م 2005: ماي - رابعدد الـالع – الجزائر - لة ـجامعة ورق - واللغات جلة ادابـم – ا�ثــر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

15

داللية األسطورة في رواية ريح الجنوب

عمار حالسة .أ

جامعة ورقلة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

:المقدمة

ـــالرتاث وســـلطت األضـــواء حـــول ـــه ب ـــة اهتمامـــا ال نظريل اهتمـــت الدراســـات احلداثي

، ولعــل الفضــل يف ذلــك يعــود إىل مدرســة النقــد اجلديــد الــيت اســتطاع الدراســات املهتمــة بــه

أحد أبرز أقطاا وهو اليوت أن يلفت االنتباه مـن خـالل قصـيدته األرض اخلـراب إىل معـني

وزاد ال غىن عنه وهو األسطورة حني هدته عبقريتـه الفنيـة إىل التوظيـف األمثـل هلـا بال ينض

مــــن قالبهــــا البــــدائي البســــيط الــــذي اعتــــاد النــــاس أن حيــــث اســــتطاع أن خيــــرج األســــطورة.

يوظفوا به إىل عامل أرحب تلعب فيه موهبـة األديـب وقدراتـه الفنيـة الـدور األكـرب يف عمليـة

.والدة هذا الكائن الفين اجلديد

فعلــى الــرغم . وإذا عــدنا إىل روايــة ريــح اجلنــوب فســوف يلفــت انتباهنــا هــذا املــورد

صصــه ابــن هدوقــة لألســطورة يف روايتــه ، إال أن الــدارس ميكنــه مــن مــن ضــيق احليــز الــذي خ

ويكفـي أن نشـري ههنـا إىل . خالهلا أن يقـف علـى عبقريـة فـذة يف توظيـف الرمـز األسـطوري

متيـز الرمـز األسـطوري يف هـذه الروايـة عمـا يألفـه القـارئ عـادة يف مثـل هـذا النـوع مـن الكتابـة

بعضهم البعض فتتكرر األسطورة يف أعمال عدة إىل حني يعمد الكتاب عادة إىل اقتفاء أثر

غـــري أن األســـطورة يف هـــذا العمـــل قـــد أخـــذت منحـــى آخـــر حيـــث انطلـــق . درجـــة االبتـــذال

الكاتــب مــن االنســجام العــام بــني مجيــع آلياتــه الفنيــة ليختــار األســطورة الــيت تتماشــى وهــذا

ها الكاتب أرضية ـرى أحداثـه االجتاه فكانت األسطورة اليت تنبع من نفس البيئة اليت اختار

.الروائية

م 2005: ماي - رابعدد الـالع – الجزائر - لة ـجامعة ورق - واللغات جلة ادابـم – ا�ثــر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

16

ولــن أكــون مبالغــا إذا قلــت أن ابــن هدوقــة قــد اختــار أدواتــه الفنيــة بعنايــة فائقــة ،

مكنـت هــذا املــزيج وبانسـيابية مثــرية للتعجــب أن تنصــهر يف بوتقـة واحــدة اختصــرها الكاتــب

أمـام هـذا العنـوان ولذلك أجدين مضطرا ألن أقـف مليـا .ريح اجلنوب : يف كلمة واحدة هي

حماوال حتليله مسيائيا حىت أمتكن من أن أجل أغـوار بنياتـه النصـية العميقـة املتسـرتة وراء البنيـات

.ولذلك آثرت أن تبدأ هذه الدراسة من مسيائية العنوان . السطحية

:سميائية العنوان

يف إضـاءة لقد أولت املنـاهج احلداثيـة العنـوان عنايـة خاصـة ملـا تلعبـه مـن دور فعـال

ولــذلك فقــد عـد املوجــه الــرئيس يف الكشـف علــى مكتنــزات الـنص وبنياتــه املختلفــة . الـنص

ومن هذا املنطلق كان العنوان هو املرآة اليت تنعكس عليهـا كـل اآلليـات والعناصـر . واملتنوعة

. اتـه مـن خاللـه إىل بـؤر الـنص ونو جفهو ـذا املفتـاح الـذي نلـ.الفنية اليت متيز عمال فنيا ما

ولــذلك فقــد عــده الســميائيون الســؤال اإلشــكايل ، ومــا الــنص إال إجابــة عــن هــذا الســؤال ،

يعلــن عــن طبيعــة الــنص ، ومــن مث يعلــن عــن نــوع القــراءة الــيت تناســب «وبالتــايل فهــو الــذي

