hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن...

21
ن رآ لقر آ ب د ح ت ت ا ف م اب ت ك ر ص ت خ م اة ت خ ل آ ي ف اح ;pma&ج ن ل وآ م ح لا ل الد آ ج ل اة ت خ ل آ ي ف اح ;pma&ج ن ل ى آ ل2 آ ق ي ر لط آ د 88 ج ت9 لك د88 ؛ ل اب 88 ت لك وآ رآءة 88 لق ى آ ل و> آلا8 ه ت ل ت س م. وو عل ل و آ ه ها ج لا ع و لاب كM ش م ل آ ن م ه اي وق ل وآ ب ل ف ل آ ه ت ك& ر ب س و ف ن ل آ لاح ص2 ى لا ل و> آلا 8 له ت س و ل آ ن2 آ ه88 مل ك ب ب> دآ 88 ه ت 8 ت م ب ل& ر 88 ب ورة8 س ول> آ ي ف ، و> رآ 88 ق ي ا 8 ات ت ك م ه لي2 ل آ& ر 8 ب> آ ور 8 ن ل ى آ ل2 آ اب88 م لk لظ آ ن م8 م ه ج رآ 8 خ2 وآ ق88 ل ج ل آ ه 8 هدآي رآد> ا آ8 م ل ى لا88 ع ي ه جاي ن8 سه88 ل آل ن> آ اح 88 ;pma&ج ن ل رآد آ> آ ن م ف ه 88 ت عل ﴾ ، و9 ك 88م رب88 س ا ت> رآ88 قا : ﴿ آ88 ه ن2 آ دآن88 ل ت ل آ ت ن ي ا 88 ت ي و ان88 م ر> آلا 8 ت ف ل ت خا آ88 م مه اس 88 ت لل آ88 ك للاح88 ص2 ح آلا ا 88 ت ف م ي ه ه88 م يk عظ ه 88 ق ري لط آ ي ه ق 88 ن ظ ي م و ه ف ي و> رآ 88 ق ي اب 88 ت ك ي عل ه88 حال2 آلا ن2 ا. آ88 ه ف ف ا، وk 88 ظ ف ح ، و رآءة 88 ق: ة ت88 س ل وآ ن رآ 88 لقوى آ88 سه88 ل ق 88 ي ر ط لا قلاح88 ص ل وآ اة88 ك ر ل رآد آ> وآ ون8 ك ت رM ث88 ك> آ> رآ 88 ق ي ن م رآ ، و ث 8 ب ك ا 88 ت خ ت رآ ثM 8 ب ك8 رآ 8 ق ي ن م ف، ان8 س ن2 آلا اة 88 ت خ رآءة 88 لق آ ن2 . آ اة 88 ت خ ل آ لاب ا 8 ج م ع 8 ن م ج ي ف اح 8 ;pma&ج ن ل وآ ي فر88 لر وآ بو8 ط ت ل آ ق 88 ن ف ح¤ ن ل 8 ه 8 ت مل ع ل آ8. > رآ ق ي ن> ه آ ت عل ف ي فر ب ن> رآد آ> آ ن م ر ، و كث> آ اة ت خ ل آ ي ف لM س ف ل آ ت ن س ىَ ل« 2 ا آَ تْ د88« هَ عْ د فَ لَ ه : ﴿ و جاي ن88 س ول 88 ق ن ف، ان ت8 س لن آ ن ع ح ت ا 8 ت ل آ رآدة2 آلا ف ع ض و ه اة ت خ ل آ ي ف اس ت ل ل آM س ف ت ن س ن> وح آ ض وو ار ج ت ا ى ت ل عا ي8 له آل ن ي •ت ي: ه ي آلا- طة ورة س[ ﴾ اً مْ رَ عُ هَ لْ د« جَ تْ مَ لَ وَ ي« سَ نَ قُ لْ تَ فْ ن« مَ مَ دَ آ115 ُ ه8 َ لَ ّ وَ خ آَ د« 2 آَ ّ مُ M ث« ه88 ْ تَ ل« 2 ا آ8 ً ت ي« تُ مُ ه8 َ ّ يَ ا ر8 َ عَ دٌ ّ رُ 88 ضَ انَ 88 سْ ن« 2 آلاَ ّ سَ م آَ د« 2 ى : ﴿ وآ ل عا ي8 له آل ول ق ي و] - ر8 م ر ل آ ورة88 س[ ﴾ « ار88َ ّ ت ل آ« ابَ جْ 88 صَ > آْ ن« مَ 9 كّ ب« 2 آً لا ت« لَ قَ 9 ك« ر88 ْ قُ ك« تْ ع88 َ ّ نَ مَ تْ ل88 ُ ق« هِ ل ت« يَ 88 سْ نَ عَ ّ ل« 8 صُ ت« ل آً آدَ د88 ْ تَ > آ« َ ّ « َ ل88َ عَ حَ وُ لْ تَ فْ ن« م« هْ تَ ل« 2 و آُ عْ دَ تَ انَ ا كَ مَ ي« سَ نُ ةْ ت« مً هَ مْ ع« ي: ان ت ي آلا8 وب 88 ن ك ت لع آ ورة88 س[ ﴾ َ ونُ ك« رْ M 88 شُ نْ مُ ه آَ د« 2 آ« ّ ر8 َ ثْ ل ى آَ ل« 2 آْ مُ ه ا88 َ ّ جَ ت ا88 َ ّ مَ لَ ق8 َ ن ي« ّ د8 آلُ هَ لَ ن ي« ص« لْ جُ مَ َ ّ آ آُ وَ عَ د8 « 9 كْ لُ فْ ل آ ي« ف وآُ ن« كَ آ رَ د« 2 اَ ى : ﴿ ق ل عا ي ول ق ي ، و] : ه ي آلا- 65 ي علرص88 ح ل دة آ 88 ت ع د 88 وح ي لاص ، و ح2 د وآلا 88 ت خ و ن ل ه آ ت م ل ص ح ت ، و8 لها آل ل2 له آ2 لا آ ت م عل ل دة آ ت ع ل ص ح ت 8 ه ري لك وآ دةM س ل حال آ ي ف سان ن2 لا ا ، ق] ا88 ى م ل2 ود آ88 ع ي ، و8 ركهM 88 ش رة و 88 كق ى ل2 ود آ88 ع ي و ان88 س ن2 ي آلا88 س ن ت ف م عل ل آ آ د88 ي هM 88 ش لا ت ي ي ت88 خ ت ف> و88 م ل آ8 رM ب> و88 م ل آ آ د88 ول ه ر 88 ب ن2 ا آ88 م ن لك، وله ه88 س و ه 88 ت> ي ا ف ل ت ي ع 88 ق ن ل ر وآ ث 88 خ ل آ ه ت ي88 س رآدة2 آلا ف ع 88 ض ، و رآدة2 آلا ف ع 88 ض ه ت ي88 س لM 88 س ف ل ه. آ 88 ت ل2 آ 8 ه 88اج ج ل س آ م> ا 88و ت88 هه و88 ع ق ي ه 88 ت فا88 م مه88 س ف يوآة88 ه ن لاا88 ه م 88 ت عل ت ع88 ص يه ، و88 س ف يوآة88 ه نا88 م م رة 88 ص ي. ان ت س لن آ ه ، 88 ت ف ه 88 ت ع ر لل آ88 ص ح ن ل ع ف ا 88ر ت8 م> آ آلا د8 ه ن> و آ> ه ،آ 8 ت عاد8 ع ن ي ه وآلا 88 ت م وف 8 ح ل د آ 88 وح ن ل ار 8 ء ص يM 8 س ل آ آ هد ن> ا م ت عل ل لا آM ت م ي كف ت لا ق ب ت رآ م و اب م درح عل ل وآ ي علر888 ط خ ه 888 ي> م ، وآ ه خي888 ص ي ار 888 ص 8 ن ي ح د 888 ت ل آ ن> آ ون888 م عل ي اء ت ي ت888 س لا آ ت ن ي ت خد888 م لل آ888 ك: 8 ن ي ح د 888 ت ل لا آM ت م ف ر ، 888 ض جا ل آ وى 888 ق ل آ ي ل ت888 ص ف ن ل م آ عل ل آ ت خ ت ل 888 ب كار& د ت888 س ى آ ل2 آ ه 888اج ج ت ه 88 ي> ، وآ ان88 ج¤ ن مه آ888ام م> آ ن> م آ عل ي ب لا88ل ط88 ك ماله. و ع ن88 س آ ي ف ه888 خ م ا ج ل آ ه 888 ت ع ر ل اوم آ 888 ف ي لاM ش ه ف ن ع 88 ض ي ح ط88 س م عل ه 888 ت لك ؛8 م ه ن ا 88 ت خ م عل ه 8 ت لكه،8 مال ع> ي آ عل ت8 س جا م ه 8 ي> وآ وب م ي8 س ه 8 ي> م آ عل ي م ل8 س مل8 ك ر. و ث8 ص ف ن لال وآ8 م ه2 م آلا ه مي ر ثM 8 ب ك ن مل8 ص ح ت آ د8 ع ه8 م ، و ق و 8 ق ن ي ح و ج ن ي يك ل8 ه8س درو ع 88 ف وآ ي فل88 م> ا ت م ل ا . ق اة 88 ت خ لور آ88 م> ع آ 88 ن م ج ي ف لام ك ل آ آ د88 ل هM 88 ت م ل 88 ق . و رآب88 ك ت م ل آ9 رك 88 ب و رآب ث 88 خ لل آ88 ع ق ل رآدة2 ود آلا 88 خ و ل ي كف ت لا ور ز88 ه م ف ن ع 88 ض ي ح ط88 س1

Transcript of hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن...

Page 1: hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة. لخالد اللاحم. الطريق إلى النجاح

والنجاح في الحياة مختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن

الالحم لخالد

الطريق إلى النجاح في الحياة إن الوسيلة األولى إلصالح النفس وتزكية القلب والوقاية من المشكالت وعالجها ه''و العلم. ووسيلته األولى القراءة والكتاب ؛ لذلك نج''د أن الل''ه س''بحانه تع''الى لم''ا أراد هداي''ة الخل''ق وإخراجهم من الظلمات إلى النور أنزل إليهم كتابا يقرأ ، وفي أول سورة ن''زلت من''ه ب''دأت بكلمة عظيمة هي مفتاح اإلصالح لكل الناس مهم''ا اختلفت األزم''ان وتب''اينت البل''دان إنه''ا :﴾ اقرأ باسم ربك ، وعليه فمن أراد النجاح وأراد الزكاة والصالح فال طريق له سوى الق''رآن ﴿ والسنة : قراءة ، وحفظا، وفقها. إن اإلحال''ة على كت''اب يق''رأ ويفهم ويطب''ق هي الطريق''ة العملي''ة لتحقي''ق التط''وير وال''رقي والنج''اح في جمي''ع مج''االت الحي''اة. إن الق''راءة حي''اة اإلنسان ، فمن يقرا كثيرا يحيا كبيرا ، ومن يقرأ أكثر يكون أكبر ، ومن أراد أن ي''رقى فعلي''ه

أن يقرأ.

