facll.univ-bba.dzfacll.univ-bba.dz/images/3ilm_trakib.docx · Web viewوأما الثالثة...
Transcript of facll.univ-bba.dzfacll.univ-bba.dz/images/3ilm_trakib.docx · Web viewوأما الثالثة...
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
مقدمة : حمدا لل##ه وص##الة وس##الما على نبين##ا محم##د ص##لى الل##ه علي##ه وس##لم وعلى آل##ه
وصحبه أجمعين أما بعد: يع###د علم ال###تراكيب من العل###وم ال###تي جمعت بين النح##و والبالغ##ة، ق##ديما وح##ديثا وقد أواله علماؤنا منذ بداي##ة ت##دوين العل##وم االسالمية الخادمة للقرآن والس##نة النبيوي##ة عناية كبيرة وقد ظهر ذلك جليا في أول أثر في عل##وم العربي##ة أال وه##و كت##اب س##يبويه حيث جم##ع بين النح##و والص##رف والبالغ##ة العربية وبصيغة أخرى كل ما يخدم التراكيب العربي##ة، ثم ت##والت بع##ده الجه##ود والت##أليف في شتى العلوم العربية حيث جاء من بع##ده من فص###ل بين النح###و والص###رف والبالغ###ة واألصوات ك##المبرد ص##احب المقتض##ب وابن ج###ني ص###احب اللم###ع والم###ازني ص###احب التصريف وابن المعتز صاحب الب##ديع، ح##تى ج##اء عص##ر عب##د الق##اهر الجرج##اني ف##أولى عناي##ة كب##يرة لدراس##ة نظم الق##رآن الك##ريم في كتابه دالئ#ل اإلعج#از ،وفي ه#ذا العص#ر وفي هذا الكتاب على وجه الخص##وص ظه##ر
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
ما يسمى بنظري##ة النظم أو علم ال##تراكيب، وسأحاول بإذن الله من خالل هذه ال##دروس تق##ريب الفهم لطالبن##ا الك##رام علن##ا نص##ل حاض##رنا بماض##ينا الن العل##وم الحديث##ة ق##د تش###ابكت ودخ###ل فيه###ا الغث والس###مين والغربي والعربي ، وما أوص##ي بي##ه طلب##تي األع##زاء ان##ه ينبغي عليهم اإلطالع على م##ا كتبه علماؤنا قديما واالهتمام بالتراث ،حتى يمكن البن##اء علي##ه فيم##ا ي##أتي من العل##وم الحديث###ة الغربي###ة ألن الغرب###يين أنفس###هم يقرون بأخذهم من التراث العربي ذلك ألأن المطل##ع على م##ا كتب##ه علماؤن##ا يج##د أنهم كثيرا ما يذكرون المس##ائل العلمي##ة متن##اثرة في ثنايا كتاباتهم وتقريراتهم العلمية ذل##ك لموسوعيتهم ، وأمثلة ذلك كثيرة ومن ذل##ك
علم التراكيب .
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
" النح####و مش####غلة الفنانين والش##عراء، والش###########عراء أو الفنانون هم ال##ذين يفهم###ون النح###و أو
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
هم ال##ذين يب##دعون النحو ف##النحو إب##داع
مص############طفى ".ناصف .
الدرس األول : التركيب والمعنى :أوال : التركيب :
ن المتتبع لمعنى التركيب يجده عند كث��ير من العلم��اء على إ اختالف تخصصاتهم وتوجهاتهم، وحتى عند الفالسفة والمناطق��ة يج���������������د ل���������������ه مفهوم���������������ا خاص���������������ا.
ف��اللغويين الق��دامى ي��درجون ه��ذا المع��نى في ب��اب المس��ند والمسند إليه، فسيبويه يرى أن المسند والمسند إليه هما م��ا ال
يستغني أحدهما عن اآلخر"، وبهذا يصبحان كأنهما لفظ واحد. وأورد ابن ف���ارس تع���ريفين للكالم ، إذ يق���ول: "الكالم حروف مؤلف�ة دال�ة على مع�نى "وعقب على ه�ذين التع�ريفين
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
قائال : والقوالن عندنا ألن المس��موع المفه��وم ال يك��اد يك��ون إالبحروف مؤلفة تدل على معنى " والحروف هي الكلمات.
وقد عرف ابن جني الكالم بأنه :" كل لفظ مستقل بنفسه مفيدلمعناه وهو الذي يسميه النحويون الجمل ".
إذن من ه��ذه التعريف��ات المنقول��ة عن النح��اة األوائ��ل يت��بين لن��ا أن مفه��وم ال��تركيب م��درج في ب��اب الجم��ل ، ومن المالحظ أنه ال يخلو من الفائدة التي يحسن الس��كوت عليه��ا ، وهذا ما يؤكد فكرة تعانق النح��و والدالل�ة تعانق�ا حميم��ا ، بحيث يكون الفهم الص�حيح للنح�و ه�و الفهم الص��حيح لألس�اس ال�ذي
يقوم عليه النص . ثانيا :التركيب والمعنى:
ظهر في الحديث اتجاه واضح ينظر للعم��ل األدبي على أنه نص ، بحيث تصبح الجملة هي وح��دة ه��ذا النص ، وأي��ا ما كان فإن كل عنصر في في بني��ة النص يمث��ل ج��زءا في بن��اء داللته ،سواء أكان عنصرا صوتيا أم صرفيا أم نحويا ، ولم��ا ك��ان النحو في مفهومه العام هو مجموعة من القواعد المتنوعة التي تحكم بنية نص ما ،فإنه يصوغ لنا أن نطلق على هذه المجموعة مص���طلح "النح���و" ،والتفس���ير ال���داللي ألي نص يق���وم على معطي��ات مفردات��ه المؤلف��ة في نظ��ام لغت��ه وه��ذا الت��أليف في الوقت نفسه يكون سياقه اللغوي الخاص به ، ويبني��ه بروابط��ه
وعالقاته . لق��د ك��ان للتعلي��ق النح��وي دؤر ه��ام في ال��تركيب ،فق��د ك��ان منطلق��ا واض��حا في تن��اول الكالم في موروثن��ا النح��وي ،ألن اللفظة الواحدة من االس��م والفع��ل ال تفي��د ش�يئا ، الن الفائ��دة تج��نى من الكالم الن��ه "وض��ع للفائ��دة والفائ��دة ال تج��نى من الكلمة الواحدة وإنما تج��نى من الجم��ل وم��دارج الق��ول " وأهم
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
وس��ائل التعلي��ق االس��ناد ول��و تج��رد الكالم من��ه لك��ان في حكماألصوات التي ينعق بها كما قال الزمخشري .
وهذه اإلشارات كث��يرة متن��اثرة في تراثن��ا النح��وي ، ولكن الذي جعل منها نظرية متكاملة ه��و عب��د الق��اهر الجرج��اني في
الذي يعطينا نظرية في النظم )النح��و( هيكتابه دالئل اإلعجاز ، لح��د اآلن قائم��ة على أص��ولها وهي نظري��ة النظم ال��تي هي "توخي معاني النحو وترتيب الكالم وفق قواعد تراعي الص��واب النحوي والمعنوي" وهي نظري��ة ش�املة تع�ني أن�ه ال فص��ل بين
النحو والبالغة . يق��ول عب��د الق��اهر :"ومم��ا ينبغي أن يعلم��ه اإلنس��ان ويجعله على ذكر ، أنه ال يتصور أن يتعل��ق الفك��ر بمع��اني الكلم أفرادا ومج��ردة من مع��ني النح��و ، فال يق��وم في وهم وال يص��ح في عقل أن يتفكر متفكر في معنى فعل من غير ان يعمله في اسم ، وال أن يتفكر في اسم دون أن يعمل فيه فع��ل ، .... وإن أردت ذل��ك عيان��ا فاعم��د إلى أي كالم ش��ئت وأزل أج��زاءه عن موضعها ، وضعها موض��عا يمتن��ع دخ��ول ش��ئ من مع��اني النح��و
فيها ، فقل في :قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
"من قفا حبيب ذكرى منزل " ، ثم انظر ه��ل يتعل��ق من��ك فك��رqقول إن الفكرال يتعلق بمع��اني يمعنى كلمة منها ، واعلم اني ال أ الكلم مف��رة أص��ال ، وإنم��ا أق��ول إن��ه ال ينعل��ق به��ا مج��ردة من
معاني النحو .
الجملة العربية :الدرس الثاني :
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
: لك��ل جمل��ة من جم��ل الخ��بر الجمل��ة العربية أرك��ان _�� واإلنشاء ركنان أساسيان البد منهما في تكوينها ، وهما المس��ند
.1والمسند إليه : هو الخ��بر الجمل��ة االس��مية و الفع��ل أوتعريف المسند_
مايعمل عمله في الجملة الفعلية . س��عيد ، وخ��برنجح :الفع��ل الت��ام نح��و :مواض��ع المس��ند
الفعل نحو : صه ياعلي .مطير واسم المبتدأ نحو : الجو : هو المخ��بر عن��ه وه��و المبت��دأ فيتعريف المسند إليه_��
الجمل���������������������������������ة اإلس���������������������������������مية او الفاعل وما يقوم مقامه في الجملة الفعلية .
: الفاع��ل ونائب��ه نح��و :ج��اء خلي��لمواض��ع المس��ند إليه_�� وقرئ الكتاب والمبتدأ الذي له خبر نحو :الصدق نافع .
: الجملة والكالم . 1تعريف الجملة :
����� لغة : الجملة جماعة الشئ واعتبر فيها معنى الك��ثرة ومن��ه أخذ النحاة أن الجملة ما تك��ونت من كلم��تين اس��ندت إح��داهما إلى األخرى ، قال تع��الى :"وق��ال ال��ذين كف��رو ل��وال ن��زل علي��ه
القرآن جملة واحدة "، أي مجتمعا ال مفرقا . اص��طالحا : الجمل��ة من المص��طلحات النحوي��ة ال��تي ظه��رت متأخرة ، مقارن��ة م��ع المص��طلحات األخ��رى 'الكالم والكلم .... ف��اختلفوا في تعريف��ه ، ووض��ع ح��د ل��ه ، بين قائ��ل أن الجمل��ة ت��رادف الكالم ، ومنهم من جعلهم��ا مص��طلحين مختلفين لك��ل
منهما داللة خاصة به .عليه، 1 بالمحكوم إليه والمسند به بالمحكوم المسند يسمون فاألصوليون ذلك في العلماء مصطلحات اختلفت
بالموضوع . إليه والمسند بالمحمول المسند على اصطلحوا والمناطقة
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
����� أوال :القائلين بالترادف : ه : يعد المبرد أول من استعمل هذا المص��طلح�����285 المبرد
في كتابه المقتضب ، حيث يقول : إنما كان الفاعل رفع��ا ، ألن��ه هو والفعل جمل��ة يحس��ن الس��كوت عليه��ا ، وتجب به��ا الفائ��دة للمخاطب" ، فاشترط ال��تركيب م��ع الفائ��دة ، ويق��ول في ب��اب المسند :" فاالبتداء نحو قول��ك :" زي��د" ف��إذا قلت منطل��ق وم��ا أشبهه صح مع��نى الكالم ، وك��انت الفائ��دة للس��امع في الخ��بر" وبالمقارن��ة بين الق��ولين نج��د أن الم��برد يجع��ل المص��طلحين
مترادفين . ه: يكفين��ا أن أس��تاذه هوه��و الم��برد�����316 أبو بكر الس��راج
ولذلك تعقب آراءه في تحلي��ل مس��ائل النح��و ، ف��تراه يق��ول :" يس��تغني عليه��اجمل��ة واالسم الذي يرتفع بأنه فاعل هو والفعل
بالسكوت وتتم بها الفائدة "، وت��راه بع��د ذل��ك ينق��ل نفس كالمأستاذه المبرد في باب االبتداء .
ه : ك��ان ابن ج��ني اك��ثر تص��ريحا من س��ابقيه392ابن ج��ني بمصطلح الجملة حيث يقول : " الكالم في لغة العرب كل لفظ مستقل بنفسه مفيد لمعناه وهو الذي يسميه النحوي��ون الجم��ل
".وتبعهم على هذا القول عبد القاهر الجرجاني والسيوطي القائلون بعدم الترادف :
ه: ه���و أول من درس الجمل���ة دراس���ة��������761 ابن هش��ام مستفيظة ، وي��ر فيه��ا ان الجمل��ة والكالم غ��ير م��ترادفين، حيث يق���ول : والص���واب أن الجمل���ة أعم من���ه إذ ش���رطه اإلف���ادة
بخالفها". قال الناظم :لفظ مركب مفيد كامتثل .... هو كالم فافهم مانقل
في جملة خلو االفادة أتى .... وهي التي تركيبها قد ثبتا
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
ه : ق��ال في تعريف��ه للجمل��ة :" الجمل��ة�������816 الجرج��اني عب���ارة عن عن م���ركب من كلم���تين اس���ندت إح���داهما إلى
األخرى ، سواء أفادت أو لم تفد ... فتكون أعم من الكالم ". : قسم علماء النحو الجملة إلى ثالث أقسام����� أنواع الجمل2
هي : أ �� الجملة االسمية ، نحو :" المجتهد محبوب".
ب ��� الجملة الفعلي��ة ، نح��و: قول��ه تع��الى :" ومن يتوك��ل علىالله فهو حسبه"
ج ������� ش��به الجمل�ة ، نح��و : قول�ه تع��الى: " وعلى أبص�ارهمغشاوة "
قال ابن مالك :وإن يك اسم صدر جملة ذكر .... فاسمية فيما لديهم قد شهر
وإن أتاك الفعل فالفعلية .... أو ظرف أو ما جر فالظرفيةثالثا : االسناد :
قال ابن ف��ارس :" س��ند الس��ين والن��ون وال��دال ، ي��دل_ لغة : على انضمام الش��ئ إلى الش��ئ ..." وب��ذلك يك��ون االس��ناد ه��و
التقرب وااللتحام بي شيئين متقاربين. وقال ابن منظور " كل شئ أس��ندت إلي��ه ش��يئا فه��و مس��ند ...
زساندت الرجل مساندة إذا عاضدته". _ اصطالحا : يرتكز االسناد عند النحاة على معن��اه اللغ��وي وق��د جاء في عرف النحاة أنه " عبارة عن ضم إح��دى الكلم��تين إلى األخ��رى على وج��ه اإلف��ادة .وعلى ه��ذا فاالس��ناد ه��و العالق��ة
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
الذهني��ة او المعنوي��ة ال��تي ال يص��رح به��ا في الكالم نطق��ا .ويتمبهذه الطريقة بناء الجمل .
_ المس��ند إلي��ه : ه��و المحك��وم علي��ه في الجمل��ة كالفاع��لوالمبتدأ.
_ المس��ند : ه��و المحك��وم ب��ه أو الحكم كالفع��ل في الجمل��ةالفعلية والخبر في الجملة االسمية.
: لكل جملة من جمل ركنان أساسيان الب��د أركان الجملة_.2منهما في تكوينها ، وهما المسند والمسند إليه
: هو الخ��بر الجمل��ة االس��مية و الفع��ل أوتعريف المسند_مايعمل عمله في الجملة الفعلية .
س��عيد ، وخ��برنجح :الفع��ل الت��ام نح��و :مواض��ع المس��ند الفعل نحو : صه ياعلي .مطير واسم المبتدأ نحو : الجو
: هو المخ��بر عن��ه وه��و المبت��دأ فيتعريف المسند إليه_�� الجمل���������������������������������ة اإلس���������������������������������مية
او الفاعل وما يقوم مقامه في الجملة الفعلية . : الفاع��ل ونائب��ه نح��و :ج��اء خلي��لمواض��ع المس��ند إليه_��
وقرئ الكتاب والمبتدأ الذي له خبر نحو : الصدق نافع ._ أنواع اإلسناد :
_ ينقسم اإلسناد إلى أصلي وغير أصلي :3 _ األس��ناد االص��لي :وه��و م��ا تت��الف من��ه الجمل��ة التام��ة "االسنادية" كإسناد الخبر إلى المبت��دأ ، والمبت��دأ الب��د ان يك��ون
عليه، 2 بالمحكوم إليه والمسند به بالمحكوم المسند يسمون فاألصوليون ذلك في العلماء مصطلحات اختلفتبالموضوع . إليه والمسند بالمحمول المسند على اصطلحوا والمناطقة
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
اسما أوضميرا ، والخبر الب��د ان يك��ون وص��فا أو جمل��ة أو ج��اراومجرورا ، وكذلك بالنسبة إلسناد الفعل إلى الفاعل .
