نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ ·...

25
1 اﻹﻧﺴﺎن ﺣﻘﻮق وﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻷﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ ﻓﻲ دراﺳﺔ. . اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت د. اﻟﻌﺪوي ﻋﻠﻲ أﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹدارة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم ﻗﺴﻢ- أﺳﻴﻮط ﺟﺎﻣﻌﺔ[email protected]. اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻷﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ أﺑﻌﺎد ﻟﺘﺒﻴﻦ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺪراﺳﺔ هﺬﻩ ﺗﻤﺜﻞ وﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻹﺷﻜﺎﻻت ﻣﻦ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻳﺜﻴﺮان اﻟﻤﻔﻬﻮﻣﻴﻦ آﻼ أن ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ،وذﻟﻚ اﻹﻧﺴﺎن ﺣﻘﻮق اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻧﻈﺮ وﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﻳﻤﺜﻼن أﻧﻬﻤﺎ ،آﻤﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ اﻷﺷﻤﻞ اﻟﻤﻔﻬﻮم ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺗﻌﺪ اﻹﻧﺴﺎن ﺣﻘﻮق أن ﺣﻴﺚ ؛ اﻷﺷﻤﻞ واﻟﻜﻞ اﻟﺠﺰء ﺑﻴﻦ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﻧﻤﻮذﺟﺎ ا ﺣﻖ ،وﻳﻌﺪ واﻷﻋﻢ اﻷ ﻓﻲ ﻹﻧﺴﺎن اﻟﺴﻴﺎق هﺬا ﻓﻲ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺤﻘﻮق أﺣﺪ ﻣﻦ. ﺣﻘﻞ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻄﻮرا ﻳﻤﺜﻼن اﻹﻧﺴﺎن وﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻷﻣﻦ اﻟﻤﻔﻬﻮﻣﻴﻦ آﻼ أن واﻋﺘﻘﺪ واﻻﺳﺘﺮ ،واﻷﻣﻨﻴﺔ ﻋﺎم ﺑﻮﺟﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت ا ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺗﻴﺠﻴﺔ وﺟﻬﺔ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وﻳﻌﻮد إﻟ ﻧﻈﺮي اﻟ ﻳﻤﺜﻞ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻣﻔﺎدهﺎ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻘﻴﺎم اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻮﺣﺪة أن ،وﻳﻔﺘﺮض اﻟﺪول ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻖ اﻟﺘﻲ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﻟﺠﻤﻴﻊ واﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﻤﺤﻮر ﻳﻜﻮن اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وآﺬﻟﻚ ا ﺗﺄﻣﻴﻨﻪ وﻳﻤﺜﻞ ﺑﺎﻷﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻬﺪف ﻓﻬﻮ إﻟﻴﻪ اﻻﻋﺘﺒﺎر إﻋﺎدة ﻳﺠﺐ ﺛﻢ ،وﻣﻦ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻮﺣﺪة و اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺎت ا ﻓﺸﻌﻮر ﺛﻢ وﻣﻦ اﺧﺘﺰاﻟﻬﺎ، ﻻﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻲ اﻟﺤﺎﺳﻢ اﻟﻤﺆﺷﺮ ﻳﻤﺜﻞ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻹﻧﺴﺎن وﺗﻨﻔﻴﺬا ﺻﻨﻌﺎ ﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻷﺛﺮ وﻗﻴﺎس اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻋﻨﺪ. اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ دراﺳﺔ وﺗﻤﺜﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻷﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻣﻦ اﻹﻧﺴﺎن وﺣﻘﻮق اﻟﻌ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻔﻬﻮﻣﻴﻦ آﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺆآﺪ ﻣﺎ ﻇﻞ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ،وﻳﻌﺪ واﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﻮاﻃﻦ ﺑﻴﻦ ﻼﻗﺔ ،وهﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻼﺣﻈﺎت ﻋﺪة ﺿﻮء ﻓﻲ ﻣﻠﺤﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ذﻟﻚ: - إﻟ اﻟﺤﺎآﻤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻨﻈﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﺳﻌﻲ ﻓﻲ اﻷﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮم أﺳﺎﺳﻴﺔ،وﺗﻠﺨﻴﺺ ﺑﺼﻔﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺄﻣﻴﻦ رؤﻳﺔ إﻃﺎر ﻓﻲ اﻟﺤﺎآﻢ اﻟﻨﻈﺎم أو اﻟﺪوﻟﺔ أﻣﻦ ،ﺣﺘ ﺿﻴﻘﺔ وأﻣﻨﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻳﺸﻌﺮ اﻟﻤﻮاﻃﻦ ﺻﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳ أن أﺻﺒﺤﺖ ﺛﻢ وﻣﻦ، ﺑﺎﻷﻣﻦ ﺷﻌﻮرﻩ زﻳﺎدة أﺟﻞ ﻣﻦ ،وﻟﻴﺴﺖ ﺿﺪﻩ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﻠﺪول اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺎت ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺒﺌﺎ. - ﻋﻠ اﻹﻧﻔﺎق ﻣﺨﺼﺼﺎت ،وﺑﻴﻦ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﺨﺼﺼﺎت ﻣﺎﺑﻴﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ اﻹﻧﻔﺎق ﻓﻲ اﻟﺘﻮازن ﻋﺪم ﺣﺎﻟﺔ ،أو اﻟﺘﺴﻠﻴﺢ ،وﻳﻨﺴﺤﺐ اﻟﺪول ﻟﺒﻌﺾ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺗﻬﺪﻳﺪ وﺟﻮد دوﻧﻤﺎ ﻟﻬﺎ واﻻﺳﺘﻌﺪاد اﻟﺤﺮوب ﺗﺒﻌﺎت اﻟ هﺬا ا دول ﻓﻲ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻹﻧﻔﺎق ﻣﻮازﻧﺎت اﻗﺘﺮاح ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻮازن ﻋﺪم ﻣﻦ ﻮﺿﻊ ﻟﺠﻨﻮب ﻣﺆﺷﺮات ﻓﻲ اﻷﻗﻞ اﻟﺪول أو اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻷﺳﻌﺎر وارﺗﻔﺎع اﻟﻐﻼء أزﻣﺔ ،وﻟﻌﻞ

Transcript of نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ ·...

Page 1: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

1

األمن اإلنساني ومنظومة حقوق اإلنسان

والعالقات المتبادلة ..دراسة في المفاهيم

محمد أحمد علي العدوي .د

جامعة أسيوط -قسم العلوم السياسية واإلدارة العامة

[email protected].

تمثل هذه الدراسة محاولة من جانب الباحث لتبين أبعاد العالقة بين األمن اإلنساني حقوق اإلنسان ،وذلك باعتبار أن آال المفهومين يثيران العديد من اإلشكاالت ومنظومة

،وبخاصة عند استخدامهما في الدراسات السياسية ،آما أنهما يمثالن من وجهة نظر الباحث نموذجا للعالقة بين الجزء والكل األشمل ؛ حيث أن حقوق اإلنسان تعد بمثابة المفهوم األشمل

.من أحد الحقوق األساسية في هذا السياقإلنسان في األواألعم ،ويعد حق ا

واعتقد أن آال المفهومين األمن اإلنساني وحقوق اإلنسان يمثالن تطورا مهما في حقل ،ويعود ذلك من وجهة تيجية بصفة خاصة االدراسات السياسية بوجه عام ،واألمنية واالستر

،ويفترض أن وحدة األساسية لقيام الدولة حقيقة أساسية مفادها أن اإلنسان يمثل الىنظري إل،وآذلك المجتمع الدولي يكون المحور والغاية لجميع السياسات العامة التي تطبق في الدول

لوحدة األساسية ،ومن ثم يجب إعادة االعتبار إليه فهو المستهدف باألمن ويمثل تأمينه اإلنسان باألمن يمثل المؤشر الحاسم التي اليمكن اختزالها، ومن ثم فشعور اللسياسات األمنية و

. عند تقييم السياسات األمنية وقياس األثر الناتج عنها ،وبالتالي تحليلها صنعا وتنفيذا

وحقوق اإلنسان –من منظور األمن اإلنساني –وتمثل دراسة العالقة بين السياسات األمنية القة بين المواطن والدولة ،ويعد مسألة مهمة في ظل ما يؤآد عليه آال المفهومين في تحليل الع

:ذلك موضوعا ملحا في ضوء عدة مالحظات مهمة ،وهي

تأمين نفسها بصفة أساسية،وتلخيص مفهوم األمن في ىسعي العديد من النظم السياسية الحاآمة إل - صار المواطن يشعر ىسياسية وأمنية ضيقة ،حتأمن الدولة أو النظام الحاآم في إطار رؤية

ات األمنية للدول تعمل ضده ،وليست من أجل زيادة شعوره باألمن ، ومن ثم أصبحت أن السياس .عبئا عليه

ىحالة عدم التوازن في اإلنفاق العالمي مابين مخصصات التنمية ،وبين مخصصات اإلنفاق عل -تبعات الحروب واالستعداد لها دونما وجود تهديد حقيقي لبعض الدول ،وينسحب التسليح ،أو

لجنوب وضع من عدم التوازن عند اقتراح موازنات اإلنفاق الداخلي ،وبخاصة في دول اهذا ال،ولعل أزمة الغالء وارتفاع األسعار العالمية التنمية المختلفة أو الدول األقل في مؤشرات

Page 2: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

2

،وضعف األداء التنموي وقصور سياسات اإلنفاق للعديد من الدول مسألة جديرة 2008عام .طاربالدراسة في هذا اإل

أعداد متزايدة من ىآثرة الكوارث واألوبئة واألمراض التي تعصف بالعديد من الدول ،وتؤدي إل - سياسات مواجهة مثل تلك األزماتى العالم ،وضعف اإلنفاق على مستوىالوفيات بين البشر عل

.عالميا ومحليا خاصة المدنيين وفئات والتي يمثل البشر و-آثرة النزاعات والحروب الداخلية في دول الجنوب ، -

ضحية أساسية لهم رغم أنهم ليسوا طرفا فيها،ويتوقع أن تتزايد هذه -طفل مثل المرأة والفي العالم في الفترة القادمة ،وذلك ألنها تعود ألسباب هيكلية في سياسات الدول وتقسيم الحروب

سودان والعراق السلطة والثروة أوثمار التنمية بشكل غير عادل ، ولعل الصراع في ال . تلك النزاعات والحروب ىوالصومال أمثلة واضحة عل

بالدول الفاشلة ،والتي التستطيع حماية حقوق مواطنيها أو تلبية احتياجاتهم ىتنامي أعداد ما يسم - حد سواء ،وعدم قدرة المنظمات الدولية ىوفشلها في تأمينهم ضد الحاجة أو ضد الخوف عل

مالءمة األوضاع معد ة بعضها سياسي ،وبعضها خاص بقدراتها أو التدخل ألسباب مختلفىعلاألمنية لمثل هذه التدخالت ،والنتيجة حاالت مزمنة الختراقات حقوق اإلنسان وحالة دائمة من

.غياب األمن السياسات ىالمناظرات والمناقشات الراهنة سواء في األوساط األآاديمية ،أوفيما بين القائمين عل -

