ﺎﻔﺼﻟﺍ ﻥﺍﻮﺧﺇ ﻞﺋﺎﺳﺭ ﺎﻔﺼﻟﺍ ﻥﺍﻮﺧﺇ · 2015-10-15 ·...

865
1 ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺇﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﺼﻔﺎ- ﺇﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺇﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﺇﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﺼﻔﺎTo PDF: www.al-mostafa.com

Transcript of ﺎﻔﺼﻟﺍ ﻥﺍﻮﺧﺇ ﻞﺋﺎﺳﺭ ﺎﻔﺼﻟﺍ ﻥﺍﻮﺧﺇ · 2015-10-15 ·...

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 1

    رسائل إخوان الصفا

    إخوان الصفا

    To PDF: www.al-mostafa.com

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 2

    بسم اهللا الرمحن الرحيم

    فهرست الرسائل

    ها وماهيه؛ خوان الصفا وخالن الوفا، وأهل العدل وأبناء احلمد، جبمل؛ مجع مجلة، أي مجلة الشيء؛ معانيهذه فهرست رسائل إحقيقته؛ أغراضهم فيها، وهي اثنتان ومخسون رسالة يف فنون العلم وغرائب احلكم، وطرائف اآلداب، وحقائق املعاين، عن كالم

    .اخللصاء الصوفية، صان اهللا قدرهم وحرسهم حيث كانوا يف البالد

    : وهي مقسومة على أربعة أقسام

    . ومنها نفسانية عقلية، ومنها ناموسية؛ شرعية؛ إهليةفمنها رياضية تعليمية، ومنها جسمانية طبيعية،

    فالرسائل الرياضية التعليمية أربع عشرة رسالة

    "العدد" األولى منها في الرسالة

    والغرض املراد من هذه الرسالة هورياضة أنفس املتعلمني للفلسفة، املؤثرين للحكمة، الناظرين يف . وماهيته وكميته وكيفية خواصهشيء قابل للصور، ويسمى باملادة؛ وهي أمنوذج من : ياء، الباحثني عن علل املوجودات يف اهليوىل،؛ اهليوىل عند احلكماءحقائق األش

    األصل، وأصل احلساب؛ جذر : وإن علم العدد؛ اجلذر. العامل األعلى، ومبعرفته يتدرج املرتاض إىل سائر الرياضيات والطبيعياتاملاء واألرض واهلواء والنار، يوناين معرب؛ : واإلسطقسات األربعة: عارف، وإسطقس؛ األصلالعلوم، وعنصر احلكمة، ومبدأ امل

    .املعاين

    "الهندسة" الثانية في الرسالة

    .وبيان ماهيتها، وكمية أنواعها، وكيفية موضوعااات إىل الروحانيات، ومن ذوات والغرض املقصود منها هوالتهدي؛ االهتداء؛ للنفوس من احملسوسات إىل املعقوالت،ومن اجلسماني

    اهليوىل إىل اردات،؛ أي املفارقة املادة؛ وكيفية رؤية البسائط،؛ املوجودات غري املركبة؛ اليت ال تتكثر وال تزداد، وال تنفرد ردة املعراة من املواد باالجتاه، وال تتقدر مبقدار، وال احنصار يف األقطار،؛اجلوانب، واخلطوط اهلندسية القامسة والواصلة؛ كالصورة ا

    املربأة من اهليوىل، واجلواهر احملضة الروحانية، والذوات املفردة العلوية اليت ال تدرك بالعيان، وفوق الزمان واملكان، وكيفية االتصال .ا واإلطالع عليها والترقي بالنفس إليها

    "النجوم" في رسالةالثالثةالرسالة

    ألفالك، وصفة الربوج، وسري الكوكب، ومعرفة تأثرياا يف هذا العامل، وكيفية انفعال األمهات شبه املدخل، يف معرفة تركيب اعدم : والفساد.وجود اجلوهر عن عدم مثل وجود عمروبعد إن مل يكن: واملواليد منها بالنشوء والبلى والكون والفساد،؛ الكون

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 3

    منها هوتشويق النفوس الصافية للصعود إىل عامل األفالك وأطباق ؛ والغرض.اجلوهر عن وجود مثل أن ميوت عمروبعد أن كان حياً؛ العقل الفعال .السموات، منازل الروحانيني، واملالئكة املقربني، واملأل األعلى، واجلواهر العلى، والوصول إىل القدس والروح األمني

    .عند الفالسفة. زائلة والصور املقومة واملتممة، وتلقب هذه الرسالة بسمع الكيانتعريف ماهية اجلسم وحقيقته وما خيصه من األعراض الالزمة وال

    الطبيعة، قال اجلواليقي إا كلمة سريانية، وقيل مسع الكيان ألنه أول ما يسمعه املتعلمون هلذا العلم، : الكيان. الصيت: السمع" السماء والعامل" ؛ الثانية منها رسالة يف.فلسفةويسمى أيضاً السمع الطبيعي والسماع الطبيعي، وهوما ينبغي أن يقدم قبل تعلم ال

    والغرض منها هوالبيان عن . وبيان كيفية أطباق السموات وكيفية تركيب األفالك، وما هوالعرش العظيم، وما هوالكرسي الواسعملوكلة ا بإذن كيفية حتريك األفالك، وتسيريات الكوكب، وأن احملرك هلا كلها هوالروح القدس والنفس الكلية الفلكية، ا

    والغرض منها هوالبيان عن ماهية الصور املقومة لكل واحد من األركان األربعة، أعين " الكون والفساد" الثالثة منها رسالة يف.باريهاالة األمهات اليت هي النار واهلواء واملاء واألرض، وإا هي األمهات الكلية الكائن منها املعدن والنبات واحليوان، وكيفية استح

    بعضها إىل بعض باختالف كيفياا عليها، بدوران األفالك حوهلا، ومطارح شعاعات الكوكب عليها، وإن الطبيعة الفاعلة هلا، احملركة لكل واحد منها إىل كماهلا وغايتها، هي قوة من قوى النفس الكلية الفلكية، وملك من مجلة املالئكة املوكلة ا، وسائقة هلا

    . هلا من غايتهاإىل متام ما أعد

    "اآلثار العلوية" الرابعة منها رسالة فيالرسالة

    والغرض منها هوالبيان عن كيفية حوادث اجلووتغيريات اهلواء، من النور والظلمة، واحلر والربد، وتصاريف الرياح من البحار وق والثلوج والربد واهلاالت؛ مجع هالة، وهي واألار، وما يكون منها من الغيوم والضباب والطل والندى واألمطار والرعود والرب

    .؛ وقوس قزح والشهب وذوات األذناب وما شاكل ذلك.الدارة اليت تظهر حول القمر

    كيفية تكوين المعادن" الخامسة منها رسالة فيالرسالة

    البيان بأا أول مفعوالت والغرض منها هو." وكمية اجلواهر املعدنية، وعلة اختالف جواهرها وكيفية تكوينها يف باطن األرضالطبيعة اليت هي دون فلك القمر اليت هي قوة من قوى النفس الكلية الفلكية بإذن باريها املصور للجميع، واملوجد للكل، ال من

    من مركز موجود، إبداعاً واختراعاً وخلقاً وتكويناً، ومنها تبتدئ األنفس اجلزئية بالتهدي الباعث ا إىل الترقي من أسفل سافلني ؛ وحمل األنبياء .األرض إىل أعلى عليني، عامل األفالك وفوق السموات، موقف األبرار املتقني، ومقر األخيار املنتجبني،؛ املختارين

    وهذا أول صراط جتوز عليه األنفس اجلزئية مث النبات بوساطة الكون والنمو، مث احليوان بوساطة الكون والنموواحلس، مث . واملرسلنيان بوساطة الكون والنموواحلس والعقل، مث التجرد والدخول يف زمرة املالئكة الذين هم سكان األفالك واملأل األعلى الذين اإلنس

    .هم أهل السموات

    "ماهية الطبيعة" السادسة رسالة فيالرسالة

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 4

    والفرق بني الفعل اإلرادي، من . املعادناحليوان والنبات و: وكيفية أفعاهلا يف األركان األربعة اليت هي األمهات ومواليدها اليت هيوالغرض منها تنبيه الغافلني على أفعال النفس وماهية جوهرها، والبيان عن .الفكري والشوقي، وبني الضروري من الطبيعي والقهري

    ال صورها والتمام أجناس املالئكة، وهي اليت تسميها الفالسفة روحانيات الكواكب املوكلة بإنشاء املواليد، بتحريكها إىل استكم .املعد هلا

    "أجناس النيات" السابعة منها رسالة فيالرسالة

    .وأنواعها وكيفية سريان قوى النفس النامية فيهوالغرض منها هوتعديد أجناس النبات، وبيان كيفية تكوينها ونشوئها، واختالف أنواعها من األشكال واأللوان والطعوم والروائح

    ارها وحبوا وصموغها وحلائها؛ قشر الشجر؛ وعروقها وقضباا وأصوهلا وغري ذلك من املنافع؛ وأن أول يف أوراقها وأزهارها ومث .مرتبة النبات متصلة بآخر مرتبة املعادن، وآخر مرتبتها متصلة بأول مرتبة احليوان

    "أصناف الحيوان" الثامنة منها رسالة فيالرسالة

    ض منها هوالبيان عن أجناس احليوانات وكمية أنواعها واختالف صورها وطبائعها والغر. وعجائب هياكلها وغرائب أحواهلاوأخالقها، وكيفية تكوينها ونتاجها وتوالدها وتربيتها ألوالدها؛ وأن أول مرتبة احليوان متصلة بآخر مرتبة النبات، وآخر مرتبة

    ول مرتبة املالئكة الدين هم سكان اهلواء واألفالك وأطباق احليوان متصلة بأول مرتبة اإلنسانية، وآخر مرتبة اإلنسانية متصلة بأالسموات، وأن نفوس بعض احليوانات مالئكة ساجدة لنفس اإلنسان اليت هي خليفة اهللا يف أرضه، ونفوس بعضها راكعة له؛

