1

التناص دراسة نقدية في التأصيل لنشأة المصطمح

ومقاربتو ببعض القضايا النقدية القديمة

"دراسة وصفية تحميمية"

عبد الفتاح داود كاؾد.

ـ2015

2

المقدمة

الحمد رب العالميف , الذؼ ال يحمد عمى مكروه سواه , والصالة والسالـ عمى خير الورػ دمحم بف عبد هللا النبي األمي وعمى آلو وصحبو وأزواجو ومف تبع ىديو إلى يوـ الديف

د : أفضل الصالة وأتـ التسميـ , وبع

األستاذ الدكتور نبيل خالد رباح أبو الجميل شيخ النقاد الفمسطينييف أستاذؼفقد كمفني بيذا البحث , أللقى الضوء عمى نشأة مصطمح التناص ونشأتو وأصولو , عمى حفظو هللا

ومقاربتو ببعض القضايا النقدية العربية التي أثارىا نقادنا العرب القدماء منذ قديـ الزماف فيما, ولقد األخرػ يتعمق بالنصوص الشعرية , كالسرقات واالقتباس والتضميف وغيرىا مف القضايا

لتناوؿ تمؾ القضايا وبياف الفروؽ بينيا وبيف التناص فيما تتفق معو وما تختمف فيو سعيت جاىدا وخاتمة , تناولت في وثالثة فصوؿ , ولقد اقتضت طبيعة البحث أف أقسمو إلى مقدمة ,

وجاء الفصل األوؿ بعنواف التناص نشأة وتأصيل وفيو دمة نبذة مختصرة عف ىذا البحث , المقالمبحث األوؿ التناص في األدب العربي , والثاني النقاد العرب المعاصروف والتناص , والثالث

بعنواف "أنماط الثاني وكاف الفصل التناص في األدب الغربي , والرابع التناص عند البنيوييف , التناص" ضـ تحت جنباتو ثالثة مباحث ىي : المبحث األوؿ : التناص المباشر , المبحث الثاني: التناص غير المباشر , المبحث الثالث : تقانات التناص . وكسر الحديث في الفصل الثاني الذؼ عنوف بػػػػ " أنواع التناص" عمى أربعة مباحث ىي : المبحث األوؿ : التناص الديني,

حث الثاني : التناص التاريخي , المبحث الثالث : التناص األدبي , المبحث الرابع : التناص المبثـ تحدثت عف نتائج مع تطبيقات لكل نوع مف نماذج لمشعر الحديث والمعاصر ,األسطورؼ ,

البحث , ثـ كانت الخاتمة , فقائمة المصادر والمراجع , فالفيرس , ولقد ارتأيت إلتماـ ىذه إتباع المنيج الوصفي التحميمي , مع االستعانة في غير موضع بالمنيج التاريخي حسب الغاية

ما اقتضتو طبيعة البحث .

لذلؾ أرجو مف هللا العمى القدير أف أكوف قد وفقت في ىذا العمل . وهللا الموفق .

3

الفصل األوؿ

التناص نشاة وتأصيل

: التناص في األدب العربيالمبحث األوؿ :

باألدبتتناوؿ المعاجـ العربية مفيـو التناص كمصطمح نقدؼ لو أصولو ومدلولو المرتبط لـإسناد الحديث ورفعو إلى فالف ىو مف أقرب المعاني الواردة لمفيـو التناص حيث ولعل والنقد ,

مادة في ما جاء أف النص ىو المجاؿ المستيدؼ في التناص وعالقتو بالنصوص األخرػ وىو . (1لساف العرب ) " في"نصص

وجدنا الكثير مف المصطمحات القريبة مف , ولكف إذا انتقمنا لكتب التراث األدبي والنقدؼ واالقتباس , واإلشارة, والتمميح , واالقتباس , مثل التضميف , التناص والشديدة الصمة بالنص

والمناقضات ., والمعارضات , والسرقة

عالجو مؤلفو ىذه يممس شكال مف أشكاؿ التناص الذؼ ةوالمطمع عمى كتب التراث النقديبانة عف سرقات اإل الكتب في مصنفاتيـ مثل اآلمدؼ في كتابو الموازنة , والوساطة لمجرجاني ,