«وذا املفهوم وانطالقا من هذا االعتبـار ميكننـا أن نقـر بالفعـل أن العنـوان i»هذا النص

فهــو مفتــاح تقــين . ي يضــع أيــدينا علــى التــداخل النصــي استنســاخا أو اســتلهاما دال إشــار

جيـــس بـــه الســـميولوجي نـــبض الـــنص وجتاعيـــده وتســـرباته البنيويـــة وتضاريســـه الرتكيبيـــة علـــى

وانطالقـا مـن هـذه األمهيـة الـيت يكتسـيها العنـوان يف املنـاهج . ii»املستويني الـداليل والرمـزي

دمــــه مــــن فضــــاءات متكننــــا مــــن الغــــوص يف أغــــوار داللــــة الرمــــز احلداثيــــة ، ومــــا ميكــــن أن يق

.األسطوري كانت هذه املقاربة لعنوان رواية ريح اجلنوب

–ريــح : فاملتأمــل يف هــذا العنــوان ســيجده تركيبــا متكونــا مــن ثــالث كلمــات وهــي

ــــوب -إضــــافة ــــة إذا تناولناهــــ. جن ــــى اوهــــي عناصــــر ثالث ــــا عل ــــا موحــــدا ســــوف حتيلن تركيب

عنــه هــذه الداللــة الظــاهرة تالعميقــة الثاويــة وراءهــا ، وتضــع بــني أيــدينا مــا ســكت الــدالالت

فإذا انطلقنا من كلمة ريح كأول كلمة تصادفنا يف هـذا .املنحصرة يف هذه الكلمات الثالث

وسـوف .العنوان ، فقد يتبادر إىل أذهاننـا املفهـوم والداللـة املعجميـة كمـا تشـرحها القـواميس

م 2005: ماي - رابعدد الـالع – الجزائر - لة ـجامعة ورق - واللغات جلة ادابـم – ا�ثــر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

17

عادة املنـاطق الصـحراوية خاصـة االيت تعرفه ةالرملية العنيف ععيدا عن الزوابلن يذهب فكرنا ب

الريح وهبوـا أكثـر مـن هغري أن قارئ الرواية سوف يلفت انتباهه تكرر هذ.يف فصل الربيع

ملاذا مل يعنون الكاتب روايته بريـاح .ومن هنا يتبادر إىل الذهن سؤال وجيه . مرة على األقل

و يـتكلم عـن ريـاح اعتادهـا أهـل هـذه القريـة حـىت أصـبحوا يعرفوـا مبجـرد اجلنـوب خاصـة وهـ

فمما ال شـك فيـه أن . والسؤال مرة أخرى ملاذا كانت رحيا بدل رياح . ظهور أول عالماا

الكاتب قد اختار هذه الكلمة اختيارا ال جمال فيه لالعتباطية بقدر ما كان لالنزيـاح اللغـوي

وهــــذا .ولــــذلك آثــــر أن يقــــدمها جمــــردة مــــن األلــــف والــــالم . يــــار مركــــز الثقــــل يف هــــذا االخت

يف املرجعية الرتاثية اليت وظفت الكلمة وأعطتها من اإلشعاعات الداللية هاالختبار له ما يربر

وارفة الظالل متتلك من القدرة ما ميكنها مـن أز النفـوس وحتريكهـا بالقـدر العنيـف اما جيعله

فــإذا عــدنا .ع الــذي تــدور علـى مســرحه أحــداث هــذه الروايــة للهـزات الــيت تعــرتض هــذا اتمــ

حيث كلما . ريح خيتلف عما يعنيه مجعها رياح ةإىل النصوص القرآنية وجدنا توظيف كلم

ذكــرت كلمــة ريــح يف القــرآن الكــرمي إال وكانــت نــذير شــؤم وثبــور وهــالك، وال يرســلها اهللا إال

» iiiعاتيـة را مثـود فـأهلكوا بـريح صـر صـوأمـ «:ومن ذلك جند مـثال قولـه تعـاىل . عقابا

أما كلمة رياح فكلمـا وردت يف القـرآن » ivإنا أرسلنا عليهم رحيا صرصر «: وقوله أيضا

vومــن آياتــه أن يرسـل الريــاح مبشــرات «:الكـرمي إال وكانــت بشــري خـري ولــذلك قــال تعـاىل