لتي يدخل طرفا فيها نشطاء حقوق اإلنسان ،بشأن مكافحة اإلرهاب وتعزيز األمن األمنية ،واوبين حدود اإلضرار بحقوق اإلنسان وحرياته األساسية ،وذلك في ظل إصدار العديد من الدول

إلصدار هذه القوانين العالمي ى المستوىلقوانين داخلية لمحاصرة اإلرهاب ، وآذلك السعي عل ىمات حقوق اإلنسان مقيدة لحقوق اإلنسان ،أو تحمي نظم حكم ال تسع،والتي تراها منظ

.للديموقراطية ،وال تحترم حقوق اإلنسان وحرياته األساسية

إعادة مناقشة نظرية لمفهوم األمن وسياساته من خالل ىتدفعنا المالحظات السابقة إلوهو ما تناولته تفصيال _ رية تجارب الدول والبلدان المختلفة في هذه المرحلة من تطور البش

ترسيخ مفهوم جديد لألمن يتجه نحو إصالح ىلمر يحتاج إ ، آما أن األ- )1(في دراسة سابقة المفهوم والدراسات األمنية ،مثلما فعلت دراسات القانون الدولي من خالل التسليم بأن األفراد

. )2(ألي نظام قانونياسية يحدة السو اختالف مستوياتهم وأوضاعهم يمثلون الىعل

: اإلجابة عن مجموعة من التساؤالت األساسية ،وهيى من هذه الدراسة إلىسعأ

.ما هي أبعاد مفهوم األمن البشري أو اإلنساني -1 .ما هي نوعية وطبيعة التهديدات واختراقات حقوق اإلنسان في إطار مفهوم األمن البشري -2ين األم -3 ة ب رح ما هي أوجه التالقي الممكن سان في إطار التطوير المقت ساني،وحقوق اإلن ن اإلن

.للسياسات األمنية

Page 3: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

3

: عدة محاور لتغطية التساؤالت البحثية السابقةىومن ثم تنقسم الدراسة إل

-التطورات في مفهوم األمن :المحور األول-

ا ن العشرين بدأت تظهر مدرسة جديدة يمكن القول أنه في تسعينيات القر ت في إطار الدراسة ن، والتي يمكن أن معقدة وغير تقليدية وأآثر شموال األمنية ا مدرسة التنمي ق عليه ة طل أو التنمي

دم راد، وتق شر واألف ى الب ر إل شرية، لتنحاز بدرجة أآب دا الب ا جدي ة، في اقتراب الدراسات األمني .، في إطار ما يتعلق بمفهوم األمن البشريالتاليةله في األجزاء وأتنا

د تأ شات النظري وق الل المناق ن خ د م دم ةآ رورة ع ة ض ة المختلف سياسات األمني ل ال ،وتحلي له ا البد من الحديث عن مفهوم شاملموإنوالسياسي لألمن القومي، العسكريين بالبعداالآتفاء

:وهذا المفهوم الشامل يجب أن يتضمن تحديدا لألمن القومـي من حيث . ماهية األمن * .يتم تأمينه ومرجعية األمن ي ما الذ * . أهداف األمن * . الفاعلون ومصادر التهديد * . أبعاد األمن * . وسائل التأمين *

ضايا سمح بإدخال ق ة ت سم بمرون ة ، يت وم القضية األمني ويجب أن يسبق آل ذلك تحديد لمفهك رؤى جديدة، قد تطرأ على أمن الدول والعالم ، حتى يكون هناك تطوير مستمر لتل ال يمكن .ال

ة ، إذا ة القادم ة في المرحل اإلجابة على هذه التساؤالت بسهولة ، إال أنه تحدي للدراسات األمنية أو دم نظري ر نضجا ، ما أرادت أن تق ة أآث ا وشامال لألمن ، ورسم سياسات أمني ا دقيق تعريف

أال نستسلم للمفهوم العسكري ، فإن علينا لذا . ومالئمة للتغيرات التي طرأت على البيئة العالمية ديل ، أو وم ب احثين والسياسي لألمن ، إال أنه من الضروري تقديم مفه ول أحد الب ى حد ق " عل

ا تطوير إ ا أردن ه ،إذا م ه ، ونحل تعقيدات سير في ق يجب أن ن ه طري وم ا ان ر والء لمفه ألمن أآثون ذا الك ي ه اة ف سان والحي اء اإلن صورة أدق الب)3(" لبق ي أو ب ذ ف ن يأخ وم لألم ن مفه حث ع

ديل أو . اعتباره حقوق اإلنسان وحرياته األساسية وم الب المطور لألمن ، وتوجد مقومات للمفهساع فيجب أال يكون من ا ضيقا االت ه ال يجب أن يكون مفهوم ا أن شمل آل شيء ، آم بحيث ي

د وجامدا عن الشمول لتهديدات األمن القومي ، بل ويجب أن يتسم بالمر ى التحدي درة عل ونة والقن ن م د لألم وم الجدي رر المفه ستقبال، ويجب أن يتح تطرأ م ي س ة ، الت ضايا األمني دقيق للق ال

تحديد ضيق للمنطلقات ، وإنما ، أو ستراتيجياقتصار التحليل على سلوك الدولة ، والتخطيط اال د من التجارب توضح ل ، فالعدي ة يجب البدء من المشكلة موضع التحلي د حامي م تع ة ل أن الدول

Page 4: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

4

ا أمن األفراد ، وإنما يمكن أن تصبح مصدرا لتهديد أمنهم ، وهو ة رأس ة التقليدي ما يقلب النظري تحقيق ةعلى عقب ، وهو ما يجب أن نأخذه في االعتبار ، فبالرغم من أن الدولة ستظل هي أدا

شر األمن إال أن دورها قد يحتاج إلى تقويم ، فلم يعد أمن الدولة والنظام يصب تلقائيا في أمن البا . والمجتمعـات م فقط ، وإنم ويجب أال يكون المدخل لألمن القومي العالقات الدولية ونظم الحك

اك مدخل ساني تنموي يجب أن يكون هن وقي إن ة ألمن وحق ائج معقول ك لتحقيق نت ضا ، وذل أي حول القضايا االقتصادية ، لنا يثار تساؤ وه .العالم التنمية في المجتمعات ، وآذا تقدم البشر ، و

أمنية أم مجرد مشكالت يجب التعامل اهتمامات/ قضاياوالصحية ، واالجتماعية ، وآونها تقدم .النقطة الفاصلة التي تتحول عندها إلى قضايا أمنية الحد أو معها ، وما هو

الم أصبح ا آما أن بقاء الدول والمجتمعات في الع شترآا هم د م سم اخال وت ا ي ىفي إطار مالم دد الع ة ، ته باألمن العالمي ، فظهرت قضايا بيئية ، واقتصادية ، وصحية ، ومشكالت عالمي

الم ه ة ، ورفاهية وحياة سكان ، وبقاء البشري ل إن الع ى دول دون أخرى ، ب ، ولم تعد قاصرة علة ، . آله مستهدف من خاللها ة أم وهل هو مما يثير قضايا خاصة باألمن داخل الدول أمن الدول

ا المجتمع أم البشر ، وهو ما وم ريحتم تقديم إط شل المفه ا ف د م اد ، بع ك األبع شمل تل دي ي التقليالمي لألمن القومي في احتواء تلك األبعاد ، خاصة في الدول النامية، آما تثار قضية األمن ، الع

.دات الكونية ها الذاتي من تلك التهديئودور الدول في تحقيقه لحماية بقا

:مفهوم األمن البشري وأبعاده:المحور الثاني نقطة تحول في - األمن اإلنساني أقصد به في هذه الدراسة أو ما - يعد مفهوم األمن البشري

ك من خالل ال الدراسات األمنية ، وذل ى أمن من االنتق ة و الحدود و األرض إل من أمن الدولى أرضها يعيشون داخل الدولة، وفي إ ى أمن . طار حدودها ، و عل وم عودة إل ذا المفه ل ه يمث

ا ودة . األفراد الذين يعدون الوحدة األساسية لألمن ، التي ال يمكن اختزاله ان من الطبيعي الع آد ا تأآ ه إلى أمن البشر بعد أن فاقت معاناة البشر آل التوقعات ، آم ة أن أمين الدول ادة ت رغم زي

سكرية و ا الع ة بأبعاده ن الدول ق أم ا بتحق ق تلقائي م يتحق شر ل ن الب سياسية أن أم اء . ال و بانته بديال اقتراباالحرب الباردة أصبحت األخطار و التهديدات أآثر قربا من الناس ، وهو ما يتطلب

، و مفهوما مغايرا لألمن ، يأخذ في اعتباره أولوية أمن األفراد، وبخاصة بعد أن أفلح العالم في راد حما وال األف ووي ، إال أن أح صدام الن ار ال ن أخط ه م ة ذات ي

زداد هشاشة د رأ .تزداد بؤسا ، وأمنهم ي ك الظروف ن أ يحيث يؤآ ة في تل واألوضاع المتمثلة ، صارت الحرمان االجتماعي واالقتصادي " سببات األساسية للصراعات داخل الدول أحد الم

سان )4(" والتي فاقت الصراعات فيما بين الدول وق اإلن ،وهو ما ينتج عنه انتهاآات متنوعة لحق .في مناطق مختلفة من العالم

Page 5: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

5

: تتناول الدراسة مفهوم األمن البشري من خالل عدة أبعاد ... . نشأة المفهوم - . ة به األمن البشري و المفاهيم المرتبط- . خصائص و مكونات األمن البشري -

.و أختتم هذا التناول بتعريف مقترح لمفهوم األمن البشري

:نشأة مفهوم األمن البشري : أوال

م أع امج األم دي برن ى أي ة عل راد في المجتمعات المختلف شر و األف يد إحياء مفهوم أمن البالم المتحدة ا شرية في الع ة الب ره عن التنمي ام لإلنمائي ، و ذلك في تقري ذا 1994ع ل ه ، و يمث

صيبه ادة ن ة لزي م الدول اإلحياء اعترافا بأولوية أمن األفراد ، حيث أن الفرد انضم إلى الجماعة ثان ، ل عن جزء من حريته ، وذلك حتى يك من األمن مقابل التناز ذا الكي ه األمن بواسطة ه ل ل ف

شاء ثم فيما بين األفراد ؛ لتكوين الجماعات ي التخيل يذي تم إنشاؤه بموجب العقد االجتماع ال إلنا الدول ، إال أن الدول تحولت في حاالت عدة إلى مصدر رئيسي لتهديد األفراد أنفسهم ، وهو م

من تظهره العديد من ممارسات النظم في دول مختلفة ، بدعوى الحفاظ على ذلك الكيان ، سواء اتهم، واستحواذ ة احتياج خالل استخدام القمع ضد مواطني الدولة أو إلهمال شئونهم ، وعدم تلبيى وزع عل ب أن ت ت يج ا آان ى مزاي غيرة عل ة ص فئ

.جميع األفراد

ى د عل دوليين تأآي سلم واألمن ال ة حفظ ال صاحب إنشاء المنظمات الدولية في إطار محاولبشر ، وهو ما ظهر في مواثيق إنشاء تلك المنظمات ، وهو ضرورة إشباع الحاجات األساسية لل