_ االسناد غير األصلي :وهو اسناد المصدر أو وصف "اس��م الفاعل او الصفة المشبهة أو اسم المفعول إلى اسم مرفوع أو
ضمير منفصل نحو : أناجح الطالبان وما محبوب الخائن. _ االس��ناد الت��ام : وه��و م��ا ذك��ر في��ه ط��رفي اإلس��ناد نحو :"الحالل بين " أو مذكور ويقدر اآلخر نحو :" فق��الوا س��الما قال سالم قوم منكرون" أي : والتق��دير س��الم عليكم أنتم ق��وم
منكرون . _ االسناد الناقص : وهو االسناد الذي ي��ذكر اح��د في��ه اح��د الطرفين دون ذكر الطرف الىخ��ر نح��و قول��ه تع��الى :" خاش��عة أبصارهم" فأبصارهم تعرب فاعل السم الفاعل خاشعة الواقع��ة
حال، وهي غير عمدة في الكالم
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
الدرس الثالث : األساليب يلجأ الشعراء إلى أساليب كثيرة ومتنوعة لتكوين نصوصهم وإعطائها القيمة الجمالية التي تبرزها وتبعدها عن الرتابة والمألوف ، وقد عرف��ه الق��دماء بأن��ه "طريق��ة األداء والتعبير التي يسلكها األديب لتصوير ما في نفس�ه أو لنقل�ه إلى سواه باستخدام العب��ارات اللغوي��ة "، بمع��نى الطريق��ة الخاص��ة التي يصوغ فيها الشاعر أفكاره وأحاسيسه مبين��ا فيه��ا م��ايجول في نفسه من العواطف واالنفعاالت ال��تي تك��ون ذات��ه وتعطيه��ا
، ويتض��ح لن��ا من خالل ه��ذان مهم��ة األس��لوب3القيمة الجمالية ليست مهمة إفهامية فحسب ، وإنما الغرض منه التأثير واالقناع
، والعمل على خلق الترابط والتآلف فيم��ا بينه��ا من4واالجتذاب عالقات وهذ التآلف هو الذي يعطي الجمالية للنصوص الشعرية ، وبعد تتبع الشعر الوجداني االندلسي في هذه الحقبة ، وج��دت أن الش��عراء األندلس��يين لم ي��ذهبوا م��ذهبا واح��دا في جمي��ع أساليبهم وطرق تركيبها ، وهو ما أض��فى على ش��عرهم القيم��ة
الجمالية بهذا التنوع . وإذا نظرن��ا في أق��وال أه��ل البالغ��ة نج��دهم يقس��مون الكالم العربي إلى خبر وإنشاء فاإلنشاء هو ما اليصح أن يقال لقائل��ه،
.274 ازاد محمد كريم الباجالني ، القيم الجمالية ، ص3 م ،1952 _� 1371 أحمد أمين ، النقد األدبي ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة ، 4
.19ص
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
إنه صادق أو ك��اذب وق��د م��ر معن��ا فى المطلب الس��ابق، وأم��ا الخبر فهو ما يحتمل الصدق والكذب، فإن ك��ان مطابق��ا للواق��ع كان قائله صادقا وإن كان بخالف ذلك كان قائله كاذبا، وينقس��م
.5بدوره إلى جملة اسمية وفعلية
-تعريف الجملة والجمل��ة: جماع��ة الش��ئ، وأجم��ل الش��ئ جمع��ه عن- لغ##ة:أ
تفرقه وأجمل له الحس��اب ك��ذلك، والجمل��ة: جماع��ة ك��ل ش��ئ بكماله من الحساب وغيره يق��ال أجملت ل��ه الحس��اب والكالم،
رآنقال تعالى: ل علي##ه الق## ﴿وقال الذين كفروا لوال ن##ز.326﴾ الفرقان جملة واحدة
: اختلف علماء النحو في تعريف الجملة ف��ذهبصطالحا اب - المتقدمون منهم إلى أن الجمل��ة م��ا تك��ون من كلم��تين ف��أكثر، وأفاد السامع فائدة يحسن السكوت عليه��ا، ق��ال ابن ج��ني في تعريف الكالم : »هو كل لف��ظ مس��تقل بنفس��ه، مفي��د لمعن��اه، وهو الذي يسميه النحويون الجمل«، وقد ذهب إلى ه��ذا الق��ول
، وذهب بعض النح�اة إلى7بعده الجرجاني والزمخشري وغيرهم أن الجملة عبارة عن ما تركب من كلمتين أسندت إحداهما إلى
محمد الطاهر الالدقي، المبس�ط فى عل�وم البالغ�ة،دط، المكتب�ة العص�رية،ص�يدا5.27م، ص 2005ه�/1426/بيروت،تاريخ النشر
.1، مج686 ابن منظور ،لسان العرب ،ص 6 محمد حماسة عبد اللطيف ، العالمة اإلعرابية بين القديم والح��ديث ،دط ت ،دار7
. 21الفكر العربى بالقاهرة ،ص
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
األخرى سواء أفادت كقولك :زي��د ق��ائم ، أو لم تف��د كقول��ك إن ،وتنقسم إلى :8يكرمني
من-جملة إسمية ﴿: وهى م��ا ب��دئت باس��م نح��و قول��ه تع��الى:.15﴾عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها الجاثية
﴿ قد أفلح: وهي ما بدئت بفعل نح��و قول��ه تع��الى: - وفعلية.1 المؤمنون9﴾ المؤمنون
أوال: األسلوب الخبري: عرف علماء البالغة الخبر بأنه كل م��ا يحتم��ل الص��دق والك��ذب لذاته، وإن شئت فقل: الخبر هو ما يتحقق مدلول��ه في الخ��ارج بدون النطق به نحو العلم نافع، وتلك الص��فة ثابت��ة ل��ه ألن نف��ع العلم أمر حاصل في الحقيقة والواقع وإنما أنت تحكي ما اتف��ق غليه الناس قاطب��ة، وقض��ت ب��ه الش�رائع وه�دت إلي��ه العق��ول، وإنم��ا أنت تحكي، م��ا اتف��ق عليه��ا الن��اس قاطب��ة، وقض��ت ب��ه
،10الشرائع وه��دت إلي��ه العق��ول ب��دون نظ��ر إلى إثب��ات جدي��د واختلف��وا في انحص��ار الخ��بر في الص��ادق والك��اذب، ف��ذهب الجمهور إلى انه منحص��ر فيهم��ا ثم اختلف��وا فق��ال األك��ثر منهم صدقه مطابقة لحكم الواق��ع وكذب��ه ع��دم مطابق��ة حكم��ه ل��ه، وقال بعضهم صدقه مطابقة حكمه العتقاد المخبر صوابا كان أو خطأ وكذبه عدم مطابقة حكمه له، ومثال األول كأن يعتقد أح��د أن حكمه مطابق للواقع ثم يظهر حالفه مثل قول عائشة رضي الله عنها فيمن شأنه كذلك :" م��ا ك��ذب ولكن��ه وهم " ورد ب��ان النفي تعمد الكذب ال الكذب ، ب��دليل تك��ذيب الك��افر ك��اليهودي
على بن محم�د الش�ريف الجرج�اني،معجم التعريف�ات ، تحقي�ق محم�د الص�ديق8 المنش��اوي ، دط، دار الفض��يل للطباع��ة والنش��روالتوزيع بالق��اهرة ،ت��ارخ النش��ر
.70م، ص2004 أحمد الهاشمي،القواعد األساسية للغة العربية،الطبع�ة الثاني�ة،مؤسس�ة المخت�ار9
.324م ص 2006ه�/1427للنشر والتوزيع بالقاهرة،.55 أحمد الهاشمي،القواعد األساسية للغة العربية، ص 10
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
، وه��ذا األس�لوب يحق��ق االنس��جام11إذا قال : االسالم باط��ل" الروحي والعاطفي في التأثير على المتلقي ،فالشاعر يخبر بم��ا تملكه نفسه من إحس��اس إزاء المواق��ف ال��تي تط��رأ علي��ه من طبيعة خالبة وعاطفة قوية ، وامرأة فاتنة جميلة ومواقف مبكية ، ويكون الشاعر بذلك مؤثرا في المتلقي الذي يك��ون منس��جما متألقا مع نفسية الشاعر، وينقسم الخبر عند البالغيين إلى ثالثة
أضرب هي: أ : الخبر االبتدائي :
وح��ده البالغي��ون بأن��ه يك��ون في حال��ة خل��و ال��ذهن من الحكم ، وي��برز ض��رب12بحيث ال يؤك��د الكالم لع��دم الحاج��ة إلى ذلك
الخبر االبتدائي في الشعر األندلسي في ه��ذه الحقب��ة كظ��اهرة أسلوبية، حيث يع��د من أك��ثر األس��اليب الخبري��ة ت��رددا وس��وف نتناوله من حيث تعبيره عن وجدان الشاعر، حيث مال الشعراء االندلسيون في هذه الحقبة إلى توظيف األسلوب الخ��بري في أشعارهم لم��ا يعطي��ه ه��ذا األس��لوب من مس��احة فني��ة واس��عة للتعبير عما يجول في خاطر الشاعر من وجدان وكوامن نفسية ، وسأحاول من خالل هذا المبحث إبراز هذه الظ�اهرة من خالل الت��دليل عليه��ا بمختل��ف األمثل��ة ال��تي وردت عن��د الش��عراء األندلس�يين في الغ�رض المقص��ود ، ومن أمثل�ة ذل��ك ق��ول ابن
حمديس يصف شوقه إلى محبوبته : ش####وقي إل##ي#########ك
دم####ج###########د وج########وانحي يجنحن
م########ن نقلت من ال##########درر
ي#####ب#########لي جدي######دتصبري
حرق الهوى المستعر إلى العقي#################ق
األح#######م####ر.36 عبدالمتعال الصعيدي،بغية االيضاح في شرح االيضاح ،ص11.57أحمد الهاشمي،القواعد األساسية للغة العربية، ص 12
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
الدموع ولبس#####ت في#####ه من
نى###ال ض
13عرضا يالزم جوه##ري
يصف مدى شوقه وحرقته إلى لقاء معشوقته ، فيخبر فالشاعر عن ذلك بأسلوب خبري يخلو من التوكيدات وهو ما يسمى عند البالغيين الخبر االبتدائي ، وهو يريد بذلك الزم الفائدة النه يري��د أن يبعث برسالة إلى محبوبت��ه ال��تي علمت وج��ده وكلف��ه به��ا ، ولكن رغم ذل��ك فق��د جرعت��ه حرق��ة الهج��ر والبع��د والجف��اء، فيستعطفها بهذه االبيات علها ترج��ع عم��ا فعلت��ه ب��ه ، فب��دأ في البيت األول بقوله " شوقي إليك مج��دد" ليخ��بر معش��وقته ب��ان ش��وقه دائم متج��دد لط��ول البع��د ، ولكن رغم ذل��ك يبلى من الجفاء رغم تجدده في كل حين ، حتى تلونت دموعه بلون الدم األحمر لكثرة سيالنها على خديه ولبس ثوب الحزن حتى أصبح يالزمه صباح مساء ، وهذا االسلوب كثير في شعر ابن حمديس
وغيره ومن ذلك أيضا قوله : ص###########ب ي##########ذوب إل##########ى ل####ق########اء
م###ذي#####ب#####ه عمى ه###واه م###########ن ال##########وش##############اة
م####ك#####ت####ما كم الئم والسم############ع ي######دف#####################ع
ل######وم#######ه مل####ك القل####وب ه####وى
يستعذب اآلالم م#######نت##ع##ذي#ب####ه
فج#######رت مدامع#######هب####ش###رح غ##ريب##ه
والقلب ي###############دفع ق#####ل####ي##################ه
ب###وج###ي##ب#ـه كي##ف انتف##اع جس##ومنا
ب#######ق####لوب####ه خ##########وط يميس على
.178ابن حمديس،الديوان، ص 13
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
الحس#####ان ف###ق#########لل##ن##ا
وب####م####ا السل######و إذا ب##############دا ل############ي
م####ث#####مرا والش###وق ي#####زج#######ر ب########ح###################ره
ب####ق###تب###ول#ه
ارتجاج كثيبه ودب########################وره وش#####م####ال##############ه
14وج########نوب#########ه
فهو يخ��بر حبيبت��ه بم��ا يالقي��ه من بع��دها وجفائه��ا ، ح��تى أص��بح يستعذب الآلالم التي حاقت به جراء طول الجفاء ، ح��تى ج��رت دموعه على وجنتيه لشرح كتمانه وج��واه ، وكي��ف ال وق��د مل��ك هواها قلبه حتى إنه ال يستطيع الس��لو عنه��ا بغيره��ا ، ففي ه��ذه االبيات يبتدؤ الشاعر كال منها باألسلوب الخبري الذي يري��د من��ه لزوم الفائدة التي يريد منها إخبار حبيبته بما يلق��اه لتع��ذيبها ل��ه ببعدها عنه ، وعندما نقرأ الشعر االندلسي فإننا نج��د أنهم كث��يرا ما يشكون من الهجر والبعد الذي يلقونه من محبوبهم، وال شك أن حي��اة ابن زي��دون الع��امرة ب��الحب لم تخ��ل من ، ومن ذل��ك
قوله : أرخص######تني م##########ن ب###ع############د م###########ا
أغ####ل###ي###ت####ني ب####ادرتني ب####العزل عن خ####ط######################ط
ال###رض######ى ال####ص##ب#####################ر
وحططت####################ني ول##ط##ال##م#################ا
أغ###ل####يـ#####ت###ني ولق##د محض##ت النص##ح إذ
ول##ي###تن#ـ####ي والنار برد ع###ن####دم####ا
.10ابن حمديس،الديوان، ص 14
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
ش###ه#######د ع##ن###دم####اج#رع##ت####ن#ي
كنت الم###نى ف###أذقتنيغ##ص###ص األذى
أص######ل#####ي#####تـ##ني ي#######اليتني م#######ا فهت ف#####ي########################ك
15ب###ل##ي###تن#ـي
فابن زيدون يخبر حبيبته أنه راض بما فعلته به، فجعلت��ه رخيص��ا بع��د أن ك��ان غالي��ا عليه��ا وحطت من ق��دره بع��د إعالء ش��انه ، ورغم ذلك تقبل ما بدر من حبيبته بل رأى أن كل م��ا تفعل��ه ب��ه جميال لدرجة انه لما ج��رع الص��بر وج��ده ش��هدا وحينم��ا أحرقت��ه بالناؤ وجدها بردا وسالما على نفسه ، ويقول في قصيدة أخرى
مخبرا عما يجده في نفسه : أج####د ومن أه####واه في
الحب عابث حبيب نأى ع##ني ب##القرب
واألسى جفان#####ي بإل###ط######اف
ال####ع######دا وأزال####ه تغ##يرت عن عه##دي وم##ا
زلت واثقا
وأوفي ل##ه بال###ع###ه#####دإذ ه####و ن#####اك#######ث
مقيم في مظم############ر ال#####ق####ل#################ب
ن#####اك##########ث عن الوص########ل رأي في
ال##ق##طيعة ح####ادث بعه###################دك لكن غ####ي####رت##################ك
16ال##ح########وادث
فالحبيب مبتعد عنه على الرغم من القرب المك��اني ، وه��ذا م��ا دعى قلبه إلى األسى والتوجع ذلك لما كان بينه وبين حبيب��ه من وفاء وهيام ، فتغير عنه إلى أعدائه وقصة ابن زي��دون م��ع والدة
مشهورة جدا .312ابن زيدون ،الديوان، ص 15.183ابن زيدون،الديوان، ص 16
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
وقد تكرر هذا االسلوب عند غ��يره من ش�عراء ه�ذه الحقب�ة فيالغرض نفسه ومن ذلك قول ابن خفاجة
غ####ازل###ت######ه وف#####ي وج#####ه#####################ه
ف#######ل#####ق وارتج يع###ثر في أذي###ال
خ#####ج##ل#####ت#####ه تخ######ال جيالن######ه في
ن#######ور صفحت###ـه عجبت وعي#####ني م#####اء
والحشا لهب
فم###ا ع###دا أن ب###دا فيخ###ده ش###ف#######ق
غص#####ن بعطفي#####ه مناس###ت####ب###رق ورق
كواكب#####ا في ش#####عاعالشمس تحترق
كي###ف التقت بهم###ا في17ج####نة طرق
جارية وقعت عين��ه عليه��ا ، ك��أن وجهه��ا ن��ور فابن خفاجة يصف الصباح صابه الشفق وهي الحمرة في أول الليل، وه��ذا وص��ف لحيائه��ا وحم��رة خ��ديها الف��اتنين، ح��تى تم��ايلت كالغص��ن ته��زه نسمة الصباه ويموج كالحرير، فالشاعر بقوله :" في وجهه فلق ، في خده شفق" استطاع أن يع��بر عن دالل��ة المع��نى وثبوت��ه ، وهو يصف وجه و خد حبيبته الذي يش��به ن��ور الص��باح و الش��فق
حين يشبع بالحمرة ، ومن ذلك قوله أيضا: ص###حا عن الله###و ص###اح
عافه خلقا وعط#####ل الك#####أس من
شقراء سابحة ورب ليل###ة وص###ل ق###د
فق######ام ي###خ###ل########ع س###رب#########اال ل##########ه
خ####ل####ق####ا أال كفاه######################ا ب#####ري####ع################ان
.370ابن خفاجة،الديوان، ص 17
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
ل####ه####وت به#ا وال نثر ال##در ف####ي######ه
ب##ي###ن###ن##ا كل#م##ا ورب غ###ب######رى ق######د
ش###رق###ت ب####ه###ا تخال ما احمر من خدي##ه
ملتهبا
ال##ص###ب#ا طلقا مغ###ازال ف###ل###ق######ا أو ش####ارب#######################ا
ش####ف####ق######ا ح##ت###ى أق##ب#ل####ه م####ن م##ب########################سم
ن#####س#########قا في موق######ف للن######وىأضرم##ت###ه ح####رق#####ا
به####ا وم####ا اس####ود من18صدغيه محترما
فالشاعر ابن خفاجة يصف في ه�ذه االبي��ات مجلس له�و وأنس له ، وأتى بها الكثير من الصور البديعة التي زادت أسلوبه رونقا وجماال ، فقوله: "شقراء سابحة" كناية عن الخم��رة ، وقول��ه :" مغازال فلقا" و"شاربا شفقا" كناية عن محبوبه والخمرة، وقوله: " ال ننثر الدر في��ه" كناي��ة عنتناس��ق أس��نانه وش��دة بياض��ها ، ثم شبه حمرة خديه ب��اللهيب من الن��ار وم��ا اس��ود من س��دغيه م��ا احترق من الحطب لش��دة س��واده ، إذن نالح��ظ من خالل ه��ذه االبيات أن ابن خفاج��ة ق��د وص��ف مجلس��ا لله��و ل��ه عن طري��ق االس��لوب الخ��بري االبت��دائي ال��ذي ي��راد من��ه إف��ادة المخ��اطب
الحكم التي تضمنته أبيات القصيدة .وفي وصف المحبوب يقول ابن الحداد :
والش#####مس ش#####مسالحسن تمن بينه#####تم
تحت غمام###############اتالل#ثام#######ات
.374ابن خفاجة ،الديوان، ص 18
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
ون#######اظ###############ري م###خ###ت####ل#############س
ل####م###ح####ه#######ا وف###########################ي ال####ح#######ش##############ا ن##############################ارن#####وي######ري############ة
ال ت#######ن###ط####ف######ي وق####ت#########ا وق########د
رم###ت########ها
ول###م##حه#####ا ي####ضرملوع#########اتي
علقته#####ا م####ن#########ذس#######ن#####ي####ات
ب####ل تلتظي في ك####ل 19أوقات######ي