    قالً فهو ملك كرمي خري ونفوس بعض احليوان شياطني عصاه مغلغلة يف جهنم عامل الكون والفساد؛ وأن اإلنسان إذا كان خرياً عا .الربية؛ وإذا كان شريراً فهو شيطان رجيم شر الربية

    "تركيب الجسد" التاسعة منها رسالة فيالرسالة

    والبيان بأنه عامل صغري وأن بنية هيكله تشبه مدينة فاضلة، وأن نفسه تشبه ملكاً يف تلك املدينة، والغرض منها هومعرفة اإلنسان وإن انتصاب القامة أجلّ أشكال احليوانات، وإن بنية جسد اإلنسان خمتصر من العامل الذي هو يف اللوح . لهجسده وبنيته املهيأة

    احملفوظ، وأنه الصراط املمدود بني اجلنة والنار، وإنه ميزان القسط الذي وضعه اهللا بني خلقه، وإنه الكتاب الذي كتبه اهللا بيده، لذي أبدع اهللا بذاته؛ وأن نفس اإلنسانية هي خليفة اهللا يف أرضه حاكماً بني خلقه، سائساً وصنعته الذي صنع اهللا بنفسه، وكلمته ا

    لربيته، مستعمالً لعامله السفلي مدة من الزمان، فإذا انتقل صار زينة لعامله العلوي، وحافظاً لذاته الوجودي على األبد؛ وأن اإلنسان .مكنه الوصول إليه والزلفى لديه، فائزاً بنعيم األبد والدوام السرمدإذا عرف نفسه املستخلف عرف ربه الذي استخلفه وأ

    "الحاس والمحسوس" العاشرة منها رسالة فيالرسالة

    والغرض منها هوالبيان عن كيفية إدراك احلواس حمسوساا، واتصاهلا بواسطة القوة احلاسة، واتصاهلا إىل احلاسة املشتركة الروحانية ا انبعثت قوى احلواس الظاهرة؛ وإا ترد كاخلطوط اخلارجة من املركز إىل احمليط، بنقط كثرية، الراجعة إليه بنقطة الواصلة، اليت منه

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 5

    واحدة، وهوأول منازل الروحانية إذ القوة احلاسة املؤدية إليه جسماين بوجه وروحاين بوجه، واحلاسة املشتركة، أعين الداخلة، ا حكم الكل، وإن كانت التجزئة ال تقع عليه باحلقيقة ألن تصورها الشيء بإدراكها واتصاهلا روحانية حمضة، ألن حكم اجلزء منه

    إىل القوة املتخيلة اليت جمراها مقدم الدماغ لتوصلها إىل القوة املفكرة اليت جمراها وسط الدماغ، لتميزها وختلصها جبوالا فيها، كرة اليت جمراها مؤخر الدماغ، لتمسكها وحتفظها معتقدة أوغري معتقدة إىل وقت وتعرف حقائقها، مث توصلها إىل القوة احلافظة الذا

    التذكار، مث تؤديها إىل القوة الناطقة العاقلة اليت هي ذات اإلنسان املدبرة للكل، الباقية بالذات، تنتزع مجيع املعاين والصور، مث ، وهي القوة الناطقة أيضاً بوساطة األوىل، فتلك الصورة هي هلا تصور تلك املعاين والصور املنتزعة من مصوراا املرتسمة فيها

    والقوة املعتربة أيضاً للنطق اخلارج هي القوة الناطقة أيضاً على وجه ثالث بواسطة األلسن، فإذا مهت األوىل . كاملوضوع وكاهليوىلس الثانية، إذ مها جوهر واحد لتجردمها عن بإظهار شيء إىل خارج وهوالنطق اإلهلي على احلقيقة، من صورة النفس، تصورت النف

    املواد، وتعريهما عن اهليوىل أعين اجلسمانية، فتأدت إىل القوة الناطقة اليت جمراها على اللسان، لتعرب عنها باأللفاظ الدالة للمخاطبني ى أوجه األلواح وصفحات الدفاتر وبطون على املعاين اليت خترج من النفس إىل القوة الصانعة، اليت جمراها اليدان، لتخط باألقالم عل

    الطوامري؛ الصحائف؛ تلك األلفاظ وهي النطق اخلارج والكالم الظاهر لتبقى العلوم بصورها الذاتية أعين معانيها حمفوظة من األولني .إىل اآلخرين، وخطاباً من احلاضرين للغائبني إىل يوم يبعثون

    " النطفةمسقط" الحادية عشرة منها رسالة فيالرسالة

    وكيفية رباط النفس ا، أعين اهليوالنية، عند تقلب حاالا شهراً بعد شهر، وتأثريات أفعال روحانيات الكواكب يف أحكام بنية اجلسد من املزاج والتركيب أربعة أشهر قدر مسري الشمس ثلث الفلك، واستيفائها طبائع الربوج من النارية والترابية واهلوائية

    كيفية تأثرياا وأفعاهلا يف أحكام النفس أربعة أشهر أخر وما ينطبع فيها من التهيؤ واالستعداد اليت هي صورة األوىل واملائية؛ مثبالقوة لتصري صورة بالفعل عند التهيؤ لقبول األخالق واألعمال والعلوم واآلداب واحلكم واآلراء يف مقبل الزمان ومستقبل العمر،

    اسع، عند دخول الشمس من بيت التاسع، من موضعها، يوم مسقط النطفة بيت؛ قسم من منطقة الربوج؛ بعد الوالدة يف الشهر التوالغرض منها هواإلخبار عن حال األنفس البسيطة قبل تشخصها واتصاهلا . احلركة والسفر والنقلة والتصور والعلم والفطنة

    واألشكال واألعراض األخر؛ وإن املكث اآللة وإعدادها األدوات باألجسام اجلزئية احملصورة احملدودة احملسوسة بوساطة األلوان .الستتمام رباط النفس باهليكل، واحتادها بقواه، وانبساطها يف البنية، ومتكنها من اجلملة

    الثانية عشرة في معنى قول الحكماءالرسالة

    " إن اإلنسان عامل صغري" وص بثمرته، وإن صورة هيكله مماثلة لصورة العامل الكبري اجلسماين؛ وإن أحوال وهومعىن العامل الكبري املؤدي عن مجلته واملخص

    نفسه وسريان قواها يف بنية هيكله وحقيقة جوهره مماثلة ألحوال اخلالئق الروحانيني من املالئكة واجلن والشياطني، وأرواح يعاً، مهيأ جمبول من سوس، هو يف احلقيقة خالصة هذا فإن اإلنسان خمتصر من العاملني الروحاين واجلسماين مج. احليوانات أمجعني

    اخلتارة، وهي ما رسب حتت الشيء من كدورته كخثارة الزيت واملرق : العامل ومثرته وزبدته، وكدر ذلك العامل وثفالته،؛ الثفالة؛ وأن يكون جوهر آخر .ى قياس اخلثارةفاستعماهلا هنا عل. ومل جند الثفالة يف املعاجم اليت بني أيدينا، وإمنا وجدنا الثفل. وما أشبه

    املعاين اجلسمانية، وأول املعاين الروحانية، فهو كاحلد املتاخم لكل العاملني، وكاألصل الصاحل موع الكمالني، وكاجلوهر الذي

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 6

    جه وذوحياة من هوبإنيته؛ حتقق الوجود العيين من حيث رتبته الذاتية؛ معقول، وكيفية حمسوس، وكالشيء الذي بذاته حياة من ووجه، وكالذات القائم بنفسه من جهة، والقائم بغريه من جهة، وكاملعىن املشري مبضمون فحواه، ويفطن، مبفهو مه، ملا سواه؛ ومن

    وجه آخر كالفرخ املتفقئ عنه البيضة الذي هوله كمال من وجه ومنتهى للكمال من وجه آخر، فهو الالزم للوكر ما دام طائراً استكمل طار فصار طائراً بالفعل؛ وكالزاوية اليت يوجد ذاا متوسطة بني املتجزئ وغري املتجزئ، مث النقطة جامعة بالقوة، فإذا

    حلاليهما أعين البسيط واملركب، وكالنبوة اليت هي ممتدة إىل الروحانيني خبط، وإىل اجلسمانيني خبط، مث الوحي جامع بني طرفيهما، والغرض من هذه الرسالة هواإلخبار عن حال . احمليط اليت هي السطح لذي مكان وليس له مكانواإلهلام حاوحلديهما؛ وكنهاية

    األنفس البسيطة قبل تشخيصها واتصاهلا باألجسام اجلزئية واألشخاص احلسية، وعلة اتصاهلا مدة، وحال مفارقتها عند بلوغ ته، وأنه جمموع فيه معاين املوجودات كلها، فهو كالكل، ايتها؛ وكيف يعرف اإلنسان هويته وإنيته وكيفية نفسه وحقيقة ذا

    وحميط باجلميع، فينتبه كذلك، ويتأمل الصواب والفرصة مدة حياته، فيقصده؛ أي يقصد اجلواب؛ ويقتنيه وحيتويه، إذ لذلك أنشأه ملقيم، واهللا يهدي من يشاء إىل صراط منشيه فيعيده ويبديه ويدميه ويبقيه، وهويبليه ويشفيه ويهديه لينجيه فيفوز بالبقاء والنعيم ا

    .مستقيم

    كيفية نشر األنفس" الثالثة عشرة فيالرسالة

    ، والغرض منها البيان عن كيفية بلوغ اإلنسان بدوام انتقاله، وتغري أحواله، وآخر "اجلزئية يف األجساد البشرية واألجسام الطبيعيةلروحانيني، دار القرار وحمل األخيار، عند خلع املادة، وبلوغ اإلرادة، واية معاده ومآله، وكيف يصري إىل رتبة املالئكة ومنازل ا

    .السعادة، إىل حلوله بعد املوت أوقبله بوجوده الصوري، وجوهره النوري

    بيان طاقة اإلنسان" الرابعة عشرة فيالرسالة

    -والغرض منها هوالتنبيه على معرفة اهللا. ا يرتقيإىل أي حد هو، ومبلغه يف العلوم إىل أي غاية ينتهي، وأي شرف منه" يف املعارف . والقصد حنوه واستنجاز لقائه، والوقوف بني يديه، والرجوع بالكلية إليه، كما كان منه املبدأ وإليه املعاد واملنتهى-جل جالله