رسالة في "الكشف عف , و حاتمية في مآخذ المتنبي المعيبة الرسالة ال , والمتنبي لمعميدؼ "المتنبي سرقات عمى الداللة في المنصف" بعنواف ةرسال, و مساوغ المتنبي" لمصاحب بف عباد

فقد عالج النقاد العرب القدامى الكثير مف أشكاؿ التناص في مؤلفاتيـ . التنيسي وكيع البف .ولكف تحت مسميات مختمفة

إشاراتوىناؾ وجود التناص إشارات قديمة قدـ الشعر العربي إلى اإلشاراتوالصحيح أف ذاـ مف بكى األطالؿ وأف ابف ح عف الشاعر امرؤ القيس أنو ليس أوؿ ورد واضحة تدؿ عميو فقد

سبقو وىو مقمد لو يقوؿ :

.14/162ـ 1999, بيروت , دار إحياء التراث ,3ينظر : ابف منظور , لساف العرب ,ط (1)

4

عوجا عمى الطمل المحيل لعمنا

(1)ذاـحنبكي الديار كما بكى ابف وتحدثوا فيو مما كاف لو بالغ األثر إالولعل الشعراء السابقيف لـ يتركوا شيئا مف المعاني واألفكار

و وتشاكل النصوص , حيث نممس نفاذ المعاني واألفكار عند الشعراء األوائل أمثاؿ في تشاب عنترة بف شداد حيف يقوؿ :

ـ عراء مف متػرد ـ ىل غادر الش ار بعد توىػ (2)أـ ىل عرفت الدف النصوص استمرت والصحيح أف ىذه الظاىرة التي يمكننا أف نطمق عمييا ظاىرة التداخل بي

واألموؼ والعباسي , اإلسالميوبرزت بوضوح في العصور التالية لمعصر الجاىمي وخاصة جدا بنصوص القرآف الكريـ , أؼ أف ىذه الظاىرة امتدت واستمرت لمتشاكل اوأصبح التأثر واضح

ونص وتتأثر بنصوص القرآف مستفيدة مف أفكاره ومعانيو , وىذا التأثر أصبح بيف نص نثرؼ شعرؼ فقد كاف الشعراء مف األوائل الذيف تأثروا بالنص القرآني , ونممس ىذا التأثر مثال في قوؿ

ابف الرومي :

(3)بواد غير ذي زرع لقد أنزلت حاجاتييتي بواد غير ذي زرع عند ب ﴿وىذا نص متأثر بقوؿ هللا تعالى ي أسكنت مف ذر يتؾ ربنا إن

ـ مف الثم ـ وارزقي لة فاجعل أفئدة مف الناس تيوي إليي ـ ربنا ليقيموا الص ـ المحر رات لعمي .(4)﴾يشكروف

وقد عالج النقاد العرب القدماء ىذه الظاىرة وفصموا فييا القوؿ ليس تحت مسمى "التناص" ولكف وابف , وابف طباطبا , ابف سناف الخفاجي , تعرضحت مسميات أخرػ تحدثنا عنيا آنفا , فقد ت

.156ـ , ص2004, دار الكتب العممية , بيروت , 5, طامرؤ القيس : الديواف , مصطفى عبد الشافي (1)

.117ـ, ص1985, دار الكتب العممية , بيروت , 1عنترة بف شداد : الديواف , ط ((2

.265ـ, ص1987ابف الرومي : الديواف , تحقيق عبد القادر المازني ,المكتبة الحديثة , بيروت , (3)

.14/37: إبراىيـسورة (4)

5

وفصموا فييا القوؿ وخاصة لمفيوـ السرقات الشعرية رشيق والجرجاني وغيرىما الكثير مف النقاد مف جاء بعده بجديد في ىذا الموضوع . ة السرقات فمـ يأتالجرجاني الذؼ نضجت عنده قضي

ذا ت تبعنا أقواؿ النقاد العرب القدامى في مصنفاتيـ وجدنا حدود نقدىـ ليذه القضية فيما يتعمق وا إلىالسرقات النص بأكممو . لذلؾ نجدىـ يقسموف إلى ابالمفع والمعنى فمـ يكف النقد عنده موجي