اجعلهــا رياحــا وال اللهــم «وقــد كــان الرســول صــلى اهللا عليــه وســلم يقــول إذا رأى رحيــا »

ومن هذا املنطلق فقد وظف الكاتـب كلمـة ريـح مبعناهـا الرتاثـي استشـرافا » viجتعلها رحيا

.ملا ستحدثه يف املستقبل من هزات عنيفة ستؤثر وال شك سلبا أو إجيابا يف هذا اتمع

والريح من طبعها طارئ يفرض نفسه وحيتم على كل الكائنات الـين جيتاحهـا جـوا

ولكــن الشــيء الــذي لــيس يف حســبان الــريح أن هــذه الكائنــات متلــك مــن .اك هلــا منــه ال فكــ

ومن هذا .املورثات ما ميكنها من املقاومة والصمود مهما كانت قوة الريح ومهما كان عتيها

املنطلــق وجــدنا ابــن هدوقـــة يف روايتــه هــذه يضــع كـــل ثقلــه يف الــرتاث ملــا لـــه مــن قــدرة علـــى

ومـــن هنـــا أخـــذت .ا اتمـــع الـــذي جتتاحـــه هـــذه الريـــاح العاتيـــة احملافظـــة علـــى مقومـــات هـــذ

.األسطورة مكانتها وأمهيتها يف هذا النص

م 2005: ماي - رابعدد الـالع – الجزائر - لة ـجامعة ورق - واللغات جلة ادابـم – ا�ثــر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

18

وهـــي .ح –ي –ر : وكلمـــة ريـــح تتكـــون مـــن حيـــث بنائهـــا احلـــريف مـــن األحـــرف

دالالت جديــدة هلــذا امــع احلــريف إذا أعـــدنا اأحــرف تــرتك بــني طياــا فجــوات قــد حنملهــ

ولعــل مــن أبــرز الــدالالت الــيت ســتطفو علــى الســطح إذا .ريف للمجمــع النظــر يف الرتتيــب احلــ

وال جيهــل أحـــدنا مــا يف هــذه الكلمـــة مــن إشــارة إىل األثـــر –حــرية –أعــدنا الرتتيــب كلمـــة

السيئ الذي ستحدثه هزة الريح يف هذا اتمع

واإلضـافة.وإذا عرجنا إىل الكلمة الثانية يف هذا الرتكيب فسوف تصـادفنا اإلضـافة

ـــة تقيـــد التعريـــف ـــة النحوي والتعريـــف إمـــا أن يكـــون بـــاأللف والـــالم أو باإلضـــافة .مـــن الناحي

والسؤال املطروح ههنا ملاذا اختار الكاتب أن يعرف باإلضافة دون األلـف والـالم ؟ وبقليـل .

ـــا أن الكاتـــب أراد ـــذه ـــه عـــن هـــذا الســـؤال ليؤكـــد لن ـــا املضـــاف إلي مـــن التأمـــل ســـوف جييبن

فنسـبة الـريح إىل اجلنـوب توجـه .ويصر عليـه –ريح –د املعىن الرتاثي لكلمة اإلضافة أن يؤك

إىل مســار داليل حمــدد جيعلنــا نتوجــه بأنظارنــا إىل ريــح حمــددة ذات عالمــات وميــزات معينــة

تلـك الـريح الـيت .الرائـي أن يـرى شـيئا دتلك الـريح الـيت تشـبع اجلـو ترابـا وغبـارا حـىت ال يكـا.

وهي أيضا تلكم .تلك الريح اليت متأل اجلو كآبة وحزنا .طع ا احلركة تضيق ا األنفس وتتق

تلــك إذا هــي ريــح اجلنــوب .الــريح الــيت تقتلــع األشــجار والــديار وال تــرتك شــيئا إال أتــت عليــه

.ومن هذا املنطلق وظف الكاتب داللة اإلضافة.اليت تكون دائما نذير شؤم وثبور

فـإن حـديثتا عـن مـدلول اإلضـافة يبـني أن الكلمـة .أما إذا انتقلنا إىل كلمة اجلنوب

ليسـت مقصـودة لـذاا بقـدر مـا هـي رمـز اختـاره الكاتـب ليـربز مـن خاللـه طبيعـة الـريح الــيت

يقصدها وموقفه الشخصي منها ولذلك مل يكن من حمض الصدفة أن يكون الفشل واملـوت

ه الروايـة متمثلـة يف نفيسـة املأساوي هو املصري الذي آلت إليه كل املصادر اإلشعاعية يف هذ