    "ماهية الموت والحياة" الخامسة عشرة فيالرسالة

    والغرض منها هوالبيان عن علة رباط األنفس الناطقة . الفساد وما حقيقة املعادوما احلكمة يف وجودها يف الدنيا عامل الكون وباألجساد البشرية، واتصاهلا باألشخاص اجلزئية إىل وقت املوت، وكيفية التأهب واالستعداد قبل الفوت، واالستعجال ما دام

    ة باملوت والتجايف عنه، وإزالة اخلوف منه ببقاء النفس اخلالص ممكناً والنجاة معرضة، واألجسام موجودة، واآللة متمكنة؛ واالستهانبعد املوت الذي هومفارقها اجلسد، وترك استعماهلا إياه، واستراحتها من أذاه، ووصوهلا إىل عاملها، ووجودها مناها، وبلوغها

    ستحيل الذي هوسبب االنتقال والزوال منتهاها، وأنه ال سبيل هلا إىل البقاء السرمدي الذي ال يتغري وال يزول إال مبفارقة اجلسد امل .والتغري من حال إىل حال

    ماهية اللذات واآلالم" السادسة عشرة فيالرسالة

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 7

    وعلة كراهية احليوانات املوت وكيف أسباب اآلالم واللذة اليت تنال النفوس بسبب األجسام، وكيف تنال " اجلسمانية والروحانيةون انفرادها بذاا، وجتردها بنفسها خلواً منها؛ أي انفراداً منها بذاا؛ وانتهاؤها إىل الفردانية مبجردها إذا فارقت اجلسد، وكيف يك

    والغرض منها هوالتصور أن . واحتادها باجلواهر الصورانية والذوات الروحانية، وكيف تكون لذات أهل اجلنان وآالم أهل النريانغللة املقيدة املنكوسة املعكوسة،وأن نعيم أهل اجلنان كيف يكون مع املالئكة عذاب أهل جهنم كيف يكون مع اجلن والشياطني امل

    والروحانيني مسرورين، فيها خملدين، ال ميسهم فيها نصب وال عناء يتبوأؤن من اجلنة حيث يشاؤون؛ وإن جهنم عامل الكون ك وسعة السموات سعد ا من فاز بعد املمات والفساد يصالها من شقي بسوء املنقلب واملعاد؛ وإن اجلنان يف أعايل عامل األفال

    .بذخائر اخلريات والباقيات الصاحلات

    "علل اختالف اللغات" السابعة عشرة فيالرسالة

    ورسوم اخلطوط والعبارات، وكيف مبادئ املذاهب والديانات واآلراء واالعتقادات، وأول نشوئها، وابتداؤها ومناؤها وتزايدها والغرض منها . بعد قرن، وكيفية انتقاهلا من قوم إىل قوم، وسبب تغيرياا والزيادة فيها والنقصان منهاحاالً بعد حال، وقرناً

    هوالتنبيه على أن أفعال النفس إمنا تقع حبسب ما يف طبعها وغريزا، وإن قوة البحث عن اخلفيات موجودة يف جوهريته، أي بضمري لنفس، كاملادة، والعلم صورة لتلك املادة، فهي عالمة بالقوة، والعلم صورة قائمة فيها، التذكري اعتباراً لإلنسان، أي يف جوهرية ا

    وإن يف قوا أن تعلم األشياء احملسوسة واملعقولة من أصناف العلوم يف األعلى واألسفل واألدق واألجل منها، بقوة النطق؛ ولذلك ستخرج بعلمه آراء ويستنبط بذهنه مذاهب، مث يعرب عن تلك الصورة يسنح لذاته سوانح وخيطر بباله خواطر فيعمل فيها فكره، في

    املتخيلة يف ضمريه بألفاظ مؤدية عنها، مث يقيد تلك األلفاظ برسوم من الكتابة دالة على تلك األلفاظ داللة األلفاظ على تلك على حسب مناسبات من الطباع واتفاقات تقع وإمنا يتعاطون ذلك . اخلواطر، وداللة اخلواطر على أعيان األشياء وحقائقها ومعانيها

    يف األوقات والبقاع واملنشأ واملولد واملخالطات بأقوام أصدقاء وأقارب ومعارف؛ واإلصغاء إليهم واألخذ عنهم والتخلق بأخالقهم، نحل والصناعات فبحسب هذه االتفاقات يقع إيثار اإلنسان الشيء على غريه من اآلراء واملذاهب، واملطالب واالعتقادات وال

    واملكاسب، ألن كل إنسان وأن كان يف ظاهر أمره متمكناً من اختيار ما يقتنيه من املذاهب واآلراء، فبينه وبني كل واحد منها مناسبات جبلية؛ طبيعية؛ باطنة، وعادات ألفية ظاهرة، جتذا إليه وحتببها عنده وحترضه عليها وتدعوه إليها، وحبسب اجنذابه يف

    ورمبا اتفق واحد . يله وألفه، يكون تربزه فيها ومهارته ا، ولذلك برز أحدهم يف شيء وختلف آخر، واجتهادمها واحدطبعه وممنهم أن يسمع كالماً أويرى أ مراً فريضاه لنفسه، ومييل إليه بطبعه، ويقتنيه، ويدخل يف مجلة أهله، فيتأكد ألفته وأنسه به على

    استمرت العادة، وسكنت نفسه إليه، ومتكن من قلبه، لشدة صحبته له ومعرفته به، وفرط ميله إليه، مرور الزمان، فإذا قوي األلف وآثره على غريه حىت يصري يف آخر األمر إلفاً ملا خيتاره منه، ومعانداً ملا سواه، ويرى له الفضل على غريه من املذاهب احلقيقية،

    فبحسب ذلك تكثر االختالطات وتتباين . شرف والعلو، وإن كان مشروفاًواآلراء العقلية، وإن كان مفضوالً؛ وحيكم له بال .املذاهب والديانات، واحلق فيهم مع األنزر األقل، واآلخر ال حق باألول

    ومنها الرسائل النفسانية العقلية

    : تشتمل على عشر رسائل

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 8

    "المبادئ العقلية" األولى منها فيالرسالة

    ملا أبدع املوجودات يف املبدع األول وهوالعقل، واخترع املخترعات -جل جالله-نها أن الباري على رأي الفيثاغوريني، والغرض مبوساطته يف النفس، وخلقها مقدرة يف الطباع، وكوا حبسب األمهات واملوالد، ورتبها ونظمها كمراتب األعداد من الواحد الذي

    ل لكل جنس منها حداً خمصوصاً، واية معلومة، مطابقة بعضها لبعض، قبل االثنني، واالثنني قبل الثالثة، وكذلك ما بعده؛ وجع .فاعلة ومنفعلة، هيوىل وصورة، نوعاً وجنساً، إذ رأى ذلك أحكم وأتقن وأكمل وأهدى إليه وأبني

    " الثانية في معنى قول الحكماءالرسالة

    " إن العامل إنسان كبري يوم خلقه، تاماً كامالً، وإن كل اخلالئق داخلون فيه وهومجلتهم، -ل ثناؤه ج-ذونفس وروح حي عامل طائع لباريه، خلقه ربه

    وليس خارج العامل شيء آخر ال خالء؛ امتداد موهوم صاحل ألن يشغله اجلسم ويسمى أيضاً الفراغ املوهوم، أوهوالبعد ارد ؛ وليس .ميأل املكان، ومد هنا كاخلالء لالزدواج؛ وال مالء؛ اجلسم يف اصطالح احلكماء، ألنه .املوجود يف اخلارج القائم بنفسه

    وكل يف فلك "العامل يف مكان وكل ما فيه يف مكان موكل كل واحد من أهل العامل مبا يتأتى منه، ويقدر عليه، يفعلون ما يؤمرون، الصافون، وإنا لنحن وما منا إال له مقام معلوم، وإنا لنحن :" يسبحون الليل والنهار ال يفترون، كما قال تعاىل" يسبحون ".املسبحون

    "العقل والمعقول" الرابعة منها فيالرسالة

    وما العقل اهليوالين، وما العقل بالقوة، وما العقل بالفعل، وما العقل املستفاد، وما العقل الفعال، والغرض منها هوتعريف ذات ي فيها، وكيف اجتماع صور املعلومات فيها على تباينها اإلنسان، وصورة الصور، وما جوهر النفس حبقيقتها، واإلشارة إىل الباق

    وتغايرها، وكيف تصورها املوجودات املنتزعة من املواد، وكيف تصري أحد موجودات العامل، بعد أن مل يكن شيء من املوجودات معقوالً بالفعل، والوجود إال بالقوة، وكيف خروجه بالصورة من العدم إىل الوجود، وكيف حيصل عقالً بالفعل، وعاقالً بالفعل و

    وجه اهللا ذي اجلالل واإلكرام، ال إله إال هو، كل " الصوري جمرداً من سائر املواد معراة من اهليوالت، فتبقى ببقاء العقل الفعال، .شيء هالك إال وجهه له احلكم وإليه ترجعون

    األكوار الطبائع واألدوار" الخامسة فيالرسالة

    والغرض منها هوالبيان عن كيفية إنشاء العامل ومبدئه وترتيبه وظهوره وغايته وكيفية " والزمان والدهورواختالف القرون واإلعصار .فنائه وخرابه، لوانقطعت مواد بقائه عن مبقيه لينعدم يف احلال ويضمحل بال زمان وما أمر الساعة إال كلمح البصر أوهوأقرب

    "ماهية العشق" السادسة منها فيالرسالة

    والغرض منها هوالبيان بأن السابق املشوق . لنفوس ونزوعها وتشوقها إىل االحتاد؛ واملرض اإلهلي وما حقيقته، ومن أين مبدأهوحمبة اإليه املعشوق املطاع املراد املطلوب احملبوب على احلقيقة هوالباري جل ثناؤه، وأن اخلالئق ومجلة العامل مشتاقة إليه مريدة متحركة