ف��ابن الح��داد يخ��بر في ه��ذه االبي��ات عن مكان��ة محبوبت��ه بين النس��اء النص��رانيات األخري��ات فيش��بهها بأنه��ا ش��مس الحس��ن بينهن من اللواتي وضعن اللثامات على أفواههن ، فهو قد كلف بها وذهبت بعقله وقلبه منذ صغره أشعلت ن��ار العش��ق والوج��د بين جوانحه التي ال تنطفي ، وقد لجأ الشاعر إلى هذا األسلوب البسيط ، ألنه يتحرر ب��ه من ك��ل قي��د ويعطي الجمل��ة إيح��اءات
جديدة ويبعدها عن الرتابة المملة . وهذا ابن زيدون يتأثر بن نظرات محبوبته فيخبر عن ذلك بقوله
:ي##ش##ف###ي ورام##ش###ة ال###ع##ل#####################يل
ن####سيمه####ا أش###########ار ب###ه##########ا ن#####ح######################وي
مض###مخة األن###ف######اس ط###ي###ب#####################ة
ال##ن###ش#########ر ألغي########د مكح########ول ال###م##دام##################ع
.160ابن الحداد ،الديوان ، ص19
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
ب#####ن#####ان م##ن###ع###م سرت نض##رة من عه##دها
في غصونها إذ ه##########و اه##########دى ال####ي####اس###م####ي######ن
ب####ك#####ف###ه
ح##ر ب#ـال##س وعلت بمس##########ك من شم##ائ###ل###################ه
ه####ر ال#####ز أخذت النجوم الزهر من
20راحة البدر
فهو يخبر عن إشارة المحب��وب ببن��ان ن��اعم وعي��نين مكحول��تين إلى باقة من الريحان يشفي العليل نس��يمها ، معط��رة ب��الطيب ذات رائح��ة جميل��ة،حيث انتش��ر الرون��ق المعه��ود في غص��ونها وسقيت مسكا صافيا نقيا منها ، فك��أن الش��اعر إذا س��قي زه��ر الياسمين بكف محبوبه يحس��ب أن��ه آخ��ذ ب��النجوم المش��عة من
راحة البدر . ويقول في قصيدة أخرى يشكو فيها البعد والجف��اء ال��ذي يج��ده
من محبوبته، وهو يرجو بذلك ان تعفو عنه وترجع إليه : لئن ف##اتني من##ك ح##ظ
ال###ن#ظر وغن عرض###ت عفل###ة
قيب للر أح##اذر أن ت##ت##ظ#####ي
ال####وش####اة وأص###ب####################ر م###س###ت###ي#ق##ن########ا
أن########ه
الك###ت###ف###ي##############تبس###م###اع ال###خبر
فحس###بي تسل##ي##م######ةت###خ####ت##ص####ر
وق###د يس###تدام اله###وىب###ال###ح######ذر
س##يحظى بمث##ل الم##نى21من صبر
.102ابن زيدون ،الديوان، ص 20.104ابن زيدون ،الديوان، ص 21
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
فيخبر الشاعر عن آالم��ه وم��ا يختلج بنفس��ه ، وي��تربص بس��ماع خ��بر من عن محبوبت��ه الن النظ��ر إلى مفاتنه��ا ق��د فات��ه ، ول��و سنحت الفرصة في غفلة الرقيب الكتفى بس��الم مختص��ر ، م��ع الح��ذر من الوش��اة ح��تى ال يس��وء الظن ب��ه ، الن الحب ق��د
يستدام مع الحذر لعل الصبر يبلغه يوما ما يتمناه . وهكذا ن��رى أن األس��لوب الخ��بري في أش��عارهم ق��د خ��رج عن كونه مجرد خبر يلقى إلى المتلقي بل صار يحم��ل مع��ان كث��يرة منها م��ا يعج بالش�كوى وألم الح��زن من ط��ول الجف�اء والبع��د ،
ومنه ما يعج بالشوق والهيام بالمحبوب .ب : الخبر الطلبي :
وحده البالغيون بأنه الخبر الذي يلقى إلى المتلقي حال ت��ردده، فيك��ون بحاج��ة إلى تأكي��د الحكم ليتمكن من نفس��ه ويط��رح
.22الخالف وراء ظهره وقد مال األندلسيون إلى استعمال األسلوب الخبري لما ل��ه من تحقيق االنسجام ال��روحي والع��اطفي في الت��أثير في المتلقي ، فالشاعر يخبر بما تملكه نفسه من إحساس إزاء المواقف التي تطرأ عليه من طبيعة خالبة أو عاطف��ة جياش��ة أو موق��ف معين أو حدث ما ، ويكون الشاعر بهذا مؤثرا في المتلقي الذي يكون منس��جما متآلف��ا م��ع الش��اعر ، فيكون��ان مع��ا القيم الجمالي��ة
.23المرجوة في التأثر والتأثير من خالل النص الشعري وقد ورد هذا النوع بكثرة في أشعار األندلسيين في هذه الحقبةمن الزمن ، ومن ذلك قول ابن حزم في باب عالمات المحبة :
.57أحمد الهاشمي ،جواهر البالغة، ص 22.274آزاد محمد كريم الباجالني ،القيم الجمالية، ص 23
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
إذا م#######ارأت عين#######ايالب#####س ح###م####رة
غدا لدماء الن##اس باللح##ظسافكا
تقط###ع قل###بي حس###رة####ف####طرا##وت
وض####رج منه####ا ثوب####ه24فتعصفرا
عقد ابن حزم هذا الباب لعالم��ات المحب��ة ، وأثبت من عالماته��ا اضطراب يبدو على المحب عند رؤية من يشبه محبوب��ه أو عن��د سماع اسمه فجأة ، فنظم هذه القطعة الشعرية ال��تي يري��د ان يص��ف من خالله��ا ح��ال المحب أثن��اء رؤي��ة محبوب��ه ، فاس��تعان بأسلوب الخبر الطلبي ليتمكن الوصف من نفس المتلقي ، وهو بذلك ق��د وظ��ف التوكي��د ب��الحروف الزائ��دة في الفع��ل "تقط��ع وتفطر وضرج" بالتض��عيف ومن ذل��ك ق��ول المعتم��د ابن عب��اد يتحصر على ملكه بعد سجنه وهو يرى بنات��ه وق��د وط��أن الطين
بأقامهن الحافية: يط#############أن في الطين
واألقدام ح##اف###ي####ة الخ##د إال ويش##كو الج##دب
ظاهره
كأنه###ا لم تط###أ مس###كاوك###اف#########ورا
وليس إال م##ع األنف##اس25ممطورا
ويفيد الخبر في البيات السابقة الشكوى والتحسر، وللتعبير عن شدة اإلحساس بهذا الشعور المؤلم يستخدم الشاعر األس��لوب الخبري المؤكد باالستثناء المف��رغ ، ثم ي��أتي في آخ��ر القص��يدة نفسها باألسلوب الخ��بري ليخ��رج إلى معن أخ��رى منه��ا الع��برة
واالتعاظ ، وذلك في قوله : قد كان دهرك إن تأمره
م###مت####ث###ال ف###ردك ال###دهر منهي###ا
وم##أم###ورا
.174ابن حزم ،طوق الحمامة، ص 24.178ابن عباد،الديوان، ص 25
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
من بات بعدك في مل##كيسر به
فإنم###ا ب###ات ب###األحالم26مغرورا
في هذه االبيات أي��ام ملك��ه ، حيث ك��أن ال��دهر فيتذكر المعتمد يأتمر بأمره ولكن هيهات لذلك ألن الذي وقع ق��د ك��ان، وأص��بح الملك مقهورا مغلوبا فليتعظ ك��ل مل��ك مغ��رور ، وق��د علم من سيرة المعتمد أنه كان ملكا مطاعا ، فتح البلدان ووط��د أرك��ان مملكت��ه وثبت دعائمه��ا بع��د الجه��ود العظيم��ة ، ح��تى قه��ره المرابطون بعد دخولهم األندلس فكان ع��برة لمن يعت��بر وبقيت في نفس����ه غص����ة إلى أن م����ات ، ق����ال الفتح في أخب����ار المعتم��د :"وم��ا زالت عق��ارب تل��ك الدخل��ة ت��دب ، وريحه��ا العصاصفة تهب ، وتضمر الحقد وتعتق��د ، ح��تى دخ��ل البل��د من واديه ، وبدت من المكروه بوادي��ه ، وك��ر علي��ه ال��دهر بعوائ��ده وعوادي��ه ، وه��و مستمس��ك بع��رى لذات��ه منغمس فيه��ا بذات��ه ، ملقى بين جواريه ، مغتر بودائع ملكه وعواريه ، التي استرجعت منه في يومه ، ونبهه فواته من نومه ، ولما انتشر الداخلون في البلد ، وأوهنوا القرى والجلد ، خرج والموت يتسعر من ألحاظه
.27، ويتصور من ألفاظه "وهذا ابن حمديس يخبر عن محبوبته بقوله :
وق##ات##ل###ت#############ي ب####ي######################ن ال###غ###وان###############ي
ك###أن####ه####ا حي#####اة، ول###ك########ن ط###رف##############ها ذو
م####ن######ي###ة
م####ص########################ورة ب####ال###ع###ي#######ن ف#######ي ح###ب##############################ة
ال####ق#####ل#########ب أم##ا يت##وقى الم##وت م#####ن ط##############################رف
ال####ع#######ض#######ب.178ابن عباد،الديوان، ص 26.214 المقري ،نفح الطيب، ص27
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
ش###كوت إليه###ا لوع###ةالحب فانثنت
فقي####ل:ع####ذاب ل####و اح####ط#################تت
ب###ع###لمه
ت###ق###########################ول ل###ت##رب##ي##ه######ا: وم######ا ل##وع#############################ة
؟ ال######ح##########ب لج##دت على الص##ادي بم##اء
28اللمى الع###########ذب
فالش��اعر في قول��ه :"كأنه��ا .." اس��تطاع أن يع��بر عن مك��ان محبوبته من نفسه ، فيجعلها مصورة في قلبه، وهذا إيح��اء من��ه بانها ال تفارقه في جلوسه ومقامه ، ثم ي��اتي في ال��بيت الث��اني ليش��كو إليه��ا الوع��ة ال��تي يج��دها من الحب ، فيم��زج في ذل��ك
بينالخبر واالنشاء بقوله :" وما لوعة الحب..؟".ج : الخبر االنكاري :
وحده البالغيون بأنه الخبر الذي يحتاج في المتلقي إلى أكثر من مؤكد لوجود شك في نفس��ه ويك��ون ذل��ك على حس��ب إنك��اره
، وقد ورد هذا النوع من الخ��بر بك��ثرة في أش��عار29قوة وضعفااألندلسيين ، ومن ذلك قول ابن حمديس يخبر عن لوعته :
ولوع##ة بالش##وق غ##ي####رل##وع#ت#####ي
وإنم####ا يبكي ب#كائ#####يش####ج####ـن######ا
ل##و انط##ق المرب##ع وه##واخرس
وأض##لع في الوج##د غ##يرأضل#########عي
ذو وج######ع يع########رف ف####ي#########################ه
وج#####ع######ي ت###ض######################رع، ان####ط####ق#################ه
.18 ابن حمديس ،الديوان، ص 28.58 أحمد الهاشمي، جواهر البالغة، ص 29
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
ووق####ع##############ة ردت ق######ي########################ا
ورق############ة كأن#ه###ا وم####ا ل##ه######ا
م#####ن ادم#####ع
ع########ي ت#####ض#####ر نوائحا ب#الحزن يبكي####ن
أدم######ع#####ي أعاره##ا القط##ر س##جال
30أدم#####ع#############ي
يخبر الشاعر في هذه االبي��ات عم��ا يج��ده في نفس��ه من لوع��ة وش��وق وألم وج��وى ، فيك��رر أداة التوكي��د م��رتين إذ ي��ذكر في البيت االول أن الذي يبكي مثل بكائي إال من عرف س��ر الوج��ع الذي أحس به ، ليعود بعد ذلك لتشبيهها بالقطر الذي ي��نزل من
السماء لكثرتها .ثم يعود بعد ذلك بأبيات ليصف محبوبته في قوله :
س###يف وس###هم لحظه###اولهذم
كأنم#######ا تبس#######م إنمازج######ت#####ه#####ا
ك#######أقحوان روض#######ةي#####ص####ق##ل##ه#ا
ك###أن فيه###ا س########الفق##########ه######وة
ي#########ا ع###ج####ب#########ا ل##ف##ت##ك##ه#################ا
ال###م####ن############وع ع#####ن ب######رد ب##ي######ن ب##########################روق
ل######م###############ع م####دوس ش####مس في
الندى المميع صرف ب####م####اء ظلمه##ا
31م####ش###ع#####ش###ع
.300 ابن حمديس ،الديوان، ص 30.301 ابن حمديس ،الديوان، ص 31
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
يصف الشاعر لحظ محبوبته بأنه تارة كالس��يف وم��رة كالس��هم في فتك��ه المتن��وع ، ثم ش��به أس��نانها بحب��ات ال��برد من ش��دة بياض��ها ، مس��تعمال في ذل��ك أداة التوكي��د "كأنم��ا" ، ثم يش��بهها بالورد في الروض وشعاع الش��مس يص��قلها ، وه��و ب��ذلك يري��د
تحقيق داللة الفعل على محبوبته . ومن ذل��ك أيض��ا ق��ول ابن خفاج��ة وه��و ي��ودع عه��د الوف��اء من
محبوبته : س##الم على عه##د الوف##اء
م######ودع##ا س######الم ل######ه ف######وق المحاج#######################ر
ب########ل#####ة وق#####د ك#####ان يس#####ري
والنتائف بيننا
س##الم ف##راق م##ا أق##امع##س##ي####ب
وط##ورا بأنح##اء الض##لوعلهيب
فتن###دى ب###ه ريح وينفح32ط###ي####ب
فالشاعر في هذه األبيات يودع عهده بمحبوبه، "سالم فراق م��ا أقام عسيب" وهي كناية عن دوام الفراق م��ا أق��ام ه��ذا الجب��ل "عسيب" ، وهو بذبك يكرر لفظة "سالم" أكثر من مرة للدالل��ة على الغصة التي يجدها في نفسه من األلم والحزن الذي لحقه جراء ذلك ، وتوظيف��ه التك��رار في ه��ذه االبي��ات في��ه من دالل��ة االنك��ار على م��ا حص��ل ، لكن��ه م��رغم على فع��ل ذل��ك ، وق��د الحظت من خالل التحليل لكثير من االبيات عند االندلسيين في هذه الحقبة ، كثرة وقوع الشعراء االندلسيين في هذه المواقف
وذلك يرجع للترف الذي اختصت به تلك الفترة من الزمن . وهذا ابن حزم القرطبي يع��رض ل��ه في الص��با من الهج��ر ممن
آلفه أحبه ، فيقول في ذلك :.344 ابن خفاجة ،الديوان، ص 32
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
ت###ذك#################رت ودا ل##ل####ح##ب###ي#############ب
ك##########أن########ه وعه##دي بعه##د ك##ان لي
من####ه ث####اب####ت وق###ف#######ت ب#########ه ال م#####وق###ن##################ا
ب#####رج######وع#######ه إلى أن أط####ال الن####اس
عذلي وأكثروا ك##أن فن##ون السخ#######ط
م####م##ن أح####ب#####ه ك#####أن انقالب الهج#####ر
والوصل مركب
"ل####خ####ول##ة أط#####الل ب##ب##رق######################ة
ث####ه####م########د" ي"ل##وح كب##اقي الوش##م
في ظاهر اليد" "وال آيس####ا أبكي وأبكي
إل####ى ال#####غ#####د" "يقول##ون ال ت###ه#####لك أس###########################ى
وت#####ج####ل#####د" "خالي##ا س####ف####ي######ن
ب###النواصف من دد" "يج#####ور ب########ه المالح ط##########################ورا
33وي######ه###ت###دي"
فالش��اعر في ه��ذه المقطوع��ة يت��دلل إلى محبوبت��ه بع��د أن هجرت�ه ، وق�د ذك�ر ابن ح�زم أن ه�ذا الت�دلل أل�ذ من كث��ير من الوصل وفي هذا قال أبياته ، وه��و في ذل��ك يختم ك��ل بيت من��ه بقس��م من أول قص��يدة طرف��ة ابن العب��د، والمالح��ظ في ه��ذه االبيات أنه لجأ فيها إلى استعمال أكثر من مؤكد في غير موضع منها ، ومن ذلك استعماله ألداة التوكي��د "ك��أن "أك��ثر من م��رة، وكذلك استعماله للتك��رار في قول��ه "وال آيس��ا أبكي وأبكي إلى
الغد" .ثانيا : األسلوب االنشائي :
.292 ابن حزم، طوق الحمامة ، ص33
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
يعرف علم المعاني بأنه تتبع خواص ت��راكيب الكالم في اإلف��ادة وما يتصل بها من اإلستحسان وغيره ليحترز بالوقوف عليها عن
،34الخط��أ في تط��بيق الكالم على م��ا تقتض��ي الح��ال ذك��ره ويقسم علماء المعاني الكالم إلى خبر وإنشاء ، فالخبر ما يص��ح أن يقال لقائله أن��ه ص��ادق أو ك��اذب، وأم��ا اإلنش��اء فم��ا اليص��ح الحكم عليه بالص��دق أو الك��ذب، ولك��ل جمل��ة من جم��ل الخ��بر واإلنش��اء ركن��ان ،محك��وم علي��ه ،ومحك��وم ب��ه ويس��مى األول
،ويقس��م علم��اء البالغ��ة األس��اليب35مسندا إليه والثاني مسندا اإلنش��ائية إلى طلبي��ة وغ��ير طلبي��ة، فالطلبي��ة هي م��ا يس��تدعي مطلوب���ا غ���ير حاص���ل وقت الطلب ويك���ون ذل���ك بخمس���ة أش��ياء :األم��ر والنهي واإلس��تفهام والتم��ني والن��داء،وأم��ا غ��ير الطل��بي فه��و م��اال يس��تدعي مطلوب��ا غ��ير حاص��ل وقت الطلب
وإذا ك��ان36كصيغ المدح والذم والقس��م والرج��اء وكم الخبري��ة الخبر يمثل اللغة في جانبها القار، فإن اإلنشاء يمثلها في جانبها المتحرك، فاألساليب اإلنشائية الطلبية منها وغ��ير الطلبي��ة، من أبرز مظاهر اللغة التي تعرب عن حيويتها، ويتمثل ذلك في عدة
عوامل منها : :من مقومات التراكيب اإلنش��ائية، وخاص��ة- العامل الصوتي
منها الطلبية: : فه�ذه التنخفض في آخره��ا، لبق��اء الكالم- النغمة الصوتية
في حاج��ة إلى ج��واب ب��القول أو إس��تجابة بالفع��ل، مم��ا يجع��لالكالم منفتحا غير منغلق
.34 اإليضاح فى علوم البالغة ،ص34علي الجارم ومصطفى أمين ، البالغة الواضحة ،دط ، دار قباء لنشر والتوزيع 35
237م.ص 2007بالقاهرة ، .. 69 جواهر البالغة،ص 36
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
: األساليب اإلنشائية تنبئ بقيام حوار، وقد- العامل النفسيتفضي إليه وقد ال تفضي، وبحسب ذلك تتلون معانيها ودالالتها.
وب��ذلك تنش��ط األس��اليب اإلنش��ائية مراح��ل النص إذا دخلت��ه، وتع��رب أك��ثر من غيره��ا من األس��اليب عن حاج��ة الب��اث إلى
.37مساهمة المتلقي ومن خالل نظري في دواوين شعراء األندلس في ه��ذه الحقب��ة رأيت كثرة ت��ردد بعض األس��اليب اإلنش��ائة هي مث��ل اإلس��تفهام والنداء والتمني والقسم والرجاء ، ذلك لما يستدعيه المقام ألن الكثير من الشعراء أصيبوا بخيب��ات في محبوب��اتهم فاس��تدعاهمذلك تارة إلى االستفهام وتارة أخرى إلى االنداء وتمني ورجاء.