سبب الفشل في الحياة يبين الله تعالى بإيجاز ووضوح أن سبب فشل الناس في الحياة هو ض''عف اإلرادة الن''اتج عن﴾النسيان ، فيقول سبحانه : ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ] سورة ﴿

﴿ [ ويقول الله تعالى : وإذا مس اإلنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله115طه - اآلية : رك نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله ق''ل تمتع بكف''

﴿[ ، ويق''ول تع''الى : ف''إذا ركب''وا في8﴾قليال إنك من أصحاب النار ] سورة الزمر - اآليتان : اهم إلى البر إذا هم يشركون ] س''ورة العنكب''وت ا نج ﴾الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلم

[ ، فاإلنسان في حال الشدة والكربة يحصل عنده العلم بال إل'ه إال الل'ه ، ويحص''ل65- اآلية : منه التوحيد واإلخالص ، ويوجد عنده الحرص على الخير والنفع بتلقائية وسهولة، لكن م''ا إن يزول هذا المؤثر المؤقت حتى يتالشى هذا العلم فينسى اإلنسان ويعود إلى كفره وش''ركه ، ويعود إلى ما يضره مما تهواه نفسه ، ويصعب عليه ما ال ته''واه نفس''ه مم''ا في''ه نفع''ه وه''و

بأمس الحاجة إليه. الفشل سببه ضعف اإلرادة ، وضعف اإلرادة سببه النسيان.

والعلم درجات ومراتب فال يكفي مثال العلم بأن هذا الشيء ضار ليوجد الخوف من''ه واالبتع''اد عنه ،أو أن هذا األمر نافع ليحصل الرغبة في''ه ، ب''ل يجب العلم التفص''يلي الق''وي الحاض''ر ، فمثال التدخين : كل المدخنين بال استثناء يعلمون أن التدخين ضار بصحتهم ، وأنه خط''ر على حياتهم ؛ لكنه علم سطحي ضعيف هش ال يقاوم الرغبة الجامحة في استعماله. وك''ل ط''الب يعلم أن أمامه امتحان ، وأنه بحاجة إلى استذكار دروسه لكي ينجح ويتفوق ، ومع هذا يحصل من كثير منهم اإلهمال والتقصير. وكل مسلم يعلم أنه س''يموت وأن''ه محاس''ب على أعمال''ه، لكنه علم سطحي ضعيف مهزوز ال يكفي لوجود اإلرادة لفعل الخيرات وترك المنكرات. وقل مثل هذا الكالم في جمي''ع أم''ور الحي''اة. فالمتأم''ل في واق''ع الن''اس والمحل''ل لشخص''ياتهم وسلوكهم يالحظ أنه ما من مشكلة إال وأساسها ضعف اإلرادة ، ضعف الرغبة أو الرهبة، إلن''ه إن لم توجد اإلرادة فلن يتناول المريض الدواء حتى لو أكره علي''ه، بينم''ا ل''و وج''دت القناع''ة

والرغبة فإنك تراه يبذل جهده لتحصيله ومن ثم تناوله.

إن الجيل الذي يحقق النصر لألمة جاء وصفه في آخر آية من سورة الفتح وهي قوله تعالى :دا يبتغ''ون ج ار رحم'اء بينهم ت'راهم ركع''ا س' داء على الكف د رسول الله والذين معه أش'' ﴿ محم

جود ] سورة الفتح - اآلية : [' ،29﴾فضال من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر الس فمتى توفر هذا الجيل في األمة تحقق لها بإذن الله تعالى النص''ر والتمكين والس''يطرة على العالم ، وكانت أمة قوية تهابها كل األمم وتذعن وتخض''ع له''ا . لق''د أص''يب بعض المس''لمين بالشعور بالنقص والضعف وهو يشاهد واقع العالم كل يوم ،وما ذاك إال بسبب هجره للق''رآن وبعده عن فقه معانيه العظيمة. إن العبد إذا تعلق قلبه بكتاب ربه ف''تيقن أن نجاح''ه و نجات''ه وسعادته وقوته في قراءته وتدبره تكون هذه البداية لالنطالق في م''راقي النج''اح ، وس''لم

الفالح في الدنيا واآلخرة.

قال ثابت البناني: "كابدت القرآن عشرين س''نة ثم تنعمت ب''ه عش''رين س''نة "اه''' وم''ا قال''ه ثابت البناني حق ، فقف عند الباب حتى يفتح لك ؛ إن كنت تدرك عظمة ما تطلب فإن''ه م''تى فتح لك ستدخل إلى عالم ال تستطيع الكلمات أن تصفه وال العبارات أن تص''ور حقيقت''ه. أم''ا إن استعجلت وانصرفت فستحرم نفسك من كنز عظيم وفرصة قد ال ت'دركها فيم'ا تبقى من عمرك. تذكر أن السفينة ال تجري على اليبس، وأن المك''ارم ال تن'ال إال بالمك'اره، وأن الجن'ة

حفت بالمكاره، أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم ال يفتنون ؟

1

Page 2: hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة. لخالد اللاحم. الطريق إلى النجاح

والمفتاح األول : خالصته أن القلب آلة الفهم والعقل واإلدراك ، وأن القلب بي''د الل''ه تع''الى يقلب''ه كي''ف ش''اء ، يفتح''ه م''تى ش''اء ويقفل''ه م''تى ش''اء ، وفتح القلب للق''رآن يك''ون بأمرين :األول : دوام التضرع إلى الله تع'الى وس'ؤاله ذل''ك ،والث'اني : الق'راءة المكثف'ة عن

عظمة القرآن ، وحال السلف معه.

والمفت''اح الث''اني : مض''مونه أن''ه ينبغي أن نع''رف قيم''ة الق''رآن وعظمت''ه ، وأن نستحض''ر األهداف والمقاصد التي من أجلها نقرؤه ، فدائما اسأل نفسك: لماذا أري''د ق''راءة الق''رآن ؟ ولتكن اإلجابة واضحة مفصلة ، وإن كانت مكتوبة ف'ذاك أولى ، والمقاص'د األساس'ية لق''راءة

القرآن خمسة : العلم ، والعمل ، والمناجاة ، والثواب ، والشفاء.

والمفاتيح من الثالث إلى العاشر : الحديث فيها عن إجاب''ة س''ؤال مهم : كي''ف نق''رأ الق''رآن الكريم ؟ وكيف هن''ا متوجه''ة إلى : األح''وال والكيفي'ات ال''تي تحق''ق أعلى ق''در من الترك'يز والعمق في فهم القرآن الكريم ، فكل واحد منه''ا يعطي درج''ة في الترك''يز والفهم ، وه''ذه المفاتيح هي : أن تك''ون الق''راءة في ص''الة ، في لي''ل ، حفظ''ا ، بترتي''ل ، وجه'ر ، وتك''رار ،

وربط ، مع ختم المقدار الذي يقرأ ويراد حصول تدبره كل أسبوع .

عالمات التدبر ذكر الله تعالى في كتابه الكريم عالمات وصفات تص''ف حقيق'ة ت'دبر الق'رآن وتوض'حه بجالء

من ذلك :

ا عرف''وا من الح''ق1 ول ت''رى أعينهم تفيض من ال''دمع مم س'' وإذا سمعوا م''ا أن''زل إلى الر -﴿ اهدين ]) ( سورة المائدة[ 83﴾يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الش

إنم''ا المؤمن''ون الذين إذا ذك''ر الل''ه وجلت قل''وبهم وإذا تليت عليهم آيات''ه زادتهم إيمان''ا2 -﴿ ( سورة األنفال [ 2﴾وعلى ربهم يتوكلون ] )

ا الذين آمن''وا ف''زادتهم3 وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته ه''ذه إيمان''ا فأم -﴿ ( سورة التوبة[ 124﴾إيمانا وهم يستبشرون ] )

ون لألذق''ان4 قل آمنوا به أو ال تؤمنوا إن الذين أوت''وا العلم من قبل''ه إذا يتلى عليهم يخ''ر -﴿ ون لألذق''ان يبك''ون ويزي''دهم دا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعوال * ويخ''ر سج

:سورة اإلسراء[ 109-107﴾خشوعا ]

دا وبكيا ])5 وا سج حمن خر ﴾- إذا تتلى عليهم آيات الر ( سورة مريم[ 58﴿

ا وعميانا ])6 وا عليها صم روا بآيات ربهم لم يخر والذين إذا ذك -﴾ ( سورة الفرقان[ 73﴿

لمين ])7 بن'ا إنا كنا من قبل'ه مس' ه الحق من ر وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إن -﴾ ( س''ورة53﴿القصص [

ون ربهم ثم8 عر من''ه جل'ود الذين يخش' ث'اني تقش' تشابها م ل أحسن الحديث كتابا م الله نز -﴿ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما ل''ه

( سورة الزمر[ .23﴾من هاد ] )

فتحصل من اآليات السابقة سبع عالمات هي:

- اجتماع القلب والفكر حين القراءة ، ودليله التوقف تعجبا وتعظيما.1

- البكاء من خشية الله.2

- زيادة لخشوع.3

- زيادة اإليمان ، ودليله التكرار العفوي لآليات.4

- الفرح واالستبشار.5

-القشعريرة خوفا من الله تعالى ثم غلبة الرجاء والسكينة .6

- السجود تعظيما لله عز وجل .7

2

Page 3: hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة. لخالد اللاحم. الطريق إلى النجاح

فمن وجد واحدة من هذه الصفات ، أو أكثر فقد وصل إلى حالة التدبر والتفك'''ر ، أما من لم يحصل أيا من ه''ذه العالم''ات فه'و مح'روم من ت'دبر الق''رآن ، ولم يص''ل بع''د إلى ش''يء من كنوزه وذخائره . قال إبراهيم التيمي : "من أوتي من العلم ما ال يبكيه لخليق أال يك''ون أوتيقل آمنوا به أو ال تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا ﴿علما ألن الله نعت العلماء فقال : بحان ربن''ا إن ك''ان وع''د ربن''ا لمفع''وال * دا * ويقول''ون س'' ج ون لألذق''ان س'' يتلى عليهم يخ''ر

ون لألذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ]) ( سورة اإلسراء[109-107﴾ويخر

وسائل تحصيل حب القرآن : الدعاء بحب الق''رآن أم''ر عظيم، منالوسيلة األولى: التوكل على الله تعالى واالستعانة به

استجيب له سعد في حياته سعادة ال يشقى بع''دها أب''دا ، ومن رزق''ه الل''ه حب الق''رآن فق''د رزقه اإليمان ،وسهل له طريق الجنان . إن بعض الناس ال يعرف اإللحاح في المسألة إال في مطالبه الدنيوية المادية ، أما األمور الدينية فتجد سؤاله لها باردا باهتا ، هذا إن دع''ا وس''أل . فعلى كل مسلم أن يكرر هذا الدعاء كل يوم ثالثا ، خمسا ، سبعا ، ويتحرى م''واطن اإلجاب''ة ، ويجتهد أن يكون سؤاله بصدق ، وبتض''رع ، وإلح''اح ، وش''فقة ، وح''رص ش''ديد أن يج''اب وأن يعطى. وعليه بالصبر واالستمرار حتى يستجاب له ويحص''ل على مطلوب''ه ؛ فعن أبي هري''رة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ال ي''زال يس''تجاب للعب''د م''ا لم ي''دع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل ، قيل يا رسول الله ما االستعجال ؟ قال يقول قد دعوت

وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء.