رقة وما البيت أو البيتيف لبياف الس ويسوقوف ما يؤخذ معناه بألفاظ جديدة , وما يؤخذ لفظا ومعنى عند كال الشاعريف . األبياتتتشاكل بو

مػػف قػػوؿ فػػالف مػػأخوذامعظػػـ اآلراء النقديػػة فػػي ىػػذه القضػػية أف يقػػوؿ الناقػػد ىػػذا القػػوؿ تفقػػد كانػػويذكر كال البيتيف ويحاكميما , ولكف الناقد الجرجاني كانت نظرتو أكثر شػمولية ووضػوحا عنػدما

, ة, ثػـ العصػر الػذؼ بعػدنا أقػرب فيػو إلػى المعػذر ومتى أنصفت عممت أف أىػل عصػرنا قاؿ :"وأبعد مف المذمة , ألف مف تقدمنا قد استغرؽ المعاني وسػبق إلييػا , وأتػى عمػى معظميػا , ومتػى أجيػػػد أحػػػد نفسػػػو, وأعمػػػل فكػػػره , وأتعػػػب خػػػاطره فػػػي تحصػػػيل المعنػػػى يظنػػػو غريبػػػا مبتػػػدعا , ثػػػـ

وليػذا السػبب أحظػر عمػى نفسػي وال أرػ لغيػرؼ تصفح عنػو الػدواويف لػـ يخطئػو أف يجػده بعينػو , .(1)بث الحكـ عمى شاعر بالسرقة "

ف الممكف أف يكوف الشاعر قد أجيد نفسو في ابتداع المعاني ال يظف أحدا سبقو إلييا ثـ يجدىا فمكما ىي في دواويف السابقيف , وىذا ما يطمق عميو توارد واتفاؽ الخواطر وىو ما رمى إليو

نظرتو المنصفة .الجرجاني ب

ولكف ما رأؼ النقاد في قوؿ كل مف الشاعريف طرفة وامرؤ القيس حيث اتفق البيتاف في كل ؟ أـ توافق في الخواطر واألفكار ؟ أـ سرقة اوتأثر افيل كاف ىذا تأثير شيء إال الكممة األخيرة

.شعرية ؟

.167لعزيز الجرجاني : الوساطة بيف المتبني وخصومو , مطبعة العرفاف , صيدا , صعمي بف عبد ا (1)

6

ـ(:565قاؿ امرؤ القيس )

ػل يقولوف ال تيمؾ أسى وقوفا بيا صحبي عمي مطييـ (1) وتػجػػم : ـ(560)قاؿ طرفة و

(2)يقولوف ال تيمؾ أسى وتجمد وقوفا بيا صحبي عمي مطييـلكال إجحاؼفإذا وقفنا عمى ىذيف البيتيف كنا قد حاكمنا البيتيف بمعزؿ عف باقي النص وىذا

الشاعريف .

الكالـ, ونقاد الشعر, جيابذة ولست تعد مف"جاني في كيفية معرفة السرقات : يقوؿ الجر حتى تميز بيف أصنافو وأقسامو, وتحيط عمما برتبو ومنازلو, فتفصل بيف السرؽ والغصب, وبيف اإلغارة واالختالس, وتعرؼ اإللماـ مف المالحظة, وتفرؽ بيف المشترؾ الذؼ ال يجوز ادعاء

ؽ فيو, والمبتذؿ الذؼ ليس أحد أولى بو, وبيف المختص الذؼ حازه المبتدغ فممكو, وأحياه السر السابق فاقتطعو, فصار المعتدؼ مختمسا سارقا , والمشارؾ لو محتذيا تابعا , وتعرؼ المفع الذؼ

.(3)"يجوز أف يقاؿ فيو: أخذ ونقل, والكممة التي يصح أف يقاؿ فييا: ىي لفالف دوف فالف

واالرتقاء لبناء وتعبيد طريق النقد العربي اصحيح القد كانت محاوالت النقاد العرب القدامى طريق . واإلبداع, وومضات مضيئة في سماء األدب بو

