان هذا يخص التدبير آلن كلمة الله سنح لبشريته أن تنمو حسب خواصها وحسب قوانينها وعاداتها.لكنه اراد

شيئاD فشيئاD أن يعطي مجد الوهيته إلى جسده كلما تقدم في العمر حتى اليكون مرعباDللناس إذا بدر منه

عدم االحتياج المطلق إلى أي شيء.ومع هذا تكلموا عنه "كيف عرف هذا اإلنسان الكتب وهو لم يتعلم")يوحنا

. فالنمو يحدث للجسد، كما أن التقدم في(32)( 15 : 7 النعمة والحكمة يتالئم مع مقاييس الطبيعة البشرية.

وهنا يلزمنا أن نؤكد أن اللله الكلمة المولود من اآلب هو نفسه كلي الكمال الينقصه النمو أو الحكمة أو النعمة،

بل انه يعطي للمخلوقات الحكمة والنعمة وكل ماهوصالح.

وعلى الغم من انه قيل عن يسوع انه تألم فان اآلالم هي ايضاD خاصة التدبير. وهي آالمه هو، وهذا

صحيح تماماD النه تألم في الجسد الذي يخصه هو.ولكنه كإله اليتألم أي اليقبل طبيعته االلم حتى عندما تجرأ

صالبوه وعذبوه بقسوة. وعندما صار االبن الوحيد مثلنا- النه دعى في االسفار التي اوحى بها الله "بابن البشر"

وهذا حسب التدبير -إال اننا نعترف انه بطبيعته الله.

( اليتعارض هذا الشح مع تأكيد القديس كيرلس على االتحاد.لقد حدث االتحاد منذ?)32 اللحظة التي تكون فيها الجسد، ولكن الجسد كان ينمو حسب خواصه وقوانينه.وما

يؤكده كيرلس هنا هو أن المسيح كشف عن مجده االلهي شيئا̂ فشيئا̂ كلما نما جسده.ولعل هذا المبدء الالهوتي الهام، هو ما يميز االناجيل االربعة عن غيرها من

االناجيل المزورة التي تنسب للمسيح في طفولته معجزات وخوارق غير عادية.وما هو واضح جدا̂ من هذه الفقرة هو أن االتحاد بين الالهوت والناسوت شيء وظهور المجد االلهي شيء آخر.االتحاد حدث دون انفصال لكن ظهور المجد االلهي كان يحدث على

فترات وفي مناسبات معينة مثل السير على الماءاو التجلي.

19

- براهين من الكتب االلهية على أن كلمة الله14وان كان قد صار انساناD إال انه ظل الله:

يقول الله في موضع ما لموسى شارح االسرار االلهية:"وتصنع غطاء من الذهب لكرسي الرحمة من

ذهب نقي طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف.وتصنع كروبين من ذهب، صنعة خراطة،

تصنعهما على طرفي الغطاء. فاصنع كروباD واحداD على الطرف من هنا وكروباD آخر على الطرف من

هناك..ووجهاهما كل واحد إلى االخر نحو كرسي الرحمة(.20-17 : 25يكون وجهاD الكروبين")خروج

هذا رمز صحيح يدل على الله الكلمة الذي تأنس إال انه ظل الله، عندما صار مثلنا من اجل التدبير لم يفقد

مجده وعظمته. وعمانوئيل صار لنا "كفارة االيمان (. وهذا يبرهنه يوحنا ايضاD :"ياأوالدي25 : 3")رومية

الصغار اكتب اليكم هذا لكي التخطئوا. وان أخطأ احد فلنا شفيع عند اآلب يسوع المسيح البار، وهو كفارة

(. وايضاD يقول بولس:"الذي2-1 : 2يوحنا 1لخطايانا") ( وعلينا أن25 : 3قدمه كفارة بااليمان بدمه")رومية

ننظرالى الكروبين واقفين باسطين اجنحتهما على كرسي الرحمة، وفي نفس الوقت يثبتان اعينهما على

ارادة ربهما.وحشد االرواح السمائية يثبتون عيونهم على ارادة الله، وكلهم اليشبع من التطلع إلى الله.هذا

المنظر االرضي)في خيمة االجتماع( يذكرنا بالمنظرDالسمائي الذي رآه اشعياء النبي عندما رأى االبن جالسا

( والسارافيم يخدمونه كالله.1 : 6على عرش عال)- برهان آخر..15

وموسى االلهي قد اقيم في القديم لكي يحررDشعبه من ظلم المصريين، ولكن كان من الضروري اوال

يتعلم الذين كانوا تحت نير العبودية أن الله تصالح معهم. لذلك امر موسى بان يجري معجزات الن المعجزة

في بعض االوقات تساعدنا على االيمان. لذلك يقول موسى لله ضابط الكل:"ولكن إذا ال يصدقوني

واليسمعون لقولي بل يقولون لم يظهر لك الرب، فماذا اقول لهم؟ فقال له الرب ما هذه التي في يدك؟

فقال عصا. فقال اطرحها على االرض. فطرحها

20

فصارت حية فهرب موسى منها. ثم قال الرب لموسى(.5-1 : 4مد يدك وامسك بذنبها..")خروج

لنتأمل هذا.ان ابن الله بالطبيعة وبالحق هو عصا اآلب الن العصا هي عالمة المملكة الن اآلب في االبن له سلطان على الكل. وفي ذلك يقول داود:"كرسيك

ياالله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة هو قضيب (. ولكنه)اآلب( طرحها أو جعلها6 : 45ملكك")مزمور

على االرض في طبيعة بشرية.عند ذلك انخذت )العصا( شبه الناس الخطاة، واصبح واضحاD أن العصا التي صارت

حية ترمز إلى شر الطبيعة البشرية، الن الحية عالمة على الشر. ولكي نتأكد أن ما فسرته صواباD نجد أن ربنا يسوع المسيح نفسه يقول عن رموز التدبير بالجسد انه مثل الحية النحاسية التي رفعها موسى لكي تشفي من

عضات الحيات. النه يقول:"وكما رفع موسى النبي الحية في البرية هكذا يجب أن يفع ابن اإلنسان حتى أن

من يؤمن به اليهلك بل تكون له الحياة االبدية")يوحنا (. والحية التي صنعت من نحاس كانت سبب14-15 : 3

خالص الذين كانوا في خطر، النهم عندما نظروا اليها خلصوا. هكذا ربنا يسوع المسيح للذين ينظرونه وهو

في شبه الناس الخطاة -النه صار انساناD-..ولكن اليجهل احد انه الله الذي يقيم والذي يمنح الحياة والقوة للهرب

من العضات االليمة والسامة، وأنا اقصد القوات التيتحاربنا.

وهناك جانب رمزي آخر:"عصا" ابتلعت "عصى" السحرة التي القيت على االرض، الن"العصا" بعد أن طرحت على االرض وصارت حية "لم تظل حية"، بل

رجعت إلى ما كانت عليه. كذلك "عصا" اآلب أي االبن الذي فيه يسود اآلب على الكل صار في شبهنا -كما قيلت من قبل -إال انه بعد أن اكمل التدبير عاد إلى

السماء فهو في يد اآلب"قضيب البر والملك")مزمور ( وهو يجلس عن يمين اآلب في مجده، وله6 : 45

عرش اآلب حتى وهو في الجسد.16...Dوأيضا -

قال الرب لموسى:"ادخل يدك داخالD في حضنك.ثم (.اليد7-6 : 4اخرجها وإذا يده برصاء مثل الثلج")خروج

21

-يد الله اآلب-في االسفار االلهية هي االبن الن النص :48يشير إليه:"أنا ويدي اسست السموات")اشعياء

(، وداود االلهي ينشد قائالD:"بكلمة الرب تأسست13 (. وعندما كانت يد موسى6 : 33السموات")مزمور

مختبئة فى حضنه لم تكن برصاء، ولكن عندما أخرجت خارجا صارت برصاء.وبعد فترة أدخلها مرة ثانية ثم

أخرجها ولم تعد برصاء بل قيل:"أعيدت إلى نفس لون (.لذلك عندما كان الله الكلمة فى7:4جسده " )خروج

حضن اآلب كان يشرق ببهاءاأللوهة، ولكن عندما صار كما لو كان خارجا بسبب التجسد ـ أو ألنه صار انسانا

(،"احصى مع3:8فى شبه جسد الخطية")رومية ( ألنه بولس االلهى يقول :"الذى لم12:53أثمة")اشعياء

يعرف خطية صار خطية ألجلنا حتى نصير بر الله فيه") (..وهذا ما أعتقد أن البرص أشار إليه21:5كورنثوس2

ألن األبرص حسب الناموس كان نجسا..ولكنه عندما عاد إلى حضن اآلب ـ ألنه صعد إلى هناك بعد قيامته من

األموات ـ صار مثل يد موسى التى أدخلت فى حضنه وصارت طاهرة. هكذا سوف يأتى ربنا يسوع المسيح

فى الوقت المحدد ببهاء مجد األلوهة رغم أنهلن يخلع شبهنا. ألن بولس المبارك يقول أيضا عن المسيح:"ألنه مات لكى يحمل خطايا كثيرين، وسيظهر ثانية بال خطية

(. لذلك عندما28:9لخالص الذين ينتظرونه")عبرانيين تدعوه االسفار االلهية المسيح يسوع في مناسبات متعددة، اليظن احد انه مجرد انسان بل لنتعتقد انه

يسوع المسيح كلمة الله الحقيقي الذي من الله اآلب.Dحتى وان صار انسانا

- المسيح ليس الله لبس جسداD، وليس كلمة17Dالله الذي حل في انسان، بل الذي تجسد فعال

حسب شهادة الكتب: الذين بال دنس )الهراطقة( يؤمنون بالمسيح، ويتفقون معنا، يعلمون أن الله الكلمة هو من الله

اآلب..وانه نزل إلى فقرنا وصار في صورة العبد.والجسد الذي اخذه وولد من العذراء هو جسده.بل

.(33)انه لم يولد فقط بل صار مثلنا ودعى ابن اإلنسان

( هذه الطريقة الغريبة في تأكيد انسانية الرب سببها البدع التي كانت تقاوم اعتقاد?)33

22

فهو بالحقيقة الله حسب الروح ولكنه هو نفسه انسان حسب الجسد من اجل هذا يوجه بولس الرسول االلهي

خطابه إلى اليهود قائالD:"الذي بانواع كثيرة وطرق شتى تكلم مع اآلباء باالنبياء وفي االيام االخيرة تكلم معنا

(. كيف تكلم الله اآلب في2-1 : 1في ابنه")عبرانيين االيام االخيرة في ابنه؟ قديماD تكلم في الناموس في

Dاالبن، ولذلك قال االبن أن كلماته اعطيت قديما لموسى الحكيم:"التظنوا اني جئت لكي انقض الناموس أو االنبياء.النني لم آت لكي انقض بل اكمل..السموات

-16 : 5واالرض تزوالن ولكن كالمي اليزول ")متى (. وكذلك يشهد النبي "أنا هو المتكلم35 : 24،متى 18

السبعينية( وعندما تجسد، تكلم6 : 52أنا آت")اشعياء اآلب معنا فيه كما قال بولس المبارك:"في آخر

االيام".ولكي اليعوق أي شيء ايماننا بانه هو هو قبل الدهور الله الرسول اضاف الرسول على الفور:"الذي

فيه خلق العالمين" ثم عاد واكد "الذي هو بهاء مجد ورسم اقنوم اآلب". بالحقيقة صار انساناD ذاك الذي به

الله اآلب"خلق العالمين".ولذلك لكي يكون اعتقادنا سليماD علينا أن نؤمن انه صار انساناD وليس كما يفترض البعض أن الله سكن فيه.لو كان هذا صحيحاD -اي أن الله

سكن في انسان- إال يصبح ما يقوله يوحنا االنجيلي ( بال فائدة؟14 : 1المبارك:"الكلمة صار جسداD")يوحنا

النه ما هي الحاجة إلى مثل هذا التصريح؟وكيف يقال أن الكلمة تجسد إال إذا كان فعالD قد صار جسداD أي صارDمثلنا لكنه ظل فوقنا بل فوق االبن الوحيد صار انسانا وهو الله حتى وهو في الجسد، ولم يسكن في انسان ثم جعل هذا اإلنسان البساD الالهوت مثل البشر الذين

انعم عليهم بشركة الطبيعة االلهية..- األمثلة..18

يقول الله عن )البشر( في موضع:"إني ساسكن فيهم واسير بينهم واكون لهم الهاD وهم يكون لي

( ويقول الرب16 : 6كورنثوس 33،2 : 31شعباD")ارميا يسوع المسيح نفسه:"هانذا سآتي..ان فتح لي انسان،

:14سوف ادخل أنا وأبي لنسكن ونتعشى معه ")يوحنا

الكنيسة الجامعة بتأنس المسيح.