قــد يتبــادرومـن هــذا املنطلــق ميكننـا أن نزيــل اإلــام أو التنـاقض الــذي .ورابـح والعجــوز رمحــة

ـــرابط بـــني ريـــح اجلنـــوب وهـــي ريـــح التعرفهـــا إال املنـــاطق دعلـــى ذهـــن القـــارئ حـــني ال جيـــ ال

ذه القصــة مــن هــذا الـوطن وبــني هــذه البيئــة الـيت جتــري علــى مسـارحها أحــداث هــ ةالصـحراوي

ريـح اجلنـوب نلنقول أ.ببيئة جنوبية وحتما النتعرف ريح اجلنوب تواليت هي بالتأكيد ليس

يف هــذه الروايــة هــي معــادل موضــوعي جــاء بــه الكاتــب ليــربز مــن خاللــه طبيعــة التغيــري كمــا

م 2005: ماي - رابعدد الـالع – الجزائر - لة ـجامعة ورق - واللغات جلة ادابـم – ا�ثــر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

19

ـــه ـــدور أخـــذت كلمـــة اجلنـــوب مكانتهـــا وأمهيتهـــ. تصـــوره خميلت يف هـــذا افمـــن خـــالل هـــذا ال

.السياق

:طورة في رواية ريح الجنوب األس

مرحلــة بدائيــة مــن مراحــل التفكــري املينــافيزيقي ، وأول «يعتــرب البــاحثون األســطورة

غـــري أن vii»وهـــي اجلـــزء القـــويل املصـــاحب للطقـــوس البدائيـــة ...جتســـيد لألفكـــار العامـــة

فصــة متداولــة أو خرافيــة ، «األســطورة عــادة مــا تــرتبط بكــائن ميتلــك قــدرات خارقــة فهــي

وتقـدم تفسـريا للظـاهرة الدينيـة أو فـوق الطبيعـة . تعلق بكائن خارق ، أو حادثة غري عاديـة ت

وانطالقــا مــن هــذا املفهــوم جنــد » viii.كاآلهلــة واألبطــال ، وهــي قصــة خمرتعــة أو ملفقــة

هــذا يــا بــين «:حيــث توجزهــا العجــوز رمحــة يف قوهلــا .األســطورة بــارزة يف روايــة ريــح اجلنــوب

لنجـــد أنفســـنا أمـــام مـــا تســـميه » ixه احلـــاج الصـــاحل رأســـه علـــى القريـــة العـــام الـــذي بـــاع فيـــ

متثـل اجلانـب الكالمـي لطقـوس األفعـال الدكتورة نبيلة إبراهيم األسـطورة الطقوسـية وهـي الـيت

حيــث متضــي العجــوز رمحــة يف ســرد تفاصــيل x»مــن شــأا أن حتفــظ للمجتمــع رخــاءه الــيت

بشـــكل هســـتريي ويلقـــي تعاويـــذه ويـــؤدي صهــذه األســـطورة وكيـــف كـــان احلـــاج الصـــاحل يـــرق

طقوسه حىت ابيض لسانه ولكن دون جدوى ومل طل ولو قطرة واحدة من مطر مما اضـطره

.ألهل قريته اإىل أن يبيع رأسه فداء

:الداللة األسطورية في رواية ريح الجنوب

ورة يف وتتجلى دالالت األسطورة يف هـذه الروايـة مـن خـالل الوظـائف الـيت أدـا األسـط

وقد برزت هذه الوظائف من خالل املظـاهر الـيت جتلـت مـن خالهلـا والـيت ميكـن .هذه الرواية

: حصرها يف ما يلي

:التداعيات -1

ونعين ا تلك اإلحياءات الـيت يضـفيها األديـب علـى الصـورة األسـطورية لتتولـد مـن

حبيـث ميكنـك . خالهلا صورا جديدة تربط القدمي باجلديد وجتعلـه يبعـث يف ثـوب جديـد

الكاتـب مــن خاللــه أن تستحضــر صــورة البـدائي يف عالقتــه بالطبيعــة لتعــايش يف العصــر

م 2005: ماي - رابعدد الـالع – الجزائر - لة ـجامعة ورق - واللغات جلة ادابـم – ا�ثــر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

