١

تاريـخ ماء زمزم

وذكر فضائله

٢

، إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، له يادل فال هضلي نمو ل لهضفال م الله هدهي نم ه دحو إال الله له وأشهد أن ال إ

ولهسرو هدبا عدمحم أنو له ريكال ش ((ونملسم أنتمإال و وتنال تمو هتقات قح وا اتقوا اللهنآم ينا الذها أيي ))

باتقوا ر اسا النها أيي)) ثب ا وهجا زوهنم لقخو ةداحنفس و نم لقكمي خالذ كمم منهما رجاال كثريا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به واألرحام إن الله كان عليك

رقيبا)) اتقوا الله وقولوا قوال سديدا ))(( يا أيها الذين آمنوا

: دعا بأم دمحى مدى هداله ريخو ، الله تابك يثدالح ريخ فإن

وشر األمور محدثاتها ، وكل بدعة ضاللة وكل ضاللة في النار ت وما أنتم بمعجزينوإن ما توعدون آل

كمبوا إلى رلمه اسا النها أيى ... يله فإن ما قل وكفى خير مما كثر وأ

٣

باركا وهدى إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مقال اهللا تبارك وتعاىل : ((

١))للعالمني فيه آيات بينات مقام إبراهيم خيرب تعاىل عن شرف هذا البيت احلرام، وأنه أول بيت وضعه اهللا للناس، يتعبدون فيـه لرم فتغفر أوزارهم، وتقال عثارهم، وحيصل هلم به من الطاعات والقربات ما ينالون

ز بثوابه والنجاة من عقابهبه رضى رم والفو أي: فيه الربكة الكثرية يف املنافع الدينية والدنيوية ))مباركا (( وهلذا قال

أي: أدلة واضحات، وبراهني قاطعات على أنواع من العلـوم ))فيه آيات بينات ((، كاألدلة على توحيده ورمحته وحكمتـه وعظمتـه وجاللـه اإلهلية واملطالب العالية

لمه وسعة جوده، وما من به على أوليائه وأنبيائهوكمال ع : ))مقام إبراهيم : ((فمن اآليات

حيتمل أن املراد به املقام املعروف وهو احلجر الذي كان يقوم عليه اخلليل لبنيان الكعبة ، واآلية فيه قيل أثر قدمي إبراهيم، قد أثرت يف الصخرة وبقي ذلـك ملا ارتفع البنيان

أوائل هذه األمة، وهذا من خوارق العادات، األثر إىل : املراد بـ (( آيات بينات ))وقيل إن

فيه ما أودعه اهللا يف القلوب من تعظيمه وتكرميه وتشريفه واحترامه : وحيتمل أن املراد مبقام إبراهيم

أنه مفرد مضاف يراد به مقاماته يف مواضع املناسك كلها، فيكون على هذا مجيع أجزاء والشرب مـن زمـزم ، ج ومفرداته آيات بينات، كالطواف والسعي ومواضعها، احل

والوقوف بعرفة ومزدلفة، والرمي، وسائر الشعائر، واآلية يف ذلك مـا جعلـه اهللا يف القلوب من تعظيمها واحترامها وبذل نفائس النفوس واألموال يف الوصول إليها وحتمل

)٩٧-٩٦آل عمران ( ١

٤

ر البديعة واملعاين الرفيعة، وما يف أفعاهلا من كل مشقة ألجلها، وما يف ضمنها من األسرا ٢. احلكم واملصاحل اليت يعجز اخللق عن إحصاء بعضها

دخول كل املعاين السابقة يف معىن (( فيه آيات بينات مقام إبـراهيم )) ألن وال ميتنع كل هذا حاصل بالفعل

ومن هذه اآليات البينات "ماء زمزم" فقد أحاطه اهللا تعاىل ، بأحداث عظيمة لبيـان علـو قـدره هذا املاء الطيب املبارك ،

وعظيم شأنه ، وجعل له من امليزات والفضائل ما مل يكن لغريه على اإلطالق وهو موضع اهتمام األنبياء وأتباعهم على مر الدهور .

ن الشـرب شأنه ، وس مظوجاء النيب صلى اهللا عليه وسلم فبني مزيدا من فضله ، وعوأدخله يف مناسك احلج والعمرة ، وال زال هذا االهتمام والتعظيم موجود يف أبناء منه

هذه األمة ويستمر إل زوال هذه الدنيا بإذن اهللا تعاىل .

ويف هذه الرسالة نذكر بإذن اهللا تعاىل ، بدايات ظهور ما زمزم وما أحـاط ـا مـن شرب منه .. مع ذكر بعض ما قاله أحداث .. مث نبني فضائل هذا املاء املبارك وفوائد ال

لغريه وعن ما يست العلم احلديث عن عظمة هذا املاء وتفرده خبصائص وميزات لأهل فيه من إعجاز .. مما يدل على أنه من آيات اهللا تعاىل الكربى ، اليت جيب االعتناء ـا

وتدبر ما فيها من إميانيات وحكمة ونعمة .

١٣٩انظر تفسري السعدي ص ٢

٥

ایة ظھورهأصل ماء زمزم وحكایة بدمل يرد أن ماء زمزم كانت موجودة على ظهر األرض من ذي قبـل ، حـىت أذن اهللا بظهورها وذلك يف زمن نيب اهللا إبراهيم عليه السالم ، ويبني كيفية ظهورها احلـديث

التايل : : قال ابن عباس

سماعيل اتخذت منطقا لتعفي أثرها علـى أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إ(( وكان السبب في ذلك أن سارة كانت وهبت ، هو ما يشد به الوسط املنطق : ( سارة

نها فحلفت لتقطعن منهـا هاجر لإبراهيم فحملت منه بإسماعيل ، فلما ولدته غارت مثلاثة أعضاء فاتخذت هاجر منطقا فشدت به وسطها وهربت وجرت ذيلها لتخفـي

)أثرها على سارةى وضعهما عند البيت عند دوحة ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حت

أي مكان المسجد ، لأنه لـم يكـن ( فوق زمزم في أعلى المسجد )كبرية(شجرة ) حينئذ بني

ووضع عندهما جرابا فيه فوضعهما هنالك، وليس بها ماء ، وليس بمكة يومئذ أحد .ثم قفى إبراهيم منطلقا ، تمر وسقاء فيه ماء

يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه : فتبعته أم إسماعيل فقالت .وجعل ال يلتفت إليها ، فقالت له ذلك مرارا ؟ إنس وال شيء

؟ آلله الذي أمرك بهذا : فقالت له . نعم : قال

.ثم رجعت ، إذن ال يضيعنا : قالت حيث ال يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعـا فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية

رب إني أسكنت من ذريتي بواد غيـر ذي زرع : "بهؤالء الكلمات ورفع يديه فقال " .عند بيتك المحرم حتى بلغ يشكرون

٦

أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفد مـا فـي وجعلتفانطلقـت ، أو قال يتلبط ، وجعلت تنظر إليه يتلوى ، السقاء عطشت وعطش ابنها

. كراهية أن تنظر إليهفلما ظمئ إسماعيل جعـل ويف رواية :يتمرغ ويضرب بنفسه الأرض : أي : يتلبط(

وته :" كأنه ينشغ للموت " ، وأخرىيضرب الأرض بعقبيه " أي يشهق ويعلـو صـ ) وينخفض كالذي ينازع

جدت الصفا أقرب جبل في األرض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل فو .ترى أحدا فلم تر أحدا

اإلنسان فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعيالمجهود حتى جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحـدا

.فلم تر أحدا ففعلت ذلك سبع مرات

"فذلك سعي الناس بينهما: "م قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسل، ثم تسمعت ، تريد نفسها ، صه : فقالت ، فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا

.فسمعت أيضا .قد أسمعت إن كان عندك غواث : فقالت

ملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتـى ظهـر المـاء فإذا هي بالفجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد

.ما تغرف يرحم الله أم إسماعيل لو تركـت : "قال النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس

أي ظاهرا جاريا علـى ( "زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا )وجه الأرض

.ت وأرضعت ولدها فشرب: قال ال تخافوا الضيعة فإن ها هنا بيت الله يبني هذا الغالم وأبـوه وإن : فقال لها الملك

.الله ال يضيع أهله

٧

جبريل فقال : من أنت ؟ قالت : وفي حديث علي عند الطبري بإسناد حسن " فناداهاأنا هاجر أم ولد إبراهيم ، قال : فإلى من وكلكما ؟ قالت : إلى الله . قال : وكلكما

إلى كاف " .يول فتأخذ عن يمينه وشماله وكان البيت مرتفعا من األرض كالرابية تأتيه الس

وفة ، وفيـه فكانت كذلك ( فكانت ) أي هاجر ( كذلك ) أي على الحال الموصـ إشعار بأنها كانت تغتذي بماء زمزم فيكفيها عن الطعام والشراب

بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلني من طريق كداء فنزلـوا حتى مرتإن هذا الطائر ليدور على ماء لعهدنا بهذا : فقالوا ، في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا

أو جريين فإذا هم بالماء فرجعوا فأخبروهم )رسولا(ه ماء فأرسلوا جريا الوادي وما في .بالماء فأقبلوا

.وأم إسماعيل عند الماء : قال ؟أتأذنني لنا أن ننزل عندك : فقالوا .م ولكن ال حق لكم في الماء نع: فقالت .نعم : قالوا

فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب : "قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم م حتى إذا كان بها أهل أبيـات مـنهم اإلنس فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معه

)إشعار بأن لسان أمه وأبيه لم يكن عربيا ( فيه وشب الغالم وتعلم العربية منهم ا أدرك زوجوه امرأة مـنهم وأعجبهم حني شب فلم) صار نفيسا عندهم ( وأنفسهم

وماتت أم إسماعيل ؟نه فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته ع

٣.خرج يبتغي لنا : فقالت ؟ا عن عيشهم وهيئتهم ثم سأله

ام " في حديث أبي جهم " كان إبراهيم يزور هاجر كل ش ٣ هر على البراق يغدو غدوة فيأتي مكة ثم يرجع فيقيل في منزله بالشـ

قوله : " فجاء البراق ، فعلى هذا فوروى الفاكهي من حديث علي بإسناد حسن نحوه وأن إبراهيم كان يزور إسماعيل وأمه على إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل " أي بعد مجيئه قبل ذلك مرارا

٨

.نحن بشر نحن في ضيق وشدة فشكت إليه : فقالت .فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السالم وقولي له يغير عتبة بابه : قال

؟هل جاءكم من أحد : شيئا فقال فلما جاء إسماعيل كأنه آنسنعم جاءنا شيخ كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته وسألني كيف عيشنا فأخبرتـه : قالت

.أنا في جهد وشدة ؟فهل أوصاك بشيء : قال

.أمرني أن أقرأ عليك السالم ويقول غير عتبة بابك نعم: قالت .ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك الحقي بأهلك : قال

تاهم بعد فلم يجـده فطلقها وتزوج منهم أخرى فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم أ ؟فدخل على امرأته فسألها عنه

.خرج يبتغي لنا : فقالت ؟ كيف أنتم وسألها عن عيشهم وهيئتهم : قال

.نحن بخير وسعة وأثنت على الله : فقالت ؟ما طعامكم : فقال

.اللحم : قالت ؟فما شرابكم : قال

الماء : قالت .اللهم بارك لهم في اللحم والماء : قال

لهم دعا لهم فيه ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان: قال النبي صلى الله عليه وسلم .قال فهما ال يخلو عليهما أحد بغير مكة إال لم يوافقاه

.فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السالم ومريه يثبت عتبة بابه : قال ؟اكم من أحد هل أت: فلما جاء إسماعيل قال

نعم أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه فسألني عنك فأخبرته فسألني كيـف : قالت .عيشنا فأخبرته أنا بخير

فأوصاك بشيء : قال

٩

.ك السالم ويأمرك أن تثبت عتبة بابك نعم هو يقرأ علي: قالت .ذاك أبي وأنت العتبة أمرني أن أمسكك : قال

له تحت دوحة قريبا ثم لبث عنهم ما شاء الله ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبال .ن زمزم فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد م

.يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر : ثم قال .فاصنع ما أمرك ربك : قال ؟وتعينني : قال .وأعينك : قال فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتا وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها قـال : قال

.فعند ذلك رفعا القواعد من البيت يتا " ووقع في حديث أبي جهم عند الفاكهي " " إن ربك أمرني أن أبني له ب في رواية

أن عمر إبراهيم كان يومئذ مائة سنة وعمر إسماعيل ثلاثني سنة " .ء جاء بهذا الحجـر فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني حتى إذا ارتفع البنا

ربنا تقبل منـا "فوضعه له فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقوالن ت وهما يقـوالن فجعال يبنيان حتى يدورا حول البي: قال "إنك أنت السميع العليم

. ٤" ))ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم"فهذا احلديث بين كيفية بداية ظهور زمزم ، وأن ذلك كان بسبب عطش إمساعيل عليه السالم وهو رضيع ، وأن الذي قام حبفرها هو جربيل عليه السالم رئـيس املالئكـة

. املكلف بالوحيفأحاط الفضل واخلري والشرف مباء زمزم من كل وجه ، فهي مباركة من عند اهللا تعاىل ، وحفرها جربيل األمني عليه السالم ، وظهرت أول مرة من أجل أن تسقي نـيب اهللا

إمساعيل عليه السالم وهو ابن إبراهيم اخلليل عليه السالم .

ماء زمزم سبب عمران مكة

، والنسـائي يف ) ٣٠٨٠) ، وأمحـد (٣٣٦٤رواه البخاري يف أحاديث األنبياء باب قوله تعاىل "واختذ اهللا إبراهيم خلـيال" ( ٤ والبيهقي وأبو نعيم يف دالئل النبوة والفاكهي يف أخبار مكة وغريهم كثري .) ٤٧كة ()، واألزرقي يف أخبار م٨٣٧٩(الكربى

١٠

أن وجود زمزم كان السبب فضيلة عظيمة هلذه البئر املباركة وهي وبين احلديث أيضا :من قبل صحراء قاحلة غـري يف عمران هذه البقعة من األرض "مكة املكرمة" وكانت

معمورة ، كما مر معنا يف احلديث أا سبب توجه قبيلة جرهم إل ىمكة واإلقمة فيها وعمران هذه املنطقة بالناس

: بداية بناء الكعبة املشرفة ، وأن أول من بناها إبـراهيم وولـده وبين احلديث أيضا إمساعيل عليهما السالم .

فتم الفضل هلذا البلد الطيب من مجيع جوانبه فبوجود ماء زمزم وبناء الكعبـة توجـه أهل اإلميان عل مر العصور الكثري من خلق اهللا تعاىل إىل هذا البلد الذي أصبح عاصمة

إليه نفوسهم وتتطلع إليه أبصارهم وتتعلق به أفئدم ، فو واألزمان

عن وهب بن منبه قال : كان بطن مكة ليس فيه ماء ، وليس ألحد فيه قرار ، حىت أنبط اهللا تعـاىل ((

إلمساعيل عليه السالم زمزم ، فعمرت مكة يومئذ وسكنها من أجل املاء قبيلة يقال ، ولوال املـاء الـذي من اليمن يقال هلم جرهم ، وليست من عاد كما

أنبطه اهللا تعاىل إلمساعيل عليه السالم ملا أراد من عمارة بيته ، مل يكن ألحد ا ٥)) يومئذ مقام

ة نبي اهللا إبراھیم صلى اهللا علیھ وسلموتحقق دع

:قال تعاىل

) ٩٩٧رواه الفاكهي يف أخبار مكة ( ٥

١١

ق أهله من الثمرات من آمن مـنهم وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارز (( ٦)) بالله واليوم الآخر

:وقال تعاىل نام (( رب ،وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصـ

ربنا ،من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم إنهن أضللن كثريا لاة إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيمـوا الصـ

٧)) تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون فاجعل أفئدة من الناسترك إبراهيم عليه السالم زوجه وولده يف أرض صحراء قاحلة ال يوجد فيها شيء من

مقومات احلياة امتثاال ألمر اهللا تعاىل له بذلك تعاىل يف كتابه .. فاسـتجاب ودعا إبراهيم عليه السالم ذه الدعوات اليت ذكرها اهللا

له ربه عز وجل وحقق له الدعاء فكان أول الربكات والرمحات إخراج ماء زمزم املباركة الطيبة .. وبفضل وجودها أتى إليها الناس ليسكنوا حوهلا ، وانقلبت مكة املباركة من صحراء قاحلة إىل بلد عـامرة

ريات من كل مكان وصـارت حمـط يأتيها رزقها رغدا من الثمرات وسائر أنواع اخل أنظار العاملني خاصة بعد بناء الكعبة املشرفة وتشريع املناسك فيها .

فصارت مكة ا منافع الدنيا واآلخرة ، وا فضل اهللا العظيم من خريي الدنيا واآلخرة وحيج إليها املاليني من الناس على مر العصور واألزمان .

ة الرفيعة يف مجيع قلوب املسلمني ، فإليها فـو النفـوس وجعل اهللا ملكة الطيبة املكان وتشتاق إليها القلوب وتسافر إليها األبدان عل مدار العام .

قصة ردم زمزم وجفافھا ثم حفرھا مرة أخرى

أنه ملا طالت والية جرهم استحلوا من احلرم أمورا عظاما بينت كتب السري والتاريخ : لون ، واستخفوا حبرمة احلرم ، وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى ، ونالوا ما مل يكونوا ينا

)٢٦البقرة ( ٦ )٣٧-٣٥إبراهيم ( ٧

١٢

إليها سرا وعالنية ، وكلما عدا سفيه منهم على منكر وجد من أشرافهم مـن مينعـه ويدفع عنه ، وظلموا من دخلها من غري أهلها

فلما رأى مضاض بن عمرو بن احلارث بن مضاض ما تعمل جرهم يف احلـرم ، ومـا

عبة سرا وعالنية ، فقام بنصحهم فلم ينتصحوا ، فعمد إىل غـزالني تسرق من مال الككانا يف الكعبة من ذهب ، وأسياف قلعية ، فدفنها يف موضع بئر زمزم ، وكـان مـاء

ر ئـزمزم قد نضب وذهب ملا أحدثت جرهم يف احلرم ما أحدثت ، حىت غيب مكان البفحفر يف موضـع بئـر ودرس ، فقام مضاض بن عمرو وبعض ولده يف ليلة مظلمة ،

زمزم وأعمق ، مث دفن فيه األسياف والغزالني .

فبينا هم على ذلك إذ كان من أمر أهل مأرب ما ذكر أنه ألقت طريفـة الكاهنـة إىل عمرو بن عامر الذي يقال له مزيقياء بن ماء السماء ، وهو عمرو بن عامر بن حارثـة

لغوث بن نبت بن مالك بن زيد بـن بن ثعلبة بن امرئ القيس بن مازن بن األزد بن اكهالن بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وكانت قد رأت يف كهانتها أن سد مأرب سيخرب ، وأنه سيأيت سيل العرم فيخرب اجلنتني ، فباع عمرو بن عامر أمواله ، وسار هو وقومه من بلد إىل بلد ، ال يطئون بلدا إال غلبوا عليه وقهروا أهله ، حـىت

، حىت استوىل على مكة وفنيت جرهم وفر منهم من فر منهم مضـاض ، رجوا منهخي ٨واستولت خزاعة على مكة واقامت فيها .

وظلت زمزم مردومة هكذا ، حىت كان زمان عبد املطلب جد النيب صـلى اهللا عليـه وسلم ، وهو الذي حفرها للمرة الثانية .

)١٢٣أخبار مكة لألزرقي ( ٨

١٣

قال عبد المطلب : إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت فقال احفر طيبة . قال قلت : (((ويف رواية عبدالرزاق : احفر زمزم خبيئـة الشـيخ وما طيبة ؟ قال ثم ذهب عني .

األعظم)إلى مضجعي فنمت فيه فجاءني فقال احفر برة . قال وما برة ؟ فلما كان الغد رجعت

قال ثم ذهب عني نونة . قـال فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه فجاءني فقال احفر المضـ

ال ثم ذهب عني . فقلت : وما المضنونة ؟ قفلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه فجاءني فقال احفر زمزم . قال قلت :

دم وما زمزم ؟ قال لا تنزف أبدا ولا تذم ، تسقي الحجيج الأعظم وهي بين الفرث وال عند قرية النمل . )حيث ينقر الغراب غدا(عند نقرة الغراب الأعصم

فلما بين له شأنها ، ودل على موضعها ، وعرف أنه صدق غدا بمعوله ومعـه ابنـه غريه .ب ، ليس له يومئذ ولد الحارث بن عبد المطل

فوجد قرية النمل ، ووجد الغراب ينقر عندها بين الوثنين إساف ونائلـة ، اللـذين حيث أمر فقامت إليه كانت قريش تنحر عندهما ذبائحها . فجاء بالمعول وقام ليحفر

قريش حني رأوا جده فقالوا : والله لا نتركك تحفر بين وثنينا هذين اللـذين ننحـر لأمضين لمـا عندهما ، فقال عبد المطلب لابنه الحارث ذد عني حتى أحفر ، فوالله أمرت به . فلما عرفوا أنه غير نازع خلوا بينه وبين الحفر ، وكفوا عنه فلم يحفر إلا يسريا ، حتى بدا له الطي ، فكبر وعرفوا أنه قد صدق .

فر وجد فيها غزالين من ذهب وهما الغزالان اللذان دفنت جـرهم فلما تمادى به الحفيها حني خرجت من مكة ، ووجد فيها أسيافا قلعية وأدراعا ، فقالت له قريش يا عبد

ك وحق المطلب ، لنا معك في هذا شرفقال فقام حيفر حيث نعت له ، فقالت له قريش : ما هذا يا عبد املطلب ؟ويف رواية :

بدا لعبد المطلب الطي كبر فعرفت قريش أنـه قـد أدرك فلما : أمرت حبفر زمزم ، وا إليه فقالوا : يـا عبـد فقام ( ويف رواية : فلما كشف عنه وبصروا بالظيب )حاجته

.المطلب ، إنها بئر أبينا إسماعيل وإن لنا فيها حقا فأشركنا معك فيها

١٤

قال ما أنا بفاعل إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم وأعطيته من بينكم فقـالوا لـهئتم فأنصفنا فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها ، قال فاجعلوا بيني وبينكم من شـ

هذيم قال نعم قال وكانت بأشراف الشام .بن أحاكمكم إليه قالوا : كاهنة بني سعد

مطلب ومعه نفر من بني أبيه من بني عبد مناف وركب من كل قبيلة من فركب عبد القريش نفر . قال والأرض إذ ذاك مفاوز . قال فخرجوا حتى إذا كانوا بـبعض تلـك

، فني ماء عبد المطلب وأصحابه فظمئوا حتـى أيقنـوا المفاوز بين الحجاز والشام حن بالهلكة فاستسقوا من معهم من قبائل قريش ، فأبوا عليهم . وقالوا : إنا بمفازة ون

لما رأى عبد المطلب ما صنع القوم وما يتخوف نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم فعلى نفسه وأصحابه . قال ماذا ترون ؟ قالوا : ما رأينا إلا تبع لرأيك ، فمرنا بما شئت

رته لنفسه بما بكم الآن من القوة فكلما ؛ قال فإني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفمات رجل دفعه أصحابه في حفرته ثم واروه حتى يكون آخركم رجلا واحدا ، فضيعة

ا أمرت به . رجل واحد أيسر من ضيعة ركب جميعا ، قالوا : نعم مفقام كل واحد منهم فحفر حفرته ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشا ، ثـم إن عبـد المطلب قال لأصحابه والله إن إلقاءنا بأيدينا هكذا للموت لا نضرب في الأرض ولـا

تى نبتغي لأنفسنا ، لعجز فعسى الله أن يرزقنا ماء ببعض البلاد ارتحلوا ، فارتحلوا . حإذا فرغوا ، ومن معهم من قبائل قريش ينظرون إليهم ما هم فـاعلون تقـدم عبـد

لى راحلته فركبها . المطلب إانبعثت به انفجرت من تحت خفها عين ماء عـذب فكبـر عبـد فلما جلس عليها و

قيتهم المطلب وكبر أصحابه ثم نزل فشرب وشرب أصحابه واستقوا حتى ملئوا أسـتقوا ، ثم د ربوا واسـ عا القبائل من قريش ، فقال هلم إلى الماء فقد سقانا الله فاشـ

فجاءوا فشربوا واستقوا زم أبدا ثم قالوا : قد والله قضي لك علينا يا عبد المطلب ، والله لا نخاصمك في زم

قايتك ، إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم ، فارجع إلى سـ راشدا . فرجع ورجعوا معه ولم يصلوا إلى الكاهنة وخلوا بينه وبينها .

