وزارة التعليـــم العالــي والبحث العلمـــي

- الجزائر-جامعة بن يوسف بن خدة

كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية

قسم علم االجتماع

ماجستير في علم االجتماع الجنائيالرسالة لنيل شهادة

تحت عنوان

ظاهرة العود لإلدمان على المخدرات

والتفكك األسري - البليدة-" فرانز فانون"يلية لفئة من الشباب بمستشفى دراسة ميدانية تحل

:تحت إشراف :إعداد الطالب

طاهر بوشلوش. د - فارح سمير -

امعيةـــة الجــالسن

2008-2009

2

فهرس المحتويات

الصفحة العنوان مقدمة

للدراسةاإلطار المنهجي: الفصل األول أسباب اختيار الموضوع: أوال أهداف الدراسة: ثانيا أهمية الدراسة: ثالثا اإلشكالية: رابعا الفرضيات: خامسا تحديد المفاهيم والمصطلحات: سادسا الدراسات السابقة: سابعا الدراسة األجنبية -1 الدراسة في الوطن العربي -2

دراسات وطنية -3 المخدرات واإلدمان: الفصل الثاني

تعريف وتصنيف المخدرات: المبحث األول تعريف المخدرات: أوال تعريف المخدرات لغة -1 تعريف المخدرات اصطالحا -2 التعريف العلمي للمخدرات -3 ني للمخدراتالتعريف القانو -4 "ولوجيكالفارما"التعريف الطبي -5 التعريف العام للمخدرات -6 تعريف اإلدمان: ثانيا تعريف اإلدمان -1 تعريف االعتياد -2 تعريف التسمم -3 تعريف أعراض السحب أو الحرمان -4 أصناف المخدرات وطرق تعاطيها: رابعا المخدرات الطبيعية - 1 المخدرات الصناعية - 2 المخدرات التخليقية - 3

عوامل اإلدمان على المخدرات مراحله والتداعيات الناجمة عنه: المبحث الثاني عوامل اإلدمان على المخدرات: أوال دمانمراحل اإل: ثانيا

3

األضرار الناجمة عن المخدرات بالنسبة للفرد والمجتمع: ثالثا آثار المخدرات على الفرد -1 آثار المخدرات على المجتمع -2

المخدرات في المجتمع الجزائري وموقف الشريعة والقانون منها: المبحث الثالث المجتمع الجزائري والمخدرات: أوال موقف الشريعة اإلسالمية والقانون من المخدرات: ثانيا موقف الشريعة اإلسالمية -1 موقف القانون الجزائري -2

العود لإلدمان على المخدرات ، األسباب والمبررات العلمية: المبحث الرابع النظريات البيولوجية: أوال ينظريات التحليل السيكولوج: ثانيا التحليل النفسي االجتماعي: ثالثا التحليل االجتماعي: رابعا

التفكك األسري: الفصل الثالث تمهيد

األسرة الجزائرية خصائصها ووظائفها: المبحث األول تعريف األسرة: أوال خصائص األسرة الجزائرية: ثانيا وظائف األسرة: ثالثا تماعيةاألسرة والتنشئة االج: رابعا

التفكك األسري مراحله وعوامله: المبحث الثاني مفهوم التفكك األسري: أوال مراحل التفكك األسري: ثانيا عوامل التفكك األسري: ثالثا

أشكال التفكك األسري: المبحث الثالث أشكال التفكك األسري واألضرار الناجمة عنه: المبحث الثالث

ك األسريأشكال التفك: أوال التصدع المادي لألسرة - 1 التصدع المعنوي لألسرة - 2 أضرار التفكك األسري: ثانيا أضرار التفكك األسري على الزوجين - 1 أضرار التفكك األسري على األسرة - 2 أضرار التفكك األسري على المجتمع - 3

لفصلخالصة ا

4

اإلجراءات المنهجية المتبعة: الفصل الرابع المقاربة السوسيولوجية: اوال مجاالت الدراسة: ثانيا

المجال الجغرافي - 1 المجال البشري - 2 المجال الزمني - 3

العينة وكيفية اختيارها: ثالثا في الدراسةالمناهج المتبعة : رابعا أدوات وتقنيات البحث: خامسا

التعليق والتحليل على البيانات المتعلقة بالفرضيات: الفصل الخامس التعليق والتحليل على البيانات المتعلقة بالفرضية األولى: المبحث األول

وتحليلها عرض البيانات: أوال نتائج الفرضية األولى:ثانيا

التعليق والتحليل على البيانات المتعلقة بالفرضية الثانية: يالمبحث الثان عرض البيانات وتحليلها: أوال نتائج الفرضية الثانية: ثانيا

التعليق والتحليل على البيانات المتعلقة بالفرضية الثالثة: المبحث الثالث عرض البيانات وتحليلها: أوال نتائج الفرضية الثالثة: ثانيا

االستنتاج العام خاتمة

االقتراحات و التوصيات قائمة المراجع

المالحق

5

فهرس الجداول

الصفحة عنوان الجدول الرقم يبين توزيع أفراد العينة وفقا للسن 01 يبين توزيع أفراد العينة وفقا لمنطقة اإلقامة الحالية 02 لمدنيةيبين توزيع أفراد العينة وفقا للحالة ا 03 يبين توزيع أفراد العينة وفقا للمستوى التعليمي 04 يبين توزيع أفراد العينة حسب المهنة 05 يبين توزيع أفراد العينة وفقا للمستوى التعليمي للوالدين 06 عمل األب واألم بين توزيع أفراد العينة وفقا لمدىي 07 العود لإلدمانيبين توزيع أفراد العينة وفقا لعدد مرات 08يبين توزيع أفراد العينة وفقا للعالقة بين الوضعية المهنية وعدد مرات العود 09

لإلدمان

يبين توزيع أفراد العينة وفقا للوضعية العائلية للوالدين 10 يبين توزيع أفراد العينة وفقا للوضعية العائلية للوالدين وعدد مرات العود لإلدمان 11 زيع أفراد العينة وفقا لحالة غياب الوالدين عن البيتيبين تو 12 يبين توزيع أفراد العينة وفقا لطبيعة العالقات بين المدمن وأفراد األسرة 13 يبين توزيع أفراد العينة وفقا لطبيعة العالقة بين الوالدين 14رات العود يبين توزيع أفراد العينة وفقا لطبيعة العالقة بين الوالدين وعدد م 15

لإلدمان

يبين توزيع أفراد العينة وفقا ألشكال النزاع بين الوالدين وكيفية حدوثه 16 يبين توزيع أفراد العينة وفقا لألماكن التي يقضون فيها أوقات فراغهم 17التي تجعلهم يقضون أوقات فراغهم خارج توزيع أفراد العينة وفقا لألسبابيبين 18

المنزل

ن توزيع أفراد العينة وفقا لمن تترك مسؤولية الرقابةيبي 19 يبين توزيع أفراد العينة وفقا لنوع الرقابة األسرية 20 يبين توزيع أفراد العينة وفقا لطبيعة الرقابة األسرية وعدد مرات العود لإلدمان 21 ت والعود إليهايبين توزيع أفراد العينة حسب دراية العائلة بتعاطي أبنائها للمخدرا 22 يبين توزيع أفراد العينة وفقا لردود فعل األسرة حول اإلدمان على المخدرات 23يبين توزيع أفراد العينة وفقا للعالقة بين رد فعل األسرة حول اإلدمان وعدد مرات 24

العود

يبين توزيع أفراد العينة وفقا ألساليب المعاملة حول اإلدمان 25 يع أفراد العينة حسب الدخل الشهرييبين توز 26 يبين توزيع أفراد العينة حسب نمط السكن ووضعيته 27 يبين توزيع أفراد العينة وفقا لمدى تلبية األسرة للحاجيات الضرورية 28متعدد (يبين توزيع أفراد العينة وفقا لمدى معاناتهم من مشاكل نفسية وعضوية 29

)اإلجابات

6

أفراد العينة وفقا لنمط األصدقاء يبين توزيع 30 يبين توزيع أفراد العينة وفقا لمدى تعاطي األصدقاء للمخدرات 31يبين توزيع أفراد العينة وفقا لنوع المعاملة مع األصدقاء اآلخرين أثناء حدوث 32

مشكلة ما

ة تجاه يبين توزيع أفراد العينة وفقا لوجهة نظرهم تجاه بعض االعتقادات الشائع 33 المخدرات

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لوجهة نظرهم تجاه الطبقة التي ينتمي إليها األشخاص 34 المدمنون

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لمدى تأييدهم لالعتقادات الشائعة حول المخدرات 35 آثارهايبين توزيع أفراد العينة وفقا لوجهة نظرهم تجاه استهالك المخدرات و 36 يبين توزيع أفراد العينة وفقا لوجهة نظرهم للتأثيرات العامة لتعاطي المخدرات 37يبين توزيع أفراد العينة وفقا لنوع المشاكل التي يواجهونها بعد التوقف عن تعاطي 38

)متعدد اإلجابات(المخدات

اعدة على اإلدمان يبين توزيع أفراد العينة وفقا لوجهة نظرهم تجاه العوامل المس 39 على المخدرات والعود إليها

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لوجهة نظرهم تجاه األسباب العامة لتعاطي المخدرات 40 والعود إليها

يبين توزيع أفراد العينة وفقا للمرحلة العمرية وبداية التعاطي واإلدمان 41انتشارا في الوقت خدرات المتعاطاة واألكثرنواع الميبين توزيع أفراد العينة وفقا أل 42

الراهن

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لطرق وأساليب التعاطي 43 يبين توزيع أفراد العينة حسب مصدر التعلم في تعاطي المخدرات 44 يبين توزيع أفراد العينة وفقا لمكان تعاطيهم للمخدرات 45 لمصادر الحصول على المخدرات يبين توزيع أفراد العينة وفقا 46 يبين توزيع أفراد العينة وفقا للمدة الزمنية التي قضاها في اإلدمان على المخدرات 47يبين توزيع أفراد العينة وفقا لعدد مرات زيارة المركز للعالج من اإلدمان على 48

المخدرات

العالج في المركز يبين توزيع أفراد العينة وفقا لوجهة نظرهم تجاه فعالية 49المخدرات وعدد مرات وفقا للعالقة بين إدراكهم لمخاطريبين توزيع أفراد العينة 50

العود إليها

ة نظرهم في اإلجراءات المقترحة لضبط مشكلة هيبين توزيع أفراد العينة وفقا لوج 51 ) متعدد اإلجابات(اإلدمان على المخدرات والعود إليها

7

مقدمة

الفهم والتحليل العلمي لطبيعة المشكالت االجتماعية التي يعيشها ويواجهها المجتمع إن

ف وأساليب التطرف الديني وتعاظم العن ،المخدرات لجزائري اليوم، خاصة مشكالت تعاطيا

والتغيرات في األنساق والقيم وغيرها، البد أن تأخذ في ، والتحوالت والبطالةوالسياسي

سبب هذه األوضاع، وربما وجدت مافيا ليل السوسيولوجي الموسع عند التحاالعتبار

وما تزال، بل انتعشت نتشرتا للعمل والتناول، وربما بسبب ذلك المخدرات بيئة صالحة

.المخدرات والجرائم المنظمة في أجزاء من العالم المتصدع والمتخلف على حد سواء

ري من انتشار للمخدرات إن ما يحدث في المجتمع الجزائ وعلى ضوء ما سبق،

ه وتغيراته ال ينفصل عن السياق العالمي بتحوالت ،واإلدمان بين فئات عريضة من الشباب

المحيطة والتابعة واألقل تطورا بصفة عامة، وإذا ، شأنه شأن المجتمعاتوالحادة المتسارعة

ا أو طوعا، فإن كان العالم اليوم يتجه نحو تطبيق سياسات ليبرالية ورأسمالية سواء كان كره

هناك عدم تكافؤ بين األصل والتقليد، لذا نجد تفاوتا خارقا في المستوى الحضاري بين

قطاعات مختلفة ، تحمل عناصر تقليدية مع الفرص المعاصرة، ومن ثمة يزداد عدم التكافؤ،

.وتزداد أزمات المجتمع

نتيجة مباشرة ت،المجتمعا إن الظواهر اإلجرامية كتعاطي المخدرات وتداولها في

للشروط غير المتكافئة بين الجماعات االجتماعية داخل تلك المجتمعات ، ومن هنا ال يمكن

ا تتفاعل في نفس الوقت تفسير انتشار المخدرات على ضوء العوامل الخارجية فقط، بل إنه

بهدف العصاباتلهذه الذي تقدمه الدول المحتلة للمركزداخلية، وال ننسى الدعم معه عوامل

في المجتمعات النامية، ولذلك فإن تحليل ظاهرة انتشار المخدرات خلق إمكانية التطور

يجب أن يستند على منهج تحليل بنائي يرتكز على فهم وتحليل ،وتداولها في المجتمع

مدة انعكاس ذلك على فئات و ،التحوالت والتناقضات التي يعيشها المجتمع تميكانيزما

غير القادرة على باط التي تصيبه السيما تلك الفئةودرجة اإلح،صة والشباب خا المجتمع

.التكيف مع الواقع االجتماعي المعاش

أحد أشكال االنحراف التي لقيت اهتمام ،يشكل إدمان الشباب على المخدرات لذلك

على األسرة وعلى المجتمع ككل، خاصة ن نظرا لخطورتها وآثارها السلبيةالعديد من الباحثي

8

عاني العديد من المجتمع ي عودتهم إليها، خاصة وأن شار هذه المشكلة في أوساط الشبابنتا

والتفكك األسري، وتدهور بما في ذلك االسر التي تعاني من المشاكل االجتماعية واالقتصادية

بين الزوجين، أو بين أفراد األسرة، مما اعية، وتنامي ظاهرة العنف األسريالعالقات االجتم

االجتماعية، ولقد األساسية لألسرة، وتفقد وظيفتها في التربية والتنشئة إلى انهيار البينة يؤدي

سري وانحراف األبناء، كشفت العديد من الدراسات على وجود عالقة وطيدة بين التفكك األ

من خالل هذه الدراسة االطالع تعاطيهم للمخدرات، وهذا ما سنحاول البحث فيه بما في ذلك

خلفية االجتماعية واالقتصادية للمبحوثين وألسرهم، ومدى عالقة ذلك باالنحراف، ال على

.وتعاطي المخدرات والعود إليها

، وتحت كل باب قسمناه إلى بابين، باب نظري، وباب ميداني وقد قسمت الدراسة إلى

اب الفصل األول وتناولنا فيه الجانب المنهجي للدراسة، بما في ذلك أسب: فصول كالتالي

اختيار الموضوع وأهدافه وأهمية الدراسة واإلشكالية والفرضيات ، ثم تحديد المفاهيم

.بالدراسة والدراسات السابقة خاصةال والمصطلحات

خصصناه لدراسة المخدرات واإلدمان عليها بما فيها التعريفات : أما الفصل الثاني

ة إلى العوامل واألسباب المؤدية المختلفة لها، وأصناف المخدرات وطرق التعاطي، باإلضاف

إلى تعاطي المخدرات، ومراحله والتداعيات الناجمة عنه، كما حاولنا معرفة موقف كل من

ي المجتمع العربية، وف مخدرات واإلتجار بها في بعض الدولالشريعة والقانون من تعاطي ال

.المخدرات خصصناه للنظريات المفسرة للعودة لإلدمان على الجزائري ومبحث رابع

عالجنا فيه التفكك األسري من خالل ثالث مباحث، خصصنا : أما الفصل الثالث

المبحث األول لتعريف األسرة، وخصائص األسرة الجزائرية، ووظائفها وعالقة األسرة

و مراحله بالتنشئة االجتماعية، وفي المبحث الثاني خصصناه لدراسة مفهوم التفكك األسري

على الثاني تعرضنا فيه لكل من اشكال التفكك االسري واضراره عوامله اما المبحث

.الزوجين واألسرة وعلى المجتمع

للدراسة الميدانية أو التطبيقية ، فقد قمنا بتقسيمه إلى هانخصصوفي الباب الثاني الذي

التعريف المقاربة السوسيولوجية و فصلين، فصل حددنا فيه اإلجراءات المنهجية بما في ذلك

والمناهج واألدوات والتقنيات المستخدمة في ،ميدان البحث ومجاالته والعينة وكيفية اختيارهاب

9

خامس أوردنا فيه الجداول من خالل االستمارة التي الفصل في الو،جمع البيانات الميدانية

والتعليق على مختلف البيانات والنتائج بالنسبة لكل ،ثم مناقشة وتحليل على المبحوثين وزعت

بعض التوصيات والمقترحات الدراسة بخاتمة و ، وختمنا هذهرضية، ثم االستنتاج العامف

.المتعلقة بالظاهرة المدروسة

10

الجانب النظري للدراسة

11

اإلطار النظري للدراسة: الفصل األول

أسباب اختيار الموضوع: أوال

أهداف الدراسة: ثانيا

اسةأهمية الدر: ثالثا

اإلشكالية: رابعا

الفرضيات: خامسا

تحديد المفاهيم والمصطلحات: سادسا

الدراسات السابقة: سابعا

12

تمهيد

ع سواء من منظور كمي أو إن حجم ظاهرة انتشار وتعاطي المخدرات في المجتم

وصل األمر إلى انتشار ، حتىارتفاع نسبة المتعاطين للمخدرات والكميات المحجوزة كيفي،و

أن و وكأن بالدنا تحولت إلى منتجة للمخدرات، علما،المزارع للمخدرات في مجتمعنا بعض

زيادة الجرائم بين أفراد المجتمع وخاصة الشباب لها عالقة بتعاطي المخدرات وما يتصل بها

نسبة الخسارة التي تعود على مدى نتصور ر للثروة البشرية الجزائرية، يجعلنامن تدمي

من ضياع لقدرات وطنية إلى جانب انتشار الجرائم التي لم يألفها المجتمع االقتصاد الوطني

الجزائري من قبل ، حيث يؤثر ذلك بدوره وبصورة سلبية حادة على مدى تماسك المجتمع

.الذي نحن في حاجة إليه

ا ومن هذا المنطلق فإن التعرف على حجم الظاهرة ومدى انتشارها في مجتمعن

لمدمن والعائد إلى اإلدمان مرة أخرى يكتسي أهمية بالغة بالنظر لحجم وخاصة بين الشباب ا

هذه اآلفة، وأضرارها على الفرد والمجتمع واألسرة بالتركيز أكثر على ظاهرة العود إلى

تعاطي المخدرات وعالقتها بالوسط االجتماعي واألوضاع االجتماعية واالقتصادية لألسرة،

التي طرأت على المجتمع، واألمر في مجمله ال ينفصل عن الناتجة عن التحوالت والتغيرات

جدلية العالقة القائمة بين الفرد والمجتمع، إال أن انعكاساتها تتوقف على ما يقدمه المجتمع من

.معطيات قد تساعد على التكيف أو تؤدي إلى انعدامه بصورة شبه تامة

عاطي المخدرات وعلى هذا الغرض وجب علينا أن نوضح بصورة أدق ظاهرة ت

واإلدمان عليها من خالل هذا الفصل الذي حاولنا فيه تحديد بعض المصطلحات الخاصة

بالمخدرات واإلدمان وتصنيفاتها، والعوامل المؤدية لإلدمان والتداعيات الناجمة عنها ومدى

ى انتشار الظاهرة في مجتمعنا وموقف القانون والشريعة اإلسالمية منها، هذا باإلضافة إل

.النظريات العلمية المبررة لظاهرة اإلدمان على المخدرات والعود إليها

13

أسباب اختيار الموضوع: أوال

د لإلدمان على المخدرات والتفكك األسري لعدة أسباب يرجع اختيارنا لموضوع العو

:نوجزها فيما يلي

ين جميع فئات استفحال ظاهرة اإلدمان على المخدرات وتزايدها بشكل كبير ومستمر ب -أ

المجتمع، خاصة بين المراهقين والشباب، وهذا ما تؤكده اإلحصائيات التي تنشرها مصالح

.األمن والصحف الوطنية

التقارير الدولية التي تثير الرعب وتترجم مدى خطورة هذه الظاهرة على مجتمعنا - ب

. وعلى الشباب بصفة خاصة

د لإلدمان على المخدرات لدى ولت موضوع العقلة الدراسات والبحوث العلمية التي تناو-ج

.الشباب

خطورة اإلدمان على المخدرات وعالقتها بالعديد من الجرائم مثل القتل، االغتصاب، - د

.إلخ... السرقة، العنف

14

أهداف الدراسة: ثانيا

ليها من الظواهر التي تشكل عائقا و العود اتعتبر ظاهرة تعاطي المخدرات واإلدمان

ت المجتمعات ومن بينها المجتمع الجزائري، ولقد أجريت العديد من الدراسافي جميع

نظرا لتعقدها وانتشارها الدائم والمستمر في والبحوث حول تعاطي المخدرات و االدمان

وذلك للتقرب من جوانبها، أال وهو ظاهرة العود لإلدمان وحاولنا التطرق لجانبمجتمعاتنا،

.مرة أخرى ة الى العود لإلدماناألسباب والعوامل المؤدي أكثر من المدمن للكشف عن

إثراء الدراسات االجتماعية -

السعي الى الكشف عن المشاكل التي يواجهها المدمن والسيما بعد سحب المادة المعتاد -

.على تعاطيها سواء كانت جسدية أم نفسية أم عالئقية

.بهذه المرحلةمحاولة التعرف على خبرات اآلخرين الذين مروا -

الوصول الى توصيات من شأنها أن تحد من انتشار هذه الظاهرة والسيما بين الشباب -

الجزائري ومحاولة إيجاد حلول وقائية عالجية للحد من ظاهرة اإلدمان على المخدرات

.والعود إليها

ة وكذا تحديد تحديد المكانة االجتماعية للمدمن ووضع العائلة لديه وموقفه من أعضاء العائل -

.العقار أو المادة المستخدمة ومصدرها

.التعرف على العالقة بين التفكك األسري واإلدمان على المخدرات -

كما جاءت هذه الدراسة نتيجة التغيرات والتحوالت المتعاقبة التي عرفها المجتمع -

د يصاحب الجزائري وتنامي مستوى وعي الشباب االجتماعي واالقتصادي والثقافي وما ق

.ذلك من انتشار المخدرات في المجتمع الجزائري وانتشار الجرائم بمختلف أشكالها

كما كذلك محاولة معرفة األسباب والعوامل المؤدية الى العود لإلدمان على المخدرات -

السيما بعد عالجهم من طرف األطباء المختصين في المراكز االستشفائية الخاصة بهذا

.الجانب

15

أهمية الدراسة: ثاثال

عندما نكون بصدد دراسة مشكلة اإلدمان على المخدرات والعود إليها، فنحن نعالج

وندرس موضوعا مهما وذو تأثيرات خطيرة على الفرد واألسرة والمجتمع، في حين تزداد

فيه األرقام واإلحصائيات الصادرة من الديوان الوطني لمكافحة المخدرات، و تدق ناقوس

على مستقبل المجتمع واقتصاده، ومستقبل الشباب الذي يعد عماد المجتمع والبالد، في الخطر

سنة للمخدرات، فتؤدي 12الوقت الذي تكشف فيه الدراسات عن تناول فئة األطفال األقل من

ام واالنحراف، فيتكون إلى إدراج الطفل ضمن بوادر اإلجر رار واألخطار الناجمة عنااألض

ارتفاع معدالت الجريمة وأشكالها، ب غاير للذي نعيشه اليوم،مجتمع مستقبال مفي أو قد نعيش

وفي ذلك الوقت يكون قد فاتنا األوان، وال نستطيع التحكم في المؤشرات الخطيرة لإلجرام،

وتقل خطورتها في ،فتصبح ظاهرة اإلدمان على المخدرات من الظواهر االجتماعية العادية

عليها ضمن العادات والتقاليد وهذا باإلضافة الى تأثيرات المخدرات المجتمع، ويكون اإلدمان

على العقول، فيؤدي بالدول المعادية والمصدرة أو المنتجة للمخدرات الى توفير المادة

االهتمام أكثر بجدية بهذه الظاهرة قبل أن لتحقيق غاياتها، ولذلك يجب عليناالمخدرة كطريقة

الفاعلين للعمليات االنتحارية واإلجرامية بالمجتمع هم من فئات تثبت الدراسات والبحوث أن

.الشباب المتعاطين للمواد المخدرة، بمختلف أنواعها

وعليه لم تقتصر المشكالت االجتماعية على نقص المياه والكهرباء والبطالة والفقر

دمان والغالء المعيشي وأزمة السكن، بل امتدت لتشمل مشكالت تعاطي المخدرات واإل

والعودة إليها، وانتشار الجرائم والعنف بمختلف أشكاله، فضربت نسيج االجتماعي في

الصميم، وأصبحت تؤثر على النظم االجتماعية كالعائلة والمدرسة والجامعة والمؤسسات

أمن واستقرار تهدد ا، وأصبحت كل هذه المشاكل الناجمة عن التحوالتاإلنتاجية وغيره

إليها للكشف عن ضوع اإلدمان على المخدرات والعوداالهتمام بمو المجتمع، لهذا كان

.توقعها نريد األسباب والعوامل واقتراح نصائح وحلول تجنبنا النتائج السلبية التي ال

16

اإلشكالية : رابعا

إن مشكلة اإلدمان على المخدرات والعود إليها من المشكالت االجتماعية التي

فاإلنسان يستخدم ،ل لألفراد وللمجتمعات على حد سواءأصبحت تشكل الشغل الشاغ

المخدرات استخداما سلبيا منذ نشوء الحضارة على هذا الكون، مع أنها تستخدم في الحاالت

العالجية، فتقدم الى األفراد بجرعات مضبوطة، ويتم التوقف عنها بعد االنتهاء من العالج،

لى عدم قدرة الفرد العيش من دونها، وقد ينشأ وقد يؤدي االستمرار الطويل في استعمالها ا

لدى الفرد حالة إدمان ألنه ال يدرك أن هذه المخدرات تجعل المرء يعتمد عليها دون بذل أي

.جهد خاص في حياته

وكذا ،لذلك كان اهتمام السلطات الحكومية والهيئات المعنية بالصحة االجتماعية

موجه نحو ظاهرة تعاطي المخدرات واإلدمان ،ةالمهتمين بالطب النفسي والصحة العقلي

عليها، ومن الواضح أن هذا االهتمام يرجع الى ما يترتب على المخدرات وانتشارها من آثار

خطيرة، حيث تشكل عائقا في طريق التطور االجتماعي للفرد، حيث أصبح ظاهرة اجتماعية

لمباشرة منها وغير المباشرة في امل عديدة، لها تأثيرات لم تقتصر اومرضية تدفع إليها ع

وقتنا الراهن على الفرد فحسب، بل على المجتمع من حيث الضرر الذي يسببه لعائلته، مما

قد يؤدي الى اضطرابها وخسارة للفرد الذي قد يكون استثماره لإلنماء االقتصادي

والحضاري، وكذلك لما تخصصه جهود وطاقات المجتمع ومختلف المؤسسات ألغراض

، من وقاية والعالج، كما أن المدمنين على المخدرات يشكلون خطرا على حياة اآلخرينال

أنهم عنصر قلق واضطراب ألمن المجتمع، حيث يسعى كل منهم للخروج عن القيم حيث

الرتكابهم العديد من الجرائم لبلوغ حاجاتهم، فيما ،والمعايير والنظم االجتماعية والقانون العام

والضغط إجرامية حاقدة على المجتمع يكون اإلجرامات بسيكوباتية أو قد يصبحوا شخصي

.سبيال لتحقيق أهدافهم

والمجتمع الجزائري كغيره من المجتمعات األخرى أصبح يعاني من مخاطر هذه

وما اإلحصائيات واألرقام التي يقدمها رجال األمن والدرك والجمارك إال تأكيدا على ناآلفة

الى ما ال يقل عن 1999ئيات الخاصة بالكميات المحجوزة مثال سنة ذلك، فتشير اإلحصا

17

شخص بتهمة حيازة 5300من الكوكايين وتوقيف )كلغ 5(من القنب الهندي، و )طن 2.5(

.)1(أو المتاجرة بالمخدرات، من بينهم ألف شخص أجنبي

نها فهي أما عن التقارير المقدمة من طرف الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدما

تقتصر على كمية المخدرات التي دخلت الجزائر عبر الحدود البرية والبحرية حيث تم حجز

.(*) 2002خالل سنة )أطنان 6(، و2001سنة )أطنان4(و 2000خالل سنة )أطنان 6(

وهذه اآلفات واالنحرافات جاءت نتيجة للتحوالت العالمية والمحلية حسب ما يالحظ

خالل السنوات ،المجال االقتصادي واالجتماعي والثقافي والسياسيأن هناك تحوال في

األخيرة أثرت تأثيرا بالغا على البناء االجتماعي ومكوناته بصفة عامة، وعلى الوسط األسري

من تطور أدوات اإلنتاج وتطور نمط ،بصفة خاصة، ويظهر ذلك في الجانب المادي للثقافة

وثقافة الناس وقيم وعاداتهم وتقاليدهم ، مما ،واالتصال ،لوالنق،والملبس ،المعيشة كالمسكن

بين القيم والمعايير القديمة المحافظة على ،أدى الى بروز نوع من التناقض الذي يعيشه الفرد

وبين األفكار الجديدة المستمدة من الواقع الذي يعيشه الفرد حاليا، ،الروابط العائلية والتضامن

رة، ثم الشباب الذين يشكلون الجزء الكبير من المجتمع، وما تتميز والمتضرر األول هي األس

ون إلى االنحراف والعود لإلدمان على أبه هذه الفئة من خصائص حيوية فياضة، فقد يلج

المخدرات وخرق القواعد والقيم السائدة كطريقة للتعبير عن الوضعية االجتماعية التي

.هتعيشها أستره والمجتمع الذي ينتمي إلي

ولهذه المشكلة عالقة وارتباط مع التفكك األسري خاصة أن االهتمام األسري يعتبر

، وبالتالي الحد من هذه المشكلة من االنحراف األبناء سلوكات عامال حاسما في الوقاية على

األسرة يعتبرون مصدر تأثير كبير، في سلوك الفرد، فإذا كانت ألن الوالدين واألقرباء وأفراد

فاألسرة مازالت من ولذلك ة ممتدة وموحدة فإن تأثيرها سيكون قويا جدا على الفرد، العائل

النظم األساسية ذات التأثير الفعال في حياة أفرادها، كما أنها عامل مهم في تفسير بعض

.مشكالت المجتمع والشباب خاصة

، 4415العدد :جريدة الخبر، الجزائر .من السكان بطالون % 29مليون جزائري فقراء و 12 .فيصل. ع - 1

.4، ص 07/06/2005 :ملتقى حول اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، الجزائر. الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها (*)

26/03/2002.

18

كنية وقد أجريت العديد من البحوث والدراسات التي أكدت على عالقة الظروف الس

أو سبب هجر أحد الوالدين أو الطالق، بلألسرة والتنشئة االجتماعية السيئة والتفكك األسري

لإلدمان على المخدرات ولمعرفة والعود ،الوفاة وأوقات الفراغ بالسلوكات االنحرافة

نا كانت دراستنا تهدف الى معرفة العالقة قية لتنامي هذه الظاهرة في مجتمعاألسباب الحقي

لإلدمان على المخدرات وبناءا وظاهرة العود ،شابكة بين هذه الظروف والعوامل السابقةالمت

:طرح بعض التساؤالت حول موضوع الدراسة الراهنة كاآلتين على ذلك

.كيف يواجه الفرد المدمن النتائج المترتبة عن توقفه عن اإلدمان؟-1

لفرد المدمن من العودة لإلدمان على ما هي الطرق الوقائية والعالجية الالزمة لمساعدة ا-2

؟المخدرات مرة أخرى

.ما هي أهم األسباب والعوامل الرئيسة التي تقف وراء العود لإلدمان على المخدرات؟-3

البطالة هل تعود هذه األسباب الى األسرة أم الى الوسط االجتماعي أم الى مشاكل أخرى ك-4

إلخ؟... والفقر والتمهين

لتي يستخدمها المدمن للحصول على المادة المخدرة؟ وما نوع المخدرات ما هي الطرق ا-5

التي يتعاطاها؟

الفرضيات: خامسا

التفكك األسري وما يترتب عليه من نتائج وآثار سوف تؤدي بالفرد المدمن إلى العود

.لإلدمان على المخدرات مرة أخرى

:الفرضيات الجزئية

: الفرضية األولى

أو موت أحد الوالدين أو غياب ،المتمثلة في النزاع بين الوالدينالمشاكل األسرية

تؤدي لإلدمان على المخدرات والعود إليها مرة االنفصال، كلها عوامل أو الطالق أو كالهما

.أخرى

:الفرضية الثانية

سكن مال ورداءةالتنشئة االجتماعية غير السوية، وعدم مراقبة األبناء وانتشار والبطالة

.لطة رفقاء السوء، والفقر تؤدي لإلدمان على المخدرات والعودة إليها مرة أخرىومخا

19

:الفرضية الثالثة

اف واإلدمان لالنحر في وسط الشباب حول المخدرات بعض المعتقدات الشائعة تؤدي

.إليها على المخدرات والعود

المفاهيم والمصطلحات األساسية للدراسة: سادسا

مفهوم اإلدمان -1

دفع المدمن إلى ي،رف اإلدمان على أنه تعود وبصورة قوية وملحة وقهرية مزمنة يع

من المواد المخدرة، وبصورة متكررة، ومستمرة للحصول عليها بأي تعاطي مادة معينة

ة من وقت آلخر، ألن التأثير الذي يحصل من استعمال طريقة مع الميل إلى زيادة الجرع

بة اإلقالع عنها ألن الفرد أصبح معتمدا نفسيا وجسميا على باإلضافة إلى صعو ،الجريمة يقل

.)1(العقار

اتجة عن االستعمال المتكرر حالة تسمم مزمنة، ن"عرف اإلدمان أيضا على أنه كما ي

، وتشوق وحاجة مكرهة ويتميز بعدة خصائص والمتمثلة في النزعة لزيادة الكميات لمخدر

ية يرات المؤذلتأثافضال عن بعض الوسائل، هذا لحصول عليها بجميعوالتعاطي المخدرات

للفرد والمجتمع معا، حيث يصبح الفرد يعيش في تبعية جسدية ونفسية لمفعول المخدر، كما

.)2("تظهر أعراض النقص عند االنقطاع الفوري عن المخدر اختيارا أم إجبارا

المهنية للفرد المدمن عرف أيضا على أنه الحد الذي تفسد معه الحياة االجتماعية ووي

حيث يصل الى صورة مركبة معقدة تتميز ببعض السمات مثل الرغبة الملحة في تكرار

.)3(االتجاه نحو زيادة الكمية و التعاطي

الستعمال الخاطئ ااإلدمان أو إساءة االستعمال أو "علماء النفس على أن هعرفهذا و ي

هو اضطراب الشخصية، مما ،ستعمال القهريأو االستعمال غير الطبي، أو االعتماد أي اال

.57، ص 2005المكتب الجامعي الحديث، : اإلسكندرية. علم االجتماع الجنائي. ن، حسين عبد الحميد رشوا- 1 :، اإلسكندريةاآلثار االجتماعية لتعاطي المخدرات تقدير المشكلة وسبل العالج. رشاد أحمد، عبد اللطيف - 2

.37، ص 1999المكتب الجامعي الحديث، .37، ص نفس المرجع - 3

20

فضال عن مشاعر اإلحباط والمعاناة شباع العاجل على اإلشباع اآلجل يجعل الفرد يفضل اإل

.)1(من المرض النفسي والقلق الحاد واالضطراب العقلي

:مفهوم المخدر -2

المخدر هو كل مادة خام أو مستحضرة، تحتوي على جواهر منبهة أو مسكنة، من

أن تؤدي إلى حالة ، شأنها إذا ما استخدمت في غير األغراض الطبية أو الصناعية الموجهة

.)2(من التعود أو اإلدمان عليها، مما يضر بالفرد جسميا ونفسيا واجتماعيا

أي مواد يتعاطاها الكائن الحي بحيث تعدل وظيفة أو أكثر من وظائفه : "عرف أيضاوت

.)3("الحيوية

:علمي للمخدرالتعريف ال - أ

الخدر مادة كيميائية تسبب النعاس أو النوم، : "يشير التعريف العلمي للمخدر على أنه

.)4("أو غياب الوعي المصحوب بتسكين األلم

:التعريف القانوني - ب

عبارة عن مجموعة من المواد تسبب "يشير التعريف القانوني الى المخدر على أنه

بي، ويحضر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إال ألغراض اإلدمان ، وتسمم الجهاز العص

.)5("يحددها القانون، وأن ال تستعمل إال بواسطة من يرخص له بذلك

:مفهوم تعاطي المخدرات -3

المخدر هو سلوك قهري : "بـلمخدرات ا" محمد عبد الرحمن العيسوي"ف عري

.)6("استحواذي اندفاعي تعودي

.56،حسين عبد الحميد، المرجع السابق، ص رشوان - 1

دار الراتب : بيروت). 2ط( .ظاهرة تعاطي الحشيش دراسة نفسية واجتماعية. ، سعد المغربي - 2

.32، ص 1984الجامعية، .23هـ، ص 1405مة، كتاب األ: قطر. إلى االستعباد المخدرات من القلق. محمد محمود، الهواري - 3 .13، ص1971المكتبة الشرقية، : بيروت. المخدرات أعرف عنها وتجنبها. أنطوان السيتاني - 4 ،1983المجلس الوطنـي للثقافة والفنــون واآلداب، : الكويت .اإلدمان مظاهره وعالجه. الدمرداش ،عادل - 5

. 9،10ص ص .86،ص2001دار الراتب الجامعية،: اإلسكندرية. 11مجلد . موسوعة علم النفس الحديث. ن العيسوي عبد الرحم - 6

21

رغبة غير طبيعية يظهرها بعض األشخاص تجاه تناول ف أيضا على أنه عروي

المخدرات أو مواد سامة، تعرف إراديا أو عن طريق المصادفة على آثارها المسكنة

والمخدرة، أو المنبهة أو المنشطة، وتسبب حالة من اإلدمان تضر بالفرد والمجتمع جسميا

.)1(ونفسيا واجتماعيا

تعاطي المخدرات بأنه عبارة عن ئية بمصر كز القومي للبحوث الجناالمر ويعرف

استخدام عقار مخدر مضر وبأي صورة من الصور المعروفة في المجتمع، وذلك على تأثير

.)2(نفسي أو عقلي معين

:مفهوم العودة الى اإلدمان مرة أخرى -4

ا، بمعنى رجع، د لغة بفتح العين وسكون الواو، ومن عاد يعود عودة وعودالعو

فيه بعد أن بدأه أول أو رجع إليه أو له اد فالن إلى الشيء أو عاد فيه، بمعنىع: فتقول

.)3(مرة

لقد وردت كلمة العود كثيرا في القرآن الكريم والسنة النبوية، فمن القرآن الكريم و

نأ لبق نم ريرحتالوا فا قمل ونودعي مث مكائسن نم ونراهيظ ينوالذ(: مثال قوله تعالى

.)5()ةلالالض ميهلع قا حى وفريقدا هفريق ونودعت مكأدا بمك(: وقوله تعالى أيضا .)4()ااسمتي

إذا سكر "أما في السنة النبوية، فمنها قوله صلى اهللا عليه وسلم في حكم شارب الخمر

من شرب الخمر وسكر لن تقبل: "وسلميه وقوله صلى اهللا عل" فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه

)6(".توبته أربعين صباحا، فإن تاب تاب اهللا عليه، فإن عاد لم تقبل توبته أربعين

المجلة العربية :الرباط. 13العدد .ظاهرة تعاطي المخدرات في أوساط الشباب بالمغرب .التوهامي، المكي - 1 .322، ص 1981للدفاع االجتماعي، جامعة الدول العربية،

.36رشاد أحمد، عبد اللطيف، المرجع السابق، ص - 2 مطبوعات: الكويت. ظاهرة العود الى الجريمة في الشريعة اإلسالمية والفقه الجنائي. السماك أحمد حبيب - 3

.24، ص 1975الجامعة، .03سورة المجادلة ،اية ، - 4 .30-29سورة االعراف،اية، - 5 .25اك احمد حبيب ، مرجع سابق ،ص السم -6

22

)1(:أما اصطالحا فيعرف العود من وجهة نظر علم اإلجرام

العائد هو من تكرر خروجه عن القواعد االجتماعية التي يقوم عليها المجتمع، فإن

خروج من الفرد اعتبر عائدا، وكان عوده هذا دليل على خطورته اإلجرامية، تكرر هذا ال

.وإن لم يكن قد عوقب أو أدين قضائيا من قبل عن الجريمة سابقا

:مفهوم المشاكل االجتماعية األسرية -5

بأنها االختالل الداخلي والخارجي، التي تترتب على حاجة : "تعرف المشاكل األسرية

بحيث يترتب عليها ،عضو من أعضاء األسرة، أو مجموعة األفراد بها عة، عندغير مشب

نمط سلوكي أو مجموعة من أنماط سلوكية يعبر عنها الفرد أو مجموعة األفراد المتعاملين

.)2("معه، بكيفية تتنافى مع األهداف المجتمعة وال تسايرها

:مفهوم التفكك األسري -6

ة األسرة واالفتقار الى إجماع الرأي فيها عدم انهيار وحد: "إن التفكك األسري هو

.)3("قيامها بالوظائف المقررة اجتماعيا

يقصد بالتفكك األسري أيضا سوء العالقات الزوجية الناتجة عن عجز األسرة وعدم

يحرم األفراد ف ،قدرتها على القيام بتربية أبنائها ويقلص دور األسرة في وظيفتها االجتماعية

من مصادر تقويمهم، والتفكك األسري يكون ماديا أو معنويا، فالتفكك المادي من مصدر هام

.)4(الطالقاو أو غياب أحدهما ألسباب عديدة مثل الموت، الهجرة، ،يعني غياب الوالدين معا

أما التفكك المعنوي يقصد به نشوب صراع دائم بين الوالدين ويكون أحدهما وكالهما

ن األب أو األم على المخدرات وتصبح بذلك عملية تربية وتعليم قدوة سيئة لألبناء، كإدما

.)5(األبناء مهملة

المكتب : ، اإلسكندريةالخدمات االجتماعية ورعاية األسرة والطفولة. مرعي إبراهيم بيومي، الرشيد مالك أحمد - 1

.18الجامعي الحديث، دون سنة ، ص .168، ص 1975المصرية للكتاب، الهيئة : القاهرة . معجم العلوم االجتماعية. مذكور إبراهيم - 2 .243، ص 1973جامعة الكويت، : الكويت. أسباب الجريمة وطبيعة السلوك. الدوري عدنان - 3 .243نفس المرجع، ص - 4 .168دار صفاء للنشر والتوزيع، دون سنة ، ص : ، عمان)1ط.(الوقاية من المخدرات. السعد صالح - 5

23

:تعريف التنشئة االجتماعية -7

مصطلح التنشئة االجتماعية عند ابن منظور في لسان العرب من ورد :المعنى اللغوي- أ

)1("شب"بمعنى " نشا"الفعل

بأنها مرادفة لكلمة "الجتماعية مصطلحات العلوم ا"في معجم " احمد زكي بدوى"و يرى

.)2("، أي تلقين ثقافة المجتمع عن طريق جيل الكبار نحو جيل الصغار"التلقين

يرى أن مصطلح التنشئة االجتماعية يشير إلى عملية االندماج االجتماعي أي أنها " الفون"أما

)3 .(االندماج االجتماعي للطفل أثناء نموه ليكتسب قواعد الحياة

العملية التي " عرف علماء النفس مفهوم التنشئة االجتماعية بأنها: يى االصطالحالمعن- ب

يستطيع بمقتضاها األفراد المنشئين اجتماعيا، عن كبح نزواتهم وتنظيمها وفق المجتمع و

نظامه االجتماعي السائد، و يكون سلوكهم هذا مناقضا لسلوك األفراد غير المنشئين اجتماعيا

و الذين

).4"(انيتهم في إشباع نزواتهم لإلضرار باآلخرين و سالمة المجتمعتؤدي أن

انعكاس للعقل الجمعي السائد "أما التنشئة االجتماعية في مفهوم علماء االجتماع ما هي إال

في المجتمع وهي تدريب األفراد على أدوارهم المستقبلية ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع

ية و العادات والتقاليد و العرف السائد في المجتمع لتحقيق التوافق بين و تلقينهم القيم االجتماع

األفراد و بين المعايير و القوانين االجتماعية ، مما يؤدي إلى خلق نوع من التضامن و

. )5(التماسك االجتماعي

:التعريف اإلجرائي لمفهوم العودة لإلدمان على المخدرات

.165ص ،2004 و النشر، دارصادر للطباعة :بيروت . 10ج).1ط.(لسان العرب. ابن منظور- 1 .400، ص 1996مكتبة لبنان ، : لبنان). 1ط. (معجم المصطلحات االجتماعية. بدوي احمد زآي - 2

3-Pierron(George)eduation et socialisation,cool ,education, Paris,1997,p42. مطبعة النيل للطباعة و النشر : القاهرة .االجتماع نظرة معاصرة في علم.سلوى عبد المجيد الخطيب- 4

.343،ص2002 .346نفس المرجع ، ص - 5

24

ى المخدرات في هذه الدراسة كل األفراد الذين كانوا نقصد بالعودة لإلدمان عل

أو عقرا ما، ثم أدمنوا عليه لمدة زمنية معينة، ثم توقفوا عن تعاطي هذه ايتعاطون مخدر

المراكز المختصة لمعالجة اإلدمان علىالمخدرات سواء كان إراديا أو طبيا أو عن طريق

.ختلفةى، نتيجة عوامل وأسباب متنوعة ومالمخدرات، ثم عادوا إلى المواد المخدرة مرة أخر

:التعريف اإلجرائي للتفكك األسري

نقصد بالتفكك األسري في دراستنا كل ما قد يواجه الفرد المدمن من مشاكل أسرية،

، سواء كانت مادية أو معنوية مثل الطالق، عهودةأو اجتماعية وكافة أشكال التفكك الم

أو هروب من األسرة، أو الرجل المتقاعد عن العمل، وسوء وفاة،الاالنفصال، أو السجن، أو

.إلخ...الظروف المعيشية وانحراف الوالدين، أو كالهما، أو انحراف اإلخوة

25

الدراسات السابقة: سابعا

كبير يعد موضوع اإلدمان على المخدرات من المواضيع التي حظيت باهتمام عدد

وعت واختلفت الدراسات حول هذه المشكلة من الباحثين بمختلف توجيهاتهم، وبذلك تن

واختلفت النتائج المتوصل إليها حسب طبيعة الموضوع الذي درسه كل باحث وبذلك سوف

نتطرق في دراستنا هذه إلى استعراض بعض الدراسات التي تناولت اإلدمان والعود سواء

.على المستوى العالمي أو العربي أو الوطني

: الدراسات األجنبية-1

I.C chopra and » "كوبرا وكوبرا"بين الدراسات األجنبية الدراسة التي قام بها من

R.N chopra »، هذا المخدر يتركز عند جد أن و ،بالهند على عينة من المتعاطين للحشيش

فتمثلت ،لتعاطيل، ومن بين األسباب المؤدية )سنة 18-16(األفراد من ذوي الفئة العمرية

بناء ومجاراة أصدقاء السوء والرغبة في االستطالع والبحث عن المتعة في إهمال األسرة لأل

والتشبه بكبار السن من المدمنين ، كما بينت الدراسة أن تعاطي الحشيش يزداد عند سكان

تعاطي وبين تدني المستوى المدن مقارنة بسكان الريف، واتضح أن هناك عالقة بين ال

) 1(.1التعليي

تحت عنوان » « Isoder cheint "دور شاينإيزو"والتي قام بها اسة أمريكيةوأيضا در -

، وأجريت 1956االستعمال المتكرر للمواد المخدرة لدى المنحرفين االجتماعيين سنة "

ما مدى تأثير : حيث انطلق الباحث من تساؤل محوري يتمثل في،الدراسة بمدينة نيويورك

طي المخدرات؟، وقد قام الباحث بإعداد قوائم البيئة االجتماعية في إقبال الشباب على تعا

ا بين ـي تتراوح سنها مـة العمرية التـتتضمن أسماء مدمني المخدرات من ذوي الفئ

:إلى بعض النتائج نوجزها كاآلتي) يزودورإ(ثم توصل ) سنة 16-21(

تتركز إن تعاطي المخدرات ينتشر في المناطق السكنية األكثر حرمانا وفقرا وازدحاما إذ *

أيضا في هذه المناطق الفئات التي يكون فيها الدخل شديد االنخفاض والمستوى المعيشي

.سيء ويسود فيه التفكك األسري

. 168فاء للنشر دون سنة،صودار :عمان ) .1ط( . الوقاية من المخدرات .لسعد صالحا - 1

26

إن الحرمان االقتصادي لألسرة والبطالة وسوء األحوال السكنية من أهم العوامل التي *

سرة، وبظروف نفسية ترتبط بإدمان المخدرات حيث يرتبط بالظروف االقتصادية المادية لأل

.سيئة مثل كثرة الصدمات النفسية والمرض النفسي

إن البيئة االجتماعية التي يكثر فيها اإلدمان بين الشباب تمثلها مدينة نيويورك التي تتصف *

بثالث خصائص هي الفقر المنتشر وانخفاض المستوى التعليمي، والتفكك األسري،

والخمور، والسلوك المضاد للمجتمع بصفة عامة واالنحرافات كاإلدمان على المخدرات

.)1(والجريمة بصفة خاصة

فردا صنفهم )60(على عينة تتكون من " Torda" "توردا"أما الدراسة التي قام بها

وقام بتطبيق ) أفراد عاديين(والنصف اآلخر غير المدمنين ،من المدمنين على الهيروين

وتوصلت الدراسة التي قام بها ،على المدمنين "ثكرو"الشخصية واختبار التقييم تاختبارا

الى أن مدمني المخدرات كانوا نتاجا ألسر تعود فيها السلطة لألم ، التي كانت تتميز "توردا"

بشخصية سلطة عقابية، سواء على األنشطة التي يقوم بها األبناء، أو على تعبيراتهم الذاتية ،

جاتهم، أما نظرة المدمن وصورته عن ذاته، فكانت ال كما كانت تبدي عدم موافقتها على احتيا

.)2(تتعدى كونه إنسانا حقيرا غير مرغوب فيه

عاطين أجريت على عينة من المت،1975سنة " Hunt" "هينت"أما الدراسة التي قام بها

ن ، أفضت نتائجها أن احتمال إقبال األبناء على التعاطي يكون كبير إذا كانت العالقة بيللقنب

إذا كانت العالقة يغلب عليها روح التسلط آلباء واألبناء يسودها التسيب أو التفكك ومتوسطا

من جانب اآلباء أما إذا كانت العالقة ديمقراطية يسودها الحب والتفاهم والوئام جنبا الى جنب

.)3(مع التربية والتوجيه السليم، فاحتمال إقبال األبناء على التعاطي يكون ضئيال

1 - Pelicier(y), Thuillier(G). La drogue, paris,1992, p25.

إدارة المعـارف الجـامعية،: مصر. ـان دراسة نفسية أسبــابه ونتائجهاإلدمـ. عبد المنعم عفاف محمد - 2

.158،169ص ص المجلس الوطني للثقافة: الكويت. نظرة تكاملية سلسلة عالم المعرفة .المخدرات والمجتمع. مصطفى سويف - 3

.78والفنون واآلداب، ص

27

Sylvée "سيلفي لدو"و "Marie Choquet" "ماري شوكي"الدراسة التي قام بها كذلك

le doux 1993في فرنسا سنة " الشباب واستهالك المخدرات غير المشروعة"تحت عنوان ،

هو تقدير حجم الظاهرة والعوامل واألسباب المؤدية بالشباب ،وقد كان الهدف من الدراسة

ريت الدراسة على تالميذ المدارس وطلبة الثانويات في ثمان لإلدمان على المخدرات، وقد أج

دراسة تمثلت مفرده، أما التقنيات المستخدمة في ال )2466(مناطق بفرنسا وتشكلت العينة من

سؤاال، وتوصل الباحث الى عدة نتائج ) 277(بلغ عدد األسئلة و ة لبفي االستمارة بالمقا

:نوجزها كاآلتي

سنة ويتعاطون مختلف أنواع 17أعمارهم تتجاوز ثر إدمانا مااتضح أن المبحوثين أك-

.األدويةوروين، األمفيتامينات، الكحول، يالمخدرات كالحشيش، اله

يزداد تعاطي المخدرات عند الذكور أكثر من اإلناث وعند المبحوثين من عائالت مفككة -

.بسبب عدم التوافق بين الوالدين

تتمثل في التفكك األسري ،ر العوامل المؤدية الى اإلدمانكما توصلت الدراسة الى أن أكث-

.والفساد األخالقي وانعدام الرادع الديني

إن انتشار المخدرات في مناطق الدراسة يشكل خطورة كبيرة مما يسهل الحصول عليها من -

.طرف المبحوثين

وذلك من خالل افية استعمال تلك المواد وتأثيرهإن المدمنين هم على معرفة مسبقة حول كي-

.وسائل اإلعالم

ن مرتبطة بالقطاع الصحي، باإلضافة الى اإلصغاء التي يلجأ إليها المبحوثيأماكن أهم -

.)1(خاليا اإلصغاء بالمدارس

:الدراسات في الوطن العربي -2

دراسة ميدانية قسم عالج ":روينيلشباب وإدمان الها" ،"أبو جناح محمد رجب"دراسة -

.1994تشفى الرازي لألمراض النفسية بطرابلس لسنة اإلدمان بمس

تندرج هذه الدراسة ضمن البحوث الحرة، وقد حاول الباحث في دراسته التركيز و

التي يتعاطاها، على عدة متغيرات، كالمستوى التعليمي للمدمن ومهنته ونوع المخدرات

1 - Ferreoi, Gilles.Adolescence et toxicomanie, Paris, lotim, 1999, pp, 3,9.

