files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن...

29
م ي ح ر ل ا ن م ح ر ل له ا م الس ب ر ي ث ك ن ب ر ا سي ف ت ب ي هذ ت ي ف ر ي ث م لح ا ا ب ص م ل ا( ه ي1 الآ ن م ر ش ح ل ا ورة س11 ورة س ل ر ا خ1 ى ا لD ا) ت ب س ل ا مان ث ع ن ب الذ / خ خ ي س ل ا. ن عي م حU ه ا ب ح ص له و1 ي ا عل مذ، و ح م ا ب_ ي ب ن ي عل م سل له و ي ال صل ، و ن مي ل عا ل ا له رب مذ ل ح ل ا. ن مي ل عا ل ا ا رب ي ن عي م حU ا ن عي م ث س م ل ل ا و ب ن والذ ل ا و ن ح ي س ل ا و ب لر ف غ م ا هل ل ا م ي ح ر ل ا طان ي س ل ا ن م له ال ي وذ عU اُ ع يِ طُ ن آَ لَ وْ مُ كَ عَ مَ ّ نَ حُ رْ خَ نَ لْ مُ يْ حِ رْ خُ U اْ نِ U يَ لِ ابَ بِ كْ ل اِ لْ هَ U اْ نِ م واُ رَ فَ كَ ن بِ ذَ ّ الُ مِ هِ ت اَ وْ خِ D آِ لَ ونُ ل وُ قَ ت واُ قَ ف اَ يَ ن بِ ذَ ّ ى الَ لِ D ر اَ تْ مَ لَ U ا{ آَ وا ل ُ لِ ي وُ ق نِ U يَ لَ وْ مُ هَ عَ مَ ونُ خُ رْ خَ ي آَ وا لُ خِ رْ خُ U اْ نِ U يَ لَ ونُ بِ اذ َ كَ لْ مُ هَ ّ تِ D اُ ذَ هْ شَ بُ َ ّ اَ وْ مُ كَ ّ يَ رُ ص يَ يَ لْ مُ يْ لِ ي و ُ ق نِ D اَ ا وً ذ َ يَ U ا اً ذ َ خَ U اْ مُ ك بِ ف* آَ ّ لٌ مْ و َ قْ مُ هَ ّ تَ U ا ِ يَ ¡ كِ لَ ذِ َ ّ اَ نِ ّ م مِ هِ ورُ ذُ ص يِ فً ةَ بْ هَ رُ ّ ذَ سَ U اْ مُ ي نَ U آَ لَ ونُ رَ ص يُ ن آَ لَ ّ مُ ثَ ارَ يْ ذَ U آْ الَ ّ نُ ّ لَ وُ يَ لْ مُ ه وُ رَ صَ ّ ن نِ U يَ لَ وْ مُ هَ ت وُ رُ ص يَ ن* يَ ّ تَ شْ مُ هُ ت و ُ لُ قَ ا و ً ع يِ مَ حْ مُ هُ بَ سْ حَ يٌ ذ يِ ذَ سْ مُ هَ بْ _ يَ بْ مُ هُ سْ U اَ يٍ رُ ذ ُ اء خَ رَ و نِ مْ وَ U اٍ ةَ بَ ّ صَ حُ ّ م ىً ر ُ ق يِ ف آَ ّ لِ D ا ا ً ع يِ مَ حْ مُ كَ ي وُ لِ ي اَ قُ ت آَ لَ ون ُ هَ قْ قَ ت* ِ ل َ بَ مَ كٌ م يِ لَ U اٌ ابَ ذ َ عْ مُ هَ لَ وْ مِ هِ ر ْ مَ U اَ ال َ يَ ا و و ُ ق اَ ا ذ ً ب_ نِ رَ قْ مِ هِ لْ نَ ف نِ مَ ن بِ ذ َ ّ الِ ل َ بَ مَ كَ ون ُ لِ قْ عَ ت آَ ّ لٌ مْ و َ قْ مُ هَ ّ تَ U ا ِ يَ ¡ كِ لَ ذ* * ا َ مُ هَ بَ بِˆ ق اَ عَ ان َ كَ فَ ن يِ مَ ل ا َ عْ ل اَ ّ بَ رَ َ ّ اُ اف َ خَ U ا ىِ ّ نِ D اَ ¡ ك بِ ّ مٌ ء ىِ ر َ ت ىِ ّ نِ D اَ ال َ قَ ر َ فَ ك ا َ ّ مَ لَ قْ ر ُ فْ ك اِ انَ س بِ D آْ لِ لَ الَ قْ ذِ D اِ انَ طْ يَ ّ س ل ا* } َ ن يِ مِ ل اَ ّ ˚ اء الطَ رَ خَ ¡ كِ لَ ذَ ا وَ ه بِ فِ نْ بَ ذِ الَ خِ ارَ ّ ب ل ا يِ ف اَ مُ هَ ّ تَ U ا ر: ش ح ل ا ورة س[ 11 - 17 ] . م، ه ش ف تU ا ن مر ص ي ل م ا ه تذو ع ت ر ي ض ي ل ا ي ت نوذ ه ت ى لD وا ا ي ع ت ن خي ه راي ضU وا ى نُ U ا ن به ل ذ ال ب ع ك ن ي ق ف ا ب م ل ا ن ع ى لا ع ت ر ي خ ي ى: ل عا ت ال ق فَ ّ نَ حُ ر ْ خَ نَ لْ مُ يْ حِ ر ْ خُ U اْ نِ U يَ لِ اب َ بِ كْ ل اِ ل ْ هَ U اْ نِ م واُ ر َ فَ كَ ن بِ ذ َ ّ الُ مِ هِ ت اَ و ْ خِ D آِ لَ ون ُ ل وُ قَ ت واُ قَ ف اَ يَ ن بِ ذَ ّ ى الَ لِ D ر اَ تْ مَ لَ U ا{ } ْ مُ كَ ّ يَ رُ ص يَ يَ لْ مُ يْ لِ ي وُ ق نِ D اَ ا وً ذَ يَ U ا اً ذَ خَ U اْ مُ ك بِ فُ ع يِ طُ ن آَ لَ وْ مُ كَ عَ م. عذ: ت ماU له، ا ال ول س ي ر عل لآم س ل وا لآة ص ل له، وا مذ ل ح ل ا:- ى ل ا ع ت ارك¡ و ب ن- ه ول ق فْ نِ U يَ لِ اب َ بِ كْ ل اِ ل ْ هَ U اْ نِ م واُ ر َ فَ كَ ن بِ ذ َ ّ الُ مِ هِ ت اَ و ْ خِ D آِ لَ ون ُ ل وُ قَ ت واُ قَ ف ا َ يَ ن بِ ذ َ ّ ى الَ لِ D ر اَ تْ مَ لَ U ا{ } ْ مُ كَ عَ مَ ّ نَ حُ رْ خَ نَ لْ مُ يْ حِ رْ خُ U ا. ه ي1 الآ

Transcript of files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن...

Page 1: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

بسم الله الرحمن الرحيمالمصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

( إلى آخر السورة11سورة الحشر من اآلية ) الشيخ/ خالد بن عثمان السبت

الحمد لله رب العالمين، وصلى الل--ه وس--لم على نبين--ا محم--د، وعلى آل--هوصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللمستمعين أجمعين يا رب العالمين .أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

}ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون إلخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخ---رجتم لنخ---رجن معكم وال نطي---ع فيكم أح---دا أب---دا وإن ق---وتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون * لئن أخرجوا ال يخرجون معهم ولئنرون * ألنتم روهم لي--ولن األدب--ار ثم ال ينص-- قوتلوا ال ينصرونهم ولئن نص--ن الله ذل--ك ب--أنهم ق--وم ال يفقه--ون * ال دورهم م د رهب--ة في ص-- أش--هم بينهم نة أو من وراء ج--در بأس-- اتلونكم جميع--ا إال في ق--رى محص-- يق-- شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم ق--وم ال يعقل--ون * كمث--ل الذين من قبلهم قريب--ا ذاق--وا وب--ال أم--رهم ولهم ع--ذاب أليم * كمث--لن--ك إني أخ--اف ا كفر قال إني بريء م يطان إذ قال لإلنسان اكفر فلم الش الله رب العالمين * فكان عاقبتهم--ا أنهم--ا في النار خال--دين فيه--ا وذل--ك

.[17-11]سورة الحشر: جزاء الظالمين{ يخ--بر تع--الى عن المن--افقين كعب--د الل--ه بن أبي وأض--رابه حين بعث--وا إلى

}ألم تر إلىيهود بني النضير يعدونهم النصر من أنفسهم، فقال تعالى: الذين نافقوا يقولون إلخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم

.لنخرجن معكم وال نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم{الحمد لله، والصالة والسالم على رسول الله، أما بعد:

}ألم ت--ر إلى الذين ن-افقوا يقول--ون إلخ--وانهم الذين فقوله -تبارك وتع''الى-: اآلية.كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم{

لما ذكر الله -تبارك وتعالى- طوائف المؤمنين الثالث، وأثنى عليهم ذكر بعد ذل''ك ح''البا نبيه -صلى الله عليه وس''لم- من تل''ك الح''ال، وكم''ا مض''ى في هؤالء المنافقين معج

ا همقوله -تبارك وتعالى-: }ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم منكم وال منهم{ وأن الله عجب نبي''ه -ص''لى الل''ه علي''ه وس''لم-[،14]سورة المجادلة: م

Rبي وعبد}ألم تر إلى الذين نافقوا{ من تلك الحال، وهكذا أيضا هنا كعبد الله بن أ الل''ه بن نبت''ل وأوس بن قيظي ورفاع''ة بن ت''ابوت وأمث''ال ه''ؤالء من أه''ل النف''اق،

يع''ني عن''دما ك''ان}يقول--ون إلخ--وانهم الذين كف--روا من أه--ل الكت--اب{، المن''افقون كف''ارا في الب''اطن ص''ارت بينهم ه''ذه األخ''وة إلخ''وانهم من أه''ل الكت''اب،Rبي ه''و ال'ذي ق''ال لهم: اثبت''وا وال والمقصود اليه''ود يه'ود النض''ير، ف''إن عب''د الل''ه بن أتخرجوا من دياركم، وسنقف معكم، ونعينكم وننصركم، ومصيرنا واحد، كما أخبر الله -

}والقائلين إلخوانهم هلم إلينا{تبارك وتعالى-، واألخوة كما في سورة األحزاب تكون لنوع عالقة، فاألخوة تارة تكون بالنسب، وت''ارة تك''ون باعتب''ار[18]سورة األحزاب:

القبيل''ة، وت''ارة تك''ون باعتب''ار البل''د ال''ذي يجمعهم، وت''ارة تك''ون باعتب''ار االعتق''اد، فالمنافقون إخوة لليهود بهذا االعتبار أنهم جميع''ا كف''ار في الب''اطن، والرؤي''ة هن''ا كم''ا

ب الله عليهم{سبق في قوله: يمكن أن}ألم ت--ر إلى الذين تولوا قوم--ا غض--تكون بصرية.