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 9

    ام الصورية، وعاشقة إىل مصورها الذي هو فرق الصور والكمال التمام، وهوالباري املصور، له األمساء احلسىن حنو الكمال باستتم .واألمثال العلى

    ماهية البعث والصور والنشور" السابعة فيالرسالة

    تعرج " صوى، وإليه أشار بقولهوعلمها هوالغرض من رسائلنا كلها، وإليه املنتهى، وهوالغاية الق" والقيامة واحلساب وكيفية املعراج ".املالئكة والروح إليه يف يوم كان مقداره مخسني ألف سنة

    كمية أجناس الحركات" الثامنة فيالرسالة

    وكيف حركة الطبائع -جل جالله-، والغرض منها هوالبيان عن كيفية وجود العامل عن الباري،"وكيفية اختالفها ومبادئها وغاياابول صورها اخلاصية يف كل واحد منها وكيفية سكوا عند استكمال كل واحد منها لصورته اخلاصية، إذ إىل استكماهلا، وق

    .بالصورة يصري الشيء هوما هو، وبه حيصل يف الوجود، ويتميز ويتحيز، ويصري شيئاً معلوماً مشاراً إليه

    "العلل والمعلوالت" التاسعة منها فيالرسالة

    ئلها، وأوائلها على أواخرها، والغرض املقصود منها هومعرفة أصول العلوم ومبادئها وأسباا وكيف رجوع أواخرها على أوا .وقوانينها ورسومها وكيفياا على احلقيقة

    "الحدود والرسوم" العاشرة منها فيالرسالة

    واحد منها، ومبعرفتها الوقوف والغرض منها هومعرفة حقائق األشياء وماهياا وأجناسها وأنواعها املركبة والبسيطة مبا هي كل .على ذوات األشياء وكيفياا وفصوهلا

    ومنها الرسائل الناموسية اإللهية والشرعية الدينية

    : وهي تشتمل على إحدى عشرة رسالة

    "اآلراء والمذاهب" األولى منها فيالرسالة

    قاويلهم، وما أدى إليه اجتهادهم من البحث والنظر والكشف يف الديانات الشرعية الناموسية والفلسفية، وبيان اختالف العلماء يف أعن احلقائق واألصول، وكمية تلك املقاالت، وما األسباب والعلل اليت من أجلها كان اختالفهم ومن احملق ومن املبطل، وما يصلح

    انات كلها وضعت كالعقاقري والغرض من هذه كلها هوالبيان بأن املذاهب والدي. للجميع، وما يصلح للخاص، وما يصلح للعامواألدوية واألشربة ملرض النفوس وكسب الصحة ولطف احليل خلالصها من حبر اهليوىل وأسر الطبيعة، ووصف طريق اآلخرة

    وكيفية النجاة يف املعاد من جهنم عامل الكون والفساد، والوصول إىل اجلنان والفردوس عامل األفالك والسبع السموات؛ وإن أكثر يانات ألقوام قد احنرفوا عن طريق النجاة، وبعدوا عن انتهاج سيب الرشاد، فاستوىل عليهم امليل والعصبية، واحلمية اجلاهلية، هذه الد

    .نار اهللا املوقدة اليت تطلع على األفئدة، فضلوا ضالالً بعيداً، وما اهللا بظالم للعبيد

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 10

    ماهية الطريق إلى اهللا" الثانية فيالرسالة

    والغرض منها هواحلث على ذيب النفس، وإصالح األخالق، وتطهري السرائر، وترتيه الضمائر، ." الوصول إليهعز وجل وكيفيةوتنبيه النفوس الساهية، عما بعد املوت يف املعاد من أحوال القيامة والبعث والنشر واحلساب وامليزان والصراط واجلواز على جهنم،

    ." مث ننجي الذين اتقوا ونذر الظاملني فيها جثياً. نكم إال واردها كان على ربك حتماً مقضياًوإن م." والورود فيها، وحقائق معانيها

    بيان اعتقاد إخوان الصفا" الثالثة فيالرسالة

    ومذاهب الربانيني اإلهليني والغرض منها هووضوح احلجة على بقاء النفوس بعد مفارقتها اجلسد الذي يسمى املوت، " وخالن الوفاكوك فيها، وكشف الشبه بطريق إقناعي ال برهاين، إذ الرسالة اجلامعة مقصورة على الرباهني، على ما أشرنا إليه يف وحل الش

    .رسائلنا اليت هي كاملدخل إليه والعنوان له الرأفة وتعاون بعضهم لبعض بصدق املودة وصحة احملبة، وحمض" كيفية عشرة إخوان الصفا وخالن الوفا" الرسالة الرابعة منها يف

    والغرض منها تأليف القلوب والتعاضد يف . والشفقة والتحنن والرمحة، وسريهم يف صلوام ومذكرام وجمالسهم واجتماعام .الدين والدنيا مجيعاً، إذ هي سبب جنام واملؤدية إىل خالصهم

    ماهية اإليمان" الخامسة منها فيالرسالة

    هومعرفة اجلاللة الروحانية وما اإلهلام وما الوسوسة وما التوفيق وما اخلذالن وما اهلداية وما ، والغرض منها "وخصال املؤمنني احملقني .الضاللة، إذ كان هذا الباب علماً غامضاً وسراً خفياً من العلوم الروحانية واألسرار النفسانية

    ماهية الناموس اإللهي" السادسة منها فيالرسالة

    والغرض منها هوالتنبيه على . وكمية خصاهلم؛ أي خصال األنبياء؛ ومذاهب الربانيني واإلهلينيوشرائط النبوة " والوضع الشرعيأسرار الكتب النبوية، ومرامي مرموزام املقصودة، وأوضاعهم الناموسية اإلهلية والتهدي إليها، وكيفية الكشف هلا، من املهدي

    .املنتظر والربقليط األكرب

    يفية الدعوة إلى اهللاك" السابعة منها فيالرسالة

    والغرض منها . بصفوة األخوة وصدق الوفاء، وحمض املودة، وخطاب طبقات املدعوين، ومنازل املستجيبني إىل ذلك" عز وجلهوالبيان بأن دولة أهل اخلري تبتدئ أوهلا من قوم أخيار فضالء أبرار جيتمعون ويتفقون على رأي واحد، ومذهب واحد، وسنة

    .لة من غري ختاذل وال تقاعدرضية، وسرية عاد

    كيفية أفعال الروحانيين" الثامنة منها فيالرسالة

    والغرض منها هوالبيان أن يف العامل فاعلني نفسانيني روحانيني غري جسمانيني، ال " واجلن واملالئكة املقربني واملردة والشياطني، وال يتحصلون مبشاعر احلواس ومدارك العيان، ذوام حيث يتمانعون وال يتزامحون وال يتضايق م املكان وال حيويهم الزمان

    .أفعاهلم، وصورهم معروفة بآثارهم

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 11

    "كمية أنواع السياسات" التاسعة منها فيالرسالة

    والغرض منها هوالبيان بأن مدبر اجلميع وسائس الكل احلكيم األول . وكيفيتها ومراتب املسوسني وصفات املدبرين هلا يف العاململصور جل جالله، وإن من كان أحسن سياسة وأحسن تدبرياً كان عند اهللا أعظم مرتلة، ولديه أقرب زلفة؛ ومن كان الباري ا

    بقدرة اهللا أبصر، وحبكمته أعرف، كان بسياسة خلقه أعلم؛ ومن كان ا أعلم فسياسته أحسن وأعدل، ومن كان كذلك، فإليه .أقرب ولديه أوجه

    "ة نضد العالم بأسرهكيفي" العاشرة فيالرسالة

    ويف مراتب املوجودات، ونظام الكائنات، وإن آخرها منعطف على أوهلا من أعلى الفلك احمليط إىل منتهى مركز ا ألرض؛ وإا .كلها عامل واحد كمدينة واحدة، وكحيوان واحد، وكإنسان واحد

    ولواحقها، علماً وبياناً شافياً مقنعاً كافياً، بال شك وال والغرض منها هوالوقوف على معرفة احلقائق ومبادئها وتواليها وسوابقها شبهة وال ريب وال مرية، وإن مبدأها كلها صادرة عن فعل اهللا عز وجل وحده الذي هواإلبداع احملض، ال من موجود هوأوهلا

    ملوجودات، تنبعث منه القوى متكثرة بالوجود والوحدة وأقدمها فيه، وهوالبديء؛ املخلوق واألمر املبدع؛ الذي أبرز اهللا فيه سائر احنوغايتها املختلفة، وإليها تتصاعد متحدة، وإن إىل ربك املنتهى وإىل اهللا ترجع األمور؛ وجعله السبب األول الذي به يتعلق ما

    رتبة القصوى، ارتباط سواه من سائر املوجودات، تعلق املعلول بالعلة مرتبطاً بعضها ببعض فاعلة ومنفعلة، منقالً من رتبة الدنيا إىل معلول بعلة على حسب بواديها وتواليها، إىل أن تتالحق بأمجعها وتتوارد بأسرها إليه، فيكون هوعلة العلل ومبدأ املبادئ الفائضة مبا

    ئق على ما دوا خبريها ووجودها، يقبل كل ذات من الذوات بقدر ما حيتمله منها من الوجود الال- جل جالله-أفاض إليه الباري .به يف الدوام والبقاء، نور اهللا وعنايته ورمحته وكلمته، به اهللا يهدي من يشاء ويثيب، وإليه يرجع من ينيب

    ماهية السحر" الحادية عشرة منها فيالرسالة

    ما الشياطني وماهية العني والزجر والفال والوهم والرقى وكيفية أعمال الطلسمات الباقية، وما عمارة األرض وما اجلن و" والعزائموالغرض منها هوالبيان بأن يف العامل فاعلني غري مرئيني وال . وما املالئكة املقربون والروحانيون، وكيف تأثريات بعضهم يف بعض

    حمسوسني يسمون روحانيني، أفعاهلم ظاهرة، وذوام باطنة، منها ما تظهر أفعاله بوساطة الطبيعة، ومنها بوساطة النفس، ومنها جعل العقل سابقاً، والنفس الحقاً، - جل ثناؤه-عقل، وهوأجل منازل املخلوقني وأعلى رتبة الروحانيني، ألن الباريبوساطة ال