ؤتمر ما أآد عليه مندوبو الدول المختلفة ، ومن ذلك ما ذآره وزير الخارجية األمريكي حول مى : ن معرآة السلم يتعين خوضها على جبهتين إ "، حيث قال 1945سان فرانسيسكو عام األول

صادية ، والتي هي جبهة األمن ، التي يقصد بها التحرر ة االقت من الخوف ، والثانية هي الجبهارهم )5( "يقصد بها التحرر من الحاجة م المتحدة في بعض أفك ، وقد انطلق مؤسسو نظام األم

ة االضطراباتمن مسلمة أن المصدر األساسي للحروب يتمثل في صادية واالجتماعي . )6( االقتام )نياإلنسا(ويمكن إرجاع مفهوم األمن البشري صليب األحمر ع ة لل ة الدولي ى تأسيس اللجن إل

ة،وتلك يءفي إطار المباد ، وتجسد المفهوم فيما بعد تأسيس األمم المتحدة 1840 العامة للمنظم ، وتجسد المفهوم أيضا في )7(التي وردت في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان،واتفاقيات جنيف

اجم ، و ال المن ة لعم اآهم ظل الحرآة الدولي ى انته راد عل ة األف ة، لمعاقب ة الدولي ة الجنائي المحكم .لقواعد اإلنسانية ضد غيرهم من البشر

و رهم ، زآما وجدت اجتهادات من جانب مفكرين ، وباحثين ، من أمثال ب ان وغي ان وأولمار ، إليالء اهتمام أآبر ألمن البشر ، و حمايته من جانب الدول دة إال أن سيادة مفاهيم الحرب الب

Page 6: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

6

اوى، ا ودع تقاللها و هويته ة اس سياسية لحماي سكرية و ال درة الع يم الق شأن تعظ ة ب دول النامي الذا المجال يةالوطن ادة في ه شف . )8( حال دون تحقيق خطوات ج اردة آ اء الحرب الب د انته وبع

ة ، الستار عن حجم معاناة البشر في العالم ؛ نتيجة سياسات الدول المختلفة ، خاصة الدول الن اميدول ن ال د م ي العدي ة ف صور التنمي ذا ق ن ، ،وآ دي لألم وم التقلي د للمفه ه نق ى توجي ا أدى إل مم

ال د أن إهم باعتباره المسئول عن إهمال أحوال البشر في سبيل تأمين الدولة والنظام ، حيث تأآد ل تهدي ن أن يمث شر يمك ن الب سمى بأزم اأم ا ي ديث عم دأ الح ا ، وب ة ذاته ان الدول ن لكي ة األم

د أن 1995، وفي قمة التنمية االجتماعية في مارس 1994 عامالبشري العالمي منذ ، حيث تأآة ، ووجد ة في دول مختلف نظم الحاآم د من ال إهمال أمن البشر في العالم أضحى يعصف بالعدية أن خروج الدول من تلك األزمات ال يمكن أن يكون من خالل السالح ، و إنما من خالل التنمي

. األساسية للبشر ؛ لزيادة شعورهم باألمن االحتياجات، وتلبية

:األمن البشري والمفاهيم األخرى المرتبطة به : ثانيا

اهيم أخرى ، ولعل من دة مف شري بع وم األمن الب د من الحاالت ربط مفه تم في العدي يـو ة ، وه ى شيء من أبرزها األمن المجتمعي ، التنمية البشرية ، التنمية االجتماعي اج إل ا يحت م

.الفصل ، ولو على المستــوى التحليلي

: األمن البشري واألمن المجتمعي- 1

د ى البع زت عل ي رآ اوالت ، الت ن المح د م ا للعدي شري نتاج ن الب وم األم ان مفه إذا آع ى المجتم ام إل ة والنظ ى التحول من الدول ومي ، بمعن ي األمن الق وم . المجتمعي ف إال أن مفه

ع األ من البشري ال يمكن أن يكون مرادفا لألمن المجتمعي ، حيث أن األمن المجتمعي الزال يقى عدم في إطار دولة ما ، ويوجد طرف مقابل اآلخر ، فبالرغم من أن آال المفهومين يتفقان علي ن المجتمع اد ، إال أن األم ة األبع ن أجل بقي ن م ي األم سياسي ف سكري ، وال د الع ة البع أولوي

ة ، في واالستبعاد االحتواء هال منطق الز ، والسياسات هي السياسات الواقعية ، وسياسات الهوية ه الكامل آمنطق االحتواءحين أن األمن البشري يعني ة ، والراديكالي اته بالتعددي سم سياس ، وتت

ة المالذ، والمتحدث الرسمي ، في حين أن . )9( رى في الدول آما أن األمن المجتمعي الزال ية ، محتمل األمن البشري يراها آمصدر ل من الدول للتهديد ، ويدعو إلى التحرك تجاه آيانات أق

د عن مجرد ة ؛ تزي ادا مختلف شري أبع أو أعلى من الدولة لحماية البشر ، آما يتضمن األمن الب . في األمن المجتمعي الحفاظ على الهوية ، والتي تمثل محورا أساسيا ورئيسيا

ا رى دع شكل وي واء ب راد ، س د األف ل لتهدي ة مصدر محتم راد أن الدول شر واألف ة أمن الب :مباشر أو غير مباشر من خالل

Page 7: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

7

ة، التي ن التهديدات الناتجة م - 1 سية والتنفيذي القانون الداخلي ، وتنفيذه من خالل اإلجراءات البولي .ال تتسم بالعدالة

راد ، أو الجماعات التهديدات الناتجة من التصرف السياسي المب - 2 ك ،اشر من الدولة ضد األف وذلق بدعوى عنف ال الصالح العام ، مثل طرد العمال ، وقيام قوات الشرطة بحماية الدولة عن طري

ة ، أو سات الدول ب مؤس ن جان ف م ذا العن واطنين ، وآ ي أو ضد الم العنف الهيكل سمى ب ا ي م .المؤسسي

سلطة التهديدات الناتجة من الصراعات حول - 3 ى ال ة ، أو الصراع عل ى إدارة الدول سيطرة عل الة العنصرية عارضينعلى حساب الناس وأمنهم ، مثل اإلجراءات ضد الم سياسيين ، أو التفرق ال

.، أو اإلرهاب السياسي

التهديدات الناتجة عن السياسات األمنية الخارجية ، فالدولة يمكن أن تحمي أفرادها من األخطار - 4ة ي الخارجي سائر ف ل الخ ر ، مث راد للخط ن األف دد م اة ع ريض حي الل اإلضرار أو تع ن خ م

ستوجب خوض د خارجي ، ي ه خطر ، أو تهدي ا بأن د النظام ألمر م الحروب ، من خالل تحدي . )10(حرب معينة

ه معنى مختلف عن األمن راد ل نجد مما سبق أن األمن البشري أو األمن في مستوى األف أو مستوى المجتمعات ذاتها ، وإن آان تحقق أمن الدولة والمجتمع يمكن أن في مستوى الدولة ،

سهم اي ين إيجاب ة ب ب للعالق ادة ترتي ل إع شري يمث ن الب د أن األم ا نج راد ، إال أنن ن األف ي أم فه يتحدث عن المالمح ال ا أن ة ، آم ات الدولي ي العالق دول ف ات وال سانية ، المجتمع شترآة لإلن م

وق اإل سان ووحق شرن ات الب ه،بغض ا،حري شون في ذي يعي ع ال ى لنظر عن المجتم د عل فهو يؤآ )11(" مع وجود اهتمامات عالمية مشترآة ، باعتبارهم أعضاء مجتمع إنساني،االهتمام باألفراد"

ك ونخلص ى من ذل شري واألمن إل ومي األمن الب ين مفه ا ب شابه فيم ه للت د أوج ه توج أنشري المجتمعي ، إال أن مفهوم األمن ا لبشري يتخطى حدود المجتمعات للحديث عن األمن الب

المي سان الع المواطن آإن تم ب ا يه ه آم واطن إال أن ة للم سألة الهوي ضمن م ان يت و وإن آ ، وه .يتضمن أبعادا ومعاييرا إنسانية عامة لألفراد بوصفهم بشرا

: األمن البشري و التنمية البشرية- 2

وم اللبشري باعتباره مرادفا للتنمية البشرية ، حيث يتضمن يتحدث البعض عن األمن ا مفهادا اءأبع شرية ، إال أن لالرتق ة الب ق التنمي ة بتحقي اد الخاص ع األبع شابه م شر ، تت أمن الب ب

شرية ، ة الب المفهومين مختلفين ، فإذا آان مفهوم األمن البشري قد تراآم من خالل أدبيات التنميالم ي الع راتها ف ر ومؤش ان الفق إذا آ امل ، ف وم ش شرية مفه ة الب د، إال أن التنمي ال ألح آمث

ا لتنمية البشرية واألمن البشري ا لكل من االهتمامات األساسية رتبط يجعلهم ة ي م ن ، إال أن التنمي

Page 8: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

8

شرية تعن ة الب ت التنمي إذا آان شري ، ف ن الب ن األم ع م مل و أوس وم أش شرية مفه يع يالب توسإن األ شري يعني خيارات الناس ، ف سالمة "من الب ارات ب ذه الخي انهم ممارسة ه اس بإمك أن الن

. )12(" وحرية ، و أن يكونوا واثقين من أن الفرص التي تتاح لهم اليوم لن يفقدوها غـدا

الين ذين المج دم في مجال من ه شرية ، فالتق ة الب وتوجد صالت بين األمن البشري والتنمي من فرص إحراز تقدم في المجال اآلخر ، آما أن الفشل في أي حسب التعريف والمحتوى يعزز

ى ة عل ة الدال ل باألمثل اريخ حاف مجال منهما يزيد من حدة خطر الفشل في المجال اآلخر ، و التشري ال . ذلك ل أن األمن الب ة ، ب د التنمي ع عوائ ة توزي شري ضرورة عدال آما يؤآد األمن الب

ة يمكن أن يتحقق إال إذا شملت الت ـي الدول واطنين ف ع الم ة جمي م نجد أن األمن . )13(نمي ومن ثوم شري مفه صادية ، الب راد االقت ات األف اء باحتياج ى الوف دف إل ددة ، ته ات متع ه مكون ل

باع رد إش ن مج د ع ه ، ويزي دد األوج وم متع و مفه سياسية ، فه ة ، وال ة ، والثقافي واالجتماعيات ا المعروفاالحتياج ية بنظرياته م . ة األساس ة والقم ات التنمي ار أن أدبي ن إنك ه ال يمك ا أن آم

شري ، وخاصة وم األمن الب والمؤتمرات الخاصة بها لعبت دورا أساسيا في إثراء وتجسيد مفهأن 1995القمة االجتماعية في مارس ه ب ة عن موافقت ذه القم المي في ه ،حيث عبر المجتمع الع

ية هي أمور ال يمكن االستغناء عنها ؛ لتحقيق و استمرار التنمية االجتماعية و العدالة االجتماع "م ين األم ا ب ل وفيم ن ، داخ سالم ، واألم ه )14(" .ال ى وج ة عل ة االجتماعي همت القم د أس وق

