٠

����

���������א����������ن�א����������ن�א����������ن�א����������ن���������ن����������ن����������ن����������ن�

�������������אد���������אد���������אد���������אد�����א����ن�وא����������������א����ن�وא�����א��������א����ن�وא�����א��������א����ن�وא�����א�����������א�

������$��#�"�����!�א� �������د���$��#�"�����!�א� �������د���$��#�"�����!�א� �������د���$��#�"�����!�א� �������د�����

�%$�&�'(��)��ق�א�*���%$�&�'(��)��ق�א�*���%$�&�'(��)��ق�א�*���%$�&�'(��)��ق�א�*������

١

%,�����%�0א/�א��.-�א���,�%�0%א/�א��.-�א���,�%�0%א/�א��.-�א���,�%�0%א/�א��.-�א��

احلمد هللا رب العاملني ، والصالة والسالم على سيد املرسلني ، وعلى آله وصحبه أمجعني ، يوم الدين ومن تبعهم بإحسان إىل

:أما بعد معاصـر فيه خالصة العقيدة اإلسالمية الصحيحة ، وذلك بأسلوب خمتصر فهذا كتاب

.سهل وجذاب ة وقد ذكرت فيه اخلالصة اليت اتفق عليها علماء اإلسالم يف العقيدة اإلسالمية ، مشفوع

:ته لسبعة أبواب وقد قسم، بأدلتها من القرآن الكرمي وصحيح السنة النبوية املطهرة مفهوم العقيدة اإلسالمية-الباب األول • أمهية العقيدة يف حياة اإلنسان-الباب الثاين • مفهوم اإلميان-الباب الثالث • اإلميان بالغيب-الباب الرابع • أركان اإلميان-الباب اخلامس • "اإلميان باهللا"الركن األول • اإلميان باملالئكة:الركن الثاين • اإلميان بالكتب:ن الثالث الرك• اإلميان بالرسل:الركن الرابع • اإلميان بالقدر: الركن اخلامس • اإلميان باليوم اآلخر-سادسا• أهم خصائص العقيدة اإلسالمية–الباب السادس • فوائد اإلميان ومثراته-الباب السابع •

مع تفصيل كل نقطة وتقسيمها إىل جزئيات ليسهل حفظها

ى آثارها السلوكية والوجدانية اليت حنن بأمس احلاجة إليها التركيز عل •

االبتعاد عن تعقيدات علم الكالم •

٢

إن أريد { هذا وأسأل اهللا تعاىل أن ينفع ا كاتبها وقارئها إنه نعم املوىل ونعم النصري }٨٨{توكلت وإليه أنيب إال اإلصالح ما استطعت وما توفيقي إال بالله عليه

مـــ١/٥/٢٠٠٣ هـ املوافق ٢٩/٢/١٤٢٤ليلة اخلميس يف هـ١٤٢٨ ربيع اآلخر لعام ٢٦متت مراجعته وتعديله بتاريخ

وكتبه الباحث يف القرآن والسنة ـودح نايــف الشــ بنعلـــي

٣

����א����3א2ول�א����3א2ول�א����3א2ول�א����3א2ول�9�م�א��6�,�7א�45&,�&:9�م�א��6�,�7א�45&,�&:9�م�א��6�,�7א�45&,�&:9�م�א��6�,�7א�45&,�����:&����

، جمموعة من األسس واملبادئ املتعلقة باخلالق عز وجل والنبـوات : العقيدة اإلسالمية هي

مثل املالئكة والبعث واليوم اآلخر وغريهـا مـن ، وما أخرب به األنبياء من األمور الغيبية دعوا الناس إىل ومن مث ، ى اهللا عز وجل إليهم أوحاألمور اليت أخرب ا الرسل بناءا على ما

. ما خيالفهااإلميان اجلازم ا مع اعتقاد بطالن كل :ما يدخل يف مفهوم العقيدة اإلسالمية

.ذاتا، وصفاتا، وأفعاال: ما يتعلق باهللا تعاىل وكل ما أخرب به عن نفسه تعاىل-١وما يتعلق بأولئـك الرسـل ، ساالته إىل البشر الرسل الكرام الذين بعثهم اهللا تعاىل بر -٢

. وما هو جائز منهم،وما يستحيل عليهم،وما جيب يف حقهم ، عليهم السالم من صفات ،ميكن الوصول إىل معرفتها إال بوحي مـن اهللا تعـاىل وهي اليت ال : األمور الغيبية -٣

. أو كتاب من كتبه - عليهم السالم-بواسطة رسول من رسله : هذه األمورويدخل يف

. ومن علمنا عمله تفصيال، ومبن علمنا امسه، فيجب اإلميان م مجلة: املالئكة-١فنؤمن مبا نـص . فيجب اإلميان بأن هللا كتبا أنزهلا على رسله عليهم السالم : الكتب -٢

و قوله ، سورة اإلسراء ) ٥٥(} وآتينا داوود زبورا ..{:عليه تفصيال كما قال اهللا تعاىل } ورنى ودا هاة فيهروا التلنا أنز{: وقوله تعاىل ، سورة املائدة ) ٤٤(} ...إن كمحليو

منـها مبا مل يـسم كما نؤمن ، سورة املائدة ) ٤٧(} ...أهل اإلجنيل بما أنزل الله فيه . إمجاال

ما أخربنا به مما يقع فبه مـن البعـث والنـشور كلوما يتعلق بوقته و : اليوم اآلخر -٣ . واحلساب واجلنة والنار وغري ذلك

. أخبار بدء اخلليقة وما يتعلق بذلك-٤ ــــــــــــــــــ

٤

����א����3א�;�"#א����3א�;�"#א����3א�;�"#א����3א�;�"#,��א����6�,�7�,��6א�"��ن�>,��א����6�,�7�,��6א�"��ن�>,��א����6�,�7�,��6א�"��ن�>,��א����6�,�7�,��6א�"��ن����<�����

بنـاء والدين اإلسـالمي . يقوم عليه البد لكل بناء ماديا كان أو معنويا من أساس -١

وهذا . مث ما يصري إليه بعد موته ، متكامل يشمل مجيع حياة املسلم منذ والدته وحىت مماته الضخم يقوم على أساس متني هو العقيدة اإلسالمية اليت تتخذ من وحدانية اخلـالق البناء

} له رب العالمنيقل إن صالتي ونسكي ومحياي ومماتي ل {: كماقال تعاىل ، منطلقا هلا .سورة األنعام) ١٦٢(

فاإلسالم ا بالنصوص ووضوحها، ى بالعقيدة ويوليها أكرب عناية يعنسواء من حيث ثبو ،لذا جند أن الرسول صلى اهللا عليه وسـلم . أو من حيث ترتيب آثارها يف نفوس معتقديها

على البناء وكان يف غالبه ينصب ، آن يرتل عليه القر املكرمة مبكة ثالثة عشر سنة مكث حىت إذا ما متكنت العقيدة يف نفوس أصحابه رضوان اهللا عليهم نزلت التشريعات ، العقدي

.األخرى بعد اهلجرة إىل املدينة ضرورة من ضروريات اإلنسان اليت ال غىن تعد - أيا كانت هذه العقيدة - إن العقيدة -٢

ب فطرته، مييل إىل اللجوء إىل قوة عليا يعتقد فيها القـوة ذلك أن اإلنسان حبس ، له عنها حيقق له امليـل وهذا االعتقاد . الكاملة عليه وعلى املخلوقات من حوله والسيطرة، اخلارقة

أوىل ما حيقق ذلك هـو ويشبع نزعته تلك، فإذا كان األمر كذلك فإن ، الفطري للتدين وحيترم عقل اإلنسان ومكانته يف الكون، وهذا ، الصحيح الذي يوافق تلك الفطرة االعتقاد

الذين آمنوا ولم يلبسوا إميانهم بظلـم {: قال اهللا تعاىل . ما جاءت به العقيدة اإلسالمية .سورة األنعام) ٨٢(} أولئك لهم األمن وهم مهتدون

اعتقادا وعبادة وسلوكا، لزم أن يكون هذا البناء ملا كان الدين اإلسالمي بناء متكامال -٣ اليت يقوم عليها، اإلسالمية متناسقا ومنسجما، لذا جند أن العنصر األساسي فيه هو العقيدة

وهي عقيدة التوحيد اخلالص هللا تعاىل، مما يكسبها مركزا مهما لفهم الدين اإلسالمي فهما لوجهة واحـدة ها تتجه واملعامالت والسلوك كل فالعقائد اإلسالمية والعبادات . صحيحا

وهذا االجتاه املتحد له أمهية قصوى يف فهم الدين اإلسالمي ، الدين هللا تعاىل هي إخالص ،

٥

ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه هللا وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا {: قال تعاىل اتليالوخ اهيمرإب ذ اللهسورة النساء) ١٢٥(} خ ٤- ال ة هللا املعبـود ،واحملبـة إن إخالص الدين هللا تعاىل ال يبلغ كماله إال بإخالص احملب

والعقيدة اإلسالمية تقدم لإلنسان كل ما جيب عليه معرفتـه يف . تكتمل إال بتمام املعرفة ألنـه ؛احملبة، وبالتايل يسعى لكمال اإلخالص هللا تعاىل وبذلك يبلغ كمال ، اهللا تعاىل حق

، ١)أنا والله أعلمكم بالله ، وأتقاكم لـه (:أمت معرفته به، كما قال صلى اهللا عليه وسلم فيقولون يأمرهم بما يطيقون -صلى اهللا عليه وسلم -عن عائشة قالت كان رسول الله و

رأخا تمو بكذن من مقدا تم ل لكجو زع الله غفر قد ئتكيا كهنا لسـى . إنتح بضغفي» اكم له قلبا والله إنى ألعلمكم بالله عز وجل وأتق « قال ثم يقول . يرى ذلك فى وجهه

.٢)أخرجه أمحد(كما أمر بعبادة ، ، وقد وكل إليه إعمارها ٣ إن اإلنسان هو خليفة اهللا تعاىل يف األرض -٥

يف حياته كلها يستشعر أنه يؤدي رسـالة اهللا تعـاىل واملسلم. اهللا تعاىل والدعوة إىل دينه

وهو صحيح) ٢٧٠٤( وصحيح ابن خزمية برقم )١٧٤٢( املستدرك للحاكم برقم- ١

وهو صحيح )٢٥٠٢١( برقم- ٢" اإلنسان خليفـة اهللا يف األرض " ال حرج يف مقولة ٤٠١١٢رقم الفتوى : ويف فتاوى الشبكة اإلسالمية - ٣

١٤٢٤ رمضان ١٨: تاريخ الفتوى اإلنسان خليفة اهللا يف األرض، أو أن األصح اإلنـسان خليفـة يف األرض؟ :أود السؤال هل يصح قولنا :السؤال

.وجزاكم اهللا كل خري الفتوى

:احلمد هللا والصالة والسالم على رسول اهللا وعلى آله وصحبه أما بعد عليه ملا رواه أمحد عن حذيفة رضي اهللا عن رسول اهللا صلى اهللا" اإلنسان خليفة اهللا يف األرض"فال حرج يف قولك

واحلديث حسنه شعيب األرناؤوط يف حتقيق املـسند، ... فإن رأيت يومئذ خليفة اهللا يف األرض فالزمه : وسلم وفيه .٢٩٩٥واأللباين يف صحيح اجلامع برقم

لآلية الكرمية يف سورة البقرة إنـي جاعـل فـي الـأرض خليفـة " اإلنسان خليفة اهللا يف األرض " ويصح قولك ].٣٠:قرةالب[

أو كراهته، إال إن أريد باإلضافة أن اهللا استخلفه عن ) خليفة اهللا (وقد ذهب بعض أهل العلم إىل منع هذا اإلطالق وانظر تفـصيل . خليفة اهللا الذي جعله اهللا خلفا عن غريه : وحقيقتها: غريه ممن كان قبله، قال ابن القيم رمحه اهللا

.واهللا أعلم.٢٥٢كر بن عبد اهللا أبو زيد ص ذلك يف معجم املناهي اللفظية للشيخ ب عبداهللا الفقيه.مركز الفتوى بإشراف د: املفيت

٦

ألنه يعلم أنه مـأمور ، املخلص فعقيدته تدفعه إىل العمل اجلاد ، بتحقيق شرعه يف األرض : قال تعاىل أم صغر ذلك العمل وأنه مثاب على كل ما يقوم به من عمل جل ، بذلك دينا

ثم يجزاه الجـزاء ) ٤٠(وأن سعيه سوف يرى ) ٣٩(وأن ليس للإنسان إلا ما سعى { . } ]٤١-٣٩/النجم) [٤١(الأوفى

احلقيقيـة الـيت إن إفراد اهللا تعاىل بالتوجه إليه يف مجيع األمور حيقق لإلنسان احلرية -٦ فتصغر بذلك يف عينه مجيع ، فال يكون إال عبدا هللا تعاىل وحده ال شريك له ،يسعى إليها

مـا إن فإن العقيدة . املعبودات من دون اهللا، وتصغر العبودية للمادة واالنقياد للشهوات وهـذا . من قلب املسلم حىت تطرد منه اخلوف إال من اهللا تعاىل، والـذل إال هللا تتمكن

وهو ربعـي –التحرر من العبودية لغري اهللا تعاىل هو الذي جعل جنديا من جنود اإلسالم ، عندما ذهب مللك الفرس حني سأله عن سـبب جميـئهم – ٤بن عامر رضي اهللا عنه

ج من شاء من عبادة العباد إىل عبادة اهللا، ومن ضـيق الـدنيا إىل اهللا ابتعثنا لنخر ":فقالسعتها، ومن جور األديان إىل عدل اإلسالم، فأرسلنا بدينه إىل خلقه لتدعوهم إليه، فمن

.٥"قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أىب قاتلناه أبدا حىت نفضي إىل موعود اهللا

ــــــــــــــــــ

. ربعي بن عامر بن خالد بن عمرو- ٤

.كان عمر أمد به املثىن بن حارثة وكان من أشراف العرب وللنجاشي الشاعر فيه مديح: قال الطربيقدم على أيب عبيدة كتاب عمر بأن يـصرف جنـد : االوقال سيف يف الفتوح عن أيب عثمان عن خالد وعبادة ق

العراق إىل العراق وعليهم هاشم بن عتبة وعلي مقدمته القعقاع بن عمرو وعلى جمنبته عمري بن مالك وربعي بـن :عامر ويف ذلك يقول ربعي نقصهم حىت احتوينا املناهال... أخننا إليها كورة بعد كورة

كان ممن بىن فسطاطا أمري تلك الغزوة النعمان بن مقرن وواله األحنف ملـا فـتح وله ذكر أيضا يف غزوة اوند و .خراسان على طخارستان

و تـاريخ ) ٣٤٩ص / ١ج (-اإلصابة يف معرفة الصحابة . وقد تقدم غري مرة أم كانوا ال يؤمرون إال الصحابة ٢١٣٦ت ) ٤٩ص / ١٨ج (-دمشق

)٢٦٨ص / ٢ج (-وتاريخ الرسل وامللوك ) ٤٧/ ٧: ص/ج( البداية والنهاية البن كثري - ٥

٧

א����3א�;���א����3א�;���א����3א�;���א����3א�;���

9�م�א�=�ن:9�م�א�=�ن:9�م�א�=�ن:9�م�א�=�ن&&&&:

فهو اعتقاد القلب يف اهللا ورسوله صـلى اهللا عليـه ؛ وعمل وقول ان اعتقاد مياإل .١

. جازما ال يرد عليه شك، وال ريبة اعتقادا وكل ما جاء به الشرع،وسلم

:قال اهللا تعـاىل . تباع ذلك االعتقاد بعمل اجلوارح حىت يطابق الظاهر الباطن امث .٢نون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فـي إنما المؤم {

. سورة احلجرات) ١٥(} سبيل الله أولئك هم الصادقون

ذا عن الناس، فاإلميانبوهذا االعتقاد اجلازم البد أن يكون يف أمر مغي الغيب هو الذي .يتفاضل فيه الناس ويتفاوتون

٣. واإلميان يزيد إذا { : باملعصية، قال تعاىل بالطاعة وينقص ون الـذينمنؤا الممإن وتي همبلى رعا وانإمي مهتادز هاتآي همليع تليإذا تو مهقلوب جلتو الله ٢(كلـون ذكر (

أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجـات ) ٣(الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون كرمي قرزة وفرغمو همبر د٥-٢/األنفال) [٤(عن [ {

٤. وله ش عكثرية ب كما أخرب الصادق أعالها ال إله إال اهللا، وأدناهـا ، املصدوق « -صلى اهللا عليه وسلم - فعن أبى هريرة قال قال رسول الله ،إماطة األذى عن الطريق

طـة اإلميان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول ال إله إال الله وأدناهـا إما ٠٦أخرجه مسلم . »األذى عن الطريق والحياء شعبة من اإلميان

يف يف اهللا واملعاداة يف اهللا، واملواالة يف اهللا والبغض احلب: أوثقها وله عرى كثرية .٥أى « فقال - عليه وسلم صلى اهللا -فعن البراء بن عازب قال كنا جلوسا عند النبى . اهللا

ثقالم أوى اإلسرالة . ٧»عا « قال . قالوا الصبه ا هىمة ونسكاة . »حقال . قالوا الز »« ال ق. قالوا الحج. »حسن وما هو به « قال . قالوا صيام رمضان. »حسنة وما هى بها إن أوسط عـرى « قال . »حسن وما هو به « قال . قالوا الجهاد . »حسن وما هو به

) ٦٢( برقم- ٦

ما يستمسك به ويعتصم من الدين: العروة - ٧

٨

عن عبد الله بـن مـسعود ، ٨أخرجه أمحد . »اإلميان أن تحب فى الله وتبغض فى الله يا عبد اللـه أى عـرى « :-صلى اهللا عليه وسلم -ال رسول الله رضى الله عنه قال ق

الوالية فى الله الحب فى اللـه « :قال . الله ورسوله أعلم : قال قلت .»اإلسالم أوثق؟ .٩ لسنن الكربى للبيهقيا»والبغض فى الله

شعب اإلميـان إن ه بقية ه بشيء من نواقض اإلميان فكفر، مل تنفع إميان ضومن انتق .٦إن الله ال يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء {: لقوله تعاىل وجدت عنده

ومن ...{: ، وقال تعاىل سورة النساء ) ٤٨(} ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما اسرينالخ ة منفي اآلخر وهو لهمبط عح ان فقدباإلمي كفرومـن . سورة املائدة ) ٥(} ي

فهو إىل مشيئة اهللا، إن شاء عذبه، وإن شـاء ) غري الكفر والشرك باهللا (ارتكب املعاصي غفر له، ما دام عنده أصل اإلميان

مـن « - صلى اهللا عليه وسلم - قال قال رسول الله - رضى اهللا عنه - عبد الله عنف ارل النخئا ديبالله ش ركشي اتة . » منل الجخئا ديبالله ش ركشال ي اتم نا مأن قلتو

١٠)أخرجه البخاري .(

رجل فقال يا رسول الله ما الموجبتان -صلى اهللا عليه وسلم -قال أتى النبى عن جابر و» من مات ال يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار « فقال

.١١)أخرجه مسلم (أتانى جبريل « قال - صلى اهللا عليه وسلم -رور قال سمعت أبا ذر عن النبى عن المع و

« قلت وإن سرق وإن زنى قال . » فبشرنى أنه من مات ال يشرك بالله شيئا دخل الجنة ١٢)أخرجه البخاري (» وإن سرق وإن زنى

حوهو صحي ) ١٩٠٢٧( برقم- ٨ وهو صحيح) ٢١٦٠٠( برقم) ٢٣٣ص / ١٠ج ( - ٩

)١٢٣٨( برقم- ١٠

)٢٧٩( برقم- ١١ )٦٤٤٤ و ٦٤٤٣ و ٦٢٦٨ و٥٨٢٧ و ٣٢٢٢ و ٢٣٨٨ و ١٤٠٨ و ١٢٣٧و٧٤٨٧( برقم- ١٢

٩

واملـسابقة إىل اخلـريات، . فينبغي علينا احلرص على الطاعة واملبادرة إىل العمل الصاحل . ليبقى إمياننا يف ازدياد، مع احملافظة دوما على أصل اإلميان وحتصينه، فإنه رأس املال وعروة

.النجاة الوثقى

ــــــــــــــــــ

١٠

����א����3א��א0(א����3א��א0(א����3א��א0(א����3א��א0(����????א�=�ن���0<,א�=�ن���0<,א�=�ن���0<,א�=�ن���0<,����

فأن نعر بنان ولذلك حيسن ، هو الذي يتفاضل فيه الناس ويتفاوتون اإلميان الغيب إن

.مث ننطلق من ذلك إىل بيان أركان اإلميان،ما هو الغيب :مفهوم الغيب يف اإلسالم •

ا مكتومـا يعجـز سر ي بق اإلنسان سواء كل ما غاب عن حس : الغيب يف اإلسالم هو بـاخلرب كه حبيث ال يعلمه إال اللطيف اخلبري ، أو كان مما يعلمه اإلنسان عن إدرا اإلنسان

بعـض الغيـب اإلنسان ورسوله صلى اهللا عليه وسلم ، وقد يعلم تعاىل اليقني عن اهللا وذلك يف بعض ما ميكن الوصول إليه بالوسائل .(بتحليله الفكري أو حنو ذلك من الوسائل

وهذا مما يدخل يف ، واس مثل املناظري وغريها من األجهزة على توسيع مدى احل ،املساعدة ) . الغيب النسيب كما سنرى

: أمهية اإلميان بالغيب •ن أل ذلك ؛ من اخلصائص املميزة لإلنسان عن غريه من الكائنات إن اإلميان بالغيب خاصية

املؤهـل -ده وح - فإن اإلنسان احليوان يشترك مع اإلنسان يف إدراك احملسوس، أما الغيب من ركائز اإلميـان يف أساسية لذا كان اإلميان بالغيب ركيزة . لإلميان به خبالف احليوان بكثري من األمور الغيبية الـيت ال هذه الرساالت فقد جاءت . الرساالت السماوية كلها

اهللا كاحلديث عن ،سبيل لإلنسان إىل العلم ا إال بطريق الوحي الثابت يف الكتاب والسنة وعن املالئكة والنبيني واجلنة والنار ،تعاىل وصفاته وأفعاله وعن السماوات السبع وما فيهن

اليت ال سبيل إلدراكها والعلم ا ،والشياطني واجلن وغري ذلك من احلقائق اإلميانية الغيبية . ورسوله صلى اهللا عليه وسلم تعاىل إال باخلرب الصادق عن اهللا

• الغيبأقسام :

١. الغيباملطلق : :وهو نوعان، هو الذي ليس لإلنسان سبيل إىل العلم به عرب وسائل إدراكه أو حواسه

١١

الـذين ، عن طريق الوحي إىل الرسل به أو ببعضه تعاىل الناس اهللا ما أعلم : النوع األول و قوله تعاىل حن، وما جاء من أخبارهم ، واجلن ذلك الشياطني ةومن أمثل ،يبلغونه إىل الناس

يهدي إلـى ) ١(قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا { :بة ولا ولـدا وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاح ) ٢(الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا

. }]٣-١/اجلن) [٣( وال مرسل ال نيب ، فلم يطلع عليه أحدا من خلقه ، تعاىل بعلمه اهللا ما استأثر .: النوع الثاين

ملك وذلك هو املقصود بقوله تعاىل ، مقرب : } ـوا إال ههلمعب ال ييالغ فاتحم هعندو ا في البم لمعيال وض وات األرة في ظلمبال حا وهلمعقة إال يرقط من وسا تمر وحالبو ر

بوقت قيـام ومن أمثلته العلم ،سورة األنعام ) ٥٩(} رطب وال يابس إال في كتاب مبني قـال . ي اهللا تعاىل به نفسه ما مس زمانه ومكانه وسببه، وبعض الساعة، واملوت من حيث

إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفـس {: تعاىل ـبريخ ليمع إن الله وتمض تأر بأي فسري ندا تما وغد كسباذا ترة سـو ) ٣٤(} م

ما أصاب أحدا « :-صلى اهللا عليه وسلم - قال رسول الله :و عن عبد الله قال ، لقمان اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتى بيدك ماض فـى :قط هم وال حزن فقال

ضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من حكمك عدل فى ق بيـعآن رل القرعجأن ت كدب عنيبه فى علم الغ تأثرتأو اس ابكفى كت هلتزأن أو لقكخ

إال أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه . ء حزنى وذهاب همى قلبى ونور صدرى وجال .»بلى ينبغى لمن سمعها أن يتعلمها « قال فقيل يا رسول الله أال نتعلمها فقال . »فرجا

١٣) أخرجه أمحد (٢. املقالغيب يدالنسيب :

بالنسبة ملن مل يعلمها ، فإا غيب . التارخيية احلوادث مثل، هو ما كان غائبا عن البعض ذلك من { : لذلك قال اهللا تعاىل للنيب صلى اهللا عليه وسلم بعد أن ذكر قصة آل عمران

إذ ي هميلد ا كنتمو وحيه إليكب نياء الغأنب ا كنـتمو ميركفل مي مهأي مهلقون أقالم .سورة آل عمران) ٤٤(} لديهم إذ يختصمون

صحيح ) ١٩٩( والصحيحة برقم ) ٣٧٨٤( برقم - ١٣

١٢

٣. الغيباملقي دغري النسيب : حىت ، أو غري ذلك ، أو املكان ،)املستقبل ( بعد الزمان بسبب هو كل ما غاب عن احلس

كما يف قوله تعاىل ، أو املكاين الزماين ينكشف ذلك احلجاب :} توه المليا عنيا قضفلمما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون

وذلك يف موت سيدنا سـليمان . سورة سبأ ) ١٤(} مهنيالغيب ما لبثوا في العذاب ال عليه السالم .

:ومن األمثلة على األمور الغيبية ١. الرـا { : قال اهللا تعاىل :وحمي وبر رأم من وحوح قل الرن الرع كألونسيو

.اءسورة اإلسر) ٨٥(} أوتيتم من العلم إال قليال

٢. عالمات الساعة الص غى ر صلى اهللا عليه وسلم يف حـديث اليت أخرب عنها النيب ،ما المسئول عنها بأعلم من السائل « : قال ؟ يا رسول الله متى الساعة قال: جربيل

وإذا كـان ،مرأة ربتها فذاك من أشـراطها إذا ولدت ال ؛ولكن سأحدثك عن أشراطها إن الله {: فى خمس ال يعلمهن إال الله ،فذاك من أشراطها ،الحفاة العراة رءوس الناس

الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في بريخ ليمع إن الله وتمض تأر بأي فسري ندا تمأخرجه ( .»سورة لقمان ) ٣٤(} و

٠ ١٤)البخاري ومسلم

أتى على الناس سنوات سي « -صلى اهللا عليه وسلم -وعن أبى هريرة قال قال رسول الله خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيهـا

أخرجه (.»مر العامة األمني وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه فى أ ،١٥ )ابن ماجة

)١٠٢(ومسلم برقم ) ٥٠( صحيح البخارى برقم- ١٤

وهو صحيح) ٤١٧٢(برقم - ١٥

١٣

بىة قال قال النريرأبى ه نصلى اهللا عليه وسلم -وع - » ضقـبى يتة حاعالس قومال ت اله كثريو ، نالفت رظهتان ، ومالز بقارتيالزل ، والز كثرتو ، العلم جـل -رالقت وهو

.١٦)أخرجه البخاري . (» حتى يكثر فيكم المال فيفيض -القتل ال « قال - صلى اهللا عليه وسلم - عن رسول الله - رضى اهللا عنه -و عن أبى هريرة

يقول الحجر وراءه اليهودى يا مسلم ، هذا يهودى تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى لهائى فاقتر١٧) ومسلم أخرجه البخاري ( .»و.

ال تقـوم « قال - صلى اهللا عليه وسلم - عن النبى - رضى اهللا عنه -وعن أبى هريرة ئتان ، فيكون بينهما مقتلة عظيمة ، دعواهما واحـدة ، وال تقـوم الساعة حتى يقتتل ف

» الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثالثني ، كلهم يزعم أنه رسـول اللـه .١٨)أخرجه البخاري(.

ــرقم - ١٦ و ٦٩٣٥ و ٦٥٠٦ و٦٠٣٧ و ٤٦٣٦ و ٤٦٣٥ و ٣٦٠٩ و ٣٦٠٨ و ١٤١٢ و ٨٥ و١٠٣٦( ب

)٧١٢١ و٧١١٥و ٧٠٦١

)٧٥٢٢(سلم برقموم) ٢٩٢٥(برقم البخاري - ١٧ــرقم - ١٨ و ٦٩٣٥ و ٦٥٠٦ و ٦٠٣٧ و ٤٦٣٦ و ٤٦٣٥ و٣٦٠٨ و ١٤١٢ و ١٠٣٦ و ٨٥ و ٣٦٠٩(ب

)٧١٢١و٧١١٥ و ٧٠٦١ ) :٣٦٠٩(ويف فتح الباري البن حجر برقم

ما في الرواية الـأخرى تجـوز أي بكسر الفاء بعدها همزة مفتوحة تثنية فئة أي جماعة ، ووصفه )فئتان ( قوله ، ا بصفنيبارحا تة لماويعمو ليع عكان م نا ماد بهمرالمة ، وبالكثر

ام ، أو المراد أن كلا منهما كـان أي دينهما واحد لأن كلا منهما كان يتسمى بالإسل )دعواهما واحدة ( وقوله يدعي أنه المحق ، وذلك أن عليا كان إذ ذاك إمام المسلمني وأفضلهم يومئذ باتفاق أهل السنة ، ولأن أهل الحل

ل عد قتعب وهعايقد بالعة وائـشا عمهعمر ويبالزة وطلح جرخ ام ، ثمل الشة في أهاويعته معيب نع لفختان ، وثم جرفخ ، ليكر عسوا إلى عمضان مهان لأن الكثري منثملة عاس إلى طلب قتا النوعاق فدإلى العر لوهاسفر همإلي ليع

نهميكان بفسه ، وبن هراشب نلى مع وت ذلكثبم والد ليو ى منوعام دد قيعإلا ب همإلي مفعهدى أن يفأب في ذلكورحل علي بالعسكر طالبا الشام ، داعيا لهم إلى الدخول في . لى ما سيأتي بسطه في كتاب الفتن إن شاء الله تعا

طاعته ، مجيبا لهم عن شبههم في قتلة عثمان بما تقدم ، فرحل معاوية بأهل الشام فالتقوا بصفني بـين الـشام فكانت بينهم مقتلة عظيمة كما أخبر به صلى الله عليه وسلم ، وآل الأمر بمعاوية ومن معه عند ظهـور والعراق

ه الحليع تجراق ، فخإلى العر ليع عجر كيم ، ثمحإلى طلب الت همليع ليد ععب اتمان وورهبالن ملهة فقتورير ربا أخلح كمالص نهميب قعة فواويعه مإلي جرخام ول الشال أهاكر لقتسده بالععب لين عن بسنه الحاب جرخو ، ذلك

١٤

. ، وبعضها مل يقع بعد وبعضها قد وقع فعالعن حذيفة بن أسيد الغفارى ، وهي عشرة كما روي الكربىعالمات الساعة .٣

قـالوا . » ما تذاكرون « قال اطلع النبى صلى اهللا عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال فـذكر الـدخان . » إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات «قال . نذكر الساعة

والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم صلى اهللا عليه وسلم المشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة ويأجوج ومأجوج وثالثة خسوف خسف ب

رهمشحإلى م اسالن دطرن تمالي من جرخت ارن ذلك آخرب ور١٩ ) أخرجه مسلم(.الع.

قوم ال ت « قال - صلى اهللا عليه وسلم - عن رسول الله - رضى اهللا عنه -وعن هريرة ، زيـرل الخنقتيو ، ليبالص كسرقسطا ، فيا مكمح ميرم ناب زل فيكمنى يتة حاعالس

دأح لهقبى ال يتال حالم فيضية ، ويالجز عضي٢٠) البخاري ه ج أخر.(»و. ال تقـوم « قال - صلى اهللا عليه وسلم - أن رسول الله و عن أبى هريرة رضى اهللا عنه

ون ، فـذلكعموا أجنآم اسا النآهفر تا ، فإذا طلعربهغم من سمالش طلعى تتة حاعالس

وسيأتي " إن الله يصلح به بين فئتين من المسلمني " ي حديث أبي بكرة الآتي في الفتن به صلى الله عليه وسلم ف .بسط جميع ذلك هناك إن شاء الله تعالى

بالبعث معنى الإرسال المقارن للنبوة ، بل هو كقولـه بضم أوله أي يخرج ، وليس المراد )حتى يبعث : ( قوله ) .إنا أرسلنا الشياطني على الكافرين ( تعالى .تأكيد " كذابون " ، فعلى هذا الدجل التغطية والتمويه ، ويطلق على الكذب أيضا )دجالون كذابون : ( قوله

قريب " كذا وقع بالنصب وهو على الحال من النكرة الموصوفة ، ووقع في رواية أحمد )قريبا من ثلاثني ( وقوله " لم منسم جرأخ قدفة ، ولى الصفع عذكور بلفظ بالرد المدم بالعزة الجرمن سابر بديث جح " يـدن ييإن ب

بين هم أنعزي الا كلهما رجكذاب ة ثلاثنياعض " السعة بميسر تيبن الزد الله ببع نن عساد حنلى بإسعو يى أبورو: قلت " . لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا منهم مسيلمة والعنسي والمختار " ذابني المذكورين بلفظ الك

سم جرفخ لمسه وليلى الله عص بين النمفي آخر ز اق ذلكدمص رظه قدن ، ومسي باليند العوالأسة ، واممة باليلميثم خرج في خلافة أبي بكر طليحة بن خويلد في بني أسد بن خزيمة ، وسجاح التميمية في بني تميم ، وفيهـا

دؤكان مو عين رببيب بقول شل : ا يد قبوقتل الأسا واناس ذكراء النبيأن تحبأصا وطيف بهثى نا أنتنبين تحأضـ لى الإسع اتمة وحطلي ابتكر ، وة في خلافة أبي بلميسقتل مو لمسه وليلى الله عص بيوت النملـى أن يلام ع

نياريبد الإخة عنورهشلاء مؤار هبأخو ، تابا تضاح أيجقل أن سنر ، ومحيح في خلافة عالص. )٧٤٦٧( برقم- ١٩

العادل: املقسط ) ٣٤٤٩ و ٣٤٤٨ و ٢٤٧٦ و ٢٢٢٢( برقم- ٢٠

١٥

بل ، أو كسبت فى إميانها خيرا ، ولتقومن حني ال ينفع نفسا إميانها ، لم تكن آمنت من ق الساعة وقد نشر الرجالن ثوبهما بينهما فال يتبايعانه وال يطويانه ، ولتقومن الساعة وقـد

مطعته فال ين لقحل بلبجالر فرصقى فيه انسفال ي هضوليط حي وهة واعالس نقوملتو ، ه .٢١) أخرجه البخاري. (»، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فال يطعمها

ــــــــــــــــــ

ــرقم- ٢١ و ٦٩٣٥ و ٦٥٠٦ و ٦٠٣٧ و ٤٦٣٦ و٣٦٠٩ و ٣٦٠٨ و ١٤١٢ و ١٠٣٦ و ٨٥ و٤٦٣٥( بـ

)٤١٣(ومسلم برقم ) ٧١٢١ و ٧١١٥ و ٧٠٦١

١٦

@&�A�3א������א����3א�A&@א����3א�A&@א����3א�A&@א���������ن�א�=�ن����ن�א�=�ن����ن�א�=�ن����ن�א�=�ن����

، وكلها تتعلـق بـأمور اإلمياين هي الركائز األساسية اليت يقوم عليه البناء كانهذه األر

هذه كما أن . خبصوصها يعتقدها املؤمن اعتقادا جازما بناء على ما ورده من خرب صادق رسـول زلة من عند اهللا تعاىل، حيث دعا كلاألركان متفق عليها بني مجيع الرساالت املن

الـذي {:ا كما قال اهللا تعاىل قومه لإلميانـا ووحى به نصا وين مالد نلكم م عرش ـرقوا فيه كبفرتلا تو ينوا الدى أن أقيمعيسى ووسمو اهيمرا به إبنيصا ومو كا إلينيحأو

) ١٣(} ليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيـب على المشركني ما تدعوهم إ إميان املسلم إال باعتقاده اجلازم جبميع هذه األركـان اعتقـادا وال يصح ،سورة الشورى

صحيحا بعيدا عن الشك. كتب، واإلميان بالرسل، اإلميان باهللا ، واإلميان باملالئكة ، واإلميان بال: وهذه األركان هي

إن حيـث ، بالغيب ، وهي مجيعها متعلقة.واإلميان باليوم اآلخر، واإلميان بالقضاء والقدر ها خبصوص على ما بلغنا من نصوص الوحياعتقادها مبين.

================= �א2ول��א2ول��א2ول��א2ول�א���-�א���-�א���-�א���-�

????�C�7D�C�7D�C�7D�C�7Dא�=�ن��0/א�=�ن��0/א�=�ن��0/א�=�ن��0/????

وجودا حقيقيا بذاته، و أنه هو ن اهللا تعاىل موجود هو أن يعتقد املرء اعتقادا جازما بقلبه بأ ها، ومـرته بصفات الكمال كل وأنه تعاىل موصوف ،الذي خلق الكون مبا فيه بال شريك

فـاطر {: قال تعـاىل له من خلقه وال مثيل وأنه ال شبيه ،عن صفات النقص والعيوب نفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس السماوات والأرض جعل لكم من أ

صريالب ميعالس وهء وي١١(} كمثله ش ( للعبـادة سورة الشورى ، وأنه وحده املستحق وا إلا ل {: ، قال تعاىل غريه بكل أنواعها دون أن يشرك معه يف ذلك أحدا أمرموا ودبعي

١٧

) ٥(} الله مخلصني له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك ديـن القيمـة سورة البينة

اإلميان باهللا تعاىل ما يتضمنه : كونية والشرعية الفطرية وال األدلةت وقد دل، وجودا ذاتيا حقيقيا بوجوده اإلميان -األول

: والعقلية على ذلك :التدين فطرة •

مـن ، بالطاعة والعبادة جديرة إهلية بذات اإلميان:مفهوم الدين يف االصطالح اإلسالمي خالل النصوص اليت حتدد صفات تلك الذات، وتبني العملية اليت ترسـم طريـق القواعد

:عبادا، والشواهد على ذلك كثرية منها :اهد العقلية الشو*

بناء على الشواهد التارخيية يف اإلنسان، وهذا أمر ال يقبل املراء إن فطرة التدين أصيلة -١ علـى متفقـون -على اختالف مللهم - بني األديان رنة ومع أن علماء املقا . والواقعية

اإلنسان يف طبائع بين العقيدة الدينيةلتأص . هم، وال يستغنون مجيع البشر تعم - عليا املتمثلة يف البحث عن قوة -إن ظاهرة التدين -٢

البقاء عنها بغريزة من الغرائز األخرى كحب أو حب ، النوع ، أو حب املعرفة ، أو حب .الوطن أو غري ذلك من الغرائز

٣- أو حاجـة وطنية مل يكن الزما من لوازم اجلماعات البشرية ألنه مصلحة إن الدين احليويـة تتحقـق األوطان ، وألن احلاجة قد وجد قبل وجود الدين ، ألن حيوية حياتية

بعد حتقـق هـذه وال يزال اإلنسان ، وتتوافر أسباا يف كل حالة ،أغراضها يف كل زمن يف اإلنسان الفـرد ألنه يقرر مكان ؛ كان الزما الدينلكن . إىل الدين يف حاجة األغراض

،ويبين مصدر احليـاة ، بني الكائنات مجيعا يبين لإلنسان العالقات و، أو يف احلياة الكون لنفسه أن تتصل ويريد ، اخللود ، فهو يسعى إىل حياة باحلياة احملدودة ال يقنع وألن اإلنسان

.ه يف أوسع مداه كلبالكون٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

: رره اتفق عليها مجيع العقالء من بين آدم وهذه القواعد هيإن هناك قواعد وحقائق مق

١٨

التسلسل بطالن-٢ مرجح الرجحان بدونبطالن-١٣-ـ-٤ور بـطــالن الــد ة قانون العـل

. لوجود اهللا تعاىل وهذه القواعد تقيم األدلة العقلية املباشرة : دون مرجحبطالن الرجحان ب:أوال

: إن هذا الكون املوجود ال خيلو من أحد احتماالت ثالثة١ .الوجودأن يكون واجب . ٢ .الوجودأن يكون ممتنع . ٣ .الوجود} جائز {أن يكون ممكن.

فإننا ، ألنه يترتب عليه امتناع انعدام الكون، وذلك حمال عقال. فباطل: األولأما االحتمال . متوت وحتيا، وتوجد وتنعدم فال مانع عقال من انعدام الكوننرى أعيان املخلوقات

فلو كان ممتنع الوجود ملـا ، حقيقة موجود ألن الكون . فباطل أيضا : أما االحتمال الثاين . أمكن وجوده

وهو أنه ممكن الوجود، أي أنه جائز فيه أن يوجـد أو ال : الثالث إذا مل يبق إال االحتمال سواء يوجد على حد .الكون ولكن فإذا البد من وجود مرجح خـارجي ، فعال موجود

إن الكون هو الـذي أوجـد : قال قائل فإن . الوجود و العدم : ألحد األمرين املستويني ، الوجود ألنه لو أوجد نفسه لكان واجب ، بدون مرجح قلنا هذا يستلزم الترجيح . نفسه

أن يكون قد أوجدته قوة أخرى خارجة عنـه فلزم ، ولكننا اتفقنا على أنه ممكن الوجود ) ٣٥(أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون { : قال تعاىل . وصفاته له يف ذاته ومباينة

} ]٣٦، ٣٥/الطور) [٣٦(أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون قلنـا ، هي اليت أوجدتـه - سوى اهللا تعاىل - أخرى وةميكن أن تكون ق : فإن قال القائل

: سترى بطالن هذا الفرض يف األدلة التالية : بطالن التسلسل: ثانيا

ألنه ، قد أوجدت هذا الكون باطل - سوى اهللا تعاىل -إن احتمال أن تكون قوة أخرى إىل لعقـل دون أن يصل ا االحتماالت بصورة مستمرة وهو أن تطرد ، يؤدي إىل التسلسل

. سوى اهللا تعاىل حيتمل أن يوجدهإن الكون: فلو قال القائل . يستقر عليه يف حكمه شيء

١٩

إن : قلنا. غريه أوجده موجد : ، من الذي أوجده ؟ فإن قال ضوهذا املوجد املفتر : قلنا له لوجود غريه إىل ما الاية، وهـذا هذا سيؤدي إىل أن يكون كل واحد يف السلسلة علة

نفسها، أوجدت، الوجود واجبة موجودةفإذا هذه السلسلة البد أن تنتهي إىل ذات. باطلالتسلسلحىت ينتهي ،اإلهلية وهذه هي الذات .

: الدوربطالن:ثالثاعلـى هذا األخري متوقف يف وجـوده آخر، إال أن على أمر أمر هو توقف وجود الدور على البيضة متوقف لو قلنا إن وجود : مثاله. غري مستقيم عقال وهذا باطل ، األول وجود

ملا وجد كالمها السـتحالة ، على وجود البيضة متوقفة وجود الدجاجة، إال أن الدجاجة إال أن هذه العلة املؤثرة ، إن الكون حادث وله علة : فلو قال القائل .وهذا هو الدور . ذلك

واليت استمرت ملاليني السنني حـىت ، األوىل ية لذراته عن التفاعالت الذات يف وجوده عبارة . هي اليت أوجدته أي أن الطبيعة، انتهت إىل هذا الكون

التفاعل الذايت ؟ األوىل املتفاعلة ؟ وما علة ما هي العلة األوىل يف إجياد الذرات : فنقول له . تفاعلت لتوجد الكـون أي أا أوجدت نفسها مث ، العلة يف ذلك الذرات ذاا : فإن قال ألنك جعلت الشيء علة لوجود غريه وهذا الغري ، إن هذا هو الدور املمنوع ذاته : قلنا له

كان وجوده متوقفا علـى أن ، حيث إنه ملا كان يف العدم املطلق، علة لوجوده هو يف ذاته كـون إنك قلت إن ال : مث نقول له . ال جياد نفسه فإذا خرج أصبح علة ، خيرج من العدم

والعـدم ، وهو مل يكن موجودا من قبل لنفسه فكيف يكون احملدث علة ، غري أزيل حمدث !!!! ميتنع أن يكون خالقا وخملوقا يف الوقت نفسهفإن الشيء. شيئادال يوجاحملض

: ةقانون العل: رابعا إن التخصيص وال . والنظام من وراء ذلك التخصيص واحلكمة يدالن على العلة والنظام

هذه الشمس إمنا وجدت إن:فلو قلنا ، هلا مدبر بدون مؤثر أو حكمة علة أن توجد ليعق يف الكون إمنا حياتية ما تقوم به من وظائف وكل، وليس من وراء وجودها حكمة ،اتفاقا

يف -حلاضريف عصرنا ا – لو قلنا ذلك ملا شك أحد . دفة الص وحمض االتفاق جاءت بطريق يف العـضوية إن األجهـزة : كما أننا لو قلنا لعامل يف وظائف األعضاء . القائلني به جنون

اإلنسان مثل املخ والكبد والبنكرياس وغري ذلك إمنا جاءت اتفاقا ويأت لوظائفها صدفة

٢٠

فإذا كنا نستنكر أن تكون هذه اجلزئيات قد وجدت . ذلك العامل حلظة يف جنوننا ملا شك وأن النظـام . جد اتفاقا قد و إن الكون بكل موجوداته : من يقول قفكيف نصد ، اتفاقا

قـد يف أجزائـه املعللة واحلكم النافذة ، وأن األحداث من ورائه الذي فيه ليس له مدبر يف نظامـه عقل أن يكون مثل هذا الكون املعجـز لغايتها ؟هل ي جاءت اتفاقا بدون قصد

. !! ؟؟وأن كل تلك الدقة قد جاءت اتفاقا، عبثادج قد و مقاديرهبط وضوترتيبه من القرود وأجلسناها إىل إنه لو أتينا بستة : ملن يقول له قإن املصدق هلذا يكون كاملصد

مـن رائعة ها بقصيدة فإنه ال يستبعد أن خيرج لنا أحد ، طابعة ملاليني السنني ست آالت من القرود الستة أعقل - بال شك -هل تصدق هذا القائل؟ إنه .الاملتنيب مث روائع ،ولكن

هو يف أن يكون مثـل ه من حظ بأوفر املتنيب القرود يف إخراج قصيدة لألسف ليس حظ أليس كذلك ؟. املتنيب : شواهد من الطبيعة -*

ادية معينا ومنقذا وال جيد يف القوى امل - إن من طبيعة اإلنسان أنه عندما يقع يف مأزق -١{ : قال تعـاىل . فإنه يلجأ إىل اهللا تعاىل متضرعا إليه بالدعاء حىت ينقذه مما هو فيه -له

وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إال إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكـان اإلسراء} ٦٧{فورا اإلنسان ك

لذلك تعظمه وتتقرب إليه ، وهذه الفطرة ، من حيسن إليها على حب إن النفوس جمبولة -٢حىت إنه يدافع عنه بنفسه ، يكون وفيا لصاحبه أما ترى أن الكلب . ثابتة حىت يف احليوان

دته لذا قال وعلى عبا، على معرفة ربه الذي خلقه اإلنسان مفطور لذلك فإن ! وميوت دونه الذي خلقك فـسواك فعـدلك } ٦{يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكرمي { : اهللا تعاىل

}٧ { ككباء را شة مورص في أي}االنفطار سورة [} ٨. [ دليل الفطرة-*

فكم من إنسان -اإلنسان إخفاءها مهما حاول - اإلنسان تشهد بوجود اهللا تعاىل إن فطرة بقلبه إال أن يتوجه املادية يف األزمات مل جيد به السبل ضاقت فإذاينكر وجود اهللا تعاىل،

ة العليا خمرجا مما هو فيه لعله جيد من القو ورمبا يرفع يديه يف خضوع وتذلل ، إىل السماء . ه فنسيت بعد زوال الكربة أمل جترب ذلك بنفسك ؟ رمبا حدث لك شيء من . من ضيق

٢١

هـو {: قال تعاىل .ولكن الشك أنك الزلت تذكر حكاية من هذا النوع حدثت لغريك الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحـوا

اصفع ا ريحهاءتا جبه ا اللهوعد أحيط بهم مهوا أنظنكان ومن كل م جوالم ماءهجو اكرينالش من نكونذه لنه ا مننتأجني لئن ينالد له لصنيخوقال سورة يونس ) ٢٢(} م ،

ه مخلصني له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هـم فإذا ركبوا في الفلك دعوا الل {:تعاىل أم من جعل الأرض قرارا وجعـل { : ، وقال تعاىل سورة العنكبوت ) ٦٥(} يشركون

أئله مع الله بل أكثرهم لـا خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الـأرض ) ٦١(يعلمون

ر والبحر ومن يرسـل أم من يهديكم في ظلمات الب ) ٦٢(أئله مع الله قليلا ما تذكرون -٦١/النمـل ) [٦٣(الرياح بشرا بين يدي رحمته أئله مع الله تعالى الله عما يشركون

٦٣[ { :نظرة اإلسالم للفطرة • وقد ثبت ذلك ن اهللا تعاىل خلق اإلنسان وجعله مفطورا على معرفة ربه وعبادته ، إ: أوال

:يف نصوص كثرية ؛ منها وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريـتهم وأشـهدهم علـى { : قوله تعاىل -١

ـ ه نا عا كنة إنامالقي موقولوا يا أن تنهدلى شقالوا ب كمببر تألس أنفسهم ذا غـافلنيأو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بمـا فعـل } ١٧٢{

. األعراف سورة}١٧٣{المبطلون تي فطر الناس عليها لا تبديل فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله ال { : وقال اهللا تعاىل -٢

. الروم سورة}٣٠{لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون كـل « -صلى اهللا عليه وسـلم - قال قال النبى - رضى اهللا عنه - عن أبى هريرة -٣

يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة مولود .٢٢) أخرجه البخاري ومسلم (. »هل ترى فيها جدعاء

)٦٩٢٦(ومسلم برقم ) ٦٥٩٩ و٤٧٧٥ و ١٣٥٩ و ١٣٥٨ و ١٣٨٥( صحيح البخارى برقم- ٢٢

٢٢

وتشعره بصلته به وأنـه ،القه هذه الفطرة توصل اإلنسان إىل املعرفة اإلمجالية خب نإ: ثانياوذلك ال يكون إال بوحي مـن وتنميةفإنه ال بد هلذه الفطرة من تزكية : وخالقه، لذا إهله

فألهمها فجورها وتقواهـا ) ٧(ونفس وما سواها { :قال تعاىل .اهللا تعاىل بواسطة رسله }]١٠-٧/الشمس) [١٠(د خاب من دساها وق) ٩(قد أفلح من زكاها ) ٨(

: ركنان-حىت تقوم بدورها الطبيعي -إن هلذه الفطرة يف اإلنسان : ثالثا وهو القلب املؤمن الذي مل يتأثر بالشياطني من اجلن واإلنس ، بـل : القلب السليم -١

لما كان التأثر واالحنراف وك. على فطرته وسالمته اليت ينتج عنها االعتقاد الصحيح ظل ى {: قال تعاىل . وتعلقه به أقل يف هذا القلب كلما ازداد قبوله للحقلـذكر إن في ذلك

هيدش وهو عمألقى الس أو قلب ن كان لهسورة ق) ٣٧(} لم هلـوى والـشهوة ، الصايف غري املنساق ملؤثرات ا وهو العقل النقي :العقل الصحيح -٢

أفمن يعلم أنما { : قال تعاىل . للوهم واخلرافة الحترام احلقائق وقبول احلق ،الرافض املهيأالذين يوفون } ١٩{أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا األلباب

والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون } ٢٠{وال ينقضون الميثاق بعهد الله والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقـاموا الـصالة } ٢١{ربهم ويخافون سوء احلساب

را وعالنية ويدرؤون بالحسنة السيئة أولئك لهـم عقبـى الـدار وأنفقوا مما رزقناهم س الرعدسورة }٢٢{

من دعائم حياته املادية واملعنويـة تعدإن اإلنسان بطبعه قد فطر على أمور وغرائز : رابعا االختالط بـبين النساء وحب امللذات، وحب املال والولد وحب احلياة وحب حب مثل

حيث ال يتجاوز املرء مداه هلذه الغرائز وضع ضوابط غري أن اإلسالم . جنسه، وغري ذلك .فينغمس فيها

يا بني آدم { : قال تعاىل. ففي شهوة األكل والشرب جعل ضابطا عاما هو عدم اإلسراف } ٣١{ا واشربوا وال تسرفوا إنه ال يحب المسرفني خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلو

]٣١:األعراف

٢٣

ومن آياته أن خلق لكم من { :قال تعاىل : ولقضاء شهوة اجلنس والعاطفة شرع الزواج ورحمة إن في ذلـك لآيـات لقـوم أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة

] الروم [} ٢١{يتفكرون وأحل الله البيـع { :قال تعاىل :ولشهوة التملك جعل اهللا السبيل لذلك التعامل املشروع

لفا سم فله ىهه فانتبن رعظة موم اءهن جا فمبالر مرحو ـادع ـنمإلى اللـه و هرأمو ] .البقرة [} ٢٧٥{فأولـئك أصحاب النار هم فيها خالدون

ـ السليمة للفطرة إن اهللا تعاىل أنزل شريعته وجعلها مناسبة : خامسا يء ، ومل يرد فيهـا شالفطرة البشرية يصادم ) التلقي مصادر(منهج املعرفة يف أمور االعتقاد •

العلـم -قدمنا فيما مضى أن جماالت املعرفة بالنسبة لإلنسان تتمثل يف عـامل الـشهادة وعامل الغيب أو ما وراء الطبيعة -املادي .