    ولذلك صار . والعقل هوالبديء األول واملوجود األول، عن موجده بدئ وبه يبقى.والطبيعة سائقاً، واهليوىل شائقاً، والعدم ماحقاًائل واخلريات، تام األنوار والربكات، معرى من الشوائب والتغيريات، مربأ من النقص الواقع ممتد الوجود بوجوده، مستكمل الفض

    من جهة اهليوليات، يرتب كل موجود مرتبة، ويرتله مرتلة، ويوفيه قسطه يف لزوم النظام والبلوغ إىل التمام، ولذلك جعل له القوة اا اخلاصة بواحد واحد منها، يستحقها أو يليق ا، فلذلك يشار إىل ذاا احلافظة على سائر املوجودات ووجوداا العاقلة، هلم ذوفهذا هوالسابق البادي، مث يليه الالحق التايل، وهوالقوة املخترعة بوساطته . باسم الفعل الصادر عنها، إذ فعله ذاته وصورته تأثرياته

    الذي هواحلياة؛ وهي النفس اليت ا أعطى األجسام أفضل املبدعة ا الذوات من سائر املوجودات، أفضل أحواهلا يف الوجود .صورها وأمت وجودها

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 12

    وملا تصورت األجسام ا وانطبعت فيها، حصلت هلا ا قوة تتعلق ا األجسام على قدر اختالفها، فحصل صورة كل واحد منها، تصور والتشكل بالصورة اخلاصة لواحد واحد منها، وهي خمالفة لصورة اآلخر، وهوالطبيعة الباقية يف األجسام، حيصل ا التخلق وال

    يف اجلسم وعلق قوامه بوجودها فيه، وصريه خباصتها للتحرك به إىل متام معد له وغاية، قدر - جل جالله-قوة وضعها الباريمث اهليوىل . حركته اخلاصيةلبلوغه إليه، ووقوفه عنده، إال أن يعوقه عائق من خارج فيمتنع من حركته إىل أن ينقطع ذلك، فيعود إىل

    األوىل اليت هي ذات بالقوة ال موجود بالفعل، خيرج إىل الوجود بالفعل بقبول الصورة اليت ا يصري الشيء هوما هو، ويفارقه كون ظلم، العدم، والعدم هوال موجود بالفعل، وال موجود بالذات، موجود بالعرض، فسبحان خالق الوجود والعدم، وباسط األنوار وال

    .موجد وجود كل موجود فينعدم، ومعيده فينصرم، ومنشئه فيبلى، ومبقيه ليبقى، منه املبدأ وإليه املنتهى .مت الكالم على الرسائل

    الجامعة لما في هذه الرسائلالرسالة" وتليها

    هنا يف هذه الرسائل عليه، أشد والغرض منها إيضاح حقائق ما أشرنا إليه ونب." املتقدمة كلها، املشتملة على حقائقها بأسرهااإليضاح والبيان، يأيت على ما فيها فيتبني حقائقها ومعانيها ملخصة مستوفاة مهذبة مستقصاة برباهني هندسية يقينية، ودالئل

    فلسفية حقيقية، وبينات علمية، وحجج عقلية، وقضايا منطقية، وشواهد قياسية، وطرق إقناعية، ال يقف على كنهها وال حييط حبقائقها، وال حيصلها وال شيئاً منها إال من ارتاض مبا قدمنا، وحذق وعرف وتدرب فيها ومتهر أومبا يشاكله، إذ هذه الرسائل كلها كاملقدمات هلا واملداخل إليها واألدلة عليها واألمنوذج منها، ال ينفتح غلق معتاصها، وال ينكشف مستور غامضها إال ملن

    والرسالة اجلامعة من رسائلنا هي منتهى الغرض ملا قدمناه، وأقصى . تني واخلمسني أومبا شاكلها من الكتبذب ذه الرسائل االثن .املدى واية القصد، وغاية املراد، وهللا احلمد واملنة، وله احلول والقوة

    هذه فهرست رسائل إخوان الصفا وخالن الوفا

    .ة، ورسالة، يف ذيب النفوس وإصالح األخالقوأهل العدل وأبناء احلمد، وهي اثنتان ومخسون رسال بأن مثل صاحب هذه الرسائل مع طاليب العلم ومؤثري احلكمة ومن أحب خالصه، - أيدك اهللا وإيانا بروح منه-وأعلم يا أخي

    واختار جناته، كمثل رجل حكيم جواد كرمي، له بستان خضر نضر ج مونق معجب طيب الثمرات، لذيذ الفواكه، عطر رياحني، أرجه األوراد، فائحة األزهار، ية املنظر، نزهة املرامي، خمتلفة األشكال واألصباغ، واأللوان واملذاق واملشام، من بني ال

    رطب ويابس وحلووحامض، وفيها من سائر الطيور املطربة األصوات، امللهية األحلان، املستحسنة التغريد، تطرد حتت أشجارها ارها وخضرها جداول منسابة متوج، ويف حافات األار خضر مونقة، وأصداف مشرقة األلوان، وجواهر أار جارية، وخالل أزه

    متناسبة األصباغ، رائقة املناظر، عجيبة الصور، بديعة التأليف، غريبة التنضيد، فرحة كل نفس، ونزهة كل عني، مسالة كل هم، كل مستحق، ويتلذذ فيها وا كل مشرف عاقل، فنادى يف الناس أن مدعاة كل أنس، فأراد لكرم نفسه وسخاء سجيته أن يدخلها

    هلموا وادخلوا هذا البستان، وكلوا من مثارها؛ على إرادة اجلمع، كما يف الكالم السابق، أوعلى تأنيث البستان، ألنه مبعىن اجلنة؛ما وافرحوا واطربوا، وكلوا واشربوا، وتلذذوا اشتهيتم،ومشوا من رياحينها ما اخترمت، وتفرجوا كيف شئتم، وترتهوا أين هويتم،

    وتنعموا، واستروحوا بطيبها وتنسموا بروائحها، فلم جيبه أحد، ومل يصدقه خلق، وال عبئوا به، وال التفتوا إليه، استعظاماً لوصفه،

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 13

    يه حتفاً، وطرفاً ولطفاً؛ مجع واستنكاراً لكالمه، واستغراباً لذكره، فرأى احلكيم من الرأي أن وقف على باب البستان، وأخرج مما فلطفة، وهي اهلدية؛ من كل مثرة طيبة، وفاكهة لذيذة، ورحيان زكي، وورد جين، ونور أنيق، وجوهر ي، وطري غرد، وشراب

    عذب، فكل من مر به عرضها عليه، وشهاها إليه، وذوقه منها وحياه ا، وأمشه من فوائح الرياحني، وأمسعه من بدائع التلحني، حىتإذا ذاق وشم وفرح به، وطرب منه، وارتاح إليه واهتز، وعلم أنه قد وقف على مجيع ما يف البستان، ومالت إليه نفسه، واشتاق إىل

    ادخل البستان، وكل ما شئت، وشم ما شئت، واختر ما شئت، : دخول البستان ومتناه، وقلق إليه ومل يصرب عنه، فقال له عند ذلك .ن شئت، وجئ من أين شئت، وتلذذ وتنعم وتطيب وتنسموانظر كيف شئت، وترته أي

    ال يضيعها بوضعها يف غري أهلها، وبذهلا ملن مل يرغب فيها، وال يظلمها . فهكذا ينبغي ملن حصلت عنده هذه الرسائل والرسالة، من طاليب العلم مبنعها عن مستحقها وصرفها عن مستوجبها، وال يعرفها إال لكل حر، خري سديد، مبصر للقصد، جملب للرشد

    ومؤثري األدب، وحميب احلكم، وليتحرز يف حفظها وإسرارها وإعالا وإظهارها كل التحرز، وحيرسها غاية احلراسة، ويصنها أحسن الصيانة، وليكن املؤدي فيها حق األمانة بأن ال يضعها إال يف حقها، وال مينعها عن مستحقها، فإا جالء وشفاء ونور

    اء إن مل تكن دواء، وكالفساد إن مل تكن صالحاً، وكاهلالك إن مل يكن جناة، تداوي وقد تدوي؛ مترض؛ ومتيت وضياء، بل كالدوحتيي، فهي كالترياق الكبري الذي هو يف نفسه وحده وختتلف األحوال عنده فيفعل الشيء وضده حبسب القوابل واملنفعالت عنه،

    .ضياء، فإن بالغذاء القوة والزيادة، وبالضياء اإلبصار واهلدايةواحلواصل واملتوالد منه، بل مثلها الغذاء وال

    فكما أن الصيب الصغري والطفل الرضيع السليم من الداء، املستعد للزيادة والنماء، حيتاج إىل حسن التربية، ولطف التغذية، وإطعام ما حاالً بعد حال إىل استكمال قوته، ومتام بنيته، لئال هوله أوفق وأصلح، وفيه أزكى وأجنع، على معرفة ومقدار، مث التدرج بغذائه

    يتغذى مبا ال ينجع فيه، وال يستمرئه فيمرضه ويدويه، بل يهلكه ويرديه، فكان الذي أعد لشفائه وبقائه، هوسبب دائه وفنائه؛ كان سبب هالك نفسه، وانقضاء أوكالعليل امللتبس بالداء، البعيد من الشفاء، إن غذي ال ينتفع بغذائه، بل يزيد يف دائه، ورمبا

    فأما من مل . عمره، وأما الضياء فإنه ال يصلح إال ملن فتح عينه، وصح نظره، وقوي بصره، ويزيده اجلالء جالء، والنور قوة وضياءلمة يفتح عينه، أوكان قريب العهد باخلروج من الظالم، فيضعف جداً عن مقابلة ضوء النهار، ونور الشمس، بل يكسبه الضياء ظ

    البصر، حىت رمبا صار ضالالً وعمى، وكذلك من كان عليل الطرف أرمد العني، ذا عور، أويف بصره سوء وقذى، فال يفتح عينه فيبصر، وال يعاين الصور فيميز، بل يستريح أبداً إىل الظلمات، ويهرب من الضياء، وكلما زاد الضياء نقص إبصاره، وضعف