23

( وكذلك ايضاD دعينا هياكل الله :"انتم20 : 3 ورؤيا 23 (، وهو يقول16 : 6كورنثوس 2هياكل الله الحي")

ايضاD :"ألستم تعلمون أن اجسادكم هي هياكل الروح :6كورنثوس 1القدس الذي فيكم والذي لكم من الله")

(. فاذا قالوا انه دعى عمانوئيل بمعنى انه مثلنا نحن19 البشر قد سكن الله فيه، فليعترفوا عالنية انهم

يشاهدوننا نحن والمالئكة في السماء وعلى االرض نعبده يخجلون من هذه الفكرة.ويخجلون بالحري ألنهم يجهلون قصد االسفار المقدسة.كما انه اليوجد عندهم االيمان الذي سلمه الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين

(.واذا قالوا انه الله وانه تمجد2 : 1وخداماD للكلمة )لوقا كإله الن كلمة الله اآلب سكن فيه )اي في يسوع

المسيح( وانه يمجد على هذا النحو وليس على اساس انه اله الذي صار جسداD.فليسمعوا منا هذا: اليكفي لمن

يسكن الله فيه أن تجعله هذه السكنى إلهاD يعبد، الن الله يسكن في المالئكة وفينا نحن بالروح القدس..ومع

هذا، فالذين اخذوا الروح القدس اليكفيهم هذا لكي .لذلك ليس كما يحل في(34)يصبحوا بالحقيقية آلهة

Dأي انسانا Dانسان، وانما نعبده النه الله الذي صار جسدا وظل في نفس الوقت الله الذي يعبد.

( تعد هذه الفقرة من اهم ما تركه اآلباء لنا عن الفرق االساسي بين المسيح وبين?)34 المؤمنين من حيث مشاركة الطبيعة االلهية.ولم يكتب احد قبل كيرليس االسكندري بهذا

الوضوح في هذه النقطة.

24

أقوال رسولية تشهدعلى أن المسيح هو الله

- عندما يتحدث الرسول عن المسيح19 يقول:"الذي اراد في اجيال اخر لم يعرفه بنو البشر

على النحو الذي اعلن اآلن لقديسيه..الذين اراد الله أن يعرفهم ما هو غني مجد هذا السر في االمم، الذي هو

-5 : 3المسيح فيكم رجاء المجد الذي ننادي به")أفسس (فاذا كان المسيح انساناD لبس27-26 : 1كولوسي

الالهوت وليس الله بالحقيقية-فكيف يصبح هو نفسه "غنى مجد السر"الذي يبشر به لالمم؟ أو كيف يمكن أن

يقال أن الرسول بشر بالله بالمرة؟! - "فاني اريد أن تعلموا أي جهاد لي ألجلكم20

ألجل الذين في الودوكية وجميع الذين لم يروا وجهي في الجسد، لكي تتعزى قلوبهم مقترنة في المحبة بكل غنى يقين الفهم لمعرفة سر الله والمسيح")كولوسي

(. وها هو يسمى سر الله، سر المسيح ويتمنى1-2 : 2 لمن يكتب اليهم أن يكون عندهم "يقين الفهم"

لمعرفته. فما هي حاجة الذين يريدون معرفة سر المسيح إذا كان الله حل في انسان؟..لكنهم يحتاجون

إلى "غنى يقين الفهم" لكي يعرفوا أن الله الكلمةتجسد.

- "ألنه منكم اذيعت كلمة الرب ليس في21 مكدونية واخائية فقط بل في كل مكان ايضاD قد ذاع

ايمانكم بالله حتى لم يعد لنا حاجة أن (. وها هو الرسول يذكر أن8 : 1نتكلم..")تسالونيكي

ايمانهم هو ايمان الله، بينما يقول المسيح:"من يؤمن (.كما أن الكلمة47 : 6بي فله الحياة االبدية")يوحنا

التي يبشر بها الرسول هي كلمة الرب أي المسيح. - "ألنكم انتم أيها االخوة تعلمون دخولنا اليكم22

انه لم يكن باطالD، بل بعد ما تألمنا قبل وبغى علينا كما تعلمون في فيلبي بشجاعة في الهنا تكلمنا معكم

(. وعندما يقول2-1 : 2تسالونيكي 1بانجيل الله") الرسول انه تحدث بشجاعة "في الهنا" فانه يوضح من هو هذا االله فهو الذي كرز في بشارة انجيل الله الذي

يبشر االمم أي المسيح.

25

- "فانكم أيها االخوة تذكرون تعبنا وكدنا اذ كنا23 نكرز لكم بإنجيل الله ونحن عاملون ليالD ونهاراD كي

Dمن اجل ذلك نحن ايضا"Dالنثقل على احد منكم" وايضا نشكر الله بال انقطاع النكم اذ تسلمتم منا كلمة خبر من

الله قبلتموها الككلمة اناس بل كما هي في الحقيقةككلمة الله التي تعمل ايضاDفيكم انتم المؤمنين")

(.أال يقول الرسول صراحة أن13-9 : 2تسالونيكي 1كلمة المسيح هي انجيل الله وانها كلمة الله ايضاD؟!

أليس هذا ظاهراDبكل وضوح للجمتع. - "النه قد ظهرت نعمة الله مخلصنا لجميع24

الناس معامة ايانا أن ننكر الفجور والشهوات..منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا.يسوع

(. هنا جهراD يوصف الرب13-11 : 2المسيح")تيطس يسوع بانه "الله العظيم"، ذلك الذي ننتظر مجيئه المجيد

فنصلي بحرارة ونعيش بالتقوى وبدون عيب. ولو كان المسيح انساناD لبس الالهوت فكيف يسمى "الله

العظيم"؟ وكيف يكون رجاؤنا فيه مباركاD؟ والنبي ارميا :17يقول "ملعون هو الرجل الذي يتكل على انسان")

(. ولو كان المسيح قد لبس الالهوت فهذا اليجعله5 الهاD. وقياساDعلى ذلك لو دعونا كل من حل فيهم الله آلهة..فماذا يمنعنا من عبادتهم؟ لكن الرسول بولس

يسمي المسيح:الله والعظيم، وان مجيئه مبارك. وبولس ايضاDفال لليهود عن عمانوئيل:"الذين منهم

اآلباء والعهد والمواعيد، ومنهم المسيح حسب الجسد (5-4 : 9الكائن على الكاللله المبارك إلى األبد")رومية

ولقد كرز بولس بإعالن الهي..وهذا واضح اذ يقول هو نفسه:"وبعد اربعة عشر سنة صعدت إلى اورشليم مع برناباواخذت تيطس معي. ولقد صعدت بإعالن عليهم

االنجيل الذي اكرز به، لكن عرضته على انفراد على المعتبرين لئال اكون اسعى أو قدسعيت باطالD")غالطية

(. ونحن نعلم أن بولس بشر بالمسيح لالمم1-2 : 2Dكإله، وفي كل مكان كان يتحدث عن سر المسيح مسميا

اياه بالسر العظيم األلهي. لقد صعد إلى اورشليم بموجب اعالن الهي، وعرض بشارته على المعتبرين أي

.Dالرسل القديسين والتالميذ لئال يكون قد سعى باطال

26

وعندما نزل من اورشليم واخذ يبشر االمم لم يصبح تعليمه ولم يغير بشارته التي سبقت صعوده اورشليم.

ألم يستمر في االعتراف بالمسيح االله؟ بكل تأكيد، حتى انه يكتب قائالD:"اني اتعجب من انكم تنتقلون هكذا

سريعاDعن الذي دعاكم إلى انجيل آخر. ليس هو آخر، غير انه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يحولوا انجيل المسيح"ثم يضيف:"لكن أن بشرناكم نحن أو مالك من

:1السماء بغير ما بشرناكم به فليكن اناثيما")غالطية (. ورغم أن الله حل في كل الذين بشرهم )بولس(6-7

إالانهم تركوا كل شيء. ما سبب ذلك إال أن الرسولكرز لهم بالمسيح االله وحده؟!!.

- كتب يوحنا االنجيلي عن المسيح:"وعندما كان25 في اورشليم في العيدآمن به كثيرون باسمه اذ رأوا

اآليات التي صنع، لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه النه كان يعرف الجميع والنه لم يكن محتاجاD أن يشهد احد

:2عن اإلنسان النه علم ماكان في اإلنسان")يوحنا (. لوكان المسيح انساناDلبس الالهوت اال يكون23-25

الذين آمنوا به وباسمه في اورشليم قد خدعوا؟ كيف عرف وحده ما في اإلنسان؟ الن الله وحده هو الذي

Dيعرف اإلنسان النه هو"الذي يصور القلوب واحدا (. ولماذا هو وحده يغفر15 : 33فواحداD")مزمور

الخطايا؟ فهو يقول:"ابن اإلنسان له سلطان على (.ولماذا هو وحده6 : 9االرض أن يغفر الخطايا")متى

دون باقي الخالئق يجلس مع اآلب على عرشه؟ لماذا تعبده المالئكة وحده؟ ولماذا علمنا أن نعتبر اآلب "آبانا

السماوي" لكنه تحدث عنه بطريقة خاصة وحدهومختلفة عن الطريقة التي علمنا اياها؟!.

ربما قال احد ما أن كل ما ذكرته من براهين يجوز أن تستخدم في مجال حلول الكلمة )في انسان(. ولو

كان االمر كذلك لكان على الكلمة أن يبدأ كالمه كما يبدأ االنبياء الذين حل فيهم الكلمة ويقول:"هكذا يقول

الرب"، ولكنه لم يفعل، بل عندما شرع في وضع الشريعة التي هي اسمى من الناموس اشهر سلطانه

:5كمشرع للناموس وقال:"أما أنا فاقول لكم")متى (.44و39و34و32و22

27

:17وكيف يقول انه حر وليس مديوناDلله )متى (؟..السبب في ذلك هو انه االبن بالحقيقة. ولو كان26

انساناD لبس الالهوت، لن يكون بطبيعته حراD والن الله بطبيعته حر فهو وحده الذي يطلب الديون في الوقت

المناسب. وإذا كان المسيح هو غاية الناموس واالنبياء، وقيل

عنه انه انسان لبس الالهوت -أال يعطي هذا فرصة للبعض أن يقولوا في سخرية، أن غاية الناموس وبشارة

االنبياء ادت في النهاية إلى ذنب عظيم وهو عبادةانسان؟.