ق العقل الذي يقوم يوقد سبق أن معرفة اإلنسان تكون باحلواس واألجهزة املخترعة عن طر .م بتحليل املعارف اليت يتلقاها للوصول إىل العل

فمن املنطقي أال تكون تلك ،أما ما يتعلق مبا وراء املادة فإنه ليس مما يقع يف حدود احلواس ال ، كما أن العقل قادرة احلواسوهو يتمتع بقـدرات - على إدراك ما يقع يف ذلك ا مقيد بعاملي الزمان واملكان ال يستطيع أن حييط علما مبا هو خارج عن حدوده - حمدودة

العقل يف معرفة عـامل دور غري أن ذلك ال يعىن إلغاء . له عن أن حييط مبا ال حد فضال، حيث يستدل بالشهادة علـى علـم ، من أعظم واجبات العقل فاملعرفة اإلمجالية ،الغيب

هـار إن في خلق السماوات واألرض واختالف الليل والن { :الغيب ، كما قال اهللا تعاىل والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا بـه نـير بخـساب المحالساح ويريف الرصتة وآبا من كل دث فيهبا وتهوم دعب ضاألر

مقلون السعم يات لقوض آلياألرالبقرة سورة [} ١٦٤{اء و.[ أم مع املنهج املعريف الصحيح ، ، العقل فيما ليس من جماله ا أن خيوض فهذا مما ال يستقيم

يء بالش حيث إن العلم من تصوره فرع وما ال يستطيع العقل تصو ، ال يسعه إدراكـه ه روال تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل { : تعاىل مبجرده ، لذا قال اهللا

٢٤

أي ال تتبع ما ليس لك به علم يثبـت ، ]اإلسراء [} ٣٦{أولـئك كان عنه مسؤوال اهللا يسألك عن ما فإن ، عندك بالرؤية البصرية ، أو بالروايات السمعية أو الرباهني القطعية

.أعطاك من آالت هذا العلم الثالث] طـه [} ١١٠{يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما { : : وقال تعاىل

مه إال بما شاء يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وال يحيطون بشيء من عل { : وقال تعاىل ، بالعلم هنا عن البشر ألنه ليس يف مقدورهم بلوغ ذلك اإلحاطةوقد نفى ، ] ٢٥٥:البقرة[

يعلمـون { : قال تعـاىل ، فهو ليس واقعا يف جمال معرفتهم املتعلقة باألمور املادية كما مة هن الآخرع مها ويناة الديالح نا موالفرق ظاهر بـني ]الروم [} ٧{ غافلون ظاهر ،

املخلوق بعلم اخلـالق لتـساوى اخلـالق إذ لو تساوى علم ، علم اخلالق وعلم املخلوق وهذا ال يعقل، بل الفارق بني العلمني كالفرق بني الذاتني ، فإذا كان األمـر واملخلوق ،

لة اإلميان باخلالق الواحد وعبادته أمر وقد قررنا أن مسأ -متعلقا بعامل الغيب واالعتقاد فيه فإذا ال بد من حتديد السبل إىل معرفة األمور الغيبية اليت ال تدركها حواسـنا وال -فطري

.حتيط ا عقولنا من أمور االعتقاد بالدين :يمصادر التلق •

: أو من رسوله اخلرب الصادق من اهللا تعاىل: املصدر األول مباشرا للمعرفة البشرية يف أمور االعتقاد وغريها بثالثة طرق، كما يكون اهللا تعاىل مصدرا

وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجـاب أو يرسـل { : يف قوله تعاىل كيمح ليع هاء إنشا يبإذنه م وحيولا فيسفقد ذكر اهللا تعاىل يف ، }ى الشور} ٥١{ر

:هذه اآلية ثالث مراتب لإلخبار ال تكون إال لألنبياء ، وهذه املراتب هيوكلم اللـه { م موسى عليه السالم تكليم اهللا تعاىل عبده يقظة بال واسطة ، كما كل -١

] . النساء [١٦٤{موسى تكليما إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلـى { : قال تعاىل ما مرتبة الوحي املختص باألنبياء ك -٢

نوح والنبيني من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسـحاق ويعقـوب واألسـباط ] .النساء [} ١٦٣{ داوود زبورا وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا

٢٥

فيوحي إليه عن اهللا تعاىل ما أمـره أن ، ي إرسال الرسول امللكي إىل الرسول البشر -٣على قلبك لتكون من المنذرين } ١٩٣{نزل به الروح الأمني { : يوصله إليه قال تعاىل

الشعراءسورة }١٩٤{إن هو إلا وحي يـوحى ) ٣(وما ينطق عن الهوى { :عما خيرب به الرسول وقال تعاىل

]٤، ٣/النجم) [٤( ، وصدق فكل ما أخرب به الرسول صلى اهللا عليه وسلم حق رو قـال فعمن عد الله ببع ن

أريد حفظه فنهتنى -صلى اهللا عليه وسلم -لله كنت أكتب كل شىء أسمعه من رسول ا بشر يتكلم فى -صلى اهللا عليه وسلم-قريش وقالوا أتكتب كل شىء تسمعه ورسول الله

-صلى اهللا عليه وسلم -ه الغضب والرضا فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الل أخرجه .(»اكتب فوالذى نفسى بيده ما يخرج منه إال حق « فأومأ بأصبعه إلى فيه فقال

.٢٣)داود أبو : جعلها اهللا تعاىل غريزة يف الناس اليت الفطرة: املصدر الثاين

يهيئ املرء لقبول ما يأتيه من اهللا تعـاىل إمجايل العتقاد ملسائل االفطرة وقد سبق أن بيان . من تفصيل

:العقل : املصدر الثالث ،مثل وجود اخلالق تعـاىل ، وهو أيضا يوصل اإلنسان إىل معرفة إمجالية يف بعض املسائل

عن اإلنسان من علم الغيب وغـري أما تفاصيل ذلك وما حجب . وأنه ليس كمثله شيء ويدل فيه مع العقل من نور الوحي الذي يرشد العقلذلك فال بد عليه ه .

الشواهد العقلية -*ليس مما يقع يف حدود احلواس ، فمن املنطق ) الغيبيات(إن األمور املتعلقة مبا وراء املادة -١

وهـو -أال تكون تلك احلواس قادرة على إدراك ما يقع يف ذلك اال ، كما أن العقل ال يستطيع أن حييط علما مبا هو -ويتقيد بعاملي الزمان واملكان ،قدرات حمدودة يتمتع ب

له فضال عن أن حييط بعلم ما ال حد، خارج عن حدوده

وهو صحيح ) ٣٦٤٨( برقم- ٢٣

٢٦

خالق الكون وما فيه ، وهو خالق تعاىل هو إن صانع اآللة هو أدرى الناس ا ؛ فاهللا -٢لحهم ، كما أنه أعلم بنفسه وما غيبه عن اإلنسان ؛ ولذلك فإنه تعاىل أعلم خبلقه وما يص

تعاىل كماقال أصدق خرب فيما خيص ذلك إمنا يكون من اهللا وبناء على ذلك فإن . خلقه ] فاطر [} ١٤{ولا ينبئك مثل خبري { : تعاىل :شواهد من الطبيعة -*

من األمور فإنه يتجه بسؤاله إىل إن من املشاهد أن اإلنسان عندما حيتاج إىل معرفة أمر فاملريض يسأل الطبيب حىت يصف له . اجلهة أو الشخص الذي يظن أن عنده علم بذلك

وكذلك الطفل يظن أن أباه هو أعرف الناس، لذا يتوجه إليه بكل سـؤال . دواء مرضه تعلقـة التلقي يف األمور امل فإذا كان كذلك فإن من الطبيعي أن يكون مصدر . خيطر بباله

. ورسوله صلى اهللا عليه وسلم هو اخلرب الصادق من اهللا تعاىل والغيبياتبالعقائد كالروح وكثري مـن ، إن هناك كثريا من األمور الغائبة عن علم اإلنسان مع اتصاله ا

الظواهر الطبيعية اليت يعجز اإلنسان عن تفسريها ، فمن األوىل أن يعجـز عـن تفـسري . أو إدراكها ،الغيبيات

: الدين والعلم العالقة بني-* أو العامل املادي احملسوس وعامل مـا وراء ،تتمثل جماالت املعرفة يف عاملي الغيب والشهادة

واإلنسان يف معرفته يعتمد على ما يتوفر لديه من األدوات والوسائل املـستخدمة . املادة األجهزة اليت توسع من مدارك احلواس ، ومن واملتمثلة يف احلوادث و ،للوصول إىل املعرفة

املعلوم ضرورة أن احلواس بقدرات حمدودة ، وقد عمل اإلنسان على زيادة تلـك تتمتع القدرات باألجهزة العلمية اليت أعانت على توسيع جمال إدراك حواسه ، إال أنه مع ذلـك

و.. القدرات بالضرورة وهي أيضا حمدودة ، مقيدا يف معرفته بقدرات تلك األجهزة يظلتظل حمدودة يف عامل - عن طريق احلواس واألجهزة -بناءا على هذا فإن املعرفة اإلنسانية

الشهادة ، وهي مع ذلك مل تبلغ من العلم إال قليال ، إذ أن اال الذي تعيش فيه ، واال . جلي من حبرةالذي استطاع اإلنسان أن يكتشفه من جمرتنا الشمسية ال ميثل سوى قطر

فمعرفة اإلنسان اليت حيصل عليها يف عامل املادة تتوقف على منهجيته املعرفية عن طريـق .احلواس ، وهو حمكوم بالزمان واملكان يف اإلطار املمكن

٢٧

يتمتع الصادق الذي يبلغه عن مصدر فتتوقف معرفة اإلنسان فيه على اخلرب الغيب أما عامل لذي يتجاوز حمدودية احلواس وحاجزي الزمان واملكان ، وهذا املصدر هو ا ، املطلق بالعلم

. اهللا سبحانه وتعاىل ، أو رسـوله وهو اهللا تعاىل ، من حيث نسبته إىل مصدره فإذا ثبت لإلنسان صحة اخلرب

به ر املخبفإن ذلك اخلرب يقتضي صدقاملبلغ عنه ، وعلى هذا اكتشاف سنن اهللا تعاىل يف خلقه ، عن عبارة - يف علم املادة - اإلنسان وعلم

، ألن كليهما من اليقينية الدينية مع احلقيقة اليقينية العلمية احلقيقة أن تتناقضفإنه يستحيلسـنريهم { : ، فهذه آياته يف اآلفاق وتلك آياته يف الترتيل ، وقد قال اهللا تعاىل اهللا تعاىل

وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه علـى كـل آياتنا في الآفاق هيدء شي{ : وقال تعاىل ، ] فصلت [} ٥٣{ش كالذي أنزل إلي وا العلمأوت ى الذينريو

] . سبأ [} ٦{صراط العزيز الحميد من ربك هو الحق ويهدي إلى :اخلـالصـة

وأنه تعاىل الذي خلـق ،إن األدلة العقلية تثبت بيقني بأن اهللا تعاىل موجود وجودا حقيقيا ، السليمة وال مع الفطرة مع العقل ما فيه، وأن القول خبالف ذلك ال يتفقهذا الكون بكل

ربكم ال إله إال هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء ذلكم الله {:قال تعاىل قل من رب السماوات واألرض قل اللـه {: ، وقال تعاىل سورة األنعام ) ١٠٢(} وكيل

سهم نفعا وال ضرا قل هل يستوي األعمـى قل أفاتخذتم من دونه أولياء ال يملكون لأنف لقالخ هابشلقه فتلقوا كخكاء خرلوا لله شعج أم ورالنو اتوي الظلمتسل ته أم صريالبو

{: ، وقال تعاىل سورة الرعد) ١٦(} هارعليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القيا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض

سورة فاطر) ٣(} لا إله إلا هو فأنى تؤفكون--------------

:الكون واألنفس شاهدة على وجود اهللاآيات فالنظـام الـدقيق . مفتوح يشهد بوجود اهللا تعاىل الذي خلقه إن الكون املشهود كتاب

عظيم حكيم عليم بأنه من صنع مدبر والدقة الفائقة يف كل أجزائه وموجوداته، تقرقوي

٢٨

آيات اآلفاق يف األفالك -١: وهذه بعض النماذج اليت تنقلك يف سياحة مع الكون . متني عامل احليوان -٣ آيات األنفس يف اإلنسان ذلك اهول -٢ -أمة أمثـالكم . النحل- املخلوقات العظيمة - الكائنات اهرية -

عامل النبات-٤ ماذا تعرف عن البحار وما فيها ؟ يتجلى يف عصر العلم اهللا اخلالق

يبحثون يف األمور بعقل مدرك - يف غالبهم –ر الباحثني ميتازون عن غريهم بأم إن كبا اعتبار كبري يف األمور اليت يـدلون فيهـا ذات لذا فإن شهادام تعد . ونظر ثاقب متجرد

. وحنن هنا نذكر أقوال بعض من العلماء املشهورين يف قضية الوجود واخللق. بآرائهمإنـه ال : قال نيوتن : اضيات مكتشف قانون اجلاذبية إسحاق نيوتن ماذا قال عامل الري . ١

ميكن أن تأيت إىل حيز الوجود مباهج عامل الطبيعة الزاهرة ومنوعاا هـذه بـدون إرادة السميع البصري املكتمل الذي يسع كل ، أعين به اإلله القادر قدرة مطلقة ، واجب الوجود

.شيءكلما اتسع نطاق العلم ازدادت الرباهني الدامغـة : قال هريشل عامل الفلك اإلجنليزي . ٢

ايـة القوية على وجود خالق أزيل ال حد فـاجليولوجيون والفلكيـون . لقدرتـه والوهـو يف الواقـع ، قد تعاونوا وتضامنوا على تشييد صرح العلم نوالطبيعيووالرياضيون

. صرح عظمة اهللا وحدهأمـا : فسيولوجيا و الكيمياء احليوية األمريكـي ويقول وولتر أوسكار لندبرج عامل ال . ٣

املشتغلون بالعلوم الذين يرجون اهللا فلديهم متعة كربى حيصلون عليها كلما وصـلوا إىل إذ إن كل كشف جديد يدعم إميام بـاهللا ويزيـد ، كشف جديد يف ميدان من امليادين

.إدراكهم و أبصارهم أليادي اهللا يف هذا الكونإن أحدا ال يـستطيع أن :ألمريكي الفسيوجلى أندرو كونواى ايفى فقد قال أما العامل ا . ٤

يثبت خطأ الفكرة اليت تقول أن اهللا موجود، كما أن أحدا ال يستطيع أن يثبـت صـحة الفكرة اليت تقول أن اهللا غري موجود، وقد ينكر منكر وجود اهللا تعاىل ولكنه ال يـستطيع

إلنسان يف وجود شيء من األشياء، والبد يف هـذه وأحيانا يشك ا .أن يؤيد إنكاره بدليل ه إىل أساس فكري، ولكنين مل أقرأ ومل أمسع يف حيايت دلـيال عقليـا احلالة أن يستند شك

٢٩

كثرية على وجوده، ةوقد قرأت ومسعت يف الوقت ذاته أدل ، واحدا على عدم وجوده تعاىل وما خيلفه اإلحلاد ، املؤمنني كما ملست بنفسي بعض ما يتركه اإلميان من حالوة يف نفوس

.من مرارة يف نفوس امللحدين--------------

:منهج اإلسالم يف تقرير حقيقة وجود اهللا تعاىلتبني النصوص الثابتة يف الكتاب والسنة بأن اإلقرار بوجود اخلالق الذي خلـق اإلنـسان

وإن حاول إبداء مـا فطري ال يسع اإلنسان إنكاره يف قرارة نفسه، ومجيع الكائنات أمر به ضرر فما من إنسان إال وجيد نفسه مضطرا للجوء إىل اهللا تعاىل كلما أمل . خيالف ذلك

أمـا . فهنا تطفو فطرته وحتمله إىل اللجوء إىل اهللا تعاىل، تنقطع به األسباب املادية الظاهرة عناد، مثل دعوى دعوى امللحدين عدم وجود إله خالق هلم وهلذا الكون فإمنا هي مكابرة و

وجحـدوا بهـا {: اهللا عالم الغيوب عما يف أنفسهم بقوله فرعون وقومه، وقد حكى فسدينة الماقبكان ع فكي ا فانظرلوعا وظلم مها أنفسهتقنيتاسسورة النمل) ١٤(} و

آمنت أنـه ال ..{: غرق فقال وقد أظهر فرعون ذلك حني أحاطت به األمواج وأدركه ال لمنيسالم ا منأنائيل ورو إسنبه ب تنإال الذي آم سورة يونس) ٩٠(} إله

:منهج القرآن يف تقرير وجود اهللا تعاىل مل تنصرف نصوص القرآن الكرمي إىل إثبات وجود اهللا تعاىل وتقريـر وجـوده كقـصد

و إن كانت تأيت بـذلك -اءت لتقرير ألوهية اهللا تعاىل، وأنه ال إله غريه وإمنا ج ، أساسيإال ، ذلك أن البشر كما ذكرنا مقرين بوجود اهللا تعاىل -ضمنا أو صراحة يف أحيان قليلة ولذلك حكى اهللا تعاىل عن الرسل عليهم السالم قـوهلم . قليال ممن شذ جحودا ومكابرة

م أفي الله شك فاطر السماوات واألرض يدعوكم ليغفر لكـم قالت رسله { :ألقوامهم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إال بشر مثلنا تريدون أن تـصدونا

ولقد كان املشركون ، سورة إبراهيم ) ١٠(} بسلطان مبني عما كان يعبد آبآؤنا فأتونا ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر {: قال تعاىل ، يقرون بربوبية اهللا تعاىل

: تعـاىل وقـال ، سورة العنكبوت ) ٦١(} الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثـرهم لـا {

٣٠

يف قـضية متعددةوقد اشتمل القرآن الكرمي على أساليب . سورة لقمان ) ٢٥(} يعلمون : اليب ما يليالوجود واأللوهية، وأهم تلك األس

: يتوجه باخلطاب إىل املشاعر القرآن:أوالإن القرآن الكرمي خياطب يف اإلنسان قلبه ووجدانه حىت يثري تلك الفطرة الكامنـة فيـه،

وقد أشار اهللا تعاىل إىل هذه امليـزة . وحىت ال يكون خطابه جافا جمردا متجها للعقل ارد رآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية اللـه وتلـك لو أنزلنا هذا الق { : بقوله

وملا كان القرآن حيمل بني ، سورة احلشر ) ٢١(} الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون وإن أحـد {: قال تعاىل . شركنيأمر اهللا تعاىل بإجارة امل ، طياته وألفاظه قوة التأثري الذايت

من المشركني استجارك فأجره حتى يسمع كالم الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قـوم ال وبسبب هذه القوة الذاتية كان مشركوا العـرب يوصـي ، سورة التوبة ) ٦(} يعلمون

وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهـذا { بعدم مساع القرآن حىت ال يتأثروا به بعضهم بعضا ولتحريك املـشاعر وانفعاهلـا ، سورة فصلت ) ٢٦(} القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون :سلك القرآن مسالك شىت منها

: توجيه املشاعر إىل التأمل يف الكون واحلياة-١وأن هذا الكون الفسيح القائم على الدقة ، ذلك أن عظمة املخلوق تدل على عظمة اخلالق

ـ . واالنتظام ال ميكن أن يوجد إال بقدرة فائقة وعلم تام ت نظـره واإلنسان املتبلد ال تلفلذا خياطب القرآن املشاعر ويوجههـا إىل ، وال األرض الساكنة حتته ، السماء الكائنة فوقه

إن في خلق السماوات والأرض واختلـاف الليـل { :ت كما يف قوله تعاىل هذه اآليا الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلـى جنـوبهم ) ١٩٠(والنهار لآيات لأولي الألباب

لأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عـذاب ويتفكرون في خلق السماوات وا }]١٩٢-١٩٠/آل عمران) [١٩١(النار

: التذكري بالنعم وأن اهللا هو رازق اإلنسان -٢ مع أنه أكرب املستفيدين منها، بل جعلـت ، بأنه مل خيلق من هذه النعم شيئا فاإلنسان مقر

لذلك يذكره . فينسى اهللا اخلالق ، د حسه نسان حبكم األلف واالعتياد تبل غري أن اإل . ألجلهوآتاكم من كل {: قال تعاىل .ومن أعظمها املاء واهلواء، اهللا تعاىل ذه النعم اليت ال حتصى

٣١

ان لظلوما إن اإلنسوهصحالله ال ت تموا نعدعإن تو وهمألتا سم سـورة ) ٣٤(} كفـار .إبراهيم

:تذكري اإلنسان خبلقه وأصله-٣وهذا اإلنسان قد أوجده ، إن اإلنسان هو أكرم خلق اهللا تعاىل ملا ميزه به من عقل و إدراك

هل أتى على الإنسان حني من الدهر لم يكن { :اهللا تعاىل بعد أن مل يكن شيئا قال تعاىل ) ٢(إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سـميعا بـصريا ) ١(ا مذكورا شيئ

بأنه قد اسـتغىن عـن هذا اإلنسان بعد أن خلقه اهللا تعاىل أحس ، } ]٣-١/اإلنسان[يا أيها الإنسان ما غـرك {:فطغى وأهلته شواغله وأهواؤه عن ربه كما قال تعاىل ، خالقه

) ٨(في أي صورة ما شاء ركبـك ) ٧(الذي خلقك فسواك فعدلك ) ٦(بربك الكرمي إن ) ٧(أن رآه استغنى ) ٦( كلا إن الإنسان ليطغى {:، وقال تعاىل } ]٨-٦/اإلنفطار[ لذلك جند أن اهللا تعاىل خياطب اإلنسان داعيا ، } ]٨-٦/العلق) [٨(لى ربك الرجعى إ

وفـي الـأرض { : م واآليات الكامنة فيه كما يف قوله تعاىل واحلك، إياه لينظر يف نفسه وقننيللم ات٢٠(آي ( ونصربأفلا ت فسكمفي أنو)وقوله ، }]٢٢-٢٠/تالذاريا) [٢١

ثم جعلناه نطفة في قرار مكـني ) ١٢(ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طني { :تعاىل )١٣ ( نوا فكسة عظامغضا الملقنة فخغضلقة ما العلقنلقة فخطفة عا النلقنخ ثم ا العظـام

القنيالخ نسأح الله كاربفت رلقا آخخ اهأنشأن ا ثممون ) ١٤(لحتيلم ذلك دعب كمإن ثموقـد جـاء العلـم ، } ] ١٧-١٢/املؤمنون) [١٦(ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ) ١٥(

. صدق ذلك كلهاحلديث ببيان و : التذكري باملوت واحلياة-٤

. فيهم الـروح يوجه اهللا تعاىل خطابه إىل البشر مذكرا إياهم بأنه هو الذي خلقهم وبث م ال ميلكون شيئا من ذلك ، املعجز يف بقائهم ذلك السررهم باملوت وأنه ال كما يذك . وأ

من أنا ؟ ومن أين أتيـت ؟ وملـاذا : للمشاعر حىت تتساءل ويف هذا إثارة . مفر ألحد منه أتيت ؟ وأين سأمضي ؟وما مصريي ؟ هذه األسئلة الكربى اليت يبحث هلا كل إنسان عن

تبارك الذي بيده الملك وهو علـى كـل : تعاىل قد أجاب عليها القران بقوله ، جواب ء قديريال ) ١(شو توالم لقالذي خ فورالغ زيزالع وهلا ومع نسأح كمأي كملوباة لييح

٣٢

وأنـتم حينئـذ ) ٨٣( فلولا إذا بلغت الحلقـوم {: تعاىل قولهبو، ] ٣-١/امللك) [٢(فلولا إن كنتم غير مدينني ) ٨٥(ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ) ٨٤(تنظرون

)٨٦ ( ادقنيص متا إن كنهونجعرت)٨٧-٨٣/الواقعة) [٨٧]{. :خماطبـة العقـل: ثانيا

، إن منهج اخلطاب القرآين للبشرية ليس قائما على إثارة املشاعر وخماطبة الوجدان فحسب فيحثه على التـدبر والتأمـل، ويـثري فيـه ، قلبل إنه مع ذلك يتوجه باخلطاب إىل الع

هل ميكن أن يوجد هذا الكون اهلائل : التساؤالت اليت ترشد وجهته، ومن تلك التساؤالتأم خلقوا السماوات والـأرض ) ٣٥(بال خالق ؟ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون

أم لهـم سـلم ) ٣٧(أم عندهم خزائن ربك أم هم المـسيطرون ) ٣٦(بل لا يوقنون .] ٣٨-٣٥/الطور) [٣٨(يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبني

-------------- :منهج القرآن يف أدلته العقلية

. تقرير وجود اهللا تعاىل وتفرده باخللق وامللك والتدبري دف األدلة اليت يأيت ا القرآن إىل وهو يف ذلك يأيت بالرباهني البدهية السهلة اليت يدركها العقل بدون خـوض يف اجلـدال

جلميع العقول بكل مـستوياا حىت تكون هذه األدلة متاحة : وعلة ذلك . العقيم اجلاف ، سورة الطـور ) ٣٥(} شيء أم هم الخالقون أم خلقوا من غير {: كما يف قوله تعاىل

وقوله ، سورة النحل ) ١٧(} أفمن يخلق كمن ال يخلق أفال تذكرون {: تعاىل وقوله: تعـاىل وقوله ، سورة امللك ) ١٤(} ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبري {: تعاىل

}ئاأويش كي لمل ومن قب اهلقنا خان أنالإنس ذكرسورة مرمي) ٦٧(} لا ي. ---------------

:اهللا تعاىل يف العقيدة اإلسالمية لقد عين القرآن الكرمي منذ ابتداء نزوله مبكة بتصحيح األفهام، وتعريف الناس بـاهللا رب

لـذا . ومن مث يتم البناء اإلمياين هلم على أساس سليم ، ةالعاملني حىت يعرفوه معرفة صحيح وتدعوا ، السور املكية تركز تركيزا تاما على مسائل االعتقاد توضيحا صحيحا كانت جل

.الناس إىل اإلميان باهللا تعاىل انطالقا من ذلك

٣٣

-------------- : تعاىل اإلميان بربوبيته-األول

لك املدبر للكون وما فيه، وحده ال شريك له وال معاون له وذلك باإلميان بأنه اخلالق املا إن ربكم الله الذي خلق السماوات واألرض في ستة أيـام ثـم {: ، قال تعاىل يف ذلك

كم الله ربكم فاعبدوه أفال استوى على العرش يدبر األمر ما من شفيع إال من بعد إذنه ذل قل من يرزقكم من السماء واألرض أمـن {: ، وقال تعاىل سورة يونس ) ٣(} تذكرون

مو يالح من تيالم رجخيت ويالم من يالح رجخن يمو ارصواألب عمالس لكمي ربدن ي، كما أنه تعاىل وحده صاحب سورة يونس ) ٣١(} األمر فسيقولون الله فقل أفال تتقون

شرع لكم من الدين مـا {:،قال تعاىل األمر والنهي يف التشريع كله، فال مشرع سواه وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما

ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركني ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه نيبن ين بكل ما تستلزم الربوبيـة مـن ، وكذلك جيب اإلميا سورة الشورى ) ١٣(} م

وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة ولـه { : صفات الكمال قال تعاىل القصص} ٧٠{الحكم وإليه ترجعون

: تعاىل اإلميان بألوهيته -ينالثا الذي يستحق العبادة، وأال يتخـذ اإلميان بأنه اإلله احلق : إن مما يتطلبه اإلميان باهللا تعاىل

سواه فكـذلك فكما أنه ال رب . من وجوه األلوهية املقتضية للعبادة وجه غريه إهلا بأي فإنه ال معبود سواه ، كما قال تعاىل حبق :} نمحالـر ـوإال ه ال إله احدو إله كمإلهو

. سورة البقرة) ١٦٣(} يمالرحهذا وقد بني اهللا تعاىل قضية اإلميان به تعاىل يف سورة قصرية من سور القرآن حيفظها كل

قل هو الله { :مسلم حىت يتقرر لديه مقتضى اإلميان باهللا وحده أال وهي سورة اإلخالص د١(أح ( دمالص الله)٢ ( ولدي لمو لدي لم)٣ ( ـدا أحكفو له كني لمو)سـورة })٤

اإلخالص تفرد بصفات اجلالل والكمال اليت وصف ا نفسه يف كتابه، أو وصفه ا نبيه صلى اهللا

عليه وسلم يف سن لحدأحدا من خلقه بشيء من صفاته ، وال ن صفيف أمساء ربنا ته، فال ن

٣٤

األسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمآئه ولله {: قال تعاىل . وصفاته .سورة األعراف) ١٨٠(} سيجزون ما كانوا يعملون

بل نؤمن مبا وصف سبحانه به نفسه، ومبا وصفه به رسوله عليه الصالة والسالم من غري وهو الذي يبدأ الخلق ثـم {: ، قال تعاىل وال متثيل ييف، ومن غري تك وال تعطيل حتريف

كـيمالح زيـزالع وهض والأرات واوملى في السثل الأعالم لهه ولين عوأه وهو هعيدي { .سورة الروم) ٢٧( : اإلميان حباكميته تعاىل -ثالثال

، ومعىن توحيد )احلكم( صناعي يؤدي املعىن الذي يؤديه املصدر القياسي مصدرفاحلاكمية واملـشرع ، مأي إفراد اهللا سبحانه باحلكم والتشريع ، وأنه سبحانه هو احلك : احلاكمية

.وأنه ال يشرك يف حكمه أحدامـن و" ال إلـه إال اهللا "وال شك أن احلاكمية ذا املفهوم من أصول الدين ومقتضيات

توحيد األلوهية الذي نزلت به الكتب، وأرسلت ألجله الرسل، وهي قضية ثابتة بالكتاب .والسنة واإلمجاع

وما اختلفتم فيـه مـن شـيء {: قال العالمة الشنقيطي يف أضواء البيان عند قوله تعاىل : ٢٤ سورة الشورى) ١٠(} ت وإليه أنيبفحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكل

ما دلت عليه هذه اآلية الكرمية من أن ما اختلف فيه الناس من األحكام فحكمه إىل اهللا " وحده ال إىل غريه، جاء موضحا يف آيات كثرية، فاإلشراك باهللا يف حكمه كاإلشراك بـه

ما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر بـه قل الله أعلم ب {: يف عبادته، قال يف حكمه ، سورة الكهـف ) ٢٦(} وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا

، وقال يف اإلشراك بـه يف ) وال تشرك يف حكمه أحدا ( ويف قراءة ابن عامر من السبعة .. فـاألمران سـواء ، سورة الكهف ) ١١٠(} ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ..{عبادته

وبذلك تعلم أن احلالل ما أحله اهللا، وأن احلرام ما حرمه اهللا، والدين هو ما شـرعه اهللا، فكل تشريع من غريه باطل، والعمل به بدل تشريع اهللا عند من يعتقد أنه مثله، أو خري منه

ال حكم لغـري اهللا، وأن القرآن يف آيات كثرية على أنه ال نزاع فيه، وقد دل كفر بواح

فما بعد)١٥٠ص / ٧ج (-أضواء البيان - ٢٤

٣٥

اتباع به، فمن اآليات الدالة على أن احلكم هللا وحده قوله تعـاىل تشريع غريه كفر :}.. الفاصلني ريخ وهو قالح قصإال لله ي كمه تعـاىل وقول ، سورة األنعام ) ٥٧(} إن الح :

وقولـه ، سورة املائدة ) ٤٤(} ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ..{ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه {: تعاىل

إنمـا {: واآليات مبثل ذلك كثرية جدا كقوله تعاىل ، سورة القصص ) ٨٨(} نترجعووقولـه ، سورة النحـل ) ١٠٠(} سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون

لفسق وإن الشياطني ليوحون إلـى وال تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه {: تعاىل وقولـه ، سورة األنعام ) ١٢١(} أوليآئهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون

) ٦٠(} عـدو مـبني ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم {: تعاىل .انتهى ". واآليات مبثل ذلك كثرية جدا ، سورة يــس

معتقدا فإن كان . ، كما حكم اهللا بذلك فاسق ظامل فهو كافر فمن حكم بغري ما أنزل اهللا به ما حكم صواب أو جواز كفرا خمرجا من امللة، وإن ه فقد كفر بغري حكـم اهللا حكم وسن الوضعي وأما التشريع . وإمث كبري ، وهو معصية كفرا أصغر فكافر هوى أو لشهوة

القوانني وإخضاع الناس لذلك فهذا كفر ة من املل خمرج إن: ه ، وإن قال صاحب اهللا شرع اتخـذوا {:، ألنه مضاه بذلك شرع اهللا تعاىل ناعيا على بـين إسـرائيل وأحسن أعدلرهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إال ليعبدوا إلها واحدا أحبا

.سورة التوبة) ٣١(} ال إله إال هو سبحانه عما يشركون وفى عنقى -صلى اهللا عليه وسلم -أتيت النبى : قال عن عدى بن حاتم رضى الله عنه و

قال ) اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله (صليب من ذهب قال فسمعته يقول مهوندبعوا يكوني لم مهول الله إنسا ري قال . قلت: » الله مرا حم محلون لهي لكنل وأج

مله مهتادعب فتلك هونمرحفي ل اللها أحم همليون عمرحيو هحلونتسأخرجه البيهقي (» في .٢٥)يف السنن الكربى

اتخـذوا أحبـارهم (حذيفة رضى الله عنه عن هذه اآلية سئل : عن أبى البخترى قال وأكانوا يصلون لهم قال ال ولكنهم كانوا يحلون لهم مـا ) ورهبانهم أربابا من دون الله

وهو صحيح لغريه)٢٠٨٤٧(برقم)١١٦ص / ١٠ج ( السنن الكربى للبيهقي - ٢٥

٣٦

و هحلونتسفي همليع الله مرح وا بـذلكارفص هونمرحفي مله ل اللها أحم همليون عمرحي .٢٦)السنن الكربى للبيهقي (أربابا

فالبد أن تكون شريعة اهللا هي اليت حتكم األرض، وإليها رجـوع النـاس يف شـؤوم وأحواهلم وتقاضيهم

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ :على األسس اآلتيةلقد قام البناء اإلسالمي

: تقرير عقـيدة التوحيد: أوالإن الناظر يف القرآن الكرمي ليجد أن أعظم ما اهتمت به نصوصه قضية توحيد اهللا تعـاىل توحيدا كامال خالصا من الشرك يف مجيع صوره، وقد بينت النصوص أن التوحيد يتناول

: ثالثة مسائل أساسية . أنه تعاىل وحده اخلالق املالك املدبر للكون وشئونه توحيد اهللا تعاىل يف ربوبيته و-١، يف صفاته اليت جتب له وتليق بعظمته وجالله – ترتيبا على ما سبق – توحيده تعاىل -٢

. وكذلك توحيده يف أمسائه اليت مسى ا نفسه من أمساء حسىن تتضمن كماله وجالله .بأي وجه من وجوه العبادة إفراده تعاىل بالعبادة حىت ال يتخذ معبودا سواه -٣

:أسباب التركيز على عقيدة التوحيد وملا كان البنـاء . تعترب عقيدة التوحيد هي األساس الفاصل بني اإلميان والشرك أو الكفر

فقد عين القرآن الكرمي والرسول صلى اهللا عليه وسلم بتأسيس ، اإلسالمي كله يقوم عليها . ذلك وتوضيحه غاية التوضيح

تمعات البشرية قد اعترى تصورها هللا اخلالق احنراف كبري سببه التحريف الذي كانت احدث للديانات السابقة مما فتح الباب أمام االحنرافات والتخيالت الفاسـدة يف العقيـدة

:اإلهلية، فأصبح الناس بني طريف نقيضـ : الطرف األول ل هلـا مـن قوم غلوا بعقوهلم فجعلوا إهلهم صورة خيالية جتريدية ال حم

. فكان اإلله عندهم صورة ذهنية جمردة.الواقع

وفيه انقطاع ولكنه صحيح لغريه ) ٢٠٨٤٨( برقم)١١٦ص / ١٠ج ( - ٢٦

٣٧

ووصفوه بصفات املخلـوق مـن ، قوم فرطوا يف إهلهم فشبهوه باملخلوق : الطرف الثاين ، حيث التعدد واختاذ الولد والتجسيد، وكونه يعتريه ما يعتري البشر من اآلفات والنقائص

. وأنه ميكن أن خيفى عليه شيء من اخللق : توحيده تعاىل يف ربو بيته خلقا وملكا وتدبريا: ألوىلاملسالة ا

بني القرآن الكرمي بأن اهللا تعاىل هو وحده اخلالق هلذا الكون بكل ما فيه بـال شـريك ووضع له النواميس اليت يسري عليهـا، ، فاهللا تعاىل أوجده من العدم . والمعني له يف ذلك

فهو كذلك املتفرد ، وألنه تعاىل املتفرد خبلقه . وخلق فيه املخلوقات املختلفة اليت تعيش فيه كما أنه تعـاىل هـو ، وليس لسواه ملك على أي شيء أصالة ، مبلكه لكل ما يف الكون وقد جعل اهللا تعاىل آياته يف الكون وانتظام أمره ونفاذ قدرته أدلة . املتصرف املدبر للكون

-إال من شذ منـهم -يعا ذلك أن البشر مج ، على وجوده وتفرده وعظيم سلطانه وقدرته ولـئن {: يقرون بأن اهللا تعاىل هو اخلالق هلذا الكون املالك له واملدبر ألمره، قال تعاىل

واإلميان بالربوبية ، سورة الزخرف ) ٨٧(} سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون فإذا ظهرت قوة خارقة ، ضعيف بطبعه وخلقته ألن اإلنسان ، يزيد النفس خشوعا ورهبة

وما قدروا الله حق قدره والـأرض جميعـا {: وقف أمامها مبهورا كما قال اهللا تعاىل ) ٦٧(} قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عمـا يـشركون

.سورة الزمر :إفراد هللا تعاىل يف ذاته وصفاته وأمسائه وأفعاله: املسألة الثانية

: ذات اهللا تعاىل. ١إن هللا تعاىل يف العقيدة اإلسالمية ذاتا متميزة مستقلة، هلا وجود حقيقي ال خيايل، إال إا

د اهللا فوجـو . ذات ال تشبه ذوات املخلوقني ال من حيث الوجود وال من حيث الصفات تعاىل وجود كامل مل يسبق بعدم وال يدركه فناء وال عدم، فهو األول وليس قبله شيء،

هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهـو {، قال تعاىل كما أنه اآلخر وليس بعده شيء ليمء عيسلم ، وكان من دعائه صلى اهللا عليه و سورة احلديد ) ٣(} بكل ش » ـمالله

ـبالح ء فـالقـىكل ش برا ونبظيم رش العرالع برض واألر برات وومالس بر والنوى ومنزل التوراة واإلنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شىء أنت آخذ بناصـيته

٣٨

سفلـي الظاهر تأنء وىش كدعب سفلي اآلخر تأنء وىش لكقب سل فلياألو تأن ماللهأخرجه (» فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر

.٢٧)مسلم فإن العقل البشري يستحيل عليه إدراك كنـه ، ا كانت هذه الذات باحلال اليت ذكرنا ومل

فذات اهللا تعاىل جلت . ألنه ال يتصور إال األشياء اليت تدركها حواسه احملددة ، هذه الذات عن أن تدركها البصائر النافذة فضال عن األبصار، وعظمت عن أن تتومهها الظنـون أو

ال تدركه األبصار وهو يدرك األبصار وهـو اللطيـف {: تعاىل ، قال تتصورها األفكار بريسورة األنعام) ١٠٣(} الخ.

: صفات اهللا تعاىل وأمسائه.٢ملا كانت ذات اهللا تعاىل مما تعجز اإلفهام عن إدراكها، وحتار العقول يف بلـوغ فهمهـا

وقد . السبيل إىل التعريف ا هو التعريف بصفاته تعاىل ملخالفتها لسائر املخلوقات، كان فقد اختذ القرآن . وكذلك الرسول صلى اهللا عليه وسلم ، سلك القرآن الكرمي ذلك املنهج

فجعل آياته . الكرمي يف التعريف باهللا تعاىل منهج االستدالل بالشاهد املوجود على الغائب ته وسلطانه منطلقا لبيان صـفاته وأمسائـه الكونية الدالة على عظمته وجالله وفائق قدر

لذا . فالناظر يف صنعة يستدل ا على كثري من صفات صانعها . املتضمنة لكماله وجالله مع أنه جعل قاعدة عامة لذلك تفيد نفـي ، جند أن القرآن كثريا ما يضرب األمثال للناس

للذين ال يؤمنون باآلخرة مثل { :املماثلة واملشاة بني اخلالق واملخلوق كما يف قوله تعاىل كيمالح زيزالع وهو لىثل األعلله المء وو{:وقولـه ، سورة النحل ) ٦٠(} الس فـاطر

ذرا ياجوام أزعالأن منا واجوأز أنفسكم نل لكم معض جالأرات واومالس سفيه لي كمؤ صريالب ميعالس وهء ويسورة الشورى ) ١١(} كمثله ش ، فكل ذات من الذوات البـد

و إذا كان اإلنسان يتصف بصفات هي يف حقه صفات كمال . هلا من صفات تتصف ا أوىل كالعلم والسمع والبصر والعدل واإلرادة واحلكمة وكل صفات الكمال، فاهللا تعاىل

ومن أمساء اهللا .بذلك وأعلى، مع العلم بالفارق التام بني صفات اخلالق وصفات املخلوق هو الله الذي لا إله إلا هو عـالم { : تعاىل وصفاته اليت وردت ا النصوص قوله تعاىل

)٧٠٦٤( برقم- ٢٧

٣٩

حيمالر نمحالر وة هادهالشب وي٢٢(الغ (الله وه وسالقـد لـكالم وإلا ه الذي لا إله هو اللـه ) ٢٣(السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون

بسى ينساء الحمالأس له روصالم ارئالب القالخ زيزالع وهض والأرات واوما في السم له ح كيم٢٤-٢٢/احلشر) [٢٤(الح[ {

: فوائد التعريف بالصفاتليس كمثله شيء وهـو ...{ : ترتيه اهللا تعاىل عن مشاة اخللق كما قال اهللا تعاىل -١

صريالب ميع{: تعاىل وقوله ، سورة الشورى ) ١١(} الس ـدا أحكفو كن لهي لم٤(} و ( سورة اإلخالص

تعريف اخللق برم و إهلهم حىت يعبدوه حق عبادته بناءا على معرفتهم به، ألن كمال -٢بك فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذن {: العبادة يكون بكمال املعرفة كما قال اهللا تعاىل

اكمثومو كمقلبتم لمعي اللهات ومنؤالمو مننيؤللمسورة حممد) ١٩(} و يعلم مـا بـين { : قطع الطمع عن إدراك كيفية تلك الصفات، كما قال اهللا تعاىل -٣

ورة طـهس) ١١٠(} أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما :أفعال اهللا تعاىل

أفعال اهللا تعاىل تقوم على كمال القدرة ومتام العلم احمليط بكل شيء، فاهللا تعاىل ملا كـان استلزم ذلك أن يكون متفردا يف أفعاله، فال يشبهه أحد من خلقه ، متفردا يف ذاته وصفاته

، أن يأتوا بشيء من أفعالـه ى البشر ب لذا جند أن اهللا تعاىل كثريا ما حتد .يف فعل من أفعاله ولكـن هيهـات أن ، أو يرتلوا ولو أقصر سورة من القرآن ، اهم بأن خيلقوا ذبابة فقد حتد

يـا {: قال اهللا تعاىل . يقدر على شيء من ذلك أحد يف الالحق وقد عجز عنه السابقون عدت إن الذين وا لهمعتثل فاسم ربض اسا النهلـو أيـا وابلقوا ذبخون الله لن يون من د

طلوبالمو الطالب فعض همن نقذوهتسئا لا ييش ابالذب مهلبسإن يو وا لهعمت٧٣(} اج (دنا فأتوا بسورة من وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عب {: وقال تعاىل ، سورة احلـج

ادقنيص متون الله إن كنن داءكم مدهوا شعادثله وسورة البقرة) ٢٣(} م مـن الوجـوه غريه بأي وجه إله إفراد اهللا تعاىل بالعبادة حىت ال يتخذ : املسألة الثالثة

:املقتضية للعبادة

٤٠

بل هي الركن األساسي الذي تقتـضيه عقيـدة ، التوحيدوهذه قضية جوهرية من قضايا . أي ال معبود حبـق إال اهللا ) ال إله إال اهللا ( التوحيد اإلسالمية املتقررة يف كلمة التوحيد

فلما . فهذه هي الكلمة الفاصلة بني عقيدة التوحيد يف اإلسالم وغريها من العقائد األخرى وكانت النفوس مفطورة على اختـاذ إلـه -وأفعالهكان اهللا تعاىل متفردا يف ذاته وصفاته

واملستحق الوحيد هلذه العبـادة مهمـا ، كان اهللا تعاىل هو املعبود حبق -تعبده وتعظمه .تعددت اآلهلة املتخذة

املتقرر حىت لدى كثري من املشركني املتخذين ألكثر من إله أم يعتقـدون بـأن بل إن وأن ما دونه ، آلهلة األخرى، وأنه هو عظيمها و إمامها يسيطر على مجيع ااواحداهناك إله ومن النصوص يف ذلك قوله تعاىل .وسيلة إليه

ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى اللـه {: } م بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار زلفى إن الله يحك

ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله {: وقال تعاىل ، سورة الزمر ) ٣( د .سورة لقمان) ٢٥(} ا يعلمونقل الحمد لله بل أكثرهم ل

-------------- :األسس اليت يقوم عليها توحيد الذات والصفاتوذلك ألنه احملـك ، يعد مبحث توحيد الذات والصفات أدق مباحث العقيدة اإلسالمية

لذا . من الفلسفات واألفكار ت يف مسالكه العديد وضل، الذي انزلقت فيه كثري من الفرق يف هـذا صريح قيدة اإلسالمية بوضع األسس السليمة للخروج مبعتقد صحيح عنيت الع

: وتتمثل هذه األسس فيما يلي. والضاللاالنزالقيأمن فيه السالك الباب أنه ال يوصف اهللا تعاىل إال مبا وصف به نفسه أو وصفه بـه رسـوله : األساس األول

:صلى اهللا عليه وسلمذلك أن احلكم .ى اهللا سبحانه وتعاىل إال مبا جاء به الشرع يسم وكذا يف باب األمساء ال

فإن . على الشيء فرع عن تصوره، فإذا كانت الذات اإلهلية ال تدركها العقول واألبصار الواجب أن ال توصف تلك الذات إال مبا تصف به نفسها أو مبا يصفها به من وكل إليـه

وال تقف ما {: قال اهللا تعاىل . الة والسالم شيء من ذلك، وهم الرسل الكرام عليهم الص

٤١

سـورة ) ٣٦(} ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤوال لحـدون فـي ولله األسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين ي {: وقال تعاىل ، اإلسراء

لـيس ..{: ،وقال تعاىل سورة األعراف ) ١٨٠(} أسمآئه سيجزون ما كانوا يعملون صريالب ميعالس وهء وي{: ، وقولـه تعـاىل سـورة الـشورى ) ١١(} كمثله ش بر

سـورة ) ٦٥(} صطبر لعبادته هل تعلم له سميا السماوات والأرض وما بينهما فاعبده وا .مرمي

ترتيه اهللا تعاىل عن أن يشبه شيئا من خلقه أو أن يشبهه أحد من خلقه : األساس الثاين :يف ذاته أوصفاته أو أفعاله

ـ . فقد تقرر لدينا أن ذات اهللا تعاىل ال تشبه ذوات املخلوقني شبه لذا كان الالزم أال تويدل على . ألن الكالم يف الصفات يبىن على الكالم يف الذات ، صفاته صفات املخلوقني

رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم { :ذلك قوله تعاىل } ]٦٥/مرمي) [٦٥(له سميا

سبيل إلدراك الكيفيات واهليئات فيما يتعلق بذات اهللا تعـاىل أنه ال : األساس الثالث :وصفاته وأفعاله

فاإلنسان حمـدود . وهذا األساس يقوم أيضا على اختالفه سبحانه وتعاىل عن املخلوقات القدرات يف إدراكه لألمور الغائبة عنه، وحىت قدرته اليت حياول ا اخلروج عن حـدود

إنه ال يتجاوز ا املدركات املادية املتصورة لديه مهما حاول الواقع، وهي قوة التخيل، ف أما حينما حياول اخلروج عن ذلك فـان عقلـه يقـع يف .تشكيل صورها وتوسيع مداها

.التناقض أو عدم القدرة على تصور ذلك==================

٤٢

• تعاىل اإلميان باهللامثرات : ١- ىل وجالله وكماله، مما يدفع اإلنـسان إىل اهللا سبحانه وتعا اإلنسان عظمة استشعار

اخلوف واللجوء إليه والتقرب إليه حبا وتعظيما ومهابة وإجالال ، وكل ذلك يؤثر يف حياة املؤمن تأثريا كبريا يدفعه إىل السلوك القومي رجاء ثواب اهللا تعاىل وخوف عقابه ، كما أنه

أحسن حىت يشترك معه يف حتصيل هذا ميأل قلبه حبا للخري فيسعى إىل دعوة غريه باليت هي لقد جاءكم رسول { :اخلري ، لذا قال اهللا تعاىل يف وصف الرسول صلى اهللا عليه وسلم

حـيمر وفؤر مننيؤكم بالمليع ريصح منتا عه مليع زيزع أنفسكم نسـورة )١٢٨(م }التوبة

فس املؤمن وحترره من العبودية لغري اهللا تعاىل، فال خياف إال إياه، وال يطمع ن استعالء. ٢وهذا ما يريب فيه اخلصال احلميدة من العزة والكرامة والصدق والـشجاعة ،إال يف رضاه

وللـه العـزة {: والسخاء ، ألنه صار عبدا هللا حقا يستمد عزه من عزته كما قال تعاىل وله وسلرون ولمعلا ي افقنينالم لكنو مننيؤوقوله تعاىل حكاية ، املنافقون سورة )٨(للم

وكيف أخاف ما أشركتم وال تخافون أنكم أشركتم بالله { : عن إبراهيم عليه السالم سـورة )٨١(فأي الفريقين أحق باألمن إن كنتم تعلمـون ما لم ينزل به عليكم سلطانا

} األنعام ، حيث إن احلياة معىن أكرب وأبعد من املعاين القاصرة املتصفة بالذاتية واألنانية إضفاء. ٣

يا وأن له بكل ما يبذل يف هذه الـدن ، لآلخرة املؤمن يعتقد جازما بأن هذه الدنيا مزرعة ) ٤٠(وأن سعيه سوف يرى ) ٣٩(وأن ليس للإنسان إلا ما سعى { :، قال تعاىل حسنة

} ]٤٣-٣٩/النجم) [٤٢(وأن إلى ربك المنتهى ) ٤١(ثم يجزاه الجزاء الأوفى ٤ .ة خلقه ترتيهه املتفرد بصفات الكمال واجلـالل، فـال وبيان أن ، اهللا تعاىل عن مشا

أو وصـف ، من أوهام تشبيه أحد من اخللق باهللا عز وجل يتطرق إىل قلب املؤمن شيء هللا تعاىل ةذلك املخلوق بصفات الكمال الواجب

اهللا وتعظيمه املوجبني للقيام بأمره ، واجتناب يه ، وإذا قام العبـد ة يثمر للعبد حمب - ٥يا أيها الذين آمنوا مـن {: قال تعاىل . كمال السعادة يف الدنيا واآلخرة بذلك نال ما

يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنني أعزة على

٤٣

الله وال يخافون لومة آلئم ذلك فضل الله يؤتيه من يـشاء الكافرين يجاهدون في سبيل ليمع اسعو اللهسورة املائدة) ٥٤(} و

اإلميان باهللا ينشئ يف النفس األنفة والعزة ؛ ألنه يعلم أن اهللا هو املالك احلقيقـي نإ - ٦يغنيه عن غـري اهللا ، ضار إال هو ، وهذا العلم لكل ما يف هذا الكون ، وأنه ال نافع وال

الذين { : قال تعاىل .ويرتع من قلبه خوف سواه ، فال يرجو إال اهللا ، وال خياف سواه عـم قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إميانا وقالوا حسبنا الله ون

فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ) ١٧٣(الوكيل إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخـافوهم وخـافون إن ) ١٧٤(ذو فضل عظيم

متكن مننيؤ١٧٥-١٧٣/آل عمران) [١٧٥( م [ { اإلميان باهللا ينشئ يف نفسه التواضع ؛ ألنه يعلم أن ما به من نعمة فمن اهللا ، فال نإ - ٧

وما بكم مـن {:قال تعاىل .يغره الشيطان ، وال يبطر وال يتكرب ، وال يزهو بقوته وماله . سورة النحل) ٥٣(} مسكم الضر فإليه تجأروننعمة فمن الله ثم إذا

إال بالعمل الـصاحل والنجاة إىل الفالح املؤمن باهللا يعلم علم اليقني أنه ال سبيل نإ - ٨ زلفى إلـا وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا{: ، قال تعاىل الذي يرضاه اهللا

} من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنـون سورة سبأ ، يف حني يعتقد غريه اعتقادات باطلة كاعتقاد أن اهللا أمر بصلب ابنـه ) ٣٧(

ا حتقق له ما يريد ، وهي يف حقيقتها ال تكفريا عن خطايا البشر ، أو يؤمن بآهلة ويعتقد أ وكل هذه أماين ، حـىت إذا . . تنفع وال تضر ، أو يكون ملحدا فال يؤمن بوجود خالق

:قال تعاىل .وردوا على اهللا يوم القيامة وعاينوا احلقائق أدركوا أم كانوا يف ضالل مبني ين أشركوا أين شركآؤكم الذين كنـتم تزعمـون ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذ {)٢٢ ( ركنيشا ما كنا منبالله رإلا أن قالوا و مهتنفت كنت لم ثم)وا ) ٢٣كذب فكي ظران

} .سورة األنعام) ٢٤(على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون اإلميان باهللا يريب يف اإلنسان قوة عظيمة من العزم واإلقـدام والـصرب والثبـات نإ - ٩

حينما يضطلع مبعايل األمور يف الدنيا ابتغاء ملرضاة اهللا ، ويكون على يقني تام ، والتوكل

٤٤

اسـخا أنه متوكل على ملك السماوات واألرض ، وأنه يؤيده ويأخذ بيده ، فيكـون ر .رسوخ اجلبال يف صربه وثباته وتوكله

فبحسب اإلميان حيصل األمن واالهتداء يف الدنيا والربزخ : األمن التام واالهتداء التام -١٠الذين آمنوا ولم يلبسوا إميانهم بظلم أولئك لهم األمن وهـم {: اهللا تعاىل قال،واآلخرة

.سورة األنعام) ٨٢(} نمهتدو١١-ـوا {: اهللا تعاىل قال: يف األرض والتمكني والعزة االستخالفنآم الـذين الله دعو

نكنمليو لهممن قب الذين لفختا اسض كمم في الأرهلفنختسات ليالحملوا الصعو منكم هدين مئا لهيركون بي ششني لا يوندبعا ينأم فهمود خعن بم مهلندبليو مى لهضتالذي ار م

.سورة النــور) ٥٥(} ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون الله يدخل الذين آمنوا وعملـوا إن{: تعاىل قال: اجلنان والنجاة من النريان دخول -١٢

الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكـل مى لهثوم ارالنو امعسورة حممد) ١٢(} الأن

إمنا هي مثرة من مثرات اإلميـان -يبة احلافلة بكل ما هو طيبفاحلياة الط : الطيبة احلياة-١٣من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مـؤمن فلنحيينـه {: قال تعاىل -عز وجل -باهللا

.ة النحلسور) ٩٧(} حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملونولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا {: تعاىل قال: الربكات اخلريات ونزول حلول-١٤

) ٩٦(} عليهم بركات من السماء واألرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكـسبون .سورة األعراف

ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله {: تعاىل قال : لكل خري اهلداية-١٥ ليمء عيبكل ش اللهو هد قلبهملـوا {: وقال . سورة التغابن ) ١١(} يعوا ونآم إن الذين

بإمي مهبر ديهمهات يالحعيم الصات الننفي ج ارهاألن تهمحري من تجت سورة ) ٩(} انهم) ٢٤(} وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميـد {:وقال تعاىل .يونس

.سورة احلـجإال الذين ) ٢(نسان لفي خسر إن اإل) ١(والعصر : [ تعاىل قال: من اخلسارةالسالمة-١٦

).٣-١: العصر) ] (٣(آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر

٤٥

إن الله يدافع عن الذين آمنوا { عز وجل قال: لدفاع اهللا عن أهله باهللا سبب اإلميان-١٧ . سورة احلـج) ٣٨(} ه لا يحب كل خوان كفورإن الل١٨-لى : [ تعاىل قال: السيئات تكفريل عزا نوا بمنآمات والحملوا الصعوا ونآم الذينو

الهب لحأصو ئاتهميس مهنع كفر همبر من قالح وهد ومحم٢:حممد] (م.( يرفع الله الذين آمنوا منكم والـذين أوتـوا العلـم ... { :تعاىل قال: والعلو الرفعة-١٩

بريلون خمعا تبم اللهات وجرادلة) ١١(} دسورة ا. ٢٠-العمل إخالص : ونصيحتهم على باإلخالص هللا، ولعباد اهللا فال ميكن للعبد أن يقوم ،

عن معاذ بن جبل ، رضي الله عنه أنه قال لرسول الله ف. احلقيقي وجه الكمال إال باإلميان أخلص دينـك : يا رسول الله أوصني ، قال : صلى اهللا عليه وسلم حني بعثه إلى اليمن

الع كفكل القليل ي٢٨)أخرجه احلاكم يف املستدرك " (م. ومن يتوكل على ..{فاإلميان باهللا يوجب للعبد قوة التوكل على اهللا، : التوكل قوة-٢١

،وقال سورة الطالق) ٣(} الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم { تعاىل

أولئـك ) ٣(الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) ٢(إميانا وعلى ربهم يتوكلون كرمي قرزة وفرغمو همبر دعن اتجرد ما لهقون حمنؤالم م٥-٢/األنفال) [٤(ه[ {

فاإلميان باهللا يبعث على الشجاعة واإلقدام؛ ألنه ميأل قلب املؤمن باخلوف : الشجاعة-٢٢من المؤمنني رجال صـدقوا مـا {: ىل قال تعا .من اهللا، واخلشية له، وتعظيمه، وإجالله

سـورة ) ٢٣(} عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا األحزاب

٢٣-فاإلميان يدعو إىل حسن اخللق مع مجيع طبقات الناس، وإذا ضـعف : اخللق حسنقـال .أو نقص أو احنرف أثر ذلك يف أخالق العبد احنرافا حبسب بعده عن اإلميان اإلميان إن الله يأمر بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكـر {: تعاىل

رة النحلسو) ٩٠(} والبغي يعظكم لعلكم تذكرون

وهو حسن ) ٧٨٤٤( برقم ٢٨

٤٦

فاإلميان أكرب عون على حتمل املشاق، والقيام بالطاعات، : على حتمل املشاق اإلعانة-٢٤ .وترك الفواحش واملنكرات

٢٥-فاإلميان يوجب لصاحبه أن يكون معتربا عند اخللق أمينا: احلسنالذكر. اقة ماء الوجه؛ فاإلميان يوجب للعبد العفة، وعزة النفس، والترفع عن إر : النفس عزة-٢٦

.تذلال للمخلوقنياإلميان هو السبب الوحيد للقيام بذروة سنام اإلسالم وهو اجلهاد البدين واملـايل ن إ-٢٧

.والقويل يف سبيل اهللا .. اهللا لعبده املؤمن والية -٢٨

ى النـور والـذين كفـروا الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إل {: قال تعاىل أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هـم فيهـا

سورة البقرة) ٢٥٧(} خالدون بىن النة عريرأبى ه نقال -صلى اهللا عليه وسلم -ع » بريل إذا أحى جبادن دبالع الله هببا فأحفالن حبي إن الله . حـبي اء إن اللـهمل السريل فى أهادى جبنريل فيجب هحبفي

وها فأحبول فى ا. فالنالقب له عوضي اء ثممل السأه هحبض في٢٩)أخرجه البخاري (.»ألر ٢٩- يقول اهللا تعاىل هلم ، املالئكة استغفار : } لـهوح ـنمو شـرملون العحي الذين

يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمـة حيم والج ذابع قهمو بيلكوا سعباتوا وابت للذين ا فاغفرات ) ٧(علمنج مخلهأدا ونبر

كـيمالح زيزالع تأن كإن اتهميذرو اجهموأزو ائهمآب من لحص نمو مهتدعن التي ودع)٨ ( ظـيمالع زالفـو ـوه ذلـكو هتحمر ئذ فقدموئات ييق الست نمئات ويالس قهمو } ] ٩-٧/غافر)[٩(

وهي احلياة الطيبة اليت وعد اهللا ا عبـاده ، اليت جيدها املسلم يف لذة العبادة السعادة -٣٠عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة من { يقول اهللا تعاىل املؤمنني

-عن أبى هريـرة و. سورة النحل ) ٩٧(} ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون يقول الله تعالى أنا عند ظـن « -وسلم صلى اهللا عليه - قال قال النبى -رضى اهللا عنه

)٦٨٧٣(ومسلم برقم ) ٣٢٠٩( برقم- ٢٩

٤٧

عبدى بى ، وأنا معه إذا ذكرنى ، فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ، وإن ذكرنـى ر تبشب إلى بقرإن تو ، مهر منيأل خفى م هتأل ذكرفى م بقـرإن تا ، واعه ذرإلي تبقر .٣٠)أخرجه الشيخان . (» إلى ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتانى يمشى أتيته هرولة

له وال لذة وال ابتهاج فإنه ال نعيم : "٣١ مدارج السالكني وقال العالمة ابن القيم رمحه يف كمال إال مبعرفة اهللا وحمبته والطمأنينة بذكره والفرح واالبتهاج بقربه والـشوق إىل وال كما أنه ال نعيم له يف اآلخرة وال فوز إال جبواره يف دار النعيم ، فهذه جنته العاجلة ،لقائه األوىل ومسعـت شـيخ فله جنتان ال يدخل الثانية منهما إن مل يدخل ، اآلجلة اجلنةيف

جنـة من مل يدخلها مل يدخل إن يف الدنيا جنة : ابن تيمية قدس اهللا روحه يقول اإلسالم اجلنة يف مثل كان أهل إن : أقول إنه ليمر بالقلب أوقات : وقال بعض العارفني ، اآلخرة

الدنيا خرجوا من الدنيا وما أهل مساكني: وقال بعض احملبني ، طيب هذا إم لفي عيش قالوا ،ما فيها ذاقوا أطيب : حمبة: قال ؟ ما فيها وما أطيب اهللا واألنس إىل به والـشوق

ـ من له قلب وكل ،عما سواه أو حنو هذا من الكالم عليه واإلعراض لقائه واإلقبال ي حه ذوقا هذا ويعرفيشهد"..