    . والعناء؛ السحاب أواملظلم منه؛ وفقد النظر وذهاب البصرإدراكه، فإن جل أداه إىل الغشاءكذلك الواجب على من حصلت عنده هذه الرسائل وهذه الرسالة أن يتقي اهللا تعاىل فيها بأن يهتم ويعتين ا غاية العناية، وال خيل

    د الصديق، والطيب الرفيق، بعد بذله ذه الوصاية، ويتلطف يف استعماهلا وإيصاهلا، تلطف األخ الشقيق، واألب الشفيق، والواوسعه، واستفراغ جهده يف توخي القصد وحتري الصواب يف بذله شيئاً بعد شيء ملن رآه شديد احلاجة إليه، عظيم احلرص عليه،

    فيه كثري الرغبة فيه، بعد أن اختربهم وأستربأهم؛ طلب آخرهم ليقطع الشبهة عنه؛ واستكشف حاهلم، فمن أنس منه رشداً، ورجا خرياً، ممن أقصى مناه خالص روحه، وجناة نفسه، وجعل سعيه فيما يرجع إىل ذاته، وإىل ما هوسبب حياته، يزهد يف أعراض

    الدنيا، ويرغب فيما هوخري وأبقى، ال يكذب نفسه؛ حيدثها باألماين البعيدة اليت ال يبلغها وسعه ومقدرته؛ وال يساحمها، بل يصدقها أن ليس لإلنسان إال ما سعى، وأن سعيه سوف يرى، مث جيزاه اجلزاء األوىف، وإن إىل ربك " علم حقاًصدقاً، وجيد حزماً، وي

    دفعها إليه رسالة رسالة على الوالء شبيه الغذاء والتربية والنماء، وكالدواء للصحة والشفاء، والكحل واجلالء؛ الكحل، ." املنتهى

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 14

    فهمه، ويليق مبحله، من علمه، ويستصلحه ملثله، قدر ما يغذيه ويربيه ويصحه ؛ لتقوية البصر والضياء، ما يقرب من.أوكحل خاصويشفيه بل يبصره ويهديه ويشده ويقويه أوالً فأوالً، على الترتيب املبني يف الفهرست، حىت إذا ما متكنت احلكمة من نفسه،

    عند ذلك الكل بشدة حرص وانشراح صدر، وأنست به، وتصورت عنده، واستقر يف خلده وقوي فيه وحتقق بفكره معانيه، طلب وغاية رغبة، وخلوص نية، وقوة عزمية، وفضل معرفة، وزيادة يقني، وصحة بصرية، فحصلها وعمل ا، واستحق بعد النظر فيهن،

    ألن ن . عادوالوقوف على مجل معانيهن، النظر يف الرسالة اجلامعة، اليت هي اية املراد، ونزهة املرتاد، والفوز يف املعاش واملفمن وفته اهللا لذلك، ويسره، فقد هداه من احلرية، وأحياه بعد املوت، وأمنه من اخلوف، . التوصل إليها، وبفهمهن الوقوف عليها

    وأزلفه إليه، وأسبغ جالئل نعمه عليه، فيبقى بقاء األبد، ويدوم دوام السرمد، يف السعادة التامة، والربكات العامة، والنعيم املقيم، .اهللا يهدي من يشاء إىل صراط مستقيمو

    متت فهرست رسائل إخوان الصفا وخالن الوفا، وأهل العدل، وأبناء احلمد، وأرباب احلقائق، وأصحاب املعاين، يف ذيب النفوس ه وتأييده وتوفيقه، وإصالح األخالق، للبلوغ إىل السعادة الكربى، واجلاللة العظمى، والبقاء الدائم، والكمال األخري، حبول اهللا وقوت

    .وله احلمد وحده، وصلى اهللا على رسوله سيدنا حممد وآله األئمة الطاهرين، وسلم تسليماً عليهم أمجعني

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 15

    القسم الرياضيرسائل

    األولى من القسم الرياضي في العددالرسالة

    .احلمد هللا وسالم على عباده الذين اصطفى

    النظر يف مجيع علوم املوجودات اليت يف العامل، من - أيدهم اهللا-ا كان من مذهب إخواننا الكرامأعلم أيها األخ البار الرحيم، بأنه ملاجلواهر واألعراض والبسائط واردات واملفردات واملركبات، والبحث عن مبادئها وعن كمية أجناسها وأنواعها وخواصها، وعن

    جل -ها ونشوئها عن علة واحدة، ومبدأ واحد، من مبدع واحدترتيبها ونظامها، على ما هي عليه اآلن، وعن كيفية حدوث ويستشهدون على بياا مبثاالت عددية، وبراهني هندسية، مثل ما كان يفعله احلكماء الفيثاغوريون، احتجنا أن نقدم هذه -جالله

    شبه املدخل واملقدمات، لكيما " األرمثاطيقي" الرسالة قبل رسائلنا كلها، ونذكر فيها طرفاً من علم العدد وخواصه اليت تسمى: يسهل الطريق على املتعلمني إىل طلب احلكمة اليت تسمى الفلسفة، ويقرب تناوهلا للمبتدئني بالنظر يف العلوم الرياضية فنقول

    . ق العلمالفلسفة أوهلا حمبة العلوم، وأوسطها معرفة حقائق املوجودات، حبسب الطاقة اإلنسانية، وآخرها القول والعمل مبا يواففالرياضيات . أوهلا الرياضيات، والثاين املنطقيات، والثالث العلوم الطبيعيات، والرابع العلوم اإلهليات: والعلوم الفلسفية أربعة أنواع

    ات وبه فاملوسيقى هومعرفة تأليف األصو. أوهلا األرمثاطيقي، والثاين اجلومطريا، والثالث األسطرنوميا، والرابع املوسيقى: أربعة أنواعواألسطرنوميا هوعلم النجوم بالرباهني اليت ذكرت يف كتاب اسطي؛ كتاب يف علم الفلك لبطليموس . استخراج أصول األحلان

    . العامل اليوناين، نقله احلجاج بن مطر يف العصر العباسي األول؛ واجلومطريا هوعلم اهلندسة بالرباهني اليت ذكرت يف كتاب أقليدسفأول ما يبتدأ بالنظر به . عرفة خواص العدد وما يطايقها من معاين املوجودات اليت ذكرها فيثاغورس ونيقوماخسواألرمثاطيقي هوم

    يف هذه العلوم الفلسفية الرياضيات، وأول الرياضيات معرفة خواص العدد ألنه أقرب العلوم تناوالً، مث اهلندسة، مث التأليف، مث األلفاظ تدل على : وهذا أول ما نقول يف علم العدد شبه املدخل واملقدمات. ، مث اإلهلياتالتنجيم، مث املنطقيات، مث الطبيعيات

    والشيء إما أن يكون واحد أوأكثر من " الشيء" املعاين، واملعاين هي املسميات، واأللفاظ هي األمساء، وأعم األلفاظ واألمساء قولنافالواحد باحلقيقة هو الشيء الذي ال جزء له البتة وال ينقسم، وكل ما . اازواحد، فالواحد يقال على الوجهني، إما باحلقيقة وإما ب

    وأما الواحد بااز . الواحد ما ليس فيه غريه، مبا هو واحد: ال ينقسم فهو واحد من تلك اجلهة اليت ا ال ينقسم، وإن شئت قلتف واحد، والواحد واحد بالوحدة كما أن األسود أسود فهو كل مجلة يقال هلا واحد كما يقال عشرة واحدة، ومائة واحدة، وأل

    .بالسواد، والوحدة صفة للواحد، كما أن السواد صفة لألسودوالكثرة . وأما الكثرة فهي مجلة آلحاد؛ وأول الكثرة االثنان، مث الثالثة، مث األربعة، مث اخلمسة، وما زاد على ذلك بالغاً ما بلغ

    رق بينهما أن العدد إمنا هوكمية صور األشياء يف نفس العاد، وأما املعدودات فهي األشياء نفسها، نوعان إما عدد وإما معدود، والف .وأما احلساب فهو مجع العدد وتفريقه

    والعدد نوعان صحيح وكسور، والواحد الذي قبل االثنني هوأصل العدد ومبدأه، ومنه ينشأ العدد كله، صحيحه وكسوره، وإليه وء الصحيح فبالتزايد، وأما الكسور فبالتجزؤ، واملثال يف ذلك ما أقول يف نشوء الصحيح، إنه إذا أضيف إىل أما نش. ينحل راجعاً

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 16

    الواحد واحد آخر يقال عند ذلك إما اثنان؛ وإذا أضيف إليهما واحد آخر يقال لتلك اجلملة ثالثة؛ وإذا أضيف إليها واحد آخر . وعلى هذا القياس نشوء العدد الصحيح بالتزايد واحداً واحداً، بالغاً ما بلغ.ل هلا مخسةيقال هلا أربعة؛ وإذا أضيف إليها واحد يقا

    ".9 8 7 6 5 4 3 2 1:" وهذه صوراوأما حتليل العدد إىل الواحد، فعلى هذا املثال الذي أقول إنه إذا أخذ من العشرة واحد تبقى تسعة، وإذا ألقي من التسعة واحد تبقى

    سقط من الثمانية واحد تبقى سبعة، وعلى هذا القياس يلقى واحد واحد حىت يبقى واحد، فالواحد ال ميكن أن يلقى مثانية، وإذا أ .منه شيء ألنه ال جزء له البتة

    وأما نشوء العدد الكسور من . فقد تبني كيف ينشأ العدد الصحيح من الواحد وكيف ينحل إليهذا رتب العدد الصحيح على نظمه الطبيعي الذي هوواحد اثنان ثالثة أربعة مخسة ستة سبعة الواحد فعلى هذا املثال الذي أقول إنه إ

    مثانية تسعة عشرة؛ مث أشري إىل الواحد من كل مجلة، فإنه يتبني كيف يكون نشوؤه من الواحد،وذلك أنه إذا أشري إىل الواحد من مجلة ثالثة فيقال له الثلث، وإذا أشري إليه من مجلة أربعة، يقال له االثنني، يقال للواحد عند ذلك نصف، وإذا أشري إىل الواحد من

