ﻲﻨﺠ ن ﺒﻻ براﻋﻹا ﺔﻋﺎﻨﺼ ر ﺴ€¦ · م 2005 : ي - ˆ˙ا ا دˇ ـ...

م 2005: ماي - رابعدد الـالع – الجزائر - لة ـجامعة ورق -واللغات جلة ادابـم – ا�ثــرــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

272

من خالل مدخل رس الصوتي ومصطلحاتهدلا

ن جنيبال "صناعة اإلعراب رس"

د بلقاسممحم .د

ســانملتعة جام ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

:مة دقمالوأمشلها يف العربية لكتب اليت وصلتناا لمكتاب سر صناعة اإلعراب من أك دعي

ومادته العلمية مل تتوفر يف أي كتاب آخر، فهو كتاب فريد يف نظمه وتبويبه، وموضوعه مل مل على مدخل يف علم األصوات، حتدث فيه بكالم ر به الدارسني تشا يسبقه إليه أحد

.يف القدمي، وفاز بإعجاب علماء الصوتيات احملدثنيأصبح مصدرا أساسيا للدراسات الصوتية العربية، مة هذا الكتاب ترجع إىل أنهيقو

ن يستشريونه، فهو و ارسلدوال يذكر علم األصوات إال مقرونا بسر صناعة اإلعراب، وايرشدهم إىل طريق الصواب وباإلضافة إىل دقة الدراسة الصوتية املركزة اليت جعلها ابن جين

لعشرين كانت مصدرا لعلماء مدخال لكتابه القيم، فإن مادة أبواب الكتاب التسعة واه بكتاة خامت ويف .الصرف، فهو عامل بز أقرانه وتفوق عليهم عرب العصور يف جمال الصرف

:عقد ثالثة فصول، حتدث فيها عن .يف حروف املعجم واشتقاقها ومجعهار صت -1 .ائتالف احلروف يف نظمها نسح -2حروف املعجم فذكر فعال لكل دريب على صياغة فعل األمر، ورتب األمثلة علىتلا -3

.حرف مما استعملته العرب


273

ه هذا األملعي من بصاحه اب سر صناعة اإلعراب مرآة تعكس ما كان يتمتع بوكت .ثروة لغوية طائلة وعلم غزير، وملكة نادرة يف التحليل وموهبة فذة يف التعليل

ت العربية أو دراسة ذي يهمنا من الكتاب هو املدخل الذي حتدت فيه بدقة عن الصوتياوال ماأ"أصوات العربية، الذي أظهر فيه مهارة حىت قال عنها أحد دارسي األصوات املعاصرين

ابن جين للمخارج بالصورة اليت تسجلها يف كتابه، وترتيبه هلذه املخارج، فهو يدل وصف الوقت على قوة مالحظته وذكائه النادر، واحلق أن النتائج اليت وصل إليها هذا العامل يف

الذي كان يعيش فيه لتعد مفخرة له وملفكري العرب يف هذا املوضوع، ومما يؤكد براعتهم ونبوغهم يف هذا العلم أم قد توصلوا إىل ما توصلوا إليه من حقائق دون االستعانة بأية

."أجهزة أو آالت تعينهم على البحث كما نفعل اليوم :األصوات ملع

يتحدث عن علم ف ،املعالبحث يف األصوات العربية ابن جين أول من مسى دعييسوي بني وهو (1)األصوات واحلروف ومشاركته املوسيقى ملا فيه من صنعة األصوات والنغم

.(2)الصنعة والعلمدما يطلق مصطلح علم األصوات، يطلقه بلفظ واضح وصريح، وذلك قبل وعن

والبحث يف مشكالا املختلفة فهو الدراسات الغربية بقرون، وهو يقصد دراسة األصوات Phonetics.ال يبتعد عن مصطلح الدراسات الصوتية احلديثة

أن علم األصوات علم قائم بذاته، وهذه إشارة واضحة على أن الدراسة كر ويدالصوتية يف عهده يف القرن الرابع اهلجري كانت تلقى العناية الالئقة فأخذ ينظر إليها على

...ة ال تقل شأنا عن النحو والصرف والبالغةأا دراسة مستقليف استعماله علم األصوات بينيور ى كثري من الدارسني أن ابن جين قد سبق األوير

.(3)...ذلك املصطلح الدقيق الذي رسم به صورة واضحة هلذا العلمأول كتاب مستقل يؤلف يف هذا العلم، فلم وه "صناعة اإلعراب رس"ابه وكت

ابا خمصوصا لعلم األصوات، وهو جيمع الدراسات الصوتية السابقة اليت تعرف العرب كت


274

ويه مث تطورت إىل أن وصلت عند ابن جين يف هذا بسي ذهبدأت عند اخلليل وتلمي .الكتاب،وهذا التطور يدل على ازدهار الثقافة اإلسالمية عامة يف عصره

درج صاحبها من تمعن يف كتاب سر صناعة اإلعراب جيد موضوعاته دقيقة يتوامل، وأجراص احلروف الطبيعية، ارجهاوصف جهاز النطق، وعدد حروف املعجم، ووصف خم

وتقسيم صفاا، وما يعرض للصوت عند بناء الكلمة، مث بيان الشاذ واملقيس، إىل أن يصل ...إىل الفصاحة يف اللفظ املفرد، وتأليفه من أصوات متباعدة املخرج

صوات منفردة، وهذا ال يدل ألا :عن احلروف أيدف ابن جين إىل احلديث ويه .صوات يف حالة اجتماعها، ويظهر ذلك جليا يف كتابه اخلصائصألس ادر على أنه مل يصد بسر الصناعة، أنه يكشف أسرار تآلف األصوات يف العربية، وقصد ويق

.بالصناعة ما يف تآلف األصوات من حسن وقبح :ز النطق اهج

اإلنسان عندما يف ،(4)لصوتية احلديثة كثريا عن جهاز النطقحتدثت الدراسات ا دقليصدر أصواتا فإا متر جبهاز لنطقها، ومسي جهازا جتوزا، فالدارسون يتحدثون أن أعضاء

فتان والفك األسفل والطبق وفيه شلا :خمتلفة، فهي إما متحركة أو ثابتة، فاملتحركة هيسنان، واللثة، والغار، واجلدار اخللفي ألاك :والثابتة الالهات، واحلنجرة، واألوتار الصوتية،

تتبع الباحثون رحلة الصوت من فروجه من الرئتني ووصوله إىل الفم، فهو مير دقو ...حلقللبالقصبة اهلوائية مث تستقبله احلنجرة فيمر بالوترين الصوتيني ليخرج إىل احللق، فيحتك