:أا: أسلوب النداء ه��و طلب المتكلم إقب��ال المخ��اطب علي��ه بح��رف ن��اب من��اب
وق��د، 38 أنادي، وأدواته هى: الهمزة وأي، ويا، و أي��ا ،وهي��ا ،ووا ت��ردد في أش��عار األندلس��يين في ه��ذه الحقب��ة بك��ثرة لغ��رضاالستلطاف ومن ذلك قول ابن اللبانة ينادي مغنية أعجب بها :
ي####ا ش####ادنا ح####ل فيالس###واد
وكعب###ة لل##ج####م######الط#####اف####ت
م###ازدتني في الوص###الحظا
من لح###ظ عي###ني ومنفؤادي
من حوله###ا أن###ف####سال####ع####ب####اد
إال غدا الش####وق ف#####ي39ازدي#####اد
.350 خصائص األسلوب، ص 37.89 جواهر البالغة، ص 38.50 ابن اللبانة، الديوان ،ص 39
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
فابن اللبانة استهل هذه االبي��ات بن��داء وجه��ه إلى جاري��ة أعجب بها ، فوقع نظرته عليه كان أشد م��ا يك��ون لحلول��ه في ش��غاف قلبه ، حتى لكأنه الوصل منه زيادة في االشتياق إليه وهذا ح��ال
المحبين ،ومن ذلك أيضا قول ابن خفاجة : فيا بانة ال##وادي بمنع##رج
الل#######وى وي##ا نفح##ات ال##ريح من
بطن لعج
أتص####غي على ش####حطالنوى فأقول
أال جاد من ذاك النس##يم40ب###خ##ي######ل
وهي من أشجار البادي��ة وأس��ندها لل��وادي ، كم��افنادى البانة نادى الرياح وابن خفاجة بهذا النداء يش��رك مع��ه الطبيع��ة ويبث فيه��ا الحي��اة في عذري��ة بدوي��ة تس��مح من خالل ه��ذا األس��لوب بالشكوى، ودل بتكرار حرف النداء على عمق األسى في نفسه
ورغبته في بثها . وهذا المعتمد ابن عب��اد يق��ول عن��دما زارت��ه جاريت��ه س��حر وه��و
عليل : سأس###أل ربي أن ي###ديم
كوى بي الش إذا ع#####ل####################و ك####ان#####ت ل##ق##رب####ك
ع###ل###ة شكوت وسحر ق##د أغبت
زي#ـارت######ي في#######ا عل#######تي دومي فان###########################ت
فقد قربت من مضجعيالرشأ األحوى
تم############نيت أن تبقى بجس################مي وأن
ت#####ق############وى فجاءت بها النعمى التي
سميت بلوى وي#####ا ربي س#####معا من ن##########################دائي
.89 ابن خفاجة ، الديوان ، ص 40
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
41وال#####ش####ك########وىح###ب######ي#####ب####ة
فالشاعر في هذه االبيات يحس بأنس حبيبه رغم م��ا يج��ده من علة ومرض ، حتى يتمنى لو أنه يبقى مريضا لما جلب عليه من نعمة زيارة المحبوبة التي أنس�ته وجع�ه وألم�ه ، ويتمث��ل الن��داء في قوله "فيا علتي دومي" و" ياربي سمعا" ، وتك��ثر الن��داءات
في أشعار المعتمد بن عباد ومثال ذلك قوله :يا صفوتي من البشر
ي##########ا غص##########نا إذام#########ش####ى
يا نفس الروض ق######دياربة اللحظ ال#######ذيمتى أداوي يا ف#######دا
ي#######ا ك####وك####ب#ا ب##ليا قم######ر
ي###############ا رش######أ إذان#########ظ########ر
هبت له#######ا الري########حس#####ح#########ر
ش#########د وث#####اق######يإذا ف#####ت####ر
ك الس#######مع م#######ني42والبص###########ر
الشاعر أس��لوب الن��داء في ه��ذه االبي��ات بك��ثرة لي��دل استعمل بذلك على الهيام الذي وق��ع في��ه وال س��بيل ل��ه إلى اللق��اء بين��ه وبين محبوبه ، ولكن هيه��ات ل��ذلك ومم��ا ي��دل على ذل��ك ت��ردد النداء في كل بيت"يا صفوتي،يا غصنا ، يا نفس الروض ، يا ربة اللحظ" ، ففي كل بيت ينادي الش��اعر معش��وقته عله��ا تس��معه فتداوي جواه ، وهذا ما أعطى الجمالية لها من خالل داللة األل��ة
والجفاء وما يقابله من إصرار من الشاعر ..02 ابن عباد، الديوان ، ص 41.13 ابن عباد، الديوان ، ص 42
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
وه��ذ ابن الح��داد يم��دح الممعتص��م بن ص��مادح ، في��أتي في مس��تهل قص��يدته بأبي��ات من الغ��زل على طريق��ة الش��عراء الجاهليين ، مستعمال اسم لب��نى زم��زا للوف��اء و الحب وهي من
األسماء التي تخف عى ألسنة الشعراء ، وذلك في قوله : روي#######دا ف#######ذا وادي
ل##ب###ي##نى وإن######ه وي##ا حب##ذا من آل لب##نى
مواط######ن ميادين تهيامي ومس##رح
ناظري
ل#####ورد لب##ان###ات########ي وإن###########################ي
ل######ظ#####ام######ئ ويا حبذا من أرض لب##نى
م##########واطئ فللشوق غاي####ات ب####ه
43وم######ب####ادئ
فالشاعر يتذكر محبوبته عندما اقتربت راحلته من موطن عزي��ز على قلبه، له في ذكريات جميلة ومجالس أنس وله��و ، فيطلب من راحلت��ه ال��تي يمتطيه��ا أن ت��برك في��ه لعل��ة يس��تعيد فيه��ا ذكرياته،"فيا حبذا من آل لبنى مواطن"، وهو المكان التي كانت تسكنه الحبوبة ووطأته أقدامها، كل ذلك أث��ار ش��وقا ح��ارا يبغي
الشاعر من خالله القاء في تلك الربوع الخضراء . وه�ذه والدة بنت المس�تكفي ت��ودع ابن زي�دون بع��د لق��اء مع�ه،
فتقول : ودع الص##بر م####ح######ب
ودع####ك يقرع الس##ن على أن لم
يكن
ذائ##ع من س###ره م######ااس####ت####ودع####ك
زاد في تل###ك الخطى إذشيع#########ك
.142 ابن الحداد، الديوان ، ص 43
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
ي#####ا أخ#####ا ال##ب########درس#####ن####اء وس####ن##ا
ح##ف##########ظ الل#######ه زم###ان########################ا
44أط###ل####ع##########ك ودع ابن زي��دون بع��د لق��اء أح��ر منتفالشاعرة في هذه االبيات
الجمر معه، وقد كانت قبل ذلك متمنعة منه فالصبر ال��ذي ك��ان قبل ذلك ذهبت لوعته ، وذاع كل ما كان مس��تورا قب��ل اللق��اء ، ثم تشبهه بالبدر بهاء وجماال ، مستهلة في ذلك التش��بيه بح��رف
النداء "يا" . وهذه والدة بنت المستكفي تبث أشجانها في ابن زيدون فتقول
: ح###ان ابن زي###دون حين
فيه تولينا ي#######ا من عن الب#######درت###غ##ن###ي ط###ل#ع##ت##ه
هزتن#########ا لالنس أرواحالسرور كم#ا
وص###ال في###دني تالقين###اأم###ان###ي#########نا
ولفظ####ه عن ك####ؤوسالراح يغنين##ا
في روض أفراحنا هزت 45أفانينا
ف��والدة في ه��ذه االبي��ات ت��ترقب وص��ال من ابن زي��دون ، ال�ذي تشبه طلعته بالبدر بهاء وجماال ، وتجعل حديثه أحلى من الخم��ر التي تسحر العق��ول واأللب��اب ، وهي ب��ذلك تبت��دأ تش��بيهه ب��أداة
النداء "يا" . وال ش��ك أن الش��اعر األندلس��ي في ه��ذه الحقب��ة دائم ال��ترقب للوصل المحبوب ، خائفا من لوعات الهجر والجفاء ، وقد ب��دى ذل��ك في األش��عار المنقول��ة عنهم كم��ا م��ر في ه��ذه االبي��ات ،
.206المقري ،نفح الطيب، ص 44.34 ابراهيم األحدب الطرابلسي ، الوزير ابن زيدون مع والدة ، ص45
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
وغزل األندلسيين في معظمه ال يقتص��ر على واح��دة مم��ا ي��دل على ان األندلس���يين أغرم���وا بالجم���ال في تل���ك الحقب���ة من الزمن ، لما كان فيها من بذخ وتوافر للجواري ، فكانوا ال ي��رونالجمال ممثال في واحدة كما انهم ال يكتفون بطيف المحبوب .
ب : أسلوب االستفهام : هو طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل وذلك بأحد أدواة اإلس��تفهام: الهم��زة وه��ل ومن وم��تى وأي��ان وكي��ف وأين وأنى
، "وهو من أساليب االنشاء الطلبية التي يستعين بها46وكم وأي الشاعر لتك��ون ال��دافع إلى الت��أثير في نفس المتلقي وإش��راكه في العملي��ة الش��عرية من جه��ة وللتعب��ير عن معان��اة الش��اعر النفس��ية والش��عورية من جه��ة أخ��رى، ويع��د االس��تفهام من األساليب ال��تي ت��رددت كث��يرا في أش��عار األندلس��يين في ه��ذه الحقب��ة من ال��زمن، بحيث ش��كل لوح��ده ظ��اهرة أس��لوبية من
.47خاللها استطاع الشاعر أن يبث وجدانه وهمومه وأحزانه" وقد لجأ الش��اعر األندلس��ي إلى ه��ذا األس��لوب ، ليجنب نفس��ه الصور التقريرية المباشرة في شعره ، واستبدالها بصور إيحائية تزيد المعنى داللة وعمقا ، ويتقبلها المتلقي بش��غف ولهف��ة ل��ذا نراه يستعمل هذا األس��لوب بأنواع��ه المختلف��ة في ش��عره الن��ه يك���ون أق���در من غ���يره تعب���يرا عن األلم والحس���رة والتوج���ع والوجدان والشعور ، مضيفا الجم��ال للش��عر وال س��يما التحس��ر على م��ا مض��ى من أي��ام لق��اء وأنس وس��رور ، وبه��ذا يك��ون االستفهام هو األسلوب ال��ذي يع��بر ب��ه الش��اعر من خالل��ه عم��ايختلج في نفسه ، مشركا إحساسه ومشاعره من جهة أخرى .
ومن ذلك قول ابن زيدون يأنب حبيبته على طول فراقها له :
.78 أحمد الهاشمي ، جواهر البالغة ، ص46.105 سالم علي حمادي الفالحي، البناء الفني ، ص47
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
متى أبثك ما ب######يمتى ينوب لساني
الل#######ه ي###ع###ل##########مأن##########ي
فال يطيب طعامي
ي#######ا راح####ت###########يوع####ذاب####ي
في ش#######رحه ع########نكت##اب###ي
أصبحت فيك لما بي وال ي####ص#################وغ
48ش#####راب##########ي
يبدأ الشاعر قصيدته بأداة االستفهام "م��تى" للعت��اب واالنك��ار ، فالشاعر يعاتب و يؤنب محبوبت��ه على ط��ول فراقه��ا ل��ه ، فه��و يتساءل عن الذي ال يجد طعما بدونه فمتى يمنح له لق��اء، ح��تى تسنح له الفرصة لينوب لسانه عن بث رسائله وأحزان��ه وش��رح أحواله ، فالله يعلم أني أصبحت بكليتي عندك مقيم ف��� :" الل��ه
يعلم أني ... أصبحت فيك لما بي" .ومن ذلك أيضا قوله في نفس السياق :
أتهج######################رني وت###غ####ص##ب##ن##########ي
ك###ت#####اب######ي أيجم###############ل أن أبيح
م####ح###ض ودي فديتك كم تغض الط##رف
دوني وكم لي من ف###########ؤاد
وم##ا في الح##ق غص##بيواج###ت####ن####ابي
وأنت تسوم#ن############يس#######وء ال####ع####ذاب
وكم أدع##وك من خل##فالحجاب
مكان الشيب في نفس49الكعاب
.30 ابن زيدون، الديوان ، ص48.33 ابن زيدون، الديوان ، ص49
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
ب#####ع####د ق#####رب
نلحظ أن الشاعر يستعمل االس��تفهام اإلنك��اري ، فه��و يتس��اءل عن معذب��ه ال��ذي منح��ه خ��الص حب��ه ، وم��ع ذل��ك يض��يقه أش��د العذاب ب��الهجر والجف��اء ال��ذي يلق��اه ، وم��ع ذل��ك ال زال يفدي��ه بنفسه مع انه أشاح النظر عن��ه وال ي��زال حب��ه فتي��ا عن��ده بينم��ا
شاب كل حب آخر .وهذا ابن الحداد يقول في مذهب الغزل :
ماب###ال ريقت###ه ف######ي س####ل########################م
م####ب###س###م###ه أع##دى جن##اني فح##اطى
طرفه مرضا ك###أن كفي في ص###دري
ي#####ص###اف##ح####ه
وواجب أن ت##########ذيبالقهوة البردا
وغره أن يحاكي خصرهج####ل#######دا
فم#####ا رفعت ي#####دا إال50وضعت ي######دا
فالشاعر يتساءل عن مابال ريقتها استسلمت لمبس��مها ، لم��ذا لم تتحرر من إسارها فتبرد ما تحركت له نفسي من حر وشوق ، ألم تعلم ان اللثم ي��وري الوج��د ويخفي لوع��ة الحب ، ول��ذلك س��يظل ح��يران أس��ير الوج��د فال العن��اق س��بيله وال المالمس��ة
طريقه . ويجد ابن الحداد مرة أخرى أسلوب االس��تفهام فرص��ة مناس��بة لتق��ديم رؤي��ة عن الحب نابع��ة من نفس��يته وش��عوره الخ��اص ،
وفي ذلك يقول :.193 ابن الحداد، الديوان ، ص50
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
أنى أراع لهم وبينجوانح#ـي
أنى يه#####اب ض#####رابهموطعانهم
ش###وق يه###ون خطبهمفيهون
ص##ب بألح##اظ العي##ون51طعين
فالش��اعر يفتتح حديث��ه متس��اءال ب��أداة االس��تفهام "أنى" ال��تي وردت في بدء البيتين، وقد جاءت "كيف" التي تدل على تعيين الحال، فمع داللة هذه األداة تستمر حال��ة االس��تغراب وتتص��اعد فالشاعر يتساءل متعجبا عند حديثه عن أهل محبوبته، فكيف له أن يخافهم وبين جوانحهم من الشوق م��ا يدافع��ه إلى المض��ي قدما دون ان يكون للخوف مكان عنده ، فجسجه اعت��اد الطعن
والضرب بألحاظ الحبيبة .ومن األمثلة على ذلك أيضا قول ابن خفاجة :
فيا بانة ال##وادي بمنع##رجاللوى
ويا نفحة الريح من بطنلعل####ع
أتص####غي على ش####حطول ##النوى فأق
أال جاد من ذاك النسيم52ب##خ#######ي#####ل
يجمع في ه��ذه األبي��ات بين الن��داء واالس��تفهام ، وهي فالشاعر أبيات تعج بالشكوى أش��رك فيه��ا ابن خفاج��ة عناص��ر الطبيع��ة، وبث فيها الحياة في عذري��ة بدوي��ة ودل بجمع��ه ه��ذا بين الن��داء
واالستفهام على عمق األسى الذي يحيق بنفسه .
.30 الديوان ، ص51.1112 فوزية عبد الله العقيلي، االتجاه البدوي ، ص52
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
وفي صورة أخرى لالستفهام لدى الشاعر نجد انه ق��د يس��تعملأكثر من أداة في سياق واحد، ومن ذلك قوله :
أأدع###########وا ف############ال ت#######ل#####وي وان#########ت
ق#########ري########ب وما كنت أخ####ش####ى أن أران############################ي
ض#####اح####ك####ا وه##ل يس##تجيز المج##د أن
دى أشتكي الص وكي############################ف ب####م####ط####ل######وبي إذا
شط####ت ال####ن#####وى فه####ل ش####يب من تل####ك ال####م###ص##اف##############اة
م###ش###رع
وأش####كو فال تش####كىوانت طبيب
وأيك#######ك مطل#######ول ال####ف##################روع
رط###ي##ب وانت رش#################اء م####ح####ص################د
وق###ل###ي#######ب وق###د ص###م من ق###رب
فليس يجيب وهيل على ذاك اإلخ##اء
53ك###ث###ي######ب
نالحظ أن الشاعر قد استعمل في ه��ذه االبي��ات ع��دة أك��ثر من أداة لالس��تفهام ، للدالل��ة على الق��رب فال تنف��ع ال��دعوى ح��ال كونك قريب جدا مني ، وال تفي��د الش��كوى وانت الط��بيب ال��ذي يداوي ألم الجوى ، ثم يعود الشاعر ليستفهم متوجع��ا مس��تنكرا الجفاء ال��ذي يج��ده من محبوب��ه بقول��ه :" وكي��ف بمطل��وبي إذا شطت النوى ... وقد صم من قرب فليس يجيب" ، وهي كناي��ة عن الفراق والبعد والجف��اء، ف��رغم الق��رب فق��د بع��دت االجاب��ة
وكأنه قد لحق به صمم ..344 ابن خفاجة ، الديوان ، ص 53
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
وقد استخدم المعتمد ابن عباد االس��تفهام االنك��اري، مع��برا منخالله عن صعوبة وقع الهجر على فؤاده ، وذلك في قوله :
ت#ظ########ن ب###ن########ا أمالرب###ي#####ع س#####آم###ة
أأهج##ر ظبي##ا في ف##ؤاديكناسه
وروض##ة حس##ن أجتني####هاوب####اردا
إذا ع####دمت كفي ن####واالت###فيض##ه
أال غف#####ر الرحم#####انذن###ب##ا ت##واق###ع###ه
وبدر تمام في جفونيم####ط###ال##ع###ه
من الظلم لم تحظ#####رعلي شرائعه
على معتفيه##########ا أو ع##########################دوا
54ت####ق##ارع######ه
فالشاعر نظم هذه االبيات في زوجه اعتماد، وقد ظنت به سوء أنه قد هجرها ومال إلى غيرها، ذلك أن المعتمد كان ل��ه الكث��ير من الج��واري والزوج��ات ف��ذكرت كتب الت��اريخ منهن، ج��وهرة وسحر ووداد وقمر، وزجه اعتم��اد وأم أوالده، فكي��ف يطيب ل��ه هجرها وهي مقيمة في فؤاده، والب��در ال��ذي ال تطل��ع جفون��ه إال
عليه . ج: أسلوب األمر :
ح��ده البالغي��ون بأن��ه طلب حص��ول الفع��ل على س��بيلوق##د ، وقد اهتم النق��اد والبالغي��ون الع��رب بهه��ذا55التكليف وااللزام
االسلوب أيما اهتمام ، لكونه من أساليب االإنش��اء ال��تي تس��هم في اس���تجالء قيم���ة النص ، والكش���ف عن مالمح���ه الفني���ة والجمالي���ة الم���ؤثرة في ت���ركيب العب���ارة أو الجمل���ة ، وه���ذا األسلوب قليل في األش�عار الوجداني��ة االندلس�ية ، ألن الش�اعر
.25 ابن عباد، الديوان ، ص54.174 القزويني، االيضاح في علوم البالغة ، ص55
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
في كثير من أحواله يحتاج إلى استعطاف محبوبته وعتابها ال أن يأمره��ا ، ول��ذلك بع�د تتب��ع أش��عار األندلس�يين في ه�ذا الب��اب ، وجدت نزرا يسيرا تضمنه أس��لوب األم��ر ، ومن ذل��ك ق��ول ابن
خفاجة : ق##ل للق##بيح الفع##ال: ي##ا
حس#ن##ا قاسمني طرفك الض##نى،
أفال إني وإن كنت هض########بة
ج###ل######دا
مألت جف####ني ظلم####ةوسن#ا
قاس###م جف###ني ذل###كالوسنا
أه###تز للحس###ن لوع###ة56غصنا
استعمل الشاعر اسلوب األمر وه��و ب��ذلك يتك��ؤ على أداة فني��ة في بناء نصه ،ألن��ه يتض��من طاق��ة تنبيهي��ة تعكي للمتلقي ، لكي ينجذب نحو الجمال الموجود في الحبيب، فهو ق��بيح بفعال��ه في جفاء الشاعر تاركا بفراقه أثرا مؤلم��ا، دل علي��ه تك��رار الطب��اق في آخ��ر ال��بيت، فه��و م��تراوح بين الخطيئ��ة والتوب��ة والظلم��ة
والنور ، وقد دل على ذلك قوله في نهاية القصيدة : ف####إنني والعف####اف من
شيميوت#####ارة ط#####ورا منيب
غ#######زل
آبي ال####دنايا وأعش####قال###حسن##ا
أبكي الخطاي###ا وأن###دب57الدمنا
أي أن��ه يجم��ع بين االناب��ة إلى الل��ه والخطيئ��ة ، ولكن م��ع ذل��كالعفاف شيمته األولى إال أنه يعشع الحسن والجمال .
