- ٣ -

تصدير ..

ا أوتي من رهافة الحس وصادق الإلهام يعكس الشاعر مرآة عصره ومجتمعه الآمـال والآلام التطلـعات والإنجازات ويغني لـليوم والغـد ويذكر الأمس كل ذلك ليؤدي

من خلال الشعر والإبداع رسالة الشاعر إلى بني قومه وللإنسانية جمعاء.

ـصـدر الــذي يـلـهـمه ابــداعه في شـكـله ــا أن مـجـتـمع الــشـاعـر وعـصــره هـمـا ا وومــوضـوعه فــمن الـطــبـيــعي والحـال هــذه أن يـكـون الــشـاعــر الحق مـوضع تــفـاعل مع

. بدع معاصريه من الشخصيات الأدبية والفكرية والعامة ومجايليه من الشعراء وا

ولم يكن الأخطل بدعا في ذلك غير أن تميزه الشعري وتفرده الصحفي منذ مطلعالـقـرن وحتـى أوائل الثـلاثيـنـات مـنه جـعـله الـنـاطق الأصـدق بـلـسـان قومـه وجمـع حولهالـقلـوب والـعقـول. فكـتبـوا عـنه شاعـرا وناثـرا وصـحفـيا بـلسـان صـدق وحق يشـاكل ما

أبدعه الأخطل الصغير بصدق وحق.

ن طــالع هـذه الـدورة مـن دورات مـؤسـســة جـائـزة عــبـدالـعــزيـز سـعـود وكـان من البابـط للإبداع الـشعري وهي الـدورة التي تحمل اسم «الأخطل الـصغيـر» أن يتوافرــا قـاله الآخـرون في ـواد الـتي تجــمـعت عن الــشـاعـر مــادة غـزيـرة لـديــهـا من ضــمن اقالاته الصحفية ولتوجهاته الوطنية والقومية سواء الأخطل الصغير من نقد لشعره و

أكان هذا النقد بالسلب أم بالإيجاب.

ادة - الشـهادة قـصائـد وكلمـات قيـلت في الأخطل الـصغـير يوم وتضـمنت هـذه امبـايعته أمـيرا للـشعر الـعربي عام ١٩٦١ وفي وفـاته عام ١٩٦٨ وتأبـينه عام ١٩٦٩ في

الذكرى الأولى لرحيله.

- ٤ -

ـزيد من الاطـلاع على حـياة الأخـطل الـصغـير وإبـداعـاته ذيل هذا الـكـتاب بـثبت ومفـصل يـتـضـمن مـصـادر دراسـة الأخـطل الصـغـيـر من كـتب ودوريـات ومـراجع (عـربـيةوفـرنـسـيـة) مع تـوسع في الـدوريـات من مـجلات وصـحف زادت عن (٣٨ دوريـة) إضـافة

إلى جريدة «البرق».

وإذ تـسعد مـؤسسة جـائزة عبـدالعزيز سـعود البـابط للإبـداع الشعـري أن تكون هذهالشـهادات في الأخطل من بـ إصداراتهـا لهذه الـدورة في كتاب بـعنوان «الأخـطل في عيون

معاصريه» تشكر الدكتورة سهام أبو جودة على جهودها في جمع مادة الكتاب.

ـادة ومراجـعـتـهـا موضع جـهـود كـبـيرة نـهض بـهـا الأسـتاذ لـقـد كان تـبـويب هـذه اعدنان جابر فله الشكر.

ؤسسة منهاجا لها في خدمة ويبقى القول أننا سنواصل على هـذا الدرب ما اختطته الهم أن الحـركة الثقافية العـربية والشعر والشـعراء بصورة خاصة وليعـلم الشاعر المجيد وا

شمسه وقمره لا يغيبان بغيابه وأنه خالد خلودهما وأن وتره سيبقى صادحا وإن رحل.

نة والحمد من قبل ومن بعد ولله ا

- ٥ -

القســم الأول

- ٦ -

ابيض

- ٧ -

الأخطل الصغيراستعراض أدبي

فؤاد الشايب

إن حق لي أن أسـتـعـرض حـوادث أيــام خـلت وأشـبـاح سـنـ انـصـرمت فلأضع حـدالطلائع تلك الحـوادث التي تلاها الكـثير وتوالى بـعدها ما لـيس باليسـير إذ لا أعد نفسي إلاحديث عهد في ما أستعرضه ويحق لي أن أقول أن العهد الذي شعرت به في الحياة هو مذحق لي استـعراض ماض أدبي أي منذ سـبع سن أي قبيل الـثورة السورية - وكنت إذ ذاكب الرابعة والخامسة عشرة - وفي أيام الثورة قرأت ديوان الثورة السورية وفي أيام الثورةوالدخان قرأت العذراء «لخير الدين» وتلمظت بنكهة طيبة في غزليات «شفيق» وفيما عدا ذلك

فقد رددت كثيرا من شعر أستاذي يومئذ الذي يقول:يـــــريــــدون مــــنـي غــــيـــــر طــــبــــعـي تــــخـــــنــــثــــا

ومـــــا أنـــــا والـــــشـــــعـــــر الـــــبـــــلـــــيـــــد المخـــــنثيــــــريـــــدون قـــــولا أعــــــجـــــمــــــيـــــا مـــــفــــــكـــــكـــــا

يـــــعـــــيث بـــــذات الـــــضــــاد جـــــهـــــرا ويــــعـــــبث

وقـلت للأسـتـاذ الشـاعـر ذات يـوم: في أي كتـاب يـجب أن اسـتهـل حيـاة الأدب? فـأشارا- : لا تشـغل نفسك بالأدب علي بالـبحتري ثم أردف وهـو يبتسم بـألم! - وكنت أعهده مـتأ«حـرام عليك» وأجـاهر بالحـقيقة لـم أستوعب أحجـية الأستـاذ «حرام علـيك» فرحت أنحت منصخور البحـتري وغيره وغيره. هكذا ابتدأت ويالأنحـس الحظوظ كلما استعرضت شيئا من

اضي تذكرت قول الأستاذ «حرام عليك».. وأخيرا فهمت. جحافل ا

كـان في الـغـوطـة وقــاسـيـون وبـردى وجـلـق من أولـئك الـرجـال حــامـلي «الـربـابـة»ومنـشدي الـهوى والـصبابـة ومسـتحـلي الأسى والكـآبة. كان.. وكـنت أصيخ إلـيهم كـثيرا

< جريدة الشام - العدد ١٤ - سنة ١٩٣١.

- ٨ -

اء والهـواء وفي مجاهل الأرض ومـناحي الفضاء. وأكـرع بكل حواسي أنفـاسهم في اواليوم....«سكنت ضوضاء من في الحي لا حي تراه»(١)

ولبنــان الجـميــل كنــت أسـمــع عنه شيئـا ولكــن أول ما فتح عـيني بولــه وشــوقنحــو غياض لبنــــان وأرزه وهضــابه ووديانه هو «أ. ص» مــع أننــي كنـت أسمـع شيئا«لــبـدوي الجــبـل» ذي الـروح الــثـائــرة - وهـــو كــمــا أجـابــني رفـيق لـي يـوم سـألــته عـنه:

«موظف يا أخي».

«أ.ص»?! من هو صاحب ذاك الـلقب? الأخطل الصغيـر ومن هو الأخطل الصغير?ـصـورة وكـان فـيـهـا صـفـحـة أدب هـكـذا كـنت أسـائل نـفـسي إلى أن ظـهـرت «الأحـرار» ا

رائعة فقرأت يوما قصيدة تحت عنوان:«عش أنت إني مت بعدك» والإمضاء «أ.ص».

صـورة من قـرائـهـا مـعـرفة صـاحب الإمـضـاء. فـجـاءت الردود وطـلـبت «الأحـرار »االكثيرة والأجوبة العديدة واكتشف «أ.ص».

لي ـتـسابـقـون أكـثـرهم يـنطـلـقـون في الـتـحلـيل كـأن الأخـطل يـحـضـرهم و وكـان اعلـيهم فأدركت اهتـمام الرجـال برجلهم وعـرفت ما للـشاعر من اجلال وتقـدير في قلوب

الجميع فحل وشعره قلبي وكان القلب بعد رحبا خاليا تقريبا.مـــــــــــــــا كــــــــــــــان ضـــــــــــــــرك لــــــــــــــو عـــــــــــــــدلـت

أمــــــــــــــــا رأت عـــــــــــــــــيــــــــــــــــنـــــــــــــــــاك قــــــــــــــــدكوجــــــــــعـــــــــلـت مـن جــــــــــفــــــــــنـي مـــــــــتــــــــــكـــــــــأ

ومــن عــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــنـــي مـــــــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــدكورفــــــــــــــــعــت بــي عــــــــــــــــرش الــــــــــــــــهــــــــــــــــوى

ورفــــــــــعـت فـــــــــــوق الــــــــــعـــــــــــرش بــــــــــنــــــــــدكوأعــــــــــدت لــــــــــلــــــــــشـــــــــعــــــــــراء ســــــــــيــــــــــدهم

ــــــــــلــــــــــــــــعــــــــــــــــشــــــــــــــــاق عــــــــــــــــبـــــــــــــــدك ولـــــ

(١) من قصيدة لخير الدين الزركلي.

- ٩ -

ـقـطوعـة الـشـعريـة للأخـطل الـصغـيـر وكانت ... تـلك فـلـذة حمـراء من صـميـم تلك اختام عهده بحياة سياسية وافتتاح عهد شعري رائع.

ما كان ضرك لو عدلت?! فأعدت للـشعراء سيدهم وللعشاق «عبدك»... أترى كيفينشد «الأخطل» كلا السيادة والعبودية?! ومن أين?!

وتـنقل في فسـيح ذاك البـساط السـحري الذي قـده من حشـاشته وليـوف فؤاده ترفي كل خطوة جديدا مستجدا بليغا في جماله عميقا في روعته وجلاله.

وحـــــــــــيـــــــــــاة عـــــــــــيـــــــــــنـك وهـي عـــــــــــنــــــــــديــــــــــــان عــــــــــــنـــــــــــدك مـــــــــــثــــــــــــلــــــــــــمـــــــــــا الإ

مــــــــــــا قــــــــــــلـب أمـك إن تــــــــــــفـــــــــــارقــــــــــــهـــــــــــاـــــــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــــــــلـــغ أشـــــــــــــــــــــــــــــدك ولـــم تـــ

فـــــــــــهـــــــــــوت عـــــــــــلـــــــــــيـك بـــــــــــصـــــــــــدرهــــــــــايــــــــــــوم الـــــــــــفـــــــــــراق لـــــــــــتـــــــــــســـــــــــتـــــــــــردك

فـــــــــــــــتــــــــــــــشــم صــــــــــــــدرك والـــــــــــــــدمــــــــــــــوعبــــــــــعـــــــــــيــــــــــنـــــــــــهــــــــــا وتـــــــــــشــــــــــد زنــــــــــدك

بــــــــــأشـــــــــد مـن قــــــــــلـــــــــبـي انــــــــــصـــــــــداعـــــــــايــــــــــــوم قـــــــــــــيـل خـــــــــــــفــــــــــــرت عـــــــــــــهــــــــــــدك

زهرة من جنان الخلـد دموع وندى ونسمات وزفرات ودماء كحمرة وفي تلك الواحة االشفق ولهثات كنسيمات الأصيل فانظر كيف ينضدها وينظمها عقدا رائعا لجيد الشعر.

... كـــــــــــانـت بـــــــــــقـــــــــــايـــــــــــا لـــــــــــلـــــــــــغــــــــــرامـــــــــهـــــــــجـــــــــتـي فــــــــخـــــــــتـــــــــمـت بـــــــــعــــــــدك

أنـــــــــقـى مـن الـــــــــفـــــــــجـــــــــر الـــــــــضـــــــــحـــــــــوكفــــــــــــهـل أعــــــــــــرت الــــــــــــفــــــــــــجــــــــــــر خــــــــــــدك

وأرق مــن طــــــــــــــــــبـع الــــــــــــــــــنـــــــــــــــــســــــــــــــــــيـمفــــــــــــهــل خـــــــــــلــــــــــــعــت عـــــــــــلــــــــــــيــه بـــــــــــردك

- ١٠ -

وألــــــــــــــــــــــذ مــن رشــف الــــــــــــــــــــــكـــــــــــــــــــــؤوسفــــــــــهـل أبـــــــــــحـت الـــــــــــكــــــــــأس شـــــــــــهــــــــــدك

عش أنـت إني مت بعدك!!! أترى كـيف يدب اليأس في قـلب الشاعر فـبشطر واحديلقي بنفسك الروعة ويستجدي من مآقيك الدمعة..?!

انـظر كـيف يبـكي الأخطل في قـطعـة شعـرية نـسيت أكـثرهـا ولم يبق عـالقـا في هذه: المخيلة البالية سوى هذين البيت

ـــــنــــــشـــــود الـــــهــــــوى والـــــشــــــبـــــاب والأمـل اتـــــــوحـي فـــــــتـــــــبـــــــعث الـــــــشـــــــعـــــــر حـــــــيـــــــا

ـــــنــــــشـــــود الـــــهــــــوى والـــــشــــــبـــــاب والأمـل اضــــــــاعـت جــــــــمـــــــــيــــــــعــــــــهــــــــا مـن يــــــــديــــــــا

هذا ليس شـعر ب شـطريه فـراغ هذه فلـذ نفسـانيـة قطعـها الأسى فكـانت شعرا.هي ليست فلسفة ولا أحاجي معماة. كلا! تظن أنها ليست بشيء وهي كل شيء.

وت كل شيء في وهكذا يكـون من يحزن فيحزن ويبكي فيـبكي. في هذين البيت وت هو الذي يوحي الـيوم للشاعر وهـكذا الشاعرية وت. إذا فـا الشاعر. فيـنشدك بعد ا

تستجدي حتى العدم.

بـهذه القـصيـدة الخالدة وبـأمثـالها كـان أول عهـدي بالشـعر الـرقيق شعـر العـاطفةـكـلــوم فـتـعــلـمت من ذاك الــيـوم أن في الـعــربـيـة غــيـر مـدائح والـوجــدان والألم والـقــلب اـتـنبي ومـقامـات الحريـري في دولـة الشـعر إمـارة متـراميـة الأطراف البـحتـري ومراثي اهي إمــارة الـغـزل والــنـسـيب الــرقـيق بـشــارة أفـنـدي الخــوري هـو حـامل لــوائـهـا ورافعمـنارها. مع كل هـذا الإيجاز لا بـد أن نذكر شـيئا عن صـفات الشـاعر وهي أشيـاء وقفنا

ة في دبور «١٩٢٧». عليها ب أوراق صفراء قد

ـرآة»: أبــو عـبــدالـله وإذا أردت قل بــشـارة الــبـرق أو قــال الـدبــور في بـاب «فـي االأخطـل الصغـير. وجه يـجمع دزيـنة من الأخـاديد عـينان غـائرتـان. لولا الـعويـنات لصح

فيهما القول: كوخ نصف متقد.

- ١١ -

رأس من الأهـوال شــاب قــبل الأربـعــ نـغــمــة واطـيــة تحـتــاج مــعـهــا إلى «بـوق»ليساعدك على سماع حديثه.

حـذار من الاقـتراب مـنه حـ يـكـتب ولـكن لا تـبتـعـد كـثـيـرا فإنه سـيـنـاديك عـنـدماينتهي لتشاركه في انتقاد نفسه.

غـنون ولو كان كل مـا نظم الأخطل الـصغيـر تتنـاقله ألسـنة العـشاق ويتـغنى به اللشعر جمهورية لكان صاحب البرق زميلا لشبيهه الدباس.

إذا سألته النظم أجابك بلا شك:ـن كــــــــــــــيـف تــــــــــــــرجــــــــــــــو الـــــــــــــنــــــــــــــظـم

زود الـــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــــــــــــــــشـــق ســلامــــــــــــــــــــــــــا

وإن تكن صلاة الـوالـدات في ليـلة الـقدر بـنافـعة وواقـية كـان رأس صاحب الـبرقا بـفضلها وهي وحدها قد أعمت عـيون جمال باشا عنه أيام كانت ولا تسل القد ساكــيف كــانـت وإدارة الــبــرق «مــلـفـى» أبــنــاء الــســيــاســة والأدب و«وكــرا» لــلــمــخــابـرات

والسياسات وجرنال البرق ينشر ما يخشى التفوه به حتى في الخفاء.

وب الأدغـال والأشواك كـان ينـظم وفي مهـاوي الأودية كـان يكتـب ع في الدمعوع تتقي الرقباء.

هـذه هي صـورة الأخـطـل الـذي يـتـشـوق الـكـثـيــرون الى مـعـرفـة شيء عـنه تجـاهمعـرفة الأشـياء الـكثـيرة عن شـعره عـلى أنـنا لـو حدقـنا في مـرآة شعـره لوجـدنا أكن

دفائن نفسه.

.. وبـ الأدغـال والأشـواك كـان يـنـظم وفي مـهـاوي الأوديـة كـان يـكـتب: «ع فيالـدمع وع تـتقي الـرقباء». «هـذه هي نـفسـيـة صاحب الـبرق» عـ دامـعة أبـدا غريبواللـه! هي السـنة الثـالثـة بعـد العـشرين تـمر عـلى «البـرق» وكان ومـايزال رأس مجلات

- ١٢ -

الأدب عـنـدنـا. تـزوج الأخـطل الـصـغـيـر ومـرت بـعـد الـزواج فـتـرة سـكـون ورجع ثـانـيةفشـغلـته الـسيـاسـة ثم واصل الأدب ثم هجـر ثم عـاد ثم نفـر وهـكذا بـ الـكر والـفروالإقبال والإدبار يعجم عود الشاعريـة فيزداد مرونة ويتطاير عبيرا ذاك لأن للشاعرقـلـبـا - مـهـمـا فقـد مـنه لا يـفـقـد - فـقـلـبه في صـحـافـته وقـلـبه في سـيـاستـه. وقلـبه في

شعره وقلبه في عقله.

... وكلـما غـام أفق الحـياة وتجـهم وجـههـا يـعود «الـبـرق» فيـخط ومـضة بـارقة فيحـواشي الـفــضـاء ويـصـيح «الأخـطل الــصـغـيـر» والحـنـ يـفـلــذ حـشـاشـته من وراء تـلك

كفهرة: «ما تهدمه السياسة يبنيه الأدب». حسنا... الحجب ا

ليكن ذلك يا سيدي هدم ما شئت وابن ما شئت فنعم الهادم الباني.

فؤاد الشايب

✸✸✸✸

- ١٣ -

خطاب الكيالــيفــي تكــريــم الخـــوري

أرسل اليـنـا حـضرة الـطـبيـب الوطـني الـعلامـة عبـدالـرحـمن بك الكـيـالي مـلخصالخطاب الذي ألقاه يوم الجمعة في حفلة تكر الشاعر بشارة الخوري.

أيها السادة!!

جد ا تغـنى إن لـيلة في الـشهـباء يتـجدد فيـها عـهد الأدب فيـكرم فـيها شـاعر طـاا أمته ومـاضيهـا وشدا في حـبها وحب حـسانهـا وعلـمائهـا وحب أبنـائها وبلادهـا وطاا ألـقى على مـسامـعها من ة وطـا تـأ تـوجعة وصـدى نفـسه ا أسمعـها صـدى نفـسهـا اوحي قلـبه وإلهـامات عـاطفـته شعـرا سامي الـديبـاجة حـلو الـتشـبيه بـديع الاستـعاراتـبـنـى شـعـرا حـلى آدابـهـا وأثـار ـعـاني مـنـسـجـم الـنـظم مـتـ ا مـحـكم الألـفـاظ دقـيـق اإعـجابـهـا. وأذاقهـا عـذوبة الـتـشبـيب وفـصـاحة الـوصف وحلاوة الـوطنـيـة ومتـعـها بـعـلوا تمايزت به الخيال وإن ليلـة كهذه لا شك بأنها ليلة من ليالي العـمر فطبت يا شهباء من حب للـعلم والأدب ولـيت ميـزتك هذه وسواهـا لم تقـيدهـا القيـود بل تركت حـرة طلـيقةانطلاق الحسناء في رياض الخلـود عارية من كل ستار زائف ومصونة من كل تعد ظالمفيعلم العـالم أن التقصير ليس في بنيك ولا في بـني قومهم سجية بل هو الدهر الخؤون

إذا استضعف أمة سلبها محاسنها ليلبسها غيرها.

ن ـن أسمـعـنـا وأنشـدنـا وشـدا لـنا و هـذا ولـلـمحـتـفى به نـظم عـقد هـذه الـلـيـلة - ون نشطنا بسعيه ألف شكر وتقدير. غذانا بعلمه وأدبه وفنه و

< الاتحاد الحلبية ٢٢ تشرين الأول ١٩٣٥ السنة ١١ العدد ٥٥٩.

- ١٤ -

ـعرفة س تذوقـكم الشعـر ومدلولات الـفكر واسـتعدادكم وبـعد فمن الـبديـهي وأنا أالحـقـيـقـة من تـأثـركم الـعـمـيق ومـا يـطـفـو علـى ملامـحكـم من علائم الارتـيـاح والـتحـمس

.[ والغيرة أن أجعل موضوع حديثي [تأثير الشعر في نهضة الأ

ما هو الشعر وما هي النهضة وما علاقة الأول بالثانية?

يعـرف الـشعـراء والأدبـاء معـنى الـشعـر بـتعـاريف مـبنـيـة على الـشـعور والخـيـال ولكنالـتحـلـيل الـعـلمي يـقـول [بـأنه الـعاطـفـة إذا تـأثـرت وتكـلـمت والـكـوامن الغـريـزيـة إذا انـدفعتوانسكبت واللاشـعورية إذا وعـيت] وبعبارة أخـرى هو تجلي الروح ورمـز الهواجس وصدىـدلـولات الـنـفس الــبـاطـنـة وقـل هـو جـسـر الاتــصـال بـ عـالـم الـشـعـور وعــالم الأدب وهـذه اـادة مـصـوغـة في ألـفـاظ يـسكـبـهـا الـفن ويـصـيـغـها بـأجـمـعـهـا «أنـا وأنت» فـوق الحـيـوانيـة وا

ثل العليا حصولا للذة الروح ودواما لنشاط الحياة. مجسمة تجسم الجمال وا

خـذ الـشـعـر من الأدب فـمـا يـبـقى من أركـانه? وخـذ الـفن من الحـيـاة فـمـا يبـقى مندنية أين العمران!!! جمالها? أين الحسن أين الذوق أين ا

هـو ذا الإنـسـان إن فـقــد الـذهن فـقـد الـعـلم وإن فـقــد الـعـاطـفـة فـقـد الـفن وإن فـقـدالإرادة فقد العمل وإن فقد الجميع فقد الحياة بل عماء وجمود وموت وفناء!!!

ـقصـود مـنـهـا الحركـة بـعـد الجـمود هذا مـعـنى الـشـعر ومـقـامه. وأمـا الـنهـضـة فـاوالـيـقـظـة بـعـد الـغـفـلـة لـتـدارك مـا فـات واسـتـكـمال مـا يـلـزم مـن الحـاجات بـأنـفـع الـطرقاء القوى وأسهـلها وتهذيب الطبائع والـدوافع والأطوار حتى لا تطغى عليـها الغرائز وإادية والعوامل ؤثرات الخارجـية ا الـروحية والعقلـية حتى لا تسقط وتـنحط تحت ضغط ا

عنوية وهذا لا يتم إلا باشتراك قوى العقل وقوى الأدب وقوى الروح. الداخلية ا

. قدمة الوجيزة يتراءى لكم أثر الشعر في الأ فهل من هذه ا

قـال أحد عـلمـاء الـسيـاسة والـفلـسفـة الاجـتمـاعيـة الأستـاذ [هـو كيـنغ] إن مقـاييسالتمدن ثلاثة. «الأولى» في الأمور العملـية وهي [مقدرة الأمة على استخدام قوى الطبيعة

بتطبيق مباد العلم والاقتصاد والعمل.

- ١٥ -

ثم الأخلاق الـعـامـة الـتي تحـفظ الـتـرابط الاجـتـمـاعي وتـضـمن الاطـمـئـنـان والـهدوءالــروحي ثم حـالــة الـشـعب مـن حـيث صــيـانـته مـن الأمـراض والـعــلل ومـداواته من الآلام

ومنعه من البؤس والشقاء].

ـقـدرة على حـكم الشـعـوب الأخرى ثم يـكون «والـثـانيـة» في الأمور الـعـلمـية وهي [اشاريع الكبرى وحسن ادارتها واستثمارها ثم الاختراع والاكتشاف]. ا

ـبـاد وسـمـو الـلـغـة ـعــنـويـة وهي [نـبل الأفـكـار وا «الـثـالـثـة» في الأمـور الأدبـيـة واوسـعتـهـا وحسن الآداب وعـذوبة المحـادثة وكـرم الضـيـافة والـذوق والرقـة وبداهـة الشـعر

والشعور في ما وراء الطبيعة].

ـقاييس وعدت عوامل في نهضة الأمة وتـقدمها فهل يبقى إبهام فإذا صدقت هذه الفهم تأثير الشعر وعلاقته?.

وزيادة في الحـجة يجب أن نـبرهن فـيمـا إذا كان الإنـسان في حاجـة للـشعـر دائماوهل ضرورته في جميع أدوار رقيه?.

لا شك بـأن الشـعـر حـاجة ضـروريـة كبـقـيـة الحاجـات الآيـلـة لتـغـذيـة القـوى الأدبـيةـعــنـويـة وإشـبـاع الـعـواطف والــغـرائـز كـمـا بـيـنـا وحــيث إنه أحـد أركـان الـفن والـفن وابأنواعه متـمم وضروري لها وحـيث إن الغرائز ومنـها غريزة الجـنس وغريزة حفظ الذاتدنـيـة والـعـمـران والاجتـمـاع والـقـوانـ حتى كـمـا يـقـول «فرويـد» سـبـبـا وجـود الديـن واالأحلام وحــيث إن الـشـعــر من أقـوى الـوســائل لـتــصـويـرهــمـا وإرضـائــهـمـا فــهـو لـذلك

ضروري وسائر مع الرقي في جميع الأدوار.

والـشــعـر مــهــمـا يــكن فـقــد نــطق به الإنــسـان مــنـذ أقــدم الـعــصــور ورافق الـغــنـاءوسـيقى وتـقـدم جمـيع مظـاهر الـفن وثـبت أنه موهـبة تـنمـو في الـبعض كـثيـرا وتقل أو واـوهـا عـامل المحـيط وتجـلـوهـا الـتـربـيـة تـنـعـدم في الـبـعض الآخـر وتـتـوارث ويـؤثـر في

- ١٦ -

عـرفة والـزمن والـعادة. ومن كـانت فـيه قويـة أبـعدته عن مـجهـودات الـذهن والتـعـمق في اوالاستنـباط والقيـاس لأنها تستـفز العاطفـة وتستنـفذ قوى العصب والـدماغ وتبدو شاذةويـكون لـشذوذهـا أثر في تـطور الخـلق ولـهذا كـان الشـعراء في كل واد يـهيـمون وكـانوا

أكثر الأفراد شذوذا في طبائعهم وأطوارهم وعلاقاتهم وحوادثهم.

والـشعـر كـسـائـر الفـنـون الأدبـية والجـمـيـلـة إن لم يـتوافق مع طـبـيـعـة المحيط وذوقالأفـراد والـشـعب ويـتلاءم مع الحـاجة ورقي الـفـكـر وتـقدم الـعـصـر قل تـأثيـره ونـفـعة إذالحركة والجمود والتقدم والتأخر أضداد لا تجتمع ولكل مجال مقال ولكل مقال زمان.

ولـكي يؤدي الشعـر غايته الـسامية كـما تؤدي الأحلام الصـحيحـة غايتهـا والشعرمن نـواح عـديدة (حـلم الـيـقـظـة) ومن نـواح قـلـيـلـة «يقـظـة الحـلم» ويـكـون مـوطـنـا للإلـهام.ومدارا لإرضـاء النـفـوس وقوة لإثـارة الـعواطف يـجب أن يـكون نـاقلا صـادقا لـلـمشـاعروالـعواطف والأفكار عـندما تتـأثر بصـوت الطبيـعة وتلمس أثـرها وتمس جـمالها وتلاحظصورها وصـور الكون الـبديعـة وعندمـا تشـاهد الحوادث وتـكثر فـيها الـهواجس وتزدحم

صائب والآلام أو تنهال عليها اللذات والأفراح. عليها الأهوال وا

والشعـر لا يصدق الـتعبيـر ولا يحسن الـدخول إلى القـلوب التي لـها لغـتها الـقائمةـروج وانـعـكـاسات الـنـور ويـنـقل ما يـعـلـمه الـبدر عـلى الـذوق السـلـيم ولم يـصـور ألوان اوأخواته الـشمس والـنجـوم إذ هي تشـرق على الأكـوان وتظـهر في وحي الـليل وتـرى مانتحرون يعمله المحبون والعشاق ب الأشجار وفي الغابات وفي القصور أو ما يرتكبه اويعـمـله المجرمـون ويـصف مـا يكـون عـلى الشـواطئ أو في قـاع الـبحـار أو في صـحارىاللانهـايـة - وأن يحـمل تـبـاريح الجوى وأحـاديث الـنـجوى وأسـرار الـغرام والـهـوى وماتتـناقله الأع وما تؤديه الشـفاه وما يجري من همسـات وغمزات وإشارات لاسلكية وأنيترجم ما يـشعر به الطـفل والولد والأم والوالد والأ والجـماعات والطـبقات وما تحويهـيــاه وحـفـيف الأشــجـار ورعـود الــسـمـاء نـغـمــات الأطـيـار وأصــوات الـبلابل وهــديـر ا

- ١٧ -

وبـروقهـا ومـا تشـير إلـيه قطـرات الـندى وجـيوش الـغـمام ومـا تكـتبـه يد الـقدرة في سـفرالـتـكـوين وعـلى قـمم الجــبـال وسـفـوحـهـا وفي الـوديـان والـسـهـول والـغـابـات والـفـراديسوالرياض والـقفار وما تعـانيه البشـرية من لذات الحياة وبـؤسها وخيـرها وشرها ويجبأن يتـحـدث للأجيـال عـما للأجـداد وأن يسـتـظهـر الـتاريخ وصـوره والحوادث ومـعـانيـهاوأن يـجسم الحب والجمـال وينـقش وحي الأفكار ويـنظم كـوامن النـفس وقراراتهـا ويقوممـقام الـكـهـربائـيـة في نـقل الأفكـار ومـقـام العـقل في قـراءتـها ويـحـرك الـعواطف ويـشـحذ

الهمة ويخلق القوة ويوجد العمل.

فــإن كـان كـمـا يـجـب وكـانت ألـفـاظـه مـصـوغـة من الــرقـة والـتـنــاسب والانـسـجـامعنى ومطابقـة للإفهام للطفل والعـامة والخاصة ومطابـقة للواقع وموافقة وحافظة لتمـام اوسيـقى وسار حـيثمـا تتطـلبه الحاجـة في التـراتيل والعـبادات والحروب للـحال وإيقـاع اوالأفراح والأحزان والرقص والتمثيل والحركة واللهو والسفر والحل والترحال والركوبقرب والطيران فأثره في تهذيب الأمـة ثابت ولا يتقدمه أي عامل آخر مادام هو أقرب ا

شاعر. إلى العواطف وا

وحيث إنه فن والفنون لا حدود لها ولا قيود تقيد متسعها ومرماها بل هي قيد النسبةوالـزمن والذوق والاعتبـار والحاجة فتـقييده الـشعر بـأحكام محـدودة واعتبارات لا تـتغير ولاتتبـدل يجـردانه من الروح التي تحـرك الفن وتـسير بـه إلى الكمـال وإذا أدركنـا هذه الحقـيقة

عللنا جمود الشعر العربي في عصرنا الحاضر ومنذ ثلاثمائة سنة حتى الآن.

إن الشعر العربي الغني في مواده الصناعية ولغته الشعرية وبلاغته وفصاحته قدرافق الأدوار الــتي مـرت بـهــذه الأمـة وخـدمـهــا أيـام جـاهــلـيـتـهــا وأيـام فـتـوحــاتـهـا وأيـامحضـاراتها وأيـام علـمها وصـناعاتـها وتفـوقها خـدمهـا في جميع الـنواحي وكان يـتكيفـا تـوقفت الأمـة عن الـتـقـدم وقضي عـلى اسـتـقلالـها بـحسب الحـاجـة وطـبـيعـة المحـيط و

- ١٨ -

وطغى عليها الجهل توقف الشعر وقصر في مهمته.

واليوم وان بدأ يسـتعيد نشـاطه ويجدد قواه فالحـاجة إليه ليست في كـثرة قائليه ولابكـثرة منتوجاتهم ولا بالـرجوع إلى ما كان عليه الأقدمون ولا بـتخصيصه بطراز واحد ولالطـبقة واحدة مع أن الشـعر للجـميع بل بتثـقيفه وتهـذيبه وتلويـنه بألوان الحضارة وإملائهبعـناصر القوة ومـولدات الحركة وقـاتلات الجراثيم ومكـثرات الفيـتام ومهـدمات القيودلأ جميع ومهشمات الاستعباد وباعثات الهمم وموقدات النار وبتنويعه وبتوسيعه حتى

القلوب وتهضمه جميع الأفكار وتستسيغه جميع الأذواق.

ـوسـيـقى لا يقـل عنه كـلاهمـا يـحـتـاجان وكـمـا هذا شـأن الـشـعـر الـعربي فـشـأن الجمال الفن وتطور الزمن.

ـا قيل وسـمـعـتم وأثـره في نـفـوسـكم لخـير وفـي الخـتـام إن صح قـولي فـتـأثـركم دليل والسلام عليكم.

عبدالرحمن بك الكيالي

✸✸✸✸

- ١٩ -

هنـيــئـا لــــــكأبا عبدالله إمارة الشعر

بدوي الجبلـاضي من «الـصيـاد» رأي الـشـاعـر الكـبـيـر «بـدوي الجبل» في نـشـرنا في الـعـدد اشعراء سورية ولبنان وقد جاء فيه أن أم نخلة هو أشعر شعراء هذا البلد وأن بشارة

الخوري لم يعد ذلك الفارس المجلي!ويـظهـر أن هذا الـرأي لم يرق لأديب مـعـروف في لبـنان فـجاءنـا غاضـبا مـحتـجا ثمدفع إلينا بـأحد أعداد جـريدة «البرق» وقـال: خذوا اقرأوا بل وانشـروا على الناس رأي

بدوي الجبل في بشارة الخوري...ناسبة وقـد قرأنا في «البـرق» كتابا كان أرسـله بدوي الجبل إلى بشارة الخـوري نشر قـصيـدته الخالدة «عـمر ونـعم» ونزولا عنـد رغبـة الأديب الغاضب نـنشـر في ما يلي

نص هذا الكتاب(*) قال بدوي الجبل:أخي... الله أكبر ما هذا يا رجل? والله إن قصيدتك في عمر ونعم لأخلد من عمر ونعم.

وقـسم آخـر: والـله لم يـنـظم في الـعــربـيـة كـقـصـيـدتك هـذه. لا أسـتـثـني شـاعـرا ولاأستثني شعرا لا في قد التاريخ واللغة ولا في حديثهما.

ـتـنبي ومن هـنـيئـا لك أبـا عـبـدالـله إمارة الـشـعـر. من غـلـمانك عـمـر من حـجـابك احراسك شوقي ومن ندمائك ولي الدين.

أمتع الله بك لبنان بل الجزيرة بأسرها بل العبقرية والخلود.بدوي الجبل

محمد سليمان الأحمد✸✸✸✸

< الصياد السنة الأولى العدد ٣ ص٩ سنة ١٩٤٣.(*) انظر نص هذا الكـتاب وصورته في «رسائل إلى الأخطل» من إصدارات مـؤسسة جائزة عبـدالعزيز سعود

- ٢٠ -

ابيض

- ٢١ -

شاعر الهوى والشبابمحمود تيمور

خلـوت الى «ديوان الهوى والشـباب» ساعة أسائـله عن صاحبه وأزداد من تعرفبه فأنـست وطـابت لي النـجـوى معه واسـتـروحت منـه متـاعا وسـلـوة طويت الـكـتاب فيا نعى الـنقاد عـلى الشعر الـعربي أنه غنائي إكـبار له وانثنـيت الى نفسي أسـائلها: لـطانازع التي يـحفل بها شـعر الغرب ا أهـابوا بشعـراء العربيـة أن ينزعوا تـلك ا كلـه ولطافـهل قصد النقاد في نـعيهم على ذلك الشـعر وإهابتهم بأولـئك الشعراء أن يحرموا أدبالــعـروبــة هـذا الـلــون الـذي نــسـتــشـرف أطــيـافه الخلابــة في قـصــائـد الــشـاعــر «بـشـارة

الخوري»? يحضرني هنا قول شاعر الهوى والشباب:الـــــصــــوت مـــــوهـــــبــــة الـــــســـــمــــاء فـــــطـــــائــــر

يـــــــشــــــــدو عـــــــلى غــــــــصن وآخـــــــر يــــــــنـــــــعبيـــــــا هــــــنـــــــد إنـي كـــــــالـــــــهـــــــزار فـــــــإن يـــــــكن

هـــــــو مــــــــذنــــــــبـــــــا فــــــــأنــــــــا كـــــــذلـك مــــــــذنب

في هـذه الـهتـفـة الـصادقـة مـفتـاح الجـواب الـصادق.. فـإن ألـوان الـشعـر ومـنازعهوهبة وأصالة الفن وصدق ا يكمن فيـها من قوة ا توزن ويفاضل بـ بعضها وبعض

التعبير قبل مختلف القيم والاعتبارات وبذلك يدين شاعرنا في قوله:إن لم يــــــكـن لـك حــــــسـن الــــــوجه تـــــــعــــــرضه

فــــــقــــــد ظــــــلـــــــمت بـه أثــــــوابك الــــــقــــــشــــــبــــــا

ا علــى أن الشعــر الغنــائي بــاق مـــا بقــي الكائــن الـبشري نزوعـا إلى التغني ـشـــاعر يـجـيش فـي وجـدانه ولـوعـا بـالـتـعـبـيـــر عــن مـبـاهـجه وأحـزانه تـخـالجه تـلـك ا

< الأديب - السنة ١٢ - م٢٥ - ص٧١ - عام ١٩٥٣.

- ٢٢ -

الـرقاق كأنهـا نبضات الـقلب الحسـاس هادئة لا تكـاد تبلغ الأسـماع ولكنـها هي السركل السر في ضجيج الحياة وجلبة الكون جميــعا.

ولعل شاعرنا كان ينظر الى هذه القضية الأدبية ح قال في تحيته «للمتنبي» : لم ألق كـــالـــشـــعـــر مـــظـــلـــومـــا فـــقـــد حـــشــدوا

لحـــــــربـه حــــــســـــــد الحــــــســـــــاد والــــــنـــــــوبــــــايــــــرمـى بـــــــكل قـــــــبـــــــيح مـن مـــــــثــــــالـــــــبـــــــهم

ويـــــــرفـــــــعـــــــون لـه الأنـــــــصـــــــاب إن ذهـــــــبـــــــاـــــــســــــــيـح تـــــــغـــــــالــــــــوا في أذيــــــــته مـــــــثـل ا

ــــــــلـــــــبـــــــا وألـــــــهــــــــوه ولـــــــكـن بــــــــعـــــــد أن ص

هذه نـفس شاعرة توهـجت فيها الـعاطفة أكـبر ما تتـوهج ورق إحساسهـا بالحياةوالمجتـمع وحلـقت في آفاق مـن الأخيـلة رحـاب فرف تـعبـيرهـا نـغمـا جمـيلا يتـرسل على

السمع كأنه رقية ساحر..

وصاحب «الهوى والشباب» يعرف ذلك من نفسه ح يقول:قــــــســـــمـت فـــــؤادي بــــــ بـــــؤسـي والـــــهـــــوى

فــــــــهــــــــذا لـه شــــــــطــــــــر وهــــــــذا لـه شــــــــطــــــــر

لـقـد تـوافـر له أجـمل مـا يـتـوافـر للـشـاعـر الـعـربي من خـصـائص الـبـيـان الـعربيفاللفـط منتقى والنـسج رقيق والقوافي ميـسورة عليه لا يـتكلف لها ولا يـعيا بها وإنزايا تحتشد من ورائها عبقرية التصوير والأداء تلك امتد نفس القصيد.. ولكن هذه اـعـانـي جـديـدة الـطـابع طـريـفـة الإطـار تـسـجل الـعـبـقــريـة الـتي تـسـفـر بـهـا الأخـيـلـة والصـاحبـهـا طرازه الخـاص ب شـعـراء عصـره بل شـعراء الأدب الـعربي مـنـذ العـصور

واضي الى يومه الحاضر. ا

أعــجب الـعـجب فـي ديـوان «الـهــوى والـشـبـاب» ذلـك الـشـعــر الـذي نـسـمــيه «شـعـرـرثيات والاجتماعيـات ولو أننا أغفلنا ـناسبات» فقد احتـوى الديوان قصائد من نحو ا ا

- ٢٣ -

عـاني لراعـتنـا منـها عنـوانات هـذه القـصائـد وأنشـدنا أبـياتـها نـستـجـلي ما فـيهـا من اناسبة ولا تستمد منها ما فيها من قيمة فنية. صور شعرية لا ترتبط با

هذا مطلع قصيدة له:حــــــكـــــمــــــة الـــــدهــــــر أن نـــــعــــــيش ســــــكـــــارى

فـــــــاجـــــــمـــــــعـــــــا لـي الـــــــكـــــــؤوس والأوتـــــــاراــــــتــــــعــــــة الحـــــسـ واجــــــلــــــواهــــــا دنــــــيــــــا

ــن كـــــــمـــــــا تجـــــــلـــــــوان إحـــــــدى الـــــــعـــــــذارىفـــــــانـــــــهـب الــــــعـــــــيـش لا أبـــــــا لك نـــــــهـــــــبــــــا

ـــــــســــــــتـــــــعـــــــارا واطــــــــرح عـــــــنـك وجـــــــهـك الــــــست مــــــهـــــمــــــا عـــــمــــــرت غـــــيــــــر جـــــنـــــاح

حـط فـي الـــــــــــــدوح لحــــــــــــظـــــــــــــة ثـم طــــــــــــارا

ا هي أبـيات تـمثل لك فلـسفـة الحياة وحـكمة ليس هـذا مطلع قـصيـدة لهو ومـجون وإا يـلقى النابغون من الوجود وتصور لك في مـجراها الى منتهـاها نفسا شاكـية تلتاع أسى

ظلم الدهر وجحود المجتمع ..إنها قصيدة في تأب الشاعر «جبران خليل جبران».

واستمع الى قوله:أيـــــــــهـــــــــا الجـــــــــدول الــــــــوديـع الـــــــــذي يــــــــنـ

ـــــــــشــــــــر ســـــــــر الحــــــــيــــــــاة فـي جــــــــريـــــــــانهـــــــدمـع الحـــــــنـــــــون الـــــــذي لــــــولاه أيـــــــهـــــــا ا

مـــــــــا افـــــــــتـــــــــر مـــــــــبـــــــــسـم عـن جـــــــــمــــــــــانهـــــنـــــشــــــد الـــــكـــــئـــــيـب الـــــذي تـــــسـ أيــــــهـــــا ا

ــــــــمــــــــر زهــــــــر الــــــــدجـى عـــــــلـى تحــــــــنــــــــانهأمـن الــــــــــعــــــــــدل أن تــــــــــعــــــــــفــــــــــر فـي الـــــــــتـ

ــــــــــرب ويــــــــزهــــــــو ورد عـــــــــلـى أغــــــــصـــــــــانهأمـن الـــــــــعــــــــدل أن تـــــــــنـــــــــام عـــــــــلـى الــــــــصـ

ـــــــخـــــر ويـــــغــــــفـــــو قــــــطـــــر عــــــلى ريــــــحـــــانه

- ٢٤ -

أمـن الــــــعـــــــدل أن تـــــــنـــــــوح عــــــلـى الـــــــعــــــشـــب ويـــــــــشــــــــــدو طـــــــــيـــــــــر عـــــــــلـى أوكــــــــــانه

هـــــــكـــــــذا الـــــــشــــــاعـــــــر الـــــــشـــــــقي يـــــــغـــــــنيفــــــــــــيــــــــــــغــــــــــــذي الأفــــــــــــراح مـن أحــــــــــــزانـه

بهذه الصورة الشعرية الشاجية يرثي الشاعر صديقه «الياس فياض».

» و «زاهرة الربى» أمـثلـة من شعر ـلهم» و «تحيـة فلـسطـ وفي قـصائـده: «الجبل اـنـاسـبات تـريك مـنـهجـه في استـيـحـاء موضـوعه واسـتـلـهام مـنـاسـبته بـروح الـشـاعر اوطبعه فهـو لا يجرد من نفسه خـطيب محفل ولا واعظ مـنبر ولا فيلـسوف صومعة ولاـا هو شاعر هـيمان الـروح يتصيـد بشاعريـته روائع من الصور الـفنية صـواغ قافية وإ

تحمل في ثناياها سريرة الحياة وجوهر الوجود.

لـقـد خـلص «بـشـارة الخــوري» بـشـاعـريـته لـلـحـب والجـمـال والخـيـر فـهـو وصـافعـاني والـصور وهـو يتـغـنى بالحب أروع الـتـغني فلا غـرو أن يـحنـو على الجـمـال في اذكرى المحـب يـصـور وجدهم وأشـجانـهم في قـصائـده: «عروة وعـفراء» و «عـمر بن أبي

ربيعة» و «سلف وجيروم».

ــآسي الحــيــاة في قـصـص شـائق كــمــا في قــصـائــده «الــريـال وإنـه لـيــبث آلامه ـسـلـول» و «عـذراء لـبـنـان». ولـست أدري وقـد آنس الـشـاعـر من نـفسـه هذا ـزيف» و «ا اـعرض الجـميل التـوفيق في صـياغـة الـقصـة الشـعريـة وعرض الـشخـصـيات في ذلك اطـولة وضعـا أو ترجـمة وهـو على الـنهوض كـيف ضن على الأدب الـعربي بـالتمـثيـليـات ا

بذلك قادر وعسى أن يكون قد فعل أو لعله فاعل.

شـاعرنا يهز نفـسك في مطاوي شعره بوثبـات من التأمل والتفكـير تملك عليك لبكإذ تتب فيها وعي الشاعر في تعرف أسرار النفوس وخفايا الحياة.

تنبي»: يقول في قصيدة «اطـــلــــبت بــــالـــشــــعــــر دون الـــشــــعــــر مـــرتــــبـــة

فـــــــــشـــــــــاء ربـك ألا تـــــــــدرك الـــــــــطـــــــــلـــــــــبـــــــــا

- ٢٥ -

إذن لأثــــــــكـــــــلـت أم الــــــــشـــــــعــــــــر واحـــــــدهـــــــاوعــــــــطـل الــــــــوكـــــــــر لا شــــــــدوا ولا زغــــــــبــــــــا

لــــــولا طـــــــمــــــاحـك مــــــا غــــــنـــــــيت قـــــــافــــــيــــــةبـــوأتــــهـــا الــــشـــمس أو قــــلـــدتــــهـــا الحــــقـــبـــا

قـــــد يــــؤثـــــر الــــدهـــــر إنــــســـــانـــــا فــــيـــــحــــرمهــــنـع الــــشـيء أحــــيــــانـــــا فــــقـــــد وهــــبــــا من

ـتنبي» ذلك الحـرمان الـذي آتاه شـاعريته والـطمـاح الذي ألهب ـجد في «ا وهـكذا تنبي» في لمحة شعرية بارعة. نوازع نفسه وهو بذلك يكتشف لنا سر عبقرية «ا

ـتهافت وقد سوى لـنا شاعرنا تـمثالا من الحسن في فـتاة تشكـو الى أمها وفرة اعليها وذلك في قصيدته «هند وأمها» وختم القصيدة بقوله:فـــــــــقـــــــــالـت وقـــــــــد ضـــــــــحـــــــــكـت أمـــــــــهـــــــــا

ومـــــــــاسـت مـن الـــــــــعـــــــــجـب فـي بـــــــــردتـــــــــعـــــــــــــــرفــــــــــــــتـــــــــــــــهـم واحـــــــــــــــدا واحــــــــــــــدا

! وذقــت الـــــــــــــــــذي ذقــــــــــــــــتــه مــــــــــــــــرتــــــــــــــــ

ـرأة أصـيـلـة وإن سيـقت في وتلـك لفـتـة إنـسـانـيـة عـمـيقـة تجـلـو غـريـزة في نـفس افاكهة. القصيدة مساق الدعابة وا

وأنت تقـرأ متـرجمـات الأستـاذ «بشـارة الخوري» من الـشعـر الغـربي فإذا هي فيت وتـرعـرعت وبـدت عربـيـة الـسـمـات مأنـوسـة الـطـابع لا تـكاد حـضـانـة شاعـريـته قـد

تحس فيها أثر النقل فلو شاء ادعاها لنفسه لا ينازعه فيها أحد.

حيا الله شاعر الهوى والشباب ولا خلت يده من دنياه التي يقول فيها:مـن كــــــــــان مـن دنـــــــــيـــــــــاه يـــــــــنــــــــــفـض راحه

فـــــــــأنــــــــا عـــــــــلـى دنــــــــيــــــــاي أقـــــــــبـض راحي

محمود تيمور

✸✸✸✸

- ٢٦ -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــض ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٢٧ -

رد علـــــــى «حول رائعة الأخطل الصغير»

المحامي جمال مرسي بدر

اطلـعت في عـدد مـارس من «الأديب» ١٩٥٣ عـلى كـلمـة الأسـتـاذ عـبدالـقـادر رشـيدنـشورة في عـدد فبـراير وفـيهـا يرجع الـناصـري من بـغداد عن لامـية الأخـطل الصـغيـر ا

الكاتب الفاضل بشارة الخوري:عــــــيـــــد الجــــــلــــــوس أعــــــرني مــــــنـك بــــــارقـــــة

أريـك لــــــيـل الـــــــقــــــوافـي كــــــيـف يـــــــشــــــتـــــــعل

عتصم: إلى بيت أبي تمام في لاميته التي مدح بها اتــــــــغــــــــايـــــــر الــــــــشــــــــعــــــــر إذ ســــــــهــــــــرت له

حــــــتـى ظــــــنــــــنت قـــــــوافــــــيه ســــــتـــــــقــــــتــــــتل

وعـندي أن الـصورة الـشـعريـة في بـيت الأخطل الـصـغيـر غيـرهـا في بيت أبي تـمـام فحـبيبكـان في قصـيدة مـدوح وتتـقـاتل على الـظفـر يجـعل من قوافـيه اشـخاصـا تتـنافس في إرضـاء ا

ا وحديثا. مدحه وهي رائعة من روائع أبي تمام لم يفت نقاد الشعر أن يشيدوا بها قد

أمـا الأخـطـل فـيـصـور اســتـلـهــامه الـوحي من مــوضـوع قـصـيــدته فـيـخــاطب «عـيـدالجـلـوس» مـسـتـعــيـرا مـنه بـارقـة يـحـيل بـهـا لـيـل الـقـوافي نـارا مـؤجـجـة ونـورا سـاطـعـاـوضـوع شـعـره وتـصـور مـا يـفـعـله الخـيـال فـالـصـورة هـنـا تـدور حـول علاقـة الـشـاعـر

الشعري إذ يواتيه الإلهام فيكفيه أقل باعث كي يحلق في سماء الشعر كل محلق.

ولئن كانت ب البـيت جامعة فهي أن كليهمـا استعارة بديعية تدور حول القوافي

< الأديب ١٩٥٤ سنة ١٢ ص٦٦.

- ٢٨ -

ولــكن ذلك لا يـكـفـي لـلـقـول بــأن أحـد الـبــيـتـ مــأخـوذ عن الآخـر. ولــئن صح أن بـشـارةعـنى من مجال إلى مجال الخـوري قد نظر في بـيته ذاك إلى بيت أبي تمام فـإن تحويله اينـفي عـنه مظـنة الـنـقل بحـيث يصـدق عـليه قـول الجرجـاني في «الـوساطـة»: «... تشـتركتداول وينفرد أحدهم بلفظة تستعذب أو ترتيب يستحسن أو تأكيد الجماعة في الشيء اـبـتـذل في صـورة ـشـتـرك ا يـوضع مـوضـعه أو زيـادة اهـتـدى إلـيـهـا دون غـيـره فـيـريك ا

بتدع المخترع» [ص ١٨١ طبعة القاهرة سنة ١٩٤٥]. ا

لهذا أجدني أميل إلى رأي زملاء الأسـتاذ الناصري الذين وجدوا في بيت الأخطلسـتـغرب من ذلك الـصـغيـر مـعنى جـديـدا وصورة شـعـرية لم يـسـبق إلـيهـا ولـيس ذلك الشاعر الفـحل ففي القصيـدة ذاتها نجد بيـتا أظن الأخطل الصغـير ابن بجدته ومعنى

أرى أنه مفترع عذرته وذلك إذ يقول: جـــــــذبـت زهـــــــر الـــــــدراري مـن غـــــــدائـــــــرهـــــــا

فــــلـم يـــــزل في يـــــدي من شـــــعـــــرهــــا خـــــصل!

وإني لأذكر للشاعر بيتا آخر فريدا في صنعة عاصر الخمر أو ساقيها وذلك قوله:يــــــــا ذابـح الـــــــعــــــــنــــــــقــــــــود خــــــــضـب كــــــــفه

بـــــــــــــدمــــــــــــائـه بــــــــــــوركــت مـن ســــــــــــفــــــــــــاح!

وأعتـقد أن هـذه الصـورة لم يسبـق إليهـا بشـارة الخوري عـلى كثـرة ما في الـشعرـه وجـديـده من خـمـريــات تـتـنـاول وصف مـجـلـس الـشـراب وعـاصـر الخـمـر الـعـربي قـدعنى من الشعراء لم يزد على الإشارة إلى حمرة وساقي الندامى ومن اقترب من هذا ا

أنامل الساقي لكثرة معالجته الخمر وذلك كقول الأسود بن يعفر النهشلي:يـــــســــــعى بــــــهـــــا ذو تـــــومــــــتـــــ مــــــشـــــمـــــر

قـــــــــنـــــــــأت أنـــــــــامـــــــــلـه مـن الـــــــــفـــــــــرصـــــــــاد

عنـى أم تراني قـد غفلـت عن شعر فهل أصـبت إذ أفردت الأخـطل الصـغيـر بهـذا اطربة?. قد سبق إلى هذه الصورة ا

المحامي جمال مرسي بدر

- ٢٩ -

شعراء عرفتهم...

الأخطل الصغيرفوزي سابا

رانية الروم في الأشرفية ثم تركها الى مدرسة ولد في بيروت ١٨٩٠ ودرس في مدرسة مطــدرسة فأنشأ الحكمة ومـنها الى مدرسـة الفرير على أن شـيطان الشعـر والأدب حمله على ترك اجريدة البـرق سنة ١٩٠٨ أي في أعقـاب الدستور العـثماني واندمج في الـصحافة فتـغلب شيطانالشـعـر عـلى الصـحـافـة فإذا بـه يجـدد أمـجـاد الأخطل الـكـبـير ويـتـلـقب بـاسمه وقـد عـرف الـعالم

العربي فضله فبايعه أميرا للشعراء سنة ١٩٦١ في حفلة ضخمة في الأونيسكو ..

اشتـهر شعره بالرقة والـغزل على أنه وهو من الرومنطـيقي الأوائل في لبنان لميستطع إلا تطعيم هذا الشعر بالتأثرات الوطنية:

مؤلفاته:

- الهوى والشباب مجموعة شعر ١٩٥٣- شعر الأخطل الصغير ١٩٦١ .

- مخطوطات: من بقايا الذاكرة وهو مذكرات وخواطر.

١ - أبوعبدالله بشارة الخوري:ــــــــــــيـل عـــــــــــلــى جـــــــــــوانـــــــــــبــه كـــــــــــأنـــــــــــا

ـــــــــيل عـــــــــلـى أبــــــــيــــــــنــــــــا إذا مـــــــــلــــــــنــــــــا نــــــــقــــــــلــــــــبـه لـــــــنــــــــخــــــــبــــــــر جــــــــانــــــــبــــــــيه

فـــــــنـــــــخـــــــبـــــــر مـــــــا شــــــمـــــــمـــــــا ولـــــــيـــــــنــــــا

عرفته والـعود أطراه وهو عـلى ناصية الارتـياح يشار الـيه بالبنـان ويصغى لكلهمسة تجول على شفتيه.

واسم آذار ١٩٦٦ العدد الأول السنة الأولى. < ا

- ٣٠ -

فرح فـيه نعومة ورقة على نابر بـصوت يوحي إليك الألم ا كنت أسـمعه من على ابـحة تجـمل الجرس وأقـرأه في الصـحف زمن الـعافـية الأدبـية في لـبنـان أزمان يـنادونعـلى صـحفـهم بـاسم قصـيـدة لشـاعـر كبـيـر أو مقـال لأديب مـرفه اليـراعـة لكـن النـشوة

فيحة لم تكتمل إلا بلقياه. ا

ذلك وقد انصـرم العام الدراسي سنة ١٩٣٦ . وكنا رفـاقا أنهوا دراستهم وآن لهمالافتـراق بعد زهو صـحبة فراحـوا الى الليل في طواف وثـني لكأنهم يـنهلون الـعمر على

طاف عند - أبوعفيف - ملقى الأدباء والشعراء آنذاك. قطرة وكان آخر ا

عـتقات ولم يبـق لديهم ما سـيتمطـرون سوى الابتهـال ليكون رفاق أخـذتهم شتى الهم حدس بأمـر وأبوعفيف زمن الدنيا فتيـة زهو وأدب وشعر لكأنه عكاظ على مآدب

فلا تبرح الكهرباء مشعة في أرجائه والطرف الأدبية تتناثر في أفواه الخيرين.

ـقهى أبوالـياس الذي كـان يجـتمع إليه كم يـذكرني - أبوعـفيف - بـصاحب ذلك االأدبـاء والشـعراء ضـحى القـرن العشـرين على فـارق واحد هـو أن - أبوعـفيف - كانشرب أمـا أبوالياس فكان يقول لزوجته آخر الليل وقد تركه أكل وا غالبا يقبض ثمن ا

أصحاب القلم على - تصبح بخير - قومي كنسي (أشعار) يا أم الياس ..

أبـوعفـيف كـان يـتـناول الـشـعـر ويخـمـره من يـوم الى آخـر ذلك أن مـجالس الأدبكانت تستمر على دوران الساعة.

الساعة الواحـدة بعد منـتصف الليل والخمـرة مالت الى الوجوه بعـد عربدة مثلىونـحن نلـمح في إحدى زوايـا أبوعـفيف بـشارة عـبدالـله الخوري الأخـطل الصـغيـر على

انسجام والكأس.

ودرنـا من حـوله فـإذا بـنا والمجـلس صـخب وابـتـهـال وكأس تـدعـو الى كـأس وكأنبشارة الخوري عنانا بقوله:

ونــــــــحـن حــــــــولـك عــــــــكــــــــاف عــــــــلـى صــــــــنمفـي الجـــاهــــلــــيـــة مــــاضي الــــبــــطش قــــاهـــره

- ٣١ -

ـاظة الأرواح? أبـوعـبـدالـله بـشـارة الخـوري وكــأس وشـبــاب ولا يـكـــون الـشـعـــر وكان الحاكي ينشد لمحمد عبدالوهاب:

يــــــــا ورد مـــــــــ يــــــــشــــــــتـــــــــريك ..

لكأن سلكا مس شاعرنا كـاد يوقع الكأس من يده - سامح الله محمد عبدالوهابذا الورد لم يكن كما يغنيه اليوم لكن رغبته جعلتني فقد أجبرني أن أصبح زجالا مصريا.. هـأمـسخ الـقـصيـدة - قـصـيـدة الورود. وعلا الـهـتـاف ولجـجنـا بـالـطـلب علـى قرقـعـة الـكؤوسوكـيف ومــا هـو أصل الــقـصـيــدة? وتحـتم الأمــر عـلى الأخــطل الـصــغـيـر إذ لا رأي فيمـجـلس كـالـذي نـحن عـليـه قال: كـنت ذات صـبـاح وعـبـدالـوهـاب في حـديـقـة الـورد قربمــنـزلي وبـيـنـمـا نـحن نـرشف الـقـهــوة نـظـرت الى وردة وشـاهـا الـنـدى بـأعـراق ونـقـطـهـاباللـؤلؤ وكـان عبـدالوهاب وراء أحـد أفلامه وقد طـلب مني قـصيدة فـجذبـتني. - الوردة

الشهوان الى الشعر فقلت:يــــــــــــــــــــــــــــا ورد عــــــــــــــــــــــــــــاش الــــــــــــــــــــــــــــورد

طـــــــــــــــــــــــــــــاب الـــــــــــــــــــــــــــــذي شــــــــــــــــــــــــــــــمــك يـــــــــــــــا بـــــــــــــــرعـــــــــــــــمــــــــــــــا فــي نـــــــــــــــهــــــــــــــر

شـــق الـــــــــــــــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــــــوى كـــــــــــــــــــــــــــــمــك

ـطـلع لـكـنـه رغـب إلــي أن أجـعــل الـقـصيـدة زجلا ذلك أن أعـجـب عـبدالـوهــاب بـاـصري يرغـب في الأزجال عن القـصائد لا سـيمـا وكــان قــد لحن قـصيدتي الجـمهور ا

- الصبا والجمال - للفيلم ذاته ..

يـحـمـلـنـي ونـحن عـلى هـذه الـذكـريـات رجـوع إلى حـادثـ وقـعـا لـبـشـارة الخـوريأحدهما مع محمد عبدالوهاب والثاني مع سيدة أديبة.

كـان مـحـمـد عـبـدالـوهـاب يـقـوم بـإخـراج أحـد أفلامه في بـاريس وشـاء أن يـحـلـيهبـقصيدة مـن بشارة فأبـرق إليه ملـحا بالـطلب استـلم بشارة الـبرقية* صبـاح يوم ربيعي

وضـوع نصوص رسائل محمـد عبدالوهاب وصورها إلـى الشاعر في كتاب «رسائل إلى * - انظر حول هذا االأخطل الصغير» مرجع سابق ص(١٣٥-١٤٠)

- ٣٢ -

العبق نـدي الرواح وهو ب بـسات اللـيمون المحيطـة بدارته فما كـان إلا وقد كتب علىورقة البرقية ذاتها مطلع قصيدة - جفنه علم الغزل:

جــــــــــــــــــفــــــــــــــــــنـه عــــــــــــــــــلــم الــــــــــــــــــغـــــــــــــــــزلومــن الــــــــــــــــــــعــــــــــــــــــــلـــم مــــــــــــــــــــا قــــــــــــــــــــتــل

فــــــــــــحــــــــــــرقـــــــــــنــــــــــــا نــــــــــــفـــــــــــوســــــــــــنـــــــــــافـي جـــــــــــــــــــحـــــــــــــــــــيــم مـن الـــــــــــــــــــقـــــــــــــــــــبـل

وأرسلها علـى جناح البرق إلى محمد عبدالـوهاب الذي حار عند استلامها علىأي الألحـان يطـلقـهـا وبيـنمـا هـو في حيـرته هذه إذ بـأنـغام الـرومبـا تتـصـاعد من مـقهىبالقرب من غرفته فتآخى الشعر والنغم ودخلت الرومبا للمرة الأولى في الغناء العربي..

والحـادث الــثــاني وقع فـي دارة إحـدى الأديــبــات والمجــلس عــلى شــراب وشــعـروكـانت الـسـيدة ولـوعـة بـجـمع تـواقيـع الشـعـراء عـلى نـفـثة من أطـايـبـهم تـدون في مـذكرةعـطريـة الشـذا حريـرية الـرقاع فـتقـدمت من بشـارة والمجلس أنس الى الـزهو والحـنانوالجـمـال عـلى أشــكـاله وأنـواعه مــواسم قـطـاف تــقـدمت وسـألـتـه أن يـدون خـاطـرة في

مذكرتها تلك فكتب:تـــــــــــهــــــــــويـن أن أمـلأهـــــــــــا صـــــــــــفـــــــــــحــــــــــة

بــــــيـــــضــــــاء كــــــالـــــقــــــلب الــــــذي تحـــــمــــــلـــــبــــــــرئـت مـن عـــــــقــــــــلـي وشـــــــعــــــــري مــــــــعـــــــا

إن كـــــــنـت أرضـى لـــــــهــــــــمـــــــا مــــــــا يـــــــشـــــــأأحـــــــــــــمـل الـــــــــــــســــــــــــــحـــــــــــــر الـى بـــــــــــــابـل

وأســــــكب الــــــعــــــطـــــر عــــــلـى الـــــيــــــاســــــمـــــ

ذكرات ... هكـذا عرفت بـشارة عبدالـله الخوري وهـكذا عرف هو وكان بـدء أدب االل والأناقة والرقة الى العالم.

صـخب مـجلـسـنـا عنـد أبـوعفـيف قـادني الى مـعرفـة الاخـطل الصـغـير مـعـرفة حقفـبـقيـنـا على وداد أهـلـني لأحـمل القـلم مـحاولا بـعث تـلك الأيـام فلا يذهب بـهـا النـسـيان

ويتطرق الى وضاحها شكوك.

- ٣٣ -

ـنـابـر في الجامـعـة الأمـيركـيـة مع - عـمر ونـعم - وفي الحـكـمة وفي عـرفتـه على ارهف والنـفس الطويل والروح الأقطار الـعربيـة جمعاء فـفتح لي أن أتعـرف الى الحس االطـيبـة فالـكلـمة مـلسـاء مـتى تنـاولهـا بشـارة. والأطيـاب منـغـمة مـتى تمـر على يـديه ففيـيل خـاطر عن الجـمـال متى انـشـراح مؤنق مع مجـالـسه على كـثـرة آهات الـتـطريب لا

لطافة مطلب وأناقة بلوغ.

عرفت بشارة وقد نقم عليه فتيان أطلعهم وأنشأهم ثم أطلقهم فحق له عليهم القول:وكــم عــــــــــلـــــــــــمـــــــــــتـه نـــــــــــظـم الـــــــــــقــــــــــوافـي

فــــــــلــــــــمــــــــا قــــــــال قــــــــافــــــــيـــــــــة هــــــــجــــــــاني

رور بهـذا المجال دون النـظر الى الـظروف التي أدت الى تـمك وهـنا لا نسـتطيـع االعلاقات ب الأخطل الصغير ومحمد عبدالوهاب كما رواها لي الأخطل الصغير ذاته:

عنـدما جاء أحمد شـوقي لبنان فـي طريقه إلى دمشق للاشـتراك بالحفـلة التأبـينية التيا أنني كنت أحد خطباء الحفلة أقامتها سوريا لفوزي الغزي اصطحب محمد عبدالوهاب و

قد جمعتني به عدة مناسبات إحداها في قصر رئاسة الجمهورية في عاليه.

كنـا جمـاعـة نأنس الى الـطـرب وكان بـينـنـا شاب مـصري ذو صـوت رخـيم ينـشدعلى هواية بعضا من أشعاري ويظهر ان محمد عبدالوهاب سمعه ينشد أبياتي:

ـــــنــــــشـــــود الـــــهــــــوى والـــــشــــــبـــــاب والأمـل اتـــــــوحـي فـــــــتـــــــبـــــــعث الـــــــشـــــــعـــــــر حـــــــيـــــــا

ـــــنــــــشـــــود الـــــهــــــوى والـــــشــــــبـــــاب والأمـل اضــــــــاعـت جــــــــمـــــــــيــــــــعــــــــهــــــــا مـن يــــــــديــــــــا

يــــــشــــــرب الــــــكــــــأس ذو الحــــــجـى ويــــــبــــــقيلـــــــــغـــــــــد فـي قـــــــــرارة الـــــــــكـــــــــأس شـــــــــيـــــــــا

لـم يــــــــــكـن لـي غــــــــــد فــــــــــأفــــــــــرغـت كــــــــــأسيثـم حـــــــطــــــمـــــــتـــــــهـــــــا عـــــــلـى شـــــــفـــــــتـــــــيــــــا

- ٣٤ -

أدبـة وبينـما نحن نـتناول الـقهوة جـاءني صديق يطـلب مني الخروج وبـعد انتـهاء االى الشرفة حيث يـقدم الي عبدالوهاب. على شرفة القـصر الجمهوري في عاليه التقيتهعـلى أناقـة وشبـاب ودار بيـنـنا الحـديث حول الـشعـر لـيطـلب مني الـسـماح له بـتسـجيلا أنها كانت قصـيدة لا تكفي - لأسطوانة - فإنه سألني قصيدة «الهوى والشباب»* و

أن أضيف اليها بعض الأبيات.

ــا وعـدتـه أن أجـرب جــهــدي عــنـدمــا أعــود من الــشـام الى لـم أجـزم لـه بـالأمــر إـر أسبوعـان حتى كـانت ب يدي بيـروت ويظهـر أنني اسـتطعت إكـمال الـقصيـدة فلم

دل. عبدالوهاب تتهادى على تيه ا

عـرفة التي تحـولت الى صداقـة وألفة جـعلته وهـكذا كانت أول مـعرفتـي به هذه الا يأتي لبنان إلا ويحل ضيفا علي حيث نقضي أجمل الأوقات ب حدائق الورود.

عرفـته ذلك الأب الـكر لا شـفـقة مـنه ولا عـجزا بل أنـفـة وسمـاحـا فمـا مـر بهمعلى الـهالات الـتي أداروها حول أسـمائهم إلا عـلى فضـائل ولولا ألم يصـيب نفس هذاالكـبيـر إن نحن سـللنـا الأقنـعة لـكشـفنـا الوجوه ورحـنا الى الأسـرار نسـتلـها لـكن هناكحـوادث خـجل هـو من ذكرهـا كي لا يـعاب الـذين أتـوهـا ولم يخـجل فـاعلـوهـا بل راحوا

ينشدونها هنا وهناك ..

من ذلك وقـد روى الحادثـة صلاح لبـكي في كتابـه لبنـان الشـاعر ومـنتدى «وستـثـلى عــلى تـلـهف هـول» في الجـامــعـة الأمـيــركـيـة مـهــرجـان لـلـشــعـر والأدب والـنـخــبـة ا

للإصغاء أنشد الأخطل الصغير عصماءه - عروة وعفراء التي مطلعها:مـــــــــهـــــــــد الـــــــــغــــــــرام ومـــــــــرتـع الـــــــــغــــــــزلان

ـــــــــان حــــــــــيـث الــــــــــهـــــــــوى ضــــــــــرب مـن الإيــــــتـــــــعــــــانق الــــــروحــــــان فـــــــيه صــــــبــــــابــــــة

ويــــــــعـف أن يــــــــتــــــــعــــــــانق الجــــــــســــــــمــــــــان

(*) انظـر حـول مـوضـوع هـذه الـقـصيـدة نص رسـالـة مـحـمـد عـبـدالوهـاب وصـورتـهـا الى الـشـاعـر في كـتاب«رسائل الى الأخـطل الصغـير» مرجع سـابق ص (١٣٧ ١٣٨) غير أن عـبدالوهـاب يشيـر في رسالته إلى

- ٣٥ -

مـــــــــــــا دار ثـم ســــــــــــوى الحـــــــــــــديـث كــــــــــــأنـه

ــــــــلــــــــكــــــــان راح يــــــــديــــــــر كــــــــؤوســــــــهــــــــا ا

نبر الخطيب الثاني وكان وما انتهى ب تصفيق الجمهـور وهتافهم حتى صعد انة لا يزال في ميـعة الصـبا يشـير بأن يـصبح شيـئا فخـالطه الغـرور وراح ينثـر آراءه ويـسرة من ذلك قوله: «أنـا لا أقيم وزنا لأديب أو شـاعر قضى عمـرا في الأدب والشعرولم يـصدر كتابـا يحمل اسـمه كما أشفق عـلى شاعر يـغسل البحـر قدميه ويـكلل صن

رأسه ثم ينتزع ذاته من هذه الجمالات رائحا الى الصحراء ليدبج قصيدة».

ـستـمـع فـما انـتـهى حتى هـتـفوا: نـريد لم يـخف مـقصـد الخطـيب الـشاب عـلى انبـر ليـقول: لست بـزجال لأساجل بشـارة نريد بـشارة وما انـفكـوا حتى صعـد بشـارة اــا تــذكــرت مـوقــفي من فــتــيـان جــاؤوا إلي فــلــمـا اكــتــمل ريــشـهم أو ظــنــوه راحـوا إ

يطارحونني العداء فقلت فيهم:ومـــــعـــــشـــــر حـــــاولـــــوا هـــــدمي ولـــــو ذكـــــروا

لـــــــكــــــان أكـــــــثـــــــر مــــــا يـــــــبـــــــنــــــون مـن أدبي

تــــــركـــــتــــــهـم في جــــــحـــــيـم مـن وســـــاوســــــهم

ورحت أســـــــحـب أذيــــــالـي عــــــلـى الــــــســـــــحب

وراحت بنا الأيـام وبينمـا نحن على أحاديث الـشعر وأزمـاته ألمحت إليه بأمر ذلكن ابتـدأ كلـهم أولادي وما كان الخطيب الـشاب فـأجابـني: عفا الـله عمـا مضى وغـفر

أمرهم بأكثر من عاصفة في فنجان.

لكن كم يـصدق الـشاعـر في حال هـؤلاء - يـرضى القـتيل ولـيس يرضى الـقاتل -هـرجان العـكاظي الذي أقـيم للأخطل الـصغيـر تكـلم صاحب الحادث وكـنا نأمل فـفي اأن تـكـون الـسنـون قـد ذهبت بـغـرور الـشبـاب وطـوت نـزواته وكم كانت دهـشـتـنا عـنـدمارجع إلـيه لـكأنـه ابن سـاعتـه وحبـذا لـو اكـتـفى بـالـتـلـمـيح لـعـذر لـكنـه ذهب الى مـنـتهى

- ٣٦ -

اللامـبالاة مضفيا عـلى الحادث أكثر من لون عـله يستطيع إظهـار نفسه أنه محب وغيرهتتأكله البغضاء. أما بشارة فبقي وكأن شيئا لم يحدث فقلت له: كم يصدق قولك:

كـــــــلــــــمـــــــا أطــــــبـق الـــــــغــــــبـــــــار عـــــــلــــــيـــــــهم

حـــــشــــرجـــــوا تحـــــته ومـــــاتــــوا اخـــــتــــنـــــاقــــا

فكان يقـول لي إنهم أصدقاء خـلص إنهم طيبـون إنهم شعراء وأدبـاء لبنان وماالأعمال إلا بالنيات.

نعم أنفة على ل وحنان على بذخ وروح للرضوى عندها أكثر من باب وأبعد منمزار هذ هو بشارة عبدالله الخوري الشاعر الإنسان ..

يـة الأولى وكم فتح لأنـاس وكم أغلق عـلى أناس وكـان له لو أراد زمن الحـرب العـاؤهلات والـوسائل والظروف لـكنه وهذه من أن يفتـح له على نعم شـتى وقد حاز جـميع اـغريـات من ماديـة ومعـنويـة وألقـاب ورتب ليـبقى مع الإنـسان الذي سجـاياه أشـاح بكل اـهى أهـدت إلـيـهـا...) ـزيف) و (الـفـقـراء) و (ا في صـدره... وكـانت قـصـائـده (الـريــال ا

وغيرها فنقم عليه العثمانيون وكان الاضطهاد والتشريد:كـل لـــــــــــيـل تــــــــــــهـب مـن نـــــــــــومـــــــــــهـــــــــــا الأم

وتـــــــــهــــــــفـــــــــو الى ســـــــــريــــــــر الـــــــــولــــــــيــــــــد

حـــــــيـث تجــــــــثــــــــو بـــــــقــــــــربـه وتـــــــمــــــــنــــــــيه

بــــــــــفــــــــــجــــــــــر مـن الحـــــــــــيــــــــــاة جــــــــــديــــــــــد

هذا الـبلد اللـبناني له الحمـاية الإلهيـة. فلا يصاب بعبـاقرته ولئن فبـقية البـقية لهاؤرخ محمد ثالي ولولا ذلك أكـان قدر أن يكون العـالم ا فيـحة على الكـمال ا الرضوى اكرد علي في الديـوان العرفي في عاليه وكان له صداقات مع كبـار العثماني فعلم أنهم

وراء بشارة حيا أو ميتا.

- ٣٧ -

صـحـبـة عمـر كـانت علاقـة محـمـد كرد عـلي بـالأخـطل الصـغـيـر فهـبط الى بـيروتا لم يجـده أسر الى بعض أصـدقائه فتـولوا هم ترحـيله إلى ريفون مفـتشا عن بـشارة و

بعيدا عن أع البوليس.

ـيــة الأولــى مـنتحــلا فــي ريـفــون قـضــى بشـــارة معـظــم سنـــوات الحــرب الـعااســم (حنـا فيـاض).

حنا فيـاض عاش سنوات الحرب في ريفون يحـمل همه وهم اليائس وما أكثرهمآنذاك في لـبنـان وكان لـلشـعر الـلبـناني قـصيـدة (الفـقراء) وسـواها من الخـرائد الـثائرة

على الظلم والاستبداد:أيــــــــــهــــــــــا الأغــــــــــنـــــــــــيــــــــــاء إن غــــــــــنــــــــــاكـم

شــــــــــيـــــــــــدتـه ســــــــــواعــــــــــد الـــــــــــفــــــــــقــــــــــراء

الـــــقـــــصــــــور الـــــتـي تـــــقــــــيـــــمـــــون فــــــيـــــهـــــا

مـن بـــــــنـــــــاهــــــــا لـــــــكـم ســـــــوى الـــــــفـــــــقـــــــراء

والـــــــــطـــــــــعـــــــــام الـــــــــذي تـــــــــلــــــــــذون مـن هم

صـــــــانــــــــعـــــــوه لــــــــكـم ســـــــوى الــــــــفـــــــقـــــــراء

... لا تـــــــقــــــــولـــــــوا وســـــــاوس من فـــــــقـــــــيـــــــر

دوخــــــــــــــــــــــــــــــــــــتــــه طـــــــــــــــــــــــــــــــــــوارق الأرزاء

إن لـــــــلــــــــفــــــــقـــــــر ثــــــــورة لــــــــو عـــــــلــــــــمــــــــتم

تــــــســــــبـح الــــــنــــــاس دونــــــهــــــا في الــــــدمــــــاء

وتـأتي الدنيا ويرتفع الـكابوس عن صدر لبنـان وتعود مجلة الـبرق الى العالم العربيعـروسا مـجـلوة زاهـية. مـجررة الأذيـال ويـرجع بشـارة الى دارته الـهانـئة في الـدورة وتدب

الحياة الأدبية على عادتها في مكتب ـ البرق ـ وتحلو له الدنيا.

- ٣٨ -

وظن الانتـداب أنه يسـتطيـع امتلاك صنـاجة الـعرب الأخـطل الصغـير ويـجعـله بوقا لهفأرجع اليه الـبرق وغمره بـالنعم لـكن أين الثريا من الـثرى? فالإنسـان الذي في صدره أعلى

ادية وكانت قصيدة ـ يا أمة غدت الذئاب ـ التي يقول فيها: وأكبر من أن تأخذه العطايا ايــــــا أمــــــة غــــــدت الــــــذئــــــاب تــــــســــــوســــــهــــــا

غــــرقـت ســــفــــيـــــنــــتـــــهــــا فــــأيـن رئــــيـــــســــهــــاغــــــرقت فــــــلـــــيـس هـــــنـــــاك غــــــيـــــر حــــــطـــــائم

يـــــبــــكي مــــؤبـــــنــــهــــا ويــــضــــحـك ســــوســــهــــاتــــــتـــــمـــــرغ الـــــشــــــهـــــوات في حــــــرمـــــاتـــــهـــــا

وتـــــعـــــيث فـي عـــــظــــمـــــاتـــــهـــــا وتـــــدوســـــهــــاتــــــعــــــســــــا لــــــهــــــا من أمــــــة أزعــــــيــــــمــــــهــــــا

جلادهـــــــا وأمــــــيــــــنـــــــهــــــا جــــــاســـــــوســــــهــــــا

وتلتها قصيدة «الجابي»:مــن الــــــــــــنـــــــــــاعــب قــــــــــــبـل الــــــــــــفــــــــــــجـــــــــــر

مــن هــــــــــــــــــــذا عــــــــــــــــــــلــى الــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــابأعـــــــــــــــيــــــــــــــــذ الــــــــــــــــقـــــــــــــــبــح مـن قــــــــــــــــبـح

بـــــــــــــــــــأظـــــــــــــــــــفـــــــــــــــــــار وأنـــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــابأقــــــــــــــــبــل الــــــــــــــــشـــــــــــــــــمـس فــي الآفــــــــــــــــاق

والــــــــــــعـــــــــــــصـــــــــــــفــــــــــــور فـي الـــــــــــــغــــــــــــابومـــــــــــــــا زار الـــــــــــــــكــــــــــــــــرى جـــــــــــــــفـــــــــــــــنـي

ـــــــــــــــــعــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــقــه أهــــــــــــــــــــدابــي ولــم تـــولا غـــــــــــــــــــــــــــذيـــت أطـــــــــــــــــــــــــــفــــــــــــــــــــــــــــالــي

ســــــــــــــــــــــــوى هـــــــــــــــــــــــمـــي وأوصـــــــــــــــــــــــابــي

فوزي سابا✸✸✸✸

- ٣٩ -

إلى متاهاتنا وافانا... فأحببناهاملي فارس ابراهيم

يـوم انـطــلـقـنـا في مـتـاهـات الــصـبـا سـادرين حـائـريـن نـحس ولا نـعـرف أن نـتـرجمتأجج أحاسيـسنا إلى كلمات أو أنغام بكم لا نـحسن النطق بالعاطفة فيـحرقنا صخبها ا

ضني. طاوي العميقات البعيدات المحطات. تائه ضائع في اللاوعي ا في ا

تـاهات وأسـمـعنـا من قيـثارته أنـغامـا شجـية عـذبة يومـذاك انطـلق إلى هاتـيك الكلـمات ساحرات تـنطلق من الـسجية الإنـسانيـة التي كنا نـعيشهـا ولا نعيـها. فالتـفتنانـشد البـارع. فكـان لنا في إلى مـصدر الـقيـثارة السـاحرة ووعـينا أنـفسـنا وأحبـبنـا اـطل عـلى مـشـارف الحـياة فـي حيـرته خـيـر مـعـبـر عن مـشاعـرنـا الـغـامـضة جـيلـنـا اوصار لـنا شاعـر العـاطفـة شاعـر تلك الـزاوية الحـميـمة في نـفوسـنا فـعرفـنا الأخطلالصغير. وإن كـان من منتقدين لشاعرنا لألـيف نفوسنا ذاك استرساله في التأملاتالـعاطفيـة والاختلاجات الـبشريـة وجعل أكثر إنـتاجه من هذا الـلون وحسب فـإننا قدنشـكره على كونه لم يفلسف شعـره لم يفلسف العاطفة بل أبـقاها على غنى السجية

في الكائن الإنسان.

وهـنا يقفز إلى الخاطـر سؤال خطير سؤال قـد لا يجوز تخطيه في عـصر تشابكت فيهشـؤون الإنـسان من حـيث هـو كائن اجـتمـاعي ومن حـيث هو طـاقـة في مجـتـمعه يـصعب أن

ينطوي على ذاته وأن يضيع في مبهمات انخطافاته مهملا ما يدور حوله من مشاكل.

سؤال يـدور حول هل يـجوز له أن يـبقى غـافلا عمـا يطـالع النـاس حوله من قـضاياوعما يستطيع أن يساهم به من مجهود في سبيل إنجاح تلك القضايا وفك معقداتها?

- الورود - أيار سنة ١٩٦١ - السنة ١٤ - ج٩.

- ٤٠ -

الجواب هـنا يـنـطوي عـلى سـؤال آخر فـأقول: هـل أن إرهاف الحس في الإنـسانـعافى الصـحيح يعـيق غضبـته للكـرامة إن أهيـنت وثورته على الـظلم إن طغى الحس ا

والاستماتة في سبيل حق إذا اغتصب? الجواب عندي لا!

فـكـثيـرة هي الأمـثلـة عـلى بطـولات أتت من أصـحـاب أمزجـة عـاطفـيـة استـرخـصواـوت في سـبـيل وقــفـة عـز وقـدمـوا دمـاءهم بـسـخـاء فـي عـفـويـة رائـعـة قـرابـ لامـست ا

القدسية من أجل انتزاع حق أو رفع ظلم.

ـطلقـات فعتـبي على صاحب إنـها خواطـر عامة قـد تبـدو وكأنهـا تدور في مدار االـورود الصديق بديع شبـلي الذي طلب مني أن أقول كـلمتي في مناسبـة تكر شاعرناهـلـني الـوقت بـشـارة الخـوري في الجـزء الخـاص من مـجـلـتـنـا بـشـاعـر الـعـاطـفة ولـم فروض قارنة والاسـتشهـادات حتى أثبت رأيي بالأسـلوب العـلمي ا الكـافي للدراسـة وا

ناسبات. في مثل هذه ا

ولكني رغم ذلك أصـر على القول: إنه من صنف الـشاعر في لون مع أو مندفـعه إلى أن يصنف نفسه في اتجـاه مع ولم يتركه عـلى سجيته الإنسانـية مخططاله مـجرى مـعيـنا إن من يـفعل ذلك يـفقـد من قوة تـأثيـره على الـنفس ويـجمـد في هذها يصدر عن زفراته أو صرخاته من تأثير صادق قد يدفع النفس قابلية انفعالها

به إلى أروع البطولات.

وهـكذا ظـل بـشـارة الخـوري في خـاطـرنـا ذاك الـذي أصـدقـنـا الـتـعبـيـر عـن مـشـاعـرنافوعينا نفوسنا. ووافانا إلى متاهاتنا البشرية الحلوة فأحببناه وتذوقنا أنغامه الساحرة!.

املي فارس ابراهيم✸✸✸✸

- ٤١ -

بشارة الخوري الصحفيتوفيق وهبة

طـغت عليه شـهرة الشـاعر فتـضاءلت عنه شـهرة الصـحفي. زاول الأخطل الـصغيرالصـحافة يوم كانت الصحافة قـلما وفكرا وزاولها يوم كان الـكاتب يحرر الصحيفة منالبـاب الى المحـراب وزاولـها يـوم كـانت أمـجادهـا تـقوم عـلى كـتف صـاحبـهـا وأدبه وقوةيـراعه فـإذا كان الـصـحـفي كـاتـبـا حقـا ومـنـشـئـا فـذا تجلت مـواهـبه عـلى صـفـحـاتـهاشوقات الحديثة. غريات العصرية وا واهب مجردة عن ا وراجت صحيفته بفضل هذه ا

ـصنع خـبيرا بـالصنـاعة الـتي ينتـجها واليوم لـيس من المحتم أن يـكون صاحب اولا صاحب الـصحـيفـة كاتـبا مـنشـئـا أو أديبـا محـررا فقـد قام مـقام كل هـذا شيء آخراسمه «كوداك» (آلـة التـصويـر) واسمه «كوتـنبـرج» (الآلة الـطابعـة) والراديـو واللاسلكيوشركات الأنباء والتلبرنتر (اللاقطة) والضارب بالرمل (صفحة الحظ) وواضع الألغازسـرح) ومروض الخـيول في ـتقـاطعـة) والمخرج الـسيـنمـائي (صور كـواكب ا (الـكلـمات اميدان السباق وفضولي المجتـمعات الفاضح أسرار المخادع ومصمم الأزياء النسائية

ستهلك. والراسم الهزلي ومبدع النكتة وواضع جوائز من البائع الى ا

ولا أريـد من بيـان هذا الـفـارق ب صـحـافة الأمس وصـحافـة الـيوم أن أوثـر جيلاعلى جيل وأنـا القائل: لـعصر الآلة آلـة عصريـة ولكنني أحب أن أطـري بشارة الخوريالصـحـفي مـثـلمـا يـطـري سـواي الأخطل الـصـغـيـر الشـاعـر بـإثـبات أن روايـة الـصـحـافةثل واحـد فلا إخراج ولا أقـنعـة ولا تزويق ولا ملابس وقتـئذ كـانت تقـوم على بـطولـة ـنـبر سلاحه كـرنـفـاليـة ولا سـتـار فضي ولا مـلـقـنون إنه كـان كـالخـطيـب وحده عـلى احـنجرته وفيض قريـحته وسلاح الصحفـي فكره وقلمه فإمـا أنه ذو فكرة وذو قلم وإما

أنه مفلس خالي الوفاض.< الورود - أيار ١٩٦١ - سنة ١٤ - ج٩.

- ٤٢ -

والـيـوم تـسـتـطـيع أن تـسـتـكـتب أهل الـقـلم وأن تـبـتـاع الـنـبـأ وأن تـنـوع الألوانـسـتـوى الــقـلـمي الــرفـيع فـتــخـصص زاويـة ـزيـد مـن ا والانـتـشــار. وقـد تـتــوق الى اصـغـيرة لـكـاتب كبـيـر وتـستـطـيع اليـوم أن تـروج لـصحـيـفتك بـخـبـر مثـيـر ورسم عارووضع شـهـواني وفضـيـحـة كـبـرى واختـلاق حادث ثم تجـسم هـذا الحـادث بـالـسرد

والعنوان فتضمن الإعلان.

والـيوم فـإن أبـطـال الـصـحيـفـة كـثـيـرون موزعـون عـلى نـقـاط سـتراتـيـجـيـة ومـراكزحربـيـة تحاصـر القـار وتسـد علـيه منـافذ الـفرار فـللـتجـار لوحـة البـورصة وحـركاتـمثلات ي ولـلطلاب روايـات الجـيب وصور ا البـواخر ولـلـمصـارف أسعـار الـنقـد العـاقال الأول وللأطـفال مسـابقات الجمـال والألعاب ولـلنسـاء وللبـنات أصداء الأزيـاء. أما اـوجه مـقـال بـشـارة الخـوري ومـيـشـال زكور وعـلـي ناصـر الـدين وخـلـيل ثـابت ـقـال ا اوداود بركـات وأحـمـد حـمـزة واسـتـفـان لـوزان وأمـثـالـهم من أئـمـة الـصـحـافـة فـقـد غدا

ضربا من ضروب التنويع لإعلاء الشأن الأدبي أو التذكاري.

ـنـافـسـة فـثـمـة حـامل الـعـلم هـو واضع والـصـحـافـة الـيـوم مـيـدان عـراك لـشـدة اـشـرف على الـتـبويب والـتـرتيب. الـعـناوين الـضـخمـة وثـمة واضع الخـطط الحـربـية أي ا

ؤخرة أي مغذي الصحيفة. وحامي ا

ـا كـان الـقـائـد والجـمـيل في صـحـيـفـة الـيـوم أن كل قـائـد يـجـول في مـيـدانه وقـدعركة كلها! الواحد يتزعم مصير ا

كــان بــشـارة الخــوري الــصـحــفي إذ إن أمــجــاده وأمـجــاد «بــرقه» قـامـت عـلىمنكـبيه فكان قـطب البرق ومـحوره يسانـده على نطاق الـنكتـة الضيق طانـيوس عبدهفي «نـقدات طـائرة» فـكانت الـبرق تـقرأ هـيامـا بقـلم بشـارة الخوري وتـقرأ الـصحـيفةسرحيـة وتقرأ لفرط اليـوم لسعة أبوابـها وأخبارها وجـمالها الشـكلي أو مغرياتـها اما تثـير من موضوعـات شائكـة وفضائح اجتـماعيـة وما تقدم لـلناس من مـضاعفات

توقظ فيهم الفضول وما إليه من تسلية وتلهية.

- ٤٣ -

ولـيس من الضـروري أن يكـون جمـيع قادة الـصحـيفـة اليـوم عبـاقرة أو أن يـكونواـوزع يـخف. أما مـتفـوقـ في الـبـطولـة فـالجـمع سـتار كـثـيف والـضم يـنجـد والجـرم انفرد فإن ضعف قلمه يخذله عند أول صدمة إذ ليس وراءه ولا أمامه الصحفي البطل اولا حـوله جـوقــة (كـوروس) ولـيس عــنـده أركـان حـرب وهــيـئـة تحـريــر وأسلاك شـائـكـةلاصـطـيـاد الــقـار ولا شيء سـوى قــلـمه وعـقـلـه. إنه يـحـارب وحـده فــإمـا أنه شـجـاع

فيظفر وإما أنه جبان فيقهر.

وبشارة الخوري حارب وحده وكان شجاعا لأنه كاتب أديب يحرر بنفسه وبذوقهواليـوم يـحـرر الـقـراء الجـريـدة بـأقلام وأذواق جـمـاعاتـهم وبـاسم مـا سـمـوه الـتـحـقـيـقات

(ريبورتاج) بحجة أن الصحيفة ملك القراء وعليهم أن يسهموا في تحريرها.

إن عـلـى الـصحـفــي الـيـــوم أن يـتحـلى بـصـفات خـاصـة كـحاسـة الـشم الـدقيقوقـوة الـعـضلات والـذكـاء الـتـجاري الـفـيـنـيـقي. وقـبلا كـان عـلى الـصـحـفــي أن يـكون

كاتبا وأديبا فحسب.

والـيوم اكتب ما تـشاء بأي أسلوب أردت شـرط أن تنضد مـقالك بالحرف الأسودوتـوقعه بـحـروف مخـطـوطة ثم اجـثم وراء الجوقـة ووراء الـهيـكل الجـبار وخـلف الورق

لونة و مطمئنا. الصقيل والطباعة ا

دن تتـجمل والصحافة تتجمل رأة تتجمل وا نعم إن هـذا العصر عصر التجمـيل فاوالغناء يتجمل ولكن وراء التجميل جمالا أبهى وأسمى وأرقى فلنحرص عليه أولا.

ثـم لـيس عـلـيك أن تــكـون كـاتـبـا لـتــكـون صـحـفـيــا فـكـثـيـرون هم الــذين لا يـكـتـبـونصحفهم ومن نكد الدنيا أنهم يفرضون على الناس قراءة ما لا يكتبون.

توفيق وهبة✸✸✸✸

- ٤٤ -

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيــــــــض ابــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٤٥ -

لبنان في شعر بشارة الخوريجورج غريب

ردة... قبل بشارة الخوري ما عرفنا النحول في ا

ولا التقى الدوي بالوتر قبل شعره! ..

ولا كان لبنان أروع قبل غناء الأخطل الصغير ! ..

عجبت كيف صغر الاسم عليه وهو الشاعر الأكبر...

هذا القادر على نحت الجمال وصقله والتلاعب بتقاسيمه وملامحه وتقاطيعه...

تعبد القانت في هياكل البهاء يتلمس أقدام التماثيل بأصابعه... يقبلها... اهذا الساكب العرق في الحجر...

قطر الدمع في النحاس... االرافع العزم في الأصلاب...

المجمد الذهول في الأع الجاحدة... الباني القباب على القمات العاصيات...

تسامي بلبنان الى البقاء... ا

ـوج... الى حـيث الـفتـح وقف - في كل جـيل - عـلى واحـد من هذا ـنـطـلق عـلى ا االجبـل... فلـبـنان بـفـضل قادة الـنـخبـة الـقلائل مطـرح مـزروع بالأسـطـورة... موسم من

مواسم الزمن.< الورود - أيار ١٩٦١ سنة ١٤ ج٩.

- ٤٦ -

إن بشعر بشارة الخوري سنعيد ما تهدم من أبنية بعلبك...

فالجمال عنده... أشهى من الجمال...لا تـــــــــقـل خــــــــانـت الــــــــقــــــــوافـي فــــــــحـــــــــسب

ـــــعــــدوده الــــشـــــعـــــر مــــنـــــهــــا أبـــــيــــاتـــــهــــا ا

يـــــــــــتــــــــــــهــــــــــــاديـن فـي غـلائـل كــــــــــــالـــــــــــورد

ويــــــــهــــــــبــــــــطن مـن ســــــــمــــــــاء بــــــــعــــــــيــــــــده

ــــــــسن جــــــــبـــــــيـــــــنـــــــا شـــــــهـــــــد الــــــــله مـــــــا

مـن تـــــــــــــراب الا كـــــــــــــتـــــــــــــ خـــــــــــــلـــــــــــــوده

العـبــــادة لغـيـر اللـه لا تغـتـفــر...; مـــا لم يـركــع شـــاعر فــي مـحـــراب الوطــن...ولقد ظل الأخطل الصغير - أول العبـاد - راكعا طوال أزمنة العطاء في هيكل اللبنانية

- فغفرنا له - !..

عبود الأرضي.. .. مذيبا روحه على مذبحه أفنى شفتيه صلوات وابتهالات امام ا«شموعا طويلة الأعمار» ..

فـهـل يلام الـورد - وعـمــره بـعض يــوم - إذا أسـكـره رحــيق الجـمـال فــإذا بـذبـولورقاته عطر هذا الكون...

هـذا هـو سلاحـنـا الأكـبـر مـنـذ كـانت الـدنــيـا لـنـا... بـطـيـبـهـا وشـمـيـمـهـا... بـهـديـهـاومحبتها.. برسالة الخلق والجمال.

فماذا جنينا على الغرب ليشهر بوجهنا السلاح?!.....

ألأنا أطلعنا من أفقنا الشمس ووزعناها على العالم هديا ونورا وخيرا ?!.أ لأنــــــــــــــا مـن صـــــــــــــــدرنــــــــــــــا ولــــــــــــــد الحـب

الـــــــــــذي شـــــــــــيــــــــــد الحـــــــــــضـــــــــــارة قــــــــــبـلا

- ٤٧ -

... شــــــــرف الــــــــفــــــــتـح: أن تحــــــــطـم قــــــــيـــــــدا

عـن رقــــــــاب الـــــــــورى وتـــــــــنـــــــــشـــــــــر عــــــــدلا

عاضل الكونية... لم يطل بشارة الخوري الاقامة في هذا الصعيد الخير من ا

ـشـرق الحـالم ـذهب .. في حـرم ا بل أطـربه أن يـظل غـريـدا في قـفص الـلـبـنـانـيـة اـكـوكـبة من روض لـروض يـرش العـطـر هـنا والـسـخاء ـوجع ... أن يـنـتقل بـأجـنـحته ا اـتـلبـسة ـلعـب طـيش الـفراشـة الـعاشـقة ا ويـهرق الـهوى هـنـاك والغـناء مـلـهبـا في كلا ا

لونة حدود الأرض... بسحر الطبيعة في هذا الوطن ... لا تتعدى بأجنحتها افــــــــــــ الجـــــــــــــمــــــــــــال وثــــــــــــورة الأقــــــــــــداح

صـــــبـــــغت أســـــاطـــــيــــر الـــــهـــــوى بــــجـــــراحي

ولـــــد الـــــهـــــوى والخــــمـــــر لـــــيــــلـــــة مـــــولــــدي

وســــــــيــــــــحــــــــملان مــــــــعـي عــــــــلـى ألــــــــواحي

ـية وكـان هذا الـشـاعر.. فـلو ضـخمت ... لم تضـخم ثـقافـة الأخطل الـصـغيـر العـا

عـجزة ... ولكـنه غنى لـبنان أغـنيـته الكـبرى ... يوم كـان بأشـد الحاجة إلـيها ... لكـانت افحمله - ومن ورائه الشرق - أعذب وتر شد الى صدر ...لـــــبـــــنـــــان كـم لـــــلـــــحــــــسن فـــــيـك قـــــصـــــيـــــدة

نــــثـــــرت مـــــبـــــاســـــمـــــهـــــا عــــلـــــيـــــهـــــا الأنجم

كـــــــــيـف الــــــــتـــــــــفـت فـــــــــجـــــــــدول مـــــــــتــــــــأوه

تحـت الـــــــغـــــــصـــــــون وربـــــــوة تـــــــتــــــــبـــــــسم

أكـــمــــاته الــــبـــيــــضـــاء تحـت ســـمــــائه الـــز (م)

رقــــــــــــاء أطــــــــــــفـــــــــــال تــــــــــــنــــــــــــام وتحـــــــــــلـم

تـــــتـــــصــــــاعـــــد الـــــقـــــبلات مـن أنـــــفـــــاســـــهـــــا

وتـــــــمــــــــر بــــــــالـــــــوادي الــــــــوديـع وتـــــــلــــــــثم

- ٤٨ -

غـنى لـبـنـان فـكـان الـقـلب والـلـسـان ... والـلـوحـة والـريـشـة ... والعـيـنـان والأصـابعشعل والاحتراق: والنهم والعطاء ... والعطر والألوان .. وكان البوح والزأر ... وا

قـل لـــــــوكـــــــر الــــــــنـــــــســـــــور قــــــــدست وكـــــــراكـل يــــــــــوم تـــــــــهــــــــــدي إلـى الافـق نــــــــــســـــــــرا

عــــــــبـــــــقــــــــري الجـــــــنـــــــاح أقــــــــرب مـــــــرمـــــــاهالـــــــــــســـــــــــمـــــــــــاء كـــــــــــان إن أراد مـــــــــــقـــــــــــرا

ا عندمـا يعجبون ببـيت من الشعر يقـولون: لو قال - قائله كان النقاد الـعرب قد- هذا وسـكت لـكـان أشعـر الـناس ... فـمـا ظـنهم بـالـذي لم يسـكت أبـدا وظل إبـداعا في

بيت ورونقا في كلمة?!.

إن الجمـال قاعـدة في دنيـاه ... في أحرفه وكـلمـاته ومقـادير تـراكيـبه ... في ألوانهوجلال لوحاته ... فنحن نظلم بشارة الخوري اليوم إذا رددنا معه:

إيـه لــــــــــــبـــــــــــنــــــــــــان والجـــــــــــداول تجـــــــــــريفــــــيـك بـــــــردا فـــــــتـــــــنــــــعـش الـــــــظـــــــمـــــــآنــــــا

إيـه لــــــــبـــــــنــــــــان والــــــــنــــــــســـــــيـم عــــــــلــــــــيلايــــــتـــــــهـــــــادى فــــــيـــــــعـــــــطف الأغـــــــصـــــــانــــــا

حــــــبـــــذا الــــــســــــفـح مــــــعــــــبــــــدا لــــــصــــــغـــــارالــــــطـــــيــــــر تــــــشــــــدو لـــــربــــــهــــــا الألحــــــانـــــا

ثل قوله: نظلمه إذا تغنينا معه فــــــالـــــعــــــنـــــاقــــــيــــــد من أغــــــان ومن شــــــعـــــر

تـــــــتـــــــلـــــــوى عـــــــلـى الـــــــثـــــــرى المخـــــــضــــــابأنــــــــا مـــــــنــــــــهــــــــا وقــــــــلب لــــــــبــــــــنــــــــان في

قـــــــــــلـــــــــــبـي واهـــــــــــدابـه عـــــــــــلـى أهــــــــــدابـي

شرق بديوانه ... نظلمه إذا جئنا بالشوارد من روائعه ولم نقذف لبنان وا

- ٤٩ -

لقد عاش «أخـطلنا» - أمد الله بعمره - في حقـب مريرة من عمر هذا الشرق فكيف لادنف ... وكـيف لا يكون لـبنان - حـبيبه تـتجاوب أصـداء الأوجاع في خاطـره وهو العـاشق ا

الأول - ومن ورائه مطلع الشمس صيحات داويات في شعره ونفح دماه ...

إن «لـيالي الجـهاد» عـنده ذكـريات «يـسوغـها الـفكـر نهلا» ... «قـيثـارة علاها غـبارالمجد غنت عرس البطولة» تستريح على جدار التاريخ وتستعرض مواكب الأزمان ...

كارم.. يسأل أنشودة الأمس أن تعصف في النفوس وتمشي عجلى إلى ا

يسأل نشء لبنان الفداء.. فأمة لا تستبق الفجر سيان ذلت أو نامت في الطريق..نــــــــحـن لا نــــــــحــــــــسب الحــــــــيــــــــاة حــــــــيـــــــاة

ــــــــعــــــــبـــــــوده او نـــــــفــــــــدي أوطــــــــانــــــــنــــــــا ا

لـن تـــــــــراهـــــــــا إن لـم تــــــــمـت فـي هـــــــــواهــــــــا

أمــــــــــــة حــــــــــــرة ودنــــــــــــيــــــــــــا جــــــــــــديــــــــــــده

حـقب مـريـرة زرعـهــا الاسـتـعـمـار ذلا. فـنــفـضـنـا عن وجـوهــنـا الـتـراب ولا أثـر لـلـذلآ ... وظلت جراحنا تتـبسم ... عصروا في مآقينا الدموع عليـها... خلطوا فيها أعيـادنا با

ة في كؤوسهم وثبتنا على الأنفة والوفاء. تأ وبقيت جمرا لاذعا ... أهرقوا نفوسنا ا

أخلوا لغير أبنائنا أبنية بنيناها بالكد والدماء ولم ينخفض لنا شموخ مداميك .لــــبـــــنـــــان مــــا لـــــفــــراخ الـــــنــــســـــر جــــائـــــعــــة

والأرض أرضـك أعــلاهــــــــــــــا وأدنــــــــــــــاهـــــــــــــا

لــــــــو مـس غـــــــيــــــــرك هــــــــذا الـــــــذل مـن أســـــــد

لــــــعض جـــــــبــــــهــــــته ســـــــيف وحــــــنــــــاهــــــا...

أطـلـوا علـيـنا بـأوجه كالحـة ... نـبذوا الأحـرار واطـرحوهم ... أخـرسـوا في أعيـادناالأناشيد ... حولـوا أعراسنا مآ ... سـلبوا من كرومنـا العناقيـد ... فكان على الأحرار

- ٥٠ -

أن يهبوا فسيان «من نام عن حق ومن ماتا ...».

كان عليهم أن يجردوا الأقلام والسيوف:ســـــيــــــان عـــــنــــــد ابـــــتـــــنــــــاء المجـــــد فـي وطن

من يـــحــمـل الــســـيف أو مـن يــحـــمـل الــقـــلـــمــا

عابد ... وكان على الشاعر الغاضب أن يعود - متناسيا عتابه - فتتر بعودته اويستفيق تشرين على صداحه:

تــــشـــــرين قل لـــــلــــتـــــشــــارين الـــــتي ســـــلــــفت

لــــــنــــــا عــــــتــــــاب ولا نــــــرضــــــاه إن جــــــرحــــــا

أســـــــــمـى وأكــــــــرم عـــــــــفــــــــو أنـت مــــــــانـــــــــحه

عـــفـــو الـــذبــــيح عن الـــســـيف الـــذي ذبـــحـــا! ..

تقحم الذواد» وجع ... من موطن «حرب» على «ا فمن هذا الوطن ايــــــلــــــقي عــــــلى قــــــدم الــــــغـــــريـب بــــــنـــــفــــــسه

ويــــــــــشــــــــــيـح عـن أبـــــــــنــــــــــائـه الأمــــــــــجـــــــــاد

سـيـذهب بـشـارة الخــوري بـعـيـدا يـطـوف بـاسم لـبــنـان في بلاد الـشـرق الحـبـيـبـةيضمد جراحها ... ويبكي أعلامها ... وينفحها الود صافيا ...

شرقية وعلى فمه روعة النشيد: سيذهب بعيدا في تلك السماوات اغــــــنــــــيت لــــــلــــــشــــــرق الجــــــريـح وفي يــــــدي

مـــــــا في ســـــــمـــــــاء الـــــــشــــــرق مـن أمـــــــجــــــاد

فـــــمـــــزجـت دمـــــعـــــته الحـــــنـــــون بـــــدمـــــعـــــتي

ونــــــــقـــــــــشـت مــــــــثـل جـــــــــراحه بـــــــــفــــــــؤادي

سـيسـأل الله أن يحـفظ «مهـجة الشـعر في الـشرق» ويقـيه عاديـات الزمان ... أن لا

- ٥١ -

تفـطم القلـوب فيه عن الحب. أن تظل الـعروبة عـلى مفرقه تـاجا... وفي الأفئـدة خفوقا ...وفي الأفواه نداءات عفيفة ... فشاعرنا في أي قطر حل وعلى أي جار نزل كان القلب

الخافق والطير الشادي ...

سيذكر طه حس غدا - في مهرجان أخطلنا الحبيب - أننا - في نظر الشاعر -وأبناء النيل «فرعان والحضارة أصل» ...

فهناك هرم «تجثم العظائم فيه» وهنا «سف على البحار يدل» .. فيا مصر:كل أهل لك أهل

وكل صدر

محل

ليس تألو الرياض

أن توقظ الزهر

وأن تجمع الشذا

ليس تألو

لتريق الأريج

سكبا وتهتانا

على وجه مصر

يطل ح

سيذكر دمعة بشارة على سعد زغلول ودمعته على شوقي فيردد معه:قف في ربـى الخـــلـــد واهــــتف بـــاسـم شـــاعـــره

ـــــــنـــــــتـــــــهـى أدنـى مـــــــنـــــــابــــــره فـــــــســــــدرة ا

... مـــــا لـــــلــــــملاعـب في لـــــبــــــنـــــان مـــــقـــــفـــــرة

- ٥٢ -

ولــــــــلــــــــمــــــــنــــــــاهـل عــــــــطـلا مـن حــــــــرائــــــــره

أودى الـــــقـــــريض فـــــللأحـــــزان مـــــا لـــــبـــــست

عـــــــلـى ســـــــلـــــــيل الـــــــدراري مـن عـــــــبـــــــاقــــــره

ســـــــألــــــتـــــــنـــــــيه رثـــــــاء خـــــــذه من كـــــــبــــــدي

لا يـــــــــؤخـــــــــذ الـــــــــشـيء إلا مـن مـــــــــصـــــــــادره

سيذكر طه حس أن النيل حبيب الرياح في شعر بشارة الخوري.. وسيقول معه:يـــــا مــــصـــــر مـــــا نــــظـم الجــــهـــــاد قــــصـــــيــــدة

إلا اســـــــــــتـــــــــــهـل بـــــــــــذكـــــــــــرك الـــــــــــفـــــــــــواح

أو ســـــــال جـــــــرح مـن جـــــــبـــــــ مـــــــجـــــــاهــــــد

إلا عــــــــــــصــــــــــــبـت جــــــــــــراحـه بــــــــــــجـــــــــــراح!

كمـا سـيذكـر عـمر أبـوريـشة أن الـشـام دائمـة الحـن الـى أخطل سـالت نـفسه فيمغاني الكرام الصيد ... في وادي بردى ...

في «جنة طهرت أرواحها من كل رجس ودنس». قــــــالــــــوا تحب الــــــشــــــام? قــــــلت جــــــوانــــــحي

مــــــقــــــصـــــوصــــــة فــــــيــــــهـــــا وقــــــلـت فـــــؤادي

أسمى ما تـتبادله الشـعوب هو رسالات الـوفاء والأخوة لاسيـما إذا جمعت بـينهماالارض وألفت السماء.

أمـا لـبنـان فـقـد أدى قسـطه من الـقـلب والـلـسان ... وحـسـبك مـنه ... هـذا الأخطلالجبار ... يغني بأعذب ما يغني به جار عزيز وأخ مفدى:

يـــــــــــا ربـى لا تــــــــــــتـــــــــــركـي وردا ولا تـــــــــــبــــــــــــقـي أقـــــــــــاحـــــــــــا

مـــــــشت الـــــــشـــــــام إلى لـــــــبــــــنـــــــان شـــــــوقــــــا والـــــــتــــــيـــــــاحــــــا

- ٥٣ -

فـــــــافـــــــرشـي الـــــــطـــــــرق قـــــــلـــــــوبـــــــا وثـــــــغـــــــورا وصـــــــداحــــــا

جــــــــــمـع المجــــــــــد عــــــــــلـى الأرز ســــــــــيــــــــــوفــــــــــا وجــــــــــراحــــــــــا

فــــــــتـــــــســــــــاويــــــــنــــــــا جــــــــهــــــــادا وتـــــــآخــــــــيــــــــنــــــــا سـلاحـــــــا

ونــــــشــــــرنــــــاهـــــا عــــــلـى الـــــدنــــــيــــــا جــــــنـــــاحــــــا وجــــــنــــــاحـــــا

وسيذكر الجواهري أن من قلب بشارة في العراق فلذات:قـل لـــــــلــــــعـــــــراق أيـــــــقــــــضـي شـــــــيخ الـــــــعـــــــراق اغــــــتـــــــرابــــــا

يـــــــــــؤلـف الــــــــــبـــــــــــؤس مـــــــــــنـه فـي كـل يـــــــــــوم كــــــــــتـــــــــــابــــــــــا

وقــــــــــد بــــــــــنـى لـك بــــــــــيــــــــــتــــــــــا مـن الــــــــــعــــــــــلـى جــــــــــوابــــــــــا

بـــــــــيــــــــتــــــــا بـــــــــنــــــــاه وبـــــــــيــــــــتـــــــــا أقــــــــام فـــــــــيـه خــــــــرابــــــــا

وإن من روحـه في الـصـحـراء بقـايـا تـلك الـصـحـراء الـتي حـفـلت له وقـد حـمل مـنهالسرى شبحا مريبا يكاد يكون نورا.

يوم «التفت الكثيب الى الكثيب» «وتنصتت زمر الجنادب» ...

يـوم لاح طـيف لقـيس وضـرجت التـمـتمـات على الـشـفاه بـالـنسـيب ..... يوم راحالــفــتى الــعــربي يــحــدو في الـــزي الــغــريب...... يــوم ذرف في وطن الجــهــاد ..... فيبغداد... دمعة لاهبة على الزهاوي على شيخ القريض....... سيذكر الجواهري بعض

ذلك ويقول معه:صــــحــــراء يــــا بـــنـت الــــســـمــــاء الــــبــــكـــر والــــوحـي الخـــصــــيب

أنــــــــا لــــــــو ذكــــــــرت ذكــــــــرت أحـلامـي وأنــــــــغــــــــامـي وكــــــــوبي

إحـــــدى الــــشـــــمـــــوع الــــذائـــــبـــــات أمــــام هـــــيـــــكــــلـك الــــرهـــــيب

ــــــــــذيب أنـــــــــا دمـــــــــعـــــــــة الأدب الحـــــــــزيـن رســـــــــالــــــــــة الألم ا

من قـــــلـب لـــــبـــــنــــان الـــــكـــــئـــــيب لـــــقـــــلـب بـــــغــــداد الـــــكـــــئـــــيب

لــــــبـــــيـك نـــــابــــــغـــــة الــــــعـــــراق وحــــــجـــــة الــــــشـــــرق الـــــقــــــريب

- ٥٤ -

حـب الخــــــــلـــــــــود وكم أريـق عـــــــــلــــــــيـه مـن جــــــــفـن ســــــــكـــــــــيبلــــــــولاه لم تــــــــلـــــــد الــــــــطــــــــروس الحـــــــمــــــــر إكـــــــلــــــــيـل الأديبوأخــــو الــــوفـــــا لــــبــــنــــان يــــرفل مـــــنه في الـــــثــــوب الــــقــــشــــيبهـــــو والـــــعــــــراق الحـــــر مـــــهـــــد هــــــوى وأيـــــكـــــة عـــــنــــــدلـــــيبفــــــجــــــران من مــــــزن الــــــســــــمــــــاء ووردتــــــان عــــــلى قــــــضــــــيب

لا بل ستذكر الأعراب غدا كما ذكرت بالأمس شاعر لبنان الأول... وتردد معه:جــــــذبت الـــــــيه الــــــعــــــرب بـــــــعــــــد نــــــفــــــارهم

وذوبـت فـي كـــــــــاســــــــاتـــــــــهـم نــــــــغـــــــــمـــــــــاتي

فيـا بشارة! .. يـا حبـيب الأيك والغـدران والطـيور ... يـا رفيق الأنـسام والـفراشاتستقبل... والأجنحة ... يا كرة الحساس وشهقة العنادل ... يا دوي الأمس وإعصار ا

لك عهد الوفاء منا ... أن يظل لبنانك الحبيب أغنيتك الكبرى ...

أن تظل كل صخرة فيه روضة وكل أفق مطلعا ...

أن يظل الهوى في شدوه على الأغصان ..

أن يثني العنفوان العريق هذا الجبل أن يطأطئ للدهر رأسا ...

وت في كوخه الصغير إذا كانت القصور الباقيات تذله... أن يؤثر ا

نقاد ...» أن يبقى وكر النسور مقدسا «حر الجوانح بارز ا

أن تبقى سماؤنا صافية ... ويبقى نبعنا ضاحكا ...

أن تظل جبال وطنك مرادا عظاما ...

أن لا يزرع البهتان والكذب حول نبي القوافي فيحجب عنا نور الشمس ...

لاح ... أن لا يذهب الجنون بحكمة ا

- ٥٥ -

دن. أن نعود الى القرى التي سلختنا عن قلبها ا

أن لا يكون حبك الأخير آخر ما نغني ...

فقبلات حبك الأول زاد النفوس الدائم .

لك عهد الوفاء منا ... أن نظل نردد معك:كم عـــــــلى الـــــــصــــــحــــــراء وشـي مـن خــــــيــــــال

وعـــــلى الـــــبـــــحـــــر يـــــتـــــيـــــمـــــاتي الـــــغـــــوالي

قبل بشارة الخوري لم يخطط شاعر جيلا ...

لم يكن للشرق - بعد شوقي - إمارة ...

لم تفجر «سيوف الدول» متنبيا ثانيا ...

لم تسطع للبحتري ديباجة مشرقة ...

لم يسل للأعراب سيف قاطع ...

غناة ... لم يتسنم لبنان ذروة الكلمة ا

قبل بـشـارة الخوري لم يـشد وتـر ... وينـزف جـرح ... وتصـدح أغنـية ... وتجـلجلقافية ... وتحط في الآفاق أجنحة ...

هــــــو شــــــاعـــــــر الأطــــــيــــــار لا مـــــــتــــــكــــــبــــــر

صـــــــــلف ولا هــــــــو بــــــــالإمـــــــــارة مــــــــعــــــــجب

قبل بشارة الخوري لم يكن عندنا من يقول:لـــــــبــــــــنـــــــان يــــــــا ولـه الـــــــبــــــــيـــــــان أذاكـــــــر

أم لــــــــسـت تــــــــذكــــــــر نجــــــــدتـي وكــــــــفــــــــاحي

- ٥٦ -

قـــــــــبـــــــــلـت بـــــــــاســــــــمـك كـل جـــــــــرح ســـــــــائلوركـــــــزت بـــــــنــــــدك عـــــــالــــــيـــــــا في الـــــــســــــاح

أنــــــا إن حـــــــجــــــبت فـــــــلــــــيـس بــــــضــــــائــــــريوعــــــــــلـى الخــــــــــواطــــــــــر غــــــــــدوتـي ورواحـي

تــــــــــتــــــــــحــــــــــجـب الأرواح وهـي خــــــــــوالـــــــــدوتــــــــرى الــــــــعــــــــيـــــــون زوائـل الأشــــــــبـــــــاح!.

جورج غريب

✸✸✸✸

- ٥٧ -

< الورود أيار ١٩٦١ سنة ١٤ ج٩.

الجو الشعـــري عند الأخطل الصغير

عبداللطيف شرارة

تـكاد ميـزة الشاعـر بشارة الخـوري كشـاعر تنـحصر في هـذا الجانب الخفي منشخـصيـته الفنـية الخلاقـة وهو قدرته الـعجيـبة عـلى إيجاد مـا نسـميه (الجو الـشعري)فـأنت لا تـكاد تـأخـذ في قراءة الأبـيـات الأولى من قـصائـده أو سمـاعـها إذا كـانت تـتلىحـتى تـنــتـقل إلى أفق الى عـالم الـى فـضـاء - سـمه مـا شـئـت - تحس مـعه أن لـلـحـيـاة

«لونا» يختلف عما تعودت رؤيته في معاشك اليومي وسيرك عبر الحوادث والتجارب.

ـعـاني الحـيـاة الجـمـيـلـة الـغـنـيـة وقــد كـان الأخـطل الـصـغـيـر مـفـتـونـا في قـرارته بالـعـطـور والأزهـار والأشـجـار والـيـنـابـيع والأضـواء والـظلال وكـانت الـنـضارة والـطلاوةلاحة والصباحة وما شاكلها من صور هي ما يطفو على الآفاق والعوالم التي ينقلك واجـرد شـاعريـته ذا صـفة إلـيـها جـاء ذلك الـلون الـذي يـخلـعه عـلى الحيـاة بـشاعـريـته «ربـيعيـة». ومعنى ذلك أن الـربيع ومـا يواكبه من أشـكال وأحاسـيس هو الجو الـشعري

الذي يعيده بشارة الى الروح الى الع الى الذهن من غير قصد وعن غير وعي.

ـعنى كله فـالربيع هـنا ليس لـونا وحسب أو جـوا طبيـعيا اسـتأثر ولـيس ذلك هو ابـالنفس والـفكر وأصـبح يغشـى ما يقـال في أشعار بـشارة في زيارات مـكررة عن طريقـا هو بالإضـافة الى ذلك «فلـسفة» قـائمة بـذاتها شـاملة نـافذة يعيـش منها الذكرى وإصـاحـبهـا في وحـدة مـتمـاسـكة تـنـتـظم شعـوره بـنـسبـة مـا تنـتـظم تـفكـيـره في كل شاردة

وواردة من شوارد الحياة وسوانحها.

- ٥٨ -

إذا أنت قرأت هذا البيت في مستهل إحدى القصائد:عـــــشـت فـــــالـــــعب بـــــشـــــعـــــرهــــا يـــــا نـــــســـــيم

واضــــــحــــــكي فـي عــــــيــــــونــــــهــــــا يــــــا نجـــــوم

شعـرت في الحال بـأن ثمـة فتـاة ذات شعـر يلاعـبه النـسيم ولـها عـيون تـضحكلـها الـنجـوم وانتـقلت الى هـذه الصـور أو انتـقلت في ذهـنك ترفه عـنك وتنـتزعك منـناظـر عـهدتـها من قـبل وأخذت الـهمـوم وتحـملك عـلى جنـاح من حـبور واسـتمـتاع

الآن في تذكرها.

ذلك هو شأن هذا الشعر في الحياة النفسية وذلك هو أثره في الكيان الروحيعانيه وينغمس في أجوائه على نحو أو آخر. لدى كل من يتلوه ويتمرس

عـرج الآن علـى أثر هـذا الجو الـشعـري نفـسه حـ يطـوف بك الأخطل الـصغـيرفي شؤون المجتمع وقضـايا الحياة العـامة ويتحدث إلـيك عن أحوال الوطن وأسباب

نهوضه والدفاع عن حريته:يـــــــــا دمـــــــــاء الــــــــــشـــــــــبـــــــــاب مــــــــــا أنت إلا

ذائـب الـــــــطــــــــيـب يـــــــا دمــــــــاء الـــــــشــــــــبـــــــابادفــــــــــقـي رحـــــــــمــــــــــة وغـــــــــوثــــــــــا وكــــــــــوني

جـــــــــدول الـــــــــســـــــــفـح أو هـــــــــزار الـــــــــغــــــــاب

إنه هنـا وهو يثيـر معاني الـفداء والبطـولة والذب عن حرمـات الأوطان لا يغيبعن منـظر الـربيع ولا يـتحـول حتى ألـفاظه عن مـناخـه الشـعري الذي ألـفه مـنذ نـعومةأظفاره فالطيب والشـباب والدفق والرحمة والغوث والجدول والسفح والهزاروالغاب وما يـواكبها جـميعا من صور وأحـاسيس تخلق حـتى في أحرج مآزق الحياةوأحـفلـها بدواعي الـسخط والغـضب والعذاب - أي الـفداء - جوا مـحببـا الى النفس

قريبا من القلب.

ـرء ـواقـف الـتـأمـلـيـة أي إلى تـلك الحــالات الـتي يـصـبح بـهـا ا ارجع الآن الى اوحده إزاء الكون ويتحـلل فيها من شؤون الحيـاة اليومية وينـصرف معها الى نفسه

- ٥٩ -

ستطاع - في بـيان حقيقتها يدرس ما يخامرها ويـصور أحاسيسها ويـف - قدر االعارية من غير مواربة أو اصطناع أو تجن على الذات والوجود معا فماذا تجد?

- لن تعـثـر على شيء مـن الحيـرة أو اللاإراديـة التي تـطـالعك في «طلاسم» أبيـا تلاحظ عـري أو اسـتـرسـال الخـيام وإ ـتـنـبي أو تـبـرم ا مـاضي مـثلا أو ثـورة ا«بـسـاطة» يـصعب تحـليـلـها لأنـها لـيست مـركبـة من عـدة عنـاصر ولـيس وراءها غـير

حقيقة واحدة هي «حب الحياة»:مـن كــــــــــان مـن دنـــــــــيـــــــــاه يـــــــــنــــــــــفـض راحه

فـــــــــأنــــــــا عـــــــــلـى دنــــــــيــــــــاي أقـــــــــبـض راحيإنـي أفــــــــــــدي شـــــــــــمـس كـل اصـــــــــــيـــــــــــلـــــــــــة

ــــــغــــــيـب بــــــألـف شــــــمـس صــــــبــــــاح حـــــــذر ا

هذا الحب للـحياة لـيس في الواقع تعـلقا بـالعيش نـفسه ولا إيثـارا للعـافية علىتع «الـدنيوية» كما قد التضحية ولا تجـنيدا لقوى النـفس في السعي وراء اللذات واـا هو قـبل كل شيء وفـوق كل شيء ولع بـالجانب الـشـعري يـبـدو ولأول وهلـة وإمن الدنـيا من الحـياة من الـوجود وتحـسب لفـقده واضـطراب إزاء خـلو العـالم منه

عند الغياب عن هذا العالم وليس شيئا آخر.

ولـقد أصبح الشاعر هنـا لفرط ما ألف جوه الشعري الـربيعي وعمق ما ائتلفمعه يـخلط بـينه وبـ الحيـاة دون أن يـعي شيـئا من مـوقفه الـفكـري هذا وأصـبحتتداخلـة التي تجـمعها ـترابطـة ا ـعاني الشـعرية ا الدنـيا في نـظره هذه «الجمـلة» من اكـلـمـة «الـهــوى» كـمـا تجـمـعـهـا كـلـمـة «الـشـبـاب» أو تــلـخـصـهـا كـلـمـة «الـربـيع» شـكلا

ومضمونا صورة وروحا.

ودلـيـلـنـا على صـحـة ذلك لا يـؤخذ مـن قصـيـدة أو بـيت أو موقف شـعـري مـعا هي أشـعـار بشـارة الخـوري برمـتهـا من ألـفهـا الى يـائهـا وشـاعريـته نـفسـها وإوالينابيع الكبرى التي ترد منها وتصدر عنها هما اللتان تعطيان الدليل الدامغ على

. سلامة هاتيك الفكرة وتضعانها موضع اليق

- ٦٠ -

ـركـز من دائـرة وحــسـرة بـشـارة إذ يـفـتـقـد في حـيـاته ذلـك الجـو تـمـثل نـقـطـة اأسـاة في ذروة تـنـامـيهـا بل إن افـتـقاد ذلك الـعـذاب حـوله وتـرده الى حالـة أشـبه بـاـأساة بعـينـها فإقـباله على الجـو في أي حالـة وأي وضع من أوضاع المجتـمع هو االوجود كالوجود نفـسه يصبح بلا معنى ولا جدوى إذا خلا من رونق الصبا ومتع

الهوى وطلاوات الأمل.

ـتفائـل وتـنكـر نفر وهــذا هــو ســـر كآبـته التـي تـعــرض بـسببـهــا لـغضــب اـفــكـرين يـوم شـاعت عــلى ألـسـنـة الــنـاس قـصـيـدته «الــهـوى والـشـبـاب والأمل من ا

غنون. نشود ...» وتغنى بها ا ا

ـتـكـرر الـذي اتـخـذه بشـارة في ـوقف الـشـعـري ا ولـقـد رأى بـعـضـهم في هـذا احـياته الـشعـرية ولم يـحد عـنه في قلـيل ولا كثـير - رأوا فـيه نزعـة تأخـذ جذورها منأدب الـغرب ولا تمت بنسب الى واقع بلاده ومـا يدور فيها ومـا ينبغي أن توجه إليهوتحــمل عـلى الأخـذ بـه في تـلك الـظــروف الـتي كـانت تجــتـازهـا أي يــوم كـان بـشـارة

يتغزل ويناجي الطبيعة ويتألم ويحب ...

وحقيـقة الأمر أن هذا الاعتراض الذي واجهه الأخـطل الصغير - وكان أشد ماواجه من اعـتـراضـات - لا يـقـوم عـلى أسـاس مــوضـوعي في الـنـظـر الى الـشـاعـريـة

وتقييم الأثر الفني. ولا هو يلزم الشاعر كشاعر في أن يأخذه بع الاعتبار.

هـذا في جـانب والجـانـب الـثـاني من الحــقـيـقـة هـو أن بــشـارة الخـوري لم يـكنليـصدر في مـا ينـظم عن اعتـبارات مـدرسيـة واتجاهات تـربويـة - اجتـماعـية فـالقولبأنه «رومـانطـيقي» لا يـجعـله تلـميذ الـغرب في رومـانطـيقـيته ولا يـنزع عن شـعره بلهشاعريتـه صفة الأصالة بل إن أصـالته تبلغ من الـوضوح حد الإشراق فإذا تـعقبناسلسـلة نسبهـا الروحي وتتبعـنا جذورها في تراثه كـشاعر عربي نجـد الخبر اليقمن أمـرها عنـد ابن أبي ربيعـة وعروة بن حزام وجـميل بثـينة والعـباس بن الأحنف

حتى تبلغ البهاء زهير.

- ٦١ -

«والأخـطل الــصــغـيــر» كـمــا يــوحي هـذا الــلــقب الـذي اخــتــاره وعـرف به فيالأوساط الأدبية والاجتماعيـة نشأ عربي الثقافة عربي الروح عربي الاتجاه وقدحـدثنـي أن كتـاب «الأغـاني» مـوسـوعـة الـشـعـر الـعـربي الـقـد كـان زاده الـوحـيدتقريـبا في أكـثر مطـالعـاته. وقصائـده عن «عمر ونـعم» و «عروة وعـفراء» فضلا عنقـصـائـده الـقـومــيـة في أحـداث الـتـاريخ الـعـربي الحــديث تـكـشف مـدى مـا حـقـقـتهأصالته العربية من سطوع وظهور وتب كيف كان يستوحي منها ويستلهم أغنى

وأروع ما لديها من مثل عليا صحيحة.

أما جـوه الخاص الـذي تحول في كـيانه الـشعري الى فـلسـفة كـما أوضـحنا فيمـسـتـهل هذا الحـديث فلا يـعدو أن يـكـون جـو لبـنـان وجبـاله ومـناخ قـراه وسـفوحه

وينابيعه وازهاره وحدائقه.

الجـو الشـعـري عنـد الأخـطل الـصغـيـر هو هـذا الجـو الذي يـتـمـيز به لـبـنان منأقصاه الى أقصاه في صـحوه وائتلاقه في دفئه ووداعته في طهره وصفائه وفي

كاره الخطوب وعنت الأيام. عواصفه أيضا وزمهريره ح يجد الجد ويتعرض

إنه جـو الجـمـال في لــبـنـان وجـو الـطـبـيـعـة الـلـبـنــانـيـة سـواء تـمـثـلت في مـغـانيالــسـفــوح وخـمـائل الأوديــة وروابي الـصــنـوبــر أو في انـطلاق الــنـفـوس وخــفـقـاتالـقلوب ومـناجـاة الأحبة والإخلاص لـلمبـاد الروحيـة العـالية الـسليـمة التي تـتحول

في البيان الى شعر وفي الأعمال الى صفاء وطهر ...

عبداللطيف شرارة

✸✸✸✸

- ٦٢ -

ابيض

- ٦٣ -

علاقتنا بالأخطل الصغيرفاضل سعيد عقل

معرفتنا بالأخطل الصغير معرفة عريقة في قدم الأيام وأصالة الوشائج.

معرفة عائلتي به ومعرفتي أنا.

بشارة عبدالـله الخوري ووالدي كانا رفيق حميـم وزميل صديق على الرغمـيـة الأولى حول أمـور داخلـية ـنـاظرات الـتي قامـت بيـنهـما قـبـيل الحرب الـعا من بعض ا

وإدارية تتعلق بوضع الجيل الحكومي آنذاك.

ويــطـيب لـي أن أنـوه هـنــا بـالــذكـريـات الــعـذبــة الـتي يــحـفــظـهـا الأخــطل عن والـديويسردها لي ولأخصائه بشغف وتفصيل هي دليل المحبة والوفاء.

ـرحوم أسـعد الـذي كان من وانتـقـلت الصـداقة للأخـطل من والـدي إلى أعمـامي: اـرحوم جورج الذي حفظ شعره ولحن دافع عنه وا ـعجب ببشـارة الخوري وا أشد اه بــسـيــنــمـا ـدحه فـي حـفــلــة تـكــر ــودة وألـقـى قـصــيــدة وغـنـى له فـبــادله الأخــطل ااجستيـل وعمي يوسف الذي يعـتبر الأخطل مرجـعا وفخرا والعم بـشارة الذي يرتاح ا. بل إن عــائـلـة عـقل بــأسـرهـا لا تـعــد في صـفـوفـهـا إلا الـى نـفـسه الـرحــبـة وأدبه الـكـرتـراصف في ساهـم ا الأصـدقاء الحـقيقـي للأخطل الـصغيـر وإلا رواة أبيـاته وإلا ا

جيش محبيه والغيارى على الناعم بدفء روحه وعشرته.

أما أنـا فـحـسبي من بـشـارة عـبدالـله الخـوري أن عـيـني تفـتـحـتا عـلى شـعـره وأناتـلميـذ فعب عقـلي من معيـنه الصافي الخـصب وارتوت إحسـاساتي بأنـغامه التي ملأت

الدنيا بالصداح الحلو البهيج.

< الورود أيار سنة ١٩٦١ السنة ١٤ ج٩.

- ٦٤ -

ية ا استـأنف الأخطل إصدار «البـرق» أسبوعيـة أدبية قبل الحـرب العا وأذكر أنه درسة مقـالا عن الكاتب الفـرنسي رينه بازان الثانـية بسنـوات أرسلت إليه من مقـاعد افرحب به وعـالج أخطـاءه برفق ونـشره في مـكان بارز مـع مقدمـة رقيـقة فـشجـعني بذلك

ضي في رسالة القلم. على ا

ـواقفه الخـطابـيـة ونحـلل قصـائـده ونردد أبـياتـها وكـنا في مـعـهد الـعلم نـتبـاهى شغوف متر ويحلو لنا أن نسكر بغزلياته ووجدانياته السلسة الناعمة.

ـا رثى الأخــطل الــصـغــيــر أمـد الــله بــعـمــره عــمي وديع عــقل رحـمـه الـله في والتيـاترو الكبير كانت قصيـدته الرائعة موضوع تحليل ودراسـة بيننا وب أستاذنا فؤاد

أفرام البستاني لفترة طويلة.

إن اسم الأخــطل الــصــغــيــر قـد ســجـل إلى جــانب اسم الأخــطل في تــاريخ الأدبالعربي بل تاريخ الشعر الإنساني وصيته قد تجاوز حدود البشر وشخصيته فرضتنـفسهـا على العـقول واستـأثرت بالمخـيلات حتى لقـد أضحى الأخطـل الصغـير أسطورة

. من أساطير لبنان وهالة من هالات عنفوانه وكبريائه الوطني

ه في حياته عزاء لنا وإن كان واجبا منا نحوه. إن تكر

فـبـشـارة عـبدالـله الخـوري من هـؤلاء الـذين خـلـقـوا لـلـبـنـان أمـجـادا كأرزات الجـبلفكانوا له أمجادا كأرز لبنان!.

فاضل سعيد عقل✸✸✸✸

- ٦٥ -

الوجدانيـــــــــةفي شعر بشارة الخوري

نسيم نصر

في عـصـاري نهـار صـافي الأد من أواخـر ربـيع سنـة ١٩٣٣ كـنت وصـديـقا ليفي مـقـهى الروضـة من مـديـنة حـمص. وبـيـنا نـحن نـتـجاذب أطـراف الأحـاديث من هـناومن هـناك شـأن من يروح عن نـفسه ويـزيح عن خـاطرته جـاءنا صديـق آخر يدعـونا الى

حلقة عقدت في إحدى فسحات الحديقة يتصدرها شاعر مشهور.

ـقــهى «أزمـة الـكــراسي» حـتى ـقـام بــعـد أن تلافى خــدام ا ومــا إن اسـتـقــر بـنــا ااستأنف الشاعـر قطب الحلقة قراءته رأيا لمجلة «الـسمير» في شعره الوجداني. ثم بعدأن انتـهى من إعلان رأي إيليـا أبي ماضي. فإذا هـما يتـبادلان حسن الـتقديـر والاعتبار

قائم على صفاء الوجدان.

وكـان في الحـلقـة شـاب من آل البـسـتانـي اللـبـنانـيـ في بزته الـعـسكـريـة إذ كاننـتدب قـد أنـشأهـا في بعض ضـواحي حمص درسـة الحـربيـة التي كـان ا طـالبـا في امـشـتركـة لـلـراغبـ في الجـنـدية عـلى أسـاس الـفنـون والـعـلوم الـعـسكـريـة. ولأمـر ما ألحشاعرنا على الـشاب البستـاني أن يروي على الجالسـ إليهما شـيئا من شعره. وأجابدرسـة الحربية فأنشدنا قصيدة من وحي الانـضباط العسكري نزع فيها الطلب طالب ا

ا تقتضيه تلك التربية الصارمة التي كان يعانيها..!! فتاها الى بث الشكوى

قـام إمارة ـتـحلـقـ حول الـشاعـر فـسأل: «من تـراه أجـدر وتـناول الـكلـمـة أحد ا

< الورود أيار ١٩٦١ سنة ١٤ ج٩.

- ٦٦ -

الشعر بـعد شوقي? - وكـان شوقي قد مات في خـريف سنة ١٩٣٢ بعـد أن عرف زمنا:قام من «أمير الـشعراء» - فبـادر الفتى البـستاني الى الاجابـة فقال: «ليس أجـدر بهذا ا

بشارة الخوري الأخطل الصغير».

وجمـجم «قطب الحـلقة» وحـمحم عنـد سماعه هـذا الرأي ثم قال: «بـشارة الخوريكن أن يؤخذ به ..!!». خليفة شوقي ...?! لا لا هذا رأي لا

تـصدر وفي وجـمة الـفتى الـبسـتـاني ودون أن يتـعرض أحـد للـرد على الـشاعـر امضى يقول:

«بـشـارة الخـوري شـاعـر غزل والـغـزل أولى درجـات سـلم الـشـعـر الـطـويل الـعاليفكيف تؤمر من لم يتجاوز منه بعد الدرجة الدنيا ولم يتعدها إلى سواها ?!»

أمـا إذا كـانـت سـيـرورة شــعـر بـشــارة الخـوري في الـنــاس عـالـقــا بـالأذهـان هيـسـتـنـد إليـهـا في الـتـرشـيح الخـطيـر فـذلك أمـر لا تـلـبث قـيـمتـه أن تتـبـدد. أمـا لاحـظـنا ااعــتـمـاد الـشـاعـر إثـارة الـعـواطف الجـنـسـيـة ودغـدغـة أهـواء الـشـبـاب كـسـبـا للإعـجـاب

والاستحسان حتى مرثاته في حافظ ابراهيم لم تخل من ذلك الاعتماد .. !!».

وفيما كان «قطب الحلقة» مطمـئنا الى سلطانه على سامعيه يبحث عن شعر جديدـلـهــا الـطي في جــيـوبه اســتـأذنــته بـالــكلام مـعــتـذرا عن اضــطـراري الى في أوراق تـأكـالكشف عن خطأ رأيه في بشارة الخوري أنـا الذي التقيه لأول مرة يسعدني فيها الحظنصت بالتعرف إلـيه شخصيا وكأن جرأتي هذه بددت اطمـئنانته الى انه في حلقة من اينزل عليها بالرأي من فـوق ... فالتفت نحوي وكنت قريبا من يسراه وفي وجهه ملامح

ا تريد!». فاجأة وقال: «تفضل ا

فقلت:

ـا هو نحو «الغزل يـا أستاذ لـيس أول درجة من سلم الـشعر الطـويل العالي وإ

- ٦٧ -

ـدرجـة وبشـارة الخـوري بلغ الـقـمة الـتي بـلـغهـا قـلة من الـشـعراء من الشـعـر له سلـمه االعرب جاء أقدمهم عمر بـن أبي ربيعة الذي زاحمه أمس بشارة في «عمر ونعم». ولعل

تقدم هو في مثل قوله: تأخر ا أفضل ما بز فيه ا«مــــــا الحـــــــسن لـــــــولا الــــــشـــــــعــــــر إلا زهــــــرة

يـــــلـــــهـــــو بــــــهـــــا في لحــــــظـــــتـــــ الـــــنـــــظـــــرلــــــــــكـــــــــنــــــــــهــــــــــا إن أدركـــــــــتــــــــــهــــــــــا رقـــــــــة

مـن شـــــــــاعـــــــــر أو دمـــــــــعـــــــــة تـــــــــنـــــــــحـــــــــدرســـــــــالت دمـــــــــاء الخــــــــلـــــــــد فـي أوراقــــــــهــــــــا

ونـــــــــام تحـت قـــــــــدمــــــــــيـــــــــهــــــــــا الـــــــــقـــــــــدر فــــأعـــــجـب لـــــذي حـــــسن يـــــجـــــافـي شـــــاعــــرا

يــــــشــــــقـى عــــــلـى تــــــخــــــلـــــــيــــــده ويــــــنــــــفــــــر

ستوى الأعلى بروائع الغزل وبعد الأخذ بـتعديل الإقرار بغزل بشارة ورفـعه الى اعلينا ان ننظر معا في رد الانكار.

لـقد قـلت يا أسـتـاذ إن بشـارة الخـوري شاعـر الغـزل وغـزل لا غيـر! في ح أنهشاعر وجـداني أيضا ومن طراز رفـيع. أوليست الوجـدانية أشد الأعـماق الغنـائية جذبا

شاركة في مثار الأصالة الانسانية ?. إلى ا

أوليس بـشارة الخوري شـاعر وجدانـية نـابضة بـالأصالة الإنـسانـية نبـضا يسـيطرـدارك سيـطرة عارمـة في مثل قصـائده: «من مآسي الحـرب» و «الريال ـشاعر وا على ا

سلول»??. زيف» و «ا ا

أولـيس من أجل هذه النزعة الجـياشة بإنسانـيتها تعـجب يا شاعري بأبي ماضي: كما يعجب بك هو أيضا من أجلها?! ولعل البيت

«والشـعر روح الـله في شـاعره» .. «وغـذاؤه الاخلأق في بـرعمـها»

يقيمان بعض الدليل على السوية الرفيعة التي يعرفها للشعر الأخطل الصغير!!.

نقف عند هذا الحد من إثارة تلك «الـذكرى» التي نبرأ فيها من التعريض بذي رأي

- ٦٨ -

ا نرى ولم يـكن إيرادها إلا تذكيـرا بأن بشارة الخوري من أولـئك الكبار الذين مـخالف قد تتناولـهم ظلامة «الأحكام الآنية» التي تجيء وليدة ظـروف لا تلبث أن تتبدل فيتبدل ما

تولد عنها..!!

والآن لا بد لـنا من العودة إلى إلقاء نظـرة عابرة على هذه القصـائد التي لا تستأثرـا تقـوم علـيه من سعـة التـجربة بوجـدانية شـاعرهـا ولكـنهـا أقوى مـشاركة من سـواها ا يـعتـلي فيـها من غضـبة مـكارم الأخلاق الـتي ينفـذ تأثـيرها الى الـشعوريـة الصـادقة و

الصميم من النفوس الحساسة.

ـزيف» و«من مــآسي الحـرب» قــصـيـدتــان نـظـمــهـمـا بــشـارة الخـوري في «الـريــال اـية الأولى إحـداهمـا سـنة ١٩١٦ والـثانـية سـنة ١٩١٧ . حادثـت وقـعتـا إبـان الحرب الـعامزق غيـر أنهـما وإن كانـتا تعـتمـدان في الأساس عنـصرا مـعنويـا واحدا هـو العفـاف ازيف» مبطن أساة الخلقية في «الريال ا وعاملا ماديا واحدا أيضا هو الجوع فإن وجه ارأة الـضحية هدرت عفافها بخـطة التزييف وازدواج الصدمة الوجـدانية بعد أن تب أن اأسـاة الخلـقية نـفسـها في «مآسي دون أن تـستـطيع إنقـاذ حيـاة ابنـتها بـينـما يبـدو وجه االحرب» وقـد بث الحاكم الـفاسق شبـاكه لاصطيـاد الجمـال في أسيرات المجـاعة التي وقع

حض إرادة هذا الحاكم وحملهن إليه ليمس ضحايا الفسق الحكومي. فيها لبنان

زيف» يستهل بصيحة وجدانية صاعقة قائلا: ها هو شاعر «الريال اويـح الــــــــفــــــــقـــــــــيــــــــر فــــــــمـــــــــا تــــــــراه يـلاقي

ســــــــــدت عـــــــــــلـــــــــــيـه مـــــــــــنـــــــــــافــــــــــذ الأرزاقعـــــــصـــــــفـت به وبـــــــســـــــربـه ريح الـــــــشـــــــقــــــا

فـــــــتــــــــســـــــاقـــــــطـــــــوا كـــــــتــــــــســـــــاقط الأوراقفــــــإذا بــــــصـــــرت بـه عـــــجــــــبـت لـــــشــــــمــــــعـــــة

كــــــــالـــــــــزعــــــــفـــــــــران تجــــــــول فـي الأســــــــواقعـــــــــلـق المجـــــــــاعـــــــــة مـص بـــــــــعـض دمـــــــــائه

وتـــــــــعــــــــسـف الحـــــــــكــــــــام مـص الـــــــــبـــــــــاقي

- ٦٩ -

ـنزلق الإنـسـاني الاجتـماعـي مبـدعا في ـضي بـارعا في تـمـثيل هـذا ا وفيـمـا هو التـعبـير عن الصـراع الذي دار في ذات الأم صـراعا ضـاريا بـ الاحتفـاظ بعـفتـها وبإنـقاذ حـيـاة ابنـتـها يـصل الى خـيبـتـها في إنـقـاذ حيـاة ابـنتـهـا بعـد أن أضاعـت شرفـها

زلزل أركان الإنسان: فيعمد الى هذا القول اســــقــــطت عــــلـى قـــدم الــــشــــقــــا فــــبـــكـت لــــهـــا

عـــــــــــ الــــــــــــعـــــــــــلـى ومــــــــــــكـــــــــــارم الأخـلاقوبــــــكى عــــــفــــــاف الآنــــــســــــات عــــــفــــــافــــــهــــــا

ــــــــدمـع مـــــــهـــــــراق خـــــــلـل الـــــــســــــــجـــــــوف يـــــا طــــــيـــــر عــــــفـــــتــــــهـــــا فــــــديـــــتـك طـــــائـــــرا

هـلا حــــــــــذرت حــــــــــبــــــــــائـل الــــــــــفــــــــــســــــــــاقطـــلـــعت عـــلـــيـــهـــا الـــشـــمس وهـي ســـجـــيـــنــة

وفـــــــتــــــــاتــــــــهـــــــا ضــــــــيـف عـــــــلـى الأســـــــواقأمــــــــــــا الأثــــــــــــيـم فـلا تــــــــــــزال شــــــــــــبــــــــــــاكـه

مــــــــنـــــــــصــــــــوبـــــــــة لـــــــــنــــــــواعـس الأحــــــــداقيــــــســــــقـى الــــــرحـــــــيق بــــــأكـــــــؤس ولــــــواحظ

والـــــــــلـه يــــــــــكـلأ «وهـــــــــو نــــــــــعـم الــــــــــواقي»

ولكن الـشـاعر في مـوشحـه «من مآسي الحـرب» يـبدو أكـثر ضـيـقا بـالـصبـر علىـفـروض فــيه أن يـكـون حـامي الأخلاق هــذه الـتـجـربـة الـوجــدانـيـة فـصـاحب الــسـلـطـان اثلها وقد ودرعهـا هو نفسه يغتال الأعراض تحت ستـار بسطة الكف للمعونـة. فبعد أن

صدقت أنها استدعيت لتلقي العون إذ يقول:وقـــــــــــــــفــت «مـي» بــــــــــــــــبـــــــــــــــاب الحــــــــــــــــاكـم

كــــــــمـلاك الـــــــلـه مـــــــقـــــــصــــــــوص الجـــــــنـــــــاحوقـــــــــفـت عـــــــــطــــــــشـى كـــــــــطـــــــــيـــــــــر حـــــــــائم

حـــــــول مــــــــاء يـــــــحــــــــسـب الـــــــورد مــــــــبـــــــاح

- ٧٠ -

وتـــــــــــخـــــــــــطــــــــــــتـه بـــــــــــرجـــــــــــلـي صـــــــــــائـم

او بـــــــــــرجــــــــــــلـي ثـــــــــــمـل مـن غـــــــــــيـــــــــــر راح

✸✸✸✸✸✸✸✸

وهي لـــــــــو أن لـــــــــديـــــــــهـــــــــا كـــــــــســـــــــرتــــــــ

لــــــــثــــــــنــــــــتــــــــهــــــــا عــــــــزة عـن ذا الــــــــلــــــــقـــــــا

ــــــــا يــــــــأس الـــــــــفــــــــتـى لــــــــيـس بــــــــهــــــــ إ

لا يـــــــــبــــــــــالـي يـــــــــائـس أن يـــــــــخــــــــــفـــــــــقـــــــــا

ينـتهي الـى تـمثـيلـها وقـد افتـرسهـا الحاكم «الـراعي» فيـقول في مـرارة اليائسمن عدل الأرض:

رب قـل لـــــــلـــــــجـــــــوع يـــــــصـــــــبـح شـــــــبـــــــعـــــــا

وانــــــــقــــــــذ الــــــــطــــــــهــــــــر الــــــــذي قــــــــدســــــــته

سلـول» فهي آيـة من آيات الغـناء الوجـداني: فيـها للـشعـر كما فـيها أما قـصيـدة «الــلـعـبـرة وفــيـهـا فـوق هــذا وذاك من لـبـاقــة الحـوار الـتـمــثـيـلي مــا يـعـرض لأدق الحـالاتالجنـسيـة فيـثيـرهـا وجدانـيا دون أن يـخمش صـفـحة الحـياء أو أن يـبذل رواء الـفن الذي

تميز به بشارة تميزا توشك أن تعرفه به أيا كان متناول الشعر الذي تصدى له.

ستـنزف والـعبرة تـناول وصف الـشبـاب ا ـقطع ا وإذا ما بـلغت في هـذه القصـيدة اتجـسدة ابتـداء من قوله: «سنة مـضت...» فأنت أمام لـوحة من لوحات الـوجدان العازف اعلى أوتـار الـقلب الـبشـري أبعـد ألحانـه مدى في اسـتنـفار الأصـالـة الإنسـانيـة لتـحد منــأســاة. ولـعل أقــوى مــا في هــذه الــرائــعـة الــوجــدانــيــة من قـوة تــكــرار مــثل هــذا الحب اعشوق الضحية الى الضعف الذي جسده الشاعر في قوله: الشاعرية هو حيث ينتهي ا

قـــــــــد كــــــــــان مـــــــــنـــــــــتــــــــــحـــــــــرا لــــــــــو أن له

شـــــــبـه الــــــقـــــــوى فـي جـــــــســــــمـه الخـــــــضــــــد

- ٧١ -

لــــــــــــــكـــــــــــــنــه والـــــــــــــداء يــــــــــــــنــــــــــــــهـــــــــــــشـه

كــــــــالــــــــشـــــــلــــــــو بــــــــ مــــــــخــــــــالـب الأســـــــدجـــــــــــــلــــــــــــد عــــــــــــلــى الآلام يــــــــــــنــــــــــــجــــــــــــده

طــــــــلل الــــــــشــــــــبــــــــاب ودارس الــــــــصــــــــيــــــــدمـــــــــتـــــــــوحــــــــد أمـــــــــا الحــــــــبـــــــــيب فـــــــــمــــــــذ

خـــــــــاف انــــــــــتـــــــــقـــــــــال الـــــــــداء لـم يـــــــــعـــــــــدفـــــــــــــقــــــــــــــضـى ولـم يــــــــــــــأنـس بـــــــــــــذي رحـم

ــــــــفـــــــتــــــــقـــــــد يــــــــأســـــــو ولـم يـــــــســــــــعـــــــد حـــــــــــــــــاشــــــــــــــــــا مــــــــــــــــــدامـــــــــــــــــعــه وكــن لـه

غــــــــوثــــــــا مـــــــتـى يــــــــســـــــأل نــــــــدى يــــــــجـــــــد

ويـفـرغ بـشـارة الخوري مـن مسـلـوله وقـد أقـام من قـبـره نـصـبـا لـلـعـبرة فـي أقسىحقيقتها وألطف التعبير عنها إذ يقول:

مــــــــــات الــــــــــفــــــــــتـى فــــــــــأقــــــــــيـم فـي جـــــــــدثمـــــــــســـــــــتـــــــــوحـش الأرجـــــــــاء مـــــــــنـــــــــفـــــــــرد

مــــــــتـــــــــجـــــــــلل بـــــــــالـــــــــفــــــــقـــــــــر مـــــــــؤتــــــــزربـــــــــالـــــــــنـــــــــبـت مـن مـــــــــتـــــــــيـــــــــبـس ونــــــــدي

وتـــــــــــزوره حـــــــــــيــــــــــنـــــــــــا فــــــــــتـــــــــــؤنــــــــــسـهبــــــعض الـــــطــــــيـــــور بـــــصـــــوتــــــهـــــا الـــــغـــــرد

كـــــــــتــــــــــبـــــــــوا عـــــــــلـى حــــــــــجـــــــــراتـه بـــــــــدمســـــــــــطـــــــــــرا بـه عـــــــــــظـــــــــــة لـــــــــــذي رشــــــــــد:

«هــــــــذا قــــــــتــــــــيـل هــــــــوى بــــــــبـــــــــنت هــــــــوىفـــــــــإذا مــــــــررت بـــــــــأخــــــــتـــــــــهــــــــا فـــــــــحــــــــد»

لا أزعم أني عـرضت من وجدانـية بـشارة الخـوري في ما قـدمت غيـر التـماعة من

- ٧٢ -

يزات حقبة من نهضة الشعر العربي كان ثل جامع ألق يغمر شعره فهو في حقيقته لـبنـان فيـها يـدرك بأن أخـطـله الصـغيـر شاعـر كبـير جـدير بـأن يقـول كلـمته الـشعـرية فيشـاعـر والمحافل مـبـرزا يـدق أبواب الخـلـود! أوليس هـو الـقـائل في شوقي مشـتـركـات ا

قولة نراها له وفيه:«قف في ربى الخـــلـــد واهـــتف بـــاسـم شـــاعــره

ـــــــنـــــــتــــــهـى أدنـى مــــــنـــــــابــــــره» فـــــــســــــدرة ا

نسيم نصر✸✸✸✸

- ٧٣ -

بشارة الخوري كما عرفتهمنصور أبي صالح

صحافي لبق وشاعر رقيق جناحاه العقل والذوق انصرف إلى الشعر فحلق..

من كبت حـميـدي صارم وعـهد تـركي داجن انفـجر بـركان الـثورة في الـسلـطنةالـعـثـمـانيـة :«حـريت إخـاء عـدالت مـشـروطـيت» فـانـطـلـقت الألـسن وعـمت الـفوضى

(سنة ١٩٠٨).

وطلع بشارة عـبدالله الخوري برسالة صحـيحة (لا تجارية ولا بازارية) في جريدته«البرق» وطنية لبنانية عربية عثمانية نزولا على حكم واقعها.

ع «برقه» بجناحي العقل والذوق كاتبا وشاعرا. ولك من نثره في تولستوي مثال: و

بدع فيه. ذكاء وشعره الأبيض يوحيه. و... تبارك ا

ومن شعره: «وقفة أيها القمـر».. «خبروها إذا أتيتم حماها».. «قلل الشرق حاذريأن تميدي».

صعـوقون التخلص منه بالرصاص كل ذلك إلى انتقاد مـر غير هياب حتى حاول افنجا وزميله اميل خوري من الاغتيال.

ـثل ذلك جذب إلـيه أربـاب الـقلم وحـسـبك نـكتـته اللاذعـة ورؤوس حـرابه الذائـعـة. شـيـبـا وشـبـانـا وزعـمـاء سـيـاسـيـ فـظـهــر في «بـرقه» اسـكـنـدر الـعـازار ومـحـيي الـدينالخـيـاط وجـبـر ضـومـط وعـارف الـزين وشـوقي مـصـر الى رصـافي الـعـراق وخـوري

< الورود أيار ١٩٦١ السنة ١٤ ج٩.

- ٧٤ -

الشام إلى تقي الـدين والجميل وريحاني لبنان إلى الفـئة الناشئة زكور وكرم الى مالا يسهل حصره.

ـا يصح فكـان «برقـه» دائرة مـعارف عـلـميـة أدبـية سـيـاسيـة تـاريخـيـة اقتـصاديـة اتخاذه اليوم قاعدة لنهضتنا.

ثم بـحـكـم الـظـروف والأحـوال انـصــرف الى الـشـعـر فــكـان الأخـطل الـكــبـيـر فـعلاوالصغير تأدبا.

هـذا الـذي صـرف سـتـ عـامـا فـي خـدمـة الـبلاد بـقـلـمه ولا يـزال نـاشـطـا يـحق لهالـتكر غير مقتـصر على الأقوال بالاحتـفال بتخليد تـذكاري ترخص في سبيله الأموال

ليبقى نورا لامعا ومثالا يحتذى.

منصور أبي صالح✸✸✸✸

- ٧٣ -

بشارة الخوري كما عرفتهمنصور أبي صالح

صحافي لبق وشاعر رقيق جناحاه العقل والذوق انصرف إلى الشعر فحلق..

من كبت حـميـدي صارم وعـهد تـركي داجن انفـجر بـركان الـثورة في الـسلـطنةالـعـثـمـانيـة :«حـريت إخـاء عـدالت مـشـروطـيت» فـانـطـلـقت الألـسن وعـمت الـفوضى

(سنة ١٩٠٨).

وطلع بشارة عـبدالله الخوري برسالة صحـيحة (لا تجارية ولا بازارية) في جريدته«البرق» وطنية لبنانية عربية عثمانية نزولا على حكم واقعها.

ع «برقه» بجناحي العقل والذوق كاتبا وشاعرا. ولك من نثره في تولستوي مثال: و

بدع فيه. ذكاء وشعره الأبيض يوحيه. و... تبارك ا

ومن شعره: «وقفة أيها القمـر».. «خبروها إذا أتيتم حماها».. «قلل الشرق حاذريأن تميدي».

صعـوقون التخلص منه بالرصاص كل ذلك إلى انتقاد مـر غير هياب حتى حاول افنجا وزميله اميل خوري من الاغتيال.

ـثل ذلك جذب إلـيه أربـاب الـقلم وحـسـبك نـكتـته اللاذعـة ورؤوس حـرابه الذائـعـة. شـيـبـا وشـبـانـا وزعـمـاء سـيـاسـيـ فـظـهــر في «بـرقه» اسـكـنـدر الـعـازار ومـحـيي الـدينالخـيـاط وجـبـر ضـومـط وعـارف الـزين وشـوقي مـصـر الى رصـافي الـعـراق وخـوري

< الورود أيار ١٩٦١ السنة ١٤ ج٩.

- ٧٤ -

الشام إلى تقي الـدين والجميل وريحاني لبنان إلى الفـئة الناشئة زكور وكرم الى مالا يسهل حصره.

ـا يصح فكـان «برقـه» دائرة مـعارف عـلـميـة أدبـية سـيـاسيـة تـاريخـيـة اقتـصاديـة اتخاذه اليوم قاعدة لنهضتنا.

ثم بـحـكـم الـظـروف والأحـوال انـصــرف الى الـشـعـر فــكـان الأخـطل الـكــبـيـر فـعلاوالصغير تأدبا.

هـذا الـذي صـرف سـتـ عـامـا فـي خـدمـة الـبلاد بـقـلـمه ولا يـزال نـاشـطـا يـحق لهالـتكر غير مقتـصر على الأقوال بالاحتـفال بتخليد تـذكاري ترخص في سبيله الأموال

ليبقى نورا لامعا ومثالا يحتذى.

منصور أبي صالح✸✸✸✸

- ٧٥ -

بشارة الخوري.... شاعر الهوى والشبابعادل الغضبان

نفح الريحان وشعاع الصهباء..وحمرة الشفق وخضرة الأرز ...

ونعومة الحرير ورقة خدود الورد ...

إذا جـبلت بـنـدى الـصبـاح وبـسـمة الـفـجر ونـفخ فـيـها الـنـسـيم من نفـثـاته كـانت صورةصادقـة لروح بـشارة الخـوري شاعـر الهـوى والجمال. عـاش حتى الـيوم بـتلك الـروح الرقـيقةالحـلوة ينبض بها الشـعور الحي الخافق فأسالها عـلى أوتار الشعر غناء تـنتشي منه القلوبقـبل الأسماع وحـمل ذلك الغنـاء الى قلوب الـناس صورا من جـراحات الهـوى وبسمـاته فكان

لنفوسهم مهزة حركت جوانح الهانئ السعيد وسكبت العزاء على فؤاد الشجي العميد.

للأخـطل الصغـير اليـوم في الأمة العـربية مـنزلة الأخـطل الكبـير في الـدولة الأمويةكانة الرفيعـة فإن لم يكن شاعر دولة بعينها فما من بلد عـربي إلا وله في نفوس أبنائه اأو شـاعـر أميـر بـعيـنه فلأنه شـاعـر الدول والأمـراء أجـمع وشاعـر الأمـة العـربـية جـمـعاءانــزلـته من فــؤادهـا في الـصــمـيم وجـعـلــته فـيه بــ الـنـخـبــة المخـتـارة من شــعـراء الـقـرن

العشرين الذين تؤثرهم بالمحبة والإعجاب.

لوك في مجالسـهم ويحظى عندهم وكان الخليفة ولئن كان الأخطل الكـبير يدخل على اـلوك والأمـراء يـعظـمونه ويـبـجلـونه لقـد حـظي الأخطل الـصغـيـر عنـد كل ملك يـكرمه وأولاد اورئيس وأمـير بـله حظـوته عنـد شعوب الأرض طـرا. وكان للأخـطل الكـبيـر راوية اسـمه جريريروي شعره وينشره في الناس. أماـ الأخطل الصغير فله جيوش من الرواة فقد سار شعره

< الجريدة الأسبوعية ١٩٦١.

- ٧٦ -

ـعجب يتناشدونه في كل غن يتـفننون فيه تلحيـنا وإنشادا وسار على أفواه ا عـلى لهوات امدينة وقرية وهذا منتهى ما يصبو إليه الشاعر العبقري الصداح.

ـشابهة ب الأخـطل عند نـصرانيتـهما ومكانـهما من الرؤساء. لا ولكن هل تقف انظن هذا وحده هو الذي أوحى الى بشارة الخوري بأن يتسمى بالأخطل الصغير عندمااضـطرتـه الأحوال الى الـتـكـتم والاستـتـار فلا بـد أن يكـون بـيـنهـمـا تجـاوب روحي حملشـاعـر الـقـرن الـعـشـرين عـلى أن يـخـتـار اسم الأخـطل. وإنـنـا لـنلـمـس ذلك الـتجـاوب في

شعرهما الذي يصور لنا تشابه نفسيهما فكلاهما شاعر الهوى والجمال.

يتألق شـعر الأخـطل الكبـير في كـثير مـن قصائـده بوصف شـجون الفـؤاد ومطارحرأة على النـحو الذي كان يـستسيغه ذوق الهوى والـصبابة ولا يـخلو من وصف جمـال ا

رأة في نظره: العصر فاأســــيــــلـــــة مــــجــــرى الــــدمـع أمــــا وشــــاحــــهــــا

فــــجـــار وأمـــا الحــــجل مـــنــــهـــا فـــمــــا يـــجـــري

ويـظل يـتـعقب ذلك الجـمـال يـبحث عـنه مـدفـوعا إلـيه بـخفـقـان الـفؤاد ونـهم الـع لايرتوي منه ولا يشبع فكلما سكن فؤاده حركه هوى جديد وجمال جديد:

وإذا أقــــــــــول صــــــــــحـــــــــوت مـن أدوائــــــــــهـــــــــاهـــــــــــــاج الـــــــــــــفــــــــــــؤاد دمــى أوانـس حــــــــــــور

ومثل هذا التـجدد في روح القلب وريـحانه يشعـر به الأخطل الصغـير ويسر به فيعتد بنفسه: قرارة نفسه غير أنه لا يلبث أن يصيح صيحة القوي ا

كــــــــــــفـــــــــــانـي يــــــــــــا قـــــــــــلـب مــــــــــــا أحـــــــــــمـلأفــــي كـــل يــــــــــــــــــــــــــــــــــوم هــــــــــــــــــــــــــــــــــوى أول

وإنه لـــدلال من الـشـاعــــر لـيس إلا... فـمـا صرخـته هـذه ومـا صـرخـته الـسـابـقةالتـي يتأفف فـيهـا من حمل تـبعـات الهـوى وحده إلا استـفهـام إنكـاري خرج عن مـعناه

كما يقول البلاغيون.

- ٧٧ -

رأة حـيث يراه الأخـطل الكـبيـر أسالـة في الخد والأخطل الـصغـير لا يـرى جمـال اوضـمــورا في الخــصــر وعــبلا في الــذراع والــسـاق. إنـه يـراه أولا فـي الـروح الــرهــيــفـةالـسامـيـة السـابـحة في غـمـرات الضـيـاء فـوق منـاكب الحـسن فلا يعـدلـها في الأرض إلاـرأة نــظــرة أهل الأرض نـراه لائــكـة في الــســمـاء. ويــوم يــشـاء أن يــنــظـر الـى ا أرواح ايرسمـها كما رسمـها شعراء الـعرب ولكن بأضـواء وظلال جديدة وبطلاء جـديد لا يكتفيزج ب لون وآخر ويبـتدع ألوانا جديدة هي من فيه بـألوان قوس قزح بل يتأنق فـنه في ا

صنع عقله وقلبه وفنه فرسومه تلك مبثوثة في جوانب شتى من قصائده.

ولـقد يبـرز الأخطل الـكبيـر في غير فن من فـنون الشـعر وقد يـتجاوب وشـاعرنا فيكثير من نزعات النفس وخفقات الفؤاد ولكنه في الهوى والجمال تلميذ للأخطل الصغيرشـكوكة في ـيدان تـقصر عن رايـة ابن لبـنان ا ولا غلو. فـراية شـاعر بني أمـية في هذا اأعـلى قـمة مـن جبل الـوحي والإلـهـام. فـلـيس للأخـطل الكـبـيـر عـلى كـثرة مـا غـنى لـلـهوىعـاني التي تـهز والجمـال أفانـ الأخطل الـصـغيـر ولا خفـة روحه ولـيس له فيـهمـا تلـك االـسـامع وتـنـتـزع مـنـه آهـات الإعـجـاب وتـرقـصه عـلـى حـبـال الـطـرب ولـو كـان أرسخ من

صن حلما ووقارا.

طرب: رقص ا فليس للأخطل الكبير مثل هذا الشعر امــــــــــا كـــــــــان أحــــــــــلـى قــــــــــبـلات الــــــــــهـــــــــوى

إن كـــــــــنـت لا تــــــــــذكــــــــــر فـــــــــاســــــــــأل فــــــــــمكتــــــــــــــــــمـــــــــــــــــر بــي كــــــــــــــــــأنـــــــــــــــــنــي لــم أكـن

ثـــــــــغــــــــــرك أو صـــــــــدرك أو مــــــــــعـــــــــصــــــــــمكلــــــــو مــــــــر ســــــــيـف بـــــــيــــــــنــــــــنــــــــا لـم نــــــــكن

نــــــــــــــــعـــــــــــــــــلــم هـل أجـــــــــــــــــرى دمــي أو دمـك

وليس له مثل هذه الحكمة في الحب والعشاق:ــلل أنـعـشــوه بـالـقـبل هـكــذا أهل الـغـزل كـلــمـا خـافـوا ا

- ٧٨ -

ولا له هذا الإغراء الذي يطيح برصانة القلوب وعفاف الشفاه:مـــــا لـــــلــــــشـــــفـــــاه الــــــكـــــســـــالـى لا تـــــزودنـــــا

فــــقــــد حــــمــــلــــنـــا عــــلـى افـــواهــــنــــا الــــقــــربـــا

ولا عرف أن يبلغ المحب رسالات الهوى على هذا النحو اللذيذ الفاتن:رســـــــــــالـــــــــــة مـن فــــــــــمــه لــــــــــفـــــــــــمـــــــــــهــــــــــا

ــــــــخـــــــتـــــــصـــــــر كـــــــذا رســــــــالات الـــــــهـــــــوى ت

ـنتقاة من عاني ا وهذا هو الإعجـاز في الإيجاز. وللأخطل الـصغير في مـثل هذه ايــنـابـيع الـهــوى والجـمـال ذخـيــرة وافـرة بل كـنـز ثــمـ تجـعـله أغــنى شـعـراء الحب ثـروةلأها وأرفعـهم ذروة وأوفرهم تفـننا فـهو إمام المحبـ يوزع علـيهم الكـاسات والأقداح وذهب أحيـانا قاسـيا على لـهم من شراب الـهوى والصـبابة ولا يـضيره أن يـكون واقـعي االحـقيـقـة وعلى الحـبيب مـعا وأنـى يحـفل بالـرمز إذا هـو عل من نـبع الواقع فـاسمع لـتلك

الفراشة ماذا تقول:فــــــــــأنــــــــــا بــــــــــصــــــــــدر حــــــــــبــــــــــيــــــــــبــــــــــتـي

كــــــــــــــــــفــــــــــــــــــراشــــــــــــــــــة فــي قــــــــــــــــــلـب ورده

ـقـيل وفـر له الـهـوى وسـادا فـلـيـنـهل مـا شـاء من عـطـر الـورود فـإذا ارتـوى وأراد اوثيرا ناعما جميلا وصفه فقال:

ورمـى الــــــــــــهـــــــــــوى بــي فــــــــــــارتـــــــــــمــــــــــــيـتوكـــــــــــــــــان نــــــــــــــــهــــــــــــــــداهــــــــــــــــا المخــــــــــــــــده

وإمـامـته في الحب وسـلـطــانه الأعـلى فـيه وعـلـمـه الخـفـاق في شـعـر الحب كل هـذاا يلـبـسه هذا الـثـوب من الأثرة فـيـرشف مـا يشـتـهي ويتـسـد حيـث يشـتـهي غيـر حـافل تحت الوسـاد من قلب خافق ونفس مضـطربة فيحيى بن تـبعي الأندلسي لم يكن في مثل

شجاعته عندما قال:حــــــــتـى إذا مــــــــالـت بـه ســــــــنــــــــة الــــــــكــــــــرى

زحــــــــزحــــــــته عــــــــنـي وكــــــــان مــــــــعــــــــانــــــــقي

- ٧٩ -

بـــــــــاعــــــــــدتـه عـن أضــــــــــلـع تــــــــــشــــــــــتــــــــــاقه كـي لا يــــــــــنـــــــــــام عـــــــــــلـى وســـــــــــاد خــــــــــافـق

ـنشـر الأعلام في دولة وفـيم يتـشجع الأخـطل الـصغـير وعلام يـترفق وهـو الأمـير االهوى والجمال فلئن عرف للحسن مقامه وجلاله إنه يدر أيضا للشعر قوته وسلطانه.

ـتـبـوع فـحـري بأن يـكـون الـشـعـر هو فـإن صح أن يـكون أحـدهـمـا الـتـابع والآخر اؤمر وعلى هذا فمن حق الـشعر أن يتيه دلالا على الحسن ففي يديه نشر صيته السيد اوبث محاسـنه وفي قوافيه مـقاصيـر الخلود يسـكنه إياهـا منعـما متـفضلا فلـله شاعرنا

مفاضلا ب الشعر والحسن مكللا جب الشعر بغار السبق إذ يقول:مـــــــا الحـــــــسن لـــــــولا الـــــــشـــــــعـــــــر إلا زهــــــرة

يـــــلـــــهـــــو بــــــهـــــا في لحــــــظـــــتـــــ الـــــنـــــظـــــرلــــــــــكـــــــــنــــــــــهــــــــــا إن أدركـــــــــتــــــــــهــــــــــا رقـــــــــة

مـن شـــــــــاعـــــــــر أو دمـــــــــعـــــــــة تـــــــــنـــــــــحـــــــــدرســـــــــالت دمـــــــــاء الخــــــــلـــــــــد فـي أوراقــــــــهــــــــا

ونـــــــــام تحـت قــــــــدمــــــــيـــــــــهــــــــا الـــــــــقــــــــمــــــــر

شاكلة الروحية ب الأخطل عند حد الهوى والجمال فقد تعدتهما إلى ولم تقف ابنت الكروم وإلى إبداع كل منهما في وصفها حية ومقتولة.

عادل الغضبان

✸✸✸✸

- ٨٠ -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــض ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٨١ -

رسالــــة غبطــةعوشي في مهرجان الأخطل(*) البطريرك ا

البـركـة الـرسـوليـة تـشـمل ولـدنا الـعـزيـز الـشاعـر الـكـبـير الأسـتـاذ بـشـارة الخوريالأخطل الصغير المحترم.

ـنـبـثـقـة من مـؤتـمـر أدبـاء لــبـنـان دعـوة للاشـتـراك بـالحـفـلـة وجـهت إلـيـنـا الـلـجـنــة اية التي تقيمها لكم في الرابع من الشهر الجاري. التكر

إنـنا إذ نـشكـر اللـجـنة المحـترمـة دعـوتهـا نثـني عـلى العـاطفـة الـطيـبة الـتي أحـاطكم بـهاإخوانكم الأدبـاء تقديرا لـلنتـاج الخير الذي تـفتقت عـنه قريحـتكم نثرا أنـيق الديبـاجة وشعراا استعـر ب جوانحكم من عـاطفة وطنية عا صـادقة من أطيب الشعر جـاء سحرا حلالا وا اكتـنز في روعكم من ثقـافة شرقيـة غربية زاهـية الألوان وتجلى وأتى صدى عمـيق الأغوار ا تـزخر به طـبيعـة لبنـان من جمـال وروعة وقد غـنيـتموه قـصائـد ستبـقى مثارا صـورة ناطـقة

للنخوة في صدور الأجيال الطالعة ومتعة للأذن واللسان والخيال.

كم بالفكر والعاطفة نزجيها إليكم تهنئة أبوية خالصة وفيما نشترك في حفلة تكرـتعكـم برغد العـيش لتـظلوا في دولـة الشعر سائلـ الله أن يسـبغ عليـكم ثوب الـعافية و

والأدب علما من أرفع أعلامها وفخرا للناطق بالضاد ومجدا للبنان.

عوشي البطريرك بولس بطرس ا✸✸✸✸

< الورود حزيران ١٩٦١ السنة ١٤ ج١٠.(*) انظر نص رسالة البطريرك إلى الشاعر وصورتها في «كتاب رسائل إلى الأخطل الصغير» مرجع سابق

.(٢٨ ص (٢٧

- ٨٢ -

ابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــض

- ٨٣ -

فــي محــراب الشـاعرالشيخ عبدالله العلايلي

ــعـيـا والحـيـاة ملء بـرديه لـعـلــهـا الـبـادرة الأولى الحـمـيــدة في لـبـنـان أن نـكـرم أفيعرف أن مجتمعه يقـدره قدره ولم يغفله زهرة تذوي على ذات نفسها في النضرة فيالعبق في الـطيب.. ولم يـدعه كالشـمعة وهي تـعطي الـضياء تـسيل قطـرة قطرة مـوصولة

بقطرة وعبرة لاتنفك عن عبرة إلى انطفاء.

وخـلـيق بعـبـقري أعـطى أن يـجزى وقـلـيل مـهمـا جل الـعطـاء في جـنب العـبـقريالنافع الجزاء.

إنه يـراعـة من مـنـابت الآلـهـة فـمـا جـرت عـلى قـرطـاس إلا رسمـت ألف لـون ولونوانهمرت الجمالات انهمار الشعاع من فم الفجر وبتعبير شاعرنا في الغلاييني:

فــــــــــ الـــــــــــفــــــــــجـــــــــــر ســــــــــنـى عـــــــــــمــــــــــتـهفـــــــأتـى يـــــــلـــــــثـــــــمـــــــهـــــــا فـــــــانـــــــطـــــــبـــــــعــــــا

سـواء أكان الـفن هو الـذي يقـلد الـطبيـعة أم الـطبـيعـة هي التي تـقلـد الفن فـمما لاريب فـيه أن الشعـر يجنـحها جـميعـا فالشـعر في حـقيقـته هو الغـاية التي يـنتهي إلـيها

كل تكيف فني.

بدع وفيه الفن لون من الاتساق الأزلي الخالد... ففيه الطبيعة ضرب من الحس ا

وهذه الكلمة ـ على أني لم أعـقدها لحديث الشعر الخاص بل للإشارة إلى الشاعرـ لا أجـد معدى وأنا أحـس بالصلـة الشامـلة عن أن أقيـمها عـلى بعض خطـوط وصفية

< الورود حزيران ١٩٦١ السنة الرابعة عشرة ج: ١

- ٨٤ -

يلوح من خلالها وجه الشعر الحق.. وأعني: يلوح من خلالها وجه الشاعر.

أرى في الشعـر: أنه كائن حي فيه وحـدة الحياة الإنـسانية ووحـدة الحياة الـشائعةفي سائر أجزاء الوجود..

وجـميل حقا أن نـرى الشعر من هذه الـزاوية زاوية أنه كائن يتـمتع بأخص صفاتالحـياة.. فـهو يـأمل ويألم ويـحب ويهـيم ويفـكـر ويحـلم الى غيـر ذلك كله من خـصائص

الأحياء ولكنها في الشعر خصائص كلية.

تـفجـعة أنفـاسا تـذوب حقا وتـتقـطع حقا نـعم إن الشعـر الحي يريـنا في الـقطعـة اتـساقـطة في صـدر قريب مـنا تـضـطرب حـنايـاه وتطـرد حتـى لنـسمع ونـبصـر دمـوعه اا هو يـجسد ـفتـرة حتى لكـأ الى مهـواها. كـما يرسم في الـقطعـة الضـاحكة الـشفاه ا

لهمة والهنيهة في قلب الإبداع. اللحظة ا

أما القطعة ح لا تجيء أكثر من صـورة فإنها صنو الجسد الثاوي: فيه تقاطيعوفيه جمالات وفيه أشكال تامة ولكنها فاقدة الحرارة لأنها فاقدة الحياة.

وشـاعـرنـا الأكـبر مـن بعـد جـاء بـحق هـبـة نادرة عـن يد الـشـعـر وفي بـسـطة كفامـتـدت بـجـود وســخـاء. وأنت دون شك تـلـمس من هــذا الجـود وهـذا الـسـخـاء وتـلـمس

كثيرا في ما يعرض من صور مشبوبة الحس تواقة الروح بادية الخصب.

ولـصوره طـابع مـتمـيـز فهي تـعـطيـك ولا تفـتـأ تعـطـيك ولا تنـقـطع... وإذا أنت علىا لم تـقع إليك من قـبل.. وإذا أنت تقبل العهـد القـريب بها تحـسبـها جديـدة جديـدة كأ

عليها وتقرؤها بلذة الطريف البدع في كل ما له من حرارة وتعلق.

وهذا الاعتمال الدائب هو ميزة فن الحياة أو قل هو ميزة الحياة حينما تتأنق لتعطي فنا.

وأبونـواس في الـعـهـد الـعـتـيق أحس بـهـذا الاعـتـمـال إحـسـاسـا حـسـنـا وعـبر عـنهتعبيرا صادقا في هنيهة شعرية ملهمة:

يـــــــــــــزيـــــــــــــدك وجـــــــــــــهـه حـــــــــــــســـــــــــــنـــــــــــــا

- ٨٥ -

إذا مـــــــــــــــــــــــــــــا زدتـــه نـــــــــــــــــــــــــــــظـــــــــــــــــــــــــــــرا

فـهذا الـوجه الـنواسي لـيس كمـا تـعرف من الـوجوه الـفاتـنـة التي تـختـصـر فتـنتـهابــنـظـرة ثم تـنــزلق.. بل وجه لا يـكـاد يـتــراءى لك حـتى تـعـلـق عـلـيه مـقـلــتـاك لأنه لا يـنـفك

يتكشف عن جديد ولا يفتأ يتزحزح عن أسرار.