لقد حدد الناموس عبادتنا لله على النحو :6التالي:"للرب الهك تسجد ةاياه وحده تخدم")تثنية

(. ولقد كان الناموس مؤدبنا وقائدنا10 : 4-متى 13 إلى المسيح، والى معرفة اكثر سمواD من تلك التي

وعبادتنا لله(35)حصل عليها الذين عاشوا في الظالل ليست شيئاD يستهان به حتى اننا نعبد بدالDمنه انساناD حل الله فيه. وعلى ذلك ايهما افضل بالنسبة لاليمان، طالما

أن المسألة هي مجرد حلول الله، هل االفضل أن يحل الله في السماء أم يحل في إنسان؟ ايهما اشرف طالما

أن المسألة هي مجرد حلول، أن يحل الله في .ولو(36)السيرافيم أم في جسد بشري ارضي؟

كان)المسيح( انساناD لبس الالهوت فما معنى (.14 : 2القول:"شاركنا في اللحم والدم")عبرانيين

كيف يتحقق هذا لو كان الالهوت قد حل في انسان؟ هل يكفي الحلول الن يصبح )الكلمة( مشاركاD ايانا اللحمDوالدم. ولو كانت مشاركته اللحم والدم تجعل منه انسانا

على النحو الذي يفهمه المعارضون لاليمان، فالله حل في قديسين كثيرين، وهذا يعني انه لم يتجسد مرة

:9واحدة بل ينطل الخطية بذبيحة نفسه")عبرانيين (. فلو كان الرأي المعارض صحيحاD، فكيف تبشرنا26

الكتب االلهية بمجيء واحد الكلمة؟. - لو كان المسيح انساناD حل فيه الالهوت، فانه26

( أي في العهد القديم.?)35 ( تعد هذه الفقرة بمثابة جوهر الديانة المسيحية. وقد ادرك القديس كيرلس هذا.?)36

^ ولذلك يسال خصوم االرثوذكسية :اذا كنتم تريدون أن تشرفوا الله وتزيدوه مجدابإنكاركم التجسد فما هو الفرق بين المسيحية واليهودية ؟!

28

يصبح مجرد هيكل الله. وفي هذه الحالة علينا أن نسأل كيف يسكن فينا المسيح إذاD؟هيكل يسكن هياكل، هل

هذا معقول؟! أم معقول انه هو الله الساكن فينا نحنهياكله بالروح؟!

لو كان المسيح انساناD لبس الالهوت فلماذا يكونجسده وحده واهب الحياة بصورة دائمة؟!..

لو كان مجرد حلول الالهوت يؤدي إلى هذا لنالت هذا االمتيازاجساد القديسين الذين حل فيهم الله ضابط الكل. وبولس االلهي يكتب في موضع آخر:"الذي يحتقر

ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثالثة يموت بدون رحمة، فكم عقاباDاشر تظنون انه يحسب مستحقاD من

داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به (. والناموس الذي تكلم29-28 : 10دنساD؟!")عبرانيين

به االنبياء هو الهي والوصايا اعطيت عن طريق المالئكة. فكم عقاباD اشر يستحق ذاك الذي يدنس دم

المسيح؟.وما هي افضلية االيمان بالمسيح عن العبادة حسب الناموس؟.ولماذا يكون العقاب اشر لو أن هناك مساواة بين االثنين؟.لقد قلنا سابقاD أن المسيح ليس

مثل باقي القديسين حل فيه الالهوت. بل هو الله بالحقيقة ومجده اسمى من مجد العالم كله النه

بالطبيعة الله، فهو كلمة الله اآلب الذي تجسد وصار انساناD كامالD. ونحن نؤمن أن الجسد الذي اتحد به، فيه

نفس عاقلة، ولهذا فاالتحاد كامل وحقيقي. - كيف يجب أن يفهم أن الكلمة تجسد وسكن27

فينا؟ وكيف نزل الينا كلمة الله؟. وماذا يجب أن نقول عن الجسد الذي هو جسده؟.يذكر الرسول بولس

المبارك أن االبن الوحيد امسك بنسل ابراهيم وانه :2اشترك في اللح والدم وصار مثلنا)راجع عبرانيين

(.ونحن نذكر ايضاD صوت يوحنا القائل:"والكلمة14-16 (.فهل قصد14 : 1)يوحنا(37)صار جسداD وسكن فينا"

هؤالء الرجال الروحيون أن يعلمونا أن كلمة الله صار جسداD أي تغير؟.وهل من الصواب أن نعتقد أن الكلمة يمكن أن يتغير مثل المخلوقات؟.لو كان هذا هو قصد

( الترجمة العربية البروتستانتية تفضل ترجمة االصل اليوناني الى:"سكن فينا "بينما?)37 تفضل الترجمات العربية القديمة:"سكن فينا "، وهي افضل واقرب إلى االصل اليوناني

الن الكلمة صار جسدا̂تعني صار فينا.

29

هؤالء لتعين علينا أن نفترض اما أن يأتي الكلمة بارادته الحرة ويتغير إلى طبيعة اخرى، أو أن يرغمه آخر على

قبول طبيعة اخرى..وكال االفتراضيين اليظهران فيالنصوص االلهية.

حاشا لله أن يتغير الن طبيعته اليقبل أي تغيير، بل (، وطبيعته17 : 1ليس فيها حتى ظل التغيير)يعقوب

االلهية السمائية قائمة على مالها من صفات اليمكن أن.D تتغير ابدا

كيف إذا تجسد الكلمة؟ هذا ما نحتاج إلىمعرفته..:

اوالD:ان االسفار االلهية غالباDما تسمى اإلنسان كله جسداD، أي تسمى الكل باسم الجزء..فيشلر تارة إلى

اإلنسان كله باسم الجسد، وتارة اإلنسان بالنفس وحدها، كما هو مكتوب:"ويبصر كل جسد خالص

(.وكذلك بولس االلهي الناطق بااللهيات9 : 3الله")لوقا (.وموسى16 : 1يقول:"لم استشر لحماD ودماD")غالطية

شارح االسفار االلهية وستين االسرائيليين:"والذين:Dنزلوا إلى مصر من آبائكم كانوا خمسة وستين نفسا

(.واليستطيع احد أن يقول أن الذين23 : 10)تثنية نزلوا إلى مصر هو نفوس عارية بال اجساد، أو أن

االجساد بال نفوسها هي التي سيعطيها الله بغنى منD(38)خالصه .لذلك عندما نسمع أن الكلمة صار جسدا

فلنعتقد انه تجسد وصار انساناD له نفس وجسد.الن الكلمو الله تجسد وصار انساناDكامالD ودعى ابن اإلنسان

الن له نفساD وعقالD، واتحد بكل مكونات اإلنساناتحاداDحقيقياD بطريقة يعرفها هو وحده.

أن كيفية االتحاد هي فوق عقولنا.واذا اراد احد ما مثاالعلى ما نقول، وهو مثال اقرب لمن ينظر في مرآة

ال لمن يتطلع إلى ذات الشيء فاننا نقول أن الكلمة اتحد بجسد له نفس عاقلة مثل اتحاد نفس اإلنسان

بجسده.ورغم أن الجسد من طبيعة اخرى مختلفة عن

( يؤكد كيرلس هنا وحدة اإلنسان نفسا̂ وجسدا̂، وهو المبدأ الهام الذي قام عليه?)38 تعليم الكتاب المقدس بعهديه، وهو ما يضاد تعليم افالطون بل الفلسفة اليونانية القديمة التي تعلم بوجود تناقض بين النفس)الروح( والجسد. ونص القديس كيرلس هو نص فريد

كتب في وقت سادت فيه الفكرة االفالطنية، وهذا مايؤكد تمسك هذا المعلم الكنسيبمباديء الكتاب المقدس ورفضه النظام الفلسفي الفالطوني.

30

طبيعة النفس إالان النفس تشترك مع الجسد وتتحد به حتى انها التبدو مختلفة عنه ولذلك فان اإلنسان من

الطبيعة المركبة، كائن حي واحد,إال اننا نعرف أن النفس-كما قلت سابقاD-تظل مختلفة بطبيعتها.ولذلك

نقول أن التجسد تمليس بالتبديل أو التغيير في طبيعة الكلمة، النه عندما صار جسداD لم يفقد خواص الهوته.

كيف يمكن أن يحث هذا؟انما تجسد الكلمة بان اتخذ جسداD من امرأة واتحد به في احشائها وولد هو نفسه وبعينه الله المتجسد دون أن يفقد بالمرة ميالده غير المنطوق به من الله اآلب، عندما ولد من امرأة. ولما تجسد سمح لجسده أن يتكون حسب القوانين الخاصة

بالجسد، وأنا اقصد طريقة الميالد والنمو.إال أن الطبيعة البشرية لها فيه شيء خاص، فهو قد ولد من

. وإذا(39)عذراء..وهو وحده الذي له أ�م لم تعرف الزوج قال يوحنا انه صار جسداD فقد اضاف:"وسكن فينا" لكي

يعلن انه بالتجسد وسكناه فينا لم يفقد شيئاD ما منخواصه بل ظل كما هو.

وإذا قال يوحنا انه )الكلمة(، سكن)اوحل( فاننا نفهم من ذلك انه آخر سكن في آخر، أي سكنت

الطبيعة االلهية في البشرية دون أن يحدث امتزج أو إلى ما ليس هو من طبيعته(40)اختالط أو تغيير

)الكلمة(. والذي يحل في ىخر اليتحول إلى )طبيعة( اآلخر

الذي يحل فيه واليصبح مثله..النه إذا حدث هذا اليبقى أي مجال للحديث عن الحلول القائمة تظل كما هي،

لكن المسيح الواحد هو منهما محتفظاD بالتمام -كما قلت ، الن يوحنا يقول "سكن فينا"،(41)سابقاD- بعدم االختالط

وهذا يعني أن يوحنا يؤكد أن االبن الوحيد المتجسد الذي صار انساناD هو هو االبن الواحد.وأنا ارجو أن

تفهموا كيف يتوج االنجيلي االلهي بحكمة، الطبيعة

( هذا بال شك تعبير طقسي وهو شائع االستعمال في الشرق. وكلمة "لم تعرف?)39زواج" هنا في االصل اليوناني تعني الخبرة الداخلية القلبية بجانب الخبرة العلمية.

( تعد هذه التأكيدات ضرورية لفهم نوع االتحاد بين الالهوت والناسوت، فهو ليس?)40مزجا̂بين اثنين أو خلطا̂ أو تغيير الالهوت إلى ناسوت.

( يؤكد هنا القديس كيرلس معنى عدم االختالط بين الالهوت والناسوت بانه احتفاظ?)41 الناسوت بكل خصائصه والالهوت بكل خصائصصه. واالتحاد هو المسيح الواحد والشخص

الواحد الذي يالئم خصائص ماله من نلسوت والهوت.

31

البشرية كلها عندما يقول:"الكلمة سكن فينا".فهو اليقول أن تجسد الكلمة حدث الي سبب آخر إال الجلنا نحن لكي نغتني باالشتراك فيه بالروح القدس وننال

خيرات التبني. ولذلك ففي المسيح حدث اتحاد كامل وحقيقي. اما

فينا نحن، فعلى الرغم من انه )الكلمة( يحل فينا، إال ، الن(42)انه يحل فينا ليس جوهره بل هو حلول النعمة

المسيح وحده حل كل ملء الالهوت جسدياص )كولوسي (. ولم يحدث هذا باي نوع من المشاركة، أو مجرد9 : 2

صاة مثل لمعان النور علة جسم من االجسام، أو عندما ،(43)تبعث الحرارة دفأها الذاتي في جسم من االجسام

وامنا حدث اتحاد حقيقي للطبيعة االلهية غير الدنسة التي اختارت سكنى لها في الهيكل الذي ولد من

العذراء، النه باالتحاد وحده يسوع المسيح هو واحد.وأنا انكر أن كل ما ذكرناه يفوق كل التعبيرات البشرية

الممكنة، ولكن اليجب أن نتوفق عن التأمل وااليمان بسر المسيح بسبب وجود صعوبة مثل هذه. بل ليظل

هذا السر باستحقاق موضع إكرامنا، آلنه كلما كان السر فوق ادراك كل العقول وبعيداD عن امكانية التعبير عنه

بكلمات ازداد ايماننا بعظمته وروعته.Dونحن النلعم بان الكلمة عندما تجسد وصار انسانا

كامالD اصبح محدوداD فهذا هو الغباء بعينه. وانما نحن نعلم بانه يمأل السموات واالرض وما تحت االرض، الن

الله يمأل كل االشياء الن طبيعته ليست مادية ولذلك التتجزأ. وعندما اخذ جسداD اصبح ذلك الجسد، جسد

الكلمة، ليس على النحو الذي ننسب فيه الضحك للرجل.Dأو الصهيل للحصان، وانما على نحو آخر مختلف تماما

الته اتحد بالجسد اتحاداD حقيقياD وجعله آداة التماممقاصده في حدود امكانيات الجسد -ماعدا الخطية.