28

وعدد مرات ،التعاطي سبابوالمدة الزمنية والحالة االجتماعية للمدمن وأ ،طريقة التعاطيو

وكمية الهيروين المتعاطاة يوميا،العالج بالقسم ، ومضاعفات وآثار المخدرات على المدمن،

حالة إدمان لمادة الهيروين وشملت ) 200(أما بالنسبة للعينة المدروسة فقد احتوت على

.)1(الدراسة الذكور فقط

ن الباحث بمنهج دراسة الحالة، وقد أما المناهج المستخدمة في الدراسة ، فقد استعا

عملت أداة المقابلة الشخصية جرت الدراسة خالل فترة عالجهم بقسم عالج اإلدمان، كما است

جمع المعلومات مباشرة من المدمن، ومن بين النتائج المتحصل عليها في هذه الدراسة ل

:كاآلتي

ة جامعية وأغلبهم يمؤهالت دراس إن أغلب المدمنين على الهيروين هم األفراد الذين لديهم*

.يزاولون األعمال الحرة

.أما طريقة تعاطي المخدر فكانت عن طريق الحقن في الوريد والحرق على القصدير*

كما توصلت الدراسة الى أن أغلب المدمنين على الهروين هم من فئة الشباب ممن ينحصر *

.لةوهم من الفئة العام) سنة 35-21(ضمن الفئة العمرية

إن مرافقة أصدقاء السوء وخاصة المتعاطين للمخدرات من أهم األسباب التي تؤدي الى *

فينقلون ،تعاطي المخدرات واإلدمان عليها، لما لهؤالء الرفقاء من تأثير سلبي على اآلخرين

.إليهم عادة التعاطي

ى تعاطي حب التجربة واإلثارة وحب االستطالع ، هي من بين األسباب التي تؤدي ال*

.روين واإلدمان عليهايالفرد لله

المشاكل األسرية والخصومات مع الوالدين واإلخوة، من أهم مضاعفات وآثار تعاطي *

روين، حيث تكثر مشاكل المدمن مع أسرته نتيجة إهماله لواجباته تجاه نفسه وأسرته، ياله

.وزيادة مصروفاته المالية

اآلثار االجتماعية لتعاطي المخدرات، "حول " عبد اللطيف رشاد أحمد"الدراسة التي قام بها -

، حيث يندرج هذا البحث ضمن الدراسات الحرة ، وقد "تقدير المشكلة وسبل العالج والوقاية

،2000الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع، :بنغازي ).1ط. (المخدرات آفة العصر. أبو جناح محمد رجب - 1

.191،209ص ص

29

دراسة اآلثار أي حاول الباحث دراسة ظاهرة تعاطي المخدرات من منظور اجتماعي

:)1(ي كاآلتياالجتماعية لهذه الظاهرة منطلقا على عدة تساؤالت وه

ما هي العوامل التي تؤدي الى تعاطي المخدرات؟-1

ما هي اآلثار االجتماعية المترتبة على تعاطي المخدرات؟-2

تعاطي المخدرات؟مة لمواجهة اآلثار االجتماعية لما هي االقتراحات الالز-3

سبة وقد اعتمد الباحث في دراسته على منهج المسح االجتماعي بطريقة العينة، بالن

التوجيه االجتماعي، باإلضافة الى عينة من والمالحظة يلألحداث الجانحين المودعين بدار

المسؤولين عن رعاية األحداث واالختصاصيين االجتماعيين والنفسانيين العاملين مع

.األحداث

من بين التقنيات المستخدمة في الدراسة استمارة المقابلة وهي مكونة من أسئلة

ابة ، وشملت بيانات أولية ، ثم تقنية البحث المكتبي الوثائقي، حيث يتم االتصال مفتوحة لإلج

.بعدد كبير من الهيئات العلمية التي تهتم بمشكلة تعاطي المخدرات والمراكز البحثية

:من بين النتائج المتحصل عليها في الدراسة هي كاآلتي

بنسبة) سنة 14-12(عمرية الفئة ال معظم األحداث متعاطي المخدرات يقعون ضمن -

.% 31.3بنسبة ) سنة 16-14(الفئة العمرية و 32.5

معظم متعاطي المخدرات من الناحية التعليمية متأخرون دراسيا، إما أميون أو راسبون -

بالنسبة لألميين أي أكثر من نصف % 23.4بالنسبة لراسبي االبتدائية و %38.5بنسبة

.لم يصلوا الى المرحلة المتوسطة %62.2األحداث متعاطي المخدرات و

.وتعاطي األحداث للمخدرات الحي أثبتت الدراسة وجود عالقة بين نوعية -

، في حين انخفضت النسبة %73.8معظم متعاطي المخدرات هم من سكان المدن بنسبة -

.بين سكان القرى %62.2الى

وتعاطي الحشيش %27.5 والحبوب المخدرة %47.5بينت الدراسة أن نسبة التشفيط -

25%.

.104،103ق، ص ص ، المرجع السابرشاد أحمد عبد اللطيف - 1

30

كما أشارت النتائج الى أن هناك مجموعة من العوامل الشخصية تؤدي الى تعاطي -

%30، والتقليد والمسايرة بنسبة %40من بينها إثبات الرجولة بنسبة ،األحداث للمخدرات

.%15، ونسيان المشكالت والهموم بنسبة %15وإشاعة جو المرح بنسبة

لعوامل االجتماعية تأثير كبير على تعاطي المخدرات في دراسة الى أن لكما توصلت ال -

.المرتبة األولى ثم تأتي بعدها العوامل األسرية

السعودية، (نذكر منها : الدراسة التي أجريت في بعض دول مجلس التعاون الخليجي -

رات وأساليب وذلك للتعرف على العوامل المؤثرة في ازدياد تعاطي المخد) البحرين، الكويت

)1(: الوقاية والعالج، وكانت أهداف الدراسة تتلخص في اآلتي

.معرفة حجم ظاهرة المخدرات -

.الكشف عن اآلثار االجتماعية والنفسية والصحية لمتعاطي المخدرات -

.الكشف عن أسباب ازدياد وانتشار المخدرات -

اهرة اإلدمان وانتشار التعرف على أنسب الوسائل واألساليب لمكافحة ومعالجة ظ -

.المخدرات

نزيال بالسجون كما طبق بصالحية الحائز ) 139(أجريت الدراسة على عينة بلغ حجمها و

.بالرياض

:نتائج الدراسة أن من وقد تبين

.% 53غالبية المتعاطين كانوا يسافرون الى الخارج بنسبة *

سبة للمهاجرين من الريف الى إن مشكلة التحضر عامل مساعد على التعاطي السيما بالن*

من أفراد العينة كان نمط معيشتهم السابق نمط ريفي بدوي ، %63المدينة، حيث تبين أن

.أما نمط معيشتهم الحالي فهو نمط حضري

حول المخدرات وظاهرة ،1982بدولة اإلمارات العربية سنة "ثابت ناصر" ةدراس -

مل االجتماعية واالقتصادية والنفسية التي استنشاق الغازات، بهدف التعرف على العوا

.16،17سابق، ص ص رشاد أحمد عبد اللطيف، مرجع - 1

31

، "أبو ظبي"صاحبت التعاطي أو االستنشاق للغازات ، بحيث أجريت في ثالث مناطق هي،

:)1(وتهدف هذه الدراسة لإلجابة على التساؤالت التالية "الشارقة"، و"دبي"

.نشاق الغازاتتحديد العالقة بين تعدد الزوجات في المجتمع واالنحراف المتمثل في است*

.تحديد أنواع المواد المستعملة في االستنشاق*

.والتي تميزهم عن غيرهم ،التعرف على السمات العامة لألشخاص المتعاطين لالستنشاق*

التي تصاحب تعاطي االستنشاق ،التعرف على العوامل االجتماعية واالقتصادية والنفسية*

.والمؤدية إليه

.مختلفة الستنشاق الغازاتالتعرف على اآلثار ال*

تحديد كيفية عالج هذه الظاهرة والحد منها، وفقا لما يراه الممارسون أنفسهم من واقع *

.التجربة

أما بالنسبة للتقنيات المستخدمة في الدراسة فتمثلت في االستمارة كما اشتملت على

:سؤاال ومن بين النتائج المتوصل إليها كاآلتي 530

وهي أعلى نسبة ،%92) سنة 19-10(ألفراد الذين تتراوح أعمارهم من بلغت نسبة ا*

.لألفراد الذين يمارسون استنشاق الغازات

معظم األحداث هم تالميذ وطالب المدارس االبتدائية والمتوسطة والثانوية ثم األحداث *

.الذين يمارسون أعمال وظيفية ، باإلضافة الى العاطلين عن العمل والدراسة

:م األسباب المؤدية الى ظاهرة استنشاق الغازات هيأه*

.وقت الفراغ -

.كثرة المشكالت االجتماعية -

.العطل عن العمل -

.ضعف الوازع الديني -

.معظم المتعاطين قد بدأ استنشاق الغازات مع الرفاق -

لطة استنشاق الغازات يقطنون في مناطق سكنية مخت رسونإن معظم المتعاطين الذين يما -

. ومن عدة جنسيات

188.ص.1984مكتبة ذات السالسل، : الكويت .المخدرات وظاهرة استنشاق الغازات. ثابت ناصر - 1

32

:وطنيةالدراسات ال -3

دراسة "األطفال واإلدمان"تحت عنوان "ل سعدةدريف"راسة التي قامت بها الطالبة الد -

وضواحيها، دراسة لنيل شهادة الماجستير علم االجتماع الثقافي ميدانية بالجزائر العاصمة

في دراستها من األسئلة الفرعية انطلقت الباحثة جامعة الجزائر، وقد 2004-2003نة لس

:التالية

المشاكل التي يواجهها بعض األطفال في مجتمعنا وما دورها في تهيئة المناخ لهم ما هي -1

للوقوع في دائرة اإلدمان؟

هل للظروف المعيشية لألسرة دخل في إقبال األطفال على اإلدمان بشتى أنواعه؟ -2

ي خال من الخالف والشجار يساهم في إدمان هل فشل األسرة في توفير وسط أسر -3

األطفال؟

هل غياب الرقابة األسرية له دور في إقبال بعض األطفال على المخدرات بشتى -4

أنواعها؟

هل لجماعة الرفاق دخل في إقبال بعض األطفال على اإلدمان؟ -5

كالتهم؟هل يمكن أن تقدم الثقافة الفرعية لمتعاطي ومدمني المخدرات حلوال لمش -6

ما نوع المخدرات األكثر انتشارا بين هذه الفئة من األطفال؟ وما هي مصادر حصولهم -7

.عليها؟

هذا وقد اعتمدت الطالبة في دراستها على المنهج الوصفي التحليلي والمنهج التاريخي

.وكذا المنهج اإلحصائي

كذا تقنية المقابلة أما التقنيات المعتمدة في الدراسة هي المالحظة واالستبيان، و

العينة ،على نوعين من العينات هي وبالنسبة للعينة وكيفية اختيارها، فقد اعتمدت الباحثة

.طفال مدمنا 81القصدية وعينة كرة الثلج، وبذلك تم مقابلة

:ومن أهم النتائج المتحصل عليها ما يلي

ل المختلفة وارتبطت بالحالة إن ظاهرة اإلدمان بين األطفال ساهمت فيها العديد من العوام -

.االقتصادية واالجتماعية ألسر األطفال وبأصدقائهم ثم بالبيئة الخارجية

.كما كشفت لنا الدراسة أيضا أن الظروف المعيشية ألسر األطفال قد ساهمت في إدمانهم -

33

تؤثر التي تعاني من التفكك والصراعات والشجارات بين الوالدينالسيئة إن للبيئة األسرية -

.سلبا على حياة األطفال

وغياب الرقابة المتواصلة ،إن أسباب اإلدمان لدى األطفال نتيجة للظروف المعيشية السيئة -

.والتفاعل االجتماعي

سنة "إلدمان بالوسط المدرسيا"تحت عنوان " مصطفى العشوي"دراسة قام بها الباحث -

:لة التالية، وقد انطلق الباحث في دراسته من األسئ)1(1993

هل يمكن الحديث عن اإلدمان على المخدرات في الجزائر على مستوى وبائي؟ -1

ما هي أنواع المخدرات التي يتعاطاها التالميذ في الثانويات؟ -2

هل هناك تلميذات يتعاطين المخدرات؟ -3

من الذكور واإلناث بطريقة عشوائية تلميذ 360ن وقد اختار الباحث عينة مكونة م

ثانويات بالجزائر العاصمة، ومن بين التقنيات المستعملة في الدراسة تقنية ثالثقصودة من م

.االستمارة بالمقابلة

:ومن أهم النتائج المتحصل عليها في الدراسة ما يلي

من مجموع أفراد % 14يتعاطون المخدرات بما يمثل حوالي 360تلميذ من 50اك هن -

.العينة

.تعاطين مخدرا ماتلميذا ي 50مجموع فتاة من 15ناك ه -

، وثالث )البلع(الزطلة، األقراص: أما المخدرات األكثر انتشارا وفقا لتصريح التالميذ فهي -

.حاالت كوكايين، وحالة للغراء شما، وحاالت نادرة تجمع أكثر من مادة واحدة

مدمنين، حيث أخذ عن مجموعة من ال "عبد الناصر الهاشمي عزوز"الدراسة التي قام بها -

دراسة لنيل بالبليدة، وهي عبارة عن" فرانتز فانون"عينة من الخاضعين للعالج، بمستشفى

.)2(2005شهادة الماجستير في علم االجتماع بكلية الدراسات العليا بالجامعة األردنية سنة

،6مجلة علم النفس وعلوم التربية، العدد .دراسات أولية لإلدمان بالوسط المدرسي .العيشوي مصطفى - 1

.21-19، ص ص 1995-1994 ،الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية :الجزائر رسالة لنيل ".التنشئة االجتماعية األسرية وأثرها على اإلدمان على المخدرات" .عبد الناصر الهاشمي، عزوز - 2

.2005شهادة ماجستير، كلية الدراسات العليا، جامعة األردن،

34

:وقد انطلق الباحث في دراسته على مجموعة من الفرضيات التالية

ات داللة إحصائية بين التفكك األسري ألفراد الدراسة وبين عمرهم عند توجد فروق ذ -

.بداية التعاطي

توجد فروق ذات داللة إحصائية بين أساليب التنشئة االجتماعية ألفراد الدراسة وبين -

.عمرهم عند بداية التعاطي

ة وبين عمرهم توجد فروق ذات داللة إحصائية بين النموذج الوالدي السيئ ألفراد الدراس -

.عند بداية التعاطي

تتمثل في منهج المسح االجتماعي أي هي ف للمناهج المعتمدة في الدراسةأما بالنسبة

فرانز "المسح الشامل، وكانت العينة قصد الدراسة من المدمنين الخاضعين للعالج بمستشفى

من الذكور باستثناء العالج، من اإلدمان وقد كانت العينة مكونة وقاية وال بمصلحة" فانون

مدمن، وتم اختيار مفردات ) 100(اإلناث، حيث بلغ عدد الذكور الذين طبق عليهم االستبيان

حجملى العلى ثالث مراحل، حيث تم الحصول عالبحث بطريقة المسح الشامل وذلك

)130(.

ستبيان، وأما األدوات المستخدمة لجمع البيانات من أفراد العينة فقد تم استخدام أداة اال

.وقد خضع إلى الصدق والثبات ثم المعالجة اإلحصائية

:ومن بين النتائج المتحصل عليها في الدراسة ما يلي

جمع نسبة ، ب% 39.5فككة اجتماعيا، بنسبة د العينة كانوا ينتمون الى أسر ماتضح أن أفرا -

.كل من كان والديهم متوفيان، ومنفصالن ومطلقان

هم مع عمرهم عند بداية مر أفراد الدراسة عند طالق والديع متغيربين بالنسبة للعالقة -

من أفراد الدراسة، حدث الطالق بين والديهم أعمارهم كانت %53.8كانت النسبة التعاطي،

.سنة ، وبدؤوا بالتعاطي وأعمارهم تقع في الفئة نفسها 15أقل من

ئهم لهم سيئة وهم يشكلون األغلبية من أفراد الدراسة كانت معاملة آبا %35.8إن نسبة -

العظمى، أما بالنسبة لألم اتضح أن الغالبية العظمى كانت معاملة أمهاتهم تتسم بالحماية

.71.7الزائدة بنسبة

35

إن أسر أفراد الدراسة كانت تتميز بالضعف في اإلشراف والرقابة الوالدية فكانت نسبة -

.ون تصرفاتهم خارج البيتمن المبحوثين كان آباؤهم ال يراقب 47.5%

من أفراد األسرة % 34بالنسبة للعالقات االجتماعية األسرية والخصام األسري اتضح أن -

.كانت العالقة بين والديهم سيئة

.آباؤهم كانوا يتعاطون المخدرات وا إنذكر % 19 بالنسبة للقدوة الوالدية تبين أن -

تلفة للقدوة السيئة أمام األبناء عمال وقوال مخ ذجما يمكن استنتاجه مما سبق، هو توافر نما -

.وهذا ما يعزز لديهم االنحراف بمختلف أشكاله وصوره وسلوكا،

وخالصة القول تم استعراض بعض الدراسات العالمية والعربية والوطنية التي تناولت

ضحة وقد أفادتنا معرفيا ومنهجيا، حيث أعطتنا صورة وا ،موضوع اإلدمان على المخدرات

ألسباب والعوامل لتعاطي او ،عن بعض الجوانب لظاهرة اإلدمان على المخدرات بصفة عامة

األفراد، ومن جميع الفئات العمرية، للمخدرات واإلدمان عليها، ثم بينت لنا كيفية الحصول

، وهي تعد دراسات على المخدر وأنواع المخدرات المستنشقة وآثارها على الفرد والمجتمع

والجانب المنهجي، وبذلك ن االستفادة منها في عدة جوانب كالجانب النظري ثرية يمك

أوضحت لنا طريقة معاجلة موضوعنا الذي سنتناول فيه موضوع العود لإلدمان على

العود لإلدمان على المخدرات، األسري، مركزين على أسباب وعواملالمخدرات والتفكك

المدمن سري على عودة الفردأثير التفكك األودور األسرة وتأثيرها على المدمن، ومدى ت

لإلدمان على المخدرات مرة أخرى، بعد أن قرر اإلقالع عنها، وعدم العودة إليها، أما فيما

، فقد "التنشئة االجتماعية واإلدمان على المخدرات"يتعلق بموضوع الدراسة تحت عنوان

اصة فيما يتعلق بالعالقة القائمة حاول الباحث معالجة بعض الجوانب المتعلقة بموضوعنا، خ

بين اإلدمان والتفكك األسري وأساليب التنشئة االجتماعية، ومدى أهمية ودور الوالدين في

التربية والتنشئة لألبناء ومدى توجيه أبنائهم لالبتعاد عن سلوك االنحراف بصفة عامة، ولهذا

إال أن هذه في الدراسة السابقة، لمتحصل عليها سنحاول في دراستنا التأكد من بعض النتائج ا

وضعية أسر والدراسة لم تركز على عالقة التفكك األسري، بالعود لإلدمان على المخدرات

36

االجتماعية الوضعيةالمدمنين االجتماعية، واالقتصادية قبل تعاطي األفراد لإلدمان، وكذا

الى ذلك مخدرات واألسباب المؤديةواالقتصادية، بعد عودتهم لإلدمان على ال

حيث نرى والسيما ، وعليه فإن بعض هذه الدراسات قد أهملت بعض الجوانب

كزت على حجم مشكلة اإلدمان، ولم تركز على دور األسرة، كما ر فقد الدراسات األجنبية،

ركزت على المشكالت االجتماعية المرتبطة باإلدمان وأهملت قضية العودة لإلدمان على

.لم يفسر دور التفكك األسري في اإلدمان على المخدرات المخدرات، والبعض اآلخر

وعليه فسنحاول ومن خالل دراستنا الراهنة اإلجابة عن الجوانب التي أغفلت في

الدراسات السابقة، لكن بالرغم من كل ذلك فقد استفدنا من تلك الدراسات السابقة معرفيا

.ومنهجيا

37

المخدرات واإلدمان:الفصل الثاني

تعريف وتصنيف المخدرات: المبحث األول تعريف المخدرات: أوال تعريف المخدرات لغة -1 تعريف المخدرات اصطالحا -2 التعريف العلمي للمخدرات -3 التعريف القانوني للمخدرات -4 "ولوجيكالفارما"التعريف الطبي -5 التعريف العام للمخدرات -6 تعريف اإلدمان: ثانيا تعريف اإلدمان -1 تعريف االعتياد -2 تعريف التسمم -3 تعريف أعراض السحب أو الحرمان -4 أصناف المخدرات وطرق تعاطيها: رابعا المخدرات الطبيعية - 1

المخدرات الصناعية - 2 المخدرات التخليقية - 3

عوامل اإلدمان على المخدرات مراحله والتداعيات الناجمة عنه: المبحث الثاني عوامل اإلدمان على المخدرات: أوال مراحل اإلدمان: ثانيا األضرار الناجمة عن المخدرات بالنسبة للفرد والمجتمع: ثالثا

آثار المخدرات على الفرد -1 آثار المخدرات على المجتمع -2

المخدرات في المجتمع الجزائري وموقف الشريعة والقانون منها: المبحث الثالث المجتمع الجزائري والمخدرات: أوال موقف الشريعة اإلسالمية والقانون من المخدرات: ثانيا إلسالميةموقف الشريعة ا -1 موقف القانون الجزائري -2

العود لإلدمان على المخدرات ، األسباب والمبررات العلمية: المبحث الرابع النظريات البيولوجية: أوال نظريات التحليل السيكولوجي: ثانيا التحليل النفسي االجتماعي: ثالثا التحليل االجتماعي: رابعا الخــاتمة

38

المخدرات واإلدمان: ثانيالفصل ال

تعريف وتصنيف المخدرات: المبحث األول

اتعريف المخدرات لغة واصطالح: أوال

:تعريف المخدرات لغة -1

المرأة أي تريعني ستر، حيث يقال تخد" رخد"المخدرات لغة مشتقة من اللفظ

المخدرات رت جسمه وعظامه، ويقصد بذلك أنعرينه، خد خدر استترت، خدر األسد بمعنى

.)1(هي التي يترتب عنها السكون والكسل

:تعريف المخدرات اصطالحا -2

المخدر وهو الدواء أو العقار الذي يصفه الطبيب لعالج مرض ما، إذ أن هذا المفهوم

، ومن ناحية نفسية فإن المخدر أو العقار "األسبرين"قد يرتبط أحيانا بالدواء العادي ، مثل

.)2(ؤثر في الجهاز العصبييشير الى أي مادة ت

:التعريف العلمي للمخدرات -3

المخدر مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم، أو الوعي المصحوب بتسكين األلم لذلك

، بينما يعتبر الخمر من ، وفق للتعريف العلمال تعتبر المنشطات وال العقاقير المهلوسة مخدرة

.)3(المخدرات

لمستخلصة من النباتات أو الحيوانات أو مشتقاتها، أو هي العقاقير ا"وتعرف أيضا

مركب من المركبات الكيميائية أو المشروبات الكحولية التي تؤثر سالبا أو إيجابا على الكائن

من حالة العقاقير تغير ية العالج المسموحة وهذه الحي باإلضافة الى األدوية الممنوعة وأدو

اإلنسان

،1999منشأة المعــارف، : اإلسكندرية .خطورة المخدرات ومواجهتها تشريعيا. محمد الجابريإيمان علي - 1

.26ص ،2005دار حامد للنشر والتوزيع، : عمان). 1ط. (إدمان المخدرات والتفكك األسري. قازان ،عبد اهللا محمد - 2

.24ص .19، ص 1994دون دار نشر، : اإلسكندرية .اإلدمان بين المرض والتجريم. دعبس، محمد يسرى إبراهيم - 3

39

.)1("اإلنسان في حياته نتيجة لخاصيتها المخدرة المزاجية، ويعتمد عليها

:التعريف القانوني للمخدرات -4

مجموعة من المواد تسبب اإلدمان وتسمم الجهاز "تعرف المخدرات قانونا بأنها

العصبي ، يحظر تداولها أو زراعتها أو صنعها، إال ألغراض يحددها القانون، وال تستعمل

مل األفيون ومشتقاته، الحشيش، عقاقير الهلوسة، الكوكايين إال بواسطة ترخيص لذلك، وتش

والمنشطات النفسية، لكن ال يصنف الخمر والمهدئات والمنومات ضمن قائمة المخدرات على

.)2("الرغم من أضرارها، وقابليتها إلحداث اإلدمان

":ارماكولوجيفال"التعريف الطبي -5

بأنها مواد "لطبي والصيدلي المخدرات عرف الباحثون والمختصون في المجال اي

دي تستعمل في المجال العالجي ولكن اإلفراط في تعاطيها لغرض غير طبي مشروع يؤ

مع اضطراب للنشاط العقلي واإلدراك والسلوك لحالة من االعتماد الجسمي والنفسي،

.)3("والوعي

:التعريف العام للمخدرات -6

وقد ،شوش ويخدر العقلأن المخدرات كل ما يلدارسين على يتفق أغلب الباحثين وا

وهو كل مادة مهبطة أو منشطة أو مهلوسة استعملت في غير ،ينام الفرد من جراء تعاطيه

.)4(غرضها وحجمها الصحيح دون مسؤولية ورقابة طبية

في حين يعرفها البعض اآلخر بأنها كل مادة طبيعية أو صناعية أو كيميائية تؤدي

ان، تؤدي لحالة من الهدوء أو النومواإلدم،التعود ،ظاهرة االحتمال خواصها لتكون

.75، ص 1986الزهراء لإلعالم العربي، : القاهرة). 1ط. (اإلدمان. العفيفي عبد الحكيم - 1

.10-09، ص ص 1982مطابع اإلنماء، : الكويت. اإلدمان مظاهره وعالجه. عادل الدمرداش - 2 .29، ص 2000دار الجماهرية للنشر والتوزيع، : بنغازي). 1ط. (المخدرات آفة العصر. رجب أبو جناح - 3 .30نفس المرجع، ص - 4

40

واالسترخاء أو النشاط أو االنتباه أو الهلوسة، ويؤدي االمتناع عنها لظهور أعراض مرضية

.)1("نفسية وجسمية خطيرة على الفرد والمجتمع

اإلدمان :ثانيا

:تعريف اإلدمان -1

ها برغبة قوية ملحة قهرية ومستمرة أن يتم هذا هو عمل أو مادة يشعر المدمن في

ويستعمل هذه المادة مهما كانت الوسائل والطرق لذلك، ولقد حظي هذا المفهوم أي ،العمل

اإلدمان اهتمام الكثير من الباحثين والهيئات والمنظمات الدولية، ففي بعض األحيان يستخدم

) 1973(هيئة الصحة العالمية سنة وقد عرفت ،مفهوم اإلدمان كمرادف لمفهوم االعتياد

،اإلدمان أو االعتماد بأنه حالة نفسية، وأحيانا عضوية تنتج عن تفاعل الكائن الحي مع العقار

تشمل دائما الرغبة الملحة في تعاطي العقار ،وتنتج عنه استجابات وأنماط سلوك مختلفة

ر المزعجة التي تنتج عنه أو لتجنب اآلثا ،وبصورة متصلة أو دورية للشعور بآثار نفسية

.)2(عدم توفره وقد يدمن المتعاطي على أكثر من مادة واحدة

لمادة نفسية لدرجة أن المدمن ن المخدرات أيضا التعاطي المتكرركما يقصد بإدما

يعبر عن انشغاله الشديد بالتعاطي، كما يكشف عن عجز أو رفض لالنقطاع عن المادة، أو

ما تظهر عليه أعراض نفسية إذا ما انقطع عن التعاطي الى حد يتصل تعديل لتعاطيها وكثيرا

.)3(الى استبعاد أي نشاط آخر

:ويتميز اإلدمان بالخصائص التالية

.االعتماد النفسي والعضوي على العقار -

زيادة الجرعة بصورة متزايدة لتعود الجسم على العقار، وإن كان بعض المدمنين يظل -

.على جرعة ثابتة

.الرغبة الملحة في االستمرار على تعاطي العقار والحصول عليها بأي وسيلة -

.ظهور بعض األعراض النفسية والجسمية مميزة لكل عقار في حالة االمتناع عنه فجأة -

.30نفس المرجع، ص - 1

.23الدمرداش عادل ، المرجع السابق، ص - 2 .17، ص1996عالم المعرفة، : الكويت .المخدرات والمجتمع. مصطفى سويف - 3

41

.)1(ظهور اآلثار المزعجة على الفرد والمجتمع -

: تعريف االعتياد -2

مر أو تكرار التعاطي، بالرغم من أن االعتياد هو حالة تنتج عن االستهالك المست

الرغبة ليست قهرية، وال يصل إلى درجة االضطرار، مع وجود ميل ضئيل لزيادة الجرعة،

.)2(كما أن آثاره تسبب ضرر للفرد فقط

:تعريف التسمم -3

ما، وقد تكون قاتلة عند ازدياد ما، أو مخدر هو الحالة التي يتسم فيها الجسم بعقار

الى كامل أجزاء الجسم، ويعتمد تأثير امتصاص المادة في الدم، ثم تحمل يتمالجرعة حيث

السمية على طبيعة المادة، وينتج عن التسمم من السميات البكتيرية والعقاقير المؤذية التي

.)3(غالبا ما ينتج عنها الصداع ، الدوران، القيء، آالم المعدة، وأحيانا غيبوبة وتدهور

:السحبحرمان أو تعريف أعراض ال -4

وجميعها ينتج عنها ،أو التوقف" أعراض االمتناع أو االنقطاع"يطلق عليها أيضا و

أعراض مرضية جسمية ونفسية، وذلك في حالة التوقف عن تعاطي المدمن للمادة المخدرة

اصة به، تختلف عن أعراض مخدر التي كان يتعاطاها ، ولكل مخدر أعراض حرمان خ

مخدرات جميعها تشترك في بعض أعراض الحرمان إال أنه لكل منها وإن كانت الآخر،

أعراض تميزه عن غيره فأعراض الحرمان من الهيروين مثال، تختلف عن أعراض

.)4(إلخ...الحرمان من الكوكايين أو الكحول

أصناف المخدرات وطرق تعاطيها: ثالثا

.17المرجع، ص نفس - 1

.413دار المعرفة الجامعية، دون سنة، ص : اإلسكندرية. علم النفس االجتماعي. عباس محمود عوض - 2 دار طيبة للنشر: القاهرة). 1ط(.االضطرابات السلوكية وتشخيصها أسبابها وعالجها. فايد ،حسين علي - 3

.206، ص 2001والتوزيع، .34محمد أبو جناح، المرجع السابق، ص رجب - 4

42

يا، وال تعد من ة اجتماعهناك بعض المواد المخدرة مثل التبغ، والكافيين والمقبول

أدى الى صعوبة تصنيفها غير أن ،المخدرات في ازدياد مستمر أنواع المخدرات، وكون

المخدرات الطبيعية المتمثلة في :جميع المخدرات يمكن حصرها في ثالث أصناف وهي

ات، والمخدرات الصناعية المتمثلة في المورفين، الهيروين،قالحشيش الكوكايين األفيون وال

.وغيرها..الباربيتورات واألمفيتاميناتالمتمثلة في الكودائين الميثادون، والمخدرات التخليقية

43

:المخدرات الطبيعية -1

: الحشيش - أ

ات المعروفة لدى البشر، إذ كانت تيعتقد البعض أن نبتة القنب الطبيعي من أقدم النبا

ل ثمار، أو ، وقد يستخدم على شكتستخدم في عالج أمراض مثل المالريا والصداع واإلمساك

كالتدخين أو الحقن، عديدةأو زهور، ويتناول الحشيش، بطرق نباتا وبذور أو أوراق

تحمال لدى الفرد،و من ثمة يصبح يحتاج لكميات اكبر منها ليحصل واإلدمان عليها يحدث

والشحوب نقصان الوزن : والتوقف عن هذه المادة ينتج عنه أعراض مثل ،على نفس التأثير

إلخ ويعرف القنب أو الحشيش بما ... واألرق، واضطراب النوم، وارتفاع درجات الحرارة

المتعاطي في ويؤثر ،)الجزائر، والمغرب وتونس(في دول شمال إفريقيا " الكيف"يسمى ب

وقد أكد العلماء الذين قاموا بدراسة ه،حسب قوته البدنية والعقلية تبعا لطبيعة المتعاطي وميول

لف الدماغ واإلصابة باألوهام، يؤدي إلى تأنه كبير من متعاطي القنب بواسطة التدخينعدد

.)1(غالبا ما يؤدي الى اضطراب الشخصيةويا، أو تصلب الشرايين الوبيفكا

:الكوكايين -2

هو مثير قوي للجهاز العصبي المركزي، قصير الفعالية يشبه تأثيره الى كبير

، ويستخلص من نبات الكوكا، وقد اكتشفه )2(قصير العمر، شديد التأثير يتامينات إال أنهفاألم

الشم طريق االستنشاق و ويمكن أن يتناولها الفرد عن م،1860عام "برت فيمانا"العالم

ومن أعراض التوقف ،عميق وكثرة الكالم والثرثرة ور بالقوة ونوموينتج عنه شع،والحقن ا

.)3(عنه االكتئاب والجوع والتحمل

:األفيون -3

نبات الخشخاش قبل ةعصير لزج يحصل عليه من قطع كبسول وهو عبارة عن

وتحول إلى أقراص بعد أن تجمع من أزهار هذه النباتات ثم تحول الى مادة ،نضوجها

التدخين : إسفنجية، وتصبح بعد ذلك صلبة وبنية اللون، ويستعمل األفيون بعدة طرق منها

.43إيمان محمد علي ، الجابري، المرجع السابق، ص - 1 .39، ص 1999دار قباء للنشر والتوزيع، : القاهرة. علم األمراض النفسية والعقلية. محمد السيد عبد الرحمن - 2 .35عبد اهللا محمد قازان، المرجع السابق، ص - 3

44

ها على شكل علكة، أو على شكل تبغ، والهدف من تعاطي األفيون بواسطة السجائر، أو مضغ

هو الوصول الى أكبر قدر ممكن من النشوة والمتعة، ويستخدم األفيون في تسكين اآلالم

وفقدان الشهية، الدوخان، واإلمساك واالرتخاء،: ثلومعاجلة اإلسهال، وينشأ عنه تأثيرا م

والجوع، كما قد توقظ لدية دوافع إجرامية ،نقصا في مشاعر الخوف واأللم ويحدث أيضا

.)1(الرتكاب أفعال التي تحقق له رغباته كالسرقة وتتسم أحيانا هذه الجرائم بالعنف

:القات -4

وهو نبات تمضغ أوراقه ،هو نوع من العقار ينشط الذهن، ويشبه األمفيتامينات

"القاتيين"على مادة "قاتال"وتمتص خالل ساعات وهي ما تعرف بعملية التخزين، ويحتوي

.)2(المنشطة

:ينيالمسكال -5

يدخنها المكسيكي، يكون على شكل أقراص،هو مادة يحتوي عليها نبات الصبار

ين عن طريق الفم أو بواسطة يالهنود الحمر، أثناء الطقوس الدينية، ويستخدم الميسكال

.)3(التدخين

:المخدرات االصطناعية :ثانيا

:المورفين -1

،من وزن األفيون % 10هو مادة مستخلصة صناعيا من األفيون يشكل تقريبا

ظهور العقاقير الطبية المسكنة، والمقادير وى مسكن لأللم وبدأ استعماله بعدويعتبر أق

الصغيرة من المورفين، حيث تحدث في بداية األمر تهيجا ثم نوما، ويكون النبض بطيئا،

.)4(سمم الحاد بالمورفينوعند زيادة المقادير يحدث الت

.46الجابري، المرجع السابق، ص إيمان محمد علي، - 1 .58، المرجع السابق، ص جناحرجب محمد أبو - 2 .31الدمرداش عادل ، مرجع سابق، ص - 3

دار الهدى للطباعة : القاهرة). 3ط. (م اإلسالم في السجائر والدخان والمخدرات حك. بن أحمد منير، عثمان - 4

.57، ص 1986والنشر والتوزيع،

45

وقد اكتشفت طريقة استخالص هذه المادة من األفيون على يد العالم األلماني

، وهو على شكل بودرة بيضاء، ذات طعم مر، تذوب في الماء م1804 سنة" سيريترنر"

عالج لأللم، واإلسهال الشديد والسعال، ويستعمل عن طريق الحقن، كوالكحول ويستخدم

.)1("احمرار العينين والتعرق والنعاس وغيرها"يحدث أعراضا مثل والتوقف عنه

:الهيروين -2

م1890 سنة وانتشر م،1874المورفين عام من" الداربت"جه العالم البريطاني أنت

، ويستخرج الهيروين من قاعدة المورفين بطرق "هنريش دريسر"بواسطة عالم ألماني يدعى

وجود أنواع متباينة من الهيروين، أما اآلثار الناجمة عن مما يؤدي الى ،كيماوية مختلفة

األرق وقلة النوم، عدم القدرة على ممارسة الجنس، تخثر الدم : تعاطي الهيروين نجد منها

.)2(المفاجئ، ضغط الدم، ضعف حركة األمعاء، وانعدام المناعة

ريق الفم التدخين، االستنشاق عن ط: والهيروين يتعاطي بطرق متعددة من بينها

والحرق، أو التدخين على ورق من القصدير، واستنشاق البخار المتصاعد نتيجة التدخين

.)3(والحقن بالوريد

:الكوكايين -3

تأثير األفيون إذا 10/1وللكوكايين ،هو مادة مستخلصة صناعيا من األفيون الطبيعي

ائية، وهو أيضا من المواد تساوت الكميات، والكوكايين كثير االستخدام، في الصناعات الدو

.)4(المهبطة للجهاز العصبي المركزي

وينفصل م1932يعتبر الكوكايين أقل فاعلية من الهيروين والمورفين، تم اكتشافه عام

ويستخدم في عالج ،على األفيون الخام، وليصبح مسحوقا أبيض يذوب في الماء والخمر

ومن آثاره أنه يحدث شعورا بالخفة ويكون على شكل سائل أو أقراصا غيره،الصداع و

.31قازان، عبد اهللا محمد، مرجع سابق، ص - 1 .47، ص1988دار المعرفة الجامعية، : اإلسكندرية). 2ط. (ظاهرة انتشار إدمان المخدرات. بسيوني فؤاد - 2 .72-70رجب محمد أبو جناح، مرجع سابق، ص ص - 3

.73رجب محمد أبو جناح، مرجع سابق، ص - 4

46

والصعوبات التنفسية والهيجان، ومن آثار توقف عن تعاطيه توسع العيون والنعاس والعرق

.)1(وسيالن األنف والقيء

:الميثادون -4

وهو مسحوق أبيض " Physeptone" ـوينتج عن تفاعل كيميائي متطور يعرف بال

الهيروين والمورفين ويؤدي الى العرق وضعف يذوب في الماء والكحول ويستخدم بدال من

.الرؤية الليلية ولعالجه تستخدم األدوية عن طريق الفم والحقن

:المخدرات التخليقية: ثالثا

:الباربيتورات -1

، وينتج عن عملية "الباربتورتي"مسكنات ويشتق من حمض هو من أشهر أنواع ال

شكل سائل أو هو مسحوق أبيض يذوب في التركيب الكيميائي ويؤخذ عن طريق الفم، وعلى

الماء يعمل على إحداث اإلدمان النفسي والجسدي عند االستخدام في القضاء على

نعاس، والخفة، االضطراب والتوتر، ومن تأثيراته انخفاض ضغط الدم، وفقدان الوعي، وال

إن ،"ويلكر"يب له يعمل على جعل قدرة الفرد كافية للتحمل، ويقول الطب االستخدام المتكرر

هذه المادة تدمر القدرة لدى الفرد، وتقمع بعض السلوكات الناتجة عن الحاجات األساسية

والتوقف عن تناول هذه المادة يحدث أمورا خطيرة ولذلك ينصح بتناولها تحت ،والثانوية

.)2(إشراف طبي مختص

:األمفيتامينات -2

، وتستخدم طبيا في السيطرة على "ينإثيل أم للفينيل" هي مشتقات "األمفيتامينات"

الوزن ومساعدة الراغبين على زيادة األداء البدني والعقلي واليقظة والتخلص من اإلعياء،

الين في الغدة يوتتناول عن طريق الفم أو الحقن ويؤدي إساءة استخدامها الى تحرير األدر

ضغط الدم وتوتر الكظرية، ومن الجهاز العصبي المركزي، ويزيد من ضربات القلب و

.)3(العضالت والنبضات العصبية في المفاصل

.33-32اهللا، مرجع سابق، ص ص محمد عبد. قازان - 1

.34- 33نفس المرجع، ص ص - 2 .27، ص1999دار قباء للطباعة ، : القاهرة. علم األمراض النفسية والعقلية.محمد السيد عبد الرحمن - 3

47

ألمفيتامينات تؤدي إلى اتساع في حدقتي العين وارتخاء عضالت ل واآلثار المنشطة

القناة الهضمية، والمسالك التنفسية والبولية وتزيد من اليقظة واالنتعاش والوعي مع نقص

.)1(الشهية

:د.س.عقار ل -3

، الذي استخلصه العالم السويسري )حمض الميثالميد المحلول( وهو اختصار لمادة

، وهو )Erjot( "األرجوت"ويستخرج هذا العقار من فطر م1943سنة "مانوفبرت هأل"

مركب عديم اللون والرائحة والطعم، يشبه الماء، وهو متوافر على شكل مسحوق أو سائل

.)2(شرب السائلالوريد أو باطي المادة بالحقن في يذوب في الماء ويستخدم المتع

كما أن تناول جرعة واحدة من هذا العقار يؤدي الى حالة هلوسة تتراوح مدتها بين

.فقط النفسي ساعة ويؤدي تعاطيه الى االعتماد 17الى 14

.105المكتب العلمي للنشر والتوزيع، دون سنة ، ص . سيكولوجية اإلدمان. فايد حسين - 1

2 - Yoblousky, Lewis. Criminology crime and criminality. Harper and Raw Publication

INC, new York, USA(1990),pp.270-273.

48

عوامل اإلدمان على المخدرات ومراحله والتداعيات الناجمة عنه: المبحث الثاني

المخدراتعوامل اإلدمان على : أوال

هناك العديد من العوامل المختلفة المؤدية لإلدمان على المخدرات، منها ما يتعلق

، وشدة تأثيرها على جسم اإلنسان، ومنها ما يتعلق بالشخص ةبالمادة المخدرة المتعاطا

المدمن، أي المتعاطي وشخصيته، ومنها ما يتعلق بالظروف والعوامل البيئية المحيطة بالفرد

وبذلك فإن اإلدمان على المخدرات ما هو إال نتيجة تفاعل هذه العوامل مع بعضها المدمن،

:على النحو التالي

: )1(عوامل متعلقة بالمخدر أو العقار -1

الى مرحلة اإلدمان العقار وخاصيته الكيميائية اختالف في شدة الوصول إن لتركيبة

فيصل الفرد لمرحلة ،يميائية مع المخنتيجة تركيبة العقار وتفاعالته الك على المخدرات،

مع االستعمال المفرط والمستمر ،سنوات عشرإلى خمسمن ،اإلدمان على الخمر مثال

ويصل اإلدمان عن طريق استعمال المنومات بصورة منتظمة من خالل شهر ، بينما يصل

الختالف في اإلدمان على الهيروين في خالل أسبوع أو عشرة أيام على األكثر، وهنا يظهر ا

خطورة هذا العقار األخير عن العقاقير األخرى، هذا باإلضافة الى طريقة استعمال العقار،

فمعظم المخدرات تتعاطى عن طريق الفم، أو الشم، وبذلك يسهل اإلدمان عليها، بينما يقل

استخدامها عن طريق الحقن، الذي يعد من أسرع الوسائل للوصول الى مرحلة اإلدمان، كما

عد التدخين أبطأ وسائل التعاطي إحداثا لإلدمان، ويقع االستنشاق بين التدخين والتعاطي عن ي

طريق الفم، ضف الى ذلك توفر المخدر بسهولة، وصورة المادة التي يحصل عليها

المتعاطي، التي لها عالقة كبيرة بارتفاع عدد المتعاطين، فكلما ارتفع العقار ارتفعت نسبة

الي اإلدمان عليها ، كما أن نظرة المجتمع للعقار من خالل إباحة أو تجريم هذا بالت و التعاطي

رخص وارتفاع (المخدر أو العقار واألضرار الناتجة عن تناوله، وكذا الظروف االقتصادية

فالمجتمع الذي ال يرى بأسا في ) م المجتمعمع قي سعر العقار، خاصة لو كان يتعارض

غيره، فال شك أن عدد مدمني الكحول والحشيش وغيره هم تعاطي الكحول أو الحشيش أو

.26محمد يسري، دعبس، مرجع سابق، ص - 1

49

هذه المخدرات ويجعلها غير مقبولة وغير متعاطي ومدمني المجتمع الذي يحرمكثر من ا

.مباحة وهذا يعتبر سببا في اختالف عدد المدمنين والمتعاطين بين مدينتين في مجتمع واحد

:عوامل متعلقة بالفرد المدمن -2

ن من جسم ونفس، ويتفاعالن مع بعضهما البعض لدرجة يصعب إن الفرد يتكو

:الفصل بينهما، ومن بين العوامل النفسية والجسمية المؤدية لإلدمان ما يلي

قد يكون اإلدمان على المخدرات نتيجة حب المدمن :حب االستطالع والتجربة واإلثارة -

ه حبه لتجربة وتعاطي أي لمعرفة أثر بعض المخدرات، فمتعاطي الكحول أو الحشيش يدفع

مخدر آخر لمعرفة آثاره المتمثلة في النشوة والمتعة التي يحدثها ذلك المخدر، مما يوقعه في

.اإلدمان

إن لشخصية الفرد وتركيبها واضطرابها، دورا فعاال في تعاطي :شخصية المتعاطي -

الشخصية، والفرد المخدرات، فالفرد ذو الشخصية األنانية والمضطرب نفسيا والفرد ضعيف

الناقص النضج واالنفعالي والفرد المعرض لإلحباط وغير المتوافق نفسيا واجتماعيا، هؤالء

.كلهم أفراد معرضون لإلدمان على المخدرات بصورة أكبر من األفراد العاديين

إن جل األفراد الذين يتعاطون المخدرات يعانون من االضطرابات :المشاكل النفسية -

النفسية والسلوكية واضطراب الشخصية واالنحرافات السلوكية واألمراض النفسية، والمشاكل

.فهم يعتقدون أي المدمنين أن في اإلدمان على المخدرات حل لمشكالتهم

عدم احترام المجتمع إن ضعف الوازع الديني والمشاعر الدينية ، و :ضعف الوازع الديني -

حيث يفقد الفرد أية صلة لمدمنين على المخدرات،متعاطين وامن عدد ال لهذه المشاعر يزيد

.له بخالقه فينجر وراء نزواته وأهوائه

كما ينجر عن مصاحبة قرناء السوء تعاطي للمخدرات، :االتصال بقرناء وأصحاب السوء -

حيث يغري األفراد المتعاطين والمدمنين أفرادا آخرين يصاحبونهم بتعاطي بعض المواد

تحدث إليهم عن المتعة والنشوة الكبيرة التي تحدثها مثل هذه المخدرات، المخدرة من خالل ال

وقد يتحايلون عليهم بوضع المخدر داخل السجائر أو بعض المشروبات أو الشاي

.)1(إلخ....والقهوة

.119-118، مرجع سابق، ص ص جناحرجب محمد أبو - 1

50

:العوامل المتعلقة بالبيئة االجتماعية -3

دمان على المخدرات ي واإلــمن بين العوامل البيئية المحيطة بالفرد المؤدية للتعاط

:يلي ما

إن سوء التنشئة االجتماعية والدالل الزائد وعدم الرقابة األسرية على :األسرة والتربية -

األبناء تساعد على إهمالهم وعدم االهتمام بمشاكلهم مما يدفع بعضهم الى اللجوء للمخدرات

.لنسيان ما يعانونه من مشاكل وأمراض نفسية

تختلف الرؤية الثقافية لإلدمان على المخدرات والعقاقير وذلك تبعا :العادات والتقاليد -

للمحتوى الثقافي كل مجتمع عن اآلخر، حيث تلعب العادات والتقاليد دورا بالغا في تجريم أو

.إباحة تناول العقاقير من مختلف األنواع

يعيشها أبناء مالبسات الحياة غير المستقرة التي و ن شيوع الالأمن وظروفإ :الحروب -

والخوف واالضطرابات ، قد تساعد على انتشار أو تناول ،و القلقالمجتمع أثناء الحروب

.)1(العقاقير والمخدرات بصورة أكثر في أوقات األمن والسالم

مراحل اإلدمان: ثانيا

لإلدمان على المخدرات أربع مراحل يمر بها المدمن حتى يصل الى المرحلة النهائية

:كاآلتي هي المراحل مرحلة اإلدمان التام، وهذهأال وهي

:مرحلة التجربة -1

هي أول مرحلة من مراحل اإلدمان وتكفي كميات صغيرة إلحداث أثر المخدر ألن

خاصية اإلدمان لم تتكون بعد، وقد يتعاطى الفرد المخدر على فترات متباعدة وقد يتعاطاها

بأفراد محددين وقد يترك الفرد المخدر وقد يستمر في مناسبات اجتماعية معينة، أو عند لقائه

في التعاطي لشهور أو سنوات ، دون أن يتجاوز مرحلة التجربة، إذا كان يتعاطى المخدر

على فترات متباعدة جدا، وفي هذه المرحلة ال تظهر أي عالمات على المتعاطي ويمكنه

توجد رغبة في زيادة الجرعة إخفاء تعاطيه للمخدرات على اآلخرين، وفي هذه المرحلة ال

وال وجود ألعراض الحرمان في حالة التوقف عن التعاطي وتعتبر التجربة من بين األسباب

.المؤدية لإلدمان

.28-27ابق، ص ص محمد يسري، إبراهيم دعبس، مرجع س - 1

51

:مرحلة التعاطي المتعمد -2

في هذه المرحلة يبدأ الفرد بالبحث عن المخدر وعن األفراد المتعاطين وجعلهم

حث عن شراء المتعاطي للمخدرات، ومن هنا، القصد أصدقاء له، ثم يستدعي به األمر للب

مواد أخرى مخدرة لتجربتها، فتتكون لديه في هذه تعاطي الرغبة في التعاطي، مما يؤدي الى

التعود أو االعتياد، وحاجة لزيادة الجرعة ولكنها حاجة غير قهرية، يستطيع خاصية المرحلة

اجة، وفي هذه المرحلة ينخدع المتعاطي المتعاطي التحكم فيها وعدم االستجابة لهذه الح

بقدرته على االستمرار في حياة مزدوجة وتدعوه لالعتقاد بأنه قادر على التحكم في تعاطي

لعاطفة بينه وبين أسرته، وتحدث للمتعاطي بعض المشكالت الجنسية، االمخدرات، فتضطرب

رس االحتيال والكذب، وفي وأقاربه، ويما هفقد يؤدي به الى السرقة من أفراد أسرته وجيران

حالة توقفه عن التعاطي يحدث له ما يسمى بأعراض اإلدمان، ولكن هذه األعراض قد تحدث

، حيث يمكن تركه ة قهرية لزيادة الجرعة من المخدربصورة بسيطة وليست هناك حاج

بسهولة، وقد تختفي هذه األعراض، خالل مدة قصيرة، دون الحاجة للعالج في مصلحة،

.ة لعالج حاالت إلدمانمتخصص

:مرحلة اإلدمان -3

عادة يومية مع الحاجة لزيادة وفي هذه المرحلة يصبح تعاطي المخدر أمرا ضروريا

الجرعة، حيث يشعر فيها المتعاطي، بالنشوة والمتعة التي تنتج عن المخدر، إذ يصبح

الجريمة، أو التوقف المتعاطي إجباريا ليس اختياريا، وتفشل لديه كل محاوالت االبتعاد عن

جماعيا،مما يساعد على انتشار االمراض خاصة ادا كان وقد يصبح التعاطي ،التعاطيعن

عن طريق الحقن في الوريد، فيشعر فيها المتعاطي بالذنب، ويبتعد عن كل وظائفه، التعاطي