ويمكف وصف جيود نقاد العربية بالتالي :

. الحكـ عمى الجزء وترؾ الكل , فقد كاف الحكـ عمى أحد أجزاء النص

ف وترؾ االختالؼ .و النصاالبحث عما يتفق في

.111امرؤ القيس : الديواف , ص (1)

ـ , 2002, بيروت , دار الكتب العممية , 2طرفة بف العبد : الديواف , شرح ميدؼ ناصر الديف , ط (2) .19ص

.183ني وخصومو , صعمي بف عبد العزيز الجرجاني : الوساطة بيف المتب (3)

7

.بروز النزعة االنطباعية عند بعض النقاد

. الذاتية

. عدـ التعميل في كثير مف المواقف

.اإليجاز

ولكف تبقى ىذه المحاوالت مشكورة تنـ عف تنبو النقاد العرب لمسألة السرقات واالقتباسات سأتحدث عنيا بالتفصيل والتضميف , يحسب ليـ فييا قصب السبق في مضمار النقد , والتي

الحقا .

المبحث الثاني : النقاد العرب المعاصروف والتناص :

بدأ االىتماـ بو في أواخر فقد مصطمح التناص متأخرا في البمداف العربية ,ظير السبعينات مف القرف العشريف مع النقاد المغاربييف والمبنانييف مثل : دمحم مفتاح , سعيد يقطيف ,

. , بشير القمرؼ , سامي سويداف صبرؼ حافعدمحم بنيس

بالتناص فتناولوا جيود )باختيف( و)جوليا كرستيفا( ىتماما كبيرا ا وقد اىتمت المجالت العربية ودمحم , والغذامي , و)جينيت( بالترجمة والدراسة التحميل وأصبح لو منظروه أمثاؿ صالح فضل

دمحم مفتاح .وورجاء عيد , , بنيس

استراتيجية التناص( لدمحم مفتاح , وكتاب )الخطيئة –ب )تحميل الخطاب الشعرؼ ويعد كتاوالتكفير ( لعبد هللا الغذامي مف أوائل الكتب التي تناولت مفيوـ التناص مف المستوػ التطبيقي ,

, مع محاولة ربط المصطمح الحديث ف أكثر وضوحا ث بدت رؤية النقاد العرب المعاصرو حيوالتفريق بيف التناص ومصطمحات كثيرة كالسرقات ؼ فحاولوا الربط والموازنةث النقدبالمورو

.(1)والمعارضات والمناقضات

, المركز الثقافي العربي , المغرب , 2التناص , ط إستراتيجية مفتاح , تحميل الخطاب الشعرؼ ينظر : دمحم (1) .122ـ, ص1986

8

وقد حاوؿ دمحم مفتاح تعريف النص رغـ االختالفات الكثيرة والبينة في تعريفو بيف المدارس معنويا فيو المختمفة بقولو : ىو حدث تواصمي تفاعمي مغمق مف ناحية البداية والنياية , أما

.(1)توالدؼ أؼ متولد مف أحداث كثيرة ومتنوعة

نوعيف مف التناص ىما : إلىيرتكز ومف خالؿ ربطو لمموروث النقدؼ وتعريفو لمنص

يا , والمحاكاة ب "المحاكاة الساخرة )النقيضة( التي يحاوؿ الكثير مف الباحثيف اف يختزؿ التناص األساسيةي بعض الثقافات مف يجعميا ىي الركيزة المقتدية)المعارضة( التي يمكف أف نجد ف

.(2)لمتناص "

عمي أف التناص ال مناص منو , فيقوؿ : " ال فكػاؾ لننسػاف مػف شػروطو الزمانيػة ويؤكد مفتاح .(3)والمكانية ومحتوياتيا, ومف تاريخو الشخصي أؼ مف ذاكرتو"

تعتبػػػر , حيػػػث أؼ القػػػارغ تمقػػػي فػػػي الوقػػػت ذاتػػػو إلػػػي ثقافػػػة المتنػػػاص والمبحاجػػػة ماسػػػة والتنػػػاص االثنػيف, فيقػوؿ: " فأسػاس إنتػاج أؼ نػص ىػو الشروط اليامة التي يجب توفرىا في المعرفة مف