ا ، ث قراراته ن حي واء م صوص س ت أالخ ي طرح وعات الت اوالموض ار ، خالله ي ازده فوم الالتحضيرية لها في إعالء شأن في أثناء األعمال آذلك و .يوانتشار مفهوم األمن البشر مفه

ر ات أآث ى سياس دول إل ول ال رورة تح دت ض ازا ، و أآ اتهم انحي باعا الحتياج شر ، وإش للب .)15( و الشمولباالستدامةاألساسية ، وأن ذلك يعبر عن األمن الذي يمكن أن يتسم

:خصائص ومكونات األمن البشري : ثالثا

سم شري بعات ن الب وم األم ن مفه واء أم ن، س ة لألم اهيم التقليدي زه عن المف دة خصائص تميال من .الدولة أو المجتمع ، إذ أنه ينطبق على الوحدات األقل ، المتمثلة في األفراد ه انتق آما أن

سحة ذ الم ار يأخ ى إط دول إل ين ال ا ب اعالت م اص بالتف المي الخ ار الع ى اإلط ز عل الترآيى ا زا عل الم ، مرآ ة للع ي االجتماعي راد ف ات األف ر باحتياج ا أآب ولي اهتمام و ي سان ، فه إلن

.المجاالت المختلفة

: )16( ومن خصائص األمن البشري-

. أنه مفهوم عالمي ، فيقصد به أمن البشر في آل دول العالم ، سواء فقيرة أو غنية *

Page 9: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

9

دول يجب * إن آل ال الم ف دخل ، وهو إذا ما تم التعدي على أمن الناس في أي مكان في الع أن تته ادي ب ا تن لم ات مث ق تجمع صراعات ، و تحقي ة ال البون بمواجه سوية ، والمط ات الن الحرآ

ب وث ، وتهري اب ، و التل ل اإلره شترآة مث دات م د تهدي ث توج اعي ، حي ل االجتم التكامورة ا ث ا جعلته رى ،و إنم دود دول دون أخ ل ح ة داخ داثا منعزل د أح م تع ي ل درات، الت المخ

شار تصاالتاال ة انت مرتبطة بالعالم آله ، وساد شعور و إدراك عالمي بتلك المشاآل ، و إمكاني .نتائجها إلى العالم آله

دات * ة التهدي أنه من األفضل مواجهة التهديدات لألمن البشري في بدايتها ، حيث أن تكلفة مواجه على الجنود في الصومال تجلب مليار دوالر2بعد تصاعدها أعلى بكثير ، فنجد مثال أن إنفاق

ة ودعم شعب أمنا أقل عما إذا تم إنفاقها في الصومال في وقت سابق أي منذ عشر سنوات لتنمي .الصومال ، مثال ، ومن ثم فالوقاية المبكرة في إطار األمن البشري أفضل من التدخل الالحق

ى األسلحة التهديدات الجديدة لألمن البشري تتطلب تنمية بشرية مستدي * يس الحصول عل مة ، و ل .المتقدمة

ات األمن البشري محوره الناس ، فهو يتعلق بالكيفية التي يحيا بها الناس في مجتمع من المجتمع * سوق ، و واتهم المتعددة ، ، ومدى حريتهم في ممارسة خيار قدرتهم على الوصول إلى فرص ال

.)17 (صراع أم في سالمالفرص االجتماعية ، وبما إذا آانوا يعيشون في

تخلص من بعض د من ال ه الب شري فإن يتضح مما سبق أننا إذا ما أردنا تعريف األمن الب :المعتقدات التقليدية ، فنجد أن هذا المفهوم ينفي بعض األفكار ويؤآد غيرها

. أنه ليس أمن األرض فقط ، وإنما أمن الناس*

.من خالل التنمية ليس فقط األمن من خالل السالح ، وإنما *

. أمن األفراد في بيوتهم ووظائفهموإنما ليس فقط أمن األمم ، *

.)18( ليس األمن ضد الصراعات بين الدول وإنما الدفاع ضد الصراعات بين الناس *راد "ومن ثم نجد أن األمن البشري يعني في أبسـط صوره سبة لألف اة بالن ل .)19( "أمن الحي ويمث

ش وم األمن الب ر من مفه وم أوسع بكثي و مفه ة ، فه ي مجال الدراسات األمني ية ف ة أساس ري نقلا،إال تم به ة و يه المفهوم التقليدي لألمن القومي ، فهو وإن آان يرآز على وحدات أقل من الدولة ، ة ، والعدال ن ، والهوي اهيم األم ر مف ب تحري وم يتطل ه مفه ا أن ة ، آم ادا عالمي ر أبع ه يثي أن

اني، وحقوق اإلنسان ة من البعد المك ة و الثقافي اطقي ، أو الحدود الجغرافي اقش . )20(أو المن و ينق ة تتعل ضايا عالمي اتق ر باالحتياج إن األم م ف ن ث الم ، وم ي الع راد ف شترآة لألف سانية الم اإلن

دوائر يتطلب أيضا التعرف على تهديدات األمن البشري، ومصادرها ، وذلك حتى يتم اآتمال ال . بتحديد المفهوم ذاته المتعلقة

Page 10: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

10

:محاور األمن البشري وتهديداته : رابعا

اتهم شر في حي توجد العديد من التهديدات الموجهة لألمن البشري ، التي ترآز على أمن البه سعة ، إال أن دات مت ذه التهدي شر ، وه دئي ، واألساسي للب ام المب ل االهتم ذي يمث اليومية ، و ال

بع ف ي س ن يمكن ضمها ف اد األم ل أبع اور تمث سية ، أو مح ات رئي د .ئ ل محور توج وداخل آاور هي ذه المح ه ، وه دات الخاصة ب صادي م األ( :التهدي ذائي، ون االقت األمن و ،األمن الغ

. )األمن السياسي ، واألمن المجتمعيو ،األمن الشخصي و ،األمن البيئي ، وحيصالسبعة بالرغم من اتساع قائمة التهديدا و اد ال ذه األبع د إت لكل بعد من ه ال أنني سأحاول تحدي

. التهديدات هذهوطبيعة، منها المصادر الرئيسية للتهديد في آل

:األمن االقتصادي – 1

اردة تولي العديد من الدول اهتماما آبيرا بالشئون االقتصادية ، خاصة بعد انتهاء الحرب البائ تقطاب الثن ع االس سياسي -ي ، وتراج سكري و ال رن -الع ة الق ي نهاي الم ف ستوى الع ى م عل

العشرين، إلى الدرجة التي جعلت من القضايا االقتصادية مهمة أساسية للنظم ، ومحورا ألنشطة ة االستخباراتأجهزة ا آتل ا نعتبره دول التي آن العالمية ، آما غدت محورا للصراع فيما بين ال

اد ، حيث وتأخذ معان . سياسية واحدة نهم االقتصادي عدة أبع اة األفراد من جراء عدم تحقق أم :يتضمن عدم األمن االقتصادي لألفراد محاور هي

: وآفاية الدخل ، وجودا-أ

شر ات و احتياجات الب ة متطلب باتت مشكلة عدم توافر دخل أو عائد مناسب من العمل لتلبيالم 1/4ن مشكالتهم األساسية ، خاصة أىمسألة ضاغطة على البشر في العالم ، وإحد سكان الع

اطق . بهذا المعنى اقتصاديافقط قد يكونون آمنين ر من من ة في آثي آما نجد أن األجور الحقيقية ، %20إلىمعدالت االنخفاض لألجور الحقيقية العالم قد انخفضت ووصلت ا الالتيني في أمريك

ى مثلفي مناطق أخرى و ا وصلت إل ا في بعض دول % 80 إفريقي والشك أن التضخم . )21( هور ، ك األم اقم تل ى تف ل عل سوق تعم ات ال الم ، وآلي ي الع ة ف ات المطبق ستمر والتكنولوجي الم

.أو عدم حدوثها أصال ،خاصة فى دول الجنوبي زيادة في األجور ، أوالتهام

: البطالة وعدم االستقرار في العمل-ب

ادم يعاني سكان العالم في اآلون ى وة األخيرة من انتشار البطالة ، فالق سوق العمل ن الجدد إلشباب ال يجدون فرصا للعمل رن . ، وهم باألساس من ال سعينات من الق ة في الت وصلت البطال

ى شباب إل ين ال ا % 15العشرين ب ى , في بريطاني ة، % 14وإل ات المتحدة األمريكي في الواليا و % 33و بانيا ، % 34في إيطالي ى في أس ة إل سبة المعلن ا تصل الن د ، % 20 و في إفريقي وق

Page 11: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

11

اع سياسي ، واالجتم وتر ال ى الت ة إل دول يارتبطت بالبطالة عدة مشكالت و عوامل مؤدي في ال

ين عن العمل في ، خاصة )22( ة، أو دخول للمتعطل وفر معاشات للبطال . الدول النامية التي ال ترن العشرين وجد حوالي ففي منتصف ولم تكن الدول الغنية أفضل حاال سعينات من الق 35 الت

سألة أخرى في )23(. مليون فرد يبحثون عن فرصة عمل وال يجدونها وترتبط بمشكلة البطالة مة ل ، أو العمال ي العم تقرار ف دم االس شكلة ع ي م اهرة، أال وه شر آظ ذت تنت ة أخ ة األهمي غاي

ة ، ومن من العمالة إما غيلغالبةالمؤقتة ، فنجد أن النسبة ا ة معين ر دائمة ، أو محددة لفترة زمنيوالشك أن انتشار العمل في سوق الخدمات . ثم ال تتوفر ضمانات للمنخرطين في تلك األعمال

دول ، د من ال ر الرسمي في العدي يمثل رافدا هاما لهذه الظاهرة، عالوة على انتشار القطاع غيد من . )24(مالة في إفريقيا من الع% 60والذي قدر أنه يستوعب ما يقرب من والنسبة في العدي

شباب صغيرة لل دول العالم ال تقل آثيرا عن ذلك ، بل إننا نجد أن فرص المشروعات الخاصة الى ان غير متوفرة ،عالوة على عدم قدرة الشباب على الوصول إل ، أو عدم وجود فرص االئتم

ذا تفادة من ه م، لالس انله رصاالئتم إن ف م ف شباب ، ومن ث راد وخاصة ال ة لألف ة الذاتي العمال .ضئيلة للغاية

: الفقــــــــــر–جـ

ه اني من ا تع يمثل الفقر أحد المشاآل العالمية ، ليس على مستوى الدول النامية فقط ، وإنمر ، وقد تغير مفهوم الفق . بين الفقراء واألغنياء فيها االستقطابوالتي زاد ، الدول المتقدمة أيضا

ا ط، وإنم دخل فق ر ال ه فق ر يقصد ب د الفق ات دامت فلم يع درات ، واإلمكان ر الق شمل فق ل . لي تتمثدم ة ع اد أزم الم ، وازدي ستوى الع ى م اهرة عل ذه الظ ي ه ستمر ف د الم ي التزاي ر ف كالية الفق إش

ا قصرنا ا .العدالة في توزيع عوائد التنمية ، و اتساع دوائر التهميش واالستبعاد ى إذا م ألمر علمن سكان الواليات المتحدة األمريكية و % 15 باره األقرب إلى القياس، فنجد أن فقر الدخل باعت