.ج إىل الفمباللسان واحلنك فيلتقي بالشفتني فيخر شبه بعضهم احللق والفم دقو " :ن جين يشبه بعض أعضاء جهاز النطق بقوله واب

بالناي فإن الصوت خيرج فيه مستطيال أملس ساذجا، كما جيري الصوت يف األلف غفال بغري صنعة، فإذا وضع الرامز أنامله على خروق الناي املنسوقة، وراوح بني عمله اختلفت

خرق منها صوت ال يشبه صاحبه، فكذلك إذا قطع الصوت يف األصوات ومسع لكل .(5)"الفم باعتماد على جهات خمتلفة كان سبب استماعنا هذه األصوات املختلفةو لق حلا


275

ف ابن جين سر اختالف األصوات اخلارجة من هذا اجلهاز والكيفية اليت يتم ويصري ذلك أيضا وتر العود، ظنو " :ا هذا اإلختالف، وهي عملية ميكانيكية للنطق، فيقول

له صوتا، فإن حصر آخره الوتر ببعض أصابع تمسعل فإن الضارب إذا ضربه، وهو مرسيسراه أدى صوتا آخر فإن أدناها قليال مسعت غري اإلثنني، مث كذلك كلما أدىن أصبعه من

صور أول الوتر تشكلت لك أصداء خمتلفة، إال أن الصوت الذي يؤديه الوتر غفال غري حمجتده باإلضافة إىل ما أداه وهو مضغوط حمصور أملس مهتزا، وخيتلف ذلك بقدر قوة الوتر وصالبته وضعفه ورخاوته، فالوتر يف هذا التمثيل كاحللق واخلفقة باملضراب عليه كأول صوت من أقصى احللق، وجريان الصوت فيه غفال غري حمصور كجريان الصوت يف األلف

من الضغط واحلصر باألصابع كالذي يعرض للصوت يف خمارج الساكنة، وما يعرتضه احلروف من املقاطع، واختالف األصوات هناك كاختالفها هنا، وإمنا أردنا ذا التمثيل

لنا وال هلذا الكتاب به امم (د املوسيقىصقي)اإلصابة والتقريب، وإن مل يكن هذا الفن وات واحلروف له تعلق ومشاركة تعلق، ولكن هذا القبيل من هذا العلم فعلم األص

.(6)"والنغم تصواألللموسيقى ملا فيه من صنعة ان جين ينبه على أن األصوات ختتلف فيما بينها تبعا ألوضاع أعضاء جهاز واب

النطق، وأن من األصوات ما تعرتضه العوائق اليت مثلها بأنامل الزامر على الناي أو أصابع احملدثيت عوائق الوترين الصوتيني واللسان، وغري ذلك، دارب العود على الوتر، وهي عند

.خرجملا قطعملاب قصدي وهوقطع عند الدارسني اليوم هو اجتماع صوتني أو أكثر، والكن ابن جين يعين به وامل

لم أن الصوت عاو "املكان الذي يعرتض فيه الصوت لعائق مينعه عن جريانه واستطالته، صال حىت يعرض له يف احللق والفم والشفتني مقاطع عرض خيرج من النفس مستطيال مت

.(7)"متداده واستطالتها تثنيه عن :صوت ـلا

التعريف السابق للصوت يتضح لنا أن تعريف ابن جين للصوت كان جامعا، نم .وهو يشتمل على خصائص مل جندها عند غريه


276

كالنفس بغري عارض خيرج مع النفس وليس أساسيا حلياة الفرد وهف : وت عرضصلا -أن حييا اإلنسان، وهذا يوافق أقوال بعلماء كفيمت النفس ال حييا اإلنسان، وأما بغري الصو

اليوم عن الصوت اإلنساين يفرض على النفس كعرض يوجد مث يزول فإن كان النفس جوهر ض هلا، وهم يعربون عن ذلك أحيانا بقوهلم إن الصوت ر ع صوتلافاحلياة اإلنسانية

.(8)لى النفسمفروض عيف اإلنسان وقد يشاركه قيتشكل بأشكال جهاز النط وهف : وت مستطيلصلا -ب

احليوان األعجم عند خروج النفس، من الرئتني، ويعطي أمثلة فيشبه جمرى الصوت بداخل الناي يستطيل فيه الصوت حىت خيرج من فتحاته، ويشبهه كذلك بأوتار العود، وهو يعطي

صوتال نإ"لة صفات للصوت، تتقاطع يف ما جاء به العلماء اليوم من خالل هذه األمثاإلنساين خيرج من جمراه الذي يشبه جمرى اهلواء يف الناي وحيدث الصوت فيه عند احنبال

.(9)"الصوتية كما حيدث يف آلة العوداإلنسان متصل احلركات وهي تشبه الساكنات أن تكون تو ص : وت متصلصلا -ج

اتصل النفس ا نعه من اإلستطالة واإلتصال، فالصوت يستطيع أن اإلتصال معليه نتوءات متاإلنساين، والغربيون يقولون أن الوحدة النفسية هي الوحدة احلقيقية للكالم وليست الكلمة، ألن الوحدة النفسية يتصل فيها الصوت حىت ينتهي النفس والصوت معا، وما

من الكتابة اليت نفرق فيها بني الكلمات، ومل نسمية كلمة هو يف الواقع اصطالح أخذناه .(10)وت اإلنساينصيؤخذ من واقع ال

أماكن إحداث األصوات فبعض الساكنات حلقية يهو : لق والفم والشفتانحلا -دوالبعض فمية، واآلخر شفوية، وابن جين أشار يف هذا التعريف إىل خمارج األصوات وترك

.صوات العربيةالالفظات إىل الوصف التفصيلي أل :رف عند ابن جين حلا/وت صلا

وت واحلرف، لقد نظر ابن جين إىل احلرف صلا : املصطلحنيني بجينفرق ابن له نم :سابقني له عدة معانلا ومهفمنظرة السابقني له مع بعض االختالف، فاحلرف يف


277

نه يعين أمهها الصوت املنطوق، والرمز املكتوب والعريب عندما يتحدث عن احلرف فإت هذه الفكرة مسيطرة على لوظ ك،الصوت اللغوي، وإذا عىن رمزه املكتوب نبه على ذل

الدارسات اللغوية، ويف العصور املتأخرة أصبحت تدل يف غالبها على الرمز املكتوب .للحرف

عاب بعض الدارسني على سيبويه استعماله كلمة حرف اليت تعرب يف احلقيقة وقدجند ، فقد استعملها ملا يسمع أيضا، وهذا ليس مقصورا على سيبوبه، بلعن الرمز املكتوب