وتصبح لديه، أعراض الحرمان شديدة، ومتعبة للمتعاطي، وفي حالة التوقف عن المخدر،

ونظرا لعدم القدرة على تحمل أعراض الحرمان الجسمية والنفسية، فإنهم يعودون للتعاطي

.)1(مرة أخرى، عند ظهور هذه األعراض

.49-47، مرجع سابق، ص ص جناحرجب محمد أو - 1

52

:مرحلة االحتراق -4

هي آخر مرحلة من مرحلة التعاطي واإلدمان، وأقرب تعريف لهذه المرحلة تسميتها،

، وغير صدياشوة، ويكون تعاطي للمخدر قبالموت ببطء، حيث نادرا ما يشعر المتعاطي بالن

سيطرته ومستمرا طوال اليوم من أجل التغلب على أعراض الحرمان التي تظهر لخاضع

بكثرة خالل هذه المرحلة، وهنا تزداد فكرة االنتحار لدى المتعاطي وتصبح مسيطرة عليه

يؤدي به مصحة متخصصة لعالج حاالت اإلدمان، وإال ساكثر للعالج في ويصبح بحاجة

)1(.تاألمر الى المو

األضرار الناجمة عن المخدرات بالنسبة للفرد والمجتمع: ثالثا

واإلفراط في تناولها لها تأثيراتها المركبة سواء على الفرد إن اإلدمان على المخدرات

:وعلى األسرة أو على المجتمع كاآلتي

:آثار المخدرات على الفرد -1

ظهور العديد من األعراض واألمراض الجسمية والنفسية، يؤدي تناول المخدرات الى

:وقد تؤدي للموت ومن بين هذه األعراض ما يلي

.التأثير على الغدد، خاصة الغدد المسؤولة عن النضج*

.تسبب العقم واإلصابة بسرطان المثانة، والمعدة والفم والمرئ أو التهاب الرئتين*

.باالتهاب السمائي والمالريا المخيةتلف الكبد وخاليا المخ، واإلصابة *

تؤدي الى أمراض العظام والتهاب عضلية تكلسية والى األمراض الجلدية، وضعف النظر *

وفقدانه، وسقوط الشعر ورعشة في األطراف واللسان، وتؤدي الى الهزال والضعف الجسمي

.)2(إلخ.... وضعف مقاومة األمراض

عاطي أعراض االضطراب في اإلدراك الحسي على المت من الناحية النفسية تظهر

ويتمثل في تعريف اإلدراك البصري، واضطراب الشعور بالزمن والمسافات وتضخم الذات

.)3(وضعف التذكر، ومن ثمة تؤدي الى اضطراب الشخصية

49-47رجب محمد ابو جناح، مرجع سابق، ص ص - 1 .105-104نفس المرجع ، ص ص - 2 .43إيمان محمد علي الجابري، مرجع سابق، ص - 3

53

، ة محبا للفرار أي الهروب من الناسوعليه يصبح الشخص خجوال، شديد الحساسي

والقلق، وهالوس سمعية فه األسباب، فتظهر عليه سمات الكآبةألت ويتسم بعدم الصبر متوترا

.)1(بصرية، ويتخيل الشخص أن هناك من يسعى إليذائه وسجنه

:آثار المخدرات على المجتمع -2

ما أن ويتاثر بالمحيط الموجود حوله، وباإلنسان كائن حي اجتماعي وسلوكه يؤثر

فإنه يمكن أن ) إلخ...البيت ، النادي، الشارع(لجماعة المخدرات يتم تعاطيها أحيانا في إطار ا

لتناول امرات مستوى اإلدمان، أي الكمية وعدد تنتشر لتشمل اآلخرين وبحدود تعتمد على

والخصائص النفسية للفرد ، ومقدار تفاعله وتأثيره على القريبين منه، وتأثيرهم وعموما فإن

:ن على المجتمع تنحصر فيما يليمستويات التأثير والضرر الذي يسببه اإلدما

:من بين األضرار االجتماعية التي تؤدي بها المخدرات ما يلي :األضرار االجتماعية -

إهمال أفراد األسرة ومتطلباتهم الضرورية، كما تؤدي المخدرات الى الكذب على اآلخرين *

.لتحقيق أغراض معينة، عامة ما تكون متعلقة بالتعاطي وتوفير المخدر

تؤدي المخدرات إلى االنحراف والجريمة كالسرقة، واالحتيال والتزوير، كما تؤدي الى *

.ممارسة البغاء، والى الدعارة من أجل توفير المخدر

عدم القدرة على التكيف والتوافق االجتماعي، والتوقف عن ممارسة النشاطات االجتماعية *

.والثقافية والرياضية

.لعادات والتقاليد واألعرافعدم احترام القوانين وا*

.فقدان العمل والبطالة وترك الدراسة*

والتفكك واالنحراف األخالقي ،تؤدي للمشاكل والخصومات والمشاجرات مع اآلخرين*

.واالجتماعي

.التفريط في العقل والمال والدين والنسل والشرف*

الذي يقطع من دخله لإلنفاق إن المخدرات تؤثر على إنتاجية الفرد : األضرار االقتصادية-

وألسرته مما يؤدي الى الفقر حساب إشباع الحاجات الضرورية له على شراء المخدر، على

.نتيجة اإلنفاق الكثير من األموال على المواد المخدرة

.72عفاف محمد عبد المنعم، مرجع سابق، ص - 1

54

.اإلقالل من كفاءة العمل وزيادة نسبة الغياب مما تؤدي الى مشاكل في مكان العمل*

دولة الى إنفاق الكثير من المال في سبيل إنشاء المصحات والعيادات تؤدي المخدرات بال *

.الخاصة بتوفير األدوية والمستلزمات والحاجات الخاصة والضرورية لعالج المدمنين

.تؤدي المخدرات لموت الكثير من الشباب الذين كانوا يساهمون في بناء االقتصاد الوطني*

تماد المتعاطي على الخمول والكسل واعتماده على التقليل من نسبة اإلنتاج نتيجة اع*

.)1(اآلخرين

إن المخدرات ومضاعفاتها وآثارها من جرائم القتل والسرقة والتزوير :األضرار السياسية -

.واالحتيال والنصب واالنحرافات بأنواعها، تعدم القيمة السياسية للبلد

منهم لغرض الجوسسة خير البعضمن تسإن العدد الكثير للمتعاطين والمدمنين يمكن العدو *

.والقيام ببعض األعمال اإلرهابية والتخريبية

ما أصبحت المخدرات وسيلة العدو واالستعمار في القضاء على بعض الدول المعادية ك*

.ألفكاره ونشاطاته ، فأصبح العدو يصدر المخدرات لبعض الدول وبالمجان للقضاء عليها

.110-108ص ص اح محمد ، رجب، مرجع سابق،أبو جن - 1

55

الجزائري والمخدراتالمجتمع : المبحث الثالث

المجتمع الجزائري والمخدرات: أوال

فية إنتاجها واستهالكها ال يكاد أي مجتمع في العالم يجهل وجود المخدرات وكي

بها، فنسبة اإلحصائيات ال تقتصر على المحلية منها أو الوطنية، بل تطال تقارير واإلتجار

التي ال تمثل حسب ،المخدرات األمم المتحدة الصادرة بالخصوص عن مكتبها لمكافحة

قد فعال، وأعداد المتعاطين للمخدراتمن حجم المخدرات المتداولة ) %10(الخبراء سوى

، فيما يخص القنب الهندي أو ما يسمى لدى بعض )2003مليون في العالم عام 185(بلغ

يون مل 150(، فهو األكثر رواجا وتعاطيا، بحيث يتعاطاه )بالكيف(دول شمال إفريقيا

دولة، وبالنسبة للمشهد العالمي ، فقد عرف كل أنواع )140(، ويزرع في أكثر من )شخص

وحسب الدراسات وما توصلت إليه من نسب فقد بلغت نسبة مدمني الهيروين ،المخدرات

منهم في أوروبا ) %61(من األشخاص الخاضعين للعالج ضد اإلدمان بآسيا) % 67(

، وقد شكل القنب الهندي نسبة 2003عام )% 18(الى وتراجعت نسبة إنتاج الكوكايين

.)1(من كمية المخدرات المضبوطة في إفريقيا 99%

، فتمتد جذورها الى عهد االستعمارأما بالنسبة للمخدرات في المجتمع الجزائري

الفرنسي، وكانت تعد ممرا رئيسيا للمخدرات، وليست مقر وال منتجا لها، إال أنها في

ألخيرة شهدت زيادة وارتفاع في كميات المواد المخدرة المضبوطة من جهة، ومن السنوات ا

.زيادة في أعداد المدمنين من جهة أخرى

كتابات ويظهر جذور وتاريخ المخدرات في المجتمع الجزائري فيما وجد من خالل

كتبه في عن حياة الجزائريين في مرحلة االستعمارية، وما " تانهايزريش فون مالس"الرحالة

، حيث تطرق الى أسباب تعاطي الحشيش والمسكرات، "مدمنو الحشيش في الجزائر"رواياته

"األبسنث"فالحظ أنهم يستعملون العرق كمشروب لإلسكار بعد االحتالل أصبحوا يفضلون

كثر رواجا من المسكرات األ هوإن الحشيش : "الذي أتى عن طريق الفرنسيين، وأضاف قائال

المتدن، الحوار .انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات خاصة في أوساط الشباب .ي سفيانسسا - 1

www.alhiwar.org ).2004-10-24.(1027عدد

56

م منعه قانونا، الذي كان يتعاطى علنا في المقاهي وكانت فئة المسنين الفئة األخرى ، لعد

.)1("األكثر إدمانا عليه

وعليه فإن المستعمر الفرنسي يعتبر من أكبر المروجين النتشار المخدرات بالمجتمع

الجزائري خاصة بعد االستقالل، إذ كان من الصعب تلبية احتياجات السكان المتزايدة من

وتعليم وصحة، وتوفير أماكن الترفيه، كلها عوامل ساعدت على ظهور وانتشار هذه عمل

اآلفة أكثر ، إذ برزت في السبعينات وتفاقمت في الثمانينات أكثر، وبذلك كانت نتيجة لظهور

.)2(العديدة من االنحرافات كاإلدمان على المخدرات والجريمة

دون حيلولةرف مصالح األمن للوعلى الرغم من تكثيف عمليات المراقبة من ط

دخول المخدرات الى الجزائر، إال أنها مازالت متواجدة ، إذ تشير بعض اإلحصائيات األمنية

ن أو من حيث شير بالخطر سواء بالنسبة لزيادة عدد األفراد المتعاطيالظاهرة وتالى زيادة

الضبط والتحكم تلك والتجارة غير المشروعة، نظرا لصعوبة عمليات ارتفاع عدد المهربين

.معه اتساع المساحة الجغرافية وتعدد مناطق الدخول والعبور

وتشير اإلحصائيات الصادرة من مصالح األمن في قضايا تتعلق بالمخدرات من سنة

الى م ليصل1985من المخدرات سنة ) كلغ 933(، فقد تم ضبط )م1990الى م1985(

هناك ارتفاع في كمية المخدرات التي يتوافق ، وهو ما يوضح أنم1990سنة ) كلغ 6042(

، ) شخص 1050(تم القبض على م1985مع زيادة عدد األشخاص الموقوفين ، ففي سنة

يات التي وتشير اإلحصائيات الى أن حجم الكم م،1990شخص سنة ) 8612(ليصل الى

معدة يفوق بشكل كبير الكميات التي كانت) كلغ 4165( كانت تعد للتهريب تقدر بـ

.)3(1990- 1985خالل الفترة الممتدة ما بين )كلغ 1719(لالستهالك المقدرة ب

لةرسا )".دور وسائل اإلعالم في وقاية الشباب من المخدرات(االتصال االجتماعي في الجزائر " .العاقل سهام - 1

.140-139،ص ص 1999: ماجستير غير منشورة جامعة الجزائر .140-139ص ص نفس المرجع، - 2 رسالة ماجستير غير ".التنشئة االجتماعية األسرية واإلدمان على المخدرات" .عزوز يعبد الناصر الهاشم - 3

.89-87، ص ص 2005منشورة، جامعة الجزائر،

57

وفيما يخص عدد القضايا واألشخاص الموقوفين من جانب مصالح األمن والدرك

الوطني فقد سجلت تنوعا في عدد القضايا من تعاطي وتهريب وحيازة واستعمال وزراعة،

الحيازة، والحيازة ليه التهريب في المركز األول، ثم يتعاطالسجل فيها م1990وخالل سنة

سجلت الزيادة في نوعية القضايا، مثل التجارة غير م1991واالستعمال، والزراعة، وسنة

)2983( ـب م1991ليصل عدد القضايا فيها سنة ئ،المشروعة، والنقل وصناعة ومخاب

عدد 1992وانخفضت في سنة ،متهم) 4360(قضية ومن بين تلك القضايا تم القبض على

.قضية )2298(في )3634(قضايا الموقوفين الى

ولم تزود الجزائر مكتب األمم المتحدة لمكافحة المخدرات، ومنع الجريمة بمعلومات

، ومن ذلك فقد أقرت الجزائر بجميع اتفاقيات المخدرات الدولية، ولم م1991طوعية منذ عام

مع الدول العربية األخرى، إال أن بعض التقارير ت مقارنةها إنتاج ملحوظ للمخدراتسجل ب

من ) كلغ 0.1(و م1995سنة ) كلغ 1.5(تشير الى مصادرة كميات من القنب بلغت

.)1(الهيروين

ويشير مدير دراسات التحليل والتقييم بالديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها

ظاهرة م،الى ان2002صيبه في أكتوبر سنة الموجود مقره بالجزائر العاصمة الذي تم تن

اتجاها خطيرا، إذ انتشرت بين الذكور واإلناث ، والكارثة أنها تمس فئة عرفت المخدرات

سط أعمار المتورطين يتراوح الشباب، الفئة األكثر حيوية ونشاطا في المجتمع، حيث أن متو

القنب الهندي أو من العدد اإلجمالي، فقد عرف % 81سنة، وبنسبة 53 و19بين

ليرتفع ) نانأط 6(تم ضبط م2002بطه باألطنان ، ففي عام الذي يتم ض) الكيف(الحشيش

، أما الكميات األخرى من أنواع % 32بنسبة زيادة وصلت الى م2003عام ) أطنان 8(الى

.)2(فهي تضبط بكميات محدودة، وضئيلة جدا مخدرات مثل الكوكايين والهيروين،ال

المتدن، الحوار .انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات خاصة في أوساط الشباب .ي سفيانسسا - 1

www.alhiwar.org ).2004-10-24.(1027عدد

.90عزوز، مرجع سابق، ص يعبد الناصر الهاشم - 2

58

-م1994(دد المتورطين في قضايا متعلقة بالمخدرات ما بين عامي وقد بلغ ع

2002شخصا، أما بالنسبة للمؤشرات العقلية فقد تم ضبط سنة ) 59804(الى ) م2001

%62قرصا، بزيادة تصل الى ) 571138(الى 2003قرصا، ليصل العدد سنة ) 452076(

بجرائم المخدرات، وفي عام قضية مرتبطة ) 412) (2002(وقد سجلت وزارة العدل عام

، كما ضبطت مصالح %22.1قضية، بنسبة زيادة مقدرة ب ) 5161(سجلت ) 2003(

.)1(كلغ من الكيف 44.3 2004وماي 2003الدرك الوطني ما بين ديسمبر

كل هذه األرقام تشير الى مدى خطورة وانتشار ظاهرة المخدرات في المجتمع

.الجزائري

اإلسالمية والقانون الجزائري من المخدراتموقف الشريعة : ثانيا

موقف الشريعة اإلسالمية -1

تلحق و ال يخفى على أحد أن المخدرات تفعل بالعقل ما يفعله الخمر من سكر وخالفه

األضرار البالغة بالنفس والمال، إال أن هناك الكثير من الناي، من يعتقد أن اهللا سبحانه

مخدرات بحكم عدم وجود نص صريح في الكتاب والسنة، وتعالى حرم الخمر، ولم يحرم ال

مباحة، فنجد الكثير ممن يحرص على أداء بأنهاله عالقة بحرمة المخدرات، ومن ثمة يرون

الفرائض من صالة وصوم وزكاة وبقدر ما يجتنبون الخمر، ال يجدون مانعا في تعاطي

لشريعة اإلسالمية فإنهم المخدرات، وربما لو علم هؤالء حكم الصحيح للمخدرات في ا

.)2(يمتنعون عن تعاطيها

المخدرات لم تكن معروفة في المجتمعات اإلسالمية إبان الدعوة المحمدية، إال ما

.)3("ال ضرر وال ضرار: "يستشف من حديث الرسول صلى اهللا عليه وسلم

.سامي سفيان، مرجع سابق - 1 .89بس، مرجع سابق، ص محمد يسري إبراهيم، دع - 2

دار إحياء التراث :بيروت .)1ط( .سنن ابن ماجة. ابن ماجة ، الحافظ أبي عبد اهللا محمد بن يزيد القزويني - 3

.392، ص 2000العربي،

59

ولها فرد والمجتمع، وقد أكدت األبحاث والتجارب أن المخدرات لها أثر سيء على ال

نفس محرم بالعلى حالة الفرد النفسية واالجتماعية واالقتصادية، وإيقاع الضرر أضرار بالغة

.)1()ةكلهإلى الت ميكدوا بأيلقت وال(: لقوله سبحانه وتعالى

المخدرات محرمة شرعا بالقياس على الخمر، فالخمر محرمة تحريما قاطعا ال شك و

يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر واألنصاب واألزالم ( :فيه، وال جدال، قال تعالى

يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة طان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنمارجس من عمل الشي

.)2()والبغضاء في الخمر والميسر، ويصدكم عن ذكر اهللا وعن الصالة فهل أنتم منتهون

، )3()األعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسناومن ثمرات النخيل و(:أيضا يقول تعالىو

يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس، وإثمهما أكبر : " وقوله تعالى

.)5(يا أيها الذين آمنوا ال تقربوا الصالة وأنتم سكارى : ، وقوله تعالى أيضا)4("من نفعهما

ا من الخبائث التي تغيب العقل، لقول قد اتفق العلماء على أن المخدرات حرام، ألنهو

.)6( )كل مسكر خمر، وكل خمر حرام(: النبي عليه الصالة والسالم

الحشيشة " كل مسكر"ويدخل في قوله صلى اهللا عليه وسلم ": وقال الحافظ الذهبي

وهي د شارب الخمر، ي حرام كالخمر، يحد شاربها كما يحوهي نوع من ورق القنب وه

تفسد العقل والمزاج حتى يصير في الرجل تخنث ودياثة، من جهة،أخبث من الخمر،

."وتقضي الى المخاصمة والمقاتلة

.139سورة البقرة، اآلية - 1 .91-90سورة المائدة، اآلية - 2 .67سورة النحل، اآلية - 3 .219البقرة، اآلية سورة - 4 .43سورة النساء، اآلية - 5 ، 2003دار الكتب العلمية، : ، بيروتصحيح مسلم. مسلم ، أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري اليانسسبوري - 6

.798ص

60

حمية، حتى يصير كلها إن أكل الحشيشة يورث قلة الغيرة وزوال ال: "قال ابن تيمية

، وهي تفسد األمزجة، حتى جعلت خلقا كثيرا مجانين من لم يجن فقد "مأبونا إما ديوثا أو

الخبل وأصبح بعض أن يكون قد أصابه ا شاربها فال بدالعقل ولو صح منه أعطته نقص

.)1("يضارب ويخاصم

وأإن الخمر يدخل فيها كل مسكر مائعا كان أو جامدا عصيرا : "وقال ابن القيم أيضا

، الصحيح الصريح الذي ال - يقصد الحشيش- مطبوخا، يدخل فيها لقمة الفسق والفجور،

كل مسكر :"جمال في متنه، إذ صح عنه صلى اهللا عليه وسلم قولهمطعن في سنده، وال إ

وصح عن أصحابه رضى اهللا عنهم الذين هم أعلم األمة خطابه ومراده، أن الخمر ما " خمر

خمر العقل على أنه لو لم يتناوله لفظه صلى اهللا عليه وسلم كل مسكر لكان القياس الصحيح

كل وجه، بالتسوية مع أنواع المسكر، فالتفريق الصريح الذي استوى فيه األصل والفرع من

.)2("بين نوع ونوع تفريق بين متماثلين من جميع الوجوه

إن تحريم المخدرات يبنى على أساس يتعلق بكونها تعارض مقاصد من مقاصد

الدين، العقل، النفس، المال والنسل، : الشريعة اإلسالمية، وهو حفظ الضروريات الخمس

بالعقل وكل ما يؤدي الى اإلضرار بالعقل فهو حرام، وهذا الحكم يشمل والمخدرات تضر

.)3(المخدرات بأنواعها

ومن هنا وجب القياس على المخدرات والشك أن حكم المخدرات هو نفسه حكم

.الخمر ألن النتيجة فيها واحدة، والعبرة بالمسميات ال باألسماء، وبالنتائج ال باألسباب

المخدرات موقف القانون من -2

إن جميع التشريعات خاصة العربية منها، الخاصة بالمخدرات اتخذت موقفا موحدا

اتجاه متعاطي المخدرات والعقاقير المخدرة، حيث أنها تمنع استعمالها، استعماال غير طبي،

.18كره، ص ذرجب محمد، أبو جناح، مرجع سبق - 1 ،2006اب، ــمركز اإلسكندرية للكت: اإلسكندرية .لظاهرة والعالجان اـالمخدرات واإلدم .سعد كريم الفقي - 2

.28ص المجلة العربية .الشريعة اإلسالمية ودورها في تعميق الوعي بمخاطر التدخين والمخدرات. محمد لطفي الصباغ - 3

.91، ص 1995، 10ب، عدد للدراسات األمنية والتدري

61

قوانين زجرية على المتعاطين، ولقد اختلفت تلك التشريعات العربية في تحديد وتفرض

:البعض منها فيما يلي وجززمة والتي يمكن أن نالعقوبة الال

متعاطي المخدرات مدة ال تزيد عن خمس عشرة سنة وال تقل يعاقب التشريع العراقي -

على ثالث سنوات، وبغرامة مالية ال تتجاوز ألف دينار وال تقل عن خمسمائة دينار، ويعاقب

أما قانون المخدرات ،)3المادة (ي القانون اللبناني كذلك بالحبس من سنة الى ثالث سنوات ف

امة مالية ال تتجاوز ألفي روبية الكويتي يعاقب المتعاطي بالحبس مدة تزيد عن السنتين، وبغر

، ويعاقب قانون المخدرات التونسي )م1960سنة 208مادة (أو بإحدى هاتين العقوبتين،

، أما قانون المخدرات ) 1م الفصل1974سنة 47قانون (ن لمدة سنتين سجالعلى نفس الفعل ب

المادة (سمائة دينار الى ثالث آالف دينارالليبي يعاقب المتعاطي بالسجن بغرامة مالية من خم

، و يعاقب القانون المغربي متعاطي م1971سنة 22من قانون المخدرات رقم )37/1

درهم 5000الى 500المخدرات بالحبس شهرين الى سنة مع غرامة مالية تتراوح ما بين

.)1()1979يسري .الفصل الثاني من ظهري د(ا مأو بإحداه

يعد تعاطي المخدرات واإلتجار بها وتسهيل والمساهمة في الحصول عليها من الجرائم -

يعاقب المدمن كمجرمنمع اختالف درجة التي يعاقب عليها القانون، وفي القانون الجزائري

حسب النظرية العامة للجريمة تتمثل في العنصر العقوبة و مدتها ،و بما أن مقومات الجريمة

الشرعي، أي وجود نص قانوني سابق يجرم الفعل والعنصر المادي المتمثل في ارتكاب

بالفعل المجرم، والعنصر المعنوي والمقصود به وجود نية ارتكاب الفعل، وبما أن المخدرات

:لصحة وترقيتها على ما يليمن قانون حماية ا )245المادة (تصنف من الجرائم، فقد نصت

)دج 5000و 500(يعاقب بالحبس من شهرين الى سنة واحدة وبغرامة مالية تتراوح ما بين *

المواد المخدرة تين كل من يستعمل بصفة غير شرعية أحد هذهوبإحدى هاتين العقوب

).05/1985المرسوم التشريعي رقم (والنباتات المصنفة على أنها مخدرة

، الخانة األولى نيف المواد السامة في ثالث خاناتتم تص) 140/1976(المرسوم بمقتضى *

خصصت للمواد السامة والثانية للمواد المخدرة، والخانة الثالثة للمواد الخطرة، وخولت

.95-94محمد يسري دعبس، مرجع سابق، ص - 1

62

مسؤولية تحديد المواد الخطرة للسلطة التنفيذية ، وتنسب الى الجهة القضائية تحديد المادة

ة المستهلكة ونوعية المادة، حتى وإن كانت تحمل أسماء مختلفة بصرف النظر عن الكمي

، فقد اعتبرت أن االستعمال المجرم للمواد الخطرة هو )245(وحسب المادة السابقة

االستعمال غير الشرعي، أما إذا تم االستعمال في إطار قانوني فالتحقيق مرفوض لوجود

ا االستعمال في إطار قانوني، فالتحقيق اإلباحة المنصوص عليها قانونا، على أن يكون هذ

مرفوض بناءا على وصفة طبية، فبإمكان القاضي إصدار اقتفاء الدعوى، ويقع المتهم بين

.)1(استعمال المخدر للعالج ويصبح مجرما أو تحمل المرض

بما أن التشريع ينطلق من مبدأ أنه ال يكفي لحماية المجتمع من بعض التصرفات بل حماية *

من قانون حماية ) 243(من نفسه كذلك، ويظهر هذا بوضوح في نص المادة الشخص

:الصحة وترقيتها التي تنص على ما يلي

- 5000(يعاقب بالحبس من عشر سنوات الى عشرين سنة وبغرامة مالية، تتراوح ما بين -

و عبورها أ ة للمخدرات أو يستوردها، ويتولونكل من يقوم بصناعة غير شرعي )دج 10000

أو يرسلونها أو ينقلونها أو عبورها يصدرونها، أو يقومون بالسمسرة أو تجارتها أو يتولون

.يعرضونها للتجارة بأي شكل كان

:من قانون حماية الصحة وترقيتها )250المادة (كما تنص -

يمكن أن يأمر قاضي التحقيق أو قاضي األحداث بإخضاع األشخاص المتهمين بارتكاب "

لتسمم، تصاحبها جميع التدابير لعالج مزيلة ل) 254(لمنصوص عليها في المادة الجنحة ا

المتابعة الطبية، وإعادة التكييف المالئمة لحالتهم، إذا ثبت أن حالتهم الصحية تستوجب عالجا

".طبيا

وما يمكن قوله أن المشرعين وضعوا قوانين لمكافحة تعاطي المخدرات بكل أنواعها

الحد من القانون ال يتم مفعوله وال يمكن قمعية البوليسية ، ولكن الغرض منويكل الوسائل ال

ظاهرة انتشار تعاطي اإلدمان والعود إليها إال من خالل االهتمام بالمشكلة من الناحية

، ـار، دون سنةمطابع قرني عم :الجزائر .اعيـــاستهالك المخدرات ورد الفعل االجتم .نواصر العايش - 1

.32-30ص ص

63

االجتماعية والنفسية، والبحث عن الدوافع الحقيقية لإلدمان والتعاطي عن المخدرات، بأكثر

.ون العالج النفسي واالجتماعي مرافقا دائما للردع القانونيجدية، لذا يجب أن يك

64

العودة لإلدمان على المخدرات، األسباب والمبررات العلمية: المبحث الرابع

إن مشكلة تعاطي المخدرات واإلدمان والعود إليها، تعد من المواضيع الشائكة التي

ه، حيث العمر والحالة الفيزيولوجية المدمن نفسبالنسبة إلى الفرد تتوزع أسبابها ودوافعها

النفسية والخصائص الشخصية ونوع الجنس واألسرة وأساليب تنشئتها وتوجهها سلوك

التي قد تكون سببا يز أسرهم،التي تمواألبناء، ومدى اكتسابهم لخصائص تميز شخصيتهم،

يير المعتمدة م السائدة والمعاأو يمكن أن تنجم عن المجتمع حيث القي لإلدمان أو عدمه،

وقواعد الضبط واحترام القوانين االجتماعية، ولهذا قد اتجهت العديد من النظريات التي

كظاهرة اجتماعية نفسية العودة إليها وأساليب التعامل معهاتناولت اإلدمان على المخدرات و

ت متغير من تلك المتغيرا حول التركيز علىمركبة، حيث كان االختالف بين وجهات النظر

وإهمال متغير بالمقارنة مع المتغيرات األخرى، إال أن من تناول ببة لإلدمان، والعودالمس

من متغير معتبرا إياها سببا تحليله بشكل عام الى تفاعل أكثر هذه الظاهرة قد أشار في

:لوجود الظاهرة واستفحالها ومن بينها

النظريات البيولوجية: أوال

سير اإلدمان على المخدرات والعود إليها انطالقا من حاول أصحاب هذه النظرية تف

وكان محور الدراسات مصمم الختيار النظريات ،بيوكيميائية أو فيزيولوجية تميكانيزما

الجينية ذات الصلة باإلدمان في اإلنسان، أي فيما إذا كان اإلدمان موروثا أم ال، ويرى

ي، أن موسعة على المجتمع السويد يليةخالل قيامه بإجراء دراسة تفصمن " أمارك"الباحث

الصلة باإلدمان الكحولي بين اإلخوة المعروف بأنهم من ذات هناك عنصرا وراثيا أسريا

وبين اآلباء )% 9إلى 0من (وبين األخوات )% 21(أبناء مدمنين، فكانت نسبتهم باإلدمان

.)1% 2مهات وبين األ % 26

كشف عن حقيقة اإلدمان الكحولي لدى بعض األسر، إن علم الوراثة الجينية هو الذي

وقد افترضت زيادة احتمالية األفراد في أن يصبحوا مدمنين على الكحول فيما بين جماعات

،تعاطياسة طبية لمعرفة أسباب اللهفة للوعرقية معينة، وذلك لعوامل جينية، وفي در إثنية

ر ييث" دلتا فوس ب" ان بروتينب "بيل"استنتج مجموعة من الطلبة في كلية الطب بجامعة

.96عبد الناصر الهاشمي، عزوز، مرجع سابق، ص - 1

65

أدمغة الفئران وجيناتها التي تعزز اللهفة لتعاطي الكوكايين، وعند حدوث هذه العملية لدى

.البشر، فهي تفسر اإلدمان على الكوكايين

أن النموذج الجيني يمكن أن يقدم تفسيرا أكثر انتظاما من " ماكليرن"يرى الباحث

المتعاطين للكحول أحفاد على كل األحوال سيكون: "ي إذ يقولالتفسير االجتماعي بالتعاط

المدمنين، وبصرف بأولئكبصرف النظر عن مشاركتهم في تعاطي الخمر نتيجة لقرابتهم

تفسيرات االجتماعية والثقافية الالنظر عن الكثير من العوامل البيئية الكامنة في معظم

".ساسية يكون هؤالء المصابين من الساللة نفسهاواعتمادا على المبادئ والقوانين الجينية األ

وقد قامت إحدى الدراسات بمحاولة عزل العوامل الجينية عن العوامل البيئية في حالة

العوامل تبنتهم أسر أخرى، فكل طفل يشارك إدمان الكحول، و ذلك على األطفال الذين

ين بيولوجيات أبويه الحقيقيين، والتي البيئية التي وفرتها األسرة الجديدة، مع التشابه بينه وب

بر كرابط جيني موروث، وقد كشفت دراسة رائدة في مجال التبني عن عدم وجود فروق تتع

ذات داللة إحصائية بين سلوكيات اإلدمان الكحولي لألبناء المتبنين والذين كان آباؤهم

الكحول أو يتعاطونه األصليين مدمنين، وبين أولئك الوالدين األصليين الذين ال يتعاطون

وجماعته طعنت في نتائج هذه الدراسة "غمودون"بنسبة قليلة، إال أن الدراسة التي قام بها

واعتبرت أن شدة وحدة اإلدمان الكحولي للوالدين مرتبطة ارتباطا إيجابيا مع حالة اإلدمان

أو تبنوا عند تربوا الكحولي لدى أبنائهم بصرف النظر عما إذا نشؤوا عن والد مدمن، أو

)1(والدين آخرين

نظريات التحليل السيكولوجي: ثانيا

:نظرية التحليل نفسي -1

يرى أصحاب نظرية التحليل النفسي أن سيكولوجية اإلدمان تقوم على أساسين يتمثل

األول في صراعات نفسية، تعود إلى الحاجة إلى األمن والى إثبات الذات والحاجة إلى

لحل تلك الصراعات وإشباع النرجسي، وبذلك فإن التعاطي ما هو إال تفسيرجنسي اإلشباع ال

يميز المدمنين عن ويتمثل األساس الثاني في اآلثار الكيميائية للمخدر، وهو الذي الحاجات

.97نفس المرجع، ص - 1

66

النفسي الذي يحدث حالة ، فإن األصل في اإلدمان وطبيعته يرجعان إلى التركيب غيرهم

النفسي أيضا اإلدمان على المخدرات في ضوء االضطرابات ، كما يفسر التحليل االستعداد

سها الى اضطرابات العالقات التي يتعرض لها الفرد في طفولته المبكرة، التي ترجع في أسا

بين المدمن ووالديه، اضطرابا يتضمن ثنائية العاطفة أي الحب والكراهية للوالدين في نفس

ر الذي يصبح رمزا لموضوع الحب األصلي الذي الوقت، هذه العالقة المزدوجة تنتقل للمخد

أيضا أن المدمن يلجأ "نظرية التحليل النفسي" كما ترى كان سابقا يمثل الخطر والحب معا،

، حيث يجد في المخدر سندا ب التوازن بينه وبين الواقع الذي يعيش فيهللتعاطي من أجل طل

.)1(له يساعده في حفظ ذلك التوازن

وسيلة عالج ذاتي يلجأ إليها الشخص إلشباع بمثابة ار هنا هوفإن العق ومن ثمة

ريزية حاجات طفولية ال شعورية، فنمو المدمن النفسي الجنسي مضطرب لتثبيت الطاقة الغ

السلبية، واالتكالية وعدم : على شخصيته صفات التثبيت منها في الفهم، وعندما يكبر تظهر

.)2(القدرة على تحمل التوتر النفسي واإلحباط

:النظرية السلوكية -2

:لقد حدد أنصار المدرسة السلوكية ثالث طرق لفهم السلوك اإلدماني

: التعلم عن طريق اإلشراط الكالسيكي -

تنطبق ميكانزمات االشراط الكالسيكي في تفسير األعراض الشائعة لإلدمان مثل

:ذجين همااشتهاء المخدر والتحمل وقد تم تفسير هذه العملية من خالل نمو

:نموذج استجابة االشراط التعويضي - أ

المثيرات البيئية المرتبطة بتعاطي نحيث يرى أ م1978 سنة" سيجل"والذي وضعه

اقضة، أو مخالفة لتأثير قترن بآثار المخدر في الجسم، إلنتاج استجابة شرطية منت، المخدرات

يوي للجسم، حيث تزداد ممت لخفض التوازن الحالعقار، وهذه االستجابة التعويضية ص

.استجابة التوازن الحيوي االشراطي مع استمرار تعاطي المخدر

:نموذج دافعية االشتهاء الشرطي المخدر - ب

.14-13عم، المرجع السابق، ص ص عفاف المن - 1 .85نفس المرجع، ص - 2

67

، وطبقا لهذا النموذج فإن المثيرات م1984وآخرون سنة "ستيوارت"وضعه الذي

، أو األضواء التي الشرطية المرتبطة باآلثار التعزيزية الموجبة للعقار مثل رائحة العقار

لى عتزين المكان الذي يتم فيه التعاطي للخمر، أو الحقن بالهيروين يمكن أن تصبح قادرة

استدعاء حالة الدافعية بنفس الدرجة التي يحدثها العقار ذاته، وهذه الحالة تدفع بقوة الى

.البحث عن العقار واستخدامه

:التعلم عن طريق االشراط اإلجرائي -2

شراط اإليجابي باآلثار التي تعقب السلوك أو الفاصل الزمني الذي يفصل بين يهتم اال

السلو وآثاره، فمن المعروف أن تعاطي الكثير من المواد المخدرة يرتبط بالشعور بالنشوة

، أو ةوالراحة بعد التعاطي بفترة قصيرة، وال تأتي النتائج السلبية والضارة إال بعد فترة طويل

ن المخدر، وهو ما يدفع بالمدمن إلى االستمرار في التعاطي أو العودة إلى بعد االمتناع ع

.)1(اإلدمان عليه، بعد اإلقالع عنه

:جةذالنم -3

تفترض نظرية التعلم االجتماعي أن كل صور استخدام المواد تحكمها القواعد

مي لديهم ة، حيث يتعرض الشباب لنماذج تناإلجرائية وقواعد التعلم بما في ذلك المعرفي

أن السلوك ليس دائما "بندورا"نحو إساءة استخدام العقاقير، لذلك يرى العالم اتجاها إيجابيا

المالحظة الدقيقة لسلوك ب ما يتعلمه اإلنسان ،يتم عن طريقغل، واألفي حاجة إلى تعزيز

با ما اآلخرين، وما يترتب على هذا السلوك من إثابة أو عقاب حيث أن التعرض للعقاقير غال

، كما أن الضغط ، مثل خفض التوتر أوأو سلبية على النموذج ،تصاحبه تعزيزات إيجابية

خفض التوتر يقوم أساسا على قواعد التعلم التي ينظر فيها السلوك اإلدماني على أنه سلوك

يكافأ العناصر األساسية التي تحكم خفض التوتر، وتقرر أن الكحول يخفض التوتر الذي

منحنى يبين حباط، أما إخماد وخفض الضغط، فهولخوف ، القلق، الصراع، اإليشمل على ا

وتشمل العمليات خفض من استجابته الجسدية للضغوط،أن الفرد يتعلم بأن العقاقير يمكن أن ت

رسالة ماجستير، علم ."عالقة االضطرابات النفسية باإلدمان على المخدرات عند الشباب" .فاطمة صادقي - 1

.67-66، ص ص 2005النفس العيادي، جامعة الجزائر،

68

المعرفية، بما فيها التوقعات وخصائص الفرد، مثل االستجابة والحساسية للضغط األمر الذي

.اص المستهدفينيساعد على تحديد األشخ

لها عمليات تتعلق بتوقع النتائج المترتبة على أحداث معينة، وعلى هذا فالتوقعات

.يفسر اإلدمان على أنه العالقة بين استخدام المادة وتوقع النتائج المعززة

:النظرية المعرفية -3

إن العنصر المعرفي لدى أنصار هذه النظرية يعتبر العامل الوسيط في ترجمة

النفسي تسببه التأويالت وعلى هذا فاالضطراب وخلق رد فعل انفعالي، ،حوادث الخارجيةال

الفرد عن ربأو عن المحيط الخارجي، وبذلك يع للمنبهات الصادرة عن النفس الداخلية

.االكتئاب أو اإلدمان على المخدرات والعودة إليهاباالضطراب بعدة طرق، فقد يصاب

الديناميكية المعرفية األولية التي تؤدي أن إلى) م1988(وآخرون " إليس"ويشير

لإلدمان وتبقى على استمراره في التحمل المنخفض لإلحباط تضاف إليها ثالث نماذج نظرية

االنسجام كنموذج للتعامل مع المواقف الصعبة، : أخرى تعزز السلوك اإلدماني وتبقيه وهي

نموذج الحاجة إلى اإلثارة، كما أنه حسب أخيرا يعادل فقدان قيمة الذات، واالنسجام الكحولي

ال يمكن نفي دور تعديل المزاج في سلوك تعاطي المخدرات واإلدمان، " فرانز"و" ليز"

فالمدمنون يملكون معتقدات قوية حول قدرة المخدر على تعديل المزاج، وهم يرون أن بعض

نح الطاقة واإلحساس المخدرات تخفف الضجر وأخرى تساعد على االسترخاء، وأخرى تم

.بالقوة

تطوير )م1993(وآخرون , "باك"أصحاب النظرية المعرفية مثل حاولومن هنا فقد

يفترض هذا األخير وجود سياقات معرفية وعالج اإلدمان على المخدرات، حيثنموذج لفهم

ه التوقع، معتقدات متعلقة بالتوجي تتمثل في معتقداتخاصة بسلوك تعاطي المخدرات وهي

للتخفيف من التوتر واأللم، ومعتقدات لإلباحة، حيث يقبل بعض األفراد الذين لديهم االستعداد

استنادا لهذا النموذج على تعاطي المخدرات نتيجة لتعرضهم لبعض المميزات المنشطة، وهي

لعالي، خطر ااسم وضعية ال )م1985(أو ضغوط أطلق عليها ،عبارة عن مؤشرات معرفية

، وتزيد من خطورة العودتهدد قدرة الفرد على المراقبة لى أنها وضعيةالتي تعرف ع

منذ بداية مراحل تطوير العالج المعرفي، هذا النوع من "باك"لإلدمان واالنتكاس، وقد طبق

69

ويهدف هذا النوع من العالج أدمجت فيه تقنيات سلوكية ومعرفية،العالج على المدمنين، و

ر االرتباط ، واألماكن والى جانب ذلك كسلروابط بين المدمنينالى تنظيم وقت المرى، كسر ا

.)1(لإلدمان على المخدرات والقلق والرغبة الملحة للعود

التحليل النفسي االجتماعي: ثالثا

يرى الباحثون والعلماء المختصون في علم النفس االجتماعي أن الجماعة التي يتصل

جرامية، والتي من بينها واإل ه السلوكات االنحرافيةفسر لنا هذبها الفرد المنحرف يمكن أن ت

على المخدرات والعود إليها، وتشمل هذه الجماعة في جماعة األسرة المتمثلة في اإلدمان

األب واألم واإلخوة واألخوات والجد والجدة، إذ تعتبر جزءا رئيسيا في تفسير هذه الظواهر

أصبحت خطرا التيومرافقة أصدقاء السوء، والسلوكات االنحرافية، وكذلك جماعة األصدقاء

إليها، والكثير من السلوكات تعاطي المخدرات واإلدمان والعود ارتفاع نسب في كبيرا

االنحرافية األخرى، وبالتالي فإن هذه المتغيرات تتميز بارتباط متبادل، إذ أن تأثير الجماعة

"اجناو" حيث توصل الباحث يشغل حاليا مكانة هامة في النظريات المعاصرة والبحوث،

"Agnew "2(الى أن تأثير الشباب بالجماعة المنحرفة يشترط فيه شروط أدبية وهي( :

تمسك الشاب بجماعة األصدقاء المنحرفين، ومقدار الوقت الذي يقضيه الشاب مع جماعة *

.األصدقاء، ومدى استحسان أو موافقته على السلوك المنحرف ومدى ضغط األصدقاء

إلى أن هناك عالقة م،1991سنة " Kandelet davies"" كاندليه دافيز"وقد توصل الباحث *

إيجابية بين درجة األلفة والمودة عند جماعة األصدقاء وتعاطيها للمخدرات، كما أن هذه

وهو ما يعرف لبعض نماذج سلوكية، عادات، ولغة جديدة، الجماعة تقوم بتقديم بعضها

أنها م،1985سنة "الكشيني" ها، وهذه الثقافة الفرعية كما يرا"Subculture"بالثقافة الفرعية

العالقات بين المدمنين وتفرض عليهم درجة كبيرة تماعية، تنظم، وقوانين إجهاماتملك نظاما

.من االمتثال لهذه القوانين وأي مخالفة لقواعدها يتم معاقبة العضو المخالف

.65فاطمة ، المرجع السابق، ص صادقي - 1 رسالة ماجستير، ".عالقة الضغوط النفس اجتماعية بتقدير الذات لدى المدمنين المسجونين" .بوزقاق سميرة - 2

.133-132النفس االجتماعي، جامعة الجزائر، ص ص علم

70

تعمل عند "المارجوانا"مدمنا إلى أن )953(دراسة على الذي قام ب" كوهن"وقد توصل*

ثابتة في ال مع المدمنين اآلخرين وكذلك مشاركةاجتماعي، أي تسهل االتص متعاطيها تمثير

ثقافة تحتية معينة، كما أن المنخرطين الجدد يتم ضمهم إلى الجماعة من طرف زمالئهم

.والذين يعتبرون أعضاء قدامى في الجماعة

لعب الجماعة دورا مهما وبالغا في تعاطي الشباب للمخدرات واإلدمان والعود إليها إال قد ت*

أنه ال يمكن اعتبارها كمؤشر قوي وبأنها تفسر الظاهرة ككل، إال أن هناك العديد من العوامل

الى لبعض لتدفع الفرد لإلدمان والعوداألخرى ثقافية كانت واجتماعية تتفاعل مع بعضها ا

.وهو ما سوف يوضحه لنا أصحاب وأنصار التحليل االجتماعي المخدرات

التحليل االجتماعي: رابعا

من الباحثين الذين حاولوا تفسير ظاهرة اإلدمان على المخدرات تفسيرا اجتماعيا،

"المخدرات واإلجرام" ل إليها في دراسته الخاصة بـومن النتائج إلى توص" فاينستون"الباحث

تتفق مع مفهوم الرجل المريض، الذي يوصف به المتعاطي للعقاقير أنها ال م1957سنة

المخدرة، إذ الحظ أنه ليس هناك دليل ألي تركيز مكثف صادر عن المراهقين من ذوي

االختالالت في شخصياتهم في المحيط الذي يعيشون فيه، والذي يمتاز بأعداد كبيرة من

العديد من المدمنين يقيمون في مناطق تكثر فيها الشباب المتعاطين للعقاقير المخدرة، وبما أن

سنة "فولكمان"االنحرافات فإن هذا االستنتاج قد عززته وساندته دراسة قام بها الباحث

غير منحرفين، واستنتج أن مجموعة من المنحرين ومجموعة أخرىالذي وازن بين م1958

م1957عام "وينك"تنتج الباحث شخصية المدمن لم يكن لها ارتباط من الناحية السببية واس

لسيكولوجية لمتعاطي العقاقير المخدرة، ألن تلك النتائج انبثقت ابأن هناك خلال في الدراسات

من بيانات تم تجميعها من أفراد مسجونين، ومعنى الكالم أن األفراد الذين ينظرون إلى

على أنها فقط مظاهر والذين ينظرون إلى كافة االنحرافات األخرى استخدام العقاقير،

االتجاه في ميادين والحاالت السيكومرضية، وقلما تم قبول مثل ومواصفات لبعض الظروف

.)1(علم االجتماع العامة، وال من قبل علم اإلجرام وعلم النفس

.101عبد الناصر الهاشمي، عزوز، مرجع سابق، ص - 1

71

وبهذا فإن أنصار النظريات االجتماعية في تحليلهم للسلوك االنحرافي انطلقوا من

ناك ظروفا اجتماعية تعمل على إنتاج السلوكات الشاذة والمنحرفة االفتراض القائل بأن ه

والتحقق ،فقاموا بوضع ملخص للسمات والخصائص البنيوية ذات الصلة بالسلوكات الشاذة

من مدى عالقتها الكائنة بين صفات وخصائص اجتماعية معينة وبين االنحراف ومن بين

جتماعي والتركيبة االجتماعي واالضطراب االالطبقة االجتماعية والتفكك ، هذه المتغيرات

وسط االجتماعي، واالنقطاع الثقافي وصراع األدوار التي تؤدي إلى االنحراف االجتماعية وال

توقعات األدوار الوظيفية بوهذه النظرية نابعة من موقف يتطلب بنظام القواعد أو ما يسمى

.وتكيفها

سؤاال يتعلق بسبب وجود انتهاكات "ميرتون"و" بارسونز"وقد طرح كل من الباحث

ما هي إال نتيجة لظرف خاص "ميرتون"وفقا لرأي للمعايير والقيم ، فالسلوكات المنحرفة

البنية االجتماعية بظاللها يها التفكك وعدم الترابط، فتلقييتعلق بالبنية التي يتوافر ف

"ميرتون"ي نظر تعاطي فالكما أن على الفرد كي يتصرف بشكل منحرف، وبضغوطاتها

استجابة تحدث لدى المتعاطي ألن طرق وسبل النجاح أمامه غير يمثل" كالورد"و "أوملن"و

من ذي يجد فيه نفسه عاجزا عن ارتكاب أفعال إجرامية يحققمستقرة أو مغلقة في الوقت ال

ارتفاع معدالت اإلدمان على المخدرات باعتبارها نتاجا "ميرتون"ورائها أهدافه، ويفسر

ي بعض ف ، أو بصد األبوابللمواقف االجتماعية التي يجد فيها الفرد هدف النجاح الفردي

معايير مجتمعها وتنحرف عنه، وقد يكون صور هذا االنحراف الفئات األخرى التي تخالف

).1(إدمان المخدرات والعود إليها

ليس موروثا ولكنه أن السلوك االنحرافي أو اإلجرامي "درالنذشي"هذا ويرى العالم

مكتسب من خالل احتكاك الفرد مع غيره من األفراد وذلك عن طريق وسيلة االتصال وهي

التعلم، فالسلوك االنحرافي يتعلم من خالل العالقات الشخصية مثل األسرة، عالقات الشارع،

نجو منه ويتعلم الفرد عندما ينخرط في مجموعة يسود داخلها االتجاه إلى مخالفة القانون، وي

.)2(إذا كان في مجموعة ترجح فيها كفة من ينادون باحترام القانون

104، ص المرجع نفس - 1 .109-108، ص ص 2002ديوان المطبوعات الجامعية، :بيروت .علم اإلجرام العام .اهللا الشاذليفتوح عبد - 2

72

فكرة اإلجرام واالنحراف عن طريق التقليد والمحاكاة، وتتلخص فكرتها " تارد"ويفسر

في أن كل فرد يتصرف في المجتمع وفقا للعادات والتقاليد واألعراف التي يقابلها الوسط

وقتل فإنه ال يفعل سوى تقليد شخص آخر سبقه إلى هذا الذي يعيش فيه، فإذا سرق أحد

.)1(السلوك

ومن خالل هذه التحليالت االجتماعية إال أن نظرة الباحثين والمختصين االجتماعية

إلى االنحراف واإلدمان على المخدرات ال تفسر كليا هذه الظاهرة فكيف يفسر إذا تعاطي

خرين موجودين في نفس الوسط االجتماعي األفراد للمخدرات واإلدمان في حين نجد آ

والثقافي ال يلجؤون إلى ذلك، كما كشفت بعض الدراسات األخرى أنه من الصعب جدا إيجاد

الشبه بين أسر المدمنين وغير المدمنين، خاصة وأن األسرة تعتبر الحيز الكبير ذو أوجه

.أي نظرية اجتماعية التأثير الفعال الذي يفسر به االنحرافات والسلوكات الشاذة في

.102-101، ص ص نفس المرجع - 1

73

خالصة الفصل

المخدرات واإلدمان والعود إليها، يتضح لنا فيه في هذا الفصل الذي من خالله عالجنا

مدى خطورة هذه المشكلة سواء بالنسبة للفرد أو بالنسبة للمجتمع بصفة عامة، فبالنسبة للفرد

، حيث أصبحت ألسرةاإلدمان على المخدرات نحو اواتجهت مخاطر ،فهي انتحار بطيء

ار العالقات االجتماعية األسرية بين أعضائها، وهذا ما يؤثر يتشكل مصدرا لتفككها، وانه

نظرا النتشارها لصعب جدا التحكم في هذه الظاهرة،على المجتمع، ومن ثمة أصبح من ا

تدابير الشباب لذا ينبغي أن يكون للسياسات وال بين الواسع بين مختلف الفئات العمرية السيما

الوقائية في القطاعات العامة والتربوية والصحية والنفسية أن تهتم أكثر لهذه الشرائح التي

شديد الرقابة على توافر المخدرات تتعرض آلفة المخدرات واإلدمان عليها، وتعمل على ت

يكمن ألن الخطر الكبير ها نهائيا في البيئة االجتماعية والعمل على القضاء علي ،أنواعهابكل

في اآلثار القوية التي يتركها المخدر المستعمل من طرف المتعاطي، بعد اإلقالع عن المادة

وفي هذه الحالة يجب تقديم العالج النفسي والطبي واالجتماعي ومحاولة التعامل مع ،المخدرة

ومعاملته كمريض ليس كمجرم، خاصة وأن األفراد ،المتعاطي للمخدرات معاملة إنسانية

تركوا اإلدمان حديثا يضطرون بشدة ألقل توتر أو مشكلة للعودة لإلدمان على الذين

المخدرات، لهذا فإن ما يحتاجه األفراد الذين تركوا المخدرات في هذه الفترة التخطيط الجيد

والمساعدة السليمة للخروج بالمدمن إلى شاطئ النجاة وإدماجه في المجتمع وجعله يقلع عن

.لمخدراتتناول أي نوع من ا

74

التفكك األسري: الفصل الثالث

تمهيد

األسرة الجزائرية خصائصها ووظائفها: المبحث األول

تعريف األسرة: أوال

خصائص األسرة الجزائرية: ثانيا

وظائف األسرة: ثالثا

األسرة والتنشئة االجتماعية: رابعا

التفكك األسري مراحله وعوامله: المبحث الثاني

فهوم التفكك األسريم: أوال

عوامل التفكك األسري: ثانيا

أشكال التفكك األسري واألضرار الناجمة عنه: المبحث الثالث

أشكال التفكك األسري: أوال

التصدع المادي لألسرة -1

التصدر المعنوي لألسرة -2

أضرار التفكك األسري: ثانيا

أضرار التفكك األسري على الزوجين -1

األسرةأضرار التفكك األسري على -2

.أضرار التفكك األسري على المجتمع -3

.خالصة الفصل

75

:تمهيد

لقد تنوعت واختلفت الدراسات العلمية والكتابات حول األسرة، عبر التاريخ الطويل

فسماها اركانها حياة األسرة وتحديد ذ أن هناك من يعتبرها أو بدأ بوصفهالإلنسانية إ

ر أخالقي وكنظام اجتماعي أساسي ومصد اسيةومنهم من يعتبرها كجماعة أس" المؤسسة"بـ

في المجتمع ولذلك شكلت األسرة أحد وتربوي، يعمل على تشكيل وتنشئة أعضاء صالحين

وتتميز األسرة كجماعة بوجود د االجتماعي في الحياة اإلنسانية،المقومات األساسية للوجو

روابط في ،تهوطبيعوعميق بين أفرادها ويؤثر نمط هذا التفاعل تفاعل مستمر مباشر

عالقات والروابط االجتماعية في المجتمع، وكلما كانت العالقات األسرية تقوم على أسس ال

وروابط متينة ، تمتع المجتمع باالستقرار والوحدة والترابط بين أفراده وهناك مجموعة من

تفاعالت العية وجوانب األسرة كالعالقات و المقومات أو القوى التي تتصل بالحياة االجتما

اكتسابهاوكلها مقومات إذا ما توافرت في األسرة فإن أعضاءها يستطيعون والوالء واالنتماء

بل قد تصبح جزءا من مكونات السلوك اإلنساني من المهد إلى اللحد، ومن ثمة ينتقل السلوك

إلى المجتمع الخارجي، وتعتبر هذه أساس األمن االجتماعي والتضامن البشري، لكي تؤدي

األسرة الوظائف المكلفة بها تحتاج إلى التقارب والتماسك فيما بينها حتى يكون التفاعل بين

التفاعل بين أفراد األسرة والمجتمع المحيط بهم إيجابيا أفرادها إيجابيا، ومن ثمة أصبح

من أداء دورها في إشباع سرةوسويا، وإذا تحقق التوافق والتكامل األسري تمكنت األ

ألساسية والفرعية ألعضائها وفي توفير األمن المادي والمعنوي لهم، كما تتمكن الحاجات ا

ربما يعود بالنفع على المجتمع كله، مما يؤدي إلى تقدم ومن التنشئة االجتماعية للصغار،

عرف المجتمع، ومن هنا تتضح أهمية دراسة موضوع التفكك األسري بكل جوانبه، بهدف الت

على كل من العالقات والتفاعالت داخل األسرة ومدى تأثيرها يراتهعلى التفكك األسري وتأث

.على المجتمع

76

األسرة الجزائرية خصائصها ووظائفها :المبحث األول

:تعريف األسرة :أوال

جماعة اجتماعية : "... لقد جاء تعريف األسرة في قاموس علم االجتماع على أنها

وأبنائها، ومن )قوم بينهما رابطة زواجية مقررةت(بيولوجية نظامية تتكون من رجل وامرأة

العالقات الجنسية إشباع الحاجات العاطفية وممارسة أهم الوظائف التي تقوم بها هذه الجماعة

.)1(..."وتهيئة المناخ االجتماعي والثقافي المالئم وتنشئة وتوجيه األبناء

يم االجتماعي ، ومؤسسة من أنها الوحدة األساسية في التنظ"على وتعتبر األسرة أيضا

المؤسسات االجتماعية ذات األهمية الكبرى، ففيها نبدأ حياتنا األولى، ونتعود عليها، وهي

تصنع أول خبراتنا ، وفيها تشكل شخصياتنا وتتكيف مع البيئات المتغيرة حولنا، وهي مصدر

.)2("در الرخاءاألخالق والدعامة األولى لضبط السلوك، ويلقى فيها الكبار والصغار مص

إن األسرة مازالت من النظم األساسية ذات التأثير الفعال في حياة األفراد، وإذا كانت

لألسرة هذا الدور، فينبغي أن نبين إلى أي حد يمكن استخدام مفهوم األسرة الجزائرية خاصة

بعد تعرضها لتغيرات مختلفة وجوهرية، ظهرت بدرجات متفاوتة بين األسر في مختلف

لبيئات االجتماعية، نتيجة لعمليات التغير االجتماعي، الذي شهده المجتمع الجزائري ككل، ا

مما أدى إلى بروز اختالفات في مفهوم األسرة الجزائرية، وخصائصها بين المجتمعات

.الريفية والحضرية ،المحلية

:خصائص األسرة الجزائرية: ثانيا

لعديد من التطورات والتغيرات والتي يمكن لقد مرت العائلة في المجتمع الجزائري با

أن نالحظها من خالل الخصائص المتمثلة في النظام األبوي، والقرابة من جهة األب، وعدم

نمط التربية ، وكذلك شكل المسكن، ، و)العقارات، األمالك، األرض(ئلي تقسيم التراث العا

ئرة، ومن الجماعة إلى المجلس إلى الدا الشقة، ومن العر إذ حدث انتقال من المنزل إلى

.)3(البلدي، ومن االكتفاء إلى االستهالك الجماهيري

.391-390دار المعارف الجامعية، ص ص : مصر. قاموس علم االجتماع. غيث محمد عاطف - 1 .22، ص 2005شباب الجامعة، مؤسسة: اإلسكندرية. األسرة والمجتمع. حسين عبد الحميد رشوان - 2

3 - Boutefnouchet (Moustafa). La famille Algérienne, évolution et caractéristiques récentes, SNED Alger, lemed, 1980, p21.