اد سبتهم االتح غ ن ا تبل ي ألماني ر ، وف ط الفق شون تحت خ ي يعي دول % 11 األوروب ي ال ، و فر سكان تحت خط الفق ر من ثلث ال ة يعيش أآث الم بلغتو. )25(النامي راء الع داد فق ى أع ام ع ف

وال 2000 ار1ر3 يح ا و. )26(ملي ع تناميه ام يتوق ة نظ ساع هيمن ة وات ي ظل األوضاع الراهن فة ـة االجتماعي دم ، و )27(السوق و انسحاب الدولة من مجاالت عدة ، خاصة نظم الحماي نتيجة لع

ادة .توفير فرص عمل للمواطنين تزداد عوامل عـدم التــوازن وذلك بالرغم من أنه في ظل إعف وان تعري ره بعن ي تقري ة ف دور الدول دولي ل ك ال ر " البن الم متغي ي ع ة ف ه" الدول ر أن ن ذآ م

دخل االحتياجات بتوفير الدول الضروري اهتمام االجتماعية ، واالهتمام بالفئات المحرومة، والتة اعي للدول دور االجتم اء ال ايتهم ، وإحي ل . )28(بدرجة أآبر في حم د اإلشكالية وتتمث في التزاي

ى دخل % 20ـستمر في الفجوة بين الفقراء واألغنياء ، فنجد أن نسبة ال الم الم إل األغنياء في العالم % 20 الـ ر في الع ام 1 : 30 من ارتفعت األفق ام 1:61 ىإل 1960 في ع . 1991 في ع

ى )29( ضا سيؤدي إل وإذا آان هذا سيؤدي إلى توترات اجتماعية ، وسياسية داخل الدول فإنه أي

Page 12: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

12

راع م اك دول ص ة أن هن د، خاص وارد ، والعوائ ادل للم ع الع ول التوزي الم ح ين دول الع ا ب .ومجتمعات بالكامل مهددة باإلفقار من جانب قوى السوق العالمي

: عدم وجود سكن-د

ك تعد مشكلة عدم وجود مأوى من أشد آثار انعدام األمن االقتصادي ، و أحد مظاهره ، وذلة ف. العالم ىعلى مستو دول المتقدم ى ال د إل مشكلة المأوى ال تقتصر على الدول النامية ، بل تمت

ثال أن د م ضا، فنج ي 4/1أي شون ف شرين يعي رن الع ة الق ي نهاي ورك ف ي نيوي ون شخص ف مليسا 400 هناك بريطانياأماآن غير مالئمة للمسكن ، و في ألف شخص ال مسكن لهم ، وفي فرن

ة . ألف شخص 500يصل العدد إلى دول النامي سوة ، فتأخذ شكال تتفاقم المشكلة في ال ر ق أآثد أن م % 25فنج سكن المالئ دون الم د ال يج ين وق سكان متنقل ن ال سكن ال . )30(م شكلة الم وم

سكان ، و تقتصر على وجوده من عدمه ، و إنما تنتقل إلى مدى مالئمة المسكن لحياة البشر و ال .فيه ، وفي المنطقة المحيطة به توافر المعايير الصحية ، والبيئية

ة ة الفردي روة ، والملكي ة الث شاط ،وترتبط باألمن االقتصادي حماي ذا إتاحة الفرصة للن وآ .االقتصادي لألشخاص ، وعدم قيام الدولة بأنشطة قد تسهم في اإلضرار باألفراد

شأن م شاؤم ، ب ى الت دعو إل شورة ت ات المن ى أن البيان ير إل ن وأود أن أش ستقبل األم يكون الحال إذا كيف االقتصادي لألفراد في ظل تزايد عوامل التهميش ، والتفاوت بين البشر ،ف

. عليها االعتمادآانت هذه هي األرقام األآثر تفاؤال ، أو أن بعض الدول ال تصدر بيانات يمكن دة من أجل التغلب ة البحث عن أدوات جدي ومن ثم نجد أن العديد من األدبيات ترآز على أهمي

ق قالل منه واإل على الفقر ى خل ساعد عل ا ي اعي، بم ، وخلق العمالة المنتجة ، واالستبعاد االجتم . ، حيث اتضحت آثار إهمال األمن االقتصادي لألفراد )31(مجموعات أآثر أمنا

:األمن الغذائي - 2

ذائي أن األمن الغ ة الحصول "ويقصد ب ات إمكاني ع األوق اس في جمي ع الن دى جمي تكون ل .)32(" على الغذاء األساسيواقتصادياماديا

تلخص والمسألة الخاصة باألمن الغذائي ال تعني مجرد توافر الغذاء في المجتمع ، و إنما تراد المشكلة األساسية في توزيع األغذ دى األف شرائية ل درة ال وافر الق ة . ية ، و ت والشك أن أزم

ة ، و يوجد الجوع تمثل أحد التهديدات األساسية للنظم في العديد من الدول ، خاصة الدول الناميذاء .آثير منها في إفريقيا وافر الغ ل في عدم ت ة يتمث آما أن أحد أبعاد المشكلة في الدول المتقدم

ا المناسب لجماعات عرق اجرين إليه ا ، أو المه ة بعينه الم في . ي شكلة الجوع في الع وتتجسد م ويشكل التزايد السكاني مع الضغط )33( . مليون نسمة في العالم يعانون من الجوع 800وجود

ة الجوع اقم أزم يا لتف دا أساس ع راف ة التوزي على البيئة ، و إهدار مواردها عالوة على عدم عدال

Page 13: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

13

اك في العالم ، فتشي 200ر بعض الدراسات إلى أنه في العقدين األخيرين من القرن العشرين هنشرمليون ارا من الب اك ملي ة ، وأن هن ا أو من أمراض ناتجة عن سوء التغذي اتوا جوع من ا م

ـة ة من سوء التغذي انون بصفة مزمن يس . )34(األشخاص يع ق ل ا تتعل سألة هن إن الم م ف ومن ث . )35( قدرة الفرد على الوصول إليه ونوعيته وإنما ،بتوافر الغذاء

ة ى آيفي ود إل دول تع ي بعض ال ذاء ف ة الغ سألة الخاصة بأزم ذآر أن الم دير بال ن الج ومادة "تخصيص الدخل القومي ، ا يخصص لزي ر مم ل بكثي سبة أق ا ن ذاء تخصص له فبرامج الغ

. )36(" القوة العسكرية

واطني ال ى م رة إل ك أن نظ سلحة والش ي صراعات م يش ف ي تع ك الت ة ، وتل دول الناميذاء وفير الغ ساب ت ى ح سالح عل ة ال ى تنمي ذا الحرص عل شعوب ، وآ اة ال م معان توضح حج

واطنين ادة . للم شري ، و إع ة بتخصيص صندوق لألمن الب ادرات العالمي ا آانت المب ومن هنسالم ؛ لتخ ة أهداف أخرى ، تخصيص اإلنفاق على السالح ، أو ما يسمي بعائد ال صيصه لخدم

ادرة االحتياجاتأهمها توفير سمى بمب ا ي ادة 20/20 األساسية للمواطنين ، وأيضا م ك لزي ، وذلدول واطني ال ة لم مخصصات إنفاق الدول على إشباع الحاجات األساسية والخدمات االجتماعي

الم المتصاعد أل االتجاهتتمثل في هنا اإلشكالية .الحاصلة على المساعدات ذاء في الع ة الغ ،زم . توزيعه عدالةاستمرار عدممع

:األمن الصحي - 3

ى راد عل درة األف اول ، وق ة الصحية بأسعار في المتن وافر الخدم األمن الصحي ت ويقصد بايتهم من األمراض أمين الصحي ، أو حم الحصول على تلك الخدمة ، سواء من خالل نظم الت

ا ة منه ة هي األمراض خ. التي يمكن الوقاي دان النامي اة في البل سية للوف اصة أن األسباب الرئي .)37(مليون شخص سنويا 17المعدية ، والطفيلية، والتي تقتل حوالي

اة ي ة ، و معان اه الملوث ليمة خاصة شرب المي ر س ة غي ي بيئ ة و العيش ف ل سوء التغذي مثي البي اني ، أو ف ل المب وث داخ ن التل ا م الم جميع كان الع ستخدمة س سلع الم ة ، و ال ة المحيط ئ

ونجد أنه في البلدان النامية و الصناعية على حد سواء تكون . محددات أساسية للسالمة الصحية ة ع الخدم ة توزي دم عدال اتج لع را ، آن التهديدات لألمن الصحي أآبر عادة بالنسبة ألشد الناس فق

ا الصحية ، وخاصة في الريف ، حيث تتوفر عوامل الصحة ا لبيئية للحضر أآثر من الريف فيمشرب و الصرف الصحي دول ، ففي . يتعلق بمياه ال ين ال اوت ب ة الصحية تتف ونجد أن الرعاي

د لكل ي المتوسط طبيب واح د ف صناعية يوج دان ال ي حين400البل ه شخص ف دان أن ي البل فل د لك ب واح اك طبي ون هن ة يك ي إ 7000النامي اه ف رقم أدن غ ال واطن ، ويبل وب م ا جن فريقي

.)38(شخــص 36000الصحراء فيصل إلى طبيب لكل

Page 14: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

14

صناعية ، فنجد أن متوسط دول ال صالح ال الم ، ل ين دول الع آما يتفاوت اإلنفاق الصحي برن سعينات من الق ة في منتصف الت ا الجنوبي ل آوري ة مث اإلنفاق على الرعاية الصحية في دول

والشك . )39( دوالرات فقط7ش ي، في حين تنفق بنجالد دوالرا للفرد سنويا 377العشرين يبلغ ل األ ة مث دات صحية عالمي ود تهدي دا أن وج ل تهدي ك تمث ر ذل ائي وغي د الوب اب الكب دز و الته ي

ي سبب ف ا يت كانها ، مم ين س صحي ب وعي ال ل ال ي يق ة الت دول النامي ي ال واطنين، خاصة ف للم .انتشار العديد من األمراض فيها

:بيئياألمن ال - 4

وارد أو ة ، سواء من حيث نقص الم ة الراهن تمثل البيئة أحد الهواجس العالمية في المرحلاره من حيث التدهور البيئي بوجه عام ، وينظر في إطار األمن البشري إلى األمن البيئي باعتب

ل ي تمث دان ، والت ه داخل البل المي ، أو حالت ستوى الع ى الم ة ، سواء عل ضية محوري محور قة ، فنجد . اهتمام األمن البشري اه النقي رد من المي ل نقص نصيب الف ومن ثم تبرز تهديدات مث

ة بليون شخص في العالم النامي ال 1و3 آان حوالي 1990أنه في عام اه نقي ى مي يحصلون عل

زاء من . )40( ة أج واء من حيث إزال ة ، س وارد البيئي ى نقص الم ذا اإلطار إل ي ه شار ف ا ي آمـي األراضيغابات أو تعرض ال ذا ف ة ، و آ دان النامي تملح ، خاصة في البل الزراعية لظاهرة ال