وإذا قيل أن الله الكلمة نزل الينا، فال يفرغ احد

أي حلول)Skeitiken )( استخدم القديس كيرلس كلمة يونانية هامة وهي ?)42بالعمة وليس بالجوهر.

( لمعن النور على جسم من االجسام يعني نوع من الصلة الخارجية المؤقتة. كذلك?)43 عندما تبعث الحرارة دفأها في أي شيء قريب من مصدر الحرارة يعني نوع من الصلة

الداخلية. اما المسيح يسوع فاالمر مختلف اذ التوجد صلة أو مشاركة بين الالهوت والناسوت وانما اتحاد ولعل عبارة كيرلس "باالتحاد وحده يسوع السيم هو واحد" هي

مفتاح الفهم المصري لسر التجسد.

32

ظاناD كيف نزل غير المادي من مكان إلى آخر. واليجب أن يظن احد انه ينسحب من مكان آلخر، فهو يمأل كل

Dاالشياء. بل علينا أن نفهم أن نزوله ومجيئه ليس تنقال من مكان آلخر بل بول الكلمة لخدمة مقدسة وارسالية

سلمت بعد ذلك لتالميذ المسيح، مخلصناكلنا. ومرة اخرى يقول الرسول بولس االلهي عن المسيح:"لذلك الحظوا ايها االخوة شركاء الدعوة

السمائية رسول ورئيس كهنة اعترافنا يسوع (..فما الذي علينا مالحظته1 : 3المسيح")عبرانيين

سوى أن الرسول يعلن عن خدمة المسيح التي اتمها في بشريته، لكنه في ذات الوقت هو بالطبيعة الله رغم أن الرسول ينسب إليه وظيفة الرسولية؟! وهذا اليضلد

الحق بالمرة، كما قلت سابقاD أن الله الكلمة قيل عنه انه ارسل من عند اآلب. فهو بكل تأكيد يمأل االشياء واليوجد مكان على االطالق يخلو منه. ولكننا نضطر لمثل هذه االستعماالت الننا نريد أن نفسر االشياء

االلهية بكلمات بشرية، ونريد أن نفهم تداير الطبيعةالعدمية الموت، بمصطاحتنا المادية.

ومرة اخرى اقول أن الروح القدس يمألكل االشياء، إال أن الرسول المبارك يكتب ويقول:"بما انكم

ابناء ارسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاD آباD ايها (. بل أن المخلص نفسه يقول:طمن6 : 4اآلب")غالطية

االفضل لكم أن انطلق، النه أن لم انطلق اليأتيكم :16المعزي. ولكنني مت ذهبت أنا ارسله اليكم")يوحنا

( وكل هذا اليعني انتقال الروح القدس من مكان7 .ولكي النخطيء في فهم هذه االمور علينا أن(44)آلخر

لكي نتبع فعرفة(45)نعود دائماD إلى قاعدة التقوى يقينية، الننا متى فعلنا ذلك نفيد انفسنا بما هو صالح.

- كيف نعتقد أن العذراء هي والدة اإلله؟ 28 ولد الكلمة من الله اآلب بطريقة الندركها بل هي فوق مستوى االدراك والفهم، وهذا يايق بالطبيع غير

( يشرح القديس كيرلس حلول الروح القدس في مقالته"العبادة بالروح والحق?)44 "على انه اعالن الروح القدس عن نعمة أو بركة ام تكن موجودة أو ظاهرة. وعل ذلم

لكمة "حل" تعني "اعطى أو منح" والتعني االنتقال من مكان آلخر، الن هذا اليخصالطبيعة المادية.

( أي التقليد.?)45

33

المادية. ولكن الذي ولد من ذات اآلب وواحد معه بالجوهر لذلك يدعى "االبن"وهذا االسم يوضح لنا

حقيقة الميالد االزلي.فكما أن اآلب حي وكائن منذ االزل كذلك المولود منه حي وكائن معه منذ االزل على النحو الذي ذكره االنجيلي الحكيم:"الله الكلمة كان في

( لكنه في الزمان االخير1 : 1البدء مع الله"راجع)يوحنا "الجلنا نحن البشر والجل خالصنا نزل من السماء

دون أن يفقد خواصه، الن طبيعته(46)وتجسد وتانس" غير متغيرة وكائنة إلى االبد في مجد الله الفائق، لكن الجلنا وتدبيرياD قبل أن يخاى ذاته بل وقبل فقرنا، النه

وهو الغني افتقر -كما هو مكتوب -حتى نصبح نحن ( ولذلك تجسد وولد من9 : 8كورنثوس 2بفقره اغنياء )

امرأة حسب الجسد. والذي حدث انه اخذ من العذراء القديسة جسداD واتحد به اتحاداD حقيقياD. لذلك نعتقد أن

العذراء القديسة هي والدة االله، النها ولدته حسب الجسد، لكنه مولود في ذات الوقت من اآلب قبل كل

الدهور. والذين يفترضون أن الكلمة ابتدأ أو وجد عندماD للتقوى وفي صار انساناD انما يفترضون رأياD مضادا

منتهى الفوضى. والمخلص نفسه يظهر الصحاب هذا الرأي غباوتهم فيقول عن نفسه:"قبل أن يكون

(. فكيف هو كائن قبل58 : 8ابراهيم أنا كائن")يوحنا ابراهيم وهو قد ولد حسب الجسد بعده باجيال كثيرة؟

Dفي هذا يكفي ما قاله يوحنا الناطق بااللهيات موبخا اصحاب هذا الرأي:"الذي قلت عنه يأتي بعدي رجل صار

( وعينا نكتفي نما ذكرناه وان30 : 1قدامي")يوحنا نترك هذا الرأي الغبي جداD لكي نتقدم إلى ما هو نافع. اليضطرب احد عندما يسمع أن العذراء هي والدة

االله. واليجب أن تمتليء النفوس بعدم ايمان اليهود أو بعدم تقوى االمم، فاليهود هاجموا المسيح

قائلين:"النرجمك الجل عمل حسن تجديف النك وانت (، وكذلك ابناء33 : 10انسان تجعل نفسك الله")يوحنا

اليونانيين )االمم( عندما يسمعون تعاليم الكنيسة أن الله ولد من امرأة يضحكون. وهؤالء جميعاD سيأكلون

( النص مأخوذ من قانون االيمان النيقاوي، وقد اتبع اآلباء تقليدا̂ وهو تأكيد كل ما?)46يعلمون به باقتباس كلمات قانون االيمان.

34

ثمرة عدم تقواهم وسيسمعون منا"الغبي يتكلم باللوم (. وسر6 : 32اشعياء0وقلبه يصور له االشياء الباطلة"

المسيح واضح لكنه لليهود عثرة ولليونانيين غباوة ) ( اما بالنسبة لنا نحن الذين نعرفه23 : 1كورنثوس1

فهو سر الخالص الذي يستحق كل اعجاب، واعظم منأن يكون موضع رفض أو عدم ايمان من احد.

وإذا كان هناك احد ما يتجزأ أو يعلم بان الجسد هو الذي ولد الطبيعة االلهية غير الجسدانية،(47)الترابي

أو أن العذراء حبلت بالطبيعة التي هي فوق كل الخليقة، فان هذا هو البجنون بعينه. الن الطبيعة االلهية

ليست من تراب االرض حتى تولد منه )من التراب( تصبح اما لعدم الموت،(48)والتلك الخاضعة للفساد

والتلك الخاضعة للموت تلد الذي هو حياة الكل، والغير المادي يصبح ثمرة للجسد الذي بطبيعته خاضع للميالد

وله ابتداء في الزمان الجسد اليمكنه أن يلد الذي البدايةله.

لكننا نؤكد أن الكلمة صار مانحن. واخذ جسداD مثل جسدنا واتحد به اتحاداD حقيقياD بطريقة فوق االدراك

Dالتعبير. وانه تأنس وولد حسب الجسد. وذها ليس غريبا اليصدق أو يحظي بعدم االيمان..إال تولد النفس البشرية

وهي من طبيعة مختلفة عن طبيعة الجسد مع الجسد، النها-كما قلنا سابقاD-متحدة به؟! وال اظن أن احد

سيفترض أن النفس لها طبيعة الجسد، أو انها تتكون معهن وانما الله بطريقة غير معروفة يغرسها في

الجسد وتولد معه. ولذلك نحن نحدد أن الكائن الحي . هكذا الكلمة هو الله(49)الواحد المولود هو من اثنين

لكنه تجسد وايضاD ولد حسب الجسد.بطريقة بشرية،لذلك تدعى التي ولدته والدة االله.

( االشارة هنا إلى العذراء مريم، وهذا واضح من سياق الكالم.?)47 ( االشارة هنا إلى العذراء وهي تمثل البشرية كلها قبل المسيح. ولعل هذا النص?)48

بالذات ضد عقيدة الحبل بال دنس، التي وان لم تثر في زمان اآلباء، إالانها التتفق مع ماعلموا به.

( شاعت في الالهوت المسيحي نظريتان في اصل النفس البشرية:األولي، وشاعت?)49 في الشرق عند غالبية آباء الكنيسة الشرقية، وهي أن النفس تخلق ثم توضع في الجسد

وهو ما يصرح به هنا القديس كيرلس عامود الدين. والثانية: هي أن النفس تولد مع الجسد وتتكون من الوالدين في لحظة تكوين الجسد. وتزعم هذا الرأي ترتليان

واغسطينوس، واصبح هذا شبه عقيدة رسمية في الغرب الالتيني. وهناك اعتراضاتصعبة على النظريتين.

35

إذا لم تكن العذراء قد ولدت الله فال يجب أن يسمى المولود منها الله. ولكن حيث أن الكتب الموحى بها تدعوه الله المتجسد، وحيث انه التوجد وسيلة اخرى للتجسد إال الوالدة من امرأة، فكيف النسمي التي ولدته والدة االله؟ وسوف ابين من الكتب المحى بها أن الذي

ولد هو بالحقيقية الله.

أقوال عن الميسح - "هوذا العذراء ستحبل وتلد ابناD وسيدعون29

(. فكيف -خبروني-14 : 7اسمه عمانوئيل")اشعياء يدعى الذي ولد من العذراء عمانوئيل؟. وكما قلت

سابقاD "عمانوئيل" تعني أن كلمة الله هو بالحقيقة الله صار مثلنا بسبب الجسد. وقد دعى عمانوئيل النه اخلى ذلته، وولد مثلنا ةتحدث معنا. لذلك فهو الله في الجسد

والتي ولدته بالحقيقة هي والدة االله، النها ولدتهحسب الجسد.

- يقول النبي:"ويطرحون كل ثوب اقتنوه30 بالمكر وكل رداء سيغيرونه إذا ارادوا بالدماء. النه يولد لنا ولد ونعطي ابناD وسيكون الحككم على كتفه ويدعى

D الهاD قديراD")اشعياء (.هانحن نسمع5 : 9اسمه مشيرا انه يسمى ولداD النه ولد مثلنا.لكنه عندما ولد اشارت

إليه السماء بنجم المع، فجاء المجوس ليسجدوا له من اقاصي االرض، وحمل المالئكة االخبار السارة للرعاة

وقالوا لهم"ولد لكم مخلص"،"وبشروا باالرادة الصالحة (.وهو ايضاD المشير االلهي النه اعلن11 : 2لآلب")لوقا

لنا عن االرادة الصالحة، النه فيه )االبن( سر )اآلب( أن يخلص االرض كلها. وفيه وبه يصالح العالم كله لنفسه،

لذلك(50)الننا عندما نتصالح مع المسيح نتصالح مع الله هو بالحقيقة الله وابن الله. وهو مشير اآلب ورسوله الينا هو نفسه علمنا ذلك:"هكذا احب الله العالم حتى

بذل ابنه الوحيد لكي اليهلك كل مايؤمن به بل تكون له (.واالبن الوحيد هو ذاك16 : 3الحياة االبدية ")يوحنا

Dالذي ولد من العذراء القديسة الن الكلمة صار انسانا وهو الله في الجسد، ولهذا السبب قيل انه ظهر للذين

( في موضع آخر وقال:"الله هو المسيح، الذي20 : 5كورنثوس2( شرح كيرلس) ?)50.67إذا تصالحنا معه تصالحنا مع الله"رسالة عن االيمان الصحيح:

36

على االرض. واخيراDيقول )المسيح(:"الذي يؤمن بي له حياة

( الننا به وفيه نؤمن باآلب. ولذلك47 : 6أبدية")يوحنا قال هو:الذي يؤمن بي اليؤمن بي بل بالذي ارسلني،

-44 : 12والذي رآني فقد اآلب الذي ارسلني")يوحنا 45.)