.(11)بعض علماء أوربا إىل عهد قريب يسلكون نفس املسلكاحلرف فالقول فيه وفيما كان من امأ" :ن جين ميز بني احلرف والصوت يف قولهوابن ذلك حرف ما وقعت يف الكالم يراد ا حد الشيء وحدته منيأ (ف ر ح)لفظه أن

وت عرض خيرج مع صلا"لصوت ا حدث عنتيو "(12)...الشيء إمنا هو حده وناحيته ."(13)...النفس مستطيال

قو ذ"د ابن جين يقرن الصوت باحلرف أو احلرف بالصوت فيتحدث عن وجنأكذ كمال بشر على أن ابن جين عندما يتحدث عن دقو . ذلكريغو "أصوات احلروف

اريلك إذا أردت اعتببسو " :ال يقولثمف.(14)ات يعين به اهلواءالصوت يف بعض السياقاحلرف أن تأيت به ساكنا ال متحركا ألن احلركة تقلق احلرف يف موضعه ومستقره ىصد

وجتتذبه إىل جهة احلرف اليت هي بعضه، مث تدخل عليه مهزة الوصل مكسورة من قبله، ألن ج وكذلك سائر احلروف إال أن بعض احلروف الساكن ال ميكن اإلبتداء به فنقول اك، اق، ا

.(15)"أشد حصرا للصوت من بعضهايستعمل ابن جين الصوت واحلرف مبعىن واحد، فأثناء حديثه عن اإلدغام فذكر وقد

ن جين عرف مصطلحي فاب.تقريب الصوت من الصوت، وتقريب احلرف من احلرفوهذا ما جعل بعض وت واحلرف مع بعض اإلختالف يف استعمال احملدثني،صلا)

غالب يعين باحلرف الصوت إذ ال يبتعد ل ايف اإلضطراب أو التداخل يف استعماهلما وهو .كثريا عن السابقني له


278

:ويت صلا

دث ابن جين عن الصويت وهو مصطلح يعرب به عن ظاهرة تلحظ يف أواخر حتيتراك تقول يف الأ..." :بعض أصوات العربية حني حياول نطق هذه األصوات مفردة فيقول

، اص، از، س ا :إط، إل، فال جتد للصوت منفدا هناك، مث تقول ،دإ :الدال والطاء والالماذ، اث، اف، فتجد الصوت يتبع احلرف، وإمنا يعرض هذا الصويت التابع هلذه احلروف وحنوها ما وقفت عليها ألنك ال تنوي األخذ يف حرف غريها، فيتمكن الصويت فيظهر،

ا جتده مت كصو ك ال حتس معها شيئا من النإف...ا وصلت هذه احلروف وحنوهافأما إذ، ويسلم، ويزلق، ويثرد، ويفتح، وإمنا كان ذلك رب صي :معها إذا وقفت عليها وذلك حنو

كذلك من قبل أخذك يف حرف آخر وتأهبك له قد حال بينك وبني التلبث، واإلسرتاحة .(16)"...اليت يوجد معها ذلك الصويت

لفة من حيث تملخا بأهم خواص احلروفيتأي :لق كمال حممد بشر على ذلكويعكيفية مرور اهلواء حال النطق، ويذكر أن اهلواء قد يقف وقوفا تاما كما يف حال الدال والطاء وغريها من األصوات اليت اتفق على تسميتها حديثا باألصوات اإلنفجارية أو

يف امك "تاي و ص"ال مير ولكن حيدث حفيف أو ما مساه الوقفات أو أن هذا اهلواء قد وغريمها من تلك األصوات املعروفة، باإلحتكاكية، غري أن جمرى احلروف للذاواالسني

يتسع وال يعوق اهلواء عائق وذلك يف حالة األلف والياء والواو، وهذا تصور بارع الحظه ي أن هواءها مير حرا طليقا ابن جين حيث أدرك خاصة حروف املد بوصفها حركات، وه

دون مانع مينعه، على حني حيس إحساسا صادقا خباصة النوع اآلخر وهي األصوات الصامتة فيلحظ أن هواءها قد يقف وقوفا تاما أو ال يقف لكنه ينسل من خالل طريق

صوات الصامتة، وحروف املد ألا :ضيق، فهو يفصل فصال واضحا بني صنفي األصوات .(17)(حركات يهو )

م فهو يعتربها يتفخالن جين ذكر أن لألصوات فروعا مثل ألف اإلمالة وألف واب .(18)فروعا لأللف


279

ح رأي ابن جين يف الدراسات ضو ي"فرع الصوت وأ "ويتصلا"ا سبق يتضح أن وممن أن كميPhoneme الصوتية الدقيقة اليت تدرس الصوتوفروعه وترى أن الصوت املتمايز

.(19)"صويتات وأ Allophonesالغربيون تكون له فروع يسميها : اتغة أصو للا

ف ابن جين اللغة تعريفا هاما، يستوقف الباحث اللغوي احلديث، يذكر أهم ر عاجلوانب املميزة للغة، فهي أصوات ووظيفتها التعبري ونقل الفكر وبنيتها ختتلف باختالف

تعريفه للغة يثري نإ.(20)"ن أغراضهما أصوات يعرب ا كل قوم عإ"اتمعات اإلنسانية، ستغراب عند الغرب ألنه يشمل معظم جوانب إلاو (هشةدلا)إىل درجة مالكثري من اإلهتما

التعريف اليت عرضها علم اللغة احلديث، والقول اللغة أصوات قول يف غاية الدقة حيث مل لمية إال مؤخرا، تكشف اللسانيات احلديثة، وخاصة منها الصوتية عن هذه احلقيقة الع

ت، وهذا التعريف البن جين خيرج كال من الكتابة اأصو ة ويكاد جيمع اللغويون على أن اللغواإلشارة والرمز واللون وأشكال تعبريية أخرى من هذا التعريف الدقيق، وهذا دليل على أن

لغة احلديث علماء العربية كانوا يدرسون اللغة باعتبارها منطوقة ال مكتوبة، وهو شأن علم البن جين نظرة يف نشأة اللغة وال.(21)إىل اليوم، فهو جيعل اللغة نظاما من الرموز الصوتية

بعضهم إىل أن أصل اللغات كلها إمنا بهذ" :جيعلها حماكاة األصوات الطبيعية، فيقولهي من األصوات املسموعات كدوي الريح وحنني الرعد وخرير املاء وشحيج احلمار ونعيق

ن ذلك فيما بعد،وهذا عات لغوصهيل الفرس،ونزيب الظيب وحنو ذلك،مث ولدت ال الغرابا القول على الرغم أنه مل ينسبه إليه، بل أقره، وهذ.(22)"عندي وجه صاحل ومذهب متقبل