    الربع، وإذا أشري إليه من مجلة اخلمسة، يقال له اخلمس، وكذلك السدس والسبع والثمن والتسع والعشر؛ وأيضاً إذا أشري إىل ثالثة عشر جزؤ من ثالثة عشر، الواحد من مجلة األحد عشر فيقال له جزؤ من أحد عشر، ومن اثين عشر نصف السدس، ومنفقد تبني كيف يكون نشوء العدد . ومن أربعة عشر نصف السبع، ومخسة عشر ثلث اخلمس، وعلى هذا املثال يعترب سائر الكسور

    ب ج د ه و ز ح ط ي نصف ثلث ربع : من الواحد الصحيح منها، والكسور مجيعاً، وكيف هوأصل هلما مجيعاً وهذه صورانصف السبع ثلث اخلمس وأعلم يا أخي 13نصف السدس جزء من 11مثن تسع عشر يا يب يج يد يه جزء من مخس سدس سبع

    فاآلحاد من واحد إىل تسع، والعشرات من عشرة إىل . آحاد وعشرات ومئات وألوف: بأن العدد الصحيح رتب أربع مراتبويشتملها كلها اثنتا عشرة لفظة بسيطة، وذلك من . تسعني، واملئات من مئة إىل تسع مائة، واأللوف من ألف إىل تسعة آالف

    .واحد إلىعشرة، عشرة ألفاظ، ولفظة مائة، ولفظة ألف، فصار اجلميع اثنيت عشرة لفظة بسيطةوأما سائر األلفاظ فمشتقة منها أومركبة أومكررة، فاملكررة كالعشرين من العشرة، والثالثني من الثالثة، واألربعني من األربعة،

    .ل ذلكوأمثاوأما املركبة كاملئتني وثلثمائة وأربعمائة ومخسمائة، فإا مركبة من لفظة املئة مع سائر اآلحاد، وكذلك ألفان وثالثة آالف وأربعة

    آالف، فإا مركبة من لفظة األلف مع سائر األلفاظ من اآلحاد والعشرات واملئات، كما يقال مخسة آالف وسبعة آالف وعشرون 40 30 20 ك ل م ن س ع ف ص ق ر 12345678910أ جبد هوز حطي : لف، وسائر ذلك وهذه صوراألفاً ومئة أ

    1000 900 800 700 600 500 400 300 ش ت ث خ ذ ض ظ غ بغ جغ 200 100 90 80 70 60 50 20000 10000 9000 8000 7000 6000 5000 4000 دغ هغ وغ زغ حغ طغ يغ كغ لغ 3000 2000

    رغ شغ تغ ثغ 100000 90000 80000 70000 60000 50000 40000 فغ صغ قغ مغ نغ سغ عغ30000 900000 800000 700000 ذغ ضغ ظغ 600000 500000 400000 300000 200000خغ

    ق ر ش ت ث خ ذ " وأما املئات فهي" ك ل م ن س ع ف ص" وأما العشرات فهي" أ ب ج د ه و ز ح ط ي" أما اآلحاد فهيوأعلم بأن كون العدد على أربع مراتب اليت هي ".غ، بغ، جغ، دغ، هغ، وغ، زغ، حغ، طغ، يغ" فهيوأما األلوف " ض ظ

    اآلحاد والعشرات واملئات والوف ليس هوأمراً ضرورياً الزماً لطبيعة العدد مثل كونه أزواجاً وأفراداً صحيحاً وكسوراً، بعضها وإمنا فعلوا ذلك لتكون األمور العددية مطابقة ملراتب األمور الطبيعية، حتت بعض، لكنه أمر وضعي رتبته احلكماء باختيار منهم،

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 17

    مربعات مثل الطبائع األربع، اليت هي احلرارة والربودة والرطوبة - جل ثناؤه-وذلك أن األمور الطبيعية أكثرها جعلها الباريل األخالط األربعة، اليت هي الدم والبلغم واملرتان املرة واليبوسة؛ ومثل األركان األربعة، اليت هي النار واهلواء واملاء واألرض؛ ومث

    الصبا والدبور؛ : الصفراء، واملرة السوداء؛ ومثل األزمان األربعة، اليت هي الربيع والصيف واخلريف والشتاء، ومثل اجلهات األربعع الرئيسة، بني االثنيت عشرة مرتلة من منطقة الريح الشرقية والريح الغربية؛ واجلنوب والشمال؛ واألوتاد األربع؛ هي املنازل األرب

    الربوج، مسيت أوتاداً ألا أقوى منازل منطقة الربوج، وهي اليت تقرر املصري يف التنجيم، وهلذا مسي كل منها برج السعادة وأصل واملكونات األربع اليت هي املعادن الكائن، وقوهلم هنا األوتاد األربع ألا مبعىن املنازل؛ الطالع والغارب ووتد السماء ووتد األرض؛

    وأعلم بأن هذه األمور الطبيعية إمنا صارت أكثرها .وعلى هذا املثال وجد أكثر األمور الطبيعية مربعات. والنبات واحليوان واإلنس هي فوق األمور واقتضاء حكمته، لتكون مراتب األمور الطبيعية مطابقة لألمور الروحانية اليت- جل ثناؤه-مربعات بعناية الباري

    مث دونه العقل - جل جالله-الطبيعية، وهي اليت ليست بأجسام، وذلك أن األشياء اليت فوق الطبيعية على أربع مراتب، أوهلا الباري - أيدك اهللا وإيانا بروح منه-وأعلم يا أخي. الكلي الفعال، مث دونه النفس الكلية، مث دونه اهليوىل األوىل، وكل هذه ليست بأجسام

    من املوجودات، كنسبة الواحد من العدد، ونسبة العقل منها، كنسبة االثنني من العدد، ونسبة النفس - جل ثناؤه-بأن نسبة الباري بأن العدد - أيدك اهللا وإيانا بروح منه-وأعلم يا أخي.من املوجودات، كنسبة الثالثة من العدد، ونسبة اهليوىل األوىل كنسبة األربعة

    وذلك أن ".4 3 2 1" راته ومئاته وألوفه، أوما زاد بالغاً ما بلغ، فأصلها كلها من الواحد إىل األربعة، وهي هذهكله آحاده وعشبيان ذلك أنه إذا أضيف واحد إىل أربعة، كانت مخسة، : سائر األعداد كلها من هذه يتركب، ومنها ينشأ، وهي أصل فيها كلها

    أضيف ثالثة إىل أربعة، كانت سبعة؛ وإن أضيف واحد وثالثة إىل أربعة، كانت وإن أضيف اثنني إىل أربعة، كانت ستة؛ وإنوعلى هذا املثال . مثانية؛ وإن أضيف اثنان وثالثة إىل أربعة، كانت تسعة، وإن أضيف واحد واثنان وثالثة إىل أربعة، كانت عشرة

    وكذلك أصول اخلط أربعة، وسائر احلروف منها .حكم سائر األعداد من العشرات واملئات واأللوف، وما زاد بالغاً ما بلغومن يريد أن يعرف كيف . والكالم من احلروف يتركب كما بينا فيما بعد، فاعتربها فإنك جتد ما قلنا حقاً صحيحاً. يتركب

    يف هذه األشياء يف العقل، وكيف أوجدها يف النفس، وكيف صورها يف اهليوىل، فليعترب ما ذكرنا - جل ثناؤه-اخترع الباري أول شيء اخترعه وأبدعه من نور وحدانيته جوهر بسيط يقال له العقل الفعال، كما - جل ثناؤه-وأعلم يا أخي أن الباري.الفصل

    مث أنشأ . مث أنشأ النفس الكلية الفلكية من نور العقل، كما أنشأ الثالثة بزيادة الواحد على االثنني. أنشأ االثنني من الواحد بالتكرارمث أنشأ سائر اخلالئق من اهليوىل ورتبها بتوسط العقل . األوىل من حركة النفس، كما أنشأ األربعة بزيادة الواحد على الثالثةاهليوىل

    بأنك إذا - أيدك اهللا بروح منه-وأعلم يا أخي.والنفس، كما أنشأ سائر العدد من األربعة، بإضافة ما قبلها إليها كما مثلنا قبلجل -كيب العدد من الواحد الذي قبل االثنني، ونشوئه منه، وجدته من أدل الدليل على وحدانية الباريتأملت ما ذكرنا من تر

    كما -وذلك أن الواحد الذي قبل االثنني، وإن كان منه يتصور وجود العدد وتركيبه. وكيفية اختراعه األشياء وإبداعه هلا-ثناؤه وإن كان هو الذي اخترع - عز وجل-؛ كذلك اهللا فهو مل يتغري عما كان عليه، ومل يتجزأ-بينا قبل

    األشياء من نور وحدانيته، وأبدعها وأنشأها، وبه قوامها وبقاؤها ومتامها وكماهلا، فهو مل يتغري عما كان عليه من الوحدانية قبل من املوجودات - جل ثناؤه-الباريفقد أنبأناك مبا ذكرنا من أن نسبة . اختراعه وإبداعه هلا، كما بينا يف رسالة املبادئ العقلية

    هوعلة األشياء، وخالقها - عز وجل-كنسبية الواحد من العدد، وكما أن الواحد أصل العدد ومنشأه وأوله وآخره، كذلك اهللاا أن ال مثل له يف خلقه، وال شبه؛ وكم- جل ثناؤه-وأوهلا وآخرها، وكما أن الواحد ال جزء له وال مثل له يف العدد، فكذلك اهللا

    وأعلم . عامل باألشياء وماهياا، تعاىل اهللا عما يقول الظاملون علواً كبرياً- جل جالله-الواحد حميط بالعدد كله ويعده، كذلك اهللا

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 18

    يا أخي بأن مراتب العدد عند أكثر األمم على أربع مراتب، كما تقدم ذكرها، وأما عند الفيثاغوريني فعلى ست عشرة مرتبة، نوعات مئات ألوف 10000 ربوات عشرات ألوف 1000 ألوف 100 مئات 10 عشرات 1حاد آ: وهذه صورا حلبات مئات ألوف ألوف 10000000 سورات عشرات ألوف ألوف 1000000 غايات ألوف ألوف 100000