وأما ابن زي��دون فيخت��ار طريق��ة في اس��تعمال األم��ر الس��تمالمحبوبه إليه عله يصفح عنه، فيقول :
.384 ابن خفاجة، الديوان ، ص56.385 ابن خفاجة، الديوان ، ص57
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
ث####ق######ي ب#####ي ي######ا م##ع##ذب##ت###################ي
ف###إن#######ي وإن أصبحت ق##د أرض##يت
قوما وه###ل قلب كقلب###ك في
ضلوع###ي تمنت أن تن####ال رض####اك
ن######ف###س###ي ولم أجن ال#############ذنوب
ف###ت####ح###ق###دي#ه#ا
سأحفظ فيك ما ضيعتمن######ي
بس######خطي لم يكن ذافيك ظني
فأس#####لو عن#####ك حينسلوت ع###ن#ي
ف####ك#####################ان م####ن####ي############ة ذاك
ال#####ت#####م####ن####ي ول###ك#######ن ع########ادة م###ن########################ك
58ال###ت###ج###ن###ي
فالشاعر يعاتب محبوبه ويرجو قبوله والصفح عن��ه ، ويس��تجدي ثقته��ا ب��ه ألن المعل��وم أن ابن زي��دون حص��لت بين��ه وبين والدة جفوة بسبب عشقه لبعض جواري��ه، فعلمت والدة ب��ذلك فص��ار بينهما من الجفاء والبع��د م��ا حص��ل وم��الت والدة في حبه��ا إلى
ابن عبدوس الشاعر ، فقالت وهي تجيبه عن فعلته الشنيعة : ل#####و كنت تنص#####ف في
الهوى ما بيننا وت#######ركت غ###صن#########ا م#####ث####م###################را
ب####ج####م#####ال####ه ولق#######د ع##ل##م#########ت ب##أن##ن#########ي ب##########در
لم ته#####وى ج#####اريتي ول###م ت#####ت####خ####ي##ر وجنحت للغص##ن ال##ذي
لم يثمر لكن ولعت لش#####قوتي
59بالمشت####ري
.310 ابن زيدون، الديوان ، ص58205 المقري، نفح الطيب ، ص59
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
###م##ا ال####س فميول ابن زيدون لجارية والدة جعلها تفقد ثقته��ا ب��ه، وه��ذا من عدم انص��افه له��ا ول��ذلك ص��ار بع��د ذل��ك يس��تعطفها في ه��ذه االبيات ويطلب صفحها لكن دون ج��دوى ، وبس��ببها خ��اطب ابن عب��دوس بالرس��الة المش��هورة ال��تي ش��رحها غ��ير واح��د من المشارقة كالجمال ابن نباتة وغيره، وفيها يخاطب ابن عبدوس
بقوله : وغ##رك م######ن ع##ه#####د
والدةهي الما يعز على قابض
س##راب ت##راءى وب##رقوم##########ض
ويمن######ع زبدت######ه من60م####ح##########ض
أما المعتمد فقد استخدم أسلوب األمر لصرف انتب��اه معش��وقهإليه في قوله :
سلي تعلمي إنت غ##ي####رع###ل###ي##م########ة
وان لي القلب ال########ذيليس خاليا
ب####أن ليس في ح####بي لغ########################يرك
م#####ط###م######ع من الوج#######د والجفن
61الذي ال يهجع
فالشاعر يخاطب حبيبته راجي��ا منه��ا أن تعلم من غ��يره أن حب��ه لها متمكن من قلبه، إذ عمد على استعمال أسلوب األمر ليع��بر عن مدى األلم الذي يعانيه جراء هجر حبيبته له، وهو ما زاد من جماليتها زحسنها عنده، فال يخلو قلبه من الوجد وال تهج��ع عين��ه
من الدمع . .209 المقري، نفح الطيب ، ص60 .13 ابن عباد، الديوان ،ص61
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
ويقول في جاريته وداد : اش##رب الك##أس في وداد
ودادك قم#####ر غ#####اب ع#########ن
ج###ف####ون####ك مرآ
وت####أنس ب####ذكرها فيان##ف########رادك
ه، وس##كناه في س##واد62فؤادك
فالمعتم��د بن عب��اد يتأس��ف للهج��ر ال��ذي وج��ده من محبوب��ه، ويأنس بذكرها في انفراده بغياب الح��بيب ال��ذي يش��بهها بالب��در
الذي غاب في غير ايم تمامه . ويب��دو أن الش��اعر األندلس��ي في ه��ذه الحقب��ة ق��د أص��يب بن��ار الجوى والحزن ، إال قليال منهم ويظه��ر ذل��ك في قص��ائدهم ، إذ قل أن تخلو قصيدة من بث أالم الح��زن والش��كوى من الجف��اء
والهجر .د : أسلوب التمني :
وهو من األساليب اإلنشائية ، واللفظ الموضوع له "ليت"، وق��د يتمنى ب� :"هل" كقول القائل "ه��ل لي من ش��فيع "، في مك��ان يعلم ان��ه ال ش��فيع ل��ه ، وق��د يتم��نى بل��و كقول��ك "ل��و ت��أتيني
. 63فتحدثني" وق��د لج��أ الش��اعر األندلس��ي فيه��ذه الحقب��ة ، إلى اس��تعمال أسلوب التمني ليمزج بذلك عبراته ولوعات حزنه من ألم البع��د والجفاء ، عله أن يفوز بوص��ل يش��في غليل��ه من محبوب��ه، ألن��ه يكون ب��ذلك أق��در من غ��يره تعب��يرا عن الش��كوى والتلط��ف ...
مضيفا لمسة جمالية إلى شعره .
.10 ابن عباد، الديوان ، ص62.250 عبد المتعال الصعيدي، بغية اإليضاح ، ، ص63
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
فهذا ابن خفاجة يمر على ديار المحبين فيتذكر أيام الص��با ، فيقوله :
وأحس######ن م######ا التفتع####ل###ي##ه دج###ن#####ة
فليت نسيم ال##ريح رق##رقأدم###ع#######ي
وعاج على أجراع واد بذيالغض#ا
في##ا ع##رف ريح ع##اج علىبطن لعلع
تل####ذذ ب####دار القص####فع####ن##ي س###اع#####ة
عناق ح##بيب عن عن##اقحسام
خالل دي##تار ب#الل####وىوخ###ي####ام
فص###افح ع###ني ف#####رعك###ل ب##ش###ام
يج######ر على األن######داءف##ضل زم####ام
وأب########ل#################غ ن##دام#######اها أع#######م
64س###الم
فالشاعر في هذه االبيات يت��ذكر أي��ام ص��باه م��ع محبوبت��ه أثن��اء مروره بأطالل الديار، فيتمنى لو أن نسيم الريح يرق��رق أدمع��ه ويطوف بجنبات األطالل ، ليصافح بذلك كل ش��جر طيب ، عل��ه يبلغ ن��داماها ك��ل س��الم ، وهي كناي��ة عن األلم ال��ذي يج��ده في نفسه ، فيبثه من خالل هاته االبيات في قالب شكوى ، وقد عبر
عن ذلك في بداية القصيدة بقوله : ي###ط########ول ع###ل#######ي الل###ي##########ل ي#########ا أم
م####ال#######ك ولم أدر ما أشجى وأدعي
وكل ليالي الص##ب لي##لتمام
أخفق##ة ب##رق أم غن##اء
.332 ابن خفاجة، الديوان ، ص64
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
إلى الهوى إذا م############################ا اس###ت##خ#####ف####ت###ن####ي
ل###ه###ا أري###ح###ي###ة
ح###م#####ام ع###ثرت ب###ذيلي لوع###ة
65وظ########الم
فرغم طول الليل على الشاعر إال أن ليال الهوى هي ليال تماموكمال .
وق��د ي��أتي التم��ني ب���"ه��ل" ومن امثل��ة ذل��ك ق��ول ابن خفاج��ةأيضا :
وأقرىء عفيراء السالم ،وق#####ل ل##ه##ا
وه###ل يت##ث######نى ذل####كال###غ####ص##ن ن#####ض###رة ومن لي ب###ذاك الخش###ف
من متقن#ص ودون الص######با إح######دى
ة وخمسون حج في###ا ليت ط###ير الس###عد
يسنح ب#ال#م#####ن###ى وي##ا ل##ي##ت####ني ك##ن####ت
اب##ن عشر وأرب#######ع
أال ه###########ل أرى ذاكالسه##ا قمرا ت#م##ا؟
أل###وي وه###ل بجزعي معاطفه ض###ما
ف####آك####ل#################ه ع######ض#####################ا وأش####رب##################ه
ش####م######ا ك##أني وق##د ولت أريت
بها ح#####ل#####م###ا ف###أحظى به###ا س###هما
وانأى بها قسما فلم أدعه####ا بنت####ا ولم ت##دع###ن###################ي
66ع####م####ا
.332 ابن خفاجة، الديوان ، ص65.381 ابن خفاجة، الديوان ، ص66
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
نرى في هذه األبيات أن ابن خفاجة لج��أ إلى اس�تخدام أس�لوب التمني بأكثر من أداة"هل وأال ه��ل وليت"، حيث ن��رى أن��ه وق��ع في حب امرأة ص��غيرة اس��مها "عف��يراء"، لكن هيه��ات للوص��ل بينهم��ا ألن الك��وكب الص��غير لم يتم ب��دره بع��د وهي كناي��ة عن صغر محبوبته ، ثم يتم��نى ل��و أن��ه يرج��ع إلى عم��ر الص��با ح��تى تسنح له الفرصة باللقاء ،"فياليت ط��ير الس��عد يس��نح ب��المنى ،
وياليتني كنت ابن عشر وأربع".وهذا ابن الحداد يخاطب محبوبته نويرة بقوله :
أيها الواصل هجريليت شعري أي نفع
أنا في هجران صبريي 67لك في إدمان ضر
فالشاعر يخاطب "نويرة "تلك الفتاة التي وقع في حبها، فج��نى من أجله��ا لوع��ة الع��ذاب والش��كوى، لي��أتي في ه��ذه االبي��ات ليستعطف قلبه��ا ، عله��ا أن ترف��ق بقلب��ه ال��ذي ه��ده الهج��ران، ويتمنى مدى جدوى معرفة "نويرية"من ضرها ال��دائم ل��ه مزين��ا
شعره بالطباق بين "النفع"،"الضر"الذي لحق به .
ال####درس الراب####ع : التق####ديم والت####أخير في ش####عراألندلسيين .
توطئة :
.221 ابن الحداد، الديوان ، ص67
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
إن الحكم بمرونة لغة من اللغات أو تصلبها اليتس��نى إال ب��النظر إلى طبيع��ة قواع��د ت��رتيب العناص��ر فيه��ا ، فمم��ا يم��يز فص��ائل اللغات بعضها عن بعض نظام ترتيب العناصر من ناحية وأل��وان تغيير الترتيب من ناحية أخرى ، وال تنحصر أهمية دراسة الجملة في التعرف على التقاليب الممكنة التي يخرج فيها الكالم ، ب��ل تتج��اوز ذل��ك إلى التع��رف على الجمل��ة ذاته��ا باإلعتم��اد على عناص��رها المكون��ة له��ا ، وإلى خص��ائص البني��ة فيه��ا ، ووج��وه
،ألن المع��نى الم��راد من الكالم68ارتباطها ببقية أج��زاء الكالم ، يرتكز على كيفي��ة بن��اء الجمل��ة ل���تادية غرض��ها في الكالم ، وال سيما في التصوير البي��اني حيث يك��ون تنظيم الكلم��ات عنص��را هام��ا في جمالي��ات االس��تعارة وفي توض��يح م��ا نس��ميه عم��ود
، ول�ذلك يمث��ل التق��ديم والت��أخير69الشعر العربي على االجم��الفى بناء الجملة ركيزة أساسية في بالغتها وتحيق الكالم .
وقد أدرك علماؤنا تلك الوظيفة الجليلة للتقديم والت��أخير ، وق��د زعم بعض البالغيين أن التق��ديم والت��أخير من المج��از اللغ��وي ، حيث أورد أبو عبيدة معمر بن المثنى قوله تع��الى :"ف��إذا انزلن��ا عليه��ا الم��اء اه��تزت وربت" ، وق��ال : إن��ه من مج��از المق��دم
، قال عبد القاهر الجرج��اني في70والمؤخر ، أراد ربت واهتزت باب القول في التقديم والتأخير : " هو ب��اب كث��ير الفوائ��د ، جم المحاسن ، واسع التصرف بعي��د الغاي��ة ، الي��زال يف��تر ل��ك عن بديعة ، ويفضي ب��ك إلى لطيف��ة ، والت��زال ت��رى ش��عرا يروق��ك مسمعه ويلطف لديك موقعه ، ثم تنظ�ر فتج�د س��بب أن راق��ك ولطف عندك أن ق��دم في��ه ش��ئ وح��ول اللف��ظ من مك��ان إلى
.283 محمد الهادي الطرابلسي ، خصائص األسلوب، ص68 مصطفى ناصف، نظرية المعنى في النقد العربي، دار االندلس للطباعة والنشر69
.15والتوزيع ،بيروت �لبنان ،دت، ص مختار عطية ، التقديم والتأخير ومباحث ال��تراكيب بين البالغ��ة واألس��لوبية ، دار70
.16الوفاء لدنيا الطباعة والنشر والتوزيع ،ص
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
، وق��د ث��ارت حفيظت��ه لم��ا رأى أن من العلم��اء من71مك��ان" يستصغر من شأن ه��ذه المس��ألة حيث ق��ال :" ق��د ص��غر أم��ر التقديم والتأخير في نفوسهم ، وهونوا الخطب في��ه، ح��تى إن��ك لترى أكثرهم يرى تتبعه والنظر في�ه، ض�رب من التكل�ف، وليت شعرى إن كانت هذه أمورا هينة وكان المدى فيها قريبا والجدى يسيرا ، فمن أين كان نظم أعظم من نظم وبم عظم التف��اوت،
، ب��ل إن ص��احب72واشتد التباين، وت��رقى األم��ر إلى اإلعج��از " المفتاح يجعل للتركيب أهمية كبيرة عن��د أص��حاب المع��اني ب��ل هي من أولى األولوي���ات لدراس���ة ص���احب العلم وفي ذل���ك يقول :" اعلم أن المع��اني ه��و تتب��ع خ��واص ت��راكيب الكالم في اإلفادة وما يتصل بها من االستحس��ان وغ��يره ليح��ترز ب��الوقوف عليها عن الخطأ في تطبيق الكالم على ما يقتضي الحال ذك��ره وأعني بتراكيب الكالم التراكيب الصادرة عمن ل��ه فض��ل تمي��يز ومعرفة وهي تراكيب البلغ�اء ال الص�ادرة عمن س�واهم لنزوله�ا في صناعة منزلة أصوات حيوانات تصدر عن محالها بحسب م��ا يتفق، وأعني بخاصية ال��تركيب م��ا يس��بق من��ه على الفهم عن��د سماع ذلك التركيب جاري��ا مج��رى الالزم ل��ه لكون��ه ص��ادرا عن البليغ ال لنفس ذلك التركيب من حيث هو هو أو الزما له هو ه��و حينا وأعني ب��الفهم فهم ذي الفط��رة الس��ليمة مث��ل م��ا يس��بق على فهم��ك من ت��ركيب إن منطل��ق إذا س��معته عن الع��ارف بصياغة الكالم من أن يكون مقصودا به نفي الشك أو رد اإلنكار أو من ت��ركيب زي��د منطل��ق من أن��ه يل��زم مج��رد القص��د على اإلخبار أو من نحو منطلق بترك المس��ند إلي��ه من أن��ه يل��زم أن يكون المطلوب به وجه االختصار مع إفادة لطيفة مما يلوح به��ا مقامها وكذا إذا لفظ بالمس��ند إلي��ه وهك��ذا إذا ع��رف أو نك��ر أو
.106 دالئل اإلعجاز ،ص71.109 المرجع السابق ، ص 72
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
قيد أو أطلق أو ق��دم أو أخ��ر على م��ا يطلع��ك على جمي��ع ذل��ك.73شيئا ف شيئا مساق الكالم في العلمين بإذن الله تعالى "
من هذه األقوال المنقولة عن أصحاب الشأن في البالغة والنحو ، تبين لنا أهمي��ة التق��ديم والت��أخير في عناص��ر الجمل��ة العربي��ة ويس��مى عن��د المعاص��رين في الدراس��ات األس��لوبية انزياح��ا ، و"يظهر البعد الجمالي لهذا األس��لوب منخالل اس��تثمار الش��اعر لخاصية بارزة من خصائص اللغة ، وهي حرية التصرف باأللفاظ داخل التركيب ، مما يلفت نظ��ر المتلقي ال��ذي يتطل��ع لمعرف��ة السبب الذي من أجله ج��اءت األلف��اظ مرتب��ة على غ��ير ترتيبه��الفاظ وتشكيلها في س��ياق الذهني، بكسر العالقة القائمة بين األ� جديد وعالقة جدي��دة متم��يزة ليك��ون مظه��را ب��ارزا من مظ��اهر
.74ذلك االنحراف في التركيب النحوي " لذلك اتخذ الش��اعر األندلس��ي كغ��يره من ه��ذا األس��لوب س��لما
ليرتقي بحال تراكيبه، لتكون أكثر تأثيرا في المتلقي . أوال : التق####ديم والت####أخير في الجمل####ة االس####مية
المطلقة : األص��ل في الجمل��ة االس��مية أن يتق��دم المبت��دأ على الخ��بر ، وأرجعوا السبب في ذلك إلى أن "المبتدأ محك��وم علي��ه والخ��بر
، إال أن��ه ق��د ي��رد75محكوم به ، وحق المحكوم علي��ه أن يتق��دم" في االس��تعمال اللغ��وي م��ا يخ��الف ه��ذا ال��ترتيب بين عنص��ري الجملة االسمية ، فيتقدم الخ��بر ويت��أخر المبت��دأ على خالف بين نحاة البلدين في ذلك ، "فالكوفيون يمنعون تق��دم خ��بر المبت��دأ عليه مفردا كان او جملة ، فال يقال:"قائم زي��د" وال "أب��وه ق��ائم زيد" ، واحتج الكوفيون لصحة مذهبهم بأن قالو :"إن تقديم خبر
.161 السكاكي ، مفتاح العلوم ، ص 73 .278 آزاد محمد الكريم الباجالني ، القيم الجمالية في الشعر األندلسي، ص74.94 أحمد الهاشمي ، القواعد األساسية، ص 75
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
المبتدأ عليه ، تق��ديما لض��مير االس��م على ظ��اهره ، ف��إذا قلن��ا: "قائم زيد" كان في قائم ض��مير زي��د ، وال��دليل على ذل��ك ان��ه يظه��ر في التثني��ة والجم��ع فيق��ال :"قائم��ان الزي��دان"وق��ائمون الزيدون"، ولو كان خاليا من الض��مير الس��تعمل مف��ردا في ك�ل األحوال، أما البصريون ف��ذهبوا إلى الق��ول بج��واز تق��ديم الخ��بر
، والجملة االسمية المطلق��ة76على المبتدأ مفردا كان أو جملة" هي ما تكونت من اسمين مرفوعين أو ظرف او جار او مج��رور واسم مرفوع ،ولكن مع ذلك تعد هذه الظ��اهرة األس��لوبية كم��ا يس��ميها المح��دثون -انزياح��ا لغوي��ا- ظ��اهرة اتس��مت به��ا اللغ��ة
يستعملها الشعراء لعدة أغراض ، منها :: التشويق
ومن ذلك قول ابن زيدون : بي#####ني وبين#####ك م#####ا ل###وش##ئ#######ت ل#########م
ي####ض#####عح##ظ###ه ي###اب###ائ###ع###ا م###ن#########ي ول###########و
ب###ذل######ت يكفي###ك أن###ك إن حملت
ق####ل###ب####ي م####ا ت###ه أحتم###ل،واس###تطل
أصبر ،وعز أهن
س##ر إذا ذاعت األس##رارلم ي########ذع
لي الحي##اة ب##ح###ظ####يم##ن###ه ل##م أب###ع
لم تس#####تطعه قل#####وبالناس يستطع
وول أقبل وق##ل أس##مع77ومر أط########ع
أيمن محمود موسى، التوجيه الداللي للظ��اهرة النحوي��ة، ع��الم الكتب الق��اهرة،76.146م ، ص 2014
.163 ابن زيدون ، الديون، ص 77
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
فقد قدم الشاعر الخبر على المبتدأ قصد تشويق المس��تمع إلى معرف��ة المبت��دأ، فق��د ج��اء ب��الظرف المض��اف م��ع المض��اف إليه"بيني"في استهالل وبدأ بيته، ثم أعقب الخ��بر المق��دم ب��واو العط����ف،و"بين����ك" المعط����وف،ثم أتى بفاص����ل اعتراض����ي "مالوش��ئت لم يض��ع"، ليزي��د من ش��وق الس��امع إلى معرف��ة المبت��دأ، ثم أتى بالمبت��دأ "س��ر"، واألص��ل في الكالم ه��و "بي��ني وبينك سر لو شئت لم يض��ع"، وج��اء بالمبت��دأ نك��رة لتعظيم م��ا
بينه وما بين محبوبته من وجد وهيام وشوق . وقد ورد تق��ديم ش��به الجمل��ة على المبت��دأ أيض��ا في ق��ول ابن
زيدون : أذكرت##ني س##الف العيش
الذي طابا إذ نحن في
روضة ،للوصل نعمها إني ألعجب من ش#####وق
ي####ط#####اول##ن##ي
ياليت غ##ائب ذاك العه##دالذي آبا
من الس#####رور غم#####ام ف####وق###ه##################ا
ص####اب#####ا فكلما قيل ف##ي##ه ق####د
78ق####ض###ى ث###اب####ا
فنرى في البيت الثاني أن ابن لجأ إلى تق��ديم الج��ار والمج��رور على المبتدأ، وذلك لتعجيل المسرة الواقعة حال لقاء المحبوب، وقد جاء الشاعر بصورة بديعة حيث شبه الغمام باإلنسان ال��ذي يسر بلقاء المحبوب، وهي كناية تع��بر عن ال��تي يج��دها الش��اعر
في لقاء من يحب .ومن ذلك قوله أيضا :
أج####د ومن أه####واه، فيالحب عاب####ث
وأوفى ل#####ه ب#####العهد،إذ ه####و ن##اك######ث
.34 ابن زيدون ، الديوان، ص 78
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
ح###بيب ن###أى ع###ني م###عالقرب واألسى
ج##ف#ان######################ي ب#####إل###ط################اف
ال#####ع###دا وأزال####ه تغ##يرت عن عه##دي وم##ا
زلت واث######ق#ا وم#####ا كنت إذ ملكت#####ك
القلب عالم##ا فديتك إن الشوق لي مذ