فلم جيد الدارسون من سبقه إليه؛ وهو يتفق مع إحدى النظريات احلديثة يف نشأة اللغة .وهي نظرية احملكاة

:الحروف اء مسأ

أمساء احلروف باب"عمل ابن جين مصطلح أمساء احلروف ويعقد له بابا أمساه تسيوأجناسها وخمارجها وفروعها املستحسنة وفروعها املستقبحة، وذكر خالف العلماء فيها

جيعلها تسعة وعشرون حرفا، كما هي عند أغلب علماء العربية؛ و ،(23)"مستقصى مشروحا


280

وآخرها ،لفاألاملعجم عند الكافة تسعة وعشرون حرفا،فأوهلا م أن أصول حروف لعا"الياء على املشهور من ترتيب حروف املعجم، إال أن أبا العباس فإنه كان يعدها مثانية

مهزة ال تثبت على صورة يه :وعشرين حرفا، وجيعل أوهلا الباء، ويدع األلف من أوهلا يقول .دها مع احلروف اليت أشكاهلا حمفوظة معروفةواحدة وليست هلا صورة مستقرة، فال أعت

م أن لعا" :املربد قالو ،(24)"ا الذي ذهب إليه أبو العباس غري مرضي منه عندناذهو احلروف العربية مخسة وثالثون حرفا، منها مثانية وعشرون هلا صور، واحلروف السبعة جارية

ال أن إ ،(25)"ملشافهة فموجدةعلى األلسن، مستدل عليها يف اخلط بالعالمات، فأما يف امزة هنا من جهة أا ال صورة هلا ثابتة واعتربها يف ما يأيت من األصل اهل رباملربد مل يعت

مزة بني بني، هلا :ا احلروف اليت كملت هذه اخلمسة والثالثني حرفا بعد ذكرنامأو " :فيقولاجليم، واحلرف املعرتض بني فاأللف املمالة، وألف التفخيم واحلرف املعرتض بني الشني و

.(26)"اخلفيفة فهي مخسة وثالثون حرفا الزاي والصاد، والنون،صورة اهلمزة يف احلقيقة، وإمنا كتبت اهلمزة واوا مرة يه"ن جين يعد اهلزة ألفا واب

وياء أخرى على مذهب أهل احلجاز يف التخفيف ولو أريد حتقيقها البتة لوجب أن تكتب مزة هلاو " .اللفظ ة يفبتيستدل على أن اهلمزة حرف ألا مثو ،(27)"...ألفا على كل حال

هذا و ،(28)"موجودة أيضا يف اللفظ كاهلاء والقاف وغريمها، فسبيلها أن تعتد حرفا كغريهامما يؤكد على أن اللغة أصوات، فاحلرف عندما يلفظ يثبت بعد ذلك باخلط فاالعتداد

.بالصوت ال باحلرف املكتوب : المخارج بسح)أصوات العربية يبتر ت(

العالمة ابن جين من ترتيب احلروف حسب خمارجها البد من به امرفة ما قعمل .مقارنتها برتتيب سيبويه واخلليل؛ حىت نعرف الفرق واخلالف، وسببه

:يب ابن جني تر ت

، الياء، مزة، األلف، اهلاء، العني، احلاء، الغني، اخلاء، القاف، الكاف، اجليم، الشنيهلاالدال، التاء، الصاد، الزاي، السني الظاء، الذال، الثاء، ، الضاد، الالم، الراء، النون، الطاء

.الفاء، الباء، امليم، الواو


281

صعدها، وهو الصحيح، فأمر ترتيبها يف تو قهااذما هو ترتيب احلروف على فهذحابه وهو الصواب الذي رتبه سيبويه وأص امم...كتاب العني ففيه خطل واضطراب وخمالفة

.(29)يشهد له التأمل بصحته :يب الخليل وسيبويهتر ت

-ظ -ت د -ط -ز -س -ص -ض -ش -ج -ـك -ق -غ -خ -ـه -ح -ع =(30)ليل خلا

.ء -ي -ا -و -م -ب -ف -ن -ل -ر -ث -ذ -د -ط -ن -ر -ل -ي -ش -ج -ض -ق -ـك -خ -غ -ح -ع -ـه -ا -ء =(31)ويه سيب

.و -م -ب -ف -ث -ذ -ظ -س -ز -ص -تن جين خيالف اخلليل يف عدة مواضع، كما خالف سيبويه بعض املواضع وان واب

مزة هلاو .صرح أن ترتيبه هو الصواب، فاخلليل جعل العني أوال وتليها احلاء واهلاء واخلاءل بني القاف والغني باخلاء، أما اخلليل فوضع صفو .واأللف واهلاء تسبقها عند ابن جين

،ق)ابن جين و ،(، يشج، ، ق، ض ،ك)بعد الغني، وسيبويه يرتب ابتداء من القاف "دع صت"و ،"قاذم"نالحظ أن ابن جين يستعمل مصطلح وإذ.)ك،ج، ش، ي، ض

يتحدث عن ترتيب خمارج احلروف، وهو رمبا يقصد ظروف النطق يف التذوق يكون نيح ...حلركةعن طريق الفعل والصعود واهلبوط، كذلك يكون بالفعل وا

:ركات واألصوات حلا

لصامتة كما يسميها احملدثون، والعرب يطلقون عليها اروف أو األصوات حلااحلروف، واملتعارف عليه أن هذه الصوامت ختتلف من لغة ألخرى إال أن درجة االختالف

.(32)ال تبلغ حدا يف احلركاتروف فهي أصوات كاملة، ركات تسمى أصوات ناقصة، أما أصوات الساكنات أو احلفاحلناقصة حركات ألا تقلق احلرف الذي تقرتن به، وجتتذبه حنو لت اواا مسيت هذه األصمنإو "

احلروف اليت هي أبعاضها، فالفتحة جتتذب احلرف حنو األلف، والكسرة جتتذبه حنو الياء، ا، فإن بلغ ا والضمة جتتدبه حنو الواو، وال يبلغ الناطق ا مدى احلروف اليت هي أبعاضه

.(33)"مداها تكملت احلركات حروفا أعين ألفا وياءا وواوا


282

صد به أبعاض احلروف قبل أن تبلغ مداها، قيو (اتكر ح)ن جين يستعمل هذا املصطلح واب .وإال فأصبحت حروفا كاملة أي أصواتا صامتة أو ساكنات

حلرف عنده أقوى يعطي أمثلة، ويطيل الكالم يف الفرق بني احلرف واحلركة، وا وهورف وال تسبقه، وال حتدث معه، ويناقش أستاذه أبا علي احلمن احلركة، وأن احلركة تتبع