.الــدول األوروبية

ع ة ، ويرج دات البيئي ر التهدي ن أخط دا م صناعية واح دان ال ي البل واء ف وث اله ل تل ويمثا ل لوس أنجلوس ينبعث منه طن 3400السبب الرئيسي في ذلك إلى المدن الكبرى ، فمدينة مث

دن ام ولن ل ع ات آ ا1200من الملوث ق منه سيكوسيتي ينطل ة مك طن من 5000 طن ، ومدينديد واء ش وث اله د أن تل انكوك نج ي ب نويا ، وف واء س ات اله ر ومتنامملوث د أن أآث ث نج ،حي

.)41(من رجال المرور فيها يعانون من مشاآل بالتنفس% 40من

ة من أجل تتسم التهديدات البيئية بنوع من التراآ و ى البيئ اظ عل سان الحف م ، فقد أهمل اإلنض اك بع شاآلها ، فهن ت م ى تفاقم ة ، حت ال القادم تمراريتها لألجي ل اس ن أج حته، وم ص

التراآم ، و سم ب ة تت دات البيئي تمراريةالتهدي ذ االس ضها يأخ د أن بع ين نج ي ح ة ، ف دة طويل لمزداد في ، والشك أن ه" تشير نوبل"شكال فجائيا مثل حادثة ة ي سان للبيئ ذا اإلهمال و إساءة اإلن

ة صحة البيئي ايير ال رة مع ك األخي صناعية ، حيث أدرآت تل دول ال ة بال ة مقارن دول النامي و ،الر مال ،باتت تبذل جهودا أآثر ة أآث ر من أجل بيئ دي حرصا أآب ة ء وتب دول النامي تهم ال ة ، وت م

.بأنها األآثر إضرارا بالبيئة

:لشخصياألمن ا - 5

ن إن األم م ف ن ث دني ، وم ف الب ذاء والعن رض لإلي ن التع سان م ة اإلن ه حماي صد ب ويقشكل مباشر ،ومن ضمن لإلنسانالشخصي يعد أآثر أبعاد األمن أهمية سالمته ب ق ب ، فهو يتعل

Page 15: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

15

: )42(التهديدات التي تتعرض لها حياة اإلنسان

) .لجسدي التعذيب اامن أمثلته( تهديدات من الدولة * ) .أهمها الحرب ( تهديدات من الدول األخرى * .) منها التوتر العرقي ( تهديدات من جماعات أخرى من الناس *

ة ( تهديدات من أفراد أو من عصابات ضد أفراد آخرين ، أو ضد عصابات أخرى * ل الجريم مث .)والعنف في الشوارع

.) و العنف المنزلي غتصاباالمن بينها ( تهديدات موجهة ضد المرأة *

.) مثل إساءة معاملة األطفال( تهديدات موجهة ضد األطفال على أساس ضعفهم ، وتبعيتهم *

.) ، واستعمال المخدرات االنتحار ومن أمثلتها( تهديدات للنفس *

ر تعرضا شر أآث ة أصبحت أرواح الب ة أو النامي ر من المجتمعات سواء المتقدم وفي آثياط ي للمخ ق ف صدر للقل ر م ل أآب رين يتمث سبة للكثي ت مضى ، وبالن ي وق ه ف ت علي ا آان ر مم

العنف سم ب ات . الجريمة ، السيما الجريمة التي تت ة ففي الوالي ا قاتم دان الصورة فيه اك بل وهنام ي ع دة ف ـ 1992المتح شرطة ب الغ ال م إب ا 18 ت ة ، أسفرت عن خسائر قيمته ون جريم ملي

ون دوالر، و 425 سبة بلي رائم بن دل الج ات زاد مع ن الثمانين اني م صف الث ي الن ا ف ي ألماني فات 300% اني من الثمانين ، و في البرتغال و إيطاليا تضاعف معدل جرائم القتل في النصف الث

ى . )43( ونجد أن العديد من المدن والمناطق الفقيرة متهمة بانتشار الجريمة فيها ، وتصديرها إلالبعض الجريمة بانتشار المخدرات ، فحيث أنه إذا آانت المخدرات في مناطق أخرى ، ويربط

د مع ا تزي بعض أنه د ال حد ذاتها جريمة إال أن هناك إجرام ناتج عن المخدرات ، في حين يؤآة ، اح ، وتصبح ممارسة اجتماعي ديل المت م تكون هي الب صادية، ومن ث تدهور الظروف االقت

ة . تتسم بالمادية والعنف وآذا جزء من الثقافة التي أضحت شار الصراعات الداخلي آما يمثل انتائي ، والجماعات المسلحة ، وآذا العمليات اإلرهابية تهديدات أساسية لألمن الشخصي ، أو الجن

سم بالتز . ة اإلرهاب ، تت ة ، اآما أن الدولة قد تتخذ إجراءات لمقاوم افى مع الديمقراطي د وتتن يراد ، من خالل ممارسات عدة وحماية األفراد ، ومن ثم د األف تصبح الدولة ذاتها مصدرا لتهدي

، أو سوء )44( لالضطراباتقد تتضمن استخدام العنف ضد األبرياء في منطقة ما ، تتسم بإثارة ى ذاء ؛ للحصول عل اء لإلي واطنين األبري اعي، وتعريض الم إجراءات التحقيق ، والقبض الجم

.معلومات منهم

رأ ل الم ات ، وتمث ي المجتمع ن الشخصي ف دام األم ديث عن انع ي الح يا ف ورا أساس ة محدني ضدها ، ف الب تخدام العن زوج ، أو "واس ب ال ن جان زل م ي المن ف ف ث العن ن حي واء م س

رض صابالتع ا لالغت تخلص منه ي ال ة ف د الرغب ى ح صل إل ر ي ل أن األم ا أن . )45(" ، ب آم

Page 16: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

16

ر األطفال وهم الفئة األولى بالرعاية يتع م تكث ضا ، ومن ث رضون إلساءة المعاملة ، واإلهمال أيأوى ال بال م يهم األطف ق عل شوارع، أو من يطل ؤدي استخدام العنف ضد . ظاهرة أطفال ال وي

ات داخل في ىة للعنف حت يلاالفئات المختلفة وتعرضهم للجريمة واإليذاء إلى نشر ثقافة مو الفئذلك ، خاصة في ظل عدم وج وانين التي ال تتسم ب ذها ، ود الق ا ، أو عدم تنفي شي م سم وتف ىي

. بالقوانيناالستهانةبظاهرة

:األمن المجتمعي -6

ة ه للجماع رد بانتمائ عور الف شري ش ن الب ور األم ن منظ ي م األمن المجتمع صد ب ،ويقة ، أو مجتمع محلي ، سواء آانت أسرة ، والمجتمع ة ، أو جماعة عنصرية ، أو منظم أو عرقي

ساندة يم وفر الم ذه الجماعة ت نهم ، وه يم تطمئ ة ومجموعة ق ة ثقافي وفر ألعضائها هوي كن أن تذه الجماعة آكل )46(العملية له د له ع وجود هجوم أو تهدي د ، ،إال أن األمر ال يمن م تهدي ومن ث

وارد والفرص . األفراد المنتمين لها ى الم آما نجد العديد من الصراعات فيما بين الجماعات علديني ، ومي أو ال ا للتعصب و التطرف الق ة أو نتاج صراعات داخل الدول ك ال ر تل م تكث ن ث وم

ك ، والتي يذهب ضحيتها العديد من السكان ، فيما بين الدول حتى أو ، الواحدة ة ذل ا ومن أمثل مسابقة الفيا ال ي يوغوس دي ، وف دا وبورون ي روان دث ف شان ،ح ي الشي شكلة . وف د الم ا نج آم

ادة الخاصة ذين يتعرضون لإلب دول ال ن ال د م ي العدي سكان األصليين ف ف ،بال تخدام العن واساة ، ضدهم سكان الجدد ، وتضاؤل فرصهم في الحي ة بال ؤثر . مقارن دام وي األمن المجتمعي انعلبا راد س اءات األف ى انتم صدرا ، عل وا م ن أن يمثل المجتمع يمك اط ب ذا االرتب دون ه دم وب لع

سواء في الصراعات العرقية داخل الدولة الواحدة أثارهبدأت تظهر تر، وهو ما االستقرار والتو ار ة خصبة ألي أفك دم بيئ ن أن يق ي يمك ن المجتمع وفير األم دم ت دول ، وع ين ال ا ب أو ،أو فيم

.اختراقات لألمن القومي

:األمن السياسي - 7

وم األ ي مفه سياسي ف األمن ال د الخاص ب ي إطار البع ار ف سألة الخاصة وتث شري الم من البية " سان األساس وق اإلن احترام حق سياسية )47(" ب سان ال وق اإلن ضية حق ك أن ق ، وال ش

المي في ىواالجتماعية والثقافية من القضايا المثارة على المستو ة الع رة اآلون يس في ، األخي لنظ ةالدول المتقدمة فقط ، وإنما أصبحت هناك انتقادات موجه د من ال ة للعدي دول النامي ،م في ال

اتها ي ممارس سان ف وق اإلن افي بحق ام الك إيالء االهتم ا ب دم اهتمامه ك لع اتها ،وذل أو ، وسياسة ا من خالل المؤسسات المختلف واطنين به تحيث . )48(تعريف الم ك الممارسات بات دد تل ته

ك ستغل تل ا ت ة ، آم ا الدولي رر االنتهاآات سمعتها ومكانته دي ، آمب دم تق بعض لع م المساعدات لدول ة ،ال ات دولي ى منظم ة ، أو رفض ضمها إل ن ؛ أو إقليمي وع م تبعاد ، آن اباالس ، والعق

.واالستهجان ألفعالها

Page 17: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

17

ذا اإلطار ار في ه ه يمكن أن تث تتضمن حقوق اإلنسان األساسية العديد من المحاور ، إال أن : )49( للتدهور في الدول النامية منهاال والتي تقدم مثا ،عدة قضايا بشأن الحقوق السياسية

د يصل ، أو اإليذاء من جانب النظام الحاآم ، الحرية في التعبير دون التعرض للقمع * ذي ق والد من جانب بعض اق العسكري المتزاي رر اإلنف ا يب سكرية ، وهو م وة الع تخدام الق د اس ى ح إل

ل ام ، ب تقرار للنظ ة واالس وفير الحماي دول بهدف ت ق األمن ال سلحة لتحقي وات الم تخدام الق واس .واالستقرار الداخلي

سياسية * راد ، المشارآة في األحداث ال شعوب واألف اة ال ى حي ؤثر عل رارات التي ت اذ الق ، واتخ .باعتبار أن ذلك حق أصيل لهم

. الحق في الحصول على المعلومات عن سياسة الدولة *

. المساواة في الحقوق والواجبات *

. حياة اإلنسان الخاصة ىوعدم التدخل التعسفي ف، الحق في حماية الملكية الخاصة *

ة ، أن تكون إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة * ة و دوري ات حرة نزيه من خالل انتخاب.