Page 2: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

أي: لكاذبون فيما وع--دوهم}والله يشهد إنهم لكاذبون{قال الله تعالى: به، إما ألنهم قالوا لهم قوال من نيتهم أال يفوا لهم به، وإما ألنهم ال يقع

منهم الذي قالوه. سبق أن الكذب تارة يطلق على هذا، وتارة يطلق على هذا، يعني تارة يطل''ق على م''ا يحصل به الخلف بين اللسان والقلب، وهذا هو الذي ورد فيه الذم شرعا، يقول بلسانه ما ال يعتقد بقلبه، التخالف بين قول اللسان وم''ا ينط''وي علي''ه القلب، واإلطالق اآلخ''ر وهو أوسع من هذا يقال لكل تخالف بين قول اللسان وما في الخارج، يعني وما يقع أو ما هو واقع، فذلك يقال له: كذب، وابن كثير -رحم''ه الل''ه- يش''ير إلى األم''رين، يق''ول: يحتمل أنهم قالوا ذلك كذبا وهم ال يريدون أن يفعلوا ذلك، فيكون التخالف وقع م''ا بين

ينطوي عليه القلب، يعني قالوا لهم بألسنتهم شيئا ال يري''دون أن يحقق''وه، اللسان وما أو أنهم قالوا شيئا علم الل''ه أن''ه لن يحص''ل، وإن ك'انوا يري'دون في البداي'ة أن يفعل'وا حينما قالوا هذا القول، ولكن لن يقع، فه''ذا الخل''ف يك''ون ك''ذبا، ق''د مض''ى الكالم في

دق وأخ--رجني مخ--رجدرس يتصل بقوله تع''الى: ب أدخلني م--دخل ص-- }وقل ر ، وقلنا هناك: إن الص''دق ه''و الح''ق الث''ابت، ويقابل''ه مخ''رج[80]سورة اإلسراء: صدق{

الكذب، فكل مخرج يكون في باط''ل فه''و مخ''رج ك''ذب؛ ألن الباط''ل ال ثب''ات ل''ه فه''و ذاهب مضمحل فصح أن يقال عنه: إنه كذب، باطل، ذاهب، زاهق، مض''محل ال حقيق''ة

له، كل ما ال حقيقة له فهو باطل، ويمكن أن يقال عنه: إنه كذب بهذا االعتبار. رونهم{ولهذا ق--ال تع--الى: أي: ال يق--اتلون معهم،}ولئن قوتل--وا ال ينص--

روهم{ رون{ أي: ق--اتلوا معهم }ولئن نص-- }لي--ولن األدب--ار ثم ال ينص--د رهب--ة فيوه--ذه بش--ارة مس--تقلة بنفس--ها، كقول--ه تع--الى: }ألنتم أش--

ن الله{ أي: يخافون منكم أكثر من خوفهم من الل--ه، كقول--ه:صدورهم منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية{ ]سورة النساء:}إذا فريق م

}ال ثم قال تع--الى: }ذلك بأنهم قوم ال يفقهون{؛ ولهذا قال تعالى: [77نة أو من وراء جدر{ . يقاتلونكم جميعا إال في قرى محص

}ألم تر إلى الذين ن--افقوا يقول--ون إلخ--وانهم الذينقول''ه -تب''ارك وتع''الى-: الح''ظ ع''بر هن''ا بالفع''لكفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم{

لم يق''ل: "ق''الوا" م''ع أن ه''ذا ق''د}ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون{المضارع وقع وانتهى؛ الستحضار الصورة الواقعة كأنك تشاهدها، ك''أن ه''ذا يحص''ل اآلن أمام''ك،

اء يبك--ون{وهذا كثير في القرآن في قوله -تبارك وتع''الى-: }وج--اءوا أب--اهم عش-- }ويقتلون األنبي--اء{ كأنك تشاهدهم وهم يبكون، وهكذا في قوله: [16]سورة يوسف:

، كأنك تشاهد القتل، عبر بالمضارع وهذا أم''ر ك''ان في الماض''ي،[112]سورة آل عمران: }يقولون إلخ--وانهم الذين كف--روا الالم للتبلي''غ، }يقولون إلخوانهم{وهكذا:

الحظ هذا قس''م باعتب''ار أن الالممن أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم{ أي والله لئن أخ''رجتم لنخ''رجن معكم، هم يحلف''ون}لئن أخرجتم{موطئة للقسم،

لهم على هذا األمر الذي ال حقيقة له، وه''و ك''ذب وذاهب وال يك''ون، وه''ذا مث''ال ي''ذكر كثيرا على كون الله -تبارك وتعالى- يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن ل''و ك''ان كي''ف

}يقولون إلخ--وانهم الذين كف--روايكون، علم ما كان وهو أن هؤالء أهل النف''اق، }لئن أخرجتم لنخ--رجن، وعلم م''ا ال يك''ون حينم''ا ق''الوا لهم: من أهل الكتاب{

ه''ذا أم''ر ال يق''ع، م''امعكم وال نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم{ }لئن أخرجوا الكان وما يكون، وما لم يكن لو ك''ان كي''ف يك''ون، الح''ظ هن''ا ق''ال:

هذا علم ما يكون، وعلم م''ا لم يكنيخرجون معهم ولئن قوتلوا ال ينصرونهم{ }لي--ولنهم ال ينص''رونهم لكن ل''و نص''روهم }ولئن نصروهم{ لو كان كيف يكون

فاشتملت هذه اآلية على هذه األنواع من علم الل''ه -تب''اركاألدبار ثم ال ينصرون{،وتعالى- للغيوب.

Page 3: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

ن الله{وقوله: دورهم م الرهب''ة ش''دة الخ''وف كأن''ه}ألنتم أشد رهب--ة في ص-- خوف مع تعظيم، خوف شديد مع تعظيم لهذا المرهوب أو له''ذا المخ''وف من''ه، تق''ول: هذا الشيء رهيب، هذا الشيء له رهبة، هذا مقام ل'ه رهب'ة، بخالف حينم'ا تق'ول: ه'ذا

شيء مخيف، وهذا يختلف عن كون الشيء مثال مرعبا، غير رهيب.ن الله{فهناك فروقات بين هذه األلفاظ أش''د}ألنتم أشد رهبة في صدورهم م

رهبة يعني أشد مرهوبية، فهؤالء يخش''ونكم أعظم من خش''يتهم لل''ه -تب''ارك وتع''الى-، والسبب في ذلك؛ ألنهم قوم ال يفقهون، والفقه هو علم خاص، يعني ما يحتاج إلى فهم يقال له: فق'ه، فه'ؤالء ل'و عرف'وا الل'ه معرف'ة ص'حيحة بأس'مائه وص'فاته لم'ا تع'اظم المخل''وق في قل''وبهم ح''تى يص''ير خ''وفهم من''ه أعظم من خ''وفهم من الل''ه -تب''ارك وتعالى-؛ ولذلك ف''إن من أعظم دواعي الخ''وف من الل''ه -ع''ز وج''ل- أن يع''رف العب''د معبوده معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته، فكلما كان العبد بربه أع''رف ك''ان ل''ه أخ''وف وأشد تعظيما وإجالال، فهؤالء ال يعرفون الل''ه معرف''ة ص''حيحة، ول''و ك''انوا يعرفون''ه م''ا

ية{نافقوا، يقول: د خش-- نهم يخشون الناس كخشية الل--ه أو أش-- }ذا فريق م -نسأل الله العافية- هؤالء بهذه المثابة، وه''ذه الرهب''ة في ص''دورهم؛[77]سورة النساء:

ألن القلب هو موضع هذه المعاني من الخوف والرج''اء والمحب''ة وم''ا إلى ذل''ك، ثم إن هذا من األمور الخفية الله -تبارك وتعالى- أطلع أهل اإليمان عليه''ا، فك''ل من''افق ففي قلبه من هذه الرهبة ألهل اإليمان بحسب حاله في هذا النفاق، فمن كان نفاق''ه أعظم كانت الرهبة في قلبه أشد؛ ولذلك ينبغي على أهل اإليمان أن يدركوا هذا المعنى، ومن ثم فال يتعاظم المنافق في قلوبهم، ويلقي الشيطان في نفوس''هم وقل''وبهم المخ''اوف من هؤالء المنافقين فيجبنون عن اإلنك''ار عليهم، وعن إق''امتهم على أم''ر الل''ه -تب''ارك

يطان يخ--وف أولي--اءهوتعالى-، فذلك كما قال الله -عز وج''ل-: }إنم--ا ذلكم الش--ؤمنين{ كيف تخاف من''ه[175]سورة آل عمران: فال تخافوهم وخافون إن كنتم م

وهو أصال إذا دخلت عليه خيل إليه أنه دخل عليه سبع أو أسد وامتأل قلب''ه بالرهب''ة، أم''ا أهل اإليم''ان ال''ذين عرف''وا الل''ه معرف''ة ص''حيحة ف''إن المخل''وق ال يتع''دى ط''وره، وال يتعاظم في نفوسهم فيخافونه كهذا الخوف، فهؤالء أهل النفاق -نسأل الل''ه العافي''ة- ال يفقهون فوقعوا في هذه المعاطب؛ ألنهم راع''وا المRش''اهد وغفل''وا عن الغ''ائب، ه''ؤالء ليس بين أعينهم إال هذا العالم المادي ال'ذين يش'اهدونه، وإذا ش''اهدوا ق'وة وش''يئا من الجرأة أو الجيوش أو العتاد أو اآلالت الحربية وما إلى ذلك امتألت قل''وبهم من الخ''وف والرهبة والهلع، فمثل هؤالء حينما ينظرون في األمور ويقايس''ونها ف''إنهم ال يع''ول على كالمهم؛ ألن المخل''وقين يتع''اظمون في نفوس''هم، وتق''ع الرهب''ة في قل''وبهم؛ ألنهم ال

ينظرون إال إلى هذا العالم المشهود ويغفلون عن المغيب. }ال، ثم ق--ال تع--الى: }ذل--ك ب--أنهم ق--وم ال يفقه--ون{ولهذا قال تع--الى:

نة أو من وراء جدر{ يع-ني: أنهم من ، يقاتلونكم جميعا إال في قرى محص جبنهم وهلعهم ال يق----درون على مواجه----ة جيش اإلس----الم بالمب----ارزة والمقاتل--ة ب--ل إم--ا في حص--ون، أو من وراء ج--در محاص--رين، فيق--اتلون

للدفع عنهم ضرورة.نة أو من وراء ج-در{ اآلي''ات تتح''دث}ال يقاتلونكم جميعا إال في قرى محص

}ق---وم ال يفقه---ون * ال يع'''ني المن'''افقين }ذل---ك ب---أنهم{عن المن'''افقين، فسياق اآليات في المن''افقين، وكث''يرا م''ا ت''نزل ه''ذه اآلي''ة على اليه''ود،يقاتلونكم{

يحتم''ل}ال يقاتلونكم جميع--ا{والسياق في المنافقين لكن قوله -تبارك وتع''الى-: معنيين:

يعني المن''افقين ال يق''اتلونكم في جم''ع،}ال يقاتلونكم جميعا{المعنى األول: أنهم مجتمعين كجيش؛ ألنهم أجبن من ذلك إال في قرى محصنة أو من وراء جدر فهم جبناء،

Page 4: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

وهذا هو ال'ذي س''بب لهم ه''ذا النف''اق، وص''اروا ي''بيعون المب''دأ وال''دين لك''ل من غلببحسب مصالحهم، هذا معنى، وهذا الموضع منها في المنافقين خاصة.

اتلونكم جميع-ا{ مع''نى آخ''ر }جميعا{ويحتم''ل قول''ه: يع''ني م''ع اليه''ود،}ال يق- فالمن'افقون واليه'ود ال يق'اتلونكم مجتمعين، هم وع'دوهم بالنص''ر وأن المص'ير واح'د،

}لئن أخرجتم لنخرجن معكم وال نطي--عوقالوا لهم هذه الوعود، قالوا لهم: والله فهنا يحتمل أن يكون المراد ال يقاتلونكمفيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم{

هو ال''ذي}جميعا{جميعا يعني المنافقين واليهود، فالسياق في المنافقين لكن قوله: يحتمل معنيين، لكن ال يمكن أن يخرج المن''افقون من ه'ذا الس'ياق وتجع'ل في اليه'ود خاصة، واألص''ل أن''ه مهم''ا أمكن توحي''د مرج''ع الض''مائر فه''و أولى من تفريقه''ا، وهن''اRجعل هذا من بينه''ا في اليه''ود؟ ه''ذا في''ه نظ''ر، الضمائر متتابعة في المنافقين فكيف ي

}ال يعني على صفة الجيوش التي تجتم''ع }ال يقاتلونكم جميعا{والله تعالى أعلم، نة أو من وراء ج--در{ يع''ني ال يق''اتلونكميقاتلونكم جميعا إال في قرى محص--

جميعا بحال من األحوال لكن يقاتلونكم في قرى محصنة أو من وراء جدر، وعليه يكون االس''تثناء -على ق''ول بعض أه''ل العلم- من قبي''ل المنقط''ع، بمع''نى لكن، يع''ني هم ال يقاتلون جميعا على صفة جيش يقابل جيشا، يجتمعون ويقاتلون، وإنم''ا يخت''بئون خل''ف الجدران، وخلف الحص''ون، وباعتب''ار أنه''ا في المن''افقين واليه''ود مع''ا يك''ون االس''تثناء متصال، يعني أنهم يمكن أن يجتمعوا لكن ليس في ميدان المعرك''ة، ف''أجبن خل''ق الل''ه أهل النفاق واليهود، هؤالء ال يستطيعون أن يجتمعوا في معركة، هؤالء بنفخة يط''يرون،R''ذكر فهذا البد أن يكون قتاله من وراء جدر؛ ألن الجبان ال يستطيع أن يواج''ه، ول''ذلك ي عن أول من اكتش''ف أو اخ''ترع الكالش''نكوف أن''ه ق''ال: اآلن قRتلت الش''جاعة ب''أول رصاص''ة، يع''ني ك''ان في الس''ابق الن''اس األبط''ال ي''نزلون أرض المعرك''ة ويواجه''ون األبطال، والقتال ضرب في الحديد، ضرب في األجسام، وضرب في الرءوس، وض''رب بكل مستطاع من سيف ورمح ونبل وفأس وساطور، وإن تكسرت السيوف فالحجارة، هذه كانت الشجاعة في الس''ابق مواجه''ة، والجب''ان ال يس''تطيع؛ ألن أقدام''ه ال تحمل''ه فبمجرد ما يرى قطرة دم يغمى عليه، هذا إذا جاء، هؤالء ال يستطيعون هذه المواجه''ة،