،(34)الفارسي، وسيبويه يف رأيهما أن احلركة تسبق احلرف، أو أن احلركة حتدث مع احلرفخلصائص يؤكد يف كتابه امث ،(35)ينتهي إىل أن احلركة تتبع احلرف وتأيت بعده وال تأيت قبلهو

.(36)معه واله على أن احلركة تأيت بعد احلرف ال قبلن جين أدرك معىن هذه األصوات احلركات ودورها، وبني الفرق بينها وبني واب

النطق والصفات،وأوضح أن هناك حركات قصرية وأخرى ،يف"روفحلا"األصوات الصامتةت أبعاض حروف املد واللني، م أن احلركالعا" :طويلة،وعرب عن الفرق بينهما بدقة قائال

والواو، فكما أن هذه احلروف الثالثة، فكذلك احلركات الثالث،وهي ياءالوهي األلف و الفتحة والكسرة والضمة،فالفتحة بعض األلف، والكسرة بعض الياء، والضمة بعض الواو،

ة،والضمة وقد كان متقدمو النحويني يسمون الفتحة األلف الصغرية، والكسرة الياء الصغري .(37)"الواو الصغرية،وقد كانوا يف ذلك على طريق مستقيمة

ركات يف العربية ثالث أساسية وهي الفتحة حلا -1 :تنتج من هذا القول أن ونسـ للحركات القصرية، ــ ـــــ :زها هيو مر -3 .ركات تكون قصرية وطويلةحلا -2 .والكسرة والضمة

.لةواأللف والياء والواو للحركات الطويون احلركات ستة مع تشعب كل حركة إىل ثالثة أنواع ددارسون احملدثون للغة العربية يعوال

ة كر ح 18للفتحة والكسرة ومثلها للضمة، فهي تسع، وإذا اعتربت الطول والقصر صارت أا تفرق بني معاين الكلمات أو ال يأ-من حيث الوظيفة امأ .ال للحركاتاثم 18أو .(38)ميز به املعاينتا تممفقط أو ست لو اعتربت الطول والقصر ثالث يهف -تفرق :ام أصوات العربية سقأ

دث ابن جين عن ثالثة وأربعني حرفا للعربية، مفصال ذلك، فجعلها تسعة حتيوعشرين حرفا، ويلحق ا ستة تتفرع عنها فتصري مخسة وثالثني حرفا، مث يلحق ا مثانية


283

لم أن عاو " :ربد يقولاملوات العربية ثالثة وأربعني إال أن أحرف وذا يكون جمموع أصأن ابن جين يصف هذه احلروف الزائدة إال .(39)"احلروف العربية مخسة وثالثني حرفا

:بصفتنيقها ستة أحرف تتفرع عنها حىت تكون مخسة حلت..." :ختص الستة اليت قال عنها ولىاأل

فيفة اخل ونا يف القرآن وفصيح الكالم وهي النخذ ؤ ي ةنسحوثالثني حرفا، وهذه الستة ويقال اخلفية، واهلمزة املخففة، وألف التفخيم، وألف اإلمالة والشني اليت كاجليم والصاد

.(40)"اليت كالزايتلحق بعد ذلك مثانية أحرف، وهي فروع دقو " :وهي الثمانية اليت استقبحها قائال انيةالث

غة ضعيفة مرذولة لالقرآن وال يف الشعر، وال توجد إال يف غري مستحسنة، وال يؤخذ ا يفاف اليت بني اجليم والكاف، واجليم اليت كالكاف، واجليم اليت كلا :غري متقبلة وهي

كالشني، والضاد الضعيفة، والصاد اليت كالسني والطاء اليت كالتاء، والظاء اليت كالتاء، ىت حين شر ف األربعة عشر الالحقة للتسعة والعوالباء اليت كامليم، وال يصح أمر هذه احلرو

ن جين هنا استعمل حسنة، وغري واب.(41)"كملتها ثالثة وأربعني إال بالسمع واملشافهة .مستحسنة، وهو يعين ا مقبولة ومستعملة وغري مقبولة وقليلة االستعمال

:سامها قأو روف حلا)رج األصوات اخم(

بدءا باحللق ا ى مكان خمرجها وجيعلها ستة عشر خمرجن جين يوزع أصوات العربية علباو لم أن خمارج هذه احلروف ستة عشر ثالثة منها يف عاو " :وانتهاء بالشفتني، فيقول

.(42)"ا بني الشفتني خمرج الباء وامليم والواوممو ...احللق


284

(43):كن أن خنتصر ما جاء به ابن جين يف اجلدول التايلومي ددالع خرجالم ــواتصاأل

01 ل الحلق وأقصاهأسف ـه -ا -ء مزة، واأللف، والهاءهلا

02 الحلق وسط ح -ع ين، والحاءعلا

03 ى الحلق مع أول الفمأدن خ -غ ين، والخاءعلا

04 ى اللسانأقص ق ــــافقلا

05 أسفل من ذلك وأقرب إلى مقدم الفممن ك ـــافكلا

06 ين وسط الحنك األعلىاللسان بينه وب وسط ي -ش -ج يم، والشين،والياءجلا

07 حافة اللسان، وما يليها من األضراس أول ض ادضلا

ة اللسان من أدناها إلى منتهى طرف اللسان، فويق حاف ل ـــالمـلا

الضاحك

08

09 اللسان بينه وبين ما فويق الثنايا طرف ن ـــــوننلا

نحرافة مخرج النون غير أنه أدخل في ظهر اللسان قليال المن ر ـــراءـلا

إلى الالم

10

11 طرف اللسان وأصول الثنايا بين ت -د -ط اء، الدال، التاءطلا

12 الثنايا وطرف اللسان بين س -ز -ص اد، الزاي، السينصلا

13 طرف اللسان وأطراف الثنايا بين ث -ذ -ظ اء، الذال، الثاءظلا

14 ن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلياباط ف ـــاءفلا

15 ـــا بين الشفتين ممـ م -ب -و او، الباء، الميمو لا

16 ياشيمالخ ن ون الخفيفة الساكنةنلا

خالل هذا التقسيم يشيد الدارسون احملدثون بعمل ابن جين ويعدونه مدهشا، نمويرون أم ال خيتلفون معه كثريا بل أن جمال االتفاق أوسع من جمال اخلالف، وأن كثريا من

الف ميكن أن نغض النظر عنها وأن ملها وذلك لشدة التقارب والتداخل بني نقاط اخلخمارج النطق، فليس هناك يف الواقع حدود فاصلة فصال تاما بني بعض هذه املخارج، ووصف املخارج عند ابن جين ذه الصورة يدل على قوة املالحظة والذكاء النادر، واحلق