.( 4)معرفة صاحبو لمعالـ وىذه المعرفة ىي ركيزة تأويل النص مف قبل المتمقي أيضا "

نمػػػا ىػػػو مربػػػوط بكػػػل أحػػػداث ا لماضػػػي جميعيػػػا "ألف لػػػذلؾ فالتنػػػاص ال يحػػػدد بزمػػػاف وال بمكػػػاف وا الشػػاعر يطػػوؼ عبػػر الزمػػاف والمكػػاف ويستحضػػر مػػف التػػراث مػػا يناسػػب مضػػموف نصػػو , ويتسػػق

ونحػػػف ال نبػػػدع ويوظػػف استحضػػػاره بمػػػا يممػػػؾ مػػػف مخػػزوف معرفػػػي وثقػػػافي , مػػع داللػػػة مػػػا يريػػػد ب التػي يجػلمتنػاص ةداعمال األمورومف (5)ة تتصل جوىريا باألمس واآلف"في لحظ إالالمستقبل

.120ص التناص , إستراتيجيةتحميل الخطاب الشعرؼ : مفتاح دمحم (1)

.122ص السابق : (2)

123صالسابق : (3)

123ص السابق : ((4

.212ـ , ص1983, دار العودة , بيروت , 3أدونيس : زمف الشعر , ط ((5

9

آلياتػو المتنوعػة والمعينػة لمشػعراء والكتػاب , ومنيػا التمطػيط , الشػرح , االسػتعارة , يعتد بيػا أف التكرار, أيقونية الكتابة , الشكل الدرامي .

تعريف التناص بقولو :" ىو تعالق )الدخوؿ في عالقة ( نصوص مع نص إلىليصل في النياية .(1)حدث بكيفيات مختمفة"

في عممية التناص , ألف التناص يعتمد عمى األساسيافص والمتمقي ىما العنصراف لذلؾ فإف الن, وىذا يوجب عمى القارغ أف الجزء المنسوخ إلى" قوة ذاكرة القارغ القرائية فالمبدع ال يشير

, وىذا أيضا يتطمب مف القارغ التأويل وما فوؽ التأويل أجزائويتوقف متأمال مف حيث داللة صا جديدا ويثبت بو استمرارية التناص وعدـ الفكاؾ منيا فأصبح التناص وسيمة ليشكل ىو ن

أدبية وتقنية حديثة , تتطمب التفاعل العميق مع النصوص المستدعاة لنفادة منيا , أؼ أف .(2)الشاعر يمارس التناص بوعي ودراية "

ء كػػاف ذلػػؾ اإلنتػػاج والػػيس إال معيػػدا إلنتػػاج سػػابق فػػي حػػدود الحريػػة , سػػفالكاتػػب أو الشػػاعر " .... ولػػذلؾ فػػإف الدراسػػة العمميػػة تفتػػرض تػػدقيقا تاريخيػػا لمعرفػػة سػػابق النصػػوص لنفسػػو أو لغيػػره

مف الحقيا كما يقتضي أف يوازف بينيا لرصد صػيرورتيا وسػيرورتيا جميعيػا وأف يتجنػب االكتفػاء قػػاؿ إف الشػػاعر يمػػتص بػػنص واحػػد واعتبػػاره كيانػػا منغمقػػا عمػػى نفسػػو, كمػػا أنػػو مػػف المبتػػذؿ أف ي

.(3)نصوص غيره "

ولػئف كػاف أما الػدكتور الغػذامي فقػد تحػدث عػف التنػاص نحػت مػا أسػماه تػداخل النصػوص فقػاؿ "مفيوـ جسدية النص وكونو كائنا حيا ومركبا ىو لب الفكرة فيما قمناه ونقولو عف نصوصية النص

بيػػة والذىنيػػة , وذلػػؾ ألف العمػػل , فػػاف ىػػذه الجسػػدية ال تقػػـو عمػػى عػػزؿ الػػنص عػػف سػػياقاتو األداألدبي يدخل في شجرة نسب عريقة وممتدة تماما مثل الكائف البشرؼ , فيو ال يأتي مف فراغ كمػا