نة أو من وراء ج--در{فالجبان من بعي''د ، واآلن ع''بر الط''ائرات}في قرى محص-- بحيث يكون في ارتفاع ال تصل إليه المضادات، فيأمن، أو يكون في مكان ال توج'د في'ه مضادات أصال فيضرب من بعيد، أو يك''ون في غواص''ة داخ''ل البح''ر بين''ه وبين األع''داءRعد مسافات كيلو مترات بعيدا ال يراهم وال يرونه، ما علي''ه إال ألف ميل، أو بمدافع من ب أن يضع هذه األشياء ثم بعد ذلك ال شأن له بما يقع بعد ذلك، وال ي''رى الع''دو أص''ال، وال يستطيع أن يواجهه، فإذا حصلت مواجهة مباشرة تخور القوى، فه''ذا ه''و ح''الهم، وه''ذا هو حالهم اليوم هل رأيتم األعداء يواجهون وجها لوجه؟ أبدا هم ال يواجه''ون، وإنم''ا من بعيد بهذه األسلحة التي وجدت في هذا العصر، وأصبح الشجاع والجبان سواء كم''ا ه''و الحال في الوسائل الحديثة حيث يسرت للن''اس أم''ورا كث''يرة، ففي األس''فار مثال ك''ان في السابق لربما ال يسافر األسفار البعيدة إال من كان لديه من الصبر والثبات والق''وة ومعرفة الطريق وما إلى ذلك، ويحتاج إلى دليل وما إلى هذا، وأما اآلن فأصبح اإلنسان يسافر للحج بكل سهولة، في الس''ابق ك''ان من األس''فار المخوف''ة، واآلن لربم''ا حجت بعض النساء مع غير محرم، ويحج الرجل ال''ذي ال ي''دبر قليال وال كث''يرا، م''ا علي''ه إال أن يركب فقط فإن لم يركب حRمل، ثم بعد ذلك يرجع، وال حاج''ة ل''ه في أن ي''دبر قليال وال''ا وال ص''احب هم''ة وعزيم''ة، فاس''توى يت كث''يرا، ال يحت''اج أن يع''رف الط''رق، وليس خر أضعف الناس وأقوى الناس وأحسن الناس نظرا وتدبيرا في مثل هذه األم''ور، فه''ذان

نة أو من وراءمعني''ان في قول''ه: اتلونكم جميع--ا إال في ق--رى محص-- }ال يق-- ، ومثل ذلك في المصفحات والدبابات يختبئ خل''ف ش''يء، اآلن ل''و نظ''رت إلىجدر{

إنسان يريد أحد أن يعتدي عليه أو اضطر إلى المدافعة عن نفس''ه إن داف''ع عن نفس''ه

Page 5: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

لربما خلف الجدار من وراء الجدار، وال يستطيع أن يقابل الناس، هذا اإلنسان حتى في األشياء العادية البسيطة لو أنه يخاف من دابة أو حشرة أو شيء أو ف''أرة أو نح''و ذل''ك هذا ال يستطيع، فهو يخاف، وإن اضطر فهو يحتاج إلى أن يك''ون من وراء الب''اب بعص''ا

اتلونكم جميع--ا إال في ق--رىويغل''ق األب''واب؛ ألن''ه يخ''اف، ه''ذا معل''وم، }ال يق--نة أو من وراء جدر{ ، هذه قراءة الجمهور، والقراءة األخرى ب''اإلفراد }أو منمحص

وراء جدار{ وهذه متواترة ألبي عمرو وابن كثير. أي: ع--داوتهم فيم--ا بينهم ش--ديدة،}بأسهم بينهم شديد{ثم قال تعالى:

.[65]سورة األنعام: }ويذيق بعضكم بأس بعض{كما قال: ديد{افتتحت بهذا لالهتم''ام باإلخب''ار عن ه''ذا الب''أس أن''ه واق''ع}بأسهم بينهم ش--

يحتمل أن يكون المراد أن أه''ل}جميعا{بينهم، وكما سبق في االحتمالين في قوله: النفاق بأس''هم بينهم ش''ديد وك''ل الس''ياق كم''ا س''بق في المن''افقين، ف''إذا قلن''ا: اآلي''ة

أي جبناء، فأيضا هذه صفة أخرى لهم}ال يقاتلونكم جميعا{السابقة في المنافقين يعني المنافقين واليهود فإن}جميعا{، وإذا قلنا: إن قوله: }بأسهم بينهم شديد{

يعني بينهم عداوة شديدة لكنهم اجتمعوا على حربكم}بأسهم بينهم شديد{قوله: فقط، وإال فبينهم من الشر والعداوات ما ال يقادر قدره، وق''د فRس''ر به''ذا، فبعض أه''ل

يع''ني الع''داوة الواقع''ة فيم''ا بينهم، وه''ذا ه''و}بأسهم بينهم شديد{العلم يقول: المشهور، وهو األقرب والمناسب للسياق، العداوة عداوة شديدة لكن اجتمعوا لحربكم

يعني أنهم جبناء عن المواجه''ة، ولكن}بأسهم بينهم شديد{فقط، وبعضهم يقول: إذا كانوا يجلسون مع بعضهم فإنهم يتحدثون عن بط''والت وهمي''ة ال حقيق''ة له'ا، يع''ني يذكر أنه فعل وفعل وفعل، هذا في المج''الس حينم''ا ي''أمن، وأن''ه س''يفعل ه''ذا الكالم، وهو بعيد آمن مع أصحابه وأشكاله ونظرائه، يتح''دث عن بط''والت ال حقيق''ة له''ا، وعن أعمال لم تقع وأنه يواجه األبطال مثل ما يذكر كثير من الشعراء أنه يقطع الفي''افي وال يخاف وال يجبن ويصبر على المساحات الشاسعة الموحشة ال''تي ال يقطعه''ا إال الواح''د بعد الواحد، وقد ال يك''ون ه''ذا الكالم ل'ه حقيق''ة، وه'ذا كث''ير في كالم الش'عراء -والل''ه

ديد{المستعان- فيكون بهذا االعتبار أنه هم بينهم ش-- يع''ني في الكالم ال''ذي}بأس- ينسبونه إلى أنفسهم في الدعاوى الفجة العريضة، يقول لك: أنا لقيت واح''دا وقطعت''ه

ديد{نصفين وأشياء ال حقيقة لها، وبعضهم يقول: في المالس''نة}بأسهم بينهم ش-- والكالم، ولكن في ميدان المعركة والمواجه''ة هم دج''اج له''ا من''اقير من حدي''د، لس''ان ولكن القلب أجوف، وليس عند هؤالء شجاعة وال قوة، وهذا يدل -باعتبار المعنى ال''ذي عليه األك''ثر- على اختالف قل''وبهم، وش''دة الع''داوة الواقع''ة بينهم، ف''إن قلت: هي في المنافقين فهم كذلك بال شك؛ ألنه ال يجمعهم جامع إنما ك''ل واح''د منهم يحرك''ه ه''واه، حيثما وجدت مصلحته توجه، فهم ال يرتبطون بعقيدة، وليس لهم مب''دأ يجتمع''ون علي''ه ويدافعون عنه إطالقا، فتجدهم تارة هنا وتارة هناك، وانظر إليهم في مصر على س''بيل المثال هؤالء الذين أشبعوا العالم كالما كثيرا في الليبرالية والحرية في التعبير والحرية في الرأي والحرية في االقتصاد إلى آخره أنواع الحريات التي تق''وم عليه''ا لي''براليتهم، ويطالبون بأن يكون الشعب هو ال'ذي يمل''ك الق'رار، وأن ه'ذه إرادة الش'عب وم'ا إلى ذلك، وانظر إليهم تحولوا إلى بلطجية وباعوا كل هذه الدعاوى العريضة والمبادئ ال''تي كانوا يزعمون أنهم يؤمنون بها، أحرقوها تماما، فهي وإن كانت تحوي كثيرا من الباطلا لم يرعوه''ا، ولم يلتفت''وا إليه''ا حيث ك''انت أه''واؤهم في منظ''ور الش''رع إال أنهم أيض'' تخالف ذلك، هم أصحاب هوى ليسوا بأصحاب مبدأ، هؤالء الذين يقولون: إرادة الشعب وحريته هم من أكثر الناس مخالفة لهذا إذا ك''انت مص''الحهم تقتض''ي خالف''ه، أص''حاب هوى، أصحاب شهوات، عبيد لهذه النفوس والشهوات، ليسوا أصحاب مبدأ وإن ح''اولوا

هذا المنافق يمكن}تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى{أن يرفعوا بعض الشعارات، أن يباع ويشترى، خذها من هذه اآلية، يعني لو جاءه أحد وقال له: أنا أدفع لك إما م''اال

Page 6: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

وإما منصبا، جاء له ه''ذا ال''ذي يعادي''ه مع''اداة ش''ديدة، وجلس مع''ه، وق''ال: س''نعطيك ونوليك وكذا تحول إلى محالف له وترك ما كان يقوله، وتنصل من أصحابه ال''ذين ك''ان

متحالفا معهم، وهكذا فهم عبيد للشهوات.تى{ ه''ذا في المن''افقين}بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميع--ا وقل--وبهم ش--

فكذلك الح''ال بينهم، وه''ذا ال'ذي ذهب إلي''ه مجاه''د -رحم''ه الل''ه-، وإن قلت: إنه'ا في اليهود والمنافقين فهم كذلك اجتمعوا فقط لحربكم، والجامع المش''ترك ه''و ع''داوتكم، وهذا أيضا يروى عن مجاهد، لكن هناك من ق''ال: إن ه''ذه اآلي''ة في المش''ركين وأه''ل

}تحسبهمالكتاب، وهذا وإن قال به مث''ل س''فيان الث''وري -رحم''ه الل''ه- لكن''ه بعي''د، تى{ اآلي''ة تتح''دث عن المن''افقين، فالمقص''ود أن المن''افقينجميع--ا وقل--وبهم ش--

داخلون في اآلية قطعا، ودخول أهل الكتاب تحتمله اآلية، لكن تنزيل اآلي''ة على اليه''ود هكذا هذا فيه نظر، يعني أن اآلية تتحدث عن اليهود -في صفة اليهود- به''ذا االعتب''ار ال،

وهن''اك،}ذلك بأنهم قوم ال يعقلون{وإن كان اليهود فيهم هذه الصفات بال شك، }ذل--ك ب--أنهمفي رهبتهم من أهل اإليمان التي هي أعظم من خوفهم من الله ق''ال:

.قوم ال يفقهون{ هناك ذكر الفقه، والفقه علم خ''اص وه''و فهم م''ا خفي ودق، وه''ذا يحت''اج إلى معرف''ة تفصيلية بأسماء الله وصفاته وما إلى ذلك، فهؤالء أبع''د الن''اس عن معرف''ة الل''ه -ج''ل

في التف''رق، فلم''اذا}ذلك بأنهم ق--وم ال يعقل--ون{جالله-، لكن قضية العقل هنا ذكر العقل هنا والفقه هناك؟

يمكن أن يقال -والله تعالى أعلم-: إن عاقبة التفرق ال تخفى على عاقل، ال تحت''اج إلى فقه، فإن التفرق من شأنه أن يورث الفش'ل والهزيم'ة، فل''و ك''انوا يعقل''ون م'ا حص''ل بينهم هذا التفرق فإن اجتماعهم هو الشرط األساس للنصر، والل''ه -ع''ز وج''ل- يق''ول:

هذه الف''اء ت''دل على[46]س''ورة األنف''ال: }وال تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم{ التعقيب المباشر، وتدل على ترتيب ما بع''دها على م''ا قبله''ا، فهي ت''دل على التعلي''ل، فالتنازع يكون سببا للفشل، والحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقص''انه، بقدر ما عندنا من التنازع يحصل الفشل، والذين يتنازعون وهم يواجهون األعداء س''واء كانوا في ميدان المعركة الحربية أو في مي''دان المعرك''ة الفكري''ة أو السياس''ية ه''ؤالء ق'وم ال يعقل'ون، ه'ؤالء يتربص'ون بهم ال'دوائر ثم بع'د ذل'ك يق'ع ه'ذا التف'رق الش'ديد والتراشق على الفضائيات، ويعلن''ون ه''ذا االنقس'ام وه''ذه الخالف''ات يس''معها الق''ريب والبعيد والعدو والصديق، هذا خالف العقل، وقل مثل ذلك إذا كان في ميدان المعرك'ة، وهذا أخطر، يواجهون عدوا غاشما ال يرقب فيهم إال� وال ذم''ة وم''ع ذل''ك يواجهون''ه وهم في غاية التفرق، هذا قطعا خالف مراد الله -تب''ارك وتع''الى-، الس''يما أنهم ال يختلف''ونعلى مبدأ، ال يختلفون على دين، ولكن كيانات، هذا يقول: نحن، وهذا يق''ول: نحن، - نحن هنا مفخمة من أنا، أعظم وأكبر من أنا-، وهذا يقول: نحن، وال أحد يريد أن يتنازلي ش''يء وال لي ش''يء عن نحن هذه، ولو كان المبدأ على طريقة ش''يخ اإلس''الم م''ا من كانت انتهت كل هذه األوهام واضمحلت كل تلك األسماء، واجتم''ع الن''اس على الح''ق،R''ذكر، وال وقالوا: المقصود هو نصر الدين، وإعزاز كلمة الله -عز وجل- فليكن ذلك وال ن يكون لنا شيء، فنحن نريد ما عن''د الل''ه -تب''ارك وتع'الى-، ه'ذا ه'و الص''حيح، لكن ه''ذا�ا، يعني إم''ا وج''ود وإم''ا تل''ف، وأع''داء التفرق هو من قلة العقل، يواجهون مصيرا حتمي كثر أنواع، ومع ذلك هذا التفرق في حال الش''دة فهم في الرخ''اء أك''ثر تفرق''ا، ول''و لم