77

:وعليه يمكن أن نشير إلى نوعين من األسرة في المجتمع الجزائري

):الممتدة(األسرة التقليدية -1

يتميز هذا الشكل بكبر حجمه من حيث عدد أفراده وهو مشكل من الجد وزوجته

نائهم وأحفادهم، بحيث يكون النسب والسكن فيها أبويا، وسلطة األب، وأبنائهم وزوجات أب

واألسرة الجزائرية هي أسرة ذات نمط أبوي، حيث األب أو الجد فيها هو ... تكون مطلقة

.)1(القائد الروحي للجماعة، إذ ينظم ويسير فيها األمالك الجماعية لألسرة

.آداب السلوك والتقاليد والقيم الخلقيةوتتميز فيها العالقات العائلية بقدر كبير من

):النووية: (األسرة الحديثة -2

تتمركز معظم األسر الجزائرية المعاصرة في المناطق الحضرية من المدن الكبرى

ذلك إلى موجة الهجرة الداخلية التي حصلت من الريف إلى المدينة سعيا عللوطن، ويرج

سر النازحة بأشكال متفاوتة، ما انسجمت هذه األ وراء كسب القوت في أول األمر، ثم سرعان

بحسب الظروف االجتماعية التي غيرت من بعض أو أغلب خصائصها التقليدية وأولى هذه

النظام األسري النووي، تقلص حجمها، من النظام األسري الممتد إلى: "... التغيرات نجد

ريف والذي يساعد بقاء واستمرار وهذا يتعلق بالنشاط االقتصادي القائم على الزراعة في ال

بقية أفراد نظام األسرة الممتدة ، وذلك من خالل أن كل أسرة زواجية مستقلة اقتصاديا عن

من معاشها اعتمادا على دخلها الشهري المتمثل في مرتب رب األسرة ومن ثمة تؤ... القرابة

.)2(... "العامل

دوار والسلطة ، فلم يعد األب هو كما أن نظام األدوار والسلطة يمتاز بتعادل األ

الناهي كما كان عليه في العائلة التقليدية بل ضعفت سيطرته في األسرة، ضف إلى أن

األسرة بعدما كانت منتجة أصبحت أسرة مستهلكة، ونظرا لمتطلبات العصر المختلفة حتمت

المعيشي على المرأة الجزائرية في األسرة النواة على الخروج للعمل لرفع المستوى

.واالجتماعي ألسرتها

1- Boutefnouchet (Moustafa), Ibid, p38.

،1984ديوان المطبوعات الجــامعية، : الجزائر. ريـالجزائ عــمقدمة في دراسة المجتم. السويدي محمد -2

.89-88ص ص

78

:وظائف األسرة: ثالثا

إن األسرة في عمومها تقوم بالوظائف الرئيسية التي تعمل على الحفاظ على الحياة

: )1(االجتماعية ومن أهم هذه الوظائف ما يلي

إن أول وظيفة تقوم بها األسرة تتمثل في تحقيق الوظيفة البيولوجية :الوظيفة التكاثرية -1

ذلك بتلبية الحاجة الفطرية المتمثلة في الدافع الجنسي، والذي عن طريقه يتحقق اإلنجاب و

وتزويد المجتمع بعناصر وأفراد جدد وتعد هذه الوظيفة من الوظائف الفطرية األساسية

.للزوجين لتحقيق اإلشباع الجنسي

بناء، وتقوم على أساس إن األسرة عبارة عن بينة أساسية في ال :تعليم األدوار االجتماعية -2

بيولوجي وهي نظام متكامل في جميع المجتمعات، وعن طريق األسرة تنتقل معايير وقيم

المجتمع إلى صغار المجتمع، ومن ذلك األدوار االجتماعية التي يمارسها األفراد، ويرى

ن من أن األسرة مثل كل األنساق االجتماعية البنائية األخرى تتكون من مجموعتي" بارسونر"

األدوار، األدوار الفطرية والتي يغلب عليها خصائص الجنسية واألخرى األدوار االجتماعية

.المكتسبة، وتزيد هذه األدوار من تماسك البناء االجتماعي واستمراره

توفر األسرة ألبنائها مظاهر الحب والعطف واالهتمام والرعاية :الوظيفة العاطفية -3

اية مما يساعد على نضجهم النفسي، وقد تبين في العديد من واالستقرار واألمن و الحم

الحب الدراسات أن الكثير من األمراض الفيزيقية التي تصيب األبناء تعود إلى االفتقار إلى

لألبناء ركبيرا من التكامل االنفعالي العاطفي يتوقف على مبلغ ما يتوف والعطف، وأن قدرا

.من إشباع لرغباتهم المتعددة

إن األسرة مسؤولة عن توفير الحاجات المادية ألفرادها، فهي تقوم :لوظيفة االقتصاديةا -4

.بالطعام وإيواء وتحقيق متطلبات أفرادها من مختلف الحاجيات األساسية أو الثانوية

تعتبر األسرة النموذج الذي يقابله الطفل في حياته، ويقتدي بتصرفاتها :الوظيفة التربوية -5

يكتسب القيم والمعايير الخاصة باألسرة والمجتمع، فتشكل بذلك أنماط سلوكية وعن طريقها

كما تعتبر األسرة أول مصدر من مصادر الضبط االجتماعي، وبذلك فاألسرة لها من

فاألسرة هي جملة القيم فعالة ومؤثرة في سلوكات أفرادها، الخصائص والمقومات ما يجعلها

.50حسين عبد الحميد رشوان، مرجع سابق، ص - 1

79

ك واآلداب العامة، وهي دعامة الدين والوصية على والعادات واألعراف، وقواعد السلو

)1(".طقوسه ووصاياه

وتلعب األسرة دورا هاما في عملية التنشئة االجتماعية التي تعمل على إكساب الفرد

ضمن له القدرة على شخصيته في المجتمع لمساعدته على تنمية سلوكه االجتماعي الذي ي

.ناستجابة اآلخري

فقدتها في الوقت الراهن، بسبب ا األسرة التي كانت تقوم بهإن جل هذه الوظائف

والتوترات ،والحروب األهلية ،الثورة الصناعية والفرنسية والحرب العالمية األولى والثانية

جميعها وواالختراعات الصناعية والتكنولوجية، ،والتطورات التقنية واالبتكارات ،السياسية

هيكل االجتماعي، أخذت مننسقية داخل ال مؤسساتلى ظهور جماعات وتنظيمات وساعد ع

األسرة العديد من الوظائف الجوهرية، فالوظيفة التربوية أخذتها المدرسة التي سحبت أبناء

األسرة ، فوق الخامسة من عمرهم وفي بعض الحاالت أوكلت األسر الميسورة الحال مهمة

ال ووالعلوم والثقافة، ،م القراءة والكتابةتربية األبناء دون الخامسة، إلى دور الحضانة لتعليمه

تستطيع األسرة القيام بها بعد التطورات الهائلة التي أصابت األسرة والمجتمع، أما الوظيفة

االقتصادية فقد أخذتها الشركات والمعامل والمصانع الخاصة بإنتاج كل ما يحتاجه أفراد

تدخر حتبنفسها، أصب األسرةومشرب بعدما كانت تنتجها األسرة، من مأكل وملبس

دة أكثر في بعض الحاالت امصروفاتها على المأكوالت والمشروبات والملبوسات كله وبزي

ومن األسر ذوي الدخل العالي التي انصب مصروفها على الوسائل الترفيهية واالستهالكية

روج ذات الترف المظهري، كما أن صعوبة العيش في المدينة الحضرية دفع بالمرأة للخ

تحد من ، والقيام ببعض األعمال التي كان الزوج يقوم بها وكانتلمنزلوالعمل خارج ا

والمكاتب والشركات، يومي، ودفع فواتير ومتطلبات المنزلال مسؤوليته مثل التبضع والتسوق

مما دفعت هذه الظروف أن يقوم الزوج بغسل الصحون وتنظيف الدار وطبخ بعض

ة، وإطعام األطفال، وتنظيفهم وغيرها وهذه الدالئل تشير إلى المأكوالت، وشراء األطعم

وجود تغير نوعي في نظام تقسيم العمل داخل األسرة الحضرية، أما الوظيفة الزوجية فقد

ة بين أعضائها، وتحت ركانت النشاطات الترفيهية والترويحية تمارس داخل نطاق األس

.58نفس المرجع ، ص - 1

80

الهيكلية ذهبت معظم هذه النشاطات لهذه إشراف ورعاية األبوين، لكن مع ظهور المؤسسات

ا دينيا بالتعاون مع المؤسسات، أما الوظيفة الدينية فقد كانت األسرة تقوم بتوجيه وإرشاد أبنائه

.مهمة التثقيف الديني على عاتقها ولم يبق لألسرة دورا جوهريا في هذه الوظيفة دور العبادة

لطبية واالجتماعية لألطفال واألرامل وا وإذا كانت األسرة تقوم بالرعاية الصحية

ودور رعاية والعجزة والمعوقين، لكن اآلن مع ظهور وكاالت الضمان االجتماعي والصحي

الخاصة بالعجزة والمعوقين، فقد جردت األسرة من المهمة اإلنسانية المسنين والمستشفيات

.)1(التي ال تستطيع أي وكالة أو تنظيم تعويضها

لتنشئة االجتماعيةاألسرة وا: رابعا

بأنها العملية التي تتشكل " Socialization"وصف عملية التنشئة االجتماعية ويمكن

من خاللها معايير الفرد ومهاراته ودوافعه واتجاهاته وسلوكه، لكي تتوافق وتتفق مع تلك

أ هذه التي يعتبرها المجتمع مرغوبة ومستحسنة لدوره الراهن، أو المستقبل في المجتمع، وتبد

العملية الحيوية منذ والدة الطفل، وتستمر مدى الحياة وتتضمن هذه العملة مهارات الفرد إلى

.)2(جانب قيمه ومثله وأنماطه وسلوكه

وتعتبر األسرة المؤسسة االجتماعية األولى المسؤولة عن التنشئة االجتماعية والضبط

دات والقدرات الكامنة في الطبيعة االجتماعي، فاألسرة اتحاد تلقائي يتم نتيجة االستعدا

البشرية، حيث تلعب األسرة دورا أساسيا في سلوك األفراد وبطريقة سوية، أو غير سوية من

خالل النماذج السلوكية التي تقدمها لصغارها، فأنماط السلوك والتفاعالت التي تدور داخل

.)3("ةتربية الناشئ"األسرة هي النماذج التي تؤثر سلبا أو إيجابا في

إلى التنشئة االجتماعية على أنها عملية تعليم " صالح محمد علي أبو جادوا"وينظر

وتعلم وتربية، وتقوم على التفاعل االجتماعي، وتهدف إلى اكساب الفرد سلوكا ومعايير

.19-17، ص ص 1994دار الشروق للنشر والتوزيع، :، عمان)1ط(.علم االجتماع األسرةمعن خليل عمر، - 1 دار النهضة العربية: اإلسكندرية. علم النفس األسري وفقا للتصور اإلسالمي والعلمي. د الرحمن العيسويعب - 2

.219، 218، ص ص 1993للطباعة والنشر، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، : عمان). 4ط. (سيكولوجية التنشئة االجتماعية.صالح محمد أبو جادو - 3

.218، 217، ص ص 2004

81

واتجاهات مناسبة ألدوار اجتماعية معينة، تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق االجتماعي

.)1(بع االجتماعي وتيسر له االندماج في الحياة االجتماعيةوتكسبه الطا

إنها عملية تفاعل يتم من خاللها تحويل : "فيعرفها بقوله "رشاد صالح دمنهوري"أما

الفرد من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي، وهي في أساسها عملية تعلم ألن الطفل يتعلم

سرته وأسلوب حياته وبيئته مباشرة ومجتمعه عامة، أثناء تفاعله مع البيئة االجتماعية عادات أ

وتتضمن عدة عمليات نفسية تعد الوسائل التي عن طريقها تنتقل التأثيرات من أفراد الثقافة

. )2("التي ينتمي إليها الفرد

ونظرا إلى أن عملية التنشئة االجتماعية تشتمل على اكتساب مواقف وقيم وسلوكات

لكائن اإلنساني من خالل األسرة، والمدرسة، ومجموعة من الرفاق وعادات ومهارات تنتقل ل

ووسائل اإلعالم واالتصال وغيرها، فإن الوالدان عادة ما يلعبان الدور األكثر فعالية في

تنشئة الفرد اجتماعيا في المراحل المبكرة من طفولته، وتتعدد أساليب التنشئة االجتماعية

جتماعية الخاطئة، وأساليب التنشئة االجتماعية الصحيحة، وتختلف منها، أساليب التنشئة اال

:ومن بين أساليب التنشئة االجتماعية الخاطئة نذكر ما يلي

:أسلوب القسوة -1

ويقصد به مجموعة األساليب غير المرغوب فيها التي يستخدمها الوالدين في ضبط

د يكون مصحوبا بالتهديد سلوك األبناء، ويتضمن هذا األسلوب العقاب الجسدي كالضرب، وق

اللفظي أو الحرمان كما يتصف هذا األسلوب بالضبط الصارم وكثرة تكرار العقاب دون

.)3(االهتمام برغبات الطفل، ومنعه من ممارسة تصرفات معينة أو رفض لتحقيق رغباته

:أسلوب اإلهمال -2

.16نفس المرجع، ص - 1، 2006دار المعرفة الجامعية، : اإلسكندرية. التنشئة االجتماعية والتأخر المدرسي. دمنهوري رشاد صالح - 2

.24صار د:القاهرة.تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته و مواجهة مشكالته .، يسرية صادق ءالشربيني زكريا - 3

غريب .233 ،ص2001للطباعة و النشر،

82

السلوك الحسن، ويشير إلى عدم الرعاية والتوجيه وعدم االهتمام بتشجيع الطفل على

أو معاقبته على السلوك السيئ، ويؤدي إهمال الطفل إلى أن يفقد كل ما يمكن أن يخلق كيان

الطفل وينمي قدراته وشخصيته، وغالبا ما ينتج هذا األسلوب عن عدم التوافق األسري الناتج

ة وال تعرف عن العالقات الزوجية السيئة أو ربما لعدم رغبة األم في األبناء أو أنها مهمل

.)1(واجباتها

:أسلوب التذبذب -3

يعتبر هذا األسلوب من أكثر األساليب خطورة وسلبية على شخصية الطفل، ويقصد

به التقلب في المعاملة الوالدية لالبن بين القسوة واللين على الفعل نفسه، فيثاب الطفل على

.)2(فعل معين ويعاقب عليه مرة أخرى

:ئدةأسلوب الحماية الزا -4

ويشير هذا النمط من التنشئة االجتماعية إلى تلبية رغبات المراهق ومطالبه أيا كانت،

ومنحه المزيد من الحنان وعدم تشجيعه على تحمل المسؤولية، وقد يتضمن ذلك تشجيعهم

.)3(على القيام بأشكال من السلوك غير المرغوب فيه اجتماعيا

:أسلوب التساهل -5

ل على األسلوب التربوي الذي يتم بموجبه تشجيع الطفل ليحقق يطلق اتجاه التساه

رغباته بشكل يحلو له واالستجابة المستمرة لمطالبه وعدم اتخاذ اتجاه حازم في تطبيق

منظومة الثوب والعقاب، فلكي ينمو الطفل في االتجاه اإليجابي ال بد من ضبط سلوكه ومن

.س باألمان وضعف الثقة بالنفساآلثار السلبية لهذا األسلوب فقدان اإلحسا

وكذا إن الرضوخ المستمر الذي يبديه الوالدين لمطالب الطفل، قد يعكس بعض

األحيان ضعف اآلباء في الوقت الذي يكون فيه الطفل بحاجة لقدرتهما لحمايته، وترى الباحثة

دار غريب للطباعة والنشر : القاهرة. علم النفس االجتماعي. معتز سيد عبد اهللا، عبد اللطيف محمد خليفة - 1

والتوزيع،

.233، ص 2001 .79محمد صالح علي أبو جادو، مرجع سابق، ص - 2 .81سيد عبد اهللا، عبد اللطيف محمد خليفة، المرجع السابق، ص معتز - 3

83

يفرضوا عليهم أنه من الضروري عند قيام اآلباء بمنح أبنائهم قدرا من الحرية أن " بومريند"

.)1(بالمقابل قيودا ضمن حدود معينة

:ومن بين أساليب التنشئة االجتماعية الصحيحة ما يلي

): السواء( أسلوب الحزم -1

ممارسة األساليب التي تعتبر سوية ويقع هذا األسلوب وسطا : يقصد بأسلوب السواء

لوكه في إطار ضوابط محددة، بين التدليل والتسلط، ويهتم برغبات الطفل وال يتركها توجه س

فيسعى إلى الموازنة بين مطالب الفرد واحتياجاته وبين قيم المجتمع ويهتم بحرية الفرد وال

يهمل هذا األسلوب فكرة الثواب والعقاب القائمة على التوجيه واإلرشاد ويمنح الطفل قدرا من

قابلها االلتزام بالحقوق الحرية والمسؤولية، وفي نفس الوقت ال بد أن يعرف بأن الحرية ي

والواجبات ويبتعد هذا األسلوب على التساهل، مما ينمي لدى األبناء الضمير الخلقي ويولد

.)2(لديهم نوعا من االنضباط الذاتي

: األسلوب الديمقراطي -2

إن هذا األسلوب يعتمد على العقالنية والسطحية والتوازن في الصرامة والجد واللين

اء والتقبل الفعلي لهم، وتحاشي القسوة الزائدة لهم والتدليل وكذلك تحاشي في تنشئة األبن

التذبذب بين الشدة واللين والتوسط، في إشباع حاجات الطفل الجسمية والنفسية والمعنوية،

بحيث ال يعاني من الحرمان وال يتعود على اإلفراط في اإلشباع، حيث يتعود على قدر من

ن الحياة ال تعطيه كل ما يريد، كما تمتاز بوجود وتفاهم بين األب الفشل واإلحباط، وذلك أل

.)3(واألم على أسلوب التربية

. االتجاهات الوالدين في التنشئة االجتماعية وعالقتها بمخاوف الذات لدى األطفال. فاطمة منتصر الكتاني - 1

.81، ص 2000دار الشروق للنشر والتوزيع، : عمان

.76، ص2000دار صفاء للنشر والتوزيع،: عمان). 1ط( .لطفل واألسرة والمجتمعا. العناني حنان عبد المجيد - 2 دار الراتب الجامعية للطباعة والنشر: بيروت). 1ط. (التربية النفسية للطفل المراهق. العيسوي عبد الرحمن - 3

.186، ص 2000والتوزيع،

84

ومن خالل هذه األساليب التربوية يرى البعض أن التنشئة االجتماعية تعتمد على

:ثالث عناصر أساسية وهي

التنشئة وهذا يعني أن تكون: التناسق واالنتظام في أسلوب التنشئة المتبع مع الفرد -

االجتماعية عقالنية من حيث الهدف، متناسقة من حيث األسلوب، فاإلدراك العقالني لكل

موقف واستيعاب المبررات الكافية للتعامل معه بأسلوب معين الشك قادر على خلق

.ضوابط داخلية أو بلورة ذات عليا سوية، لدى الطفل بوجه عام

قاب للموقف، بحيث يكون العقاب ومبررات ويقصد به مدى مالءمة الع: كثافة األسلوب -

استخدامه متفقة لكل من األب واالبن، فإن العقاب يصبح أجرى لخلق الضوابط الداخلية

.الصحيحة لدى الطفل

. فقد يكون العقاب بدنيا أو نفسيا، أو عاطفيا: نوعية العقاب ذاته -

مراحله وعوامله التفكك األسري: المبحث الثاني

تفكك األسريالمفهوم : أوال

يشير التفكك األسري إلى سوء التكيف وانحالل يصيب روابط الجماعة األسرية،

ويبدو ذلك واضحا في اضطراب العالقة بين الزوجين واختالف ثقافة وفكر وميول كل من

الزوجين، فالصراع داخل األسرة بين الزوجين وبين األوالد هو شيء طبيعي وغالبا ما

جميع األسر نتيجة لظروف معينة داخلية أو خارجية، ولكن قد يحدث بصورة أخرى في

يؤدي هذا الصراع إلى التفكك في حالة عدم القدرة على تقبل المواقف المعارضة ومقاومتها ،

.األمر الذي ينعكس سلبا أو إيجابا على بناء األسرة واستمرارها

أحد الوالدين أو كالهما في الرؤية الغربية إلى فقدان "التفكك األسري"ويشير مصطلح

. )1(والى الطالق أو الهجر أو تعدد الزوجات أو غياب رب العائلة مدة طويلة

أساسية أبرزها بعدة مصطلحاتنفس المعنى السابق وقد يشار الى

"Désorganisation family " أي االنحالل األسري الذي يقصد به اتجاه التفاعل بين الوحدات

سرة ضد المستويات االجتماعية المقبولة، بحيث يحول ذلك بين األسرة التي تتكون منها األ

وبين تحقيق وظائفها التي ال بد لها من القيام بها لتوفير االستقرار والتكامل بين أفرادها،

.228، ص 1981عالم المعرفة، : بيروت .كك العائلي في جنوح األحداثأثر التف. الياسين جعفر عبد األمير - 1

85

وهذه الحالة تصل إليها األسرة بعد مرحلة التفكك التي تشير إلى فشل األسرة وانهيار

.)1(تكاملها

بمعنى االنفصال أو " Désorganisation family"ضهم أيضا مصطلح وقد استخدم بع

.الطالق أو الهجر أو الموت أو الغياب الطويل ألحد األبوين

بما يقارب "The broken family"بينما نجد من أطلق مصطلح العائلة المتصدعة

ال بسبب نزاع المعنى السابق ليشير إلى األسرة التي تفككت بالموت أو الطالق أو االنفص

" disengeged family" ـ، وهناك أيضا من يطلق على التفكك ب)domestic discoe)2عائلي

عوائق شديدة تؤدي إلى الحد من نسابهاأي األسرة غير المترابطة التي يوجد بين أعضائها وأ

.)3(التفاعل بينهم أو إلى العزلة النفسية بين الفرد واآلخر

احثين العرب مصطلح التفكك العائلي بمعنى اختالل السلوك هذا وقد استخدم بعض الب

وحاالت الخصام العائلي بين الوالدين، وحاالت وفاة أحد ،العائلي والتربية العائلية الخاطئة

.)4(الوالدين، أو كالهما، أو حاالت انفصال بالطالق أو الهجر

سرية وانحالل األدوار بينما استخدم مصطلح تفكك األسرة ليشير إلى انهيار الوحدة األ

االجتماعية المرتبطة بها عندما يفشل عضو أو أكثر في القيام بالتزامات دوره بصورة

.)5(مرضية

ومن التعريفات السابقة يمكن أن نوضح بعض العناصر التي يشترط بها مفهوم التفكك

، نتيجة اختالل األسري فهو يشير إلى انهيار النسق األسري داخليا أو خارجيا أو كالهما معا

.السلوك في األسرة

.28، 1991منشورات ذات السالسل، : الكويت. االنحراف االجتماعي. البدوي عدنان - 1

2 - F.Forgatta « Edgar ». Encyclopaedia of sociology. (editor),v.l Mamillan and reference,

New York,2000, p p507, 508. دار المعارف الجامعية،: اإلسكندرية .قاموس الخدمة االجتماعية والخدمات االجتماعية. السكري أحمد ، شفيق - 3

.64، ص 2000 .29الياسين، جعفر عبد األمير، المرجع السابق، ص - 4 .214، ص1984دار النهضة العربية للطباعة والنشر، : اإلسكندرية .سريةاألزواج والعالقات األ. سناء الخولي - 5

86

وكذلك عدم قدرة بعض أو كل أفراد األسرة على التفاعل االجتماعي السوي وعجز

ما يحول دون تحقيق األسرة ،بعض أو كل أفراد األسرة عن أداء أدوارهم المفترضة

.لوظائفها مما يؤدي إلى عدم تحقيق التماسك واالستقرار بين أفراد األسرة

ن نشير أن تفكك األسري قد يعني حالة اضطراب العالقات بين أفردا األسرة ويمكن أ

دون الوصول إلى حالة التفكك األسري الكلي باالنفصال والطالق فقد نجد غياب أحد الوالدين

بسبب الوفاة مثال ال يؤدي للتفكك األسري بالضرورة خاصة إذا كان هناك من يتحمل القيام

.ب الغائببجزء كبير من أدوار األ

مراحل التفكك األسري: ثانيا

أن النزاعات األسرية ترتبط ارتباطا مباشرا بالتفكك األسري، حيث " وليام جود"يرى

يشير إلى عدة مراحل يمر بها األسرة، قبل التفاقم الكبير للنزاعات األسرية وتشمل هذه

:المراحل فيما يلي

:مرحلة الكمون -1

،ود قد تكون قصيرة جدا، حيث ال يمكن مالحظتهاوهي فترة متغيرة غير محد

.ال يتم مناقشتها أو التعامل معها بواقعيةفيها سواء كانت صغيرة أو كبيرة والخالفات

:مرحلة االستشارة -2

وفيها يشعر أحد الزوجين أو كالهما بنوع من االرتباط والتهديد وعدم االرتياح

.غير قانع باإلشباع الذي يحصل عليه النفسي واالجتماعي، وشعور كل طرف بأنه

:مرحلة االصطدام -3

وهي فترة االنفجار وظهور االنفعاالت التي تم كبحها فيما مضى، وقد يحاول أحد

الطرفين تفجير النزاع بشكل علني واستقطاب بعض األبناء للتحالف مع طرف دون اآلخر،

حثون عن مكان آخر خارج المنزل مما يجعل األبناء يشعرون بالضياع وعدم االستقرار ويب

.إلشباع رغباتهم وتحقيق ميوالتهم

:مرحلة انتشار النزاع -4

87

إذا زاد التحدي والصراع والرغبة في االنتقام، فإن األمور تزداد حدة ويؤدي ذلك

لزيادة العداء والخصومة بين الزوجين والنقد المتبادل بينهما، حيث يكون هدف كل طرف هو

كل منهما الى نفسه محاولة الوصول الى التسوية وينظرالطرف اآلخر دون االنتصار على

على أنه األقوى واألقدر على حساب الطرف اآلخر على رعاية األبناء في حالة التخلص من

الطرف اآلخر باالنفصال أو بالهجر أو الطالق، وإذا كان النزاع في البداية يتعلق بناحية

.)1(ليغطي النواحي األخرى المتعددةمعينة فإنه سرعان ما ينتشر

:مرحلة البحث عن حلفاء -5

ن يستطع الطرفين أي الزوجين حل المشاكل بمفردهما فإنهما يتجهان للبحث ع إذا لم

من يساعدهما في تحقيق ذلك من األهل واألقارب واألصدقاء وإذا استمر النزاع فترة طويلة

وهنا قد يلجأ أحد الطرفين أو كالهما ،سرة تصبح مهددةفإن القيم والمعايير التي تحكم بناء األ

شباع من خالل المصادر األخرى البديلة مثل التركيز باالهتمام باألطفال، اإلللحصول على

أو المشاركة في األنشطة االجتماعية والتركيز على النجاح على حساب اإلشباع الذي يتحقق

ئد لألبناء وعدم محاسبتهم عند التقصير في أداء داخل األسرة وقد يؤدي هذا إلى التدليل الزا

.أدوارهم ما قد يرسخ لديهم قيم السلوك االنحرافي

:مرحلة إنهاء الزواج -6

ويحدث ذلك عندما تزداد الدافعية لدى كل طرف لتلك المسؤولية والمشاركة مع

ر القضاء وإنهاء الطرف اآلخر، قد يبدأ أحد الزوجين أو كالهما في اللجوء إلى المحاكم، ودا

الزواج، واتخاذ إجراءات تتعلق بحضانة ورعاية األبناء، وقد يبحث أي من األطراف إلى

استئناف الحياة الزوجية مرة أخرى، وهو ما يتعارض مع رغبات األبناء ومصالحهم ويدفعهم

.)2(أحيانا إلى التمرد أو االنحراف وتحدي القيم والمعايير االجتماعية

التفكك األسريأسباب : ثالثا

1 - Good,William. Family organisation. (IN), Rober and other, contemporary social problems, New York: Harcount, press, 1980, pp379-380. 2 - Good,William, ibid, p383.

88

تعاني األسرة في المجتمع المعاصر من مظاهر التفكك األسري ويرجع ذلك إلى

مجموعة من العوامل االجتماعية واالقتصادية والنفسية وغيرها، ومن أبرز هذه العوامل

:المؤثرة في ازدياد نسب التفكك األسري ما يلي

:العوامل االجتماعية -1

عية في إضعاف الروابط األسرية ، مما يؤدي إلى تفكك تسهم بعض العوامل االجتما

على العالقات داخل ،)Social Problem(األسرة وكثيرا ما تنعكس المشكالت االجتماعية

تتمثل هذه المشكلة االجتماعية في حدوث خلل أو انحراف في العالقات اإلنسانية واألسرة

ا، مما يؤثر على المصالح الرئيسية وهي كذلك سلوك انحراف وتفكك اجتماعي أو االثنين مع

لكل من أفراده، فتؤدي بذلك المشكالت االجتماعية إلى اضطراب العالقات الزوجية ، ومن

.ذلك تناقض األدوار بين الزوجين، ما يؤدي بهم إلى اإلحباط والفشل والنزاع والشجار

لمجتمع، االجتماع أن المشاكل االجتماعية تحدث ضغطا شامال ل عض علماءويرى ب

والحظ ذلك بوجه خاص في األزمات الطبيعية والحروب والحوادث واألمراض المعدية

ب هذه المشاكل واألزمات في تزيين حياة األسرة، ولكن هذه بوالتوترات االجتماعية حيث تس

المشكالت على المدى البعيد قد تزول بمجرد زوال مسبباتها، وقد يكون سبب التفكك األسري

القيم االجتماعية، فالصفات المرغوبة عند الزوجين قد ال تكون متكاملة بينهما، االختالل في

التوترات يمكن أن تؤدي لسياسية تعد سببا مباشرا لعدد منفاختالل العقيدة الدينية مثال أو ا

ذلك ، ضف إلى)1(إلى انحالل األسرة، ما لم يتوفر للزوجين أو أحدهما طاقة إيجابية للتكيف

لضارة واالنحرافات الشاذة كاقتراف المعاصي والخروج عن القانون وارتكاب شتى ا العادات

الجرائم، وتعاطي المخدرات وشرب المسكرات والتي قد تؤدي للتفكك األسري بصورة

.)2(إرادية

من ذلك تدخلهم لعائلية،هذا وقد يؤدي األصدقاء واألقارب دورا خطيرا في الحياة ا

كما يؤدي أيضا تعدد الزوجات في شأ حالة التوتر وزيادة شدتها، فتن في العالقات األسرية

،1995دار المعرفة الجامعية، : اإلسكندرية .المشاكل االجتماعية والسلوك االنحرافي. محمد عاطف غيث - 1

.172ص .46،ص1996دار الفكر العربي، : القاهرة .بحوث إسالمية في األسرة والجريمة والمجتمع. حسن الساعاتي - 2

89

عدم العدالة والمعاملة بين الزوجات، وإشباع وتحقيق متطلبات بعض أوالد الزوجة دون

الزوجة األخرى، والتصارع والشقاق بين الزوج والزوجات، أو الزوجات فيما بينهن ألتفه

.)1(قات فتنتهي إلى التفكك األسرياألسباب وهو ما يكون نذير على تصدع العال

ى الحي فقد يكون تأثيرها سيء على أفراد األسرة، فتنساق الزوجة وأما الجيرة ومست

فتعرضها لكثير من المشكالت ،ألحد الجارات وتعمل بتوجيهاتها دون تفكير أو تدبر

عالم المختلفة واألزمات الزوجية، وال يمكن أن نتغافل عن ذكر المؤثرات الحسنة ووسائل اإل

ولتحيط تنشره من معلومات وحقائق ووقائع وسينما، ومجالت وكتب، لما من إذاعة وتلفزيون

إلى اكتساب أفراد العائلة العديد من علما بموضوعات معينة من السلوك، فتؤدي ذلك

المتطلبات بين أفراد األسرة مما دوار فتتعارض الشخصيات ومحاولة تجسيد دور تلك األ

.)2(عالقات مضطربةيجعل ال

:العوامل االقتصادية -2

قد تؤثر الظروف االقتصادية للمجتمع في كيان األسرة، وأحيانا ينعكس العجز في

الموارد االقتصادية للمجتمع على األسرة ويشكل الفقر أحد هذه المشكالت ويبدو الفقر في

تأثير حتى على العالقات قر لهحالة البطالة ، أو قلة الدخل بما ال يكفي حاجات اإلنسان، والف

خالله يسوء التصرف في الدخل وينخفض المستوى االقتصادي لألسرة وتسود فمن األسرية،

.)3(أمراض سوء التغذية والضعف العام

كما أن استقالل المرأة االقتصادي وما قد يصحبه من عدم وضوح لدورها كزوجة

مع واجباتها األساسية في األسرة وكأم وخاصة إذا حاولت أن تمارس حقوقا تتعارض

ومنه تبدأ بعض قد بدأت تفقد مقوماتها األساسية،وتجعل الرجل يشعر بأن الوحدة األسرية ،

، 1985دار النهضة العربية، : بيروت .في علم االجتماع العائلي دراسات .مصطفى الخشاب - 1

.231-299ص ص .91حسين عبد الحميد رشوان، المرجع السابق، ص - 2 .105، ص نفس المرجع - 3

90

مالمح الخالف التي إذا استمرت فترة طويلة دون أن يتكيف أحد الزوجين اتجاه اآلخر يصبح

.)1(النزاع أمرا ال مفر منه

ن التفكك األسري وبين انتشار التصنيع في من جهة أخرى يربط بعض الباحثين بي

يرون إذ ،المجتمعات الحديثة من أحد العوامل االقتصادية المؤثرة في التحوالت االجتماعية

أن ارتفاع معدالت الطالق في مثل هذه المجتمعات يمثل إشارة واضحة إلى تفكك األسرة

لة تزايد السكان لمشكتعتبر مشكلة اإلسكان التي وتفكك المجتمع أيضا، هذا باإلضافة إلى

من هذه المشكلة، فالمسكن الضيق يؤدي خاصة ير من دول العالم والبالد المتخلفةوتعاني كث

إلى نشأة التوتر الدائم بين أفراد األسرة، نتيجة ضيقهم من بعض بسبب عدم توفر المساحة

.)2(االنحرافالالزمة للحركة فيؤثر ذلك على األطفال وعلى نموهم ، فيؤدي بهم الى

:العوامل النفسية -3

بالرغم من سيادة الرجل لألسرة، فهذا ال يعني أن هذه السيادة تنطوي على فكرة

خضوع المرأة، إذ ينبغي أن يسود التفاهم واالتفاق والتكيف في جميع العالقات المتبادلة

تمسك كل بينهما إذ أن طغيان شخصية أحد الزوجين على اآلخر بشكل ملموس من خالل

فيؤدي إلى تعارض االتجاهات وتأزم المعامالت وتشتد حالة ،منهما بالجوانب المتناقضة

التوتر، كما أن ظهور االتجاهات الفردية واألنانية خاصة إذا أخذ الزوج أو الزوجة في

يعيد عن المصلحة العامة واتجاهاته على أساس فردي بحتتشكيل حياته الخاصة وميوله

ة ككل، وقد تأخذ هذه االتجاهات والميول الفردية في االتساع حتى تأتي على ومصلحة األسر

.وحدة األسرة

وقد تستقر العاطفة الزوجية عند أحد الزوجين لسبب أو آلخر بعد فترة قد تطول أو

تقصر، فتصبح الحياة الزوجية خالية من العطف والحنان، وأحيانا قد يكون اشتداد العواطف

.18محمد عاطف غيث،المرجع السابق، ص - 1 .106حسين عبد الحميد رشوان، المرجع السابق، ص - 2

91

االنفعاالت المحيطة بها والغيرة سببا مباشرا في نشأة حالة التوتر وزيادة الزواجية وتأجج

.)1(حدتها

هذا باإلضافة إلى العوامل المزاجية التي ترجع إلى الصفات الوراثية التي تحدد

األفراد االنطوائيين، والذين يدركون األشياء على أساس بينهاردود الفعل عند الفرد التي من

ى أي نوع من اإللهام، والذين يبنون أحكامهم على التفكير المنطقي واعتمادهم الحواس أو إل

على مشاعرهم ولعل الصراع الذي ينشأ نتيجة الختالل العوامل المزاجية أو تشابهها ولعل

.)2(الصراع الذي يؤدي إلى التوتر الدائم

:العوامل الصحية -4

واثر بأمراض مزمنة أو عاهات وتتمثل في العاهات الجسمية أو إصابة فرد أو أك

ا على شبكة العالقات األسرية ويؤدي إلى ضعف المكانة ئسياإلصابة بالعقم، مما يؤثر تأثيرا

وما يترتب عنها، من الفشل في أداء الدور االجتماعي للفرد وقد ينتهي بسبب هذه المشاكل

.)3(كل حدوث للتفكك األسري

بقا إلى ظهور التفكك األسري بنسب مختلفة قد يؤدي كل هذه العوامل المذكورة سا

وليس معنى ذلك أن أي تأزم في العالقات األسرية أو أي تفكك أسري يجب أن يشمل على

.هذه العوامل جميعها، إال أن التأثير يختلف من عامل إلى آخر

أشكال التفكك األسري واألضرار الناجمة عنه: المبحث الثالث

أشكال التفكك األسري :أوال

تدل الدراسات والبحوث واإلحصاءات على أن حدوث التفكك قد يكون جزئيا

كاالنفصال المؤقت والهجر المتقطع، وقد يكون كليا نتيجة موت أحد الوالدين أو كالهما أو

اللجوء إلى الطالق، وعليه يمكن أن نفصل أنماط أو أشكال التفكك األسري والعالقات بإنهاء

:على النحو التالي

:تصدع المادي لألسرةال -1

.231-230مصطفى الخشاب، مرجع سابق، ص - 1 .170-169محمد عاطف غيث، مرجع سابق، ص - 2 .47حسين عبد الحميد رشوان، مرجع السابق، ص - 3

92

ويقصد به فقدان أحد الوالدين أو كالهما بسبب الوفاة أو الطالق أو الهجر، فينهار

بذلك أحد أركانها األساسية، وعليه يمكن التمييز بين نوعين من التفكك وهما التفكك الجزئي،

:)1(والتفكك الكلي

الهجر المتقطع، المؤقت و تبدو مظاهر التفكك الجزئي في االنفصال :الجزئي التفكك - أ

ترك الحياة الزوجية والتهرب من مسؤولياتها إال أن هناك فرق واالنفصال والهجر معناهما

بين اللفظين، حيث يدل االنفصال على ترك الزوج أو الزوجة للحياة الزوجية بناء على اتفاق

المجتمعات سابق بين الزوجين على هذا الوضع، وهذا النوع من التفكك نجده شائعا في

الفردية ، أما الهجر فيدل على ترك أحدهما هذه الحياة دون اتفاق ودون أن يبدي وجهة نظره

.في اإلبقاء على العالقات الزوجية وإنهائها

وتحدث مظاهر الهجر واالنفصال في مختلف الطبقات، غير أنها أكثر حدوثا

سر الذين تضطرهم ظروف العمل ووضوحا الطبقات العاملة والفقيرة السيما عند أرباب األ

إلى الهجرة داخل البالد أو خارجها، فإنها في حاالت كثيرة تؤدي إلى تفكك األسرة بسبب

التغيب الطويل المدة والذي ال يعرف نهائية وكثير اإلحصائيات إلى زيادة الهجر في السنوات

الروابط عززونرية وياألولى من الزواج، حيث ال يوجد األوالد الذين يدعمونه الحياة األس

بين األب واألم، وتشير اإلحصائيات كذلك إلى زيادة الهجر بين السيدات عنها بين الرجال ،

نظرا لما تتسم به الحياة األسرية الحاضرة من الحرية وظهور شخصية المرأة ونزولها لميدان

.العمل

عالتهم، ونيته ولكن يحدث كثيرا أن يهجر الرجل زوجته وأوالده لعدم قدرته على إ

عدم العودة إلى الحياة الزوجية ، وفي مثل هذه الحاالت يعتبر الهجر دائما وليس مؤقتا

.)2(ويعتبر بمثابة الطالق

ويتم بانتهاء العالقات الزوجية بالطالق أو تحطيم الحياة العائلية بقتل أو :التفكك الكلي - ب

.)3(انتحار أحد الزوجين أو كليهما معا

.234-233مصطفى الخشاب، مرجع سابق، ص ص - 1 .234مصطفى الخشاب، المرجع السابق، ص - 2 .25جعفري الياسين، مرجع سابق، ص - 3

93

:المعنوي لألسرةالتصدع -2

يشير هذا النوع من التفكك األسري الى االضطراب الذي يسود العالقات بينه وبين

اأفراد األسرة، وسوء التفاهم الحاصل بين الوالدين والمشاجرات المتواصلة بينهما وانعكاساته

ي منبع على األوالد، إضافة الى جهل الوالدين بأساليب التربية السليمة، خاصة وأن األسرة ه

أمان ومصدر إشباع حاجات األفراد، حيث يقع على الوالدين مسؤولية تحقيق هذه الحاجات

المحيط الخارجي، ولكن في التي يعتمد عليها في تصرفاته وتدريب الفرد على النظم والقواعد

.)1(المشاجرات والخالفات العائلية المستمرة تحول دون تحقيق ذلك

سود العداوة بين األفراد إلى حد بعيد ، كما أن المناقشات وفي هذا النمط من األسر ت

والخالفات غالبا ما تدور حول القضايا الصغيرة القليلة األهمية، والمالحظ أن األفراد في مثل

هذا النمط من األسر، ال يعيشون حياة مشبعة تماما خارج نطاق األسرة، ذلك ألن عالقاتهم

.)2(األسرةمع اآلخرين غالبا ما يجري داخل

راد األسرة شكال من أشكال الصراع، والصراع كغيره من فويشكل الشجار بين أ

العمليات االجتماعية يرتبط بالدرجة التي يعتبر عندها عملية مرضية، والشجار ينقسم إلى

شجار بناء وشجار هدام، فالمشاجرات الهدامة هي التي ترتكز على تجريح ذات : قسمين

كالت ا المشاجرات البنائية فهي التي تدور حول الموضوعات والمشالطرف اآلخر، أم

وتفسيرها وتخفيف التوترات االنفعالية وإعادة بناء التوقعات وتتضمن إعادة تحديد المواقف

.بعد مرور األيام األولى للزواج

للتمييز بين الصراع والتوتر، حيث يعتبران " لوك"و " بيرجس"أخيرا كل من وقد كتب

صراع بمثابة معارك تنشب في األسر تقريبا حول كل صور الخالفات ولكن ينتهي أن ال

األطراف عادة الى إيجاد حل لها، أو إنهائها، أما التوترات فهي صراعات يفشل اإلطراف

.)3(في حلها، وقد تجد أسلوبا مباشرا للتعبير وقد تكتب بتأثير قوة انفعالية متراكبة

يأضرار التفكك األسر: ثانيا

.62، ص،1994المؤسسة الجامعة للدراسات والنشر، : بيروت. األحداث المنحرفون. جعفرعلى محمد - 1 .88، ص1998المكتب الجامعي الحديث، : اإلسكندرية. األسرة والبيئة. أحمد يحي عبد الحميد - 2

.289-288، ص1999ربية للطباعة والنشر، دار النهضة الع :بيروت .األسرة ومشكالتها .محمود حسن - 3

94

:أضرار التفكك األسري على الزوجين -1

الضرر ويختلف هذا ،كبيرة على كل من الزوج والزوجة إن للتفكك األسري أضرارا

يعني نهاية الحياة الزوجية الذي بوفاة أحد الوالدين أو الطالق باختالف شكل التفكك األسري

ة التي مات عنها بشكل رسمي، ويعتبر الزوج الذي فقد زوجته أرمل ويطلق على الزوج

".أرملة"زوجها مصطلح

إن الزوج أو الشريك ال ينظر إليه على أنه شخص فقد إنسانا شريكا فحسب، وإنما

بل ينهيه الطالق، هت، فالموت ال ينهي رابطة الزواجينظر إليه على أن عالقة زواجية قد انت

كون مقدمة النتهاء ب، وتألن هذا األخير يتضمن فترة قد تطول بما تحمله من مشاكل االغترا

موت أحد الزوجين، حيث ال يكون هناك فترة الزواج، بينما ال يكون األمر كذلك في حالة

متع بحياة زوجية تانتقال فالشخص األرمل، الذي فقد شريكة حياته، هو عادة زوج أو زوجة ت

قات الزواجية بكل معنى الكلمة، ثم فجأة يفقد هذه المتعة دون مقدمات وينتهي بذلك كل العال

.التي تكونت عبر فترة طالت أو قصرت

إن الزواج عادة ما يكون أكثر أهمية عند المرأة منه عند الرجل في الكثير من

المجتمعات، لذلك يكون انتهاء الزواج بالنسبة لها يعني انتهاء دور حيوي بالنسبة للزوجة،

بة لها، خاصة إذا كانت ة معقدة بالنسرمل المرأة يمثل مشكلتمقارنة بالدور المماثل للرجل، ف

د المرأة قدرا كبيرا من العقد الرابع من عمرها، ففي هذه المرحلة العمرية تفق قد تجاوزت

ومن النادر أن تتزوج مرة أخرى فتبدأ حياة زوجية جديدة، أما حادث الترمل بالنسبة أهميتها،

الخمسين أن يجد زوجة مناسبة للرجل فهو أقل وطأة إذ يستطيع الرجل في سن األربعين أو

.)1(ليبدأ معها حياة زوجية جديدة خاصة إذا كانت الظروف لذلك مهيأة بشكل جيد

وعليه فإن كل من وفاة أحد الوالدين أو الطالق له تأثيرات مختلفة على الزوجين

في توقف اإلشباع الجنسي، وفقدان اإلحساس باألمن واألمان، نوضحهاوالتي يمكن أن

ان المثل العليا والنموذج والقدوة لألوالد وزيادة األعباء على الطرف الموجود، في وفقد

.88، ص2002لمعرفة الجامعية، دار ا :اإلسكندرية .األسرة والمجتمع .السيد عبد العاطي - 1

95

مسؤولية رعاية األوالد، باإلضافة إلى زيادة المشكالت المادية خاصة عند رحيل الزوج،

.)1(وإعادة توزيع المهام والمسؤوليات المنزلية

:آثار التفكك األسري على األسرة -2

من النتائج المترتبة على وفاة أحد الوالدين أو كليهما :ن أو كالهماوفاة أحد الوالدي - أ

قد حياتهم الى الحنان والعاطفةتفتف ،اضطراب البناء األسري بما فيه اضطراب حياة األبناء

مسؤولية التربية والتنشئة االجتماعية على عاتقهاالتي يقع واالستقرار والى السلطة الوالدية

فيتراجع مستوى معيشتهم وتغطي :يحرم األبناء من مصدر للدخل كملمن توجيه وإرشاد

بعض هذه العوامل أو جميعها إلى حاالت الحرمات والعزلة واليأس لتظهر فيما بعد

. )2(شخصيات عدوانية لها قابلية لالنحراف

الطالق بوصفه ظاهرة اجتماعية له انعكاسات سلبية تلحق باألسرة، فهو يؤثر :الطالق - ب

والعالقات ،لوحدة األسرية ويستهدف االستقرار األسري وعملية التنشئة االجتماعيةفي ا

االجتماعية ال تتم إال في األسرة التي يعرف فيها األبناء االستقرار بوجود الوالدين معا، أما

انفصالهما فيعني بالنسبة لهم الحرمان من العطف، بخاصة إذا تعلق األمر باألم، فبعد االبن

، يجعله يواجه صعوبة في تكوين العادات السلوكية وفي االمتثال لقواعدها لجماعة عن أمه

.)3(وقيمتها

ويؤدي الطالق إلى انهيار مقومات البناء االجتماعي لألسرة، ويعرض األبناء نتيجة

من حنان وعاطفة الوالدين وعدم الشعور الحرمانللتغير المفاجئ الذي يعتري حياتهم إلى

طمأنينة باإلضافة إلى المشكالت المادية وما يصاحبها من تداعيات تؤدي الى عدم باألمن وال

.)4(التوافق االجتماعي والى االنحراف

.89-88أحمد يحي عبد الحميد، مرجع سابق، ص - 1 .24، ص1998مطابع األرز، : عمان .اإضرارها وأسباب انتشاره المخدرات. السعد صالح - 2