د آما توجد بقية منظومة حقوق اإلنسان ،والتي يمكن اعتبار عدم توافرها محورا مهما عنساني ،وهي تضم عالوة عل دراسة غياب أو ت ا سبق ، ىواجد األمن اإلن ة م وق االجتماعي الحق

ادل المرضي والثقافية واالقتصادية ل، و األجر الع مثل الضمان االجتماعي ، والحق في العمى ،لكفالة معيشة الئقة للمواطن و أسرته ، والحق في مستوى المعيشة الالئق وفي المحافظة عل

صحة ة ،ال ه و الرفاهي رته ، ل ة ، و ألس ضمن التغذي بس ، و يت سكن ، والمل ة ، والم والرعاية ، والخدمات االجتماعية الالزمة ، الصحية ة، و الحق في ، والرعاية الخاصة لألموم والطفولة االشتراكم ، و يالتعل اة المجتمع الثقافي ة . الحر في حي ل نوعي ة تمث وق الثقافي وال شك أن الحق

ى ، أو تعامل آفئة مختلفة من حقوق اإلنسان ، نسانمهملة من حقوق اإل إلى الحد الذي وصل إلسان األخرى وق اإلن راء لحق ارب الفق ا تعامل آاألق سألة . )50(ما أآده البعض من أنه اج م وتحت

ة ى وقف ة إل وق الثقافي ة ،الحق صادية واالجتماعي وق االقت ر للحق ام األآب ه االهتم ث يتوج ، حية ، في المؤتمراتى حت ،الحقوق الثقافيةويتراجع االهتمام ب وق الثقافي واللقاءات التي تضم الحق

. لألفراد أنفسهم حتىوذلك بما أنها تأتي في مرتبة متأخرة , اإلنسان إلى بقية حقوق

ذآر وخالصة ما سبق الفة ال شري س اد األمن الب ين أبع را ب ا مباش ا ، أننا نجد ارتباط وأنهضا ، فع ضها بع ذي بع ن تغ ي األم صور ف ى ق ؤدي إل سابق ي المفهوم ال صادي ب ن االقت دم األم

Page 18: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

18

والبيئي ، وقد يؤدي إلى تدهور األمن الشخصي ، وانعدام األمن الشخصي ، والصحي ،الغذائيسيجا . واألمن السياسي ، يؤدي إلى تراجع األمن المجتمعي دم ن اد تق ذه األبع م نجد أن ه ومن ث

ومي اوتجعلهم أآثر استعداد ، لحياة مالئمة للبشر متكامال للمساهمة بإيجابية في تحقيق األمن الق .على مستوى الدولة

ساني (ومن ثم يمكن تعريف األمن البشري ه )اإلن ة من : ، بأن ى حال سان إل وصول اإلنصادية ، وقدرته على ممارسة الخيارات المختلفة ،الطمأنينة اة االقت وفير سبل الحي من خالل تة ن ،الهانئ ت م ل ثاب الل عم ر ، ، خ رض للفق دم التع ه ع يح ل ه ، يت م الحتياجات ل مالئ ودخ

ة صحية المالئم ة ال وفير الرعاي شمل ت ذاء ، وي ن غ ه م ا يكفي ى م صوله عل مان ح ،وضذاء أمين شخصه من التعرض لإلي ة مالئمة ، وت دني ، والمعيشة في ظروف بيئي والعنف الب

ه تم،وشعوره بأن عمن ى المجتم ة تليق ى ويحظ، إل اءبمعامل ذا االنتم ون ببه ا يك ه إ ، آم مكانل ة واالقتصادية بحري ، والثقافية ، واالجتماعية ، ممارسة حقوقه السياسية ره من آ ، وتحري

." ولو آانت الدولة والنظام ذاتهحتى ،ما يعوقه عن تحقيق تلك األبعاد

اس ، ييتضح من التعريف المقترح لألمن البشري أنه يصلح آمفهوم إجرائ حيث يمكن قيدول ى وقياس مد ، توافر هذه األبعاد من خالل رصدها ، توفرها في حياة البشر في العديد من ال

وآذا من خالل ، أو داخل الدولة الواحدة ، سواء من خالل وجهة نظر الدولة آمقدم لتلك األبعاد ى - نسبيا ااسعالمتلقين أو البشر أنفسهم ، ومن ثم فإذا آان مفهوم األمن البشري و د يصل إل إذ ق

ة من التحرر ى إال أنه يعن-ر إشباع الحاجات األساسية للبش التعبير عن حد باألساس بتوفير حاله تحدده وت ليس في إطار ما ، والحاجة للبشر ،من الخوف ة فقط قدم ى ، الدول الرجوع إل ا ب وإنم

سان وبترسيخ احترام الدول والحكومات لحقوق وحري البشر أنفسهم م يثبت في ات اإلن ، حيث لا ا العديد من التجارب أن هناك ربط ل تلقائي شر ، ب ة وأمن الب ين أمن الدول د من إ ب ه في العدي ن

.الحاالت مثلت الدولة مصدرا لتهديد البشر ، آما أسلفت الذآر

وم األمن ا ة لمفه ى المؤشرات العالمي ساني وبرغم تحفظ الباحث عل ة بعض إلن ، ومحاولها ي المفهوم ووضع مؤشرات دوليه له ، إال أن الدول النامية عل عولمةول والمنظمات العالمية الد

اد ا االجته شر فيه أمن الب ة ب رات الخاص ع المؤش ي وض أمين ، ف ق ت ا يحق ا ، بم سان فيه اإلن . ةواستقرار المجتمع والدول

:استخالصات

ذ ي ه ت ف ن ه حاول وم األم مولية لمفه رة ش ديم نظ ة تق ددة الدراس اده المتع ك بأبع ؛ ، وذلومي ن الق ة لألم ات التقليدي ن أسر التعريف سكرية، للخروج م اد الع ى األبع ي رآزت عل ،والت

ين ى باعتبارها األبعاد األول ، والسياسية ة نظر المحلل واضعي و ، بالرعاية واالهتمام من وجه

Page 19: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

19

، مي في مفهوم استقرار النظام آما هدفت إلى عدم قصر األمن القو . السياسات األمنية ومنفذيها ة ،هئوبقا سيادة القومي د ال ة . وتهدي ن آاف ا م ع م ة مجتم و حماي ومي ه األمن الق صود ب فالمق

وتهديدها بشكل مباشر ، ، والتي قد تؤدي إلى اإلضرار بمصالحه القومية ،األخطار المحيطة به د أآ ة فقط ، وق ة أو الجماعة الحاآم ة أن وليس أمن مجموعة من النخب دول النامي دت تجارب ال

ذا المنح ومي ىالترآيز على األمن القومي من ه ى تحقيق األمن الق لبية عل رز ظواهر س د أف قد سياسي والعسكري ق أمين ال ى الت اق عل ة لإلنف ة الحدي ال أن المنفع ذاتـه ، حدث هذا نتيجة إهم

.اد المتعددة لألمن القوميقص ، وآذا إهمال التوزيع األمثل للموارد واالهتمام على األبعانتت

ا ضحآم ومي ات ن الق ى األم ي نظرت إل دول الت ي الت آ أن ال مولي ه وم ش ت ىمفه تمتعيادتها ، والعسكري ، بالتفوق في المجال السياسي ة س وع من ، وحماي وفير ن وفي ذات الوقت ت

ا سنة لمواطنيه اة الح ة والحي د أ .الرفاهي ل تحدي ي ظ ة ف ة مرن ن سياس ك ع تج ذل د ن داف وق هة أبعاده سياسات األمن القومي ، وتغير في رصد دات المختلف ل مصادر التهدي والتعامل ، وتحلي

تتفاقم تلك األزمات والمشكالت ى وعدم االنتظار حت ، ظهرت مؤشرات لذلك معها بجدية إذا ما . أآثر خطورة على األمن القومي ى تضحى حت،

ة والتطبيق د من الدراسات النظري رد هو الوحدة أوضحت العدي ة الناجحة أن الف ات العملية م فهو هدف األمن ، األساسية للمجتمع والدول ه ،ومن ث ة يلا وبالت ، وغايت فهو الوحدة األولي

ا أو ،لألمن أمين مصالح والتي ال يمكن اختزاله ومي الحقيقي يكمن في ت األمن الق ا ، ف تراجعهاقي يضمن الغالبية من أفراد المجتمع أو الشعب ، بما من ، مجاالت الله االستقرار والتقدم في ب

ه األساسية ة احتياجات ه ، وفي ذات الوقت تلبي خالل حمايته من الخوف من األخطار المحيطة بك ام لتل باع الع ة من اإلش ق حال رب من تحقي صورة تق ةاالحتياجاتب سياسية ، االجتماعي ، وال

وم للمواطن أن العودة ذلك مما يوضح . والثقافية ،واالقتصادية من خالل الدعوة العالمية إلى مفهصالح ، وحماية األفراد ، األمن البشري ة ل ة وإن آانت في إطار دعوة عالمي في الدول المختلف

ة دول المختلف ة في ال نظم الحاآم ة من جانب ال -أهداف وأطراف معينة ، إال أنها تستوجب وقف مع ، في المجتمعات التي تقودها اإلنسان تأمين ما حققته في مجال لتقييم –خاصة الدول النامية

ة نظم المختلف ة ال و غاي شر ه ن الب ق أم أن تحقي ة ب ق ،قناع ية لتحقي ت أداة أساس ي ذات الوق وف .االستقرار

د ومي ل ن الق وم األم ى أن مفه ير إل بق أود أن أش ا س ي ىمم ل ف ث يتمث ة " الباح حماية ، ةاألفراد والمجتمع من األخطار المادية الداخلي ه ، وتلبي ة المحيطة ب االحتياجات والخارجي

ك االحتياجات ، واحترام حقوقهم األساسية المتعددة للمواطنين ة تل والحقوق مع ترتيب أولويسم ، االستقرار في المجتمع دعمبما ي ة تت والقضاء على مصادر التوتر والعنف من خالل رؤي

ن صالح األم ات وم ة ألولوي ، بالمرون

Page 20: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

20

ق نو ا يحق ةاعبم اءة المجتمعي ن الكف ة ، م شاملة للدول وة ال ادة الق يادة و ، وزي ي س ا يحم بم ."الدولة وهوية المجتمع

ة ة الدول والمجتمع ، أؤآد من خالل التعريف السابق أنه إذا آانت أهداف األمن هي حمايو ق وت ي تحقي ل ف سية تتمث ه الرئي رة ، إال أن غايت ة المباش ة والخارجي ار الداخلي ن األخط فير م

المفهوم ، وأفراده ، عوامل الصحة للمجتمع ة والمجتمع ب أمين الدول شارآة في ت ؤهلهم للم ا ي بمة . الشامل ، وفي ظل البيئة الدولية المتغيرة آما أن مفهوم األمن وإن آان ال يمكن استبعاد الدول

م ،منه حيث تمثل اإلطار السياسي والجغرافي للمفهوم راد ه ة األمن ، إال أن المجتمع واألف غايضا رآاء أي ن وش وم األم ي مفه ام ف ذ رؤ م تم أخ تهميح اتهمي ار واتجاه ي االعتب نع ف د ص عنات األمن ذها ،سياس صياغتها وتنفي ائم ب سياسي الق ام ال وم النظ ب أن يق ي يج ر الت صورة أآث ب