- "اسمعي لي ايتها الجزائر واصغوا ايها االمم31 49من بعيد، من بطن أمي يدعون اسمي الرب")اشعياء

(. والكلمة هو الله، ولذلك اليجهل انه سيولد1: وسيتجسد من امرأة الجلنا. وكان الكلمة يعرف انه

سيدعى المسيح يسوع، لذلك يعلن لنا الله اآلب البنه الذي سيبارك في كل(51)مسبقاDاالسم الجديد

(. والحظ كيف يشير16-15 : 55ارجاء االرض )اشعياء إلى امه التي ولدته..وحيث انه الله، فبالحقيقة أن التي ولدته حسب الجسد تدعى بالحق والدة االله. اما إذا لم يكن هو الله كمل يتصور البعض وفي شر يقولون انه

ليس الله، فليمنعوا لهذا السبب لقد والدة االله عنالعذراء.

( نظرا̂ الهمية هذه الفقرة رأينا اقتباس بعض النصوص من كتابات القديس كيرلس?)51 االخرى، حيث يشرح لنا ما هو االسم الجديد لالبن..يقول:"ما لم يكن االبن بالطبيعة ما

كان قد دعى "معنا الله" عندما ولد من امرأة واخذ شكلنا. واسم عمانوئيل لم يعطي الي مالك أو الي مخلوق. بل هكذا سمى اآلب االبن وحده. والنبي القديس هو شاهدنا على

ذلك، اذ يقول عن الميالد االلهي:"ويدعى باالسم الجديد الذي سيعطيه الرب له")اشعياء (.واسم االبن الجديد هو بالحقيقة "عمانوئيل" أي "معنا الله".وقبل أن يأتي إلى2 : 62

العالم كان اسمه الله فقط، وبعد ميالده من العذراء اليسمى الله فقط بل"معنا الله" أي الله المتجسد. لذلك إذا كان اآلب يسمي ابنه الوحيد معنا الله فليخجل الذين بنفاق بل

وبجهل يقولون عنه انه مخلوق، الن من هو بطبيعته الله اليمكن أن يكون مجرد أ-ب(.وفي مقالة "عن االيمان الصحيح" يقول:"االسم الجديد هو3,3 : 32مخلوق")الكنز

ج( وفي نفس المقالة26يسوع وقد اعطى للكلمة بواسطة الصوت المالئكي " ) يقول :"قبل التجسد لم يكن كلمة الله يعرف باسم يسوع أو المسيح إال عند الذين وهبوا

المعرفة لنبوية وعرفوا انه يدعى كذلك في الوقت المعين عندما يتجسد. لذلك فاالسم ج( وفي مقالة اخرى باسم120الجديد الذي اعطى عندما تجسد الكلمة هو يسوع")

"حوار عن الثالوث"يقول:"اسم الكلمة الجديد الذي اعطي في التجسد هو يسوع، :5وكلمات النبي تدعم ما نقوله:"ويدعون اسمه باالسم الجديد الذي اعطاه له اآلب")

يقول:"متى دعى الكلمة420ج(.وفي الرسالة الرعوية الخاصة بعيد القيامة سنة 55 يسوع أو المسيح إالعندما تجسد وتأنس؟.دعى يسوع النه يخلص شعبه من خطاياهم،وهو

المسيح النه الجلنا قد مسح لذلك اليدع فقط كلمة الله اآلب،كما لو كان بغير جسد،بل سيدعى يسوع والمسيح النه جاء في الجسد،وعنه يقول الرسول:"هو هو امس واليوم

-أ-ب(.101 : 7والى االبد")الرسالة

37

- االبن الوحيد هو الله حتى وإن ظهر في32شكل إنسان.

صلى سليمان وقال:"اآلن ايها الرب إله اسرائيل فليتحقق كالمك الذي كامت به داود عبدك. هل يسكن

(.18-17 : 6اخبار 2حقاD مع اإلنسان على االرض")Dالحظ كيف يتعجب سليمان من تجسد الكلمة.وهو فعال شيء عجيب أن يسكن )الكلمة( مع الناس على االرض.

ولكن ما هو العجيب وما هو الجديد والجدير باالعجاب والدهشة إذا ظل الله مع االشياء التي سر بها والتي

(52)يحفظها أو التي سيخلقها في المستقبل؟! بالحقيقة هي أعجوبة فريدة وخاصة أن يتجسد أن الله وان يسكن مع الناس على االرض حسب المواعيد

. كما هو مكتوب:"حاف(53)التي اعطيت لداود االلهي الرب لداود بالحق ولن يرذله أن من ثمرة بطنك اجعل

(. وبالحقيقة عرف داود11 : 132على كرسيك")مزمور أن الله ضابط الكل لن ينكر مواعيده، لكنه بحث عن

المكان الذي سيولد فيه وعن الذي سيحلفه علىDكرسيه.ولذلك قال:"الاصعد على سريري والاعطي نوما لعيني والألجفاني نعاساD والراحة لي في مقادسي حتى

-3 : 132اجد مكاناD للرب ومسكناD إلله يعقوب")مزمور (.وعندما عرف الروح مكان ميالد االبن الوحيد بالجسد،5

:132بشر به وقال:"ها قد وجدناه في أفراته ")مزمور ( أي في بيت لحم..وجدناه في الغابة. وافراته هي6

بيت لحم بكل يقين الن النبي يقول:"وانت يابيت لحم (. والحظ أن الذي ولد في أفراته2 : 5أفراته")ميخا

يسمى"إله يعقوب" الذي حل في المسكن )الجسد(، النه هناك في أفراته ولدتالعذراء يسوع. وفي موضع

( ما يؤكده القديس كيرلس هنا، هو أن اليظل الله مع المخلوقات يرعاها ويحفظها،?)52بل أن يأتي إلى عالقة وشركة مع اإلنسان باعتباره تاج الخليقة.

( ما اعجب التوافق بين الكلمات القطعة الثالثة في ثيؤطوكية الخميس وشرح?)53 القديس كيرلس.."اقسم الرب لداود بالحق ولن ينكوه أن من ثمرة بطنك اضع على

كرسيك فلهذا لما طاب البار قلبا̂، أن منه يولد المسيح حسب الجسد، طلب باجتهاد أن يجد مسكنا̂ للرب االله الكلمة وهذا اكمله بسر عجيب، وللوقت صرخ بالروح قائال̂:"إنا قد

سمعنا في أفراتة. التي هي بيت لحم الموضع الذي تفضل عمانوئيل إلهنا أن يولد فيه ( أن2 : 5حسب الجسد من اجل خالصنا، كما قال ميخا النبي:"وانت يابيت لحم..")

ترتيب االفكار والكلمات يجعلني اشعر بان القديس كيرلس استخدم كلمات الثيؤتوكية أو العكس. لكن هذا التوافق يؤكد لنا حقيقة الروح الواحد الذي في طقوس وفي كتابات

اآلباء.

38

آخر يسيمه داود "إله ابراهيم" عندما يقول "رؤساء (. والن9 : 47الشعوب اجتمعوا مع اله ابراهيم")مزمور

داود قد تدرب على معرفة ما سيحدث في المستقبل رأي بعيني قلبه، وباستنارة الروح القدس "رؤساء

الشعوب" أي الرسل القديسين في طاعة ربنا يسوع . وهكذا دعى اله ابراهيم واله يعقوب ذاك(54)المسيح

الذي من امرأة. فلماذا التدعى العذراء والدة االله؟! - يقول النبي حبقوق "يارب سمعت خبرك33

فجزعت، وتفكرت في اعمالك وارتجفت، في وسط الحيوانيين تعرف، وعند مجيء الوقت المعين تظهر،

وعندما اضطربت نفسي هل في الغضب ستذكر الرحمة. سيأتي الله من تيمان والقدوس من

( عندما ولد من امرأة، عاش حتى2 : 3فاران")حبقوق، لكي بنعمة الله يذوق -(55)صلب على الصليب المكرم

(.9 : 2) عبرانيين0بالجسد - الموت الجل كل انسان ولكن النه الله، قام إلى حياة االبد.وعندما احتمل اآلم الصليب، عرف بين الحيوانيين )اللصين(.كما قال هو

نفسه في موضع آخر لليهود:"عندما ترفعون ابن (. لكن كيف28 : 8اإلنسان تعرفون اني أنا هو")يوحنا

يدعوه النبي الله؟.إال يخبرنا انه سوف يأتي من تيمان ومن جبل فاران؟.وتيمان تعني الجنوب، ونحن نعلم أن

المسيح ظهر ليس في الشمال بل في الجنوب من اليهودية حيث توجد بيت لحم.لذلك فالذي يدعى الرب والله جاء من الجنوب، أي اليهودية، النه ولد في بيت

لحم. فكيف التكون العذراء مريم التي ولدته والدة االله. - في سفر التكوين مكتوب"وبقى يعقوب وحده،34

وصارعه انسان حتى طلوع الفجر. ولما رأي انه اليقدر عليه ضرب حق فخذه وقال له:"أطلقني النه طلع الفجر

ولكنه قال:"الاطلقك إال إذا باركتني" وبعدها مكتوب "وباركه هناك. ودعى اسم ذلك المكان وجه الله،

وقال:النني رايت الله وجهاD لوجه وحفظت حياتي. من المزامير المعروفة باسم "مزامير الصعود" وهي تصف صعود47( مزمور ?)54

المسيح وجلوسه على كرسيه واجتماع الله مع رؤساء شعبه أي الرسل على جبله المقدس. وجلوس الله على كرسيه على جبله المقدس هو من عالمات تجلي الله

وظهوره للدينونة. ومما الشك فيه أن وضع هذا المزمور من بين مزامير الساعة الثالثةحيث نحتفل بصعود المسيح ونزول الروح القدس هو ترتيب آبائي.