.31، ص 1989مكتبة الفالح للنشر والتوزيع، :الكويت .)1ط(، علم النفس األسري .الكندري، أحمد مبارك - 3 المكتب الجامعي الحديث، :اإلسكندرية .السلوك االنحرافي في إطار التخلف والتقدم .يري خليل الجميليخ - 4

.247، ص1998

96

الهجر هو ترك الحياة الزوجية أو التفكير في إنهائها أو التهرب :الهجر وتعدد الزوجات - ج

ا عن الخالفات األسرية من المسؤوليات المرتبة عليها، وللهجر عوامل عديدة، فقد يكون ناجم

آثار سلبية على األبناء واألسرة، ويكون مصدرا أو مرتبطا بظروف العمل وغيرها، ولها

.)1(للكثير من المشكالت االجتماعية واألخالقية واالقتصادية

سلبية في البناء األسري ومن بينها أن تعدد الزوجات ولتعدد الزوجات أيضا آثار

سرة، ثم يزداد األمر صعوبة السيما عندما يتعلق األمر بالتربية يؤدي إلى زيادة حجم األ

االجتماعية لألبناء، فقد يحدث بعض حاالت اإلهمال للزوجة األولى وألبنائها ويضعف مهمة

السيطرة عليهم، ويتضاعف دور األم، وفي مراحل تالية تؤدي هذه االختالالت إلى سوء

يهم ميول عدوانية ومفاهيم متضاربة ألنهم حرموا من التوافق االجتماعي لألبناء، فتتولد لد

.)2(الرعاية الوالدية المشتركة

من العوامل المؤدية إلى اختالل التركيبة األسرية غياب :الغياب الطويل للوالدين -د

ر التي يمكن أن الطويل للوالدين، والمتأمل لنتائج الدراسات العلمية سيكتشف طبيعة اآلثا

فقد بينت إحدى الدراسات أن الطفل المحروم من أمه عادة ما يعاني من رة، تنعكس على األس

الكثير من المشكالت من بينها ضعف النضج وضعف النمو العقلي، وضعف مستوى الذكاء

.)3(الحركي - والتحصيل الدراسي، وضعف النمو الحسي

، وتناقص لذلك فإن غياب األب يؤدي إلى حرمان األبناء من الحنان والعطف األبوي

فرص المراقبة والتوجيه، والمتابعة، وغياب السلطة األبوية، وعليه فإن غياب الوالدين عن

البيت لظروف معينة يؤدي إلى اختالل العملية التربوية وتكون النتيجة في بعض الحاالت الى

.210الكندري، أحمد مبارك، مرجع سابق، ص - 1

.32-31ص صالح سعد، مرجع سابق، - 2 ،2000دار الصفاء للنشر والتوزيع، : عمان). 1ط( .الطفل واألسرة والمجتمع. عدنان عبد الحميد، العناني - 3

.28ص

97

ألسرية، مما استقالل األبناء في اتخاذ قراراتهم من الوالدين ، وابتعادهم من الرقابة والمتابعة ا

.)1(يؤدي إلى االنحراف

إرهاصا أوليا نحو االختالل في راب الذي يعتري العالقات الزوجيةإن االضط

هذا االضطراب أشكاال متعددة مثل والدين وانتهاءا باألبناء، ويتخذالتركيبة األسرية بدءا بال

حترام بينهما، وديمومة اختالل التوازن العاطفي والصراع الالمتناهي بين الزوجين وفقدان اال

اع الناجم عن المشاجرة والمشاحنة، وال شك أن توتر العالقات األسرية يخلق لدى الصر

أمزجة متقلبة وشخصيات عدوانية، ويكسبهم بشكل شبه إلزامي أنماط السلوك القائمة األبناء

.)2(ئةقوال وعمال، في سن مبكرة تنمو تدريجيا مع أصدقاء مماثلين يجدون فيهم قدوة سي

:آثار التفكك األسري على المجتمع -3

إن العالقات األسرية تشكل األساس للعالقات االجتماعية األوسع مدى، وتعد ركائز

أساسية في العالقات اإلنسانية عامة، حيث أن التماسك األسري مطلب للحفاظ على تماسك

ي يعوق تحقيق األسرة لرسالتها المجتمع، ولإلبقاء على القيم السليمة، وعليه فإن التفكك األسر

.المجتمعية ويسهم في تصدع وحدة وقوة النظام االجتماعي

التي تقوم بعملية التربية ا من بين وسائط الضبط االجتماعي،وتعد األسرة أيض

والتنشئة االجتماعية وتطبيع األفراد على العالقات األسرية السليمة والتي تتطابق مع العالقات

االلتزام ماسك في األسرة ذو درجة عالية سادالمتماسكة فإذا كان الترابط والتفي المجتمعات

.)3(والتوحد والترابط بين أفرادها الذين هم في ذات الوقت أفراد في المجتمع العام

أهمية األسرة في المقام األول ومن أبرز الجماعات األولية التي يتكون منها وتأتي

على كون األسرة مسرح التفاعل الذي يتلقى ة االجتماعية، عالوةة أولى للحياالمجتمع، وكخلي

فيه الفرد تنشئة االجتماعية من أن يصبح عضوا فيها، ومن خالل عضويته في جماعته

.صفته و مركزه االجتماعي وعالقته بهم، التي تخلق لديهم أدوارا يستمد من أداء وظائفها

.31صالح سعد، مرجع سابق، ص - 1

.32-29نفس المرجع ، ص - 2 دار الفكر :، القاهرة)1ط( .21رف القرن األسرة على مشا .سيد منصور، زكريا أحمد الشربيني عبد المجيد - 3

.49، ص 2000العربي،

98

مجتمع كمؤسسة لنقل ثقافة المجتمع إلى وعلى أساس أن األسرة مفوضة نيابة على ال

االجتماعية األخرى في توفير ذلك النشء، وبحكم قدرتها الفائقة من غيرها من المؤسسات

دور األسرة في التنشئة االجتماعية والتطبيع االجتماعي، وهو الجوهر تبرز خطورة

لى المجتمع ومن المشكالت األسرية ع االجتماعي، ويعكس ذلك مدى تأثير الستمرار النظام

الحقائق التي ال خالف عليها بين علماء االجتماع والتربية والفكر اإلسالمي أن األسرة عماد

ق لى دعائم راسخة من الدين واألخالالمجتمع وقاعدة الحياة اإلنسانية وأنها إذا أسست ع

حية في جسم والرابط الحميم، فإنها تكون بنية قوية في بنيان األمة، وباعتبار األسرة خلية

المجتمع، فإن صالح األسرة هو سبيل لعالج األمة، وكان فسادها أو انحاللها مناط فساد

. المجتمع أو انحالله

99

خالصة الفصل

ومن خالل عرضنا للفصل السابق يمكن القول أن األسرة من بين المؤسسات

ظائف اجتماعية وتربوية هادفة الى االجتماعية الهامة في المجتمع، لما لها من أدوار وو

توجيه وتنظيم سلوكات األفراد، وتعتبر المجتمع األول الذي يبدأ الشخص فيه حياته ، ويقضي

فيه طفولته، وال شك أن ما يعرض األفراد في هذا المجتمع من عوائق سيؤثر على نموه

ام، فاألسرة القوية االجتماعي مستقبال، مما يؤدي غالبا إلى الدخول في االنحراف واإلجر

المتماسكة التي تقوم على الود والتفاهم بين الوالدين ، وبينهما وبين األبناء ينتج عنها أفراد

صالحون في المجتمع، أما األسر المفككة أو المتصدعة مهما كان السبب في ذلك يتولد عنها

خاصة . إلخ...ريمةاضطرابات وعدم استقرار، قد يدفع إلى االنحراف والفساد األخالقي والج

األسر التي فقدت أيا من الوالدين عن الحياة األسرية بالموت أو الهجر أو االنفصال أو

إلخ، هذا باإلضافة إلى التربية الخاطئة التي تعتبر من أهم العوامل البيئية ذات ...الطالق

عن الصلة باالنحراف، وكذلك الجو األسري الذي يسوده التوتر بين األبوين الناتج

االختالفات والمشاجرات الدائمة بينهم، باإلضافة إلى سوء األحوال المعيشية والفقر، وانتشار

الخ، وكلها عوامل ناتجة عن آثار التغير السلبية على األسرة، التي أدت إلى تغيير ...البطالة

.معظم أدوارها ووظائفها، فأدى إلى تفكك أركانها وبنيانها األساسية وانحراف أبنائها

100

للدراسة تطبيقيالجانب ال

101

اإلجراءات المنهجية المتبعة: الفصل الرابع

التعريف بميدان البحث: أوال

مجاالت البحث -1

المجال الجغرافي - أ

المجال البشري - ب

المجال الزمني - ج

العينة وكيفية اختيارها: ثانيا

المناهج المتبعة في الدراسة: ثالثا

أدوات وتقنيات البحث: رابعا

102

اإلجراءات المنهجية المتبعة: الفصل الرابع

المقاربة السوسيولوجية: أوال

تعتبر المقاربة السوسيولوجية المنطلق األساسي الذي تعتمد عليه العديد من الدراسات

من خالله يتم تحديد والبحوث في ميدان العلوم االجتماعية، ويعتبر اإلطار النظري الذي

.)1(وية الفكرية لمعالجة موضوع الدراسة أو البحثالزا

وكون الظاهرة االجتماعية يمكن دراستها من زوايا فكرية ونظرية مختلفة، وجب

علينا تبيان أهم النظريات االجتماعية المتعلقة بموضوع الدراسة الراهنة و نظرا لتعدد

ظرية أساسية وهي نظرية النظريات المختلفة و المفسرة لموضوعنا إال أننا سنركز على ن

.العوامل المتعددة

:نظرية العوامل المتعددة

إن النظريات المفسرة لالنحراف والسلوك االجتماعي بمختلف تصوراتها سواء ما

استند منها على المنظور البيولوجي، أو النفسي، أو االجتماعي، قدمت رؤية ذات قيمة مفيدة

على الرغم من أن بعض النظريات أكدت على في تحليل ظاهرة االنحراف بشكل عام، و

عامل واحد، واعتقدت أنه األكثر تأثيرا في تكوين سلوك الفرد، وأهملت العوامل األخرى أو

قللت من شأنها، إال أن هذه النظريات أفقدت إلى حد كبير من الدقة العلمية والتفسير الواقعي

م في تطوير رؤية علمية حديثة تستند للظاهرة، لكن يرجع لها الفضل إلى ما قدمته من إسها

.على العوامل المتعددة والمتشابكة المسببة لالنحراف

وعليه فإن الرؤية المعاصرة في تفسير االنحراف، تعتمد على فكرة تعدد العوامل التي

تبدو أكثر واقعية من التفسيرات األحادية وهذه الرؤية تفيد في عرض تصور متكامل لمشكلة

.مكانية تشخيصها للوصول إلى العالج المناسب لطبيعة الحاالتاالنحراف وإ

ولقد شاع استخدام نظرية العوامل السائدة في أغلبية البحوث السوسيولوجية بمختلف

أنوعها، وتتلخص عادة في القيام بإحصائيات على السلوك االنحرافي وتحليل هذه

تلفة التي تالزمها، والتي تحدث اإلحصائيات من خالل دراسة ارتباطها بالمتغيرات المخ

،1975المؤسسة الوطنية للكتاب، : الجزائر. دليل الباحث في المنهجية وكتابة الرسائل الجامعية .بوحوش عمار - 1

.19ص

103

ضمن إطار الحالة الصحية، حالة السكن، ومدى التماسك األسري، والمستوى االقتصادي

إلخ، وذلك تبعا .... والحالة التعليمية والمنطقة الجغرافية ، السن والجنس، الهجرة، والبطالة

من ظروف، ثم يقوم للمعطيات األولية التي جمعها الباحث عن الظاهرة وما يحيط بحدوثها

.)1(الباحث باستخالص العوامل التي تالزم ظهور السلوك المنحرف أو اإلجرامي

وفي إطار الرؤية التكاملية والعوامل السائدة لتحليل وتفسير االنحراف، يمكن أن

:نستخلص مجموعة من العوامل التي نعتقد بأنها وراء بروز ظاهرة اإلدمان والعود

والمتمثلة في جملة األعراض المتكاملة التي تشيع لدى المدمن، إثر : العوامل النفسية - أ

معاناته من حرمان عاطفي مبكر، أو صراعات أسرية واجتماعية مختلفة، وهي تؤدي إلى

اضطرابات نفسية تظهر آثارها على األبناء، وتعلب االضطرابات النفسية دورا ظاهرا في

والعود إليها، كالشعور باإلحباط، القلق والهيجان السلوك االنحرافي واإلدمان على المخدرات

.إلخ... والصراعات النفسية

، وهي العوامل التي قد تؤثر في جوانب عديدة من حياة المدمن: االقتصاديةالعوامل - ب

وتتمثل العوامل االقتصادية بوضوح في الفقر، المستوى المعيشي، طبيعة السكن، التي تؤثر

ألساسية الالزمة، وضمان النمو السليم لألبناء، فيؤدي بهم الى في مدى إشباع الحاجات ا

.االنحراف واإلدمان والعود للمخدرات

ويقصد بها كل ما يتعلق بتكوين المدمن الوراثية والعضوية والعقلية، : العوامل البيولوجية -

كاإلصابة باألمراض النفسية والعضوية والضعف العقلي، التي تؤدي غالبا إلى تعاطي

.المخدرات بأنواعها،ومن المهم اإلشارة الى أن العامل البيولوجي يكون بمثابة عامل جزئي

وهي العوامل البيئية ، سواء المتعلقة بالبيئة الفيزيقية أو ):اإليكولوجية(العوامل البيئية -

المحيط االجتماعي، ومن بينها مشاكل الرقابة األسرية وصحبة رفقاء السوء، ومشكالت

.لفراغ، والتسرب المدرسي والتي يعتقد أن لها عالقة باإلدمان والعودأوقات ا

وتشمل على جملة المشاكل التي تعتري األسرة، وتصيب بناءها :العوامل األسرية -

األساسي، كالتفكك األسري المتمثل في الطالق أو االنفصال، وفاة أحد الوالدين أو كالهما،

ضطرابات والصراعات األسرية بين الوالدين والقسوة والهجر، والغياب، باإلضافة إلى اال

.71-70، ص ص 1981دار الطليعة، : بيروت. األحداث الجانحون .حجازي مصطفى - 1

104

على األبناء أو التدليل الزائد، وسوء العالقات االجتماعية بين أفراد العائلة، وكلها عوامل

.تلعب دورا هائال قد تؤدي إلى إدمان األبناء على المخدرات والعود إليها

مجاالت الدراسة: ثانيا

تها وتشعبها، ولكل موضوع من هذه المواضيع تتميز المواضيع االجتماعية بكثر

مجاالت مختلفة درست فيه كالمجال البشري والمجال الزمني والمكاني، ولهذا فإن تحديد

المجال للمواضيع االجتماعية يعتبر من الخطوات المهمة في البحث، ونظرا لقلة وجود

خدرات فكان اختيارنا لوالية المراكز االستشفائية الخاصة بمعالجة اإلدمان والمدمنين على الم

.البليدة لتكون مجال الدراسة لبحثنا المتواضع

:المجال الجغرافي للدراسة -1

، على سفوح "الجزائر"التي تقع في شمال "البليدة"لقد تم تطبيق هذه الدراسة في مدينة

دينة عاصمة متيجة تدعى بم" البليدة"جبال األطلسي إلى الجنوب، من سهل متيجة، ومدينة

، ومن الجنوب "تيبازة"، ومن الغرب والية "الجزائر العاصمة"الورود، يحدها من الشمال

".بومرداس"و " البويرة"، ومن الشرق كال من واليتي "المدية"ووالية " عين الدفلى"والية

مركز إداري وتجاري وتشتهر بمنتجاتها الزراعية و الصناعية " البليدة"وتعتبر والية

، وتتمتع بمناظر سياحية جميلة، وهي محاطة بحدائق الكروم، والبرتقال والزيتون، والغذائية

وأشجار اللوز وحقول القمح والشعير والتبغ وشتى أصناف الفاكهة، وتشتهر بإنتاجها

المشهورة بمرافق التزلج على الثلوج خالل " الشريعة"لمستخلصات األزهار وفيها مرتفعات

".ملوان"ية كحمام الشتاء والحمامات المعدن

عن غيرها من المدن األخرى فهي " البليدة"ونظرا لهذه الميزات التي تشتهر بها مدينة

بذلك تشكل منطقة أكثر جذبا لألفراد القادمين من واليات الوسط، وهي منطقة عبور لعدة

ها واليات السيما واليات الغرب والجنوب، وتتميز بكثافة سكانية عالية، وبذلك تنتشر في

الكثير من الظواهر االنحرافية، كالسرقة وتعاطي المخدرات واإلتجار بها، والسيما بعض

.إلخ.... المناطق الخاصة كباب السبت، وباب الجزائر، وخزرونة وبوعرفة

أما المركز الخاص بالوقاية ومكافحة اإلدمان على المخدرات فهو عبارة عن مصلحة

ويقع هذا المستشفى " CHU BLIDA Frantz Fanon "دةتابعة لمستشفى فرانز فانون بالبلي

105

شمال غرب والية البليدة يحدها من الشمال بلديات وادي العاليق و بني تامو،و جنوبا بلدية

بوعرفة ،و الشريعة ،اما شرقا بلدية اوالد يعيش و يعود وجود هذا المستشفى الى سنوات

جزائر ،وقد اختيرت منطقة غرب البليدة الثالثينيات و ابان وجود االستعمار الفرنسي بال

وفي " joinville "لتكون مكانا لضم فئة المتخلفين عقليا ، حيث كانت تسمى أنا ذاك بـ

فرانتز "عرف اول دخول للمرضى بوجود مصلحتين فقط،و بعد مجيء الدكتور 1993سنة

ازدهرت وضعت خطة محكمة لعالج هؤالء المرضى، و بالتالي" Frantz Fanon"فانون

ادخلت الى المستشفى عدة اختصاصات كما 1985شهرة هذا الدكتور فسمي باسمه، وفي سنة

وحدة فرانتز "المركز االستشفائي الجامعي "اعيد النظر في تسمية المستشفى اذ اصبح يدعى

فانون وهو يغتبر من اكبر المستشفيات في الجزائر ، اذ يحتوي على عدة مصالح مختلفة ،

جراحة االعصاب مصلحة امراض القلب ، طب العيون االنف و الحنجرة وهي طب و

مصلحة االنعاش ،مصلحة التدريب الوظيفي ، مصلحة االعانة الطبية النفسية لضحايا

االرهاب ، مصلحة مكافحة السرطان وقسم خاص بالمراض العقلية الذي يشتمل على ثالث

:فئات كالتالي

عشرة مصالح خاصة بالرجال -

صالح خاصة بالنساء ثالث م -

مصلحة الوقاية و مكافحة االدمان -

:التعريف بمصلحة الوقاية و مكافحة االدمان *

و تعتبراول مصلحة مختصة في مجال الوقاية " فرانتز فانون "هذه المصلحة في مستشفى تقع

د من ، وتتكون هذه المصلحة من العدي1994و مكافحة المخدرات و االدمان ،وقد دشنت سنة

الموظفين و مختصين و اداريين و فنيين يسهرون على تسيير المصلحة عن طريق مجلس

موظف كال حسب اعمالهم من موظفين و اداريين )35(االدارة ،و ينقسم هؤالء الى اكثر من

و مساعدين بحيث نجد طبيبان مختصان في االمراض العقلية ،و طبيبان و خمس مختصين

و مختصان في علم االجتماع و ستة ممرضين ذو شهادة كفاءة ،و في علم النفس العيادي ،

سكريتيرة شبه طبي ، واربع مربيين و اربع عمال مكلفين بالنظافة ،و القائم على هذا الفريق

.هو بروفيسور وهو مدير هذه المصلحة

106

مدمن شهريا ، من الجنسين الذكور و االناث غير ) 332الى250(ويلتحق بالمصلحة حوالي

.مدمن شهريا) 08الى 06(وجود االناث يكاد يكون منعدما ، اذ يلتحق بالمصلحة ما بين ان

يوم حتى شهر كعالج داخلي ، و تبقى هناك متابعة حتى بعد ) 21(ويتم االستشفاء فيها لمدة

. خروج المبحوث ، وهناك من يعود الى المخدرات و يضطر الى اعادة االدماج من جديد

:زمني للدراسةالمجال ال -

حدد المجال الزمني لدراستنا الميدانية التي تم فيها جمع البيانات فيما يتعلق بأفراد

، أي أن دراستنا 2008/ 12/10و 15/05/2008العينة المختارين بالفترة الواقعة ما بين

.الميدانية استغرقت حوالي خمسة اشهر

:المجال البشري -3

على مجموعة من الشباب المتعاطين للمخدرات في لقد قمنا بإجراء هذه الدراسة

، مصلحة التكفل وإزالة "فرانتز فانون"منطقة البليدة ، ومن خالل اتصالنا بالمركز االستشفائي

التسمم، وجدنا أن هناك بعض من المدمنين الشباب يلتحقون بالمصلحة من أجل العالج من

طرف أحد الموظفين بالمصلحة أن عدد اإلدمان، وعند تقربنا إلى هذه المصلحة علمنا من

، حيث "ذكور وإناث"حاالت الزائرين لهذا المركز تكاد تكون شبه يومية، ومن الجنسين

21مدمنا شهريا، ويتم االستشفاء بالمركز لمدة حوالي ) 38-25(يلتحق بالمركز ما بين

يس إلزامي أو يوما، إلى غاية شهر كعالج داخل المركز، وأن هذا العالج داخل المركز ل

.إجباري، على المدمنين الذين يرغبون في العالج من اإلدمان على المخدرات

ويأتي إلى هذه المصلحة أفراد من مناطق وواليات مختلفة أغلبيتهم من والية

الجزائر، والبليدة، وعليه كان البد من البحث عن بعض المدمنين العائدين لإلدمان على

الخاصة بعالج المدمنين وخارجها، خاصة وأن هناك العديد من المخدرات، داخل المصلحة

الشباب المدمن على المخدرات سواء يعلمون بوجود بمثل هذه المراكز الخاصة بعالج

.اإلدمان أو ال يعلمون إال أنهم ال يرغبون االتصال بها من أجل العالج

107

العينة وكيفية اختيارها: ثانيا

ء من مجموعة من المادة أو من األفراد، حيث يمثل هذا عملية المعاينة هي اختيار جز

الجزء المجموعة كلها، وعملية المعاينة عملية عادية ونكررها في حياتنا اليومية دون التنبه

لذلك، إال أنها تعد طريقة إحصائية علمية، سليمة في منطوقها، ولكي نحكم على الكل

تارها لهذا الجزء، حتى نحصل على أدق باستخراج الجزء وجب أن نهتم بالطريقة التي نخ

".العينة"النتائج وهذا الجزء الذي نختاره ونستخدمه في الحكم على الكل يسمى

وتعرف العينة بأنها جزء من ذلك المجتمع، يتم اختيارها بطريقة عشوائية تمثل

.)1(خصائص المجتمع المدروس

ا من األفراد يحملون نفس بأنها جزء محدد كما وكيفا، ومتمثل عدد"وتعرف أيضا

الصفات الموجودة في المجتمع الذي يقع عليه االختيار، فيكون ضمن أفراد العينة دون تدخل

أو تحيز أو تعصب الباحث، أي إعطاء لكل فرد في المجتمع فرصة متكافئة لالختيار،

.)2("والهدف من ذلك هو المحافظة على الموضوعية

ث االجتماعية واإلنسانية خاصة البحوث الميدانية ال وعليه فالباحث في إطار البحو

يمكن له االستغناء عن العينة، ألنها تعتبر من أبرز الطرق التي يستعملها في جمع البيانات

والمعلومات والتي تساعده في دراسته وتحليله وتفسيره للظاهرة موضوع الدراسة وتنقسم

عينة االحتمالية والعينة غير االحتمالية، أو ال: العينة بصورة عامة إلى قسمين أساسيين هما

).3(ةالعينة المنتظمة وغير المنتظم

، ويجب أن تكون طريقة المعاينة "طريقة المعاينة"أما طريقة االختيار، فيطلق عليها

التي نستخدمها قادرة على أن تمدنا بعينة ممثلة للمجتمع الكلي أصدق تمثيال، وتعتبر دقة

يار العينات وتخطيه للمصاعب التي قد تواجهه عند االختيار جزءا الباحث في طرق اخت

.أساسيا في تقنيات البحث

،1998. منشورات جامعة قازينوس: بنغازي). 2ط. (أسلوب البحث االجتماعي وتقنياته. عبد اهللا، البهمالي - 1

.158ص .271، ص2001الكتاب الجامعي الحديث، : اإلسكندرية. قواعد البحث في الخدمة االجتماعية. محمد سيد فهمي - 2 .117، ص 1974دار المعارف، : القاهرة). 1ط. (قواعد البحث االجتماعي. زيدان عبد الباقي - 3

108

ولما كان هدف الباحث هو الكشف عن اثر التفكك األسري في اإلدمان على

والعوامل التي أدت إلى ظاهرة العود، وذلك من خالل المخدرات والعود إليها واألسباب

شريحة من الشباب المدمن، والذي أعاد اإلدمان مرة أخرى، حيث تم اختيار عينة من الشباب

، "فرانتز فانون"العائدين للمخدرات، وقد اقتصرت عينة الدراسة على المركز االستشفائي

.خارجه بمنطقة البليدة وبعض ضواحيهاعلى فئة من الشباب الذي يعالجون داخل المركز و

هذا وقد تم االعتماد في اختيار العينة على الطريقة العمدية أي العينة القصدية، حيث

يقوم الباحث بهذا النوع من العينات باختيار مفرداتها بطريقة تحكمية ال مجال فيها للصدفة،

.)1(بل يقوم هو شخصيا باقتناء المفردات الممثلة

اختيار هذا النوع من العينات وذلك تماشيا مع طبيعة مجتمع البحث حيث تم وقد تم

مفردة من هؤالء الشباب المتردد على المركز وبخاصة على المصحة للعالج ) 60(اختيار

ولالستشفاء لمدة معينة، حيث تم االعتماد على المقابالت الشخصية واالطالع على سجالت

التي لم تتوفر فيهم شروط العينة، وهو العود لإلدمان المصحة، وبعد إبعاد بعض الحاالت

على المخدرات مرة أخرى فضال عن بعض الخصائص المشتركة كالسن إذ اقتصرنا على

فئة الشباب أما الجنس، فقد تم اختيار الذكور واستبعاد اإلناث نظرا لقلتهم وعدم السماح لنا

.بمقابلتهم

دمنين العائدين للمخدرات، بنفس الخصائص في حين تم مقابلة مجموعة أخرى من الم

بمنطقة البليدة، وبعض ضواحيها ، " فرانتز فانون"المشتركة المذكورة سابقا، خارج مستشفى

، حيث إذا أردنا أن نجري فرزا بشكل الكرة الثلجية "كرة الثلج"وقد تم ذلك باستخدام عينة

سنتمكن من خاللهم االتصال عندما نكون نعرف أفراد مجتمع البحث المستهدف، والذين

بأفراد آخرين و هكذا فإن أفراد مجتمع البحث هم الذين يساعدوننا في بناء العينة وإنا نلجأ

إلى هذا األسلوب عندما يكون الوسط غير معروف كليا، أو أن هذا الوسط منغلق على نفسه

.)2(نسبيا

الديوان الوطني للمطبوعات: الجزائر. مناهج البحث العلمي في علوم اإلعالم واالتصال. بن مرسلي أحمد - 1

.197، ص 2003الجامعية، : الجزائر. ، ترجمة بوزيد صحراوي وآخــرونمنهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية. جرس موريس أن - 2

.132، ص 2004دار القصبة للنشر،

109

ينته، حيث يطلب من وفي هذا النوع من العينات يستعين الباحث بمبحوثه لبناء ع

المبحوث األول تعيين مبحوثين آخرين لهم عالقة ببحثه، ونفس الطلب يطرحه على

. )1(المبحوثين اآلخرين، وهكذا إلى أن يحصل الباحث على عينته

وهو ما قمنا به في دراستنا الميدانية، حيث اتجهنا إلى أحد مناطق مدينة البليدة وتم

ن بينهم مدمنين على المخدرات ومن ضمنهم عائدين لإلدمان مقابلة بعض الشباب ووجدنا م

مرة أخرى، وبعد تجاوب بعض هؤالء الشباب مع موضوعنا طلبنا منهم قابلة أفراد آخرين

يعرفونهم عائدين لإلدمان، ومن خاللهم استطعنا الوصول إلى جمع عينتنا قصد الدراسة

معالجة المدمنين والوقاية من عائد خارج المصلحة الخاصة ب) 50(والتي قدر عددهم

المخدرات، وذلك في أماكن مختلفة بمنطقة البليدة، وبعض ضواحيها، وبذلك يكون مجموع

عائد لإلدمان على المخدرات) 110(عينة الدراسة داخل المركز وخارجه بـ

المتبعة المناهج: رابعا

فيها الباحث الى لكل دراسة علمية يقوم بها الباحث تنطوي على قضايا وأمور ويسعى

تحقيق أهداف دراسة موضوعه، ومحاولة عرضها بطريقة موضوعية، فالسعي لتحقيق ذلك

يتوقف قبل كل شيء على كيفية دراسة هذه القضايا بمنهج مناسب وبطريقة بحث تحقق

.الهدف الرئيسي من إجراء هذه الدراسة

ي تسعى لبلوغ هدف عبارة عن مجموعة من العمليات الت"ويعرف المنهج على أنه

.)2("معين

طريقة البحث التي يعتمد عليها الباحث في جمع المعلومات "كما يعرف أيضا على أنه

.)3("والبيانات المكتسبة أو الحقلية، وتصنيفها وتحليلها وتنظيرها

1 - Combessie (Jean-Claude), la méthode en Sociologie ; Paris, éd la découvert, 1996, p53.

.98ق، ص موريس أنجرس، مرجع ساب - 2 .11، ص2005دار وائل للنشر، : بغداد). 1ط( .مناهج البحث االجتماعي. الحسن، إحسان محمد - 3

110

وفي بعض الحاالت قد يجد الباحث نفسه مجبرا على استخدام منهجين أو أكثر وذلك إذا كانت

، وعليه فإن دراستنا هذه تعتمد على بعض المناهج ومن أهمها )1(ة المشكلة تتطلب ذلكطبيع

:ما يلي

:المنهج الوصفي التحليلي -1

يهدف هذا المنهج الى وصف وتحليل ظاهرة أو مجال اهتمام معين، حيث أن المنهج

دقيقة تصور الطريقة التي يعتمدها الباحث في الحصول على معلومات "الوصفي التحليلي هو

.)2("الواقع االجتماعي وتساهم في تحليل الوظائف

ويعتبر هذا المنهج من أنسب المناهج لدراسة موضوع التفكك األسري والعود لإلدمان

على المخدرات، خاصة وأنه يسعى الى تحديد العالقة بين عناصر الظاهرة، كما يسعى الى

عادها و تفسيرها، والعالقات المترتبة عنها، تقرير حقائق راهنة، بظاهرة معينة، وتوضيح أب

وقد اعتمدنا على هذا المنهج نظرا ألهميته سواء من حيث تجميع المعلومات والبيانات

وتفسير مدلوالتها خاصة فيما يتعلق بوصف الوضعية االجتماعية واالقتصادية والمهنية

.ن وأفراد األسرةوالعالقات األسرية سواء بين الوالدين أو بين المدمن والوالدي

:المنهج الكمي -2

يعتمد هذا المنهج على تحويل البيانات الكمية الى بيانات كيفية، ويعرف على أنه

المنهج الذي يعتمد على تحويل البيانات الى معطيات كمية بغية تحليلها وللتحقق من "

.)3("الفرضيات

التحليل اإلحصائي وهي وقد قمنا بتوظيف هذا المنهج من خالل االعتماد على تقنية

تقنية غير مباشرة للتقصي العلمي مطبقة على مواد أو وثائق متعلقة بأفراد أو جماعات وهي "

.)1("ذات محتوى رقمي تسمح بسحب كمي من أجل التفسيرات اإلحصائية والمقارنات الرقمية

مكتبة : األردن). 1ط). (األسس واألساليب(مناهج البحث االجتماعي . بوحوش عمار ، محمد ذنيبات - 1

.329ص 1989المنار، الديوان الوطني للمطبوعات : الجزائر .دليل الباحث في المنهجية وكتاب الرسائل الجامعية. بوحوش عمار - 2

.67، ص 1995الجامعية،

الديوان الوطني: الجزائر .مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث .محمد ذنيباتبوحوش عمار، - 3

.57، ص 1995ة، للمطبوعات الجماعي

111

تمارة وبهذا سيكون تحليلنا للمعطيات والبيانات المحصلة عليها من خالل توزيع اس

.استبيان على أفراد العينة

:المنهج التاريخي -3

يعتبر هذا المنهج مجموعة الخطط العلمية المتبعة من أجل إعادة بناء الظاهرة أو

المشكلة االجتماعية، وتتبعها من حيث سيرورتها الزمنية والمكانية، وكذا معرفة أسبابها

.)2(ونتائجها وتطوراتها

ا المنهج للتعرف على الوضعية األسرية للمبحوث، ونوع وقد قمنا باستخدام هذ

المشاكل التي طرأت على أسرة المدمن، فضال عن عدد مرات العود لإلدمان وهذا العرض

التاريخي يحدد لنا عدد مرات العود لإلدمان واألسباب والعوامل التي ساعدت على انتشار

.المخدرات

:أدوات و تقنيات البحث: رابعا

د االنتهاء من مرحلة إعداد البحث، يبدأ الباحث في عملية جمع البيانات وهنا إنه بمجر

يعتمد على عدة أدوات مختلفة لجمع البيانات، نذكر منها المالحظة والمقابلة، واالستبيان،

إلخ، ويتم عادة بتحديد األداة أو الوسيلة الالزمة لجمع البيانات على ....وتحليل المضمون

يانات المتاحة، ومدى مالءمة هذه األوصاف لدراسة المشكلة من جهة ضوء األهداف والب

.)3(والتي يجب تكون على درجة عالية من الثبات والصدق من جهة أخرى

وتعرف تقنيات البحث على أنها وسائل تسمح بجميع معطيات أو مجموعة من

عتماد على األدوات وفي دراستنا هذه تم اال. )4(اإلجراءات وأدوات التقصي المستعملة منهجيا

:التالية

.223موريس أنجرس، مرجع سابق، ص - 1 .196عالم الكتاب، دون تاريخ، ص :القاهرة .منهجية العلوم االجتماعية .الفوال ،صالح مصطفى - 2

.100ص ،1976مكتب كزيديد إخوان، :بيروت.محاضرات في البحث االجتماعي.عاطف غيث،محمد علي محمد - 3

.107بق، ص موريس أنجرس، مرجع سا - 4

112

1

:المالحظة البسيطة والمباشرة -

ويقصد بها مالحظة الظواهر كما تحدث تلقائيا في ظروفها العادية دون إخضاعها

للضبط العلمي، ودون استخدام أدوات للقياس بغية الدقة في المالحظة و التحلي بالموضوعية

لجمع البيانات التي ال يمكن جمعها عن طريق و تستخدم المالحظة في البحوث الميدانية،

االستمارة، أو المقابلة، أو الوثائق أو السجالت، والتي ال يمكن الحصول عليها عن طريق

.)1(الدراسة النظرية أو المكتبة

بأنها توجيه الحواس لمشاهدة ومراقبة سلوك معين أو ظاهرة "وتعرف المالحظة كأداة

.)2("السلوك أو خصائصهمعينة، وتسجيل جوانب ذلك

وقد استعمالنا هذه التقنية على األفراد المبحوثين أثناء تواجدنا داخل المركز وخارجه

على بعض األفراد المدمنين، الذين تمت مقابلتهم، وقد الحظنا وجود العديد من الخصائص

، باإلضافة المشتركة بين األفراد المدمنين، إذ يتميزون بجفون زرقاء اللون، وبشرة سمراء

إلى بعض الجروح الظاهرة على مستوى الوجه، واليدين، أما عن بعض السلوكات الحظنا

عليهم بعض مالمح االنطواء والميل إلى االبتعاد عن الناس، إذ يجتمعون في مناطق معروفة

لديهم، لاللتقاء مع بعضهم البعض، هذا باإلضافة إلى بعض السلوكات المنحرفة، ويستعملون

.إلخ.... ا بذيئة في تعاملهم مع بعضهم البعض دون االهتمام بمن حولهمألفاظ

:استمارة االستبيان -2

على أنها استمارات تضم مجموعة من األسئلة « questionnaire »يعرف االستبيان

على " االستبيان"التي توجه لألفراد بهدف الحصول على بيانات معينة، ويطلق اصطالح

تي يوجهها الباحث لألشخاص كتابة على صحيفة، ويطلب منهم اإلجابة مجموعة األسئلة ال

عليها بأنفسهم دون ضرورة تواجده معهم، كما تسمى الصحيفة المدون عليها هذه األسئلة

باستمارة االستبيان، كما يطلق اصطالح المقابلة على مجموعة األسئلة التي يوجهها الباحث

.2004دار الكتاب الحديث، : الجزائر .منهجية البحث العلمي في العلوم االجتماعية. زرواتي رشيد - 1 .72، مرجع سابق، ص منهج البحث العلمي األسس واألساليب. بوحوش عمار، محمد الذنيبات - 2

113

عليها، في موقف مواجهة بينه وبينهم، وتسمى الصحيفة لألشخاص، ويقوم بتدوين إجاباتهم

المدون عليها هذه أسئلة استمارة المقابلة، والتي تعد إذا رئيسية لجمع البيانات الكمية التي

.)1(تتطلبها البحوث االجتماعية

الوسيلة العملية التي تساعد الباحث "كما تعرف استمارة االستبيان بالمقابلة أيضا بأنها

مع الحقائق والمعلومات من المبحوثين، خالل عملية المقابلة وهي الوسيلة التي تفرض على ج

عليه التقيد بموضوع البحث المزعم إجراؤه وعدم الخروج من أطره العملية، ومضامينه

التفصيلية ومساراته النظرية والتطبيقية وبدون استمارة االستبيان ال يستطيع الباحث جمع

.)2("الحقل االجتماعي الحقائق العملية من

ولقد صممت هذه األداة لتطبيقها على عينة البحث للتحقق من صحة الفروض بطريقة

المقارنة، وتسمح بإجراء التحليالت اإلحصائية للبيانات واستخراج داللتها بصورة دقيقة، وقد

صممت هذه االستمارة حيث تتضمن عدد من األسئلة التي سوف تمكننا من الحصول على

بيانات يمكن أن تساعدنا على التحقق من صحة الفرضيات وتغطي كافة مجاالت البحث، إذ

احتوت هذه االستمارة، على أنواع مختلفة من األسئلة المغلقة والمفتوحة على نحو يسمح

.بالمعالجة اإلحصائية للبيانات باستخدام الدالالت والنسب المئوية

.سؤال موزعة على أربعة محاور) 55(هائية على وقد احتوت االستمارة في صورتها الن

فالمحور األول يشمل على بيانات عامة كالجنس والسن، ومكان اإلقامة والحالة

.العائلية والمستوى التعليمي والتمهين ، وعدد مرات العود لإلدمان على المخدرات

قتصادية أما المحور الثاني فهو يشمل على بيانات حول المشاكل االجتماعية واال

والنفسية الخاصة بالمبحوثين أفراد العينة، وأسرهم كالحالة الحيوية والمشاكل العائلية وطبيعة

العالقات السائدة في األسرة، والرقابة األسرية وأساليب التنشئة االجتماعية وطبيعة السكن

الخ ..ألصدقاءوالدخل الشهري للوالدين، باإلضافة الى بيانات حول المشاكل النفسية وطبيعة ا

.85، 84ريب دون تاريخ، ص ص دار غ: القاهرة .أساليب وأدوات البحث االجتماعي. طلعت إبراهيم دعبس - 1 .35، ص 1982دار الطليعة، : بيروت. األسس العلمية لمناهج البحث االجتماعي. إحسان محمد الحسن - 2

114

أما المحور الثالث فهو يشمل على بيانات حول المعتقدات الشائعة، والعوامل المساعدة

لإلدمان على المخدرات والعود إليها، كأسباب اإلدمان على المخدرات وأسباب العود من

.الخ...خالل وجهة نظر أفراد العينة

مخدر المتعاطاة وطرق و وفي المحور الرابع يحتوي على بيانات خاصة بنوع ال

أساليب التعاطي و بيانات أخرى، كالمرحلة العمرية للبدء في التعاطي ومصدر الحصول

على المخدر، ووجهة نظر المبحوثين هم في فعالية العالج داخل المراكز الخاصة لمكافحة

.الخ...اإلدمان واإلجراءات المقترحة لضبط مشكلة اإلدمان والعود

:ثبات االستمارة

أما فيما يخص اختبارات الصدق والثبات الخاصة بأسئلة االستمارة، فقد خضعت

لالختبارات المبدئية التي تمكنا من خاللها تعديل عدد من األسئلة وحذفنا عدد آخر،

سؤاال، ومن خالل عرض االستمارة على ) 61(فاالستمارة في شكلها األولي احتوت على

) 54(ديلها واحتوت االستمارة في صورتها النهائية علىعدد من األساتذة المختصين تم تع

أفراد للتأكد من ثبات االستمارة، ) 10(سؤاال ومن ثمة طبقت االستمارة على عينة مكونة من

.وصحة البيانات

115

التعليق على البيانات : الفصل الخامس

المتعلقة بالفرضيات وتحليلها

انات المتعلقة بالفرضية األولى وتحليلهاالتعليق على البي: المبحث األول

عرض البيانات وتحليلها: أوال

نتائج الفرضية األولى: ثانيا

وتحليلها التعليق والتحليل على البيانات المتعلقة بالفرضية الثانية: المبحث الثاني

عرض البيانات وتحليلها: أوال

نتائج الفرضية الثانية : ثانيا

على البيانات المتعلقة بالفرضية الثالثة وتحليلهاالتعليق : المبحث الثالث

وتحليلها عرض البيانات: أوال

نتائج الفرضية الثالث: ثانيا

116

التعليق على البيانات المتعلقة بالفرضية األولى وتحليلها :المبحث األول

التعليق على البيانات: أوال

)01(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا للسن

%النسبة العدد السن

15-19 20 18.18%

20-24 47 42.72%

25-29 25 22.72%

%16.36 18 فأكثر 30

%100 110 المجموع

أن أعلى نسبة في المرتبة األولى تتصدرها الفئة ،)01(نالحظ من خالل الجدول رقم

الفئة العمرية ، ثم تليها %42.72سنة، بنسبة ) 40-20(ما بين العمرية التي يتراوح سنها

في حين تأتي الفئة العمرية التي %22.72سنة، بنسبة ) 29- 15(التي يتراوح سنها ما بين

، بينما تحتل الفئة العمرية التي تتراوح ما 18.18سنة بنسبة ) 19-15(يتراوح سنها ما بين

.%16.36في المرتبة األخيرة بنسبة ) سنة فأكثر 30(بين

من أفراد العينة %65.44جدول، نالحظ أن ما نسبته ومن خالل تحليل معطيات ال

سنة، ويعني هذا أن أفراد العينة المدمنين هم من فئة ) 29- 20(يقع في الفئة العمرية ما بين

الشباب وهي الفئة األكثر حيوية ونشاطا في المجتمع، وهم يمثلون القوة الرئيسية لإلنتاج في

.المجتمع

117

) 02(جدول رقم

فراد العينة وفقا لمنطقة اإلقامة الحاليةيبين توزيع أ

%النسبة العدد منطقة اإلقامة

%32.72 36 حضري

%63.63 70 شبه حضري

%3.63 04 ريفي

%100 110 المجموع

يتضح من خالل الجدول أن أكبر نسبة من هؤالء الشباب يقيم في المناطق شبه

، في %32.72الحضرية بنسبة نطقة، ثم تليها الم%63.63الحضرية حيث تصل النسبة الى

.%3.63حين تأتي نسبة من يقيم في الريف في آخر مرتبة بنسبة

ونستنتج من ذلك، أن أغلب المدمنين على المخدرات هم من الشباب المقيمين في

، في حين يقل عدد المدمنين على % 96.35المناطق الحضرية والشبه حضرية بنسبة

ين في الريف، وهذا ربما يرجع الى عدة عوامل وأسباب، منها المخدرات من الشباب المقيم

أن السكان في المناطق الريفية ما يزالون يحافظون على القيم والعادات والتقاليد، والضبط

االجتماعي، في حين أن المدينة تتميز بحركة سكانية كبيرة، و نتيجة الهجر من الريف الى

والتجارة، أدى الى توفر مناخ مناسب لهؤالء المدينة وتوفر فرص العمل، والمواصالت

الشباب المنحرفين، فمنهم من يقومون بالسطو والسرقة ، ومنهم من يتعاطون المخدرات

.والمتاجرة بها، الى غير ذلك من السلوكات االنحرافية

118

)03(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة حسب الحالة المدنية

%النسبة العدد الحالة المدنية

%89.09 98 أعزب

%08.18 09 متزوج

%0.90 01 مطلق

%01.81 02 أرمل

%100 110 المجموع

، الذي يبين توزيع أفراد العينة حسب الحالة )09(يتضح من خالل الجدول رقم

، ثم %89.09المدنية، أن أكبر نسبة من أفراد العينة هم من العزاب، حيث تصل نسبتهم الى

، في حين تتقلص النسب لدى كل من األرامل والمطلقين، %08.18ين بـ تليها نسبة المتزوج

، وهذه النتيجة تتماشى مع % 0.90ونسبة المطلقين % 01.81حيث ال تتجاوز نسبة األرامل

الحقائق اإلحصائية أن تركيبة المجتمع الجزائري يغلب عليها طابع السكان من غير

الستقرار الفرد في األسرة، ومنعه من االنحراف، المتزوجين وربما الزواج يعد عامال هاما ل

ولكن هذه القاعدة ال يمكن تعميمها فأحيانا نجد بعض الشباب الذين فشلوا في حياتهم الزوجية

وأصبحوا يعانون من مشاكل أسرية، األمر الذي يجعلون منه مبررا لتعاطي المخدرات حسب

.نوعا من الراحة اعتقادهم بأنها تساعدهم على نسيان المشاكل وتعطي

119

)04(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا للمستوى التعليمي

%النسبة العدد المستوى التعليمي

%13.63 15 إبتدائي

%17.27 19 متوسط

%32.72 36 ثانوي

%36.36 40 جامعي

%100 110 المجموع

ة حسب المستوى يتضح من خالل الجدول السابق، الذي يوضح توزيع أفراد العين

المتوسط، (التعليمي، أن أعلى نسبة لمتعاطي المخدرات تتمركز في المراحل التعليمية الثالث

تليها %36.36، حيث تتصدر المرحلة الجامعية المرتبة األولى بنسبة )والثانوي والجامعي

ما تحتل ، بين%17.27، ثم تأتي المرحلة المتوسطة بنسبة % 32.72المرحلة الثانوية، بنسبة

.%13.63المرحلة االبتدائية المرتبة األخيرة، بنسبة

وهذا مؤشر خطير كون أن فئة الشباب المتعلم هو الفئة األكثر تعاطي للمخدرات

واإلدمان والعود إليها، علما أن الشباب هم الطاقة الحيوية للمجتمع، وهم رأسمال بشري

ن السؤال المطروح هنا، لماذا الشباب يجب صيانته والحفاظ عليه من كل ضياع وهدر، لك

الجامعي بالذات هم الفئة األكثر تعاطي لإلدمان على المخدرات؟ وهذا يتطلب تحقيق

وتفسيرا ثانيا نتركه للدراسات قد تتناوله بشكل أعمق، بصبر أغوار األسباب والعوامل الدافعة

.أو الكامنة وراء ذلك

120

):05(جدول رقم

لعينة حسب المهنةيبين توزيع أفراد ا

%النسبة العدد المهنة

%10 11 موظف عمومي

%28.18 31 طالب جامعي

%20 22 أعمل حرة

%41.81 46 ال يعمل

%100 110 المجموع

نالحظ من خالل الجدول الذي يبين توزيع أفراد العينة حسب المهنة، أن أعلى نسبة

، %41.81الين، حيث تصل نسبتهم الى من هؤالء الشباب المتعاطين للمخدرات هم من البط

، وتحتل نسبة ذو المهن الحرة المرتبة الثالثة بنسبة %28.18تليها نسبة الطلبة الجامعيين بـ

.%10، في حين تتقلص نسبة الموظفين العموميين في آخر مرتبة بنسبة % 20

ن أكثر وهكذا يتضح لنا مرة أخرى أن العاطلين عن العمل والطلبة الجامعيين يشكلو

نسبة من المتعاطين على المخدرات والعود إليها، وعليه فإن االهتمام وتحسين ظروف األفراد

المهنية وبمصالحهم وأهدافهم يقلل من وقوع الفرد في مشكلة اإلدمان على المخدرات، والعود

.إليها

121

)06(جدول رقم

يبين توزيع العينة وفقا للمستوى التعليمي للوالدين

ى التعليميالمستو

المستوى التعليمي لألم المستوى التعليمي لألب

% ك % ك

%59.09 65 47.27% 52 أمي

%10 11 %15.45 17 إبتدائي

%6.36 07 %18.18 20 متوسط

%16.36 18 %13.63 15 ثانوي

%8.18 09 05.45% 06 جامعي

%100 110 %100 110 المجموع

توزيع أفراد العينة وفقا للمستوى التعليمي نالحظ من خالل الجدول الذي يبين

للوالدين، أن أعلى نسبة من أفراد العينة أجابوا بالنسبة للمستوى التعليمي لآلباء بأنهم أميون،

، ثم تليها نسبة من يحملون مستوى التعليم المتوسط بنسبة %47.27حيث بلغت النسبة

، %15.45وى تعليمي ابتدائي نسبة ، في حين بلغت نسبة اآلباء الذين يحملون مست18.18%

، في حين تتقلص النسبة للذين % 14.54تليها نسبة من يحملون مستوى تعليمي جامعي بـ

.%05.45يحملون مستوى تعليمي ثانوي في المرتبة األخيرة و المقدرة بـ

أما بالنسبة للمستوى التعليمي لألم، فقد أجاب أفراد العينة بأن مستوى التعليمي

، تليها نسبـة من يحملن مستوى تعليمي ثــانوي بنسبة %59.09اتهم أميات بنسبة ألمه

، في حين تتقلص النسبة %10، ثم تليها نسبة من يحملن مستوى تعليمي ابتدائي بنسبة % 10

للمستويين المتوسط والجامعي، حيث قدرت نسبة من يحملن مستوى تعليمي جامعي

.% 6.36خر مرتبة بنسبة ، والمستوى المتوسط في آ% 8.18بـ

وهكذا نستنتج مما سبق أن األغلبية من آباء وأمهات هؤالء الشباب المدمن على

المخدرات هم من األميين، وهذا في ذاته يشكل عامال رئيسيا في انتشار وتعاطي المخدرات

.بين الشباب والسيما الشباب الذي يعيش في بيئة أمية وظروف اجتماعية واقتصادية قاسية

122

أما بالنسبة إلى بقية المستويات التعليمية فهي في نسب متقاربة و منخفضة نوعا ما،اذا ما

قورنت بنسبة األميين، وعليه تكمن أهمية التعليم و اجباريته على جميع فئات المجتمع،

. فالتعليم يؤدي إلى إدراك المشكلة و كيفية التعامل معها،ومن ثمة االبتعاد عنها

) 07(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لمدى عمل األب واألم

%النسبة العدد عمل الوالدين

%61.81 68 يعمل

%38.18 42 ال يعمل

%100 110 المجموع

من خالل الجدول أعاله الذي يوضح لنا توزيع أفراد العينة وفقا لمدى عمل األب

ابوا بأن آباءهم يعملون، حيث بلغت النسبة واألم، نجد أن أعلى نسبة من أفراد العينة ممن أج

.بأن آباءهم ال يعملون % 38.18، في حين أجاب ما نسبته % 61.81

ونستنتج من خالل الجدول أن أكبر نسبة من المدمنين هم ينتمون الى أسرة ال يعمل

األب علما أن تعاطي المخدرات ال يقتصر على الفقراء فقط، بل نجد من أبناء األثرياء

تعاطون ويتاجرون بها، ولكن بالنسبة الى البطالة والفقر، والجهل، فهذا ثالوث خطر على ي

الفرد، حيث غالبا ما يدفع األفراد، السيما الشباب نحو االنحراف وتعاطي المخدرات

.واإلدمان والعود إليها

123

)08(جدول رقم

مخدراتيبين توزيع أفراد العينة وفقا لعدد مرات العود لإلدمان على ال

%النسبة العدد عدد مرات العود

%10.90 12 مرة واحدة

%17.27 19 مرتين

%34.54 38 ثالث مرات

%37.27 41 أربع مرات فأكثر

%100 110 المجموع

يتضح من خالل الجدول أعاله، الذي يبين توزيع أفراد العينة وفقا لعدد مرات العود

ممن عادوا لإلدمان كانت أكثر من أربع مرات بنسبة لإلدمان على المخدرات ، أن أكبر نسبة

، %34.54، ثم تليها نسبة ممن عادوا لإلدمان على المخدرات ثالث مرات بـ 37.27%

، في حين تأتي نسبية ممن أعادوا %17.27بينما تأتي نسبة ممن أعادوا اإلدمان مرتين فقط

.%10.90اإلدمان مرة واحدة بـ

مان على المخدرات في وسط الشباب يتكرر مرات عديدة، وهكذا يتضح أن العود لإلد

وهذا مؤشر على أن هناك العديد من المشكالت التي يعاني منها هؤالء الشباب كالمشكالت

األسرية من تفكك عائلي، ونزاعات بين األفراد ، السيما بين األب واألم والسيما مشكالت

الفراغ التي تهدد طاقات شبابنا، ويصبح البطالة التي يعاني منها الشباب خاصة ومشكلة

يعيش حالة من األزمات النفسية والصحية تنعكس عليه سلبيا بل وتتركه فريسة للمخدرات ،

واالنحراف والجرائم وغيرها من االختالالت الخلقية واألدبية وهذا وحده يشكل ضياع

.الشباب وهدر طاقاته

124

)09(جدول رقم

وفقا للعالقة بين الوضعية المهنية والعود لإلدمانيبين توزيع أفراد العينة

عدد مرات العود

الوضعية

المهنية

المجموع أربع مرات ثالث مرات مرتين مرة واحدة

% ك % ك % ك % ك % ك

%30 33 %24.39 10 %28.94 11 %42.10 08 %33.33 04 يعمل

%70 77 %28.18 31 %72.05 27 %57.89 11 %66.66 08 ال يعمل

%100 100 %100 41 %100 38 %100 19 %100 12 المجموع

يتضح من خالل الجدول السالف الذكر، الذي يبين لنا العالقة بين الوضعية المهنية

ألفراد العينة وعدد مرات العود، نجد أن أكبر نسبة إدمانا والعود نجدها لدى فئة البطالين،

ها ما أشرنا إليه سابقا، من أن المشكالت األسرية ، وهذه حقيقة يؤكد%70البالغة نسبتهم

واالقتصادية كثيرا ما تكون دافعا للشباب على العود لإلدمان والعود إليه مرة أخرى، في حين

نجد النسبة عند الفئة التي تعمل أقل و هذا ال يعني أن المستوى المادي أو المرتاحين ماديا ال

ن عليها، إال أنه هناك نسبة أقل كما هو مالحظ في يقبلون على تعاطي المخدرات واإلدما

.، لكن هذه النتيجة ال يمكن تعميمها)09(الجدول رقم

ونستنتج من خالل قراءتنا للجدول أن البطالة والفقر يعتبران في حد ذاتهما ظاهرة

يعاني منها العديد من الشباب، خاصة وأنهم في مرحلة يحتاجون فيها الى تحسين ظروفهم

جتماعية والعائلية، وعدم وجود فرص عمل لهؤالء الشباب أدى بهم الى الوقوع في آفة اال

المخدرات، واإلدمان والعود إليها، وعليه فإن إيجاد فرص عمل للشباب تقلل من نسب عدد

.مرات العود لإلدمان على المخدرات

125

)10(جدول رقم

والدينيبين توزيع أفراد العينة وفقا للوضعية العائلية لل

%النسبة العدد الوضعية العائلية للوالدين

%46.36 51 عادية

%20 22 طالق

%11.81 13 انفصال

%08.18 09 وفاة األب

%10.90 12 وفاة األم

%02.72 03 وفاة كليهما

%100 110 المجموع

من خالل الجدول أعاله الذي يبين الوضعية العائلية للوالدين، أن أكبر نسبة نالحظ

، % 46.36من أفراد العينة أجابوا بأن الوضعية العائلية للوالدين عادية، حيث بلغت النسبة

، ثم تليها نسبة %20ثم تليها نسبة ممن أجابوا بأن األبوين مطلقان، حيث تصل نسبتهم الى

، ثم بدأت النسب تتقلص، حيث بلغت نسبة %11.81ممن أجابوا بأن أبويهم منفصالن بـ

، في %08.18، وبلغت نسبة ممن أجابوا بوفاة األب %10.90بوفاة األم بـ ممن أجابوا

.%02.72حين بلغت نسبة من أجابوا بوفاة كليهما

ينحدرون % 53.63مبحوث بنسبة ) 59(ومن خالل الجدول يتضح لنا أن من بين

.من أسر متفككة، سواء كانت طالق أو انفصال أو وفاة أحد الوالدين أو كالهما

هذه الوضعية األسرية السلبية تؤثر وبال شك على األبناء السيما إن كانوا صغار إن

السن، إذ تعرضهم إلى التشرد واالنحراف واالنحالل وتعاطي المخدرات، ثم إلى ارتكاب

الجرائم واإلساءة إلى المجتمع ككل، وهنا تكمن أهمية األسرة ودورها في حماية أفرادها

ماعية السليمة التي تجعل منهم أفراد صالحين للمجتمع، وهكذا تساهم وتنشئتهم التنشئة االجت

األسرة والمدرسة والجامعة في بناء وتطور المجتمع والعكس صحيح، فكلما كانت األسرة

تعيش وضعية رديئة ومفككة ومتأزمة ستكون لها انعكاسات على أفرادها أوال ثم على

.المجتمع ككل

126

)11(جدول رقم

فراد العينة حسب الحالة العائلية للوالدين وعدد مرات العود لإلدمانيبين توزيع أ

عدد مرات العود

الوضعية

العائلية للوالدين

المجموع أربع مرات ثالث مرات مرتين مرة واحدة

% ك % ك % ك % ك % ك

%46.36 51 %51.21 21 %47.36 18 %57.89 11 %25 01 عادية

%20 22 %26.82 11 %21.05 08 %5.26 01 %16.66 03 طالق

%11.81 13 %14.63 06 %7.99 3 %10.52 02 %33.33 02 انفصال

%8.18 09 - - %2.63 01 %21.05 04 %3.63 04 وفاة األب

%10.9 12 %7.31 03 %18.42 07 %5.26 01 %8.33 01 وفاة األم

%2.72 03 - - %5.26 02 - - %8.33 01 وفاة كليهما

%100 110 %100 41 %100 38 %100 19 %100 12 المجموع

يتضح من الجدول الذي يبين الحالة العائلية لألبوين وعدد مرات العود لإلدمان، أن

هناك اختالفات بين النسب في إجابات أفراد العينة، فنجد من بينهم أن وضعية الحالة العائلية

ث وأربع مرات فأكثر النسب ، مقابل ذلك بلغ عدد مرات العود ثال% 46.36عادية بنسبة

.الكبرى، في حين تتقلص النسب في عدد مرات العود مرة واحدة ومرتين

في حين نجد أن الوضعية العائلية للوالدين ألفراد العينة، بجميع أشكال التفكك، تشير

إلى أن الطالق كان له أثر كبير على ارتفاع عدد مرات العود لإلدمان على المخدرات عند

، مقابل ذلك بلغ عدد مرات العود لإلدمان أكثر من % 20ء، حيث بلغت بنسبة الطالق األبنا

، في حين %12.05، وبلغت نسبة العود لإلدمان ثالث مرات % 26.82أربع مرات بنسبة

.تتقلص النسب في عدد مرات العود مرة واحدة ومرتين

، نجد له انعكاسا أيضا %11.81أما بالنسبة لالنفصال بين الوالدين الذي بلغت نسبته

على العود لإلدمان على المخدرات عند األبناء حيث بلغت نسبة العود لإلدمان أربع مرات

مقابل عدد %10.09، وبالنسبة لوفاة األم %7.99، ونسبة ثالث مرات %14.63فأكثر

127

، في حين تنخفض %18.42مرات العود الذي بلغت فيه نسبة عدد مرات العود ثالث مرات

.% 7.31سبة العود لإلدمان أكثر من أربع مرات إلى ن

أما بالنسبة إلى وفاة األب،وعالقة ذلك بعدد مرات العود إلى اإلدمان على المخدرات،

مقابل مرة واحدة التي بلغت نسبتها 21.05فقد بلغت نسبة العود لإلدمان مرتين بنسبة

8.33%.