20

وهـو توظيـف حـداثي جـاء بـديال . احلديث نفس الظاهرة ولكن بصورة العصر احلديث

وهي ظاهرة استساغها األدب احلداثي وولع ا كثريا أدبـاؤه يف .عن االستعارة التقليدية

استخدم الشعر احلديث األسطورة واعتمد عليهـا بـديال مـن «لك فقدالشعر والنثر ولذ

وقـــد اســـتطاعت األســـطورة يف هـــذه الروايـــة أن تنقـــل الرجـــل xi»االســـتعارة التقليديـــة

البـــدائي يف أفكـــاره وتصـــوراته وتبعثـــه مـــرة ثانيـــة يف العصـــر احلـــديث فالقربـــان الـــذي كـــان

رف الـذي عـربت عنـه العجـوز رمحـة التصـ سيقدمه الرجل البدائي استنزاال للغيث هو نف

.بباع رأسه فداءا لقريته

:االبتكار -2

ويتجلــى مــن خــالل الفضــاء الــذي تفســحه األســطورة للكاتــب ليبتكــر مــن خالهلــا

فضاءات جديدة حتول األسطورة من جمرد قصة خرافيـة إىل صـورة فنيـة تبـدو مـن خالهلـا

نقف على الفرق بني توظيف ابن ومن هنا ميكننا أن .عبقرية الكاتب وقدراته اإلبداعية

فقــد كــان بإمكانــه أن يســطو علــى أحــد أســاطري .هدوقــة لألســطورة وتوظيــف غــريه هلــا

لكــن الكاتــب تــرك كــل ذلــك واختــار أســطورة تنبــع مــن .اخلصــب واجلــذب ومــا أكثرهــا

واملتأمـــل يف هـــذه األســـطورة علـــى بســـاطتها .صـــميم ثقافـــة اتمـــع الـــذي يتحـــدث عنـــه

فســه كيــف اســتطاع الكاتــب أن يســتغل إمياءاــا اإلشــارية ليجعــل يســتطيع أن يقــف بن

أحـداثها لفهي أسطورة مـن خـال.منها صورة متدفقة ويف نفس الوقت لصيقة مبجتمعه

كشـفها الغطـاء عـن الواقـع اجلزائـري لاخلارقة وهي مرآة تعكس حقيقـة جمتمعـه مـن خـال

.ية يف الفرتة اليت كان الكاتب يؤرخ هلا من خالل هذه الروا

: التواصل -3

حيـــث اســـتطاع الكاتـــب مـــن خـــالل توظيفـــه هلـــذه األســـطورة أن جيعـــل منهـــا أداة

وهكــذا حتولــت .يف الــزمن الغــابر بأجيــال العصــر احلــديث تتواصــلية تــربط أجيــاال عاشــ

وهـــذا مـــا حرصـــت العجـــوز رمحـــة أن . األســـطورة إىل حلقـــة وصـــل تـــربط القـــدمي باجلديـــد

بقدر ما هو هم ومسؤولية ثقيلة ثسبة إليها ليس جمرد ار تنقله إىل رابح ألن الرتاث بالن

م 2005: ماي - رابعدد الـالع – الجزائر - لة ـجامعة ورق - واللغات جلة ادابـم – ا�ثــر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

21

البد أن حتملها غريها ولذلك كان حرصها شديدا وإحلاحها أشد حيث حتينت الفرصـة

.املناسبة لتحمل رابح هذه األمانة

م 2005: ماي - رابعدد الـالع – الجزائر - لة ـجامعة ورق - واللغات جلة ادابـم – ا�ثــر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

22

ا�حا�ت i - 108. ص – 1997مارس - العدد الثالث -عامل الفكر –غريفل

ii - 96. ص –املرجع نفسه iii 6آية –سورة احلاقة - ιϖ - 16آية –فصلت v - 22آية –احلجر

vi - 136. ص -1979 –بريوت –دار الكتاب العريب –األذكار –النووي vii - 15.ص – 1984 – 2ط –بريون –دار الرائد –األسظورة يف شعر السياب –عبد الرضا علي

viii . ص -تبريو –مؤسسة نوفل –اإلجتاهات اجلديدة يف الشعر العريب املعاصر –عبد احلميد جيدة . د -

105 ix - 130.ص – 2ط –املؤسسة الوطنية للكتاب - ريح اجلنوب –ابن هدوقة x - 16. ص – 2ط –بريوت –دار الرائد –األسطورة يف شعر السياب –عبد الرضا علي

xi -104.ص -1987 – 1.ط –دار الطليعة –تشريح النص –عبد اهللا الغدامي . د