١٥

ومضى عبد املطلب فحفر ، فلما متادى به احلفـر وجـد قال ابن إسحاق : فانصرفواغزالني من ذهب ، ومها الغزاالن اللذان كانت جرهم دفنت فيها حني أخرجت مـن مكة وهي بئر إمساعيل بن إبراهيم عليهما السالم الذي سقاه اهللا عز وجل حني ظمـئ

وهو صغري . ، فقالت قريش : لنا معك يف قال ابن إسحاق : ووجد عبد املطلب أسيافا مع الغزالني

هذا يا عبد املطلب شرك وحق ، فقال : ال ، ولكن هلموا إىل أمر نصف بيين وبينكم ، نضرب عليها بالقداح ، فقالوا : فكيف نصنع ؟ قال : اجعلوا للكعبة قدحني ولكـم قدحني ويل قدحني ، فمن خرج له شيء كان له ، فقالوا له : قد أنصفت ، وقد رضينا

ل قدحني أصفرين للكعبة وقدحني أسودين لعبد املطلب وقدحني أبيضني لقريش ، فجع .مث أعطوها الذي يضرب بالقداح

وقام عبد املطلب يدعو اهللا ويقول : اللهم أنت امللك املحمود ريب وأنت املبدئ املعيد وممسك الراسية اجللمود من عندك الطارف والتليد إن شئت أهلمت ملا تريد ملوضـع

ية واحلديد فبني اليوم ملا تريد إين نذرت عاهد العهود اجعلـه رب يل وال أعـود احللوضرب صاحب القداح القداح ، فخرج األصفران على الغزالني للكعبة فضرما عبد املطلب يف باب الكعبة فكانا أول ذهب حليته ، وخرج األسـودان علـى السـيوف

ن سواهم من العرب يف اجلاهلية إذا واألدراع لعبد املطلب فأخذها ، وكانت قريش وماجتهدوا يف الدعاء سجعوا فألفوا الكالم ، وكانت فيما يزعمون قلما ترد إذا دعا ا

داع . قال ابن إسحاق : فلما حفر عبد املطلب زمزم ودله اهللا عليها وخصه ا زاده اهللا تعاىل

هرت ، وأقبل الناس ا شرفا وخطرا يف قومه ، وعطلت كل سقاية كانت مبكة حني ظعليها التماس بركتها ومعرفة فضلها ملكاا من البيت ، وأا سـقيا اهللا عـز وجـل

٩إلمساعيل عليه السالم ))

سري والتـاريخ وهـي مشـهورة ) واحلادثة مذكورة يف كتب ال١/١٤٥) وسرية ابن هشام (٢٠رواه البيهقي يف دالئل النبوة ( ٩

معلومة

١٦

والسـقاية مزمزمات عبد املطلب والنيب صلى اهللا عليه وسلم ابن مثان سنني ، وويل وهي بيده ، فأقرهـا من بنيه العباس بن عبد املطلب ، فلم تزل إليه حىت قام اإلسالم و

١٠رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم على ما مضى .

قبائل قریش بمكةل اآلبار التي كانتذكر

شمس بن عبد مناف ، وهي البئر التي بأعلى مكة عبدل :الطوي م شعب أبي طالب . على ف ،اشم بن عبد مناف : هلبذر

بئر المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف :سجلة بن عبد شمس ةميأل :الحفر أسد بن عبد العزى : لبين سقية

عبد الدار : لبين أم أحراد وهي بئر خلف بن وهب . ،جمح لبين :السنبلة سهم : لبينالغمر

كانت آبار حفائر خارجا من مكة قدمية من عهد مرة بن كعب ، وكلاب بـن مـرة و :قريش الأوائل منها يشربون وهي ل

ن كعب بن لؤي رم ورم : بئر مرة ب بني كلاب بن مرة ل : وخم

١١.بني عدي بن كعب بن لؤي : ل والحفر ترك الناس لآلبار المذكورة وانصرافھم للسقیا من زمزم

قال ابن إسحاق :

) ١٠٠رواه البيهقي يف دالئل النبوة ( ١٠ )١/١٤٧سرية ابن هشام باختصار ( ١١

١٧

ي عليها الحاج ، وانصرف الناس إليهـا فعفت زمزم على البئار التي كانت قبلها يسقلمكانها من المسجد الحرام ، ولفضلها على ما سواها من المياه ولأنها بئر إسماعيل

لى قريش كلها ، وعلى سائر بن إبراهيم عليهما السلام وافتخرت بها بنو عبد مناف عالعرب ، فقال مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وهو يفخـر

ن ذلك وبزمـزم على قريش بما ولوا عليهم من السقاية والرفادة وما أقدموا للناس محني ظهرت لهم وإنما كان بنو عبد مناف أهل بيت واحد شرف بعضهم لبعض شرف

وفضل بعضهم لبعض فضل

ـــا ـــن آب ـــد م ـــا المج عدا ورثن ـــ ـــا ص ـــى بن ـــا فنم ئنق الح ــــ ــــم نس ــــيجأل ـــدا ج ـــة الرف ـــر الدلاف وننح

ريف ــــ ــــد تص ــــى عن ددا رفــــدا ونلق المنايــــا شـــــــك ـــم نمل ـــك فل ـــإن نهل ومــــن ذا خالــــد أبــــدا فــــا ــــي أرومتن ــــزم ف دا وزم ونفقــأ عــين مــن حســ

غانم أخو بني عدي بن كعب بن لؤي وقال حذيفة بن

وساقي الحجيج ثم للخير هاشم ... وعبد مناف ذلك السيد الفهري طوى زمزم عند المقام فأصبحت ... سقايته فخرا على كل ذي فخر

١٢: يعني عبد المطلب بن هاشم .قال ابن هشام

حساب السنین من حین ظھور ماء زمزم إلى اآلن

)١/١٥١سرية ابن هشام ( ١٢

١٨

وجه األرض ، فلم يظهر إال بعد حادثة سيدنا إمساعيـل ىمل يكن ماء زمزم ظاهرا علجر عليهما السالم وحفر جربيل عليه السالم هلذه البقعة وخروج املاء ونبعـه اوأمه ه

منها .. فهي ظهرت منذ ذلك الزمان .. وقد ذكر اإلمام الطربي يف تارخيه جمموعة من اآلثـار ذكر فيها املدة منذ نزول آدم عليه السالم إىل األرض ، وحىت هجرة نبينا عليه الصالة

: والسالم .. ولن نطيل بذكر هذه األقوال )٤٩٦-١/٤٩٤انظر تاريخ الطربي (

:وقد ذكر فيها أنه سنة ١٠٠٠هيم وموسى عليها السالم ما بني إبرا

سنة ١٩٠٠وما بني موسى وعيسى عليهما السالم سنة ٦٠٠وما بني عيسى وحممد عليهما السالم

) سنة ٣٥٠٠فيكون املجموع ما بني إبراهيم وحممد عليهما الصالة والسالم ( ) سنة هي التاريخ من اهلجرة إىل اآلن ١٤٣٥أضف إليها (

.. ) سنة ٤٩٣٥من تاريخ ظهور زمزم إىل اآلن ( فيكون جمموع السننيأي أن عمر مء زمزم على وجه األرض منذ ظهورها إىل اآلن حواىل مخسة آالف سـنة

فهناك اختالف يف تواريخ الفترات ما بني األنبيـاء علـيهم .. وهذا طبعا بالتقريب .. السالم

واهللا سبحانه وتعاىل أعلم حبقائق األمور .

١٩

من أعظم فضائل زمزم حفر جبریل علیھ السالم لھا من أعظم فضائل زمزم أن الذي قام حبفرها وإظهارها على وجه األرض ألول مرة هو رئيس املالئكة القوي األمني : سيدنا جربيل عليه السالم رفيع الشأن .. عظيم املرتلـة

عند اهللا رب العاملني يم أمر هذا املاء املبارك ، وقوة منفعته ، وعلو أمره وشـأنه ، وهذا ليبني اهللا تعاىل عظ

وأنه ماء مبارك اختصه اهللا بكل هذه العناية والرعاية فتدبر ومر بنا احلديث يف أول الكتاب الذي رواه البخاري وغريه

حممد بن إسحاق قال : عن ورضـي اهللا وقد قالت صفية بنت عبد املطلب عمة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسـلم

عنها : شفاء سقم وطعام مطعما... حنن حفرنا للحجيج زمزما سقيا نيب اهللا يف املحرما... ركضة جربيل وملا تعظما

١٣. ابن خليل ربنا املكرما

عثمان : وعن أخربت أن عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه سأل كعبا عن أشياء فقال : حـدثين عـن

السالم ، خفقة من جناحه حني خشيت هاجر علـى وطأة جربيل عليه « زمزم قال : ١٤»ابنها العطش

ن جماهد أيب احلجاج أنه قال : عو

)١٠٠١أخبار مكة للفاكهي ( ١٣ ) ٩٩٦أخبار مكة للفاكهي ( ١٤

٢٠

١٥»مل نزل نسمع أن زمزم هزمة جربيل بعقبه ، وسقيا اهللا إمساعيل « ماء زمزم يفعن جماهد قال و

يـت هي برة ، وهي هزمة جربيل عليه السالم بعقبه ، وسقيا اهللا إمساعيل ، وإمنا مس(( ١٦))زمزم ؛ ألا مشتقة من اهلزمة ، واهلزمة : الغمزة بالعقب يف األرض

: عن غري واحد بن ساج عثمان ونقل

أن زمزم تدعى سابق ، وكانت وطأة من جربيل ، وكان سقياها إلمساعيل يوم فرج له ١٧ عنها جربيل عليه السالم ، وهو يومئذ وأمه عطشانان

اءـمـاء الســمأبناء من أعظم فضائل ماء زمزم ، أن الذي أظهره للوجود على وجه األرض ، هو جربيـل عليه السالم ، فكان إظهاره جبناح ملك من السماء ، بل هو رئيس املالئكة وأعظمهم شأنا وأشدهم خلقة وقوة ، لذلك يقال عن ماء زمزم "ماء السماء" نسـبة إىل امللـك

الذي أظهره .املبارك فضال .. سبب ظهوره .. وهو عطش سيدنا إمساعيـل عليـه ويزيد هذا املاء

السالم وهو رضيع ، فأظهره اهللا تعاىل ليكون طعمة هلذا النيب الكرمي الذي خرج مـن نسله خامت األنبياء واملرسلني سيدنا حممد صلى اهللا عليه وسلم .

فكل هذه فضائل اختص اهللا تعاىل ا هذا املاء

لنسل السيدة هاجر عليها السالم أم نيب اهللا إمساعيللذلك كان يقال

)١٠٠٠رواه الفاكهي يف أخبار مكة ( ١٥ ) ٩٩٨أخبار مكة للفاكهي ( ١٦ ) ٩٩٧يف أخبار مكة ( رواه الفاكهي ١٧

٢١

"أوالد ماء السماء" ألن جدهم األكرب ترىب على هذا املاء املبارك .

قال أبو حامت : (( كل من كان من ولد هاجر يقال له : ولد ماء السماء ، ألن إمساعيل مـن

اهللا به إمساعيـل ، ، وهو ماء السماء الذي أكرم مزمزهاجر ، وقد ربي مباء ١٨حيث ولدته أمه هاجر ، فأوالدها أوالد ماء السماء ))

غسل قلب النبي صلى اهللا علیھ وسلم بماء زمزم

وعلو قدرھا وطھارتھاشرفھا وذلك لملاء زمزم فضيلة عظمى جدا ، وشرف كبري جدا ، فهو املاء الذي غسل بـه جربيـل

: ثالث مرات صلوات اهللا وسالمه عليه األمني عليه السالم قلب النيب المرة األولى :

يف بادية بـين يف طفولته عليه الصالة والسالم عندما كان عند حليمة أمه من الرضاعة ، وهو يلعب مع الغلمان :سعد

رضي اهللا عنه قال : عن أنس بن مالك لم أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم وهو يلعـب أن رسول الله صلى الله عليه وس((

، فاستخرج منه علقـة ، فاستخرج القلب ، مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه ثم ألمـه ، في طست من ذهب بماء زمزم ثم غسله ، هذا حظ الشيطان منك : فقال

.ثم أعاده في مكانه تقبلوه ، إن محمدا قد قتـل : يعني ظئره فقالوا ، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه فاسـ

.وهو منتقع اللون ١٩))وقد كنت أرئي أثر ذلك المخيط في صدره :قال أنس

) ١٣/٤٧صحيح ابن حبان ( ١٨ ) ١١٧٧٤) وأمحد (٢٣٦رواه مسلم يف اإلميان باب اإلسراء برسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ( ١٩

٢٢

والمرة الثانیة :

يف ليلة اإلسراء واملعراج اليت عرج فيها صلى اهللا عليه وسلم فيها إىل السماوات العلى ، فكان الغسيل مباء زمزم يئة له صلى اهللا عليه وسلم ملا سيقدم عليه من كالمه لربـه تبارك وتعاىل ومقابلة املأل األعلى من املالئكة الكرام واألنبياء واملرسلني عليهم الصالة

والسالم أمجعني : :يقول رضي اهللا عنه بن مالك أنس عناءه ثالثة نفر ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة أنه ج((

فقـال ؟ أيهم هـو : فقال أولهم ، قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام .خذوا خيرهم فكانت تلك الليلة : هو خيرهم فقال آخرهم : أوسطهم وكـذلك ، وال ينام قلبـه ، حتى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه وتنام عينه فلم يرهم

.األنبياء تنام أعينهم وال تنام قلوبهم فشق جبريل ، واله منهم جبريل فت، فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم

فغسله من ماء زمزم بيده حتـى ، حتى فرغ من صدره وجوفه ، ما بين نحره إلى لبته وا إميانا وحكمة فحشا ثم أتي بطست من ذهب فيه تور من ذهب محش، أنقى جوفه

رب به صدره ولغاديده يعني عروق حلقه ثم أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا فضـ ٢٠.. احلديث ))بابا من أبوابها

المرة الثالثة : عند البعثة :

قال ابن حجر : ٢١الصدر أيضا عند البعثة كما أخرجه أبو نعيم يف الدالئل . وثبت شق

) ، ورواه البخاري ومسلم ٢٣٥) ، ومسلم يف اإلميان (٧٥١٧رواه البخاري يف يف التوحيد باب "وكلم اهللا موسى تكليما" ( ٢٠

ريهم عن مالك بن صعصعة رضي اهللا عنه .والترمذي وغ )٧/٢٤٤فتح الباري ( ٢١

٢٣

وقال يف موضع آخر : وأن شق الصدر وقع أيضا عند البعثة كما أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده وأبو

ر أبو بشر الدوالبي بسنده أنه صلى الله عليـه نعيم والبيهقي في دالئل النبوة ، وذك ٢٢وسلم رأى في المنام أن بطنه أخرج ثم أعيد فذكر ذلك لخدجية الحديث ...

عن عائشة رضي اهللا عنها :ا هو وخدجية حبراء فوافـق (( أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم نذر أن يعتكف شهر

ذلك شهر رمضان فخرج النيب صلى اهللا عليه وسلم ذات ليلة فسمع : السالم عليك فظننتها فجأة اجلن فجئت مسرعا حىت دخلت على خدجية فسجتين ثوبا وقالت : مـا شأنك يا ابن عبد اهللا ؟ فقلت : مسعت : السالم عليك فظننتها فجأة اجلن ، فقالـت :

ن عبد اهللا فإن السالم خري .أبشر يا ابقال : مث خرجت مرة فإذا جبربيل على الشمس ، جناح له باملشرق وجناح له باملغرب فهلت منه فجئت مسرعا فإذا هو بيين وبني الباب فكلمين حىت أنست به مث وعـدين موعدا فجئت له فأبطأ علي فأردت أن أرجع فإذا أنا به وميكائيل قد سدا األفق فهبط

يل وبقي ميكائيل بني السماء واألرض فأخذين جربيل فاستلقاين حلالوة القفا مث شق جربعن قليب فاستخرجه مث استخرج منه ما شاء اهللا أن يستخرج مث غسله يف طست مـن ذهب مباء زمزم مث أعاده مكانه مث ألمه مث أكفأين كما يكفأ األدمي مث خـتم يف ظهـري

قال : اقرأ ومل أك قرأت كتابا قط فلم أجد ما أقـرأ حىت وجدت مس اخلامت يف قليب مث مث قال : اقرأ قلت : ما أقرأ ؟ قال : اقرأ باسم ربك الذي خلق حىت انتهى إىل مخـس آيات منها ، فما نسيت شيئا بعد مث وزنين برجل فوزنته مث وزنين بآخر فوزنتـه حـىت

جعلت ال يلقاين حجـر وال وزنين مبائة رجل فقال ميكائيل : تبعته أمته ورب الكعبة فشجر إال قال : السالم عليك يا رسول اهللا حىت دخلت على خدجية قالت : السـالم

٢٣عليك يا رسول اهللا )) حالوة القفا : أي وسطه

)١٣/٤٨٩(فتح الباري ( ٢٢ )٧/٢٤٤) ، وصححه ابن حجر يف الفتح (٩١٧) ، ومسند احلارث (٩٣٢) ، وبغية احلارث (١٥٨دالئل النبوة أليب نعيم ( ٢٣

٢٤

قلو مل يكن هناك شرفا ملاء زمزم وفضال غري هذا الشرف والفضـل لكفـى ،

عليه وسلم ، فهـو أنقـى فيكفي أنه املاء الذي غسل به قلب النيب صلى اهللاوأطهر وأنفع ماء خلقه اهللا تعاىل على وجه األرض ، وفيه ما فيه من بركة اهللا

تعاىل وفضله ورمحته .

: ماء زمزم من عیون الجنة فقد ثيتت اآلثار يف ذلك عن الصحابة والتابعني ، بأن ماء زمزم أصل نبها من عني من

يف آخر البحث تعجب أهل العلم احلديث عند حبثهم يف منبع عيون اجلنة .. ويأيت معنا املاء يف البئر وكالمهم عليه

ن ابن عباس رضي اهللا عنهما : ع

٢٤ضع دلوك من قبل العني اليت تلي البيت أو الركن فإا من عيون اجلنة)) ((

وعن عبداهللا بن عمرو قال : ٢٥))(( إن يف زمزم عينا يف اجلنة من قبل الركن

ن عطاء رمحه اهللا : عو

ناده صحيح ) وإس١/٨٢) ، وعبدالرزاق يف مصنفه (١/١٨٩رواه ابن أيب شيبة يف مصنفه ( ٢٤ ) ٩/٣٧٠اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب ( ٢٥

٢٥

قـال مـزمزفمات ، قال : فأمر ابن الزبري أن يرتف ماء مزمز(( أن حبشيا وقع يف فجعل املاء ال ينقطع قال فنظروا فإذا عني تنبع من قبل احلجر األسود ، فقال ابن الزبري

. ٢٦: حسبكم ))

ماء زمزم خیر ماء على وجھ األرض

: س رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمعن ابن عباوشفاء مـن ، فيه طعام من الطعم ، ماء زمزم : خير ماء على وجه األرض ((

رموت ما: السقم، وشر ماء على وجه األرض ء بوادي برهوت بقيـة حضـ ٢٧)) كرجل الجراد من الهوام يصبح يتدفق ويمسي ال بالل بها

فثبت بالنص الصحيح من قول النيب صلى اهللا عليه وسلم أن ماء زمزم هو خري مـاء ركة ، وقد ذكـر يف هـذا موجود على وجه األرض ، وبالتايل يكون فيه كل خري وب

احلديث شيئا من بركته وهو أنه يقع مبرتلة الطعام ، ويشفي من األسقام .طعام من الطعم : إي طعام إشباع فمن شرب منه ، كفاه الطعام ، وأشبعه كشبعه من

ا ال يتناول غري مائها وقـال : ويف قصة أيب ذر أنه ملا دخل مكة أقام ا شهر الطعام . .نما أعجف فما خرجت إال ولبطين عكن من السدخلتها وأن

، فهو شفاء من األمراض ملن شربه بنية صاحلة . السقم : املرض الزروع وتقضي عليها واليت تأكل املعروفةشرات احلاجلراد :

اهلوام : مجع هامة وهي كل ذات سم يقتل ، وأيضا هي ما يدب من احليـوان وإن مل يقتل كاحلشرات

)١/١٨١رواه ابن أيب شيبة يف مصنفه ( ٢٦ ٦٧الضياء يف " املختارة " ( ) و٤٠٥٩) واألوسط (١١٠٠٤) ، والطرباين يف الكبري (١٠٥٢رواه الفاكهي يف أخبار مكة ( ٢٧، وقال املنـذري يف الترغيـب رجاله ثقات ، وصححه ابن حبان.رواه الطرباين يف الكبري و، ويف جممع الزوائد : ) ٢/ ١١٤/ )١٠٥٦) ويف السلسلة الصحيحة (٣٣٢٢) : رواته ثقات ، وصححه األلباين يف صحيح اجلامع (٢/١٣٣(

٢٦

، ويقال أنه خيرج منها رائحة منتنـة ر عميقة حبضرموت ال ميكن نزول قعرهاوالبئر بئ كل حني

ابن جريج قال : مسعت أنه يقال : عن شعب من شـعاب -خري ماء يف األرض ماء زمزم وشر ماء يف األرض ماء برهوت ((

٢٨))وخري بقاع األرض املساجد ، وشر بقاع األرض األسواق -حضرموت

ء زمزم من أعظم المنافع المشھودة عند البیت الحرامما

وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتني من كل فـج قال تعاىل : ((

ومات على ما رزقهـم ) ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معل٢٧عميق ( .. سورة احلج . )٢٨من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقري (

فمن أعظم النافع اليت يشهدها حجاج بيت احلرام هي الشرب من ماء زمزم ، لنيل ما عاء ، واالستشفاء افيها من خري وبركة ، وما يكون عند شرا من استجابة الد

فمن عظيم منافعه : أن جعله اهللا تعاىل سقيا للحجاج والعمار على مر األزمان .. وكان العـرب وإىل اآلن

يقوم بـأمر نيعظمون أمر السقيا من ماء زمزم ويعتقدون حصول الشرف والسيادة مل السقيا .