ن يعيش فيه لتعد مفخرة له اذي كالعامل يف هذا الوقت أن النتائج اليت وصل إليها هذا الوملفكري العرب يف هذا املوضوع ومما يؤكد براعتهم ونبوغهم يف هذا العلم أم قد توصلوا


285

إىل ما توصلوا إليه من حقائق مدهشة دون اإلستعانة بأية أجهزة أو آالت على البحث .(44)كما نفعل حنن اليوم

: يةوات العربجهور والمهموس من أصملاتوضيح خمارج احلروف واحلركات، يقسم ابن جين أصوات العربية إىل عدة دعب

انقسامها نمف...م أن للحروف يف اختالف أجناسها انقساماتلعا" :انقسامات، فيقول :يف اجلهر واهلمس، وهي على ضربني جمهور ومهموس، فاملهموسة عشرة أحرف، وهي

اد، والتاء، والسني، والثاء، والفاء، وجيمعها صاف، والشني، والاء، واحلاء، واخلاء، والكهلا .قي احلروف هي تسعة عشر حرفا جمهوراابو "حثك خصفةشتس" :يف اللفظ قولك

أضعف اإلعتماد يف موضعه حىت جرى معه فر ح" :هموس عنده هوفامل (46)املربدنفس القول عند سيبويه، وعند املربد مع اختالف بعض ألفاظ وهو .(45)"النفس

أشبع اإلعتماد يف موضعه ومنع النفس أن جيري معه حىت فر ح" :هور هواو .(48)هذا التعريف نفسه عند سيبويه وبعباراتهو ،(47)"ينقضي اإلعتماد وجيري الصوت

دارسون العرب حني يعودون إىل تعريف اهور واملهموس عند ابن جين الذي ال والا هو ذهو " :اب وقبول، يقول ابراهيم أنيسعجحون ذلك بإخيتلف فيه عن سيبويه، يشر

االحنباس املؤقت الذي حنس به يف خمرج احلرف حلظة قصرية جدا بسبب إلتقاء العضوين إلتقاء حمكما، فإذا انفرجا فجأة مسعنا ما يسمى بالصوت الشديد، وما يسميه األوربيون

يقل منع ملو "وتالص عنم"ه ترى أن سيبويه هنا عرب بقول الأ .بالصوت االنفجاريالنفس؟ فهناك فرق بني اهور الذي حنس فيه مبنع النفس وعدم انطالقه حرا طليقا ولكن الصوت معه ال مينع بل نظل نسمعه أما يف حالة الشديد فعند املخرج مينع الصوت فال

بويه ذا يكون سيو " :يفضيو .(49)"نسمع شيئا طاملا كان االحنباس يف املخرج قائماهور واملهموس ومع الشديد والرخو، مبا حيس ا الدارسون األصوات من ا معأحسن

احملدثني، دون أن يكون علم بالناحية التشرحيية من وجود وترين صوتيني باحلنجرة يقومان .(50)"بوظيفة معينة مع بعض األصوات


286

الذيء يق باإلخفاا أن القدماء وخباصة سيبويه ابن جين مل يكونوا على علم دقورمباه إسكات الذبذبات اليت حتدث مع كل جمهور يف الوترين الصوتيني باحلنجرة، ومىت نعم"

ذي أقره ابن لاو (51)"سكتت أو انقطعت تلك الذبذبات انقلب اهور إىل نظريه املهموسع جين يف تأكيد ما ذهب إليه سيبويه يف التفرقة بني اهور الذي يعلو فيه الصوت ويرج

دثون إىل احلبال الصوتية ترتدد ترددا سريعا يسري مع النفس حىت خيرج حملذلك كما فسره ا .(52)من الفم أو األنف أو منهما معا

ى حممد كمال بشر أن لغوي العرب قد تكلموا عن ظاهريت اجلهر واهلمس كما تكلموا وير ية، ومل تالصو ر إىل األوتاعن اهور واملهموس من األصوات ولكنهم يف مناقشتهم مل يشريوا

نهم حني انتقلوا إىل حصر اهور كلو ...يعتمدوا على أوضاعها يف حتديد اجلهر واهلمسواملهموس من األصوات اتفقوا مع ما قررناه سابقا إال يف الطاء والقاف واهلمزة حيث حكموا على هذه الثالثة بأا جمهورة على حني أن الصوتني األولني مهموسان حبسب

.(53)مزة ال مهموسة وال جمهورةهل واايلنطقنا احل :)توسطةملا(صوات الشديدة والرخوة وما بينها ألا

رف الذي مينع الصوت من أن جيري فيه، أال حلا"ابن جين هو ذلك دنع :شديدلافق، والشط، مث رمت مد صوتك يف القاف والطاء لكان ذلك حلا :ترى أنك لو قلت

تقابل األصوات اإلنفجارية أو الوقفات يف الدرس الصويت احلديث، ما وهي.(54)"ممتنعامزة، والقاف، والكاف، واجليم هلا :وعدد األصوات الشديدة عند ابن جين مثانية وهي

."ك طبقتدجأ"و "ت طبقكدجأ"والطاء، والدال والتاء والباء وجيمعها يف اللفظ لكاف، القاف، اهلمزة إال أم ااء، لطالضاد، ادثون جيعلوا مثانية الباء، التاء، الدال، واحمل

وأ"ا قارنا أصواتنا اإلنفجارية ذإف" :خيرجون اجليم ويعوضونه بالضاد ويقول كمال بشرهم للجيم ضمن األصوات ر كذ :وام الشديدة الحظنا فرقني اثنني، أوالصأب "الوقفات

للضاد مذكره مدع :ياناث (شديدا يأ)الشديدة، على حني مل نعدها حنن صوتا انفجاريا ضمن األصوات الشديدة، أما حنن فقد حكمنا عليها بأا الفجارية وذلك حبسب نطقنا

.(55)"مواطن اإلتفاق أكثر من مواطن اخلالف إذ ينحصر يف نقطتنيو ،...احلايل هلا


287

س والرس، ملا :الذي جيري فيه الصوت، أال ترى أنك تقول وه" :خو عند ابن جينالر .(56)"ك، فتمد الصوت جاريا مع السني والشني واحلاءذل، وحنو والشح

ما تقابل األصوات اإلحتكاكية عند احملدثني؛ إال أن ابن جين عد الضاد من وهي .الرخوة وعدها احملدثون شديدة أي انفجارية كما عدوا العني احتكاكية