فإذا النظرة نظرة موصولة وهكذا نتوهم وإذا هي بدايات مطردة لا تموت في نهاية.

ـوهـبــة الجـمـال الـذي أحس به أبـو نـواس هـذا الاعـتـمـال أو هــذا الـدفق الـزاخـر ثله حيال بعض من الأدب وحيال بعض من الفن. حيال شيء من الحياة.. نحن نحس

وليس لي في هـذه الكـلـمة الـعجـلى أن أضع مـحاسن شـاعرنـا الـكبـير أو بـعضـهاموضع التحليل فشأن ذلك دراسة كاملة مستفيضة.

وحـسـبي من الإشـارة إليه: أنـه على إبـداعه مـتـرع الـبـيان مـتـرفه حـتى لـتـخال أنحروفه مسحتها شفاه مرآة.

الشيخ عبدالله العلايلي

✸✸✸✸

- ٨٦ -

ابيض

- ٨٧ -

يوم الأخطـــليوم الشرق العربي يوم مبايعته بالإمارة

بديع شبلي

شهد لبنان ما لم يشهده الشرق العربي حتى في أزهى عصوره وأطلق نهضاتهالأدبية شهد مهرجان تكر الأستاذ بشارة الخوري الأخطل الصغير.

غـصت في الرابع من هـذا الشهـر قاعة قـصر الاونيـسكو في بـيروت بجـماهيـر غفيرة: شعرـاء ووزراء وقناصل وكثيرين من علية رجال الدين على اختلاف مختارة من سياسيذاهب وصـحافي وأدباء وشـعراء حتى من البـلدان العربـية الشقـيقة أتوا لـيشهدوا سوق اعكـاظ وأين سـوق عـكـاظ الـغابـرة من سـوق تـكـر صـاحب «الـهوى والـشـبـاب» الـذي أحـياالـكلـمة وألـبس الشـعر مـطارف الجلال فـخطـر في قشـيب تزهـو جدته في كـل عصـر فمزقالحجب عن بهاء القـد ووسمه بجديد من قـلبه وعقله وخيـاله حتى لتكاد تـلمس فيه نبضهلـتهبة حبا. وإذا سألتنا عن صوته وتحس بدفء أنفاسه العـطرة وجوارحه الرقيقة الحنونة اـسـتـقـبل فـاقـرأ شـعره وكأنـه لدى الإلـقـاء صـاعـد من كـهـوف الـدهور أو مـن وراء حجب ا

وإليك ديوانه الجديد قلادة العصر في جيد الشعر.

لـيس بــكـثـيـر أن يـكــرم شـاعـرنـا في حــيـاته أمـد الـله بــهـا فـكم هـتـف بـاسم لـبـنـانـغـفـور له شوقي والـعـرب وغـناهـمـا عـلى أروع ما يـكـون الـغنـاء ألـيس هـو الـذي بايع اثل بإمارة الشعر فها شعراء البلاد العربية يبايعونه بها فقال الشاعر صالح جودت ـتحدة والمجلس الأعـلى لرعايـة الفنون شـعراء الإقليم الجـنوبي في الجمـهورية العـربية ا

والآداب والعلوم الاجتماعية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية:«.. وجـلا مـن خــــــــيــــــــوطـــــــــهــــــــا أشــــــــعــــــــاره

فــــــــــــعــــــــــــقــــــــــــدنــــــــــــا لـه لــــــــــــواء الإمـــــــــــاره»< افتتاحية الورود حزيران ١٩٦١ السنة الرابعة عشرة الجزء العاشر.

- ٨٨ -

وبايعه شاعر الإقليم الشمالي عمر أبوريشة بقوله:«ضــــــــــــــــفـــــــــــــــروا لــه مـن دوح أرزك غـــــــــــــــاره

ـــــــــضــــــــفـــــــــور لـه وبــــــــضـــــــــافــــــــر» أكــــــــرم

وأم نخله شاعر لبنان أنشد مبايعا:«أيــــــــــقـــــــــولــــــــــون أخـــــــــطـل وصـــــــــغــــــــــيـــــــــر

أنـت فـي دولــــــــــة الــــــــــبــــــــــيــــــــــان أمــــــــــيــــــــــر»

أما قصيدة الجواهري شاعر العراق الأكبر فقال فيها:«أبـــــــــــــــــــــشـــــــــــــــــــــارة أنـــــــــــــــــــــذا لـــــــــــــــــــــديــك

مـــــــــــــحـــــــــــــمــلا غـــــــــــــار الــــــــــــــقـــــــــــــلـــــــــــــوب»

لقد اغتبط لـبنان بعرش هذه الإمـارة وإن كان أخطلنا مـنذ أمد بعيد مـتربعا عليهبـجـدارة وجلال والـشـعــر عـنـده كل يـوم في عــرس. وأعـلن في أثـنـاء الاحــتـفـال مـعـاليشـنـوق أن الحـكـومـة أقـرت نصب تـمـثـال المحـتـفى به في بـاحـة قـصر الـوزيـر عـبـداللـه االأونـيـسـكـو وإطلاق اسـمه عـلى أحـد شـوارع بـيـروت كـمـا أعـلن مـعـالي الـوزيـر صـفيالدين إقرار وزارة التـربية بتـعليق رسم الشـاعر في دار الكتب الـكبرى وهو من روائع

ريشة الفنان الكبير رشيد وهيبي.

اتـصـل بـنـا جـمـيع الـذين نـثـبت قـصـائــدهم وكـلـمـاتـهم في هـذا الجـزء من الـورودـا لاقـت من نـشرهـا فـي جمـيع الخـاص بـحـفـلـة تـكـر أمـيـر الـشـعـراء بـشـارة الخوري الجـرائد إلا أقـلـهـا من تـشـويه وتجـريح وتـهـشيـم من شتـى الوجـوه. وهـا نـحن نـنـشـرهابـحسب تـرتيـبهـا كمـا ألقـيت في مـهرجـان الأخطل الـصغـير إعـادة لاعتـبارهـا مزفـينـها

مجلوة الى مشتركي الورود الأعزاء وقرائها الأكارم..

بديع شبلي✸✸✸✸

- ٨٩ -

كلــمـة الحكومــة

لدولة الرئيس صائب سلام(*)

الأخطل الـصغـيـر الكـبيـر قطـعـة من قلب لـبنـان وصـوت جاب الآفـاق وروح شفـافةضـمت مشاعرها آمـال وآلام وقيثارة عربيـة الأوتار تلاقت على أنغامهـا بيروت والقاهرةـغرب فـي ملاحم تبـقى على الـدهر مـا بقي والـقدس وبـغداد ومـكة وصـنعـاء ودمشق وا

الشعر بل ما بقي العرب.

فالشاعر الكبير الذي نكرم اليوم مفخرة لوطن وحدث في تاريخ شعب.. وجه فيكتاب التاريخ للعرب جميعا.. خـمسون عاما خلت أفاقت فيها الدنيا العربية على صوتالأخـطل الصغـير وأترابه من فـحول الشـعراء ينـفخون في عـروقها بـنداء الحريـة فيصيبلهم أفراح الأمـة وأتراحها وهي منـها شاعـرنا العظـيم نصيبه الـوافر ويعي قلـبه الكبيـر اتـمر بـأحلك أيـام محنـتهـا وانتـفاضـة نهضـتهـا فيـسكب كل ذلك في شـعر صـبغت حروفهبالدم تخطه أنامله لا تحفل بغـير الحب والحق والجمال فإذا بهذا الشعر يغدو على مرالأعوام سـفـارة لـبـنـانـيـة من الـصـمـيم وفي الـصـمـيم تحـمل قـلب لـبـنان الـى قلـب كل بـلدعـربي وإذا بـهـذا الـشـعـر نـشـيـد الحب والحـريـة يـرويه الـرواة بـكل أرض. وكـأن شـوقي

رحمات الله عليه قال بلسانه بلسان الأخطل بيته الخالد:رواة قـــــــصـــــــائـــــــدي فــــــاعـــــــجـب لـــــــشـــــــعــــــر

بــــــــــــكــل مـــــــــــحــــــــــــلــــــــــــة يــــــــــــرويـه خــــــــــــلـق

< الورود. حزيران ١٩٦١ السنة ١٤ ج: ١٠.(*) انظر نص رسالة صائب سلام وصورتها إلى الشاعر عندما أهدى إليه ديوان «الهوى والشباب» في كتاب

«رسائل إلى الأخطل الصغير» مرجع سابق ص: (٦٩ ٧٠).

- ٩٠ -

تنبي في بيته الصامد: أو اومــــــــا الـــــــدهــــــــر إلا مـن رواة قـــــــصــــــــائـــــــدي

إذا قــــلـت شــــعــــرا أصــــبح الــــدهــــر مــــنــــشــــدا

أجل يا شـاعـرنا الـكـبيـر. لـقد أضـفـيت على لـبـنان مـجـدا نعـتـز به رئيـسـا وحكـومةوشعـبـا وأضفت إلى تـراثـنا الأدبي ـ مـد الـله بعـمـرك ـ أغلى الـروائع ونـهضـت برسـالةالـشـعـر إلى سـدتـهـا الـعـلـيـا وحـمـلت لـواء الحـرف عـاشـقـا ومـجـاهـدا فـكـنت المجـلي في

:ساحة الحب والجمال وساحة الجهاد والنضال. ساحت

هرجان. ية الـتي هيأت ودعت إلى هـذا ا وإني لأشـيد مفـاخرا بعمل الـلجنـة التكـرـمـثلي الـبلاد الـعـربيـة الـشـقيـقـة هذا الـلـقـاء السـعـيد لأنـهـا بـعمـلـهـا النـبـيل أتـاحت لنـا ووأتاحت لـي شخـصيـا شرف تـمـثيل رئـيس لـبنـان فأحـمل إلى شـاعرنـا الـعظـيم من على

نبر تحيته وتحية لبنان. هذا ا

فيـا صديقي شاعر العرب حـسبك هذا الإجماع على تقـدير نبوغك وتكر إبداعكتحمـل إليـها وحسـب لبـنـان أنك تخـطـيت بشـعـرك الحدود ونـفـذت إلى كل أرض عربـيـةعبـير الحب وأريج الأخوة كمـا تحمل إليهـا عروبة لبـنان الأصيلـة الصافيـة وحسبي أنا- وروابط الــوداد الــتي تـشــدني بك مــوضع اعـتــزازي - أن ألــقـاك بــهـذا الــيـوم الخــالـد

السعيد لأقول لك: ستبقى إلى الأبد موضع تكر لبنان.

دولة الرئيس صائب سلام

✸✸✸✸

- ٩١ -

كلمة الصحافــــةعفيف الطيبي

ورد ونتغنى بالعطاء حدثتنا الـسير عن الخالدين فعشنا معهم تـراثا ننهل من اورد لا يشح ولا ينضب وأكبرنا في الأثر النعمة وسخي العطاء. فحمدنا ا

ن ـا بـقـيت مـكـانـتـهـا تـيـهـا وعـجـبـا ـا كـانت علامـتـهـا و غـبـطـنـا تـلك الأجـيـال عاصـرت وقد كـتب لها أن تـراهم عيـنا وأن تـقاربهـم عيشـا حتى كـان من الجيل عـطيةثل ما قـد باهوا اليوم تعود ونـصيب فكتب لنا أيـضا أن نزهو كما زهـوا وأن نباهي

للبنان قيمة كبرى من قيمه كأنها تأخذ مكان الصدراة مكانها.

الــيـوم أرى وجه لــبـنــان حـفظ بــقـلــبه ولـســانه وبـكل تــاريـخه وأعلامـه الأمـجـادـا حفظ وأوفى صورة الوجه والكنوز وأضـاف على الأمجـاد وفاء ومجدا فـكان القلب

تألقا وإشراقا وكان الوجه تعبير القلب قطعة أبدع وأجلى.

اليـوم وما كـان لبـنان إلا هـذه الصـورة وما هـو إلا هذه الـصورة ومـا هو إلا هذهالـقـيـمـة ويـبـقى.. نـعـيش الحـقـيـقـة ونـحـيـاهـا كـمـا أرادهـا الـبـاعث والحـافـز غـنى لـبـنـانوالعـرب أرق الشعر وأعذبه ألـهب الحب والكفاح أذكى فأعـاد وزاد على التاريخ بأنهفي غيـر سهل وفي الـليل الـكالح حـقا أعـلى بالـذي أعلى مـنذ جـعل لبـنان قـصيـدة عربـية

خالدة ومنذ كان لبنان أرضا وفكرا ذمة وعهدا.

ـ من هذا الناحل? تعب جسده في روحه ومراده.

دى. لهم الكبير? كبر الفكر في أفقه وا ـ من هذا ا

< الورود حزيران ١٩٦١ السنة ١٤ ج ١٠ في حفل تكر الأخطل ١٩٦١.

- ٩٢ -

عطاء? في الخير باذلا وتقوى الله امر في سؤاله ـ من هذا ا

عن أخذا. ا أعطى لكل أن ـ من هذا الناحل الفرد? أخذنا كثرة وأمة ولا زال

شارف من بيض راياته راية. ـ على كل ا

ـ وبكل يد من جيد صنيعه صفحة وآية.

ـ صحـافة لبـنان وهي تـرحب بكم تـشكـر دولة الـرئيس الـسيد صـائب سلام ولكمشاركة في أبهى أعراسها وفي عيد أعيادها. وتقول: هذه ا

- منا وعميدنا هذا الرجل.

عفيف الطيبي

✸✸✸✸

- ٩٣ -

الشاعر العطيةسعيد عقل

عـندمـا في صـدفة سـعيـدة خطت أنـامله لأول مـرة بيـتا من قـصيـد كانت الـسمـاء قدنوت خيرا بالجمال وبأزاهر البال.

وكأني به في تـلك الهـنيـهة افـت بـسطـر أطلـعه صنـوا للـشهـقة في الحب الـكبـيرفقال: حسن أن أكون عنبا من غيب وتعركه يد من غيب حسن أن أكون سكر العقول.

في الهنيهة تلك وقد طرب هو تقرر أن يكون في لبنان أمير كلمة وتطرب الدنيا.

لكان بوسع الصدف أن تشاءه يحرك فرشاة لا قلما إزميلا أو بركارا لكان حتمارمـر أو من تـدين له الأثـقال ولـد لنـا من يـرقص الـظل واللـون أو من يـوقف الـزمن في ا

العجب ومن بعلبك تضاحكه الستة حاملات الشمس.

هذا الشاعر عطية.

وعـطيـة أن يـكـون صلى تحت أحـلى سـمـاء كمـا تـقول الأغـنـية بـفم فـيـروز. آيته أنهدس الغزل في كل شيء هـذه لن أنساها له (اعذروني إن تكلـمت كلام القيم على مجدناالـذي يهـيـأ أو على تـفردات لـبنـان) بوسع هـذا الـشاعـر ـ الثـروة أن لا يحـبني مـا هم. أناعـالجته الخواطـر بالغزل ـ كـما العدو بـالحب ـ أضاف الى شعرنـا بعدا آخر أحبه. إنه جـديـدا ولـبنـان أصلا جـدة وعـجب فـمن أتى بـشيء مـنهـمـا عـددناه أرزة في الأرزات.

وليعمل بعدها ما يشاء: خطيئته نفسها تغدو تبريكا صلاة ورضوانا من الله.

ا كل رملة ومشعل الشعر حمله لا أنانـيا ولا جبانا: فما كان لوطنه وحسب لا وإمن رمال الشرق مدينة له بعنفوان. أما في مجالدة القبح والظلم فما ونى ولا هاود.

< الورود ١٩٦١.

- ٩٤ -

أحببـته أحببت ودومـا من أجلهـما في الحميم من زوايـا الصدر ضـفرت له إكليلا.من هنـا إنني أضـمرت له الـدعوة الى هـذا اليـوم طويلا طـويلا قبل أن أطـلقت الـنداء. ولو

لم تستجب إلي أمة ودولة وبلابل من كل غصن لكنت خجلا بي أمام الشعر.

إلا أن اسم الأخـطل الصـغيـر أزاح الحوائل وفـتت الصـعاب تـتشـعب وتتـكاثر. لأنهما من زهرة في الشرق إلا كانت قد استوردت منه خدا أو نفسا طريفا.

سـبحانك شعرهم بك ايـضا ـ عفوه تعالـى ـ يتبلج الحق تتهـادن الأحقاد وتتحولالكلمة سماء مكوكبة.

سعيد عقل

✸✸✸✸

- ٩٥ -

«الأخطــل الصغيــر»دراسة فنية لشعــره

عــداوي أنــور ا

«عـنـدمـا يـتـزوج الـفكـر الحـيـاة تـولـد الـتـجـربـة في الـفن». إذا لم تـخـني الـذاكرةفألبير كامي هو صاحب هذه الكـلمات. وبقدر ما تحمل كلماته هنا من روح الشعر فهيتحـمل الـكثـيـر من منـطق الـتجـديـد العـلـمي الـضابط لـلـمقـايـيس النـقـدية. ذلك لأن مـفـهومزاوجـة ب كل طرف مـتقابلـ هو أن تكون هنـاك عمليـة ارتباط تفاعـلية يتـحقق فيها انـتجـة إنهـا عـملـية يـتوفـر فـيهـا جانب الإرادة كـما شـاركـة ا ـثمـر أو ا عنـصر الـتـبادل اقـابل لوجودنـا الإنساني يـتوفـر جانب الإدراك لأننـا ح نفـكر في أن نرتـبط بالـطرف اكثف بالحياة.. من خلال رؤية عقلية ندرك ما وراء اتجاهنا من رغبة ملـحة في الشعور ازدوج ب الوجود الداخلي معينة. من هنـا يتم تفتيت اللحظة الزمنيـة في بوتقة التفاعل اـندمـجة في والـوجود الخـارجي أو بـ حركـة التـأمل الفـكري لـلفـنان وحـركة الحـياة احركـة الزمن. وتـفتـيت الـلحـظة الـزمنـية إلـى جزئـيات مـتغـيرة ونـامـية وهـو ما نـعبـر عنهراحل التجربة. والتجربة النـفسية في الفن تقتضي - لكي نتم لها كل أبعاد التجسيمــوهـا من الـداخل. ذلـك لأن عـمـلـيـة - أن نــعـ في قـلب الـلــحـظـة الـزمــنـيـة وأن نـراقب ـراقبـة التـأمـليـة الدقـيقـة - لا يـفتح من نـوافذ ـعايـشة مـن الخارج - بـعيـدا عن مـجال ا اطرد غير تلك النافذة التي نطل منـها على مرحلة التبلور النهائي راحل النمـو ا الرؤية

عندما يقتصر الفنان على أن يعطينا خلاصة التجربة.

< الآداب حزيران ١٩٦١ سنة ٩ عدد ٦٠.

- ٩٦ -

عايشة من الخارج يترتب عليها من جهة أخرى أن تعرض التجربة وهي وعملية اعايشة على عنى آخر وهي جذور بغير امتدادات وإذا ما اقتصرت هذه ا مبتورة أو كثفة دور التـفاعل الحسي بيـننا وب مـشاهد الحيـاة فهنا تتلاشى الـتجربة الـنفسيـة ا

لتأخذ مكانها اللوحة الوصفية المجردة!

بـشـارة الخـوري أو الأخـطل الــصـغـيـر - في هـذا المجـال الـتـجـديـدي وعـبـر الـرؤيـةالـنـقـديـة - يـبـدو وهو شـاعـر الـلـوحـة ولـيس شـاعـر الـتـجـربـة.. أنه رسـام لـوحـات مـبدعتـازة. وهو في محـيط التـعبيـر بالألفـاظ والصور يـتيح للـنقد أن وصاحب لـغة شعـرية اضي وأن يعتبره في الـوقت نفسه واحدا من شعراء يعـتبره واحدا من شعراء الجـيل اهذا الجـيل. إن الـنـقـد - على ضـوء الـسـمـات التـعـبـيـرية لـشـعـره - يـستـطـيع أن يـلـحقهـدرسة ـدرسـة الـشـعـر الـتـقـلـيـدي إلى جـانب شـوقي ومـطـران ويـسـتـطـيع أن يـلـحقـه الـشعـر التـجديـدي إلى جانب إيـليـا أبي ماضي وعـلي محـمود طه. فـكمـا نجد فـي شعرهـيل إلى الـتـقريـريـة والخـطابـيـة والاحـتـفاء بـرنـ الـلفظ ـدرسـة الأولى ذلك ا من ملامح اـوسـيقى ـدرسـة الـثانـيـة تـلك الـعـنايـة بـأن يـحل الـتـجسـيم الإيـحـائي وا نجـد من ملامح ا

باشر. ركبة محل التقرير والخطابة والتعبير ا الداخلية والصورة ا

كـنـنا أن نـنسب بـعض شـعر الأخـطل الـصغـير إلى في مـحيط الـشـكل التـعبـيـري ـدرسـة الثـانـية.. وعـنـدما نـقـول إنه ليس درسـة الأولى وأن نـنسب بـعـضه الآخر إلى ا اا نـعني الـتجـربة بـشكـلها الـفنـي الناضـج كولـيد كامـل النـمو لزواج شـاعر الـتجـربة فـإقـابل عند بشارة الخـوري تعتمد الفكـر بالحياة. إن عـملية الارتبـاط التفاعلي بـالوجود اـشاعـر الداخـلية ـا تعـتمـد على حـركة ا على حـركة الحـواس الخارجـية اللاقـطة أكـثر وضوعي للقصيـدة نلمس بوضوح مدى تفوق تـأملة.. وفي نطاق التخطـيط الإطاري وا اعاشة. بـل إن هذا التفوق لـيبلغ من الـسيطرة ذلك الحد رسومـة على التجـربة ا اللـوحة االـذي تتضاءل مـعه التجربـة بحيث تـبدو لنا وهي نـقطة ارتـكاز بغيـر انطلاقات.. وإذا ماقابل عايـشة الحسية والنفسـية للوجود ا نـظرنا إلى الشعر على أنه مـزيج متعادل من ا

- ٩٧ -

فـإننا نـستـطيع أن نكـتشف جـوهر التـفاوت بـ نجاح اللـوحة وإخـفاق التـجربـة في شعرـدرسـة الثـانـيـة عنـدمـا نـذكر ـدرسـة الأولى وا الأخـطل الـصغـيـر وجـوهر الـتـفـاوت ب ا«الـطلاسم» مـثلا لأبي مـاضي أو «الله والـشـاعـر» لـعـلي طه كـنمـوذجـ تـطـبيـقـيـ لـتلكالـعلاقة الـزوجيـة ب الـفكـر الـشعـري وب حـقائق الـوجود ومـدى مـا توفـر للـتجـربة مند الخارجي على جدران الذات. وضوعية المختلفة في مجال انعكاس ا توازن الأبعاد ا

ـدرسة الـثانـية - بـالنـسبة وإذا ما نـظرنـا إلى بشـارة الخوري كـواحد من شـعراء اضـمون الشعـري - فإنه يؤكـد لنا أصـالته كوجه فني إلى الـشكل التعـبيري واتجـاهات الا يعـكس ملامح الآخـرين.. إنه هـنـا نـسـخة غـيـر مـكـررة لا تحـمل طابـع أبي ماضي ولاطابع علي طـه على الرغم من وحدة الخط الـتجديـدي الذي يلتـقي على امتـداده الشعراءـعاصـر أن يـكون لـكل شاعـر طعـمه الخاص الثلاثـة. إن من أهم القـيم الـفنـية لـشعـرنا اسـتقل. إننا بذلك نـضمن تنوع الـشخصية الشـعرية على أساس تمـيز وطابعه ا ولونه اثل مـركزيـة الطـابع والاتجاه أن يـلغي من تـنوع الأداء حـتى لا يسـتطـيع شاعـر واحـد ـتـفــرعـ من نـقـطـة الـبــدايـة ولـقـد قـلـنـا يــومـا عـلى صـفـحـات من وجــودنـا الـذوقي كل اثلا في القصة واللوحة والقصيدة إن النسخة «الآداب» ونحن نشير إلى الفن الغربي الأصيلـة هناك تبهرنا دائما حيث لا تحـدث ظاهرة التكرار والتقليـد لشكلية العمل الفنيصـورين. جان بول ذهـبي عنـد الكتـاب والشـعراء وا وموضوعـيته مـهما اتحـد الاتجاه اسارتـر وألبير كـامو بينـهما اتجـاه وجودي في القصـة وبول ايلوار ولـوي أراجون يجمعبينـهمـا اتجاه يـساري في الـشعر وبـابلـو بيـكاسـو وسلفـادور دالي يجـمع بيـنهـما اتجاهذهبي- سريالي في التصوير ومع ذلك فلن تجد واحدا من هؤلاء - في حدود الاتجاه اثـلون هذه الـظاهرة في تـاريخ الفن ونعـني بها نـسخة مـكررة عن الآخر إنـهم جميـعا

ظاهرة الاستقلال.

هـذه هي صورة الأخطل الصغـير كشاعر مجـدد أما ح تلقـاه كشاعر كلاسيكيــيـز وجـهه ومن داخل الإطــار بـضم صــورتي شـوقي ومــطـران فــإنـنـا لا نــسـتــطـيع أن

- ٩٨ -

ـتـشابـهـة. ذلك لأن المجرى الـتـعبـيـري العـام لـتدفق الـطـاقة الشـعـري في زحمـة الـوجوه ادرسة الأولى كان يـعتمد على كثير من الـروافد الجانبية للشعر الشعـرية عند شعراء اـدرسة التي اقـتطعت جزءا من درسة - وهي ا .. من هنـا فقد شعـر هذه ا العربي الـقدالـوجـود الـفـني والـزمـني لـبـشـارة الخـوري - جـوانب مـهـمـة من مـفـهـوم الـتـنوع الحـاسمــكن أن يـقـوم إلا عـلـى أسس ثـابـتـة من لـلــشـخـصـيـة الــشـعـريـة وهــو الـتـنـوع الـذي لا

الاستعداد والأصالة.

اذج الـتطـبيق لـنكرر الـقول بأنـه شاعر الـلوحة ونعـود بعد ذلك إلى مـجمـوعة من وليس شـاعر التـجربة. إنك في مـعرض هذا الشـاعر الرسـام يواجهك عـدد من اللوحاتالوصفـية.. منـها «هنـد وأمها».. «سـلمى الـكورانيـة».. «الصبـا والجمال».. «عـمر ونعم»..«ندى ووداد».. ونـشيـر إلى هذه الـلوحـات لأنهـا تمـثل في مجـال التـعبـير بالـصور ملامحـتـمـيـز لـواحـد من شـعـراء ـدرسـة الـتـجـديـديـة وتـقـدم إلـيـنـا ذلك الـطــابع الاسـتـقلالي ا ا

درسة الثانية. ولنقف أمام أول لوحة رسمتها ريشة الأخطل الصغير: اأتـت هـــــــــنـــــــــد تـــــــــشــــــــــكـــــــــو إلـى أمـــــــــهـــــــــا

فــــــــســـــــبــــــــحـــــــان مـن جــــــــمع الــــــــنـــــــيــــــــرين

فـــــــــقـــــــــالت لـــــــــهـــــــــا إن هــــــــذا الـــــــــضـــــــــحى

أتــــــــــانـي وقـــــــــبــــــــــلـــــــــنـي قــــــــــبـــــــــلــــــــــتـــــــــ

وفــــــــــــــر فـــــــــــــــلــــــــــــــمـــــــــــــــا رآنـي الـــــــــــــــدجـى

حـــــــبــــــــاني مـن شـــــــعــــــــره خـــــــصــــــــلـــــــتـــــــ

ومــــــــــــا خــــــــــــاف يــــــــــــا أم بـل ضــــــــــــمــــــــــــنـي

وألــــــقـى عـــــــلـى مـــــــبــــــســـــــمـي نجـــــــمـــــــتــــــ

وذوب مـــن لـــــــــــــــــــــــــــــــــونـــه ســـــــــــــــــــــــــــــــــائـــلا

ــــــــقــــــــلــــــــتــــــــ وكــــــــحــــــــلــــــــنـي مــــــــنـه فـي ا

- ٩٩ -

وجــــــئت إلـى الــــــروض عــــــنــــــد الــــــصــــــبــــــاحلأحــــــــــــــجــب نــــــــــــــفــــــــــــــســي عـن كـل عــــــــــــــ

فــــــــــنـــــــــــادانـي الــــــــــروض يـــــــــــا روضــــــــــتـي وهــم لـــــــــــــــيـــــــــــــــفـــــــــــــــعــل كـــــــــــــــالأولـــــــــــــــيـن

فـــــــــــــخـــــــــــــبــــــــــــأت وجـــــــــــــهـي ولـــــــــــــكــــــــــــنـهإلـى الـــــــــصــــــــــدر يــــــــــا أم مـــــــــد الــــــــــيــــــــــدين

ويــــــا دهــــــشــــــتي حــــــ فــــــتــــــحت عــــــيــــــني وشـــــــاهــــــــدت فـي الـــــــصــــــــدر رمـــــــانــــــــتـــــــ

ومـــــــا زال بـي الــــــغـــــــصـن حـــــــتى انـــــــحـــــــنىعــــــــلـى قــــــــدمـي ســــــــاجــــــــدا ســــــــجــــــــدتــــــــ

وكـــــــــــــــــــــان عــــــــــــــــــــلـــى رأســه وردتــــــــــــــــــــان فــــــــــــقـــــــــــدم لـي تــــــــــــيـــــــــــنـك الــــــــــــوردتـــــــــــ

وخــــــــفـت مـن الـــــــــغــــــــصـن إذ تـــــــــمــــــــتـــــــــمتــــــــــــــلـــــــــــــــمـــــــــــــــتـــــــــــــــ بـــــــــــــــأذنــي أوراقـه كـ

فــــــــــرحـت إلـى الــــــــــبــــــــــحــــــــــر لـلابــــــــــتـــــــــرادـــــــــلــــــــنـي ويـــــــــحـه مــــــــوجـــــــــتــــــــ فـــــــــحــــــــم

فـــــــــــمــــــــــــا ســــــــــــرت إلا وقـــــــــــد ثــــــــــــارتـــــــــــا بــــــــردفـي كــــــــالــــــــبــــــــحــــــــر رجــــــــراجــــــــتـــــــ

هـــــــــو الـــــــــبـــــــــحـــــــــر يــــــــــا أم كـم من فــــــــــتى غـــــــــــــريــق وكـم مـن فــــــــــــــتـى بــــــــــــــ بـــــــــــــ

فـــــــهــــــــا أنـــــــا أشـــــــكــــــــو إلـــــــيـك الجـــــــمــــــــيعفـــــــــــــبــــــــــــالــــــــــــلـه يــــــــــــا أم مــــــــــــاذا تــــــــــــريـن

فــــــــــقـــــــــالـت وقــــــــــد ضـــــــــحــــــــــكـت أمـــــــــهـــــــــاومـــــــــاسـت مـن الـــــــــعـــــــــجـب فـي بـــــــــردتـــــــــ

- ١٠٠ -

عـــــــــــــــرفـــــــــــــــتـــــــــــــــهـم واحـــــــــــــــدا واحـــــــــــــــدا

وذقــت الـــــــــــــــــذي ذقـــــــــــــــــتــه مـــــــــــــــــرتــــــــــــــــ

في هـذه الـقصـيـدة صـور جـزئيـة تـعـبـر عن مخـتـلف الـنـقلات الـتخـطـيـطـية لـلـريـشةفـاتن الجسديـة لفتاة تازة مـضمونـها إبراز ا الـراسمة.. إن الـشاعر يـرسم لنا لوحـة جمـيلة في دور التكوين. ثم يتيح لنـا أن نتابعه وهو ينتقل بـريشته من مرحلة إلى مرحلةـعـالم هـذا الـتـكـويـن الجـسـدي من الـوجه الأنـثـوي إلى وكـأنـه يـقـوم بـسـيـاحـة خـارجـيــة الـقدم.. وهو يسـتخدم الضـحى والليل والـروض والغصن والبـحر يسـتخدمهـا كمجالاتــدرسـة لاحظ أنه لـم يـلــجـأ كــمـا هــو الحـال عــنـد ا ــرسـومــة.. ومن ا خــلـفــيـة لــصـورة ابـاشر في التـشبيه. لم يـلجأ إلى طـريقة الـتجسـيم التقـليدية الكلاسـيكيـة - إلى التعـبير الـيـشـبه بيـاض الـوجه بـنور الـضـحى وسواد الـشـعـر بظلام الـلـيل وبـريق الأسنـان بـضوءكررة. لقد كانت وسيلته الأولى إلى النجوم إلى آخر السلسلة من تلك القائمة الرتيبة واـركبة.. صورة الـضحى مثلا في موقف التجـسيم قائمـة على الرمز الإيـحائي للصورة االـتقـبيل والـدجى في مـوقف العـناق والـغصن في مـوقف الـهمس والـسجـود وما يـكمنـوقـفـية من مـعـنى رامـز أو دلالـة موحـيـة. أما وراء كل حـركـة من أمثـال هـذه الحـركات اوسيلته التـجسيمية الـثانية فقد ارتـكزت على ذلك الجو القـصصي الذي غلفت به أجزاءعروض فأكسبتها عـنصرا جديدا من ثراء التلوين ودينامية الترابط. ولقد ختم شهد ا اسـاته الحسيـة بلمسـة نفسيـة أخيرة في أسفل الـلوحة مضـمونها أن الـشاعر مجـموعة ـنافـسة ـرأة الجمـيلـة شعـور أصيل من شـأنه أن يلـغي أمام ا ـرأة الجمـيلـة من ا غـيرة اقـارنـة في أسـاسـهـا غـير نـافس - بـقـيـمه الجـمـالـيـة... لأن ا منـطق الاعـتـراف لـلـطـرف اعـادلة. وحـ نقـف وقفـة أخرى أمـام اللـوحـة الثـانيـة يـواجهـنا في بـدايتـهـا نفس الـطابع

الفني الذي عرفناه في اللوحة السابقة وهذه هي بداية «سلمى الكورانية»:تـــــعــــجب الــــلـــــيل مــــنـــــهــــا عــــنــــدمــــا بــــرزت

تــــســـلــــسل الــــنــــور في عــــيــــنـــيـه عـــيــــنــــاهـــا

- ١٠١ -

ــــــاء قــــــائــــــمـــــة فــــــظــــــنـــــهــــــا وهـي عــــــنـــــد امــــــنــــــارة ضــــــمــــــهــــــا الـــــشــــــاطـي وفــــــداهـــــا

وتــــــمــــــتــــــمت نجــــــمــــــة في أذن جــــــارتــــــهـــــا ــــــــا رأتـــــــهـــــــا وجــــــــنت عــــــــنـــــــد مـــــــرآهـــــــا:

انــــظــــرن يــــا إخــــوتــــا هــــذي شــــقــــيــــقــــتــــنــــافــــــمن تــــــراه عـــــلـى الـــــغــــــبــــــراء ألـــــقــــــاهـــــا?

أتـــــلـك مـن حـــــدثـت عـــــنــــــهـــــا عــــــجـــــائــــــزنـــــاوقـــــــــلـن إن مـــــــــلــــــــيـك الجـن يـــــــــهـــــــــواهــــــــا?

ـــــــارد الجـــــــبـــــــار عـــــــاصـــــــفــــــة فـــــــأطـــــــلق اتــــغـــزو الــــنـــجــــوم فـــكــــانت من ســــبـــايــــاهـــا?

قــــصت نجـــيـــمــــتـــنـــا الحــــســـنـــاء بــــدعـــتـــهـــاعـن نجــــــــمـــــــة الــــــــشـط والآذان تـــــــرعــــــــاهـــــــا

وكــــــان بـــــالــــــقــــــرب مـــــنــــــهــــــا كـــــوكـب غـــــزليـــــــصـــــــغـي فـــــــلـــــــمـــــــا رآهـــــــا ســـــــبـح الـــــــله

وراح يــــــــــقـــــــــسـم أن لا بــــــــــات لـــــــــيــــــــــلــــــــــتهإلا عــــــلـى شــــــفـــــتــــــيــــــهــــــا لاثــــــمــــــا فــــــاهـــــا!

✸✸✸✸✸✸✸✸

يــــا مــــلـــــعب الـــــشط مـن «أنــــفـــــا» أتــــعـــــلم منداسـت عـــــــلـى صـــــــدرك الــــــــبـــــــازي رجـلاهـــــــا

ويـــــــــــــا نـــــــــــــواتـئ مـن مـــــــــــــوج ومــن زبــــــــــــدأثــــنى عــــلــــيك وحــــسـب الــــفــــخــــر نــــهــــداهـــا

والــــشـط في الـــــصـــــيـف جـــــنـــــات مـــــفـــــوفــــة كم فــــــاخـــــــر الجــــــبـل الــــــعــــــالـي وكـم بــــــاهى

إذا أرتـك الجـــــــبــــــال الـــــــغــــــيـــــــد كــــــاســـــــيــــــةفــــــالــــــشـط أذوق مــــــنــــــهــــــا حــــــ عــــــراهــــــا!

- ١٠٢ -

ضاة» لـو قدمت إلـينـا هذه الـلوحـة لسـلمى الـكورانـية وهي غـير مـوقعـة أو غيـر «أفلا نسـتطيـع أن نضع علـيهـا - دون خوف من الـوقوع في الخـطأ - تـوقيع الـشاعر أوإمضاء الأخطل الـصغير إن لهـذا العمل الفني قـيمته التي لا تنـكر من الناحيـة الشكليةناحـيـة الإطـار القـصـصي وما يـحـتـوي علـيه من صـور إبداعـيـة في الـتعـبـير واسـتـخدامـفـروض أن يـضـعـنا الـطـاقـتـ كـوسيـلـة مـوفـقـة من وسـائل الـتـجـسـيم.. ولـكن كـان من االـشاعـر أمام تجـربـة أمام تجـربة عـاطـفيـة عـاشتـها الـبـطلـة كـموقف مـتطـور ومـارستـهاـعايشـة الخارجيـة قد اقتـصرت على دور التـفاعل الحسي مع كـانفعال حـي. وتبعا لأن االحدث فقـد أثر ذلك عـلى حركـة النـمو الـداخلي لتـلك اللـحظـة الزمـنية الـطويـلة الحـافلةبالصراع والتوتر لتحيل التجربة في النهاية إلى لوحة مجردة... وبدلا من أن نخرج منضـمـون الـصـراعي لـقصـة حب مـخـفق خـرجـنا بـلـمـسات مـوضوعـيـة الـلـوحة بـجـوهـر اضمـون. ومن خلال رؤية شعرية غائمة لم سرديـة سريعة تمثل التخـطيط الحدثي لهذا انسـتطع أن نـتبـ دوافع الانفـصال بـ سلـمى وحبـيبـها فـؤاد لأن الأبيـات التـاليـة تضع

فتاح في ثقب الباب ولا تفتح: اوراح يـــــــقـــــــرع بـــــــاب الـــــــرزق مـــــــشـــــــتـــــــملا

بــــــعـــــزمــــــة ســــــنــــــهــــــا عــــــلـم وأمــــــضــــــاهـــــا

حـــــــتـى انـــــــثـــــــنى وعـــــــلـى أجـــــــفـــــــانـه بـــــــلل

ود الإبـــــــاء لـــــــهـــــــا لــــــــو كـــــــان أعـــــــمـــــــاهـــــــا

بــــــكـى فــــــؤاد لــــــســــــلــــــمـى والــــــبلاد مــــــعــــــا

وأنــــــــفس رضــــــــيت فـي الـــــــذل مــــــــثـــــــواهـــــــا

ــــــوج من أشــــــجــــــانـه حــــــمــــــمـــــا فــــــحــــــمـل ا

وشــــــــد يــــــــضــــــــرب أولاهــــــــا بــــــــأخــــــــراهـــــــا

ـــــشي فـي جـــــوارحه - وقـــــال - والـــــيـــــأس

ديــــــار ســــــلــــــمـى عــــــلى رغـم هــــــجــــــرنــــــاهـــــا

- ١٠٣ -

اذا بـكى فؤاد من أجل سـلمـى ندرك ذلك بـطريـقة إيـحائـية.. مـعنى أن إنـنا نـدرك ينفـصل محب عن إنسـانة تحبه مـعناه بـالنسـبة إلى هذه الإنـسانة شـعور بالـضياع. فيواقف يحتاج الشعـر إلى التركيز ولا يحتاج إلـى التفصيل.. ولكن الذي يجب مثل هـذه اـاذا بكى من أجل البلاد. مـاذا حدث لهذه الـبلاد حتى يرغم عـلى هجرها أن يفصل هو وهـجـر حبه?! خـضـوع وذل? ما هي حـقـيقـة هـذا الذل وذلك الخـضـوع.. والصـراع الذيدار من داخل الـبطل كـمرحـلة رئـيسـية من مـراحل التـجربة كـتوتـر انفـعالي مـتبـادل بينهوب من يحب? كل ما عرفناه بعد ذلك أن «خمسا من السنوات السود قد صبت بلاياهاعـلى رأس لـبـنـان» وأن حب سـلـمى مـا يـزال حـيـا يـقـتـات عـلى الـذكـريـات.. وهـكـذا نجدأنفسنا أمام لـوحة قصصية يغـلب فيها جانب التـسجيل على جانب التـحليل لأن عملية

راقبة تتم من الخارج! ا

وتسـتمر جولتنا في معـرض الصور حتى نقف مرة ثالثـة أمام هذه اللوحة لعمر بنأبي ربـيـعة. الـلـوحـة الأولى جـمعت بـ هـنـد وأمهـا والـلـوحـة الثـانـيـة جمـعت بـ سـلمىوفـؤاد والـلـوحـة الـثـالـثـة جـمـعت بـ عـمـر ونـعم... هـذه الازدواجـيـة الـصـانعـة لـنـوع منرسومة من التسطح ـقابلة ب طرف قيـمتها في الشعر الـوصفي أنها تنقذ اللـوحة ا اوتجـعلـهـا لوحـة ذات أبعـاد.. منـها بـعد الحـركة وبـعد الـتـجسـيم وبعـد الخلـفيـة المجالـيةولابد من الإشـارة إلى أن الحـركة في لـوحـة «عمـر ونعم» تـخـتلف في نـوعـيتـهـا عنـها فيـواقف سواء .. الحـركـة هنـاك ناتجـة عن تـدرج الأحداث وانـبـثاق ا اللـوحـت الـسابـقـتأكان ذلك فـي منطـقة الـرؤية التـخيـلية أو مـنطـقة الواقـع المحس ولكن الحركـة هنـا ناتجةعـن تحـويل المجـرى الــتـعـبـيــري نـفـسه من مــنـعـطف مــوضـوعي إلى آخـر أشــبه بـحـركـة

تنقلة من زاوية إلى زاوية: الكاميرا اأخـــــــــاك يـــــــــا شــــــــعـــــــــر فـــــــــهـــــــــذا عـــــــــمــــــــر

وهــــــــــــــذه نـــــــــــــــعـم وتـــــــــــــــلـك الـــــــــــــــذكــــــــــــــر

- ١٠٤ -

لــــــــوحـــــــان مـن فـــــــجـــــــر الــــــــصـــــــبـــــــا وورده

غــــــــذاهـــــــــمـــــــــا قـــــــــلـب وروى مـــــــــحـــــــــجــــــــر

فـــــــــــــرخـــــــــــــان فـي وكـــــــــــــر تــلاقـى جـــــــــــــانـح

وجـــــــــــانـح ومـــــــــــنـــــــــــقـــــــــــر ومـــــــــــنـــــــــــقـــــــــــر

يــــخـــــتـــــلـس الـــــقـــــبـــــلــــة مـن مـــــبـــــســـــمـــــهــــا

هـل تـــــعــــرف الـــــعــــصـــــفـــــور كــــيـف يــــنـــــقــــر?

وهـــــــــو إذا أمـــــــــعـن فـي ارتـــــــــشـــــــــافـــــــــهــــــــا

ــــــــمـــــــنــــــــا كـــــــيـف يـــــــذوب الــــــــســـــــكـــــــر عـــــــل

رســـــــــــالـــــــــــة مـن فـــــــــــمـه لـــــــــــفـــــــــــمـــــــــــهـــــــــــا

كـــــــذا رســـــــالات الـــــــهـــــــوى تـــــــخـــــــتـــــــصـــــــر!

ثل نقـطة البـدء الانطلاقيـة لمجرى التـعبير.. ـوضوع الشعـري في هذه الأبيـات اهدة ونشعر أن الحركة تنساب فوق أرضيـة مبطنة بأحلام التصور إنها لوحة جزئية يـلـعـب فـيـهـا الحـلم الـشـعـري دور الــتـحـضـيـر لـواقع حـسي مـغــيب. الـشـاعـر هـنـا يـحـلمـكن أن يـتـصـور من خلالـهـا حـسـيـة الـعلاقـة ب نـعم بـالـرؤيـة.. الـرؤيـة المجـسـدة الـتي

شهدية. وعمر على مدار هذه التوزيعات ا

قطوعة الـتالية يتحول المجرى التعبـيري الى منعطف جديد.. ينتقل من غيب وفي اـواجهـة وبعد أن كـانت حركة الـتعبـير مـصبوبـة في قالب الحديث التهـو الى حضور ا

عن عمر غير الشاعر من اتجاهها لتصب في قالب الحديث الى عمر:قـل لـي بـــــــــــنـــــــــــعـم وبــــــــــأتـــــــــــراب لـــــــــــهــــــــــا

يــــــلــــــعـــــــ مــــــا شــــــاء الــــــصــــــبــــــا والأشــــــر

لـــــــــيـــــــــلـــــــــة ذي دوران هـل كـــــــــانـت كـــــــــمــــــــا

حــــــــــــــدثـت أم أخــــــــــــــيـــــــــــــلــــــــــــــة وصـــــــــــــور?

- ١٠٥ -

ونــــــــــعـم هـل كـــــــــانـت كــــــــــمــــــــــا صـــــــــورت أم

ــــــــصـــــــور? بــــــــالـغ فـي تــــــــلــــــــويــــــــنــــــــهــــــــا ا

كــــــــــاعـب ــــــــــ يـــــــــــا لــــــــــلــــــــــمـــــــــــنـى أعـن

ــــــــــعــــــــــصــــــــــر وعـن شــــــــــمــــــــــال كــــــــــاعـب وم

فــــــــمن هــــــــنـــــــا حــــــــيـث تـــــــنــــــــدى الـــــــزهـــــــر

ومـن هـــــــــنــــــــا حـــــــــيـث تــــــــدلـى الــــــــثـــــــــمــــــــر

وأنـت لا تــــــــألــــــــو دعــــــــابــــــــا فـي الــــــــهـــــــوى

! شــم وتـــــــــــقـــــــــــبـــــــــــيـل وأشـــــــــــيـــــــــــا أخـــــــــــر

كاني لـلذكريات الى ويتغـير الاتجاه مرة أخـرى ـ في معركـة صاعدة ـ من البـعد اتلك الـشرفة الـبعيـدة التي تـتحول الى سـاحة عرض صـغيـرة لبعض جـوانب الشخـصيةـسـهـمـة في ازدواجـيـة الـصـورة.. ويلاحظ أن اتجـاه الـشاعـر الأسـاسي إلى النـسـائـيـة اـرأة من زاوية عـملـيـة الـتـصـوير من الخـارج هـو الـذي يـدفـعه غالـبـا إلى أن يـنـظـر الى اـا يـحتـاج إليه من الـتكـوين الجـمالي لـلـوجه والجسـد حـيث لا يظـفر الـتـكوين الـنـفسي

سياحة داخلية:ــــــا عــــــمـــــوا قــــــالــــــوا الحــــــجـــــاز مــــــجــــــدب

ونــــــــــــــعــم فــــــــــــــيــه روضــــــــــــــة ونــــــــــــــهــــــــــــــر

إن زقت الــــــــعــــــــود انـــــــاشــــــــيـــــــد الــــــــهـــــــوى

حـن لــــــــــهــــــــــا الـــــــــــعــــــــــود وجـن الــــــــــوتــــــــــر

أو صـــــــفـــــــقـت لـــــــلـــــــهـــــــو في أتـــــــرابـــــــهـــــــا

مــــــاج لـــــــهــــــا الــــــوادي وغـــــــنى الـــــــشــــــجــــــر

الحـب مــــــــــذبــــــــــوح عــــــــــلـى أقــــــــــدامــــــــــهـــــــــا

والحــــــــسـن فـي ألحــــــــاظــــــــهـــــــــا يــــــــكــــــــبــــــــر

- ١٠٦ -

تــــــعــــــرت الـــــــشــــــمـس عــــــلى وجـــــــنــــــتــــــهــــــا

وانــــــــشق ـ لــــــــو تــــــــعـــــــلـم أيـن ـ الـــــــقــــــــمـــــــر

الــــــــعـــــــنب الأحــــــــمـــــــر مـــــــســـــــفــــــــوح عـــــــلى

شــــــفــــــتــــــهــــــا مــــــا الأقــــــحــــــوان الأصــــــفـــــر?

والــــــوردة الــــــبــــــيـــــــضــــــاء أو قل نــــــهــــــدهــــــا

كـــــــــــــــأنـه مـن خـــــــــــــــيـلاء يــــــــــــــســــــــــــــكــــــــــــــر!

ـرأة كـتكـوين جـمالي مـقـبولـة في الـشـعر إذا مـا كـانت انبـثـاقا هـذه الـنظـرة الى اوغـير مقـبولة على الإطلاق تجريديا لـتجربـة حسية بـحتة ومـقبولة نـسبيـا في «عمر ونعم»في «نـدى ووداد».. ذلك لأن الـتجـربة هـنا عـاطـفيـة تحتل مـكان الـقـمة من مـرتفع الـعلاقةتبـادل ب عاطفـة الأبوة وعاطفـة البنوة تجـربة الوجود الإنسـانية. إنهـا تجربة الشـعور االإنـسـاني الـذي يـلـغى فـيه مـعـنى الإحـسـاس بـالـعـدم حـ يـتـحـقق له امـتـداده الحيـاتيـتصل الحـلقات بـحركة الـزمن الدائبـة.. إننـا لا نكاد نـرى «وداد» ابنة الـشاعر وهي في ا

العشرين إلا من خلال رؤيته البصرية:يــــــــــــــا قــــــــــــــطــــــــــــــعــــــــــــــة مـن كــــــــــــــبـــــــــــــدي

فــــــــــــــــــــــــــــداك يـــــــــــــــــــــــــــــومــي وغــــــــــــــــــــــــــــدي

وداد يـــــــــــــــــــــــــا أنــــــــــــــــــــــــــشـــــــــــــــــــــــــودتــي الـ

ــــــــــبــــــــــكـــــــــر ويـــــــــا شــــــــــعـــــــــري الـــــــــنـــــــــدي

يـــــــــــا قـــــــــــامـــــــــــة مــن قـــــــــــصـب الـــــــــــســـــــــــكـ

ــــــــــــــــــــــد ـــــــــــــــــــــــق ـــــــــــــــــــــــر رخــص الـــــــــــــــــــــــع ك

ــــــــــــــــهــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــا يــــــــــــــــــــــزد حـــلاوة مــــــ

ـــــــــــلــــــــــــــــيــــــــــــــــهــــــــــــــــا تــــــــــــــــزد يـــــــــــــــــوم عـــــ

ــــــــــــــــــــدي فــي خـــــــــــــــــــــاطــــــــــــــــــــري تـــــــــــــــــــــوق

ــــــــــــــــــــــــــــــقـــي وغـــــــــــــــــــــــــــــردي وصــــــــــــــــــــــــــــــف

- ١٠٧ -

تـــــــــــــــــــســــــــــــــــــتـــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــقــظ الاحــلام فـي

نــــــــــفـــــــــسـي وتـــــــــســـــــــقــــــــــيـــــــــهـــــــــا يـــــــــدي

✸✸✸✸✸✸✸✸

عــــــــــــــــشــــــــــــــــرون قـل لــــــــــــــــلــــــــــــــــدهــــــــــــــــر لا

تــــــــــــبــــــــــــرح ولــــــــــــلــــــــــــدهــــــــــــر اجــــــــــــمـــــــــــد

عـــــــــــــشـــــــــــــرون... يـــــــــــــا ريـــــــــــــحـــــــــــــانـــــــــــــة

ـــــــــــــــــــــــــــــلـــي مــــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــــــــــدد فـــي أ

عـــــــــــــــشـــــــــــــــرون... هـــــــــــــــلـل يـــــــــــــــا ربــــــــــــــيـ

ــــــــــــلــــــــــــــــصـــــــــــــــبــــــــــــــــا وعــــــــــــــــيـــــــــــــــد ــع لــــ

وبــــــــــــــــــشـــــــــــــــــر الــــــــــــــــــزهــــــــــــــــــر بـــــــــــــــــأخـ

ـــت الـــــــــــــزهـــــــــــــر واطــــــــــــــرب وانـــــــــــــشـــــــــــــد

وانــــــــــــــــقـل الــى الـــــــــــــــفــــــــــــــــرقـــــــــــــــد مـــــــــــــــا

ـــــــــــــــــنــــــــــــــــمـــــــــــــــــتــه عـن فـــــــــــــــــرقــــــــــــــــدي

سـيـطـرة وعبـر هـذه الـرؤية الرؤيـة الـبـصريـة ـ في هـذه الأبـيـات ـ هي الغـالـبـة واتـلـوح لنـا «وداد» وهي مجـمـوعة من صـور التـكـوين الجمـالي: أنشـودة وشـعر قـامة منقصب السكر حلاوة زائدة ريحانة عـبقة زهرة يانعة.. وهلل يا ربيع واجمد يا دهر ولاا يحـلل.. ولو حـدث العكس لاسـتحالت تـبرحي يـا شمس! الشـاعر الأب يسـجل أكثـر اللوحـة على امتـداد الرؤية الـنفسيـة الى تجربة.. تجـربة تتـفتت فيهـا تلك اللـحظة الـزمنيةفـجـرة لـطاقـة الانـفعـال الى جـزئيـات مـتـغيـرة ونـاميـة. هـذه اللـحـظـة التي تـعـتبـر مـركز اجـمـوعة من الـلـفتـات الـذهنـية.. الـتفـجـير الانـفعـالي هي تـلك الـتي دار حولـهـا الشـاعـر لحظة الإحساس بالوصول الـزمني للابنة الى سن العشرين. وإذا ما أردنا أن نفتت تلكالـلحظة الى جـزئيات أعـني الى لحظات فرعـية ومتـولدة فمن المحتم عـلينـا ـ ونحن نأخذـوها من الـداخل. عنـدئذ تـبدو لـنا مكـان الشـاعر ـ ان نـعيش في قـلب اللـحـظة لـنراقب

- ١٠٨ -

نطلقة من مركز الضوء هذه اللحظات الجزئية الوليـدة وهي أشبه بانعكاسات الأشعة االى كل اتجاه.. لـقـد كانت الـلـحظـة الزمـنـية ـ لحـظـة سن العـشريـن ـ هي مركـز الانطلاقـاضي وأخرى الى لأشـعة الـفـكر الـشعـري بـالنـسـبة الى تجـربـة الشـاعـر. انطلاقـة الى اـكن أن تلـتقـي بعد سـتقـبل وتلك هي الاتجـاهات الـنفـسيـة التي الحـاضر وثـالثـة الى اذلك في نقطة تجمع فكرية أساسهـا ارتباط الأزمنة الثلاثة في الوجود الداخلي للطرفتصل الحلقات بحركة الزمن. تقابل لنحقق فكرة الشعور بذلك الامتداد الحياتي ا ا

وما نقوله هنا نقوله عن لـوحة «ندى» وهي في الخامسة.. إنها ـ في منظار الشاعرـ بـسمـة الورد وهمـسة الـطهر وشـعلـة الحب ووشاح الجمـال وأخت الفـراشات ولكنـقـطوعـة الأخـيرة يـهـزنا لأنه قـد أعـطانـا على الأخطل الـصـغيـر يهـزنـا بعـنف في خـتام االأقل «خلاصـة» التجـربة.. أعـطانا مـرحلـة التبـلور النـهائي لـوقع اللحـظة الـزمنيـة ـ لحظةسن الخــامـسـة ـ عـلـى وجـوده الـداخـلي كــإنـسـان. هـذا الــوقع مـجـسم بــانـفـعـال صـادق

قطوعة. ومركز في الأبيات الثلاثة النهائية من هذه انــــــــــــــداي مـن ســـــــــــــلــــــــــــــسـل الخـــــــــــــمـــــــــــــر

فـي الــــــــــــــثــــــــــــــنـــــــــــــايــــــــــــــا الــــــــــــــعـــــــــــــذاب?

مــن صــــــــــــــفــف الــــــــــــــشـــــــــــــــعــــــــــــــر فــــــــــــــوق

الجــــــــــــــبـــــــــــــ ســــــــــــــطـــــــــــــر كــــــــــــــتـــــــــــــاب?

رددت لـــي بــــــــــــــــــــــــعـــــــــــــــــــــــــد يــــــــــــــــــــــــأســي

حـــــــــــــلـم الـــــــــــــهــــــــــــوى والـــــــــــــشـــــــــــــبــــــــــــاب

!? من انت

ـــــــــــــــــــــــــــــــــا الـــــــــــــــــــــــــــــــــلــــه الـــــــــــــــــــــــــــــــــلــــه

عــــــــــــــــضــت عــــــــــــــــلــى الــــــــــــــــعــــــــــــــــنــــــــــــــــاب

ـــــــــــــيـــــــــــــــديـــــــــــــــهـــــــــــــــا وصـــــــــــــــفــــــــــــــــقـت بـــ

وغـــــــــــــــــمــــــــــــــــغـــــــــــــــــمـت بـــــــــــــــــالجــــــــــــــــواب

- ١٠٩ -

ــــــــــــــــــريــــــــــــــــــــاحــــــــــــــــــــ عــــــــــــــــــــنــي ســل الــ

وســل حــــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــ الــــــــــــــــــــربــــــــــــــــــــاب!

بـقدر مـا كانت «نـدى» ـ في بدايـة العمل الـشعـري ـ انعـكاسـا لتـكوين جـمالي عـبر رؤيةالـبصر والتـخيل أصبـحت - في نهايـة هذا العمل - وهـي انعكاس لـتكوين وجـودي عبر رؤيةالشعـور والفـكر.. اللـحظـة التي تعض فـيهـا الطفـلة عـلى الشفـت وتـصفق بالـيدين وتـغمغمبالكـلمات معناها بالنـسبة الى الأب أن وجوده الإنساني قد بدأ ـ بصـورة منطقية ـ من نقطةالبـدء الحقيـقي لهذا الـكيان الـطفولي الـذي ينتـسب إليه.. إنهـا عملـية إثبـات للوجـود وظاهرةامـتداد ونـفي لـلعـدم. وكل هذا نـسـتطـيع أن نـستـشفه من خلاصـة الـتجـربة أو مـن مرحـلتـهاـكن أن تلحق بـالشعر إذا لم الـنهائيـة وهو في الوقت نـفسه يؤكـد لنا مدى الخـسارة التي

راحل الزمنية لارتباط الفكر بالحياة. تكتمل لتجاربه كل ا

ولـيس مـعــنى ذلك أن شـعـر بـشـارة الخــوري يـخـلـو من الـتـجــربـة.. تجـربـته الـذاتـيـة أوـوضـوع ـشـكـلـة هـي طـغـيـان الـلـوحــة واحـتلالـهـا أكـبــر حـيـز من ا تجـارب الآخـرين. ولــكن اا ينتج عنه أن ينكمش مضمـون التجربة فيصبح وهو تفـريجة نفسية في مرحلة الشعـري ـنحـنيات. وإذا العـبور الفـكري لـلحـظة زمنـية يـقتـضي الوصول إلـيهـا أن نسـلك الكثـير من اعـثـرنا عـنـده عـلى تجـربـة لا تـطغـى علـيـهـا الـلـوحـة واجهـتـنـا مـشـكلـة الأداء الـتـكـنـيـكي الذييـعـرضهـا من خلال تـصـمـيم بنـائي مـتـرابط تـبدو فـيه مـراحل الـتـجـربة وهي وحـدة عـضـويةعـاشة عن شـكلـة تجربـته ا كن أن تجـسم لـنا هـذه ا اذج الـتطـبيق الـتي متـناسـقة. ومـن ـعـاشة عن طـريق «الآخـر» في قـصـيدته طريق «الـذات» في قـصـيـدته «الى امرأة» وتجـربـته ا«رب قل للجوع». النـموذج الثاني مثلا يقدم لنا تجربة فتـاة شريفة مات أبواها ولم يتركا لهاغير ثـروة ضخمة مـن الجمال تعـادلها في الـضخامـة ثروة من الفـقر.. وموطن الـتجربـة لبنانوأرضـيـتـهـا الـزمـنـيـة أيام الحـرب. وتـنـتـهي مـراحل الـصـراع بـ الجـمـال الـشـريف وب ذلالحاجـة الى أن تغـامـر الفـتاة بـذهابـها الى قـصر الحـاكم ـ مـخدوعـة بكـلمـات قوادة عـجوز ـ

- ١١٠ -

لتـلتـمس لنـفـسهـا ولأخيـها الـصغـير مـا يعـينـهـما عـلى الصـمود في مـعركـة الجوع. وهـناك ـداخل حجرة مغلقة ـ أعطت الفتاة قبل أن تأخذ.. أعطت شرفها وهي مرغمة!

راحل الـتجربة لو اكـتسب الأداء التكـنيكي شيـئا من النـضج في هذه القصـيدة لأتاح راحل أن أن تـكـون خيـوطـا حيـة لـنسـيج عـضوي مـوحـد. فبـدلا من أن يـهيئ الـشـاعر لـهـذه اوهـا الاطرادي ـ دون حركة انـفصال معـوقة رأيناه يقـطع خط السير تتتـابع ـ في خط سير ـواضــيع لـيـفـسـر مـوقـفـا أو يـعـلق عـلـى حـدث.. ومن الـطـبـيـعي أن يـنـتج عن هـذا في بـعض اتكرر أن تظهر الفجوات في البناء العضوي للتجربة لتحول ب خيوطها الناسجة التدخل اـسنا ا فـيه من تجربـة ذاتية ـوذجه الشعـري الأول وبـ وحدة الـتماسك وإذا عـدنا الى نـاســب.. فبـقـدر ما نـشاهـد هنــاك اختــلافـا جوهـــريا في مـــا يتصــل بـالأداء التـكنيـــكي امن انـفصـال ب الـلـحظـات الزمـنيـة الرامـزة الى مـراحل التـجربـة نـشاهـد هنـا ـ في قصـيدة«الى امـرأة» ـ من الإسـراف في الـتـرابط مـظـهـرا من مـظـاهـر الـضـغط الـذي يـصيـب الأبـعادراحل التـحليـلية لـكل مرحلـة بشيء من التـقلص والـضمور.. وتـتراءى لنـا ـ تبعـا لذلك ـ كل ا

فتوحة: ا تتراءى لنا وهي مجموعة من الغرف ا فاتيح اكثر وهي مجموعة من امـــــــــاذا? أحــــــــقــــــــا كــــــــنـت بـي تــــــــهــــــــزئــــــــ

وكــــــــــــنـت فـي حــــــــــــبـك لـي تــــــــــــكــــــــــــذبــــــــــــــــــا لـم تـــــــخــــــــدعـــــــيــــــــني مــــــــطـــــــلــــــــقـــــــا إ

نـــــــفـــــــسـك يـــــــا هــــــذي الـــــــتـي تـــــــخـــــــدعــــــمـــــــــنـــــــــعـت حــــــــبـي عـــــــــنـك لـــــــــكـــــــــنـــــــــمــــــــا

مــــــنــــــحت عــــــفــــــوي شــــــيــــــمــــــة الأكــــــرمــــــ✸✸✸✸✸✸✸✸

مـــــــــهـلا فـــــــــمـــــــــصــــــــبـــــــــاحـك لـم يـــــــــأتـــــــــلقـــــــا مـن شـــــــعــــــــلـــــــتـي تـــــــقــــــــبـــــــســـــــ إلا

مـــــــــــــــهــلا فـــــــــــــــإنــي مـــــــــــــــثــل ذاك الـــــــــــــــذي

ــــــــ فـي عــــــــرس قـــــــــانـــــــــا أدهش الـــــــــعـــــــــا

- ١١١ -

ـــــــــــاء فـي صـــــــــــيــــــــــــرت خـــــــــــمـــــــــــرا آسـن ا

نــــــفـــــسـك: خـــــمــــــرا يــــــنـــــعـش الـــــشــــــاربـــــ

ولـــــــيـــــــمــــــــة كـــــــانـت لـــــــنـــــــا فـي الـــــــهـــــــوى ــــــعـــــــجــــــبــــــ أكــــــثـــــــرت فــــــيــــــهـــــــا عــــــدد ا

✸✸✸✸✸✸✸✸

هل كــــــــنـت في أبــــــــهى لــــــــيـــــــالـي الـــــــهـــــــوى

أيـــــــــام كــــــــنـت فـــــــــتــــــــنــــــــة الـــــــــنــــــــاظـــــــــرين

هــل كـــــــــــــــــــنــت إذ ذاك ســــــــــــــــــــوى آلـــــــــــــــــــة

ألحــــــانـــــــهـــــــا مــــــنـي ومـــــــنــــــهـــــــا الـــــــرنــــــ

أنــــــــــــــشـــــــــــــــدت أحـلامــي عــــــــــــــلــى فــــــــــــــارغ

مـن خــــــشـب الـــــــقــــــلـب الـــــــذي تحــــــمـــــــلــــــ

كــــــــــــالــــــــــــنــــــــــــغــم الــــــــــــرنــــــــــــان فـي آلــــــــــــة

فــــــــــارغـــــــــــة تحـت يـــــــــــد الـــــــــــضـــــــــــاربــــــــــ

راحل الثلاث من مراحل التجربة مضغوطة الى درجة الأبعاد التحليليـة في هذه ارأة الاخـتـزال.. وما دام الـشاعـر قـد وضعـنا أمـام تجـربة «بـجمـالـيونـية» تـتـحول فـيهـا اـسـات الـفـنان ـ كل «الـتـمثـال» الى امـرأة «حـيـة» يـتدفق فـي كيـانـهـا الـرخـامي ـ بفـضل معـاني النـبض والحركـة فقـد كنـا ننـتظـر من بجـمالـيون الـشاعـر أن يحـدثنـا ـ بشيء منالتفصيل ـ عن دوره الإحيائي للرخام البارد وكيف تنكر له الرخام الحي حتى قرر في

وقف الذي يشبه التحطيم: النهاية أن يقف من تمثاله هذا اوالآن ســــــــــيــــــــــري فـي الــــــــــطــــــــــريـق الـــــــــذي

شـــــــــئـت فـــــــــلـي أيـــــــــضـــــــــا طـــــــــريـق أمـــــــــ

ســـــــيـــــــري ولا تــــــنـــــــسي بـــــــأن تــــــســـــــتــــــري

إن كـــــــنـت تـــــــســـــــتــــــــحـــــــ ذاك الجـــــــبـــــــ

- ١١٢ -

مــــــــــــأدبـــــــــــة أفـــــــــــرغـت كـــــــــــأسـي بـــــــــــهـــــــــــاوقـــــــمـت عـــــــنــــــهـــــــا لا كـــــــمـــــــا تـــــــزعـــــــمــــــ

فــــــفــــــضـــــلــــــة الـــــكــــــأس الــــــتي عــــــفـــــتــــــهـــــاتــــــركـــــــتــــــهــــــا لــــــلــــــخـــــــدم الــــــســــــاقــــــطــــــ

مـا الذي نـريد أن ننـتهي إليـه من وراء هذه الجولـة النقـدية الـدارسة? هو مـا قررناهدرسة في البـداية من أن بشـارة الخوري ـ من خلال هذه الـنماذج وكـواحد من شعـراء اـكن أن تخـطـئه الـع الـفـاحـصة.. هـو عـلى هذه الثـانـية ـ وجه فـني أصـيل ومـتـميـز لا الصورة بالـرغم من كونه شاعر اللـوحة وليس شاعـر التجربة. ويـتضح من هذه الدراسةأنه يعيش تجاربه ولكنه يعيشها بطريقته الخاصة التي تكسب لوحاته أولوية التفوق منوهبة عند الشاعـر الرسام أكثر من اكتمـالها عند الشاعر الناحية الفنـية تبعا لاكتمـال اـفكـر.. وإذا كان هنـا جانب الـنقص فهـناك جـانب التعـويض.. وفي ميـدان الإضافة الى اـعاصـر بالـنسـبة الى هـذا الجانب الأخـير أنه واحـد من الأساتـذة القلائـل في شعـرنا ا

ستوى التركيبي للجملة الشعرية. ارتفاع ا

درسـة الأولى ـ وعلى مدار شـعر الـترديد أما ح نـسلط عـليه الـضوء كواحـد من شعـراء اوالـتقلـيد ـ فإننـا لا نستطـيع أن نحدد قـسمات وجهه الـشعري في غـمرة الزحام.. إن وجـهه يختلط. أحيـانـا بـوجه شوقي ويـخـتـلط بوجـه مطـران ويـختـلط بـوجـوه أخرى في شـعـرنـا العـربي الـقد

درسة ولا تقتصر على الأخطل الصغير: ونفس الظاهرة تنسحب على كل شعراء تلك اعـــش أنـــت إنــي مـــت بـــــــــــــــــــــــــــــعـــــــــــــــــــــــــــــدك

وأطــل الــى مــــــــــــــــــــا شــــــــــــــــــــئــت صـــــــــــــــــــدكمــــــــــا كــــــــــان ضـــــــــــرك لــــــــــو عــــــــــدلـت أمــــــــــا

ــــــــــــيـــــــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــــــاك قـــــــــــــــــــــــدك رأت عــــــــــــوجــــــــــعـــــــــلـت مـن جــــــــــفــــــــــنـي مـــــــــتــــــــــكـــــــــأ

ومــن عــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــنـــي مـــــــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــدك

- ١١٣ -

ضمون? إنـنا نواجه شعر يـز بشارة الخوري من نـاحية الشـكل وا أي شيء هنا طلع التقليدي كررة ومن وراء هذا ا «الاكليشيـهات» اللفظية التي تحمل طابع النسـخة ا

صري القد وهو يقول: للقصيدة نستطيع أن نلمح وجه البهاء زهير.. الشاعر اتــــــــــــــــــــعــــــــــــــــــــيــش أنــت وتــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــقـى

أنـــــــــــــــــــــا الــــــــــــــــــــــذي مــت حــــــــــــــــــــــقـــــــــــــــــــــا

وضـوعيـة لشـعر الـغزل ـوت «الرومـانتـيكي» كـان بعـدا رئيـسيـا من الأبعـاد ا هذا اتوارث درسة الأولى وهو مظهر من مظاهر التبعية لقافلة الغناء العربي ا عند شعراء اـتـشـابهـة.. وبـشارة حيث تـتـفـرع من نقـطـة البـدايـة ـ في إيـقاع رتـيب كل أنـغـام الحداء اـوت لـيـذكـر الخـوري - كـواحـد من هـؤلاء الحـداة - يـتـغـنى مـرة أخـرى بـرومـانـتـيـكـيـة ا

بقصيدة «أزوار بيت الله» للعباس بن الأحنف:بـــــــلــــــــغـــــــوهــــــــا إذا أتـــــــيــــــــتم حــــــــمـــــــاهـــــــا

أنـــــــــــنــي مـت فـي الــــــــــــغــــــــــــرام فــــــــــــداهـــــــــــاواذكـــــــــــرونـي لــــــــــهــــــــــا بـــــــــــكـل جــــــــــمــــــــــيـل

فــــــعــــــســــــاهــــــا تــــــبــــــكي عــــــلـي عــــــســــــاهـــــاواصـــــحــــــبـــــوهـــــا لــــــتـــــربـــــتـي فـــــعــــــظـــــامي

تــــــشـــــــتــــــهـي أن تـــــــدوســــــهـــــــا قــــــدمـــــــاهــــــا

ويبـقى بعـد هذا كـله بشـارة الخوري من الـناحـية الاتجـاهيـة من ناحـية الحكـم عليهكشـاعر صـاحب موقـف من قضـايا مـجتـمـعه الذي يـعيش فـيه. إن الـشاعـر كفـنان - فيـشكلات ـكن أن يفـصله عن الـشاعـر كمـلتـزم وكمـرتبط مـجال الـعرض والـتقـييم - لا الجـمـوع بـصـورة أخلاقـيـة في نـفس المجـال نجـد تجـاوبـا واضـحـا وتـعـاطـفا اصـيـلا بالكيـان النفسي لـلشاعر وب الـكيان القـومي للبنان كـكيان محـلي لوجوده الذاتي المحددوكـوطن عـربي لوجـوده الإنـسـاني الكـبـيـر. ولك أن تلـقـاه في «وكـر النـسـور».. وفي خـتامـوت» وفي «غنيت للـشرق الجريح» وفي «لبـنان عيد ما «سلمى الكـورانية» وفي «نحن وا

- ١١٤ -

أرى» وفي «غصة السراب» وفي «ليالي الجهاد» وفي «ثورة من دمنا» وفي «يا أمة غدتالذئاب».. وأخيرا في «بني وطني» و«صدى القبلات»:

بـــــــنـي وطــــــنـي والحــــــادثـــــــات غــــــنـــــــيــــــمــــــةفـــــمـــــالـي أرى هـــــذي الـــــعـــــيـــــون غـــــوافـــــيـــــا

ألا فـــانـــهـــضـــوا نـــبـــني الحـــصـــون مـــوانـــعــاــــبــــانــــيــــا ونــــعــــلـي عــــلى مــــر الــــعــــصــــور ا

ونــــــرسـي عــــــلى أس الــــــعــــــلــــــوم مــــــدارســــــاتــــــوحـــــد أمــــــيـــــال الــــــبـــــنــــــ الجـــــوافــــــيـــــا

ونـــــــرفع فـي هـــــــذي الــــــبـلاد مـــــــصــــــانـــــــعــــــاتـــــــضم إلـــــــيـــــــهــــــا الـــــــعـــــــاملات الأيـــــــاديــــــا

ونــــكــــشـف عن هــــذي الــــســــمــــاء غــــيــــومــــهـــافــــــنـــــبــــــصــــــر وجـه الأفق أزهــــــر صــــــافــــــيـــــا

فـــــــــيـــــــــا لـك أحلامـــــــــا إذا مـــــــــا تحـــــــــقـــــــــقترضــــــيت حــــــيــــــاتـي أن تــــــكــــــون ثــــــوانــــــيـــــا

ـسـتـقبل شـهـود وشـاعـر التـطـلع إلى ا هـنـا شـاعر الـيـوم والـغـد شاعـر الحـاضـر اـسـتـقبـلـية تحـلق في أفق الـتـسـليح والخطـاب مـوجه إلى وطـنه الـعربـي الكـبـير وآمـاله اوالتثقـيف كوليـد شرعي لوعي الـرؤية العـقلية الـبعيـدة إنها تجربـة أحلام أمسيـة معاشةوهي تـعـاش الـيوم كـتـجـربـة واقع يـومي مـحقق ولاحـاجـة لـلـشـاعر - في تـعـلـيل أمـنـيةـقـابل هـو الـتـضـحـيـة بـالحـيـاة وعـلى امـتـداد الـتـجـاوب الأمس - إلى أن يـكـون الـثـمن اقدسة للوطن السليب: والتعاطف في كل بقعة من بقاع العروبة تلوح له الأرض العربية ا

يــــــــــــــا جـــــــــــــهـــــــــــــادا صــــــــــــــفـق المجـــــــــــــد لـهلـــــــــبـس الــــــــغـــــــــار عـــــــــلــــــــيـه الأرجـــــــــوانــــــــا

شــــــــــــرف بـــــــــــاهـت فـــــــــــلـــــــــــســـــــــــطـــــــــــ بـهوبــــــــــنــــــــــاء لـــــــــلــــــــــمــــــــــعــــــــــالـي لا يــــــــــدانى

- ١١٥ -

إن جــــــــرحـــــــا ســــــــال مـن جـــــــبــــــــهـــــــتــــــــهـــــــالــــــــثـــــــمـــــــتـه بـــــــخــــــــشـــــــوع شـــــــفــــــــتـــــــانـــــــا

وأنـــــــــيـــــــــنـــــــــا بـــــــــاحـت الـــــــــنـــــــــجــــــــــوى بهعــــــــربـــــــيــــــــا رشــــــــفـــــــتـه مــــــــقــــــــلـــــــتــــــــانـــــــا

نـــــــحـن يــــــا أخـت عـــــــلى الـــــــعـــــــهـــــــد الــــــذيــــــــهـــــــــد كـلانــــــــا قـــــــــد رضـــــــــعــــــــنـــــــــاه مـن ا

يـــــــثــــــرب والــــــقــــــدس مــــــنـــــــذ احــــــتــــــلــــــمــــــاكــــــعـــــبــــــتـــــانــــــا وهـــــوى الــــــعـــــرب هــــــوانـــــا

قم إلـى الأبــــــــطــــــــال نــــــــلــــــــمـس جــــــــرحــــــــهمـــــــســـــــة تـــــــســــــبـح بـــــــالـــــــطـــــــيـب يـــــــدانــــــا

قـم نجـع يـــــــــومــــــــــا مـن الـــــــــعـــــــــمـــــــــر لــــــــــهمهــــــبـه صـــــوم الــــــفــــــصح هــــــبـه رمـــــضــــــانـــــا

ـــــــــــــــا الحــق الــــــــــــــــذي مـــــــــــــــاتــــــــــــــــوا لـه إـــــــشـي إلـــــــيه حــــــــيث كـــــــانـــــــا حـــــــقــــــــنـــــــا

في هذين الـنموذجـ يعيش الأخـطل الصغـير تجربـة الجموع العـربية في وطن بلاحدود... والـشعور بالقـومية في النـموذج الأخير هـو مركز التجـربة وقلبـها النابض حفهوم وحدة شترك من أجل فلسط في وجدان الشاعر يلتقي معنى الجوع الديني االأرض والـلـغـة والتـاريخ والـتـقالـيـد. أمـا تجربـة الجـمـوع الـعربـيـة في الـوطن الذي وضعنقـطة الـبدايـة لوجـوده الإنسـاني لبـنان فـهي هنـا مجـسمـة في هذه الـزفرة الـتي أطلـقها

بشارة الخوري في يوم له تاريخ.. وما أكثر أيام وطنه التي أذاقته طعم الغناء والبكاء.لـــــــــبـــــــــنـــــــــان عـــــــــيـــــــــد مـــــــــا أرى أم مـــــــــأ

ـــــــــــــتــــــــــــبــــــــــــسـم لــــــــــــلـه أنــت وجــــــــــــرحـك اعــــــــــصـــــــــروا دمـــــــــوعـك وهي جـــــــــمـــــــــر لاذع

يـــــتــــــنــــــورون بــــــهــــــا وصــــــبــــــحك مــــــظــــــلم

- ١١٦ -

قـل لــــــــلــــــــرئــــــــيـس إذا أتــــــــيـت نــــــــعــــــــيــــــــمهإن يــــــشـق رهــــــطـك فــــــالــــــنـــــــعــــــيم جـــــــهــــــنم

أيـــــــطــــــوف الـــــــســــــاقـي هــــــنـــــــا بــــــكـــــــؤوسهويــــــــزمـــــــجــــــــر الجــــــــابي هــــــــنــــــــاك ويـــــــرزم

تـــعــــرى الـــصــــدور هـــنــــا عـــلـى قـــبـل الـــهـــوىوهــــــــنــــــــاك عـــــــاريــــــــة تــــــــنـــــــوح وتــــــــلــــــــطم

والـــــكــــهـــــربــــاء هــــنـــــا تــــشـع شــــمـــــوســــهــــا وســـــــــــراج أكــــــــــثــــــــــر مـن هــــــــــنــــــــــاك الأنجـم

وهو بـعـد ذلك شـاعر الـدعـوة إلى الـعمل.. شـاعـر الـدعوة إلى الحـيـاة والحـياة منوراء منظاره سلوك جاد وأيد خشنة وسعي متصل وميدان للتضحية:

نـشء لــــــــــــبـــــــــــنــــــــــــان هــــــــــــذه رايـــــــــــة الأرز فـــــــــإمــــــــــا الـــــــــفـــــــــداء بــــــــــالـــــــــنــــــــــفس أو لا

قـم نــــــــــخـــــــــــشـن مــــــــــنـــــــــــا الــــــــــيــــــــــديـن فـلانـــــــــحـــــــــصــــــــد حـــــــــقـلا إلا ونــــــــزرع حـــــــــقلا

الأكـف الــــــــلـــــــــدان من شـــــــــغـف الــــــــغـــــــــيــــــــدفــــــــــحـــــــــدد مـــــــــنــــــــــهـن لـــــــــلـــــــــحـق نــــــــــصلا

شــــــــــقــــــــــيـت أمـــــــــة إذا المجــــــــــد نــــــــــاداهـــــــــاتـــــــــــلــــــــــوت عـــــــــــلـى الأســـــــــــرة كـــــــــــســــــــــلـى

هـذا هـو الأخطل الـصـغـيـر بنـاحـيـتيه الـفـنـية والالـتـزامـيـة.. كصـاحب طـابع شـعريـعـالم. وحـسـبـنـا هـذه الـنـمـاذج من شـعـره مـتـمـيـز وكـصـاحب مـوقف اتجـاهي واضـح ا

لتتحدث عنه وتشير إليه.

عــداوي أنــور ا

✸✸✸✸

- ١١٧ -

هكذا أرى الأخطل الصغيريوسف يونس

شباب ولا هوى لبيت مهجور يعصف فيه الهواء!..

ذبوح!.. وهوى ولا شباب لقلب يرقص على نبضاته كأنه الطائر ا

تـوهجة فهـو الذي حول عصف نشـود الأمل الذي يفجـر الشرارات ا أما الأمل االهواء هينمة ونبضان القلب موسيقى فيولد الشعر!..

وإنا لـفي موسم من مواسم الـشعر. بل في مهـرجان الهـينمة والـنبضـان. في نهايةنشود!.. الهجعة وبداية اليقظة. في موكب الهوى والشباب في إشعاع الأمل ا

ـنـشـــود فــي الـفـــرد غـيـــره فــي الأمـــة فـإذا كـان الـفـرد رجـلا يـنـشد والأمــل استــواها فتنشد واسطة لغايــة وينشــد غايـة لبلــوغ ذروة فـإن الأمــة تنشــد عنــوانا ـا هـو مجـهول الـرجل!.. والرجــل فــي الأمـــة مـا كــان يـومـــا مفـقـــودا ولا نـــادرا. وإفي جهل الـباحـث عنه يـوم كانـوا ينيـرون مصـابيحـهم في وهج الشـمس ليـلفتـوا الناس

الى فلسفة الهجــوع!..

إن فـلـسـفــة الـهـجـوع كـانت عــجـزا واسـتـمـرارا في الخــمـول أمـا الـيـوم فـإن زمن» تـوارى وتـبدد وأصـبـحنـا في زمن الـبحث عن ـصبـاح «ديـوج الـبـحث عن الرجـال

عوالم الآفاق.

لقد بــدا العلــم حــيث انـتهــى الشعـــر. ويوم وصــل إنســان الصـــاروخ الــىـتحــرريـن من فــوق وتحت أعلن الـبث الصاروخي مسـتــوى الانحـــدار والالتــواء ا

< الورود حزيران ١٩٦١ السنة ١٤ ج١٠ ص١٥.

- ١١٨ -

ـستـوى» العـصي وما بـرحت آثار الـقوافي أن وميض خـيال الـشاعـر مشـرق على «امتناثرة على جانبي الطريق!.

لـقـد كـان «الـبث» عـجـيـبـا. لا لأن الأرض اتــصـلت بـالـعلاء ولا لأن الإنـسـان ارتـفعلـيشق طـريقـا الى القمـر بل لأن الشـاعر هـو الذي حدد الآفـاق وهو الـذي رسم الطريق

نورة!... الى الأجرام ا

تـرى من هـو الـشاعـر?. لـيت سـؤالي ظل فـكرا عـابـرا. إذن لأعطـيت الجـواب كـأننيأداعب. أمـا وسؤالي كلـمة كتـبت لتقـرأ. فإني لأخشى مـغبة الـدعاب لأن أشعـر الشعراء

في عصر الوصول الى القمر وهو من كانت قوافيه مسدسات في أوساط رجاله!...

سدس! أراني أهذي. وإلا ما الصلة التي تربط الشعر با

ألم أقل إنني أهذي?!.. ومع ذلك ألسنا في عصر يسمى فيه الهذيان شعرا?.

ـا شكـرت الله لأنه لم يخـلقـني شاعرا. ومع ذلك فـإني أحب الشـاعر لأنني لـقد طاأحب نفسي!

وإني أعود فـأسأل: تـرى من هو الشـاعر? الجـواب ليس سهـلا اليوم لأن الـشعراءيصغون مثلنا الى البث الـصاروخي وكلهم يظن أن قوافيه هي التي وجدت متناثرة على

جانبي طريق القمر!..

ولكن الجواب لا بد منه ولعله يكون كما أحسه!..

الشاعر. وهو من يولد في نفسي إحساسا جديدا فأرى كل شيء جديدا.

هو من يجعل الأقطار جمعاء قطرا واحدا فيكون قلبا واحدا في كل صدر!..

ـنفحة والمجمرة معا فـفي الأولى ضوع أزهار يتنشقه الـهانئون وفي الثانية هو اشواء قلوب يشمه الأشقياء!..

هو القائل ما لا يستطيع الناس قوله والسامع ما تسد دون سماعه الآذان!

- ١١٩ -

هـو روح الأمـة في مـهـزة الـفـخـر وانـحـنـاءة الـذل. فإن غـنى تـسـابـقت الـبلابل الىقابر!.. الأفنان. وإن بكى حامت الغربان فوق ا

صفى في معتكر الفاقة بل هو القائل: هو الإباء الـــــــــــــــــيـس يــــــــــــــــرضــى لـي الــــــــــــــــســــــــــــــــؤال

حــــــــــــــــــيــــــــــــــــــائــي ومــــــــــــــــــحــــــــــــــــــتـــــــــــــــــدي

نـــــــــــــــــفــس حـــــــــــــــــر شـــــــــــــــــعـــــــــــــــــارهـــــــــــــــــا

الـــــــــــــــــــــــردى خــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــر مــــــــــــــــــــــورد

فــــــــــــــــــأخــي فــي خــــــــــــــــــصــــــــــــــــــاصــــــــــــــــــتـي

ــــــــــــــــعـــــــــــــــبـــــــــــــــد كــــــــــــــــالجـــــــــــــــنــــــــــــــــيـب ا

ومــع الـــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــســــــــــــــــــــر مــن نـــــــــــــــــــأى

كـــــــــــــــــأخــي مـــــــــــــــــنـــــــــــــــــذ مـــــــــــــــــولـــــــــــــــــدي

هـــــــــــــــكـــــــــــــــذا مـــــــــــــــنــــــــــــــذ نـــــــــــــــشـــــــــــــــأتـي

غــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــــــر ذا لـــم أعــــــــــــــــــــــــــــود!..

هذا هـو الـشاعـر هـذا أحد الـذين وجـدت آثـار قوافـيـهم على جـانـبي طريق الـقـمرومـا برح القـمر صـديق الأخطل الصـغيـر. وقد تشـاكيا ومـا بكـيا وتصـاحبـا وما تعـاتبا.أما القمر فتنتهي استدارته كل شـهر ليولد قلامة ظفر وأما الأخطل فتتجدد عظمته كل

ساعة ليظل عنوان أمته!.

يوسف يونس✸✸✸✸

- ١٢٠ -

ابــــــــــــــــــــــــــــــــيـــض

- ١٢١ -

حملنا إلى القمةرياض طــــــهنقيب الصحافة اللبنانية

يا أبا عبداللهإن يومك هذا لخالد خلود يوم مولدك!

وقد شاء لنا حسن الطالع أن نقف هذه اللحظات في حرم التاريخنطل معك على الدهر الذي سيكون من رواة قصائدكوعلى الأجيال التي ستتناقل شعرك جيلا بعد جيل...

والصحافة التي افتقدتك نقيبا وعميدا:لن تنسى أنك كنت من روادها

وأنك خضت معارك حرياتها وجهادهالقد شردك الطغيان الذي اغتال رفاقك الشهداء

لكنك واصلت نضالك بشجاعة وصلابة!وها نحن إذ نودعك الآن:

نشعر بالأسى بقدر ما نشعر بالاعتزازفقد حملتنا الى القمة

وجعلتنا أهل الفخر في هذه الدنيا!✸✸✸✸

< قيلت في تأب الشاعر إثر وفاته.

- ١٢٢ -

حامل الصولجانسعيد عقل

وتمر ببالي حياة الأخطل الصغير...

من إلى سنوات تنادينا من كل الأقطار

نكرمه ونواليه

ولجبينه نضفر إكليل الإمارة!

كان أجمل قلب ولبنان أجمل قلب.

كان السيف ب السيوف له الفتكة الأولى عنها لا يتنازل!

لوك: ودعه لبنان وداع ا

فهو حامل الصولجان باسم لبنان!

قلم الأخطل الصغير من شراراته الشمس التي

لا تغيب.

أمس على قلم الأخطل الصغير - لأول مرة -

غابت الشمس!

إن كان الشعر إباء: فالشعر اليوم في حداد.✸✸✸✸

< قيلت في تأب الشاعر إثر وفاته.

- ١٢٣ -

منذ الحرب الأولىالدكتور فؤاد صروف(النهار)

أثر شعر الأخطل الصغير عندما أقرأه هو أثر مستمر في نفسي

لأني ما زلت أتابع

قراءة هذا الشعر منذ أن كنت طالبا

ية الأولى في الجامعة أيام الحرب العا

والآن عندما يستبد بي تعب أو عسر ما

فإنني أخرج هذا الديوان من

ب كتبي وأترنح بتلاوة قصائده

الأثيرة عندي: فيعاودني نوع من

الراحة الفكرية والنفسية تتجدد معه

همتي فأعود إلى عملي وكأنني

إنسان جديد.✸✸✸✸

< قيلت في تأب الشاعر إثر وفاته.

- ١٢٤ -

أغنية جميلة

الياس الديري(النهار)

الأخطل الصغير بالنسبة الي أغنية جميلة

تثير في جمهورها لذة الإصغاء والطرب.

أغنية تسمعها وتحب أن تظل تسمعها

وتنفعل بها...

أثر الأخطل في النفس عاصف يدهمها

كالإعصار...

الشاعر كالأرض كالوطن تنتمي إليه الأجيال وتتحد به.

الشاعر قضية لا زمان لها

ولا حدود!

✸✸✸✸

- ١٢٥ -

صفحة حلا...

عصام كرم

غاب عن لبنان كبير من كباره

وعظيم من عظمائه

وشاعر هو في قمة شعرائه!

رحل الأخطل الصغير...

رحل بعدما أعطى العرب أحلى أشعارهم

وأجمل القوافي.

لقد طويت صفحة من صفحات الحلا

وتاريخ وطن

وقافية مودات...

✸✸✸✸

< قيلت في تأب الشاعر إثر وفاته.

- ١٢٦ -

الأخطل الصغير

الأب طانيوس منعم

أن يكرم لبنان الأخطل الصغير

ذلك بعض حقه عليه

فشاعر لبنان الكبير

قيمة من شعر

على قيمة من تراث✸✸✸✸✸✸✸✸

نغم ينساب في صفاء عبر أناقة اللفظ ورشاقة البيان

سات راعشة بالفن والجمال عبر قيثارة الشعر العربي و

تنهل في مثل فوح الورد

من يراعة الأخطل الصغير✸✸✸✸✸✸✸✸

نابر أغنية.. تناغمت بها الحناجر.. وانتشت ا

. هنا في ظلال الأرز. وهناك في ضفاف بردى والنيل والفرات

< الانطلاق السنة الأولى العدد ٩ سنة ١٩٦١.

- ١٢٧ -

في لغة القلب بدع هو الأخطل الصغير

في رسالة الكلمة سفير لبنان الى العالم

وحسبه من عطائه هذا أنه في القمة

من الإنصاف له أن يكون قدره في مستوى عطائه.

لبنان في شعر الأخطل الصغير صور من كفاح وجراح ألوان من حب وجمال..

نهلة عبير على خرير جدول وشدو هزار

وفاء للبنان الشاعر.. للبنان الرسول.

يقام للأخطل الصغير مهرجان

ففي حقبة من تاريخ كان الأخطل الصغير وما يزال مهرجان لبنان.

الأب طانيوس منعم✸✸✸✸

- ١٢٨ -

ابيض

- ١٢٩ -

دور الأخطل الصغيرعاصر في الشعر العربي ا

د. إحسان عباس

عنـدما نشـبت الحرب العـظمى عام ١٩١٤ كـان بشارة عـبدالله الخـوري الذي عرففـيـمـا بـعـد بـلـقب «الأخـطل الـصـغـيـر» يـنـاهـز الخـامـسة والـعـشـرين مـن عمـره وبـ ذلكيـتـان وثورتـان عـربيـتـان وقـامت في إبان ذلك الـتاريخ والـعـام الـراهن حدثت حـربـان عـاشؤون وشؤون وشهدت الأيام تقلبات كـثيرة وأحداثا صغيرة وكبيرة ونجاحا وإخفاقاـذهبـيـة وما هـو أكـثر من ذلك ـقايـيس والـفلـسـفـات والتـكـوينـات الحـزبيـة وا وتـغيـرا في ابكثـير لأن تـلك الفـترة في هذه الـزاوية من الأرض تـمثل الـتاريخ الحديث للأمـة العـربيةـشترك وفـي ضياع فـلسـط وفي الـهزات العـنيـفة والـثورات التي في كفـاحهـا المجزأ واأصـابت العـالم العربي بـعد ذلك كـما تمـثل مراحل الـتطور في تـاريخـها الأدبي من ثورةو في ذهـبية الأدبـية و على الـتعبـير القـد الى ثورة رومنـطيقـية شـاملة الى تـفرع في افنون الأدب الى ثـورة على الشعـر والمجتمع معـا في مواجهة دعـوة التضامن بـ الشعرقام إلا إلى محض والمجتمع - تجربة ضخمة وفيـرة الجنى ولكنا لسنا بحاجة في هذا االتنـويه بها لأنـها لا تـنعكس بـهذا الجبـروت وتلك الـضخامـة والغزارة في شـعر الأخطلالصـغير فقد بدأ شعـره يوم بدأ آملا مستشرفا في ظـلال الثورة العربية الأولى التي لمتـلبث إلا قلـيلا حتى انتـكست فـيها الآمـال ثم شهد تحـولا واحدا فحـسب ووقف عنده لاثل الاتجاه العام للشعر في العقد الرابع من هذا القرن ثم لم يتأثر يتعداه وذلك كان

كثيرا بالتقلبات السريعة التي تمت على أثر الحرب الثانية.

< الآداب حزيران ١٩٦١ سنة ٩ عدد ٦.

- ١٣٠ -

هي فتـرة طويلة - إذن - حـافلة بالـكثيـر من التجارب وكـثرة التجـارب - وبخاصةالتي تلـد الإخفاق - كثيـرا ما تبعث الشـعور بالتخـمة منها والـزهد فيها لأنـها تثلم الحدشحـوذ ومثلـها يتـطلب نفـسا مستـعدة دائمـا لاستكـشاف شيء جديد في وتبلـد الحاد اتلاحقة وتفتحا لا تحس النفس معه «بعادية» الأشياء والأحداث ولا تجددة ا التجارب اـفاجأة والجدة والإيحـاء كما لا تسـأم التكرار ولا ترى أن الـتاريخ يعيد تفقـد الشعور بانفـسه لأنها لـو فعلت ذلك لاسـتسلمت حـينئـذ للمـثبطـات الداخليـة وقنعت بـالنظـر العابرـتجـددات إذ ترى فـها ظـلالا للـقد ولا تحس نـحوهـا بانـفتـاح ولا تلـمس فيـها الى كل اوقف فلسـفة عميقة ذات أبـعاد بعيدة ولم تكن معنى التطـور. ويحتاج الشاعـر في هذا اهذه الـفـلـسفـة مـيسـورة للأخـطل الـصـغيـر لأنه حـ تبـاعـد قـليلا عن نـقـطـة الانطلاق في

نشوء هذه الفلسفة أصبح يقول في يأس من صلاح الحال:حــــــكـــــمــــــة الـــــدهــــــر أن نـــــعــــــيش ســــــكـــــارى

فـــــــاجـــــــمـــــــعـــــــا لـي الـــــــكـــــــؤوس والأوتـــــــارا

بـدأت نقـطة الانـطلاق ترسـل أشعـتهـا يوم اصـطدم الـشاب بـأهوال الحـرب الكـبرىسـنة ١٩١٤ فنـطق معبـرا عن مأساة الإنـسانيـة في أتونهـا وأنطق معه الحـديد والخشبوالكـهربـاء بتـغيظـها مـن الحرب ونقـمتـها عـلى أن لا تصـبح أدوات تسـند الـسلم بـ بني

الإنسان وجعلها جميعا تقف لتخطب في مؤتمر الجماد:الفولاذ:

وقـف الـــــــــفـــــــــولاذ فـــــــــيـــــــــهـم خـــــــــاطـــــــــبـــــــــا

بــــــــــكـلام كـــــــــالـــــــــرحــــــــــيـق الـــــــــســـــــــلــــــــــسل

وقـــــــال لـــــــو أنـــــــصـــــــفت مـــــــا كـــــــنـت ســــــوى

ســـــــــــكــــــــــــة أو مـــــــــــعـــــــــــول أو مــــــــــــنـــــــــــجـل

أســــــــــــعــف الإنـــــــــــســــــــــــان فــي الحـــــــــــرث ولا

أتــــــــوانى عــــــــنـــــــد حــــــــصـــــــد الــــــــســـــــنــــــــبل

- ١٣١ -

الخشب:

عــــــــنــــــــد هــــــــذا الخــــــــشـب اهــــــــتــــــــز وقـــــــد

ــــــــــ الــــــــــرجل قــــــــــال فــــــــــلـــــــــتــــــــــقـــــــــطـع

حــــــــــبـــــــــــذا الــــــــــيـــــــــــوم الـــــــــــذي كــــــــــنـت بـه

غـــــــصــــــــنــــــــا عـــــــنــــــــد ضـــــــفــــــــاف الجـــــــدول

ــــــــــا ــــــــــرء أنــــــــــا لــــــــــو أنــــــــــصــــــــــفــــــــــنـي ا

كـــــــــــــنـت إلا مـــــــــــــغــــــــــــــزلا فـي مـــــــــــــعـــــــــــــمـل

أنـــــــــسـج الــــــــــصـــــــــوف فــــــــــأكـــــــــســـــــــوه ولا

أشــــــــــــــــتــــــــــــــــكــي مـن تــــــــــــــــعــب أو مــــــــــــــــلـل

الكهرباء:عــــــنـــــــد هــــــذا الـــــــكـــــــهــــــربـــــــا قــــــالـت وقــــــد

ـــــــــعـت أنـــــــــوارهـــــــــا لــــــــلـــــــــمـــــــــجـــــــــتـــــــــلي

قـــــــــــــــوتـل الإنــــــــــــــــســـــــــــــــان كــم دمـــــــــــــــر بـي

وأنـــــــــــــا روح الــــــــــــــنــــــــــــــظـــــــــــــام الأمــــــــــــــثـل

قــــــــــــــســــــــــــــمـــــــــــــا لــــــــــــــو كــــــــــــــنـت أدري أنـه

لــــــــــــســـــــــــوى الآثــــــــــــام لـم يـــــــــــشــــــــــــتـــــــــــمـل

لــــــــــتــــــــــحـــــــــــجــــــــــبـت فـــــــــــلـم أظــــــــــهــــــــــر لـه

ــــــــــــا دنـس يــــــــــــومــــــــــــا هــــــــــــيــــــــــــكــــــــــــلـي و

ـؤتـمر الـصـلح الذي عـقده ؤتـمـر - مؤتـمـر الجمـاد - سخـريـة «مسـبـقة» وكـان هـذا اعـاهدات الـسـرية الـتي كانـوا قـد اتفـقوا عـلـيهـا في ما نـتـصرون كي يـحقـقـوا غايـتهم مـن ا اضي بـعـيدا في الـتـحلـيل نـقرن بـهذه الـقـصيـدة أبـياتـا أخـرى قالـها بـيـنهم ولـعـلنـا قـبل أن

- ١٣٢ -

واثـيق وعرفت كـاتبـات وا الشـاعر بـعد سـنوات شـهدت خـيبـة الآمال الـعربـية في الـعهـود وااضمحلال الثقة العمياء في القوي وتبدد الحلم في الثورة العربية - قال الشاعر:

قل لــــــــتــــــــلـك الــــــــعــــــــهــــــــود فـي رهـج الحـــــــر

ب وفي ســـــــــكــــــــرة الــــــــقــــــــنــــــــا والــــــــغـلاصم

قـــــــد لمحــــــنـــــــاك فـي عـــــــيـــــــون الـــــــثـــــــعـــــــالي

ــــــــــــســـــــــــــنــــــــــــاك فـي جـــــــــــــلــــــــــــود الأراقـم و

حـــــــدثــــــــونــــــــا عـن الحـــــــقــــــــوق فــــــــلــــــــمـــــــا

كــــــبـــــر الــــــنــــــصـــــر أعــــــوزتـــــنــــــا الـــــتــــــراجم

نـــــــفــــــحـــــــتــــــنـــــــا بــــــهـــــــا الحــــــروب سـلامــــــا

ورمــــــــــــانـــــــــــــا بـــــــــــــهــــــــــــا الـــــــــــــسـلام أداهـم

قل - وقـــــيـت الـــــعـــــثـــــار - فـي نـــــدوة الـــــقـــــو

م مــــــــتى أصــــــــبـح الحـــــــلــــــــيـف مـــــــخــــــــاصم

أيــن ذاك الــــــــــــــــهــــــــــــــــيــــــــــــــــام فــي أول الحـب

ــــــــــوشـــــــــــحـــــــــــات الـــــــــــنــــــــــواعـم وتـــــــــــلـك ا

كــــــدت أخــــــشى عــــــلــــــيـــــكـم تــــــلف الــــــنــــــفس

بــــــــبــــــــان الــــــــلـــــــــوى وظــــــــبي الـــــــــصــــــــرائم

وهذه السـخرية تـكشف لـنا عن عمق الـيأس ولكـنه يأس دعـا الى الاستسلام لـلفلـسفةالـتي تقول: «حـكمة الـدهر أن نعـيش سكارى».. وإذا مـفتاح شـخصيـة الشاعـر في موقفه منستعمـرين الوطن العربي وغفـلة السياسيـ الكبراء الذين جازت الشؤون الكـبيرة «كتجزئـة ا

عليهم الخدعة وغرتهم الوعود واستناموا الى الكسب القليل» إذا هو قوله:هـــــــفــــــوة جـــــــرهــــــا الـــــــزمــــــان عـــــــلــــــيـــــــنــــــا

لا مــــــــــــــــــلــــــــــــــــــوم أنــــــــــــــــــا ولا أنــــــــــــــــــا لائـم

- ١٣٣ -

وهذه هي نـقـطة «الـصفـر» فـإما أن تـكـون أنا وأنت وهـو مـلومـ فـنحـاول أن نجددمـوقـفـنـا وأن نـخـلص من آثـار الخـطـأ الـقـد وإمـا أن نـكـون لائـمـ فـنـبـ بـقـوة ونـؤلب» على المجرم ولا ينـفرد الشاعر بهذا اليأس كما النفوس بعـزم ونضع سمة «التجرأن مـسـؤولـيــة الـشـاعـر - أي شـاعـر - لـم تـكن قـد تحـددت بـعـد وكــان الـشـعـر في تـلكـخر بـحر الحـياة في سـفيـنة رومـنطيـقيـة يتـغذى ركـابهـا بآلام فـرتر ومـاجدول الحقـبة نفـلوطي وكان التناقـض الجريء ب شفافية وروفـائيل وأشعار لامرت ويـبكي بدموع االأسلـوب في شـعر شـوقي وكـذب العـاطفـة الـذاتيـة يهـيئ الجـو للـدعـوة الى عودة لـلذاتـتناقضات فـي تاريخ الأدب الحديث أن يكون أكـبر داعي لـهذه الرومنـطيقية ومن أكبر اـذهب أو عن اسـتجلاء حـقـيـقة اثـنـ من أكـثر الـنـاس بـعدا بـطـبـيـعة ذهـنـيـهمـا عن هـذا االذات الـفردية - وهما الـعقاد وشكـري - وأخذت السفـينة تشـتد وتقوى بـأشرعة جديدةركـبهـا لـهـا جبـران - الجـو كله يـتـنفس بـالـرومنـطـيـقيـة في مـحاكـمـة الأمور والـنـظرة الىعانقة هذا الاتجاه - لم الأحداث وإلى الإنسان ولـدى الأخطل الصغير استعـداد عميق يتـحول تحـولا مـفاجـئا ولـكن خصـائص الجذوة الـعـميـقة أخـذت تلـون ما حـولهـا - وكانلك انتباهه يـتفقان على غير ما هي القـد الذي يحبه الأخطل الصغيـر والجديد الذي

هجر. صرية ومدرسة ا درسة ا الحال في صراع القد والجديد لدى ا

أمـا الجديد فقد جاء يـقول: إن الشاعر طائـر مغرد إنه إنسان ملـهم متفرد إنه عبقريزمانه إنه بـ النـاس رحمـان أو إله إنه وإنه... وآمن الأخـطل الصـغيـر بأن الـكون ذو مـركزركـز فيه هو الشاعر سوـاء أكان في صورة إله أو في صورة إنسان أو في صورة وأن هذا ا

تجدد سنوي....

وإذا آمن الشاعر بـهذه النظـرة في الكون وفي نفـسه لم يكد يحـترم في الوجود إلاطـبـيعـة «الخـلق» واتـخذ لـنـفسه قـسـطا من الحـريـة بـاسم الحق الإلهي والـصـفة الـفـارقةا يـقره الـنـاس «العـاديون» وإذا لم يـظهـر أثر وأصبح مـتـرفعـا في مقـاييـسه عن كـثيـر

- ١٣٤ -

ـوضوع الـشـعـري نفـسه وهـذا مـا حدث في ذلك في طـبيـعـة الـسلـوك ظـهـر في طـبيـعـة امـوضوعات الأخطل الـصغير «وإن لم يذهب ذهـابا تاما بـالصوت الأول» - ذلك بعض ما

قدمه الجديد.

وأمـا القـد فكـان يقـدم له صـورة الاستـشهـاد في الحب وخـصوصـا بعـد أن أخذــوجـودات من أحـيـاء وغـيـر أحـيـاء فـأخـذ يـؤمـن أن الحب هـو الـرابـطـة الـتي تـصل بـ اـوت فـودع أولا اتجاهه يـخـتار قـصـصه الـشعـري من مـواقف الحب الـذي يفـضي الى ا

القد في نظرته للبؤس وويلات الحروب بقصة مي في قصيدته «رب قل للجوع» ...

ـة في مقـاومـة الجوع فـكان بـذلك يـبتـعد عن وفـيهـا صـور انتـصار الـشـهوة عـلى العـزالغـاية الأخلاقـية الـتي أسرف في الـتلـويح بهـا في سيـاق القـصيـدة هذا مع أنه في قـصائدهوت في سـبيل ـوت في سبـيل الحب بـينـمـا لم يبح لـبـطلـة القـصـة ا الأخـرى يرفع من قـيـمة االشرف - أقول: قدم له القد قـصص الحب فصور في قصة طويلة كيف مات عروة وماتتعفـراء في أثره شـهـيدي غـرام ثم تنـاول قصـة عمـر ونعم فـلم يـستـطع أن يصـنع منـها قـصة

ولكنه حرك فيها إثارة شهوانية عميقة تبلغ أدق ما استطاعه من تصوير في قوله:تــــــعــــــرت الـــــــشــــــمـس عــــــلى وجـــــــنــــــتــــــهــــــا

وانـــــــشق - لـــــــو تـــــــعـــــــلـم أيـن - الـــــــقـــــــمــــــرالــــــــعـــــــنب الأحــــــــمـــــــر مـــــــســـــــفــــــــوح عـــــــلى

شـــــــفــــــتـــــــهــــــا مـــــــا الأقــــــحـــــــوان الأصــــــفــــــروالــــــوردة الــــــبــــــيـــــــضــــــاء أو قل نــــــهــــــدهــــــا

كـــــــــــــــأنـه مــن خــــــــــــــيــلاء يــــــــــــــســـــــــــــــكــــــــــــــرمـن ثــــــمــــــر الــــــفــــــرصـــــاد فـي ذروتـه الــــــريـــــا

ــــــــــعــــــــــطـــــــــار «كــــــــــبـش» أحــــــــــمـــــــــر نــــــــــة اـــــــــــــــــــــــــــــقــــــــــــــــــــــــــــــــر أو أنـــه رأس مــــلاك أشـــ

يــــــــحــــــــمــــــــلـه صــــــــدر حــــــــنــــــــون أشــــــــقــــــــر

- ١٣٥ -

دغــــــــــدغـه أخـــــــــو الــــــــــهــــــــــوى فــــــــــمــــــــــد من

لـــــــــســـــــــانـه وراح شـــــــــهـــــــــدا يـــــــــعـــــــــصـــــــــر

ـسلول» - دون أي غاية أخلاقية في وت في قصيدة «ا ثم صور الصـراع ب الحب واـوت في الـنـهــايـة - وفي هـذا نـفـسه يـلـتـقي الـقـد والجـديـد الـقـصـة إلا غـايـة أن يـنـتـصـر اـوت حلا للعلاقـات على نـحو باك فكلاهـما في إسـار الرومنـطيـقية يـؤثر هـذا اللون ويـجعل امؤثـر مـليء بالآلام إلا أن لـلـقـد لعـنـة خاصـة جـعلت المجـاز الـقـريب لدى الـشـاعر خـاضـعاللموت وتلك هي مبالغة الصورة التي تجعل الشاعر كلما تغزل - ولو غير صادق - زعم أنهأصبح على حافة القبر وقد تغلغلـت هذه اللعنة في شعر الأخطل الصغير كثيرا حتى أفقدتهعذوبـة الغناء الجديد في بعض الأحيـان وجعلته وكأنه شاعر من شعـراء العصور السالفة -

تجد لديه مبالغات مفضوحة - وتحس فيه عبودية مصطنعة كعبودية البهاء زهير:احــــــــتـــــــمــــــــلــــــــنـي تحـــــــمـل بــــــــقــــــــيـــــــة روح

تـــــــــركــــــــــتـــــــــهـــــــــا لـــــــــشـــــــــقـــــــــوتـي الأيـــــــــام

رمـق مـــــــــــثـــــــــــلـه تـــــــــــخـــــــــــيـــــــــــلـك الـــــــــــوهـم

ـــــــضــــــاء - حــــــســــــام وجــــــسـم - حــــــاشــــــا ا

لــم يــــــــــــــــعــــــــــــــــد فــي الــــــــــــــــســـــــــــــــــراج زيـت

وكــــــــــمـــــــــا يـــــــــنــــــــــطـــــــــفـي انــــــــــطـــــــــفــــــــــيت

فــــــــــــــــــــأنـــــــــــــــــــــا الآن مــــــــــــــــــــثــل مــــــــــــــــــــيــت

مــــــــــــــالــه غــــــــــــــيـــــــــــــــر ســــــــــــــاعـــــــــــــــتــــــــــــــ

لـــــــــــــــــــو تــــــــــــــــــــريـن

بـــــــلــــــــغـــــــوهــــــــا اذا أتـــــــيــــــــتم حــــــــمـــــــاهـــــــا

أنـــــــــــنــي فـي الــــــــــــغــــــــــــرام مـت فــــــــــــداهـــــــــــا

واذكـــــــــــرونـي لــــــــــهــــــــــا بـــــــــــكـل جــــــــــمــــــــــيـل

فــــــعــــــســــــاهــــــا تــــــبــــــكي عــــــلـي عــــــســــــاهـــــا

- ١٣٦ -

واصـــــحــــــبـــــوهـــــا لــــــتـــــربـــــتـي فـــــعــــــظـــــاميتــــــشـــــــتــــــهـي أن تـــــــدوســــــهـــــــا قــــــدمـــــــاهــــــا

..........................أيـن عـــــــــيــــــــنـــــــــاك تــــــــنـــــــــظــــــــرانـي وكـــــــــفي

فـــــــوق قـــــــلـــــــبـي ومـــــــدمـــــــعي فـــــــوق خـــــــديشــــــــبح طـــــــــائف كــــــــســـــــــته يــــــــد الـــــــــلــــــــيل

بـــــــــــــبــــــــــــــرد كـــــــــــــوجــــــــــــــهـه مــــــــــــــســـــــــــــود........................

نــــــــاداك والـــــــــرمـق الأخـــــــــيـــــــــر بـــــــــصــــــــدره..............................................................

عـــش أنـــت إنــي مـــت بـــــــــــــــــــــــــــــعـــــــــــــــــــــــــــــدكوأطــل الــى مــــــــــــــــــــا شــــــــــــــــــــئــت صـــــــــــــــــــدك

........................مــــــــــــــــــــــــــولاي لــم تــــــــــــــــــــــــــبــق مــــــــــــــــــــــــــنــي

حــــــــــــــــــيــــــــــــــــــا ســــــــــــــــــوى رمــــــــــــــــــقـــــــــــــــــ

ـبالغات الشعرية في صورة اصطلح القـد والجديد إذن - وإن أنكر الثاني هذه اـصالحـة وكان الـشاعر - تقـرير وأراد الجـديد أن يـكسب جـولة أخـرى على رغم تـلك اوجودات فلم كـما قلت قبل قـليل - قد أخذ يؤمن أن الحب هـو الرابطة التي تـصل ب الا تـكون لغة الحب هي لـغة الشـعر? وهنـا يجيء تحول الاستـعارة التـصويريـة في شعرناعـاصـر لا عـلى أن كل شيء يـصوره الـشـاعـر يـضعه في صـورة المحـبـوب فـحسب بل اـسـتـمدة من الحب ومـلابسـاته حـ يـتحـدث في أي مـوضوع عـلى أنه يسـتـغل الـصور ا

وصفيا كان أو حماسيا أو ناظرا الى الطبيعة... الخ فلبنان مثلا:أكـــــمـــــاته الـــــبــــيـــــضـــــاء تحت ســـــمــــائـه الــــز

زرقـــــــــــاء أطـــــــــــفـــــــــــال تـــــــــــنـــــــــــام وتحـــــــــــلـم

- ١٣٧ -

تـــــتـــــصــــــاعـــــد الـــــقـــــبلات مـن أنـــــفـــــاســـــهـــــاوتـــــــمــــــــر بــــــــالـــــــوادي الــــــــوديـع وتـــــــلــــــــثم

» وجناح الـهوى شراع سـفينـة .. الخ وتبدو هـذه الصور والـنيل «حبـيب الرياحـمقـبـولة حـ تـكون بـعـثا لـلـحـياة في شـؤون الـطبـيـعة ولـكن كـيف يـكون حـالـها والـشـاعر

يتحدث عن فلسط - مثلا -:فــــــــــلـــــــــســــــــــطـــــــــ أفــــــــــديـك مـن دمـــــــــعـــــــــة

تــــــــهــــــــاوت عــــــــلـى بــــــــســــــــمــــــــة حــــــــائــــــــرهتــــــعـــــانــــــقـــــتـــــا فــــــاســـــتــــــحـــــال الــــــعـــــنـــــاق

لــــــــهـــــــــيــــــــبـــــــــا عــــــــلـى شــــــــفـــــــــة ثــــــــائــــــــره

ها هنا تخرج صور الحب الى أوهام لا ترضي ولا تشبع ولا تطرب ولا تهز. ولكن هذهـعـاصر - شـعـره ونـثـره إلى درجـة الـكـظـة الـثـقـيـلة. الـظـاهـرة خلابـة وقـد تـفـشت في أدبـنـا اواصطلح الـقد والجديد مـرة أخرى في ابداع أجـمل ما حققه الأخـطل الصغيـر في تصويررأة والطـبيعة «وهي إحدى علاقات الحـب» فمنذ أن تغنى الـشاعر الجاهلي بأن الـعلاقة ب اـرأة والطـبيـعة فـي الشـعر الـعربي ـرأة بانـة وكثـيب «حـديقـة صحـراويـة» ظلت الـعلاقة بـ ا ا

رأة طبيعة جميلة والطبيعة امرأة فاتنة: علاقة تبادل مستمر فاــــــا عــــــمـــــوا قــــــالــــــوا الحــــــجـــــاز مــــــجــــــدب

و «نـــــــــــــعـم» فـــــــــــــيـه روضـــــــــــــة ونـــــــــــــهــــــــــــرإن زقت الــــــــعــــــــود أنـــــــاشــــــــيـــــــد الــــــــهـــــــوى

حـن لــــــــــهــــــــــا الـــــــــــعــــــــــود وجـن الــــــــــوتــــــــــرأو صـــــــفـــــــقـت لـــــــلــــــــهـــــــو فـي أتـــــــرابـــــــهـــــــا

مــــــاج لـــــــهــــــا الــــــوادي وغـــــــنى الـــــــشــــــجــــــرالحـب مــــــــــذبـــــــــوح عــــــــــلـى أقـــــــــدامــــــــــهـــــــــا

والحــــــــسـن فـي ألحــــــــاظــــــــهـــــــــا يــــــــكــــــــبــــــــر

- ١٣٨ -

ية التعبير عنها وتفرد الأخطل الصغير بالاهتداء الى وجاء الجديد فصبغ هذه العلاقة بكيفـإحدى الكيفيات وكان اهتداؤه الى ذلك عن طريق التجربة أعجبه أن يقول مرة:

ــــــقـــــــلـــــــتــــــ ــــــهـــــــا أهـــــــدت إلــــــيـــــــهـــــــا ا اوالـــــظــــــبــــــا أهـــــدت إلــــــيــــــهــــــا الـــــعــــــنــــــقـــــا

...............ــــــــنــــــــحــــــــتـــــــ ودرى الــــــــروض بــــــــتــــــــ ا

ـــــــا يــــــعـــــــشـق الــــــروض الحـــــــســــــان وقـــــــدفـــــكـــــســــا بـــــالـــــورد مــــنـــــهـــــا الــــوجـــــنـــــتــــ

وكــــــســـــــا مــــــبــــــســـــــمــــــهــــــا بـــــــالأقــــــحــــــوانورمـى فــي صــــــــــــدرهــــــــــــا رمــــــــــــانــــــــــــتـــــــــــ

مـن رأى الــــــــــرمــــــــــان فــــــــــوق الخــــــــــيـــــــــزران...............

ــــــــقـــــــام ورآهــــــــا الــــــــلــــــــيـل فــــــــاخــــــــتــــــــار اولـــــــــــقـــــــــــد طـــــــــــاب لـه فـي شـــــــــــعـــــــــــرهــــــــــا

وصــــــبـــــا الـــــفـــــجـــــر فـــــأضــــــحى حـــــ هـــــامبــــــــــــهـــــــــــــواهــــــــــــا درة فـي ثــــــــــــغــــــــــــرهــــــــــــا

فـــــــــــإذا هـي كـــــــــــمـــــــــــا شـــــــــــاء الـــــــــــغـــــــــــراممــــــــا شـــــــجـــــــا ذو صــــــــبـــــــوة مـن أســـــــرهـــــــا

عنى في صورة قصصية جديدة فكهة مرة أخرى: فإذا به يخرج هذا اأتـت هـــــــــنـــــــــد تـــــــــشـــــــــكـــــــــو الـى أمـــــــــهــــــــا

فــــــــســـــــبــــــــحـــــــان مـن جــــــــمع الــــــــنـــــــيــــــــرينفـــــــــقـــــــــالت لـــــــــهـــــــــا إن هــــــــذا الـــــــــضـــــــــحى

أتــــــــــانـي وقـــــــــبــــــــــلـــــــــنـي قــــــــــبـــــــــلــــــــــتـــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــا رآنـي الـــــــــــــــدجـى وفــــــــــــــر فـــــــــــــــل

حـــــــبــــــــاني مـن شـــــــعــــــــره خـــــــصــــــــلـــــــتـــــــ

- ١٣٩ -

ومــــــــــــا خــــــــــــاف يــــــــــــا أم بـل ضــــــــــــمــــــــــــنـي

وألــــــقـى عـــــــلـى مـــــــبــــــســـــــمـي نجـــــــمـــــــتــــــ

وذوب مـــن لـــــــــــــــــــــــــــــــــونـــه ســـــــــــــــــــــــــــــــــائـــلا

ــــــــقــــــــلــــــــتــــــــ وكــــــــحــــــــلــــــــنـي مــــــــنـه فـي ا

وجــــــئت الـى الــــــروض عـــــنــــــد الــــــصــــــبـــــاح

لأحــــــــــــــجــب نــــــــــــــفــــــــــــــســي عـن كـل عــــــــــــــ

فـــــــــــنـــــــــــادانـي الـــــــــــروض يـــــــــــا روضـــــــــــتـي

وهــم لــــــــــــــــيـــــــــــــــفــــــــــــــــعـل كــــــــــــــــالأولـــــــــــــــ

فـــــــــــخــــــــــبــــــــــأت وجـــــــــــهـي مــــــــــنـه ولــــــــــكـن

الـى الـــــــــصــــــــــدر يــــــــــا أم مـــــــــد الــــــــــيــــــــــدين

ويــــــا دهــــــشــــــتـي حــــــ فــــــتــــــحـت عــــــيــــــني

وشـــــــاهــــــــدت فـي الـــــــصــــــــدر رمـــــــانــــــــتـــــــ

عنى الحب رأة صورة مـكملة وهكذا الى آخر القـصيدة وهذا التـبادل ب الطبـيعة واـوجودات جـميـعا. - وهـو إذا جزأته بـطريـقة الـتحـليل كـان منـطويـا على العـام بـكونه رابـطة ااستـحالة ولكنه يؤخذ كله عـلى سبيل الاستطراف ويكون معـنى «العطاء» السخي هو المحملعنى الجميل كالخمر ينتشي به صاحبه وقد الوحيد الذي يربط ب نوعي الجمال. غير أن ا

عنى واشتط في إبرازه في صورة ثالثة ح قال: انتشى الشاعر بهذا اقــــــــتـل الـــــــورد نــــــــفــــــــسـه حــــــــســــــــدا مــــــــنك

وألـــــــــــــقــى دمـــــــــــــاه فـي وجـــــــــــــنـــــــــــــتـــــــــــــيـك

ـــــــــا والـــــــــفـــــــــراشـــــــــات مـــــــــلـت الـــــــــزهـــــــــر

حــــــدثـــــــتــــــهــــــا الأنـــــــســــــام عـن شــــــفـــــــتــــــيك

ســــــــكــــــــر الــــــــروض ســــــــكــــــــرة صـــــــــرعــــــــته

عـــــنــــــد مـــــجـــــرى الــــــعـــــبـــــيــــــر من نــــــهـــــديك

- ١٤٠ -

ـنـتــحـر أمـام رمـز الحب وهـذه فـقـد تحـول «الـعــطـاء» الى حـركـات من الخــشـوع االـصورة كـثـيرة الـتردد في شـعر الأخـطل الصـغيـر لأن الحب في قـانونه لا يـتطـلب شيـئا

وت عند رمز الحب وتجسده: وت حتى الحب نفسه أقل من ا«الحب مــذبــوح عــلى أقــدامــهــا» و «نــام تحت قــدمــيــهــا الــقــمــر»

الـى غــيـر ذلك من هذه الـصـــور التـــي تتـمـشـى ومفـهـــوم الحب لـدى الـشـــاعــر.وما دمنا في نـطاق الحديث عن الحب والألوان الـتي اصطبغ بـها شعر الأخطـل الصغيرـوضـوع: الأول أن الحب لـديه مـتـصل بسـبـبـه فـلنـسـتـطـرد الى ذكـر شـيـئـ يـتـصلان بـااضي متصل بالفعل «كان» «أتذكر» ويكاد يكون في الحاضر بالذكرى فهو جزء من اـاضي والـثـاني تـلك الـصـورة الـتي شـيـئـا بـاهـتـا أو يـكـون الحـاضـر به قـد تحـول الـى اس» نتـحر أعني صورة « يرددها الشـاعر ترديده لـصور الارتماء الخـاشع والخشوع االجرح أو تقـبيـله ونراهـا مستـمدة من جـراح «الصلـب» وهي ضرب آخر من الـتعـبير عن

الخشوع أمام التضحية والألم والفداء:قـــــــــبـــــــــلـت بـــــــــاســــــــمـك كـل جـــــــــرح ســـــــــائل

وركـــــــزت بـــــــنــــــدك عـــــــالــــــيـــــــا في الـــــــســــــاح...............

إن جــــــــرحـــــــا ســــــــال مـن جـــــــبــــــــهـــــــتــــــــهـــــــالــــــــثـــــــمـــــــتـه بـــــــخــــــــشـــــــوع شـــــــفــــــــتـــــــانـــــــا

...............قـم الى الأبــــــــطــــــــال نـــــــلــــــــمـس جـــــــرحــــــــهم

ـــــــســـــــة تـــــــســــــبـح فـي الـــــــطــــــيـب يـــــــدانــــــا

ـوضوع عنـد هـذا الحـد نـستـطـيع أن نـقـول إن الشـاعـر وجـد لـنفـسه اتجـاهـا في اوالطريـقة والعـبارة وأحب هـذه العنـاصر وتقـيد بـها والاتجاه لـلشاعـر طريق ذات صوىائـي بالـنسـبـة للـسمـكة إذا أخـرجته عـنهـا ضل أو كـان الاتجاه الـشعـري يـشبه الجـو اوكـان الاتجاه التعبـيري لدى الأخطل الصغـير يقوم على طلاوة الـعبارة وجدة الصورة -

- ١٤١ -

وهـذان مــطـلـبـان غـيـر هــيـنـ - وطلاوة الـعـبـارة أكــسـبـاهـا الـعـذوبــة في الـطـعم والـنـغمظـهر وجـدة الـصورة تـقوم عـلى خـدع كثـيـرة وهذا كـله يعـني أن تـغيـير والـلمـعـان في االأسس تحـطـيم للاتجـاه ولـذلك لا يـحـاول الـنـاقـد أن يـطـبق عـلى هـذا الـلـون من الـشـعرمقاييس ومبـاد أخذ النقاد ينادون بها ويدعـون اليها ويكفي أن نشير من ذلك في هذابدأ على قام الى واحد منـها هو مبدأ «وحدة القصيدة» ماذا يـحدث لو أنا طبقنا هذا ا اشعر الأخطل وهو الشعر الذي يجذبنا بحلاوته العامة ورونقه الجميل وأحيانا بصورهومـبـتـكـراته في الـتـعـبـيـر? قـد يـكـون ذلك ضـربـا من الـتـجـني - فـي مـا أعـتـقـد - لأن هذاالشـعـر لا يـستـنـد الى الـوحدة بل لـعـله في مـحـاولته لإبـراز الألق الخـالب يـسـهو أحـيـانا

فيتورط في ضروب من التناقض - منها تناقض السياق كما في قوله:ونــــــــــعـم هـل كـــــــــانـت كــــــــــمــــــــــا صـــــــــورت أم

ــــــــصــــــــور بــــــــالـغ فـي تــــــــلــــــــويـــــــــنــــــــهــــــــا ا

ــــــــــ كــــــــــاعـب يـــــــــــا لــــــــــلــــــــــمـــــــــــنـى أعـن

وعـن شــــــــــمــــــــــال كــــــــــاعـب ومــــــــــعــــــــــصــــــــــر

فــــــــمن هــــــــنـــــــا حــــــــيـث تـــــــنــــــــدى الـــــــزهـــــــر

ومـن هـــــــــنــــــــا حـــــــــيـث تــــــــدلـى الــــــــثـــــــــمــــــــر

وأنـت لا تــــــــألــــــــو دعـــــــــابــــــــا فـي الــــــــهــــــــوى

شـم وتــــــــــــقـــــــــــبــــــــــــيـل وأشـــــــــــيــــــــــــا أخـــــــــــر

فالقار للبيت الأول يستـحوذ عليه مدى التشكيك في صدق ما صوره عمر ثم إذاعصـر» فيمثل لنا أن صـور يضفي من خياله على صـورة «المجن والكاعب وا بـالشاعر اعـمر كـان مقـصرا في شـرح لذته وتـنعـمه ويضـفي معـاني الزهـر والثـمر والأشـياء الأخر

على الصورة. ومن ذلك أيضا قوله في رثاء سعد:صــــلى عــــلـــيـه الـــنــــصــــارى في كــــنــــائـــســــهم

ـــســلـــمـــون ســـعــوا لـــلـــقـــبــر واســـتـــلـــمــوا وا

- ١٤٢ -

ثم يقول في أثر ذلك:ــــــؤمـــــــنــــــون بـــــــســــــعـــــــد أيـن أبــــــصـــــــرهم ا

ـــــــعـــــــجــــــبـــــــون بـــــــســـــــعــــــد أيـن أيـن هم? وا

وهل هؤلاء الذين صلوا عليه وسعوا حول قبره يؤدون واجبا فحسب دون أن يؤمنوا بسعد?.

ومـنها تـناقض في الجو الـشعري نـفسه: ومن يطـالع بإمعـان قصة مي في قـصيدة«رب... قل لـلجـوع» يـقف عـلى هـذا الـلـون من الـتـناقض. فـي هذا الجـو الـشـعـري تـتـمثل

الألوهية وتتجه القصيدة في ضراعة الى الله قبل سرد القصة:رب إن الــــــــكــــــــون مــــــــهــــــــمــــــــا عــــــــظــــــــمـــــــا

هــــــــو فـي عـــــــــيــــــــنـــــــــيـك لا يــــــــحـــــــــسـب شيقـــــــــدرة ذلـت لــــــــديـــــــــهـــــــــا الــــــــعـــــــــظـــــــــمــــــــا

كـــــــــــلــــــــــهـم فـــــــــــان وســـــــــــبـــــــــــحــــــــــانـك حـيــــــــــــا ســــــــــــالـت دمــــــــــــا رب لــــــــــــو شــــــــــــئـت

أمــــــــــــرك الأمـــــــــــر فــــــــــــمـن ذا يـــــــــــنــــــــــــكـــــــــــرـــــــــــــا يـــــــــــــتـم مــن قـــــــــــــد يـــــــــــــتـــــــــــــمـــــــــــــا و

ـــــــــا اســــــــتـل الـــــــــسلاح الـــــــــعــــــــســـــــــكــــــــر ورب إن نــــــــحن بـــــــــلــــــــغــــــــنــــــــا الــــــــهــــــــرمــــــــا

ــــــــــنـــــــــتــــــــــظـــــــــر أو يــــــــــكن حــــــــــان الـــــــــذي يمــــــــر ولا كــــــــفـــــــــران ذيـن الــــــــكـــــــــوكــــــــبــــــــ

يــــــخــــــرقــــــا الــــــنــــــامــــــوس أو يــــــحــــــتــــــرقـــــاواســــــتـــــرح مــــــنـــــا فــــــنـــــغــــــدو بـــــعــــــد عـــــ

أثـــــــــــرا لا بـــــــــــد أن يـــــــــــنــــــــــــمـــــــــــحـــــــــــقـــــــــــا

ــنـاجـاة والــتـوسلات نـرى وبـعــد أن تـطـمــئن الـنــفس - أو لا تـطـمــئن - الى هـذه االشاعر يفاجئنا بنقلة الى رحاب الوثنية:

ضــــــاق «جــــــوبـــــيــــــتـــــر» صــــــدرا فـــــانــــــبـــــرىيـــــــــتـــــــــمـــــــــشـى فـي فـــــــــراديـس الجـــــــــنـــــــــان

- ١٤٣ -

فـــــــــــبــــــــــــدا أهـــــــــــيـب شـيء مــــــــــــنـــــــــــظـــــــــــراوعــــــــــــــلــــــــــــــيــه حـــــــــــــلــــــــــــــة مــن أرجـــــــــــــوان

ورمــى لــلأرض مـــــــــــــــــــــنــه نـــــــــــــــــــــظـــــــــــــــــــــرافــــــــــرأى الــــــــــهــــــــــول وأنــــــــــواع الــــــــــهـــــــــوان

مــــــلــــــعــــــبــــــا لــــــلـــــشــــــر مــــــا مـن صــــــالحـــــفــــــــــوقـــــــــــهــــــــــا أو أخــــــــــويـن اتـــــــــــفــــــــــقــــــــــا

فــــــرمى غــــــيـــــظــــــا عـــــلــــــيـــــهــــــا جـــــمــــــرتـــــفــــــــــتـــــــــلــــــــــظـت وتــــــــــلـــــــــظـى حــــــــــنــــــــــقـــــــــا

وجـوبـيـتـر هـذا الـذي فـعل مـا قـد يـفـعل «مـارس» - إله الحـرب - دخـيل عـلـى الجوالديني الذي يصل ب رجاء الإنسان وعدل السماء.

ومن ضـروب التنـاقض أيضا اضـطلاع القصـيدة بتـحقيق غـايت مـتضاربـت كماهاجر الذي فارق وطنه هاجر» فإن ما يزيـد على نصفها الأول بكاء على ا في قصيدة «ا

وأطفاله حتى غدا كل شيء حزينا بعده:جــــرس الــــكـــــنــــيــــســــة لــــو تــــكــــلـم لاشــــتــــكى

ولــــــــبــــــــان فـــــــــيه مـــــــــذ نــــــــأيـت تــــــــصــــــــدعوتـــــلــــــفــــــتت فــــــيـــــهــــــا الـــــدمـى وتـــــســــــاءلت

عن بــــــاقــــــة فـي صـــــحــــــنــــــهــــــا تــــــتــــــضـــــوع

هاجر وتمجيد له: وآخرها إشادة بأعمال احـــــــتـى انــــــدفــــــعـت فـــــــكل صـــــــخــــــر روضــــــة

- ســــــــلــــــــمـت يــــــــداك - وكـل أفق مـــــــــطــــــــلع وفــــــتــــــحت فــــــتح الــــــعــــــبــــــقـــــريــــــة تــــــاركـــــا

فـي مـــــســــــمـع الــــــدنــــــيـــــا صــــــدى يــــــتــــــرجع

والغايتان حقيقتان بجهـد الشعر ولكن من التناقض جمعهما في نطاق واحد. مبدأوحدة القـصيدة إذن مبـدأ خطر إذا أنت تـناولت به هذا اللـون من الشعر بل أبـعد أيضافـأقــول إن الخـروج عـلى سـيــاق الـوحـدة أصــبح ضـرورة من ضـروراتـه. وذلك لـلـصـراع

- ١٤٤ -

لحة فالصدق الذاتي وحده قد يحول ناسبة ا القائم ب الصدق الذاتي وب متطلبات اناسبات وإذا كان ولا بد من الوقوف في مناسبات كبيرة فلا بد من شاركة في ا دون اواقف التـحيل على الشعر بطـريقة أو بأخرى وقد جرى الأخطـل الصغير في مثل هذه اباشر فإذا حقيقة القصيدة عنده تكمن في هذا الهرب لا في وضوع ا على الهرب من اباشر وهذا يـصدق تماما في شعر الرثاء فأكثر مراثيه انحياز وضوع ا ما يقوله في اـوضـوع عن الـرثــاء نـفـسه إلى أمـور جـانــبـيـة وهي طـريـقــة يـعـتـمـدهـا في عن طـبــيـعـة اقصـصه إذ يترك الـقص الى التـأمل والحكـمة ويـطيل في ذلك حـتى يخـيل إليـنا أنه نسيالقصة الأصلية ولا يتسع هذا المجال للإكثار من الأمثلة «بل يستطيع القار أن يراجع

مراثيه» حسبنا على ذلك ما جاء في قصيدته الجميلة التي قالها في الزهاوي:قــــــــــولـي لـــــــــشـــــــــمــــــــــسـك لا تـــــــــغـــــــــيــــــــــبي

وتـــــــــــكــــــــــــبـــــــــــدي فـــــــــــلــك الـــــــــــقـــــــــــلـــــــــــوب

فــإن أجمــل مـا فيهــا الأبـيــات التـي يحـيـي فيها بـغداد والتي يصف فـيها رحلتـهالصحراويـة:

بـــــــــــــغــــــــــــداد مــــــــــــا حـــــــــــــمـل الــــــــــــســــــــــــرىمـــــــــــــــــنـي ســـــــــــــــــوى شـــــــــــــــــبــح مـــــــــــــــــريـب

جـــــــفـــــــلت لـه الـــــــصـــــــحـــــــراء والـــــــتـــــــفت الــــــــــــــــكـــــــــــــثــــــــــــــيــب الـى الــــــــــــــكـــــــــــــثــــــــــــــيـب

وتـــــــــــــنـــــــــــــصـــــــــــــتـت زمـــــــــــــر الجـــــــــــــنــــــــــــا دب مـن فــــــــــــويـــــــــــهــــــــــــات الـــــــــــثــــــــــــقـــــــــــوب

ـــــــتــــــــــــــــســـــــــــــــــاءلــــــــــــــــون وقــــــــــــــــد رأوا يـــــــــــــــــــــلـــــــــــــوح فـي شـــــــــــــحــــــــــــوبـي قــــــــــــيــس ا

والــــــــتـــــــــمــــــــتــــــــمــــــــات عــــــــلـى الــــــــشــــــــفــــــــاه مـــــــــــضـــــــــــرجــــــــــات بـــــــــــالــــــــــنـــــــــــســــــــــيـب

تـــــــــبــــــــــكـي لـــــــــهــــــــــا قــــــــــبـل الـــــــــصــــــــــبـــــــــاويـــــــــــــــذوب فــــــــــــــيـــــــــــــــهـــــــــــــــا كـل طـــــــــــــــيـب

- ١٤٥ -

يــــــــــــتـــــــــــســــــــــــاءلـــــــــــون مـن الــــــــــــفـــــــــــتـى الــــــــــــــــعـــــــــــــربـي فــي الـــــــــــــزي الــــــــــــــغـــــــــــــريـب

الى أن يقول:أنـــــــــــــــــــا دمــــــــــــــــــعـــــــــــــــــــة الأدب الحــــــــــــــــــزيـ

ـــــــــــــــــــــــذيــب ـــن رســــــــــــــــــــــــالـــــــــــــــــــــــة الألـــم امـن قـــــــــــلـب لــــــــــــبـــــــــــنـــــــــــان الـــــــــــكـــــــــــئـــــــــــيـ

ــب لــــــــــقــــــــــلـب بــــــــــغــــــــــداد الــــــــــكــــــــــئــــــــــيـب

ـا يتصل بالزهـاوي - بل إن قوله من بعد «آلـيت أقتحم الجحيم» وإن ثم لا شيء كـان إشارة إلى قـصيـدة الزهاوي في الجـحيم هـو عودة الى صـورة الرحلـة الصـحراوية

التي بلغته بغداد ولا تنبئ بشيء ذي بال عن الزهاوي.

في نطاق هـذا الخروج عن الوحدة جـمال الجزء الجـميل لا نكـران في ذلك وفي نطاق هذاالسياق الذي اختاره الأخطل الصغير تكمن قاعدة جديدة هي «الدفقة» الأصيلة التي تأتي الأبياتالأخرى تكملة لها أو مقدمة «ومصيبة الشعر أن يحرم هذه الدفقة» فإذا شئنا أن نقدر هذا الشعربحـثنـا عن تلك الدفـقة ومـيزنـاها بعـلاماتهـا ذلك لأنهـا تسـتطيـع أن تصبغ مـا حولـها بـألوان توهمالـوحدة وتخدعـنا عن عنـاصر التنـاقض الداخلي? وفي نـطاق هذا الفـهم نستـطيع أن نجد للأخطلالصـغـير شـعـرا ذا نـسق معـجب من الجـمـال كـقصـيـدته «ضـفاف بـردى» فـفـيهـا يـنتـحل الـشـاعروذجا أعلى لخير ما استطاع ريات وأستطيع أن أجعلها بساطة الطفل في نظرته للأشياء والذكـ

أن يحققه في ميدانه:سـل عـن قـــــــــــد هـــــــــــواي هـــــــــــذا الـــــــــــوادي

هـل كـــــــان يـــــــخـــــــفـق فـــــــيه غـــــــيـــــــر فـــــــؤادي.....

أنــــــا مــــــذ أتـــــيـت الــــــنــــــهـــــر آخــــــر لــــــيــــــلـــــةكــــــــــــانـت لـــــــــــنـــــــــــا ذكـــــــــــرتـه إنـــــــــــشـــــــــــادي

- ١٤٦ -

وســــــــــألـــــــــتـه عـن ضـــــــــفـــــــــتـــــــــيـه ألـم يـــــــــزللـي فـــــــيـــــــهـــــــمـــــــا أرجـــــــوحــــــــتي ووســـــــادي

فـــــبـــــكى لـي الـــــنــــهـــــر الحـــــنـــــون تـــــوجـــــعــــاــــــــا رأى هــــــــذا الــــــــشــــــــحــــــــوب الــــــــبـــــــادي

ــــــفـــــــرقي ورأى مــــــكـــــــان الــــــفــــــاحـــــــمــــــات تـــــــــلك الـــــــــبـــــــــقــــــــيـــــــــة من جـــــــــذى ورمــــــــاد

....بــــــــــردى هل الخـــــــــلــــــــــد الـــــــــذي وعـــــــــدوا به

إلاك بـــــــــــــــــــــ شـــــــــــــــــــــوادن وشـــــــــــــــــــــواديقــــــالــــــوا تحـب الــــــشـــــــام قــــــلت جـــــــوانــــــحي

مــــــقــــــصـــــوصــــــة فــــــيــــــهـــــا وقــــــلـت: فـــــؤادي

فـمن شـاء أن يـجـد طـواعـيـة الـشـعر فـي الـنـغمـة والـعـبـارة فـإنه يـحـسن بـه أن يـقرأالقصيدة كلها فهي طرفة من الجديد القد كما ارتآه الأخطل الصغير وأراده وحققه.

عـاصر إذ سـيظل مـكانه ولـيس بهـذا وحده حـقق الأخطل الـصغـير دوره في الـشعـر اعاصـر قد عمد الى نوع في تاريخ هذا الشعـر «منطلقـا» لاتجاهات شتى وإذا كان الـشعر امن «التخصص» فإن فروعه المختلفة تلتـقي لديه على التسوية والتعادل. سيذكر ب أصحابالقصص الشـعري إذا ذكر مطران وأضرابه في هذا التـيار? وإذا ذكر أدب الحقد الشهواني

الذي طوره أبو شبكة فإن القار يستطيع أن يتذكر قول الأخطل الصغير:مــــــــــــأدبـــــــــــة أفـــــــــــرغـت كـــــــــــأسـي بـــــــــــهـــــــــــا

وقـــــــمـت عـــــــنــــــهـــــــا لا كـــــــمـــــــا تـــــــزعـــــــمــــــفــــــفــــــضـــــلــــــة الـــــكــــــأس الــــــتي عــــــفـــــتــــــهـــــا

تــــــركـــــــتــــــهــــــا لــــــلــــــخـــــــدم الــــــســــــاقــــــطــــــ

تحـدثون عن النزعة الريفية في الـشعر وجدوا له مثل قوله في النزعة وإذا تحدث االريفية الواقعية:

عـــــــــودوا الى تـــــــــلـك الــــــــقـــــــــرى فــــــــلـــــــــقــــــــدـــــــدن ســــــــلـــــــخــــــــتـــــــكـم عـن قـــــــلــــــــبـــــــهــــــــا ا

- ١٤٧ -

لا الحـــــــــقـل يـــــــــبـــــــــسـم عـن مـــــــــعـــــــــاولــــــــــكمــــــــــــــــــــهـن فــــــــــــــــــــيــه ولا تــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــر ا

ذوت الـــــــــــــــريــــــــــــــاض ومـــــــــــــــاؤكـم عـــــــــــــــمـموتـــــــعـــــــطـــــــلـت من حــــــــلـــــــيـــــــهـــــــا الـــــــقـــــــ

مـــــــــحــــــــــراثــــــــــكـم صـــــــــد الحــــــــــديــــــــــد به والــــــــفــــــــأس مـلء عــــــــيـــــــونــــــــهــــــــا الــــــــوسن

وخـــــــــــوت زرائــــــــــــبــــــــــــكـم وكــــــــــــان عـــــــــــلـى جـــــــــنـــــــــبــــــــاتـــــــــهــــــــا يـــــــــتــــــــدفـق الـــــــــلــــــــ

ــــــــــرابـط من ســــــــــوابــــــــــقــــــــــهـــــــــا خــــــــــلـت اوتــــــــــثــــــــــاءبـت بــــــــــحــــــــــبــــــــــالــــــــــهــــــــــا الأتن

عـــــــــودوا الـى تـــــــــلـك الـــــــــقـــــــــرى فـــــــــعـــــــــلى بــــــــســــــــمــــــــاتــــــــهــــــــا يــــــــتــــــــمــــــــزق الحـــــــزن

ـا عثـروا لديه عـلى خطـرات رمزيـة أو سريـاليـة موشـحة بـالغـموض وتـعبـيرات وركأنها شطحات صوفية مثل:

قطـرة في كاسنا وجعلـنا الزمـنا إن تكن أنت أنـا

ولن يفقدوا في بعض مقطوعاته لذع «الابجرام» واستدارته في مثل قوله:ـــــا إذا مـــــا ضــــــربت الـــــكــــــلب يــــــعـــــوي ور

تــــــــــــقــــــــــــحــم مــــــــــــؤذيـه وعـض بــــــــــــنــــــــــــابـهوفي الــــشـــرق نــــاس لـــو ســــحـــقـت رؤوســـهم

ـــــا نـــــبــــســـــوا فـــــلـــــيـــــخـــــجـــــلـــــوا مـن كلابه

لون بصـور الحب في مدرسة كـبيرة تضم وإذا تحدث الـناس عن طبيـعة الأسلـوب امعروف الارناؤوط وكرم ملـحم كرم وعمر أبو ريشـة وسليمان العـيسى وعمر النص وأنورالعطار فإنهم سيـشيرون أيضا الى أستاذ مهـد هذا الطريق لسالكيه. أمـا تبيان قيمة هذا

قارنة مع سائر الأدوار الأخرى. عاصر فلا يظهر إلا با الدور في أدبنا ا

- ١٤٨ -

بقي مظـهر واحـد طال إرجاؤنـا له ونحن نسـتقـصي النواحي الجـماليـة - في الأكثرـقام يـصل آخـر هذه الـدراسـة بأولـها ونـعـني به الآفـاق الرحـبة - وتـصـدينـا له في هـذا االتي استشرفها الشاعر ذات يوم الى أن اصبح وجودها في شعره كأمواج الصوت حتبتعـد عن مصدرها وهي تلك الأقانيم الثلاثة: التي تصـله بالدائرة الجماعية - : الشعوربـآلام الإنسانية والـشعور بلـبنان والشعـور بالعروبـة ولا ريب في أن هذ الثلاثة مـجتمعةهي مفـتاح الاتجاه الأصيل فـي شعره ذلك لأنه تـرعرع أول أمره في أحـضان الإحساسبـآلام الجماعـة وفي ظل الفكـرة العربيـة وفي ظل التجـارب النفسـية بيـنه وب الوطن. وقدـقـال نــظـرته الإنـسـانــيـة الى الحـرب وهي آيــة الـوعي الجـمـاعي في رأيـنــا في أول هـذا اثـلث يـشـيـر الى هـذا الـوعي الـصـادق مـدة طـويـلة: الـبـواكيـر وقـد اسـتـمـر هـذا الـصـوت افتمخـضت وقفته الى جانب الفقراء عن عدة قـصائد مثل «الفقراء» و «رب .... قل للجوع»و «قصر العـظيم» و«الجابي» وفي هذه الـقصيدة الأخيـرة يصور حال الريف الـلبناني وما

ا يتمتع به الناس من رخاء في بيروت: يعانيه من فقر بالنسبة بــــــــــــــــــــــــــــرب الأرز حــــــــــــــــــــــــــــدثـــــــــــــــــــــــــــــنــي

أحـــــــــــــــقـــــــــــــــا قـــــــــــــــولـــــــــــــــهـم حـــــــــــــــقـــــــــــــــابــــــــــــــــأن الــــــــــــــــنــــــــــــــــاس فــي بــــــــــــــــيـــــــــــــــرو

ت لا تـــــــــــــشــــــــــــقـى كــــــــــــمــــــــــــا نــــــــــــشــــــــــــقـىـــثــــــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــــرا وأن الأتــن والــــــــــــــــــــــــــ

ن تــــــــــلــــــــــقـى الــــــــــعــــــــــطـف والــــــــــرفــــــــــقـــــــــافــــــــــــــــــــإن صــح الـــــــــــــــــــذي قــــــــــــــــــــالـــــــــــــــــــوا

أيــــــــــــرضـى الـــــــــــعــــــــــــدل ذا الـــــــــــفــــــــــــرقـــــــــــاويـــــــــــرضـى صـــــــــــاحـب الـــــــــــســـــــــــلـــــــــــطــــــــــا

ن أن نـــــــــــــــــــفـــــــــــــــــــنـى وأن يـــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــقـىألــــــــــــــلــــــــــــــحـــــــــــــــكــــــــــــــام مـــــــــــــــا نجــــــــــــــنـي

مــــــــــــــــتــى كــــــــــــــــنـــــــــــــــــا لــــــــــــــــهــم رزقــــــــــــــــا?

- ١٤٩ -

ويقول في قصيدة «لبنان عيد ما أرى» مصورا هذا التفاوت:قـل لــــــــلــــــــرئــــــــيـس إذا أتــــــــيـت نــــــــعــــــــيــــــــمه

إن يــــــشـق رهــــــطـك فــــــالـــــنــــــعــــــيـم جــــــهــــــنم

أيـــــــطــــــوف الـــــــســــــاقـي هــــــنـــــــا بــــــكـــــــؤوسه

ويــــــــزمـــــــجــــــــر الجــــــــابي هــــــــنــــــــاك ويـــــــرزم

تـــعــــرى الـــصــــدور هـــنــــا عـــلـى قـــبـل الـــهـــوى

وهــــــــنــــــــاك عـــــــاريــــــــة تــــــــنـــــــوح وتــــــــلــــــــطم

والـــــكــــهـــــربـــــاء هــــنـــــا تــــشـع شـــــمــــوســـــهــــا

وســـــــــــراج أكــــــــــثــــــــــر مـن هــــــــــنــــــــــاك الأنجـم

ـديـنة والـريف بل لـعـله أشد ولـيس الذي يـسـتـثيـره فـحـسب هذا الـتـفاوت بـ اتأثرا لهذه الفرقة في وطنه:

أمـــــا الــــشـــــعــــوب فــــقـــــد تــــآلـف شــــمـــــلــــهــــا

ــــــتـــــــشـــــــعب فــــــمـــــــتـى يـــــــؤلف شـــــــعـــــــبـك ا

ـه نــــــــــــــــــضـــــــــــــــــبــت مــــــــــــــــــوارده وجــف أد

ــــــــعــــــــشــــــــوشب وتــــــــقـــــــلـص الــــــــريــــــــان وا

كـم مـــــــــورد لـك في الـــــــــســـــــــراب وغـــــــــصـــــــــة

أرأيـت كـــــــــــيـف يـــــــــــغـص مـن لا يـــــــــــشـــــــــــرب

وشـعوره بـالـعـروبة صـريح لا مـواربـة فيه فـهـو الأخـطل الصـغـيـر شاعـر الـدعوةالـعربية مـثلما كـان الأخطل الكبـير شاعر الدولـة العربيـة والرابطة الـتي تربطه ببردى

شاركة في المجد واللغة والتاريخ: والنيل والفرات قائمة على الحب وا مـن مـــــبـــــلغ مـــــصـــــر عـــــنـــــا مـــــا نـــــكـــــابــــده

إن الــــــعــــــروبــــــة فـــــــيــــــمــــــا بــــــيــــــنــــــنــــــا ذ

- ١٥٠ -

ركــــنـــان لــــلــــضـــاد لـم تــــفـــصـم عـــرى لــــهــــمـــا

هم نــــــــــحن إن رزئـت يـــــــــومــــــــــا ونـــــــــحـن هم

حتى الشمس في الشام عربية:والـــــــشــــــــمس فــــــــوق ســـــــهـــــــولـه ونجـــــــوده

عـــــــــربـــــــــيــــــــــة الإمـــــــــســـــــــاء والإصـــــــــبـــــــــاح

ولكن عيب هذا الاتجاه في شعر الأخطل الـصغير أن يكون خطرات تقتضيهانـاسبـات وأن يظل مـنبـعه راكدا حـتى يثـيره حـادث هنـا وحادث هـناك ويـبدو أن ا. حـتى غـدا شـعر الـنـظـرة الجـمالـيـة «المجـردة» تجني - أو جـنت - عـلى هـذا الـنبعكسورة في غير موضع الأخطل الصغير إذا أنت مثلته لـنفسك كالكأس البلورية اوأصــبح الـقـــدم إحــــدى خـصـائـصــــهـا وإن لــم يـفـقـد بـعض جـوانـبـهـا شـيـئـا من

البريق والتلاميع.

د. إحسان عباس

✸✸✸✸

- ١٥١ -

كلـمــــة ألقيت في مهرجان الأخطل الصغير

فــي الأونيسكــــو

نذر حافظ ا

فـجـر هذا الـيوم غـداة انكـسـاف الظـلمـة تـلفـتت نجمـة الى أخـتهـا تقـول: لـيتـنا منبنات النهار يا أختاه.. إن لبنـان الجميل يقيم في الصباح عيدا لكبير من شعرائه. اسمها إلا هـدهـدته فيه الأنـسـام أو أغوته بـشـرى وقلـبه نجـوى وهواه شـراع جوال مـا تـرك

أخطار العواصف.

هـو ابن الليل ونجينـا فيه أليف الشـذى عاشق طرف الجمال يـزفها البوح جوارحمن قلبه صاغ الحرف فتنا من السحر تزوغ وأرسل البرق نذيرا بدواهي الصواعق.

قـد هوانـا له يا سـهى.. وحسـرتي الآن مريـرة كيف تـستـأثر به هـذه الشمس ولاتكون الكواكب جميعا شموعا مضاءة في عيد الشاعر

يا حبيب النجوم.. لقائي بك اليوم أي شيء أعز وأنقى وأرفع?..

ا تاقت الى صباح عيد ألقاك فيه بهجته والرواء فيه من مناي تلك الغالية الـتي طاترفل بالكبر وأزهو أنا بك كبرا.

ن ـعـلم الـغـائب يـهـتف بي: هـو الـوفـاء يا بـني.. وفـاء ـا أقـول صـوت أبي ا وفـيه يصنعون أمجادنا أن يكونوا عز جباهنا وشموخها.

وفـيه من رجـائـي أن لـبـنـان الـتــائه ارتـد في يـومك هــذا الى صـواب لـنـلــتـقي عـنـدكجميعا فوق أهوائنا والصغار.. في نقاء الجمال والفرح والأمل.

راحل البرازيلية» كانون الثاني ١٩٦٩ العدد ١٥٠ السنة ١٤. < «ا

- ١٥٢ -

وفي هذا الـلقـاء أجوب من دنـيا شـعرك الرحـيبـة مطـارح مطـارح ليس لـها عد ولاحـد.. هنا من الزهـر غمر.. وهنـاك شذى وعناق وقمـر.. وهنالك من الحكم وصف درر..ـنـا نـحـن يـضج عـمـيـقـا في وبـعـدهـا آلام الجــراح وأحلام رواد الـكـفـاح عـالم بــرمـته عـا

صدرك لينطلق الشعر من فيك لا أعذب ولا أصدق ولا أروع.

أرسلت لوعة الجوى عتابـا أرق من رف الجناح وأشعت الأمل ربيعا يغلب الجهمةويتجدد على الدوام تبسما وعبيرا...

نذر حافظ ا

✸✸✸✸

- ١٥٣ -

السبـــــك فـــي شعـــــــرالاخطـــل الصغيــــر

د.علي شلق

رحلة الأولى: ا

الأصـوات مـعـانـاة حـيــاة تـعـبـيـر عـنـهـا لـذلك فــهي صـور لـتـلك الحـيـاة تجيء فيحالاتها الأولية غامضة الرمز خفية الدلالة.

بـعد اكـتـشـاف الحرف أصـبـحت تـلك الحروف أصـداء تحـاكي الأصـوات وعلى شيءمن التهـذيب والتطويـر. فإذا بنا بعـد مرحلة نكـتشف إمكانـية هائلة عـند الإنسان تجلت في

مكنة التعبير عن الوجدانيات والروحيات بتلك الحروف بعد مرحلة محاكاة الأصوات.

عنى لا ينفصلان في الكلمة. الأصوات في الأصل حالات رمز اليها بالأصوات فالصوت وا

ـها الخاص كـالكوكب يـدور حول نفسه والكلـمة شخصـية مسـتقلـة بذاتها لـها عابتـنـاغم ذاتي يـعشق حـركـته. لـكن هذه الـذاتـية لا تـمـنع أن يـكون لـهـا دوران آخر أوسعـركز الـعام وأشـمل في مـجتـمعـها أي في الـتـركيب وذلك يـشبه الـدورة الـكبـرى حول اشـمس الأثـر الأدبي فهي لـهـا مـعنـيـان واحـد في الأفراد وآخـر في الـتـركيـب. والكـلـمةـثابة وسـيلة غـايتهـا التركيب فـهي مادة ما نـسميه الـتجربـة أما صورة الـتجربة بهذه ا

ا نسميه الطريقة. الكاملة فهي في الأثر الذي يكتمل

ـفردة دلالات وهـي ذات قوة إيـحـائـيـة مـحـدودة في رمـزهـا لـلـتـجارب لـكن لـلـكـلـمـات االكلـمات في التركيـب الأدبي تفسح لنا مـجال الخيال والخـيال لا حدود لتـجاربه. لهذا كانت

الحروف صناديق تخزن الأصوات والألفاظ صناديق التجارب أما الأسلوب فهو فن.

< الأديب يوليو ١٩٦١ عدد ٧ ص: ٤-٧.

- ١٥٤ -

فـكل أدب هـو في حد ذاتـه موصل لـتـجـارب ذات قـيـمة وكل تجـربـة لا تـصل إلـيـنالـيـست ذات وجـود هنـا لا نـقف عنـد حـدود الألفـاظ والجـمل بل لا بـد لنـا من الـقول إنهذه الألـفاظ والجمل تـشكل ما نـسمـيه الحالة الـثانيـة الجو أو الـعالم الذي نـقلتـنا إليه

تلك الألفاظ والجمل.

ـقـدار مـا يـسـتـطـيع الأديـب أن يـوصل أي أن يـكـتـشف الألـفـاظ ويـوفق الى وأخـيـرا قدار ما يكون ذا موهبة وصاحب طريقة. التعابير التي تثير الخيال وتقدر على النقل

فهل تكون الطريقة اختصارا لشخصية الفنان ودلالة على إمكانياته?.

يـجيـبنا عن ذلك لـونجيـنوس وهو صـاحب رسالة عـظيـمة في الجلال الشـعري بأنالأسلوب هو الرجل.

رحلة الثانية ا

بـعد هذه الـتوطئـة من تراه يـكون بشـارة الخوري في أسـلوبه الذي هـو صورة عنه?للإجـابة عـلى سؤال يـعدل حـياة الـكائن الـبشـري ذاته نتـناول ديـوانه «الهـوى والشـباب»ـتــوسط قـدم له الأســتـاذ عـادل ــئـتي صــفـحــة من الـقــطع ا الـذي يــقع في مـا يــقـارب ا

عارف سنة ١٩٥٣. الغضبان ونشرته دار ا

تصـدرت الـديـوان قـطـعة من خـمـسـة أبـيـات عنـوانـهـا «لـبـنان» تـنـاول فـيـهـا الأخطلالـصـغـيـر مـعارض الحـسن في لـبـنـان من مـجـالي الأرض ومـشارف الـنـجـوم بـ تأوهالجـداول وابـتـسـام الـروابي ورفـيف الـغـصـون ثم انـتـقل فـجـأة عـلى طـريـقـة الـقـصـيدةة الى الحـديث عن فـاطمـة ومـر إذ همـا رمزان لـوحـدة الصف الـلـبنـاني ثم عاد الـقـدالى أكـماته الـبيضـاء وسمـائه الزرقاء وشـبهـها بأطـفال تـنام وتحـلم وتتصـاعد قـبلاتها

كما تمر بالوادي فتلثم جوانبه.

لم يفـعل بشارة الخوري أكثر من تـعداد معارض الحسن في لبـنان بأسلوب حلووكلمات رقيقة وذلك يصور لنا لطافة روحه ونعومة ذوقه بيد أن الأمر اقتصر بالشاعرعند هذا الحد من تـسطيح الشاعريـة فلا انغمار صوفـيا في طبيعة لـبنان ولا لهثة روح

تنعقد بينها وب الأشياء وحدة عناق حميم.

- ١٥٥ -

ـرأة أمـام عيـنـيه وجوانب قـلـبه تـتمـادى كـأنهـا تـمشي في دروب وعـنـدما تـخـطر امـكـشـوفـة لا حنـيـات أو أغـوار فـيهـا إنـهـا دروب مـعبـدة مـعـشـوشبـة من الـهـامـش لايوحي لك اجـتيازها أبعادا وأسئلـة وجلالات ولو قسنا قصيـدة من قصائده في مقابلةـغـنـيـة ووحـيـد لـظـهـر فـارق ـرأة بـالـطـبـيـعـة مع مـا عـرفـنــا لابن الـرومي في بـسـتـان ا ا

السماوية عند ابن الرومي والضحضاحية عند بشارة الخوري:ــــــقـــــــلـــــــتــــــ ــــــهـــــــا أهـــــــدت الــــــيـــــــهـــــــا ا ا

والـــــظــــــبــــــا أهـــــدت إلــــــيــــــهــــــا الـــــعــــــنــــــقـــــافـــــهـــــمــــــا في الحـــــسـن أحـــــلـى حـــــلـــــيـــــتـــــ

لـــــــــلـــــــــعــــــــــذارى جل مـن قــــــــــد خـــــــــلـــــــــقـــــــــا

إلى أن يقول:فـــــكـــــســــا بـــــالـــــورد مــــنـــــهـــــا الــــوجـــــنـــــتــــ

وكــــــســـــــا مــــــبــــــســـــــمــــــهــــــا بـــــــالأقــــــحــــــوان

وقوله عن النهدين:ـــــــوجــــــتــــــ فـــــــهــــــمــــــا فـي صــــــدرهـــــــا كــــــا

أي صـب مـــــــــــا تـــــــــــمـــــــــــنـى الـــــــــــغـــــــــــرقـــــــــــا

إن في تــرديـد فـعل «كـســا» لـفـتـور ظــاهـر وفي تـمـني الــصب أن يـغـرق في أمـواجالصدر بساطة وضآلة إيحاء لكن في قوله:

أو هـــــمـــــا ولـــــيـــــســـــلـــــمـــــا كـــــالـــــتـــــوأمـــــكـــــــــلـــــــــمـــــــــا هــــــــمـت بـــــــــأمـــــــــر قـــــــــلـــــــــقــــــــا

غنجة فاتنة واعذيذابا مسكرا لا يقل عنه قوله في القبلة الأولى:إن كــــــــــان أحـــــــــــلـى الحـب أول قــــــــــبـــــــــــلــــــــــة

مــــــــــا ضـــــــــــره لــــــــــو مــــــــــات أول عــــــــــمــــــــــرهكــــــالـــــزهــــــر مــــــات مــــــكــــــفــــــنــــــا بــــــأريــــــجه

ووســـــــيم نــــــــضـــــــرته ونـــــــشـــــــوة طـــــــهـــــــره

- ١٥٦ -

عـلى أن البـيتـ على مـا فيـهمـا من تـرقرق الـكلـمات وحـريريـة الأجواء لا يـوحيانوضوع واحـد فحمـلنـا على مخـمل جناح الـكلـمة الى ليل من ا مـثله ميـشال طـراد وا

أطياف مسحورة تفتح لنا أبعادا وصورا:يـــــا صــــاحـــــبي مـــــا كـــــان أســــعـــــد هــــالـــــدني

لـــــو كـــــان مـــــثــــــلي فــــــيك عـــــمــــــتـــــتـــــصـــــوراوتــــعــــيش عــــمـــرك مــــثل عــــمـــر الــــســــوســـني

عــــاكــــاس خــــمــــر ومــــجــــوز وضــــحــــكــــة مـــرا

في بـيتي ميشـال هز موسـيقى وصخب جـو والتفـاتات وجلة حـزينة فـرحة هنانكـهة صوفـية وهي أقدس ما عـند الشـاعر من وسائل يـصل بها الى حـرم الهيكل. وإنكـنت لا أنـكـر أن بـيـتي بـشارة الخـوري يـشـرحـان صـورا زغـبـاء الـريش عن مـيـتـة الـزهرـوحية مكـفنـا بأريـجه ووسيم نـضرته ونـشوة طـهره غيـر متـجاوز قـيمـة هذه الـكلـمات ا

وسيم نضرة نشوة طهر.

والصـوفيـة في الـشعـر أخت الفـلسـفة أو هـما جـنـاحا الـشاعـرية الحـقة تـلك التيـكـان والجـنس. فأي بـجلالـهـا تمـسح آفـاق الإنـسـانيـة ولا تـقف أو تـنحـسـر بـ حدود ا

تساؤل طفل أولي في ما يلي:مـن تـــــــرى يــــــشـــــــرح لـي ذنب الـــــــفـــــــقـــــــيــــــر

أو تـــــــرى يــــــــظـــــــهـــــــر لـي فـــــــضل الــــــــغـــــــنييــــرثـــــان الـــــبـــــؤس والــــعـــــيـش الــــنـــــضـــــيــــر

ويـــــــــقـــــــــيـــــــــمـــــــــان مــــــــعـــــــــا فـي الـــــــــكـــــــــفن

إلى قوله:مــــــا تــــــرى يــــــفــــــعـل مــــــكــــــتــــــوف الــــــيــــــدين

أتــــــــــــرى يــــــــــــقــــــــــــدر أن لا يــــــــــــغــــــــــــرقــــــــــــا?

وفي قـصـيـدتـيه «آه مـا أحـلى الحـمـيـا» و«من رأى الـشـاعـر تـاب» قـال الأولى سـنة١٩٣٩ والـثانـيـة مـغفـلـة الـتاريخ يـبـدو شـاعرنـا فـيهـمـا مـراهق الحبـكـة وإن كـانت بعضتـوترات شعـرية هنا وهـناك في جو غـير بعـيد من الوهن والخـروق التي لا تمـنح الوفاق

الجمالي الذي يجيء وليد الجو البديع.

- ١٥٧ -

فأية صورة موحية كلمة (القرب) في بيته القائل:مـــــا لـــــلــــــشـــــفـــــاه الــــــكـــــســـــالـى لا تـــــزودنـــــا

فـــقــــد حــــمـــلــــنــــا عـــلـى أفـــواهــــنــــا الـــقــــربـــا?تـصور قـربـة سوداء بـاهـتـة مشـقـقة مـحـمـولة عـلى شـفتـ وهي تـطـلب لفـراغـها

امتلاء من شفت بخيلت أو كسولت ذلك لا يعادل قوله:رســـــــــــالـــــــــــة مـن فـــــــــــمـه لـــــــــــفـــــــــــمـــــــــــهـــــــــــا

كـــــــذا رســــــــالات الـــــــهـــــــوى تــــــــخـــــــتـــــــصـــــــروإذا قال:

قــــــــــــــلـت أهــــــــــــــواك يــــــــــــــا مـلاكــي فـــــــــــــردتمــــــــقــــــــلــــــــتـــــــــاه لــــــــكـن تــــــــلــــــــعــــــــثـم فــــــــوه

ليست لها إيحائية قولة أم نخلة:وألــــــــــذ تـــــــــأديــــــــــة وأمــــــــــتـع مـــــــــنــــــــــظـــــــــرا

إغـــــفـــــاء عــــــيـــــنـك يـــــومـــــذاك وصــــــمـــــتـــــهـــــاأما الصورة الحلوة في بيته التالي:

والــــنـــســــيم الخــــفـــيف يــــلـــهــــو بـــثــــوبـــيــــنـــاكـــــــــالــــــــطـــــــــفل أهـــــــــلــــــــوه مـــــــــا هــــــــذبــــــــوه

فـهي تسـتر ما تـواهن من بعض صـوره في مطـلع شبـابه حيث يفـوته حسن انـتقاءالألـفاظ كمـا تتواهن الجـدلة الشـعرية في أبـياته التـوشيحـية إذ يقل هـنا عنه في الأوزانـرتـاحـة الـرتـيـبـة شــأن شـعـراء عـصـره ومن سـبـقـوا عـصــره بـالـتـنـويع في الـقـوافي ا

عاصرين وقرائحهم. والأوزان ظاهرة لم تستلن إلا لأقلام اصـــــــــــــــــــــــداح يـــــــــــــــــــــــا مـــــــــــــــــــــــؤنــس الأراك

مــــــــــا لـــــــي أراك? تــــشـــدو فـــســـبــــحـــان من قـــد بـــراكألـوان باهـتـة تسـاؤل رخـيص لا يدب في الـنـفس بل تجـفل منه الأذن فـهل يـسأل

اذا تفوح?. اذا يشع? والزهرة الكوكب فــــــــــــلا جناحصفق كما شئت بهذا الجنــــــــــــــــاحفــهـــــــــو مباحوشم خد الزهرات الصبــــــــــــــــــــاح

- ١٥٨ -

فــانشــــــــر لـواك فكلنا فــــي هـــــواكفالروض لم يختر مليكا سـواكالأوزان والقوافي مستعجلة لحشر الكلمات فيها ردما للهوة التي تفزع من الفراغ الشعري.

فشفتاك حسبي فماذا تبتغي مقلتاك?وبعد فافعـل مـــــا تشا في فتاكشـفتـا الصداح ومـقلـتاه لا سـر فيـهما بل الـسر في مـنقـريه وجنـاحيه فـإلصاقالـفـتـنـة في عـيـني الـصـداح وشـفتـيه عـمـلـيه ردم لا دوزنـة عـمـارة شـعـريـة. وأين الـنحت

والتحكيك في رخام اللفظ والفلذة الشعرية عندما يقول:آه يـــــــــــــــــا هـــــــــــــــــنـــــــــــــــــد لـــــــــــــــــو تـــــــــــــــــريـن

مـــــــــــــوقــــــــــــفــي بـــــــــــــ حـــــــــــــائـــــــــــــطــــــــــــ

ـقتبسة عن ?. وتـفوته البراعـة في قصائده ا فأيـة حائطية طـينية في هـذين الحائطاللغـات الأخرى كـما تفـوته البـراعة في مـعظم شعـره. قبل سـنة ١٩١٤ نلاحظ الـفتور في

الصفحات ٤٤ -٥٥ - ٦٤ تحت عنوان: قلب خافق - أنا لو كنت يا سليمى وماذا أقول له سواها.

لاحظة: فالأبيات الأربعة الأولى زيف» يدعو الى ا وفي قصيدته الطويلة «الـريال انظومة وإن كان بارعا في رصف مداميك الكلمات وتنسيقها. تبدو منقطعة عن باقي ا

على أنـني لا أستـثـني من موشـحاتـه التي لم يـوفق بهـا إلا مـوشحـته «اسقـنـيهـا بأبي أنت وامي»والتي غـنتها ذات الحنجرة الفضيـة أسمهان تلك التي تصور لنـا صهيل حصان من نحاس يرقل على

وشحة مقتبسة الوزن والأجواء من قصيدة ابي العتاهية. خدود القمر وإن كانت هذه اـــن لـــــــــــــــــــــــــــــــــــســــت أســـــــــــــــــــــــــــــــــــمـــي قــــل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأبـــــــي أنـــــــت وأمـــــــي بــــــــــــــــــــرحلـة الثـانيـة التي عـرضت فيهـا لشـعر الأخـطل الصـغير اختم الحـديث عن هذه اقـبل سـنة ١٩١٤ ومـا يـليـهـا بقـلـيل فشـعـره في هذه الـفـترة كـان يـجب أن يلـغى وإن كـنانـلمح اسـتلانة الألـفاظ وطـواعيـة القـافيـة في بـعض قصـائد هـذه الفـترة كـقصـيدة «هـندوأمـهــا» إلا أنـنـا نـفـتـقــد الأبـعـاد الـشـعـريــة كـالـعـبـاب والــذرى والأغـوار وبـقـيـنـا في

اء عذب صاف يترقرق على رخام أملس ملون لا غير. ضحضاح من ا

- ١٥٩ -

رحلة الثالثة ا

ـتميـز بخصـائص الشاعـر وتناغمه هـذه الفتـرة تعرض لـنا شعـر بشارة الخوري اكان في الشكل والمحتوى مع ما نسميه العمـارة الشعرية. إذ نلتقي بالكلمة المختارة با

نغوم لنقابل أبا عبدالله رقيقا عذبا جليلا محلقا: لائم بالجو الأنيق ا اقـــــــــــــــبــــــــــــــة مــن مـــــــــــــــكـــــــــــــــارم وجــــــــــــــدار

من فـــــــــخـــــــــار وعـــــــــتــــــــبـــــــــة مـن جـــــــــبــــــــاهكـلمـات تـترقـرق عـلى قـلم أبي عبـدالـله مـشوقـة الى أخـواتهـا فـإذا بـثريـا الـعنـاقـيدب ورشـاقـة حوريـة عـلى عـشب تـأتـلق وبـنـسـيج الـطـيـلـسـان يهـدل بـجلال رب مـن الأوطلق ـاء تتبـرد ارتمـاء الهنـيهـة في ا مـزهر يومئ الـبحـر الى عاج سـاقيهـا فتـنزلق في ا

كما يقول أخونا سعيد عقل مهندس الكلمة الشعرية.رقــــــدت تــــــرشـف الــــــكــــــرى مــــــقـــــــلــــــتــــــاهــــــا

ـــــيـــــاهــــا مـــــثـــــلــــمـــــا يـــــرشف الـــــعـــــطــــاش اصــــــــاعـــــــدات أنــــــــفــــــــاســـــــهــــــــا هــــــــادئـــــــات

كــــــــصـلاة الأطــــــــفــــــــال طــــــــهــــــــر شــــــــذاهــــــــاتحـــــــلـم الحــــــلـم لـــــــؤلــــــويـــــــا فـــــــتــــــمـــــــلـــــــيه

طــــــهـــــورا عــــــلـى الــــــصــــــبــــــا شــــــفــــــتــــــاهـــــاوأزاح الــــــنـــــســــــيـم عن صــــــدرهـــــا الــــــثـــــوب

فـلاحــــــــــــــا ولا تـــــــــــــــقـل نــــــــــــــهــــــــــــــداهــــــــــــــاكـلـمات أبـراج صـور معـنبـرة مـقصـوبـة من تفـتـا الشـمس من بـرفيـر الـقمـر لكن

الكلمة التي لا يقولها بشارة في البيت الأخير أغدق نعمة وحركة ورمزا.لـنـقف عـنـد قـصـيـدة «قـد يـغـني الـفـتى» وقـصـيـدة «عـمـر ونـعم» حـيث تـقـابـلـنـا شـواهق

العمارات الشعرية بقناطرها وأعمدتها التي تشارف الفلك ولا تمنح إلا في نادر العطاء.وإن كــنت ألاحظ كــثــرة حـروف الــعــطف الــتي يـجــنح بــنــا تـتــابــعـهــا الى شيء من

ستساغ: التساهل في رصف حبات العقد والتي يخفف من أثرها التساؤل الحلو اتــــــعــــــرت الـــــــشــــــمـس عــــــلى وجـــــــنــــــتــــــهــــــا

وانـــــــشق - لـــــــو تـــــــعـــــــلـم أيـن - الـــــــقـــــــمــــــر

- ١٦٠ -

وقوله:مـــــــا الحـــــــسن لـــــــولا الـــــــشـــــــعـــــــر إلا زهــــــرة

يـــــلـــــهـــــو بــــــهـــــا في ســــــاعـــــتـــــ الـــــنـــــظـــــرحـــــــــــتــى إذا مـــــــــــا أدركـــــــــــتـــــــــــهـــــــــــا رقـــــــــــة

مـن شـــــــــاعـــــــــر أو دمـــــــــعـــــــــة تـــــــــنـــــــــحـــــــــدرســـــــــالت دمــــــــاء الخــــــــلـــــــــد في أوراقــــــــهــــــــا

ونـــــــــام تحـت قــــــــدمــــــــيـــــــــهــــــــا الـــــــــقــــــــمــــــــر

وكـلـمـاته: رأس ملاك أشـعـر وصـدر حـنـون أشـقـر وشـهـدا تـقـطـر هي من فـلـتـاتفصحة عن التوفيق في جري السباق الشعري كما أن الشاعر هنا يعمد الى الإشارة اأصـالـة في فـهم الـفن الـتي مـؤداهـا أن الـشـاعـر كـفـنـان يـعـمـد الـى الـصـورة فـيـجـسـدهابالـكلـمة وعـملـية التـجسـيد هـذه محـاولة لـلتفـوق على الـزمان وإمـساك جـريه فلا تنـهمر

شآبيب الفناء.

ـكان نـطق الـذي يقف ا إن العـمل الـفني في حـقـيقـته تخط لـلـفنـاء لأنه مـوصول بـاوالـزمـان عـنـد شـواطئه لـهـذا لا سـبـيل الى خلاص أي كـيـان بـشـري إلا بـالفـن خلاصا

يحمل الى مدار الغبطة والفرح والدوام.

غايـة الـفن الـتعـبـيـر عن الجمـال الـفن وسـيلـة الجـمـال النـهـائـية الجـمـال وفاق معالنفس والوجود لأنه عنوان الوحدة.

تغـير وعمل الفن هنـا نرى أن بشارة الخـوري أدرك نسبـة ما ب عمل الـطبيـعة االخـالد فـزهرة الطـبيـعة غـير زهرة الـفن تلك تـذبل وتفـنى وتلك يـنفخ فـيهـا فنان خلاق

من روحه فتتخطى دائرة التغير.

عـلى أن عمـليـة الخلق إذا أمـعنت في خـطوط الـشكل وعـالم الـظواهـر تنـسيـقا كانـثابة تـطريز دروب الـتغير بـعيدة عن تجـسيد الـشوق وتشخـيص الحن الـنابع ذلك

بدع في سبيل الاتحاد الكامل بالنهائي. من أعماق الكائن ا

- ١٦١ -

إن عـمل الـفنـان يـتم بـرفع الـوسـائل الـتي هي ظـاهـريـة الى أن تـنـطـلق وتـتـصل بـعالمالكمال أما الاقتصار على التصنيع فهو عمل إلهاء وخداع سرابي عن حقيقة الضمنيات.

ـعن في التـصنيع أحـيانا فـيبـعدنا عن سـماء الخـلق ويلهـينا بشـارة الخوري قد بـقواقع لا حـياة فـيـها وذلك يـحـصل لكل فـنـان في بعض أعـابيـثه الـطفـلـية حـيث يروقه

البهرج ويغفل عن درر القاع.قــــــــتـل الـــــــورد نــــــــفــــــــسـه حــــــــســــــــدا مــــــــنك

وألـــــــــــــقــى دمـــــــــــــاه فـي وجـــــــــــــنـــــــــــــتـــــــــــــيـك

قتل حسد دم كل ذلك مسلط على وجه حسناء فيالأصداء أبي تمام في مقابلاتهالقوقعية وطباقاته التي بعدت به عن جوهر الفن!