ة أحد الوالدين أو كالهما عوامل أساسية ومن هنا نستنتج أن الطالق واالنفصال أو وفا

في ظاهرة العود إلى اإلدمان على المخدرات وبذلك فالتفكك األسري له عالقة كبيرة وأثر

.عميق في ظاهرة العود لدى الشباب

)12(جدول رقم

تيبين توزيع أفراد العينة وفقا لحالة غياب الوالدين عن البي

غياب الولدين

حالة الغياب

غياب األم غياب األب

% ك % ك %13.63 15 %35.45 39 غالبا

%14.54 16 %29.09 32 أحيانا

%25.45 28 %12.27 19 نادرا

%46.36 51 %18.18 20 ال يحدث

%100 110 %100 110 المجموع

اب الوالدين عن البيت، نجد أن أعلى الذي يبين حالة غي) 12(من خالل الجدول رقم

تليها ممن %35.45نسبة ممن أجابوا بأن األب يغيب عن المنزل في غالب األحيان بنسبة

، وتأتي نسبة ممن أجابوا بأن األب %29.09أجابوا بأن األب يغيب عن البيت أحيانا بنسبة

ا بالنسبة لمن أجابوا بأن ، أم%18.18ال يغيب عن البيت إطالقا في المرتبة الثالثة بنسبة

، وبالنسبة لغياب األم عن البيت فتشير %12.27األب ال يغيب إال نادرا ، فقد بلغت نسبتهم

المعطيات في الجدول السابق أن أكبر نسبة ممن أجابوا بأن األم ال تغيب عن المنزل بنسبة

، في %13.63نسبة ، ثم تليها نسبة ممن أجابوا بأن األم تغيب عن البيت أحيانا ب46.36%

.%13.63حين نجد بأن آخر نسبة تشير الى أن األم غالبا ما تغيب عن البيت بنسبة

128

يتضح من خالل ما سبق أن األم هي أقل غيابا عن البيت بالنسبة الى الزوج أو األب

وهذا شيء منطقي، ألن األب ربما يغيب بسبب العمل أو بسبب البحث عن العمل ووفقا

أما ما عدا ذلك فغيابه عن البيت غير مبرر، وقد يترك هذا الغياب انعكاسات لظروف العمل،

على األطفال أو األبناء، وهو ما قد يؤدي إلى االنحراف والتسرب المدرسي ومن ثمة

اإلدمان على المخدرات أما بالنسبة إلى األم إن كانت ربة بيت فهي ال تغيب عن البيت إال

غيرها وإن كانت األم موظفة فهي تغيب بسبب العمل وهذا في بعض المناسبات كاألعراس و

مبرر لكن ما عدا ذلك فهو غير مبرر، وإن حدث فإنه يسبب تصدعات في العالقات األسرية

.السيما بين الزوج والزوجة

)13(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لطبيعة العالقات بين المدمن وأفراد األسرة

لمدمن مع أفراد األسرةعالقة ا

طبيعة العالقة

مع اإلخوة مع الوالدين

% ك % ك %34.54 38 %18.18 20 جيدة

%49.09 54 %32.72 36 عادية

%16.36 18 %49.09 54 سيئة

%100 110 %100 110 المجموع

توزيع أفراد العينة وفقا لطبيعة العالقات بين الجدول الذي يبينخالل يتضح من

ن وأفراد األسرة أن الغالبية العظمى تقرر أن العالقة بينهم وبين األبوين عالقة سيئة المدم

أنها عالقات عادية، في حين يقر ما نسبته %32.72، بينما تقر نسبة %49.09بنسبة

. %18.18من المدمنين بأن عالقاتهم مع الوالدين جيدة بنسبة 18.18%

أن العالقة بين المدمن وإخوته عادية بنسبة كما يكشف لنا الجدول السالف الذكر

، أن عالقاتهم مع إخوتهم جيدة، بينما تبلغ نسبته %34.54في حين يقر ما نسبته 49.09%

، وهذا كثيرا ما يقرر أن جو %16.36ممن أجابوا بأن عالقاتهم مع إخوتهم سيئة بنسبة

لصغار، ولذلك رأينا أن نلقي الشجار أو المشاجرة بين األم واألب يؤثر في نفسية األطفال ا

.الضوء على هذه الفرضية والجدول التالي يعرض عالقة الوالد بالوالدة

129

) 14(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لطبيعة العالقة بين الوالدين

%النسبة العدد العالقة بين األب واألم

%24.54 27 جيدة

%27.27 30 عادية

%48.18 53 سيئة

%100 110 موعالمج

يبين لنا الجدول أن العالقة بين اآلباء هي عالقة سيئة عند الغالبية الساحقة منهم بنسبة

، ثم تليها نسبة ممن أجابوا بأن عالقة اآلباء مع األمهات عالقة عادية بنسبة 48.18%

ة، فقد بلغت ، أما بالنسبة للذين أجابوا بأن العالقة بين الوالد والوالدة هي عالقة جيد27.27%

.%24.54نسبتهم

ويتضح من خالل قراءتنا للجدول بأن عملية التفاعل واالتصال بين أفراد األسرة لها

تأثيرات سلبية وإيجابية على سلوكات األبناء، وحسب إجابة أفراد العينة فإذا كانت العالقة

ما وجدناه في الجدول بين الوالدين سيئة سيؤثر على طبيعة العالقة مع األبناء، وهو ما يثبت

، وعليه فإن سوء المعاملة بين الوالدين يؤدي الى سوء العالقة مع األبناء، ألن )13(رقم

األب واألم يعتبران قدوة لألبناء وكلما كانت العالقة بين الوالدين سيئة يفقد فيها األبناء الثقة

رجي، ويفقد فيها شعور في النفس وفي كل أفراد العينة نتيجة الى الشارع أو المحيط الخا

.االنتماء للعائلة

130

)15(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا للعالقة بين الوالدين وعدد مرات العود

عدد مرات العود

طبيعة العالقة

بين للوالدين

المجموع أربع مرات ثالث مرات مرتين مرة واحدة

% ك % ك % ك % ك % ك

%19.09 27 %21.95 09 %31.57 12 %15.78 03 %25 03 جيدة

%27.27 30 %17.07 07 %28.94 11 %47.36 09 %25 03 عادية

%48.18 53 %60.97 25 %39.47 15 %36.84 07 %50 06 سيئة

%100 110 %100 41 %100 38 %100 19 %100 12 المجموع

الجدول السالف الذكر وفيما يخص طبيعة العالقة بين الوالدين وعدد مرات العود يبين

من %48.18أن أعلى نسبة من إجابة أفراد العينة تشير إلى أن طبيعة العالقة سيئة بنسبة

، تليها %60.97بينها نسبة ممن أعادوا اإلدمان على المخدرات أكثر من أربع مرات بنسبة

يعة ، في حين نجد ممن أجابوا بأن طب%39.47نسبة ممن أعادوا اإلدمان ثالث مرات بـ

للذين %28.94، من بينها نسبة %27.27العالقة بين الوالدين عادية المقدرة نسبتهم بـ

أعادوا اإلدمان على المخدرات ثالث مرات، تليها نسبة الذين أعادوا اإلدمان مرتين بـ

، أما %17.07، في حين تقل النسبة للذين أعادوا اإلدمان أربع مرات فأكثر بـ 47.36%

، وصلت %19.09العينة الذين أجابوا بأن طبيعة العالقة جيدة المقدرة بـ بالنسبة ألفراد

، تليها ممن أعادوا %31.57نسبة عدد مرات العود لإلدمان على المخدرات ثالث مرات بـ

، في حين ذلك تقل النسبة ممن أعادوا اإلدمان %21.95اإلدمان أربع مرات فأكثر بنسبة

.مرة واحدة، ومرتين

لنا جليا أن هناك عالقة قوية بين العود لإلدمان ونمط العالقة السائدة وهكذا يتضح

بين الوالدين، حيث نالحظ أن النسبة اإلجمالية للعالقة السيئة بين األبوين وعدد مرات العود

، وهي تتصدر مقدمة الترتيب ونالحظ أن ما هو مشاع عن الكثير من الذين %48.18بلغت

ود إلى اإلدمان أنهم قد بدؤوا اإلدمان مع وجود بعض المشاكل يدمنون على المخدرات والع

االجتماعية التي قد تواجههم، وهذه تختلف باختالف ظروف هؤالء الشباب ومن الطبيعي أنه

131

عندما يعجز الفرد أو الشاب في حل مشاكله يلجأ في بعض الحاالت إلى محاولة البحث عن

، حيث يخلق لنفسه عالما خاصا "ثقافة التعويض"مكان يهرب إليه ومن ثمة يحاول البحث في

.)1(به يبتعد به عن الواقع ومشكالته وتلك اللحظات التي يغيب فيها عن الوعي

ومن خالل الجدول يتضح لنا إذا أن سوء العالقة بين الوالدين تؤدي غالبا إلى زيادة

ة بين الوالدين تؤدي إلى عدد مرات العود لإلدمان ، كما أن طبيعة العالقات العادية أو الجيد

.التقليل من فرص العود لإلدمان على المخدرات

1 - Merton.R .Social theory and social structure. N.V. FRO. Presse, 1968, p 20.

132

): 16(جدول رقم

توزيع أفراد العينة وفقا ألشكال النزاع بين الوالدين وكيفية وقوعه

أشكال النزاع

كيفية وقوعه

المجموع عدم الكالم بينهما الكالم والجدل الشتم الضرب

% ك % ك % ك % ك % ك

%59.09 27 %46.66 07 %63.41 26 %75.86 22 %40 10 غالبا

%30.90 30 %20 03 %26.82 11 %17.24 05 %60 15 أحيانا

%10 53 %33.33 05 %9.75 04 %6.89 02 - - نادرا

%100 110 %100 15 %100 41 %100 29 %100 25 المجموع

اع وأشكال وقوعه، أن أعلى نالحظ من خالل هذا الجدول الذي يبين كيفية حدوث النز

، ثم تليها نسبة ممن أجابوا بأن النزاع %59.09نسبة أجابوا بأن النزاع يحدث غالبا بنسبة

، في حين تتقلص نسبة ممن أجابوا بأن النزاع نادرا ما يقع بنسبة %30.90يقع أحيانا بنسبة

.الب األحيان، ومن ثمة يبدو أن النزاع في أسر هؤالء الشباب المدمن يقع في غ10%

أما بالنسبة ألنواع أو أشكال النزاع، فإننا نالحظ من خالل الجدول أن الضرب والشتم

، ثم تليها المشاحنات أو الكالم والجدل %49.09يتصدر المرتبة األولى بتكرار قدره

%63.41، فقد بلغت أعلى نسبة وفق ما أجاب به أفراد العينة حدوثه غالبا بنسبة )41(بتكرار

.%46.66ما بالنسبة لعدم الكالم بينهما أفادنا أفراد العينة بحدوثه غالبا كأعلى نسبة بـ أ

ونستنتج من خالل ما سبق أن إدمان المبحوثين للمخدرات وعودتهم إليها له عالقة

بكيفية وأشكال وقوع النزاعات األسرية بين الوالدين ، وهو ما تشير إليه النسب في الجدول

غالبا يكون هناك نزاعات أسرية بين الوالدين، وعليه فهذه الصراعات السابق، بأنه

والنزاعات قد تمتد إلى أفراد األسرة وتؤثر في حياة أفرادها، فيميل فيها األبناء لكره

الوالدين، وعدم الرغبة في العيش معهم، فيدفع بهم عدم االستقرار العائلي إلى اإلدمان على

.ى مختلف االنحرافاتالمخدرات والعود إليها وال

133

نتائج الفرضية األولى: ثانيا

والتي تنص على أن المشاكل األسرية المتمثلة في النزاع بين الوالدين أو وفاة أحد

الوالدين أو كالهما، أو االنفصال أو الطالق ستؤدي لإلدمان على المخدرات والعود إليها مرة

.أخرى

تبين لنا أن للمشاكل ) 14، 13، 12، 11، 10، 06(ومن خالل الجداول التالية رقم

األسرية المشار إليها في الفرضية السابقة، كان لها تأثير واضح على إقبال الشباب على

السلوكات االنحرافية كتعاطي المخدرات والعود إليها مرة أخرى، ويتضح ذلك جليا من خالل

القات من صراعات ونزاعات، توتر العالقات السائدة داخل األسرة، وما تحتويه هذه الع

والتي عادة ما تؤدي إلى تفكك الروابط األسرية، وانهيار بنيتها األساسية، األمر الذي ينعكس

على سلوكات األبناء نتيجة لعدم توفر الرعاية المالئمة وسوء العالقة بين الوالدين، ومن ثمة

يجاد الحلول المناسبة لها عدم توفر جو أسري يساعد األبناء على التعبير عن مشاكلهم، وإ

داخل إطار األسرة في ظل وجود الوالدين وتفاعلهم معهم، وهذا ما تشير إليه معطيات

الدراسة الراهنة، حيث تبين لنا أن بعض أفراد العينة أفادوا بأن طبيعة العالقة بين الوالدين

وظيفة األسرة ، ويعد هذا مؤشر على مدى اختالل )13(سيئة، وهو ما يوضحه الجدول رقم

في التربية والتنشئة االجتماعية، وأن سوء العالقة بين الوالدين نتج عنها بروز العديد من

المشاكل االجتماعية والنفسية والتي أثرت بدورها على سلوكات األبناء، األمر الذي أدى

تعاطي بهؤالء الشباب الى االتجاه نحو سلوكات انحرافية، ومن ضمنها اإلدمان والعود إلى

، الذي يبين لنا تزايد عدد مرات )14(المخدرات مرات عديدة، وهو ما يوضحه الجدول رقم

العود لإلدمان نتيجة لسوء العالقة بينهم وبين والديهم، ويدعم ذلك، ما أفاد به بعض أفراد

العينة بحدوث نزاعات بين الوالدين بأشكاله المختلفة، مما يؤدي إلى اضطرابات الجو

ويعد هذا مؤشرا على سوء العالقة، وعادة ما تمتد هذه الصراعات والنزاعات إلى األسري

أفراد األسرة ككل، فيؤثر على نمط الحياة االجتماعية لألسرة، وغالبا ما ينتج عنه انحراف

ونوع من اإلكراه لدى األبناء وعدم رضاهم عن طبيعة هذه الحياة التي تسودها االضطرابات

سرية، وهذا يؤكد مدى تأثير الجو األسري على إدمان األبناء على وسوء العالقات األ

.المخدرات والعود إليها مرة أخرى

134

وقد تعود هذه الصراعات وسوء العالقة األسرية إلى تدني المستوى الثقافي، وهو ما

، الذي تبين لنا من خالله أن أغلبية الوالدين أميين أو ذو مستوى )06(يوضحه الجدول رقم

مي منخفض،األمر الذي ينتج عنه لدى هؤالء اآلباء عدم الوعي واإلدراك باآلثار تعلي

.واألضرار التي قد تنعكس على األبناء ومن ثمة قد تؤدي النحرافهم

هذا وإن من أسباب إدمان وعودة الشباب لتعاطي المخدرات مرة أخرى، هو غياب

يشير إلى غياب األب عن البيت ، الذي )12(األب عن البيت، وهو ما يوضحه الجدول رقم

غالبا، ومن آثاره أنه يترك سلوكات األبناء غير مقيدة وغير مراقبة من طرف األب، فيقع

.هؤالء األبناء في االنحراف واإلدمان على المخدرات والعود إليها، في ظل هذا الغياب

وهو ما ضف إلى ذلك، فقد أفادنا بعض المبحوثين من أنهم يعانون من تفكك أسري،

، الذي يبين لنا وجود طالق وانفصال بين الوالدين لدى بعض أسر )10(يوضحه الجدول رقم

المبحوثين، مما أدى إلى غياب الرقابة األسرية والدور األبوي في األسرة، وتالشي روح

المسؤولية من اآلباء، وضعف قوة السلطة األبوية التي كان لها دور قبل الطالق، واالنفصال،

ما أدى إلى تزايد عدد مرات العود لإلدمان على المخدرات، وهو ما يوضحه الجدول وهو

) 10(، وهذا ال يقل أهمية من فقدان األب أو األم أو كالهما، إذ يبين الجدول رقم )11(رقم

أن هناك بعض من المبحوثين فقد أحد الوالدين أو كالهما، وهذا يؤثر على ترابط األسرة

وأن عدم وجود الوالدين سيؤثر على األبناء حيث يفتقدون إلى من يلبي وتماسكها، السيما

رغباتهم وإشباع حاجاتهم النفسية واالجتماعية واالقتصادية، وعدم إشباع هذه الحاجات

سيؤدي للوقوع في السلوكات االنحرافية وتعاطي المخدرات وتزايد عدد مرات العود إليها

).11(وهو ما يوضحه الجدول رقم

ومن خالل استنتاجاتنا من الجداول سالفة الذكر اتضح لنا صحة فرضياتنا والتي تنص

على أن للمشاكل األسرية وما يترتب عنها من نزاع بين الوالدين أو وفاة أو غياب أحد

الوالدين أو كالهما أو االنفصال أو الطالق دور في إدمان الشباب على المخدرات والعود

.إليها مرة أخرى

135

التعليق والتحليل على البيانات المتعلقة بالفرضية الثانية:مبحث الثاني ال

ض الحاالت و التعليق عليهاعر: أوال

)17(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لألماكن التي يقضون فيها أوقات فراغهم

%النسبة العدد أماكن قضاء وقت الفراغ

%15.45 17 خل المنزلدا

%30 33 خارج المنزل

%10.9 12 قاعات الترفيه

%20 22 المقهى

%23.03 26 مرافق عمومية أخرى

%100 110 المجموع

يتضح من خالل هذا الجدول أن أغلب المدمنين يقضون أوقات فراغهم خارج المنزل

أتي بعدها نسبة الذين ، ثم ت%23.03، تليها مرافق العمومية أخرى بنسبة %30بنسبة

، وهي بذلك تحتل المرتبة الثالثة، أما في %20يقضون أوقات فراغهم في المقهى بنسبة

، بينما تحتل نسبة الذين يقضون أوقات الفراغ %15.45المرتبة الرابعة داخل المنزل بنسبة

.%10.9في قاعات الترفيه آخر مرتبة بنسبة

األمكنة المفضلة لقضاء أوقات فراغ هؤالء وكتحليلنا لمعطيات الجدول نالحظ أن

الشباب المدمن تتمثل في المقاهي واألماكن العمومية، وخارج المنزل، وهذه األماكن عادة ما

ينجذب إليها األفراد المنحرفون خلقيا واللصوص والمدمنون على تعاطي المخدرات أو

بل تساعد على فساد األخالق تجارتها وهذه األماكن غير آمنة، بل تجمع الصالح والطالح،

الخ، من ...لدى الشباب كاالنحراف والجرائم والتدخين والسطو على ممتلكات الغير

.السلوكات المنافية لألخالق والقانون

136

)18(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لألسباب التي تجعلهم يقضون أوقات فراغهم خارج المنزل

أسباب تفضيل قضاء أوقات

الفراغ خارج المنزل

%النسبة العدد

%42.72 47 هروب من المشاكل العائلية

%31.81 35 المعاملة السيئة

%15.45 17 الملل والقلق

%10 11 عوامل أخرى

%100 110 المجموع

نالحظ من خالل الجدول سالف الذكر، أن أكبر نسبة من أفراد العينة أجابت بأن

هم يفضلون قضاء أوقات فراغهم خارج المنزل يرجع الى المشاكل السبب الرئيسي الذي يجعل

، ثم تليها نسبة الذين أجابوا بأنهم يفضلون قضاء %42.72العائلية كالشجار والنزاع، بنسبة

أوقات فراغهم خارج المنزل بسبب المعاملة السيئة التي يتلقونها من طرف األهل، بـ

بأن السبب الرئيسي الذي يجعلها تفضل قضاء ، أما بالنسبة للفئة التي أجابت 31.81%

، وأخيرا تأتي %15.45أوقات فراغها خارج المنزل هو الملل والقلق، حيث بلغت النسبة

الفئة التي أجابت بأن هناك أسباب وعوامل أخرى تجعلهم يفضلون قضاء أوقات فراغهم

. 10خارج المنزل في آخر مرتبة بنسبة

ثالثة عوامل أساسية تشكل عوامل تدفع بطرد هؤالء ونالحظ مما سبق أن هناك

الشباب من بيوتهم، لذا فهم يبحثون عن أماكن بديلة لمنازلهم المشحونة بالنزاع والشجار أو

العنف بأشكاله المختلفة، وهذه العوامل هي المشاكل األسرية والمعاملة السيئة وهذه تولد القلق

التي تجعل هؤالء الشباب يقضون معظم أوقاتهم في والملل بالمنزل، باإلضافة الى البطالة

اللعب وفي المقاهي والتسكع خاصة في الطرق واألماكن العامة، وهذه كلها عوامل تدفع

.إلخ من االنحرافات...لالنحراف خاصة التعاطي واإلدمان على المخدرات

137

) 19(جدول رقم

بةيبين توزيع أفراد العينة وفقا لمن تترك مسؤولية الرقا

%النسبة العدد المسؤولية عن الرقابة

%44.54 49 الوالدين

%27.27 30 اإلخوة

%3.63 04 األقارب

%24.54 27 ال يوجد

%100 110 المجموع

نالحظ من خالل هذا الجدول الذي يبين لنا توزيع أفراد العينة وفقا لمن تترك له

ل عن الرقابة هما الوالدين، إذ بلغت النسبة مسؤولية الرقابة، أن أكبر نسبة أفادت بأن المسؤو

، وهذا أمر طبيعي، ألن األب هو رب األسرة الرئيسي ثم األم في حالة غيابه عن 44.54%

المنزل، ثم تلي هذه النسبة الفئة التي أشار فيها المبحوثون بأن مسؤولية الرقابة ترجع الى

أنه ال يوجد مسؤول عن الرقابة، ، تليها نسبة الذين أفادوا ب%27.27اإلخوة حيث بلغت

، وفي آخر مرتبة نسبة الذين يرون بأن األقارب هم من يفرضون عليهم الرقابة %24.54بـ

.%03.63القدرة بـ

وهنا تأتي أهمية التربية والتنشئة األسرية ودورها في تقويم سلوك األبناء وتعديله

فراد العينة يقرون بأن اآلباء هم وفق القيم والعادات والنظم االجتماعية، ورغم أن أ

المسؤولون عن رقابتهم إال أن أعلى نسبة من أفراد العينة ينفون مسؤولية الوالدين عنهم،

وهذا مؤشر خطير على له تأثيرات سلبية على سلوكات األبناء مما يدفع بهم الى ارتكاب

د إليها، ورغم أن هناك أفعال وسلوكات ال علم للوالدين بها، كاإلدمان على المخدرات والعو

من أحال مسؤولية الرقابة لإلخوة الذين يعتبرون المسؤول الثاني في حال غياب الوالدين إال

أنه ليس له نفس التأثير والدور الذي يقوم به الوالدين، وعليه وجب على جميع أفراد األسرة

خروجها عن القيم من والدين وإخوة وأقارب االهتمام بسلوكات أفرادها وتقويمهم في حالة

.والنظم االجتماعية بصفة عامة

138

) 20(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لنوع الرقابة األسرية

%النسبة العدد نوع الرقابة األسرية

%23.63 26 صارمة

%46.36 51 معتدلة

%30 33 متساهلة

%100 110 المجموع

ح من خالل نسب الجدول سالف الذكر، الذي يبين لنا توزيع أفراد العينة وفقا يتض

لنمط الرقابة األسرية، أن أكبر نسبة من أفراد العينة أجابت بأن الرقابة األسرية معتدلة بـ

، بأن نوع الرقابة األسرية متساهلة، وفي المرتبة %30، في حين أجابت ما نسبته 46.36%

، وهذا إن دل فإنه %23.63المبحوثون بأن نوع الرقابة صارمة بنسبة األخيرة أجاب فيها

يدل على مدى اإلهمال في رقابة األبناء وغياب التوجيه والحوار بين اآلباء واألبناء، وبالتالي

قد يتمرد األبناء على السلطة األسرية، ومن ثمة فهم يعيشون بال رقيب وال حسيب يعملون ما

.رفونيحلوا لهم ومن ثمة ينح

139

)21(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لطبيعة الرقابة األسرية وعدد مرات العود لإلدمان

عدد مرات العود

طبيعة

الرقابة األسرية

المجموع أربع مرات ثالث مرات مرتين مرة واحدة

% ك % ك % ك % ك % ك

%23.63 26 - - %31.57 12 %47.36 09 %41.66 05 زمةحا

%46.36 51 %73.17 30 %18.42 07 %42.10 08 %50 06 معتدلة

%30 33 %26.82 11 %50 19 %10.52 02 %8.33 01 متساهلة

%100 110 %100 41 %100 38 %100 19 %100 12 المجموع

لرقابة األسرية وعدد مرات من خالل هذا الجدول الذي يوضح العالقة بين طبيعة ا

، للذين أفادوا بأن %73.17العود نجد أن أكبر نسبة للعود أربع مرات فأكثر المقدرة بـ

طبيعة الرقابة األسرية معتدلة، تليها مباشرة ممن عادوا لإلدمان كذلك أربع مرات فأكثر

، كما نجد أيضا ، بالنسبة للذين أفادوا بأن طبيعة الرقابة األسرية متساهلة%26.82بنسبة

، كانت طبيعة الرقابة األسرية متساهلة %50بالنسبة للذين أعادوا اإلدمان ثالث مرات بنسبة

.، الذين أفادوا بأن طبيعة الرقابة األسرية حازمة%31.57في مقابلها نسبة

أما بالنسبة للعود مرتين توزعت فيها النسب بين طبيعة الرقابة األسرية الحازمة

.، بنسب متقاربةوالمعتدلة

ونستنج من خالل تحليلنا للجدول سالف الذكر، أن أكبر نسب العود لإلدمان تتراوح

ما بين ثالث وأربع مرات فأكثر، وتظهر جليا على اجابات المبحوثين الذين تتميز طبيعة

رقابة اسرهم بانها متساهلة و معتدلة، وهذا يدل على ان الرقابة األسرية ليس لها أي تأثير

على سلوكات األبناء، الذي يعود ربما إلى عدم االهتمام البالغ بسلوكاتهم خارج المنزل، األمر

الذي يعد مؤشر له داللة على مدى أثر تلك الرقابة على انحراف األبناء واالنحالل األخالقي،

اء من فالرقابة الحازمة والتوجيه يساهمان في تنشئة األبناء تنشئة سليمة هادفة و تحمي األبن

.كل االنحرافات

140

)22(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة حسب دراية العائلة على تعاطي األبناء للمخدرات والعود إليها

%النسبة العدد دراية العائلة بإدمانك ابنها

%79.09 87 نعم

%20.9 23 ال

%100 110 المجموع

والعود إليها، نجد أن أعلى نسبة وحول دراية األسرة بإدمان أبنائها على المخدرات

، ثم تليها نسبة الذين أجابوا بأن العائلة ليست على دراية %79.09ممن أجابوا بنعم بـ

.%20.9بتعاطي أبنائها للمخدرات والعود إليها بنسبة

وما نستنتجه من خالل الجدول أن أغلب العائالت على دراية بتعاطي أبنائها

د إليها، خاصة وأن اآلثار التي تسببها المخدرات على جسم المدمن للمخدرات واإلدمان والعو

قوية جدا، وتتطلب العالج في حالة تأزم الوضع، وإذا لم يستطع المدمن الحصول على

المخدر، فينقل السلوكات االنحرافية الى المنزل، والى أفراد العائلة وكون انها على دراية

سيكون رد فعل األسر حينها، وهو ما سنوضحه في بإدمان أبنائها على المخدرات فماذا

.الجدول التالي

141

) 23(جدول رقم

توزيع أفراد العينة وفقا لردود فعل األسرة حول اإلدمان على المخدرات

%النسبة العدد ردود فعل العائلة

%18.18 20 دم المباالةع

%11.81 13 النصح بترك المخدر

%10 11 العقاب

%61.81 66 عرضوا عليك المعالجة

%100 110 المجموع

، أن أعلى نسبة في المرتبة األولى تمثلها الفئة التي )23(نالحظ من الجدول رقم

ا نسبة عدم ، ثم تليه%61.81عرضت عليها األسرة المعالجة، حيث وصلت نسبتها إلى

، في حين تأتي رد فعل األسرة المتمثل في %18.18مباالة األسرة بابنها المدمن، بنسبة

، أما بالنسبة إلى رد فعل األسرة المتمثل في تسليط %11.81النصح بترك المخدر بنسبة

.، في آخر مرتبة%10العقاب على ابنها المدمن فنجد نسبتها تمثل

ل األسرة المتمثل في عدم المباالة والنصح بترك ونستخلص مما سبق أن رد فع

المخدر والعقاب، أو المعالجة كلها وسائل ال تجدي نفعا، السيما بعد استفحال المخدرات في

جسم المدمن، وبذلك فاألمر يزداد تعقيدا، وخطورة بالنسبة للشباب المدمن، وتزداد معه معاناة

تترتب عن الشخص المدمن تجاه أفراد أسرهم من حيث السلوكات والتصرفات التي قد

.األسرة، أو خارج األسرة لذا فالوقاية خير من العالج كما تقول الحكمة

142

)24(جدول رقم

.يبين توزيع أفراد العينة وفقا للعالقة بين رد فعل األسرة حول اإلدمان وعدد مرات العود إليها

عدد مرات العود

رد فعل

األسرة

المجموع أربع مرات ثالث مرات ينمرت مرة واحدة

% ك % ك % ك % ك % ك

%18.78 20 24.39 10 %15.78 06 %15.78 03 %8.33 01 عدم المباالة

%11.81 13 %2.43 01 %5.26 02 %31.57 06 %33.33 04 النصح واإلرشاد

%10 11 %7.31 03 %10.52 04 %10.52 02 %16.66 02 العقاب

%60 66 %65.85 27 %68.42 26 %42.20 08 %41.66 05 لعالجا

%100 110 %100 41 %100 38 %100 19 %100 12 لمجموعا

وحول العالقة بين رد فعل األسرة حول اإلدمان وتأثيرها على عدد مرات العود

جاءت بيانات الجدول، لتوضح أن أعلى نسبة ممن تكرر لديهم العود لإلدمان أكثر من أربع

ذين عرضت عليهم أسرهم أسلوب العالج من اإلدمان، ثم تليها نسبة ، لل%65.85مرات بـ

،أما بالنسبة للذين %24.39المدمنين الذين كان رد فعل أسرهم بعدم المباالة بإدمانهم بـ

، للذين عرضت عليهم أسرهم %65.85تكرر لديهم العود لإلدمان ثالث مرات فمثلت النسبة

بينما نالحظ أيضا من . م مباالة األسرة إلدمان أبنائهابعد% 15.78كذلك العالج وتليها نسبة

، %42.10الجدول ممن أعادوا اإلدمان مرتين كانت أسرهم تعرض عليهم المعالجة بنسبة

%. 31.57تليها من كانت أسرهم تنصح بترك المخدرات، واالبتعاد عنها بنسبة

ل التي اعتمدتها أسر ونستنتج خالل تحليلنا لمعطيات الجدول سالف الذكر أن الوسائ

المدمنين كرد فعل حول إدمان أبنائهم للمخدرات، ليس لها تأثيرات إيجابية واضحة تمكن

فردها المدمن وتقنعه بالتوقف عن المخدرات، فنجد أن إصرار األسرة على عرض العالج

ائهم، البناءها، تتقارب نسبة عدد مرات العدد ثالث وأربع مرات فأكثر مع عدم مباالتهم بأبن

وهذا إن دل فهو يدل على أن هناك عوامل وأسباب أخرى تؤثر بشدة في عودة المدمنين

للمخدرات، وربما قد تكون من بين هذه العوامل واألسباب أساليب المعاملة الوالدين والتنشئة

:االجتماعية وهو ما سوف نوضحه في الجدول التالي

143

)25(جدول رقم

.ألساليب المعاملة الوالدين في التنشئة االجتماعية يبين توزيع أفراد العينة وفقا

الوالدين

أساليب المعاملة

األم األب

% ك % ك %02.05 02 %37.75 37 متشددة

%20 19 %06.12 06 اإلهمال

%35.78 34 %27.55 27 الحماية الزائدة

%11.57 11 %18.36 18 التفضيل

عادية

المجموع

10

98

10.20%

100%

29

95

30.52%

100%

، تبين أن )25(أساليب المعاملة الوالدية في التنشئة االجتماعية كما في الجدول رقم

هناك تباين في أساليب المعاملة بين األب واألم، فكانت أكبر نسبة أجابت بأن األب هو أكثر

.بالنسبة لألم % 02.05، مقابل نسبة %37.75شدة في المعاملة من الوالدة بنسبة

أما بالنسبة للفئة التي أجابت بأنها تعامل بالحماية الزائدة، فكانت أكبر بالنسبة لألمهات

بالنسبة لآلباء، أما فيما يخص أسلوب التفضيل نجد %27.55، مقابل نسبة %35.78بنسبة

ن بالنسبة لألمهات، بينما نجد مجموعة م %11.57، بالنسبة لآلباء مقابل %18.36نسبة

، مقابل أسلوب %20أفراد العينة أجابوا بأنهم يتعرضون لإلهمال من طرف األم بنسبة

.%06.12اإلهمال من طرف األب الذي قدرت نسبته ب

ومن خالل تحليلنا لمعطيات الجدول نستنتج أن هناك اختالفا في أساليب المعاملة

ى الشدة في أساليب المعاملة ، بينما والتنشئة بين اآلباء واألمهات، فاآلباء عادة ما يميلون إل

األمهات يستخدمون أسلوب الحماية الزائدة أو المفرطة، والتدليل، وفي هذا خطر كبير حسب

رأي المختصين في التربية حيث تنعكس على الناشئة بالسلب والتمرد على السلطة األبوية

.وربما االنحراف

144

) 26( جدول رقم

ب الدخل الشهري لألسرةيبين توزيع أفراد العينة حس

%النسبة العدد الدخل الشهري

%12.72 14 دج 20.000- 10.000

%24.45 28 دج 30.000- 20.000

%19.09 21 دج 50.000- 40.000

%38.18 42 ال يوجد دخل

%100 110 المجموع

نالحظ من خالل الجدول سالف الذكر الذي يبين توزيع أفراد العينة وفقا لدخل

رة الشهري أن أكبر نسبة من أفراد العينة أجابوا بأن أسرهم ليس لها دخل شهري، األس

، )دج30.00- 20.000(، تليها نسبة الذين يتراوح دخل شهر أسرهم ما بين %38.18بنسبة

) دج 50.000-40.000(، في حين تصل نسبة الذين يتراوح دخل أسرهم % 24.45بـ

) دج 20.000-10.000( من دخل أسرهم الشهري من ، تليها في األخير مرتبة%19.09بـ

.%12.72بنسبة

ونستنتج مما سبق أن هذه الشريحة من المدمنين العائدين الى اإلدمان على المخدرات،

تنتمي الى أسر فقيرة، حيث تشكل أكبر نسبة وتمثل األغلبية الساحقة ألفراد العينة، وهذا

مان وتعاطي المخدرات في أوساط الشباب، ومن عامل أساسي ورئيسي النتشار ظاهرة اإلد

هنا فإن الظروف المعيشية االقتصادية الواردة في الفرضية متفقة الى حد كبير مع هذه

.النتيجة المستخلصة في الجدول

145

) 27(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة حسب نمط السكن ووضعيته

نمط السكن

وضعية السكن

المجموع إيجار ملك

% ك % ك % ك %22.72 25 %26.47 09 %14.54 16 جيدة

%44.09 54 %61.76 21 %30 33 متوسطة

%28.18 31 %11.76 04 %24.54 27 رديئة

%100 110 %100 34 %100 76 لمجموعا

نالحظ من خالل الجدول أعاله الذي يبين نمط ووضعية سكن أفراد العينة، أن أكبر

، تليها نسبة %49.09سكن حسب إجابة المبحوثين علي أنها متوسطة بـ نسبة لوضعية الم

، للذين %22.72، بينما نجد نسبة %28.18ممن أجابوا بأن وضعية المنزل رديء بـ

.يقطنون في مساكن جيدة

وفيما يخص نمط السكن، أفاد المبحوثين الذين نمط سكنهم ملكي، بأن وضعيتها

، بالنسبة للذين أجابوا بأنها رديئة، في مقابل ذلك %24.54 ، تليها نسبة%30متوسطة بنسبة

بالنسبة للذين نمط سكنهم إيجار، كانت أعلى نسبة تشير إلى أن وضعية سكنهم متوسطة تليها

.للذين يقطنون في منازل جيدة %26.47نسبة

ونستنتج من خالل الجدول السابق أن الوضعية السكنية ونمطها تعبر عن العالقة بين

اإلدمان على المخدرات ونوعية السكن، حيث أن أكثر من نصف العينة أجابوا بأن وضعية

السكن تتراوح ما بين المتوسط والرداءة، وهذه اإلجابة لها داللة ومؤشر هام على مدى

مساهمة الوضعية السكنية في إدمان الشباب على المخدرات، السيما إن كان يعيش في سكن

عدم توفر المنزل على المرافق الضرورية كاإلنارة، ومصارف المياه دوني وسيئ، كالضيق و

إلخ، وهذه النتيجة تتفق مع فرضيتنا التي تنص على أن الظروف السكنية السيئة تلعب ...

.دورا في ضياع الشباب وإدمانه على المخدرات وتعاطيه لها بأشكال عدة

146

)28(جدول رقم

لبية األسرة للحاجيات الضروريةيبين توزيع أفراد العينة وفقا لمدى ت

%النسبة العدد مدى تلبية األسرة للحاجات الضرورية

%06.36 07 جميعها

%80.90 89 بعضها

%12.72 14 القليل منها

%100 110 المجموع

الذي يبين لنا مدى تلبية األسرة للحاجيات الضرورية ) 28(من خالل الجدول رقم

ن األسرة تلبي إال بعض احتياجاتهم الضرورية، بنسبة نالحظ أن أكبر نسبة يرون أ

، ثم تليها نسبة من أجابوا بأن أسرهم ال تلبي احتياجاتهم إال القليل منها 80.90%

، في حين تتقلص نسبة من أجابوا بأن أسرهم تلبي جميع احتياجاتها الضرورية %12.72بـ

.%06.36بنسبة

العائالت في تحقيق الحاجات الضرورية ونستنتج مما سبق أن هناك عجزا لدى بعض

وهذا ينعكس سلبا على العائلة وأفرادها وتصبح االحتياجات الضرورية ضاغطة على األبناء

لجلب المادة بأي ثمن، ومن أي مصدر كان، فبعض األسر تدفع بأبنائها إلى العمل الهامشي،

لم وتحثهم على ترك الدراسة من أجل كسب المادة لسد احتياجات أفراد األسرة، وربما من التع

والبحث عن العمل، وهذه تجعل األبناء وخاصة الشباب العاطل عن العمل لينغمس في تعاطي

المخدرات والهروب من الواقع المعاش، وهذه النتيجة تفسر العالقة المرتبطة بين اإلدمان

رة، وعليه فإن والفقر والحرمان، وعدم تلبية االحتياجات الضرورية والرغبات ألفراد األس

تلبية احتياجات األسرة لها دور أساسي في توجيه األبناء وبخاصة الشباب وإغفال هذا الدور

.يؤدي بالشباب الى االنحراف حتما

147

) 29(جدول رقم

)متعدد اإلجابات(يبين توزيع أفراد العينة وفقا لمدى معاناتهم من مشاكل نفسية وعضوية

%النسبة دالعد المشاكل النفسية والعضوية

%15.57 43 سرعة الغضب

%18.84 52 الهيجان

%27.53 76 التوتر والقلق

%23.55 65 االكتئاب

%14.49 40 أمراض عضوية

%100 276 المجموع

أن أغلب أفراد العينة يعانون من مشاكل مرضية ) 29(تشير معطيات الجدول رقم

، 27.53%من أعراض التوتر والقلق بنسبة نفسية، حيث بلغت نسبة من أجابوا بأنهم يعانون

، ثم تليها نسبة من 23.55%تليها نسبة من أجابوا بأنهم يعانون من مشكلة االكتئاب بنسبة

، في حين تأتي نسبة من يعانون من سرعة %18.84يعانون من أعراض الهيجان بـ

.%14.49، وأخيرا نسبة الذين يعانون من أمراض عضوية بـ %15.57الغضب بـ

ونستنتج مما سبق من الجدول متعدد اإلجابات، أن أفراد العينة المدمنين يعانون من

أمراض نفسية والمتمثلة في التوتر والقلق وظاهرة االكتئاب والغضب، وهي تشكل أعراض

ألمراض تتسبب في مشاكل، إذ تؤثر هذه األمراض أو هذه الحاالت على الصحة بصفة عامة

ثمة ال يمكن إغفال أهميتها بالنسبة الى المدمن، فلها تأثير كبير في دفع إيجابا أو سلبا، ومن

الكثير من الشباب نحو االنحراف والسلوكات االنحرافية الشاذة، إذا فلها عالقة وطيدة بتعاطي

.المخدرات والعود إليها مرات عديدة

148

)30(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لنمط األصدقاء

%النسبة العدد ألصدقاءنمط ا

%30 33 ذوي سوابق عدلية

%25.45 28 منحرفون

%24.54 27 طيبون

%20 22 مثقفون

%100 110 المجموع

يتضح من الجدول سالف الذكر الذي يبين توزيع أفراد العينة وفقا لنمط األصدقاء، أن

ذوي سوابق عدلية أكبر نسبة تشير حسب ما أفادنا به المبحوثون، بأن نمط أصدقائهم

، في حين نجد أن %25.45، تليها نسبة من أجابوا بأن أصدقاءهم منحرفون بـ %30بـ

، أما آخر نسبة في المرتبة األخيرة %24.54نمط األصدقاء لبعض المبحوثين طيبون بنسبة

.%20أفادنا أفراد العينة بأن لديهم أصدقاء مثقفين بـ

أن المبحوثين لهم عالقة واتصال مع أصدقاء من ونستنتج من خالل الجدول السابق

ذوي السوابق العدلية، وأصدقاء منحرفون، وهذا يؤكد لنا أن مخالطة رفقاء السوء تؤدي

لالنحراف و تعاطي المخدرات، حيث يقتدي األشخاص األسوياء بسلوكات المنحرفين

اء وهو ما يؤكد لنا والقرناء، إذ يغري هؤالء الشباب المنحرفون بعض أصدقائهم األسوي

أيضا أن أصدقاء المبحوثين لهم عالقة مباشرة بعودتهم للمخدرات واإلدمان عليها، حيث

يشكل هؤالء األصدقاء المجرمين والمنحرفين وسطا اجتماعيا أو ثقافة فرعية منحرفة تؤثر

مدى في جميع األشخاص الذين يتقدمون الى هذا الوسط، أو جماعة قرناء السوء، ولمعرفة

.عالقة هؤالء األصدقاء باإلدمان على المخدرات جاء الجدول التالي ليوضح ذلك

149

)31(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لمدى تعاطي األصدقاء للمخدرات

%النسبة العدد مدى تعاطي األصدقاء للمخدرات

%48.18 53 جميعهم

%35.45 39 بعضهم

%16.36 18 ال يتعاطون

%100 110 موعالمج

الذي يبين مدى تعاطي األصدقاء للمخدرات ) 31(نالحظ من خالل الجدول رقم

واإلدمان عليه، فنجد أعلى نسبة حسب إجابة المبحوثين على أن جميعهم يتعاطون المخدرات

، في %35.45، تليها من أجابوا بأن أصدقاءهم يتعاطون المخدرات بنسبة %48.18بنسبة

ممن أجابوا بأن أصدقاءهم ال يتعاطون المخدرات في آخر %16.36نسبة حين ال نجد إال

.مرتبة

ونستنتج من تحليل الجدول أن نسبة كبيرة من أصدقاء العينة يتعاطون المخدرات ،

وهذا مؤشر له داللة بعودة المبحوثين للمخدرات، نتيجة الضغط الذي يمارسه األصدقاء

يدمنون، من خالل اإلغراء والحتمية على ارتكاب المدمنون على أصدقائهم الذين ال

السلوكات االنحرافية وتعاطي المخدرات في إطار ما يسمى بالصداقة التي تجمع بينهم، وهذا

ما يثبت صحة فرضيتنا التي توقعنا فيها أن أصدقاء السوء لهم عالقة بإدمان أفراد العينة

.على المخدرات والعود إليها

150

) 32(جدول رقم

بين توزيع أفراد العينة وفقا لنوع المعاملة مع األصدقاء اآلخرين أثناء حدوث مشكلة ماي

%النسبة العدد نوع المعاملة

%53.63 59 الضرب والشتم

%11.81 13 اللجوء إلى الطرائق السلمية

%02.72 03 المسامحة

%31.81 35 االبتعاد عنهم

%100 110 المجموع

سابق الذي يبين نوع المعاملة لألصدقاء اآلخرين في أثناء حدوث نالحظ من الجدول ال

، في حين تصل نسبة %53.63مشكلة ما، نجد أن أعلى نسبة تلجأ الى الضرب والشتم بـ

، في حين تصل نسبة من يلجئون إلى حل المشكلة %31.81من أجابوا باالبتعاد عنهم بـ

فضلون التسامح كطريقة لحل المشكلة فبلغت ، أما بالنسبة للذين ي%11.81بالطرق السلمية بـ

.%0.72نسبتهم

وعليه نستنتج من خالل ما سبق أن المبحوثين يلجئون إلى حل مشاكلهم مع أصدقائهم

من خالل النزاع المتمثل في الضرب والشتم، وهذه الطريقة تعبر على العدوانية والعنف

وبالتالي سيطرة المخدر على الفرد الناتجة عن تأثير المخدرات عند األشخاص المدمنين،

فيجعل منه مسيرا تحت وطأة التأثير وال يتحكم في أعصابه مما يجعله يرتكب سلوكات عنيفة