ح، غ،، ش، خ، ث، ذ، ظ، ز، س، ص ،ف) :صوات االحتكاكية عند المحدثينفاألث، ذ، ظ، ز، س، ش، ص، ض، ،ف) :األصوات الرخوة عند ابن جين فهي أما.(، هـع

.(خ،غ، ح، هـاألصوات اليت بني الشديدة والرخوة، وهي تضم أنواعا خمتلفة يهو :صوات المتوسطة األ

وامليم،لف، والعني، والياء، والالم، والنون، والراء، ألا" :يف الصفات والسمات وهي مثانية مل" :إن شئت قلتو ،"يروعنا مل" :يروعنا وإن شئت قلت مل"، جيمعها يف اللفظ والواو

دثون يعيبون على القدماء عدم تفسريهم للتوسط مبا ليس شدة وال واحمل.(57)"يرعونا .(58)رخاوة

:صوات المطبقة والمنفتحة ألا

:يعرف اإلطباق بقوله ود هذا التقسيم إىل طبيعة األصوات العربية فابن جينعيو

ترفع ظهر لسانك إىل احلنك األعلى مطبقا له، ولوال االطباق لصارت الطاء داال، نأ"والصاد سينا، والظاء ذاال، وخلرجت الضاد من الكالم، ألنه ليس من موضعها شيء غريها

اد والطاء،ضلا" :صوات املطبقة أربعة هيألاو ."تزول الضاد إذا عدمت االطباق إليه .(59)"ء، وما سوى ذلك فمفتوح غريمطبقاوالظد والصا

حال النطق ا حيدث عن األطباق قيمة صوتية معينة تلون الصوت املنطوق ويف .(60)برنني خاص، واملنفتحة يبعد اللسان عن احلنك األعلى ليخرج الصوت من بينهما

:صوات المستعلية والمنخفضة ألاف إىل احلنك األعلى، ويعرب ابن جين ر باحلق د النطستعلية هي ارتفاع اللسان عنملاو اء والغني، خلا" :األصوات املستعلية لسبعةو ،"تتصعد يف احلنك األعلى نأ" :عن ذلك


288

اللسان عند ف ،"والقاف، والضاد والطاء، والصاد، والظاء، وما عدا هذه احلروف فمنخفضملستعلية جيعلها اوات صم، واألالنطق باألصوات املنخفضة، ينخفض من احلنك إىل قاع الف

اد والطاء والصاد والضاد، والثانية ضلا :على قسمني، األوىل فيها اطباق مع اإلستعالء وهي .(61)ال إطباق فيها مع استعالئها، وهي اخلاء، والغني، والقاف

:ات القلقلة و صأ

ت من ية بأصوات القلقلة، ألا أصوات حتتاج إىل حتريك، فكأن القلقلة جاءمسو بصوت خفيف وأ "يتو صب"يء مبعى حركه، وحتتاج إىل أن تتبعها شلا "لقلق"عل لفا

ك ال تستطيع نأل" :يؤكد ابن جين على ذلك بقولهو ،(62)قصري عند النطق ا ساكنةالوقوف عليها إال بصوت، وذلك لشدة احلفز والضغط وذلك حنو احلق واذهب واحلط

.(63)"واخرجاف، قلا :حتفز يف الوقف، وتضغط عن مواضعها وهيه األصوات مشربة وهذ

وات أخرى مشربة خيرج معها عند الوقف عليها حنو صأو ...واجليم، والطاء، والدال، والباءاحملدثون و ،(64)اي، والظاء، والدال، والضادز لا :النفخ إال أا مل تضغط ضغط األول، وهي

اتا شديدة و ا أصيعا مجهلم بعض املالحظات حول هذه األصوات وخباصة حول كو .(65)(جاريةفنا) :ات الذالقة واالصمات و صأ

م، والراء، والنون، والفاء، والباء، وامليم، ويعتمد عليها اللا :وات الذالقة ستةصأو .(66)بذلق اللسان، وهو صدره وطرفه، على حد قول ابن جين

باعية ر ت الما الكلباقي احلروف ويعدها مصمتة، ذلك ميتنع انفرادها أصوال يف أماعنها أن تبين منها تمص :أو اخلماسية اردة، ومسيت احلروف غري هذه الستة مصمتة أي

كلمة رباعية أو مخاسية معراة من حروف الذالقة وإذا خلت كلمة رباعية أو مخاسية من .(67)بعض هذه األحرف الستة تكون دخيلة على كالم العرب

لذالقة يف التأليف كانت أحسن وإذا ا ت حروفى ابن جين أن كلما تباعدوير .(68)تقارب احلرفان يف خمرجيهما قبح اجتماعهما وال سيما حروف احللق


289

:ت أخرى لبعض األصوات افص

ن جين يستعمل هذا باو .امتدادا وأوسع خمرجا، وهو احلرف اهلاوي دشأ :لف ألا -1-حيث الصحة نف هلا قسمة ميشرحه، وقد أشار إىل أن احلرو الو "اويهلا"املصطلح

واالعتالل فجميع احلروف صحيحة إال األلف، والياء، والواو، اللوايت هن حروف املد .(69)واالستطالة

رف، ألن اللسان ينحرف فيه مع الصوت وتتجاىف ناحيتا مستدق اللسان حنم :م اللا -2- ما وهوعن اعرتاضهما على الصوت فيخرج الصوت من تينك الناحيتني ومما فوقه

.(70)لالمار، وتعثر طرف اللسان عند الوقف عليه مبا فيه من التكرير وذلك احتسب ر كم :اء ر لا -3-

.(71)يف اإلمالة حبرفني .(72)وت، وذلك ملا فيها من الضعف واخلفاءتهم :اء هلا -4-

اخلتام ال يسعين إال أن أقف أمام هذا العامل اجلليل باحرتام وتقدير على خدمته ويفصوات العربية يف كتاب سر صناعة اإلعراب، وعلى الرغم من احتواء املدخل على سبع أل

.وستني صفحة فقط إال أنه حيتوي على مادة علمية غزيرة جديرة بالتمعن والدراسة الدقيقةد حاولت اإلدالء بدلوي يف هذه العجالة مع ابن جين وأحسبين أين ال مست ولق

الغوص يف دراسة آراء ابن جين تتطلب دراسة علقي ولبعض ما كان يريد إيصاله للمتل .لكل ما كتب عن الصوتيات قبله ويف عصره وبعده وخباصة املتأثرين به

مرجعهم، وتبقى الدراسة الصوتية لدى العلماء العرب، بعيدة عن اجالء فهوها، اك الكثري من األمور مل يسلط الضوء عليوهن.مفاهيمها وأسسها ومرجعياا وأهدافها