]س''ورة آل }واعتصموا بحبل الل--ه جميع--ا{يكن ربنا -تبارك وتعالى- أمر باالجتماع -وهذا من المحكمات، والنص''وص ال''واردة في''ه كث''يرة ج''دا، وهي متك''ررة[103عمران:

ومتنوعة- لكان العقل يقضي باالجتماع، لو لم يرد فيه نص واحد، فكيف بهذه النص''وص المتضافرة؟! ولهذا بعض''هم يق''ول: ال توج'د أم''ة عن'دها من النص''وص ال'تي ت''دعو إلى اجتماع الكلمة كهذه األمة، وفي الوقت نفسه حالهم تدل على خالف ذل''ك تمام''ا، ك''أن

Page 7: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

هؤالء قد جاءت هذه النصوص تأمرهم بالتفرق، ال توجد أمة عن''دها م''ا ي''دعو لالجتم''اع كه''ذه األم''ة، وفي المقاب''ل هم من أك''ثر الن''اس تفرق''ا وتش''رذما وانقس''اما، والل''ه

المستعان. أي: تراهم مجتمعين}تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى{ولهذا قال تعالى:

فتحسبهم مؤتلفين، وهم مختلفون غاية االختالف. }ذلك بأنهم قوم القال إبراهيم النخعي: يعني: أهل الكتاب والمنافقين،

}كمث--ل الذين من قبلهم قريب--ا ذاق--وا وب--ال، ثم ق--ال تع--الى: يعقل--ون{ }كمث--ل الذين من قبلهم{، وق--ال ابن عب--اس: أمرهم ولهم ع--ذاب أليم{

يعني يهود بني قينقاع، وكذا قال قتادة ومحمد بن إسحاق. يع''ني مث''ل ه''ؤالء المن''افقين}كمثل الذين من قبلهم{قول الله -تبارك وتعالى-:

هنا قي''ده بق''ريب،}كمثل الذين من قبلهم قريبا{ومن تحالفوا معهم من اليهود يعني ما يمكن أن نقول: األمم السابقة التي أهلكت، وإنما هذا في وقت ق''ريب؛ وله''ذا قال: حمله بعضهم على بني قينقاع، قال: مصير هؤالء مثل أولئك اليه''ود ال''ذين حص''ل لهم عن وقت قريب ما خRذلوا معه، وأجالهم النبي -صلى الله عليه وس''لم- كم''ا يقول''ه

بعضهم يقول: بنو}كمثل الذين من قبلهم قريبا{ابن عباس -رضي الله عنه-، النضير بعد قريظة، لكن كانت وقعة قريظة بعد النض''ير، في حص''ار الن'بي -ص'لى الل''ه عليه وسلم- للنضير انتقل منه إلى قريظة فصالحوه قبل المرة الثانية التي حصل فيه''ا القتل لهم، يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- حاصر النضير ثم انس''حب ب''الجيش إلى

لكن قريظ''ة في}كمث--ل الذين من قبلهم{قريظة فصالحوه فرج''ع إلى النض''ير، هذه األثناء ما ذاقوا وبال أمرهم، يعني م''اذا حص''ل لهم؟ حص''لت مص''الحة، لم يحص''ل إخراج وال قتل، وإنما حصل القتل بعد ذلك في السنة الخامسة للهجرة، وبعضهم حمله على بدر، يعني على ما وق''ع للمش'ركين في ي''وم ب''در، ونحن عرفن''ا أن وقع'ة النض''ير كانت بعد غزوة بدر، فهذا أمر قريب، وبعضهم يقول: هذا ع''ام في ك''ل من انتقم الل''ه منه، وهذا ال بأس به مع اعتبار التقييد "قريبا" فليس لكل من انتقم الله من''ه ول''و من''ذ زمان بعيد، وإنما منذ وقت وعهد قريب، وابن جرير -رحمه الله- رجح شمولها للفئ''تين،

والله تعالى أعلم. قال مجاهد، والس--دى، ومقات--ل بن حي--ان: يع--ني كمث--ل م--ا أص--اب كف--ار

قريش يوم بدر. يع--ني: يه--ود ب--ني قينق--اع،}كمث--ل الذين من قبلهم{وقال ابن عب--اس:

وكذا قال قتادة، ومحمد ابن إسحاق. وهذا القول أشبه بالصواب، فإن يهود بني قينقاع كان رسول الله -صلى

الله عليه وسلم- قد أجالهم قبل هذا. هو يشمل هؤالء اليهود من بني قينقاع وك''ذلك م''ا وق''ع للمش''ركين في ي''وم ب''در فهي شاملة للفئ''تين، كم''ا يق''ول ابن جري''ر -رحم''ه الل''ه-، -والل''ه أعلم-؛ ألن الل''ه لم يح''دد

طائفة فلهم عبرة بما وقع عن قريب، فقد شاهدوه. "وبال" هذه كلم''ة واح''دة}كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم{

يع''ني ج''زاء}ذاقوا وب--ال أم--رهم{والواو من بنية الكلم''ة ليس''ت ح''رف عط''ف، كفرهم، عاقبة كفرهم، يعني نالهم عذاب الله وعقابه على هذا الكفر، وأصل الوبال هو المرعى الوخيم الذي تهش له الدواب، وتستلذ ذلك ثم يقتلها، والم''رعى ال''وخيم يق''ال ل''ه: "وبي''ل" م''رعى وبي''ل، ويق''ال: ه''ذا كأل وبي''ل، أي وخيم تهش ل''ه الداب''ة لجودت''ه، لجماله، لخضرته، ولكنه يقتلها فيه نبات''ات س''امة قاتل''ة، يق''ال: ه''ذا كأل وبي''ل، م''رعى

هذا أخض''ر حل''و تط''رب ل''ه ال''دواب ولكن النهاي''ة أن''ه}ذاقوا وبال أمرهم{وبيل، يحبطه''ا ويقتله''ا، فش''به ه''ؤالء في إق''دامهم على المس''لمين وتح''الفهم ض''دهم به''ذه

Page 8: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

الدواب والبه'ائم ال''تي ترت''ع في م'رعى تط''رب لرؤيت'ه ولكن نهايته'ا وحتفه'ا في ه'ذا عاقب''ة}كمثل الذين من قبلهم قريب--ا ذاق--وا وب--ال أم--رهم{الم''رعى، فهن''ا

يعني عاقبة}ذاقوا وبال أمرهم { تدبيرهم وفعلهم وكفرهم، ولهذا يمكن أن يقال: ما دبروه، وأمرهم هو شأنهم.

ا كفر ق--ال إنيوقوله تعالى: يطان إذ قال لإلنسان اكفر فلم }كمثل الش يعني مثل هؤالء اليهود في اغترارهم بالذين وعدوهم النصربريء منك{

رنكم{من المنافقين، وقول المنافقين لهم: ثم لم--ا}وإن ق--وتلتم لننص-- حقت الحقائق، وجد بهم الحصار والقتال تخلوا عنهم وأسلموهم للهلك--ة مثالهم في هذا كمثل الشيطان إذ سول لإلنسان -والعي--اذ بالل--ه- الكف--ر،

}إني أخ--اف الله ربفإذا دخل فيما سول ل--ه ت--برأ من--ه وتنص--ل، وق--ال: .العالمين{

ان{هنا أكثر السلف خصوا ذلك بإنسان معين، يطان إذ ق--ال لإلنس-- }كمثل الش-- يعني باعتبار أن "ال" عهدي'ة، "لإلنس'ان" أي إلنس''ان معين معه'ود، وبعض'هم كمجاه''ديقول: إنها عامة، يعني أن ذلك شأن الشيطان يغ''ري اإلنس''ان ب''الكفر، ومح''ادة الل''ه -

اتبارك وتعالى- ثم يتنصل ويتبرأ من''ه، كم''ا ق''ال الل''ه تع''الى: يطان لم }وقال الش-- قضي األمر إن الله وعدكم وعد الحق ووع--دتكم ف--أخلفتكم وم--ا ك--ان ليتجبتم لي فال تلوم--وني ولوم--وا أن دع--وتكم فاس-- لطان إال عليكم من س--ركتمون رت بم--آ أش-- ا أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كف-- أنفسكم م

فيتبرأ منهم، وهك''ذا في ي''وم ب''در ك''ان معهم ولم''ا رأى[22]سورة إب''راهيم: من قبل{نكم إني أرى ما ال ترون إني أخاف الل--ه{المالئكة قال: ]س''ورة }إني بريء م

فسلمهم إلى مصيرهم المحتوم، فقRتل سراتهم، ومن نج''ا من القت''ل أس''ر،['' 48األنفال: وهذا هو الراجح، لكن على القول األول والذي يقوله أكثر السلف هو مبناه على رواي''ة إسرائيلية، لكن لكثرة الق''ائلين به''ا ال ب''أس أن ي''ذكر من ب''اب االعتب''ار، وخالص''ة ه''ذه الرواية أن نفرا من اليهود أربعة أخوة اكتتبوا في غزوة، وك''انت عن''دهم أخت فتفك''روا ونظروا أين يضعونها حينما ينطلقون للغزو، فأتوا راهبا في صومعته وق''الوا ل''ه: اكتتبن''ا في غزوة ونريد أن نضع أختنا عندك حتى نرجع، بحيث يأمنون عليها، فأبى، فق''الوا ل''ه: نبني لها صومعة قريبة من صومعتك بحيث تكون تحت نظ''رك ومالحظت''ك إذا احت''اجت أو نابها شيء، فقال: شأنكم، المهم ال تأتي عندي، فبنوا له''ا ص''ومعة وك''انوا إذا ذهب''وا للغزو يطيلون لربما جلسوا سنة وأكثر، وخرجوا، فكان هذا الراهب يضع الطعام خ''ارج باب الصومعة ويغلق الباب، وتأتي هي وتأخذ الطع''ام وتنص''رف إلى ص''ومعتها، فج''اءه الشيطان فقال له: هذه ام''رأة وض''عيفة وأمان''ة وع''ورة وأنت رج''ل، فلم''اذا هي ال''تي تخرج من صومعتها وتأتي إلى باب صومعتك من أجل أن تأخ''ذ الطع''ام؟ لم''اذا ال تض''ع أنت الطعام عند باب صومعتها بحيث ال تضطر إلى الخروج، -الحظ خطوات الشيطان- فصار يضع الطعام عند باب صومعتها ثم ينصرف، فتفتح الباب وتأخذ الطعام، ثم ج''اءه الشيطان، وقال له: هذه جارية ضعيفة تستوحش من الوحدة في ه''ذه الم''دة الطويل''ة والبد لها من مؤانسة، وهي ال تصبر كما تصبر أنت، أنت معتاد على ه''ذا ورج''ل، وه''ذه في مكان بعيد عن الناس وخال وتستوحش، ال تجد من يكلمها هذه المدة الطويلة، فلو جلست خارج الباب تسمع صوتك وتأنس بك تحدثها، يعني يح''دث عليه''ا، فص''ار يجلس خارج الباب خ''ارج الص''ومعة ويح''دثها وهي تس''مع، -إلى هن''ا اآلن ال إش''كال- ثم ج''اءه الشيطان وقال: لو أنك دخلت داخل الصومعة حتى ت''راك وت''أنس برؤيت''ك، هي تس''مع فقط صوتا لكن ما ترى أحدا، فصار يدخل ويحدثها وهو في الصومعة، الحظ انتق''ل من كونه يضع الطعام خارج باب صومعته إلى أن ص''ار ي''دخل في ص''ومعتها، ثم بع''د ذل''ك أغ''راه الش''يطان فوق''ع به''ا فحملت ثم قتله''ا، تخلص منه''ا ودفنه''ا، فج''اء إخوته''ا أين األمانة؟ ف'أثنى عليه'ا خ'يرا، وق'ال: رحمه'ا الل''ه أص'ابها م'رض ثم ت'وفيت، ف'دعوا ل'ه