.121ص أدونيس : زمف الشعر ,(1)

.36, صـ200, دار الحامد , عماف , 1, ط( ظاىر دمحم الزواىرة : التناص في الشعر العربي المعاصر (2

.125,124تحميل الخطاب الشعرؼ , ص : مفتاح دمحم ) (3

11

أنػػو ال يفضػػي إلػػى فػػراغ إنػػو إنتػػاج أدبػػي لغػػوؼ لكػػل مػػا سػػبقو مػػف مػػوروث أدبػػي وىػػو بػػذرة خصػػبة (.1) تؤوؿ إلى نصوص تنتج عنو "

ص عمى أنػو بنيػة مفتوحػة عمػى غيػره مػف النصػوص السػابقة عميػو وقد جاء تعامل الغذامي مع النوقػد كػاف لػي مػف يحث الخطى نحو المستقبل ليصبح فيمػا بعػد فػي عالقػة مػع نصػوص الحقػة "

قبػػل وقفػػات عػػف تػػداخل النصػػوص فػػي عالقػػات الػػنص مػػع مػػا قبمػػو مػػف نصػػوص عمػػى أسػػاس أف األدب وتحميمػػو بمػػا يعنػػي إننػػي مفيػػوـ تػػداخل النصػػوص ىػػو مػػف المفيومػػات األساسػػية فػػي قػػراءة

يتحػػػرؾ نحػػػو أتعامػػػل مػػػع الػػػنص عمػػػى أنػػػو بنيػػػة مفتوحػػػة عمػػػى الماضػػػي مثممػػػا أنػػػو وجػػػود حاضػػػر .(2)"عمى اآلنية فكرة البنية المغمقة المستقبل وىذا يناىض

وقد ربط الغػذامي بػيف التنػاص واالسػتطراد كػوف االسػتطراد سػمة بػارزة فػي مؤلفػات العػرب القػدماء إف ظػػػاىرة تػػػداخل النصػػػوص ىػػػي سػػػمة جوىريػػػة فػػػي الثقافػػػة فػػػي ذاكػػػرة اإلنسػػػاف العربػػػي فقػػػاؿ : "

ممتزجة ومتداخمة في تشابؾ عجيب ومذىل ولقد شاع تسمية ذلؾ باالستطراد وىذا ما توصف بػو مؤلفػػػػات الجػػػػاحع ولكػػػػف الحػػػػق ىػػػػو أف ذلػػػػؾ تػػػػداخل نصوصػػػػي لػػػػو مػػػػا يبػػػػرره ومػػػػا يسػػػػتدعيو مػػػػف

.(3)"النصوص نفسيا

كتاب الدكتور رجاء عيد ) القوؿ الشػعرؼ ( الػذؼ تنػاوؿ فيػو إلىفي ىذا المقاـ اإلشارةويجدر بنا إف المفيومات مفيوـ التناص واستطرد فيو كثيرا واضعا الحدود بيف السرقات والتناص في قولو :"

التراثية حوؿ المعارضة وحوؿ السرقات تصمبت رؤيتيا حوؿ األصل وعمى صاحب الفضل وعمى بق , وبعده تنتيي ميمة الناقد التراثي بينما يكوف مفيوـ التناص أنو حضور لنصػوص فضيمة الس

.(4)"متعددة مع النظر إلى تمؾ النصوص بحسبانيا مداخالت نصية وتحوالت فنية

دار سعاد الصباح , , الكويت , 2ثقافة األسئمة في مقاالت النقد والنظرية , ط : لغذامي عبد هللا ا) (1 .111صـ , 1993,

.113ثقافة األسئمة في مقاالت النقد والنظرية , ص عبد هللا الغذامي :) (2

.120-119ص السايق :) (3

. 230, ص رؼ منظورات معاصرة ,االسكندرية , منشأة المعاالقوؿ الشعرؼ رجاء عيد : ) (4

11

ىػػو عػػدد مػػف نصػػوص ممتػػدة فػػي مخػػزوف ذاكػػرة وقػػد عػػرؼ الػػدكتور رجػػاء عيػػد الػػنص بقولػػو :" نمػا فاعميػة المخػزوف التػذكرؼ ثػـ مبدعو ومف ثـ فيو النص ليس انعكاسا لخارجػو أو مػرآة لقائمػو وا