    10000000000 هنيات عشرات ألوف ألوف ألوف 000000 1000 البطات ألوف ألوف ألوف 100000000 جموات 1000000000000 وهوات ألوف ألوف ألوف ألوف 100000000000 ألوف ألوف دعورات مئات ألوف

    ومور مئات ألوف ألوف ألوف ألوف 10000 000000000عشرات ألوف ألوف ألوف ألوف أيدك اله وإيانا بروح - وأعلم يا أخي10000 00000 مارو ألوف ألوف ألوف ألوف ألوف100000000000000

    ور مراتبه كثرية ألنه ما من عدد صحيح إال وله جزء أوجزآن أوعدة أجزاء، كاالثين عشر فإن له نصفاً وثلثاً بأن العدد الكس-منهإال أن العدد الكسور وإن كثرت مراتبه وأجزاؤه، . وربعاً وسدساً ونصف سدس؛ وكذلك الثمانية وعشرون وغريمها من األعداد

    لفظة منها عامة مبهمة، وتسعة خمصوصة مفهو مة، ومن التسعة األلفاظ : فاظفهي مرتبة بعضها حتت بعض، ويشملها كلها عشرة ألالثلث من الثالثة، والربع من األربعة، واخلمس من اخلمسة، والسدس من : لفظة موضوعة، وهي النصف، ومثانية مشتقة وهي

    وأما اللفظة العامة املبهمة فهي اجلزء ألن .الستة، والسبع من السبعة، والثمن من الثمانية، والتسع من التسعة، والعشر من العشرةوأما باقي األلفاظ . الواحد من أحد عشر يقال له جزء من أحد عشر وكذلك من ثالثة عشر ومن سبعة عشر وما شاكل ذلك

    الكسور فمضافة إىل هذه العشرة األلفاظ، كما يقال لواحد من اثين عشر نصف السدس، ولواحد من مخسة عشر مخس الثلث، وأعلم بأن نوعي العدد يذهبان .احد من عشرين نصف العشر، وعلى هذا املثال يتبني سائر معاين الكسور بإضافة بعضها لبعضولو

    وأما الكسور فيبتدئ . يف الكثرة بال اية، غري أن العدد الصحيح يبتدئ من أقل الكمية، وهواالثنان، ويذهب يف التزايد بال اية .مير يف التجزؤ بال اية، فكالمها من حيث االبتداء ذواية ومن حيث االنتهاء غري ذي ايةمن أكثر الكمية وهوالنصف و

    فصل في خواص العدد

    . مث أعلم أن ما من عدد إال وله خاصية أوعدة خواص، ومعىن اخلاصية أا الصفة املخصوصة للموصوف الذي ال يشركه فيها غريهومن خاصية االثنني أنه أول . األزواج واألفراد مجيعاً: ه كما بينا قبل، وهويعد العدد كلهفخاصية الواحد أنه أصل العدد ومنشأ

    ومن خاصية الثالثة أا أول عدد األفراد وهي تعد ثلث األعداد تارة . األزواج دون األفراد: العدد مطلقاً، وهويعد نصف العددومن خاصية . ومن خاصية اخلمسة أا أول عدد دائر ويقال كري. جمذورومن خاصية األربعة أا أول عدد . األفراد وتارة األزواج

    ومن خاصية التسعة . ومن خاصية الثمانية أا أول عدد مكعب. ومن خاصية السبعة أا أول عدد كامل. الستة أا أول عدد تامومن خاصية األحد عشر أا أول . ة العشراتومن خاصية العشرة أا أول مرتب. أا أول عدد فرد جمذور، وأا آخر مرتبة اآلحاد

    وباجلملة إن من خاصية كل عدد أنه نصف حاشيتيه جمموعتني، وإذا . ومن خاصية االثين عشر أا أول عدد زائد. عدد أصممجعت حاشيتاه تكونان مثله مرتني، ومثال ذلك مخسة فإن إحدى حاشيتيها أربعة واألخرى ستة، وجمموعهما عشرة، ومخسة

    وأما الواحد فليس له إال 9 8 7 6 -5 -4 3 2 1:فها، وعلى هذا القياس يوجد سائر األعداد، إذا اعترب، وهذه صورانصإن الواحد أصل العدد ومنشأه فهو أن الواحد إذا رفعته : وأما قولنا. حاشية واحدة وهي االثنان، والواحد نصفها، وهي مثله مرتني

    إن االثنني أول العدد مطلقاً فهو أن : وأما قولنا. ، وإذا رفعت العدد من الوجود، مل يرتفع الواحدمن الوجود ارتفع العدد بارتفاعه

  • إخوان الصفا-رسائل إخوان الصفا 19

    إن الثالثة أول األفراد فهي كذلك، ألن االثنني أول العدد وهوالزوج، ويليه : وأما قولنا. العدد كثرة اآلحاد، وأول الكثرة اثنانالعدد تارة األفراد وتارة األزواج، فألا تتخطى العددين، وتعد الثالث منهما، وذلك إا تعد ثلث : وأما قولنا. الثالثة وهي فرد

    وأما قولنا إن األربعة أول عدد جمذور، فألا من ضرب االثنني نفسه، وكل عدد إذا ضرب . الثالث يكون تارة زوجاً وتارة فرداً أن اخلمسة أول عدد دائر فمعناه أا إذا ضربت يف نفسها رجعت وأما ما قيل من. يف نفسه يصري جذراً، واتمع من ذلك جمذوراً

    مخسة : مثال ذلك مخسة يف مخسة: إىل ذاا؛ وإن ضرب ذلك العدد اتمع من ضرا يف نفسها، رجع إىل ذاته أيضاً، وهكذا دائماًدد أيضاً يف نفسه خرج ثلثمائة وعشرون؛ وإذا ضرب مخسة وعشرون يف مثله، صار ستمائة ومخسة وعشرون؛ وإذا ضرب هذا الع

    أال ترى أن . ألف وتسعون ألفاً وستمائة ومخسة وعشرون؛ وإن ضرب هذا العدد يف نفسه خرج عدد آخر ومخسة وعشرون وأما السنة فإن 390625 - 625 - 25 - 5:اخلمسة كيف حتفظ نفسها وما يتولد منها دائماً، بالغاً ما بلغ، وهذه صورا

    ستة وثالثون، : ستة يف ستة" 1296 36 6" سة يف هذا املعىن، لكنها ليست مالزمة كلزوم اخلمسة ودوامهافيها مشاة للخمفالسنة راجعة إىل ذاا، وظهر ثالثون؛ وإذا ضربت ستة وثالثون يف نفسها، خرج ألف ومئتان وستة وتسعون، فظهرت الستة، ومل

    . حتفظ ما يتولد منها؛ وأما اخلمسة فإا حتفظ نفسها، وما يتولد منها دائماً أبداًفقد بان أن الستة حتفظ نفسها، وال . يظهر الثالثونوأما ما قيل من خاصية الستة، إا أول عدد تام، فمعناه أن كل عدد إذا مجعت أجزاؤه فكانت مثله سواء مسي ذلك العدد عدداً

    . ان، وسدساً وهوواحد، فإذا مجعت هذه األجزاء كانت ستة سواًءتاماً، فالستة أوهلا، وذلك أن هلا نصفاً وهوثالثة، وثلثاً وهواثنوليست هذه اخلاصية لعدد قبلها، ولكن ملا بعدها لثمانية وعشرين، وألربع مائة وستة وتسعني، ومثانية آالف ومائة ومثانية

    .8128 496 28 6: وعشرين، وهذه صوراعة قد مجعت معاين العدد كلها، وذلك أن العدد كله أزواج وأفراد، واألزواج وأما ما قيل إن السبعة أول عدد كامل فمعناه أن السب

    منها أول وثان، فاالثنان أول األزواج، واألربعة فإذا مجعت فرداً أوالً إىل زوج ثان، أوزوجاً أوالً إىل . زوج ثان، واألفراد منها أول وثان، والثالثة أول األفراد، واخلمسة فرد ثان

    مثال ذلك أنك إذا مجعت االثنني الذي هو أول األزواج إىل اخلمسة الذي هوفرد ثان كان منهما . ت منها سبعةفرد ثان، كانسبعة، وكذلك إذا مجعت الثالثة اليت هي فرد أول إىل األربعة اليت هي زوج ثان كانت منهما سبعة، وكذلك إذا أخذ الواحد الذي

    وهذه . 7 6 5 4 3 2 1: منهما السبعة اليت هي عدد كامل، وهذه صوراهوأصل العدد مع الستة اليت هي عدد تام يكون .اخلاصية ال توجد لعدد قبل السبعة، وهلا خواص أخر سنذكرها عند ذكرنا أن املوجودات حبسب طبيعة العددا جمذوراً كما بينا من وأما ما قيل أن الثمانية أول عدد مكعب، فمعناه أن كل عدد إذا ضرب يف نفسه مسي جذراً، واتمع منهم

    وإذا ضرب اذور يف جذره مسي اتمع من ذلك مكعباً، وذلك أن االثنني أول العدد، فإذا ضرب يف نفسه كان اتمع منه . قبلأربعة، وهي أول عدد جمذور، مث ضرب اذور يف جذره الذي هواثنان، فخرج من ذلك مثانية، فالثمانية أول عدد مكعب وأما ما

    إا أول عدد جمسم، فألن اجلسم ال يكون إال من سطوح متراكمة، والسطح ال يكون إال من خطوط متجاورة؛ واخلط ال قيلفأقل خط من جزأين وأضيق سطح من خطني، وأصغر جسم من ". اهلندسة" يكون إال من نقط منتظمة كما بينا يف رسالة

    أجزاء أحدها اخلط وهوجزآن؛ فإذا صرب اخلط يف نفسه كان منه سطحني، فينتج من هذه املقدمات أن أصغر جسم من مثانيةالسطح، وهوأربعة أجزاء؛ وإذا ضرب السطح �