تجاه اآلخرين في بعض المواقف، وثانيا السلوكات غير الحضارية بين األفراد المدمنين

داخل الجماعة وسوء التعامل بينهم ووجود أوجه أخرى للتصرفات والسلوكات الطائشة

المنحرفة، ونستنتج من ذلك أن الفرد المدمن يتصف بسلوكات عادة ما يغلب عليها العنف

.والعدوان سواء بالضرب والشتم وهي كلها تصرفات طائشة ال تنفع الفرد وال المجتمع

151

نتائج الفرضية الثانية: ثانيا

قبة األبناء وانتشار والتي تنص على أن التنشئة االجتماعية غير السوية وعدم مرا

البطالة ووضعية السكن، والفقر ومخالطة رفقاء السوء كلها عوامل تؤدي لإلدمان على

.المخدرات والعود إليها مرة أخرى

، تبين لنا من )25، 24، 23، 22، 21، 20، 19: (ومن خالل الجداول التالية رقم

والدين لرقابة األبناء واإلدمان خالل النتائج المتحصل عليها أنه توجد عالقة بين إهمال ال

، حيث أجاب بعض أفراد العينة )19(والعود إلى المخدرات وهو ما يوضحه الجدول رقم

بغياب الرقابة األبوية عليهم أو ضعفها، حينما تسند إلى اإلخوة، بدال من األب الذين يعتبرون

ضعفها، ومن ثمة تضعف المسؤول الثاني، بعد غياب األب وعليه فتعدد المسؤولية تؤدي إلى

الرقابة األسرية على األبناء مما يؤدي بهم لالنحراف والوقوع في فخ المخدرات واإلدمان

عليها أما فيما يخص نوع الرقابة األسرية بصفة عامة فقد تبين أن معظم أسر أفراد العينة

يستعملون معهم أسلوب الصرامة من جهة والتساهل من جهة أخرى، وهو ما يوضحه

، وقد اتضح أن عدد مرات العود لإلدمان وعالقتها بطبيعة الرقابة األسرية )20(الجدول رقم

، سواء كانت الرقابة حازمة أو متساهلة، وهذا )مرات فأكثر 4-3(كانت في تزايد ما بين

مؤشر على عدم وجود رقابة عائلية متينة، وغياب التوجيه والحوار السلمي بين اآلباء

).21(ما يؤكده الجدول رقم واألبناء، وهو

وكون األسرة لها دور كبير في توجيه أنماط سلوكات أبنائها تبين أن معظم أسر أفراد

، وبذلك )22(العينة على دراية وعلم بتعاطي أبنائها للمخدرات، وهو ما يوضحه الجدول رقم

جيه والنصح لألبناء فإن كل األساليب المستعملة من قبل األسرة، سواء عدم المباالة أو التو

بترك المخدرات، أو معاقبتهم، أو توجيههم الى مركز العالج، حسب ما جاء في الجدول رقم

، فهي أساليب لم تجد نفعا ، إذا ما قورنت بعدد مرات العود لإلدمان على المخدرات، )23(

رد فعل ، إذ نجد عدد مرات العود مرتفعة مع كل أساليب )24(وهو ما يوضحه الجدول رقم

األسرة حول إدمان ابنها، على المخدرات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على فشل

األسرة في قيامها بوظيفتها في مراحلها التربوية والتنشئة االجتماعية لألبناء ولو كانت الرقابة

األبوية حريصة دائما على جميع سلوكات األبناء لما انحرفوا ولما وقعوا في تعاطي

152

ت، وإتباع السلوكات االنحرافية، فقد تبين أن معظم المبحوثين ينتهجون أسلوب الشدة المخدرا

والتنشئة االجتماعية، خاصة من طرف اآلباء، وهو أسلوب خاطئ له ةفي المعاملة الوالدي

تأثيرات سلبية تؤدي الى هروب األبناء من اآلباء وتضعف العالقات والتفاعالت فيما بينهم،

حراف انتقاما لألسلوب التربوي المفروض عليهم، وهو ما يوضحه الجدول فيقعون في االن

، في حين تميل األمهات الى الحماية الزائدة كأسلوب في التنشئة االجتماعية، وهذا )25(رقم

يشكل خطرا وفقا لرأي المختصين التربويين، حيث ينعكس على الناشئة بالسلب والتمرد على

نحراف، وعليه فإن كال من األساليب المستعملة من طرف السلطة األبوية، ومن ثمة اال

الوالدين خاطئة وفاشلة، لذا فإن اآلباء يبدوا أنهم بحاجة ماسة الى معرفة أساليب التنشئة

الصحيحة والسليمة، خاصة وأن الوالدين يفتقدون الى مستوى تعليمي مناسب، وهو ما

معتبرة من اآلباء أميين، وهذه األمية ،الذي بين أن هناك نسبة )06(يوضحه الجدول رقم

تؤدي الى الجهل التام بأساليب التنشئة الصحيحة، فأدى باألبناء الى االنحراف دون قيام

الوالدين بأي وسيلة معرفية يساعدون بها أبناءهم المنحرفين والمدمنين على المخدرات والعود

.إليها

وجدنا أنه يعاني كذلك من مشاكل وإذا ما حاولنا تسليط الضوء على المدمن نفسه ل

اجتماعية متعددة، والتي يفترض أن لها عالقة بإدمانه وعودته للمخدرات مرة أخرى، وهو

، ومن )31، 30، 29، 28، 27، 26، 12، 09، 05، 1: (ما توضحه الجداول التالية رقم

) 05(رقم بين هذه المشاكل انتشار البطالة في وسط الشباب ، فقد اتضح من خالل الجدول

أن معظم هؤالء الشباب عاطلين عن العمل، وهذا يعتبر مشكل في حد ذاته، يعاني منه

الشباب بصفة عامة، وعدم وجود فرص عمل لهم، أدى بهم للوقوع في سلوكات انحرافية

واإلدمان على المخدرات، والعود إليها، وإذا ما قارنا بين الوضعية المهنية وعدد مرات

هم من العاطلين عن العمل، ) مرات فأكثر 4و 3(نا أن الذين عادوا لإلدمان العود، تبين ل

، خاصة وأن هؤالء الشباب في هذه )09(مقارنة بالعاملين، وهو ما يوضحه الجدول رقم

المرحلة هم بحاجة ماسة إلى تحسين ظروفهم المعيشية، فقد اتضح أن معظم هؤالء الشباب

ين أدى بهم إلى الوقوع في تعاطي المخدرات والعود إليها في عزاب غير متزوجين األمر الذ

ظل عدم وجود ظروف أسرية وعملية مناسبة، وعدم االستقرار النفسي واالجتماعي، خاصة

153

وأنه اتضح أيضا أن األغلبية من هذه الشريحة من الشباب المدمنين العائدين للمخدرات

في انتشار ظاهرة المخدرات، وهو ما ينتمون إلى أسر فقيرة، وهي تعتبر عامال أساسيا

، حيث وجدنا أن هناك من األسر التي ليس لها أي دخل مادي )26(يوضحه الجدول رقم

وأسر أخرى تشتكي من قلة الدخل الشهري، مما أدى إلى عجز بعض األسر في تحقيق

بأبنائهم إلى الحاجيات الضرورية للمنزل، وألفرادها، فنتج عنه خروج األبناء أو دفع األولياء

، )28(العمل الهامشي ، من أجل كسب المادة لسد الحاجيات وهو ما جاء في الجدول رقم

وإغفال هذا الدور يؤدي إلى إتباع األبناء سلوكات انحرافية في سبيل الحصول على المادة

الضرورية، وهذا ال يقل أهمية عن نمط السكن ووضعيته، حيث كشفت الدراسة إلى أن هناك

فقط من أسر المبحوثين يقطنون في بيوت جيدة، في حين أن األغلبية منهم يعيشون في قلة

مساكن ذات وضعية متوسطة ورديئة، خاصة إذا كانت ال تتوفر على المرافق الضرورية

.والتي تدفع الى االنحراف... للحياة، كاإلنارة ومصارف المياه وضيق السكن إلخ

دت هؤالء الشباب على العود إلدمان المخدرات تلك ومن األسباب والعوامل التي ساع

المتعلقة بأماكن قضاء الفراغ وطبيعة هذه األماكن، فقد تبين لنا أن هؤالء الشباب المبحوثين

يقضون أوقات فراغهم خارج المنزل، وفي المقاهي والمرافق العمومية وقاعات الترفيه،

من بين أسباب قضاء أوقات الفراغ وهي أماكن غير آمنة، قد تساعدهم على االنحراف و

جدول –خارج المنزل، أفادنا المبحوثين بأنهم يعانون من المعاملة السيئة والمشاكل العائلية

مما قد يؤدي لخلق مشاكل نفسية ناجمة عن البطالة وأوقات الفراغ لديهم، -12رقم

.والمشاكل العائلية بصفة عامة

منها هؤالء الشباب سرعة التوتر والقلق وسرعة ومن بين المشاكل النفسية التي يعاني

الغضب والهيجان واالكتئاب ومنهم من يعاني من بعض األمراض العضوية وهو ما يوضحه

،مما يؤدي إلى عدم القدرة على التحكم في سلوكاتهم أثناء المواقف الشديدة )29(الجدول

قد كانت سببا رئيسيا في إدمان فتكون سببا في العود، باإلضافة إلى مخالطة رفقاء السوء، ف

وعودة الشباب للمخدرات، وقد وجدنا من خالل الدراسة الميدانية أن نمط األصدقاء ألغلبية

هؤالء الشباب هم من ذوي السوابق العدلية بالدرجة األولى، ثم المنحرفون وهو مؤشر هام

، خاصة وان )30(يعكس لنا سبب عودة المدمن للمخدرات، وهو ما يوضحه الجدول رقم

154

هؤالء األصدقاء المنحرفين مدمنين على المخدرات، حيث اتضح لنا أن األغلبية فعال من

، وهو ما يفسر )31(هؤالء األصدقاء يتعاطون المخدرات وهو ما يوضحه الجدول رقم

إدمان وعودة هؤالء الشباب المبحوث إلى المخدرات، ويدعم ذلك ما تبينه الجداول رقم

، التي تبين أن مصدر تعلم الشباب للمخدرات كان سببه األصدقاء جدول )46، 45، 44(

، في حين كان مصدر الحصول على المخدرات كان عن طريق الزمالء، وهو )45- 44( رقم

، والمادة التي كان يتعاطاها هؤالء الشباب فيما بينهم وهي مادة )46(ما يؤكده الجدول رقم

والذي يشير فيه األغلبية بأنهم يتعاطون مادة ) 42(الحشيش وهو ما يوضحه الجدول رقم

.الحشيش وهي المادة األكثر انتشارا في أوساط الشباب

وعليه يتضح لنا أن إدمان الشباب على المخدرات والعود إليها هي نتيجة تداخل

العديد من العوامل والمشاكل العائلية واالجتماعية واالقتصادية والنفسية، وال يمكن إرجاع

.ب العودة الى تعاطي المخدرات الى أحد هذه العوامل فقطسب

وعليه يمكن القول أن الفرضية قد ثبتت صحتها والتي تنص بأن التنشئة االجتماعية غير

السوية وعدم مراقبة األبناء وانتشار البطالة وسوء السكن والفقر، ومخالطة رفقاء السوء

.ة أخرىتؤدي لإلدمان على المخدرات والعودة إليها مر

155

عرض وتحليل البيانات المتعلقة بالفرضية الثالثة: المبحث الثالث

عرض و تحليل البيانات: أوال

)33(جدول رقم

توزيع أفراد العينة وفقا لوجهة نظرهم تجاه بعض االعتقادات الشائعة تجاه المخدرات

النسبة العدد االعتقادات الشائعة

%14.96 41 مواكبة الحداثة

%06.20 17 تعزيز المكانة االجتماعية

%12.77 35 توفير المال

%20.43 56 ضغط األصدقاء

%25.54 70 للتميز عن اآلخرين

%16.05 44 أمور عاطفية

%04.01 11 تحدي القانون

%100 274 المجموع

نالحظ من خالل الجدول سالف الذكر، أن أغلب المبحوثين يرون أن من بين

تقادات الشائعة التي تدفع لإلدمان على المخدرات والعود إليها بالدرجة األولى هو للتميز االع

تليها نسبة من يرون أن الدافع لإلدمان هو ضغط األصدقاء ، %25.54عن اآلخرين بنسبة

، في حين يرى البعض أن إدمان المخدرات والعود إليها هو نتيجة أمور % 20.43بنسبة

، بينما يعتقد البعض أن %14.96ثم تليها مواكبة الحداثة بنسبة %16.05عاطفية بنسبة

، تليها تعزيز المكانة %12.77إدمان المخدرات والعود إليها يرجع الى توفير المال بنسبة

، وأخيرا نسبة من يعتبر أن اإلدمان على المخدرات تحديا للقانون %06.20االجتماعية بـ

. %04.01بـ

جدول سابق أن هناك تقارب واختالف في وجهة نظر المدمنين ونستنتج من خالل ال

لبعض الشائعات حول المخدرات، فنجد أن األغلبية يستهلكون المخدرات للتميز عن اآلخرين

156

والبعض اآلخر يعتقد أن إدمان المخدرات والعود إليها نتيجة لضغط األصدقاء، باإلضافة الى

عبارة عن بعض الشائعات وفي وسط الشباب تدفع األمور العاطفية ومواكبة الحضارة، وكلها

.الفرد لإلدمان على المخدرات والعود إليها

) 34(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لوجهة نظرهم تجاه الطبقة التي ينتمي إليها األشخاص

.المدمنون

النسبة العدد الطبقة االجتماعية

%30.90 34 طبقة األغنياء

%16.36 18 طبقة الفقراء

%23.63 26 طبقة المشاهير

%14.54 16 طبقة المجرمين

%14.54 16 طبقة العاديين

%100 110 المجموع

، الذي يبين لنا توزيع أفراد العينة وفقا لنظرتهم )34(يتضح لنا من خالل الجدول رقم

لمدمنون،تبين أن أكبر نسبة اشارت إلى طبقة األغنياء، بـ تجاه الطبقة التي ينتمي إليها ا

، تليها طبقة الفقراء بـ %23.63، ثم تليها الفئة التي تنتمي إلى طبقة المشاهير بـ 30.90%

، ثم تليها كل من فئتي طبقة المجرمين والعاديين بنفس النسبة المقدرة بـ 16.36%

14.54%.

نستنتج اتضح أن وجهة نظر هؤالء الشباب ومن خالل تحليلنا لمعطيات الجدول

، %54المدمن للطبقة التي ينتمي إليها المدمنون، هي طبقة األغنياء والمشاهير معا بنسبة

وهذه النتيجة تبين لنا أن اإلدمان ليس مقتصر على الفئة الفقيرة فقط، بل بقية شرائح

وسائل اإلعالم والصحف المجتمع، من أغنياء وفقراء وعاديين وغيرهم، وكثيرا ما تعرض

والجرائد بعض الحاالت لتورط بعض الشخصيات المرموقة، أو التي تنتمي الى أسر غنية

وأسر فنية وذات إرث علمي، إلى تعاطيهم المخدرات واإلدمان عليها، وهذه النتيجة تثبت لنا

157

مميزون في أن المدمنين على المخدرات يعتقدون فعال أن المخدرات يتعاطاها إال األشخاص ال

المجتمع والبارزون فنيا وإعالميا، ويعتبرون أن عودتهم للمخدرات هو عودة للتميز عن

.المجتمع وتقليدا لألشخاص ذوي الطبقات المميزة التي ذكرناها سالفا

)35(جدول رقم

.ات الشائعة حول المخدراتيبين توزيع أفراد العينة وفقا لمدى تأييدهم للمعتقد

%النسبة العدد هل تتفق مع هذه االعتقادات الشائعة

%75.45 83 نعم

%24.54 27 ال

%100 110 المجموع

، الذي يبين توزيع أفراد العينة وفقا لمدى تأييدهم )35(من خالل الجدول رقم نالحظ

ات، نجد أن أعلى نسبة من واتفاقهم مع المعتقدات الشائعة في وسط الشباب حول المخدر

، بـ)34(هؤالء الشباب يتفقون مع تلك المعتقدات الشائعة التي سبق ذكرها في رقم

.%24.54تليها نسبة الشباب الذين ال يتفقون مع االعتقادات الشائعة بـ 75.45%

ونستنتج من خالل تحليل الجدول أن األغلبية من أفراد العينة يتفقون ويؤيدون

ت الشائعة حول المخدرات والتي من بينها التميز عن اآلخرين، وتوفير المال، المعتقدا

إلخ، إذ يعتبرونها ...ومواكبة الحضارة، وتعزيز المكانة االجتماعية، وكسب ثقة األصدقاء

أفكارا صحيحة وهو ما يدفع بالعديد من الشباب الى الوقوع في المهالك واالنحرافات نتيجة

لوهمية المنتشرة بين الشباب، وهو ما يؤدي الى االنحراف والسعي الى األفكار واإلغراءات ا

.تحقيق الحاجيات بالطرق غير المشروعة كتعاطي المخدرات واإلتجار بها

158

)36(جدول رقم

ايبين توزيع أفراد العينة وفقا لوجهة نظرهم تجاه تأثير استهالك المخدرات وآثاره

)متعدد اإلجابات(

%النسبة العدد المخدرات وآثارها

%28.41 77 خلق جو من الرفاهية والسعادة

%05.16 14 ليس لها أضرار

%09.96 27 تضاعف الرغبة الجنسية

%16.23 44 تظهر الرجولة

%20.29 55 تعزيز الثقة بالنفس

%19.92 54 تنسي هموم الدنيا

%100 271 المجموع

من الجدول السابق، الذي يوضح وجهة نظر أفراد العينة حول المخدرات يتبين

وآثارها أن أكبر نسبة ترى أن المخدرات تساعدهم على خلق جو من الرفاهية والسعادة بـ

، ثم تليها نسبة الذين يرون أو يعتقدون أن المخدرات تؤدي إلى تعزيز الثقة 28.41%

بر أن المخدرات وآثارها تنسي هموم الدنيا بـ ، تليها نسبة من يعت%20.29بالنفس بـ

، %09.96، في حين يرى البعض اآلخر على أنها تضاعف الرغبة الجنسية بنسبة 19.92%

.%05.16ثم تليها نسبة الذين يعتقدون أن المخدرات ليست لها أضرار بـ

ت ويتضح من الجدول السابق أن الشباب يعاني من مشاكل عدة كالبطالة والفقر ووق

الفراغ، وأزمة السكن، وغيرها ونتيجة لعدم قدرته على مواجهة ظروف الحياة وحل

مشكالتها المستعصية على الحل، حتى البدائل المشروعة أصبحت بالنسبة لهم متاحة، وكل

ذلك يساعد على االنحراف بأشكاله المختلفة، ليس فقط من خالل المخدرات وتأثيراتها التي

عاطي بين الشباب وإنما أيضا من ظاهرة التطرف الديني، وبالتالي يفقد تثير االنتشار في الت

.الشباب هويته وبالتالي سيفقد المجتمع أهم مقومات وجوده

159

وعليه يمكن أن نستنتج أن عودة الشباب لإلدمان على المخدرات له عالقة وطيدة

غيير تلك االعتقادات من ، وعليه فإن ت)36(باالعتقادات الشائعة سالفة الذكر، في الجدول رقم

.أذهان الشباب سوف تؤدي إلى تقليص عدد المدمنين والعائدين الى المخدرات بشكل عام

) 37(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لوجه نظرهم حول التأثيرات العامة لتعاطي المخدرات

%النسبة العدد تأثير المخدرات

%12.72 14 إيجابية

%87.27 96 سلبية

%100 110 المجموع

، الذي يبين وجهة نظر أفراد العينة حول )37(يتضح من خالل الجدول رقم

التأثيرات العامة للمخدرات واإلدمان عليها، أن أعلى نسبة ترى أن للمخدرات فعال آثارا

.%12.72رات آثار إيجابية بـ ، بينما كانت نسبة من يرون أن للمخد%87.27سلبية بـ

ونستنتج من خالل الجدول سالف الذكر، أن األغلبية من أفراد العينة المدمنين على

المخدرات يعترفون باآلثار السلبية لها، خاصة وأن هذه األخيرة تؤدي الى تدهور الحالة

قي ومدى الصحية للمدمن من جهة، وتؤدي الى االنحراف وارتكاب الجرائم والفساد األخال

.تأثير ذلك على األسرة والمجتمع ككل، من جهة أخرى

لماذا يعود البعض الى إدمان المخدرات مرات عديدة مع : ولكن السؤال يبقى مطروحا

.اقتناعه وإقراره باآلثار السلبية؟ ولمعرفة ذلك جاء الجدول التالي ليوضح لنا ذلك

160

)38(جدول رقم

نوع المشاكل التي يواجهونها بعد التوقف عن تعاطي يبين توزيع أفراد العينة وفقا ل

)متعدد اإلجابات(المخدرات

%النسبة العدد مشاكل ما بعد التوقف عن تعاطي المخدرات

%28.07 89 الرغبة في العودة لإلدمان

%03.47 11 مشاكل التأقلم مع الحياة

%05.39 20 حدوث آالم وتوترات شديدة

%11.05 41 اءتوتر العالقات مع األصدق

%19.94 74 توفر المخدرات

%22.10 82 مشاكل أسرية

%100 317 المجموع

، الذي يبين توزيع أفراد العينة وفقا لنوع المشاكل )38(من خالل الجدول رقم يتضح

التي تواجههم بعد التوقف عن تعاطي المخدرات، أن أعلى نسبة ترغب في العودة الى

، ثم تليها نسبة الفئة التي ترى أنها تعاني من مشاكل عائلية %28.07اإلدمان مرة أخرى بـ

، في حين أفادنا البعض اآلخر عن مشكلة توفر المخدرات بـ %22.10وأسرية بـ

، في حين ترى فئة أخرى %11.05، تليها مشكلة توتر العالقات مع األصدقاء بـ 19.94%

مرضية مثل حدوث آالم وتوترات من الشباب المبحوثين، أنهم يعانون من عدة مظاهر

، بينما تحتل نسبة من أجابوا بأنهم يعانون من مشاكل التأقلم مع الحياة %05.39شديدة، بـ

.%03.47المرتبة األخيرة بـ

ونستنتج من خالل تحليلنا لمعطيات الجدول متعدد اإلجابات ألفراد العينة، أن مشكلة

نه المبحوثين بشكل كبير في مرحلة التوقف عن الرغبة والعودة لإلدمان، هو ما يعاني م

تعاطي المخدرات، وهذه المشكلة ما هي إال نتيجة اإلدمان على المخدرات، وتعوده على

اقتناء المادة المخدرة أثناء الجلسات مع أصدقائه، وهذه المشكلة، هي مشكلة داخلية ذاتية، أما

له عالقة بعودتهم لإلدمان على المشكل الخارجي الذي أفادنا به المبحوثين على أن

161

المخدرات، فيتمثل في المشاكل والعالقات األسرية وهذا النوع من المشاكل األسرية الشك أنه

سيكون لها تأثير كبير على األبناء، وخاصة الشباب كالتفكك األسري والنزاعات المستمرة

ن تحت سقف واحد، بين أفرادها خاصة بين الوالدين، حتى ولو كان جميع أفرداها يعيشو

وهذا ما جعل بعض الدارسين يلقي األهمية الكبرى على األسرة والسيما المفككة، ويعتبرها

.من العوامل األساسية في تكوين السلوك المنحرف لألبناء

162

)39(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لوجهة نظرهم تجاه العوامل العائلية المساعدة على اإلدمان

إليها والعود

%النسبة العدد العوامل المساعدة على اإلدمان والعود

%11.81 13 وجود إدمان في األسرة

%11.81 13 التنشئة االجتماعية غير السليمة

%24.54 27 غياب أو هجر األب لألسرة

%34.54 38 وفاة أحد الوالدين أو كالهما

%17.27 19 عدم مراقبة األبناء

%100 110 المجموع

نالحظ من خالل معطيات الجدول سالف الذكر، أن أكبر نسبة من أفراد العينة يرون

أن أهم عامل كان له أثر في إدمانهم وعودتهم للمخدرات مرة أخرى، هو وفاة أحد الوالدين

، في %24.54، ثم تليها نسبة غياب أو هجر أحد الوالدين بـ %34.54أو كالهما بنسبة

، أما بالنسبة للفئة التي ترى أن من أسباب %17.27قبة األبناء بـ حين كانت نسبة عدم مرا

وعوامل اإلدمان والعود في آخر مرتبة هي وجود إدمان في األسرة والتنشئة االجتماعية غير

.%11.81السليمة لألبناء بـ

ونستنتج من خالل ما سبق، أن العوامل االجتماعية المتمثلة في وفاة أحد الوالدين أو

ما وهجر األب عن األسرة وعدم مراقبة األبناء والتنشئة االجتماعية غير السليمة، هي كاله

من أهم العوامل المساعدة على إدمان الشباب للمخدرات والعود إليها، ومن هنا يجد الشباب

المحبط والضحايا نتيجة للتفكك األسري، أو نتيجة واقع اجتماعي واقتصادي يعيشه المجتمع،

روب من الواقع والحقيقة، فيتجهون إلى عالم الخيال ينسجونه بأنفسهم ويبحثون عن سبيال لله

فلسفة يعتنقونها، وبالتالي تمثل لديهم شكال من أشكال التكيف والتعويض مع الواقع وبذلك

.يلجؤون الى اإلدمان على المخدرات والعود إليها مرة أخرى

163

)40(جدول رقم

ا لوجهة نظرهم تجاه األسباب العامة لتعاطي المخدرات والعود يبين توزيع أفراد العينة وفق

.إليها

األسباب العامة لتعاطي المخدرات

والعود إليها

%النسبة العدد

%12.72 14 أسباب نفسية

%40.9 45 أسباب اجتماعية

%32.72 36 أسباب اقتصادية

%13.73 15 كلها مجتمعة

%100 110 المجموع

يتضح لنا أن العوامل االجتماعية واالقتصادية تلعب الدور من خالل الجدول،

األساسي في اإلدمان والعود إلى اإلدمان مرة أخرى، حيث تشير األغلبية أن أسباب تعاطيها

، ثم تليها نسبة %40.9للمخدرات والعود إليها مرة أخرى، ترجع إلى أسباب اجتماعية بـ

، ثم تليها نسبة كلــها مجتمعة بـ %32.72من يرجعها الى األسباب االقتصـادية بـ

.%12.72، في حين تتصدر المرتبة األخيرة األسباب النفسية بـ 13.63%

ومن خالل تحليلنا للمعطيات السابقة نستنتج أن ظاهرة اإلدمان والعود للمخدرات

صادية ناتجة عن المحيط االجتماعي، أو البيئة االجتماعية سواء كانت أسباب اجتماعية أو اقت

أو نفسية وهي عوامل وأسباب ناتجة عن العوامل المجتمعة، المتمثلة في التفكك األسري، وما

يترتب عليه من تداعيات وآثار واألسباب االقتصادية وما يترتب عنها من آثار، كالبطالة لدى

الشباب بمختلف رغباته واحتياجاته وانتماءاته الطبقية، وما قد يتعرض له الشباب من

طات الحياة اليومية والبحث عن الربح السريع الناتج عن التحوالت االقتصادية في اتجاه ضغو

تزايد الفروقات الطبقية، وضعف وهبوط الطبقات االجتماعية، وبالتالي تدهور في اإلنتاج

وزيادة حدة االستهالك المفرط بين أفراد المجتمع، وكان لهذه السلبيات والتداعيات آثر على

.شباب خاصة بما يتصفون به بالسلوكات االنحرافية واإلدمان والعود للمخدراتسلوكات ال

164

)41(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا للمرحلة العمرية وبداية التعاطي واإلدمان

%النسبة العدد المرحلة العمرية

%14.54 16 سنة 15أقل من

%37.27 41 سنة 15-19

20-24 33 30%

25-29 20 18.18%

%1.81 02 سنة 30أكثر من

%100 110 المجموع

، أن أعلى نسبة كانت تتمثل في الفئة )41(يتضح لنا من خالل معطيات الجدول رقم

، %37.27سنة وكانت بداية لتعاطي المخدرات بنسبة ) 19-15(التي يتراوح سنها ما بين

، تليها المرحلة %30سنة بـ ) 24- 20(العمرية للبدئ في التعاطي ما بين تليها المرحلة

، وتأتي نسبة من أجابوا %18.18سنة، بـ ) 29-25(العمرية التي يتراوح سنها ما بين

سنة بـ 15بأنهم بدؤوا تناول المخدرات خالل المرحلة العمرية التي يقل سنهــا عن

30أنهم بدؤوا تناول المخدرات في سن أكثر من ، في حين نجد نسبة من أجابوا ب14.54%

.%1.81سنة في آخر مرتبة بـ

وهكذا نالحظ من خالل معطيات الجدول السابق أن أكثر الفئات العمرية بدأت ألول

سنة، إذ تشكل نسبة تصل الى ) 19- 15(مرة في تناول المخدرات يتراوح سنها ما بين

لسن، وهذه النتيجة تتماشى مع الدافع ألن فئة ، في حين تقل النسبة كلما كبر ا67.27%

الشباب هي الفئة األكثر إقباال على تعاطي وإدمان المخدرات من غيرها، وإن كان من

المالحظ أن بعض الحقائق تشير الى أن هناك فئات أخرى تتعاطي المخدرات وتروج

ات أصبحت أكثر لهــا، وذلك قصد المتاجرة والربح السريع، لكن ما هو مؤكد أن المخدر

انتشارا في أوساط الشباب وتتفق هذه النتائج مع األفكار السائدة حول خصائص هذه الفئات

165

العمرية، التي هي أكثر الفئات إحساسا واستجابة للظروف المجتمعية المحيطة بها في ظل

المجتمع االستهالكي وتحت سيطرت الضغوط االقتصادية واالجتماعية التي تعاني منها هذه

الفئات العمرية، مثل البطالة والمسؤوليات االجتماعية الملقاة على عاتق الشباب مع عدم

القدرة على الوفاء بمتطلباتها باإلضافة الى الطموح المتزايد لديهم في ظل مجتمع مستورد

.حتى للغذاء

)42(جدول رقم

ا ألنواع المخدرات األكثر انتشارا وتداولها حاليايبين توزيع أفراد العينة وفق

).متعدد اإلجابات(

%النسبة العدد نوع المخدرات المتداولة

%41.43 75 الحشيش

%21 38 المنومات

%22.65 41 الحبوب واألقراص

%14.91 27 المستنشقات

%100 181 المجموع

اك من يستعمل أكثر من نوع ، يتضح لنا أن هن)42(من خالل معطيات الجدول رقم

، ثم %41.43واحد في تعاطيه للمادة المخدرة، فنجد الحشيش يمثل المرتبة األولى بنسبة

، وأخيرا المستنشقات %21، ثم تليها المنومات بـ %22.65تليها الحبوب واألقراص بـ

.%14.91بـ

اطيا هي مادة ونستنتج من خالل الجدول سالف الذكر أن المادة األكثر انتشارا وتع

الحشيش ويرجع هذا االستخدام واالنتشار الى الكميات الكبيرة التي تعبر الوطن، حسب ما

أشارت إليه التقارير واإلحصائيات الصادرة عن الجهات الرسمية واألمنية، باإلضافة إلى

ينما سهولة اقتناء هذه المادة من مروجيها وقلة ثمنها بالنظر الى المواد المخدرة األخرى، ب

أجاب بعض المبحوثين أنهم يتناولون الحبوب التي تهدئ من االضطرابات واآلالم والتوتر،

.إلخ...والتي تستعمل عادة لألشخاص المرضى أو الجرحى أو المجانين

166

وهذه المواد وغيرها كالهيروين والكوكايين والمورفين، من المواد التي أصبحت أكثر

.يرها من األنواع التقليديةتزايد وسهولة في التهريب من غ

وعليه ينبغي على الجهات األمنية والرسمية التصدي لظاهرة التهريب والمتاجرة

والترويج لتعاطي المخدرات بمختلف صوره وأشكاله، وذلك حتى نحمي شبابنا من مخاطر

.هذه الظاهرة الخطيرة على الفرد نفسه ومن ثمة على المجتمع ككل

)43(جدول رقم

وزيع أفراد العينة وفقا لمكان تعاطيهم للمخدراتيبين ت

%النسبة العدد مكان التعاطي

%34.54 38 مع األصدقاء

%10.9 12 مكان العمل

%17.27 19 مكان المدرسة

%29.09 32 الجامعة

%8.18 09 أماكن أخرى

%100 110 المجموع

نة تركزت حول ثالث من خالل الجدول سالف الذكر، نالحظ أن إجابات أفراد العي

أماكن أساسية والمتمثلة في أمكنة مع الزمالء ومكان العمل والدراسة، حيث تحتل أمكنة مع

، %29.09، ثم تليها نسبة من يتناولون المخدرات في الجامعة بـ %34.54األصدقاء، نسبة

مل ، تليها مكان الع%17.27ثم تليها نسبة من يتعاطون المخدرات في مكان الدراسة بـ

.%8.18، وأخيرا نسبة الذين يتعاطون المخدرات في أماكن أخرى بـ %10.9بنسبة

، نستنتج أن المخدرات يزداد انتشارها بين )43(ومن خالل معطيات الجدول رقم

الجماعة، أو مجموعة الشباب المنحرفين، فيقومون بتجربة وتناول جميع أنواع المخدرات

وجد بينهم منحرف أو مدمن على المخدرات سيؤثر على وهذا ما يؤكد أن الجماعة التي ي

الجماعة التي ينتمي إليها أو مجموعة الزمالء، هذا وباإلضافة الى انتشار المخدرات في

الوسط الطالبي، وهو مؤشر يدق ناقوس الخطر السيما وأنها تنتشر بين طالب المدارس

167

فئات الشباب بمختلف أصنافه، والمتوسطات والثانويات ثم الجامعات، فالخطر داهم ويمس

، %46.36أميين، ومتعلمين وحتى الجامعيين، وهذا ما أكدته دراستنا حيث أجابت ما نسبته

.تتعاطى المخدرات في أماكن الدراسة والجامعة

وعليه فإن المجتمع بأكمله يعتبر مسؤوال على األفراد المنحرفين، خاصة المدمنين بأن

م تناول المخدرات والحرص الشديد على المتاجرة والترويج يحاولوا حث األفراد على عد

.وتسليط العقاب على من يحاول تهريب المواد المخدرة

)44(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لمصادر الحصول على المخدرات

%النسبة العدد مصدر الحصول على المخدرات

%19.09 21 ريق الشراءعن ط

%54.54 60 الزمالء

%23.63 26 االثنين معا

%2.72 03 مصادر أخرى

%100 110 المجموع

يوضح لنا الجدول أعاله توزيع أفراد العينة وفقا لمصادر الحصول على المخدرات،

، ثم تليها نسبة من %54.54أن أكبر نسبة تتحصل على المخدرات عن طريق األصدقاء بـ

، تليها نسبة %23.63تحصلون عليها عن طريق السوق، أو الشراء والزمالء معا، بنسبة ي

، ثم تأتي في المرتبة %19.09الذين يتحصلون على المخدرات عن طريق الشراء بـ

.%02.72األخيرة نسبة من يتحصلون على المخدرات من مصادر أخرى بـ

صدر حصول المدمنين على ونستنتج من خالل تحليلنا لمعطيات الجدول، أن م

المخدرات يأتي بالدرجة األولى عن طريق الشراء والزمالء واالثنين معا، حيث شكلت معظم

أفردا العينة الذين أجابوا بحصولهم على المخدرات من هذه المصادر، وهذا يشير الى أن

لمخدرات هناك سوقا لشراء المخدرات، لذلك نجد أن هذه النتيجة منطقية خاصة وأن تهريب ا

والمتاجرة بها والترويج لها بدأ في اآلونة األخيرة ينتشر بين فئات الشباب خاصة، فتزداد

حدة البطالة السيما بين الشباب، واألزمات االقتصادية المتالحقة التي يعيشها كل فرد في

168

المجتمع والسيما بعد تدهور القيم األصيلة في المجتمع، ومن هنا أصبح من الصعب إدماج

لشباب في ظل هذه األوضاع المجحفة االختيار بين التكيف مع الواقع االجتماعي أو الهروب ا

من هذا الواقع الى عالم آخر، وكل هذا ساعد على تشكيل عوامل كان لها األثر البالغ في

انتشار وترويج المخدرات في المجتمع الجزائري، خاصة بين فئات الشباب سواء من خالل

جار والترويج للشراء، أو للتكييف غير الشرعي بابتداع وسائل تكييفية أخرى التعاطي أو االت

.حديثة

)45(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا للمدة الزمنية التي قضاها في اإلدمان على المخدرات

%النسبة العدد المدة الزمنية

%09.09 10 أقل من سنة

%11.81 13 سنتين

%28.18 41 ثالث سنوات

%50.90 56 أربع سنوات فأكثر

%100 110 المجموع

نالحظ من خالل الجدول سالف الذكر، أن أكبر نسبة من أفراد العينة أجابت بأنها

، ثم تليها نسبة من أجابوا %50.90تجاوزت أربع سنوات منذ بداية تعاطيها للمخدرات بـ

، تليها نسبة من أجابوا بأنهم %28.18سنوات، بـ 3بأنهم بدؤوا يتناولون المخدرات منذ

، في حين تحتل نسبة من تقل مدة %11.81تناولوا المخدرات من مدة لم تتجاوز السنتين بـ

.%9.09تناولهم للمخدرات سنة واحدة بـ

ونستنتج من خالل الجدول السابق أن معظم أفراد العينة هم حديثي التعاطي فأغلبهم

فترة ثالث سنوات إلى سنة واحدة في حين نجد البعض اآلخر بدؤوا التعاطي للمخدرات في

يتجاوز فترة اإلدمان على المخدرات أربع سنوات، وعليه فإن حالة هذه الشريحة من الشباب

بدأت في التعاطي للمخدرات لفترات زمنية طويلة لكن العالج يحتاج إلى اقتناع وحث على

.شباب نفسه وللمجتمع ولألسرة معاترك هذه المادة المخدرة ألنها تسبب ضررا لل

169

)46(جدول رقم

.يبين توزيع أفراد العينة وفقا لعدد مرات زيارة المركز للعالج من اإلدمان

%النسبة العدد عدد مرات زيارة مركز العالج

%24.54 27 مرة واحدة

%09.03 10 مرتين

%11.01 13 ثالث مرات

%26.36 29 أكثر من ثالث مرات

%28.18 31 لم يدخلوا المركز

%100 110 المجموع

الجدول السالف الذكر، أن أكبر نسبة لم تزر مركز العالج من اإلدمان يتضح من

، تليها نسبة الذين زاروا مركز العالج ألكثر من ثالث %28.18على المخدرات المقدرة بـ

، في حين كانت نسبة من زار المركز %24.54مرة واحدة بـ ، تليها %26.36مرات بـ

، تليها في المرتبة األخيرة من زار مركز العالج من %11.81للعالج ثالث مرات بـ

. %09.03اإلدمان على المخدرات مرتين بـ

ومن خالل ما تقدم نستنتج أن األغلبية العظمى من المبحوثين قاموا بزيارة مركز

، من أفراد العينة زارت المركز مرة %71.74لى المخدرات، أي حوالي عالج اإلدمان ع

واحدة الى أكثر من ثالث مرات، في حين نجد نسبة معتبرة من الشباب المدمن لم يقوموا

بزيارة مركز العالج والوقاية من المخدرات، وهذا يتطلب المزيد من التوعية بآثار المخدرات

تي قدمت للمركز قصد العالج من اإلدمان، فهذه داللة إيجابية ومخاطرها، أما بالنسبة للفئة ال

اذ ينبغي توعية وتحفيز الشباب المدمن على الذهاب للمركز والعالج من مادة المخدرات ومن

.سمومها وتداعياتها الخطيرة

وللتأكد من قناعة المدمنين المبحوثين من العالج وجب عليها أن نعلم أوال وجهة

:عالية مراكز العالج من اإلدمان وهو ما سيبينه الجدول التالينظرهم في مدى ف

170

)47(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لوجهة نظرهم تجاه فعالية العالج في المركز ضد اإلدمان

%النسبة العدد العالج بالمركز

%33.63 37 العالج فعال

%66.36 73 العالج غير فعال

%100 110 المجموع

، نتعرف على رأي المدمنين أفراد العينة، في فعالية )48(من هذا الجدول رقم

الخدمات العالجية في المركز ضد اإلدمان ومعالجة المدمنين، حيث نجد أن أغلبية ترى بأن

، تليها بنسبة ممن أجابوا بفعالية العـالج بالمركز وتقدر %66.36العالج غير فعال بنسبة

.%33.63نسبتهم بـ

ونستنتج من خالل ما سبق، أن هناك عدم اقتناع المدمنين بالعالج في المراكز، وقللوا

من خدمات هذه المراكز، وعليه فإن األشخاص غير المقتنعين بمثل هذه الخدمات الطبية

.يرجعون لإلدمان على المخدرات مرة أخرى

ج في المركز الصحي، فال شك أما بالنسبة للفئة التي أجابت بأنها استفادت من العال

أنها ستفلح عن التعاطي ألنها اقتنعت بالضرر الذي تلحقه هذه السموم على الفرد نفسه وعلى

األسرة وعلى المجتمع اقتصاديا، وصحيا، ونفسيا، ولمعرفة العالقة بين إدراك المدمن لهذه

.لنا ذلك المخاطر وعالقتها بعدد مرات العود إليها جاء الجدول التالي ليوضح

171

)48(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا للعالقة بين إدراكهم لمخاطر المخدرات وعدد مرات العود

عدد مرات العود

اإلدراك

بمخاطر المخدرات

المجموع أربع مرات ثالث مرات مرتين مرة واحدة

% ك % ك % ك % ك % ك

%71.81 79 %70.73 29 %60.52 23 %57.89 11 %58.33 07 مدرك

%28.18 31 %29.26 12 %39.47 15 %42.10 08 %41.66 05 غير مدرك

%100 110 %100 41 %100 38 %100 19 %100 12 لمجموعا

الجدول الذي يبين العالقة بمدى وعي أو إدراك أفراد العينة يتضح لنا من خالل

نجد أن أعلى نسبة للتي أفاد فيها بمخاطر اإلدمان على المخدرات وعدد مرات العود إليها،

، وبالنسبة لعالقة ذلك بعدد مرات %71.81المبحوثين بأنهم مدركين مخاطر اإلدمان بـ

، تليها %70.73العود أشارت أعلى نسبة بعودة أفراد العينة للمخدرات أربع مرات فأكثر بـ

، في حين %60.52 نسبة أفراد العينة المدركين لمخاطر اإلدمان بعودتهم ثالث مرات بـ

.%58.38، ومرة واحدة بـ %57.89تتقلص النسبة الذين عادوا للمخدرات مرتين بـ

، %28.18أما بالنسبة للمبحوثين غير المدركين لمخاطر اإلدمان المقدرة بنسبة

، تليها %39.47وعالقة ذلك بعدد مرات العود أشارت أعلى نسبة للعودة ثالث مرت بـ

، في حين تتقلص النسب للذين عادوا اإلدمان على %29.26فأكثر بنسبة مباشرة أربع مرات

.المخدرات بمرتين و مرة واحدة

ونستنتج من خالل تحليلها لمعطيات الجدول أن إدراك المدمن بمخاطر اإلدمان على

المخدرات وما يترتب عنها من آثار على الفرد والمجتمع، ليس لها تأثير واضح على توقف

ى التعاطي، وهذا يفسر لنا انه سواء كان الفرد مدرك بخطورة التعاطي أو غير الفرد عل

مدرك، إال أن نسب عدد مرات العود إلى المخدرات عالية وهذا يوضح لنا أن الدافع الى

فقط عند معرفة الفرد لمخاطر المادة المخدرة والعود إليها له أسباب وعوامل عديدة ال تتوقف

يرا اإلعالم والحمالت والدعوات التي تشير إلى خطورة المخدرات المخدرات من خالل تأث

172

وعليه كان ال بد من مساعد الفرد المدمن، وعالجه قبل أن تؤدي به المخدرات الى الموت

.الحتمي

): 49(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لطرق وأساليب التعاطي

%النسبة العدد طرق أساليب التعاطي

%22.72 25 بلعالفم وال

%63.63 70 التدخين

%10.90 12 االستنشاق

%02.27 03 الحقن

%100 110 المجموع

نالحظ من خالل هذا الجدول، الذي يبين لنا طرق وأساليب تعاطي أفراد العينة

للمخدرات، أن أعلى نسبة تتعاطى المخدرات عن طريق التدخين، حيث قدرت النسبة بـ

، في %22.72سبة الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الفم والبلغ بـ ، ثم تليها ن63.63%

بينما تتقلص %10.9حين بلغت نسبة من يتعاطون المخدرات عن طريق االستنشاق بـ

.في آخر مرتبة %02.27نسبة من يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن بـ

لمخدرات تختلف ونستنتج من خالل معطيات جدول سالف الذكر، أن طريقة استعمال ا

باختالف استخدام المادة المخدرة، وطبيعة المخدر وتكوينه الطبي وشكله المادي، مثل

إلخ، ويعتبر التدخين من أهم الوسائل المستخدمة نتيجة التعود الدائم ... األقراص والمسحوق

ناولها عليها، والذي يتم عن طريق السجائر، وفيما تدمج معها مادة الحشيش المخدرة التي يت

جميع المدمنين المبحوثين، ومن أخطر الوسائل المستخدمة هي االستنشاق التي يكون تأثير

المخدر من خاللها قويا وسريعا، والحقن أيضا يؤدي إلى إدخال المخدر في الدم وتنتشر عبر

الدم في الجسم لتصل إلى الدماغ بسرعة، وعليه تعتبر السجائر هي السبب الرئيسي التي

لى استخدام المخدرات وتعلمها، فإذا ثم حماية الشباب من التدخين، تكون قد تؤدي إ

.ساعدناهم من الوقوع في آفة كبيرة وهي آفة المخدرات

173

)50(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة حسب مصدر التعلم في تعاطي المخدرات

%النسبة العدد مصدر التعلم على المخدرات

%6.36 07 أعضاء العائلة

%70 77 األصدقاء

%2.72 03 األقارب

%20 22 الذات

%0.90 01 آخرون

%100 110 المجموع

نالحظ من خالل معطيات الجدول أعاله، الذي يبين لنا توزيع أفراد العينة حسب

مصدر التعلم في تعاطي المخدرات أن أكبر نسبة كان مصدر تعلمهم من األصدقاء بـ

ذين تعلموا تعاطي المخدرات من تلقاء أنفسهم ، في حين يأتي نسبة ، تليها نسبة ال70%

ثم تليها نسبة من كان مصدر تعلمهم المخدرات هم %6.36مصدر أعضاء العائلة بـ

، في حين تتقلص النسبة للذين كان مصدر تعلمهم آخرون في آخر %2.72األقارب بـ

.%0.90مرتبة بـ

ت الجدول أن األصدقاء والممارسة الشخصية كانت ونستنتج من خالل تحليلنا لمعطيا

تتصدر فئة النسب األخرى، وهذه النتيجة تتماشى مع الواقع وما يفسر انحرافهم، باعتبارهم

المنحرفة والشاذة، كالسرقة وتعاطي المخدرات وارتكاب ميقتدون بقرناء السوء، وسلوكاته

م أبنائهم للسلوكات المنحرفة السيما تعاطي الجرائم المختلفة، أما بالنسبة لألسرة كمصدر للتعل

المخدرات، فهذه النتيجة تدل على أن أسرة المبحوث أسرة مفككة ومجحفة أخالقيا وخلقيا،

حيث تتخلى عن وظيفتها األساسية المتمثلة في التوجيه السليم والرعاية التربوية والخلقية

نحرافات الضارة وبذلك تساهم في ألبنائها حيث تخلق جيال سليما خاليا من األمراض واال

.بناء وتشير المجتمع السليم

174

)51(جدول رقم

يبين توزيع أفراد العينة وفقا لوجهة نظرهم في اإلجراءات المقترحة لضبط مشكلة اإلدمان

)متعدد اإلجابات(على المخدرات والعود إليها

%النسبة العدد اإلجراءات المقترحة

%04.68 12 تشديد العقوبة

%30.07 77 القضاء على البطالة

%16.01 41 قوة اإلرادة

%13.67 35 الضبط األسري

%34.76 89 العالج الطبي

%0.67 02 غير ممكن

%100 256 المجموع

، الذي يبين وجهة نظر المبحوثين في )51(يتضح لنا من خالل الجدول رقم

لى المخدرات والعود إليها، أن أعلى نسبة تجد اإلجراءات المقترحة لضبط مشكلة اإلدمان ع

، تليها نسبة من أجابوا %34.76في العالج الطبي دور في القضاء على هذه المشكلة، بـ

، بينما يرى البعض اآلخر على أن قوة %30.07بأن القضاء على البطالة يحل المشكلة بـ

بينما اقترح البعض اآلخر ، %16.01اإلرادة لها دور فعال في ضبط السلوك اإلنساني بـ

، وتليها من يرى في تشديد العقوبة، قضاء على %13.67أن يكون هناك ضبط أسري بـ

، وفي آخر مرتبة اقترح نسبة قليلة فقط بعدم وجود %04.68المشكلة نهائيا بـ

.%0.67حل ممكن بـ

اد العينة بحل مشكلة ونستنتج من خالل تحليل الجدول سالف الذكر، أن اقتراحات أفر

تعاطي المخدرات والعود إليها كانت مختلفة ومتعددة، إال أن األغلبية اقترحوا العالج الطبي

الفعال، واعتبروه الحل المناسب لضبط هذه المشكلة هذا باإلضافة إلى أن توفير مناصب

ة اإلرادة عمل والقضاء على البطالة سيحل المشكلة، وهذا الى أن البعض اآلخر يرى أن قو

لها دور كبير في التأثير على سلوكات األفراد وضبطها، الى جانب ذلك اقترح هؤالء الشباب

175

الضبط األسري واعتبروا أن األسرة قد تساعد على القضاء على إدمان أفرادها للمخدرات

.باإلضافة الى التزامات الشرطة واألمن والشدة في تطبيق العدالة حسب رأي اآلخرين

كن استنتاجه هو أن كل االقتراحات السابقة لو اجتمعت على مجموعة من وما يم

.المدمنين ألدى ذلك الى القضاء على المشكلة نهائيا

176

: نتائج الفرضية الثالثة: ثانيا

بعض المعتقدات الشائعة في أوساط الشباب حول المخدرات تؤدي إلى و التي تنص بان

.ن على المخدرات والعود إليها مرة أخرىاالنحراف واإلدما

، تبين لنا أن هناك فعال )38، 37، 35، 34، 33: (ومن خالل الجداول التالية رقم

بعض االعتقادات التي من شأنها أن تؤدي بالفرد إلى االنحراف، وارتكاب السلوكات

خدرات والعود االنحرافية والفساد الخلقي، كالسرقة واالعتداء على اآلخرين، وتعاطي الم

.إليها

ومن خالل دراستنا وعرضنا للجداول السابقة اتضح أن هناك آراء مختلفة ومتعددة

حول المعتقدات الشائعة في وسط الشباب حول المخدرات، فالبعض من الشباب يعتقد أن

إدمانه وعودته للمخدرات يدخل في إطار التميز عن اآلخرين، كأن يقوم أحد من أفراد

لمنحرفة بسلوك إجرامي أو انحرافي يتباهى به لدى أصدقائه وهذا الفعل يعتبره الجماعة ا

تميزا في إطار الجماعة، وهو ما يشكل لديهم وفق ما جاءت به نظرية الثقافة الفرعية

المنحرفة وهي ثقافة لها ميزات وخصائص ورموز يفهمها إال األفراد المجرمون، لتسهيل

ميزهم عن غيرهم من األفراد األسوياء، في حين يعتقد البعض عمليات االتصال فيما بينهم وت

اآلخر أن إدمان المخدرات هو وسيلة لكسب ثقة أصدقائهم والتقرب إليهم، وهو ما يوضحه

، وهذا االعتقاد الشائع بينهم يعتبر الرابط الذي يجمعهم فيما بينهم )33(أيضا الجدول رقم

جدول رقم - من بين تلك االعتقادات األمور العاطفية ويمثل قمة الصداقة، بينما نجد أيضا أن

سواء تعلق ذلك بالعالقات مع األصدقاء أو مع أفراد األسرة، أو عالقات عاطفية مع - )33(

أشخاص آخرين، ولم تنجح تلك العالقات أو توقفت نتيجة الوفاة أو غيره، أو نتيجة األحوال

فسه، فتؤدي إلى ما يعرف بالصدمة، والتي من االجتماعية واالقتصادية التي يعيشها الفرد ن

.شأنها أن تؤدي الى االنحراف وتعاطي المخدرات أو االنتحار

كما اتضح لنا أن هناك بعض الشباب اآلخرين يعتقدون أن اإلدمان على المخدرات

، خاصة وأن تعاطي )33(عبارة عن مواكبة للحداثة وتطورات العصر، جدول رقم

عليها انتشر في كل المناطق خاصة المدن الكبرى، ذات الكثافة السكانية المخدرات واإلدمان

177

العالية، وفي المناطق الحضرية وشبه الحضرية وهو ما يوضحه الجدول السالف الذكر رقم

)02.(

وكون أن هؤالء الشباب يعانون من أزمة البطالة وسوء األحوال المعيشية تبين لنا أن

درات والمتاجرة بها يؤدي إلى توفير المال وتحسين ظروف البعض يعتقد أن إدمان المخ

المعيشة، كما تبين لنا أيضا أن هناك من الشباب من يعتقد بأن المخدرات تعزز المكانة

االجتماعية وترفع من قيمة الفرد في المجتمع، خاصة وأن األغلبية من هؤالء الشباب قد

لى الطبقة المتوسطة والفقيرة، فهم تركوا الدراسة في سن مبكرة ودون عمل وينتمون إ

يعتقدون أن المخدرات تنتشر أكثر لدى الطبقة الغنية، وطبقة المشاهير، وذوي الشخصيات

).34(التي لها صدى إعالمي وفني كبير، وهو ما يوضحه الجدول رقم

وقد تبين لنا أيضا أن األغلبية يعتقد فعال أن المعتقدات سالفة الذكر لها عالقة وطيدة

).35(بعودة هؤالء الشباب لالنحراف وتعاطيهم للمخدرات وهو ما يؤكده الجدول رقم

ومن خالل معرفة وجهة نظر هؤالء الشباب المبحوثين حول تأثيرات استهالك

المخدرات، تبين لنا أن هناك اعتقادات ذاتية للمدمنين حول المخدرات من بينها خلق جو من

الدنيا ومشاكلها، وتساعد على تعزيز الثقة بالنفس ومظهر الرفاهية والسعادة وتنسي هموم

).36(للرجولة، وتضاعف الرغبة الجنسية وهو ما يوضحه الجدول رقم

جدول رقم - وبالرغم من اعترافات أغلبية العينة بتأثيرات المخدرات بأنها سلبية

جة األولى وتوفر إال أنه يفسر سبب عودتهم للمخدرات برغبتهم في العود إليها بالدر - )37(

المخدرات وانتشارها بسهولة اقتنائها و وجود مشاكل أسرية أدت في اعتقادهم إلى العود

).38(لإلدمان وهو ما يوضحه الجدول رقم

ومن خالل ما سبق نستنتج أن هناك فعال اعتقادات شائعة في أوساط الشباب حول

.إلدمانالمخدرات، تساعد على االنحراف والعود إلى التعاطي و ا

178

االستنتاج العام

من خالل عرضنا وتحليلنا للدراسة الميدانية تبين لنا أن فرضيات الدراسة قد تحققت،

وهذا يدل على أن ظاهرة اإلدمان والعود للمخدرات هي ظاهرة منتشرة في األوساط

لك، خاصة إذا كان هؤالء الشبابية،وما ارتفاع عدد مرات العود لإلدمان إال دليل على ذ

الشباب يعيشون في أسر مفككة، سواء بالطالق أو االنفصال أو غياب أو موت أحد الوالدين

أو كالهما، أو اضطراب العالقات بين أفراد األسرة وسوء التنشئة الوالدية الممارسة على

درات األبناء، وعدم مراقبة سلوكاتهم وهي مؤشرات تؤدي إلى االنحراف وتعاطي المخ

والعود إليها، بصورة مباشرة و غير مباشرة باإلضافة إلى تدهور األحوال االجتماعية

واالقتصادية وسوء المعيشة وعدم قدرة األولياء على تحقيق احتياجات أفرادها، وقد يزداد

األمر سوء إذا ما ارتبطت هذه المشاكل باألبناء الذين يعانون من البطالة والتسرب المدرسي

الفراغ ومخالطة رفقاء السوء، وهي مؤشرات لها صلة مباشرة بإدمان وعودة األفراد وأوقات

للمخدرات، باإلضافة إلى المعتقدات الشائعة في وسط الشباب المنحرفين التي تدفع الى

:االنحراف بشكل عام، وقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج التي يمكن ذكرها فيما يلي

راسة أن الفئة العمرية الغالبة العائدة إلى تعاطي المخدرات تقع بين تبين من خالل الد -1

.%65.44سنة، إذ قدرت بنسبتها بـ 20-29

تبين من خالل الدراسة أن أغلبية المبحوثين يقطنون في مناطق شبه حضرية بنسبة -2

63.63%.