.(1)"فالنص بال حدود

االختالؼ كاف بينا في آرائيـ وتحديدىـ أف إالوبالرغـ مف تعدد الدراسات العربية لنظرية التناص أف اآلراء جميعػػا تتفػػق عمػػى أف التنػػاص ىػػو إالليػػذا المصػػطمح كػػل حسػػب ثقافتػػو وتػػأثره ورؤيتػػو

معيا في عالقػات كثيػرة متداخمػة فيػو نتػاج سابقة لو بحيث يدخل أخرػ النص مف نصوص والدة وتتحػػدد آليػػة الػػدكتورة مػػي نػػايف بقوليػػا :" إليػػووىػػو مػػا أشػػارت لعػػدد ال يحصػػى مػػف النصػػوص .

مػف خػالؿ أؼ أف الػنص األدبػي ال يػتـ إبداعػو التناص مف مفيوميف ىما : االستدعاء والتحويل ,الفناف بل تتـ والدتو وتكونو مف خالؿ نصوص أدبية أخرػ , مما يجعل التنػاص رؤية الكاتب أو

(2)يشكل مف مجموع استدعاءات خارجة نصية

وتبرز قيمة التناص في تجاوزه لمفيػـو السػرقات والمعارضػات وكػل المصػطمحات القديمػة يج تحميمػػي وليسػػت قيمػػة التنػػاص كمػػنبعػػد " يػػث أف مجػػاؿ التنػػاص أوسػػع مػػف ذلػػؾ وأالسػػابقة , ح

نما ينفتح لمػا ىػو أرحػب فمػف مجاالتػ و مقصورة عمى تجاوز أسوار المصطمحات التراثية السابقة وا التحػػوالت ومسػػارات التبػػادالت , وكيفيػػة التمثػػل لػػنص سػػابق العكػػوؼ عمػػى مقاربػػة تحميميػػة لماىيػػة

(.3)ومدػ حضوره في نص الحق "

اقع في النصوص , في استعاداتيا والتناص عبارة عف " الوقوؼ عمى حقيقة التفاعل الو (. وىذا يدؿ عمى وجود 4سابقة عمييا ") –أو ألجزاء مف نصوص –أو محاكاتيا لنصوص

عالقة بيف نص جديد وآخر قديـ تتشابؾ خيوطيما لتكوف نصا جديدا ذا دالالت جديدة .

.225صمنظورات معاصرة , القوؿ الشعرؼ رجاء عيد : ) (1

الخطاب الشعرؼ عند الشاعر دمحم حسيب القاضي دراسة نصانية مي نايف : الخطيئة والتكفير والخالص) (2 .226ص ,ـ 2002, اتحاد الكتاب الفمسطينييف ,

. 237-236( رجاء عيد , القوؿ الشعرؼ, ص(3

.35ـ , ص2006, 1ح أبو حميدة : دراسات في النقد األدبي الحديث , طدمحم صال ((4

12

سابقة وقد ذىب بعض النقاد إلى أف النصوص الجديدة ما ىي إال قراءات جديدة لنصوص (.1عمييا)

النقػدؼ القػديـ مػف جيػة , المػوروثاستفاد النقاد العرب مف التنظيرات الغربية في قػراءة وأخيرا فقد وصػػياغة آرائيػػػـ وتوجيػػػاتيـ الخاصػػة لمفيػػػـو التنػػػاص مػػف جيػػػة ثانيػػػة , وميمػػا يكػػػف فإنػػػو ينبغػػػي

مػػػا بينيػػػا , مػػػوظفيف اسػػػتثمار تمػػػؾ التوجييػػػات النظريػػػة والمعرفيػػػة السػػػابقة بطريقػػػة ال تتعػػػارض فية قػػػدر تالتنػػاص كػػػأداة مفيوميػػػة وآليػػػة إجرائيػػػة لموقػػػوؼ عمػػى جماليػػػات الػػػنص الشػػػعرؼ وخصوصػػػي