زمزمومن الفضائل التي یختص بھا ماء

المباركة بأرض الحرم :وجوده في البقعة

)٦٢٧أخبار مكة لألزرقي ( ٢٨

٢٧

فهو عند بيت اهللا املحرم ، وقرب الركن واملقام ، والصفا واملروة ، فهذا املكان حيـج إليه املاليني ، ابتغاء ما فيه من أجر وثواب ، وما يترتل عل هذا املكان من الربكـات

ني يف والصلوات والرمحات من رب العاملني .. وما يترتل فيه من املالئكة الكرام الطيبـالليل والنهار .. وهذا املكان ال يكاد أن تنقطع عنه العبادة ليال أو ارا علـى مـدار الساعة فالناس ما بني راكع وساجد وتال للقرآن وهم بني الطـواف جـول الكعبـة

والسعي بني الصفا واملروة وبني التمتع بالشرب والطهارة من ماء زمزم وخري ال ينقطع .. فال شك أن وجود ماء زمزم يف فاملكان كله نعمة وبركة وصلوات

هذه البقعة املشرفة يزيد من مرتلته وفضله وعلو شأنه .

فأشرف ماء على وجه األرض وأنفعه وأعظمه نعمة وبركة .. أوجده اهللا تعاىل يف خري بقاع األرض .. البلد احلرام .. مكة املكرمة .. ويف خري بقاعها .. بيت اهللا تعـاىل ..

سجد احلرام .امل تنبیھ مھم :

اإلطالق : ىأفضل ماء وأشرفه علالنيب صلى اهللا عليه وسلم وهو أفضل مـن مـاء أصابعهو الذي نبع من بني

زمزم .. ويأيت ماء زمزم بعدها . وأشرف بقعة على وجه األرض :

هي اليت ضمت جسد النيب صل اهللا عليه وسلم ، ويأيت بعـدها يف الفضـل اهللا تعاىل يف مكة املكرمة .والشرف بيت

من كل داء شفاءماء زمزم: من الربكات اليت جعلها اهللا تعاىل يف ماء زمزم ، أن تكون شفاء من األمراض ، وكان

صلى اهللا عليه وسلم يداوي ا املرضى بالشرب منها ، ويصبها عليهم .

٢٨

:عن عائشة رضي الله عنها اهللا عليه وسلم حيمل ماء زمزم ، يف األداوي والقرب ، وكـان (( كان صلى

١يصب على املرضى ويسقيهم))فمن السنة إذا مداوة املرضى مباء زمزم بالشرب منها وبصبها عليهم ، وقد خيتلف هذا األمر من شخص ألخر حسب احتياجه لذلك فقد حيتاج إىل تكرار األمر ، كما أـا

حتتاج لصحة االعتقاد األمر كما قال احلافظ ابن حجر وغريه : ف

"طب النبوة ال يناسب إال األبدان الطيبة ، كما أن شفاء القرآن ال يناسب إال القلوب الطيبة"

:عن أبي جمرة الضبعي قال وأبردها عنك بماء زمـزم : فقال ، فأخذتني الحمى ،كنت أجالس ابن عباس بمكة ((

الحمى من فيح جهنم فأبردوهـا بمـاء : " فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ٢" ))زمزم

خلقه اهللا تعاىل على وجه هـذه وصح عنه صلى اهللا عليه وسلم أن ماء زمزم خري ماء األرض ، ومن اخلريية اليت جعله اهللا فيه الشفاء من األمراض

عن ابن عباس رضي اهللا عنه قال صلى اهللا عليه وسلم : ٣))وشفاء من السقم ، فيه طعام من الطعم ، ماء زمزم : خري ماء على وجه األرض (( ((٣

:م قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسل: قال وعنه ١)) إن شربته تستشفي شفاك اهللا، ماء زمزم ملا شرب له ((

) .٨٣٨) وصححه األلباين يف الصحيحة (٥/٢٠٢) ، والبيهقي (١٧٣-٢١رواه البخاري يف التاريخ الكبري ( ١) ، وابن حبان ٧٦١٤، والنسائي يف السنن الكربى () ٢٥١٧) ، وأمحد (٣٢٦١رواه البخاري يف بدء اخللق باب صفة النار ( ٢

)٦٠٦٨حبان يف صحيحه (رواه الطرباين يف الكبري ورجاله ) ، ويف جممع الزوائد : ٣٣٢٢رواه الطرباين عن ابن عباس وصححه األلباين يف صحيح اجلامع ( ٣

وصححه ابن حبان.ورجاله ثقات ،

٢٩

عن أيب ذر رضي اهللا عنه قال صلى اهللا عليه وسلم :و

. ٢))وشفاء سقم ، طعام طعم : زمزم (( ٣قوله : شفاء سقم : يشمل بعمومه األسقام احلسية واملعنوية .

عباد بن عبد اهللا قال :عن وهللا عنه حججنا معه ، فلما طاف بالبيت ، وصلى عند املقـام ملا حج معاوية رضي ا ((

ا يا غالم ، قال انزع يل منها دلو« ركعتني ، مث مر بزمزم وهو خارج إىل الصفا فقال : ا ، فأتى به فشرب منه وصب على وجهه ورأسه ، وهـو يقـول : : فرتع له منها دلو

٤))زمزم شفاء ، هي ملا شرب له قال : ن ابن أيب جنيحعو

٥شفاء ملا شرب له )) مزمز(( ماء ن جماهد قال : ع

٦(( ماء زمزم ملا شرب له ، إن شربته تريد شفاء شفاك اهللا )) قال سعيد موىل أيب هلب يف زمزم وهو يذكر هذه اخلصال : و

وحسنه األلباين يف صحيح ) ٤٩٣/٣رجاله موثقون ( فتح الباري ) وصححه ، وقال احلافظ : ١٦٩٣رواه الدارقطين واحلاكم ( ١

) .١١٦٤الترغيب () وصححه األلباين ١٣٥٧) رواه البزار وإسناده صحيح ، وصححه احلافظ يف املطالب العالية (٢/١٩قال املنذري يف الترغيب ( ٢

) .٣٥٧٢يف صحيح اجلامع ( )٤/١٣٤حتفة املحتاج البن حجر اهليتمي ( ٣ ) حسنه احلافظ موقوفا١٤٢١) وقال العجلوين يف كشف اخلفاء (١٠٤٢رواه الفاكهي يف أخبار مكة ( ٤ ) .٥/٤٤٦رواه ابن أيب شيبة يف مصنفه ( ٥ ) .٨٩٩) ، والفاكهي يف أخبار مكة (٦١٢أخرجه األزرقي يف أخبار مكة ( ٦

٣٠

زمزم بئر لكم مباركة متثاهلا يف الكتاب ذي العلم طعام طعم ملن أراد وإن تبغي شـفاء ١. ن سقمشفته م

قال : طاوس عن

٢»زمزم طعام طعم ، وشفاء سقم «

وهذا األمر أيضا كان معروفا عند أهل الكتاب ، وقد أقر بذلك من أسـلم مـنهم ، كوهب بن منبه وكعب األحبار

ن ابن خيثم قال : عفلو "قدم علينا وهب بن منبه فاشتكى ، فجئناه نعوده فإذا عنده من ماء زمزم ، فقلنا :

ما أريد أن أشرب حىت أخرج منها غريه ، « استعذبت فإن هذا ماء فيه غلظ ، قال : والذي نفس وهب بيده إا لفي كتاب اهللا زمزم ، ال ترتف وال تذم ، وإا لفي كتاب اهللا برة شراب األبرار ، وإا لفي كتاب اهللا مضنونة ، وإا لفي كتاب اهللا طعام طعم

نفس وهب بيده ال يعمد إليها أحد فيشرب منها ، حىت يتضـلع وشفاء سقم ، والذي ٣»إال نزعت منه داء وأحدثت له شفاء

وقوله : (إنا لنجدها يف كتاب اهللا ) يقصد به التوارة :زمزم يف ن كعب أنه قال عو

إنا لنجدها مضنونة ضن ا لكم ، أول من سقى ماءها إمساعيل عليه السالم طعـام « ٤»قم طعم ، وشفاء س

إنا لنجدها مضنونة ضن ا لكم) وقول كعب ووهب : (

) ٩٩٩أخبار مكة للفاكهي ( ١ ) ١٠٤١أخبار مكة للفاكهي ( ٢ ) .٦١٠أخرجه األزرقي يف أخبار مكة ( ٣ ) .٦١١أخرجه األزرقي يف أخبار مكة ( ٤

٣١

أي أن اهللا تعاىل منعها عن غري هذه األمة واستأثر ا هلم ، ويقصد بذلك جفاف زمزم بعد عهد إمساعيل عليه السالم وجرهم حىت مت ردمها إىل زمان عبـداملطلب وقـرب

لب وظهرت للوجـود مـرة ظهور نبوة نبينا عليه الصالة والسالم ، فحفرها عبداملط أخرى فكانت هلذه األمة .

اإلمام أمحد : ابنقال عبداهللا

١رأيت أيب يشرب من ماء زمزم يستشفي به ، وميسح به يديه ووجهه . قال ابن القيم : و

يت به من عدة وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورا عجيبة واستشف ٢. أمراض فبرأت بإذن الله

:ابن القيم وقال ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء فكنت أتعالج بها آخـذ

م أشربه فوجدت بذلك البرء التام ثم صرت شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارا ث ٣أعتمد ذلك عند كثري من الأوجاع فأنتفع بها غاية الانتفاع .

مـاء لواألخبار يف الشفاء مباء زمزم كثرية وصحت عن الكثري من أبناء هذه األمة الع ع أن ينكرها أو يعارضها أحد منهم والعامة ال يستطي

قال ابن حجر اهليثمي :

ولقد أخبرني بعض العارفني أنه يمكن قطع الأفيون في سبعة أيام بدواء بـره بعـضان مبتلى منه في كل يوم بمقـدار الأطباء بل أخبرني بعض طلبة العلم الصلحاء إنه ك

لمزيـل كثري فساءه حاله وتعطل عليه عقله وأدرك أنه المسخ الأكبر والقاتل الأكبر وا

) ١١/٢١٢سري أعالم النبالء ( ١ )٤/٣٦١راد املعاد ( ٢ )٤/١٦٥راد املعاد ( ٣

٣٢

ة لكل أنفة ومروءة وأدب ورياسة والمحصل لكل ذلة ورذيلة وبذلة ورثاثة وخساسـقال فذهبت إلى الملتزم الشريف وابتهلت إلى الله سبحانه وتعـالى بقلـب حـزين

رر ودموع وأنني وحرقة صادقة وتوبة ناصحة وسألت الله تبار ك وتعالى أن يمنع ضـيه فقده عني ثم ذهبت إلى زمزم وشربت منها بنية تركه وكفاية ضرر فقده فلم أعد إل

١بعد ذلك ولم أجد لفقده ضررا بوجه مطلقا .

:زويينقال اإلمام زكريا الق"وماء زمزم صاحل جلميع األمراض املتفاوتة، قالوا : لو مجع مجيع من داواه األطبـاء ال يكون شطرا ممن عافاه اهللا بشرب ماء زمزم" ومما يستشهد به علـى هـذا مـا رواه البخاري يف تارخيه عن عائشة رضي اهللا عنها أا محلت زمزم يف القوارير وقالت: محله

عليه وسلم ؛ يف األداوي والقرب، فكان يصب علـى املرضـى رسول اهللا صلى اهللا ويسقيهم.

وال يعجلن سامع هذه األخبار فيحكم باستبعادها وإنكارها وليقوي إميانه باهللا، فهذا االستشفاء موجود وحاصل إىل يوم القيامة، ملن صلحت نيته، وسلمت طريقتـه، ومل

اهللا مع املتوكلني، وهو يفضح املجربني، وخيـتص يكن به مكذبا، ومل يشربه جمربا، فإن زمزم يف أنه نافع للحمى، خافض حلرارته، دافع لشدته، فعن ابن عبـاس رضـي اهللا عنهما عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه قال: ((احلمى من فيح جهنم فابردوها مبـاء

زمزم)) شفيت يا زمزم داء السقيم فأنت أصفى ما تعاطى احلكيم

وكم رضيع لك أشواقــه إليك بعد الشيب مثل الفطيم وقال آخر :

وصلى بأركان املقام حجيجنا ويف زمزم ماء طهور وردناه وفيه الشفاء وفيه بلوغ مرادنا ملا حنن ننويه إذا شربنــاه

)٩/٤٤٣الفتاوى الفقهية الكربى ( ١

٣٣

قال أبو بكر املالكي رمحه اهللا عن االستشفاء مباء زمزم :م القيامة ملن صلحت نيته ، وسلمت طويته ، ومل يكن يه مكذبا وهذا موجود فيه إىل يو

١، فإن اهللا مع املتوكلني ، وهو يفضح املجربني .

األمراض بأنواعها، بزمزم من شىت اوتواترت األنباء و األخبار عن أولئك الذين تداووقـدة يف فكانت زمزم عالجا ناجعا، كمن شربه لعمى به فأبصر، أو لفاجل فعويف، أو لع

لسانه فاحنلت، ويف زماننا تداوى به ناس من السرطان فشفوا، وأخبار املستشفني مبـا زمزم أكثر من أن حتصى، ولو أا سردت لطال املقام

ماء زمزم مباركة تغني عن الطعام وتذھب الجوع

هما من طعـام مر معنا حديث السيدة هاجر وإمساعيل عليهما السالم وقصة نفاذ ما مع، مما يدل على أنـه كـان وشراب مث خروج ماء زمزم هلما وعيشهم على ذلك املاء

.يكفيهم عن العطش واجلوع قال ابن حجر :

٢فيه إشعار بأا كانت تغتذي مباء زمزم ، فيكفيها عن الطعام والشراب . يف قصة إسالم أيب ذر ملا ضربه أهل قريش إلسالمه قال أبو ذر :و

: قـال ، فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا علـي .(( . .فارتفعت حني ارتفعت كأني نصب أحمر

.فأتيت زمزم فغسلت عني الدماء وشربت من مائها : قال

)٣/١١٢٤بن العريب (أحكام القرآن ال ١ )٦/٤٠٣فتح الباري ( ٢

٣٤

منت اللبثت يا ابن أخي ثالثني بين ليلة ويوم ما كان لي طعام إ ولقد ماء زمـزم فسـ .حتى تكسرت عكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع

وملا لقى النيب صلى اهللا عليه وسلم .نا منذ ثالثني بين ليلة ويوم قد كنت هاه قال له :

؟فمن كان يطعمك : قال وما أجـد ، ما كان لي طعام إال ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني : قلت

.على كبدي سخفة جوع ١))ها مباركة إنها طعام طعم إن: صلى اهللا عليه وسلم قال

٢) : أي طعام يشبع من أكله .طعام طعم قال املنذري ( عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :و وذكر زمزم ، فقال :

٣)) ها مباركة إنها طعام طعمإن(( عن أم أمين رضي اهللا عنها : وهي تتحدث عن نشأة النيب صلى اهللا عليـه وسـل يف و

صباه:ما رأيت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم شكا جوعا قط وال عطشا فكان يغدو إذا ((

ول : ال أريـد أنـا أصبح فيشرب من ماء زمزم شربة فرمبا عرضنا عليه الغداء فيقـ ٤))شبعان

)٢٤١٢) ، والدارمي يف السري (٢٠٥٤٦) ، وأمحد (٤٥٢٠) ، ومسلم (٣٥٢٢رواه البخاري يف املناقب ( ١ ) .٢/٤١صحيح الترغيب ( ٢ )١٤٧٤) وأبونعيم يف معرفة الصحابة (١٦١٦رواه الطرباين يف الكبري ( ٣) ، وعيون األثـر ٢/١٢٥) ، وسبل اهلدى والرشاد (١/١٦٨) ، وابن سعد يف الطبقات (٢١٠أبو نعيم يف دالئل النبوة (رواه ٤)١/٦٠(

٣٥

قال: رضي اهللا عنهمان ابن عباس ع ١)) كان أهل اجلاهلية يسمون زمزم شبعة ((

قال: رضي اهللا عنهمان ابن عباس عو

٢))العيال ، يعني زمزم ، وكنا نجدها نعم العون على باعةش (( كنا نسميها ي يشبع اإلنسان إذا شرب منها كما يشبع من الطعامأشباعة :

نعم العون على العيال : أي نستعني ا يف إطعام العيال ، فتكون طعاما هلم ويبني ذلك األثر التايل :

ن العباس بن عبد املطلب قال : عو

ال يغدون بعياهلم ، تنافس الناس يف زمزم يف اجلاهلية حىت إن كان أهل العي« ٣»فيشربون منها فتكون صبوحا هلم ، وقد كنا نعدها عونا على العيال

الغدو : السري والذهاب والتبكري أول النهار صبوحها : الشراب وقت الصباح

فكانت من عادة الناس أن يقوموا بسقي أوالدهم احلليب وقت الصباح ، حيـث أن مبثابة الشراب والطعام ، وهو عند العرباحلليب يعطي القوة

فإذا مل يوجد حليب وال طعام ، فكان ماء زمزم يغنيهم عن ذلك فيستعني به الناس على سقي أوالهم ماء زمزم فتغين عن الطعام والشراب .

)١٠٢٩أخبار مكة للفاكهي ( ١قال املنذري:رواه الطرباين يف الكبـري وهـو موقـوف صـحيح ) و١/١٨٢رواه الطرباين ورجاله ثقات (سبل اهلدى والرشاد ٢

ويف جممع الزوائد : رجاله ثقات )١١٦٣اإلسناد،وصححه األلباين يف صحيح الترغيب ( ) .٦١٨أخرجه األزرقي يف أخبار مكة ( ٣

٣٦

ن قيس بن كركم قال : عو :فقال : أخربين بعلم مزمز(( سألت ابن عباس فقلت : أخربين عن ماء

١وشفاء من سقم ))، طعام من طعم ، وال تذم، وال تنزف، لا تنزح

ال ترتح : أي مهما نزح منها الناس فال تفرغ أبدا وتظل تنبض باملاء ال يفرغ بئرهـا أبدا

ال ترتف : أي ال تفىن مهما أخذ منها ٢أي ال يفىن ماؤها على كثرة االستقاء: وال تذم

دل على بركة ماء زمزم ، وأا لن تزال متدفقة نابعة باملاء املبارك ، فكل هذه املعاين ت

ىال ينقطع ، وال ينتهي ، مهما نزح منها النازحون وشرب منها الشـاربون ، واسـتقوأخذوا منها ، فإا ستظل على الدوام متدفقة باملاء ال ينفـذ وال أمجعون ، منها اخللق

ينتهي الكربى وهذه آية من آيات اهللا تعاىل

فإن ماء البئر ترتح على مر آالف السنني ، ومل ينتهي ماؤها أبدا ، وحديثا مت تركيـب املواتري الكبرية لسحب املاء منها ، ومهما كانت الكميات املسحوبة فإا ال تنبض أبدا

وحىت نيتسقي املاليني واملاليني من آالف السن، بل تنبع بأضعاف ما سحب منها .. و اآلن

ة مث يأيت عليها اجلفاف فريدمهـا رعكس كل آبار العامل فإن أي بئر يتم استخدامها لفت الناس ويبحثوا عن غريها

)٤/٣٥٨رواه ابن أيب شيبة يف مصنفه ( ١ )٩/٣٢٥) و (٦/٣٥٩لسان العرب ( ٢

٣٧

يات اهللا املعجزة يتحري فيها أويل األلباب ، فال جيـدون غـري آية من آأما زمزم فتظل . .بركة وإحسان و ليت جعلها آية صدق وإميان .. ومنةاإلميان برب األرض والسماء ا

وسقيا األنبياء صلوات اهللا عليهم وسالمه أمجعني .عليه الصالة والسالم حفرة جربيل ن األسود قال : ع

كنت مع أهلي بالبادية فاتبعت مبكة فأعتقت فمكثت ثالثة أيام ال أجد شيئا آكله ، « قال : فمكثت أشرب من ماء زمزم فانطلقت حىت أتيت زمزم فربكت على ركبيت خمافة

حـىت قلـيال ي ، وأنا قائم ، فريفعين الدلو من اجلهد ، فجعلت أنزع قلـيالأن أستقأخرجت الدلو فشربت فإذا أنا بصريف اللنب بني ثناياي ، فقلـت : لعلـي نـاعس

١»فضربت باملاء على وجهي ، وانطلقت وأنا أجد قوة اللنب وشبعه

:عبد العزيز بن أيب رواد وعن ان من العباد ، فكان إذا ظمئ وجد فيها لبنا ، وإذا أراد أن راعيا ، كان يرعى ، وك ((

٢ ))أن يتوضأ وجد فيها من ماء

ل : ابكر بن عياش ق عن أيب ٣» ا وعسالشربت من ماء زمزم لبن«

عن صفية بنت حبرة قالت :

رأيت قصعة ألم هانئ بنت أيب طالب رضي اهللا عنها توضع يف املسجد فيصب فيها « ٤»فكنا إذا طلبنا من أهلنا الطعام قالوا : اذهبوا إىل صحفة أم هانئ ماء زمزم ،

عن جماهد قال :

).١٠٤٥) والفاكهي يف أخبار مكة (٦٣١أخرجة األزرقي يف أخبار مكة ( ١ ) ١٠٤٦بار مكة () والفاكهي يف أخ٦٣٢أخرجة األزرقي يف أخبار مكة ( ٢ )١٠٤٨الفاكهي يف أخبار مكة ( ٣ )١٠٦٨أخبار مكة للفاكهي ( ٤

٣٨

ماء زمزم ملا شرب له ، إن شربته تريد شفاء شفاك اهللا ، وإن شربته لظمأ أرواك اهللا (( ١))، ورمبا قال : إن شربته يقطع عنك الظمأ قطعه اهللا ، وإن شربته جلوع أشبعك اهللا

وىل أيب هلب يف زمزم وهو يذكر هذه اخلصال : قال سعيد موزمزم بئر لكم مباركة متثاهلا يف الكتاب ذي العلم طعام طعم ملن أراد وإن تبغي شـفاء

٢. شفته من سقم عن سعيد بن املسيب قال : و

بينا العباس بن عبد املطلب رضي اهللا عنه يف زمزم ، وهم يرتعون وخيافون أن تـرتح ، انزعوا ، وال ابوا ؛ فوالذي نفسي بيده ، إين أجدها يف كتاب : « فجاء كعب فقال

العني « ، فقال العباس رضي اهللا عنه : فأي عيوا أغزر ؟ قال : » اهللا عز وجل الرواء ٣.، قال : صدقت » اليت جتري من قبل احلجر

فها وأجلها قدرا وأحبها إلى النفوس وأغلاها ثمنا وأنفسها سيد المياه وأشر: ماء زمزم عند الناس وهو هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل .

ر وقد أقام بـين وثبت في " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي ذ عليه الكعبة وأستارها أربعني ما بين يوم وليلة ليس له طعام غيره فقال النبي صلى الله

المصنف لحديث وسلم " إنها طعام طعم وزاد غير مسلم بإسناده وشفاء سقم تحسنيماء زمزم لما شرب له وفي " سنن ابن ماجه " . من حديث جابر بن عبد اللـه عـن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ماء زمزم لما شرب له وقد ضعف هذا الحـديث

ئفة بعبد الله بن المؤمل راويه عن محمد بن المنكدر . وقد روينا عن عبد الله بن طاالمبارك أنه لما حج أتى زمزم فقال اللهم إن ابن أبي الموالي حدثنا عن محمـد بـن

)٩٩٨رواه الفاكهي يف أخبار مكة ( ١ ) ٩٩٩أخبار مكة للفاكهي ( ٢ )١٠٢٥أخبار مكة للفاكهي ( ٣

٣٩

ر عن جابر رضي الله عنه عن نبيك صلى الله عليه وسلم أنه قال ماء زمزم لما المنكدشرب له وإني أشربه لظمإ يوم القيامة وابن أبي الموالي ثقة فالحديث إذا حسن وقد

م وجعله بعضهم موضوعا وكلا القولين فيه مجازفة .صححه بعضهوقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورا عجيبة واستشفيت به من عدة

ف أمراض فبرأت بإذن الله وشاهدت من ي تغذى به الأيام ذوات العدد قريبا من نصـالشهر أو أكثر ولا يجد جوعا ويطوف مع الناس كأحدهم وأخبرني أنه ربما بقي عليه

١صوم ويطوف مرارا .أربعني يوما وكان له قوة يجامع بها أهله وي

االستقواء بماء زمزم :كان أهل مكة وغريهم من املسلمني ، يتخذون الشرب من مـاء زمـزم ، مصـدرا

القوة والنشاط ، بـل الصحة مصدرا من مصادر هيستقوون به على املشاق ، ويعتربون ويستعينون به على مشاق اجلهاد وجهده .

زمزم طعام طعم ، وشفاء من السقم ، فال بـد وأن يكـون وهذا فرع من كون ماء االستقواء به شيء الزم لتلك الفضائل .

عن ابن عباس رضي اهللا عنهما قال : كان أهل مكة ال يشتكون ركبهم ، وال يسابقون أحدا إال سـبقوه ، وال ((

٢))يصارعون أحدا إال صرعوه ، حىت رغبوا عن ماء زمزم ، فبدل م عون قال : أيبعن كان اجلوع يبلغ بنا حىت ما حيمل الرجل سالحه فأغدو إىل زمزم ، ويغدو ((

٣))معي أصحايب فنشرب فنجدها عصمة

)٤/٣٦١راد املعاد ( ١ ) أخرجه أبو ذر اهلروي٥/٢٧) ، ويف الدر املنثور (١٠٦٦أخبار مكة للفاكهي ( ٢ )١٠٢٦أخبار مكة للفاكهي ( ٣

٤٠

استجابة الدعاء عند شرب زمزم ماء زمزم لما شرب لھ

، كجلب من فضائل ماء زمزم ، أنه ملا شرب له ، أي إذا شربه اإلنسان بنية ما اوهذ

أو دعا مبا حيي ، استجيب دعائه وحتققت أمانيه . نفع أو دفع ضر ،

:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :جابر بن عبد الله يقول عن ١)) ماء زمزم لما شرب له((

صلى اهللا عليه وسلم : عن عبد اهللا بن عمرو قال : قال النيب

٢))ماء زمزم ملا شرب له ((

ويتبني معىن هذا احلديث من احلديث التايل : :قال رسول الله صلى اهللا عليه وسلم: عن ابن عباس قال

ربته لشبعك ماء زمزم لما شرب له إن شربته تستشفى به شفاك الله وإن ش ((عليـه وهى هزمة جبريل اهللا ، أشبعك الله به وإن شربته لقطع ظمئك قطعه

١عليه السالم )) وسقيا الله إسماعيلالسالم

) والبيهقـي يف ٤/٣٥٨) ، وابن أيب شيبة (١٤٣٢٠) ، وأمحد (٣٠٥٣رواه ابن ماجه يف املناسك باب الشرب من ماء زمزم ( ١

) وأبو نعيم ٨٦١) والطرباين يف األوسط (١٠٢٠) ، والفاكهي يف أخبار مكة (٦٢٠) واألزرقي يف أخبار مكة (٥/١٤٨الكربى () إسناده جيد وقال صححه املنذري وحسنه ابـن حجـر ، وحسـنه ١/١٦هان وقال السيوطي يف الدرر املنتثرة (يف أخبار أصف

، وقال ابن باز وعلماء اللجنـة الدائمـة يف الفتـاوى )وصححه األلباين يف صحيح ابن ماجه ١٤١٨العجلوين يف كشف اخلفاء ( ) : حديث حسن٣٨٢٨( وانظر السابق )٣٩٧٠رواه البيهقي يف شعب اإلميان ( ٢

٤١

قال الشوكاين :

يل على أن ماء زمزم ينفع الشارب لأي أمـر قوله : ( ماء زمزم لما شرب له ) فيه دل شربه لأجله سواء كان من أمور الدنيا أو الآخرة ؛ لأن ما في قوله : لما شرب له مـن

٢صيغ العموم . ن عكرمة قال : عو

قال : اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا مزمزباس إذا شرب من (( كان ابن ع ٣وشفاء من كل داء ))

عن ابن أيب مليكة ، عن ابن عباس رضي اهللا عنهما قال : و

ماء زمزم هل تدري كيف تشرب من« يشرب من ماء زمزم فقال : إنه رأى رجال(( ؟ قال : وكيف أشرب من ماء زمزم يا أبا عباس ؟ فقال : إذا أردت أن تشرب مـن

ا حىت تضلع ا منها ، مث استقبل القبلة وقل : بسم اهللا ، وتنفس ثالثماء زمزم فانزع دلو ٤)) من كل داء ا ، وشفاءا واسعا ، ورزقنافع ، وقل : اللهم إين أسألك علما

: ن جماهد قال عو

أرواك : شفاك اهللا ، وإن شربته لظمـأ : ماء زمزم ملا شرب له ، إن شربته تريد شفاء ، وسقيا اهللا إمساعيل عليه أشبعك اهللا ، وهي هزمة جربيل بعقبه : اهللا وإن شربته جلوع

وحسنه األلباين ٤٩٣/٣رجاله موثقون ( فتح الباري ) وصححه ، وقال احلافظ : ١٦٩٣) واحلاكم (٢٧٧٢رواه الدارقطين ( ١

) .١١٦٤يف صحيح الترغيب ( ) ٨/٥١نيل األوطار ( ٢) وصححه ووافقه ١٦٩٣س () ، ورواه احلاكم عن جماهد عن ابنب عبا٩١١٢) وعبدالرزاق (٢٧٧١رواه الدارقطين يف سننه ( ٣

الذهيب وضعفه األلباين يف اإلرواء . ) ١٠٥٣رواه الفاكهي يف أخبار مكة ( ٤

٤٢

قال أبو الوليد : واهلزمة الغمرة بالعقب يف األرض ، وقال زمزم : شقت من السالم .. ١اهلزمة .

سعيد موىل أيب هلب يف زمزم وهو يذكر هذه اخلصال : الق

(( زمزم بئر لكم مباركة ، متثاهلا يف الكتاب ذي العلم : طعام طعم ملن أراد ، وإن تبغي ٢شفاء شفته من سقم ))

وفي فوائد أبي بكر بن المقري من طريق سويد بن سعيد قال :

المبارك دخل زمزم فقال : اللهم إن ابن المؤمل حدثني عن أبي الزبير عن رأيت ابن اللهم فـإني ، "ماء زمزم لما شرب له"جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

٣. ش يوم القيامةلعط أشربه

الحميدي قال : وحكى الدينوري عن فقام رجـل مـن )ماء زمزم لما شرب له (كنا عند سفيان بن عيينة فحدثنا بحديث

ديث الذي قد حدثتنا في مـاء زمـزم المجلس ثم عاد فقال : يا أبا محمد أليس الحصحيحا ؟ قال : نعم ، قال الرجل : فإني شربت الآن دلوا من زمزم على أنك تحدثني

٤يث .بمائة حديث ، فقال له سفيان : اقعد فقعد فحدث بمائة حد

قال الكمال بن اهلمام :وعن جماعة من العلماء أنهم شربوه لمقاصد فحصلت ، فمنهم صاحب ابـن عيينـة

المتقدم . . وعن الشافعي أنه شربه للرمي فكان يصيب في كل عشرة تسعة

) .٩٩٨) ، والفاكهي يف أخبار مكة (٦١٢أخرجه األزرقي يف أخبار مكة ( ١ )٩٩٩رواه الفاكهي يف أخبار مكة ( ٢ )٥/٢٦٤فتح القدير للكمال بن اهلمام ( ٣ ) ٥/٢٦٢(اهلمام للكمال بن فتح القدير ٤

٤٣

وشربه الحاكم لحسن التصنيف ولغير ذلك فكان أحسن أهل عصره تصنيفا . قال شيخنا قاضي القضاة شهاب الدين العسقلاني الشافعي .

الوها ولا يحصى كم شربه من الأئمة لأمور نقال : وأنا شربته في بداية طلب الحديث أن يرزقني الله حالة الـذهبي فـي حفـظ الحديث ، ثم حججت بعد مدة تقرب من عشرين سنة وأنا أجد من نفسي المزيـد

الله أن أنال ذلك منه ا هـ . ة ، فسألت رتبة أعلى منها وأرجوعلى تلك الرتب وجميع ما تضمنه هذا الفصل غالبه من كلامه وقليل منه من كلام الحافظ عبد العظيم

يرجو الله سبحانه شربه للاستقامة والوفاة علـى حقيقـة المنذري ، والعبد الضعيف ١. الإسلام معها

وقد شربه جماعـة مـن : "ماء زمزم لما شرب له"وقال الزيلعي بعد سياق حديث

٢ة فنالوها ببركته ا هـ .العلماء لمطالب جليل

وال غرو يا عباد اهللا فالنبأ من فم الصادق املصدوق صلى اهللا عليه وسلم لكن األمر حيتاج إىل قوة إميان، وصدق التجاء إىل اهللا واإلخالص له

أوال : مل يف طياته حكما باهرة وأسـرارا ينبغي ملن وقع له ذلك أن يعتقد أن تأخر اإلجابة حي

بديعة ، فاهللا سبحانه هو مالك امللك ، ال راد لفضله وال معقب حلكمه ، وال اعتراض على عطائه ومنعه ، إن أعطى فبفضله ، وإن منع فبعدله ، فنحن عبيد له سبحانه يفعل

)٥/٢٦٤فتح القدير ( ١ ) .٢/٩٨درر احلكم ( ٢

٤٤

ختار ما كان لهم الخيـرة ) فينا ما يشاؤه وخيتاره سبحانه : ( وربك يخلق ما يشاء وي وكيف يقصر العبد اململوك يف أداء حق سيده عليه مث يطالب حبقه كامال ؟ !

فإن حقه سبحانه وتعاىل أن يطاع فال يعصى ، وأن يذكر فال ينسى ، وأن يشكر فـال ب يكفر ، فإذا نظرت إىل نفسك جتاه هذه احلق مقت نفسك وازدريتها وانفتح لك با

االنكسار له سبحانه وأنه ال جناة إال بعفوه ورمحته فانظر أيها العبد إىل نفسك على أنك مربوب مملوك ، وأنه اهللا سبحانه هو اخلالق املدبر .

ثانيا : هللا سبحانه احلكمة البالغة فال يعطي وال مينع إال حلكمة ، وقد ترى الشيء تظنه خـريا

فالطبيب قد يفعل أشياء ظاهرها أا مؤذية ، ولكنها ولكن حكمته سبحانه ال تقتضيه ، هي عني املصلحة " وهللا املثل األعلى "

ثالثا : أن حتقق املطلوب قد يكون فيه بالء للداعي : وقد روي عن بعض السلف أنه كـان

١يسأل اهللا الغزو فهتف به هاتف : إنك إن غزوت أسرت وإن أسرت تنصرت . بن القيم : قال ا

فقضاؤه لعبده املؤمن عطاء وإن كان يف صورة املنع ، ونعمة وإن كان يف صورة حمنة ، ٢وبالؤه عافية وإن كان يف صورة بلية

فاإلنسان ال يعلم عاقبة أمره فرمبا يطلب ما ال حتمد عاقبته ، ورمبا كان فيه ضـرره ،

وهو خري لكم ) ومن أسرار اآلية واملدبر له أعلم مبصاحله : ( وعسى أن تكرهوا شيئاأال يقترح على ربه وال يسأله ما ليس له به علم فلعل فيه مضرته وهو ال يعلم فال خيتار

له فإنه ال شيء أنفع له من ذلك على ربه بل يسأله حسن العاقبة فيما خيتار رابعا :

). ١/١٠٩صيد اخلاطر ( ١ ). ٤/٢١٥مدار السالكني ( ٢

٤٥

بعباده من أنفسـهم اختيار اهللا لعبده خري من اختيار العبد لنفسه ، فهو سبحانه أرحم وأمهام وإذا أنزل م ما يكرهون فإنه خري هلم من أال يرتل ـم ، إحسـانا إلـيهم ولطفا م ، فإذا سلم العبد هللا وأيقن أن امللك ملك اهللا ، واألمر أمره ، وأنه أرحم به

١قضيت حاجته أم مل تقض من نفسه ، طاب قلبه ، خامسا :

سبب لتفقد العبد لنفسه فقد يكون امتناع اإلجابة أو تأخرهـا آلفـة يف تأخر اإلجابة الداعي ؛ فرمبا كان يف مطعمه حرام ، أو يف قلبه وقت الدعاء غفلة ، أو كان متلبسـا بذنوب عوقب عليها بعدم إجابة دعائه . فتأخر الدعاء قد يبعث الداعي إىل تفقد نفسه

من جراء ذلك املحاسبة والتوبة . ولو عجلت لـه ، والنظر يف حاله مع ربه ، فيحصل دعوته لرمبا غفل عن نفسه فظن أنه على خري فأهلكه العجب .

سادسا : تأخر اإلجابة أو امتناعها قد يكون ألن اهللا يريد أن يؤخر له الثواب واألجر يوم القيامة

ال يعلم . أو يريد اهللا سبحانه أن يصرف عنه من السوء مثل دعوته وهو

وبكل حال فثمرة الدعاء مضمونة حىت ولو مل تر اإلجابة بعينيك فأحسن الظن بربـك وقل : لعله استجاب يل من حيث ال أعلم

وقد صح عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه قال : أعطاه الله بها إحـدى ( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم وال قطيعة رحم إال

ثالث : إما أن تعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في اآلخرة ، وإما أن يصرف عنه ٢من السوء مثلها ، قالوا : إذا نكثر قال : الله أكثر )

إجابة الدعاء أو تأخريها له أسباب ، وحكم كثرية ، فعلـى العبـد أن وباجلملة فعدم

يتأمل ذلك ، وال يترك الدعاء ، فإنه لن يعدم من الدعاء خريا .

). ٢/٢١٥انظر مدارج السالكني ( ١ ) قال األلباين يف صحيح الترغيب والترهيب ( حسن صحيح )١٠٧٤٩رواه أمحد ( ٢

٤٦

و أملاذا كثري من الناس يشربون ماء زمزم والحيصل هلم الشـفاء س:

!؟زمزم من أجله املطلوب الذي شربواالــربء لصدوره عن الـوحي ، صلى اهللا عليه وسلم متيقن أن طب النيب : اجلواب

الحيصل الشفاء عن بعض من يسـتعمل وقد يتخلف وطب غريه أكثره حدس أو جتربة اعتقاد الشفاء به وتلقيه بالقبول طب النبوة ملانع قام باملستعمل ، من حنو ضعف

الصدور ، ومع ذلـك فقـد ملا يف وأظهر األمثله على ذلك : القرآن الذي هو شفاءوالتلقي بالقبول بـل اليزيـد الحيصل لبعض الناس شفاء صدره لقصوره يف االعتقادالنبوة اليناسـب إال األبـدان املنافق إال رجسا إىل رجسه ومرضا إىل مرضه ، فطب

. واهللا اعلم الطيبة ، كما أن شفاء القرآن اليناسب إال القلوب الطيبة : يونستنتج من ذلك مايل

نيته وصدق إلتجائه وتوجهه إىل ربه تعاىل شارب زمزم ينال من مطاليبه على قدرـ ١وإخالصه يف الدعاء ، وعلى قدر بعده عن موانع إجابة الدعاء ، كأكل املال احلـرام

واستعجال اإلجابهتعاىل للعبد دعوته عاجال أو يدخرها له إىل يـوم القيامـه أو وقد يستجيب اهللاـ ٢

السوء الذي كان سيأتيه من حيث اليدري وذلك بسـبب عنه مبثل دعوته منيصرف يذهب اهللا عنه من األمراض اليت فيه أو كانت دعائه . وشارب زمزم للشفاء مثال قد هذا كله يظن العبد أن اهللا مل يستجب له ستأتيه مما اليعلمه العبد نفسه ويف مثل

على األرض مسلم يدعو هللا عليه وسلم (( ماا ويف هذا يقول سيدنا وحبيبنا حممد صلىعنه من السوء مثلها مامل يدعو بإمث أو قطيعة رحم اهللا بدعوه إال أتاه اهللا إياها أو صرف اهللا أكثر : فقال رجل من القوم : إذن نكثر قال

. فاألمر حيتاج إىل حتققق اليقني يف قلب الداعي بأن اهللا سيجيبه

٤٧

القيامة ، ملن صحت نيتـه ، إن هذا موجود إيل يوم :املالكيوقال القاضي بن العريب اهللا مع املتـوكلني ، وهـو وسلمت طويته ، ومل يكن مكذبا ، وال شربه مجربا ، فإن

. يفضح املجرمني ءة من النفاقاالتضلع من ماء زمزم بر :

:عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر قال ؟من أين جئت : فقال ، كنت عند ابن عباس جالسا فجاءه رجل ( (

.من زمزم : قال ؟فشربت منها كما ينبغي : قال ؟وكيف : قال ه وتنفس ثالثا وتضلع منها فـإذا إذا شربت منها فاستقبل القبلة واذكر اسم الل: قال

إن آية ما بيننا " فرغت فاحمد الله عز وجل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ١" ))وبين المنافقني إنهم ال يتضلعون من زمزم

.قوله ( وتنفس ثالثا ) أي في أثناء الشرب لكن بإبانة اإلناء من الفم .أي أكثر من الشرب حتى يمتلئ جنبك وأضالعك : وتضلع

املنـافقني) (آية ما بيننا) آية أي عالمة التمييز بيننا أيها املؤمنون (وبـنيقال املناوي :

الذين أمنوا بأفواههم ومل تؤمن قلوم واملنافق أصله من يظهر ما يبطن خالفـه لكنـه غلب على من يظهر اإلسالم ويبطن الكفر (أم ال يتضلعون) ال يكثرون (من) شرب (ماء) بئر (زمزم) حىت تتمدد جنوم وضلوعهم كراهة له بعد ما علموا ندب الشارع

منه.إىل شربه واإلكثار والرغبة يف االستكثار منه عنوان الغرام وكمال الشوق فإن الطباع حتـن إىل مناهـل األحبة ومواطن أهل املودة ، وزمزم منهل املصطفى صلى اهللا عليه وسلم وأهل بيتـه

) عن ابن أيب مليكة عـن ابـن ٩١١١عبدالرزاق يف مصنفه () و٣٠٥٢زم (رواه ابن ماجه يف املناسك باب الشرب من ماء زم ١

) .٢٢وقال يف الزوائد : إسناده صحيح رجاله موثقون ، وصححه السيوطي يف اجلامع الصغري (عباس ،

٤٨

وحمل ترتل الرمحات وفيض الربكات فاملتعطش إليها واملمتلئ منها قد أقام شعار املحبة ١ة فلذلك جعل التضلع منها عالمة فارقة بني النفاق واإلميان.وأحسن العهد إىل األحب

: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمو ٢)) عالمة ما بيننا وبين المنافقني أنهم ال يتضلعون من زمزم((

الله صلى الله عليه وسلم قال رسولو

عالمة ما بيننا وبني املنافقني أن تدلوا دلوا من ماء زمزم فتضلع منها، ما اسـتطاع (( ٣)) منافق قط يتضلع منها

عن الضحاك بن مزاحم ، قال :و

التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق ، وأن ماءها يذهب بالصداع ، وأن « بلغين أن ٤. إلطالع فيها جيلو البصرا

ويسن للشارب أن يتضلع من ماء زمزم ، والتضلع : اإلكثار من شربه حىت ميتلـئ ،

ويرتوي منه يشبع ريا .وقد ذكر الفقهاء آدابا تستحب لشرب ماء زمزم ، منها استقبال الكعبة ، والتسمية ،

غ ، واجللوس عند شـربه كغـريه والتنفس ثالثا ، والتضلع منها ، ومحد اهللا بعد الفراوأما حديث ابن عباس رضي اهللا عنهما أنه قال : " سقيت النيب صلى اهللا عليه وسـلم

رواه البخاري فمحمول على أنه لبيان اجلواز ، وأن النهي عن من زمزم وهو قائم " الشرب قائما للكراهة ، واستحبوا أيضا ملن يشرب من زمزم نضحه املاء على رأسـه

، واإلكثار من الدعاء عند شربه ، وشربه ملطلوبه من أمـر الـدنيا وجهه وصدره و : " ماء زمزم ملا شرب له " واآلخرة ملا جاء يف احلديث عنه صلى اهللا عليه وسلم

)١/٨١فيض القدير ( ١ )١/١٩١) وصححه السخاوي يف املقاصد احلسنة (٠١٠٦١١رواه الطرباين يف الكبري ٢ )١/١٩١) وحسنه السخاوي يف املقاصد احلسنة (٦٢٢رقي يف أخبار مكة (رواه األز ٣ )٦٣٣أخبار مكة لألزرقي ( ٤

٤٩

فضل السقایة من ماء زمزم : :عن ابن عباس رضي الله عنهما

قى أن رسول الله (( فقـال ، صلى الله عليه وسلم جاء إلى السقاية فاستسـلم : العباس يا فضل اذهب إلى أمك فأت رسول الله صلى الله عليـه وسـ

لـه إنهـم يجعلـون يا رسول ال: قال ، اسقني : فقال ، بشراب من عندها ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون ، فشرب منه ، اسقني : قال ، أيديهم فيه لوال أن تغلبوا لنزلـت : ثم قال ، اعملوا فإنكم على عمل صالح : فيها فقال

١))ضع الحبل على هذه يعني عاتقه وأشار إلى عاتقهحتى أ قال احلافظ يف الفتح :

قوله ( لوال أن تغلبوا ) الذي يظهر أن معناه لوال أن تغلبكم الناس على هذا العمل إذا تهم في االقتداء بي فيغلبوكم بالمكاثرة لفعلت . رأوني قد عملته لرغب

:ويؤيد هذا ما أخرج مسلم من حديث جابر أتى النبي صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب وهم يسقون على زمـزم ((

قايتكم فقال : انز عوا بني عبد المطلب ، فلوال أن تغلبكم الناس علـى سـ ))لنزعت معكم

.ا.هـواستدل بهذا على أن سقاية الحاج خاصة ببني العباس

وقال ابن خزمية يف صحيحه :

) ، وابن حبان يف صحيحه ، وأألزرقـي يف أخبـار مكـة ١٧٤١) ، وأمحد (١٩٣٦رواه البخاري يف احلج باب سقاية احلج ( ١

والفاكهي كذلك يف أخبار مكة وغريهم .