( تعبير طقسي.?)55

39

واشرقت الشمس عندما عبر المكان الذي سماه وجه (..ان31-24 : 32الله وهو يخمع على فخذه")تكوين

معنى هذا النص سري النه يشير إلى مصارعات اليهود مع المسيح، لكنهم سوف يستسلمون ويطلبون بركته

عندما يعودون إليه بااليمان في االيام االخيرة. لكن الحظ هذا :كان يعقوب يصارع مع انسان، ومع هذا دعاه يعقوب"وجه الله"..ليس هذا فقط بل هو عرف انه الله بالحقيقة. ولذلك قال اني رآيت الله وجهاD لوجه النه هو

(. وفي هذا3 : 1 )عبرانيين(56)"صورة جوهر اآلب" المعنى تحدث الرب مع اليهود عن الله اآلب:"لم تروا وجهه وليست كلمته ثابته فيكم النكم التؤمنون بالذي

(. لكن الله بالحقيقة هو38-37 : 5ارسله اليكم")يوحنا ذلك اإلنسان الذي صارع يعقوب. والكتب المقدسة

تقدم لنا برهاناD على ذلك:"وقال الله ليعقوب قم اصعد إلى بيت ايل، وأقم هناك مذبحاD لله الذي ظهر لك حين

(.24 : 35هربت من وجه عيسو اخيك )تكوين - اخبرنا دانيال النبي عن الرؤيا المخيفة التي35

رآها وقال:"كنت ارى رؤيا في الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن اإلنسان اتى وجاء إلى القديم االيام،

فقربوه قدامه فاعطى سلطاناD ابدي لن يزول وملكوته (. اسمع كيف اخبرنا دانيال14-13 : 7لن ينتهي")دانيال

انه لم يرى مجرد انسان، حتى اليؤمن احد أن عمانوئيل مثل أي واحد منا، بل قال بتدقيق"مثل ابن اإلنسان"

الن الكلمة هو الله لكنه صار في شبه الناس ووجد في (. لكي ما نعرف انه هو8-7 : 2الهيئة كإنسان )فيلبي

نفسه الله المتأنس وانه ليس انساناD فقط والهو بدون ناسوت. لذلك يقول دانيال انه قد اعطي الرئاسة

والكرامة التي له منذ االزل، النه يقول:"وكل الشعوب

أي اقنوم تعني اصال̂ "وجه" فالوجه هو الذي يعبرProsopon( من المعروف أن كلمة ?)56 عما في الشخص. وتعبير "وجه الله"متكرر في العهد القديم، ويعني ظهور الله أو اعالن

( الذي يذكر لن االبن هو صورة جوهر اآلب أي3 : 1عن الله. ومن المؤكد أن )عبرانيين (. وهذا ما يقصده الرسول بولس31-24 : 32وجه اآلب تستند على نص تكوين)

بقوله:"الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة هو اشرق في قلوبنا نور المعرفة وجه (. وفي ضوء ماقرره القديس كيرلس يظهر لنا6 : 4كورنثوس 2الله في يسوع المسيح )

أن اقنوم االبن أو وجه اآلب، اذ اليستطيع أي مخلوق أن يعبر عن اآلب أو أن يظن لنا إال(14 : 1ابنه يسوع المسيح )يوحنا

.G.L Prestige.”God in Patristic Thought”3rd.ed 1964,P.157راجع

40

واالمم وااللسنة تتعبد له"لذلك فاالبن الوحيد كلمة الله حتى وهو في الجسد تعبده كل المخلوقات.وايضاD وهو في الجسد له ملكوت اآلب، النه هو ايضاD ملكوته. فاذا ولدته العذراء مريم بالجسد، فكيف التكون والدة االله

؟!.(57) - آالم المسيح.كيف انه من المفيد أن نتحدث36

بطرق مختلفة عن الواحد بعينه الله المتجسد دون أننقيمه إلى اثنين.

(58)يحدثنا القديس بولس عن االآلم المخلصة

:2فيقول:"لكي بنعمة الله يذوق الموت")عبرانيين (.وايضاD:"سلمت اليكم اوالD ما استلمته أنا ايضاD أن9

المسيح مات عن خطايانا حسب الكتب وانه دفن وقام(.4-3 : 15كورنثوس1في اليوم الثالث")

وكذلك بطرس الحكيم جداD يقول هو ايضاD:"فاذ قد (..هكذا1 : 4بطرس 1تألم المسيح بالجسد الجلنا..")

نؤمن أن ربنا يسوع المسيح الواحد أي الكلمة، رأيناه في شكل بشري عندما يجسد وتأنس وصار مثلنا.ولكن كيف ننسب إليه االآلم وفي نفس الوقت نؤكد انه كإله

اليتألم؟ اآلالم تخص التدبير.والله الكلمة جعل ما يخص

جسده يخصه هو نفسه بسبب االتحاد الفائق الوصف. لكنه ظل فوق اآلالم حسب مقتضى طبيعته الن الله

اليتألم. والغرابة فيما نقول، الن نفس اإلنسان تظل فوق اآلالم عندما يتألم جسدها. ونحن النعتبر النفس

بعيدة عن اآلالم، أو أن اآلالم عندما تحدث للجسد التخص النفس..الن الجسد الذي يتألم هو جسدها.

وعندما يتألم الجسد فالنفسالمتحدة به وهي من طبيعة بسيطة التلمس التظل بعيدة عن االلم الن الجسد الذي يتألم ليس غريباD عنها بالمرة. هكذا يمكننا أن نفهم آالم

المسيح مخلصنا كلنا. وسوف استخدم امثاة توضح لنا جزئياD )كما يرى

المرء ظالل شيء كيف بسبب االتحاد اشترك االبن

( لعل القاريء الحظ أن كيرلس يبرهن على أن العذراء والدة االله على هذا النحو:?)57 )أ(التأكيد على الوهية االبن. )ب(التأكيد على ناسوت االبن. )ج(التأكيد على االتحاد.

وعلى ذلك يصبح لقب والدة االله جامعا̂لكل هذه المعاني الثالثة.( تعبير طقسي.?)58

41

الوحيد في اآلالم ومع ذلك ظل حراD من اآلالم كإله.. امر القديس موسى النبي الحكيم أن يقوم

بمعجزات حتى يؤمن اسرائيل أن الله ارسله لكي يحررهم من العبودية. فقال له الله:"تأخذ من ماء النهر وتسكب على االرض فيصير الماء الذي تأخذه من النهر

(.ونحن نقول أن الماء هو9 : 2دماD علىى االرض")خروج صورة الحياة، ةانه رمز لميالد االبن الوحيد من اآلب النه مولود من اآلب مثل خروج الماء من النهر الن االبن من

. وهو الحياة ويحيي كل االشياء.(59)ذات جوهر اآلب وعندما يقول الله لموسى:"وتسكب الماء على االرض

فيصير الماء دماD فقد اشار إلى التجسد، النه عندما اخذ جسداD ارضياD من تراب االرض. ولذلك قيل انه مات به

)الجسد( مثلنا، رغم انه بطبيعته هو الحياة. وفي سفر الالويين يأمر الله بأبعاد االبراص عن

المحلة النه ملوث ونجس، لكن عندما يبرأ فانه يتطهر. ولذلك يأمر الناموس الكاهن أن يؤخذ للمتطهر

عصفوران حيان طاهران وخشب ارز وقرمز وزوفا ويأمر الكاهن أن يذبح العصفور الواحدفي اناء خزف

علة ماء حي. اما العصفور الحي فيأخذه مع خشب االرز والقرمز والزوفا ويغمسها مع العصفور الحي في دم

العصفور المذبوح على الماء الحي، وينضح على المتطهر من البرص سبع مرات فيطهره ثم يطلق

(.8-4 : 14العصفور الحي على وخه الصحراء )الوييين وهكذا بدم المسيح الكريم وبالمعمودية المقدسة نتطهر

ونغتسل من لطخات القذارة العالقة بنا ومن موت الشهوات الحسية. وعلينا أن نالحظ كيف تتحدث

االسفار المقدسة رطريقة خفية. فاالسفار تشبه المسيح بعصفورين-دون أن يعني هذا وجود ابنين-بل

واحد من اثنين أي الهوت متحد بالناسوت. العصفوران طاهران وهذا يشير إلى أن ربنا يسوع المسيح لم

يخطيء، الن الكلمة قدوس في الهوته وناسوته. ولذلك لتسخدم الكتاب المقدس الطيور كإشارة ورمز اليه.

( استعمل القديس اثناسيوس هذا التشبيه اكثر من مرة في الرد على اريوس?)59 ( وه يؤكد أن الماء الذي في النهر إذا مر في قناة19 : 1)راجع الرد على اريوس

متفرعة من النهر يظل بطبيعته ذات الماءز هكذا االبن مولود من اآلب مثل والدة نهر مننهر أي أن الجوهر واحد.

42

فارتفاع الطيور في الهواء هو رمز إلى ارتفاعه والىانه من فوق، الن المسيح هو اإلنسان الذي من السماء)

( رغم انه ولد من العذراء47 : 15كورنثوس1 بالجسد..كيف هو من فوق ومن السماء؟ الله الكلمة من

فوق ومن اآلب، اخذ جسداD من العذراء القديسة وجعله جسده الخاص ورغم ميالده من العذراء االاننا نقول انه

نزل به من السماء وانه من فوق"ليس احد صعد إلى :3السماء إال الذي نزل من السماء ابن االنسان")يوحنا

(. وهذا القول نفهمه على النحو التالي:13 أن الكلمة يعطسي جسده من صفاته، حتى اننا يمكننا أن نقول بسبب االتحاد انه )الجسد( نزل من

،(60)السماء، النه)الكلمة( عندما اتحد به جعله واحداD معه والحظ انه عندما يذبح العصفور االول يغمس العصفور

الثاني في دم االول دون أن يموت. مامعنى هذا؟ أن الكلمة حي وان مات جسده، وبسبب االتحاد اشترك هو

في اآلالم الن الجسد الذي تألم هو جسده هو وهو الواحد بعينه، اقتبل هو نفسه اآلالم دون أن يتألم طبيعته. ومما يساعدنا على الفهم-بل هو ضروري

ونافع لنا-ان نعرف الفرق بين التعبيرات المختلفة التي تستخدم للحديث عن المسيح الواحد، وهي كلها

التنطوي على أي نوع من التجزئة بل تتحدث عن الواحد دون تقسيم، ودون أن يشير إلى ابنين رغم أن ما حدث للمسيح وكتب)في االسفار المقدسة( يبدو ظاهراD غير ونسجم مع بعضه. وهذا مت اعنيه بكل دقة في االمثلة

اآلتية: اننا نقول أن الله الكلمة ولد من امرأة حسب

الجسد، رغم انه هو نفسه يعطي الميالد لكل البشر ويدعو االشياء التي لم تولد بعد إلى ميالده في الوقت المعين. فكيف يولد من امرأة ويخلق االشياء في ذات

الوقت؟ هذا ما اعنيه عن التعبيرات المختلفة التي تصف الواحد بعينه. فهو ولد عندما صار انساناD مثلنا. وهو

يدعو االشياء التي لم توجد بعد إلى الوجود النه الله.

( يعود القديس كيرلس إلى ذات العبارة مرة اخرى:طجعله واحدا̂ مع الهوته " ليؤكد?)60 أن االتحاد تام وكامل حتى أن ابن اإلنسان يمكنه أن يقول انني نزلت من فوق أو من

السماء، الن المتحدث هو يسوع المسيح الواحد الذي يمكنه أن يوصف نفسه-كواحد غيرمنقسم- كسمائي وابن الله وابن اإلنسان.

43

وهكذا ايضاD مكتوب عنه:"ةكان الصبي ينمو ويتقوى (. هو كامل كإله،4 : 2مملوءاD من الحكمة والنعمة")لوقا

ومن ملئه نحن اخذنا النه يمنح العطايا الروحية للقديسين، فهو نفسه الحكمة ومعطي النعمة. فكيف

ينمو الصبي، كيف يمتلء من الحكمة والنعمة؟ هذه هي التعبيرات المختلفة التي تتحدث عن إله متأنس وتصفه

بصفات انسلنية بسبب االتحاد الكامل، كما انه يوصفايضاD بانه معطي النعمة والحكمة كالله.

وهو يدعي البكر واالبن الوحيد.واذا فحص احد ما عن معنى الكلمتين وجد انه البكر الن له اخوة كثيرين،

لكنه االبن الوحيد وحده الذي الاخوة له بالمرة. ومع هذا هو ذاته البكر واالبن الوحيد.كيف؟ هو البكر ضمن اخوة كثيرين بسبب الطبيعة البشرية التي اخذها، وهو نفسه

االبن الوحيد النه وحده مولود من الله اآلب. وايضاD قيل عنه انه تقدس بالروح وانه ايضاD يقدس

كل الذين يأتون اليه. اعتمد حسب الجسد، ولكنه يعمد بالروح القدس كل الذين يأتون اليه.كيف هو نفسه

يتقدس هو الذي يقدس؟ كيف اعتمد ويعمد؟ يتقدس كإنسان ولذلك يقدس الهياD كل الذين يعمدهم بالروح

القدس. هو نفسه اقام الموتى لكنه اقيم من الموت، وهو

الحياة بطبيعته لكنه احيى. كيف يكون هذا؟هو ذاته الذي اقيم من االموات وقيل انه احيى حسب الجسد، إال انه

هو الذي يقيم ويحيي الموتى كإله. هو يتألم ولكنه اليتألم، أي انه يتألم في الجسد كإنسان لكنه غير قابل

األلم كإله. هو نفسه اشترك في الصالة معنا اذ قال انتم

تسجدون لمن التعلمون، ولكننا نسجد لمن نعلم. وهوDعبد معنا النه اخذ الطبيعة التي تسجد. لكن إليه ايضا

تقدم العبادة النه اسمى من كل المخلوقات التي تسجد،.(61)فهو الله

لكن اليجب أن نفضل بين الناسوت والالهوت، والDأن نقبل االعتقاد بان الناسوت متصل بالالهوت اتصاال

( يؤكد كيرلس على بقاء خصائص الالهوت وخصائص الناسوت في المسيح الواحد?)61 ويجب أن نقرأ هذه السطور فيما سيجيء من شرح. عموما̂ بقاء الخصائص اليعني

الثنائية بالمرة.