هجرت##ن##ي س##ت##ب##ل###################ى الل##ي#ال######ي وال######وداد
ب###ح###ال###ه
مقيم ل####ه في مض####مرالقل##ب م###اك######ث
عن الوص######ل رأي فيالقطيعة حادث
ب###ع##ه######دك ل##ك######ن غ##ي##رت#####################ك
ال###ح#####وادث ب####أن#########ي ع#########ن ح###ت####ف##################ي
ب###ك##ف##ي ب##اح#ث مميت فه###ل لي م#####ن
وصالك ب###اع###ث ج##دي#####د وت##ف###ن#####ى
79وه###و ل##ألرض وارث
نجد أن ابن زيدون قد لجأ في أكثر من موطن لتوظيف ظ��اهرة تأخير المبتدأ عن الخبر بنفس الشكل وال��تركيب في ك��ل م��رة، فنرى أنه في البيت األول أخر المبتدأ عن الج��ار والمج��رور"في الحب"والمبتدأ "عابث"،وفي البيت الث��اني أع��اد نفس ال��تركيب بتأخير المبتدأ عن الخبر في قول��ه:"في مض��مر القلب م��اكث"، حيث قدم الجار والمجرور على المبتدأ، وقد كرر هذا األس��لوب في ال��بيت الس��ادس في قول��ه:"فه��ل لي من وص��الك ب��اعث" ووفي البيت األخير:"وه��و لألرض وارث"، ويب��دو أن ابن زي��دون لج��أ إلى ه��ذا األس��لوب أك��ثر من م��رة في مقطوع��ة واح��دة، لتش�ويق المس�تمع إلى م��ا يلقى من خ�بر يبث في��ه ابن زي�دون وجدانه وشوقه القاتل لمحبوبه واختصاصه ب��ه وك��ذلك مراع��ات
.54 ابن زيدون ، الديوان، ص 79
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
نظم الكالم، وق��د ذك��ر البالغي��ون أن من أغ��راض تق��ديم الج��ار والمجرور في التراكيب االسمية يفيد االختص��اص وراع��ات نظم الكالم كم��ا ق��ال الزمخش��ري معقب��ا على من ق��ال أن تق��ديم الظ��رف والج��ار والمج��رور ال يك��ون إال لالختص��اص :" وال��ذي عندي فيه أنه أن يستعمل وجهين : أح��دهما االختص��اص واآلخ��ر مراعات نظم الكالم ، وذاك ال يكون نظمه ال يحسن إال بالتقديم ، وإذا أخر المقدم ذهب ذلك الحسن، وهذا الوجه أبلغ وأك��د من
، والذي يبدو ويستنت ج من كالم الزمخشري أن80االختصاص " الش�عراء في األغلب يس��تعملون ه��ذا األس��لوب لمراع��ات نظم الكالم، ألن المق���ام والموق���ف يقتض���ي ذل���ك، وال س���يما أن القصيدة العربية القديمة محكمة بفواصل وأوزان مح��ددة، مم��ا يستدعي المقام فيها مراعات فواصل األبيات، وربما قد يتع��دى
الشعراء األحكام النحوية لما تقتضيه الضرورة الشعرية .- االهتمام :
وقد ورد تق��ديم الخ��بر على المبت��دأ لالهتم��ام ب��ه في ش��عر ابنزيدون في غير موضع ومن ذلك قوله:
ي##########ا ف##ت####ن##########ةي ال###م####ت#####ق######رالشمس أنت ، توارت
م####ا ال###ب#####در ش#####فس###ن###ه
وح###ج#######################ةال##م###ت####ص####اب###يعن ناظري بالحجاب
على رقي###################ق##ح####اب 81ال##س
فالشاعر في البيت الث�اني ق�د الخ�بر المعرف��ة"الش�مس" على المبتدأ المعرفة "أنت"، لالهتمام به في صورة بليغ��ة ش��به فيه��ا محبوبته بالشمس حيث ذكر طرفي التشبيه وحذف األداة، وق��د
ابن األثير ، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، تح محمد محي ال��دين عب��د80.38 ، ص02م ،مج 1939ه_1358الحميد ، مطبعة مصطفى الجلبي بالقاهرة ،
.30 ابن زيدون ، الديوان، ص 81
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
عرف السند والمسند إليه هنا لتكون الفائ��دة أتم، "ألن احتم��ال تحق��ق الحكم م��تى ك��ان أبع��د ك��انت الفائ��دة في اإلعالم ب��ه
.82أقوى"تحقيق الخبر وتأكيده :-
فه��ذا خفاج��ة يس��تعمل ه��ذا األس��لوب لتأكي��د وق��وع الخ��بر فيقوله :
وأغي##د في ص##در الن##دىلحسنه
من الهيف أم###ا ردف###هف###م###ن###ع#####م
حلي، وفي ص###########درالقصيد نسيب
خصيب وأم###ا خ##ص##ره 83ف##رط###ي########ب
يذكر الشاعر هذه األبيات واصفا ليل��ة أنس وس��مر، حيث ي��ذكر مجلس اللهو ال��ذي جلس��ه وفي��ه يتغ��زل بالس��اقي، ويظه��ر في البيت األول أن الش��اعر ق��د وض��ف أس��لوب تق��ديم الخ��بر على المبتدأ لتأكيد الخبر وتحقيق وقوع��ه ، ففي الش��طر األول ق��دم ش��به الجمل��ة الخ��بر "لحس��نه" على المبت��دأ "حلي" ،وورد في الشطر الثاني للغرض نفسه "في صدر القصيد" الخبر والمبت��دأ الم��ؤخر "نس��يب"، ثم يع��ود في ال��بيت األخ��ير من القص��يدة الس��تعمال أس��لوب ت��أخير الخ��بر قص��د تش��ويق المس��تمع إلى
معرفته ، في قوله : وغازلن#####ا جفن هن#####اك
كنرجس فلل####ه ذي###ل للتص####ابي
سحب##ت#####ه
وم####ب##ت################سم لألق####ح#################وان
ش###ن####ي####ب وعيش ب###########أطراف
.86 عبد المتعال الصعيدي ، بغية اإليضاح، ص 82.325 ابن خفاجة ، الديوان، ص 83
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
84الشباب رطيب
حيث نرى أن الشاعر فص��ل بين المبت��دأ والخ��بر بش��به الجمل��ة "بأطراف الشباب"، ف��أخر الخ��بر وك��ان حق��ه أن يتص��ل اتص��اال مباش��را بالمبت��دأ لتش��ويق المس��تمع إلى معرفت��ه، واألص��ل في
الكالم "عيش رطيب بأطراف الشباب". ثانيا: التقديم والتأخير في الجملة االسمية المنسوخة
: األص��ل في الجمل�ة االس��مية المنس�وخة أن يك��ون ترتيبه��ا على مايلي: ناسخ _اس��م الناس��خ _وخ��بر الناس��خ، ولكن ق��د يتق��دم ماحق��ه الت��أخير أو يت��أخر حق��ه التق��دم، لغ��رض من األغ��راض البالغية كالتشويق أتعجيل المسرة ، أو التل��ذذ وغ��ير ذل��ك مم��ا ذك��ر في كتب البالغ��ة، على" أن النح��اة ق��د اتفق��وا على ان��ه اليجوز تقدم خبر ك��ان او إح��دى أخواته��ا على اس��مها أن ح��دث لبس بين االس���م والخ���بر،أم���اإذا أمن اللبس ولم يكن الخ���بر محصورا فالنحاة على ج��واز تق��دم خ��بر ك��ان أو إح��دى أخواته��ا
، وقد ورد تقديم خبر كان أو إحدى أخواتها على اس��مها85عليها" في شعر االندلسيين في هذه الحقبة من الزمن، ومن ذلك قول
ابن زيدون : قد علقن##ا س##واك علقن##ا
ن#########ف##يس##ا ولبسنا الجدي##د من خل##ع
ال#ح######## ليس من###ك اله###وى وال
وصرف###ن######ا إل###ي#####ه ع##ن##########################ك
ال####ن###ف###وس#####ا ب ولم ن###أل أن خلعن###ا
.336 ابن خفاجة ، الديوان، ص 84 .161 أيمن محمود موسى: التوجيه الداللي للظاهرة النحوية ،ص85
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
الل####تب###ي####س###اأنت منه اهبطي مص####ر أنت من
86قوم موسى
يت��ذكر ابن زي��دون أي��ام الحب م��ع والدة بنت المس��تكفي، لكن سرعان م�انتهت تل�ك األي�ام النص�راف والدة عن�ه بع�د أن رأت�ه
يتغزل بإحدى جواريها، فولت عنه وهي تقول : ل#####و كنت تنص#####ف في
الهوى ما بيننا وت######ركت غ##ص#ن########ا م####ث####م###################را
ب###ج####م###ال######ه
لم تهو ج##اريتي ول######مت#####ت####خ#####ي######ر
وجنحت للغصن الذي لم 87يثمر
ونرى في البيت الثالث أن ابن زيدون لجأ إلى استعمال ظاهرة تقديم الجار والمجرور على اس��م ليس لالختص��اص، أي أن ه��ذا الحكم الذي أقوله اآلن يختص بك أنت يا والدة، فأنت من مص��ر التي نزل بها قوم موسى اليهود، ويظهر في هذه األبي��ات ش��دة
غضب وألم ابن زيدون مما جرى له. ومن ذلك أيض��ا ق��ول ابن زي��دون في نونيت��ه المش�هورة ، ال��تي أرس��لها ابن زي��دون إلى والدة بنت المس��تكفي يس�ألها فيه��ا أن
تدوم على مودتها : نك#####اد حين تن#####اجيكم
ضمائرنا ح###الت لفق###دكم أيامن###ا
فغدت
يقضي علينا األسى لوالينا تأس
سودا وك##انت بكم بيض##ا88ليالينا
.145 ابن زيدون ، الديوان، ص 86.205 ،ص 04 المقري ، نفح الطيب، مج87.298 ابن زيدون ، الديوان، ص 88
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
يق��ارن الش��اعر بين حالي��ه في الماض��ي والحاض��ر، فه��و يأس��ى للحاضر بعد فراق والدة له ويتحسر على الماضي، فق��د تغ��يرت أزمات��ه بس��بب فقدان��ه ل��والدة، فاألي��ام ال��تي هي في الحقيق��ة مشرقة بيضاء أصبحت تبدو مظلمة سوداء للفراق الذي حص��ل من والدة بنت المسكفي، ويظهر في البيت الثاني تقديم تق��ديم خ��بر ك��ان على اس��مها في قول��ه "ك��انت بكم ليالين��ا"، وذل��ك ليضمن ظهور الخبر على نحو يجعله محورا للمعنى، وكأنه يري��د لفت انتباه المخاطب إلى مدى فرط سعادته في ليالي الوصال
وأصل الكالم "وكانت ليالينا بيضا بكم" . وهذا ابن حزم القرط��بي يعق��د باب��ا في ص��فات من أحب ص��فة
في محبوبه ولم يستحسن غيرها بعد ذلك وفي ذلك يقول : إن المها وبها األم###ث#ال
س###ائ###رة وقص فليس به##ا عنق##اء
واحدة وآخ########ر ك########ان في
م###ح###ب###وب##ه ف####وه وثالث كان في م###حبوبه
ق###ص##ر
ال ينك###ر الحس###ن فيه###االدهر إنسان
وه##ل ت#####زان ب#####طول ال####ج###ي####################د
ب###ع####ران ي######قول ح###س##ب######ي ف########ي األف###########واه
غ####زالن ي##ق##########ول: إن ذوات ال###ط#####################ول
89غ####ي#######الن
يظه��ر في األبي��ات التالي��ة ال��تي نظهم��ا ابن ح��زم في ص��فات المحبوب، أنه لجأ إلى اس��تعمال التق��ديم والت��أخير في غ��ير م��ا
.212 ابن حزم ، طوق الحمامة، ص 89
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
موضع ، حيث نجد في البيت األول منها تقديم الج��ار والمج��رور على المبتدأ الختص��اص المه��ا بالحس��ن والجم��ال، فهي ال��تي ال ينكر حسنها إنسان، ثم يأتي في البيت الثالث والرابع والخامس تق��ديم الج��ر والمج��رور على اس��م ك��ان لتحقي��ق وتأكي��د وف��وع المعنى على الموصوف، ولو التزم أص��ل الكالم "ك��ان ف��وه في محبوبه" و"كان قصر في محبوبه"، فإن ذلك سيقلل من فاعلية
الخبر في إبراز المعنى والتأكيد عليه .أما ابن الحداد فيقول :
وع#####رجا ي##اف##ت###ي####يع###ام###ر
ف#####إن ب#####ي ل#ل#####رومروم###ي###ة
أهيم فيها والهوى ضلة
بالفتي######################اتال###ع###ي###س###وي#######ا
تتكنس ما بين الكنيسات ب##ي######ن صوام###ي######ع
90وب###ي###ع###ات
يقول ابن الحداد للمخاطب أنه البد أن يعرج نح��و تل��ك الفتي��ات النصرانيات ألنها بينهن التي يحبها، وهو بذلك يوظ��ف في ال��بيت الث��اني التق��ديم في ب��اب الجمل��ة المنس��وخة، حيث ق��دم الج��ار والمجرور على اسم الناسخ، في قوله :"فإن بي للروم رومي��ة"
ب��ذلك على أن حب��ه اختص به��ا دون غيره��ا من الفتي��ات لي��دلالنصرانيات األخريات .
وقد ورد تقديم خبر كان عليها وعلى اسمها في قول ابن زيدون:
خنت عهدي ولم أخن ق####ائ#######ال ه############ل
ب####ع######ت ودي ب#######الث#م##ن
.157 ابن الحداد ، الديوان، ص 90
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
م#######زاي######د ع####دت######ي ك####ن#####ت
م####ا ل##ل#ز
راب#####ح####ا ث######م م###ني#######زن
من 91 ن فقد حلت والز
الشاعر هنا واقع تحت تأثير عاطف��ة ح��زن عمي��ق ، بع��دما خ��ان محبوبه عهده، وباع�ه بال ثمن بع�دما ك�ان يعت�بره عت�اده وعدت�ه التي يستعين به��ا على تقلب��ات الزم��ان وص��روفه ،وك��ان تق��ديم خبر كان في ال��بيت الث��الث ع��دتي وس��يلة من وس��ائل الش��اعر لتأكيد ه��ذا الخ��بر وإب��رازه ولفت انتباهن��ا وأس��ماعنا إلى ماك��ان يمثله محبوبه لهمن عون ، وكان بإمكانه أن يقول :"كنت ع�دتي للزمان" ،ولكن التركيب بهذا الشكل يقلل من فاعلية الخبر في براز المعنى ال��ذي يري��ده الش��اعر ،كم��ا يص��بح ال��تركيب تركيب��ا
عاديا ال يلفت االنتباه وال األسماع .ثالثا: التقديم والتأخير في باب الجملة الفعلية :
األصل في ترتيب الجملة الفعلية أن يلي الفاع��ل الفع��ل متص��ال ب��ه غ��ير منفص��ل، ألن��ه يت��نزل من الفع��ل منزل��ة الج��زء، فهم��ا كالشئ الوحيد لذلك يسكن له آخر الفعل إذا ض��مير المتكلم أو مخاطب نح��و: "ض��ربت وض��ربت، فس��كنوه كراهي��ة أن يت��والى أربعة متحركات، وهم يكرهون ذلك في الكلم��ة الواح��دة، ف��دل ذلك على أن الفاعل مع الفعل كجزئي كلمة، كما ان األصل في
.92المفعول به أن ينفصل من الفعل ويتأخر عن الفاعل إال أنه قد يرد في االس��تعمال اللغ��وي م��ا يخ��الف ه��ذا ال��تركيب ألأغراض بالغية ،ق��د ذك��رت بعض��ها في أول المبحث، وق��د لج��أ الش��اعر األندلس��ي في كث��ير من األحي��ان إلى اس��تعمال ه��ذه
الظاهرة وتوظيفها في شعره .
.30 ابن زيدون ، الديوان، ص 91.168 أيمن محمود موسى ، التوجيه الداللي للظاهرة النحوية، ص 92
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
ومن ذلك قول ابن خفاجة : ي###ط#######ول ع###ل#######ي الل###ي#######ل، ي#########ا أم
م####ال###ك ولم أدر م#####ا أش#####جى
وأدعى إلى الهوى وخضخض####ت دون الحي
أحشاء ليلة ف###ق###ض###ي###ت###ه#######ا م####ا ب##ي####ن رش##ف####ة
ل#####وع######ة وأح##س#########ن م#########ا ال###ت####ف###################ت
ع###ل###ي##ه دجن##ة
وك######ل لي##الي الص##بليل ت####م###ام
أخ##ف##ق#####ة ب######رق أمغ###ن##اء ح###م##ام
يحف######زني ف#ي#ه########اوم####ي###ض غ###م###ام
وأن##########ه ش#########كوىواع###ت####ن###اق غ####رام عن##اق ح##بيب عن عن##اق
93ح###س####م
نالحظ في هذه المقطوعة الشعرية التي يرثي فيها ابن خفاج��ة أفول أيام شبابه، ويتذكر أيام أنسه ولي��الي له��وه، وتظه��ر فيه��ا مجموعة من االنزياحات في الجمل الفعلية، حيث تك��ررت ه��ذه الظاهرة أكثر من مرة، ففي ال��بيت األول ن��رى أن��ه ق��دم الج��ار والمجرور على الفاعل"يطول علي الليل" وكان حق الفاعل أن يتصل بالفعل وهو األصل عند النح��اة "يط��ول اللي��ل علي"، أم��ا في البيت الثالث فقدم فيها أيضا الجار والمجرور "يحفزني فيها
واألصل"يحفزني وميض غمام فيها"، وفي البيت وميض غمام"، األخير أيضا حيث قال:"وأحسن ما التفت عليه دجن��ة"، واألص��ل فيها "وأحس��ن م��ا التفت دجن��ة علي��ه"، وال��ذي يظه��ر في ه��ذه األبيات هو تكرار التقديم في الجمل الفعلي��ة وذل��ك لبي��ان حال��ه
.332 ابن خفاجة ، الديوان، ص93
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
التي كان عليها ، فبعد العز والهيام والشوق والهيام آل كل ذلك إلى عجز وكبر في السن وتفرق األحباب فه��و يت��ألم بين ط��ول
الليل وثقل في الحركة .ومن ذلك قول ابن زيدون :
ه####ل ت####ذكرون غريب####اع###اده ش####ج###ن
يخفي لواعج##ه والش##وقيفضحه
من ذكركم وجفا أجفانهال#وسن
فقد تساوى لدي##ه الس##ر .94والعلن
يذكر الشاعر هذه األبيات في يتذكر فيها أهله لما فر من سجنه في قرطبة إلى إشبيلية وهنالك هل العي��د، فت��ذكر ب��ذلك أحباب��ه وأهله ووطنه، لما يجده من معانات في غربته وألم يسببه البعد والشوق، وهو بذلك يريد إخفاء حنينه وآالمه، ولكن هيهات لذلك ألن شوقه وحنينه يفضحانه وتبوء كل محاوالت��ه بالفش��ل، ح��تى يصل إلى اليأس تجعل سره وإعالنه سواء، فه��و"يخفي لواعج��ه والش��وق يفض��حه"، ولق��د أوحى تق��ديم الظ��رف"ل��دى"على الفاعل"السر"في البيت الثاني، بأن تس��اوي الس��ر والعلن في ه��ذه الحال��ة ال يخص إال الش��اعر فق��ط وال ينص��رف إلى غ��يره، فاإلسرار واإلعالن ال يتساويان عن��د س��ائر الن��اس، واألص��ل في الجملة "فقد تساوى السر والعلن لديه"، وهذا ي��وحي ب��أن ه��ذه
الحلة التخص الشاعر فقط وهذا المعتمد بن عباد يقول : ول###م#########################ا ال###ت###ق###ي###ن#############ا
لل##وداع غدية وق##ربت الج##ود العت##اق
وقد خفقت في ساحاتالقصر رايات
ط###ب#######ول والح######ت ل#ل###ف####################راق
.332 ابن خفاجة ، الديوان، ص94
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
قت وصف بكينا دما ح###ت###ى ك##أن
ع###ي###ون###ن###ا وكن####ا ن##رج######ي األب
ب##ع###د ث##الث####ة
ع####الم##########ات لج##رى ال##دموع الحم##رم##ن##ه###ا ج####راح###ات فكيف وق####د ط##ال####ت ع####ل###ي###ه################ا
95زي###ادات
يذكر المعتمد هذه األبي��ات إث��ر توديع��ه لفت��اة، وتظه��ر في ه��ذه االبيات مجموعة من االنزياحات اللغوية الخاصة بتركيب الجملة الفعلية، والمقصود من ذلك بيان حاله أثن��اء الف��راق فق��د الحت للفراق عالمات الح��زن، وج��رت دموع��ه ح��تى ت��ركت جراح��ات على خدي�ه، وه��و ب�ذلك يك��ني عن ش�دة حزن�ه وك�ثرة دموع��ه، واألصل في الجملة "خفقت رايات في س��احة القص��ر" و"الحت
عالمات للفراق" و"طالت زيادات عليها" . وق��د تك��رر تق��ديم الج��ار والمج��رور في م��ا موض��ع من أش��عار األندلسيين، لشعورهم بالحاجة إلى اختصاصهم بأحك��ام تل��زمهم وكذلك وكذلك إلى تحقيق وتأكيد الحكم الحاص��ل في ال��تركيب،
ومن ذلك قول ابن خفاجة : وض####يف طي####ف أم من
هاجروقد جال الحسن له سنة
وص#####حفة تنش#####ر منصفحة
ب#####ات ب#####ه المش#####كومشك#########ورا
يلقى به####ا المع####ذولمع########ذورا
رأيت فيه#####ا الحس#####ن96مسطورا
.04 ابن عباد ، الديوان، ص95 .356 ابن خفاجة، الديوان، ص96
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
نالحظ في األبيات بروز ظاهرة التقديم بشكل الفت حيث، أخ��ر نائب الفاعل وقدم الضمير ، وتكرر ذل��ك في ال��بيت الث��الث في قوله:"رأيت فيها الحسن مسطورا"، والمراد من ذلك هو تأكي��د الفاعل وتحقيقه، فطيف المحبوبة قد معذول قد عذر المحب��وب الغائب المعذول في غيبته، وقد سطرت كل أدوات الحسن في محبوب��ه، وأص��ل الكالم "رأيت الحس��ن فيه��ا مس��طورا" وه��ذا
الحكم على هذه الحال يصبح عاما ال يختص به وحده .الدرس الخامس: الحذف في شعر األندلسيين .