٥٠

نيب صلى اهللا عليه وسلم قد أعلم أنه عمل إذ ال مزمزاب استحباب االستقاء من ماء ب ١صاحل ، وأعلم أن لوال أن يغلب املستقي منها على االستقاء لرتع معهم .اهـ

قال الشوكاني :

لب( لولا أن تغلبوا ) وذلك بأن يظن الناس أن النزع سنة فينزع كل رجل لنفسه فيغأهل السقاية عليها وفي الحديث استحباب الشرب من ماء زمزم وما قيـل مـن أن الشرب جبلي فلا يدل على الاستحباب إذ لا تأسي في الجبلي مدفوع بأن القصد إلى

ليشربها من غير أن يستدعي المـاء والأمر بالنزع وإعطاء أسامة الفضلة ذلك المحل ٢. كما في صحيح مسلم مما يدل على أن الشرب للفضيلة لا للحاجة

:عباس قال ابنعن الله صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب قائما واستسقى سقيت رسول ((

٣))وهو عند البيت ربه ، قوله : ( واستسقى وهو عند البيت ) معناه : طلب وهو عند البيـت مـا يشـ

ادها الله شرفا .والمراد بالبيت الكعبة ز :عن ابن عباس قال

٤)) سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب وهو قائم(( قال النووي :

٥وفيه فضيلة العمل في هذا الاستقاء ، واستحباب شرب ماء زمزم .

)١٠/٤٠٤صحيح ابن خزمية ( ١ )٨/٥٢نيل األوطار ( ٢ )٣٧٧٩) ومسلم يف األشربة باب الشرب من زمزم قائما (١٦٣٧رواه البخاري يف احلج ( ٣) ، والنشـائي يف مناسـك ١٨٠٣) ، والترمذي يف األشربة (٣٧٧٦) ، ومسلم يف األشربة (١٦٣٦رواه البخاري يف احلج ( ٤

) ١٧٤١() ، وأمحد ٣٤١٣) ، وابن ماجه يف األشربة (٢٩١٥احلج ( )٤/٣١٢شرح مسلم ( ٥

٥١

اتفق أهل العلم رمحهم اهللا إىل أنه يستحب للحاج واملعتمر خصوصـا وللمسـلم يف و . مجيع األحوال عموما أن يشرب من ماء زمزم

حصول زیادة بركة زمزم بریق النبي صلى اهللا علیھ وسلم

:أنه قال عن ابن عباسثم ، فنزعنا له دلوا فشرب ثم مج فيها ، ى الله عليه وسلم إلى زمزم جاء النبي صل((

فشرب .. ويف لفظ : لولا أن تغلبوا عليها لنزعت بيدي: ثم قال ، أفرغناها في زمزم ١)) و، ثم صببناه في زمزمثم مج في الدل

عن طاوس قال :

.: ناولوين الق، فالنبي صلى الله عليه وسلم جاء زمزم أن ((يف غفرأ، مث أمر مبا يف الدلو ف يف الدلو جممنها ، مث متضمض ، ف بشرا ، فلود لونف

٢))وال أن تغلبوا عليها لرتعت معكم ل ، مث قال : البئرفإذا كانت ماء زمزم مباركة طيبة ، فإن ريق النيب صلى اهللا عليه وسلم أشرف وأعظم

بركة ، وأكثر خريا ونعمة .فحدث بريق النيب صلى اهللا عليه وسلم الشريف لزمزم زيادة بركة ، وزيادة فضـل ،

وزيادة تكرمي وتعظيم ونعمة .صل اهللا عليه وسلم إذا بصق ، فال تقع إال يف يد واحد مـن أصـحابه وقد كان النيب

فيأخذها فيمسح ا وجهه ورأسه تربكا بريق النيب صلى اهللا عليه وسلم .

) وصححه ابـن كثـري يف البـدايو ١١٠٠٢) ، والطرباين يف الكبري (١٠٨٤) ، والفاكهي يف أخبار مكة (٢٢٤٧رواه أمحد ( ١

)١٠٧٨إسناده صحيح ، وروى الفاكهي مثله عن أنس ( ٥/١٧٧٩) ، وقال أمحد شاكر يف املسند (٥/١٩٣والنهاية ( ) مرسال ويشهد له ما قبله .٦٣٥كة (رواه األزرقي يف أخبار م ٢

٥٢

، وبركة فحصلت هذه الربكة لزمزم زيادة هلا على بركتها لتستفيد منها األمة بأسرها وهي من عالمات دالئل النبوة ريق النيب صلى اهللا عليه وسلم مذكورة يف كتب السنة

وليس هنا موضع ذكرها .

استحباب حمل ماء زمزم : من السنة أن حيمل اإلنسان ماء زمزم معه إىل بلده عند خروجه من مكة ، وهذا فعـل النيب صلى اهللا عليه وسلم ومن بعده ، وليس كما يشاع على ألسنة العـوام مـن أن

ج ا املرء من احلرم ، فهذا من األقوال والظنون الباطلة .فضل ماء زمزم يبطل إذا خر بل السنة أن حيملها اإلنسان معه إىل بلده لينتفع ا .

: قال احلافظ السخاوي رمحه اهللا

له يذكر على بعض األلسنة أن فضيلته ما دام يف حمله فإذا نقل يتغير وهو شيء ال أصل سهيل بن عمرو : إىل فقد كتب صلى اهللا عليه وسلم ، إن وصل كتايب ليال فال تصبحن أو ارا فال متسني حىت تبعث إيل مباء زمزم ، وفيه ((

))أنه بعث مبزادتني وكان حينئذ باملدينة قبل أن يفتح مكة وهو حديث حسن لشواهده

وكذا كانت عائشة رضي اهللا عنها حتمل وخترب أنه صلى اهللا عليه وسلم كان يفعله وأنه كان حيمله يف األداوي والقرب فيصب منه على املرضى ويسقيهم

وكان ابن عباس إذا نزل به ضيف أحتفه مباء زمزم ، وسئل عطاء عن محله فقال : قـد ١واحلسن واحلسني أ.هـ . محله النيب صلى اهللا عليه وسلم

اب الرخصة يف اخلروج مباء زمزم .ب قال اإلمام البيهقي :

)١/١٩١املقاصد احلسنة ( ١

٥٣

بلغنا أن سهيل بن عمرو أهدى للنيب صلى اهللا عليه وسلم منه اهللا : قال الشافعي رمحه.

اتفقت نصوص الشافعي واالصحاب على جواز نقل ماء زمزم إىل مجيع قال النووي : ١. البالد واستحباب اخذه للتربك

عن ابن عباس قال : روى الطرباين يف األوسط : و ل بن عمرو من ماء زمزم )) .(( استهدى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم سهي

ابن أيب حسني أنه قال : عنإن جاءك كتايب هـذا :كتب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إىل سهيل بن عمرو (( ا فال متسني حىت تبعث إيل مباء زمـزم ، فاسـتعانت فال تصبحن ، وإن جاءك ار ليال

مها وجواريهما ، فلم يصبح حـىت امرأته بأثيلة اخلزاعية جدة أيوب بن عبد اهللا فأدجلناقرنا مزادتني وفرغتا منهما ، فجعلهما يف كرين غوطيني ، مث مألمها وبعث ما علـى

٢))بعري وعن أيب الزبري قال :

(( كنا عند جابر بن عبد اهللا فتحدثنا فحضرت صالة العصر فقام فصلى بنا يف ثـوب من ماء زمزم ، فشرب مث شـرب ، واحد قد تلبب به ، ورداؤه موضوع ، مث أيت مباء

فقالوا : ما هذا ؟ قال : هذا ماء زمزم ، وقال فيه رسول اهللا صلى اهللا عليه وسـلم : ماء زمزم ملا شرب له ، قال : مث أرسل النيب صلى اهللا عليه وسلم وهو باملدينة قبل أن

فبعـث إليـه تفتح مكة إىل سهيل بن عمرو : أن أهد لنا من ماء زمزم وال يترك قال ٣زادتني )) .ا.هـمب وال يترك : أي ال ينقصك

:عن عائشة رضي الله عنها

) ٧/٤٥٧املجموع ( ١ ) وحسنه السخاوي وصححه األلباين .١٠٣٢) والفاكهي يف أخبار مكة (٦١٥رواه األزرقي يف أخبار مكة ( ٢اده صحيح ورجالـه كلهـم ) : إسن٢/٥٧٣) وحديث جابر قال عنه األلباين يف الصحيحة (٥/٢٠٢السنن الكربى للبيهقي ( ٣

ثقات .

٥٤

أنها كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كـان (( ١))يحمله

حيمل ماء زمزم يف األداوى و القـرب وكـان عليه وسلم صلى اهللاكان (( وعنها : ٢)) يصب على املرضى و يسقيهم

( كان يحمله ) فيه دليل على أنه لا بأس بحمل ماء زمزم إلـى قال الشوكاين : قوهلا ٣. المواطن الخارجة عن مكة

ج به من احلرم قال : خير مزمزن عطاء يف ماء عو

٤عشرة راوية إىل الشام يستقون ا )) (( انتقل كعب باثنيت

عن حبيب قال : قلت لعطاء : وآخذ من ماء زمزم ؟ قال : نعم ، قد كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حيملـه يف

٥. القوارير حمل من ماء زمزم ؟ عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : سألت عطاء : أو

ين ن والحسـ فقال : " قد حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، وحمله الحسـ ٦رضي الله تعالى عنهما " .

عن مكحول :

٧))الشام عن كعب األحبار أنه كان حيمل معه من ماء زمزم يتزوده إىل ((

) ، وصححه األلباين يف صـحيح الترمـذي ، وأخرجـه ٨٨٦رواه الترمذي يف احلج باب ما جاء يف احلجر األسود وحسنه ( ١ البيهقي واحلاكم وصححه .

)٥/٢٠٢) والبيهقي (٢/١/١٧٣) وهو زيادة للحديث السابق عند البخاري يف التاريخ الكبري (٨٨٣السلسلة الصحيحة ( ٢ )٨/٥١نيل األوطار ( ٣ ) .٥/٤٦٦رواه ابن أيب شيبة يف مصنفه ( ٤ )١٠٧٦رواه الفاكهي يف أخبار مكة ( ٥ )٢٥٠٢رواه الطرباين يف الكبري ( ٦ )٦٢٤أخبار مكة لألزرقي ( ٧

٥٥

قال ابن قدامة :

١. وال يكره اخراج ماء زمزم النه يستخلف فهو كالثمرة ومعىن أنه يستخلف : أن ماء زمزم دائم النبع ال ينقطع ماءه فهو متجدد العطاء .

ماء زمزم شراب األبرار :

ملقتدون بفعل األبرار : هم األتقياء من عباد اهللا تعاىل .. أهل اإلميان والعمل الصاحل .. ا اهللا عليه وسلم وقوله .. املستنون بسنته .. واملهتدون ديه ىالنيب صل

جربيل عليه السالم .. هزمةوزمزم أظهرها اهللا تعاىل عل يد األبرار فهي من أجل نيب كرمي ابن نيب كرمي هو إمساعيل بن إبراهيم ، ومن أجل زوجـه خرجت و

الصالة والسالم أمجعني . الكرمي هاجر جدة نبينا الكربى عليهموقد أخفاها اهللا تعاىل ملا أحدث الناس الذنوب ومتادوا يف غيهم ، مث أظهرها اهللا تعـاىل للوجود مرة أخرى على يد عبداملطلب جد النيب صل اهللا عليه وسـلم ، متهيـدا لـه

عليه .وسالمه وإرهاصا بقدومه صلوات اهللا األبرار .. بل هم أبر خلق اهللا وأتقاهم .. فزمزم خرجت علي يد األبرار ومن أجل

وتظل زمزم شراب األبرار .. حيث فو إليها نفوس الصاحلني من أمة حممد صـلى اهللا عليه وسلم ، ويتشوقون للشرب والتضلع منها .. لتصديقهم أخبار النـيب صـلى اهللا

عليه وسلم فيها وحلسن اعتقادهم فيها وملعرفتهم عظيم فضلها .. .. ولذلك مسيت بشراب األبرار .الناس بزمزم هم األبرار فأسعد

ويف حديث حفر عبداملطلب هلا أنه قيل له يف رؤيته : احفر برة شراب األبرار

عن ابن عباس رضي اهللا عنهما قال :

)٣/٣٦٩الشرح الكبري ١

٥٦

إن عبد املطلب رأى يف املنام أن احفر برة ، فأصبح مهموما برؤياه ، حـىت (( ١.. احلديث )) يل له : احفر برة ، شراب األبرارإذا كانت الليلة الثانية ق

ن ابن عباس قال : عو

(( صلوا يف مصلى األخيار ، واشربوا من شراب األبرار ، قيل البن عباس : ما مصلى ٢األخيار ؟ قال : حتت امليزاب ، قيل : وما شراب األبرار ؟ قال : ماء زمزم ))

عن طلق بن حبيب قال : و

٣»برار واحلجر مصلى األحبار زمزم شراب األ« ن وهب ابن منبه قال : ع

(( جندها يف كتاب اهللا ، يعين زمزم ، شراب األبرار ، يعين زمزم ، مضنونة طعام طعم ، وشفاء من سقم ، وال ترتح وال تذم ، قال : وقال وهب : من شرب منهـا حـىت

٤حدثت له شفاء ، وأخرجت له داء ))أيتضلع ه ، أنه قال يف زمزم : عن وهب بن منبو

والذي نفسي بيده إا لفي كتاب اهللا مضنونة ، وإا لفي كتاب اهللا تعاىل برة وإا لفي ٥كتاب اهللا سبحانه شراب األبرار ، وإا لفي كتاب اهللا طعام طعم ، وشفاء سقم

احلمريي قال:تبيع عن

)١٠٠٥رواه الفاكهي يف أخبار مكة ( ١ ) ٦٢٦أخرجه األزرقي يف أخبار مكة ( ٢ ) أخرجه السلفي يف الطيوريات .٥/٢٧) ، ويف الدر املنثور (٣٧٧جم ابن املقرئ (مع ٣ ) .٢/٣٩) وسعيد بن منصور واألزرقي (٩١٢١أخرجه عبدالرزاق يف مصنفه ( ٤ )٦٠٩أخبار مكة لألزرقي ( ٥

٥٧

على ثيابه ، فقيل لـه : مل ملا كعب دخل زمزم دخلها ببعريه ، مث شرب منها ، وأفرغ تبل ثيابك ؟ يا أعرايب ! قال : أنتم ال تعرفون هذه ، هذه يف كتاب اهللا برة ، شـراب

١.االبرار ، زمزم ، ال ترتف ، وال تذم

مضنونة : أي اليت يضن ا لنفاستها.ها ال ترتح : أي ال يستأصل ماؤها ، أو ال يفىن ، وهذا يصدقه العيان ، ألا يستقى من

يف أيام املوسم ليال وارا ، بل وعلى مر األيام ، ومل تزل كذلك طوال أربعة عشر قرنا ، لكنها مل ينقطع ماؤها ومل يفن قط ، واحلمد هللا .

مر معنا يف األحاديث واآلثار السابقة أن زمزم مضنونة ، أي ضن اهللا تعاىل ا وصـاا منعها عن املشركني واملغضوب عليهم والضالني من اليهود والنصارى .. واسـتبقاها و

هلذه األمة املحمدية وسبق معنا : أا شراب األبرار وهم األتقياء احلريصون على رضا رـم وخـالقهم

وموالهم وسبق معنا : أنه ال يتضلع منها منافق ، بل ال حيبون الشرب منهـا ، وال يستسـيغون

ويتلهفون ا وال طعمها .. عكس أهل اإلميان فمذاقها يف أفواههم أشهى من العسل شرعل الشرب منها وال يرغبون عنها أبدا بل يستزيدون منها مبتعة وسعادة وحسن ظـن

وعظيم رجاء .

من الطواغيت الكبار الذين حياربون إقامة شـريعة اهللا يف األرض ، رأيت بعض الظاملني وحيارب امللتزمني بدين اهللا تعاىل ، أو جمرد من حياول االلتزام به حبجة اإلرهاب ويقتل

)٩١١٧رواه عبدالرزاق ( ١

٥٨

ندما ععمرة ، فهم البزيارة احلجاز ، فدفعه أهل احلكم هناك ألداء هذا الطاغوت قام يزورهم زائر فيعتقدون أن أفضل هدية وحتفة ميكن أن يقدموها له أن يتحفـوه بـأداء

ك األمر بروتوكال وتشريفا للضيوف .. وصار عندهم ذلالعمرة .وأثناء سعي هذا الضيف الغري كرمي .. رأيته وقد صورته وسائل اإلعالم وهـو يتـرك الشرب من ماء زمزم .. ويشرب من زجاجات املياه املعدنية .. ورأيت مـن حولـه

!!ينظرون إليه بتعجب واستغراب

:فجالت يف خاطري هذه األحاديث برار وهو ليس منهم أا شراب األـ وأن املنافقني ال يتضلعون منها وهو منهم ـ وأا مضنونة ، فضن اهللا عليه ا ، فلم يشرا . ـ

عقوبة له على ظلمه .. فوسائل اإلعالم تطالعنا أنه قتل اآلالف من شعبه وال كل ذلك ب والتجويع يزال ، وأن مئات اآلالف يف السجون واملعتقالت يقعون حتت وطأة التعذي

وقد قام بتدمي وإحراق العديد من املسـاجد ، وإحـراق املصـاحف .. واإلهانة .. وصورت وسائل اإلعالم آالف النسخ من كتاب اهللا تعال حمروقة وممزقة وملقـاة يف

الطرقات .بل يصدر ظلمه إىل الدول األخرى .. فريسل إليهم قواته ليقـتلهم ومل يكتف بذلك :

!حبجة اإلرهاب !حرمان اهللا تعاىل ألحد الطواغيت الكبـار مـن ى فهذه آية من آيات اهللا تعاىل .. عل

الشرب من ماء زمزم املبارك .. فاعتربوا يا أويل األبصار .

صحيح أن عددا من أهل الظلم والعدوان بل واملشركون شربوا من زمزم .. ولكـن ديدة لليهود ومعادته للمؤمنني .. هذا الرجل من كثرة معاندته لشريعة اهللا ومواالته الش

أراد اهللا تعاىل أن يرينا فيه هذه اآلية

٥٩

الشرب من زمزم من غیر عطش :كان أهل اخلري والصالح من سلف األمة يشربون من زمزم وإن مل يكن ـم عطـش

اهللا عليه وسلم يف شربه من زمزم ، ولتحصيل ما حباها اهللا ىابتغاء اتباع سنة النيب صل به من خري وفضل

وال زال هذا األمر إىل اآلن بني املسلمني ، فال يكاد يدخل أحدهم إىل املسجد احلـرام يف مكة واملدينة ، إال ويتوجه إىل ماء زمزم فيشرب منه تربكا وتيمنا ورجاء بركـة اهللا

ورمحته .. اجلميع يفعل ذلك .. فالشرب منها نعمة ولذة ومتعة وحمبة واشتياق رصون على مسح رؤوسهم ووجوههم وأبدام ا ، حىت تبتل ثيام ، ومن معه بل وحي

أطفال يقوم بفعل ذلك بأطفاله فيسقيهم ويصبها عليهم رجاء بركتها وكل هذا ال حيدث إال مباء زمزم الطيبة املباركة

قال ابن جريج : قال عطاء : وقد كنت فيما مضى أنـزع « قال : » فال خيطئين إذا أفضت أن أشرب من ماء زمزم

مع الناس الدلو اليت أشرب منها اتباع السنة ، فأما مذ كربت فال أنـزع ، يـرتع يل فأشرب ، وإن مل يكن يل ظمأ ، اتباع صنيع حممد ، صلى اهللا عليه وسلم ، قال : فأما

١. النبيذ فمرة أشرب منه ، ومرة ال أشرب منه

:وعن السائب أنه كان يقول ٢. سقاية العباس فانه من السنةاشربوا من

)٦٤٠أخبار مكة لألزرقي ( ١ اين يف الكبري وفيه راو مل يسم ، وبقية رجاله ثقات .قال اهليثمي يف جممع الزوائد رواه الطرب ٢

٦٠

التھادي بماء زمزم

عن ابن عباس قال :

كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إذا أراد أن يتحف الرجل بتحفة سقاه من ماء (( ١)) زمزم

٢روي عن ابن عباس أنه كان إذا نزل به ضيف ، أحتفه من ماء زمزمو عن جماهد عن ابن عباس : و

٣»أنه كان إذا أراد أن يتحف رجال بتحفة سقاه من زمزم «

٤وعن جماهد قال : ما رأيت ابن عباس أطعم ناسا قط ، إال سقاهم من ماء زمزم .

وذلك ألن ماء زمزم كانت له املرتلة الكبرية يف نفوس السلف رضي اهللا عنها ، فكانوا إن ذلك من أعظم ما ميكن تقدميه يرون أن من إكرام الضيوف تقدمي ماء زمزم هلم ، ف

للضيوف وأعظم ما يتم تكرميهم به ، لفضيلة زمزم ، وعظيم شأا يف نفوس السلف

)١/١٨٢رواه أبو نعيم يف احللية وصحح الدمياطي إسناده (سبل اهلدى والرشاد ١ )١٠٦٥أخبار مكة للفاكهي ( ٢ )١٢٧٤أبو نعيم يف أخبار أصبهان ( ٣ )٢/٤٦أخبار مكة للفاكهي ( ٤

٦١

زم الشرب من زمأولى الناس ب

: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ١)) يعني من زمزم.. ب ابن السبيل أول شار((

فابن السبيل يقدم يف الشرب من ماء زمزم عند التزاحم ، لشدة حاجته لذلك

الشرب من زمزم من أفعال الحج والعمرة المستحبة وهذا من سنة النيب صلى اهللا عليه وسلم حيث شرع الشرب من ماء زمزم يف مناسك

ماء زمزم عل الرأس لفعله صلى اهللا عليه وسـلم احلج والعمرة ، كما يستحب صب ذلك .

:عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم رمل ثلاثة أطواف من الحجر إلى الحجـر ((

ذهب إلى زمزم فشرب منها وصب ثم ، ثم عاد إلى الحجر ، وصلى ركعتين ٢))على رأسه

قال ابن قدامة يف مناسك احلج :

رجاله ثقات ، وصححه األلباين يف صحيح اجلـامع ) ٢٨٦ /٣مي يف جممع الزوائد () وقال اهليث١٢٧رواه الطرباين يف الصغري ( ١)٤٤( )وصححه األلباين يف صفة احلج واإلرواء٤٣٣) والفاكهي (٢٧٦٨) وأبو عوانة يف املستخرج (١٤٧٠٧رواه أمحد ( ٢

٦٢

ويستحب أن يأيت زمزم فيشرب من مائها ملا أحب ويتضلع منه قال جابر يف صفة حج النيب صلى اهللا عليه وسلم مث أتى بين عبد املطلب وهم يسقون فناولوه دلوا فشـرب

١منه.

ل ابن مفلح بعد كالمه على طواف القدوم :وقا ٢ثم يشرب من زمزم لما أحب ، ويتضلع .