.؛ لتحقيق المصالح القوميةديمقراطية

د انتهت الدراسة أما فيما يختص بالعالقة بين األمن اإلنساني ومنظ سان فق وق اإلن ة حق وم :ىإل

شر -1 يا لكل الب ا أساس ة حق ار أن ثم سان باعتب وق اإلن ساني وحق توجد عالقة وثيقة بين األمن اإلندول أن تحقق زام أصيل للحكومات وال ذا الت م فه واطنين في األمن ،ومن ث م آم يتمثل في حقه

.األمن لشعوبها من خالل مفهوم األمن اإلنسانيا تعد ا -2 ا مهم ساءلة متطلب شفافية والم شارآة وال يد من الم م الرش ة وتطبيق قواعد الحك لديمقراطي

.وضمانة لكفالة األمن اإلنساني في إطار االحترام لكافة محاور ومجاالت حقوق اإلنسانسع -3 دول والحكومات إل ىيجب أن ت ه من أجل عدم دم ى ال زة األمن وسياسات تحقيق قرطة أجه

دعو ىعل االفتئات أو الجور سان ب وق اإلن ومي ، والتحول إل ى حق سياسات ى تحقيق األمن الق .تؤآد حقا أن المواطن ورضاءه يمثل غاية السياسات

ة :( يعد األمن اإلنساني بأبعاده -4 ة ،والشخصية ،والمجتمعي ة ،والجنائي ة ،والغذائي الصحية ،والبيئيصادية د األدن)،والسياسية،واالقت وق اإلنى الح رام حق ذه الحت ة له دات الموجه سان ،وأن التهدي

سان في دول وق اإلن رة لوضعية حق دات خطي ا في الدراسة ،هي تهدي م ذآره ي ت اد ،والت األبع .العالم المختلفة

ة ىعل الهوية سواء ىتمثل الصراعات الداخلية وأحداث العنف القائمة عل -5 ة ،أو عرقي أسس دينيحا عل اال واض ة ،مث ة االرتباطى،او اثني سان العالق وق االن رام حق ين احت ة ب ن ي ق األم وتحقي

أسس دينية أو ىالتسامح ، وقبول االختالف عل ( :ترسيخ قيم مثل فمن خالل القومي واإلنساني ، ساواة روة ،والم سلطة والث وق ،وتقاسم ال ات والحق رام الحري ة ،واحت ة لغوية أو عرقي ،والمواطن

اتهم راد بواجب سالم،وقيام األف ة ال اتهم ،وإرساء ثقاف ك من نحو مجتمع ر ذل ا ،وغي اظ عليه والحفدول اتير ال سان ودس وق اإلن ق حق ات ومواثي ي إعالن ضمنة ف يم المت ن )الق ق األم ن تحقي ،يمك

Page 21: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

21

واالستقرار وحل العديد من الصراعات واألزمات في دول الجنوب ،وحل مشكالت األقليات في .هذه البلدان وإشكاالت الثروة والسلطة فيها

ة -6 ة داخل أن العدال ة أو جماع د م التهميش ألى فئ واطنين وع ين الم ساواة ب سياسات والم ي ال فاظ عل ذلك للحف ساني ،وآ ادئ أساسية لتحقيق األمن اإلن د مب ات ىالدول تع وق والحري آل الحق

.اإلنسانيةد -7 أن العديد من األزمات العالمية التي تتضمن إضرارا بحقوق اإلنسان واحتياجاته األساسية تؤآ

دأن ك يه ارس دذل ي م ة ف ات غذائي ن أزم الم م اد الع ا س ك م المي،ومن ذل وطني والع ن ال األمل وتهدي و،وحاالت االضطراب والتوترات في الدول 2008وأبريل شرية بوجه دفيما بينها ب الب

ن ور األم ن منظ صاديا م ا اقت أمين أفراده ي ت دول ف شل بعض ال ضا أن ف ك أي ن ذل ام ،وم عه ب علي د ترت ساني ق شروعة ، اإلن ر م رة الغي ل الهج ة مث ة ومحلي ة عالمي شكالت أمني ي م وه

. حد سواءىعل مشكالت تهدد االستقرار الوطني والعالمي وتهدد الحياة اإلنسانية وأمن البشردقيق يستوجبان-األمن اإلنساني وحقوق وحريات اإلنسان -أن آال المفهومين -8 وازن ال اة الت مراع

ة أو المت اظ بين الحقوق الفردي ايير الخاصة بالحف ين المع ام ،وب شر بوجه ع سان أو الب ة باإلن علق . خرى اآل الجماعات بحكم العيش المشترك في دولة معينة،ولكن دون طغيان ألي منهما علىعل

:الدراسةمصادر

:ى الرجوع إلى لمزيد من التفاصيل يرج– 1 التنمية واألمن ىعشوائيات علدراسة في أثر ال:واألمن البشري محمد العدوي،العشوائيات

.51-21ص ).2007دار مصر المحروسة ،: القاهرة (،القومي دراسة عن واجبات الفرد : القانون ىدايس ، الحرية المكفولة للفرد بمقتض.إيرين أ– إيريكا -2

29 المادة ى حقوق اإلنسان وحرياته بمقتضىازاء المجتمع والقيود المفروضة عل .1.،ص)1990مطبوعات األمم المتحدة ،: نيويورك ( لحقوق اإلنسان، الميمن اإلعالن الع

3- Keith Krause And Michael C Williams, From Strategy To Security : Foundations of Critical Security ,in Keith Krause And Michael C Williams, eds. , Critical Security,( USA ,Univ. of Minnesota Press,1997) p .52

Page 22: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

22

4-African Report, UNDP Report Calls For Better Use of Peace Dividend , African Report , July 1997.

المتحدة اإلنمائي ، ترجمة مرآز األمم ، برنامج 1994 تقرير التنمية البشرية لعام - 5

.3 ص ،)1994مرآز دراسات الوحدة العربية ، : بيروت (الوحدة العربية ، دراسات بيير دوسينارآليز ، السكان واألمن ،المجلة الدولية للعلوم االجتماعية ، اليونسكو ،العدد - 6

.144، ص 1994سبتمبر ، 141

7- Lloyd Axworthy, Human Security : Safety For People In a Changing World ,(Canada , Ministry of Foreign Affairs , 29April 1999)P.1. 8-Redefining Security: The Human Dimension , Current History, May 1995 , p. 229.

9- Roxanne Lynn Doty , op.cit, p . 74

10- Barry Buzan, People , State and Fear , (North Carolina, the Univ. of North Carolina Press, 1983) , p p : 24-27

11- Keith Krause, and Michael C. Williams, op.cit , p : 45.

. 23 ، ص ذآره ، مرجع سبق1994 تقرير التنمية البشرية -12 .24-23: ص ، المرجع السابق - 13

Page 23: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

23

14- Ernesto Ottone , Overcoming Poverty and Exclusions as Causes of Insecurity in Latin America, Security Dialogue

, Vol . 28 No ,March, 1997, pp :1- 7

15 - The Copenhagen Declaration, World Summit For Social Development, United Nations: Division For Social Policy and Development, New York , May 1995.

. 23-22: ، مرجع سبق ذآره ، ص 1994 تقرير التنمية البشرية - 16

17-Mahbub Ulhaq , A New Framework For Development Cooperation , U. N. Chronicle, United Nations Publications, New York, Dec. 1993. 18-Ibid , p. 3. 19- Boutros Ghali, The 38 th Floor ,U.N. Chronicle , Sep 1994, p . 2. 20- Roxanne Lynn Doty , Immigration and The Politics of Security, Security Studies , Vol . 8 , No . 2-3 , 1998- 99 , p. 82. 21- Phill Harris, Communication and Global Security in Next Millennium , in, Perterand Golden and Phill Harris , eds. , Beyond Cultural Imperialism ,(London: Sage Publications,1997), p. 148

. 25 ، مرجع سبق ذآره ، ص1994 تقرير التنمية البشرية -22 . 21: المرجع السابق ، ص - 23

24-Redefining Security , The Humam Dimension , op.cit , p : 230

. 21 ، مرجع سبق ذآره ، ص 1994 تقرير التنمية البشرية - 25

Page 24: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

24

.146: بيردوسينارآليز ، مرجع سبق ذآره ، ص - 26

27-Levels and Components of Security, http://www.abs , by UNDP .HDR1998. html.engcha.5.p.l,5-7-2001.

،ص )1999مطبوعات البنك الدولي،:نيويورك (البنك الدولي،،عالم متغير الدولة في-28 .4-1ص

29- Caroline Thomas and Peter Wilkin, Human Security and Class in a Global Economy, in, Caroline Thomas and Peter Wilkin , eds. , Globalization , Human Security and African Experience , (London : Lynne Reiner Publishers , 1999), p. 6.

. 26: ، ص ره سبق ذآ ، مرجع1994 تقرير التنمية البشرية ، -30

31- Ernesto Ottone, op.cit, pp.10-16

. 27: ، ص سبق ذآره، ، مرجع1994 تقرير التنمية البشرية ، - 32 . 27: المرجع السابق ، ص - 33 . 152: ، ص همرجع سبق ذآر بيردو سينارآليز ، - 34

35-Levels and Components of Security , op.cit ,p.2. 36 -Peter Wilkin , op.cit , p : 29 .

. 27: ، ص ه ، مرجع سبق ذآر1994 تقرير التنمية البشرية ، - 37 . 28: ع السابق ، ص المرج- 38

Page 25: نﺎﺴﻧﻹا قﻮﻘﺣ ﺔﻣﻮﻈﻨﻣو ﻲﻧﺎﺴﻧﻹا ﻦﻣﻷا …€¦ · .(2)ﻲﻧﻮﻧﺎﻗ مﺎﻈﻧ يﻷ ﺔﻴﺳﺎﻴﺴﻟا ةﺪﺣﻮﻟا نﻮﻠﺜﻤﻳ

25

. 28: المرجع السابق ، ص - 39 . 29: المرجع السابق ، ص - 40 . 29: المرجع السابق ، ص - 41 .30: المرجع السابق ، ص - 42 . 31 - 30: المرجع السابق ، ص - 43

44- Jorge Nef, op.cit , pp3-4.

التخلص منها ، المجلة ىمن خطر التفرقة إل: ة أ آاتارينا توماشفسكي ، حقوق المر- 45 . 1998 ، ديسمبر 158 العدد ،للعلوم االجتماعية الدولية

. 31: ، ص ه ، مرجع سبق ذآر1994 تقرير التنمية البشرية ، - 46 . 32: المرجع السابق ، ص - 47علي .د : ى الرجوع إلى حول إدراك عينة من الطالب المصريين لحقوق اإلنسان يرج- 48

مرآز البحوث و : القاهرة ( رؤية طالب الجامعات المصرية لحقوق اإلنسان ، ,الصاوي . 62 - 3: ص ) 1995الدراسات السياسية ،

وم اإلجتماعية ، ديسمبر ، نص اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ، المجلة الدولية للعل- 49 . 14 - 11: ، ص158: العدد ،1998

نوعية من حقوق اإلنسان ، المجلة الدولية للعلوم : س سيمونيدس ، الحقوق الثقافية جانو- 50 . 143: ، ص 158: ، العدد 1995، ديسمبر االجتماعية