الوسيلة الثانية: القراءة أي القراءة عن عظمة الق''رآن مم''ا ورد في الق''رآن والس''نة وأق''وال الس''لف في تعظيمهم للقرآن وحبهم له .أقترح على كل راغب في تحصيل حب القرآن أن يضع له برنامجا يتض''من نصوصا من القرآن والسنة وأقوال السلف ، فيها بيان لعظمة القرآن ومكانته ، ويرتبها على مستويين : متن ، وشرح ، فالمتن يحفظ ويكرر ، والشرح يق''رأ ويفهم ، ويتم رب''ط المع''اني

التي تضمنها الشرح بألفاظ المتن

استحضار أهداف قراءة القرآن وفي أي عمل نعمله كلما تعددت النيات وك'ثرت كلم'ا ك'ان العم'ل أعظم أج'را وأك'بر ت''أثيرا على العامل ، مثل الصدقة على ذي الرحم : صدقة وصلة ، ومثل النفقة على األهل : نفق''ة وصدقة . وقراءة القرآن يجتمع فيها خمس مقاصد ونيات كله''ا عظيم''ة ، وك''ل واح''دة منه''ا كافية ألن تدفع المسلم ليسارع إلى قراءة القرآن ، ويك''ثر االش''تغال ب''ه وص''حبته. وأه''داف

قراءة القرآن مجموعة في قولك :) ثم شع ( :

)الثاء( : ثواب

)الميم( : مناجاة ، مسألة

)الشين( : شفاء

)العين( : علم

)العين( : عمل .

فمتى قرأ المسلم القرآن مستحضرا المقاصد الخمسة معا ك''ان انتفاع''ه ب''القرآن أعظ''''م ، فمن قرأ الق'رآن يري'د العلم رزق'ه الل'ه العلم ، ومن ق'رأه يري'د الث'واب فق'ط وأجره أكبر .

أعطي الثواب ، قال ابن تيمية : " من تدبر القرآن طالبا الهدى من''ه ت''بين ل''ه طري''ق الح''ق" وقال القرطبي : " فإذا استمع العبد إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الل''ه علي''ه وس''لم

بنية صادقة على ما يحب الله أفهمه كما يجب ، وجعل في قلبه نورا"

الهدف األول : قراءة القرآن ألجل العلم هذا هو المقص''د المهم ، والمقص''ود األعظم من إن''زال الق''رآن ، واألم''ر بقراءت''ه ، ب''ل ومنكت''اب أنزلن''اه إلي''ك مب''ارك لي''دبروا آيات''ه ﴿ترتيب الثواب على القراءة ، قال الله ع''ز وج''ل :

ر أولوا األلباب ]) أفال يتدبرون القرآن ولو ك''ان من عن''د غي''ر الل''ه29﴾وليتذك ﴿( سورة ص [ ، ا لم ي'أت82﴾لوجدوا فيه اختالفا كثيرا ]) ول أم ج'اءهم م أفلم ي'دبروا الق' ﴿( سورة النساء[ ،

لين ]) رآن أم على قل''وب أقفاله''ا68﴾آب''اءهم األو ﴾( س''ورة المؤمن''ون[ ، أفال يت''دبرون الق'' ﴿

3

Page 4: hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة. لخالد اللاحم. الطريق إلى النجاح

مع وه''و24] س''ورة محم''د - اآلي''ة : إن في ذل''ك ل''ذكرى لمن ك''ان ل''ه قلب أو ألقى الس'' ] ﴿ ( سورة ق [ . قال ابن مس''عود رض''ي الل''ه عن''ه : " إذا أردتم العلم ف''انثروا ه''ذا37﴾شهيد ])

القرآن فإن فيه علم األولين واآلخرين "

وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : " لقد عشنا ده''را ط'ويال وإن أح'دنا ي''ؤتى اإليم''ان قبل القرآن فتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حاللها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوق''ف عن''ده منه''ا ، ثم لق''د رأيت رج''اال ي''ؤتى أح''دهم الق''رآن قب''ل اإليمان ، فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته ال ي''دري م''ا آم''ره وال زاج''ره وم''ا ينبغي أن

يقف عنده منه ينثره نثر الدقل "

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم'ا ق'ال : " عليكم ب''القرآن فتعلم'وه وعلم'وه أبن'اءكمفإنكم عنه تسألون ، وبه تجزون ، وكفى به واعظا لمن عقل "

ما العلم الذي نريده من القرآن ؟ أهو علم الص'ناعة ؟ أو الزراع''ة ؟ اإلدارة ؟ إنن'ا نري'د العلم الذي يحقق لنا النجاح في الحياة ، يحقق لنا السعادة ، والحياة الطيبة ، والنفس المطمئن''ة ، والرزق الحالل الواسع ، ويحقق لنا األمن في الدنيا واآلخ''رة ، نري''د العلم ال''ذي يول''د اإلرادة والعزيمة ، ويقضي على كل مظاهر الفشل واإلخفاق في جميع مجاالت الحي'اة ، إن''ه : العلم بالله تعالى والعلم باليوم اآلخر ، العلم بالله تعالى أوله العلم المقتضي لالستغفار كما قال

فاعلم أنه ال إله إال الله واستغفر لذنبك ]) ﴾تعالى : ( سورة محمد[ ، ف''العلم ال''ذي ي''ورث19﴿ االستغفار ، ويدفع إليه هو العلم المؤدي للنجاح ، وهذا العلم ه''و : علم ال إل''ه اال الل''ه ، على وجه يحقق المقصود لفظا ومعنى . وقال ابن مسعود رض''ي الل''ه عن'ه :" كفى بخش'ية الل''ه

علما وكفى باالغترار بالله جهال "

إن مما يعين على تحقيق هذا المقصد أن تقرأ القرآن كقراءة الطالب لكتابه ليلة االمتح''ان ، قراءة مركزة واعي''ة ، ق''راءة من يس''تعد ليخت''بر في''ه اختب''ارا دقيق''ا. إنن''ا في ه''ذه الحي''اة مختبرون في القرآن ، فمن'ا الج''اد النش''يط ال''ذي ي''ذاكر ه''ذا الكت''اب باس''تمرار ، وأجوبت''ه حاضرة وراسخة ، ومنا المهمل المقصر الالعب الذي إذا سئل عن ش''يء في الق''رآن ق''ال : هاه هاه ! ال أدري . أن تقرأ القرآن قراءة اإلداري لالئحة النظ'ام ال'تي تنظم عمل'ه ، وتح''دد اإلجابة عن كل معاملة ، ويحتاج أن يرجع إليها يوميا ، إنه من المق''رر أن اإلداري الن''اجح ه''و من يحفظ الالئحة ويفهمها فهما دقيقا شامال ، وبه يتفوق المتفوقون في اإلدارة والقي''ادة. إن القرآن هو الذي يجب الرجوع إليه في كل موقف من مواقف حياتنا ، وعليه فمن أراد أن يكون شخصا ناجحا في الحياة فعليه بحفظه وفهم نصوصه ، ليمكن'ه الحص'ول على اإلجاب'ات الفورية والسريعة والصحيحة في كل حالة تم'ر ب'ه في حيات'ه. وق'د ورد في الق'رآن الك'ريم

عدد من الصور والنماذج لهؤالء الناجحين:

﴿-من ذلك جواب النبي صلى الله عليه وسلم ألبي بكر رضي الله عنه إذ هم''ا في الغ''ار : ال1( سورة التوبة [ 40﴾تحزن إن الله معنا ] )

إن معي ربي سيهدين ])2 ﴾-وجواب موسى عليه السالم لقومه : كال ( سورة الشعراء[ 62﴿

ن مث''واي إنه ال3 ﴿-وجواب يوسف عليه السالم لما دعي للفحشاء : مع''اذ الل''ه إنه ربي أحس''( سورة يوسف[23﴾يفلح الظالمون ])

إنها ردود سريعة وحاضرة وقوي''ة في أص'عب المواق'ف ال''تي تم'ر باإلنس'ان ، وتطيش فيه'اعقول الرجال . إنه الثبات والرسوخ ممن حفظوا كتاب ربهم ، وفقهوا ما فيه .

من تطبيقات مقصد العلم أن تضع في ذهنك معاني وأسئلة محددة تريد البحث عن جوابها في القرآن ، مثل''ك في ه''ذا مثل : من يسير في طريق وهو خالي الذهن ؛ أو من يسير وهو يبحث عن ه''دف معين ، إن''ه من المشاهد - مثال - أننا نمر بالشارع مرارا وتكرارا فال ننتبه لوجود مح''ل معين في''ه إلى أن نحتاج إليه فنبدأ بالتركيز والبحث فنكتش''فه ، وقب''ل ذل''ك ل''و س''ئلنا ه''ل يوج''د في الش''ارع الفالني مكتبة ؟ فنقول ال ، ونؤكد أن''ه ال يوج''د ، بينم''ا هي موج''ودة ، لكن لم ننتب''ه م''ع أنن''ا مررنا بجوارها مئات المرات . إن ك'ل موق'ف أو ح'دث أو حال'ة تم'ر ب'ك تس'أل نفس'ك : أين ذكرت في القرآن ؟ هل وردت في كتاب الل''ه ع''ز وج''ل ؟ وكم قرأن''ا وس''معنا عمن ين''دهش لغياب معنى آية من القرآن عن قلبه فتجده يق''ول: أه''ذه آي''ة في الق''رآن ؟ ك''أني أس''معها ألول مرة!! نعم إن ق''راءة مع''اني اآلي''ات أم''ر يختل''ف تمام''ا عن ق''راءة األلف''اظ ، ونس''يان

المعاني وغيابها أمر يحصل مع أن اللفظ موجود واللسان ينطق به ويكرره .