44

شرفياD، والنقبل القول باننا نعبد الناسوت معه، الن هذا القول يطفح بعدم التقوى..بل نعبد الواحد كلمة الله

D اتحد به، له نفس المتجسد الذي تانس واخذ جسدا عاقلة مثل نفوسنا. وعندما نعبد االبن اليجب علينا أن

نفصل بين الناسوت والالهوت أو نعتقد بوجود اقنومين الن الله ضابط الكل لم يطلب منا نحن والمالئكة أن

نعبد بكرين، الن البكر الذي ادخل إلى العالم هو (.واذا دققنا النظر في الطريقة6 : 1واحد)عبرانيين

التي دخل بها الينا سنجدها سر التدبير الخص بالتجسد. فلقد ادخل البكر إلى العالم عندما تأنس، لكنه في

العالم دائماD وفوق كل ما هو ارضي، وهو بالحقيقة في مجد االلهوية. والفرق بينه وبين المخلوقات هو الفرق

بين الخالق والمخلوقات، النه الله بالطبيعة واسمى منكل االشياء.

واحد فقط نسجد له -كما قلت سابقاD- حتى عندما تجسد وصار البكر ضمن اخوة كثيرين. واحد هو الذي

سجد له المولود االعمى عندما شفي بمعجزة الن االنجيلي يذكر:"ووجد يسوع في الهيكل وقال له:هل

تؤمن بابن الله فقال الذي شفي:ومنن هو ياسيد حتىDاؤمن به؟"..عندئذ اعلن المسيح عن نفسه متجسدا

بالكلمات التالية "الذي تراه وهو الذي يكلمك هو (. وهكذا استخدم المسيح صيغة المفرد37 : 9هو")يوحنا

وهذا يعني انه لم يسمح بان نفصل الالهوت عن الناسوت. لذلك إذا اراد احد ما أن يصف عمانوئيل بانه

انسان فقط فعليه أن يتذكر أن االسم اليشير إلى انسان فقط بل إلى كلمة الله الذي اتحد بطببعتنا. الواحد ذاته سجد له التالميذ عندما رأوه ماشياD على

المياه:"سجدوا له قائلين بالحقيقة انت ابن الله")متى14 : 33.)

ونحن النقول اننا نعبد الناسوت مع الالهوت الن في هذا القول فصل شنيع، فكلمة "مع" تقال ضمن

حديث واضح عن طبيعة مركبة سوف تغزي بالحديث عن اثنين. وعادة نحن النتحدث عن واحد بغينه ونقول انه يحيا مع نفسه أو اكل مع نفسه أو صلى مع نفسه أو مشى مع نفسه..ذلك أن حرف الجر"مع" متى اضيف

45

اصبح يعني االشارة إلى شخصين )اقنومين(. لذلك كل من يقول انه يعبد الناسوت مع الالهوت يعتقد بدون

شك بوجود ابنين، ويفصل الالهوت عن الناسوت. واالتحاد نفسه إذا اخذ على انه مجرد مشاركة في

الكرامة أو السلطان يصبح اتحاداD غير حقيقي..وهذا مااوضحناه بكلمات كثيرة سابقاDز

- ضد الذين ينكرون االتحاد الطبيعي:37 البعض يثرثر ويهذر على التدبير الخاص بتجسد

، ويحاولن أن ينالوا من السر الكريم(62)االبن الوحيد العظيم والغالي جداD عندنا وعند االرواح السمائية..هذا

السر الذي به نخلص، يحاولون أن يشوهوا جماله الحق. مع أن االجدر بهم أن اليستهينوا بما هو حقيقي بل

عليهم أن يتطلعوا بعيون فاحصة مشتاقة إلى أن تعرف عمق االسفار المقدسة حتى يسيروا على ذات الدرب

الصحيح تابعين االباء القديسين الذين علموا مستنيرين

( عندما كتب كيرلس ضد نسطور عن ضرورة االعتقاد بالمسيح الواحد وباهمية?)62 االتحاد بين الالهوت والناسوت، لخص دفاعه في نقط اساسية:)أ( اننا اليمكن أن نتصل بالله بدون المسيح، وبالتالي يجب أن يكون المسيح في مركز يجعله قادرا̂ على تحقيق

العالقة االلهية-االنسانية بين الله والناس، وهذا يتحقق في حالة واحدة عندما يكون المسيح اقنوما̂واحدا̂:الله المتأنس. )ب( ان كل اعمال المسيح الخالصية تحققت في الجسد، ولم يتم عمل واحد منها خارج الجسد. ويترتب على ذلك أن كل انفصال بين

الالهوت والناسوت ياغي تماما̂ ونهائيا̂ عمل الخالص نفسه. ولعل افضل مثال على هذا هو االفخارستيا التي تصبح عديمة القيمة بالمرة إذا كان الذي على المذبح جسد المسيح

فقط وليس جسده المتحد بالهوته. بل أن كيرلس يقول صراحة:بدون اتحاد الالهوت بالناسوت نصبح نحن "آكلي لحوم البشر" ولحم البشر اليفيد بالمرة وانما جسد االبن

الوحيد هو الذي يقيم ويحيي. ونفس القياس ينطبق إلى المعمودية وعلى الصليب والقيامة.)ج( من جهة العبادة أي تقديم الصالة والسجود يقول كيرلس:"إنا النعبد المسيح االله المجرد عن الجسد الننا لم نعرفه إالفي الجسد. ونحن نعبد المسيح الواحد دون أن

نفصل بين الهوته وناسوته الن كل عبادة تقدم للمسيح هي اقتراب من اآلب من خالل مت حققه يسوع الجلنا من خالل ناسوت المسيح. حتى الصالة المشهورة :"ابانا الذي

في السموات.."اصبحت لنا الجسارة على أن نتفوه بها بسبب الجسد عندما "سكن ( فاصبح رأس البشرية الذي من خالله يمكن14 : 1الكلمة فينا "اي في طبيعتنا )يوحنا

أن نتقدم لآلب..وهذا هو معنى اتحاد الالهوت بالناسوت، ذلك أن المسيح الواحد هو رأس البشرية النه تجسد وهو يقدمنا لآلب النه من ذات جوهر اآلب. وعندما نسجد للميسح

فاننا نعبده النه مات عنا )في الجسد(، وقام وصعد إلى مجده )بالجسد(، واصبحت حياته االلهية المتأنسة هي وحدها التي تؤهلنا لكل خيرات الدهر اآلتي. وهنا يظهر بكل وضوح أن الفصل بين الالهوت والناسوت هو قضاء على عبادتنا للمسيح، الننا اذ قلنا اننا نسجد

لالهوت دون الناسوت أو مع النسوت فاننا هنا نطرح الخالص الذي قدمه لنا المسيح. وعاى حد تعبير القديس كيرلس نفسه:"كل من يطلب االبن الوحيد كإله فقط من يسعى

إلى احتقار ما فعاه الرب الجلنا ". وعلى ذلك فعبادة االبن الوحيد كإله فقط تعني بكل وضوح عدم عبادته الن تجاهل التجسد اليعطي لنا الفرصة لكي نشكره )الحظ أن

االفخارستيا تسمى سر الشكر (.

46

بالروح القدس وحددوا لنا االيمان وقالوا أن الله الكلمة مولود من ذات الجوهر اآلب بطريقة اليعبر عنها وانه به خلقت كا االشياء ما في السماء وما على االرض، الذي

الجلتا والجل خالصنا نحن البشر نزل إلى السماء وتجسد وتأنس وتألم وصعد إلى السماء وسياتي في

(63)وقته ليدين االحياء واالموات لكن البعض الذين يظنون انهم متعلمون وهم في الحقيقة مغرورون وقد انتفخوا بالكبرياء، متى سمعوا

كلمات االيمان يهزأون بها ويهاجمون حقائق االيمان مدعين انها افكار جنونية. لكننا نحن نعتقد على وجه الخصوص أن معرفة الحق قد كشفت باستنارة الروح

القدس للقديسين اما هؤالء المستهزئون الذين يظون انهم وحدهم يعرفون ما هو الصواب، هؤالء اليعترفون بان االبن الوحيد ابن الله هو ذاته الله الكلمة المولود

من ذات جوهر اآلب الذي تألم في جسده الجلنا رغم انهكإله غير قابل لاللم. وهم يدعون بان الكلمة لبس-

بشكل مستقل عنه)مثل من لبس الرداء ويصبح الرداء ملتصقاD به فقط(-الجسد الذي ولد من العذراء القديسة، وانه نسب إلى جسده نوعاD من المجد بسبب الصلة التي

نشأت نتيجة اتصال الكلمة بهذا الجسد.وهم اليؤمنون باالتحاد بل يقولون أن االبن في الجسد حصل من الله

على المساواة في الكرامة والسلطان حتى انه دعى باالسماء المعروفة. االبن والمسيح والرب. هذا اختراع الصحة له على االطالق.واالنسان الذي اخترعوه وقالوا

انه تألم وان آالمه تنسب للكلمة مادام اإلنسان يسوع المسيح قد اتصل بالله الكلمة..هذا تعليم بانفصال

الالهوت عن الناسوت أي بقاء الطبيعتين كل على ماهي عليه بدون اتحاد.

انني اريد أن اكشف ضعف هذا الرأي على قدر استطاعتي. وسوف أبدأ بشرح ما تذكره االسفار االلهية

عن االبن المتجسد!لقد جاع المسيح، وتعب من الرحلة)المشي(، ونام في القارب مرة، وضربه معذبوه،

وجلده بيالطس، وبصق عليه الجنود، وطعن في جنبه بالحرية وقدم له الخل والممزوج بالمر. بل اكثر من هذا

( قانون االيمان النيقاوي.?)63

47

ذاق الموت وتألم على الصليب وتحمل اهانات اليهود. كل هذه االمور يعتقد المخالفون انها حدثت النسان

ويمكن أن تنسب فقط القنوم االبن ذاته. لكننا نعتقد بإله واحد اآلب ضابط الكل خالق كل االشياء المنظورة.