ـ يوسوس ذلك أن الشيطان . من سلطان الشيطان -٣١ مـا ه إىل لكـل أحـد ويدل : يقول اهللا تعـاىل ، وقد جعل اهللا لعباده املؤمنني حصونا ميتنعون فيها من وسوسته ،يهلكه

فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم اهللا أكرب إنه ليس له سلطان علـى { وتي همبلى رعوا ونآم م بـه الذينه الذينو هنلووتي لى الذينع هلطانا سمكلون اهللا أكرب إن

)١٠٠ ـ ٩٨(سورة النحل} مشركون ٣٢- اإلنسان بقدرة كبرية على حتم ـل {: قال تعاىل .ل املصائب ميدقات بين نن مكأيو

ون كثرييرب هعم حبي اللهوا وكانتا اسمفوا وعا ضمبيل الله وفي س مهابا أصوا لمنها وفمابرينسورة آل عمران) ١٤٦(} الص.

)٦٩٨١(ومسلم برقم ) ٧٤٠٥( صحيح البخارى برقم- ٣٠ )٧ص / ٣ج (- مدارج السالكني - ٣١

٤٨

عجبا ألمر المـؤمن إن « : -صلى اهللا عليه وسلم - قال رسول الله : عن صهيب قال وهرمن أمؤد إال للمألح ذاك سليو ريخ كله ، ا لـهريفكان خ كراء شرس هتابإن ، إن أصو

ا لهريفكان خ رباء صرض هتاب٣٢ ) رواه مسلم(.»أص .

ــــــــــــــــــ

)٧٦٩٢( برقم - ٣٢

٤٩

�א�;�"#�א�;�"#�א�;�"#�א�;�"#א���-�א���-�א���-�א���-�

�E4F�0��(E4F�0��(E4F�0��(E4F�0)�א�=�ن�א�=�ن�א�=�ن�א�=�ن�

:هتعريف •

هو التصديق اجلازم بأن هللا مالئكة موجودين، خملوقني من نور،وأم عباد مكرمون يسبحون اهللا يف الليل والنهار ال يفترون، وأم ال يعصون اهللا ما أمرهم ويفعلون ما

يؤمرون ، مث إم ليسوا كالبشر، فهم ال يأكلون وال يشربون وال ينامون وال يتناسلون . بوظائف متنوعة أوكل اهللا تعاىل إليهم القيام ا،وإم قائمون

: صفات املالئكة • رد ، وإمنا السبيل ملعرفتهم باملالئكة من األمور الغيبية اليت ال يصل إليها العقل إن العلما

وقـد جـاءت . عن اهللا عز وجل أو عن رسوله صلى اهللا عليه وسلم هو اخلرب الصادق دون تفصيل وممـا د املالئكة وتذكر بعض صفام بصورة جمملة األخبار اليت تفيد بوجو

: ورد يف ذلك : خملوقون من نورأم -١خلقت المالئكة من نـور « -صلى اهللا عليه وسلم -فعن عائشة قالت قال رسول الله

مآد لقخار ون ارج منم ان منالج لقخو لكم صفا و٣٣ ) أخرجـه مـسلم (. » مم ، لقوا منه ، لذا فإننا ال نستطيع اخلوض يف ذلك وإمنا الواجب لكنه مل يبني لنا النور الذي خ

. االعتقاد بصحته وصدقه والتوقف عنده بل الذي جاءت به النصوص أن خلقهم كـان ، لقوا فليس هذا أيضا مما ذكر أما مىت خ

وإذ {: دم عليه السالم ألنه تعاىل أمرهم بالسجود آلدم عند خلقه ، قال تعاىل آ خلق قبل فكسيا وفيه فسدن يا مل فيهعجليفة قالوا أتض خاعل في األري جالئكة إنللم كبقال ر

سـورة ) ٣٠(} ك قال إني أعلم ما ال تعلمـون الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس ل وإذ قال ربك للمالئكة إني خالق بشرا من صلصال من حمـإ { : وقال أيضا ، البقرة

سـورة } )٢٩(ن فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا لـه سـاجدي )٢٨(مسنون احلجر

هلب النار املختلط بسواها: املارج - ) ٧٦٨٧( رقم ب- ٣٣

٥٠

: خلقهم ظم ع-٢ظم خلقهم فقد لقد ذكر اهللا تعاىل بعض صفات املالئكة يف القرآن العظيم، ومن ذلك ع

يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودهـا {: عن مالئكة النار قال تعاىل ة عارالحجو اسون النرمؤا يلون مفعيو مهرا أمم ون اللهصعلا ي ادلائكة غلاظ شدا مهلي {

) ٤٠(إنه لقول رسول كرمي : وقال تعاىل عن جربيل عليه السالم ، سورة التحرمي ) ٦(و عن جابر بن عبد الله ، ] ٤١، ٤٠/حلاقةا) [٤١(وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون

بىن النقال -صلى اهللا عليه وسلم -ع » الئكة الله منم لك منم نث عدأذن لى أن أحأخرجـه أبـو ( .»ة عـام حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسرية سبعمائ

. ٣٤)داود، بكل ما جاء يف ذلك فهذه النصوص وغريها تبني عظمة املالئكة ، فالواجب علينا اإلميان

مع أننا ال نستطيع تصور كيفيام، إذ كيف نتصور خملوقات ذات أجنحة مثىن وثـالث اح كما ورد بذلك ، وجربيل عليه السالم له ستمائة جن الواحد يسد األفق ورباع واجلناح

جبريل فى صـورته -صلى اهللا عليه وسلم -فعن عبد الله قال رأى رسول الله . احلديث رالـداويـل وهالت احه مننج قط منسي األفق دس ا قدهاح منناح كل جنمائة جست لهو

٣٥)أخرجه أمحد ( . ما الله به عليموالياقوت : قدرم على التشكل يف مادة كثيفة جسمانية -٣

فقد جاء جربيل ، على التشكل واخلروج عن صورم احلقيقية القدرة لقد أعطيت املالئكة الثيـاب شديد بيـاض عليه السالم إىل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف صورة رجل

، كما جاء إىل مرمي عليها السالم يف صورة رجل، وغري ذلك مـن ٣٦ الشعر ،شديد سواد .. املواقف اليت ظهر ا بعض املالئكة للرسل عليهم السالم

:الطاعة والعبادة كثرة -٤ ألوامـره دون محدا وتسبيحا وترتيها وطاعة : إن املالئكة كثريو الطاعة والعبادة هللا تعاىل

وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن : تعاىل ، قال اهللا أو ملل كلل

وهو صحيح) ٤٧٢٩( برقم- ٣٤ وهو صحيح) ٣٨٢١( برقم- ٣٥ )١٠٢( انظر صحيح مسلم برقم - ٣٦

٥١

] ٢٠-١٩/األنبياء) [٢٠(يسبحون الليل والنهار لا يفترون ) ١٩(عبادته ولا يستحسرون ن عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لـا فإن استكبروا فالذي {: وقال اهللا تعاىل ،

وال ينامون، وال وال يشربون ومع هذا فهم ال يأكلون ، سورة فصلت ) ٣٨(} يسأمون . يتناسلون، كما أم ال يوصفون بالذكورة أو األنوثة

:وظائفهم • األخبار ببعض تلك الوظائف ومن أمهها وقد جاءت ، ال حتصى عديدة للمالئكة وظائف

: : إبالغ كالم اهللا تعاىل وحكمه إىل عباده املرسلني -)١(

نزل به الروح الـأمني ) ١٩٢(وإنه لتنزيل رب العالمني : قال اهللا تعاىل خمربا عن القرآن ) ١٩٥(بلـسان عربـي مـبني ) ١٩٤(ن على قلبك لتكـون مـن المنـذري ) ١٩٣(رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره {: وقال تعاىل ، ] ١٩٦-١٩٢/الشعراء[

وقد ثبت بالسنة أن هذه ، سورة غافر ) ١٥(} على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق . ل عليه السالموظيفة جربي

: محل العرش -)٢( حتمله املالئكة قال اهللا تعاىل القرآن الكرمي على أن عرش الرمحن فقد نص : } لـكالمو

قال تعاىل و .سورة احلاقة ) ١٧(} على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ن العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون بـه ويـستغفرون الذين يحملو { :

) .٧: غافر (} للذين آمنوا : على النار ومن فيها والقيام، اجلنة وأهلها رعاية-)٣(

وسـيق { : عاىل قال ت وقد أطلق القرآن الكرمي على القائمني ذه الوظائف اسم اخلزنة أتكمي ا ألمهتنزخ مقال لها وهابوأب تا فتحاءوهى إذا جتا حرمز منهوا إلى جكفر الذين

بلى ولكن حقت رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا لى الكافرينذاب عة العى ) ٧١(كلمثـوم ا فبئسفيه الدينخ منهج ابولوا أبخقيل اد

رينكبت٧٢(الم ( فتحا واءوهى إذا جتا حرمة زنإلى الج مهبا رقوات الذين سيقا وهابوأب ت الدينا خلوهخفاد متطب كمليع لاما سهتنزخ مقال لهوقال ، }]٧٣-٧١/الزمر) [٧٣(و

٥٢

جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكـة { : تعاىل ) ٢٤(سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبـى الـدار ) ٢٣(ون عليهم من كل باب يدخل

} ] ٢٤، ٢٣/الرعد[وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنـا يومـا مـن {: وقال تعاىل

الوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعـاء ق) ٤٩(العذاب . أصحاب النار باسم الزبانية وخص ، }] ٥٠- ٤٩/غافر) [٥٠(الكافرين إلا في ضلال

} ]١٩-١٧/العلق) [١٨ (سندع الزبانية) ١٧( فليدع ناديه {:قال تعاىل لا تبقي ولـا ) ٢٧(وما أدراك ما سقر { : قال تعاىل ورؤساء خزنة جهنم تسعة عشر ،

ذر٢٨(ت ( رشة للباحلو)٢٩ ( رشة ععا تسهليع)ـار إلـا ) ٣٠الن ابحا أصلنعا جموعدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين ملائكة وما جعلنا

ضـرم في قلـوبهم قول الذينليون ومنؤالمو ابوا الكتأوت الذين ابترلا يا وانوا إمينآمماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم والكافرون

.} ]٣٢-٢٧/املدثر) [٣١(جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر } ليقض علينا ربك قال إنكم مـاكثون ونادوا يا مالك { : قال تعاىل وزعيمهم مالك

)٧٧: الزخرف ( بىة قال قال النرمس نصلى اهللا - وقد جاء يف السنة ذكر مالك وأنه خازن النار، فع

الك خازن النار ، وأنـا رأيت الليلة رجلين أتيانى قاال الذى يوقد النار م « -عليه وسلم . ٣٧)أخرجه البخاري(» جبريل ، وهذا ميكائيل

: أعمال اخللق وتصرفام وإحصاؤها مراقبة-)٤( أحدمها عن ميينه واآلخر عن مشاله ، قال تعـاىل إنسان مكلف ملكني وذلك أن مع كل

ما يلفظ من قول إلـا لديـه ) ١٧( اليمني وعن الشمال قعيد إذ يتلقى المتلقيان عن {: تيدع قيب١٩-١٧/ق) [١٨(ر[{

يعلمون مـا تفعلـون ) ١١(كراما كاتبني ) ١٠(وإن عليكم لحافظني { : وقال تعاىل }]١٣-١٠/اإلنفطار) [١٢(

)٣٢٣٦( برقم- ٣٧

٥٣

فأمـا : قال ؛ ملك عن ميينه، وملك عن يساره: مع كل إنسان ملكان: اهد، قالعن جم و ٣٨ أخرجه الطربي.الذي عن ميينه، فيكتب اخلري، وأما الذي عن يساره فيكتب الشر

: على اإلنسان خالل حياته كلها احملافظة-)٥() ١١(} ..خلفه يحفظونه من أمر اللـه له معقبات من بين يديه ومن { : قال اهللا تعاىل

سورة الرعد :)ملك املوت ( قبض األرواح عند املوت -)٦(} ١١{قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون { : قال تعاىل

السجدةة ، يأتون العبد حبسب عمله ، وإن كان حمسنا ففي أحسن ومللك املوت أعوان من املالئك

وهو القاهر فوق عبـاده ويرسـل {: قال تعاىل .هيئة ، وإن كان مسيئا ففي أشنع هيئة سـورة ) ٦١(} عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم ال يفرطون

} األنعام : حضور جمالس الذكر -)٧(

بىن النة عريرأبى ه نالئكـة « قال -صلى اهللا عليه وسلم -عـالى معتو كاربإن لله تا معهـم وحـف سيارة فضال يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدو

بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملئوا ما بينهم وبين السماء الدنيا فإذا تفرقـوا عرجـوا جئـتم فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم بهم مـن أيـن - قال -وصعدوا إلى السماء

كوندمحيو كللونهيو كونركبيو كونحبسض يفى األر اد لكد عبعن ا منقولون جئنفيكألونسيو.

كتنج كألونسألونى قالوا يساذا يمتى قالوا ال أ . قال ونا جأول رهقال و بر قـال . ى كونجريتسيتى قالوا ونا جأور لو ففكي . بـا ري اركن نى قالوا منونجريتسي ممقال و .

- قـال -قال فكيف لو رأوا نارى قالوا ويـستغفرونك . قال وهل رأوا نارى قالوا ال فيقولون رب - قال -يقول قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا ف

وهو حسن )٣٤٤ص / ٢٢ج (- تفسري الطربي - ٣٨

٥٤

قى بهمشال ي مالقو مه تغفر لهقول وقال في مهعم لسفج را ممطاء إنخ دبفالن ع فيهمج مه٣٩)أخرجه مسلم .(»ليس إن لله مالئكة يطوفون « - صلى اهللا عليه وسلم - عن أبى هريرة قال قال رسول الله و

إلـى فى الطرق ، يلتمسون أهل الذكر ، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلمـوا تكماجا . حيناء الدمإلى الس تهمنحبأج مهفونحقال في . لـمأع وهو مهبر مألهسقال في

كوندجميو كوندمحيو ، كونركبيو ، كونحبسقولون يادى قالوا يقول عبا يم مهمن. كأوا رالله مقولون ال ونى قال فيأول رقول هنى قـال . قال فيأور لو فكيقول وقال في

قـال . يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة ، وأشد لك تمجيدا ، وأكثر لك تسبيحا قال يقول وهل رأوها قال يقولون ال والله يـا . ما يسألونى قال يسألونك الجنة يقول ف

قال يقول فكيف لو أنهم رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشـد . رب ما رأوها قال فمم يتعوذون قال يقولون مـن . رصا ، وأشد لها طلبا ، وأعظم فيها رغبة عليها ح

قال يقول فكيف لو رأوها . قال يقول وهل رأوها قال يقولون ال والله ما رأوها . النار قال فيقول فأشـهدكم . ن لو رأوها كانوا أشد منها فرارا ، وأشد لها مخافة قال يقولو

مله تغفر ى قدة . أناجاء لحا جمإن مهمن سفالن لي الئكة فيهمالم من لكقول مقال ي ٤٠)أخرجه البخاري(» جلساء ال يشقى بهم جليسهم قال هم ال. عن األغر أبى مسلم أنه شهد على أبى هريرة وأبى سعيد الخدرى أنهما شهدا علـى و

يذكرون الله إال حفـت بهـم ما من قوم « أنه قال -صلى اهللا عليه وسلم -رسول الله هدعن نفيم الله مهذكرة وكينالس همليع لتزنة ومحالر مهتغشيالئكة وأخرجـه .(»الم

٤١)الترمذي : وضع أجنحتها لطالب العلم واالستغفار له -)٨(

نت جالسا مع أبى الدرداء فى مسجد دمشق فجاءه رجل فقال عن كثري بن قيس قال ك لحديث بلغنى أنـك -صلى اهللا عليه وسلم -يا أبا الدرداء إنى جئتك من مدينة الرسول

قال فإنى سمعت رسول . جئت لحاجة ما -صلى اهللا عليه وسلم -تحدثه عن رسول الله

مالئكة زائدون على احلفظة وغريهم: الفضل - )٧٠١٥( برقم- ٣٩ ) .٦٤٠٨( برقم- ٤٠ وهو صحيح ) ٣٧٠٥( برقم- ٤١

٥٥

من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا « يقول -صلى اهللا عليه وسلم -الله وإن العالم ليستغفر له من من طرق الجنة وإن المالئكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم

فى السموات ومن فى األرض والحيتان فى جوف الماء وإن فضل العالم علـى العابـد ألنبياء وإن األنبيـاء لـم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة ا .٤٢)أخرجه أبو داود(»يورثوا دينارا وال درهما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر

:ومنهم املوكل بالقطر والنبات وهو ميكائيل عليه السالم -) ٩( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريـل {: قال تعاىل . وقد ورد ذكره يف القرآن

للكافرين ودع ميكال فإن اللهوهو ذو مكانه عالية ، ومرتلة رفيعة عند ) ٩٨: البقرة (} وربه ، ولذا خصه اهللا هنا بالذكر مع جربيل ، وعطفهما على املالئكة ، مع أمـا مـن

،لشرفهما ، من قبيل عطف اخلاص على العامجنسهم يا أبا القاسم : فقالوا، أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم : قال، عن ابن عباس و

اكنعبا اتا فيهنتباء إن أجيأش نع ألكسن ، و اكقندصو ا بكنـا : قال، آمم همليذ عفأخأخبرنا عن عالمة النبي : قالوا، الله على ما نقول وكيل : قالوا، أخذ إسرائيل على نفسه

أخبرنا كيف تؤنث المـرأة : قالوا، وال ينام قلبه ، تنام عيناه :صلى الله عليه وسلم؟ قال وإن عال مـاء ، فإن عال ماء المرأة ماء الرجل آنثت ، يلتقي الماءان :وكيف تذكر؟ قال

تأة أذكرراء المل مجقالوا، الر : قتدقالوا، ص :نبر؟ قالفأخوا هد معن الرا ع: من لكم اء اللهث شيح رفهصاب يحكل بالسوالئكة م؟ : قالوا، المعمـسالذي ي توذا الصا هفم

فأخبرنا : قالوا، صدقت : قالوا، زجرة السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمره :قالفاشتكى فلم يجد شيئا يالئمـه إال ، كان يسكن البدو :ما حرم إسرائيل على نفسه؟ قال

ن الذي يأتيك مـن فأخبرنا م : قالوا، صدقت : قالوا، لحوم اإلبل وألبانها فلذلك حرمها فمـن ، والـوحي ، فإنه ليس من نبي إال ويأتيه ملك من المالئكة بالرسالة ، المالئكة

نزل بـالحرب ذلك الذي ي : قالوا، جبريل عليه السالم :قال، صاحبك؟ فإنما بقيت هذه

وهو صحيح )٣٦٤٣( سنن أىب داود برقم- ٤٢

٥٦

فأنزل اللـه عـز ، ميكائيل الذي ينزل بالقطر تابعناك : لو قلت ، ذلك عدونا ، والقتال ٤٣)أخرجه الطرباين ] .(٩٧البقرة آية "[قل من كان عدوا لجبريل: "وجل

عن أيب سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قـال سـألت وقد ورد ذكره يف حديث آخر ف يفتتح صالته إذا قام -صلى اهللا عليه وسلم -عائشة أم المؤمنني بأى شىء كان نبى الله

ص حتل افتاللي من كان إذا قام ل قالتاللي من هميكائيـل « التائيـل ورجب بر ـماللهوإسرافيل فاطر السموات واألرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبـادك فيمـا

ك إنك تهدى من تـشاء إلـى كانوا فيه يختلفون اهدنى لما اختلف فيه من الحق بإذن .٤٤)أخرجه مسلم (»صراط مستقيم

.ولذا قال العلماء إن هؤالء الثالثة املذكورين هم أفضل املالئكة : ومنهم املوكل بالصور –) ١٠(

وهو أحد محلـة . وهو إسرافيل عليه السالم وهو ثالث املالئكة املفضلني املتقدم ذكرهم عن عبد الله بن عمرو بن العاصى قال جـاء .قرن عظيم ينفخ فيه : والصور . العرش

بىإلى الن ابىرقال -صلى اهللا عليه وسلم -أع ورا الصفيه « فقال م فخنن يأخرجه .(»قر ٤٥)الترمذي

كيف أنعـم « -صلى اهللا عليه وسلم -قال رسول الله عن أبى سعيد الخدرى قال و فخنفي فخنأن ي رمؤأن ي ظرتني هعمى سغأصو هتهبى جنحن ون القرالقر احبص قمقد التو

قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل توكلنا « ال قال المسلمون فكيف نقول يا رسول الله ق. » . ٤٦)أخرجه الترمذي (»على الله ربنا

. نفخة الفزع ، ونفخة الصعق ، ونفخة البعث : وينفخ إسرافيل يف الصور ثالث نفخات ماوات ومن في الأرض إلا من شاء ويوم ينفخ في الصور ففزع من في الس { : قال تعاىل

وهذه هي نفخة الفزع وقد دل على النفختني األخريني قوله تعاىل ) . ٨٧: النمل (} الله

)٣٤٠٦(وسنن الترمذى برقم)٢٥٢٨( ومسند أمحد برقم ) ١٢٢٥٩( برقم- ٤٣

وهو حديث حسن )١٨٤٧( صحيح مسلم برقم- ٤٤

وهو صحيح ) ٢٦١٧( برقم - ٤٥ وهو صحيح لغريه ) ٣٥٥١( سنن الترمذى برقم- ٤٦

٥٧

: } فـخن ثم اء اللهش نض إلا مفي الأر نمات واومفي الس نم عقور فصفي الص فخنو ) .٦٨: الزمر (} أخرى فإذا هم قيام ينظرون فيه

:ومنهم املوكل باجلبال وهو ملك اجلبال -)١١( صلى اهللا - زوج النبى - رضى اهللا عنها -عن ابن شهاب قال حدثنى عروة أن عائشة

هل أتى عليك يوم كان - صلى اهللا عليه وسلم -بى حدثته أنها قالت للن -عليه وسلم لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يـوم « أشد من يوم أحد قال

بن عاليل بد يبن على ابفسى عن تضرة ، إذ عقبالع ، تدا أرنى إلى مجبي د كالل ، فلمفانطلقت وأنا مهموم على وجهى ، فلم أستفق إال وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسـى ،

يل فنادانى فقال إن الله قد سمع قـول فإذا أنا بسحابة قد أظلتنى ، فنظرت فإذا فيها جبر قومك لك وما ردوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ، فنادانى

ل ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق ملك الجبال ، فسلم على ثم قال يا محمد ، فقا بىن ، فقال النيبشهم األخليصلى اهللا عليه وسلم -ع - مـن اللـه رجخو أن يجل أرب

. ٤٧ )أخرجه البخاري ومسلم(» أصالبهم من يعبد الله وحده ال يشرك به شيئا : ومنهم امللك املوكل بالرحم-)١٢(

بىن النالك عن مس بأن نقال - صلى اهللا عليه وسلم -ع » ل -إن اللهجو زكل - عو اد أن يقـضى فـإذا أر . بالرحم ملكا يقول يا رب نطفة ، يا رب علقة ، يا رب مضغة

» خلقه قال أذكر أم أنثى شقى أم سعيد فما الرزق واألجل فيكتب فـى بطـن أمـه .٤٨)أخرجه البخاري( : ومنهم زوار البيت املعمور-)١٣(

وهـو -أتيت بالبراق « قال -صلى اهللا عليه وسلم -عن أنس بن مالك أن رسول الله وفيه ثـم ... دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه

ذا قال جبه نريل فقيل مجب حفتتة فاسابعاء السما إلى السبن جرريلع . ـكعم نمقيل و دمحه. -صلى اهللا عليه وسلم-قال معث إليب ه قال قدعث إليب قدا . قيل وا فإذا أنلن ففتح

أبو قبيس والـذي : مها جبال مكة : واألخشبان ) ٤٧٥٤(ومسلم برقم ) ٣٢٣١( حيح البخارى برقم ص - ٤٧

.يقابله

)٦٥٩٥ و ٣٣٣٣ و ٣١٨( صحيح البخارى برقم- ٤٨

٥٨

اهيمرل -صلى اهللا عليه وسلم -بإبخدي وإذا هور ومعت الميإلى الب هرا ظهندسم موكل ي ه ٤٩)أخرجه مسلم (» .. سبعون ألف ملك ال يعودون إليه

صلى اهللا - قال قال النبى - رضى اهللا عنهما -وعند البخاري عن مالك بن صعصعة قيـل مـن . هذا قيل جبريل فأتينا السماء السابعة ، قيل من.... وفيه « -عليه وسلم

دمحقيل م كعاء . مجىء جالم منعا به ، وبحره مسل إليأر قدلـى . قيل وع ـتيفأت يالب لى فعفر ، بىنن ومن اب ا بكبحره فقال مليع تلمفس ، اهيمرإب ألتفس ، ورمعالم ت

وا لـمجرلك ، إذا خم ون ألفعبم سولى فيه كل يصي ورمعالم تيذا البريل فقال هجب ، همليا عم ه آخروا إليودع٥٠»ي

: تبليغ الرسول صلى اهللا عليه وسلم السالم من أمته -)١٤(نول الله عسد الله قال قال ربفـى « -صلى اهللا عليه وسلم - ع احنييالئكة سإن لله م

المتى السأم ونى منلغبض ي٥١)أخرجه النسائي (» األر. ومنهم املوكلون بفتنة القرب وسؤال العباد يف قبورهم ومها منكر ونكري -)١٥ (

أنـه - رضى اهللا عنه -عن أنس بن مالك ،ف وقد دلت على ذلك األحاديث الصحيحة إن العبد إذا وضع فـى قبـره ، « قال - صلى اهللا عليه وسلم -حدثهم أن رسول الله

عقر عمسلي هإنو ، هابحأص هنلى عوتو ـتا كنقوالن مانه فيقعدلكان فيم اهأت ، الهمنعفأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبـد . - صلى اهللا عليه وسلم -تقول فى الرجل لمحمد

ولهسرالله و . الن من دكقعإلى م ظران قال لهـة ، فينالج ا مندقعبه م الله لكدأب ار ، قدثم رجع إلى حديث أنس قال . قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح فى قبره . » فيراهما جميعا

» تا كنم قال لهفي الكافرو افقنا المأمو ـترى ، كنقول ال أدل فيجذا الرقول فى هت اسقول النا يأقول م . تليال تو تيرقال ال دة ، . فيبـرديد ضح من طارقبم برضيو

. ٥٢)شيخانأخرجه ال(» فيصيح صيحة يسمعها من يليه ، غير الثقلين

)٤٢٩( برقم- ٤٩

)٣٢٠٧(برقم - ٥٠

وهو صحيح) ١٢٩٠( برقم- ٥١

) ٧٣٩٥(ومسلم برقم ) ١٣٧٤( برقم صحيح البخارى - ٥٢

٥٩

أو قال -إذا قبر الميت « -صلى اهللا عليه وسلم - عن أبى هريرة قال قال رسول الله و تا كنقوالن مفي كريالن راآلخو كرنا المدهمقال ألحقان يران أزدولكان أسم اهأت كمدأح

ت إال اللـه أن ال إله دهأش ولهسرالله و دبع وقول ها كان يقول مل فيجذا الرقول فى هولهسرو هدبا عدمحأن مو.

سبعون ذراعا فى سبعني ثـم ثم يفسح له فى قبره . فيقوالن قد كنا نعلم أنك تقول هذا من قال لهي فيه ثم له رونوس . يـرة العموكن مقوالن نفي مهبرلى فأخإلى أه جعقول أرفي

وإن كان منافقا قال . من مضجعه ذلك حتى يبعثه الله . الذى ال يوقظه إال أحب أهله إليه فيقـال . فيقوالن قد كنا نعلم أنك تقول ذلك .سمعت الناس يقولون فقلت مثله ال أدرى

ضالعه فال يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله فتختلف فيها أ. فتلتئم عليه. لألرض التئمى عليه عه ذلكجضم ٥٣)أخرجه الترمذي ( »من

فهؤالء هم أشهر من جاءت النصوص بذكر وظائفهم وأمسائهم من املالئكة ممن يـتعني .م على العبد اإلميان م والتصديق مبدلوالت النصوص يف حقهم واهللا تعاىل أعل

-------------

وهو حديث صحيح ) ١٠٩٢( برقم- ٥٣

٦٠

:مثرات اإلميان باملالئكة •

مل يطلع الناس على شيء من غيبه إال وكان فيه نعمة عظيمة هلـم، -عز وجل -إن اهللا وجعل اإلميان ـا مـن اإلميـان . ومن فضل اهللا علينا أن عرفنا ذه املخلوقات الكرمية

ذلك الكتاب لا ريـب فيـه ) ١(امل { :قال تعاىل . بالغيب الذي يعد أول صفة للمتقني قنيتى للمد٢(ه ( فقونني ماهقنزا رمملاة وون الصقيميب ويون بالغمنؤي الذين)٣ ( {

] . ٣-١: البقرة[ : ومن هذه الثمرات

.ضح يف عظم خلق املالئكةوذلك وا، وقوف املؤمن على عظيم قدرة اهللا تعاىل . ١ ؤالء اخللق العظام الذين يرعـون ، برعاية اهللا تعاىل له اطمئنان املؤمن إىل أنه حماط -٢

. شؤونه، ويسريون كثريا من شؤون الكون بإذن اهللا تعاىل املؤمن على العمل الصاحل وزجره عن السيئات، حيث أن املالئكة يترصـدون حث -٣

ا عليهمجيع أعماله ويسجلو . ٤- وذلك ببيـان ، الباطلة واالعتقاد الزائف يف املالئكة باب اخلرافة والتخيالت إغالق

م احلقوتوضيح ما خيص البشر وينفعهم العلم به من أمر املالئكة، يف شأ . املسلم إذا آمـن بوجـود وأدرانه ، ألن تتطهر عقيدة املسلم من شوائب الشرك أن - ٥

ص من االعتقاد بوجود خملوقات ومهية لذين كلفهم اهللا ذه األعمال العظيمة ختل املالئكة ا الكون أمور يف تسيريتسهم .

وال يضرون ، وإمنا هم عبـاد مكرمـون ال يعلم املسلم أن املالئكة ال ينفعون أن – ٦خذ الرحمن ولـدا وقالوا ات { : قال تعاىل يعصون اهللا ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون ،

يعلم ما بين ) ٢٧(لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) ٢٦(سبحانه بل عباد مكرمون ومن يقل ) ٢٨ (أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون

زي الظالمنيجن كذلك منهزيه ججن ونه فذلكد من ي إلهإن مه٢٦/األنبياء) [٢٩(من-٣٠[ { م فال يعبدهم وال يتوجه إليهم ، وال يتعلق . ٧-م من هؤالءل حيث وك، اهللا تعاىل على لطفه وعنايته بعباده شكر املالئكة من يقوم

. مما تتحقق به مصاحلهم يف الدنيا واآلخرة ، حبفظهم وكتابة أعماهلم وغري ذلك

٦١

من حتقيق عبادة اهللا علـى الوجـه األكمـل ، املالئكة على ما هداهم اهللا إليه حمبة -٨ أني معكم إذ يوحي ربك إلى المآلئكة{: قال تعاىل .ونصرم للمؤمنني واستغفارهم هلم

فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق األعناق واضـربوا الذين يحملون العرش ومن حوله { : ، وقال تعاىل سورة األنفال ) ١٢(} منهم كل بنان

ـة يمحء ريكل ش تسعا ونبوا رنآم ون للذينفرغتسيون به ومنؤيو همبد رمون بححبسربنا وأدخلهم جنات ) ٧(وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم

ع كـيمالح زيزالع تأن كإن اتهميذرو اجهموأزو ائهمآب من لحص نمو مهتدعن التي ود)٨ ( ظـيمالع زالفو وه ذلكو هتحمر ئذ فقدموئات ييق السن تمئات ويالس قهمو {)٩ (

٩-٧افرسورة غفإن من يستشعر وجود املالئكة معه وعدم مفارقتها : على أمر اهللا عز وجل االستقامة -٩ ليستحي مـن اهللا ،ويؤمن برقابتهم ألعماله وأقواله وشهادم على كل ما يصدر عنه ، له

، فكيف يعصى اهللا مـن يف العالنية أو يف السر ومن جنوده، فال خيالفه يف أمر وال يعصيه ؟ ومكتوبم أن كل شيء حمسوبعل

مطمئن إىل محاية اهللا له، فقد جعل اهللا عليه حافظا حيفظه مـن فاملسلم :الطمأنينة -١٠ ـر {: اجلن والشياطني ومن كل شرأم من هفظونحلفه يخ منه ويدن يين بم اتقبعم له

. سورة الرعد) ١١(} ...اللهعز -فاملسلم عندما يؤمن باملالئكة وأعماهلم ويرى كيف أن اهللا : اهللا عز وجل بح -١١

وكل مالئكة بالسماء، ومالئكة باألرض، ومالئكة باجلبال، ومالئكة بالـسحاب -وجلإخل وكل ذلك من أجل اإلنسان وراحته يتوجه إىل اهللا بالشكر فتزداد حمبة اهللا يف قلبه ..

« قـال - صلى اهللا عليـه وسـلم - أبى هريرة أن رسول الله عن. ويعمل على طاعته يتعاقبون فيكم مالئكة بالليل ومالئكة بالنهار ، ويجتمعون فى صالة الفجر وصالة العصر

سفي ، وا فيكماتب الذين جرعي قولـون ، ثمـادى فيعب مكترت فكي بهم لمأع وهو مأله ٥٤)أخرجه البخاري .(» تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون

) ١٤٦٤( ومسلم برقم )٧٤٨٦ و ٧٤٢٩ و ٣٢٢٣ و ٥٥٥( صحيح البخارى برقم - ٥٤

٦٢

ومن مثرات اإلميان باملالئكة الصرب، ومواصلة اجلهاد يف سبيل :الصرب على طاعة اهللا -١٢اليأس والشعور باألنس والطمأنينة، فعندما يصبح املؤمن غريبا يف وطنه وبـني اهللا، وعدم

أهله وقومه حينما يدعوهم إىل اهللا وجيد منهم الصد واالستهزاء جيد املؤمن من مالئكة اهللا أنيسا ورفيقا يصحبه ويطمئنه ويشجعه على مواصلة السري يف طريق اهلدى، ألن جنود اهللا

كما يعبد املؤمن ربه، ويتجهون إىل خالق السموات واألرض كما يتجه، معه، يعبدون اهللا فيشعر بأنه ال يسري وحده إىل اهللا دائما بل يسري مع موكب إمياىن مع املالئكة ومع األنبياء

.عليهم السالم، ومع السماوات واألرض وباقى خملوقات اهللا اليت تسبح حبمده **************

٦٣

-G�0א�=�ن�-G�0א�=�ن�-G�0א�=�ن�-G�0א�=�ن���

عز وجل - من خملوقات اهللا اجلن- خلقوا من النار، قال تعاىل واملسلم يؤمن بأن اجلن :عن عائشة قالت قال رسول الله و. سورة الرمحن) ١٥(} وخلق الجان من مارج من نار{خلق الجان من مارج من نار وخلق خلقت المالئكة من نور و « -صلى اهللا عليه وسلم -

لكم صفا ومم م٥٥)مسلمأخرجه (» آد. ولقد خلقنـا الإنـسان مـن { : اجلن قبل اإلنس، قال تعاىل -عز وجل -وقد خلق اهللا

) ٢٧(مـن نـار الـسموم والجان خلقناه مـن قبـل ) ٢٦(صلصال من حمإ مسنون ]٢٧، ٢٦/احلجر[

واملسلم م كل يؤمن بأن اجلنها طبقا ملـا مأمور مثل اإلنسان بطاعة اهللا، وأن جيعلوا حيا ، سورة الذاريات ) ٥٦(} وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون { : أراده اهللا، قال تعاىل

يا معشر الجن واإلنس ألم يـأتكم رسـل مـنكم {: جلن واإلنس وقال سبحانه خماطبا ا يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة

أن لى أنفسهموا عهدشا وينالدوا كافرينكان مسورة األنعام) ١٣٠(} ه من اإلنس واجلن، عن أبى إىل كل ( أرسل نبيه حممدا -عز وجل -واملسلم يؤمن بأن اهللا فضلت على األنبياء بست أعطيـت « قال -صلى اهللا عليه وسلم -هريرة أن رسول الله

كلم ونصرت بالرعب وأحلت لى الغنائم وجعلت لى األرض طهورا ومـسجدا جوامع ال وإذ صرفنا إليك { : وقوله تعاىل . ٥٦)مسلم(» وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بى النبيون

معتسي الجن ا منفرن مهما إلـى قـولوو ا قضيوا فلمصتقالوا أن وهرضا حآن فلمون القر ذريننـه ) ٢٩(ميدي نـيا بقا لمدصى موسد معب زل منا أنابا كتنمعا سا إننما قوقالوا ي

يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم ) ٣٠(ريق مستقيم يهدي إلى الحق وإلى ط ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجـز فـي ) ٣١(من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم

. ]٣٢-٢٩/األحقاف) [٣٢( أولئك في ضلال مبني الأرض وليس له من دونه أولياء

هلب النار املختلط بسواها: املارج )٧٦٨٧( برقم- ٥٥ )١١٩٥( برقم- ٥٦

٦٤

:طوائف اجلنواملسلم ا، فمنهم املؤمنون ومنهم الكافرون، يؤمن بأن اجلن طوائفكثرية مثل اإلنس متام

وأنا {: ومنهم الصاحلون ومنهم املفسدون، ومنهم الشياطني، ومنهم العفاريت، قال تعاىل ، سـورة اجلـن ) ١٤(} ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا منا المسلمون

سورة اجلـن ، ) ١١(} وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا {: وقال أيضا اطني اإلنس والجن يوحي بعضهم إلى بعـض وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شي {: وقال

سورة األنعام ) ١١٢(} زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ، واجلن أنواع ا عن غريه، فهناك اجلن خمتلفة، لكل نوع ميزات يتميز الطيار والغـواص

.وغري ذلك :قدرات اجلن

عز وجل - يؤمن بأن اهللا واملسلم- ا، ومن منح اجلنقدرات خاصة مل مينحها لإلنس مجيع -سبحانه-هذه القدرات سرعة التنقل الفائق، والقوة العظيمة الىت تدل على عظمة اخلالق

م ما أعطاه عندما أراد أن يثبت مللكة سبأ عظ ، عليه السالم ، كما جاء ىف قصة سليمان قال يا أيها الملـأ أيكـم { : له من نعم عظيمة وآالء جليلة، قال تعاىل -عز وجل -اهللا

لمنيسوني مأتل أن يا قبشهرأتيني بعـل أن ) ٣٨(يبه قب ا آتيكأن الجن من قال عفريتقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به ) ٣٩(ني عليه لقوي أمني تقوم من مقامك وإ

أم كرني أأشلوبي ليبل رفض ذا منقال ه هدا عنقرتسم آها رفلم فكطر كإلي دترل أن يقب نمو أكفر كرمي ي غنيبفإن ر كفر نمفسه ولن كرشا يمفإن كر٣٨/النمـل ) [٤٠( ش-

٤٠.[ وكانوا يـستمعون إىل ي الفضاء اخلارج يؤمن بأن اجلن يستطيعون التحليق يف واملسلم ،

- بعث اهللا السماء، وينقلون أخبارها إىل الكهنة بعد إضافة كثري من األكاذيب إليها، فلما عز - النيب صلى اهللا عليه وسلم حرست السماء بالشهب واملالئكة، يقول اهللا -عز وجل

وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا { : على لسان أحد اجلن -وجل

٦٥

) ٩(فمن يستمع الآن يجد لـه شـهابا رصـدا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع ) ٨( ]٩، ٨/اجلن[ أنهـا سـمعت - صلى اهللا عليه وسلم - زوج النبى - رضى اهللا عنها - عن عائشة و

وهـو -ن إن المالئكة تنزل فـى العنـا « يقول - صلى اهللا عليه وسلم -رسول الله ابحوحيـه -السفت هعمسفت ، عمالس اطنييالش رقتساء ، فتمفى الس قضى راألم ذكرفت

فسهمد أنعن ة منا مائة كذبهعون مكذبان ، في٥٧) أخرجه البخاري(» إلى الكه. لـسليمان، يغوصـون يف -عز وجل -اهللا يؤمن بأن واملسلم البحـر، قد سخر اجلـن

-عز وجـل -اهللا ويستخرجون له من خرياته، ويبنون له القصور الشاخمات، وقد جعلهم وحشر لسليمان جنوده من الجن والـإنس {: من جنود سليمان عليه السالم، قال تعاىل

سورة النمل) ١٧(} والطير فهم يوزعونولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومـن { : وقال تعاىل

ذاب السع من ذقها نرنأم نع مهزغ مني نمه وبه بإذن ريدي نيل بمعي نم ١٢(عري الجن (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملـوا آل

كورالش اديعب قليل منا وكرش وداو١٣، ١٢/سبأ) [١٣(د[ يعملون عملا دون ذلـك وكنـا لهـم ومن الشياطني من يغوصون له و {: تعاىل وقال

افظنيسورة األنبياء ) ٨٢(} ح واملسلم أبى قدرة يؤمن أن للجن نعلى تغيري أشكاهلم، فع بحفظ زكاة - صلى اهللا عليه وسلم - قال وكلنى رسول الله - رضى اهللا عنه -هريرة

فأتانى آت فجعل يحثو من الطعام ، فأخذته ، وقلت والله ألرفعنك إلى رسول رمضان ، قال . قال إنى محتاج ، وعلى عيال ، ولى حاجة شديدة . - صلى اهللا عليه وسلم -الله

يا أبا هريرة ما فعل أسريك « - صلى اهللا عليه وسلم -قال النبى فخليت عنه فأصبحت ف . قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعياال فرحمته ، فخليت سبيله . » البارحة

صلى اهللا عليه -فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله . » أما إنه قد كذبك وسيعود« قال فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت ألرفعنك إلى رسـول . إنه سيعود -وسلم

حتاج ، وعلى عيال ال أعود ، فرحمته قال دعنى فإنى م . - صلى اهللا عليه وسلم -الله

)٥٩٥٢(ومسلم برقم ) ٧٥٦١ و ٦٢١٣ و٥٧٦٢ و ٣٢٨٨ و ٣٢١٠( برقم - ٥٧

٦٦

يا أبا هريرة « - صلى اهللا عليه وسلم -، فخليت سبيله فأصبحت ، فقال لى رسول الله كل أسريا فعاال. » ، معية وديدة شاجكا حول الله شسا ري قلت ـتليفخ ـهتحمفر ،

بيلهقال . س » ودعيسو ككذب قد ها إنـام ، . » أمالطع ثو مـنحاء يالثالثة فج هتدصفر ، وهذا آخـر ثـالث - صلى اهللا عليه وسلم -فأخذته فقلت ألرفعنك إلى رسول الله

ودعت ثم ودعال ت معزت كات أنرا . مبه الله كفعنات يكلم كلمنى أععا . قال دم قلت سىة الكرأ آيفاقر اشكإلى فر تيقال إذا أو وه ) ومالقي ىالح وإال ه ال إله ـى )اللهتح

بحـصـى تتطان حـيش كنبقرال يافظ والله ح من كليال عزي لن كة ، فإناآلي تمخت .ما فعل أسريك « - صلى اهللا عليه وسلم -فخليت سبيله فأصبحت ، فقال لى رسول الله

قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمنى كلمات ، ينفعنى الله بها ، فخليت سبيله . » البارحة قلت قال لى إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسى من أولها حتى . » ما هى « قال .

تمخالل( ت ومالقي ىالح وإال ه ال إله ه ( كبقرال يافظ والله ح من كليال عزي قال لى لنو صـلى اهللا عليـه -فقال النبى . شيطان حتى تصبح ، وكانوا أحرص شىء على الخير

صدقك وهو كذوب ، تعلم من تخاطب منذ ثالث ليال يـا أبـا أما إنه قد « -وسلم .٥٨)البخارىأخرجه (» ذاك شيطان « قال . قال ال » هريرة

فلـت إن عفريتا من الجن ت « قال - صلى اهللا عليه وسلم - عن أبى هريرة عن النبى و ليقطع على الصالة ، فأمكننى الله منه ، فـأردت أن - أو كلمة نحوها -على البارحة

ول أربطه إلى سارية من سوارى المسجد ، حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم ، فذكرت ق .٥٩)أخرجه البخاري(. » أخى سليمان رب هب لى ملكا ال ينبغى ألحد من بعدى

اجلنمساكن : املسلم يؤمن بأن للجن األمـاكن اخلربـة، والـصحارى، : يسكنون فيها، مثل مساكن

بو السائب مولى هـشام بـن عن صيفى أخبرنى أ ف. واألماكن النجسة، واألماكن املظلمة زهرة أنه دخل على أبى سعيد الخدرى فى بيته قال فوجدته يصلى فجلست أنتظره حتى

فتت فالتية الباحيفى ن اجنيرريكا فى عحت تمعفس هالتص قضىي ـتثبـة فويفإذا ح

)٢٣١١( برقم- ٥٨ )٤٨٠٨ و ٣٤٢٣ و ٣٢٨٤ و ١٢١٠ و ٤٦١( برقم - ٥٩

٦٧

لسأن اج إلى ارا فأشلهى . ألقتـرار فقال أتت فى الديإلى ب ارأش فرصا انفلم تلسفج معن فقلت تيذا البس . هرد بعهديث عا حى منقال -قال كان فيه فت -فخ ـعـا منجر

- إلى الخندق فكان ذلك الفتى يستأذن رسول اللـه -صلى اهللا عليه وسلم -رسول الله بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله فاستأذنه يوما فقال له رسول اللـه -صلى اهللا عليه وسلم

فأخذ الرجل . »خذ عليك سالحك فإنى أخشى عليك قريظة « -يه وسلم صلى اهللا عل -سالحه ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها الرمح ليطعنها به وأصابته غيرة

فدخل فـإذا . فف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذى أخرجنى فقالت له اك بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ثم خرج فركزه فـى

ع تبطرار فاضـا إلـى الدى قال فجئنة أم الفتيا الحتوم عرا كان أسمهى أيردا يه فملي« فقـال . فذكرنا ذلك له وقلنا ادع الله يحييه لنـا -صلى اهللا عليه وسلم -رسول الله

احبكموا لصفرغتقال . »اس ثم » وهئا فآذنيش مهمن متأيوا فإذا رلمأس ا قدة جندينإن بالم .٦٠)مسلمأخرجه (» ثالثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان

طعاماجلن : ، وهـو العظـم اهللا عليه وسلم عن طعام اجلن يؤمن مبا أخرب به الرسول صلى واملسلم - صلى اهللا عليه وسلم -عن أبى هريرة رضى اهللا عنه أنه كان يحمل مع النبى فوالروثة،

. ا أبو هريـرة فقال أن . » من هذا « إداوة لوضوئه وحاجته ، فبينما هو يتبعه بها فقال فأتيتـه بأحجـار . » ابغنى أحجارا أستنفض بها ، وال تأتنى بعظم وال بروثـة « فقال

، تيـشغ مى إذا فـرتح ، فترصان به ثمنإلى ج تعضى وتبى حف ثوا فى طرملهأحهما من طعام الجن ، وإنه أتانى وفد جن نصيبني ونعم « فقلت ما بال العظم والروثة قال

وا عدجثة إال ووال برظم ووا بعرمأن ال ي مله الله توعفد ، ادألونى الزفس ، ـا الجنهليعن عامر قال سألت علقمة هل كان ابن مسعود شـهد و. ٦١)أخرجه البخاري (» طعاما

ليلة الجن قال فقال علقمة أنا سألت ابن مـسعود -صلى اهللا عليه وسلم-مع رسول الله دأح هدل شه ول الله فقلتسر عم كما -صلى اهللا عليه وسلم-منلكنقال ال و لة الجنلي

انتظمها =مجع العرجون وهو العود األصفر الذى فيه الشماريخ إذا يبس واعوج : العراجني )= ٥٩٧٦(برقم - ٦٠ طعنها حىت أنفذ الرمح منها:

)٣٨٦٠( برقم- ٦١

٦٨

ذات ليلة ففقدناه فالتمـسناه فـى األوديـة -صلى اهللا عليه وسلم -كنا مع رسول الله فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما أصبحنا إذا هو - قال -والشعاب فقلنا استطري أو اغتيل

فقلنا يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة - قال -جاء من قبل حراء ما قوبه اتانى « فقال . بآن أتالقر همليع أتفقر هعم تبفذه اعى الجند« . طلققال فان

لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع « بنا فأرانا آثارهم وآثار نريانهم وسألوه الزاد فقال ا يم فرأو ديكمفى أي كمابولد لفة عرعكل با ومول الله . »كون لحسصلى اهللا -فقال ر

. ٦٢)أخرجه مسلم (»فال تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم « -عليه وسلم ب اإلسالم يف من وجود الشيطان معه عند الطعام، فعليه أن يلتزم بآدا املسلم ولكي حيترس

، ويأكل بيمينه، وال يأكل بـشماله؛ حـىت ال -تعاىل-تناول الطعام بأن يبدأ باسم اهللا قال -صلى اهللا عليه وسلم - أكله، عن سالم عن أبيه أن رسول الله يشاركه الشيطان يف

» ها فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها ال يأكلن أحد منكم بشماله وال يشربن ب « .٦٣)مسلمأخرجه (

واملسلم يؤمن بأن مصري هو نفس مصري الكافرين من اإلنـس، فهـم الكافرين من اجلن : مكلفون باإلميان باهللا وطاعته، وسوف حياسبون على ما يعملون ىف الدنيا، قـال تعـاىل

نا لجهنم كثريا من الجن واإلنس لهم قلوب ال يفقهون بها ولهـم أعـين ال ولقد ذرأ {} يبصرون بها ولهم آذان ال يسمعون بها أولئك كاألنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون

ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حـق {: : وقال تعاىل ، عراف سورة األ ) ١٧٩(عنيماس أجالنة والجن من منهلأن جي لأمل منسورة السجدة) ١٣(} القو

:اجلن واإلنسالعالقة بني ـ يؤمن بأن الكافرين من اجلن يوسوسون إىل املسلم ، ياإلنسان، ويزينـون لـه املعاص

قـال : قـال - رضى اهللا عنه - عن أيب هريرة -عز وجل - اهللا ويشككون املسلم يف يأتى الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا مـن « - صلى اهللا عليه وسلم -رسول الله

ر لقخ نقول مى يتكذا ح لقه ختنليعذ بالله ، وتسفلي هلغفإذا ب ك٦٤)متفق عليه(» ب.