ـا انفـتـحت أبواب الـهـنيـهـة الخلاقـة والشـاعـر يعـبث بـأصدافه عـلى الـشاطئ ورسح جوانب الآفاق. فإذا به ينفض جناحي شراعه ثم يطفر فوق العباب و

عـــــــــيــــــــنـــــــــاه عـــــــــالـــــــــقـــــــــتـــــــــان فـي نـــــــــفقكـــــــــســــــــــراج كـــــــــوخ نـــــــــصـف مــــــــــتـــــــــقـــــــــد

الكـلمـات في حـد ذاتهـا مـوحيـة لـكنـهـا في التـركـيب فتـحت أمـامنـا بـالخيـال مدىرحـبـا عـلى كـثـافـة الـصـور ويـا لـيـته خـرج في قـصـيـدته «خـيـال من دمـر» هـذه الـريـاضوالـغابـات الـتي توطئ لـدخـول الشـام عن تـسـطيـحه الـتشـابـيه والاستـعـارات الى رفيف

الشراع وخفق الريش.أيــــــــــــــــهــــــــــــــــا الــــــــــــــــدوح دوح دمــــــــــــــــر إنـي

لــــسـت أنــــسـى تــــلـك الــــلـــــيـــــالي الـــــيــــتـــــامىثل قوله: ولعله إن فعل ذلك يرضينا

لم يــــــلـــــبــــــســـــا ريـش الــــــهـــــوى لــــــكـــــنــــــمـــــاهــــــــــــــــــــــــو ريـــش أحــلام وريـــش أمــــــــــــــــــــــــان

وقوله:فـــــجـــــرى يـــــرقص عـــــوده الـــــشـــــعـــــري عـــــلى

ــــــــروج ومـــــــــعــــــــصـم الـــــــــغــــــــدران صـــــــــدر ا

- ١٦٢ -

فــــيــــصـــوغ هــــنـــيــــهــــة الـــنــــســـيـم قـــصــــائـــداويــــــــرد زمـــــــــزمـــــــــة الـــــــــغـــــــــديـــــــــر أغـــــــــاني

ولا أدري هل وفـق أبو عبدالله في جعـله الشعر سبـبا من أسباب الكشـوف العلميةالحديثة في مثل فريدته:

لــه عــــــــــــــــلــى الآفــــــــــــــــاق فــــــــــــــــتـح زاهــــــــــــــــرــــــــــــاء فـــــــــــــتـح أزهــــــــــــر وفـي عـــــــــــــبــــــــــــاب ا

تـــــــــعـــــــــلـق الـــــــــعـــــــــلـم عـــــــــلـى أســـــــــبـــــــــابه فـــــــــحــــــــلـق الـــــــــطـــــــــود وقــــــــال الحـــــــــجــــــــر

بــشـارة تـأثــر بـالـرومـنــطـيـقــيـة أكـثــر من شـعـراء عــصـره وتلاقى بــالآخـرين الـذيناتخـذوها مـثالا ينـسج على غـراره لكن الكلاسـيكـية والرومـنطيـقيـة والرمزيـة وخلافهامن مدارس الشـعر والرمز إذا كانت وسـائل تعبيـرية للنسج والـتفصيل والـهندمة فهي

قبل كل شيء عمل فكر ينبع ومشاعر تفيض.أنـــــــا أدرى بــــــــالـــــــطـــــــيـــــــر حـــــــ تــــــــغـــــــني

كـم جـــــــــــــراح ســـــــــــــالـت عـــــــــــــلــى الأعــــــــــــوادومن هذا قوله:

عــــــــــذرتـك يـــــــــــا قـــــــــــلـب مـن لــــــــــلـــــــــــهــــــــــوىأنـــــــــــــتــــــــــــــركـه بــــــــــــــعــــــــــــــدنـــــــــــــا يــــــــــــــذبـل

ســــــكــــــتــــــنــــــا فــــــمــــــا غـــــرد الــــــعــــــنــــــدلــــــيبوتــــــــــبـــــــــنــــــــــا فـــــــــمــــــــــا صـــــــــفـق الجـــــــــدول

! هـــويناك يـا أبا عـبداللــه كـــدت تفجـر قلوبـنا جراحـا ونحن في مدارج الخـمسولا يـغيـ عن الـبـال أن الجنـاح الحـسونـي في ساعـة يـرف من قـوافي الأخطـل الصـغـيرعـلى الأقـحـوان والـغصـون الـلـدنة يـبـقى عـلى طـراوته ورقـته سـاعة تـرجف الأعـاصـيروتـزأر الأزمات. إنه مـفن الكـلمـة الصـناع فـهو يـختـار لهـا البـحور حـسب الزخـم الزاخر

في قريحته وأجوائه.ضـــــجـت الـــــصـــــحـــــراء تـــــشـــــكـــــو عـــــريـــــهــــا

فـــــــكــــــــســـــــونــــــــاهـــــــا زئــــــــيـــــــرا ودخــــــــانـــــــا

- ١٦٣ -

د يـده الى كـيانه فـيتـنـاول قلـبه ويعـلقه وما كـنت أظنه سـيـلبس بـردة النـؤاسي وشاعره وأحاسيسه ذاك الذي له سكرتان وللندمان واحدة ثم الى جانب قلبه نابضا يـلتفت الى الحس بن الضحـاك الأشقر الخليع فتعـجبه أبعاد التجنـيح في الكلمة كماتـروقه صنـاجيـة الأعـشى وخشـاخش الأخطل الـكبـير فـيطـلع على آفـاق الشـعر الـعربي

عاصر بفريدة الفرائد: افــــــــــــ الجـــــــــــــمــــــــــــال وثــــــــــــورة الأقــــــــــــداح

صـــــبــــغت أســــاطـــــيــــر الــــهــــوى بـــــجــــنــــاحيولـــــد الـــــهـــــوى والخــــمـــــر لـــــيــــلـــــة مـــــولــــدي

ـــــــــحــــــــمـلان غـــــــــدا عــــــــلـى ألـــــــــواحي وســــــــيأشــــــتف روحــــــهـــــمــــــا وأعــــــطي مــــــثـــــلــــــهـــــا

روحــــــا وأســــــلـم لــــــيــــــلـــــــتي لــــــصـــــــبــــــاحيـعن في المحسنات اللفظـية عند مدارج شبـابه أصبح يزهد فيها وهـو مثلما كان عـري في مستـهل أمره وإذا بـدرت تصـنيـعية بـعد اتـكائه علـى عرش الشـاعريـة صنـو اـا هي حــيث وضــعت ويــبـدو الــتــمـيــز عــنـده فـي لـطف في شــعــره الـواثـق من ذاته فــإ

قابلات التشبيهية: الكنايات والاستعارات ودقة اجـــــــــــــــمـع الأحـــــــــــــــســــــــــــــنـــــــــــــــ فـي أوزانـه

روح حـــــــــــــســــــــــــــانـه ووجـه حــــــــــــــســـــــــــــانـهولا أدري كـيف تحـضـرني في الـبـال صـور من رومـنـطيـقـيـة لامـارتـ ووهـمـية ابن

الرومي ساعة اقرأ هذه الأبيات:يـــــــحـــــــمـل الابـــــــتـــــــســـــــام فـي شـــــــفــــــــتـــــــيه

ـــــــــــــنــــــــــــايـــــــــــــا تـــــــــــــســـــــــــــيـل مـن أردانـه واكــــــــــــســــــــــــراج فـي جــــــــــــوف ديــــــــــــر قـــــــــــد

هـــــــــــــــــــرقــت روحــه عـــــــــــــــــــلــى جــــــــــــــــــــدرانـهكــــــــــعـــــــــلـــــــــيـل عـــــــــلـى فـــــــــراش مـن الــــــــــسل

ــــــــــــــزار عـن إخــــــــــــــوانـه بــــــــــــــعــــــــــــــيــــــــــــــد ا

- ١٦٤ -

كــــــــلــــــــمــــــــا ألحـف الــــــــســــــــعــــــــال عـــــــــلــــــــيهــــــــوت قـــــــطــــــــعــــــــة من جــــــــنــــــــانه أطــــــــعـم ا

هـــــــكـــــــذا الـــــــشــــــاعـــــــر الـــــــشـــــــقي يـــــــغـــــــنيلــــــــــــيــــــــــــغـــــــــــــذي الأفــــــــــــراح مـن أحــــــــــــزانـه

أمـا براعـته في التـقطيـع والتوزيـع وهما غـير الـترصـيع الشـعري الـذي يقابـل السجعوجات النغمية فهو فريد بها: النثري الشيء الذي يريح في توزيع الفلذات الشعرية وا

حــــســـامــــهم مــــا نــــبـــا فـي وجه من ضــــربـــوا ومـــــهــــــرهـم مـــــا كـــــبــــــا فـي إثـــــر مـن هـــــربـــــا

إلى جانب الصور التي يشرح بها انفعالات الأعماق وتشوفات الخواطر:أو هـــــــضــــــبـــــــة مـن خـــــــرافــــــات مـــــــرقـــــــعــــــة

بـــــــــأعــــــــ مـن لـــــــــظـى أو مـن رؤوس ظـــــــــبىوقوله:

مــــاذا نــــســــمــــيـه? قــــال الــــبــــعض صــــاعــــقــــةفــــــقــــــال كـلا فـــــقــــــالــــــوا عــــــاصـــــفــــــا فــــــأبى

إلى قوله:يــــــرى الــــــســــــراب عــــــبــــــابــــــا هــــــاج زاخــــــره

والـــــرمل يـــــلـــــتـــــحف الأزهـــــار والـــــعـــــشـــــبــــايلتفت إلى ابن الرومي في قوله عن أمواج دجلة:

كـــــــأني أرى فـــــــيـــــــهن فـــــــرســـــــان بــــــهـــــــمــــــةيـــلــيـــحـــون نــحـــوي بـــالــســـيـــوف الـــقــواضب

هـنا أجـدني فتـحت الباب مـدخلا لشـعر الأخـطل الصـغيـر الحبـيب أبي عبـدالله مـتخذا منعبقريـته في اكتشاف كنـوز اللفظة وأجـواء التركيب وطريـقة النسيج والرصـف والتنغيم كي أعودإليه مرة أخـرى في منازع فـكره وأغراض شاعـريته التي رفت وحـدها في مجرى ثلاثـ عاما على

دنيا العرب تغني أفراحهم وتبكي مآسيهم وتزرع اللهب والعصف في يقظاتهم وثوراتهم. هـنـا قـولـوا لي أي شـاعـر عـربي في مـدى ربع قـرن لم ينـهـمـر عـلى مـائـدة بـشارة

الخوري وينسج على طريقته? أقول واثقا ولا أستثني.د.علي شلق

✸✸✸✸

- ١٦٥ -

شعر الأخطل الصغير بشارة عبدالله الخوري

يوسف الخال

الـنـقـد مـشـكـلـة مـطـروحـة عـلى بـسـاط الـبـحث. هل تـصح أو لا تـصح? فـإن صـحتفـكـيف وعــلى أي أسـاس وإلى أيـة غـايـة? أيـنــطـلق الـنـاقـد من الأثـر فــيـشـرحه ويـحـلـلهه الخـاص به وعـطـاءه ويـسـتـخـلص مـنه كــعـمل إبـداعي مـسـتـقل حـدوده وأحـكـامه وعـاذهب أو ذاك? ومن جهة قاييس سالفة تمت إلى هذا ا الفريد? أم يتناول الأثر فيقيسه أخرى هل يـجوز للنـاقد تقـييم الأثر والحكم عـليه إطلاقا أم يـكتفي بالإعـراب عما تركه

الأثر في نفسه وما أثاره فيه من مشاركة وتفاعل?

هـنـاك تسـاؤل من نـوع آخـر هو مـا يـعـنيـني هـنـا. هل نـنقـد الأثـر من ضـمن إطارهـكـان ـعـزل عن الــزمـان وا ـفــاهـيم الحـقــبـة الـتي وضع فــيـهـا أم نـنــقـده الــتـاريـخي وـا في ذلك ذوقـنـا النـاجم عن تـطـور الحيـاة حـولـنا وفـيـنـا? وبكـلـمة ـفهـومـنـا الراهن وـعـراة أمـام بـصـيـرة الـنـاقـد شـفـيع أخـرى هل للأثـر الإبـداعي في حـضـرة الحــقـيـقـة ا

كان? خارجي? هل يجوز تبريره بحدود الزمان وا

جـوابي عـلى ذلك أن لا. إذ لـو أقـام كل جـيل شـفـيـعـا خـارجـيـا لآثـار الأجـيال الـتيتـطورة وعونـا له في سعيه سبـقته فلم يـنتق منـها مـا يجد فـيه معنى لحـياته الحـاضرة انـحو الأفـضل - لأن هـذا في الأخـير الأخـيـر علـة وجـود الأدب والفن إطلاقـا - لاخـتلطجـيدهـا بـرديئـهـا وتـراكم بعـضه فـوق بـعض في استـمـرارية تـوقع الأدب والـفن في خـطرالجمـود. فمـن طبيـعة الحـياة الحـركة والـتغـير كـما من طـبيـعة الـعقل الـيقـظ إعادة الـنظر

< شعر عدد ٢٢ السنة ٢٦ ص١٠٧ سنة ١٩٦٢.

- ١٦٦ -

دائمـا وفي كل لحظـة فـكيف من جـيل إلى جيـل. وكثـيرا مـا يكـتشـف النـقد آثـارا سالـفةعـنى الذي مغـمورة أو يـبـرز ناحـية مـا من نواحي أثـر لم يكن لـه في زمنه لأهل زمـنه اأصبح له اليوم. بل كثيرا ما يخـفض النقد من قدر أثر سالف أو يرفع منه والأمثلة على

ذلك عديدة في تاريخ الآداب والفنون.

في عـمـلـيـة الـغربـلـة الـدائـمة هـذه جـيلا بـعـد جـيل تـسمـو بـعض الآثـار إلى مـرتـبة«الروائع» وهي في تاريخ الحـضارة قليـلة. من خصائص هـذه الروائع أنها تـنطوي علىقيم ذات معنى لكل جيل متعاقب مهما تغيرت الحياة حوله وفيه. ويعود ذلك الى انفلاتـكان واستقرارها في «الرائـعة» من حيث هي شكل ومضمـون معا من حدود الزمان واالوجدان الإنـساني الـذي لا يحـده زمان ومكـان. فالإنـسان يتـغيـر في الرأي وفي طـريقةالحيـاة وفي الـعادات والـتقـالـيد وفي الإصـرار عـلى هذه الـقـيمـة أو تلك مـن قيم الحـياةوالوجود إلا أنه في جـوهره يظل هو: يحب أو يبغض يـسالم أو يحارب يفرح أو يتألميأمل أو يـخيب يعدل أو يظلم يـطيع أو يتمرد يصـادق أو يخون الخ... كما كان شأنه

. منذ آلاف السن

من هـذا كـله يـتـضح أن الـنتـاج الإبـداعي الـذي يـتـجـاوب مع جـيل مـا لأنه وجـد فيهمـعنـى لحيـاته قد لا يـتجـاوب مع الأجيـال اللاحقـة لأنـها لم تجـد فيه أي مـعنى لحـياتـها.والـعكس صـحـيح. عـلى أن هنـالك شـرطـا أساسـيـا لا يـصدق هـذا الـقـول إلا به وهو أنيكـون الـوجـود الثـقـافي في الأجـيـال اللاحقـة وجـودا مـتحـركـا لا جـامدا حـرا لا مـقـيدامنـفتحـا على الحضـارة لا منغـلقا عـليهـا. ففي مثل هـذا الوجود فـقط يتاح لـلعقـل الناقد

الباحث أن يعيد النظر في مآثره الإنسانية السالفة.

هذا الـشرط قـد بدأ يتـحقق لـنا اليـوم للـمرة الأولى منـذ زوال آخر مـعقل لـثقافـتناالعربية الإسلامية في الأندلس. فوجودنا الثقافي بل وجودنا عامة هو اليوم على طريقالحـركة. لقد انـطلق ولن تقوى عـلى تجميـده ثانية أيـة عقيدة كـلية ثابـتة معصـومة تلجأإلى البقاء والاستـمرار عن طريق الأنظمة الـزمنية الفـوقية وما تنطـوي عليه من تشجيع لـثـالية المجردة إلى بناء «عـبادة الفرد» ومن مد الـكائن الإنساني جسرا تـعبره الدعوات ا

- ١٦٧ -

«المجتمعات الفضلى».

ساقـتني إلـى هذا الـقول مـطـالعـتي الأخيـرة لـ «شـعر الأخـطل الصـغـير» بـشارةـيـتـ ولا يـزال مـكان عـبـدالـله الخـوري هـذا الـشـاعـر الـذي تـبـوأ بـ الحـربـ الـعـاـعـاصـر: درسـنـا له القـصـائـد ودرسـنـاهـا ورويت لـنا الـصـدارة في الـشعـر الـعـربي اناسبات الكبرى ثل لبنان في ا ورويناها وغنيت على مسامعنا فرددنا الغناء. كان ناسبة وشـاح الرقة والصفاء هنا وفي العواصم الـعربية فيـبيض الوجه ويخلع عـلى ا. والزهو. وكان الى ذلك رفيق كبار شعـراء الجيل وجليسهم ولعله كان أصغرهم سناحـتى لـقد سـأله شوقي أن يـرثيـه بعـد وفاته كـما يـروي هو وكـمـا نعـلم من هذا الـبيت

في مرثيته:ســـــــألــــــتـــــــنـــــــيـه رثـــــــاء خـــــــذه مـن كـــــــبــــــدي

لا يـــــــــخـــــــــرج الـــــــــشـيء إلا مـن مـــــــــصــــــــادره

وهي من خير قصائد الديوان بل لعلها من خير ما قيل في الرثاء.

كان إذن لـشعر الأخطل الـصغير مـعنى لحيـاة اللبنـاني بل العـرب أجمع في. كانت حياتنا آنذاك في جوهرها لا يت الحقبة التي قيل فيها أي ما بـ الحرب العافي مظاهرها السياسية والاقتصادية هادئة مستسلمة في ظلال عصبة الأ والسيطرةشمـولة برعايـتها. لم يكن فـي العالم العـربي دعوة دينمـائية تتنـاول بالنقض الخارجـية اة. كان هنـالك دعوة الى الاستقلال الوطني والرفض وإعـادة النظر أسس وجودنـا القدوالتـحـرر من الـنـفـوذ الأجنـبي إلا أن غـايـة هـذه الـدعوة لم تـتـجـاوز ذاتـهـا. لم نـكن نحنوحدنـا هـكـذا. كان الـعـالم كـله على وجـه العـمـوم هادئـا مـسـتسـلـما فـي ظلال الرجـعـية. ـتجددة الـتي حاولت الـدول الاستـعمـارية والرأسـمالـية تـعزيزهـا بواسـطة عـصبة الأ اـالــيـة الــتي زعـزعت أسس وحــ بـدأت أسس ذلـك الـعـالـم تـنـهــار بـدءا من الــضـائــقـة االمجتمع الأميركي مرورا بانتهاج النازية والفاشية سياسة متطرفة لم تكن في الحسباناني واحتلال الحـبشة) وبالحـرب الأهليـة الاسبانيـة وبسقـوط عصبة الأ (التـوسع الأ

. حتى الـقـنـبلـة الـذرية لم حـتى الانـتـهاء بـوقـوع الحرب ظـلـلـنا نـحن هـادئ مـسـتـسلـمـ

- ١٦٨ -

تحـركنـا كما أن نـكبـة فلـسط لم تحـركنـا أيضـا إلا بعد حـلولـها بسـنوات. وإذا كـنا قدتحركنـا بتأثير هـذا السبب وحده أو بـالإضافة الى أسبـاب أخرى فلا يعني أنـنا دخلنا

رحلة «الثورية» في الصميم إذ نحن لا نزال منها على الجوانب والأطراف. ا

وهـكذا نجد وضـعنا في تـلك الحقبـة منعـكسا في شـعر الأخطل الـصغيـر بل في شعرمجايليه جميعا. وكان إذن في هذا الشعر معنى لحياتنا فنصفق له ونردده ونغنيه.

فـما هي خـصـائص هذا الـشـعر? إنه شـعر وجـداني رقـيق الأسلـوب مـشرق الـلفظصير ا كتب لـلطرب والغـناء. لا أثر للـهموم الـكيانيـة فيه ولا للـقلق أمام الوجـود وا كـأعنى شخصي ضيق - بث فضل: الحب. ولكنه الحب وضوع ا إنه شعر بلا قضية. الواعج ووصف جـمال ومـطارحة وعـتاب لصـد وهجـران وتحرق لوصل أو اسـترجاعله. لقـد عرفنـا هذاالـلون في تراثـنا الشـعري بـالغزل. وظل هـو إياه جـيلا بعد جـيل منذالـشـنفـرى. ومـا كـان لـيـدوم هكـذا عـلى تـعـاقب الأجـيال لـو لم يـكن وجـودنـا الـثـقافي بل

وجودنا إطلاقا على ما ذكرته من الجمود.

فضل في الشعـر. ولكنه الحب الذي ينطلق من وضوع ا إن موضوع الحب يـظل اصير. إنه تجربة الشاعر الشخصية الى المجابهة الشاملة التي تتكشف عندها قضايا اس بـأنامـله السـحـرية قـلبـ بشـريـ يرتـفع على الجـلـجثـة في طريق الحب الذي وقـد لأ الأعلى. كـل حب لكـي يكـون مـوضـوع الـشعـر يـجب أن يـكـون الـفداء صـعوده الـى اوالخلاص معـا. هذا الـنوع من الحب كـما يـدل على ذلك شـعرنـا لم نعـرفه في تاريـخنارأة في تـقالـيـدنا الـعربـيـة كانت جـسدا لـلـحب لا تجسـيدا له. الطـويل. وما ذلـك إلا لأن ا

لذلك انتهت وظيفتها عند حدود الجسد عوضا عن أن تبدأ به.

ثل من هل مـن لزوم الـتمـثـيل على ذلك من شـعـر الأخطل الـصغـيـر? لنـكـتف بهـذا اقصيدته «إلى امرأة»:

هل كــــــــنـت في أبــــــــهى لــــــــيـــــــالـي الـــــــهـــــــوىأيـــــــــام كــــــــنـت فـــــــــتــــــــنــــــــة الـــــــــنــــــــاظـــــــــرين

هــل كـــــــــــــــــــــنــت إذ ذاك ســــــــــــــــــــوى آلــــــــــــــــــــة

- ١٦٩ -

ألحــــــانـــــــهـــــــا مــــــنـي ومـــــــنــــــهـــــــا الـــــــرنــــــ... إن جــــــاءت الألحـــــــان تــــــســـــــبي الـــــــنــــــهى

فــــــــــأي فـــــــــضـل عــــــــــنــــــــــدهــــــــــا تــــــــــدعـــــــــ... لــــــــــقــــــــــد كـــــــــــفــــــــــانـي أنــــــــــنـي عــــــــــاشـق

ـــــــــــــؤمـــــــــــــنـــــــــــــ وأنـــــــــــــنــي كـــــــــــــنـت مـن ا

ومن قصيدة «يا حب أهلا»:يــــــــــــــــــــا حــب أدركــت قــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــا

لــــــــــــــــــــــــــــــولاك كـــــــــــــــــــــــــــــان تحــــــــــــــــــــــــــــــطــم... يـــــــــــــــــــــــــــــــا حـــب يـــــــــــــــــــــــــــــــا حـــب أهـــلا

يــــــــــا مــــــــــشــــــــــتــــــــــهـى الــــــــــعــــــــــ والــــــــــفـمأصــــــــــــــــبــــــــــــــــحــت أعــــــــــــــــظـم مــــــــــــــــثــــــــــــــــر

عـــــــــــــــنــــــــــــــدي ســـــــــــــــوار ومـــــــــــــــعـــــــــــــــصـم!

لقـد اشتـهر الأخـطل الصـغيـر ب أقـرانه بهـذا النـوع من الغـزل الوجدانـي الرقيقـتوارث. عـلى أنه عني كمـجايلـيه بأغراض الـدائر إلى حـد بعيـد في مدار الغـزل العربي اديح والهجاء والرثاء الخ ولم يقصر فيها. وله قصائد ناجحة منها الشعر التقليدية كافي رثـاء شوقي وفـيصل الأول. وكـأني به قد أراد أن يبـعد عن نـفسه صـفة كـونه «شاعرمـنــاسـبـات» فـأحـب لـقب «شـاعـر الــهـوى والـشــبـاب» وآثـر أن يـغــفل الإشـارة في صـلبنـاسـبات الـتـاريخـيـة التي قـيـلت فيـهـا القـصـائد. بل إنه اقـتـطع في بعض الـديـوان إلى اـناسـبة وأثـبت ما تبـقى على أنـها قـصائـد مسـتقـلة. وهو القـصائد الأجـزاء الخاصـة باأمر في نـظري لا يجوز. إذ إن القصيـدة التي توحي بها مناسـبة ما هي جزء لا يتجزأ

من القصيدة نفسها.

يـت وهي الفترة الـتي نظم فيها قلت إن من خصائص شـعر ما ب الحربـ العاالأخطل الـصغـير مـعظم قـصائـده الوجدانـية والـرقيـقة والـشكـليـة واللـفظيـة وما إلى ذلكا ليس بالـضرورة خصائص تفـرد بها الشعـر في تلك الحقبـة وما ذلك كما ذكرت

- ١٧٠ -

إلا لأن الوجـود الثـقافي الـعـربي ظل في جوهـره هو إيـاه. وأريد أن أضـيف هنـا خاصـيةأخـرى لهـذا الشـعر هـو أنه كـان شعـرا انتـقالـيـا ب الـقد والحـديث كـحيـاتنـا في تلكالحقبة تماما. كان استمرارا للقد ولكنه كان ينطوي على بذور للجديد. لقد انتهى إلىشـعـرائـنا آنـذاك أكـثـر من أي وقت مـضى خـبـر وجـود شـعر في الـعـالم فـأقـبـلـوا عـليها إقبـالا مـتفـاوتـا في السـطـحـية أو الـعـمق. ومن الطـبـيعـي أن يتـأثـروا به (شكلا أكـثـر تأثـروا به مـضـمـونـا) فقـويت عـنـد بـعـضهـم وحدة بـنـاء الـقـصيـدة وعـنـد الـبـعض الآخرلحـمة كمـا حاولوا الـقصة ـسرحيـة وا النـزعة الرومـانسيـة أو الرمزيـة. وحاول آخرون االشـعـريـة عـلى غـرار مـلـتـون وشـلي ولامـارتـ ودي مـوسه وسـواهم من شـعـراء الحـركةالرومـانـسيـة في الـقـرن التـاسع عـشـر. وإننـا نجـد هـذا الأسلـوب الـشـعري عـنـد الأخطلية الأولى» و «رب... قل لـلجوع». وهو أسلوب الـصغير كمـا في قصيدتي «الحرب الـعا

عاصر على ما أعلم خليل مطران. أول من أدخله إلى الشعر العربي ا

ـتردد هـذا الـشـعـر الانـتـقـالي الحـائـر بـ الاتـبـاع الـصـارم والـتـجـديـد الخـائف انـعتبـره مرحـلة هامـة وضروريـة في تاريخ تطـور شعـرنا العـربي. لقـد مهـد لحركة الـشعرالحديث في مـطلع النصف الثاني من هـذا القرن إذ فتح أعيننـا على الشعر في العالموأثـار اهتمامنا به عـلى مختلف فنونه ومـذاهبه. وإذا كان هذا الشعـر العربي في مرحلةالانـتقـال هـذه قد افـتـقر كـحـياتـنـا إلى قضـيـة تتـنـاول وجودنـا ومـصيـرنـا وتضـعـنا فيا يـكفـيه أن يكون الجـسر الذي عـبرنا شـاكله وهمـومه فإ مستـوى الإنسان الحـديث

عليه إلى ضفة الحاضر.

هذه أفـكار أثـارتهـا مطـالعـتي لـ «شعـر الأخطل الـصغـير». وهي لا تـطمح إلـى أن تكونعاصر. رموقة في شعرنا ا دراسة نقدية تفي هذا الشاعر حقه وهو الذي يتبوأ مكانته ا

يوسف الخال✸✸✸✸

- ١٧١ -

صفحات مجهولةمن حياة الأخطل الصغيرذهابه إلى بغداد لرثاء فيصل الأول

فوزي سابافــــــــــــــــــــراشــي يـــــــــــــــــــا وقـــــــــــــــــــاك الــــــــــــــــــــلـه

مـــــــــــــــــــــنــه بــــــــــــــــــــعــض أعـــــــــــــــــــــشــــــــــــــــــــابوهـــــــــــــذي كــــــــــــوبـــــــــــــتـي الـــــــــــــفـــــــــــــخــــــــــــار

مـــــــــــــا فــــــــــــــيـــــــــــــهــــــــــــــا ســـــــــــــوى صـــــــــــــابفـــــــــــــمــــــــــــــا تـــــــــــــبـــــــــــــغـــــــــــــيــه مـن بـــــــــــــابـي

ومـــن أنـــت? أنـــــــــــــــــــــــــــــــــا الجـــــــــــــــــــــــــــــــــابـــي

كانت مـجلـة «البـرق» لا تتـرك آهة من آهـات هذا الـشعب إلا وسـجلـتهـا بأحرف مناليـة أقصى حدودهـا وخيف من مجـاعة تضرب نار حـتى تمادى الجـور وبلغت الأزمـة اهذا الـبلد والدولـة لاهية لا هم لـها سوى الإكثـار من الضرائب وجـمعها بـدون شفقة أوـآدب وتـولم الـولائم رحـمـة من الــفـقـراء والـقـرويـ الجـائــعـ بـيـنـمـا راحت هي تــقـيم ا

وتسفح الخمور والكرامات على أقدام أصحاب الانتداب.

وكانت مأدبة - ع تراز - التي أقامـها حبيب باشا السعد - رئيس الجمهورية -ـناسـبة عيـد أول أيلول - عـيد اسـتقلال لبـنان تلك فـوضيـة الفرنـسية إكرامـا لأركان اـأدبة الـتي تحولت الى مـا يفوق لـيالي ألف لـيلـة وليـلة باعـثا لـقصـيدة (عـ تراز) التي ا

طلع بها بشارة في مجلته «البرق» صبيحة العيد:لـــــــــبـــــــــنـــــــــان عـــــــــيـــــــــد مـــــــــا أرى أم مـــــــــأ

ـــــــــــــتــــــــــــبــــــــــــسـم لــــــــــــلـه أنــت وجــــــــــــرحـك اعــــــــــصـــــــــروا دمـــــــــوعـك وهي جـــــــــمـــــــــر لاذع

واسم نيسان ١٩٦٦ . < ا

- ١٧٢ -

يـــــتــــــنــــــورون بــــــهــــــا وصــــــبــــــحك مــــــظــــــلم قـل لــــــــلــــــــرئــــــــيـس إذا أتــــــــيـت نــــــــعــــــــيــــــــمه

إن يــــــشـق رهــــــطـك فــــــالــــــنـــــــعــــــيم جـــــــهــــــنمأيـــــــطــــــوف الـــــــســــــاقـي هــــــنـــــــا بــــــكـــــــؤوسه

ويــــــــزمـــــــجــــــــر الجــــــــابي هــــــــنــــــــاك ويـــــــرزمتـــعــــرى الـــصــــدور هـــنــــا عـــلـى قـــبـل الـــهـــوى

وهــــــــنــــــــاك عـــــــاريــــــــة تــــــــنـــــــوح وتــــــــلــــــــطموالـــــكــــهـــــربــــاء هــــنـــــا تــــشـع شــــمـــــوســــهــــا

وســـــــــــراج أكــــــــــثــــــــــر مـن هــــــــــنــــــــــاك الأنجـملـــــبــــنـــــان يـــــا بـــــلـــــد الـــــســـــذاجـــــة والـــــوفــــا

حـــــــلـم وهل غـــــــيـــــــر الـــــــطـــــــفــــــولـــــــة تحـــــــلمهـــــذا حــــــصـــــيــــــرك والحــــــبـــــيــــــبـــــات الــــــتي

ـــــــبــــــــهم كـــــــانـت غــــــــذاؤك والـــــــلــــــــحــــــــاف ابـــــيــــعـت لـــــتـــــهـــــرق في الـــــكـــــؤوس مـــــدامــــة

هــي لا روتـــــــــــــــهـم أنـــــــــــــــفـس تـــــــــــــــتـــــــــــــــألـم

ـنـصـور بـغداد ويـهوي نـسـر قـريش فـيـصل الأول ويـتـهـافت الـعرب الـى مديـنـة اويتلفت لبنان فلا يرى سوى بشارة الخوري يرفع لواء الشعر على ضفاف النهرين.

يـحجـم بشـارة أول الامـر لـسـبـبـ لا ثالـث لهـمـا أنه وقـد أرخت الـنـوائب أثـقـالـهاعليه من مادية وسواها لا يريد أن يزيد في حقدها وثانيهما أن الانتداب ولم يبق بينه

وب بشارة حتى ولا شعرة معاوية يكره أن يقول لبناني كلمة الحق في فيصل.

يزان أحجم بشـارة لكن إحجامه لم يطل وقد ألح علـيه أصدقاؤه ولأن لبنان في اومن لها إذا لم يكن هو? فذهب الى بغداد وكانت قصيدة - مصرع النسر - :

فــــــــيـــــــــصل الـــــــــعــــــــرب مــــــــا هــــــــززنــــــــاك إلاـــــــقـــــــرحــــــات الـــــــســـــــواجم بـــــــالجــــــفـــــــون ا

ــــــــــنـى الــــــــــذابلات بــــــــــالأمـل الــــــــــدامي بـــــــــاـــــــــراهم بـــــــــثـــــــــكـل الـــــــــهـــــــــوى وفـــــــــقــــــــــد ا

ـــــــــا هـــــــــززنـــــــــاك دنـــــــــيـــــــــا فـــــــــهـــــــــززنـــــــــا

- ١٧٣ -

مـن جــــــــــــمـــــــــــال وجــــــــــــنــــــــــــة مـن مـــــــــــراحـمقل لـــــــتـــــــلـك الـــــــعـــــــهـــــــود فـي رهـج الحــــــرب

وفـي ســــــــــكـــــــــرة الـــــــــقــــــــــنـــــــــا والــــــــــغـلاصمقـــــــد لمحــــــنـــــــاك فـي عـــــــيـــــــون الـــــــثـــــــعـــــــالي

ــــــــــــســـــــــــــنــــــــــــاك فـي جـــــــــــــلــــــــــــود الأراقـم وحــــــــدثــــــــونــــــــا عـن الحــــــــقــــــــوق فــــــــلــــــــمــــــــا

كــــــبـــــر الــــــنــــــصـــــر أعــــــوزتـــــنــــــا الـــــتــــــراجم

كـنا نـتـساقط أخـبـار وافدي الـعرب في يـوم فـيصل الأول في بـغـداد ويد عـلى قلبوابـتهـال الى الأعالي أن لا يـسوء لـنا فـأل ولا تسـود لنـا صحـائف لا سيـما ونـحن علىسنان رمح والعالـم أع الى وافدنا وما طـلعت علينـا قصيدة الأخطل الـصغير إلا ونحن

ا عنى الشاعر: على أبعد أفــــــســـــحـــــوا فـي مـــــحـــــفل الــــــشـــــعـــــر لـــــنـــــا

نـــــــحـن مـن لــــــــبـــــــنــــــــان مـن عـــــــلــــــــيــــــــا دنى

رحنـا نضـرب سـهامـهم عـلى أهدافـنـا ونحك جـوهـرهم على مـحـكنـا وكم كان منأشواط ب مرامينا ومراميهم ولكم تفاكهنا على مطلع قصيدة أحدهم:

أبــــــــــوغـــــــــازي قــــــــــضـى فـــــــــأقــــــــــيـم غـــــــــازيفــــــأجــــــزلــــــنــــــا الــــــتــــــهــــــاني والــــــتــــــعــــــازي

كلما جلست الى بشارة تروح بي الذكريات الى أيامنا تلك فلا أزال حتى أتمثل قوله:هـــــــكــــــــذا مــــــــهــــــــبط الــــــــنــــــــســــــــور وســـــــاد

مــن جـــلال وقـــــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــــة مــن طـــلاســم

وتسـير الركبـان على حداء شـاعرنا وتعـم النعمى الـعالم الفـني ويرجع بشارة الىلبـنان لـيجد الـسلطـات المختـصة قد انـتقمـت من مجلـته - البـرق - لأنه أظهر وجه لـبنان

الوضاح وأعلى اسمه الفني.

ـاه وغـذاه مـن روحه وجـوانــحه ونـشــأ وإيـاه عـلى مــجـلـة الــبـرق الــولـد الــذي ا لـوك شب والـبـرق وارتـاح إليـهـا خـادنهـا وآخـاهـا و مـجـاملـة أين مـنـهـا مجـامـلـة االربيع يـكاد يزهر جاء الـسيف فقطع الـوداد وشطر الحيـاة فبقي بشـارة كفا مفردة

- ١٧٤ -

ووترا تكاد به الريشة.

نور ولا تذوب شجى نقاة وتستـحم بالأرج الإلهي ا تألم وأي نـفس تنعم باللمـسة اأو تحني ذاتا متى زوغان مئخاذ واعتزاز على مهانة..

(البـرق) ذهبت لأن كـلـمة حق صـدرت عن شفـاه استـحلى الـندى أن يـكون قـطرةطيب مع لهاثها.

ذهبت (البـرق) لأن سيفا من عـندنا ظن به الفـلول فلمـا جرد كان للنـصل بهر علىـا لم يجـدوا سوى - الـبرق - العـيون ورواح الى الـكبـود فـراحوا إلـيه على ثـأر وثني و

يشبعون منها غلهم - انقضوا عليها وأطفأوها..

مـــا هـــاون هـذا الـرجل ولا حــابى ولا لان ولـئن ذهـبت (الـبــرق) فـلـيـبق شـعـرهزايـا التي صـدرت مـخلـوقا عـلى مـخلـوق يسـتـأنس بالـفردوسي فــراح منـسجـمـا مع ا

على بروق ورعود:أدهـى الــــنـــصــــيــــحــــة مــــا يــــأتــــيك مــــرتــــديـــا

ثــــوب الـــــصــــداقــــة تــــضــــلــــيـلا وتــــمــــويــــهــــاضـــــنــــنـت بــــالـــــذهب ابن الـــــتــــرب تـــــمـــــنــــعه

عــــــــنـه وجــــــــاءك بــــــــالأفلاك يــــــــهــــــــديــــــــهــــــــاــــــــلــــــــوك عـــــــــلـى الــــــــعـلات إن وعــــــــدت إن ا

ــــــلك يــــــثـــــنــــــيـــــهـــــا فــــــلـــــيـس غـــــيـــــر زوال االــــلـه أكــــبــــر نـــــفس الـــــشــــاعــــر انـــــفــــجــــرت

حــــمــــر الـــــقــــذائـف لم تــــخـــــطئ مــــرامـــــيــــهــــارمى بــــهــــا الـــعــــرش فــــاصــــطــــكت قــــواعـــده

وطــــوقـت جـــــيــــد مـــــحـــــمـــــود أهــــاجـــــيـــــهــــا يــــــا لــــــلــــــعــــــقـــــوق أيــــــبــــــنـي مـــــجــــــد أمــــــته

حـــــتى إذا ســــــاورت نـــــفـــــســـــا أمــــــانـــــيـــــهـــــاحــــــــــــــــــــتــى إذا مــــــــــــــــــــد لــلألاء راحــــــــــــــــــــتــه

- ١٧٥ -

نــــــحـــــو الأريــــــكــــــة عـــــضــــــتـه أفـــــاعــــــيــــــهـــــافـــــارتـــــد يـــــلـــــمس جـــــنـــــبـــــيـه أأنـــــصـــــلـــــهــــا

أهــــــوت عـــــلـــــيـه أم انـــــقـــــضـت ضـــــواريـــــهـــــاأإن وفـت أمــــــــة يــــــــومــــــــا لــــــــشــــــــاعــــــــرهــــــــا

رمــــــاه ســــــافـــــلــــــهــــــا عن قــــــوس بــــــاريــــــهـــــاـــــــــــــلــــــــــــــكـــــــــــــة إذا أســــــــــــــاءت الـى الآداب

فـــاصـــبـــر عـــلـــيـــهـــا فـــقــــد قـــامت نـــواعـــيـــهـــا

لئـن لم يلن أو يـحـاب زمن الانـتداب أيـطـلب منه أن يـفـعل ذلك ولـبنـان يـستـرجع أمـجاده?.سـنــة ١٩٤٣ ولـبـنـان يــتـسـلم مــقـالـيــد الحـكم ويـعـز عــلى اقـتـدار وقـف بـشـارة الأخـطلعا وانتظر وصبر علهم يفكرون فيردون إليه الصغير يتطلع الى الأفق فلم ير برقا ولا بـعض مـا له من أياد عـلـيـهم ويرجـعـون الـبرق الى الحـيـاة إن لم يـكن إكـراما وعـرفـانا

بالجميل فعلى الأقل كي لا يقال: ذهب الوفاء من الجبل..

نزل الخـشن - الذين أصبحوا حكـاما للبلد انـتظر بشارة بـادرة خير من رفاق - االـلبناني وأبت عـليه كرامتـه ثم ضنا بكـرامتهم أن يذكـرهم أو ينبـههم فتجـاهلوا أمرهه الى سـره فقد آلفه وبات من جوانحه حتى كان زوال الرفاق وبقي هو صابرا يضم أوقـيام سـواهم فظن الـناس أن بـشارة سـيـثأر مـنهم بـالتـقرب الى سـواهم ناسـ أنه ماتـقرب ولا تـودد ولا سـاير إلا الحق وكـانت قـصيـدة - تشـرين - وكـان صفـحه عـنهم -

الرفاق الذين نسوه - أقتل لهم من الحكم عليهم:يـــــخـــــضب الـــــشـــــوك مـن كـــــفي ومـن كـــــبــــدي

دم عـــــــلـــــــيـه جـــــــني الـــــــورد قـــــــد نـــــــفـــــــحــــــاألــــــبــــــسـت تــــــشــــــرين مـــــــنه يــــــوم مــــــولــــــده

ألا تــــــــراه بـــــــلــــــــون الـــــــورد مـــــــتــــــــشـــــــحـــــــاعــــــــرس أهـــــــــازيـــــــــجـه جــــــــمـــــــــر وأكـــــــــؤسه

يــــرويك مـــغــــتـــبـــقــــا مـــنـــهــــا ومـــصـــطــــبـــحـــاأرزيــــــة يـــــــعــــــربـــــــيـــــــات شــــــمـــــــائــــــلـــــــهــــــا

- ١٧٦ -

لــــو قـــــبــــلت أبـــــكــــمــــا فـي ثــــغــــره فـــــصــــحــــالـــــــــــكـــــــــــنـه وطـن فـــــــــــديـت مـــــــــــهـــــــــــجــــــــــتـه

ــــــهـــــــجــــــتـي نــــــبــــــذ الأحـــــــرار واطــــــرحــــــاســــــقـــــــيـت ريــــــحـــــــانـه مـن مــــــدمـــــــعـي ودمي

هــــــــذا إذا انــــــــهـل أو هــــــــذا إذا ســــــــفــــــــحـــــــاشـــــطـــــران قـــــلـــــبي شـــــطـــــر لـــــلـــــمـــــقـــــيـم به

عــــــلى الــــــوفـــــاء وشــــــطــــــر لـــــلــــــذي نــــــزحـــــاتــــشـــــرين قـل لــــلـــــتـــــشــــاريـن الــــتـي ســــلـــــفت

لــــــنــــــا عـــــــتــــــاب ولا نــــــرضـــــــاه إن جــــــرحــــــاأســـــــــمـى وأكــــــــرم عـــــــــفــــــــو أنـت مــــــــانـــــــــحه

عــــفــــو الــــذبــــيـح عن الــــســــيـف الــــذي ذبــــحـــا

خلال جـمـيـع أحـاديـثي مع الأخـطل الــصـغـيـر وفي أضــنى حـالاته الـنـفــسـيـة وحـتى إبـانوجعة.. مرضه لم ألحظ عليه يأسا مشلا مثلي عندما كنت أذكره بالبرق وتلك الحقبة الدكناء ا

قال لي ونـحن على سمر وكأني بالذكـريات تتكاثف مجسـدة ذاتها هنا وهناك فيقـاعد قال لي: أعجب العـجب في الناس أنني أنا الـذي ضحيت بكل ما الـزوايا وعلى الك أرضها أنا بعت أملك والتفت الى الـبنايات الشامخة التي تحـيط بداره والتي كان كل هـذه الأملاك بـعتـهـا كلـهـا بأبـخس الأثـمـان من أجل الإنسـان الـذي في صدري ومنأجل الـكـرامـة الـتي صـنـتهـا لي ولـلآخـرين فـلـمـا يـسروا وتـربـعـوا عـلى مـنـصـات الحكم

تنكروا لي ضارب بالقول عرض الحائط:إن الـــــــــكــــــــــرام إذا مـــــــــا أوســــــــــروا ذكـــــــــروا

ــــــنــــــزل الخــــــشن مـن كــــــان يــــــألـــــفــــــهـم في ا

حـتـى مـجـلـتي ــ الـبـرق ــ الـتـي شـغـلت الـعـالم الأدبي وكــانت مـنـبـرا لأقلام الـعـربها لكن: الحرة من شعر وأدب ضنوا علي بها وماشوا أسياد الانتداب في تحر

عــــــجــــــبـــــــا لــــــشــــــاعـــــــر أمــــــة حــــــســـــــنــــــاتهـــــــتـــــــمـــــــلق في جـــــــيـــــــدهـــــــا ويـــــــكـــــــافـــــــأ ا

أنـــــا لا أمـن رضـــــيت أنـي طـــــيــــــرهـــــا الـــــشـــــا

- ١٧٧ -

ــــــــــغــــــــــرورق دي وأنـي جــــــــــفــــــــــنـــــــــــهــــــــــا ا

ا أشفق على هؤلاء فالتاريخ لا يرحم ولئن مروا على صفحاته نعم أنا لا أمن إفسيعلم الناس أينا الصدي.

أنا لا أمن وحسبي ما قلته عندما تكرموا بدعوتي الى حفل من مآدبهم ثم راحوايسألون عن أوسمتي كما يفرضه قانون التشريفات:

أيــــــفــــــرضــــــون عــــــلـى مــــــثــــــلي مـلابــــــســــــهمويــــــســـــألــــــون ثــــــيـــــابـي عن نــــــيــــــاشـــــيــــــني

كــــــــأنـــــــــنـي لـم أكـن عـــــــــنـــــــــوان فـــــــــخـــــــــرهمـــــــيـــــــادين يـــــــوم انـــــــطلاق الـــــــقـــــــوافـي في ا

ـن مــــــــعــــــــشــــــــر لــــــــولا يــــــــراعــــــــتــــــــهم إنـي ـــــاء و الـــــطــــ مـــــا كـــــان لـــــبــــنـــــان غـــــيـــــر ا

مـا عــرفت في هــذا الـرجل إلا الــرجـولـة كــثـيــرون أخـذوا عــلـيه لــدانـة الــعـود ولـالجانب وآخرون حسبـوا رقته ضعفا حتى لقد ذهب بعضـهم الى نعته بالشاعر البكاءثل اشاة عـليا ا وأصـدروا كتيـبا على هـذه الناحـية منه أمـا عارفوه فـمتأكـدون من أن

وكمالها هو أن تكون أنت كاملا وأن بشارة قد أصاب بقوله:ومـن الــــــــدمـع مــــــــا يــــــــهــــــــزك لــــــــلــــــــعــــــــطف

ـــــــــــــــدمــــــــــــــرات الــــــــــــــهــــــــــــــوادم ومــــــــــــــنـه ا

لــكــنه لم يــأبه بــهم لأنه لــو راح يــسـود الــصــفــحـات عــلى هــؤلاء وأولــئك داحــضـامزاعمهم لتقززت نفسه وأصيب بالسهم الذي أرادوه له.

حسب بـشارة أنه والعـرب يسعون الـى ذكرى شاعر الـنيل حافـظ ابراهيم والأعوت جاعلا منه عرسا: شاخصة والأكف على الصدور أن يكون هو الواحد الذي غنى ا

عـــــــــرس مـــــــــاجـت الـــــــــبـــــــــشـــــــــائـــــــــر فــــــــــيهوتــــــــــوالـت صــــــــــبــــــــــابـــــــــــة وعــــــــــنــــــــــاقــــــــــا

ـلأ الأعــــــــــلـى واســــــــــتــــــــــثــــــــــار الأرواح فـي افـــــــــأتـــــــــلــــــــــعـن نـــــــــحـــــــــوه الأعــــــــــنـــــــــاقـــــــــا

- ١٧٨ -

يـــــــتــــــضـــــــاربـن بـــــــالجـــــــوانـح تـــــــزحـــــــامــــــاـــــــــعـن فـي الـــــــــفـــــــــضـــــــــاء ســـــــــيـــــــــاقــــــــا و

ومـــــــــشـى بـــــــــالــــــــــدنـــــــــان حـــــــــور وولـــــــــدانعـــــــــــــصـــــــــــــرن الخـــــــــــــدود والأحـــــــــــــداقــــــــــــا

ـــــــا كــــــســـــــا الــــــروض ونــــــثـــــــرن الأزهــــــار ـــــــا كــــــــســــــــا الــــــــقــــــــدود الــــــــرشــــــــاقـــــــا و

وهــــــــززن الـــــــنـــــــهــــــــود من خــــــــلل الــــــــوشي ـــــــــــلــــــــــمـن مــــــــــا أحــــــــــاط الــــــــــســــــــــاقــــــــــا و

ــــــــــتــــــــــنــــــــــبـي فـــــــــــتــــــــــغــــــــــنـى وشـــــــــــبـب اوتــــــصــــــابـى الــــــصــــــابي أبــــــو إســــــحــــــاقــــــا

مــــــــرحــــــــبــــــــا روح حــــــــافـظ دونـك الخــــــــلـــــــدعـــــــــــيـــــــــــونـــــــــــا وأكــــــــــؤســـــــــــا ورفـــــــــــاقــــــــــا

ـعـرفـة من حـقـائق أمـا في قـلت: اني عـرفت بـشـارة الخـوري عـلى أبـعـد مـا في اعـرس حافظ ابـراهيم فـقد عـرفه الـعالم عـلى أبعـد متـاهات الـفن الرفـيع وعرفه الـعرب

على مطلق السماح:مـــــا نـــــســـــيــــــنـــــا لك الــــــقـــــصـــــائـــــد حـــــمـــــرا

ــــــشـــــرقــــــ شـــــقــــــاقـــــا يـــــوم عــــــاثـــــوا فـي افــــغــــســـــلت الجــــراح بــــالــــســـــلــــسل الــــعــــذب

وصـــــــــــــيــــــــــــــرت كـل خـــــــــــــلــف وفـــــــــــــاقـــــــــــــاــــــــــصـــــــــر ودوى صــــــــــوتـك الـــــــــنــــــــــذيـــــــــر

ـــــــا فــــــــاســـــــتــــــــفـــــــاقـــــــا كـــــــمــــــــا رعـت حـــــــاــــــــــهــــــــــيك أو كـــــــــســــــــــرب مـن الحــــــــــمـــــــــام ن

أثـــــــــخــــــــنـــــــــته يـــــــــد الــــــــنـــــــــوى إرهــــــــاقــــــــاــــــــفـــــــــاوز جــــــــمــــــــرا يـــــــــزرع الــــــــريـش فـي ا

مـــــــــــــثــل زرع الـــــــــــــعــــــــــــــواصـف الأوراقـــــــــــــا

ا العياء واللهث كذا كان أمر بشارة مع الجماعة ذهبوا بالبرق وتناسوا بشارة و

- ١٧٩ -

يـكـاد... رجـعـوا الى الـواقع وكـان بـشـارة صـنـاجـة الـعرب لا جـودا ولا كـرمـا مـنـهم بلحاجة ماسة لا يأخذ بها ظن أمرت وكان أمرها حكمة.

ـسـاء ونـحن عـلى وسـاوس عـنـدمـا جـاءوه كـنت وإيـاه والـعـصـر يـكـاد يـسـتــقـدم اثل لبـنان في ذكـرى شوقي فتـرجح ب الـقبول والـرفض قال لي: ما يـتمـنون علـيه أن حــيـلــتي مع هــؤلاء لـئن بــادلـتــهم ــ عــواطـفــهم ــ أكــون عـلى شــاكـلــتـهـم وأنت تـعــلم مـاـا لبنان الآن في كفة ميـزان أضف الى ذلك صداقتي لشوقي فهل أتخلى يضمرون إ

كارم لأنهم هم..?. ثل والصداقات وا عن الأمر ضاربا با

ـهرجـان قال لي: أحس بـحمى في الـعظام وذهب بـشارة الى مـصر وحـان موعد اـنـبر آمـنت ـتـنـبي وهم يـريـدونـني أن أكـون عـلى ا وحـمى في الـنـفس أين مـنـهـا حـمى ابالجـنة ما أنـا فاعل? قـلت: لا بأس علـيك يجب أن تذهـب أنت لست لنـفسك أنت لست

بشارة الخوري الأخطل الصغير أنت الآن لبنان:

أنت: زمن لا كلمة بل نطق كان لنا الأرجوانزمن نطق ولا حرف كان لنا الحاضراتزمن نطق ولسان وحرف كان لنا العالم

هل شـهر سـيف إلا ونحن عـلى ذؤابتـيه هل كان لـبنـان لولا أفـراد منه جـذبوا الكلاليه فلما عمر بالكل نهد وكان.

لا لا.. يجب أن تتجالد وتذهب الى الحفل لبنان له أوجه عديدة أما الوجه الحقفوجه أبنائه البررة.

ر وتهافـت الكبـار الأدباء والـشعـراء الى غرفـة بشارة في الـفنـدق فارس بـاشا خـلـيل مـطــران شـاعـر الــقـطـرين إمـيـل زيـدان صـاحب دار الــهلال وأصـحـاب الأهـرامنبر هرجـان قد ابتدأ والخطباء يـتتالون على ا وسـواهم كلهم هرعوا يفتـقدون بشارة فا

وبشارة تحت وطأة الحمى...

ـا شـاهـدوه على حـالـته تـلك قالـوا له يـجب أن تـذهب مهـمـا كـلف الأمر أنت الآن و

- ١٨٠ -

لست صـديـقنـا ولا حـبيـبـنـا أنت نحن كـلـنا.. أنت لـبـنـان.. وراحوا إلـيه بـعضـهم أحـضرنبر والشفاه على ابتهال والأيدي الى الدواء وبعضهم ألبسه ثيابه وحـملوه حملا الى ا

الأعالي كي تسمح له الحمى بالوقوف وإتمام رسالته..

في حفلة شوقي التأبينية صـفق النظارة ذلك أن لبنانيا هو الأخطل الصغير تناولالسحر ورمى به العالم..

عـرس كـان مأ حـافظ ابـراهيم عـلى يـدي بشـارة أما مـأ شـوقي فكـان مـهرجـاناذلك ان خالدا من عندنا شهد بالحق لشاعر فحاز الشهادة وكانت له الجنة..

ـلائـك مـن هــــــــــذا فــــــــــقــــــــــيـل لــــــــــهـم قـــــــــــال اهـــــذا هــــوى الـــــشـــــرق هـــــذا ضـــــوء نـــــاظــــره

هــــــذا الــــــذي نــــــظـم الأرواح فــــــانــــــتـــــــظــــــمتعــــــــقــــــــدا مـن الحب ســــــــلـك مـن خــــــــواطـــــــره

هــــــــــــــــذا الــــــــــــــــذي رفــع الأهــــــــــــــــرام مـن أدبوكــــــــــان فـي تــــــــــاجـه أغــــــــــلـى جــــــــــواهــــــــــره

ـس الآلام فــــــــابــــــــتــــــــســـــــــمت هــــــــذا الــــــــذي جــــــــراحــــــــهــــــــا ثـم ذابت فـي مــــــــحــــــــاجــــــــره

كـم في ثـــــــــغــــــــور الــــــــعـــــــــذارى من بـــــــــوارقهوفـي جــــــفــــــون الــــــيـــــــتــــــامى مـن مــــــواطــــــره

بـعد ربع قـرن من هـذا الحدث الأدبـي في دنيـا الـعرب يـقـوم شاعـر سـوداني اسمه طهياس ويـخرج قـصيـدة بشـارة الخوري في رثاء شـوقي أوبرا ويـقدمـها الى الـعالم.. قال لي

بشارة كم يبعد هذا الشاعر السوداني عن أولئك الذين أخذوا علي قولي في شوقي:ســـــــألــــــتـــــــنـــــــيـه رثـــــــاء خـــــــذه مـن كـــــــبــــــدي

لا يـــــــــؤخـــــــــذ الـــــــــشـيء إلا مـن مـــــــــصـــــــــادره

فقـالوا لقـد تاه بشـارة على شـوقي ودل ومن عليه حـتى في الرثاء وهم لـو عرفواحـديث مـا وراء هذا الـبيت مـن الشـعر لـكفـوا أنـفسـهم استـنـباط الأعـذار والحوادث وكم

- ١٨١ -

نعاته. يفهم الشعر متى عرفت ظروفه دوافعه و

ا هي حقيقة مرت في هذا البيت من الشعر.. أنا لا أدل ولا أمن على شوقي إ

ـأدبـة التي أقـامـهـا في عـاليه حـمـد عـبدالـوهـاب في ا كنت أخـبـرتك أنـني تـعرفـت فـخـامـة رئـيـس الجـمـهـوريـة الأسـتــاذ شـارل دبـاس عـلى شـرف أحــمـد شـوقي وكـنت من

أدبة. دعوين الى ا ا

وصـلنا عاليه ومـا كدنا ندخل القـصر الجمهوري حـتى وجدنا أحمد شوقي تحتيـدي الــطـبـيب مـعـصــوب الـرأس أصـفـر الـوجه فــعـرفـنـا أنه وهـو في طــريـقه الى عـالـيه

تعرضت سيارته لحادث أدى الى بعض الرضوض والجراح..

وكنـا مدعوين معا لتأبـ فقيد سوريا آنذاك ـ فـوزي الغزي ـ فلما رآني شوقي قال... يـعني مرثاة به وأخـرى بفوزي الغزي لي ما حرفـيته: كنت يا بـشارة حتقول مـرثايتائدة ثم ذهبنا ا أن الحادث كان بسيطا فقد جلس معنا على ا وبالطبع طيبنا خاطره و

شهورة في فوزي الغزي. سوية الى دمشق وألقى قصيدته ا✸✸✸✸✸✸✸✸

وتـروح الأيـام وهـدأة الشـعـر عـنـد بـشـارة تـكـاد تـتـحـول إلـى قـيـلـولـة أو إغـفاءةـيلان من هنا وترجح هم الأدبي ويتلـفت العرب مفـتقدين ركنا كـبيرا لهم فـيحس عامن هنـاك فقسطاط قد مـال. وصداح قد مل الغناء فلا عـندلة ولا ترجيع ولا شجو ولاـنـا مـفـتـشـا مـنـقبـا لـيـكـون مـهـرجـان الأخـطل الـصـغـير سـمـوط مرصـعـة ويـرجع عـا

وتتويجه أميرا للشعر.

في قاعة الأونيسكو ووافدو الأقـطار العربية يقولون في بشارة الخوري عادت بيالذكريـات لا سيـما وأنـا أستمع إلى شـاعر الـعراق مـحمد مـهدي الجـواهري إلى يومـا هـنـا الـزهـاوي في بـغـداد وقـصـيـدة بـشـارة الـبـائـيـة فـالـوزن ذاته والـقـافـيـة ذاتـهـا إ

واسم أيار ١٩٦٦ قالة... ا - حلقة أخرى من ا

- ١٨٢ -

الجواهري وهناك الأخطل الصغير.

عادت بي الـذكريـات إلى يـوم ذهب بشـارة يحـمل إلى بغـداد أمجـاد لبـنان وفـصاحلبنان وجـمال لبنان في يـوم صديقه الزهـاوي فرجعت إلى الأثر الـذي تركه في النفوس.ــتـأدبـ الـذين سـاءهـم أن يـحـلق بـشـارة إلى وإنـني مـا زلـت أذكـر سـاعـة قـام رهط من اا لم يـجدوا أجواء مـتى التـفتـوا إليـهـا أصابـهم خدر وبـهر فـراحوا إلـى عصـمائه تـلك و

فيها شفاء لسقمهم عابوا عليه قوله:وتــــــــــــلـــــــــــــفـــــــــــــتـت زمــــــــــــر الجـــــــــــــنــــــــــــادب

مـن فـــــــــــــويــــــــــــــهـــــــــــــات الــــــــــــــثـــــــــــــقـــــــــــــوبيـــــــــــــتـــــــــــــســـــــــــــاءلـــــــــــــون مـن الـــــــــــــفـــــــــــــتـى

الـــــــــــــعــــــــــــربــي فـي الـــــــــــــزي الــــــــــــغـــــــــــــريـب

قـالوا: ومـن أين جاء بـشـارة بـالجنـادب إلى الـصـحراء وقـال بـشـارة: حسـبـنـا اللهونـعـم الـوكـيـل لـئن خـلـت الـصـحــارى من جـنــادب فـأين نجــدهـا? أتـريــدني أن أنـزل إلى

مستواهم وهم من تعرف فتذكرت قوله في موقف كهذا:ورب أخ رأى فـــــــــــــــــــــرحــــــــــــــــــــــا بـــــــــــــــــــــذمــي

فــــــــقــــــــلـت رضــــــــيـت ذمك لــــــــو شــــــــفــــــــاكــــــــاأتــــــــــطــــــــــمـع أن تحــــــــــلـق لــــــــــلــــــــــثــــــــــريــــــــــا

فـــــــتـــــــطــــــفـــــــأهـــــــا عـــــــدمت إذا حـــــــجـــــــاكــــــا

ـثلا العـراق في مهـرجان بـشارة الخـوري أنا قـال لي الجواهـري بعـدما جـاء ا وأنـا في الطائرة الى لبنان لم مـا قصدت معارضة قصـيدة بشارة في الزهاوي إيجل في خاطري إلا هذه القصيدة وزنا وقافية وكم مانعت وكم حاولت طردها لحناونغمـا فبـقي شجـوها على مـفاصـلي وكنت كـلمـا تهالـكت للانفلات من جـوها عـلقني

منها طيب وأخذتني نعم وما زلت إلا وب يدي هذان البيتان:وأتـــــــــــــيـت لــــــــــــبــــــــــــنـــــــــــــانــــــــــــا بــــــــــــجــــــــــــا

نــــــــــــــحــــــــــــــتـــــــــــــ مــن ريـح غــــــــــــــضـــــــــــــوبـــــــــــســــــــــــيـح الـى الــــــــــــســـــــــــمـــــــــــا مــــــــــــثـل ا

ء وقــــــــــد حــــــــــمـــــــــــلـت عــــــــــلــى صــــــــــلــــــــــيـب

- ١٨٣ -

عصـر بشـارة الأخـطل الصـغيـر دورة خـيرة في مـدار الدائـرة الـنيـرة التي منكـون نحو تـجسـد أقنومـا موحـدا في انطـلاق ا إشـعاعـها كان تحـلي الـزمن للـتمـني ا

التكوين البديع..

ـا يروى عن أحد كبار شعـراء الفرنسيس أظـنه لامرت أنه وهو جالس علىاذا تنبت غزل مع إحداهن أخذ التدله منها استيعاب النشوة فسألته في خفر وغنج

لكم انتم الرجال لحى ولا تنبت لنا نحن النساء?

أكاد أجـزم أن الـشاعـر الكـبيـر كـان على رخـاء ريق غلـبت فـيه العـبقـرية حلاوةالتلذذ فأجابها على انسراح: هذا لأننا رجال وأن نساء..

ـاذا بـويع? ـا بــويع بـشـارة الخــوري بـإمـارة الـشــعـر راح بـعــضـهم يـتــسـاءل وآخرون قالـوا بإنكار الإمـارة في الشعر فـما أقرب هؤلاء وأولئـك الى المحظيات وما

أحراهم بجواب الشاعر الفرنسي الكبير..

فـكرة الريـفية ثـياب رعيـان تفوح منـه رائحة الحقل شعر بـشارة على لـسان ابـغـوانيه مـن قصـعـ ومـردكوش الى الـنـسـرين والزئـبق وأحـيـانـا تنـبت الـلـحى على

ذقون النساء.

ـا ورثوه يـقـول شكـسـبـيـر دع أصـحـاب الألـقـاب والرتـب يفـخـرون ويـتـبـاهـون ـا جنـته يداي فـأنا أحب وأحب ولا يـنازعـني في حبـي منازع - واتـركني أنـا قانـعا ا جنته الأخطل الصغير على تراثه الخير يبقى على لسان شكسبير راضيا قانعا

يداه وكم يصدق قول عمر بن أبي ربيعة على حال شاعرنا:حـــــــــســـــــــد حـــــــــمـــــــــلــــــــنـه مـن أجـــــــــلـــــــــهــــــــا

ـــــــا كــــــــان في الــــــــنـــــــاس الحـــــــســـــــد وقـــــــد

من يقل إن بشارة الخوري ليس إلا غزلا لعوبا بالكلام يتجنى على الأرواح فيمـدارهـا قـلت له يـقـولـون إنك لا تـبـرع إلا الـغـزل وتـسـمـيط الألـفـاظ وأنك بـكـاء قـال:سامحـهم الله هم لا يعلـمون ما يقولـون فيوم طغى الـطاغي علينـا وتأرجح شهداؤنا

- ١٨٤ -

شـانق وأصبـحت فلـذاتـنا عـلى السـابلـة من منـهم جازف بـراحته - ولا على أعـواد اـهى أهـدت الـيـها) ولا أقـول بـحـيـاته - وجـابه الـطـاغـيـة أظـنـهم لم يـقـرأوا قـصـيـدة (اـزيف) - ولا غيرهـا من ثائراتي. ثم عـندما أرسـلوا الجبـاة يروعون قـصيـدة (الريال اتأخرة وكان لبناننا يرزح تحت أزمة خانقة النساء والأطفال باسم جباية الضرائب امن مـنهم تجـرأ ونطق حرفـا ولا أقول كـتب مقـالا أو أنشـد قصيـدة تدور عـلى حالـتنا

زرية وفي نكبة فلسط هل استطاعوا اللحاق بغبار قولي: اســــــائل الــــــعــــــلــــــيــــــاء عــــــنــــــا والــــــزمــــــانــــــا

هل خــــــــفـــــــــرنــــــــا ذمــــــــة مــــــــذ عــــــــرفــــــــانــــــــاــــــــــــروءات الـــــــــــــتـي عـــــــــــــاشـت بـــــــــــــنــــــــــــا ا

لـم تـــــــزل تجـــــــري ســــــعـــــــيـــــــرا فـي دمـــــــانــــــاضـــــجـت الـــــصـــــحـــــراء تـــــشـــــكـــــو عـــــريـــــهــــا

فـــــــكــــــــســـــــونــــــــاهـــــــا زئــــــــيـــــــرا ودخــــــــانـــــــامــــــذ ســــــقـــــيــــــنــــــاهـــــا الــــــعــــــلى مـن دمــــــنـــــا

ــــــــــانـــــــــا أيــــــــــقــــــــــنـت أن مــــــــــعـــــــــدا قــــــــــد شــــــــــرف لــــــــــلــــــــــمــــــــــوت أن نــــــــــطــــــــــعــــــــــمه

أنــــــفـــــــســـــــا جــــــبـــــــارة تـــــــأبى الـــــــهـــــــوانــــــاوردة مــن دمــــــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــا فـــي يـــــــــــــــــــــــده

لـــــــو أتى الـــــــنــــــار بــــــهـــــــا حــــــالـت دخــــــانــــــا

ـنعـاته أيكـون ذلك ذنبي لـئن أخـذهم ما في شـعري من شـجـو فغـابت عنـهم لاسيـما وللـحرف عنـدي نغم ولحن وللـكلمـة إيقاع خـاص تجعل من الشـعر سمـفونية

متماسكة الأصوات.

ا أرادوه ـقـفع كتـاب كـلـيلـة ودمـنـة استـسـهل الـناس أسـلـوبه و ا أصـدر ابن امتنع) بعد ا استعصى أمره دعوه (بالسهل ا امتنع عليهم في خفر ورقة وكـبرياء و

وت حرقا في أتون. ثورة على صاحبه أوصلته الى ا

في الـقرن الـعـشرين وقـد مضى عـلى الوأد أجـيال عـادت بعـدها الـسهـولة الىـسـتحب في ـيـاس على كـبـر الـتيه ا الـكـلمـة وزهـا الامتـنـاع والتـدله والـغـنج والرواء ا

- ١٨٥ -

قشيب مـطارف وتجـرير أذيال عـلى ليونـة انعـطاف فكـان أن أرادها النـاس لسلاسةروي وتحـنان وتر في تنغم رخيم فـلما سهل عليهـم السماع وعصى الوقع عادوا الى

مالك والخمرة وقالوا عن شعر بشارة الخوري وتر بح على ريشة مكسال.

لم يـأسف بـشارة لـشيء أسـفه لـلتـداول والـتنـابـذ وأولئك - فـكـلمـا ألمحت إلـيهمونحن نـتنـادم الذكـريات صمت فـقلت لـه ذات يوم أنت ملاعب أفـعى ومراقص لـنمرـنـجـذبـة الى تـفـاعل - الأنـا - مع رخـاء الـروح إعـجـابك بـقـدرتـك وانـطلاقك ولـذتك اتفـوق الخوف والـرهـبة وللأرواح مـدار ورضى فكـمـا تتـقزز من الـقـبح والنـ كذلك

يغور النغم على أنامل الحقارة.

ـتـألـه في - قـال أصـبت وأخـطأت مـعـا فـمن الخـصـال الذمـيـمـة عـند بـعض انـا الأدبي والشعري - الذين لا تـبتعد آفـاقهم أكثر من مـدى أنوفهم أنهم بدلا من عارفع أخـصـامــهم إلى أعـلى مـســتـوى ثم إظـهـار أنــفـسـهم أعـلى مــرتـبـة من الأخـصـام

يحاولون الحط من الآخرين علهم يرتفعون هم كأنهم لم يسمعوا قول عنترة:ومــــــــــدجـج كـــــــــــره الـــــــــــكــــــــــمـــــــــــاة نــــــــــزالـه

ــــــــعـن هـــــــــربــــــــا ولا مــــــــســـــــــتــــــــســـــــــلم لا جــــــــادت لـه كــــــــفـي بــــــــعــــــــاجـل طــــــــعــــــــنــــــــة

ـــــــثـــــــقـف صـــــــدق الـــــــكـــــــعـــــــوب مـــــــقـــــــوم

غـارب يأتون الى أحـضان (ابـراهيم) وفي أعراس الـشعر خلال شـارق وا من اجيل كامل جلاه وافدنا عـلى مرايا صقـيلات لم يرتفع صوت على صـوتنا ولا شاعر

على شاعرنا فكان لأم نخله أن يقول عن حق في مهرجان الأخطل الصغير.فـــــــــــــــارفــع الــــــــــــــــصـــــــــــــــوت إنــه صـــــــــــــــوت

لــــــــبـــــــنــــــــان وردد بـه ونــــــــعـم الجــــــــهــــــــيـــــــر

لكل ثورة شهداء بعـضهم يطوب وأكثـرهم يزج بهم جماعات في حـفرة يكتبونعلى حـجارتـها هـنا يرقـد جنـدي مجـهول والـثورة الأدبيـة التي شـملت الـبلاد العـربية

- ١٨٦ -

سألت التـطويب لذاتـها ومنـعته عن شهدائـها فلـما استـعلت الشـهادة على الذات ولايـأتي ذلك الأغـرار في جبـ الأدهـار كـان بشـارة الخـوري رسولـنـا الخـير علامـتـناالدامغة عـلى الأعصر هو الـذي جعل الذات أن تكون امـتدادا لعصر وإكـمالا لرسالةفي مــصــر زمن حــافظ ابــراهــيم وفي دمــشق زمـن فــوزي الـغــزي وفـي بـغــداد زمن

فيصلها وزهاويها كان بشارة أمينا على قوله:أنــــــــــــا دمــــــــــــعـــــــــــة الأدب الــــــــــــكــــــــــــئــــــــــــيـب

ـــــــــــــذيـب رســـــــــــــالـــــــــــــة الـــــــــــــشـــــــــــــعـــــــــــــر ا

وهـو على غياض بردى زمن راق النـغم ورق وتثنى الغصن مـياسا على بوحةالنهر وتهليل الضياء.

سـل عـن قـــــــــــد هـــــــــــواي هـــــــــــذا الـــــــــــواديهـل كـــــــان يـــــــخـــــــفـق فـــــــيه غـــــــيـــــــر فـــــــؤادي

ـا عـزت الـنـفوس فـي دمشق عـلى تـالـد وتـليـد نـشـوى إحلال أحلامـهـا موضع واليق وجرى مع بردى صداح كادت تروح به الأعصر كان بشارة على عهدنا به:

بـــــردى نــــظـــــمت لـــــنـــــا الــــزمـــــان قــــصـــــائــــدابـــــــيــــــضــــــا وحــــــمــــــرا مـن نــــــدى وصــــــفــــــاح

هـورا بـقلائد حـسـبهـا أنـها أما في لـبـنـان فهل تـرك بـشارة يـومـا ولم يؤرخـه على الشفاه تدور مع اللمى وفي الخاطر ما حلمت به الخواطر حتى تتجسد حقيقة.

✸✸✸✸✸✸✸✸

نـشء لــــــــــــبـــــــــــنــــــــــــان هــــــــــــذه رايـــــــــــة الأرز فــــــــإمـــــــــا الــــــــفـــــــــداء بـــــــــالــــــــنـــــــــفس أو... لا

قـم نــــــــــخـــــــــــشـن مــــــــــنـــــــــــا الــــــــــيــــــــــديـن فـلانـــــــــحـــــــــصــــــــد حـــــــــقـلا إلا ونــــــــزرع حـــــــــقلا

واسم حزيران ١٩٦٦ قال... ا - حلقة أخيرة من ا

- ١٨٧ -

الأكـف الــــــــلـــــــــدان من شـــــــــغـف الــــــــغـــــــــيــــــــدفــــــــــحـــــــــدد مـــــــــنــــــــــهـن لـــــــــلـــــــــحـق نــــــــــصلا

شــــــــــقــــــــــيـت أمـــــــــة إذا المجــــــــــد نــــــــــاداهـــــــــاتـــــــــــلــــــــــوت عـــــــــــلـى الأســـــــــــرة كـــــــــــســــــــــلـى

أي فـــــــــــــــتــى الأرز هـب نــــــــــــــــســـــــــــــــتـــــــــــــــبـقالــــــفـــــــجــــــر بـــــــفــــــجـــــــر من نـــــــاظــــــريـك أطلا

اغل مــــــهـــــــر الــــــعــــــلى إذا كـــــــنت شــــــهــــــمــــــاهـــــــــــــان مــن نـــــــــــــام فـي الـــــــــــــطـــــــــــــريـق وذلا

ا أحلت هـيلانة نفسـها الى باريس وزهت أطيـابه مشواقة رغـائب أهدى إليهالـكة عـلى ترك كل ما في غريـة هي التي حـملت ا ثوبـا لبنـاني الصـنع كانت زواهـيه ا

بلادها من مشوقات والالتحاق بفاتنها...

لـهم لـو استـطـاع أناقـته ولـطـافته أحل الـوئـام محل ووافد من عـنـدنـا يبـتـهل ال لـو زفت الـعـود لـغـنى الـسـيـف وكـان أن اجـتـمـعت سـجـايـا عـريـقـة الأصـل عـلى أ

وصبا وحدث على استلهام.

لم يـكن شعر الأخطل الصغيـر لونا واحدا بل ألوان متـعددة اجتمعت على تألقراح به بـشارة الى مـعـامي الخوافي يـفتـق عنـها الـطلاسم لـيزفـها الـى الشـعر مـزهوةــا لم يـحــلم به شـفـق أو تـغـنه الـرواء فـي بـرود من تــمـاوج ألـوانــهـا عــمـرت دنـيــانـا

صوادح على سوحة عطر وافترار صباح:أنـــــــــا فـي شـــــــــمــــــــــال الحب قــــــــــلب خــــــــــافق

ــــــــــ الحـق طـــــــــــيــــــــــر شــــــــــادي وعــــــــــلـى غـــــــنــــــيـت لــــــلــــــشـــــــرق الجــــــريـح وفي يــــــدي

مـــــــا في ســــــــمـــــــاء الـــــــشـــــــرق من أمـــــــجـــــــاد

لـو أنـصف الـنـقاد بـشـارة لـقـالـوا عـنه عـاد عـمر بن أبـي ربيـعـة كـمـا قـال نـقادالفـرنسيس من قبـل في شكري غا عـاد راس الى الحيـاة وكفاه قصـيدته - عمر

ونعم - أن يكون ذلك الغزل:

- ١٨٨ -

قـل لـي بـــــــــــنـــــــــــعـم وبــــــــــأتـــــــــــراب لـــــــــــهــــــــــايــــــلــــــعـــــــ مــــــا شــــــاء الــــــصــــــبــــــا والأشــــــر

لـــــــــيـــــــــلـــــــــة ذي دوران هـل كـــــــــانـت كـــــــــمــــــــاحــــــــــــــدثــت أم أخــــــــــــــيــــــــــــــلــــــــــــــة وصـــــــــــــور

ونــــــــــعـم هـل كـــــــــانـت كــــــــــمــــــــــا صـــــــــورت أمــــــــصــــــــور بــــــــالـغ فـي تــــــــلــــــــويـــــــــنــــــــهــــــــا ا

وذلـــك المجــــن مـــــــــــــــــــــــــــــــــا أوهــــــــــــــــــــــــــــــــــنـــهيـــــــــــكـــــــــــاد مـن رقــــــــــــتـه يـــــــــــنــــــــــــتـــــــــــثـــــــــــر

ــــــــــ كــــــــــاعـب يـــــــــــا لــــــــــلــــــــــمـــــــــــنـى أعـن وعـن شــــــــــمــــــــــال كــــــــــاعـب ومــــــــــعــــــــــصــــــــــر

فــــــــمن هــــــــنـــــــا حــــــــيـث تـــــــنــــــــدى الـــــــزهـــــــرومـن هـــــــــنــــــــا حـــــــــيـث تــــــــدلـى الــــــــثـــــــــمــــــــر

وأنـت لا تــــــــألــــــــو دعـــــــــابــــــــا فـي الــــــــهــــــــوىشـم وتــــــــــــقـــــــــــبــــــــــــيـل وأشـــــــــــيــــــــــــا أخـــــــــــر

قلت له عـمرت الدنـيا بشـعرك وعـطرت أجواء الـعرب فـكيف أنت والنـاس اليوم?اديات فهل التفت قال وماذا يبتغي الشعراء مني وماذا أبتغي بعد الذي حزته? أما ا

إليها في أشد الأزمات وأدهى النوائب حتى ألتفت إليها الآن? ألم أقل:أنــــــــــا لا أمـن رضــــــــــيـت أنـي طــــــــــيــــــــــرهــــــــــا

ــــــغــــــرورق الـــــــشــــــادي وأني جـــــــفــــــنــــــهــــــا ا

أنـا لا أمن كـفــاني ثـروتي الأدبـيـة وراح الى أدراج مـكـتــبه يـقـلب رسـائل كـبـارأدبـاء العرب إليه فكنت وكأني أعـيش حياة هؤلاء العباقـرة الخالدين مجسدة في هذا

الرجل فأنظر اليهم وأنشق فواغيهم من خلال شعره:لا تـــــــــقـل خــــــــانـت الــــــــقــــــــوافـي فــــــــحـــــــــسب

ـــــعــــدوده الــــشـــــعـــــر مــــنـــــهــــا أبـــــيــــاتـــــهــــا ايـــــــــــتــــــــــــهــــــــــــاديـن فـي غـلائـل كــــــــــــالـــــــــــورد

ويــــــــهــــــــبــــــــطن مـن ســــــــمــــــــاء بــــــــعــــــــيــــــــدهــــــــسن جــــــــبـــــــيـــــــنـــــــا شـــــــهـــــــد الــــــــله مـــــــا

- ١٨٩ -

الشاعر بشارة الخوريالأب رفائيل نخلة اليسوعي

لـيـس من يـجــهل بـشــارة الخـوري - الأخــطل الــصـغــيـر من الــواقـفــ عـلى تــطـورقـريضـنا الـعصـري ولو لم تـظلـلهم سـماء لـبنـانه الصـافيـة الزرقـة والشـفافـة الضـياء فيأكثر الأحيان فقد انتشرت قصائده في كثير من صحف العالم العربي ومهاجره وظهر

له ديوانان «الهوى والشباب» سنة ١٩٥٣ و «شعر الأخطل الصغير» سنة ١٩٦١ .

قلمـا عالج فلـسفة الحـياة بيـد أنه يجاهـر في شأنهـا بآراء ماديـة محضة يـتحذلقمدعيا أن العقل البشري عاجـز كل العجز عن تأكيد وجود إله قيوم لامتناهي القدرة قداديـة فـيـقـول عن الـكـون الـشـاهـد بـربوات أخـرج من الـعـدم جـمـيع الخلائق الـروحـيـة وا

بدائعه على كمال بارئها الفائق اسمى العقول:ســـــــمـه الــــــضـــــــفـــــــة الـــــــتي يـــــــعـــــــبــــــر الأحـ

ـــــــــيــــــــاء مــــــــنــــــــهـــــــا أو سـم ذلـك جــــــــســـــــراـــــــصــــــنع الــــــذي يـــــــفــــــعل الــــــتــــــحـ ســــــمه ا

ـــــــــلــــــــيل فـي جــــــــوفه عــــــــجــــــــائب كــــــــبـــــــرىيــــــــتــــــــلــــــــقـى الأجــــــــســــــــام وهي جــــــــمــــــــاد

ثـم يـــــــعــــــطـــــــيـــــــكـــــــهــــــا حـــــــيـــــــاة وفـــــــكــــــراســـــــــمـه الـــــــــهـــــــــازىء الـــــــــعـــــــــظـــــــــيم إذا را

قـك أو ســـــــــــــمـه إذا شــــــــــــــئـت قـــــــــــــبـــــــــــــرا........................

تــــــالـــــله مـــــا مـــــعـــــنـى الـــــوجـــــود وحـــــكـــــمهحـــــــــكـم الــــــــفــــــــنـــــــــاء وأمــــــــره لـــــــــنــــــــفــــــــاد

شرق تموز ١٩٦٦ سنة ٦٠ ج٤-٥. < ا

- ١٩٠ -

إلا مـــــــشـــــــقـــــــات الـــــــطـــــــريـق الـى الـــــــثــــــرىبــــــــــــ الأسـى وتــــــــــــفــــــــــــتــت الأكــــــــــــبـــــــــــاد?

في قصائد أخرى يتر بعظمة الله بل يسجد لها :رب إن الــــــــكـــــــون مــــــــهــــــــمـــــــا عــــــــظــــــــمـــــــا

هــــــــو فـي عـــــــــيــــــــنـــــــــيـك لا يــــــــحـــــــــسـب شيـــــــــظـــــــــمــــــــا قـــــــــدرة ذلـت لــــــــديـــــــــهـــــــــا الــــــــع

كــــــــــلــــــــــهـم فــــــــــان وســــــــــبــــــــــحــــــــــانـك حـي!

بيـد أنه في القـصيـدة ذاتهـا يعـد الله تـعالى مـسؤولا عن جـرائم البـشر ولاسـيماتواترة فتبلغ وقاحته حد طلبه من سفكهم دماء ملاي إخوتهم في الحـروب الضروس ا

مولاه السامي الحكمة أن يلاشي القمرين ويستأصل أبناء آدم برمتهم : رب قل لـــــــلــــــجـــــــوع يـــــــصــــــبـح شــــــبـــــــعــــــا

وانــــــــقــــــــذ الــــــــطــــــــهــــــــر الــــــــذي قــــــــدســــــــتهأو مــــــــر الــــــــفــــــــسـق فــــــــيــــــــغــــــــدو ورعــــــــــــا

...............................................................

إلى آخر الأبيات.

ستـشفـة في غيرهـا ولا من قلة لا غـرو من ماديـته الباديـة في بعض مـنظومـاته وارأة كل التأليه فوقف على عبادتها جل أفكاره وخيالاته احترامه لله تعالى فإنه قد أله اوعواطـفه ونـظم في وصف مـحـاسـنـهـا الـفتـانـة مـعـظم قـصـائده ومـازال مـتـيـمـا بـها فيشيخوخته كما كان في كهولـته بل في عنفوان شبابه. كثيرا ما نراه في شعره الغزليصـاب بـالجنـون الجـنـسي. هاكم يـهذي هـذيـانا لا مـعـنى له عـلى الإطلاق إلا في عـقلـه ا

ستهجن : عدة أمثلة على ذلك اللغو افــــــــــــ الجـــــــــــــمــــــــــــال وثــــــــــــورة الأقــــــــــــداح

صـــــبـــــغت أســـــاطـــــيــــر الـــــهـــــوى بــــجـــــراحي

- ١٩١ -

ولـــــد الـــــهـــــوى والخــــمـــــر لـــــيــــلـــــة مـــــولــــديوســـــــيـــــــحـــــــملان مـــــــعـي عـــــــلـى ألـــــــواحــــي

✸✸✸✸✸✸✸✸

أنــــــــا طــــــــيـف من خــــــــيــــــــالات الـــــــلــــــــيــــــــاليمـن صــــــدى الــــــوادي ومن هــــــمـس الــــــدوالي

كـم عــــــلى الــــــصــــــحـــــراء وشـي من خــــــيــــــاليوعـــــلى الـــــبـــــحـــــر يـــــتـــــيـــــمـــــاتي الـــــغـــــوالي

...................منهما صغت حلاك ومنى النفس رضاك; أنا والشعر فداك

...................لم يـــــــشـــــــقــــــنـي يـــــــوم الــــــقـــــــيــــــامـــــــة لــــــولا

أمــــــــــــــلـي أنــــــــــــــنـي هــــــــــــــنــــــــــــــاك أراهـــــــــــــا!

ـسحورين ـبكـيات زعمه الـكفـري أن أهل السـماء ا ضحـكات ا وأ الحق إن مـن اتـجلي لهم يتـنازلون فيـصغون الى شكـوى غرامه ويشاطرونه على الدوام بـجمال الله االـهـيـام بـأصنـامه ! لـم يأنـف عابـد الـنـسـاء من الـتـصـريح بـأن تـلك الـعـبـادة الـسـافلـة كل

السفالة في نظر كل إنسان عاقل شريف هي دين الحق بل دين الأبد :يـــــــا لـــــــهـــــــا الـــــــلـه أويـــــــقـــــــات الـــــــصـــــــبـــــــا

مـن أويــــــــــقـــــــــات لــــــــــهــــــــــا عـــــــــنــــــــــدي يـــــــــدمــــــــعـــــــبــــــــدا قـــــــامـت عــــــــلـى دين الــــــــهـــــــوى

.............................................................

بـحـانب ذلك الغـزل الإباحـي المحض الفـاحش التـطـرف في الكـيفـيـة والكـميـة نجدعـددا قلـيلا من الروايـات الجـميـلة .مـنهـا «آتـيلا والشـاعر» يـصور لـنـا فيـها بـشارة ذلكالفاتح الـطاغـية القـتول والهـدام تصـويرا حسن الإيـجاز قائلا إنـه لم يكن «سوى نـقمة

- ١٩٢ -

الله وسـيف الـغـضب ملأ الأيـام هـولا ودمـا !» أتـاه ذات يوم شـاعـر من الـرومـان يـتزلفاليه بتعظيمه وتمليقه فاستاء الجبار من مينه وفرط تذلله .قـــــــال اتــــــيـلا: «اجــــــمـــــــعــــــوا لـي حـــــــطــــــبــــــا

واربـــــــطـــــــوا مـن فـــــــوقـه هـــــــذا الــــــــغـــــــبي ...

«ويـك !» نـــــــــــــاداه «لــــــــــــئــن تــــــــــــرجـع الـى الـ

ـــــــــــكـــــــــذب أحـــــــــرقـك جـــــــــزاء الـــــــــكـــــــــذب !»

ــــــــلــــــــيــــــــنـــــــــا بــــــــآتــــــــيـلا ســــــــاعــــــــة لـــــــــو ب

لـــــــــشــــــــكـــــــــونـــــــــا مـن نـــــــــفـــــــــاد الحـــــــــطب !

ـضـمــــر اللاذع بـقــوم مـن فــي ذلـك الـبـيت الأخـيـر مـــا فـيـه مـــن الاســتـهـزاء ابنـي الـشـرق العـربي قـد بالـغـوا في تعـفـير وجـوهـهم أمام الـعـظمـاء اسـتعـطـاء لآلائهم

وطمعا بحمايتهم.

قد أجـاد كذلك الأخـطل الصـغـير في «سـقوط الـسلـطان عـبـد الحمـيد الـثاني» بـعدسـتبـد لرعـاياه وهـبوطه الـفجائـي من أوج العز وصف بـعض مظاهـر ظلم هـذا العـاهل ا

الى مهواة الذل والأسر يخاطبه الشاعر بهذه اللهجة البليغة : كــــنت تــــبــــكـي فــــصــــرت تــــبــــكي وعــــهــــدي

بـك عـــــبــــــد الحــــــمــــــيــــــد غـــــيــــــر بــــــعــــــيـــــد!

يـــــــــا لـــــــــيـــــــــالـــــــــيـه فـي سـلانـــــــــيـك قـــــــــولي

لــــــــلـــــــيـــــــالـي فـي يـــــــلـــــــدز: «لـن تـــــــعـــــــودي!»

يــــــا لــــــيــــــالــــــيــــــــه لا تــــــريه ضــــــحــــــايــــــاه

فـــــــــتـــــــــعـــــــــروه رعـــــــــشـــــــــة الـــــــــرعـــــــــديــــــــد!

وارحــــــــمـــــــيـه فــــــــالــــــــشــــــــيـخ هــــــــاو ومـــــــا

لــــــلـــــشــــــيخ طــــــاقـــــة عــــــلى الــــــتـــــســــــهـــــيـــــد

- ١٩٣ -

كـــــــان بـــــــالأمـس والـــــــرعـــــــايـــــــا عـــــــبـــــــيــــــدفــــــغـــــدا الـــــيــــــوم صـــــاغــــــرا لـــــلـــــعــــــبـــــيـــــد!

روايــة «عــروة وعـفــراء» جـديــرة بــأن تـعــد من فـرائــد شــعـرنــا الـقــصــصي الحـديثا سبب موضوعـها أن الـفتى عروة قـد وعده عـمه وعدا كاذبـا بأن يـزوجه ببنـته عفـراء وإتلك المخاتلـة فقر الشاب وكـان هذا قد خالط عفـراء منذ طفولـته فهام بها هـياما عذريا.ثمأراد عمه إبعاده حتى يعقد لسليلته قرانا آخر فأشار على عروة بالسفر الى الشام سعياوراء تجـارة رابـحة وانـتـهـز فـرصـة غيـابه لاخـتـيـار زوج آخـر لـعفـراء وهـو «اثـالـة» الـوافرصيبة سبب الثـروة بلغ عروة ذلك النبأ الفاجع فـطارت نفسه شعاعا بل كـان هول تلك امـوته العاجل .فاستأذنت عـفراء بعلها في أن تحج قـبر ابن عمها ورفيق صبـاها ومحبوبها

الوحيد فنزل عند رغبتها. يقول بشارة في ختام تلك الرواية الشعرية:......................................

فـــــــــــمـــــــــــا هـي غـــــــــــيـــــــــــر بـــــــــــعـض ثــــــــــوانحــــــــتـى رأيـت بــــــــقـــــــــبــــــــر عـــــــــروة بــــــــانــــــــة

مـــــحــــــنــــــيـــــة - وا لــــــهــــــفــــــتـــــا لــــــلــــــبـــــان -وســـــــــمــــــــعـت أيـــــــــة زفــــــــرة وشـــــــــهــــــــدت أيـ

ـــــــــــــسـت أي حـــــــــــــنــــــــــــان! ــــــــــــــة ثـــــــــــــورة و«وا عـــــــــــروتــــــــــاه!» ولـم تـــــــــــتـم نـــــــــــداءهــــــــــا

حـــــــتـى ارتــــــمـت فــــــإذا هـــــــنــــــا مـــــــيــــــتــــــان;ضــــمــــوا الــــفــــتـــــاة الى الــــفــــتـى في حــــفــــرة

مـن فــــــوقــــــهــــــا غـــــــصــــــنــــــان مــــــلــــــتــــــفــــــان!روحــــان ضــــمــــهــــمــــا الــــهــــوى فــــتــــعــــانــــقــــا

وتــــــعـــــــاهــــــدا فـــــــتــــــعــــــانـق الــــــكـــــــفــــــنــــــان

زيف» آخـر مثـال نـذكره من ذلك الـنوع الـروائي. يقص عـليـنا بـشارة في «الريـال اية الأولى. امرأة تركها تلك القصيدة حادثا أليما جرى في وطنه لبنان إبان الحرب العاـرض يـوردهـا ـدقع وانـضـوى الى الجـيش وكـانت لـهـا طـفـلـة كـاد ا زوجـهـا في الــفـقـر ا

- ١٩٤ -

حتـفها وقد حـال إملاق أمها دون شـراء الأدوية اللازمة. ثـم سام عرضهـا نذل رآها فيـوقف الحرج غـنيـمة باردة بـ يديه فـأوهمـها الـشيطـان الرجـيم وحنـانهـا الوالدي ذلك اسـواغ الانقـياد لـذلك المجـرم الوغـد فسـقطت في حـباله. بـعد قـضائه نـهمـته فيـها أرادترارة خـيبتها تخفيـف آلام بنتها بـالريال الذي باعت به مـاء وجهها فـإذا هو زائف ; فيالوان آلافا مؤلفة من أمثاله وقد زادت فدح عارها ! هي رواية حادث مبـتذل قد شاهد اعـلى أن قريـحة الـشاعـر قد صـاغت به قصـيدة رائـعة بـإجادة الـوصف وبكـثرة الخـيالات

الجديدة ; دونكم أبياتها الأولى:ويح الـــــــفـــــــقـــــــيـــــــر ! فـــــــمـــــــا تـــــــراه يـلاقي ?

! ســــــــــدت عـــــــــــلــــــــــيـه مـــــــــــنــــــــــافــــــــــذ الأرزاقعــــــصـــــــفت بـه وبــــــســـــــربه ريـح الـــــــشــــــقــــــا

فـــــــتـــــــســـــــاقـــــــطـــــــوا كـــــــتـــــــســـــــاقط الأوراق!فــــــإذا بـــــصــــــرت به عــــــجـــــبـت لـــــشــــــمـــــعـــــة

كــــــــالــــــــزعــــــــفـــــــــران تجــــــــول في الأســــــــواق!عـــــــــلق المجـــــــــاعـــــــــة مـص نـــــــــصـف دمـــــــــائه

ــــــــكــــــــام مـص الــــــــبـــــــــاقي! وتــــــــعـــــــــسـف الحأخــــذ الـــــشــــقــــا يـــــدهــــا فـــــســــارت خـــــلــــفه

ــــــــــــدود عـــــــــــــلـى الآفــــــــــــاق والــــــــــــلـــــــــــــيـل ســــــارت فـــــــمــــــاس الخـــــــيــــــزران بـــــــقــــــدهــــــا

ورنت فــــــــذاب الــــــــســــــــحــــــــر فـي الأحـــــــداق !وتــــــلـــــــوح آثـــــــار الــــــنـــــــعـــــــيم بـــــــخـــــــدهــــــا

كـــــــالــــــفـــــــجـــــــر قــــــبـل تـــــــكــــــامـل الإشــــــراق !

الـشـعـر الوصـفي المحض قـلـيل جـدا تحت يـراع بـشـارة ; هـاكم أجـمل أبـياتـه علىشاب مسلول :

عـــــــــيــــــــنـــــــــاه عــــــــالـــــــــقـــــــــتــــــــان فـي نـــــــــفق كــــــــســــــــراج كــــــــوخ نــــــــصـف مــــــــتــــــــقــــــــد ...

- ١٩٥ -

فـــــــتــــــــحــــــــســـــــبــــــــهـــــــا ــــــــلـه تــــــــهـــــــتــــــــز أورق الخــــــــــريـف أصــــــــــيـب بــــــــــالــــــــــبـــــــــرد...

ـــــــــــشـي لـــــــــــعـــــــــــلــــــــــتــه عــــــــــلــى مــــــــــهــــلـــــــــــشـي عـــــــــــلـى قـــــــــــصــــــــــــد فـــــــــــكـــــــــــأنـه

ـج أحـــــــــــيــــــــــانـــــــــــا دمـــــــــــا فـــــــــــعــــــــــلـى ومــــــــنــــــــديــــــــلـه قــــــــطـع مـن الــــــــكــــــــبــــــــــد ! ...

قــــــــــطـع تـــــــــــقــــــــــول لـه «تـــــــــــمــــــــــوت غــــــــــدا»وإذا تــــــــرق تـــــــــقــــــــول «بـــــــــعـــــــــــد غـــــــــــد» !

ــــــــــــــــوت أرحــم زائــــــــــــــــر لـــــــــــــــــفــــــــــــــــتـى وامــــــــــتـــــــــزمـل بـــــــــالـــــــــداء مــــــــــغـــــــــتـــــــــمـــــــــد !

هاجر ; يخاطبه قائلا : لقد أجاد أيضا وصف اـــــــــــــــــــاك أنـك رائــح لا تـــــــــــــــــــرجـع أشــــــــــــــــــج

وهــــــــواك والأوطـــــــــان بــــــــعـــــــــدك بــــــــلـــــــــقع ?مــــــتــــــلــــــفـت ; مــــــا تــــــبــــــتــــــغـي ? مــــــتــــــوجع

مــــا تــــشــــتـــكـي ? مــــتـــنــــصـت ; مـــا تــــســــمع ?تـــــــلـك الـــــــزغـــــــالـــــــيـل الـــــــتـي غـــــــادرتـــــــهـــــــا

ــــــرضع ! جف الــــــثــــــدي ومــــــات عـــــــنــــــهــــــا الا الـــــــــريـش مــــــــكـــــــــتـــــــــمل ولا أوكـــــــــارهــــــــا

خـــــضـــــر ولا الـــــســـــجـع الـــــبـــــكـي يـــــشـــــفع !ولـــــكــــــنت تــــــســـــفـك نـــــاظــــــريك لــــــيـــــرتـــــووا

وتـــــــذيـب قـــلــــبك فـي يــــديــك لــــيـــشــــبــــعـــوا !جــــرس الـــكــــنـــيــــســـة لــــو تـــكــــلم لاشــــتـــكى

ولــــبـــــــــــــان فــــيــــه مــــذ نــــأيت تــــصـــدع !...الجـــــــوزة الخـــــــضــــــــراء بـــــــعـــــــدك صـــــــوحت

إلا وريـــــــــــــــقـــــــــــــــات تـــــــــــــــكـــــــــــــــاد تـــــــــــــــودع

- ١٩٦ -

تــــفــــضـي الى الــــنــــســــمـــــات في غــــدواتــــهــــا

عـــــــــمــــــــا تــــــــكـــــــــابــــــــد فـي نــــــــواك وتجــــــــرع

لـــــو في الألـى خــــذلـــــوك بــــعـض حــــنـــــانــــهــــا

لـــــتـــــقــــصـــــفت جـــــزعـــــا عــــلـــــيك الأضـــــلع !...

لـــــــــلـه انـت مــــــــــغــــــــــربـــــــــا ومــــــــــشــــــــــرقـــــــــا

تـــــــــذريـك عــــــــــاصـــــــــفــــــــــة وأخـــــــــرى تـــــــــزرع

حـــــتى انـــــدفــــــعت فـــــكـل صـــــخـــــر روضـــــة -

ســــــــــلــــــــــمـت يـــــــــداك - وكـل أفـق مــــــــــطــــــــــلع

وفــــــتــــــحت فــــــتح الــــــعــــــبــــــقـــــريــــــة تــــــاركـــــا

في مـــــســــــمع الـــــدنــــــيـــــا صـــــدى يــــــتـــــرجع !

قال في وصف رزايا الحرب :ــــــــاضـي وكم كم شــــــــمـــــــوس فـي ســــــــمـــــــا ا

ــــــــســــــــتــــــــقــــــــبل مـن نجــــــــوم في ســــــــمــــــــا ا

ويــــــــــتــــــــــيــــــــــمـــــــــات فــــــــــنــــــــــون جــــــــــمـــــــــة

ــــــــــــســــــــــــبـت مــن مــــــــــــعــــــــــــجـــــــــــزات الأول ح

فـــــــإذا تــــــــلك انــــــــطـــــــفـت شـــــــعـــــــلــــــــتـــــــهـــــــا

وإذا هــــــــــــــــذي كـــــــــــــــــبـــــــــــــــــالـي طـــــــــــــــــلــــــل

ولـــــــــــــــــكـم روضـــــــــــــــــة بـــــــــــــــــيــت ذبـــــــــــــــــلـت

وهــي لـــــــــــــولا حــــــــــــــرهــــــــــــــا لـم تــــــــــــــذبــــل !

وفــــــــــتــــــــــاة طــــــــــفـــــــــلــــــــــة قــــــــــد ســــــــــألــــــت

ــــــــــــــقـــــــــــــبـــــــل أمـــــــــــــهــــــــــــــا : «أيـن أبــي لـم ي

فـــــــــلــــــــقـــــــــد طــــــــالـت بـــــــــنــــــــا غـــــــــيــــــــبـــــــــته

وأنــــــــا اشـــــــــتــــــــقـت لـــــــــتـــــــــلك الـــــــــقـــــــــبل ?»

- ١٩٧ -

قد أجاد بشارة فـي بضع قصائد صـوغ الشعر الوطـني ولاسيما في نشـيد لبنانذي الوزن الـسـريع كـخـطى جيش حـامل عـلى الـعـدو أو كصـيـحـات عالـيـة مـتتـابـعـة مثلـجد لبنان والـغيرة على الذود قصفـات الرعود ملتـهبة بنـار الحماسة ملـؤها الافتخار

عن حماه إليكم لازمته ودورين منه :لــــــــــــــبــــــــــــــنـــــــــــــــان لــــــــــــــبــــــــــــــنــــــــــــــان !

حــــــــــــــــــــرم الأرز عـــــــــــــــــــلــم المجــــــــــــــــــــد وطــن الأحـــــــــــــــــــرار ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام !

ــــــــــــــــــــــــعــــــــــــــــــــــــا الجــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــال رصـــــــأزاهـــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــر ربـــــــــــــــــــــــــاك بــــــــــــــــــ

ــــــــــــــوجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا والجـــــلال تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــصـــــــــــــــــــــابــــــــــــــــــــــيــح هـــــــــــــــــــــداك ! ــــــــ

والـــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــراع والحـــــــــــــــــــــســـــــــــــــــــــام الجـــــــــــــــســــــــــــــام ـــــــــــمـــــــــــــــات ـــــــــــــــلــــ فـي ا

كــــــــــــــــــــــــل آن كـــــــــــــــــــــــل آنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدان عــــــــن عـــــــلاك ذائـــــــــــــــــ

حــــــــــــــــــــــــارســــــــــــــــــــــــان لــــــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــــــواكنــــــــــــحـن فـي الــــــــــــســـــــــــلـم ابــــــــــــتـــــــــــســـــــــــام

ـــــــــــــــــــــــــــفـــــــــــــــــــــــــــــــــاء ووفــــــــــــــــــــــــــــــــاء وصـــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام وأكــــف مـــــن غــــــــــــــــــــــــــ

ووجـــــــــــــــــــــــــــــوه مـــن حـــــــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــــاءـــــــــــــفــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــر وإذا دق الــــــــــــــــــــــــنـــــــــــ

ــلأ الــــــــــــــــــــــغـــــــــــــــــــــــاب زئــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــروحـــــــــــديـــــــــــدا ودخـــــــــــان ! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات مــــــــن رام أذاك مــــــــــــــــــــ

عـــــــــــــــــــــــــاش مـــن مـــــــــــــــــــــــــات فـــــــــــــــــــــــــداك !

- ١٩٨ -

كـسب أوفر في رثى لـشقـاء مئـات قرى لـبنـانية غـادرها كـثيـر من أهالـيهـا طمـعا دن فحثهم بأبيات جميلة على العودة الى ضياعهم واستغلال مواردها: ا

عـــــــــودوا الى تـــــــــلك الـــــــــقــــــــرى فــــــــلــــــــقــــــــدـــــــدن ســــــــلـــــــخــــــــتـــــــكـم عـن قـــــــلــــــــبـــــــهــــــــا ا

لا الحـــــــــقـل يـــــــــبـــــــــسـم عـن مـــــــــعـــــــــاولــــــــــكمـــــــــــــــــــهـن فــــــــــــــــــيــه ولا تـــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــر ا

ذوت الــــــــــــــريـــــــــــــــاض ومــــــــــــــاؤكـم عــــــــــــــمـمــــــــلـــــــيـــــــهـــــــا الـــــــقـــــــ وتـــــــعـــــــطـــــــلـت من ح

مــــــــــحـــــــــراثــــــــــكـم صـــــــــدىء الحــــــــــديــــــــــد بهوالــــــــفــــــــأس مـلء عــــــــيـــــــونــــــــهــــــــا الــــــــوسن

وخـــــــــــوت زرائــــــــــــبـــــــــــكـم وكـــــــــــان عـــــــــــلـىجـــــــــنـــــــــبــــــــاتـــــــــهــــــــا يـــــــــتــــــــدفـق الـــــــــلــــــــ

ــــــــــرابـط مـن ســــــــــوابــــــــــقــــــــــهــــــــــا خــــــــــلـت اوتــــــــــثــــــــــاءبـت بــــــــــحــــــــــبــــــــــالــــــــــهــــــــــا الأتن

عـــــــــودوا الـى تـــــــــلـك الـــــــــقـــــــــرى فـــــــــعـــــــــلىبــــــــســــــــمـــــــاتــــــــهــــــــا يـــــــتــــــــمــــــــزق الحـــــــزن!

سـنة ١٩٣٥ كـان أهل ضيـاع لبـنان فـي ضيق شـديد وقـد تفـاقمت تـباريـحه بقـسرالجــبـاة إيــاهم عـلى دفع بــقـيــة الـضــرائب فـألــهم ذلك الخـطب الــفـادح بــشـارة قــصـيـدة

«الجابي» التي نعدها من أحسن قصائده ; هاكم بعض أبياتها:إلــــــــــــــــــــــــــــــهـــي أي دهـــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــــــاء

يــــــــــــردي مــــــــــــثـــــــــــــلــــــــــــهــــــــــــا مـــــــــــــثــــــــــــلـيويــــــــــــشــــــــــــكــــــــــــو فــــــــــــقــــــــــــره قــــــــــــبــــــــــــوي

ويــــــــــــشـــــــــــكـــــــــــو مـــــــــــحــــــــــــلـه حـــــــــــقـــــــــــلـيوشـــــــــــــــــــــاتــي وهـــي أم الــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــيــت

يــــــــــشـــــــــكــــــــــو ضـــــــــرعــــــــــهـــــــــا طــــــــــفــــــــــلي!

- ١٩٩ -

رويــــــــــدا يــــــــــا أخــــــــــا الــــــــــهــــــــــيــــــــــجـــــــــاء قـــــــــــــــــــد أســــــــــــــــــرفــت فـي الـــــــــــــــــــقــــــــــــــــــتـل!

ــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــــقـــي عــــــــــــــــــــــــلــى شــيء ? ألا تفـــــــــــــــــــمــن يــــــــــــــــــــحــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــا بــلا أكـل?

ــــــــــــــشـي كــــــــــــــفــــــــــــــانـــــــــــــــا أنــــــــــــــنـــــــــــــــا مـــن الـــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــــــؤس بـــلا نـــــــــــــــــــــــــعــل

ــــــــــــــــــــوتــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــضــغ ا ــــــــــــــــــــا وأنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلـــــــم ومــــــن ذل! مـــــــن ظــــــــــــــــ

فــــــــــــــــــمــن أغـــــــــــــــــرى الــــــــــــــــــرزايــــــــــــــــــا بـيومـــن أنـــت ? - أنـــــــــــــــــــــــــــــا الجــــــــــــــــــــــــــــــابــي

ية الأولى قد ثـارت وطنيـته أشد ثوراتـها ح شـاهد في أربعـة أعوام الحرب الـعاالجـوع الهائل الذي قصـد به الأتراك استئصال أهـالي قرى لبنان يفـتك فتكا متواصلا

بربوات منهم فقال بقلب جريح :أعـــــــشـق الــــــلـــــــيـل ومـــــــا لي والـــــــضـــــــحى ?

! عــــــــــشـت يــــــــــا لــــــــــيـل ألا فــــــــــانــــــــــســــــــــدلانـــــســـــدل تحــــجـب عن الـــــطـــــرف الـــــشـــــقــــا ;

يـــــــا لـــــــطـــــــرف بــــــالـــــــشـــــــقـــــــا مــــــكـــــــتـــــــحللا يـــــــرى إذ تـــــــطـــــــلـع الـــــــشـــــــمس ســـــــوى

ســــــــــــــــــــائــل أو عـــــــــــــــــــاجــــــــــــــــــــز أو وكــــــــلعــــــصـف الــــــفـــــقــــــر بــــــهم فــــــانــــــتــــــشـــــروا

ـــــــســــــتــــــفــــــحل! كــــــانـــــــتــــــشــــــار الــــــوابىء ايــــــلـــــــهــــــمـــــــون الــــــعـــــــشب مـن جــــــوعـــــــهم ;

ويـــــــحــــــهـم ? مـــــــا تـــــــركـــــــوا لـــــــلـــــــهـــــــمـــل?بــــــــــجـــــــــســــــــــوم هــــــــــزل تحـــــــــمــــــــــلــــــــــهـــــــــا

بـــــــــــــــعـــــــــــــــيـــــــــــــــاء واهــــــــــــــيـــــــــــــــات الأرجـل

- ٢٠٠ -

ــــــــــــــــوت عــــــــــــــــلـى ووجــــــــــــــــوه كــــــــــــــــتــب اصــــــــفـــــــحــــــــتـــــــيـــــــهــــــــا «هـــــــذه الأوجـه لي» !

ـــــــــــا قـــــــــــد قـــــــــــالـــــــه ; ـــــــــــوت صـــــــــــدق امــــــــــــا تـــــــــــــرى أشـلاءهـم فـي الــــــــــــســــــــــــبـل ?

دح ـعاصرين في نـظم قصـائد ا عظم شـعرائـنا ا لم يتمـالك بشـارة عن الاقتـداء والرثاء عند سنوح الفرص وهي أكثر من أن تعد في الشرق العربي .

والحال أن كل خـبيـر في كنه الـقريض وسـمو غـايته يـعلم عـلم اليـق أنه بـعيد عندح والـرثاء بـعد الـثريـا عن الـثرى إلا في بـعض الظـروف النـادرة الـتي يفـيضـان فيـها ا

عفوا من أعماق فؤاد الشاعر لا من شفتيه أو أسلة قلمه فقط .

لك من أمثال فساد ذوق الأخـطل الصغير في تبجيل العظـماء قصيدته للترحيب الـعراق الطـفل فيصـل الثاني عـند قدومه الى لـبنان سـنة ١٩٣٩. في البـيت الثاني مـنها

ضحك : يخاطب سيادة الضيف الجليل صائحا بها وهو لا يأبه لتكلفه ايـــــــا ســـــــلـــــــيـل الـــــــبــــــخـــــــار كـم مـن فــــــؤاد

ود لــــــــو كـــــــان بــــــــ جـــــــنــــــــبـــــــيـك وقـــــــدا !

ثل ذلك التصنع الى ذكـر النكبة التي أودت بحـياة والد فيصل الثاني ثم يتـطرق وهو راكب سيارته في إحدى ليالي نيسان سنة ١٩٣٩ :

يــــــــــــــا ابــن مـن أذهــل الــــــــــــــنــــــــــــــجــــــــــــــوم إذ انـــــقض شـــــهـــــابـــــا عـــــلـى الـــــثـــــرى وتــــردى

مـــا نـــســـيـــنـــا جـــرحـــا عـــلـى الـــلـــيل أمـــست فــــــحــــــمــــــة الــــــلــــــيـل مــــــنه جــــــمــــــرا ونــــــدا !

قــــــــطـــــــــعت شــــــــعـــــــــرهــــــــا الــــــــكــــــــواكـب كيتـــــــمـــــــسـح جـــــــرحـــــــا وكـي تـــــــوســـــــد خـــــــدا

وانـــــــحــــــــنـت كل نــــــــخــــــــلـــــــة كــــــــجــــــــنـــــــاحأخــــــــضــــــــر الــــــــريـش ود لــــــــو كــــــــان زنــــــــدا

- ٢٠١ -

نجد ذلك العيب ذاته في رثاء بشارة لوديع عقل : الـــــعـــــبـــــقـــــريـــــة مـــــا حـــــيـــــيـت جـــــنـــــايــــة

فــــــــخـــــــــذ الــــــــذمـــــــــام لـــــــــهــــــــا مـن الإلحــــــــادتــــمــــشي عــــلى حــــسك الــــصـــدور وشــــوكــــهـــا

ـــــــــــوت بــــــــــالأوراد !... وتـــــــــــلـف بــــــــــعـــــــــــد اأيــــــقـــــام وزن لـــــلـــــبــــــيـــــان وقــــــــــــد رمــــــى

ـــــــنـــــــيـــــــة مـــــــنـه قـــــــلـب الـــــــضــــــاد ســـــــهم افــــتــــقـــــطــــعت مــــهـج وفــــاضت أعــــــــــــــــــــ

رمـت الخــــــــــــــــدود بــــــــــــــــكـل أوطــف صـــــــــــــــادمــطــر كـــمــا انــتـــثــر الجـــمــان عــلـى الــلــظــــــى

وتـــــكـــــســـــر الـــــبـــــــــــــــــــلـــــور في الأجـــــيـــــاد!

ـرأة الشـهـيـر مخـتـار بيـهم. نـعلل ذلك غـامـز في رثائه لـنـصيـر ا لا نـرى مـثل تلـك ابكون الشـاعر قد أخرج ذلك الرثـاء من فؤاد مفعم بـأحر عواطف الإجلال والمحبة لـلفقيدالعزيز فأتت قصيدته مضطرمة بـلهيب شعوره مزدانة بحلى الابتكار الطبيعي ولاسيما

إذ يندب بيهم قائلا عنه :الـــــــــــــذي كــــــــــــــان خــــــــــــــادمـــــــــــــا لــــــــــــــبـلاده

الــــــــــــذي كــــــــــــان جــــــــــــذوة تــــــــــــتــــــــــــوقـــــــــــد الـــــــذي كـــــــان صــــــــافـــــــيـــــــا كــــــــالـــــــغـــــــديـــــــر

ـــــــهـــــــنــــــد ! الـــــــذي كـــــــان مـــــــاضـــــــيـــــــا كـــــــا✸✸✸✸✸✸✸✸

الــــهـــــمــــيـــــني يـــــا ربـــــة الــــشـــــعــــر شـــــعــــرا كـــــــالــــــنــــــــور والـــــــنـــــــار

كـــــالــــهـــــوا كـــــالأطــــيـــــار كـــــالــــفـــــكـــــر حــــرا كـــــنـــــفـــــس مــــــخــــــتــــــار!

- ٢٠٢ -

كـــــــــالأعـــــــــاصــــــــــيـــــــــر إن دعـــــــــتـه الــــــــــبلاد

وخـــــــــــــافـت الـــــــــــــعــــــــــــار

كـــــــــــــالأزاهــــــــــــيـــــــــــــر إن دعـــــــــــــاه الــــــــــــوداد

ـــــــــــــرمـــــــــــــة الجــــــــــــار وح

قـد أطلـنـا الكلام في تحـليـل معـاني شعـر الأخـطل الصـغيـر مع الـتمـيـيز بـ غثـهاـعنى وسـميـنـها. أمـا لغـته فـلـيست خـالـية من الأخـطـاء الجسـيـمة كـاستـعـمال جـوانح ـوصـوف مـؤنث أجـنـحـة ووديـان بـدلا من أوديـة وقـوله «الجـحـيم الأعـظم» مع أن ذلك ا

تعدية باء الجر : وإتباعه بعض الأفعال ا « «أرادوا بأن أكـون العريس» «لا تـنسي بـأن تستـري ذلك الجب

ـجهـا كل ذي ذوق سليم . ـماتـة التي من جهـة أخرى تـكثـر في شعـره الكلـمات االـوضـوح ناقـص جدا في مـئـات من أبـيـاته فهـي ألغـاز غـامـضة. نـضـرب لـكم مـثلا على

ذلك وهو حفنة من كثيب :لـــنــــا الــــكــــروم ; فــــهل فـي الـــقــــول مـن حـــرج

?« إذا ســـــــألـــــــنـــــــاهـم «اين الـــــــعـــــــنـــــــاقـــــــيــــــدولا سـلاح ســــوى الـــــوعـــــد الــــذي قـــــطـــــعــــوا

ـــــواعـــــيـــــد تـــــفـــــنـى الحـــــيـــــاة ولا تـــــفـــــنى ا

لا نـنـكـر أن لبـشـارة نزعـة شـديـدة الى ابتـكـار الخـيالات وقـد ابـتـدع منـهـا عددا لايستهان به هاكم باقة بهيجة منها :

فـــيــــصـــوغ هـــيــــنـــمــــة الـــنـــســــيم قــــصـــائـــداويــــــــرد زمـــــــــزمــــــــة الـــــــــغـــــــــديــــــــر أغـــــــــاني

...............ضـــــــرب الجــــــوع بـــــــصــــــمـــــــصــــــام رهـــــــيف

فـــــــــــــــــإذا قـــــــــــــــــتـلاه مــلء الـــــــــــــــــســـــــــــــــــبـل

- ٢٠٣ -

غـيب» «تلبسـون خوذة الإقدام» «فتى كـاسي الغنى عار «هلال الأفق في حضن امن الأخـلاق» «ترعى الـسفـالة في مـجاهل قـلبه» «أيـها الـفقـر إن كنت قـواد الزنى ...»«شـعــاع الـشـمس يــضـحك لي» «قــسـمت فـؤادي بــ بــؤسي والـهــوى» «زحم الـصـبح

الظلام» «آمال مجنحة» .

ستهجن في الخيالات أكثر جدا من ابتـكارها. يسهل علينا إثبات بيد أن التكـلف ائات الأمثال بيد أن ضيق المجال يضطرنا الى الاكتفاء بذكر هذه: ذلك الرأي

«ســــــــكـــــــر الــــــــروض ســـــــكــــــــرة صـــــــرعــــــــته عـــــنـــــد مـــــجـــــرى الـــــعـــــبـــــيـــــر مـن نـــــهـــــديك»

✸✸✸✸✸✸✸✸

«أنــــــــا فـي شــــــــمــــــــال الحـب قـــــــــلب خـــــــــافقـــــــــــ الحـق طـــــــــــيـــــــــــر شــــــــــاد» وعـــــــــــلـى

لاك وغـمـسـهـا بـفـؤاد الـصـبـاح» «أكـاد أمـشي بلا «الـله بـرى ريــشـة من جـنـاح ارأس» «تـختـال فاطمـة على خـدود رياض لبـنان» «اسـتلني الـشقـاء حسامـا في نهاريـقــام في شـعـرهـا» «سـاعـد من الـضـحى وصـيـر الـلـيل غــمـدي» «رآهـا الـلـيل فـاخـتـار امـفـتول تـغـمـره بالـقـبل الحـقـول» «قلـبي فـاغـر فمـه للـحب» «بـراعم الأقلام لم تـتـفتق»» «يــا قـامـة ( قـامـة فــتـاة ) من قـصب الـســكـر رخص الـعـقـد» «يـكــسـو الجـراح افـتـرارا

«الكواكب قطعت شعرها لكي تنسج بردا» .

ـشـينـة بالـتكـلف ترد تـترى في كـثـير من قـصائـده كمـا يرى الـقراء في تلك الخـيالات اتاخم لها: . قال بشارة في وصف زحلة ونهيرها البردوني وسهل البقاع ا ثل التالي ا

ـــــــا أســــــــرفـت في فــــــــ الجــــــــمــــــــال كــــــــأتــــخـــــذ الجـــــمــــال عـــــلى ذراك مـــــنـــــابــــرا ! ...

والـــــنـــــهـــــر روح الــــــعـــــاشـــــقـــــ ودمـــــعـــــهممـــــلــــــقى عـــــلـى قـــــدمـــــيـك يـــــلـــــهـث خـــــائـــــرا

ســــــالـت جــــــراحـــــــات الــــــهـــــــوى في صــــــدره لـــــيـلا فـــــقـــــبـــــلـــــهـــــا الـــــنــــــســـــيم مـــــحـــــاذرا

- ٢٠٤ -

والــــــســــــهل يــــــحـــــلـم مــــــنـــــذ كــــــان بـــــزورة لــــــــبـس الحــــــــلـي لــــــــهــــــــا نــــــــدى وأزاهــــــــرا

ــــكــــنــــهــــا الــــربى لــــتــــســــابــــقت لـــو كــــان لأعـــــــزهــــــــا تـــــــســـــــعـى الـــــــيـك حـــــــواســـــــرا

وتـــــقـــــطــــــعت خـــــصـل الحـــــســـــان ونـــــثـــــرت بـــــــدل الــــــكـــــــروم عـــــــلـى الــــــتـلال غـــــــدائــــــرا

قال في وصف سلمى الكورانية :تـــــعــــجب الــــلـــــيل مــــنـــــهــــا عــــنــــدمــــا بــــرزت

تــــســـلــــسل الــــنــــور في عــــيــــنـــيـه عـــيــــنــــاهـــاـــــاء قـــــائـــــمـــــــــة فـــــظـــــنـــــهـــــا وهي عـــــنـــــد ا

مـــــنــــــارة ضـــــمـــــهــــــا الـــــشـــــاطـي وفـــــداهـــــا !وتــــــمــــــتــــــمـت نجــــــمــــــة في أذن جــــــارتــــــهــــــا

ــــــــا رأتــــــهـــــا وجــــــنـــت عــــــنـــــــد مــــــرآهـــــا :«انـــظــــرن يـــا إخـــوتـــا ; هــــذي شـــقـــيــــقـــتـــنـــا

فــــــمن تـــــراه عــــــلى الــــــغـــــبـــــراء ألــــــقـــــاهـــــا ?«أتـــــلـك من حـــــدثـت عـــــنـــــهـــــا عـــــجـــــائـــــزنــــا

وقـــــــلـن إن مــــــــلـــــــيـك الجـن يـــــــهــــــــواهـــــــا ?»

بالغة الفاحشة. نكتفي ـتواتر كثيرا ما تش شعر بشـارة ا فضلا عن التصنع اعلوف «تعرى بذكر ثلاثة أمثلة عليهـا خوفا من إضجار قرائنا : يقول بعد موت فوزي ا

روض البيان من السجع» وفي رثاء الياس فياض : خـــــــــــــبــــــــــــا كــل ســــــــــــاطــع فـي ســـــــــــــمــــــــــــاه

وذوى كــل زاهــــــــــــــــــــر فـي جــــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــانـه

وفي وصف انهيار صرح شامخ : «جبل من البنيان زلزل فوقهم .»

- ٢٠٥ -

مع كل العـيوب التي فصـلناها وأثبـتناها بـالبراه الـدامغة نرى الأخـطل الصغير» - وهي كـلمـة غـير عـربـية - بـفـرط إعجـابه بـذاته وذلك من أقصى يجـاهـر في «نيـاشـ

درجات الكبرياء والادعاء. هاكم تلك الأبيات بحذافيرها :أيــــــفــــــرضــــــون عــــــلـى مــــــثــــــلي مـلابــــــســــــهم

ويــــــســـــألــــــون ثــــــيـــــابـي عن نــــــيــــــاشـــــيــــــنيكــــــــأنـــــــــني لـم أكـن عــــــــنــــــــوان فـــــــــخــــــــرهم

ــــــيــــــادين ? يـــــوم انــــــطـلاق الــــــقــــــوافي فـي اـن مــــــــعـــــــشــــــــر لــــــــولا يـــــــراعــــــــتــــــــهم إنـي

ــــاء والــــطــــ ! مــــا كــــان لــــبــــنـــــان غــــيــــر ا

تـمـدنة لـقـاض أيا كـانت درجته في ـعلـوم أنه لا يـجوز في جـمـيع الأقطـار ا من امراتب القضاء ان يصدر حكما في شؤونه الشخصية . قد نسي بشارة أو تناسى ذلكبدأ السـديد فتوهم عن غرور مـحض أنه في مقدمة نـوابغ شعرنا الـعصري الناهض. اأمـا نحن فإننـا لا نشاطـره ألبتـة ذلك الرأي الفـائل. مع اعترافـنا بأن في قـصائده بعضالدرر وإن شابتـها شوائب يضـطرنا النقـد الجريء النزيه الى الـتصريح بكثـرة ما فيهامن اللؤلؤ الـبهرج. هذا لا يروق سطوعه إلا عيون جـاهلي أصول الأدب الصحيح الثابتةفي كل عـصر ومـصر في أرقى بـلاد العـالم بدلـيل كون أعـظم أدبـاء الخافـق يـتقـيدونــا بـقي جــمـال مـؤلــفـاتــهم كـاملا فــتـانـا في بـهـا ولا يــحـيــدون عـنـهــا أصلا ; ولـولا ذلك

ترجماتها الى أشهر اللغات .

الأب رفائيل نخلة اليسوعي

✸✸✸✸

- ٢٠٦ -

ابيض

- ٢٠٧ -

الأخطل الصغيرشاعر الشعب والحرية والإنسانية

توفيق إبراهيم

للأخطل الـصغـير مكـانة رفـيعـة في عالم الـشعـر يحـسده عـليـها كـبار الـشعراء فيـعشـر مرهف الحس جـميع الأقـطـار العـربيـة. وهو رجل ظـريف أنـيق الشـكل. لطـيف ارقـيق الـشـعـور حـاضـر الـنـكـتـة. وعـنـدمـا يـتـلـو قـصـائـده الـرائـعـة أمـام مـستـمـعـيه وروادمدرسته تتـدفق خواطره الشاردة من رموش عينيه الـبراقت وتترقرق درر الألفاظ علىتوقد وتتناثر كالأحلام عقيق شفتيه الرقيقت وتتـألق الصور الشعرية في صفاء ذهنه ا

المجنحة وتذوب كما يذوب الأرج الناعم في مهب الريح.

وشاعرناالـكبير بل أمـير الشـعراء ينظم الـقصيدة ويـنحتهـا نحتا دقـيقا وينـقحهابـروية وإتـقان ويـسكب عـليـها أرجـا من روحه وفيـضا من جـروحه فتـأتي آية في الـروعةبدع الخلاق قصائده الخالدة جواهر نادرة صور ا والإبداع. إنه أمير الكلمة الحلوة واتتألق عـلى لوحة الفـن بأجمل الصـور وأطرف الألوان. طوى الـثمان من عـمره وما يزاليـتـمتع بـنـضـارته ورونقه وخـفـة روحه. وهـو الشـاعـر الـوحيـد الـذي يـنعم ويـتـمـتع بتـقـديرومحـبة العالم العربي عـلى اختلاف مذاهبه ونزعاته وأول من رصع جـيد الشعر العربي

الحديث بأغلى الجواهر والعقود.

ـستعـمرين. ثار على والأخـطل الصغيـر شاعر الـشعب الثـائر وعدو الاستـعمار واالـظلم الـتركي وتـمرد عـلى الجور والـطغـيان ووقف بـوجه الانتـداب الفـرنسـي وقفـة الندـوجـعـة عنـدمـا خـاطب وطـنه الحبـيب لـبـنان لـلـنـد وصفع «أمـنـا الحـنون» تـلك الـصـفـعة ا

وجع: بقصيدة أقتطف منها هذا البيت الرقيق اكــــــــثـــــــرت عــــــــلـــــــيـك الأمــــــــهـــــــات ومـــــــا درت

أرحـــــــــــــــــامــــــــــــــــهـن وكــل أم ضــــــــــــــــيــــــــــــــــغـم

< الرحمة نيسان ١٩٦٧ العدد ٤ السنة الثالثة.

- ٢٠٨ -

أجل لـقــد كـثــرت عـلــيـنــا الأمـهــات والجـدات والأوصــيـاء الأعــداء الألـداء وكــلـهمضياغم ووحوش تتكالب على أرزاقنا وخيرات بلادنا.

إن الــشـاعـر الـذي يــتـحـدى الاسـتــعـمـارالـفــرنـسي في أوج مـجـده ويــصـفع «أمـنـاوجع هو أمير الشعر العربي دون منازع. ثل هذا البيت الرقيق ا الحنون»

.. شـروع «صهينـة» فلسط وعنـدما كشف الاستعـمار البريـطاني أوراقه وطلع علـينا

ثـار الأخطل الـصـغيـر ونـظم رائعـته الخـالدة وقـذفهـا حـممـا مـدمرة في وجه هـذا الاسـتعـمار.ستعمرين. قال حفظه الله: وكان لصيحاته الهادرة دوي الرعود في صدور ا

ـــــــا يــــــــا فـــــــلــــــــســـــــطــــــــ الـــــــتـي كـــــــدنــــــــا كــــــــابــــــــدتـه مـن أسـى نــــــــنـــــــــسـى أســــــــانــــــــا

نـــــــحـن يـــــــا أخت عــــــــلى الـــــــعـــــــهـــــــد الـــــــذيــــــــهـــــــــد كـلانــــــــا قـــــــــد رضـــــــــعــــــــنـــــــــاه مـن ا

يـــــــثــــــرب والــــــقــــــدس مــــــنـــــــذ احــــــتــــــلــــــمــــــاكــــــعـــــبــــــتـــــانــــــا وهـــــوى الــــــعـــــرب هــــــوانـــــا

قم إلـى الأبــــــــطــــــــال نــــــــلــــــــمـس جــــــــرحــــــــهمـــــــســـــــة تـــــــســــــبـح بـــــــالـــــــطـــــــيـب يـــــــدانــــــا

قـم نجـع يـــــــــومــــــــــا مـن الـــــــــعـــــــــمـــــــــر لــــــــــهمهـــــبـه فـــــصـح الـــــصـــــوم هــــــبه رمــــــضـــــانـــــا

ـــــــــــــــا الحــق الــــــــــــــــذي مـــــــــــــــاتــــــــــــــــوا لـه إـــــــــشـي إلــــــــيـه أيـن كـــــــــانــــــــا حـــــــــقــــــــنـــــــــا

ضـــــجـت الـــــصـــــحـــــراء تـــــشـــــكـــــو عـــــريـــــهــــافـــــــكــــــــســـــــونــــــــاهـــــــا زئــــــــيـــــــرا ودخــــــــانـــــــا

وهـذا الـبـيـت الأخـيـر تـردده قــبـيـلـة عـربــيـة في صـحــراء «مـوريـتـانـيــا» مـعـروفـة بــقـبـيـلـة«البيضان». وقد روى لي أحد أفراد تلك القبيلـة قصيدة طويلة للأخطل الصغير عنوانها «على

ضفاف بردى» منها هذه الأبيات الجميلة التي يصف فيها شاعرنا الكبير «أبناء جفنة»:إنـي وقـــــــــفـت بــــــــــهـــــــــا أســـــــــائـل عـن فــــــــــتى

مـن آل جــــــــــــــــفــــــــــــــــنـــــــــــــــة رائــح أو غـــــــــــــــاد

- ٢٠٩ -

الحــــــامـــــلـــــ الـــــشــــــمس فـــــوق وجــــــوهـــــهموالحـــــــامـــــــلـــــــ الــــــــشـــــــهب فـي الأغـــــــمـــــــاد

رفـــعــــوا الـــشــــآم عـــلـى الـــصــــفـــائـح والـــنـــدىوبـــــنـــــوا مـن الـــــصـــــلـــــبـــــان بــــــيت الـــــضـــــاد

فلا يـسـعـنـا إلا أن نـنـحـني بـخـشـوع أمـام روعـة تـلـك الأبـراج الـشـامـخـة والـصورتألقـة في سماء الـشعر الـعربي الرفـيع. لقد جـمع الشاعـر بأسلوبه الساطـعة والقوافـي االرشيق الشفـاف ب دقة الوصف.. والرقـة والعذوبة.. وسمـو الخيال وقوة التـعبير. وهاهو الأخطل الصغـير يصف نفسه بنفسه ويعطيـنا صورة صادقة حية عن الثورة الهادرة

تفجرة في صدره: اــــــا خـــــــدعـــــــتـك صــــــفـــــــحـــــــة هــــــاد ولـــــــر

مـــــــــنـي وفـي الأحـــــــــشـــــــــاء عـــــــــصف ريـــــــــاحإنـي إذا جـــــــــنـت ريـــــــــاح ســـــــــفـــــــــيـــــــــنــــــــــتي

لاح ذهـب الجــــــــــنـــــــــون بــــــــــحـــــــــكــــــــــمــــــــــة ا

أمـا الـقصـائـد الخالـدة الـتي ارتفـعت بـشاعـرنـا الكـبـير إلـى ذروة الشـعـر والشـهرةراثي التي تـوجت جب الأهرام بـأكاليل الغـار وغناها الـنيل ورددتها والمجد فهي تـلك ا

شهورة في رثاء سعد زغلول ومطلعها: أمواج دجلة والفرات ومنها قصيدته اقــــالـــــوا دهت مـــــصــــر دهـــــيــــاء فـــــقــــلـت لــــهم

هـل غــــــيض الــــــنــــــيل أم هـل زلــــــزل الــــــهـــــرم?قــــــــالــــــــوا أشــــــــد وأدهـى قــــــــلـت ويــــــــحــــــــكم

إذن لــــقـــــد مـــــات ســــعـــــد وانــــطـــــوى الــــعـــــلم

وقصيدته الرائعة في رثاء أمير الشعراء أحمد شوقي ومطلعها:قف في ربـى الخـــلـــد واهــــتف بـــاسـم شـــاعـــره

ـــــــنـــــــتـــــــهـى أدنـى مـــــــنـــــــابــــــره فـــــــســــــدرة اوامـــسـح جـــبـــيـــنك بـــالـــركن الـــذي انـــبـــلـــجت

أشــــــعــــــة الــــــوحـي شــــــعــــــرا من مــــــنــــــائــــــره

- ٢١٠ -

ومنها:شـــــوقي أتــــــذكـــــر إذ «عــــــالـــــيه» مــــــوعـــــدنـــــا

ــــــــنـــــــا ومـــــــا نــــــــام دهـــــــر عـن مـــــــقـــــــادره?شــــوقي ســـلــــوا الأفق هـل ثـــارت عــــجــــاجـــته

ــــــتــــــنــــــبـي في ديــــــاجــــــره? ــــــا انــــــطــــــوى افـي مــــــوكب الــــــشــــــعــــــر والأقـلام مــــــطــــــرقـــــة

فــــــــــإن أرادتـه غــــــــــصـت فـي مــــــــــحــــــــــابــــــــــرهســـــــألــــــتـــــــنـــــــيـه رثـــــــاء خـــــــذه مـن كـــــــبــــــدي

لا يـــــــــؤخـــــــــذ الـــــــــشـيء إلا مـن مـــــــــصـــــــــادره

ــلك فـيـصل الأول فـقـد روى لي الـصـديق يـوسف أمـا قـصـيـدته الـرائـعـة في رثـاء اابراهـيم يزبك أن بغداد قـد زحفت عن بكـرة أبيها لـتلثم يد الأخـطل الصغيـر بعد خروجهـلك الـراحل. وقـد أصـبحـت قصـيـدة الـشـاعر من الـقـاعـة الـتي جـرت فيـهـا حـفـلـة تأبـ ا

اللبناني الكبير حديث الشعب العراقي بأسره ومطلعها:لــــــبــــــسـت بــــــعــــــدك الــــــســــــواد الـــــــعــــــواصم

ـــــــــآ واســــــــــتــــــــــقــــــــــلـت لـك الــــــــــدمــــــــــوع اود لـــــــــو يـــــــــفــــــــتـــــــــديـك صــــــــقـــــــــر قـــــــــريش

بــــــــــالخــــــــــوافـي مـن الــــــــــردى والــــــــــقـــــــــوادمأســــنــــدوا الـــــبــــيت بـــــالــــصــــدور فـــــقــــد مــــاد

وخــــــــــــانـت جـــــــــــــدرانــــــــــــهـن الــــــــــــدعــــــــــــائـمفــــيـــــصل الـــــعــــرب أي غـــــمــــديـك لــــلـــــفــــخــــر?

أغـــــــمـــــــد الــــــــنـــــــدى? أغــــــــمـــــــد الـــــــعــــــــزائم?لـــــك فـــــي كـــــل ذروة مـــــن فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــؤاد

مـــــــــــنــــــــــبـــــــــــر فـــــــــــوقـه مـــــــــــصـل وصــــــــــائـم

والعـراق لا يزال يردد قصيدة الأخطل الـصغير في رثاء الفيـلسوف العراقي جميلصدقي الزهاوي ومطلعها:

قــــــــــولـي لـــــــــشـــــــــمــــــــــسـك: لا تـــــــــغـــــــــيــــــــــبيوتـــــــــــكــــــــــــبـــــــــــدي فـــــــــــلــك الـــــــــــقـــــــــــلـــــــــــوب

- ٢١١ -

بـــــــــــــــغـــــــــــــــداد يـــــــــــــــا وطـن الجـــــــــــــــهـــــــــــــــاد ومــــــــــــــــــــرتــع الأدب الخـــــــــــــــــــــصــــــــــــــــــــيــب

غـــــــــــــــنــــــــــــــاك دجـــــــــــــــلــــــــــــــة والـــــــــــــــفــــــــــــــرات قـــــــــصـــــــــائـــــــــد الــــــــــزمن الـــــــــعــــــــــجـــــــــيب

ومنها:بــــــــــــغــــــــــــداد مـــــــــــا حــــــــــــمــل الــــــــــــســـــــــــرى

مـــــــــــــــــنـي ســـــــــــــــــوى شـــــــــــــــــبــح مـــــــــــــــــريـبجــــــــــــــفـــــــــــــلـت لــه الـــــــــــــصــــــــــــــحـــــــــــــراء والـ

تـــــــــفـت الــــــــــكـــــــــثـــــــــيـب إلـى الـــــــــكـــــــــثــــــــــيبوتـــــــــــــنـــــــــــــصــــــــــــــتـت زمـــــــــــــر الجـــــــــــــنـــــــــــــا

دب مـن فــــــــــــويـــــــــــهــــــــــــات الـــــــــــثــــــــــــقـــــــــــوبـــــــتــــــــــــــــســـــــــــــــــاءلــــــــــــــــون وقــــــــــــــــد رأوا يـــــــــ

ــــــــــــلـــــــــــــوح فـي شـــــــــــــحــــــــــــوبـي قــــــــــــيــس اوالــــــــتـــــــمــــــــتــــــــمــــــــات عـــــــلـى الــــــــشــــــــفـــــــاه

مــــــــــخــــــــــضــــــــــبــــــــــات بــــــــــالــــــــــنــــــــــســــــــــيـبيــــــــــــتـــــــــــســـــــــــاءلـــــــــــون: مـن الـــــــــــفـــــــــــتـى الـ

ــــــــــــــعـــــــــــــربـي فــي الــــــــــــزي الـــــــــــــغـــــــــــــريـب?

ـهرجـان الـكبـيـر الذي أقـمـناه للأخـطل الـصغـيـر في بيـروت عـام ١٩٦١ شاء وفي االشـاعر الـعـراقي الكـبيـر مـحمـد مهـدي الجـواهري أن يـرد التـحـية بـأحسن مـنـها فـنظم

قصيدته على القافية والوزن نفسهما ومطلعها:لـــــــــبـــــــــنـــــــــان يــــــــا خـــــــــمـــــــــري وطـــــــــيـــــــــبي

ــــــــــــــــــمــت حـــــــــــــــــطــــــــــــــــــام كــــــــــــــــــوبـي هـلا هــلا أعـــــــــــــــــــدت لــي الـــــــــــــــــــصـــــــــــــــــــبــــــــــــــــــا

نـــــــــــشــــــــــوان يـــــــــــرفـل بــــــــــالـــــــــــطــــــــــيــــــــــوبنــــــــــــــزق الـــــــــــــشــــــــــــــبــــــــــــــاب عـــــــــــــبــــــــــــــدتـه

ـــــــــــــــــشــــــــــــــــيـب وبــــــــــــــــرئــت مــن حــــــــــــــــلـم ا

- ٢١٢ -

ومنها:الأخــــــــــــــــــــطــل الجـــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــار جــــــــــــــــــــا

ء الـــــــــــكـــــــــــوفـــــــــــتـــــــــــ عــــــــــلــى «نجــــــــــيـب»وأبـــــــــــــــو الـــــــــــــــعــلاء عـــــــــــــــلــى بـــــــــــــــنـــــــــــــــا

ــــــــــــــاء تحــــــــــــــدى بــــــــــــــالجــــــــــــــنـــــــــــــوب ت اوذعـــــــــــــــرت صـــــــــــــــحـــــــــــــــراء الـــــــــــــــعـــــــــــــــرا

ــــــــــــــهــــــــــــــيـب ــــــــــــــوكـب الـــــــــــــــنــــــــــــــار ا ق وأتـــــــــــــيـت لــــــــــــبــــــــــــنـــــــــــــانــــــــــــا بــــــــــــجــــــــــــا

نــــــــــــــحــــــــــــــتـــــــــــــ مــن ريـح غــــــــــــــضـــــــــــــوبـــــــــــســــــــــــيـح إلـى الــــــــــــســـــــــــمـــــــــــا مــــــــــــثـل ا

ء وقــــــــــد حــــــــــمـــــــــــلـت عــــــــــلــى صــــــــــلــــــــــيـبكـــــــــــأسـي تـــــــــــصـــــــــــفـق بـــــــــــالـــــــــــغـــــــــــمــــــــــا

م بــــــــــــــــكـف غــــــــــــــــيــــــــــــــــداء لــــــــــــــــعــــــــــــــــوبســــــــخــــــــرت عــــــــصــــــــافــــــــيــــــــر الــــــــســــــــمـــــــا

ء بــــــــــــخــــــــــــائــــــــــــفــــــــــــ مـن الــــــــــــوثــــــــــــوبــــــــــــــزعــــــــــــــزعـــــــــــــــ تــــــــــــــوجــــــــــــــســــــــــــــا

ومــــــــــــحـــــــــــزمــــــــــــ عـــــــــــلـى الجــــــــــــنـــــــــــوبواســــــــــتـــــــــصــــــــــغــــــــــرت «زمـــــــــر الجــــــــــنـــــــــا

دب» فـي فـــــــــــويـــــــــــهـــــــــــات الـــــــــــثـــــــــــقـــــــــــوب

هـذه تحيـة شاعـر العـراق الكـبيـر الذي شـبه نفـسه بـ «جنـادب العـراق» عنـدما أطلعلى سمائنا وشـاهد من خلال ثقوب الطـائرة عصافير لـبنان طليقة حـرة تسخر به وتثأر

للعندليب اللبناني من «الجندب العراقي» المحزم بحزام الطائرة.

أمـا روائع الأخطل الـصغـير الـغزلـية فـهي تلك الـقصـائد الـتي غنـاها مطـرب الجيلالأسـتاذ محمـد عبدالـوهاب ومنـها «الهوى والـشباب» «جـفنه علم الـغزل» «يا ورد م

- ٢١٣ -

يشـتريك» «الـصبـا والجمـال» وكذلك قـصيـدته «اسقـنيهـا بأبي أنت وأمـي» التي لا تزالدرة الغناء الشعري في حنجرة أسمهان.

هـذه لمحة خـاطفـة وصـورة مصـغرة عن عـبقـرية شـاعرنـا الكـبيـر الذي كـحل أهدابالشعر العربي بألوان ريشته الـساحرة وكتب صفحة خالدة من صفحات العزة والكرامة

في تاريخ لبنان وطن النجوم ومعقل المجد والحرية.

ـرصع بأوسمة الشرف هذا وأجـمل ما في الأخطل الصغـير ذلك الصدر الرحب االتي أوحت إليه هذه الأبيات الساطعة سطوع الشمس في وضح النهار:

أيــــــفــــــرضــــــون عــــــلـى مــــــثــــــلي مـلابــــــســــــهمويــــــســـــألـــــون ثـــــيـــــابي عـن نـــــيـــــاشـــــيـــــني?!

كــــــــأنـــــــــنـي لـم أكـن عـــــــــنـــــــــوان فـــــــــخـــــــــرهمــــــيـــــــادين! يــــــوم انــــــطـلاق الــــــقـــــــوافي فـي ا

ـن مــــــــعــــــــشــــــــر لــــــــولا يــــــــراعــــــــتــــــــهم إنـي ـــــاء والـــــطـــــ مـــــا كـــــان لـــــبـــــنـــــان غـــــيـــــر ا

هذا هـو الأخطل الـصغيـر شاعـر الشـعب شاعـر الحرية شـاعر الإنـسانـية الذيهرجان الـضخم في قصر الأونـيسكو الذي ه عام ١٩٦١ وأقمنـا له ذلك ا احتفـلنا بتكـر

تحول إلى سوق «عكاظ» وجرت فيه مبايعة الأخطل الصغير إمارة الشعر العربي.

توفيق إبراهيم

✸✸✸✸

- ٢١٤ -

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيــــــــض ابــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٢١٥ -

مدخل الى دراسة الشعـر العربـــي الحديـث

أنطون غطاس كرم

ديد فيـما كـان خلـيل مطران يـتوق إلى هـذا التـحدي من كـمال الصـياغـة والنـفس اوالـصنع الوعـر قيض للأخطل الـصغير(١) أن يـتلقى عـلى نحو الخـليل ثقـافة مزدوجةوأن يـأخـذ أصـول الـضـاد على أحـد أسـاطـيـنـها عـبـدالـله الـبـسـتاني(٢). وكـان الـبـسـتانيـعنـي بـالـلغـة وفقـههـا قبـسهـا عن ناصـيف اليـازجي والشـيخ يوسف أستـاذه من أنبه االأسير. ووضع معجمه وروى القد وشطر معلقة عنترة ونظم الشعر على سيادة فيـسـرح مــنـظـومـا ومــنـثـورا. وقـد الـعـروض. وتـرجـم عن الـفـرنـســيـة واقـتــبس وألف في اانحـدرت هـذه الأصـالـة الـلـغـويـة الأدبـيـة وهذا الازدواج الـثـقـافي مـنه الى طلابـه وفيـهم:شـكـيب أرسلان (١٨٧٠-١٩٤٦) وديع عـقل (١٨٨٢-١٩٣٣) أمـ تقـي الدين (١٨٨٤-

لاط (١٨٧٨-١٩٦٣) والأخطل الصغير. ١٩٤٧) شبلي ا

حـتى ليـنـتهي الى الخـاطـر ونحن عـلى قـراءة «الهـوى والشـبـاب» و «شعـر الأخطلور بـ ذوق أدبـي هـما ولـيدا ثـقافـت مـفتـرقت الصـغير» أن صـاحب هذا الـنتـاج وأن هذين الـذوق ينفصلان الى حد في أول عـهده ويتمايزان; ثم ينـصهران مندمج

تأخرة من منظومه. في الحقبة ا

أما الذوق الأدبي الأول فقـد شارك فيه المخضرم من حيث بنيـة القصيد وطبيعةوضـوع وحـياكـة الإنـشاد ; ولا يـخـلو ان تـلـتـمس هنـا وثم بـعضـا من مـصـطلـحـاتهم اـشـترك قـد لطـفته من ثـقافـة الأخطل ـعـا من أغراضـهم. ولكـنمـا هذا الـقدر ا وقوافـيهم و

ئوي ١٨٦٦ ـ ١٩٦٦ . < من كتاب صدر سنة ١٩٦٧ عن الجامعة الأميركية في بيروت في عيدها ا

- ٢١٦ -

ـوروث العـربي من خلال كـتـاب الأغـاني بالأخص. الصـغـيـر عوامـل. منـهـا رجـوعه إلى اوسوعة أن تكوينها النثري مباين للمحنطات الحريرية والانحطاطية ويستوقفك من هذه اـة في الـقرن الـتـاسع عـشر; وفي الـتي حـركت مـيول الـعـروضـي ومـقـلـدي الآداب القـدرسل أنـيق عـلى غيـر افتـعـال يسـير عـلى غـير ابـتذال كـتاب الأغـاني مـا يشـبه البـيـان اتـحاورين من لغى الأقوام مشرق عـلى حلاوة تردك عفـوا او كأن. متـنوع على مسـتوى امن السوقة والأعاجم الى أشد العلماء تـزمتا. كما يستوقفك أنه مختارات شعرية سيقت: أنـه شعـر وأنـه غـناء. وأن عـلى الألحـان فـإذا مـنـظـوم الـقـدامى يـأتـيك مـنه عـلـى قيـمـتـالــطـرب هـو الـغـرض كـيـفـمـا دارت الـوسـائل. ويـعـنـيـك أيـضـا مـنه بـالـنـسـبـة الى الأخـطلكـتبة . حتى يـتهيـأ أن ا الـصغيـر ما اجـتمع فـيه من الإباحـة والفتك ومـن صفاء الـعذريـالـعربـية قـد انفـتحت لـشاعـرنا من خلال كـتاب الأغـاني تـاريخـا وقصـصا وأخـبارا وأدبارسـلـة في ديبـاجـته وأن طلاوة الغـناء وغـنـاء . ويتـرجح لـديك أن تلك الحلاوة الـعـفويـة اقـنعة بـالبـراءة أو بالـعبث الحـائر ب والإبـاحيـة التي شدهـا الخفـر في غزله والـشهـوة اتحـقيق الـشهـوة والامتـناع وأخـبار عـمر ونـعم وعروة وعـفراء لا تـرى تفـسيـرها إلا في

نبت الأول. هذا ا

ـلـطفـة أيـضا أنه انـصـرف الى الصـحـافة وسـلخ في جـريدة ومن هـذه الـعوامل ا«البـرق» حقبة من دهره. وما كان سـبيل الى فصل الشاعر عن الصـحفي: فكما تسنىللـصحيفـة حينذاك أن تبـيت موئلا لجمـهرة من الأدباء وسجلا لـنتاج شعـري يأتيها منهجـري فتـبثه في الناس وتـعممه; كذلك الأعلام الشعـراء في تلك الحقـبة ومن أقلام اتـسـنى للأخـطل الـشـاعـر أن يـسـتل من الـصـحافـة بـعض قـضـايـاهـا وأن يـدمـجـها فيأحواله الفنيـة على ما يشبه الالتزام بل يتضح كيـف أن الهول العثماني قد فرض عليهالحـيـطـة والـتـقيـة بـحـيث لا يـجـهـر بـالـتـحدي الـصـراح فـيـتـخـذ من الـغـزل ومن لـوحاتالـطبـيـعة حـيـلة فـنـية لـتغـطـية ذاك الـتـحدي الـسـياسي ويـبطـن بالـغزل الـرقـيق أغراضهـسـتـتر ـا لم يـسـنح في الـشـعـر القـد ورافق هـذا الحـرص ا الـسـيـاسـيـة اللـمـاحـة ــتـصل بـقـضـايـا الـعـصـر. يـقل مــجـاهـرة في الـعـهـد الـعـثـمـاني ويـزداد مـعـظم شـعـره ا

صراحة في عهد الانتداب.

- ٢١٧ -

بل إنـني أذهب الى أن الـيـسـر الـذي لا بد مـنه في الأداء الـصـحـفي كـان داعـيا مندواعي الـيـسـر في تـركـيـبه الـشـعـري وإن ثـبت لـديك أن الـعـبـارة الـصـحـفيـة فـي جـريدة«الـبرق» لم تتـأنق لتظل عـلى مسـتوى الجمـهور الأعم فلا مراء أن الـصحافـة قد صرفتستعمق الى قفل والفكـر ا نظـوم ا الشاعر عن الـكد والإغراب والتركـيب المجهود والـون من الإشـراق الـسهل الـذي أسـعف عـلى تـعمـيم مـنـظومه فـي النـاس وأعـده لـلمـنـابرـتـنفس الـصـحفي كـثـيرا مـا كـفاه مـؤونة حيـنـا وللـغـناء حـيـنا. ويـلـوح لي فوق ذلك أن االـشعر إذ اسـترفدت «الـبرق» بعض شـواعره وخواطره ونـشاطه فقـل منتوجـه الشعري

رغم طواعية العروض وطول معاناته القريض زمانا مديدا.

أمـا الـذوق الأدبي الـثـاني فـمـرده الى أن هذا الـعـامل الـصـحـفي بـالـذات جـعل جـريدتهتـرجمـانـا لمختـلف الـنشـاطـات الأدبيـة ولا سـيمـا ما انـبث فـيهـا من نـقل الآداب الـرومنـطـيقـيةا تلقاه هـجري حتى اختلط المجـموع فرنسيه ومـهجريه فكان ذاك امـتدادا وطلائع النتاج افي دراسـته الثـانوية(٣). وبصـر بالـرومنطـيقـية تـنتقل الـى الذوق العـربي بفـضل التـرجمات أوـهجـرين. وهـكـذا اشتـبك الـرافـدان في تكـويـنه ثم تـرى لديه أن الـقـصة مـسـوقة عـلى صـيغ االـرومنـطيـقيـة تمـتزج بـالشـعر الـرومنـطيـقي الخـالص أو تسـتلـهم أخبـار الحب من «الأغاني»اثلا لـلمـقتـبس الغـربي. حتى إذا تـبقى من ـستـهلك الـعربي قـصصا شـعريـا وتزفـها الى اقـوالب الـقـدامى رواسب فـأثـارت حـفـيـظـة المجـددين عـلـيه راح يـسـهم فـي تعـمـيـم الأثـر الذيخلفته مـباد الثورة الفرنـسية عندنا ويـرافق الحركة القومـية والتعاطف الاجتـماعي واليقظةفاهيم بـفاجع العالم العربي ولبنان الإصلاحيـة العامة ويدرأ الظالم العـثماني ويربط هذي اية الأولى مـجاعة ومـشانق واستـبدادا. ثم إن الطـبيعة ولا سـيما ما دار فـي مأ الحرب العـاقـد اكـتست أشـكـالا وألوانـا وقـيمـة اسـتاتـيـقيـة وحـالات نـفسـيـة مرت إلـيه بـالعـدوى من شـعرالـفـرنسـيـ ومن نـثـر جـبران وطـفق عـلى غـرارهم يـسـتـع بـرسـومـهـا استـكـمـالا لـتـركيبـوضـوع أو هـبط الـقـصص الى مـسـتـوى الـنـثـر اعـتـصم بـالـلـوحـة الــقـصـيـد; فـإذا كـبـا به االوصفية ليـستعيد مرتفعـه الشعري أو ضمن موضوعه المحـلي مقتطفات متـرجمة أو مقتبسةرسل. (انظـر بعض مقتـبساته مثلا وتـضمينه من شعـر الرومنطـيقي في ضـرب من المجاز افي قـصـيـدة عـروة وعفـراء: الـهـوى والـشبـاب ص ٧٠ - ٧١ بـعض أبـيـات الشـاعـر الـفـرنسي

ألفرد ده موسه).

- ٢١٨ -

ة عـابوه أيـضا بـالسـرقة غـير أن المجـددين الـذين عيـروه باقـتبـاسه الأجهـزة القـدـقـتـبس الـصـريح مـا عـتم أن ذاب لـيـفـنى في حـقـيـقة عن شـعـراء فـرنـسا(٤). ولـكن هـذا اثل في الشعـر العربي الحـديث مرحلة الشـاعر وفرديته. ومـن هنا أن الأخطل الـصغيـر ـثل بدايـة في الـنوع. هي مـرحـلة اقـتـباس وصـهـر وتفـاعل ولـيسـت مرحـلة مـكـملـة ولا عتـدل من نزاع المحافـظ والمجددين. ـذهب أدبي جديد. ومن هـنا أيـضا موقـفه ا تـوليد وصـحـيح القـول أن هـذا الـنـزاع لم يـجـاوز الأعراض الـسـطـحـية لأنـه لم يسـتـعـمق نـقـدياوفـلـسفـيا وعـلـميـا ولا هـو أحاط بـثقـافـة أدبيـة إنـسانـية شـامـلة كـفـيلـة بأن تـصـبو به الىنـحـاه: فـإمـا أخذ عـن القـدامى عـبـر المخـضـرم وإمـا اقـتـبـاس مـسطح مـنـحى مـفـارق

لبعض آثار الفرنجة يعقبها صهر معتدل خلو من التجلي الخلاق.

ــا شـاعـت مـفــاهــيم الــرمــزيــ في الــعــقـد الــرابع مـن هـذا الــقــرن وقع للأخــطل من واط الرومنطيقية الغالبة على ماضي نتاجه وهكذا تراه شعرائها جهاز تعبيري مختلـف عن ألا يـعول عـلى الـعمق الـفكـري فيـقف عـند حـكمـة شوقي الـعارضـة وتـستـمر فـيه نكـهة عـمودصهور نظوم الشعبي(٥) ويتبدل ا الشـعر ويتخلله نسيم الـغناء العربي الحديث حتى يـبلغ ا

تجسدة في شعر الياس أبوشبكة. من ثقافته الأدبية الى عطاء ماهد للرومنطيقية ا✸✸✸✸✸✸✸✸

ا يرد ـركب الثقـافي في شاعـرية اليـاس أبوشبـكة إ فـإن أب ما يـستوقـفك من بناء اـسـيـحيـة بل إنـني أذهب إلى أنه لا يـدرك بـكـليـة شـاعـريته في أعلى مـا يـرد الى تـكـوينه بـاـسيـحي. حتى كـأنه هـو الأصل وكل ما تـبـقى فروع لـهذا الـرافد انـطلاقـا من هذا الـتكـوين اوتـكـمـلــة. وأقـول عـلى سـبـيل الـقـطـع إن هـذه الـثـقـافـة بـعـيـنــهـا هي الـتي ذوبت فـيه مـوشـورالـرومنـطـيقـيـة بألـوانـها جـمعـاء عـلى اعـتبـار أن الـرومنـطـيقـية ومـا اتـصل بـالتـصـوف منـهاموروث مسيحي. ولذا أيضا ظل شوقي وعلي محمود طه وأحمد زكي أبوشادي من جماعةأبولو عـند ظواهر الـرومنطـيقيـة وأعراضهـا ولم يلجـوا هيكـلها الروحي. وهـذه هي الآفة التيسـقط فيهـا رزوق وشوقي ضيف عـندما درسـا شعر أبي شـبكة إذ غـفلا عن الطبـقة الثـقافية

ت فيها غذاءاته الأخر. الأولى التي

أنطون غطاس كرم

- ٢١٩ -

الهوامش

ولد في عـام ١٨٨٤ . تـعد الآنـسة أبـوجودة الآن رسـالـة للـماجـستـيـر في الأخطل الـصغـير.-١عارف ١٩٦١ مع مـقدمة بقلم سعيد عقل); مجموعة راجع ديوانيه: الهوى والشباب (دار اـكشـوف ١٩٣٦ ـ ١٩٣٩ . شرارة ـعـرض ١٩٢٨ ـ ١٩٣٢; مجـلة ا جـريـدة «البـرق»; مجـلة ا

عبداللطيف: الأخطل الصغير في سلسلة «شعراؤنا» دار صادر ودار بيروت ١٩٦١ .

١٨٥٤ ـ ١٩٣٠ . انـظـر بشـأنه: داغـر يوسف أسـعـد: مصـادر الـدراسة الأدبـية ج ٢ -٢ص ١٩٣ ـ ١٩٥ تـذكــار الـيـوبـيـل بـيـروت ١٩٢٨; مـنــاظـرة لـغــويـة أدبـيــة بـ الأسـاتـذةـغـربي أنـستـاس الـكـرمـلي القـاهـرة مـكتـبـة الـقدس عبـدالـله الـبـستـاني عـبـدالـقادر ا

١٣٥٥هـ; يوبيل عبدالله البستاني الذهبي مجلة الحارس المجلد (٥ ) عام ١٩٢٨ .

راجع الـرسالـة التـي وجهـها الـيـنا أحـد طلاب مـدرسة الحـكـمة في ذلـك العـهد ١٨٩٨ ـ-٣١٩٠٦ وقـد أورردنـا خلاصـة مـا تضـمـنـته في مـحـاضـراتنـا في جـبـران خـلـيل جـبرانالقاهرة ١٩٦٤ ص ٢٣ ـ ٢٥ . وانـظر بخاصة ما هـو متعلق بنظـام التدريس ومنهاجهراش وأديب إسحق. وغني ـطالعـة نتاج الأدباء المحـدث أمثـال فرنسيـس ا والعـناية ــاع الى بــعـض الأســاتـذة عن الــبــيــان ذكــر الأدب الــكــنــسي وتــرجــمــة الــتــوراة والإ

الفرنسي القادم من «سان سولبيس» و «وروان».

ـعرض ثـم في مجـلة-٤ راجع مـآخذ الـيـاس أبوشـبـكة وعـصبـة الـعشـرة عـليه في مـجـلة االجـمـهـور ومـآخذ كـرم مـلـحم كـرم في مـجـلـة الـعـاصـفـة ولا سـيـمـا مـا جـاء مـنهـا فيسلول من حيث اقـتباسه عن الفرنجـة; وقصيدته «مآسي قصيـدته:الهوى والشبـاب وا... ـقلـت هى أهـدت إلـيهـا ا الحـرب» من حيـث اقتـباسـه أجهـزة الـقدامى ومـطـلعـهـا: «ا

.« والظبا أهدت إليها العنقا» وقصيدته «يا عاقد الحاجب

الهوى والشباب ص ١٥٧ ـ ١٥٨ .-٥✸✸✸✸

- ٢٢٠ -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــض ابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٢٢١ -

بشارة عبدالله الخوريصاحب جريدة البرق ـ الأخطل الصغير

أبو عبدالله ـ أمير الشعراء

الياس خليل زخريا

سافر أمس صديقنا «أبوعبدالله» سفرته القريبة في الأرض البعيدة.

تـمــدد في بـزته الجـديـدة الأنـيـقــة وسـبـحـته الـيـسـر ونــاظـريه الـهـادئـ الـبـاردينـلمع تـوكئ الـقـصيـر وتـابوت مـشـرع البـاب من الخـشب الـسنـديـان المحفـر ا وعـكـازه اوشمعتـ نصرانيـت طويلتـ من الجبل واقفتـ وحدهما في مسـرجتي النحاس عناليمـ والشمـال تحت العلم تـتمـتمان عـلى جدران القـاعة الواسـعة العـارية في صمت

دينة الجامعية الصاخبة. ا

نظرت إليه مليا فكأنه هو نفسه.

مــطل وحــده مـن الـزاويــة في شــرفــة مــكــتــبه الى رصــيف «الــشــهــداء» في ســاحـةاء الـعثمـانية الـتي انصب فوقـها تمـثال بحري العاصـمة ب الـنخلات العـاليات وبـركة ا

غريب لشهداء غير غرباء.

.. وينساب «الأخطل الصغير» بخياله على مسارب نظارتيه.

تزنة. تعبة ا فتول فتلا على عصاه ا ويتنقل بجسده النحيل ا

ويـقـتـنص هـنـا ويـتـربص هـنـا ويـنـتـظـر انـتـظـاره هـنـاك ويـكـر الدقـائـق علـى حـباتسبحته القـصيرة. ويبتسم ابـتسامة شفـافة دائمة كأنهاـ الرضى الى كل شيء والاستخفاف

< الأديب ١٩٦٨ السنة ٢٧ عدد: ٩ ص: ٢.

- ٢٢٢ -

بـكل شيء. ويـلف ويـدور ويرود ويـتـأمل ويرحـب ويغض الـنـظر. يـدخل في قـنـطرة منقناطر البرج ليخرج من قنطرة برجية أخرى. يستقبل في عرض الطريق بالشم والتقبيل

... وقد يغرق في التودد.. ... وقد يتناهى في الجفاء.

ثم تـراه يفـيء عنـد كأس ودن في ضـجـة أو خلـوة أو نـشوة مـنتـشـية لا أبـهة ولاـظـاهر ومـدارج الـرتب وأبـواب الفـخـفـخة تـرف ولا مظـاهـر ثـراء في حي كـان زاخرا بـا

وبيوت الثراء وسارية العلم ونفخ البوق.

ــزة أو رفـة عــ ويـنــسـحب من ويــصـحــو صـحــوه عـنــد الالـتــفـات في غــمـزة أو المجلس على السكت انسحابا خفيا.

. وقد تراه يتوارى على الوقار في أكمام ثيابه تحت نظارتيه الدائمتوقد تراه ينزوي على التبصر في مداخل نفسه وحفيف أجنحته.

وقد تراه ينفعل انفعال النار في دفع الريح.وت في برودة التراب. وقد تراه ينطفئ انطفاء ا

يـعربـد ويـثور.. إذا مـا غـمزت قـناتـه. ينـفر ويـجـافي.. إذا ما قـوطـعت كلـمـته. يحـقدوينقم.. إذا ما مست قافيته.

يحب النقد مديحا في شعره ومديحا في نثره في كل شعره وفي كل نثره.

فإذا مـا تحرك القلم أو اللسـان في لفظة قلقة مـن ألفاظه أو إلى بيت مضطرب منأبياتـه أو على صورة غـير مـكتـملة من صـوره أو قصـة شاردة من أقـاصيـصه انتفضكـما يـنتـفض الثـأر فلم يـترك لـلناقـد نثـرا قائـما ولا شـعرا مـنتـظمـا ولا رأيا سـليـما وقد

يجرحه في خلقه في أدبه وفي أهل بيته.إنـي إذا جـــــــــنـت ريـــــــــاح ســـــــــفـــــــــيـــــــــنــــــــــتي

لاح ذهـب الجــــــــــنـــــــــون بــــــــــحـــــــــكــــــــــمــــــــــة ا

وأشيـاء وأشيـاء من حكـايات الـعمـر في رفـقة طـويلـة غنـية في ثـلث قرن نـتركـهانبسط. الى الغد لروايات الخبر ومجالس الحديث ا

✸✸✸✸✸✸✸✸

- ٢٢٣ -

ويعـود «أبـوعـبـدالـله» من تـطـوافه الـنـائي في الـسـاحـة إلى غـرفـته إلى بـيـته إلى داره.كــانت غـرفته تلك أيامذاك في غربي ساحة الشهداء أو في جنوبها كل داره كل بيته.

كتبة ـة والسجلات الجديـدة وا طبـعة والمحبرة والـدفاتر القد فيهـا «البرق» واـهـملات الـعـتـيـقـة ـائـدة وأدراج الـضـيـافـة وسـلـة ا ـسـنـد وا والـرسـائل والـديـوان وا

وخزانة الثياب وأخبار المحب وأثاث كامل من أثاث الدنيا غير الكاملة.

كـانت هذه الغرفة هذه الـدار أعمق ما كانت. إنها الصـومعة اللبنانـية العالية التينـزل فــيـهــا عـلى نــصف قـرن في شق مـن كـرسي واحــد بـقـمــيص واحـد عــلى اللاهـوت

الشعري ثلاثة قدامى «ابن أبي ربيعة» و «ابن هاني» العباسي و «أبوالطيب».

ورقة عـفـوية فـطريـة «كـالصـوت للـطـير أو كـالنـشـر للـزهـر» على حـبكـات مـطيـبة فيسهـولة الـتسـلسل ولـ الحوار وحرارة الـسرد وتـنغم الـكلمـة وسكب الـقافـية وإبرازالـصورة والاقـتبـاس الـعيـني والخطـف الأذني وتأملات الـتتـبع وجـمال الأرض ولـذائذ

هن من غير لذائذ «نعم وعمر».

ثـم دالـيـة عـجـيــبـة تـفـتح فـي الجـسـد وفي الـنـفـس مـغـالق الـســر ومـكـامن الـلـذةومصاعد الجموح.

اء فـي الغـمام ثم حـكمـة دهـرية انـصـهرت فـيـها الأحـداث والـبطـولات انـصهـار اتـعطش أبدا الى مـعطيـات الجمال تـيقظ ا والغمـام في السمـاء والسمـاء في الضمـير ا

وقراب الحق ومقدسات الحرية.

ثم طموح دنيوي عجيب الى فوق.

قد يغـضب فلا يتمـرد إلا في الكبـرياء والتـرفع والتعـالي ونحت الصور وإطلاقالخيال وبناء القصيد بناء الصعوبة الفخمة.

وقـد يجـنح أحيـانا الى مـثل: «التـأمر» أو الـتولي أو الـتحـكم أو القـناعـة الوديـعةـنحدرة عن الـضجر والحرمـان الى القلـيل القلـيل من أوسمة هـؤلاء الحاكمـ الفقراء ا

المحتاج الى من يرفع قدرهم في ع الكلمة.

- ٢٢٤ -

أو قل معي فـي غبـار تلك الـصومـعـة التي سـمعـتـها أمس تـقهـقه قـهقـهتـها في وجهقاعة الاستقبال الكبيرة الكبرى من قاعات كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية.

وفوق هـذا وذاك قبة صـافيـة من قبـاب الجبل رفـعهـا «الأخطل الـصغـير» ورفاق«أبي عـبدالله» وتلاميذ صـاحب «البرق» ـ وقد كان معـلما سخيـا من معلمي الجيل ـ علىة هذه الدنيا العـربية الواسعة تستظلها الأرزة فلا تـيبس وتنبسط فيها الصحراء الحاتد تحتها الريف فلا ينقطع فراته ولا ينضب نيله ويتدفق بردى اء و فلا يجف فيها اجـارنا بـردى فلا يبـقى في واديه الخصـيب إلا هذا الـقـلب اللـبنـاني العـربي الذي يـخفقكالـشعـاع على قـمة حـرمـون ويذوب كـالنـدى على ضـفاف الـغـوطة ويـسيل كـالأمل على

تفجر من قلب الصومعة الهرملية من عندنا في الجبل الأخضر. «العاصي» ا

ويسـألون الـوادي الدمـشقي عن قـد هوى «هـذا الفـتى العـربي في الزي الـغريب»فلا يـجدون غـير خـفقـات قلـبه مع المجد والـسرى والـسراب والأمل الأكبـر الى الرمل

والنخيل وجبال الشمس في واحات الزمن.

ويوم نادينا شاعرنا بهذه الأسماء الثلاثة:

«أبو عـبدالله ـ الأخطل الـصغير ـ أمـير الشعـراء» كنا نشـعر بأن هنـاك اسما رابعافوقها تنتهي فيه هذه الروافد اللفظية.

تـتـسـاقط عن مـجـده ويـبـقى تـنـتـثـر عـن دوحه ويـدوم. ألم يـعـشق «بـشـارة عـبـدالـلهالخوري» نفسه كما يعشق البلبل حنجرته?!

ألم تكن هذه الأسماء تمدحا به نعوتا عابرة في معدنه.

ـفـاخـره مـطـمـئـنـا الى نـصـرانيـته ألم يـلـقب نـفـسه بـاسم شـاعـر بـني أمـيـة فخـورا ومـكانـته ومجـاله وأفيـائه في مـشارف الأفـياء حـتى إذا سـرى اسمه وتـناقل عـلى ألواحالقلوب تضايق فخلعه وتألم فأنكره وتمنى علينا مرارا في محبتنا له أن نهمل التسمية:

«ذلك عبث من أيام الصبا في طفولة الشاعرية».

- ٢٢٥ -

ألم يناج أبا الطيب:طـــلــــبت بــــالـــشــــعــــر دون الـــشــــعــــر مـــرتــــبـــة

فــــــــشــــــــاء ربـك أن لا تــــــــدرك الــــــــطــــــــلــــــــبــــــــا

ويـسـعـى إلـيـــه مـنـظـمـــو مـهـرجـــان الإمـــــارة شـعـراء الـكـهـــولـة الراغـبـــ فيـوروث فـيـرحب بـالـلـقب ويـهلـل بالـتـتـويج ويـحـني رأسه الـعـالــي لإكـليل الإرث غـير ا

هرجان وصولجانــه. ا

وألتـقيه بـعد «الـتأمر» وأذكـره ولا أهنـئه فيـعتب بـجفـاء ويودع بـقساوة وكم وددتحـقـا لـو تحركـت فيه عـلي شـاعـريـته الـغـضـبى فـهـجـا كمـا كـان يـهـجـو وحـطم كـمـا كان

يحطم غير أنه أنطوى عنا في ل الغربة على عتابه الأخير وموته الأخير.

وأدركت أن أقـصى ما كـان يـطمح إلـيه «بـشارة عـبـدالله الخـوري» في أوائل حـياتهوأواخر هـذه الحياة الـدنيا لـقب «أمير الـشعراء» وإن كـان في قرارة ذاته واثقـا بأنه ليس

للشعر إمارة وليس للإمارة (ولي عهد) وليس لولاية العهد (إكليل أو صولجان).

ويا صديقي.. يا أمير الشعراء.

لا أوتارك انقطعت عن عودك.

ولا شموسك توارت عن مشارفك.

ولا أقمارك غابت عن ضلوع جبلك.

أراك في نفسي كأنك الجبل.

غرد يا أبا عبدالله ففي كل واد حداء من قلبك.

وت. سلم قلبك من ا

الياس خليل زخريا

✸✸✸✸

- ٢٢٦ -

ابيض

- ١٨٩ -

الشاعر بشارة الخوريالأب رفائيل نخلة اليسوعي

لـيـس من يـجــهل بـشــارة الخـوري - الأخــطل الــصـغــيـر من الــواقـفــ عـلى تــطـورقـريضـنا الـعصـري ولو لم تـظلـلهم سـماء لـبنـانه الصـافيـة الزرقـة والشـفافـة الضـياء فيأكثر الأحيان فقد انتشرت قصائده في كثير من صحف العالم العربي ومهاجره وظهر

له ديوانان «الهوى والشباب» سنة ١٩٥٣ و «شعر الأخطل الصغير» سنة ١٩٦١ .

قلمـا عالج فلـسفة الحـياة بيـد أنه يجاهـر في شأنهـا بآراء ماديـة محضة يـتحذلقمدعيا أن العقل البشري عاجـز كل العجز عن تأكيد وجود إله قيوم لامتناهي القدرة قداديـة فـيـقـول عن الـكـون الـشـاهـد بـربوات أخـرج من الـعـدم جـمـيع الخلائق الـروحـيـة وا

بدائعه على كمال بارئها الفائق اسمى العقول:ســـــــمـه الــــــضـــــــفـــــــة الـــــــتي يـــــــعـــــــبــــــر الأحـ

ـــــــــيــــــــاء مــــــــنــــــــهـــــــا أو سـم ذلـك جــــــــســـــــراـــــــصــــــنع الــــــذي يـــــــفــــــعل الــــــتــــــحـ ســــــمه ا

ـــــــــلــــــــيل فـي جــــــــوفه عــــــــجــــــــائب كــــــــبـــــــرىيــــــــتــــــــلــــــــقـى الأجــــــــســــــــام وهي جــــــــمــــــــاد

ثـم يـــــــعــــــطـــــــيـــــــكـــــــهــــــا حـــــــيـــــــاة وفـــــــكــــــراســـــــــمـه الـــــــــهـــــــــازىء الـــــــــعـــــــــظـــــــــيم إذا را

قـك أو ســـــــــــــمـه إذا شــــــــــــــئـت قـــــــــــــبـــــــــــــرا........................

تــــــالـــــله مـــــا مـــــعـــــنـى الـــــوجـــــود وحـــــكـــــمهحـــــــــكـم الــــــــفــــــــنـــــــــاء وأمــــــــره لـــــــــنــــــــفــــــــاد

شرق تموز ١٩٦٦ سنة ٦٠ ج٤-٥. < ا

- ١٩٠ -

إلا مـــــــشـــــــقـــــــات الـــــــطـــــــريـق الـى الـــــــثــــــرىبــــــــــــ الأسـى وتــــــــــــفــــــــــــتــت الأكــــــــــــبـــــــــــاد?

في قصائد أخرى يتر بعظمة الله بل يسجد لها :رب إن الــــــــكـــــــون مــــــــهــــــــمـــــــا عــــــــظــــــــمـــــــا

هــــــــو فـي عـــــــــيــــــــنـــــــــيـك لا يــــــــحـــــــــسـب شيـــــــــظـــــــــمــــــــا قـــــــــدرة ذلـت لــــــــديـــــــــهـــــــــا الــــــــع

كــــــــــلــــــــــهـم فــــــــــان وســــــــــبــــــــــحــــــــــانـك حـي!

بيـد أنه في القـصيـدة ذاتهـا يعـد الله تـعالى مـسؤولا عن جـرائم البـشر ولاسـيماتواترة فتبلغ وقاحته حد طلبه من سفكهم دماء ملاي إخوتهم في الحـروب الضروس ا

مولاه السامي الحكمة أن يلاشي القمرين ويستأصل أبناء آدم برمتهم : رب قل لـــــــلــــــجـــــــوع يـــــــصــــــبـح شــــــبـــــــعــــــا

وانــــــــقــــــــذ الــــــــطــــــــهــــــــر الــــــــذي قــــــــدســــــــتهأو مــــــــر الــــــــفــــــــسـق فــــــــيــــــــغــــــــدو ورعــــــــــــا

...............................................................

إلى آخر الأبيات.

ستـشفـة في غيرهـا ولا من قلة لا غـرو من ماديـته الباديـة في بعض مـنظومـاته وارأة كل التأليه فوقف على عبادتها جل أفكاره وخيالاته احترامه لله تعالى فإنه قد أله اوعواطـفه ونـظم في وصف مـحـاسـنـهـا الـفتـانـة مـعـظم قـصـائده ومـازال مـتـيـمـا بـها فيشيخوخته كما كان في كهولـته بل في عنفوان شبابه. كثيرا ما نراه في شعره الغزليصـاب بـالجنـون الجـنـسي. هاكم يـهذي هـذيـانا لا مـعـنى له عـلى الإطلاق إلا في عـقلـه ا

ستهجن : عدة أمثلة على ذلك اللغو افــــــــــــ الجـــــــــــــمــــــــــــال وثــــــــــــورة الأقــــــــــــداح

صـــــبـــــغت أســـــاطـــــيــــر الـــــهـــــوى بــــجـــــراحي

- ١٩١ -

ولـــــد الـــــهـــــوى والخــــمـــــر لـــــيــــلـــــة مـــــولــــديوســـــــيـــــــحـــــــملان مـــــــعـي عـــــــلـى ألـــــــواحــــي

✸✸✸✸✸✸✸✸

أنــــــــا طــــــــيـف من خــــــــيــــــــالات الـــــــلــــــــيــــــــاليمـن صــــــدى الــــــوادي ومن هــــــمـس الــــــدوالي

كـم عــــــلى الــــــصــــــحـــــراء وشـي من خــــــيــــــاليوعـــــلى الـــــبـــــحـــــر يـــــتـــــيـــــمـــــاتي الـــــغـــــوالي

...................منهما صغت حلاك ومنى النفس رضاك; أنا والشعر فداك

...................لم يـــــــشـــــــقــــــنـي يـــــــوم الــــــقـــــــيــــــامـــــــة لــــــولا

أمــــــــــــــلـي أنــــــــــــــنـي هــــــــــــــنــــــــــــــاك أراهـــــــــــــا!

ـسحورين ـبكـيات زعمه الـكفـري أن أهل السـماء ا ضحـكات ا وأ الحق إن مـن اتـجلي لهم يتـنازلون فيـصغون الى شكـوى غرامه ويشاطرونه على الدوام بـجمال الله االـهـيـام بـأصنـامه ! لـم يأنـف عابـد الـنـسـاء من الـتـصـريح بـأن تـلك الـعـبـادة الـسـافلـة كل

السفالة في نظر كل إنسان عاقل شريف هي دين الحق بل دين الأبد :يـــــــا لـــــــهـــــــا الـــــــلـه أويـــــــقـــــــات الـــــــصـــــــبـــــــا

مـن أويــــــــــقـــــــــات لــــــــــهــــــــــا عـــــــــنــــــــــدي يـــــــــدمــــــــعـــــــبــــــــدا قـــــــامـت عــــــــلـى دين الــــــــهـــــــوى

.............................................................

بـحـانب ذلك الغـزل الإباحـي المحض الفـاحش التـطـرف في الكـيفـيـة والكـميـة نجدعـددا قلـيلا من الروايـات الجـميـلة .مـنهـا «آتـيلا والشـاعر» يـصور لـنـا فيـها بـشارة ذلكالفاتح الـطاغـية القـتول والهـدام تصـويرا حسن الإيـجاز قائلا إنـه لم يكن «سوى نـقمة

- ١٩٢ -

الله وسـيف الـغـضب ملأ الأيـام هـولا ودمـا !» أتـاه ذات يوم شـاعـر من الـرومـان يـتزلفاليه بتعظيمه وتمليقه فاستاء الجبار من مينه وفرط تذلله .قـــــــال اتــــــيـلا: «اجــــــمـــــــعــــــوا لـي حـــــــطــــــبــــــا

واربـــــــطـــــــوا مـن فـــــــوقـه هـــــــذا الــــــــغـــــــبي ...

«ويـك !» نـــــــــــــاداه «لــــــــــــئــن تــــــــــــرجـع الـى الـ

ـــــــــــكـــــــــذب أحـــــــــرقـك جـــــــــزاء الـــــــــكـــــــــذب !»

ــــــــلــــــــيــــــــنـــــــــا بــــــــآتــــــــيـلا ســــــــاعــــــــة لـــــــــو ب

لـــــــــشــــــــكـــــــــونـــــــــا مـن نـــــــــفـــــــــاد الحـــــــــطب !