المدنية اتضح من خالل الدراسة أيضا أن نسبة الشباب األعزب أكثر من الحاالت -3

.سنة 30األخرى، وتأخر سن الزواج إلى ما بعد سن

توصلت الدراسة إلى أن المستوى التعليمي ألفراد العينة من بينهم جامعيون بنسبة -4

، وهي نتيجة تحتاج إلى دراسة أعمق والكشف عن أسباب انتشار المخدرات في 36.36%

.األوساط الطالبية

مستوى دون الثانوي وهو ما يوضح لنا العالقة بين تبين أن أغلبية المتعاطين لهم -5

.التعاطي والتسرب المدرسي

179

تبين من خالل الدراسة أيضا أن نسبة البطالة بين أفراد العينة مرتفعة إذ قدرت بنسبة -6

.، وهو ما أدى لإلدمان على المخدرات والعود إليها41.81%

.توى تعليمي منخفضتبين أن أفراد العينة ينتمون إلى أسر تتميز بمس -7

تبين من خالل الدراسة أن نسبة العود لإلدمان على المخدرات من طرف أفراد العينة -8

.%82مرتفعة جدا إذ بلغت نسبة العائدين ألكثر من مرتين

توصلت الدراسة إلى أن عدد مرات العود لإلدمان على المخدرات منتشرة أكثر بين فئة -9

.لى عكس العاملينالشباب العاطلين عن العمل ع

سواء ) %53.63(تبين من خالل الدراسة أن أفراد العينة يعيشون في أسر مفككة بنسبة -10

.ذلك بالطالق أو انفصال، وفاة األب أو األم أو كالهما

تبين أن عدد مرات العود لإلدمان المتزايدة له عالقة غير مباشرة بالتفكك األسري -11

.بجميع أشكاله

لدراسة إلى أن حالة غياب األب كانت غالبا اذ قدرت النسبة في ذلك بـ توصلت ا -12

.من مجموع أفراد العينة.35.45%

تبين من خالل الدراسة أن طبيعة العالقة بين أفراد العينة والوالدين عالقة سيئة بنسبة -13

.%49.09، مقابل طبيعة العالقة مع اإلخوة التي تبين أنها عادية بنسبة 49.09%

.%48.18توصلت الدراسة الى أن العالقة بين الوالدين سيئة لدى المبحوثين بنسبة -14

تبين لنا أنه كلما كانت العالقة بين الوالدين جيدة قلت عدد مرات العود لإلدمان، وكلما -15

.كانت العالقة سيئة كلما زادت عدد مرات العود

في أسر يسودها غالبا النزاع بين تبين من خالل الدراسة أن أفراد العينة يقطنون -16

.%49.09الوالدين المتمثل في الضرب والشتم بنسبة

تبين من خالل الدراسة أن األغلبية من أفراد العينة يقضون أوقات فراغهم خارج -17

.المنزل، في المقهى وقاعات الترفيه، والمرافق العمومية

عينة العائدين لإلدمان يعانون من من أفراد ال %31.81توصلت الدراسة إلى أن نسبة -18

.المعاملة السيئة داخل منازلهم

180

توصلت الدراسة أيضا إلى أن نوع الرقابة األسرية لبعض أفراد العينة كانت صارمة -19

.%30، ومتساهلة بنسبة %23.63بنسبة

اتضح من خالل الدراسة أن رد فعل األسرة حول إدمان أفرادها وعودتهم للمخدرات لم -20

.كن له أثر، ولم تجد نفعا سواء بعدم المباالة والنصح بترك المخدر أو العقاب أو العالجي

من أفراد العينة تتسم أساليب المعاملة %37.75تبين من خالل الدراسة أن نسبة -21

الوالدين في التنشئة االجتماعية بالنسبة لألب بالشدة بينما يتسم أسلوب المعاملة لدى األم

.األمر الذي أدى إلى انحرافهم %35.78الزائدة بـ بالحماية

اتضح من الدراسة أن نسبة معتبرة من أفراد العينة ليس لديهم دخل شهري معلوم -22

.وبالتالي فهم ينتمون إلى أسر فقيرة مما دفع للعود للمخدرات مرة أخرى

لة، وهذا مؤشر من أفراد العينة يشتكون من رداءة السكن ووضعية العائ %70تبين أن -23

.آخر على انحرافهم

تبين من خالل الدراسة أن معظم أفراد العينة يعانون من مشاكل نفسية وعضوية -24

خصوصا التوتر والقلق واالكتئاب والهيجان مما يجعلهم غير قادرين على مواجهة المواقف

.والمصاعب

ء منحرفون وذوي سوابق اتضح من الدراسة أن نسبة كبيرة من أفراد العينة لهم أصدقا -25

.عدلية

تبين أن معظم أفراد العينة لهم أصدقاء سوء مدمنون على المخدرات مما يجعلهم -26

.عرضة لإلدمان على المخدرات والعود إليها

اتضح من الدراسة أيضا أن أفراد العينة يعانون من بعض المعتقدات الشائعة في -27

.األصدقاء، و توفير المال وسطهم مثل التميز عن اآلخرين وكسب ثقة

هناك نسبة معتبرة من العائدين لإلدمان يعتقدون أن األشخاص الذين يتعاطون -28

.%23، والمشاهير بنسبة %30.90المخدرات هم من طبقة األغنياء بنسبة

كما توصلت الدراسة إلى أن اإلفراد العائدين يعتقدون أن استهالك المخدرات يؤدي -29

من الرفاهية والسعادة وتنسي هموم الدنيا ومشاكلها، مما يؤدي بهم الى العود إلى خلق جو

.إليها مرة أخرى

181

اتضح من خالل الدراسة أيضا أن األغلبية من المدمنين يعانون من مشكلة الرغبة في -30

.العودة لإلدمان مرة أخرى، وبعض من المشاكل األسرية

نة أن التفكك األسري والتنشئة االجتماعية غير اتضح أيضا حسب وجهة نظر أفراد العي -31

.السليمة يمثالن سببان رئيسيان في دفعهم نحو اإلدمان والعود إليها

كما توصلت الدراسة إلى أن المرحلة العمرية التي بدأ فيها أفراد العينة تعاطيهم -32

.%37.27بنسبة ) سنة 24-15(للمخدرات من

، من أفراد العينة يتعاطون أكثر من نوع واحد %41.45تبين من خالل الدراسة أن -33

، وتليها الحبوب و األقراص، وهي %22.65واحتل مادة الحشيش المراتب األولى بنسبة

.المواد األكثر انتشارا وفقا لوجهة نظرهم

.%54.54تبين أن الحصول على المواد المخدرة كان مصدره الزمالء بـ -34

من العائدين لإلدمان قضوا فترة زمنية % 88.18ن ما نسبته تبين من خالل الدراسة أ -35

.من ثالث إلى أربع سنوات فأكثر وهم يتعاطون المخدرات

كما توصلت الدراسة إلى أن األغلبية من العائدين لإلدمان غير مقتنعين بالعالج في -36

.المراكز المختصة األمر الذي أدى إلى عودتهم للمخدرات مرة أخرى

.ين أيضا أن أصدقاء السوء هم مصدر تعلم التعاطي وسبب في عودة الشباب لإلدمانتب -37

182

الخـــاتمة

باتت فعال تهدد أمن ةتعد ظاهرة العود لإلدمان على المخدرات مشكلة اجتماعي

المجتمع وسالمته، وال يقتصر ذلك على المجتمع الجزائري فقط، بل أصبحت خطرا يجتاح

نسانية وتنعكس آثاره على المجتمع من مختلف النواحي السياسية، واالقتصادية المجتمعات اإل

واالجتماعية والصحية، ومشكلة العود ما هي إال رد فعل لجملة المشاكل التي يواجهها الفرد

في حياته االجتماعية، كالبطالة، والفقر، وعدم وجود فرص عمل مالئمة، وتفكك األسرة ماديا

ية األبناء، والمعالة السيئة، ومخالطة رفقاء السوء، وتدني المستوى ومعنويا وسوء ترب

إلخ من العوامل المتعددة التي تنعكس آثارها … المعيشي والثقافي والتربوي، ورداءة المسكن

على الفرد بالدرجة األولى، فيقع في االنحراف واإلدمان على المخدرات والعود إليها،

ت الشائعة في أوساط الشباب والدافعة لالنحراف والفساد باإلضافة إلى جملة من المعتقدا

.األخالقي واإلجرام

ومن خالل دراستنا توصلنا إلى أن الشباب الزال يعاني من أزمات ومشكالت

اجتماعية واقتصادية، ومشاكل أسرية، حالت دون استقامة سلوكه وتعديله، وكانت دافعا للعود

عن المخدرات، ومن بينها بالدرجة األولى البطالة في كل مرة يرغب فيها الشباب التوقف

والفقر، وأوقات الفراغ، ومخالطة رفقاء السوء، المدمنين على المخدرات، باإلضافة إلى سوء

العالقات األسرية، وغياب التفاعل األسري بين الوالدين واألبناء، وهي عوامل مباشرة أدت

.ي المخدرات والعود إليهاإلى اتساع الهوة بين محاوالت التوقف عن تعاط

ومن المشاكل المختلفة التي أدت للعود لإلدمان تبني الشباب أفكار خاطئة حول

المخدرات لدى الشباب معتقدين بأنها تساعد على نسيان الهموم، وخلق جو من الرفاهية

والسعادة، ومظهر للرجولة وزيادة الرغبة الجنسية، وكسب ثقة األصدقاء، األمر الذي أدى

.إلى عودتهم مرة أخرى لالنحراف ومن ثمة إلى اإلدمان

وبما أن األسرة تلعب الدور األكبر في تشكيل اتجاهات األبناء، فقد تبين أن هناك

عالقة بين تفكك األسرة بمختلف أشكاله وعودة الشباب للمخدرات بصورة مباشرة، وغير

لوالدين، وغياب األب عن مباشرة، خاصة األسر التي يسودها الخالف والصراع بين ا

183

األسرة، األمر الذي بين لنا أن لها عالقة بزيادة عدد مرات العود لإلدمان على المخدرات

.لدى الشباب

وكخالصة لبعض النتائج العامة للدراسة حول المخدرات واإلدمان بصفة عامة تبين

:لنا ما يلي

السياقات الحضرية وشبه تعد ظاهرة اإلدمان من المشكالت التي تزداد حدتها في -

.الحضرية، والصناعية، وتقل خطورتها في السياقات الريفية والبدوية

يعد الحشيش أكثر مواد انتشارا في المجتمع الجزائري ومن بين العوامل المؤدية لإلدمان -

.والعود

قل دلت الدراسة الراهنة والدراسات السابقة على أن المخدرات تنتشر بين الشباب أو من ي -

.أعمارهم عن األربعين سنة وتنتشر أكثر لدى ذوي المستويات التعليمية المنخفضة

إن المخدر أيا كان نوعه، يؤثر على أجهزة البدن من حيث القوة والحيوية والنشاط، ومن -

حيث المستوى الوظيفي ألعضاء الجسم، وحواسه المختلفة باإلضافة إلى اآلثار الفيزيولوجية،

عجز المدمن المتعاطي لبعض المخدرات على الحصول عليها في األحوال التي تنتج عن

.التي اعتاد تناولها فيها

إن المخدرات تؤدي إلى انهيار الروابط األسرية، وتفكك العالقة داخل النسق األسري، كما -

.يتزايد عجز الشباب عن مواجهة الواقع واالرتباط بمتطلباته

، وعدم مقدرتها على تحقيق متطلبات أفرادها وإشباع تدني المستوى المعيشي لألسرة -

.حاجاتهم تعد سببا في انحراف األبناء، ووصولهم الى اإلدمان

وكذلك البيوت المتصدعة بسبب فقدان أحد األبوين أو كالهما، سواء بالموت أو الهجر أو -

النحراف واإلدمان السجن، أو االنفصال أو الطالق، كثيرا ما تؤدي الى نتائج سلبية، تهيئ ل

.والعود للمخدرات

كلما كانت الظروف االقتصادية والبيئية سيئة توفر للشباب السبب والظروف المالئمة -

.لإلدمان والعود للمخدرات

إن التفكك األسري يعود بالضرر على المجتمع كله، وال تنعكس آثاره السلبية على -

جتماعية ويؤدي إلى مشكالت وانحرافات سلوكية الزوجين فقط، بل يؤثر سلبا في التنشئة اال

184

للنشئ، وهذا يشكل خطرا على النظام االجتماعي على المدى البعيد، ويهدد تماسك المجتمع

.وأمنه

من بين األسباب والعوامل المؤدية الى االنحراف واإلدمان، تلك المتعلقة بالمعتقدات -

تقدات خاطئة تمهد وتهيئ األفراد الشائعة في أوساط الشباب حول المخدرات، وهي مع

.لالنحراف واإلجرام

كما وأن اآلثار السلبية للبطالة، أنها تجعل الشباب يعيش في فراغ ممل مما قد يعود الى -

تعاطي المخدرات واإلدمان والعود إليها مما يشكل خطرا على الشاب نفسه، وعلى المجتمع

ع به إلى ارتكاب سلوكات انحرافية وإجرامية ككل، باإلضافة إلى مخالطة رفقاء السوء، فيدف

.لم يعرفها مجتمعنا الجزائري من قبل

قد تبين أيضا أن لألسرة دور مهم في تشكيل شخصيات األبناء وبقدر نجاح األسرة في -

تحمل مسؤوليتها التربوية، وبقدر رعايتها لألبناء، وتوجيههم يمكن ضبط سلوك األبناء،

.وع في االنحراف واإلدمان والعود للمخدرات، ومختلف الجرائمومساعداتهم في عدم الوق

وعليه فإن ظاهرة العود لإلدمان على المخدرات مشكلة اجتماعية تعود إفرازا للنمو

الحضري وطبيعة المجتمع الحديث، الذي أفقد األسرة وظائفها األساسية وتماسكها،

والفقر، والمشكالت المنتشرة في العالم واستقرارها، وكذا مشكالت عديدة منها مشاكل البطالة

المعاصر، وكذا المشاكل األسرية والتفكك األسري، والتي هيأت الفرصة لإلدمان ومن ثمة

.العود إليها مرة أخرى

185

االقتراحات والتوصيات

إذن تبقى الوقاية خير من العالج، فكيف يمكن حماية مجتمعنا من المخدرات

ة، فالمخدرات أصبحت تمثل مسألة ذات اهتمام الدول بالدرجة األولى، حيث وتأثيراتها السلبي

تجمع شعوب العالم على أن المخدرات تنتشر حاليا في معظم الدول الغنية والفقيرة، الشمالية

والجنوبية، ومن الفئات االجتماعية العليا، والوسطى، والدنيا، لذلك فالجميع يسعى إلى تقديم

من شأنها أن يكون لها صدى إيجابي في المجتمع، وتصبح أجهزة اقتراحات وتوصيات

المكافحة أكثر فعالية، وهذه االقتراحات والتوجيهات منتشرة بكثرة في العديد من الدراسات

السابقة حول المخدرات واإلدمان، وفي البحوث العلمية والكتب والمجالت، خاصة الدراسات

المخدرات وطرق مكافحتها، وما يهمنا في هذه الدراسة التي تتعلق بسبل العالج والوقاية من

بعض االقتراحات والتوصيات والمرتبطة بالوقاية من اإلدمان والعود إليها، وتطوير األساليب

:ومن بين االقتراحات ما يلي. العالجية للمدمنين وألسرهم

اقتراحات من جانب التأهيل النفسي واالجتماعي: أوال

لمشكلة الرئيسية للعود لإلدمان على المخدرات تتمثل في اإلدمان ليكن في العلم أن ا

الذي يتبع التعاطي للعقاقير والمواد المخدرة، ومن بين السبل والطرق الالزمة لمواجهة هذه

:المشكلة بالنسبة للعاملين والمختصين النفسانيين واالجتماعيين في مجال اإلدمان ما يلي

ن والعائدين للمخدرات، يتم فيها البحث عن األسباب التي تدفع محاولة إقامة جلسات للمدمني -

إلى الرغبة في العود لإلدمان، والمشاعر واألحاسيس المصاحبة لها، وعرض األسباب

.المؤدية للعودة بصورة جدية ومحاولة تغييرها

لثقافية المتابعة الدائمة لألشخاص الذين تمت معالجتهم نفسيا واجتماعيا، ومناقشة الخلفية ا -

.واالجتماعية، وتدعيم مكانته في المجتمع مستقبال

يجب على المختصين النفسانيين واالجتماعيين تفهم المشاكل ومواقف الخطر التي قد تدفع -

.إلى اإلدمان مرة أخرى

محاولة تعليم المدمنين كيفية التعامل مع المواقف واآلالم واألعراض التي قد تظهر في -

لتوقف، وكذا التعامل مع من يتعاطون المخدرات من األهل واألصدقاء، في الفترة األولى ل

.هذه الفترة وكيفية التغلب عن اإللحاح والرغبة إلى العود

186

يجب أن يدرك المدمن المتوقف عن التعاطي أن المشكلة هي مشكلة اجتماعية ومرضية -

ر على حياة الفرد خطيرة، وليست مجرد عادة سيئة وكأي مرض آخر، وأن اإلدمان يؤث

.ويؤدي إلى مشاكل خطيرة

مساعدة األفراد الذين قرروا االبتعاد عن المخدرات في إعادة دراسة خبراتهم السابقة مع -

المخدرات، والتفكير في طريق أفضل للخالص منها، وعدم العود إليها وتعليمهم مفاهيم

في حياتهم تساعدهم على أساسية عن طريق الحياة الصحيحة، وكيفية خلق مجاالت جديدة

خوض التجربة بنجاح وتحفيزهم للمصاعب المتوقعة في الفترات األولى للتوقف، وممارستهم

.لما يجب عمله في مواجهة هذه المشاكل ومساعدتهم في كيفية العيش من دون مخدرات

د العالج النفسي واالجتماعي للمدمنين، وألسرهم ومحاولة عالج االضطرابات داخل أفرا -

.األسرة ومناقشة مشاكل األسرة

إعادة دمج المدمن في األسرة والمجتمع، وذلك من خالل تحسين العالقة بين المدمن -

واألسرة والمجتمع، وتدريبها على تقبيل وتفهم كل منهما لآلخر، ومساعدة المدمن على

.استرداد ثقة أسرته ومجتمعه فيه

ي أوقات الفراغ ببرامج ونشاطات تعبر عن محاولة إشغال الشباب في نشاطات مفيدة ف -

.ميولهم وتتوافق مع خصائصهم واتجاهاتهم المعاصرة

زيادة عدد االختصاصيين االجتماعيين والنفسانيين في المدارس الرسمية للقيام بواجبهم -

.التوعوي المهني في التوعية بمخاطر المخدرات واكتشاف الحاالت مبكرا

ل االجتماعي بين األفراد الذين توقفوا عن المخدرات بنجاح وبين العمل على تقريب التفاع -

المدمنين، لمحاولة تشجيعهم وأخذ الخبرات والمواقف التي من خاللها توقفوا عن تعاطي

.المخدرات نهائيا وتعليمهم كيفية التعامل مع األصدقاء المدمنين الذين لم يجدوا سبيال للعالج

الجيدة، والعمل على تكوين صداقات جديدة، ومحاولة تغيير تدعيم العالقات االجتماعية -

سلوكات وأهداف المدمنين ومناقشة مشاكل األسرة خاصة في مرحلة العالج والتوقف عن

.التعاطي

.التطلع إلى المستقبل واألهداف الجيدة في الحياة -

187

تخص األسرةاقتراحات وتوصيات : ثانيا

عالجة الوضع األسري للمدمنين على المخدرات، و على الجهات المسؤولة السعي إلى م -

وضع إستراتيجية وطنية تعنى باألسرة، على أن تتضمن الجوانب الدينية والثقافية

واالجتماعية والتربوية والوقائية واإلعالمية والمهددات المختلفة التي تهدد األسرة الجزائرية،

.وسبل الوقاية والعالج

.دارية المتخصصة في مجال األسرةتوفير الخبرات الفنية واإل -

إجراء دراسات مستقبلية تتناول مدى انتشار مظاهر التفكك األسري بجميع أشكاله، وعلى -

المسؤولين واألسرة الجامعية، وتشجيع الدراسات والبحوث التي تهدف إلى دراسة التفكك

.األسري في المجتمع الجزائري

اجيات الفرد باعتبار أن المشكلة قد انتهت وأن ال يجب على األسرة إهمال متطلبات وح -

.العالج كان ناجحا

يجب تعزيز الروابط والعالقات بين أفراد األسرة، وعدم إهمال األبناء وسوء المعاملة -

.للفرد الذي عاد لإلدمان مرة أخرى

ء إن المشاكل األسرية والصراعات والنزاعات بين الوالدين لها انعكاسات سلبية على شفا -

المدمن، بادعائه عدم وجود الدعم الكافي له، أثناء توقفه عن المخدرات، وعليه فإن اهتمام

.األسرة بالمدمن يقلل من العود لإلدمان

برامج عالجية: ثالثا

مساعدة الجسم على التخلص من السموم ومحاولة التخفيف من آالم االنسحاب وتعويضه -

.راض الناتجة عن االنسحابعن السوائل المفقودة، ثم عالج األم

.مواجهة آثار الجرعات الزائدة -

.تناول األدوية المضادة فيزيولوجيا للمخدرات، والتي تفسد تأثير مشتقات المخدرات -

.التأكيد على مدى فعالية العالج في العيادات الخارجية والمراكز المختصة -

اقتراحات متنوعة: رابعا

.ثيرها على الشباب واألطفال واآلثار المرتبطة بحدوث اإلدمانمواجهة مشكلة التدخين ، تأ -

188

العمل على تغيير المعتقدات والمفاهيم الخاطئة المنتشرة في وسط الشباب بخصوص -

.ظاهرة إدمان المخدرات في المجتمع، وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة والتصدي لها

ذات طابع إنتاجي لهم، مع المراقبة من خالل إنشاء مؤسسات اقهيننالوتوظيف المدمنين -

.النفسية والطبية

.شغل أوقات الفراغ في أنشطة رياضية وترفيهية في المدارس ومراكز الشباب -

استخدام أسلوب الترويع والتخويف لالستخدام غير المشروع للمخدرات وعن آثارها -

.خطورةالضارة، مما يؤدي إلى عدم استخدامها أو استخدام األنواع األشد

إشراك جميع الفئات ومؤسسات المجتمع في تقديم معلومات وتدابير وقائية في المدرسة -

.واألسرة والمجتمع

استخدام اإلذاعة والتلفزيون والصحف على أن تكون حمالت إعالمية مكثفة في فترة -

.زمنية محددة

.افالعمل على تقديم البدائل الالزمة أو السلوك الذي يحل محل االنحر -

تدعيم الجهود األمنية والمصالح المختصة في القضاء نهائيا على اإلتجار بالمخدرات -

.وترويجها ومنع دخول المخدرات إلى المجتمع ومنع وصولها إلى األفراد

189

قائمـــــة المراجع

190

المراجع قائمة I - المراجع باللغة العربية

لمصادرا :أوال

القرآن الكريم -1

الكتب: ثانيا

).1ط. (اجةــسنن ابن م. ابن ماجة، الحافظ، أبي عبد اهللا محمد بن يزيد القزوين -1

.2000بيروت إحياء التراث العربي، سنة

.2005ل للنشر،سنةدار وائ: بغداد .)1ط(.اعيمناهج البحث االجتم .إحسان محمد حسن -2

دارالطليعة،:بيروت األسس العلمية لمناهج البحث االجتماعي.حمد حسنإحسان م -3

.1982سنة

.ـة والفقه الجنائيظاهرة العود الى الجريمة في الشريعة اإلسالمي. أحمد حبيب السماك -4

.1975مطبوعات الجامعة، سنة : الكويت.

مكتبة الفالح للنشرو التوزيع،: الكويت). 1ط. (األسري علم النفس. أحمد مبارك الكندي -5

.1989سنة

ديوان المطبوعـات الجامعية،: بيروت. امـعلم اإلجرام الع. الشاذلي فتـوح عبد اهللا -7

.2002سنة

عمار،مطـابع قرفي :الجزائر.استهالك المخدرات ورد الفعل االجتماعي.العياشي عنصر -8

.دون سنة

عالم المعرفة،: بيروت. داثـأثر التفكك العائلي في جنوح األح. الياسين جعفرعبداألمين -9

.1981سنة

.1979مكتبة الشرقية، : بيروت. المخدرات اعرف عنها وتجنبها. أنطوان البستاني -10

دار صفاء للنشر: عمان). 1ط. (سرة والمجتمعالطفل واأل. حنان عبد المجيد العناني -11

.2000والتوزيع، سنة

دارالفكر :القاهرة. بحوث إسالمية في األسرة والجريمة والمجتمع. حسن الساعاتي -12

191

.1996العربي، سنة

سسة شباب الجامعة، مؤ: اإلسكندرية. األسرة والمجتمع. حسين عبد الحميد رشـوان -13

.2003سنة

الجامــعي المكتب: اإلسكـندرية. علم االجتماع الجنائي. حسين عبد الحميد رشوان -14

.2005الحديث، سنة

.المكتب العلمي للنشر والتوزيع، دون سنة. سيكولوجية اإلدمان. حسين على فايد -15

دار:،القاهرة)1ط.(االضطرابات السلوكية وتشخيصها أسبابها وعالجها.ن على فايدحسي -16

.2001طيبة للنشر والتوزيع، سنة

المكتب:اإلسكندرية. السلوك االنحرافي في إطار التخلف والتقدم. خيري خليل الجميلي -17

.1998الجامعي الحديث،

دار الكتـاب : الجزائر. منهجية البحث العلمي في العلوم االجتماعية. تيرشيد زروا -18

.2004الحديث، سنة

تنشئة الطفل و سبل الوالدين في معاملته و مواجهة.زكرياء الشربيني،يسرية صادق-19

.1996دار الفكر ،سنة : القاهرة.مشكالته

.1974دار المعارف، سنة: القاهرة). 1ط.(واعد البحث االجتماعيق. زيدان عبد الباقي -19

دار المعـرفة: اإلسكندرية. التنشئة االجتماعية والتأخر الدراسي.رشاد صالح دمنهوري -20

.2006الجامعية، سنة

:بيروت). 2ط. (دراسة نفسية واجتمــاعية. ظاهرة تعاطي الحشيش. سعد المغربي -21

.1984دارالراتب الجامعية، سنة

:القاهرة. نظرة معاصرة في علم االجتماعي المعاصر. سلوى عبد المجيد الخطيب -22

.2002مطبعة النيل للطباعة والنشر، سنة

دون دار نشر،: اإلسكندريـة. المخدرات واإلدمان الظاهرة والعالج. سعد كريم الفقي -23

.2006سنة

دار النهضة العربية للطباعة و: اإلسكندرية.والعالقات األسريةاألزواج .سناء الخولي -24

192

.1984النشر سنة

.دار صفاء للنشر والتوزيع،دون سنـة:،عمان)1ط(.الوقاية من المخدرات.صالح السعد -25

.البحوثلبحث العلمي وطرق إعداد مناهج ا. صالح مصطفى الفوال،محمد الذنيبات -26

.1995الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، سنة : الجزائر

دار غريب، دون: القـاهرة. أساليب وأدوات البحث االجتماعي. طلعت إبراهيم دعبس -27

.تاريخ

،)1ط. (طفل واألسرة والمجتمعال. عبد المجيد، سيد منصور، زكريـا أحمد الشربيني -28

.2000دار صفاء للنشر والتوزيع، سنة : عمان

دار المعرفة: مصر. اإلدمان دراسة نفسية ونتائجه. عبد المنعم عفاف محمد -29

.الجــامعية دون سنة

.1998. ثالمكتب الجامعي الحدي: اإلسكندرية. األسرة والبيئة. عبد الحميد أحمد يحي -30

.1986الزهراء لإلعالم العربي، سنة، : القاهرة). 1ط. (اإلدمان. عبد الحكيم العفيفي -31

دار قباء للطباعة،: القاهرة. علم األمراض النفسية والعقلية. عبد الرحمن، محمد السيد -32

.1999سنة

:االسكندرية.للتصور اإلسالمي والعلميعلم النفس األسري وفقا . عبد الرحمن العيسوي -33

.1993دار النهضة العربية للطباعة والنشر، سنة

دار الراتب: بيروت). 1ط. (راهقـالتربية النفسية للطفل والم. عبد الرحمن العيسوي -34

.2000الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع، سنة

دارالراتب: اإلسكندرية).1(مجلد . موسوعة علم النفسي الحديث. سويعبد الرحمن العي -35

.2001الجامعية، سنة

منشورات: ، بنغازي)2ط. (أسلوب البحث االجتماعي وتقنياته. عبد اهللا عامر البهمالي -36

.1998سنة . جامعة قازينوس

دار الحامد للنشر: عمان).1ط.(والتفكك األسري خدراتإدمان الم. عبد اهللا محمد قازان -37

193

.2005والتوزيع، سنة

المجلس الوطني للثقافة والفنون و: الكويت. اإلدمان مظاهره وعالجه. عادل الدمرداش -38

.1983سنة

.1982ء، سنة مطابع اإلنما: الكويت. اإلدمان مظاهره وعالجه. عادل الدمرداش -39

دار المعــرفة: اإلسكندرية.رافيــالمشاكل االجتماعية والسلوك االنح.عاطف غيث -40

.1995الجامعية، سنة

مكتب: بيروت. محاضرات في البحث االجتماعي. عاطف غيث، محمد علي محمد -41

.1976كزيديد إخوان، سنة

:القاهرة). 3ط. (حكم اإلسالم في السجائر والدخان والمخدرات. مد عنبرعثمان بن أح -42

.1986دارالهدى للطباعة والنشر والتوزيع، سنة

.1973جامعة الكويت، سنة : الكويت. أسباب الجريمة وطبيعة السلوك. عدنان الدوري -43

.1989ات ذات السالسل، سنة منشور: الكويت. االنحراف االجتماعي. عدنان الدوري -44

المجلس الوطني للثقافةو العلوم: الكويت. اإلدمان مظاهره وعالجه. عدنان الدوري -45

.1985والفنون واآلداب، سنة

المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر،: بيروت. األحداث المنحرفون. علي محمد جعفر -46

.1994سنة

).1ط. ()األسس واألساليب(مناهج البحث االجتماعي . ار بوحوش، محمد الذنيباتعم -47

.1989مكتبة المنار، سنة : األردن

الديوان:الجزائر. دليل الباحث في المنهجية وكتابة الرسائل الجامعية. عمار بوحوش -48

.1995الوطني للمطبوعات الجامعية، سنة

:الجزائر. مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث. مار بوحوش، محمد الذنيباتع -49

.1995الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، سنة

دار الشروق للنشر والتـوزيع،: ، عمان)1ط. (علم اجتماع األسرة. عمر مهن خليل -50

194

.1994سنة

دار المعرفة الجـامعية،: اإلسكندرية. علم النفس االجتماعي. محمودعوض، عباس -51

.دون سنة

في التنشئة االجتماعية وعالقتها بمخاوف ةاالتجاهات الوالدي. فاطمة منتصر الكتاني -52

.2000دار الشروق للنشر والتوزيع، سنة : عمان. الذات لدى األطفال

ديوان المطبوعــات: الجزائر. مقدمة في دراسة المجتمع الجزائري. مد السويديمح -53

.1984الجامعية، سنة

دار النهضة العربية للطباعة والنشر،: بيروت. رة ومشكالتهاــاألس. محمود حسن -54

.1991سنة

، بنغازي، الدار الجماهيرية للنشر)1ط.(المخدرات آفة العصر. محمد رجب أبو جناح -55

.2000والتوزيع، سنة

.1996عالم المعرفة، : الكويت. المخدرات والمجتمع. مصطفى سويف -56

المجلس الوطني للثقافة و:الكويت. المخدرات والمجتمع نظرة تكاملية. مصطفى سويف -57

.دون سنةاآلداب والفنون ،

1981دار الطليعة، : بيروت. األحداث الجانحون. حجازي مصطفى - 58

دون دار نشـر، سنة: اإلسكندرية. اإلدمان بين المرض والتجريم.محمد يسري دعبس -58

1994.

الخدمات االجتماعية ورعاية األسرة. مرعي إبراهيم بيومي، الرشيد مالك أحمد -59

.المكتب الجامعي الحديث، دون سنة: اإلسكندرية. والطفولة

العلمية، دار الكتب: بيروت. صحيح مسلم. مسلم أبي الحسين الحجـاج البانسبوري -60

.2003سنة

العربية دار النهضة: بيروت. دراسات في علم االجتماع العائلي. مصطفى الخشـاب -61

.1985سنة

دار: القاهرة. علم النفس االجتماعي. معتز سيد عبد اهللا، عبد اللطيف محمد خليفة -62

195

.2001غريب للطباعة والنشر والتوزيع، سنة

مكتبة ذات السالسـل، سنة:الكويت. المخدرات وظاهرة استنشاق الغازات. ناصر ثابت -63

1984.

القواميس: ثالثا

دار صادر للطباعةو النشر،سنة: ، بيروت10، ج )1ط. (ن العربالس. ابن منظور -64

2004.

.1975الهيئة المصرية للكتاب، سنة : القاهرة. معجم العلوم االجتماعي. إبراهيم مذكور -65

مكتبة لبنان، سنة: ، لبنان)1ط.(عيةمعجم المصطلحات االجتما. أحمد زكي، بدوي -66

1996 .

:اإلسكندرية. ةـقاموس الخدمة االجتماعية والخدمات االجتماعي. أحمد شفيق السكري -67

.2000دارالمعارف الجامعية، سنة

.سنةدار المعارف الجامعية، دون : مصر. قاموس علم االجتماع. عاطف غيث -68

الرسائل العلمية: رابعا

دور وسائل اإلعالم في وقاية الشباب (االتصال االجتماعي في الجزائر . "سهام العاقل -69

.1998رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الجزائر، سنة ". )لمخدراتا من

سالةر". عالقة الضغوط النفسية االجتماعية بتقدير الذات لدى المدمنين."سميرة بوزقاق -70

.2005ماجستير، علم النفس العيادي، جامعة الجزائر، سنة

التنشئة االجتماعية األسرية وأثرها على اإلدمان على." عبد الناصر، الهاشمي عزوز -71

رسالة ماجستيرعلم االجتماع،كلية الدراسات العليا، جــامعة األردن،". المخدرات

.2005سنة

". ابـان على المخدرات عند الشبـعالقة االضطرابات النفسية باإلدم. "فاطمة صادقي -72

196

.2005رسالة ماجستير، علم النفس العيادي، جامعة الجزائر، سنة

المجالت والمقاالت: خامسا

لخبـر،من السكان بطـالون، جريدة ا % 29مليون جزائري فقراء و 12،"ع فيصل" -73

.07/06/2005، الجزائر، 4415العدد

الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانهـا، ملتقى حول اليوم العالمـي لمكافحة -74

.26/03/2003المخدرات، الجزائر،

العدد . ربظاهرة تعاطي المخدرات في أوساط الشبـــاب بالمغ. التوهامي، المكي -75

.1981،جامعة الدول العربية، الرباط، سنة المجلة العربية للدفاع االجتماعي، 13

مجلة عـلم ، 6، دراسات أولية لإلدمان بالوسط المدرسي،العدد "مصطفى العيشوي" -76

.95- 94: ، الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، الجزائروعلوم التربية النفس

الشريعة اإلسالمية و دورها في تعميق الــوعي بمخــاطر".لطفي محمد الصباغ" -77

المجلــة العربية للدراسات األمنية ، )20( 10العدد . التدخين والمخدرات

.1995الرياض، سنة ب،والتدريـ

الحوارالمتدن. الشباب انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات خاصة في أوساط".ساسي سفيان" -78

www.alhiwar.org). 2004-10-24.(1027عدد

197

:المراجع باللغة األجنبية -2

1-Boutefnouchet (Mustapha), la famille Algérienne, évolution et

caractéristique

récentes, SNED, Alger, Lemed, 1980.

2-Combessie (Jean-Claude), la méthode en Sociologie ; Paris, éd la découvert,

1996 3-F.Borgatta « edgar » encyclopaedia of sociology (edition).v.z Macmillan

and

reference, New York, 2000.

4- Ferreoi, Gilles, Adolescence et toxicomanie, Paris, lotin, 1999.

5- Merton R. social, theory and social structure, NU FKO, 1968

6- Pierre (George), Edition et socialisation, cool, éducation, Paris, 1997.

7- Policier (y), Thriller (G), les drogues, Paris, PUF, 1992.

8- Yablousky, Lewis, criminology crime and criminality, Harper and raw

Publication INC, New York, USA (1990).

198

المـــالحق

199

وزارة التعليم العالي و البحث العلمي -الجزائر–جامعة بن یوسف بن خدة

آلية العلوم االجتماعية و االنسانية االجتماعقسم علم

ماجستير علم االجتماع الجنائي

استمارة بحث تحت عنوان

هذه االستمارة موجهة إلى فئة من الشباب العائدین إلى تعاطي المخدرات محاولين

ان على المخدرات و العودة إليها بذلك الكشف عن األسباب و العوامل المؤدیة إلى اإلدمو معرفة نوع المشاآل االجتماعية و االقتصادیة و النفسية التي یعاني منها هؤالء الشباب

.ومدى عالقة التفكك األسري بإدمانهم على المخدرات و العودة إليها

للبحث إجابتك تتمتع بسریة تامة ولن یطلع عليها احد إال في الحدود العلمية: مالحظة :من إعداد الطالب

فارح سمير

السنة الجامعية2007-2008

دمان على المخدرات ظاهرة العودة لإل و التفكك األسري

200

:رقم استمارة استبيان بيانات عامة: المحور األول

ذآر : الجنس -1

( سنة فاآثر30( ) سنة29-25 ( ) سنة24-20 ( ) سنة19- 15من :السن -2

(

( ) ریفي ( ) شبه حضري ( ) حضري : مكان اإلقامة -3

( أرمل ( ) مطلق ( ) زوجمت ( ) أعزب : الحالة العائلية -4

(

( جامعي ( ) ثانوي ( ) متوسط ( )ابتدائي ( ) يأم: المستوى التعليمي -5

(

:المهنة -6

( ) ثانوي ( ) متوسط ( ) ابتدائي ( ) أمي المستوى التعليمي لألب -7

( )ال یعمل( ) یعمل : المهنة-8 ( )جامعي

( جامعي ( ) ثانوي ( ) متوسط ( ) ابتدائي ( ) أمي : لتعليمي لالمالمستوى ا -9

( )التعمل ( ) تعمل : المهنة -10 )

: عدد مرات العود لإلدمان -11

أربع مرات ( ) ثالث مرات( ) مرتين( ) ةمرة واحد

) (فأآثر

المشاآل االجتماعية و االقتصادیة و النفسية :المحور الثاني ( )ال( ) نعم هل الوالدین على قيد الحياة؟ - 12

( )مطلقان ( ) منفصالن : في حالة اإلجابة بنعم هل الوالدین -13

: من منهم على قيد الحياة) ال(في حالة اإلجابة ب -14

( ) متوفيان ( ) األم ( ) األب

: هل یغيب األب عن البيت -15

( )ال یحدث ( ) نادرا ( ) أحيانا ( ) غالبا

: هل تغيب األم عن البيت -16

201

( )ال یحدث ( ) نادرا( ) أحيانا ( ) غالبا

( )سيئة ( ) عادیة ( ) جيدة : آيف تصف العالقة بين الوالدین -17

( )سيئة ( ) عادیة ( ) جيدة : آيف تصف عالقتك مع الوالدین -18

( ) سيئة ( ) عادیة ( ) جيدة : آيف تصف عالقتك مع اإلخوة -19

( )ال ( ) نعم هل آان یحدث النزاع بين الوالدین؟ -20

:هل یحدث ذلك) نعم(إذا آانت اإلجابة ب -21

عدم الكالم ( ) الكالم والجدل ( ) تمالش ( ) الضرب

( )بينهما

هل یحدث الخصام بين الوالدین ؟ -22

( ) نادرا ( ) أحيانا ( ) غالبا

أین تقضي معظم أوقات فراغك؟ -23

مرافق ( ) المقهى ( ) قاعاه الترفيه ( ) خارج المنزل ( ) نزلداخل الم

( )غمومية

في حالة خارج المنزل مالسبب في ذلك؟ -24

الملل ( )المعاملة السيئة ( ) هروب من المشاآل العائلية

عوامل ( ) والقلق

.................................................................................أخرى

آيف تصف طبيعة الرقابة العائلية؟ -25

( )متساهلة ( ) معتدلة ( ) حازمة

ر؟من الذي یفرض الرقابة عليك أآث -26

ال ( ) األقارب ( ) اإلخوة ( ) الوالدین

( )یوجد

هو رد فعل األسرة حول إدمانك للمخدرات؟ ما -27

( ) عرضوا عليك العالج( ) العقاب( ) نصحوك بترك المخدر( ) عدم المباالة

ألب لك؟آيف تصف معاملة ا -28

202

( ) التفضيل ( ) اإلهمال ( ) الحمایة الزائدة ( ) متشددة

( ) عادیة

آيف تصف معاملة األم لك؟ -29

( ) التفضيل ( ) اإلهمال ( ) الحمایة الزائدة ( ) متشددة

( ) عادیة

( )ال ( ) إدمانك للمخدرات؟ نعم ب علم ل العائلة علىه -30

ماهو الدخل الشهري للوالدین؟ -31

( )دج30.000دج إلى 20.000من ( ) دج 20.000دج إلى 10.000من

( )دج50.000دج إلى 40.000من ( ) دج 40.000دج إلى 30.000من

( ) یوجد دخل ال

( )إیجار( ) ملك هل السكن الذي تقطنون فيه ؟ -32

( ) متوسطة ( ) جيدة هل طبيعة السكن ؟ -33

( )رديء

بي الوالدین جميع احتياجاتكم العائلية؟ هل یل -34

( )القليل منها ( ) بعضها ( ) جميعها

:هل تعاني من المشاآل التالية -35

أمراض عضویة و ( ) التوتر و القلق ( ) الهيجان ( ) سرعة الغضب

ال یوجد ( ) نفسية

( )

آيف تصف نمط األصدقاء الذین تعرفهم؟ -36

( مثقفين ( ) طيبين ( ) مجرمين ( ) منحرفين( ) ذي سوابق عدلية

(

دقاء الذین تعرفهم مدمنون على المخدرات؟ هل األص -37

( )ال یتعاطون ( ) بعضهم ( ) جميعهم

عندما تواجه مشكلة مع أصدقائك ماذا تفعل ؟ -38

203

( المسامحة ( ) االبتعاد عنهم ( )اللجوء إلى الطرائق السلمية ( ) الضرب و الشتم

(

المساعدة بيانات حول المعتقدات الشائعة حول المخدرات و العوامل: المحور الثالث

إليها لإلدمان والعود هل تعتقد أن بعض هذه الشائعات تدفع الفرد لإلدمان و العود إليها؟ -39

للتميز عن ( ) آسب ثقة األصدقاء ( ) تعزیز المكانة االجتماعية

( )اآلخرین

تحدي ( )أمور عاطفية ( ) توفير المال( ) مواآبة الحداثة

( ) القانون

هل تعتقد أن المتعاطين و المدمنين على المخدرات هم من طبقة ؟ -40

( ) رمينالمج ( ) الفقراء( ) المشاهير ( ) األغنياء

( )العادیين

:هل تعتقد أن المخدرات تساعد على -41

مظهر ( ) تضاعف الرغبة الجنسية ( ) خلق جو من الرفاهية و السعادة

( )للجولة

تنسي هموم ( ) تقضي على األمراض ( ) تعزیز الثقة بالنفس

( )الدنيا

( ) ليس لها أضرار

( )ال ( ) نعم هل تتفق مع هذه االعتقادات الشائعة؟ -42

( )سلبية( ) ما هي وجهة نظرك لتأثيرات المخدرات بصفة عامة؟ ایجابية -43

هي نوع المشاآل التي واجهتك بعد التوقف عن تعاطي المخدرات؟ ما– 44

حدوث آالم شدیدة ( )مشاآل التأقلم مع الحياة ( ) الرغبة في العودة لإلدمان

( )

مشاآل ( )توفر المخدرات ( ) توتر العالقات مع األصدقاء

( )أسریة

ان و العود إلى المخدرات؟في رأیك ما هو المشكل األآثر الذي یؤدي لإلدم -45

204

عدم مراقبة ( ) التنشئة االجتماعية غير السليمة( ) وجود إدمان في األسرة

( ) األبناء

( ) وفاة احد الوالدین أو آالهما( ) غياب أو هجر األب لألسرة

لمخدرات؟رتب األسباب و العوامل المؤدیة للعودة لإلدمان على ا -46

آلها ( ) أسباب اقتصادیة ( ) أسباب اجتماعية ( ) أسباب نفسية

( )مجتمعة

بيانات خاصة بنوع المخدرالمتعاطاة وطرق و أساليب التعاطي: المحور الرابع آم آان سنك في أول مرة للتعاطي؟ - 47

( ) سنة 24-20من ( ) سنة 19-15من ( ) سنة 15اقل من

( )سنة30أآثر من ( ) سنة 29-25من

هو نوع المخدر الذي آنت تتعاطاه و األآثر انتشارا؟ ما -48

( ) الحشيش ( ) الكوآایين ( ) الهيروین ( ) المورفين ( ) األفيون

( )المستنشقات( ) الحبوب و األقراص( ) المنومات

ما هي طرق و اساليب التعاطي؟ -49

( الحقن ( ) االستنشاق ( ) التدخين ( ) الفم و البلع

(

لمخدرات؟هو مصدر تعلمك في تعاطي ا ما -50

( )آخرون ( )الذات ( ) األقارب ( )األصدقاء( ) أعضاء العائلة

أین آنت تتعاطى المخدرات؟ -51

( ) الجامعة ( ) مكان الدراسة ( ) مكان العمل ( ) خارج البيت ( ) في البيت

أماآن

.......................................................................................................أخرى

مصدر الحصول على المخدرات؟ -52

( ) االثنين معا ( ) الزمالء ( ) عن طریق الشراء

...................................................................................................مصادر أخرى

205

آم من سنة وأنت تتعاطى المخدرات ؟ -53

( أربع سنوات فأآثر ( )ثالث سنوات ( ) سنتين( ) اقل من سنة

(

ان؟آم من مرة زرت فيها مرآز العالج من اإلدم -54

( أربع مرات فأآثر ( ) ثالث مرات ( ) مرتين ( ) مرة واحدة

(

( )غير فعال( ) فعال : هل العالج مي هذه المراآز -55

( )مدرك غير( ) مدرك هل آنت مدرآا بخطورة اإلدمان؟ -56

هي اإلجراءات المقترحة لضبط مشكلة اإلدمان و العود في نظرك؟ ما -57

)(الضبط األسري ( ) قوة اإلرادة ( ) القضاء على البطالة ( ) تشدید العقوبة

( )غير ممكن ( ) العالج الطبي

206

وزیع أفراد العينة وفقا للحالة المدنيةرسم بياني یبين ت

متزوج أعزب مطلق أرمل

110

100

90

80

70

60

50

40

30

20

10

0

1

98

9 2

207

رسم بياني يبين توزيع أفراد العينة وفقا للمستوى التعليمي

جامعي ثانوي متوسط ابتدائي

19 15

36 40

110

100

90

80

70

60

50

40

30

20

10

0

المستوى التعليمي

التكرار

208

دائرة نسبية تبين توزيع أفراد العينة وفقا للسن

15-1920-2425-29فأآثر 30

%18.18

%42.72

%16.36

%22.72

209

ة وفقا لمنطقة اإلقامة الحاليةدائرة نسبية تبين توزيع أفراد العين

حضريشبه حضريريفي

%32.72

%63.63

%3

210

دائرة نسبية تبين توزيع أفراد العينة وفقا للمهنة

يعملال يعمل

%30

%70

211

رسم بياني يبين تكرار توزيع أفراد العينة وفقا للمستوى التعليمي للوالدين

ئي متوسط ثانوي جامعي جامعي ثانوي متوسط ابتدائي أمي ابتدا أمي

07

65

11 18

09

42

17 20

15 16

110

100

90

80

70

60

50

40

30

20

10

0

110

100

90

80

70

60

50

40

30

20

10

0

المستوى التعليمي

تكرار األب

تكرار األم

212

دائرة نسبية تبين توزيع أفراد العينة وفقا لمدى عمل األب واألم

يعمل ال يعمل

%61.81 %38.18

213

رسم بياني يبين تكرار توزيع أفراد العينة وفقا لعدد مرات العود

لإلدمان على المخدرات

مرات مرتين مرة واحدة 3مرات فأكثر 4

38

12

19

41

التكرار

عدد مرات

العود

110

100

90

80

70

60

50

40

30

20

10

0

التكرار

214

دائرة نسبية تبين توزيع أفراد العينة وفقا ألنواع المخدرات المتعاطاة

الحشيش المنومات راص الحبوب واألقالمستنشقات

%14.91

%21 %22.65

41.44%

215

تعاطي المخدرات دائرة نسبية تبين توزيع أفراد العينة وفقا لمصدر تعلم

ة أعضاء العائلاألصدقاء األقارب ذات الآخرون

70%

6.36% 0.90% 0.90%

2.72%

216

مرات زيارة رسم بياني يبين تكرار توزيع أفراد العينة وفقا لعدد

المركز للعالج من اإلدمان

مرات مرتين مرة واحدة 3مرات فأكثر 4 لم يدخلوا المركز

13

27

10

29 31

110 التكرار

100

90

80

70

60

50

40

30

20

10

0

التكرار