اصلاح التعليم في السعودية

Post on 27-Jul-2015

636 views 0 download

description

كتب هذا القراءة عيسى سوادي من جريدة الوطن السعوديةما هي أسباب فشل مشاريع إصلاح التعليم في المملكة؟ سؤال عريض وربما سبقته أسئلة أعرض عن واقع التعليم السعودي.مدير جامعة اليمامة في الرياض الدكتور أحمد محمد العيسى أصدر مؤخرا عن دار الساقي في لبنان، كتابا تحت عنوان "إصلاح التعليم في السعودية: بين غياب الرؤية السياسية، وتوجس الثقافة الدينية وعجز الإدارة التربوية". ربما يجيب بشكل كبير على السؤال المطروح.يقول العيسى لـ"الوطن": هذا الكتاب ليس تشخيصاً لعناصر ضعف النظام التعليمي في السعودية، فهذه العناصر أصبحت معروفة عند القراء والمتابعين فضلاً عن المسؤولين والمفكرين والكتاب". ويتابع "السؤال الذي حاول الكتاب الإجابة عنه هو: لماذا رغم هذه المعرفة الواسعة والمنتشرة عن الخلل في النظام التعليمي، ولماذا رغم كل محاولات التقويم ومشاريع الإصلاح وأفكار التطوير التي انطلقت في كل اتجاه خلال العشرين عاماً الماضية، إلا أن النتائج على مسرح العملية التعليمية لم تتغير، والبيئة لم تتطور، والمناهج لم تتحسن، والمعلم لم يعد راضياً ومرضياً عنه؟ إذن الكتاب يحاول أن يجيب على هذا السؤال من خلال تشخيص أسباب فشل مشاريع إصلاح التعليم في المملكة".الكتاب المثير للجدل جاء في أربعة فصول، واستخدم الكاتب في مقدمته أسلوب الصدمة دالفا إلى القضية مباشرة بالقول "نظام التعليم في السعودية يصلح لتخريج كَتَبَة للمستوى الخامس في الوظيفة الحكومية، أمَّا من شبوا عن الطوق وأصبحوا من قادة المستقبل؛ فهم استثناء وصلوا بطرق استثنائية، بجهد ذاتي".بدورنا فإن ما سنحاول التركيز عليه في هذا العرض المختصر للكتاب هو الفصل الذي يجيب على سؤال الفشل المطروح، كما سنتطرق إلى الفصول الأخرى بشكل سريع.قراءة في الوضع الراهنبعد أن أورد الكاتب في مقدمة هذا الفصل معلومات عن نمو التعليم وانتشاره في السعودية بشكل وصفه الكاتب بـ"القفزات"، تحدث العيسى عن فلسفة التعليم وسياسته من أيام الملك المؤسس – رحمه الله - وحتى وقتنا الحاضر، موضحا أنَّ الاهتمام قد انصبَّ على النمو والتوسُّع في فرص التعليم وإتاحة الفرصة لأفراد المجتمع كافَّة للالتحاق بمؤسَّسات التعليم، لكنَّ هذا الاهتمام والانتشار الأفقي لم يواكبه تطور حقيقي في الفكر التربوي والتعليمي".ويعيد الكاتب سبب فقدان الفكر التربوي والتعليمي لهويته الحقيقية إلى التأزّم الثقافي العام، الذي شهدته الساحة الفكرية السعودية خلال العقود الثلاثة الماضية، بين تيارات "الأصالة" و"الحداثة". لهذا كلِّه فإنّه ليس واضحاً – اليوم - ما هي فحوى الفلسفة التي يعتمدها النظام التعليمي في السعودية، فوثيقة "سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية" – تحديداً - التي صدرت في عام 1389هـ/ 1968م، لا تزال تمثِّل الوثيقة الرسمية الوحيدة المعتمدة للنظام التعليمي، لكنَّ التطورات التي حدثت خلال هذه الفترة الطويلة، قد تجاوزتها بكثير، فانعكس ذلك على القرارات تجاه التعليم".ويعرج المؤلف على السمات العامة للمقررات الدراسية فيوردها المؤلف مؤكدا أن الموضوعات تقدم في كلِّ مادة دراسية باعتبارها علماً مستقلاً بذاته. كما يشير المؤلف إلى أن النظام التعليمي في المملكة يمنح اهتماماً خاصاً بالعلوم الشرعية واللغة العربية في مراحل التعليم العام كافَّة على حساب العلوم الأخرى.وعن المُخرَجات والنتائج يؤكد المؤلف فشل النظام التعليمي بشكل واضح على المستوى النوعي، وبالتحديد على مستوى كفاءة المخرجات التعليمية.ويقول المؤلف يمكننا أنْ نقف على بعض معايير الفشل في مستوى النوعية، وكفاءة المخرجات في النظام التعليمي السعودي ومنها المستوى التعليمي حيث يفتقد الخريجون كثيراً من المعارف والمهارات، التي تُمثِّل الحد الأدنى لمتطلبات النجاح والتفوق في الدراسات الجامعية، أو الانخراط في سوق العمل. أما على الصعيد الفكري والثقافي والسلوكي فيقول المؤلف إنَّ النظام التعليمي السعودي هو المتَّهم الرئيس – اليوم – في إنتاج ظاهرة التطرُّف والعنف الذي يُرتَكَب باسم الجهاد. ويستدرك المؤلف قائلا "إنَّ ظاهرة التطرُّف والتكفير هي أكثر تعقيداً، قياساً لأسباب نشوئها وتطورها واستفحالها، ولهذا لا يمكن ربط هذه الظاهرة بعامل واحد أو بيئة واحدة منتجة لها. ولكن على الرغم من هذه الاستنتاجات لا يمكن أنْ نبرئ النظام التعليمي من توفير بيئة مساندة لأفكار التطرف من خلال بعض الأنشطة اللاصفية والبرامج الخفية.مشاريع الإصلاح التعليميويفرد المؤلف في فصل كامل مشاريع الإصلاح التعليمي في السعودية موردا قبل ذلك الكثير من النماذج الدولية في هذا الشأن. وفي الوقت ذاته يؤكد الكاتب أن قضية إصلاح التعليم احتلت حيزا كبيرا وموقعا متقدما في اهتمامات المفكرين والمثقفين ورجال الاقتصاد والمال. ويتساءل المؤلف "هل يمكن القول بأنَّ الحلول التي يمكن من خلالها

Transcript of اصلاح التعليم في السعودية