ـضـمــــر اللاذع بـقــوم مـن فــي ذلـك الـبـيت الأخـيـر مـــا فـيـه مـــن الاســتـهـزاء ابنـي الـشـرق العـربي قـد بالـغـوا في تعـفـير وجـوهـهم أمام الـعـظمـاء اسـتعـطـاء لآلائهم

وطمعا بحمايتهم.

قد أجـاد كذلك الأخـطل الصـغـير في «سـقوط الـسلـطان عـبـد الحمـيد الـثاني» بـعدسـتبـد لرعـاياه وهـبوطه الـفجائـي من أوج العز وصف بـعض مظاهـر ظلم هـذا العـاهل ا

الى مهواة الذل والأسر يخاطبه الشاعر بهذه اللهجة البليغة : كــــنت تــــبــــكـي فــــصــــرت تــــبــــكي وعــــهــــدي

بـك عـــــبــــــد الحــــــمــــــيــــــد غـــــيــــــر بــــــعــــــيـــــد!

يـــــــــا لـــــــــيـــــــــالـــــــــيـه فـي سـلانـــــــــيـك قـــــــــولي

لــــــــلـــــــيـــــــالـي فـي يـــــــلـــــــدز: «لـن تـــــــعـــــــودي!»

يــــــا لــــــيــــــالــــــيــــــــه لا تــــــريه ضــــــحــــــايــــــاه

فـــــــــتـــــــــعـــــــــروه رعـــــــــشـــــــــة الـــــــــرعـــــــــديــــــــد!

وارحــــــــمـــــــيـه فــــــــالــــــــشــــــــيـخ هــــــــاو ومـــــــا

لــــــلـــــشــــــيخ طــــــاقـــــة عــــــلى الــــــتـــــســــــهـــــيـــــد

- ١٩٣ -

كـــــــان بـــــــالأمـس والـــــــرعـــــــايـــــــا عـــــــبـــــــيــــــدفــــــغـــــدا الـــــيــــــوم صـــــاغــــــرا لـــــلـــــعــــــبـــــيـــــد!

روايــة «عــروة وعـفــراء» جـديــرة بــأن تـعــد من فـرائــد شــعـرنــا الـقــصــصي الحـديثا سبب موضوعـها أن الـفتى عروة قـد وعده عـمه وعدا كاذبـا بأن يـزوجه ببنـته عفـراء وإتلك المخاتلـة فقر الشاب وكـان هذا قد خالط عفـراء منذ طفولـته فهام بها هـياما عذريا.ثمأراد عمه إبعاده حتى يعقد لسليلته قرانا آخر فأشار على عروة بالسفر الى الشام سعياوراء تجـارة رابـحة وانـتـهـز فـرصـة غيـابه لاخـتـيـار زوج آخـر لـعفـراء وهـو «اثـالـة» الـوافرصيبة سبب الثـروة بلغ عروة ذلك النبأ الفاجع فـطارت نفسه شعاعا بل كـان هول تلك امـوته العاجل .فاستأذنت عـفراء بعلها في أن تحج قـبر ابن عمها ورفيق صبـاها ومحبوبها

الوحيد فنزل عند رغبتها. يقول بشارة في ختام تلك الرواية الشعرية:......................................

فـــــــــــمـــــــــــا هـي غـــــــــــيـــــــــــر بـــــــــــعـض ثــــــــــوانحــــــــتـى رأيـت بــــــــقـــــــــبــــــــر عـــــــــروة بــــــــانــــــــة

مـــــحــــــنــــــيـــــة - وا لــــــهــــــفــــــتـــــا لــــــلــــــبـــــان -وســـــــــمــــــــعـت أيـــــــــة زفــــــــرة وشـــــــــهــــــــدت أيـ

ـــــــــــــسـت أي حـــــــــــــنــــــــــــان! ــــــــــــــة ثـــــــــــــورة و«وا عـــــــــــروتــــــــــاه!» ولـم تـــــــــــتـم نـــــــــــداءهــــــــــا

حـــــــتـى ارتــــــمـت فــــــإذا هـــــــنــــــا مـــــــيــــــتــــــان;ضــــمــــوا الــــفــــتـــــاة الى الــــفــــتـى في حــــفــــرة

مـن فــــــوقــــــهــــــا غـــــــصــــــنــــــان مــــــلــــــتــــــفــــــان!روحــــان ضــــمــــهــــمــــا الــــهــــوى فــــتــــعــــانــــقــــا

وتــــــعـــــــاهــــــدا فـــــــتــــــعــــــانـق الــــــكـــــــفــــــنــــــان

زيف» آخـر مثـال نـذكره من ذلك الـنوع الـروائي. يقص عـليـنا بـشارة في «الريـال اية الأولى. امرأة تركها تلك القصيدة حادثا أليما جرى في وطنه لبنان إبان الحرب العاـرض يـوردهـا ـدقع وانـضـوى الى الجـيش وكـانت لـهـا طـفـلـة كـاد ا زوجـهـا في الــفـقـر ا

- ١٩٤ -

حتـفها وقد حـال إملاق أمها دون شـراء الأدوية اللازمة. ثـم سام عرضهـا نذل رآها فيـوقف الحرج غـنيـمة باردة بـ يديه فـأوهمـها الـشيطـان الرجـيم وحنـانهـا الوالدي ذلك اسـواغ الانقـياد لـذلك المجـرم الوغـد فسـقطت في حـباله. بـعد قـضائه نـهمـته فيـها أرادترارة خـيبتها تخفيـف آلام بنتها بـالريال الذي باعت به مـاء وجهها فـإذا هو زائف ; فيالوان آلافا مؤلفة من أمثاله وقد زادت فدح عارها ! هي رواية حادث مبـتذل قد شاهد اعـلى أن قريـحة الـشاعـر قد صـاغت به قصـيدة رائـعة بـإجادة الـوصف وبكـثرة الخـيالات

الجديدة ; دونكم أبياتها الأولى:ويح الـــــــفـــــــقـــــــيـــــــر ! فـــــــمـــــــا تـــــــراه يـلاقي ?

! ســــــــــدت عـــــــــــلــــــــــيـه مـــــــــــنــــــــــافــــــــــذ الأرزاقعــــــصـــــــفت بـه وبــــــســـــــربه ريـح الـــــــشــــــقــــــا

فـــــــتـــــــســـــــاقـــــــطـــــــوا كـــــــتـــــــســـــــاقط الأوراق!فــــــإذا بـــــصــــــرت به عــــــجـــــبـت لـــــشــــــمـــــعـــــة

كــــــــالــــــــزعــــــــفـــــــــران تجــــــــول في الأســــــــواق!عـــــــــلق المجـــــــــاعـــــــــة مـص نـــــــــصـف دمـــــــــائه

ــــــــكــــــــام مـص الــــــــبـــــــــاقي! وتــــــــعـــــــــسـف الحأخــــذ الـــــشــــقــــا يـــــدهــــا فـــــســــارت خـــــلــــفه

ــــــــــــدود عـــــــــــــلـى الآفــــــــــــاق والــــــــــــلـــــــــــــيـل ســــــارت فـــــــمــــــاس الخـــــــيــــــزران بـــــــقــــــدهــــــا

ورنت فــــــــذاب الــــــــســــــــحــــــــر فـي الأحـــــــداق !وتــــــلـــــــوح آثـــــــار الــــــنـــــــعـــــــيم بـــــــخـــــــدهــــــا

كـــــــالــــــفـــــــجـــــــر قــــــبـل تـــــــكــــــامـل الإشــــــراق !

الـشـعـر الوصـفي المحض قـلـيل جـدا تحت يـراع بـشـارة ; هـاكم أجـمل أبـياتـه علىشاب مسلول :

عـــــــــيــــــــنـــــــــاه عــــــــالـــــــــقـــــــــتــــــــان فـي نـــــــــفق كــــــــســــــــراج كــــــــوخ نــــــــصـف مــــــــتــــــــقــــــــد ...

- ١٩٥ -

فـــــــتــــــــحــــــــســـــــبــــــــهـــــــا ــــــــلـه تــــــــهـــــــتــــــــز أورق الخــــــــــريـف أصــــــــــيـب بــــــــــالــــــــــبـــــــــرد...

ـــــــــــشـي لـــــــــــعـــــــــــلــــــــــتــه عــــــــــلــى مــــــــــهــــلـــــــــــشـي عـــــــــــلـى قـــــــــــصــــــــــــد فـــــــــــكـــــــــــأنـه

ـج أحـــــــــــيــــــــــانـــــــــــا دمـــــــــــا فـــــــــــعــــــــــلـى ومــــــــنــــــــديــــــــلـه قــــــــطـع مـن الــــــــكــــــــبــــــــــد ! ...

قــــــــــطـع تـــــــــــقــــــــــول لـه «تـــــــــــمــــــــــوت غــــــــــدا»وإذا تــــــــرق تـــــــــقــــــــول «بـــــــــعـــــــــــد غـــــــــــد» !

ــــــــــــــــوت أرحــم زائــــــــــــــــر لـــــــــــــــــفــــــــــــــــتـى وامــــــــــتـــــــــزمـل بـــــــــالـــــــــداء مــــــــــغـــــــــتـــــــــمـــــــــد !

هاجر ; يخاطبه قائلا : لقد أجاد أيضا وصف اـــــــــــــــــــاك أنـك رائــح لا تـــــــــــــــــــرجـع أشــــــــــــــــــج

وهــــــــواك والأوطـــــــــان بــــــــعـــــــــدك بــــــــلـــــــــقع ?مــــــتــــــلــــــفـت ; مــــــا تــــــبــــــتــــــغـي ? مــــــتــــــوجع

مــــا تــــشــــتـــكـي ? مــــتـــنــــصـت ; مـــا تــــســــمع ?تـــــــلـك الـــــــزغـــــــالـــــــيـل الـــــــتـي غـــــــادرتـــــــهـــــــا

ــــــرضع ! جف الــــــثــــــدي ومــــــات عـــــــنــــــهــــــا الا الـــــــــريـش مــــــــكـــــــــتـــــــــمل ولا أوكـــــــــارهــــــــا

خـــــضـــــر ولا الـــــســـــجـع الـــــبـــــكـي يـــــشـــــفع !ولـــــكــــــنت تــــــســـــفـك نـــــاظــــــريك لــــــيـــــرتـــــووا

وتـــــــذيـب قـــلــــبك فـي يــــديــك لــــيـــشــــبــــعـــوا !جــــرس الـــكــــنـــيــــســـة لــــو تـــكــــلم لاشــــتـــكى

ولــــبـــــــــــــان فــــيــــه مــــذ نــــأيت تــــصـــدع !...الجـــــــوزة الخـــــــضــــــــراء بـــــــعـــــــدك صـــــــوحت

إلا وريـــــــــــــــقـــــــــــــــات تـــــــــــــــكـــــــــــــــاد تـــــــــــــــودع

- ١٩٦ -

تــــفــــضـي الى الــــنــــســــمـــــات في غــــدواتــــهــــا

عـــــــــمــــــــا تــــــــكـــــــــابــــــــد فـي نــــــــواك وتجــــــــرع

لـــــو في الألـى خــــذلـــــوك بــــعـض حــــنـــــانــــهــــا

لـــــتـــــقــــصـــــفت جـــــزعـــــا عــــلـــــيك الأضـــــلع !...

لـــــــــلـه انـت مــــــــــغــــــــــربـــــــــا ومــــــــــشــــــــــرقـــــــــا

تـــــــــذريـك عــــــــــاصـــــــــفــــــــــة وأخـــــــــرى تـــــــــزرع

حـــــتى انـــــدفــــــعت فـــــكـل صـــــخـــــر روضـــــة -

ســــــــــلــــــــــمـت يـــــــــداك - وكـل أفـق مــــــــــطــــــــــلع

وفــــــتــــــحت فــــــتح الــــــعــــــبــــــقـــــريــــــة تــــــاركـــــا

في مـــــســــــمع الـــــدنــــــيـــــا صـــــدى يــــــتـــــرجع !

قال في وصف رزايا الحرب :ــــــــاضـي وكم كم شــــــــمـــــــوس فـي ســــــــمـــــــا ا

ــــــــســــــــتــــــــقــــــــبل مـن نجــــــــوم في ســــــــمــــــــا ا

ويــــــــــتــــــــــيــــــــــمـــــــــات فــــــــــنــــــــــون جــــــــــمـــــــــة

ــــــــــــســــــــــــبـت مــن مــــــــــــعــــــــــــجـــــــــــزات الأول ح

فـــــــإذا تــــــــلك انــــــــطـــــــفـت شـــــــعـــــــلــــــــتـــــــهـــــــا

وإذا هــــــــــــــــذي كـــــــــــــــــبـــــــــــــــــالـي طـــــــــــــــــلــــــل

ولـــــــــــــــــكـم روضـــــــــــــــــة بـــــــــــــــــيــت ذبـــــــــــــــــلـت

وهــي لـــــــــــــولا حــــــــــــــرهــــــــــــــا لـم تــــــــــــــذبــــل !

وفــــــــــتــــــــــاة طــــــــــفـــــــــلــــــــــة قــــــــــد ســــــــــألــــــت

ــــــــــــــقـــــــــــــبـــــــل أمـــــــــــــهــــــــــــــا : «أيـن أبــي لـم ي

فـــــــــلــــــــقـــــــــد طــــــــالـت بـــــــــنــــــــا غـــــــــيــــــــبـــــــــته

وأنــــــــا اشـــــــــتــــــــقـت لـــــــــتـــــــــلك الـــــــــقـــــــــبل ?»

- ١٩٧ -

قد أجاد بشارة فـي بضع قصائد صـوغ الشعر الوطـني ولاسيما في نشـيد لبنانذي الوزن الـسـريع كـخـطى جيش حـامل عـلى الـعـدو أو كصـيـحـات عالـيـة مـتتـابـعـة مثلـجد لبنان والـغيرة على الذود قصفـات الرعود ملتـهبة بنـار الحماسة ملـؤها الافتخار

عن حماه إليكم لازمته ودورين منه :لــــــــــــــبــــــــــــــنـــــــــــــــان لــــــــــــــبــــــــــــــنــــــــــــــان !

حــــــــــــــــــــرم الأرز عـــــــــــــــــــلــم المجــــــــــــــــــــد وطــن الأحـــــــــــــــــــرار ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام !

ــــــــــــــــــــــــعــــــــــــــــــــــــا الجــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــال رصـــــــأزاهـــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــر ربـــــــــــــــــــــــــاك بــــــــــــــــــ

ــــــــــــــوجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا والجـــــلال تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــصـــــــــــــــــــــابــــــــــــــــــــــيــح هـــــــــــــــــــــداك ! ــــــــ

والـــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــراع والحـــــــــــــــــــــســـــــــــــــــــــام الجـــــــــــــــســــــــــــــام ـــــــــــمـــــــــــــــات ـــــــــــــــلــــ فـي ا

كــــــــــــــــــــــــل آن كـــــــــــــــــــــــل آنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدان عــــــــن عـــــــلاك ذائـــــــــــــــــ

حــــــــــــــــــــــــارســــــــــــــــــــــــان لــــــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــــــواكنــــــــــــحـن فـي الــــــــــــســـــــــــلـم ابــــــــــــتـــــــــــســـــــــــام

ـــــــــــــــــــــــــــفـــــــــــــــــــــــــــــــــاء ووفــــــــــــــــــــــــــــــــاء وصـــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام وأكــــف مـــــن غــــــــــــــــــــــــــ

ووجـــــــــــــــــــــــــــــوه مـــن حـــــــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــــاءـــــــــــــفــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــر وإذا دق الــــــــــــــــــــــــنـــــــــــ

ــلأ الــــــــــــــــــــــغـــــــــــــــــــــــاب زئــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــروحـــــــــــديـــــــــــدا ودخـــــــــــان ! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات مــــــــن رام أذاك مــــــــــــــــــــ

عـــــــــــــــــــــــــاش مـــن مـــــــــــــــــــــــــات فـــــــــــــــــــــــــداك !

- ١٩٨ -

كـسب أوفر في رثى لـشقـاء مئـات قرى لـبنـانية غـادرها كـثيـر من أهالـيهـا طمـعا دن فحثهم بأبيات جميلة على العودة الى ضياعهم واستغلال مواردها: ا

عـــــــــودوا الى تـــــــــلك الـــــــــقــــــــرى فــــــــلــــــــقــــــــدـــــــدن ســــــــلـــــــخــــــــتـــــــكـم عـن قـــــــلــــــــبـــــــهــــــــا ا

لا الحـــــــــقـل يـــــــــبـــــــــسـم عـن مـــــــــعـــــــــاولــــــــــكمـــــــــــــــــــهـن فــــــــــــــــــيــه ولا تـــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــر ا

ذوت الــــــــــــــريـــــــــــــــاض ومــــــــــــــاؤكـم عــــــــــــــمـمــــــــلـــــــيـــــــهـــــــا الـــــــقـــــــ وتـــــــعـــــــطـــــــلـت من ح

مــــــــــحـــــــــراثــــــــــكـم صـــــــــدىء الحــــــــــديــــــــــد بهوالــــــــفــــــــأس مـلء عــــــــيـــــــونــــــــهــــــــا الــــــــوسن

وخـــــــــــوت زرائــــــــــــبـــــــــــكـم وكـــــــــــان عـــــــــــلـىجـــــــــنـــــــــبــــــــاتـــــــــهــــــــا يـــــــــتــــــــدفـق الـــــــــلــــــــ

ــــــــــرابـط مـن ســــــــــوابــــــــــقــــــــــهــــــــــا خــــــــــلـت اوتــــــــــثــــــــــاءبـت بــــــــــحــــــــــبــــــــــالــــــــــهــــــــــا الأتن

عـــــــــودوا الـى تـــــــــلـك الـــــــــقـــــــــرى فـــــــــعـــــــــلىبــــــــســــــــمـــــــاتــــــــهــــــــا يـــــــتــــــــمــــــــزق الحـــــــزن!

سـنة ١٩٣٥ كـان أهل ضيـاع لبـنان فـي ضيق شـديد وقـد تفـاقمت تـباريـحه بقـسرالجــبـاة إيــاهم عـلى دفع بــقـيــة الـضــرائب فـألــهم ذلك الخـطب الــفـادح بــشـارة قــصـيـدة

«الجابي» التي نعدها من أحسن قصائده ; هاكم بعض أبياتها:إلــــــــــــــــــــــــــــــهـــي أي دهـــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــــــاء

يــــــــــــردي مــــــــــــثـــــــــــــلــــــــــــهــــــــــــا مـــــــــــــثــــــــــــلـيويــــــــــــشــــــــــــكــــــــــــو فــــــــــــقــــــــــــره قــــــــــــبــــــــــــوي

ويــــــــــــشـــــــــــكـــــــــــو مـــــــــــحــــــــــــلـه حـــــــــــقـــــــــــلـيوشـــــــــــــــــــــاتــي وهـــي أم الــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــيــت

يــــــــــشـــــــــكــــــــــو ضـــــــــرعــــــــــهـــــــــا طــــــــــفــــــــــلي!

- ١٩٩ -

رويــــــــــدا يــــــــــا أخــــــــــا الــــــــــهــــــــــيــــــــــجـــــــــاء قـــــــــــــــــــد أســــــــــــــــــرفــت فـي الـــــــــــــــــــقــــــــــــــــــتـل!

ــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــــقـــي عــــــــــــــــــــــــلــى شــيء ? ألا تفـــــــــــــــــــمــن يــــــــــــــــــــحــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــا بــلا أكـل?

ــــــــــــــشـي كــــــــــــــفــــــــــــــانـــــــــــــــا أنــــــــــــــنـــــــــــــــا مـــن الـــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــــــؤس بـــلا نـــــــــــــــــــــــــعــل

ــــــــــــــــــــوتــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــضــغ ا ــــــــــــــــــــا وأنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلـــــــم ومــــــن ذل! مـــــــن ظــــــــــــــــ

فــــــــــــــــــمــن أغـــــــــــــــــرى الــــــــــــــــــرزايــــــــــــــــــا بـيومـــن أنـــت ? - أنـــــــــــــــــــــــــــــا الجــــــــــــــــــــــــــــــابــي

ية الأولى قد ثـارت وطنيـته أشد ثوراتـها ح شـاهد في أربعـة أعوام الحرب الـعاالجـوع الهائل الذي قصـد به الأتراك استئصال أهـالي قرى لبنان يفـتك فتكا متواصلا

بربوات منهم فقال بقلب جريح :أعـــــــشـق الــــــلـــــــيـل ومـــــــا لي والـــــــضـــــــحى ?

! عــــــــــشـت يــــــــــا لــــــــــيـل ألا فــــــــــانــــــــــســــــــــدلانـــــســـــدل تحــــجـب عن الـــــطـــــرف الـــــشـــــقــــا ;

يـــــــا لـــــــطـــــــرف بــــــالـــــــشـــــــقـــــــا مــــــكـــــــتـــــــحللا يـــــــرى إذ تـــــــطـــــــلـع الـــــــشـــــــمس ســـــــوى

ســــــــــــــــــــائــل أو عـــــــــــــــــــاجــــــــــــــــــــز أو وكــــــــلعــــــصـف الــــــفـــــقــــــر بــــــهم فــــــانــــــتــــــشـــــروا

ـــــــســــــتــــــفــــــحل! كــــــانـــــــتــــــشــــــار الــــــوابىء ايــــــلـــــــهــــــمـــــــون الــــــعـــــــشب مـن جــــــوعـــــــهم ;

ويـــــــحــــــهـم ? مـــــــا تـــــــركـــــــوا لـــــــلـــــــهـــــــمـــل?بــــــــــجـــــــــســــــــــوم هــــــــــزل تحـــــــــمــــــــــلــــــــــهـــــــــا

بـــــــــــــــعـــــــــــــــيـــــــــــــــاء واهــــــــــــــيـــــــــــــــات الأرجـل

- ٢٠٠ -

ــــــــــــــــوت عــــــــــــــــلـى ووجــــــــــــــــوه كــــــــــــــــتــب اصــــــــفـــــــحــــــــتـــــــيـــــــهــــــــا «هـــــــذه الأوجـه لي» !

ـــــــــــا قـــــــــــد قـــــــــــالـــــــه ; ـــــــــــوت صـــــــــــدق امــــــــــــا تـــــــــــــرى أشـلاءهـم فـي الــــــــــــســــــــــــبـل ?

دح ـعاصرين في نـظم قصـائد ا عظم شـعرائـنا ا لم يتمـالك بشـارة عن الاقتـداء والرثاء عند سنوح الفرص وهي أكثر من أن تعد في الشرق العربي .

والحال أن كل خـبيـر في كنه الـقريض وسـمو غـايته يـعلم عـلم اليـق أنه بـعيد عندح والـرثاء بـعد الـثريـا عن الـثرى إلا في بـعض الظـروف النـادرة الـتي يفـيضـان فيـها ا

عفوا من أعماق فؤاد الشاعر لا من شفتيه أو أسلة قلمه فقط .

لك من أمثال فساد ذوق الأخـطل الصغير في تبجيل العظـماء قصيدته للترحيب الـعراق الطـفل فيصـل الثاني عـند قدومه الى لـبنان سـنة ١٩٣٩. في البـيت الثاني مـنها

ضحك : يخاطب سيادة الضيف الجليل صائحا بها وهو لا يأبه لتكلفه ايـــــــا ســـــــلـــــــيـل الـــــــبــــــخـــــــار كـم مـن فــــــؤاد

ود لــــــــو كـــــــان بــــــــ جـــــــنــــــــبـــــــيـك وقـــــــدا !

ثل ذلك التصنع الى ذكـر النكبة التي أودت بحـياة والد فيصل الثاني ثم يتـطرق وهو راكب سيارته في إحدى ليالي نيسان سنة ١٩٣٩ :

يــــــــــــــا ابــن مـن أذهــل الــــــــــــــنــــــــــــــجــــــــــــــوم إذ انـــــقض شـــــهـــــابـــــا عـــــلـى الـــــثـــــرى وتــــردى

مـــا نـــســـيـــنـــا جـــرحـــا عـــلـى الـــلـــيل أمـــست فــــــحــــــمــــــة الــــــلــــــيـل مــــــنه جــــــمــــــرا ونــــــدا !

قــــــــطـــــــــعت شــــــــعـــــــــرهــــــــا الــــــــكــــــــواكـب كيتـــــــمـــــــسـح جـــــــرحـــــــا وكـي تـــــــوســـــــد خـــــــدا

وانـــــــحــــــــنـت كل نــــــــخــــــــلـــــــة كــــــــجــــــــنـــــــاحأخــــــــضــــــــر الــــــــريـش ود لــــــــو كــــــــان زنــــــــدا

- ٢٠١ -

نجد ذلك العيب ذاته في رثاء بشارة لوديع عقل : الـــــعـــــبـــــقـــــريـــــة مـــــا حـــــيـــــيـت جـــــنـــــايــــة

فــــــــخـــــــــذ الــــــــذمـــــــــام لـــــــــهــــــــا مـن الإلحــــــــادتــــمــــشي عــــلى حــــسك الــــصـــدور وشــــوكــــهـــا

ـــــــــــوت بــــــــــالأوراد !... وتـــــــــــلـف بــــــــــعـــــــــــد اأيــــــقـــــام وزن لـــــلـــــبــــــيـــــان وقــــــــــــد رمــــــى

ـــــــنـــــــيـــــــة مـــــــنـه قـــــــلـب الـــــــضــــــاد ســـــــهم افــــتــــقـــــطــــعت مــــهـج وفــــاضت أعــــــــــــــــــــ

رمـت الخــــــــــــــــدود بــــــــــــــــكـل أوطــف صـــــــــــــــادمــطــر كـــمــا انــتـــثــر الجـــمــان عــلـى الــلــظــــــى

وتـــــكـــــســـــر الـــــبـــــــــــــــــــلـــــور في الأجـــــيـــــاد!

ـرأة الشـهـيـر مخـتـار بيـهم. نـعلل ذلك غـامـز في رثائه لـنـصيـر ا لا نـرى مـثل تلـك ابكون الشـاعر قد أخرج ذلك الرثـاء من فؤاد مفعم بـأحر عواطف الإجلال والمحبة لـلفقيدالعزيز فأتت قصيدته مضطرمة بـلهيب شعوره مزدانة بحلى الابتكار الطبيعي ولاسيما

إذ يندب بيهم قائلا عنه :الـــــــــــــذي كــــــــــــــان خــــــــــــــادمـــــــــــــا لــــــــــــــبـلاده

الــــــــــــذي كــــــــــــان جــــــــــــذوة تــــــــــــتــــــــــــوقـــــــــــد الـــــــذي كـــــــان صــــــــافـــــــيـــــــا كــــــــالـــــــغـــــــديـــــــر

ـــــــهـــــــنــــــد ! الـــــــذي كـــــــان مـــــــاضـــــــيـــــــا كـــــــا✸✸✸✸✸✸✸✸

الــــهـــــمــــيـــــني يـــــا ربـــــة الــــشـــــعــــر شـــــعــــرا كـــــــالــــــنــــــــور والـــــــنـــــــار

كـــــالــــهـــــوا كـــــالأطــــيـــــار كـــــالــــفـــــكـــــر حــــرا كـــــنـــــفـــــس مــــــخــــــتــــــار!

- ٢٠٢ -

كـــــــــالأعـــــــــاصــــــــــيـــــــــر إن دعـــــــــتـه الــــــــــبلاد

وخـــــــــــــافـت الـــــــــــــعــــــــــــار

كـــــــــــــالأزاهــــــــــــيـــــــــــــر إن دعـــــــــــــاه الــــــــــــوداد

ـــــــــــــرمـــــــــــــة الجــــــــــــار وح

قـد أطلـنـا الكلام في تحـليـل معـاني شعـر الأخـطل الصـغيـر مع الـتمـيـيز بـ غثـهاـعنى وسـميـنـها. أمـا لغـته فـلـيست خـالـية من الأخـطـاء الجسـيـمة كـاستـعـمال جـوانح ـوصـوف مـؤنث أجـنـحـة ووديـان بـدلا من أوديـة وقـوله «الجـحـيم الأعـظم» مع أن ذلك ا

تعدية باء الجر : وإتباعه بعض الأفعال ا « «أرادوا بأن أكـون العريس» «لا تـنسي بـأن تستـري ذلك الجب

ـجهـا كل ذي ذوق سليم . ـماتـة التي من جهـة أخرى تـكثـر في شعـره الكلـمات االـوضـوح ناقـص جدا في مـئـات من أبـيـاته فهـي ألغـاز غـامـضة. نـضـرب لـكم مـثلا على

ذلك وهو حفنة من كثيب :لـــنــــا الــــكــــروم ; فــــهل فـي الـــقــــول مـن حـــرج

?« إذا ســـــــألـــــــنـــــــاهـم «اين الـــــــعـــــــنـــــــاقـــــــيــــــدولا سـلاح ســــوى الـــــوعـــــد الــــذي قـــــطـــــعــــوا

ـــــواعـــــيـــــد تـــــفـــــنـى الحـــــيـــــاة ولا تـــــفـــــنى ا

لا نـنـكـر أن لبـشـارة نزعـة شـديـدة الى ابتـكـار الخـيالات وقـد ابـتـدع منـهـا عددا لايستهان به هاكم باقة بهيجة منها :

فـــيــــصـــوغ هـــيــــنـــمــــة الـــنـــســــيم قــــصـــائـــداويــــــــرد زمـــــــــزمــــــــة الـــــــــغـــــــــديــــــــر أغـــــــــاني

...............ضـــــــرب الجــــــوع بـــــــصــــــمـــــــصــــــام رهـــــــيف

فـــــــــــــــــإذا قـــــــــــــــــتـلاه مــلء الـــــــــــــــــســـــــــــــــــبـل

- ٢٠٣ -

غـيب» «تلبسـون خوذة الإقدام» «فتى كـاسي الغنى عار «هلال الأفق في حضن امن الأخـلاق» «ترعى الـسفـالة في مـجاهل قـلبه» «أيـها الـفقـر إن كنت قـواد الزنى ...»«شـعــاع الـشـمس يــضـحك لي» «قــسـمت فـؤادي بــ بــؤسي والـهــوى» «زحم الـصـبح

الظلام» «آمال مجنحة» .

ستهجن في الخيالات أكثر جدا من ابتـكارها. يسهل علينا إثبات بيد أن التكـلف ائات الأمثال بيد أن ضيق المجال يضطرنا الى الاكتفاء بذكر هذه: ذلك الرأي

«ســــــــكـــــــر الــــــــروض ســـــــكــــــــرة صـــــــرعــــــــته عـــــنـــــد مـــــجـــــرى الـــــعـــــبـــــيـــــر مـن نـــــهـــــديك»

✸✸✸✸✸✸✸✸

«أنــــــــا فـي شــــــــمــــــــال الحـب قـــــــــلب خـــــــــافقـــــــــــ الحـق طـــــــــــيـــــــــــر شــــــــــاد» وعـــــــــــلـى

لاك وغـمـسـهـا بـفـؤاد الـصـبـاح» «أكـاد أمـشي بلا «الـله بـرى ريــشـة من جـنـاح ارأس» «تـختـال فاطمـة على خـدود رياض لبـنان» «اسـتلني الـشقـاء حسامـا في نهاريـقــام في شـعـرهـا» «سـاعـد من الـضـحى وصـيـر الـلـيل غــمـدي» «رآهـا الـلـيل فـاخـتـار امـفـتول تـغـمـره بالـقـبل الحـقـول» «قلـبي فـاغـر فمـه للـحب» «بـراعم الأقلام لم تـتـفتق»» «يــا قـامـة ( قـامـة فــتـاة ) من قـصب الـســكـر رخص الـعـقـد» «يـكــسـو الجـراح افـتـرارا

«الكواكب قطعت شعرها لكي تنسج بردا» .

ـشـينـة بالـتكـلف ترد تـترى في كـثـير من قـصائـده كمـا يرى الـقراء في تلك الخـيالات اتاخم لها: . قال بشارة في وصف زحلة ونهيرها البردوني وسهل البقاع ا ثل التالي ا

ـــــــا أســــــــرفـت في فــــــــ الجــــــــمــــــــال كــــــــأتــــخـــــذ الجـــــمــــال عـــــلى ذراك مـــــنـــــابــــرا ! ...

والـــــنـــــهـــــر روح الــــــعـــــاشـــــقـــــ ودمـــــعـــــهممـــــلــــــقى عـــــلـى قـــــدمـــــيـك يـــــلـــــهـث خـــــائـــــرا

ســــــالـت جــــــراحـــــــات الــــــهـــــــوى في صــــــدره لـــــيـلا فـــــقـــــبـــــلـــــهـــــا الـــــنــــــســـــيم مـــــحـــــاذرا

- ٢٠٤ -

والــــــســــــهل يــــــحـــــلـم مــــــنـــــذ كــــــان بـــــزورة لــــــــبـس الحــــــــلـي لــــــــهــــــــا نــــــــدى وأزاهــــــــرا

ــــكــــنــــهــــا الــــربى لــــتــــســــابــــقت لـــو كــــان لأعـــــــزهــــــــا تـــــــســـــــعـى الـــــــيـك حـــــــواســـــــرا

وتـــــقـــــطــــــعت خـــــصـل الحـــــســـــان ونـــــثـــــرت بـــــــدل الــــــكـــــــروم عـــــــلـى الــــــتـلال غـــــــدائــــــرا

قال في وصف سلمى الكورانية :تـــــعــــجب الــــلـــــيل مــــنـــــهــــا عــــنــــدمــــا بــــرزت

تــــســـلــــسل الــــنــــور في عــــيــــنـــيـه عـــيــــنــــاهـــاـــــاء قـــــائـــــمـــــــــة فـــــظـــــنـــــهـــــا وهي عـــــنـــــد ا

مـــــنــــــارة ضـــــمـــــهــــــا الـــــشـــــاطـي وفـــــداهـــــا !وتــــــمــــــتــــــمـت نجــــــمــــــة في أذن جــــــارتــــــهــــــا

ــــــــا رأتــــــهـــــا وجــــــنـــت عــــــنـــــــد مــــــرآهـــــا :«انـــظــــرن يـــا إخـــوتـــا ; هــــذي شـــقـــيــــقـــتـــنـــا

فــــــمن تـــــراه عــــــلى الــــــغـــــبـــــراء ألــــــقـــــاهـــــا ?«أتـــــلـك من حـــــدثـت عـــــنـــــهـــــا عـــــجـــــائـــــزنــــا

وقـــــــلـن إن مــــــــلـــــــيـك الجـن يـــــــهــــــــواهـــــــا ?»

بالغة الفاحشة. نكتفي ـتواتر كثيرا ما تش شعر بشـارة ا فضلا عن التصنع اعلوف «تعرى بذكر ثلاثة أمثلة عليهـا خوفا من إضجار قرائنا : يقول بعد موت فوزي ا

روض البيان من السجع» وفي رثاء الياس فياض : خـــــــــــــبــــــــــــا كــل ســــــــــــاطــع فـي ســـــــــــــمــــــــــــاه

وذوى كــل زاهــــــــــــــــــــر فـي جــــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــانـه

وفي وصف انهيار صرح شامخ : «جبل من البنيان زلزل فوقهم .»

- ٢٠٥ -

مع كل العـيوب التي فصـلناها وأثبـتناها بـالبراه الـدامغة نرى الأخـطل الصغير» - وهي كـلمـة غـير عـربـية - بـفـرط إعجـابه بـذاته وذلك من أقصى يجـاهـر في «نيـاشـ

درجات الكبرياء والادعاء. هاكم تلك الأبيات بحذافيرها :أيــــــفــــــرضــــــون عــــــلـى مــــــثــــــلي مـلابــــــســــــهم

ويــــــســـــألــــــون ثــــــيـــــابـي عن نــــــيــــــاشـــــيــــــنيكــــــــأنـــــــــني لـم أكـن عــــــــنــــــــوان فـــــــــخــــــــرهم

ــــــيــــــادين ? يـــــوم انــــــطـلاق الــــــقــــــوافي فـي اـن مــــــــعـــــــشــــــــر لــــــــولا يـــــــراعــــــــتــــــــهم إنـي

ــــاء والــــطــــ ! مــــا كــــان لــــبــــنـــــان غــــيــــر ا

تـمـدنة لـقـاض أيا كـانت درجته في ـعلـوم أنه لا يـجوز في جـمـيع الأقطـار ا من امراتب القضاء ان يصدر حكما في شؤونه الشخصية . قد نسي بشارة أو تناسى ذلكبدأ السـديد فتوهم عن غرور مـحض أنه في مقدمة نـوابغ شعرنا الـعصري الناهض. اأمـا نحن فإننـا لا نشاطـره ألبتـة ذلك الرأي الفـائل. مع اعترافـنا بأن في قـصائده بعضالدرر وإن شابتـها شوائب يضـطرنا النقـد الجريء النزيه الى الـتصريح بكثـرة ما فيهامن اللؤلؤ الـبهرج. هذا لا يروق سطوعه إلا عيون جـاهلي أصول الأدب الصحيح الثابتةفي كل عـصر ومـصر في أرقى بـلاد العـالم بدلـيل كون أعـظم أدبـاء الخافـق يـتقـيدونــا بـقي جــمـال مـؤلــفـاتــهم كـاملا فــتـانـا في بـهـا ولا يــحـيــدون عـنـهــا أصلا ; ولـولا ذلك

ترجماتها الى أشهر اللغات .

الأب رفائيل نخلة اليسوعي

✸✸✸✸

- ٢٠٦ -

ابيض

- ٢٠٧ -

الأخطل الصغيرشاعر الشعب والحرية والإنسانية

توفيق إبراهيم

للأخطل الـصغـير مكـانة رفـيعـة في عالم الـشعـر يحـسده عـليـها كـبار الـشعراء فيـعشـر مرهف الحس جـميع الأقـطـار العـربيـة. وهو رجل ظـريف أنـيق الشـكل. لطـيف ارقـيق الـشـعـور حـاضـر الـنـكـتـة. وعـنـدمـا يـتـلـو قـصـائـده الـرائـعـة أمـام مـستـمـعـيه وروادمدرسته تتـدفق خواطره الشاردة من رموش عينيه الـبراقت وتترقرق درر الألفاظ علىتوقد وتتناثر كالأحلام عقيق شفتيه الرقيقت وتتـألق الصور الشعرية في صفاء ذهنه ا

المجنحة وتذوب كما يذوب الأرج الناعم في مهب الريح.

وشاعرناالـكبير بل أمـير الشـعراء ينظم الـقصيدة ويـنحتهـا نحتا دقـيقا وينـقحهابـروية وإتـقان ويـسكب عـليـها أرجـا من روحه وفيـضا من جـروحه فتـأتي آية في الـروعةبدع الخلاق قصائده الخالدة جواهر نادرة صور ا والإبداع. إنه أمير الكلمة الحلوة واتتألق عـلى لوحة الفـن بأجمل الصـور وأطرف الألوان. طوى الـثمان من عـمره وما يزاليـتـمتع بـنـضـارته ورونقه وخـفـة روحه. وهـو الشـاعـر الـوحيـد الـذي يـنعم ويـتـمـتع بتـقـديرومحـبة العالم العربي عـلى اختلاف مذاهبه ونزعاته وأول من رصع جـيد الشعر العربي

الحديث بأغلى الجواهر والعقود.

ـستعـمرين. ثار على والأخـطل الصغيـر شاعر الـشعب الثـائر وعدو الاستـعمار واالـظلم الـتركي وتـمرد عـلى الجور والـطغـيان ووقف بـوجه الانتـداب الفـرنسـي وقفـة الندـوجـعـة عنـدمـا خـاطب وطـنه الحبـيب لـبـنان لـلـنـد وصفع «أمـنـا الحـنون» تـلك الـصـفـعة ا

وجع: بقصيدة أقتطف منها هذا البيت الرقيق اكــــــــثـــــــرت عــــــــلـــــــيـك الأمــــــــهـــــــات ومـــــــا درت

أرحـــــــــــــــــامــــــــــــــــهـن وكــل أم ضــــــــــــــــيــــــــــــــــغـم

< الرحمة نيسان ١٩٦٧ العدد ٤ السنة الثالثة.

- ٢٠٨ -

أجل لـقــد كـثــرت عـلــيـنــا الأمـهــات والجـدات والأوصــيـاء الأعــداء الألـداء وكــلـهمضياغم ووحوش تتكالب على أرزاقنا وخيرات بلادنا.

إن الــشـاعـر الـذي يــتـحـدى الاسـتــعـمـارالـفــرنـسي في أوج مـجـده ويــصـفع «أمـنـاوجع هو أمير الشعر العربي دون منازع. ثل هذا البيت الرقيق ا الحنون»

.. شـروع «صهينـة» فلسط وعنـدما كشف الاستعـمار البريـطاني أوراقه وطلع علـينا

ثـار الأخطل الـصـغيـر ونـظم رائعـته الخـالدة وقـذفهـا حـممـا مـدمرة في وجه هـذا الاسـتعـمار.ستعمرين. قال حفظه الله: وكان لصيحاته الهادرة دوي الرعود في صدور ا

ـــــــا يــــــــا فـــــــلــــــــســـــــطــــــــ الـــــــتـي كـــــــدنــــــــا كــــــــابــــــــدتـه مـن أسـى نــــــــنـــــــــسـى أســــــــانــــــــا

نـــــــحـن يـــــــا أخت عــــــــلى الـــــــعـــــــهـــــــد الـــــــذيــــــــهـــــــــد كـلانــــــــا قـــــــــد رضـــــــــعــــــــنـــــــــاه مـن ا

يـــــــثــــــرب والــــــقــــــدس مــــــنـــــــذ احــــــتــــــلــــــمــــــاكــــــعـــــبــــــتـــــانــــــا وهـــــوى الــــــعـــــرب هــــــوانـــــا

قم إلـى الأبــــــــطــــــــال نــــــــلــــــــمـس جــــــــرحــــــــهمـــــــســـــــة تـــــــســــــبـح بـــــــالـــــــطـــــــيـب يـــــــدانــــــا

قـم نجـع يـــــــــومــــــــــا مـن الـــــــــعـــــــــمـــــــــر لــــــــــهمهـــــبـه فـــــصـح الـــــصـــــوم هــــــبه رمــــــضـــــانـــــا

ـــــــــــــــا الحــق الــــــــــــــــذي مـــــــــــــــاتــــــــــــــــوا لـه إـــــــــشـي إلــــــــيـه أيـن كـــــــــانــــــــا حـــــــــقــــــــنـــــــــا

ضـــــجـت الـــــصـــــحـــــراء تـــــشـــــكـــــو عـــــريـــــهــــافـــــــكــــــــســـــــونــــــــاهـــــــا زئــــــــيـــــــرا ودخــــــــانـــــــا

وهـذا الـبـيـت الأخـيـر تـردده قــبـيـلـة عـربــيـة في صـحــراء «مـوريـتـانـيــا» مـعـروفـة بــقـبـيـلـة«البيضان». وقد روى لي أحد أفراد تلك القبيلـة قصيدة طويلة للأخطل الصغير عنوانها «على

ضفاف بردى» منها هذه الأبيات الجميلة التي يصف فيها شاعرنا الكبير «أبناء جفنة»:إنـي وقـــــــــفـت بــــــــــهـــــــــا أســـــــــائـل عـن فــــــــــتى

مـن آل جــــــــــــــــفــــــــــــــــنـــــــــــــــة رائــح أو غـــــــــــــــاد

- ٢٠٩ -

الحــــــامـــــلـــــ الـــــشــــــمس فـــــوق وجــــــوهـــــهموالحـــــــامـــــــلـــــــ الــــــــشـــــــهب فـي الأغـــــــمـــــــاد

رفـــعــــوا الـــشــــآم عـــلـى الـــصــــفـــائـح والـــنـــدىوبـــــنـــــوا مـن الـــــصـــــلـــــبـــــان بــــــيت الـــــضـــــاد

فلا يـسـعـنـا إلا أن نـنـحـني بـخـشـوع أمـام روعـة تـلـك الأبـراج الـشـامـخـة والـصورتألقـة في سماء الـشعر الـعربي الرفـيع. لقد جـمع الشاعـر بأسلوبه الساطـعة والقوافـي االرشيق الشفـاف ب دقة الوصف.. والرقـة والعذوبة.. وسمـو الخيال وقوة التـعبير. وهاهو الأخطل الصغـير يصف نفسه بنفسه ويعطيـنا صورة صادقة حية عن الثورة الهادرة

تفجرة في صدره: اــــــا خـــــــدعـــــــتـك صــــــفـــــــحـــــــة هــــــاد ولـــــــر

مـــــــــنـي وفـي الأحـــــــــشـــــــــاء عـــــــــصف ريـــــــــاحإنـي إذا جـــــــــنـت ريـــــــــاح ســـــــــفـــــــــيـــــــــنــــــــــتي

لاح ذهـب الجــــــــــنـــــــــون بــــــــــحـــــــــكــــــــــمــــــــــة ا

أمـا الـقصـائـد الخالـدة الـتي ارتفـعت بـشاعـرنـا الكـبـير إلـى ذروة الشـعـر والشـهرةراثي التي تـوجت جب الأهرام بـأكاليل الغـار وغناها الـنيل ورددتها والمجد فهي تـلك ا

شهورة في رثاء سعد زغلول ومطلعها: أمواج دجلة والفرات ومنها قصيدته اقــــالـــــوا دهت مـــــصــــر دهـــــيــــاء فـــــقــــلـت لــــهم

هـل غــــــيض الــــــنــــــيل أم هـل زلــــــزل الــــــهـــــرم?قــــــــالــــــــوا أشــــــــد وأدهـى قــــــــلـت ويــــــــحــــــــكم

إذن لــــقـــــد مـــــات ســــعـــــد وانــــطـــــوى الــــعـــــلم

وقصيدته الرائعة في رثاء أمير الشعراء أحمد شوقي ومطلعها:قف في ربـى الخـــلـــد واهــــتف بـــاسـم شـــاعـــره

ـــــــنـــــــتـــــــهـى أدنـى مـــــــنـــــــابــــــره فـــــــســــــدرة اوامـــسـح جـــبـــيـــنك بـــالـــركن الـــذي انـــبـــلـــجت

أشــــــعــــــة الــــــوحـي شــــــعــــــرا من مــــــنــــــائــــــره

- ٢١٠ -

ومنها:شـــــوقي أتــــــذكـــــر إذ «عــــــالـــــيه» مــــــوعـــــدنـــــا

ــــــــنـــــــا ومـــــــا نــــــــام دهـــــــر عـن مـــــــقـــــــادره?شــــوقي ســـلــــوا الأفق هـل ثـــارت عــــجــــاجـــته

ــــــتــــــنــــــبـي في ديــــــاجــــــره? ــــــا انــــــطــــــوى افـي مــــــوكب الــــــشــــــعــــــر والأقـلام مــــــطــــــرقـــــة

فــــــــــإن أرادتـه غــــــــــصـت فـي مــــــــــحــــــــــابــــــــــرهســـــــألــــــتـــــــنـــــــيـه رثـــــــاء خـــــــذه مـن كـــــــبــــــدي

لا يـــــــــؤخـــــــــذ الـــــــــشـيء إلا مـن مـــــــــصـــــــــادره

ــلك فـيـصل الأول فـقـد روى لي الـصـديق يـوسف أمـا قـصـيـدته الـرائـعـة في رثـاء اابراهـيم يزبك أن بغداد قـد زحفت عن بكـرة أبيها لـتلثم يد الأخـطل الصغيـر بعد خروجهـلك الـراحل. وقـد أصـبحـت قصـيـدة الـشـاعر من الـقـاعـة الـتي جـرت فيـهـا حـفـلـة تأبـ ا

اللبناني الكبير حديث الشعب العراقي بأسره ومطلعها:لــــــبــــــسـت بــــــعــــــدك الــــــســــــواد الـــــــعــــــواصم

ـــــــــآ واســــــــــتــــــــــقــــــــــلـت لـك الــــــــــدمــــــــــوع اود لـــــــــو يـــــــــفــــــــتـــــــــديـك صــــــــقـــــــــر قـــــــــريش

بــــــــــالخــــــــــوافـي مـن الــــــــــردى والــــــــــقـــــــــوادمأســــنــــدوا الـــــبــــيت بـــــالــــصــــدور فـــــقــــد مــــاد

وخــــــــــــانـت جـــــــــــــدرانــــــــــــهـن الــــــــــــدعــــــــــــائـمفــــيـــــصل الـــــعــــرب أي غـــــمــــديـك لــــلـــــفــــخــــر?

أغـــــــمـــــــد الــــــــنـــــــدى? أغــــــــمـــــــد الـــــــعــــــــزائم?لـــــك فـــــي كـــــل ذروة مـــــن فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــؤاد

مـــــــــــنــــــــــبـــــــــــر فـــــــــــوقـه مـــــــــــصـل وصــــــــــائـم

والعـراق لا يزال يردد قصيدة الأخطل الـصغير في رثاء الفيـلسوف العراقي جميلصدقي الزهاوي ومطلعها:

قــــــــــولـي لـــــــــشـــــــــمــــــــــسـك: لا تـــــــــغـــــــــيــــــــــبيوتـــــــــــكــــــــــــبـــــــــــدي فـــــــــــلــك الـــــــــــقـــــــــــلـــــــــــوب

- ٢١١ -

بـــــــــــــــغـــــــــــــــداد يـــــــــــــــا وطـن الجـــــــــــــــهـــــــــــــــاد ومــــــــــــــــــــرتــع الأدب الخـــــــــــــــــــــصــــــــــــــــــــيــب

غـــــــــــــــنــــــــــــــاك دجـــــــــــــــلــــــــــــــة والـــــــــــــــفــــــــــــــرات قـــــــــصـــــــــائـــــــــد الــــــــــزمن الـــــــــعــــــــــجـــــــــيب

ومنها:بــــــــــــغــــــــــــداد مـــــــــــا حــــــــــــمــل الــــــــــــســـــــــــرى

مـــــــــــــــــنـي ســـــــــــــــــوى شـــــــــــــــــبــح مـــــــــــــــــريـبجــــــــــــــفـــــــــــــلـت لــه الـــــــــــــصــــــــــــــحـــــــــــــراء والـ

تـــــــــفـت الــــــــــكـــــــــثـــــــــيـب إلـى الـــــــــكـــــــــثــــــــــيبوتـــــــــــــنـــــــــــــصــــــــــــــتـت زمـــــــــــــر الجـــــــــــــنـــــــــــــا

دب مـن فــــــــــــويـــــــــــهــــــــــــات الـــــــــــثــــــــــــقـــــــــــوبـــــــتــــــــــــــــســـــــــــــــــاءلــــــــــــــــون وقــــــــــــــــد رأوا يـــــــــ

ــــــــــــلـــــــــــــوح فـي شـــــــــــــحــــــــــــوبـي قــــــــــــيــس اوالــــــــتـــــــمــــــــتــــــــمــــــــات عـــــــلـى الــــــــشــــــــفـــــــاه

مــــــــــخــــــــــضــــــــــبــــــــــات بــــــــــالــــــــــنــــــــــســــــــــيـبيــــــــــــتـــــــــــســـــــــــاءلـــــــــــون: مـن الـــــــــــفـــــــــــتـى الـ

ــــــــــــــعـــــــــــــربـي فــي الــــــــــــزي الـــــــــــــغـــــــــــــريـب?

ـهرجـان الـكبـيـر الذي أقـمـناه للأخـطل الـصغـيـر في بيـروت عـام ١٩٦١ شاء وفي االشـاعر الـعـراقي الكـبيـر مـحمـد مهـدي الجـواهري أن يـرد التـحـية بـأحسن مـنـها فـنظم

قصيدته على القافية والوزن نفسهما ومطلعها:لـــــــــبـــــــــنـــــــــان يــــــــا خـــــــــمـــــــــري وطـــــــــيـــــــــبي

ــــــــــــــــــمــت حـــــــــــــــــطــــــــــــــــــام كــــــــــــــــــوبـي هـلا هــلا أعـــــــــــــــــــدت لــي الـــــــــــــــــــصـــــــــــــــــــبــــــــــــــــــا

نـــــــــــشــــــــــوان يـــــــــــرفـل بــــــــــالـــــــــــطــــــــــيــــــــــوبنــــــــــــــزق الـــــــــــــشــــــــــــــبــــــــــــــاب عـــــــــــــبــــــــــــــدتـه

ـــــــــــــــــشــــــــــــــــيـب وبــــــــــــــــرئــت مــن حــــــــــــــــلـم ا

- ٢١٢ -

ومنها:الأخــــــــــــــــــــطــل الجـــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــار جــــــــــــــــــــا

ء الـــــــــــكـــــــــــوفـــــــــــتـــــــــــ عــــــــــلــى «نجــــــــــيـب»وأبـــــــــــــــو الـــــــــــــــعــلاء عـــــــــــــــلــى بـــــــــــــــنـــــــــــــــا

ــــــــــــــاء تحــــــــــــــدى بــــــــــــــالجــــــــــــــنـــــــــــــوب ت اوذعـــــــــــــــرت صـــــــــــــــحـــــــــــــــراء الـــــــــــــــعـــــــــــــــرا

ــــــــــــــهــــــــــــــيـب ــــــــــــــوكـب الـــــــــــــــنــــــــــــــار ا ق وأتـــــــــــــيـت لــــــــــــبــــــــــــنـــــــــــــانــــــــــــا بــــــــــــجــــــــــــا

نــــــــــــــحــــــــــــــتـــــــــــــ مــن ريـح غــــــــــــــضـــــــــــــوبـــــــــــســــــــــــيـح إلـى الــــــــــــســـــــــــمـــــــــــا مــــــــــــثـل ا

ء وقــــــــــد حــــــــــمـــــــــــلـت عــــــــــلــى صــــــــــلــــــــــيـبكـــــــــــأسـي تـــــــــــصـــــــــــفـق بـــــــــــالـــــــــــغـــــــــــمــــــــــا

م بــــــــــــــــكـف غــــــــــــــــيــــــــــــــــداء لــــــــــــــــعــــــــــــــــوبســــــــخــــــــرت عــــــــصــــــــافــــــــيــــــــر الــــــــســــــــمـــــــا

ء بــــــــــــخــــــــــــائــــــــــــفــــــــــــ مـن الــــــــــــوثــــــــــــوبــــــــــــــزعــــــــــــــزعـــــــــــــــ تــــــــــــــوجــــــــــــــســــــــــــــا

ومــــــــــــحـــــــــــزمــــــــــــ عـــــــــــلـى الجــــــــــــنـــــــــــوبواســــــــــتـــــــــصــــــــــغــــــــــرت «زمـــــــــر الجــــــــــنـــــــــا

دب» فـي فـــــــــــويـــــــــــهـــــــــــات الـــــــــــثـــــــــــقـــــــــــوب

هـذه تحيـة شاعـر العـراق الكـبيـر الذي شـبه نفـسه بـ «جنـادب العـراق» عنـدما أطلعلى سمائنا وشـاهد من خلال ثقوب الطـائرة عصافير لـبنان طليقة حـرة تسخر به وتثأر

للعندليب اللبناني من «الجندب العراقي» المحزم بحزام الطائرة.

أمـا روائع الأخطل الـصغـير الـغزلـية فـهي تلك الـقصـائد الـتي غنـاها مطـرب الجيلالأسـتاذ محمـد عبدالـوهاب ومنـها «الهوى والـشباب» «جـفنه علم الـغزل» «يا ورد م

- ٢١٣ -

يشـتريك» «الـصبـا والجمـال» وكذلك قـصيـدته «اسقـنيهـا بأبي أنت وأمـي» التي لا تزالدرة الغناء الشعري في حنجرة أسمهان.

هـذه لمحة خـاطفـة وصـورة مصـغرة عن عـبقـرية شـاعرنـا الكـبيـر الذي كـحل أهدابالشعر العربي بألوان ريشته الـساحرة وكتب صفحة خالدة من صفحات العزة والكرامة

في تاريخ لبنان وطن النجوم ومعقل المجد والحرية.

ـرصع بأوسمة الشرف هذا وأجـمل ما في الأخطل الصغـير ذلك الصدر الرحب االتي أوحت إليه هذه الأبيات الساطعة سطوع الشمس في وضح النهار:

أيــــــفــــــرضــــــون عــــــلـى مــــــثــــــلي مـلابــــــســــــهمويــــــســـــألـــــون ثـــــيـــــابي عـن نـــــيـــــاشـــــيـــــني?!

كــــــــأنـــــــــنـي لـم أكـن عـــــــــنـــــــــوان فـــــــــخـــــــــرهمــــــيـــــــادين! يــــــوم انــــــطـلاق الــــــقـــــــوافي فـي ا

ـن مــــــــعــــــــشــــــــر لــــــــولا يــــــــراعــــــــتــــــــهم إنـي ـــــاء والـــــطـــــ مـــــا كـــــان لـــــبـــــنـــــان غـــــيـــــر ا

هذا هـو الأخطل الـصغيـر شاعـر الشـعب شاعـر الحرية شـاعر الإنـسانـية الذيهرجان الـضخم في قصر الأونـيسكو الذي ه عام ١٩٦١ وأقمنـا له ذلك ا احتفـلنا بتكـر

تحول إلى سوق «عكاظ» وجرت فيه مبايعة الأخطل الصغير إمارة الشعر العربي.

توفيق إبراهيم

✸✸✸✸

- ٢١٤ -

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيــــــــض ابــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٢١٥ -

مدخل الى دراسة الشعـر العربـــي الحديـث

أنطون غطاس كرم

ديد فيـما كـان خلـيل مطران يـتوق إلى هـذا التـحدي من كـمال الصـياغـة والنـفس اوالـصنع الوعـر قيض للأخطل الـصغير(١) أن يـتلقى عـلى نحو الخـليل ثقـافة مزدوجةوأن يـأخـذ أصـول الـضـاد على أحـد أسـاطـيـنـها عـبـدالـله الـبـسـتاني(٢). وكـان الـبـسـتانيـعنـي بـالـلغـة وفقـههـا قبـسهـا عن ناصـيف اليـازجي والشـيخ يوسف أستـاذه من أنبه االأسير. ووضع معجمه وروى القد وشطر معلقة عنترة ونظم الشعر على سيادة فيـسـرح مــنـظـومـا ومــنـثـورا. وقـد الـعـروض. وتـرجـم عن الـفـرنـســيـة واقـتــبس وألف في اانحـدرت هـذه الأصـالـة الـلـغـويـة الأدبـيـة وهذا الازدواج الـثـقـافي مـنه الى طلابـه وفيـهم:شـكـيب أرسلان (١٨٧٠-١٩٤٦) وديع عـقل (١٨٨٢-١٩٣٣) أمـ تقـي الدين (١٨٨٤-

لاط (١٨٧٨-١٩٦٣) والأخطل الصغير. ١٩٤٧) شبلي ا

حـتى ليـنـتهي الى الخـاطـر ونحن عـلى قـراءة «الهـوى والشـبـاب» و «شعـر الأخطلور بـ ذوق أدبـي هـما ولـيدا ثـقافـت مـفتـرقت الصـغير» أن صـاحب هذا الـنتـاج وأن هذين الـذوق ينفصلان الى حد في أول عـهده ويتمايزان; ثم ينـصهران مندمج

تأخرة من منظومه. في الحقبة ا

أما الذوق الأدبي الأول فقـد شارك فيه المخضرم من حيث بنيـة القصيد وطبيعةوضـوع وحـياكـة الإنـشاد ; ولا يـخـلو ان تـلـتـمس هنـا وثم بـعضـا من مـصـطلـحـاتهم اـشـترك قـد لطـفته من ثـقافـة الأخطل ـعـا من أغراضـهم. ولكـنمـا هذا الـقدر ا وقوافـيهم و

ئوي ١٨٦٦ ـ ١٩٦٦ . < من كتاب صدر سنة ١٩٦٧ عن الجامعة الأميركية في بيروت في عيدها ا

- ٢١٦ -

ـوروث العـربي من خلال كـتـاب الأغـاني بالأخص. الصـغـيـر عوامـل. منـهـا رجـوعه إلى اوسوعة أن تكوينها النثري مباين للمحنطات الحريرية والانحطاطية ويستوقفك من هذه اـة في الـقرن الـتـاسع عـشر; وفي الـتي حـركت مـيول الـعـروضـي ومـقـلـدي الآداب القـدرسل أنـيق عـلى غيـر افتـعـال يسـير عـلى غـير ابـتذال كـتاب الأغـاني مـا يشـبه البـيـان اتـحاورين من لغى الأقوام مشرق عـلى حلاوة تردك عفـوا او كأن. متـنوع على مسـتوى امن السوقة والأعاجم الى أشد العلماء تـزمتا. كما يستوقفك أنه مختارات شعرية سيقت: أنـه شعـر وأنـه غـناء. وأن عـلى الألحـان فـإذا مـنـظـوم الـقـدامى يـأتـيك مـنه عـلـى قيـمـتـالــطـرب هـو الـغـرض كـيـفـمـا دارت الـوسـائل. ويـعـنـيـك أيـضـا مـنه بـالـنـسـبـة الى الأخـطلكـتبة . حتى يـتهيـأ أن ا الـصغيـر ما اجـتمع فـيه من الإباحـة والفتك ومـن صفاء الـعذريـالـعربـية قـد انفـتحت لـشاعـرنا من خلال كـتاب الأغـاني تـاريخـا وقصـصا وأخـبارا وأدبارسـلـة في ديبـاجـته وأن طلاوة الغـناء وغـنـاء . ويتـرجح لـديك أن تلك الحلاوة الـعـفويـة اقـنعة بـالبـراءة أو بالـعبث الحـائر ب والإبـاحيـة التي شدهـا الخفـر في غزله والـشهـوة اتحـقيق الـشهـوة والامتـناع وأخـبار عـمر ونـعم وعروة وعـفراء لا تـرى تفـسيـرها إلا في

نبت الأول. هذا ا

ـلـطفـة أيـضا أنه انـصـرف الى الصـحـافة وسـلخ في جـريدة ومن هـذه الـعوامل ا«البـرق» حقبة من دهره. وما كان سـبيل الى فصل الشاعر عن الصـحفي: فكما تسنىللـصحيفـة حينذاك أن تبـيت موئلا لجمـهرة من الأدباء وسجلا لـنتاج شعـري يأتيها منهجـري فتـبثه في الناس وتـعممه; كذلك الأعلام الشعـراء في تلك الحقـبة ومن أقلام اتـسـنى للأخـطل الـشـاعـر أن يـسـتل من الـصـحافـة بـعض قـضـايـاهـا وأن يـدمـجـها فيأحواله الفنيـة على ما يشبه الالتزام بل يتضح كيـف أن الهول العثماني قد فرض عليهالحـيـطـة والـتـقيـة بـحـيث لا يـجـهـر بـالـتـحدي الـصـراح فـيـتـخـذ من الـغـزل ومن لـوحاتالـطبـيـعة حـيـلة فـنـية لـتغـطـية ذاك الـتـحدي الـسـياسي ويـبطـن بالـغزل الـرقـيق أغراضهـسـتـتر ـا لم يـسـنح في الـشـعـر القـد ورافق هـذا الحـرص ا الـسـيـاسـيـة اللـمـاحـة ــتـصل بـقـضـايـا الـعـصـر. يـقل مــجـاهـرة في الـعـهـد الـعـثـمـاني ويـزداد مـعـظم شـعـره ا

صراحة في عهد الانتداب.

- ٢١٧ -

بل إنـني أذهب الى أن الـيـسـر الـذي لا بد مـنه في الأداء الـصـحـفي كـان داعـيا مندواعي الـيـسـر في تـركـيـبه الـشـعـري وإن ثـبت لـديك أن الـعـبـارة الـصـحـفيـة فـي جـريدة«الـبرق» لم تتـأنق لتظل عـلى مسـتوى الجمـهور الأعم فلا مراء أن الـصحافـة قد صرفتستعمق الى قفل والفكـر ا نظـوم ا الشاعر عن الـكد والإغراب والتركـيب المجهود والـون من الإشـراق الـسهل الـذي أسـعف عـلى تـعمـيم مـنـظومه فـي النـاس وأعـده لـلمـنـابرـتـنفس الـصـحفي كـثـيرا مـا كـفاه مـؤونة حيـنـا وللـغـناء حـيـنا. ويـلـوح لي فوق ذلك أن االـشعر إذ اسـترفدت «الـبرق» بعض شـواعره وخواطره ونـشاطه فقـل منتوجـه الشعري

رغم طواعية العروض وطول معاناته القريض زمانا مديدا.

أمـا الـذوق الأدبي الـثـاني فـمـرده الى أن هذا الـعـامل الـصـحـفي بـالـذات جـعل جـريدتهتـرجمـانـا لمختـلف الـنشـاطـات الأدبيـة ولا سـيمـا ما انـبث فـيهـا من نـقل الآداب الـرومنـطـيقـيةا تلقاه هـجري حتى اختلط المجـموع فرنسيه ومـهجريه فكان ذاك امـتدادا وطلائع النتاج افي دراسـته الثـانوية(٣). وبصـر بالـرومنطـيقـية تـنتقل الـى الذوق العـربي بفـضل التـرجمات أوـهجـرين. وهـكـذا اشتـبك الـرافـدان في تكـويـنه ثم تـرى لديه أن الـقـصة مـسـوقة عـلى صـيغ االـرومنـطيـقيـة تمـتزج بـالشـعر الـرومنـطيـقي الخـالص أو تسـتلـهم أخبـار الحب من «الأغاني»اثلا لـلمـقتـبس الغـربي. حتى إذا تـبقى من ـستـهلك الـعربي قـصصا شـعريـا وتزفـها الى اقـوالب الـقـدامى رواسب فـأثـارت حـفـيـظـة المجـددين عـلـيه راح يـسـهم فـي تعـمـيـم الأثـر الذيخلفته مـباد الثورة الفرنـسية عندنا ويـرافق الحركة القومـية والتعاطف الاجتـماعي واليقظةفاهيم بـفاجع العالم العربي ولبنان الإصلاحيـة العامة ويدرأ الظالم العـثماني ويربط هذي اية الأولى مـجاعة ومـشانق واستـبدادا. ثم إن الطـبيعة ولا سـيما ما دار فـي مأ الحرب العـاقـد اكـتست أشـكـالا وألوانـا وقـيمـة اسـتاتـيـقيـة وحـالات نـفسـيـة مرت إلـيه بـالعـدوى من شـعرالـفـرنسـيـ ومن نـثـر جـبران وطـفق عـلى غـرارهم يـسـتـع بـرسـومـهـا استـكـمـالا لـتـركيبـوضـوع أو هـبط الـقـصص الى مـسـتـوى الـنـثـر اعـتـصم بـالـلـوحـة الــقـصـيـد; فـإذا كـبـا به االوصفية ليـستعيد مرتفعـه الشعري أو ضمن موضوعه المحـلي مقتطفات متـرجمة أو مقتبسةرسل. (انظـر بعض مقتـبساته مثلا وتـضمينه من شعـر الرومنطـيقي في ضـرب من المجاز افي قـصـيـدة عـروة وعفـراء: الـهـوى والـشبـاب ص ٧٠ - ٧١ بـعض أبـيـات الشـاعـر الـفـرنسي

ألفرد ده موسه).

- ٢١٨ -

ة عـابوه أيـضا بـالسـرقة غـير أن المجـددين الـذين عيـروه باقـتبـاسه الأجهـزة القـدـقـتـبس الـصـريح مـا عـتم أن ذاب لـيـفـنى في حـقـيـقة عن شـعـراء فـرنـسا(٤). ولـكن هـذا اثل في الشعـر العربي الحـديث مرحلة الشـاعر وفرديته. ومـن هنا أن الأخطل الـصغيـر ـثل بدايـة في الـنوع. هي مـرحـلة اقـتـباس وصـهـر وتفـاعل ولـيسـت مرحـلة مـكـملـة ولا عتـدل من نزاع المحافـظ والمجددين. ـذهب أدبي جديد. ومن هـنا أيـضا موقـفه ا تـوليد وصـحـيح القـول أن هـذا الـنـزاع لم يـجـاوز الأعراض الـسـطـحـية لأنـه لم يسـتـعـمق نـقـدياوفـلـسفـيا وعـلـميـا ولا هـو أحاط بـثقـافـة أدبيـة إنـسانـية شـامـلة كـفـيلـة بأن تـصـبو به الىنـحـاه: فـإمـا أخذ عـن القـدامى عـبـر المخـضـرم وإمـا اقـتـبـاس مـسطح مـنـحى مـفـارق

لبعض آثار الفرنجة يعقبها صهر معتدل خلو من التجلي الخلاق.

ــا شـاعـت مـفــاهــيم الــرمــزيــ في الــعــقـد الــرابع مـن هـذا الــقــرن وقع للأخــطل من واط الرومنطيقية الغالبة على ماضي نتاجه وهكذا تراه شعرائها جهاز تعبيري مختلـف عن ألا يـعول عـلى الـعمق الـفكـري فيـقف عـند حـكمـة شوقي الـعارضـة وتـستـمر فـيه نكـهة عـمودصهور نظوم الشعبي(٥) ويتبدل ا الشـعر ويتخلله نسيم الـغناء العربي الحديث حتى يـبلغ ا

تجسدة في شعر الياس أبوشبكة. من ثقافته الأدبية الى عطاء ماهد للرومنطيقية ا✸✸✸✸✸✸✸✸

ا يرد ـركب الثقـافي في شاعـرية اليـاس أبوشبـكة إ فـإن أب ما يـستوقـفك من بناء اـسـيـحيـة بل إنـني أذهب إلى أنه لا يـدرك بـكـليـة شـاعـريته في أعلى مـا يـرد الى تـكـوينه بـاـسيـحي. حتى كـأنه هـو الأصل وكل ما تـبـقى فروع لـهذا الـرافد انـطلاقـا من هذا الـتكـوين اوتـكـمـلــة. وأقـول عـلى سـبـيل الـقـطـع إن هـذه الـثـقـافـة بـعـيـنــهـا هي الـتي ذوبت فـيه مـوشـورالـرومنـطـيقـيـة بألـوانـها جـمعـاء عـلى اعـتبـار أن الـرومنـطـيقـية ومـا اتـصل بـالتـصـوف منـهاموروث مسيحي. ولذا أيضا ظل شوقي وعلي محمود طه وأحمد زكي أبوشادي من جماعةأبولو عـند ظواهر الـرومنطـيقيـة وأعراضهـا ولم يلجـوا هيكـلها الروحي. وهـذه هي الآفة التيسـقط فيهـا رزوق وشوقي ضيف عـندما درسـا شعر أبي شـبكة إذ غـفلا عن الطبـقة الثـقافية

ت فيها غذاءاته الأخر. الأولى التي

أنطون غطاس كرم

- ٢١٩ -

الهوامش

ولد في عـام ١٨٨٤ . تـعد الآنـسة أبـوجودة الآن رسـالـة للـماجـستـيـر في الأخطل الـصغـير.-١عارف ١٩٦١ مع مـقدمة بقلم سعيد عقل); مجموعة راجع ديوانيه: الهوى والشباب (دار اـكشـوف ١٩٣٦ ـ ١٩٣٩ . شرارة ـعـرض ١٩٢٨ ـ ١٩٣٢; مجـلة ا جـريـدة «البـرق»; مجـلة ا

عبداللطيف: الأخطل الصغير في سلسلة «شعراؤنا» دار صادر ودار بيروت ١٩٦١ .

١٨٥٤ ـ ١٩٣٠ . انـظـر بشـأنه: داغـر يوسف أسـعـد: مصـادر الـدراسة الأدبـية ج ٢ -٢ص ١٩٣ ـ ١٩٥ تـذكــار الـيـوبـيـل بـيـروت ١٩٢٨; مـنــاظـرة لـغــويـة أدبـيــة بـ الأسـاتـذةـغـربي أنـستـاس الـكـرمـلي القـاهـرة مـكتـبـة الـقدس عبـدالـله الـبـستـاني عـبـدالـقادر ا

١٣٥٥هـ; يوبيل عبدالله البستاني الذهبي مجلة الحارس المجلد (٥ ) عام ١٩٢٨ .

راجع الـرسالـة التـي وجهـها الـيـنا أحـد طلاب مـدرسة الحـكـمة في ذلـك العـهد ١٨٩٨ ـ-٣١٩٠٦ وقـد أورردنـا خلاصـة مـا تضـمـنـته في مـحـاضـراتنـا في جـبـران خـلـيل جـبرانالقاهرة ١٩٦٤ ص ٢٣ ـ ٢٥ . وانـظر بخاصة ما هـو متعلق بنظـام التدريس ومنهاجهراش وأديب إسحق. وغني ـطالعـة نتاج الأدباء المحـدث أمثـال فرنسيـس ا والعـناية ــاع الى بــعـض الأســاتـذة عن الــبــيــان ذكــر الأدب الــكــنــسي وتــرجــمــة الــتــوراة والإ

الفرنسي القادم من «سان سولبيس» و «وروان».

ـعرض ثـم في مجـلة-٤ راجع مـآخذ الـيـاس أبوشـبـكة وعـصبـة الـعشـرة عـليه في مـجـلة االجـمـهـور ومـآخذ كـرم مـلـحم كـرم في مـجـلـة الـعـاصـفـة ولا سـيـمـا مـا جـاء مـنهـا فيسلول من حيث اقـتباسه عن الفرنجـة; وقصيدته «مآسي قصيـدته:الهوى والشبـاب وا... ـقلـت هى أهـدت إلـيهـا ا الحـرب» من حيـث اقتـباسـه أجهـزة الـقدامى ومـطـلعـهـا: «ا

.« والظبا أهدت إليها العنقا» وقصيدته «يا عاقد الحاجب

الهوى والشباب ص ١٥٧ ـ ١٥٨ .-٥✸✸✸✸

- ٢٢٠ -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــض ابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٢٢١ -

بشارة عبدالله الخوريصاحب جريدة البرق ـ الأخطل الصغير

أبو عبدالله ـ أمير الشعراء

الياس خليل زخريا

سافر أمس صديقنا «أبوعبدالله» سفرته القريبة في الأرض البعيدة.

تـمــدد في بـزته الجـديـدة الأنـيـقــة وسـبـحـته الـيـسـر ونــاظـريه الـهـادئـ الـبـاردينـلمع تـوكئ الـقـصيـر وتـابوت مـشـرع البـاب من الخـشب الـسنـديـان المحفـر ا وعـكـازه اوشمعتـ نصرانيـت طويلتـ من الجبل واقفتـ وحدهما في مسـرجتي النحاس عناليمـ والشمـال تحت العلم تـتمـتمان عـلى جدران القـاعة الواسـعة العـارية في صمت

دينة الجامعية الصاخبة. ا

نظرت إليه مليا فكأنه هو نفسه.

مــطل وحــده مـن الـزاويــة في شــرفــة مــكــتــبه الى رصــيف «الــشــهــداء» في ســاحـةاء الـعثمـانية الـتي انصب فوقـها تمـثال بحري العاصـمة ب الـنخلات العـاليات وبـركة ا

غريب لشهداء غير غرباء.

.. وينساب «الأخطل الصغير» بخياله على مسارب نظارتيه.

تزنة. تعبة ا فتول فتلا على عصاه ا ويتنقل بجسده النحيل ا

ويـقـتـنص هـنـا ويـتـربص هـنـا ويـنـتـظـر انـتـظـاره هـنـاك ويـكـر الدقـائـق علـى حـباتسبحته القـصيرة. ويبتسم ابـتسامة شفـافة دائمة كأنهاـ الرضى الى كل شيء والاستخفاف

< الأديب ١٩٦٨ السنة ٢٧ عدد: ٩ ص: ٢.

- ٢٢٢ -

بـكل شيء. ويـلف ويـدور ويرود ويـتـأمل ويرحـب ويغض الـنـظر. يـدخل في قـنـطرة منقناطر البرج ليخرج من قنطرة برجية أخرى. يستقبل في عرض الطريق بالشم والتقبيل

... وقد يغرق في التودد.. ... وقد يتناهى في الجفاء.

ثم تـراه يفـيء عنـد كأس ودن في ضـجـة أو خلـوة أو نـشوة مـنتـشـية لا أبـهة ولاـظـاهر ومـدارج الـرتب وأبـواب الفـخـفـخة تـرف ولا مظـاهـر ثـراء في حي كـان زاخرا بـا

وبيوت الثراء وسارية العلم ونفخ البوق.

ــزة أو رفـة عــ ويـنــسـحب من ويــصـحــو صـحــوه عـنــد الالـتــفـات في غــمـزة أو المجلس على السكت انسحابا خفيا.

. وقد تراه يتوارى على الوقار في أكمام ثيابه تحت نظارتيه الدائمتوقد تراه ينزوي على التبصر في مداخل نفسه وحفيف أجنحته.

وقد تراه ينفعل انفعال النار في دفع الريح.وت في برودة التراب. وقد تراه ينطفئ انطفاء ا

يـعربـد ويـثور.. إذا مـا غـمزت قـناتـه. ينـفر ويـجـافي.. إذا ما قـوطـعت كلـمـته. يحـقدوينقم.. إذا ما مست قافيته.

يحب النقد مديحا في شعره ومديحا في نثره في كل شعره وفي كل نثره.

فإذا مـا تحرك القلم أو اللسـان في لفظة قلقة مـن ألفاظه أو إلى بيت مضطرب منأبياتـه أو على صورة غـير مـكتـملة من صـوره أو قصـة شاردة من أقـاصيـصه انتفضكـما يـنتـفض الثـأر فلم يـترك لـلناقـد نثـرا قائـما ولا شـعرا مـنتـظمـا ولا رأيا سـليـما وقد

يجرحه في خلقه في أدبه وفي أهل بيته.إنـي إذا جـــــــــنـت ريـــــــــاح ســـــــــفـــــــــيـــــــــنــــــــــتي

لاح ذهـب الجــــــــــنـــــــــون بــــــــــحـــــــــكــــــــــمــــــــــة ا

وأشيـاء وأشيـاء من حكـايات الـعمـر في رفـقة طـويلـة غنـية في ثـلث قرن نـتركـهانبسط. الى الغد لروايات الخبر ومجالس الحديث ا

✸✸✸✸✸✸✸✸

- ٢٢٣ -

ويعـود «أبـوعـبـدالـله» من تـطـوافه الـنـائي في الـسـاحـة إلى غـرفـته إلى بـيـته إلى داره.كــانت غـرفته تلك أيامذاك في غربي ساحة الشهداء أو في جنوبها كل داره كل بيته.

كتبة ـة والسجلات الجديـدة وا طبـعة والمحبرة والـدفاتر القد فيهـا «البرق» واـهـملات الـعـتـيـقـة ـائـدة وأدراج الـضـيـافـة وسـلـة ا ـسـنـد وا والـرسـائل والـديـوان وا

وخزانة الثياب وأخبار المحب وأثاث كامل من أثاث الدنيا غير الكاملة.

كـانت هذه الغرفة هذه الـدار أعمق ما كانت. إنها الصـومعة اللبنانـية العالية التينـزل فــيـهــا عـلى نــصف قـرن في شق مـن كـرسي واحــد بـقـمــيص واحـد عــلى اللاهـوت

الشعري ثلاثة قدامى «ابن أبي ربيعة» و «ابن هاني» العباسي و «أبوالطيب».

ورقة عـفـوية فـطريـة «كـالصـوت للـطـير أو كـالنـشـر للـزهـر» على حـبكـات مـطيـبة فيسهـولة الـتسـلسل ولـ الحوار وحرارة الـسرد وتـنغم الـكلمـة وسكب الـقافـية وإبرازالـصورة والاقـتبـاس الـعيـني والخطـف الأذني وتأملات الـتتـبع وجـمال الأرض ولـذائذ

هن من غير لذائذ «نعم وعمر».

ثـم دالـيـة عـجـيــبـة تـفـتح فـي الجـسـد وفي الـنـفـس مـغـالق الـســر ومـكـامن الـلـذةومصاعد الجموح.

اء فـي الغـمام ثم حـكمـة دهـرية انـصـهرت فـيـها الأحـداث والـبطـولات انـصهـار اتـعطش أبدا الى مـعطيـات الجمال تـيقظ ا والغمـام في السمـاء والسمـاء في الضمـير ا

وقراب الحق ومقدسات الحرية.

ثم طموح دنيوي عجيب الى فوق.

قد يغـضب فلا يتمـرد إلا في الكبـرياء والتـرفع والتعـالي ونحت الصور وإطلاقالخيال وبناء القصيد بناء الصعوبة الفخمة.

وقـد يجـنح أحيـانا الى مـثل: «التـأمر» أو الـتولي أو الـتحـكم أو القـناعـة الوديـعةـنحدرة عن الـضجر والحرمـان الى القلـيل القلـيل من أوسمة هـؤلاء الحاكمـ الفقراء ا

المحتاج الى من يرفع قدرهم في ع الكلمة.

- ٢٢٤ -

أو قل معي فـي غبـار تلك الـصومـعـة التي سـمعـتـها أمس تـقهـقه قـهقـهتـها في وجهقاعة الاستقبال الكبيرة الكبرى من قاعات كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية.

وفوق هـذا وذاك قبة صـافيـة من قبـاب الجبل رفـعهـا «الأخطل الـصغـير» ورفاق«أبي عـبدالله» وتلاميذ صـاحب «البرق» ـ وقد كان معـلما سخيـا من معلمي الجيل ـ علىة هذه الدنيا العـربية الواسعة تستظلها الأرزة فلا تـيبس وتنبسط فيها الصحراء الحاتد تحتها الريف فلا ينقطع فراته ولا ينضب نيله ويتدفق بردى اء و فلا يجف فيها اجـارنا بـردى فلا يبـقى في واديه الخصـيب إلا هذا الـقـلب اللـبنـاني العـربي الذي يـخفقكالـشعـاع على قـمة حـرمـون ويذوب كـالنـدى على ضـفاف الـغـوطة ويـسيل كـالأمل على

تفجر من قلب الصومعة الهرملية من عندنا في الجبل الأخضر. «العاصي» ا

ويسـألون الـوادي الدمـشقي عن قـد هوى «هـذا الفـتى العـربي في الزي الـغريب»فلا يـجدون غـير خـفقـات قلـبه مع المجد والـسرى والـسراب والأمل الأكبـر الى الرمل

والنخيل وجبال الشمس في واحات الزمن.

ويوم نادينا شاعرنا بهذه الأسماء الثلاثة:

«أبو عـبدالله ـ الأخطل الـصغير ـ أمـير الشعـراء» كنا نشـعر بأن هنـاك اسما رابعافوقها تنتهي فيه هذه الروافد اللفظية.

تـتـسـاقط عن مـجـده ويـبـقى تـنـتـثـر عـن دوحه ويـدوم. ألم يـعـشق «بـشـارة عـبـدالـلهالخوري» نفسه كما يعشق البلبل حنجرته?!

ألم تكن هذه الأسماء تمدحا به نعوتا عابرة في معدنه.

ـفـاخـره مـطـمـئـنـا الى نـصـرانيـته ألم يـلـقب نـفـسه بـاسم شـاعـر بـني أمـيـة فخـورا ومـكانـته ومجـاله وأفيـائه في مـشارف الأفـياء حـتى إذا سـرى اسمه وتـناقل عـلى ألواحالقلوب تضايق فخلعه وتألم فأنكره وتمنى علينا مرارا في محبتنا له أن نهمل التسمية:

«ذلك عبث من أيام الصبا في طفولة الشاعرية».

- ٢٢٥ -

ألم يناج أبا الطيب:طـــلــــبت بــــالـــشــــعــــر دون الـــشــــعــــر مـــرتــــبـــة

فــــــــشــــــــاء ربـك أن لا تــــــــدرك الــــــــطــــــــلــــــــبــــــــا

ويـسـعـى إلـيـــه مـنـظـمـــو مـهـرجـــان الإمـــــارة شـعـراء الـكـهـــولـة الراغـبـــ فيـوروث فـيـرحب بـالـلـقب ويـهلـل بالـتـتـويج ويـحـني رأسه الـعـالــي لإكـليل الإرث غـير ا

هرجان وصولجانــه. ا

وألتـقيه بـعد «الـتأمر» وأذكـره ولا أهنـئه فيـعتب بـجفـاء ويودع بـقساوة وكم وددتحـقـا لـو تحركـت فيه عـلي شـاعـريـته الـغـضـبى فـهـجـا كمـا كـان يـهـجـو وحـطم كـمـا كان

يحطم غير أنه أنطوى عنا في ل الغربة على عتابه الأخير وموته الأخير.

وأدركت أن أقـصى ما كـان يـطمح إلـيه «بـشارة عـبـدالله الخـوري» في أوائل حـياتهوأواخر هـذه الحياة الـدنيا لـقب «أمير الـشعراء» وإن كـان في قرارة ذاته واثقـا بأنه ليس

للشعر إمارة وليس للإمارة (ولي عهد) وليس لولاية العهد (إكليل أو صولجان).

ويا صديقي.. يا أمير الشعراء.

لا أوتارك انقطعت عن عودك.

ولا شموسك توارت عن مشارفك.

ولا أقمارك غابت عن ضلوع جبلك.

أراك في نفسي كأنك الجبل.

غرد يا أبا عبدالله ففي كل واد حداء من قلبك.

وت. سلم قلبك من ا

الياس خليل زخريا

✸✸✸✸

- ٢٢٦ -

ابيض

- ٢٢٧ -

رحلة..... في شعر«الأخطــل الصغيـــر»

حس مروة

(١)

ـعـنى الـدقـيق لـلـكـلـمـة.. فـلـكي نـدخل الـيـوم هـذا الـعـالـم الـشـعري هي «رحـلـة» بـاالخـاص الـذي أنـشـأه «الأخـطل الـصـغـيـر» لـنـفـسه ولجـيـله لا بـد أن نـسـتـعـد للأمـر قـبل

عاصر. نا ا ا آخر غير عا الإقدام عليه لأننا سندخل عا

ارس بها اليوم قاييس التي قاييس للشعر تـختلف جذريا عن هذه ا سندخل ـعاصـر الـذي صارت عمـلـيـة التـذوق والـتـلقي والـتـواجـد الفـكـري والـروحي مع الشـعـر ا

علاقتنا به جزءا من علاقتنا بكل ظاهرة من ظاهرات التحول العاصف في عصرنا.

لا بد لنا إذن من إعداد أنفسنـا «للتأقلم» الذوقي والفكري والوجداني في «مناخ»ة حتى لنخشى ـ إذا شعري انقطـعت أو كادت تنقطع بـيننا وبيـنه علاقات الألفة القـدعدنا إليه الآن ـ أن نستشعر الغـربة معه أن يستدرجنا الشعور «بالاغتراب» الى التورط

وضوعية.. بأحكام جائرة بعيدة عن ا

ه غير أن «الأخـطل الصغـير» سيـعيـننا عـلى هذا «التـأقلم» دون عنـاء كبيـر فإن عاالشـعري من الشفـافية والطـرافة وصفاء الجـو بحيث سنـجد في رحلتـنا إليه أنـنا لسناعـاصر. بل سـنجـد ـ الى ذلك ـ أن هاجـسا روحـيا خـفيا نـا ا بـعيـدين جدا عن تـخوم عـايـتـنبه فـيـنـا فـجأة مـنـذ أول إطلالـة عـلى دنيـاه فـإذا بـنـا نحس فـي داخلـنـا أصـداء هذاالهاجس تـوحي إليـنا أن ندخل دنـيا لنـا فيهـا نبـضات وجدان ونـبرات غضب ومـشاعر

سنة ١٩٦٨ < الآداب عدد ٩ ص ١١

- ٢٢٨ -

آلام ومسرات ولنا عـندها أشياء من حيـاتنا وأشواقنـا وتطلعاتنـا لا تزال طرية خضراءلأنها متصلة بجذور أشيائنا الحاضرة.

صـحيح أن جـيل «الأخطل الـصغـير» قـد انتـهى منـذ أكثر من ربـع قرن وأن الجيلالـذي يعاني الآن حـياة الـعصر بـكل قلـقها وعـنفـها وبكـل حدة الصـراع ب تـناقضـاتهاوبكل حيوية هذا الصراع قد أنشأ لنفسه مناخات شعرية جديدة شديدة التعقد والتوتروالتـفجـر لكن «الأخـطل الصغـير» ذاته بـقي في نهـاية جـيله يقف عـلى تخـوم جيـل فلميغـرق هـناك في قـاع الزمـنـية الـكلاسيـكيـة ولم يـغتـرب هنـا كل الاغـتراب عن إرهـاصاتعاصريـن وإن لم يدرك ما انكـشفت عنه هذه الإرهـاصات من جديد التحـول والتفجـر ا

وما كان له أن يدركه بعد أن استنفد العمر طاقاته.

ه الـشـعـري نعـاني وحـشـة الاغـتراب كـثـيرا فـنحـن إذن في هذه الـرحـلـة الى عاوإن كـنـا ـ عـلـى كل حـال ـ سـنـشـعـر بـأنــنـا مـعه في جـيل لـيـس هـو بـالجـيل الـذي يـحـمل

همومنا أو يستوعب الأطر التعبيرية القادرة على تحمل هذه الهموم.

(٢)

ونبدأ «الرحلة» الآن من نقطة الانطلاق الأولى في شاعرية «الأخطل الصغير». نبدأمن قضية الشعر:

نريـد أولا ان نتعرف الـشعر كـما يتصـوره بشارة عبـدالله الخوري نـفسه.. فكيفيتصوره? ما أبعاده وحدوده في رقعة الحياة?.. ما دوره في ديالكتيك الحياة?..

نـستطيع أن نـعرف هذا كله في كثـير من شعره ولكن له «صلاة» يـضرع فيها الىـفعم قلـبه صدقـا وإخلاصا أن تلـهمه الـشعر الـذي يريد.. ؤمن ا ربة الشـعر ضـراعة افي هـذه «الصلاة» الخاشـعة نـعرف كـيف يريـد الشـعر لنـفسه أي كـيف يتـصور الـشعر

في أعلى مستوياته وفي أكمل صوره:الهميني يا ربة الشعر شعرا

كالنور والنار

- ٢٢٩ -

كالهواء كالأطيار كالفكر حرايلفح الأدهار

كالأهازيج في الوغى تترجع إن ثائر ثار

كدوي الأمواج إذ تتدفعبعيدة الأغوار

ربة الشعر الهميني قصيداترجع الأطيار

الهميني شعرا طليقا جديدايوزع الأنوار

ـثـلى. هـكـذا الــشـعـر في صـورته الـكـامــلـة عـنـد «الأخـطل الـصـغــيـر» بل صـورته اسألة هـنا ليست أن الشاعر صـادق في «صلاته» هذه أو غير صادق.. حتى افتراض واعـدم الصـدق هنـا يؤكـد أن الصـورة بحـدودها كـلهـا قائمـة في ذهنـه تكشـف عن مكـانهاالخـفي في طــمـوحه.. ولــكن طـبــيـعـة «الأخــطل الـصــغـيـر» نــفـسـهــا تـفـتــرض صـدق هـذهالـضـراعة في «صلاته». فـهـو ينـطوي عـلى ثـورة في أعمـاقه نـعرفـها مـنه في سـيرته وفيشعره مـعا. وقد تمـيز بهذه الـوحدة ب سيـرته وشعره دون ازدواجيـة ولا تعقد. من هذهتـفجـرة بعض الأحـيان اسـتوحى «صلاته» الى الثـورة الهـادئة الـوديعـة أكثـر الأحيـان اربـة الـشـعر: فـهـو يـريـد الشـعـر نـارا تلـفح الأدهـار يـريـده طلـقـا كـالهـواء والأطـيـار حراـتدفـعة في كـالفـكر ثـائرا كـالأهازيج في مـعركـة الثـائرين بـعيـد الأغوار تـدوي الأمواج انواحـيه.. يريد الشـعر جديدا طـليقا يرفـض الركود والقيـود.. يريده لا يكـتفي بأن يضيءذاته فـليـكن نـورا يوزع الأنـوار لـيـضيء الآخرين لـيـضيء الحـياة... لـيس الـشعـر عـنده

وسيلة ترف فني وحسب:وهـل الــــــــشــــــــعـــــــر غــــــــيــــــــر مــــــــا امــــــــتــــــــلك

الـــــنـــــفـس فـــــحـــــلـى كـــــأســـــا وحـل وثـــــاقـــــا?

- ٢٣٠ -

تـلك النفس: للامـتلاك هنا محـتواه الوجـداني الضاربـة جذوره الى أعماق الشـعر أن شـاعر كلها حتـى الامتلاك.. وبعد هذا على النفس فهـو يعني صدق التـجربة واستيـعابها اـنح الإنسان حلاوة الحـياة والبـهجـة الروحيـة وأن يحرره كـذلك أن يحل وثاقه الـشعر أن ـوه وتـطـوره وانطلاقه فـردا ومـجـتمـعـا.. بـهذا كل وثـاق يـستـعـبـد أو يـقيـد طـاقـاته أو يعـيق

فهوم للشعر امتدح «الأخطل الصغير» حافظ ابراهيم شاعر النيل وهو يرثيه: امـــــا نـــــســـــيــــــنـــــا لك الــــــقـــــصـــــائـــــد حـــــمـــــرا

قــــــــطـع الــــــــشـــــــــرق دونــــــــهــــــــا الأطــــــــواقــــــــافــــغــــســـــلت الجــــراح بــــالــــســـــلــــسل الــــعــــذب

وصـــــــــــــيــــــــــــــرت كـل خـــــــــــــلــف وفـــــــــــــاقـــــــــــــا

للشـعر إذن وظـيفة تـتجـاوز الامتنـاع الفـني المحض لتجـمع الى الإمتـاع هذا قوة.. ليس الشعر تلقـيا وانفعالا وحسب فهو الـفعل في حركة التطور والـتحرر الاجتماعيــ كذلك ـ فاعل ومحرك ومحرر.. وكيف يـكون الشعر هكذا: محركا ومحررا إذا لم يكنهـو نـفـسه ـ أي الـشعـر ـ مـتـحـركـا ومتـحـررا?.. من هـنـا كـان شعـر «الأخـطل الـصـغـير»زاخـرا بـالحــركـة وديـنـامـيـة الـتــحـرر.. وإذا لم يـخـرج في حـركــته وتحـرره عـلى الـشـعـرقفى فقد تصـرف كثيرا بقواعد هـذه «العمودية» تصرفا الـعمودي شعر البيت الـكامل ا

وذج من تصرفه: له طابع الجدة والاستقلال. وهذا يا مجديا فن

يا جنونلم تبق منياللياليسوى

خيال خيالي✸✸✸✸✸✸✸✸

لا النحليرشف شهدي

- ٢٣١ -

ولا الفراشوكان جيديوخدي

لها فراش✸✸✸✸✸✸✸✸

أبعدماكان نهدي يروي

العطاشأصبحت

أصبحت وحدي..✸✸✸✸✸✸✸✸

يا مجديا فن

يا جنونأين الهوىوالفتون

عجبون والعصبة ا

عـلى أن طبيعـة الحركة والتـحرر في شعره لا تـقتصـر على البنـائية الخارجـية. فقدتركـت آثـارهـا كذلـك عـلى الـبـنـاء الـداخلـي في مـعـظم هـذا الـشـعـر حـتى شـعـر الـطربالـغنائي الصرف مـنه. فنحن نجد دينامـية الحركة والتحـرر في محاولات بشارة الخوريخلق الأبعاد الوجـدانية لشعـر الغزل والحب وتجاوز الصور الـنفسية والـصيغ الشعريةـألوفـة عند شـعراء جـيله في هـذا البـاب.. فهـو مثلا مفـت بـالجمـال وبطـرب الشراب اتلك كـما يفتـ غيره من الشـعراء ولكن كـيف تتميـز عنده صـورة هذا الافتتـان وكيف

الافتتان نفسه وكيف يتحرك في وجدانه:فــــــــــــ الجـــــــــــــمــــــــــــال وثــــــــــــورة الأقــــــــــــداح

صـــــبـــــغت أســـــاطـــــيــــر الـــــهـــــوى بــــجـــــراحي

- ٢٣٢ -

في هذه الحـركة الشعرية تنـبع أكثر من صورة أسطورية مـلونة بدم الجراح ولكنهأسـاوي بل هو يـضفي عـلى الجراح نـفسـها لـون الفـتنـة والبـهجـة بلـمسات اللـون غيـر ابـسيـطة وسـريـعة وغـزيرة الإيـحاء.. وكـثيـرا مـا نسـتشف خـلل مـوجة الـصفـاء الشـفافامـتزاج حب الحـياة وحب الجمـال معـا في حركة وجـدانية واحـدة داخل الحركـة النغـمية

الخارجية الباهرة الألق والتنوع: أنــــــا لا أشـــــــيع بــــــالـــــــدمــــــوع صــــــبـــــــابــــــتي

لـــــــكـن ألـف جـــــــنـــــــاحــــــــهـــــــا بـــــــجـــــــنــــــــاحيغــــــذيـــــتــــــهــــــا بــــــدم الــــــشــــــبــــــاب وطــــــيــــــبه

وهـــــــــرقـت في لـــــــــهــــــــــواتـــــــــهـــــــــا أفـــــــــراحي......................

مـن كـــــــــان مـن دنــــــــيـــــــــاه يــــــــنـــــــــفـض كـــــــــفهفـــــــــأنــــــــا عـــــــــلـى دنــــــــيــــــــاي أقـــــــــبـض راحي

إنـي أفــــــــــــدي كـل شـــــــــــمـس أصـــــــــــيـــــــــــلـــــــــــةــــــغــــــيب بــــــألـف شــــــمس صــــــبــــــاح حــــــذر ا

هذه الـلهـفة الـصارخـة في البـيت الأخيـر نكـاد نحـسهـا تتـفجـر أذرعة من الـشوقغيب وكي والـرغاب. تتسـارع الى عناق شمس الأصـيل تشدها كي لا تـغوص في لجة ا

تغير مسار حركتها العدمية الى مسار الوجود اللانهائي..

وتـتخذ الحـركـة الشـعريــة وهــي تـعبر عن شـغفه بالجـمال ظاهـرة أبعد عـمقا فيالـوجـــدان حـــ يــتـحـــدث عن ذكـــرى له غـذاهـا بـأكـثــر مـا مـضى من صـبـوته ثم جـاء

ا بقــي: يغذيها بــــــأخـي هــــــوى مـــــتــــــمــــــاسـك في أضــــــلــــــعي

ســـــــمـح عــــــلـى شـــــــيع الجـــــــمـــــــال مـــــــفــــــرقشــــــــــــقـت مــــــــــــرائــــــــــــره أسـى وتــــــــــــأوهـــــــــــا

إن فــــــــــاتـه الحـــــــــسـن الـــــــــذي لـم يـــــــــخــــــــــلق

- ٢٣٣ -

جـاء يغـذيهـا ـ بـعد ـ بـقلـبه هـذا الذي انـعقـد الإخـاء بيـنه وب الـهـوى على تـماسكوسـماحة وتوزع بـ صنوف الجمـال.. ولكن العجب في «أخي الـهوى» هذا أنه لا يرتويا هو كـائن فهـو يتمـزق مرارة وأسى من طـموحه وتطـلعه الى مـا لم يخلق من الحـسن بعـد من صنوف الحسن والجمـال.. ليس هذا من باب الإغراب والاسـتحالة أي ليس هوا هو تعبير ديناميكي عن شغف نوعا من الافتعال كما قد يدخل في تـصور ناقد ما وإهذا القلب بالجمال الى أقصى حدود الشغف والوله.. إنها صرخة «جوع» جمالي هائلةحتـوى النغم الـداخلي لا بحركـته الخارجية وحـسب.. وقد تبلغ مـثيرة تعـبر عن نفسـها

هذه الصرخة منتهى العنف ح تعبر عن هاجس جمالي آخر مع طرب الشراب:يــــــــا ذابـح الـــــــعــــــــنــــــــقــــــــود خــــــــضـب كــــــــفه

بـــــــــــدمــــــــــــائـه بــــــــــــوركــت مـن ســــــــــــفـــــــــــاح!

(٣)

.. وقـد يـتـحول الـهـاجس الجـمـالي عنـد «الأخـطل الـصـغيـر» الى إحـسـاس عـميقأسـاوي.. ذلك حـ يصـطـدم وجدانه الـشـاعري بـإحدى يقـترب أحـيـانا من الإحـسـاس اـفارقـات الـقائـمـة في علاقـات الإنسـان بـالطـبـيعـة أو علاقـاته بالأرض والـوطن والـناس االآخرين فـتتـحرك الـثورة الـكامـنة في أعـماقه حـينـذاك ثم يتـخذ الـهاجس الجـمالي هـناظاهرة الـعاطفة الوطـنية.. نجد مـثل هذا الإحساس في مثل قـصيدة «سلـمى الكورانية»..

هاجر اللبناني. هذه القصيدة تتحدث عن ظاهرة الهجرة في لبنان وعن ا

وضـوع انـطلاقا من إنه موضـوع اجـتمـاعي بـذاته ولكن «الأخـطل الـصغـيـر» يتـنـاول اهـاجسه الجمالـي نفسه في قـضية حب. والجمـال والحب يجدان وحـدتهمـا الكامـلة دائما فيشـعره. فقصة الحب هنا تـتطور إلى مواجهة وجدانيـة وطنية معا تنـشأ من تفريق الهجرة بفـارقات ـواجـهة هـذه يـتحـقق اصـطدام الـهـاجس الجمـالي بـإحـدى ا . وفي ا قـلـب عـاشـقفارقـة حركة ديالـكتيـكية لهـا عمق إنسـاني مأساوي ولكن المحـركة لثـورة الشاعر. في هـذه ايكـمن في ثنـايـاه حافـز للـرفض والتـمرد. فـح تـبـلغ قصـة الحب هنـا ذروة التـوتر يـبرز وجه

ثيرة هكذا: فارقة الديالكتيكية ا لبنان أيام الانتداب وتبرز ا

- ٢٣٤ -

لـــــبــــنــــان مـــــا لــــفــــراخ الـــــنــــســــر جـــــائــــعــــةوالأرض أرضــك أعـلاهـــــــــــــــا وأدنـــــــــــــــاهــــــــــــــا

ألـــــلـــــغـــــريـب اخـــــتــــيـــــال فـي مـــــســـــارحـــــهــــاولـــــــــلـــــــــقـــــــــريـب انـــــــــزواء فـي زوايـــــــــاهـــــــــا

من ظـن أن الـــــــريـــــــاحـــــــ الــــــتـي ســـــــقـــــــيتدمــــوعـــــنــــا الحــــمـــــر قــــد ضـــــنت بـــــريــــاهــــا?

كـــــــــأن مــــــــــا غــــــــــرس الآبــــــــــاء مـن ثــــــــــمـــــــــرلــــغــــيـــــر أبــــنــــائــــهـم قــــد طــــاب مـــــجــــنــــاهــــا

ومــــــــا بـــــــنــــــــوه عـــــــلـى الأحــــــــقـــــــاب مـن أطملـــــغـــــيـــــر أبـــــنـــــائـــــهم قـــــد حـل ســـــكـــــنـــــاهــــا

لا لم أجــــــــد لك فـي الــــــــبـــــــلــــــــدان من شــــــــبهولا لـــــــنــــــاسـك بــــــ الـــــــنــــــاس أشـــــــبــــــاهــــــا

لــــــــو مـس غـــــــيــــــــرك هــــــــذا الـــــــذل مـن أســـــــدلــــــعض جـــــــبــــــهــــــته ســـــــيف وحــــــنــــــاهــــــا!..

في هـذا الإطار نـفـسه من تحول الـهـاجس الجمـالي عـند «الأخـطل الـصغـير» الىإحـسـاس وطـني نـشــهـد تحـولات تـتـنـوع أشـكــالـهـا الـفـنـيـة بـقــدر مـا تـتـنـوع حـوافـزهـاومنـاسباتـها الآنية الـتاريخيـة ولكن يبقى مـصدر التحـولات هذه واحدا وجوهـر الرابطةـرهـفة الى حـد الـقـدرة على كـشف الـعلاقات بيـنـها واحـدا هـو الحسـاسـية الـشـاعـرية اتـجانسة.. من هنا يحدث ـتفارقة بقدر ما هي قـائمة ب الأشياء ا الـقائمة ب الأشياء اهذا التحول غالبا ـ إن لم نقل دائما ـ في شعر «الأخطل الصغير» من الهاجس الجماليفارقات في علاقات الإنسان الى انفعالات إنسـانية أو وطنية أو قومية أمام الـتحديات واالمخـتلفة ولا سيما عـلاقاته الاجتماعية. وقـد يبلغ هذا التحول الانـفعالي ـ كما ذكرنا منـأساوي. نجد الأمـثلة على ذلك في قبل ـ عمـقا وجدانـيا يصل به الى حـدود الإحساس اقـصـائـد عدة كـتـبـهـا الـشاعـر مـتـأثـرا بـأحداث طـارئـة بـعـضهـا ذو طـابع مـحـلي لـبـنانيي وقد تجـتمع في الحادث وبعـضهـا ذو طابع عربي شـامل وآخر ذو طـابع إنساني عـا

- ٢٣٥ -

الواحـد هـذه الـسـمـات كـلـهـا كـمـا في قـصـيـدة «١٩١٤».. وهي الـقـصـيـدة الـتي أوحـتـهاية. ية الأولى وفجائعها اللبنانية والعربية والعا أحداث الحرب العا

في قـصيدة من وحي لـيلة من لـيالي الشاعـر في إحدى القـرى اللبـنانيـة ينطلق أولامع الـهاجس الجمالي في مجـلس له ب نفر من أهل الأدب والـفن ثم في تمثال فني رآه

هناك من صنعة نحات لبناني:ودمـــــيــــة عــــنــــدمـــــا صــــافــــحـت صــــانــــعــــهــــا

أكـــــــبـــــــرته عـــــــبـــــــقـــــــري الـــــــفـن نـــــــحـــــــاتــــــارمى بــــــــهــــــــا في عــــــــبــــــــاب الحب لــــــــؤلـــــــؤة

ونــــاطــــهــــا في جــــبــــ الحــــسن مــــشــــكــــاتــــا

نـاخ الجمالـي نشوة شـاعرية مـا إن تبـلغ مدى هنـاءتها وتأخذ الـشاعـر في هذا اـفـارقـة في وهج الـنـشوة في وجـدانه حـتى تـتـنـبه حـوافـز الـتـحـول إذ تـسـتـيـقظ علاقـة ا

وينهض فجأة ديالكتيك التحدي هكذا:ســـــــوانـح مـن صـــــــفــــــــاء لا تـــــــلــــــــوح لـــــــنـــــــا

فـي حـــــــالـــــــكـــــــات الـــــــشـق إلا أويـــــــقـــــــاتــــــا..نـــلــــقي عــــلى راحــــتــــيـــهــــا أنــــفـــســــا نـــهــــكت

فــــعـل الــــغــــريـق رأى في الــــقـــــرب مــــرســــاتــــا

أسـاوي الى إحـسـاس اجـتـماعي ثم يـصـعـد التـحـول من هـذا الإحـسـاس الذاتـي اـأساويـة نـفـسـهـا.. ذلك إذ أحدثـت حركـة الـتـحـدي في الـهاجس وطـني يـحـمل الحـرارة افارقـات التي تتحدى اء.. فـإذا بدائرة ا الشاعري ما تحـدثه الحصاة تلـقى في صفحة افـارقات أوسع مـنهـا فإذا بـالتـحول ينـتقل من نـشوة الـشاعـر تعـقبـها دائرة أخـرى من اـفـارقـات في نـطـاق صـراع الـهـاجس الجــمـالي مع مـفـارقـات الـذات الى الــصـراع مع ا

المجتمع.. وكان المجتمع هنا لبنان نفسه أيام الانتداب الفرنسي:لـــــبـــــنـــــان يـــــا جـــــنـــــة الأرواح مـــــا فـــــعـــــلت

بك الــــلــــيــــالـي.. فــــعــــاد الــــعــــرس مــــأســــاتــــا

- ٢٣٦ -

قـــــــــد كــــــــــبـــــــــروك لأمــــــــــر صـــــــــغــــــــــروك به قــــد فــــخــــمــــوا الاسم لــــكـن حــــقــــروا الــــذاتـــا

فـي كـل طـــــــــــرفـــــــــــة عـــــــــــ أنـــــــــــظـم جـــــــــــددمـن ســـــوء حـــــظـك قـــــد ظـــــنـــــوك مـــــلـــــهـــــاتـــــا

ــــــا كــــــنت لــــــوحــــــا في مــــــكــــــاتــــــبــــــهم كــــــأتـــــــمــــــضـي الأكـف به مـــــــحـــــــوا وإثــــــبـــــــاتــــــا

فــــــتــــــيــــــان لـــــبــــــنــــــان هــــــبــــــوا من رقــــــادكمســـــــــيـــــــــان مـن نــــــــام عـن حـق ومـن مـــــــــاتــــــــا

✸✸✸✸

عـلى هذا النـحو نجد حسـاسية الـشاعر الجـماليـة في مواقفه من مـختلف الأحداثـناسـبات في النـطاق العـربي الشـامل. إننا نجـده في ذروات من الانفـعالات الشـاعرية وايتحول به الانفعال الى مواقف عربـية تمجد علاقات الأخوة ب لبنان وأشقائه في العالمالـعربي وتمـجد نـضال العـرب في معركـة الحرية وفي مـعركة فـلسطـ بالأخص ونجدفـارقـات في هذا المجـال كـذلك تحفـز هاجـسه الجـمالي لـلـتحـول من الانفـعـالات الذاتـية ا

الى الانفعالات القومية.

وفي غمـرة الانفـعال الحـزين إذ يرثي شـوقي وإذ الإحسـاس الشـاعري يـتصـاعدستثارة بـنوع من الانتعاش للحادث ينـطلق الهاجس الفني فجأة مع الرؤى الجـمالية امن حـدود الرثـاء في نطاقه الـفردي الى الحدود الـوسيعـة التي تـشتمل لـبنان كـله ومصر

كلها في إطار واحد من الأخوة بينهما:لــــــــبــــــــنــــــــان يــــــــا مـــــــــصــــــــر مــــــــصــــــــر فـي مــــــــطــــــــامـــــــــحهـ كـــــــــــمــــــــــا عـــــــــــلـــــــــــمـت ـ ومـــــــــــصــــــــــر فـي مـــــــــــفـــــــــــاخــــــــــرههــل كــــــــــــــــــــان قــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــبــك إلا فــي جــــــــــــــــــــوانــــــــــــــــــــحــهـــــــــــــــــحـــــــــــــــــــــاجــــــــــــــــــــره أو كـــــــــــــــــــــان دمــــــــــــــــــــعــك إلا فــي مــــأو كــــــــــان مـــــــــــنــــــــــبـت مــــــــــصـــــــــــر غــــــــــيــــــــــر مـــــــــــنــــــــــبــــــــــتـهأو كـــــــــــان شـــــــــــاعـــــــــــر مـــــــــــصـــــــــــر غـــــــــــيـــــــــــر شـــــــــــاعــــــــــره?

- ٢٣٧ -

وإذ هو يـرثي سعد زغلول وهاجسـه الفني ينشىء دنيا من الخـيالات والصور المجنحةبـألوان أسطـورية وملـحميـة إذا به ينفـلت من دنياه هـذه الى دنيا الواقـع بكل واقعيـته ليدخلعـركـة السـياسـيـة الوطـنيـة الـتي كانت تحـيـاها مـصر يـومـذاك وإذا به وجهـا لوجه مع قـلب ا

عركة في هذا الصف منها أو ذاك: رجال مصر الذين كانت تشغلهم أحداث اإني أخـــــــــاف عــــــــلـــــــــيــــــــكـم فـي تحــــــــزبـــــــــكم

أن تــنــصــروا الخــصم وهــو الخــصم والحــكمتــــخــــاصــــمــــون عــــلى ضــــعـف وخــــصــــمــــكم

هـــــو الــــقـــــوي عــــلـــــيــــكـم لــــيـس يــــخـــــتــــصمتــــوحـــــدوا بـــــاسم مـــــصـــــر في تجـــــهـــــمـــــهــــا

وطــــالــــعــــوا ثــــغــــر مــــصــــر كــــيـف يــــبــــتــــسمســـــــعـــــــد أرادكـم حـــــــلـــــــفـــــــا ـ فـلا قـــــــســـــــمت

أجـــــزاؤكـم ـ حب مــــــصـــــر لــــــيس يــــــنـــــقــــــسم

لائمة وفي رثاء فـيصل الأول بيـنا يجـهد الشاعـر في ابتداع «الحـالات» الشعـرية اـرتبـطة به إذا بـحسـاسيـة الشـاعر تـستـشف الأبعاد للـموقف ولخـصائص الـشخصـية االأخرى لـلموقف وهي الأبعاد السياسيـة التي تمتد إليها ظلال الـشخصية هذه فيأخذالـتـحـول الشـعـري هـنـا مجـرى آخـر نـحو تـلك الأبـعـاد ذاتـها.. فـنـرى الـشاعـر عـنـد هذاالمجرى الجـديد يذكر ما كان لفـيصل الأول من علاقة بالحركة العـربية الاستقلالية وماكـان لهـذا الـعلاقـة من ارتـباط بـوعـود «الحـلفـاء» الـغـربـي وعـهـودهم لـلعـرب عـنـد اندلاعية الأولى ثم مـا اقترفـه هؤلاء «الحلـفاء» من نكث لـهاتـيك الوعود والـعهود.. الحـرب العـاسـار يتـحول الإحسـاس الشـاعري من نطـاق الرثـاء في حدوده التـقلـيدية الى وفي هذا اـوقف الـقـومي فـنلـحظ مـنـذ يأخـذ هـذا الـتحـول مـداره الأوسع أن حـرارة الواقع نـطاق اوقف الشعـري الجديد نبضا من الحيوية والصدق لم نكن نحسه أساوي قد أكسبت ا ا

دار الأول من القصيدة: في اقل لـــــــتـــــــلـك الـــــــعـــــــهـــــــود فـي رهـج الحــــــرب

وفـي ســــــــــكـــــــــرة الـــــــــقــــــــــنـــــــــا والــــــــــغـلاصم

- ٢٣٨ -

قـــــــد لمحــــــنـــــــاك فـي عـــــــيـــــــون الـــــــثـــــــعـــــــاليــــــــــــســـــــــــــنــــــــــــاك فـي جـــــــــــــلــــــــــــود الأراقـم و

حــــــــدثــــــــونـــــــا عـن الحــــــــقــــــــوق فــــــــلــــــــمـــــــاكـــــبـــــر الــــــنـــــصـــــر أعــــــوزتـــــنـــــا الــــــتـــــراجم

نـــــــفــــــحـــــــتــــــنـــــــا بــــــهـــــــا الحــــــروب سـلامــــــاورمــــــــــــانـــــــــــــا بـــــــــــــهــــــــــــا الـــــــــــــسـلام أداهـم

قـل ـ وقـــــيت الــــــعـــــثـــــار ـ في نـــــدوة الـــــقـــــوم:مـــــــتـى أصـــــــبـح «الحـــــــلــــــــيف» مــــــــخـــــــاصم?

أيـن ذاك «الـــــــــــــهـــــــــــــيـــــــــــــام» فـي أول «الحـب»ـــــــــــوشــــــــــحـــــــــــات الــــــــــنــــــــــواعـم? وتــــــــــلـك ا

...............................

...............................

...............................إن تحـت الـــــــــصــــــــــدور جـــــــــذوة مــــــــــوتـــــــــور

وخـــــــــــــــــــــلــف الحـــــــــــــــــــــدود زأرة نــــــــــــــــــــاقــم✸✸✸✸

وفـي الإطـار نــفـسـه كـذلك إطــار الــتـحــول في الـهــاجس الجــمـالـي عـنــد «الأخـطلالـصـغيـر» من دائـرة الإحسـاس الـذاتي الى دائـرة الإحسـاس الـعام الأشـمل نـلحظ فينـشأ الاجتماعي أي شـعره تحولات من نوع آخر هـو النظر الى قضـايا الإنسان ذات اتـلك الـقـضـايا الـتي يـعـانـيـها الـنـاس في المجـتـمـعات الـطـبـقـيـة أو تلك الـتي تـعـاني مـنـها

ية. البشرية كافة أزمات القلق على مصير الحياة نفسها كمسألة الحروب العاوقــد حـان لــنـا هــنـا أن نــوضح مـفــهـوم الــهـاجس الجــمـالي الــذي تـكــرر ذكـره فيبتذل.. فليس القصد به معنى الجمال «رحلتنا» هذه..إننا نقصد به غيـر معناه الساذج افـهومه البسيط بل معنـاه الفني الذي ينبع من الرؤيـة الشعرية للأشياء ـناقض للقبح اـستمدة من ولعلاقـات الإنسان مع الطـبيعة والحـياة والناس الآخـرين وللقيم الإنـسانية اهذه الـعلاقـات. فـكل رؤيـة فـنـيـة إبـداعـيـة الى الـظاهـرات الـكـونـيـة أو الاجـتـمـاعـية أو الى

- ٢٣٩ -

نـظورة بالنـظر العادي الـقائمة وراء دخائل الـنفس الإنسانـية وكل كشف للأبعـاد غير اتـلك الظاهرات ـ كل رؤيـة من هذا النوع وكل كشف تحـققه هذه الرؤية بـواسطة الشكلضـمـون في وحـدتـهـمـا الجـوهـريـة يشـكل الـعـنـصـر الجـمـالي في الـفن أي الحـقـيـقة واالفنية. إن هذا العنصر هو ما سميناه في هذه الرحلة بـ «الهاجس الجمالي» لأنه الدافع

شع عند الشاعر والفنان. الداخلي ا

إذا رجعـنـا ـ بـعـد ـ الى حـيث وصـلـنـا من «الـرحلـة» في شـعـر «الأخـطل الـصـغـير»سنـرى أشكالا جديدة من تحولات الـهاجس الفني.. نعني تحـول هذا الهاجس من الرؤياـضـمـون الغـنـائي الـصرف الـى رؤيا في قـلب الـظـاهرات الاجـتـمـاعيـة أي قـضـايا ذات ا

صيرية الكبرى. الإنسان في علاقاته الطبقية أو في أزماته ا

فـفي مـجـال الـعلاقـات بـ الـطـبـقـات الاجـتـمـاعـيـة في ظلال الأنـظـمـة الـرأسـمـالـيـةبـالـطبع تـمـتد رؤيـته الـفـنيـة الى مـا وراء ظـاهرة الـفـقر والـغـنى وسـائر ظـاهـرات التـمـايزالـطبـقي فـإذا بـرؤيـته هذه تـكـتـشف بلـمح من الـهـاجس الـفني الـنـفـاذ بعـدا واقـعـيا منأبعـاد تلـك الظـاهرات أو تـكـتشف ـ إذا شـئـنا الـتـعبـيـر بلـغـة العـلم ـ واحـدا من القـوان

الأساسية التي تنشأ عنها تلك الظاهرات:أيــــــــــهــــــــــا الأغــــــــــنــــــــــيــــــــــاء! إن غــــــــــنــــــــــاكم

شــــــــــيـــــــــــدتـه ســــــــــواعــــــــــد الـــــــــــفــــــــــقــــــــــراءالـــــقـــــصــــــور الـــــتـي تـــــقــــــيـــــمـــــون فــــــيـــــهـــــا

من بـــــــنـــــــاهـــــــا لـــــــكـم ســـــــوى الـــــــفـــــــقــــــراء?والـــــــــطـــــــــعــــــــام الـــــــــذي تــــــــلـــــــــذون.. مـن هم

صــــــــــانــــــــــعــــــــــوه ســــــــــوى الــــــــــفــــــــــقـــــــــراء?والــــــــريـــــــــاحــــــــ فـي الجـــــــــنــــــــائـن.. مـن هم

غـــــــارســـــــوهـــــــا لــــــكـم ســـــــوى الـــــــفـــــــقــــــراء?والحـــــــلـــــــيـب الــــــذي رضـــــــعـــــــتـم صـــــــغــــــارا

كـــــــــان من صـــــــــدر مــــــــعــــــــظـم الــــــــفــــــــقــــــــراء

- ٢٤٠ -

...............................

...............................

...............................لا تــــــــقــــــــولــــــــوا: وســــــــاوس من فــــــــقــــــــيــــــــر

دوخــــــــــــــــــــــــــــــــــــتــــه طـــــــــــــــــــــــــــــــــــوارق الأرزاءإن لـــــــلــــــــفــــــــقـــــــر ثــــــــورة لــــــــو عـــــــلــــــــمــــــــتم

تـــــســــــبح الــــــنـــــاس دونــــــهـــــا فـي الـــــدمـــــاء..

وعنـد زوال ظل السلطان عبدالحـميد العثماني في الـعقد الأول من هذا القرن نظرالشاعر الى قصر «يلدز» وقد سقط الـظل الرهيب عنه يومذاك فامتد به النظر الشاعريالى ما وراء هذا الحادث ـ الـظاهرة من دلالات التحول التـاريخي في ظهور قوة الشعوبلتـحريـر أعنـاقها مـن أنيار الاسـتبـداد والاضطـهاد والاستـعبـاد وظهـور إرادتها في ضم

وحدة صفوفها مع وحدة مصيرها:لا بـــــــــلـــــــــغـــــــــنـــــــــا ذرى الحـــــــــضـــــــــارة إن لم

يـــــمح عـــــصـــــر الإخـــــاء عــــصـــــر الـــــعـــــبـــــيــــد

وفي حـ كان «الـدسـتور» مـطلـبـا تنـادي به جـماهـيـرنا الـعربـيـة لتـحـقيق مـرحـلتـهاقـراطـيـة وجدت هـذه الجـمـاهيـر مـطـلبـهـا ذلك يـنتـفض في هـاجس بـشـارة الخوري الـدانتفاضة تـدعو الى الثورة هاتفة بأن «الدستـور» لا يهبط على الشعوب هبوط الوحي من

: غير كفاح يتفجر من أعماقها كالأعاصير أو البراكإن الـــــدســـــاتــــــيـــــر لا تـــــعــــــطي أعــــــنـــــتـــــهـــــا

إلا الأعـــــــــاصــــــــــيـــــــــر مـن جـن ومـن بـــــــــشـــــــــرمـن هــــــابـط كــــــقــــــضــــــاء الـــــــله مــــــكـــــــتــــــسح

أو صــــــاعـــــد كـــــفـم الـــــبـــــركـــــان مــــــنـــــفـــــجـــــر

ـيـة الأولى رأى الـشـاعر فـجـائـعـها الإنـسـانـية في وطـنه ذاته من وفي الحـرب الـعاجـوع وعـري ومــرض في أوسـاط الــفـقــراء ومن احـتــكـار وجــشع واسـتــغلال رهـيب في

- ٢٤١ -

ـثلى في أوساط الحـكام فـاهتـاج هاجسه أوساط الأغـنيـاء ومن تعسف وانـهيـار للـقيم االجمالي غضبا وحـقدا شريفا وانبرى يتفجر قصـائد من لهب ينصب نقمة على التمايزـسـتـغـلـة وعــلى الحـرب ومـشـعـلي نـارهـا الـطـبـقـي وعـلى عـسف الـطـبـقـات الحــاكـمـة وانتفع بها حتى انـتهاك الحرمات الإنسانية.. إننا نحس الآن الشريرة وعلى وحـشية اونحن نـقرأ هذه القـصائد الغـاضبة أن الشاعـر يعاني فيـها أزمة نفسـية وعقلـية أسلمتهحينذاك الى حيرة مرهقة في تفسـير المحنة البشرية تلك حتى لنراه يلجأ في حيرته الى

ناجاة: مثل هذه اــــــــــــا ســــــــــــالـت دمـــــــــــا رب لــــــــــــو شــــــــــــئـت

أمــــــــــرك الأمـــــــــــر.. فــــــــــمـن ذا يـــــــــــنــــــــــكــــــــــر?ـــــــــــــا يـــــــــــــتـم مــن قـــــــــــــد يـــــــــــــتـــــــــــــمـــــــــــــا و

ـــــــــا اســــــــتـل الـــــــــسلاح الـــــــــعــــــــســـــــــكــــــــر و...............................................................

...............................................................مـن تـــــــرى يـــــــشـــــــرح لـي ذنب الـــــــفـــــــقـــــــيـــــــر

أو ـ تــــــرى ـ يــــــظــــــهــــــر لـي فــــــضـل الــــــغــــــنييــــرثـــــان الـــــبــــؤس والـــــعــــيش الـــــنــــضـــــيــــر

ويــــــــقـــــــــيــــــــمـــــــــان مــــــــعـــــــــا فـي الــــــــكـــــــــفن?

(٤)

ـفهـومهـا الأعم هي السمـة الشـائعـة في شعر درسي و فـهومـها ا الـسمـة الغـنائيـة «الأخـطل الصغير».. ولـكن غنائيته هذه لم تـستسلم ـ إلا قلـيلا ـ الى الخطابية أو الى الخواءالفكـري. ولقـد استطـاع أن يضفي عـلى خطـابيته حـيث وجدت أو عـلى الخواء الفـكري حيثسـتقـلة الـتي اجتـمعـت لهـا مجمـوعة مـن العـناصر وجد فـي شعـره تلك الخـاصة الجـمالـية اأبعـدت عن شعـره في الـغالب تـلك العـيوب الـتي تشـوب غـنائـية الـشعـر العـربي في الجيـلالسابقـ بالخصوص. من هذه الـعناصر: مزيـة الصدق ومزية الـصفاء النفـسي والتعبيريومـزيـة الجدة والـطـرافـة لا في الـنغـمـة والـلفـظـة والـعبـارة فـحـسب بل في الـصورة الـشـعـرية

- ٢٤٢ -

كذلك وفي طريـقة التـصويـر الإيحائي لـلموضـوع الشعـري. إن عنصـر الجدة والطـرافة هذابـجملة مـقوماته كـثيرا مـا ينقـذ شعره من الـنثريـة أو التقـريرية حـ ينزلق إلـيهمـا.. فهناكـكـرور في شعـرنا ضـمونـهـا عن الغـزل الـتقـلـيدي ا مـثلا ألـوان من الغـزل عـنده لا تـخـرج ولـكن خـاصـة «الأخطـل الصـغـيـر» أنه يـخـلع عـلى مـثل هـذا الغـزل طـرافـة في الـتـصـوير وفيالعـبارة تـهيئ لـه مناخـا شعـريا خـاصا يـخفي وجـهه التـقلـيدي حـتى ليـوحي لنـا بأنـه جديد..

غناة التي مطلعها: شهورة ا نذكر من ذلك أبياته ابـــــــلــــــــغـــــــوهــــــــا إذا أتـــــــيــــــــتم حــــــــمـــــــاهـــــــا

أنـــــــــــنــي مـت فـي الــــــــــــغــــــــــــرام فــــــــــــداهـــــــــــا

ضمون الـعام ولكن طـريقته في فـهنا لا تـقبض اليد عـلى أمر جديـد إطلاقا من حـيث اوضع الحقيقة الـشعرية في إطار يوم القيامة حيث يتـصور أن النعيم يكون جزاؤه في جهاده

وتكون النار جزاء الحبيبة وحيث يتصور مناجاة مع الله متشفعا إليه ثم ضارعا:قــــــــــــــلـت: يــــــــــــــا رب أي ذنــب جـــــــــــــنــــــــــــــتـه

أي ذنـب? لــــــقــــــد ظــــــلــــــمــــــنــــــا صــــــبــــــاهــــــا..أنت ذوبـت في مــــــحــــــاجــــــرهــــــا الــــــســــــحــــــر

ورصــــــــــــــعــت بــــــــــــــالـــــــــــــــلآلـئ فـــــــــــــــاهــــــــــــــاأنت عــــســــلـت ثـــغــــرهــــا.. فــــقــــلــــوب الــــنـــاس

نــــــــحـل أكــــــــمــــــــامـــــــــهــــــــا شــــــــفـــــــــتــــــــاهــــــــاأنـت من لحــــــظــــــهــــــا شــــــهــــــرت حــــــســــــامــــــا

فـــــــــــبــــــــــــراء مـن الـــــــــــدمــــــــــــاء يـــــــــــداهـــــــــــا..

نقول إن وضـعه الحقـيقة الـشعريـة في هذا الإطـار الطريف قـد أنقـذ الصورة من لـونهاـعن في تولـيد الـقـد الحائل.. وقـد رثى «الأخـطل الصـغيـر» صـديقه حـافظ ابـراهيم فـراح ضام التـقليدية في الـرثاء ولكنه أوتي القدرة الصور الشعـرية دون أن يخرج أيضـا عن اضامـ في ألوان من الطرافة المحبـبة حتى تبدو ابـتكارا.. فإذا بنا على التفرد بـسكب هذه ا

متعة التي تشبه هذه الصورة: نحظى في هذه القصيدة بكثير من الصور اـــــــــصـــــــــر أنـت والـــــــــنـــــــــيـل ضـــــــــفـــــــــتـــــــــان

تـــــــــــــنــــــــــــــبـــــــــــــتــــــــــــــان الأذواق والأرزاقـــــــــــــا

- ٢٤٣ -

هــــذه الخــاصـــة في تــلــوين الــصـــور الــشـعــــريــــة بـالــطــرافـة تــكــاد تـكــون أبــرزخصائص شعـره وكثيرا ما يجلوها في إطار من الحوار القصصي على غرار قصيدته

شهورة «هند وأمها»: اأتـت هـــــــــنـــــــــد تـــــــــشــــــــــكـــــــــو الـى أمـــــــــهـــــــــا

فــــــــســـــــبــــــــحـــــــان مـن جــــــــمع الــــــــنـــــــيــــــــرينفــــــــقــــــــالـت لــــــــهـــــــــا: إن هــــــــذا الــــــــضـــــــــحى

ـــــــــلــــــــــني قــــــــــبـــــــــلـــــــــتـــــــــ أتـــــــــانـي وقـــــــــبوفــــــــــــــر فــــــــــــــلــــــــــــــمـــــــــــــــا رآنـي الــــــــــــــدجـى

... الخ. حـــــبــــانـي من شـــــعـــــره خــــصـــــلـــــتــــ

ولكن تبـقى حقيـقة لا بد من جلائـها في الحديث عن غـزل بشارة الخـوري. فليستيزاته كذلك أنه مـيزة لهـذا الغزل. ذلك بأن مـن الـطرافة بذاتـها كافـية لإنارة السـمات اليس غزلا وصـفيا تصويـريا في الغالب بل يـغلب فيه التحـول الى حركة وجدانـية تتعمقالحس الجـمالي فـي الداخل وهـذا التـحول يجـعل من الـوصف الخارجي ظـاهرة حـركيةتشـارك مشاركـة أساسـية في الـتعـبيـر عن امتلاء الـوجدان بـنبـضات الـشاعـر الجمـالية.وهذا مـا أشـرت إلـيه حـ قـلت من قـبل إن الجـمـال والحب يـجـدان وحدتـهـمـا الـكـامـلة

دائما في شعر «الأخطل الصغير».. فماذا يعني أن يقول الشاعر مثلا وهو يتغزل:إيه ريـــــــحــــــانـــــــة الـــــــريــــــاحـــــــ فــــــيـــــــضي

مــــــــــــرحــــــــــــا وامـلأي الجــــــــــــوانـح وجــــــــــــداامــــســـــحـي جـــــبـــــهـــــة الـــــظلام تـــــفـض نــــورا

ومـــــــري عــــــــلى الـــــــصــــــــخـــــــور فـــــــتـــــــنـــــــدى

هل يعـني مثل هذا الـتصور لـلجمال سـوى الشعـور الداخلي بـالاندهاش من روعة? ع الجمال ا

وماذا يعني مثل هذا «الوصف» لصوت مطرب:

- ٢٤٤ -

يـــــا غــــــابــــــة الــــــصــــــوت الــــــلــــــهـــــيـف كــــــأنهتحـت الــــــــــظـلام أشـــــــــــعــــــــــة تـــــــــــتــــــــــكــــــــــلـم

...............................

...............................

...............................ثـــــــــــمـــــــــــلـت بـه الأزهـــــــــــار وهـي أجـــــــــــنـــــــــــة

وتــــــشـــــوفـت فـــــانــــــشق عـــــنــــــهـــــا الــــــبـــــرعم

هل هـذا وصف وكـفى? أم هـو الـدهـشـة الـوجـدانـيـة أمـام «غـابـة» من يـنـابـيع الـنـغمـنعش تـندفق في مـسمـع الشاعـر فتـنسـكب في أوصـاله ارتعـاشا كـانسـكاب الشـعاع احتى يـتصور هـذا النغم يـفعل فعل الـشمس بالـزهرة: تدركـها في البـرعم جنيـنا فتـتفتحزهرة كـاملـة من أثر الـشعـاع? أحسب أن الـشاعـر هنـا لا يصف الـصوت نـفسه بـقدر ما«يـصف» أثـر الـصـوت في وجدانـه.. وكلـمـتـا: «الـغـابة» و «الـلـهـيف» في هـذه الـصورة لا

تعنيان دلالتهما الحرفية بل دلالتهما في تصور الشاعر الخاص..

وفــي هـــذا المجــال لا بــد أن تحـضرنـــا قصيـدة «عمـر ونعـــم».. فـقد أعــاد الــىعـصــرنا صــورة مــن ابن أبـــي ربيـعــة فــي رائيته الطـريفــة وجلا منها مـشاهد غزليةبطـــرافة جـديدة هــي طرافـة «الأخطــل الـصغـير» بـخصوصــها وخـصائـصـها وهــي ــتـجددة إضـاءات فـنـية أي قـصـيدة «الأخـطـل الـصـغـيــر» ـ تـضـيف الى مـتـعـة الطـرافـة ا

هامسة ومقنعة في آن.

(٥)

تستوقفنـا في هذه «الرحلة» مشاهد ملحمـية دون أن تغرينا بالقول إن شاعرنا قدـلحمـية.. لا فإنـهما طـرفان متـباعدان بـالفعل تـباعدين: الـغنائـية وا جـمع ب الطـرف اولـيس لشـاعر أن يـكون غـنـائيـا وملـحمـيـا معـا ولكن قـد يـلتـقيـان التـقـاء عفـويا عـابرا ثمـوضوعية الشاسعة للملحمة.. يفترقان فالـشاعر الغنائي لا يقوى على احتمال الأبعاد اـلحمي لا يقـوى على احتـمال الانفعـالات الذاتية الـغنائـية القصـيرة الأنفاس.. والـشاعر ا

- ٢٤٥ -

أمـا «الأخـطل الــصـغـيـر» فـشـاعـر غـنـائـي وحـسب. وإنـنـا لـنـرتـكـب نـوعـا من الاعـتـبـاطـيـةوالتـمحل إذا نـحن أضـفنـا الى طبـيعـته طبـيعـة أخـرى ليـست منه ولا هـو منـها.. غـير أنتد نـفسه في بعض حالاته الـشعريـة الغنائـية ذاتهـا الى مدى يتيح له ذلك لا ينـفي أن ان يـجول جـولـة ملـحمـيـة موفـقـة ولكن بـخطـى موقـعة تـوقـيعـا غنـائـيا يـعـوقه عن الوثـباتلـحـميـة في ذكرى ـغـامرة بل يـرده سـريعـا الى أصـالته الـغـنائـية.. وقـد تـكون جـولـته ا الحمية.. ولعل غامرات ا تنبي هي الجولة الوحيدة التي يخطو فيها خطوات تقرب من ا اتنبـي في هذه القصـيدة العـامرة قد وضعت «الأخـطل الصغـير» في جو خاص رفقـة اـغـامـرة بـعض وقت.. أمـا جـولـته الأخـرى في ذكـرى الـفردوسي أحمـى ذراعيـه لخوض اـا امتزج فيها من عبق تعة لحمي ولكنـها جولة فـكانت أقصر من تلك في شوطـها اوكب الـكسـروي وجلال الـفتح الإسـلامي العـربي.. وفي رثـائه للـزهاوي الـشعـر وروعـة اـرثاة مع نفـحات مـلحـميـةـ غنـائيـة مزدوجة ولا نـقول جـولات ملـحمـية. والـواقع أن هذه اكونها مـفعمة بحـرارة الصدق والانفعـال العاطفي هي كذلك أشـبه برحلة للـفكر والشعرضـيان يدا بيـد على وئام وانسـجام يطوفـان في دنيوات شتى من معـا رفيق حـميم تاريـخ الحضارة الـعربـية والأدب الـعربي ومن دنـيا الـصحـراء العـربيـة ثم دنيـا الجحيم

عري» يسألانهما: حيث يلتقيان «دانتي» و اأحــــــــــــقـــــــــــيــــــــــــقــــــــــــة عــــــــــــرفــــــــــــا لــــــــــــظـى?

ام وصــف مـــــــــــــــــبـــــــــــــــــتـــــــــــــــــدع نجـــــــــــــــــيـب

ـشــقـة ولـكــنه مـثـقـل بـزادين دسـمــ لـذيـذين: زاد هــو تـطــواف سـريع خـفــيف اـشـبع بـالـبـهـجـة والـنـقـاء. هـو ذا رثـاء يـتـمـيـز بـالـتـفـرد في نـهـجه ـعـرفـة وزاد الـفن ا اـوضوع بكـاملـها من غيـر تهـويل ولا افتعـال تمشي وبسـاطته واستـيعـابه خصائص ااء ـعات غـنائـية مـنسـكب بعـضهـا في بعض كـانسـكاب ا في نواحـيه لمحات مـلحمـية و

روقة. العذب بالخمرة ا

(٦)

في شـعـر «الأخـطل الـصغـيـر» ظـاهـرة أخـرى تـسـري في لـفـظـاته وصـوره ومـعانـيهودلالاته فـتـزيـد الألـفـة الحـميـمـة بـيـنـهـا جـميـعـا ألـفـة أسـمى وأوثق.. هي ظـاهـرة الـطـيـبة

- ٢٤٦ -

خـالصة من الدخائل السـود ومن العقد النفـسية. ولم يكن مبالـغا ولا مدعيا ح وصفهو هذه الطيبة في مهجته:

مـــــهــــجــــة كــــالــــريــــاض يـــــغــــمــــرهــــا الــــنــــورويـــــــــــرتــــــــــد عـن ســـــــــــمـــــــــــاهـــــــــــا الــــــــــظـلام

ـصـدر الـروحي يـنـبع الابتـسـام دائـمـا في شـعـره.. يـنبـع حتى مـن خلل ومن هـذا االدمع بل نادرا ما نجد ابتسامة فيه لا تنبثق من دمعة:

في دمـع بـــــســــمـــــتـــــهـــــا وفي صـــــلـــــواتـــــهــــا نــــــعــــــمى تــــــطـل عــــــلى الــــــعــــــزاء وتــــــشـــــرق

✸✸✸✸✸✸✸✸

قـــــالــــــوا الــــــربــــــيع فــــــقــــــلـت مـــــا أنــــــكــــــرتهرشـف الـــــــــدمـــــــــوع وردهـن تـــــــــبـــــــــســـــــــمــــــــا

✸✸✸✸✸✸✸✸

يـــــغــــــسل الأنـــــفـس الجـــــريــــــحـــــة بــــــالـــــدمع فــــــــيـــــــكـــــــســــــــو تـــــــلـك الجـــــــراح افـــــــتـــــــرارا

✸✸✸✸✸✸✸✸

ـس الآلام فــــــــابــــــــتــــــــســـــــــمت هــــــــذا الــــــــذي جــــــــراحـــــــهــــــــا ثـم ذابـت في مــــــــحــــــــاجـــــــره

✸✸✸✸✸✸✸✸

صـــــــــــــمـت يــــــــــــــفـــــــــــــيـض بــــــــــــــيـــــــــــــانـــــــــــــاودمـــــــــــــــــــعــــــــــــــــــــة تـــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــسـم

✸✸✸✸✸✸✸✸

كـــم مــن زغــــــــــــــــــــــــــاريـــــــــــــــــــــــــد عـــــــــــــــــــــــــرسنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزعــــت مــــن فــــم مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــأ

الخ.. الخ..

- ٢٤٧ -

يـصـعب الـتـســلـيم بـأن ظـاهـرة هـذا الاقـتـران دائــمـا بـ الـدمع والابـتـسـام أو بــأ والـعـرس في شـعـر «الأخـطل الـصـغـيـر» لـيسـت أكثـر من الحزن والـفـرح أو بـ اظاهرة لـفظيـة «بديعـة» من فصيـلة «الطـباق» التـزييني.. يـصعب التـسليم بـهذا القول لأنتكرر دون نقاوة شعره وصـفاءه وأصالته لا تسـمح بتكلف مثـل هذا الافتعال الشـكلي اخـلفية نـفسية ثـابتة.. إن هذه الـظاهرة ـ في اسـتنتاجي ـ هي ظـاهرة انعكـاس فني عفويعن مزاج الشاعر أعـني تلك الطيبـة التي يبدو أنهـا لم تقتصر عـلى أن تحول الظلمة فيـزاج الــفـلـسـفي نـفـسـه الى ضـيـاء دائــمـا بل لـعـلــهـا تحـولت عــنـده كـذلك الـى لـون من ا

تفائل سواء بعفوية خالصة أم بوعي وتأمل. ا

(٧)

ـرحـلـة من رحلـتـنـا في شـعر «الاخـطل الـصـغيـر» تـتـكشف لـنـا أخـيرا وفي هذه اظـاهرة تطـور في بناء القـصيدة عـنده بالنـسبة لجـيله.. وقد يكـون هذا الجانب مـنه عسيرعاصـرة ولكن من الـيسيـر جدا رؤيته إذا قايـيس البنـائيـة ا الرؤيـة لنا الآن في مـنظـار انظـرنـا الى الأمـر في إطاره الـزمـني الخـاص. ففي هـذا الإطـار نسـتـطـيع أن نضع الـبـناءعاصر الشعري عند «الأخطل الصغير» في مكان يشير الى الإرهاص بالتطور البنائي اكن حسـبانه حلقة اتـصال ب عهدين لبـناء القصيدة نفسه. فإن شعـره من هذه الجهة فرده هو الـوحدة البنائـية الأساسيـة في القصيدة العربـية: عهد كـان فيه البيت بـذاته وـجمـلـها كـكل تـعتـبر بـنـاء واحدا مـتـكاملا لا يـؤدي فيه وعهـد أصبـحت فـيه القـصـيدة تـلاحـقة سـوى دور الجـزء في بـنـاء الـكل عـلى أن الـبيـت أو لا تـؤدي فيـه الـتفـعـيـلات اـكان الى يكـون كل جزء في مـكانه الخـاص به من هذا الـبنـاء بحـيث لو أخـرج من هذا امكـان آخر في الـقصـيدة لحـدث الخلل في بـناء الـقصـيدة بـكامـله ولتـغيـر مدلـول الفـكرةوضوع الـشعري أو نـفسهـا أو مضـمون التـجربة أو نـوع العلاقة بـ ذات الشاعـر وا

النسيج الفني بكامل علاقاته الجمالية..

ــعـاصـر لا نـســتـطـيع الــقـول بـأن شـعـر ـفـهــوم الـبـنـائي ا ونـحن في ضــوء هـذا اكن قوله أن هذا ا الذي رحلة من التطور البنائي. وإ «الأخطل الصغير» قد بلغ هذه ا

- ٢٤٨ -

عــنى أن قصـيدة «الأخطل الشــعر قد خـطا خـطوة تـطـورية مـلحـوظة في هــذا المجـال الـصغير» جاءت لتـعبر عن فكرة واحدة تـقريبا أو تجربة واحـدة أو لتدور على موضوعة في الـشعـر العـربي بحـيث لو واحـد ولكن بـقيت فـيهـا بقـية مـن العـاهة الـبنـائيـة القـدـقطع وذاك في هـيكل القـصيـدة الواحدة غـيرنا وضـع هذا البـيت وذاك أو وضع هذا اا اختلف الأمر كـثيرا في تركيب الهيكل الكلي للـقصيدة. على أن الخطوة التي أحدثتها

قصيدة «الأخطل الصغير» كانت تجديدا واضحا يستحق الدرس الجدي.

(٨)

وخـتاما لـرحلتـنا هـذه لا أكتم جامـعي «شعر الأخـطل الصغـير» وناشـريه بصورتهه على النطاق العربي منذ سنوات ـ لا أكتمهم عتبا يدنو التي ظهرت عام الاحتفال لتكرنـاسبـات والأحداث والـتواريخ ـلامة عـلى كونـهم أغفـلـوا عنـد جمـعه ونشـره ذكـر ا من االتي تتصـل بهذا الشعـر ويتصل بها ويـستمد منـها مناخه الوجـداني ودلالاته الشعريةـنــاخ وهـذه الـدلالات. لا نـدري كـيف كـمـا أغـفــلـوا ذكـر الأشـخـاص ذوي الـعـلاقـة بـهـذا اارتـضـوا هـذا الإغـفـال وهم يـعـلـمون ـ دون شك ـ أن ذلـك سيـحـرم الـدارسـ والـبـاحـثنـاخات الإنـسـانيـة الخاصـة التي والنـقاد فـي الأجيـال اللاحقـة رؤية الأطـر الـتاريـخيـة واتـمـدهم بـالـعـون عـلى اسـتـكـشـاف الأبـعـاد الخـفـيـة الجـوهـرية الـتـي يـتـرامى إلـيـهـا شـعر

«الأخطل الصغير»?.

إننـا نرجـو أن يستـدرك هذا الأمـر في طبعـة جديـدة أكثر شـمولا واسـتيعـابا لـشعرشاعرنا الكبير الراحل.

حس مروة

✸✸✸✸

- ٢٢٧ -

رحلة..... في شعر«الأخطــل الصغيـــر»

حس مروة

(١)

ـعـنى الـدقـيق لـلـكـلـمـة.. فـلـكي نـدخل الـيـوم هـذا الـعـالـم الـشـعري هي «رحـلـة» بـاالخـاص الـذي أنـشـأه «الأخـطل الـصـغـيـر» لـنـفـسه ولجـيـله لا بـد أن نـسـتـعـد للأمـر قـبل

عاصر. نا ا ا آخر غير عا الإقدام عليه لأننا سندخل عا

ارس بها اليوم قاييس التي قاييس للشعر تـختلف جذريا عن هذه ا سندخل ـعاصـر الـذي صارت عمـلـيـة التـذوق والـتـلقي والـتـواجـد الفـكـري والـروحي مع الشـعـر ا

علاقتنا به جزءا من علاقتنا بكل ظاهرة من ظاهرات التحول العاصف في عصرنا.

لا بد لنا إذن من إعداد أنفسنـا «للتأقلم» الذوقي والفكري والوجداني في «مناخ»ة حتى لنخشى ـ إذا شعري انقطـعت أو كادت تنقطع بـيننا وبيـنه علاقات الألفة القـدعدنا إليه الآن ـ أن نستشعر الغـربة معه أن يستدرجنا الشعور «بالاغتراب» الى التورط

وضوعية.. بأحكام جائرة بعيدة عن ا

ه غير أن «الأخـطل الصغـير» سيـعيـننا عـلى هذا «التـأقلم» دون عنـاء كبيـر فإن عاالشـعري من الشفـافية والطـرافة وصفاء الجـو بحيث سنـجد في رحلتـنا إليه أنـنا لسناعـاصر. بل سـنجـد ـ الى ذلك ـ أن هاجـسا روحـيا خـفيا نـا ا بـعيـدين جدا عن تـخوم عـايـتـنبه فـيـنـا فـجأة مـنـذ أول إطلالـة عـلى دنيـاه فـإذا بـنـا نحس فـي داخلـنـا أصـداء هذاالهاجس تـوحي إليـنا أن ندخل دنـيا لنـا فيهـا نبـضات وجدان ونـبرات غضب ومـشاعر

سنة ١٩٦٨ < الآداب عدد ٩ ص ١١

- ٢٢٨ -

آلام ومسرات ولنا عـندها أشياء من حيـاتنا وأشواقنـا وتطلعاتنـا لا تزال طرية خضراءلأنها متصلة بجذور أشيائنا الحاضرة.

صـحيح أن جـيل «الأخطل الـصغـير» قـد انتـهى منـذ أكثر من ربـع قرن وأن الجيلالـذي يعاني الآن حـياة الـعصر بـكل قلـقها وعـنفـها وبكـل حدة الصـراع ب تـناقضـاتهاوبكل حيوية هذا الصراع قد أنشأ لنفسه مناخات شعرية جديدة شديدة التعقد والتوتروالتـفجـر لكن «الأخـطل الصغـير» ذاته بـقي في نهـاية جـيله يقف عـلى تخـوم جيـل فلميغـرق هـناك في قـاع الزمـنـية الـكلاسيـكيـة ولم يـغتـرب هنـا كل الاغـتراب عن إرهـاصاتعاصريـن وإن لم يدرك ما انكـشفت عنه هذه الإرهـاصات من جديد التحـول والتفجـر ا

وما كان له أن يدركه بعد أن استنفد العمر طاقاته.

ه الـشـعـري نعـاني وحـشـة الاغـتراب كـثـيرا فـنحـن إذن في هذه الـرحـلـة الى عاوإن كـنـا ـ عـلـى كل حـال ـ سـنـشـعـر بـأنــنـا مـعه في جـيل لـيـس هـو بـالجـيل الـذي يـحـمل

همومنا أو يستوعب الأطر التعبيرية القادرة على تحمل هذه الهموم.

(٢)

ونبدأ «الرحلة» الآن من نقطة الانطلاق الأولى في شاعرية «الأخطل الصغير». نبدأمن قضية الشعر:

نريـد أولا ان نتعرف الـشعر كـما يتصـوره بشارة عبـدالله الخوري نـفسه.. فكيفيتصوره? ما أبعاده وحدوده في رقعة الحياة?.. ما دوره في ديالكتيك الحياة?..

نـستطيع أن نـعرف هذا كله في كثـير من شعره ولكن له «صلاة» يـضرع فيها الىـفعم قلـبه صدقـا وإخلاصا أن تلـهمه الـشعر الـذي يريد.. ؤمن ا ربة الشـعر ضـراعة افي هـذه «الصلاة» الخاشـعة نـعرف كـيف يريـد الشـعر لنـفسه أي كـيف يتـصور الـشعر

في أعلى مستوياته وفي أكمل صوره:الهميني يا ربة الشعر شعرا

كالنور والنار

- ٢٢٩ -

كالهواء كالأطيار كالفكر حرايلفح الأدهار

كالأهازيج في الوغى تترجع إن ثائر ثار

كدوي الأمواج إذ تتدفعبعيدة الأغوار

ربة الشعر الهميني قصيداترجع الأطيار

الهميني شعرا طليقا جديدايوزع الأنوار

ـثـلى. هـكـذا الــشـعـر في صـورته الـكـامــلـة عـنـد «الأخـطل الـصـغــيـر» بل صـورته اسألة هـنا ليست أن الشاعر صـادق في «صلاته» هذه أو غير صادق.. حتى افتراض واعـدم الصـدق هنـا يؤكـد أن الصـورة بحـدودها كـلهـا قائمـة في ذهنـه تكشـف عن مكـانهاالخـفي في طــمـوحه.. ولــكن طـبــيـعـة «الأخــطل الـصــغـيـر» نــفـسـهــا تـفـتــرض صـدق هـذهالـضـراعة في «صلاته». فـهـو ينـطوي عـلى ثـورة في أعمـاقه نـعرفـها مـنه في سـيرته وفيشعره مـعا. وقد تمـيز بهذه الـوحدة ب سيـرته وشعره دون ازدواجيـة ولا تعقد. من هذهتـفجـرة بعض الأحـيان اسـتوحى «صلاته» الى الثـورة الهـادئة الـوديعـة أكثـر الأحيـان اربـة الـشـعر: فـهـو يـريـد الشـعـر نـارا تلـفح الأدهـار يـريـده طلـقـا كـالهـواء والأطـيـار حراـتدفـعة في كـالفـكر ثـائرا كـالأهازيج في مـعركـة الثـائرين بـعيـد الأغوار تـدوي الأمواج انواحـيه.. يريد الشـعر جديدا طـليقا يرفـض الركود والقيـود.. يريده لا يكـتفي بأن يضيءذاته فـليـكن نـورا يوزع الأنـوار لـيـضيء الآخرين لـيـضيء الحـياة... لـيس الـشعـر عـنده

وسيلة ترف فني وحسب:وهـل الــــــــشــــــــعـــــــر غــــــــيــــــــر مــــــــا امــــــــتــــــــلك

الـــــنـــــفـس فـــــحـــــلـى كـــــأســـــا وحـل وثـــــاقـــــا?

- ٢٣٠ -

تـلك النفس: للامـتلاك هنا محـتواه الوجـداني الضاربـة جذوره الى أعماق الشـعر أن شـاعر كلها حتـى الامتلاك.. وبعد هذا على النفس فهـو يعني صدق التـجربة واستيـعابها اـنح الإنسان حلاوة الحـياة والبـهجـة الروحيـة وأن يحرره كـذلك أن يحل وثاقه الـشعر أن ـوه وتـطـوره وانطلاقه فـردا ومـجـتمـعـا.. بـهذا كل وثـاق يـستـعـبـد أو يـقيـد طـاقـاته أو يعـيق

فهوم للشعر امتدح «الأخطل الصغير» حافظ ابراهيم شاعر النيل وهو يرثيه: امـــــا نـــــســـــيــــــنـــــا لك الــــــقـــــصـــــائـــــد حـــــمـــــرا

قــــــــطـع الــــــــشـــــــــرق دونــــــــهــــــــا الأطــــــــواقــــــــافــــغــــســـــلت الجــــراح بــــالــــســـــلــــسل الــــعــــذب

وصـــــــــــــيــــــــــــــرت كـل خـــــــــــــلــف وفـــــــــــــاقـــــــــــــا

للشـعر إذن وظـيفة تـتجـاوز الامتنـاع الفـني المحض لتجـمع الى الإمتـاع هذا قوة.. ليس الشعر تلقـيا وانفعالا وحسب فهو الـفعل في حركة التطور والـتحرر الاجتماعيــ كذلك ـ فاعل ومحرك ومحرر.. وكيف يـكون الشعر هكذا: محركا ومحررا إذا لم يكنهـو نـفـسه ـ أي الـشعـر ـ مـتـحـركـا ومتـحـررا?.. من هـنـا كـان شعـر «الأخـطل الـصـغـير»زاخـرا بـالحــركـة وديـنـامـيـة الـتــحـرر.. وإذا لم يـخـرج في حـركــته وتحـرره عـلى الـشـعـرقفى فقد تصـرف كثيرا بقواعد هـذه «العمودية» تصرفا الـعمودي شعر البيت الـكامل ا

وذج من تصرفه: له طابع الجدة والاستقلال. وهذا يا مجديا فن

يا جنونلم تبق منياللياليسوى

خيال خيالي✸✸✸✸✸✸✸✸

لا النحليرشف شهدي

- ٢٣١ -

ولا الفراشوكان جيديوخدي

لها فراش✸✸✸✸✸✸✸✸

أبعدماكان نهدي يروي

العطاشأصبحت

أصبحت وحدي..✸✸✸✸✸✸✸✸

يا مجديا فن

يا جنونأين الهوىوالفتون

عجبون والعصبة ا

عـلى أن طبيعـة الحركة والتـحرر في شعره لا تـقتصـر على البنـائية الخارجـية. فقدتركـت آثـارهـا كذلـك عـلى الـبـنـاء الـداخلـي في مـعـظم هـذا الـشـعـر حـتى شـعـر الـطربالـغنائي الصرف مـنه. فنحن نجد دينامـية الحركة والتحـرر في محاولات بشارة الخوريخلق الأبعاد الوجـدانية لشعـر الغزل والحب وتجاوز الصور الـنفسية والـصيغ الشعريةـألوفـة عند شـعراء جـيله في هـذا البـاب.. فهـو مثلا مفـت بـالجمـال وبطـرب الشراب اتلك كـما يفتـ غيره من الشـعراء ولكن كـيف تتميـز عنده صـورة هذا الافتتـان وكيف

الافتتان نفسه وكيف يتحرك في وجدانه:فــــــــــــ الجـــــــــــــمــــــــــــال وثــــــــــــورة الأقــــــــــــداح

صـــــبـــــغت أســـــاطـــــيــــر الـــــهـــــوى بــــجـــــراحي

- ٢٣٢ -

في هذه الحـركة الشعرية تنـبع أكثر من صورة أسطورية مـلونة بدم الجراح ولكنهأسـاوي بل هو يـضفي عـلى الجراح نـفسـها لـون الفـتنـة والبـهجـة بلـمسات اللـون غيـر ابـسيـطة وسـريـعة وغـزيرة الإيـحاء.. وكـثيـرا مـا نسـتشف خـلل مـوجة الـصفـاء الشـفافامـتزاج حب الحـياة وحب الجمـال معـا في حركة وجـدانية واحـدة داخل الحركـة النغـمية

الخارجية الباهرة الألق والتنوع: أنــــــا لا أشـــــــيع بــــــالـــــــدمــــــوع صــــــبـــــــابــــــتي

لـــــــكـن ألـف جـــــــنـــــــاحــــــــهـــــــا بـــــــجـــــــنــــــــاحيغــــــذيـــــتــــــهــــــا بــــــدم الــــــشــــــبــــــاب وطــــــيــــــبه

وهـــــــــرقـت في لـــــــــهــــــــــواتـــــــــهـــــــــا أفـــــــــراحي......................

مـن كـــــــــان مـن دنــــــــيـــــــــاه يــــــــنـــــــــفـض كـــــــــفهفـــــــــأنــــــــا عـــــــــلـى دنــــــــيــــــــاي أقـــــــــبـض راحي

إنـي أفــــــــــــدي كـل شـــــــــــمـس أصـــــــــــيـــــــــــلـــــــــــةــــــغــــــيب بــــــألـف شــــــمس صــــــبــــــاح حــــــذر ا

هذه الـلهـفة الـصارخـة في البـيت الأخيـر نكـاد نحـسهـا تتـفجـر أذرعة من الـشوقغيب وكي والـرغاب. تتسـارع الى عناق شمس الأصـيل تشدها كي لا تـغوص في لجة ا

تغير مسار حركتها العدمية الى مسار الوجود اللانهائي..

وتـتخذ الحـركـة الشـعريــة وهــي تـعبر عن شـغفه بالجـمال ظاهـرة أبعد عـمقا فيالـوجـــدان حـــ يــتـحـــدث عن ذكـــرى له غـذاهـا بـأكـثــر مـا مـضى من صـبـوته ثم جـاء

ا بقــي: يغذيها بــــــأخـي هــــــوى مـــــتــــــمــــــاسـك في أضــــــلــــــعي

ســـــــمـح عــــــلـى شـــــــيع الجـــــــمـــــــال مـــــــفــــــرقشــــــــــــقـت مــــــــــــرائــــــــــــره أسـى وتــــــــــــأوهـــــــــــا

إن فــــــــــاتـه الحـــــــــسـن الـــــــــذي لـم يـــــــــخــــــــــلق

- ٢٣٣ -

جـاء يغـذيهـا ـ بـعد ـ بـقلـبه هـذا الذي انـعقـد الإخـاء بيـنه وب الـهـوى على تـماسكوسـماحة وتوزع بـ صنوف الجمـال.. ولكن العجب في «أخي الـهوى» هذا أنه لا يرتويا هو كـائن فهـو يتمـزق مرارة وأسى من طـموحه وتطـلعه الى مـا لم يخلق من الحـسن بعـد من صنوف الحسن والجمـال.. ليس هذا من باب الإغراب والاسـتحالة أي ليس هوا هو تعبير ديناميكي عن شغف نوعا من الافتعال كما قد يدخل في تـصور ناقد ما وإهذا القلب بالجمال الى أقصى حدود الشغف والوله.. إنها صرخة «جوع» جمالي هائلةحتـوى النغم الـداخلي لا بحركـته الخارجية وحـسب.. وقد تبلغ مـثيرة تعـبر عن نفسـها

هذه الصرخة منتهى العنف ح تعبر عن هاجس جمالي آخر مع طرب الشراب:يــــــــا ذابـح الـــــــعــــــــنــــــــقــــــــود خــــــــضـب كــــــــفه

بـــــــــــدمــــــــــــائـه بــــــــــــوركــت مـن ســــــــــــفـــــــــــاح!

(٣)

.. وقـد يـتـحول الـهـاجس الجـمـالي عنـد «الأخـطل الـصـغيـر» الى إحـسـاس عـميقأسـاوي.. ذلك حـ يصـطـدم وجدانه الـشـاعري بـإحدى يقـترب أحـيـانا من الإحـسـاس اـفارقـات الـقائـمـة في علاقـات الإنسـان بـالطـبـيعـة أو علاقـاته بالأرض والـوطن والـناس االآخرين فـتتـحرك الـثورة الـكامـنة في أعـماقه حـينـذاك ثم يتـخذ الـهاجس الجـمالي هـناظاهرة الـعاطفة الوطـنية.. نجد مـثل هذا الإحساس في مثل قـصيدة «سلـمى الكورانية»..

هاجر اللبناني. هذه القصيدة تتحدث عن ظاهرة الهجرة في لبنان وعن ا

وضـوع انـطلاقا من إنه موضـوع اجـتمـاعي بـذاته ولكن «الأخـطل الـصغـيـر» يتـنـاول اهـاجسه الجمالـي نفسه في قـضية حب. والجمـال والحب يجدان وحـدتهمـا الكامـلة دائما فيشـعره. فقصة الحب هنا تـتطور إلى مواجهة وجدانيـة وطنية معا تنـشأ من تفريق الهجرة بفـارقات ـواجـهة هـذه يـتحـقق اصـطدام الـهـاجس الجمـالي بـإحـدى ا . وفي ا قـلـب عـاشـقفارقـة حركة ديالـكتيـكية لهـا عمق إنسـاني مأساوي ولكن المحـركة لثـورة الشاعر. في هـذه ايكـمن في ثنـايـاه حافـز للـرفض والتـمرد. فـح تـبـلغ قصـة الحب هنـا ذروة التـوتر يـبرز وجه

ثيرة هكذا: فارقة الديالكتيكية ا لبنان أيام الانتداب وتبرز ا

- ٢٣٤ -

لـــــبــــنــــان مـــــا لــــفــــراخ الـــــنــــســــر جـــــائــــعــــةوالأرض أرضــك أعـلاهـــــــــــــــا وأدنـــــــــــــــاهــــــــــــــا

ألـــــلـــــغـــــريـب اخـــــتــــيـــــال فـي مـــــســـــارحـــــهــــاولـــــــــلـــــــــقـــــــــريـب انـــــــــزواء فـي زوايـــــــــاهـــــــــا

من ظـن أن الـــــــريـــــــاحـــــــ الــــــتـي ســـــــقـــــــيتدمــــوعـــــنــــا الحــــمـــــر قــــد ضـــــنت بـــــريــــاهــــا?

كـــــــــأن مــــــــــا غــــــــــرس الآبــــــــــاء مـن ثــــــــــمـــــــــرلــــغــــيـــــر أبــــنــــائــــهـم قــــد طــــاب مـــــجــــنــــاهــــا

ومــــــــا بـــــــنــــــــوه عـــــــلـى الأحــــــــقـــــــاب مـن أطملـــــغـــــيـــــر أبـــــنـــــائـــــهم قـــــد حـل ســـــكـــــنـــــاهــــا

لا لم أجــــــــد لك فـي الــــــــبـــــــلــــــــدان من شــــــــبهولا لـــــــنــــــاسـك بــــــ الـــــــنــــــاس أشـــــــبــــــاهــــــا

لــــــــو مـس غـــــــيــــــــرك هــــــــذا الـــــــذل مـن أســـــــدلــــــعض جـــــــبــــــهــــــته ســـــــيف وحــــــنــــــاهــــــا!..

في هـذا الإطار نـفـسه من تحول الـهـاجس الجمـالي عـند «الأخـطل الـصغـير» الىإحـسـاس وطـني نـشــهـد تحـولات تـتـنـوع أشـكــالـهـا الـفـنـيـة بـقــدر مـا تـتـنـوع حـوافـزهـاومنـاسباتـها الآنية الـتاريخيـة ولكن يبقى مـصدر التحـولات هذه واحدا وجوهـر الرابطةـرهـفة الى حـد الـقـدرة على كـشف الـعلاقات بيـنـها واحـدا هـو الحسـاسـية الـشـاعـرية اتـجانسة.. من هنا يحدث ـتفارقة بقدر ما هي قـائمة ب الأشياء ا الـقائمة ب الأشياء اهذا التحول غالبا ـ إن لم نقل دائما ـ في شعر «الأخطل الصغير» من الهاجس الجماليفارقات في علاقات الإنسان الى انفعالات إنسـانية أو وطنية أو قومية أمام الـتحديات واالمخـتلفة ولا سيما عـلاقاته الاجتماعية. وقـد يبلغ هذا التحول الانـفعالي ـ كما ذكرنا منـأساوي. نجد الأمـثلة على ذلك في قبل ـ عمـقا وجدانـيا يصل به الى حـدود الإحساس اقـصـائـد عدة كـتـبـهـا الـشاعـر مـتـأثـرا بـأحداث طـارئـة بـعـضهـا ذو طـابع مـحـلي لـبـنانيي وقد تجـتمع في الحادث وبعـضهـا ذو طابع عربي شـامل وآخر ذو طـابع إنساني عـا

- ٢٣٥ -

الواحـد هـذه الـسـمـات كـلـهـا كـمـا في قـصـيـدة «١٩١٤».. وهي الـقـصـيـدة الـتي أوحـتـهاية. ية الأولى وفجائعها اللبنانية والعربية والعا أحداث الحرب العا

في قـصيدة من وحي لـيلة من لـيالي الشاعـر في إحدى القـرى اللبـنانيـة ينطلق أولامع الـهاجس الجمالي في مجـلس له ب نفر من أهل الأدب والـفن ثم في تمثال فني رآه

هناك من صنعة نحات لبناني:ودمـــــيــــة عــــنــــدمـــــا صــــافــــحـت صــــانــــعــــهــــا

أكـــــــبـــــــرته عـــــــبـــــــقـــــــري الـــــــفـن نـــــــحـــــــاتــــــارمى بــــــــهــــــــا في عــــــــبــــــــاب الحب لــــــــؤلـــــــؤة

ونــــاطــــهــــا في جــــبــــ الحــــسن مــــشــــكــــاتــــا

نـاخ الجمالـي نشوة شـاعرية مـا إن تبـلغ مدى هنـاءتها وتأخذ الـشاعـر في هذا اـفـارقـة في وهج الـنـشوة في وجـدانه حـتى تـتـنـبه حـوافـز الـتـحـول إذ تـسـتـيـقظ علاقـة ا

وينهض فجأة ديالكتيك التحدي هكذا:ســـــــوانـح مـن صـــــــفــــــــاء لا تـــــــلــــــــوح لـــــــنـــــــا

فـي حـــــــالـــــــكـــــــات الـــــــشـق إلا أويـــــــقـــــــاتــــــا..نـــلــــقي عــــلى راحــــتــــيـــهــــا أنــــفـــســــا نـــهــــكت

فــــعـل الــــغــــريـق رأى في الــــقـــــرب مــــرســــاتــــا

أسـاوي الى إحـسـاس اجـتـماعي ثم يـصـعـد التـحـول من هـذا الإحـسـاس الذاتـي اـأساويـة نـفـسـهـا.. ذلك إذ أحدثـت حركـة الـتـحـدي في الـهاجس وطـني يـحـمل الحـرارة افارقـات التي تتحدى اء.. فـإذا بدائرة ا الشاعري ما تحـدثه الحصاة تلـقى في صفحة افـارقات أوسع مـنهـا فإذا بـالتـحول ينـتقل من نـشوة الـشاعـر تعـقبـها دائرة أخـرى من اـفـارقـات في نـطـاق صـراع الـهـاجس الجــمـالي مع مـفـارقـات الـذات الى الــصـراع مع ا

المجتمع.. وكان المجتمع هنا لبنان نفسه أيام الانتداب الفرنسي:لـــــبـــــنـــــان يـــــا جـــــنـــــة الأرواح مـــــا فـــــعـــــلت

بك الــــلــــيــــالـي.. فــــعــــاد الــــعــــرس مــــأســــاتــــا

- ٢٣٦ -

قـــــــــد كــــــــــبـــــــــروك لأمــــــــــر صـــــــــغــــــــــروك به قــــد فــــخــــمــــوا الاسم لــــكـن حــــقــــروا الــــذاتـــا

فـي كـل طـــــــــــرفـــــــــــة عـــــــــــ أنـــــــــــظـم جـــــــــــددمـن ســـــوء حـــــظـك قـــــد ظـــــنـــــوك مـــــلـــــهـــــاتـــــا

ــــــا كــــــنت لــــــوحــــــا في مــــــكــــــاتــــــبــــــهم كــــــأتـــــــمــــــضـي الأكـف به مـــــــحـــــــوا وإثــــــبـــــــاتــــــا

فــــــتــــــيــــــان لـــــبــــــنــــــان هــــــبــــــوا من رقــــــادكمســـــــــيـــــــــان مـن نــــــــام عـن حـق ومـن مـــــــــاتــــــــا

✸✸✸✸

عـلى هذا النـحو نجد حسـاسية الـشاعر الجـماليـة في مواقفه من مـختلف الأحداثـناسـبات في النـطاق العـربي الشـامل. إننا نجـده في ذروات من الانفـعالات الشـاعرية وايتحول به الانفعال الى مواقف عربـية تمجد علاقات الأخوة ب لبنان وأشقائه في العالمالـعربي وتمـجد نـضال العـرب في معركـة الحرية وفي مـعركة فـلسطـ بالأخص ونجدفـارقـات في هذا المجـال كـذلك تحفـز هاجـسه الجـمالي لـلـتحـول من الانفـعـالات الذاتـية ا

الى الانفعالات القومية.

وفي غمـرة الانفـعال الحـزين إذ يرثي شـوقي وإذ الإحسـاس الشـاعري يـتصـاعدستثارة بـنوع من الانتعاش للحادث ينـطلق الهاجس الفني فجأة مع الرؤى الجـمالية امن حـدود الرثـاء في نطاقه الـفردي الى الحدود الـوسيعـة التي تـشتمل لـبنان كـله ومصر

كلها في إطار واحد من الأخوة بينهما:لــــــــبــــــــنــــــــان يــــــــا مـــــــــصــــــــر مــــــــصــــــــر فـي مــــــــطــــــــامـــــــــحهـ كـــــــــــمــــــــــا عـــــــــــلـــــــــــمـت ـ ومـــــــــــصــــــــــر فـي مـــــــــــفـــــــــــاخــــــــــرههــل كــــــــــــــــــــان قــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــبــك إلا فــي جــــــــــــــــــــوانــــــــــــــــــــحــهـــــــــــــــــحـــــــــــــــــــــاجــــــــــــــــــــره أو كـــــــــــــــــــــان دمــــــــــــــــــــعــك إلا فــي مــــأو كــــــــــان مـــــــــــنــــــــــبـت مــــــــــصـــــــــــر غــــــــــيــــــــــر مـــــــــــنــــــــــبــــــــــتـهأو كـــــــــــان شـــــــــــاعـــــــــــر مـــــــــــصـــــــــــر غـــــــــــيـــــــــــر شـــــــــــاعــــــــــره?

- ٢٣٧ -

وإذ هو يـرثي سعد زغلول وهاجسـه الفني ينشىء دنيا من الخـيالات والصور المجنحةبـألوان أسطـورية وملـحميـة إذا به ينفـلت من دنياه هـذه الى دنيا الواقـع بكل واقعيـته ليدخلعـركـة السـياسـيـة الوطـنيـة الـتي كانت تحـيـاها مـصر يـومـذاك وإذا به وجهـا لوجه مع قـلب ا

عركة في هذا الصف منها أو ذاك: رجال مصر الذين كانت تشغلهم أحداث اإني أخـــــــــاف عــــــــلـــــــــيــــــــكـم فـي تحــــــــزبـــــــــكم

أن تــنــصــروا الخــصم وهــو الخــصم والحــكمتــــخــــاصــــمــــون عــــلى ضــــعـف وخــــصــــمــــكم

هـــــو الــــقـــــوي عــــلـــــيــــكـم لــــيـس يــــخـــــتــــصمتــــوحـــــدوا بـــــاسم مـــــصـــــر في تجـــــهـــــمـــــهــــا

وطــــالــــعــــوا ثــــغــــر مــــصــــر كــــيـف يــــبــــتــــسمســـــــعـــــــد أرادكـم حـــــــلـــــــفـــــــا ـ فـلا قـــــــســـــــمت

أجـــــزاؤكـم ـ حب مــــــصـــــر لــــــيس يــــــنـــــقــــــسم

لائمة وفي رثاء فـيصل الأول بيـنا يجـهد الشاعـر في ابتداع «الحـالات» الشعـرية اـرتبـطة به إذا بـحسـاسيـة الشـاعر تـستـشف الأبعاد للـموقف ولخـصائص الـشخصـية االأخرى لـلموقف وهي الأبعاد السياسيـة التي تمتد إليها ظلال الـشخصية هذه فيأخذالـتـحـول الشـعـري هـنـا مجـرى آخـر نـحو تـلك الأبـعـاد ذاتـها.. فـنـرى الـشاعـر عـنـد هذاالمجرى الجـديد يذكر ما كان لفـيصل الأول من علاقة بالحركة العـربية الاستقلالية وماكـان لهـذا الـعلاقـة من ارتـباط بـوعـود «الحـلفـاء» الـغـربـي وعـهـودهم لـلعـرب عـنـد اندلاعية الأولى ثم مـا اقترفـه هؤلاء «الحلـفاء» من نكث لـهاتـيك الوعود والـعهود.. الحـرب العـاسـار يتـحول الإحسـاس الشـاعري من نطـاق الرثـاء في حدوده التـقلـيدية الى وفي هذا اـوقف الـقـومي فـنلـحظ مـنـذ يأخـذ هـذا الـتحـول مـداره الأوسع أن حـرارة الواقع نـطاق اوقف الشعـري الجديد نبضا من الحيوية والصدق لم نكن نحسه أساوي قد أكسبت ا ا

دار الأول من القصيدة: في اقل لـــــــتـــــــلـك الـــــــعـــــــهـــــــود فـي رهـج الحــــــرب

وفـي ســــــــــكـــــــــرة الـــــــــقــــــــــنـــــــــا والــــــــــغـلاصم

- ٢٣٨ -

قـــــــد لمحــــــنـــــــاك فـي عـــــــيـــــــون الـــــــثـــــــعـــــــاليــــــــــــســـــــــــــنــــــــــــاك فـي جـــــــــــــلــــــــــــود الأراقـم و

حــــــــدثــــــــونـــــــا عـن الحــــــــقــــــــوق فــــــــلــــــــمـــــــاكـــــبـــــر الــــــنـــــصـــــر أعــــــوزتـــــنـــــا الــــــتـــــراجم

نـــــــفــــــحـــــــتــــــنـــــــا بــــــهـــــــا الحــــــروب سـلامــــــاورمــــــــــــانـــــــــــــا بـــــــــــــهــــــــــــا الـــــــــــــسـلام أداهـم

قـل ـ وقـــــيت الــــــعـــــثـــــار ـ في نـــــدوة الـــــقـــــوم:مـــــــتـى أصـــــــبـح «الحـــــــلــــــــيف» مــــــــخـــــــاصم?

أيـن ذاك «الـــــــــــــهـــــــــــــيـــــــــــــام» فـي أول «الحـب»ـــــــــــوشــــــــــحـــــــــــات الــــــــــنــــــــــواعـم? وتــــــــــلـك ا

...............................

...............................

...............................إن تحـت الـــــــــصــــــــــدور جـــــــــذوة مــــــــــوتـــــــــور

وخـــــــــــــــــــــلــف الحـــــــــــــــــــــدود زأرة نــــــــــــــــــــاقــم✸✸✸✸

وفـي الإطـار نــفـسـه كـذلك إطــار الــتـحــول في الـهــاجس الجــمـالـي عـنــد «الأخـطلالـصـغيـر» من دائـرة الإحسـاس الـذاتي الى دائـرة الإحسـاس الـعام الأشـمل نـلحظ فينـشأ الاجتماعي أي شـعره تحولات من نوع آخر هـو النظر الى قضـايا الإنسان ذات اتـلك الـقـضـايا الـتي يـعـانـيـها الـنـاس في المجـتـمـعات الـطـبـقـيـة أو تلك الـتي تـعـاني مـنـها

ية. البشرية كافة أزمات القلق على مصير الحياة نفسها كمسألة الحروب العاوقــد حـان لــنـا هــنـا أن نــوضح مـفــهـوم الــهـاجس الجــمـالي الــذي تـكــرر ذكـره فيبتذل.. فليس القصد به معنى الجمال «رحلتنا» هذه..إننا نقصد به غيـر معناه الساذج افـهومه البسيط بل معنـاه الفني الذي ينبع من الرؤيـة الشعرية للأشياء ـناقض للقبح اـستمدة من ولعلاقـات الإنسان مع الطـبيعة والحـياة والناس الآخـرين وللقيم الإنـسانية اهذه الـعلاقـات. فـكل رؤيـة فـنـيـة إبـداعـيـة الى الـظاهـرات الـكـونـيـة أو الاجـتـمـاعـية أو الى

- ٢٣٩ -

نـظورة بالنـظر العادي الـقائمة وراء دخائل الـنفس الإنسانـية وكل كشف للأبعـاد غير اتـلك الظاهرات ـ كل رؤيـة من هذا النوع وكل كشف تحـققه هذه الرؤية بـواسطة الشكلضـمـون في وحـدتـهـمـا الجـوهـريـة يشـكل الـعـنـصـر الجـمـالي في الـفن أي الحـقـيـقة واالفنية. إن هذا العنصر هو ما سميناه في هذه الرحلة بـ «الهاجس الجمالي» لأنه الدافع

شع عند الشاعر والفنان. الداخلي ا

إذا رجعـنـا ـ بـعـد ـ الى حـيث وصـلـنـا من «الـرحلـة» في شـعـر «الأخـطل الـصـغـير»سنـرى أشكالا جديدة من تحولات الـهاجس الفني.. نعني تحـول هذا الهاجس من الرؤياـضـمـون الغـنـائي الـصرف الـى رؤيا في قـلب الـظـاهرات الاجـتـمـاعيـة أي قـضـايا ذات ا

صيرية الكبرى. الإنسان في علاقاته الطبقية أو في أزماته ا

فـفي مـجـال الـعلاقـات بـ الـطـبـقـات الاجـتـمـاعـيـة في ظلال الأنـظـمـة الـرأسـمـالـيـةبـالـطبع تـمـتد رؤيـته الـفـنيـة الى مـا وراء ظـاهرة الـفـقر والـغـنى وسـائر ظـاهـرات التـمـايزالـطبـقي فـإذا بـرؤيـته هذه تـكـتـشف بلـمح من الـهـاجس الـفني الـنـفـاذ بعـدا واقـعـيا منأبعـاد تلـك الظـاهرات أو تـكـتشف ـ إذا شـئـنا الـتـعبـيـر بلـغـة العـلم ـ واحـدا من القـوان

الأساسية التي تنشأ عنها تلك الظاهرات:أيــــــــــهــــــــــا الأغــــــــــنــــــــــيــــــــــاء! إن غــــــــــنــــــــــاكم

شــــــــــيـــــــــــدتـه ســــــــــواعــــــــــد الـــــــــــفــــــــــقــــــــــراءالـــــقـــــصــــــور الـــــتـي تـــــقــــــيـــــمـــــون فــــــيـــــهـــــا

من بـــــــنـــــــاهـــــــا لـــــــكـم ســـــــوى الـــــــفـــــــقــــــراء?والـــــــــطـــــــــعــــــــام الـــــــــذي تــــــــلـــــــــذون.. مـن هم

صــــــــــانــــــــــعــــــــــوه ســــــــــوى الــــــــــفــــــــــقـــــــــراء?والــــــــريـــــــــاحــــــــ فـي الجـــــــــنــــــــائـن.. مـن هم

غـــــــارســـــــوهـــــــا لــــــكـم ســـــــوى الـــــــفـــــــقــــــراء?والحـــــــلـــــــيـب الــــــذي رضـــــــعـــــــتـم صـــــــغــــــارا

كـــــــــان من صـــــــــدر مــــــــعــــــــظـم الــــــــفــــــــقــــــــراء

- ٢٤٠ -

...............................

...............................

...............................لا تــــــــقــــــــولــــــــوا: وســــــــاوس من فــــــــقــــــــيــــــــر

دوخــــــــــــــــــــــــــــــــــــتــــه طـــــــــــــــــــــــــــــــــــوارق الأرزاءإن لـــــــلــــــــفــــــــقـــــــر ثــــــــورة لــــــــو عـــــــلــــــــمــــــــتم

تـــــســــــبح الــــــنـــــاس دونــــــهـــــا فـي الـــــدمـــــاء..