Page 9: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

وشكروه وانصرفوا، ال يشكون فيه، فأصبحوا ذات يوم متغيرة نفوسهم، فقال أح''دهم: لقد رأيت الليلة شيئا ال أدري ما هو -يع''ني رأى رؤي''ا-، م''اذا رأيت؟ والث''اني يق''ول: أن''ا رأيت رؤيا، والثالث والرابع األربعة كلهم رأوا رؤى، ماذا رأيت؟ ف''إذا ال''رؤى متفق''ة أن الراهب كذب عليهم، وأنه زنا بها، وأنها حملت، وأن''ه قتله''ا، وأن المك''ان ال''ذي أوقفهم عليه على أنه قبر لها ليس قبرها، وقالوا: والله م''ا ه''ذا إال لش''يء، يع''ني م''ا يمكن أن تتفق الرؤى، ثم ذهبوا إلى الملك الذي كان في ذلك العصر وأتوا إلى ال''راهب وأخ''ذوه ثم بعد ذلك اعترف وأراهم قبرها، وأن'ه قتله'ا إلى آخ'ره، فج''اءه الش'يطان وق''ال: أن'ا صاحبك، هذا ال يرجع إلي''ك، يع''ني ه''ذا الض''رر م''ا يرج''ع إلي''ك وح''دك، ه''ذا يرج''ع إلى الرهبان وإلى الدين وثقة الناس بالدين وتشويه سمعة رجال الدين، فأخلصك من ذل''ك كله بسجدة، تسجد لي سجدة وأخلصك من هذا، فهو نظ''ر -في زعم''ه- إلى المص''لحة العامة، ومصلحة الدين، وثقة الناس بالدين، فيقول''ون: إن''ه س''جد فك''ان ذه''اب نفس''ه وخاتمته بهذه السجدة، فمات -نسأل الله العافية- بسجدة للشيطان بع''دما ك''ان راهب''ا عابدا، فهذه من خطوات الشيطان، هذه فيها عبرة، والن''بي -ص''لى الل''ه علي''ه وس''لم-

، وأك'ثر الس'لف ي'ذكرون ه'ذه في ه'ذا(1)))ح'دثوا عن ب'ني إس'رائيل وال ح'رج((ق'ال: المقام عند تفسير هذه اآلية، وهي مروية عن جمع من الص''حابة فمن بع''دهم وال تخل''و من ع''برة، وه''ذا م''روي عن علي وابن مس''عود وابن عب''اس فض''ال عن بعض الت''ابعين

كطاوس وغيرهم، والله المستعان. جزاء}فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين{

ك''ل ظ''الم، بعض''هم يق''ول: مث''ل ه''ؤالء في تس''ببهم ألنفس''هم بع''ذاب اآلخ''رة كمث''ل الشيطان إذ يوسوس لإلنسان بأن يكفر ثم يتركه ويتبرأ منه، فال ينتفع أحدهما بصاحبه، ويقعان معا في الن''ار، يع''ني ه''ؤالء أغ''رى بعض''هم بعض''ا، وتح''الف بعض''هم م''ع بعض:ن--ك{ ا كفر ق--ال إني ب--ريء م يطان إذ قال لإلنسان اكفر فلم ،}كمثل الش ممكن أن يكون في المصير الذي القوه في الدنيا وما سيالقونه في اآلخرة، فإن ه''ؤالء

}لئن أخرجتمالمنافقين قالوا لهم: اثبتوا وال تستسلموا وحصنوا دياركم وسننصركم، يطان إذ ق--ال إلى آخ''ره، ثم بع''د ذل''ك خ''ذلوهم لنخ--رجن معكم{ }كمث-ل الش--

ن--ك{ ا كفر ق--ال إني ب--ريء م أغ''روهم بالمواجه''ة، أو بع''دملإلنسان اكفر فلمالتسليم للنبي -صلى الله عليه وسلم- ثم تخلوا عنهم كما يفعل الشيطان بأوليائه.

أي: فك--ان}فكان عاقبتهما أنهما في النار خال--دين فيه--ا{وقوله تعالى: عاقبة اآلمر بالكفر والفاعل له ومص--يرهما إلى ن--ار جهنم خال--دين فيه--ا،

أي: جزاء كل ظالم. }وذلك جزاء الظالمين{ا قدمت لغد واتقوا الله إن }يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس مهم اهم أنفس-- وا الله فأنس-- الله خبير بما تعملون * وال تكون--وا كالذين نس--حاب حاب الجنة أص-- حاب النار وأص-- توي أص-- قون * ال يس-- أولئك هم الفاس--

، روى اإلم-ام أحم-د عن المن--ذر[20-18]سورة الحش--ر: الجنة هم الفائزون{ بن جرير عن أبيه قال: كنا عند رسول الله -صلى الل--ه علي--ه وس--لم- في ص--در النه--ار ق--ال: فج--اءه ق--وم حف--اة ع--راة مجت--ابي النم--ار -أو العب--اء- متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر، فتغير وجه رسول الله -صلى الله علي--ه وس--لم- لم--ا رأى بهم من الفاق--ة، ق--ال: ف--دخل ثم

}ي--ا أيه--اخرج فأمر بالال ف--أذن وأق--ام الص--الة فص--لى ثم خطب، فق--ال: إلى[1]س--ورة النس--اء: الناس اتق--وا ربكم الذي خلقكم من نفس واح--دة{

ا ق--دمت لغ--د{آخر اآلية، وقرأ اآلي--ة ال--تي في الحش--ر: }ولتنظ--ر نفس م تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من ص--اع ب--ره من ص--اع تم--ره حتى قال: ولو بشق تمرة، قال: فجاء رجل من األنصار بصرة كادت كف--ه

(.3461 - رواه البخاري، كتاب أحاديث األنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، برقم )1

Page 10: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

تعجز عنها بل قد عجزت، ثم تت--ابع الن--اس ح--تى رأيت ك--ومين من طع--ام وثياب، حتى رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتهلل وجه--ه كأن--ه

))من سن في اإلسالممذهبة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: سنة حسنة فله أجرها، وأج--ر من عم--ل به--ا بع--ده من غ--ير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في اإلسالم سنة سيئة ك--ان علي--ه وزره--ا ووزر

. انف-رد بإخراج-ه(2)من عمل به-ا من غ-ير أن ينقص من أوزارهم ش-يء((مسلم من حديث شعبة.

أم--ر بتق--واه وهي تش--مل}يا أيها الذين آمنوا اتق--وا الله{فقوله تعالى: فعل ما به أمر، وترك ما عنه زجر.

ا قدمت لغد{وقوله تعالى: أي: حاس--بوا أنفس--كم قب--ل}ولتنظر نفس م أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخ--رتم ألنفس--كم من األعم--ال الص--الحة لي--وم

}إن الله خبير بم--اتأكيد ثان، }واتقوا الله{ معادكم وعرضكم على ربكم، أي: اعلموا أنه ع-الم بجمي--ع أعم-الكم وأح--والكم ال تخفى علي-هتعملون{

منكم خافية، وال يغيب عنه من أموركم جليل وال حقير. الل''ه -تب''ارك وتع''الى- لم''ا ذك''ر ح''ال المن''افقين وج''ه الخط''اب أله''ل اإليم''ان بتق''واه

ا قدمت لغد{وبمحاسبة النفوس ، ونهاهم عن الغفلة وما ي''ورث}ولتنظر نفس مهم{الغفلة، وما تؤثره الغفلة، ،}وال تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفس--

ا قدمت لغد{ ''ا لل''ه -تب''ارك}اتقوا الله ولتنظر نفس م فإن العب''د إذا ك''ان متقي وتعالى- فإن ذلك يقوده إلى االستجابة ألم''ر الل''ه -ج''ل جالل''ه-، وك''ذلك فإن''ه يحاس''ب

}ولتنظ--ر نفسنفسه، فإن التقي يحاسب نفسه وال يكون غافال بحال من األح''وال، ا قدمت لغد{ بعض''هم}ولتنظ--ر نفس{ يعني كل نفس، وجاءت النفس منكرة، م

يقول: نكرت هنا لبيان أن األنفس الناظرة في معادها قليلة، كأن''ه ق''ال: ولتنظ''ر نفس واحدة، وأين تلك النفس؟، هكذا قال بعض المفسرين، ويمكن أن يقال بأن ذلك بمعنى أنه يقع على النفوس كل نفس على حدة، يعني كل أح''د ينظ''ر في حال''ه، وفي عمل''ه،

ا قدمت لغد{وما يصير إليه، وهنا ا،}ولتنظر نفس م و"غ''د" هن'ا ج'اء منك'را أيض' وه''ذا ق''د يش''عر ب''التعظيم، ذل''ك الي''وم ال''ذي ال تعرف''ه النفس أو ال تع''رف نفس كن''ه

}واتقوا يوم--ا ال تج--زي نفس عنعظمته وأهوال''ه، كم''ا ق''ال الل''ه -ع''ز وج''ل-: [ اتقوا أوجال يوم، أهوال يوم، والغد األصل أن''ه الي''وم123]سورة البقرة: نفس شيئا{

الذي يعقب يومك، بينك وبينه ليلة، هذا هو الغد، ويطلق ذلك ويراد به ما ه''و مس''تقبل، ويقال له: غد باعتبار القرب، فكل ما هو آت قريب، وكذلك يمكن أن يقال باعتبار قصر

ا قدمت لغد{الدنيا، وهما معنيان متالزمان، وي''وم القيام''ة ي''وم}ولتنظر نفس م }ويوم تق--وم،'' [7-6]س''ورة المع''ارج: }إنهم يرونه بعيدا * ونراه قريبا{قريب،

اعة{ اعة يقسم المجرمون م--ا لبث--وا غي--ر س-- ، ثم ق''ال:[55]س''ورة ال''روم: الس ابن كثير -رحمه الله- هن''ا يق''ول: ه''ذا للتوكي''د، ويمكن أن يق''ال: إن''ه}واتقوا الله{

وا الله{ليس لمجرد التوكيد وإن التأسيس مقدم على التوكيد، يقول لهم: أم''ر}اتق-وا الله{عام بالتقوى ا قدمت لغ-د واتق- ، أي أن المع''نى اتق''وا}ولتنظر نفس م

الله في محاسبتكم أيضا هذه ألنفسكم، فإن اإلنسان قد يحاس''ب نفس''ه وال يتقي الل''ه في ذلك كمن ينظر إلى من هو دونه في المطالب العالي''ة وأم''ور اآلخ''رة، فيق''ول: أن''ا أفضل من غيري، أنا أحسن من غيري أنا أصلي في المسجد، لكنه ال ي''أتي إال في آخ''ر

(، وق''ال محقق'وه: "إس'ناده ص'حيح على ش'رط مس''لم"،19174 - رواه أحمد في المسند، ب''رقم )2 ومسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة وأنه''ا حج''اب من الن''ار،

(، وفي كتاب العلم، باب من سن س''نة حس''نة أو س''يئة ومن دع''ا إلى ه''دى أو ض''اللة،1017برقم )(، واللفظ ألحمد.2674برقم )

Page 11: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

الصالة، يقول: أنا أصلي في المسجد وغيري ال يصلي في المسجد، والذي ال يصلي في المسجد يقول: أنا أحسن من غ''يري أص''لي في ال''وقت وغ''يري ال يص''ليها إال إذا خ''رج الوقت، والذي يصلي خارج الوقت يقول: أنا أحس''ن من غ''يري، غ''يري ال يص''لي، كث''ير من الناس ال يصلون أصال، والذي ال يصلي إال الجمعة يقول: أن''ا أفض''ل من غ''يري، أن''ا أصلي الجمعة، هنا من ال يعرف ال الجمعة وال الجماعة، وهك''ذا ح''تى يص''ل إلى ال''درك األسفل من النار، وهو يقول: أنا أحسن من غيري؛ ألن'ه س''يجد تحت'ه في درك'ات جهنم من هو دونه، فهو ال يزال يقول: أنا أحسن من غيري، أنا أفض''ل من غ''يري، فكث''ير من الناس ال يتذكر، وليس له قلب يتفكر به، ويحاس''ب نفس''ه وينتف''ع ويتع''ظ ويعت''بر، لكن من الناس من إذا ذRكر تذكر، ومنهم من ال يتذكر بل يك''ابر، إم'ا إن''ه ي''أبى النص''يحة من أصلها يقول: هذا شأني، أو أنه يسمع النصيحة ولكنه يك''ابر ويج''ادل ويق''ول: أن''ا لس''ت كما تقولون، لست كما تظنون، فهو يرى أنه مكمل ليس بحاجة إلى تكميل، وأن''ه على حال مرضية، وهو في غاية التقص''ير، وإذا دRعي ل''ه بالهداي''ة قي''ل: ه''داك الل''ه غض''ب،R''دعى ل''ه بالهداي''ة، ويرى أنه قد حصل أكمل الهدايات ليس بحاج''ة إلى هداي''ة، وال أن ي

ا ق--دمت لغ--د واتق--وا الله{هذا سفه، }إن به''ذه المحاس''بة، }ولتنظر نفس م ، فمهما كابر اإلنسان ومهما حاول أن يظه''ر نفس''ه بص''ورةالله خبير بما تعملون{

على غير حقيقته فالله -تبارك وتعالى- خبير يعلم الخفايا والخبايا، وذلك ال ينطلي علي''ه وإن خفي ذل''ك على الن''اس، وإن ك''ابر اإلنس''ان أو ادعى لنفس''ه م''ا ليس في''ه من األعمال، وقال: أنا أصلي، أنا ما تفوتني الصالة، أنا محافظ على الصالة، أنا الحم''د لل''ه حتى صالة الفجر أصليها مع الجماع''ة في المس''جد، بمج''رد م''ا ي''ؤذن الم''ؤذن أخ''رج، والناس ال يرونه أبدا هو حلس داره، مثل هذا ينبغي أن ي''وقن أن الل''ه خب''ير باإلنس''ان، وحاله وعمله، والناس ال يغنون عنه شيئا، وعليه أن ي''راقب الل''ه -تب''ارك وتع''الى-، وأن

يحاسب نفسه محاسبة صحيحة، والله المستعان. هم{وقوله تعالى: اهم أنفس-- وا الله فأنس-- أي: ال}وال تكون--وا كالذين نس--

تنسوا ذكر الله تعالى فينسيكم العمل لمصالح أنفسكم ال--تي تنفعكم فيمعادكم، فإن الجزاء من جنس العمل.