4

Page 5: hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة. لخالد اللاحم. الطريق إلى النجاح

لم ال تكون الدعوة بالقرآن لو تأملنا في حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع المدعوين ، وماذا كان يقول لهم ، لوج''دنا أنه في كثير من المواقف يكتفي بتالوة آيات من القرآن الك''ريم ، ويح''دث ه''ذا أث''را عظيم''ا في النفوس ، لقد كانت قراءة النبي ص''لى الل''ه علي''ه وس''لم آلي''ة من الق''رآن تش''د الك''افر والمنافق والمشرك و تبين له الحق ، وال يقل أحد إن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم بل هو ممكن لكل من سلك سبيله واقتدى به ، وهو بهذا مستجيب لربه سبحانه وتعالى ال''ذي

ر بالقرآن من يخ''اف وعي''د ]) ﴾أمره بذلك إذ يقول : فذك ( س''ورة ق[ ، وبقول''ه س''بحانه :45﴿ن المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كالم الله ]) ﴾وإن أحد م وقرآن''ا6﴿ ﴿( سورة التوبة[،

لناه ت''نزيال ]) وأن106﴾فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونز ﴿( س''ورة اإلس''راء[،وقول''ه : ل إنم''ا أن''ا من المن''ذرين ]) ل فق'' ه ومن ض'' ما يهتدي لنفس'' (92﴾أتلو القرآن فمن اهتدى فإن

سورة النمل[ .

فلم ال يك''ون حوارن''ا ، وتك''ون خطبن''ا ، ومواعظن''ا تنطل''ق وت''دور في فل''ك آي''ات الق''رآن الكريم ، نبدأ باالستشهاد بها في ك''ل م''ا نري''د إيص''اله إلى الم''دعوين من تربي''ة وتعليم . إن البعض ق'د يعت'ذر ق'ائال : إن م'ا ت'دعو إلي'ه ص''عب ، ونحن نش'اهد الن'اس يت'أثرون بالقص'ص واألمثلة والنماذج الحية أكثر من تأثرهم بالقرآن . فأقول : إن هذا هو أساس المش'كلة ال'تي نحاول عالجها في هذا البحث ، وهو لماذا نتأثر بالقصص والحكاي''ات ، وال نت''أثر باآلي''ات ؟ إن بعض الدعاة ممن يكثر القص''ص يتعل''ل بقول''ه : إن الن''اس ال يطيق''ون أو ال يفهم''ون ذل''ك ، فنحن نقرب لهم األمر بالقصص والحكايات واألدبي''ات ال''تي ت''ؤثر في نفوس''هم ، وه''ذا غ''ير صحيح ، فالعيب في الداعية نفسه وليس في الطريقة أو المنهج ، وليس العيب في الن''اس ، بل إنه متى استشعر الداعية عظمة القرآن وكان معايش'ا ل'ه متعمق''ا في'ه ف'إن أث'ر قراءت''ه

لبضع آيات ال يقارن بأثر قصة أو طرفة أو مشهد من هنا وهناك وجرب تجد .

الهدف الثاني :قراءة القرآن بقصد العمل به قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " يا حملة القرآن أو يا حملة العلم ؛ اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ، ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم ال يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم عالنيتهم يجلسون حلقا يباهي بعض''هم بعض''ا ح''تى إن الرج''ل ليغض''ب على جليس''ه أن يجلس إلى غ''يره ويدع''ه أولئ''ك ال تص''عد أعم''الهم في

مجالسهم تلك إلى الله تعالى "

وعن الحسن البصري قال :" أمر الناس أن يعملوا بالقرآن فاتخذوا تالوته عمال"

وقال الحسن بن علي : "اقرأ القرآن ما نهاك فإذا لم ينهك فليست بقراءة"

مفهوم تطبيق ه''ذا المقص''د وكيفيت''ه : أن يق''رأ الق''رآن بني''ة العم''ل ، بني''ة البحث عن علم ليعمل به ، فيقف عند آياته ينظر ماذا تطلب منه ، هل أمر يؤمر به ، أو شيء ينهى عن''ه ، أو فضيلة يدعى للتحلي بها ، أو خطر يحيق به يحذر منه ، وهكذا فإن القرآن هو الدليل العملي لتشغيل النفس وصيانتها ، ينبغي أن يكون قريبا من كل مسلم ي''ربي ب''ه نفس''ه ويه''ذبها أن تقرأ القرآن بني''ة وقص''د من يبحث عن ح''ل لمشك''''لة أو إص''الح خ'''''لل ، يبحث عن تفس''ير

لظاهرة أو عالج لمرض ، أو تحليل لحالة من الحاالت.

الهدف الثالث : قراءة القرآن بقصد مناجاة الله وعن عبد الله بن المبارك قال : سألت سفيان الثوري قلت : الرج''ل إذا ق''ام إلى الص''الة أي

شيء ينوي بقراءته وصالته ؟ قال : ينوي أنه يناجي ربه "

رس''ول الل''ه ص''لى الل''ه علي''ه وس''لم خ''رج على الن''اس وهم يص''لون ، وق''د علت أص''واتهم بالقراءة فقال : إن المصلي يناجي ربه عز وجل فلينظر م''ا يناجي''ه ، وال يجه''ر بعض''كم على

بعض بالقرآن"

قال ابن القيم: " إذا أردت االنتف'اع ب''القرآن ف''اجمع قلب''ك عن'د تالوت''ه وسماع''''''ه ، وأل''ق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه من''ه إلي''ه ، فإن''ه خط''اب من''ه ل''ك

على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم "

كيفية تطبيق هذا المقصد : تذكر أنه يجتمع لك في المناج''اة ب''القرآن خمس مع''ان مجموع''ةفي قولك:)حرس مع(:

5

Page 6: hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة. لخالد اللاحم. الطريق إلى النجاح

الحاء : أن الله يحبك حين تقرأ القرآن

الراء : يراك

السين : يسمعك

الميم: يمدحك

العين : يعطيك

فاستحضر هذه المعاني حين القراءة وال تدعها تفوت عليك . فالمس''لم عن''د قراءت''ه للق''رآن عليه أن يستحضر هذه المعاني جميع''ا حين قراءت''ه للق''رآن لكي يش''عر بل''ذة الق''راءة حينم''ا يستحضر أن الله يراه ويستمع لقراءته وهو يق''رأ ويمدح''ه ويث''ني علي''ه ويب''اهي ب''ه مالئكت''ه المقربين. عن حذيفة رضي الله عنه قال : " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليل'ة فافتتح البق''رة ، فقلت يرك''ع عن''د المائ''ة ثم مض''ى ، فقلت يص''لي به''ا في ركع''ة فمض''ى ، فقلت يركع بها ، ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يق''رأ مترس''ال ، إذا

مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ"

قراءة القرآن بقصد الثواب : وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن النبي صلى الله علي''ه وس''لم ق''ال: "أال إني ت''ارك فيكم ثقلين :أحدهما :كتاب الله عز وجل ، هو حبل الل''ه ، ومن اتبع''ه ك''ان على اله''دى ومن ترك''ه

كان على ضاللة" .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كت''ابالله هو حبل الله الممدود من السماء إلى األرض"

وعن أبي هريرة رضي الله عن''ه ق''ال : ق''ال رس''ول الل''ه ص''لى الل''ه علي''ه وس''لم :" تعلم''وا القرآن فاقرؤوه وأقرئوه ، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقام به كمث''ل ج''راب محش''و مس''كا يفوح ريحه في كل مكان ، ومثل من تعلم''ه فرق''د وه''و في جوف''ه كمث''ل ج''راب أوكي على

مسك "

وقال ابن عباس رضي الله عنهما : " لو أن حملة القرآن أخذوه بحق''ه وم''ا ينبغي ل''ه ألحبهمالله ولكن طلبوا به الدنيا فابغضهم الله وهانوا على الناس"

وقال أبو هريرة رض''ي الل''ه عن''ه : " ال''بيت ال''ذي يتلى في''ه كت''اب الل''ه ك''ثر خ''يره وحض''رته المالئكة وخرجت منه الشياطين والبيت الذي ال يتلى فيه كتاب الل''ه ض''اق بأهل''ه وق''ل خ''يره

وحضرته الشياطين وخرجت منه المالئكة "

قراءة القرآن بقصد االستشفاء بهدور وه''دى بكم وشفاء لم''ا في الص'' وعظة من ر يا أيها الناس قد جاءتكم م ﴿قال الله تعالى :

( سورة يونس[57﴾ورحمة للمؤمنين ])

ارا خس'' ل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين وال يزي''د الظالمين إال وننز ﴾وقال تعالى ﴿ ( سورة اإلسراء[82])

عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الدواء القرآن"

وعن عائش''ة رض''ي الل'ه عنه'ا أن رس''ول الل'ه ص''لى الل'ه علي''ه وس''لم دخ'ل عليه'ا وام'رأةتعالجها ، أو ترقيها ، فقال : عالجيها بكتاب الله "

أنواع الشفاء بالقرآن

األول: شفاء النفس من الشهوات.

الثاني: شفاء القلب من الشبهات.

الثالث: شفاء الصدر من الهم والحزن والقلق.

الرابع: شفاء البدن.