وايضاD بالواحد ربنا يسوع المسيح ابنه، ونرفض أن نقسم عمانوئيل إلى انسان مستقل عن الكلمة، بل

نعترف بان الكلمة صار انساناD بالحقيقة مثلنا وانه هو نفسه إله من إله. واذ اخذ شكلنا صار انساناD مثلنا

مولوداD من امرأة، وانه بسبب اتحاده بالجسد تألم بكل االهانات لكنه احتفظ بما له من عدم األلم النه ليس

انساناD فقط بل هو نفسه الله. وكما أن الجسد هو جسده هكذا آالم الجسد ورغباته غير الدنسة وكل

االهانات التي ةجهها البعض، كل هذا احتمله هو النه كان موجهاD إلى جسده الخاص به. لقد تألم دون أن

. ولما وضع ذاته لم يتحول إلى بشر النه(64)يتألم احتفظ بخواص طبيعته وبكل ما يجعله اسمى من

المخلوقات، ولهذا وحده يمكننا أن نتحدث عن تواضعه.واذا افترضنا انه تغير أو تحولت طبيعته االلهية

إلى طبيعة جسدية فان ذلك يقتضي منا االعتراف بارادتنا أو بغير اردتنا أن الطبيعة االلهية قابلة للتغيير

لكنه ظل غير متغير رغم تجسده الن من خواص الطبيعة السمائية عدم التغير وعدم االلم بينما من خواص الجسد

التغيير. وبسبب هذا االتحاد نقول انه تألم حينما تألم

وهي احدى المقاطع المشهورة في القرن( تألم دون أن يتألم ?)64 الخامس وتشرح آالم المسيح على هذا النحو. لقد تألم الرب حقا̂وفعال̂ هذه اآلالم وقعت على الناسوت الن الالهوت ليس محسوسا̂..ليس لع اعضاء وشكل وبالتالي فهو اليتألم

واليخضع لآلالم لكننا إذا قلنا أن ناسوت االبن هو الذي تألم فاننا بهذه العبارة نتحدث عن انفصال بين الالهوت والناسوت، الن الناسوت هو ناسوت الله الذي قبل أن يحمل

خطايانا واسقامنا. وعلى حد شرح كيرلس في المقالة الثالثة ضد نسطور بعد قبول الكلمة الله لجسده ورصائه بالموت على الصليب تعبيرا̂ عن عمق وقوة االتحاد. كان من

الممكن للمسيح أن يمنع اآلالم والموت عن جسده، ولكنه لم يفعل النه رضى أن ينال منه اليهود والرومان. وهذا الرضا هو تأكيد على وحدانية االقنوم، ويصبح الصليب والقيامة

من اعمال الخالص االلهية التي قام بها ليس جسد المسيح بل المسيح الواحد من اثنين:الالهوت والناسوت. وما يؤكده كيرلس هو أن الشخص الواحد الذي جمع في

شخصه الالهوت والناسوت كان صاحب القرار بالرضا بالموت على الصليب، القرار أو االرادة هو قرار المسيح الواحد والرب الواحد. ولكن في الرب الواحد مااليقبل االالم أي الالهوت مثلما يموت شهيد محترقاص بالنار..فان الجسد يتعذب اما الروح فتظل بعيدة

عن االم الحريق واحيانا̂ تسمو الروح على االم وتسبح وتشكر كما حدث الستفانوسشهيد المسيحية االول والشهيد بوليكاريوس.

48

جسده لكن صفة عدم االلم هي ايضاD صفة حقيقيةتخصه.

وإذا كان عمانوئيل قد تمجد بااللم كما قال نفسه عندما جاء لكي يتألم على الصليب المكرم:"اآلن ابن

(،فلماذا اليخجل الذين13 : 13اإلنسان يتمجد")يوحنا ينسبون مجد االلم إلى انسان له مجرد صلة شرفية تجعل له كرامة الكلمة؟. النه حسب ظنهم الخاطيء

يعتقدون أن االبن حسب ارادة اآلب ومسرته الصالحة اتصل بانسان وجعل هذا اإلنسان مساوياD له في مجده،

وسمح لهذا التعليم الخاطيء أن الكلمة لم يتجسد واليتانس بالمرة. وهذا يجعلنا نعتبر معلمي المسكونة

القديسين، معلمين كذبة. وإال دعوا اصحاب الرأي المخالف يبرهنون لنا أن مجرد اتصال بين الكلمة

اي مجرد االتصال( له قوة وفاعلية التجسد!.0وانسان وإذا ظنوا أن استنتاجنا هو غير ما تعلمون به فلماذا

التيحدثون عن التجسد؟ ولماذا يصفونه بانه مجرد اتصال بين اثنين؟. أليس من الصواب أن يقولوا أن كلمة الله

اآلب اتحد بانسانيتنا ؟. وهكذا نعتقد انه في جسده الخاص قد تألم الن االالم تخص الناسوت، بينما الالهوت

هو فوق االالم. لكن طريقتهم في فهم آالم المسيح وهي مجرد

نسبة االالم له، الاعرف كيف اخترعوها-النهم بهذه وجعلوه مثل(65)الوسيلة قد سلبوا من عمانوئيل مجده

باقي االنبياء. هذا فعلوه هذا فعلوه بكل يقين، وهذا ماسوف ابرهن عليه في االسفار االلهية..

تذمر الشعب على موسى وهرون في البرية:"ليتنا متنا بيد الرب في ارض مصر اذ كنا جالسين عند قدور

( وكان على3 : 16اللحم نأكل خبزاD للشبع")خروج موسى الحكيم أن يسألهم:"لماذا تتحدثون بصيغة الجمع

"نحن"-من نحن؟ انتم تتذمرون ضد الله وليس ضدنا نحن أي أنا هارون. الن الله ضابط الكل كان يحكم ويملك في العهد القديم شعب اسرائيل من خالل

االنبياء حتى رفضوا ملك الله وتذمروا ضد صموئيل )

( المجد هو االالم كما هو واضح في العهد الجديد وبالذات انجيل يوحنا. وكان اقتبال?)65 عمانوئيل لالم دليال̂ على محبته غير المحدودة، وصارت االالم هي وسيلة التعبير عن

ظهور محبة الله أي مجد الله.

49

( وطلبوا ملكاD يلك عليهم. واذ حزن50 : 8صموئيل1 النبي جداD قال له الله:"اسمع لصوت هذا الشعب النهم

لم يرفضوك انت بل اياي قد رفضوا لكي الاملك (. وفي موضع آخر قال المسيح7 : 8صموئيل1عليهم")

ايضاD للرسل القديسين:"الذي يقبلكم يقبلني")يوحنا (. ووعد انه سوف يخاطب الرحماء الذين20 : 13

سيقفون امام كرسيه"تعالوا إلىيامباركي ابي خذوا ( وانه34 : 25الملك المعد لكم قبل انشاء العالم")متى

سوف يعترف بهم كخاصته-والذين سلكوا طريق البر وكانوا مترفقين باالخرين:"ما فعلتموه باحد هؤالء

(ز40 : 25الصغار فبي قد فعلتم")متى وفي كل االقوال السابقة واضح كيف ينسب كل شيء لصاحبه-فشعب اسرائيل كان يتذمر ضد موسى وهرون، إال أن االمر نسب لله رغم أن موسى وهرون

هم بشر مثلنا. وكذلك الذين كانوا مترفقين ورحماء مع االخرين، هؤالء نسبت افعالهم للمسيح نفسه النها

كانت موجهة إليه رغم أن ما فعلوه كان مع بشر مثلنا. فهل هذا هو الذي يقصدونه بالحديث عن انتساب االالم

للكلمة، النه )الكلمة( كان على صلة بانسان يتالم؟ إذا صح هذا، فلماذا اليحسب هذا المتألم مجرد انسان

والشيء غير انسان وإذا صح هذا فان عمانوئيل ليس الله بالحقيقة والاالبن الوحيد والبالطبيعة الله. وفي

االمثلة السابقة حسبت اعمال البشر الموجهة لموسى وهرون موجهة ضد الله، وكذلك اعمال القديسين الذين

ترفقوا ورحموا الجوعى والمرضى حسبت اعمالهم على انها موجهة للمسيح. إالانه الموسى والهرونDمنهم شريكا Dوالالرحماء اكرمهم الكلمة وجعل ايا

ومساوياD له في الكرامة. وإذا قالوا أن هذا اإلنسان وحده)المسيح( هو الذي

نال الكرامة والمساواة. فماذا ستقولون عندما ترون اله ومخلص الكل يجلس ويدين ليس حسب الظاهر بل

(؟. لماذا يجلس هو وحده مع اآلب؟24 : 7بالعدل )يوحنا وكيف سيأتي كديان ومعه المالئكة تخدمه؟ لماذا نعبده هو وحده، ومعنا كل االرواح السمائية؟. أن الهراطقة يوفقون على ما نقوله اآلن ويعترفون انه حق أي أن

50

االالم لم تلمسه كإله، لكنهم مخطئون جداD في فهمهم .من كل هذا يظهر لنا انه وان كان(66)الالم المسيح

الكلمة قد تجسد، إال انه وهو في الجسد لم يكن مثل الباقين )اي االنبياء..إلخ( ةنحن ياسادة نؤمن باالتحاد بين الكلمة والناسوت، ونرى أن االالم تخص الناسوت ولكنه غير قابل لالالم كإله. وان قد تجسد وصار مثلنا

إالاننا نعترف بألوهيته ومجده الفائق ووعطاياه االلهية. ونحن نضع االتحاد كاساس لاليمان. ونعترف بانه تألم في الجسد ولكنه ظل فوق االالم الن عدم التألم من طبيعته. وعلينا االحتراس من فصل الالهوت عن

الناسوت ومن التقسيم إلى طبيعتين أو فصل كل طبيعة عن االخرى، فاننا نضع الذي ولد من العذارء

القديسة أي عمانوئيل-الذي يعني اسمه"معنا الله"-فيذات مقام موسى وهرون.

وعلى الرغم من انه يقول من خالل االنبياء:"بذلت ظهري للضاربين. وجهي لم استر عن العار

(، وايضاD:"ثقبوا يدي ورجلي6 : 50والبصاق")اشعياء (،"وضعوا في17-16 : 22مزمور9واحصوا كل عظامي"

طعامي علقماD وفي عطشي يسقونني عظامي")مزمور ( فاننا نخصص كل هذه لالبن الوحيد الذي تألم21 : 69

تدبيرياD في الجسد حسبما تعلم الكتب المقدسة:"الننا (.ولكننا نعترف انه غير5 : 53بضرباته شفيعاD..")اشعياء

قابل لالم بالطبيعة. لذلك كما قلت سابقاD هو نفسه إله متأنس، واالالم تخص الناسوت أي تخصه هو لكن من

حيث هو إله هو غير قابل لالالم.

( من المعروف أن اآلباء االسكندرية كانوا دائما̂ يحتفظون باقوى البراهين حتى نهاية?)66المقالة أو الحوار تمسكا̂ بالمبدأ االنجيلي أن تعطي الخمر الجيدة في نهاية المأدبة)يوحنا

(، وه رمز لنهاية العالم المجيدة وراحة الملكوت االبدي، وما سجله كيرلس هنا10 : 2 هو تأكيد على أن مايحدث يمكن أن ينسب لله باعتبار أن الله هو الذي يضبط ويملك

وسيدين.لكن في الواقع ال تمس هذه ااالعمال الله نفسه الن الالهوت فوق االالم. ولكن عندما تجسد الله صدرت منه تصريحات تؤكد الوهيته ومساواته اآلب-هنا يدافع كيرلس

-كل ما يحدث للبشر1باخر براهينه على اهمية االتحاد ويرتب افكاره على هذا النحو: - لكن البشر يظلون بشرا̂ مثل موسى وهرون وصموئيل وقديسي2يمكن أن ينسب لله.

- عندما تجسد اظهر بكل4- الله فوق االالم، واليمكن أن تمسه االالم.3العهد الجديد. - إذا كيف نفهم آالمه؟..انها5وضوح انه ليس مجرد بشر مثل االنبياء بل الله الكلمة.

- بل شيئا̂ يخصه هو كاقنوم واحد6ليست شيئا̂ ينسب له كما تنسب اعمال البشر لله. تألم جسده وقبل هو أن يتألم. أي أن حلول الالهوت في الناسوت هو اتحاد جعل االبن

الوحيد شخصا̂ واحدا̂ غير منقسم.

51

هذا هو االعتقاد الصحيح الذي يجعلنا اتقياء، وهذه هي التعاليم االرثوذكسية التي تجعلنا نتقدم وننمو

( في14 : 3ونسعى إلى جائزة عودتنا العليا)فيلبي المسيح يسوعن الذي به وله مع أالب المجد مع الروح

.(67)القدس إلى دهر الدهور آمين )أه( بركة اآلباء اثناسيوس وكيرلس وديوسقوروس

.Dتشملنا جميعا

و1974 مايو23و1973، والراجعة في اغسطس1972 يناير10( تمت الترجمة في ?)67 . والاستطيع أن افي الذي ساعدوني في تقديم النص العربي حقهم،1974 نوفمبر17

لكن الله هو الذي سيكافيء كل واحد منا.)جورج حبيب بباوي(

52