وعنـد زوال ظل السلطان عبدالحـميد العثماني في الـعقد الأول من هذا القرن نظرالشاعر الى قصر «يلدز» وقد سقط الـظل الرهيب عنه يومذاك فامتد به النظر الشاعريالى ما وراء هذا الحادث ـ الـظاهرة من دلالات التحول التـاريخي في ظهور قوة الشعوبلتـحريـر أعنـاقها مـن أنيار الاسـتبـداد والاضطـهاد والاستـعبـاد وظهـور إرادتها في ضم

وحدة صفوفها مع وحدة مصيرها:لا بـــــــــلـــــــــغـــــــــنـــــــــا ذرى الحـــــــــضـــــــــارة إن لم

يـــــمح عـــــصـــــر الإخـــــاء عــــصـــــر الـــــعـــــبـــــيــــد

وفي حـ كان «الـدسـتور» مـطلـبـا تنـادي به جـماهـيـرنا الـعربـيـة لتـحـقيق مـرحـلتـهاقـراطـيـة وجدت هـذه الجـمـاهيـر مـطـلبـهـا ذلك يـنتـفض في هـاجس بـشـارة الخوري الـدانتفاضة تـدعو الى الثورة هاتفة بأن «الدستـور» لا يهبط على الشعوب هبوط الوحي من

: غير كفاح يتفجر من أعماقها كالأعاصير أو البراكإن الـــــدســـــاتــــــيـــــر لا تـــــعــــــطي أعــــــنـــــتـــــهـــــا

إلا الأعـــــــــاصــــــــــيـــــــــر مـن جـن ومـن بـــــــــشـــــــــرمـن هــــــابـط كــــــقــــــضــــــاء الـــــــله مــــــكـــــــتــــــسح

أو صــــــاعـــــد كـــــفـم الـــــبـــــركـــــان مــــــنـــــفـــــجـــــر

ـيـة الأولى رأى الـشـاعر فـجـائـعـها الإنـسـانـية في وطـنه ذاته من وفي الحـرب الـعاجـوع وعـري ومــرض في أوسـاط الــفـقــراء ومن احـتــكـار وجــشع واسـتــغلال رهـيب في

- ٢٤١ -

ـثلى في أوساط الحـكام فـاهتـاج هاجسه أوساط الأغـنيـاء ومن تعسف وانـهيـار للـقيم االجمالي غضبا وحـقدا شريفا وانبرى يتفجر قصـائد من لهب ينصب نقمة على التمايزـسـتـغـلـة وعــلى الحـرب ومـشـعـلي نـارهـا الـطـبـقـي وعـلى عـسف الـطـبـقـات الحــاكـمـة وانتفع بها حتى انـتهاك الحرمات الإنسانية.. إننا نحس الآن الشريرة وعلى وحـشية اونحن نـقرأ هذه القـصائد الغـاضبة أن الشاعـر يعاني فيـها أزمة نفسـية وعقلـية أسلمتهحينذاك الى حيرة مرهقة في تفسـير المحنة البشرية تلك حتى لنراه يلجأ في حيرته الى

ناجاة: مثل هذه اــــــــــــا ســــــــــــالـت دمـــــــــــا رب لــــــــــــو شــــــــــــئـت

أمــــــــــرك الأمـــــــــــر.. فــــــــــمـن ذا يـــــــــــنــــــــــكــــــــــر?ـــــــــــــا يـــــــــــــتـم مــن قـــــــــــــد يـــــــــــــتـــــــــــــمـــــــــــــا و

ـــــــــا اســــــــتـل الـــــــــسلاح الـــــــــعــــــــســـــــــكــــــــر و...............................................................

...............................................................مـن تـــــــرى يـــــــشـــــــرح لـي ذنب الـــــــفـــــــقـــــــيـــــــر

أو ـ تــــــرى ـ يــــــظــــــهــــــر لـي فــــــضـل الــــــغــــــنييــــرثـــــان الـــــبــــؤس والـــــعــــيش الـــــنــــضـــــيــــر

ويــــــــقـــــــــيــــــــمـــــــــان مــــــــعـــــــــا فـي الــــــــكـــــــــفن?

(٤)

ـفهـومهـا الأعم هي السمـة الشـائعـة في شعر درسي و فـهومـها ا الـسمـة الغـنائيـة «الأخـطل الصغير».. ولـكن غنائيته هذه لم تـستسلم ـ إلا قلـيلا ـ الى الخطابية أو الى الخواءالفكـري. ولقـد استطـاع أن يضفي عـلى خطـابيته حـيث وجدت أو عـلى الخواء الفـكري حيثسـتقـلة الـتي اجتـمعـت لهـا مجمـوعة مـن العـناصر وجد فـي شعـره تلك الخـاصة الجـمالـية اأبعـدت عن شعـره في الـغالب تـلك العـيوب الـتي تشـوب غـنائـية الـشعـر العـربي في الجيـلالسابقـ بالخصوص. من هذه الـعناصر: مزيـة الصدق ومزية الـصفاء النفـسي والتعبيريومـزيـة الجدة والـطـرافـة لا في الـنغـمـة والـلفـظـة والـعبـارة فـحـسب بل في الـصورة الـشـعـرية

- ٢٤٢ -

كذلك وفي طريـقة التـصويـر الإيحائي لـلموضـوع الشعـري. إن عنصـر الجدة والطـرافة هذابـجملة مـقوماته كـثيرا مـا ينقـذ شعره من الـنثريـة أو التقـريرية حـ ينزلق إلـيهمـا.. فهناكـكـرور في شعـرنا ضـمونـهـا عن الغـزل الـتقـلـيدي ا مـثلا ألـوان من الغـزل عـنده لا تـخـرج ولـكن خـاصـة «الأخطـل الصـغـيـر» أنه يـخـلع عـلى مـثل هـذا الغـزل طـرافـة في الـتـصـوير وفيالعـبارة تـهيئ لـه مناخـا شعـريا خـاصا يـخفي وجـهه التـقلـيدي حـتى ليـوحي لنـا بأنـه جديد..

غناة التي مطلعها: شهورة ا نذكر من ذلك أبياته ابـــــــلــــــــغـــــــوهــــــــا إذا أتـــــــيــــــــتم حــــــــمـــــــاهـــــــا

أنـــــــــــنــي مـت فـي الــــــــــــغــــــــــــرام فــــــــــــداهـــــــــــا

ضمون الـعام ولكن طـريقته في فـهنا لا تـقبض اليد عـلى أمر جديـد إطلاقا من حـيث اوضع الحقيقة الـشعرية في إطار يوم القيامة حيث يتـصور أن النعيم يكون جزاؤه في جهاده

وتكون النار جزاء الحبيبة وحيث يتصور مناجاة مع الله متشفعا إليه ثم ضارعا:قــــــــــــــلـت: يــــــــــــــا رب أي ذنــب جـــــــــــــنــــــــــــــتـه

أي ذنـب? لــــــقــــــد ظــــــلــــــمــــــنــــــا صــــــبــــــاهــــــا..أنت ذوبـت في مــــــحــــــاجــــــرهــــــا الــــــســــــحــــــر

ورصــــــــــــــعــت بــــــــــــــالـــــــــــــــلآلـئ فـــــــــــــــاهــــــــــــــاأنت عــــســــلـت ثـــغــــرهــــا.. فــــقــــلــــوب الــــنـــاس

نــــــــحـل أكــــــــمــــــــامـــــــــهــــــــا شــــــــفـــــــــتــــــــاهــــــــاأنـت من لحــــــظــــــهــــــا شــــــهــــــرت حــــــســــــامــــــا

فـــــــــــبــــــــــــراء مـن الـــــــــــدمــــــــــــاء يـــــــــــداهـــــــــــا..

نقول إن وضـعه الحقـيقة الـشعريـة في هذا الإطـار الطريف قـد أنقـذ الصورة من لـونهاـعن في تولـيد الـقـد الحائل.. وقـد رثى «الأخـطل الصـغيـر» صـديقه حـافظ ابـراهيم فـراح ضام التـقليدية في الـرثاء ولكنه أوتي القدرة الصور الشعـرية دون أن يخرج أيضـا عن اضامـ في ألوان من الطرافة المحبـبة حتى تبدو ابـتكارا.. فإذا بنا على التفرد بـسكب هذه ا

متعة التي تشبه هذه الصورة: نحظى في هذه القصيدة بكثير من الصور اـــــــــصـــــــــر أنـت والـــــــــنـــــــــيـل ضـــــــــفـــــــــتـــــــــان

تـــــــــــــنــــــــــــــبـــــــــــــتــــــــــــــان الأذواق والأرزاقـــــــــــــا

- ٢٤٣ -

هــــذه الخــاصـــة في تــلــوين الــصـــور الــشـعــــريــــة بـالــطــرافـة تــكــاد تـكــون أبــرزخصائص شعـره وكثيرا ما يجلوها في إطار من الحوار القصصي على غرار قصيدته

شهورة «هند وأمها»: اأتـت هـــــــــنـــــــــد تـــــــــشــــــــــكـــــــــو الـى أمـــــــــهـــــــــا

فــــــــســـــــبــــــــحـــــــان مـن جــــــــمع الــــــــنـــــــيــــــــرينفــــــــقــــــــالـت لــــــــهـــــــــا: إن هــــــــذا الــــــــضـــــــــحى

ـــــــــلــــــــــني قــــــــــبـــــــــلـــــــــتـــــــــ أتـــــــــانـي وقـــــــــبوفــــــــــــــر فــــــــــــــلــــــــــــــمـــــــــــــــا رآنـي الــــــــــــــدجـى

... الخ. حـــــبــــانـي من شـــــعـــــره خــــصـــــلـــــتــــ

ولكن تبـقى حقيـقة لا بد من جلائـها في الحديث عن غـزل بشارة الخـوري. فليستيزاته كذلك أنه مـيزة لهـذا الغزل. ذلك بأن مـن الـطرافة بذاتـها كافـية لإنارة السـمات اليس غزلا وصـفيا تصويـريا في الغالب بل يـغلب فيه التحـول الى حركة وجدانـية تتعمقالحس الجـمالي فـي الداخل وهـذا التـحول يجـعل من الـوصف الخارجي ظـاهرة حـركيةتشـارك مشاركـة أساسـية في الـتعـبيـر عن امتلاء الـوجدان بـنبـضات الـشاعـر الجمـالية.وهذا مـا أشـرت إلـيه حـ قـلت من قـبل إن الجـمـال والحب يـجـدان وحدتـهـمـا الـكـامـلة

دائما في شعر «الأخطل الصغير».. فماذا يعني أن يقول الشاعر مثلا وهو يتغزل:إيه ريـــــــحــــــانـــــــة الـــــــريــــــاحـــــــ فــــــيـــــــضي

مــــــــــــرحــــــــــــا وامـلأي الجــــــــــــوانـح وجــــــــــــداامــــســـــحـي جـــــبـــــهـــــة الـــــظلام تـــــفـض نــــورا

ومـــــــري عــــــــلى الـــــــصــــــــخـــــــور فـــــــتـــــــنـــــــدى

هل يعـني مثل هذا الـتصور لـلجمال سـوى الشعـور الداخلي بـالاندهاش من روعة? ع الجمال ا

وماذا يعني مثل هذا «الوصف» لصوت مطرب:

- ٢٤٤ -

يـــــا غــــــابــــــة الــــــصــــــوت الــــــلــــــهـــــيـف كــــــأنهتحـت الــــــــــظـلام أشـــــــــــعــــــــــة تـــــــــــتــــــــــكــــــــــلـم

...............................

...............................

...............................ثـــــــــــمـــــــــــلـت بـه الأزهـــــــــــار وهـي أجـــــــــــنـــــــــــة

وتــــــشـــــوفـت فـــــانــــــشق عـــــنــــــهـــــا الــــــبـــــرعم

هل هـذا وصف وكـفى? أم هـو الـدهـشـة الـوجـدانـيـة أمـام «غـابـة» من يـنـابـيع الـنـغمـنعش تـندفق في مـسمـع الشاعـر فتـنسـكب في أوصـاله ارتعـاشا كـانسـكاب الشـعاع احتى يـتصور هـذا النغم يـفعل فعل الـشمس بالـزهرة: تدركـها في البـرعم جنيـنا فتـتفتحزهرة كـاملـة من أثر الـشعـاع? أحسب أن الـشاعـر هنـا لا يصف الـصوت نـفسه بـقدر ما«يـصف» أثـر الـصـوت في وجدانـه.. وكلـمـتـا: «الـغـابة» و «الـلـهـيف» في هـذه الـصورة لا

تعنيان دلالتهما الحرفية بل دلالتهما في تصور الشاعر الخاص..

وفــي هـــذا المجــال لا بــد أن تحـضرنـــا قصيـدة «عمـر ونعـــم».. فـقد أعــاد الــىعـصــرنا صــورة مــن ابن أبـــي ربيـعــة فــي رائيته الطـريفــة وجلا منها مـشاهد غزليةبطـــرافة جـديدة هــي طرافـة «الأخطــل الـصغـير» بـخصوصــها وخـصائـصـها وهــي ــتـجددة إضـاءات فـنـية أي قـصـيدة «الأخـطـل الـصـغـيــر» ـ تـضـيف الى مـتـعـة الطـرافـة ا

هامسة ومقنعة في آن.

(٥)

تستوقفنـا في هذه «الرحلة» مشاهد ملحمـية دون أن تغرينا بالقول إن شاعرنا قدـلحمـية.. لا فإنـهما طـرفان متـباعدان بـالفعل تـباعدين: الـغنائـية وا جـمع ب الطـرف اولـيس لشـاعر أن يـكون غـنـائيـا وملـحمـيـا معـا ولكن قـد يـلتـقيـان التـقـاء عفـويا عـابرا ثمـوضوعية الشاسعة للملحمة.. يفترقان فالـشاعر الغنائي لا يقوى على احتمال الأبعاد اـلحمي لا يقـوى على احتـمال الانفعـالات الذاتية الـغنائـية القصـيرة الأنفاس.. والـشاعر ا

- ٢٤٥ -

أمـا «الأخـطل الــصـغـيـر» فـشـاعـر غـنـائـي وحـسب. وإنـنـا لـنـرتـكـب نـوعـا من الاعـتـبـاطـيـةوالتـمحل إذا نـحن أضـفنـا الى طبـيعـته طبـيعـة أخـرى ليـست منه ولا هـو منـها.. غـير أنتد نـفسه في بعض حالاته الـشعريـة الغنائـية ذاتهـا الى مدى يتيح له ذلك لا ينـفي أن ان يـجول جـولـة ملـحمـيـة موفـقـة ولكن بـخطـى موقـعة تـوقـيعـا غنـائـيا يـعـوقه عن الوثـباتلـحـميـة في ذكرى ـغـامرة بل يـرده سـريعـا الى أصـالته الـغـنائـية.. وقـد تـكون جـولـته ا الحمية.. ولعل غامرات ا تنبي هي الجولة الوحيدة التي يخطو فيها خطوات تقرب من ا اتنبـي في هذه القصـيدة العـامرة قد وضعت «الأخـطل الصغـير» في جو خاص رفقـة اـغـامـرة بـعض وقت.. أمـا جـولـته الأخـرى في ذكـرى الـفردوسي أحمـى ذراعيـه لخوض اـا امتزج فيها من عبق تعة لحمي ولكنـها جولة فـكانت أقصر من تلك في شوطـها اوكب الـكسـروي وجلال الـفتح الإسـلامي العـربي.. وفي رثـائه للـزهاوي الـشعـر وروعـة اـرثاة مع نفـحات مـلحـميـةـ غنـائيـة مزدوجة ولا نـقول جـولات ملـحمـية. والـواقع أن هذه اكونها مـفعمة بحـرارة الصدق والانفعـال العاطفي هي كذلك أشـبه برحلة للـفكر والشعرضـيان يدا بيـد على وئام وانسـجام يطوفـان في دنيوات شتى من معـا رفيق حـميم تاريـخ الحضارة الـعربـية والأدب الـعربي ومن دنـيا الـصحـراء العـربيـة ثم دنيـا الجحيم

عري» يسألانهما: حيث يلتقيان «دانتي» و اأحــــــــــــقـــــــــــيــــــــــــقــــــــــــة عــــــــــــرفــــــــــــا لــــــــــــظـى?

ام وصــف مـــــــــــــــــبـــــــــــــــــتـــــــــــــــــدع نجـــــــــــــــــيـب

ـشــقـة ولـكــنه مـثـقـل بـزادين دسـمــ لـذيـذين: زاد هــو تـطــواف سـريع خـفــيف اـشـبع بـالـبـهـجـة والـنـقـاء. هـو ذا رثـاء يـتـمـيـز بـالـتـفـرد في نـهـجه ـعـرفـة وزاد الـفن ا اـوضوع بكـاملـها من غيـر تهـويل ولا افتعـال تمشي وبسـاطته واستـيعـابه خصائص ااء ـعات غـنائـية مـنسـكب بعـضهـا في بعض كـانسـكاب ا في نواحـيه لمحات مـلحمـية و

روقة. العذب بالخمرة ا

(٦)

في شـعـر «الأخـطل الـصغـيـر» ظـاهـرة أخـرى تـسـري في لـفـظـاته وصـوره ومـعانـيهودلالاته فـتـزيـد الألـفـة الحـميـمـة بـيـنـهـا جـميـعـا ألـفـة أسـمى وأوثق.. هي ظـاهـرة الـطـيـبة

- ٢٤٦ -

خـالصة من الدخائل السـود ومن العقد النفـسية. ولم يكن مبالـغا ولا مدعيا ح وصفهو هذه الطيبة في مهجته:

مـــــهــــجــــة كــــالــــريــــاض يـــــغــــمــــرهــــا الــــنــــورويـــــــــــرتــــــــــد عـن ســـــــــــمـــــــــــاهـــــــــــا الــــــــــظـلام

ـصـدر الـروحي يـنـبع الابتـسـام دائـمـا في شـعـره.. يـنبـع حتى مـن خلل ومن هـذا االدمع بل نادرا ما نجد ابتسامة فيه لا تنبثق من دمعة:

في دمـع بـــــســــمـــــتـــــهـــــا وفي صـــــلـــــواتـــــهــــا نــــــعــــــمى تــــــطـل عــــــلى الــــــعــــــزاء وتــــــشـــــرق

✸✸✸✸✸✸✸✸

قـــــالــــــوا الــــــربــــــيع فــــــقــــــلـت مـــــا أنــــــكــــــرتهرشـف الـــــــــدمـــــــــوع وردهـن تـــــــــبـــــــــســـــــــمــــــــا

✸✸✸✸✸✸✸✸

يـــــغــــــسل الأنـــــفـس الجـــــريــــــحـــــة بــــــالـــــدمع فــــــــيـــــــكـــــــســــــــو تـــــــلـك الجـــــــراح افـــــــتـــــــرارا

✸✸✸✸✸✸✸✸

ـس الآلام فــــــــابــــــــتــــــــســـــــــمت هــــــــذا الــــــــذي جــــــــراحـــــــهــــــــا ثـم ذابـت في مــــــــحــــــــاجـــــــره

✸✸✸✸✸✸✸✸

صـــــــــــــمـت يــــــــــــــفـــــــــــــيـض بــــــــــــــيـــــــــــــانـــــــــــــاودمـــــــــــــــــــعــــــــــــــــــــة تـــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــسـم

✸✸✸✸✸✸✸✸

كـــم مــن زغــــــــــــــــــــــــــاريـــــــــــــــــــــــــد عـــــــــــــــــــــــــرسنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزعــــت مــــن فــــم مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــأ

الخ.. الخ..

- ٢٤٧ -

يـصـعب الـتـســلـيم بـأن ظـاهـرة هـذا الاقـتـران دائــمـا بـ الـدمع والابـتـسـام أو بــأ والـعـرس في شـعـر «الأخـطل الـصـغـيـر» لـيسـت أكثـر من الحزن والـفـرح أو بـ اظاهرة لـفظيـة «بديعـة» من فصيـلة «الطـباق» التـزييني.. يـصعب التـسليم بـهذا القول لأنتكرر دون نقاوة شعره وصـفاءه وأصالته لا تسـمح بتكلف مثـل هذا الافتعال الشـكلي اخـلفية نـفسية ثـابتة.. إن هذه الـظاهرة ـ في اسـتنتاجي ـ هي ظـاهرة انعكـاس فني عفويعن مزاج الشاعر أعـني تلك الطيبـة التي يبدو أنهـا لم تقتصر عـلى أن تحول الظلمة فيـزاج الــفـلـسـفي نـفـسـه الى ضـيـاء دائــمـا بل لـعـلــهـا تحـولت عــنـده كـذلك الـى لـون من ا

تفائل سواء بعفوية خالصة أم بوعي وتأمل. ا

(٧)

ـرحـلـة من رحلـتـنـا في شـعر «الاخـطل الـصـغيـر» تـتـكشف لـنـا أخـيرا وفي هذه اظـاهرة تطـور في بناء القـصيدة عـنده بالنـسبة لجـيله.. وقد يكـون هذا الجانب مـنه عسيرعاصـرة ولكن من الـيسيـر جدا رؤيته إذا قايـيس البنـائيـة ا الرؤيـة لنا الآن في مـنظـار انظـرنـا الى الأمـر في إطاره الـزمـني الخـاص. ففي هـذا الإطـار نسـتـطـيع أن نضع الـبـناءعاصر الشعري عند «الأخطل الصغير» في مكان يشير الى الإرهاص بالتطور البنائي اكن حسـبانه حلقة اتـصال ب عهدين لبـناء القصيدة نفسه. فإن شعـره من هذه الجهة فرده هو الـوحدة البنائـية الأساسيـة في القصيدة العربـية: عهد كـان فيه البيت بـذاته وـجمـلـها كـكل تـعتـبر بـنـاء واحدا مـتـكاملا لا يـؤدي فيه وعهـد أصبـحت فـيه القـصـيدة تـلاحـقة سـوى دور الجـزء في بـنـاء الـكل عـلى أن الـبيـت أو لا تـؤدي فيـه الـتفـعـيـلات اـكان الى يكـون كل جزء في مـكانه الخـاص به من هذا الـبنـاء بحـيث لو أخـرج من هذا امكـان آخر في الـقصـيدة لحـدث الخلل في بـناء الـقصـيدة بـكامـله ولتـغيـر مدلـول الفـكرةوضوع الـشعري أو نـفسهـا أو مضـمون التـجربة أو نـوع العلاقة بـ ذات الشاعـر وا

النسيج الفني بكامل علاقاته الجمالية..

ــعـاصـر لا نـســتـطـيع الــقـول بـأن شـعـر ـفـهــوم الـبـنـائي ا ونـحن في ضــوء هـذا اكن قوله أن هذا ا الذي رحلة من التطور البنائي. وإ «الأخطل الصغير» قد بلغ هذه ا

- ٢٤٨ -

عــنى أن قصـيدة «الأخطل الشــعر قد خـطا خـطوة تـطـورية مـلحـوظة في هــذا المجـال الـصغير» جاءت لتـعبر عن فكرة واحدة تـقريبا أو تجربة واحـدة أو لتدور على موضوعة في الـشعـر العـربي بحـيث لو واحـد ولكن بـقيت فـيهـا بقـية مـن العـاهة الـبنـائيـة القـدـقطع وذاك في هـيكل القـصيـدة الواحدة غـيرنا وضـع هذا البـيت وذاك أو وضع هذا اا اختلف الأمر كـثيرا في تركيب الهيكل الكلي للـقصيدة. على أن الخطوة التي أحدثتها

قصيدة «الأخطل الصغير» كانت تجديدا واضحا يستحق الدرس الجدي.

(٨)

وخـتاما لـرحلتـنا هـذه لا أكتم جامـعي «شعر الأخـطل الصغـير» وناشـريه بصورتهه على النطاق العربي منذ سنوات ـ لا أكتمهم عتبا يدنو التي ظهرت عام الاحتفال لتكرنـاسبـات والأحداث والـتواريخ ـلامة عـلى كونـهم أغفـلـوا عنـد جمـعه ونشـره ذكـر ا من االتي تتصـل بهذا الشعـر ويتصل بها ويـستمد منـها مناخه الوجـداني ودلالاته الشعريةـنــاخ وهـذه الـدلالات. لا نـدري كـيف كـمـا أغـفــلـوا ذكـر الأشـخـاص ذوي الـعـلاقـة بـهـذا اارتـضـوا هـذا الإغـفـال وهم يـعـلـمون ـ دون شك ـ أن ذلـك سيـحـرم الـدارسـ والـبـاحـثنـاخات الإنـسـانيـة الخاصـة التي والنـقاد فـي الأجيـال اللاحقـة رؤية الأطـر الـتاريـخيـة واتـمـدهم بـالـعـون عـلى اسـتـكـشـاف الأبـعـاد الخـفـيـة الجـوهـرية الـتـي يـتـرامى إلـيـهـا شـعر

«الأخطل الصغير»?.

إننـا نرجـو أن يستـدرك هذا الأمـر في طبعـة جديـدة أكثر شـمولا واسـتيعـابا لـشعرشاعرنا الكبير الراحل.

حس مروة

✸✸✸✸

- ٢٤٩ -

شعر الأخطل الصغيرشاهد لعصره

روز غريب

عزل عن عصرهم لأنهم إذا كان في وسعنا أن ندرس بـعض الشعراء أو الأدباء انسلخوا مـن البيئة أو اعتكفوا في محـراب الذات أو غرقوا في دنيا الخيال والأسطورةفـلـيس بـشارة الخـوري واحـدا من هؤلاء ولا نـسـتطـيع أن نـتصـوره مـنـفصلا عن زملائه: شـوقي وحـافظ ومــطـران والـزهـاوي شـبـلي مـلاط والـيـاس فـيـاض ونـقـولا المخـضــرمـأخوه هـؤلاء الذين تـقاربت مـعانيـهم كمـا تقـارب عهدهم فـمدحـوا ورثوا وافتـخروا نـظير

أسلافهم القدامى فإذا قال شوقي:كـــــان شــــعـــــري الــــغــــنـــــاء في فـــــرح الــــشــــرق

وكـــــــــــــــــان الـــــــــــــــــعــــــــــــــــزاء فــي أحـــــــــــــــــزانـه

قال بشارة الخوري:أنـــــــــا فـي شـــــــــمــــــــــال الحب قــــــــــلب خــــــــــافق

ــــــــــ الحـق طـــــــــــيــــــــــر شــــــــــادي وعــــــــــلـى غـــــــنــــــيـت لــــــلــــــشـــــــرق الجــــــريـح وفي يــــــدي

مـــــــا في ســــــــمـــــــاء الـــــــشـــــــرق من أمـــــــجـــــــاد

: ناحية في هـذه الأبيات وما يـشبههـا نلمح صلـة المخضرمـ بالقدمـاء من ناحيتــنبري الـذي ربط الفريق اضـية وناحـية الأسلـوب الخطابي ا الـفخر بـالذات وبالأمـجاد ا

الثاني بأهل البلاط والفريق الأول بالجماهير.

< شعر خريف ١٩٦٨ عدد٤٠ ص١٢٥.

- ٢٥٠ -

كـان المخـضـرمـون يـقـطـفـون ثمـار الـبـعث الـلـغـوي الـذي تـمـخض به الـقـرن الـتاسععشـر فيتـنخلـون ألفاظـهم ويختـارون أفضلـها تعـبيرا. وبـهم استعـادت الفصـحى زهوها

فقود. وتاهت برجوع عرشها ا

وقـد انفـتـحت أمـامـهم أبواب الـثـقـافـات الأجنـبـيـة فـاقتـبـسـوا وتـرجمـوا. وكـثـيـرا مايسـتـوقـفنـا في شـعـرهم مـعنـى طريف أو صـورة جـديـدة حـتى نكـتـشف لـهـما أصلا فيالـشــعـر الــفــرنـسي أو ســواه من شــعـر الأ الأخــرى. لـكن المخــضــرمـ حــرصـوا فيا تصرفوا في الأصل فكانوا معرب أكثر عنى دون الأسلوب ور ترجماتهم على نقل ا

. منهم مترجم

وكــان لــلــشــعــر في عــهــدهم ســوق رائــجــة إذ كــان عــهـد يــقــظــة ووعي ســيــاسيواجـتـمــاعي نـافس فـيه الــشـاعـر الـصـحــفي في الـتـعــبـيـر عن أمـاني الــشـعب وحـاجـاتـنابـر وشـعـره لـلـنـاس لـهـو رفـيع يـفـيئـون إلـيه في الـعـصـر. فـهـو بـلـبل المجـالس وأمـيـر اأفراحـهم وأحـزانـهم بل هـو عـنـصـر أسـاسي في حـيـاتـهم الاجـتـمـاعـيـة والـثـقـافيـة ومن

ارس النظم لم يلق عندهم حظوة أو تقديرا. أدركته حرفة الأدب ولم

في هـذه البـيئة الـتي سيـطرت علـيهـا عقلـية الـقدماء نـشأ «الأخـطل الصـغير» فـتوفرعـلى درس الـلـغـة وآدابـهـا حـتى أحـكم أسـالـيـبـها ودانـت له شـواردها. وصـح عزمـه علىمـزاولة الشـعر رغم نصيـحة زميـله الشاعر اسـكندر عـازار بأن يكتـفي بالصـحافة. ولفتبشارة أنـظار زملائه بغـزله الرقيق وما لـبث حتى أصبح شـاعر مجالس الخـمر والغزلـشـرقـة ومـوسـيـقـاهـا الـعـذبـة ولـكن دون ـرحـة ا ـوشـحـات بـصــورهـا ا بـعث فـيـهـا جـو ا

ركاكتها وابتذالها:ما لـــــــــــي أراكصداح يا مؤنس هذي الأراك تشدو فسبحان الذي قد براكيحيي الرميــــــمتستقبل الفجر بصوت رخيم لثم النسيــــــــــموتلثم الزهر بثغر بسيــــــــــم

- ٢٥١ -

وضوعـات الاجتمـاعية ولم يـكتف بـالغزل بل خـاض غمار الـشعـر الوطني وطـرق اية وحـلق في وصف مظـاهر الـبؤس وأحـوال الجهاد التي فـرضتهـا مآسي الحـرب العـا

وعبر عن رأيه في الشعر بقوله:وهـل الـــــشــــعـــــر غـــــيـــــر مـــــا امـــــتــــلـك الـــــنــــفـ

ــس فــــــــــحـــــــــلـى كـــــــــأســــــــــا وحـل وثـــــــــاقـــــــــا

وتناقلت شعره الأفواه واشتهرت مراثيه حتى انتدبه لبنان لتمثيله في حفلات تأبالـزعـمــاء والمجـاهـدين في الأقـطــار الـعـربـيــة. فـرثى فـيـصلا والــزهـاوي وشـوقي وحـافظوسعـدا وفـوزي الـغـزي وإبـراهـيم هـنـانـو وأصـبح رسـول لـبـنـان إلى الأقـطـار الـشـقـيـقة

والنافخ في بوق القومية والإخاء العربي.

دح والرثاء شاهير العرب وهي أبرز ما في ديوانه يغلو غلو شعراء ا في مراثيه اضي يقول في رثاء شوقي: ويتغنى بأمجاد ا

قف في ربـى الخـــلـــد واهــــتف بـــاسـم شـــاعـــرهـــــــنـــــــتـــــــهـى أدنـى مـــــــنـــــــابــــــره فـــــــســــــدرة ا

ومنها:مــــــا لــــــلــــــمـلاعـب في لـــــــبــــــنــــــان مــــــقــــــفــــــرة

ولــــــــلــــــــمــــــــنــــــــاهـل عــــــــطـلا مـن حــــــــرائــــــــرهولــــــلــــــمـــــآذن فـي الــــــفــــــيـــــحــــــاء كــــــاســــــفـــــة

كــــــخــــــاشـع الــــــســــــرو في داجـي مــــــقــــــابـــــرهولـلأصـــــــائـل والأســــــــحـــــــار أثــــــــخـــــــنــــــــهـــــــا

عـــــــات مـن الـــــــريـح إرهـــــــاقــــــــا بـــــــحـــــــافـــــــرهولــــــــــلــــــــــجــــــــــداول أنــــــــــات مــــــــــجــــــــــرحـــــــــة

كــــــــــأنــــــــــهــــــــــا حــــــــــمـل فـي كـف نــــــــــاحـــــــــره

أما وجدانياته فألم وشكوى وسهاد:يــــــا ظـــــــلــــــمــــــة فـي خــــــاطــــــري مــــــثــــــلــــــهــــــا

لـــــــــــلـه مـــــــــــا أكـــــــــــثـف هـــــــــــذا الجـــــــــــنــــــــــاح

- ٢٥٢ -

أحــــــــــــالــــــــــــنـي الـــــــــــــهـم إلـى لــــــــــــيــــــــــــلــــــــــــةمــــــاطـــــــرة تــــــعــــــصـف فــــــيــــــهـــــــا الــــــريــــــاح!

وتهالك على الخمر يغرق فيها أحزانه:أدر عــــلــــيـــــنــــا من الـــــصــــهــــبــــاء أفـــــتــــكــــهــــا

وخـــــــدر الــــــعــــــصب المحــــــمـــــــوم بــــــالــــــنــــــغمقـــد يـــشـــرب الخـــمــر مـن تـــغـــلــو الـــهـــمـــوم به

وقــــــــد يــــــــغــــــــنـي الــــــــفـــــــتـى مـن شــــــــدة الألم

رأة تظل في شعر الحب عـنده مقطوعـات وقصائد يجـسد فيها افـتتانه بالجـمال لكن اـها وجـيدهـا جيد الـظبـا كمـا كانت عـند قدامى شعره خـدا وشعـرا وعطـرا عيـونها عـيون اا لمحنا في شعره أثر . والشاعر عاشق موله معاتب أو باك كشعراء بني عذرة. ور الغزلي

تعبدين: رأة على طريقة الرومنطي أو تغنيا بالطهر والبراءة على مثال ا تأليه امـن مـلاك فـي بــــــــــردتــــــــــيـــــــــهــــــــــا مــــــــــقــــــــــيم

جـــــــــــســــــــــــد طـــــــــــاهـــــــــــر وخــــــــــــلـق كـــــــــــرومـــحـــيـــا فــيـه تـــرى الحــسـن حـــيــا

وللأخـطل الـصـغـيـر من الـقـد إيـجـاز الـعـربـيـة الأصـيـلـة واسـتـقلال الـبـيت مع وحـدةـوضوع وخـصب القـوافي ورشاقـتهـا وإقـحام الحـكم والتـعلـيقـات والـصور الـتقـليـدية من انجـوم وطيور وزهر وظبـاء ودهر وليال. وهو يـجاري شوقي في إحيـاء القد واغتراف صور

لائكة: الفخامة والجلال والإكثار من الإشارات الدينية وعرض صور التاريخ والجن واكـــــــفــــــنــــــوا الــــــشــــــمـس بــــــريــــــحــــــان وورس

! يـــــــا لــــــــشـــــــمـس آذنت مـن عـــــــبــــــــد شـــــــمس...........................

وامـــسـح جـــبـــيـــنك بـــالـــركن الـــذي انـــبـــلـــجتأشــــــعــــــة الــــــوحي شــــــعــــــرا من مــــــنــــــائـــــره!

...........................

- ٢٥٣ -

يـــــــثــــــرب والــــــقــــــدس مــــــنـــــــذ احــــــتــــــلــــــمــــــاكــــــعـــــبــــــتـــــانــــــا وهـــــوى الــــــعـــــرب هــــــوانـــــا

عـلى أن الأخـطل يـبـز شوقـي في اختـيـار الـلـفظ الأنيق وتجـويـد الـصـنعـة واجـتـنابالحـشـو والــتـرادف. فـتـرد له ألـفـاظ هـفـافـة مـثـل: جـدول تـمـتـام رفـارف خـضـر شـفـافـة

اللمحات نيرة الأمل عبقري الجناح مارد القلب...

وإذا كـان شـوقي شـاعـر بـيت يـجـيـد في بـعض أجـزاء الـقـصـيـدة لا في جـمـيـعـهافـالأخطل الصغير شـاعر قصيدة يصوغ الجـياد من قصائده صيـاغة محكمة فلا يسف

ولا يعتريه كلال أو هبوط.

شـعره في الطبيعـة قليل لكن الطبيـعة حاضرة أبدا في شعـره فلا تخلو قصيدة لهـة فينفخ من جدول يتـرقرق ونجم يزهر وورد يـزهو وجنـاح يرف. يأخذ الـصورة القد

فيها حياة جديدة:عـــــشـت فـــــالـــــعب بـــــشـــــعـــــرهــــا يـــــا نـــــســـــيم

! واضـــــــحـــــــكي فـي خـــــــدودهـــــــا يـــــــا نجـــــــوم

ة لكنه منحـها حركة ومرحا فعاشت. الشـعر والخدود والنسيم والنجـوم صور قدكـذلك قصيدة «الصبـا والجمال» التي لحنها عـبدالوهاب دراما أبطـالها الحسن والصباوالهزار والروض والورد والفراشات أشخاص يتكلمون ويتحركون يصارعون أهواءهم

ويسقطون صرعى دونها.

ـيـزة الــدرامـيــة من عـوامل إبــداعه في الـوصـف الـذي يـعــد الـلـون الــغـالب في إن اـهـجـة الشـاعـر (ص٥١ من «شـعر الأخـطل الـصغـيـر») ولـلمـسـلول شـعـره. راجع وصفه » (ص١١١) (ص٢٣٤) ولشقاء الشاعر في «الجدول الوديع» (ص٣١) و «الطائر السجو «تحت الأنقاض» (ص١١٤) فلا يسعك إلا الإقرار بأن بشارة الخوري شاعر الوصف.

وإليك هذه اللوحة الدرامية مسرحها الصحراء التي قطعها مسافرا إلى بغداد ليرثي الزهاوي:بـــــــــــــغــــــــــــداد مــــــــــــا حـــــــــــــمـل الــــــــــــســــــــــــرى

مـــــــــــــــــنـي ســـــــــــــــــوى شـــــــــــــــــبــح مـــــــــــــــــريـب

- ٢٥٤ -

جـــــــــــــــفـــــــــــــــلــت لـه الـــــــــــــــبـــــــــــــــيـــــــــــــــداء والــــــــــتــــــــفت الــــــــكــــــــثــــــــيـب إلـى الــــــــكــــــــثــــــــيب

وتـــــــــــــنـــــــــــــصــــــــــــــتـت زمـــــــــــــر الجـــــــــــــنـــــــــــــادب مـن فــــــــــــويـــــــــــهــــــــــــات الـــــــــــثــــــــــــقـــــــــــوب

ـــــــتــــــــــــــــســـــــــــــــــاءلــــــــــــــــون وقــــــــــــــــد رأوا يـــــــــــــــــــــلـــــــــــــوح فـي شـــــــــــــحــــــــــــوبـي قــــــــــــيــس ا

والــــــــتـــــــــمــــــــتــــــــمــــــــات عــــــــلـى الــــــــشــــــــفــــــــاه مـــــــــــضـــــــــــرجــــــــــات بـــــــــــالــــــــــنـــــــــــســــــــــيـب

يــــــــــــتـــــــــــســــــــــــاءلـــــــــــون مـن الــــــــــــفـــــــــــتـى الـــــــــــــــعـــــــــــــربـي فــي الــــــــــــزي الـــــــــــــغـــــــــــــريـب?

ومنها:مــــــــــــــــــــا زلــت ألمحــــــــــــــــــــهــــــــــــــــــــا عــــــــــــــــــــلـى

لـــــــــــبـــــــــــنـــــــــــان طــــــــــــافـــــــــــرة الـــــــــــوثـــــــــــوبمـن مـــــــــــعــــــــــــصـم الــــــــــــنـــــــــــبـع الــــــــــــدفـــــــــــيـ

ــــــــــعــــــــــطـف الـــــــــغــــــــــصـن الــــــــــرطــــــــــيب ــق

ولا نـعدو الحـقيـقة إذا قـلنـا إن تحلـيقـه في الوصف يـجعل من مـراثيه ومـدائحه لـوحاتزاخرة بالحـركة والألوان ويخرجها من نطاق الـتقليد. وقد يكون لغـلبة التصوير والإيقاع علىشعـره يد في نـفـوره من الفـلسـفـة والتـأمل فإذا عـمـد إليـهمـا اكـتفى بـأن يعـتـرف بعـجزه عنغـلق الـذي يضن اختـراق حـجب الغـيب. راجع قـصيـدة «الـهاز الـعـظيم» ويـعنـي به الكـون ا

عري والزهاوي. تفلسف أمثال ا بأسراره ومناجاته للشعراء ا

لا نلـمح عنـد شاعـر الهوى والـشبـاب تأثـير الـشعر الـفرنـسي الذي عـرب منه بضعقـصائد ومقطوعـات إلا في القليل من شعره. في قـصيدة «يا هند قـد ألف الخميلة بلبل»داورة. يـجـسـد ذاته في الـبـلبل نـراه عـلى مـثـال الـرومنـطـيـ يـعبـر عن حـاله بـطـريـقـة اذنب». كذلك السجـ فيـتوسع في وصـفه ويقـول ختامـا: «إن يكن هـو مذنـبا فـإني ذاك افي قصـيدة «الجابي» شكوى من الفقر والـضرائب تتخذ قالبا حـواريا طريفا إذ يتخيل

- ٢٥٥ -

الجابي طارقا بابه عند الفجر ناعبا كالغراب فيحاوره ويشرح له حاله ويسمع في آخركل مـقـطـوعـة من القـصـيـدة عـبـارة «أنا الجـابي» تـتـردد بـعـناد وسـخـريـة كـمـا في بعض

. الأغنيات الشعبية أو بعض شعر الرومنطي

ـلـهم» ديـوان شـارل قـرم مـجـمـوعـة صـور رعـويـة بـلـيـغة وصـفه لـكـتـاب «الجـبل االتـعبير عن مضمون الكـتاب. وفي «مؤتمر الجماد» من مـلحمة «الحرب العظمى ١٩١٤»واد التي سخرهـا الإنسان للقتل والدمـار: الفولاذ الخشب الكهرباء يديـر حوارا ب ا

البارود جميعها تتهم الإنسان وتشكو جهله وظلمه. فأسلوبه هنا واضح الجدة.

كـان أيـضـا من المجـددين في الـشـعر الـقـصـصي الـذي شق طـريـقه خـلـيل مـطراناقتداء ببعض الشعراء الفرنسيـ واتخذه منبرا للعظة والنقد الاجتماعي. وقد استهوىشاعرنـا هذا اللون فنـظم فيه بضع قصـائد منها «سـلمى الكورانـية» و «رب قل للجوع»ـسلـول». وهي قصائـد تتفـاوت حسـنا وبعـضها و «الـفردوسي» و «عـروة وعفراء» و «اـشـهـورة ذو أسـلــوب سـردي رتـيب يــنـقـذه حـسـن الـصـيـاغــة والإيـقـاع. لــكن قـصـيــدته اسـلول» تـتميـز بتـنويع الـكلام ب وصف حي مـثير وحـوار طويل الـنفس. وإذا أضـفنا «اإلى العـنصر الدرامي في القصيـدة ميزاتها الأخرى من اقتـصاد في اللفظ وشاعرية فيـسـلول» بـشـعـبـيـة وإعـجاب ـاذا تـتمـتع قـصـيـدة «ا الـعـبـارة وسـحـر في الإيـقاع فـهـمـنـا

يقاومان الزمن.

قـطوعـات الغـنائـية الـتي لحنـها له لم تقم شـهرة الأخـطل الـصغـير وشـعبـيته عـلى اـراثي التي نـظمـها في قـادة الفـكر والـسيـاسة عبـدالوهـاب كمـا يظن الـبعض ولا عـلى اوتـركـت دويـا في الــعـالم الـعــربي كـمــا يـظن آخــرون بل عـلى إدراكه ســر الـتــألـيف بـالألفاظ. وقـد جعـله عبدالـقاهـر الجرجاني مـحور الـبلاغة ووصفه بـقوله: أن يـكون الكلاما يـصـنـعه الـصانـع ح يـأخـذ كـسـرا من الذهب فـيـذيـبـها ويـصـبـهـا في قالب شبـيـهـا ويخـرجـها سـوارا أو خـلخـالا فـإن أنت حـاولت قطع بـعض ألـفاظ الـبـيت عن بـعض كنت

كمن يكسر الحلقة ويفصم السوار.

- ٢٥٦ -

هـكذا الجيد من شعـره. ينم عن ذوق في اختيار الـلفظة ورصفهـا بحيث تتوفر فيوشحة التي منها: تانة والانسجام والإيقاع. فلو قرأت له ا أبياته ا

فلقد نـــام الندامـى والخزامــــــىاملأ الكأس ابتساما وغراما

فــإلامـا زحـم الـصــبـح الــظلامــا

ـعانـي والأصوات فـجـانس حـيث يـحـسن الجـناس فلا لرأيت الـشـاعـر واءم بـ ايـبدو نـابـيا مع أنه آفـة عـصـور التـصـنع. وزاوج ب صـور مـتلائمـة واخـتار لـفـظة «زحم»

التي لا تجاريها لفظة أخرى في موضعها.

لحمية في ثورة فلسط ١٩٣٦-١٩٣٧: قطوعة الأخرى من قصيدته ا وإليك هذه اغــــــــــذت الأحـــــــــداث مــــــــــنــــــــــا أنـــــــــفــــــــــســـــــــا

لـم يـــــــزدهـــــــا الـــــــعـــــــنـف إلا عـــــــنـــــــفـــــــوانـــــــا

شــــــــــرف لــــــــــلــــــــــمــــــــــوت أن نــــــــــطــــــــــعــــــــــمه

أنــــــفـــــــســـــــا جــــــبـــــــارة تـــــــأبى الـــــــهـــــــوانــــــا

وردة مــن دمــــــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــا فـــي يـــــــــــــــــــــــده

لــــــو أتى الــــــنــــــار بـــــهــــــا حــــــالت جــــــنــــــانـــــا

يــــــــــــــا جـــــــــــــهـــــــــــــادا صــــــــــــــفـق المجـــــــــــــد لـه

لـــــــــبـس الــــــــغـــــــــار عـــــــــلــــــــيـه الأرجـــــــــوانــــــــا

يـسـتــوقـفك حـسن الجــمع بـ الـعــنف والـعـنـفــوان وكـأن امـتـداد الــلـفـظـة الــثـانـيـةقـاومة وشدتـها. وتلاحظ جـزالة الحروف في الأبـيات الأخرى وجـزالتـها يوحـيان بطـول ازاوجة وتكـرر حروف قوية كالدال في البـيت الثالث. كما تلاحظ رشاقة الـقافية وحسن ا

ب الغار والأرجوان في البيت الأخير ويثيرك ما يشيران إليه من معان.

- ٢٥٧ -

ولا يفوتنا أن نـشير إلى صفـة أخرى يتميـز بها شعر بـشارة الخوري هي الإيقاعـوسيقى اللفـظية التي يحرص عـلى إبرازها في شعره لا عن رغبـة جوفاء في الغناء أو ا

بل لتسهم مع التصوير في التعبير عن معانيه. فهو ح يقول:يـــــــــــا ربـى لا تــــــــــــتـــــــــــركـي وردا ولا تـــــــــــبــــــــــــقـي أقـــــــــــاحـــــــــــامـــــــشت الـــــــشـــــــام إلى لـــــــبــــــنـــــــان شـــــــوقــــــا والـــــــتــــــيـــــــاحــــــافـــــــافـــــــرشـي الـــــــطـــــــرق قـــــــلـــــــوبـــــــا وثـــــــغـــــــورا وصـــــــداحــــــا

ـتواثبة ما يحسه الشاعر من نبسطة والألفاظ ا تحس في الرمل المجزوء والقـافية اطرب وانفعال من نشوة السرور أو نشوة الشعر.

كـان عـهـد الأخطـل الصـغـيـر عـهـدا حـسب فـيه الـشـعـر صيـاغـة كلاسـيـكـيـة ولـفـظةمختـارة وإيقاعـا مطـربا ومعـنى معجـبا. وقد عـاش شاعـرنا حتى أدرك فـئة المجددين منـقـيم الـذين هاجـمـوا شعـره لا لأسـلوبه الـتـقلـيـدي وقد ـهجـر وشـعراء لـبـنان ا شعـراء افكـرون لضآلة الـفكر في شـعره واتباع ـسنا فـيه تجديدا وطـابعا ذاتيـا ولكن هاجـمه اادية غـزله. كما هاجـمه رواد الشعر الـذاتي لأنه سخر شعـره للرثاء وحفلات الرومنـطية ـقايـيس غربـية فـوجدوه شـعرا صـريح العـبارة لا أثر الـتكـر وقاس بـعضهـم شعره فيه للحلم والـرؤيا والرمز والإغراب الـتصويري والتعـبير اللامباشـر فأنكروه. وعارضهمـقاييس غـربية فـرد عليـهم أولئك وقالوا المحـافظون بـقولهم إن الـشعر الـعربي لا يقاس ـوت. وهـو مـا دام عـاجــزا عن الـتـطـور إن الـشـعــر يـجب أن يـتـطــور لأنه إذا لم يـتـطــور بوسـائل ذاتيـة فلا بد له مـن اعتمـاد أسالـيب ومقـاييس غـربيـة. والجدال بـ الفـريق لم

ينته بعد رغم رجحان كفة المجددين في العالم العربي. لكن هذا موضوع آخر.

روز غريب

✸✸✸✸

- ٢٥٨ -

ابيض

- ٢٤٩ -

شعر الأخطل الصغيرشاهد لعصره

روز غريب

عزل عن عصرهم لأنهم إذا كان في وسعنا أن ندرس بـعض الشعراء أو الأدباء انسلخوا مـن البيئة أو اعتكفوا في محـراب الذات أو غرقوا في دنيا الخيال والأسطورةفـلـيس بـشارة الخـوري واحـدا من هؤلاء ولا نـسـتطـيع أن نـتصـوره مـنـفصلا عن زملائه: شـوقي وحـافظ ومــطـران والـزهـاوي شـبـلي مـلاط والـيـاس فـيـاض ونـقـولا المخـضــرمـأخوه هـؤلاء الذين تـقاربت مـعانيـهم كمـا تقـارب عهدهم فـمدحـوا ورثوا وافتـخروا نـظير

أسلافهم القدامى فإذا قال شوقي:كـــــان شــــعـــــري الــــغــــنـــــاء في فـــــرح الــــشــــرق

وكـــــــــــــــــان الـــــــــــــــــعــــــــــــــــزاء فــي أحـــــــــــــــــزانـه

قال بشارة الخوري:أنـــــــــا فـي شـــــــــمــــــــــال الحب قــــــــــلب خــــــــــافق

ــــــــــ الحـق طـــــــــــيــــــــــر شــــــــــادي وعــــــــــلـى غـــــــنــــــيـت لــــــلــــــشـــــــرق الجــــــريـح وفي يــــــدي

مـــــــا في ســــــــمـــــــاء الـــــــشـــــــرق من أمـــــــجـــــــاد

: ناحية في هـذه الأبيات وما يـشبههـا نلمح صلـة المخضرمـ بالقدمـاء من ناحيتــنبري الـذي ربط الفريق اضـية وناحـية الأسلـوب الخطابي ا الـفخر بـالذات وبالأمـجاد ا

الثاني بأهل البلاط والفريق الأول بالجماهير.

< شعر خريف ١٩٦٨ عدد٤٠ ص١٢٥.

- ٢٥٠ -

كـان المخـضـرمـون يـقـطـفـون ثمـار الـبـعث الـلـغـوي الـذي تـمـخض به الـقـرن الـتاسععشـر فيتـنخلـون ألفاظـهم ويختـارون أفضلـها تعـبيرا. وبـهم استعـادت الفصـحى زهوها

فقود. وتاهت برجوع عرشها ا

وقـد انفـتـحت أمـامـهم أبواب الـثـقـافـات الأجنـبـيـة فـاقتـبـسـوا وتـرجمـوا. وكـثـيـرا مايسـتـوقـفنـا في شـعـرهم مـعنـى طريف أو صـورة جـديـدة حـتى نكـتـشف لـهـما أصلا فيالـشــعـر الــفــرنـسي أو ســواه من شــعـر الأ الأخــرى. لـكن المخــضــرمـ حــرصـوا فيا تصرفوا في الأصل فكانوا معرب أكثر عنى دون الأسلوب ور ترجماتهم على نقل ا

. منهم مترجم

وكــان لــلــشــعــر في عــهــدهم ســوق رائــجــة إذ كــان عــهـد يــقــظــة ووعي ســيــاسيواجـتـمــاعي نـافس فـيه الــشـاعـر الـصـحــفي في الـتـعــبـيـر عن أمـاني الــشـعب وحـاجـاتـنابـر وشـعـره لـلـنـاس لـهـو رفـيع يـفـيئـون إلـيه في الـعـصـر. فـهـو بـلـبل المجـالس وأمـيـر اأفراحـهم وأحـزانـهم بل هـو عـنـصـر أسـاسي في حـيـاتـهم الاجـتـمـاعـيـة والـثـقـافيـة ومن

ارس النظم لم يلق عندهم حظوة أو تقديرا. أدركته حرفة الأدب ولم

في هـذه البـيئة الـتي سيـطرت علـيهـا عقلـية الـقدماء نـشأ «الأخـطل الصـغير» فـتوفرعـلى درس الـلـغـة وآدابـهـا حـتى أحـكم أسـالـيـبـها ودانـت له شـواردها. وصـح عزمـه علىمـزاولة الشـعر رغم نصيـحة زميـله الشاعر اسـكندر عـازار بأن يكتـفي بالصـحافة. ولفتبشارة أنـظار زملائه بغـزله الرقيق وما لـبث حتى أصبح شـاعر مجالس الخـمر والغزلـشـرقـة ومـوسـيـقـاهـا الـعـذبـة ولـكن دون ـرحـة ا ـوشـحـات بـصــورهـا ا بـعث فـيـهـا جـو ا

ركاكتها وابتذالها:ما لـــــــــــي أراكصداح يا مؤنس هذي الأراك تشدو فسبحان الذي قد براكيحيي الرميــــــمتستقبل الفجر بصوت رخيم لثم النسيــــــــــموتلثم الزهر بثغر بسيــــــــــم

- ٢٥١ -

وضوعـات الاجتمـاعية ولم يـكتف بـالغزل بل خـاض غمار الـشعـر الوطني وطـرق اية وحـلق في وصف مظـاهر الـبؤس وأحـوال الجهاد التي فـرضتهـا مآسي الحـرب العـا

وعبر عن رأيه في الشعر بقوله:وهـل الـــــشــــعـــــر غـــــيـــــر مـــــا امـــــتــــلـك الـــــنــــفـ

ــس فــــــــــحـــــــــلـى كـــــــــأســــــــــا وحـل وثـــــــــاقـــــــــا

وتناقلت شعره الأفواه واشتهرت مراثيه حتى انتدبه لبنان لتمثيله في حفلات تأبالـزعـمــاء والمجـاهـدين في الأقـطــار الـعـربـيــة. فـرثى فـيـصلا والــزهـاوي وشـوقي وحـافظوسعـدا وفـوزي الـغـزي وإبـراهـيم هـنـانـو وأصـبح رسـول لـبـنـان إلى الأقـطـار الـشـقـيـقة

والنافخ في بوق القومية والإخاء العربي.

دح والرثاء شاهير العرب وهي أبرز ما في ديوانه يغلو غلو شعراء ا في مراثيه اضي يقول في رثاء شوقي: ويتغنى بأمجاد ا

قف في ربـى الخـــلـــد واهــــتف بـــاسـم شـــاعـــرهـــــــنـــــــتـــــــهـى أدنـى مـــــــنـــــــابــــــره فـــــــســــــدرة ا

ومنها:مــــــا لــــــلــــــمـلاعـب في لـــــــبــــــنــــــان مــــــقــــــفــــــرة

ولــــــــلــــــــمــــــــنــــــــاهـل عــــــــطـلا مـن حــــــــرائــــــــرهولــــــلــــــمـــــآذن فـي الــــــفــــــيـــــحــــــاء كــــــاســــــفـــــة

كــــــخــــــاشـع الــــــســــــرو في داجـي مــــــقــــــابـــــرهولـلأصـــــــائـل والأســــــــحـــــــار أثــــــــخـــــــنــــــــهـــــــا

عـــــــات مـن الـــــــريـح إرهـــــــاقــــــــا بـــــــحـــــــافـــــــرهولــــــــــلــــــــــجــــــــــداول أنــــــــــات مــــــــــجــــــــــرحـــــــــة

كــــــــــأنــــــــــهــــــــــا حــــــــــمـل فـي كـف نــــــــــاحـــــــــره

أما وجدانياته فألم وشكوى وسهاد:يــــــا ظـــــــلــــــمــــــة فـي خــــــاطــــــري مــــــثــــــلــــــهــــــا

لـــــــــــلـه مـــــــــــا أكـــــــــــثـف هـــــــــــذا الجـــــــــــنــــــــــاح

- ٢٥٢ -

أحــــــــــــالــــــــــــنـي الـــــــــــــهـم إلـى لــــــــــــيــــــــــــلــــــــــــةمــــــاطـــــــرة تــــــعــــــصـف فــــــيــــــهـــــــا الــــــريــــــاح!

وتهالك على الخمر يغرق فيها أحزانه:أدر عــــلــــيـــــنــــا من الـــــصــــهــــبــــاء أفـــــتــــكــــهــــا

وخـــــــدر الــــــعــــــصب المحــــــمـــــــوم بــــــالــــــنــــــغمقـــد يـــشـــرب الخـــمــر مـن تـــغـــلــو الـــهـــمـــوم به

وقــــــــد يــــــــغــــــــنـي الــــــــفـــــــتـى مـن شــــــــدة الألم

رأة تظل في شعر الحب عـنده مقطوعـات وقصائد يجـسد فيها افـتتانه بالجـمال لكن اـها وجـيدهـا جيد الـظبـا كمـا كانت عـند قدامى شعره خـدا وشعـرا وعطـرا عيـونها عـيون اا لمحنا في شعره أثر . والشاعر عاشق موله معاتب أو باك كشعراء بني عذرة. ور الغزلي

تعبدين: رأة على طريقة الرومنطي أو تغنيا بالطهر والبراءة على مثال ا تأليه امـن مـلاك فـي بــــــــــردتــــــــــيـــــــــهــــــــــا مــــــــــقــــــــــيم

جـــــــــــســــــــــــد طـــــــــــاهـــــــــــر وخــــــــــــلـق كـــــــــــرومـــحـــيـــا فــيـه تـــرى الحــسـن حـــيــا

وللأخـطل الـصـغـيـر من الـقـد إيـجـاز الـعـربـيـة الأصـيـلـة واسـتـقلال الـبـيت مع وحـدةـوضوع وخـصب القـوافي ورشاقـتهـا وإقـحام الحـكم والتـعلـيقـات والـصور الـتقـليـدية من انجـوم وطيور وزهر وظبـاء ودهر وليال. وهو يـجاري شوقي في إحيـاء القد واغتراف صور

لائكة: الفخامة والجلال والإكثار من الإشارات الدينية وعرض صور التاريخ والجن واكـــــــفــــــنــــــوا الــــــشــــــمـس بــــــريــــــحــــــان وورس

! يـــــــا لــــــــشـــــــمـس آذنت مـن عـــــــبــــــــد شـــــــمس...........................

وامـــسـح جـــبـــيـــنك بـــالـــركن الـــذي انـــبـــلـــجتأشــــــعــــــة الــــــوحي شــــــعــــــرا من مــــــنــــــائـــــره!

...........................

- ٢٥٣ -

يـــــــثــــــرب والــــــقــــــدس مــــــنـــــــذ احــــــتــــــلــــــمــــــاكــــــعـــــبــــــتـــــانــــــا وهـــــوى الــــــعـــــرب هــــــوانـــــا

عـلى أن الأخـطل يـبـز شوقـي في اختـيـار الـلـفظ الأنيق وتجـويـد الـصـنعـة واجـتـنابالحـشـو والــتـرادف. فـتـرد له ألـفـاظ هـفـافـة مـثـل: جـدول تـمـتـام رفـارف خـضـر شـفـافـة

اللمحات نيرة الأمل عبقري الجناح مارد القلب...

وإذا كـان شـوقي شـاعـر بـيت يـجـيـد في بـعض أجـزاء الـقـصـيـدة لا في جـمـيـعـهافـالأخطل الصغير شـاعر قصيدة يصوغ الجـياد من قصائده صيـاغة محكمة فلا يسف

ولا يعتريه كلال أو هبوط.

شـعره في الطبيعـة قليل لكن الطبيـعة حاضرة أبدا في شعـره فلا تخلو قصيدة لهـة فينفخ من جدول يتـرقرق ونجم يزهر وورد يـزهو وجنـاح يرف. يأخذ الـصورة القد

فيها حياة جديدة:عـــــشـت فـــــالـــــعب بـــــشـــــعـــــرهــــا يـــــا نـــــســـــيم

! واضـــــــحـــــــكي فـي خـــــــدودهـــــــا يـــــــا نجـــــــوم

ة لكنه منحـها حركة ومرحا فعاشت. الشـعر والخدود والنسيم والنجـوم صور قدكـذلك قصيدة «الصبـا والجمال» التي لحنها عـبدالوهاب دراما أبطـالها الحسن والصباوالهزار والروض والورد والفراشات أشخاص يتكلمون ويتحركون يصارعون أهواءهم

ويسقطون صرعى دونها.

ـيـزة الــدرامـيــة من عـوامل إبــداعه في الـوصـف الـذي يـعــد الـلـون الــغـالب في إن اـهـجـة الشـاعـر (ص٥١ من «شـعر الأخـطل الـصغـيـر») ولـلمـسـلول شـعـره. راجع وصفه » (ص١١١) (ص٢٣٤) ولشقاء الشاعر في «الجدول الوديع» (ص٣١) و «الطائر السجو «تحت الأنقاض» (ص١١٤) فلا يسعك إلا الإقرار بأن بشارة الخوري شاعر الوصف.

وإليك هذه اللوحة الدرامية مسرحها الصحراء التي قطعها مسافرا إلى بغداد ليرثي الزهاوي:بـــــــــــــغــــــــــــداد مــــــــــــا حـــــــــــــمـل الــــــــــــســــــــــــرى

مـــــــــــــــــنـي ســـــــــــــــــوى شـــــــــــــــــبــح مـــــــــــــــــريـب

- ٢٥٤ -

جـــــــــــــــفـــــــــــــــلــت لـه الـــــــــــــــبـــــــــــــــيـــــــــــــــداء والــــــــــتــــــــفت الــــــــكــــــــثــــــــيـب إلـى الــــــــكــــــــثــــــــيب

وتـــــــــــــنـــــــــــــصــــــــــــــتـت زمـــــــــــــر الجـــــــــــــنـــــــــــــادب مـن فــــــــــــويـــــــــــهــــــــــــات الـــــــــــثــــــــــــقـــــــــــوب

ـــــــتــــــــــــــــســـــــــــــــــاءلــــــــــــــــون وقــــــــــــــــد رأوا يـــــــــــــــــــــلـــــــــــــوح فـي شـــــــــــــحــــــــــــوبـي قــــــــــــيــس ا

والــــــــتـــــــــمــــــــتــــــــمــــــــات عــــــــلـى الــــــــشــــــــفــــــــاه مـــــــــــضـــــــــــرجــــــــــات بـــــــــــالــــــــــنـــــــــــســــــــــيـب

يــــــــــــتـــــــــــســــــــــــاءلـــــــــــون مـن الــــــــــــفـــــــــــتـى الـــــــــــــــعـــــــــــــربـي فــي الــــــــــــزي الـــــــــــــغـــــــــــــريـب?

ومنها:مــــــــــــــــــــا زلــت ألمحــــــــــــــــــــهــــــــــــــــــــا عــــــــــــــــــــلـى

لـــــــــــبـــــــــــنـــــــــــان طــــــــــــافـــــــــــرة الـــــــــــوثـــــــــــوبمـن مـــــــــــعــــــــــــصـم الــــــــــــنـــــــــــبـع الــــــــــــدفـــــــــــيـ

ــــــــــعــــــــــطـف الـــــــــغــــــــــصـن الــــــــــرطــــــــــيب ــق

ولا نـعدو الحـقيـقة إذا قـلنـا إن تحلـيقـه في الوصف يـجعل من مـراثيه ومـدائحه لـوحاتزاخرة بالحـركة والألوان ويخرجها من نطاق الـتقليد. وقد يكون لغـلبة التصوير والإيقاع علىشعـره يد في نـفـوره من الفـلسـفـة والتـأمل فإذا عـمـد إليـهمـا اكـتفى بـأن يعـتـرف بعـجزه عنغـلق الـذي يضن اختـراق حـجب الغـيب. راجع قـصيـدة «الـهاز الـعـظيم» ويـعنـي به الكـون ا

عري والزهاوي. تفلسف أمثال ا بأسراره ومناجاته للشعراء ا

لا نلـمح عنـد شاعـر الهوى والـشبـاب تأثـير الـشعر الـفرنـسي الذي عـرب منه بضعقـصائد ومقطوعـات إلا في القليل من شعره. في قـصيدة «يا هند قـد ألف الخميلة بلبل»داورة. يـجـسـد ذاته في الـبـلبل نـراه عـلى مـثـال الـرومنـطـيـ يـعبـر عن حـاله بـطـريـقـة اذنب». كذلك السجـ فيـتوسع في وصـفه ويقـول ختامـا: «إن يكن هـو مذنـبا فـإني ذاك افي قصـيدة «الجابي» شكوى من الفقر والـضرائب تتخذ قالبا حـواريا طريفا إذ يتخيل

- ٢٥٥ -

الجابي طارقا بابه عند الفجر ناعبا كالغراب فيحاوره ويشرح له حاله ويسمع في آخركل مـقـطـوعـة من القـصـيـدة عـبـارة «أنا الجـابي» تـتـردد بـعـناد وسـخـريـة كـمـا في بعض

. الأغنيات الشعبية أو بعض شعر الرومنطي

ـلـهم» ديـوان شـارل قـرم مـجـمـوعـة صـور رعـويـة بـلـيـغة وصـفه لـكـتـاب «الجـبل االتـعبير عن مضمون الكـتاب. وفي «مؤتمر الجماد» من مـلحمة «الحرب العظمى ١٩١٤»واد التي سخرهـا الإنسان للقتل والدمـار: الفولاذ الخشب الكهرباء يديـر حوارا ب ا

البارود جميعها تتهم الإنسان وتشكو جهله وظلمه. فأسلوبه هنا واضح الجدة.

كـان أيـضـا من المجـددين في الـشـعر الـقـصـصي الـذي شق طـريـقه خـلـيل مـطراناقتداء ببعض الشعراء الفرنسيـ واتخذه منبرا للعظة والنقد الاجتماعي. وقد استهوىشاعرنـا هذا اللون فنـظم فيه بضع قصـائد منها «سـلمى الكورانـية» و «رب قل للجوع»ـسلـول». وهي قصائـد تتفـاوت حسـنا وبعـضها و «الـفردوسي» و «عـروة وعفراء» و «اـشـهـورة ذو أسـلــوب سـردي رتـيب يــنـقـذه حـسـن الـصـيـاغــة والإيـقـاع. لــكن قـصـيــدته اسـلول» تـتميـز بتـنويع الـكلام ب وصف حي مـثير وحـوار طويل الـنفس. وإذا أضـفنا «اإلى العـنصر الدرامي في القصيـدة ميزاتها الأخرى من اقتـصاد في اللفظ وشاعرية فيـسـلول» بـشـعـبـيـة وإعـجاب ـاذا تـتمـتع قـصـيـدة «ا الـعـبـارة وسـحـر في الإيـقاع فـهـمـنـا

يقاومان الزمن.

قـطوعـات الغـنائـية الـتي لحنـها له لم تقم شـهرة الأخـطل الـصغـير وشـعبـيته عـلى اـراثي التي نـظمـها في قـادة الفـكر والـسيـاسة عبـدالوهـاب كمـا يظن الـبعض ولا عـلى اوتـركـت دويـا في الــعـالم الـعــربي كـمــا يـظن آخــرون بل عـلى إدراكه ســر الـتــألـيف بـالألفاظ. وقـد جعـله عبدالـقاهـر الجرجاني مـحور الـبلاغة ووصفه بـقوله: أن يـكون الكلاما يـصـنـعه الـصانـع ح يـأخـذ كـسـرا من الذهب فـيـذيـبـها ويـصـبـهـا في قالب شبـيـهـا ويخـرجـها سـوارا أو خـلخـالا فـإن أنت حـاولت قطع بـعض ألـفاظ الـبـيت عن بـعض كنت

كمن يكسر الحلقة ويفصم السوار.

- ٢٥٦ -

هـكذا الجيد من شعـره. ينم عن ذوق في اختيار الـلفظة ورصفهـا بحيث تتوفر فيوشحة التي منها: تانة والانسجام والإيقاع. فلو قرأت له ا أبياته ا

فلقد نـــام الندامـى والخزامــــــىاملأ الكأس ابتساما وغراما

فــإلامـا زحـم الـصــبـح الــظلامــا

ـعانـي والأصوات فـجـانس حـيث يـحـسن الجـناس فلا لرأيت الـشـاعـر واءم بـ ايـبدو نـابـيا مع أنه آفـة عـصـور التـصـنع. وزاوج ب صـور مـتلائمـة واخـتار لـفـظة «زحم»

التي لا تجاريها لفظة أخرى في موضعها.

لحمية في ثورة فلسط ١٩٣٦-١٩٣٧: قطوعة الأخرى من قصيدته ا وإليك هذه اغــــــــــذت الأحـــــــــداث مــــــــــنــــــــــا أنـــــــــفــــــــــســـــــــا

لـم يـــــــزدهـــــــا الـــــــعـــــــنـف إلا عـــــــنـــــــفـــــــوانـــــــا

شــــــــــرف لــــــــــلــــــــــمــــــــــوت أن نــــــــــطــــــــــعــــــــــمه

أنــــــفـــــــســـــــا جــــــبـــــــارة تـــــــأبى الـــــــهـــــــوانــــــا

وردة مــن دمــــــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــا فـــي يـــــــــــــــــــــــده

لــــــو أتى الــــــنــــــار بـــــهــــــا حــــــالت جــــــنــــــانـــــا

يــــــــــــــا جـــــــــــــهـــــــــــــادا صــــــــــــــفـق المجـــــــــــــد لـه

لـــــــــبـس الــــــــغـــــــــار عـــــــــلــــــــيـه الأرجـــــــــوانــــــــا

يـسـتــوقـفك حـسن الجــمع بـ الـعــنف والـعـنـفــوان وكـأن امـتـداد الــلـفـظـة الــثـانـيـةقـاومة وشدتـها. وتلاحظ جـزالة الحروف في الأبـيات الأخرى وجـزالتـها يوحـيان بطـول ازاوجة وتكـرر حروف قوية كالدال في البـيت الثالث. كما تلاحظ رشاقة الـقافية وحسن ا

ب الغار والأرجوان في البيت الأخير ويثيرك ما يشيران إليه من معان.

- ٢٥٧ -

ولا يفوتنا أن نـشير إلى صفـة أخرى يتميـز بها شعر بـشارة الخوري هي الإيقاعـوسيقى اللفـظية التي يحرص عـلى إبرازها في شعره لا عن رغبـة جوفاء في الغناء أو ا

بل لتسهم مع التصوير في التعبير عن معانيه. فهو ح يقول:يـــــــــــا ربـى لا تــــــــــــتـــــــــــركـي وردا ولا تـــــــــــبــــــــــــقـي أقـــــــــــاحـــــــــــامـــــــشت الـــــــشـــــــام إلى لـــــــبــــــنـــــــان شـــــــوقــــــا والـــــــتــــــيـــــــاحــــــافـــــــافـــــــرشـي الـــــــطـــــــرق قـــــــلـــــــوبـــــــا وثـــــــغـــــــورا وصـــــــداحــــــا

ـتواثبة ما يحسه الشاعر من نبسطة والألفاظ ا تحس في الرمل المجزوء والقـافية اطرب وانفعال من نشوة السرور أو نشوة الشعر.

كـان عـهـد الأخطـل الصـغـيـر عـهـدا حـسب فـيه الـشـعـر صيـاغـة كلاسـيـكـيـة ولـفـظةمختـارة وإيقاعـا مطـربا ومعـنى معجـبا. وقد عـاش شاعـرنا حتى أدرك فـئة المجددين منـقـيم الـذين هاجـمـوا شعـره لا لأسـلوبه الـتـقلـيـدي وقد ـهجـر وشـعراء لـبـنان ا شعـراء افكـرون لضآلة الـفكر في شـعره واتباع ـسنا فـيه تجديدا وطـابعا ذاتيـا ولكن هاجـمه اادية غـزله. كما هاجـمه رواد الشعر الـذاتي لأنه سخر شعـره للرثاء وحفلات الرومنـطية ـقايـيس غربـية فـوجدوه شـعرا صـريح العـبارة لا أثر الـتكـر وقاس بـعضهـم شعره فيه للحلم والـرؤيا والرمز والإغراب الـتصويري والتعـبير اللامباشـر فأنكروه. وعارضهمـقاييس غـربية فـرد عليـهم أولئك وقالوا المحـافظون بـقولهم إن الـشعر الـعربي لا يقاس ـوت. وهـو مـا دام عـاجــزا عن الـتـطـور إن الـشـعــر يـجب أن يـتـطــور لأنه إذا لم يـتـطــور بوسـائل ذاتيـة فلا بد له مـن اعتمـاد أسالـيب ومقـاييس غـربيـة. والجدال بـ الفـريق لم

ينته بعد رغم رجحان كفة المجددين في العالم العربي. لكن هذا موضوع آخر.

روز غريب

✸✸✸✸

- ٢٥٨ -

ابيض

- ٢٥٩ -

بشــارة الخــــوري«صــاحـب البــرق»

الياس أبوشبكة

وجه عـصبـي يتـقـاسـمه الحـنـان والـتـعب - وقـد يـكـونـان تـراث إحسـاسه وثـورته -وعيـنان وقادتـان أقوت حدقـتاهـما إلا من البـريق فكـأنهمـا لكـثرة ما أراق مـاء شبابه فياضة من الـكهرباء وجب منـفرج الصدغ نافر عـهد الحب والشباب تولـدت فيهما إا هو صـفحة من الـشعر حفـرت على صفـيحة من النـحاس ولم تنـشر بعد الأعـراق كأـسلـول» أو «عروة وعـفراء» أمـا هيـكله - وقـد جربه الـدهر إلا أنـها لا تـمشي في حـلبـة «اـسلول» وحتى في زمـني رخائه وبؤسه - فـقد رق كثـيرا حتى لـتخاله بـيتا من قـصيدة «اإذا عثـرت به الأبصـار من بعـيد وقفـت عليه وقـد اختـلط علـيها شـكله فـلم يفـسح لها أنتجـزم في أمره أيكون جـسدا من لحم ودم أم وتدا متمـايلا من تلك الأوتاد التي يـلبسها

الناطور بعض الأقمشة ويركزها في وسط الكرمة فتتطير بها الثعالب وتفر مذعورة.

نــفض جــمــلــة قــصــائــده وهــو فـي الخــامــســة والــثلاثــ من ســنــيه أي في عــهــدالاضـطرابـات والـهـول يوم كـلب عـلـيه الزمـان وحـالـفته الـقـلـة أما الـيـوم فهـو يـطـلع علىالـسابـعـة والأربعـ وقد ورم كـيسه فـلم يبق يـحفـل بالـشعـر إلا أن ريقه لم يـزل يتـحلب

. قاطع في بعض الأحاي لبعض ا

غـريب الأطـوار يجـمع بـ نبـالة الـكـرم ومعـرة الـبخل فـنـراه حيـنـا يسـلخ من جـيبهعـشـر لـيـرات يـنـقـدهـا ثـمـن لـيـلـة خـمـر ويـراهـا حلالا عـلى الــرفـاق وحـيـنـا يـخـفي «عـلـبـةـنتشـرة على أد منـضدته لكـيلا يتـرك لجليـسه سبيلا السـكاير» في دهـاليز الـصحف ا

الى خطف لفافة منها.< كتـــاب الرســـوم.

- ٢٦٠ -

داخل البـيان إلا أنك لا تقع على متسع الصـيت في عالم الشعـر مبسوط الـعلم قصيدة من قصائده برئت من قصـائد الفرنج كموسه ولامرت وبول فرل فهو من هذه

الناحية أكبر مقتبس عرفته العرب.

يـزها عن أخـتها إن لـلنـفوس مزايـا مسـتقلا بـعضـها عن بـعض ولكل مـزية طـابع وفي كل شاعـر مزايا متبـاينة قد يسـتوي لبعـضها ما لا يسـتوي للبـعض الآخر فلا ينبغيلـنـا مـثلا أن نجـرم بـ عـنـصـرين قـويـ فـنـقـول هـذا أعـظم من ذاك ونـكـتـفي بـإبـداء هـذاالـرأي بل يجب على من يتـرسم قوى العناصـر أن يتخير واحـدا من جنس الآخر ليحق لهـتنبي أشعر شعـراء العربية على الإطلاق : هناك من يزعم أن ا أن يـكون حكما ب الاثـنتنبي في العـاطفة كما أن الـبحتري أشعر ! فقد يكـون أبوتمام أشعـر من ا وهذا خطأ مـب

تنبي أسبق الشعراء حلبة في الحكمة. من الاثن في الوصف وكما أن ا

لم أقرأ لـلـمتـنـبي ولا لشـاعـر من شعـراء الـقرن الـرابع لـلهـجـرة أبيـاتـا في الـعاطـفةثل ما أمدت به أبيات أبي تمام التي قالها في رثاء أخيه وهي: أمدتها الشاعرية

يـــــــا يـــــــومـه لـم تـــــــدع حـــــــســـــــنـــــــا ولا أدبــــــاإلا حــــــــكـــــــــمـت بـه لــــــــلـــــــــحــــــــد والـــــــــكـــــــــفن

ـــــــوت يــــــكـــــــســـــــرهــــــا لـــــــله مـــــــقـــــــلــــــتـه واكــــــــأن أجــــــــفــــــــانـه ســــــــكـــــــــرى من الـــــــــوسن

يــــــرد أنــــــفــــــاسه كــــــرهــــــا وتــــــعــــــطــــــفــــــهــــــاــــــنــــــيـــــة عــــــطـف الـــــريـح لــــــلـــــغــــــصن يــــــد ا

يـــا هـــول مـــا أبـــصـــرت عـــيـــني ومـــا ســـمـــعتأذنـي فـلا أبــــــــــصــــــــــرت عــــــــــيــــــــــنـي ولا أذني

لـم يــــــــبـق مـن بــــــــدنـي جــــــــزء عـــــــــلــــــــمـت به إلا وقــــــــــــــد حـــــــــــــــلـه جــــــــــــــزء مـن الحــــــــــــــزن

كــــــان الــــــلـــــــحــــــاق بـه أهــــــنــــــا وأحــــــسـن بيمـن أن أعــــــيـش ســــــقـــــــيم الـــــــروح والــــــبــــــدن

- ٢٦١ -

كما أنـي لم أقرأ لأبي تمـام ولا لشـاعر من شـعراء الـقرن الرابع لـلهـجرة أبـياتا فيـتنـبي الـتي قـالهـا في سـيف الـدولة ـعـدن الـذي نجمـت منه أبـيـات ا الحـكـمـة نجمت من ا

والتي نكتفي بذكر هذا البيت منها وهو:إذا أنـت أكـــــــــرمـت الـــــــــكـــــــــر مـــــــــلـــــــــكـــــــــته

وإن أنـت أكــــــــرمـت الـــــــــلـــــــــئــــــــيـم تـــــــــمــــــــردا

ولم أقرأ لشاعر من شعراء هذا العصر أبياتا في العاطفة مبتلة كلماتها بدم القلبسلول وهي: كهذه الأبيات التي قالها بشارة الخوري في وصف ا

ـج أحــــــــــيــــــــــانــــــــــا دمــــــــــا فــــــــــعــــــــــلـى ... ومــــــــــنـــــــــــديــــــــــلـه قـــــــــــطـع مـن الـــــــــــكــــــــــبــــــــــد

قــــــــــــطـع تــــــــــــآبــــــــــــ مــــــــــــفــــــــــــجــــــــــــعــــــــــــةمـــــــــكـــــــــتـــــــــوبـــــــــة بـــــــــدم بـــــــــغـــــــــيـــــــــر يــــــــد

قــــــــــــطـع تـــــــــــقـــــــــــول لـه تـــــــــــمـــــــــــوت غـــــــــــداوإذا تــــــــــــرق تــــــــــــقــــــــــــول بــــــــــــعــــــــــــد غــــــــــــد

كـمـا أني لم أقرأ لـشـاعر من شـعـراء هذا الـعـصر أبـيـاتا في الـوصف دقت ولـطفتكهذه الأبيات التي قالها خليل مطران في وصف الليل وهي:... فــــــــرأيـت الــــــــظـلام يـــــــلــــــــطـف مــــــــنــــــــحلا

ويــــــــــــلــــــــــــقـي عــــــــــــلـي ظـلا دقــــــــــــيــــــــــــقــــــــــــاورأيـت الــــــــظـل الــــــــدقــــــــيق مــــــــحــــــــيــــــــطــــــــا

بـي كــــمــــا يـــــحــــضـن الــــشــــقـــــيق شــــقـــــيــــقــــاثــم لاحــت ذكــــــــــــــــــــاء لــي فــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــولــى

حــــــلـك الــــــلـــــيـل بــــــالـــــضــــــيــــــاء مــــــســــــوقـــــا

وكـما أني لم أقرأ لـشاعر من شـعراء هذا الـعصر أبـياتا في الـقوميات فـتح لها فيالجلال والحكمة ما فتح لهذه الأبيات التي خاطب بها شوقي (النبي) الفاتح وهي:

يــــا فــــاتح الــــقــــدس خـل الــــســــيف نــــاحــــيــــة لـــيـس الـــصــــلـــيب حــــديـــدا كــــان بل خــــشـــبـــا

- ٢٦٢ -

إذا نــــــــــظــــــــــرت إلـى أيـن انــــــــــتــــــــــهـت يـــــــــدهوكـــــيـف جـــــاوز في ســـــلـــــطـــــانـه الـــــقـــــطـــــبــــا

عــــــــلـــــــــمت أن وراء الـــــــــضــــــــعـف مــــــــقــــــــدرةوأن لـــــــلــــــــحق لا لـــــــلــــــــقـــــــوة الـــــــغـــــــلـــــــبـــــــا

إذن فـعـنصـر بشـارة الخوري هـو العـنـصر الـعاطـفي الـذي يشـرع به صاحـبه علىـة ولكن هـذه الشـاعـرية الحـقة في قـصائـد بشـارة الخوري لـيست ـتأ مورد الـشاعـرية امـلكه وحـده فـلقـد يقـاسمـه إياهـا كثـير من شـعـراء الفـرنج الذين سـقـوه وأطعـموه وكـانوا

السبب في شهرته.

قـد لا تصـادف شاعرا يـغضب لكـلمة نـقد تـرسل في شعره كـبشارة الخـوري فهومن هـذه الـنـاحـيـة أضـعف خلائـق الـله ولـقـد يـحـدره الـغـضب عـلى من يـتـعـرض له الى

استمطار ألوان الشتائم عليه وعلى عياله.

ولــقـد تـبــلغ به الحـدة أحــيـانـا الـى الـزوغ عن حـده وعـن الحق الـذي قـســمه له الـلهـا هـو تـريـكة شـعـره وأن كل قـصـيـدة تـخـرج من مـخـيـلة ـعـاصـرين إ فيـزعم أن شـعـر ا

ا هي دولة من بنات أفكاره ب الشعراء فيهم. الشباب الذين ألفوه إ

الياس أبوشبكة

✸✸✸✸

- ٢٥٩ -

بشــارة الخــــوري«صــاحـب البــرق»

الياس أبوشبكة

وجه عـصبـي يتـقـاسـمه الحـنـان والـتـعب - وقـد يـكـونـان تـراث إحسـاسه وثـورته -وعيـنان وقادتـان أقوت حدقـتاهـما إلا من البـريق فكـأنهمـا لكـثرة ما أراق مـاء شبابه فياضة من الـكهرباء وجب منـفرج الصدغ نافر عـهد الحب والشباب تولـدت فيهما إا هو صـفحة من الـشعر حفـرت على صفـيحة من النـحاس ولم تنـشر بعد الأعـراق كأـسلـول» أو «عروة وعـفراء» أمـا هيـكله - وقـد جربه الـدهر إلا أنـها لا تـمشي في حـلبـة «اـسلول» وحتى في زمـني رخائه وبؤسه - فـقد رق كثـيرا حتى لـتخاله بـيتا من قـصيدة «اإذا عثـرت به الأبصـار من بعـيد وقفـت عليه وقـد اختـلط علـيها شـكله فـلم يفـسح لها أنتجـزم في أمره أيكون جـسدا من لحم ودم أم وتدا متمـايلا من تلك الأوتاد التي يـلبسها

الناطور بعض الأقمشة ويركزها في وسط الكرمة فتتطير بها الثعالب وتفر مذعورة.

نــفض جــمــلــة قــصــائــده وهــو فـي الخــامــســة والــثلاثــ من ســنــيه أي في عــهــدالاضـطرابـات والـهـول يوم كـلب عـلـيه الزمـان وحـالـفته الـقـلـة أما الـيـوم فهـو يـطـلع علىالـسابـعـة والأربعـ وقد ورم كـيسه فـلم يبق يـحفـل بالـشعـر إلا أن ريقه لم يـزل يتـحلب

. قاطع في بعض الأحاي لبعض ا

غـريب الأطـوار يجـمع بـ نبـالة الـكـرم ومعـرة الـبخل فـنـراه حيـنـا يسـلخ من جـيبهعـشـر لـيـرات يـنـقـدهـا ثـمـن لـيـلـة خـمـر ويـراهـا حلالا عـلى الــرفـاق وحـيـنـا يـخـفي «عـلـبـةـنتشـرة على أد منـضدته لكـيلا يتـرك لجليـسه سبيلا السـكاير» في دهـاليز الـصحف ا

الى خطف لفافة منها.< كتـــاب الرســـوم.

- ٢٦٠ -

داخل البـيان إلا أنك لا تقع على متسع الصـيت في عالم الشعـر مبسوط الـعلم قصيدة من قصائده برئت من قصـائد الفرنج كموسه ولامرت وبول فرل فهو من هذه

الناحية أكبر مقتبس عرفته العرب.

يـزها عن أخـتها إن لـلنـفوس مزايـا مسـتقلا بـعضـها عن بـعض ولكل مـزية طـابع وفي كل شاعـر مزايا متبـاينة قد يسـتوي لبعـضها ما لا يسـتوي للبـعض الآخر فلا ينبغيلـنـا مـثلا أن نجـرم بـ عـنـصـرين قـويـ فـنـقـول هـذا أعـظم من ذاك ونـكـتـفي بـإبـداء هـذاالـرأي بل يجب على من يتـرسم قوى العناصـر أن يتخير واحـدا من جنس الآخر ليحق لهـتنبي أشعر شعـراء العربية على الإطلاق : هناك من يزعم أن ا أن يـكون حكما ب الاثـنتنبي في العـاطفة كما أن الـبحتري أشعر ! فقد يكـون أبوتمام أشعـر من ا وهذا خطأ مـب

تنبي أسبق الشعراء حلبة في الحكمة. من الاثن في الوصف وكما أن ا

لم أقرأ لـلـمتـنـبي ولا لشـاعـر من شعـراء الـقرن الـرابع لـلهـجـرة أبيـاتـا في الـعاطـفةثل ما أمدت به أبيات أبي تمام التي قالها في رثاء أخيه وهي: أمدتها الشاعرية

يـــــــا يـــــــومـه لـم تـــــــدع حـــــــســـــــنـــــــا ولا أدبــــــاإلا حــــــــكـــــــــمـت بـه لــــــــلـــــــــحــــــــد والـــــــــكـــــــــفن

ـــــــوت يــــــكـــــــســـــــرهــــــا لـــــــله مـــــــقـــــــلــــــتـه واكــــــــأن أجــــــــفــــــــانـه ســــــــكـــــــــرى من الـــــــــوسن

يــــــرد أنــــــفــــــاسه كــــــرهــــــا وتــــــعــــــطــــــفــــــهــــــاــــــنــــــيـــــة عــــــطـف الـــــريـح لــــــلـــــغــــــصن يــــــد ا

يـــا هـــول مـــا أبـــصـــرت عـــيـــني ومـــا ســـمـــعتأذنـي فـلا أبــــــــــصــــــــــرت عــــــــــيــــــــــنـي ولا أذني

لـم يــــــــبـق مـن بــــــــدنـي جــــــــزء عـــــــــلــــــــمـت به إلا وقــــــــــــــد حـــــــــــــــلـه جــــــــــــــزء مـن الحــــــــــــــزن

كــــــان الــــــلـــــــحــــــاق بـه أهــــــنــــــا وأحــــــسـن بيمـن أن أعــــــيـش ســــــقـــــــيم الـــــــروح والــــــبــــــدن

- ٢٦١ -

كما أنـي لم أقرأ لأبي تمـام ولا لشـاعر من شـعراء الـقرن الرابع لـلهـجرة أبـياتا فيـتنـبي الـتي قـالهـا في سـيف الـدولة ـعـدن الـذي نجمـت منه أبـيـات ا الحـكـمـة نجمت من ا

والتي نكتفي بذكر هذا البيت منها وهو:إذا أنـت أكـــــــــرمـت الـــــــــكـــــــــر مـــــــــلـــــــــكـــــــــته

وإن أنـت أكــــــــرمـت الـــــــــلـــــــــئــــــــيـم تـــــــــمــــــــردا

ولم أقرأ لشاعر من شعراء هذا العصر أبياتا في العاطفة مبتلة كلماتها بدم القلبسلول وهي: كهذه الأبيات التي قالها بشارة الخوري في وصف ا

ـج أحــــــــــيــــــــــانــــــــــا دمــــــــــا فــــــــــعــــــــــلـى ... ومــــــــــنـــــــــــديــــــــــلـه قـــــــــــطـع مـن الـــــــــــكــــــــــبــــــــــد

قــــــــــــطـع تــــــــــــآبــــــــــــ مــــــــــــفــــــــــــجــــــــــــعــــــــــــةمـــــــــكـــــــــتـــــــــوبـــــــــة بـــــــــدم بـــــــــغـــــــــيـــــــــر يــــــــد

قــــــــــــطـع تـــــــــــقـــــــــــول لـه تـــــــــــمـــــــــــوت غـــــــــــداوإذا تــــــــــــرق تــــــــــــقــــــــــــول بــــــــــــعــــــــــــد غــــــــــــد

كـمـا أني لم أقرأ لـشـاعر من شـعـراء هذا الـعـصر أبـيـاتا في الـوصف دقت ولـطفتكهذه الأبيات التي قالها خليل مطران في وصف الليل وهي:... فــــــــرأيـت الــــــــظـلام يـــــــلــــــــطـف مــــــــنــــــــحلا

ويــــــــــــلــــــــــــقـي عــــــــــــلـي ظـلا دقــــــــــــيــــــــــــقــــــــــــاورأيـت الــــــــظـل الــــــــدقــــــــيق مــــــــحــــــــيــــــــطــــــــا

بـي كــــمــــا يـــــحــــضـن الــــشــــقـــــيق شــــقـــــيــــقــــاثــم لاحــت ذكــــــــــــــــــــاء لــي فــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــولــى

حــــــلـك الــــــلـــــيـل بــــــالـــــضــــــيــــــاء مــــــســــــوقـــــا

وكـما أني لم أقرأ لـشاعر من شـعراء هذا الـعصر أبـياتا في الـقوميات فـتح لها فيالجلال والحكمة ما فتح لهذه الأبيات التي خاطب بها شوقي (النبي) الفاتح وهي:

يــــا فــــاتح الــــقــــدس خـل الــــســــيف نــــاحــــيــــة لـــيـس الـــصــــلـــيب حــــديـــدا كــــان بل خــــشـــبـــا

- ٢٦٢ -

إذا نــــــــــظــــــــــرت إلـى أيـن انــــــــــتــــــــــهـت يـــــــــدهوكـــــيـف جـــــاوز في ســـــلـــــطـــــانـه الـــــقـــــطـــــبــــا

عــــــــلـــــــــمت أن وراء الـــــــــضــــــــعـف مــــــــقــــــــدرةوأن لـــــــلــــــــحق لا لـــــــلــــــــقـــــــوة الـــــــغـــــــلـــــــبـــــــا

إذن فـعـنصـر بشـارة الخوري هـو العـنـصر الـعاطـفي الـذي يشـرع به صاحـبه علىـة ولكن هـذه الشـاعـرية الحـقة في قـصائـد بشـارة الخوري لـيست ـتأ مورد الـشاعـرية امـلكه وحـده فـلقـد يقـاسمـه إياهـا كثـير من شـعـراء الفـرنج الذين سـقـوه وأطعـموه وكـانوا

السبب في شهرته.

قـد لا تصـادف شاعرا يـغضب لكـلمة نـقد تـرسل في شعره كـبشارة الخـوري فهومن هـذه الـنـاحـيـة أضـعف خلائـق الـله ولـقـد يـحـدره الـغـضب عـلى من يـتـعـرض له الى

استمطار ألوان الشتائم عليه وعلى عياله.

ولــقـد تـبــلغ به الحـدة أحــيـانـا الـى الـزوغ عن حـده وعـن الحق الـذي قـســمه له الـلهـا هـو تـريـكة شـعـره وأن كل قـصـيـدة تـخـرج من مـخـيـلة ـعـاصـرين إ فيـزعم أن شـعـر ا

ا هي دولة من بنات أفكاره ب الشعراء فيهم. الشباب الذين ألفوه إ

الياس أبوشبكة

✸✸✸✸

- ٢٦٣ -

الأخطــــل الصغيـــر(بشارة عبدالله الخوري)

١٨٨٥ (*)- ١٩٦٨قدسي أنيس ا

اضي (الـتـاسع عـشـر) أخذ الـشـرق الـعـربي يتـمـخض بـحـركة مـنـذ أوائل الـقـرن احـضاريـة جديـدة ظـهرت تـباشـيرهـا أولا في مصـر والشـام (سوريـا ولبـنان) ثم اتـسعتتدريـجيا حتى عمت سائر البلـدان العربية. ولم يكد ينـتهي ذلك القرن حتى ظهرت بشكل

نهضة ثقافية واجتماعية كان لها أثر ب في اللغة والأدب.

ذلك بـأن الـشعـوب الـناطـقـة بـالعـربـية بـعـد أن ران عـليـهـا سبـات عـمـيق طوال الـقـرنالسـابقـ استـفاقت فـفتـحت نواظـرها عـلى أشعـة وصلـتها مـن وراء البـحر فإذا هـي ترى مايـحيط بهـا من ظلام وما صـار اليه أمـرها من جـمود وانحـطاط. فـتحركت لـلنـهوض مسـتعـينةن جاؤوها بأسـباب التـقدم الـعمـراني والعـلمي الـتي حمـلهـا اليـها جـماعة مـن أهل الغـرب

عاهد العلمية الحديثة ويدعون الى رفع مستوى الحياة العامة. مبشرين ومعلم يفتحون ا

وقـد كان للغـة العربـية نصـيب وافر من هذه النـهضة. إذ نـشأ عنـها ب أهل البلادرواد مـصلـحون بـعثوا فـيهـا (أي في اللـغة) حيـاة جديـدة فنـفضوا عـنهـا غبـار الشوائبالـتي كـانت قـد غـشـيتـهـا في عـهـود الانـحطـاط وانـتـشـلـوها مـن وهدة الـتـأخـر والجـمودة. وهـكذا مـحاولـ أن يرجـعوا الـيـها الأصـالة الـتي عرفـتهـا في عـهودهـا الذهـبيـة القـدأخـذت رويدا رويدا تـتحـرر من ربقة الابـتذال وغثـاثة التـصنع وسخف الـزخرفة الـفارغة.فـما بزغ القـرن العشـرون حتى ظهـرت ب أهل القلم نـزعة عامـة الى استعـمال الأسلوب. ولا بدع فإن ـا من أدباء وعلمـاء ومؤرخ ؤلف قد السهل البـ الذي عرف به كبـار ا

هذا الأسلوب هو الذي كانت تقتضيه روح العصر الحديث.

قدسي. < من كتاب أعلام الجيل الأول ـ ا

- ٢٦٤ -

وقد كـان وراء هذا الـتحـول الإنشـائي في عصـرنا الحـاضر عـوامل شتى مـنهـا الإقبالدارس الحـديثة ثم نـشوء صحـافة تـتوخى الوصـول الى القراء على التـحصـيل العلـمي في ا

ثقف ويرضى عنها المحافظون على أصول الكتابة الصحيحة. بلغة يستسيغها النشء ا

وكما أثـرت روح العـصر في النـثر أثـرت في الشـعر أيضـا فهـو أيضا صـار ينزعاضي أنه الى الـتـجديـد والخـروج عن التـقلـيـد. وقد سـاعـده في ذلك منـذ أواخـر القـرن اأخذ يحـتك بالحركـة الرومانـسية (الـرومنطيـقية) الـتي كانت قد طـغت على الحـياة الأدبيةتـبع والتـركيز والفـنيـة في أوروبا. وهي حـركة تهـدف الى التـحرر من الـعرف التـقلـيدي اعلى التـعبير الحر عـن العواطف الذاتيـة. وهكذا تحول الـشعر عن الأغراض الـكلاسيكيةمن مدح وهـجـاء وفـخر ورثـاء وغـزل وحـماسـة ومـا الـيهـا الى مـا يـسـتوحـيه الـشـاعر منالحـيـاة والطـبيـعـة وما يـحرك ذلـك في نفـسه من عـواطف خاصـة كثـيـرا ما تـظهـر عـليـهامسحة من التـواجد والأسى فتراه شـاكيا حزينـا كأنه خلق ليغـني آلامه من قيود الحياة

وشوقه الى الانطلاق حرا في فضاء الخيال ب أحضان الطبيعة ومجالي الجمال.

في هـذا الجو نـشأ شاعـرنا كـما نشـأ سائـر المخضرمـ الذين نـدرس شعرهم فياضـي ومن أطـولهم ـقـام. إلا أن بـشـارة الخوري من أقـلـهم انـتـسـابـا الى الـقـرن ا هـذا ان عـمـلـوا عـلى تجـديـد صـلـة بـالـقـرن الحــاضـر وحـيـاته الجـديـدة ـ بل كـان في الـواقع الـشعر ورفع مسـتواه. وقد أصاب أحد نـقاده إذ قال: «هنـاك أمر لا مراء فيه أن الأخطلية الأولى وبرزوا في ثل مدرسة المخضـرم الذين نشـأوا قبيل الحرب الـعا الصغيـر دارس الأدبية الجـديدة... وله خصائص تـميز بها فترة مـا ب الحرب ومـهدوا لظهـور ادرسة. مـنها أنه انـطلق الى الآفاق الـعربية والإنـسانيـة ولم يحصر عن بـقية رجال هـذه ا

نفسه في إقليمية ضيقة دون أن يتنكر لوطنه لبنان»(١).

ــقـربــ الـيه فــقـال: «وإنـي لأجـزم أن دور بــشـارة الخـوري وقـد وصــفه أديب من اطوال نـصف قرن كـان الجـسر الـذي مهـد لـكل جديـد في الـشعـر. فلـولاه لـبقـيت مدارسـعـاني عـلـى أيدي ـشـدودة الى الأطلال الـدارسـة وسـطـحـيـة الـغـزل. وانـتـحـار ا الـنـظم اجلادي الــتـقـلـيـد ومـوت الأخـيــلـة في كـهـوف الـرثـاثـة»(٢). ومع جـنـوح هـذا الـوصف الى

- ٢٦٥ -

الإطـراء فإن في طـيه حقيـقة يلـمسهـا كل من درس شعـر الأخطل الصـغير. وسـنراها فيحسن ديباجته الشعرية التي كان لها أثر عظيم في نفوس معاصريه.

أجل عايش الأخـطل الصغـير النـهضة الجديـدة في القرن الـعشرين وشـهد ما كانلهـا من أثر في تطور الشرق العربي فـكريا واجتماعيـا وسياسيا. ومع أنه لم يتجاوز فيعـارف الثانـوية بل لم يـحصـلها بـطريـقة منـتظـمة أو مسـتمرة درسي نطـاق ا تحـصيـله افإن إقدامه وهو في مطلع الشباب على امتهان الصحافة إذ أصدر جريدته (البرق) سنةطالعة الخـاصة. وكان له من معرفتـه بالعربية والفـرنسية ما أعانه ١٩٠٨ قـد دفعه الى افيدة وينشر قالات ا على الاسـتفادة من مطالعاته. فكان طـوال حياته الصحافية يحـرر االــقـصـائـد الجــمـيـلـة وأصــبح (الـبـرق) مــجـالا لأقلام نـخــبـة من كـتـاب وشــعـراء عـصـره

وخصوصا بعد أن حوله سنة ١٩٣٠ من جريدة يومية الى مجلة أسبوعية.

وقد عـبـر عن رأيه في مـهمـة الصـحـافة فـقـال في العـدد الـسادس عـشـر من السـنةـذكورة مـا نصه: «فـلقـد رأيت أن على الـصحـافة في بـلد كـهذا الـبلد خـارت عزائم بـنيه افلم يـنـهضـوا لـتألـيف حـزب يدافع عن كـيـانه وكرامـته ـ لـقد رأيت أن عـلى الـصحـافة فيمـثل هذا الحال أن تـقوم بـالوظيـفتـ معا وظـيفة الـصحـافة ووظيـفة الحـزبية (أي وظـيفةـطالـع فـيها ولا صالـح الوطنـية) وإلا تلاشت هي الأخـرى لعـدم وجود ا الدفـاع عن اـطـالع كـهـذه الروح الـتي تـرمي الى أهـداف وطنـيـة وأدبـية لا سـيـمـا وأن الوقت يـشوق اـنتشر حـتى لقد كادت أن تزهق الأرواح ملائم بسبب هذا الانـهيار الاقتـصادي والعوز افي الصـدور إذا لم تنطـلق زفراتهـا وتتفـجر نيـرانها. لـقد أخذت الـلغة الـعربيـة بالتلاشيطلوبة بها دارس الأجنبية لها وعدم العناية ا في لبنان خاصة ليس فقط بسبب إهمال ابل لأن الحـكـومـة الـلـبـنـانـيـة نـفـسـهـا من أكـبـر الـعـوامل عـلى ملاشـاتـهـا حـتى أصـبـحتن يحـسن كتـابة سـطر صـحيح بـلغـته فهي (أي الحـكومـة) عبارة دوائـرها ولا أثـر فيـها

عن دوائر افرنسية ليس للعربية فيها إلا ما للخادم الذليل من السيد الجليل».

هذا ما كتبه شـاعرنا كصحافي غيور على وطنه وحـ كانت السلطة الانتدابية في أوجقـوتها. ولا نقول إنه لم يـطمح الى خوض غمار الحوادث الـعمومية بواسـطة جريدته أو يطمع

- ٢٦٦ -

بالحـصـول علـى مراكـز سـيـاسيـة وإداريـة تمـكـنه من الـقـيام بـخـدمـات وطنـيـة كمـا كـان يـفعلكثـيـرون من أهل القـلم بل نـقول إنـه كان في حـياتـه الصـحافـيـة صاحب رسـالـة حرة يـحاول

حملها الى وطنه ونشرها ب مواطنيه بقلم أديب مرهف الإحساس جذاب الأسلوب.

بـدأ بـحـمل هـذه الـرسالـة وهـو لم يـكـد يـتـجـاوز الـعـشرين(٣). وذلك عـلى أثـر إعلانالدستـور العثماني فـقد أحدث هذا الإعلان الـسياسي العـام حركة صحـافية واسعة فيمخـتلف الـبلـدان العـربية الـتابـعة لـلسـلطـنة العـثمـانيـة. ذلك بأن الأقلام الـتي كانت مـقيدةمكبوتة الحرية خــلال العهــد الاستبــدادي ـ عهــد السلطـان عبدالحميد الثانــي (١٨٧٦ـ ١٩٠٩) وجدت في الـدستور متـنفسـا لها فانـطلقت الى الأمـام. وكان انطلاقهـا بدء عهدجديـد لـصحـافـة حرة اتـسع المجـال أمـامهـا فـنمت وتـنـوعت وكثـر الإقـبال عـلـيهـا. وهـكذاـتهنها شاب أصـبحت مسرحا عـاما لأقلام الأدباء من كتاب وشعـراء. فليس بغريب أن

مثل شاعرنا مندفعا بعاطفة الشباب وبروح الخدمة الوطنية عن طريق الأدب.

أصدر الأخـطل الصـغيـر جريـدة (البرق) في بـيروت صـحيـفة يومـية تـنشـر الأخبارالعـمـوميـة مــن سيـاسيـة وسواهـا مع قلـيل من النـفثـات الأدبيـة لصـاحبـها أو لـنخـبة منيـــة الأولـى سنة أدبـاء ذلك العصـــر. وظلت عـلــى هذه الحال حـتى نشـبت الحــرب الـعاـانـيـا والنـمـسـا في مـحـاربـة الحـلـفاء (وهم ـا كـانت تـركـيا شـريـكـة لأ (١٩١٤ ـ ١٩١٨) وبـريـطـانـيـا وفرنـسـا وروسـيـا وحـلـفـاؤهم) فقـد أصـبح الحـكم في بـيـروت وسـائـر الأقـطارنـطقتـ السـورية والحـجازية تحت العـربية الـتابـعة لـتركيـا حكـما عـسكريـا وأصبـحت اسلـطـة الجـيش التـركي الـرابع كـمـا أصبح قـائـده جـمال بـاشـا الحـاكم العـام فـيـها. وفيعـاقبة كل عـهده عم الإرهـاب والضغط عـلى الأقلام والصـحف ووضع الديـوان العـرفي ـا اضطـر الكثـيرون من أصـحاب الـصحف الى الامـتناع عن مخـالف لسـياسة الـدولة ـسـرح الـعـام. ومـنهم إصدارهـا والـلـجـوء الى طـلب الـسلامة بـالـسـكـوت والـتواري عن اشـاعـرنا الأخـطل الـذي أوقف إصـدار الـبـرق في الـسـنـة الأولى من الحـرب وبـإيـعاز منـطلعـ على الأمور انـزوى في قرية لـبنانـية (وكان لـبنان لا يـزال يتمتع بـعض أصدقائه ا

بامتيازاته) بعيدا عن مجرى الحوادث والأخطار.

- ٢٦٧ -

وقد وصف لنا في مـقدمة ديوانه (الهوى والشبـاب) حاله وهو في عزلته هذه فقال:ـية الأولى ثم كـان عهـد جمـال (الحاكم الـعسـكري الـعام) في سـوريا «كـانت الحرب الـعاـشـنـقة بل عـهـد الإرهـاب بجـمـيع أسبـابه وأنـواعه. وانـطوت ولبـنـان وهو عـهـد الـنفي وا

الأعوام بعد الشهور على حالات شتى من البؤس ومفاجآت مفعمة بالمخاوف».

«ولقد كنت وسـائر الناس خلال ذلك نتنسم الأخبار ولا نـدري أيدركنا السلم وفينارمق من الحياة. حتى كان عام ١٩١٦ وفيه انتهت سلطة جمال باشا وولايته وحل محلهحـاكم آخـر فـخف شـعـور الـنـاس بـالـرهــبـة الـتي كـانـوا يـشـعـرون بـهـا أيـام جـمـال بـاشـا

ذكور». فعاد شاعرنا من عزلته الى منزله في ضاحية بيروت. ا

طالعة وكان أهم ولم تكن تلك العزلة دون فائدة معنوية له فقد انصرف فيها الى اما يـأنس به من الـكتب (كـتاب الأغـاني ـ لأبي الـفرج الأصـفهـاني). ويـظهـر أنه عن طريقهذا الـكتـاب حصل له اتـصال روحي بـنخـبة من الـشعـراء القـدامى كعـمر بن أبي ربـيعةوالأخـطل التغـلبي شـاعر بني أمـية وأبي نواس شـاعر الخـمرة وسواهم فـأذكى اتصالهبهم نارالهـوى ومرح الشباب وحب الخـمر. وكان تأثره بـالأخطل تأثرا خـاصا حمله علىأن يـنـتـحل اسـمه فـصـار يـوقع مـا كـان يـنـظـمه بـاسم (الأخـطل الـصـغـيـر) ومازال حـتى

أصبح هذا الاسم علما له.

ذكـور: «وكان يعـجبـني من الأخـطل (أي الشـاعر الأموي قال في مـقدمـة الديـوان اـعاني يـقودهـا ذليـلـة الى فصـيح بيـانه. وفوق ) خفـة روحه وإبداعه في اصـطيـاد ا الـقـدلؤها لذة وطربا وإدلالا» سيـحي الفذ تنفتح له أبـواب الخلائف ذلك فقـد كان الشاعر اثل الأعلى للأخطل الـصغير فـي الشعر كان وذلك ما رآه محمـود أبوالوفا إذ قـال: «إن اعـري إن سادات بني أميـة كانوا يطربون الأخطل الكبيـر شاعر بني أميـة الذي قال فيه انفرد ب شعراء لبنان كما كان لشعره ويقدمونه. فكان للأخطل الصغير ذلك الأسلوب ا

لشوقي ب شعراء مصر ـ فكلاهما (على حد قوله) نسيج وحده(٤)».

وكانت الـثورة العـربية علـى الأتراك قد بدأت بـقيادة الـشريف حسـ (ملك الحجازبعـدئـذ ) فـاندفع هـو وأبـنـاؤه ينـاصـرون الحـلـفاء في الحـرب. وأخـذت الـفكـرة تـشـيع ب

- ٢٦٨ -

النـاس بـأن الحـلفـاء سـيسـاعـدون العـرب عـلى إنـشاء دولـة عـربيـة تجـمع شـملـهم وتـوحد. فـغدت تـلك أمنـيتـهم واتجهت الـيهـا أفكـارهم وعواطـفهم. قواهم لـيعـيدوا مـجدهم الـقدوقد عـرف كـاتب هذه الـسـطور ذلك الـعـهد واخـتـبر بـنـفسه مـا كـان يحـلم به يـومـئذ أبـناءالعربية ويرجون قرب تحقـيقه وشارك شبابهم في تلك العواطف والأماني. وكأن شاعرناـد القـومي قـد تمـثل له ما كـان للأخـطل الكـبيـر من مـوقف تجاه الـدولة الأمـوية في ذلك افرأى أن يـقف هو مثله تجاه الحركة العـربية الجديدة. وصار ينـظر خفية خلال عزلته ماـقدمـة فـيقـول: «فلم أر كـان يروي ظـمـأ نفـسه في هـذا البـاب. وهـا هو يـتابـع حديـثه في اـة من شـعر لم يـبق مـنه إلا كبـقـية ـتأ كـاسم الأخـطل أوقع به ما كـانت تـقـطره الـقـريحـة االـوشم في اليـد. وكيف يـستـطاع حفظ ذلك الـشعـر الذي لم أكن أجـرؤ على الاحـتفاظ به

ب أوراقي. إلا بقية قصيدة أحتال على حفظها ومنها هذه الأبيات»:ـــــــــــــــــســــــــــــــــــــــــــــــــــــــانــــك ألجـــم ألجــــم لـــــــــــــــــــــ

ــلـــــــــــــمــــــــــــــتــــــــــــــكـــــــــــــلـم ـــــــــــــوت لــــــــــــ فــــــــــــــاـــــــــــــــــســـــــــــــــــــألـــــــــــــــــــونــك إن أخــــــــــــــــــذت لا يــ

أثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــت أم لــــم تــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأثــــمفــــــــــــــــــــالحــــــــــــــــــــبــل شــــــــــــــــــــر مــــــــــــــــــــرحــب

والــــــــــــــعـــــــــــــنــق خـــــــــــــيــــــــــــــر مــــــــــــــســـــــــــــلـموالــــــــــــــــــســــــــــــــــــجـن أكــــــــــــــــــرم صــــــــــــــــــاحـب

والــــــــــــــنـــــــــــــفــي أيـــــــــــــســــــــــــــر مــــــــــــــغـــــــــــــنـم

وهـكذا خرج شاعرنـا من ظلمات تـلك الحرب منتحلا اسم (الأخـطل الصغير) وظليوقع به بعدها ما كان ينشره من نظمه حتى أصبح معروفا به.

على أنه مـن الحق أن نقرر أن أخـطلنـا مع شدة إعـجابه بشـعر الأخطل الـقد وماكـان له من مـقـام عـال عـنـد الأمـويـ يـخـتـلف عـنه بـعض الاخـتلاف في نـظـرته الـعـربـية.نـاصر لبنـي أمية يشف عن فـكرة قومـية عربيـة جامعة فـالأخطل التـغلبي لم يكـن شعره ابل كان همه تعـظيم بني أميـة فقط والدعوة لـهم في المحافل الخاصة والـعامة حاملا علىسواهم من الأحزاب العربية الأخرى التي كانت تناوئهم وتنافسهم. أما الأخطل الصغير

- ٢٦٩ -

فـلم يـكن شـاعــر حـزب عـربي حـاكم أو داعـيـة لـدولـة خـاصـة من الـعـرب بل كـان شـاعـرنهـضة عـربيـة عامـة تحلم بـبعث مـجد الـعرب الـقد وتـأسيس مـلك لهم رفـيع الشـأن ب

. وسترى بعد كيف كان يتغنى بذلك في أناشيده القومية. الأ

وإذا الـتـفـتـنـا الى سـوى الأخـطل من الـشـعــراء الـقـدامى الـذين تـأثـر بـهم شـاعـرنـاقام. زايا خاصة ينفرد بها. وسيظهر لنا ذلك في غير هذا ا وجدنا أنه يختلف عنهم

ا كـانت غايـتنا الـرئيـسية هـنا درس شعـره. فإنـنا نتـرك تفـاصيل حيـاته الخاصة ووالعامة للذين انصرفوا الى هذه الناحية من سيرته(٥).

ونـكتـفي في هذه الـتوطـئة بـالـقول إنه نـشأ صـحفـيا وأديـبـا ومنـذ عهـد شبـابه لفتأنـظـار الأوساط الأدبـيـة في الـعـالم الـعـربي الى جـمال ديـبـاجـته الـشـعريـة. ومـازال يـعـلونجـمه في سمـاء الـشعـر حتى أصـبح في الـطلـيعـة ب نـوابغ هـذا الفن. وفي سـنة ١٩٦١أجمع أدباء العرب على إظهار تقديرهم له فأقاموا له في بيروت مهرجانا كبيرا اشتركتـثــابـة اعـتـراف عـام من الـشـعـراء للأخـطل الـصـغـيـر فـيه جـمـيع الأقـطـار الـعـربـيـة كـان ـهـرجـان جـاء والـشـاعـر قـد تجـاوز الخـامـسة ـيـدان. عـلى أن هـذا ا بـالأصـالـة في هـذا اوالسـبعـ وأصبح ضـعيف الجـسم سقـيم الصـحة كـليل الإنتـاج الأدبي وإلى ذلك يـشير

هرجان ومطلعها: في قصيدته التي قالها في ذلك اأيـــــوم أصـــــبـــــحـت لا شـــــمـــــسـي ولا قـــــمـــــري

مـن ذا يـــــــــغـــــــــنـي عـــــــــلـى عـــــــــود بـلا وتـــــــــر!مـــــا لـــــلـــــقـــــوافـي إذا جـــــاذبـــــتـــــهـــــا نـــــفـــــرت

رعت شـــــبـــــابي وخـــــانـــــتـــــني عـــــلـى كـــــبــــريكــــــأنـــــهــــــا مـــــا ارتــــــوت من مــــــدمـــــعـي ودمي

ولا غـــــذتــــهـــــا لـــــيــــالـي الــــوجـــــد والــــســـــهــــر

هـرجان نـحـو سبـع سنـوات وهو أجل كانت شـمس شـعره قـد أفـلت فقـضى بـعـد اسقيم الجسم منهوك القوى حتى انتقلت روحه الى عالم الخلود.

- ٢٧٠ -

ولـنقرر هنـا استطرادا أنه مع ديـباجته الشـعرية الـرائعة ظل في نثـره بسيط العـبارة لا يحاولا تركه من آثار فيه عادة حوك نسيج فني ذي روعة خاصة. كما يظهر لك من مقالاته في «البرق» و

نثرية. نثبت منها النص التالي وهو ما رواه في (البرق) عن تعرفه بأمير الشعراء أحمد شوقي.

التعرف الى شوقي(٦):

«كان ذلك حوالي الـثلث الأخير من حزيران ١٩٣٠ ولا أذكـر اليوم ولكني أذكر أني. وإذا بـصـديـقي الأستـاذ شـكري كنـت جالـسـا عصـاري يـوم الى طـاولة في نـزل شـاهبـخـاش (قـيس شـوقي) كـمـا يـقـال (قـيس لـيـلى) لـشـغـفه به وإكـبـاره إيـاه ـ إذا بـالـبـخاشيبادهـني بقوله: الشـاعر شوقي هـنا في النزل وإنه خـارج بعد هنـيهة. قلت: إني الى الآن

لا أعرف وجهه. فحملق شكري في وجهي حتى خفته ثم هدأ من حدته»...

«وإذا بشوقي يـخرج من النزل الى الـباحة: يابـك يابك. هتف شكـري فإذا بشوقيبك يـلـتـفت مبـتـسـمـا ثم يتـابع خـطـواته الـينـا فـنـهضت وشـكـري يـشيـر إلي : هـذا بـشارة

الخوري الأخطل. ثم كانت جلسة قصيرة كحاشية الشفق».

«وكـان اليوم الـعاشـر من شهر تـموز من الـسنة نـفسـها موعـد الحفـلة التـي تقيـمهارحـوم فـوزي الـغزي. وكـنت أتـردد كل مـساء الى الـرسـتوران دمـشق لـفـقيـدهـا الكـبـيـر ار بعض الساعـة حتى يقبل شوقي طيب الله الـفرنساوي فأتخـذ مكانا معتزلا فلا يـكاد روحه فـما هو أن يسرح طـرفه قليلا في الجلوس حـتى يقبل إلي ويستـلقي على كرسيهالـى الجـانب الــثـاني من الــطـاولـة. وكــان قـد أســمـعه صــديـقـنــا الأسـتــاذ جـبــران تـويـنيوالأستـاذ ميـشال أبي شـهلا بعض مـا علق في ذهـنهـما من قـصيـدتي في فـوزي الغزيوهو يومئذ من شعراء الحفلـة. فكان يسألني من ح الى آخر أن أروي له بعض أبياتها

رأة والحية». قابلة ب ا ا لم يحفظاه وأخصه في ا ا سمع منه من الصديق و

«ولم تـكن تمر الـدقائق إلا وتحمل الـينا جلـيسا جـديدا حتى كـان يتجـاوز عدد الجلوسأحـيانا الـعشرة من الأصفـياء المختـارين. وكان أمل الجمـيع حديث شوقـي. فهو لم يكـن ينتبهإلا لـنـادرة يسـمـعـها أو نـكـتة يـرسـلـها أو حـديث شـهي تـستـيـقظ له حـواسه ثم ما هي إلا أن

تح الساعة التاسعة والنصف حتى ينهض الى السينما وكان شديد الشغف بها».

- ٢٧١ -

مجاله الشعري:

ـنـظـوم مـوزعـا هـنـا وهـنـاك بـ أعداد صـحـيـفـته ظل مـا أنـتـجه شـاعـرنـا من أدبه ا(البرق) وسواهـا من الجرائد والمجلات حـتى سنة ١٩٥٣ حـ صدر له على نفـقة الأميرعبدالـله فيـصل آل سعـود مجمـوعة بـعنوان (الـهوى والـشبـاب) مرتبـة ترتـيبا زمـنيـا تمثل

مرحلت من حياته:

ية الأولى ١٩١٤ وجـلها مـختارات من باب الأولى: ما ب ١٩٠٨ وبـدء الحرب العـاالغزل ومرح الشباب.

ـذكـورة حـتى مـنتـصف الـقـرن الحـالي (الـعـشرين). الثـانـيـة: وتـمـتد من الحـرب اوسـنـقـتـصـر في الإشـارة الى هـذه المجـمــوعـة أي (الـهـوى والـشـبـاب) بـاسم المجـمـوعـة

الأولى واختصارها مج ١ .

ي الكبير) صدر ا كانت السنة ١٩٦١ (وهي السنة التي شهدت مهرجانه التكر وله بـعنـاية ابنه الأكـبر ولجنـة خاصـة من الأدباء مجـموعـة أوسع من الأولى بعنـوان (شعرـنتـظر أن تـكون هذه المجـموعـة وقد صـدرت في أواخـر حياة الأخـطل الصـغيـر). وكان االـشـاعر(٧) ديـوانا يـضم جـمـيع نـتاجه الـشـعـري. فإذا هـي الأخرى مـجـمـوعة مـخـتاراتا نـشر قـبلا تحت عنـوان (الهوى والـشبـاب) مضافـا اليه أكـثر ما تضم الـقسم الأكـبر نـظمه الشـاعر بعد سـنة ١٩٥٣ . وسنـقتصر عـلى تسمـيتها (المجـموعة الـثانية) أو مج٢ .ا يؤسف له أن نـاشري هذه المجموعة الأخيرة (أي شـعر الأخطل الصغير ١٩٦١) لم وـنظـومات ومنـاسبـاتهـا كما روعـيت في مجـموعة يـراعوا فيـها أيـة ضرورة لـذكر تواريخ اـسوهـا بكـثـير من الحـذف والتـبـديل فجـاءت مشـوشة (الهـوى والشـباب). وقـد رأوا أن الـتـرتيب وغـيـر وافـيـة بالـغـرض الحـقيـقي من نـشـر ديـوان كامل لـلـشـاعر كـمـا كـان يأمل

عجبون بشعره أو الحريصون على دراسته. ا

قـطوعـات التي ظـهرت في ولـلتـمـثيل عـلى ذلك نثـبت في ما يـلي بـعض القـصائـد واـا لـيس لـه أثـر أو جـاء مـقـتـضــبـا في المجـمـوعـة المجـمــوعـة الأولى (الـهـوى والــشـبـاب)

الثانية. وها نحن نذكرها بحسب مطالعها مع أرقام صفحاتها:

- ٢٧٢ -

طلع رقم الصفحةا

وهي نوع من التوشيح في ثلاثة أدوار.٤٠صداح يا مؤنس الأراكوهي ٢٣ بيتا بعضها معرب عن الفرنسية.٤١أينما كنت كان للكهرباء

وهي في هـذه المجـموعـة ١٣ بـيتـا من قـصـيدة٥٣فدى للبنان نفسيلم تنشر بكاملها.

مقطوعة من ٤ أبيات.٥٦رضيت وقد ذهب الجفامقطوعة من ٣ أبيات.٥٦وقفة كانت لنا يوم النوىمقطوعة من ٣ أبيات.٥٧تثنت فيا خجلتاه للغصون

مقطوعة من ٣ أبيات.٥٧الغرام مجمرةزيف مـأسـاة شـعـريـة اجـتـمـاعـيـة في ٥٥ بـيـتـا لـيس٥٩الريال ا

منها إلا ١٠ أبيات في المجموعة الثانية. مــأسـاة غــرامـيــة في مــئـة بــيت مـقــتـبــسـة عن٩٣سيلف وجيروم

الشاعر بوكاسيو.مـأســاة وطــنـيــة في ٦٠ بــيــتـا لــيس مــنــهـا في١١٩سلمى الكورانية

. المجموعة الثانية إلا ٤٨ بيتا مقطوعة من ٥ أبيات وفي المجموعة الثانية ٣ فقط١٣٤سقيا لأيام لبنان التي سلفتف الجمال وثورة الأقداح

قصيـدة من ٣٥ بيتا ليس مـنها إلا ١٣ بيتا في١٥٤(على ضفاف بردى)المجموعة الثانية.

( قصيدة من ٣٣ بيتا١٦٥سائل العلياء عنا والزمانا (ثورة فلسطمرثاة من ٤٠ بيتا في الياس فياض نشر منها١٧١العصي دمعه وبيانه

في المجـمــوعـة الــثـانــيـة ١٤ بــيـتـا تحـت عـنـوانالجدول الوديع

- ٢٧٣ -

(٧) أبـيات أنـشدهـا الـشاعـر في مـأدبة أقـيمت١٩٤لبس الخريف بك الربيعاله في حلب

(١٦) بيتا غزليا١١٠عش أنت إني مت بعدكوت في ريق العمر رثــاء فــوزي مـعــلــوف حـذف مــنــهـا بــيــتـان في١٦٩عجبوا أن

المجموعة الثانية. وفي المجـمـوعة١٨٤عودوا الى تلك القرى في المجـمـوعة الأولـى ٢١ بيـتـا

الثانية ٦ أبيات فقطفي المجـمـوعة الأولـى ١٥ بيـتـا وفي المجـمـوعة٩٠القرية البعيدة

الثانية ٦ فقط.في الأصل ٣٣ بـيتـا لـيس مـنهـا في مج ٢ غـير١٧٥مرثاة جبران

٢٧ بيتا

أضف الى مــا ذكــر بـعـض قـصــائـد ومــقــطـوعــات أو أبــيـات لـم تـنــشــر في أيـة من. ومنها مثلا: المجموعت

وقفة على الفيدار: وهي وقفة وجدانية على نهر الفيدار في ٢٢ بيتا.

. لك حس رثاء ا

لك سعود. جلوس ا

وغيرها من منظومات الشاعر التي فاتت ناشري شعره(٨).

ـا يذكر هنا أن كثـيرا من القصائد ظـهرت في المجموعت تحت عـناوين مختلفة وا تزيد عناء الباحث في العثور عليها للمقابلة ب النصوص.

ار ذكرهما من نقص أو حـذف وتشويش. لا يسعنا وبرغم مـا يشوب المجموعتـ اإلا أن نـعـتــمـدهـمــا مـرتـكــزا أسـاسـيــا لـدرس مـا جـادت بـه قـريـحــة الأخـطل وتـقــيـيم فـنهالـشعري. فـهما معـا يضمـان القسم الأكـبر والأهم من شعـره ومنهمـا يطل علـينا بروحه

- ٢٧٤ -

وبأسلوبه. على أنه لابد لنا في عرض شعره لدرس منظم من أن نرتبه ترتيبا منظما طبقالأغراضه الرئيسية. وهي في نظرنا كما يلي:

١ - شعره الزاهي: أي ما نظمه في الحب والخمر والطبيعة.٢ - شعره الشجي: ويشمل مراثيه وما نظمه في مآسي المجتمع.

٣ - شعره الوجداني: أي نظراته في الوجود والناس.٤ - شعره الوطني: ويدخل فيه نفثاته الوطنية والقومية وما اليها.

ـمــكن عـرضه عـلـى أسـاس الـزمن كــمـا فـعـل نـاشـرو مــجـمـوعـة وقـد كــان من اـا نـقـصـد الـيـه من تـقـيـيم فـنه (الــهـوى والـشـبـاب). ولـكن الــتـرتـيب الـزمـني لا يــفي بالـنـسبـة الى أغراضه أو مـواضـيعه. وهـذه في المجمـوعـت كـثيـرة الـتداخل بـعضـهاببـعض فلا سبـيل الى الـنظر الـيهـا كوحـدات مسـتقـلة إلا إذا جـمع كل نوع مـنها فيبابه الخاص. وإذا كـان الترتـيب الزمني يـسهل درس الشـعر من حيث تـطوره وتأثرهـكـنـنـا أكـثـر من الـنـظر فـي فنه وإدراك ـوضـوعي مـا بـالحـوادث فإن فـي التـرتـيب ا

أغوار عواطفه وخواطره.

شعره الزاهي:

لم يـخطئ الـذين لقـبوا بـشارة الخـوري بشـاعر الهـوى والشـباب. فـإن ما نـظمه فييله الخاص الى هذا النوع هذا الـباب يشمل عددا كبيـرا من منظوماته. وقد صرح هـو

من الشعر في قصيدته (على ضفاف بردى) ومطلعها(٩):فــــــــــ الــــــــــشــــــــــبــــــــــاب وثــــــــــورة الأقــــــــــداح

صـــــبـــــغت أســـــاطـــــيــــر الـــــهـــــوى بــــجـــــراحي

وفيها يصف روحه الشعرية فيقول:روح كـــمـــا انـــحـــطم الـــغــــديـــر عـــلى الـــصـــفـــا

ـــــــــبــــــــــة إلى أرواح ــــــــــعـــــــــبــــــــــا مـــــــــشــــــــــع شلـــــلـــــحـب أكـــــثـــــرهـــــا وبـــــعض كـــــثـــــيـــــرهـــــا

لــــــرقى الجــــــمــــــال وبــــــعــــــضــــــهــــــا لــــــلــــــراح

- ٢٧٥ -

صري صـالح جودت وصفه له ح قـال من قصيدته في وعـلى ذلك بنى الشـاعر االأخطل الصغير يوم مهرجانه ١٩٦١:

ولــــــــد الــــــــكــــــــأس والــــــــغــــــــرام عــــــــلـى عـــــــهـــــــــد أبي الـــــــكـــــــأس والـــــــغـــــــرام «بـــــــشــــــاره»

وتـــــــــــعـــــــــــرى الجـــــــــــمـــــــــــال بـــــــــــ يـــــــــــديـهوارتـــــــــــمــى عـــــــــــنــــــــــــده وخــــــــــــلـى عـــــــــــذاره

وأقـــــــــــام الـــــــــــربـــــــــــيـع فـي شـــــــــــفـــــــــــتـــــــــــيـهورمـــى فــــي فــــــــــــــــــــــــــــــــؤاده أوتــــــــــــــــــــــــــــــــاره

الـواقع أن لشـعره الـزاهي جنـاح كـان يطـير عـليـهمـا في جو من مـرح الشـبابـرأة ونـشـوة الخمـرة. فـمن الأول رقـة لـطـائفـه الغـزلـيـة ومن الـثـاني شذا هـما جـمـال انـفحـاته الخمـرية. يـضاف الـيهـما مـا كان يـستـوحيه وهـو ب أحـضان الـطبـيعـة يتـمتع

جاليها السحرية.

لطائفه الغزلية:

ـا اتصل به من مـصادر عربـية ومـصادر غـربية. وأول مـا نلاحظه في غـزله أنه متـأثر ة وبخاصة كتاب الأغاني لأبي الفرج أما العربية فأهمها ما كان يطالعه في كتب الأدب القدية الأولى. وقد كان له لقاءات الأصفهاني الذي اتخذه أنيسا له إبان عزلته خلال الحرب العافي هـذا الكـتاب مع كثـير من شـعراء الـغزل ـ يتـتبع أخـبارهم وتـروقه مجالـسهم وتـهفـو نفسه

الى مشاركتهم في لهوهم ومسراتهم فتحمله على أن يقول من أبيات:ـــــــعـــــــبــــــد وابـن عـــــــائــــــشـــــــة ومـــــــالك والـــــــغـــــــريض من لـي بـــــرئـــــاســـــة ابن ســـــريـج مـــــلـــــتـــــئـــــمـــــ في الـــــروض الأريضوبـــــشـــــاعـــــر الـــــغـــــيـــــد ابن مـــــخـــــزوم ونـــــابـــــغـــــة الـــــقـــــريضفي مـــــثل لـــــيـلات الــــولـــــيـــــد تـــــقــــول لـــــلـــــكـــــاســـــات فــــيـــــضي

الى قولهعش هـــكــــذا يـــومــــا وتـــســــتـــغــــني عـن الـــعــــيش الــــعـــريض(١٠)

- ٢٧٦ -

ـرأة غير وقـد كان هـؤلاء الشعـراء وأمثـالهم من الغـزليـ لا يرون عادة فـي جمال اـبسم الأقـحواني ورد والـعـ السـاحرة وا مفـاتنـها الجـسديـة ـ الـوجه الصـبوح والخـد ايـاس وما الى ذلك فيصـفونها ذاكرين هـيامهم بهـا وما يكابدونه واللمى الـعذاب والقد امن شوق في البـعد عنهـا بل كثيـرا ما ترى بعـضهم لا يتورعـون في غزلهم عن أوصافمكـشـوفـة للـعلاقـات الجـنـسـية الـتي لا يـسـتـسيـغـهـا الـذوق الرهـيف الـيـوم. عـلى أن غزلالأخـطل ظل غزلا مـتعالـيا عن السـفاسف فقـد تابـعهم في أوصافه الحـسية الـتي تصور

رأة فقال مثلا: جمال اــــــعـــــرهــــــا قـــــطــــــعــــــة من الــــــلـــــيـل والخـــــد ش

قــــــبـــــــلـــــــتـه شـــــــمس الـــــــضـــــــحـى فـــــــتــــــوردوعــــــــلـى صــــــــدرهـــــــا مــــــــتـى تــــــــتــــــــنــــــــهـــــــد

ـــــهــــد مـــــوجـــــة هـــــزت الـــــصـــــغـــــيـــــرين فـي افـــاشـــرأبــــا كـــمن تـــخــــوف شـــيـــئـــا

ـا وحديثا ولكن فهو كـما ترى يصف الشـعر والخد والنـهدين كسائر الـشعراء قدا يروق النفس من التصوير الفني كقوله:

كــــــــــــــــــــــــــذب الــــــــــــــــــــــــــواشـــي وخـــــــــــــــــــــــــابمــن رأى الـــــــــــــــــــشــــــــــــــــــــاعـــــــــــــــــــر تـــــــــــــــــــاب

عـــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــره فـــــــــــــــــــجـــــــــــــــــــر مــن الحـبولـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيــــل مــــن شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراب ب

وقوله:يـــــــــــــــا حـــــــــــــــبــــــــــــــــيـــــــــــــــبـي قــم نـــــــــــــــرصـع

بـــــــــــالــــــــــــهــــــــــــوى ثـــــــــــغــــــــــــر الحــــــــــــيـــــــــــاهنــح هـــــــــــــــــــذي الــــــــــــــــــكـــــــــــــــــــأس عـــــــــــــــــــنـي

واســــــــــــقـــــــــــــنـي هـــــــــــــذي الــــــــــــشـــــــــــــفــــــــــــاه

وكل أوصافه الغزلية على هذا النسق من الرقة واللطف.

- ٢٧٧ -

ـرأة الجـسـدي بل لج فـيه. وكـأنه شـعر أن بـعـضـهم قـد يـلومه أجل تـغـزل بـجـمال اعلى ذلك فقال مدافعا عن نفسه:

ــــــــــــــــــــــــــهــــــــــــــــــــــــــــــــــوى ــــن لام فـــي الـــــــــ قـــل هــــــــــــــــكــــــــــــــــذا الحـــــــــــــــســن قــــــــــــــــد أمـــــــــــــــر

إن عــــــــــــشـــــــــــــقـــــــــــــنــــــــــــا فـــــــــــــعـــــــــــــذرنــــــــــــاأن فـي وجـــــــــــــــــهـــــــــــــــــنـــــــــــــــــا نـــــــــــــــــظــــــــــــــــر

وهــنــا نــقـول اســتــطـرادا إن مــا نــســبه الـيـه بـعــضــهم من تــعــاطـيه فـي شـعــره الــغـزلذكر ـا هو وهم نشأ عمـا ورد في غزل الشاعر من اسـتعماله أحيانـا ضمير ا الغلماني(١١) إا وحديـثا ـ فهم كـثيرا ما في مـخاطبة المحـبوب أو وصفه. وذلك أمـر شائع عنـد الشعـراء قدذكر. يتحدثون عمن يحبون بلفظ الحبيب ولو كان ذلك الحبيب فتاة فيشيرون اليها بضمير ا

ؤنث أولا ثم يـخاطـبهـا على تـنبـي مثلا يـخاطب فـتاته الـشعـرية بـضـميـر ا كقـول اذكر: أنها غزال فيتحول الى ضمير ا

هـــــــــذه مـــــــــهـــــــــجـــــــــتـي لـــــــــديـك لحـــــــــيـــــــــنيفــــــانــــــقــــــصـي مـن عــــــذابــــــهــــــا أو فــــــزيــــــدي

كــل شــيء مــن الــــــــــــــــــــدمــــــــــــــــــــاء حـــــــــــــــــــرامشـــــــربـه مـــــــا خـلا ابـــــــنــــــــة الـــــــعــــــــنـــــــقـــــــود

فــــاســــقــــنــــيـــــهــــا فــــدى لــــعــــيــــنــــيك نــــفــــسيمـن غــــــــــــزال وطـــــــــــــارفـي وتــــــــــــلــــــــــــيــــــــــــدي

شـــــــــــــيـب رأســي وذلــــــــــــتــي ونــــــــــــحـــــــــــــولـيودمـــــــــــوعـي عــــــــــلــى هــــــــــواك شـــــــــــهــــــــــودي

أي يـــــــــــــوم ســـــــــــــررتـــــــــــــنـي بـــــــــــــوصـــــــــــــاللـم تـــــــــــــرعـــــــــــــنــي ثـلاثـــــــــــــة بـــــــــــــصـــــــــــــدود

ولو راجـعنا دواويـن الشعـراء لوجـدنا مئـات الأمثـلة عـلى هذا الاستـعمـال ولم يشذألوفة. شاعرنا الأخطل عن طريقتهم ا

على أن لغزله ما يحببه الى الجمهور من أبعاد معنوية وصور طريفة ينفرد بها.

- ٢٧٨ -

وقـد أصـاب الأسـتـاذ عـادل الـغـضـبـان إذ قـال في مـقـدمـته لـشـعـر الأخـطل فيـرأة حـيث يـراه الأخطل (الـهـوى والـشـباب)(١٢): «والأخطل الـصـغـير لا يـرى جـمال االـكبير ـ أسـالة في الخد وضمـورا في الخصر وعبلا في الـذراع والساق. إنه يراهأولا في الروح الـرهيفة الساميـة السابحة في غمرات الـضياء فوق مناكب الحسن...رأة نظـرة أهل الأرض نراه يرسـمها كمـا يرسمـها شعراء ويوم يـشاء أن ينظـر الى ا

العرب ولكن بأضواء وظلال جديدة وبطلاء جديد».

لا مراء أن شـاعرنا الأخطل كان في كـثير من غزله يجـاري أهل الغزل من القدامىوغـيـر الـقـدامى. عـلى أنه في الـغـالب كـان يـنـظـر الى الحب بـعـ الـقـلـب لا عـ الجـسدـطـلق. كـقوله فيـعـلـو الى ذروات عـاطفـيـة حـيث يـصبح شـعـره الحـبي تـقديـسـا لـلـجمـال ا

لحبيبته واصفا تأثير جمالها حتى في الطبيعة:مــــــــا تــــــــغــــــــنى الـــــــــهــــــــزار إلا لــــــــيــــــــلــــــــقي

زفــــــــــــــــرات الـــــــــــــــــغــــــــــــــــرام فــي أذنــــــــــــــــيـكســــــــكــــــــر الــــــــروض ســــــــكــــــــرة صـــــــــرعــــــــته

عـــــنــــــد مـــــجـــــرى الــــــعـــــبـــــيــــــر في نــــــهـــــديكقـــــــــتل الـــــــــورد نــــــــفــــــــسـه حــــــــســــــــدا مــــــــنــ

ــك وألـــــــــــقـى دمــــــــــــاه فـي وجـــــــــــنـــــــــــتـــــــــــيـك

صدر نفسه): وقوله (من ا إن قـــــــلــــــــبي فـــــــوق مــــــــهـــــــدك كـــــــلـــــــمـــــــا

ذكـــــر الــــــهـــــوى صــــــلى عــــــلـــــيـك وســـــلــــــمـــــالائـك عـــــــيـــــــنـــــــهـــــــا يـــــــقـــــــظـى فــــــذا فـــــــا

ــــــا يــــــرعــــــاك مــــــبــــــتــــــســــــمــــــا وذا مــــــتــــــر فــــــــوق صــــــــدري إنـه مــــــــهــــــــد الــــــــهـــــــوى

بــــيــــضـــــا جــــوانــــحـه تــــرف عــــلـــــيــــكــــمــــا(١٣)

- ٢٧٩ -

لـــــــو أن بــــــــعـض هـــــــواك كــــــــان تـــــــعــــــــبـــــــداوحـــــيـــــاة عــــــيـــــنك مـــــا دخـــــلـت جـــــهـــــنـــــمـــــا

عتقد الأسمى فيقول: وفي هذه النظرة التقديسية للحب يجعله الدين الحق وايـــــــا لـــــــهـــــــا الـــــــلـه أويـــــــقـــــــات الـــــــصـــــــبـــــــا

مـن أويــــــــــقـــــــــات لــــــــــهــــــــــا عـــــــــنــــــــــدي يـــــــــد

ومن الطـبيعي أن تخف ثورة الـشباب ونزواته في غزله بـعد أن تجاوز سن الشبابونـزواته على أن روحه لم تـفارق قط رقـة الشعـور بالجـو الحبي الـذي عاش فـيه. اسمعه

ينشد لنا من أبيات(١٤):كــــــــــــفـــــــــــانـي يــــــــــــا قـــــــــــلـب مــــــــــــا أحـــــــــــمـل

أفــــي كـــل يــــــــــــــــــــــــــــــــــوم هــــــــــــــــــــــــــــــــــوى أولكــــــــفى نــــــــهـــــــمــــــــا لـن يـــــــفــــــــر الجـــــــمـــــــال

وتـــــــــــــــــــــــــــــــــرحـــل أنــــت ولا يــــــــــــــــــــــــــــــــرحـــلعــــــــــذرتـك يـــــــــــا قـــــــــــلـب مـن لــــــــــلـــــــــــهــــــــــوى

أنـــــــــــــتــــــــــــــركـه بــــــــــــــعــــــــــــــدنـــــــــــــا يــــــــــــــذبـلســــــكــــــتــــــنــــــا فــــــمــــــا غـــــرد الــــــعــــــنــــــدلــــــيب

وتــــــــــبـــــــــنــــــــــا فـــــــــمــــــــــا صـــــــــفـق الجـــــــــدول

فكأنه يخشى إذا هو توقف عن أناشيد الهوى أن لا يقوم بعده من يخلفه في إنشادها.

خمرياته:

ولا تقـل نفثاته الخـمرية طرافـة وعذوبة عن نفـثاته الغزلـية. والغالب اجـتماعهـما معا فينظومة الواحدة بل امتزاجهما فيها امتزاجا كليا كما ترى في نشيد يستهله بقوله(١٥): اإسـقنـيـهـا بـأبي أنت وأمـي لا لتـجـلـو الـهم عـني أنت هـمي

وغرامـــاإملأ الكأس ابتسامــاوالخزامىفلقد نام الندامـــــــــىفإلامـــــازحم الصبح الظلاما

- ٢٨٠ -

قم ننهـنــــه شفتينــــــا ونذوب مهـجتينا رضي الحب علينايا حبيبي

ومنه:في شفتيــاصبها من شفتيــــــكفي ناظرياثم غرق ناظــــــــريــكأو عليـــــاواختصرها ما عليك

إن تـــكن أنـت أنـــا وجـــعـــلــــنـــا الـــزمـــنـــا قـــطــــرة في كـــأســـنـــايا حبيبي

ا كان شـاعـرنـا مولـعـا بـالـشراب لا يـخـتـلف في ذلك عن الـكـثرة مـن الشـعـراء قـدوحديثا وقد صرح لنا بهذا الولع في قوله(١٦):

ولـــــد الـــــهـــــوى والخــــمـــــر لـــــيــــلـــــة مـــــولــــديوســــــــيــــــــحــــــــملان مــــــــعـي عــــــــلـى ألــــــــواحي

وقوله(١٧):هي كـــــــنه إحــــــســــــاسـي وروح قــــــصــــــائــــــدي

ومـــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــاف أحــلامــي وركــن ودادي

ا تجـلـبه الى النـفوس في مـسـراتهـا وجاراهم في أجل أولـع بهـا مثـلهم وتـغـنى بهـا وتقـدم قد سـبقوه الى ابـتداع لطائف الافـتنان بـأوصافهـا. وإذا كان بعض شـعراء الخمـرة اـتـذوقـيـهـا فـي كل جـيل مـصـدر طـرب وإعـجـاب فـإن شـاعـرنـا الأخـطل في هـذا الـبـاب كـانت ا يذكر له أنه لم ضمـار بل أتى بكل معـنى رائع مستطـاب. و الصغـير لم يقصـر في هذا ايقف كل شـعره الخمري على مجالس الـلهو والشراب ب الدنـان والقيان بل خرج به أحياناالى أجـواء أخـرى كـمـا تـراه فـي تحـيـة لـفـلـسـطـ حـيث يــعـبـر عن أسـاه في جـو غـزلي. وقـد

يسمعنا مع نشوة الخمر نغمات من التأمل الفكري كقوله في مرثاته لجبران جبران(١٨):حــــــكـــــمــــــة الـــــدهــــــر أن نـــــعــــــيش ســــــكـــــارى

فـــــــاجـــــــمـــــــعـــــــا لـي الـــــــكـــــــؤوس والأوتـــــــارا

- ٢٨١ -

ــــــتــــــعــــــة الحـــــسـ واجــــــلــــــواهــــــا دنــــــيــــــا

ــن كـــــــمـــــــا تجـــــــلـــــــوان إحـــــــدى الـــــــعـــــــذارى

فــــــانــــــهـب الــــــعــــــيش ـ لا ابـــــــالك ـ نــــــهــــــبــــــاــــــســـــتــــــعـــــارا واطـــــرح عــــــنك وجــــــهــــــهـــــا ا

لــــــست مــــــهـــــمــــــا عـــــمــــــرت غـــــيــــــر جـــــنـــــاححـط فـي الـــــــــــــدوح لحــــــــــــظـــــــــــــة ثـم طــــــــــــارا

فالحـكـمة عـنـده في عدم الـتـفـكر في الـدنـيا ومـصـير الإنـسـان. إذ لـيس في التـفـكرـتع بها أنـفسنا الجـدي غير الـهم والكدر. فـلننس همـوم الحياة وأكـدارها بنـشوة دائمة مـا دمنا قادرين عـلى ذلك. لنسـتبق الأيام قـبل أن ينقـضي عهد الـشباب ولا يـبقى لنا منـزوجـة بـالعـنـاء والشـقـاء. وهكـذا يـقول مـن موشح مـطـلعه الحيـاة غـيـر حفـنـة من تراب

(كذب الواشي وخاب)(١٩):ـذاب فإذا ولى الـشـبـاب كل مـا يـبـقى تراب واسـقـني الـشـهـد ا

كـــــــــــــذب الــــــــــــــواشـي وخـــــــــــــاب...

ولـيس هو الأول أو الوحـيد الـذي نظر الى حـياة الإنـسان فرآهـا صائـرة الى التراب لاتشائم الحزين نعمى فيها غـير نعيم الشبـاب. على أن ليس في نظرته مـا يشعرنا بانقـباض اهتم بأن لا يفوته فيها فرص التمتع بها. ولعل هذا ما بقدر ما يشعرنا بحيوية المحب للحياة ا

سماه بعضهم مبدأ الحياة في نفس الشاعر وشرحه عبداللطيف شرارة بقوله(٢٠):

«هـذا الحـب لـلـحـيـاة لـيس في الــواقع تـعـلـقـا بـالــعـيش نـفـسه ولا إيـثــارا لـلـعـافـيـة عـلىـتع الدنـيـوية كـما يـبدو لأول الـتضـحيـة ولا تجنـيـدا لقـوى النـفس في الـسعي وراء الـلذات واـا هو قبل كل شيء وفوق كل شـيء ولع بالجانب الشـعري من الدنـيا ـ من الحياة ـ وهلة وإ

من الوجود وتحسب لفقده واضطراب إزاء خلو العالم منه عند الغياب عن هذا العالم».

لـيس شاعـرنا بـذي مذهب فـكري يواجه الحـياة مـتلـمسـا إدراك حقيـقتـها بـعقـله فيرجعكمـا رجع غيره خائب الأمل شديد التـبرم والأسى ويقف حائرا تتقـاذفه الشكوك ويطغى عليه

- ٢٨٢ -

تع ا فـي الحيـاة من جمـال ولا يهـمه إلا أن ـا هـو شاعـر يخـفق قلـبه الـظلام الفـكري. وإـتع سواه بهذا الجـمال. ولعل هذا هو الـسر في تلك النـضارة التي يزهـو بها شعره نفسه وعتقة تطيب في مختلف مواقفه في الحياة. إن شعره في مـختلف مواقفه في الحياة كالخمر ا

للشارب أو كما قال سعيد عقل واصفا شاعرية الأخطل في مقدمة ديوانه:

«هذه الـكأس التي ما انفـكت منذ نصف قرن تـدار على ندامى هم شعوب لا أفراد.اليها هنا بالذات مد قلبك قبل اليد... أمر الع متعبدة على الورقات بجماع نظرك تذوقذاق نـفسه ذاك الذي لـه اهتززت وأنت فـتى ـ كوثر من ديـوانا جديـد البهـاء إنك لتـجد ا

ب»(٢١). جنة هو ومرة نكتار من أو

الطبيعة في شعر الأخطل الصغير:

ـرأة والخـمر مـصـدرين رئـيـسـيـ لـلـشعـر الـزاهي عـنـد الأخـطل فـثـمة إذا عـددنـا امصدر آخر يجب أن يضاف اليهما وهو الطبيعة.

والطـبيعة مـجال واسع للشـاعر. ففي شـتى مناطقـها ومشاهـدها من رخيم الألحاننـاظر وروعـة السـكيـنة مـا يـحرك خـياله ويـعلـو به عن اختـباراته وساحـر الألوان وبـديع اـال والسيادة دن ومـتاعب الأعمال والـتنازع على ا العـادية التي يعـرفها في مزدحـمات ا

ب الأفراد والجماعات.

وقـد عرف شـاعـرنـا جمـال الحـيـاة الطـبـيـعيـة وهـنـاءها مـعـرفـة خاصـة إبـان الحربدينـة وعاش في قريـة وادعة ب أحـضان الطـبيعـة في لبنان يـة الأولى يوم اعتـزل ا الـعافـتغـنى بجـمالـها نـاعم البـال يسـمع أغاريـد طيـورها ويـتنشـق شذا زهورهـا ويرشف من

عذب ينابيعها ويروح النفس ببليل نسماتها.

وكـثـيرا مـا كـان يـفـ في وصفـهـا والـتحـدث الـيـهـا فيـخـاطب الـطيـر الـصـداح بثل قوله(٢٢): أشجارها

صداح يا مؤنــــس الأراك مالي أراك تشدو فسبحان الذي براكيحيي الرميمتستقبل الفجر بصوت رخيملثم النسيـــموتلثم الزهر بثغر بسيــــــم

أما ومن جوهر بالسحر فاك ح اصطفاك لم يصف هذا الروض لولا صفاك

- ٢٨٣ -

ومن الطبيعة كان يستوحي الصور البديعة في غزله فيقول مثلا(٢٣):إيـه ريـــــــحـــــــانـــــــة الــــــريـــــــاحـــــــ فـــــــيـــــــضي

مـــــــــــــرحـــــــــــــا وامـلأي الجـــــــــــــوانـح وجــــــــــــداإمــــســـــحـي جـــــبـــــهـــــة الـــــظلام تـــــفـض نــــورا

ومـــــــري عــــــــلى الـــــــصــــــــخـــــــور فـــــــتـــــــنـــــــدىحــــــــمـــــــــلـت كل روضـــــــــة أجــــــــمـل الــــــــزهــــــــر

وصـــــــاغـت مــــــــنـــــــهــــــــا لجـــــــيــــــــدك عـــــــقـــــــداواغــــــــــتــــــــــدى كـل جــــــــــدول يــــــــــتــــــــــمــــــــــنـى

وانـــــــــبـــــــــرى كـل بـــــــــلـــــــــبـل يـــــــــتـــــــــصـــــــــدى

وهـا هـو يـسـمع بـلـبلا يـغـرد فـتـتـحـرك لـواعج فـؤاده ذاكـرا من يـهـوى فـيلـتـفت الىالبلبل مشاركا إياه في أشجانه فيقول(٢٤):

ــــــغـــــــرد في الـــــــلــــــيل أيـــــــهــــــا الــــــبـــــــلــــــبـل اعـــــــــــــــلــى كـل أخــــــــــــــــضـــــــــــــــر مـــــــــــــــيـــــــــــــــاد

يــــا شـــــقي الــــهـــــوى جــــفـــــاك الــــذي تـــــهــــوىــــــــــــــــــا تـــــــــــــــــنـــــــــــــــــادي وكـل الــــــــــــــــــظـلام

أنـــــــا أدرى بــــــــالـــــــطـــــــيـــــــر حـــــــ تــــــــغـــــــنيكـم جــــــــــروح ســــــــــالـت عــــــــــلـى الأغــــــــــمــــــــــاد

سل ضـــــفـــــاف الـــــهـــــوى أأنـــــبـــــ غـــــصـــــنــــاكــــــــســـــــلــــــــيـــــــمـى أو طــــــــائـــــــرا كــــــــفـــــــؤادي

فـالطـبـيعـة في شـعره وجـود كـله حيـاة ـ بل هي مـواطن أحـياء عـاقـلة تـشعـر وتـنطقوتفـكـر حتـى الجمـادات مـنـها. وكـثـيرا مـا كـان يـجلـس اليـهـا يبـادلـهـا الأحاديـث الرقـيـقة

والذكريات الطيبة كقوله لنهر بردى (من قصيدة في الشام)(٢٥):بـــــردى نــــظـــــمت لـــــنـــــا الــــزمـــــان قــــصـــــائــــدا

بــــــــيــــــــضــــــــا وحـــــــمــــــــرا مـن نــــــــدى وأقـــــــاحفــي كـل رابـــــــــــــيــــــــــــــة وكـل حــــــــــــــنـــــــــــــيـــــــــــــة

عـــــصـــــمـــــاء تـــــســـــطـع بـــــالـــــشـــــذا الـــــفـــــواح

- ٢٨٤ -

كـم وقـــــــــــــفـــــــــــــة لــي فـي ذراك وجـــــــــــــولـــــــــــــةشــــــــعـــــــــريـــــــــة وهــــــــوى الـــــــــشـــــــــآم سـلاحي

فــــــــديـت لــــــــيــــــــلك والــــــــكــــــــواكـب فـي يـــــــديولــــــثـــــــمت بـــــــدرك والــــــضــــــيـــــــاء وشــــــاحي

ـاذج من ذلك في أمـا لـبـنـان فـقـد خـصه بـالـنـصــيب الأوفـر من أوصـافه وسـنـرى الكلام عن شعره الوطني. فنكتفي هنا ببعض الصور التي يرسمها له.

قال فيه من أبيات وقد لقبه (بجبل الورد)(٢٦):مـن ذروة الأرز حـــــــــــــتــى رمـل شـــــــــــــاطـــــــــــــئـه

ومـــــــا تــــــنـــــــسـم عـــــــنـه الــــــســـــــهـل والجـــــــبلأزاهـــــــر في حــــــــنـــــــايـــــــا الـــــــســـــــفح وادعـــــــة

من الحــــــــيــــــــاء عــــــــلـى أهـــــــدابــــــــهــــــــا بــــــــلل

وقال من أرجوزة يصف القرية(٢٧):أيـــــــتـــــــهــــــا الـــــــفــــــتـــــــانــــــة الـــــــصــــــغـــــــيــــــره

أنـت بـــــــــــــــتـــــــــــــــاج مـــــــــــــــلـك جـــــــــــــــديــــــــــــــرهشـــــــــاعــــــــــرك الـــــــــبـــــــــلــــــــــبـل ذو الإلـــــــــهـــــــــام

وعـــــــــــــودك الجـــــــــــــدول ذو الأنـــــــــــــغــــــــــــام(٢٨)

شاهد الفتانة فيها وما تثيره في النفس من خيالات خلابة ويقول: ثم يستعرض اتـــــوحـي بـــــهــــــا الــــــقـــــريــــــة في رأس الجــــــبل

وأروع الـــــــــــــــعـــــــــــــــيـش خـــــــــــــــيـــــــــــــــال وأمـل

وهو وإن اضـطر بحكم مهنته الصـحافية الى العمل في بيروت فـقد ظل قلبه متعلقابالحياة الجبلية. فينشد متهللا(٢٩):

لـــــبـــــنـــــان كـم لـــــلـــــحــــــسن فـــــيـك قـــــصـــــيـــــدةنــــــثـــــــرت مــــــبــــــاســــــمــــــهــــــا عــــــلــــــيـك الأنجم

كـــــــــيـف الــــــــتـــــــــفـت فـــــــــجـــــــــدول مـــــــــتــــــــأوهتحت الــــــــغـــــــصــــــــون وربـــــــوة تــــــــتـــــــبــــــــسم

- ٢٨٥ -

أكـــــمـــــاته الـــــبــــيـــــضـــــاء تحت ســـــمــــائـه الــــززرقـــــــــــاء أطـــــــــــفـــــــــــال تـــــــــــنـــــــــــام وتحـــــــــــلـم

تـــــتـــــصــــــاعـــــد الـــــقـــــبلات مـن أنـــــفـــــاســـــهـــــاوتــــــــمـــــــر بــــــــالــــــــوادي الــــــــوديـع وتــــــــلــــــــثم

شعره الشجي:

راثي. آسي وا وله ظاهرتان رئيسيتان: ا

ـتـحـتم عـلـيـنـا بـعـد أن ألـقـيـنـا نـظـرة عـلى الـشـعـر الـزاهي عـنـد الأخـطل لــيس من االـصـغيـر أن نـسـتنـتج أن هـذا الـشـاعر قـد قـضى حـيـاته في عـالم من الـزهو مـتـنـقلا بالـهوى والـشراب لا هم له إلا مـعاقـرة بنت الحـان والتـشبـيب بجـمال الحـسان أو ارتـيادـا يجـده من راحة واطـمئـنان. فلا نـنس أنه كان أيـضا الطـبيـعة مـتنـعمـا ب أحـضانـها صحـفيا حـريصا على مـعالجة شـؤون قومه ووطنه جـادا في نشر كل مـا يؤول الى خيرن كـان مثله ذا طـبيعـة حسـاسة وعاطـفة مرهـفة أن يعـنى بحمل مجـتمعه. فـمن الطـبيعي

كارم والفضائل. رسالة الإصلاح والدعوة الى الأخذ بأسباب التقدم والحض على ا

آسي الاجتـماعيـة أو الشخـصية ويـعبر عن ـا يراه حـوله من ا وهـكذا نراه يـتأثر تـأثره بـقصص شـعـرية اسـتـوحاهـا من واقع مجـتـمعه أو من شـتى مـطالـعاتـه كتـلك التيـية الأولى أو الـتي قرأهـا في كـتب الأدب والأخبـار وأهمـها اخـتبـرها خلال الحـرب العـا

كتاب (الأغاني) الذي كما ذكرنا آنفا كان شديد الولع بقراءته.

وإليك بعض الأمثلة من هذه القصص:

١ - عروة وعفراء:

وهي قصـة في ٨٤ بـيـتـا روى لـنـا فيـهـا مـا جـرى لهـذين المحـبـ الـلـذين عـاشا فيصدر الإسلام. ومطلعها(٣٠):

مـــــــهــــــــد الـــــــغـــــــرام ومــــــــســـــــرح الـــــــغـــــــزلانـــــــــان حــــــــــيـث الــــــــــهـــــــــوى ضــــــــــرب مـن الإ

- ٢٨٦ -

وبعد أن يصف حبهما العذري بثلاثة عشر بيتا يقص علينا حديثهما فيقول:ولــــــد الـــــفـــــتـى الـــــعــــــذري عـــــروة بــــــعـــــدمـــــا

دارت بـــــــــــــوالــــــــــــــده يـــــــــــــد الحــــــــــــــدثـــــــــــــان

ولـد يتـيمـا فـربي في بيت عـمه هـصر ونـشأ مـنذ حـداثـته مع ابنـة عـمه عفـراء فكـاناا في قلبـيهمـا البريئـ ود متبادل وشـعور عاطفي لم يـلعبان كـل أوقاتهمـا معا. وهكـذا

يفهما في حداثتهما معناه.حـــــــــتـى إذا كـــــــــبـــــــــرا تـــــــــولـى شـــــــــرح مـــــــــا

لم يـــــفـــــهـــــمـــــا قـــــلـــــبـــــاهـــــمـــــا الخـــــفـــــقـــــانفــــــــإذا الــــــــوداد هــــــــوى وصــــــــادف تــــــــربـــــــة

بــــــكــــــرا فــــــطــــــاب مـــــــغــــــارســــــا ومــــــجــــــاني

ـتبـادل فـلم يرتح الـيه وكـان مخـاتلا فـلمـا تـقدم وأحس عـمه هصـر بـهذا الـهـوى اعروة مـنه معـلـنا حـبه لعـفراء طـالبـا منه يـدها لـم يرد طـلبه ردا قـاطعـا بل أشار عـليه أنـا تـتـطـلـبه الحـياة ـال لـيـكـون قـادرا عـلى الـقيـام يـرحل أولا الى الـشـام سـاعـيا وراء ا

الزوجية. فأطاعه ومضى ولكن...بـــيـــنــــا الـــفـــتـى في الـــشــــام يـــكـــدح لــــلـــغـــنى

كــــــــانـت حــــــــبــــــــيـــــــبــــــــتـه تــــــــزف لــــــــثــــــــاني

فقد تـقدم من والدها نسـيب له غني اسمه أثالـة طالبا يـد عفراء فقـبل الطلب وهكذازفت اليه الفتاة فمضى بها الى بلده (حاضر الروحاء).

وبـلغ الخبـر عروة فـنزل عـليه نـزول الصـاعقـة فهـام على وجـهه حزنـا حتى أضـناهالوجـد واعتـراه السـقام وقـصد (حـاضر الـروحاء) مـتنـسما أخـبار عـفراء فـعلـم زوجها

أثالة بوجوده وكان رجلا شهما...فــــــــــــأبـت مـــــــــــروءتــه عـــــــــــلــــــــــــيـه أن يـــــــــــرى

رجلا كـــــــــعــــــــروة مــــــــبـــــــــعــــــــدا مــــــــتـــــــــداني

- ٢٨٧ -

فـــــــمـــــــشـى الــــــيـه عـــــــاتـــــــبــــــا: أتـــــــكـــــــون فيبـــــــلـــــــدي ولــــــسـت لخـــــــيـــــــمــــــتـي وخـــــــواني

إنـي عـــــــــــــــزمـت عـــــــــــــــلــــــــــــــيــك أنـك نــــــــــــــازلعـــــــــــنــــــــــــدي وإلا ســـــــــــاءنـي حــــــــــــرمـــــــــــانـي

وتـأثـر عروة مـن مروءة أثـالـة ولـكـنه اعـتـذر عن قـبـول دعـوته بـحـجـة أن أمـرا هـامايستدعي رجوعه الى دياره. وهكذا...

هــــــجـــــــر الـــــــديـــــــار لـــــــوقـــــــته تـــــــســـــــعـى بهقــــــــدمـــــــان هــــــــازلــــــــتـــــــان شــــــــاكـــــــيــــــــتـــــــان

هـــــــجـــــــر الـــــــديـــــــار ديـــــــار عـــــــفـــــــراء الـــــــتيطـــــــبـــــــعـت حـــــــشـــــــاشـــــــتـه عـــــــلى الأحـــــــزان

حـتى إذا وصل الى وادي الـقرى فـاضت روحه ودفن هـنـاك فلـمـا بـلغ عفـراء خـبروفاته ملأ قلبها حزن شديد وكانت وفية الوداد الصادق له...فـــــــــأتـت أثـــــــــالـــــــــة والـــــــــدمـــــــــوع ســــــــــوابح

ــــــــرجـــــــــاني فــــــــتـــــــــلــــــــثـم الــــــــفــــــــضـي بــــــــاقـــــــــالـت لـــــــــتـــــــــعـــــــــلـم أن عـــــــــروة كــــــــــان لي

إلـــــــــــفـــــــــــا ونــــــــــحـن وعـــــــــــروة حـــــــــــدثــــــــــانهــلا أذنـــت بـــــــــــــــــــــــــــــأن أزور تـــــــــــــــــــــــــــــرابــه

أفـــــــــمـــــــــا أبـي وأبـــــــــو الـــــــــفـــــــــتـى أخـــــــــوان

فأجابها جواب رجل كبير النفس:ـــــــــــــــانــع أن تــــــــــــــفـــــــــــــــيـه حـــــــــــــــقـه مـن ذا

ســــيـــــري ـ فـــــمـــــا هـي غـــــيـــــر بـــــضع ثـــــواني

حتى سارت فلما وصلت الى وادي القرى انحنت على قبره تندبه ثم صاحت من قلب جريح:واعــــــــــــروتــــــــــــاه! ولـم تــــــــــــتـم نــــــــــــداءهــــــــــــا

حـــــــتـى ارتـــــــمت فـــــــإذا هـــــــنـــــــا مـــــــيـــــــتـــــــان

- ٢٨٨ -

ضــــمــــوا الـــــفــــتـــــاة الى الــــفـــــتى فـي حــــفــــرةمـن فــــــوقــــــهـــــــا غــــــصـــــــنــــــان مــــــلـــــــتــــــفــــــان

روحــــان ضــــمــــهــــمــــا الــــهــــوى فــــتــــعــــانــــقــــاوتــــــعـــــــاهـــــــدا فــــــتـــــــعــــــانـق الـــــــكــــــفـــــــنــــــان

وتظهر روح الشاعر في هذه القصة بشجاها الرقيق إذ يقول في مقدمتها:مـــــــهــــــــد الـــــــغـــــــرام ومــــــــســـــــرح الـــــــغـــــــزلان

ـــــــــان حــــــــــيـث الــــــــــهـــــــــوى ضــــــــــرب مـن الإحـــــــــيـــــــــتـك مـن أرواح عـــــــــروة نـــــــــفـــــــــحـــــــــة

قــــــــــدســــــــــيـــــــــــة كــــــــــالــــــــــروح فـي الأبــــــــــدانأنــــــا وفـــــد أبـــــنــــــاء الـــــصـــــبــــــابـــــة ســـــاجـــــد

مــن تــــــــــــــرب عــــــــــــــذرة فـي أذل مــــــــــــــكــــــــــــــاناســـــــتـــــــنـــــــزل الـــــــوحي الـــــــذي ظـــــــفـــــــرت به

شـــــــعـــــــراء عـــــــذرة في الـــــــزمـــــــان الـــــــفـــــــاني

والـشـعـر الــعـذري في أكـثـر صـوره شـعـر شـجي عـنـاصـره رقـة الأشـجـان والـوفـاءللحبيب رغم الحرمان.

زيف: ٢ - الريال ا

ــيـة وهي عــلى مـا يــقـول الــشـاعــر قــصـة حــقـيــقـيــة حـدثـت في أثـنــاء الحـرب الــعـاالأولى(٣١). وكـانت الحــالـة الاقـتــصـاديــة قـد تــأزمت جـدا في الــبلاد وأخـذ الجــوع يـفـتك

بالكثيرين من أبنائها. وضعها الشاعر في ٥٤ بيتا واستهلها بقوله:ويـح الــــــــفــــــــقـــــــــيــــــــر فــــــــمـــــــــا تــــــــراه يـلاقي

ســــــــــدت عـــــــــــلـــــــــــيـه مـــــــــــنـــــــــــافــــــــــذ الأرزاق

وخلاصـتـهـا أن امـرأة جـنـدي سـيق زوجـهـا الـى الحرب ومـات فـي سـاحـة الـقـتالتــاركـا زوجـته الحـسـنـاء مع طـفـلـة ولـيس لـهـمـا مـا يـقـوم بـأودهـمـا. واشـتـد عـلى الـزوجـة

الضيق حتى لم تعد تدري كيف تحصل على الغذاء لها ولطفلتها...

- ٢٨٩ -

أخــــــذ الـــــشـــــقــــــا يـــــدهــــــا فـــــإن هـي فـــــكـــــرتـــــــصــــــيــــــرهــــــا صــــــعــــــقـت من الإشــــــفــــــاق

ــــــتـــــهـــــا فـــــألـــــقت نـــــفـــــســـــهـــــا ووهت عـــــزفـــــــــــوق الــــــــــــثـــــــــــرى وشـــــــــــكـت إلـى الخـلاق

حـاولت أن تجـد عـملا مـهـمـا كـان فـلم تـوفق. ولم يـبق أمـامـهـا إلا أن تـطـرق أبـوابالكرام مـستجيرة بـهم من سوء حالهـا فأوصدوا أبوابـهم في وجهها وعـرف حالها فتىفاجر فـتقدم مـنهـا عارضا عـليهـا ريالا عـلى أن تبيـعه نفـسها. لـكنهـا كانت عـفيفـة عزيزةن الله عليها بالفرج. كروه الى أن النفس فردته باحتقار مفضلة الصبر على الأذى واولكن من أين الـفرج والجوع يعـضها ويعض طـفلتهـا بأنيابه الـقاسية. وبـعد ح عاودهاالـفتى بـطلـبه وكانت في حـالة يـأس شديد تـرى ابنـتهـا تتمـلمل بـ يديـها والجـوع يكاديقضي عليها ولا عون ترجوه من أحد لإنقاذها. أترد هذا السافل حفاظا على عفتها ولوضـحت بابـنتـهـا?.. أم تسـتسـلم له وتنـقـذ الطـفلـة?.. وبعـد صـراع مريـر في نفـسهـا آثرت

حياة الطفلة على نفسها وهي تقول للفتى من قلب كسير:ســـــتـــــعــــيـش بـــــنــــتـي ولـــــيــــكـن مـــــا شــــئـــــته

ســــــتــــــعــــــيـش لــــــكـن من لــــــهـى الــــــعــــــشــــــاقــــــاء جــــــفــــــونــــــهـــــا الـ ــــــوعــــــده ومــــــشـت

ـــــــقـــــــرحـى وجــــــمـــــــر فـــــــؤادهــــــا الخـــــــفــــــاقتـــــرعـى الـــــســـــفــــــالـــــة في مــــــجـــــاهل قــــــلـــــبه

وتــــــــــــــطـل إن شــــــــــــــبــــــــــــــعـت مــن الآمـــــــــــــاق

وهكذا قـبضت الـريال وأسـرعت به لتـشتري بـعض الغـذاء. ولكن الـبائع جس الـريال وعرفأنه مزيف فشتمها وطردها. ولا تسل عما شعرت به في نفسها إذ ذاك من ألم وتعاسة.

ســــقــــطت عــــلـى قـــدم الــــشــــقــــا فــــبـــكـت لــــهـــاعـــــــــــ الــــــــــــعـــــــــــلـى ومــــــــــــكـــــــــــارم الأخـلاق

ضحت بعـفتها لـتنقـذ ابنتهـا ولكن تضـحيتـها ذهبت سدى. فـقد خدعـها ذلك الفتىالفاجر ومضى في حال سبيله ـ مضى لينصب شباكه لسواها من البائسات.

- ٢٩٠ -

٣ - رب قل للجوع:

ـأسـاة الاجــتـمـاعـيــة مـأسـاة أخــرى. نـظـمــهـا في مـوشح من ٢٧ دورا ومـثل هــذه اخماسيا. مطلعها(٣٢):

ــــــقـــــــلـــــــتــــــ ــــــهـــــــا أهـــــــدت الــــــيـــــــهـــــــا ا اوالـــــظــــــبــــــا أهـــــدت الــــــيــــــهــــــا الـــــعــــــنــــــقـــــا

فـــــهـــــمـــــا فـي الحـــــسن أســـــنـى حـــــلـــــيـــــتـــــلـــــــــلـــــــــعـــــــــذارى. جـل مـن قـــــــــد خـــــــــلـــــــــقــــــــا

أسـاة في الحـرب سـنة ١٩١٧ . بـطـلـها مـتـصرف جـبل لـبـنان يـومـئذ وقـعت هـذه اوضحيتها عذراء أودت المجاعة بوالديها تارك لها أخا صغيرا.

يصف الشاعر هذه الفتاة منوها بجمالها وأخلاقها ثم يقول:هــــــكــــــذا فــــــلــــــتــــــكـن الــــــغــــــيــــــد الحــــــســــــان

ـــــــــــــــــــــــــة فــي أدب ـــــــــــــــــــــــــة فـــي رق عــــــــــــــــــــــــــف

مات والداهـا ولم يتركـا لها ولأخـيها الـصغيـر إلا الفقـر والعوز. وفي حـال محنـتهاـعوزين. تـقـدمت مـنـها عـجـوز مـاكـرة وأغرتـهـا أن تـقـصد الحـاكم فـهـو كـر يأخـذ بـيـد اوصدقتها الفـتاة ولكنها لم تجـد عند الحاكم غيرالـفسق فوقعت ضحيـة لشهواته. ويختم

وشح بدعاء الله فيقول: الشاعر هذا ارب قـل لـــــــلـــــــجـــــــوع يـــــــصـــــــبـح شـــــــبـــــــعـــــــا

وانــــــــقــــــــذ الــــــــطــــــــهــــــــر الــــــــذي قــــــــدســــــــته

إلى آخر الأبيات.

سلول: ٤ - ا

ـسـلول)(٣٣) وهي قـصة في ٧٥ بـيـتا تـدور عـلى ما ولـعل أروع مـآسيه قـصـيدته (احدث لشاب وسيم فقير الحال رأته احدى الغواني من ذوات اليسار وربات الهوى...

حـــــــــســـــــــنـــــــــاء أي فــــــــتـى تـــــــــرى تـــــــــصــــــــدقــــــــتــــــــلـى الـــــــهــــــــوى فــــــــيــــــــهــــــــا بـلا عـــــــدد

- ٢٩١ -

بــــــــــــصـــــــــــــرت بـه رث الـــــــــــــثـــــــــــــيــــــــــــاب بـلامــــــــــــــــــــــأوى بــلا أهــل بــلا بــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــــد

فـــــــــــتــــــــــخـــــــــــيــــــــــرتـه وكـــــــــــان شــــــــــافــــــــــعـهلـــــــــــــطــف الـــــــــــــغـــــــــــــزال وقـــــــــــــوة الأســـــــــــــد

فـأعجبت بنضارة شـبابه وأخذت تستغويه بـإظهار حبها له حتى هـام بها فأسكنتهمـعهـا في بـيتـهـا الأنيق وغـمـرته بأطـايب الـعيـش الهـنيء. وطـاب له ما كـانت تـقدمه له منأمـوال ينفـقهـا ولذات جسـدية يتـمتع بـها فسـكر بـخمرة هـواها وطيـب عشرتـها حتى لم

يعد يهتم بشيء في الدنيا سوى قربها ووصالها:نــــــــهـــــــبـــــــا أويـــــــقــــــــات الـــــــصـــــــفـــــــاء وقـــــــد

عـــــكــــــفـــــا عــــــلـــــيــــــهـــــا عــــــكف مــــــجـــــتــــــهـــــدـــــــــفــــــــــا كـــــــــأس الــــــــــغـــــــــرام ومـــــــــا وتـــــــــرش

تـــــــركـــــــا بــــــــهـــــــا مـن نـــــــهـــــــلــــــــة لـــــــصـــــــدي

حتى مـرت عليهـما حقبـة وهما غرقـان في لجج الغرام وإذا بالـشاب بعدهـا منتهكالقوى عليل الجسم يسري في صدره الداء الوبيل منحدرا به نحو هوة الهلاك:

هــــــــــذا الــــــــــفـــــــــــتـى بــــــــــالأمـس صــــــــــار إلـىرجـل هــــــــــــزيـل الجــــــــــــسـم مــــــــــــنــــــــــــجـــــــــــرد

مـــــــــــتــــــــــجـــــــــــعــــــــــد الخـــــــــــديـن مـن ســــــــــرفمـــــــتـــــــكـــــــســــــــر الجـــــــفـــــــنـــــــ مـن ســـــــهـــــــد

عـــــــــيــــــــنـــــــــاه عـــــــــالـــــــــقـــــــــتـــــــــان فـي نـــــــــفقكـــــــــســــــــــراج كـــــــــوخ نـــــــــصـف مــــــــــتـــــــــقـــــــــد

ـــــــــــشــي بـــــــــــعــــــــــــلـــــــــــتـه عــــــــــــلـى مـــــــــــهـلـــــــــــشـي عــــــــــــلـى قـــــــــــصـــــــــــد فــــــــــــكـــــــــــأنـه

ـج أحــــــــــــيـــــــــــانــــــــــــا دمـــــــــــا فــــــــــــعـــــــــــلـى ومــــــــــنـــــــــــديــــــــــلـه قــــــــــطـع مـن الــــــــــكــــــــــبــــــــــد

- ٢٩٢ -

قــــــــــطـع تـــــــــــقــــــــــول لـه: تـــــــــــمــــــــــوت غــــــــــدا وإذا تــــــــــــرق تــــــــــــقــــــــــــول بــــــــــــعــــــــــــد غــــــــــــد

ـا رأته عـلى هـذه الحـال من الـضـعف مـن كـانت بـالأمس تـغـريه عـلى مـعـاشـرتـها وهـجـرتـه وأقـفـلت الــبـاب في وجـهه فــأصـبح وحـيــدا لا يـأنس بـأحـد ولا يــؤاسـيه قـريب أوصديق. ومـازال الداء ينهش رئـتيه والوحدة تـغشاه بكـآبتها والفـقر يعضه بـأنيابه حتى

قضى شقيا بائسا. يقول الشاعر متأثرا من حاله:أيـن الــــــــــتـي عــــــــــلـــــــــــقـت بـه غــــــــــصــــــــــنــــــــــا

ــــــــــلـــــــــد حــــــــــلـــــــــو المجــــــــــانـي نــــــــــاضـــــــــر اأيــن الــــــــــــــــتــي كــــــــــــــــانـت تـــــــــــــــــقــــــــــــــــول لـه

ضـع رأسـك الــــــــــــواهـي عـــــــــــلـى كـــــــــــبـــــــــــديمــــــــات الـــــــشـــــــقـي بـــــــهـــــــا وقـــــــد ســــــــلـــــــمت

يـــــــــا لــــــــــلـــــــــقــــــــــتــــــــــيل قــــــــــضـى بـلا قـــــــــودمــــــــــات الــــــــــفــــــــــتـى فــــــــــأقــــــــــيـم فـي جـــــــــدث

مـــــــــســـــــــتـــــــــوحـش الأرجـــــــــاء مـــــــــنـــــــــفـــــــــرد

صيره... نبوذ فقير حفره له بعض من عرفوا أمره وأشفقوا عليه وتأثروا قبر حقير كـــــــــتــــــــــبــــــــــوا عـــــــــلـى حــــــــــجــــــــــراتـه بـــــــــدم

ســــــــــــطـــــــــــرا بـه عــــــــــــظـــــــــــة لـــــــــــذي رشـــــــــــدهــــــــذا قـــــــــتــــــــيـل هــــــــوى بـــــــــبــــــــنـت هــــــــوى

فـــــــــإذا مـــــــــررت بــــــــأخـــــــــتـــــــــهـــــــــا فـــــــــحــــــــد

هكذا كانت مآسي الحياة تنعكس لنا في شعر الأخطل الصغير.

أما مـراثيه فقد كان جلهـا في أصدقاء عزيزين عليه أو في عـظماء ونوابغ يجل حياتهمـا يشعـر به حقا في قـصائد تجمع ويـقدر مآثرهم. فـخرجت من قلب صـادق التأثـر ـ ينطق ب رقـة العاطفـة وحسن البـيان. وله من ذلك نحـو عشرين مرثـاة في نخبـة الأصدقاء والأدباءراثي. ومنها ما والـشعراء والزعماء. وسـنثبت في باب المختـارات من شعره بعضا من هـذه اـلك فـيـصل الأول والـزهـاوي والـيـاس فـيـاض. قـاله في جـبـران جـبـران وأحــمـد شـوقي وا

عاني وروعة التصوير والتعبير. وسنشير من خلال تحليلها الى ما امتاز به من عميق ا

- ٢٩٣ -

وقفاته الوطنية

لشاعرنـا في هذا الباب موقـفان. موقف خاص ينـحصر في شؤون وطـنه اللبناني ـوموقف عام ينعكس عن الأوضاع السياسية في الشرق العربي.