6

Page 7: hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة. لخالد اللاحم. الطريق إلى النجاح

كيف يحصل الشفاء بالقرآن

األول : الرقية به

الثاني : القيام به آناء الليل وآناء النهار وخاصة في جوف الليل اآلخر ، وهذا يحقق شفاء القلب العلمي المعنوي النفسي بس''بب م''ا يحصل من عمق في فهم الق''رآن وفق''ه آليات''ه ، وفهم للنفس والحي''اة ، حيث يمتلئ القلب بن''ور الل''ه تع''الى وآيات''ه فيتس''ع وينش''رح فال يبقى في''ه مك''ان للش''هوات أو الش''بهات أوي''ا أيه''ا ﴿الوساوس المزعجة المقلقة. إن الناس بأمس الحاجة لالستش''فاء ب''القرآن الك''ريم

دور وهدى ورحم''ة للم''ؤمنين ]) بكم وشفاء لما في الص وعظة من ر (57﴾الناس قد جاءتكم مسورة يونس[

المفتاح الثالث: أن تكون القراءة حفظا مثل حافظ القرآن وغير الحافظ ؛ مثل اث''نين في س''فر ، األول: زاده التم''ر ، والث''اني: زاده الدقيق ، فاألول: يأكل متى ش''اء وه''و على راحلت''ه، والث''اني: ال ب''د ل''ه من ن''زول ، وعجن ،

وإيقاد نار ، وخبز ، وانتظار نضج .

وقال ابن تيمية :" أنا جن''تي وبس''تاني في ص''دري أنى رحت فهي معي" ، وه''و يري''د ب''ذلكالقرآن والسنة التي في صدره تثبته وتزيده يقينا.

ويقول أبو عبد الله بن بشر القطان : "ما رأيت رجال أحسن انتزاع''ا لم''ا أراد من آي الق''رآن من أبي سهل بن زياد ، وكان جارنا ، وكان يديم صالة الليل ، وتالوة القرآن ، فلكثرة درس''ه

صار القرآن كأنه بين عينيه ينتزع منه ما شاء من غير تعب "

العالقة بين الحفظ والتدبر-

إن الهدف من حفظ القرآن حفظ ما تضمنه من العلم بالله والي''وم اآلخ''ر ، ذلكم العلم ال''ذي يعالج جميع قضايا الحياة ويح''ل ك''ل المش''اكل ويحق''ق الس''عادة والحي''اة الطيب''ة لإلنس''ان ، ويحقق له الثبات في األزمات ، والق''وة لألم'ة في مواجه'ة أع'دائها ، ه''ذا ه'و اله'دف األهم لحفظ القرآن والذي ينبغي أن يركز عليه القائمون على التربي''ة . إن حف''ظ األلف''اظ وس''يلة وليس غاية ، وسيلة إلى حفظ المعاني ، واالنتفاع به''ا في الحي''اة. إن االقتص''ار على حف''ظ األلفاظ فه''و قص''ور في ح''ق الق''رآن العظيم ، وه''و انح''راف عن الص''راط المس''تقيم في

رعايته واالنتفاع به في الحياة الدنيا واآلخرة .

المفتاح الرابع: القيام بالقرآند به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقام''ا محم'ودا ]) ومن الليل فتهج ﴾قول الله تعالى : ﴿79)

سورة اإلسراء[ ، فدلت اآلية على أن التهجد بالقرآن طريق للوص'ول إلى المقام'ات العالي'ة في اآلخرة واآلية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وألمته وإن كان مقامه صلى الل''ه علي''هاجدا ن ه''و ق''انت آن''اء اللي''ل س'' أم ﴿وسلم أعلى من مقام بقية المؤمنين. وقول الله تعالى : توي الذين يعلم''ون والذين ال يعلم''ون إنم''ا وقائما يحذر اآلخرة ويرجو رحمة ربه قل ه''ل يس''

( [ ر أولوا األلب''اب ( س''ورة الزم''ر[ ، ف''دلت اآلي''ة على أن العلم''اء هم ال''ذين يقوم''ون9﴾يتذكبالقرآن ليال، وأنهم أعلى مكانا وأرفع مكانة.

اجتماع القرآن والصالة هو الحياة-

إن اجتماع القرآن مع الصالة يمكن أن يش''به باجتم''اع األكس''جين م''ع الهي''دروجين حيث ينتج من تركيبهما الماء الذي به حياة األبدان ؛ فك'ذلك اجتم'اع الق'رآن م'ع الص''الة ينتج عن'ه م''اء

حياة القلب وصحته وقوته.

ابرين ]) الة إن الله مع الص'' بر والص ها الذين آمنوا استعينوا بالص يا أي ﴾قول الله تعالى : ﴿153) سورة البقرة[

و كان الن''بي ص''لى الل''ه علي''ه وس''لم إذا حزب''ه أم''ر ف''زع إلى الص''الة، ويطي''ل فيه''ا ق''راءةالقرآن . إن القيام بالقرآن له معنيان:

: عام، وهو القيام بحق القرآن وتطبيقه والعمل بهاألول

7

Page 8: hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة. لخالد اللاحم. الطريق إلى النجاح

: خاص وهو المقصود في هذا السؤال، وهو قراءته في قيام أي في صالة، فإذا ك''انالثانيو القيام بالقرآن ليال فال فرق بينهما ، هذا هو األصل لكن وجد من البعض من قصر معنى قيام الليل على الصالة دون العناية بالقرآن وقص''د ت''دبره وك''ثرة قراءت''ه في ص''الته فل''ذلك ت''رى قراءته للقرآن في صالته بالليل ال يطب''ق فيه'ا أي''ا من مف''اتيح الت''دبر ومن أج''ل ذل''ك ت''رىلى انتفاعه بمثل هذا القيام يكون محدودا وضعيفا ، عن ثوبان رض''ي الل''ه عن''ه عن النبي ص''نات أمث''ال جب''ال تي ي''أتون ي''وم القيام''ة بحس'' الله عليه وسلم أنه قال ألعلمن أقواما من أمفهم لن'ا جلهم لن'ا ول الله ص' تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا قال ثوبان يا رس'هم إخوانكم ومن جل''دتكم ويأخ''ذون من اللي''ل كم''ا أن ال نكون منهم ونحن ال نعلم قال أما إن

تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها"

لذلك ال تستغرب أنه ربما وجد من يقوم الليل، وفي النهار يأكل الغيبة والرب''ا ويأك''ل حق''وق الناس ويغش ويخ''دع ويك''ذب وين''افق ويج''زع ويتس''خط ويقل''ق ....الخ من مظ''اهر الض''عف والفشل في الحياة، وقد سمعت من يش'كو حال'ه في أن''ه يق'ع في بعض المنك'رات م'ع أن'ه يقوم الليل، فالس''بب أن قيام''ه قي''ام لي''ل وليس قيام''ا ب''القرآن فه''و خ''ال من أي علم أو إيمان إنه قيام أج'وف مج''رد حرك'ات ال يعق''ل منه'ا ش'يئا، وق'د ج'اء عن ابن عب'اس قول''ه : "ركعتان مقتصدتان في ليلة خير من قيام اللي''ل كل''ه" ، المع''نى أن''ه ربم''ا وج''د من البعض قصد تكثير الركعات والتسليمات دون عناية بإقامتها على الوجه الصحيح، وقد تجد من يص''لى

عشر ركعات في عشر دقائق.

وأيضا وجد من بعض حف''اظ الق''رآن من جع''ل الص''الة وس''يلة لمراجع''ة حفظ''ه دون أن يعي عظيم قدر الصالة، ف''تراه ق''د قص''ر هم''ه على ق''راءة أك''بر ق''در من حفظ''ه في القي''ام، ثم يخط''ف بقي''ة األرك''ان خطف''ا ال يطمئن فيه''ا وال يقيمه''ا على الوج''ه المطل''وب، وه''ذا من العجائب ولوال أنه وجد لما ذكرته هن'ا والس'بب في مث'ل ه'ذه الحال''ة ه'و أن'ه لمس فعال أث'ر الصالة في تثبيت الحفظ فقصر همه ونيته على هذا األم''ر.وبعض األئم''ة في ص''الة ال''تراويح والقيام في رمضان يطيلون القراءة مع سرعة عالي''ة ، ثم يطفف''ون بقي''ة األرك''ان والقص''د من هذا تحصيل ختم القرآن والدعاء عند ذلك فهل مثل هذه القراءة تلي''ق ب''القرآن الك''ريم ،

وهل تم تحصيل المقصود من القيام بالقرآن؟

ثواب القيام بالقرآن-

د به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقام''ا محم'ودا ]) ومن الليل فتهج ﴾قول الله تعالى : ﴿79) سورة اإلسراء[

ا ر ا رزقن''اهم س'' الة وأنفق''وا مم ﴿قول الله تع''الى: إن الذين يتل''ون كت''اب الله وأق''اموا الص''كور له إنه غف''ور ش'' يهم أج''ورهم ويزي''دهم من فض'' ﴾وعالنية يرجون تج''ارة لن تب''ور * لي''وف

[30 ،29] سورة فاطر - اآليتان :

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الل''ه علي'ه وس'لم أن''ه ق''ال : " من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من الق'انتين ، ومن ق''ام

بألف آية كتب من المقنطرين"

الصالة دخول على الله تعالى وقرب من الل''ه : م''ا ج''اء عن أنس رض''ي الل''ه عن''ه أن الن''بي صلى الله عليه وسلم: قال : "أيها الناس إن أحدكم إذا كان في الصالة فإنه مناج ربه ، ورب''ه فيما بينه وبين القبلة" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم:"إذا كان أحدكم في صالة فال يبزقن أمامه فإنه مستقبل ربه"

مقاصد الصالة-

إن بعض الن''اس يص''لي الص''لوات المفروض''ة على أنه''ا واجب يؤدي''ه ، وربم''ا ص''لى بعض النوافل طمعا في زيادة الثواب والحسنات أو تكفير الذنوب ومحو الس''يئات، نعم ه''ذه بعض مقاصد الصالة ، وبهذه الفهم كانت عائشة رضي الله عنها تنظر إلى الص''الة - وهي م''ا زالت جارية حديثة السن - فلذلك تعجبت من كثرة صالة النبي صلى الله علي''ه وس''لم فك''انت تظن أن من غفرت ذنوبه ال يحتاج إلى االجتهاد في الصالة فج''اء توجي''ه الع''الم برب''ه الع''ارف بم''ا يجب له نحوه فقال كلمته العظيمة : أفال أحب أن أكون عبدا شكورا . لكي تكون صالتنا قرة ألعيننا ، وبهجة ولذة ألنفس''نا علين''ا أن نتفق''ه في مقاص''د الص''الة ، وه''ذا يحص''ل في ت''دبر نصوص القرآن والس''نة ال''واردة في ه''ذا المع''نى وليس ه''ذا موض''عه لكن أردت الت''ذكير ب''ه

والتأكيد عليه لما له من أهمية عظيمة ال يصح أن تفوت .