عو الشباب الدارسني إىل العودة إىل استشارة هؤالء وند.مل ينفض الغبار عنها عضهاوبالعباقرة يف الدرس الصويت بدءا باخلليل ومرورا بسيبويه وابن جين، وعرب حمطات أخرى مع

.علماء آخرينىن لكل باحث أو دارس أو قارئ أو متلق أن يتذوق ما قاله القدامى بصرب وتأن أمت .احملدثني تائجن إىلليصل


290

ا حا�ت .1985القلم دمشق راد 1يق حسن اهلنداوي طقحت .9ص 1صناعة اإلعراب ج رس :جين نبا :رظنا -(1 .م1976/ـه1396 ،1الشروق جدةط راد .47ة النحاة يف التاريخ صمئأ :د حممود غايلمحم :رظنا -(2

51ص 2ةنس 4ة الثقافة العربية علجم -د العرب يف الدراسات الصوتية و هج :ل بشرامك :رظنا -(3

1975. علم اإلعراب، أو سر األصوات رسب :ظر أئمة النحاة يف التاريخ، يف اقرتاحه تسمية كتاب ابن جينوان

."Morphophonology"والصرف، ويعطي ما يقابل ذلك عند األوربيني بـ علم اللغة ىلخل إمدي حممود حجاز و ،65-64م حسان، مناهج البحث يف اللغة صامت :رظنا -(4دئ اللسانيات ابم :بعدها، وأمحد قدور امو 8صوات اللغوية صألا :بعدها، وابراهيم أنيس امو 22صالقادر دبع :ل إىل علم األصوات العربيةخدم :العديد من املقاالت يف االت، انظر مثالو ،47ص

.1985 ،36/37س عنو ت 75احلديدي احلياة الثقافية ص .9-8ص 1ج بة اإلعراصناع رس -(5 .9ص ،1صناعة اإلعراب ج رس -(6 .6ص ،1صناعة اإلعراب ج رس -(7 .45د حممود غايل أئمة النحاة يف التاريخ صمحم -(8

عبد القادر احلديدي مدخل إىل علم األصوات العربية الفصحى، احلياة الثقافية و ،46املرجع ص سفن -(9 .1985بعدها، تونس امو 75ص ،36/37ع

.46ة النحاة صمئأ :بعدها، وأمحد غايل امو 8اهيم أنيس األصوات اللغوية صر با :رظنا -(10مناقشته يف "هداش"حديثه عن املستشرق األملاين يف 111اهيم أنيس األصوات اللغوية صر با :رظنا -(11

.آلراء سيبويه يف األصوات .14-13صناعة اإلعراب ص رس -(12 .6صناعة اإلعراب ص رس -(13 .80غة العام األصوات صلال ملع -(14 .7-6صناعة اإلعراب ص رس -(15 .7ه صسفن -(16 .79اللغة العام األصوات ص ملع -(17 .63صناعة اإلعراب ص رس -(18 .48ة النحاة صمئأ -(19 .33ص 1صائص جخلا -(20


291

-لتوزيع بوفاريكار املعارف لإلنتاج واد ،83-82سان العريب وقضايا العصر صللا :ر ساسيامع :رظنا -(21

.2001زائر جلا .47-46ص 1صائص جخلا -(22 .41ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(23 .41صدر نفسه صملا -(24 .م1979/ـه1399اهرة قلا-قيق حممد عبد اخلالق عضيمة،حت328ص 1قتضب جملا :العباس الربد وبأ -(25 .لكلمحقق شرح لذل ،328ص نم 1انظر هامش رقم و ،338املصدر ص سفن -(26 .41ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(27 .43ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(28 .46-45ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(29قيق مهدي خمزومي، ابراهيم السامرائي، دار حت ،54-53ص 1ليل ابن أمحد الفراهيد، كتاب العني جخلا -(30

.1981الرشيد بغداد قيق عبد السالم هارون مكتبة اخلاجني ، حت431ص 1ويه أبو بشر عثمان ابن قمرب، الكتاب جبيس -(31 .1977القاهرة .1980 رصم 7ط.ار املعارفد ،90ل حممد بشر، علم اللغة العام األصوات صامك :رظنا -(32 .27-26ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(33 .ول رأي سيبويه، والثاين رأي أستاذه أيب على الفارسيألا -(34 .انظر الصحفات قبلهما لألمثلة على ما يقولو ،33-32ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(35 .(حمل احلركات من احلروف معها أم قبلها أم بعدها باب) ،327-321ص 2صائص جخلا -(36 .17ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(37 .149-148ل بشر، علم اللغة العام األصوات صامك -(38 .328ص 1قتضب جملا -(39 .46ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(40 .46ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(41 .48-46ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(42 .48-47-46ص 1ما أورده ابن جين يف سر صناعة اإلعراب ج بسح -(43 .95-94اللغة العام األصوات ص ملع :ل بشرامك :رظنا -(44 .60ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(45 .331 ص 1املقتضب جو ،405ص 2ج :تابكلا -(46 .60ص 1اعة اإلعراب جصن رس -(47


292

.405ص 2تاب جكلا -(48 .126-125اهيم أنيس األصوات اللغوية صر با -(49 .126صوات اللغوية صألا -(50 .121املرجع ص سفن -(51 .51ة النحاة يف التاريخ صمئأ :د حممود غايلمحم -(52 .88اللغة العام األصوات ص ملع -(53 .61ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(54 .114-99-98اللغة العام األصوات ص ملع :رظنا -(55 .61صناعة اإلعراب ص رس -(56 .61صناعة اإلعراب ص رس -(57 .99ل بشر علم اللغة العام األصوات ص امك :رظنا -(58 .61ص 1عة اإلعراب جانص -(59 .يه تفصيلف ،115اللغة العام األصوات ص ملع :رظنا -(60 .62ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(61 .116اللغة العام األصوات ص ملع :رظنا -(62 .63ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(63 .63ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(64 .116اللغة العام األصوات ص ملع -(65 .64ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(66 .65ص 1صناعة اإلعراب ج رس :رظنا -(67 .65ص 1صناعة اإلعراب ج رس :رظنا -(68 .62ص 1عراب جاإل صناعة رس :رظنا -(69 .63ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(70 .63ص 1صناعة اإلعراب ج رس -(71

ﻲﻨﺠ ن ﺒﻻ براﻋﻹا ﺔﻋﺎﻨﺼ ر ﺴ€¦ · م 2005 : ي - ˆ˙ا ا دˇ ـ...

Documents

Transcript of ﻲﻨﺠ ن ﺒﻻ براﻋﻹا ﺔﻋﺎﻨﺼ ر ﺴ€¦ · م 2005 : ي - ˆ˙ا ا دˇ ـ...