شغوف بوطنه وقف الأول تتجلى لنا في شعره شخصية اللبناني الصميم ا ففي اوالـغيـور عـلى مـصـالحه وللـبـنـان في شعـره كـمـا في شـعر زمـيـله الـسابق الـذكـر شـبلي. ومن بـواكـير وقـفاته لاط مكـانـة عزيـزة يـشتـرك فيـهـا كثـيـرون من الشـعراء الـلـبنـانـي االوطـنية قصـيدة نظمـها سنة ١٩١٤ يـوم تقدم بعض مـواطنيه من الدولـة العثمـانية ببعض

مطالب إصلاحية ومطلعها(٣٤):فــــــــــــدى لــــــــــــلـــــــــــــبــــــــــــنــــــــــــان نــــــــــــفــــــــــــسـي

وصـــــــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــــوتـــي وغـــــــــــــــــــــــــــرامــيـــــــــــــــــنـــــــــــــــــبــت الـــــــــــــــــشـــــــــــــــــيــح فـــــــــــــــــيـه

ــــــــــــســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرح الآرام ومـــــــــــــــــــــــــــــــــــــهــــــــــنـــــــــاك «ســــــــــيـــــــــنــــــــــا» الـــــــــتــــــــــجــــــــــلي

ومــــــــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــبــط الإلـــــــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــام(٣٥)✸✸✸✸✸✸✸✸

يــــــــــــــــا ســــــــــــــــائــــــــــــــــلــي عــن بــــــــــــــــنــــــــــــــــيـهســــــــــــــــــــــألـــت نــــــــــــــــــــــفـــس «حــــــــــــــــــــــذام»(٣٦)

ــــــــــــــــطــــــــــــــــالـب) لــــــــــــــــكـن قـــــــــــــــالــــــــــــــــوا (امـــــــــــــــاذا جــــــــــــــنـــــــــــــــوا فــي الخـــــــــــــــتــــــــــــــام

ثم يخـاطبـهم مهـيبـا بهم الى الاعـتمـاد على الـنفس في الإصلاح لا عـلى ما يـأملونأن ينالوه باسترحام أولي الأمر:

مـــــــــــــــــــــــــــــتـــى أراكـــم تـــــــــــــــــــــــــــــكــــــــــــــــــــــــــــرون كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة لـــــلأمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام

لـــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــســـــــــــــــــــون إلــى الحـق وتـــــــــــــــــــخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوذة الإقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدام

- ٢٩٤ -

وتــــــــــــــــــــــــــدرســــــــــــــــــــــــــون عــــــــــــــــــــــــــلــى المجـــــــــــــــــــد كــــــــــــــــــره الاســـــــــــــــــتــــــــــــــــــرحـــــــــــــــــام

ـيـة الأولى دولـة مسـتـقـلـة لم يـكن اسـتقلاله إلا ـا أصبح لـبـنـان بـعـد الحرب الـعـا واسـمـيـا فـقـد وضع تحت نـيـرالانـتـداب وظل كـذلك حـتـى نـهايـة الحـرب الـثـانـيـة. وفي تـلكالأثناء عاد (البرق) الى الظهور وصار ينشر ما كان يراه صاحبه صالحا لوطنه ومعززاللحركة الـوطنية فيه. والظاهر أن ما كان يـستشف في كتابته من روح حرة لم ترق كثيرالأولي الأمـر وأنصـارهم في الـبلاد فتـجهـمـوا له وغاضـبوه حـتى اضـطر سـنة ١٩٣٢ أن

يتوقف عن إصدار جريدته.

فـهــو مــع كـل شغفه بـلبنـان وتغنـيه بجمالــه وهــناء العـيش فيه لم يغـمض عينيهعمـا كان يـظهـر له من مسـاو حكـامه وتردي أحـواله الاقتصـادية والـسيـاسيـة. كقوله

مثلا من قصيدة(٣٧):يــــــا أمــــــة غــــــدت الــــــذئــــــاب تــــــســــــوســــــهــــــا

غــــرقـت ســــفــــيـــــنــــتـــــهــــا فــــأيـن رئــــيـــــســــهــــاغــــــرقت فــــــلـــــيـس هـــــنـــــاك غــــــيـــــر حــــــطـــــائم

يـــــبــــكي مــــؤبـــــنــــهــــا ويــــضــــحـك ســــوســــهــــاتــــــعــــــســـــا لــــــهــــــا مـن أمـــــة ـ أزعــــــيــــــمــــــهـــــا

جلادهــــــا وأمــــــيــــــنــــــهــــــا جــــــاســــــوســــــهــــــا?

وفي يوم عيد من أعيادها ينظم قصيدة يقول فيها(٣٨):? لــــــــبــــــــنـــــــــان ـ عــــــــيــــــــد مــــــــا أرى أم مــــــــأ

ـــــــــــــتــــــــــــبــــــــــــسـم لــــــــــــلـه أنــت وجــــــــــــرحـك اعــــــــــصـــــــــروا دمـــــــــوعـك وهي جـــــــــمـــــــــر لاذع

يــــــتـــــــنــــــورون بــــــهــــــا وصــــــبــــــحـك مــــــظــــــلمقـل لــــــــلــــــــرئــــــــيـس إذا أتــــــــيـت نــــــــعــــــــيــــــــمه

إن يــــــشـق رهــــــطـك فــــــالــــــنـــــــعــــــيم جـــــــهــــــنم

- ٢٩٥ -

وأحيانا يشتد تعنيفه فيصيح بهم(٣٩):ـــــــوتـى ولـــــــو كـــــــان فـــــــيـــــــكم صه أيـــــــهـــــــا ا

حــــيـــــاة لــــصـــــحــــتـم ملء هـــــذي الحــــنـــــاجــــرلـــقــــد مـــنــــعـــوا الأنــــوار عـــنــــكم وأنــــصـــفـــوا

ــــــقــــــابــــــر! مــــــتـى احــــــتــــــاج لـلأنــــــوار أهـل ا

وفــي محل آخر يشيـر الى مغاضبة قومه له فيخاطبهم معـاتبا آسفا لتفرق كلمتهموتخاذلهم(٤٠):

لـــــــبــــــنـــــــان مــــــالـك إن غــــــمــــــزتـك تــــــغـــــــضبأيــــــجـــــــد غــــــيــــــرك فـي الحــــــيــــــاة وتـــــــلــــــعب

إنـي هــــــــــــززتـك فـي الـــــــــــبـلاد فــــــــــــلـم أجـــــــــــدعــــــــــزمـــــــــــا يــــــــــفـل ولا إبـــــــــــاء يــــــــــغــــــــــضـب

أمـــــا الــــشـــــعـــــوب فــــقـــــد تــــألـف شـــــمــــلـــــهــــاـــــــتـــــــشـــــــعب فـــــــمـــــــتى يـــــــؤلـف شـــــــمـــــــلك ا

ـواقـف لا يـطــأطئ رأسه لأحـد مـن أجل مـصــلـحــة خـاصــة بل يـظل وفي كل هــذه اا قدم له من خدمات وكم كافح في سبيل متعاليا يقف مرفوع الرأس وبإباء يذكر وطنه

عزه وكرامته فيقول(٤١):لــــــــبــــــــنــــــــان يــــــــا ولـه الــــــــبــــــــيــــــــان أذاكــــــــر

أم لــــــــسـت تــــــــذكــــــــر نجــــــــدتـي وكــــــــفــــــــاحيقـــــــــبـــــــــلـت بـــــــــاســــــــمـك كـل جـــــــــرح ســـــــــائل

وركـــــــزت بـــــــنــــــدك عـــــــالــــــيـــــــا في الـــــــســــــاحأنـــــا إن حــــجـــــبت فـــــلـــــيس ذاك بـــــضـــــائــــري

وعــــــــــلـى الخــــــــــواطــــــــــر غــــــــــدوتـي ورواحـيــــــا خـــــــدعـــــــتـك صــــــفـــــــحـــــــة هــــــاد ولـــــــر

مـــــــــنـي وفـي الأحـــــــــشـــــــــاء عـــــــــصف ريـــــــــاحإنـي إذا جـــــــــنـت ريـــــــــاح ســـــــــفـــــــــيـــــــــنــــــــــتي

لاح ذهـب الجــــــــــنـــــــــون بــــــــــحـــــــــكــــــــــمــــــــــة ا

- ٢٩٦ -

ـية الثـانية وقـد أصبح لبـنان مسـتقلا بسـيادته حرا ويتغـير موقـفه بعد الحـرب العامن سلـطـة الانـتـداب. فـها هـو يـقف في عـيـد الـذكرى الخـامـسـة للاسـتـقلال (٢٢ تـشرين

الثاني ١٩٥٠) ويلقي قصيدة تنضح بالاعتزاز الوطني مطلعها(٤٢):قـم نـــــــقـــــــبل ثـــــــغـــــــر الجـــــــهـــــــاد وجـــــــيـــــــده

أشــــــــرق الــــــــكـــــــــون يــــــــوم جــــــــدد عــــــــيــــــــده

وفيها يخاطب العلم اللبناني فيقول متهللا:أيـــــــــهـــــــــذا الـــــــــلـــــــــواء مـن خـــــــــضــــــــرة الأرز

كـــــــــــــســـــــــــــاهــــــــــــــا دم الجـــــــــــــهـــــــــــــاد ورودهقــــــــد نـــــــــشـــــــــدنــــــــاك عـــــــــنــــــــد كـل قـــــــــنــــــــاة

وعـــــــــــــــلــى كـل أيـــــــــــــــكـــــــــــــــة غـــــــــــــــريـــــــــــــــدهقـل لـــــتـــــشـــــرين مـــــا نـــــســـــيـــــنـــــا لـك الجــــرح

ــــــدمـى فـي الـــــــلــــــيـــــــلـــــــة الـــــــعـــــــربـــــــيــــــده ا

ثـم يـنـدفــع بـنـشـــوة الحـمــاســـة الـوطـنـيـــة الى قـوله مـشـيـرا الى مـن رامـوا بـقاءهمقيدا بقيود الانتداب:

نــــــــحـن لا نــــــــحــــــــسب الحــــــــيــــــــاة حــــــــيـــــــاةــــــــعــــــــبـــــــوده أو نـــــــفــــــــدي أوطــــــــانــــــــنــــــــا ا

ــن حــــــــــــدد الــــــــــــقـــــــــــــيــــــــــــود: رويــــــــــــدا قـل يــــــــــــعــــــــــــرف الحـق أن يــــــــــــفـك قــــــــــــيـــــــــــوده

وبـهـذه الـروح يدعـو الـنشء الى الـنـهوض والجـهـاد فـيقـول من قـصـيدة مـوضـوعـهاليالي الجهاد(٤٣):

نشء لـــبــــنـــان هـــذه رايــــة الأرز فـــإمـــا الــــفـــداء بـــالــــنـــفس أو لاقم نـــخـــشن مـــنــا الـــيـــدين فلا نـــحــصـــد حـــقلا إلا ونـــزرع حــقلاشـــقـــيت أمـــة إذا المجـــد نـــاداهـــا تـــلــــوت عـــلى الأســـرة كـــســـلى

- ٢٩٧ -

ومن ظواهـر شـغـفه بـوطـنه وبـالحـياة الأصـيـلـة فـيه أنه يـلـتـفت الى الـذين من أبـنائهدن عـلى الحـياة الـهـانـئة في الـقـرى الجبـلـية ـضنـيـة في بيـروت وسـائـر ا آثروا الحـيـاة ا

فيقول من قصيدة(٤٤):أبــــــــــنـي أبــــــــــيـــــــــــنــــــــــا طــــــــــال نــــــــــومــــــــــكـم

تــــــشــــــقـى الــــــنــــــفــــــوس ويــــــنـــــــعم الــــــبــــــدنذوت الـــــــــــــــريــــــــــــــاض ومـــــــــــــــاؤكـم عـــــــــــــــمـم

وتـــــــعـــــــطـــــــلـت من حــــــــلـــــــيـــــــهـــــــا الـــــــقـــــــعـــــــــودوا الى تـــــــــلك الـــــــــقــــــــرى فــــــــلــــــــقــــــــد

ـــــــدن ســــــــلـــــــخــــــــتـــــــكـم عـن قـــــــلــــــــبـــــــهــــــــا اعـــــــــودوا الـى تـــــــــلـك الـــــــــقـــــــــرى فـــــــــعـــــــــلى

بــــــــســــــــمــــــــاتــــــــهــــــــا يــــــــتــــــــمــــــــزق الحـــــــزن

ـا كــان يـحـز في نــفـسه مـا كـان يــراه من حـالـة وطــنه الاقـتـصـاديــة الـتي كـانت وتضـطر كـثيـرا من أبنـائه الى التـماس الـرزق والتـقدم في بلاد الاغـتراب. وقـد أشرنا الى

ذلك في عرضنا قصته الشعرية (سلمى الكورانية).

هاجرين ولنـختم كلامنا في هـذا الباب بـأبيات من قصـيدة وجهـها الى أحد كبـار اقال منوها بجهاده وجهاد رفاقه(٤٥):

لــــــــــلـه أنـت مــــــــــغــــــــــربــــــــــا ومــــــــــشــــــــــرقــــــــــاتـــــــــذريـك عــــــــــاصـــــــــفــــــــــة وأخـــــــــرى تـــــــــزرع

حـــــــتـى انــــــدفــــــعـت فـــــــكل صـــــــخــــــر روضــــــةـ ســـــــــلــــــــــمـت يــــــــــداك ـ وكل أفـق مــــــــــطــــــــــلع

تــــــتـــــــحــــــطم الأقـــــــدار ســــــاعــــــة تـــــــنــــــبــــــريتـــــــتـــــــفـــــــجـــــــر الأنــــــوار ســـــــاعـــــــة تـــــــطـــــــلع

✸✸✸✸✸✸✸✸

أمـا موقـفه العربي الـعام فـراجع الى ما كـان يخـامره من شـعور قومي واسع وإلىغيرة عـنده عـلى كرامة الـعروبة. وإلى هـذا الشعـور يشيـر في مقدمـة مجمـوعته الشـعرية

- ٢٩٨ -

ية الأولى وهـو منعزل في الأولى (الهوى والشـباب) إذ يصف لنـا حاله إبان الحرب الـعابعض القرى اللـبنانية تجـنبا لجور الحكم الـعسكري التـركي وكيف انتحل اسم الأخطلـا كان الحلـفاء وفي مـقدمتـهم بريطـانيا لـيوقع ما كـان ينفـثه خفـية في تلك الأثـناء تـأييدا وفـرنسـا قـد قدمـوه لـلعـرب من وعـود بتـحـريرهم من نـيـر الأتراك ومـسـاعدتـهم عـلى بعثنشـودة وعلى ذلك نـاصرهم الـعرب فـثاروا عـلى تركـيا بـزعامة امـبراطـوريتـهم العـربيـة ا) وقـيادة أبـنـائه وأخصـهم بـالذكـر فـيصل الأول. وانـتـصر ـلك حسـ شريـف الحجـاز (اـا أثـار حفـيـظة الـعـرب ونقـمـتهم. الحـلفـاء لـكـنهم لم يـفـوا بوعـودهم لـلعـرب كـمـا يجب وشـاركـهم الأخـطل الـصـغيـر في ذلك كـمـا تـرى في مـرثـاته للـمـلك فـيـصل الأول إذ يـقول

مشيرا الى الحلفاء(٤٦):حــــــــدثــــــــونــــــــا عـن الحــــــــقــــــــوق فــــــــلــــــــمــــــــا

كـــــبـــــر الــــنـــــصـــــر أحــــوجـــــتـــــنـــــا الــــتـــــراجمنـــــــفــــــحـــــــتــــــنـــــــا بــــــهـــــــا الحــــــروب سـلامــــــا

ورمـــــــــــــانــــــــــــا بـــــــــــــهـــــــــــــا الـــــــــــــسـلام أداهـم(٤٧)ــــــــا زيـــــــنــــــــته أخــــــــذتــــــــنـــــــا الــــــــدنـــــــيــــــــا

مـن أمــــــــــــان ونـــــــــــحــن بــــــــــــعـــــــــــد بــــــــــــراعـموعــــــــلـــــــــقــــــــتـم مـن عــــــــهـــــــــدهـم بــــــــســــــــراب

كـم ســــــمــــــوم تحـت الــــــشــــــفــــــاه الـــــــبــــــواسم

أي أنه خــلال الحـــرب كــان الـعــــرب والحـلـفــاء عـلى أ تــفـاهم عــلى مـا ســيـنـالهـا الـنـصـر لـلـحـلفـاء انـقـلـبت الـعـرب من حـقـوق ومـا سـيـتـحـقق لـهم من أمـانـي. ولـكن وعودهم الى قـيـود (أداهم) لـلعـــرب يـرسفـون بـهــا تحـت سلـطـة الانتـــداب الـتي فرضت

على شتى أقطارهـــم.✸✸✸✸✸✸✸✸

وقد يصح القول أنه لم يكن لشاعـرنا في شعره القومي من سعة المجال ما كان لبعضزملائـه في مصر والعراق وغيـرهما كشوقي وحـافظ والزهاوي والرصافي وأمـثالهم ولكنه لا

تاز أحيانا برقة ديباجته وحرارة عاطفته. يقل عنهم في صدق الشعور القومي. وقد

- ٢٩٩ -

ومن أفـضل نفـثاته القـوميـة ما نـظمه في القـضيـة الفـلسطـينـية الـتي كانت ولا تزالـشـتـركــة. ومن أقـواله فـيـهـا أبـيــات أذاعـهـا من مـحـطـة الإذاعـة تـعـد الـقـضـيـة الــعـربـيـة ا

الفلسطينية سنة ١٩٤٢ اليك بعضها(٤٨):فــــــــــلـــــــــســــــــــطـــــــــ أفــــــــــديـك مـن دمـــــــــعـــــــــة

تــــــــهــــــــاوت عــــــــلـى بــــــــســــــــمــــــــة حــــــــائــــــــرهتــــــعـــــانــــــقـــــتـــــا فــــــاســـــتــــــحـــــال الــــــعـــــنـــــاق

لــــــــهـــــــــيــــــــبـــــــــا عــــــــلـى شــــــــفـــــــــة ثــــــــائــــــــرهفــــــــلــــــــســــــــطــــــــ يــــــــا حــــــــلـم الأنــــــــبــــــــيـــــــا

ء ويــــــــا خـــــــمــــــــرة الأنــــــــفس الــــــــشــــــــاعـــــــرهـــــــهـج الــــــــظـــــــامــــــــئـــــــا حـــــــمــــــــلـــــــنــــــــا لـك ا

ت وأصـــــــــديـــــــــة الـــــــــقــــــــبـل الـــــــــطـــــــــاهــــــــره

وقـد أذكت الثورة الـفلسـطينـية في شعـره لهيـبا من فخر قـومي كقوله مـن قصيدتهالتي مطلعها(٤٩):

ســــــائل الــــــعــــــلــــــيــــــاء عــــــنــــــا والــــــزمــــــانــــــاهل خــــــــفـــــــــرنــــــــا ذمــــــــة مــــــــذ عــــــــرفــــــــانــــــــا

ــــــــــــروءات الـــــــــــــتـي عـــــــــــــاشـت بـــــــــــــنــــــــــــا الـم تـــــــزل تجـــــــري ســــــعـــــــيـــــــرا فـي دمـــــــانــــــا

ومنها:ضـــــجـت الـــــصـــــحـــــراء تـــــشـــــكـــــو عـــــريـــــهــــا

فـــــــكــــــــســـــــونــــــــاهـــــــا زئــــــــيـــــــرا ودخــــــــانـــــــامــــــذ ســــــقـــــيــــــنــــــاهـــــا الــــــعــــــلى مـن دمــــــنـــــا

ــــــــــانـــــــــا(٥٠) أيــــــــــقـــــــــنـت أن مــــــــــعــــــــــدا قــــــــــد إن جــــــــرحـــــــا ســــــــال مـن جـــــــبــــــــهـــــــتــــــــهـــــــا

لــــــــثـــــــمـــــــتـه بـــــــخــــــــشـــــــوع شـــــــفــــــــتـــــــانـــــــاوأنـــــــــيـــــــــنـــــــــا بـــــــــاحـت الـــــــــنـــــــــجــــــــــوى به

عــــــــربـــــــيــــــــا رشــــــــفـــــــتـه مــــــــقــــــــلـــــــتــــــــانـــــــا

- ٣٠٠ -

وقد نلـمس هذه الروحيـة العربية فـيه خلال مراثيه لـبعض زعماء العـرب كقوله مثلاار ذكرهـا وقد أنـشدهـا في بغداد. وفـيهـا يصف صدق في مرثاتـه للمـلك فيـصل الأول ا

عروبة لبنان فيقول:وســـــفـــــحـــــنــــــا في دجــــــلـــــة قـــــلـب لـــــبـــــنـــــان

وأجــــــــــفــــــــــانـه الــــــــــهــــــــــوامـي الــــــــــهــــــــــوائمعــــــــــــربـي الــــــــــــنــــــــــــجــــــــــــار شــــــــــــد عـــــــــــراه

بــــــــالـــــــلـــــــواءيـن عـــــــبـــــــد شــــــــمس وهــــــــاشمخـــــــذ بـــــــهـــــــمـس الــــــقـــــــلـــــــوب فـي أذن الحب

ــــــــــــــــزاعـم ودع عــــــــــــــــنــك كــــــــــــــــاذبــــــــــــــــات ا

والحقـيـقة أن هـذا مـا كان يـشـعر به الـشـاعر نـفسه مـن الولاء لـلعـروبـة. وكذلك فيصري العظيم سعد زغلول التي يستهلها بقوله(٥١): مرثاته للزعيم ا

قــــالـــــوا دهت مـــــصــــر دهـــــيــــاء فـــــقــــلـت لــــهمهـل غــــــيض الـــــــنــــــيل أم هـل زلــــــزل الــــــهــــــرم

قــــــــالــــــــوا أشــــــــد وأدهـى قــــــــلـت ويــــــــحــــــــكمإذن لــــقـــــد مــــات ســــعـــــد وانــــطــــوى الـــــعــــلم

ويختمها بقوله:من مــــــبـــــلـغ مـــــصـــــر عــــــنـــــا مـــــا نــــــكـــــابـــــده

إن الــــــعــــــروبــــــة فـــــــيــــــمــــــا بــــــيــــــنــــــنــــــا ذركــــنـــان لــــلــــضـــاد لـم تــــفـــصـم عـــرى لــــهــــمـــا

هم نــــــــــحن إن رزئـت يـــــــــومــــــــــا ونـــــــــحـن هم

رثـات من مراثـيه لزعمـاء العرب. وقد وإنك لتـستشف هـذه الروح في غيـر هات اــواقف عـاطـفــة شـعـريـة عــابـرة. ولـكن الــذي يـتـأمل حــيـاة الأخـطل تـكـون فـي مـثل هـذه االصغير وشعره لا يسعه إلا أن يشعر بأنها تنبع من قلب صادق الشعور. وينعكس ذلك

لنا أيضا من بعض أناشيده الوطنية لشباب العرب.

- ٣٠١ -

خلاصة القول في فنه الشعري:

قد يتـب للـناظر في شـتى مواقفه الـشعريـة كما عـرضنا آنـفا صورة عـامة عن ملامحهالـفنية. بقي أن نـقول كلمة في مـوقفه الوجداني ـ أي في نظـره الخاص الى نفسه إزاء الحياة

وازنة وجيزة بينه وب من درسناهم من شعراء جيله. العامة. ثم نختم دراستنا لشعره

أمـا مـوقـفه الـوجـداني فـلـيس لـه فيـه غـيـر بضـع قـطع صـغـيـرة وكـلهـا لا تـخـرج فيالغالب عـما تـعوده الشـعراء الـسابقـون ـ شكـوى من الدهر لإسـاءته اليـهم أو من الناسلتقصـيرهم في إيفـاء حقهم ـ تـشاؤم يعتـريهم لفـقد عزيـز عليهم أو لـشعورهم بـظلمة فيا كـان يدفـعهم الى بث خـواطرهم في تـأملات يتـخلـلها الحيـاة تحيط بـهم أو غيـر ذلك

أحيانا حكم تؤثر عنهم كقول شاعرنا مخاطبا الليل(٥٢):يــــــــا لــــــــيـل قــــــــد وشــــــــحــــــــتــــــــنـي بــــــــالأسى

مــــــــا عــــــــشـت لا أطـــــــــرح هــــــــذا الــــــــوشــــــــاحأحــــــــــــالــــــــــــنـي الـــــــــــــهـم الـى لــــــــــــيــــــــــــلــــــــــــة

مــــــاطـــــــرة تــــــعـــــــصـف فــــــيـــــــهــــــا الـــــــريــــــاح

وقوله واصفا حاله وقد هجره الحبيب(٥٣):قــــــســـــمـت فـــــؤادي بــــــ بـــــؤسـي والـــــهـــــوى

فــــــــهــــــــذا لـه شــــــــطــــــــر وهــــــــذا لـه شــــــــطــــــــرســـــــقـــــــيـت مــــــرارات الحـــــــيـــــــاة فـــــــلـم أجــــــد

كــــمــــثل الــــذي يــــســــقــــيـه من كــــفك الــــهــــجــــر

عنى(٥٤): وقوله أيضا في هذا اوأيــــــــة بـــــــهـــــــجــــــــة لـــــــلــــــــنـــــــفـس تـــــــبــــــــقى

إذا ذهــــــــــبت أحــــــــــبـــــــــتــــــــــهـــــــــا الــــــــــكـــــــــرامفـــــــــكـل خــــــــمـــــــــيـــــــــلــــــــة قـــــــــفــــــــر يـــــــــبــــــــاب

وكــل ومـــــــــــــــــــــيــض بـــــــــــــــــــــارقـــــــــــــــــــــة ظــلام

- ٣٠٢ -

وقوله في قصور العقل أمام الكون(٥٥):ويح هـــــــذي الـــــــعـــــــقـــــــول لـم تـــــــصـب الــــــرمـ

ــــــــيـــــــة يـــــــومـــــــا إلا لـــــــتـــــــخـــــــطئ عـــــــشـــــــرادون مـــــــا نـــــــبـــــــتـــــــغــــــيـه مـن كـــــــنـه هــــــذا الـ

ــــــــكــــــون ســـــــر فــــــيـه الجــــــواب اســـــــتــــــقــــــرا

ـا نــشـر له حــتى الآن أن شـاعـريــته لا تـتــألق في الأجـواء الـفــكـريـة والـذي يــبـدو ـيادين الإنـسانـية الـواسعـة تألقـها في الجـو العـاطفي الخـاص. ولكن إذا لم الـبعـيدة أو اــسـائل يـكـن قـد خــاض بـعــيـدا في خــضم الحــوادث الـســيـاســيـة أو غــاص الى أغـوار االاجتـماعـية والـفكـرية كـما فـعل بعض زملائه من مـخضـرمي هذا الـعصر فـذلك لا يحطمن إمـامـته الشـعـريـة التي اعـتـرف بهـا كـبـار أهل الأدب والشـعـر في الـعام الـعـربي يومه ســنـة ١٩٦١ ثم في أمـوا بــيـروت مـن جـمــيع الأقـطــار واشـتــركـوا في مــهـرجــان تــكـر

مهرجان ذكرى وفاته الأولى سنة ١٩٦٩ .

ية? أو ـكانة الـعا وهـنا فلنـسأل: ما الـعنصر الـفني في شعـره الذي أحرز له هذه اما الذي دفع أهـل الأدب في شتى الأقطار الـعربيـة الى الاعتراف بـإمامته الـشعرية? ذلكصـفى ـ غـنى عواطف قـلبه فـأطرب وأشـجى وصور بـأنه كان رسـول الشـعر الـعاطـفي الــنـا اخـتــبـارات نـفــسه في حـالــتي مـرحه وأســاه فـارتـفـع به الـشـعــر الـغـنــائي الى أعـلىمـســتـوى. إن سـر الـفن فـي شـعـر الأخـطل الـصــغـيـر هـو تـلـك الحـيـويـة الـعــاطـفـيـة ـ تـلكالشاعرية الـتي تتناول الحروف فتنسج منها ديـباجة مشرقة الألوان والظلال وتستوحي

عاني فتخرجها بصور رائعة الجمال. ا

تأثـر بالرومـانسية الـغربية ولـكنها لم تـفصله عن تـراثه العربي الصـميم. فعاش فيجوها حاملا رسـالته الشعـرية في ألفاظ مصـفاة وتعابيـر موسيقيـة ومعارض جديدة من

عاني. وقد أصاب من قال فيه: الأوزان والـم يــــــــــزل صــــــــــوتـه كــــــــــأن الــــــــــلــــــــــيــــــــــالـي

ســـــــكـــــــبت صـــــــفـــــــوهـــــــا عـــــــلـى تحـــــــنـــــــانه

- ٣٠٣ -

كــــالـــــنــــســـــيم الــــعـــــلــــيـل خــــفـق جــــنـــــاحــــيهووقـع الـــــــــــــنـــــــــــــدى رقــــــــــــــيـق بـــــــــــــيـــــــــــــانـه(٥٦)

✸✸✸✸✸✸✸✸

أضــــــــفى عــــــــلى الأدب الــــــــريـــــــان طـــــــابــــــــعهفـلاح مــــــــــصــــــــــدر نـــــــــــور مـن مــــــــــصــــــــــادره

تــــهـــفــــو الــــعــــروبـــة مـن شـــتـى مــــنـــاكــــبــــهـــاـــــــصـــــــفـى من بـــــــواهـــــــره(٥٧) الـى الـــــــرحـــــــيـق ا

ـا قـيل في الأخـطل الـصـغـيـر كـثـيـر من الـصـواب بـرغم بـعض وفي هـذا وأمـثـاله آخذ التي يأخذها عليه بعض ناقديه. ا

قدسي أنيس ا✸✸✸✸

- ٣٠٤ -

الهوامش

قابلة-* اختلفت الروايات في تاريـخ ميلاد الأخطل الصغير. وقد رأينـا بعد البحث واأن هذه السنة (١٨٨٥) أقرب الى الصحة من سواها.

نبر والديوان»-١ راجع مقالة «الأخطل ب امن كلمة صلاح الأسير في مجلة «هنا لندن» عدد ٢٢ تشرين الثاني ١٩٦٩.-٢يـرى بعـضـهم أنه كان يـومـئذ في الـثـامنـة عشـرة بـاعتـبار أنـه ولد كـما يـظـنون سـنة-٣

١٨٨٩ ولكننا كما ذكرنا سابقا أنه ولد قبل ذلك.قتطف ٨١ ص ٩٤ ـ ٩٩ .-٤ من مقال في اولعل أوفى مـا كتب في ذلك أطـروحـة قدمـتهـا سهـام أبو جـودة للـدائرة الـعربـية في-٥

الجامعة الأميركية وهي مخطوطة في ٦ أجزاء محفوظة في مكتبة الجامعة.عن البرق ع ـ ٣٤٥١ .-٦عاش الشاعـر سبع سنوات فقط بـعد ١٩٦١ وكان في أثنائـها قد قل نشاطه الأدبي-٧

رض عن الإنتاج. وأقعده الضعف واللاطـلاع عـلى إحــصــاء تـفــصــيـلي واسع فـي هـذا الــبــاب راجع مـخــطــوطـة ســهـام-٨

أبوجودة في مكتبة الجامعة الأميركية.مج ٢ ـ ٢٤ .-٩ـغـنـ الـقـدماء. وابـن مـخـزوم هو-١٠ مـعبـد وابـن عـائشـة ومـالـك والـغريـض من كـبـار ا

جالسه الشعرية عروف الشاعر عمر بن أبي ربيعة. والوليد هو الخليفة الأموي اوالخمرية.

راجع مخطوطة سهام أبو جودة ٢ ـ ٥٤ .-١١المجموعة الأولى ١٩ .-١٢أي ترف على الحبيب وعلى الهوى.-١٣صدر نفسه ٢٥٨ .-١٤ االمجموعة ٢ص ٢٤٤ .-١٥

- ٣٠٥ -

المجموعة ٢ ص ٥٢ .-١٦المجموعة ٢ ص ٥٤ .-١٧المجموعة ٢ ص ٨١ .-١٨المجموعة ١ ص ١٤٨ .-١٩راجع كتابه «الأخطل الصغير» ص ٢٧ ـ ٢٨ .-٢٠بتصرف قليل عن مقدمة ديوان شعر الأخطل الصغير «نكتار طعام الآلهة».-٢١المجموعة ١ ص ١٤٠ .-٢٢المجموعة ٢ ص ١٢٠ .-٢٣المجموعة ١ ص ١٤٣ .-٢٤مج ٢ ص ٢١٥ .-٢٥مج ٢ ص ١٦ .-٢٦مج ٢ ص ٢٨٤ .-٢٧عروفة.-٢٨ وسيقية ا العود ـ الآلة امج ٢ ص ٣٦ .-٢٩راجعها في المجموعة الأولى ص ٦٧ .-٣٠راجعها في المجموعة الأولى ص ٥٩ .-٣١راجعها في المجموعة الأولى ص ٧٧ .-٣٢المجموعة الأولى ص ١٠٣ .-٣٣مج ١ ص ٥٣ .-٣٤سينا ـ أي برية سيناء.-٣٥ة عرفت بصدقها.-٣٦ حذام ـ اسم امرأة قدمج ٢ ص ٢٧٩ .-٣٧مج ٢ ص ٧٨ .-٣٨مج ٢ ص ٢٦٨ .-٣٩مج ٢ ص ٨٦ .-٤٠

- ٣٠٦ -

مج ٢ ص ١٢٦ .-٤١مج ٢ ص ١٦١ .-٤٢مج ٢ ص ٨٧ .-٤٣مج ١ ص ١٨٤ .-٤٤مج ٢ ص ٢٢ .-٤٥مج ٢ ص ٢٢٠ .-٤٦الأداهم ـ القيود.-٤٧مج ١ ص ١٦٣ .-٤٨مج ١ ص ١٦٥ .-٤٩أي أيقنت أننا ننتمي الى معد وهو الجد الأعلى للعرب.-٥٠مج ٢ ص ٢٠٧ .-٥١مج ٢ ص ٢٠ .-٥٢مج ٢ ص ٦٠ .-٥٣مج ٢ ص ١٨٧ .-٥٤مج ٢ص ١٠٣ .-٥٥نعم الرفاعي من قصيدته في ذكرى الأخطل جريدة الحياة عدد ٧٣١٥ .-٥٦ عبداصدر نفسه.-٥٧ عزيز أباظة من قصيدته في ذكرى الأخطل. ا

✸✸✸✸

- ٣٠٧ -

بشــارة الخـوريد. سامي مكارم

.... أمـا بشـارة الخـوري فله أهـمـية كـبـيـرة في الشـعـر العـربي الحـديث. فلـقـد كانواحدا من أولـئك الـشعـراء الـلـبنـانـي الـذين سـاروا في مطـلع الـقـرن العـشـرين بالـشـعرالـعربي أشـواطا إلى الأمـام. تلك الـنـخبـة من الشـعراء الـتي على تـأثرهـا بالأدب الـغربيظـلت محـافظة فـي أغلب آثارهـا على عـمود الـشعـر القد وعـلى موسـيقـاه. فكـان لها أنجمـعت بـ روعة الـقد وبـهجـة الجديـد فـأتت لنـا بشـعر جـديـر بأن يـرافق ركب الشـعر

ي دون تعب أو ونى. العا

كـانت هذه الـنـخـبـة تقـرأ مـا تـشـاء من أدب الغـرب وخـصـوصـا من الأدب الحديثأدب الـقـرن الـتـاسع عـشـر والـقـرن الـعـشـريـن وكـانت تـقـرأ مـا تـشـاء من الأدب الـعـربي. وقد لـها ذلك أو كاد لـها أن يتم فـإذا بها القـد وكانت تحاول أن تـمزج بـ الأدب

تأتينا بهذا الشعر الذي كان العتبة في طريق التجديد.

وكـان للأخطل الصـغير الـنصيـب الأوفر من هذا الـتجديـد وكان لشـعره أن أصبحمشعلا يسير على هديه كثير من الشعراء.

تـأثر الأخطل الصغير بـأدب الغرب وخصوصا بالـشعراء الفرنسيـ الرومانتيكيأمثـال ألفرد ده موسيه ولامرت وفيـكتور هيجو وغيرهم. وكثـيرا ما كان يترجم شعرهموكثيرا ما كـان يقتبس منـهم ما أراد. وديوانه «الهوى والـشباب» يزحز بـهذه الاقتباسات

ويزحز بهذا الأثر الفرنسي الرومانتيكي.

ـا الذي أعـنيه هو أن ولـست أعني بـهذا الـقول أن شاعـرنا رومـانتيـكي خالص وإفيه بعض آثار الرومانتيكية.

.« يت < من أطـروحـــــة الدكتور سامي مكارم «الشعر العربي في لبنان ب الحرب العا

- ٣٠٨ -

ا ا تكون رومانتيكية بـشارة الخوري تقتصر على أن شعره في معظمه هو وريختـلج في ذاته من خواطـر وهو عـرض لعواطـفه ومشـاعره وأحاسـيسه إن رومـانتيـكيةادية في لتاع. فهـو في أغلبه لا يصف النـاحية ا تـألم ا بشارة الخوري تظـهر في غزله اا يصف كـالشـعراء الرومـانتيـكي حبـيبه ولا يـصف العاطـفة الشـهوانـية في نفـسه وإ

ه والتياعه كقوله: تأـــــــعـــــــذب يـــــــا قـــــــلـــــــبي أيـــــــهــــــا الخـــــــافـق ا

نــــــــزحت الــــــــدمــــــــوع مـن مــــــــقــــــــلــــــــتــــــــيــــــــاأفــــــــــــحـــــــــــــتـم عـــــــــــــلـي إرســـــــــــــال دمــــــــــــعـي

كــــــــــلـــــــــمــــــــــا لاح بــــــــــارق فـي مــــــــــحــــــــــيـــــــــايـــــا حـــــبـــــيــــــبي لأجـل عـــــيـــــنـــــيـك مـــــا ألـــــقى

ومـــــــــــــا أول الــــــــــــوشـــــــــــــاة عـــــــــــــلـــــــــــــيــــــــــــاأأنــــــا الـــــــعــــــاشـق الــــــوحـــــــيــــــد لـــــــتــــــلـــــــقى

تــــــبـــــعــــــات الــــــهــــــوى عــــــلـى كــــــتــــــفــــــيـــــا(١)

أو قوله:أيـــــــــهـــــــــا الـــــــــغـــــــــائـب الـــــــــذي فـي فــــــــؤادي

حـــــــاضــــــر كـــــــيـف حــــــال قـــــــلـــــــبك بـــــــعــــــديأيـن عــــــــيــــــــنـــــــــاك تــــــــنــــــــظـــــــــراني وكـــــــــفي

فـــــــوق قـــــــلـــــــبـي ومـــــــدمـــــــعي فـــــــوق خـــــــديهـــــــائــــــــمـــــــا فـي الـــــــظـلام يــــــــلـــــــذع حـــــــر الـ

ــــــوجـــــد قـــــلـــــبي ويـــــلـــــذع الـــــبـــــرد جـــــلـــــديشــــــــبـح طـــــــــائـف كــــــــســـــــــتـه يــــــــد الـــــــــلــــــــيـ

ــل بــــــــــــبــــــــــــرد كــــــــــــوجــــــــــــهــه مــــــــــــســـــــــــودبــــيـــــد أنـي لــــو شـــــئـت مــــا اعـــــتـــــرف الـــــلــــيـ

ــل بــــــســـــــهـــــــدي ولا اعـــــــتــــــرفـت بـــــــوجــــــدي

- ٣٠٩ -

ولـــــــــــمـــــــــــا هــــــــــز صــــــــــفـع نــــــــــعــــــــــلـي لـلأرض ســــــــــكــــــــــون الــــــــــظـلام إذ جــــــــــد جـــــــــدي

ــــــا اســــــتـــــلــــــنـي الــــــشـــــقــــــاء حــــــســــــامـــــا وفـي نــــــهــــــاري وصــــــيـــــــر الــــــلــــــيـل غــــــمــــــدي

ـــــــــــا حــــــــــــيــــــــــــر الــــــــــــكـــــــــــواكــب مـــــــــــنـي وزفـــــــــرات كـــــــــشــــــــهـــــــــبـــــــــهـــــــــا ذات وقــــــــد(٢)

ا فيـها من عاطفـة صادقة ومن شوق وحب حق ومن ألم ألا تـذكرنا هذه الأبـيات ريرة الـتي تفيض رقة ة ا تـأ والتيـاع ومرارة ومن رقة وطلاوة وعذوبـة «بليـالي» موسيه اوتـفيض عـاطفـة. وألا يذكـرنا هـذا الانسـياب وهـذا التدفـق العاطـفي وهذا الـنفس الـطويل. بانسياب موسيه وتدفقه ونفسه; بل على الأصح بانسياب جميع الشعراء الرومانتيكي

وإذا نحن نظرنـا إلى هذا الألم وهذا الالتـياع اللذين يقـربانه إلى الرومانـتيكي فيقـصـيـدته «آه يــا هـنـد لـو تـرين» فـإنـنـا نجـد أنه يــعـرض ذاته عـرضـا ويـعـبـر عن عـواطـفه

وشعوره بصدق كصدق الرومانتيكي وبسذاجة كسذاجتهم. لنسمعه يقول فيها:آه يـــــــــــــــــا هـــــــــــــــــنـــــــــــــــــد لـــــــــــــــــو تـــــــــــــــــريـن

مـــــــــــــوقـــــــــــــفــي بـــــــــــــ حــــــــــــــائـــــــــــــطـــــــــــــلا يـــــــــــــــــحــــــــــــــــيـــــــــــــــــران أخـــــــــــــــــرســــــــــــــــ

وعــــــــــــــــلــى الخــــــــــــــــد دمــــــــــــــــعــــــــــــــــتــــــــــــــــلـــــــــــــــــــو تــــــــــــــــــــريـن

إلى أن يقول:أبــــــــــــــــــدا ســــــــــــــــــاهـــــــــــــــــر كــــــــــــــــــئــــــــــــــــــيـب

لا صـــــــــــــــــــــــــديـــق ولا حـــــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــــيــبومــع الــــــــــــــــــلــــــــــــــــــيــل لـي نـــــــــــــــــــحــــــــــــــــــيـب

كــــــــــــنــــــــــــحــــــــــــيـب الحــــــــــــمــــــــــــامــــــــــــتـــــــــــبـــــــــــــعــــــــــــــد بـــــــــــــ

- ٣١٠ -

إلى أن يقول:لــم يــــــــــــــــعــــــــــــــــد فــي الــــــــــــــــســـــــــــــــــراج زيـت

وكــــــــــمـــــــــا يـــــــــنــــــــــطـــــــــفـي انــــــــــطـــــــــفــــــــــيت

فــــــــــــــــــــأنـــــــــــــــــــــا الآن مــــــــــــــــــــثــل مــــــــــــــــــــيــت

مــــــــــــــا لــه غــــــــــــــيــــــــــــــر ســــــــــــــاعــــــــــــــتــــــــــــــلـــــــــــــــــو تــــــــــــــــريـن(٣)

ـة وهـذه الــلـوعـة وهـذه الـلـهـفـة في الحب هي ولا شك ـتـأ هـذا الـتـعـبـيـرعن الـذات اصفات رومانتيكية. ولقد يقرب شـاعرنا من الرومانتيكي أيضا في نظرته لمحبوبته فإننانـراه عنـدمـا يتـكلم صـادقـا في عاطـفته يـنـظر إلى حـبـيبـته نظـرة عـليـا تمـجـدها وتـرفعـهاوتنزههـا عن الشهوات الجسـمانية. فهـو لا يعود يرى فيـها الشفة والـنهد والساق بل ولالائـكـة أقرب وبـالـطـهـر والبـراءة ألـصق فـهـو يرى ـا هي إلى ا يـعود يـراهـا كـالـبشـر وإـسه بسـوء أو يـنظـر إليه حـبيـبتـه روحا سـاميـة طـاهرة ومـثالا يـشـفق الإنسـان من أن

بشهوة فهو ملاك طاهر وجد لكي يتأمل فيه الإنسان الجمال وحسب:رقــــــدت تــــــرشـف الــــــكــــــرى مــــــقـــــــلــــــتــــــاهــــــا

ـــــيـــــاهــــا مـــــثـــــلــــمـــــا تـــــرشف الـــــعـــــطــــاش ا

صــــــــاعـــــــدات أنــــــــفــــــــاســـــــهــــــــا هــــــــادئـــــــات

كــــــــصـلاة الأطــــــــفــــــــال طــــــــهــــــــر شــــــــذاهــــــــا

تحـــــــلـم الحــــــلـم لـــــــؤلــــــؤيـــــــا فـــــــتــــــمـــــــلـــــــيه

طــــــهـــــورا عــــــلـى الــــــصــــــبــــــا شــــــفــــــتــــــاهـــــا

وأزاح الــــــنـــــــســـــــيم عـن صـــــــدرهــــــا الـــــــثــــــو

ب فـلاحــــــــــــا... ولا تــــــــــــقـل نــــــــــــهــــــــــــداهـــــــــــا

ــلاك فــلا يـــــــــــــــــد شــك فــي نـــــــــــــــــفــــــــــــــــــسـه اري إذا كـــــــــان صــــــــبـــــــــهــــــــا أم أخـــــــــاهــــــــا(٤)

- ٣١١ -

كن لنا أن نتب من هذه الصورة إلا صورة الطهر والبراءة. لا صــــــــاعـــــــدات أنــــــــفــــــــاســـــــهــــــــا هــــــــادئـــــــات

كــــــــصـلاة الأطــــــــفــــــــال طــــــــهــــــــر شــــــــذاهــــــــا

حتى إنه لا يصورهـا طاهرة بريئـة فحسب بل إنه يصورهـا موحية بالـطهر والبراءةفـإذا هـو لا يـسـتـطـيع عـنـدما رأى نـهـديـهـا أن يـفـكـر بـريب بل أنف من ذلك وأشـفق عـلى

نفسه أن تتمادى بشهوتها حتى ولا بالفكر:وأزاح الــــــنـــــــســـــــيم عـن صـــــــدرهــــــا الـــــــثــــــو

ب فـلاحــــــــــــا... ولا تــــــــــــقـل نــــــــــــهــــــــــــداهـــــــــــا

لاك ويـتـأمـل هذا ـا يـتـأمل هـذا ا إنه يـصـور حـبـيـبـته ملاكـا طـاهـرا يـغـفـو وهـو إالجمال الروحاني الذي ينبعث منه نقيا طهورا.

وها هـو في قـصيـدته «رحـمة رب»(٥) يـصف حـبيـبـته ملاكـا طاهـرا لا يـعرف الإثملائكة والحور ويصف حبه لها وكأنه خير ما في الجنة فهي تعيش في جنة الخلد بـ اقدوره وخـير ما في الـسماء. هـكذا اشـتط الأخطل الصـغير فـي الحب حتى إنه لم يعـد كن أن ينـزل بها وهو إذا أنزل فالويل من شكواه أن يظن أن حبيـبته تخطئ فلا عقاب

والويل من غضبه. فلنسمعه يقول:لم يـــــــشـــــــقــــــنـي يـــــــوم الــــــقـــــــيــــــامـــــــة لــــــولا

أمــــــــــــــلـي أنـــــــــــــــنـي هــــــــــــــنــــــــــــــاك أراهــــــــــــــا

..................................................

إلى آخر الأبيات.

إن ذلك هو الرومانتيكية بعينها.

ولا أعـني بـهذا الـقـول أن شعـر الأخـطل الصـغـيـر خلـو من الـثغـر والـنهـد والـساق.اديـة ومن الـشـهـوة ومن الـتـخلي عن ففي شـعـره كـثـيـر من هذا وفـي شعـره كـثـيـر من ا

سحة الغالبة على شعره. ثالية. ولكن الذي قلته من قبل هو ا ا

- ٣١٢ -

ولا نـنـتظـر من الـشـاعـر أن لا يـحيـد عن سـنـة اخـتـطهـا لـنـفـسه فـهو قـبل كل شيءشاعـر والشاعر لـيس بالفيـلسوف الذي يعـتنق عقيـدة لا يحيد عنـها. الشاعـر تملي عليه

ؤثرات. العاطفة والعاطفة تتغير وتتبدل بتبدل الأوقات والظروف وا

وهنـالك أمـر آخـر يدني شـعـر الأخـطل الـصغـيـر إلى الـرومانـتـيـكيـة. هـذا الأمـر هوـوجودة في شعـر بشـارة الخوري قد الليـونة الـتي نجدهـا فيه. ولا شك أن هذه الـليـونة ا

نتجت عن عاطفته الرقيقة من جهة والهادئة من جهة ثانية.

ولـقد غـلـبت هـذه الـليـونـة عـلى جمـيع شـعـر الأخطـل الصـغـيـر حتى إنـنـا نـراها فيحمـاسـياته وشـعره الـوطـني فشـعره بـعيـد عن الجـفاف والـشدة. والأخـطل الـصغـير فيأحاديـثه الخاصة(٦) يسـمي هذه الخاصـية في شعـره «زوما» فالـشعر النـدي الرطب هوشـعر يـحتـوي على الـزوم أي أنه غيـر جاف. لـقد كـان الشـعر قـبل الأخطل الـصغـير فيأغلبيـته صلبا جـافا ليس فيه شيء من اللـيونة والنعـومة. يغلب الشـكل الرص والجزالةعـلى عاطفته فيبـدو وكأنه قد حملت العـاطفة إليه حملا أو جر هـو إلى العاطفة جرا. أماشعـر الأخطل الصغـير فيختـلف عن ذلك. فلقـد علم أن الشعـر الحقيقي هـو الشعر الذيـوسـيـقى الـشعـريـة هي الـوحـدة ب ـضـمـونه وعلم أن ا ـعـنـاه وشكـله ـتـزج نغـمه

عنى فجاء بشعره وهو يقطر (زوما) على حد تعبيره. بنى وا ا

ا هو أما ما عدا هذه الخواص التي ذكرنـا فإننا نرى أن شعر الأخطل الصغير إ. فـلـقـد ظل الأخـطل الـصـغـيـر أقـرب إلى شـعـر الـبـرنــاس مـنه إلى شـعـر الـرومـانـتـيـكــيـمحافظا على عمود الشعر العربي التقليدي وظل محافظا على وحدة الوزن وعلى وحدةة وهو إلى ذلك يـجهد نـفسه في وضع الكـلمة القافـية وعـلى صحة الـلفظـة العربـية القـدـعنى تمام ـقصود. فـهو يصـقل شعره ويـغنيه بـكلمـات تطابق ا عنى ا موضعـها لتـؤدي ا

طابقة وتلائمه وتؤثر بالقار وتوحيه. كقوله: اـــــــعـــــــذب يـــــــا قـــــــلـــــــبي أيـــــــهــــــا الخـــــــافـق ا

نــــــــزحت الـــــــدمــــــــوع من مــــــــقـــــــلـــــــتـــــــيـــــــا(٧)

- ٣١٣ -

أو كقوله:رقــــــدت تــــــرشـف الــــــكــــــرى مــــــقـــــــلــــــتــــــاهــــــا

ــــيــــاهــــا(٨) مــــثــــلــــمــــا يــــرشـف الــــعــــطــــاش ا

أو كقوله:تحـــــــلـم الحــــــلـم لـــــــؤلــــــؤيـــــــا فـــــــتــــــمـــــــلـــــــيه

طــــــهـــــورا عـــــلـى الـــــصـــــبـــــا شــــــفـــــتـــــاهـــــا(٩)

أو كقوله:أنت ذوبـت في مــــــحــــــاجــــــرهــــــا الــــــســــــحــــــر

ورصــــــــــــــعــت بــــــــــــــالـــــــــــــــلآلـئ فـــــــــــــــاهــــــــــــــاأنـت عــــــســــــلت ثــــــغــــــرهـــــا فــــــقــــــلــــــوب الـــــنـ

نـــــاس نـــــحـل أكـــــمـــــامـــــهـــــا شـــــفـــــتـــــاهــــا(١٠)

أو كقوله:تـــــعــــجب الـــــلــــيـل مــــنــــهـــــا عــــنـــــدمــــا بــــرزت

تـــســـلـــسل الـــنـــور في عـــيـــنـــيه عـــيـــنـــاهــا(١١)

أو كقوله:قم ننـهنه شفـتينـا ونذوب مهـجتينـا رضي الحب علـينا يا حـبيبي(١٢)

أو كقوله:يـــــا صــــارف الـــــكــــأس عــــنـــــا لا تــــضـن بــــهــــا

ـــــكــــــســـــال لا تــــــنم(١٣) ويـــــا أخــــــا الـــــوتــــــر ا

فلـنلاحظ الـتـأثـير الـذي تحـدثه بالـقـار كـلمـات مـثل: نـزحت الدمـوع من مـقـلتـيـهاوتـرشف مـقلـتاهـا الكـرى والحلـم اللـؤلؤي وأنت ذوبت في مـحـاجرهـا السـحر وعـسلتكسال وغير ذلك من ثغرها وتسلـسل النور عيناها وقم ننهنه شفتـينا ويا أخا الوتر ا

نتقاة التي يزخر بها الديوان ولا يسع المجال الى ذكرها. الكلمات ا

- ٣١٤ -

هـذه الخـاصـة في شـعر الأخـطل الـصـغـيـر من أهم الخـصائص الـتي تـمـيـز شـعرهـعاصـرين كأمـ نخـلة في لـبنـان وعمر أبـي ريشة والـتي أثرت عـلى غيـره من الشـعراء ا

. في سوريا وإبراهيم طوقان في فلسط

هذه الصياغـة صياغة القصيدة من ألفاظ مـحكمة ملائمة هي ما جعلت الأخطلا كان من الأصح أن الصغير قريبا إلى مـدرسة البرناس التي ظهرت في فرنسا. ورـدرسة الأصـولـية الجـديدة الـتي جـددت بروح الـقصـيدة نجـعل الأخـطل الصـغيـر من اـدرسـة الـتـقـلـيـديـة المجددة الـتي وحافـظت عـلـى شكـلـهـا الخـارجي. ولـقـد كـانت هـذه اظهرت في بدء الـقرن العشـرين والتي كان من أعلامهـا خليل مـطران وبشارة الخوريلاط ونقولا فيـاض والياس فياض وغيرهم نـقطة انتقال ب وأم تـقي الدين وشبلي اثلهـا أم ناصر الدين وعـبدالله البـستاني والأميـران شكيب ونسيب التقـليدية الـتي ـثـلـهــا في لـبـنـان الـيــاس أبي شـبـكـة ويـوسف ـدارس الـغـربـيـة الــتي أرسلان وبــ اغـصوب وأديب مـظـهـر وسعـيـد عقل وغـيـرهم من الـشعـراء الـذين تـأثروا بـالـغرب إلىـهـدة لـهذه درسـة الـتي نـحن بـصـددها كـانت ـكـنـنا الـقـول إن هـذه ا مـدى بـعيـد. و

ذاهب الغربية في الشعر العربي في لبنان. ا

ـدرسة هي تقـليديـة لمحافظـتها عـلى عمـود الشعـر العربي ولمحـافظتـها على هذه اوحدة الوزن والـقافيـة وعلى جزالـة اللفـظة ومتـانة التركـيب ولمحافظـتها عـلى روعة الوقعالقد ومـوسيقاه. وهي جـديدة لتأثـر شعرائها بـطبيعـة أرضهم وروح عصرهم ولـتثقفهمـامهم بـالثـقـافات الـغربـيـة واطلاعهـم على آداب الـغرب وفـلـسفـاته في بـعض الأحـيان وإذاهب الشـعرية التي نشـأت في أوروبا وخصوصـا الرومانتيـكية والبرنـاسية والرمزية باـديح ـوضـوعـات الـشـعريـة. فـلم يـعـد الـشـعـر عـنـدهم مـقـتـصرا عـلى ا ولـتـجـديـدهم في اوالهـجاء والفخر والحماسـة بل تعداه إلى الشعر الوطـني والاجتماعي وتعداه إلى عرضالـذات والتـعـبـيـر عن الأحـاسيس الـداخـلـيـة. ولم يـعد الـغـزل مـقـتـصرا عـلى الـتـعـبـير عنالـشهـوة الجسمـانيـة بل تعـداه إلى التـعبـير عن الـعواطف والأحـاسيس وإلى الـتعـبير عنا هي مـجددة درسـة إ ـشاعـر الصـادقة. وهـذه ا ـرارة وعن الحب الخالص وا الألم وا

- ٣١٥ -

طران لحمة التي كان لأنها أدخلت موضوعات أخرى لم تكن معروفة من قبل. أدخلت افيها فـضل السبق والتي ازدهـرت على يد بولس سلامة وأدخـلت القصة الـشعرية. فإنالأقدمـ لم يعـرفـوا القـصـة الشـعريـة «غـرضا اجـتـماعـيا أخـلاقيـا» - كمـا يـقول بـطرستهـتكـة وإلا ما كان من البـستاني - «إلا مـا كان من الـتحدث عن مـغامـراتهم الـغراميـة اذكر الأساطيـر والأخبار القـصيرة التي لا يـتألف منهـا قصص صحيح(١٤) فإذا ببشارةالخـوري يطـلع لنـا عددا من الـقصـائد الـقصـصيـة الرائـعة الـتي تخـبئ وراءها مـوعظة أوـزيف» و «عروة وعـفراء» و «من مآسي سلـول» و «الريال ا عـبرة اجـتماعـية كقـصيـدة «ا

الحرب» و «سلف وجيروم».

عـنا إلـيهـا ولكن الـناحـية ـدرسة الأصـوليـة الجديـدة مظـاهر غـربيـة أ إن في هذه اـدرسة لم تـشتط كـثيـرا إلى حد أنـها مـحت خصـائص الشـعر الـغربـية في شـعـراء هذه االعربي الـتقلـيدي من نـفوسهم. إن روعـة الشعـر العـربي القد ومـوسيقـاه ووقعه لم تزل

في أعماق أولئك الشعراء تسيرهم وتصبغ شعرهم.

ولـذلك فـإننـا نـرى بـشارة الخـوري وقـد آن لنـا أن نـرجع إلـيه قد ظل مـتـأثـرا بالـشـعرالعربي الـقد من حيث روحه وشكـله ولم تتغلـغل فيه الرومانتـيكية الـغربية كمـا تغلغلت فيالياس أبي شـبكة فيمـا بعد ولم تصل إلى أعمـاقه. فها هو لا يـزال كشعراء العـربية القدامىـوصوف ولا يحاول موضـوعيا في نـظرته إلى الكـون فهو إن وصف لا يـتغلـغل إلى أعماق اـوصـوف شأن الـرومـانـتـيـكي الذي ـوصـوف عـلى ذاته أو أن يـنعـكس هـو عـلى ا أن يـعـكس اا فـيها من عواطف وآلام ومن مشاعر وصوف اتحادا ويتـخذه مرآة يرى بها ذاته يتـحد باا يذوب فـيها وينصهر ويؤخذ بها أخذا وأحاسيس. إن الرومانـتيكي إذا كان أمام الطبيعة إحتى إنـه كان يفـنى فيـها فـناء كـليـا: لقـد حدث ب الـرومانـتيـكي والطـبيـعة نـوع من الصـوفية

حتى إنه كان يرى الألوهة تتجلى بها واضحة بينة.

عـلى أن ذلك لم يـحـدث للأخـطل الـصـغـيـر فـلم يـر الطـبـيـعـة إلا مـظـهـرا من مـظـاهرالجمال لم يفهم معنى الحلول فيـها ولم يفهم معنى الفناء. وبعبارة أخرى لم يفهم معنىالصوفـية التي فهمـها الرومانتـيكيون. لم يتـخذ من الطبيـعة مرآة يرى بهـا ذاته كما اتخذ

- ٣١٦ -

ا منـها الـرومانتـيكـيون بل بقي يـنظـر إليهـا نظـرة متفـرج ولكـنها نـظرة مـتفرج يـستـمتع يـرى. لقـد بقـيت الطـبـيعـة للأخطل الـصغـير مـوضوعـا خـارجا ولم يـتغـلغل إلى أعـماقـها.ولـذلك فلـقد كـان أقـرب إلى الكلاسـيكـيـة في هذه الـناحـيـة منه إلى الـرومـانتـيكـية. إن فيوضـوعية ولا نـراه مرة يتـغلغل إلى أعـماق الطـبيعـة فيرى جمـيع قصائـده تقريـبا تظـهر ا

ذاته فيها. فلنسمعه مثلا في أرجوزته «القرية» يقول:أيـــــــتـــــــهــــــا الـــــــفــــــتـــــــانــــــة الـــــــصــــــغـــــــيــــــرة

أنـت بـــــــــــــــتـــــــــــــــاج مـــــــــــــــلـك جـــــــــــــــديــــــــــــــرهمـن الـــــقـــــرى اشـــــتــــــقـــــوا لك اسـم الـــــقـــــريـــــة

وعـــــــطـل الـــــــســـــــفـح فـــــــكـــــــنـت الحـــــــلـــــــيـــــــةشـــــــــاعــــــــــرك الـــــــــبـــــــــلــــــــــبـل ذو الإلـــــــــهـــــــــام

وعـــــــــــــــودك الجــــــــــــــــدول ذو الأنـــــــــــــــغـــــــــــــــاموالـــــغــــيـــــمـــــة الـــــبــــيـــــضـــــاء مـــــثل الـــــقـــــبــــة

كـــــــــــأنــــــــــهـــــــــــا مـن الحــــــــــريـــــــــــر جــــــــــبـه(١٥)

إنه يـرسم لنـا صورة واضـحة جـميـلة لـلقـرية ولـكنـها صورة خـرساء لا تـنطق. وفيقصيدته «قلت أهواك يا ملاكي» يقول:

لـــــــيـــــــتـــــــهـم يـــــــذكـــــــرون لــــــــيـــــــلـــــــة كـــــــنـــــــاوالــــــــــــــــهـــــــــــــــــوى نــــــــــــــــحــن أمـه وأبــــــــــــــــوه

وعــــــيــــــون الــــــنـــــــجــــــوم تــــــرنـــــــو إلــــــيــــــنــــــاولـــــــــســـــــــان الـــــــــدجـى يــــــــــكـــــــــاد يـــــــــفـــــــــوه

والــــنـــســــيم الخــــفـــيف يــــلـــهــــو بـــثــــوبـــيــــنـــاكــــــــــطـــــــــــفـل أهــــــــــلــــــــــوه مـــــــــــا هــــــــــذبــــــــــوه

ورشــــــفــــــنــــــا كــــــأس الحــــــمــــــيــــــا فــــــبــــــاحتبـــــالــــذي فـي الـــــصــــدور مـــــنـــــا الـــــوجــــوه(١٦)

ليس هنـاك تجاوب بيـنه وب الطـبيعـة فإن عمل الـطبيـعة لا يتـعدى النـظرة: «وعيون

- ٣١٧ -

ـداخلة والاتحـاد بيـنه وب الـطبـيعـة فأمر لـم يعرفه شـاركة وا النـجوم ترنـو اليـنا». أمـا االأخطل الصغـير. إن وصف الطبيعة في شعر الأخطل الـصغير وصف لا يتعدى الظاهرليـغوص في الأعمـاق ولا يتعدى المحـسوس ليـنفلت الى الروحـانيات فـهو وصف ظاهري

سطحي حسي لا غير.

ا يكون ذلك ادية تتحكـمان بشعر الأخـطل الصغير وتـقيدانه ور إن السطحيـة وا. فـهو في غزله كـما في وصفه سـطحي مادي لا نـاتجا عن تأثـره بالشـعر العـربي القدـها والظباء تتعـدى تشابيـهه الورد والعناب والـتفاح وإن هي تعدتـها فإنهـا تتعداها إلى ا. أو الى الـكواكب والنجـوم. تشابيه كـلها حسـية ماديـة قد ألفهـا الناس منـذ الزمن القد

فجاء بشارة ووضعها بقالب جميل:تـــــعــــجب الـــــلــــيـل مــــنــــهـــــا عــــنـــــدمــــا بــــرزت

تــــســـلــــسل الــــنــــور في عــــيــــنـــيـه عـــيــــنــــاهـــاــــــاء قــــــائــــــمـــــة فــــــظــــــنـــــهــــــا وهـي عــــــنـــــد ا

مــــــنــــــارة ضــــــمــــــهــــــا الـــــشــــــاطـي وفــــــداهـــــاوتــــــمــــــتــــــمـت نجــــــمــــــة في أذن جــــــارتــــــهــــــا

ــــــــا رأتـــــــهــــــــا وجـــــــنـت عــــــــنـــــــد مــــــــرآهـــــــاانــــظــــرن يــــا اخــــوتــــا هــــذى شــــقــــيــــقــــتــــنــــا

فـــــمن تـــــراه عـــــلى الـــــغـــــبـــــراء ألـــــقـــــاهــــا(١٧)

أو قوله:قــــــــتـل الـــــــورد نــــــــفــــــــسـه حــــــــســــــــدا مــــــــنك

وألـــــــــــــقــى دمـــــــــــــاه فـي وجـــــــــــــنـــــــــــــتـــــــــــــيـكـــــــــا والـــــــــفـــــــــراشـــــــــات مـــــــــلـت الـــــــــزهـــــــــر

حــــــدثـــــــتــــــهــــــا الأنـــــــســــــام عـن شــــــفـــــــتــــــيكرفــــــــعـــــــوا مــــــــنك لــــــــلـــــــجــــــــمـــــــال مــــــــثـــــــالا

- ٣١٨ -

وانـــــحـــــنـــــوا خـــــشــــــعـــــا عـــــلـى قـــــدمـــــيك(١٨)

ليس هنالك شيء جديد فما زالت الوجنات بلون الورد وما زالت الشفاه كالزهوروما زالت الحسناء مثالا مرفوعا للجمال. فها هو في قصيدته «هند وأمها» يقول:

أتـت هـــــــــنـــــــــد تـــــــــشــــــــــكـــــــــو إلـى أمـــــــــهـــــــــافــــــســــــبــــــحــــــان الـــــــذي جــــــمع الـــــــنــــــيــــــرين

فــــــــقــــــــالـت لــــــــهـــــــا - إن هــــــــذا الــــــــضــــــــحىــــــــــلـــــــــنـي قــــــــــبـــــــــلــــــــــتـــــــــ أتــــــــــانـي وقـــــــــب

وفــــــــــــــر فـــــــــــــــلــــــــــــــمـــــــــــــــا رآنـي الـــــــــــــــدجـىحـــــــبــــــــاني مـن شـــــــعــــــــره خـــــــصــــــــلـــــــتـــــــ

ومــــــــــــا خــــــــــــاف يــــــــــــا أم بـل ضــــــــــــمــــــــــــنـيوألــــــقـى عـــــــلـى مـــــــبــــــســـــــمـي نجـــــــمـــــــتــــــ

وذوب مـــن لـــــــــــــــــــــــــــــــــونـــه ســـــــــــــــــــــــــــــــــائـــلاــــــــقــــــــلــــــــتــــــــ وكــــــــحــــــــلــــــــنـي مــــــــنـه فـي ا

وجــــــئت إلـى الــــــروض عــــــنــــــد الــــــصــــــبــــــاحلأحــــــــــــــجــب نــــــــــــــفــــــــــــــســي عـن كـل عــــــــــــــ

فـــــــــــنـــــــــــادانـي الـــــــــــروض يـــــــــــا روضـــــــــــتـيوهــم لــــــــــــــــيـــــــــــــــفــــــــــــــــعـل كــــــــــــــــالأولـــــــــــــــ

فـــــــــــــخـــــــــــــبــــــــــــأت وجـــــــــــــهـي ولـــــــــــــكــــــــــــنـهإلـى الـــــــــصــــــــــدر يــــــــــا أم مـــــــــد الــــــــــيــــــــــدين

ويــــــا دهــــــشــــــتـي حــــــ فــــــتــــــحـت عــــــيــــــنيوشـــــــاهــــــــدت فـي الـــــــصــــــــدر رمـــــــانــــــــتـــــــ

ومـــــــازال بـي الـــــــغـــــــصـن حـــــــتـى انـــــــحـــــــنىعــــــــلـى قــــــــدمـي ســــــــاجــــــــدا ســــــــجــــــــدتــــــــ

وكــــــــــــــــــــــان عــــــــــــــــــــــلــى رأســه وردتـــــــــــــــــــــانفــــــــــــقـــــــــــدم لـي تــــــــــــيـــــــــــنـك الــــــــــــوردتـــــــــــ

وخــــــــفـت مـن الـــــــــغــــــــصـن إذ تـــــــــمــــــــتـــــــــمت

- ٣١٩ -

ــــــــــــــلـــــــــــــــمـــــــــــــــتـــــــــــــــ بـــــــــــــــأذنــي أوراقـه كـفــــــــــرحـت إلـى الــــــــــبــــــــــحــــــــــر لـلابــــــــــتـــــــــراد

ـــــــــلــــــــنـي ويـــــــــحـه مــــــــوجـــــــــتــــــــ فـــــــــحــــــــم فـــــــــــمــــــــــــا ســــــــــــرت إلا وقـــــــــــد ثــــــــــــارتـــــــــــا

(١٩) بـــــــردفي كـــــــالـــــــبـــــــحــــــر رجـــــــراجـــــــتــــــ

وها هو في قصيدته «من مآسي الحرب» يقول:ــــــقـــــــلـــــــتــــــ ــــــهـــــــا أهـــــــدت الــــــيـــــــهـــــــا ا ا

والـــــظــــــبــــــا أهـــــدت إلــــــيــــــهــــــا الـــــعــــــنــــــقـــــافـــــهـــــمـــــا فـي الحـــــسن أســـــنـى حـــــلـــــيـــــتـــــ

لـــــــــلـــــــــعــــــــــذارى جل مـن قــــــــــد خـــــــــلـــــــــقـــــــــاـــــــنــــــــحــــــــتـــــــ ودرى الــــــــروض بـــــــتــــــــيـن ا

ـــــــا يــــــعـــــــشـق الــــــروض الحـــــــســــــان وقـــــــدفـــــكـــــســــا بـــــالـــــورد مــــنـــــهـــــا الــــوجـــــنـــــتــــ

وكــــــســـــــا مــــــبــــــســـــــهــــــمــــــا بـــــــالأقــــــحــــــوانورمـى فــي صــــــــــــدرهــــــــــــا رمــــــــــــانــــــــــــتـــــــــــ

مـن رأى الــــــــــرمــــــــــان فــــــــــوق الخــــــــــيـــــــــزرانـــــــوجــــــتــــــ فـــــــهــــــمــــــا فـي صــــــدرهـــــــا كــــــا

أي صـب مـــــــــــا تـــــــــــمـــــــــــنـى الـــــــــــغـــــــــــرقـــــــــــاأو هـــــمــــا - ولــــيـــــســــلــــمــــا - كـــــالــــتــــوأمــــ

كــــــــــلــــــــــمــــــــــا هــــــــــمـت لأمــــــــــر قــــــــــلــــــــــقــــــــــاــــــــقـــــــام ورآهــــــــا الــــــــلــــــــيـل فــــــــاخــــــــتــــــــار ا

- ولـــــــــقـــــــــد طـــــــــاب لـه - فـي شـــــــــعـــــــــرهــــــــاوصــــــبـــــا الـــــفـــــجـــــر فـــــأضــــــحى حـــــ هـــــام

بــــــــــــهـــــــــــــواهــــــــــــا درة فـي ثــــــــــــغــــــــــــرهــــــــــــافـــــــــــإذا مــي كـــــــــــمـــــــــــا شـــــــــــاء الـــــــــــغـــــــــــرام

مـــــــا نجــــــــا ذو صـــــــبــــــــوة مـن أســـــــرهـــــــا(٢٠)

- ٣٢٠ -

لا شيء يـصـور الـنــهـد إلا الـرمـان أو مـوج الـبـحـر ولا شيء يـدل عـلى الحـسن إلاها والظبـاء والروض والورد. الصور ذاتها تتوالى وتطـبع الشعر بطابع واحد. فها هو ا

لاط يورد قبله في قصيدته «الجمال والكبرياء» نفس الصور فيقول: شبلي انــــــظــــــر الــــــصــــــبـح إلــــــيــــــهــــــا فـــــــانــــــطــــــبع

رســــمــــهــــا في وجــــهــــهــــا الـــــزاهي الجــــمــــيلوانــــــحـــــنـى الـــــورد عــــــلــــــيـــــهــــــا فـــــارتــــــضع

مـن دم الـــــــــورد مـــــــــحـــــــــيـــــــــاهـــــــــا الأســـــــــيلفــــــــزهــــــــا الـــــــعــــــــنــــــــاب والخـــــــد امــــــــتــــــــقع

حــــــمـــــرة يــــــحـــــرســــــهـــــا جــــــفن كــــــحـــــيل(٢١)

ترديـد بترديد وصـور حسيـة مادية تـتردد في كل القصـيدة. إن «هنـد» في قصيدةبـشارة الأولى هي طـبق الأصل عن «مي» في قـصـيدته الـثانـيـة والنـهـار واللـيل والروضكننـا أن نفرق بوجه من والبحر قـد هامت في «هنـد» كما هامت في «مي» ولا فـرق. ولا

لاط التي وصفها. الوجوه ب «هند» و«مي» عند الأخطل الصغير وب عروس ا

وهكـذا نرى أن بـشارة الخـوري ظل ماديـا حـسيـا في شعـره ولم يصل إلى أعـماقالـنـفس ويسـبر أغـوارهـا. فقـد ظلت صـبـغة الـشعـر العـربي الـقد طـاغيـة عـليه. وإن كـناـه وتلـوعه وشكـواه في غزله فـإننـا نـرى أنهـا لا تتـعدى الـظواهـر. إن السـطحـية نلـمس تأتـطغى عـلى شعـر الأخطل الصـغيـر فلا غوص إلى الأعـماق ولا شجـو ولا وصف لعـاطفة

. قوية مريرة كما نرى عند الرومانتيكي الأصيل

ا يحدثـنا عن مظاهرها وحسب فـإذا حدثناعن عاطفـته فلا يحدثنا عنهـا ذاتها. وإوهـو وإن أراد أن يتـحـدث عن مـطـاوي نـفسـه وأحاسـيـسـهـا فإنـه يلـمح إلـيـهـا لمحـا وكأنه

يعجز عن سبر أغوارها.

غيـر أنه على بعـده بذلك عن الـرومانتـيكيـ كان من أولـئك الشعـراء اللـبنانـي الذينذهب الرومانتيكي الذي كان من أعلامه الياس أبي شبكة. مهدوا في الشعر العربي إلى ا

د. سامي مكارم✸✸✸✸

- ٣٢٣ -

لبنــــان الشاعــرصلاح لبكي

عارف ديوان «الهوى لم يكن شاعرنا الكبيـر بشارة الخوري الذي نشرت له دار اوالشـباب» إلا واحدا من حـلقـة الشـيخ اسكنـدر العـازار يختـلف الى مجـالسه فـيصغيـصــغـ الى نــوادره الأدبـيـة والــشـعــريـة ويـروح يــقـرض الــشـعـر مــعـارضــا كـبـار مع االشعراء. روي عن أحد أفراد الحلقة أن الشيخ اسكندر كان إذا قيل له: «هو ذا بشارةيقرض الـشعر» يجيب: «بـشارة صحفي وسـليم شاعر وهـو يعني سلـيم عازار فاتركوا. وكان بشارة آنـذاك قد أنشأ مجلة «الـبرق» يساعده الشيخ بـشارة للصحافة يـبرز بها»اسكـنـدر العـازار شيخ الحـلـقة. إلا أن بـشارة لـم يقـنع بالـصـحافـة بل عـكف على الـنظم

وطلع ذات يوم على شيخه ورفاقه بقصيدته الغزلية: عــــشـت فــــالـــــعـب بــــشـــــعــــرهـــــا يـــــا نــــســـــيم

واضـــــــحــــــــكي فـي خـــــــدودهــــــــا يـــــــا نجـــــــوممـن ملاك فـي بــــــــــردتـــــــــيـــــــــهــــــــــا مـــــــــقــــــــــيم

جــــــــــــــســــــــــــــد طــــــــــــــاهــــــــــــــر وروح كــــــــــــــرومـــحـــيــــا فـــيه تـــرى الــــبـــدر حـــيـــا

ا وانطـلق إلى فضـاء الشـعر لا يـتخـطى حدود مـا رسمه الأقـدمون. شـعر وصـفي ا تلمسه الأكف فهو في قصيدته وصف فتاة: يقع تحت الع وشــــــعـــــرهــــــا قـــــطــــــعــــــة من الــــــلـــــيـل والخـــــد

قــــــبـــــــلـــــــتـه شـــــــمس الـــــــضـــــــحـى فـــــــتــــــورد

< الشعر في مطلع القرن دار الحضارة ص٩٩ .

- ٣٢٤ -

وعــــــــلـى صــــــــدرهـــــــا مــــــــتـى تــــــــتــــــــنــــــــهـــــــدـــــهــــد مـــــوجـــــة هـــــزت الـــــصـــــغـــــيـــــرين فـي ا

فــــاشــــرأبــــا كــــمن تــــخــــوف شــــيــــا

وفي قصيدته «هند وأمها»:أتـت هـــــــــنـــــــــد تـــــــــشــــــــــكـــــــــو إلـى أمـــــــــهـــــــــا

فــــــــســـــــبــــــــحـــــــان مـن جــــــــمع الــــــــنـــــــيــــــــرين

فقالت لها:إن: الـضحى قبلها قبـلت - والدجى حباها مـن شعره خصلت - والروض

وضع في الصدر رمانت - والغصن قدم لها وردت - والبحر موجت -

وفي قصيدته التي عنوانها «من مآسي الحرب»:ــــــقـــــــلــــــتــــــ ــــــهـــــــا أهــــــدت الـــــــيــــــهـــــــا ا ا

والـــــظــــــبــــــا أهـــــدت إلــــــيــــــهــــــا الـــــعــــــنــــــقـــــافـــــهـــــمـــــا في الحـــــسـن أســــنـى حـــــلـــــيـــــتــــ

لـــــــــلـــــــــعـــــــــذارى جـل مـن قـــــــــد خـــــــــلـــــــــقــــــــاـــــــنــــــــحــــــــتـــــــ ودرى الــــــــروض بـــــــتــــــــيـن ا

ـــــــا يــــــعـــــــشـق الــــــروض الحـــــــســــــان وقـــــــدفـــــكـــــســــا بـــــالـــــورد مــــنـــــهـــــا الــــوجـــــنـــــتــــ

وكــــــســـــــا مــــــبــــــســـــــمــــــهــــــا بـــــــالأقــــــحــــــوانورمـى فــي صــــــــــــدرهــــــــــــا رمــــــــــــانــــــــــــتـــــــــــ

مـن رأى الــــــــــرمــــــــــان فــــــــــوق الخــــــــــيـــــــــزرانـــــــوجــــــتــــــ فـــــــهــــــمــــــا فـي صــــــدرهـــــــا كــــــا

أي صـب مـــــــــــا تــــــــــمـــــــــــنـى الــــــــــغـــــــــــرقــــــــــا?أو هـــــمــــا - ولــــيـــــســــلــــمــــا - كـــــالــــتــــوأمــــ

كـــــــــلـــــــــمـــــــــا هــــــــمـت بـــــــــأمـــــــــر قـــــــــلـــــــــقــــــــا

- ٣٢٥ -

ــــــــقـــــــام ورآهــــــــا الــــــــلـــــــيـل فــــــــاخـــــــتــــــــار ا- ولـــــــــقـــــــــد طـــــــــاب لـه - فـي شـــــــــعـــــــــرهــــــــا

وصــــــبـــــا الـــــفـــــجـــــر فـــــأضــــــحى حـــــ هـــــامبــــــــــــهـــــــــــــواهــــــــــــا درة فـي ثــــــــــــغــــــــــــرهــــــــــــا

رأة كـما تخيله مـتقفيا أقول في هذه القصـائد يضع الرسم الحـبيب رسم جمال االأقدم لا فرق بـ واحدة من الحسان وأخرى حتى ليـظن أن الفتاة التي وصفها فيو«صف فتاة» هي هنـد التي جاءت تشـكو إلى أمها وهي أخـيرا ضحيـة «علي منيف» في

«من مآسي الحرب».

هـا وأعناق الظبـا وخصل الليل وورد جمال فـتاته أو فتيـاته مجموعـة من عيون االخـدود وأقحـوان الـشفـاه وخـيزران الـقـدود ورمان الـصدور - مـن رأى الرمـان فوق

الخيزران - وموج الردف تارة والصدر أخرى أي صب ما تمنى الغرقا.

ولكن بشارة الخـوري الذي بدأ يقرض الشعر سـنة ١٩٠٩ على هذا النحو ما لبثطـالعات أن عكف عـلى مطالـعات أجـنبـية خـلبته فـعرب قـصائـد كثـيرة وقد تـكون هـذه اهي الـتي صـرفـته إلى نـحو آخـر من الـوصف: إلى وصف الـلـواعج ومـا الـيـهـا من حـنانوعـطف ورضى وغضب. غـير أنه لم يـرفع الصـوت بصيـحة ألم إلا في مـا ندر كـمثل هذاـنشود. فقد ظل شعـره يخفق بالأخبار عن الـتلهف على ضيـاع الهوى والشباب والأمل ا

العواطف وبوصفها لا بالتعبير عنها تعبيرا مباشرا.

وكثيرا ما يتجاوز موضوعه متخـذا منه مناسبة لوصف مشهد من مشاهد الطبيعةكالجبل والسهل والبحر كما في قصيدته قلب خافق:

أنـــــــــــــا ســــــــــــــاهـــــــــــــر والــــــــــــــكـــــــــــــون نـــــــــــــام وكــل مـــــــــــــــــا فــي الـــــــــــــــــكـــــــــــــــــون نــــــــــــــــام

نـــــــــــــام الجــــــــــــــمـــــــــــــيـع ومـــــــــــــقـــــــــــــلـــــــــــــتـييــــــــــــــقـــــــــــــظـى تــــــــــــــجـــــــــــــول مــع الـــــــــــــظـلام

- ٣٢٦ -

حـــــــــــــــــــــــــتـــى نجـــــــــــــــــــــــــوم الافــق نـــــــــــــــــــــــــامـت فـــــــــــــوق طــــــــــــيــــــــــــات الــــــــــــغــــــــــــمــــــــــــام

✸✸✸✸✸✸✸✸

أنـــــــــــــا ســــــــــــــاهـــــــــــــر وجــــــــــــــبـــــــــــــال لـــــــــــــبـــــــــنــــــــان عــــــــلـــــــيــــــــهــــــــا الـــــــصــــــــمـت حـــــــام

خـــــــــــــــــــلـع الجــلال عــــــــــــــــــلــى مــــــــــــــــــنــــــــــــــــــاكـــــــــــبــــــــــهـــــــــــا مـــــــــــواهـــــــــــبـه الجـــــــــــســــــــــام

ــــــــــــــكــــــــــــــأنـــــــــــــــهـــــــــــــــا إذ صـــــــــــــــعــــــــــــــدت فـفــي الجــــــــــــــــــــو مـــــــــــــــــــراد عــــــــــــــــــــظـــــــــــــــــــام

صــــــــــــــمــــــــــــــتــت لـــــــــــــدن بــــــــــــــرز الــــــــــــــدجـىفـــــــــــــكــــــــــــــأن فـي فــــــــــــــمـــــــــــــهــــــــــــــا لجـــــــــــــام

✸✸✸✸✸✸✸✸

أنــــــــــــــا ســــــــــــــاهــــــــــــــر والــــــــــــــســــــــــــــهـل فـي حـــــــــضـن الــــــــطـــــــــبـــــــــيـــــــــعــــــــة كـــــــــالـــــــــغلام

وكـــــــــــــــــــــــــــأمـــه فـــــــــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــــــــــحــت ذرا ـــــــــنــــــــام عـــــــــيـــــــــهــــــــا لـــــــــيـــــــــهـــــــــنــــــــأ بـــــــــا

يـــــــــــغـــــــــــفـــــــــــو ويــــــــــــحـــــــــــرس ثـــــــــــغـــــــــــره روح الـــــــــــــــبــــــــــــــنــــــــــــــفــــــــــــــسـج والخــــــــــــــزام

الــــــــــــــــــــســــــــــــــــــــهــل نــــــــــــــــــــام فــلا حـــــــــــــــــــراك ولا هــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــاف ولا بــــــــــــــــــــغـــــــــــــــــــام

✸✸✸✸✸✸✸✸

أنــــــــــــا ســـــــــــــاهـــــــــــــر والــــــــــــبـــــــــــــحــــــــــــر أخــــــــــــــــرس لا هــــــــــــــديــــــــــــــر ولا احــــــــــــــتـــــــــــــدام

ـــــــــــــــــارد الجــــــــــــــــــبـــــــــــــــــار مـــــــــــــــــنـ كــــــــــــــــــاـــــــــــــطــــــــــــرح عــــــــــــلـى صــــــــــــدر الــــــــــــرغـــــــــــام

- ٣٢٧ -

ـــــــــــــــــــــــــــكـــــــــــــــــــــــــــــأنـــه والـــــــــــــــــــــــــــــرمــل إلـ فـ

ـــــــــفـــــــــا صــــــــبـــــــــوة مــــــــنـــــــــذ الــــــــفـــــــــطــــــــام

ــــــــــنــــــــــا فــــــــــتــــــــــعــــــــــانــــــــــقــــــــــا عــــــــــنــــــــــد ا

م ومـلء ثــــــــــغـــــــــرهــــــــــمــــــــــا ابــــــــــتــــــــــســـــــــام✸✸✸✸✸✸✸✸

لا حـــس حــــــــــــــــــــــــــــــــــتـــى خـــــــــــــــــــــــــــــــــلـــت أن

ســــــــــــــاد الحــــــــــــــمــــــــــــــام عــــــــــــــلــى الأنـــــــــــــام

وحـــــــــــــــســــــــــــــبـت أنــــــــــــــفــــــــــــــاس الــــــــــــــورى

ســـــــــجـــــــــنت بـــــــــأقــــــــفـــــــــاص الــــــــعـــــــــظــــــــام

صــــــــــــــــــمــت يــــــــــــــــــقــــــــــــــــــزك فـــــــــــــــــــيــه حـب

الـــــــــــــنــــــــــــــمــل فـي مــــــــــــــلـس الــــــــــــــرخـــــــــــــام

إلا أن هذا الشـعر يتمـيز بصوره القـوية الواضحـة التي تطفـو عليها حـالة مرضية: هي جل ما اقتبسه الشاعر من الرومانطيقي

يــــــــحـــــــمـل الابــــــــتـــــــســــــــام في شــــــــفـــــــتــــــــيه

ـــــــــــــنــــــــــــايـــــــــــــا تـــــــــــــســـــــــــــيـل مـن أردانـه وا

كــــــــــــســـــــــــراج فـي جــــــــــــوف ديـــــــــــر قـــــــــــد

هـــــــــــــــــــرقــت روحــه عـــــــــــــــــــلــى جــــــــــــــــــــدرانـه

يــــــشــــــهق الــــــشــــــهــــــقــــــة الخــــــفــــــيــــــة في الـ

ـــــــفــــــجــــــر ويــــــفــــــنـي أنــــــفــــــاسـه بــــــدخــــــانه

كــــــــعـــــــــلـــــــــيـل عـــــــــلـى فـــــــــراش مـن الـــــــــسل

ــــــــــــــزار عـن إخــــــــــــــوانـه بــــــــــــــعــــــــــــــيــــــــــــــد ا

كــــــــلــــــــمــــــــا ألحـف الــــــــســــــــعــــــــال عـــــــــلــــــــيه

أطــــــــعـم الــــــــداء قــــــــطــــــــعــــــــة مـن جــــــــنــــــــانه

- ٣٢٨ -

ولـقـد يـعـمد أحـيـانـا إلى ابـتـداع صـور محض تـخـيـلـيـة أسطـوريـة كـمـا في «سـلمىتنبي»: الكورانية» و «مولد ا

عــرس من الجـن في الـــصــحـــراء قـــد نــصـــبــواله الــــــســــــرادق تحت الــــــلــــــيل والــــــقــــــبــــــبـــــا

كـــــــــأنـه تـــــــــدمـــــــــر الـــــــــزهـــــــــراء مـــــــــارجـــــــــةـــــثـل لـــــسن الأفـــــاعـي تـــــقـــــذف الـــــلـــــهـــــبــــا

أو هـــــــضــــــبـــــــة مـن خـــــــرافــــــات مـــــــرقـــــــعــــــةبـــــــــأعــــــــ مـن لـــــــــظـى أو مـن رؤوس ظـــــــــبى

تــــخـــاصــــر الجن فــــيـــهــــا بـــعــــد مـــا ســــكـــرواوبـــــعــــد مــــا احـــــتــــدمـت أوتــــارهم صـــــخــــبــــا

فــــــأفــــــزع الـــــرمـل مــــــا زفـــــوا ومــــــا عــــــزفـــــوافـــطـــار يــــســـتـــنـــجــــد الـــقـــيـــعــــان والـــكـــثـــبـــا

طـبوع على وسـيقاه فـهو قـد علم بسـر الشـعر العـربي ا ويتصف عـلى الأخص قـاطع وائتلافها فـوافق في نفسه وترا فإذا بـكل شعره قطع مـوسيقيـة يسيطر تجانس اعـنى وحتى لـيغـتفر الـعقل علـيهـا النـغم العـذب حتى لـتنـصرف إلـيهـا النفـس من دون ا

عاني أحيانا وابتذالها. إلا أن الأخطل في موشحاته بلغ الغاية. رداءة ا

ولنسمعه في قصيدته «بأبي أنت وأمي»:أنت هميلا لتجلـو الهـم عنــياسقنيها بأبي أنت وأمــــي

وغرامــــــااملا الكأس ابتساماوالخزامىفلقد نام الندامـــــــىفإلامـــــــــازحم الصبح الظلاما

رضي الحب عليناونــذوب مهجتيناقــــــم ننهنـــه شفتــيـــنا يا حبيبي

- ٣٢٩ -

أنت هميلا لتجلو الهم عنيبأبي أنت وأمي اسقنيــها

ــــــــــاكغنني واسكب غناك وهــــل أراكفي فمي فديت فـاكورضـــــاكوعلى قلبي يـــــداك

للهــكــذا أهــــــــــل الغــــزل أنعشوه بالقبــــل كلمــا خافوا ايا حبيبي

أنت هميلا لتجلو الهم عنيبأبي أنت وأمي اسقنيها فــي شفتياصبها من شفتيــــك

فــي ناظرياثم غرق ناظــــــــريك أو عليــــــــاواختصرها ما عليكيا حبيبي

قطرة في كأسناوجعلنا الزمناإن تكن أنت وانايا حبيبي

أنت هميلا لتجلو الهم عنيبأبي أنت وأمي اسقنيها

فما هي منزلة الأخطل الصغير من تطور الشعر. العربي في لبنان?.

فهوم الرومانطيقي. فهوم القد للشعر وا يؤلف شعره حلقة ب ا

لقـد تخـلى الأخطل عن أكـثر مـواضيع الـقدمـاء فلا مدائح إلا مـا ندر ولا هـجاء إلامـا نـدر ولا رثاء إلا في أديب أو وطـني أو صـديق. عـاش عـصـره فوصف حـالـة الـبؤسوأحس مع البـؤساء ونـادى بـالعـدل الاجتـماعي وأوحت له الحـوادث السـياسـية شـعرا

وطنيا ثار به على الظلم والاستبداد.

هدا لكنه عـبر عن خـوالج نفسـه واشتهـر وأثر بهـذا النـوع من الشعـر الوجـداني ـا تـخيـر من الألـفـاظ الرقـيـقة ـا هـيأ من حـجـارة الـبنـاء و ـدرسة الـيـاس أبي شـبكـة

وتغنى بجمال الطبيعة موثقا عرى الصداقة بينها وب الإنسان.

- ٣٣٠ -

وله علـى الرومنـطيـقية فـي لبنـان هذا الـفضل الآخـر وهو أنه في التـعبـير عن الـفكرة بل والأحاسيس الجديدة لم يخرج على عبقرية اللغة ولم يحطم القوالب العربية القد

أفاد من صناعة العرب وقوالبهم وصفاء لغتهم.

وإذا كـان قـد تـأثـر بـنـظـريـات من لحـقـوه حـتى لـيـبـدو شـعـره الحـديث أجـمل وأنـعمموسيقى وأعمق إحساسا فلا مراء في أنه كان الحافز الأول في تقد الفن الجديد.

نشـأ في لبنان مـدرستان بعـد بشارة الرومـنطيقـية والرمزيـة. وأغرب ما في الأمرأن آثـار الشاعـر استهدفـت لنقمـة هؤلاء وأولئك عـلى السواء فـفي سنة ١٩٣٠ شـنت عليه«عصـبة العشـرة» في مجلة «الجـمهور» حمـلة نارية اشـترك فيهـا: أبو شبكـة وخليل تقيتـرجمة الـدين وميـشال أبـو شهلا ووصـفوه بحـفار الـقبـور إشارة مـنهم إلى قـصائـده ا

التي كان ينشرها ويدعيها موضوعا وشكلا.

فيرد من قصيدته في رثاء حافظ:شـــــاعــــــر الـــــنـــــيـل جـــــز طــــــريـــــقك لــــــلـــــخـــــلـ

ـن تـــــــــريـــــــــد صـــــــــداقــــــــا ــــــــــد وخـــــــــذهـــــــــا درة صـــــــــاغـــــــــهـــــــــا الـــــــــذي تـــــــــرك الحـــــــــسـ

ســـــــــاد تجــــــــــري ولا تـــــــــطــــــــــيـق لحـــــــــاقـــــــــاكـــــــلــــــمـــــــا اطــــــبـق الـــــــغــــــبـــــــار عـــــــلــــــيـــــــهم

حـــــشــــرجـــــوا تحـــــته ومـــــاتــــوا اخـــــتــــنـــــاقــــا

ودعت الجامعـة الأمريكيـة الأخطل الصغـير وسعيـد عقل زعيم الرمـزية في لبنانإلى حـفلـة أقـامتـهـا في قاعـة «وست» فـألقى الأخـطل قـصيـدته «عـروة وعـفراء» وقـد كاننظمـها مـنذ عشـرين سنـة قبل ذلك (سـنة ١٩١٧) وما أن انـتهى حـتى وقف سعـيد عقلوكان بعـد في مسـتهل الشـباب وقال إنه لا يـقيم وزنـا لشاعـر يعـيش على ساحل الـبحرـتـوسط تـغـسل أقـدامه الأمـواج ويـكـلــله صـنـ بـتـيـجـانه ثم يـحـمل نـفـسه إلى الأبـيض ا

الصحراء لتوشي قصائده.

- ٣٣١ -

تثلا بقوله: فرد الأخطل ومـــــعـــــشـــــر حـــــاولـــــوا هـــــدمي ولـــــو ذكـــــروا

لـــــــكــــــان أكـــــــثـــــــر مــــــا يـــــــبـــــــنــــــون مـن أدبيتــــــركـــــتــــــهـم في جــــــحـــــيـم مـن وســـــاوســــــهم

ورحـت اســــــحب أذيــــــالـي عــــــلـى الــــــســــــحب.

فالأخـطل كـأكـثر الـقـدامى يعـد كل نـقد يـوجه إلى آثـاره تعـرضـا شخـصـيا له. ولاغرو فهو لم يعان التبصر في النظريات ولا اتبع في النظم مبادىء مدرسة ولا وضع ولا

تبنى نظرية.

لو أن ديوان الأخطل الصغير نشر في حدود ١٩٢٠ - ١٩٢٥ لكان له وقع الحدثقاطع الجديدة التي قلت ولكنه وهو لم يـظهر في حينه يبدو اليوم برغم اشتماله على ان ناصبـوا صاحبه الـعداء وكأنه زهـور ربيع سبق له إنـها تأثـرت بنظـريات اللاحقـ جمـاله وروعته وأثره الفاعل إلا أن الجمـال والروعة والطيب هذه تحـمل طابع عصر عبر

ومفهوما شعريا نأى فلا دخل له في معترك الحاضر.

صلاح لبكي

✸✸✸✸

- ٣٣٢ -

ابيض

- ٣٣٣ -

الأخطل الصغيرنبــر والديـــــوان بــ ا

طلب الأم عبدا

هل كان الأخطل الصغير شاعر منبر أم شاعر ديوان?

ـسـموع» لـيس هـذا الـسؤال مـجـرد تـمـيـيز بـ «الـشـفـهي» و «الـتحـريـري» وبـ «اـفـاخـر ـرحـلـة «الـعـكـاظـيـة» وا ـقـروء» بل إنه يـعـنـي الانـتـقـال بـالـشـعـر الـعـربي مـن ا و«االجاهلـية والـوقوف علـى الأطلال إلى مرحلـة التـعايش مع الـعصر والـتفـاعل مع الحياة

وضوعي. انطلاقا من خوالج النفس الإنسانية الذاتي منها وا

نبـر في الشعر الـعربي لم تكن تـعبر في حيـنها عن هذه ولست أقـصد أن مرحلـة االخوالج بل على العكس ففي رأيي ان الـشعر الجاهلي ولا سيما الوقوف على الأطلالوالبـكاء على الـدمن والتفاخـر بالأمجـاد والأحساب هو من أصـدق ألوان الشـعر العربي

وأكثرها انعكاسا لصور الحياة.

فالطلل والرماد والأثافي في حياة البدوي هي كل ما تبقى من حياة كانت بالأمسصخابة ريانة حافلة بالأمل.

عـبرة عن الحـياة الـبدويـة القـلقـة الرجـراجة: وكـان الشـعر كـانت الخيـام الصـورة اانـعـكـاسـا لـهـذه الحـيـاة حتـى إنه اسـتعـار من الخـيـمـة بـيـتـهـا وعمـودهـا ووتـدهـا وقـلـقـهاـامة وتـنـقـلهـا. ومن هـنـا كـانت الـوحـدة في الـبيـت لا في القـصـيـدة وكـانت الـصـور من إ

عابرة و «لقطة» سريعة يعوزها العمق والشمول والتتابع.

< مجلة الطريق.

- ٣٣٤ -

وأدى انـتـشـار الأمـيـة ونـدرة الـكـتـابـة إلى شـيـوع الـروايـة كـواسـطة لـلـحـفـاظ عـلىالشعر حتى قيل: «ويل للشعر الحسن من راوية السوء».

ولـكن روح الـتقـلـيـد والجمـود الـتي جـعلت من الـشـعـر الجاهـلي الـذي كـان صورةوذجا كلاسيكيـا يحتذى لفريق كبـير من شعراء العصر الأموي صـادقة للبيئة الـبدوية ــضـمـون وقـوف مـوهـوم عـلى أطلال ـشـوه في الـشـكل وا والـعــبـاسي فـكـان الـتـقـلــيـد ا

ديح كاذب زائف. موهومة ب قصور بغداد وغزل كاذب بحبيب موهوم ثم تخلص

ولقد أدى هـذا الجمود والـتقـليد بـشاعر ثـائر كأبـي نواس إلى الهـجوم والسـخريةمن هذا الشعر والتهكم على أصحابه.

ولكن ما شأن الأخطل الصغير وكل هذا?

نـبر الـذي احتـكاه الأخـطل الصغـير في طـريقه الـطويـلة إلى الـشهـرة والتي كانت اـنـبـر هذا هـو الـذي يربط الأخـطل الـصـغيـر بـعالم ـطاف فـيـهـا «إمارة» الـشـعر ا نـهايـة اـنــبـر الـذي يــتلاعب فـيـه «الإلـقـاء» وحــسن الأداء و«الخـطـابــة» بـعـواطف الـتــقـلـيــد هـذا اـرحوم حـليم ـنبـر الذي جـعل من ا ـآ ا الجـماهـيـر وينـتزع مـنـها الـتصـفـيق حتى في انبر الذي يجعل النقد الصحيح دموس في حفلة تأب شوقي مرشحـا لإمارة الشعر استحـيل ويعيده إلى مفـهومه القد حينـما كان يحكم عـلى شاعر بأنه أشعر من حكم ا

العرب لأنه القائل لبيت من الشعر هز مشاعر «الناقد» أو صادف هوى في نفسه.

ـقـروء الخاضع ـنـبـر مـا هو دوره في شـعـر الأخـطل? ومـا هو دور الـديـوان ا هذا افاهيم النقد العلمي?

يـقـول سعـيد عـقل في مـقدمـة ديوان الأخـطل الـصغـير في مـعـرض حديـثه عن صاحبطبعة والحرف ونقل القصيدة من نبر إلى ا الديوان والدور الذي لعبه في نقل الشـعر من ا

براعة الإلقاء وخداع «النبرة» إلى مختبر النقد و «أرجوحة» التحليل يقول:

ثابـة دار النشر نـبر - لا رد الله عـهده - لكـبار شعـرائنا والـناثريـن «بـلى كان امجال هو ليوم عز ما سواه لهم حافز.

- ٣٣٥ -

ماذا عمل الشاعر?. فتت الجنزير!!».

ولكن هل صحيح أن الأخطل كسر الجنزير حقا?.

إن سعـيد عـقـل بإجـابتــه عـلــى هذا الـتسـاؤل بعد سـطور يـبدو وكـأنه ينـاقض ما قررهقبــل سـطــور فقال: «ذات يوم - وكيف أنسى آخـر في بغداد? كبروا للبـنان في القاهرة كماللذي لا تكبيرة إلا له. كان ذلك بفضل بيت من شعر له أو قواف مرنان دونها انعطاف الحور

على الحور».

إذن ما زلنا في عصر: «إنه أشعر العرب أليس هو القائل?».

«بـيت من شـعـر أو قــواف مـرنـان» لا تجـعل من الأخـطل «أمــيـر الـشـعـر» أو أشـعـرالعـرب فحسب بل تجعل الناس في القـاهرة وبغداد ودمشق تكبر لـلبلد الذي أنجبه كمالا تكبـر إلا لله. إذن فالجـنزير لم يـكسر ومـا زال الحكم على الشـاعر من خلال بيت من

شاعر بطلاوته وأناقة قافيته. شعر يهز ا

ـوازين النقد الحديث ولو لم تـكتمل عناصره ولعل شـعر الأخطل خضع لأول مرة ـوضوعـية وذلك حـينـما «وقـعت الواقـعة» بيـنه وب «عـصبـة العـشرة» ولا سـيمـا الياس اأبـي شـبـكـة ورغم أن الــعـصـبـة لم تــعـد إلى الـعـشـرة رغـم اسـمـهـا فـقــد كـانت نـوعـا منـثله إلا أن الـعامل الـشـخصي - بـكل أسف - لعب دورا الانتـفـاضة عـلى القـد ومن عركة» وكانت ردود الفعل لدى الأخـطل الذي كان يضيق ذرعا بالنقد مهما في تـطور «ا

أهاجي « للياس أبي شبكة» و «هجوم معاكس» على العصبة.

عرض» وكان أكثر ما أهاج الأخطل الصغير على العصبة التي جعلت من مجلة «امـنبرها وكان يشرف عـليها ميشال زكـور وميشال أبو شهلا أنهـا نسبت إليه «انتحال»سلول» التي الشعر الفـرنسي ولا سيما شعر ألفرد دو مـوسيه وعلى الأخص قصيدة «ا

يقول في مطلعها:حــــــــــســــــــــنــــــــــاء أي فــــــــــتـى رأت تــــــــــصـــــــــد

قــــــــتــــــــلـى الـــــــهــــــــوى فــــــــيــــــــهــــــــا بـلا عـــــــدد

- ٣٣٦ -

وقـد حدا ذلك بالأخطل الـصغير عنـد طبع ديوانه الأخير إلى أن يـشير في فهرستقـطع البـالغ عشرين بـيتـا يقول وسيه وفي هـذا ا ـقطع بـ هلال هـو الديوان الى أن ا

موسيه بالعربية:«قـــــــــــــالـت لـه: لـــــــــــــفــــــــــــجـــــــــــــر غــــــــــــد

ضـع رأسـك الــــــــــــواهـي عــــــــــــلـى كــــــــــــبـــــــــــدي لا تــــــــــســــــــــلـط يــــــــــا حــــــــــبــــــــــيـب عــــــــــلـى

مـــــــخـــــــمـــــــور جـــــــســـــــمـك قـــــــلـــــــة الجـــــــلـــــــدعـــــــيــــــنـــــــاك مـــــــتــــــعـــــــبـــــــتــــــان مـن ســـــــهــــــر

ويـــــــــــداك راجـــــــــــفـــــــــــتـــــــــــان مـن جـــــــــــهـــــــــــد- لا لا أنـــــــــــــــــــــــــــــــام ولا أذوق كـــــــــــــــــــــــــــــــرى

إن الـــــــــــنــــــــــهـــــــــــار مـــــــــــضـى ولـم يـــــــــــعــــــــــدلا لا أنـــــــــــــــــــــــــــــــــــام ولا أذوق كــــــــــــــــــــــــــــــــــرى

أنـــــــا لـــــــسـت مـن أحـــــــيـــــــا لــــــــفـــــــجـــــــر غـــــــدســـــــــلـــــــــمـى أحـس الـــــــــنـــــــــار ســـــــــائـــــــــلـــــــــة

بـــــــــدمـي وتجــــــــــري مـــــــــعـه فـي جــــــــــســـــــــديوأحــس قـــــــــــــلـــــــــــــبــي فـــــــــــــاغــــــــــــــرا فـــــــــــــمـه

لــــــــــــلـــــــــــحـب لــــــــــــلـــــــــــذات لــــــــــــلـــــــــــرغـــــــــــدإن ضـــــــــاع يــــــــــومـي مـــــــــا أســــــــــفـت عــــــــــلى

خـــــــــضـــــــــر الـــــــــربــــــــيـع وزرقـــــــــة الجـــــــــلــــــــد- لا تـــــــــــــــكــــــــــــــابـــــــــــــــر كــــــــــــــاد رأسـك أن

يـــــــهــــــــوي بـــــــكــــــــأسـك غـــــــيــــــــر أن يـــــــدي...

- يــــــهــــــوي!.. نــــــعم يــــــا فــــــتــــــنـــــتـي ومــــــنى

نـــــــــفـــــــــسـي وزهـــــــــرة جـــــــــنـــــــــة الخـــــــــلـــــــــد

يــــــــــهـــــــــــوي! ولـم لا والــــــــــشـــــــــــبــــــــــاب ذوى

وعـــــــلـى شـــــــبــــــــابي كــــــــان مـــــــعــــــــتـــــــمـــــــدي

- ٣٣٧ -

لــم تـــــــــــــــــبــق لـي مـــــــــــــــــنــي ســـــــــــــــــوى رمـق

مــــــــــــــتــــــــــــــراوح فــي أضـــــــــــــلــع هــــــــــــــمـــــــــــــد

ربــــــــــــاه! مـن يـــــــــــــومــــــــــــ كــــــــــــنـت فــــــــــــتـى

لـي قــــــــــوتـي وشــــــــــبــــــــــيــــــــــبــــــــــتـي وغـــــــــدي

والــــــــيـــــــــوم أســـــــــرع لـــــــــلـــــــــبـــــــــلـى وأنــــــــا

لـم أبــــــــــــــلـغ الـــــــــــــعــــــــــــــشـــــــــــــريـن أو أكـــــــــــــد

ســـــــــــلـــــــــــمـــــــــــاي إنـك أنـت قـــــــــــاتـــــــــــلـــــــــــتـي

فـــــــجــــــمـــــــيل جـــــــســــــمـك مــــــدفــــــنـي الأبــــــدي

وطــــــــويل شــــــــعــــــــرك صــــــــار لـي كــــــــفــــــــنـــــــا

كــــــــــفن الــــــــــشـــــــــبـــــــــاب ذوى وكـــــــــان نـــــــــدي

ســـــلــــــمـى اطـــــفـــــئـي الأنــــــوار وافـــــتـــــتــــــحي

هـــــــــذي الــــــــــكـــــــــوى لـــــــــنــــــــــســـــــــائـم جـــــــــدد

ودعـي شـــــــعــــــاع الـــــــشـــــــمـس يــــــضـــــــحـك لي

فـــــــشــــــــعـــــــاعــــــــهـــــــا بــــــــرد عـــــــلـى كـــــــبـــــــدي

ودعـي أريج الــــــــــزهــــــــــر يـــــــــنــــــــــعـــــــــشــــــــــني

وهــــــــــديـل طـــــــــيــــــــــر الأيــــــــــكـــــــــة الــــــــــغـــــــــرد

أنــــــــا إن قــــــــضــــــــيت هــــــــوى فـلا طــــــــلــــــــعت

شــــــمس الـــــــضــــــحى بــــــعـــــــدي عــــــلى أحــــــد»

وسيه بعـد أن شنت عليه ـقطع الذي أشار الأخـطل الصغيـر أنه لقد تـعمدت نقل اعارك الأدبية» ونشوء «عصبة العشرة» حملة الانـتحال ولكي أعطي للقار صورة عن «ادارس النـقديـة في أوساط الـثلاثيـنات التي بـقيت - بـكل أسف - «كتـاتيب» نـقدية ولم اـديح على الأصدقاء تجار قوانـ التطور وبـقي «النقد» حـتى اليوم أسلـوبا إما لإغداق اـثالب لـيست ن لا يـشمـلهم الـعطف و «الاسـتـلطـاف» وهذه ا ثـالب أو الـتـجريح ونـبش ا

- ٣٣٨ -

وضوعية الثانية التي مثالب في الأثر بل مـثالب في «الشخص» وكانت المحاولة النقديـة اـقال الـذي نشـره أم الـريحـاني هـذا العـبقري كـان الأخطل الـصغـير هـدفا لـها هي االـذي سـبق زمانـه وكان عـنـوان مـقاله «أنـتم الـشـعراء» فـشن هـجـوما عـلى الـشـعراء في

ناسبة ظهور قصيدته الشهيرة (الهوى والشباب). شخص الأخطل الصغير ✸✸✸✸✸✸✸✸

وسواء كـان الأخـطل الصـغـير شـاعـر منـبـر أو شاعـر ديـوان أو شاعـر صـحيـفة - ولاـساهمـة في خلق ـكن أن ننـسى دور جريـدته «البـرق» في حلـيتهـا الأدبيـة والسـياسـية في االحركة الأدبـية في البلـدان العربية فـقد كانت منـبرا وديوانا سيـارا للقدمـاء والناشئ - منشـعراء العـربيـة وكتـابها في فـترة كـانت الصحـافة الأدبـية مـعدومة أو شـبه معـدومة. قلت إنالأخطل الـصغـيـر سواء كـان شاعـر منـبر أو شـاعر ديـوان أو شـاعر صـحيـفة فـهنـاك أمر لاية الأولى ثل مدرسة المخـضرم الذين نـشأوا قبيل الحـرب العا مراء فيه وهو أن الأخـطل ـدارس الأدبـية «الجـديـدة» ورعـوهـا حتى وبـرزوا في فـتـرة مـا ب الحـربـ ومـهـدوا لظـهـور اتـنكـرت لهـم فتـنكـروا لهـا. وللأخطل الـصغـير من هـذه الـناحـية خـصائص تـميـز بهـا عن بقـيةـدرسة مـنـها: أنه انـطـلق إلى الآفاق الـعـربيـة والإنسـانـية ولم يـحـصر نـفسه في رجـال هذه اإقليـمية ضيـقة وذلك دون أن يتـنكر لـوطنه لبـنان ولقـد سمعـته رحمه الله أكـثر من مرة يردده ه لأن عا في أحاديـثـنا الخـاصـة أن «الـعش» ليـس إلا منـطـلقـا لـلـشاعـر الـنسـر ولـيس عـاالأبـعاد والأعـالي وأنه يعتـبر لبـنان الـعش الذي نشـأ فيه وتـرعرع وأن مرتـعه القريب الأدنى

هو دنيا العروبة ومرتعه الأبعد هو الإنسانية.

وإن نظـرة واحدة تـلقى عـلى ديوانـه تظـهر أنه تجـاوب في شعـره مع أحداث الـعالموكان شعره صدى لأفراحه وأتراحه فقصيدته «مرحبا مصر» التي يقول فيها:

مرحبا مصرمرحبا

كل أهل لك أهل

- ٣٣٩ -

وكل صدرمحل

مرحبا مصريا شقيقتنا البكر

ويحلوترديد مصرويغلو

وضفاف بردى التي يقول فيها:بــــــــــردى هل الخـــــــــلــــــــــد الـــــــــذي وعـــــــــدوا به

إلاك بـــــــــــــــــــــ شـــــــــــــــــــــوادن وشـــــــــــــــــــــواديقــــــالــــــوا تحـب الــــــشـــــــام قــــــلت جـــــــوانــــــحي

مــــــقـــــصــــــوصــــــة فــــــيــــــهــــــا وقــــــلـت فـــــؤادي

وقصيدته «غنيت للشرق الجريح»:أنـــــــــا فـي شـــــــــمــــــــــال الحب قــــــــــلب خــــــــــافق

ــــــــــــ الحـق طـــــــــــيــــــــــــر شـــــــــــاد وعـــــــــــلـى غــــــنــــــيت لــــــلــــــشــــــرق الجــــــريـح وفي يــــــدي

مـــــــا في ســــــــمـــــــاء الـــــــشـــــــرق من أمـــــــجـــــــادفـــــمـــــزجـت دمـــــعـــــته الحـــــنـــــون بـــــدمـــــعـــــتي

ونـــــــــقـــــــــشـت مـــــــــثـل جـــــــــراحـه بـــــــــفــــــــؤادي

وقصيدته «خيال من دمر» التي يقول فيها:ســـــــألـــــــتــــــــني وكـــــــفـــــــهــــــــا فـــــــوق قـــــــلـــــــبي

عــــــــــــزك الــــــــــــلـه هـل تحـب الــــــــــــشــــــــــــآمــــــــــــاقــــــلـت: حــــــبـــــــا زق الحـــــــمــــــامـــــــة لــــــلـــــــفــــــر

خ فـــــــــلـم لا نــــــــــكــــــــــون ذاك الحــــــــــمــــــــــامـــــــــا

- ٣٤٠ -

وقصيدته «شوقي» التي يقول فيها:تــــغــــرب الحــــسـن والإحــــســــان فــــالــــتــــمــــســـا

وجــــــهــــــا مـن الأرض هــــــشـــــــاشــــــا لــــــزائــــــره

لا يــــــــســــــــتــــــــوي المجــــــــد إلا مـن مــــــــفـــــــــارقه

ولا يــــــــــــصــــــــــــفـق إلا فـي ضــــــــــــفــــــــــــائــــــــــــره

مـــــــــــا غـــــــــــادرا بـــــــــــلـــــــــــدا إلا إلـى بـــــــــــلـــــــــــد

والحـــــــر يـــــــلـــــــهـب مـن خـــــــدي مـــــــســـــــافــــــره

حـــــتـى أطلا - عــــــلى مــــــصـــــر فـــــراعــــــهـــــمـــــا

مـــــا زخــــــرف الــــــنـــــيـل من إبــــــداع ســــــاحـــــره

فـــألـــقـــيــــا بـــعـــصـــا الـــتــــرحـــال واعـــتـــصـــمـــا

بـــــــضــــــفـــــــتـــــــيه وهـــــــامـــــــا في حـــــــواضــــــره

فــــــــاطــــــــعـم الجـــــــود مـن كــــــــفـي قــــــــســـــــاوره

واشــــــــرب الحـــــــــسن مـن عــــــــيـــــــــني جــــــــآذره

✸✸✸✸✸✸✸✸

لــــبــــنـــان يــــا مــــصــــر مــــصـــر مـن مــــطـــامــــحه

كــــــمــــــا عــــــلـــــمـت ومــــــصــــــر من مــــــفــــــاخـــــره

هـل كــــــــــان قــــــــــلــــــــــبـك إلا فـي جــــــــــوانــــــــــحـه

أو كــــــــــان دمـــــــــــعـك إلا فـي مــــــــــحـــــــــــاجــــــــــره

أو كـــــان مـــــنـــــبـت مـــــصـــــر غـــــيـــــر مـــــنـــــبـــــته

أو كـــــان شـــــاعــــــر مـــــصـــــر غــــــيـــــر شـــــاعـــــره

تنبي والشهباء) التي قال فيها: وقصيدته (اشـــــــهــــــبــــــاء لـــــــو كــــــانـت الأحلام كـــــــأس طلا

فـي راحـــة الـــفــــجـــر كـــنـت الـــزهـــر والحــــبـــبـــا

- ٣٤١ -

تنبي: وقوله في ايــــا مــــلــــبس الحــــكــــمــــة الــــغــــراء روعــــتــــهــــا

حــــــتـى هــــــتــــــفــــــنــــــا: أوحــــــيــــــا ذاك أم أدبـــــا(...) أضــرمـت ثـــورتك الـــهــوجـــاء فـــالـــتــهـــمت

من الــــقـــريـض الـــهـــشــــيم الــــقش والخــــشـــبـــايــــــا خـــــالــــــقـــــا جــــــيــــــله لــــــولاك مـــــا عــــــرفت

لـه الأواخـــــــــــــــر لا رأســــــــــــــا ولا ذنـــــــــــــــبــــــــــــــاهـل الـــــــــنــــــــــبــــــــــوة إلا ثـــــــــورة عــــــــــصــــــــــفت

عـــلى الـــتــــقـــالـــيــــد حـــتى تــــســـتـــحــــيل هـــبـــامـــــا ضــــــر مـــــوقـــــدهــــــا والخـــــلـــــد مــــــنـــــزله

إذا رمـى نـــــــفــــــسـه فـي نــــــارهـــــــا حـــــــطـــــــبــــــا

وقصيدته أبو العلاء التي قال فيها:يـــــــــا لـــــــــهــــــــا ثـــــــــورة تـــــــــأجـج فـي صــــــــدرك

تـــــردي الــــــظـــــنـــــون فــــــيـــــهـــــا الــــــظـــــنـــــونـــــابـــــســــمـــــة الــــهــــزء أيـن مــــنـــــهــــا أبـــــو بــــحــــر

و «فـــــولــــــتــــــيـــــر» ســــــيــــــد الــــــهـــــازئــــــيــــــنـــــافــــــــــــــأحــــــــــــــايــــــــــــــ لا أرى لــك دنــــــــــــــيـــــــــــــا

وأحـــــــــــــــــايـــــــــــــــــ لا أرى لــك ديـــــــــــــــــنـــــــــــــــــارب شــــــــــاك قـــــــــــصـــــــــــر الــــــــــعـــــــــــيــــــــــون ولا

يـــنــــفك يــــهـــدي الــــعـــيـــون لــــلـــمــــبـــصــــريـــنـــا

وقصيدته في حافظ ابراهيم التي يقول فيها:ــــــــصــــــــر ... ودوى صــــــــوتـك الــــــــنــــــــذيــــــــر

فـــــــــــإذا الــــــــــشـــــــــــرق عـــــــــــنـــــــــــده يــــــــــتـلاقـى

- ٣٤٢ -

لاهـــــــثــــــــا فـي الحـــــــديــــــــد رنـــــــحـه الـــــــظــــــــلمــــــا فـــــــاســــــتــــــفــــــاقــــــا كــــــمــــــا رنــــــحـت حــــــا

✸✸✸✸✸✸✸✸

وقصيدته «الشام منبتهم» التي يقول فيها:بـــــردى نــــظـــــمت لـــــنـــــا الــــزمـــــان قــــصـــــائــــدا

بـــــــيــــــضــــــا وحــــــمــــــرا مـن نــــــدى وصــــــفــــــاحكـم وقـــــــــــــفـــــــــــــة لــي فـي ذراك وجـــــــــــــولـــــــــــــة

شــــــــعـــــــــريـــــــــة وهــــــــوى الـــــــــشـــــــــآم سـلاحي

وقصيدته (النيل) التي قال فيها:(...) امـلأ الـــــشــــــاطـــــئــــــ حــــــبـــــا وشــــــعـــــرا

فــــــجــــــنــــــاح الـــــــهــــــوى شــــــراع ســــــفـــــــيــــــنكلـــــــــــثـم الــــــــــدهـــــــــــر راحـــــــــــتـــــــــــيـك وغــــــــــنـى

عــــــــبـــــــــقــــــــري الألحــــــــان تحـت غــــــــصـــــــــونك

وقصيدته: سقط السيف «ابراهيم هنانو» التي يقول فيها:يــــــــــا دمــــــــــاء الــــــــــشــــــــــبــــــــــاب مــــــــــا أنـت إلا

ذائـب الـــــــطــــــــيـب يـــــــا دمــــــــاء الـــــــشــــــــبـــــــابكــل حـق لـم تـــــــــــــســـــــــــــقـه لـــــــــــــضـــــــــــــيــــــــــــاع

كـل صـــــــــــرح لـم تـــــــــــبــــــــــنـه لـــــــــــيـــــــــــبــــــــــابأنـــــا مـــــنـــــهـــــا وقـــــلب لـــــبـــــنـــــان فـي قـــــلـــــبي

وأهــــــــــــــــــــــــدابــه عـــــــــــــــــــــــلـــى أهـــــــــــــــــــــــدابــي

وقصيدته «صدى القبلات» :فــــــــــلـــــــــســــــــــطـــــــــ أفــــــــــديـك مـن دمـــــــــعـــــــــة

تــــــــهــــــــادت عــــــــلـى بــــــــســــــــمــــــــة حــــــــائــــــــره

- ٣٤٣ -

تـــــعـــــانـــــقــــــتـــــا: فـــــاســـــتــــــحـــــال الـــــعـــــنـــــاقلــــــــهـــــــــيــــــــبـــــــــا عــــــــلـى شــــــــفـــــــــة ثــــــــائــــــــره

فــــــلـــــســــــطــــــ يــــــا هــــــيــــــكـل الــــــذكــــــريـــــاتعــــــلـى جــــــبـــــــهـــــــة الأعــــــصـــــــر الــــــغـــــــابــــــره

مـــــــــضـــــــــمــــــــخـــــــــة بـــــــــغــــــــبـــــــــار الحــــــــروبــــــــنـى الـــــــــزاخــــــــره مــــــــخـــــــــضـــــــــبــــــــة بـــــــــا

ولـكن الأخـطل «الـنـسر» لم يـنس لـبـنـان «العش» فـقـد ظل لـبـنان في حـنـجـرته وقـلبهية الأولى. ولبنان الجياع الذين يزمجرون وقلمه وضميره لبنان المجاعـة في الحرب العائة عائلة» لبنان الترف والنعيم إلى جانب الحرمان ولبنان الفقراء والكادح ولبنان «اوالـفاقة ولنـستمع إلى الأخـطل الصغيـر في هذه اللـوحة الرائعـة التي لا تزال قـائمة حتى

الآن رغم مرور السن عليها:لـــــــــبـــــــــنـــــــــان عـــــــــيـــــــــد مـــــــــا أرى أم مـــــــــأ

ـــــــــــــتــــــــــــبــــــــــــسـم لــــــــــــلـه أنــت وجــــــــــــرحـك اعــــــــــصـــــــــروا دمـــــــــوعـك وهي جـــــــــمـــــــــر لاذع

يــــــتـــــــنــــــورون بــــــهــــــا وصــــــبــــــحـك مــــــظــــــلم... تـــعــرى الـــصــدور هـــنـــا عــلى قـــبل الـــهــوى

وهــــــــنــــــــاك عـــــــاريــــــــة تــــــــنـــــــوح وتــــــــلــــــــطموالـــــكــــهـــــربـــــاء هــــنـــــا تــــشـع شـــــمــــوســـــهــــا

وســـــــــــراج أكــــــــــثــــــــــر مـن هــــــــــنــــــــــاك الأنجـم

لـــــبــــنـــــان يـــــا بـــــلـــــد الـــــســـــذاجـــــة والـــــوفــــا

حـــــلـم... وهـل غـــــيـــــر الـــــطــــــفـــــولـــــة يــــــحـــــلم... بــــيــــعت لــــتــــهــــرق في الــــكــــؤوس مــــدامـــة

هــي - لا روتــــــــــــهـم - أنــــــــــــفـس تــــــــــــتــــــــــــألـم✸✸✸✸✸✸✸✸

- ٣٤٤ -

كـــــــــبــــــــر الــــــــزمـــــــــان ولا تــــــــزال كــــــــأمـــــــــسهفــــــعــــــســــــاك تــــــكــــــبــــــر أو لـــــعــــــلـك تــــــفــــــطم

زمـن به تـــــــشــــــقي الـــــــفــــــضــــــائـل أهــــــلــــــهــــــاــــــــروءة تــــــــعــــــــدم الــــــــصـــــــــدق يــــــــقــــــــتـل وا

وهنـاك لـوحـة أخـرى لا تـقل روعـة عـنهـا هي قـصـيـدة (الجـابي) الـتي اقـتـصـر علىبضعة أبيات متفرقة منها.

... بـــــــــــــــــــــــــرب الأرز حــــــــــــــــــــــــــدثـــــــــــــــــــــــــنــيأحـــــــــــــــقـــــــــــــــا قـــــــــــــــولـــــــــــــــهـم حـــــــــــــــقـــــــــــــــا

بـــــــــــــــأن الـــــــــــــــنـــــــــــــــاس فـي بـــــــــــــــيــــــــــــــروتلا تـــــــــــــشـــــــــــــقــى كـــــــــــــمـــــــــــــا نــــــــــــــشـــــــــــــقـى

ـــــثـــــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــران وأن الأتـــن والــــــــــــــــــــــتـــــــــــلـــــــــــقـى الـــــــــــعـــــــــــطـف والـــــــــــرفـــــــــــقــــــــــا

✸✸✸✸✸✸✸✸

ـــــــــــــــال ــن يـــــــــــــــنــــــــــــــــســــــــــــــــاق هــــــــــــــــذا اقــــــــــــــــولــي يــــــــــــــــا ســــــــــــــــمــــــــــــــــا قــــــــــــــــولـي

أأيــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــول عــــــــــــــــــــلــى الأبـــــــــــــــــــوابلا عـــــــــــــــــــشــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــا لأيـــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــول

يـــــــــــــبـــــــــــــاع الخــــــــــــبـــــــــــــز فـي بـــــــــــــيــــــــــــتـيلــــــــــــــتـــــــــــــزمـــــــــــــيـــــــــــــر وتــــــــــــــطـــــــــــــبـــــــــــــيـل

وخــــــــــــنـق الــــــــــــدمــــــــــــعــــــــــــة الحــــــــــــمـــــــــــراءــــــــــــــــاطــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــل فــــي كــــف الأبــــــــــــــــــــــــ

وأما قصيدته (الفقراء) فقد تجلت فيها نزعته الإنسانية الشاملة:أيــــــــــهــــــــــا الأغــــــــــنـــــــــــيــــــــــاء إن غــــــــــنــــــــــاكـم

شــــــــــيـــــــــــدتـه ســــــــــواعــــــــــد الـــــــــــفــــــــــقــــــــــراء

- ٣٤٥ -

الـــــقـــــصــــــور الـــــتـي تـــــقــــــيـــــمـــــون فــــــيـــــهـــــامـن بـــــــنـــــــاهــــــــا لـــــــكـم ســـــــوى الـــــــفـــــــقـــــــراء

والــــــــــريـــــــــاحـــــــــ فـي الجـــــــــنــــــــــائـن مـن همغـــــــارســـــــوهـــــــا لـــــــكـم ســـــــوى الـــــــفـــــــقـــــــراء

والحـــــــلـــــــيـب الــــــذي رضـــــــعـــــــتـم صـــــــغــــــاراكـــــــــان من صـــــــــدر مــــــــعــــــــظـم الــــــــفــــــــقــــــــراء

(...) إن لــــــلــــــفــــــقــــــر ثـــــــورة لــــــو عــــــلــــــمــــــتمتــــــســــــبـح الــــــنــــــاس دونــــــهــــــا في الــــــدمــــــاء

كلمـة أخيرة: الأخطـل الصغيـر رغم ما فيه ككـل شاعر من مآخـذ يجب أن تؤخذمن زاويـة عـصرهـا لكـي يصح الحـكم عـليـها شـاعـر آمن بالحب وآمـن بالإنـسان وآمن

بكل ما توفره المحبة للإنسان شرفا وخلودا.

والعذر من الشاعر والقار والنقد.

طلب الأم عبدا

✸✸✸✸

- ٣٤٦ -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــص ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٣٤٧ -

الأخطل الصغيرحبيب مسعود

ا: بدأت الكتـابة بعبد الحـميد وانتـهت بابن العميـد وتمثلا بهـذا التصنيف قيل قـدأقـول: بـدأ الغـزل بـابن أبي ربـيعـة وانـتهى بـالأخـطل الـصغـيـر. في القـولـ غلـو وتـعسفنـا أرحـام تلـد فلـيس للـنبـوغ حـد ولا للـعبـقريـة نهـاية. وإغـراق وتصـلف إذ مادام في عـاكانـة «أخطلنا» في شـهور لكي أنوه وإن مغـاليا ولكني أردت أن أتأثر الـقول القد ا

دولة الشعر ودنيا الغزل.

مـا بـرح صاحب «الـهـوى والـشـباب» مـنـذ أن خـفق عـلمه في دولـة الـقـوافي عـرضةدح ومفرط في الـقذع لكن أحدا حتى ب القاذف لم يستكبر لواء للنقد من مغرق في ا

الغزل يعقد له في عصرنا.

في رأيي أن الأخطل كـان يـختـار حتـى الحروف لـصوغ ألـفـاظه فكـأن الحروف فيعرفه تمثل الأوتار والألفاظ تمثل النغم. ما قرأت له بيتا مهما يكن طرازه إلا نفشت فيـعــاني فـكـأنه كــان يـعـنى مـسـمــعي رنـات لـطــاف هي أشـد وقـعــا في الـنـفـس من روعـة اعـاني فكان شأنه في معالجة بـاقتناص الكلمـات الناغمة فوق عنـايته باصطياد شوارد االـكلـمـة شـأن الـعواد في مـعـالجـة أوتاره لا يـني يـتـدبـرها بـ إيـتـار وإرخاء حـتى يـنـتفي

التنافر ويستقيم النغم.

الأخـطل حلق كـثيـرا وأسف أحـيانـا وأي شاعـر لا يسف? الـشـاعر كـالقـشعم لهتحـليق وجـثوم. حتى الأجـرام السـماويـة تتـهبط بـنيازكـها. الـقريـحة مثـل كل عضو فيـرء تـنـشط حـيـنـا فإذا هي كـالـبـلـور صـفـاء وحـيـنا تـخـمل فـإذا هي كـسـيـحـة مـقـعدة. اوالأخـطل عـلى رأي دخلائه كـان ضنـيـنا بـرضاه لا يـسـتقـر عـلى مبـنى أو مـعنى إن لم

راحل البرازيلية كانون الثاني ١٩٦٩ العدد ١٥٠ السنة ١٤. < ا

- ٣٤٨ -

يرض نـفـسه أولا فـالشـعـر عـنده كـان أشـبه بالمخـاض والـولادة فـإن حسن الـولـيد فيعيـنه شكلا وصبـاحة استـبقاه وإلا أنكـره وأهمله. وهـذا شأن الشـاعر الذي يركن إلى

رأي نفسه قبل أن يبالي برأي السوى.

انقـطع شاعرنـا في سنيه الأخـيرة عن أي نشـاط أدبي فأشبـه طائرا جـريحا انزوىوانقطع عن الشدو وقد مثل انزواءه وانقطاعه بقوله يوم بويع إمارة الشعر:

أيـــــوم أصـــــبـــــحـت لا شـــــمـــــسـي ولا قـــــمـــــريمـن ذا يـــــــــغــــــــــنـي عـــــــــلـى عــــــــــود بـلا وتـــــــــر

مـــــا لـــــلـــــقـــــوافـي إذا جـــــاذبـــــتـــــهـــــا نـــــفـــــرترعت شـــــبـــــابي وخـــــانـــــتـــــني عـــــلـى كـــــبــــري

كــــــأنـــــهــــــا مـــــا ارتــــــوت من مــــــدمـــــعـي ودميولا غـــــذتــــهـــــا لـــــيــــالـي الــــوجـــــد والــــســـــهــــر

عـجب وقـد زرته غير بـيد أن داره مـا فتئت بـعد انكـماشه مـزارا لقوافل الأدبـاء وامرة فـإذا أنا أمام عود بلا وتر. هيكل نحـيل لولا بريق عينيه لاستحـلته وخلته نحيتا حالوشحب لونه بفعل الزمن. تجلس إلـيه فلا يتعرف بك إلا بعد مذاكرة فإذا ما خطر لك أنتـروي بيتـا من إحدى قـصائده بـغتك وقد انـتفض واستـعاد ذاكرته بـسردها دون تـلعثمفكأنه أسطوانـة الحاكي تخالها قـطعة من جماد فـما إن تطلق الإبرة على صـفحتها حتى

تتحول الى كائن ناطق.

لقد خـبا رسول الغزل والكلمة الأنـيقة كما تخبو الشـمعة وقد أذاب اللهب جسمها.جالد الفناء نحو عقد من السن حتى كبا فكبا معه جواد الهوى.

مـا الأخـطل الصـغـير إلا تـراث لبـنـاني له حرمـة الأرز وروعـة هيـاكل بـعلـبك وتراثعربي يضم الى ذخائر الفصحى ومفاخر العرب.

حبيب مسعود✸✸✸✸

- ٣٤٧ -

الأخطل الصغيرحبيب مسعود

ا: بدأت الكتـابة بعبد الحـميد وانتـهت بابن العميـد وتمثلا بهـذا التصنيف قيل قـدأقـول: بـدأ الغـزل بـابن أبي ربـيعـة وانـتهى بـالأخـطل الـصغـيـر. في القـولـ غلـو وتـعسفنـا أرحـام تلـد فلـيس للـنبـوغ حـد ولا للـعبـقريـة نهـاية. وإغـراق وتصـلف إذ مادام في عـاكانـة «أخطلنا» في شـهور لكي أنوه وإن مغـاليا ولكني أردت أن أتأثر الـقول القد ا

دولة الشعر ودنيا الغزل.

مـا بـرح صاحب «الـهـوى والـشـباب» مـنـذ أن خـفق عـلمه في دولـة الـقـوافي عـرضةدح ومفرط في الـقذع لكن أحدا حتى ب القاذف لم يستكبر لواء للنقد من مغرق في ا

الغزل يعقد له في عصرنا.

في رأيي أن الأخطل كـان يـختـار حتـى الحروف لـصوغ ألـفـاظه فكـأن الحروف فيعرفه تمثل الأوتار والألفاظ تمثل النغم. ما قرأت له بيتا مهما يكن طرازه إلا نفشت فيـعــاني فـكـأنه كــان يـعـنى مـسـمــعي رنـات لـطــاف هي أشـد وقـعــا في الـنـفـس من روعـة اعـاني فكان شأنه في معالجة بـاقتناص الكلمـات الناغمة فوق عنـايته باصطياد شوارد االـكلـمـة شـأن الـعواد في مـعـالجـة أوتاره لا يـني يـتـدبـرها بـ إيـتـار وإرخاء حـتى يـنـتفي

التنافر ويستقيم النغم.

الأخـطل حلق كـثيـرا وأسف أحـيانـا وأي شاعـر لا يسف? الـشـاعر كـالقـشعم لهتحـليق وجـثوم. حتى الأجـرام السـماويـة تتـهبط بـنيازكـها. الـقريـحة مثـل كل عضو فيـرء تـنـشط حـيـنـا فإذا هي كـالـبـلـور صـفـاء وحـيـنا تـخـمل فـإذا هي كـسـيـحـة مـقـعدة. اوالأخـطل عـلى رأي دخلائه كـان ضنـيـنا بـرضاه لا يـسـتقـر عـلى مبـنى أو مـعنى إن لم

راحل البرازيلية كانون الثاني ١٩٦٩ العدد ١٥٠ السنة ١٤. < ا

- ٣٤٨ -

يرض نـفـسه أولا فـالشـعـر عـنده كـان أشـبه بالمخـاض والـولادة فـإن حسن الـولـيد فيعيـنه شكلا وصبـاحة استـبقاه وإلا أنكـره وأهمله. وهـذا شأن الشـاعر الذي يركن إلى

رأي نفسه قبل أن يبالي برأي السوى.

انقـطع شاعرنـا في سنيه الأخـيرة عن أي نشـاط أدبي فأشبـه طائرا جـريحا انزوىوانقطع عن الشدو وقد مثل انزواءه وانقطاعه بقوله يوم بويع إمارة الشعر:

أيـــــوم أصـــــبـــــحـت لا شـــــمـــــسـي ولا قـــــمـــــريمـن ذا يـــــــــغــــــــــنـي عـــــــــلـى عــــــــــود بـلا وتـــــــــر

مـــــا لـــــلـــــقـــــوافـي إذا جـــــاذبـــــتـــــهـــــا نـــــفـــــرترعت شـــــبـــــابي وخـــــانـــــتـــــني عـــــلـى كـــــبــــري

كــــــأنـــــهــــــا مـــــا ارتــــــوت من مــــــدمـــــعـي ودميولا غـــــذتــــهـــــا لـــــيــــالـي الــــوجـــــد والــــســـــهــــر

عـجب وقـد زرته غير بـيد أن داره مـا فتئت بـعد انكـماشه مـزارا لقوافل الأدبـاء وامرة فـإذا أنا أمام عود بلا وتر. هيكل نحـيل لولا بريق عينيه لاستحـلته وخلته نحيتا حالوشحب لونه بفعل الزمن. تجلس إلـيه فلا يتعرف بك إلا بعد مذاكرة فإذا ما خطر لك أنتـروي بيتـا من إحدى قـصائده بـغتك وقد انـتفض واستـعاد ذاكرته بـسردها دون تـلعثمفكأنه أسطوانـة الحاكي تخالها قـطعة من جماد فـما إن تطلق الإبرة على صـفحتها حتى

تتحول الى كائن ناطق.

لقد خـبا رسول الغزل والكلمة الأنـيقة كما تخبو الشـمعة وقد أذاب اللهب جسمها.جالد الفناء نحو عقد من السن حتى كبا فكبا معه جواد الهوى.

مـا الأخـطل الصـغـير إلا تـراث لبـنـاني له حرمـة الأرز وروعـة هيـاكل بـعلـبك وتراثعربي يضم الى ذخائر الفصحى ومفاخر العرب.

حبيب مسعود✸✸✸✸

- ٣٥٥ -

تأب بشارة الخـــوريراحل البرازيلية افتتاحية ا

غـــــــنــــــيـت لــــــلــــــشـــــــرق الجــــــريـح وفي يــــــدي

مـــــــا في ســــــــمـــــــاء الـــــــشـــــــرق من أمـــــــجـــــــاد

أنـــــــــا فـي شـــــــــمــــــــــال الحب قــــــــــلب خــــــــــافق

ــــــــــــ الحـق طـــــــــــيــــــــــــر شـــــــــــاد وعـــــــــــلـى

«الأخطل الصغير»

هــذا هـــو بـشارة الخـــوري الذي فـقـده الشـــرق. وكــان لـوفـاته رنة حـزن تجاوبتفي كل قطر عربي.

ــصـاب بــوفـاة بــشــارة الخـوري وأحــبت أن تـرسم شــعـرت جــامـعــة الــقـلم بــهـول اشعورها بكلمات فكانت الحفلة التأبينية الكبرى التي أقامتها في بهو النادي الحمصي.

ـعــيـنـة من ١٧ كـانــون أول سـنـة ١٩٦٨ كـانت صــالـة الـنـادي ملأى وفي الــسـاعـة احبي الأدب وقادري مكانة الراحل.

وافـتـتـح رئـيس الجـامـعـة الـشـاعـر فـيـلـيب لــطف الـله الجـلـسـة طـالـبـا من الحـضـورالوقـوف والصـمت دقيـقة احـترامـا للـراحل. ومن ثم ألقـى كلمـة عجـلى عن حيـاة الراحلوأدوار حـيـاته الى أن تـبـوأ إمـارة الـشعـر مـنـذ سـبع سـنـ وأخـذ عـريف الحـفـلـة يـقدم

راحل البرازيلية» الافتتاحية كانون الثاني ١٩٦٩ العدد ١٥٠ السنة ١٤. < «ا

- ٣٥٦ -

الخـطباء والـشعراء الـذين تكلـموا من منـظومهم ومـنثورهم والـذين ألقوا مـا أرسله الأدباءالـذين لم تسـمح الأبعـاد بحضـورهم. وقد تـكلم نـثرا: عـبداللـطيف الـيونس. سـعاد سـعيد

ملكي. وفاء نصر. نصري حديفه. أنجال عون شليطا.

وتكلم شعرا: فيليب لطف الله. شكيب تقي الدين. توفيق بربر. نبيه سلامة.

أمـــا الـــذين أرسـلـــوا قـصـــائـــدهــــم وخـطـبـهم لـتـلـقى بـالنـيـابـــة عـنـهـم فـمــنهـم:) شـكـرالـلـــه الجـــر (لـبـنــــان) حـبـيب مـسـعــــود (لـبـنـان) زكي قــنـصـــل (الأرجـنـتـــ

جورج رشوان (الريو) أسد موسى (سانتا كاترينا).

ا ألقي فيها من شعر ونثر.. وكانت الحفلة على مستوى رفيع

راحل كانون الثاني ١٩٦٩ ا

✸✸✸✸

- ٣٥٧ -

ذكريات عن الأخطل الصغيرد. جبور عبدالنور

إذا كـان الاتـبــاعـيـون يــذهـبـون الى الــقـول بـأن أكــره الأمـور الى نــفس الـسـامع أوكـروهات لأن ـتـكلم أو الـكـاتب عن نفـسه فـسأرقى الآن قـمـة ا القـار هو أن يـتـحدث اكـلـمتي تـتنـاول بـالإضافـة الى الـتعـليـقـات والهـوامش ملامح من حـياة الـشاعـر عـرفتـهامـعرفـة مبـاشرة بـ عامي ١٩٣٠ و١٩٣٣ عـندمـا كان (البـرق الأدبي) في أوج ازدهارهوفي أحـسن أيام عافـيته. واعتـمادي هـذا الأسلوب مـا هو إلا للـنسج على مـنوال الأخطلـتتـابـعـة (من بـقـايـا الـذاكرة) صـورا طـريـفـة ومـشـاهد الـصغـيـر الـذي أبـرز في مـقـالاته ا

شائقة عن فرسان الأدب الذين دار هو في فلكهم أو داروا هم من بعد في فلكه.

كنا آنذاك ثلاثة طلاب نخطو خطـواتنا الأولى في عالم الكتابة: رئيف خوري فقيدـنيـة وهـو في إبـان تـفتـحه فـذهب ضـحـية الظـرف والأدب وفـؤاد مـفـرج الذي اخـتـرمـته اـتحـدة الأمريـكية حـيث كان يـعد رسـالة دكـتوراه في الـعلوم حادث سـيارة في الـولايات االسـياسية وكـاتب هذه الكلـمة. وما أشك ـ وإن كـنت أنطق بلسـان غائب كـما أعبر عنشـعــوري ـ في أن مـرانــنـا في إدارة (الــبـرق الأدبـي) فـتح أبــصـارنــا عـلى أمــور لا يـتـاحالـوقوف عـلـيهـا في كـتب أو عـلى مقـاعـد مدرسـة. وأذكـر أن رئيف خـوري كـان أخصـبـناإنـتــاجـا وأغــزرنـا مـادة وأن الــعـمل الــذي أخـذته عــلى عـاتــقي أو كـلــفت به هـو كــتـابـةوفق. ـتسلسلـة. فكان منهـا الكثير من الـرديء والقليل من ا أقصوصة الـعدد والرواية اقـطوعـات شعريـة وطرحـتها بـ يديه أطـلب منه رأيه وأنا وتحضرني ذكـرى يوم جـئته أمنـي النـفس أن تحـظى بـرضـاه فـأراهـا مـطـبـوعـة على صـفـحـات جـريـدته. فـأجـال فـيـها

< الآداب عدد ١٠ ص ٣٤ سنة ١٩٦٩

- ٣٥٨ -

الـبصـر وقـال إنهـا تحـتـاج الى تعـديل وتـشـذيب وصقل وتـهـذيب. وفي الـيوم الـتـالي كانهـملات وبادرني عـددها قـد هبط الى مـقطـوعتـ اثنـت بـعد أن رمى أكـثرهـا في سلـة اطـابع في شـعري وأدت عـشرات الـقصـائد قـائلا مـطيـبا خـاطري: «قـبل أن يـدب حبـر اـئات من أبـياتي فلا تـعتب ولا تحـزن ولكن الـيك مني وأسقط الـشيخ اسـكنـدر الـعازار انـصـيحـة مـخـلـصـة: إذا شـئت ألا تجـوع دعك من الـشـعـر فـإنه أقـرب الـطـرق الى ضـياعصاحبه». ولم أتبـ آنذاك أكان يخاف علي من الشعـر أم كان يخاف على الشعر مني.قطـوعت مـنشورت في الـعدد التالي ولـكنني فـرحت كالطفل بـثوب العـيد عندمـا قرأت اا هي من البرق وقد ذيلتا باسمي. ولست بحاجة الى التأكيد على أن ملامح جمالهما إ

تضوع من القلم الذي أجراه بسخاء فيهما.

وأذكر أيضـا قيام نخـبة من فتـيان الأدب آنذاك تسـمت بعصبـة العشرة تلاقت فيـعرض) لـصـاحبـها مـيـشال ابـوشهلا وضـمت في صـفوفـهـا خلـيل تقي مـكاتب مـجـلة (االـدين والياس أبوشبـكة وفؤاد حبيش. وكـان هؤلاء قد بدأوا ينـهدون الى شهرة واسعةوصـيت عـريض. وأخـذت الجرائـد والمجلات تـتحـدث عـنهـم وتعـنى بـأخبـارهم لخـروجهمتعارف عليه ولـطلوعهم على الـقراء بنفثات مـتحررة في النظر ألوف في الصنـيع ا عن االى أمور الناس وفي تسمية الأشيـاء بأسمائها ولإخراجهم في العربية طرفا من الآدابالأجـنـبيـة وأخبـارهـا بالإضـافة الى فـنـهم الأصيل. ورأوا أن أقـصر الـطـرق وأقربـها الىبـلوغ هـدفـهم التـصـدي للـرؤوس الـكبـيـرة وأبرزهـا آنـذاك بشـارة الخـوري الذي كـان قدتوصل بشـعره الغزلي وبقـصائده الوطنـية الى تبوؤ مـرتبة مرموقـة داخل لبنان وخارجه.ـقـالات الـتي تـتـناوله فـتـصـدت له كـمـا تـصدت لأمـيـر الـشـعـراء احـمد شـوقي وعـقـدت اعـرض) مقـالة بقـلم بشـار وهو لقب ـر. ففي ١١ من أيار سـنة ١٩٣٠ نـشرت (ا بالنـقد اعرف به أحـد أعضاء عصبة العشـرة عالج فيها مفهوم الـشعر قال: «لا نرمي من نقدناهذا إلا الى تـخـليص الـشـعر من قـيود الـتـقالـيـد الثـقـيلـة التـي لا تزال تـمنـعه عن الحـركةوالانفلات وإنـنـا نـريـد الشـعـراء عـلى أن لا يـصغـوا إلا الى صـوت الإلـهـام والوحي ولا

- ٣٥٩ -

ينـظروا إلا في قرارات نـفوسـهم ح ينـظمون فـإن لم يسـتطيـعوا فلا يـنظمـوا ذلك خيرـقـالـة أخـوات لـهـا حلـلت قـصـائـد شـهـيرة لهم ولـنـا ولـلـشـعـر وأبقـى الخ..» ولحق بـهذه اعاني على للأخـطل الصغـير واتسمت بـتقصي الـعيب والتـغافل عن الحسـنة وتخـريج اغـير ما وضعت له. فكان الـشاعر يقرأ ما يكـتب وفي نفسه جيشان الـبركان لأن الكلمةرحلـة وتبينـا أثر الحملة ـضاجع. وقد رافقـنا هذه ا ـسيئة كـانت تقض عليه ا الواحدة افي تصرفه وتـفكيره وأسهـمنا ضمن قـدرتنا وإمكانـاتنا في الرد وألحـحنا عليه في أنيـفـجـر الألم الـكظـيم مـن شق قلـمه فـأكب يـومـا وقـد ضـاق ذرعـا بالـنـاقـدين وبـإلحـافـناقابر أو الحسود العاثر أو فلان) وأنزل هو في مكان شهورة (صليب ا فكتب مقالته افلان اسم مـضطـهده. وأعـلن في (البرق) ضـمن إطار بـارز هذا الـعنـوان على أن يدرجقالة في الأسبوع القادم. وسألـناه عن الحكمة في التأجيل فقال: إذا نشرت كلمتي في اعدد الـيوم فـسـيقـرأه من وجه إلـيه ويغـمى عـليه مـرة واحـدة. وأما انـتـظاره الى الأسـبوعا ـا كتب و قـبل فيرمـيه مغـشيا عـليه كل يـوم ألف مرة مـدة سبعـة أيام. وما اكـتفى ارد به نـثـرا بل تح أول فـرصـة سانـحـة ليـغـمز من قـنـاة ناقـديه (نـاثر وشـاعـر) وليـقول

فيهما موجها كلامه الى عمر بن ابي ربيعة:حـــــــــــلـق ولا تحــــــــــــفـل لـــــــــــزري حـــــــــــاســـــــــــد

لـــــــــو انــــــــبـــــــــرى لحــــــــتــــــــفـه شـــــــــويــــــــعــــــــر

عـــــــاب عـــــــلـى الـــــــبـــــــلـــــــبـل مـــــــا يــــــــطـــــــرحه

مــن ريــــــــــــــــشــه وهــــــــــــــــو بــه يــــــــــــــــأتــــــــــــــــزر

✸✸✸✸✸✸✸✸

كــــانت الـســهــــام الـتـــي أصــــابـته من (عـصــبــة الـعـشـــــرة) ومــن فـيـلـســوفالفريـكه أم الـريحـاني في (أنتم الشـعراء) ومن مـارون عبـود باعثـا لأن يتـفوق علىنـفـسه ويسـمـو بـحـاضــره علـى ماضـيه ولأن يـعـتـبـر كل قصـيـدة من قـصـائـده درجة

صاعدة في سلم تكامله.

- ٣٦٠ -

يـخطئ من يـعـتقـد أن الأخـطل الصـغيـر كـان ينـظم كمـا يـغرد الـطيـر وكـما تـضوعدى الـذي وصل إليه إلا بـالعـناد والـصبـر الطويل الزهـرة ويسـقسق الجـدول. فما بـلغ اضـني والتـحدي للـنقـاد والحساد. وهـذه القـصائد الـتي نطـالعـها له في الوقت والجهـد االحـاضر فـتـجري عـلى ألـسنـتـنا وكـأنـها قـد تـنـزلت في قوالـبـها وأخـيـلتـهـا تنـزلا طـبيـعـياعـفويا فاكـتست بهـذه الحلة من البـساطة ما تـبلورت في بنـيتها إلا بـعد السهـر والعناء.فقد كـان ـ رحمه الله ـ يود أن تـؤثر عنه الـسهولة في الـنظم والسرعـة في الخاطر ولكنالحـقـيـقة أنـه كان يـعـاني مـخـاضـا عـسـيـرا ونـادرا ما يـرضى عـمـا يـكـتب فـيـعـيـده مرةومـرات الى أن يـخـرج من يـديه كـائـنـا سـويـا. ولـقد قـيـض لي أن أحـضر ولادة عـدد منقـصائـده وبـخاصـة الهـائـية الـتي رثى فـيهـا أميـر الـشعـراء أحمـد شـوقي وأتت مدمـاكاركيـنا في صـرح شهـرته فرأيـته يـتجـرع في صيـاغتـها الأمـرين يـجمع الـقوافي ويـنظمـتـوسـطـة ثم يـعـود فـيـحذف ـطـلع ويـسـبك أبـيـاتـا من أقـسـامـهـا ا الخـاتـمـة ويـرتـد الى اويـضـيف ويعـدل من هـنـا كلـمـة ومن هـناك بـيـتـا بكـامـله مـقدمـا مـقطـعـا عـلى آخر الى أنتنـتهي الى مـا هي علـيه في ديوانه وكـأنها هـبطت عـليه وحـدة تامـة متنـاغمـة. وأذكر أننيـسـودة من تـمـثـيل وتـشـويه فـمـا كـان مـنه بـعـد أن ـا أصـاب سـطـور ا أبـديت له تـعـجـبي بيضهـا بخطه الجمـيل الواضح إلا أن دفعهـا الي لأحتفظ بهـا ذكرى.. وظلت ب أوراقي

سنوات ثم غابت عن ناظري.✸✸✸✸✸✸✸✸

ـعـجب بـه مـعانـاة الحـمـل والمخاض كـان بشـارة الخـوري فـنـانـا أصـيلا لا يـحـمل اـتـحـطـمـة على ـا يـعـرض عـليـه نتـاجـا صـقـيلا يـنـسيـه رؤية الأزامـيل ا والـوضع مـعه وإالــرخـام قــبل اكـتــمـال الــتـمـثــال والـقــوافي والأوزان والألـفــاظ الـتي ضــحـيت قــبل تـمـامـتـقـطـعـة قـبل اسـتـواء الـلـحن. سـر من أسرار الـقـصيـدة والـنـبـرات الـضـائـعـة والأوتار اوسيقـيون والرسامون فيكـون لهم فيه شقاء الخلق ـثالون وا الإبـداع يعرفه الشعراء وا

تعة. ويكون لنا منهم سعادة ا

- ٣٦١ -

لـيس من الـتـنـبـؤ الـقـول إن مـؤرخ الـشـعــر في لـبـنـان إذا مـا وقف بـعـد رحـلـة فيالـزمـن عـلى الـصــنـيع الـذي غــمـر المجلات والـكــتب في خلال الـنــصف الأول من الـقـرندى عالم الجـزئية وتتـوارى تخوم وتلال وتـختفي في ا العـشرين ستغـيم أمام ناظـريه االبـعـيـد رسوم وآثـار ظن أصـحابـهـا أنـها خـالـدة خلـود الـدهر. فـلا يسـتـوقف انتـبـاه هذا

ؤرخ إلا قمم شاهقة سمت فوق ضباب النسيان. ا

ـرآه وتتسقط أذنك إن ديوان الـشعر كـوجه الحسناء يـتفتح قـلبك له وتلـذ عينك كلماته. وتعـمل الأيام في الشعر عملها في الوجه الـوسيم فتجعده وتعفي على ملاحته.ولكـم طربـنـا حوالـي عام ١٩٢٠ لـقـصائـد نـشـرت آنذاك وأفـسـحـنا لـهـا مـقامـا أثـيرا فيـحاسـنها كـما كـنا نـتغزل بـبنـات ذلك العـهد. ونحن صدورنا وخـطبـنا ودهـا وتغزلـنا الـيوم نـتـصبـر على سـمـاعهـا ولا نـعود الـيهـا إلا لحـاجة في درس أو لـتعـيـ مرحـلة منمـراحل الـتـطـور الأدبي وقـلبـنـا يـشـيح عـنـهـا كـمـا يـتـحـول نـظـرنـا عن الـفـتـيـات اللـواتيعرفناهن آنـذاك في ريق الشباب فأصـبحن الآن أثرا من فتـنة وحطاما من جـمال. لنعدالى أمسـنـا ولـنسـائل ذاكـرتـنا عن الـدواوين الـتي طـالـعنـاهـا في فـتوتـنـا من مـعارف ذلكالـعهـد وأثرت في نـفوسنـا واعتـقدنـا آنذاك أنهـا الكـلمـة الفصل ولـنبـحث في مصـيرهانجد أن أبناءنا لا يلتفتون اليها ولا يعنون بها كما نفعل اليوم نحن بسراج الزيت الذيا جديـد اليوم هو عتيق اسـتضاء به أجدادنا. فـلكل جديد روعة ولكل عـروس بهجة. وإالـغــد. ولا يـثــبت في وجه الـزمـن إلا الـشـعــر الأصـيل الــذي يـسـتــمـد فــتـوته الــدائـمـة من

العناصر الثابتة فكرا وقلبا ولسانا.

فـمن من فتـيان الجـامـعات يـقرأ الآن لـناصـيف الـيازجي وخـليل الخـوري ويوسفعـلـوف وفؤاد الأسـيـر? بل من يطـالع بـتـوق وانفـعـال لأدبـاء عاشـوا أمس أمـثال قـيـصـر اباشا الخطيب والياس فياض وعبدالرحيم قليلات? وكل منهم كان في زمنه ـ أي البارحة

ـ مهوى الأفئدة وقطب الإعجاب?

- ٣٦٢ -

صـير المحـتوم ـغـالاة القـول إن شعـر الأخطل الـصـغيـر كله يـتفـلت من هـذا ا من اعجب فلا تـب في قصائده شعرة واحدة وأنه سيـبقى أبد الدهر على ألسـنة الرواة وابيـضاء. فـسنـة الهـرم تصيب الـشعـر كمـا تصـيب الكـائنـات الحيـة بلا استـثنـاء وستأتيناسبة الآنية التي على عدد لا يستهان به من مقطعـاته فتغرق في عالم النسيان لزوال ا

دعت الى ظهورها وإلى إقبال الناس عليها.

ولكن واقـع اثن سيكون لهـما حكم قاطع في تقو أثر شاعـرنا وتعي مكانتهويتنكبان بالتالي عن وقوع الدارس في الشطط والتسرع في الحكم عليه وهما:

ـ مجيئه خاتمة لعهد ومطلعا لعهد آخر.

ـ تعبيره العفوي عن الحب الخالد.

والواقع أنـنا عاجـزون كل العجـز عن تفهم الـنقلـة الجذرية في الأدب كـله وبخاصة فيتـوازنة والرصف الـلغوي والـتلـهي الذهني والإعـجاز البلاغي الى الشعـر من البهـلوانـية االـنظـريـات الجمـالـية الحـديـثة إذا لم نـتـوقف عنـد الأخـطل الصـغـير وبـعض من أقـرانه ونحل

تطور. اللغز الكامن في تحررهم من التقليد الوقوفي وتطلعهم الى التجديد ا

ما تقـدم فن من الفـنون الأدبيـة في لبـنان تقـدم الشـعر. فقـد سمـا في زمن وجيزا سمـوا مذهلا انـتـقل من عالم الى آخـر وشاد مـدارس وأنـشأ مـذاهب وهدم قـدوبنى جـديدا وحطم أصنـاما وأقام أنـصابا حتى تـبدلت مقـاييسنـا وتحولت أذواقناـعجـز مـنه. وبـين أن الـفارق الـفـني بـ شـاكر وأحـكامـنـا وأصـبـحنـا لا نـرضى إلا بـاشـقير الذي يفتتح مـحبوكاته في (الذهب الابريـز في مدح السلطان عبـدالعزيز) ببيتيـضـمـنهـمـا خـمـسـة وثمـانـ تـاريـخـا هجـريـا لـسـنـة ١٢٨٨ علـى عدد حـروفـهـمـا وبعاصرين من سعـيد عقل الى مدرسة (شعـر) الى خليل الحاوي بالإضافة الشـعراء االى الطـليـعي في الـبلـدان العربـية هـو فارق لا يـقاس بالأيـام والأعوام بل يـؤخذ على

- ٣٦٣ -

ـعاصـر كل مـا وقف أمامه من أنه نشـأة مـستـحدثـة وخـلق جديـد. فـقد مـسح السـيل اية نابع الثقافية العا ستـقاة من ا نظريات متوارثـة وأغرق لبنان في بحر من العقائد اـرحـلـة انتـقـالـية ـثلا ـتـفـجـرة من الأصالـة الـذاتـيـة. وقد كـان الأخـطل الـصـغيـر أو امتوسطة أي صلة ب جماعة العفوية في الخاطر والسلاسة في الكلمة والعذوبة فيالجرس وجماعة التكثف الشعوري والثقافي والالتزام الفكري والاجتماعي والجمالي.ولنـقل كلاما مألوفا في كتب الأدب أعـني لنقل إنه كان مع جماعـته برزخا ب جيل

ا تـتراءى من خلال ب عـقلـيتـ ب مـفهـوم ولا تـتـضح الصـلة بـينـهمـا بأفـضل صاحب (الهوى والشباب).

امـا الـعـامل الـثـاني أو الإبـانـة الـعـفـويـة عن الحب الخـالـد فـيـعـتـبـر من الـنـوافل عـرضهوتفـصيـله وتعـليـله. فمـا أن نلفـظ اسم (الأخطل الـصغـير) حـتى يتـبادر الى أذهـان السـامعط أنف. هـو كنايـة عن قلب تلاقت فيه رقـة الحضارة كـلها صورة امـر جبل كيـانه حسب ـمزقة بحيث وحساسيـة النفوس الزكـية وتفاعلت فـيه حلاوة الابتسامة الـندية ومرارة الآهة ايـجد فـيه قـارئه في كل مـكـان وزمـان أمـله ويـأسه نـعـيم التـمـلي من الحـيـاة وجـحـيم الـكبتوالحرمان. فهو لا يقلب ب يديه قوـارير قد أفرغت من الطيب بل يجبهه في صفحات بشارةالخـوري صـنـيع حـار يـلـهب عـيـنـيه ويـحرك فـي أعـمق أعـماقـه ما أغـفـى من ذكـرياتـه أو ماـشــاعـر الـبـشـريـة ـ اعـتــمل من واقع يـومه وسـاعــته. تـقـصـر دون بـلــوغ شـأوه ـ في تحـريـر اـكتفـ ثقـافيـا الغائـص في الـتحـليل الفـرويدي والاكـتئـاب الأوديبي والأثرة كـاتدرائـيات اية. فـبساطة الـكلمة وعـفوية التـعبير النرجـسية وكل ما يـدخل في نطاق التـعبئة الـفنية الـعاوسذاجة الـعاطفـة وعافيـة الخيال... هـذا الربـاعي البدهي الـسهل الادراك الصـعب التقـليدهو الذي يبقي قواريـر الأخطل الصغير ملـيئة بالعطـر عطر تأرج به أبناء ألف ليـلة وليلة كما

نلذ به اليوم وكما سيهفو إليه أبناؤنا من بعدنا.

د. جبور عبدالنور

✸✸✸✸

- ٣٦٤ -

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــض ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابـــــــــــــــــ

- ٣٦٥ -

كان الأخطل الصغير.. نهــرا كبيــرا

نزار قباني

كان الأخطل الصغير بستانا ونهرا كبيرا

وبيدر قمح في حياة الشعر العربي!

والبسات التي من نوع بشارة الخوري

وت أصحابها. لا تقفل أبوابها

بدليل أننا نحن شعراء الأربعينات والخمسينات

لا نزال نقطف الورد والتفاح والنجوم

من الشجر الذي زرعه بشارة الخوري!

وبالنسبة لي

كان بشارة الخوري معلما كبيرا.

فقد تعلمت منه الطراوة والطلاوة

دهشة وطريقته ا

في مزج الإيقاعات والألوان

< كلمة قيلت في برنامج إذاعي إثر وفاة الأخطل ونشرت فيما بعد في كتيب خاص.

- ٣٦٦ -

إن بشارة الخوري لم ينحسر عن الشعر العربي الحديث أبدا.

فهو موجود في كل دفاترنا وكل كتاباتنا

ومخبوء فى أوتار حناجرنا!

إن صوته يسكن في كلامنا وأبجدياتنا

كما يسكن النغم في قصب الربابة

ياه في عروق الصخر وكما تسكن ا

وكما يسكن الكحل في عيون الجميلات!

هذا الرجل جعل الزمن الشعري العربي

زمنا أخضر.

وحول القصيدة العربية إلى مروحة ونول حرير !

وبكلمة موجزة:

إن الـشـعـر الـعـربي لا يـزال يـصـطـاف في قـصـائـد بـشـارة الخـوري ويـسـتـحم فيجداول كلماته الصافية...

نزار قباني

✸✸✸✸

- ٣٦٧ -

غنائية الأخطل الصغير هل هي تلقائية لاواعية أم عمل شعري مقصود?

يعة عباس عمارة

لـو ناقـد تحدث لاخـتلف الـسند وبـدت النـظريـات محـتوى والـفرضـيات نتـائج ولكنح يـتحـدث شاعر عن شـعر يسـلم نفـسه للهـواجس ويخـرج بنتـيجـة مختـصرة أن هذا

الشعر شعر شاعر لأنه نفسه جاهل يدرك بلا وعيه ولا يفلسف.

الأخـطل الـصـغـيـر شـاعـر وقـصــائـده شـعـر وإن قـلت غـنـائي فلا أعـني مـا درستعـنى (الـشعـر الغـنائي) وهـو الـشعـر الوجـداني - لا - إن الغـنائـية ودرست من تفـسيـر عندي هي توقع الإنشاد من منبر أو في فم مغن والتوقع وإن كان عملا مقصودا إلا أنهارسـة ومهـارة كما عـازف البـيانو الأعـمى تسـتدل أصابـعه على مـفاتـيح اللحن يصـبح نتقاة عازف ا انـسيابا متحـررا من توجس الالتباس أصابـعه العشرة لا تهبط إلا عـلى ا

نشود!. لتطلق النغم ا

لـبـشارة الخـوري - الأخـطل الـصـغيـر - تـلك الـقـدرة بـالإمسـاك بـالـدفـقة الـشـعـريةكن ا الأولى. فالـغنـائيـة عنـد الأخطل انسـجام لاواع بـ حروف الـكلمـة ومجـاورتهـا

وسيقى الداخلية في البيت. إحلال أكثر من مرادف مكانها ولكن على حساب ا

أحيـانا أفـكر بـإخضـاع أبيـات من الأخطل الـصغـير عـلى التـعيـ للـفحص فـأخرجوسيقية. بنتائج متشابهة تماما تنتظمها كلها الحساسية ا

ئـة من أبيـات الأخـطل ولست أقـول قصـائده وإن كـان لكل والأمـثلـة تـكون الـتسـع بـاوسيقى ينظمها داخل الأبيـات ولو شئت أن أكون أدق لقلت هناك في كل قصيدة خـيط من ا

نصف بيت أحيانا موسيقى محسوبة - بلا وعي طبعا - تشد الشطر الواحد.

< قيلت في برنامج إذاعي بعد وفاة الأخطل.. ونشرت في كتيب تذكاري.

- ٣٦٨ -

يقول الأخطل الصغير عن شعره:صـــنــعـت الــقـــريض ومــا لـي في الــقـــريض يــد

يــــــد الــــــطــــــبــــــيــــــعـــــة فــــــيـه أو يــــــد الــــــقـــــدر

ونحن الآن نـشرح صـنع الطـبيـعة والقـدر ونحـاول ألا يكـون الشـرح تشـويها - لأنجمله في الشعر يقلل من جماله. الشرح

ويقول الأخطل:يــــــــــــــا عـــــــــــــــاقــــــــــــــد الحـــــــــــــــاجــــــــــــــبــــــــــــــ

عـــــــــــــلـى الجــــــــــــــبـــــــــــــ الــــــــــــــلـــــــــــــجـــــــــــــإن كـــــــــــــنــت تـــــــــــــقـــــــــــــصـــــــــــــد قـــــــــــــتـــــــــــــلـي

ـــــــتـــــــــــــــــلــــــــــــــــتــــــــــــــــنــي مــــــــــــــــرتــــــــــــــــ قـــــــــ

ثلاث جيمات وأربع قافات وسبع نـونات في البيت فإذا عدنا إلى الأشطر: أختصالـصـدر بـالجيـمـات وتحـمل العـجـز أكـثر الـقـافـات فيـمـا بقـيت قـاف واحـدة مـشتـركـة بالصدر والـعجز أمـا النونـات - والأخطل يكـثر منـها - فهي الأرضـية التي تـنبت علـيها

الحروف مجتمعة كما بساط من العشب الربيعي انتشرت عليه شقائق النعمان.

وح نأخذ هذا البيت:ـــــنــــــشـــــود الـــــهــــــوى والـــــشــــــبـــــاب والأمـل ا

تـــــــوحـي فـــــــتـــــــبـــــــعث الـــــــشـــــــعـــــــر حـــــــيـــــــا

) تشد الـشطرين وإن كـره مارون عبود تـعاقب الشـينات حتى حـسبها نجد (الـشمنشارا أو زعانف سمكة.

اللفظة عند الأخطل تجر وراءها مذنبا من النور يستدعي لفظة ثانية لا غيرها... تمر قفز غزال ..

هذه (الزاي) نادت أختها و:...أدر كـــــــــــــؤوسـك أدركــــــــــــنــي بــــــــــــواحــــــــــــدة

وهل يـــــطـــــيب بـــــكـــــأس غـــــيـــــرهـــــا ســـــكــــري

- ٣٦٩ -

(الـكـاف) تــكـررت وأدر كـؤوسك اسـتـدعـت أدركـني و (بـاء) يـطـيـب اسـتـدعت الـبـاء. بعدها وهكذا الس

كما قوله أيضا:ـن ســـــــــلـــــــــمــــــــا ـن مــــــــات لا عـــــــــذر عـــــــــذر

إذا تــــــهـــــــدم مــــــجــــــد واســــــتـــــــبــــــيـح حــــــمى

ســبع (مـيـمـات) تـوالت وثـلاث (ذالات) وأربع (لامـات) و(دالان)... إلخ فـيـمـا (حـاء)استبـيح استدعت (حاء) حـمى بعدها .. والـتنوين يجـر النون إلى آخر مـا يخرج من هذه

اللعبة في علم الأصوات.

وسيـقار محـمد عبـدالوهاب عـنها بشـكل آخر في حوار أجـري معه على لـقد عبـر اصفحة جريدة أخبار اليوم في الخمسينات ح سأله كامل الشناوي.

ن لحنت من الشعراء يا أستاذ محمد عبدالوهاب? -

هندس وعزيز أباظة وغيرهم. فيرد عليه: لشوقي وأحمد رامي وعلي محمود طه افيسأله المحاور وكأنه يذكره:

- ألم تلحن للأخطل الصغير?فأجاب محمد عبدالوهاب - كلا!

عندئذ يسأله الشناوي:

- من لحن إذن «الـهـوى والـشـبـاب» و «جـفـنه عـلــم الـغـــزل» و«الـصـبـا والجـمــال»و«يا ورد من يشتريك»..?.

فيضحك ويقول لم ألحن هذه القصائد ... لأنها جاءتني ملحنة من الأخطل الصغير!.

يعة عباس عمارة

✸✸✸✸

- ٣٧٠ -

iOЫ

- ٣٧١ -

اضي الأخطل الصغير ليس ارفيق خوري

أمس سافر بشارة الخوري «الأخطل الصغير» وأخذ معه الكأس والصمت والريح.

ا قال كلمة. لو سألوه هناك: من أين جئت?

بـشارة الخـوري لم يـأت من لبـنـان. لم يأت من الـعـرب. جاء من كـبده. ولـد من قـلبهوعاش في قلبه كانت مهجته واسعة مثل غابة وموزعة مثل ظلال من الحلم:

لـــــلـــــحـب أكـــــثـــــرهــــــا وبـــــعض كــــــثـــــيـــــرهـــــالــــــرقى الجــــــمــــــال وبــــــعــــــضــــــهــــــا لــــــلــــــراح

سافـر الأخطل وأخذ معه الحب والخرافة الـصغيرة التي تسـرح شعرها على النبعوتجلس في الفيء ثم تغني..

عـلى الحـد بـ الريح والخـيـمة عـاش. عـندمـا هـدأت الريح مـن حوله ظـلت في أعـماقه.وعندما هدأت في أعماقه انطوى على نفسه في الخيمة ثم طوى معه الخيمة وسكت.

ـذهب في قـرابه. فـليس فـي جيـله من هـو قادر أن وبـرحيل بـشـارة وضع الـسيف ايـحمل ذلك الـسـيف. ولـيس في الجـيل الـذي جاء بـعـده من يـقـدر أن يكـسـر الـزجاج من

حوله ليقترب من السيف.

وداع للرومـانتيكـية بعد بـشارة الخوري. وداع للعـالم الذي لا ينفـصل الإنسان فيهـضيء في زمن وقفت الـسكـ فيه بـ الإنسـان وإحساسه. عن حـواسه وداع للـعالم اـنــوعـا حـتى من فـي زمن لم يـعــد الـشـوك فــيه يـحـمي الــورد بل صـار الــورد مـنـفــيـا و

حراسة الشوك!.

< نشر في كتيب تذكاري صدر بعد وفاة الشاعر.

- ٣٧٢ -

وداع للـقمـر والقـرمـيد والـشبـابيـك والعـ في عالم الـغـربة والحـزن الذي يـطلع منة. وداع للسيف في زمن النابالم. الكأس. وداع للحلم في زمن الخيبة والهز

ـسـتـقبل. ـاضي ونـحن لـسـنـا الحاضـر وغـيـرنا لـيس ا بـشـارة الخـوري لم يكن ا

ت. بـشارة الخـوري هو الحـلم الذي يـضيء نـافذة غـرفته. فـيـعرف الـناس أن الـعالم لم البلبل الذي يغني. فيتذكر الناس - أو يتوهمون - أن العالم ليس قفصا.

اضي الذي ذهب. كان العالم الآخر الذي قتله العالم. كان العالم الجميل لم يكن اتحدة! الذي سحقه التلفزيون والكمبيوتر وإنذارات البنوك وقرارات الأ ا

كـان «بيـرانجة» يوجـ يونسـكو الـذي رفض أن يصبح وحـيد الـقرن عنـدما تحولتدينة إلى قـطيع من الخراتيت. رفض أن يبدل صوته الإنـساني العذب في العصر الذي ا

صار الصوت الإنساني فيه غريبا ومتهما بالوحشية!

لبنان الذي بكى الأخطل الصغير أمس كان يبكي شبابه.

الـعـرب الــذين بـكــوا الأخـطل الــصـغــيـر كـانــوا يـبــكـون الـفــردوس الـذي لم يــبـنـوه.الفردوس الذي سقطوا قبل أن يدافعوا عنه.

أما الحب فكان ينزح الدموع من عينيه باحثا عن قلب وبيت شعر يسكن فيهما.

رفيق خوري

✸✸✸✸

- ٣٧١ -

اضي الأخطل الصغير ليس ارفيق خوري

أمس سافر بشارة الخوري «الأخطل الصغير» وأخذ معه الكأس والصمت والريح.

ا قال كلمة. لو سألوه هناك: من أين جئت?

بـشارة الخـوري لم يـأت من لبـنـان. لم يأت من الـعـرب. جاء من كـبده. ولـد من قـلبهوعاش في قلبه كانت مهجته واسعة مثل غابة وموزعة مثل ظلال من الحلم:

لـــــلـــــحـب أكـــــثـــــرهــــــا وبـــــعض كــــــثـــــيـــــرهـــــالــــــرقى الجــــــمــــــال وبــــــعــــــضــــــهــــــا لــــــلــــــراح

سافـر الأخطل وأخذ معه الحب والخرافة الـصغيرة التي تسـرح شعرها على النبعوتجلس في الفيء ثم تغني..

عـلى الحـد بـ الريح والخـيـمة عـاش. عـندمـا هـدأت الريح مـن حوله ظـلت في أعـماقه.وعندما هدأت في أعماقه انطوى على نفسه في الخيمة ثم طوى معه الخيمة وسكت.

ـذهب في قـرابه. فـليس فـي جيـله من هـو قادر أن وبـرحيل بـشـارة وضع الـسيف ايـحمل ذلك الـسـيف. ولـيس في الجـيل الـذي جاء بـعـده من يـقـدر أن يكـسـر الـزجاج من

حوله ليقترب من السيف.

وداع للرومـانتيكـية بعد بـشارة الخوري. وداع للعـالم الذي لا ينفـصل الإنسان فيهـضيء في زمن وقفت الـسكـ فيه بـ الإنسـان وإحساسه. عن حـواسه وداع للـعالم اـنــوعـا حـتى من فـي زمن لم يـعــد الـشـوك فــيه يـحـمي الــورد بل صـار الــورد مـنـفــيـا و

حراسة الشوك!.

< نشر في كتيب تذكاري صدر بعد وفاة الشاعر.

- ٣٧٢ -

وداع للـقمـر والقـرمـيد والـشبـابيـك والعـ في عالم الـغـربة والحـزن الذي يـطلع منة. وداع للسيف في زمن النابالم. الكأس. وداع للحلم في زمن الخيبة والهز

ـسـتـقبل. ـاضي ونـحن لـسـنـا الحاضـر وغـيـرنا لـيس ا بـشـارة الخـوري لم يكن ا

ت. بـشارة الخـوري هو الحـلم الذي يـضيء نـافذة غـرفته. فـيـعرف الـناس أن الـعالم لم البلبل الذي يغني. فيتذكر الناس - أو يتوهمون - أن العالم ليس قفصا.

اضي الذي ذهب. كان العالم الآخر الذي قتله العالم. كان العالم الجميل لم يكن اتحدة! الذي سحقه التلفزيون والكمبيوتر وإنذارات البنوك وقرارات الأ ا

كـان «بيـرانجة» يوجـ يونسـكو الـذي رفض أن يصبح وحـيد الـقرن عنـدما تحولتدينة إلى قـطيع من الخراتيت. رفض أن يبدل صوته الإنـساني العذب في العصر الذي ا

صار الصوت الإنساني فيه غريبا ومتهما بالوحشية!

لبنان الذي بكى الأخطل الصغير أمس كان يبكي شبابه.

الـعـرب الــذين بـكــوا الأخـطل الــصـغــيـر كـانــوا يـبــكـون الـفــردوس الـذي لم يــبـنـوه.الفردوس الذي سقطوا قبل أن يدافعوا عنه.

أما الحب فكان ينزح الدموع من عينيه باحثا عن قلب وبيت شعر يسكن فيهما.

رفيق خوري

✸✸✸✸

- ٣٧٣ -

كان متعاقدا مع الحبأنسي الحاج

كان الأخطل الـصغـير متـعاقـدا مع الحب حتى أنسـانا نـحن الناشـئ ضـد جيلهأنه من جيله. كان صوته الرقيق معنا.

أكـبر مفـارقة حيـال شعره هي أن الـذين أحبـوا أحمد شـوقي أحبوه والـذين أحبواأبو شبكة أحبوه والذين أحبوا أم نخلة أحبوه والذين أحبوا سعيد عقل أحبوه. حتىنحن الـذين تظـاهروا أنه لم يـعجبـهم العـجب في شعـر العرب أحـببـناه فشـعره الـنضر

ليس شعر جيل وحسب. هو شعر وحسب.

ومـنـذ أن رسـموه أمـيـرا لـلشـعـراء قـبل سنـوات. بل قـبل ذلك بـحـقبـة ونـحن نـعيشوإيـاه في وطن واحد ولا نـراه. كـان ساكـتا. سـكت حـتى النـهايـة. سـكت منـذ أن نضب.

تعبة وقام يسأل: ويوم مبايعته في الأونيسكو تثاقل على نفسه اأيـــــوم أصـــــبـــــحـت لا شـــــمـــــسـي ولا قـــــمـــــري

مـن ذا يـــــــــغـــــــــنـي عـــــــــلـى عـــــــــود بـلا وتـــــــــر?

فـبعد عهد طـويل من الدفق جف الينبـوع. ولم يفتعل الأخطل الـعطاء. طول عمره لمـرهف العنـيف والوديع يـشهـد على عـفويـة تولدت يـفتـعل العطـاء وهذا شـعره الـصادق الهـا الأناقـة من غـير تـكلـيف. وفي أصيل حـياتـه هرب إلى حـاله في الداخل. انـسحب منباراة مـلملـما وراءه أذيـاله عن السحب. راح يـتفـرج على العـالم وهو يـشيخ بلـياقة بلا ا

وت ولم تفارقه النكتة حتى اللحظة الأخيرة. نحيب. وجلس ينتظر ا

شفـافا عاش وشـفافا نـاضل وغنى وشفـافا ألقى الـسلاح. وعاش بجـماع حواسهولم يـعرف التـحدي والـعدوان وعـرف اللـذة واللطـافة وحـفظت أشـعاره الـعرب الـعربان:

< نشر في كتيب تذكاري صدر بعد وفاة الشاعر.

- ٣٧٤ -

عـرب عــبـد الـوهــاب وعـرب فـيــروز. وكـان وبـقـي في شـعـره وفي شــخـصه نــصـفه سـيفونصفه الآخر بستان من الورد.