المفتاح الخامس: أن تكون القراءة في ليل

8

Page 9: hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة. لخالد اللاحم. الطريق إلى النجاح

ى أن يبعث'ك ربك مقام'ا محم'ودا ]) د به نافلة لك عس' ومن الليل فتهج ﴾قول الله عز وجل : ﴿﴾( سورة اإلسراء[ وقول الله عز وجل : إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأق''وم قيال ])79 ﴿6)

سورة المزمل[ ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : "هو أجدر أن يفقه القرآن "اه' ، ومع''نى ناشئة الليل : أي القيام بعد الن'وم ،وب''ه يجتم'ع راح''ة الب''دن وال''روح فيحص''ل ب''ذلك اجتم''اع القلب على قراءة القرآن وتدبره ، أما القراءة حين التعب واإلجهاد فإن التدبر والفهم يكون

ضعيفا

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صالة الفجر وصالة الظهر كتب له كأنما ق''رأه من الليل" وفي هذا داللة واضحة على أن األصل في القيام بالحزب من القرآن هو اللي''ل ، وفي

حالة العذر فإنه يعطى الثواب نفسه إذا قضاه في النهار.

القراءة للقلب مثل السقي للنبات-

إن القراءة للقلب مثل السقي للنبات ، فالسقي ال يكون في حر الشمس ف''إن ه''ذا يض''عف أثره خاصة مع قلة الماء فإنه يتبخر ، وكذلك قراءة القرآن إذا كانت قليلة ، وكانت في النهار وقت الضجيج والمشغالت ، فإن ما يرد على القلب من المع''اني يتبخ''ر وال ي''ؤثر في''ه ، وه''ذا يجيب على تساؤل البعض إذ يقول : إني أكثر قراءة القرآن لكن ال أتأثر ب''ه ؟ فلم''ا تس''أله : م''تى تق''رأ الق''رآن ؟ يت''بين أن ك''ل قراءت''ه في النه''ار ، وفي وقت الض''جيج ، وبش''يء من المكابدة لحصول التركيز فكيف سيتأثر ؟ إن القراءة في الليل يحصل معها الص''فاء واله''دوء حيث ال أص'وات تش''غل األذن وال ص''ور تش'غل العين فيحص''ل الترك''يز الت''ام وه''و ي''ؤدي إلى وصول معاني القرآن إلى القلب فيحصل قوة التدبر والتفكر وقوة الحفظ والرسوخ أللف''اظ

القرآن ومعانية .

المفتاح السادس: الجهر والتغني بالقراءة

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله علي''ه وس''لم: " ليس من''ا من لم يتغن ب''القرآنيجهر به "

وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن جهر النبي ص''لى الل''ه علي''ه وس''لم ب''القراءة باللي''لفقال :"كان يقرأ في حجرته قراءة لو أراد حافظ أن يحفظها فعل "

وقال ابن عباس رضي الله عنهما - لرجل ذكر له أنه سريع القراءة - :" إن كنت فاعال ف''اقرأقراءة تسمعها أذنك ، ويعيها قلبك "

وعن ابن أبي ليلى قال:" إذا قرأت فاسمع أذنيك فإن القلب عدل بين اللسان واألذن"

إن الجهر بما يدور في القلب أعون على التركيز واالنتباه ولذلك تجد اإلنسان يلجأ إليه قسرا عندما تتعق''د األم''ور ويص''عب التفك''ير. إن البعض عن''د قراءت''ه للق''رآن يس''ر بقراءت''ه طلب''ا للسرعة وقراءة أكبر قدر ممكن وه'ذا خط'أ ومن الواض'ح غي'اب قص'د الت'دبر في مث'ل ه'ذه

الحالة.

حد الجهر ومقداره-

إن الجهر درجات أدناها أن يسمع المرء نفس''ه وتحري''ك أدوات النط''ق من لس''ان وش''فتين ، وأعالها أن يسمع من قرب منه ، فما دونه ليس بجهر وما فوقه يعيق التدبر ويرهق الق''ارئ. ومما يضبط لك مقدار الجهر أن يكون كقراءة اإلمام بالصالة. وكلما كان الصوت مشدودا حيا

كان أعون على التدبر وطرد الوساوس واألفكار المتطفلة على القلب أثناء القراءة .

فوائد الجهر بقراءة القرآن-

استماع المالئكة الموكلة بسماع الذكر لقراءة القارئ

- هرب وفرار الشياطين عن القارئ والمكان الذي يقرأ فيه2

- تطهير للبيت وتعطير له وجعله بيئة صالحة للتربية والتعليم . 3

إن بيتا يكثر فيه الجهر بالقرآن هو بيت - كم'ا ق'ال أب''و هري'رة رض'ي الل'ه عن'ه - ك'ثر خ'يره وحضرته المالئكة وخرجت منه الشياطين والبيت الذي ال يتلى فيه كتاب الله ضاق بأهله وقل

خيره وحضرته الشياطين وخرجت منه المالئكة"

9

Page 10: hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة. لخالد اللاحم. الطريق إلى النجاح

المفتاح السابع: الترتيل

الترتي''ل: يع''ني الترس''ل والتمه''ل. والبعض يطل''ق الترتي''ل على ت''زيين الص''وت ب''القراءة وتحسينها وهذا يعرف بالتغني، أما الترتيل فالمراد به حيث ورد في القرآن التمهل والترسل والتأني حين القراءة ، قال الداني : " " الترتيل مصدر من رتل فالن كالمه : أتبع بعضه بعضات''ل ، والع''رب تق''ول ثغ''ر رت''ل إذا ك''ان متفرق''ا "، وق''ال على مكث وتؤده ، واالسم من''ه الر الشيرازي : " هو: تبيين القراءة وإتباع بعضها بعضا على تأن وتؤدة مع تجويد اللفظ وحسن

﴾تأديته وتقويمه" . قال الله تعالى : ورتل القرآن ترتيال ] المزمل [ ، قال ابن كثير : أي4﴿اقرأه على تمهل فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره .

مقياس الترتيل-

سئل زيد بن ثابت رضي الله عنه : كيف ت''رى في ق''راءة الق''رآن في س''بع ؟ ق''ال : حس''ن ، وألن أقرأه في نص''ف ش''هر أو عش'رين أحب إلي ، وس''لني لم ذل'ك ؟ ق''ال: ف'إني أس''ألك ،

قال : لكي أتدبره وأقف عليه "

قال ابن مفلح : "أقل الترتيل ترك العجلة في الق''رآن عن اإلبان''ة وأكمل''ه أن يرت''ل الق''راءةويتوقف فيها "

دقيق''ة1200ف''إذا أخ''ذنا بالح''د األدنى ف''إن ق''راءة الق''رآن ك''امال خ''ارج الص''الة يحت''اج إلى وتساوي عشرين ساعة فمن أراد أن يختم القرآن في شهر فعليه أن يخصص لقراءة الق''رآن أربعين دقيقة كل يوم ومن أراد أن يختم''ه في أس''بوعين فيحت''اج إلى ثم''انين دقيق''ة ، وفي

دقيقة وتساوي: ساعتين وأربعين دقيقة كل يوم.160أسبوع يحتاج إلى

المفتاح التاسع: التحزيب

القرآن أنزل ليعمل به ، ووسيلة العمل ب''ه العلم ب''ه ، وه''و يحص''ل بقراءت''ه وت''دبره ، وكلم''ا تقاربت أوقات القراءة ، وكلما كثر التك''رار ك''ان أق''وى في رس''وخ مع''اني الق''رآن الك''ريم . ومن أج''ل ذل''ك ك''ان الس''لف يواظب''ون على ق''راءة الق''رآن ، ويحرص''ون على ك''ثرة تالوت''ه وتكرارها .ومن ظن أنهم يقرؤونه من أجل ثواب القراءة فحسب فق''د قص''ر فهم''ه في ه''ذا الباب . قراءة القرآن مثل العالج ال ب''د أن يك''ون بمق''دار معين ال يزي''د علي''ه وال ينقص ح''تى يحدث أثره ،مثل المضاد الحيوي إن طالت المدة ضعف أثره ، وإن تقارب أكثر من المناس''ب أضر بالبدن ، فكذلك قراءة القرآن المدة التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم ألمته ، لمن رغب في الخير هي سبعة أيام إلى شهر ، ونهى عن أقل من ثالث. وق''د ورد نص''وص كث''يرة عن السلف في هذه القضية المهمة تؤكد على ضرورة تحزيب الق''رآن والمحافظ''ة على م''ا

يتم تحزيبه ، وأن يكون له األولوية األولى في كل وقت .

ينبغي أن يوجد الحرص التام عليه وأن يقدم على كل عمل ، وأال يهدأ لك بال حتى تقوم به ، العمل ال''ذي ال تقض''يه إذا ف''اتحتى تؤديه في وقته ، أو تقضيه إن فات أداؤه في وقته إن

، وهذا دليل على عدم أهميته لديك متى وجد ه''ذا الح''رصيعني تساوي الفعل والترك عندك فهو مفتاح النجاح في الحياة إنه مفتاح ال نحتاج إلى إثباته بالقص''ص والتج''ارب ، فه''و ث''ابت ﴿بالخبر عن الله تعالى ، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ، كما قال الل''ه تع''الى: فمن اتب''ع

( سورة طه [ ، وهل يعق''ل أو يتص''ور أن يوج''د اتب''اع دون123﴾هداي فال يضل وال يشقى ]) قراءة مستمرة ، دون مذاكرة لقواعده وتوجيهاته. إننا في واقع الحياة نج''د أن اإلداري ال''ذي ال يحفظ الالئحة وال يفهم ما فيها هو إداري فاشل ، والط''الب ال''ذي ال ي''ذاكر دروس''ه ك''ذلك ومتى علم الله منك صدق الرغبة والحرص على هذا الغذاء فإنه يفتح ل''ك أبواب''ه ويب''ارك ل''ك فيه ، ويمتد أثره ليشمل جميع جوانب حياتكال أقول إن التجربة تشهد لذلك ، فثبات نتائج هذا العمل أقوى وأصدق من أن تخضع للتجربة. وم''ا يوج''د في حياتن''ا من نقص إنم''ا ه''و بس''بب ترك وإهمال هذا العمل اليسير على من يسره الله علي''ه ، العظيم في نفع''ه وأث''ره الش''امل

في تحقيق النجاح الكامل لكل من أخذ به بدقة

إن عادات النجاح ليست سبعا وال عش''را ب''ل هي ع''ادة واح''دة . إنه''ا المحافظ''ة على ق''راءة حزبك من القرآن ، بل هي عبادة وليست عادة ، من يسر الله له المحافظة عليها حص''لت ل''ه