}والالنسيان هنا المقصود به الترك، ليس المقص''ود ب''ه ال''ذهول عن المعل''وم، وإنم''ا يعني تركوا اإليمان، ترك'وا طاع'ةتكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم{

هم{الله -تبارك وتعالى- فكانت النتيجة الف''اء ت''دل على التعلي''ل}فأنساهم أنفس--Rق'رن الحكم وترتيب ما بعدها على ما قبلها، ه'ذه يس'مونها دالل'ة اإليم'اء والتنبي'ه: أن ي

''ا عن''د العقالء، وابوصف لو لم يكن علة له لكن ذلك معيب }وال تكون--وا كالذين نس-- يعني أن من نسي الله من ت''رك اإليم''ان أو ت''رك طاعت''هالله فأنساهم أنفسهم{

هم{النتيج''ة م''ا هي؟ الحكم المعل''ق على وص''ف يزي''د بزيادت''ه}فأنساهم أنفس-- وينقص بنقصانه، يعني بقدر ما يغفل العبد عن طاع'ة الل''ه وي'ترك أم'ر الل'ه ف'إن الل''ه ينسيه نفسه، فإذا أنسى الله -ع'ز وج'ل- العب'د نفس'ه فال تس'أل عن حال'ه، إذا أنس'اه نفسه صار شغله وكده وكدحه وعمله وقيامه وقعوده فيما يض''ره، ويحم''ل على نفس''ه األوزار، ولربما يجد لذلك متعة ولذة فينفق األموال ليحج''ز ل'ه مقع'دا في الن''ار، جه'ود

لكن[6]س''ورة اإلنش''قاق: }إنك كادح إلى ربك كدحا فمالقيه{متواصلة حثيثة كدح ل مقع''دا من الن''ار، اهمه''ذا الك''دح في م''اذا؟ يك''دح من أج''ل أن يحص'' }فأنس--

ال يفك''ر وال يحاس''ب نفس''ه بع''د ذل''ك، وال ينظ''ر في عمل''ه وال يفي''ق منأنفسهم{ غفلته، فهو في غفل''ة دائم''ة مس''تمرة ح''تى ي''وافي رب''ه -تب''ارك وتع''الى- فيق''دم على اآلخرة إقدام المفاليس ليس له بضاعة وال عم''ل يس''عف، هك''ذا إذا ك''ان اإلنس''ان في حال من الغفلة عن ربه -تبارك وتعالى- نسي الله ترك طاعت''ه فينس''يه نفس''ه، تق''ول: هذا ما يفكر؟ هذا ما يؤمن باآلخرة؟ هذا م'ا يع'رف أن''ه في حس'اب؟ كي''ف يأخ'ذ ه'ذه

Page 12: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

األموال؟ كيف يفعل هذه األفاعيل؟ كيف يق''ارف ه''ذه الج''رائم؟ كأن''ه ال توج''د آخ''رة،وكأن الله ال يراه! ما هذه القلوب؟، ما هؤالء الناس؟ كيف يفكرون؟، كيف يعيشون؟! هي هكذا نسوا الله فأنساهم أنفسهم فتجد هذا اإلنس''ان س''ادرا في غي''ه، ال يفك''ر في حساب وال عقاب وال جنة وال نار، كما يق''ول بعض''هم: إذا وقعن''ا في حفرت''ه يفع''ل فين''اRص''ح وذك''ر بالل''ه يتع''اطى أم''ورا قدرته، -نسأل الله العافية-، هذه قاله''ا رج''ل حينم''ا ن محرمة من مخدرات ونحوها فناصحه الذي يبيع له عندما رآه موغال في ذلك، ق''ال ل''ه: يا فالن ترى هذا ال يصح، وال يجوز، فقال: إذا وقعنا في حفرته يفعل فين''ا قدرت''ه، حكى

هم{لي ه''ذا من س''معه، ه''ذا ممن اهم أنفس-- وص''ورة ه''ؤالء}نسوا الله فأنس-- أصحاب المخدرات -نسأل الله العافية- هي من أجلى الصور، طبعا الكفار ال تسأل عن حالهم، هؤالء في عالم يذهبون كل ي''وم إلى أعم'الهم يغ'دون، وفي ك'د ونك''د في ه''ذا العيش، -نسأل الله العافية-، والوحشة والكآبة تمأل قل''وبهم، قل''وب مظلوم''ة يعيش''ون للدنيا فقط، ويحصل لهم من األلم بس''ببها والهم بتحص''يلها وجمعه''ا م''ا الل''ه ب''ه عليم، وهم آخر من يفكرون في اآلخ''رة، تلقي عليهم محاض''رة طويل''ة عن اإليم''ان بالل''ه ثم في النهاية يقول لك بعبارة قصيرة: ولك''ني ال أع'رف، ال أؤمن إال بال''دوالر فق''ط، مث''ل هذا ليس فيه حيلة، فهذا اآلخر صاحب البالء هذه األدواء من المخ''درات ونحوه''ا تج''ده -نسأل الله العافية- ال يلوي على شيء، ال أهل وال ع''رض وال دين وال ذم''ة وال عه''د وال شيء، يمكن أن يقدم بنته إن كان عنده بنت من أجل أن يحصل حبة واحدة، ويق''ع ه''و عليها أيضا ويقتل، والقتل أس''هل ش''يء عن''ده، فليس عن''ده ش''يء يخس''ره وال يخ''اف عليه، وال يبالي، ليس عن''ده ش''رف وال دين وال خل''ق وال م''روءة، في غاي''ة االنحط''اط،

ر، تعظ:}نسوا الله فأنساهم أنفسهم{ في غي، سكرة، تنصح، تذك�ا*** ولكن ال حياة لمن تنادي لقد أسمعت لو ناديت حي

}لهم قلوب ال يفقه--ون به--ا{كأنك تكلم صخرة، تكلم جلمودا، وتظن أنه يسمع، وينظ''ر إلي''ك ولكن''ه ال يبص''ر الح''ق أص''ال، ويس''مع بأذن''ه س''ماع[،179]س''ورة االع''راف:

، ال يعق''ل وال ي''درك[171]س''ورة البق''رة: }كمثل الذي ينعق بما ال يسمع{البهيمة، وال يفهم كالذي ينعق -ينادي، يصوت- بما ال يسمع إال دعاء ونداء، هو يسمع صوتا فق''ط

اهملكن م''اذا يق''ول؟ ال يفق'''ه، وهن''ا وا الله فأنس-- }وال تكون--وا كالذين نس--قون{ الخ''ارجون عن طاعت''ه -تب''ارك وتع''الى-، هك''ذاأنفسهم أولئك هم الفاس--

تكون الغفلة مستحكمة إذا كان العبد معرضا عن ربه، وعن طاعته؛ ولهذا القضايا ه''ذه متالزمة اعمل بطاعة الله فاإليمان قول وعمل، وجاه''د النفس ف''إن ه''ذه هي الحي''اة، وبها تحصل اليقظة، فإذا وقع الذنب من العبد تألم وحزن، وبدأت النفس اللوامة لم''اذا

هم ط--ائف منتفع''ل ه''ذا الفع''ل؟ فيب''ادر بالتوب''ة }إن الذين اتق--وا إذا مس--بصرون{ روا فإذا هم م يطان تذك ، والمجموع''ة الثاني''ة[201]س''ورة األع''راف: الش

رون{من إخوان الشيطان ]س''ورة }وإخوانهم يم--دونهم في الغي ثم ال يقص-- [، ال يرجع وال يتوب وال يرعوي، -والله المستعان-، فهذه أمور يحت''اج العب''د202األعراف:

�ا وإيمانه نابضا، فإذا وقع منه أنه يعمل بطاعة الله، هذا من اإليمان بحيث يكون قلبه حي الذنب بادر إلى التوبة، أما إذا ت''رك ف''إن ه''ذا يورث''ه غفل''ة متراكم''ة متراكب''ة متتابع''ة،

االذنب على الذنب على الذنب ي''ورث ه''ذه الغفل''ة }كال بل ران على قل--وبهم م ثم بعد ذل'ك م''ا لجR''رح بميت إيالم، انتهى، قلب[14]سورة المطففين: كانوا يكسبون{

مثخن بالجراح، فلما يجيء جرح زائد عليه!، لكن القلب السليم ل''و ج''اء خ''دش، وه''ذاالخدش يعني كما لو وقع في عينه أو في عدسة العين، والله المستعان.

أي: الخارجون عن طاعة الل--ه}أولئك هم الفاسقون{ولهذا قال تعالى: }ي--ا أيه--االهالكون يوم القيامة الخاسرون يوم معادهم كما ق--ال تع--الى:

الذين آمنوا ال تلهكم أم--والكم وال أوالدكم عن ذك--ر الله ومن يفع--ل ذل--ك. [9]سورة المنافقون: فأولئك هم الخاسرون{

Page 13: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

]س''ورة }إن جاءكم فاسق بنب--أ فتبين--وا{هذا هو الفسق األكبر، ولذلك في قوله: }إن في مفه''وم الموافق''ة األولي''ة يق''ول األص''وليون دائم''ا ه''ذا المث''ال: [6الحج''رات:

إن جاءكم كافر فهذا من باب أولى، فيقال: هذا ليس بالزم، هذاجاءكم فاسق بنبأ{ا الك''افر، المثال فيه نظر على شهرته عند األصوليين؛ ألن الفاسق يطلق ويراد به أيض''

Rحمل على العاصي ثم يقال: الكافر من باب أولى. فال يحاب الجنة{وقوله تع--الى: حاب النار وأص-- توي أص-- أي: ال يس--توي}ال يس--

هؤالء وهؤالء في حكم الله تعالى يوم القيامة. هو ليس فقط يوم القيامة، نعم يوم القيامة بال ش''ك، ولكن نفي االس''تواء يحم''ل على أعم معانيه، ال يستوون في شيء، ال يس'توون في أعم''الهم، ال يس'توون في ح'الهم، ال يستوون في نعيمهم في الدنيا، ال يستوون في حالهم ونعيمهم في البرزخ، وال يستوون في المحشر، فه''ؤالء ي''أتون في ح''ال من األمن، وأولئ''ك ي''أتون في ح''ال من الخ''وف

حاب النارالش''ديد، وال يس''توون في من''ازلهم في الجن''ة والن''ار، توي أص-- }ال يس-- وكلمة أصحاب هنا -كما سبق- تدل على الخلود والمالزمة، أصحابوأصحاب الجنة{

النار وأصحاب الجنة. يئات أن نجعلهم كالذينكما قال تع--الى: ب الذين اجترح--وا الس-- }أم حس--

حياهم ومماتهم ساء ما يحكم--ون{ الحات سواء م ]س--ورة آمنوا وعملوا الصير والذين آمن--وا، وق--ال تع--الى: [21الجاثي--ة: توي األعمى والبص-- }وم--ا يس--

رون{ ا تتذك الحات وال المسيء قليال م ، وق--ال[58]سورة غافر: وعملوا الصدين في األرضتعالى: الحات كالمفس-- }أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الص--

ار{ في آي--ات أخ--ر داالت على أن[28]س--ورة ص: أم نجع--ل المتقين كالفج الله تعالى يك--رم األب--رار ويهين الفج--ار، وله--ذا ق--ال الل--ه تع--الى هاهن--ا:

أي: الناجون السالمون من عذاب الله -عز}أصحاب الجنة هم الفائزون{وجل.