قتل خدعة: اغتيل =ذهب به بسرعة كأن الطري محلته : استطري ) = ١٠٣٥( برقم- ٦٢

) ٥٣٨٦( برقم- ٦٣

)٣٦٢ و٣٦١(ومسلم برقم ) ٣٢٧٦(صحيح البخارى برقم - ٦٤

٦٩

سبحانه- يؤمن بأن اهللا واملسلم-قال تعاىل اجلن وإيذائه، بالتزام الطاعات حيفظه من مس ،سورة الرعـد ، ) ١١(} ...له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله {:

أما الذين يبتعدون عن طريق اهللا، فمن السهل على اجلن أن يؤذوهم بالصرع واجلنـون، فع بىالن دعن تب قال كنكع نب ىثنى أبدلى حن أبى لين بمحد الربع صلى اهللا عليه -ن

قال به . »وما وجعه « قال . يا نبى الله إن لى أخا وبه وجع فجاء أعرابى فقال -وسلممفائتنى به « قال .لم« . بىالن ذهوه فعيدي نيب هعضـة -صلى اهللا عليه وسـلم -فوبفاتح

وآيـة ) وإلهكم إلـه واحـد (البقرة وهاتين اآليتين الكتاب وأربع آيات من أول سورة شهد الله أنه ال إلـه إال (الكرسى وثالث آيات من آخر سورة البقرة وآية من آل عمران

وه ( افراألع ة منآيو) الل كمبإن ر ضاألرات وومالـس لقالذى خ ة ) هـورآخـر سو مننيؤالم) قالح لكالم الى اللهعفت ( ة الجنورس ة منآيو) انبر دالى جعت هأنر ) وـشعو

قل هو اللـه (ن آخر سورة الحشر و وثالث آيات م ) والصافات( آيات من أول سورة دأح (ك قطتشي لم هل كأنجالر ن فقاميذتوعالمو .) ٦٥ )أمحد أخرجه.

صلى اهللا عليـه -عن يعلى بن مرة عن أبيه أن امرأة جاءت إلى النبى يومن ذلك ما رو اخرج عدو الله أنـا « -صلى اهللا عليه وسلم - معها صبى لها به لمم فقال النبى -سلمو

قـال . قال فأهدت إليه كبشين وشيئا من أقط وشيئا من سمن . قال فبرأ . »رسول الله خذ األقط والسمن وأحد الكبشين ورد عليها « -صلى اهللا عليه وسلم - فقال رسول الله

رـون إال {: وقال تعاىل. ٦٦) يف مسنده أمحدأخرجه ( » اآلخقوما ال يبأكلون الري الذين سالم طان منيالش طهبختالذي ي قوما يكم ل اللهأحا وبمثل الر عيا البمقالوا إن مهبأن ذلك

)٢٥٣ص / ١ج (- ويف شرح النووي على مسلم عنها ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض: قال الإمام المازري رحمه الله

فأما : والذي يقال في هذا المعنى أن الخواطر على قسمين : قال . ، والرد لها من غير استدلال ولا نظر في إبطاهلا تي تدفع بالإعراض عنها ، وعلى هذا يحمل الحديث ، وعلى التي ليست بمستقرة ولا اجتلبتها شبهة طرأت فهي ال

. مثلها ينطلق اسم الوسوسة ؛ فكأنه لما كان أمرا طارئا بغير أصل دفع بغير نظر في دليل إذ لا أصل له ينظر فيه .والله أعلم . لخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة فإنها لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطاهلا وأما ا

طرف من اجلنون يعترى اإلنسان: اللمم = وفيه ضعف ) ٢١٧٧٤(برقم ٦٥وصححه ووافقـه ) ٤٢٣٢( و املستدرك للحاكم برقم و )٤٨٥(السلسلة الصحيحة برقم ) ١٨٠١٤(برقم ٦٦

اللنب احملمض جيمد حىت يستحجر ويطبخ أو يطبخ به: األقط =الذهيب وهو حسن

٧٠

ـادع نمإلى الله و هرأمو لفا سم فله ىهه فانتبن رعظة موم اءهن جا فمبالر مرحو عيالبفيه مار هالن ابحأص لئكونفأوالدسورة البقرة) ٢٧٥(} ا خ.

م من شياطني اإلنس واجلـن، معركة مستمرة يعلم أنه يف واملسلممع الشياطني وأعوا يعرف أعداءه جيـدا، واملسلم. -عز وجل -الذين يفسدون ىف األرض وال يطيعون اهللا

ان لكم عدو فاتخذوه إن الشيط {: وأول عدو جيب أن حيترس منه هو الشيطان، قال تعاىل ألـم {: وقـال ، سورة فاطر ) ٦(} عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعري

بنيم ودع لكم هطان إنيوا الشدبعأن لا ت مني آدا بي كمإلي دهسورة يــس) ٦٠(} أع. ا من وسوسته؛ ألنه سبب الضالل ال يتبع الشيطان يف فاملسلمطريق غوايته، بل حيذر دائم

، -تعـاىل - زين لألمم السابقة طرق الشرك باهللا ي أي مكان، فهو الذ كل وقت ويف بف الناس مجيعا إال املخلصني ودعاهم إىل تكذيب الرسل، وقد أخذ على نفسه العهد أن يضل

) ٨٣(إلا عبادك منهم المخلصني ) ٨٢(قال فبعزتك لأغوينهم أجمعني { :املؤمنني، فقال } ] ٨٣، ٨٢/ص[

وجدتها وقومها يسجدون للشمس {: عن إضالل إبليس لألمم السابقة -سبحانه-وقال ) ٢٤(} ان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لـا يهتـدون من دون الله وزين لهم الشيط

وعادا وثمود وقد تبين لكم من مـساكنهم وزيـن لهـم {: ، وقال تعاىل سورة النمل ، سـورة العنكبـوت ) ٣٨(} رينالشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبص

ما هم بطاعة اهللا صـرفه عنـها، كل حركاته وسكناته، فكل والشيطان يالزم اإلنسان يف عـز - طاعـة هللا وكلما ابتعد عن معصية اهللا قربه منها، فهو يكره أن يرى اإلنسان يف

.ة كل طاع صالته ودعائه وقراءة القرآن، بل ويف، ويوسوس لإلنسان يف-وجلوإمـا {: فعلى املسلم أن يتعوذ باهللا من الشيطان حينما يشعر بوسوسة منه، قال تعـاىل

ليمع ميعس هعذ بالله إنتغ فاسزطان نيالش من كرتغنسورة األعراف) ٢٠٠(} ي. إذا « - صلى اهللا عليه وسـلم - قال قال رسول الله- رضى اهللا عنه -عن أبى هريرة و

نودى بالصالة أدبر الشيطان وله ضراط حتى ال يسمع األذان ، فإذا قضى األذان أقبـل ، رالم نيب طرخى يتل حأقب ثويبالت فإذا قضى ربا أدبه بكذا فإذا ثو قول اذكرفسه ينء و

٧١

كـم كمدر أحدي لى ، فإذا لمص رى كمدل إن يجظل الرى يتح ذكري كني ا لمكذا مو السج وهن ويتدجس دجسا فليعبأر لى ثالثا أو٦٧)أخرجه البخاري(» ص.

الشرك باهللا، وهى أكـرب جرميـة يرتكبـها يعلم أن الشيطان حياول أن يوقعه يف واملسلم كبائر الذنوب، والبدع، الشرك أوقعه يف حق اهللا، فإن مل يستطع أن يوقعه يف اإلنسان يف

صغائر الذنوب، فهو ال ميل أبدا من إضالل اإلنـسان، وإن مل يستطع حاول أن يوقعه يف يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفـضال الشيطان{: قال تعاىل

ليمع اسعو اللهض : وقال تعاىل ].سورة البقرة ) ٢٦٨(} وا في الأركلوا مم اسا النها أيي إنما يأمركم بالـسوء ) ١٦٨(لشيطان إنه لكم عدو مبني حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات ا

.]١٦٩، ١٦٨/البقرة) [١٦٩(والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون يسعى بني الناس بالفساد، وتقطيع األرحام، ونشر احلقد واحلسد والـضغينة والشيطان

إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغـضاء فـي الخمـر {: م، قال تعاىل بينه .سورة املائدة) ٩١(} والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصالة فهل أنتم منتهون

األرض، ويكون أكثـرهم الشياطني للفساد يف يعلم أن إبليس يبعث جنوده من واملسلم إن إبليس « -صلى اهللا عليه وسلم -عن جابر قال قال رسول الله . فسادا أقرم إليه مرتلة

يجـىء أحـدهم يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا قال ثم يجىء أحدهم فيقول ما تركته حتى

« ش أراه قـال قال األعم. » فيدنيه منه ويقول نعم أنت - قال -فرقت بينه وبين امرأته هزملتفالشيطان يفرح خبراب البيوت العامرة، وتشريد النفـوس . ٦٨)مسلمأخرجه ( » في

.اآلمنةوإصراره على غوايته، فعليه أن يذكر اهللا عند دخوله إىل له يعلم مالزمة الشيطان واملسلم

معه، وىف كل أمور بيته حىت ال يدخل الشيطان معه، وعند طعامه حىت ال يأكل الشيطان يعلم أنه إن مل يفعل ذلك أكل وشرب ونـام معـه حياته ليبعد عنه الشيطان، واملسلم

بىالن معس هد الله أنبن عابر بج نقول -صلى اهللا عليه وسلم -الشيطان، عل « يخإذا د

يوسوس: خيطر ) ١٢٣١( برقم- ٦٧

)٧٢٨٤( برقم- ٦٨

٧٢

وإذا . ه وعند طعامه قال الشيطان ال مبيت لكم وال عشاء الرجل بيته فذكر الله عند دخول بيتالم مكترطان أديوله قال الشخد دعن ذكر اللهي ل فلمخد . ـدعن ذكر اللـهي إذا لمو

.٦٩)مسلمأخرجه ( » لعشاء طعامه قال أدركتم المبيت واواملسلم قال تعاىل . لألنبياء واملرسلني يعلم أن الشيطان عدو :} ا لكل نبيلنعج كذلكو

كباء رش لوا وورل غرالقو فرخض زعإلى ب مهضعوحي بي الجناإلنس و اطنييا شودع .سورة األنعام) ١١٢(} وه فذرهم وما يفترون ما فعل

صلى - حدثته أن رسول الله -صلى اهللا عليه وسلم -عن عروة أن عائشة زوج النبى وما « ا أصنع فقال قالت فغرت عليه فجاء فرأى م . خرج من عندها ليال -اهللا عليه وسلم

صـلى -فقلت وما لى ال يغار مثلى على مثلك فقال رسول الله . »لك يا عائشة أغرت نعم « قالت يا رسول الله أومعى شيطان قال . »أقد جاءك شيطانك « -اهللا عليه وسلم

نعم ولكن ربى « قلت ومعك يا رسول الله قال . »نعم « لت ومع كل إنسان قال ق. » لمى أسته حلينى عان٧٠)مسلمأخرجه ( » أع.

يعلم أن واملسلم ا {: سحرة فرعون ال ريب فيها، يقول اهللا يف حقيقة السحرا قال ألقوفلم ، سورة األعراف ) ١١٦(} ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم

واتبعوا ما تتلوا الشياطني على ملك سليمان وما كفر سـليمان ولكـن {: وقال سبحانه يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما الشياطني كفروا

نـيقون به بفرا يا ممهون منلمعتفي كفرة فال تنفت نحا نمقوال إنى يتد حأح ان منلمعي وزء ورالم مهنفعال يو مهرضا يون ملمعتيد إال بإذن الله وأح به من ينآرم بضا همجه و

ولقد علموا لمن اشتراه ما له في اآلخرة من خالق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كـانوا .سورة البقرة) ١٠٢(} يعلمون

عن عائشة ف صلى اهللا عليه وسلم على يد لبيد بن األعصم اليهودي، وقد سحر الرسول بىالن حرس ـا - صلى اهللا عليه وسلم -قالتمء وىل الـشفعي هه أنل إلييخى كان يتح

ي ى كان ذاتتح ، لهفعقال ي ا ، ثمعدا وعم دا فيه شفائى « وانى فيمأفت ت أن اللهرعأش

) ٥٣٨١( برقم - ٦٩

)٧٢٨٨( برقم- ٧٠

٧٣

أتانى رجالن ، فقعد أحدهما عند رأسى واآلخر عند رجلى ، فقال أحدهما لآلخر مـا وبطبل قال مجالر عجو . م قال وصاألع نب قال لبيد هطب ناذا قـال فـى . مقال فى م

فخرج إليها النبى . » قال فأين هو قال فى بئر ذروان . مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر نخلهـا كأنهـا رءوس « ني رجـع ثم رجع فقال لعائشة ح - صلى اهللا عليه وسلم -

ال أما أنا فقد شفانى الله ، وخشيت أن يثري ذلك « فقلت استخرجته فقال . » الشياطني ت البئرفند ا ، ثمراس شلى الن٧١)أخرجه البخاري( » ع.

ا ويستغفره، ويتعوذ به من شرور الشياطني، قال تعاىل يدعو ربه فاملسلمدائم : } بقل رو) ٩٨(وأعـوذ بـك رب أن يحـضرون ) ٩٧(أعوذ بك مـن همـزات الـشياطني

]٩٩-٩٧/املؤمنون[ م حيمى عباده املؤمنني من مكائد الشيطان، وأنه قد بـشره -عز وجل - أن اهللا وهو يعلم

إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إال من اتبعك مـن {: باحلفظ من كيد الشيطان فقال اوينطان : وقال تعاىل .سورة احلجر ) ٤٢(} الغيالش عذ بالله منتآن فاسالقر أتفإذا قرإنمـا ) ٩٩(سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهـم يتوكلـون إنه ليس له ) ٩٨(الرجيم

.]١٠١-٩٨/النحل) [١٠٠(سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون قـا وقد كان عمر بن اخلطاب رضى اهللا عنه، حينما يسري ىف طريق، يلتمس الشيطان طري

عن سعد بن أبى وقاص قال استأذن عمر ف ،آخر خوفا من عمر، ألنه كان عبدا خملصا هللا ، وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه ، - صلى اهللا عليه وسلم -على رسول الله

فلم ، نهاتوة أصاليول الله عسر فأذن له ، ابن الحجدرتبي نقم ، رمأذن عتصلى -ا اس يضحك ، فقال عمر أضحك - صلى اهللا عليه وسلم - ، ورسول الله -اهللا عليه وسلم

الالتى كن عندى ، فلمـا سـمعن عجبت من هؤالء « قال . الله سنك يا رسول الله ابن الحجردتاب كتوص « . نبهأن ي قأح تول الله كنسا ري تفأن رمقال . قال ع ثم

قلن نعم ، -يه وسلم صلى اهللا عل -أى عدوات أنفسهن ، أتهبننى وال تهبن رسول الله

)٦٣٩١ و ٦٠٦٣ و ٥٧٦٦ و ٥٧٦٥ و٥٧٦٣ و ٣١٧٥ و ٣٢٦٨( برقم - ٧١وهذا السحر الينايف عصمة الرسول صلى اهللا عليه وسلم ، فالعصمة هي يف تبليغ الوحي اإلهلي ، وهـي : قلت

مصونة مل يؤثر عليها السحر بشيء ، بل كان تأثريه يف أمور دنيوية جبلية عادية ، وهذا جائزة يف حق الرسل ، فهم عاىلبشر يعتريهم ما يعتري البشر ، خال معصية اهللا ت

٧٤

صلى اهللا -قال رسول الله . - صلى اهللا عليه وسلم -أنت أفظ وأغلظ من رسول الله والذى نفسى بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إال سلك فجا غيـر « -عليه وسلم

ك٧٢)خان يأخرجه الش(» فج. واملسلم يعلم أن اجلن ا ال تعلممن غيـب اهللا ال تقدر على شيء إال بإرادة اهللا، كما أ

إلا من ارتضى من رسول ) ٢٦(عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا { : شيئا، قال تعاىل ، وقال تعاىل عن وفاة ]٢٧، ٢٦/اجلن) [٢٧( يديه ومن خلفه رصدا فإنه يسلك من بين

فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الـأرض {: النيب سليمان عليه السالم لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثـوا فـي العـذاب تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن

، فمن كان -عز وجل-فعلى املسلم أن يكون دائم الصلة باهللا . سورة سبأ ) ١٤(} المهني محاه اهللا من شياطني اإلنس واجلن فهو نعـم املـوىل ونعـم -عز وجل - كنف اهللا يف

نافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤالء دينهم ومـن إذ يقول الم {: قال تعاىل .النصريكيمح زيزع لى الله فإن اللهكل عوتسورة األنفال) ٤٩(} ي

واملسلم يعلم أن إبليس تكب ا -عز وجل - على أمر اهللا رعندما أمره بالسجود آلدم تكرمي ا منعك أال تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقتـه قال م {: له، وقال فغضب اهللا عليه، وأنزله من السماء، وأخرجـه مـن ، سورة األعراف ) ١٢(} من طني

} هم ألمألن جهنم منكم أجمعني قال اخرج منها مذؤوما مدحورا لمن تبعك من {: رمحتهإذا « -صلى اهللا عليه وسلم -عن أبى هريرة قال قال رسول الله و. سورة األعراف ) ١٨(

دجود فسجبالس أمر لهيا وقول يكى يبطان ييل الشزتة اعدجالس مآد نأ ابـة قرنالج فله ارالن فلى تيصود فعجبالس تأمر٧٣) أخرجه أمحد(»و.

مثل اإلنس ، يدل على ذلك خطاب اهللا -عز وجل - مكلفون بالعبادة والطاعة هللا واجلن ) ٥٦(} نوما خلقت الجن والإنس إلا ليعبـدو {: قال تعاىل القرآن هلم يف -عز وجل -

.سورة الذاريات

الطريق الواسع: الفج -) ٦٣٥٥( ومسلم برقم ) ٣٢٩٤( البخارى برقم- ٧٢ وهو صحيح ) ٩٩٦٤( برقم - ٧٣

٧٥

على أصـحابه -صلى اهللا عليه وسلم -عن جابر رضى اهللا عنه قال خرج رسول الله و لقد قرأتها على الجن ليلة « فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال

فبـأى آالء ربكمـا ( الجن فكانوا أحسن مردودا منكم كنت كلما أتيت على قولـه .٧٤)أخرجه الترمذي ( »قالوا ال بشىء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد ) تكذبان

واملسلم ال يفعل . كلفه وأمره، ولكنه استكرب على أمر اهللا أن اهللا خلقه، و إبليس علم لقد ال يدخل الجنة من « -صلى اهللا عليه وسلم -عن عبد الله قال قال رسول الله فهذا أبدا،

ارل النخدال ير وكب ل مندرخ ة منبلة كان فى قلبه مثقال حدركان فى قلبه مثقال خ نم .٧٥)أخرجه أبو داود والترمذي( »من إميان قال {: جيب أن يعلم أن الشيطان سوف يتربأ من أوليائه يوم القيامة، قال تعاىل واملسلمو

وو قالح دعو كمدعو إن الله راألم ا قضيطان لميالش ا كان لـيمو كملفتفأخ كمدتععليكم من سلطان إال أن دعوتكم فاستجبتم لي فال تلوموني ولوموا أنفسكم مـا أنـا

إن الظـالمني لهـم بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بمآ أشركتمون من قبل أليم ذابسورة إبراهيم) ٢٢(} ع.

والذين فإن هنـاك ، ليس هلم حجة وال سند، فإن كانوا ال يؤمنون بالغيب ينكرون اجلن ال نراهـا، ولكـن -مثال-أشياء من الغيب ال ندركها، ولكن ندرك تأثريها، فالكهرباء

لروح، فإن كانوا ينكرون هـذه األشـياء، فليمـسك ندرك تأثريها، وكذلك اجلاذبية وا أحدهم بسلك من الكهرباء، ويزعم أنه غري موجود ألنه ال يراه، هـذا إن أرادوا دلـيال

أنزل سـورة كاملـة، -عز وجل -اهللا عقليا، فإن أرادوا دليال من الشرع، فيكفيهم أن ، فهم أشـبه النـاس . القرآن الكرمي أكثر من موضع يف ومساها سورة اجلن، وذكرهم يف

كذلك نـسلكه فـي قلـوب ) ١١( وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون { :بقوله تعاىل رمنيج١٢(الم ( لنية الأونس لتخ قدون به ومنؤلا ي)ا ) ١٣ابب همليا عنحفت لواء فظلـوا ومالس من

]١٥-١١/احلجر [}) ١٥(لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ) ١٤(فيه يعرجون ــــــــــــــــــ

وهو حديث حسن )٢١٥٠( و الصحيحة ) ٣٦٠٢( برقم - ٧٤

وهو صحيح ) ٢١٢٩( والترمذى برقم ) ٤٠٩٣( أبو داود برقم - ٧٥

٧٦

א���-�א�;���א���-�א�;���א���-�א�;���א���-�א�;���

?H(��0א�=�ن�?H(��0א�=�ن�?H(��0א�=�ن�?H(��0א�=�ن���و� �א���و���א���و���א���و���א��

هلـم للخلق، وهدايـة ى رسله رمحة اليت أنزهلا اهللا تعاىل عل هي الكتب :املقصود بالكتب

. ليصلوا ا إىل سعادم يف الدنيا واآلخرة ا يعين االعتقاد وأن هذه ، اهللا تعاىل أنزل كتبا على رسله إىل أقوامهم اجلازم بأن واإلميان

، إىل تشريعات خاصة بكل أمة الكتب قد حوت عقيدة التوحيد اخلالص هللا تعاىل ،إضافة قال تعاىل . حممد صلى اهللا عليه وسلم بعد نزول شريعة سخته التشريعات قد ن إال أن هذ

وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فـاحكم {:هم عما جاءك من الحق لكل جعلنـا مـنكم شـرعة بينهم بما أنزل الله وال تتبع أهواء

ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في مآ آتاكم فاستبقوا اخليرات ا كنتئكم بمبنا فيميعج كمجعرلفونإلى اهللا متخفيه ت سورة املائدة ) ٤٨(} م

: السماويةكيفية اإلميان بالكتب •جيب على املؤمن أن يعتقد جازما بأن اهللا تعاىل قد أوحى ذه الكتب إىل الرسل : أوال

: املرسلني للبشرية ، واإلميان ا على النحو التايل مثل اإلميان به عينا بعينه فيجب به إىل رسول ي ما جاء من الكتب ذكره وأنه أوح -)١(

القرآن و اإلجنيل والتوراة والزبور وصحف إبراهيم وموسى ، فهذه املذكورة جيب اإلميان . على وجه التفصيل املذكور .ااهـا يف القـرآن على رسله غري اليت مس إمجاال بأن اهللا تعاىل قد أنزل كتبا اإلميان -)٢(

.الكرمي . من عند اهللا تعاىل وأنه حق، واإلميان به ، ما صح وصوله من أخبارهاتصديق: ثانيا بأحكام ما مل ينسخ منها والرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمتـه أم مل العمل: ثالثا

بالقرآن الكرمي كما قـال اهللا فإن مجيع الكتب السابقة منسوخة إال أنه باجلملة نفهمها ، ليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم وأنزلنا إ {تعاىل

قالح من اءكا جمع ماءهوأه بعتال تو ل اللها أنزم بمهنيوقـد ). ٤٨ املائدة سورة (}ب

٧٧

قولوا آمنا بالله ومآ أنزل إلينا وما أنزل إلـى {: تعاىل وله أشار اهللا تعاىل هلذه الكيفية بق إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب واألسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون

هند مأح نيب قفرال ن همبونمن رلمسم له نحنو سورة البقرة) ١٣٦(} م. : السابقةموقفنا من الكتب السماوية •

حفظها إىل بل وكل ، والتبديل الكتب السابقة من التحريف حبفظ إن اهللا تعاىل مل يتعهد من ى {: عليهم كما قال اهللا تعاىل أنزلتدا هاة فيهروا التلنا أنزـا إنبه كـمحي ورنو

النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون واألحبار بما استحفظوا من كتـاب اللـه قليال ومـن لـم وكانوا عليه شهداء فال تخشوا الناس واخشون وال تشتروا بآياتي ثمنا

هذه الكتـب لذا فإن ، سورة املائدة ) ٤٤(} يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون مل تسلم التحريف والتبديل من هم أنفس األديان الكثري من أهل بل إن . القرآن الكرمي بنص

. كثري من العلماء كما أقر بذلكمقرون حبدوث التحريف : ما تضمنته الكتب السابقة وموقفنا منه • : السابقة يف صورا املوجودة اليوم على ثالثة أقسام ما تضمنته الكتب إن له بأنه قد جـاء يف أحـد الصحيحة تصديقا ما جاء يف القرآن الكرمي أو السنة : أوال

الكتب ، فإننا نؤمن ك قوله تعاىل عن التوراة صحته ومثال ذل به ونعتقد :} همليا عنبكتو نبالـس نالـساألذن بـاألذن وباألنف و األنفن ويبالع نيالعفس وبالن فسا أن النفيه

م بما أنزل الله فأولئك هم والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحك سورة املائدة) ٤٥(} الظالمون

، له وأنه افتراء على اهللا تعاىل الصحيحة تكذيب أو السنة الكرمي ما جاء يف القرآن : ثانيا ابن اهللا تعـاىل عليه السالم مثل ادعاء أن عيسى ؛ وال نؤمن به ، بعدم صحته فإننا جنزم ،

وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون {:ىل قال تعا قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له مـا { : ،وقال تعاىل ] ١١٦/البقرة [} )١١٦(

أرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون في السماوات وما في ال ، ] ٧٠-٦٨/يـونس [})٦٩(قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ) ٦٨(

ما لهم به من علم ولـا لآبـائهم ) ٤(لدا وينذر الذين قالوا اتخذ الله و { : وقال تعاىل

٧٨

، ومثل مـا ] ٥و٤/الكهف[}) ٥(كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا إال ما حرم كل الطعام كان حال لبني إسرائيل {: جاء يف قوله اهللا تعاىل عن زعم اليهود

ـادقنيص ما إن كنتلوهاة فاترووا بالتاة قل فأترول التزنل أن تفسه من قبلى نائيل عرإس { .سورة آل عمران) ٩٣(

ـ فإن : له وال تكذيب يف القرآن أو السنة الصحيحة تصديق ما مل يأت : ثالثا ه موقفنا منالتوقف، فال نصد وال نكذ ق ب ، ـدعن ـالسج وا همنيب هأن ارىصلة األنمن أبى نفع

وعنده رجل من اليهود مر بجنازة فقال يا محمد هل -صلى اهللا عليه وسلم -رسول الله فقال اليهودى إنها . »الله أعلم « -صلى اهللا عليه وسلم -زة فقال النبى تتكلم هذه الجنا

كلمتول الله . تسصلى اهللا عليه وسلم -فقال ر- » مقوهدصاب فال تل الكتأه ثكمدا حمله ورسله فإن كان باطال لم تصدقوه وإن كان حقـا لـم وال تكذبوهم وقولوا آمنا بال

وهكذب٧٦) أخرجه أبو داود(»ت. قلب علىوح األمني به الر، نزل العاملني على احلقيقة رب كالم، العظيم خامتها القرآن وأن

وإنه لتنزيل رب العـالمني { :، قال تعاىل حممد صلى اهللا عليه وسلم ليكون من املرسلني )١٩٢ ( الأمني وحل به الرزن)١٩٣ ( ـذريننالم كون منلت لى قلبكع)ان ) ١٩٤بلـس

، قال تعاىل ، مهيمنا على سائر كتب اهللا } ]١٩٥-١٩٢/الشعراء) [١٩٥(عربي مبني زلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فـاحكم وأن{{ :

بينهم بما أنزل الله وال تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنـا مـنكم شـرعة ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في مآ آتاكم فاستبقوا اخليرات ومنهاجا

، وهـو } سورة املائدة ) ٤٨(} إلى اهللا مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون : من كالم املخلوقني، ومن قـال شيء ، وال يساويه خلوق مب وليس، من اهللا تعاىل مرتل

إن مل - وحق عليـه العـذاب ، فقد كفر سورة املدثر ) ٢٥(} إن هذا إلا قول البشر { بـأن ونؤمن]. ٢٦: املدثر) [سأصليه سـقر : ( قوله تعاىل يف -يرجع عن ذلك ويتوب

ورسال قد قصصناهم عليك من قبل ورسال لم {: قال تعاىل ،كلم موسى تكليما قد اهللا . سورة النساء) ١٦٤(} نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما

وهو حسن )٣٦٤٦( برقم- ٧٦

٧٩

ا القرآن أم الكرمي قـال اهللا ، وتبديل من كل حتريف حبفظه بأن اهللا تعاىل قد تكفل فنؤمن إن { : وقال تعاىل ، سورة احلجر ) ٩(} إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون {: تعاىل

زيزع ابلكت هإنو ماءها جوا بالذكر لمكفر لا ) ٤١(الذينه ويدن ييب اطل منأتيه البلا ي وأن اهللا تعـاىل علـق }]٤٢، ٤١/فصلت) [٤٢( تنزيل من حكيم حميد من خلفه

قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا {: فقال به النذارةتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل ال أشهد قل إنما القرآن ألنذركم به ومن بلغ أئنكم ل

.سورة األنعام) ١٩(} هو إله واحد وإنني بريء مما تشركونوأن اهللا تعاىل جعله املعجزة اخلالدة الباقية الدالة على صدق الرساالت السماوية ، وأنه قد

قل لئن اجتمعت اإلنس والجن على { : واجلن عن أن يأتوا مبثله قال تعاىل حتدى اإلنس اإلسراء } ٨٨{أن يأتوا بمثل هـذا القرآن ال يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهريا

نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثلـه وادعـوا وإن كنتم في ريب مما { : وقال تعاىل ادقنيص متون الله إن كنن داءكم مده٢٣{ش { ـارقوا النلوا فاتفعلن تلوا وفعت فإن لم فهو حجة اهللا على خلقه ٠البقرة } ٢٤{افرين التي وقودها الناس والحجارة أعدت للك

إىل يوم الدين ه املتني وحبل ،الوثقىكتابه هو العروة بأن ونؤمن الذي من استمسك به جنى، ومن أعرض

سمعت رسول : فعن على رضي اهللا عنه قال . عنه وهجره فقد هلك وضل ضالال مبينا فقلت ما المخرج منها يـا . »أال إنها ستكون فتنة « يقول -وسلمصلى اهللا عليه -الله

كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو « رسول الله قال ه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى فى غيره أضله اللـه الفصل ليس بالهزل من ترك

وهو حبل الله المتني وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذى ال تزيـغ بـه نة وال يشبع منه العلماء وال يخلق على كثرة الرد وال تنقـضى األهواء وال تلتبس به األلس

إنا سمعنا قرآنا عجبا يهـدى إلـى (عجائبه هو الذى لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلـى من قال به صدق ) الرشد

.٧٧) أخرجه الترمذي( .»صراط مستقيم

عن معاذ وفيه ضعف ) ١٦٥٨٧( واملعجم الكبري للطرباين برقم) ٨٣٦(ار برقموالبز) ٣١٥٣( برقم - ٧٧

٨٠

نسخها األصلية، ومل يبق يف أيدي الناس ضاعت الكرمي الكتب اليت نزلت قبل القرآن إن وحروفه كما تاله جربيل حمفوظا بسوره وآياته وكلماته فما يزال ا القرآن إال ترامجها، أم

فيها قد اختلط السابقة على رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، والكتب -عليه السالم -تعاىل البشر بكالم اهللا كالم فال يعرف ، فيها كالم اهللا من كالم البشر أحد ا القرآن ، وأم

الرسول صلى اهللا عليه وسلم أو أقوال حبديث ، ومل خيتلط - تعاىل -ه كالم اهللا فهو مجيع .الصحابة أو غريهم

احلالية نسبته إىل الرسول الذي أنزل عليه، فالتوراة تصح ليس منها كتاب الكتب تلك إن وكذا اإلجنيل ، بقرون عديدة، -عليه السالم -مل يكتبها موسى، وإمنا دونت بعد موسى

ا القرآن أم الكرمي فهو الكتاب الوحيد الذي ثبتت صلى إىل الرسول قطعية بصورة نسبته أوال ما نـزل كل وااب الوحي أن يدون ه، فقد كان يأمر كت مل يكتب اهللا عليه وسلم وإن

لبأو. هي كلمة القرآن وتعاليم ا البشر اهللا اليت يسعد اهللا هلا أن خت ، فأراد لد الـزمن، على مر

إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم {:، قال تعاىل والتحريف ها من التبديلفصاا وحفظ زيزع ابلكت هإنميد ) ٤١(وكيم حح زيل مننلفه تخ لا منه ويدن ييب اطل منأتيه البلا ي

٧٨}إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحـافظون {: تعاىل وقال].٤٢، ٤١/فصلت[}) ٤٢(

وننظر حنن اليوم من وراء القرون إىل وعد اهللا احلق حبفظ هذا الذكر؛ فنرى فيه املعجزة الشاهدة بربانية هذا - ٧٨

العوامل اليت تقلبت على الكتاب إىل جانب غريها من الشواهد الكثرية، ونرى أن األحوال والظروف واملالبسات و هذا الكتاب يف خالل هذه القرون ما كان ميكن أن تتركه مصونا حمفوظا ال تتبدل فيه كلمة ، وال حترف فيه مجلة ،

حتفظ هـذا - أكرب من األحوال والظروف واملالبسات والعوامل -لوال أن هنالك قدرة خارجة عن إرادة البشر .يري والتبديل ، وتصونه من العبث والتحريف الكتاب من التغ

لقد جاء على هذا القرآن زمان يف أيام الفنت األوىل كثرت فيه الفرق ، وكثر فيه الرتاع ، وطمت فيـه الفـنت ، اهللا وراحت كل فرقة تبحث هلا عن سند يف هذا القرآن، ويف حديث رسول اهللا صـلى . ومتاوجت فيه األحداث

مث من ،دعاة » القوميني « عليه وسلم ،ودخل يف هذه الفنت وساقها أعداء هذا الدين األصالء من اليهود خاصة » !الذين تسموا بالشعوبيني» القومية

ولقد أدخلت هذه الفرق على حديث رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ما احتاج إىل جهد عشرات العلماء األتقياء ذكياء عشرات من السنني لتحرير سنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ،وغربلتها وتنقيتها من كل دخيل عليهـا األ

.من كيد أولئك الكائدين هلذا الدين

٨١

أنزلـه والقرآن. على الناس اهللا قائمة من ذلك أن تبقى حجة والغاية. سورة احلجر ) ٩(

هذه النـصوص ل معاين النصوص القرآنية ، وأن حتاول أن تلوييف تلك الفنت أن تؤو هذه الفرق كما استطاعت . .د هلا مبا تريد تقريره من األحكام واالجتاهات لتشه

أن تحدث حدثا واحدا يف نصوص هذا الكتاب -ويف أشد أوقات الفنت حلوكة واضطرابا -ولكنها عجزت مجيعا باقية كذلك على ربانية احملفوظ؛ وبقيت نصوصه كما أنزهلا اهللا؛ حجة باقية على كل حمرف وكل مؤول؛ وحجة

.هذا الذكر احملفوظ ضعفوا فيه عن محاية أنفسهم ، وعن محاية عقيدم ، وعن محايـة - ما نزال نعانيه -مث جاء على املسلمني زمان

! م وإدراكهـم وحتى عن محاية عقوهل . نظامهم ، وعن محاية أرضهم ، وعن محاية أعراضهم وأمواهلم وأخالقهم كل منكر مـن العقائـد . . وغير عليهم أعداؤهم الغالبون كل معروف عندهم ، وأحلوا مكانه كل منكر فيهم

وزينوا هلم االحنـالل . . . والتصورات ، ومن القيم واملوازين ، ومن األخالق والعادات ، ومن األنظمة والقوانني والتوقح من كل خصائص والفساد وهم إىل حياة كحياة احليوان »اإلنسان « والتعريوأحيانا إىل حيـاة -، ورد

العلمانية « و » التطور « و » التقدم « ووضعوا هلم ذلك الشر كله حتت عنوانات براقة من -يشمئز منها احليوان إىل آخر . . » التجديد « و » الثورية « و » حتطيم األغالل « و» التحرر « و » االنطالق « و » العلمية « و »

غالب . تلك الشعارات والعناوين وأصبح » ليس هلم من هذا الدين قليل . باألمساء وحدها مسلمني » املسلمني لشيء إال أن يكون . وال كثري وال يصلح ، وال يدفع وقودا للنار وباتوا غثاء كغثاء السيل ال مينع . . وهو وقـود

! . .هزيلومل يكونوا يف هذا . مل يستطيعوا تبديل نصوص هذا الكتاب وال حتريفها - بعد هذا كله -ولكن أعداء هذا الدين

نـت فلقد كانوا أحرص الناس على بلوغ هذا اهلدف لو كان يبلغ ، وعلى نيل هذه األمنية لـو كا . من الزاهدين !تنال

رصيدهم من جتارب أربعة آالف سنة أو تزيد يف الكيد لدين - ويف مقدمتهم اليهود -ولقد بذل أعداء هذا الدين قدروا على الدس يف سنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وعلى تـاريخ األمـة . . وقدروا على أشياء كثرية . اهللا

وا على تزوير األحداث، ودسش األشخاص يف جسم اتمع املسلم ليؤدوا األدوار اليت يعجزون عن وقدر. املسلمة وقدروا على تقـدمي عمالئهـم . وقدروا على حتطيم الدول واتمعات واألنظمة والقوانني . أدائها وهم سافرون

ال اهلدم والتدمري يف أجسام اتمعات اإلسالمية على مدار القرون اخلونة يف صورة األبطال األجماد ليقوموا هلم بأعم مل يقدروا . . ولكنهم مل يقدروا على شيء واحد والظروف الظاهرية كلها مهيأة له : ، وخباصة يف العصر احلديث

بعد أن نبـذوه وراء -تسبني إليه؛ وهم على إحداث شيء يف هذا الكتاب احملفوظ ، الذي ال محاية له من أهله املن غثاء كغثاء السيل ال يدفع وال مينع؛ فدل هذا مرة أخرى على ربانية هذا الكتاب ، وشـهدت هـذه -ظهورهم

. ترتيل من عزيز حكيم - حقا -املعجزة الباهرة بأنه أما هو اليوم مـن وراء كـل تلـك . ه وسلم جمرد وعد لقد كان هذا الوعد على عهد رسول اهللا صلى اهللا علي فهو املعجزة الشاهدة بربانية هذا الكتاب ، واليت ال مياري . األحداث الضخام؛ ومن وراء كل تلك القرون الطوال

ج (-يف ظالل القرآن .(. صدق اهللا العظيم . . } إنا حنن نزلنا الذكر ، وإنا له حلافظون { :فيها إال عنيد جهول )٤٢١ص / ٤

٨٢

الـسابقة، ، وليس خاصا لقوم معينني كما كانت الكتب للعاملني مجيعا، وللناس كافة اهللا} وما أرسلناك إلا كافة للناس بشريا ونذيرا ولكن أكثر الناس لـا يعلمـون {: قال تعاىل

سورة سبأ) ٢٨(ذلك الكتاب ال ريب فيه هـدى {: قال تعاىل . خري إىل كل ل هو اهلدى املوص والقرآن

تللمعز وجل -واهللا . سورة البقرة ) ٢(} قني- لكلمته أن يريد إىل العقول ، وتصل تنتشر يف ، فلـيس والفهـم احلفظ سهلة ذلك إال إذا كانت ، وال يتم مكان واألمساع يف كل القرآن ما يصعب آ {: به، قال تعاىل ه أو العمل على الناس فهما القرنرسي لقدن للـذكر و .سورة القمر ) ١٧(} فهل من مدكر

ها على أن تأيت الدنيا بأسر الرسول صلى اهللا عليه وسلم ، فلو اجتمعت معجزة والقرآن لـا {هم ذلك، فهو مبثل ما جاء به يف القرآن الكرمي ألعجزه ويدن يياطل من بأتيه البلا ي

.سورة فصلت) ٤٢(} فه ترتيل من حكيم حميدمن خليا أيها الناس قـد جـاءتكم {: قال تعاىل . عن الرذيلة والنهي إىل الفضيلة دعوة والقرآن

مننيـؤـة للممحرى ودهور ودا في الصشفاء لمو كمبن رعظة موة سـور ) ٥٧(} م ].يونس

هلا ، وشفاء والضالل هلا من الكفر ها من أمراضها، فهو شفاء يطهر. للنفوس شفاء والقرآنوننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنني وال يزيـد {: ، قال تعاىل واحلقد من الغل

اإلسراءسورة ) ٨٢(} الظالمني إال خسارا

٨٣

• اإلميان بالكتب السماوية مثرات : ها ضرب بعض ا، وعدم أوامره والعمل به وتعظيم ، والتمسك اهللا بقوة كتاب أخذ -)١

: قال تعاىل . يف العلم الراسخني ، على طريقة إىل محكمه ه ورد ، مبتشاه ، واإلميان ببعضكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما هو الذي أنزل عليك ال {

الذين يف قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويلـه إال خون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إال أولوا األلبـاب الله والراس

آل عمران} ٧{٢(- متكامل حياة وأنه منهج قـال ٠ إال به للبشرية وال سعادة ، يهدي لليت هي أقوم

لتي هي أقوم ويبـشر المـؤمنني الـذين يعملـون إن هـذا القرآن يهدي ل { : تعاىل وأن الذين ال يؤمنون باآلخرة أعتدنا لهم عذابا أليما } ٩{الصالحات أن لهم أجرا كبريا

٧٩اإلسراء} ١٠{

يهدي لليت هي أقوم يف عامل الضمري والشعور ، بالعقيدة الواضحة البسيطة اليت ال تعقيد فيها وال غمـوض ، - ٧٩

واليت تطلق الروح من أثقال الوهم واخلرافة ، وتطلق الطاقات البشرية الصاحلة للعمل والبناء ، وتربط بني نواميس .ونواميس الفطرة البشرية يف تناسق واتساق الكون الطبيعية

ويهدي لليت هي أقوم يف التنسيق بني ظاهر اإلنسان وباطنه ، وبني مشاعره وسلوكه ، وبني عقيدته وعمله ، فـإذا هي كلها مشدودة إىل العروة الوثقى اليت ال تنفصم ، متطلعة إىل أعلى وهي مستقرة علـى األرض ، وإذا العمـل

ه اإلنسان به إىل اهللا ، ولو كان هذا العمل متاعا واستمتاعا باحلياة عبادة مىت توج. ويهدي لليت هي أقوم يف عامل العبادة باملوازنة بني التكاليف والطاقة ، فال تشق التكاليف على النفس حىت متل وتيأس

وز القصد واالعتدال وحدود وال تتجا . وال تسهل وتترخص حىت تشيع يف النفس الرخاوة واالستهتار . من الوفاء .االحتمال

أفرادا وأزواجا ، وحكومات وشعوبا ، ودوال وأجناسا ، : ويهدي لليت هي أقوم يف عالقات الناس بعضهم ببعض ويقيم هذه العالقات على األسس الوطيدة الثابتة اليت ال تتأثر بالرأي واهلوى؛ وال متيل مع املـودة والـشنآن؛ وال

األسس اليت أقامها العليم اخلبري خللقه ، وهو أعلم مبن خلق ، وأعرف مبا يصلح هلم يف . احل واألغراض تصرفها املص كل أرض ويف كل جيل ، فيهديهم لليت هي أقوم يف نظام احلكم ونظام املال ونظام االجتماع ونظام التعامل الدويل

.الالئق بعامل اإلنسان ت السماوية مجيعها والربط بينها كلها ، وتعظيم مقدساا وصيانة حرماا فإذا ويهدي لليت هي أقوم يف تبين الديانا

)٨ص / ٥ج (-يف ظالل القرآن . البشرية كلها جبميع عقائدها السماوية يف سالم ووئام

٨٤

وجعل هلا املرتلة السامية، واملكانة الرفيعـة، للعباد، أنزل اهللا عز وجل كتبه هداية -)٣: قال تعـاىل .، ال يصح إميان العبد إال باإلميان ا دينه اإلميان ا ركنا من أركان وجعل

} ربه وكتآلئكته ومبالله و نون كل آممنؤالمه وبه من را أنزل إليول بمسالر نله ال آمسصريالم كإليا ونبر كانا غفرنأطعا ونمعقالوا سله وسن رد مأح نيب قفرسورة ) ٢٨٥(} ن

البقرة من أمهها السعادة، لعل عظيمة سبحانه على اإلميان بكتبه مثرات وقد رتب يف الدنيا والفوز

ضـالال أمر اهللا تعاىل، وضـل من مل يؤمن بتلك الكتب فقد خالف يف اآلخرة، ذلك أن ومن يكفر بالله ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر فقد ضل ضالال { : بعيدا، قال تعاىل

عل عاقبة الكفران فقد قرن سبحانه اإلميان بكتبه باإلميان به، وج، ) ١٣٦:النساء( } بعيدا .ا كعاقبة الكفران به، سواء بسواء

٤(- استشعار ديه املسلم لنعم اهللا عليه وآالءه اليت ال تعد وال حتصى، فقد جعل له كتبا والـشهوات، وتتقاذفـه امليـول سبحانه مهال تتخطفه األهواء الرشاد، فلم يتركه سبل

أ له من األسباب م والرغبات، بل هي صلا يح وجهته أمره ويسدد . رالعبد ما أسبغ ولن يقد حـال مبا أنزله من كتب إال عندما يتأمل اهللا عليه من نعمة اإلميان به، وما يتبعه من إميان

رم هذه النعم، وحال من ح والضالل من كان حييا حياة الغي من سريه، ، ال يدري اهلدف أفمن يمشي مكبا علـى وجهـه {: ا من مسريه، قال تعاىل وما هي الغاية اليت يسعى إليه

وقال أيضا يف حـق ، سورة امللك ) ٢٢(} أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم ال يفقهون بها ولقد ذرأنا لجهنم كثريا من الجن واإلنس لهم قلوب {: الضالني عن هديه

لئكل أوأض مل هام بعكاألن لئكا أوون بهعمسآذان ال ي ملها وون بهصربال ي نيأع ملهو . سورة األعراف) ١٧٩(} هم الغافلون

اهللا سبحانه قد أنـزل عرفته أن بالراحة والطمأنينة، وذلك مب املؤمن الشعور ه مينح إن -)٥ حاجتهم، ويهديهم ملا فيـه صـالح حاهلم، وحيقق من الشرائع ما يناسب قوم على كل

: املائـدة (} لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجـا { : أمرهم يف الدنيا واآلخرة، قال تعاىل ٤٨( ، اإلهلية ازداد إميانا مع إميانه، ويقينا فـوق ة فإذا كان املؤمن على بينة من هذه السن

حبا لربه ومعرفة يقينه، فيزداد بـأوامر اهللا جوارحـه عاملـة له وتعظيما لقدره، فتنطلق

٨٥

مثرة هذا اإلميان فينال - وهي العمل مبا فيها -فتتحقق الغاية العظيمة من اإلميان بالكتب اخلري والربكات وعد اهللا عز وجل العاملني بشرعه يف الدنيا وفوزا يف اآلخرة، وقد سعادة

ولو أن أهل القرى آمنوا واتقـوا لفتحنـا علـيهم { : يف الدنيا واآلخرة، كما قال تعاىل ولو أنهم أقاموا التـوراة { : وقال أيضا ) ٩٦:األعراف(} بركات من السماء واألرض

واإلنجيل وما أنزل إليهم من ربهم ألكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهـم مـنهم أمـة ).٦٦:املائدة(} مقتصدة وكثري منهم ساء ما يعملون

ــــــــــــــــــ

٨٦

�א��א0(�א��א0(�א��א0(�א��א0(א���-�א���-�א���-�א���-�

5���0'5���0'5���0'5���0'����א�=�ن�א�=�ن�א�=�ن�א�=�ن�

:املراد بالرسل • يف تبليـغ ، بينه وبني عباده اصطفاهم اهللا تعاىل من النوع اإلنساين ليكونوا وسطاء رجال

يا أيها الرسول بلغ مـا {: ،قال تعاىل واآلداب واألحكام ما شاء من العقائد والعبادات عل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن اللـه ال أنزل إليك من ربك وإن لم تف

الكافرين مدي القوهسورة املائدة ) ٦٧(} ي ، رون من آمـن حبـسن الثـواب ويبش ، لـئال رسال مبشرين ومنذرين {: سوء العقاب قال اهللا تعاىل من كفر وأعرض وينذرون

سورة النساء ) ١٦٥(} يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما .

:معىن اإلميان بالرسل • إميانا املرء أن يؤمن ورسول جازما بكل نيب ع رفتنبوت ه عن طريق القرآن الكرميه ورسالت رف منهم بأمسائهم آمنا م بأعيـام علـى فمن ع . حة إمجاال وتفصيال الصحي أو السنة دون أن ننكر نبوة أو ،م آمنا م على سبيل اإلمجال ومن مل يعرف منهم بأمسائه، التفصيل

. رسالة أحد منهم :أول الرسل وأخرهم •

صـلى اهللا عليـه هم حممد خرآ عليه السالم ، و إىل أهل األرض هو نوح إن أول رسول إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبـيني مـن بعـده { : قال اهللا تعاىل . وسلم

سـونيو ـوبأيى وعيساط وبالأسو قوبعيو اقحإساعيل ومإسو اهيمرا إلى إبنيحأووورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا ) ١٦٣( وسليمان وآتينا داوود زبورا وهارون

وقـال ، } ]١٦٤، ١٦٣/النساء) [١٦٤(لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيني وكان الله ما كان محمد أبا أحد من {: تعاىل

رسـل مث إنه مل ختل أمة من األمم إال وقد أ ، سورة األحزاب ) ٤٠(} بكل شيء عليما : من قبله ليجددها ، قـال اهللا تعـاىل إليه بشريعة أو أوحي بشريعة مستقلة إليهم رسول

٨٧

قد بعثنا في كل أمة رسوال أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى اللـه ول{ كـذبنية الماقبكان ع فوا كيض فانظروا في األراللة فسريه الضليع قتح نم مهمنو {

إنا أرسلناك بالحق بشريا ونذيرا وإن من أمة إلـا {: تعاىل وقوله ، حل سورة الن ) ٣٦(ذيرا نسورة فاطر) ٢٤(} خلا فيه.

: من جنس البشرالرسل • ـ ، خملوقون والرسل بشر م ليس هلم من خصائص الربوبية أو األلوهية شيء ، بل تلحقه

شر من املرض واملوت واحلاجة إىل األكل والشرب وغري ذلـك مـن خصائص الب مجيع ، ولكنهم ميتـازون عـن - املنفرة عدا الصفات -صفات البشر من النكاح و التناسل

الناس الناس ، وأرحم الناس ، وأكرم الناس ، وأشجع الناس وآمن بأم أصدق غريهم ى إليهم دون سـواهم اهللا تعاىل أوح صي ، وأن يف املعا ى الناس ، وال يقعون بالناس، وأتق

قل ال أملك لنفـسي { : قال اهللا تعاىل آمرا نبيه حممدا صلى اهللا عليه وسلم ، من الناس ي نفعا وال ضرا إال ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب الستكثرت من الخير ومـا مـسن

وقال اهللا تعاىل عن ، سورة األعراف ) ١٨٨(} السوء إن أنا إال نذير وبشري لقوم يؤمنون وإذا مرضت فهو ) ٧٩(والذي هو يطعمني ويسقني { : إبراهيم عليه السالم واصفا ربه

والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) ٨١(م يحيني والذي يميتني ث ) ٨٠(يشفني )٨٢ ( الحنيألحقني بالصا وكملي ح به بر)وقولـه ، } ]٨٣-٧٩/الشعراء) [٨٣

} ناه مثلا لبني إسرائيل إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعل { : تعاىل عن عيسى عليه السالم . سورة الزخرف) ٥٩( : ما يتضمنه اإلميان بالرسل • م بواحد منهم كفر فالكفر: اهللا تعاىل ال تفريق بينهم من بأن رسالتهم حق اإلميان -١

ريدون أن يفرقوا بين الله إن الذين يكفرون بالله ورسله وي { : مجيعا، كما قال اهللا تعاىل ) ١٥٠(ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا

ذين آمنوا بالله ورسله وال) ١٥١(أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ) ١٥٢(ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيما

٨٨

بالرسل فمن كفر مبوسى أو عيسى عليهما السالم فقد كفر ، } ]١٥٢-١٥٠/النساء[ . اإلسالمائرةمجيعا وخرج بذلك عن د

وقد ذكر القرآن الكرمي مخسة وعـشرين : امسه من جاء ذكره بعينه و بكل اإلميان -٢ اليسع - إلياس - إسماعيل - إسحاق - إدريس - إبراهيم - أيوب - آدم ( وهم رسوال

- وداوك - ذو الكفل - دازان - ريمليس - بيعش - الحى - صلوط - عيس - دمحم )ذو النـون (يونس - يوسف - يعقوب - يحيى - هود -هارون - نوح - موسى -

ولقد أرسـلنا {: تعاىل به إمجاال قال اهللا الواجب أن نؤمن ، أما من مل يذكر بامسه فإن رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن

الـكنه سرخو قبالح الله قضي راء أمة إلا بإذن الله فإذا جبآي أتيطلـون يب٧٨(} الم ( .سورة غافر

٣-بكل التصديق ما صح أو السنة الصحيحة من الكتاب من أخبارهم وجاء به نص . ٤- هلم حق األنبياء عليهم الصالة والسالم ، وحنفظ مبعجزات ونؤمن معهم، هم، ونتأدب

٠ وال غريهم ، وال األئمةل عليهم أحدا من الناس ال األولياءوال نفض ٥- بأن خامت ونؤمن فال ، صلى اهللا عليه وسلم تسليما كثريا األنبياء واملرسلني نبينا حممد

بعده،قال تعاىل نيب : } مـاتخول الله وسلكن رو الكمجن رد ما أحأب دمحا كان مم بكل ش كان اللهو نيبيا النليمء عا ، واألحزاب } ٤٠{يأب تمعاز قال سات القزفر نع

بىن النث عدحي هتمعفس ، سنني سمة خريرا هأب تدازم قال قاعصلى اهللا عليـه -ح اء ، كلما هلك نبى خلفه نبى ، وإنه ال كانت بنو إسرائيل تسوسهم األنبي « قال -وسلم

قالوا فما تأمرنا قال فوا ببيعة األول فـاألول ، . نبى بعدى ، وسيكون خلفاء فيكثرون رتا اسمع مائلهس فإن الله ، مقهح مطوهأع ماه٨٠)أخرجه الشيخان (» ع.