وهـو الأخـطل ولـيس الـصـغـيـر. بل هـو بـشارة الخـوري وكـفـاه إسـمـا. ولـيس أمـيراللشـعراء فكثـير من الشـعراء الذين بـايعوه لا يـستحـقون أن يكـونوا في بيـعته. ب رجالعـصره وشعـراء خطه هو أسـلسهم وأطـراهم. هو شاب شـيخوختـهم وشيخ شـبابهم. هوعـهم وكلامه أقـرب الكلام إلى الـقلب وإلـى الحبـيبـة وإلى الـلحن. يـكرج كـرجا أجـدهم وأ

وج بصفاء ع الديك. مع اللحن. عـتيق بشـارة الخوري? مـضيء بشـارة الخوري. وما يـضيـره أن لا يكون ضـخماولا مـلحمـيا ما دام في الـشعر وسـيبقى مـكان وسيع لـلحسـاس والكـنارات? ما دام فيالشـعـر وسيـبقـى مكـان وسيع لـكل ذي أسـلوب مـا دام الأسـلوب بـلورا والـبـلور يـعكس

الشمس والقمر وتتعلق بطياته النجوم كالدبابيس. ا. دح ويـفاخـر ويبـكي على الأطلال? ر تـقلـيدي بـشارة الخوري? يـرثي ويهـجو ولـكـنه إذ ذاك ملك الـتـقلـيـدي جـمـيعـا في هـذا الـعصـر. لأنه تـخطـاهم وأدرك في رحـلتهوجـها من وجوه الشعر. هـذا الوجه ليس ملمحـا فنيا. ولا مذهبـا. ولا شكلا ولا مضموناهـذا الوجه هو بشارة الخـوري الإنسان. لقد كـان هو نفسه شعـرا والشعر في الأخيروته يخـتم الشعر فـي لبنان إحـدى كلمات من مـجموعه هو الـشاعر ولـيس القصيـدة. ووته يخـتم لبنان حـبه. كلمـة كانت متـوترة مسنـونة نضـرة وذات حن يعـصر القـلب. و

: صفحة مرشوشة بالعطر وصفحة تلتهمها النار. خطابا من صفحتـا عـاش بـينـنـا بانـسـجام. نـودع بـرقا ظل ـا قد إنـنـا نودع مع بـشـارة الخوري عـايـبـرق نـثرا وشـعـرا نـصف قـرن. نـودع الـعـهـد الـقـد الذي مـات شـابـا. وسـنـبـكـيه كـلـمانسيناه وسـنفرح به كلما عادنا شعره فأنـشدناه. وسنراه دائما عبر كل كأس وعند كل

نهر وعلى كل سحابة.وكلما نضب ينبوع سنعرف أنه إياه. وكلما سكت عصفور فسنعرف أنه إياه.

وكلما انكسر وتر في عود سنعرف أن قلبه هو الذي انكسر.

أنسي الحاج✸✸✸✸

- ٣٧٥ -

كان شعره أمينا كالدمعأدونيس

ثل طليـعة الانتقال من الشعر الذي يرتبط كان الأخطل الصغـير ب شعراء جيله بكتب الأدب وقواميس اللغة والذي عممه رجـال عهد سميناه خطأ عهد النهضة ورسختهدارس ومـناهج الـتربـية إلى الـشعـر الذي يـرتبط بـالحيـاة اليـوميـة وأشياء الـقلـب. لهذا انرى فـيه نحن الأجـيال الـتي أتت بعـده بـداية من بـدايات الـتغـير في الـتعـبيـر الشـعري.

وقد شمل هذا التغير شكل القصيدة ومحتواها على السواء.من الـنـاحـيـة الأولى لـين الأخـطل الصـغـيـر الـبـنـاء الشـعـري وحـدد كـلـمـاته وصـيغه

شاعر حتى كاد أن يوحد ب القصيدة والأغنية. وشدد على أولية اهكـذا كانت قـصائده تـخلق في نـفس قارئـها أو سـامعهـا جوا من الـطرب والـنشوة

عناهما العربي الصافي.ومن الـنـاحـيـة الثـانـيـة الـتـحم الـشـاعر بـجـيـله وقـضـايـاه وبخـاصـة مـا اتـصل مـنـهابـالحرب والكـفاح من أجل التـحرر على الـصعـيدين القـومي والاجتمـاعي. وبقي حتى في

شكلات غنائيا مرهفا يتلألأ شعره صافيا أمينا كالدمع. تناوله هذه اكن أن نـصف تجـربة الأخـطل الـشـعريـة بـأنهـا في حـينـهـا تجربـة ريـادية هـكـذا ربـطت ب إيـقاع الـنفس الـداخـلي وإيقـاع الحيـاة الخارجـي وجلت عن الـكلام الشـعريــا عـزز الانـفـصـال عن الـتــقـلـيـد وعن الجـمـود ـوروث كـثــيـرا من الـصـدأ والأنـقـاض ا

السلفي وأشاع في الكلمة الشعرية نقاوة جديدة وقشعريرة خاصة.كان الأخطل الـصغير في حـياته غائبـا في سفر دائم وراء الـشعر. وهو الآن في

غيابه حاضر أبدا مع الشعر.✸✸✸✸

< نشر في كتيب تذكاري صدر بعد وفاة الشاعر.

- ٣٧٦ -

ابيض

- ٣٧٧ -

لك الخلــود مــن كامل مــروة

ـفــاهـيم حـتى ـقـايــيس في هـذا الـبــلـد وبـدل ا فـي غـمـرة الـتــردي الـذي عـصف بــاي الـذي أقيم لـشـاعرنـا الـكبـيـر الأخطل ـهرجـان الـتكـر ـاء والحطب نـعـتبـر ا استـوى اـا يزيـد فـي قـيـمة الـصـغـيـر شـعـاع أمل في بـقـيـة بـاقـيـة من الـوفـاء وتـقـديـر الـنـبـوغ. وهـرجان أنه اسـتدر الحـبيس الـغالي من أنـفاس شـعرائنـا وأدبائـنا وأخـرجهم مـكره ا

من عزلتهم الصامتة العجفاء.ثل في الحمية حيال الأدب والأدباء وما كان لبنان - لبنان هذه الأيام - مضرب ااديـة العارضة عـلى التلـيد من تراثنـا فإذا بهـذا الفيض الدافق من غـريات ا فـلقد أتت اـاضـية جـهلا وأميـة. وتلك خـريجي مـدارسـنا يـصبح أبـعـد عن الأدب من أشد الأجـيال ا

تناقضات!. لعمري أعجوبة اإن تـكـر الأخـطل الـصـغـيـر يـدغـدغ أمـلـنـا بـردة علـى تجـارة الحـبر والـورق الـتياستشرى سـرطانها في هـذا الجيل ويرشدنـا إلى السبيل الصـحيح للأدب الرفيع: أدب

الخلود لا الأدب الذي ينتهي إلى قمامات النفاية وموازين الباعة!.لـقد زيـن الأخـطل الـصـغـير حـيـاة الأدب الـعـربي فـي لبـنـان وخـارجه نـصـف قرنبألـوان زاهـرة فـضحـكـنا مـعه وبـكيـنـا مـعه وعشـنـا في قصـائـده الجـليل من أفـراحـناوأتراحنـا. وما زال شاعرنـا الكبير يـهل علينـا بنفحات تـرفعنا من غـبار الحاضر الخانق

إلى علياء العبقريات الولادة.ـلك الخلـود في سـجل الشـعر إن الأخطل الـصـغيـر لا يحـتـاج إلى تقـديـرنا فـمن هـرجان منـاسبة لـنشر كـنوزنا عل سـناءها ا نتـخذ ا الراسخ أبدا لا يـعوزه تكـر وإ

يشعل في نفوس شبابنا جذوة ويبعث في أخلاقنا كرامات.✸✸✸✸

< نشر في كتيب تذكاري صدر بعد وفاة الشاعر.

- ٣٧٨ -

ابيض

- ٣٧٩ -

يأتـــي مـــن ذاتـــهمنصور الرحباني

يـأتي من ذاته لـيلـغي كل اتـفـاق بيـنه وبـ الانتـمـاء.. قـصيـدته هـو .. هذا الـشـاعرالطالع من وحدة البيت إلى توحيد القصيدة.

عادلات فقوافيه في القد وصوره في الحداثة. ه الشعري يسقط ا التوغل في عا

يقف على أول الطريق الصاعد نحـو الألف نحو اتحاد الرجل بالآلة. نحو تحوله رقمافي مـديـنة أو مـصـنع ويخـاف.. - هـو سقـط في هذه الـلـعبـة فـأحرق أيـامه بـ ساحـة الـبرجوالدورة - يـخـاف عـليـنـا نـحن الآخـرين يـخاف أن تـرحل الـطـبـيعـة من قـلـوبـنا فـيـمـطـر علىطرقاتنا وردا وفراشات عطرا وشقرة شعر يحمل إلينا الحقول والبيادر وحزن الحبيبات.

أعرفه جيدا .. الأخـطل الصغير لـم يحفظ من شعر الأقـدم أكثر من أربـع بيتاـتـمرد كي لا يسـكـنه آخـر فـسكـنـته بلاده جـبـالا وأنـهارا وجـرأة قـول سـكنـه الإنسـان اـوجوع فـوقف على مـنابـر الشـرق مـتوتـرا كسـيف صارخـا كنـبوءة من أجل أن يـبقى ا

في الوجود قيمة . من أجل أن لا يكف بوح المحب

من أجل أن لا تنكسر الكؤوس ويرحل السهر.من أجل أن لا تذهب الصبية قبل أن تسكن القصيدة.

من أجل أن نكون وطنا واصلا أرضا بسماء..✸✸✸✸

< نشر في كتيب تذكاري صدر بعد وفاة الشاعر.

- ٣٨٠ -

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيــــــــض ابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٣٨١ -

شاعر الحب والأوطانقبـلان مكـرزل

كثـيرا ما نـسمع أناسـا يتـكلمـون واصل الآنـاء بالأطـراف ويخطـبون بل يكـتبون...والـذكي من عـرف بـأيـة من كـلـمـاتـهم يـؤمـنـون! يـظـهـر أن الـكلام بـنـظـرهم: شيء - فن -

سلوك.. والحياة شيء آخر.

بيـنما نعرف أناسا كلامـهم قطع من قلبهم وضمـيرهم وصميم واقعهم. وكأنه وحيأو إشـعاع من كـواكب لم يشـرق صبـاحهـا على أرضـنا بـعد.. وأرى أن بـشارة الخوري.الأخـطل الـصـغـيـر من سلالـة هـذا الـنـوع: فـنه مـخـلص لحـيـاته وحـيـاته مـرتـسـمه خـطوةخطوة ولوحة لوحة في شعره. كما ارتسمت أزهار الضفاف وأشجارها في صفاء النهرهيب! يلمح شاعر الحب والأوطان - الأخطل الصغير - جرحا في جب البلاد عذوبة ا

على شفة فينطبع كل ذلك في شعره فيتنهد:ـــــــــا الــــــــــفــــــــــراشــــــــــات مـــــــــلـت الــــــــــزهــــــــــر

حــــــدثـــــــتــــــهــــــا الانـــــــســــــام عـن شــــــفـــــــتــــــيك........

اثـــــــنــــــــان لا يــــــــتــــــــهـــــــادنــــــــان دقــــــــيــــــــقـــــــةشـــــبح الـــــضــــحـــــيـــــة والــــضـــــمــــيـــــر المجــــرم

فــحـيـاة هـذا الـشـاعـر الأمــيـر وشـعـره: شيء واحـد! يـتـنــافـسـان تـشـابـهـا وتجـاذبإخلاص. فتتحول حياته إلى شعر وشعره إلى حياة مرفرفة في آفاق اللانهايات..

تأود في قلوبنا يا أبا عبدالله. بركات السماء على طيفك الحلو ا✸✸✸✸

< نشر في كتيب تذكاري صدر بعد وفاة الشاعر.

- ٣٨٢ -

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــض ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٣٨٣ -

نسي من تاريخنا المجهول أو ابشارة عبدالله الخوري

«أحد مؤسسي جامعة الدول العربية»

يوسف إبراهيم يزبك

في هذه الذكرى الـوفية تجمع ب بعض محبي الأخـطل الصغير مجددين عهدهمستـحيل عليهم نسـيانه يحملني شوقي لـصديقهم الحبيب الـراسخ رسمه في قلوبهم واإلى لــبــنــان الـشــهــيــد حــيث أنــشــد الأخــطل درره الخــالــدة فـرددهــا كـل مـثــقف عــربيـدن والـقـرى في ورددتـهـاالـروابي والـبـطـاح والجـبـال والأوديـة والـصـحـارى والـبـيد واالـشـرق والـغرب - ردد الجـمـيع الـروائع الأخـطلـيـة وغـنوهـا لأنـهـا كانت صـدى أمـانـيهم

وتجاوب أحاسيسهم وحملتهم على حب منشدها.

ثم تـنـقـلــني ذاكـرتي إلى الـطـابق الأول من بـنـايــة «فـخـمـة» وعـصـريـة بـالـنـسـبـة إلىـة حـيث إدارة جـريدة زمانـهـا الـبـعـيـد تـتـعـالى في مـدخل سـوق سـرسق بـبـيـروت الـقـد«الـبـرق» أرقى جـريـدة أدبـيـة يـومـئـذ في الـشـرق كـله. فـأرى صـاحـبـهـا الـكـاتب الجـريءبشـارة عبـدالله الخـوري يسـتقـبلنـي بوداعـة ويصغـي إلى ملـتمـسي أن أكون تـلمـيذا أبدأـارسـة الـصـحـافـة في جـريـدته فـيوافق الـصـحـافي الـذائع الـشـهـرة عـلى قـبـول الـفتىـارسـة إنـشائـيـة أكـثر من الـناشـىء. في تلك الآونـة (١٩١٩) كـانت الـصحـافـة مـا تزال كــونـهـا عـلـمـا بـدأ يـصـيـر فـنـا وتـخـصـصـا: فـالمحـرر الأول الأنـشط والأكـثـر إنـتـاجـا فيـقـص. أمـا المحـرر الــثـاني بــعـده فـمــسـؤول عن إعـداد (مــؤازرة) رئـيس الــتـحـريــر هـو اـرتـبة الـثـانيـة بـعد التـرجـمـات ورسائل الجـهـات والأخبـار المحـلـية وهي كـلـها تـأتي في ا

< نشر في كتيب تذكاري صدر بعد وفاة الشاعر.

- ٣٨٤ -

ـبـتد (أنـا مـثلا) ـمـارس ا ـقـالات. والمحـرر الـثـالث والأخـيـر في أسـرة الـتـحـريـر هـو ا اـطبـعيـة (البـروفات) وتـصويب لـغة الخـبر ومهـمـته مسـاعدة «زمـيله» بـتصـحيح الأخـطاء اواد كـلـها في المحـلي والاشتـراك بـترجـمـة برقـيـات شـركة «هـافـاس». وقد قـلت إن هـذه اـرتبة الـثانـية ولا تنـشر إلا إذا بـقي لها مـكان في الـصفحـت الـثالثـة والرابـعة وحسب ا

جرائدنا يومها إعلاما وعبقرية وفنا!

أول شيء بعد بدئي العمل في «البـرق» عرفته في الصحافي اللامع بشارة عبداللهالخوري بطء في الـكتابة وإطـالة تفكـير واستلـهام وحذف جمل وكـلمات فقـد كان يعنىـغـطـوطة» بـالـصـيـاغة أولا وقـبل أي شيء آخـر ثم تـعـيـد ريـشتـه (كنـا نـكـتب بـالـريشـة «ا

بالحبر) الحذف والنص حتى يتصبب العرق من جبهته ويتصبب الحبر على ورقته!.

ـقالة الرئـيسية الـتي يكتبـها صاحب «البـرق» وتعقيـبه على خبر مـا بنكتة وكانت اأو لـذعـة هـما فـي رأيه ورأي كل صـحـافي في زمـانه في وزن مـحـتـويـات الـعدد كـلهـقـروآن الأولان. ولكن بـشـارة عبـدالـله الخـوري كان له أيـضـا اهـتمـام رئـيسي لأنـهمـا اـا سـيـحـمـلـه إلـيه الـبـريـد ويـنــتـظـره عـلى أحـر من آخـر في عـمــله الـصـحـافي مــربـوط الجـمـر... يــنـتـظـر حـوالـة من نــصـيـر كـر ومـحب أو مـقــالا من الـقـاهـرة أو بـغـداد أوـقال وقع خاص الـبصرة أو حـلب أو القـدس أو جدة أو اسـتنبـول أو باريس. ولـهذا افي نفسه وتقديره قد يوازي حينا وقع مقاله الرئيسي أو وقع تعقيبه على خبر ما (..).هنا - في انـتظاره البـريد - يكمن الـعمل العظـيم الذي أتاه بشارة عـبدالله الخوري فيدن الـتي ذكرتـها ـرسـلة إلـيه من ا ـقالات ا جـريدتـه «البـرق» لم يقـدره الوصـوليـون: فامن أعلام الفكـر والأدب كانت أول تلاق في لبـنان للثـقافة العـربية في مخـتلف ديارها.وذلك الـتلاقي زاد نشـر الفـكرة الـعربـية في الـناشـئة وزيـادة انتـشار هـذه الفـكرة قوىـنـتدى الـذي أسـسـه رواد جـريدة . ناهـيـك بـا رواد الـعروبـة وشـجـعـهـم وأيقـظ الـنـائـمــقـيـم «الـبـرق» وكـان يجـمع بـ لـبـنانـيـ مـقيـمـ وعـرب زائريـن. وأذكر في طـلـيـعة ا

- ٣٨٥ -

ـغـفـور له اسـكـنـدر الـعازار فـي ختـام أيـامه وداود عـمـون والخـوري يـوسف أسـطـفان الاط ومـصطفى الخازن وأم تقي (حبـيب أسطفان بعـدئذ ) ويوسف الخازن وشبلي االــدين ولـبـيب الــريـاشي وإخـوانـهـم من أعلام الـفـكــر والـشـعـر يــبـحـثـون ويــتـنـاقـشـون

ويتندرون ويجدون وتعبق مجالسهم بالعبقرية والأنس!.

ومـا بـدأه الـصـحـافي الـكـبـيـر بـشـارة عـبـدالـله الخـوري في جـريـدته «الـبـرق» قـبـيليـة الأولى على الصـعيـد العربي ثم تـابعه عـلى أثر الاحتـلال الأجنبي كـتابة الحرب العـاوشـعرا - وما أروع خالـدات الأخطل الصغـير في أماني العـروبة! - أوصل إلى تأسيس

جامعة الدول العربية العابث بها اليوم أكثر دولها (...).

رشد طـاف الطويل الذي اجتازه الـصحافي اللبنـاني والشاعر ا وأسـتعيد عرض اؤمنون ـيدان في سبيل جـامعة عربـية حلم بهـا أساتذتنـا الأحرار وشهداؤنـا ا في هذا اعت في بـضعـة عقـود من العـمر وصارت منـارة لقومـية إنـسانـية نـقيـة - وأستـعيـد رؤى إلى مـا صرنـا فـيه من حابـل ونابل ومـشـرق ومغـرب فـأغبط مـعـلـمي وصديـقي الحـبيب

الأخطل الصغير على سفره وتحرره من القيد الأكبر ومن الداهية الآتية رحمنا الله!

يوسف إبراهيم يزبك

✸✸✸✸

- ٣٨٦ -

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــض ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٣٨٧ -

شخصيات بـارزةفــي تــاريـــــخ لبنــــــان

د. عصام خليفة

الأخطل الصغير:ما تهدمه السياسة يبنيه الأدب

عـاصر» كتـاب جديد لـلدكتـور عصام خـليفة «شخـصيات بـارزة في تاريخ لبـنان اــتـوســطـة يــهـديه إلى كـل الـكــبـار الـذيـن جـاهـدوا صــدر في ١٤٤ صـفــحـة من الــقـطع اوضـحوا لـيكـون للشـعب اللـبنـاني دولة مـستـقلة وإلى الأجـيال الـقادمـة التي سـتحسن

قراءة وصناعة تاريخ لبنان.

أما الـكتاب الوثـيقة الـذي أشرنا إلـيه ح صدوره فهـو يطرح إشـكاليـة مغايرةفكرية طـبعا تتوقف عند شخصيات مهـمة في تاريخ لبنان الحديث: البطريريك الياسالحـويك خـيرالـله خيـرالـله جبـران الأخطـل الصـغيـر أم الـريـحاني ورجـالات أخركـان لهم دور تاريخي وتأسيسي في لـبنان شخصية ومـرتجي. من الكتاب نختار ثلاثةا في هذه الـبحوث من كشف بحوث عن الأخـطل الصغيـر عن جبران وعن الريـحاني

. وأضواء على مسيرة في نتاج هؤلاء الأعلام وطنيا وفكريا ونضاليا

ـلـتزم ـثـقف ا اليـوم نـعـيـد نـشـر الـوثـيـقة الأولـى عن الأخـطل الصـغـيـر وفـيـهـا ابالوطن والإنسان مسقط هوامش البحث والكتاب على أهميتها:

لتزم بالوطن والإنسان ثقف ا الأخطل الصغير: ا

كثيرة هي الدراسات التي اهتمت بالأخطل الصغير شاعرا كبيرا ب شعراء لبنان

< صحيفة الأنوار اللبنانية ١٩٩٧/٣/٢٩.

- ٣٨٨ -

فكر السياسي صلح الاجتمـاعي والصحفي وا والعالم العربي لـكن الأخطل الصغير انـاضل الوطني وداعيـة الاستقلال والتـحرر الكـبير لا يقل أهـمية عن إنتـاجه الشعري واقـتضبـة عن بعض مـحاور القـضية الـلبنـانية والعـربية عـند الأخطل ـداخلة ا وفي هذه ا

نزعم أننا نفتح النقاش ولا ندعي أننا نوفيه حقه من الدرس والتحليل.

ما هي أبرز تلك المحاور?

١- الاستقلال:

تدرج الأخطل الصغيـر من داعية للإصلاح والتقدم ضمن الدولـة العثمانية مع التمسكبـامتيازات متصرفيـة جبل لبنان والتحذيـر من خطر السياسات الأجنـبية التي تبث الفرقة ب

ية الأولى. اللبناني إلى داعية للبنان الكبير في مرحلة ما بعد الحرب العا

وفي فترة الانـتداب الفـرنسي دافع مثقـفنا عن اسـتقلال الوطن وقد عـطلت «البرق»أكثـر من مرة بسبب مـواقفه الجريئـة ولم يكن يجد تـناقضا بـ استقلال لبـنان وانتمائه

ه العربي الأوسع فمن شعارات جريدته لعامي ١٩٢٧ - ١٩٢٨ : على عا

هـجـر وإذا كان هـناك «البـرق أمـ صلـة ب الـلـبنـانـي والـسوريـ في الـوطن واقوة تحول دون تفكك أبناء الشرق العربي فتلك القوة هي اللغة العربية».

مـعـادلة الـلـبـنـنـة في إطـار الـعروبـة واسـتـقلال الـدولـة الـلـبنـانـيـة في إطـار الـتـعاونـنـظـومـة الـعـربـيـة ومـجـابهـة أخـطـار الاسـتـيـطـان الـصـهـيـوني والأطـماع والـتـحـالف مع االخارجية على قـاعدة التفاهم والتضامن العربي تـلك كانت القاعدة الفكرية التي وجهتدن مـسار نضال أديـبنا مـنذ أوائل عهده بـالكتـابة والعمل في الحـقل العام وكل مـنابر اـدوية الـتي تجل الـعـربـيـة في مـصـر والـشـام والـعراق وغـيـرهـا لا تـزال تـذكـر قـصـائـده ا

الثورات العربية التي اندلعت في فلسط (١٩٣٦) أو في مصر وسوريا والعراق:يــــــــــــــا جـــــــــــــهـــــــــــــادا صــــــــــــــفـق المجـــــــــــــد لـه

لـــــــــبـس الــــــــغـــــــــار عـــــــــلــــــــيـه الأرجـــــــــوانــــــــاشــــــــــــرف بـــــــــــاهـت فـــــــــــلـــــــــــســـــــــــطـــــــــــ بـه

- ٣٨٩ -

وبـــــــــنـــــــــاء لـــــــــلـــــــــمـــــــــعـــــــــالـي لا يـــــــــدانـــــــــاإن جــــــــرحـــــــا ســــــــال مـن جـــــــبــــــــهـــــــتــــــــهـــــــا

لــــــــثـــــــمـــــــتـه بـــــــخــــــــشـــــــوع شـــــــفــــــــتـــــــانـــــــاوأنـــــــــيـــــــــنـــــــــا بـــــــــاحـت الـــــــــنـــــــــجــــــــــوى به

عــــــــربـــــــيــــــــا رشــــــــفـــــــتـه مــــــــقــــــــلـــــــتــــــــانـــــــا

قراطية: ٢ - نقد السلطة والدفاع عن الد

الخط الثابت في مواقف الأخطل (منذ الفترة العثمانية حتى فترة الاستقلال مروراـواقف النقدية من الحـكام فعام ١٩١١ يؤكد أن بـفترة الانتداب الـفرنسي) هو اتخاذه امن الـصـغـارة أن تجـاري الحـاكم عـلـى غـيه ومن الـعـار أن تـبـيــعه ضـمـيـرك وتـسـخـر لهإرادتك وتـخــون لأجـله وطـنك. ومن شــعـاراته: «مـا تـهــدمه الـسـيـاســة يـبـنـيه الأدب» ومنموقعه التوجيهي في الصحـافة كان يحذر الشعب من الانقياد الأعمـى وراء الحكام: «مارأيت كشـعب لبـنان لا إرادة له ولا رأي مـا رأيت مثـله يقـاد بخـيط من العـنكـبوت إلى ماـاذا ولا يعرف إلى أين... فـقلـيل من اتحادنا يـريده الحاكم والـزعيم يـقاد وهو لا يـسأل

يكفي ليلقي الرعب في قلب أكبر قوة. فلماذا لا نتحد?».

تـصرفون للانـتفـاع من هذه السـلطة تصـدى للـمتصـرف العثـماني قـائلا: «فقد سـعى اوعمـلوا بالـقاعدة اقـسم تمـلك وجعلـوا العزل والـتنصـيب رائدهم لـلوصول إلـيها» وكـان يفهمطـامع بـعض الحكـام إلى استـنزاف الصـحافـة مرجـعـا ووكيلا عن كل مـظلـوم: « فـقد تـدفع اأمـوال النـاس إشـبـاعا لـبـطونـهم الـفـارغة ونـفـوسهـم الظـمـأى فيـمـطـرونهم ظـلـمـا ويرهـقـونهم

ظلوم ملجأ سوى الصحافة التى أقامت نفسها وكيلا عنه». استبدادا فلا يرى ا

كـمـا تـصـدى لـسـلـطـات الانـتـداب الـفـرنـسي وفى مـرحـلـة الاسـتـقلال لم تـسـمح لهالسلطة باستعادة امتياز جريدته.

لم يكن من مـثـقفي الـبلاطـات الذين تـغـريهم الـسـلطـات وتـغرهم بل كـان في مـجملـدافع عن حقـوق كل الناس والـرافض لكل ظـلم: «لا غايـة لنا في كـتابـاته مثـال الإنسان ا

- ٣٩٠ -

حـضهـا أبناء الـوطن يؤازرنـا علـيهـا بعض أربـاب الغـيرة من حـملة الـبرق سـوى خدمـة الأقلام ويـرشدنـا إلـيـها آثـار من تـقـدمنـا من مـصـابيح الـهـدى ودعـاة الإصلاح». وجوابهوقـفه ـزيـد من الـتـشبـث عـلى حـملات الـتـضيـيق عـلـيه شـخـصـيـا وعـلى جـريـدته كـان االنبيل: «من العار أن تنظر الحكومة إلى الصحافة كما ينظر الخصم إلى خصمه... وأنهفصولون غدا إلى التضييق على الجرائد». وظفون اليوم ا ليضحكنا أن يسعى هؤلاء ا

النظرة النقدية:

بالنسبة إلى نظرته للمسؤولية في العمل السياسي فقد انطلق من نظرية نقدية:

ـصالح الخـاصـة: «علـة خـرابنـا إذن هي الانـقسـام وعـلة انـقسـامـنا هي - انـتقـد اتصـرف وعـلة هذين هـي نظام لـبنـان فنظـــام لبـنــان سبب أمـوريات واسـتبـداد ا حب ا

كل علـة». ويضيف في مقال آخر: «آفة لبنان حب الوظائف وآفة سياسته التفريق».

- اعتـبر أن وظـيفـة النائب «هى الـوقوف في وجه الحـكومـة عنـد كل مظـلمـة والعملهد له سبيل السعادة». على ما يرقي الشعب و

- وكان جـريئا فى نـقد سلبـيات بعض الأحـزاب: «كثيـرة هى أسماء الأحـزاب في لبنانوقليلـة بل معدومة فوائـدها ما نسمـيه حزبا فى لبنـان لا يستحق أن يسـمى حزبا بل عصابةلأن لا خـطة قانونـية له ولا جامعـة تجمعه ولا غـرض يرمي إليه فلـبنان مـسرح للعـصابات وماهو الفرق ب عصابات اللصوص التى تنهب أفرادا وعصابات الزعماء التي تنهب شعبا?».

وكرد على هذا الواقع السياسي طرح الأخطل باستمرار جملة مباد تمسك بها طوال حياته:

ـان بـالشـعب كـمـصـدر لـكل سـلطـة « أمـا نـحن فـنـفضل الانـتـخـاب الـشـعبي - الإالصرف لأنه على ما نرى أصلح وأسلم».

ؤســسات الـسـياسـية ذات الـبرنامــج الإصــلاحي من هـنــا انـتخابه ـان با - الإ: عــام ١٩١٠ أم السر (لجمعية أرز لبنان) التى ارتكز برنامجها على نقطت

ة ومن - تحقيق الإصلاح الأسـاسي في الجبل وتحـرير البلاد من الحـكومة الـظا

- ٣٩١ -

ناطق اللبنانية. هنا مبادرته لإنشاء حزب الشبيبة اللبنانية الذي تجاوبت معه أغلب ا

ومـن بـرنـامـج هـذا الحـزب تــعـديل الــنـظــام الـســيـاسي لــلـجـبـل وإجـراء إصلاحـاتاقتصادية واجتماعية في البلاد وكذلك فرض التعليم الإجبارى والمجاني (١٩١٠).

وفي مرحلـة الانتـداب الفـرنسي رشح نفـسه للـنيـابة (عام ١٩٢٥) فـخسـر على أصواتصلحة العامة فانتخب رئيسا لبلدية برج حمود عام ١٩٣٠ . قليلة لكنه عمل في مجال ا

٣ - الدفاع عن العدالة الاجتماعية:

ـظلـوم وفى كـثير من دافع الأخطـل الصغـير مـنذ عـهده بالـكتـابة عن الـفقراء واتنعمـ في البطر بـينما البـائسون في حاجة قصائـده ومقالاته نسـتشف السخط عـلى اوقـد يـتقـد شـعـره أحـيـانـا بالـثـورة عـلى الـظـلم الاجـتـماعـي فيـهـتف بـأن الـعـدالـة قد زالتـزيف - الحرب الـكـبرى - والإنصـاف قـد اندثـر (قـصـائد: عـلى ذكـر الجراد - الـريـال ا

بؤساء ١٩١٧).

أطلق على الأثرياء ألقابا لافتة في مدلولاتها فهم «أكلة لحوم البشر» وهم «محتكروتعاونون مع الحكومـة العثمانية ضـد شعبهم». وكان يتألم من بيع قوت الـشعب» وهم «ا

الفقراء لأرضهم بسبب حاجتهم إلى الطعام.أيـــــــطــــــوف الـــــــســــــاقـي هــــــنـــــــا بــــــكـــــــؤوسه

ويــــــــزمـــــــجــــــــر الجــــــــابي هــــــــنــــــــاك ويـــــــرزمتـــعــــرى الـــصــــدور هـــنــــا عـــلـى قـــبـل الـــهـــوى

وهــــــــنــــــــاك عـــــــاريــــــــة تــــــــنـــــــوح وتــــــــلــــــــطم

وكان يـعتـقد أن الجواهـر البشـرية أكـثر ما تـكون في الـطبقـت الـوسطى والفـقيرةفـإذا لم نعمل عـلى حفظ من بقي من هـات الفـئت وإنـقاذهمـا من مخالب الجـوع فنكون

قد جنينا جناية لا تغتفر.إن لـــــــلــــــــفــــــــقـــــــر ثــــــــورة لــــــــو عـــــــلــــــــمــــــــتم

- ٣٩٢ -

تــــــســــــبـح الــــــنــــــاس دونــــــهــــــا في الــــــدمــــــاء

ـوقع الـفـكـري دافع الأخـطل عن حـقـوق الـعـمـال وطـلب من الـرأسـمـالـي من هـذا ااسـتثـمـار أمـوالهم فـي بلادهم لـكي ينـفـعـوا وينـتـفـعـوا وكان من الـسـبـاقـ في تحريضالعمـال على إنـشاء نقـابة لـهم فتعـليـقا على وثـيقـة حقوق الـعمـال التي نـشـرتهـا «البرق»عام ١٩١٩ قـال: «وقد تـكون هذه الـكلمـة قبـسا يشـعل نار الـهمة في قـلوب الـعمال عـندنافتدفعهم إلى السعي لتأليف نـقابة عامة وقد لا تكون» وفي أكثر من مناسبة حرض علىصادفـة مبادرته إلى إنـشاء النـقابات لـلعمـال في ذكرى الأول من أيـار وليس من قبـيل ا

تسلم مسؤولية نقيب الصحافة عام ١٩٢٨ .

: «إن الـفـلاح (هـو) عــمـاد ثـروة وكـمــا دافع عن الـعــمـال كــان يـدافـع عن الـفلاحــالـبلاد فـإذا ضـيقـنـا عـلـيه الخنـاق تـرك الـديار تـنـعى من بـنـاها» وكـان يـنـتقـد الحـكـومة

لإهمالها الزراعة وتقاعسها عن دفع البؤس والحاجة عن الفلاح.

وفي كل الأحوال كان يعرف أن الاستقلال الاقتصادي هو الركن الأساسي للبنايةالوطنية وهو الطريق الصحيح للاستقلال السياسي.

٤ - العلمانية والتسامح الديني هما البديل عن الطائفية والتعصب:

مـنـذ مطـلع شـبـابه وحـتى كـهولـته الـتـزم الأخـطل الـصـغيـر خـطـا وطـنيـا مـتـعـالـيا عن كلاروني سيحي ا الثغرات الطائفية وليس مصادفة أن يبايع بإمارة الشعر العربي وهو اطـلقة من جـبل لبـنان فـلقد كـان مقـتنـعا أن لا تنـاقض ب الإخلاص لـدينه وبـ المحبـة اسـلم الـلبنـاني والـعرب وثـقافته الإنـسانيـة العمـيقة والاحـترام العـميق لدين إخـوانه اجعلته يفهم أن نسغ التقدم الحـضاري في العصر الحاضر يفترض الفصل ب الشأن

الديني والشأن السياسي.

«لا قـوام للشرق إذا هو لم يحل الجـنسية الوطنـية محل الجنسيـة الدينية» هذا كانمن الـشعـارات التي الـتزمـتهـا جريـدة «البرق» وكـان يهـيب بالـلبـنانـي أن هويـتهم الحق

- ٣٩٣ -

واطن فضل على مواطن إلا بالعلم والأدب والأخلاق. هي هوية وطنية لا دينية وليس

ولـد النـبوي عـام ١٩٢٠ أكد «أن للـوطنـية علـينـا واجبـا مقدسـا هو أن نـتحد وفي عـيد ااء بالراح». وأن للاتحاد سببا هو أن نتحاب ولا نتحاب إلا إذا امتزجت عواطفنا امتزاج ا

وفي جريدته وفي أشـعاره وفي سلوكه الـسياسي والاجـتماعي كان الأخـطل وطنيايرفض الـتعـصب الـطائـفي وكان يـتـنكـر لكل مـن يتـخذ من الـدين سـبيلا إلى الـكسب أو

لإذكاء الأحقاد:كــــــــــــلـــــــــــنـــــــــــا إخــــــــــــوة ومـــــــــــا الـــــــــــديـن إلا

واحــــــد لـــــــلــــــجــــــمـــــــيع مـن حــــــيـث كــــــانــــــوافـــــــاتـــــــقـــــــوا الـــــــلـه واحـــــــقـــــــنـــــــوا دم هـــــــذا

الخــــــــلـق رفــــــــقـــــــــا فــــــــكــــــــلـــــــــنــــــــا إخــــــــوان

وردا على بعض الحوادث الطائفية هتف عام ١٩١١:

«عـار على بلد كبيـروت يتمنى فيهـا العاقل أن يكون بلا دين» وكان مـعجبا بالأبياتالشـعـريـة لابن عـربي: أدين بـدين الحب...». وفي إحـدى مـقالاته تـمـنى أن تـصـبح أبـياتـدارس يقرأونـها بـكرة وعشـية علـها تشـفيهم من شعـرية لأم تـقي الدين صلاة لطـلبة ا

مرض الطائفية:يـــــــــا بــــــــنـي لـــــــــبـــــــــنــــــــان لـــــــــبـــــــــنــــــــان إذا

مــــــــا تـــــــــبــــــــاهــــــــيــــــــنـــــــــا دعــــــــونــــــــاه أبــــــــاـــــــا نــــــحـن اخــــــتــــــلــــــفــــــنـــــــا بــــــيــــــنــــــنــــــا إ

حـــــ يــــقـــــضي الـــــفــــضـل أن نــــتـــــعــــصـــــبــــاوجـــــــعــــــلـــــــنـــــــا الــــــديـن فـــــــيــــــنـــــــا فـــــــراقــــــا

فــــــــــتـــــــــفــــــــــرقـــــــــنــــــــــا بـه أيـــــــــدي ســــــــــبـــــــــاويــح لـــــــــــــــــبـــــــــــــــــنـــــــــــــــــان. إذا داع دعـــــــــــــــــا

- ٣٩٤ -

فـــــــــــبـــــــــــنــــــــــــوه عـن بـــــــــــنـــــــــــيـه غـــــــــــربـــــــــــا

ا كـان يردد بـأن أوروبا لم تـصب رقيـا إلا بعـد أن اعتنـقت الجنـسيـة الوطـنية ولطـاـعرفتهـا أن الدين هو رابط الإنـسان بالله. وبـرغم انتقاده دينـا في السياسـة والاجتماع نـاضل منهم مارسـات بعض رجال الدين الـغافل عن آلام شـعبهم فقـد مدح بعض ا

طران بطرس شبلي والبطريرك الحويك. كا

ـدرسـة هي من أفـضل ولـلـوصـول إلى تـعـمـيق الـروح الـوطـنــيـة اعـتـبـر أديـبـنـا أن االوسائـل الفاعـلة فـفي مقـالات كثيـرة دعا إلى بث الـعلم وإلى إنـشاء مـدارس تعلم الحقـواطن الـنـاشئ مـا يـتـرتب له من حـقـوق وعـلـيه من واجـبات والحـريـة والـوطـنيـة وتـلـقن اان بـأن لا جامـعة إلا الـوطنـية وأن المحـبة والاتحاد والإخلاص مـدارس تلـقن طلابهـا الإ

ان الديني الصحيح. للوطن والوفاء له لا تتناقض مع الإ

عام ١٩١٠ قال أديبنا الكبير الأخطل الصغير:

«لبـنان مجبـول بحب الذات لبـنان نخـرت عظامه الخيـانة لبنـان سائر الى الخراببقدم واسعة الخطى لأن زعماءه يفضلون مصالحهم على مصالح الشعب».

ومـنذ أول عهـده بالكـتابـة تعرض للاغـتيال أكـثر من مرة ومـنعه سلاط الـسراياتمن الدخول إلى سراياتهم. كما أوقفت جريدته مرات كثيرة.

وبـرغم مرارة الواقع الـذي نعيـشه اليـوم وبرغم السلاطـ الصغـار الذين يحـلمونبإلـغـاء الـوطن وحـقـوق الإنـسـان في هـذا الـوطن فـإن سـيـرة الـكـبـار كـالأخـطل الـصـغـيرقـاومة وتقـالـيد شـعبـنـا اللـبـناني في الـدفـاع عن الحريـة لـقادرة أن تـلهم أجـيـالنـا عـلى اـقـراطـيـة والـعـدالة وتحـقـيق الانـتـصـار الأكـيـد لـقـيم الاسـتـقلال والـسلام والـوحـدة والـد

وحقوق الإنسان.

د. عصام خليفة

- ٣٩٥ -

القســم الثاني قصــــائـــد

ه : فــي تكر أولا

- ٣٩٦ -

ابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــض

- ٣٩٧ -

محملا غار القلوبمحمد مهدي الجواهري

«لــــــــبــــــــنــــــــان» يــــــــا خــــــــمــــــــري وطـــــــــيــــــــبيــــــــــــــــــمــت حـــــــــــــــــطــــــــــــــــــام كــــــــــــــــــوبـي هـلا

ــــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــدهــــــــــــــــــــا هــلا رددت لــــــــــــــــــــســـعــــــــــيـــــــــــنـي وقــــــــــلـــــــــــبـي لــــــــــلـــــــــــوجــــــــــيـب

هــلا عــــــــــــــطـــــــــــــــفـت لــي الــــــــــــــصـــــــــــــــبــــــــــــــانـــــــــــــشـــــــــــــوان يــــــــــــــرفـل فـي الـــــــــــــذنـــــــــــــوب

نــــــــــــــزق الـــــــــــــشــــــــــــــبــــــــــــــاب عـــــــــــــبــــــــــــــدتـهـــــــــــــــــشــــــــــــــــيـب وبــــــــــــــــرئــت مــن حــــــــــــــــلـم ا

✸✸✸✸✸✸✸✸

لـــــــــــــــــبـــــــــــــــــنــــــــــــــــــان مـــــــــــــــــا ذنـــــــــــــــــبـي إذارقــــــــــعـت شــــــــــيــــــــــبـي بــــــــــالــــــــــنــــــــــســــــــــيـب

الاخـــــــــــــــــضـــــــــــــــــر الـــــــــــــــــريـــــــــــــــــان بــــــــــــــــيـــن جــــــــــوانـــــــــــحـي عــــــــــرم الـــــــــــشــــــــــبــــــــــوب

يــــــــــا مـن يـــــــــــقــــــــــايـــــــــــضــــــــــنـي صــــــــــدى الــــــــــريب ــــــــــهـــــــــمــــــــســـــــــات والــــــــســـــــــمــــــــر ا

وتــــــــــــــــرصــــــــــــــــد الأقـــــــــــــــــمــــــــــــــــار كــــــــــــــــابــــــــــــــغــــــــــــيـب ــن أبــي ربــــــــــــيـــــــــــــعـــــــــــــة فـي ا

والــــــــــــكــــــــــــاعـب الحــــــــــــســــــــــــنــــــــــــاء تـــــــــــســــــــفــــــضـــــــلــــــهـــــــا الـــــــقــــــشـــــــيب ــــــــتــــــرنـي

< الورود ألقيت في حفل تكر الأخطل الصغير سنة ١٩٦١.

- ٣٩٨ -

وتــــــــــــــــنـــــــــــــــــابــــــــــــــــذ الــــــــــــــــقــــــــــــــــبــلات فـينجــــــــــوى كـــــــــمــــــــــســــــــــتــــــــــرق الــــــــــدبــــــــــيب

ويــــــــــــــدا تـــــــــــــــخــــــــــــــبـط فــي الــــــــــــــهــــــــــــــوىويـــــــــــــدا تـــــــــــــعـــــــــــــابـث فــي الجـــــــــــــيــــــــــــوب

يــــــــــــا مــن يــــــــــــقـــــــــــــايـــــــــــــضـــــــــــــنـي ربــــــــــــيـــــــــرج الـــــــــعـــــــــشـــــــــيب ـع الـــــــــعـــــــــمـــــــــر ذا ا

ــالــــــــــعـــــــــــبــــــــــقـــــــــــريـــــــــــة كــــــــــلـــــــــــهــــــــــا بـــــــــبـــــــــــخـــــــــــرافـــــــــــة الـــــــــــذهـن الخـــــــــــصـــــــــــيـب

بــــــــــــعـــــــــــصــــــــــــارة الــــــــــــســــــــــــتــــــــــــ تـــــــــــرزح بـــــــــــــــــــــــــــــــــــالأديــــب وبـــــــــــــــــــــــــــــــــــالأريـــب

شــــــــــيـــــــــــطــــــــــان «غـــــــــــوتــــــــــة» يـــــــــــا ربــــــــــيــــب الـــــــــــــــغــــــــــــــــدر والــــــــــــــــدم والحـــــــــــــــروب

ومــــــــــقــــــــــايـض الــــــــــســـــــــــبــــــــــعــــــــــ بــــــــــالــــــــــــــــعـــــــــــــشـــــــــــــريــن عـن ثـــــــــــــمــن رهـــــــــــــيـب

لـــــــــــو جـــــــــــئـــــــــــتـــــــــــنـي لـــــــــــوجـــــــــــدتـــــــــــنـيــــــــســـــــتـــــــجــــــــيب مـــــــحـض الــــــــســـــــمـــــــيـع ا

✸✸✸✸✸✸✸✸

إيــه بــــــــــــــــــشـــــــــــــــــارة والــــــــــــــــــلــــــــــــــــــيـــــــــــــــــالــي مــــــــــــثــــــــــــقــلات بــــــــــــالــــــــــــعـــــــــــــجــــــــــــيـب

مـــــــــــتـــــــــــدافـــــــــــعـــــــــــات بـــــــــــالـــــــــــفـــــــــــجـــــــــــاءة لا يـــــــــــــــنــــــــــــــ مــن الـــــــــــــــلـــــــــــــــغــــــــــــــوب

والـــــــــــــــدهـــــــــــــــر فــي صـــــــــــــــعـــــــــــــــد ومـــــــــــــــاعــــــــــــــز الــــــــــــــطــلاب عــــــــــــــلـى طــــــــــــــلــــــــــــــوب

و«الــــــــــــزهــــــــــــرة» الــــــــــــشــــــــــــقــــــــــــراء طــــــــــــوع يـــــــــــــدي «كـــــــــــــكـــــــــــــاريـن» الـــــــــــــرهـــــــــــــيـب

- ٣٩٩ -

«الأخـــــــــــــــــــطــل» الجــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــار جـــــــــــــــــــا» عــــــــــلــى نجــــــــــيـب ء «الـــــــــــكـــــــــــوفـــــــــــتـــــــــــ

وأبـــــــــــــــوالــــــــــــــــعــلاء عـــــــــــــــلــى بــــــــــــــــنـــــــــــــــاــــــــــــحــــــــــــدى بـــــــــــالجــــــــــــنـــــــــــوب ـــــــــــاء ت ت ا

وذعـــــــــــــــرت صـــــــــــــــحـــــــــــــــراء الـــــــــــــــعـــــــــــــــراــــــــــــــهــــــــــــــيـب ــــــــــــــوكـب الـــــــــــــــنــــــــــــــار ا ق

بــــــــــــــــالآلــــــــــــــــة الخـــــــــــــــــرســــــــــــــــاء تــــــــــــــــســـــــــــــتــــــــــوري عـــــــــــلـى وهـج الـــــــــــلـــــــــــهــــــــــيـب

وأتـــــــــــيـت «لــــــــــــبـــــــــــنــــــــــــانـــــــــــا» بــــــــــــجـــــــــــانــــــــــــــحــــــــــــــتـــــــــــــ مــن ريـح غــــــــــــــضـــــــــــــوب

ـــــــــــســــــــــــيـح الـى الــــــــــــســـــــــــمـــــــــــا مــــــــــــثـل اء وقــــــــــد حــــــــــمـــــــــــلـت عــــــــــلــى صــــــــــلــــــــــيـب

كـــــــــــأسـي تـــــــــــصـــــــــــفـق بـــــــــــالـــــــــــغـــــــــــمــــــــــام بــــــــــــــــكـف غــــــــــــــــيــــــــــــــــداء لــــــــــــــــعــــــــــــــــوب

ويـــــــــــــــدي عــــــــــــــلــى جــــــــــــــرس تـــــــــــــــشــــــــــــــدد ومــــــــــــقـــــــــــــلــــــــــــتـي لـــــــــــــفـم مـــــــــــــجــــــــــــيـب

وتحـــــــــــــــــفــــــــــــــــز الـــــــــــــــــنــــــــــــــــهـــــــــــــــــدان فـيأفــق مـن الـــــــــــــــــصــــــــــــــــدر الــــــــــــــــرحـــــــــــــــــيـب

ســــــــخــــــــرت عــــــــصــــــــافــــــــيــــــــر الــــــــســــــــمـــــــاء بــــــــــــخــــــــــــائــــــــــــفــــــــــــ مـن الــــــــــــوثــــــــــــوب

ــــــــــــــزعــــــــــــــزعـــــــــــــــ تــــــــــــــوجــــــــــــــســــــــــــــاومــــــــــــحـــــــــــزمــــــــــــ عـــــــــــلـى الجــــــــــــيـــــــــــوب

واســــــــتـــــــــصـــــــــغــــــــرت زمـــــــــر الجـــــــــنــــــــادبفـي فـــــــــــــويــــــــــــــهـــــــــــــات الــــــــــــــثـــــــــــــقـــــــــــــوب

✸✸✸✸✸✸✸✸

- ٤٠٠ -

ـــــــــــاجــــــــــــة الـــــــــــكـــــــــــلــم الـــــــــــرقـــــــــــيـ صــــــــــــنــق ومـــــــــــزهـــــــــــر الـــــــــــنـــــــــــغـم الـــــــــــرتـــــــــــيـب

جــــــــــــئـت الــــــــــــعـــــــــــراق فــــــــــــعــــــــــــاش فـــــــــــيـــك عــــــــهــــــــود «أحــــــــمـــــــــد» و«الحــــــــبــــــــيب»(١)

وســــــــــــحــــــــــــرت أم الــــــــــــســــــــــــحــــــــــــر «بــــــــــــابـل» بــــــــــالـــــــــعـــــــــجــــــــــيـب وبـــــــــالـــــــــغــــــــــريب

«أبـــــــــــــــــــــشــــــــــــــــــــارة» «أنــــــــــــــــــــذا» لــــــــــــــــــــديـــك مــــــــــــحـــــــــــــمـلا بــــــــــــرد الـــــــــــــقــــــــــــلــــــــــــوب

ــــــــــــــــثــــــــــــــــا تــــــــــــــــهــــــــــــــــدى الــى نــــــــــــــــعـم اــــــــــــثـــــــــــــيـب ـــب عـــــــــــــلـى يـــــــــــــدي نــــــــــــعــم ا

مــن ســـــــــــــــوح دجــــــــــــــلـــــــــــــــة والـــــــــــــــفــــــــــــــرات مـــــــــــنـــــــــــابـت المجــــــــــــد الـــــــــــســـــــــــلـــــــــــيـب

أم الـــــــــــشـــــــــــمــــــــــــوس ومـــــــــــســـــــــــرح الـــــــــــددنـــــــــيـــــــــا ومـــــــــنـــــــــتـــــــــطـح الـــــــــشـــــــــعــــــــوب

مـــن نـــــــــــــــــــــــــــخــــــــــــــــــــــــــــلــه وزيــــــــــــــــــــــــــــوتــهومـن الـــــــــــــشــــــــــــمــــــــــــال الــى الجــــــــــــنــــــــــــوب

مـن مــــــــــــكـــــــــــــمـن الــــــــــــقـــــــــــــنــــــــــــاص فــــــــــــيــــه لـــــــــــقــــــــــانــص الـــــــــــرشــــــــــأ الـــــــــــربـــــــــــيـب

مــن دار «هـــــــــــــــــــــــارون» الـــــــــــــــــــــــرشــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــد لـــــــــــــــــدارة الأدب الحـــــــــــــــــســـــــــــــــــيـب

ســـــــــــــقـط الــــــــــــــنـــــــــــــدى مــن «شـــــــــــــهـــــــــــــرزاد» لـــــــــــغـــــــــــصـن «أنــــــــــــدلـس» الـــــــــــرطـــــــــــيـب

مـن «ألـف لـــــــــــيـــــــــــلـــــــــــتـــــــــــهـــــــــــا» لـــــــــــلـــــــــــيـــــــــلـــــــتـك الـــــــغـــــــريـــــــقــــــــة بــــــــالـــــــطـــــــيـــــــوب

تنبي وأبوتمام. (١) ا

- ٤٠١ -

مــــــن لحــــــن «زريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب» و«إســــــــــــــحــق» عــــــــــــلـى شــــــــــــفــــــــــــتـي «عــــــــــــريـب»

ـــــــــــــرقــــــــــــــرق الـــــــــــــنــــــــــــــغــــــــــــــمـــــــــــــات فـي أكــــــــــــواب مـــــــــــــنــــــــــــطــــــــــــقـه الخــــــــــــلــــــــــــوب

مــن عــــــــــــــطــــــــــــــر خـــــــــــــمــــــــــــــر «أبــي نـــــــــــــواس» بـــــــــــــ أربــــــــــــــاض الــــــــــــــكـــــــــــــثــــــــــــــيـب

ــــــــــــــــســـــــــــــــــتـــــــــــــــــدر الــــــــــــــــكـــــــــــــــــأس مـن اخـــــــــــــلـق الــــــــــــــنـــــــــــــدامــى والـــــــــــــشـــــــــــــروب

ـــــــــــــــا والـــــــــــــــعــــــــــــــــابــث الـــــــــــــــهــــــــــــــــازي درت نـــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــاق مــن حـــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــيـب

ــــــــــــــــــــــعـــــــــــــــــــــتــق زهــــــــــــــــــــــر الـــــــــــــــــــــربــىــــــــــــــــــة ســـــــــــــــــمــح ســــــــــــــــــكـــــــــــــــــوب عــن د

«كـــــــــــالـــــــــــبـــــــــــحـــــــــــتـــــــــــري» يـــــــــــقـــــــــــرب الـأبـــــــــــعـــــــــــاد بـــــــــــالـــــــــــلـــــــــــفـظ الـــــــــــقـــــــــــريـب

✸✸✸✸✸✸✸✸

يــــــــــــــا مـــــــــــــــبــــــــــــــضــع الألـم الحـــــــــــــــبــــــــــــــيـــس وبــــــــــــلــــــــــــسـم الجــــــــــــرح الــــــــــــرغـــــــــــيـب

ـــــــــــــــــــــــــلـــت الــــــــــــــــــــــــــكــف الــــــــــــــــــــــــــتــي لا شمــــــــــســــــــــحــت عــــــــــلـى روح الــــــــــكــــــــــئــــــــــيـب

ومـــــــــــــــــــــــــــــذوب الأنــــــــــــــــــــــــــــــغـــــــــــــــــــــــــــــام لاـــــــــــــذيـب خـــــــــــــانـــــــــــــتـك بـــــــــــــوتـــــــــــــقــــــــــــة ا

لـــــــــغـــــــــة الجـــــــــمـــــــــال نـــــــــخـــــــــلـــــــــتـــــــــهـــــــــامــن كـــل حــــــــــــــــــــــوشــي مـــــــــــــــــــــــشــــــــــــــــــــــوب

ووهـــــــــــبــــــــــــتـــــــــــهـــــــــــا الأجــــــــــــيـــــــــــال تـــــــــــرعـى مـــــــــــنـــــــــــة الـــــــــــســـــــــــمـح الـــــــــــوهـــــــــــوب

✸✸✸✸✸✸✸✸

- ٤٠٢ -

لـــــــــبـــــــــنـــــــــان يــــــــا خـــــــــمـــــــــري وطـــــــــيـــــــــبيلا لا مــــــــــــــســــــــــــــتـك يــــــــــــــد الخــــــــــــــطـــــــــــــوب

لــــــــــــبـــــــــــنــــــــــــان يـــــــــــا غــــــــــــرف الجـــــــــــنـــــــــــان الـــــــــــنــــــــــــاضـــــــــــحـــــــــــات بــــــــــــكـل طـــــــــــيـب

ــــــــــــــشـــــــــــــا مــــــــــــــتــــــــــــــنــــــــــــــاثــــــــــــــرات فـي ارف والأبـــــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــح والــــــــــــــــــــــــــــــــــدروب

ــــــــــا اقــــــــــتــــــــــبـــــــــسـ الــــــــــفــــــــــاتــــــــــنــــــــــات ــن مــن الـــــــــــــــشـــــــــــــــروق أو الـــــــــــــــغــــــــــــــروب

ألــق الــــــــــــــــــتــــــــــــــــــوقــــــــــــــــــد بــــــــــــــــــكـــــــــــــــــرةوأصــــــــــــــــــائـلا ألــق الـــــــــــــــــشـــــــــــــــــحـــــــــــــــــوب

يــــــــــــــــــــا بـــــــــــــــــــــنــت ســـــــــــــــــــــاحــــــــــــــــــــرة أرادت مـــــــــــنـك مـــــــــــعـــــــــــجـــــــــــزة الحـــــــــــقــــــــــوب

نــــــــــــــــفـــــــــــــــــثـت أفـــــــــــــــــانــــــــــــــــ الــــــــــــــــرؤىـــــــــــلـــــــــــبــك والـــــــــــتـــــــــــريـب مـــــــــــا بــــــــــــ ص

ـــــــــة الــــــــــســـــــــنـــــــــا بـــــــــالــــــــــشـــــــــمـس حــــــــــاوالـــــــــــريـح نــــــــــاعـــــــــــمــــــــــة الـــــــــــهــــــــــبــــــــــوب

ســـــــــــــــــرحـت طـــــــــــــــــرفــي فـي نـــــــــــــــــســــــــــــــــيـــج الــــــــــلـه والـــــــــــصــــــــــنـع الـــــــــــعــــــــــجــــــــــيـب

ــــــــــــــــلـــــــــــــــة جـــــــــــــــلـت فـي ســـــــــــــــحـــــــــــــــر أمــــــــــــوشـي مـــــــــــطـــــــــــرفـك الــــــــــــقـــــــــــشـــــــــــيـب

فـي الــــــــــــســــــــــــفـح فــي قــــــــــــمـم الــــــــــــثــــــــــــرىفـي الـــــــبــــــحــــــر فـي خـــــــضــــــر الـــــــســــــهــــــوب

فــــــــــــــجــــــــــــــهــــــــــــــلــت أيــــــــــــــا أنــــــــــــــتــــــــــــــقـيمـن حــــــــــــــــسـن أشــــــــــــــــتــــــــــــــــات ضـــــــــــــــروب

- ٤٠٣ -

لـــــــــــــطـف الـــــــــــــســــــــــــوار بـك الخـــــــــــــضــــــــــــيـــب أم لـــــــــطـف مــــــــعـــــــــصــــــــمـك الـــــــــذهـــــــــيب

✸✸✸✸✸✸✸✸

ــــــــــــــــبـــــــــــــــــنـــــــــــــــــان يــــــــــــــــا وطـــــــــــــــــنـي إذا لحــــــــــــلــــــــــــئــت عـن وطــــــــــــنـي الحــــــــــــبــــــــــــيـب

نـــــــــــــســـــــــــــر يــــــــــــــحـــــــــــــوم عــــــــــــــلـى ربـــــــــــــاــــــــــــــــــخـــــــــــــــــــافـــــــــــــــــــيــه كـــــــــــــــــــذيـب ك فـلا تــ

ــــــــــــــــــــــــا وبــــــــــــــــــــــــأ أبـــــــــــــــــــــــــشــــــــــــــــــــــــارة شــــــــــكـــــــــوى أهــــــــــزك يــــــــــا حـــــــــبــــــــــيــــــــــبي?

شـــــــــــكــــــــــوى الـــــــــــقــــــــــريـب إلـى الـــــــــــقــــــــــريـــب أم الـــــــــــــــغــــــــــــــريــب إلـى الـــــــــــــــغــــــــــــــريـب

هـــل صــك ســـــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــعــك أنـــــــــــــــــــــــنــيمــن رافــــــــــــــــــــــــدي بــلا نــــــــــــــــــــــــصـــــــــــــــــــــــيــب

فـي كــــــــــــــربــــــــــــــة وأنــــــــــــــا الــــــــــــــفــــــــــــــتـى الـــــــــــــــــــــراح فــــــــــــــــــــراج الــــــــــــــــــــكـــــــــــــــــــروب

نــــــــــــــحــن الــــــــــــــذيــن نــــــــــــــحـــــــــــــــبـب الــــــــــــــدد نــــــــــــــــيــــــــــــــــا لأســــــــــــــــيــــــــــــــــان حــــــــــــــــريـب

أنــــــــــــــــــــــــا «عــــــــــــــــــــــــروة الــــــــــــــــــــــــوردي» رمــــــــــــــز مـــــــــــروءة الـــــــــــعــــــــــــرب الـــــــــــعـــــــــــريـب

وزعـت جـــــــــــــــســـــــــــــــمـي فــي الجـــــــــــــــســــــــــــــوم ومـــــــــــهــــــــــجــــــــــتـي بــــــــــ الــــــــــقــــــــــلــــــــــوب

✸✸✸✸✸✸✸✸

أبــــــــــــــــــــشـــــــــــــــــــــارة يــــــــــــــــــــا نــــــــــــــــــــاخــل الأــــــالـــــــــــــــــفــــــــــــــــــكـــــــــــــــــر الأريـب يـــــــــــــــــام بـــــــــــ

- ٤٠٤ -

ـــــــــــــوحــــــــــــهــــــــــــا يـــــــــــــا مـن نــــــــــــزلــت بــــــــــــسمـــن يـــــــــــــــــــــانــع خـــــــــــــــــــــضــل ومـــــــــــــــــــــوبــي

ـــــــــــــريـــــــــــــــبـــــــــــــــهـــــــــــــــا يـــــــــــــــا مـن أذبــت ضــفــي عــــــــــــــــلــــــــــــــــقــم الألـم الـــــــــــــــــوصــــــــــــــــيـب

يـــــــــــــــــــــــــــــــــا مـــن غـــــــــــــــــــــــــــــــــذيـــت مـــن الأذىوشـــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــعــت مــن إفــك وحـــــــــــــــــــــوب

ــــــــــــــــــــــــثـــــــــــــــــــــــا أعــــــــــــــــــــــــرفــت أوجـــع مــن مــــــــــــثـــــــــــيـب ب بـــــــــــالــــــــــــعــــــــــــقــــــــــــوق ومـن م

ـــــــــــــشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارة إنــــي لأر أبــــــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــز عـن هـــــــــــمــــــــــــوم تـــــــــــغـــــــــــتـــــــــــلـي بـي

كـــــــــــذب الـــــــــــتــــــــــــبـــــــــــجـح غـــــــــــيـــــــــــر مـــــــــــاــــــــنــــــــــــــــبــــــــــــــــيــــــــــــــــكــه حــــــــــــــــال الأديـب يــــــــ

أبـــــــــــــــــشــــــــــــــــارة يــــــــــــــــا أصــــــــــــــــغــــــــــــــــر الـأخــــــــــــويـن ســـــــــــــنــــــــــــا يـــــــــــــا ربــــــــــــيــــــــــــبـي

أنـــــــــــــعـش بــــــــــــكــــــــــــوبــك ســــــــــــؤر كــــــــــــوبـيوأذب نــــــــــصــــــــــيــــــــــبـك فـي نــــــــــصــــــــــيــــــــــبي

لـك فـــــــــــضــــــــــــلــــــــــــة فـي الـــــــــــعــــــــــــمـــــــــــر مـنأعــــــــــــــــمــــــــــــــــار شــــــــــــــــبــــــــــــــــان وشــــــــــــــــيـب

محمد مهدي الجواهري

✸✸✸✸

- ٤٠٥ -

فعقدنا له لواء الإمـــارةصالح جودت

هــــــــمـــــــــســـــــــة فـي حــــــــديـث جـــــــــار وجــــــــارهرنــــــــــة حـــــــــــلـــــــــــوة عــــــــــلـى قـــــــــــيـــــــــــثــــــــــاره

قــــــــــــطـــــــــــــرة عــــــــــــذبــــــــــــة عــــــــــــلـى نــــــــــــوارهزهـــــــــرة كـــــــــلــــــــــهـــــــــا شـــــــــذى ونـــــــــضـــــــــاره

مــــــــوجـــــــــة من حـــــــــنــــــــيــــــــنـــــــــهــــــــا هــــــــدارهبــــــــــــنـت كــــــــــــرم تــــــــــــدور فـي عــــــــــــصــــــــــــاره

مـــــــاســــــــة خـــــــبــــــــئـت بـــــــجــــــــوف مـــــــغـــــــارهدرة حـــــــــــــــرة بــــــــــــــقـــــــــــــــلــب مـــــــــــــــحــــــــــــــاره

دعـــــــــوة مـــــــــلـــــــــؤهـــــــــا هـــــــــدى وطـــــــــهــــــــارهدمـــــــــــعــــــــــة عـن ذنــــــــــوبــــــــــهــــــــــا كــــــــــفــــــــــاره

ـــــــــــــعـــــــــــــادن المخـــــــــــــتــــــــــــاره كـل هـــــــــــــذي اصــــــاغ مـــــــنــــــهــــــا حـــــــبــــــيــــــبـــــــنــــــا أوتــــــاره

وجـلا مـن خــــــــــيــــــــــوطــــــــــهــــــــــا أشــــــــــعـــــــــارهفــــــــــــعـــــــــــــقــــــــــــدنــــــــــــا لـه لــــــــــــواء الإمــــــــــــارة

✸✸✸✸✸✸✸✸

يــــــا ابــــــنــــــة الارز انـت مــــــحــــــظــــــيـــــــة الــــــلهوأخــت الـــــــــــــكـــــــــــــواكـب الـــــــــــــســـــــــــــيـــــــــــــاره

اصــــطـــــفــــاك الـــــرحــــمـن في قـــــمــــة الـــــدنــــيــــافـــــــــــكـــــــــــانـت ثــــــــــلـــــــــــوجــــــــــهـــــــــــا أنــــــــــواره

< الورود ألقيت في حفل تأمير الأ خطل الصغير سنة ١٩٦١.

- ٤٠٦ -

وســــــــــرى فـي ربـــــــــــاك نــــــــــور «شـــــــــــهــــــــــاب»بــــــــــــارك الـــــــــــلـه عــــــــــــهـــــــــــده وشـــــــــــعـــــــــــاره

واجـــــتـــــبــــــاك الخـــــلـــــود بــــــالـــــنـــــغـم الـــــعـــــذب وأولاك طــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــره وهــــــــــــــــــــــزاره

» فـي مـــــــرجــــــــة الـــــــبـــــــا فــــــــيك شـب «الأمـــــــروك فـي نــــــــور عــــــــيــــــــنــــــــهــــــــا الــــــــفــــــــواره

وتـــــنـــــاهى لـك ـ الـــــرشـــــيــــد ـ حـــــبـــــيـب الــــشـــــــــام والــــــــنــــــــيـل شـــــــاعــــــــر الــــــــبــــــــربـــــــاره

وانجــــــلى فـي ســــــمــــــائـك «الأخــــــطل» الــــــفــــــرد فـــــــــدنـــــــــا لـــــــــقــــــــــوسـه بـــــــــالـــــــــصـــــــــداره

✸✸✸✸✸✸✸✸

ولــــــــد الــــــــكــــــــأس والــــــــغــــــــرام عــــــــلـى مـــــــهـــــــــد أبـي الــــــــكـــــــأس والــــــــغـــــــرام بــــــــشـــــــاره

ـــــــــعـــــــــاني واســـــــــتــــــــنـــــــــامـت لـه عــــــــذارى انـــــومــــــة الـــــبـــــكـــــر يــــــوم عـــــرس الـــــبـــــكـــــاره

وتـــــــــــعـــــــــــرى الجـــــــــــمـــــــــــال بـــــــــــ يـــــــــــديـهوارتـــــــــــمــى عـــــــــــنــــــــــــده وخــــــــــــلـى عـــــــــــذاره

وأقـــــــــــام الـــــــــــربـــــــــــيـع فـي شـــــــــــفـــــــــــتـــــــــــيـهورمــى فــي فــــــــــــــــــــــؤاده مــــــــــــــــــــــزمـــــــــــــــــــــاره

وحــــــــــبــــــــــاه الإلـه بـــــــــــالــــــــــنــــــــــفـس الحــــــــــلـــــــــــــــو وأولاه فــي الـــــــــــــهـــــــــــــوى أســـــــــــــراره

فــــقــــضـى الــــعــــمـــر يــــعــــشـق الحــــسن حــــتىعـــــــــــشـق الحـــــــــــسـن شـــــــــــيـــــــــــبـه ووقـــــــــــاره

✸✸✸✸✸✸✸✸

يــــا ابـــــنــــة الارز قــــد تـــــخــــايـــــلت بـــــالــــشــــعــــــــــــــــر وكــــــــــــــرمـت تــــــــــــــاجـه ومــــــــــــــنـــــــــــــاره

- ٤٠٧ -

فـي زمــــــــــــان اضــــــــــــلـه هــــــــــــدف الــــــــــــعــــــــــــلـــم فــــــأمــــــسـى بــــــالــــــعـــــــلم يــــــحـــــــمل عــــــاره

هــــــــلـل الــــــــنــــــــاس لــــــــلــــــــذي ركب الــــــــصــــــــاروخ يـــــــــبــــــــغـي مـن الــــــــفـــــــــضــــــــاء مــــــــداره

وقــــــــصـــــــــاراه أن يـــــــــجـــــــــوز إلـى الـــــــــنــــــــجـــم لــــــــيـــــــبــــــــنـي الـــــــقــــــــواعـــــــد الجــــــــبـــــــاره

ومــــــدى ســـــــعــــــيـه الــــــتـــــــحــــــكـم فـي الــــــكــــــون لــــــــيــــــــلـــــــــقي عـــــــــلـى الحــــــــيــــــــاة دمــــــــاره

كـل هــــــــذا نــــــــصــــــــيــــــــبــــــــنــــــــا من دعــــــــاة الـــــــعــــلم بــــاسـم الحــــجى وبـــــاسم الحــــضــــاره

قـــــذفــــوا فـي الــــفـــــضـــــاء بــــالـــــقـــــمــــر الـــــطــــائــــــــر لا يـــــــــلـــــــــحـق الخـــــــــيـــــــــال غـــــــــبــــــــاره

يــــــنــــــفـــــر الــــــوحـي مـــــنـه ســــــاعـــــة يــــــلــــــقـــــاه شـــــــــــقــــــــــيـــــــــــا بــــــــــنـــــــــــفــــــــــسـه الأمــــــــــاره

كــــــالـــــقــــــريض الجــــــديـــــد مــــــنـــــعــــــدم الـــــوزن عــــــــجــــــــول الخــــــــطـى قــــــــبــــــــيـح الإثـــــــاره

هــــــــمـــــــجـي الخــــــــيـــــــال مــــــــبـــــــتــــــــر الجـــــــرس غـــــــريـب الـــــــصـــــــدى مـــــــجـــــــاف إطـــــــاره

ــــــــعـــــــــاني أجــــــــوف الــــــــلــــــــفـظ فـي فــــــــراغ اكـــــــافــــــر الـــــــنــــــهـج قــــــرمـــــــزي الــــــعـــــــبــــــاره

أيـن هـــــــــذا الجـــــــــديـــــــــد مـن قـــــــــمـــــــــر الـــــــــلهومـن شــــــــــــعــــــــــــره ســــــــــــنـى وطــــــــــــهــــــــــــاره

والــــــــــــــــــذي أبـــــــــــــــــدع المجــــــــــــــــــرة طـــــــــــــــــراقــــــــــــــــادر أن يــــــــــــــــقـــــــــــــــده بــــــــــــــــشـــــــــــــــراره

✸✸✸✸✸✸✸✸

هـــــــاكم الـــــــشــــــاعــــــر الـــــــذي ســــــبـق الــــــعــــــلــــم جــلالا وقـــــــــــــــــــــــدرة ومـــــــــــــــــــــــهــــــــــــــــــــــاره

- ٤٠٨ -

ركـب الــــــــوحي قــــــــبـل عـــــــهــــــــد الـــــــصـــــــواريـــــــخ وكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانــــت أحـــــلامــــه راداره

كـم تــــــــــــــدانـى مــن الألــــــــــــــوهــــــــــــــة روحـــــــــــــاوتـــــــــــلــــــــــقـى مـن الـــــــــــســـــــــــمـــــــــــاء إشــــــــــاره

واســـــتــــــبـــــان الــــــدروب في الــــــفـــــلـك الـــــســـــاري وأرســى عـــــــــــــــــــــــــلــى المجــــــــــــــــــــــــرة داره

وعـلا قــــــــــــدره إلـى مــــــــــــنــــــــــــزل الــــــــــــشـــــــــــمـــس وغــــــــــادى بـــــــــدر الــــــــــدجـى بـــــــــزيـــــــــاره

وقــــــضى الــــــعــــــمــــــر يــــــنــــــظـم الانجم الــــــزهــــــــــــر عـــــــــــقـــــــــــودا لـــــــــــكـل جـــــــــــار وجــــــــــاره

ويـــــــحـــــــيـي بــــــهـــــــا الحـــــــوادث فـي الـــــــشــــــرق ويـــــــــــــهـــــــــــــدي مـن الحـــــــــــــمـى أحـــــــــــــراره

ويـــــــــــغــــــــــــنـي عــــــــــــلـى أرائـك لـــــــــــبــــــــــــنـــــــــــان ويــــــــــشــــــــــدو بـه ويــــــــــحــــــــــمـي ذمــــــــــاره

✸✸✸✸✸✸✸✸

إخــــــــــوة الأرز ذلـك الــــــــــصـــــــــــوت فــــــــــيــــــــــكـمنـــــــبــــــوي الــــــصــــــدى عـــــــزيــــــز الــــــســــــفــــــاره

كـــــــلـــــــمـــــــا طـــــــاف بـــــــالـــــــعـــــــروبـــــــة كـــــــفــــــرالــــتـــــمـــــســـــنـــــا في شـــــعـــــره اســـــتـــــغـــــفــــاره

عــــــــاش «خـــــــــوريـــــــــكـم» يـــــــــبـــــــــشـــــــــر بــــــــالــــــــــحـب ويــــــــتــــــــلــــــــو فـي لــــــــيــــــــله أذكــــــــاره

ويـــــــــــــــــــــــــحـــث الـــــــــــــــــــــــــهــلال فـــي كــل أرضويــــــــــهـــــــــــز الــــــــــعـــــــــــروبــــــــــة الجـــــــــــبــــــــــاره

لــــــتــــــرد الـــــــســــــيــــــوف أرض فـــــــلــــــســــــطــــــيـــن وتحــــــــمي الحــــــــمـى وتــــــــمــــــــسـح عـــــــاره

- ٤٠٩ -

ويـــــــعـــــــز الـــــــصـــــــلـــــــيـب في حـــــــرم الـــــــقـــــــدس وتـــــــصـــــــفـــــــو لأهـــــــلـــــــهـــــــا الـــــــبـــــــيــــــاره

✸✸✸✸✸✸✸✸

إخـــــــــــوة الأرز نـــــــــــحـن أدنــى مـن الـــــــــــكــــــــــوــــــــــــيــــــــــــنـه ويــــــــــــســـــــــــاره ن الـــــــــــيــــــــــــكـم

إن تـــــــكـن ضـــــــلـت الــــــــســـــــيــــــــاســـــــة طـــــــوراوشـــــــقــــــيـــــــنــــــا بـــــــالــــــطـــــــائــــــفـــــــيــــــة تــــــاره

واســـــــتــــــطــــــالـت يــــــد الـــــــعــــــدو عــــــلـى الحقومـــــــــــــــالـت فـــــــــــــــســـــــــــــــمـــــــــــــــمــت آبــــــــــــــاره

فـــــلـــــقـــــد أنــــــعـــــمت عــــــلـــــيـــــنـــــا الــــــلـــــيـــــاليوقـــــــبــــــــلــــــــنــــــــا من الــــــــزمــــــــان اعــــــــتـــــــذاره

ورعـى الــــــــلـه لــــــــلـــــــــعــــــــروبـــــــــة لــــــــبـــــــــنــــــــان ووقـــــــــــــــاه تــــــــــــــيـــــــــــــــهــه وعـــــــــــــــثــــــــــــــاره

ـن هـــــــام بـــــــالــــــشـــــــمـــــــاتـــــــة فـــــــيـــــــنــــــا: قل ــــــــــكـــــــــاره خــــــــــدعــــــــــتـك الــــــــــغـــــــــشــــــــــاوة ا

✸✸✸✸✸✸✸✸

كم تــــــبــــــيت الــــــزهــــــور في هــــــالــــــة الــــــشـــــوك ويــــــخــــــفـى الــــــرحـــــــيق فـي الــــــصــــــبــــــاره

ويــــــــــطــــــــــيـب الـــــــــــدلال فـي ذروة الــــــــــشــــــــــوـــــــــــراره ق يــــــــــــحــــــــــــلــــــــــــو الـــــــــــدواء رغــم ا

وتــــــــنـــــــام الــــــــعـــــــيــــــــون فـي مـــــــســـــــرح الحــب ويـــــصـــــحـــــو الــــهـــــوى وراء الـــــســـــتــــاره

ذلـك الــــــــــــشـــــــــــرق أمــــــــــــنـــــــــــا وأبــــــــــــونـــــــــــاقـــــــبـل عــــــيـــــــسـى وأحــــــمـــــــد والـــــــبـــــــشــــــاره

- ٤١٠ -

كـم ســـــــــــــجــــــــــــدنــــــــــــا لأرضــه وســــــــــــمــــــــــــاهوعــــــبــــــدنــــــا مــــــا فـــــــيه حــــــتـى الحــــــجــــــاره

لا تــــــســـــيــــــئــــــوا لـــــلـه بـــــالحــــــقـــــد والــــــبـــــغــض وتـــــســــتـــــعـــــجــــلـــــوا عــــلـى الأرض نــــاره

أنـــــــتـــــــمـــــــو مـن عــــــالـم الـــــــنـــــــور إشـــــــعــــــاعومـن صــــــــفــــــــوة الــــــــصــــــــفــــــــاء عــــــــصــــــــاره

لا تــــــــزلـــــــــوا بــــــــالـــــــــديـن فــــــــالــــــــديـن لـــــــــلهولا تجـــــــــعـــــــــلـــــــــوا الـــــــــســـــــــمـــــــــاء تجــــــــاره

فـــــــــبـــــــــإنجـــــــــيـــــــــلـــــــــهـــــــــا تـــــــــر شـــــــــوقيوبـــــــــقــــــــــرآنـــــــــهـــــــــا تـــــــــغـــــــــنـى بـــــــــشـــــــــاره

صالح جودت✸✸✸✸

- ٤١١ -

ضفور له وبضافر أكرم عمر أبوريشة

هـل فـي لـــــــقـــــــائـك لـــــــلـــــــخـــــــيـــــــال الـــــــزائـــــــرإغــــــــــضــــــــــاء ســـــــــــال أم تــــــــــلــــــــــفـت ذاكــــــــــر

أشـــــــــقـــــــــتـه غــــــــــربـــــــــتـه ووثـــــــــبـــــــــة ظــــــــــلهعــــــبــــــر الأصــــــيـل عــــــلـى ثــــــراك الــــــعــــــاطــــــر

وحـــــــكـــــــايــــــــة الـــــــســـــــمــــــــار عن أوتـــــــاره الــــــتـــــنـــــاثـــــر ــــــمـــــتـــــقـــــطــــــعـــــات وشـــــمـــــلـه ا

كــــــــــــــــــنــت الحــــــــــــــــــفــي بــه وكــــــــــــــــــان ولاؤهوهـــــــواك قــــــــادمـــــــتـي جـــــــنــــــــاحـي طـــــــائـــــــر

كـم فـي نـــــــــديـك مـن شـــــــــمــــــــــوع شـــــــــبــــــــــابهمــــــــا ذاب بــــــــ مـــــــــزاهــــــــر ومــــــــجــــــــامــــــــر!

لا تجــــــــــــــرحـن لـه بــــــــــــــقـــــــــــــيـــــــــــــة زهـــــــــــــوهإن لـم يــــــــهــــــــزك بــــــــالــــــــطــــــــريـف الــــــــنــــــــادر

عـــــــبـث الـــــــلـــــــيـــــــالـي لـم يـــــــدع فـي حـــــــقـــــــلهإلا ادكـــــــــــــــــار خـــــــــــــــــمـــــــــــــــــائـل وأزاهـــــــــــــــــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

لـــــبـــــنــــان جـــــئـــــتك في غـــــيـــــابــــات الـــــســــرىويـــــــــدي عــــــــــلـى دقــــــــــات قـــــــــلـب حــــــــــائـــــــــر

وحـــــفــــيـف أشــــبــــاح الـــــونى فـي مــــســـــمــــعي

ـــــــنـى فـي خـــــــاطــــــري ورفــــــيـف أطـــــــيـــــــاف ا

< الورود ألقيت في حفل مبايعة الأخطل الصغير بإمارة الشعر ١٩٦١.

- ٤١٢ -

وإذا عــــــــروس مـــــــــا اســــــــتـــــــــقــــــــر رواؤهــــــــا

إلا عـــــــــلـى مـــــــــتـــــــــبـــــــــايـن مـــــــــتـــــــــنـــــــــافــــــــر

بــــســـــمـت إلي ومـــــا ســـــمـــــعت لـــــلـــــمـــــتي الـ

ـــــــبـــــــيـــــــضـــــــاء هــــــمـــــــســـــــة وازع أو زاجــــــر

من أنـت قـــــلـت لــــــهـــــا فــــــفــــــيك تــــــقـــــاتــــــلت

شــــــــتـى غــــــــوايـــــــــات الــــــــفــــــــتــــــــون الآســــــــر

أقـــــــبــــــلـت من صـــــــدر الــــــربـــــــيـع وقــــــلـت لي:

أتحـــــــبـــــــنـي أتحـــــــبـــــــنـي يـــــــا شـــــــاعـــــــري?

أنــــــا بـــــدعـــــة الــــــدنـــــيـــــا وســــــر خـــــلـــــودهـــــا

هـــــتـــــكت عـــــلى عـــــري الحـــــيــــاة ســـــتـــــائــــري

تـــــتـــــلــــمـظ الـــــشــــهـــــوات فـــــوق مــــحـــــاجــــري

وتــــــــعــــــــريــــــــد الــــــــلــــــــذات خـــــــــلف مــــــــآزري

وتــــســــلــــسـل الــــنــــعــــمــــاء حــــمــــر مــــراشــــفي

وتــــلـف جــــيــــد الـــــنــــجـم شــــقــــر ضـــــفــــائــــري

- حــــــســـــنـــــاء لا تـــــتـــــغـــــيـــــبـي عن نـــــاظـــــري

طـــــوي الــــبـــــســـــاط ونــــام جـــــفن الـــــســـــامــــر!

✸✸✸✸✸✸✸✸

وفــــــــتـــــــحـت أبـــــــواب الـــــــثــــــــراء وقـــــــلـت لي:

أتحـــــــبـــــــنـي أتحـــــــبـــــــنـي يـــــــا شـــــــاعـــــــري?

أنــــــــا مـــــــــتــــــــعـــــــــة الــــــــعـــــــــانـي وفـيء دروبه

ومـــلاذه مـــن كــل صـــــــــــــــــــــــــــرف غـــــــــــــــــــــــــــادرتــــــرمـي بــــــأكـــــداس الــــــنــــــضـــــار مــــــواطــــــني

وتـــــــفـض جــــــلـــــــبــــــاب الـــــــظلام جـــــــواهــــــري

- ٤١٣ -

وأقـــــــيـم حـــــــول ركـــــــاب عــــــــمـــــــرك أعـــــــبـــــــدايـــــــــتـــــــــســـــــــابـــــــــقـــــــــون إلـى نـــــــــداك الآمـــــــــر

ــــــشــــــاعـــــري - حــــــســــــنــــــاء لا تـــــتـلاعــــــبي حــــســـــبـي من الـــــيــــنـــــبـــــوع جــــرعـــــة عـــــابــــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

وطـــــلــــعـت من حـــــجب الـــــغــــيـــــوب وقـــــلت ليأتحـــــــبـــــــنـي أتحـــــــبـــــــنـي يـــــــا شـــــــاعـــــــري?

أنـــــــــــــــــا فـــــــــــــــــيــض آلام ووحــي ضـلالـــــــــــــــــةوســــــــــراب أحـلام وقـــــــــبــــــــــر ضـــــــــمــــــــــائـــــــــر

أقـــــتــــــات بـــــالجــــــرح الـــــســـــخـي وأشـــــتــــــهيلــــــو قـــــبـــــلـت شـــــفـــــتـــــاي مــــــديـــــة نـــــاحـــــري

لاتــــهـــــتــــدي بــــســــنــــا الــــشـــــمــــوس أحــــبــــتيوتــــــــــــمـــــــــــوت دون مـــــــــــوارد ومـــــــــــصـــــــــــادر

ـ حـــــســـــنـــــاء لا تـــــتــــــغـــــيـــــبـي عن نـــــاظـــــريــــــــقـــــــادري هــــــــذي يـــــــدي فــــــــتــــــــصـــــــرفـي

✸✸✸✸✸✸✸✸

لـــــــبـــــــنــــــان مـــــــا خـــــــبـــــــأت عــــــنـك نـــــــوازعيأتـــــــــراك فــــــــــيـــــــــهــــــــــا عـــــــــاذلـي أم عـــــــــاذري

يـــــــــغــــــــنــــــــيـك عــــــــنـي إخــــــــوة مــــــــا غــــــــردواإلا ومـلء ربـــــــــــــــاك ذوب حــــــــــــــنـــــــــــــــاجــــــــــــــر

شــــربــــوا جــــمــــالـك فــــانــــتــــشــــوا وتــــأنــــقــــوافـي بــث نـــــــــــشــــــــــــوتـــــــــــهـم تــــــــــــأنـق قـــــــــــادر

ـــــــا صــــــــاغــــــــوا ســــــــنــــــــاه أســـــــاورا ولــــــــرــــــــعـــــــاصـم وخـــــــواتـــــــمــــــــا لخـــــــنـــــــاصـــــــر

ـــــــارد جــــــــمـــــــعــــــــتــــــــهـم شـــــــيـم الــــــــوفــــــــاء فـي الـــــــشـــــــعــــــر جـــــــواب الأعـــــــالـي قـــــــاهــــــر

- ٤١٤ -

ضـــــــــــــــــفــــــــــــــــروا لــه مـن روح أرزك غــــــــــــــــارهــــــــضـــــــــفـــــــــور لـه وبــــــــضـــــــــافــــــــر أكـــــــــرم

هـــــز الـــــشـــــذى أعـــــطـــــافــــــهم فـــــتـــــســـــاءلـــــوامـن أي مـــــــخــــــــضل الــــــــكـــــــمـــــــائـم نـــــــاضـــــــر

قــــــد يـــــذكــــــر الــــــنـــــدمــــــان بــــــ كـــــؤوســــــهممـــــا قـــــال لــــــلـــــعـــــنـــــقــــــود ســـــر الـــــعـــــاصـــــر

يـــــا لـــــلــــيـــــد الـــــبــــيـــــضـــــاء في مـــــر الـــــنــــدىمن زنــــــبق فـي الـــــقــــــفـــــر نـــــضــــــو هـــــواجـــــر

كـم مـــــــــــطـــــــــــبـق بـــــــــــاب الخـــــــــــلــــــــــود وراءهوشــــــــجــــــــونه فـي الــــــــدرب زاد مــــــــســــــــافـــــــر

مــــا اعـــــتــــاد هـــــذا الـــــشــــرق أن يـــــعـــــطي الىنــــــبـــــــغـــــــائه الأحـــــــيـــــــاء زنــــــد مـــــــنـــــــاصــــــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

أمــــــجـــــــنـح الحــــــرف الحـــــــرون ومـــــــرقص الــــــــوتــــــر الحــــــنــــــون عــــــلى أنــــــامـل ســــــاحـــــر

الــــــذكــــــريــــــات عــــــلى الــــــزحــــــام تــــــدافــــــعتفـــــــــكـــــــــأنــــــــهـن لـــــــــديـك ســــــــرب ضـــــــــرائــــــــر

فـلأيــــــــــهـــــــــــا تــــــــــومـي بــــــــــراحــــــــــة تــــــــــائـبــــــــقــــــــلــــــــة غــــــــافـــــــر ولأيــــــــهــــــــا تـــــــرنــــــــو

غـــــــامـــــــرت فـي طـــــــرق الحـــــــيــــــــاة ولم تـــــــزلــــــــغـــــــامـــــــر طــــــــرق الحـــــــيــــــــاة حـــــــوافـــــــزا

فـــــهـــــصـــــرت زهـــــرتـــــهــــا بـــــدمـــــعـــــة شـــــاكــــروعــــصــــرت شـــوكــــتــــهــــا بــــبـــســــمــــة صــــابـــر

مـن كـــــــان مـــــــحـــــــراب الجـــــــمـــــــال مـــــــطـــــــافهحــــــــمل الحــــــــيـــــــاة عـــــــلـى أكـف بـــــــشـــــــائـــــــر

- ٤١٥ -

كم جـــــولـــــة لك فـي الـــــصـــــبـــــابـــــة والـــــهــــوىســــــدت مــــــســـــالــــــكــــــهــــــا حــــــبـــــائـل ظــــــافـــــر

ولــــــكم تـــــخـــــطـــــفـك الخـــــيـــــال فـــــعـــــدت بـــــالــــــــعــــــشـــــاق مـن حــــــرم الـــــزمــــــان الــــــغــــــابـــــر

«عــــــمــــــر ونـــــــعم» يـــــــا خــــــيــــــام تــــــلـــــــفــــــتيصــــوب الــــعــــبــــيــــر ويــــا نجــــوم تــــســــامـــري

نــــــثــــــرا شــــــفــــــوف الــــــلــــــيـل حــــــول جــــــدائلـــــــــــعـــــــــــانـق وســـــــــــواعـــــــــــد لمخـــــــــــاصـــــــــــر

يـــا طــــيـب مـــا اخــــتــــصــــرا رســــالات الــــهـــوىــــــتـــــطــــــايـــــر فـــــيـه ويـــــا طــــــيب الــــــصـــــدى ا

حب طـــــــــوتـه يـــــــــد الـــــــــبـــــــــلـى ونـــــــــشـــــــــرتهوتــــــــركت مــــــــاضــــــــيـه حـــــــديـث الحــــــــاضـــــــر

وشـــــجــــاك «عــــروة» وهـــــو يــــســـــحب خـــــلــــفهفي الـــــرمـل تـــــابـــــوت الـــــشـــــبـــــاب الـــــعـــــاثــــر

وخـــــــيــــــــال «عـــــــفـــــــراء» يـــــــســـــــيــــــــر أمـــــــامهــــــوت فـي ذل الــــــعـــــــبــــــيــــــد الـــــــصــــــاغــــــر وا

فــــــإذا مــــــغـــــانـي الـــــبــــــيــــــد في ذكــــــراهــــــمـــــارفــــــــــــات أهـــــــــــــداب وبــــــــــــوح ســـــــــــــرائــــــــــــر

أشــــفـــــقت أن يــــنـــــسى الـــــزمــــان مــــكـــــانــــهــــافــــــســـــــلــــــلـــــــتــــــهـــــــا من أدمـع ومــــــحـــــــاجــــــر

الحـب مـــــــــجــــــــــلـى الـــــــــلـه كـم مـن عـــــــــابـــــــــدســـــــاه بــــــهـــــــيــــــكـــــــله الـــــــوضـيء وســــــاهــــــر

لــــــبــــــسـت عــــــلــــــيه المجــــــدلــــــيــــــة خــــــلــــــعــــــةبــــيــــضـــــاء بــــاركــــهـــــا ســــمــــاح الـــــنــــاصــــري

- ٤١٦ -

غــــــــــــنــــــــــــيــــــــــــتـه بــــــــــــجـــــــــــمــــــــــــالـه وجـلالـهوروتـه عــــــــــــنـك حــــــــــــرائــــــــــــر لحــــــــــــرائــــــــــــر

مـــــا بـــــال نـــــعـــــمـــــتـه حـــــبت نـــــفـــــحـــــاتـــــهـــــاــــــربـــــــيـــــــد ومـــــــزهـــــــر فـــــــاجــــــر فـي كـــــــأس ع

ـــــــــا ــــــــــنــــــــــســــــــــوب إلــــــــــيـه ور نــــــــــرمـي أنــــــــــــفـت تـلاوتـه شــــــــــــفــــــــــــاه عــــــــــــواهــــــــــــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

يـــــا مـــــطــــرقـــــا يـــــصــــغـي بــــخـــــشــــعـــــة راهبمـــــــتـــــــواضـع ويـــــــغـض طـــــــرف تـــــــفـــــــاخـــــــر

مـــــــا زلت تـــــــســـــــحـب فـــــــوق كـل مـــــــعـــــــانــــــدذيل الــــــــشـــــــمــــــــوخ وفـــــــوق كـل مــــــــكـــــــابـــــــر

أولـــــست مـن نــــسـل الألى نـــــســــلـــــوا الــــعـــــلىــــــنــــــائـــــر وكــــــســــــوا ديــــــاجـــــيــــــر الــــــورى

وتـــطـــلـــعـــوا صــــوب الـــشـــمـــوس وأســـرجـــوالــــــلــــــفــــــتـح صــــــهــــــوة كـل مــــــهــــــر ضــــــامــــــر

ومــــــضــــــوا الى غــــــايــــــاتــــــهم ثـم انــــــثــــــنـــــواوعــــــــلى خــــــــدود الـــــــنـــــــجـم وشـم حـــــــوافـــــــر

عـــــرفـــــتـك دنـــــيـــــا الــــــبـــــغي صــــــرخـــــة نـــــاقميـــــزري بـــــهــــيـــــبـــــتــــهـــــا وغـــــضــــبـــــة ثـــــائــــر

أيـــــــــام أعـــــــــنـــــــــاق الـــــــــبـلاد جـــــــــريـــــــــحـــــــــةبــــــقـــــيــــــود نـــــزاز الــــــضــــــغـــــيــــــنـــــة جــــــائـــــر

فــــــــــهـــــــــززت عــــــــــزمــــــــــة كل وان مــــــــــتــــــــــعبوأثـــــــــــرت نــــــــــــخــــــــــــوة كـل عــــــــــــان ســـــــــــادر

فـــــــإذا الجــــــــبـــــــال الــــــــشـم لـــــــفـح مـــــــعــــــــاقلوإذا الــــــســـــهـــــول الــــــفـــــيـح نـــــفح مــــــقـــــابـــــر

- ٤١٧ -

وإذا الــــــعـــــبــــــوديــــــات تـــــخــــــلـع لـــــيــــــلــــــهـــــامـــــزقـــــا عـــــلى قـــــدم الـــــصـــــبـــــاح الـــــســـــافـــــر

لا يــــــحـــــــزنــــــنك مـــــــا تــــــرى لــــــفــــــلــــــولــــــهــــــافـي الــــــــــقــــــــــدس مـن راع لـــــــــهــــــــــا ومـــــــــؤازر

أو مــــا تـــــعـــــبـئ في الـــــصـــــحـــــارى مـن قـــــنــــالـــــلــــقــــاء مـــــخــــضــــوب الـــــوشــــاح جــــزائــــري

أو مـــــا تــــــصـب عــــــلى الخــــــلــــــيج أكــــــفــــــهـــــامـن ســــــــــود آثـــــــــام وحــــــــــمـــــــــر جــــــــــرائـــــــــر!

ــــــذبـــــــوح مــــــال بــــــعـــــــنــــــقه هـي ســــــكــــــرة اونــــــزا عـــــــلـى الــــــســـــــكـــــــ نــــــزوة خـــــــائــــــر

أرأيت كــــــــيف تجــــــــمـــــــعـت هـــــــبــــــــواتـــــــهـــــــافـي عـــــــــاصــــــــــفـــــــــات زمــــــــــازم وزمـــــــــاجـــــــــر

وعـــــــدت عــــــلـى أرض الــــــكـــــــنــــــانـــــــة رعف الـأحـــــــقــــــاد شــــــراب الـــــــنــــــجـــــــيع الـــــــفــــــائــــــر

فــــــــمـــــــــشـى الــــــــيـــــــــهــــــــا كـل أروع غـــــــــاضبوخــــــــــطـــــــــاه خــــــــــوض مـلامـح ومـــــــــجـــــــــازر

هـــــــيـــــــهــــــات مـــــــا لانـت عـــــــقــــــيـــــــدة مـــــــؤمنمـــــــهــــــمـــــــا تحــــــدتـــــــهــــــا غـــــــوايــــــة كـــــــافــــــر

يــــا طــــول مـــــا انــــهــــد الحـــــديــــد مــــبـــــعــــثــــراقــــطـــعــــا عــــلى خـــشـب الـــصــــلـــيـب الـــطــــاهـــر

مــــا لــــلـــــهــــديــــر عـــــلى الـــــهــــديل طـــــغى ومــــالـــــــيــــــدي تـــــــشــــــد عـــــــلى جـــــــمــــــوح نـــــــافــــــر

طــــال انـــــتـــــظـــــار أحـــــبـــــتي وتـــــمـــــلـــــمـــــلــــوايـــــــــا ملء أبـــــــــصــــــــار لــــــــهـم وبــــــــصــــــــائــــــــر

- ٤١٨ -

فـــــــاطـــــــلع عـــــــلـــــــيـــــــهم إن دهـــــــرك تـــــــاب عنأهــــــــوائـه واشــــــــتــــــــاق ســــــــمـح الخــــــــاطــــــــر

يـــــــكـــــــفـــــــيك أن تـــــــلـــــــقـــــــاه يــــــطـــــــلـع دولــــــةمـن مــــــــــجـــــــــــد أقـلام وعـــــــــــز مــــــــــنـــــــــــابــــــــــر

وتـــــرى الــــضـلال عـــــلى ســـــنـــــا أعـــــتـــــابـــــهــــاشــــــــلـــــــــو تجــــــــرره جـــــــــبــــــــاه جـــــــــبــــــــابــــــــر

عمر أبوريشة✸✸✸✸

- ٤١٩ -

أنت في دولة القوافي أميرأم نخلة

أيــــــــــقـــــــــولــــــــــون أخــــــــــطـل وصــــــــــغــــــــــيـــــــــرأنـت فـي دولــــــــــــة الـــــــــــقـــــــــــوافــي أمـــــــــــيـــــــــــر

ــــــــــطـــــــــارف والــــــــــبـــــــــرد ولـك الــــــــــتـــــــــاج واوركــن مـــــــــــــــــــجــــــــــــــــــــلـل وســــــــــــــــــــريـــــــــــــــــــر

فـــــــاســــــــحب الــــــــذيل مــــــــا تـــــــشـــــــاء وجـــــــررإن مــــــــلـك الــــــــبـــــــــيــــــــان مــــــــلـك كــــــــبــــــــيــــــــر!

وضـع الـــــــــعـــــــــصـــــــــر فـي يـــــــــديـك أمـــــــــانــــــــات الـــــــقـــــــوافي والـــــــعـبء حــــــيـث الجـــــــديــــــر

قـــــــــد أبـى الـــــــــله فـي الـــــــــفـــــــــصـــــــــاحـــــــــة أنــــــ أخـــــــيــــــر يــــــغـــــــدو مــــــنـــــــا فـي الــــــعـــــــا

يـــــــأنـف الـــــــســــــــفح والــــــــغـــــــمـــــــائـم والـــــــدوح وظــل مــــــــــــــــــفـــــــــــــــــــيــح وغــــــــــــــــــديــــــــــــــــــر!

فـــــــارفـع الـــــــصــــــــوت إنه صــــــــوت لـــــــبـــــــنـــــــان وردد بــه ونــــــــــــــــعــم الجــــــــــــــــهــــــــــــــــيــــــــــــــــر

مـــــــــخــــــــــول أنـت فـي الــــــــــفـــــــــخــــــــــار مــــــــــعمفـــــــلـــــــنــــــا فـي الـــــــعــــــصـــــــور جـــــــاه أثـــــــيــــــر

لـم تـــــــــغـــــــــرد فــــــــصـــــــــاحـــــــــة الـــــــــعــــــــرب إلاــــــــغــــــــرد الــــــــشــــــــحــــــــرور! كــــــــان مـــــــــنــــــــا ا

✸✸✸✸✸✸✸✸

< الورود ألقيت في حفل تكر الأخطل الصغير سنة ١٩٦١.

- ٤٢٠ -

إن «وادي الـــــعــــــقـــــيق» فـي فـــــرحــــــة الـــــشـــــعـــــــــمـــــــطـــــــور ــــــــر فــــــــقـــــــد عـــــــاد عــــــــهـــــــده ا

مــــــــاجت الــــــــبـــــــيـــــــد مـن إجـــــــادات «قــــــــيس»وانـــــــــــــــــــــثــــــــــــــــــــــنــت أربــع إلـــــــــــــــــــــيــه ودور

أيـن «لـــــــــيــــــــلـى» وقـــــــــد «لــــــــيـــــــــلى» فـــــــــقــــــــدحن الـــــــــيه هــــــــذا الــــــــدمـــــــــقس الحــــــــريــــــــر!

غــــــــــزل رق كــــــــــالـــــــــرنــــــــــ عــــــــــلـى الـــــــــوجـــــــــد ولانـت لـه الــــــــقـــــــلــــــــوب الـــــــصــــــــخـــــــور

تــــــســـــــمـع الــــــدق فـــــــيه لـــــــلــــــقـــــــلب بـل تــــــنــــــــظـــــر دمــــــعـــــا يــــــجـــــري ودمــــــعـــــا يــــــفـــــور

مــــــطــــــرب مــــــعــــــجـب فــــــكــــــيف - لـك الــــــله -بـــــــبــــــرد الــــــقــــــلــــــوب جـــــــاء الــــــســــــعــــــيــــــر!

هــــــــو زاد الــــــــعـــــــــشــــــــاق أنـس لـــــــــيــــــــالــــــــيـــــــــــهـم وكـــــــــأس بـــــــــ الـــــــــنـــــــــدامـى تــــــــدور

وهـــــــو ســــــر الحـــــــديـث عـــــــنــــــد الـــــــغـــــــوانيوإلــــــــــيـه بـــــــــغـــــــــمـــــــــز عــــــــــ تـــــــــشـــــــــيـــــــــر

حـــــــــــســــــــــدت فـــــــــــيـه كـل غــــــــــانـــــــــــيــــــــــة أخـــــــــتـــــــا فـــــــغـــــــارت من الـــــــبـــــــدور الـــــــبـــــــدور

فـي قــــــــــواف لــــــــــولا الــــــــــلآلـئ مــــــــــنــــــــــهــــــــــالا يـــــــــــــــــقـــــــــــــــــال الأوزان ثـم بـــــــــــــــــحــــــــــــــــور

ومــــــــبـــــــــان مـن دقـــــــــة الــــــــنـــــــــسـج أثـــــــــنــــــــاء حـــــــــــبـــــــــــيـــــــــــر لا أحـــــــــــرف وســـــــــــطــــــــــور

دقـــــــــة عـــــــــنـــــــــدهــــــــــا مـن الإبـــــــــر الـــــــــلـــــــــطـــف وفـي الخـــــــــــــز أي غـــــــــــــرز يـــــــــــــجـــــــــــــور!

- ٤٢١ -

ـــــــــسـ ومــــــــــعــــــــــان كــــــــــأن مــــــــــدهــــــــــنــــــــــة اــك وقــــــــد حـــــــــركت وفـــــــــاح الــــــــعـــــــــبــــــــيــــــــر

وكــــــأن انــــــحـــــــدارهــــــا فـي مــــــجــــــاري الــــــسـســــــــــــمـع مـــــــــــاء مــــــــــــهـــــــــــرول وهـــــــــــديـــــــــــر

صـــــــــــــدفـــــــــــــات الآذان أولـى بـــــــــــــضـم الــــــــــــددر لـــــــــــــــــــكـن لــه هـــــــــــــــــــنــــــــــــــــــاك مــــــــــــــــــرور

ذاك غــــــــيــــــــر الجـــــــزيـل فـي الــــــــرأي والحـــــــكــــــــــــــأثــــــــــــور ــــــــــــردد ا ــــــــــــــمــــــــــــة وهـــــــــــــو ا

لــــــــفـــــــتــــــــات لــــــــلــــــــذهـن والحـس لا تــــــــغـــــــرـح أمــــــــــــــور ب عــــــــــــــنـــــــــــــــهــــــــــــــا فـي وشــك

غــــــايـــــــة الــــــفـجء والــــــوثــــــوب فـــــــمــــــا ســــــهــم يــــــــــرنـي ومـــــــــا جـــــــــنـــــــــاح يـــــــــطـــــــــيـــــــــر!

مـن أعــــــــال في الــــــــلـب تـــــــلــــــــحـظ بـــــــالــــــــظنن فــــــتــــــجـــــلـى عن الــــــغــــــيـــــوب الــــــســــــتـــــور

ولــــــنــــــعم الــــــفــــــتــــــون بــــــالحــــــسـن مــــــا لـــــووح بــــــــــــــاد مـن الحــــــــــــــيـــــــــــــاة غــــــــــــــريـــــــــــــر

أتـــــــــرى الحـــــــــسـن في الـــــــــوجـــــــــود تجـــــــــلىلــــــيـــــــراه هــــــذا الــــــلـــــــســــــان الــــــبـــــــصــــــيــــــر

رب قــــــــــول لـه عــــــــــلـى الــــــــــظــــــــــلـل الخـــــــــضـــــــــر وقــــــــد حـــــــفـــــــهــــــــا صـــــــبــــــــا وبـــــــكـــــــور

تـــــــخــــــرج الــــــعـــــــ مــــــنـه بــــــالــــــوهـم لا تــــــدري أروض يـــــــــهــــــــــتــــــــــز أم تـــــــــصــــــــــويـــــــــر!

ــــــــــا هــــــــــو نــــــــــقـل لــــــــــيـس وصــــــــــفــــــــــا وإمـن مـــــــــكــــــــان وفـي مـــــــــكـــــــــان يــــــــصـــــــــيــــــــر

- ٤٢٢ -

ـــــــــــا غــــــــــمــــــــــر الــــــــــدنـ وخـــــــــــيــــــــــال كــــــــــأنـــــيـــــا ومــــا ضـــــاق عـــــنه ســـــطـــــر قــــصـــــيــــر!

عــــــــمـــــــرك الــــــــله هـل رأيـت كــــــــبـــــــيـت الـــــــشـشـــــعــــر كـــــهــــفـــــا يــــأوي الـــــيه الـــــضــــمـــــيــــر!

بـــــــــ شــــــــطــــــــريـه قــــــــد أتــــــــيـح بــــــــيــــــــاضــــــعـــــــمــــــور وانــــــفـــــــســــــاح فـــــــلـــــــيــــــنـــــــزل ا

✸✸✸✸✸✸✸✸

يـــــــا أخـي الأبــــــــلج الــــــــكــــــــر عـــــــلـى الـــــــودــــــــــــا زهــــــــــــاك الــــــــــــســـــــــــرور د زهــــــــــــانـي

فـــــــكــــــــأني أنـــــــا الــــــــذي هـــــــتـــــــفـــــــوا بـــــــاســـــــــنـــــــــثــــــــور ـــــــــنــــــــظـــــــــوم وا ــــــــــمي وعـج ا

جــــــمــــــعــــــتــــــنــــــا عــــــلـى الــــــوداد الــــــقــــــوافيوالـــــهــــوى الـــــضـــــخم والـــــطلاب الخـــــطـــــيــــر

حــــــسـب حــــــظـي في المجـــــــد أني أخــــــو «الأخــــــطـل» فـــــانـــــظـــــر هل جـــــاء مـــــنـي «جـــــريــــر»!

لا وحــــــبـــــــيك مـــــــا أنــــــا الحــــــاســـــــد الــــــشــــــانــئ أو طـــــــــــــــامـع حــــــــــــــــداه الـــــــــــــــغـــــــــــــــرور

أنــــا مــــصــــفــــيك فـي الــــشــــبــــاب وفي الــــشــــيـــب إخـــــــــــاء لا يـــــــــــعــــــــــــتـــــــــــريـه فـــــــــــتـــــــــــور

وبــــــنـــــــفــــــسـي مـــــــا مــــــر مـن طــــــيـــــــبــــــات الــــــعـــــيش والـــــعــــيـش مــــا يــــطـــــيب عـــــشــــيــــر!

حــــبـــذا عــــهــــدنــــا عــــلى «الــــنــــهــــر» «والجـــســــــــر» ونـــــــدمـــــــانــــــنـــــــا وتـــــــلك الـــــــقـــــــصــــــور

مـن يـــــظن الــــــشـــــبـــــاب فـي الـــــبــــــهج والـــــزهــــــــو ســـــــمـــــــاء تـــــــهــــــوي وأرضـــــــا تـــــــمــــــور!

- ٤٢٣ -

فـــــــارقـــــــتـــــــنـــــــا الـــــــكـــــــؤوس والاخـــــــذ والإعــــــــطـــــاء والــــــلـــــيـل والـــــبــــــســـــاط الــــــوثـــــيـــــر

قــــــــــد أعـــــــــار الــــــــــشـــــــــبــــــــــاب ذو كــــــــــرم جم

ــــــــعــــــــيـــــــر! م ولــــــــكــــــــنــــــــمــــــــا اســــــــتــــــــرد ا

✸✸✸✸✸✸✸✸

يــــــا مــــــغــــــني الــــــصــــــبــــــا ومن ذا يــــــغــــــنـــــيـ

ــــــــــغــــــــــنـي الـــــــــقــــــــــديـــــــــر! ــه اذا أمـــــــــسـك ا

جـــــــاءك الـــــــشـــــــيب بـــــــالأزاهـــــــر بـــــــيـــــــضــــــا

فـــــــــــعـــــــــــلـى كــل شـــــــــــعــــــــــرة مـــــــــــنــه نــــــــــور

بــــــسـط الــــــكـف نــــــحــــــو شـــــــعــــــرك يــــــرجــــــو

بـــــــــعض مـــــــــا نــــــــالـه أخــــــــوه الــــــــطــــــــريــــــــر

وعـــــــزيــــــــز عـــــــلــــــــيـه حـــــــرمــــــــان مـــــــا ســـــــو

ف تـــــــــــغــــــــــــنـي بـه وتحـــــــــــدو الــــــــــــدهـــــــــــور

أم نخلة✸✸✸✸

- ٤٢٤ -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــض ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابــــــ

- ٤٢٥ -

الى أمير الشعراءشاعر الهوى والشباب

جبران خوري

شــــــــــــــاعــــــــــــــر الحـب والجــــــــــــــمــــــــــــــال سـلاملـــك عـــــــــــــــــــــــــــرش حــــــــــــــــــــــــــفـــت بـــه الأحــلام

ــــــوكب الــــــفـــــخـ أقـــــبــــــلت تــــــلـــــتــــــقـــــيـك بـــــاــم الــــــــــــقــــــــــــوافـي والـــــــــــصــــــــــــحـف والأقـلام

ولـــــــهـــــــا مـــــــهــــــــرجـــــــانـــــــهـــــــا ولـك الـــــــعـــــــرش الـــــــــــــــــــــــــــــــذي زغـــــــــــــــــــــــــــــــردت بـــه الآرام

هــــــو عــــــرس الـــــقــــــريـض يــــــجــــــلس فــــــيه الـــــــــــوحـي عـن جــــــــــانــــــــــبـــــــــيـك والإلــــــــــهـــــــــام

وتــــــــغـــــــــنـــــــــيـك الــــــــشـــــــــاديـــــــــات بـه شــــــــعــــــــــــــــــرك والحـب لحــــــــــــــــنـه والــــــــــــــــغـــــــــــــــرام

وهــــنــــا الأخـــــطل الــــصـــــغــــيــــر أمـــــيــــر الــــشـــــــــــســـــــــــتــــــــــهــــــــــام ـــــــــــدلـه ا ـــــــــــعــــــــــراء ا ش

مـــــحـــــفل يـــــحـــــســـــد الـــــشـــــبــــاب بـه الـــــشــــيـــب ويــــــــــــبــــــــــــغـي لــــــــــــو رده الإحــــــــــــجـــــــــــام

فـــــــــكـــــــــأنـي بـــــــــالــــــــــدار ســـــــــوق عـــــــــكـــــــــاظوعـــــــلـــــــيــــــهـــــــا لـــــــلـــــــمـــــــنـــــــشـــــــديـن زحــــــام

< الورود حزيران ١٩٦١ السنة ١٤.

- ٤٢٦ -

جــــمـــــعت هــــهـــــنــــا الـــــعــــصـــــور جــــمـــــيــــعــــاولـــــــهـــــــا في دار الاونـــــــســــــكـــــــو الــــــتـــــــئــــــام

بـــــــايـــــــعــــــــوا دولـــــــة الأمــــــــيـــــــر عـــــــلـى عـــــــرش الــــــــــــــــــقـــــــــــــــــــوافــي وصـــــــــــــــــــدق الاعـلام

وتـلاقــى الـــــــــــفــــــــــــرات والـــــــــــنــــــــــــيـل فـــــــــــيـهبـــــــــــــــــردى حـــــــــــــــــيـث أرزه والـــــــــــــــــشــــــــــــــــآم

ذمــــــــة ســـــــنـــــــهـــــــا الـــــــوفــــــــاء عـــــــلـــــــيـــــــنـــــــافـــــــــاكــــــــتـــــــــفـــــــــيـــــــــنــــــــا وكـــــــــوفـئ الإكــــــــرام

شــــيــــمــــة الــــعـــــرب أن يــــصــــونــــوا زمــــام الـــــــــعــــــــرب والــــــــعـــــــرب بــــــــالـــــــوفــــــــاء كـــــــرام

ومـن الـــــــنـــــــبل والـــــــنـــــــبـــــــوغ عـــــــلـــــــيـــــــنـــــــاحـــــــرمــــــة الـــــــعــــــهـــــــد والــــــنـــــــكــــــوث حــــــرام

يــــــــا أمــــــــيــــــــر الــــــــبــــــــيــــــــان تــــــــلـك أمــــــــانيولـي أخــــــــــــلـص الــــــــــــتــــــــــــهــــــــــــانـي مــــــــــــرام

ــــــــــوشى أيـن مــــــــــنــــــــــهـم لـك الــــــــــوشــــــــــاح اوعـــــــــلـى صـــــــــدرك الـــــــــرفـــــــــيـع الـــــــــوســـــــــام

لـــــيـــــتــــــهم بـــــالجــــــمـــــيل زانــــــوا جـــــمـــــيل الـــــــــفن لـــــــلـــــــمــــــجـــــــد والـــــــتــــــمـــــــام خـــــــتــــــام

حــــــســـــــبك الحـــــــلـــــــتــــــان فـي هــــــذه الـــــــبــــــيــــــــــــعــــــــــة ذكــــــــــر مــــــــــخــــــــــلــــــــــد ومــــــــــقــــــــــام

.......................

جبران خوري✸✸✸✸

- ٤٢٥ -

الى أمير الشعراءشاعر الهوى والشباب

جبران خوري

شــــــــــــــاعــــــــــــــر الحـب والجــــــــــــــمــــــــــــــال سـلاملـــك عـــــــــــــــــــــــــــرش حــــــــــــــــــــــــــفـــت بـــه الأحــلام

ــــــوكب الــــــفـــــخـ أقـــــبــــــلت تــــــلـــــتــــــقـــــيـك بـــــاــم الــــــــــــقــــــــــــوافـي والـــــــــــصــــــــــــحـف والأقـلام

ولـــــــهـــــــا مـــــــهــــــــرجـــــــانـــــــهـــــــا ولـك الـــــــعـــــــرش الـــــــــــــــــــــــــــــــذي زغـــــــــــــــــــــــــــــــردت بـــه الآرام

هــــــو عــــــرس الـــــقــــــريـض يــــــجــــــلس فــــــيه الـــــــــــوحـي عـن جــــــــــانــــــــــبـــــــــيـك والإلــــــــــهـــــــــام

وتــــــــغـــــــــنـــــــــيـك الــــــــشـــــــــاديـــــــــات بـه شــــــــعــــــــــــــــــرك والحـب لحــــــــــــــــنـه والــــــــــــــــغـــــــــــــــرام

وهــــنــــا الأخـــــطل الــــصـــــغــــيــــر أمـــــيــــر الــــشـــــــــــســـــــــــتــــــــــهــــــــــام ـــــــــــدلـه ا ـــــــــــعــــــــــراء ا ش

مـــــحـــــفل يـــــحـــــســـــد الـــــشـــــبــــاب بـه الـــــشــــيـــب ويــــــــــــبــــــــــــغـي لــــــــــــو رده الإحــــــــــــجـــــــــــام

فـــــــــكـــــــــأنـي بـــــــــالــــــــــدار ســـــــــوق عـــــــــكـــــــــاظوعـــــــلـــــــيــــــهـــــــا لـــــــلـــــــمـــــــنـــــــشـــــــديـن زحــــــام

< الورود حزيران ١٩٦١ السنة ١٤.

- ٤٢٦ -

جــــمـــــعت هــــهـــــنــــا الـــــعــــصـــــور جــــمـــــيــــعــــاولـــــــهـــــــا في دار الاونـــــــســــــكـــــــو الــــــتـــــــئــــــام

بـــــــايـــــــعــــــــوا دولـــــــة الأمــــــــيـــــــر عـــــــلـى عـــــــرش الــــــــــــــــــقـــــــــــــــــــوافــي وصـــــــــــــــــــدق الاعـلام

وتـلاقــى الـــــــــــفــــــــــــرات والـــــــــــنــــــــــــيـل فـــــــــــيـهبـــــــــــــــــردى حـــــــــــــــــيـث أرزه والـــــــــــــــــشــــــــــــــــآم

ذمــــــــة ســـــــنـــــــهـــــــا الـــــــوفــــــــاء عـــــــلـــــــيـــــــنـــــــافـــــــــاكــــــــتـــــــــفـــــــــيـــــــــنــــــــا وكـــــــــوفـئ الإكــــــــرام

شــــيــــمــــة الــــعـــــرب أن يــــصــــونــــوا زمــــام الـــــــــعــــــــرب والــــــــعـــــــرب بــــــــالـــــــوفــــــــاء كـــــــرام

ومـن الـــــــنـــــــبل والـــــــنـــــــبـــــــوغ عـــــــلـــــــيـــــــنـــــــاحـــــــرمــــــة الـــــــعــــــهـــــــد والــــــنـــــــكــــــوث حــــــرام

يــــــــا أمــــــــيــــــــر الــــــــبــــــــيــــــــان تــــــــلـك أمــــــــانيولـي أخــــــــــــلـص الــــــــــــتــــــــــــهــــــــــــانـي مــــــــــــرام

ــــــــــوشى أيـن مــــــــــنــــــــــهـم لـك الــــــــــوشــــــــــاح اوعـــــــــلـى صـــــــــدرك الـــــــــرفـــــــــيـع الـــــــــوســـــــــام

لـــــيـــــتــــــهم بـــــالجــــــمـــــيل زانــــــوا جـــــمـــــيل الـــــــــفن لـــــــلـــــــمــــــجـــــــد والـــــــتــــــمـــــــام خـــــــتــــــام

حــــــســـــــبك الحـــــــلـــــــتــــــان فـي هــــــذه الـــــــبــــــيــــــــــــعــــــــــة ذكــــــــــر مــــــــــخــــــــــلــــــــــد ومــــــــــقــــــــــام

.......................

جبران خوري✸✸✸✸

- ٤٢٩ -

مبايعة الأخطل الصغيرجورج غريب

بـــــــــــــــــــــــالأمــس عــــــــــــــــــــــــصــب أخـــــــــــــــــــــــطــللــــــــــلـــــــــــعــــــــــبــــــــــيــــــــــر فـي مــــــــــهـــــــــــرجــــــــــان

ـــــــــــبـــــــــــايـــــــــــعـــــــــــة»انـــــــــــتـــــــــــشـت يـــــــــــوم «اوجــــــــــــدا عـــــــــــلـى عــــــــــــاج الـــــــــــنــــــــــــحـــــــــــور

رؤيـــــــــــــــــــــــــا مــن الحـــب الــــــــــــــــــــــــقــــــــــــــــــــــــديـــم مــــــــــــشــت بــــــــــــهـــــــــــــا أســـــــــــــراب حــــــــــــور

هــــــــــــــــــذي تــــــــــــــــــقــــــــــــــــــبــل جــــــــــــــــــيـــــــــــــــــدهوتــــــــــــــــــئـن تــــــــــــــــــلــك مــن الــــــــــــــــــشـــــــــــــــــرور

فــــــــــــــتـــــــــــــــغــــــــــــــيــب كـف فــي الــــــــــــــنــــــــــــــدىوتـــــــــــغــــــــــــيـب أخـــــــــــرى فـي الخــــــــــــصـــــــــــور

والــــــــــــشــــــــــــعــــــــــــر فـي الأبــــــــــــعــــــــــــاد يـــــــــــهــــــــــتـف بــــــــاسـم شــــــــاعـــــــــره الــــــــكــــــــبــــــــيــــــــر

وتــــــــــلــــــــــفــــــــــتـت ســــــــــمــــــــــر الــــــــــطــــــــــيــــــــــور الـى عـــــــــــمـــــــــــالـــــــــــقـــــــــــة الـــــــــــطـــــــــــيـــــــــــور

لــــــــــــــــبــــــــــــــــنـــــــــــــــــان عــــــــــــــــانــق أخــــــــــــــــطـلاورنـــــــــــــــا الأمــــــــــــــيـــــــــــــــر إلـى الأمـــــــــــــــيــــــــــــــر

✸✸✸✸

< الورود حزيران ١٩٦١ سنة١٤ ج:١٠

- ٤٣٠ -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــض ابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٤٢٧ -

إلى الأخطل الصغير ...بشــــارة الخـــــوري

جورج نقولا سركيس

خــــــلــــــد المجـــــد فــــــالــــــســــــطـــــور الــــــغــــــوالي

نــــــــــفــــــــــحــــــــــات مـن الــــــــــرؤى والخــــــــــيـــــــــال

أي «عــــــفــــــراء» لـم يــــــضــــــمخ فـــــــتــــــاهــــــا الط

طــــــيب فـي جـــــنـــــة «الـــــصــــــبـــــا والجـــــمـــــال»?

«جــــــــفـــــــنـه» خـط «لـــــــلــــــــجــــــــحـــــــيـم» دروبـــــــا

وغــــــــــــــزا «الحـــــــــــــــلـم» روضـــــــــــــــة الآمــــــــــــــال

«والــــــهــــــوى والــــــشـــــــبــــــاب» في نـــــــغم الــــــعـ

ـــــــــود جـــــــــراح الأوتــــــــار ـ آه الـــــــــلــــــــيـــــــــالي!✸✸✸✸✸✸✸✸

يــــــا مــــــلــــــيك الــــــقــــــريـض حــــــلق فــــــفــــــيك الـ

ـــــــــــيــــــــــوم تحـــــــــــلــــــــــو طــــــــــرائـف الأقــــــــــوال

أيـن مــــــنـك الـــــــبـــــــزاة يــــــا واحـــــــد الـــــــعــــــصـ

ــــــــــــــــــر وأيــن الــــــــــــــــذرى ورحــب المجــــــــــــــــال?

مـــــــا يـــــــقـــــــ الـــــــبـــــــقـــــــاء فـي عـــــــالم الـــــــذر

رة إلا لـــــــــــــــشـــــــــــــــاعـــــــــــــــر الأجـــــــــــــــيـــــــــــــــال!

< الورود حزيران ١٩٦١ السنة ١٤

- ٤٢٨ -

حـــــــسب لـــــــبـــــــنـــــــان أن تــــــكـــــــون وســـــــامــــــاتـــــــــــتـــــــــــغـــــــــــنـى بـه يـــــــــــتـــــــــــامـى الـــــــــــلآلـي

لـم يـــــــــكـن لــــــــــلــــــــــســـــــــنــــــــــ أي مــــــــــنـــــــــال

مـــــــنك يـــــــا مـــــــعـــــــقـل الـــــــتـــــــراث الـــــــغـــــــالي

مـــــــوسـم الــــــــشـــــــعــــــــر مـن روائـــــــعـك الحـــــــيـ

ــــــــيــــــة خـــــــمــــــر تــــــعـب مـــــــنــــــهــــــا الـــــــدوالي

جورج نقولا سركيس✸✸✸✸

- ٤٢٩ -

مبايعة الأخطل الصغيرجورج غريب

بـــــــــــــــــــــــالأمــس عــــــــــــــــــــــــصــب أخـــــــــــــــــــــــطــللــــــــــلـــــــــــعــــــــــبــــــــــيــــــــــر فـي مــــــــــهـــــــــــرجــــــــــان

ـــــــــــبـــــــــــايـــــــــــعـــــــــــة»انـــــــــــتـــــــــــشـت يـــــــــــوم «اوجــــــــــــدا عـــــــــــلـى عــــــــــــاج الـــــــــــنــــــــــــحـــــــــــور

رؤيـــــــــــــــــــــــــا مــن الحـــب الــــــــــــــــــــــــقــــــــــــــــــــــــديـــم مــــــــــــشــت بــــــــــــهـــــــــــــا أســـــــــــــراب حــــــــــــور

هــــــــــــــــــذي تــــــــــــــــــقــــــــــــــــــبــل جــــــــــــــــــيـــــــــــــــــدهوتــــــــــــــــــئـن تــــــــــــــــــلــك مــن الــــــــــــــــــشـــــــــــــــــرور

فــــــــــــــتـــــــــــــــغــــــــــــــيــب كـف فــي الــــــــــــــنــــــــــــــدىوتـــــــــــغــــــــــــيـب أخـــــــــــرى فـي الخــــــــــــصـــــــــــور

والــــــــــــشــــــــــــعــــــــــــر فـي الأبــــــــــــعــــــــــــاد يـــــــــــهــــــــــتـف بــــــــاسـم شــــــــاعـــــــــره الــــــــكــــــــبــــــــيــــــــر

وتــــــــــلــــــــــفــــــــــتـت ســــــــــمــــــــــر الــــــــــطــــــــــيــــــــــور الـى عـــــــــــمـــــــــــالـــــــــــقـــــــــــة الـــــــــــطـــــــــــيـــــــــــور

لــــــــــــــــبــــــــــــــــنـــــــــــــــــان عــــــــــــــــانــق أخــــــــــــــــطـلاورنـــــــــــــــا الأمــــــــــــــيـــــــــــــــر إلـى الأمـــــــــــــــيــــــــــــــر

✸✸✸✸

< الورود حزيران ١٩٦١ سنة١٤ ج:١٠

- ٤٣٠ -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــض ابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٤٣١ -

عاطفــة وصــدق(*)بشـــارة الخــــوري(الأخطل الصغير)

وها نـحن قـد تلاقيـنا إخـوانـا وتسـاقيـنا أحـبـابا وإذا نـحن لم نلـتق في هـذا العـهدعهد الرئيس فؤاد شهاب بل على الأصح فؤاد لبنان فمتى نلتقي? متى نلتقي?

أمـا الـصـديق الـكـبـيـر الأخ الحــبـيب الـرئـيس صـائب سلام فـمـا أكـثـر أيـاديه عـلىالأدب وقـد أصابنـا منها الـنصيب الأوفـر إن أية كلمـة مهمـا انتشرت سـتعجـز عن تبيانشــكـري لـلـبـنـان كل لـبـنــان وللإخـوان كل الإخـوان أفـمـا هـو لـبــنـان الـذي حـمـلـني عـلى

جناحيه الى البلاد العربية أحمل تحيته وأحمل عاطفته? أما هو لبنان الذي أنطقني?الى مصر:

مـــــــرحـــــــبـــــــا مـــــــصـــــــر مـــــــرحـــــــبـــــــا كـل أهللـــك أهـــل وكـــل صــــــــــــــــــــــــــــــدر مــــــــــــــــــــــــــــــحــل

لـــــــــيـس تـــــــــألـــــــــو الـــــــــريـــــــــاض أن تــــــــــوقظالـــــزهـــــر وأن تجــــمـع الـــــشـــــذا لــــيـس تـــــألــــو

لــــــــتـــــــريق الأريـج ســـــــحــــــــا وتـــــــهـــــــتـــــــانـــــــاعــــــــــــلـى وجــه مــــــــــــصــــــــــــر حــــــــــــ يــــــــــــطـل

مــــــعـــــــجــــــزات الـــــــزمـــــــان مــــــنـــــــكم ومـــــــنــــــازن جـــــــيــــــــد الـــــــوجــــــــود والــــــــدهـــــــر طــــــــفل

هــــــــــــرم تجـــــــــــثـم الــــــــــــعـــــــــــظــــــــــــائـم فـــــــــــيـهوســــــــــفــــــــــ عــــــــــلـى الـــــــــبــــــــــحــــــــــار يـــــــــدل

< الورود حزيران ١٩٦١ السنة١٤ ج:١٠ه عام ١٩٦١. (*) الكلمة التي ألقاها الأخطل الصغير في حفل تكر

- ٤٣٢ -

وإلى العراق:طــــــــــــــــــــــــائــــــــــــــــــــــــر مــن دجــــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــــــة

الخـــــــــــلـــــــــــد الـى لـــــــــــبـــــــــــنـــــــــــان حـــــــــــنـــــــــــاكـم بـــــــــــــــســـــــــــــــحـــــــــــــــر الــــــــــــــشـــــــــــــــرق فـي

عـــــــــيــــــــــنـــــــــيـه مـن مـــــــــعــــــــــنـى ومـــــــــعــــــــــنىيــــــــــــــــــا رســــــــــــــــــول الأدب الــــــــــــــــــعــــــــــــــــــالـي

ســلام الــــــــــــــــــشــــــــــــــــــعــــــــــــــــــر عــــــــــــــــــنـــــــــــــــــاـــــــــــــبـــــــــــــــــــــــغــــــــــــــــــــــداد مـــــــــــــــــــــــتــى قــل لــــــــــ

ــــــــــــــــــا.. عـــــــــــــــــــدت الــى بـــــــــــــــــــغـــــــــــــــــــداد: إنوإلى الشام:

يـــــــــــــــــــــــا ربـــى لا تـــــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــــــركــي ورداولا تـــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــــقــي أقـــــــــــــــــــــــاحـــــــــــــــــــــــا

مــــــــــــــــــــــــــــشـــت الـــــــــــــــــــــــــــــشـــــــــــــــــــــــــــــام الــىلــــــــبـــــــــنــــــــان شـــــــــوقــــــــا والـــــــــتــــــــيـــــــــاحــــــــا

تــــــــــــــفــــــــــــــرش الــــــــــــــدرب قــــــــــــــلــــــــــــــوبـــــــــــــاوصــــــــــــــــــــــداحــــــــــــــــــــــا وثــــــــــــــــــــــغـــــــــــــــــــــــورا

جــــــــــــــــــــــــمـــع المجــــــــــــــــــــــــد عــــــــــــــــــــــــلــى الأرزســـــــــــــــــــيـــــــــــــــــــوفــــــــــــــــــا وجـــــــــــــــــــراحــــــــــــــــــا

ــــتـــــــــــــســـــــــــــاويـــــــــــــنـــــــــــــا جـــــــــــــهــــــــــــادا فــــــــــــآخــــــــــــــــــيــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــا سـلاحــــــــــــــــــا وتـــــــــــــــ

ونـــــــــــــــــــشــــــــــــــــــرنـــــــــــــــــــاهـــــــــــــــــــا عـــــــــــــــــــلـىالــــــــدنــــــــيــــــــا جـــــــــنــــــــاحــــــــا وجــــــــنــــــــاحــــــــا

ثلي أن يـقول بعـد أن ذبلت صبـابتي وخبت جـذوة القريض ـكن وبـعد أيهـا السادة فـماذا في صدري. ليس سوى هذا القريض القد الذي لابد منه وفاء لواجب وشكرا لفضل.

بشـــارة الخــــوري

- ٤٣٣ -

قطوعة الرائعة: وأنهى شاعرنا الأخطل الصغير كلمته بهذه اأيـــــوم أصـــــبـــــحـت لا شـــــمـــــسـي ولا قـــــمـــــري

مـن ذا يـــــــــغــــــــــنـي عـــــــــلـى عــــــــــود بـلا وتـــــــــرمـــــا لـــــلـــــقـــــوافـي إذا جـــــاذبـــــتـــــهـــــا نـــــفـــــرت

رعت شـــــبـــــابي وخـــــانـــــتـــــني عـــــلـى كـــــبــــريكــــــأنـــــهــــــا مـــــا ارتــــــوت من مــــــدمـــــعـي ودمي

ولا غـــــذتــــهـــــا لـــــيــــالـي الــــوجـــــد والــــســـــهــــر✸✸✸✸✸✸✸✸

أين الـــــقــــصــــائــــد تــــنــــدى مـن جــــوانــــحــــهــــاريـــــحــــانـــــة الــــســـــفح أو أغـــــنــــيـــــة الــــنـــــهــــر

شـــــعــــــر كـــــمـــــا شـــــاءه الإبــــــداع مـــــبـــــتـــــكـــــرتـــــــــدفــــــــقـت فـــــــــيـه أمــــــــواج مـن الـــــــــصــــــــور

غــــــنى الــــــعـــــروبــــــة ألحـــــانــــــا مـــــجــــــنـــــحـــــةمن دمـــعــــة الـــلـــيـل أو من بــــســـمـــة الــــســـحـــر

مـن ســـــــحـــــــر لــــــبـــــــنـــــــان مـن شلال قـــــــمـــــــتهومـــــــا تـــــــســـــــلـــــــسـل مـن آيـــــــاته الـــــــكـــــــبـــــــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

مـن لي بــــــأضـــــوع مــــــا في الــــــروض أنـــــثـــــرهــــــــفــــــــارق مـن إخــــــــوانـي الــــــــغـــــــرر عــــــــلـى ا

صـــغت الــقـــريض... ومــا لـي في الــقـــريض يــديـــــد الــــــطـــــبـــــيـــــعـــــة فـــــيـه... أو يـــــد الـــــقـــــدر

ـــــــواهـب لا فـــــــضـل لـــــــصـــــــاحـــــــبـــــــهـــــــا إن اكـــالـــصـــوت لـــلـــطـــيـــر أو كـــالـــنـــشـــر لـــلـــزهـــر

✸✸✸✸

- ٤٣٤ -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــض ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٤٣٥ -

ثانيا: فــي رثـــائـه

- ٤٣٦ -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــض ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٤٣٧ -

فـــــي رثاء الأخطل الصغيرنــديـــك السمـــح

عمر أبوريشةنـــــــــديك الـــــــــســــــــمـح لم يـــــــــخــــــــنـق له وتــــــــر

ولـم يـــــــغـب عن حــــــــواشي لـــــــيــــــــله ســـــــمـــــــربـــــــــــنـــــــــــات وحــــــــــيــك فـي أرجـــــــــــائـه زمــــــــــر

ــــــتـــــرفـــــان الــــــزهـــــو والخـــــفـــــر يــــــهـــــزهـــــا اتــــــيــــــتــــــمت وهـي لا تــــــدري ونـــــشــــــوتــــــهـــــا

من كـل عـــــنــــقـــــود ذكــــرى كـــــنت تـــــعــــتـــــصــــررواقص تحــــمـل الــــســـــلــــوى وتـــــســــكـــــبــــهــــا

ولــــيـس تــــعــــلـم مــــا الـــــدنــــيــــا ومـــــا الــــقــــدرعـــــــــلـى تـــــــــأودهـــــــــا الإزراء مـــــــــنـــــــــتــــــــــفض

وفـي تــــلــــفـــــتــــهـــــا الــــتـــــحــــنـــــان مــــنـــــهــــمــــرونــــحـن من حـــــولــــهـــــا أنــــضـــــاء غــــربـــــتــــنــــا

وأنـت عــــــنـــــــا وراء الــــــغــــــيـب مــــــســـــــتــــــتــــــرنـــبـــدي لــــهـــا غـــيــــر مـــا نـــخــــفي ولـــوعــــتـــنـــا

تــــكــــاد فـي صــــمــــتــــهــــا لــــلــــشــــوق تــــعــــتــــذرفـلا تـــــلـــــمـــــهــــا إذا لـم تـــــخب بـــــســـــمـــــتـــــهــــا

ولـم يـــــــعــــــكـــــــر صـــــــدى ألحـــــــانـــــــهـــــــا كــــــدرلـم يــــبــــلغ الخــــبــــر الـــــنــــاعي مــــســــامــــعــــهــــا

عن مـــــثل هــــذي الــــيـــــتــــامى يــــكـــــتم الخــــبــــر✸✸✸✸✸✸✸✸

< ألقيت في حفل تأب الأخطل الصغير سنة ١٩٦٩ .

- ٤٣٨ -

غـــــنت فـــــمـن بـــــابل طــــــاف الـــــنـــــعـــــيم بـــــنـــــافــــــــــكـل مــــــــــنـــــــــطــــــــــلـق ريـــــــــان مــــــــــزدهـــــــــر

جلا الحـــــيـــــاة لـــــنـــــا عـن ســـــر فـــــتـــــنـــــتـــــهــــافـــــمـــــا اشــــــتـــــفـى وطـــــر إلا اشـــــتــــــهى وطـــــر

الـــــكــــــأس من خـــــمــــــرة الإلـــــهـــــام مــــــتـــــرعـــــةوالـــــقـــــلـب في هــــــيـــــكـل الأحلام مــــــعـــــتـــــمـــــر

ــــــمــــــنــــــا مــــــا والحـب قــــــربــــــنــــــا مــــــنـه وعــــــلقــــــــــدس الـــــــــلـه لا مــــــــــا دنـس الـــــــــبــــــــــشـــــــــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

غـــــنت ومـن نــــيـــــنــــوى مـــــر الــــشـــــقــــاء بـــــنــــافـــــــالـــــــراح لا عـــــــبـق والـــــــغـــــــصن لا ثـــــــمـــــــر

رمـى بــــنـــــا الـــــقـــــفــــر وافـــــتـض الــــســـــراب بهفــــــــــأيـن لا أيـن مـــــــــنـه الــــــــــورد والـــــــــصـــــــــدر

خـــصـــاصــــة الـــعــــيش مـــا مــــدت لـــنــــا يـــدهـــاإلا وأقــــــدامــــــنــــــا مـن ســــــعــــــيـــــــنــــــا حــــــمــــــر

فــــــكم عــــــثــــــرنــــــا ولم تــــــعــــــثـــــر إبــــــاءتــــــنـــــاوكم نـــــهــــضـــــنـــــا ولم يـــــشـــــمت بـــــنـــــا خــــور

وكم لــــــدى صـــــدف الحــــــرمـــــان مـن غـــــصص ـــــا عــــلـــــيــــهـــــا ولم تـــــكــــشـف لــــنـــــا ســــتــــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

غـــــــنت وغـــــــنت فـــــــدنــــــيـــــــاك الــــــتـي طــــــويتمـــنـــشـــورة يـــجـــتــلـــيـــهـــا الـــســـمع والـــبـــصــر

تــــرفــــعت عن رخــــيـص الــــعــــمــــر وائــــتــــلــــقتــــــــا أراد لــــــــهــــــــا مـن زهــــــــوه الــــــــعــــــــمـــــــر

خــــتــــمت بــــالـــبــــســـمــــة الــــريـــا جــــراحـــتــــهـــافـــــــلم يـــــــلـح لـــــــضـــــــمـــــــاد فـــــــوقـــــــهـــــــا أثــــــر

- ٤٣٩ -

تـــــعــــــال نــــــســــــرح عــــــلى أدنـى ملاعــــــبــــــهـــــافــــــــقــــــــد تحـن إلـى مـــــــرآتــــــــهــــــــا الــــــــصـــــــور

ومـــــا عـــــلـــــيك إذا مـــــا الـــــزورة اخـــــتـــــصــــرتبــعض الـــربـــيع بـــبــعض الـــعـــطــر يـــخــتـــصــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

طـــــــلـــــــعت مـن حـــــــرم الـــــــتـــــــاريخ فـي جـــــــبلتــــــــزيــــــــنـت بـــــــســــــــنــــــــا آلائـه الــــــــعــــــــصـــــــر

وفـي ضــــــمــــــائــــــرهـــــــا من خـــــــيــــــره ســــــيــــــروفي حـــــــــنــــــــاجــــــــرهــــــــا مـن هــــــــديه صــــــــور

مــــــؤثل شــــــامـخ بــــــالــــــنــــــجـم مــــــعــــــتــــــصببـــــــالمجــــــد مـــــــتــــــشـح بــــــالـــــــعــــــز مـــــــؤتــــــزر

إزمــــــــــــيـل مـــــــــــــبــــــــــــدعـه أدى رســــــــــــالــــــــــــتـهإلى الـــــعــــــوالم فـــــانــــــطق أيــــــهـــــا الحـــــجـــــر

درجــت فــــــــــــــوق ثـــــــــــــــراه فـي كـــــــــــــــآبــــــــــــــتـهــــــســــــلك الــــــوعــــــر ودون قــــــيــــــد خــــــطـــــــاك ا

وحـش الـــــــــغــــــــزاة تـــــــــمـــــــــطى فـي مـلاعـــــــــبهوشــــدقـه عن لـــــعـــــاب الــــكـــــيـــــد مــــنـــــحـــــســــر

يــــــنـــــســــــاب بـــــالـــــنــــــهم الــــــطـــــاغـي وشـــــرتهمــــــســـــنـــــونــــــة الـــــنــــــاب لا تـــــبــــــقي ولا تـــــذر

حــــطــــمـت بــــالـــصــــرخــــة الــــزهــــراء شــــوكــــتهولـم يــــــــــحـل دونـــــــــهــــــــــا خـــــــــوف ولا حـــــــــذر

ثــــارت عـــلى رجــــعـــهـــا الأجــــيـــال وانـــطــــلـــقتفـــــــكل مـــــــيـــــــدان ثـــــــأر بــــــالـــــــدمـــــــا عـــــــطــــــر

وخـــــلـف هـــــذي الـــــربـى تـــــهـــــفـــــو إلـــــيـك ربىبـــــ الـــــفـــــرات وبـــــ الـــــنــــــيل تـــــنـــــتـــــشـــــر

- ٤٤٠ -

عـــــلـى شــــــهـي رؤى لـــــقــــــيــــــاك مــــــطــــــبــــــقـــــةأجــــفـــانــــهـــا فــــهي تــــســـتــــجـــدي وتــــنـــتــــظـــر

حـــمـــلـت أشـــجـــانـــهـــا الحـــرى فــــمـــا شـــهـــقتإلا وراحـت إلـى نجــــــــــواك تــــــــــغـــــــــــتــــــــــفــــــــــر

أذاكــــــــــر يــــــــــوم رواد الجــــــــــمــــــــــال بــــــــــهـــــــــالـــفــــوا جــــبــــيــــنـك بــــالــــغــــار الــــذي ضــــفـــروا

أحـــــطـت فـي رقـــــة الــــــرهــــــبــــــان جـــــمــــــعــــــهمكــــــمــــــا أحــــــاط بــــــعـــــــقــــــد الأنجم الــــــقــــــمــــــر

وأنت تــــــــكـــــــتم عــــــــنـــــــهـم مـــــــا تـــــــكـــــــابـــــــدهتــــمـــــوت وهـي عــــلـى أقـــــدامــــهـــــا الـــــشـــــجــــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

يـــا راقــــدا في حــــمى الـــنــــعـــمـى ومـــضــــجـــعهمـــــازال يـــــنــــدى عـــــلـــــيه الـــــعـــــشب والـــــزهــــر

نجـــــــــيـك الـــــــــيــــــــوم مـن أزرى الـــــــــزمـــــــــان بهورده عـن مــــــــــــدى آفـــــــــــــاقـه الــــــــــــكــــــــــــبــــــــــــر

ــــــطـــــــاف به جــــــنـــــــاحه بـــــــعـــــــدمــــــا طـــــــال امــــخـــضب مـن شـــظـــايـــا الــــشـــهب مــــنـــكـــســـر

ــــشي الــــهـــويــــنـــا عــــلى صــــحـــراء رحــــلـــتهوصــــحـــــبه الـــــلــــيـل والأشــــبـــــاح والــــســـــهــــر

وبـــــــ جــــــــنـــــــبـــــــيـه آمـــــــال مـــــــبـــــــعـــــــثـــــــرةتــــكــــاد لــــولا بــــقــــايـــــا الــــصــــبــــر تــــنــــتــــحــــر

كــــــانت لـه فـي هـــــضــــــاب الــــــشــــــرق ألــــــويـــــةنــــسج الــــكــــرامــــة مــــعــــقــــود بــــهــــا الــــظــــفـــر

يــــــســـــــائل الـــــــقـــــــدر المحــــــمـــــــوم في خـــــــجلعــنـــهــا فـــيـــغــضـي عــلى اســـتـــحــيـــائه الـــقــدر

- ٤٤١ -

عــــــــــزاؤه أن مـلء الـــــــــســــــــــاح فـــــــــتــــــــــيــــــــــته

إلـى الــــــــردى والــــــــفــــــــدا أرواحــــــــهم نــــــــذروا

كـــــتــــائـب الـــــفــــتـح في إعـــــصـــــار عـــــاصـــــفــــة

بـــالحــــقـــد والــــغــــضب الــــعـــلــــوي تــــنـــفــــجـــر

مـن كـل أمــــــــــــرد مـــــــــــــا أدمـى مــــــــــــراشــــــــــــفـه

ــــــدر في رعــــــشــــــة الـــــــشــــــوق إلا الــــــوحي وا

من كـل حــــــســـــنــــــاء مــــــا بـــــاعـت أســــــاورهـــــا

ــــــوت يــــــدخـــــر إلا لــــــتــــــشــــــري بـــــهــــــا مــــــا ا

كـــــتــــــائـب بــــــالــــــنـــــضــــــال الحـق مــــــؤمــــــنـــــة

ـــــانــــهـــــا ســـــخــــروا إذا الـــــطــــواغـــــيت مـن إ✸✸✸✸✸✸✸✸

عـــــفــــوا بـــــشــــارة بـــــعض الـــــبــــوح ضـــــقت به

فــــــســــــال فـــــوق فــــــمـي حـــــران يــــــســــــتــــــعـــــر

خـــــنـــــقت بـــــالـــــدمـــــعـــــة الخـــــرســـــاء أكـــــثــــره

وأقــــــتـل الــــــدمـع مــــــا لا يــــــلــــــمـح الــــــنــــــظــــــر

عمر أبوريشة

✸✸✸✸

- ٤٤٢ -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــض ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٤٤٣ -

في رثاء الأخطل الصغيرمستهـام غــفــا

نعم الرفاعي عبدامــــــــســــــــتــــــــهــــــــام غــــــــفــــــــا عــــــــلـى أحــــــــزانه

هــــــــزه الـــــــــذكــــــــر عـن غــــــــضـــــــــيض زمـــــــــانهفـــــانــــــتـــــشـى غـــــصــــــنه وفــــــتح بــــــالـــــذكـــــرى

كــــــــــــأن الـــــــــــشــــــــــــبـــــــــــاب فـي ريــــــــــــعـــــــــــانـهمــــــدلج فـي الــــــســــــرى تــــــســـــــربل بــــــالــــــلــــــيـ

ــــل ونـــــــــــــــــــــــــــام الـــــــــــــــــــــــــــظـــلام فـــي أردانــهحـــــــــــــــامــل هـــــــــــــــمـه يـــــــــــــــدمـــــــــــــــدم فـي الأفـ

ــق فــــــــتـــــــبــــــــكـي الـــــــهــــــــمـــــــوم مـن ألحــــــــانهــــــــــــدى فـــــــــــكـل مــــــــــــجـــــــــــال ضـــــــــــارب فـي ا

فـي الــــبـــــعــــيـــــد الــــبــــعـــــيــــد بـــــعض مـــــكــــانهيــــــرتـــــقـي مـــــنــــــبـــــر الــــــنـــــجـــــوم فــــــيـــــلــــــقي

وهــج الــــــــــــنـــــــــــــجـم حــــــــــــولــه مـن دخــــــــــــانـههــــــــــــــــا هـــــــــــــــــنــــــــــــــــا داره ورجــع هــــــــــــــــواه

وصــــــبـــــــاه والــــــشـــــــعــــــر فـي مـــــــهــــــرجـــــــانه✸✸✸✸✸✸✸✸

جــــــــــئـت فـي مـــــــــــوكـب الأمــــــــــيـــــــــــر أغــــــــــنـيوغـــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــائــي يـــــــــــــــــــغــص فــي أوزانـه

< ألقيت في حفل تأب الأخطل الصغير سنة ١٩٦٩ .

- ٤٤٤ -

أذكـــــــر الأخــــــطـل الــــــصــــــغـــــــيــــــر كـــــــبــــــيــــــراعـــــــــــــــظــم الأرز فـي ذرى لــــــــــــــــبـــــــــــــــنـــــــــــــــانـه

قــــــــــبـل الــــــــــشــــــــــعــــــــــر ثــــــــــغــــــــــره ويــــــــــديـهفــــــــــهــــــــــو دنــــــــــيــــــــــا أعـلامـه وحــــــــــســــــــــانـه

تـــــــتـــــــمـــــــنى الـــــــشـــــــفــــــاه لـــــــو تـــــــتـــــــلــــــوىقـــــــــــبــلا طـــــــــــوع ثــــــــــــغــــــــــــره وبــــــــــــنـــــــــــانـه

تـــــــتـــــــمـــــــنـى الـــــــكـــــــؤوس لـــــــو مـــــــزج الــــــراح بـــــــــــأنــــــــــــفـــــــــــاسـه وخــــــــــــمـــــــــــر دنـــــــــــانـه

ــــــــــطـل عــــــــــلـى الخــــــــــلـ ذلـك الــــــــــشــــــــــامـخ اــــــــــــد وأفــق الخـــــــــــلــــــــــــود دون عــــــــــــيـــــــــــانـه

لـم يــــــــــزل صــــــــــوتـه كــــــــــأن الــــــــــلــــــــــيــــــــــالـيــــــحـــــــنــــــانه ســــــكــــــبـت صــــــفــــــوهــــــا عـــــــلى ت

لـم يـــــــــزل طـــــــــرفـه يـــــــــحـــــــــلـق فـي الـــــــــكـــــــــون فـــــــتــــــــهــــــــمـي الحــــــــيـــــــاة مـن أجــــــــفــــــــانه

كـــــالـــــنــــســـــيـم الــــعـــــلـــــيل خـــــفـض جــــنـــــاحهووقــع الـــــــــــــنـــــــــــــدى رقـــــــــــــيـق بـــــــــــــيـــــــــــــانـه

عــــــــــــربـي الــــــــــــنــــــــــــجــــــــــــار شــــــــــــد عـــــــــــراهفـــــــــــرع غــــــــــــســـــــــــانـه بـه إلــى حـــــــــــســـــــــــانـه

✸✸✸✸✸✸✸✸

أيـــــهـــــا الأخـــــطـل الـــــصـــــغـــــيـــــر أبـــــا الـــــعــــبـــــــــــبــــــــــانـه ـــــــــــد وكـم يــــــــــرضـع الــــــــــعـلا مـن ل

قــــــد أتــــــيــــــنـــــــا لــــــيــــــوم ذكــــــراك جــــــمــــــعــــــافـي شــــــــجـي الـــــــــلــــــــقـــــــــا وفـي أشــــــــجـــــــــانه

الحــــــمى يــــــا فــــــتـى الحــــــمى مــــــســــــتــــــبـــــاحجـــــــــــلـل الـــــــــــعـــــــــــار فــــــــــيــه كـل كـــــــــــيــــــــــانـه

- ٤٤٥ -

رن فـــــــــيـه الــــــــــصــــــــــدى فــــــــــقــــــــــاهـــــــــرة الأرـــــــــــــــــــانـه ض تـــــــــــــــــــبـث الأســى إلــى عــــــــــــــــــم

لا أرى فـي الــــــــرحـــــــــاب غـــــــــيـــــــــر شـــــــــريــــــــدمــــــــــطــــــــــرق مـــــــــــطــــــــــبـق عــــــــــلـى أحــــــــــزانـه

حـــــــــــائــــــــــر لـــــــــــفـه الـــــــــــذهـــــــــــول فــــــــــأرخـىــــــــــــــــــانـه مـن دجــى شــــــــــــــــــكــه عــــــــــــــــــلــى إ

ثـــــــــــائــــــــــر نـــــــــــاره تــــــــــأجـج فـي الـــــــــــطــــــــــيــن فــــــيــــــطــــــفــــــو الــــــطـــــمـى عــــــلى نــــــيــــــرانه

ـــــــــتـــــــــورا أســـــــــدلـت حـــــــــولـه الخـــــــــيـــــــــام سكـي يـــــــــعـــــــــيـش الحــــــــيـــــــــاة فـي أكـــــــــفـــــــــانه

أيــن مـــــــــــــــــنــه الــــــــــــــــــربـــــــــــــــــا وكــن مـن المجـــــــــــد هـــــــــضـــــــــابــــــــــا تـــــــــشـــــــــد مـن أركـــــــــانه

أيـن مــــــــــنـه الــــــــــســــــــــهــــــــــول كــــــــــالأمـل الأخـــــــــــــــــضـــــــــــــــر فـي غـــــــــــــــضــه وفـي ريـــــــــــــــانـه

أيـن شـط كـــــــــــــــزغــــــــــــــردات الــــــــــــــعــــــــــــــذارىأو هــــــــــــــديـل الحــــــــــــــمـــــــــــــــام فـي ألــــــــــــــوانـه

أيـن وادي مـــــــــــشـت إلــــــــــيـه الـــــــــــلــــــــــيــــــــــالـيفـــــــاســـــــتـــــــعــــــــارت أمـــــــانـــــــهـــــــا مـن أمـــــــانه

أيـن بــــــــــيـت لـه بـــــــــــنــــــــــتـه الحـــــــــــكــــــــــايــــــــــاعـن قـــــــــد الـــــــــهـــــــــوى وحـــــــــلــــــــــو زمـــــــــانه

ــــــــــهــــــــــا أيـن كـــــــــــرم وتــــــــــيـــــــــــنــــــــــة زرعـــــــــــتكـــــــــــفـه أمــس فـي ثـــــــــــرى بــــــــــــســــــــــــتـــــــــــانـه

أيـن مــــــــــــــهــــــــــــــد ومـــــــــــــرتــع ومـــــــــــــقــــــــــــــيـلوهــــــــــــزار شـــــــــــــاد عـــــــــــــلـى أغـــــــــــــصــــــــــــانـه

- ٤٤٦ -

ذهـب الــــــــــــــكـل غــــــــــــــيــــــــــــــر رجــع يـــــــــــــدويــــــــــدى وفـي وجــــــــــدانـه فـي ضــــــــــمــــــــــيــــــــــر ا

✸✸✸✸✸✸✸✸

كــــســـــر الــــقـــــيــــد واســــتـــــشــــاط أخـــــو الــــبــــأس وأورى مــن حــــــــــــــــــده وســــــــــــــــــنـــــــــــــــــــانـه

واعــــــتــــــلـى صــــــهــــــوة الــــــنــــــضــــــال كـــــأن الــــــــــــــــجــن مـن ركــــــــــــــبـه ومـن فــــــــــــــرســــــــــــــانـه

يـــــهـــــمــــــز الحـــــقـــــد فــــــالـــــروابـي شـــــظـــــايـــــامــن لــــــــــــــظـى عــــــــــــــزمـه ومـن بــــــــــــــركــــــــــــــانـه

أســــــمـــــــر كــــــالــــــقـــــــنــــــاة لاعــــــبـــــــهــــــا الــــــريـــح فـــــــــــشــــــــــبـت عــن قــــــــــوسـه وعـــــــــــنــــــــــانـه

زاحـف والــــــــــرصــــــــــاص ســــــــــد نــــــــــواحـــــــــيـــه ومــــــــــــوج الـــــــــــردى وعــــــــــــصـف دخـــــــــــانـه

شـك صـــــــــدر الــــــــدجـى ومـــــــــر شـــــــــهـــــــــابــــــــانــــــــــــــاشـــــــــــــرا نـــــــــــــوره عــــــــــــــلـى أكـــــــــــــوانـه

ــــــــــوت أن يــلاقـــــــــــيـه الـــــــــــصــــــــــبـ واعـــــــــــد اــح عــــــــــلـى مـــــــــــفــــــــــرق الــــــــــوغـى ورهــــــــــانـه

حـــــيث مــــا الــــقـــــدس كــــبــــر الــــفــــتـح فــــيــــهــــاتحــــت أجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراســــه وتحــــت أذانــــه

وفــــــــــلــــــــــســــــــــطــــــــــ والــــــــــفــــــــــدائـي حـــــــــرزفــــــــــــــــــهـــــــــــــــــــا حـــــــــــــــــــرة إلــى أقـــــــــــــــــــرانـه

✸✸✸✸✸✸✸✸

ودخــــــــــلـــــــــنــــــــــا إلــــــــــيـك يــــــــــا بــــــــــلـــــــــد الأقـ

صــى ودمـع المحـــــــــــــــراب فـي عـــــــــــــــيــــــــــــــدانـه

- ٤٤٧ -

ـــــــحـــــــو ــــــــنـــــــبــــــــر الجـــــــريـح و نـــــــلــــــــثم ا

زلــــــــــــــة الأمـس مـن رضــــــــــــــا غــــــــــــــفــــــــــــــرانـه

وظـلال الــــــســــــيـــــــوف تــــــلــــــقـي عــــــلـــــــيــــــنــــــا

أن مـــــــجـــــــد الـــــــنـــــــضـــــــال فـــــــوق ســـــــنـــــــانه

أن روح الـــــــــشــــــــهـــــــــيــــــــد مـن قــــــــبـس الـــــــــله

ــــــــــــــــــــــــــــحـــــــــــــــــــــــــــــانــه ومـــن روحـــه ومـــن ريـ

قــــــــــــــــام عــــــــــــــــرس وعــــــــــــــــلــى كــل مــــــــــــــــأ

كـــــــقـــــــيـــــــام الــــــهـــــــدى عـــــــلـى صـــــــلـــــــبـــــــانه

✸✸✸✸✸✸✸✸

يــــــا أمــــــيــــــر الــــــقــــــريض مــــــال بـي الــــــشـــــعـ

ـــــــــر وجــــــــئـت الـــــــغــــــــداة مـن خـــــــلــــــــجــــــــانه

مـن مـــــــثــــــــار الـــــــردى عـــــــلـى قـــــــمـم الـــــــهـــــــو

ل تــــــــــــــلـــــــــــــــظـت بــــــــــــــنـــــــــــــــاره وعــــــــــــــوانـه

من مــــــزار الـــــشــــــهـــــيــــــد ضـــــمــــــخه الــــــطـــــيـ

ــب ومــــــــــر الــــــــــنــــــــــدي عـن جــــــــــثــــــــــمــــــــــانه

مـن ربـى خـــــــــالــــــــد وســــــــهـل شـــــــــرحــــــــبــــــــيـ

ـــل ونـــــــــــــهــــــــــــر يـــــــــــــئـن فــي جــــــــــــريـــــــــــــانـه

ولـــــــــــكـم رن فـي الـــــــــــشــــــــــــعـــــــــــور نـــــــــــدائـي

وتـلاشـى الـــــــــــــــنــــــــــــــداء فـي مـــــــــــــــيــــــــــــــدانـه

وتـــــــــعـــــــــلـــــــــقت فـي الـــــــــذرا بـــــــــخـــــــــيـــــــــالي

فــــــــــــــــتـــــــــــــــــهــــــــــــــــاوت ذراه فــي وديــــــــــــــــانـه

ـــــدى فـــــمـــــنـــــتـــــجع الـــــشـــــعـ ضـــــاق عـــــنـي ا

ر تــــــــنـــــــــاءت دنــــــــيـــــــــاه عن شـــــــــيــــــــطـــــــــانه

- ٤٤٨ -

جــــــــــئـت ألــــــــــقـي أعــــــــــنــــــــــتـي وقــــــــــيــــــــــادي

عــــــــنـــــــــد شـط الــــــــنـــــــــدى وتحـت جــــــــنـــــــــانه

يـــــحــــتـــــويــــنـي لــــبـــــنــــان ســـــحــــرا وشـــــعــــرا

ويـــــــــــــصـب الحــــــــــــنــــــــــــان مــن هــــــــــــتــــــــــــانـه

مـــــــــوطـن الـــــــــوحـي لا عـــــــــدتـه الـــــــــعـــــــــوادي

نــــــــــــور إنجــــــــــــيــــــــــــلـه ســــــــــــنـــــــــــا قــــــــــــرآنـه

نعم الرفاعي عبدا

✸✸✸✸

- ٤٤٩ -

في رثــاء الأخطل الصغيربشـــارة الخـــــوري

عـزيــز أباظةقـف في ربــــا الخـــلــــد واهــــتف في مــــقــــاصـــره

بــــــشـــــــاعـــــــر مـلأ الـــــــدنـــــــيـــــــا كـــــــشـــــــاعــــــره

ــــــــــــــقـــــــــــــــدمـه . والأمــلاك ت ســـــــــــــــرى لــه أمـس

في مــــــــوكـب عــــــــامـــــــر الإشــــــــراق غــــــــامـــــــره

الــــــبـــــــحــــــتــــــري تـــــــهــــــادى عـن مــــــيـــــــامــــــنه

ــــــتــــــنــــــبي عـن مــــــيــــــاســـــره . وا يــــــخــــــتــــــال

يـــــســـــعـى أمـــــامـــــهـــــمـــــا فـي قـــــدس هـــــالـــــته

ــــــعــــــاصــــــره شــــــوقـي يــــــزف جـــــــديــــــدا عـن م

والخـــــــــالــــــــدون الألـى حـــــــــلت ذخـــــــــائـــــــــرهم

صــــــدر الــــــوجــــــود. فــــــرفــــــوا مـن ذخــــــائــــــره

تحـــــــــــاشــــــــــــدوا لأخ كــــــــــــانـت تــــــــــــرانـــــــــــمـه

قــــــيــــــثــــــارة الـــــــشــــــرق. بــــــاديه وحــــــاضــــــره

قـــــالـــــوا ظـــــفــــرنـــــا بـــــخـلاق الجـــــمـــــال. زكــــا

فـي الأحـــــرف الـــــصم وحـــــيـــــا عـن خـــــواطــــره

ــــــلــــــقـى من عــــــبــــــاقـــــره بــــــالــــــعــــــبــــــقـــــري ا

ـــــــــنـــــــــاظــــــــره والأوحـــــــــدي تـــــــــعــــــــالـى عـن م

< ألقيت في حفل تأب الأخطل الصغير سنة ١٩٦٩ .

- ٤٥٠ -

وهــــــشت الــــــروضـــــة الـــــفــــــيـــــحــــــاء نـــــاثـــــرة

فـي بــــهــــوهــــا الــــزهــــر تـــــرحــــيــــبــــا بــــزائــــره

ن الــــــــــلـه دبـج جــــــــــنــــــــــات الــــــــــنــــــــــعــــــــــيـم

تــــــــــفــــــــــيــــــــــأ الخــــــــــلـق ظـلا مـن مــــــــــآثــــــــــره

أدنـى الـــــــــــعـــــــــــبـــــــــــاد لـه أوفـــــــــــاهـم مــــــــــددا

فـي فــــــــضــــــــلـه أو هـــــــــداه أو بــــــــصــــــــائــــــــره

ــــــصـــــــلي فـي مــــــســــــاجــــــده وخــــــيــــــرهـم لا ا

أو فـي كــــــــــنــــــــــائـــــــــسـه بـل فـي ســــــــــرائـــــــــره

ورادع نـــــــفــــــــسـه عن شــــــــر مــــــــا ضـــــــمــــــــنت

وخــــــــــــلـــــــــــــقـه عـن مـــــــــــــسـيء مـن بــــــــــــوادره

والـــــــــديـن فـي روحـه أو فـي ســــــــــمـــــــــاحــــــــــته

بــــــــــنـــــــــوة بــــــــــ إنــــــــــســـــــــان وفــــــــــاطـــــــــره

(٢)

لـم أنـس آخـــــــر عــــــــهـــــــد لـي بـــــــطــــــــلـــــــعــــــــته

ولــــــــلــــــــردى رفــــــــرفــــــــات فـي مــــــــقــــــــاصـــــــره

ــــــحــــــتـــــكـم. والحــــــول مـــــنــــــحــــــطم والــــــداء م

وأول الـــــــنـــــــزع يـــــــحـــــــبـــــــو صـــــــوب آخـــــــره

وحــــــولـه الــــــلـه. يــــــلـــــــقـي في عـــــــقــــــيــــــلـــــــته

مـن لـــــطــــــفه الــــــســـــمـح. عـــــذرا عـن مـــــقـــــادره

تــــفـــــيض عـــــطــــفـــــا وإيـــــثــــارا وخـــــافــــقـــــهــــا

يـــــــذوب كـــــــالــــــــكـــــــرم فـي راووق عـــــــاصـــــــره

في مــــنـــزل - لـــو ضــــمـــيـــر الـــشــــرق أنـــصـــفه

لاعـــــتـــــده الـــــشــــــرق ركـــــنـــــا مـن شـــــعـــــائـــــره

- ٤٥١ -

لـم أنـــــسه حــــــ أفـــــضــــــيـــــنــــــا له فــــــمـــــضىيــــعـــــتـــــامــــنـــــا بـــــكـــــلــــيـل الــــطـــــرف فـــــاتــــره

وقــــال مـن أنت? فـــــاســـــتـــــعـــــرفت فـــــأتـــــلـــــقتلحــــــــــاظـه ثـم غــــــــــامـت فـي مــــــــــحــــــــــاجـــــــــره

وقــــال هـل كــــنـت من صـــــحــــبـي? فــــقـــــلت أجلـــــاطــــره كــــصـــــحـــــبــــة الـــــعـــــشب الـــــظـــــامي

وراح صــــــحـــــــبـي وهم مـــــــثـــــــلي ذوو نـــــــسببــــــــفـــــــــنـه. وبـــــــــنــــــــو مـــــــــوشـي ســـــــــامــــــــره

فـــــــطــــــارحــــــوه وســــــاقــــــوا مـن جــــــيــــــاهــــــرهفـــــاهـــــتــــــز يـــــنـــــثــــــر عـــــقـــــدا مـن جـــــواهـــــره

ـــــــرح الـــــــنـــــــشــــــوان. ثـم طـــــــغت وعـــــــاد كــــــاعـــــــلـــــــيـه وعـــــــكـــــــة ذاوي الـــــــروح حـــــــائــــــره

ـــــــــمـــــــــا مـــــــــا رابـه الـــــــــدهــــــــــر إلا زاده عـــــــــظكــــا الــــطــــيب يــــزداد طــــيــــبــــا في مــــجــــامــــره

ثـم افــــــــــتــــــــــرقـــــــــنــــــــــا. وأدري أن نــــــــــازلـــــــــةتـــــــــرقـى إلـى عـــــــــشـه الحـــــــــالـي وطـــــــــائــــــــره

ــــــــوت. لا نـــــــــألــــــــو لـه حــــــــذرا ونــــــــحـــــــــذر اــــــــــــحـــــــــــاذره ــــــــــــوت أقــــــــــــرب شـيء مـن م وا

يـــــا ويـــــحـــــهـــــا ذكـــــريـــــات هـــــجـن شـــــجـــــنــــاتــــــــــظـل روحـي تـــــــــلـــــــــظـى فـي هـــــــــواجـــــــــره

فــــــمـــــا طــــــرقـن ســــــوى نـــــفـس وذابــــــحــــــهـــــاومــــــــا تــــــــركن ســــــــوى قــــــــلـب وصــــــــاهـــــــر ه

أعــــــدى عـــــــدوك سن صـــــــاحــــــبـت ســــــقــــــمــــــاعــــــدا عـــــلــــــيــــــهـــــا بــــــعـــــات مـن مـــــنــــــاســـــره

- ٤٥٢ -

ــــــوت أكـــــرم من ويـح اجـــــتـــــمــــــاعـــــهـــــمـــــا وا

عـــــــمــــــر رمـى الـــــــدهــــــر فـــــــيـه من فـــــــواقــــــره

لـم يـــرحم الـــشــــعـــر - والـــدنـــيــــا تـــضيء به -

فـي ذات صـــــــــائـــــــــغـه الأعـــــــــلى وخـــــــــابـــــــــره

أدال مــــــــــــــــنــه. ولــــــــــــــــكـن عــــــــــــــــزه نــــــــــــــــغـم

مـن الــــــــســـــــــمــــــــاء تــــــــراقـت عـن مــــــــزاهــــــــره

(٣)

بـــــــشــــــــارة انـــــــعـم فـــــــجـــــــار الـــــــلـه أنـت ومن

أرضـى وأروح نــــــــفـــــــــســــــــا مـن مـــــــــجــــــــاوره

قــــــد كــــــنـت لــــــلــــــدهــــــر عــــــذرا من مــــــعــــــاذره

ــــــا ابـــــتــــــدهـت وفــــــخـــــرا مـن مــــــفــــــاخـــــره

عــــارضــــتك الــــيــــوم. أين الــــبــــئــــر نــــاضــــبــــة

ــــــــغـــــــــدق زاخـــــــــر الـــــــــدفـــــــــاع هــــــــادره مـن م

ـــــــســـــــتــــــفـــــــعل فـــــــعل» وأيـن من جـــــــهــــــده «م

ـــــــــلــــــــهـم مـــــــــشــــــــرق الإبـــــــــداع آســــــــره مـن م

أضــــــــفى عــــــــلى الأدب الــــــــريـــــــان طـــــــابــــــــعه

فـلاح مــــــــــصــــــــــدر نـــــــــــور مـن مــــــــــصــــــــــادره

وكـــــــــان مــــــــــا زفـه لـــــــــلـــــــــنـــــــــاس رائـــــــــقـــــــــة

من الــــــسـلافــــــة تـــــــنــــــدى عــــــفــــــو خــــــاطــــــره

إن ثــــار قـــــلت الـــــريـــــاح الــــهـــــوج عــــاصـــــفــــة

أو قــــــــر قــــــــلت شــــــــكــــــــا صب لــــــــهــــــــاجـــــــره

مـــــنــــمـــــنـم الــــنـــــسـج يــــجـــــري فـي ديــــابـــــجه

من كـل مـــــــعــــــنـى شــــــفـــــــيف الـــــــروح نــــــادره

- ٤٥٣ -

ـــــــــخـــــــــال مـن قـــــــــربـه لـــــــــلــــــــــنـــــــــفـس أن له ينـــــــظـــــــائـــــــرا وهـــــــو عـــــــال عـن نـــــــظـــــــائــــــره

تــــهـــفــــو الــــعــــروبـــة مـن شـــتـى مــــنـــاكــــبــــهـــاـــــــصـــــــفـى مـن بـــــــواهــــــره إلى الـــــــرحـــــــيـق ا

فـــــيـــــا لــــــهـــــا نـــــشـــــوة مـــــجت مـــــدامـــــتـــــهـــــاأقـلامـه وهــي ريـــــــــــــا مـن مـــــــــــــحـــــــــــــابـــــــــــــره

ـــــســــقـــــاهـــــا مــــشـــــاعــــره خـــــواطـــــر الخــــلـق تمــــســــتــــبــــهــــمــــات فـــتــــجــــلـى في مــــشــــاعـــره

فــــيــــرسـل الــــقــــول مــــأنـــــوســــا فــــيـــــحــــســــبهـــــرء هــــــمـــــســــــا من ســــــرائـــــره مـن صـــــدقـه ا

بـــــــشــــــارة أيـن? شـــــــوقي أيـن? هـل لــــــهـــــــمــــــامــن وارث واثـب الإلـــــــــــــهــــــــــــام طـــــــــــــافــــــــــــره

واحـــــــــــســــــــــــرتـــــــــــا زال عـن روض بـلابـــــــــــلـهفــــــــأوحـش الــــــــروض إلا مـن عـــــــــصــــــــافــــــــره

وود كـل نــــــــــضــــــــــيــــــــــر فــــــــــيـه مــــــــــؤتــــــــــلـقلـــــــــو قــــــــد تجــــــــرد عـن أفــــــــواف نــــــــاضــــــــره

بـــكى مع الأرز ســـاجي الــورد وانـــعــطف الــصــــــصــــفــــصــــاف يــــجــــلي حلاه عـن ضــــفــــائـــره

والــســـوسن الـــضـــاحك انـــغـــاضت بـــشــاشـــتهوالـــــنـــــرجـس الــــغـض أعـــــضى مـن نـــــواظــــره

حــــزنـــــا عـــــلى نـــــاهل مـــــنـــــهــــا عـــــواطـــــرهــــايـــــــديــــــفــــــهـــــــا في الـــــــذواكي مـن عــــــواطــــــره

فــــابــــكــــوا عــــلـى الــــشــــعــــر أمــــسى دره بــــدداوأســـــــوا لــــــنـــــــاديـه أقـــــــوى من عـــــــبـــــــاقــــــره

- ٤٥٤ -

(٤)

بــــشــــارة الـــــقــــيم الـــــعــــلــــيـــــا يــــكــــيـــــد لــــهــــا

حـــــــران كـل قــــــصـــــــيــــــر الـــــــبــــــاع قـــــــاصــــــره

الـــــعــــــجـــــز أو شــــــهـــــوة الـــــبــــــاني بـلا أسس

أو أنـه الجــــــــدب فـي أشــــــــقـى مــــــــظــــــــاهــــــــره

أو ثــــــورة فـي طــــــوايــــــا الــــــنــــــفس حــــــاقــــــدة

يــــصــــلى بــــهــــا كـل ضــــحل الجــــهــــد عــــاقــــره

أو أنـه قـــــــلـق والـــــــعـــــــصــــــــر مـــــــضـــــــطـــــــرب

ــــضـي لــــكـل ســـــقــــيـط الــــســـــمت صـــــاغــــره

فــــــــــــهـــــــــــذه ذكـــــــــــر فـي زيـــــــــــهـــــــــــا خـــــــــــنـث

وذاك يـــــــــخـــــــــطــــــــر أنـــــــــثـى فـي غـــــــــدائــــــــره

وتـــــــلك لـــــــوحـــــــات مــــــعـــــــتـل يــــــخـط بـــــــهــــــا

مــــا لـــــوث الـــــطـــــفل عـن مــــلـــــتـــــاث خـــــاطــــره

مـن كـل رسم جــــــهـــــــيض غـــــــيــــــر ذي شــــــيــــــة

وكـل نـــــــقش بـــــــغــــــــيض الـــــــلـــــــون نـــــــافـــــــره

وتـــــــلك قــــــــصـــــــة ذي عـــــــقل رأى ســـــــفـــــــهـــــــا

أن يــــــعــــــري الــــــعــــــقـل فــــــيــــــهــــــا عن مــــــآزره

يـــــــــقـــــــــول جـــــــــددت. قـل جـــــــــددت فـي هــــــــذر

والـــــــفـج يــــــــعـــــــرف فــــــــجــــــــا في بــــــــواكـــــــره

وزاعـم أن صــــــقـل الــــــشــــــعــــــر مــــــنــــــقــــــصــــــة

ووزنــه نــــــــــــــاقــض أركــــــــــــــان عـــــــــــــــامــــــــــــــره

وأن عـــــــلــــــوي مــــــوســـــــيــــــقـــــــاه مــــــنــــــتـــــــهك

خـــــدر الــــــعـــــذارى الـــــغــــــواني مـن حـــــرائـــــره

- ٤٥٥ -

الــــــشــــــعــــــر مــــــا قـــــــلت لا مــــــا قـــــــاله نــــــفــــــر

عــــــدوا عـــــلـى قــــــدس مـــــاضــــــيه وحــــــاضـــــره

ثـم اســتــطـــالــوا عــلى الـــفــصــحى وحـــرمــتــهــا

بـــــــــآمـــــــــر مـن دوي الـــــــــضـــــــــغـن غـــــــــائـــــــــره

صـــالــــوا مـــجـــاهـــيـــد فـــارتـــدوا ومـــا بـــلـــغـــوا

مـن فـــــــارع الـــــــطــــــــود إلا ســـــــفـح حـــــــاجـــــــره

الــــــلـه كـــــــرمــــــهـــــــا فــــــاخـــــــتـــــــارهــــــا لـــــــغــــــة

ــــــعــــــجــــــز مــــــحـــــكـم الــــــتــــــنـــــزيـل بــــــاهـــــره

تـــبـــقى عـــلى الــــدهـــر تـــســـنى في مـــســـاجـــده

نـــــــورا وتـــــــنــــــهـل هـــــــديـــــــا عن مـــــــنـــــــابــــــره

ـــــــــواثــــــــــبه لا فـن مـن غـــــــــيـــــــــر قـــــــــيـــــــــد أو ت

ـــــحض مـن عـــــنـــــاصــــره فـــــوضـى تــــطـــــيـح

والــــــقـــــــيــــــد إن كــــــان فـي فــــــضـل نجــــــوت به

ـــــــرء قـــــــيـــــــد مـن كـــــــبـــــــائـــــــره كـــــــعــــــــفـــــــة ا

(٥)

يـــــا شـــــاعـــــر الـــــشــــــرق في أفـــــيــــــاء جـــــنـــــته

قـم فـــاشـــهــــد الـــشـــرق فـي غـــاشي مــــخـــاطـــره

قـــــــــد بـــــــــات لا تــــــــتـــــــــراءى فـي عـــــــــزائـــــــــمه

.. بـل تـــــــتـــــــجــــــــلى فـي حـــــــنـــــــاجـــــــره قـــــــواه

وفي الأهـــــــازيج تـــــــجــــــدي عـن تــــــضـــــــافــــــره

وفـي الــــــهـــــتــــــافــــــات تـــــغــــــنـي عن بــــــواتـــــره

ـــــــــغــــــــاديه تـــــــــوافــــــــهه عــــــــجــــــــبـت مــــــــنه ت

فـــــيــــســـــتـــــثــــار.. ويـــــلــــهـــــو عـن مــــصـــــائــــره

- ٤٥٦ -

قـــــــــد مـــــــــار سـم الأفــــــــــاعي فـي بـــــــــواطــــــــــنه

ـــــداجي في ظـــــهــــائــــره .. وشـــــهــــد ا خـــــلــــفــــا

وانـــــقـــــاد لــــلـــــجـــــهل واســـــتــــهـــــواه بــــاطـــــله

فـــــجـــــرد الـــــفـــــضـل عن عـــــلـــــيـــــا مـــــعـــــايـــــره

مــــــــتى يــــــــفــــــــيـق? فــــــــمــــــــا ذل ولا ضــــــــعـــــــة

كـــــــهــــــونـه وهــــــو مــــــســـــــتــــــخـــــــذ لــــــواتــــــره

الــــــــدهـــــــر يــــــــومـــــــان والأيـــــــام حــــــــامـــــــلـــــــة

حظ الــــــوجــــــود جــــــنــــــيـــــنــــــا فـي ســــــرائـــــره

ـــــنـى تـــــرضي - وإن خـــــدعت - لـــــقــــد أرى وا

طــــــغــــــاوة الـــــنــــــور تــــــســــــري في ديــــــاجـــــره

(٦)

رحـــــلت عـــــنـه وعن عـــــصـــــر هـــــوى خـــــلـــــقـــــا

فـي عــــــــالم فــــــــخــــــــره كـــــــبــــــــرى جــــــــرائـــــــره

يــــــــــهــــــــــنــــــــــيـك أنـك نــــــــــاج مـن بــــــــــراثــــــــــنه

.. وأنـك نــــــــــاء عـن أظـــــــــافـــــــــره نــــــــــفـــــــــســـــــــا

طـــــــــــغــى الـــــــــــضـلال بـه حــــــــــــتـى لأوهـــــــــــمـه

أن الــــــــــضــــــــــراوة ضـــــــــرب مـن دســــــــــاتـــــــــره

الحـق لــــــلـــــــبــــــاطـش الأقـــــــوى وإن ســــــفــــــرت

نـــــــــيــــــــــاتـه عـن خـــــــــســــــــــيـس الإثـم غـــــــــادره

يـــــــنــــــقـض ذئـــــــبــــــا فـــــــمـــــــا خــــــلـق بـــــــرادعه

ولا اجـــــتـــــمـــــاع عــــلـى شــــكـــــوى بـــــضـــــائــــره

ـــــثـــــري بـــــعـــــســـــكــــره والأمـــــر لـــــلـــــجـــــاهل ا

والحــــــــكـم أهـــــــوج فـي أيــــــــدي جـــــــبــــــــابـــــــره

- ٤٥٧ -

وبـــــات حـــــكـــــامـه بـــــاسـم الـــــشـــــعـــــوب كـــــمن

ســــــام الــــــزمــــــان هـــــــوانــــــا من قــــــيــــــاصــــــره

مـــــنــــــهم قــــــبـــــيـل وإن أبـــــدى مــــــحـــــاســــــنـــــة

فـــــــفي ضـــــــمـــــــائــــــره مـــــــا فـي ضــــــمـــــــائــــــره

وذاك يــــــــبــــــــرم عــــــــهـــــــــدا ثم يــــــــنـــــــــقــــــــضه

وذاك يـــــــــنــــــــفـث ســــــــمــــــــا عـن مــــــــنــــــــابــــــــره

تــــــخــــــاله ســــــائس الــــــدنــــــيـــــا وقــــــاهــــــرهـــــا

ـــــــضــــــرس فـي أنـــــــيـــــــاب قـــــــاهــــــره وهـــــــو ا

ـــــــكــــــــســـــــة الــــــــعـــــــصـــــــر لا إل ولا ذ يــــــــا ن

ألــــــــــيـس حـــــــــمـلانـه صـــــــــرعـى كـــــــــواســـــــــره

لـم تـــــشف نـــــزعـــــتـه الـــــســـــفـــــلى حـــــضـــــارته

بـل زاف مـــــنــــــهـــــا شــــــعـــــارا فـي حـــــواضـــــره

ـــــــــتـــــــــهن حـظ الـــــــــعــــــــروبـــــــــة فـــــــــيه حـظ

فـي يـــــــــتـــــــــمـه بـــــــــ جـــــــــافـــــــــيـه وزاجـــــــــره

مــــتـى يـــــطــــالـــــعـــــنــــا عـــــدل الـــــزمــــان? مـــــتى

ولـــــــــلـــــــــزمــــــــــان قـــــــــصـــــــــاص فـي دوائـــــــــره

إن يــــنـــــصـــــر الـــــله طـــــاغـــــوتــــا إذن فـــــلـــــقــــد

- أســـــتــــغـــــفـــــر الــــلـه - أغــــرى شـــــر كـــــافــــره

(٧)

لـــــبــــــنـــــان يـــــا حــــــجـــــة لـــــلــــــعـــــرب دامـــــغـــــة

ــــــــهـــــــتــــــــان كل دخــــــــيل الحــــــــقـــــــد واغـــــــره ب

ــــــــــا يـــــــــــفـــــــــــريـه مـن تــــــــــهـم وكـل ســـــــــــاع

ـــــــدوي من عـــــــقـــــــائـــــــره يـــــــبـــــــثـــــــهـــــــا فـي ا

- ٤٥٨ -

إن يــــــبــــــتـــــعـث فــــــتـــــنــــــة الأديــــــان ســـــقـت لهتـــــســــامــــحــــا فــــيـك يــــســــمــــو عـن نــــظــــائــــره

أو يــــــذكـــــر الحـــــكم قـــــد ألــــــقـــــمـــــته حـــــجـــــرافــــــشــــــعـــــبـك الحـــــر قــــــاض فـي مـــــصــــــائـــــره

ــــــيـل عن نــــــهـج الحـــــضــــــارة لم أو يــــــذكـــــر اـــــــــــعــــــــــجـــــــــــزك دفـع غـــــــــــوي مـن بــــــــــوادره ي

حــــضـــارة الــــشــــرق تجــــلــــوهـــا يــــمــــازجــــهـــامــــا رقــــرق الـــــغــــرب فــــيــــهــــا مـن بــــصــــائــــره

مــــــا بـــــــ طــــــوديـك رفـت نــــــهـــــــضــــــة عـــــــممأجـــــد شــــــعــــــبك فــــــيـــــهــــــا مــــــجـــــد غــــــابـــــره

وعـــــزة الــــــشــــــعـب لـــــيــــــسـت في تــــــكــــــاثـــــرهالـــــــعــــــقـل أجـــــــدى عــــــلـــــــيـه من تـــــــكـــــــاثــــــره

لــــبــــنــــان يــــا فـــخــــر هــــذا الــــشــــرق عــــشت لهفـي ركـب حــــــــاضــــــــره إنــــــــســــــــان نــــــــاظـــــــره

يــــــا صـــــائـغ الحـــــسـن فـي أبـــــهـى وســـــامــــــتهورافـع الـــــــــوعـي فـي أســـــــــنـى مـــــــــنـــــــــائــــــــره

من كـل غــــــيـــــداء ريــــــا مـن صـــــبــــــاحــــــتــــــهـــــاوكـل يـــــــقــــــــظــــــــان رحـب الـــــــوسـع ثــــــــامـــــــره

وبـــــــــــاعـث الأدب الـــــــــــعـــــــــــالـي يــــــــــوشـح مـنـــــــصــــــــحـــــــاه فـي عـــــــبــــــــقـــــــري مـن مـــــــآزره ف

ونــــــاشـــــر الــــــروح والـــــتــــــهـــــذيـب في لــــــغـــــةصــــــحـــــيــــــحــــــهــــــا طم دهــــــرا فـي مــــــغـــــاوره

ســــــــعــــــــدت كم لـك مـن أيــــــــد مــــــــقــــــــبــــــــلـــــــة عــــــلـى الــــــقــــــريض أضـــــــاءت في جــــــواهــــــره

- ٤٥٩ -

فــــــصــــــادح فـي ربــــــاك الخـــــــضــــــر ذو طــــــرف

ونـــــــــائح يـــــــــتـــــــــغـــــــــنى فـى مـــــــــهـــــــــاجــــــــره

يــــــقـــــول وهـــــو رغـــــيـــــد الـــــعـــــيـش في بـــــلـــــد

لـم تــــــعــــــرف الأرض أبـــــــهى مـن حــــــواضــــــره

لـــــبـــــنـــــان أيـن عـــــلـــــيل مـن نـــــســـــائـــــمه الـــــنـ

ــــــــنــــــشــــــوى وأيـن حــــــبــــــيـب من دســــــاكــــــره

وأيـن حـــــــــور حــــــــســـــــــان مـن مـــــــــهـــــــــائــــــــره

تـــــــشــــــرقـن فـي حــــــالـــــــيــــــات مـن ســــــوامــــــره

ـــــــــدغـــــــــدغـــــــــهــــــــا وأيـن أثـــــــــداء تـــــــــفـــــــــاح ي

طل الـــــصــــــبـــــاح فـــــتـــــزهـــــو فـي تـــــبـــــاشـــــره

وأيـن مــــــــاء كـــــــراح الخــــــــلــــــــد تـــــــســــــــكــــــــبه

عـــــيــــــونـه الـــــنــــــجل مـن صــــــافي مــــــصـــــادره

نــــــــأى عـن الـــــــــدار فــــــــانـــــــــهــــــــلـت روائـــــــــعه

عـــــصـــــارة الـــــقـــــلب مـــــاجت فـي مـــــحـــــاجــــره

ـــــــعـــــــزى إنـــــــهـــــــا أ لـــــــبــــــــنـــــــان لـــــــسـت ا

في الــــــشـــــرق تــــــأسى لـه في نــــــأي شـــــاعـــــره

ــــــوت أعـــــــجــــــز من ـــــــوت إن ا لـم يــــــطــــــوه ا

أن يـــــطــــوي الـــــنــــور يـــــســـــنى في ســـــوائــــره

كـم مــــــــاثـل هــــــــو مــــــــيـت في مــــــــقــــــــاصــــــــره

وراحــل هــــــــــــــو حــي فـي مـــــــــــــــقــــــــــــــابــــــــــــــره

ـــــــفـــــــاثــــــة مـــــــحـــــــزون أخـي مـــــــقــــــة هـــــــذي ن

يـــــــذيـــــــبــــــهـــــــا عـــــــبـــــــرات من مـــــــشـــــــاعــــــره

- ٤٦٠ -

بــــــــادلــــــــتـه الـــــــــود مــــــــخـــــــــضلا وكـــــــــنـت له

في جــــــرحـه الـــــلــــــطـف نـــــدى وقــــــد نــــــاغـــــره

والـــــــله مـــــــا روعت مـــــــصــــــر وقــــــد مـــــــنــــــيت

بــــــكل خـــــــطب شـــــــديــــــد الــــــعــــــرك جــــــائــــــره

ــــــثل مــــــا لــــــقــــــيـت يــــــوم انــــــتــــــقــــــالـك من

هــــــول رمــــــاهــــــا بــــــواري الــــــبــــــرح ثــــــائــــــره

أهـــــرامــــهـــــا نــــكـــــست هـــــامــــاتـــــهــــا جـــــزعــــا

وأجـــــهـش الــــــنــــــيـل عن مــــــســــــكـي هــــــامـــــره

فــــاذهب كـــمـــا مــــال قـــرص الـــشــــمس ضم إلى

شـــــــــكـــــــــران ذاكــــــــره إكـــــــــبـــــــــار شـــــــــاكــــــــره

عـزيــز أباظة✸✸✸✸

- ٤٤٩ -

في رثــاء الأخطل الصغيربشـــارة الخـــــوري

عـزيــز أباظةقـف في ربــــا الخـــلــــد واهــــتف في مــــقــــاصـــره

بــــــشـــــــاعـــــــر مـلأ الـــــــدنـــــــيـــــــا كـــــــشـــــــاعــــــره

ــــــــــــــقـــــــــــــــدمـه . والأمــلاك ت ســـــــــــــــرى لــه أمـس

في مــــــــوكـب عــــــــامـــــــر الإشــــــــراق غــــــــامـــــــره

الــــــبـــــــحــــــتــــــري تـــــــهــــــادى عـن مــــــيـــــــامــــــنه

ــــــتــــــنــــــبي عـن مــــــيــــــاســـــره . وا يــــــخــــــتــــــال

يـــــســـــعـى أمـــــامـــــهـــــمـــــا فـي قـــــدس هـــــالـــــته

ــــــعــــــاصــــــره شــــــوقـي يــــــزف جـــــــديــــــدا عـن م

والخـــــــــالــــــــدون الألـى حـــــــــلت ذخـــــــــائـــــــــرهم

صــــــدر الــــــوجــــــود. فــــــرفــــــوا مـن ذخــــــائــــــره

تحـــــــــــاشــــــــــــدوا لأخ كــــــــــــانـت تــــــــــــرانـــــــــــمـه

قــــــيــــــثــــــارة الـــــــشــــــرق. بــــــاديه وحــــــاضــــــره

قـــــالـــــوا ظـــــفــــرنـــــا بـــــخـلاق الجـــــمـــــال. زكــــا

فـي الأحـــــرف الـــــصم وحـــــيـــــا عـن خـــــواطــــره

ــــــلــــــقـى من عــــــبــــــاقـــــره بــــــالــــــعــــــبــــــقـــــري ا

ـــــــــنـــــــــاظــــــــره والأوحـــــــــدي تـــــــــعــــــــالـى عـن م

< ألقيت في حفل تأب الأخطل الصغير سنة ١٩٦٩ .