وقال منصور بن يونس احلنبلي : ٣. ثم يشرب من ماء زمزم لما أحب ويتضلع منه ويرش على بدنه وثوبه

د :وقال مصطفى بن سع ٤.هثم يشرب من ماء زمزم مستقبلا القبلة لما أحب ، ويتضلع ، ويرش على بدنه وثوب

وقال ابن قدامة :

ويستحب أن يأتي زمزم ، فيشرب من مائها لما أحب ، ويتضلع منه .قال جابر ، في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم : ثم أتى بني عبـد المطلـب ،

وهم يسقون ، فناولوه دلوا ، فشرب منه . ٥. )مزم لما شرب ماء ز (وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

قال النووي :

صحاب وغريهم يستحب أن يشرب من ماء زمزم وأن يكثر منه وأن ألقال الشافعي وايتضلع منه أي يتملى ويستحب أن يشربه ملطلوباته من أمور االخرة والدنيا فـإذا أراد

هللا تعـاىل مث أن يشربه للمغفرة أو الشفاء من مرض وحنوه استقبل القبلة مث ذكر اسم ا

)٣/٤٧٠الشرح الكبري ( ١ ) ٦/١٣٣الفروع البن مفلح ( ٢ )٤/٥٦منتهى اإلرادات (شرح ٣ )٦/٣٤٤مطالب أويل النهى ( ٤ )٧/٢٠٥املغين ( ٥

٦٣

قال (اللهم انه بلغين أن رسولك صلى اهللا عليه وسلم قال ماء زمزم ملا شرب له اللهم أين أشربه لتغفر يل اللهم فاغفر يل أو اللهم اين أشربه مستشفيا بـه مرضـي اللهـم فاشفين) وحنو هذا ويستحب أن يتنفس ثالثا كما يف كل شرب فإذا فرغ محد اهللا تعاىل

١. ذه املسائل أحاديث كثريةوقد جاء يف ه قال ابن بطال :

قال املهلب: فيه أن شرب ماء زمزم من سنن احلج لفضله وبركته، وقـد قـال ابـن عباس: إن ماء زمزم ملا شرب له، وقال جماهد: إن شربته تريد الشفاء شـفاك اهللا، وإن

هللا، وهـى شربته تريد أن تقطع ظمأك قطعه اهللا، وإن شربته تريد أن يشبعك أشبعك ا هزمة جربيل، وسقيا اهللا إمساعيل.

وقال وهب بن منبه: جتدها ىف كتاب اهللا. يعىن: زمزم شراب األبرار، وطعام طعم، وشفاء من سـقم، وال

٢تنزح وال تذم، من شرب منها حىت يتضلع أحدثت له شفاء، وأخرجت منه داء.

الشرب من زمزم عند وداع البیت :اب ستحبا منصور قال : عنالفضيل بن عياض قال عن

تطوف بالبيت سبعا ، « قلت ملجاهد : كيف أصنع إذا أردت أن أودع البيت ؟ قال : مث تأيت املقام فتصلي ركعتني ، مث تأيت زمزم فتشرب ، مث تأيت امللتزم فتدعو اهللا وتسـأله

٣»حاجتك ، مث تستلم الركن مث تنصرف قال ابن عابدين :

)٨/٢٧٠املجموع ( ١ )٧/٣٦٥شرح ابن بطال ( ٢ )٦٧٢رواه الفاكهي يف أخبار مكة ( ٣

٦٤

فرغ من طواف الصدر، فيأيت املقام، فيصلي عنده ركعتني، مث يأيت زمزم ويشرب فإذا ١. من مائها، قائما، ويصب بعضه على وجهه ورأسه

وقال السرخسي : ٢. ثم يأتي زمزم فيشرب من مائه ثم يصب منه على بدنه ، ثم ينصرف

:ي في مختصره وذكر الطحاوتي عن أبي حنيفة أنه إذا فرغ من طواف الصدر يأتي المقام فيصلي عنده ركعتين ثم يأ

٣. زمزم فيشرب من مائها ، ويصب على وجهه ورأسه قال النووي يف طواف الوداع :

٤" ويستحب أن يشرب من زمزم" ..

قال ابن قدامة : وقال منصور : سألت مجاهدا : إذا أردت الوداع ، كيف أصنع ؟ قـال : تطـوف

مائها ، ثـم بالبيت سبعا ، وتصلي ركعتين خلف المقام ، ثم تأتي زمزم فتشرب من تأتي الملتزم ما بين الحجر والباب ، فتستلمه ، ثم تدعو ، ثم تسأل حاجتـك ، ثـم

٥.تستلم الحجر ، وتنصرف

وقال منصور بن يونس احلنبلي : يخ تقي الدين ويستلم الحجر الأسود ويقبله ثـم قاله الش :ثم يشرب من ماء زمزم

٦يخرج .

)١/٤١٠الدر املختار ( ١ )٤/٤٧١املبسوط ( ٢ )٥/٩بدائع الصنائع ( ٣ )١/٣٢٦روضة الطالبني ( ٤ )٧/٣٣٦) واملغين (٣/٤٩٠الشرح الكبري ( ٥ )٤/٦٧اإلرادات (شرح منتهى ٦

٦٥

سبب التسمیة بزمزم

اثون وأما زمزم فهي البئر المشهورة في المسجد الحرام بينها وبين الكعبة ثمان وثلـ ذراعا .

.قيل : سميت زمزم لكثرة مائها يقال : ماء زمزوم وزمزم وزمازم إذا كان كثريا .وقيل : لضم هاجر رضي الله عنها لمائها حني انفجرت وزمها إياه

ريل عليه السلام وكلامه عند فجره إياها وقيل : لزمزمة جبوقيل : إنها غير مشتقة ولها أسماء أخر ذكرا في تهذيب اللغات مع نفائس أخـرى

١.تتعلق بها

وزمزم معروفة مسيت به لكثرة مائها ملائها حني انفجرت أو لضم هاجر

أو لزمزمة جربيل أي تكلمه عند فجره هلا أو ألا زمت بالتراب لئال تأخذ ميينا أو مشاال

٢ أو لغري ذلك وهلا أمساء كثرية وماؤها أشرف مياه الدنيا والكوثر أشرف مياه اآلخرة

) ٤/٣١٢شرح مسلم ( ١ ) ١/٨١فيض القدير ( ٢

٦٦

ذكر أسماء زمزم

ص بأمساء كثرية، وكثرة األوصاف واألمساء ملا كان زمزم خري ماء على وجه األرض، خ

دليل على عظم شأن املسمى، يدل على ذلك قول الشاعر:

واعلم بأن كثرة األسامي داللة أن املسمـى سامي

وقد ذكر الزبيدي يف تاج العروس من جواهر القاموس أنه مجع أمسائها فجاءت على ما ، ونظم األديب الربهان ، مما استخرجها من كتب احلديث واللغة ينيف على ستني إمسا

: القرياطي رمحه اهللا مجلة من أمساء زمزم فقال

ــزم ــا زم ــاء منه ــزم أمس قم لزم ــ ــن يس ــفاء م ــم وش ــام طع طعـــاعيال ـــيب اهللا إمس ـــقيا ن مرويـــة هزمــــــة جربائـــيال ســـة ـــة وكافي ـــة عافي ـــــة وصــافيةســاملة وعصم مغذيــت ــد دعي ــة ق ــيدة وعون ـــت س ــدما سمي ــال ق ــباعة العي ش

وذكر أصحاب السري من مجلة أمساء سيدنا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسـلم

، فقد غسل قلبه فهو النيب الزمزمي واملزمزمعدة أمساء تعود نسبتها إىل زمزم،

٦٧

ري، فكان قلبه صلوات اهللا وسالمه الشريف عدة مرات مباء زمزم كما يف الس عليه خري القلوب وأزكها، وأتقاها وأنقاها.

قال ابن جريج : ١»زمزم ، وبرة ، ومضنونة « أخربت عن سعيد بن جبري أنه مسى زمزم ، فسماها :

من أهل مكة عطاين أمحد بن حممد بن إبراهيم كتابا ذكر أنه عن أشياخه أأمساء زمزم : ، فكتبته من كتابه ، فقالوا : هذه تسمية أمساء زمزم :

" هي : زمزم ، وهي هزمة جربيل عليه السالم ، وسقيا اهللا إمساعيـل عليـه وال تذم ، وهي بركة ، وسيدة ، ونافعـة ، ومضـنونة ، ، السالم ، ال ترتف ، (وعاصـمة) ، وصافية ، وبرة ، وعصـمة (بشرى هاجر) وعونة ، وبشرى

وساملة ، وميمونة ، ومباركة ، وكافية ، وعافية ، ومغذية ، وطاهرة ، ومقداة ، ومؤنسة ، وطعام طعـم ، (من اإلرواء) ، ومروية (نسبة للحرم) رمية ، وح

وشفاء سقم " فهنا ذكر تسعة وعشرين امسا هلا

بد المطلب في منامه أن احفر طيبة فصل فأري ع فسميت طيبة ، لأنها للطيبني والطيبات من ولد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام

)١٠٣٥أخبار مكة للفاكهي ( ١

٦٨

ت وهو اسم صادق عليها أيضا ، لأنه: برة : وقيل له احتفر ا فاضت للأبرار وغاضـ .عن الفجار

ن : وقيل له احفر المضنونة . قال وهب بن منبه : سميت زمزم : المضنونة لأنها ضـني ما يقوي ذلك مسندا الدارقط املنافقون وروىبها على غير المؤمنني فلا يتضلع منها

عن النبي صلى الله عليه وسلم من شرب من زمزم فليتضلع فإنه فرق ما بيننا وبـين ا بالمضنونة روايـة المنافقني لا يستطيعون أن يتضلعوا منها أو كما قال . وفي تسميته

أخرى ، رواها الزبير أن عبد المطلب قيل له احفر المضنونة ضننت بها على الناس إلا ١. عليك

شباعة العيال : كما يف أثر العباس وابنه رضي اهللا عنهما -٣٠ ذكره البكري والزخمشري شياعة : -٣١غلطـاي يف " يف خـط مو، وبالعني املهملة: بتشديد الشني املعجمة وتشديد الياء البكري قال

عن اخلارزجني: شياعة بضم الشني وفـتح اليـاء نقال الزخمشري قال و، الزهرة " بثالث فتحات خمففتني.

(قيل له : احفر تكتم) ورد هذا اللفظ يف إحد روايات رؤيا عبد املطلبتكتم : -٣٢ ألا دفنت بعد جرهم وصارت مكتومةقيل :

: كأنه من مكنونة، وقال ياقوت : مكنونة : ذكره ابن خالويه يف كتاب "ليس" -٣٣ ٢كننت الشيء وكننته إذا سترته وصنته وهو من أمساء زمزم.

ي الفـرس واألرضوالركض الدفعة بالرجل عل : ركضة جبرئيل علي السالم -٣٤ ٣وغري ذلك.

حفرية عبداملطلب : ألنه هو الذي حفرها -٣٥ ٤العباس : ذكره ياقوت يف معجم البلدان .ـ حفرة -٣٦

) ١/٢٥٧الروض األنف ( ١ )٤/١٤٧معجم البلدان ( ٢ ) .١/٤٦٣٣) ، وتاج العروس ٢/٣٢٧معجم البلدان ( ٣ ) والروض أألنف كما سبق ١/١٨٥( ى) وسبل اهلد٢/٩٨معجم البلدان ( ٤

٦٩

سابق : من السبق يف الفضل على غريها -٣٧ سقاية احلاج -٣٨ شباعة العيال : كما ورد يف األثر -٣٩ كرها شراب األبرار : كما ورد يف اآلثار السابق ذ -٤٠ طعام األبرار : كالسابق -٤١ ظاهرة : أي ظاهرة املنافع -٤٢ ١.: من الطيب طيبة -٤٣ غياث : حيث كانت غياثا هلاجر وابنها عليهما السالم -٤٤ معذبة : من العذوبة -٤٥ مفداة -٤٦، وذكـره قرية النمل : ألن ذلك كان دليال لعبد املطلب على مكاا كما سبق -٤٧

٢ تاج العروس .يف نقرة الغراب األعصم : وكان أيضا دليال لعبد املطلب على مكاا كما سبق -٤٨يف املثلـث: مؤرخ املدينة ومفتيها يف " الزهر " نقال عن ابن السيد زمم : ذكره -٤٩

زمم بفتح امليم األوىل وبضمها مشددة فيهما.

وذكر أبو البقاء يف املناقب املزيدية . : ة أمساعيل عليه السالمركض -٥٠ نسوبةامل -٥١ شراب من سغب -٥٢ ٣.سقيا ال -٥٣

)٣/١٧٩معجم البلدان ( ١١/٨٥٤٧( ٢ ( )٤/٧٦) ، واسم السقيا ذكره ابن سيده يف املخصص (١/٨٥املناقب املزيدية ( ٣

٧٠

خبيئة الشيخ األعظم : كما قيل لعبد املطلب يف رؤيته وتقدم -٥٤ ١يقال بض املاء إذا سال شيئا فشيئا ، بضة:: بالفتح والتشديد - ٥٥ ٢هزمة إمساعيل . -٥٦

كر مصباح زمزم كیف كانذ ض أهل مكة : قال بع

إن خالد بن عبد اهللا أول من وضع مصباح زمزم ، يضيء ألهل الطواف مقابل الركن األسود يف خالفة عبد امللك بن مروان .

وقد كان رجل من غسان وضع فيما هنالك مصباحا ، فمنعه من ذلك ، فرفعه ، وكان

املوضع الذي مصباح زمزم هذا فيما مضى على عمود طويل مقابل الركن األسود يفوضعه خالد بن عبد اهللا ، فلما ويل حممد بن سليمان مكة يف سنة ست عشرة ومـائتني وضع عمودا طويال مقابله حبذاء الركن الغريب ، فكانا كذلك حىت كانت سنة اثنتـني وعشرين ومائتني ، فويل حممد بن داود مكة ، فجعل عمودين طويلني ؛ أحدمها عنـد

آلخر حبذاء الركن الغريب .الركن اليماين ، وا

فلما استخلف هارون الواثق باهللا أمري املؤمنني يف سنة سبع وعشرين ومائتني أراد احلج ، فأمر بعمل بيت الشراب ، ودار العجلة ، والربك ، ومسجد اخليف ، والقصـور ، واألميال يف الطريق ، وبعث بعمد طوال عشرة من خشب ملبسـة شـبه الصـفر ،

الطواف يستصبح عليها ألهل الطواف ، وأمر بثماين ثريات يستصبح ا فجعلت حول يف املسجد احلرام ، تعلق يف كل وجه من املسجد اثنتان مما يلي الظالل اليت تلي بطـن

)١/٢٢٠معجم البلدان ( ١ )١/٧٩٣٦تاج العروس ( ٢

٧١

املسجد ، فهي كذلك يستصبح ا يف املوسم ويف رمضان إال ثريا واحدة ، تكون ممـا ١السنة . يلي باب السلطان يستصبح ا من السنة إىل

يقع بئر زمزم بالقرب من الكعبة املشرفة، ولكن فتحة البئر اآلن واقعة حتـت سـطح

متر، ويف أرض املطاف خلف املقام إىل اليسار وأنت تنظر إىل ١,٥٦املطاف على عمق : (بئر زمزم)، يتعامد مع فتحة الكعبة املشرفة، وضع هناك حجر مستدير مكتوب عليه

البئر املوجودة يف القبو أسفل سطح املطاف، وقد جعل يف آخر املطاف خلـف املقـام درج يؤدي إىل فتحة البئر.

هذا عن مكانه، أما وصف البئر فهو ينقسم إىل قسمني. متر عن فتحة البئر.١٢,٨٠األول: جزء مبين عمقه

متر.١٧,٢٠طوله والثاين: جزء منقور يف صخر اجلبل، و مترا من فتحة البئر إىل قعره. ٣٠وعلى هذا فعمق البئر

ويبلغ عمق مستوى املاء عن فتحة البئر حوايل أربعة أمتار، وعمق العيون اليت تغـذي مترا. ١٧مترا، ومن العيون إىل قعر البئر ١٣البئر

ر.مت٢,٥متر و١,٥وقطر البئر، خيتلف باختالف العمق، وهو يتراوح بني أما (العيون اليت تغذي بئر زمزم فهي ثالث عيون: عني حذاء الركن األسود، وعـني

حذاء جبل ايب قبيس والصفا، وعني حذاء املروة). هذا هو التحديد القدمي لعيون زمزم يف القرن الثالث وما قبلها

)٢/٢٤٣أخبار مكة للفاكهي ( ١

٧٢

) فيصفه املهندس االستاذ حيىـى كوشـك ١٤٠٠أما التحديد اجلديد الذي مت سنة ( :بقوله

فتحة تتجه جهة الكعبة املشرفة يف اجتاه ركن الكعبـة الغـريب ـ : املصدر الرئيسي ، ويتدفق منها القدر األكـرب سم ٣٠، وارتفاعها سم ٤٥احلجر األسود ـ وطوهلا

. من املياه، ومقسومة من الـداخل سم٧٠، وبطول فتحة كبرية باجتاه املكبرية: واملصدر الثاين

. سم٣٠تفاعها ، وار إىل فتحتنيوهناك فتحات صغرية بني أحجار البناء يف البئر خترج منها املياه، مخس منها يف املسافة

اليت بني الفتحتني األساسيتني، وقدرها متر واحداه جبل أيب فتحة أخرى، تبدأ من جوار الفتحة األساسية األوىل، وباجت ٢١كما يوجد

. قبيس والصفا واملروة

جعل اهللا تعاىل ملاء زمزم طعما خاصا يعرف به، ويتميز به، فمن ألـف شـربه وعرف طعمه، يميزه عن سائر املياه سريعا ولو مرت عليه أعـوام عديـدة مل

يذقه فيها.واملؤمن جيد طعمه حلوا عذبا سائغا شرابه، وكلما ازداد شربا منه ازداد حبا

له.ثري من السلف رضي اهللا عنهم ، أم يف مدة إقامتهم مبكـة ، ال وحكي عن ك

يشربون وال يتوضئون إال من زمزم حبا فيها وتعلقا ا .. ورجـاء لربكتهـا وخريها

٧٣

دراسة علمیةماء زمزم خیر ماء على

وجھ األرضيعـد أكد حبث علمى جديد أجراه باحث مصرى من جامعة اإلسكندرية أن ماء زمزم

"خري ماء على وجه األرض"، الحتوائه على أفضل التركيزات لألمـالح والعناصـر املفيدة لصحة اإلنسان، وله ميزة نادرة ىف التركيب، حيث أثبتت الدراسات العلمية أنه ماء عجيب خيتلف عن غريه، فكلما أخذ منه زاد عطاء، وهو نقى طاهر ال يوجد فيـه

جرثومة واحدة.زم طبقا لألسس الطبية يساعد ىف شفاء أمراض الكلـى والقلـب وأوضح أن ماء زم

والعيون والصداع النصفى، وأنواع عديدة من األمراض املزمنة واملستعصية.

وذكر الباحث العلمى الدكتور محدى سيف وكيل كلية اهلندسة جبامعة اإلسكندرية أن ه الشرب املتداولـة البحث استهدف دراسة مقارنه بني ماء زمزم وبني بعض أنواع ميا

٧٤

(مياه الزجاجات) واملياه الناجتة من وحدة تنقية مياه الشرب بشكل عام، وأثبـت أن الفارق بني مياه زمزم وغريها من مياه مدينة مكة أو أى مكان آخر حيتوى على نسـبة أمالح الكالسيوم واملغنسيوم، حيث جاءت نتائج التحاليل الىت أجريـت ىف املعامـل

عامل وزارة الزراعة واملوارد املائية السعودية متطابقة، ولعل هـذا هـو األوروبية وم السبب ىف أن مياه زمزم تنعش احلجاج املنهكني.

وأكد الباحث السكندرى أن نتائج التحاليل على ماء زمزم أفادت أن امليـاه صـاحلة ام للشرب، وأن صالحيتها للشرب تعترب أمرا معترفا به على مستوى العامل نظـرا لقيـ

احلجاج من خمتلف أحناء العامل على مدى مئات السنني بشرب تلـك امليـاه املنعشـة واالستمتاع ا، وهذه املياه طبيعية متاما وال يتم معاجلتها أو إضـافة الكلـور إليهـا.

:وأوضح الباحث الدكتور محدى سيف

تركيز األمالح أنه بالنسبة للمياه املعبأة ىف زجاجات من الشركات املختلفة، فنجد أن املعدنية فيها ىف نفس مستوى املياه العاديه ولكنها أقل ىف التركيز عـن احلـد األدىن القياسى ىف بعض الشركات مما خيرج كل هذه األنواع متاما من التصنيف املسمى باملياه

من املعدنية، مؤكدا أن املياه املعدنية والىت تعترب مياه زمزم على رأس القائمة هلذا النوع املياه مهمة بشكل أساسى لصحة اإلنسان

ولذلك هناك الكثري من األدوية الىت يتم وصفها للمرضى حتتوى على هذه االمـآلح، مع األخذ ىف االعتبار أن عنصر الصوديوم تزداد أمهيته فقط ىف املناطق احلارة ملا يفقده

امـل وال تعتـرب اجلسم مع العرق، كما أنه جيب أن تكون ملياه الشرب خصوصية التعاملياه الناجتة من وحدات التنقية صاحلة للشرب بأى حال رغم نقائها بيولوجيا بسـبب النقص الشديد ىف تركيز األمالح املعدنية وغري املعدنية فيها، إال إذا كان من يشـرا

حيصل على األمالح من مصادرها األخرى مثل الفواكه واألطعمة املختلفة،

٧٥

ياه املعبأة ىف زجاجات حمليا ليس فيها أمالح معدنية، وبالتـاىل ال واتضح كذلك أن املميكن أن يدعى منتجوها أا مياه معدنية فهى ال تتميز عن مياه الفلتر العـادى (ميـاه

الصنبور) ىف شىء سوى النقاء

ماء زمزم والطب الحدیث :يقول دكتور زغلول النجار

جريت على ماء بئر زمزم أنه ماء متميـز يف صـفاته " أثبت الدراسات العلمية اليت أالطبيعية و الكيميائية فهي ماء غازي عسر غين بالعناصر و املركبات الكيميائية النافعة

ملليجرام بكل لتر بينما ال تزيد نسبة األمالح يف ميـاه أبـار ٢٠٠٠اليت تقدر بـ : ، مما يوحي ببعد مصـادرها ملليجرام بكل لتر ٦٢٠مكة و آبار األودية املجاورة عن

عن املصادر املائية حول مكة املكرمة وبتميزها عنه يف حمتواهـا الكيميائيـة وصـفاا الطبيعية .

والعناصر الكيميائية يف ماء زمزم ميكن تقسيمها إىل أيونات موجبة وهي حسب وفرا ٢٠٠ملليجرام /لتر ، و الكالسيوم حـوايل ٢٥٠تشمل أيونات كل من الصوديوم

٣٧٦ملليجرام / لتر و املغرتيوم حـوايل ١٢٠ملليجرام / لتر ، و البوتاسيوم حوايل ٣٧٢ملليجرام /لتر ، وأيونات سالبة وتشمل أيونات كل من الكربيتيـات حـوايل

ملليجرام / لتر ، و النتـرات حـوايل ٣٦٦ملليجرام / لتر ، و البيكربونات حوايل ٦ملليجرام / لتر و النشادر حوايل ٠,٢٥وايل ملليجرام / لتر و الفوسفاط ح ٢٧٣

ملليجرام / لتر .

٧٦

وكل مركب من هذه املركبات الكميائية له دوره يف النشاط احليوي خلاليـا جسـم اإلنسان ، ويف تعويض الناقص منها داخل تلك اخلاليا ، و من الثابت أن هناك عالقـة

ان و العديد من اإلمراض وطيدة بني اختالف التركيب الكيميائي ، جلسم اإلنسومن املعروف أن املياه املعدنية الصاحلة و غري الصاحلة للشرب قد استعملت منذ قرون عديدة يف االستشفاء من عدد من األمراض مثل أمراض الروماتيزم ، ودورها يف ذلك هو الغالب دور تنشيطي للدورة الدموية ، أو دور تعويضي لنقص بعض العناصـر يف

ريض جسم املوهذه النتائج لتحليل ماء زمزم قام ا مركز أحباث احلج جبامعة امللك عبد العزيز ومن

التحاليل الكيمياوية تبني أن : ) ٧,٨ماء زمزم نقي ال لون له وال رائحة ، ذو مذاق رائح قليال . أسه اهليدروجيين (

وم و الكاليسيوم وبذلك يكون قلويا إىل حد ما حيتوي على تركيزات عالية من الصوديو املغنيزيوم و املعادن األخرى و لكنها تقع ضمن مقاييس منظمة الصحة العاملية مـع

الصوديوم فهو مرتفع . العناصر السامة األربعة وهي الزرنيخ و الرصاص والكادميوم و السيلينيوم توجد بأقل

من مستوى الضرر بكثري بالنسبة لالستخدام البشري .