يوم القيامـة،قال تعـاىل على سائر الشرائع، إىل املهيمنة ه هي الشريعة وشريعت : }وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم

بم لوا واجهمنة وعشر ا منكملنعلكل ج قالح من اءكا جمع ماءهوأه بعتال تو ل اللها أنزشاء الله لجعلكم أمة واحدة ولـكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا اخليـرات إلـى اهللا

)٤٨٧٩( ومسلم برقم ) ٣٤٥٥( البخارى برقم - ٨٠

٨٩

وأن احكم بينهم بما أنزل اللـه } ٤٨{عكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون مرجوال تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما

ريدـاس لفاسـقون يالن نإن كثريا مو وبهمض ذنعم ببهصيبأن ي ٤٩{ الله { كـمأفح املائدة سورة }٥٠{الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون

فال وربك ال {: ، قال تعاىل تامامها تسليما حلكمها ويسل مؤمنا حىت يتبع العبد وال يكون تيـا قـضما مجرح وا في أنفسهمجدال ي ثم مهنيب رجا شفيم وككمحي ىتون حمنؤي

.سورة النساء) ٦٥(} ويسلموا تسليما٦- ف اهللا عليه وسلم خليال كما اختذ إبراهيم خليال حممدا صلىاهللا قد اختذ بأن ونؤمن، نع

رىدعيد الخول الله - رضى اهللا عنه -أبى سسر طبصلى اهللا عليه وسلم - قال خ - . » العبد ما عند الله إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك « الناس وقال

عـن - صلى اهللا عليه وسلم -قال فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله ريد خبول الله . عسصلى اهللا عليه وسلم -فكان ر - نلمكر أعو بكان أبو ريخالم وا ه

إن من أمن الناس على فى صحبته وماله « - صلى اهللا عليه وسلم -، فقال رسول الله أبا بكر ، ولو كنت متخذا خليال غير ربى التخذت أبا بكر ، ولكن أخـوة اإلسـالم

. ٨١)أخرجه الشيخان (» يبقين فى المسجد باب إال سد ، إال باب أبى بكر ومودته ، ال سورة األنبياء ) ١٠٧(} وما أرسلناك إلا رحمة للعالمني {: قال تعاىل بعثه رمحة للعاملني

نيفا ث{: إبراهيم فقال ي مبلة ، وأمره وأمر أمته بالتأسح اهيمرملة إب بعأن ات كا إلينيحأو م ركنيشالم ا كان منمة : ( ، وقال سبحانه سورة النحل ) ١٢٣(} ووأس لكم تكان قد

م ومما تعبدون من دون اللـه حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منك كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلـا قـول

ن شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله م صريالم كإلي٤{و { زيـزالع أنـت كا إننبا رلن اغفروا وكفر ة للذيننا فتلنعجا لا تنبر

كيمة ل } ٥{الحنسة حوأس فيهم كان لكم ـن لقدمو الآخر مواليو و اللهجرن كان يم ميدالح نيالغ وه ل فإن اللهوت٤: املمتحنة) [} ٦{ي.[

من طرق) ٦٣٢٢(ومسلم برقم ) ٣٦٥٤( البخارى برقم - ٨١

٩٠

م وأوليائه من املشركني وأنصاره نربأوى اهللا، ى بذلك إىل أن نلق فنتأس م، ونبغضم ونربأ ه ا عـداوتن ، ونظهـر لدين اهللا املخالفة الباطلة ألشياء ا من من دون اهللا، ونربأ مما يعبدون ينورسوله هللا للمحاد منهم، احملاربني للحق اهرينبباطله ، ا نا ذلـك مـن م، وال مينع

م وبيان دعو احلق ملن أراد مساع ـا { : قال تعاىل . مي هدايته ه منهم، ومتنمقو جدلا تالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبنـاءهم أو يؤمنون ب

إخوانهم أو عشريتهم أولئك كتب في قلوبهم الإميان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات الله ألا إن ت بحز لئكأو هنوا عضرو مهنع الله ضيا رفيه الدينخ ارها الأنتهحري من تج

اادلةسورة }٢٢{حزب الله هم المفلحون

٩١

• اإلميان بالرسل مثرات : . جاء به الرسل عليهم السالم الصحيحة عن طريق ما اهللا تعاىل املعرفة معرفة-١ م يبينون هلم آياته من أنفسه حيث أرسل إليهم رسال عظيم عناية اهللا تعاىل بعباده بيان -٢

. العقاب م سوء م، و ينذرون من كفرويبشروم جبزيل الثواب ملن أمن، وشريعته إليه الوصول العقل البشري ع البشرية يف معرفة ما ال يستطي الرغبات والرتعات حتقيق -٣

مبجرده يف القرب مـن اهللا تعـاىل بالطاعـة ، ألن عالية البشر درجات إمكان بلوغ بيان -٤

إليهم هم من جنسه املرسلني م، قال اهللا تعاىل آمرا رسوله صلى اهللا عليه وسلم أن يـبني وحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليـه قل إنما أنا بشر مثلكم ي (( :ذلك للناس

ركنيشل للميوو وهفرغتاسفصلت} ٦{و.(( لوه مـن أذى هلم على ما حتم عليهم، والدعاء والسالم والصالة الرسل، والثناء حمبة -٥

هم ي م يف ذلك، ومتابعت والتأس واإلقتداءأقوامهم، وما صربوا عليه من مشقات الدعوة، لقد كان لكم في رسـول { : م إىل اهللا قال تعاىل م ودعو م، وسري م وسنته على جه

األحزاب } ٢١{الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثريا ٦- وحنب بيته األطهار رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم آل حبب ـ ، وأصـحاب ه ه وأتباع

من أحده إىل يوم الدين، ونتوالهم وال نربأ وأنصار منهم، بل نبغض هم، وبغـري من يبغض اخلري يذكره م إال خبري م، فال نذكره وحب ، وإحسان وإميان هم عندنا دين به إىل اهللا نتقرب

والسابقون األولون من المهاجرين واألنصار والـذين اتبعـوهم { : قال تعاىل . عاىلتبإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها األنهار خالدين فيها

التوبة} ١٠٠{وز العظيم أبدا ذلك الفقلوبن عن أهل البدع بسالمة ونتميز بقوله تعـاىل ا وألسنتنا هلم، وال منل من أن ندعو ) :

ربنا اغفـر لنا وإلخواننا الذين سبقونا باإلميان وال تجعل في قلوبنا غال للذين آمنوا ربنا ].١٠: احلشر) [نك رؤوف رحيم إ

٧-ونمسك ا شجربني أصحاب عم جمتهـد النيب عليه الصالة والسالم، فهم يف ذلك بني . ، رضوان اهللا عليهم أمجعني م أجران ولبعضهم أجر، فلبعضه خمطئ وجمتهدمصيب

٩٢

٨- وهم مع ذلك ليسوا مبعصومني هم كما أخرب النيب عليه ا ، ولكن لصالة والسالم خـري عـن ف. أحد ذهبا ممن بعـدهم من مثل جبل به خري القرون، واملد من أحدهم إذا تصدق

« - صلى اهللا عليـه وسـلم - قال قال النبى - رضى اهللا عنهما -عمران بن حصين عن عبد و .٨٢)أخرجه البخاري ( » ن يلونهم خيركم قرنى ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذي

خير الناس قرنى ، ثم « قال - صلى اهللا عليه وسلم - عن النبى - رضى اهللا عنه -الله هم يمينه ، ويمينـه الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجىء أقوام تسبق شهادة أحد

هتادهو .٨٣)أخرجه البخاري (» ش بىل النجأل رس ة قالتائشع نصلى اهللا عليـه - عأخرجه مـسلم ( »القرن الذى أنا فيه ثم الثانى ثم الثالث « أى الناس خير قال -وسلم

صلى اهللا عليه وسلم - قال قال النبى - رضى اهللا عنه - سعيد الخدرى عن أبى و.٨٤)ال تسبوا أصحابى ، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مـد أحـدهم وال « -

صيفه٨٥)أخرجه الشيخان ( » ن. ٩-وحنب إىل قيام زمان يف كل الدين أنصار الساعة، القريب من عرفنـا منهم والبعيد ،

منهم ومن مل نعرف ه أو نعامل منهم أو نعاديه من أحد وال نربأ . هم أال نعرفهم ، وال يضرامتثـاال . أن نكون منهم م وجنتهد هم وندعو هلم وننصره نتوال املسلمني، بل غري معاملة

بىفسه «صلى اهللا عليه وسلم -لقول النلن حبا يألخيه م حبى يتح كمدأح منؤال ي .٨٦) أخرجه البخاري ومسلم (»

مثل المؤمنني فـى « -صلى اهللا عليه وسلم-و عن النعمان بن بشري قال قال رسول الله هم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجـسد توادهم وتراحم

.٨٧) أخرجه مسلم( »بالسهر والحمى *************

) ٢٦٥١(رقم ب- ٨٢

) ٢٦٥٢( برقم- ٨٣

وهذا احلديث متواتر ) ٦٦٤١( برقم- ٨٤ النصف: النصيف - )٦٦٥١(ومسلم برقم) ٣٦٧٣(البخارى برقم - ٨٥ )١٧٩(ومسلم برقم ) ١٣(البخاري برقم - ٨٦

)٦٧٥١( برقم - ٨٧

٩٣

��@&�Aא���-�א�@&�Aא���-�א�@&�Aא���-�א�@&�Aא���-�א���� ���������א�=�ن�������0א�=�ن�������0א�=�ن�������0א�=�ن������0

: تعريفه

كل شـيء، وكـل شيء وكتب مقادير كل علم -تعاىل- بأن اهللا اإلقرار « هو .١ شيء كل شيء بإرادته ومشيئته وأنه خالق .ال خيلقه كان ملا يريد، ما شاء ما يشاء فع ،

. ، حيي ومييت، وهو على كل شيء قـدير شيء كل ، بيده ملكوت مل يكن وما مل يشأ ، خلق ئه لقضا ه، وال راد حلكم ب، ال معق من يشاء بعدله بفضله، ويضل يهدي من يشاء

اخللق هم وأرزاق ر أعمال ، وقد هم وحيا قال تعاىل مم ومو ، :} ال إله كمبر الله ذلكم ، سورة األنعـام ) ١٠٢(} إال هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل

ا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا وقال الذين كفروا ل {:وقال تعاىل يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في

ل اللهم مالك الملك تؤتي الملك مـن ق {:، وقال تعاىل سورة سبأ ) ٣(} كتاب مبني تشاء وترتع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل

ء قديريال {:، وقال تعاىل سورة آل عمران ) ٢٦(} ش ابحا أصلنعا جملائكة وار إلا منوما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا

ن فـي قلـوبهم مـرض إميانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الـذي لمعا يماء وشن يدي مهياء وشن يم ضل اللهي ثلا كذلكذا مبه الله اداذا أرون مالكافرو

ع عن طاوس سـم ،و سورة املدثر ) ٣١(} جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر إذا قام مـن - صلى اهللا عليه وسلم - قال كان النبى - رضى اهللا عنهما -ابن عباس

اللهم لك الحمد أنت قيم السموات واألرض ومن فـيهن ولـك « الليل يتهجد قال ات وومالس لكم لك ، دمات الحومالـس ـورن تأن دمالح لكو ، فيهن نمض واألر

، ـقح لـكقوو ، قح كلقاؤو ، قالح كدعوو ، قالح تأن دمالح لكض ، واألرو دمحمو ، قون حبيالنو ، قح ارالنو ، قة حنالجصلى اهللا عليه وسلم -و - ، ـقح

بكو ، تبأن كإليو ، كلتوت كليعو تنآم بكو ، تلمأس لك مالله ، قة حاعالسو

٩٤

خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لى ما قدمت وما أخرت ، وما أسـررت ومـا قـال . » - أو ال إله غيـرك -علنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، ال إله إال أنت أ

.٨٨) أخرجه الشيخان (»وال حول وال قوة إال بالله « سفيان وزاد عبد الكرمي أبو أمية

٢. واخلري قال تعاىل على العباد دران مق والشر ،:} لوو توالم رككمدوا يكونا تمنأيكنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تـصبهم سـيئة

} د الله فما لهؤالء القوم ال يكادون يفقهون حديثا يقولوا هذه من عندك قل كل من عن ال يكلف الله {:، قال تعاىل إال ما يطيقون العباد اهللا ، ومل يكلف سورة النساء ) ٧٨(

تبسا اكتا مهليعو تبا كسا ما لههعسا إال وفسلبقـرة ، وال سورة ا ) ٢٨٦(} ...ن اهللا اهللا إال مبعونة عن معصية ألحد ل ألحد، وال حتو أي ال حيلة : إال باهللا وال قوة حول

. اهللا عليها إال بتوفيق اهللا والثبات طاعة على إقامةألحدسبحانه، وال قوة

ر اهللا من قد ها أيضا رغ منه، فكذلك أسباب اهللا الذي ف ر من قد املسببات وكما أن .٣ - صلى اهللا عليه وسـلم - قال كان النبى - رضى اهللا عنه - عن على ،رغ منه الذي ف

ما منكم من أحد إال وقد كتـب « فى جنازة فأخذ شيئا فجعل ينكت به األرض فقال قعمار والن من هدقعة منالج من هد « . عـدنا وابنلى كتكل عتول الله أفال نسا رقالوا ي

اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل « العمل قال أمة ، وادعل السة أهقاول الشل أهملع رسيقاء فيل الشأه كان من نأ . » ا مقر إن ( ثم

فسنيسره لليسرى ) ٦(وصدق بالحسنى ) ٥(فأما من أعطى واتقى ) ٤(سعيكم لشتى ) ١٠(فسنيـسره للعـسرى ) ٩(وكذب بالحـسنى ) ٨(وأما من بخل واستغنى ) ٧( . ٨٩)أخرجه الشيخان ]) (١١-٤/الليل[

: شيئني تتضمن درجة؛ وكلر على درجتني بالقدواإلميان .٤

يف كـائن ه يف كل علم ، فسبق عاملون ما اخللق م عل بأن اهللا اإلميان : األوىل فالدرجةوما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن {: ذلك تقديرا حمكما قال تعاىل فقدره، خلق

وال تعملون من عمل إال كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربـك مـن

)١٨٤٤(ومسلم برقم ) ٧٤٩٩ و ٧٤٤٢ و ٧٣٨٥ و ٦٣١٧ و ١١٢٠( البخارى برقم٨٨ ) ٧٥٥٢ و ٦٦٠٥ و ٦٢١٧ و ٤٩٤٨ و ٤٩٤٧ و ٤٩٤٦ و ٤٩٤٥ و ١٣٦٢ و ٤٩٤٩( البخارى برقم - ٨٩

)٦٩٠٣(ومسلم برقم

٩٥

} السماء وال أصغر من ذلك وال أكبر إال في كتاب مبني مثقال ذرة في األرض وال في الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولـدا {: سورة يونس ، وقال تعاىل ) ٦١(

هرء فقديكل ش لقخلك وفي الم ريكش كن لهي لماوقديررسورة الفرقـان ) ٢(} ت ،ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل {: وقال

اهللا مبشيئة اإلميان :الدرجة الثانية . سورة األحزاب ) ٣٨(} وكان أمر الله قدرا مقدورا مـا يف ، وأنـه مل يكـن ، وما مل يشأ كان ما شاء اهللا وأن ، الشاملة ، وقدرته النافذة

اهللا سبحانه وتعاىل، وال يكون يف إال مبشيئة وال سكون حركة من واألرض السماوات وكانت تخدم بعض عن عبد الحميد مولى بنى هاشم أن أمه حدثته . ه إال ما يريد ملك

بىات الننصلى اهللا عليه وسلم -ب- بىالن تا أن -صلى اهللا عليه وسلم - أن بنهثتـدح بىقول -صلى اهللا عليه وسلم -النا فيهلمعان اللـه « كان يحـبس بحنيصت قولى حني

وة إال بالله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أعلم أن الله علـى كـل وبحمده ال ق شىء قدير وأن الله قد أحاط بكل شىء علما فإنه من قالهن حني يصبح حفظ حتـى

.٩٠)أخرجه أبو داود( »هن حني يمسى حفظ حتى يصبح يمسى ومن قال

٥. ومع ذلك فقد رسله ه وطاعة العباد بطاعت أمر اهقال تعـاىل هم عن معصيت و ،: } بنيلاغ الما البولنسلى را عمفإن متليوول فإن تسوا الرأطيعو وا اللهأطيعسورة ) ١٢(} و

قال تعاىل املتقني التغابن ، وهو سبحانه حيب ، :} قى فإن اللـهاتده وهفى بعأو نلى مب قنيتالم حبي {)و ، سورة آل عمران ) ٧٦ حيبقال تعاىل احملسنني، :}.. إن اللـه

سننيحالم حب{:قال تعاىل املقسطني،ب حيو ، سورة البقرة ) ١٩٥(} ي .. إن اللـه قسطنيالم حبسورة املائدة ) ٤٢(} ي، ى عن الذين آمنوا وعملـوا الـصاحلات ويرض

جزاؤهم عند )٧(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية {: ،قال تعاىل ج همبر هنوا عضرو مهنع الله ضيا ردا أبفيه الدينخ ارها الأنتهحري من تجن تدع اتن

هبر شيخ نلم ذلك {)سورة البينة ) ٨ ، قال تعاىل الكافرين، وال حيب :} ـواقل أطيع وال ، سـورة آل عمـران ) ٣٢(} الله ال يحب الكافرين الله والرسول فإن تولوا فإن

يرض قال تعال ى ى عن القوم الفاسقني، :}... م الفاسقنين القوى عضرال ي فإن الله {

)٣١٦٠(فيه عبد احلميد موىل بين هاشم وثقه ابن حبان والذهيب يف الكاشف وهو حسن ) ٥٠٧٧( برقم- ٩٠

٩٦

نا وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجد {: ، قال تعاىل وال يأمر بالفحشاء ، سورة التوبة ) ٩٦(} عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله ال يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما ال تعلمون

إن تكفروا فإن الله {: ، قال تعاىل ى لعباده الكفر وال يرض ، سورة األعراف ) ٢٨( لا يو نكمع ى غنيـرأخ رة وزازرو زرلا تو لكم هضروا يكرشإن تو اده الكفرى لعبضر

سـورة ) ٧(} ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور . سورة البقرة) ٢٠٥(} والله ال يحب الفساد.. {: قال تعاىل وال حيب الفساد ،الزمر

ه معـصية املطيع كما ال تـضر طاعة ال تنفعه ؛ حيث عن العباد الكامل ى اهللا نغ .٦يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى اللـه {:قال تعاىل ، ومطلق تعاىل شامل وغناه. العاصي وه اللهو ميدالح نيعند املـؤمن القلب وهو يفيد يف طمأنينة ، سورة فاطر ) ١٥(} الغ

ذنـب هم بغري هم أو يعذب ى جيرب اهللا تعاىل ليس حباجة إىل العباد حت يف هذا الباب ، وأن وآمنتم وكان الله ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم {: قال تعاىل عليه العقاب يستحقون

-صلى اهللا عليه وسـلم -ن أبى ذر عن النبى عو. سورة النساء ) ١٤٧(} شاكرا عليما يا عبادى إنى حرمت الظلم علـى نفـسى « فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال

نيب هلتعجونى ودهـتفاس ـهتيده نال إال مض ادى كلكما عبوا يظالما فال تمرحم كم ادى كلكـما عبي كمونى أطعمطعمتفاس هتمأطع نإال م ائعج ادى كلكما عبي دكمأه

ستكسونى أكسكم يا عبادى إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنـا عار إال من كسوته فا أغفر الذنوب جميعا فاستغفرونى أغفر لكم يا عبادى إنكم لن تبلغوا ضرى فتـضرونى

يا عبادى لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على ولن تبلغوا نفعى فتنفعونى لكـمأن أو ـادى لـوا عبئا ييلكى شفى م ذلك ادا زم كماحد منل وجقى قلب رأت

لى أفجوا عكان كمجنو كمسإنو كمآخرلكـى وم من ذلك قصا ناحد مل وجر قلب رشيئا يا عبادى لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا فى صعيد واحد فسألونى

كما ينقص المخيط إذا أدخل فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندى إال البحر يا عبادى إنما هى أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد

هفسإال ن نلومفال ي ذلك رغي دجو نمو ٩١ )جه مسلم أخر (»الله.

)٦٧٣٧( برقم - ٩١

٩٧

م، أفعـاهل ، واهللا خالق حقيقة فاعلون العباد، فالعباد اهللا وفعل العباد خلق وأفعال .٧والعبد هو املؤمن أو الكافر والرب ، واملصل أو الفاجر ، علـى قـدرة ، وللعباد ي والصائمإن هو إلـا { : اىلقال تع . مم وإراد قدر هم وخالق خالق ، واهللا م وهلم إرادة أعماهل

المنيللع ٢٧(ذكر ( قيمتسأن ي كماء منش نلم)٢٨ ( بر اء اللهشاءون إلا أن يشا تمو المني٢٩-٢٧/التكوير) [٢٩(الع[{

٩٨

:آثار اإلميان بالقدر • : فيما يلي وللقدر آثار كبرية على الفرد وعلى اتمع جنملها

١ .القديف مبا يرضـي اهللا والسعي والنشاط من أكرب الدواعي اليت تدعو إىل العمــل ر علـى عظـائم م ويقد بالقدر من أقوى احلوافز للمؤمن لكي يعمل هذه احلياة ، واإلميان

. ويقني وعزماألمور بثبات٢ .آثار ومن اإلميان بالقد ن اإلنسا ر أن يعرف رقد ر وال يتعاىل ر وال يبط نفسه ، فال يتكب

ا ؛ ألنهأبد اإلنـسان ما هو حادث ، ومستقبل املقدور عن معرفة عاجز ومن مث يقـر ، لكيلا {:قال تعاىل . املقدور خفاء وهذا من أسرار . ه تعاىل دائما ه إىل رب وحاجت بعجزه

كما فاتلى ما عوأسـور تـال فختخكل م حبلا ي اللهو اكما آتوا بمحفرلا ت٢٣(} و ( .سورة احلديد

٣ .آثار ومن ر اإلميان بالقد أنه يطرد القلق مكروه املراد أو حصول عند فوات والضجر ، ، فيصرب ال حمالة وهو كائن ، السموات واألرض اهللا تعاىل الذي له ملك ذلك بقضاء ألن

على ذلك وحيتسب األجر ة في { : اهللا تعاىل بقوله ، وإىل هذا يشريصيبم من ابا أصم ـسريلى اللـه يع ا إن ذلكأهربل أن نقب اب منإلا في كت فسكملا في أنض و٢٢(الأر (

ا عوأسلا تور لكيال فختخكل م حبلا ي اللهو اكما آتوا بمحفرلا تو كما فات٢٣(لى م (وعن ابن الديلمى قال أتيت أبى بن كعب فقلت له وقـع فـى ، } ]٢٣، ٢٢/احلديد[

ثنى بشدر فحالقد ء منىفسى شقلبى ن من هذهبأن ي ل اللهء لعى . ذبع أن الله فقال لو ما لهريخ هتمحر تكان مهحمر لوو مظالم له رغي وهو مهذبضه عل أرأهاته وومل سأه

ل أحد ذهبا فى سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر من أعمالهم ولو أنفقت مث وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير

ارالن لتخذا لدقال. ه ود فقال مثل ذلكعسم نالله ب دبع تيأت قال - ثم - ـتيأت ثم ان فقال مثل ذلكمالي نفة بذيقال -ح - بـىن النثنى عدثابت فح نب ديز تيأت ثم -

عن صهيب قال قال رسول الله و.٩٢)جه أبو داود أخر (. مثل ذلك -صلى اهللا عليه وسلم عجبا ألمر المؤمن إن أمره كله خير ولـيس ذاك ألحـد إال « -صلى اهللا عليه وسلم -

من الناساجلماعة : السماط = وهو صحيح ) ٤٧٠١( برقم - ٩٢

٩٩

ض هتابإن أصو ا لهريفكان خ كراء شرس هتابمن إن أصؤللم ا لـهـريفكان خ رباء صر « .٩٣)أخرجه مسلم ( وتـزرع ، باتمعـات من األمراض الـيت تعـصف ر يقضي على كثري بالقد اإلميان. ٤

رذيلة بني املؤمنني ، وذلك مثل األحقـاد د احلس فاملؤمن ، الناس على ما آتاهم ال حيسد غريه إمنا ر هلم ذلك ، وهو يعلم أنه حني حيسد قدهم و من فضله ؛ ألنه هو الذي رزق اهللا

من {:، قال تعاىل عن اليهود على املقدور يعترض الله ماها آتلى مع اسون الندسحي أم. سورة النساء ) ٥٤(} فضله فقد آتينآ آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما

يسعى لعمل وهكذا فاملؤمن اخلري ، وحيب إىل مـا وصل لنفسه ، فإن للناس ما حيــب ، ومل جيزع من ذلك صرب إىل شيء مل يصل ، وإن همع على ن ه اهللا وشكر ديصبو إليه مح

بني م األرزاق الذي يقس هو ؛ ألن اهللا ه ما مل ينل من الفضل نال ممن على غريه دومل حيق أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم فـي الحيـاة {:العباد قال تعاىل

كبر تمحرا وريخا سضعم بهضعخذ بتات ليجرض دعب قفو مهضعا بنفعرا وينالد ريخ .سورة الزخرف) ٣٢(} مما يجمعون

على مواجهة الشدائد ، ويقوي فيها العزائم بالقدر يبعث يف القلوب الشجاعة واإلميان. ٥ال تتقـدم وال حمدودة أن اآلجال ، ألا توقن املوت وال ختاف فتثبت يف ساحات اجلهاد

كل أمة أجل فإذا جاء أجلهم ال يستأخرون ساعة ول{ : قال تعاىل . تتأخر حلظة واحدة ولقد كانوا عاهدوا {: ، وقال تعاىل ردا على املنافقني األعراف} ٣٤{وال يستقدمون

قل لن يـنفعكم الفـرار إن ) ١٥(الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا قل من ذا الذي يعصمكم مـن ) ١٦(فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا

مون لهجدلا ية ومحر بكم ادأر وءا أوس بكم ادا الله إن أرـصريلا نا وليون الله ود من ]١٧-١٥/األحزاب[{)١٧(، وخاصة يف معاملته املسلم سببا يف استقامة بالقدر من أكرب العوامل اليت تكون اإلميان -٦

لآلخرين رأو يسيء يف حقه ، فحني يقص أحد إليه أو يرد مـن أو ينال باإلساءة إحسانه إذا كان يف ، وهذا إمنا حيسن ألنه يعلم أن ذلك مقدر ، يعفو ويصفح جتدهحق بغري عرضه

)٧٦٩٢( برقم- ٩٣

١٠٠

نفسه حق ا يف حقأم ، اهللا فال جيوز وال التعلل العفو بالقد ر، ألن القدر بـه يف إمنا حيتج ،كما يف قصة مسطح رضي اهللا عنه عنـدما صـدق أكاذيـب . ال يف املعايب املصائب « حول أم املؤمنني عائشة رضي اهللا عنها ، وملا أنزل اهللا تعاىل براءا من السماء املنافقني

هته منابطح لقرلى مسع فقنكان يو يقدكر الصو بئا : قال أبيطح شلى مسع فقالله لا أنو ولا يأتل أولوا الفضل منكم والـسعة أن يؤتـوا {: أنزل الله أبدا بعد الذي قال لعائشة ف

فرغون أن يحبوا ألا تفحصليفوا وعليبيل الله وفي س اجرينهالمو اكنيسالمى وبلي القرأو سورة النــور) ٢٢(} يمالله لكم والله غفور رح

قال أبو بكر بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التـي كـان .٩٤)أخرجه البخاري ومسلم (» ينفق عليه وقال والله لا أنزعها عنه أبدا

باهللا االستعانة اإلميان املتعددة ، فهو دائم يف نفس املؤمن حقائق ر يغرس بالقد واإلميان. ٧ – إىل ربـه االفتقـار ، وهو أيضا دائم عليه مع فعل األسباب ، يعتمد على اهللا ويتوكل

حيـب منه املزيد ، وهو أيـضا كـرمي على الثبات ، ويطلب منه العون يستمد –تعاىل . عليهم إىل اآلخرين ، فتجده يعطفاإلحسان

ا أمام الكـافرين ، وجيهر بدعوته إىل اهللا يصدع الداعي ر أن اإلميان بالقد ومن آثار . ٨ يف اهللا لومة الئم والظاملني، ال خياف نللناس حقيقة ، يبي هلم مقتـضياته، اإلميان، ويوضح

بايعنا رسول الله : عن عبادة بن الصامت قال ،ف ومحاته ودعاته وزيفه ويكشف الباطل على السمع والطاعة فى العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى -صلى اهللا عليه وسلم -

نقول بالحق أينما كنا ال نخاف فى الله أثرة علينا وعلى أن ال ننازع األمر أهله وعلى أن مـن ما هم فيه ، ويفضح الظاملني أمام احلق كلمة ، ويقول ٩٥)أخرجه مسلم .(لومة الئم

« -صلى اهللا عليـه وسـلم - عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله ، وظلم كفر .٩٦)أخرجه أبو داود(»أمري جائر « أو . » الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر أفضل

ة هكذا فكيف يبقى يف نفس وإذا كان األمروهـو يـؤمن من خوف املؤمن الداعية ذر عـه إىل اهللا ، وهذا كله مرج يكون ر لن ، وما مل يقد سيكون ردفما ق ! ره؟ اهللا وقد بقضاء

)٤٩٧٤(و مسلم برقم) ٦١٨٥( البخاري برقم- ٩٤

)٤٨٧٤( برقم - ٩٥

وهو صحيح لغريه) ٨٠٠٧( واملعجم الكبري للطرباين برقم) ١١٤٤٢( ومسند أمحد برقم) ٤٣٤٦( برقم- ٩٦

١٠١

-عن ابن عباس قال كنت خلف رسول الله ف. ال ميلكون من ذلك شيئا ، والعباد وحده يا غالم إنى أعلمك كلمات احفظ اللـه يحفظـك « يوما فقال -صلى اهللا عليه وسلم

سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن األمة احفظ الله تجده تجاهك إذا لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إال بشىء قد كتبه الله لك ولو اجتمعـوا

م يضروك إال بشىء قد كتبه الله عليك رفعت األقالم وجفـت على أن يضروك بشىء ل فح٩٧)أخرجه الترمذي (» الص .

، والـشرك بني التوحيد طريقال ، وهو مفرق من الشرك اخلالص ر طريق بالقد اإلميان -٨فاملؤمن بالقد قربأن هذا الكون وما فيه ر ي ومـن مل واحد ، ومعبود واحد عن إله صادر ،

فإنه جيعل، هذا اإلميانيؤمن م وأربابا اهللا آهلة دونن . ، وال ه النعمة ، ال تبطر والضراء على منهج سواء يف السراء وهو يفضي إىل االستقامة -٩

املصيبة تيئسه أن كل ، فهو يعلم ف وحسنات من نعم ما أصابه وحسن ال بذكائه ، اهللا من سـورة ) ٥٣(} وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون { ، تدبريه، وال ييأس ابتالء منه، فال جيزع اهللا م أن هذا بتقدير عل والبالء الضراء ه، وإذا أصاب النحل

وي بل حيتسب صرب قال تعاىل عـن . املؤمن الرضا والطمأنينة هذا اإلميان يف قلب ، فيسكبولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في { معركة أحد

حبا تم اكما أرد معب من متيصعر وة الأمالـآخر ريدي نم كممنا وينالد ريدي نم كمون من مننيـؤلـى المل عذو فض اللهو كمنفا عع لقدو كمليتبلي مهنع فكمرص إذ ) ١٥٢(ثم

م في أخراكم فأثابكم غما بغـم لكيلـا تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوك ، ١٥٢/آل عمران ) [١٥٣(تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبري بما تعملون

١٥٣[ {. ١٠- املؤمن ما يضل بالقدر دائما على حذر من أن يأتيه ه، كما خيشى أن يه خبامتة ل ختم لالسـتقامة، الدائبـة ه إىل ااهدة ، بل يدفع واخلمول ، وهذا ال يدفعه إىل التكاسل سيئة

ـ ، كما يبقى قلب املعاصي واملوبقات ، وجمانبة واإلكثار من الصاحلات ه، العبد معلقا خبالق

وهو صحيح )٢٧٠٦( برقم - ٩٧

١٠٢

يدعوه ويرجوه ويستعين ه، ويسأله الثبات على احلق كما يسأله الرشد قال تعاىل . والسداد:} سننيحالم علم إن اللها ولنبس مهنديها لنوا فينداهج الذينسورة العنكبوت) ٦٩(} و

١١- إذا آمن املؤمن على اجلهـاد ، ويقبل الرفقة قلت وإن، على أمر اهللار فإنه يقبل بالقد قال غاب عمى أنس بن النضر - رضى اهللا عنه -عن أنس . هد وح كان وإن يف سبيله ،

لـئن اللـه ، ركنيـشالم لتال قاتل قتأو نع تول الله ، غبسا رر فقال يدال بقت نعصنع ، فلما كان يوم أحد وانكشف المـسلمون أشهدنى قتال المشركني ليرين الله ما أ

وأبرأ إليك مما صـنع - يعنى أصحابه -اللهم إنى أعتذر إليك مما صنع هؤالء « قال تقبله سعد بن معاذ ، فقال يا سعد بن معاذ ثم تقدم ، فاس - يعنى المشركني -» هؤالء

قال سعد فما استطعت يا رسـول . ، الجنة ، ورب النضر إنى أجد رحيها من دون أحد عنا صالله م . اننيثما وعا به بضندجفو سـة قال أنيمر ح أومة برنطع ف أوية بالسبرض

قـال . بسهم ، ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون ، فما عرفه أحد إال أخته ببنانه من المؤمنني رجال صـدقوا {ه وفى أشباهه أنس كنا نرى أو نظن أن هذه اآلية نزلت في

) ٢٣(} ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بـدلوا تبـديلا أن ثابت بن قيس جاء يوم اليمامة وقد " عن أنس و.٩٨)أخرجه البخاري (سورة األحزاب

ط ولبس أكفانه وقد ازم أصحابه وقال اللهم أين أبرأ إليك مما جاء به هؤالء وأعتذر حتنإليك مما صنع هؤالء فبئس ما عودمت أقرانكم خلوا بيننا وبني أقراننا ساعة مث محل فقاتـل ساعة فقتل وكانت درعه قد سرقت فرآه رجل فيما يرى النائم فقال إن درعي يف قـدر

وكذا وأوصى بوصايا فطلب الدرع فوجد حيث قال فأنفـذوا حتت أكاف مبكان كذا ٩٩)أخرجه احلاكم يف املستدرك " (وصيته

اسـتقالل عن التكرب، وزعـم والبعد ، والتواضع يف العمل الذي يرضي اهللا د اجل -١٢ لق والق ط التسخ ، وعدم والثبات والصرب ، والرضا واالطمئنان يف إجياد املسببات األسباب مـن ما أتاه اهللا أن ، ويزعم بالكربياء يصاب ، فإنه بالقدر من مل يؤمن ، خبالف يف احلياة

يف شـيء ، فإذا أصيب ه وخربته وبعلم عن اهللا املستقل بعلمه وغريه، إمنا أوتيه وجاه ملك

)٢٨٠٥( برقم- ٩٨

ذهيبوصححه ووافقه ال) ٥٠٣٥( برقم- ٩٩

١٠٣

من ذلك قلق واضطربت وشـدة صربه م لعد روحه به األمر إىل إزهاق ، وقد يصل حياته من الرقي عظيما مبلغا يف العامل الذي بلغ ، وخباصة اليوم كثريا ، كما هو حاصل تسخطهاملادي.

إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما {:قال تعاىل عن قارون بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحـب الفـرحني إن مفاتحه لتنوء

)٧٦ ( نـسا أحكم سنأحا وينالد من كصيبن سنلا تة والآخر ارالد الله اكا آتغ فيمتابوقال إنما أوتيته على ) ٧٧( تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين الله إليك ولا

أكثـرة وقو همن دأش وه نون مالقر له منقب من لكأه قد أن الله لمعي لمدي أوعلم عن ا وعمون جرمجالم وبهمذن نأل عسة ،و }]٧٨، ٧٦/القصص)[٧٨(لا يريرأبى ه نع -

فقال لرجل ممـن - صلى اهللا عليه وسلم - قال شهدنا مع رسول الله -رضى اهللا عنه المعى اإلسدار « يل النأه ذا منا . » ها ، فلمـديدـاال شل قتجل الرال قاتالقت رضح

فأصابته جراحة فقيل يا رسول الله ، الذى قلت إنه من أهل النار فإنه قد قاتل اليوم قتاال اتم قدا وديدش . بىار « -سلم صلى اهللا عليه و -فقال النإلى الن « . ضعب قال فكاد

. الناس أن يرتاب ، فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت ، ولكن به جراحا شـديدا صلى اهللا عليـه -أخبر النبى فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح ، فقتل نفسه ، ف

ثم أمر بالال فنـادى . » الله أكبر ، أشهد أنى عبد الله ورسوله « بذلك فقال -وسلم » د هذا الدين بالرجل الفاجر إنه ال يدخل الجنة إال نفس مسلمة ، وإن الله ليؤي « بالناس

.١٠٠)أخرجه البخاري ومسلم ( ــــــــــــــــــ

)٣١٩(ومسلم برقم ) ٣٠٦٢( البخارى برقم- ١٠٠

١٠٤

�����5د�5�5د�5�5د�5�5د�5�م�א�IJא�=�ن�א�=�ن�א�=�ن�א�=�ن�,��0��IJم�א�,��0��IJم�א�,��0��IJم�א�,��0�

: ونؤمن بفتنة القرب، ونعيمه للمؤمنني، وبعذابه ملن كان له أهال -١ آل قـال تعـاىل ، كما جاءت به األخبار متواترة عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

النار يعرضون عليها غدوا وعـشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد : ( فرعون -صلى اهللا عليه وسـلم -بينما النبى : و عن زيد بن ثابت قال ]. ٤٦: غافر) [العذاب

على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو فى حائط لبنى النجار من يعرف أصـحاب هـذه « فقال - قال كذا كان يقول الجريرى -خمسة أو أربعة

إن « فقال . قال ماتوا فى اإلشراك . »فمتى مات هؤالء « ل قا. فقال رجل أنا . »األقبر هذه األمة تبتلى فى قبورها فلوال أن ال تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر

همن عمالذى أس« . ل عأقب هه فقال ثمجا بونار « ليذاب النع ذوا بالله منوعقـالوا . »تقالوا نعوذ بالله مـن . »تعوذوا بالله من عذاب القبر « نعوذ بالله من عذاب النار فقال

قالوا نعوذ بالله مـن . »له من الفتن ما ظهر منها وما بطن تعوذوا بال « قال . عذاب القبر قالوا نعوذ بالله مـن . »تعوذوا بالله من فتنة الدجال « الفتن ما ظهر منها وما بطن قال

١٠١) أخرجه مسلم (.فتنة الدجالهي سؤال منكر ونكري للعبد فيه عن ربه ودينه ونبيه، فيثبت اهللا الذين آمنوا : وفتنة القرب

:بالقول الثابت

بىالن عا منجرازب قال خن عاء برن البصلى اهللا عليه وسلم -فع- ل مـنجة رازنفى ج وجلسنا -صلى اهللا عليه وسلم - ولما يلحد فجلس رسول الله األنصار فانتهينا إلى القبر

« حوله كأن على رءوسنا الطير وفى يده عود ينكت به فى األرض فرفع رأسـه فقـال إن العبد المؤمن إذا كان فى « أو ثالثا ثم قال مرتين. »استعيذوا بالله من عذاب القبر

انقطاع من الدنيا وإقبال من اآلخرة نزل إليه مالئكة من السماء بـيض الوجـوه كـأن نأكفان الج من كفن مهعم سمالش مهوهجوا ولـسجى يتة حنوط الجنح وط مننحة و

)٧٣٩٢( برقم- ١٠١

١٠٥

منه مد البصر ثم يجىء ملك الموت عليه السالم حتى يجلس عند رأسه فيقـول أيتهـا فتخرج تسيل كمـا تـسيل - قال - النفس الطيبة اخرجى إلى مغفرة من الله ورضوان

القطرة من فى السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها فى يده طرفة عين حتى يأخـذوها يب نفحة مسك وجدت فيجعلوها فى ذلك الكفن وفى ذلك الحنوط ويخرج منها كأط

علـى مـأل مـن - يعنى بها - فيصعدون بها فال يمرون - قال -على وجه األرض ى كانوا المالئكة إال قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فالن بن فالن بأحسن أسمائه الت

هعيشفي مله حفتفي ون لهفتحتسا فييناء الدما إلى السوا بههتنى يتا حينا فى الدبه هونمسي السابعة فيقول الله من كل سماء مقربوها إلى السماء التى تليها حتى ينتهى به إلى السماء

عز وجل اكتبوا كتاب عبدى فى عليني وأعيدوه إلى األرض فإنى منها خلقتهم وفيهـا يـه ملكـان فتعاد روحه فى جـسده فيأت - قال -أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى

الله ىبقول رفي كبر نم قوالن لهانه فيلسجفي . الماإلس قول دينىفي كا دينم قوالن لهفي .له وما علمك فيقوالن . فيقوالن له ما هذا الرجل الذى بعث فيكم فيقول هو رسول الله

قتدصبه و تنالله فآم ابكت أتقول قرـدى . فيبع قداء أن صماد فى السنادى منفييه من روحها فيأت- قال -فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة

ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثيـاب - قال -وطيبها ويفسح له فى قبره مد بصره ـ أن نم قول لهفي دوعت تالذى كن كموذا يه كرسبالذى ي شرقول أبيح فيالر بطي ت

الحالص لكما عقول أنر فييجىء بالخي هجالو كهجـى . فوتة حاعأقم الـس بقول رفيقال وإن العبد الكافر إذا كان فى انقطاع من الدنيا وإقبال مـن . أرجع إلى أهلى ومالى

رة نزل إليه من السماء مالئكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر اآلخثم يجىء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجى إلـى

ط منخب سغضقال - الله و - مـن فودالـس عزتنا يا كمهزعتنده فيسفى ج قفرفت الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها فى يده طرفة عين حتى يجعلوها فـى

من جرخيوح وسالم ا فال تلكون بهدعصض فيه األرجلى وع تجدن ريح جيفة وتا كأنهيمرون بها على مأل من المالئكة إال قالوا ما هذا الروح الخبيث فيقولون فالن بن فالن

سائه التى كان يمح أسبأقب له حفتتسا فييناء الدمى به إلى السهتنى يتا حينا فى الدى بهم

١٠٦

له حفتول الله . »فال يسأ رقر اء (-صلى اهللا عليه وسلم -ثممالـس ابوأب مله حفتال تفيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه « ) لجمل فى سم الخياط وال يدخلون الجنة حتى يلج ا

ومن يشرك بالله فكأنمـا (ثم قرأ . »فى سجني فى األرض السفلى فتطرح روحه طرحا ت أو رالطي طفهخاء فتمالس من رحيق خكان سفى م يحوى به الرفـى « ) ه هوحر ادعفت

.جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقوالن له من ربك فيقول هاه هاه ال أدرى له ما هذا الرجل الذى بعث فيكم فيقوالن. فيقوالن له ما دينك فيقول هاه هاه ال أدرى

فينادى مناد من السماء أن كذب فافرشوا له من النار وافتحـوا . فيقول هاه هاه ال أدرى يه قبره حتى تختلف فيه أضـالعه له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عل

ـكموذا يه وءكسبالذى ي شرقول أبيح فيالر تنناب مالثي ه قبيحجالو ل قبيحجأتيه ريو دوعت تجىء با . الذى كني هجالو كهجفو تأن نقول مبيث فيالخ لكما عقول أنفي رلش

.١٠٢ )أخرجه أمحد (.»فيقول رب ال تقم الساعة

يف بـاحلس وهي ال تدرك ،دون غريه الربزخ من أمور الغيب اليت يدركها امليت وأحوال . بالغيب عن املكذب به املؤمن ا مما مييزاحلياة الدنيا، ولذلك فاإلميان

ونؤمن بأشراط الساعة اليت أخرب اهللا تعاىل ا يف كتابه، وأخرب ا نبيـه عليـه -٢ : الصالة والسالم يف سنته

برتول عيسى ابن مرمي عليه السالم وهو الذي على احلقيقة ، ونؤمن من خروج الدجال تعاىل به، أو ما أخرب اهللا وسائر ، دابة األرض الشمس من مغرا، وخبروج ه، وبطلوع يقتل

أخرب ه عليه الصالة والسالم به نبي . بىالن قال اطلع ن أسيد الغفارىفة بذيح نصلى -فع« قـال . قالوا نذكر الساعة. »ما تذاكرون « علينا ونحن نتذاكر فقال -اهللا عليه وسلم

ت ا لنهات إنآي رشا علهن قبورى تتح قوم« . طلـوعـة وابالدال وجالدان وخالد فذكر ميرن مى ابول عيسزنا وربهغم س منمصلى اهللا عليه وسلم -الش- وجـأجمو وجأجيو

خرق وشبالم فسوف خسثالثة خو ذلك آخرب ورة العزيربج فسخرب وغبالم فسرهمشحإلى م اسالن دطرن تمالي من جرخت ار٠ ١٠٣)أخرجه مسلم (. ن

ص / ٢ج (-وـذيب اآلثـار للطـربي ) ٤٧٥٥(وأبـو داود بـرقم ) ١٩٠٣٨( مسند أمحد بـرقم - ١٠٢

وهو حديث صحيح ، وأهم حديث يف هذا الباب) ١٢٠٥٨(ومصنف ابن أيب شيبة برقم) ١٧١(برقم)٢١٢ )٧٤٦٧( برقم- ١٠٣

١٠٧

بىن أسيد قال كان النفة بذيح نـف -صلى اهللا عليه وسلم -و عأس نحنفة ول فى غرإن الساعة ال تكون حتى تكون « قال . قلنا الساعة. »ما تذكرون « منه فاطلع إلينا فقال

عشر آيات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف فى جزيرة العـرب والـدخان بة األرض ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها ونار تخرج مـن والدجال ودا

اسل النحرن تدة عر١٠٤ ) أخرجه مسلم(.»قع. اة الدجال ذات غد -صلى اهللا عليه وسلم -وعن النواس بن سمعان قال ذكر رسول الله

مـا « فخفض فيه ورفع حتى ظنناه فى طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال كمأنفـى . »ش اهنى ظنتح تفعرفيه و تفضاة فخال غدجالد تول الله ذكرسا را يقلن

غير الدجال أخوفنى عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنـا حجيجـه « فقال . طائفة النخل ـهلم إنسلى كل مليفتى عخ اللهفسه ون جيجح ؤرفام فيكم تلسو جرخإن يو كموند

قطط ع ابـه شليأ عقرفلي كممن كهرأد نن قطن فمى بزد العببع ههبى أشطافئة كأن هني ادا عباال ياث شمعا وميناث ياق فعالعرأم والش نيلة بخ ارجخ هف إنة الكهورس اتحفو

أربعون يوما يوم كسنة ويوم « قلنا يا رسول الله وما لبثه فى األرض قال . »اثبتوا الله ف امكمامه كأيأي ائرسة وعمكج موير وهة . »كشنالذى كس موالي ول الله فذلكسا را يقلن

قلنا يا رسول الله وما إسـراعه فـى . »ال اقدروا له قدره « تكفينا فيه صالة يوم قال أكالغيث استدبرته الريح فيأتى على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون « األرض قال

ا لهذر ـتـا كانل مأطو مهتارحس همليع وحرفت بتنفت ضاألرو طرماء فتمالس رأمفي مهنع رفصنفي لهه قوليون عدرفي موهعدفي مأتى القوي ثم اصروخ هدأما ووعرض هغبأسو

رجـى فيـا أخقول لهة فيرببالخ رميو الهموأم ء منىش ديهمبأي سلي حلنيمون مبحصفتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجال ممتلئا شبابا فيضربه بالـسيف . كنوزكقطعإذ في كذلك وا همنيفب كحضي ههجلل وهتيقبل وفي وهعدي ض ثمرة الغيمن ريلتزج ه

عا بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقى دمشق بين مهرودتين واض كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كـاللؤلؤ فـال

يدركه يحل لكافر يجد ريح نفسه إال مات ونفسه ينتهى حيث ينتهى طرفه فيطلبه حتى

)٧٤٦٨(برقم - ١٠٤

١٠٨

ـوههمجو نع حسمفي همن الله مهمصع قد مقو ميرم نى ابأتى عيسي ثم لهقتفي اب لدببد أخرجت ويحدثهم بدرجاتهم فى الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إنى ق

ويبعث الله يأجوج ومـأجوج . عبادا لى ال يدان ألحد بقتالهم فحرز عبادى إلى الطور يـا وا فيهون مبرشة فيرية طبريحلى بع مائلهأو رمسلون فينب يدكل ح من مهو ـرم

ويحصر نبى الله عيسى وأصحابه حتى يكـون . آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء هابـحأصى والله عيس بىن غبرفي موالي دكمار ألحمائة دين ا منريخ دهمر ألحالثو أسر

بىبط نهي ة ثماحدفس وت نوى كمسون فربحصفي فى رقابهم فغالن مهليع سل اللهرفي ـمهمهز ـألهر إال مشب ضعوض مون فى األرجدض فال يإلى األر هابحأصى والله عيس

مهنتنـت وخـاق البنا كأعـرطي سل اللهرإلى الله في هابحأصى والله عيس بىن غبرفي فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا ال يكن منه بيت مـدر وال وبـر

سل األرغكفيكترى بدرك وتربتى ثمض أنقال لألري لفة ثما كالزكهرتى يتح ض. ة منى أن اللقحتل حسفى الر كاربيا وفهظلون بقحتسية وانمالر ة منابأكل العصئذ تموفي

فى الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفى القبيلة من الناس واللقحة من الغنم اإلبل لتك اطهمآب تحت مذهأخة فتبا طيرحي ث اللهعإذ ب كذلك ما همنياس فبالن كفى الفخذ منلت

تقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهـارج الحمـر ف .١٠٥) أخرجه مسلم (»فعليهم تقوم الساعة

) ٧٥٦٠( برقم - ١٠٥

: حرز =الغليظ من األرض ىف ارتفاع : احلدب =واحدا البختية وهى الناقة طويلة العنق ذات السنامني : البخت مجع الذروة وهى أعلى الشىء واملراد السنام: الذرى =طريق : خلة =ضم

الـريح املنتنـة : الزهم =لسماء وقيل املرآة املكان حيفر ليحبس فيه ماء ا : الزلفة =يدعو : يرغب =اللنب : الرسل : الفئام =أفسد : عاث = مجع يعسوب وهو ذكر النحل : اليعاسيب =املاشية : السارحة =الريح املنتنة : الزمهة =

حى الرجل إذا كان من أقرب عشريته: الفخذ =اجلماعة الكثرية اللقحة =يستر : يكن =ديد جعودة شعر الرأس ش: القطط =القشر : القحف =مجع الفريس وهم القتلى : الفرسى

= القرى واألمصار واحـدا مـدرة : المدر =ادب املقحط : املمحل =الناقة ذات اللنب قريبة العهد بالوالدة : مجع النغفة وهو دود يوجد ىف أنوف اإلبل والغنم فتموت به ىف أقرب وقت : النغف =خيرجون مسرعني : ينسلون

احللة أو الشقة وقيل الثوب املهرود الذى يصبغ بـالورس : املهرودة =امعون النساء حبضرة الناس جي: يتهارجون = البيت املتخذ من صوف اإلبل واملراد أهل البادية : الوبر =والزعفران

١٠٩

هو يوم القيامة الذي يبعث اهللا فيـه : فاملراد باليوم اآلخر :وأما اليوم اآلخر •ومسي بذلك ألنه ال يوم بعده حيث يستقر أهـل اجلنـة يف . واجلزاءالناس للحساب

. منازهلم وأهل النار يف منازهلم *اإلميان باليوم اآلخر مفهوم :

هذه رسله عليهم الصالة والسالم بفناء اهللا تعاىل وإخبار اجلازم بصحة إخبار هو االعتقاد أحوال ، واختالف اآلخر من أهوال اليوم وما يقع يف ذلك من أمارات الدنيا ، وما يسبق وما فيها من النعيم والعذاب، وما جيري فيها الواردة عن اآلخرة باألخبار كذلك التصديق

م وحشرهم وحماسـبتهم وجمـازام علـى أعمـاهل كبعث اخلالئق ، من األمور العظام . الدنيا اليت قاموا ا يف احلياةاالختيارية

:نه اإلميان باليوم اآلخر ما يتضم* الثانية، قـال ور النفخة يف الص املوتى حني ينفخ وهو إحياء :اإلميان بالبعث .١

ما ينظرون إلا صيحة واحدة } ٤٨{ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقني { : تعاىل } ٥٠{فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعـون } ٤٩{تأخذهم وهم يخصمون

قالوا يا ويلنا من بعثنـا } ٥١{ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون سرالم قدصو نمحالر دعا وذا ما هقدنرة } ٥٢{لون من ماحـدة وحيإلا ص تإن كان

فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم } ٥٣{فإذا هم جميع لدينا محضرون ـ { : ، وقال تعاىل ) يس سورة (}٥٤{تعملون ي ونفخ في الـصور فـصعق مـن ف

السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هـم قيـام ينظـرون وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيني والشهداء وقضي بينهم } ٦٨{

هو قون بالحظلملا ي لـون } ٦٩{مفعـا يبم لـمأع وهو ملتا عفس مكل ن تفيوو ). الزمر سورة(}٧٠{

ون { : ، قال اهللا تعاىل غرال عراة العاملني، حفاة الناس لرب فيقومتيلم ذلك دعب كمإن ثموعن ابن عباس عـن ، }]١٧-١٥/املؤمنون) [١٦(لقيامة تبعثون ثم إنكم يوم ا ) ١٥(

١١٠

بىال « قال -صلى اهللا عليه وسلم -الناة غررفاة عح اسالن رشحى يكـسي ـنل مفأو .١٠٦)أخرجه أمحد (). لق نعيده كما بدأنا أول خ( إبراهيم عليه السالم ثم قرأ

ى مث يوف ، يف الدنيا على عمله ب إنسان حياس فكل :اإلميان باحلساب واجلزاء .٢حسابإن كان { : قال اهللا تعاىلهئا ويش فسن ظلمة فلا تامم القيوط ليالقس ازينوالم عضنو

ة مبمثقال ح اسبنيا حكفى بنا وا بهنيل أتدرخ وقال تعاىل . سورة األنبياء ) ٤٧(} ن :وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها {

ون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلـى ألم يأتكم رسل منكم يتل لى الكافرينذاب عة العكلم قتح لكنا } ٧١{وفيه الدينخ منهج ابولوا أبخقيل اد

رينكبتى المثوم الذ } ٧٢{فبئس سيقا ووهاؤى إذا جتا حرمة زنإلى الج مهبا رقوات ين الدينا خلوهخفاد متطب كمليع لاما سهتنزخ مقال لها وهابوأب تفتحقـالوا } ٧٣{وو

رض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فـنعم أجـر الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأ املنيالزمر سورة (}٧٤{الع . (

٣. حبوض نبينا حممد ونؤمن وأن ماء صات القيامة عليه الصالة والسالم يف عر ، ه أشد ، ه شهر عرض، و شهر ه السماء، وطول جنوم بعدد ه، وآنيت ى من العسل بياضا من اللنب وأحل

ـة مل يظمأ منه شربة من شربا آنيول الله مسا ري قال قلت أبى ذر نبعدها أبدا ، ع والذى نفس محمد بيده آلنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها أال « الحوض قال

فيـه فى اللي بخشه يليا عم أ آخرظمي ا لمهمن ربش نة منة الجة آنيحيصة المظلملة الم دأش هاؤلة مان إلى أيمع نيا بمثل طوله م هضرأ عظمي لم همن ربش نة منالج ان منابميز

.١٠٧)أخرجه مسلم (. »بياضا من اللبن وأحلى من العسل

من وروده عنه، ومينعون ذادون حممد عليه الصالة والسالم سي وأن أصنافا من أمة .٤ الـسالم « أتى المقبرة فقـال -صلى اهللا عليه وسلم -، عن أبى هريرة أن رسول الله

قالوا . »عليكم دار قوم مؤمنني وإنا إن شاء الله بكم الحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا فقالوا . »أنتم أصحابى وإخواننا الذين لم يأتوا بعد « أولسنا إخوانك يا رسول الله قال

مجع أغرل وهو الذى مل : الغرل = وهو صحيح ) ٧٤٤٥ و ٧٤٤٢(وابن حبان برقم ) ١٩٧٨( برقم - ١٠٦

خيتنت

وحديثه متواتر )٦١٢٩(برقم - ١٠٧

١١١

أرأيت لو أن رجال له خيل « كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله فقال لهيخ رفعم أال يهم بهل ديخ ىرظه نيلة بجحم ول الله . »غرسا رلى يقال . قالوا ب »

ـنال عن رجذادض أال ليولى الحع مطها فرأنوء وضالو من لنيجحا مون غرأتي مهفإن لمأال ه اديهمال أنالض عريالب ذادا يضى كموح . كدعلوا بدب قد مهقال إنقا فأق. فيحول س

١٠٨ ) أخرجه مسلم(.»سحقا

بىد قال قال النعن سل بهس نلـى « - صلى اهللا عليه وسلم - وعع طكمـى فـرإن ـرفهأع امأقـو لىن عردا ، ليدأ أبظمي لم ربش نمو ، ربش لىع رم نض ، موالح م

فيقال إنك ال تدرى ما أحـدثوا . ويعرفونى ، ثم يحال بينى وبينهم ، فأقول إنهم منى كدعدى . بعب رغي نقا لمحقا سح١٠٩)أخرجه البخاري(» فأقول س.