الح��ذف من القض��ايا البالغي��ة الهام��ة ال��تي تتض��منها ال��تراكيب العربية، اهتمت بها الدراسات النحوية والبالغية واألسلوبية، وقد أفرد ابن جني لظاهرة الحذف بابا خاصا ألهميت��ه وخطورت��ه في العربية سماه "ب�اب في ش�جاعة الع�ربي"، ق�ال في��ه:"اعلم أن معظم ذلك إنما هو الحذف، والزيادة والتقديم والتأخير والحمل على المعنى والتحري��ف، وق��د ح��ذفت الع��رب الجمل��ة والمف��رد والحرف ووالحركة وليس شئ من ذلك إال عن دلي��ل علي��ه، وإال
، إذ ل��و ذك��ر97كان فيه ضرب من تكليف علم الغيب بالمعرفة " المحذوف لضعف الجانب اإلبالغي في التركيب، فيفق��د الق��درة على اختزان المعاني واألسرار واللط��ائف ال��تي ي��ؤدي الكش��ف عنه��ا إلى اإلطال��ة المس��ترذلة المتس��ببة في فق��دان الطالوة والجمال الفني، فظاهرة الحذف توحي بداللة بالغي��ة وأس��لوبية عميقة، قد تكون لطيفة من اللطائف ذات مذاقات حس��نة وهي
.98مقاصد ال تتحقق بذكر ما حذف من البنية التركيبية كما ذكر وقد أولى علماء العربية بالحذف جل أهميتهم، فجعله ابن ج��ني من باب شجاعة العربية وعقد عبد القاهر الجرجاني بابا خاص��ا بالحذف حيث يقول:" هو ب��اب دقي��ق المس��لك، لطي��ف المأخ��ذ
.360 ابن جني ، الخصائص، ص97 بوجمع���ة جمعي ، ظ���اهرة الح���ذف في ش���عر البح���تري، مطبع���ة النج���اح98
.47م، ص2003ه_1424الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة األولى
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
عجيب األمر شبيه بالسحر، فإنك ترى به ترك ال��ذكر أفص��ح من الذكر، والصمت عن اإلفادة أزيد لإلفادة، وتجدك أنطق ما تكون
، وق��د اش��ترط99إذا لم تنطق، وأتم م��ا تك��ون بيان��ا إذا لم تبن " النحاة لجواز الحذف قيام دليل، أي وجود قرينة لفظية أو حالية ت��دل على المح��ذوف، وأن يفهم المع��نى من العناص��ر المتبقي��ة بعد الحذف، وأال يخل هذا الحذف بالمعنى المراد، وهذا ما أشار إليه ابن جني في"ب��اب ش��جاعة العربي��ة" بقول��ه تم��ثيال :" فام��ا الجملة فنحو قولهم في القسم:"والل��ه ال فعلت" ، و"تالل��ه لق��د فعلت"، وأصله :"أقسم بالله"، فح��ذف الفع��ل والفاع��ل وبقيت
.100الحال من الجار والمجرور دليال على الجملة المحذوفة" والحذف خروج عن األصل إذ األصل في الكالم الذكر، والح��ذف فرع عليه، لكن لما تمل��ك العربي��ة من إمكان��ات س��ياقية، ت��دفع المتكلم في كث��ير من األحي��ان إلى االختص��ار والح��ذف لبعض عناصر الجملة، مع العلم بالعنصر المذكور كما ذكر في شروطه
101. وشعر األندلسيين في هذه الحقبة حافل به��ذه الظ��اهرة ،ولع��ل ما يقف وراء شيوعها ميلهم إلى اإليجاز في كالمهم، لما ل��ه من دور مهم في اإلبالغ، وسأحاول من خالل هذا المبحث ذكر بعض
المواطن التي ورت فيها هذه الظاهرة .أوال : الحذف في الجملة االسمية :
أش��ار النح��اة إلى أن الجمل��ة االس��مية تتك��ون من عنص��رين أساس��يين هم��ا المبت��دأ والخ��بر تحص��ل الفائ��دة بمجموعهم��ا فالمبت��دأ معتم��د الفائ��دة والخ��بر مح��ل الفائ��دة فالب��د منهم��ا، واتفقوا على أنه ق��د يوج��د من الق��رائن اللفظي��ة أو الحالي��ة م��ا
.146 عبد القاهر الجرجاني ، دالئل اإلعجاز، ص99.360 ابن جني ، الخصائص، ص100.44 أيمن محمود موسى، التوجيه الداللي للظاهرة النحوية، ص101
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
يغني عن النطق بأحدهما أو كليهما، ألن األلف��اظ إنم��ا تجئ به��ا للداللة على المعنى، فإذا فهم المعنى بدون اللفظ جاز أال ت��أتي
.102به ويكون مرادا حكما وتقديرا وقد ورد الحذف في الجملة االسمية في أشعار األندلس��يين في
عصر الطوائف، ومن ذلك قول ابن زيدون : أك##رم ب#####والدة ذخ#####را
ل####م###دخ###ر ق##الو أب##و ع##امر أض##حى
يلم بنا عيرتمون##ا ب##أن ق##د ص##ار
يخلفن#ا أك##ل ش##هي أص##بنا من
أط##اي#####ب##ه
ل###و فرق#####ت ب###ي######ن ب###ي##ط#####################ار
وع#####ط####ار قلت ال##فراش#############ة ت###دن##########و م##########ن
ال#####ن###ار فيمن نحب وما في ذاك
من عار بعضا وبعضا صفحنا عنه
103ل##ل####ف#######ار
وجه الشاعر ه��ذه األبي��ات إلى ابن عب��دوس _ال��ذي نافس�ة في حب والدة- وكانت والدة قد انصرفت عنه إلى أبي عامر، ف��أراد ابن زيدون إشعاره بأنه قد نال منه��ا ك��ل م��ا يش��تهي، وه��و في ذلك يبالغ في احتقار والدة وكذلك محبوبها الجديد ابن عبدوس، مشبها له��ا بفض��الت الطع��ام ال��ذي أك��ل أحس��نه وت��رك الب��اقي للف��ئران، ويظه��ر في ال��بيت األخ��ير أن الش��اعر ق��د لج��أ إلى ظاهرة الحذف في أول البيت األخير من المقطوعة ، حيث قال "أكل ش��هي" واألص��ل في الكالم "هي أك��ل ش��هي" فع��دل عن ذكر الظمير العائد إليها مبالغ��ة في ش�دة االحتق��ار ،وإمعان��ا في
.47 أيمن محمود موسى، التوجيه الداللي للظاهرة النحوية، ص102 .44 ابن زيدون، الديوان ، ص 103
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
الحط من منزلتها، وتكرر الحذف الشطر الثاني من البيت حيثذكر كلمة بعض بتنوين العوض، عدوال عن المحذوف "األكل" .
ومن ذلك أيضا قول ابن حزم في باب عالمات الحب :م####ع###ن###ى م##ش###وق م###########ا ي###ن###########ام
م##س###ه###دا ف####ف#######ي س#######اعة ي##ب########دي إل##ي#########ك
ع##ج##ائ###ب#ا ك#####أن الن#####وى والعتب
ضى والهجر والر رث######ى ل###غ###رام#####ي ب###ع##########د ط##########ول
ت###م###ن#######ع ن##ع##م##ن##ا عل##ى ن####ور
م##ن الروض زاه####ر ك###أن الحي###ا والم#####زن
وال###روض ع###اط###را
ب###خ##م######################ر ال##ت##ج###ن#######ي م#######ا
ي####زال ي##ع###رب###د ي####م#########################ر وي###س##ت##ح##ل###########ي وي###دن######################ي
وي##ب####ع######د ق#######ران وأف#########ذاذ ون########ح################س
وأس#######ع#########د وأصبحت محس##ودا وق##د
كنت أح###########سد سقته الغ##وادي ف#ه#####و ي###ث####ن####################ي
وي####ح##م#######د دم###########################وع وأج#########ف##############ان وخ############################د
د 104م#############ور
يذكر ابن حزم هذه األبيات في ب��اب عالم��ات المحب��ة، حيث أن المشوق المعنى ال ينام مسهدا من شدة تمكن الحب من قلب��ه، ويظه��ر في ال��بيت الث��الث من المقطوع��ة لج��وء الش��اعر إلى
.180 ابن حزم، طوق الحمامة، ص104
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
ظاهرة الحذف، والغ��رض من ذل��ك اإليج��از في الكالم، فح��ذف الناسخ في كل من المتعاطفات المتواليات"كأن الحي��ا والم��زن
والروض عاطرا".وقد ورد حذف كان مقاء معموالتها ، في قول ابن زيدون :
إن س######اء فعل######ك بي ف###ن########ا ذن####ب########ي
أن#####ا لم أسل حتى كان عذرك
في الذي ولق##د ش##كوتك بالض##مير
إلى الهوى منيت ن#ف###س##ي م#####ن
وف###ائ###ك ض###ل###ة
حس##ب الم##تيم أن##ه ق##دأح####س###ن##ا
أبديت######ه أخ###ف########ىوع###ذري أب####ي##ن###ا
ودعوت من حن##ق علي##كفأمنا
ولقد تغر المرء بارق###ة105ال###م####ن###ى
لق��د هج��رت والدة الش��اعر بال ذنب ،فأس��اءت إلي��ه في حين أحس��ن ه��و إليه��ا ،وليس له��ا ع��ذر واض��ح في ذل��ك ،والش��اعر تتنازعه مش��اعر ع��دة ،فه��و ح��زين لف��راق والدة ل��ه وانص��رافها عنه ، كما تسيطر عليه حالة من القل��ق والح��يرة ، فق��د أحس��ن إلى والدة في حين أساءت هي له بال ذنب ، ومنبع القل��ق أن��ه ال يعرف سبب هجران والدة ل��ه ، فلم يق��ترف في حقه��ا ذنب��ا ،وال شك أنه في حالة الحيرة والقلق التي تنتاب الشاعر قد أص��ابت ال��تركيب اللغ��وي ب��القلق ،فاألص��ل أن يق��ال"وك��ان ع��ذري أبينا" ،ولكنه في موقف يقصر فيه عن إكم��ال بني��ة الجمل��ة لم��ا
ينتابه من حالة نفسية سيئة .ثانيا : الحذف في الجملة الفعلية :
.180 ابن حزم، طوق الحمامة، ص105
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
األصل في الجملة الفعلية أن تتركب من األرك��ان التالي��ة: فع��ل وفاع��ل ومفع��ول ب��ه، ولكن ق��د يعم��د الش��اعر إلى ح��ذف أح��د طرفي اإلسناد لغرض من األغ�راض البالغي�ة، وق�د ورد الح�ذف في الجمل���ة الفعلي���ة عن���د الش���عراء األندلس���يين في عص���ر الطوائف، سأقوم بذكر بعضها على سبيل التمثيل ال على سبيل الحصر، لالستدالل بها على أن الشاعر األندلس��ي ق��د تحكم في أدواته الشعرية، فتارة يق��دم وي��ؤخر في عناص��ر الجمل��ة وت��ارة يظطر إلى الحذف، وهذا ما يسمى االتس��اع في اللغ��ة العربي��ة، وتعد هذه المرونة في لغة العرب من شجاعة اللغة العربية كما
.106ذكر ابن جني في خصائصه ومن ذلك حذف الفعل في قول ابن خفاجة :
الوالذي تجلى الكروب ال ب########ت إال ب###ي#######ن
دم########ع ح#########ران أنتش#########ق
ال###ن#####س####ي###م
ب##########ه وتنف##########رجال##خ##ط###وب
ينهمي وحشا ي######ذوب107ونعم مسالة الكروب
ي��ذكر ابن خفاج��ة في ه��ذه األبي��ات م��دى حنين��ه وش��وقه إلى محبوبه، فيبدؤ ش��عره بالقس��م ال��ذي ح��ذف من��ه فع��ل القس��م "أقسم" وأبقى متممات الجملة المتمثلة في االس��م الموص��ول وصلته، وهو من دواعي اإليجاز ، وه��ذا األم��ر ش��ائع في الش��عر العربي بإجم��ال ، وح��ذف الج��ار والمج��رور في قول��ه "وتنف��رج الك��روب"والتق��دير"وتنف��رج ب��ه الك��روب" وح��ذف لإليج��از في
.360 ابن جني ، الخصائص، ص106.336 ابن خفاجة ، الديوان، ص107
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
القول ألنه قد ذكر قبل ذلك ،ولو ذك��ر م��رة أخ��رى الخت��ل نظمالكالم وتركيبه .
ومن ذلك أيضا قول ابن حزم : أرعى النج####وم ك####أنني
كلفت أن فكأنه###ا واللي###ل ن###يران
ال#####ج####وى
أرع########ى ج##م###ي######عث###ب###وت###ها والخ##ن#س قد أضرمت في فك##رتي
108من حندس
يذكر ابن حزم هذه األبي��ات في ب��اب عالم��ات الحب، ويه��ر في ال��بيت األول أن الش��اعر ق��د لج��أ إلى ح��ذف الفع��ل لالختص��ار ولوج��ود القرين��ة ال��تي ت��دل علي��ه ، فق��ال "أرعى جمي��ع ثبوته��ا والخنس" فحذف الفع��ل و الفاع��ل والمفع��ول ب��ه واألص��ل في الكالم "أرعى جميع ثبوتها وأرعى النجوم الخنس" وهذا يعد من جمال وسعة اللغة العربي��ة، فاس�تعمال الش�اعر له�ذه الخاص�ية يكس��به بالغ��ة في التعب��ير وق��وة في إبالغ الس��امع الم��راد دون
تكرار .
.180 ابن حزم ، الديوان، ص108
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
لفصل والوصل : خامسا : ا أو االس��تئناف والته��دي إلىتعريف: هو العلم بمواض��ع العط��ف
إيقاع حروف العطف في مواقعها أو تركها لعدم الحاجة إليها .أهمية الفصل والوصل عند علماء البالغة:
الجرجاني: "اعلم أن العلم بما ينبغي أن يص��نع في قال الجم��ل من عط��ف بعض��ها على بعض، أو ت��رك العط��ف فيه��ا والمجيء به��ا منث��ورة، تس��تأنف واح��دة منه��ا بع��د أخ��رى -من
األع��رابأسرار البالغة، ومم��ا ال يت��أتى لتم��ام الص��واب في��ه إال ا من المعرف��ةالخلص ، وإال قوم طبع��وا على البالغ��ة، وأوت��وا فن
في ذوق الكالم هم بها أفراد. وقد بلغ من ق��وة األم��ر في ذل��كئل عنه��ا أنهم جعلوه حدا للبالغة، فق��د ج��اء عن بعض��هم أن��ه س�� فقال: معرفة الفصل من الوصل؛ ذاك لغموضه ودق��ة مس��لكه،
وأنه ال يكمل إلحراز الفضيلة فيه أحد، إال كمل لسائر البالغة". ومن كالمه -رحمه الله- يتبين لنا تفرد النظم القرآني في ذلك الفن؛ ألنه ما من فص��ل وال وص��ل إال لنكت��ة بالغي��ة ولطيف��ة بياني��ة؛ ومن ثم� اهتم العلماء بإبراز هذا المجال, ونجد بدايات ذلك في ثناي��ا "الكت��اب" لسيبويه, ويبدو ذلك واضحا في مع�اني الق��رآن للف�راء؛ إذ يق�ول عن��د
))يس��ومونكم س��وء الع��ذاب وي��ذبحونالموازن��ة بين قول��ه تع��الى: ))يس��ومونكم س��وء الع��ذاب[, وقول��ه تع��الى: 6 ]إب��راهيم: أبن��اءكم((
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
[: فمعنى الواو: أنه يمسهم العذاب غير49 ]البقرة: يذبحون أبناءكم(( التذبيح، كأنه قال: يعذبونكم بغير الذبح وبالذبح، ومعنى "ط��رح ال��واو" كأنه تفسير لصفات الع��ذاب، وإذا ك��ان الخ��بر من الع��ذاب أو الث��واب مجمال في كلمة, ثم فسرته فاجعل��ه بغ��ير ال��واو، وإذا ك��ان أول��ه غ��ير آخره فبالواو"، وفي هذا دليل على اهتمام العلماء بذلك الفن ،وانظ��ر إلى قوله تعالى :)إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين ..