إن أول خط''وة وأول مرحل''ة في طلب العلم ه''و القي''امكل معاني النجاح الدينية والدنيوية. بالقرآن حفظا كل سبعة أيام ، وأي استعجال في هذا األم''ر ه''و إتي''ان لل''بيوت من ظهوره''ا واستعجال في حصد النتائج قبل نضجها ، وقد يؤدي إلى نقائص كثيرة وت''أخر في الوص''ول ، وبلوغ إلى الهدف ، يوجد عدد من طالب العلم من هذا النوع تج''ده يص''رف األوق''ات الطويل''ة لتعلم فروع العلم بينما القيام بالقرآن وتدبره ال يصرف له إال القليل، وهذا مخالف لم''ا ك''ان

10

Page 11: hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة. لخالد اللاحم. الطريق إلى النجاح

عليه السلف ، وأخبارهم في هذا مشهورة فلقد عجب اإلمام أحمد من طالب ح''ديث ال يك''ونله ورد في الليل ؟

وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : " استأذن رجل على رس''ول الل''ه وه''و بين مك''ة والمدينة فقال : قد فاتني الليلة حزبي من القرآن وإني ال أوثر عليه شيئا" وعن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال : كنا نأتي عائشة رضي الله عنها قبل صالة الفجر ، فأتيناها ذات يوم

ك''ان ع''روة بن فإذا هي تصلي ، فقالت نمت عن حزبي في ه''ذه الليل''ة فلم أكن ألدع''ه" . والزبير يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف ويقوم به ليله"

لماذا التحزيب كل أسبوع؟-

التحزيب كل أسبوع من أجل تقارب وقت القراءة ليتحقق قوة حفظ اللفظ وحف''ظ المع''نى، ونتيجة لذلك يتحقق حفظ العمل والتطبيق، فمن المعلوم أنه كلم''ا تق''اربت أوق''ات الق''راءة كلما قوي الحفظ، وقد وجد بالتجربة أن ما يك''رر ك''ل س''بعة أي''ام فإن''ه يرس''خ ويثبت وكلم''ا زادت األيام كلما ضعف الحفظ ، عالقة طردية. إن حفظ المعاني يختلف عن حفظ األلف''اظ ، فحفظ األلفاظ قد يكفيه شهر أو أسبوعين لكن حفظ المعاني ال بد له من التق''ارب الش''ديد ليحصل الضبط والتماسك والعمق. إنه ال مانع من كون التحزيب ك''ل عش''رة أي''ام ،أو خمس''ة عشر ،أو عشرين لكن عليك التنبه لهذه القاعدة التي اهتدى إليها السلف من قبلنا وطبقوها في تعاملهم مع القرآن الكريم فانتفعوا بها غاية االنتفاع . األولى أن يك''ون تح''زيب الق''رآن وتقسيمه على السور- قدر اإلمكان - بمعنى أن تقرأ السورة في الليلة الواحدة كامل''ة ، وأن يكون التقسيم والتوزيع متوافقا مع نهايات السور ، وهذا هو الس''نة ، وعلي''ه عم''ل الص''حابة والتابعين ، أما األحزاب واألجزاء واألثمان المعروفة الي''وم فلم ت''أت إال مت''أخرة ، عالوة على

ما فيها من بتر للمعاني وتقطيع للسور

كيفية تطبيق هذا المفتاح-

القيام بالقرآن كامال في كل أسبوع حفظا وفي ليل وجهر وترتيل وتوقف ؛ يحت''اج الوص''ول إليه إلى التدرج ، والتدريب ش''يئا فش''يئا، ومن ذل''ك تط''بيق قاع''دة: )أدوم''ه وإن ق''ل(. فمن الممكن أن تكون البداية بالمفصل يحزبه سبعة أحزاب لكل ي''وم من أي''ام األس''بوع ح''زب. أو من الممكن أن تكون البداية بجزء )عم( يقسمه سبعة أقسام وكل ليلة يقرأ بقسم. يكرر هذا

كل أسبوع ، ثم ينظر النتيجة كيف تكون ؟

وعندما يرى األثر والفائدة فإن هذا س''يدفعه إلى الزي''ادة ، ولتكن بالت''دريج ، فيزي''د المق''دار وبنفس الطريقة يتم توزيع المقدار الجديد إلى سبعة أقسام كل قسم منها يق''رأ في ليل''ة ، بحيث يختم المقدار كل أسبوع حتى يرسخ ، حتى تثبت اآليات في القلب بصورة قوية يسهل

استدعاؤها في مواقف الحياة اليومية .

المسألة السابعة: كم من الوقت تعطي للقرآن كل يوم؟-

يجب أن تسأل نفسك يوميا هذا السؤال، وتقارن ما تخصصه من الوقت للقرآن بأمور حيات''ك األخ''رى وتنظ''ر ه''ل هي قس''مة عادل''ة، وه''ل أعطيت الق''رآن م''ا يس''تحقه من ال''وقت؟ إن

التفكير اليومي في هذه المسألة يكشف لك عن حقائق مهمة ويبين لك اتجاهك في الحياة.

إن اإلجابة الصحيحة والمنهجية على هذا الس''ؤال ج''اءت في ث''اني س''ورة ن''زلت من الق''رآن﴾الكريم وهي سورة المزمل إذ يقول الله تع''الى : قم اللي''ل إال قليال أي كث''يرا من اللي''ل ، ﴿ ﴿وما حد هذا الكث'ير ؟ نص''فه أو انقص من'ه قليال * أو زد علي'ه ، إن رب'ك يعلم أن''ك تق'وم ﴾ ﴿ ﴾أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه ، والليل في المتوسط اثنتا عشرة س''اعة ، فنص''فه س''ت

ساعات ، وثلثه أربع ساعات.

خطوات تحزيب القرآن، كيف نبدأ التدريب ؟-

تحزيب القرآن يتم حسابه كما يلي :

أوال : تحديد مقدار الوقت اليومي الذي تمنحه للقرآن ، هل ساعة؟ أو س''اعتين؟ أو أق''ل أوأكثر؟

ثانيا: معرفة ما يمكن قراءته في هذا الوقت فيتحدد مقدار الحزب ، هل آية؟ أو مئة آية؟ هلوجه؟ أو عشرة أوجه؟ أو أقل أو أكثر ؟ مع مراعاة مفتاح الترتيل.

11

Page 12: hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة. لخالد اللاحم. الطريق إلى النجاح

ثالثا: بناء على ما سبق يتحدد المدة التي تختم بها كل القرآن أو ما تحفظ''ه من الق''رآن ه''لأسبوع؟ أو شهر؟ أو أقل أو أكثر؟

رابعا: يتم تحديد مواعيد تنفيذية يومية لما تم تحديده

إن مقياس ال''ترقي والص''عود ه''و مق''دار ال''وقت ال''ذي تمنح''ه للقي''ام ب''القرآن خالل األرب''ع وعشرين ساعة فكلما زاد دل هذا على الترقي''ة وارتف''اع المرتب''ة إلى أن تص''ل إلى م''ا ك''ان

عليه الصحابة رضوان الله عليهم .مقدارم

الحزب)وجه�(

القراءةحفظا

القراءةفي

صالة

مقياسالترتيل

)دقيقة / وجه(

عدداألوجه

في اليوم

الوقتاليومي)دقيقة(

مدةالدورة)يوما(

عددالتكرار

كلشهر

الوقتالشهري)دقيقة(

الوقتالشهري)ساعة(

1.5203030190015الال160032060301180030الال260032060301180030النعم3600520100301300050نعمنعم46005864307412900215نعمنعم56005126074180030نعمنعم684103307490015نعمنعم720101،515744507،5نعمنعم810

الصورة السابعة أفضل بكثير من الصورة األولى ، وأثره''ا في تحقي''ق الق''وة النفس''ية كب''ير جدا ، ولست مبالغا إن قلت إن الصورة الثامن''ة أيض''ا أفض''ل من الص''ورة األولى . الرابع''ة ال تمكن إال لمن أتقن حفظ الق'رآن تمام''ا وه'ذا ال يناس'ب المبت'دئين في مش'روع النج''اح م''ع القرآن الكريم. العمق الحاصل في الصورة السادسة يساوي أربع''ة أض''عاف الص''ورة الرابع''ة

وهذا أمر مهم جدا في تحصيل القوة والصحة النفسية.

من كان حافظا للقرآن الكريم وال يمكنه القيام ب''ه ك'امال مطبق'ا لك'ل مف'اتيح الت'دبر-فالمقترح في حقه أن يقسم حفظه إلى قسمين:

القسم األول: يطبق عليه مفاتيح التدبر العملية كاملة.

القسم الثاني: يختمه كل أسبوعين أو ثالثة خارج الصالة من أجل المحافظة على حفظه، مع المجاهدة والتطلع إلى زيادة الوقت المخصص للقيام بالقرآن وبالت''الي زي''ادة القس''م األول وتقليل القسم الثاني إلى أن يصل إلى أن يكون ك''ل الق''رآن يق''رؤوه حفظ''ا في ص''الة في

أسبوع.

فالقسم األول يحقق له القوة النفسية ويمده بالطاقة ،والقسم الثاني يحفظ له حفظه إلىأن يتيسر له أن يطبق عليه كل مفاتيح التدبر.

أيهما أولى التك''رار األس''بوعي حفظ''ا في ص''الة لبعض الق''رآن، أو التك''رار الش''هري-حفظا أو نظرا لكل القرآن في صالة أو خارج الصالة؟

من خالل الجدول في المس''ألة الس''ابقة يت''بين أن األفض''ل الجم''ع بينهم''ا إن أمكن، وإن لم يمكن فإن األول أولى وبدون مقارنة، فالمهم أن يكون لكل مسلم ح''زب ي''ومي من الق''رآن يقرؤوه حفظا في صالة في ليل بترتيل وجهر وتكرار وتوقف، وأن يحاول زيادته ما استطاع إلى ذلك سبيال ، وسبق قريبا بي''ان أهمي''ة التك''رار األس''بوعي في المس''ألة الرابع''ة من ه''ذا المفتاح . إن تضييع أحد هذه المفاتيح يؤدي إلى نقص معين ، وكلما زاد التضييع زاد النقص ،

فليختر كل لنفسه المرتبة التي يريدها عند ربه في الدنيا واآلخرة.