الناس علـى عرق يكون لعباد، حىت من رؤوس ا يوم تدنو فيه الشمس ذلك ال يف و .٥ -صلى اهللا عليه وسلم - فعن المقداد بن األسود قال سمعت رسول الله ، أعماهلم قدر

« . »تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقـدار ميـل « يقول الناس على قدر أعمالهم فى العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكـون فيكون

قال وأشـار . »إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما ٠ ١١٠) أخرجه مسلم(. بيده إلى فيه-صلى اهللا عليه وسلم-ه رسول الل

٦. ونؤمن راط املنصوب بالص على م نت جهنم، والنار الذي بني اجلنة وهو اجلسر ميـر ، أعماهل على قدر عليه الناس م، فمنهم من كلمح مير البصر، ومنهم م ن كالربق، ومنهم مير

كالريح من مير كالفرس اجلواد ، ومنهم من مير اإلبل، ومنهم من كركاب ، ومنهم من مير خطف خطفا يعدو عدوا، ومنهم من ميشي مشيا، ومنهم ومن يزحفزحفا، ومنهم من ي

على الصراط مر بأعماهلم، فمن الناس ختطف على اجلسر كالليب ى يف جهنم، فإن ويلق ٠ ٠ « -صلى اهللا عليـه وسـلم -ن أبى هريرة قال رسول اهللا ع. وجنا دخل اجلنة

منهج رجس برضيول الله . » وسصلى اهللا عليه وسلم -قال ر - » ـنل مفأكون أو

مجع أدهم وهو : الدهم =مجع يم وهو األسود وقيل الذى الخيالط لونه لون سواه : م - ) ٦٠٧( برقم - ١٠٨ األسود

)٦٥٨٣( برقم- ١٠٩

خاصرتيه: حقويه - )٧٣٨٥( برقم- ١١٠

١١٢

ثل شوك السعدان ، أما رأيتم يجيز ، ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلم سلم ، وبه كالليب م فإنها مثل شوك السعدان ، غير أنها « قال . قالوا بلى يا رسول الله . » شوك السعدان

نهم الموبق ، بعمله ومـنهم ال يعلم قدر عظمها إال الله ، فتخطف الناس بأعمالهم ، م ١١١٠) أخرجه البخاري ومسلم( » المخردل ، ثم ينجو

فإذا عربوا عليه، وقفوا عند قنطرة بني اجلنة والنار، فيقتص من بعضهم لبعض، فـإذا .٧ -اجى أن أبا سعيد الخدرى عن أبى المتوكل الن. هذبوا ونقوا، أذن هلم يف دخول اجلنة

يخلص المؤمنـون مـن « -صلى اهللا عليه وسلم- قال قال رسول الله -رضى اهللا عنه كان ظالمض معب من ضهمعلب قصار فيالنة ونالج نية بطرلى قنون عسبحار فيالن مهنيب ت

فى الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم فى دخول الجنة فوالذى نفس محمـد بيـده .١١٢ ) أخرجه البخاري (»ألحدهم أهدى بمنزله فى الجنة منه بمنزله كان فى الدنيا

مـن من يدخل اجلنة عليه الصالة والسالم، وأول اجلنة حممد باب يستفتح وأول من .٨ ول الله . ه عليه الصالة والسالم األمم أمتسالك قال قال رن مس بأن نصلى اهللا عليه -ع

أخرجـه (.»ن يقرع باب الجنـة أنا أكثر األنبياء تبعا يوم القيامة وأنا أول م « -وسلمآتـى « -صلى اهللا عليه وسلم -، و عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ١١٣)مسلم

دمحفأقول م تأن نازن مقول الخفي فتحتة فأسامالقي موة ينالج ابـ . ب رت فيقول بك أم لكد قبألح حول الله ١١٤) أخرجه مسلم (.»ال أفتسة قال قال رريرأبى ه نصلى -، وع

نحن اآلخرون األولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة بيـد « -اهللا عليه وسلم ب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فاختلفوا فهدانا الله لما اختلفوا فيه مـن أنهم أوتوا الكتا

له ا اللهاندلفوا فيه هتالذى اخ مهموذا يفه قة -الحعمالج موا - قال يغـدا ولن موفالي بود وهى لليارصغد للن د١١٥)أخرجه مسلم(.»ع.

)٤٦٩( ومسلم برقم ) ٦٥٧٣( البخارى برقم- ١١١

)٦٥٣٥( برقم- ١١٢

)٥٠٥( برقم- ١١٣

)٥٠٧( برقم- ١١٤

)٢٠١٧( برقم- ١١٥

١١٣

٩. باجلنة ونؤمن وأن ال تفنيان ما خملوقتان والنار، وأ ، اهللا خلق شـاء هلما أهال فمـن فعن أبى هريرة أن رسول الله . ه منهم فإىل النار بعدل شاء ه، ومن بفضل منهم فإىل اجلنة

. اذهب فانظر إليهـا : لما خلق الله الجنة قال لجبريل « : قال -لمصلى اهللا عليه وس -أى رب وعزتك ال يسمع بها أحد إال دخلها ثم حفها : فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال

أى رب : يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال : بالمكاره ثم قال دا أحلهخدأن ال ي شيتخ لقد تكعزقال « : قال . »و ارالن الله لقا خريل : فلما جبي

أى رب وعزتك ال يسمع بها أحد : ذهب فنظر إليها ثم جاء فقال ف. اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثـم . يا جبريل اذهب فانظر إليها : فيدخلها فحفها بالشهوات ثم قال

أخرجـه أبـو (. »وعزتك لقد خشيت أن ال يبقى أحد إال دخلها أى رب : جاء فقال يا عائشة خلـق اللـه : ، وعن عائشة قالت رسول الله صلى اهللا عليه وسلم ١١٦)داود

أخرجـه (.» وهم فى أصالب آبائهم الجنة وخلق لها أهال وخلق النار وخلق لها أهال .١١٧ )أمحد

وإذ أخذ ربـك ( عن مسلم بن يسار الجهنى أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه اآلية وم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسه

ذا غافلنيه نا عا كنة إنامالقي موقولوا يـول ). أن تسر تمعطاب سالخ نب رمفقال عإن « - وسـلم صلى اهللا عليه - يسأل عنها فقال رسول الله -صلى اهللا عليه وسلم -الله

الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤالء فقال خلقت هـؤالء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية

فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل قال فقال رسول . »للنار وبعمل أهل النار يعملون أهل الجنة حتى إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل « -صلى اهللا عليه وسلم -الله

لهمعـتار اسللن دبالع لقإذا خة ونبه الج خلهدة فينل الجال أهمأع ل منملى عع وتمي خلهدار فيل النال أهمأع ل منملى عع وتمى يتار حل النل أهمبع ارأخررجـه (»به الن

.١١٨)مالك يف املوطأ

وهو صحيح ) ٤٧٤٦( برقم - ١١٦

وهو صحيح ) ٢٤٨٦١( برقم- ١١٧ وهو صحيح ) ١٦٢٧(برقم- ١١٨

١١٤

، مقتـدر عند مليك صدق ها اهللا تعاىل للمؤمنني يف مقعد النعيم اليت أعد دار واجلنة .١٠ رأت وال أذن النعيم املقيم ما ال عني فيها من أنواع قال بشر على قلب مسعت وال خطر ،

: السجدة) [لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون فال تعلم نفس ما أخفي : ( تعاىللا ) ١٠(في جنة عالية ) ٩(لسعيها راضية ) ٨(وجوه يومئذ ناعمة { :، وقال تعاىل ]١٧

وأكـواب ) ١٣( مرفوعـة فيها سـرر ) ١٢(فيها عين جارية ) ١١(تسمع فيها لاغية ، ] ١٧-٨/الغاشـية [})١٦(وزرابي مبثوثـة ) ١٥(ونمارق مصفوفة ) ١٤(موضوعة

تعـرف فـي ) ٢٣(على الأرائك ينظـرون ) ٢٢(إن الأبرار لفي نعيم { :وقال تعاىل ختامه مسك وفي ذلـك ) ٢٥(يسقون من رحيق مختوم ) ٢٤(م وجوههم نضرة النعي

) ٢٨(عينا يشرب بها المقربـون ) ٢٧(ومزاجه من تسنيم ) ٢٦(فليتنافس المتنافسون -ال قال رسول اللـه ق - رضى اهللا عنه -عن أبى هريرة و، } ]٢٨-٢٢/املطففني[

قال الله أعددت لعبادى الصالحني مـا ال عـين رأت وال أذن « -صلى اهللا عليه وسلم مءوا إن شئتر فاقرشلى قلب بع طرال خو تمعس) قـر من مله فىا أخم فسن لمعة فال ت

.١١٩) أخرجه البخاري ومسلم().أعين

١١. وأم ا النار فهي دار ها اهللا تعاىل أصال للكافرين، قـال تعـاىل العذاب اليت أعد ) : للكافرين تاليت أعد ارقوا الناتوقال تعاىل ]١٣١: آل عمران ) [و ، : } تكان منهإن ج

لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا ) ٢٣(لابثني فيها أحقابا ) ٢٢(ني مآبا للطاغ) ٢١(مرصادا ) ٢٧(إنهم كانوا لا يرجون حـسابا ) ٢٦(جزاء وفاقا ) ٢٥(إلا حميما وغساقا ) ٢٤(

فذوقوا فلن نزيـدكم إلـا ) ٢٩( أحصيناه كتابا وكل شيء ) ٢٨(وكذبوا بآياتنا كذابا . }]٣٠-٢١/النبأ) [٣٠(عذابا

والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم {:وأهل النار خالدين فيها أبدا ، قال تعاىل ، سـورة فـاطر ) ٣٦(} ها كذلك نجزي كل كفور فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذاب

لا يفتر عنهم وهـم فيـه ) ٧٤(إن المجرمني في عذاب جهنم خالدون { :وقال تعاىل مالك ليقض علينا ونادوا يا ) ٧٦(وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمني ) ٧٥(مبلسون

) ٧٨(لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كـارهون ) ٧٧(ربك قال إنكم ماكثون

)٧٣١٠( ومسلم برقم ) ٣٢٤٤( البخاري برقم- ١١٩

١١٥

هذان خصمان اختصموا في ربهم فالـذين { : ، وقال تعاىل } ]٧٨-٧٤/الزخرف[ توا قطعكفر ميمالح ءوسهمق رفو من بصار ين من ابثي ما في ) ١٩( لهبه م رهصي

لودالجو طونهم٢٠(ب ( ديدح من قامعم ملهو)٢١ ( ا مـنهوا منجرخوا أن يادا أركلم } ]٢٣-١٩/احلج) [٢٢(حريق غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب ال

لآكلون من شجر مـن زقـوم ) ٥١(ثم إنكم أيها الضالون المكذبون { : وقال تعاىل م فشاربون شرب الهي ) ٥٤(فشاربون عليه من الحميم ) ٥٣(فمالئون منها البطون ) ٥٢( }]٥٦-٥١/الواقعة) [٥٦(هذا نزلهم يوم الدين ) ٥٥(

ت هلم، ولذلك إذا دخلوهـا مل املسلمني، ولكنها ليست دارهم اليت أعد ويدخلها عصاة . املؤمننيبون بقدر ذنوم مث مصريهم إىل اجلنة اليت هي دارخيلدوا فيها، بل يعذ

١٢. ا لنبيه حممد صلى اهللا عليه وسـلم ، فلـه يف اهللا اليت أذن بالشفاعة ونؤمن تعاىل : شفاعاتعدة القيامة

آدم األنبيـاء أن يتراجـع بينهم بعد ى يقض ه يف أهل املوقف كي فشفاعت: أما األوىل -عليه حممد حىت تنتهي إىل نبينا ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السالم عن الشفاعة

« قال -صلى اهللا عليه وسلم -حدثنا محمد : نس بن مالك قال عن أ . الصالة والسالم كبا إلى رلن فعقولون اشفي مون آدأتض فيعفى ب مهضعب اسالن اجة مامالقي موإذا كان ي .

بإب كمليع لكنا وله تقول لسن فيمحليل الرخ هفإن اهيمر . تقول لـسفي اهيمرون إبأتفيفيأتون موسى فيقول لست لها ولكن علـيكم . لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله

هتكلمالله و وحر هى فإنبعيس .ـد فيمحبم كمليع لكنا وله تقول لسى فيون عيسأت-فأستأذن على ربى فيؤذن لـى ويلهمنـى . فيأتونى فأقول أنا لها -صلى اهللا عليه وسلم

بتلك هدمنى اآلن فأحرضحا ال تبه هدمأح امدحـا مقال يا فياجدس له أخرامد وحالم فعشت فعاشط وعل تسو لك عمسقل يو كأسر فعار دمحتـى . متى أمأم با رفأقول ي .

إمي ة منعريكان فى قلبه مثقال ش نم رجفأخ طلققال انانفي . ـودأع ل ثـمفأفع طلقفأن لـك عمسقل يو كأسر فعار دمحا مقال يا فياجدس له أخر امد ثمحالم بتلك هدمفأح

طلق فأخرج منها من كان فى فيقال ان . وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتى أمتى فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر . قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إميان

١١٦

عمسقل يو كأسر فعار دمحا مقال يا فياجدس له فعشت فعاشط وعل تسو ا . لكفأقول يفيقول انطلق فأخرج من كان فى قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل . رب أمتى أمتى

ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك ثـم « قال . »فأنطلق فأفعل . من إميان فأخرجه من النار فعشت فعاشو طهعل تسو عمسقل يو كأسر فعار دمحا مقال يا فياجدس له فأقول . أخر

إال الله قال ال إله نائذن لى فيم با ري .تـى فيظمعـائى وريكباللى وجتى وعزقول و إال الله قال ال إله نا مهمن نرجوهي اليت عناها . ١٢٠ ) أخرجه البخاري ومسلم ( .»ألخ

ربك مقاما ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك {: القرآن الكرمي بقوله تعاىل سورة اإلسراء) ٧٩(} محمودا

- عن حذيفة قاال قال رسول الله ، أن يدخلوا اجلنة يف أهل اجلنة فيشفع: ا الثانية أمو-لف لهم يجمع الله تبارك وتعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تز « -صلى اهللا عليه وسلم

فيقول وهل أخرجكم من الجنـة إال . الجنة فيأتون آدم فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول -ال ق -خطيئة أبيكم آدم لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى ابنى إبراهيم خليل الله

صـلى -إبراهيم لست بصاحب ذلك إنما كنت خليال من وراء وراء اعمدوا إلى موسى فيقـول -صلى اهللا عليه وسلم -فيأتون موسى . الذى كلمه الله تكليما -اهللا عليه وسلم

صلى اهللا عليه -فيقول عيسى . ذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه لست بصاحب ذلك ا فيقوم فيؤذن لـه -صلى اهللا عليه وسلم -فيأتون محمدا . لست بصاحب ذلك -وسلم

قال . »ينا وشماال فيمر أولكم كالبرق وترسل األمانة والرحم فتقومان جنبتى الصراط يم ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجـع « قلت بأبى أنت وأمى أى شىء كمر البرق قال

ر والطي ركم يح ثمالر ركم ن ثميفة عفى طر قائم كمبينو مالهمأع رى بهمجال تجالر دشعلى الصراط يقول رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجـىء الرجـل فـال

كالليب معلقة مأمورة بأخذ مـن وفى حافتى الصراط - قال -يستطيع السير إال زحفا والذى نفس أبى هريرة بيده إن قعر جهنم . »أمرت به فمخدوش ناج ومكدوس فى النار

،١٢١)أخرجه مسلم .( لسبعون خريفا

)٥٠٠(ومسلم برقم ) ٧٥١٠( البخاري برقم- ١٢٠

املدفوع من ورائه: مكدوس -تقرب : تزلف - ) ٥٠٣( برقم- ١٢١

١١٧

؛ كما يف شـفاعته اب عن بعض املشركني هي شفاعته يف ختفيف العذ ف : وأما الثالثة - رضى اهللا -عن العباس بن عبد المطلب فلعمه أيب طالب، فيكون يف ضحضاح من نار؛

ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطـك :- صلى اهللا عليه وسلم -أنه قال للنبى -عنه لك بضغيقال . و : » فل منك األسرا لكان فى الدال أنلوار ، ون اح منضحفى ض وه

اهللا أخرب أن الكافرين ال تنفعهم شفاعة الـشافعني، ألن . ١٢٢)أخرجه الشيخان (» النار ه لعمـه أيب فـشفاعت . أخرب أن شفاعته ألهل التوحيد خاصة صلى اهللا عليه وسلم ونبينا

له عليه الـصالة ة خاصت الثالث الشفاعا ذه وه ، لب خاصة به وخاصة أليب طالب طا .والسالم

فشفاعته فيمن استحق النار من املوحـدين أن خيـرج منـها، أو ال : الرابعة وأما -، وهذا النوع له صلى اهللا عليه وسلم ، ولسائر النبيني والصديقني والشهداء أصاليدخلها

هـا أن فيمن دخلها، ويشفع النار أال يدخل فيمن استحق اهللا هلم، فيشفع وحنوهم ممن أذن ن ف ، منها خيرجيصن حان بررضى اهللا عنهما -عن عم - بىن النصـلى اهللا عليـه - ع

يدخلون ف - صلى اهللا عليه وسلم -يخرج قوم من النار بشفاعة محمد « : قال -وسلم نيمينهن الجومسة ، ينو .١٢٣)أخرجه البخاري (» الج بىن النالك عن مس بأن نع -

أخرجـه أبـو داود ( .»شفاعتى ألهل الكبائر من أمتى « : قال -صلى اهللا عليه وسلم (١٢٤.

إال اعات كلها لثبوت أدلتـها وأـا ال حتقـق وأهل السنة واجلماعة يؤمنون ذه الشف : بشرطني

من ذا الذي يشفع عنـده إال { : ، كما قال تعاىل إذن اهللا للشافع أن يشفع : الشرط األول من ) ٣ ( اآلية } ما من شفيع إال من بعد إذنه {:، وقوله تعاىل البقرة ) ٢٥٥ ( اآلية } بإذنه

. سورة يونس

ما رق من املاء على وجه األرض ما يبلـغ : الضحضاح - )٥٣١(ومسلم برقم ) ٣٨٨٣( البخارى برقم - ١٢٢ الكعبني فاستعاره للنار

) ٦٥٦٦( برقم- ١٢٣

/ ١ج (-شرح العقيدة الواسطية ، وانظر وهو صحيح مشهور ) ٢٦٢٢(والترمذي برقم ) ٤٧٤١( برقم- ١٢٤ )٧٦ص / ١ج (-وت عليه الواسطية من املباحث املنيفة والتنبيهات اللطيفة فيما احت) ٢٨٧ص

١١٨

} وال يشفعون إال لمن ارتضى { : عن املشفوع له كما قال تعاىل رضا اهللا : الشرط الثاين وكم من ملك في السماوات ال تغنـي { : األنبياء وجيمع الشرطني قوله تعاىل ) ٢٨ ( اآلية

. النجم ) ٢٦ ( اآلية } إال من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضىشفاعتهم شيئا

١٤- خرجـس ف، بفضله سبحانه ورمحته ، اهللا تعاىل من النار أقواما بغري شفاعة ويأن نع بىن النقال « قال -صلى اهللا عليه وسلم -ع نار مالن من جرخفى قلبه يو إال الله ال إله

وزن شعرية من خير ويخرج من النار من قال ال إله إال الله وفى قلبه وزن برة من خيـر زفى قلبه وو إال الله قال ال إله نار مالن من جرخير ويخ ة منأخرجه البخاري ( .»ن ذر

. ١٢٥)ومسلم عن أيب الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن الورود فقال نجىء نحـن يـوم و

دعى األمم بأوثانهـا ومـا فت - قال -القيامة عن كذا وكذا انظر أى ذلك فوق الناس . كانت تعبد األول فاألول ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول من تنظرون فيقولون ننظر ربنـا

كمبا رقول أنفي . كإلي ظرنى نتقولون حلى ل . فيجتفي كحضي مقال -ه - بهـم طلقنفي مهان منسطى كل إنعيو هونبعتيمن -وؤم افق أونم - منهر جلى جسعو هونبعتي ا ثمورن

قني ثم ينجو المؤمنون فتنجو أول كالليب وحسك تأخذ من شاء الله ثم يطفأ نور المناف زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفا ال يحاسبون ثم الذين يلونهم كأضوإ نجم

حتى يخرج من النار من قال ال إله إال فى السماء ثم كذلك ثم تحل الشفاعة ويشفعون الله وكان فى قلبه من الخير ما يزن شعرية فيجعلون بفناء الجنة ويجعـل أهـل الجنـة

فى السيل ويذهب حراقه ثم يـسأل حتـى يرشون عليهم الماء حتى ينبتوا نبات الشىء . ١٢٦)أخرجه مسلم .(تجعل له الدنيا وعشرة أمثالها معها

إنى ألعلم آخر « : -صلى اهللا عليه وسلم - قال النبى - رضى اهللا عنه - وعن عبد الله جا منها وآخر أهل الجنة دخوال رجل يخرج من النار كبوا فيقول اللـه أهل النار خرو

فيأتيها فيخيل إليه أنها مألى فيرجع فيقول يا رب وجدتها مـألى . اذهب فادخل الجنة فاد بقول اذهة فينل الجألى . خا مهه أنل إلييخا فيأتيهـألى . فيا مهتدجو با رقول يفي

)٤٩٩( ومسلم برقم ) ٤٤( برقم- ١٢٥

اجلماعة من الناس: الزمرة = مجع حسكة وهى الشوكة الصلبة : احلسك ) = ٤٨٩( برقم - ١٢٦

١١٩

أو إن لك مثل عشرة أمثال . فيقول اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها صلى -فلقد رأيت رسول الله . »فيقول تسخر منى أو تضحك منى وأنت الملك . الدنيا

(. » ضحك حتى بدت نواجذه وكان يقال ذلك أدنى أهل الجنة منزلة -اهللا عليه وسلم .١٢٧)أخرجه البخاري ومسلم

، عن أنس قـال قـال ٠ فينشئ اهللا له أقواما فيدخلهم اجلنة يف اجلنة فضل ويبقى -١٥يدخل أهل الجنة الجنة فيبقى فيها ما شاء الله عز « -صلى اهللا عليه وسلم -رسول الله

لقا حنى خعا يالى لهعت شئ اللهنل فيجا وألهمى ي١٢٨) أخرجه أمحد(.»ت. ١٦- ونؤمن هم يوم القيامة، ويف اجلنة، كما قال تعـاىل برؤية املؤمنني رب : } ـوهجو

وكما تواترت األخبار ، }]٢٣، ٢٢/القيامة) [٢٣(إلى ربها ناظرة ) ٢٢(يومئذ ناضرة املؤمنني يرون رم يوم القيامة كما يرون بذلك عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم بأن

عن أبى هريرة قال قال أناس يا رسول الله هل ف يف رؤيته ، ال يضامون البدر القمر ليلة قالوا ال يا . »هل تضارون فى الشمس ليس دونها سحاب « نرى ربنا يوم القيامة فقال

قـالوا ال يـا . »هل تضارون فى القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب « قال . رسول الله ان يعبد فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك يجمع الله الناس فيقول من ك « قال . رسول الله

ـدبعكان ي نم عبتيو رالقم دبعكان ي نم عبتيو سمالش دبعكان ي نم عبتفي هبعتئا فلييش التى يعرفون فيقول الطواغيت وتبقى هذه األمة فيها منافقوها فيأتيهم الله فى غير الصورة

كمبا رأن . أتيهمفي اهفنرا عنبا رانا فإذا أتنبا رنأتيى يتا حنكانذا مه كوذ بالله منعقولون نفي كمبا رقول أنرفون فيعة التى يورفى الص الله .في رجس برضيو هونعبتا فينبر تقولون أن

منهول الله . »جسل « -صلى اهللا عليه وسلم -قال رساء الرعدو جيزي نل مفأكون أو ان أمدعك السومثل ش به كالليبو لمس لمس مئذ اللهموان يدعالس كوش متأيقالوا . »ا ر

فإنها مثل شوك السعدان غير أنها ال يعلم قدر عظمها إال اللـه « قال . بلى يا رسول الله مهمنله ومبع قوبالم مهمن الهممبأع اسالن طفخفت غ اللهى إذا فرتو حجني ل ثمدرخالم

من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرج ممن كان يشهد أن ال

مجع ناجذ وهو أقصى األضراس: النواجذ -احلبو : الكبو - ) ٤٧٩(ومسلم برقم ) ٦٥٧١( برقم- ١٢٧ضمن حديث عن )٧٣٥٤ومسلم برقم ) ٤٨٥٠( وهو يف البخاري برقم -وهو صحيح ) ١٢٨٧٧(م برق - ١٢٨

أيب هريرة

١٢٠

فونهم بعالمة آثار السجود وحرم الله علـى إله إال الله أمر المالئكة أن يخرجوهم فيعر النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود فيخرجونهم قد امتحشوا فيصب عليهم ماء يقـال

يل السيل ويبقى رجل مقبل بوجهه على النـار له ماء الحياة فينبتون نبات الحبة فى حم فيقول يا رب قد قشبنى رحيها وأحرقنى ذكاؤها فاصرف وجهى عن النار فال يزال يدعو

الله . ألنى غيسأن ت كتطيإن أع لكقول لعفيهر . هـرغي ـألكال أس تـكعزقول ال وفي .فيقول أليس قد . فيصرف وجهه عن النار ثم يقول بعد ذلك يا رب قربنى إلى باب الجنة

فيقـول لعلـى إن . فال يزال يدعو . دركزعمت أن ال تسألنى غيره ويلك ابن آدم ما أغ هرألنى غيست ذلك كتطيأع . هرغي ألكال أس تكعزقول ال وـود . فيهع مـن طى اللهعفي

ناب الجإلى ب هبقرفي هرغي ألهسأن ال ي اثيقومأن و اء اللـها شم كتا سا فيهأى مة فإذا رثم يقول أوليس قد زعمت أن ال تـسألنى غيـره . يسكت ثم يقول رب أدخلنى الجنة

فال يزال يدعو حتى . أشقى خلقك ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فيقول يا رب ال تجعلنى فيتمنـى . يضحك فإذا ضحك منه أذن له بالدخول فيها فإذا دخل فيها قيل تمن من كذا

. » فيقول له هذا لك ومثله معه فيتمنى حتى تنقطع به األمانى . ثم يقال له تمن من كذا .١٢٩) أخرجه البخاري(» قال أبو هريرة وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخوال

=====================

ال تتخـالفون وال : تـضارون =هلب النار واشتعاهلا : الذكاء ) =٤٦٩(ومسلم برقم ) ٦٥٧٣( برقم - ١٢٩

ظهرت العظاماحترقت جلودهم حىت : امتحشوا =مسىن وأهلكىن : قشبىن =تتجادلون ىف صحة النظر

١٢١

:حقائق هامة عن البعث والنشور

:البعث ضرورة شرعية وعقلية -* ى ، فإذا كان كذلك، فـإن مسم حمددة يف الدنيا إىل أجل لغاية إن اهللا خلق اخللق : أوال

وجيـازي ، من املفسد اهللا املصلح الدنيا ال ميكن أن تكون آخر املطاف، حىت يعلم احلياة} عـون أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لـا ترج {: كال بعمله ، قال اهللا تعاىل

.سورة املؤمنون) ١١٥( سوف ميوتون ويبعثون ليوم جيازون الرساالت السماوية مجيعا على أن الناس اتفاق: ثانيا

. واجلزاء على حقيقة البعث األرضية تقومبل وحىت األديان. فيه على أعماهلم عملـه ان جزاء أخرى يلقى فيها اإلنس الناس قدميا وحديثا بوجود حياة كل شعور: ثالثا

املوجودة يف نفس اإلنسان هـي وهذه الغريزة . الذي قام به يف هذه الدنيا من خري أو شر اليت جتعله يعرف اخلري باجلملة وحيب فعله ،ويعرف الشر كذلك ويكر فهذا . فعله وفاعله ه

اإلنسان من إحساس ينبعث الشعور يستحيل و ،ى فيها على عمله بوجود حياة أخرى جياز أن يتفقيكون مث، على ذلك الناس قاطبة شعور منطلق ايتذلك و خيال وه وهم .

كذلك حىت م حىت املوت، ومظلومني بقوا على حاهل يف حياتنا الدنيا ظاملني نشاهد: رابعا ايةم ، فإذا كانتآخر حيا حكمة و ذلك عدال فهل يكون، املطاف احلياة الدنيا هي ! !

على منهم يظل، وكل ومؤمنين في الأرض كفارا كما أننا نشاهد ى بينـهم أن يسو من العدل فهل - أعماهلم يف احلياة الدنيا مع اختالف - حىت مماته حاله

بأن يكون املوتبعده الرواية وال شيء هو ختام ! ! . ن آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين فـي الـأرض أم أم نجعل الذي { : قال اهللا تعاىل

أم حسب الذين اجترحـوا {: وقال تعاىل ، سورة ص ) ٢٨(} نجعل المتقني كالفجار محياهم ومماتهم سـاء مـا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء

.سورة اجلاثية) ٢١(} يحكمون : البعث إمكان*

١٢٢

، عن إنكـاره عاقل يعجز حبيث وهي من القوة ، على إمكان البعث األدلة لقد تضافرت :ومن األدلة على ذلك . يف النفوس متقررة البعث قضية ألن١- عاىل عن الرسل السابقة من اهللا ت األخبار الكرام ، فقد اتفقت على الرساالت مجيع قال اهللا تعاىل. ذلك ال حمالة بعد موم وأنه تعاىل فاعل على إعادة اخللق اهللا تعاىل قادر أنما عملتم وذلك على زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن ب {:

سريم {: وقال اهللا تعاىل ، سورة التغابن ) ٧(} الله يـوإلى ي كمنعمجلي وإال ه ال إله الله .سورة النساء) ٨٧(} القيامة ال ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا

ذلك الشيء ال يعجزه أن يعيد ابتداء و إجياده من العدم يء القادر على فعل الش أن -٢ أن يفـين ومن فيهن ابتداء أ فيعجزه السماوات واألرض فاهللا تعاىل هو فاطر . بعد عدمه

هذلك مث يعيد! !

وله المثل الـأعلى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه {: لذا قال اهللا تعاىل كيمالح زيزالع وهض والأرات واوم{: وقال تعاىل ، سورة الروم ) ٢٧(} في الس مـوي

ني نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعل . سورة األنبياء) ١٠٤(}

فالقادر. فيرتل اهللا تعاىل املاء فتنمو وختضر ، ال حياة فيها هامدة األرض تكون إن -٣ومن آياته أنك تـرى الـأرض {: قال اهللا تعاىل . على إحياء املوتى على إحيائها قادر

اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء ء قديريطفة { : ، وقال تعاىل سورة فصلت ) ٣٩(} شن من اهلقنا خان أنسالإن ري لمأو

بنيم صيمخ و٧٧(فإذا ه ( نثلا وا ملن برضو ميمر هيو يي العظامحي نقال م لقهخ سي)٧٨ ( ليملق عبكل خ وهة ورل ما أوأهشا الذي أنييهحقل ي)٧٩ ( من ل لكمعالذي ج

الذي خلق السماوات والـأرض أوليس) ٨٠(الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ليمالع لاقالخ وهلى وب ممثله لقخلى أن يقول ) ٨١(بقادر عئا أن ييش ادإذا أر هرا أممإن

) ٨٣(إليـه ترجعـون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شـيء و ) ٨٢(له كن فيكون . }]٨٣-٧٧/يس[

===============

١٢٣

:مثرات اإلميان باليوم اآلخر • .ملا كان اإلميان باليوم اآلخر أحد أصول اإلميان الستة اليت ال يصح إميان مسلم بدوا

واجتنـاب ) عز و جل (ولـمـا لذلك اإلميان من أثر يف حياة املسلم وطاعته ألوامر اهللا نواهيه، وملا لـــه من أثر يف صالح القلوب وصالح النـاس وسـعادم يف الـدنيا واآلخرة، وملا يف نسيان ذلك اليوم العظيم والغفلة عنه من خطـر علـى حيـاة النـاس

فال غرابة إذن أن يرد ذكر هذا اليوم كثريا يف القرآن الكرمي ، حىت ال تكـاد .. ومصريهم .لو منه صفحة من صفحاتهخت

وإذا كان الكتاب والسنة قد اهتما غاية االهتمام بتفاصيل ذلك اليوم املشهود، وبـأحوال .هذا النبأ العظيم؛ فإنه من احلمق واجلهل أال تم مبا اهتم به الوحيان

جـوده قـضية و : إن أعـظــم قـضـيـة جيب أن ينشغل ا كل واحد منا هـي وحياته والغاية منها، وقضية مستقبله ومصريه وشقائه وسعادته، فال جيوز أن يتقدم ذلـك

وكل خطب سواه حقري، وأفدح . شيء مهما كان، فكل أمر دونه هني أعظم وهل هناكـه وأهله، وخيسر مع ذلك سعادته وسعادتهم، فماذا من أن خيسر اإلنسان حـيـاتــ

فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا {: يبقى بعد ذلك؟ قال تعاىل بنيان المرسالخ وه ة ألا ذلكامالقي موي ليهمأهو مهوقـال . سورة الزمر ) ١٥(} أنفس

ليها خاشعني من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الـذين وتراهم يعرضون ع {: تعاىل آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمني في عذاب

.سورة الشورى ) ٤٥(} مقيم :وضوع تتجلى فيما يليوأمهية هذا امل

انفتاح الدنيا الشديد على كثري من الناس يف هذا الزمان وما صحب ذلك من مكـر -١الليل والنهار بأساليب جديدة ودعايات خبيثة تزين الدنيا يف أعني الناس وتصدهم عـن

مـن اإلميـان -صلى اهللا عليه وسـلم -اآلخرة، ومع ما كان عليه صحابة رسول اهللا فقد كان حيذرهم من االغترار بالدنيا وضرورة االستعداد لآلخرة، مع أن الدنيا والتقوى،

مل تنفتح عليهم مثل اليوم، فـــال شك وال ريب أننا أحوج منـهم بكـثري إىل أن .نتذكر اآلخرة ويذكر بعضنا بعضا، بعظمة شأا وأمهية االستعداد هلا

١٢٤

ـاس للـدنـيا، ولقد ترتب علـى ذلـك أن ركون كـثـيـر مـــن الـن -٢، وإذا قــــــرأ )عز وجـل (قست القلوب، وحتجرت األعني، وهجر كتاب اهللا

أحدنا القرآن قرأه بقلب اله، فأنى ملثل ذلك القلب أن خيشع لذكر اهللا؟ وأنى لعينيـه أن فقـل اخلاشـعون تـدمــــع خوفا من اهللا، وقد انعكس ذلك علـى الـصالة ،

.واهللا املستعان.. واملطمئنون فيها ملا يف تذكر ذلك اليوم ومشاهده العظيمة من حث على الـعـمـــل الصاحل ، -٣

واملبادرة لفعل اخلريات وترك املنكرات ، بل ما تكاسل املتكاسلون يف عمل الـصاحلات لة عن اآلخرة واالنـشغال عنـها، يقـول سواء الواجب منها واملسنون إال بسبب الغف رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكـر {: تعالـى فـي وصــف عباده الصاحلني

ارصالأبو فيه القلوب قلبتا تموافون يخكاة ياء الزإيتلاة وإقام الصسـورة ) ٣٧(} الله وأمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو {: نــور ، وقال تعاىل ال

} رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألبـاب .سورة الزمر) ٩(ــا ظهر يف عصرنا اليوم من املشكالت املعقدة واألمراض املزمنـة، الـيت -٤ لـمـ

نشأت عنها األمراض النفسية املتنوعة من القلق واالكتئاب، اللذين يؤديان غالبا إىل حياة .البعد عن اهللا تعاىل، وعن تذكر اليوم اآلخر: يائسة، ومن أسباب ذلك

متيز به زماننا اليوم من كثرة املظامل يف بعض اتمعات واعتداء الناس بعـضهم ملا -٥على بعض، من أكل ألموال غريهم بدون وجه حق، وكذلك النيل من األعراض، واحلسد والتباغض، والفرقة واالختالف، وخباصة بني بعض الدعاة وطلبة العلم، وال شك أنـه ال

ـر الوقـوف بني يدي اللـه شيء عالجـا ) عز وجل ( مثل تذكر اليوم اآلخر، وتذك .لتلك األمراض

وملا كان الركون إىل الدنيا والغفلة عن اآلخرة من أعظم األسباب يف وهن النفـوس -٦ يف وضعفها كان ال بد من التذكري املستمر بذلك اليوم ،وما فيه من نعيم أو جحيم، ألن

هذا التذكري أكرب األثر يف نشاط اهلمم وعدم االستسالم للوهـن واليأس رجـاء ثـواب .وما أعده للمجاهدين يف سبيله الداعني إليه) عز وجل(اللـه

١٢٥

٧- ذه اجلانب العظيم من التربية مما له األثـر وملا قل يف برامج الدعوة والتربية االعتناء ري يف االستقامة على اجلادة ، والدعوة إىل اهللا على بصرية، ولكن نرى مـن بعـض الكب

املهتمني بالدعوة من يستهني ذا اجلانب العظيم حىت صار بعضهم يقلل من أثر التذكرة مع .. إخل… إن هذا األمر يغلب عليه الوعظ أو هذا مقال عاطفي وعظي : باآلخرة بقوله

يرى جبالء جانـب -صلى اهللا عليه وسلم-وسنة رسوله ) سبحانه(أن املتأمل لكتاب اهللا نسأل اهللا أن يهدينا مجيعـا .. الوعظ بارزا بالربط بني الدنيا واآلخرة والثواب والعقاب

.،وأن يوفقنا لالقتداء بالسنة والسري على جها : باليوم اآلخراآلثار املرجوة لليقني

إن يف اليقني باليوم اآلخر وأنبائه العظيمة آلثارا واضحة ومثارا طيبة، البد أن تظهر يف قلب العبد وعلى لسانه وجوارحه، ويف حياته كلها، ولكن هذا اليقني وحده ال يكفي حـىت

قينه باليوم اآلخـر ينضم إليه الصرب وجماهدة الشهوات والعوائق، ألن الواحد منا ـ مع ي .وأهواله ـ يرى يف حياته أن مثرات هذا اليقني ضعيفة، فالبد إذن من سبب هلذا األمر

:وهناك مثرات كثرية لإلميان باليوم اآلخر ومنها :واملتابعة للرسول صلى اهللا عليه وسلم ) عز وجل( اإلخالص هللا -١

األكرب، ال تلقاه إال حريصا على أعماله، خائفا يوم الفزع ) عز وجل (إن املوقن بلقاء اهللا من كل ما حيبطها من أنواع الشرك األكرب أو الشرك األصغر، حيث إن الشرك األكـرب حيبط مجيع األعمال، فتصري هباء منثورا، والشرك األصغر حيبط العمل الذي حصل فيه هذا

واملن، وطلب اجلاه والشرف يف الدنيا، فكلما النوع من الشرك كيسري الرياء، والعجب، كان العبد موقنا بلقاء ربه كان منه احلرص الشديد على أال تضيع منه أعماله الصاحلة يف موقف القيامة، يوم أن يكون يف أشد األوقات حاجة إليها؛ ولذلك فهو جياهـد نفـسه

أن ينفعه ا، كما ) عز وجل (لعل اهللا ) تعاىل( حبماية أعماله يف الدنيا باإلخالص فيها هللا صـلى -جيعل العبد يف أعماله كلها متبعا للرسول ) عز وجل (أن اليقني بالرجوع إىل اهللا

ال يقبل من العمل إال ما كان ) عز وجل ( غري مبتدع وال مبدل؛ ألن اهللا -اهللا عليه وسلم إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد قل ((-):تعاىل(خالصا صوابا، قال

١٢٦

: الكهـف )) [فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمال صالحا وال يشرك بعبادة ربه أحدا ١١٠.[

:ا وطمأنينة القلب وسالمته احلذر من الدنيا والزهد فيها والصرب على شدائده-٢إذا أكثر العبد ذكر اآلخرة، وكانت منه دائما على بال، فإن الزهد يف الدنيا واحلذر منها ومن فتنتها سيحالن يف القلب، وحينئذ ال يكترث بزهرتها، وال حيزن على فواـا، وال

ولا تمـدن {: فتنهم فيها، قال تعاىل ميدن عينيه إىل ما متع اهللا به بعض عباده من نعم لي ـريخ ـكبر قرزفيه و مهفتنا لننياة الدية الحرهز مهنا ماجوا به أزنعتا مإلى م كينيع

طيبة سورة طـه ، وهذه الثمرة يتولد عنها بدورها مثار أخرى مباركة ) ١٣١(} وأبقىالقناعة، وسالمة القلب من احلرص واحلسد والغل والشحناء؛ ألن الـذي يعـيش : منها

بتفكريه يف اآلخرة وأنبائها العظيمة ال مه الدنيا الضيقة احملدودة، مع مالحظة أن إميـان يف أكنافها؛ املسلم باليوم اآلخر وزهده يف الدنيا ال يعين انقطاعه عنها وعدم ابتغاء الرزق

وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحـسن {): تعاىل(يقول فسدينالم حبلا ي ض إن اللهفي الأر ادغ الفسبلا تو كإلي الله نسا أحسورة ) ٧٧(} كم

القصص أيضا من هذا الشعور، الراحة النفسية والسعادة القلبية ،وقوة االحتمال والصرب كما يتولد

من األجر والثواب، وأنه ) عز وجل (على الشدائد واالبتالءات، ذلك للرجاء فيما عند اهللا لذي مهما جاء من شدائد الدنيا فهي منقطعة وهلا أجل، فهو ينتظر الفرج ويرجو الثواب ا

وال تهنوا في ابتغاء القـوم إن {): تعاىل(، قال )عز وجل (ال ينقطع يوم الرجوع إىل اهللا تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما ال يرجون وكان الله عليما

نساء ، وما إن يفقد القلب هذه املعاين حىت خييم عليـه اهلـم سورة ال ) ١٠٤(} حكيماوالتعاسة، ومن هنا ينشأ القلق واالنزعاج والضيق واحلزن، أما ذاك الذي عرف الدنيا على حقيقتها، وامتأل قلبه م اآلخرة وأنبائها، فإن نفسه ال تذهب على الدنيا حـسرات، وال

يف طلبها، وال يأكل قلبه الغل واحلسد والتنافس فيها، وال يقل صربه وال تنقطع نفسه هلثا عـز (جيزع قلبه عند احملن والشدائد، ومهما حرم يف هذه الدنيا الفانية ، فهو يعلم أن هللا

أن ولولـا { ): تعاىل(يف ذلك احلكمة البالغة، وهو يرجو األجر يوم القيامة، قال ) وجل

١٢٧

يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها مـا وزخرفا وإن كل ذلك ل ) ٣٤(ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون ) ٣٣(يظهرون

قنيتللم كبر دة عنالآخرا ويناة الديالح اعت٣٥-٣٣/الزخرف[}) ٣٥(م.[ ٣- باألعمال الصاحلة وأنواع القربات التزود ،بالتوبـة املعاصي واملبـادرة واجتناب

:واالستغفار .فة الفوات أسرع السري خماعلى الطريق إذا خاف ، والسائر راج خائف فهو

-صلى اهللا عليه وسلم -عن بكير بن فيروز قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله ـ « نة الله الجة أال إن سلعة الله غاليزل أال إن سلعنلغ المب لجأد نمو لجأد افخ نة م « .١٣٠)أخرجه الترمذي(كما جعل الرجاء ألهل األعمال الـصــالـحة، فكـذلك جعـل ) سبحانه( وهو

اخلوف لم أن الرجاء ألهل األعمال الصاحلة، فع به العمـل، النافع ما اقـتـرن واخلوف ن هـم بآيـات والـذي ) ٥٧(إن الذين هم من خشية ربهم مـشفقون ): ((تعاىل(قال

والذين يؤتون ما ) ٥٩(والذين هم بربهم ال يشركون ) ٥٨(ربــهــــم يؤمنون أولئك يـسارعون فـي ) ٦٠(آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربــهـــم راجعون

].٦١ -٥٧: املؤمنون)) [قوناخليرات وهم لها ساب بىالن جوة زائشأن ع انىدمب الههن وعيد بن سن بمحد الربع نصـلى اهللا عليـه -ع

والذين يؤتون ما ( عن هذه اآلية -صلى اهللا عليه وسلم - قالت سألت رسول الله -وسلمال يا بنـت « قالت عائشة أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال ) وقلوبهم وجلة آتوا

مهـل مـنقبافون أن ال يخي مهقون ودصتيلون وصيون وومصي الذين مهلكنيق ودالص .١٣١ )أخرجه الترمذي( »ين يسارعون فى الخيرات وهم لها سابقون أولئك الذ

األشقيــاء ، ووصـف مع اخلـوف السـعادة باإلحسان أهل وصف سبحانه واهللا) ٥٧(إن الذين هم من خشية ربهم مـشفقون { :قال تعاىل . ١٣٢ مع األمن باإلسـاءة

والـذين ) ٥٩(والذين هم بربهم لا يـشركون ) ٥٨(ذين هم بآيات ربهم يؤمنون وال

سار ليال: أدجل = وهو صحيح ) ٢٦٣٨( برقم - ١٣٠ وهو صحيح ) ٣٤٧٥( برقم- ١٣١ .٥٨، ٥٧ اجلواب الكايف، ص - ١٣٢

١٢٨

أولئك يسارعون في الخيرات ) ٦٠(يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون إن الذين آمنـوا : ((وقــال تعـالـى ، ]٦١-٥٧/املؤمنون[(٦١(قون وهم لها ساب

حـيمر غفور اللهالله و تمحون رجري لئكبيل الله أووا في سداهجوا وراجه الذينو (( ].٢١٨: البقرة[ : يف سبيله إىل اهللا عز وجل واجلهاد الدعوة-٤وأثرمها ، واألعمال الصالـحـــــة من أفضل القربات ماإ يف إنقاذ الناس عظيم

ومن أحسن قوال ممن دعا إلـى الله : (( تعاىل قال إىل النور، بإذن رم من الظلمات لمنياملس ني منقال إنالحا وــمــــل ص ]٣٣: فصلت)) [ وع

الكالم اإلخالص؛ فإن حقيقة: الزهد يف احلياة الدنيا، وفيه أيضا حقيقة: اجلهاد أيضا يف و وال يف سبيل املال الرياسة اهللا، ال يف سبيل يف سبيل فيمن جاهد ، ة، وال يف سبيل احلمي ..

ا، وأعظـم اهللا هي العلي كلمة ه هللا، ولتكون كل ليكون الدين وهذا ال يكون إال ملن قاتل إن اللـه { : تعـاىل للمـعـبـود، كما قال النفس واملال تسليم: مراتب اإلخالص

اشترى من المؤمنني أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل اللـه فيقتلـون ه حليا عدعلون وقتيوا وشربتالله فاس ده منهفى بعأو نمآن والقرجيل والإناة وروا في التق

ظيمالع زالفو وه ذلكبه و متعايالذي ب عكميون ) ١١١(ببامـدون الحابـدون العائبالتالساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكـر والحـافظون السائحون الراكعون

مننيؤر المشبود الله ود١١٢-١١١/التوبة[})١١٢(لح.[ الناس لـرب الفساد وتعبيد وحماربة ، يف سـبيل اهللا عز وجل يف احلديث عن اجلهاد و"

العاملني أكرب على الذين يرون رد باليوم أن الـتـعـلــــق لـه اآلخر واالستعداد يأسـن احلياة ها، وترك بالنفس وعيوب الدنيا ألهلها، واالشتغال ، وترك الناس يعين اعتزال

ت من الرزق قل قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبا {:قال تعاىل .هافيها أهل } هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل اآليات لقوم يعلمون

سورة األعراف) ٣٢( اهللا يف اآلخرة؛ وهو يعي حقيقة أحد من لقاء فما يستيقن يف هـذه هذا الدين، مث يعيش

، هذه احلياة الـدنيا املسلم إمنا يزاول . والفساد سلبيا أو متخلفا أو راضيا بالشر يـاةاحل

١٢٩

وهو يشعر منها وأعل أنه أكرب بطيبات ى، ويستمتع ها أو يزهد ا حالل فيها وهو يعلميف أ حىت ذى والتضحية والظلم حمتمال األ والفساد الشر ويكافح ،. له يوم القيامة الدنيا خالصة

، وأن اآلخرة أن الدنيا مزرعة إنه يعلم من دينه ، يف اآلخرة لنفسه م، وهو إمنا يقد الشهادة ليس هنالك طريق زهيدة بالدنيا، وأن الدنيا صغرية لآلخرة ال مير اهللا نعمـة ، ولكنها من

منها إىل نعمةاليت جيتاز ١٣٣" ى اهللا الكرب ٥-ا اجتناب ى صورهلظلم بشت:

من نظرا لكثرة الظلم والشحناء بني املسلمني يف عصرنا احلاضر، وأنه ال شيء مينع النفس بالرجوع إىل اهللا عز وجل، وإعطاء كـل كاليقني: ظلم غريها يف نفس أو مال أو عرض

حقه، وإنصاف ذي حق املظلوم ممن ظلمه، فإذا تذكر العبد هذا املوقف الرهيب، العصيب ة فلا {: تعاىل عند اهللا شيء، كما قال وأنه ال يضيعامم القيوط ليالقس ازينوالم عضنو

اسـبنيـا حكفى بنا وا بهنيل أتدرخ نة مبإن كان مثقال حئا ويش فسن ظلم٤٧(} ت (} وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما { : اىلتع وقوله ،سورة األنبياء

بتحققها فـال هذه املواقف واتعظ ذه اآليات، وأيقن سورة طـه ، إذا تذكر ) ١١١(شك أو ل أو ما من ظلمهم يف دم يف حقوق اخللق، واحلذر ه من التهاون أن ذلك سيمنع

وأ عرض، خاصة العباد مبنية ن حقوق ة واحلرص على املشاح مـن على استيفاء احلـق عند أمه ى العبد فيه أن يكون له مظلمة الذي يتمن األعظم يف يوم اهلول اخلصم، وبالذات

أن التقاضي هنالـك لـيس وأبيه وصاحبته وبنيه، فضال عن غريهم من األباعد، ومعلوم قـال - رضى اهللا عنه -عن أبى هريرة . سنات والسيئات ولكن باحل ،بالدينار والدرهم من كانت له مظلمة ألحد مـن عرضـه أو « - صلى اهللا عليه وسلم -قال رسول الله

مهال درو اركون دينل أن ال يقب ، موالي همن للهحتء فليىأخذ ش الحل صمع إن كان له ،» منه بقدر مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمـل عليـه

« قـال -صلى اهللا عليه وسلم - عن أبى هريرة أن رسول الله و.١٣٤)أخرجه البخاري (دأت فلسا المون مر« . اعتال مو له مهال در نا مفين فلسفقال . قالوا الم » فلـسإن الم

.٦اليوم اآلخر يف ظالل القرآن، ص انظر - ١٣٣ )٢٤٤٩(برقم- ١٣٤

١٣٠

من أمتى يأتى يوم القيامة بصالة وصيام وزكاة ويأتى قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال ذا وه ـتاته فـإن فنينسح ذا منهاته ونسح ذا منطى هعذا فيه برضذا وه مد فكس

حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طـرح فـى النـار .١٣٥)أخرجه مسلم(»ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) ٣٠(ك ميت وإنهم ميتون إن {: قال تعاىل و . }]٣١، ٣٠/الزمر) [٣١( : بشريعة اهللا بني الناس باحلكم واأللفة األمن واالستقرار حصول-٦ باآلخرة واجلزاء واحلساب، ال شك باهللا عز وجل واليقني بني أهله اإلميان جمتمعا يسود إن

أنه جمتمع ه احملبة تسود ويعم سبحانه سيجعل تعظيم اهللا ؛ ألن ه السالم ال هـذه النفـوس ه، وهـذا بـدوره إال حلكم االستسالم بديال، وال تقبل عز وجل اهللا ترضى بغري شرع

سي تمعات واألمان ضفي األمنيـوم اهللا وخيـافون ها خيافون ن أهل ، أل على مثل هذه ا فـال : اإلسالم الفاضلة إال بأخالق اهللا، وال تعامل إال لشرع الفصل واجلزاء، فال حتاكم

أو من يظلـم املسلمة يف اتمعات ، وال يعين هذا أنه ال يوجد وال ظلم وال غش خيانةى هذه املعاصي تبق الراشدة، لكنوال اخلالفة النبوة منه عصر، فهذا مل يسلم أو يغشخيون الدين واخلوف هم وازع وحدوده، إذا مل يردع عز وجل اهللا ها حبكم أفراد ب، يؤد فردية

الفردية من اهللا، واحلاالت م {:، قال تعاىل عامة تلك ليستهانوا إميلبسي لموا ونآم الذينيا أيهـا {: ، وقال تعاىل سورة األنعام ) ٨٢(} ئك لهم األمن وهم مهتدون بظلم أول

ـبنيم وـدع لكـم هطان إنيات الشطووا خبعتلا تلم كافة ولوا في السخوا ادنآم الذين)٢٠٨ ( ا جد معب من مللتفإن ز كيمح زيزع وا أن اللهلمفاع اتنيالب كماءت)١٣٦})٢٠٩ .. ]٢٠٩، ٢٠٨/البقرة[

)٦٧٤٤( برقم- ١٣٥

زهم ويفردهم ، ويصلهم باهللا الذي ذا الوصف احملبب إليهم ، والذي ميي . إا دعوة للمؤمنني باسم اإلميان - ١٣٦ . .دعوة للذين آمنوا أن يدخلوا يف السلم كافة . . يدعوهم

. وأول مفاهيم هذه الدعوة أن يستسلم املؤمنون بكليام هللا ، يف ذوات أنفسهم ، ويف الصغري والكبري من أمرهم -شعور ، ومن نية أو عمل ، ومن رغبة أو رهبة أن يستسلموا االستسالم الذي ال تبقى بعده بقية ناشزة من تصور أو

.، ال ختضع هللا وال ترضى حبكمه وقضاه

١٣١

االستسالم لليد اليت تقود خطاهم وهم واثقون أا تريد ـم اخلـري . استسالم الطاعة الواثقة املطمئنة الراضية - .والنصح والرشاد؛ وهم مطمئنون إىل الطريق واملصري ، يف الدنيا واآلخرة سواء

وهي دعوة توجه يف كل حني للذين آمنوا؛ ليخلصوا ويتجردوا؛ وتتوافق خطرات نفوسهم واجتاهات مشاعرهم - .مع ما يريد اهللا م ، وما يقودهم إليه نبيهم ودينهم ، يف غري ما تلجلج وال تردد وال تلفت

مل كله ثقة واطمئنان ، وكله رضى عا. واملسلم حني يستجيب هذه االستجابة يدخل يف عامل كله سلم وكله سالم سالم . سالم مع العقل واملنطق . سالم مع النفس والضمري . ال حرية وال قلق ، وال شرود وال ضالل . واستقرار

وسالم يظلل احلياة . سالم يرف يف حنايا السريرة . سالم مع الوجود كله ومع كل موجود . مع الناس واألحياء .رض وسالم يف السماء سالم يف األ. واتمع

. .وأول ما يفيض هذا السالم على القلب يفيض من صحة تصوره هللا ربه ، ونصاعة هذا التصور وبساطته يتجه إليه املسلم وجهة واحدة يستقر عليها قلبه؛ فال تتفرق به السبل ، وال تتعدد به القبـل؛ وال . إنه إله واحد -

إمنا هو إله واحد يتجه إليه يف ثقة ويف طمأنينة -ما كان يف الوثنية واجلاهلية ك -يطارده إله من هنا وإله من هناك .ويف نصاعة ويف وضوح

وقد أمن . فإذا اجته إليه املسلم فقد اجته إىل القوة احلقة الوحيدة يف هذا الوجود . . وهو إله قوي قادر عزيز قاهر -. أو خياف شيئا ، وهو يعبد اهللا القوي القادر العزيز القاهر ومل يعد خياف أحدا . كل قوة زائفة واطمأن واستراح

.وال يطمع يف غري من يقدر على احلرمان والعطاء . ومل يعد خيشى فوت شيء وليس كآهلة . وهو إله عادل حكيم ، فقوته وقدرته ضمان من الظلم ، وضمان من اهلوى ، وضمان من البخس -

ومن مث يأوي املسلم من إهله إىل ركن شديد ، ينال فيه العدل والرعاية . والشهوات الوثنية واجلاهلية ذوات الرتوات .واألمان

. جييب املضطر إذا دعاه ويكـشف الـسوء . غافر الذنب وقابل التوب . منعم وهاب . وهو رب رحيم ودود - فاملسلم يف كنفه آمن آنس ، سامل غامن ، مرحوم إذا ضعف ، مغفور له مىت تاب

ميضي املسلم مع صفات ربه اليت يعرفه ا اإلسالم؛ فيجد يف كل صفة ما يؤنس قلبه ، وما يطمئن روحه ، وهكذا وما يضمن معه احلماية والوقاية والعطف والرمحة والعزة واملنعة واالستقرار والسالم

وبـني . ق والكون كذلك يفيض السالم على قلب املسلم من صحة تصور العالقة بني العبد والرب ،وبني اخلال -وهذا اإلنسان خملوق قصدا ، . فاهللا خلق هذا الكون باحلق؛ وخلق كل شيء فيه بقدر وحكمة . . الكون واإلنسان

وهو كرمي . وغري متروك سدى ، ومهيأ له كل الظروف الكونية املناسبة لوجوده ، ومسخر له ما يف األرض مجيعا والكون من حوله صديق مأنوس ، تتجاوب روحه . معينه على هذه اخلالفة واهللا. على اهللا ، وهو خليفته يف أرضه

وهو مدعو إىل هذا املهرجان اإلهلي املقام يف السماوات واألرض ليتماله . مع روحه ، حني يتجه كالمها إىل اهللا ربه األصدقاء املدعوين وهو مدعو للتعاطف مع كل شيء ومع كل حي يف هذا الوجود الكبري ، الذي يعج ب. ويأنس به

!والذي يؤلفون كلهم هذا املهرجان! مثله إىل ذلك املهرجان والعقيدة اليت تقف صاحبها أمام النبتة الصغرية ، وهي توحي إليه أن له أجرا حني يرويها من عطش ، وحـني -

عقيدة تسكب يف . كرمية هي عقيدة مجيلة فوق أا عقيدة. . يعينها على النماء ، وحني يزيل من طريقها العقبات .روحه السالم؛ وتطلقه يعانق الوجود كله ويعانق كل موجود؛ ويشيع من حوله األمن والرفق ، واحلب والسالم

١٣٢

واالعتقاد باآلخرة يؤدي دوره األساسي يف إفاضة السالم على روح املؤمن وعامله؛ ونفي القلق والسخط والقنوط -. .