:ويؤكد هذا كتاب " املعتمد يف األدوية املفردة " حيث يقول إن ( إن أفضل املياه مياه العيون يف األرض احلارة اليت ال يغلب على تربتها شيء مـن

فيه وال سبخة وال األحوال و الكيفيات الغريبة ، ويكون الطني مسلكها حرا ، ال محأة

٧٧

غري ذلك فإن الطني يؤخذ من اللزوجات الغريبة ، أو تكون حجرية فتكون أوىل بـأن التعفن عفونة األرضية .

ومما تقدم يتضح لنا أن ماء زمزم قلوي غين باملعادن املفيدة للجسم القلوي يف الصحة و املرض " فوائد شراب املاء –ويوضح كتاب " التوازن احلمضي

وي املتأين وهي :القل ميد اجلسم بقدر كبري من الطاقة – ١

يعادل األس اهليدروجيين للجسم – ٢ يزيل الفضالت احلمضية من اجلسم – ٣مضاد قوي لألكسدة و مزيل قوي للسـموم ( ميـنح االلكترونـات لـذرات – ٤

األكسجني النشطة احلرة ) إىل مدخل اجلسم يساعد على امتصاص العناصر الغذائية بكفاءة أفضل – ٥ يساعد اجلسم يف متثيل املعادن املؤينة بسهولة أكرب – ٦ يساعد يف تنظيم اهلضم وحتسينه بصفة عامة بإعادة التوازن للجسم – ٧ يقلل من تأكسد األعضاء احليوية ويدمر خاليا السرطان - ٨ له معامل أكسدة و اختزال سالب لذلك يعد وسطا معاديا للبكترييا . - ٩ من األمور العجيبة يف ماء زمزم أنه حلو الطعم ، رغم زيادة أمالحه الكليـة ، فـال و

يشعر من يشربه مبلوحته العالية ، ولو أن نسبة األمالح املوجودة يف ماء زمزم كانت يف . أي ماء آخر ما استطاع أحد أن يشربه

٧٨

اإلعجاز يف ماء زمزمحبث علمي بعنوان : عة اإلميانمن موقع جام

خصائص ماء زمزمإذا أردنا أن نعدد خصائص ماء زمزم من حيث امتيازه عن غريه من املياه أو من حيث

مقارنة البئر اليت ينبع منها بغريها من اآلبار فيمكن إمجال اخلصائص باآليت:إن هذا البئر العظيم مل ينضب أبدا منذ أن ظهر للوجود بل على العكس فهـو ميـدنا

من املاء ومن ذهب لبيت اهللا احلرام سيدهش من كثرته وكفايته جلميع احلجاج، باملزيدوهو ال يزال حيتفظ بنفس نسب مكوناته من األمالح واملعادن منذ أن ظهر للوجـود

حىت يومنا هذا.كما يتميز ماء زمزم بوفرته رغم كثرة زوار بيت الله احلرام، إذ بلغ متوسط املستهلك

ابع من شهر ذي احلجة خالل السنوات املاضية حنو عشرة آالف متر منه يف اليوم السمكعب يف الساعة، وكان ماء زمزم قد اخنفض يف القرون املاضية عدة مرات، وذكـر

للهجرة حىت كـاد ٢٣٤وعام ٢٢٣املؤرخون أن ماء زمزم اخنفض بشكل كبري عام جيف.

ه سبحانه وتعـاىل األمطـار ومتت زيادة عمق البئر تسعة أذرع يف األرض، وأرسل الل هـ، فكثر ماء زمزم.٢٣٥والسيول عام

٧٩

ومتت زيادة أخرى يف البئر يف خالفة هارون الرشيد واملهدي ويف عهود عديدة بعدمها، متـر، وذلـك ١٥,٦هـ سجل عمق املاء يف البئر ١٣٩٩ربيع الثاين عام ١٤ويف

حلرام وما تبعها مـن أعمـال خالل القيام بأعمال التوسعة السعودية الثانية للمسجد ا حفر حول بئر زمزم.

إضافة لصالحيته للشرب جلميع احلجاج من مجيع أحناء العامل، فلم حيدث أن اشـتكى خملوق من أثر مياهه على صحته أو ما شابه ذلك، بل على العكس فهـم دائمـا مـا

باملياه اليت تنعشهم على الدواميستمتعون ، فهذه املياه الطاهرة مل يتم معاجلتها كيميائيا أو مبـواد وكذلك الرغبة ملاء زمزم عاملية

التبييض كما هو احلال مع املياه اليت تضخ للمدن

ويالحظ أنه يف حالة اآلبار العادية يزداد النمو البيولوجي والنبايت يف داخل البئـر ممـا جيعل املياه غري صاحلة للشرب نظرا لنمو الطحالب مما يسبب مشـكالت يف الطعـم

والرائحة، ولكن يف حالة بئر زمزم، مل يكن هناك أي دليل على النمو البيولوجي

كما تظهر نتائج حتاليل ماء زمزم ملركز أحباث احلج جبامعة امللك عبد العزيز كما ذكر يف كتاب (وصايا طبيب) واليت تؤكدها نتائج حتليل خمترب مصـلحة امليـاه والصـرف

هجرية كما وضحها كتاب (عاجل نفسـك مبـاء ١٤٠٠الصحي باملنطقة الغربية لعام :زمزم)

ومن التحاليل الكيماوية يتبني أن ماء زمزم نقي ال لون له وال رائحة، ذو مذاق رائـح ) وبذلك يكون قلويا إىل حد ما وحيتوى على تركيزات ٧,٨قليال، اسه اهليدروجيين (

ألخرى ولكنهـا تقـع ضـمن عالية من الصوديوم والكالسيوم واملغنيزيوم واملعادن ا مقاييس منظمة الصحة العاملية ماعدا الصوديوم فهو مرتفع.

ومن اجلدير بالذكر أن العناصر السامة األربعة وهي الزرنيخ والرصاص والكـادميوم والسيلينيوم توجد فيه بأقل من مستوى الضرر بكثري بالنسبة لالستخدام البشرى، ومن

ة وجد أن ماء زمزم خالية من اجلراثيم.املعاجلة باألشعة فوق البنفسجي

٨٠

ويؤكد هذا كتاب (املعتمد يف األدوية املفردة) حيث يقول:

إن أفضل املياه مياه العيون يف األرض احلارة، اليت ال يغلب على تربتهـا شـيء مـن األحوال والكيفيات الغريبة، ويكون طني مسلكها حرا، ال محأة فيه وال سبخة وال غري

لطني يأخذ منه اللزوجات الغريبة، أو تكون حجرية فتكون أوىل بأن ال تعفن ذلك فإن ا .)١١(عفونة األرضية

مما تقدم يتضح لنا أن ماء زمزم قلوي غىن باملعادن املفيدة للجسم

ويوضح كتاب (التوازن احلمضي، القلوي يف الصحة واملرض) فوائـد شـرب املـاء ري من الطاقـة، ويعـادل األس اهليـدروجيين القلوي املتأين حيث ميد اجلسم بقدر كب

للجسم ويزيل الفضالت احلمضية من اجلسم، كما أنه مضاد قوى لألكسدة ومزيـل قوى للسموم (مينح االلكترونات لذرات األكسجني النشطة احلرة).

كما يساعد على امتصاص العناصر الغذائية بكفاءة أفضل إىل داخل اجلسم ويسـاعد

عادن املؤينة بسهولة أكرب، باإلضافة إىل أنه يساعد على تنظيم اهلضم اجلسم يف متثيل املوحتسينه بصفة عامة بإعادة التوازن للجسم، ويقلل من تأكسد األعضاء احليوية ويدمر

خاليا السرطان، وله معامل أكسدة واختزال سالب لذلك يعد وسطا معاديا للبكترييالجو شديد احلرارة حيدث نقص يف كـل مـن ومن اجلدير بالذكر أنه أثناء التعرض ل

الصوديوم والبوتاسيوم يف سري الدم ومع املجهود الشديد يزيد معدل الفقد يف كل من الصوديوم والبوتاسيوم مع زيادة كمية العرق، وهذا قد يفسر ارتفاع الصوديوم يف ماء

هـذه زمزم عن املعدل املسموح به لتعويض هذا النقص حيث اجلو شديد احلرارة يف األماكن املقدسة

هل ختتلف املياه عن بعضها؟

٨١

إن املياه ختتلف عن بعضها البعض ابتداءا ولكن بسبب ما خيالطها من مواد ونباتـات وتربة، وليس من حيث مكوناا الذاتية، فاملاء عنصر سائل خلقه اهللا تعـاىل وسـخره

ني.خللقه ال يعدو عن كونه مكون من جزيء اهليدروجني واألوكسجإن أنواع املياه املوجودة يف الطبيعة هي كما ذكرها هريمان اهريا يف كتابه: (التـوازن

القلوي يف الصحة واملرض) على أنواع نذكر منها: -احلمضي مياه البلدية (مياه الصنبور): وهي مياه معظمها صاحل للشرب باسـتثناء أن ميـاه -١

وفريوسات ومعادن عضوية وغري عضوية الصنبور يف العصر احلايل حتتوى على بكترييا -الفلوريد -مما جيعل املاء عسرا، باإلضافة إىل احتوائه مواد كيماوية مضافة (الكلور

سلفات األلومنيوم...... اخل) مما يسهم يف أحداث عدد وفري من العلل واألمراض.يـع العناصـر املاء املنقى (املقطر أو املعكوس االزموزى): هو ماء مرتوع منه مج - ٢

املوجودة فيه باستخدام عمليات خمتلفـة حبيـث أصـبح ال حيتـوى سـوى املـادة ، وحيث أن املاء شديد النقاء فهو ميتص ثاين أكسيد الكربون مـن H2O الكيميائية

اهلواء مما جيعله محضيا وأكثر قوة يف إذابة املواد اليت يالمسها، وعادة ما حيتوى علـى كسجني املذاب أو ال حيتوى على األكسجني إطالقا.كمية قليلة جدا من األ

ولذلك يشار إليه باسم املاء (امليت) وهو ميتص املعادن من جسم اإلنسان وجتعله أكثر محضيا كما أنه ميتص االلكتروليتات (الصوديوم، والبوتاسيوم والكلورايد) واملعـادن

املعادن إىل عـدم انتظـام مثل املغنيزيوم من داخل اجلسم، وقد يؤدى النقص يف تلك ضربات القلب واىل ارتفاع ضغط الدم، وأكثر املشروبات السامة اليت يتناوهلا اإلنسان

(املشروبات الغازية) تصنع من هذا املاء.املياه امليسرة: ماء مرتوع منه مجيع املعادن اجليدة ومت استبداهلا بكمية مـن امللـح -٣

ي حتدث خلال يف األيض وترفع ضغط الـدم إىل تبلغ ضعف كمية املعادن املرتوعة فه الدرجة اليت حيدث معها نزيفا من األنف، لذلك فهي ال تشرب أبدا

املاء املفلتر (املرشح): وهي مياه حنصل عليها باستخدام الفالتر، وهـي وسـائل -٤تر دفاعية حيث إا تقوم بإزالة بعض الشوائب اليت حيتوى عليها املاء قبل شربه، والفال

ال تقوم بإضافة شيء إىل املاء وعادة يصبح املاء أكثر محضيا منه قلويـا بعـد عمليـة

٨٢

الترشيح وباإلضافة إىل ذلك فإن معرفة الوقت املناسب لتغيري الفلتر يعد مشكلة يف حد ذاته.

املاء املاء املؤين (املاء القلوي واملاء املتفقد واملاء امليكرو متفقد واملاء املختزل): يعد -٥املؤين أفضل أنواع مياه الشرب املتاحة على اإلطالق حيث إنه يزيل الشوائب وحيتوى على أس هيدروجيين قلوي كما أنه حيتوى على كمية كبرية من األكسجني وله معامل أكسدة واختزال سالب باإلضافة إىل أنه متاح على عناقيد جزيئية أصغر حجما، ومن

جانسة ذات فوائد صحية حقيقية، واملاء املؤين له مذاق السهل احلصول على نتائج متناعم وحلو بسبب ما حيتويه من تركيز لأليونات السالبة (اليت يتميز ا مـاء ينـابيع اجلبال النقي) وهو منعش كذلك، وكل هذه املواصفات تنطبق على ماء زمزم حيث إنه

ماء قلوي نقى من الينابيع اجلبلية.وهي أفضل من مياه الصنبور من ناحية معامل خفـض األكسـدة املياه املعدنية: -٦

(القدرة على إزالة ذرات األكسجني النشطة) ويوجد اآلالف من مصادر املياه املعبـأة .)١٥(بعضها جيد وبعضها أقل جودة

) امليـاه املعدنيـة إىل ثـالث vitamins and mineralsوقد قسم كتاب ( جمموعات:

مليجرام من األمالح املعدنيـة يف ٥٠عادن: وهي حتتوي على مياه معدنية فقرية بامل - اللتر.

مليجرام ٥٠٠مياه معدنية متوسطة الغىن باملعادن: وهي حتتوي على كمية تزيد عن - من األمالح املعدنية يف اللتر.

مليجرام مـن ١٥٠٠املياه املعدنية غنية باملعادن: وهي حتتوى على كمية تزيد عن - .)١٦(نية يف اللتراألمالح املعد

وفرة ماء زمزم:وصدرت توجيهات ملكية للرئاسة العامة لشؤون احلرمني الشريفني بضرورة مراعـاة محاية البئر من أي تسربات ناجتة عن أعمال احلفر، وقد مت حتديد معامل البئر ألول مـرة

بئـر مـن يف التاريخ يف عهد امللك خالد بن عبد العزيز رمحه اهللا، ومت تنظيف قـاع ال

٨٣

التراكمات اليت جتمعت بداخله منذ أكثر من ألف عام وبلغ ارتفاعها عشرة أمتار مـن متـر، ٢٥,٦قاع البئر ووزا عشرة أطنان، وأصبح عمق املاء يف البئر بعـد ذلـك

(أمتار حاليا ٤,٥و ٣,٨وينخفض منسوب املاء عن سطح فوهة البئر ما بني

علماء اجليولوجيا كرتا كبريا رمبا يستحيل كشف ويف منبعه األساسي سر غامض يعتربه

رموزه إىل أن تقوم الساعة، حيث ما من ماء يصل إىل هذا النبع حىت يكتسب خواص ماء زمزم، نقاوة وطهارة، هذه النتيجة ليست نظرية أو غيبية أو منقولة مـن بطـون

قائه، ومشلـت الكتب القدمية، لكنها خالصة أحباث علمية مشلت البئر وماءه ودرجة نمياه آبار أخرى قريبة جدا منه، وجد أا ال تتمتع بنفس اخلواص، حيث يفيض املـاء

منه منذ آالف السنني دون أن جيف البئر أو ينقص حجم املياه فيه.وكانت مفاجأة مدهشة للعلماء أثناء توسعة احلرم املكي وتشغيل مضـخات ضـخمة

ألساسات، أن غزارة املياه املسحوبة قابلها لشفط املياه من بئر زمزم حىت ميكن وضع ا فيضان مستمر يف املاء، يفور وميور كأنه أمواج البحر

وهو حيمل شهادة الدكتوراه يف هندسة البيئة من جامعـة -يقول املهندس حيي كوشك

م مصادر مياه بئر زمزم وفق التحديد الذي قام به مع ١٩٧١واشنطن األمريكية العام هـ ونشر نتائجه يف كتابه (زمزم) بقوله: ١٤٠٠لذي رأسه عام الفريق العلمي ا

٣٠سم، وارتفاعهـا ٤٥"املصدر الرئيسي فتحة حتت احلجر األسود مباشرة وطوهلا سم، ويتدفق منها القدر األكرب من املياه".

واملصدر الثاين فتحة كبرية باجتاه املكربية (مبىن خمصص لرفع األذان واإلقامة مطل على سـم، ٣٠سم، ومقسومة من الداخل إىل فتحتني، وارتفاعها ٧٠اف)، وبطول الطو

وهناك فتحات صغرية بني أحجار البناء يف البئر خترج منها املياه، مخس منها يف املسافة فتحة أخرى تبدأ من ٢١اليت بني الفتحتني األساسيتني وقدرها متر واحد، كما توجد

اه جبل أيب قبيس من الصفا واألخرى مـن اجتـاه جوار الفتحة األساسية األوىل، وباجت (املروة

٨٤

ماء زمزم يف جمال الكشوفات احلديثة:

م ما يربهن على خصوصية ماء زمزم، حيث قام أحـد األطبـاء ١٩٧١حدث يف عام بإرسال خطاب إىل دار نشر أوروبية مضمونه أن ماء زمزم ال يصلح لغرض الشـرب،

أن الكعبة مكان ضحل مبعىن أا حتت مسـتوى وهو قد بىن افتراضه هذا على أساسسطح البحر، كما أا تقع يف مركز مكة فكل هذه الظروف تعين أن ميـاه الصـرف

املتجمعة من املدينة كلها تصرف من خالل البالوعات يف بئر واحدة جتمعها كلها.وحلسن احلظ قد وصلت هذه األنباء إىل امللك فيصل آن ذاك، الذي استشاط غضـبه لسماع هذه األنباء وقرر أن يبطل هذه الدعاوى املستفزة، ففي احلال أصدر أوامره إىل وزارة الزراعة ومصادر املياه للتحري وإرسال عينات مـن مـاء زمـزم إىل املعامـل األوروبية لفحصها ملعرفة مدى صالحيتها للشرب، وذهب اخلـرباء إىل مكـة هلـذا

ملساعدم على تنفيذ ما يريدون أثناء الفحص الغرض، وكلفوا أحد العمال من الرجال العملي لبئر زمزم.

وعندما وصلوا إىل البئر بإذن من املسؤولني كان من الصعب عليهم التصـديق بـأن قدما هو نفسه ١٨إىل ١٤حوضا من املاء يشبه الربكة الصغرية، وال يزيد عمقه عن

كل عام للحجاج واملعتمرين، وهو أيضا البئر الذي ميدنا مباليني من اجلالونات من املاء قد جاء للوجود منذ قرون طويلة.

وهنا بدأ اخلرباء عملهم وبدأوا يف أخذ أبعاد البئر، وطلب اخلرباء من العامل املكلـف ملساعدم بأن يريهم مدى عمق البئر، ففي أول األمر نزل الرجل يف املاء فرأى اخلرباء

٨أقـدام و ٥بسيطة، وكان طول ذلك الرجل حوايل أن املاء قد تعدى كتفيه مبسافة بوصات ولنا أن نتصور يف خميلتنا أن املاء يف البئر مل يكن عميقا، مث بعـد ذلـك بـدأ الرجل يتحرك يف البئر من مكان إىل آخر حبيث ال يصل إىل مرحلة غمر رأسه يف املـاء

د الرجـل أنـه ال وذلك لكي يبحث عن مصدر نفاذ املاء إىل البئر، ومع هذا فقد أك يستطيع أن حيدد وجود أي منفذ تأيت منه املياه إىل البئر

٨٥

وحير األمر الباحثني، فجاءم فكرة أخرى وهي استخدام مضخة كبرية ناقلة لضـخ املياه خارج البئر إىل خزانات ماء زمزم وذا ينخفض منسوب املياه يف البئـر، فجـأة

ا املاء إىل البئر، وهذا األمـر مل يكـن غايـة يف وهنا ميكن حتديد النقطة اليت ينفذ منهالصعوبة ألن منسوب املياه مل يكن عاليا للدرجة اليت تعوق الضخ، بل بالعكس كـان حتديد نقطة نفاذ املياه إىل البئر من املتوقع أن يكون سهال ألن هذه كانت هي الطريقة

الوحيدة اليت تعرف ا نقطة نفاذ املاء إىل البئر.فس الوقت أشار الباحثون إىل العامل املرافق هلم أن يقف مكانه داخل البئـر وال وىف ن

يتحرك، وأن يالحظ بعناية أية ظاهرة غري عادية من املمكن أن حتدث داخل البئر.وبعد حلظة رفع العامل يديه وهو يصرخ قائال: احلمد هللا... لقد وجدا، فقد الحظ أن

ياه ترشح يف قاع البئر أي أن املياه تنبع فعال من حتت الرمال ترقص حتت قدميه، وأن امل الرمال.

حترك العامل خالل البئر والحظ أن تلك الظاهرة موجودة بالفعل يف مجيع أحناء البئـر، ويف واقع األمر كان تدفق املاء إىل داخل البئر خالل القاع متساويا يف كل نقطة مـن

اء يف البئر ثابتا، وبعد ذلـك أخـذ اخلـرباء نقاط البئر، وذا حيافظ على منسوب امل يسجلون نتائجهم، مث أخذوا عينات من ماء زمزم لفحصها يف معامل أوروبا.