- ٤٥٠ -

وهــــــشت الــــــروضـــــة الـــــفــــــيـــــحــــــاء نـــــاثـــــرة

فـي بــــهــــوهــــا الــــزهــــر تـــــرحــــيــــبــــا بــــزائــــره

ن الــــــــــلـه دبـج جــــــــــنــــــــــات الــــــــــنــــــــــعــــــــــيـم

تــــــــــفــــــــــيــــــــــأ الخــــــــــلـق ظـلا مـن مــــــــــآثــــــــــره

أدنـى الـــــــــــعـــــــــــبـــــــــــاد لـه أوفـــــــــــاهـم مــــــــــددا

فـي فــــــــضــــــــلـه أو هـــــــــداه أو بــــــــصــــــــائــــــــره

ــــــصـــــــلي فـي مــــــســــــاجــــــده وخــــــيــــــرهـم لا ا

أو فـي كــــــــــنــــــــــائـــــــــسـه بـل فـي ســــــــــرائـــــــــره

ورادع نـــــــفــــــــسـه عن شــــــــر مــــــــا ضـــــــمــــــــنت

وخــــــــــــلـــــــــــــقـه عـن مـــــــــــــسـيء مـن بــــــــــــوادره

والـــــــــديـن فـي روحـه أو فـي ســــــــــمـــــــــاحــــــــــته

بــــــــــنـــــــــوة بــــــــــ إنــــــــــســـــــــان وفــــــــــاطـــــــــره

(٢)

لـم أنـس آخـــــــر عــــــــهـــــــد لـي بـــــــطــــــــلـــــــعــــــــته

ولــــــــلــــــــردى رفــــــــرفــــــــات فـي مــــــــقــــــــاصـــــــره

ــــــحــــــتـــــكـم. والحــــــول مـــــنــــــحــــــطم والــــــداء م

وأول الـــــــنـــــــزع يـــــــحـــــــبـــــــو صـــــــوب آخـــــــره

وحــــــولـه الــــــلـه. يــــــلـــــــقـي في عـــــــقــــــيــــــلـــــــته

مـن لـــــطــــــفه الــــــســـــمـح. عـــــذرا عـن مـــــقـــــادره

تــــفـــــيض عـــــطــــفـــــا وإيـــــثــــارا وخـــــافــــقـــــهــــا

يـــــــذوب كـــــــالــــــــكـــــــرم فـي راووق عـــــــاصـــــــره

في مــــنـــزل - لـــو ضــــمـــيـــر الـــشــــرق أنـــصـــفه

لاعـــــتـــــده الـــــشــــــرق ركـــــنـــــا مـن شـــــعـــــائـــــره

- ٤٥١ -

لـم أنـــــسه حــــــ أفـــــضــــــيـــــنــــــا له فــــــمـــــضىيــــعـــــتـــــامــــنـــــا بـــــكـــــلــــيـل الــــطـــــرف فـــــاتــــره

وقــــال مـن أنت? فـــــاســـــتـــــعـــــرفت فـــــأتـــــلـــــقتلحــــــــــاظـه ثـم غــــــــــامـت فـي مــــــــــحــــــــــاجـــــــــره

وقــــال هـل كــــنـت من صـــــحــــبـي? فــــقـــــلت أجلـــــاطــــره كــــصـــــحـــــبــــة الـــــعـــــشب الـــــظـــــامي

وراح صــــــحـــــــبـي وهم مـــــــثـــــــلي ذوو نـــــــسببــــــــفـــــــــنـه. وبـــــــــنــــــــو مـــــــــوشـي ســـــــــامــــــــره

فـــــــطــــــارحــــــوه وســــــاقــــــوا مـن جــــــيــــــاهــــــرهفـــــاهـــــتــــــز يـــــنـــــثــــــر عـــــقـــــدا مـن جـــــواهـــــره

ـــــــرح الـــــــنـــــــشــــــوان. ثـم طـــــــغت وعـــــــاد كــــــاعـــــــلـــــــيـه وعـــــــكـــــــة ذاوي الـــــــروح حـــــــائــــــره

ـــــــــمـــــــــا مـــــــــا رابـه الـــــــــدهــــــــــر إلا زاده عـــــــــظكــــا الــــطــــيب يــــزداد طــــيــــبــــا في مــــجــــامــــره

ثـم افــــــــــتــــــــــرقـــــــــنــــــــــا. وأدري أن نــــــــــازلـــــــــةتـــــــــرقـى إلـى عـــــــــشـه الحـــــــــالـي وطـــــــــائــــــــره

ــــــــوت. لا نـــــــــألــــــــو لـه حــــــــذرا ونــــــــحـــــــــذر اــــــــــــحـــــــــــاذره ــــــــــــوت أقــــــــــــرب شـيء مـن م وا

يـــــا ويـــــحـــــهـــــا ذكـــــريـــــات هـــــجـن شـــــجـــــنــــاتــــــــــظـل روحـي تـــــــــلـــــــــظـى فـي هـــــــــواجـــــــــره

فــــــمـــــا طــــــرقـن ســــــوى نـــــفـس وذابــــــحــــــهـــــاومــــــــا تــــــــركن ســــــــوى قــــــــلـب وصــــــــاهـــــــر ه

أعــــــدى عـــــــدوك سن صـــــــاحــــــبـت ســــــقــــــمــــــاعــــــدا عـــــلــــــيــــــهـــــا بــــــعـــــات مـن مـــــنــــــاســـــره

- ٤٥٢ -

ــــــوت أكـــــرم من ويـح اجـــــتـــــمــــــاعـــــهـــــمـــــا وا

عـــــــمــــــر رمـى الـــــــدهــــــر فـــــــيـه من فـــــــواقــــــره

لـم يـــرحم الـــشــــعـــر - والـــدنـــيــــا تـــضيء به -

فـي ذات صـــــــــائـــــــــغـه الأعـــــــــلى وخـــــــــابـــــــــره

أدال مــــــــــــــــنــه. ولــــــــــــــــكـن عــــــــــــــــزه نــــــــــــــــغـم

مـن الــــــــســـــــــمــــــــاء تــــــــراقـت عـن مــــــــزاهــــــــره

(٣)

بـــــــشــــــــارة انـــــــعـم فـــــــجـــــــار الـــــــلـه أنـت ومن

أرضـى وأروح نــــــــفـــــــــســــــــا مـن مـــــــــجــــــــاوره

قــــــد كــــــنـت لــــــلــــــدهــــــر عــــــذرا من مــــــعــــــاذره

ــــــا ابـــــتــــــدهـت وفــــــخـــــرا مـن مــــــفــــــاخـــــره

عــــارضــــتك الــــيــــوم. أين الــــبــــئــــر نــــاضــــبــــة

ــــــــغـــــــــدق زاخـــــــــر الـــــــــدفـــــــــاع هــــــــادره مـن م

ـــــــســـــــتــــــفـــــــعل فـــــــعل» وأيـن من جـــــــهــــــده «م

ـــــــــلــــــــهـم مـــــــــشــــــــرق الإبـــــــــداع آســــــــره مـن م

أضــــــــفى عــــــــلى الأدب الــــــــريـــــــان طـــــــابــــــــعه

فـلاح مــــــــــصــــــــــدر نـــــــــــور مـن مــــــــــصــــــــــادره

وكـــــــــان مــــــــــا زفـه لـــــــــلـــــــــنـــــــــاس رائـــــــــقـــــــــة

من الــــــسـلافــــــة تـــــــنــــــدى عــــــفــــــو خــــــاطــــــره

إن ثــــار قـــــلت الـــــريـــــاح الــــهـــــوج عــــاصـــــفــــة

أو قــــــــر قــــــــلت شــــــــكــــــــا صب لــــــــهــــــــاجـــــــره

مـــــنــــمـــــنـم الــــنـــــسـج يــــجـــــري فـي ديــــابـــــجه

من كـل مـــــــعــــــنـى شــــــفـــــــيف الـــــــروح نــــــادره

- ٤٥٣ -

ـــــــــخـــــــــال مـن قـــــــــربـه لـــــــــلــــــــــنـــــــــفـس أن له ينـــــــظـــــــائـــــــرا وهـــــــو عـــــــال عـن نـــــــظـــــــائــــــره

تــــهـــفــــو الــــعــــروبـــة مـن شـــتـى مــــنـــاكــــبــــهـــاـــــــصـــــــفـى مـن بـــــــواهــــــره إلى الـــــــرحـــــــيـق ا

فـــــيـــــا لــــــهـــــا نـــــشـــــوة مـــــجت مـــــدامـــــتـــــهـــــاأقـلامـه وهــي ريـــــــــــــا مـن مـــــــــــــحـــــــــــــابـــــــــــــره

ـــــســــقـــــاهـــــا مــــشـــــاعــــره خـــــواطـــــر الخــــلـق تمــــســــتــــبــــهــــمــــات فـــتــــجــــلـى في مــــشــــاعـــره

فــــيــــرسـل الــــقــــول مــــأنـــــوســــا فــــيـــــحــــســــبهـــــرء هــــــمـــــســــــا من ســــــرائـــــره مـن صـــــدقـه ا

بـــــــشــــــارة أيـن? شـــــــوقي أيـن? هـل لــــــهـــــــمــــــامــن وارث واثـب الإلـــــــــــــهــــــــــــام طـــــــــــــافــــــــــــره

واحـــــــــــســــــــــــرتـــــــــــا زال عـن روض بـلابـــــــــــلـهفــــــــأوحـش الــــــــروض إلا مـن عـــــــــصــــــــافــــــــره

وود كـل نــــــــــضــــــــــيــــــــــر فــــــــــيـه مــــــــــؤتــــــــــلـقلـــــــــو قــــــــد تجــــــــرد عـن أفــــــــواف نــــــــاضــــــــره

بـــكى مع الأرز ســـاجي الــورد وانـــعــطف الــصــــــصــــفــــصــــاف يــــجــــلي حلاه عـن ضــــفــــائـــره

والــســـوسن الـــضـــاحك انـــغـــاضت بـــشــاشـــتهوالـــــنـــــرجـس الــــغـض أعـــــضى مـن نـــــواظــــره

حــــزنـــــا عـــــلى نـــــاهل مـــــنـــــهــــا عـــــواطـــــرهــــايـــــــديــــــفــــــهـــــــا في الـــــــذواكي مـن عــــــواطــــــره

فــــابــــكــــوا عــــلـى الــــشــــعــــر أمــــسى دره بــــدداوأســـــــوا لــــــنـــــــاديـه أقـــــــوى من عـــــــبـــــــاقــــــره

- ٤٥٤ -

(٤)

بــــشــــارة الـــــقــــيم الـــــعــــلــــيـــــا يــــكــــيـــــد لــــهــــا

حـــــــران كـل قــــــصـــــــيــــــر الـــــــبــــــاع قـــــــاصــــــره

الـــــعــــــجـــــز أو شــــــهـــــوة الـــــبــــــاني بـلا أسس

أو أنـه الجــــــــدب فـي أشــــــــقـى مــــــــظــــــــاهــــــــره

أو ثــــــورة فـي طــــــوايــــــا الــــــنــــــفس حــــــاقــــــدة

يــــصــــلى بــــهــــا كـل ضــــحل الجــــهــــد عــــاقــــره

أو أنـه قـــــــلـق والـــــــعـــــــصــــــــر مـــــــضـــــــطـــــــرب

ــــضـي لــــكـل ســـــقــــيـط الــــســـــمت صـــــاغــــره

فــــــــــــهـــــــــــذه ذكـــــــــــر فـي زيـــــــــــهـــــــــــا خـــــــــــنـث

وذاك يـــــــــخـــــــــطــــــــر أنـــــــــثـى فـي غـــــــــدائــــــــره

وتـــــــلك لـــــــوحـــــــات مــــــعـــــــتـل يــــــخـط بـــــــهــــــا

مــــا لـــــوث الـــــطـــــفل عـن مــــلـــــتـــــاث خـــــاطــــره

مـن كـل رسم جــــــهـــــــيض غـــــــيــــــر ذي شــــــيــــــة

وكـل نـــــــقش بـــــــغــــــــيض الـــــــلـــــــون نـــــــافـــــــره

وتـــــــلك قــــــــصـــــــة ذي عـــــــقل رأى ســـــــفـــــــهـــــــا

أن يــــــعــــــري الــــــعــــــقـل فــــــيــــــهــــــا عن مــــــآزره

يـــــــــقـــــــــول جـــــــــددت. قـل جـــــــــددت فـي هــــــــذر

والـــــــفـج يــــــــعـــــــرف فــــــــجــــــــا في بــــــــواكـــــــره

وزاعـم أن صــــــقـل الــــــشــــــعــــــر مــــــنــــــقــــــصــــــة

ووزنــه نــــــــــــــاقــض أركــــــــــــــان عـــــــــــــــامــــــــــــــره

وأن عـــــــلــــــوي مــــــوســـــــيــــــقـــــــاه مــــــنــــــتـــــــهك

خـــــدر الــــــعـــــذارى الـــــغــــــواني مـن حـــــرائـــــره

- ٤٥٥ -

الــــــشــــــعــــــر مــــــا قـــــــلت لا مــــــا قـــــــاله نــــــفــــــر

عــــــدوا عـــــلـى قــــــدس مـــــاضــــــيه وحــــــاضـــــره

ثـم اســتــطـــالــوا عــلى الـــفــصــحى وحـــرمــتــهــا

بـــــــــآمـــــــــر مـن دوي الـــــــــضـــــــــغـن غـــــــــائـــــــــره

صـــالــــوا مـــجـــاهـــيـــد فـــارتـــدوا ومـــا بـــلـــغـــوا

مـن فـــــــارع الـــــــطــــــــود إلا ســـــــفـح حـــــــاجـــــــره

الــــــلـه كـــــــرمــــــهـــــــا فــــــاخـــــــتـــــــارهــــــا لـــــــغــــــة

ــــــعــــــجــــــز مــــــحـــــكـم الــــــتــــــنـــــزيـل بــــــاهـــــره

تـــبـــقى عـــلى الــــدهـــر تـــســـنى في مـــســـاجـــده

نـــــــورا وتـــــــنــــــهـل هـــــــديـــــــا عن مـــــــنـــــــابــــــره

ـــــــــواثــــــــــبه لا فـن مـن غـــــــــيـــــــــر قـــــــــيـــــــــد أو ت

ـــــحض مـن عـــــنـــــاصــــره فـــــوضـى تــــطـــــيـح

والــــــقـــــــيــــــد إن كــــــان فـي فــــــضـل نجــــــوت به

ـــــــرء قـــــــيـــــــد مـن كـــــــبـــــــائـــــــره كـــــــعــــــــفـــــــة ا

(٥)

يـــــا شـــــاعـــــر الـــــشــــــرق في أفـــــيــــــاء جـــــنـــــته

قـم فـــاشـــهــــد الـــشـــرق فـي غـــاشي مــــخـــاطـــره

قـــــــــد بـــــــــات لا تــــــــتـــــــــراءى فـي عـــــــــزائـــــــــمه

.. بـل تـــــــتـــــــجــــــــلى فـي حـــــــنـــــــاجـــــــره قـــــــواه

وفي الأهـــــــازيج تـــــــجــــــدي عـن تــــــضـــــــافــــــره

وفـي الــــــهـــــتــــــافــــــات تـــــغــــــنـي عن بــــــواتـــــره

ـــــــــغــــــــاديه تـــــــــوافــــــــهه عــــــــجــــــــبـت مــــــــنه ت

فـــــيــــســـــتـــــثــــار.. ويـــــلــــهـــــو عـن مــــصـــــائــــره

- ٤٥٦ -

قـــــــــد مـــــــــار سـم الأفــــــــــاعي فـي بـــــــــواطــــــــــنه

ـــــداجي في ظـــــهــــائــــره .. وشـــــهــــد ا خـــــلــــفــــا

وانـــــقـــــاد لــــلـــــجـــــهل واســـــتــــهـــــواه بــــاطـــــله

فـــــجـــــرد الـــــفـــــضـل عن عـــــلـــــيـــــا مـــــعـــــايـــــره

مــــــــتى يــــــــفــــــــيـق? فــــــــمــــــــا ذل ولا ضــــــــعـــــــة

كـــــــهــــــونـه وهــــــو مــــــســـــــتــــــخـــــــذ لــــــواتــــــره

الــــــــدهـــــــر يــــــــومـــــــان والأيـــــــام حــــــــامـــــــلـــــــة

حظ الــــــوجــــــود جــــــنــــــيـــــنــــــا فـي ســــــرائـــــره

ـــــنـى تـــــرضي - وإن خـــــدعت - لـــــقــــد أرى وا

طــــــغــــــاوة الـــــنــــــور تــــــســــــري في ديــــــاجـــــره

(٦)

رحـــــلت عـــــنـه وعن عـــــصـــــر هـــــوى خـــــلـــــقـــــا

فـي عــــــــالم فــــــــخــــــــره كـــــــبــــــــرى جــــــــرائـــــــره

يــــــــــهــــــــــنــــــــــيـك أنـك نــــــــــاج مـن بــــــــــراثــــــــــنه

.. وأنـك نــــــــــاء عـن أظـــــــــافـــــــــره نــــــــــفـــــــــســـــــــا

طـــــــــــغــى الـــــــــــضـلال بـه حــــــــــــتـى لأوهـــــــــــمـه

أن الــــــــــضــــــــــراوة ضـــــــــرب مـن دســــــــــاتـــــــــره

الحـق لــــــلـــــــبــــــاطـش الأقـــــــوى وإن ســــــفــــــرت

نـــــــــيــــــــــاتـه عـن خـــــــــســــــــــيـس الإثـم غـــــــــادره

يـــــــنــــــقـض ذئـــــــبــــــا فـــــــمـــــــا خــــــلـق بـــــــرادعه

ولا اجـــــتـــــمـــــاع عــــلـى شــــكـــــوى بـــــضـــــائــــره

ـــــثـــــري بـــــعـــــســـــكــــره والأمـــــر لـــــلـــــجـــــاهل ا

والحــــــــكـم أهـــــــوج فـي أيــــــــدي جـــــــبــــــــابـــــــره

- ٤٥٧ -

وبـــــات حـــــكـــــامـه بـــــاسـم الـــــشـــــعـــــوب كـــــمن

ســــــام الــــــزمــــــان هـــــــوانــــــا من قــــــيــــــاصــــــره

مـــــنــــــهم قــــــبـــــيـل وإن أبـــــدى مــــــحـــــاســــــنـــــة

فـــــــفي ضـــــــمـــــــائــــــره مـــــــا فـي ضــــــمـــــــائــــــره

وذاك يــــــــبــــــــرم عــــــــهـــــــــدا ثم يــــــــنـــــــــقــــــــضه

وذاك يـــــــــنــــــــفـث ســــــــمــــــــا عـن مــــــــنــــــــابــــــــره

تــــــخــــــاله ســــــائس الــــــدنــــــيـــــا وقــــــاهــــــرهـــــا

ـــــــضــــــرس فـي أنـــــــيـــــــاب قـــــــاهــــــره وهـــــــو ا

ـــــــكــــــــســـــــة الــــــــعـــــــصـــــــر لا إل ولا ذ يــــــــا ن

ألــــــــــيـس حـــــــــمـلانـه صـــــــــرعـى كـــــــــواســـــــــره

لـم تـــــشف نـــــزعـــــتـه الـــــســـــفـــــلى حـــــضـــــارته

بـل زاف مـــــنــــــهـــــا شــــــعـــــارا فـي حـــــواضـــــره

ـــــــــتـــــــــهن حـظ الـــــــــعــــــــروبـــــــــة فـــــــــيه حـظ

فـي يـــــــــتـــــــــمـه بـــــــــ جـــــــــافـــــــــيـه وزاجـــــــــره

مــــتـى يـــــطــــالـــــعـــــنــــا عـــــدل الـــــزمــــان? مـــــتى

ولـــــــــلـــــــــزمــــــــــان قـــــــــصـــــــــاص فـي دوائـــــــــره

إن يــــنـــــصـــــر الـــــله طـــــاغـــــوتــــا إذن فـــــلـــــقــــد

- أســـــتــــغـــــفـــــر الــــلـه - أغــــرى شـــــر كـــــافــــره

(٧)

لـــــبــــــنـــــان يـــــا حــــــجـــــة لـــــلــــــعـــــرب دامـــــغـــــة

ــــــــهـــــــتــــــــان كل دخــــــــيل الحــــــــقـــــــد واغـــــــره ب

ــــــــــا يـــــــــــفـــــــــــريـه مـن تــــــــــهـم وكـل ســـــــــــاع

ـــــــدوي من عـــــــقـــــــائـــــــره يـــــــبـــــــثـــــــهـــــــا فـي ا

- ٤٥٨ -

إن يــــــبــــــتـــــعـث فــــــتـــــنــــــة الأديــــــان ســـــقـت لهتـــــســــامــــحــــا فــــيـك يــــســــمــــو عـن نــــظــــائــــره

أو يــــــذكـــــر الحـــــكم قـــــد ألــــــقـــــمـــــته حـــــجـــــرافــــــشــــــعـــــبـك الحـــــر قــــــاض فـي مـــــصــــــائـــــره

ــــــيـل عن نــــــهـج الحـــــضــــــارة لم أو يــــــذكـــــر اـــــــــــعــــــــــجـــــــــــزك دفـع غـــــــــــوي مـن بــــــــــوادره ي

حــــضـــارة الــــشــــرق تجــــلــــوهـــا يــــمــــازجــــهـــامــــا رقــــرق الـــــغــــرب فــــيــــهــــا مـن بــــصــــائــــره

مــــــا بـــــــ طــــــوديـك رفـت نــــــهـــــــضــــــة عـــــــممأجـــــد شــــــعــــــبك فــــــيـــــهــــــا مــــــجـــــد غــــــابـــــره

وعـــــزة الــــــشــــــعـب لـــــيــــــسـت في تــــــكــــــاثـــــرهالـــــــعــــــقـل أجـــــــدى عــــــلـــــــيـه من تـــــــكـــــــاثــــــره

لــــبــــنــــان يــــا فـــخــــر هــــذا الــــشــــرق عــــشت لهفـي ركـب حــــــــاضــــــــره إنــــــــســــــــان نــــــــاظـــــــره

يــــــا صـــــائـغ الحـــــسـن فـي أبـــــهـى وســـــامــــــتهورافـع الـــــــــوعـي فـي أســـــــــنـى مـــــــــنـــــــــائــــــــره

من كـل غــــــيـــــداء ريــــــا مـن صـــــبــــــاحــــــتــــــهـــــاوكـل يـــــــقــــــــظــــــــان رحـب الـــــــوسـع ثــــــــامـــــــره

وبـــــــــــاعـث الأدب الـــــــــــعـــــــــــالـي يــــــــــوشـح مـنـــــــصــــــــحـــــــاه فـي عـــــــبــــــــقـــــــري مـن مـــــــآزره ف

ونــــــاشـــــر الــــــروح والـــــتــــــهـــــذيـب في لــــــغـــــةصــــــحـــــيــــــحــــــهــــــا طم دهــــــرا فـي مــــــغـــــاوره

ســــــــعــــــــدت كم لـك مـن أيــــــــد مــــــــقــــــــبــــــــلـــــــة عــــــلـى الــــــقــــــريض أضـــــــاءت في جــــــواهــــــره

- ٤٥٩ -

فــــــصــــــادح فـي ربــــــاك الخـــــــضــــــر ذو طــــــرف

ونـــــــــائح يـــــــــتـــــــــغـــــــــنى فـى مـــــــــهـــــــــاجــــــــره

يــــــقـــــول وهـــــو رغـــــيـــــد الـــــعـــــيـش في بـــــلـــــد

لـم تــــــعــــــرف الأرض أبـــــــهى مـن حــــــواضــــــره

لـــــبـــــنـــــان أيـن عـــــلـــــيل مـن نـــــســـــائـــــمه الـــــنـ

ــــــــنــــــشــــــوى وأيـن حــــــبــــــيـب من دســــــاكــــــره

وأيـن حـــــــــور حــــــــســـــــــان مـن مـــــــــهـــــــــائــــــــره

تـــــــشــــــرقـن فـي حــــــالـــــــيــــــات مـن ســــــوامــــــره

ـــــــــدغـــــــــدغـــــــــهــــــــا وأيـن أثـــــــــداء تـــــــــفـــــــــاح ي

طل الـــــصــــــبـــــاح فـــــتـــــزهـــــو فـي تـــــبـــــاشـــــره

وأيـن مــــــــاء كـــــــراح الخــــــــلــــــــد تـــــــســــــــكــــــــبه

عـــــيــــــونـه الـــــنــــــجل مـن صــــــافي مــــــصـــــادره

نــــــــأى عـن الـــــــــدار فــــــــانـــــــــهــــــــلـت روائـــــــــعه

عـــــصـــــارة الـــــقـــــلب مـــــاجت فـي مـــــحـــــاجــــره

ـــــــعـــــــزى إنـــــــهـــــــا أ لـــــــبــــــــنـــــــان لـــــــسـت ا

في الــــــشـــــرق تــــــأسى لـه في نــــــأي شـــــاعـــــره

ــــــوت أعـــــــجــــــز من ـــــــوت إن ا لـم يــــــطــــــوه ا

أن يـــــطــــوي الـــــنــــور يـــــســـــنى في ســـــوائــــره

كـم مــــــــاثـل هــــــــو مــــــــيـت في مــــــــقــــــــاصــــــــره

وراحــل هــــــــــــــو حــي فـي مـــــــــــــــقــــــــــــــابــــــــــــــره

ـــــــفـــــــاثــــــة مـــــــحـــــــزون أخـي مـــــــقــــــة هـــــــذي ن

يـــــــذيـــــــبــــــهـــــــا عـــــــبـــــــرات من مـــــــشـــــــاعــــــره

- ٤٦٠ -

بــــــــادلــــــــتـه الـــــــــود مــــــــخـــــــــضلا وكـــــــــنـت له

في جــــــرحـه الـــــلــــــطـف نـــــدى وقــــــد نــــــاغـــــره

والـــــــله مـــــــا روعت مـــــــصــــــر وقــــــد مـــــــنــــــيت

بــــــكل خـــــــطب شـــــــديــــــد الــــــعــــــرك جــــــائــــــره

ــــــثل مــــــا لــــــقــــــيـت يــــــوم انــــــتــــــقــــــالـك من

هــــــول رمــــــاهــــــا بــــــواري الــــــبــــــرح ثــــــائــــــره

أهـــــرامــــهـــــا نــــكـــــست هـــــامــــاتـــــهــــا جـــــزعــــا

وأجـــــهـش الــــــنــــــيـل عن مــــــســــــكـي هــــــامـــــره

فــــاذهب كـــمـــا مــــال قـــرص الـــشــــمس ضم إلى

شـــــــــكـــــــــران ذاكــــــــره إكـــــــــبـــــــــار شـــــــــاكــــــــره

عـزيــز أباظة✸✸✸✸

- ٤٦١ -

في رثاء الأخطل الصغيرأغـنـيـك لا أبـكـيــك

يعة عباس عمارةأغـــــنـــــيـك لا أبـــــكـــــيك يـــــخــــــذلـــــني شـــــعـــــري

ومـــــا زلـت ملء الحـب والـــــلـــــحـن والـــــعـــــطـــــرومـلء ربـى لـــــــبــــــنـــــــان ذكـــــــرا مـــــــطـــــــيـــــــبــــــا

ويـــــــا رب أجـــــــيـــــــال تـــــــعــــــيـش عـــــــلـى ذكــــــرــــــــــوت روحـــــــــا تــــــــــوزعت وكــــــــــيـف يـــــــــلـم ا

بــــأرواح كل الـــنــــاس كـــالـــطــــيب في الــــعـــطـــريــــضم خــــيــــوط الــــشــــمس يــــحــــزمــــهــــا دجى

ــــــغــــــمـــــــد في قــــــدر وأحـلام هــــــذا الــــــقــــــلـب تتـــــنـــــاهـى غـــــنـى لـــــبـــــنــــــان لـــــفـــــتــــــة خـــــالق

يــــــري خــــــلـــــقـه فـي الأرض جـــــنــــــاتـه تجـــــريله هــــــيــــــبـــــة والــــــشـــــمـس حم رحــــــيـــــلــــــهـــــا

فـــألـــقت بــــقـــايـــا زيـــنـــة الـــعــــيـــد في الـــبـــحـــروتحـــــضــــنـــــهـــــا الأمــــواج لا شـــــغـــــفــــا بـــــهــــا

ولــــكـــنــــهــــا تــــنـــزو وتــــغــــلــــو وتـــســــتــــشـــرينــــــوازعـــــهــــــا الـــــهــــــوجـــــاء أهــــــواء شـــــاعـــــر

يــــــظـــــنــــــون يـــــدريــــــهـــــا وتــــــقـــــسـم لا يـــــدريتـــــنــــــاهـى غــــــنى لــــــبــــــنــــــان مـــــنـه بــــــشـــــارة

وذهن يـــــصـــــيــــد الـــــعـــــصم أوطـــــانه تـــــثــــريبــــــشــــــارة يــــــا نـــــبــــــعــــــا تــــــرقــــــرق هــــــادئـــــا

يــــــــلـــــــوذ بـه الحـــــــران فـي وهج الــــــــظـــــــهـــــــر

< ألقيت في حفل تأب الأخطل الصغير سنة ١٩٦٩ .

- ٤٦٢ -

ويــــا غــــيـــمــــة يــــشــــتــــفـــهــــا الــــزرع والــــثـــرىبـلا بــــــــــــــارق أو راعـــــــــــــــد وبـلا قــــــــــــــطــــــــــــــر

تـــغــــطي الــــســـفــــوح الـــشـم زحـــفــــا إلى الـــذرافـــتـــحـــســــبـــهـــا بـــحــــرا رقى أو نـــدى يـــجـــري

بــــــشــــــارة يـــــا عــــــمــــــر الــــــهـــــوى وشــــــبــــــابهتـــــخــــيـــــرتـه أوجــــا فـــــلـم تــــبـق في الـــــعـــــمــــر

وبــــــــوأتـــــــــهــــــــا حــــــــواء قــــــــلــــــــبـك لا غــــــــوتولا زغـت حـــــسـب الأرض ضـــــوءا مـن الـــــبـــــدر

ـــــــــحـت مـــــــــا عــــــــــفـــــــــرت والـــــــــفـن لمحـــــــــة وـــــاءة تــــــوحي تــــــعـــــالـت عـــــلـى الجـــــهـــــر وإ

أيــــــوحش عــــــبــــــدالــــــلـه صــــــوت تــــــمــــــازجتبه الـــطــيـــبــة الـــســـمــحـــاء والـــغــزل الـــعــذري?

ـــــــدى وجــــــفـــــــافه لـــــــذيــــــذ عـــــــلـى جــــــهـــــــد اويــــزكــــو كــــمـــــا تــــزكــــو مــــعـــــتــــقــــة الخــــمــــر

وفـي ثــــــغــــــر عـــــــبــــــدالــــــلـه من ذلـك الــــــنــــــدىلحـــــون وفـي الجـــــنـــــبـــــ مـن ذلك الـــــنـــــســـــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

مــــررت عـــــلى الـــــصــــحـــــراء ذكــــرتـــــهـــــا فــــتىتــــســــائـل عــــنه الــــكـــــثب من شـــــبح يــــســــري?

ــــــا جــــــال مـــــنـك بــــــخــــــاطـــــري وشــــــمـــــتـك ومــــــــا رف مـن ريــــــــاك وانــــــــحـل فـي صـــــــدري

مــــررت عــــلى الــــصـــحــــراء لم تــــشك عــــريــــهـــاكــــســـتــــهـــا دخــــانـــا صــــولـــة الــــنـــجب الــــغـــر

فــــــطـب مــــــا غـلا حق مـــــــتى أرخـص الــــــدمــــــاــــــــــوتـــــــــور أو نــــــــــام عـن ثـــــــــأر ولا غــــــــــفـل ا

يعة عباس عمارة✸✸✸✸

- ٤٦٣ -

في رثاء الأخطل الصغيرلبنـان كــان ولـم يــزل

أحمد السقافلــــــــبــــــــنــــــــان كــــــــان ولـم يــــــــزل يــــــــشــــــــكـــــــر

وعــــــــلـى مــــــــدى الأجــــــــيــــــــال مــــــــا قــــــــصــــــــرهـــــــيــــــهـــــــات يــــــرهـب طــــــغـــــــمــــــة ســـــــكــــــرت

بـــــــالــــــــنــــــــصــــــــر فـــــــالأيــــــــام لا تــــــــســــــــكـــــــروبــــــــنــــــــوه مـن غـــــــســــــــان مــــــــطــــــــلــــــــعــــــــهم

أيــــــــخــــــــاف فـي أجــــــــمــــــــاته الــــــــقــــــــســــــــور?ـــــــمــــــــنـــــــا عـــــــروبـــــــتـــــــنـــــــا لـــــــبـــــــنـــــــان عـــــــل

وبـــــــــــهــــــــــا بـــــــــــكـل ديـــــــــــارنـــــــــــا بـــــــــــشــــــــــرلـم يــــــخـش ظـــــــلــــــمـــــــة لــــــيـل غـــــــفــــــوتـــــــنــــــا

فــــــــعـلام يــــــــخــــــــشى فــــــــجــــــــرنــــــــا الأنــــــــور?لـــــيس الـــــصـــــمــــود - وإن قـــــســـــا - خـــــطــــرا

إن الـــــــــــتـــــــــــخــــــــــــاذل وحـــــــــــده أخـــــــــــطـــــــــــر✸✸✸✸✸✸✸✸

قـل لـــــــــــــلــــــــــــذي شـــــــــــــاعـت دســـــــــــــائــــــــــــسـهـــــــــــخـــــــــــر وزهـــــــــــا بــــــــــــأســـــــــــطـــــــــــول لــه

وشـــــــــــدت عــــــــــــلـى آلامـــــــــــنــــــــــــا طـــــــــــربـــــــــــاــــــــــــهــــــــــــدر أصــــــــــــنــــــــــــامـه ودمــــــــــــاؤنــــــــــــا ت

الـــــــــــعـــــــــــرب أقـــــــــــوى مـن حـــــــــــمـــــــــــاقـــــــــــتـهـــــــــــــــــتــه هـم أقـــــــــــــــــدر وعـــــــــــــــــلــى هـــــــــــــــــز

< ألقيت في حفل تأب الأخطل الصغير سنة ١٩٦٩ .

- ٤٦٤ -

وحــــــــلـت بــــــــســــــــايــــــــغــــــــون جــــــــحــــــــافــــــــلهفـــــــــحـــــــــذار وحـــــــــلـــــــــتـه هـــــــــنـــــــــا أكـــــــــبــــــــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

لــــــــبـــــــــنــــــــان يــــــــا أحــــــــلـى مــــــــنــــــــازلــــــــنــــــــايـــــــــــــا درة كــــــــــــالــــــــــــبـــــــــــــدر بـل أقــــــــــــمــــــــــــر

يـــــــا لــــــــهــــــــفـــــــة فـي ثــــــــغـــــــر وحــــــــدتــــــــنـــــــايـــــــا بــــــــســـــــمــــــــة مـن طـــــــرفــــــــهـــــــا الأحـــــــور

يـــــــــــا هـــــــــــمـــــــــــســـــــــــة فـي أذن ســـــــــــاهــــــــــرةولـــــــــهى إلـى مــــــــيـــــــــعــــــــادنــــــــا الأخــــــــضــــــــر

يـــــــا جــــــنـــــــة كـــــــشــــــفـت مـــــــحــــــاســـــــنـــــــهــــــافــــــــتـــــــحـــــــيـــــــر الــــــــفـــــــردوس والـــــــكـــــــوثـــــــر

مـــــــــــا جــــــــــئـت لـــــــــــولا أن عـــــــــــاطـــــــــــفــــــــــتـيتــــــــهــــــــفــــــــو إلــــــــيـك وخــــــــاطــــــــري أكــــــــثــــــــر

فـــــــاصـــــــفـح - ســـــــلـــــــمـت - إذ بـــــــدا شـــــــططفـــــالــــــشـــــعــــــر كـــــالإنــــــســـــان قــــــد يـــــعــــــثـــــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

يـــــــفــــــــنى الـــــــوجــــــــود وذكـــــــر شـــــــاعـــــــرنـــــــامــــــسـك يــــــضـــــــوع وخـــــــالص الـــــــعــــــنـــــــبــــــر

الأخـــــــــــــطــل الـــــــــــــعـــــــــــــمـلاق مـــــــــــــدرســـــــــــــةفــي كـل حـــــــــــــاضــــــــــــــرة لـه مــــــــــــــنـــــــــــــبـــــــــــــر

حـــــــــاز الإمـــــــــارة غـــــــــيـــــــــر مـــــــــفـــــــــتـــــــــقـــــــــرـــــــجـــــــدهـــــــا أجــــــدر لـــــــلـــــــمـــــــجـــــــد وهـــــــو

والــــــفـــــــضـل مــــــحـــــــفـــــــوظ ومــــــا جـــــــحــــــدتــــــــــنـــــــــــكــــــــــر وقــــــــــفـــــــــــاتـه يــــــــــومـــــــــــا ولـم ت

- ٤٦٥ -

كــــــــره الـــــــتـــــــعــــــــصـب فـــــــهـــــــو يــــــــلـــــــعــــــــنهويـــــــــــــراه أقــــــــــــبـح ســـــــــــــبــــــــــــة تــــــــــــذكــــــــــــر

إن هــــــــــــــزه الــــــــــــــنـــــــــــــاقــــــــــــــوس أطــــــــــــــربـهصـــــــــــوت لــــــــــذكــــــــــر الــــــــــلـه قــــــــــد كــــــــــبــــــــــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

أبــــــــــــــشـــــــــــــــارة الخــــــــــــــوري مــــــــــــــعــــــــــــــذرةعــــــشـــــيت عــــــيـــــون الـــــشـــــعـــــر فـي عـــــبـــــقـــــر

ــــــــــهــــــــــدى إلـى هــــــــــجـــــــــر الــــــــــتـــــــــمــــــــــر لا يــــــــــــزهـــــــــــر والــــــــــــنــــــــــــاي لا يــــــــــــرقـى إلــى ا

قــــــــســــــــمــــــــا لأنت الــــــــشــــــــعــــــــر أجــــــــمــــــــعهـــــــــــــــوجــه يـــــــــــــــزخــــــــــــــر أنــت المحـــــــــــــــيـط

فـي الجـــــــــد بــــــــــركــــــــــان يـــــــــســــــــــيـل لــــــــــظىولـــــــدى الــــــــنــــــــســـــــيـم حــــــــبـــــــائـل الجـــــــؤذر

يــــــــــــــهــــــــــــــنـــــــــــــــيـك أنـك ألــف رائــــــــــــــعــــــــــــــةجــــــــنـت بــــــــهــــــــا الحـــــــــفـلات والــــــــســــــــمــــــــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

ولــــــــــــــــرب مـــــــــــــــوهـــــــــــــــوب نــــــــــــــــكـــــــــــــــرمـهونـــــــــــــــزيـل جــــــــــــــــفـــــــــــــــوتـه إذا مـــــــــــــــا ازور

نـــــــكـــــــأ الجــــــــراح غـــــــداة نـــــــكــــــــســـــــتـــــــنـــــــافـــــــــتــــــــلــــــــوثـت بــــــــهـــــــــوامـش الــــــــدفــــــــتــــــــر

ـــــــــســـــــــمـــــــــمـــــــــة واســـــــــتـل ألـــــــــفــــــــــاظـــــــــا مالحـــــــرف مــــــــنـــــــهـــــــا يـــــــرعـب الخـــــــنـــــــجـــــــر

عــــــــــــــجـــــــــــــبـي لــه فـــــــــــــالحـــــــــــــرب دائـــــــــــــرةــــــــــكـــــــــســـــــــر ـــــــــنـــــــــا وهـن ولـم ن مـــــــــا مــــــــــس

- ٤٦٦ -

يـــــــأبـى الــــــــنـــــــضــــــــال ســــــــبـــــــاب مــــــــتــــــــهم

جـــــــــهـل الــــــــنــــــــضـــــــــال وود أن يــــــــظــــــــهــــــــر

والــــــــشـــــــــعــــــــر يـــــــــرفـض أن يــــــــســـــــــخــــــــره

ويــــــــصــــــــول في حــــــــلـــــــــبــــــــاته عــــــــنــــــــتــــــــر

ــــــــــحــــــــــقـت أبــــــــــالــــــــــســـــــــة لــــــــــولاه مـــــــــا س

ـــــــــنــــــــكــــــــر رضــــــــعـت ثـــــــــدي الــــــــبــــــــغـي وا

كـم أيــــــــــــــــقـظ الــــــــــــــــشـــــــــــــــعــــــــــــــــراء مـن أ

لــــــــولا الــــــــقــــــــريـض الــــــــظــــــــلـم لـم يــــــــثــــــــأر

✸✸✸✸✸✸✸✸

مـــــــا لـــــــلــــــعـــــــصـــــــابـــــــة وهـي مـــــــثـــــــقـــــــلــــــة

بــــــــسـلاحــــــــهــــــــا قـــــــد أصــــــــبــــــــحـت تجـــــــأر

إن الــــــــــــــــــشـــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــاب وكـــــــــــــــــــلــه أمـل

ـــــــــــــــــــر قـــــــــــــــــــدر إذا مـــــــــــــــــــا ثـــــــــــــــــــار أو دم

ومـــــــخـــــــيـــــــمـــــــات الـــــــبــــــــؤس تـــــــطـــــــعـــــــمه

حــــــقـــــــدا يــــــكــــــاد مـن الــــــطــــــوى يـــــــحــــــمــــــر

حــــــــــيـــــــــفــــــــــا تـــــــــمــــــــــيـــــــــد بــــــــــهــــــــــا زلازله

والـــــــــــغــــــــــــور بـــــــــــركـــــــــــان مــــــــــــتـى غـــــــــــور

بــــــــــــذل الحــــــــــــيـــــــــــاة وكـل مــــــــــــطــــــــــــلـــــــــــبـه

ــــــــــعــــــــــشــــــــــر وطـن يــــــــــعــــــــــود ويــــــــــرجـع ا

رفـــــــــــعـت جــــــــــبـــــــــــاه الــــــــــعـــــــــــرب ثــــــــــورتـه

ــــــفـــــــخــــــر فـــــــتــــــســـــــربــــــلـــــــوا بــــــالمجـــــــد وا

وكــــــــــــــأنـــــــــــــــهـم فــى كـل مـــــــــــــــعــــــــــــــركــــــــــــــة

صـــــحب الــــــرســـــول تــــــصـــــول في خــــــيـــــبـــــر

- ٤٦٧ -

مـــــــــــتـــــــــــلــــــــــثـــــــــــمـــــــــــون الـــــــــــلـه يــــــــــكـلأهـم

ـــــــــغـــــــــفــــــــر لا الـــــــــدرع يـــــــــعـــــــــرفــــــــهـم ولا ا

ومــــــــــحـــــــــطــــــــــمــــــــــون غـــــــــرور شــــــــــرذمـــــــــة

إرهـــــــــابــــــــــهــــــــــا ورثـــــــــتـه عـن هــــــــــتــــــــــلـــــــــر

تــــــمــــــسـي وتــــــصــــــبـح في مــــــخــــــابــــــئــــــهــــــا

لـم تحـــــمـــــهـــــا الـــــفـــــانـــــتـــــوم والـــــعـــــكـــــســــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

يــــــــــا نــــــــــيـل مــــــــــجــــــــــدك خــــــــــالــــــــــد أبـــــــــدا

ســــــحـــــر الــــــعـــــصــــــور ولم يــــــزل يـــــســــــحـــــر

فــــــــــاســــــــــخـــــــــر فــــــــــأنـت إذا عــــــــــدت نـــــــــوب

يــــــا نــــــيل أنـت بـــــســــــخــــــفــــــهـــــا تــــــســــــخـــــر

أصــــــــــبـح فــــــــــارســــــــــا بــــــــــطـلا كــــــــــوهــــــــــ

يــــــــهــــــــوى الــــــــنــــــــزال وقــــــــائــــــــدا أمــــــــهــــــــر

ويــــــلـي عــــــلـى مــــــضــــــر فــــــخــــــشــــــيــــــتــــــهــــــا

مـــــنـه كــــــخــــــشــــــيــــــة أخــــــتــــــهــــــا حــــــمــــــيـــــر

نـــــــــــشـــــــــــوان يـــــــــــرفـل فـي تـــــــــــبـــــــــــجــــــــــحـه

بــــــالـــــــغـــــــدر لــــــيـس بــــــغـــــــيـــــــره يــــــفـــــــخــــــر

قـــــــالـــــــوا لـــــــنــــــا فـي الـــــــنـــــــيل مـــــــعـــــــجــــــزة

تـــــغـــــفــــو الـــــنـــــجــــوم وطـــــرفـــــهــــا يـــــســـــهــــر

فـــــــــتـــــــــلـــــــــفـــــــــتـت لـــــــــلـــــــــنـــــــــيـل أفـــــــــئــــــــدة

ــــــعــــــصــــــر كــــــادت بــــــحــــــمل كــــــفــــــاحــــــنــــــا ت

فــــــــعـــــــسـى الــــــــبــــــــنـــــــاء يــــــــظـل مــــــــزدريـــــــا

ـــــــظـــــــهــــــر لـــــــغـــــــة الخـــــــيـــــــال وبـــــــهـــــــرج ا

- ٤٦٨ -

وعـــــــسى الـــــــنـــــــســـــــور بـــــــألـف مـــــــاحـــــــقــــــة

تــــــمــــــحــــــو خـــــــرافــــــة مــــــعــــــتــــــد مــــــغــــــتــــــر

والــــــعـــــــرب قــــــد عـــــــرفـت مــــــســـــــيــــــرتـــــــهــــــا

ـــــــــــعــــــــــذر مـن ذا الـــــــــــذي إن لـم يـــــــــــســـــــــــر ي

ومـن الـــــــــذي يـــــــــنـــــــــسـى مـــــــــكـــــــــارمـــــــــنــــــــا

ـــــــــنــــــــــشـــــــــر ــــــــــكـــــــــارم لـم تــــــــــزل ت تــــــــــلـك ا

ومـن الـــــــــذي يـــــــــنـــــــــسـى وقـــــــــائـــــــــعـــــــــنـــــــــا

كــــــســــــرى تــــــرى خــــــفــــــنــــــاه أو قــــــيــــــصـــــر?

وبــلادنــــــــــــــا تـــــــــــــــاريــخ مـــــــــــــــعـــــــــــــــرفــــــــــــــة

مـن بــــــــــنـــــــــــدر حـــــــــــمــــــــــلـت إلـى بـــــــــــنــــــــــدر

وشــــــــبــــــــابـــــــنــــــــا أســــــــد فــــــــإن غــــــــضــــــــبت

ألــــــــــفـــــــــــيـــــــــــتــــــــــهـــــــــــا فـى ثـــــــــــورة تــــــــــزأر

قـــــــومـي هـــــــمــــــو الـــــــتـــــــاريـخ إن خـــــــرجــــــوا

ـــــــــعـــــــــمــــــــر مـن بـــــــــابـه فـــــــــالـــــــــكـــــــــون لـن ي

أحمد السقاف✸✸✸✸

- ٤٦٩ -

أمــــل الشعـــرشــفيـق معلـوف

عـــــــــبــــــــــقـــــــــري نـــــــــفـــــــــرش الـــــــــتـــــــــبــــــــــر له

ـــــهــــــجـــــا ولـــــو اســــــطـــــعــــــنـــــا فــــــرشـــــنــــــا ا

ـــــــــدى ــــــــــنــــــــــا زغــــــــــردات فـي ا وانـــــــــدفــــــــــع

نــــــقـــــــحم الــــــريـح ونــــــطــــــوي الــــــلــــــجــــــجــــــا

ــــــــــــنـــــــــــاهــــــــــــا إلـى ســـــــــــدة مـن وحــــــــــــمـــــــــــل

أرقـص الــــــــعـــــــقــــــــد وهــــــــز الـــــــدمــــــــلــــــــجـــــــا

سـل شـــــفـــــاه الــــــغـــــيـــــد تــــــهـــــمس بــــــاســـــمه

كـــــلــــــمــــــا شـيء عــــــلــــــيــــــهــــــا اخــــــتــــــلــــــجـــــا

واســـــــــأل «الــــــــــبــــــــــرق» الــــــــــذي عـن قــــــــــومه

زج ســــــــهم الــــــــفـــــــجــــــــر فـي قـــــــلـب الــــــــدجى

أخـــــــــطـــــــــلـي الـــــــــكـــــــــأس شــــــــــوقي الــــــــــطلا

عـــــــــمـــــــــري الـــــــــبـث ســـــــــحـــــــــرا وشـــــــــجـــــــــا

ــــــــــــرجـى يــــــــــــوم لـم أمـل الــــــــــــشــــــــــــعــــــــــــر ا

يــــــــبق لــــــــلــــــــشــــــــعــــــــر بــــــــقــــــــيــــــــات رجــــــــا

✸✸✸✸

< نشرت في الكتيب الخاص الذي صدر بعد وفاة الأخطل الصغير.

- ٤٧٠ -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــض ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٤٧١ -

الأخطل الصغيرسعيد عقل

ذكــــــــــــــرى ألا اشـــــــــــــمـخ مــــــــــــــا تـــــــــــــشـــــــــــــاء

يـــــــــــــــــا أرز وافــــــــــــــــــتــــــــــــــــــرش الــــــــــــــــــعـلاء

ذكــــــــــــــــــرى تــــــــــــــــــقـــــــــــــــــــول مــــــــــــــــــتــى إلـى

لـــــــــــــبــــــــــــنـــــــــــــان ذاك الـــــــــــــتـــــــــــــاج جــــــــــــاء

ــــــــــــــمــــــــــــــا حـج الــــــــــــــعــــــــــــــظــــــــــــــام! كــــــــــــــأن

حـــــــمــــــلـــــــوا الــــــضـــــــيــــــاء إلـى الــــــضـــــــيــــــاء

لإخــــــــــــــــالــــــــــــــــهــم قــــــــــــــــالــــــــــــــــوا: يــــــــــــــــفـي

بـــــــــــالــــــــــشـــــــــــمـس بـــــــــــداع الـــــــــــبـــــــــــهــــــــــاء

✸✸✸✸✸✸✸✸

هــم بــــــــــــــــايـــــــــــــــعــــــــــــــــوك? قـــــــــــــــدرتــــــــــــــــهـم

أنــــــــــا بــــــــــاسـم لــــــــــبــــــــــنــــــــــان الــــــــــوفـــــــــاء

كــــــــنـت الـــــــســــــــفـــــــيــــــــر مـــــــتـى الـــــــســــــــفـــــــا

رة شـــــــــــــــــــــد مــــــــــــــــــــا شــــــــــــــــــــد الإبــــــــــــــــــــاء

ألــــــــــيــــــــــوم بــــــــــ الــــــــــشــــــــــرق والــــــــــشـــــــــر

ق - اكـــــــــــتــــــــــئـب قـــــــــــلـــــــــــمـي - جـــــــــــفــــــــــاء

والـــــــــــشـــــــــــرق فـي عــــــــــهـــــــــــديــــــــــكـــــــــــمــــــــــا

«شـــــــــــــوقـي» وأنـت صـــــــــــــدى ســـــــــــــمـــــــــــــاء

✸✸✸✸✸✸✸✸

- ٤٧٢ -

انــــــــــــفـض غــــــــــــبـــــــــــار الــــــــــــقــــــــــــبـــــــــــر وامـ

ــــــــــــــــتـــــــــــــــطـه جـــــــــــــــوادا مــن ســـــــــــــــنــــــــــــــاء

ــــــــــــــــــــواجـــــــــــــــــــد أغـــــــــــــــــــزل الـ اغـــــــــــــــــــز ا

غــــــــــــــــــزلـــــــــــــــــ وجـــــــــــــــــهــك ضـج مـــــــــــــــــاء

كـــــــــــــان الــــــــــــــتـــــــــــــغــــــــــــــزل قـــــــــــــال يـــــــــــــو

مــــــــــــــة غــــــــــــــلــف الــــــــــــــوجـه الحــــــــــــــيــــــــــــــاء

✸✸✸✸✸✸✸✸

عـــــــــــنـك انــــــــــتـــــــــــهـــــــــــرت أولـي الـــــــــــعــــــــــرو

ش أن الـــــــــــعــــــــــــروش هـي الــــــــــــعــــــــــــطـــــــــــاء

لــــــــــــــكـم انــــــــــــــتــــــــــــــهــــــــــــــاء والــــــــــــــقــــــــــــــريـ

ـــض إمــــــــــــــــــــارة لا لانـــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــهـــــــــــــــــــاء

سعيد عقل

✸✸✸✸

- ٤٧٣ -

فقيد الشعر الأخطل الصغيرجورج الكعدي

(لاباز - بوليفيا)

ـــــــشــــــــاعـــــــر مـــــــات فـي الأرز عــــــــبـــــــقــــــــري ا

فـــــــاذرف الــــــدمـع كــــــالـــــــســــــيـــــــول الحــــــوادر

وانـــــــــعـه لـــــــــلـــــــــســــــــــمـــــــــاء لـــــــــلــــــــــملأ الأعـ

ـــــــلـى لــــــنــــــور الــــــضــــــحـى لــــــكل الــــــزواهــــــر

ـــــــــاســـــــــ فـي ربـى الأرز تـــــــــز لـــــــــلـــــــــحـــــــــس

ــــهــــا الــــشــــام لــــلــــشــــوادي الــــشــــواعـــر قــــو

لــــلـــــريــــاض الـــــغــــنـــــاء لــــلـــــغــــابـــــة الــــشــــجـ

ـــــــراء لــــــلــــــنــــــهــــــر لــــــلـــــخــــــمــــــيـل الــــــزاهـــــر

لــــــلـــــقـــــيــــــاثـــــيـــــر لــــــلـــــكـــــؤوس عــــــلـــــيـــــهـــــا

خــــــمــــــرة الــــــوحي مـن كــــــروم الــــــعــــــبــــــاقـــــر

خــــــمـــــرة الـــــوحي كـم ســـــقـــــاهـــــا نـــــفـــــوســـــا

ســـــــــادرات لــــــــــدى الـــــــــوجـــــــــود حـــــــــوائـــــــــر

تـــــــــتــــــــغــــــــنـى بــــــــأمـــــــــة الــــــــعــــــــرب حـــــــــتى

ــــــــنــــــــابـــــــر شــــــــعــــــــره أرقـص الــــــــنـــــــهـى وا

وهــــــــــــــــداهــــــــــــــــا الـى طــــــــــــــــريــق ســـــــــــــــوي

فـــــمــــضـت تـــــنــــشـــــد الـــــغـــــوالي الـــــذخـــــائــــر

< الأديب تشرين أول ١٩٦٨ ص٤.

- ٤٧٤ -

وأثــــــــــــار الحــــــــــــســــــــــــان شــــــــــــدو شــــــــــــجـي

رددتـه مـن الحـــــــــــســـــــــــان الحــــــــــنـــــــــــاجــــــــــر

مــــــــالك الــــــــيـــــــوم قـــــــد ســـــــكـت عـن الـــــــتـــــــغـ

ـــــريــــد واخــــتــــرت ضــــجــــعــــة في الحــــفــــائــــر

مـن يـــــعـــــزي الـــــريــــــاض صـــــوحـــــهـــــا الحـــــز

ـــــــــــقـــــــــــابـــــــــــر ن وحـــــــــــالـت إلــى وجـــــــــــوم ا

والـــــــــنــــــــــجـــــــــوم الـــــــــتـي رعـــــــــيـت طــــــــــويلا

لــــــــفــــــــهــــــــا الـــــــبـث فـي ظـلام الــــــــديــــــــاجـــــــر

صــــــــرعـــــــــة هــــــــزت الـــــــــشــــــــام ولـــــــــبــــــــنــــــــا

ن ونــــــــــاحـت مـع الحــــــــــجـــــــــاز الجــــــــــزائـــــــــر

وعـــــــــلى الـــــــــنـــــــــيل لـــــــــوعــــــــة وشـــــــــجــــــــون

وعـــــــــلـى دجـــــــــلـــــــــة قـــــــــلـــــــــوب ســـــــــواعـــــــــر

ض وفـــــــــلــــــــــســــــــــطـــــــــ فـي نــــــــــشــــــــــيـج

شـــــــلــــــهــــــا الحــــــزن والجـــــــدود الــــــعــــــواثــــــر

هـــــــــنـــــــــيـــــــــئـــــــــا فـــــــــلـن تـــــــــضـــــــــيـع بلاد

قـــــد عـــــقـــــدنـــــا عـــــلى فـــــداهـــــا الخـــــنـــــاصـــــر

لن تــــضـــيـع الحــــقـــوق فـي غـــضــــبــــة الــــشـــعـ

ــب ولـن تــــــكــــــهم الــــــســــــيــــــوف الــــــبــــــواتــــــر

أمــــــــة الــــــــعــــــــرب لـن تــــــــزول عــــــــلـى الــــــــدهـ

ر وفـي الـــــقـــــوم يـــــقـــــظـــــة في الـــــضـــــمـــــائـــــر

فــــــابـــــعث الـــــشـــــعــــــر في غـــــنـــــاهـــــا شـــــرودا

وأثــــــــــره عـــــــــــواصــــــــــفـــــــــــا وقــــــــــنـــــــــــابــــــــــر

- ٤٧٥ -

كـــــرمى عـــــ الـــــفـــــقـــــيـــــد من نـــــظـم الـــــشــــعـ

ــــــــر عـــــــقـــــــودا لجـــــــيـــــــدهـــــــا والجـــــــواهــــــر✸✸✸✸✸✸✸✸

ســـــــــــأغــــــــــنـي أمـــــــــــجـــــــــــادهـــــــــــا كـل يــــــــــوم

بـــــــــقــــــــصـــــــــيـــــــــد فـي كـل نـــــــــاد وســـــــــامــــــــر

وأوالـي الجـــــــــــــــهــــــــــــــاد حـــــــــــــــتـى أراهــــــــــــــا

حـــــــــرة الـــــــــنـــــــــفـس لا تـــــــــلـــــــــ لجـــــــــائــــــــر

جورج الكعدي

✸✸✸✸

- ٤٧٦ -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــض ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٤٨١ -

قيثارة الهوى والشباب(*)أسد موسى

مــــــــعــــــــزف الحـب احــــــــتــــــــجـب لا تــــــــبـــــــــخلآثـــــــــــــر الـــــــــــــصـــــــــــــمـت هـــــــــــــزار المحـــــــــــــفـل

مـن لأوتـــــــــــــــارك إن يــــــــــــــــدع الـــــــــــــــهـــــــــــــــوىعــــــصـب الـــــــعـــــــشـــــــاق بــــــعـــــــد الـــــــبـــــــلـــــــبل

شـــــــــــاعـــــــــــر كـي يـــــــــــطـــــــــــرب الأرض غـــــــــــزافــــــاســـــــتــــــبـى إنـــــــشــــــاد أجـــــــواق الــــــعـــــــلي

فـــــــــأدار الــــــــشـــــــــعــــــــر لحـــــــــنــــــــا فـــــــــاتحــــــــافـي الحــــــــــنــــــــــايــــــــــا كــل قــــــــــلـب مــــــــــقــــــــــفـل

ـى وجـــــــــــنـى الخـــــــــــمــــــــــرة شـــــــــــهــــــــــدا مـن كـل بـــــــــــــــــكــــــــــــــــر فـي الـــــــــــــــــربــــــــــــــــيـع الأول

نـــــــــزلـت صـــــــــرفـــــــــا عـــــــــلـى دن «الـــــــــهـــــــــوىــــــــنــــــــزل والــــــــشـــــــــبــــــــاب» الــــــــبـــــــــابــــــــلـي ا

ــــــــهــــــــا فــــــــإذا مــــــــا عــــــــبــــــــهـــــــــا عــــــــاصي اهــــــــــــام فـي لـــــــــــــيـل الــــــــــــغـــــــــــــرام الألــــــــــــيـل

ســـــــــــحــــــــــــر هـــــــــــاروت تـلاشـى دونـــــــــــهـــــــــــااي ســــــــحــــــــر مــــــــثـل ســــــــحــــــــر «الأخــــــــطل»?

✸✸✸✸✸✸✸✸

راحل البرازيلية كانون الثاني ١٩٦٩ العدد ١٥٠ السنة ١٤ < ا* ألقيت في حفل تأب الأخطل الصغير الذي أقامته (جامعة القلم) في البرازيل.

- ٤٨٢ -

يــــــا رســـــــول الــــــضــــــاد فـي لــــــبــــــنـــــــانــــــهــــــا

وخـــــــــــتـــــــــــام الــــــــــبـــــــــــلــــــــــغـــــــــــاء الأفــــــــــحـل

شــــــــــيــــــــــعـت أحـلامــــــــــهــــــــــا خــــــــــاتــــــــــمــــــــــةـــــــــفــــــــــضل(١) بـك أمـــــــــجــــــــــاد الـــــــــرعـــــــــيـل ا

فـــــــانـــــــطـــــــوى عــــــــهـــــــد الـــــــقـــــــوافـي رفـــــــلت

بــــــــالــــــــقــــــــشـــــــيـب الــــــــيــــــــعــــــــربـي الأجـــــــزل

وغـــــــدا الـــــــشـــــــعـــــــر هــــــجـــــــيـــــــنـــــــا نـــــــد عن

ــــــــــعـم المخــــــــــول مــــــــــنــــــــــطـق الــــــــــعــــــــــرب ا

ولـــــــــغـت فـــــــــيـه رطـــــــــيـــــــــنـى عـــــــــصـــــــــبـــــــــة

تــــــلـــــــبـس الـــــــتـــــــجــــــديـــــــد أبـــــــلـى مـــــــبــــــذل

يـــــــحــــــتـــــــذي الــــــغـــــــرب لــــــقـــــــاطــــــات نـــــــبت

ــــــــقـــــــول عـن تـــــــبــــــــنـــــــيــــــــهـــــــا فــــــــصـــــــاح ا

تــــــنــــــفــــــر الـــــفــــــصــــــحـى إذا عـــــاجـت بــــــهـــــا

ـــــــــــســـــــــــتـــــــــــرذل نــــــــــــفـــــــــــرة الحـــــــــــرة مــن م

أرز لــــــبـــــــنـــــــان انــــــتـــــــفـض طــــــال الـــــــكــــــرى

ــــــــــــنـــــــــــزل فــــــــــــغـــــــــــدا الخــــــــــــفـــــــــــاش رب ا

كـــــــــيـف تـــــــــرضــــــــاه جـــــــــواء نـــــــــســـــــــرهــــــــا

حـط فـي روق الــــــــــــــســـــــــــــمــــــــــــــاك الأعـــــــــــــزل

يــــــــا لـــــــــهــــــــا مـن غــــــــمــــــــرة حـــــــــان لــــــــهــــــــا

عـن ربـى إلــــــــهـــــــــامــــــــنــــــــا أن تـــــــــنــــــــجـــــــــلي

✸✸✸✸✸✸✸✸

(١) هكذا في الأصل.

- ٤٨٣ -

حــــــــبــــــــيـب الــــــــعــــــــرب فـي أنــــــــقـى ثـــــــرى

مـت لــــــــــلــــــــــخـــــــــلــــــــــد بــــــــــحــــــــــلـي وحــــــــــلي

إرثـك الــــــــغــــــــالـي عــــــــلـى الـــــــــدهــــــــر لــــــــنــــــــا

ـــــــــــرسـل آيـــــــــــة الـــــــــــشـــــــــــعـــــــــــر وهــــــــــدي ا

مـــــــــا ثـــــــــنـى لـــــــــبــــــــنـــــــــان عـــــــــنـه عـــــــــاثــــــــر

هــــــــــام فـي الــــــــــرمــــــــــز هــــــــــيــــــــــام الأخــــــــــبل

فـــــــــغـــــــــصـــــــــون الأرز لا تـــــــــهـــــــــوى ســـــــــوى

بـــــــــــلــــــــــبـل غــــــــــنـى الـــــــــــعــــــــــلـى أو أجــــــــــدل

أسد موسى

✸✸✸✸

- ٤٨٤ -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــض ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٤٧٧ -

لبنان العنادلبديع شبلي

أطل الأسـتـاذ بشـارة الخوري (الأخـطل الـصغـير) بـلـبلا ملأ الشـرق صداحـا دافـئا فـغنىالحب فأسكره وناجى الحرف فأطربه فـتبسم مجدا على مشارف الأرز وخفق علما على ذرواتـستشهدين فهلا يفيه شـرق يرجع صوته رن الكؤوس وبحـات الأوتار وصيحات الأبطال ا ا

شعري وجرس الحروف ورفيف الكلمات وشفيف التفكير بعض ما له عليها وعلي?مــــــــررت عـــــــــلـى الــــــــطـــــــــروس مــــــــرور ريــــــــا

فـــــــكــــــــنـت ومـــــــا تــــــــزال هـــــــوى شــــــــقـــــــيـــــــاخـــــلـــــعـت الـــــطـــــيــــــلـــــســـــان عـــــلـى بـــــيـــــاض

ــــــــــعــــــــــرا ســــــــــويـــــــــا فــــــــــجــــــــــر ذيــــــــــولـه شأتـــــــــــاك الأيــك يـــــــــــغـــــــــــمـــــــــــره ســـــــــــكـــــــــــون

فـــــــعـــــــاد يـــــــردد الـــــــطـــــــرب الـــــــشـــــــجـــــــيـــــــاالـى أن ســـــــــــالـت الأفــــــــــــنـــــــــــان ســــــــــــكـــــــــــرا

ولـم تــــــتــــــرك بـــــــهــــــا غـــــــصــــــنــــــا غـــــــبــــــيــــــاــــــــنـــــــــابــــــــر كـم تــــــــبـــــــــاهت وأخــــــــشـــــــــاب ا

تــــــر صــــــمــــــتــــــهــــــا نــــــغــــــمــــــا ســــــخــــــيـــــاوكـم شـــــــــــفـــــــــــة تــــــــــشـــــــــــهـت رشـف كــــــــــأس

هــــــدرت نجـــــيـــــعـــــهــــــا الـــــقـــــانـي ضـــــحـــــيـــــا ــــــــــــة ســــــــــــكــــــــــــرى حــــــــــــنـــــــــــ وكـم مــن د

تــــــــثـــــــيــــــــر الــــــــدر تـــــــقــــــــطــــــــره بـــــــهــــــــيـــــــا✸✸✸✸✸✸✸✸

< الورود أيار ١٩٦١ ج٩ السنة ١٤.

- ٤٧٨ -

ونـــــــــاجــــــــيـت الــــــــصـــــــــخــــــــور حـــــــــديث وردفــــــهـــــــز الــــــصـــــــخــــــر وردا مـــــــخــــــمـــــــلــــــيــــــا

وحــــــــرفـك إن تـــــــنــــــــهــــــــد يـــــــا لــــــــســــــــحـــــــريـــــــــهـل الـــــــــطـــــــــيـب مـن حـــــــــرف شـــــــــذيـــــــــا!

وتـــــــــاقــــــــــتـه الـــــــــعـــــــــذارى مـــــــــشـــــــــرعـــــــــاتشـــــــفــــــاهـــــــا يــــــشـــــــتــــــهـــــــ دمــــــا زكـــــــيــــــا!

ــــــــلـــــــــمـن الجــــــــديـل حــــــــصـــــــــاد عــــــــمــــــــر وــــــــــــــلــــــــــــــيــــــــــــــا وأحـلام وعــــــــــــــلـــــــــــــــقـن الح

ــــــــــــــزاهــــــــــــــر عــــــــــــــازفــــــــــــــات ورنـــــــــــــــحـن انــــــــــداء الحـب يـــــــــزهــــــــــو عــــــــــبـــــــــقــــــــــريـــــــــا

✸✸✸✸✸✸✸✸

هـــــــــــــواك ســـــــــــــمـــــــــــــاؤه ورد تـــــــــــــهـــــــــــــاوىوشــــــــوك الـــــــــورد نـــــــــور عــــــــســـــــــجـــــــــديــــــــا

يـــــــــراعـك إن تـــــــــقـــــــــطـــــــــر حـــــــــبــــــــــر غـــــــــيظكــــــــجـــــــيـش ثــــــــار يـــــــســــــــمــــــــعك الــــــــدويـــــــا

كــــــإعـــــصــــــار الــــــضــــــيــــــاء يــــــبــــــيــــــد لــــــيلايـــــخـــــوض الـــــطـــــرس في غـــــضـب كـــــمـــــيــــا

وجــــــــددت الــــــــقـــــــــريـض هــــــــوى وخــــــــمــــــــرافـــــــمــــــــاج الـــــــســـــــبـك فـــــــيـه بـــــــحــــــــتـــــــريـــــــا

عـــــــرفــــــــنـــــــاك افـــــــتــــــــرار الـــــــروض لـــــــونـــــــاوعــــــــــرف الــــــــــروض فــــــــــواحــــــــــا ثــــــــــريــــــــــا

طــــــــــــلـــــــــــعـت تــــــــــــذرذر الأضـــــــــــواء حـــــــــــتـىتجــــــــــلـت ومــــــــــضــــــــــة مــــــــــنــــــــــهـن فــــــــــيـــــــــا

زرعـت الـــــــــــشــــــــــوق مـن حـــــــــــبــــــــــات قــــــــــلـبكـــــــســــــــون جـــــــديــــــــبه ثــــــــمـــــــرا جــــــــنـــــــيـــــــا

عـــــكـــــاظ قــــــد بـــــعــــــثت الــــــشـــــعـــــر فــــــيـــــهـــــافــــــــــكــــــــــان غــــــــــوى وكــــــــــنـت بـه غــــــــــويــــــــــا

- ٤٧٩ -

تـــــــخـــــــصــــــــله عـــــــلـى الـــــــدنـــــــيـــــــا تـــــــراثـــــــاتــــــــــهــــــــــادى فـي مـــــــــطــــــــــارفـه غــــــــــنــــــــــيـــــــــا

لجــــــــرح الــــــــقـــــــدس(١) فــــــــيـه بــــــــدت جـــــــراحفــــــــأمــــــــسى فـي مــــــــبــــــــاهـــــــجـه بــــــــكــــــــيـــــــا!

ـــــــســــــجـــــــد الأقــــــصـى نــــــحـــــــيب وصـــــــوت اوكــــــــوكـب هـــــــــديــــــــنــــــــا أمـــــــــسـى دجــــــــيــــــــا

ويــــــوم الــــــشــــــام(٢) قــــــد شــــــيـــــــدت بــــــرجــــــامن الـــــــصـــــــلـــــــبـــــــان تـــــــيـــــــاهـــــــا عـــــــلـــــــيــــــا

لـــــــبـــــــيت الـــــــضـــــــاد لا يـــــــعـــــــلـــــــوه عـــــــرشوبــــــالـــــــتــــــنــــــزيـل أضــــــحـى مــــــســـــــجــــــديــــــا

✸✸✸✸✸✸✸✸

صــــــحـــــارى الـــــرافـــــدين حــــــســـــبن قـــــيـــــســـــاولـــــــيلاه ومـــــــبـــــــســــــمـــــــهـــــــا الــــــســـــــنـــــــيــــــا

غـــــــداة طـــــــويــــــتـــــــهـــــــا يــــــوم الـــــــزهــــــاوي(٣)يـــــــجــــــاذبــــــهـــــــا الحــــــنـــــــ شــــــجـى أبــــــيــــــا

كــــــثــــــيـب راح يــــــســــــتــــــهـــــــوي كــــــثــــــيــــــبــــــاكــــــثـــــــغـــــــر غـــــــاص فـي ثـــــــغـــــــر قـــــــصـــــــيــــــا

زنــــــــــــابـق فــي هــــــــــــوادج بــــــــــــاســــــــــــمـــــــــــاتســــــكـــــــ الـــــــطــــــيـب عـن طــــــيـب شــــــهـــــــيــــــا

✸✸✸✸✸✸✸✸

( (١) إشارة الى قصيدته (تحية فلسط(٢) إشارة الى قصيدة الأخطل وعنوانها «على ضفاف بردى» قال:

رفــــــعـــــوا الــــــشـــــآم عــــــلي الــــــصـــــفــــــائح والــــــنـــــدىوبـــــــنــــــــوا مـن الــــــــصـــــــلــــــــبــــــــان بـــــــيـت الــــــــضـــــــاد

(٣) وقال: في قصيدته في الزهاوي:ــــــــــــــســــــــــــــــــــــاءلـــــــــــــــــــــون وقـــــــــــــــــــــد رأوا يــــــــــــــــــــــتـــــــ

ـــــــــــــــــلـــــــــــــــــوح فــي شـــــــــــــــــحـــــــــــــــــوبـي قـــــــــــــــــيــس ا

- ٤٨٠ -

ألـــــــــبـــــــــنـــــــــان الـــــــــعـــــــــنـــــــــادل! أي صـــــــــوتولـم تـــــــنـــــــشـــــــره ســــــــحـــــــرا بـــــــابـــــــلـــــــيـــــــا?

ــــــــــشـــــــــارق! أي مـــــــــجـــــــــد ألــــــــــبـــــــــنـــــــــان اأثـــــــــــــــــــيــل لـم تـــــــــــــــــــرتــــــــــــــــــــلـه رويـــــــــــــــــــا?

ألـــــــــــــبــــــــــــنـــــــــــــان الجـــــــــــــراح! وأي جــــــــــــرحبـــــــــقـــــــــدسـك لـم تـــــــــضـــــــــمـــــــــده طـــــــــريــــــــا?

كــــــــــأن الــــــــــلـه أنــــــــــزلـك ابــــــــــتــــــــــســــــــــامـــــــــاوشــــــــعــــــــرا لا يــــــــبــــــــارى أخــــــــطــــــــلــــــــيـــــــا

✸✸✸✸✸✸✸✸

جــــــــــوارحـك الــــــــــرهـــــــــــاف رفــــــــــيـف وجــــــــــدوشـلال تـــــــــــــكـــــــــــــســـــــــــــر لـــــــــــــؤلـــــــــــــؤيــــــــــــا

عـــــــلى صـــــــلــــــد يــــــســـــــلــــــســـــــله عـــــــبــــــيــــــراويـــــــطــــــــرحه بـــــــســــــــاطـــــــا ســـــــنـــــــدســـــــيـــــــا

قـــــــريــــــــضـك مــــــــوسـم الأعـــــــيــــــــاد يــــــــبــــــــقىكـــــــرش الـــــــزهــــــــر يـــــــنـــــــدى عــــــــنـــــــبـــــــريـــــــا

عـــــــلــــــيـك الــــــوحـي آن الــــــشـــــــعــــــر يــــــهـــــــميمــن الأبـــــــــــعـــــــــــاد بــــــــــــلـــــــــــورا هـــــــــــويـــــــــــا!

ــــــــــــــــجـــــــــــــــد تـــــــــــــــاج إلـــــــــــــــيــك الأرز خـف الـــــــــــيـك الــــــــــــتـــــــــــاج أرزا ســــــــــــرمـــــــــــديـــــــــــا

تــــــــكـــــــســــــــرت الــــــــرمـــــــاح حــــــــطــــــــام دهـــــــرويــــــبـــــقـى الــــــدهـــــر رمــــــحــــــا ســـــمــــــهــــــريـــــا

بــــــعــــــيـــــدك قــــــد ســــــفــــــحـت شـــــذى «ورودي»ورويـت الــــــــــــــدنــى دنــــــــــــــا مــــــــــــــلــــــــــــــيــــــــــــــا

بديع شبلي✸✸✸✸

- ٤٨٧ -

خبــا البــــرقنبيه سلامة

خـــــــــــــــيــــــــــــــالــك مــــــــــــــا لــه فـي الأفــق حــــــــــــــدوشـــــــــعــــــــرك مـــــــــالـه في الـــــــــشــــــــعـــــــــر نــــــــد

ســـــــمـــــــوت الى الـــــــقـــــــريض فـــــــكـــــــنت فـــــــيهأمـــــــيــــــــرا حــــــــولـك الـــــــشــــــــعــــــــراء جــــــــنـــــــد

✸✸✸✸✸✸✸✸

تجـــــــــــــاوب فـي الــــــــــــبــلاد صــــــــــــدى نــــــــــــعـيكـــــــــــأن خــــــــــفــــــــــيـه فـي الـــــــــــســــــــــمـع رعــــــــــد

خـــــبــــــا «الـــــبـــــرق» الـــــذي بــــــهـــــر الـــــبـــــرايـــــاوأخـــــــــفـق مـــــــــرقـم ونـــــــــبـــــــــا الـــــــــفـــــــــرنـــــــــد

تــــــعــــــلق بــــــالــــــعــــــروبــــــة واصــــــطــــــفــــــاهــــــاـــــــــعــــــــد وقـــــــــال بـــــــــحــــــــمـــــــــدهـــــــــا مـــــــــا لا ي

وأنـــــشــــــد في مـــــحــــــاســـــنـــــهـــــا نــــــظـــــيـــــمـــــاتــــــــنـــــــــازع طـــــــــيــــــــبـه خـــــــــمــــــــر وشـــــــــهــــــــد

فـــــــــــلـــــــــــيـس الأرز مـن يـــــــــــبـــــــــــكـي حـــــــــــدادابـــــــــــــكـل مـــــــــــــديـــــــــــــنـــــــــــــة نـــــــــــــوح وحــــــــــــد

ـــــــــــــآقـي بــلاد الـــــــــــــعـــــــــــــرب دامــــــــــــــيـــــــــــــة اوبــــــــــــ ضـــــــــــلـــــــــــوعــــــــــــهـــــــــــا ألـم ووقـــــــــــد

إذا هـــــــــــــــبـت عــــــــــــــــلـى الــــــــــــــــربـــــــــــــــان ريـحفـــــــــكـل الــــــــركـب لـــــــــلـــــــــبــــــــلـــــــــوى مـــــــــعــــــــد

✸✸✸✸✸✸✸✸

راحل البرازيلية كانون الثاني ١٩٦٩ العدد ١٥٠ السنة ١٤. < ا

- ٤٨٨ -

ـن تـــــــــــــربــع فـي الأعـــــــــــــالـي عـــــــــــــجــــــــــــــبـت يـــــــــــــدحــــــــــــــرجــه لجــــــــــــــوف الأرض لحـــــــــــــد

وتـــــــزدحـم الـــــــصــــــخـــــــور لـــــــكـــــــبـت صــــــوتكـــــــأن الـــــــصــــــــخـــــــر لـــــــلــــــــصـــــــداح قـــــــيـــــــد

ومــــــا حـــــجـــــروا الـــــطـــــيـــــور عـن الـــــتـــــغـــــنيوفـي أقـــــــفـــــــاصـــــــهـــــــا الأطـــــــيـــــــار تـــــــشــــــدو

فـــــــــأنت تـــــــــظـل أنـت كـــــــــمــــــــا عـــــــــهـــــــــدنــــــــاوبــــــــــنــــــــــدك فـي ذرى الإلــــــــــهــــــــــام بــــــــــنــــــــــد

تــــــــصـــــــــعــــــــد مـن ظـلام الــــــــقـــــــــبــــــــر نــــــــوراــــــــــــور بـــــــــــــضــــــــــــوئـه ســـــــــــــهـل ونجــــــــــــد

بــــــحـــــــقك هـل نــــــظـــــــرت الى الـــــــصــــــبــــــايــــــايـــــــــقـــــــــرح جــــــــفـــــــــنــــــــهـــــــــا دمع وســـــــــهــــــــد

وكــــــــنـت بــــــــحـــــــــبــــــــهـن صـــــــــريـع لــــــــيـــــــــلىـــــــــــــــشــــــــــــــد وهـن إلـــــــــــــــيـك أعـــــــــــــــنــــــــــــــاق ت

وكـم أســــــــمــــــــعت فــــــــاتــــــــنــــــــة مــــــــديــــــــحـــــــافـــــــــأشـــــــــرق وجـــــــــهـــــــــهـــــــــا وازور نـــــــــهــــــــد

كـــــــــأن الـــــــــفـــــــــاتـــــــــنـــــــــات مـن الـــــــــعـــــــــذارىفـــــــــــــــــــــراشـــــــــــــــــــــات تحـــــــــــــــــــــوم وأنــت ورد

بـــــــديـــــــعـك لـــــــلــــــــحـــــــســـــــان نـــــــدى رطــــــــيبوهـن لــــــــــقــــــــــولـك الـــــــــفــــــــــتـــــــــان صــــــــــيـــــــــد

✸✸✸✸✸✸✸✸

تـــــــثـــــــاءبـت الـــــــكــــــــؤوس فـــــــمـن الـــــــيـــــــهـــــــاوبـــــــــيــــــــــنــــــــــكـــــــــمــــــــــا مـــــــــخــــــــــادنـــــــــة وود

فــــــــمـن رشـــــــفــــــــاتـــــــهــــــــا لــــــــلـــــــجــــــــسم روحومـن نــــــــــيـــــــــرانــــــــــهــــــــــا لــــــــــلــــــــــروح بـــــــــرد

- ٤٨٩ -

تــــشــــعـــــشع كــــالـــــنــــجــــوم فـــــتــــلــــتـــــقــــيــــهــــاكــــــطـــــــفل لارتـــــــشـــــــاف الــــــنـــــــهــــــد يـــــــعــــــدو

كــــــــــأن رضـــــــــابــــــــــهــــــــــا مــــــــــفــــــــــتــــــــــاح أفقوفـي الآفـــــــــــــاق لـــــــــــــلـــــــــــــشـــــــــــــعـــــــــــــراء ورد

ومـــــــا ظــــــفـــــــرت بــــــبـــــــاب الــــــســـــــر يــــــومــــــاــــــــا تــــــــود ومــــــــنـــــــــهــــــــا قـــــــــد ظــــــــفـــــــــرت

✸✸✸✸✸✸✸✸

تـــــــطـــــــالـــــــعـــــــنـــــــا بــــــشـــــــعـــــــر عـــــــبـــــــقــــــريعـــــــــلـــــــــيـه مـن نــــــــــســـــــــيـج الـــــــــوحـي بـــــــــرد

تــــــــعـــــــــالج مــــــــا تـــــــــشــــــــاء من الـــــــــقــــــــوافيوتـــــــمـــــــتـــــــلـك الــــــقـــــــلـــــــوب وتـــــــســـــــتـــــــبــــــد

دمــــــــــاغـك روضــــــــــة والــــــــــشــــــــــعــــــــــر زهـــــــــروروضــك فـي جـــــــــــنــــــــــــان الحــــــــــــسـن فـــــــــــرد

تــــــــــــــوزعـه عـــــــــــــلــى الآفـــــــــــــاق عـــــــــــــطـــــــــــــرايـــــــــفــــــــوح عـــــــــبــــــــيـــــــــره ويــــــــضـــــــــوع نــــــــد

وإن ســـــــــــئـل الـــــــــــبـــــــــــيـــــــــــان عـن المجـــــــــــلـيتـــــــــــــشــــــــــــيــــــــــــر الـــــــــــــيـك ألحــــــــــــاظ ويــــــــــــد

✸✸✸✸✸✸✸✸

قــــــــحـــــــمت خــــــــزائن الــــــــتـــــــاريخ تــــــــســـــــعىالى خــــــــــيـــــــــر الـــــــــتــــــــــراث وتـــــــــســـــــــتـــــــــرد

جــــــلـــــــيــــــسـك في الـــــــشــــــراب «أبــــــونــــــواس»وحـــــــــــبـك مـن هــــــــــــوى «عـــــــــــمــــــــــــر» أشـــــــــــد

صـــــحـــــبت «الـــــبــــحـــــتـــــري» عــــلـى صــــعـــــيــــدتــــــــمـــــــــده بــــــــالــــــــبــــــــديـع وتــــــــســــــــتــــــــمــــــــد

- ٤٩٠ -

ولـم تـك دون «أخــــــــطـــــــلـك» انــــــــتــــــــفــــــــاضـــــــا

ورب مـــــــــشـــــــــبـه كـــــــــالــــــــــشـــــــــبـه يـــــــــغـــــــــدو

أعـــــــدت لــــــعـــــــصــــــرنـــــــا كــــــنـــــــز الــــــقـــــــدامى

فــــــأســـــفــــــر بــــــعـــــد طــــــول الحــــــجب مــــــجـــــد

نـــــــســــــور الـــــــشــــــعـــــــر حــــــبـــــــات بــــــعـــــــقــــــد

وضــــــمـك بــــــيــــــنــــــهــــــا لــــــلــــــخــــــلــــــد عــــــقــــــد

نبيه سلامة

✸✸✸✸

- ٤٩١ -

فكنت كطود للبيان على طودفيليب لطف اللهرئيس جامعة القلم - البرازيل

أمـــــــيـــــــر وهـل بــــــعـــــــد الإمـــــــارة مـن مـــــــجــــــدفــتـــعـــلـــو عـــلى الأمـــجـــاد مـــجـــدا عــلـى مـــجــد

أمـــــيــــــر الـــــقـــــوافـي كم جــــــديـــــد نـــــســــــجـــــتهفـــــجــــــاء فـــــريــــــدا زاهــــــيـــــا نــــــاصع الــــــبـــــرد

وكـم غـــــادة حــــــســـــنـــــاء حــــــ جـــــلــــــوتـــــهـــــاتــــبـــدت لــــنـــا «فــــيـــنــــيس» بــــالحـــسن والــــقـــد

رســـــمـت ورود الـــــروض طـــــيـــــبـــــا ونـــــضـــــرةفــــبــــان جــــمــــال الـــروض بــــالــــطــــيـب والـــورد

وأبـــــــدعت فـي فـــــــرخي حـــــــمـــــــام لــــــنـــــــاهــــــدفــــكــــادت تــــمـس الــــكـف تــــكــــويـــــرة الــــنــــهــــد

وعــــــلــــــمـت بــــــالجــــــفن الــــــكــــــحــــــيـل وغــــــزلهمــــحـــبـــا فـــكــــان الـــغـــزل مــــجـــلـــبــــة الـــســـهـــد

وبـح نـــــــــــداء الحـب فـي قـــــــــــبـل الـــــــــــهـــــــــــوىـن والــــشـــــهــــد تـــــبــــادلـــــهـــــا الــــعـــــشــــاق كـــــا

ـــــــبــــــلــــــة تـــــــكــــــاثـــــــرت الألــــــوان فـي شــــــكـل قمــــطـــــيـــــبــــة مـــــعــــســـــولــــة الـــــثــــغـــــر والخــــد

وخــــضـت بــــحــــار الحب فـي وصف غــــيــــدهــــاـــــد فــــــجـــــاشـت بــــــحـــــار الحـب بـــــالجــــــزر وا

راحل البرازيلـية كانون الثـاني ١٩٦٩ العدد ١٥٠ السنـة ١٤ ألقيت في حفل تأبـ الأخطل الصغير < االذي أقامته (جامعة القلم) في البرازيل..

- ٤٩٢ -

فــــكم عـــــاشق في الـــــبــــحــــر ألـــــقى ســــفـــــيــــنهفــــــشـق عــــــبــــــاب الـــــــيم بــــــالحـب والــــــوجــــــد

فـــعــــهـــدك عـــهـــد الــــشـــعـــر والحـب والـــصـــبـــاظـــهـــرت أمــــيـــر الـــشـــعـــر أعـــجـــوبـــة الـــعـــهـــد

وصـــــــفـت جـــــــمـــــــال الأرز فـي ســـــــفح طـــــــودهفـــــكــــــنت كـــــطــــــود لـــــلــــــبـــــيـــــان عــــــلى طـــــود

وألـــــبــــــســـــته بــــــردا من الـــــشــــــعـــــر خـــــالـــــداتـــــألـق بـــــالإشـــــعـــــاع والحـــــسـن والـــــســـــعـــــد

لــــئـن كـــان نــــور الــــشــــعــــر هــــديــــا وحــــكــــمـــةفـــــمـــــثـــــلـك مـــــوهـــــوب ومـــــثـــــلك مـن يـــــهــــدي

فـــــيـــــالـك فـــــنـــــانـــــا مـن الـــــســـــحـــــر صـــــنـــــعهتـــــفـــــردت بـــــالإلـــــهـــــام كـــــالجـــــوهـــــر الـــــفــــرد

تــــفــــوقت حـــــتى أصــــبـح الــــشــــعـــــر نــــغــــمــــةيــــرددهـــا الــــعــــشــــاق في الــــقــــرب والــــبــــعـــد

✸✸✸✸✸✸✸✸

حـــــــلـــــــوت عــــــلـى الأفـــــــواه لحـــــــنـــــــا مــــــرددايــــطـــيـب عـــلى الأســــمـــاع والــــقــــلب والـــكــــبـــد

مـــــلـــــكـت يــــراعـــــا لـــــيس لـــــلـــــســـــيف فـــــعـــــلهرهـــيـــفـــا لـــيـــوم الـــضـــيـم يـــقـــطع في الـــغـــمـــد

فـــــــإن رمــــــــته لــــــــلـــــــســــــــلم كــــــــان رســـــــالـــــــةولـــلــــحــــرب ســـيــــفــــا مـــاضــــيــــا قـــاطـع الحـــد

خـــــدمـت به الأعـــــراب بــــــالـــــعـــــرب مـــــؤمـــــنـــــابـــــــأن بـلاد الـــــــعـــــــرب مـــــــنـــــــبـــــــتـــــــة الأســــــد

وأن حــــــــمــــــــاة الــــــــعــــــــرب عــــــــرب أشـــــــاوسســـــــــتـــــــــرفـع لـلأعـــــــــراب ألـــــــــويـــــــــة المجـــــــــد

- ٤٩٣ -

وأن جـــــــيــــــوش الـــــــعــــــرب عــــــقـــــــد مــــــنـــــــظمــــــســـــــدد بــــــالـــــــرشــــــد وحـــــــبـــــــاته الـــــــرأي ا

فـــــبــــــان لـــــنـــــا بــــــالجـــــهـل قـــــيـــــدت لــــــيـــــوثهوأضــــحى بــــســـوء الــــرأي مـــنــــفــــرط الـــعــــقـــد

ولـــــــــكن عـــــــــلى الأيـــــــــام لــــــــلــــــــثــــــــار ثــــــــورةتــــوحــــد فــــيــــنــــا الــــرأي بــــالحــــزم والحــــشـــد

فـــتـــقـــضـي عـــلى صـــهــــيـــون في عـــقـــر دارهـــامــــشــــتــــتــــة الأهــــداف والــــشــــعـب والــــقــــصـــد

✸✸✸✸✸✸✸✸

نـــــظـــــمت فـــــجـــــاء الــــشـــــعـــــر درا مـــــنـــــضــــداوإن جـــــمـــــال الـــــشـيء يـــــظـــــهــــــر بـــــالـــــضـــــد

أطـــــــال الألى فـي الــــــنــــــظـم ذيـل قــــــصــــــائــــــد ولــــيس يــــقــــاس الــــشــــعــــر في كــــثــــرة الــــعـــد

فـــــمــــا الـــــشـــــعــــر إلا مـــــا يـــــهــــز شـــــعـــــورنــــاويـــــنــــفـــــذ طي الـــــنـــــفس بـــــالــــدفء والـــــبــــرد

هـــــو الـــــســــحـــــر والإلــــهـــــام والحب والـــــوفــــابـــــهـــــا طـــــوقــــــتك الأم بـــــالــــــصـــــدر والـــــزنـــــد

رضـــعـت حـــلــــيب الــــوحي من طــــيب ثــــديـــهـــاــــهــــد لــــلــــحــــد فــــغــــذيــــتـــــهــــا نــــفــــســــا مـن ا

ــــهــــد شــــاعـــرا خــــلــــقت أمــــيـــر الــــشــــعــــر بـــاــــــــهـــــــد يــــــــرافـــــــقـك الإلــــــــهــــــــام مـن هــــــــزة ا

وخــــلـــــفت لـــــلــــفـــــصــــحـى تــــراثـــــا مــــخـــــلــــدافــــــأجـــــرك عـــــنــــــد الـــــلـه في جـــــنــــــة الخـــــلـــــد

فيليب لطف الله✸✸✸✸

- ٤٩٤ -

ابيض

- ٤٩٥ -

ويستطيل على أحرارها الدخلجورج رشوان

قـــالــــوا «دهى لـــلـــعــــرب دهـــيـــاء» فـــقــــلت لـــهملا يــــــــــأس فـــــــــالــــــــــدهـــــــــر فـي أحــــــــــواله دول

وكـل مــــا الــــســــيف فـي الــــهــــيــــجــــاء يــــأخـــذهيــــــرد بــــــالــــــســــــيف والأشــــــيــــــاء تــــــنــــــتــــــقل

قــــالـــــوا «أشـــــد وأدهى» قـــــلـت هل ســـــكـــــنــــواـــــة واســـــتــــــهـــــواهـم الـــــفــــــشل الـى الـــــهــــــز

قـــالــــوا «هي الــــضـــاد ثــــكـــلى» قــــلت ويــــحـــكمإذا بــــــــلـــــــبـــــــنــــــــان هـــــــذا الحـــــــادث الجــــــــلل

وهـل بــــغـــــيـــــر أمــــيـــــر الـــــشـــــعــــر فـــــاجـــــعــــةتـــــهـــــتـــــز مـن وقـــــعـــــهــــــا الأقـــــطـــــار والـــــدول

✸✸✸✸✸✸✸✸

نـــــعـــــاه لـــــلـــــعـــــرب الــــنـــــاعـــــون فـــــازدحـــــمتفي بـــــــابـه الــــــرجـل والــــــركـــــــبــــــان والـــــــرسل

مـــــــــضـى وســــــــاعـــــــــة واروه بـــــــــحـــــــــفـــــــــرتهبـــكى «الـــهـــوى والـــشـــبـــاب» الـــغـض والـــغــزل

ولـــــلــــقـــــوافي انـــــقــــبـــــاض عــــنـــــد مـــــصــــرعهــــــا كــــــان يــــــدعــــــوهــــــا فــــــتــــــمــــــتــــــثل وطــــــا

راحل البرازيلـية كانون الثـاني ١٩٦٩ العدد ١٥٠ السنـة ١٤ ألقيت في حفل تأبـ الأخطل الصغير < االذي أقامته (جامعة القلم) في البرازيل..

- ٤٩٦ -

تــــلك الـــــقــــوافي الــــعـــــذارى حــــ أرســــلــــهــــاـــــثل ســـــارت كـــــمــــا ســـــار مــــا بـــــ الــــورى ا

طــــــلــــــيــــــقــــــة كــــــلــــــمــــــا الحــــــادي يــــــرددهـــــاتـــــــكـــــــاد تحـــــــدو مـع الحـــــــادي بـــــــهـــــــا الإبل

✸✸✸✸✸✸✸✸

مـــــضـى الأمـــــيــــــر كـــــبــــــيـــــرا مـــــثـل ســـــالــــــفهمن لـــــــــلـــــــــخـلافـــــــــة هـل بـــــــــاق لـــــــــهـــــــــا أمل

وإن تـــــكن فـــــيـــــهـــــمـــــا صـــــحـت مـــــبـــــايـــــعــــة? أم تــــــــأمــــــــر الخـــــــول فــــــــهـل تــــــــصـح غــــــــدا

عـــــجــــــبـت لــــــلـــــشــــــعــــــر لا يــــــلــــــغي إمــــــارتهوقـــــــد تــــــخـــــــالــــــطـت الأجــــــيـــــــاد والــــــهـــــــمل

إن كـــــان لــــــلـــــشـــــعــــــر أن يـــــغـــــزى بــــــدولـــــتهويــــــســــــتــــــبــــــاح إذا فـــــــلــــــيــــــســــــلـم الــــــزجل

ولــــــيــــــســــــقـط الــــــشــــــعـــــــر لا وزن ولا نــــــسقـــــــــــــــــــلــي ولا حـــــــــــــــــــلـل ولا قــــــــــــــــــواف ولا ح

ذاك «الجـــــديـــــد» الـــــذي ســـــمـــــوه مـــــعـــــجـــــزةوجـل مــــــــــــا فــــــــــــيـه فـــــــــــــنــــــــــــا أنـه جــــــــــــمـل

تـــــأبـى عـــــلـــــيـــــنـــــا الـــــقـــــوافي أن نـــــتـــــيـح لهفـــــســــحـــــا بــــنـــــا كــــره الـــــشــــذاذ أم قـــــبــــلــــوا

✸✸✸✸✸✸✸✸

ـــا احـــتـــمـــلت مـــضى ومــــأســـاته الـــكـــبــــرى أم الــــــلــــــغـــــــات من الـــــــفــــــوضى وتحـــــــتــــــمل

غـــــــنـى الـــــــعـــــــروبــــــــة حـــــــرا في عــــــــروبـــــــتهوكم عــــــــروبــــــــة قــــــــوم نــــــــصــــــــفــــــــهــــــــا زغل

- ٤٩٧ -

أدى الــــنــــصـــــيــــحــــة لا يــــبــــغـي بــــهــــا جــــملاــــــا أدى ولا حـــــــفــــــلــــــوا فـــــــلم يـــــــبــــــالـــــــوا

رأى الــــعــــروبــــة تــــشــــقى في حــــمــــاســــتــــهــــا

الـــــوفـق يـــــعـــــوزهــــــا لا الـــــســـــيـف والـــــبـــــطل

والـــقـــدس في قـــبــضـــة الـــطـــاغــ شـــاخـــصــة

الـى الحــــــدود وقــــــد ضــــــاقت بــــــهــــــا الحــــــيل

✸✸✸✸✸✸✸✸

بـــــــكـى وأغـــــــمض عـــــــيـــــــنـــــــيه يـــــــودعـــــــهــــــا

وقـــــــال أرحـل عـــــــنـــــــهـــــــا كـــــــالألـى رحـــــــلــــــوا

ولا أرى الــــــعـــــلج يــــــلـــــهـــــو فـي حـــــرائـــــرهـــــا

ويـــــســــــتــــــطــــــيل عــــــلـى أحـــــرارهــــــا الــــــدخل

جورج رشوان «ريو دي جانيرو»

✸✸✸✸

- ٤٩٨ -

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــض ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ٤٩٩ -

شــاعر الأحـــلامعلى ضريح الأخطل الصغير

زكي قنصللا الــــــــــشــــــــــمـس هــــــــــاويــــــــــة ولا الــــــــــهـــــــــرم

الــــــــــــــثــــــــــــــاكـلان الحــــــــــــــرف والـــــــــــــقــــــــــــــلـمســــــــكـت الــــــــهــــــــزار فــــــــكـل مــــــــصــــــــطـــــــــفق

فـي الـــــــــــروض يــــــــــــخـــــــــــنــق صـــــــــــوتـه الألـموخــــــبـــــــا الـــــــشـــــــعـــــــاع فـــــــكـــــــلـــــــنـــــــا وجف

وذوى الـــــــــــربـــــــــــيـع فـــــــــــكـــــــــــلـــــــــــنــــــــــا وجـمقـــــــــالــــــــــوا قــــــــــضـى مـن عـــــــــمــــــــــره وطـــــــــرا

فـــــــــأجــــــــبـــــــــتـــــــــهـم لا يـــــــــهـــــــــرم الـــــــــنـــــــــغملــــــبــــــكــــــيـت لــــــو أحــــــيــــــا الــــــبــــــكــــــاء رجــــــا

لا أن يــــــــــــــــــــــردك مـــــــــــــــــــــــدمــع ســـــــــــــــــــــــجــممـــــــــا أبـــــــــخـل الــــــــــدنـــــــــيـــــــــا لآمــــــــــلـــــــــهـــــــــا

خـــــــــاب الــــــــذي بـــــــــالــــــــوهـم يـــــــــعــــــــتـــــــــصمـــــــــــا حــــــــــرج تـــــــــــعـــــــــــطـي وتــــــــــنـــــــــــدم دو

مـــــــــا ضـــــــــر لـــــــــو لم يـــــــــثـــــــــنـــــــــهـــــــــا نــــــــدممــــــــــــا أن تـــــــــــرف نــــــــــــدى وعــــــــــــافــــــــــــيـــــــــــة

حــــــــتى يــــــــوج بــــــــشــــــــدقــــــــهــــــــا الــــــــضـــــــرمحـــــــــســـــــــنـــــــــاتـــــــــهـــــــــا غـــــــــيـم ولا مـــــــــطــــــــر

وشـــــــــرورهـــــــــا فـي لـــــــــطـــــــــفـــــــــهـــــــــا حـــــــــمم

راحل البرازيلية كانون الثاني ١٩٦٩ العدد ١٥٠ السنة ١٤ - ا- ألقيت في حفل تأب الأخطل الصغير الذي أقامته (جامعة القلم) في البرازيل.

- ٥٠٠ -

صــــــبـت عــــــلى الــــــشــــــعـــــراء نــــــقــــــمــــــتــــــهـــــافــــــــــالأرض مـــــــــــســــــــــبـــــــــــعــــــــــة وهـم غــــــــــنـم

يــــــــزهـــــــــو عــــــــلـــــــــيــــــــهـم بـــــــــالــــــــريـــــــــال عمويــــــــــــســــــــــــوطــــــــــــهـم بــــــــــــغــــــــــــروره قـــــــــــزم

ــــــــــا فـي قــــــــــلــــــــــوبــــــــــهم يــــــــــعــــــــــطــــــــــون أيـن الــــــــــذي يـــــــــــعــــــــــطـي ويــــــــــبــــــــــتــــــــــسـم?

يــــــــــعـــــــــطــــــــــون ثـم يــــــــــعـق فـــــــــضــــــــــلــــــــــهميــــــا لــــــيــــــتــــــهـم يــــــا لــــــيــــــتــــــهم عــــــقــــــمــــــوا

خــــــــدعــــــــوا بــــــــأوهــــــــام الخــــــــلــــــــود فــــــــهلــــــــحــــــــمــــــــد الــــــــورم يــــــــروي الــــــــســــــــراب وي

خـــــــــلـــــــــقــــــــــوا عـــــــــوالـم مـن خـــــــــيـــــــــالــــــــــهمزهــــــــــــــراء بـــــــــــــــالأضــــــــــــــواء تـــــــــــــــتــــــــــــــسـم

الحــب فـي مـــــــــــلــــــــــــكـــــــــــوتـــــــــــهــــــــــــا مـــــــــــلـكوالحـــــــــسـن فـي مـــــــــحــــــــــرابـــــــــهـــــــــا صــــــــــنم

لا مـــــــــكــــــــــر لا بـــــــــغــــــــــضـــــــــاء لا حــــــــــســـــــــدفـي رحـــــــــــــبــــــــــــهــــــــــــا لا نـــــــــــــهـب لا نــــــــــــهـم

لا عـــــــــبـــــــــد يـــــــــخــــــــشـى ســـــــــوط ســـــــــيــــــــدهلا ســـــــــيــــــــد فـي الـــــــــعــــــــبــــــــد يـــــــــحــــــــتـــــــــكم

ــــــــريــــــــــــــــعــــــــــــــــتــــــــــــــــهـم الأرض دار فـي شــــــــوالـــــــنــــــــاس أهـل الـــــــدار وانــــــــقـــــــســــــــمـــــــوا

✸✸✸✸✸✸✸✸

يـــــــــــــا شـــــــــــــاعـــــــــــــر الأحــلام هـل رقـــــــــــــصـتإلا عـــــــــــــــــــلـى نـــــــــــــــــــغــــــــــــــــــمــــــــــــــــــاتــك الأكـم

دنـــــيــــــا الــــــعــــــروبــــــة كــــــنـت بــــــلــــــبــــــلــــــهـــــاتــــــــشــــــــدو فـــــــــتــــــــضــــــــحـك مــــــــقــــــــلـــــــــة وفم

- ٥٠١ -

غــــــــنــــــــيــــــــتــــــــهــــــــا م الــــــــشـــــــــعــــــــر أعــــــــذبهلا يــــــــســــــــتــــــــوي الــــــــشــــــــحــــــــرور والــــــــرخم

نجـــــــــــواك فــي الـــــــــــســـــــــــراء قـــــــــــافـــــــــــيـــــــــــةتــــــــنــــــــدى وفي الــــــــضــــــــراء تــــــــضــــــــطــــــــرم

وزعـت قـــــــــلــــــــــبـك فـي مـــــــــنــــــــــاكـــــــــبــــــــــهـــــــــاوكــــــــذا يــــــــكــــــــون الـــــــــشــــــــاعــــــــر الــــــــعـــــــــلم

الـــــــــعــــــــــبــــــــــقـــــــــريــــــــــة لا حـــــــــدود لــــــــــهـــــــــاــــــجــــــمـــــوا فـــــلــــــيــــــخـــــجـل الـــــنــــــعــــــاب ولـــــي

ـــــــــــحـــــــــــصــــــــــــر الـــــــــــشـلال فـي قـــــــــــدح هـل يهـل تــــــــكـــــــتــــــــفـي بــــــــالحـــــــقــــــــلــــــــة الــــــــديم?

جـــــــمــــــــعـت ديــــــــار الـــــــعــــــــرب عــــــــاطــــــــفـــــــةــــــــــــهـــــــــــا رحـم فــي الـــــــــــنــــــــــــائـــــــــــبــــــــــــات و

مـن كــــــــان يـــــــــزعـم أنــــــــهــــــــا اخـــــــــتــــــــلـــــــــفتهــــــــــــدفــــــــــــا فــــــــــــقـــــــــــد زلــت بـه الــــــــــــقـــــــــــدم

الـــــــفـــــــرق فـي الأشــــــــكـــــــال مـــــــنــــــــحـــــــصـــــــركـــــــــــالجــــــــــود مـن أســـــــــــمــــــــــائـه الـــــــــــكــــــــــرم

آيـــــــــــات شــــــــــعــــــــــرك لا نـــــــــــفــــــــــاد لــــــــــهــــــــــاوخـــــــنـــــــافـس الـــــــرمـــــــزيـــــــة انـــــــصـــــــرمـــــــوا

فــــــــرضـــــــوا عــــــــلـى الأغــــــــرار بــــــــدعــــــــتــــــــهمثـم انــــــــــــطـــــــــــوت وتــــــــــــقــــــــــــلـص الـــــــــــوصـم

أقــــــــســــــــمـت لم أســــــــمـع ســــــــفــــــــاســــــــفــــــــهمإلا حـــلا فـــي أذنـــي الـــــــــــــــــــــــــــــصـــــــــــــــــــــــــــــمــم

ســـــــــــاء الجـــــــــــديـــــــــــد وخـــــــــــاب قــــــــــائـــــــــــلـهلا الــــــــعـــــــــرب تـــــــــفـــــــــهــــــــمـه ولا الـــــــــعـــــــــجم

- ٥٠٢ -

قــــــــولـــــــوا لــــــــهـم رفــــــــقـــــــا بــــــــأدمــــــــعــــــــنـــــــالـم يـــــــــــــبـق ثـــــــــــــأر بــــــــــــيـــــــــــــنــــــــــــنــــــــــــا ودم

الـــــــــلـه يـــــــــرحـــــــــمـــــــــنـــــــــا ويـــــــــرحــــــــــمـــــــــهملا نـــــــــحـن أذنـــــــــبــــــــــنـــــــــا ولا نــــــــــظـــــــــمـــــــــوا

✸✸✸✸✸✸✸✸

يــــــا شـــــاعــــــر الـــــفــــــصـــــحـى بـــــنــــــيت لــــــهـــــاصـــــــــرحـــــــــا تــــــــقـــــــــاصــــــــر دونـه الـــــــــهـــــــــمم

الــــــــــــشـــــــــــمـس تـــــــــــاج فـــــــــــوق مـــــــــــفـــــــــــرقـهوالـــــــــــــبــــــــــــــدر فــي شـــــــــــــرفــــــــــــــاتـه عــــــــــــــلـم

هـــــــــتــــــــفـت بـــــــــشـــــــــعـــــــــرك كـل صـــــــــادحــــــــةواحــــــــــتــــــــــال فـي تجــــــــــويــــــــــده الــــــــــبــــــــــكـم

قـل لـــــــلـــــــنـــــــعـــــــاة بـــــــكـــــــيـــــــتـم شـــــــطـــــــطــــــاقـــــــــبـــــــــر الـــــــــعـــــــــظــــــــيـم لـــــــــقـــــــــومـه حــــــــرم

أبــــــــقـى بــــــــنــــــــات الــــــــفــــــــكــــــــر قــــــــافــــــــيــــــــةوأعـــــــــــــــــــز أولاد الـــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــدى قـــــــــــــــــــلـم

زكي قنصل «بوينس آيرس»

✸✸✸✸

- ٥٠٣ -

الأخطــل الصغيـــرشكيب تقي الدين

مـع لـــــــــــفــــــــــيـف مـن مـــــــــــوطـن الأمـــــــــــجــــــــــادفــي بــلاد عــــــــــــــــــــــزيــــــــــــــــــــــزة كــــــــــــــــــــــبــلادي

أقـف الــــــــيــــــــوم وقـــــــــفــــــــة الأدب الــــــــثــــــــوريحـــــــــــــــقـــــــــــــــا هـــــــــــــــنـــــــــــــــا وفــي كـل نـــــــــــــــاد

من ضــــــمــــــيــــــري أهــــــديك تــــــاريـخ نــــــفــــــسيومـن الــــــــــــفــــــــــــكــــــــــــر حــــــــــــصــــــــــــة مـن زادي

رمض الـــــــشـــــــوق قــــــلـــــــبـــــــهــــــا فـــــــتـــــــبــــــدتكـــــــــــــــالــــــــــــــــدري الـــــــــــــــدري فــي الأنجـــــــــــــــاد

يـــــبـــــرق الـــــفـن فـي حـــــنـــــيـــــاتــــــهـــــا الـــــســـــوــــــــضـي كـــــــالــــــــطـــــــيـف فـي الأشـــــــهـــــــاد د و

واحــــــد يـــــــكــــــشـف الــــــبـــــــعــــــيــــــد مـــــــنــــــهــــــاوأخــي يـــــــــــــــــحـــــــــــــــــار فــي الأبـــــــــــــــــعــــــــــــــــاد

شـــــــاعــــــر يـــــــدفع الـــــــنــــــفـــــــوس الى الجـــــــلىوثــــــــــــــــــان يــــــــــــــــــغــــــــــــــــــار مــن كـل هــــــــــــــــــاد

ـلأ الحـــــــــــيـــــــــــاة انـــــــــــطـلاقــــــــــات واحـــــــــــد وثــــــــــــــــــان بـــــــــــــــــــكــــــــــــــــــاء فــي الأعــــــــــــــــــواد

وعـــــــــلـى كل مـــــــــورد يـــــــــرصـــــــــد الـــــــــيــــــــأسضـــــــــعـــــــــاف الــــــــــنـــــــــفــــــــــوس والاكـــــــــبـــــــــاد

راحل البرازيلية كانون الثاني ١٩٦٩ العدد ١٥٠ السنة ١٤ - ا- ألقيت في حفل تأب الأخطل الصغير الذي أقامته (جامعة القلم) في البرازيل.

- ٥٠٤ -

شـــــــــــــــاعـــــــــــــــري لــم تـــــــــــــــكــن وحـــــــــــــــقـك إلاعـــــــــــــــــبــــــــــــــــرا مــن خــــــــــــــــزائــن الأجــــــــــــــــداد

وعــــــرفـــــــنــــــاك مـــــــوردا فــــــاســـــــتــــــقـــــــيــــــنــــــامــــــبــــــدأ الــــــشــــــعـــــــر بل لــــــظــــــاه الــــــشــــــادي

وســــــمـــــعــــــنـــــاك مـــــنــــــشـــــدا فــــــســـــكــــــتـــــنـــــاــــــنى كــــــالــــــعــــــادي كــــــيف نــــــبــــــكـي عــــــلـى ا

ونــــــــــــــصـــــــــــــــلـي وألـف ألــف مــــــــــــــصــــــــــــــلـىكـــــــــــــحـــــــــــــيــــــــــــــارى الأيـــــــــــــام فـي الآمـــــــــــــاد

✸✸✸✸✸✸✸✸

مـــــــوطـن الأرز مــــــــعـــــــهــــــــد عــــــــلم الــــــــصـــــــبـــــــــــــــر وحــب الجـــــــــــــمـــــــــــــال فـي الأضـــــــــــــداد

يـــــــــقف الـــــــــفـن عــــــــنـــــــــده حــــــــاســـــــــر الــــــــرأس جــــــــــــلــــــــــــيــــــــــــا كــــــــــــغــــــــــــدوة الــــــــــــوراد

ويــــــــنــــــــادي مـن أصــــــــغــــــــريـه مـع الــــــــفــــــــجـــــــــر ســـــــعــــــــيـــــــدا نــــــــام الخـــــــلـي يـــــــنـــــــادي

ــــنــــمـــنـم في الــــصـــيـ يـــا جــــمــــال الـــصــــبـــا اــف عــــــــــلـى لحـن صــــــــــبــــــــــوة الحــــــــــصــــــــــاد

يـــــا جــــــمـــــال الـــــشــــــتـــــاء في مــــــوقـــــد الـــــذكــــــــــــرى عـــــــــلـى لحـن قــــــــــصــــــــــة الــــــــــعـــــــــواد

يــــــا جـــــمــــــال الـــــربــــــيع فـي الحـــــدر الــــــضـــــافـي حــــــيــــــاء عــــــلـى ضــــــمـــــــيــــــر الــــــصــــــادي

ــــــضـي الـــــــزمــــــان ونــــــبـــــــقى نـــــــحـن قــــــوم ـــــــرصـــــــاد من ضــــــــمـــــــيــــــــر الـــــــزمـــــــان بــــــــا

✸✸✸✸✸✸✸✸

- ٥٠٥ -

ويـك يـــــــــا أخــــــــطـل الـــــــــصـــــــــغــــــــيـــــــــر أمــــــــا

كـــــــنت لـــــــنـــــــا مــــــوعـــــــدا عـــــــلى مـــــــيـــــــعــــــاد

ــــــــيــــــــنـك شــــــــاد دولـــــــــة الــــــــشــــــــعــــــــر فـي

الـــــــفـــــــكــــــــر مـــــــنـــــــهــــــــا مـــــــدافـع الـــــــطـــــــراد

وتـــــــــــــنـــــــــــــادي مـع الحـــــــــــــيـــــــــــــاة ولـــــــــــــكـن

رائــــــــد الــــــــفـن عــــــــبــــــــرة فـي الــــــــتــــــــمــــــــادي

كـل شــــــــعـــــــــر لا يــــــــقــــــــلـب الــــــــوضـع بــــــــاق

فـي رقــــــــــــــاع الأوضـــــــــــــاع والأجــــــــــــــســـــــــــــاد

ـــــــقــــــيـــــــمــــــون فـي الــــــنــــــز يــــــتــــــغـــــــنـى به ا

ع حـــــــــــــيـــــــــــــاء وأســــــــــــــوة بـــــــــــــالحـــــــــــــادي

والــــغـــــنــــاء الحـــــيي كــــالـــــدفء والــــســـــلــــوى

ومــــــــــــــــوج الحـــــــــــــــــريــــــــــــــــر فــي الآحــــــــــــــــاد

كل فـــــــكـــــــر لا يـــــــخـــــــدم. الـــــــنـــــــور والـــــــنـــــــا

ـــــــــــــــعــــــــــــــدن الأصــــــــــــــفــــــــــــــاد ر حــــــــــــــري

ــــــــــــــــحـــــــــــــــــال الـى وا وحـــــــــــــــــري بـــــــــــــــــأن ن

كـــــــــــــــبــــــــــــــيـــــــــــــــر يـــــــــــــــئـن مــن أطــــــــــــــواد د

✸✸✸✸✸✸✸✸

ريـش الـــــــفـن كـــــــالخــــــــطـــــــاطـــــــيـف يـــــــذكـــــــيـ

ـــــــهـــــــا ســــــبــــــاق مـع شــــــوقــــــهـــــــا الــــــوقــــــاد

فــــــإذا مـــــــا هــــــوت عـــــــلـى مــــــتـــــــعب الـــــــغــــــا

ب أثــــــــــــــارت غــــــــــــــرائــــــــــــــز الحــــــــــــــســـــــــــــاد

فــــــاســــــتــــــفــــــاقـت من الــــــذهــــــول وقــــــد شــــــد

ــــــــــراد دت عـــــــــــلـــــــــــيــــــــــهـــــــــــا تــــــــــطـــــــــــفـل ا

- ٥٠٦ -

فـــــتـــــرى الــــــغـــــاب يـــــســـــتـــــعـــــيـــــد مـع الـــــفن

ن حــــــيـــــــاة نــــــشـــــــيـــــــطــــــة بـــــــالــــــتـــــــنــــــادي

وعـــــــــــــــــــــــــلــى كـــل ربـــــــــــــــــــــــــوة مــن ربــى الأر

ض جـــــــــــمـــــــــــال الــــــــــطـــــــــــرائـــــــــــد الآســــــــــاد

وعـــــــــــــلـى كـل مـــــــــــــشـــــــــــــرع جــــــــــــذوة الحـب

ـــــــــنـــــــــسـي فـي الأغـــــــــمـــــــــاد ب وحـــــــــقـــــــــد ا

شكيب تقي الدين✸✸✸✸

- ٥٠٧ -

عقد من القبلات ... تاجك!رسالة إلى أبي

عبدالله بشارة الخوري

مــن كــــــــــــــــــــان والـــــــــــــــــــده الأمــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــر

فـي مـــــــــوطـن الــــــــشــــــــعـــــــــر الــــــــكـــــــــبــــــــيــــــــر

ـــــــــــــــــــــزت عـــــــــــــــــــــلــى يــــــــــــــــــــــا ثـــــــــــــــــــــروة ع

ـــــــــــهـــــــــــا فــــــــــقـــــــــــيــــــــــر! مــــــــــثـــــــــــر وعــــــــــز ب

ــــــــــــــــــــنـي إنــي ولـــــــــــــــــــدت يــــــــــــــــــــضـــــــــــــــــــم

ـــــــــــــديــــــــــــر ـــــــــــــنـــــــــــــاغـــــــــــــيـــــــــــــنـي غ روض ي

مـــــــــــا أن شـــــــــــمـــــــــــمـت: فـــــــــــيـــــــــــا شـــــــــــذى

ــــــــــريــــــــــر! : فــــــــــيــــــــــا ح مــــــــــا أن لــــــــــمــــــــــمـت

ــــــــــــــســــــــــــــحــــــــــــــور أحـ ـي ا هـــــــــــــــو عــــــــــــــا

ــــــــــــــيــــــــــــــا فـــــــــــــيـه فـي جـــــــــــــاه أثـــــــــــــيـــــــــــــر

ــــــــــــــــــــــــبــل مــــــــــــــــــــــــا وأنــــــــــــــــــــــــا بــه - مـــن ق

ــــــــــهــــــــــيــــــــــر! كــــــــــونـت - مــــــــــغــــــــــمـــــــــــور ش✸✸✸✸✸✸✸✸

بـــــــــــــالـ ـــــــــــــنــــــــــــــ يــــــــــــــا زارع الـــــــــــــعــــــــــــــي

ــــــــــــريـــــــــــر: أحـلام طــــــــــــار بــــــــــــهـــــــــــا الــــــــــــس

< منشورة في كتيب خاص بذكرى الأخطل الصغير.

- ٥٠٨ -

مـــــــــجـــــــــد الــــــــــعـــــــــيـــــــــون جــــــــــمـــــــــيــــــــــعه

ــــــــــــــــــــفــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــر! ظــل لمجــــــــــــــــــــدك أو خ

مــــــن والــــــه مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ضــــــم فـــــي

ـــــــغـــــــيـــــــر»? عـــــــيـــــــنــــــــيه «أخـــــــطــــــــله الــــــــص

كـــــم مـــــن أخ لــــــي يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا أبـــــي

ـــــــــبـــــــــيـــــــــر بـــــــــالــــــــــورد يـــــــــحـــــــــلـف والـــــــــع

ألــــــــــــــــــــــــــــقــــــــــــــــــــــــــــاهــم فـــي جــــــــــــــــــــــــــــانــح

يــــــــــلــــــــــهــــــــــو ... وفـي كـــــــــرم يــــــــــطــــــــــيـــــــــر!✸✸✸✸✸✸✸✸

عـــــــــــــــقـــــــــــــــد مــن الـــــــــــــــقـــــــــــــــبـلات .. تـــــــــــــــا

ــــــــــــطـــــــــــــيــــــــــــر: جــك! دونـه الــــــــــــتـــــــــــــاج الخ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــو يـــــــــــــــــــــــــــــــــــا أولا فـــي الحــــب ! ي

م الحـب فـي الــــــــــــــنـــــــــــــاس الأخــــــــــــــيـــــــــــــر

عبدالله بشارة الخوري✸✸✸✸

- ٥٠٩ -

القسـم الثـالـثمصادر دراسة الأخطل الصغير

- ٥١٠ -

ابيض

- ٥١١ -

صـــادر : ا أولا

عارف ١٩٥٣. أ - ديوان الهوى والشباب دار ا

عارف بيروت ١٩٦١. ب - ديوان شعر الأخطل الصغير مؤسسة ألفونس بدران ودار ا

١٩٠٨ - ١٩١٤.ج - جريدة البرق: جريدة أسبوعية١٩١٨ - ١٩٢٩.جريدة يوميــــــة١٩٣٠ - ١٩٣٢.جريدة أسبوعية

د - إصدارات مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابط للإبداع الشعري:(*)

الأخطل الصغير - الديوان الكامل.

الأخطل الصغير - الأعمال النثرية.

الأخطل الصغير - الرسائل.

✸✸✸✸✸✸✸✸

ناسبـة إقامة دورتها السادسة «دورة الأخطل ؤسسة (*) جمعتها ورتبـتها د.سهام أبوجودة وأصدرتـها االصغير» بيروت ١٩٩٨

- ٥١٢ -

ثانيا : كتب خاصة بهالأخـطل الصـغيـر - حياته وأدبه مؤسـسة جـائزة عـبدالـعزيزأبوجودة سهام

سعود البابط للإبداع الشعري بيروت ١٩٩٨

الأخـطل الصـغـير بـ الـهوى والـشـباب والجـمال دار الـكتببرهومي خليلالعلمية بيروت - لبنان ١٩٩٣.

الأخـطل الـصـغـيـر شـاعـر الجـمـال والـزوال الـطــبـعـة الــثـالـثـةالحاوي إيليا

بيروت ١٩٨١

عارف مصر لا.ت.الدهان سامي الغزل دار ا

الأخــطل الـصــغـيـر دراســــــة تحـلـيــلـيـــة «شـعــراؤنـا» دارشرارة عبداللطيف

صــادر بيروت ١٩٦٥

شاعر الهوى والشباب مكتبة الخانجي مصر ١٩٥٤.فؤاد نعمات أحمد

الأخطل الصغير حياته وشعره دار الآفاق الجديدة بيروت ١٩٨٢.قميحة مفيد محمد

فهـارس البرق رسـالة مـاجستـير - دائـرة الدراسـات الشرقـية - جـامعةمسعد عمون يوسفالقديس يوسف بيروت ١٩٨٢ .

شرق بيروت ١٩٩١.مطر سهيل الأخطل الصغير دار ا

الــصــورة في شـعــر الأخــطل الــصـغــيـر دار الــفــكــر لــلــنــشــرمطلوب أحمد

والتوزيع عمان الأردن ١٩٨٥

- ٥١٣ -

أجل نـحن الـشـعراء رد عـلى كـتـاب الـريـحـاني أنـتم الـشـعراءمعوض أ. أ وسميرودفاع عن الأخطل سنة ١٩٣٣?.

الأخـطل الـصـغيـر أبـوعـبـدالـله بـشـارة الخوري مـنـشـوراتر نسيبسمر ١٩٤٨.

بــالـيه الـشـاعـر تحــويل قـصــيـدة «رثــاء شـوقي» إلى بــالـيه معيس محمد عثمانمقدمة للشاعر ص:٥-٨ الخرطوم ١٩٦٥.

هـجر لـتكـر أميـر الـشعـراء مجـموعـة خطبنخبة من الكتاب والشعراء مـهرجـان أدب اـهـرجــان ٥ تـشـرين الـثـاني ١٩٦١ في وقـصـائـد ألــقـيت في ا

«وست هول» بالجامعة الأميركية في بيروت.

مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابط للإبداع الشعري

كتاب أبحاث دورة الأخطل الصغير ١٩٩٨ بيروت ويتضمن(٨) أبــحـاث للأســاتـذة: أحــمـد قـدور إدريس بــلـمــلـيح أمــيـنـةفارس غصن خريستو نجم سالم خدادة عبدالله الغذامي

محيي الدين صبحي ياس الأيوبي .

✸✸✸✸

- ٥١٤ -

ثالثا : كتب تناولته بالبحث

الـرسوم «بـشـــــارة الخــــوري صـاحـب الـبـــــرق» ص٢٣-٢٧أبوشبكة الياسسنة ١٩٣١ .

ـعهد الفـرنسي للآثار الـشرقيةالترك نقولا مذكرات نـقولا الترك مـطبعة االقاهرة ١٩٥٠.

ـعـاصـر «بـشــارة الخـوري» ص: ٢٨٨ دارالرمادي جمال الدين من أعلام الأدب االفكر العربي لا. ت .

رســائل أمــ الــريــحـاني «١٨٩٦ - ١٩٤٠» ص: ١٤٧-١٨١الريحاني أمدار الريحاني للطباعة والنشر بيروت ١٩٥٩.

الفـكر العـربي في مئـة سنة الـدار الشـرقيـة للـطبـاعة والـنشرزيادة نقولابيروت ١٩٦٧.

عــلى المحــك: «أنــقــد أم حــســــد» ص: ١٧-١٨ «الــزهـــــاويعبود مارونـــــلاط» ص: ٥٩-٧٥ «شــعراء الفـــرح بشارة الخـــوري واوالــتـــــرح» ص٧٧-٨٩. «بـشــارة الخـــوري شـيـخ الـســـفـرة»ص: ١٠٨- ١١٠ «قــصـيــدة بـشــارة الخـوري في الــدنــدشي»لاط بشارة حبيب ثابت» طران ا ور ا ص: ١١٧-١٢٣ «

ص: ١٦٧-١٩٢ دار الثقافة بيروت ١٩٦٣.

مــجـــددون ومـجـــتـرون «بـشـــارة الخـــوري وأمـــ نـخـلــــة»ص: ٣٨ -٦٠ دار الثقافة بيروت ١٩٦٨.

- ٥١٥ -

فرسان الكلام دار الكتاب اللبناني بيروت لا. ت.عواد توفيق يوسف

ذكريات أدبية محاضرات الندوة لا. ت.فياض نقولا

تأريخ الشعر العربي الحديث دمشق ١٩٧١.قبش أحمد

أنطون غطاس مـدخل إلى دراسة الـشعر الـعربي الحديـث «عـامل الثـقـــافة»كرمص: ٢٥٥-٢٦٠ من كـتــــاب الــعـيــــد الجــامــعــة الأمـريــكــيـة

بيروت ١٩٦٧.

لـبنـان الشـاعر «الـشـعر الـلبـنـاني في مـطلع الـقرن» ص: ٩٩لبكي صلاحدار الحضارة ١٩٥٤ .

أعلام الشعر العربي الحديث بيروت ١٩٧٠.مروة أديب

قدسي أنيس الاتجـاهـات الأدبـيـة فـي الـعـالم الـعـربي دار الـعـلم لـلـملايـابيروت طبعة أولى ١٩٥٢ .

أعلام الجـيل الأول من شـعـراء الـعـربـيـة في الـقـرن الـعشـرينمؤسسة نوفل ١٩٨٠.

يـت أطـروحةمكارم سامي نسيب الشـعر الـعـربي في لبـنـان ب الحـرب الـعـا«بشارة الخوري» ص: ٧٦-٨٩ سنة ١٩٥٧ .

لائكة نازك عاصر منشورات دار الآداب بيروت ١٩٦٢.ا قضايا الشعر ا

✸✸✸✸

- ٥١٦ -

رابعا : مراجع عامة

مـصادر الدراسـة الأدبية ج: ٢ مـنشـورات جمـعيـة أهل العلمداغر يوسف أسعدلبنان ١٩٥٥.

أنتم الشعراء مطبعة الكشاف بيروت ١٩٣٣.الريحاني أم

قلب لبنان مطابع صادر بيروت - لبنان ١٩٤٧ .

طرازي الفيكونت فيليب ديطبعة الأدبية بيروت ١٩١٣. تاريخ الصحافة العربية ج: ١ -٢ ا

درسة الحكمة ١٨٧٦-١٩٢٦ الكتاب الذهبي يـوبيل مـدرسة الحـكـمة الخـمـسيـني ص:١١٥ مطـابع قـوزما بـيروت

١٩٢٦

طـبـعة الـعثـمانـيةمعلوف عيسى اسكندر ـعلوف ا دواني القـطوف في تـاريخ بني ا١٩٠٧ ص: ٥٦٦ لا.ت.

✸✸✸✸

- ٥١٧ -

خامسا : مقالات المجلات العربيةالآداب:

«تكر الأدباء الأحياء» ٦ حزيران ١٩٦١ عدد: ٦ ص: ١

ـعاصر» ١٩٦١شوشة فاروق «دور الأخـطــل الصـغيـر في الشـعر الـعربي اعدد: ١ ص: ٣٧

ـعـاصـر» ٦حــزيـرانعباس إحسان «دور الأخـطل الـصــغـيـر في الــشـعـر الـعــربي ا١٩٦١ عدد: ٦ ص: ٨ -١٠و٦٢.

«ذكريات عن الأخطل الصغير» ١٩٦٩ عدد: ١٠ ص: ٣٤.عبدالنور جبور

«رحلة في شعر الأخطل الصغير» ١٩٦٨ عدد:٩ ص: ١١.مروة حس

عداوي أنور «الأخـطل الـصـغيـر دراسـة فـنيـة لـشـعره» ٦ حـزيران ١٩٦١اعدد: ٦ ص: ٢-٥و٦٠

«الـــنــشــاط الـــثــقــافي فـي الــعــالـم الــعــربي- «ديــوان بــشــارةالخوري» ١٩٥٣ عدد:٤ ص: ٦٧.

الأديب:

«شاعر يـتحـدث عن شعراء مـعاصرين» ج:٢ الـسنـة ٣ شباطالأسير صلاح١٩٤٤ ص: ٢٥.

«الأخطل الصغير» ج:٧ السنة ٢٩ تـموز ١٩٧٠ أنباء أدبيةآل خليفة أحمد محمدج:٢ السنة ٧ ص: ١٩ شباط ١٩٤٨ ص: ٦٣.

- ٥١٨ -

بدر جمال مرسي «المحامي»رد حول «رائـعة الأخـطل الـصغـير» ج:٤ السـنـة ١٢ نـيـسان

١٩٥٣ ص:٦٦.

عدد:٢٠١ كانون الثاني - شباط ١٩٤٣ ص:٦٣.برقيات أدبيةج:٣ السنة ٣ آذار ١٩٤٤ ص:٦٢.ج:٧ السنة ٣ تموز ١٩٤٤ ص:٦١.

ج:٨ السنة ٣ آب ١٩٤٤ ص:٦١.ج:١٢ السنة ٣ كانون الأول ١٩٤٤ ص:٥٤.ج:١ السنة ٤ كانون الثاني ١٩٤٥ ص:٦٢.

ج:٣ السنة ٤ آذار ١٩٤٥ ص:٦١.ج:٤ السنة ١٣ نيسان ١٩٥٤ ص:٧٦.

ج:١١ السنة ٥ تشرين الثاني ١٩٤٦ ص:٧٩.ج:٧ السنة ٨ تموز ١٩٤٩ ص:٧١.

«شاعر الهوى والشباب» السنة ١٢ ١٩٥٣ م:٢٥ ص:٧١.تيمور محمود«حول رائعة الأخطل» ج:٣ السنة ١٢ آذار ١٩٥٣ ص:٦٧.

«ذكـريات الأخـطل عن طـانـيـوس عـبده» ج:٨ الـسـنـة ١٧ آبالخوري بشارة١٩٥٨ ص: ٤٩.

ه» ج:٧ السـنة ٢٠ «قصـيدة بـشارة الخـوري في حفل تـكرتموز ١٩٦٥ ص:٥٤.

«بشارة عبدالله الخوري» ج:٩ السنة ٢٧ أيلول ١٩٦٨ ص:٢.زخريا الياس خليل

«السـبك في شـعـر الأخطـل الصـغـير» ج:٧ الـسـنـة ٢٠ تـموزشلق علي١٩٦٥ ص:٤.

- ٥١٩ -

«فقيد الشعر الأخطل الصغير» ج:١٠ السنة ٢٧ ت٢ ١٩٦٨ ص:٤.كعدي جورج«إلى أخي الشاعر بشارة الخوري» ج:١١ السنة ٤ ت٢ ١٩٤٥ ص:٥٦.مطران خليل«الهوى والشباب» ج:٣ السنة ١٣ آذار ١٩٥٤ عدد:٣ ص:٦٢-٦٦.نصر نسيم

الأسبوع العربي:

البستاني إدوار ونصار نعمة«الأسـبـوع الـعـربي تـقـتـحم خـلـوة الأخـطل الـصـغـير» ١٩ آب

١٩٦٥ عدد: ٣٢٢ ص:٣٤.الانطلاق:

«الأخطل الصغير» ١٩٦١ سنة ١ عدد: ٩ ص: ١.منعم الأب طانيوس

«بـوفاة بشـارة الخوري غاب الـشـــعـراء الخمسـة الذين كانالبيدر:

يفـاخـر بهم الشيخ عـبدالله الـبستاني» آب ١٩٦٨ سنة ٣٥العددان: ٥٢٦-٥٢٧ ص: ٧-١٨.

قصائد للأخطل الصغير:جامعة الحكمة:

«ذكرى وديع عقل» نشرة الجامعة ١٩٣٧ ص: ١١ - ١٤ .- ما نسينا صرح تلك الليالي ص:٥٣.

«ذكرى ميخائيل عيدالبستاني» م.س.ص:٥٤-٥٥.«مجلس الجامعة» ص:٦٥ ص:١٧٠

«عكاظ الحكمة ١٩٣٥ ذكرى شاعر الفرس: الفردوسي» ص:٩٧الجمهور:

نفى والآخر فيأبو شبكة الياس «بشارة الخـوري وشاتوبريـان أحدهمـا في ابرج حمود» ١٩٣٣ عدد: ٦١ ص: ٢١.

«قصائد الشعراء في مهرجان الزهاوي» آذار ١٩٣٧ عدد: ٢٧ ص: ٢-٩.

- ٥٢٠ -

«الشعراء في مهرجان زكور» ١٩٣٨ السنة ٢ عدد:٨٣ ص: ٧ .١٩٤٢ « «سفـر شاعرنـا الكـبير بـشارة الخـوري إلى فلـسط

عدد: ٢١٩ ص:٧.

«النشيد القومي» ١٩٣٧ السنة الأولى عدد: ٣٢ ص: ١ . الخوري بشارة«الشاعـر بشارة الخوري يحيي الأسـتاذ جورج عقل» ١٩٣٧

السنة ١ عدد: ٤٣ .

«الأخطل الصغير» ١٩٤٠ عدد: ١٤٣ ص: ٧.فريحة سعيد

الحديث:

«الأخـطـل الـصـــغـيـر والأســـتـاذ عـبـدالـوهـاب» أيـلـول ١٩٣٠السنة ٤ عدد: ٩ ص: ٦٥٦.

Les الأدب الــعـــربي في ســوريــا ولــبــنــان» (رأي جـــريـــدة فــرنـــســـيــة»Nouvelles Littéraires) شباط ١٩٣٥ السنة ٩ عدد :٢ ص: ١٥٧.

الحكمة:

«أحاديث ومحاضرات: بولس سلامة والأخطل» كانون الأول ١٩٦٠ عدد: ١١ ص:٤٧.

«أحاديث ومحاضرات: رئيف خوري والأخطل» كانون الأول ١٩٦٠ عدد: ١١ ص: ٤٨

«الأخطل الصغير آراء الكتاب في شعره» حزيران ١٩٦١ عدد: ٦ ص: ٧.

كانون الأول ١٩٥١ ج:٢ ص:٢١أنباء أدبية:شباط ١٩٥٣ عدد: ٤ ص:٣١

كانون الثاني ١٩٥٥ عدد:٣ ص:٧٥كانون الثاني ١٩٥٦ عدد: ٣ ص:٦٥.

آذار ١٩٥٩ عدد: ٣ ص: ٥٥.

- ٥٢١ -

كانون الأول ١٩٦٠ عدد: ١١ ص:٦٤.شباط ١٩٦١ عدد:٢ ص:٦٤.نيسان ١٩٦١ عدد: ٤ ص:٦٤

حزيران ١٩٦١ عدد: ٦ ص:٦٤.تموز - آب ١٩٦١ عدد: ٧-٨ ص:٦٤.

شباط ١٩٦٢ عدد: ٢ ص:٦٤.

نيسان ١٩٦٢ عدد: ٤ ص:٦٤.«الحكمة مع شاعر الهوى والشباب» ٥ آذار ١٩٥٧ عدد: ? ص:٥٣.جبر جميل«من هو الأخطل الصغير» حزيران ١٩٦١ عدد: ٦ ص:٣٤.حتي بديع١٩٦١ عدد: ٥ ص:٣٨.حن رياض «وجوه وأحاديث: الأخطل الصغير»«الأخطل الصغير» ١٩٦١ عدد: ٧ ص: ١٩.الخشن فؤاد«الأخطل الصغير» حزيران ١٩٦١ عدد: ٦ ص: ٢٥-٢٧.خواجة بطرسلاط» كــانــون الــثــــاني ١٩٦٢الخوري بشارة «رأي لـبــشــارة الخـــوري في ا

عدد: ١ ص:٣٢.» تشرين الثاني- «رسائل من صلاح لبكي وإليه ولو متأخرا

كانون الأول ١٩٥٥ عدد: ١-٢ ص:١٢.«طانيوس عبده والأخطل الصغير» آذار ١٩٦١ عدد: ٣ ص:٤.

«من بقايا الذاكرة» أيار ١٩٦٢ عدد: ٥ ص: ١٧.«س? ج بشارة عبدالله الخوري» كانون الأول ١٩٥١ عدد: ٢ ص: ٢٠.

«الأخطل الصغير» ت٢ - ك١ ١٩٦١ عدد:١٠-١١ ص:٣٩.شمس الدين عبدالكر«من وحي الهوى والشباب» ١٩٥٥ عدد: ٤ ص:٣٨.عبدالساتر حسيب

«الهوى والشباب» آذار ١٩٥٤ عدد: ٥ ص:٩-١١.عقل أسعد» ١٩٦١ عدد: ١١ غترب ـناسبة تكر ا «الأخطل الصغير

ص: ٣٨-٤٠.

- ٥٢٢ -

الحوادث:

«الأخطل الصـغير ذكـريات الهـوى والشباب» نيسان ١٩٦٦اللوزي سليمسنة ١٠ عدد: ٤٩٣ ص: ٢١.

«أربعة وثمانون عاما من الشعر» ١٠ حزيران ١٩٦٦ عدد: ٥٠٠ ص٢١-٢٣.شرارة رياضالرســــالة:«بشارة الخوري» ١٩٥٢ السنة ٢ عدد: ١٥٦ ص:٢١.كميد جان

شـــــــــــعر:«الأخطل الصغير » خريف ١٩٦٨ عدد: ٣٩ ص:١٥١.

«شعر الأخطل الصغير» ١٩٦٢ السنة ٦ عدد: ٢٢ ص: ١٠٧.الخال يوسف«شعر الأخطل الصغير شاهد لعصره» ١٩٦٨ عدد: ٤٠ ص:١٢٥.غريب روز

الضــــــاد:«الـشـاعـر الذي غـنى الـقـلوب وأشـاع الـبـهجـة في الـنـفوس»الكيالي سامي

١٩٦٦ العددان: ٧-٨ ص:٣٣٣.الصيــــاد:

«الـعــرس الـكـبـيـر لـلـشـاعــر الـذي عـصـر دم قـلـبه بـراعم ورد»الابن يونس١٩٦١ عدد: ٨٧٢ ص: ١٨.

«ما هكذا يكرم الأخطل الصغير» ١٩٦١ عدد: ٨٧٣ ص: ٨.«بدوي الجـبل يقـول إن أم نـخلـة هو أشـعر شـعراء لـبنان»الأحمد محمد سليمان

السنة ١ ١٩٤٣ عدد: ٢ ص: ٦.

«هنـيئـا لك أبـا عبـدالله إمـارة الشـعر من غلـمانك عـمر من حـجابكتنبي من حراسك شوقي» السنة ١ ١٩٤٣ عدد: ٣ ص: ٩. ا

«كـان لـلــشـعـر دولــة في لـبـنــان وكـان بـشــارة الخـوري جـوازالأسير صلاحمرورنا» ١٩٤٨ عدد : ٢٠٨.

لقب ببدوي الجبل) (ا

- ٥٢٣ -

١٩٤٣ السنة ١الخوري بشارة «بردى شقيق النيل» قصيدة للأخطل الـصـغيرعدد:٣ ص: ٩.

«تحـيـة فـاروق» قـصـيـدة نــظـمـهـا الأخــطل عـلى شـرف الــبـعـثـةصرية ١٩٤٣ عدد: ٤ ص: ٩. لكية ا ا

«بـ الأخــطل وبــدوي الجـبــل» مــلـــثم مـن دمــشـــق ١٩٤٤عدد: ٦ ص: ٥.

«مـا زلت أتـبع الجـمال» قـصـيـدة الأخـطل في وصف ضـهـورالشوير ١٩٤٤ عدد: ٢٦ ص:١٤.

«أنـا الـذي غـذى الجــمـال بـشـعـره» قــصـيــدة الأخــطل في صـالحالعلي ١٩٤٥ عدد: ٦٨ ص:١٣.

«جلاء موقف» الأخطل الصغير ١٩٤٥ عدد: ٦٩ ص:١٥.عدد: ٧٧ ص:١١. ١٩٤٥ «تحية الأخطل إلى شاعر القطرين»

١٩٤٥ عدد: ٧٧ ص:١٥. «زنجي... يروي شعر الأخطل»«الجابي سنة ١٩٣٥» ١٩٤٥ عدد: ٧٨ ص:١١.

«نشيد الكتائب» ١٩٤٥ عدد: ٩٣ ص: ٢٥.«ندى» نظمت ٢٧ آذار ١٩٤٦ عدد: ١١٢ ص: ١٦.

«شـرفا أبـا حـسان وفـيت الـعلى» نـظمـهـا الأخـطل في شـكريالقوتلي ١٩٤٦ عدد: ١٣٠ ص:١١.

«رثاء والدة الشيخ بشارة الخوري» ١٩٥١ عدد: ٣٤٩ ص: ١.«أنــا من هــواك غــزلت جــنـاحي» للأخـــطل في مــدح عــبــدالــله

الجابر الصباح ١٩٥٤«شـرف الـفـتح» قـصـيـدة فـي اسـتـقلال لـبــنـان مـهــداة لـلـشـيخ

عبدالله الجابر الصباح ١٩٥٤ عدد: ٥٣٦ ص:١١.ـنــاسـبـة زواجه» «قـصــيـدة في عــبـدالـله الجــابـر الـصــبـاح

١٩٥٥ عدد: ٥٨٤ ص: ٢٥ .

- ٥٢٤ -

«بشارة الخوري مالئ الدنيا العربية شعرا وتغريدا» ١٩٤٤الزعيم محمد سعيدعدد: ٧ ص:١٩.

«بــــدوي الجـــبـــل والـــدخـــلاء عــلـى الأدب» دمـــشق ١٩٤٥غنام عليعدد: ٦٣ ص: ٧.

«عند سرير الأخطل» ١٩٤٥ عدد: ٦٨ ص:١٢.فريحة سعيد

ا هو فيه» اللاذقية ١٩٤٥ عدد: ٦٢ ص:١٥.نورالدين كمال «بدوي الجبل يصم الناس

«عودة الأخطل الصغير من دمشق» ١٩٤٦ عدد: ١٣١ ص:١٤.

١٩٥١ عدد: ٣٧٨ ص:١٥. «ب بشارة الخوري وخليل تقي الدين»

«أم نـخلـة وبدوي الجـبل يصـدران حكـمهـما بـشارة الخوريحبيبنا وأستاذنا ولكن...» ١٩٥١ عدد: ٣٨٠ ص:٢٢.

العاصفة:

«الأخطل الـصـغـيـر في قصـيـدته الأخـيـرة سلـمى الـكـورانـية»أبوحلقة١٩٣٢ عدد:٣ ص: ٥.

ـسلـول» والكأسأبوشبكة الياس «بـشارة الخوري وألـفرد دي مـوسيه ب «ا١٩٣٣ عدد:٦٠ ص:١٣ . والشفاه»

«قـصيـدة الأخـطل الـصـغـيـر في الـزهـاوي بـغـداد تصـغي إلىالخوري بشارةالشاعر اللبناني» ٢٢ آذار ١٩٣٧ عدد: ١٠١ ص:١٣.

«كـيـف يـقـابل ســادتـنــا الأدبـاء نـقـد الـنــقـاد وحـمــلـة الأقـلام»١٩٣٣ السنة ٢ عدد: ٣٣ ص: ٢٢.

«كلمة أبي شادي في ذلك الخلاف ب الريحاني والخوري»أبوشادي أحمد زكي١٩٣٢ عدد: ٤٨ ص:٥.

- ٥٢٥ -

«شـاعـر الأمـة تـرجـمـان عـواطـفـهـا» - الأخــطل الـصـغـيـر كـان بـلـبلالفضل ناصيفعاهدة اللبنانية» ١٩٣٧ عدد:١٠٧ ص: ١٨. الوطنية في قصيدته عن ا

«بشارة الخوري صاحب قصيدة بلغوها» ١٩٣٢ عدد: ٣ ص:٥.

«من يحمل لواء الشعر العربي بعد موت شوقي بك» ١٩٣٢عدد: ٢٤ ص:١٢.

«أدباؤنا يجرح خدهم الورد كيف يقابل «سادتنا» الأدباء نقدالنقاد وحملة الأقلام» ١٩٣٣ عدد: ٤٥.

«الريحاني مشعوذ والخوري بكاء» ١٩٣٢ عدد: ٤٦ ص:٥.

«كيـف تنـام فـرنـسـا عن الأخـطل الـصـغـيـر هـذه الـكـنـفشـة فيالشعر العربي» ١٩٣٢ عدد: ٥٢ ص:٥.

لاط وتــقي الـديـن والخـوري في حــفـلـة «نـظــرة في قـصــائـد اذكرى وديع عقل» ١٩٣٣ عدد: ٥٩ ص:١٦

«الــرابـطــة الأدبــيــة ملء الـســمع والــبــصـر» أقــوال الأدبــاء فيعدد: ٧٥ ص: ٤. الرابطة ١٩٣٤

طرب عـبدالوهـاب يتفق «جـمود سوريـا ولبنـان في مضمـار الأدب اوالأخطل الصغير على نظم الأغاني» ١٩٣٤ عدد: ٩٠ ص:٨.

«كـيـف نـظم الأخــطل الـصــغـيـر أنــشـودة (جــفـنه عــلم الـغـزل)»١٩٣٤ عدد: ٩١.

العرفان:«مع الأخطل الصغير» ١٩٥٤ مج: ٤١ عدد: ٥ ص:٥٨٤.العيسى سليمان

العــــــــروة:١٩٣٦ مج:١العيسى سعيد «كـلـمـة تـمـهـيـديـة في شــعـر الأخـطل الـصـغـير»

عـدد: ٣ ص:٣.

- ٥٢٦ -

العلوم:«عـــرس الــشــعــر في مـهــرجــــان الأخـطل الــصـغــيـر» ١٩٦١الديراوي عمر

السنــة ٦ عدد: ٧ .راحـــل: ا

» ١٩٦١ عدد: ٦٨ ص: ١٦-١٨.ضعون توفيق «تكر الأخطل الصغيرشرق: ا

«تعريف عن الكتب: الـهوى والشباب للأخطل الصغير» ج:١خليفة أ. عبده١٩٥٥ السنة ٤٩ ص:١١٥.

نخلة رفائيل الأب اليسوعي«الـشاعـر بـشـارة الخوري» ج:٤ - ٥ تـمـوز - تـشـرين الأول

١٩٦٦ السنة ٦٠ ص: ٦٢٥.صباح: ا

«شجرة العشاق حكاية للأخطل» ١٩٠٣ عدد: ١٤٢٦ ص: ٣٩.الخوري بشارةعـــــــــارف: ا

«في الشعر الحديث وتطوره» ١٩٦١ عدد: ٧ ص:٢٣.البستاني إدوار أم«الأخطل الصغير هل أدى رسالته» ١٩٦١ عدد: ٨ ص:٥٨-٦١.كوزما محمد

عرض: ا«الأخطل الصغير كما صوره رسام» (الياس أبوشبكة) ١٩٣٠ عدد: ٨٩٨ ص: ٣.أبوشبكة الياس

«قصائد بشارة الخوري في الغربال» ١٩٣١ عدد: ٩٣٥ ص:٢-٤.«بشارة الخوري صاحب البرق» ك٢ ١٩٢٢ عدد: ٦٨ ص: ٨.

«الحرب بيننا وب القدماء» ١٩٣٠ عدد: ٩٠٤ ص:٤.تقي الدين خليل«الشاعر بشارة الخوري في الغربال» ١٩٣١ عدد: ٩٣٤ ص:٣.

«كيف أنسى» تموز ١٩٢١ عدد: ١٩ ص: ٥.الخوري بشارة«إلى امرأة» تموز ١٩٢١ عدد: ٢١ ص: ٥.

«الى لبنان» أيلول ١٩٢١ عدد: ٣٥ ص: ١٤.

(بشــــار)

- ٥٢٧ -

«عروة وعفراء» كانون الثاني ١٩٢٢ عدد: ٦٨ ص: ٨.«كلانا نحارب الأقدار» أيلول ١٩٢٤ عدد: ٣٣٢ ص: ١١ .

«في وصف العيون» أيلول ١٩٢٤ عدد: ٣٣٤ ص: ٥ .«سلخت عني الليالي» كانون الثاني ١٩٢٥ عدد: ٣٦٤ ص: ٨.

«خدعته ابتسامة» كانون الثاني ١٩٢٥ عدد: ٣٦٩ ص: ٤.ـعـرض نـثـرا وشـــعـرا ١٩٢٧ ـكـسور » نـشـرهــا ا «الإنـاء ا

عـدد: ٥٦٨ ص: ٤.«قصيـدة شاعـر لبنـان مطلـعهـا كفنـوا الشمس» تموز ١٩٣٠

عدد: ٩١٤ ص: ١٦.«بالـعصـي دمعـه وبيانه» قـصيـدة الأخطل الـصـغيـر في حفـلة

تكر الياس فياض كانون الأول ١٩٣١ عدد: ٩٣٤ ص:١٧.ازني» ١٩٣٤ عدد: ١٠١٦. «بشارة الخوري يحيي ا

«لبـنـان يـا راحة الأرواح» قصـيـدة نـظـمهـا مـنـذ أيـام ح زارالكورة ١٩٣٤ عدد: ١٠٣٢ ص: ١.

«في الفردوسي» نيسان ١٩٣٥ عدد: ١٠٥٥ ص:١٤.١٩٣٥ عدد:١٠٨٣ ص:٩. «الأخطل الصغير يرثي الكاظمي»«قـصـيـدة يـرحب فـيـهـا بـالـوفد الـعـراقي فـي بـيروت» ١٩٣٦

عدد: ١٠٩٨ ص: ٢٨.«الأدب وبشارة الخوري» حزيران ١٩٣٦ عدد: ١١٠٦ ص:٨.الخوري فيكتور«ميشال زكور وصاحب البرق» ١٩٢١ عدد: ٦.زكور ميشال

«قصيدة ب شاعرين» ١٩٢٧ عدد: ١٠٧ ص: ٢.«كلانــا يــحــارب الأقــدار» رأي مـــيــشـــال زكــور فـي قــصـــيــدة

الأخطل ١٩٢٤ عدد: ٣٣٢ ص: ١١.«صـفحـة من الحـرب الكـبرى» حـول قصـيـدة بـشـارة الخوري

» ١٩٢٦ عدد: ٥٠٥ ص: ١. قلت ها أهدت إليها ا «ا

- ٥٢٨ -

«لبنان ب كبير وصغير» ١٩٢٧ عدد: ٦٤٦ ص: ١-٢.«غـبطـة الـبطـريـرك في دار الشـاعـر بشـارة الخوري» حـزيران

١٩٣٦ عدد: ١١٠٦ ص: ١٨.«في ليل الكروم» قـصيدة أهـداها أم نخـلة للأخطل ١٩٣٥نخلة أم

عدد: ١٠٥١ ص: ٧.«يوم مع الأخطل الصغير» ١٩٣١ عدد:٩٣٤ ص: ٨.

قتطف: ا

«الأخـطـل الــصــغــيــر أو بـشــارة الخــوري صــاحـب الــبـرق»أبوالوفاء محمود١٩٣٢ ج: ٨١ ص: ٩٤- ٩٩ .

كشوف: ا«سرقات الأخطل الصغير» ١٩٣٨ عدد: ١٤٤ ص: ٤ . أبو شبكة الياس

«كل مجاملة تصلح إلا في الأدب» ١٩٣٨ عدد: ١٤٦ ص: ٥ .

«أبطال الحركة الأدبية في لبنان وسوريا» ١٩٣٩ عدد: ١٨٨ ص: ٨ .٤٩٦; ج:٩٥ قـتطف: ج: ٩٤ ١٩٣٩ ص: ٢٢١ نشـرت أيضـا في ا

١٩٣٩ ص: ١٠١ ٢٣٧ . كشوف ١٩٣٧ عدد: ٩٦ ص: ١٤.جبور جبرائيل «كيف أفهم النقد» ا«بشارة الخوري وإمارة الشعر» ١٩٣٦ عدد: ٦٥ ص:٢.حبيش فؤاد

«عـذر مسبوق إلـيه في السرقة عن ألـفرد دي موسيه» ١٩٣٦عدد: ٦٦ ص: ٤.

١٩٥٠ ١٩٣٦ عدد: ٦٦ ص:٥. «الأخطل الصغير في مقهى عارف»«في رثاء شوقي» ١٩٣٦ عدد: ٨٠ ص: ٦ . الخوري بشارة

«في ذكرى ميشال زكور» ١٩٣٨ عدد: ١٤٩ ص: ٤ .« تحية فلسط قصيدة» ١٩٤٢ عدد: ٣٤١ ص: ٤ .

«لبنان صديق الحقيقة» ١٩٤٥ عدد: ٤٥١ ص: ١ .

(زهير زهير)

- ٥٢٩ -

«التضحية الكاملة ومجد الوطن» ١٩٤٦ عدد: ٤٧٣ ص: ١.«لبنان وطن التسامح والإنسانية» ١٩٤٦ عدد: ٤٨٥ ص:٢.

«الحكم رفق وحنان وعطف» ١٩٤٦ عدد: ٤٨٥ ص:٣ .«العاملي والأخطل ... وإمارة الشعر» ١٩٣٦ عدد: ٦٩ ص:٧.شعيب محمد كامل العاملي

«لا إمارة في الشعر» ١٩٣٦ عدد: ٦٩ ص: ٥و١٢.«مــارون عـبــود يــدرس قــصـيــدتــ في رثــاء شـوقي» ١٩٣٧عبود مارون

عـدد: ٩٩ ص:١١«مـعرض أدباء محـصول شهر» نـقد قصـيدة الأخطل الـصغير

ناسبة زواجه ١٩٣٨ عدد: ١٦٣ ص: ٨. في مدح فاروق » ١٩٣٨ عدد: «بشـارة الخوري يـسكـن كوخـا يحـسبه قـصرا

. ١٢ ١٦٨ ص: ٨«رأي شفيق جبري في بشارة الخوري» ١٩٣٧ عدد: ٩٥ ص:١٢.غندور كرم«الأخطل الصغير مرشح لإمارة الشعر» ١٩٣٧ عدد: ٨٧ ص: ٦.فرحات خليل

ــتـنــبي وفــــرحـات» ١٩٣٨ عـدد: «الأخــطل الــصـغـيــر بـ ا١٦٤ ص: ١٤.

ــكشـــــــوف ـقالات بـدون تـوقـيع ولـعل صاحـب المجلـة ذيـلـهاا (وردت هـذه ابتوقيع «المجلة» مكان اسم الناقد):

«دعونا نتكلم بصراحة» ١٩٣٦ عدد: ٤٤ ص: ٣.«الأخطل يطمع بإمارة الشعر» ١٩٣٦ عدد: ٤٤ ص: ١٥.

«ديوان الأخطل الصغير عاطفة سقراطية» ١٩٣٦ عدد: ٥٨ ص:٤.تنبي» ١٩٣٦ عدد: ٦١ ص: ٨. «شعراء مهرجان ا

«استـفتاء طـريف عن إمارة الـشعر بـعد شوقي» ١٩٣٦ عدد:٧٠ ص: ٢ وعدد: ٧٢ ٧٤ ص: ١ .

«أم نخلة يشفق على أعصاب بشارة» ١٩٣٦ عدد: ٧٥ ص: ٨.

- ٥٣٠ -

«بشارة الخوري والشعر الزجلي» ١٩٣٦ عدد: ٧٥ ص: ٨.«نــحن وبــشـارة الخــوري شــعــارنـا بــعــد الـيــوم: قل كــلــمـتك

وامش» ١٩٣٦ عدد: ٧٧ ص: ٩.«بشارة الخوري شاعر العربية الأكبر» ١٩٣٨ عدد: ٨٩ ص: ٣.«ألف بيت من الشعر على قبر الزهاوي» ١٩٣٧ عدد: ٨٩ ص: ٣.

«فضيحة أخلاقية على قبر الزهاوي» ١٩٣٧ عدد: ٩٤ ص: ٩.اذا فـضـل بشارة الخوري الـسفر إلى بغداد» ١٩٣٧ عـدد: »

٩٦ ص: ١١.ـنـاسـبـات صـوت الأنـانـيـة الجـامـحـة والـبـطـون الجـائـعة» «شـعـر ا

١٩٣٧ عدد: ١٠٠ ص: ١٤.«رأي بشارة الخوري في شاعرية شوقي» ١٩٤١ عدد: ٣١٧ ص:١.«الأخطل الصغير ينظم مغناة» ١٩٤١ عدد: ٣١٨ ص: ٥.

«رأي طه حــسـ وعـلي الجـارم في شـعـر الأخـطل الـصـغـيـر»١٩٤٤ عدد: ٣٧٢ ص: ١.

من وحي الذكرى:

لك سعود ص:٨٩. «رائعة الشعر العربي» قصيدة الأخطل في اواسم: ا

«صفحات من حياة الأخطل» عدد: ١ ص:٢-٣.سابا فوزيأصـدرت هذه المجـلة في أيـار ١٩٦١ عددا خـاصا عن الأخطلالورود:

قـالات التي كـتبت في بـشارة الخـوري والقـصائد ضم بـعض االـتي نـظـمت فـيه الـسـنـة الـرابـعـة عـشـرة ج: ٩. وأصدرت فيحزيران ١٩٦١ عددا خاصا في مهرجان الأخطل جمع فيه ماهـرجان من قـصائد وخـطب السـنة الـرابعـة عشرة ألـقي في ا

ج : ١٠.

- ٥٣١ -

سادسا : مقالات الجرائد العربية

الاتحاد:«خــطـاب الـكـيـالي في تـكـر الخـوري» حــلب تـشـرين الأولالكيالي عبدالرحمن

١٩٣٥ عدد: ٥٥٩ ص: ١و٣.الأحد:

اضي» ١٩٦٨ عدد: ٨٩٤ ص:١. «الأخطل الصغير ليس االأنباء:

«الـذاتـيـة الجــمـاعـيـة في شـــعــر الأخـطل الـصـــغـيـر» ١٩٦١عــدد: ٤٧٥ ص: ٧.

الأنوار:«شعراء العالم في المجر» ١٩٦٧ عدد: ٢٢٩٥ ص: ٨.

التقدم:«كـلـمـة الأسـتـاذ الـزعـيم في مـهـرجـان شـاعـر الـعـرب» ١٩٣٥الزعيم محمد سعيد

عدد: ٤٤٦٣ ص: ٤.«بشارة الخوري الصحافي الشاعر» ١٩٣٥ عدد: ٤٤٦٣ ص: ٦.كنيدر شكري

«حلب تكرم شاعر العرب» م. ن. ص: ٢ .«متـنبئـان في حلب القصـيدة الخالـدة التي أنشدهـا بشارة الخوري

ه» ١٩٣٥ عدد: ٤٤٦٣ ص: ١. في الحفلة التي أقيمت لتكرالتلغراف:

«تـكـر شاعـر الهـوى والشـباب في مـصر» خـــطب وقصـائد١٩٥٤ لمحـمــود تـيـمـــور الــدســــوقي الجـنــبــلاطي وغـيـرهم

عدد: ٢٧١٧ ص: ٢و٧.

- ٥٣٢ -

الجريدة الأسبوعية:«رأي عـمـر أبــوريـشـة في شــعـر الأخـطل» ٤ حــزيـران ١٩٦١أبو ريشة عمر

عدد: ٣٣ ص: ٤.«الأخطل الصغير» ٤ أيار ١٩٦١ عدد: ٣٠. جبر جميل

«فكرة تكر الأخطل» ٤ أيار ١٩٦١ عدد: ٣٠. الغضبان عادل«الأخطل كـما يـراه عادل الـغضـبان» ٤ حزيـران ١٩٦١ عدد:

٣٣ ص: ٤.«مهرجان الأخطل الصغير» حزيران ١٩٦١ عدد: ٣٣.

الجريدة:«مــاذا تـعــرف عن صــاحب الـهــوى والـشــبـاب» ١٩٦١ عـدد:

٢٥٧٤ ص: ١١.الزمان:

«شاعر الهوى والشباب» ١٩٥٤ عدد: ٢١ .تيمور محمودالنهار - ملحق:«كل الأخطل الصغير» في ١٩٦٥/٧/١٨ ص:٢٢.قربان نقولا

اليوم:«أديل فــاضل الخــوري تـروي قـصــة حب الأخــطل الـصــغـيـر»

١٩٦٨ عدد: ٧٦٧٦ ص: ٧-٨.

✸✸✸✸

- ٥٣٣ -

الفهــرس ٣......................................................................................................................................................................................................................................................................- تصدير

> القسـم الأول: كتــــابــــــات ٧..................................................................................................................................................- الأخطل الصغير استعراض أدبي فؤاد الشايب

١٣............................................................................................................................................................................- خطاب الكيالــي فــي تكــريــم الخـــوري

١٩...........................................................................................................................................- هنيئا لــك أبا عبدالله إمارة الشعر بدوي الجبل

٢١..............................................................................................................................................................................- شاعر الهوى والشباب محمود تيمور

٢٧.....................................................................................- رد علـــــــى «حول رائعة الأخطل الصغير» المحامي جمال مرسي بدر

٢٩................................................................................................................................................- شعراء عرفتهم... الأخطل الصغير فوزي سابا

٣٩................................................................................................................................- إلى متاهاتنا وافانا... فأحببناه املي فارس ابراهيم

٤١...........................................................................................................................................................................- بشارة الخوري الصحفي توفيق وهبة

٤٥...........................................................................................................................................................- لبنان في شعر بشارة الخوري جورج غريب

٥٧..................................................................................................................- الجو الشعـــري عند الأخطل الصغير عبداللطيف شرارة

٦٣.....................................................................................................................................................- علاقتنا بالأخطل الصغير فاضل سعيد عقل

٦٥..............................................................................................................................................- الوجدانيــة في شعر بشارة الخوري نسيم نصر

٧٣....................................................................................................................................................- بشارة الخوري كما عرفته منصور أبي صالح

٧٥..................................................................................................................- بشارة الخوري.... شاعر الهوى والشباب عادل الغضبان

عوشي في مهرجان الأخطل ٨١...........................................................................................................................- رسالة غبطة البطريرك ا

٨٣.....................................................................................................................................................................- في محراب الشاعر عبدالله العلايلي

٨٧.....................................................................................- يوم الأخطل.. يوم الشرق العربي يوم مبايعته بالإمارة بديع شبلي

٨٩.............................................................................................................................................................- كلمة الحكومة لدولة الرئيس صائب سلام

٩١..............................................................................................................................................................................................- كلمة الصحافة عفيف الطيبي

٩٣......................................................................................................................................................................................................- الشاعر العطية سعيد عقل

- ٥٣٤ -

عــداوي ٩٥......................................................................................................................- «الأخطــل الصغيــر» دراسة فنية لشعــره أنــور ا

١١٧............................................................................................................................................................- هكذا أرى الأخطل الصغير يوسف يونس

١٢١.................................................................................................................................................................................................- حملنا إلى القمة رياض طــــــه

١٢٢..................................................................................................................................................................................................- حامل الصولجان سعيد عقل

١٢٣................................................................................................................................................................- منذ الحرب الأولى الدكتور فؤاد صروف

١٢٤...................................................................................................................................................................................................- أغنية جميلة الياس الديري

١٢٥.......................................................................................................................................................................................................- صفحة حلا... عصام كرم

١٢٦........................................................................................................................................................................- الأخطل الصغير الأب طانيوس منعم

عاصر د. إحسان عباس ١٢٩......................................................................................- دور الأخطل الصغير في الشعر العربي ا

نذر ١٥١.........................................................................- كلمة ألقيت في مهرجان الأخطل الصغير في الأونيسكو حافظ ا

١٥٣................................................................................................................................................- السبك في شعر الأخطل الصغير د.علي شلق

١٦٥.....................................................................................................- شعر الأخطل الصغير بشاره عبدالله الخوري يوسف الخال

١٧١...............................................................................................................- صفحات مجهولة من حياة الأخطل الصغير فوزي سابا

١٨٩.............................................................................................................................- الشاعر بشاره الخوري الأب رفائيل نخلة اليسوعي

٢٠٧...................................................................................- الأخطل الصغير شاعر الشعب والحرية والإنسانية توفيق إبراهيم

٢١٥............................................................................................- مدخل الى دراسة الشعـر العربـــي الحديـث أنطون غطاس كرم

٢٢١..............................................................................................................- بشارة عبدالله الخوري أمير الشعراء الياس خليل زخريا

٢٢٧..........................................................................................................................- رحلة..... في شعر «الأخطــل الصغيـــر» حس مروة

٢٤٩............................................................................................................................................- شعر الأخطل الصغير شاهد لعصره روز غريب

٢٥٩......................................................................................................................- بشــاره الخــوري « صــاحـــب البـــــــرق» الياس أبوشبكة

قدسي. ٢٦٣......................................................- الأخطـل الصغيـر (بشارة الخوري) من كتاب أعلام الجيل الأول أنيس ا

٣٠٧..................................................................................................................................- بشــاره الخـوري من أطروحة الدكتور سامي مكارم

٣٢٣..................................................................................................................................................................................................- لبنــــان الشاعــر صلاح لبكي

- ٥٣٥ -

طلب الأم نبــر والديـــوان عبدا ٣٣٣............................................................................................................- الأخطل الصغير بــ ا

٣٤٧.........................................................................................................................................................................................- الأخطل الصغير حبيب مسعود

٣٤٩..................................................................................................................................................................................- شاعــر ووطــن سعاد سعيد ملكي

٣٥١.....................................................................................................................................................................................- سكـــــت بلبــل انجال عون شليطا

راحل البرازيلية ٣٥٥...................................................................................................................................................................- تأب بشارة الخوري ا

٣٥٧...........................................................................................................................................- ذكريات عن الأخطل الصغير د. جبور عبدالنور

٣٦٥........................................................................................................................................................- كان الأخطل الصغير نهرا كبيرا نزار قباني

يعة عباس عمارة ٣٦٧.........................................................................................................................................................- غنائية الأخطل الصغير

اضي رفيق خوري ٣٧١.........................................................................................................................................................- الأخطل الصغير ليس ا

٣٧٣............................................................................................................................................................................- كان متعاقدا مع الحب أنسي الحاج

٣٧٥.......................................................................................................................................................................................- كان شعره أمينا كالدمع أدونيس

لك الخلود كامل مروة ٣٧٧...................................................................................................................................................................................................- من

٣٧٩.........................................................................................................................................................................................- يأتي من ذاته منصور الرحباني

٣٨١...........................................................................................................................................................................- شاعر الحب والأوطان قبلان مكرزل

نسي بشارة عبدالله الخوري يوسف إبراهيم يزبك ٣٨٣.......................................................- من تاريخنا المجهول أو ا

٣٨٧......................................................................................................................................- شخصيات بارزة في تاريخ لبنان د. عصام خليفة

> القسـم الثاني: قصائده : في تكر أولا

٣٩٧..................................................................................................................................................- محملا غار القلوب محمد مهدي الجواهري

٤٠٥........................................................................................................................................................................- فعقدنا له لواء الإمـــارة صالح جودت

ضفور له وبضافر عمر أبوريشة ٤١١..................................................................................................................................................................- أكرم

٤١٩....................................................................................................................................................................- أنت في دولة القوافي أمير أم نخلة

٤٢٥......................................................................................................................- الى أمير الشعراء شاعر الهوى والشباب جبران خوري

- ٥٣٦ -

٤٢٧...................................................................................................- الى الأخطل الصغير ... بشارة الخوري جورج نقولا سركيس

٤٢٩............................................................................................................................................................................- مبايعة الأخطل الصغير جورج غريب

٤٣١.......................................................................................................................- عاطفــة وصــدق بشـــارة الخــــوري (الأخطل الصغير)

: في رثائه: ثانيا

٤٣٧......................................................................................................................................................................................................- نديك السمح عمر أبوريشة

نعم الرفاعي ٤٤٣........................................................................................................................................................................................- مستهام غفا عبدا

٤٤٩............................................................................................................................................................................................- قف في ربا الخلد عزيز أباظة

يعة عباس عمارة ٤٦١...........................................................................................................................................................................-أغنيك ولا أبكيك

٤٦٣..................................................................................................................................................................................- لبنان كان ولم يزل أحمد السقاف

٤٦٩.......................................................................................................................................................................................................- أمل الشعر شفيق معلوف

٤٧١..................................................................................................................................................................................................- الأخطل الصغير سعيد عقل

٤٧٣.........................................................................................................................................- فقيد الشعــــر الأخطـــل الصغيــر جورج الكعدي

٤٧٧...........................................................................................................................................................................................................- لبنان العنادل بديع شبلي

٤٨١.................................................................................................................................................................................- قيثارة الهوى والشباب أسد موسى

٤٨٥......................................................................................................................- ملك القريض مهداة الى الأخطل الصغير ميشال عقل

٤٨٧............................................................................................................................................................................................................- خبــا البــــرق نبيه سلامة

٤٩١............................................................................................................................................- فكنت كطود للبيان على طود فيليب لطف الله

٤٩٥...................................................................................................................................................- ويستطيل على أحرارها الدخل جورج رشوان

٤٩٩..................................................................................................................................................................................................- شــاعر الأحـــلام زكي قنصل

٥٠٣........................................................................................................................................................................- الأخطــل الصغيـــر شكيب تقي الدين

٥٠٧.............................................................................................................................................................- عقد من القبلات عبدالله بشارة الخوري

همة راجع ا ٥٠٩.................................................................> القسـم الثالث: مصادر دراسة الأخطل الصغير وبعض ا

٥٣٣...............................................................................................................................................................................................................................................................- الفهرس