. . ذه األرض؛ واجلزاء األوىف ليس يف هذه العاجلة إن احلساب اخلتامي ليس يف هفال ندم على اخلري واجلهاد يف سـبيله إذا مل . إن احلساب اخلتامي هناك؛ والعدالة املطلقة مضمونة يف هذا احلساب

اه وال قلق على األجر إذا مل يوف يف هذه العاجلة مبقاييس الناس ، فسوف يوف . يتحقق يف األرض أو مل يلق جزاءه وما . وال قنوط من العدل إذا توزعت احلظوظ يف الرحلة القصرية على غري ما يريد ، فالعدل ال بد واقع . مبيزان اهللا

.اهللا يريد ظلما للعباد بال حترج . واالعتقاد باآلخرة حاجز كذلك دون الصراع انون احملموم الذي تداس فيه القيم وتداس فيه احلرمات -

وهذا التصور من شأنه أن يفيض السالم . ك اآلخرة فيها عطاء ، وفيها غناء ، وفيها عوض عما يفوت وال حياء فهناعلى جمال السباق واملنافسة؛ وأن خيلع التجمل على حركات املتسابقني؛ وأن خيفف السعار الذي ينطلق من الشعور

!بأن الفرصة الوحيدة املتاحة هي فرصة هذا العمر القصري احملدود أن ترفعه - وال شك -من شأا . . رفة املؤمن بأن غاية الوجود اإلنساين هي العبادة ، وأنه خملوق ليعبد اهللا ومع

فهو يريد العبادة . ترفع شعوره وضمريه ، وترفع نشاطه وعمله ، وتنظف وسائله وأدواته . إىل هذا األفق الوضيء فأوىل . و يريد العبادة باخلالفة يف األرض وحتقيق منهج اهللا فيها بنشاطه وعمله؛ وهو يريد العبادة بكسبه وإنفاقه؛ وه

به أال يغدر وال يفجر؛ وأوىل به أال يغش وال خيدع؛ وأوىل به أال يطغى وال يتجرب؛ وأوىل بـه أال يـستخدم أداة .مدنسة وال وسيلة خسيسة

فهو بالغ هدفه من . لصعب من األمور وأوىل به كذلك أال يستعجل املراحل ، وأال يعتسف الطريق ، وأال يركب ا . .العبادة بالنية اخلالصة والعمل الدائب يف حدود الطاقة

. ومن شأن هذا كله أال تثور يف نفسه املخاوف واملطامع ، وأال يستبد به القلق يف أية مرحلة من مراحل الطريق ي صعدا إىل اهللا يف كل نشاط ويف كل فهو يعبد يف كل خطوة؛ وهو حيقق غاية وجوده يف كل خطرة ، وهو يرتق

.جمال وما يسكبه هذا الشعور يف روحه مـن . . وشعور املؤمن بأنه ميضي مع قدر اهللا ، يف طاعة اهللا ، لتحقيق إرادة اهللا

الطمأنينة والسالم واالستقرار؛ واملضي يف الطريق بال حرية وال قلق وال سخط على العقبات واملشاق؛ وبال قنوط ومن مث حيس بالسالم يف روحه حىت وهـو . . ن اهللا ومدده؛ وبال خوف من ضالل القصد أو ضياع اجلزاء من عو

فهو إمنا يقاتل هللا ، ويف سبيل اهللا ، وإلعالء كلمة اهللا؛ وال يقاتل جلاه أو مغنم أو نزوة أو . يقاتل أعداء اهللا وأعداءه .عرض ما من أعراض هذه احلياة

فال صدام وال خصام . قانونه قانونه ، ووجهته وجهته . ي على سنة اهللا مع هذا الكون كله كذلك شعوره بأنه ميضوقوى الكون كله تتجمع إىل قوته ، وتدي بالنور الذي يهتدي به ، وتتجه . ، وال تبديد للجهد وال بعثرة للطاقة

.إىل اهللا وهو معها يتجه إىل اهللا ال تتجاوز الطاقة؛ وال تتجاهل . ى املسلم كلها من الفطرة ولتصحيح الفطرة والتكاليف اليت يفرضها اإلسالم عل -

طبيعة اإلنسان وتركيبه؛ وال مل طاقة واحدة من طاقاته ال تطلقها للعمل والبناء والنماء؛ وال تنسى حاجة واحدة

١٣٣

ال حيـار وال يقلـق يف ومن مث . . من حاجات تكوينه اجلثماين والروحي ال تلبيها يف يسر ويف مساحة ويف رخاء .حيمل منها ما يطيق محله ، وميضي يف الطريق إىل اهللا يف طمأنينة وروح وسالم . مواجهة تكاليفه

واتمع الذي ينشئه هذا املنهج الرباين ، يف ظل النظام الذي ينبثق من هذه العقيدة اجلميلة الكرمية ، والضمانات - .كلها مما يشيع السلم وينشر روح السالم . .اليت حييط ا النفس والعرض واملال

هذا اتمع الذي حققه اإلسالم مرة يف أرقى وأصفى . هذا اتمع املتواد املتحاب املترابط املتضامن املتكافل املتناسق مث ظل حيققه يف صور شىت على توايل احلقب ، ختتلف درجة صفائه ، ولكنه يظل يف مجلته خريا من كـل . صوره

!تمع آخر صاغته اجلاهلية يف املاضي واحلاضر ، وكل جمتمع لوثته هذه اجلاهلية بتصوراا ونظمها األرضيةجم حيث تذوب فيها األجناس واألوطـان ، واللغـات - آصرة العقيدة - هذا اتمع الذي تربطه آصرة واحدة -

. .نسان واأللوان ، وسائر هذه األواصر العرضية اليت ال عالقة هلا جبوهر اإل} إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمـون {: هذا اتمع الذي يسمع اهللا يقول له

فـى مثل المـؤمنني « : سورة احلجرات ، والذي يرى صورته يف قول النيب الكرمي صلى اهللا عليه وسلم ) ١٠(أخرجـه » توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى

). ٦٧٥١(مسلم برقمحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كـل وإذا حييتم بتحية ف { : هذا اتمع الذي من آدابه قوله تعاىل

ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لـا {:وقوله تعاىل } ] ٨٦/النساء) [٨٦(شيء حسيبا ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي {قمان ، سورة ل ) ١٨(} يحب كل مختال فخور

ميمح ليو هة كأناودع هنيبو كنيى أن { سورة فصلت ، ) ٣٤(} بسم عقو من مقو رخسوا لا ينآم ا الذينها أييي مالاس وا بالألقاب بئسزابنلا تو كمفسوا أنلمزلا تو نها منريخ كنى أن يساء عنس اء منلا نسو مها منريوا خكون

أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثريا من الظن إن بعـض يا)١١(الفسوق بعد الإميان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون إن الله قوا اللهاتو وهمتا فكرهتيأخيه م مأكل لحأن ي كمدأح حبا أيضعب كمضعب بتغلا يوا وسسجلا تو إثم الظن

وت حيمر ١٢-١١/احلجرات) [١٢(اب [ { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا {: هذا اتمع الذي من ضماناته

ادمنين ملتا فعلى مين آمنوا اجتنبوا كثريا من الظن إن بعض الظـن إمث وال يا أيها الذ { سورة احلجرات ، ) ٦(} عال تحاسدوا وال تناجشوا وال تباغضوا وال تدابروا وال يبع « -وقول الرسول صلى اهللا عليه وسلم } جتسسوا

التقوى ها . سلم أخو المسلم ال يظلمه وال يخذله وال يحقره الم. بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المـسلم « ويشري إلى صدره ثالث مرات . »هنا

مد امرح هضعرو الهمو ٦٧٠٦( أخرجه مسلم برقم»ه..( مث هذا اتمع النظيف العفيف الذي ال تشيع فيه الفاحشة؛ وال يتبجح فيه اإلغراء ، وال تروج فيه الفتنـة ، وال -

فيـه ينتشر فيه التربج ، وال تتلفت فيه األعني على العورات ، وال ترف فيه الشهوات على احلرمات ، وال ينطلق . .سعار اجلنس وعرامة اللحم والدم كما تنطلق يف اتمعات اجلاهلية قدميا وحديثا

إن الذين يحبون {: يقول - سبحانه - هذا اتمع الذي حتكمه التوجيهات الربانية الكثرية ، والذي يسمع اهللا - ع موا لهنآم ة في الذينالفاحش شيعـون أن تلمعلا ت مأنتو لمعي اللهة والآخرا وينفي الد أليم سـورة ) ١٩(} ذاب

١٣٤

الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين اللـه إن كنـتم {النــور ، ؤت مننيؤالم نا طائفة ممهذابع دهشليم الآخر وواليون بالله وـون {سـورة النـــور ، ) ٢(} منمري الـذينو

ملوا لهقبلا تة ولدج اننيثم موهلداء فاجدهة شعبوا بأرأتي لم ات ثمنصحالفاسـقون الم مه لئكأوا ودة أبادهش {قل للمؤمنني يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبري بما { سورة النــور ، ) ٤(

بصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا مـا ظهـر منهـا وقل للمؤمنات يغضضن من أ ) ٣٠(يصنعون ن أو أبنـاء وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعـولتهن أو أبنـائه

بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعني غير أولي الإربة رظهي لم ال أو الطفل الذينجالر وا منوبتو تهنزين من فنيخا يم لمعلي لهنجبأر نربضلا ياء وسات النرولى عوا ع

} ] ٣١، ٣٠/النور) [٣١(إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون أطهر نساء األرض يف أطهر بيت يف أطهر بيئة يف أطهر زمان -م والذي خياطب فيه نساء النيب صلى اهللا عليه وسل

يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلـن قولـا { : يوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتني الزكاة وأطعن الله ورسـوله وقرن في ب ) ٣٢(معروفا

} ]٣٣، ٣٢/األحزاب) [٣٣(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهريا ويف مثل هذا اتمع تأمن الزوجة على زوجها ، ويأمن الزوج على زوجته ، ويأمن األوليـاء علـى حرمـام -

حيث ال تقع العيون على املفاتن ، وال تقود العيون القلوب إىل . وأعراضهم ، ويأمن اجلميع على أعصام وقلوم . . غائب املكبوتة وأمراض النفوس وقلق األعصاب فإما اخليانة املتبادلة حينذاك وإما الر. احملارم

!بينما اتمع املسلم النظيف العفيف آمن ساكن ، ترف عليه أجنحة السلم والطهر واألمان وأخريا إنه ذلك اتمع الذي يكفل لكل قادر عمال ورزقا ولكل عاجز ضمانة للعيش الكرمي ، ولكل راغب يف -

، والذي يعترب أهل كل حي مسؤولني مسؤولية جنائية لو مات فيهم جائع؛ حىت لريى العفة واحلصانة زوجة صاحلة .بعض فقهاء اإلسالم تغرميهم بالدية

واتمع الذي تكفل فيه حريات الناس وكرامام وحرمام وأمواهلم حبكم التشريع ، بعد كفالتـها بالتوجيـه -ال يتسور على أحد بيته ، وال يتجسس على أحد فيه متجسس ، وال فال يؤخذ واحد فيه بالظنة ، و. الرباين املطاع

.يذهب فيه دم هدرا والقصاص حاضر؛ وال يضيع فيه على أحد ماله سرقة أو با واحلدود حاضرة كما يقوم على املساواة والعدالة الصارمة اليت يشعر معها كل . اتمع الذي يقوم على الشورى والنصح والتعاون -

.أن حقه منوط حبكم شريعة اهللا ال بإرادة حاكم ، و ال هوى حاشية وال قرابة كبري أحد إمنا خيضعون حـاكمني . ويف النهاية اتمع الوحيد بني سائر اتمعات البشرية ، الذي ال خيضع البشر فيه للبشر

ميع على قدم املساواة احلقيقية فيقف اجل. وحمكومني هللا ولشريعته؛ وينفذون حاكمني وحمكومني حكم اهللا وشريعته . .أمام اهللا رب العاملني وأحكم احلاكمني ، يف طمأنينة ويف ثقة ويف يقني

ليسلموا أنفسهم كلها . هذه كلها بعض معاين السلم الذي تشري إليه اآلية وتدعو الذين آمنوا للدخول فيه كافة - . اا حظ؛ إمنا تعود كلها هللا يف طواعية ويف انقياد ويف تسليم هللا؛ فال يعود هلم منها شيء ، وال يعود لنفوسهم من ذ

وال يدرك معىن هذا السلم حق إدراكه من ال يعلم كيف تنطلق احلرية وكيف يعربد القلق يف النفـوس الـيت ال -هلية ، حتـت تطمئن باإلميان ، يف اتمعات اليت ال تعرف اإلسالم ، أو اليت عرفته مث تنكرت له ، وارتدت إىل اجلا

١٣٥

البـشر إىل أهـواء التحاكم ، ويكون من اآلخرة واخلوف الديين الوازع أما عندما يقل ، ويأكـل رماتواحل القيم تداس حيث: الكبري والفساد العظيم هم فهذا هو البالء وحكمالقوي وبالتايل الضعيف ، : ال يأمن الناس م وال م وال أمـواهل م وال أنفـسه على أديـا

حياة اخلوف، واختالل ، وانتشار واالستقرار األمن م، وكفى بذلك سببا يف عدم أعراضه .الناس

: تقصري األمل وحفظ الوقت-٧ اخلادعة األمل، واألماين طول: شيطان على العبد من أخطر األبواب اليت يدخل منها ال إن

بزينة احليـاة الـدنيا، وتـضييع شديدة عن اآلخرة، واغترار اليت جتعل صاحبها يف غفلة الذي يقطع هذه اآلمال، وتذهب وراءها حىت يأيت األجل ساعات العمر النفيسة يف اللهث

اليقني بـالرجوع ولكن. أوقاا من على ما فرطت يف عمرها، وأضاعت النفس حسرات اآلخرة وبقائها، هو العـالج وأبدية الدنيا صر احلياة الدائم لق والتذكر ،إىل اهللا عز وجل

و. وضياع األوقات لطول األمل الناجع لين : قال عيتاثن كمليع افا أخمل : إنطول األم

هذه اتمعات الشقية احلائرة على الرغم من كل ما قد يتوافر هلا من . . عنوان من شىت العنوانات يف مجيع األزمان .الرخاء املادي والتقدم احلضاري ، وسائر مقومات الرقي يف عرف اجلاهلية الضالة التصورات املختلة املوازين

حيث خيص الفرد الواحد مـن » السويد « من أرقى بالد العامل كله وهو وحسبنا مثل واحد مما يقع يف بلد أوريب وحيث يستحق كل فرد نصيبه من التأمني الصحي وإعانـات . الدخل القومي ما يساوي مخسمائة جنيه يف العام

قدمي إعانات وحيث التعليم يف مجيع مراحله باان ، مع ت . املرض اليت تصرف نقدا والعالج ااين يف املستشفيات وحيـث . . مالبس وقروض للطلبة املتفوقني وحيث تقدم الدولة حوايل ثالمثائة جنيه إعانة زواج لتأثيث البيوت

ولكن ماذا؟ ماذا وراء هذا الرخاء املادي واحلضاري وخلو . .وحيث من ذلك الرخاء املادي واحلضاري العجيب القلوب من اإلميان باهللا؟والطالق مبعدل طالق واحد لكل ! ض ، فالنسل يف تناقص مطرد بسبب فوضى االختالط إنه شعب مهدد باالنقرا

واجليل اجلديد ينحرف فيدمن على املسكرات ! ست زجيات بسبب انطالق الرتوات وتربج الفنت وحرية االختالط بية والـشذوذ واألمراض النفسية والعـص . واملخدرات؛ ليعوض خواء الروح من اإلميان وطمأنينة القلب بالعقيدة

. . واحلال كهذا يف أمريكا . . مث االنتحار . . بأنواعه تفترس عشرات اآلالف من النفوس واألرواح واألعصاب . .واحلال أشنع من هذا يف روسيا

فال يذوق طعم السلم الـذي . إا الشقوة النكدة املكتوبة على كل قلب خيلو من بشاشة اإلميان وطمأنينة العقيدة :ؤمنون ليدخلوا فيه كافة ، ولينعموا فيه باألمن والظل والراحة والقرار يدعى امل

} بنيم ودع لكم هطان إنيات الشطووا خبعتال تلم كآفة ولوا في السخوا ادنآم ا الذينها أيسورة البقرة) ٢٠٨(} ي . )١٨٦-١٨٣ ص /١ج (-يف ظالل القرآن .

١٣٦

إن طول األمل ينسي اآلخرة ، وإن اتباع الهوى يصد ، عن الحـق ، ف، واتباع الهوى ، وا مـنون فكوننا بمهة مناحدلكل وقبلة وة مإن اآلخرة ، وبردم لتحرت ا قدينإن الدو

أخرجه ابن أيب ."وغدا حساب ، وال عمل ، اليوم عمل ، وال حساب فإن ، أبناء اآلخرة ١٣٧شيبة يف مصنفه

قـال - رضى اهللا عنه -عن ابن شهاب قال أخبرنى سعيد بن المسيب أن أبا هريرة و ال يزال قلب الكبري شابا فى اثنتين « يقول - صلى اهللا عليه وسلم -سمعت رسول الله

.١٣٨)أخرجه البخاري (» فى حب الدنيا ، وطول األمل قال رسول الله صلى اهللا عليه وسلم ، لرجـل : عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال و

عظهي وهس اغ:" ومل خا قبسمخ نمت : ، ـقمكل سقب كتصحو ، مكل هرقب كاببشتكول مقب كاتيحو ، لكغل شقب اغكفرو ، ل فقركقب اءكغن١٣٩)أخرجه احلاكم "(و.

: األخالق املوازين ومسو التفكري وانضباط سالمة-٨ ال ن بيوم احلساب واجلزاء وال يغفل عنه، وم باهللا واليوم اآلخر ويوقن من يؤمن ال يستوي

يؤمن ا ولكن عنهـا، ال يستويان أبـــدا يف الدنيا وغفلة ه يف هلو باآلخرة، أو يؤمن اب لا يستوي أصحاب النار وأصح {: وال يف اآلخرة، أما يف اآلخرة فيوضحه قوله تعاىل

. سورة احلشر) ٢٠(} الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون أن له غاية وأما يف احلياة الدنيا فال يلتقي أبدا من يعلم ه عظيمة يف هـذا احلياة، وأن مرد

من هذه احلياة الدنيا إال والنشور، مع من ال يعلم واحلسابإىل اهللا عز وجل يف يوم اجلزاءأفمن يعلم أنما {:قال تعاىل . من الغافلني شيء عنده، وهو عن اآلخرة ظاهرها، وأا كل

سورة الرعد ) ١٩(} أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا األلباب ات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لـأولي إن في خلق السماو {:، وقال تعاىل

الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فـي خلـق ) ١٩٠(الألباب حباطلا سذا به لقتا خا منبض رالأرات واومار السالن ذابا عفقن ك١٩١(ان ( كا إننبر

ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي ) ١٩٢(من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمني من أنصار

وفيه راو مبهم ) ٣٤٤٨٩( برقم- ١٣٧ )٦٤٢٠( برقم- ١٣٨

وهو صحيح ) ٧٨٤٦( برقم- ١٣٩

١٣٧

ا فاغفرنبا رنفآم كمبوا بران أن آمنار للإميرالـأب ـعا مفنوتا وئاتنيا سنع كفرا ونوبا ذنلن )١٩٣ ( ـادالميع لـفخلا ت كة إنامالقي موا يزنخلا تو لكسلى را عنتدعا وا مآتنا ونبر . }]١٩٤-١٩٠/آل عمران) [١٩٤(

بـــه األشـــــياء الـذي تـوزن ، وال يف امليزان التفكري يف إما ال يلتقيان ه لسمو ل وتعلو مهت األو ما تسمو أخالق فبقدر: ، وبالتايل واألحداث، وال يف األحكـام

قـال . ه وفساد ميزان لسفالة تصوره اآلخر أخالق وترذل بقدر ما تسفل منهجه وميزانه علمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عـن الـآخرة هـم ي {: تعاىل يف وصف أهل الدنيا

.سورة الروم) ٧(} غافلون ٩-من سخطه والنار برضا اهللا سبحانه وجنته، والنجاة الفوز:

كـــل نـفـــس ذائقـة : (( الغايـات، قال تعاىل الثمـار، وغاية وهذه مثرة ت واملو ــة فقـدخـل اجلنأدار ون النع زححن زة فمامالقي موي كمورن أجفووا تمإن

].١٨٥: آل عمران)) [فـــاز وما احليــاة الدنيا إال متاع الغرورة يف هذه األرض موقوتـة ، حقيقة أن احليا : إنه ال بد من استقرار هذه احلقيقة يف النفس

ميوت ااهدون . ميوت الصاحلون ميوت الطاحلون . . حمدودة بأجل؛ مث تأيت ايتها حتما ميوت الـشجعان . ميوت املستعلون بالعقيدة وميوت املستذلون للعبيد . وميوت القاعدون

اجلبناء احلريصون على احلياة بـأي ميـوت ذوو . . مثـن الذين يأبون الضيم ، وميوتاالهتمامات الكبرية واألهداف العالية ، وميوت التافهون الذين يعيشون فقـط للمتـاع

كل نفس تذوق هذه اجلرعة . . } كل نفس ذائقة الموت { . . الكل ميوت .الرخيص الكـأس ، وتفارق هذه احلياة ال فارق بني نفس ونفس يف تذوق هذه اجلرعة من هـذه

الفارق يف املصري . إمنا الفارق يف شيء آخر ؛الفارق يف قيمة أخرى . الدائرة على اجلميع وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فـاز {:األخري

{ وهذا هو املصري الذي يفترق فيه فالن عن فالن . تراق هذه هي القيمة اليت يكون فيها االف

. السعي والكد أن حيسب له . القيمة الباقية اليت تستحق ف الذي يستحقاملخو واملصري :ألف حساب

١٣٨

} فاز ة فقدنخل الجأدار ون النع زححز نبذاته يـصور } زحزح { ولفظ . .} فموكأمنا للنار جاذبية تشد إليها من يقترب منها ! اه جبرسه ، ويرسم هيئته ، ويلقي ظله معن

!، ويدخل يف جماهلا ! فهو يف حاجة إىل من يزحزحه قليال قليال ليخلصه من جاذبيتها املنهومة

١٤٠ ..فقد فاز .. من جاذبيتها ، ويدخل اجلنة فمن أمكن أن يزحزح عن جماهلا ، ويستنقذ قيمة احلياة، وأـا ابـتالء الصاحل ، واستشعار الدافع الداخلي للعمل تقوية-١٠

. لآلخرة ومزرعة هلاأن ثوابه األعظم إمنا هو يف اآلخرة حىت يعلم ، عما يفوته يف الدنيا املؤمن تسلية -١١

يف ف حـسناته عليه فإنـه يـضاع ه من بالء يف الدنيا فيصرب كل ما يصيـب ، وأن قالت قال - صلى اهللا عليه وسلم - زوج النبى - رضى اهللا عنها -عن عائشة ف.اآلخرة

ما من مصيبة تصيب المسلم إال كفر الله بهـا « - صلى اهللا عليه وسلم -رسول الله عن عطاء بن أبى رباح قـال و.١٤١)البخاريأخرجه (» عنه ، حتى الشوكة يشاكها

قال هذه المرأة السوداء أتت . قال لى ابن عباس أال أريك امرأة من أهل الجنة قلت بلى بىى أ - صلى اهللا عليه وسلم -النإنو ، عرى أصإن لى فقالت الله عفاد فكشقال . ت

. فقالت أصـبر . » إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك « ل وقا .١٤٢)أخرجه البخاري "(فقالت إنى أتكشف فادع الله أن ال أتكشف ، فدعا لها

وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثري فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما { :تعاىل ابرينالص حبي اللهوا وكانتا اسمفوا وعـا ) ١٤٦(ضنبإلا أن قـالوا ر ملها كان قومو

اغفر م الكـافرينلى القوا عنرصانا ونامأقد تثبا ورنا في أمافنرإسا ونوبا ذن١٤٧( لن ( ـسننيحالم حـبي اللهة واب الآخرثو نسحا وينالد ابثو الله ماهآل ) [١٤٨(فآت

لقيت رسول اهللا صـلى اهللا « : ان بن عفان ، قال عن عثم و. }]١٤٨-١٤٦/عمرانعليه وسلم بالبطحاء ، فأخذ بيدي ، فانطلقت معه ، فمر بعمـار ، وأيب عمـار ، وأم

)٢٢ص / ٢ج (- يف ظالل القرآن - ١٤٠ )٥٦٤٠( برقم- ١٤١

)٥٦٥٢( برقم- ١٤٢

١٣٩

أخرجه أبو ( » صربا آل ياسر ، فإن مصريكم إىل اجلنة « : عمار ، وهم يعذبون فقال .١٤٣)نعيم يف معرفة الصحابة

، والرجاء يف ثوابه الذي أعده لعباده املتقني تعاىل ازدياد اخلوف واخلشية من اهللا -١٢عن بكير بن فيروز .. ، وذلك بالعمل مبقتضى أوامره واجتناب نواهيه وااللتزام بشرعه

من خاف أدلج « -صلى اهللا عليه وسلم -سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله : قال أخرجه الترمذي (» دلج بلغ المنزل أال إن سلعة الله غالية أال إن سلعة الله الجنة ومن أ

قال رسول الله صلى اهللا عليه : عن الطفيل بن أبي بن كعب ، عن أبيه ، قال و . ١٤٤)لج ، ومن أدلج فقد بلغ المنزل ، أال إن سلعة الله غالية ، أال إن من خاف أد :" وسلم

أخرجه احلاكم "(سلعة الله الجنة ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه .١٤٥)يف املستدرك

فهو الذي مينعه من ، رة صمام األمان هلذا اإلنسان يف هذه الدار باآلخ اإلميان -١٣وإن {:،قال تعاىل وال منكر عن قبيح ومن مل يؤمن باآلخرة ال يرتدع ، واإلحلاد الفساد

.سورة املؤمنون) ٧٤(} الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون١٤- عن معـصيته، ، والبعد ذلك اليوم يف ثواب طاعة اهللا تعاىل رغبة على احلرص

إنهم كانوا يـسارعون فـي الخيـرات ... {:قال تعاىل .خوفا من عقاب ذلك اليوم اشعنيا خوا لنكانا وبهرا وغبا رنونعديسورة األنبياء) ٩٠(} و.

: ي للهداية والفالح اليقني باآلخرة يؤد-١٥ الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون ) ٢(ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقني { : قال تعاىل

ـ ) ٣(الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ن قبلـك والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل م) ٥(أولئك على هدى من ربهم وأولئـك هـم المفلحـون ) ٤(وبالآخرة هم يوقنون

. } ]٥-٢/البقرة[

وهو حديث حسن ) ٦٠٥٦( برقم- ١٤٣ سار ليال: أدجل = وهو صحيح ) ٦٢٢٢(وصحيح اجلامع )٢٦٣٨( برقم- ١٤٤

: الراجفة = السري يف أول الليل واملراد التشمري واجلد يف الطاعة : الدجلة = وهو صحيح ) ٧٨٥٢( برقم - ١٤٥ النفخة الثانية يف الصور يوم القيامة: الرادفة = النفخة األوىل يف الصور ، واليت متيت اخلالئق

١٤٠

يف ، ومن يعيش املغلقة احلس بني جدران الطريق بني من يعيش باآلخرة هو مفرق اليقني ف ما له يف هذا الوجود كل ه على األرض هي أن حيات من يشعر بني. املديد الرحيب الوجود

ومن يشعر ، ه على األرض ابتالء أن حيات ميه احلياة للجزاء ، وأن د احلقيقية إمنا هي هنالك ١٤٦ احملدودز الصغري، وراء هذا احلي.

ما عند اهللا ، واسـتعالئه ه إىل القلب البشري ، وتطلع ليقظة باآلخرة هو الضمان واليقني والعلن ويف اهللا يف السر ه على متاع احلياة الدنيا؛ ومراقبة األرض ، وترفع ١٤٧على أوهاق

اليت سئل عنها رسول اهللا صلى اهللا عليـه إىل درجة اإلحسان ؛ والوصول واجلليل الدقيق .١٤٨»اه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك اإلحسان أن تعبد الله كأنك تر« : وسلم فقال

م من تفتح ؛ ألم مبا يف قلو ورمحة هم الذين يكون الكتاب هلم هدى احملسنون وهؤالء من هدى لون مبا يف طبيعته ص؛ ويت وطمأنينة هذا الكتاب راحة جيدون يف صحبة وشفافية

بـالتوافق هم عليه ، وحتس نفوس ، وتصطلح احلكيمة دافه وأه مراميه ، ويدركون ونور .الطريق االجتاه ، ووضوحوالتناسق ووحدة

؛ وإشـراق وتفتح ما يف هذا القلب من حساسية مبقدار قلب هذا القرآن ليعطي كل وإن ، الـصديقة ب القلو يعاطف حيإنه كائن . وإعزازوتطلع عليه يف حب وبقدر ما يقبل

واحلنني إليه بالرفرفة املشاعر املتوجهةوجياوب ! فقد ومن هدي . سورة البقرة ) ٥(} أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون {

أفلح اقب يف الدنيا ، ومن عو من الضالل ، ناج إىل الغاية ، واصل على النور ، فهو سائر مـع دورة خطـاه تتناسق يف رحلته على هذا الكوكب يف اآلخرة؛ وهو مطمئن الضالل .١٤٩ يف الوجود كائن مع كل والتجاوب والراحة باألنس الوجود؛ فيحس ونواميساألفالك :لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا باهللا واليوم اآلخر -١٦

)١٢ص / ١ج (- يف ظالل القرآن - ١٤٦

/ ١ج (- تاج العروس -غار يرمى يف أنشوطة فتؤخذ به الدابة واإلنسان وهو احلبل امل: األوهاق مجع وهق - ١٤٧ )٦٦٢١ص ) ٤٧٧٧( أخرجه البخاري برقم- ١٤٨ )٣ص / ٦ج (- يف ظالل القرآن - ١٤٩

١٤١

إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئني من آمن بالله واليـوم { : ل تعاىل قا} ) ٦٢(الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون

إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنـصارى { : قال تعاىل و، ] ٦٢/البقرة[) ٦٩(من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولـا هـم يحزنـون

]٦٩/املائدة[}منه هلم من خلقهم ، وال حيزنون على نعمة فهؤالء ال خيافون على مستقبلهم ، فقد ض

قال .أو لعاعة تفوم يف هذه الدار ،رجاء ما عند اهللا تعاىل من ثواب عظيم ادخره هلم فيـه ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم {:تعاىل

سورة طـه) ١٣١(} ورزق ربك خير وأبقى اإلميان باهللا واليوم اآلخر ، مع األخذ بلوازمهما جيعل البالد آمنة من غضب -١٧

: اهللا ومقته ، ويرزقها من الطيبات ارزق أهله من الثمرات مـن وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا و { : قال تعاىل

بئسار وذاب النإلى ع هطرأض قليلا ثم هعتفأم كفر نمم الآخر قال وواليبالله و مهمن نآم صري١٢٦/البقرة[} ) ١٢٦(الم[

كن كذلك ، سيعيش يف قلق وخوف ورعـب ، ومفهوم اآلية املخالف ، أن من مل ي وسيحرمه اهللا تعاىل خريات كثرية ،بسبب عدم إميانه باهللا واليوم اآلخر مـع العـذاب

إنهم كانوا لا { : الشديد ، واملصري احملتوم الذي ينتظره يوم القيامة ، كما قال تعاىل ) ٢٩(وكل شيء أحـصيناه كتابـا ) ٢٨(ياتنا كذابا وكذبوا بآ ) ٢٧(يرجون حسابا

. }]٣٠-٢٧/النبأ) [٣٠(فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا : هو منبع كل خري ، وسبب كل بر بالله واليوم الآخر اإلميان -١٨

ن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمـن ليس البر أ { : قال تعاىل بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيني وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى

الس نابو اكنيسالموفـون والمكـاة وى الزآتلاة والص أقامقاب وفي الرو ائلنيالسبيل وبعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحني البأس أولئك الـذين صـدقوا

. }]١٧٧/البقرة[) ١٧٧(وأولئك هم المتقون

١٤٢

ـ ينفق ه أن ال ميكن اإلنسان نإ:" قال اإلمام الرازي رمحه اهللا حمبوبـ ه ل إال إذا توس أنه ال ميكنى هذا اإلنسان ، فعل األول من أشرف حمبوب إىل وجدان ذلك احملبوب بإنفاق

ينفق ة اآلخر سعادة الدنيا يف الدنيا إال إذا تيقنه أن ، وال ميكن إال اآلخرة بسعادة يعترف العامل القادر الصانع بوجود إذا أقر وأقر ، بأن ه جيب هه ونواهي ه وأوامر لتكاليف عليه االنقياد

فإذا تأملت ، اإلنسان أن علمت ال ميكن الدنيا يف الدنيا إال إذا كـان مـستجمعا ه إنفاق .١٥٠ " يف الدنيا احملمودةل اخلصاجلميع

: اإلميان باهللا واليوم اآلخر ، هو الذي جيعل اإلنسان حيافظ على األمانة -١٩والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء وال يحل لهن أن يكتمن ما خلق {: قال تعاىل

هن إن كن يؤمن بالله واليوم اآلخر وبعولتهن أحق بردهن فـي ذلـك إن الله في أرحام زيـزع اللـهة وجرد هنليال عجللروف ورعبالم هنليمثل الذي ع نلها والحوا إصادأر

كيمفاملطلقة ال تكتم ما يف رمحها خوفا من اهللا تعاىل ، وخوفا لبقرةسورة ا ) ٢٢٨(} ح ، من لقائه

٢٠- وهواه على نفسه اإلميان باهللا واليوم اآلخر هو الذي جيعل اإلنسان ينتصر : أزواجهـن إذا وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فال تعضلوهن أن يـنكحن {: قال تعاىل

م اآلخـر ذلكـمواليبالله و منؤي ن كان منكمظ به موعي وف ذلكرعم بالمهنيا بواضرت فال( عن الحسن .سورة البقرة ) ٢٣٢(} أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم ال تعلمون

نلوهضعـل ) تجر ا لى مـنتأخ تجوفيه قال ز لتزا نهار أنسي نقل بعثنى مدقال ح ، كتمأكرو كتشفرو كتجوز له ا ، فقلتهطبخاء يا جهتعد تقضى إذا انتا ، حفطلقه

تها ، ثم جئت تخطبها ، ال والله ال تعود إليك أبدا ، وكان رجال ال بأس به وكانت فطلقول فقلت اآلن أفعل يا رس) فال تعضلوهن ( المرأة تريد أن ترجع إليه فأنزل الله هذه اآلية

عن الحسن حدثنى معقـل و ويف رواية . ١٥١)أخرجه البخاري .(قال فزوجها إياه . الله بن يسار قال كانت لى أخت تخطب إلى فأتانى ابن عم لى فأنكحتها إياه ثـم طلقهـا

ثم تركها حتى انقضت عدتها فلما خطبت إلى أتانى يخطبها فقلـت ال طالقا له رجعة

)٢٩٦ص / ٤ج (- تفسري الرازي - ١٥٠ ) ٥١٣٠( برقم- ١٥١

١٤٣

وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهـن فـال (قال ففى نزلت هذه اآلية . والله ال أنكحها أبدا أخرجه أبو .(قال فكفرت عن يمينى فأنكحتها إياه. اآلية) ن ينكحن أزواجهن تعضلوهن أ

.١٥٢)داود : هو الذي مينع املرء من الرياء بالله و باليوم الآخر اإلميان-٢٢

صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا { : قال تعاىل كـهرابـل فتو هابفأص ابره تليان عفوثل صكم ثلهم الآخر فمواليبالله و منؤلا ياس والن

با كسء مميلى شون عقدرا لا يلدص الكـافرين مـدي القـوهلـا ي الله٢٦٤(وا و({ والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولـا { : ، وقال تعاىل ]٢٦٤/البقرة[

وماذا عليهم لو آمنـوا باللـه ) ٣٨(باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا .]٣٩، ٣٨/النساء [})٣٩(واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما

اهللا هو الذي جيعلنا نرد كل مـا تنازعنـا فيـه إىل بالله و باليوم الآخر اإلميان -٢٣ : ورسوله صلى اهللا عليه وسلم

يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر مـنكم فـإن { :قال تعاىل ون بالله ومنؤت متول إن كنسالرإلى الله و وهدء فريفي ش متعازنت ـريخ م الآخر ذلكوالي

]٥٩/النساء [})٥٩(وأحسن تأويلا ) سـنته (وإىل رسوله صلى اهللا عليه وسلم ) كتابه (فمن مل يرد املتنازع فيه إىل اهللا تعاىل

!!فليس مؤمنا باهللا واليوم اآلخر على احلقيقة ، وإن ادعى ما ادعى : هو الذي جيعل املرء راسخا يف العلم اليوم الآخر بالله و باإلميان -٢٤

لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل { : قال تعاىل والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم من قبلك والمقيمني الصلاة والمؤتون الزكاة

}]١٦٢/النساء) [١٦٢(أجرا عظيما وحيـافظ يعمر مساجد الله هو الذي جيعل املرء بالله و باليوم الآخر اإلميان -٢٥

:عليها

وهو صحيح ) ٢٠٨٩( برقم - ١٥٢

١٤٤

مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة إنما يعمر { : قال تعاىل دينتهالم وا منكونأن ي ى أولئكسفع إلا الله شخي لم١٨/التوبة) [١٨(و[{ .

الذي يثبت املؤمنني يف القتال ، فال يفرون ، وال هو بالله و باليوم الآخر اإلميان -٢٦ : يستأذنون لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم { :قال تعاىل

قنيتبالم ليمع الله٤٤(و ( أذنتسا يمإن ـتابتارم الـآخر وواليون بالله ومنؤلا ي الذين ك عن ابن عباس رضـى اللـه .]٤٥، ٤٤/التوبة [})٤٥(قلوبهم فهم في ريبهم يترددون

ن لك الذين صدقوا وتعلم الكـاذبني ال عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبي (عنهما قال لـيمع اللـهو فسهمأنو الهمووا بأماهدجم اآلخر أن يواليون بالله ومنؤي الذين كأذنتسي

الله واليوم اآلخر وارتابت قلوبهم فهم فى ريبهم بالمتقني إنما يستأذنك الذين ال يؤمنون ب إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه ( نسختها التى فى النور ) يترددون

توا حبذهي امع لمر جلى أمون بالله عمنؤي الذين أولئك كونأذنتسي إن الذين وهأذنتسى ي غفور إن الله الله مله فرغتاسو مهمن شئت نفأذن لم أنهمض شعلب وكأذنتوله فإذا اسسرو

حيم١٥٣) يف السننأخرجه البيهقي) ( ر. فريـضة أداء يف هلـم يؤذن أن ينتظرون ال ، اجلزاء بيوم ويعتقدون ، باهللا يؤمنون فالذين يسارعون بل ؛واألرواح باألموال اهللا سبيل يف النفرة داعي تلبية يف يتلكئون وال ؛اجلهاد وابتغـاء ، جبزائه وثقة ، قائهبل ويقينا ، ألمره طاعة ، اهللا مأمره كما وثقاال خفافا إليها

. هلـم اإلذن عن فضال ، هميستحث من إىل حيتاجون فال عاتطو ليتطوعون وإم . لرضاه لعـل ، املعاذير سونويتلم يتلكئون فهم اليقني من همقلوب خلت الذين أولئك يستأذن إمنا

وهـم ، ا يتظاهرون اليت العقيدة ليفبتكا النهوض وبني بينهم حيول العوائق من عائقا .دونويترد فيها يرتابون

أو ، الطريـق يعرف ال الذي إال ويتلكأ يتردد فما ، مستقيمة واضحة اهللا إىل الطريق إن ١٥٤!الطريق ملتاعب اتقاء اهويتنكب هايعرف الذي

وهو صحيح) ١٩٠٥٣(برقم)١٧٣ ص /٩ج ( السنن الكربى للبيهقي- ١٥٣ )٣٥ص / ٤ج (- يف ظالل القرآن - ١٥٤

١٤٥

: ي جيعل املرء ينتفع باملوعظة هو الذ بالله و باليوم الآخر اإلميان-٢٧ يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا اللـه {:قال تعاىل

ني بفاحشة مبينة وتلك حدود اللـه ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأت فـإذا ) ١(ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمـرا

رعبم نفارقوه وف أورعبم نسكوهفأم نلهأج نلغب كمل مـنـدع يوا ذوهدأشوف ووأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل

على الله فهو حسبه إن الله بالغ ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل ) ٢(له مخرجا }]٤-١/الطالق) [٣(أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا

: رأفة في دين الله هو الذي جيعل املرء ال تأخذه بالله و باليوم الآخر اإلميان-٢٨انية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة الز{ : قال تعاىل

مننيؤالم ا طائفة منمهذابع دهشليم الآخر وواليون بالله ومنؤت مت٢(في دين الله إن كن ( } ]٢/النور[

: يواد من حاد الله ورسوله هو الذي جيعل املرء بالله و باليوم الآخر اإلميان-٢٩لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو { : قال تعاىل

آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشريتهم أولئك كتب في قلوبهم الإميان وأيدهم كانوا بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا

ون عفلحالم مالله ه بالله ألا إن حز بحز أولئك هادلة) [٢٢(ن٢٢/ا[ { . هو الذي جيعل املرء يعترف جبرميته ، ويطلب تطهريه بالله و باليوم الآخر اإلميان -٣٠

:منها صـلى اهللا عليـه -ل جاء ماعز بن مالك إلى النبـى عن سليمان بن بريدة عن أبيه قا

قال . »ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه « فقال . فقال يا رسول الله طهرنى -وسلمصـلى اهللا عليـه -فقال رسول الله . فرجع غير بعيد ثم جاء فقال يا رسول الله طهرنى

قال فرجع غير بعيد ثم جاء فقال يـا . »ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه « -وسلمكانت الرابعة مثل ذلك حتى إذا -صلى اهللا عليه وسلم -فقال النبى . رسول الله طهرنى فسأل رسول . فقال من الزنى. »فيم أطهرك « -صلى اهللا عليه وسلم-قال له رسول الله

١٤٦

أشـرب « فقـال . فأخبر أنه ليس بمجنون . »أبه جنون « -صلى اهللا عليه وسلم -الله صـلى اهللا -قال فقال رسول الله . رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر فقام. »خمرا

فأمر به فرجم فكان الناس فيه فرقتين قائل يقول لقد . فقال نعم . »أزنيت « -عليه وسلم به خ اطتأح لقد لكه بـىاء إلى النج هاعز أنة مبوت ل منة أفضبوا تقول مقائل يو هطيئت

فلبثوا بذلك - قال - فوضع يده فى يده ثم قال اقتلنى بالحجارة -صلى اهللا عليه وسلم - وهم جلوس فسلم ثم جلـس -صلى اهللا عليه وسلم - رسول الله يومين أو ثالثة ثم جاء

فقال - قال -. قال فقالوا غفر الله لماعز بن مالك . »استغفروا لماعز بن مالك « فقال قال . »ة لو قسمت بين أمة لوسعتهم لقد تاب توب « -صلى اهللا عليه وسلم -رسول الله

ويحك ارجعـى « فقال . ثم جاءته امرأة من غامد من األزد فقالت يا رسول الله طهرنى . رددنى كما رددت ماعز بن مالـك فقالت أراك تريد أن ت . »فاستغفرى الله وتوبى إليه

« فقال لهـا . قالت نعم . »آنت « فقال . قالت إنها حبلى من الزنا . »وما ذاك « قال قال فأتى النبى قال فكفلها رجل من األنصار حتى وضعت . »حتى تضعى ما فى بطنك

إذا ال نرجمها وندع ولـدها « فقال . فقال قد وضعت الغامدية -صلى اهللا عليه وسلم - هضعري نم له سا ليغريالله . »ص بىا ني هاعضر ار فقال إلىصاألن ل منجر قـال . فقام

.١٥٥)أخرجه مسلم .( فرجمها فقال يا رسول الله إنى -صلى اهللا عليه وسلم - عن عبد الله قال جاء رجل إلى النبى و

هذا فاقض فى ما عالجت امرأة فى أقصى المدينة وإنى أصبت منها ما دون أن أمسها فأنا شئت . كفسن ترتس لو الله كرتس لقد رمع قال -فقال له - بىالن دري صـلى اهللا - فلم

رجال دعـاه -صلى اهللا عليه وسلم - شيئا فقام الرجل فانطلق فأتبعه النبى -عليه وسلم ة وذه اآليه هليال عت) نـذهبات ينـسـل إن الحاللي لفا منزار وهفى النالة طرأقم الص

ى للذاكرينذكر ئات ذلكية قال ) الساصخ ذا لهالله ه بىا نم يالقو ل منجل « فقال رب .١٥٦)أخرجه مسلم (»لناس كافة ل

ــــــــــــــــــ

)٤٥٢٧( برقم- ١٥٥ داعب: عاجل - وهناك أحاديث عديدة يف هذا الباب ) ٧١٨٠( برقم- ١٥٦

١٤٧

����א����3א���دس�א����3א���دس�א����3א���دس�א����3א���دس�������>%LE�MI�N�א��6�,�7א�LE�MI�N%<����,&45�א��6�,�7א�LE�MI�N%<����,&45�א��6�,�7א�LE�MI�N%<����,&45�א��6�,�7א�45&,��

، ومل تتبـدل ، وأا مل تـتغري من عند اهللا أوىل خصائص هذه العقيدة أا ربانية إن -١

وهذا يطمئن النفس ا خريالسعادة ا، وأن ألنفسن أ الـشقاء ها، وأن يف تنفيـذ تكمن على تركهايترتب :

الشريعة املبنية على هذه تطبيق ها من بركات اإلنتاج كل ووفرة والسعادة والربكة فاخلري. أولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من الـسماء { : قال تعاىل :العقيدة

: وقال تعاىل . )٩٦: األعراف. (} رض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون والأولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت {

همن لهمجلون أرمعا ياء مس مهمن كثرية وصدقتة مأم ٦٦: املائدة. (} م( عن من العيب، بعيدة ، ساملة من النقص فإا مربأة من اهللا عز وجل ربانية وما دامت . ب

اللـه إن {: ، قال تعاىل له املثل األعلى يف السماوات واألرض اهللا والظلم، ألن احليف عظكـمي يغالبنكر والماء وشن الفحى عهنيى وباء ذي القرإيتان وساإلحل ودبالع رأمي

اليوم أكملت لكـم ديـنكم ... {:وقال تعاىل . سورة النحل ) ٩٠(} لعلكم تذكرون سورة املائدة) ٣(} ..عمتي ورضيت لكم اإلسالم دينا وأتممت عليكم ن

اهللا، وال ها إال منـهاج ال يسد للعبادة الفطرةوعة ج فهي اليت تشبع ربانية ومادامت. -جهك فأقم وج {:قال تعاىل . املايل ، وال الثراء السياسي ، وال السلطان الفلسفية ها النظم متأل

لكـنو مالقي ينالد لق الله ذلكديل لخبا لا تهليع اسالن ة الله التي فطرنيفا فطرين حللد سورة الروم) ٣٠(} أكثر الناس لا يعلمون

والكـوارث األعاصـري ان أمام ي للع بادية عليا تربز للجوع إىل قوة الفطرية وهذه اجلوعة دمـاء متتص علقة ، والدين مادة واحلياة ال إله : (الذي كان يقول ) ستالني ( ، فهذا واحملن

الـسجن من القساوسة خرج، فإذا به ي الثانية العاملية احلرب هول أمام يضعف) الشعوب لـه حىت يصلي القسيس وراء يرسل املرض ة شد أمام ثانية ومرة، له بالنصر نحىت يدعو ويستغفر.

١٤٨

ى، فـاهللا إال بالتقو على عجمي لعريب ال فضل ، أمامها سواء فالناس ربانية ومادامت. دالناس خالق فكل أمجعني هم عبيد على لون لوناله، وهو ال يفض ،على األسـود األبيض -

- عن أبى نضرة حدثنى من سمع خطبة رسول الله - األمريكي يف القانون كما هو احلال يا أيها الناس أال إن ربكم واحـد « فى وسط أيام التشريق فقال -صلى اهللا عليه وسلم

ى أعجمى وال لعجمى على عربى وال ألحمر على وإن أباكم واحد أال ال فضل لعربى عل تلغى أبقوإال بالت رملى أحع دوال أسو دو١٥٧)أخرجه أمحد(» أس.

قوله تعاىل من باب على النساء الرجال ل وال يفض : } أن ذكر أو ا منالحمل صع نثى م: النحـل (} وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون

الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على {: قوله تعاىل وليس من باب ،)٩٧وال حيـابيهم .. فتأمـل الفـرق ، سورة النساء ) ٣٤(} ..نفقوا من أموالهم بعض وبما أ

ههم خلق كل واملرأة الرجل ألن- سبحانه- علـى كاألشراف على طبقة طبقة ل وال يفض على غـريه األبيض واجلنس اآلري العرق ، كتفضيل على جنس جنسا ل، وال يفض العبيد

بينهم، والناس وتعدل الناس ف اليت تنص الوحيدة ، ولذا فهي العقيدة ) اجلميع يا فوق وأملان(وتمت كلمة ربك { : قال تعاىل .م سواءهم وحمكومه حاكم املساواة فيها على قدميقفون

ليمالع ميعالس وهاته ول لكلمدبلا لا مدعقا و١١٥: األنعام. (} صد( ٢- ا ثابتة هذه العقيدة خصائصومنأ :

} ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمـون {: قال تعاىل .سورة اجلاثية) ١٨(

العقيدة وثبات ا مرتلة ناتجا من عند عن أ هللا، وقد انقطع رسـول اهللا بالتحـاق الوحي ال إىل يـوم الـدين ثابتة النصوص اجلنة، وبقيت األعلى من صلى اهللا عليه وسلم بالرفيق

ينسخ ها ناسخ هل وال يبد قال . ا كافر ، هنع الله ضية رريرأبي ه نـول اللـه : عسقال ركتاب الله وسنتي : إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما :" م صلى اهللا عليه وسل

ضوالح ليا عردى يتقا حفرتي لن١٥٨)أخرجه احلاكم يف املستدرك"( ، و.

وهو صحيح ) ٢٤٢٠٤( برقم- ١٥٧

وهو صحيح ) ٣١٩( برقم- ١٥٨

١٤٩

حلركـة ي يتـسع الذ الثابت العقيدة إطار داخل وينمو، ولكن ويتطور يتحرك واإلنسان اإلنسان ومنو من اإلطار الثابت اإلنسان ه، وإذا خرج فإنه كالنجم يسبح من الذي يفلت

.ه غري معهم وحيطم، فيتحط آخر بكوكبي إىل اصطدامه اليت تؤد إىل ايته، ويسريمداره ثابت من شيء وال بد يرجع الناس ويكون،سترحيوا وا وي إليه، حىت يطمئن عندهم مقياس يف احليـاة متطور شيء كل بأنها، أما الذين يقولونها ووزن األشياء وعرض طول يعرفون

حت ى الدين واألخالق والنظم فهذا يؤد ، ى كبرية ي إىل فوض فال نعرف ، احلكم علـى أي عنـد اليت نزلت من الرساالت ه يف اعته وبش حرمت الزنا مثال ثابتة : مثال ، وألضرب شيء

قبيح نا أنه الذي حكمنا به على الز املقياس فإذا كان . اثنان يف هذه القضية ، فال خيتلف اهللاى بشعا الزنا يبق ، فإن ثابت أن األجيال يف ذهن ، ويستقر هذا احلكم ثابـت ال يـتغري ،ىفتتربالزنا واحتقاره م على كراهية قلو.

القانون ا إذا كان أم والد ين يف بـشعا الزنا كان ، فإنه يعين أن ، وكانا متطورين ثابتني غري فرويد ( مثل -ر األخالق بتطو يقولون الذين يف عرف الزنا اآلن ، ولكن من الفترات فترة

. منها ال بد بيولوجية ضرورة-) طبيعيـا أمرا كان - النساء من قبل خاصة- اللحم باللباس وتغطية عورات ال وكذلك ستر

كان فلقد املتطورة ا يف األخالق ، أم إىل يوم الدين ى ثابتا ، ويبق واألديان يف األخالق وثابتايف عصر مستحسنا العورة ستر القرن ، مث جاء العصور من ورأى أن العشرين عورة ال ستر

م اليت م وأبواقه إعالمه أجهزة يف العورة بكشف ينادونه أصحاب، وأصبح مستقبح شيءذا الكائن والغدر والكيد اخلبث منها رائحةتفوح الذي يريدوناإلنساين حتطيم ه.