التحزيب تربية على النجاح في تحقيق األهداف-

إن تحديد مواعيد للقيام بالقرآن ، والتدريب على تنفي''ذها بش''كل ي''ومي ، أي تحدي''د أه''داف صغيرة ومن ثم إنجازها بشكل يومي هذا يكسب اإلنسان مهارة التحديد واتخاذ الق''رار ، ومن ثم التنفيذ والتحقيق واإلنجاز ، وهي من أهم المهارات للنجاح في الحياة ، فج''دول التح'زيب الذي تواظب على إنجازه كل يوم هو تربي'ة على النج''اح في ك''ل ش''ؤون الحي'اة ومجاالته'ا . فالنجاح يولد صغيرا ثم يكبر مع األيام إن تعاهده صاحبه بالتعليم والتدريب ول''و ك''ان بكمي''ات

12

Page 13: hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة. لخالد اللاحم. الطريق إلى النجاح

قليلة . إن إنجاز الهدف الصغير يشبه إنجاز المشروع الكبير الفرق بينهما في الحجم فق''ط ، أما المهارات والمعاني واألدوات فهي مشتركة بين االث''نين ، وفي الواق''ع نالح''ظ أن الكث''ير يقدر على اإلنجازات اليس''يرة ويعج''ز عن الكب''يرة والس''بب أن''ه لم يكتس''ب اللياق''ة الالزم''ة

لذلك .

المفتاح العاشر: الربط

المراد بالربط هو الحفظ أو ال''ذكر بحيث يتم االق''تران الق''وي بين اللف''ظ وبين المع''نى فيالمرحلة األولى ، ثم يتم االقتران بينهما وبين الواقع والتطبيق .

القسم األول : ربط المعنى باللفظ ؛ أي : حفظ المعاني

القسم الثاني: ربط العلم بالعمل ؛ أي ربط المعنى الذي تم حفظ''ه ب''الواقع والتط''بيق ؛ أي تنزيل اآلية على المواقف واألحوال اليومية التي تمر بالشخص ، هو التمثل بالقرآن في ك''ل ح''دث يحص''ل في الي''وم والليل''ة ، بحيث يبقى الق''رآن حيا في القلب تؤخ''ذ من''ه اإلجاب''ات

والتفسيرات للحياة ، وتؤخذ منه التوجيهات واألنظمة في كل صغيرة وكبيرة.

كيفية الربط- أن تكرر اللفظ مع استحضار معنى جدي''د في ك''ل م''رة ، ح''تى تم''ر على ك''ل المع''اني ال''تي يمكن أن تتذكرها من النص أو اللفظ ، وقد سبق ذكر كالم الحسن البصري حين ق''ام اللي''ل﴾كله يكرر قول الله تعالى : وإن تعدوا نعمة الله ال تحصوها فلما قيل ل''ه ؟ ق''ال : إن فيه''ا ﴿ معتبرا ما نرفع طرفا وال نرده إال وقع على نعمة. والتكرار الذي يحقق الربط نوع''ان: األول:

التكرار اآلني ، و الثاني: التكرار األسبوعي

إن من يواظب على قراءة القرآن كما تم بيانه ووصفه من حال السلف فإن هذا سيؤدي إلى حياة قلبه ، وقوة ذاكرته ، وصحة نفسه ، وعل''و همت''ه ، وق''وة إرادت''ه ، وه''ذه هي مرتك''زات النجاح الحقيقية ، ذلكم النجاح الشامل المتكامل الثابت في حال الشدة كم''ا ه''و حاص''ل في حال الرخاء. إن من يطبق هذه المفاتيح العشرة فبإذن الل''ه س''يرى ب''أم قلب''ه ن''ور الق''رآن ، ويصبح من أولياء الله الذين ال خوف عليهم وال هم يحزنون ، الذين م''دحهم بقول''ه س''بحانه :

([ ﴾ إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ( سورة مريم[ .58﴿

نس''أل الل''ه الك''ريم بمن''ه وفض''له أن يجعلن''ا منهم ، والل''ه الموف''ق واله''ادي إلى الص''راط المستقيم ، وصلى الله وسلم وب''ارك على نبين''ا محم''د وعلى آل''ه وص''حبه أجمعين. فإي''اك - أخي المسلم - أن ترحل من هذه الدنيا ولم تذق ألذ وأطيب ما فيه''ا إن''ه الق''رآن كالم الل''ه ، الذي ال يشبه التنعم به أي نعيم على اإلطالق ، وهو حاصل ب''إذن الل''ه تع''الى لمن أخ''ذ به''ذه المفاتيح التي هدي إليها سلفنا الصالح ، ففتحت لهم كن''وز الق''رآن ، وبه''ا فتحت لهم كن''وز

األرض وخيراتها فكانوا خير أمة أخرجت للناس.

أقوال السلف في أهمية الصوم

- قال المروزي: قلت ألبي عبد الله - يعني اإلمام أحمد -: " يجد الرجل من قلبه رق''ة وه''و1شبع قال : ما أرى"

-وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " ماشبعت منذ أسلمت "2 - وعن محمد بن واسع قال : " من قل طعمه فهم وأفهم وص''فا ورق ، وإن ك'ثرة الطع'ام3

ليثقل صاحبه عن كثير مما يريد " -وعن أبي سليمان الداراني قال : "إذا أردت حاجة من حوائج الدنيا واآلخرة فال تأك''ل ح''تى4

تقضيها ، فإن األكل يغير العقل "-وعن قثم العابد قال : "كان يقال: ما قل طعم امرئ قط إال رق قلبه ونديت عيناه "5-وعن أبي عمران الجوني قال :"كان يقال من أحب أن ينور قلبه فليقل طعمه " 6

وعن عثمان بن زائدة قال:" كتب إلي سفيان الثوري: إن أردت أن يصح جسمك ويقل نوم''كفأقلل من األكل "

-وعن إبراهيم بن أدهم قال : "من ضبط بطنه ضبط دين''ه ، ومن مل'ك جوع''ه مل'ك األخالق7الصالحة"

-وقال الحسن بن يحيى الخشني : من أراد أن يغزر دموع''ه وي''رق قلب''ه فليأك''ل وليش''رب8في نصف بطنه

-وقال أحمد بن أبي الحواري : فحدثت به''ذا أب''ا س''ليمان فق''ال : إنم''ا ج''اء الح''ديث " ثلث9طعام وثلث شراب " ، وأرى هؤالء قد حاسبوا أنفسهم فربحوا سدسا

13

Page 14: hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة. لخالد اللاحم. الطريق إلى النجاح

-وعن الشافعي قال : ما شبعت منذ ستة عشر سنة إال شبعة أطرحها ، ألن الش''بع يثق''ل10البدن ويزيل الفطنة ويجلب النوم ويضعف صاحبه عن العبادة

-وقالت عائشة رضي الله عنها : " أول بدعة حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم :11الشبع ، إن القوم لما شبعت بطونهم جمحت بها نفوسهم إلى الدنيا .

عالمات النجاح في تدبر القرآن

- المحافظة على تحزيب القرآن مهما كانت الظروف، وأال يقدم عليه أي عمل مهما كان.1 - ال''ترقي والص''عود في تح''زيب الق''رآن ح''تى يص''ل آخ''ر مس''توى، وه''و أن يختم الق''رآن:2

حفظا، ك'ل أس'بوع، في ص'الة، في لي'ل، بترتي'ل، وتك'رار وتوق'ف، وجه'ر وتغن. وه'ذه هيالمفاتيح السبعة العملية.

- توارد آيات القرآن على القلب آناء الليل والنهار بعفوي''ة وتلقائي''ة، كم''ا ق''ال مط''رف بن3 عبد الله : " إني ألستلقي من الليل على فراشي فأت''دبر الق''رآن وأع''رض عملي على عم''ل

أهل الجنة "اه' - تكون ملكة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم وذلك بأن يستطيع أن يجمع ذهنيا آيات كل4

موضوع يريده ويستشهد به'ا دون عن'اء ، وأن يوج'د لدي'ه االنتب'اه ال'دقيق لمف'ردات الق'رآن الكريم بحيث يحصل لديه الربط بينها بعفوية وتلقائية تامة مهما تعددت أو تباع'دت مواض'عها

من القرآن الكريم. وإذا أضيف إلى تدبر القرآن الكريم تدبر السنة فإن هذه الملكة تجم'ع بين اآلي''ات واألح''اديث في آن واحد . وال يشترط لتحصيل هذه الملكة تحصيل علوم اآللة بل يمكن الي مكثر لق''راءة

القرآن والسنة متدبر لهما امتالكها ، وهذا مشاهد عند عدد من العوام ، وبعض الدعاة . - أن يكون خلقه القرآن في كل شأن من ش''ؤون الحي''اة ، وأخالق الق''رآن كث''يرة وعظيم''ة5

( من س''ورة35فمنه''ا م''ا ذك''ر في أول س''ورة المؤمن''ون ، وفي س''ورة المع''ارج ، واآلي''ة ) األحزاب ، وفي أول سورة البقرة ، وفي آخر سورة الفرق''ان ، وغيره''ا كث''ير ،وهي مط''الب وأمنيات وأهداف ، تحقيق أي واحدة منها يعتبر إنجازا عظيما وفتحا مبينا ، الكثير من''ا يتم''نى الحص''ول على ه''دف: ) ال''ذين هم في ص''التهم خاش''عون ( ، وه''دف: ) والك''اظمين الغي''ظ والع''افين عن الن''اس ( ، وأن يك''ون من الل''ذين ) إذا تليت عليهم آيات''ه زادتهم إيمان''ا وعلى ربهم يتوكلون ( ، وغيرها من الصفات العظيمة ال''تي جاه''د الص''الحون في الوص''ول إليه''ا ،

واجتهد الناجحون في تحقيقها. إن التدريب على مفاتيح تدبر القرآن والسير في طريقها يحقق لك بعون الله تع''الى ك''ل م''ا تري''د من تل''ك المكاس''ب العظيم''ة من أخالق الق''رآن إلى أن توص''لك إلى اله''دف المنش''ود

والغاية المقصودة : ) رضي الله عنهم ورضوا عنه (. - دعوة اآلخرين للنجاح في تدبر القرآن وخاصة األقربين ، ألنه ال ي''ؤمن أح''دكم ح''تى يحب5

ألخيه ما يحبه لنفسه ، فحماسه ونشاطه في دع''وة اآلخ''رين عالم''ة على أن''ه فعال ذاق طعم النجاح ويتمنى ألهله وإخوانه ما وجد ، أما من لم يحصل ه''ذه العالم''ة فنجاح''ه ب''القرآن غ''ير

مؤكد.

14

Page 15: hmisk.files.wordpress.com  · Web viewمختصر كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة. لخالد اللاحم. الطريق إلى النجاح

http://hmisk.wprdpress.com

15