(، )إن الذين آمنوا وال��ذين ه��ادوا والص��ابئون والنص��ارى ..62البقرة/ (، )إن ال��ذين آمن��وا وال��ذين ه��ادوا والص��ابئين والنص��ارى69المائ��دة/
(.. على هذا النحو.17والمجوس والذين أشركوا.. الحج/ روعي في��ه تنزي��ل الل��ه كتب��ه،ال��ذي في اآلي��ة األولى فالترتيب
فصحف إب��راهيم قب��ل الت��وراة، والت��وراة قب��ل اإلنجي��ل، ثم أتى بذكر )الصابئين(، وهم: الذين ال يثبت��ون على دين وينتقل��ون من ملة إلى ملة وال كتاب لهم، فوجب أن يكونوا متأخرين عن أه��ل
فق��د روعي فيه��ا ال��ترتيب الزم��ني ألنأما اآلية الثانيةالكتاب.. )الصابئين( وإن كانوا متأخرين عن النصارى بأنهم ال كت��اب لهم، فإنهم متقدمون عليهم بك�ونهم قبلهم، ألنهم ك�انوا قب�ل عيس�ى
فك��ان مقص�ود ذكره�ا على نح�و م�اوأم�ا الثالثةعليه الس�الم.. جاءت علي��ه: ش��مول رحم��ة الل��ه لمن آب وأن��اب ح��تى ممن ال كتاب لهم، وإنما أخر الذين أشركوا مع أنهم كانوا في عهد أك��ثرلي األنبي��اء، ألنهم "ك��انوا أك��ثر من م��ني رس��ول الل��ه بهم وص�� بجهادهم، وكأنهم لما كانوا موجودين في عصر النبي كانوا أه��لزمان، وهذا الزمان متأخر عن أزمنة الفرق الذين قدم ذكرهم .
أوال / مواضع الوصل :
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
األول: أن تك��ون الجمل��ة األولى له��ا مح��ل من اإلع��راب، وأري��د إعطاء الثانية هذا الحكم اإلعرابي وكانت هناك مناسبة، وال مانع
همن الوصل ،وبي��ان ذل��ك ب��النظر في نح��و قول��ه تع��الى: ))والل فالجملة األولى [؛245 ]البقرة: يقبض ويبسط وإليه ترجعون((
"يقبض" في محل رفع خبر عن المبتدأ لف��ظ الجالل��ة، والجمل��ة الثانية "يبسط" في محل رفع عطف على جملة الخبر، والم��راد إشراكها مع جملة الخبر في الحكم؛ إذ المقص��ود تص��ور عظم��ة
الله -سبحانه وتعالى- حين يجمع بين القبض والبسط. وهناك مناس��بة بين الجمل��تين, وهي عالق��ة الض��دية أو المقابل��ة بينهما، إذ القبض ضد البسط، وكما هو معل��وم أن الض��د أق��رب خط��ورا بالب��ال عن��د ذك��ر ض��ده، ومن ثم قي��ل: وبض��دها تتم��يز األشياء، وقيل: والضد يظهر حس��نه الض��د؛ ول��ذا عطفت الثاني��ة
على األولى لهذا الغرض . الثاني: أن تتفق الجملتان خبرا أو إنشاء؛ لفظا ومعنى، أو معنى فقط, مع وجود المناسبة بينهما وعدم وجود المانع من الوص��ل.
ولذلك أربع صور: األولى: اتفاق الجملتين في الخبري��ة لفظ��ا ومع��نى, وذل��ك نح��و
ار لفي جحيم((قول��ه تع��الى: ��رار لفي نعيم وإن الفج ))إن األب [. فالجملتان خبريتان لفظا ومعنى, مؤكدتان14،� 13]االنفطار:
ب��� "إن" ودخ��ول الالم على الخ��بر، والتناس��ب بينهم��ا واض��ح، فاألبرار ضد الفجار والخلود في النعيم ضد الخل��ود في الجحيم، وال مانع من الوصل؛ ومن ثم� عطفت الثانية على األولى ب��الواو.
تونظ��ير اآلي��ة الكريم��ة قول��ه تع��الى: ))يخ��رج الحي من الميت من الحي (( [.19]الروم: ويخرج المي
الثانية: اتفاق الجملتين في اإلنش�ائية لفظ�ا ومع�نى, نح�و قول�ه [، فالجم��ل31]األعراف: ))وكلوا واشربوا وال تسرفوا(( تعالى:
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
فيها إنشائية لفظا ومع��نى, دارت بين األم��ر والنهي، والمناس��بة بينهما ظاهرة؛ إذ المسند إليه فيه��ا واح��د وه��و ض��مير الخط��اب للجم��ع، وبين المس��ند في ك��ل منه��ا "األك��ل والش��رب وع��دم اإلس��راف" مناس��بة واض��حة؛ ل��ذا عطفت الثاني��ة على األولى ،
��اة واركع��واونظير ذلك قوله تعالى: ك ))وأقيموا الصالة وآتوا الزاكعين(( ابروا، وقول��ه تع��الى: [43]البقرة: مع الر بروا وص�� ))اص��
كم تفلحون(( ه لعل قوا الل [.200]آل عمران: ورابطوا وات الثالثة: اتفاق الجملتين في الخبرية معنى م��ع اختالفهم��ا لفظ��ا,
��كوذلك نحو قوله تعالى: عنا عن درك، ووض�� ))ألم نشرح ل��ك ص����رك(( ذي أنقض ظهرك، ورفعنا ل��ك ذك [؛4-1]الش��رح:وزرك، ال
خبرية اللف��ظ والمع��نى،))ووضعنا عنك وزرك((فالجملة الثانية وهي إنشائية))ألم نشرح لك صدرك((وقد عطفت على جملة:
لفظا؛ لتصديرها باالس��تفهام, وخبري��ة مع�نى؛ ألن معناه��ا الخ��بر وه��و تقري��ر الش��رح وإثبات��ه، فص��ارت في حكم )ش��رحنا ل��ك صدرك(، فصح العطف بالواو لوجود الجامع بينهم��ا "المناس��بة", وهو تعدد نعم المولى على رس��وله الك��ريم، وانتق��اء الم��انع من
))ألم يج��دك يتيم��االعط��ف. ونظ��ير ذل��ك في الس��ورة نفس��ها -6]الض��حى:ووجدك ضاال فهدى، ووجدك ع��ائال ف��أغنى(( فآوى،
8]. الرابعة: اتفاق الجملتين في اإلنشائية معنى مع اختالفهما لفظا,
رائيل الوذل��ك نح��و قول��ه تع��الى: ��اق بني إس�� ))وإذ أخ��ذنا ميثانا(( ه وبالوال��دين إحس�� ��دون إال الل [، فالجمل��ة83]البق��رة: تعب
إنش��ائية لفظ��ا ومع��نى؛ ألنه��ا على))وبالوالدين إحسانا(( الثانية تقدير األمر: وأحسنوا بالوالدين إحسانا. وقد عطفت على جملة "ال تعبدون إال الله" وهي إنشائية مع��نى خبري��ة لفظ��ا؛ ألن أخ��ذ الميثاق يقتضي األم��ر والنهي، ف��إذا وق��ع بع�ده خ��بر أول ب��األمر والنهي، فالجملتان اتفقتا في اإلنشائية مع��نى، وإن اختلفت��ا في
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
اللفظ؛ لذا عطفت الثانية على األولى، لوجود الجامع المناسب,وانتفاء المانع من العطف .
الثالث: أن يكون بين الجمل��تين اختالف في الخبري��ة واالنش��ائية وكان الفصل يوهم غير المقصود. وشاهد ذلك عند البالغيين: ما روي أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- سأل رجال شراء ثوب, فقال له الرجل: ال يرحمك الله. فقال له الصديق: ال تقل هكذا, وقل: ال ، ويرحمك الله، فعندنا جملتان خبريتان لفظا, مختلفتان مع��نى؛ إذ األولى معناه��ا الخ��بر فقول��ه: "ال" تق��ديره: ال أبيع��ه. فيكون ذلك خ��برا من��ه بع�دم الرغب�ة في ال��بيع، والثاني�ة معناه�ا اإلنشاء, إذ قوله: يرحمك الل�ه؛ دع��اء ل�ه. وفي نح��و ذل�ك يتعين الوصل بالواو، إذ الفصل بين الجمل��تين ي��وهم مع��نى غ��ير م��راد وهو الدعاء عليه، إذ يتوهم أن الجملتين جملة واحدة: ال يرحمك الله. فإن قي��ل: يمكن االس��تغناء عن ال��واو ب��الوقف على ال, ثم االبتداء ب�: يرحمك الله. قيل: الوقف حسن, لكن��ه ال يغ��ني غن��اء الواو في دفع اللبس، ونظير هذه العبارة ج��واب وزي��ر الرش��يد,�د الله الخليفة, فلك أن تتخيل موقف الخليف��ة حين سئل: ال، وأي إذا ن��زعت ال��واو وح��دث اإليه��ام، ف��إذا لم يح��دث اإليه��ام تعين
الفصل نحو قولنا: نجح خالد، وفقه الله.مواضع الفصل :
يقع الفصل بين الجمل في خمسة مواضع، وهي: أوال: كم��ال االتص��ال، وذل��ك باتح��اد الجمل��تين اتح��ادا تاما بحيث
تنزل الثانية من األولى منزلة نفسها. وذلك في ثالثة مواضع:ا، أو األول: أن تكون الجمل��ة الثاني��ة مؤك��دة لألولى تأكي��دا لفظي
ا، ومثال اللفظي قول��ه تع��الى: ��افرين أمهلهممعنوي ))فمهل الك [، فالجملة الثانية توافق األولى في اللفظ17]الطارق: رويدا((
ا لها قوي��ة الص��لة والمعنى )مهل – أمهل(، فصارت توكيدا لفظي
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
به���ا؛ ومن ثم ال تحت���اج إلى راب���ط؛ ألن التوكي���د من المؤك���دحة عط��ف كالش��يء الواح��د، ومن ثم ت��رك العط��ف لع��دم ص��
الشيء على نفسه . الثاني: أن تكون الجملة الثانية بدال من األولى:
�ل م��ا ق�الأ- ب��دل ك�ل من ك��ل؛ كقول��ه تع��الى: ��ل ق�الوا مث ))ب��ون(( ا لمبعوث ��ا وعظام��ا أإن ا تراب ��ا وكن األول��ون ق��الوا أإذا متن
[، فالجملة الثانية شارحة وموضحة وأوفى82،� 81]المؤمنون: بتأدية المعنى من األولى، ف��وقعت هن��ا موق��ع الب��دل المط��ابق،
ومن ثم ترك العطف لقوة الربط بين الجملتين. ب- بدل البعض من كل؛ كقوله تعالى: قوله تعالى :" أمدكم بما
فما ذكره الله[،� 132 ]الشعراء: تعلمون أمدكم بأموال بنين " . عز وجل مما أمدهم به بعض ما يعلمونه وإمالؤه ع��ز وج��ل لهم من النعم المنزلة عليهم ولكن أكثر الناس ال يشكرون. ومن ثم لم يعطف بين الجملتين بالواو لقوة الربط بينهما. ومثله��ا قول��ه
ر األمر يفصل اآليات((تعالى: [ .2 ]الرعد: ))يدببعوا من الج- بدل االشتمال؛ كقوله تعالى: بعوا المرسلين ات ))ات
��دون(( ،20]يس: يسألكم أجرا وهم مهت [، فالجمل��ة الثاني��ة21 بمنزلة بدل االش��تمال من األولى؛ ألن الم��راد من األولى حم��ل المخاطبين على اتباع الرسل، والجمل��ة الثاني��ة أوفى به��ذا؛ ألنألكم أج��را(( معناهم��ا: ال تخس��رون ش��يئا من دني��اكم ))ال يس�� وتربحون صحة دينكم ))وهم مهتدون((، فيكون لكم جزاء الدنيا
واآلخرة، فترك العطف لقوة الربط. الثالث: أن تكون الجملة الثانية بيانا لألولى وإيضاحا له��ا؛ كقول��ه
وس إلي�ه الش�يطان ق��ال ي�ا آدم ه��ل أدل��ك علىتعالى: ))فوس�� [، ففص��لت121،�� 120]ط��ه: ش��جرة الخل��د ومل��ك ال يبلى((
رته الجملة الثانية عن األولى؛ ألن األولى فيها خفاء وإيه��ام فس�� الجملة الثانية، فكانت منها بمنزلة عطف البيان، فترك العط��ف
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
لقوة الرب��ط؛ إذ عط��ف البي��ان ال يعط��ف على متبوع��ه. ومثله��ا��اءكمقول��ه تع��الى: حون أبن ��ذب وء الع��ذاب ي ومونكم س�� ))يس��
)) qكم عظيم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بالءq من رب ثانيا: كمال االنقطاع. وذلك بأن يكون بين الجمل��تين تب��اين ت��ام،
وذلك على ثالث صور: األولى: أن تختلف الجملتان خبرا وإنشاء، لفظا ومع��نى؛ كقول��ه
طين((تعالى: ه يحب المقس�� طوا إن الل ،[9]الحج��رات: ))وأقس��" ولفظ كل فاألولى إنشائية "أمر"، والثانية خبرية مؤكدة ب� "إن منهما ومعناه تابع لنوعها، فح��دث تب��اين ت��ام يس��توجب الفص��ل بينهما، وخاصة أنه ليس في الفص��ل م��ا ي��وهن خالف المقص��ود
))وال تستوي الحسنةوإال تعين الوصل. ونظير اآلية قوله تعالى: تي هي أحسن(( ئة ادفع بال ي ، م��ع مالحظ��ة[34]فصلت: وال الس
أن األولى خبرية لفظا ومعنى، ومثالها ق��ولهم: نجح خال��د وفق��ه الله. فالجملتان لفظهما خبري والثانية معناها إنشائي في دعاء، فحدث التباين بينهما فتعين الفصل؛ إذ ليس فيه ما ي��وهم خالف
المقصود. الثالثة: أن تتفق الجملتان خبرا مع ع��دم وج��ود مناس��بة بينهم��ا؛
كقول الشاعر: من عرف الله رجا وخافاالفقر فيما جاوز الكفافا
فتعين الفصل لع�دم المناس�بة بين الجمل�تين )ش�طري ال�بيت(، ومن ثم عابوا على أبي تمام وص��له ب��الواو في قول��ه مادح��ا أب��ا
الحسين بن الهثيم:وى أجلq وأن أبا الحسين كريمال والذي هو عالمq أن الن
وذلك لعدم المناسبة بين مرارة الفراق وكرم أبي الحسين.
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
��ا ثالثا: شبه كمال االتصال. وذلك بأن تكون الجمل��ة الثاني��ة جواب عن سؤال يفهم من الجمل��ة األولى، فتفص��ل الثاني��ة عن األولى كما يفصل السؤال عن الجواب لما بينهما من االتصال. ويسمى
الفصل استئنافا والجملة المقصودة مستأنفة.هومثال ذلك قوله تع��الى: ��ك إن ه ليس من أهل ��وح إن ��ا ن ))ق��ال ي
[.46]هود: .عملq غير صالح(( فالجملة الثانية جواب لسؤال مفهوم من األولى، وه��و: كي��ف ال
))إن��ه عم��ل غ��يريك��ون من أهلي وه��و اب��ني؟ فبم��ا الج��واب: ، ومن ثم كان االرتباط بين الجمل��تين وثيق��ا، فلم نحت��اجصالح((
إلى راب��ط؛ ألن الج��واب ال يعط��ف على الس��ؤال. ونظ��ير اآلي��ةوء إال م��اقوله تعالى: فس ألمارةq بالس� ئ نفسي إن الن ))وما أبر
)) qرحيم qي غفور ي إن رب وكل ما ورد في[.� 53]يوسف: رحم رب القرآن من الجمل المصورة ب� "ق��ال" مفص��وال عما قبل��ه، نح��و
به إليهم قال أال تأكلون، فأوجس منهم خيف��ةقوله تعالى: ))فقرروه بغالم عليم(( .[28، 27 ]الذاريات:قالوا ال تخف وبش
رابعا: شبه كم��ال االنقط��اع. وذل��ك ب��أن تس��بق جمل��ة بجمل��تين يصح عطفها على إحداهما، وال يصح عطفها على األخرى لفساد المع��نى، في��ترك العط��ف دفع��ا للت��وهم وح��دوث اللبس. ومن
شواهد ذلك قول الشاعر:ني أبغي بها بدال أراها في الضالل تهيموتظن سلمى أن
الل تهيم" مرتبط��ة بم��ا قبله��ا مس��بوقة فجمل��ة "أراه��ا في الض�� بجملتين االبتدائية "وتظن سلمى" والواقعة خبرا ألن "أبغي به��ا��دال" لفس��اد ��دال" وال يص��ح عطفه��ا على األق��رب "أبغي به��ا ب بلمى المعنى؛ إذ يصير "أراها في الضالل تهيم" من مظنونات س�� كما ظنت أنه يبغي بها ب��دال، والمع��نى الم��راد أن ظنه��ا ابتغ��اؤه
بدال لها ضرب من الضالل.
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
خامسا: التوسط بين الكمالية مع قيام المانع من الوصل. وذلك بأن تكون الجملتان متفقتين خبرا أو إنشاء، وبينهما رابطة قوية "مناسبة"، لكن يمنع من العطف مانع، كأن يك��ون للجمل��ة
األولى حكم لم يقصد إعطاؤه للثانية.م��انحو قوله تعالى: ا معكم إن ))وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إن
���انهم تهزئ بهم ويم���دهم في طغي ه يس��� تهزئون الل نحن مس��� فإن��ه ال يقص��د تش��ريك الجمل��ة[،�� 15،�� 14]البق��رة: يعمهون((
ا معكم" في الحكم إذ إنه��ا ه يستهزئ بهم" لألولى "إن الثانية "الل ليست من مقول القول؛ بل هي من كالم الله سبحانه وتعالى،ا ال يص��ح عطفه��ا على "ق��الوا"؛ ألن جمل��ة ق��الوا مقي��دة وأيض��ياطينهم ق��الوا" بوقت خلوهم إلى شياطينهم "وإذا خل��وا إلى ش��تهزئون" إال وقت خل����وهم م����ا نحن مس���� فهم ال يقول����ون "إن بشياطينهم، ولو ذكرت الواو لص��ار المع��نى: الل��ه يس��تهزئ بهم وقت خلوهم إلى شياطينهم، وليس ذلك هو الم��راد؛ إذ الم��ولى
سبحانه يستهزئ بهم دوما على كل حال.دوا في األرضونظير اآلية قوله تع��الى: ))وإذا قي��ل لهم ال تفس��
دون ولكن ال هم هم المفس��� لحون أال إن م���ا نحن مص��� ق���الوا إنهم هم[، ففص��لت جمل��ة: 12،�� 11 ]البق��رة: يشعرون (( ))أال إن
ألنها ليس��ت من كالم المن��افقين ب��ل من كالم ربالمفسدون((العالمين، ولو وصلت لفسد المعنى.
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
جامعة محمد البشير االبراهيمي برج بوعريريجكلية اآلداب واللغات
قسم اللغة واألدب العربي الس���نة األولى2017_2016اختب���ار السداس���ي األول
ماسر أدب حديث ومعاصر السؤال األول: بين الجمل فيما يلي ، وحدد نوعها :
_ في مدخل الحمراء ك��ان لقاؤن��ا .... م��ا أطيب اللقي��ا بال1 ميعاد
عينان سوداوان في حجريهما .... تتوال��������د األبعاد منأبعاد
هل أنت إسبانية ؟ ساءل�تها .... قالت: وفي غ�رناطة ميالدي
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
_ لئن كنت محتاج��ا إلى الحلم إن��ني ... إلى الجه��ل في بعض2األحايين أحوج .
_ ال تطلب المج����د إن المج����د س����لمه .... ص����عب ، وعش3مستريحا ناعم البال .
السؤال الثاني : قال عبد الق��اهر الجرج��اني :" ومم��ا ينبغي أن يعلمه اإلنسان ويجعله على ذكر، أنه ال يتصور أن يتعل��ق االفك��ر بمعاني الكلم أفرادا ومج��ردة من مع��اني النح��و ، فال يق��وم في وهم وال يصح في عقل أن يتفكر متفكر في معنى فعل دون أن يعمله في اسم ، وال أن يتفكر في اسم دون أن يعمله فيه فعل
".. نظم من خالل م��ا درس��ت ن��اقش الق��ول مبين��ا أهمي��ة
الكلمات في إبراز جماليات التركيب ، م��دعما رأي��ك بأمثل��ة منمختلف الظواهر التركيبة .
بالتوفيق للجميع
أولى ماستر: أدب عربي حديثالسنةومعاصر ..........................................................................................مقياس :ع
لم التراكيب
الخاتمة :