وقبل أن يرحل اخلرباء سألوا عن اآلبار املحيطة مبكة فتم إخبارهم بأا كلهـا جافـة فوضـع تقريبا، وحاول أحد اخلرباء أن جيد تربيرا لظاهرة رشح املياه من حتت الرمال

أحدهم افتراضا بأن بئر زمزم قد يكون مرتبطا داخليا مباء البحر األمحر، ولكن هـذا االفتراض مل يكن منطقيا، فكيف يكون ذلك منطقيا وكل اآلبار املحيطة مبكـة جافـة

كم، وقد ثبت تطابق نتائج فحـص ٧٥وكذلك أن مكة تبعد عن البحر األمحر حبوايل مل أوروبا.اخلرباء للمياه مع نتائج معا

وكان الفرق بني ماء زمزم وماء الشرب الذي يضخ يف املنازل هـو نسـبة أمـالح الكالسيوم واملغنيسيوم، فلقد كانت نسبتها أعلى يف ماء زمزم وهذا هو السبب يف أا تنعش احلجاج املتعبني، واألكثر أمهية من ذلك هو أن ماء زمزم حيتوي على فلوريدات

عايل الفعالية، واألهم من كل هذا هو أن املعامل يف أوروبـا مضادة للجراثيم بشكل

٨٦

أثبتت أن املاء فعال صاحل للشرب، وذا ثبت بطالن االفتراض الذي أدىل بـه ذلـك الطبيب

وجه اإلعجاز:يقول ابن القيم رمحه اهللا: "لقد جربت أنا وغريي من االستثسفاء مباء زمـزم أمـورا

ض فربأت بإذن اهللا، وشاهدت من يتغذى به األيام عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراذوات العدد قريبا من نصف الشهر أو أكثر وال جيد جوعا ويطوف مع الناس كأحدهم

امع ا أهله ويصـوم ويطـوف وأخربين أنه رمبا بقي عليه أربعني يوما وكان له قوة جي مرارا

تعاظمت ثنايا هذا البحث ورمبا إذا أردنا أن نسرد بعض قصص املنتفعني من ماء زمزم لورمبا خرج عن فكرته كبحث يف اإلعجاز، لذا فإين سأكتفي بدعوة كل من مل جيـرب

هذا املاء املبارك بأن جيربه هو بنفسه ليكون على يقني من هذه املعجزة اخلالدة.وإذا عدنا للمعجزة اليت بسببها تكون ماء زمزم نتذكر أن هاجر حبثت يائسة عن املـاء

ي الصفا واملروة لكي تسقي وليدها إمساعيل عليه السالم، رولتهـا بينهمـا بني جبلحيملها على ذلك قلبها الرحيم بابنها وهو قلب األم حبثا عن املـاء، ضـرب وليـدها برجليه الرقيقتني على الرمال، فتفجرت بركة من املياه حتت قدميه، وبرمحة اهللا وقدرته

لق عليه بئر زمزم.شكلت هذه املياه نفسها كبئر قد أطومن هنا كان مصدر وجود املياه معجزة على زمزم، ودليال على قدرة اهللا العظيم، ومل يستطع العلماء إجياد تفسري علمي ملصدر وجوده حيث نفدت مجيع املنافذ من املياه من

.)٢٣(حولهزايا والسؤال الذي يطرح نفسه هل جترأ أحد يوما على أن يعطي لبئر من اآلبار من امل

واخلصائص ما أعطاها رسولنا الكرمي لبئر زمزم؟ مث هل كان حممد صلى اهللا عليه وآله وسلم صادقا فيما أخرب به؟

فاجلواب وال شك بنعم، فما أخرب به صلى اهللا عليه وسلم فيما سوى ذلك هو كذلك مـا صدق وحق أوحاه اهللا تعاىل له من غري تبديل وال نقصان وال حتريف، وهذا واهللا

٨٧

﴿ما كان محمد أبا أحد مـن نشهد به أنه عبد اهللا ورسوله وصدق اهللا العظيم القائل: رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيني وكان الله بكل شيء عليما﴾

انتهى البحث (من موقع جامعة اإلميان)

ء زمزم في الطھاراتأحكام استخدام ما

من متيز زمزم بالربكة والفضائل اليت ذكرناها سابقا ، إال أنه تسـري عليهـا بالرغم يف سئر الطهارات أحكام أنوا املياه األخرى .. فيجوز استخدامها

ومل يذكر عن العلماء خالف ذلك إال أم يكرهون االستنجاء ا لشرفها مباء زمزم صحيح ، لكن نصوا على عدم اسـتعماله اتفق الفقهاء على أن التطهريوقد

يف مواضع االمتهان كإزالة النجاسة وحنو ذلك . قال العالمة البهويت رمحه اهللا يف كتابه كشاف القناع : (و) كذا يكره (استعمال ماء زمزم يف إزالة النجس فقط) تشريفا له،

وال يكره استعماله يف طهارة احلدث

: التطھر بماء زمزم يستحب الوضوء من ماء زمزم لفعل النيب صلى اهللا عليه وسلم لذلك

:عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بسجل من مـاء زمـزم (( ..

١))فشرب منه وتوضأ ابن جريج قال : عن

قال إنسان لعطاء : خيرج إنسان فيبول ، مث يايت زمزم فيتوضا ، قال : ال باس بذلك ، ١.، سهل حوأن يتخلى فليدخل إن شاء فليتوضا يف زمزم ، الدين مس

) ١٣) ، وحسنه األلباين يف إرواء الغليل (٥٣٢راوه أمحد ( ١

٨٨

قال ابن القيم :كراهة الوضوء منه وعلـى ومنها : جواز الوضوء بالماء المبارك وأن بركته لا توجب

٢هذا فلا يكره الوضوء من ماء زمزم ولا من الماء الذي يجري على ظهر الكعبة .

٣قال ابن عابدين : ويرفع احلدث مطلقا مباء زمزم بال كراهة . ٤مزم والوضوء به ما أقام بمكة .يستحب الإكثار من شرب ماء ز

قال الجزولي في شرح قول الرسالة :

وماء السماء وماء الآبار وماء العيون وماء البحر طيب طاهر مطهر للنجاسات هذا عاممزم وهو المشهور أن ماء زمزم يتوضأ به وتزال به النجاسة ولا خلاف يدخل فيه بئر ز

وه فيه إلا ما روي عن ابن شعبان من أنه قال لا تزال به النجاسة تشريفا له انتهى ، ونح بن عمر . للشيخ يوسف

( قلت ) : أما الوضوء به لمن كان طاهر الأعضاء فلا أعلم في جوازه خلافا بل صرح باستحبابه غير واحد نقلا عن ابن حبيب .رح ابـن وكذلك لا أعلم في جواز الغسل به لمن كان طاهر الأعضاء خلافا بل صـ

حة لـابن حبيب أيضا باستحباب الغسل به قال فضل بن مسلمة في اختصار الواضـربه حبيب ويستحب لمن حج أن يستكثر من ماء زمزم تبركا ببر كته يكون منـه شـ

ووضوءه واغتساله ما أقام بمكة ويكثر من الدعاء عند شربه انتهى ، ويؤخذ استحبابرح الغسل أيضا من كلام اللخمي كما سيأتي قريبا إن شاء الله وقال الن ووي في شـ

المهذب : مذهب الجمهور كمذهبنا أنه لا يكره الوضوء والغسل به وعن أحمد روايةهو لشارب حـل بكراهيته لأنه جاء عن العباس أنه قال عند زمزم : لا أحله لمغتسل و

وبل قال : ودليلنا النصوص الصحيحة الصرحية المطلقة في المياه بلا فرق ولم يـزل

)١٦٣٦رواه عبدالرزاق يف مصنفه ( ١ )٣/٥٨٥زاد املعاد ( ٢ ) ١/١٩٤الدر املختار ( ٣ )٣/٤٦٥التاج واإلكليل ملختصر ابن خليل ( ٤

٨٩

ن المسلمون على الوضوء به بلا إنكار ولم يصح ما ذكروه عن العباس بل حكي عـ أبيه عبد المطلب ولو ثبت عن العباس لم يجز ترك النصوص به وأجاب أصحابنا بأنه

١قاله في وقت ضيق الماء لكثرة الشاربني انتهى .

قال ابن قدامة :وى علي رضي اهللا عنه أن النـيب صـلى اهللا وال يكره الوضوء والغسل مباء زمزم ملا ر

عليه وسلم وقف بعرفة وهو مردوف أسامة بن زيد فذكر احلديث وفيـه مث أفـاض رواه ، بسجل من ماء زمزم فشرب منه وتوضـأ رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فدعا

عبد اهللا بن أمحد يف املسند عن غري أبيه وعنه يكره لقول العباس ال أحلها للمغتسـل،والنه أزال به مانعا من الصالة أشبه مالو أزال به النجاسة واالول أوىل ملا ذكرنا وكونه

٢. مباركا ال مينع الوضوء به كاملاء الذي وضع النيب صلى اهللا عليه وسلم يده فيه وقال :

شبه سائر المياه .ولا يكره الوضوء والغسل بماء زمزم ؛ لأنه ماء طهور ، فأبـه وعنه : يكره لقول العباس لا أحلها لمغتسل ، لكن لمحرم حل وبل ؛ ولأنه يزيل

مانعا من الصلاة ، أشبه إزالة النجاسة به .لعباس لا يؤخذ بصرحيه في التحرمي ، ففي غيره أولى ، وشرفه لا والأول أولى ، وقول ا

، يوجب الكراهة لاستعماله ، كالماء الذي وضع فيه النبي صلى الله عليه وسلم كفه ٣أو اغتسل منه .

ال تكره الطهارة مباء البحر وال مباء زمزم وال بـاملتغري ي : صرح أصحابنا : قال النوو ٤. بطول املكث وال باملسخن

وأما زمزم فمذهب اجلمهور كمذهبنا أنه ال يكره الوضوء والغسل به وقال النووي : وعن امحد رواية بكراهته النه جاء عن العباس رضي اهللا عنه أنه قال وهو عند زمزم ال

)١/١٦٠مواهب اجلليل ( ١ )١/١١الشرح الكبري ( ٢ )١/٢٨املغين ( ٣ )١/٩٠املجموع ( ٤

٩٠

ملغتسل وهو لشارب حل وبل: ودليلنا النصوص الصحيحة الصرحية املطلقـة يف أحلهاملياه بال فرق ومل يزل املسلمون علي الوضوء منه بال انكار ومل يصح ما ذكروه عـن العباس بل حكي عن أبيه عبد املطلب ولو ثبت عن العباس مل جيز ترك النصوص بـه:

١. يف وقت ضيق املاء لكثرة الشاربنيوأجاب أصحابنا بأنه حممول علي أنه قاله غسل المیت بماء زمزم :

روى الفاكهي يف كتاب مكة أن أمساء بنت أيب بكر رضي اهللا عنها ، غسـلت ابنهـا ٢عبداهللا ابن الزبري مباء زمزم ملا مات .

٣. وجوب غسل الميت بمطهر ولو بزمزم -والله أعلم -مصنف في فصل الجنائز ولو بزمزم وإنما أراد به والظاهر أن قول ال

اء أن يبين أن المذهب صحة غسل الميت به وأنه غير ممنوع كما يقول ابن شعبان بننف وابن عبد السلام عن ابن شعبان وكذلك قول ابن عبد السلام على ما فهمه المص

٤. لا شك أنه ماء مبارك ومع ذلك لا يمنع أن يصرف فيما يصرف فيه غيرهطاهر يجوز أن يغسل بماء زمزم بل هـو وعلى القول بأن الميتقال ابن احلاجب :

٥.أولى لما يرجى من بركته قلت : وإذا كان من املقرر جواز اغتسال احلي من ماء زمزم ، جاز أيضا غسل امليت

واملسلم ال ينجس سواء كان حيا أو ميتا ، ويف احلديث الصحيح : ل ميتكم غسل إذا غسلتموه فإن ميتكم ليس بنجس فحسبكم ليس عليكم يف غس ((

٦)) أن تغسلوا أيديكموما جاز أن يكون عسال للحي صح أن يكون كذلك للميت .. واخلالصـة : جـواز

تغسيل امليت مباء زمزم بال كراهة .

)١/٩١املجموع ( ١ )١٠٦٩رواه الفاكهي يف أخبار مكة ( ٢ )٢/٣١٥التاج واإلكليل ملختصر ابن خليل ( ٣ )١/١٦٤مواهب اجلليل ( ٤ )١/١٦١مواهب اجلليل ( ٥) من حديث ابن عباس وقال احلاكم: " صحيح على شرط البخاري " ووافقه ٣٩٨/ ٣) والبيهقي (٣٨٦/ ١أخرجه احلاكم ( ٦

)٥٤٠٨وصححه األلباين يف صحيح اجلامع ( الذهيب

٩١

إزالة النجاسة بماء زمزم :كراھة ١غتسال.يكره االستنجاء مباء زمزم ال االقال ابن عابدين :

ه ، ( قوله يكره الاستنجاء بماء زمزم ) وكذا إزالة النجاسة الحقيقية من ثوبه أو بدنـ ٢حتى ذكر بعض العلماء تحرمي ذلك .

أن ذلك مكروه ابتداء فإن أزيلـت بـه طهـر وأما إزالة النجاسة بماء زمزم فالظاهر

٣. المحلتعماله فـي يكره استعمال ماء زمزم في إزالة النجس فقط تشريفا له ، ولا يكره اسـ

٤. طهارة الحدث ٥.ئر زمزم في إزالة خبث تشريفا له ، لا في طهارة الحدثوكذا يكره استعمال ماء ب

ماء زمزم ، وهو تارة يستعمل في إزالة النجاسة ، وتارة في رفع الحدث ، وتارة فـي غيرهما .

اسة .كره عند الأصحاب ، والصحيح من المذهب : أنه لا فإن استعمل في إزالة النجيحرم استعماله ، جزم به في المغني ، والشرح ، والرعايتين ، وابن تميم ، وابن رزين

ور ، وتجريد العناية ، وناظم المفردات وغيرهم ، ، والحاويين ، وابن عبيدان ، والمن وهو من المفردات .

وقيل : يحرم .وأطلقهما في الفروع .قلت : وهو عجيب منه .

)٢/٦٨٨الدر املختار ( ١ )٩/١٦٧رد املحتار ( ٢ ) ١/١٦٠مواهب اجلليل ( ٣ ) ١/٥٠كشف القناع ( ٤ ) ١/٤٥مطالب أويل النهى ( ٥

٩٢

زم في الأولى .وقال الناظم : ويكره غسل النجاسة من ماء زم وقال في التلخيص : وماء زمزم كغيره .وعنه يكره الغسل منها .

١فظاهره : أن إزالة النجاسة كالطهارة به . قال النووي :

٢" . ملاء زمزم حرمة متنع االستنجاء به" ٣. ل مكة يتقون الاستنجاءوأهقال ابن احلاجب :

قال ابن عبد السلام : القول بالمنع في كتاب ابن شعبان وأنكره الشيخ أبو محمـد مع ذلك فلا يمنع أن و ورأى أنه مخالف لقول مالك وأصحابه ولا شك أنه ماء مبارك

يصرف فيما تصرف فيه أنواع المياه إذ من المعلوم أن هاجر لم تكن تستعمل هـي في كـل ومن نزل عليهما من العرب -صلوات الله وسلامه عليه -وابنها إسماعيل

٤. ما يحتاجون إليه سواه حني لم يكن بمكة غيره

غسل الكعبة المشرفة بماء زمزمعن عبد اهللا بن عبيدة قال : وهو يروي دخول النيب صلى اهللا عليه وسـلم املسـجد

احلرام يوم الفتح : فغسل منها وجهه ، ما تقع منه مزمزماء (( .. مث عدل إىل جانب املسجد فأيت بدلو من

قطرة إال يف يد إنسان ، إن كانت قدر ما حيسوها حساها ، وإال مسح ا ، واملشركون ينظرون ، فقالوا : ما رأينا ملكا قط أعظم من اليوم ، وال قوما أمحق من اليوم ، مث أمر

ن فتجـردوا يف األزر ، بالال فرقى على ظهر الكعبة ، فأذن بالصالة ، وقام املسـلمو

) ١/٣١اإلنصاف ( ١ )٢/١٢٠املجموع ( ٢ )١/١٦١مواهب اجلليل ( ٣ )١/١٦٣مواهب اجلليل ( ٤

٩٣

يغسلون الكعبة ظهرها وبطنها ، فلم يدعوا أثرا من مزمزوأخذوا الدالء وارجتزوا على .١املشركني إال حموه أو غسلوه ))

واألمر جار على ذلك إىل اآلن حىت يتم غسل الكعبة إىل اآلن مباء زمزم ذكر من وقع في بئر زمزم

ن عطاء رمحه اهللا : ع

قـال مـزمزفمات ، قال : فأمر ابن الزبري أن يرتف ماء مزمزيا وقع يف (( أن حبشفجعل املاء ال ينقطع قال فنظروا فإذا عني تنبع من قبل احلجر األسود ، فقال ابن الزبري

. ٢: حسبكم )) ن ابن عباس رضي اهللا عنهما : ع

مث قال : انزفوا مـا ا وقع يف زمزم فمات ، قال : فأنزل إليه رجال فأخرجه ،((أن زجنيفيها من ماء مث قال للذي يف البئر : ضع دلوك من قبل العني اليت تلي البيت أو الركن

٣فإا من عيون اجلنة))

يها ، فأمر ابن عباس أن تسـد عيوـا ف(( سقط رجل يف زمزم فمات وروي عنه : ، فأعطاهم مطرفا مـن وترتح ، قيل له : إن فيها عينا قد غلبتنا ، قال : إا من اجلنة

. ٤خز فحشوه فيها مث نزح ماؤها حىت مل يبق فيها ننت )) : بد اهللا بن عبيداهللا بن أيب مليكة قال ععن

٥ بئر زمزم .يفأذن مؤذن ملعاوية مبكة ، فاحتمله أبو حمذورة فألقاه

)٨/٥٣٧رواه ابن أيب شيبة يف مصنفه ( ١ )١/١٨١رواه ابن أيب شيبة يف مصنفه ( ٢ ) ١/٨٢رزاق يف مصنفه () ، وعبدال١/١٨٩رواه ابن أيب شيبة يف مصنفه ( ٣ ) ، وهذه الروايات يعضد بعضها بعضا فالرواية عن هذه احلادثة صحيحة .٢٧٥رواه عبدالرزاق يف مصنفه ( ٤ ) .١٧٨٣رواه عبدالرزاق يف مصنفه ( ٥

٩٤

ه فـاعتربه أبو حمذورة هو مءذن النيب صلى اهللا عليه وسلم عل مكة ، فلما أذن مؤذن آخر غري معتديا عليه خاصة أنه معني من النيب صلى اهللا عليه وسلم ، فغضب وألقه يف البئر

حكم القراءة على ماء زمزم لالستشفاء

: ما حكم القراءة على ماء زمزم من قبل أشخاص معينني إلعطائه شخصا مـا لتحقيـق أي س غرض منه أو لشفائه؟

ليه وسلم أنه شرب من ماء زمزم ، وأنه كان حيمله، وأنه حـث : روي عن النيب صلى اهللا ع جأن رسول اهللا صـلى اهللا « ، فعن ابن عباس » ماء زمزم ملا شرب له « على الشرب منه وقال:

عليه وسلم جاء إىل السقاية فاستسقى، فقال العباس: "يا فضل، اذهب إىل أمك فأت رسـول اهللا فقال: "اسقين" فقال: يا رسول اهللا، إم جيعلون أيديهم صلى اهللا عليه وسلم بشراب من عندها

فيه، قال: "اسقين" فشرب مث أتى زمزم وهم يستقون ويعملون فيه فقال: "اعملوا فـإنكم علـى يعين: على عاتقـه، وأشـار إىل -عمل صاحل" مث قال: "لوال أن تغلبوا لرتلت حىت أضع احلبل"

رواه البخاري» عاتقه ماء زمزم ملا شرب له، إن شـربته « : قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: وعن ابن عباس قال

تستشفي به شفاك اهللا، وإن شربته يشبعك أشبعك اهللا به، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه اهللا وهي أا « رواه الدراقطين وأخرجه احلاكم وعن عائشة رضي اهللا عنها » هزمة جربيل وسقيا إمساعيل

رواه الترمذي... إىل » ء زمزم وخترب أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حيمله كانت حتمل من ما غري ذلك من األحاديث اليت وردت يف فضل ماء زمزم وخواصه.

وهذه األحاديث وإن كان يف بعضها مقال؛ إال أن بعض العلماء صححها وعمل ـا الصـحابة مسلم يف صحيحه عن النيب صلى اهللا عليه واستمر العمل مبقتضاها إىل يومنا. ويؤيد ذلك ما رواه

وشـفاه « وزاد أبو داود بإسناد صـحيح: » إا مباركة وإا طعام طعم « وسلم قال يف زمزم: ومل يثبت عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه كان يقرأ يف ماء زمزم ألحد مـن أصـحابه » سقم

مرض مع عظم بركته وعلـو درجتـه ليشربه أو يتسمح به؛ حتقيقا لعرض أو رجاء الشفاء من وعميم نفعه وحرصه على اخلري ألمته ومع كثرة تردده على زمزم قبل اهلجرة ويف اعتماره مرات وحجه للبيت احلرام بعد اهلجرة ومل يثبت أيضا أنه أرشد أصحابه إىل القراءة عليه مـع وجـوب

٩٥

ألمته فإنه ال خري إال دهلم عليه وال البالغ عليه والبيان لألمة، فلو كان ذلك مشروعا لفعله وبينهشر إال حذرهم منه. لكن ال مانع من القراءة منه لالستشفاء به كغريه من املياه، بل من باب أوىل؛

ملا فيه من الربكة والشفاء؛ لألحاديث املذكورة. وباهللا التوفيق. وصلى اهللا على نبينا حممد ، وآله وصحبه وسلم.

)١٥٤٥العلمية واإلفتاء (اللجنة الدائمة للبحوث

٩٦

٩٧

الصفحة املوضوع ٢ مزم من اآليات البينات يف احلرماملقدمة وبيان أن ز

٥ أصل ماء زمزم وحكاية بداية ظهوره ١٠ ماء زمزم سبب عمران مكة

١١ حتقق دعوة نيب اهللا إبراهيم صلى اهللا عليه وسلم ١٢ قصة ردم زمزم وختفاء أثرها

١٣ حديث علي رضي اهللا عنه يف حفر عبداملطلب لزمزم ١٦ مكة ذكر األبار اليت كانت لقريش يف

١٧ ترك الناس لآلبار املذكورة وانصرافهم للسقيا من زمزم ١٨ حساب السنني من حني ظهور ماء زمزم إىل اآلن فضائل ماء زمزم

١٩ من أعظم فضائل زمزم حفر جربيل عليه السالم هلا ٢٠ أبناء مــاء السـمـاء

٢١ غسل قلب النيب صلى اهللا عليه وسلم مباء زمزم ٢٤ مزم من عيون اجلنةماء ز

٢٥ ماء زمزم خري ماء على وجه األرض ٢٦ ماء زمزم من أعظم املنافع املشهودة عند البيت احلرام

٢٧ ومن الفضائل اليت خيتص ا ماء وجوده يف البقعة املباركة بأرض احلرم ٢٨ ماء زمزم شفاء من كل داء

٣٣ عماء زمزم مباركة تغين عن الطعام وتذهب اجلو ٣٨ االستقواء مباء زمزم

٣٩ ماء زمزم ملا شرب له

٩٨

٤٣ الكالم عن تأخر استجابة الدعاء ٤٦ ملاذا كثري من الناس يشربون ماء زمزم والحيصل هلم الشفاء

٤٧ ءة من النفاق :االتضلع من ماء زمزم بر ٤٩ فضل السقاية من ماء زمزم

٥١ اهللا عليه وسلم حصول زيادة بركة زمزم بريق النيب صلى ٥٢ استحباب محل ماء زمزم ٥٥ ماء زمزم شراب األبرار

٥٩ الشرب من زمزم من غري عطش ٦٠ التهادي مباء زمزم

٦١ أوىل الناس بالشرب من ماء زمزم ٦١ الشرب من زمزم من أفعال احلج والعمرة املستحبة

٦٣ استحباب الشرب من زمزم عند وداع البيت ٦٥ لتسمية بزمزمسبب ا

٦٦ أمساء زمزم ٧٠ ذكر مصباح زمزم كيف كان ٧١ وصف البئر والعيون املغذية

٧٢ الطعم اخلاص ملاء زمزم ٧٣ دراسة علمية : تثبت أن زمزم خري ماء عل وجه األرض

٧٥ ماء زمزم والطب احلديث

٧٦ خلو زمزم من اجلراثيم

٧٨ زمحبث علمي بعنوان : اإلعجاز يف ماء زم ٨٧ أحكام استخدام ماء زمزم يف الطهارات

٨٧ استحباب الوضوء وجواز االغتسال من زمزم ٩٠ جواز استخدامه يف تغسيل امليت

٩٩

٩١ كراهة إزالة النجاسة مباء زمزم ٩٢ غسل الكعبة املشرفة مباء زمزم

٩٣ ذكر من وقع يف بئر زمزم ٩٤ حكم القراءة على ماء زمزم لالستشفاء

٩٥ اخلامتة .. اية الكتاب .

كتبه حممد سعد عبدالدايم

اخلامس من ذي احلجة مت االنتهاء منه يف هـ ٥/١٢/١٤٣٥

م ٢٩/٩/٢٠١٤

bmaham777@yahoo.comل