حاب الجنة{ه''ذه اآلي''ة: حاب النار وأص-- توي أص-- اس''تدل به''ا أص''حاب}ال يس--ا؛ ألنهم ال يس''توون، ال الشافعي -رحمه الله- على أن الم''ؤمن ال يقت''ل بالك''افر قصاص''

}ال يستوييكافئه، والعلماء يتكلم''ون على مس''ائل مث''ل: لم''اذا ب''دأ بأص''حاب الن''ار ؟ فيذكرون بعض المعاني قد يك''ون بعض''ها ص''حيحاأصحاب النار وأصحاب الجنة{

وقد يكون بعضها متكلفا، راجع مثال تفسير القاسمي تكلم على هذه الجزئية، لماذا قدمهذا على هذا؟

ية الله دعا من خش-- تص-- عا م }لو أنزلنا هذا القرآن على جب--ل لرأيت--ه خاش-- وتلك األمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذي ال إله إال ه--وحيم * ه--و الله الذي ال إل--ه إال ه--و حمن ال--ر هادة هو ال--ر عالم الغيب والشبحان الم الم--ؤمن المهيمن العزي--ز الجبار المتكبر س-- الملك القدوس الس--نى ماء الحس-- ر ل--ه األس-- ا يشركون * هو الله الخالق البارئ المصو الله عم

ماوات واألرض وهو العزيز الحكيم{ -21]سورة الحش--ر: يسبح له ما في الس24].

يقول تعالى معظما ألمر القرآن ومبينا علو قدرته وأن--ه ينبغي أن تخش--عله القلوب وتتصدع عند سماعه بما فيه من الوعد الحق والوعيد الحق.

يعني المناس''بة أن الل''ه -تب''ارك وتع'الى- لم''ا ذك''ر أه''ل الجن''ة وأه''ل الن''ار وبين ع'دم التساوي بين هؤالء وهؤالء في شيء من األشياء ذكر تعظيم كتاب''ه، وأخ''بر عن جاللت''ه،

وأنه حقيق بأن تخشع له القلوب، وترق له األفئدة.ية الله{ دعا من خش-- تص-- عا م }لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاش-- أي: فإذا كان الجبل في غلظته وقساوته لو فهم ه--ذا الق--رآن فت--دبر م--ا فيه لخشع وتصدع من خوف الله -عز وجل- فكيف يليق بكم يا أيها البشر

Page 14: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

أال تلين قل--وبكم وتخش--ع وتتص--دع من خش--ية الل--ه وق--د فهمتم عن الل--هربها للناسأمره، وتدبرتم كتابه؟؛ ولهذا قال تع-الى: }وتل-ك األمث-ال نض-

وقد ثبت في الص--حيح المت--واتر أن رس--ول الل--ه -ص--لىلعلهم يتفكرون{ الله عليه وسلم- لما عمل ل--ه المن--بر، وق--د ك--ان ي--وم الخطب--ة يق--ف إلىجانب جذع من جذوع المسجد فلما وضع المنبر أول ما وضع وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم- ليخطب فجاوز الجذع إلى نحو المن--بر، فعن--د ذل--ك حن الجذع، وجعل يئن كما يئن الص--بي ال-ذي يس--كن لم--ا ك--ان يس--مع من الذكر والوحي عنده، ففي بعض روايات هذا الحديث قال الحسن البصري بعد إي--راده: ف--أنتم أح--ق أن تش--تاقوا إلى رس--ول الل--ه -ص--لى الل--ه علي--ه وسلم- من الجذع، وهكذا هذه اآلي--ة الكريم--ة إذا ك--انت الجب--ال الص--م ل--و سمعت كالم الله وفهمته لخشعت وتصدعت من خش--يته فكي--ف بكم وق--د

سمعتم وفهمتم؟. }ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت ب-ه األرض أو كلموقال تعالى:

اآلية، وقد تقدم أن معنى ذلك أي: لكان ه--ذا[31]سورة الرعد: به الموتى{ق فيخ--رج من--ه الم--اء وإنالقرآن، وقد قال تعالى: ق }وإن منه--ا لم--ا يش--

. [74]سورة البقرة: منها لما يهبط من خشية الله{ يعني إذا كانت األحجار والجبال الصم التي في غاية الصالبة والغلظة لو نزل عليها ه''ذا القرآن لتصدعت، والقلوب تصل في حالة قساوتها إلى حال أشد من الحجارة، فه''ذا ال شك فيه أعظم العبرة في بيان أحوال هذا القلب وضرورة العناي''ة ب''ه، وإزال''ة العالئ''ق

}ثمالتي تورثه مثل هذه الحال، وبعض أهل العلم يقول في قوله -تبارك وتعالى-: [74]سورة البق''رة: قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة{

لماذا لم يقل كالحديد مثال أو النحاس بما هو في بادئ الرأي أقسى من الحجارة وأش''د وأق''وى؟ فبعض أه''ل العلم يق''ول: إن الحدي''د إذا ع''رض في الن''ار ذاب وانص''هر، أم''ا الحجارة فإذا أح''رقت في الن''ار فإنه''ا ال تنص''هر، فهك''ذا القل''وب القاس''ية تك''ون به''ذه

المثابة كاألحجار.هادة ه--وثم قال تع--الى: }ه--و الله الذي ال إل--ه إال ه--و ع--الم الغيب والش--

حيم{ حمن الر . الرR''ترك عبادت''ه وطاعت''ه Rترك هذا المعبود ال''ذي ل''ه ه''ذه األس''ماء والص''فات؟ ت هنا كيف ي والخشوع لذاته -سبحانه وتعالى- وهو بهذه العظمة؟!، أولئك أهل النفاق ما عرفوا الله -تبارك وتعالى- فتعاظم المخل''وق في أنفس''هم فص''ارت رهبت''ه في قل''وبهم أعظم من رهبتهم من الله -جل جالله-؛ ألنهم ال يفقهون، فهنا الله -تبارك وتع''الى- ي''ذكر أس''ماءه

وصفاته ويختم هذه السورة بهذه األسماء الحسنى. أخبر تعالى أنه الذي ال إل--ه إال ه--و فال رب غ--يره، وال إل--ه للوج--ود س--واه، وكل ما عبد من دونه فباطل، وأنه عالم الغيب والشهادة، أي: يعلم جميع الكائنات المشاهدات لنا والغائبات عنا، فال يخفى علي--ه ش--يء في األرض وال في السماء من جليل وحقير وصغير وكبير ح--تى ال--ذر في الظلم--ات،

حيم{وقوله تعالى: حمن الر أول ق--د تق--دم الكالم على ذل--ك في }هو الر التفسير بما أغ--نى عن إعادت--ه هاهن--ا، والم--راد أن--ه ذو الرحم--ة الواس--عة الشاملة لجميع المخلوقات، فهو رحمن الدنيا واآلخرة ورحيمها، وقد قال

، وقال تع--الى:[156]س--ورة األع--راف: }ورحمتي وسعت كل شيء{تعالى: حمة{ }ق--ل، وق--ال تع--الى: [54]س--ورة األنع--ام: }كتب ربكم على نفسه الر

ا يجمعون{ م ]سورة يونس: بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير م58].

Page 15: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

ذكرنا هناك في أول التفسير في الف''رق بين ال''رحمن وال''رحيم قلن''ا: الف''رق من جه''ة اللفظ ومن جه'ة المع'نى، فك'ان مم'ا ذك'ر أن ال'رحمن على وزن فعالن، وأن ال'رحيم على وزن فعيل صيغة مبالغة، وذكرنا كالم ابن جرير أن الرحمن على وزن فعالن عRدل به عن زنة نظائره، يعني رحم يرحم فهو رحيم، أكرم يكرم فهو كريم، فهنا رحم ي''رحم فهو رحمن، فعل يفعل فهو فعيل، هنا فعل يفعل فهو فعالن، عRدل به عن وزن نظائره،

الصيغة. يقول: وهذا يكون في ما كان، ويكون أبلغ في الوصف وأعظم، ه''ذا من حيث الص''يغة، وهي ت''دل على االمتالء، تق''ول: عطش''ان، ش''بعان، غض''بان، زعالن، ت''دل على االمتالء

صيغة فعالن. والحافظ ابن القيم -رحمه الله- ذكر في الفرق بين الرحمن والرحيم من جهة المع''نى معنى حسنا لعله من أحسن ما قيل على كثرة األقوال في الفرق بينهما، فه''و ي''رى أن الرحمن يتضمن صفة الرحمة، فهو فيما يعود إلى الل''ه من ه''ذه الص''فة، م''ا يع''ود إلى الله من صفته، يعني وصف الله -عز وجل- بالرحمة، ما يعود إلى الله من ه''ذه الص''فة يدل عليها ال''رحمن، وال''رحيم ي''دل على ص''فة الرحم''ة يتض''منها وه''و دال على الق''در

المتعدي من هذه الصفة إلى المخلوقين. رحمن هذا يعود إلى الله، اتصافه بالرحمة، رحيم رحمته تتعدى إلى المخل''وقين، الق''در

المتعدي، هذا ذكره ابن القيم -رحمه الله- وقيل غير هذا. أي: المال--ك لجمي--ع}ه--و الله الذي ال إل--ه إال ه--و المل--ك{ثم قال تعالى:

األشياء المتصرف فيها بال ممانعة وال مدافعة. المRلك هو التصرف المطلق، فالله -تبارك وتعالى- ه''و ال''ذي يتص''رف في ه''ذا الك''ون،

ألون{في هذا الخلق ويدبر أموره، ا يفعل وهم يس-- ]س''ورة األنبي''اء: }ال يسأل عم23].

قال وهب بن منبه: أي: الطاهر، وقال مجاه--د}القدوس{وقوله تعالى: وقتادة: أي: المبارك، وقال ابن جرير: تقدسه المالئكة الكرام.

فسر بهذا، وه'ذا الط''اهر من ك'ل عيب، أو الم''نزه عن ك'ل نقص، أو المب'ارك ق'دوس تقول: هذا مكان مقدس، والتقديس يدل على معنى التطهير -والله أعلم- مع التعظيم،

تطهير مع تعظيم، التطهير بمعنى التنزيه وزيادة مع التعظيم. الم{ أي: من جمي--ع العي--وب والنق--ائص لكمال--ه في ذات--ه وص--فاته}الس--

وأفعاله. فالقدوس مع السالم متقاربان؛ ولهذا تجد العلماء -رحمهم الل''ه- يح''اولون أن يفس''روا هذا بتفسير وهذا بتفسير؛ بحيث يكون هذا له معنى وه'ذا ل'ه مع'نى، فالس'الم بعض'هم يقول: هو السالم من كل عيب ونقص، وهذا قريب من معنى الق''دوس أي الم''نزه منلم خلقR''ه أو س''لم خلق''ه من أن يظلمهم، ك''ل عيب ونقص، وبعض''هم يق''ول: ال''ذي س'' السالم: يسلمون من ظلمه ال يظلم الناس شيئا، لكن بناء على أن السالم ه''و الس''الم

من كل عيب ونقص ما الفرق بينه وبين القدوس عند هؤالء؟ بعضهم يقول: إن السالم والق''دوس الف''رق بينهم''ا أن الق''دوس الخ''الي من ك''ل عيب ونقص، والمنزه من العيوب والنقائص في الماضي والحاضر، ه''ذا الق''دوس، والس''الم: السالم من كل عيب ونقص في المستقبل، ففرقوا من جهة الزم''ان، يع''ني م''ا ق''الوا: هما بمعنى واحد من كل وجه، قالوا: أصل المعنى واحد السالمة من اآلفات والنق''ائص

لكن الفرق من جهة الزمان. قال الضحاك عن ابن عباس: أي: أمن خلقه من}المؤمن{وقوله تعالى:

وق--ال[53]سورة ي--ونس: }إنه لحق{أن يظلمهم، وقال قتادة: أمن بقوله: ابن زيد: صدق عباده المؤمنين في إيمانهم به.