العقيدة وثبات ثابتا ميزانا يضع يقيس فامليزان الناس ، يف هذا امليزان تساوي ، الكيلو واحد ـ ونضع، الواحد ه يف هذا امليزان فإننا نضع شخصا غم، فإذا جئنا نزن ) ١٠٠٠( ه مقابل

الوزن، ألن على وزن مجيع الناس احلكم صحيحا ، وهنا يكون وزنه حىت نعرف كيلواتواحد والعيار فإذا جاء واحد ، قوم إالكيلو وقالوا عن ،روا امليزان وغي ا قنطـار فـإن ،

الذي يزن الشخص يف سبعني قنطـارا هو نفسه يزن األول يف امليزان كيلو غراما سبعني . هو الشخص الثاين، والشخصامليزان

١٥٠

امليزان وعندما خيتلف أن يكون ال ميكن ولذا فإن صحيحا احلكم ، النـاس الرجل عنـد الثابـت اهللا ه يف ميزان عندما نضع م، ولكن يف ميزا ألنه ثقيل ما حمتر مطاعا مبجال يكون

شيئا ، فمثال ال يزن فإنه قد الوليد املغرية بن كانت قريش ل { : وتقول زعيما تعتربهزلا نلو )٣١: الزخرف. (} هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم

تعاىل اهللاولكن هني : ه وعن أمثال يقول عنهلاف مكل ح طعلا تميم ) ١٠(واء بنشاز ممه) ١٤(أن كان ذا مال وبنني ) ١٣(عتل بعد ذلك زنيم ) ١٢(مناع للخير معتد أثيم ) ١١(

ناته آيليلى عتإذا ت لنيالأو اطريويقـول ، ]١٥-١٠/القلم) [١٥(ا قال أس: } ـرإن ش .)٥٥: األنفال. (} الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون

فقريش أمرا ال تقطع يعترب ، واملؤمنون دابة يسميه ، واهللا واستنصاحه استشارته إال بعد ونه أقل بل ،ةداب من ل { : قال تعاىل عنه وعن أمثاله :ة الدابأض مل هام بعكالأن أولئك { .} إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين ال يعقلون {:وقال تعاىل ، )١٧٩: األعراف( .سورة األنفال) ٢٢(

أصال ها العقيدة جيعل وثبات الناس إليه يرجع حاكم هم وحمكوم هم على السواء، والنـاس : هـم قبل أن يظلم ويقول ، الناس أن يظلم ال يستطيع احلاكم ، ألن ويسعدون يسترحيون

القانون غريت أن يقولوا للحاكم احملكومون ، وال يستطيع : القـانون حنن ال نعرف ألنـه جديد.

النظـام ، ويكون م على معرفته أظفاره نعومة منذ يتربون الناس فإن ، ثابتا ولكنه إذا كان ما يف نفوسه حي، ويعيش هم يف حس. فال يستطيع احلاكم أن الربـاين ين يف الد أن يـدعي

يقول ، وال أن طارئة الظروف :عسكرية أحكام يوقف ا تطبيق هللا ا دين هـذه ، وحتـت ، وهذا هـو احلرمة ، وتنتهك الكرامة ، وتداس الدماء تسفك هذه الشعارات ووراء األمساء

ها البشر اليت اخترع ) األرضية األديان ( أدق ، أو بتعبري األرضية الوضعية األنظمة مجيع شأنأنفسه عند من الثورية واالنقالبات العسكرية ة يف األنظم هذه الظاهرة ما تكون م، وأبرز ،

ـ املـشانق بنص ت مرة، ويف كل جديد قانون انقالب ففي كل يف علـى أعـواد ق وتعل أو ، أحيـاء نون الذين يدف ، والناس يف الظالم مع النساء التحقيقات عن ، ودعك األسواق !! السجنوا منم ألم فرهم أهلبل، حىت يذوبوا مث يطا النيتريك يف براميليوضعون

١٥١

هـا، ها، وأعلـى طاقات كفاءات ا، وأقدر أبنائه أعز البلد د تفق فيها النظام ر يغي مرة ويف كل ما لديها وأمثن ،وهم من الشبابالعينات م وغريه والقادة واملفكرين.

جيعل الربانية العقيدة وثبات واحلكم الدستور حتت ظل عا مجي الناس وليس ، هنالك حاكم القانون فوق وحمكوم القانون حتت يسري على احلاكم ، ونظام يـسري علـى ، ونظـام

.احملكوم )٢٣: األنبياء(} لا يسأل عما يفعل وهم يسألون { ... هو الذي-سبحانه وتعاىل-فاهللا

واألم ا اخلليفة أم ري فهم مجيعا واحلاكم الرباين هذا القانون بتنفيذ اهللا اهللا، ويعبدون خلق ،خلقفما داموا من اهللا فهم وليسوا آهلة، عبيد سألون ال ي.

٣-هذه العقيدة خصائص ومن الوضوح : هلـذه أن يف ، فهي تتلخص فيها وال تعقيد ال غموض واضحة عقيدة اإلسالمية فالعقيدة

، ق املنـس البـديع الكون الذي خلق ، تعاىل هو اهللا ا للعبادة ق مستح واحدا إهلا املخلوقاتفيه تقديرا، وأن شيءر كلوقد هذا اإلله ليس له شريكوال صاحبة وال شبيه وال ولد .

فهذا الوضوح العقل يناسب دائما - العقل ألن، السليم -والوحدة الترابط يطلب عنـد العقيـدة وكمـا أن .واحـد إىل سبب املختلفة األشياء رجع ي أن ، ويريد والكثرة التنوع

فإـا بل على العكـس ، ى األعم فهي كذلك ال تدعوا إىل االتباع ، واضحة اإلسالمية ذه {: قال تعاىل ، لر والتعق تدعوا إىل التبصن قل هما وة أنصريلى بو إلى الله ععبيلي أدس

ركنيشالم ا منا أنمان الله وحبسني وعبممـا العقيدة وألن ، سورة يوسف ) ١٠٨(} اتردة العقول حتارإىل إدراك وال تصل ، فيها ا احلكيم الشارع طريق ها إال من فقد رجـع ،

إىل منـهج اـردة هم العقليـة عن مناهج من املسلمني الكالم وأهل من الفالسفة ثريك إذ يقـول - املسلمني الفالسفة كبار وهو من - الرازي الفخر ومن هؤالء ، نة والس الكتاب

: العقلي يف البحث طويلبعد عمر وغاية سعي العالمني ضلال... نهاية إقدام العقول عقال

وحاصل دنيانا أذى ووبال... وأرواحنا في وحشة من جسومنا قيل وقالوا: سوى أن جمعنا فيه ... ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا

فبادوا جميعا مسرعني وزالوا... ن رجال ودولة فكم قد رأينا م

١٥٢

رجال ، فزالوا والجبال جبال... وكم من جبال قد علت شرفاتها تشفي عليلا ، ولـا تـروي لقد تأملت الطرق الكلامية ، والمناهج الفلسفية ، فما رأيتها

الرحمن على العـرش { : غليلا ، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن ، اقرأ في الإثبات له شيء ليس كمث { : ، واقرأ في النفي ١٦٠}إليه يصعد الكلم الطيب { ، ١٥٩}استوى

ومن جرب مثل تجربتي عرف مثـل : " ، ثم قال ١٦٢}ولا يحيطون به علما { ، ١٦١} .١٦٣" معرفتي

: العقيدة اإلسالمية فطرية-٤ هلا، بل هي على وفاق السليمة وال مناقضة عن الفطرة اإلسالمية ليست غريبة العقيدة إنإذ إن ، وليس هذا باألمر الغريب . معها كامل وانسجام تام هو العليم حباله اإلنسان خالق

الذي شرع له من ن الدي ما يناسب فطرت هعليها، كما قـال تعـاىل اليت خلقه :} فـأقملا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها

ألا يعلم من خلـق {: تعاىل وقوله ، سورة الروم ) ٣٠(} ولكن أكثر الناس لا يعلمون بريالخ اللطيف وهسورة امللك ) ١٤(} و ، والواقع الفطرة للعقيـدة على موافقة شاهد

ـ تعجـز بضر اإلنسان يصاب نأ، فما ه هللا وحد على اإلخالص اإلسالمية القائمة ه أمام، واملؤمن ، ويستوي يف ذلك الكافر وخضوع تعاىل يف تذلل إىل اهللا إال ويلجأ القوى املادية

كنتم في الفلك وجـرين بهـم هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا {:قال تعاىل ـمهوا أنظنكان ومن كل م جوالم ماءهجو اصفع ا ريحهاءتا جوا بهفرحة وببريح طي

) ٢٢(} نن من الشاكرين أحيط بهم دعوا الله مخلصني له الدين لئن أجنيتنا من هذه لنكو أو عليه والداه يؤثر دون أن على حالهركفإنه لو ت ، الصغري ، بل حىت الطفل سورة يونس

رضـى -عن أبى هريرة ف . سواه ال يعبد ا وإهلا باهللا تعاىل رب معتقدا ه لنشأ من حول البيئة

.٥ سورة طه آية - ١٥٩

.١٠ سورة فاطر آية - ١٦٠

١٦١ -ى آية سورة الش١١ور. .١١٠ سورة طه آية - ١٦٢

ودرء ) ١٩٠ص / ٥ج (-ومنهاج السنة النبوية ) ٤٨٢ص / ١ج (- شرح الطحاوية يف العقيدة السلفية - ١٦٣ )٥٠١ص / ٢١ج (-وسري أعالم النبالء ) ٨٩ص / ١ج (-التعارض

١٥٣

كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه « - صلى اهللا عليه وسلم - قال قال النبى-اهللا عنه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كمثل البهيمة تنتج البهيمة ، هل ترى فيهـا جـدعاء

.١٦٤) أخرجه الشيخان(» : نةه مرب توقيفية عقيدة-٥

ا توقيفية العقيدة تتميزاإلسالمية بأ ، ا عقيـدة ، هلا فيها للنصوص املثبتة فال جتاوزكما إ ـ والدليل، وال تكتفي يف تقرير قضاياها باخلرب تقوم على احلجة مربهنة د واإللـزام املؤك يف مجيع تذلك أا ال تثب ، ه كل عليها الدين اليت يقوم واملبادئ العقول ، بل حتترم الصارم

ا وكليامن الكتاب ا إال بدليل جزئيا يف عن اخلـوض أتباعها منهيون بل إن . نة أو الس وال تقف ما ليس لك به علـم إن الـسمع {: قال تعاىل ، وبرهان ها إال عن علم مسائل

: تعـاىل وقـال ، سورة اإلسراء ) ٣٦(} ك كان عنه مسؤوال والبصر والفؤاد كل أولئ وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكـل شـيء {

ليمالقرآن كما أن ، سورة التوبة ) ١١٥(} ع النـاس إىل اإلميـان حني يدعوا الكرمي ، فال يـدعوهم واآلفاق األنفس من آيات الواضحة على ذلك األدلة يقيم العقيدة مبفردات

والـدليل م أن يطلبوا الربهان ى، بل إنه يأمره هد على غري ى أو اإلتباع األعم إىل التقليد كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا وقالوا لن يدخل الجنة إال من {: قال تعاىل

ادقنيص مإن كنت كمانهرمـا والتوقيفية ويترتب على الربهنة ، سورة البقرة ) ١١١(} ب : يلي

. الصحيحة والسنة مصادر العقيدة بالكتابحتديد-ا . قدية الع ا عن احلقائق املعرب الكتاب والسنة بألفاظ االلتزام-ب . ألجله فيما سيقت تلك األلفاظ استعمال-ت . من املعاين ما ال حتتمل تلك األلفاظ حتميل عدم-ثـ وذلك بتفويض ،نة والس عنه الكتاب عن ما سكت السكوت -ج ه إىل اهللا تعـاىل علم

هوحد.

مكتملة األعضاء: اجلمعاء =ف مقطوعة األطرا: جدعاء )= ٦٩٢٦(ومسلم برقم) ١٣٨٥( البخاري برقم- ١٦٤

١٥٤

أو غري ذلك أو ذوق أو حس ما سوامها من عقل والسنة على الكتاب داللة منقد أن -ح . من وسائل املعرفة

: على الرباهني ما يلي اليت ساقها اهللا عز وجل يف القرآن الكرمي القائمة الدالئلومن أمثلةة سـور ) ٣٥(} أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون {: قال تعاىل العقلي الدليل -*

.الطور .سورة الذاريات) ٢١(} وفي أنفسكم أفلا تبصرون{: قال تعاىل من األنفسالدليل-*بينهما برزخ لا يبغيـان ) ١٩(مرج البحرين يلتقيان { : قال تعاىل من اآلفاق الدليل-* . }]٢٠، ١٩/الرمحن) [٢٠( : ودائمة ثابتةعقيدة-٦

،ودائمة ثابتة أن تكون عقيدة لزم، على الدليل والربهان تقوم العقيدة اإلسالمية ملا كانت هذا هو ثبوت وسبب، سورة يونس ) ٦٤(} ..ال تبديل لكلمات الله {: قال اهللا تعاىل

إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له {: قال تعاىل ها حبفظ تعاىل تكفل اهللا ألن ،هاها ودوام مصادر، وال النقـصان الزيادة ال تقبلة، وحمدد ثابتةفهي عقيدة ، سورة احلجر ) ٩(} لحافظون

وال التبديل وال التحريف .امع أو جممع حلاكم فليسمن املؤمترات أو مؤمتر العلمية من ا وكـل ، أو حيذفوا منها شيئا يضيفوا إليها شيئا م أن و ال لغريه مجيعا لئك ألو ليس الدينية« : صلى اهللا عليه وسـلم بقول النيب كائنا من كان ه على صاحب مردود أو حتوير إضافة

در وفيه فه سا ليذا ما هرنث فى أمدأح ن١٦٥»م . عليه أي مردود . القـرآن وقد هدد من أن متيل خاصة العلماء الكرمي م األهواء واألطماع فيزيـدوا أو املادية أو اإلغراءت

فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون { : قال اهللا تعاىل ين من الد ينقصوا شيئا رتشعند الله لي ذا منـا همم ـمـل لهيوو ديهمأي تبا كتمم مل لهينا قليال فووا به ثم

ست اليت د واخلرافات واألساطري البدع وعلى هذا فكل ، سورة البقرة ) ٧٩(} يكسبون وال القـرآن هـا ال يقر مردودة م باطلة بني عامته أو أ شيعت ، املسلمني يف بعض كتب

رسـال {: كما قال اهللا تعاىل . ه فقط من نصوص فيما ثبت وإمنا احلجة ، عليه حجة تؤخذ

) ٤٥٨٩(ومسلم برقم ) ٢٦٩٧(أخرجه البخاري برقم - ١٦٥

١٥٥

} مبشرين ومنذرين لئال يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما .سورة النساء) ١٦٥( : فيها وال تفريط ال إفراط وسطيدة إا عق-٧ إليـه ممـا مل تـصل الطبيعة ما وراء كل ينكرون بني الذين اإلسالمية وسط العقيدة إن

للعامل وبني الذين يثبتون ، همحواس والذين حيل ، من إله أكثر اإللـه يف امللـوك ون روح !! .؟ واجلمادات والنباتاتواحلكام، بل ويف بعض احليوانات

و اإلشـراك اجلاهل التعدد كما رفضت ، امللحد اإلسالمية اإلنكار العقيدة فقد رفضت ، هللا تعاىل الواجبة يف الصفاتا وسطأكما . له ال شريك ا واحد إهلا للعامل وأثبتت، الغافل

فلم سبيل تسلك جمردة ذهنيةا اإلله صور صفات فتجعل يف التجريد الغلو ى قـائم عن معن كذلك سبيل اليونانية، ومل تسلك الفلسفة ، كما فعلت وال رجاء ي خبوف ال توح بذات

أحـد كأنـه اإللـه جعلت حيث العقائد بعض كما فعلت والتجسيم و التمثيل التشبيه اهللا تعاىل إمجـاال ترته المية اإلس فالعقيدة. وعيوب هم من نقص ه ما يلحق املخلوقني يلحق

} ليس كمثله شيء وهو السميع البصري ..{: قوله تعاىل مثل بقواعد املخلوقني عن مشاة سورة اإلخالص ) ٤(} ولم يكن له كفوا أحد {: تعاىل وقوله ، سورة الشورى ) ١١(

اوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له رب السم {: ، وقوله تعاىل .سورة مرمي ) ٦٥(} سميا

تبعث فعالة إجيابية ه بصفات هذا تصف ومع العباد كما يف قوله يف نفوس والرجاء اخلوف القيوم ال تأخذه سنة وال نوم له ما في السماوات وما في الله ال إله إال هو الحي {: تعاىل

األرض من ذا الذي يشفع عنده إال بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وال يحيطـون وسع كرسيه السماوات واألرض وال يؤوده حفظهما وهـو بشيء من علمه إال بما شاء

ظيمالع ليسورة البقرة ) ٢٥٥(} الع. بالعقل والتوغل الغلو وبني، األعمى يف العقائد والتقليد الساذج بني التسليم مث إا وسط

علـى اهللا ى، حيث عـاب األعم ى عن التقليد تنهفهي . حىت األلوهية شيء كلإلدراك سـورة ) ٢٢(} بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتـدون { القائلني : فقال تعاىل وجل عز الرب كيفية صفات إلدراك بالعقل وتنهى عن التوغل ، الزخرف

١٥٦

} لمعا يحيطون به علملا يو ملفها خمو ديهمأي نيا بوقـال ، سورة طـه ) ١١٠(} م وال تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كـان عنـه {: تعاىل

كوسـائط باملدركات واألخذ التوسط وتدعوهم إىل ، سورة اإلسراء ) ٣٦(} مسؤوال) ٢١(وفي أنفسكم أفلـا تبـصرون ) ٢٠(وفي الأرض آيات للموقنني { : قال تعاىل

. }]٢١، ٢٠/الذاريات[

ــــــــــــــــــ

١٥٧

����א����3א���0(�א����3א���0(�א����3א���0(�א����3א���0(�����ODא�Pא�=�ن�و��Eא�QODא�Pא�=�ن�و��Eא�QODא�Pא�=�ن�و��Eא�QODא�Pא�=�ن�و��Eא�Q����

أ حكمة اهللا الربانية إن من ن جعل قلوب وتتذوق وتـشعر بثمـرات عباده املؤمنني حتس

إذا ثبتـت شجرة اإلميـان فإن. عليه سبحانه وتعاىل اإلميان لتندفع حنو مرضاته والتوكل وقويت أصوهلا وتفرعت فروع ها، وزهت ا عادت على صـاحبها أغصانها، وأينعت أفنا

ة كثري وفوائده اإلميان ومثراته ومثار. واآلخرة وآجل يف الدنيا عاجل خري وعلى غريه بكل . الكرميقد بينها اهللا سبحانه وتعاىل يف كتابه

والثمارفمن أعظم هذه الفوائد : ما تنافس فيه املتنافسون، وتسابق فيه اليت هي أعظم بوالية اهللا اخلاصة االغتباط:أوال

. ما حصل عليه املؤمنوناملتسابقون، وأعظم الذين آمنوا وكـانوا ) ٦٢(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون : قال تعاىل

لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هـو ) ٦٣(يتقون زالفو ظيم٦٤-٦٢/يونس [٦٤( الع[. الله ولي الـذين {: ، من مثراا ما قاله اهللا عنه خاصة والية مؤمن تقي، فهو هللا ويل فكل

م مهونرجخي الطاغوت مهآؤليوا أوكفر الذينر ووات إلى النالظلم نم مهرجخوا ينآم ن: أي ، سورة البقرة ) ٢٥٧(} النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

اجلهل إىل نور العلـم، ومـن اإلميان، ومن ظلمات الكفر إىل نور خيرجهم من ظلمات الذكر، وحاصـل و إىل نور اليقظة الغفلة الطاعة، ومن ظلمات املعاصي إىل نور ظلمات اخلـري العاجـل ها من أنوار إىل ما يرفع املتنوعة الشرور هم من ظلمات أنه خيرج : ذلك

،م هذا اإلميان بالتقوى ، وحتقيقه الصحيح بإميام: اجلزيل وإمنا حازوا هذا العطاء . واآلجل . اإلميان التقوى من متامفإن

:رامته ك ودار برضى اهللالفوز:ثانيا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن { : قال تعاىل

ن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم اللـه إ

١٥٨

كيمح زيزع ٧١(الله ( ـارهـا الأنتهحت ري منجات تنات جمنؤالمو مننيؤالم الله دعو ظيمالع زالفو وه ذلك رالله أكب ان منورضن ودات عنة في جبطي اكنسما وفيه الدينخ

: ذه املـساكن الطيبـة فنالوا رضا رم ورمحته، والفوز ، ] ٧٢، ٧١/التوبة[}) ٧٢(لوا غريهم بقيامهم بطاعة اهللا وطاعة رسوله، واألمر بإميالوا به أنفسهم، وكمم الذي كم

وذلك فـضل الغايات ، وأفضل الوسائل باملعروف والنهي عن املنكر، فاستولوا على أجل .اهللا

: م من الشدائد، وينجيه مجيع املكاره عن املؤمننيأن اهللا يدفع: ثالثا ) ٣٨(} إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور{: كما قال تعاىل شـياطني شياطني األنس و مكروه، يدفع عنهم شر يدفع عنهم كل : أي ، سورة احلـج

قبل نزوهلا، ويرفعها أو خيففهـا بعـد ، ويدفع عنهم املكاره اجلن، ويدفع عنهم األعداء .نزوهلا

فنادى في الظلمات أن ال إله (... وأنه – عليه السالم –وملا ذكر تعاىل ما وقع فيه يونس الظالمني من تي كنإن كانحبس ت(قـال ] ٨٧من اآلية : نبياءاأل)[إلا أن: ا لـهنبجـتفاس مننيؤجي المنن كذلكو مالغ من اهنيجنإذا وقعوا يف الشدائد، كما جنينا ]. ٨٨:األنبياء) [و

دعوة ذى النون إذ دعا وهو فى بطن الحوت ال « : يونس قال النيب صلى اهللا عليه وسلم الظالمني من تى كنإن كانحبس تإال أن ء قط . إلهىفى ش لمسل مجا ربه عدي لم هفإن

له الله ابجت(... وقال تعاىل .١٦٦)أخرجه الترمذي (» إال اس: ل لـهعجي ق اللهتي نمو ]. ٤من اآلية: الطالق)[امن أمره يسر

فاملؤمن املتقي ييسر اهللا له أمور عليه الصعاب ويسهل: رى، وجينبه العسرى ه وييسره لليس ، وشواهد. ال حيتسبه من حيث خمرجا، ويرزق فرجا، ومن كل ضيق هم وجيعل له من كل

. هذا كثرية من الكتاب والسنة يثمر احلياة الطيبة يف هذه الدار، – الذي هو فرعه –لصاحل أن اإلميان والعمل ا : رابعا

: وىف دار القرار

احلوت: النون = صحيح ) ٣٨٤٥(سنن الترمذى - ١٦٦

١٥٩

من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم {: قال تعاىل اإلميان، وذلك أنه من خصائص ، ورة النحل س) ٩٧(} أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون

ه بغريه، وهذه هي احلياة اهللا، وعدم تعلق ه مبا رزق وراحته، وقناعت القلب طمأنينةأنه يثمر منـه تشويشه مما يتـشوش ه، وعدم القلب وطمأنينت راحة: الطيبة أصل احلياة فإن. الطيبةالصحيح لإلميانالفاقد .

ها من صاحب حبسب ما يقوم بقلب وتكملواألقوال إمنا تصح األعمال مجيع إن: خامسا : واإلخالصاإلميان

فمـن يعمـل مـن {: عمل، مثل قوله وهلذا يذكر اهللا هذا الشرط الذي هو أساس كل .سورة األنبياء) ٩٤(} الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون

أي ال جيحد عمل سعيه وال يضيع ضاعفتعاىل ، وقال حبسب قوة إميانهه، بل ي :} ـنموسـورة ) ١٩(} أراد اآلخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا

األعمال اليت ب إليها، ويدين منها، من ما يقر بكل هو العمل : لآلخرة والسعي ، اإلسراءصلى اهللا عليه وسلم - حممد على لسان نبيه ها اهللا شرع- علـى اإلميـان فإذا تأسست ،

عليهوانبنت :كان السعيمنه مثقال ذرة مشكورا مقبوال مضاعفا، ال يضيع . فلو استغرق العامل اإلميان العمل وأما إذا فقد ، اره فإنه غري مقبول ليلهقـال تعـاىل و

ألا أسست : وذلك] ٢٣:الفرقان) [وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا :( قـال - للرسول ، واملتابعة للمعبود اإلخالص: الذي روحه -باهللا ورسوله على غري اإلميان

الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم ) ١٠٣(كم بالأخسرين أعمالا قل هل ننبئ : تعاىلأولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطـت ) ١٠٤(يحسبون أنهم يحسنون صنعا

ي مله قيمفلا ن مالهما أعنزة وامالقي مـذوا ) ١٠٥(وخاتوا وا كفربم منهج مهاؤزج ذلكه ، وأحلوا حمل فهم ملا فقدوا اإلميان ، ]١٠٧-١٠٣/الكهف) [١٠٦(آياتي ورسلي هزوا

باهللا وآياته الكفر – م قـال تعـاىل أعمـاهل حبطت...) : ـبحلي كتـرأش لـئن طنلكم٦٥من اآلية: الزمر...)[ع. [

يف اإلسـالم الدخول الصاحلة، كما أن األعمال مجيع حتبط عن اإلميان دة الر وهلذا كانت لإلميـان، املنافيـة من الـذنوب التوبة. مت وإن عظ جيب ما قبله من السيئات واإلميان

١٦٠

{ :قال تعاىل مبينا صفات عباده الصاحلني . ما قبلها جتب – له ة فيه، واملنقص والقادحةوالذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنـون

إلا ) ٦٩(ذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا يضاعف له الع ) ٦٨(ومن يفعل ذلك يلق أثاما من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفـورا

صلى اهللا - قال رسول الله عن عبد الله عن قال ، و }]٧٠-٦٨/الفرقان) [٧٠(رحيما .١٦٧)أخرجه ابن ماجة(» التائب من الذنب كمن ال ذنب له « : -عليه وسلم

، وإىل إىل الصراط املستقيم، ويهديه إىل علم احلق اإلميان يهديه اهللا صاحب أن: سادساي املكار بالشكر، وتلقالعمل به وإىل تلقي احملابهبالرضا والصرب واملصائب :

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإميانهم تجري من تحتهم {: ( قال تعاىل .سورة يونس) ٩(} األنهار في جنات النعيم

إذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء ما أصاب من مصيبة إلا ب {: وقال تعاىل ليمسورة التغابن) ١١(} ع .

ولو مل يكن يسل من مثرات اإلميان، إال أنه اليت تعتـرض واملكاره ه عن املصائب ي صاحب : هلا وذلـك عنها، ومهون ل مس واليقني أعظم اإلميان ، ومصاحبة وقت يف كل أحد كل األجر ختفف بثواب ربه، وطمعه يف فضله؛ فحالوة إميانه وقوة توكله، ولقوة رجائه لقوة

وال تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما {: الصرب قال تعاىل مرارة . سورة النساء) ١٠٤(} من الله ما ال يرجون وكان الله عليما حكيماتألمون وترجون

:حب اهللا هلم اإلميان ولوازمه ومن مثرات:سابعا أي ] ٩٦:مرمي) [إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا (:قال تعاىل

ه اهللا أحب نوم. يف قلوب املؤمنني هلم احملبة وجيعل هم اهللا اإلميان، حيب ميام وأعمال بسبب إ من عباده ه املؤمنون وأحب له السعادة حصلت والفالح الكثرية والفوائد املـؤمنني ة من حمب

عن أبى هريرة ف. ين الد يف اإلمامة به وحصول له حيا وميتا، واالقتداء والدعاء من الثناء بىن النقال - صلى اهللا عليه وسلم -ع » حبي ريل إن اللهى جبادا ندبع الله بإذا أح

ها ، فأحباء إن الل . فالنمل السريل فى أهادى جبنريل ، فيجب هحبـا ، فيفالن حـبي ه

وهو صحيح ) ٤٣٩١( برقم- ١٦٧

١٦١

وهض . فأحبـل األرـول فـى أهالقب لـه عوضي اء ، ثممل السأه هحبأخرجـه (» في .١٦٨)البخاري

اهللا للمؤمنني الذين كملوا إميـام بـالعلم جيعل أن: مثرات اإلميان وهذه أيضا من أجل وجعلنا مـنهم {: كما قال تعاىل بأمره يهتدون أئمة م ه وجيعل – صدق لسان –والعمل

فبالـصرب ، سورة الـسجدة ) ٢٤(} أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون .١٦٩ يف الدين نالوا اإلمامة–ه وكمال اإلميان مها رأس اللذين– واليقني :ع مكانتهم يف الدارين رف:ثامنا ) ١١(} .. يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلـم درجـات ...{: تعاىل قال

وإمنا نـالوا ، يف الدنيا واآلخرة عباده عند اهللا وعند درجة فهم أعلى اخللق . سورة اادلة . اإلميان من أصول واليقنيم، والعلمهم ويقينهعمل وم الصحيح بإمياهذه الرفعة

: الوجوه مجيع من التام اهللا واألمن بكرامة البشارةحصول: تاسعا العاجـل اخلـري فأطلقها ليعم ، )٢٢٣من اآلية : البقرة)(وبشر المؤمنني : (...قال تعاىل

وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات {: ها يف مثل قوله تعاىل ، وقيد واآلجلتجري من تحتها األنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبـل

وا أزفيه ملهابها وشتوا به مأتونوالدا خفيه مهة ورطهم فلهم ، سورة البقرة) ٢٥(} اج الذين آمنوا ولم يلبـسوا : ( يف مثل قوله تعاىل املطلق األمن ، وهلم دة واملقي املطلقة البشارة

يف مثل قوله د املقي األمن وهلم] ٨٢:األنعام) [إميانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون مـن : األنعـام )[فمن آمن وأصلح فال خوف علـيهم وال هـم يحزنـون : (...تعاىل هلـم مما مضى عليهم، وبذلك يتم ، واحلزن ملا يستقبلونه اخلوف ى عنهم فنف].٤٨اآلية

األمن . فاملؤمن له األمن أم: الدنيا واآلخرة يف التامنوعقابه اهللا سخط من وأمـن ، مجيـع مـن لهم البشرى في الحياة {: ، كما قال تعاىل خري بكل الكاملة وله البشارة . والشروراملكاره

ظيمالع زالفو وه ات الله ذلكديل لكلمبة ال تفي اآلخرا وينسورة يونس) ٦٤(} الد .

)٦٠٤٠( برقم- ١٦٨

)٨٨ص / ٦٩ج (- موسوعة كتب ابن القيم - ١٦٩

١٦٢

ويوضه تعاىل قول هذه البشارة ح :} هملـيل عـزنتوا تقامتاس ثم ا اللهنبقالوا ر إن الذين وليـاؤكم نحن أ) ٣٠(الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون

) ٣١(في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تـدعون يا أيها الذين آمنـوا {: وقال تعاىل ، ]٣٣-٣٠/فصلت [})٣٢(نزلا من غفور رحيم

نوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم اتقوا الله وآم حيمر غفور اللهسورة احلديد ) ٢٨(} و ، ـبالثـواب حـصول علـى اإلميـان فرت

يوم ترى {: القيامة ه يوم ، وميشي ب يف حياته الذي ميشي به العبد النور ،وكمالاملضاعفالمؤمنني والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من

ظيمالع زالفو وه ا ذلكفيه الدينخ ارها الأنتهحف ، سورة احلديد ) ١٢(} تـ املؤمن م ن علـى ى بنـوره مـش : القيامة يوم األنوار ه، وإذا أطفئت ه وإميان علم يف الدنيا بنور يميش

، ومـن على اإلميان املغفرة ب رت ، وكذلك والنعيم الكرامة به إىل دار حىت جيوز الصراطغفرتسل سيئاته مونال العقاب من ،١٧٠. الثواب أعظم ، مطلـوب كل ، فإنه إدراك غاية الغايات إدراك: الذي هو – الفالح حصول: عاشرا

. الوسائلى الذي هو أشرف، واهلد مرهوب من كلوالسالمةالذين يؤمنـون بالغيـب ) ٢( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقني {:كما قال تعاىل

ون الصقيميفقون وني ماهقنزا رمم٣(لاة و ( زل مـنا أنمو كزل إليا أنون بممنؤي الذينو) ٥(أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحـون ) ٤(قبلك وبالآخرة هم يوقنون

. الكامل، والفالحهلدى التامفهذا هو ا] ٥-٢/البقرة[} التـام إال باإلميان – إال ما وال سعادة ال صالح اللذين –ى والفالح إىل اهلد فال سبيل

أكمـل ، والفـالح الوسائل فاهلدى أجل . أرسله اهللا رسول اهللا، وبكل أنزله كتاب بكل .١٧١ الغايات

. اآلياتب والتذكرياعظ باملواالنتفاع: احلادي عشر

)٤٣ص / ١ج (- التوضيح والبيان لشجرة اإلميان - ١٧٠

)٤٣ص / ١ج (- التوضيح والبيان لشجرة اإلميان - ١٧١

١٦٣

إن فـي : ( تعاىل و قال ) ٥٥:الذريات) (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنني : (قال تعاىل مننيؤة للملآي حيمل ألن اإلميان : وهذا] ٧٧:احلجر) [ذلك ه علـى التـزام صاحب احلـق

ـ واالستعداد العظيمة اآللة ، علما وعمال، وكذلك معه واتباعه ، النافعـة املـواعظ ي لتلقالدالةواآليات على احلق وليس عنده مانع ،مينع ه من قبول احلقبه العمل، وال من .

من الناس فتضر بدينهم ض لكثري اليت تعر الشكوك يقطعومنها أن اإلميان:الثاين عشر نون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهـدوا بـأموالهم إنما المؤم {: قال تعاىل

اإلميان دفع: أي ، سورة احلجرات ) ١٥(} وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون الذي معهم - الصحيح-الريب والشك وإنزال، املوجودالكلية ب ه وقاوم ، الـيت الـشكوك

اإلنس تلقيها شياطني واجلن ارة ، والنفوسإال دواء املهلكـة فليس هلذه العلل . بالسوء األم اإلميانحتقيق .

صـلى اهللا عليـه -وهلذا ثبت يف احلديث الصحيح عن أبى هريرة قال قال رسول الله لناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله فمـن ال يزال ا « -وسلم

.١٧٢»وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله مـن يأتى الشيطان أحدكم فيقول « -صلى اهللا عليه وسلم -ويف رواية قال رسول الله

أخرجه (»خلق كذا وكذا حتى يقول له من خلق ربك فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته .١٧٣)مسلم

ذا بني١ :وهي ثالثـة أشـياء . النافع هلذا الداء املهلك صلى اهللا عليه وسلم الدواء و- ـا ا؛ ليضل ن ألقاها وشبه م من شر واالستعاذة -٢ ية عن الوساوس الشيطان االنتهاء: وذلك. من اآلمنني اعتصم به كان ن الذي م اإلميان الصحيح بعصمة واالعتصام -٣العباد

ـ ، وكل أنه مناف للحق العلم: ها كثرية أعظم ه بأمور بطالن الباطل يتضح ألن ضقا مـا نى {ل تعاىل ، قا فهو باطل احلقالل فـأنإال الض قالح دعاذا بفم قالح كمبر الله فذلكم

.سورة يونس) ٣٢(} تصرفون

)٣٦٠( أخرجه مسلم برقم- ١٧٢

)٣٦٢( برقم- ١٧٣

١٦٤

وخـوف وحزن من سرور : م ما يلم يف كل املؤمنني ملجأ أن اإلميان : الثالث عشر : لكل أحد منهاليت البد، وغري ذلك من األمور ا، ومعصية، وطاعةوأمن

، وشـجاعة م إميانا وثباتا، وقـوة إليه فيزيده فيطمئنون عند اخلوف إىل اإلميان فيلجؤونالذين قال لهم الناس { : اخللق عن خيار : م كما قال تعاىل الذي أصا اخلوف ويضمحل

هوشفاخ وا لكمعمج قد اسكيـل إن النالو ـمنعو ا اللـهنبـسقالوا حا وانإمي مهادفز مفانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل )١٧٣(

أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنني إنما ذلكم الشيطان يخوف ) ١٧٤(عظيم ، هؤالء األخيار من قلوب اخلوف لقد اضمحل . ]١٧٥-١٧٣/آل عمران [} ) ١٧٥(

اإلميان قوةوخلفه بوعده التوكل على اهللا، والثقةه، وقوة وحالوت . اهللا عليهم ا، فيعترفون بنعمة: الصاحلة لألعمالوالتوفيق عند الطاعة إىل اإلميان ويلجؤون وأن نعمته ن ن م عليهم فيها أعظمهـا، علـى تكميل وكذلك حيرصون، والرزق العافيةمع

عليهم بـالتوفيق تفضل لذياألون سوي. ها أو نقصها رد لقبوهلا، وعدم سبب كل وعمل هلم منها ما أن يتم : عليهم حبصول أصلها والذي تفضل بقبوهلا، ه عليهم نعمت أن يتم : هلا

ابقون { منها انتقصوها سله مهات وريون في الخارعسي لئكسورة املؤمنون) ٦١(} أو ، مـا منها، وعمـل إىل التوبة من املعاصي باملبادرة إذا ابتلوا بشيء ويلجؤون إىل اإلميان

إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف {: قال تعاىل . جلرب نقصها – من احلسنات يقدرون عليه فـاملؤمنون يف مجيـع ، سورة األعراف ) ٢٠١(} من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون

ه، ا ينافيه ويـضاد م، ودفع م إىل حتقيقه ومفزعه م إىل اإلميان ملجؤه –تقلبام وتصرفام ١٧٤ هوذلك من فضل اهللا عليهم ومن.

ــــــــــــــــــ

)٤٦ص / ١ج (- التوضيح والبيان لشجرة اإلميان - ١٧٤

١٦٥

����א�FאR(�وא�MFد���א�FאR(�وא�MFد���א�FאR(�وא�MFد���א�FאR(�وא�MFد��� القرآن الكرمي -١

للشنقيطيأضواء البيان -٢

يف ظالل القرآن للسيد قطب -٣

تفسري الطربي -٤

تفسري ابن كثري -٥

تفسري الرازي -٦ صحيح البخاري -٧

صحيح مسلم -٨

سنن الترمذي -٩

سنن أيب داود -١٠

نسائيسنن ال -١١

سنن ابن ماجة -١٢

صحيح ابن حبان -١٣

مسند اإلمام أمحد بن حنبل -١٤

السنن الكربى للبيهقي -١٥

املستدرك للحاكم -١٦

صحيح ابن خزمية -١٧

الصغري لأللباينصحيح اجلامع -١٨

مسند البزار -١٩

املعجم الكبري للطرباين -٢٠

ذيب اآلثار للطربي -٢١

مصنف ابن أيب شيبة -٢٢

البن عساكرتاريخ دمشق -٢٣

بن كثريالبداية والنهاية ال -٢٤

١٦٦

للطربيتاريخ الرسل وامللوك -٢٥

سلسلة األحاديث الصحيحة لأللباين -٢٦

العسقالينفتح الباري البن حجر -٢٧

شرح النووي على مسلم -٢٨

فتاوى الشبكة اإلسالمية -٢٩

البن القيم اجلواب الكايف -٣٠

اليوم اآلخر يف ظالل القرآن -٣١

الكاشف للذهيب -٣٢

النهاية يف غريب احلديث واألثر البن األثري -٣٣

من كتب العقيدةكثري -٣٤

شرح الطحاوية يف العقيدة السلفية -٣٥

البن تيمية منهاج السنة النبوية -٣٦

بني العقل والنقل له درء التعارض -٣٧

للذهيبسري أعالم النبالء -٣٨

موسوعة كتب ابن القيم -٣٩

للسعديالتوضيح والبيان لشجرة اإلميان -٤٠

املكتبة الشاملة اإلصدار الثاين -٤١

برنامج قالون -٤٢

١٦٧

�����א��7م���א��7م���א��7م���א��7م��א�:�9سא�:�9سא�:�9سא�:�9س

٣.........................................................................................א����3א2ولא����3א2ولא����3א2ولא����3א2ول

٣............................................................................&:9�م�א��6�,�7א�45&,�&:9�م�א��6�,�7א�45&,�&:9�م�א��6�,�7א�45&,�&:9�م�א��6�,�7א�45&,�

٤........................................................................................א����3א�;�"#א����3א�;�"#א����3א�;�"#א����3א�;�"#

,��א����6�,�7�,��6א�"��ن�>,��א����6�,�7�,��6א�"��ن�>,��א����6�,�7�,��6א�"��ن�>,��א����6�,�7�,��6א�"��ن<�....................................................................٤

٧........................................................................................א����3א�;���א����3א�;���א����3א�;���א����3א�;���

٧.......................................................................................&:9�م�א�=�ن&:9�م�א�=�ن&:9�م�א�=�ن&:9�م�א�=�ن

١٠.....................................................................................א����3א��א0(א����3א��א0(א����3א��א0(א����3א��א0(

١٠..................................................................................א�=�ن���0<,?א�=�ن���0<,?א�=�ن���0<,?א�=�ن���0<,?

١٠..........................................................:مفهوم الغيب يف اإلسالم •

١٠................................................................:أمهية اإلميان بالغيب •

١٠.......................................................................:أقسام الغيب •

@&�A�3א�� ١٦...................................................................................א����3א�A&@א����3א�A&@א����3א�A&@א�

١٦....................................................................................����ن�א�=�ن����ن�א�=�ن����ن�א�=�ن����ن�א�=�ن

١٦...................................................................................א���-��א2ول�א���-��א2ول�א���-��א2ول�א���-��א2ول�

????C�7D�/�0א�=�ن�C�7D�/�0א�=�ن�C�7D�/�0א�=�ن�C�7D�/�0١٦.........................................................................????א�=�ن�

١٧..................................................................:التدين فطرة •

١٧......................................................................:الشواهد العقلية *

١٨.................................................:بطالن الرجحان بدون مرجح:أوال

١٨...............................................................:بطالن التسلسل: ثانيا

١٩...................................................................:بطالن الدور:ثالثا

١٩...................................................................:علةقانون ال: رابعا

٢٠.................................................................:شواهد من الطبيعة -*

٢٠..........................................................................دليل الفطرة-*

٢١........................................................:م للفطرة نظرة اإلسال •

٢٣..............................)مصادر التلقي (منهج املعرفة يف أمور االعتقاد •

١٦٨

٢٤................................................................:مصادر التلقي •

٢٤...........................:اخلرب الصادق من اهللا تعاىل أو من رسوله : املصدر األول

٢٥........................:الفطرة اليت جعلها اهللا تعاىل غريزة يف الناس : املصدر الثاين

٢٥................................................................:العقل : املصدر الثالث

٢٥........................................................................ الشواهد العقلية-*

٢٦..................................................................: شواهد من الطبيعة -*

٢٦.............................................................: العالقة بني الدين والعلم -*

٢٧..............................................................................:اخلـالصـة

٢٧............................................:آيات الكون واألنفس شاهدة على وجود اهللا

٢٨.......................................................اهللا اخلالق يتجلى يف عصر العلم

٢٩...........................................:منهج اإلسالم يف تقرير حقيقة وجود اهللا تعاىل

٢٩................................................:منهج القرآن يف تقرير وجود اهللا تعاىل

٣٠..........................................:القرآن يتوجه باخلطاب إىل املشاعر:أوال

٣٢.............................................................:خماطبـة العقـل: ثانيا

٣٢..........................................................:منهج القرآن يف أدلته العقلية

٣٢........................................................:اهللا تعاىل يف العقيدة اإلسالمية

٣٣............................................................: اإلميان بربوبيته تعاىل -ولاأل

٣٣...........................................................: اإلميان بألوهيته تعاىل -الثاين

٣٤...........................................................: اإلميان حباكميته تعاىل -الثالث

٣٦..............................................:لقد قام البناء اإلسالمي على األسس اآلتية

٣٦..................................................:أسباب التركيز على عقيدة التوحيد

٣٧......................:توحيده تعاىل يف ربو بيته خلقا وملكا وتدبريا: سالة األوىلامل

٣٧......................:إفراد هللا تعاىل يف ذاته وصفاته وأمسائه وأفعاله: املسألة الثانية

إفراد اهللا تعاىل بالعبادة حىت ال يتخذ إله غريه بأي وجه من الوجوه : املسألة الثالثة ٣٩.....................................................................:املقتضية للعبادة

٤٠..................................:األسس اليت يقوم عليها توحيد الذات والصفات

٤٢.......................................................:مثرات اإلميان باهللا تعاىل •

٤٩..................................................................................א���-��א�;�"#א���-��א�;�"#א���-��א�;�"#א���-��א�;�"#

١٦٩

�(E4F�0א�=�ن���(E4F�0א�=�ن���(E4F�0א�=�ن���(E4F�0٤٩..............................................................................א�=�ن��

٤٩.........................................................................:تعريفه •

٤٩...............................................................:صفات املالئكة •

٤٩..............................................................: أم خملوقون من نور-١

٥٠......................................................................: عظم خلقهم -٢

٥٠...................................: قدرم على التشكل يف مادة كثيفة جسمانية -٣

٥٠.............................................................:كثرة الطاعة والعبادة -٤

٥١......................................................................:وظائفهم •

٥١.............................: إبالغ كالم اهللا تعاىل وحكمه إىل عباده املرسلني -)١(

٥١.....................................................................: محل العرش -)٢(

٥١..............................: رعاية اجلنة وأهلها، والقيام على النار ومن فيها -)٣(

٥٢...................................:ا مراقبة أعمال اخللق وتصرفام وإحصاؤه-)٤(

٥٣.......................................: احملافظة على اإلنسان خالل حياته كلها -)٥(

٥٣......................................):ملك املوت( قبض األرواح عند املوت -)٦(

٥٣...........................................................:حضور جمالس الذكر -)٧(

٥٤...................................: وضع أجنحتها لطالب العلم واالستغفار له -)٨(

٥٥..................:بالقطر والنبات وهو ميكائيل عليه السالم ومنهم املوكل -) ٩(

٥٦.....................................................: ومنهم املوكل بالصور –) ١٠(

٥٧......................................: ومنهم املوكل باجلبال وهو ملك اجلبال-)١١(

٥٧.................................................: ومنهم امللك املوكل بالرحم -)١٢(

٥٧...................................................: ومنهم زوار البيت املعمور -)١٣(

٥٨........................: تبليغ الرسول صلى اهللا عليه وسلم السالم من أمته -)١٤(

٥٨...... ومنهم املوكلون بفتنة القرب وسؤال العباد يف قبورهم ومها منكر ونكري-)١٥(

-------------..................................................................٥٩

٦٠.......................................................:مثرات اإلميان باملالئكة •

-G�0א�=�ن�-G�0א�=�ن�-G�0א�=�ن�-G�0٦٣................................................................................א�=�ن�

٦٤...............................................................................:طوائف اجلن

٦٤...............................................................................:قدرات اجلن

١٧٠

٦٦..............................................................................:مساكن اجلن

اجلن ٦٧.................................................................................:طعام

٦٨..................................................................:العالقة بني اجلن واإلنس

٧٦.................................................................................א���-�א�;���א���-�א�;���א���-�א�;���א���-�א�;���

٧٦....................................................................=�ن�H(��0?�א���و��=�ن�H(��0?�א���و��=�ن�H(��0?�א���و��=�ن�H(��0?�א���و��א�א�א�א�

٧٦..............................................:كيفية اإلميان بالكتب السماوية •

٧٧..........................................:موقفنا من الكتب السماوية السابقة •

٧٧......................................:ما تضمنته الكتب السابقة وموقفنا منه •

٨٣.............................................:مثرات اإلميان بالكتب السماوية •

٨٦..................................................................................א0(א0(א0(א0(א���-��א��א���-��א��א���-��א��א���-��א��

٨٦...............................................................................א�=�ن��5���0'א�=�ن��5���0'א�=�ن��5���0'א�=�ن��5���0'

٨٦..................................................................:املراد بالرسل •

٨٦..........................................................:رسل معىن اإلميان بال •

٨٦.........................................................:أول الرسل وأخرهم •

٨٧.......................................................:الرسل من جنس البشر •

٨٧....................................................:يتضمنه اإلميان بالرسل ما •

٩١........................................................:مثرات اإلميان بالرسل •

٩٣.......................................................................................:تعريفه

٩٨...........................................................:آثار اإلميان بالقدر •

١٠٤.......................................................................................�5د�5�5د�5�5د�5�5د�5

�IJم�א� ١٠٤.......................................................................א�=�ن����0,�م�א�IJא�=�ن����0,�م�א�IJא�=�ن����0,�م�א�IJא�=�ن����0,

١٠٤..........:ونؤمن بفتنة القرب، ونعيمه للمؤمنني، وبعذابه ملن كان له أهال -١

ونؤمن بأشراط الساعة اليت أخرب اهللا تعاىل ا يف كتابه، وأخرب ا نبيه عليه -٢ ١٠٦................................................................:الصالة والسالم يف سنته

هو يوم القيامة الذي يبعث اهللا فيه : فاملراد باليوم اآلخر : وأما اليوم اآلخر •ومسي بذلك ألنه ال يوم بعده حيث يستقر أهل اجلنة يف منازهلم . الناس للحساب واجلزاء

١٠٩...................................................................وأهل النار يف منازهلم

١٧١

١٠٩.......................................................:مفهوم اإلميان باليوم اآلخر *

١٠٩.................................................:ما يتضمنه اإلميان باليوم اآلخر *

١٢١.....................................................: عن البعث والنشور حقائق هامة

١٢١..................................................:البعث ضرورة شرعية وعقلية -*

١٢١......................................................................:إمكان البعث *

١٢٣..................................................:مثرات اإلميان باليوم اآلخر •

١٢٥....................................:وهناك مثرات كثرية لإلميان باليوم اآلخر ومنها

١٢٥..........:واملتابعة للرسول صلى اهللا عليه وسلم ) عز وجل( اإلخالص هللا -١

: احلذر من الدنيا والزهد فيها والصرب على شدائدها وطمأنينة القلب وسالمته-٢.....................................................................................١٢٦

التزود باألعمال الصاحلة وأنواع القربات ،واجتناب املعاصي واملبادرة بالتوبة -٣ ١٢٧........................................................................:واالستغفار

١٢٨.................................: الدعوة إىل اهللا عز وجل واجلهاد يف سبيله-٤

١٢٩..................................................: اجتناب الظلم بشتى صوره-٥

١٣٠..............: حصول األمن واالستقرار واأللفة بني الناس باحلكم بشريعة اهللا-٦

١٣٥.....................................................:صري األمل وحفظ الوقت تق-٧

١٣٦...............................: سالمة التفكري وانضباط املوازين ومسو األخالق-٨

١٣٧.....................:سخطه والنار الفوز برضا اهللا سبحانه وجنته، والنجاة من -٩

١٣٩.......................................: اليقني باآلخرة يؤدي للهداية والفالح -١٥

١٤٠...........:هم يحزنون الذين آمنوا باهللا واليوم اآلخر لا خوف عليهم ولا -١٦

اإلميان باهللا واليوم اآلخر ، مع األخذ بلوازمهما جيعل البالد آمنة من غضب اهللا -١٧ ١٤١.......................................................:ومقته ، ويرزقها من الطيبات

١٨- كل بر كل خري ، وسبب م الآخر هو منبعوالي١٤١.............: اإلميان بالله و

١٤٢.....: اإلميان باهللا واليوم اآلخر ، هو الذي جيعل اإلنسان حيافظ على األمانة -١٩

٢٠- وهواه على نفسه ١٤٢: اإلميان باهللا واليوم اآلخر هو الذي جيعل اإلنسان ينتصر

١٤٣...................:و الذي مينع املرء من الرياء اإلميان بالله و باليوم الآخر ه-٢٢

اإلميان بالله و باليوم الآخر هو الذي جيعلنا نرد كل ما تنازعنا فيه إىل اهللا ورسوله -٢٣ ١٤٣................................................................:صلى اهللا عليه وسلم

١٧٢

١٤٣...........:اإلميان بالله و باليوم الآخر هو الذي جيعل املرء راسخا يف العلم -٢٤

رء يعمر مساجد الله وحيافظ اإلميان بالله و باليوم الآخر هو الذي جيعل امل-٢٥ ١٤٣.................................................................................:عليها

اإلميان بالله و باليوم الآخر هو الذي يثبت املؤمنني يف القتال ، فال يفرون ، وال -٢٦ ١٤٤...........................................................................:يستأذنون

: اإلميان بالله و باليوم الآخر هو الذي جيعل املرء ال تأخذه رأفة في دين الله -٢٨........................................................................................١٤٥

:ر هو الذي جيعل املرء يواد من حاد الله ورسوله اإلميان بالله و باليوم الآخ-٢٩........................................................................................١٤٥

اإلميان بالله و باليوم الآخر هو الذي جيعل املرء يعترف جبرميته ، ويطلب تطهريه -٣٠ ١٤٥..................................................................................:منها

١٤٧.................................................................................א����3א���دسא����3א���دسא����3א���دسא����3א���دس

١٤٧...............................................................�>%LE�MI�N�א��6�,�7א�LE�MI�N%<��,&45�א��6�,�7א�LE�MI�N%<��,&45�א��6�,�7א�LE�MI�N%<��,&45�א��6�,�7א�45&,�

العقيدة أا ربانية من عند اهللا، وأا مل تتغري ومل تتبدل، وهذا يطمئن إن أوىل خصائص هذه -١ ١٤٧:النفس أا خري ألنفسنا، وأن السعادة تكمن يف تنفيذها، وأن الشقاء يترتب على تركها

١٤٨..................................................:عقيدة أا ثابتة ومن خصائص هذه ال-٢

٣-خصائص هذه العقيدة الوضوح ١٥١.................................................: ومن

١٥٢...........................................................: فطرية العقيدة اإلسالمية-٤

١٥٣..............................................................: عقيدة توقيفية مربهنة-٥

١٥٤..................................................................:عقيدة ثابتة ودائمة-٦

١٥٥........................................:ها وال تفريط إا عقيدة وسط ال إفراط في-٧

١٥٧..................................................................................א����3א���0(א����3א���0(א����3א���0(א����3א���0(

ODא�Pא�=�ن�و��Eא�QODא�Pא�=�ن�و��Eא�QODא�Pא�=�ن�و��Eא�QODא�Pא�=�ن�و��Eא�Q........................................................................١٥٧

االغتباط بوالية اهللا اخلاصة اليت هي أعظم ما تنافس فيه املتنافسون، وتسابق فيه :ال أو ١٥٧.............................................. .املتسابقون، وأعظم ما حصل عليه املؤمنون

١٥٧........................................................:الفوز برضى اهللا ودار كرامته:ثانيا

١٥٨......................:أن اهللا يدفع عن املؤمنني مجيع املكاره، وينجيهم من الشدائد: ثالثا

١٧٣

يف هذه الدار، وىف دار يثمر احلياة الطيبة– الذي هو فرعه –أن اإلميان والعمل الصاحل : رابعا ١٥٨.......................................................................................:القرار

إن مجيع األعمال واألقوال إمنا تصح وتكمل حبسب ما يقوم بقلب صاحبها من اإلميان : خامسا ١٥٩.................................................................................:واإلخالص

أن صاحب اإلميان يهديه اهللا إىل الصراط املستقيم، ويهديه إىل علم احلق، وإىل العمل : سادسا ١٦٠..................:به وإىل تلقي احملاب بالشكر، وتلقي املكاره واملصائب بالرضا والصرب

١٦٠.........................................:ومن مثرات اإلميان ولوازمه حب اهللا هلم :سابعا

١٦١............................................................:رفع مكانتهم يف الدارين :ثامنا

١٦١......................:من التام من مجيع الوجوه حصول البشارة بكرامة اهللا واأل: تاسعا

إدراك غاية الغايات، فإنه إدراك كل مطلوب، والسالمة : الذي هو–حصول الفالح : عاشرا ١٦٢.......................................من كل مرهوب، واهلدى الذي هو أشرف الوسائل

١٦٢........................................االنتفاع باملواعظ والتذكري باآليات: احلادي عشر

١٦٣..ومنها أن اإلميان يقطع الشكوك اليت تعرض لكثري من الناس فتضر بدينهم:الثاين عشر

من سرور وحزن وخوف وأمن، : أن اإلميان ملجأ املؤمنني يف كل ما يلم م: الثالث عشر ١٦٤........................:وطاعة، ومعصية، وغري ذلك من األمور اليت البد لكل أحد منها