Page 16: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

هذا االسم هذه الم'ادة أص''لها ت''دل على معن''يين: ت''دل على مع''نى}المؤمن{قوله: األمن، وتدل على معنى التصديق، ومن ثم تنوعت عبارات أه''ل العلم في تفس''ير ه''ذا االسم الكريم، فبعضهم يقول: إن المؤمن هو الذي يؤمن خلقه من أن يظلمهم، الح''ظ هنا ذهبوا إلى معنى األمن، ومن نظر إلى معنى التصديق قال: المصدق لرسله -عليهم الصالة والسالم- بإظهار المعجزات على أيديهم، هم يقولون: نحن رسل من عن''د الل''ه، ما البرهان؟ فيصدقهم بخرق الع''ادات، وإظه''ار المعج''زات على أي''ديهم، وه''و مص''دقا بم''ا وع''دهم من الث''واب، وع''دهم بالجن''ة، وع''دهم بالنص''ر في ال''دنيا، للمؤمنين أيض'' وكذلك الكافرين وعدهم بالعق''اب، أو ب''إنزال الس''كينة على أه''ل اإليم''ان، وك''ذلك من فزع اآلخرة، يؤمنهم من فزع اآلخرة، ف''المؤمن يش''مل ه''ذا وه''ذا، ففي''ه مع''نى األمن

فالله -تبارك وتعالى- ي''ؤمن عب''اده من أن يظلمهم،}المؤمن{وفيه معنى التصديق، وهو الذي ينزل السكينة على المؤم''نين ويرب''ط على قل''وبهم، وي''ؤمنهم من المخ''اوف في الدنيا واآلخرة، وكذلك أيضا هو الذي يصدق رس''له بإظه''ار المعج''زات، وه''و ال''ذي

صدق عباده فيما وعدهم من الجزاء والثواب، أو العقاب الذي وعدهم إياه. قال ابن عباس وغير واح--د: أي: الش--اهد على}المهيمن{وقوله تعالى:

يءخلقه بأعمالهم، بمعنى هو رقيب عليهم، كقوله: }والله على ك--ل ش-- ]سورة }ثم الله شهيد على ما يفعلون{، وقوله: [6]سورة المجادلة: شهيد{

بت{، وقوله: [46يونس: ]س--ورة }أفمن ه--و ق--آئم على ك--ل نفس بم--ا كس-- اآلية.[33الرعد:

وبعضهم فس''ر المهيمن بمع''نى األمين، وبعض''هم فس''ره بالمص''دق، لكن ل''و قي''ل: إن المهيمن هو القائم على خلقه بأعم''الهم وأرزاقهم وآج''الهم وهم تحت قدرت''ه وتص''رفه وت''دبيره ونواص''يهم في ي''ده ك''ل ه''ذا، فالهيمن''ة ت''دل على مع''نى التمكن من الش''يء والقدرة عليه، ويكون حاكما عليه تحت قه'ره وتص''رفه وت'دبيره، ف''القرآن مهيمن على

الكتب السابقة بمعنى أنه حاكم عليها، مصدق لها، ينسخ، يبين ما فيها من تحريف. أي: الذي قد عز كل شيء فقه--ر وغلب األش--ياء،}العزيز{وقوله تعالى:

فال ينال جناب--ه لعزت--ه وعظمت--ه وجبروت--ه وكبريائ--ه؛ وله--ذا ق--ال تع--الى: أي: الذي ال تليق الجبري--ة إال ل--ه، وال التك--بر إال ل--ه كم--ا}الجبار المتكبر{

))العظمة إزاري والكبرياء ردائي، فمن ن--ازعني واح--داثبت في الصحيح: .(3)منهما عذبته((

يأتي لعدة معان، فمن معانيه: الجب''ار ه''و المص''لح أم''ور خلق''ه المص''رفهم}الجبار{ فيما فيه صالحهم مصلح أمور الخلق، ومنه جبر الكس''ير، ج''بر الض''عيف، ج''بر القل''وب المنكس''رة، وه''ذا مع''نى ص''حيح من مع''اني الجب''ار، تق''ول: اللهم اج''بر كس''رنا، اللهم اجبرنا، اللهم اجبر فالنا، جبركم الله على مصابكم، هذا من معاني الجبار، فال''ذي يج''بر الكسر معناه أنه يصلح الكسر وهذا العضو الذي تطرق إلي''ه الخل''ل، وبعض''هم يفس''ره بالعظيم، وبعضهم يقول: من أجبره أي قهره، بمعنى القهر، فالله -تبارك وتعالى- جب''ار يقهر الجبابرة والمجرمين والظالمين؛ ولهذا فسر أيضا بالذي ال تطاق سطوته، ويفس''ر أيضا بالشيء العالي، معنى العلو يقال: نخلة جب''ارة يع''ني ال تناله''ا األي''دي من طوله''ا،

طويلة جدا، وابن القيم -رحمه الله- يقول: وكذلك الجبارR من أوصافه *** والجبرR في أوصافه قسمان

جبرR الضعيف وكل قلب قد غدا *** ذا كسرة فالجبرR منه دان والثان جبرR القهر بالعز الذي *** ال ينبغي لسواه من إنسان

))قال الله –عز وجل-: الكبري''اء ردائي والعظم''ة إزاري فمن ن''ازعني واح''دا - رواه أبو داود، بلفظ: 3 (، وابن ماج''ه، كت''اب4090، كتاب اللب''اس، ب''اب م''ا ج''اء في الك''بر، ب''رقم )منهما قذفته في النار((

(، وق''ال7382(، وأحم''د في المس''ند، ب''رقم )4175الزهد، باب البراءة من الكبر والتواض''ع، ب''رقم ) (،541محققوه: "حديث صحيح، وهذا إسناد حسن"، وصححه األلباني في السلسلة الصحيحة، ب''رقم )

(.1908وفي صحيح الجامع، برقم )

Page 17: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

وله مسمى ثالث وهو العلو *** فليس يدنو منه من إنسان من قولهم جبارة للنخلة ال' *** 'عليا التي فاتت لكل بنان

يعني ابن القيم جمع هذه المعاني كلها تحت هذا االسم الكريم الجب''ار، المتك''بر: أص''ل الكبرياء االمتناع وقلة االنقياد، ولهذا يفسره بعضهم بالذي ي''رى الك''ل حق''يرا باإلض''افة إلى ذات''ه وال ي''رى العظم''ة والكبري''اء إال لنفس''ه، وفس''ره بعض''هم ب''الكبير وبالع''الي، وبعضهم يقول: الذي تكبر بربوبيته فال شيء مثله كما ذكر ابن كثير -رحمه الله-، وذك''ر ح''ديث: "العظم''ة إزاري والكبري''اء ردائي"، وبعض''هم يق''ول: المتعظم عن ك''ل س''وء، ولكن هذا االسم -المتكبر- يتضمن وص''فا ي''دل على التع''اظم والتع''الي وال''ترفع، فك''ل

Rرى دونه حقيرا وصغيرا، فهو العظيم األعظم -تبارك وتعالى. شيء يركون{ثم قال تع--الى: ا يش-- بحان الله عم }ه--و الله، وقول--ه تع--الى: }س--

، الخلق التقدير، والبرء ه--و الف--ري وه--و التنفي--ذالخالق البارئ المصور{ وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود، وليس كل من قدر شيئا ورتب--ه يق--در

على تنفيذه وإيجاده سوى الله -عز وجل. فرق بين هذه األسماء بهذه المعاني باعتبار أن الله جمعها، وعط''ف بعض''ها على بعض في هذا الموضع، فالخالق يأتي بمعنى المقدر، ويأتي بمعنى الموجد من الع''دم، وي''أتي بمعنى المصور ال''ذي يعطي هيئ''ة وش''كال له''ذا المخل''وق، ول''ذلك ف''إن الخل''ق بمع''نى

فه''ذا أح''د مع''اني}الب-ارئ{التقدير يفسر به هذا الموضع هنا باعتبار أنه ذك''ر بع''ده الخالق، الخلق بمعنى التقدير، يعني هذا المبنى اآلن قبل أن يوجد وRجد تصور ل'ه، وRج'د مخطط له هذا يسمى تقديرا، وهذه الطاولة قب''ل أن يص''نعها النج''ار وض''ع تص''ورا له''ا بطولها وعرضها وارتفاعها، فهذا يقال له: تقدير، ويكون قب''ل الخل''ق واإليج''اد، فيفس''ر هنا الخالق بالمقدر في هذا الموضع فقط، لكن في المواض''ع األخ''رى الخ''الق يتض''منا، المقدر والموجد إلى آخره، ويأتي الخ''الق بمع''نى المص''ور والموج''د من الع''دم أيض''

فالخلق هنا بمعنى[110]سورة المائدة: }وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير{يعني التصوير والتشكيل، وهو أحد معاني الخ''الق لكن لم'ا ذك''ر هن''ا المص''ور، وذك'ر الب'ارئ حRمل الخالق على المقدر، والبارئ على الموجد من العدم، والمص''ور ه''و ال''ذي يعطي

،[7]س''ورة الس''جدة: }الذي أحسن كل شيء خلقه{كل مخلوق صورته الالئقة به، ركم فأحسن،' [4]سورة التين: }لقد خلقنا اإلنسان في أحسن تقويم{ }وصو

كل هذا مضى الكالم عليه، والذين يمتهنون التص''وير ه''ؤالء[3]سورة التغابن: صوركم{ معتدون على هذا االسم الك''ريم، والل''ه -تب''ارك وتع''الى- توع''دهم، والن''اس لألس''ف

أسرعوا في ذلك وتساهلوا به كثيرا. أي: ال--ذي إذا أراد ش--يئا ق--ال ل--ه}الخالق البارئ المصور{وقوله تعالى:

كن فيكون على الصفة التي يريد والص--ورة ال--تي يخت--ار، كقول--ه تع--الى:ا شاء ركبك{ ور{، ولهذا قال: [8]سورة اإلنفطار: }في أي صورة م }المص--

أي: الذي ينفذ ما يريد إيجاده على الصفة التي يريدها.نى{وقول--ه تع--الى: ماء الحس-- ق--د تق--دم الكالم على ذل--ك في}ل--ه األس--

سورة األعراف ون-ذكر الح--ديث الم--روي في الص--حيحين عن أبي هري-رة، ))إن لله تع--الى تس--عة وتس--عينعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

.(4)اسما مائة إال واحدا من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر(( يع''ني البالغ''ة في الحس''ن غايت''ه،[180]س''ورة األع''راف: }ولله األسماء الحسنى{

نى{والحسنى جمع لألحسن وليس''ت بجم''ع للحس''ن، ماء الحس-- فهي}ولله األس-- حسنى في ألفاظها ال يوجد فيها لفظ موحش، وهي حسنة في معانيها وما تض''منته من األوصاف، فهي أسماء متض''منة ألوص''اف الكم''ال، أس''ماء المخل''وقين ق''د تك''ون فيه''ا

(، ومسلم، كت''اب ال''ذكر6410 - رواه البخاري، كتاب الدعوات، باب لله مائة اسم غير واحد، برقم )4(.2677والدعاء والتوبة واالستغفار، باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها، برقم )

Page 18: files.zadapps.info · Web viewهو الذي يحتمل معنيين، لكن لا يمكن أن يخرج المنافقون من هذا السياق وتجعل في اليهود خاصة،

أسماء غير جيدة في اللفظ، وقد تكون تحمل معاني غير جيدة، وقد ال يكون لها مع''نى''ا ل''و أصال، والناس أولع''وا ب''اإلغراب يبحث''ون عن أس''ماء غريب''ة يس''بقون إليه''ا، وأحيان''ا مع''نى سألتهم عن المعنى ال يوجد لها معنى، وأحيانا يقول: نبتة في الص''حراء، وأحيان ركيك، وأحيانا اسم للقرد، أو اسم ألشياء قبيحة، ولكن هم يرون أن هذا االس''م جدي''د،

بقوا إلي''ه، الل''ه أس''ماؤه حس''نى ليس فيه''ا ش''يء من ذل''ك Rوللهوأنه غريب وما س{ نى{ في ألفاظه''ا وفي معانيه''ا، وتحم''ل أوص''افا، اإلنس''ان يس''مى،األسماء الحس--

بأسماء وال يرجع إليه من هذه األسماء ما تضمنته معانيها، ال يرجع إليه منها شيء، فهيمجرد أعالم، أما أسماء الله تعالى فهي أعالم وأوصاف تتضمن أوصاف الكمال.

ماوات واألرض{وقول--ه تع--الى: بح ل--ه م--ا في الس-- ، كقول--ه تع--الى:}يس--بح يس-- يء إال بع واألرض ومن فيهن وإن من ش-- ماوات الس }تسبح له الس

]س--ورة اإلس--راء: بحمده ولكن ال تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا{44].

بحكما قلنا: السورة افتتحت بالتسبيح واختتمت بالتسبيح، وهذا التسبيح حقيقي، }يس--ماوات واألرض{ ال يؤول ويحم''ل ذل''ك على الخض''وع أو غ''ير ذل''ك،له ما في الس

}ولكن ال تفقهون تسبيحهم{وإنما هو تسبيح حقيقي، وكما قال الله -عز وجل-: ))إني ألعرف حج'رافكل شيء يسبح بحمد الله، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:

، والجذع حن لفراق رسول الله -ص'لى الل'ه علي'ه وس'لم-(5)كان يسلم علي في مكة(( ، وم''ا أش''به ذل''ك،(7)، وكذلك أيضا تسبيح الطعام(6)حينما تركه بعد أن كان يخطب عليه

بي معه والطير{ ]س''ورة }علمنا منط--ق الطي--ر{،'' [10]سورة سبأ: }يا جبال أو. [18]سورة النمل: }قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم{، [16النمل:

في ش--رعهالحكيم{} أي فال ي--رام جناب--ه، وه--و العزي--ز{}وقوله تعالى: وقدره.

آخر تفسير سورة الحشر، ولله الحمد والمنة.

- رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب فضل نسب النبي -صلى الله عليه وسلم- وتس''ليم الحج''ر علي''ه5(.2277قبل النبوة، برقم )

(.3583 - رواه البخاري، كتاب المناقب، باب عالمات النبوة في اإلسالم، برقم )6(.3579 - رواه البخاري، كتاب المناقب، باب عالمات النبوة في اإلسالم، برقم )7