(.2)اإلمكاف

مػػف النقػػاد األوربيػيف والعػػرب , والقػػي الكثيػر أصػػبح التنػاص مصػػطمحا واسػػع االنتشػار عنػػد وىكػذاوالنقػػد األدبوالػػذيوع الكبيػػر فػػي عػػالـ مػػنيـ قبػػوال واىتمامػػا واسػػعا , ممػػا أتػػاح لػػو االنتشػػار الواسػػع

:منيا أسباب إلىذلؾ إرجاعويمكف

. الجدة

. نجاحو كمصطمح نقدؼ

. تقديمو تصورات جديدة

, 1إبراىيـ نمر موسى : آفاؽ الرؤيا الشعرية , دراسات في أنواع التناص في الشعر الفمسطيني المعاصر , ط ((1

.83ـ , ص2005وزارة الثقافة الفمسطينية ,

, دار مجدالوؼ, األردف 1ز الديف المناصرة, طنظر: ليديا وعد هللا , التناص المعرفي في شعر عي ) 2) .226ـ , ص2005

13

التناص في األدب الغربي .المبحث الثالث :

عػػػػف آراؤهفقػػػػد جػػػػاءت لظيػػػػور التنػػػػاص , األولػػػػى اإلرىاصػػػػاتكانػػػػت آراء )بػػػػاختيف( بمثابػػػػة تداخل بينو وبيف نصوص أخػرػ كػرد فعػل عمػى مػف قػالوا بػانغالؽ الػنص , الحوارية في النص وال

ليؤكػد ىػو الػرجالف ( األسػموب) إلػىىػو الرجػل( األسػموبفقد قاـ باختيف بقمػب العبػارة المشػيورة ) .(1)عمى الطابع الحوارؼ بيف النصوص , وعالقة النص بغيره مف النصوص المعاصرة والسابقة

ف عمى أف )جوليا كريستيفا( ىي مكتشفة مصطمح التناص , استخمصتو ويكاد يجمع أغمب الباحثيباختيف إذ ظير ىذا المصطمح ألوؿ مرة في أبحاث ليػا نشػرت فػي مجمتػي )تيػل أستاذىامف آراء

.(2)ـ 1967كيل , كريتؾ ( عاـ

ـ وتحدد كريستيفا النص بقوليا : " جياز عبر لساني يعيد توزيع المساف بواسطة الربط بيف كال 3األخبار وبيف أنماط عديدة مف الممفوظات السابقة عميو أو المتزامنة معو " إلىتواصمي ييدؼ

وجاء التناص عندىا بمثابة بؤرة نصية مركزية تتقاطع مف خالىا عدد كبير مف النصوص المتزامنة والسابقة , فالتناص "تقاطع نصوص , ووحدات مف نصوص , في نص أو نصوص

فقد أصبح النص عند كريستيفا "لوحة ( 5)و " التفاعل النصي في نص بعينو " , أو ى( 4)أخرػ"

ينظر : فيصل غازؼ النعيمي , العالمة والرواية دراسة سيميائية في ثالثية أرض السواد لعبد الرحمف منيف ((1عصاـ واصل : التناص التراثي في الشعر العربي و .233ـ , ص2010, دار مجدالوؼ , عماف , 1, ط

15ـ , ص2011, دار غيداء , عماف , 1المعاصر , ط

.245, ص األردفينظر : سمماف كاصد , عالـ النص دراسة بنيوية في األساليب السردية , دار الكندؼ , ((2

.234فيصل غازؼ النعيمي : العالمة والرواية , ص(3)

.15عصاـ واصل : التناص التراثي في الشعر العربي المعاصر, ص (4)

.31ص الزواىرة : التناص في الشعر العربي المعاصر ,ظاىر دمحم (5)

14

فسيفسائية مف االقتباسات فكل نص يستقطب ما ال يحصى مف النصوص التي يعيدىا عف .(1)البناء " وا عادةطريق التحويل والنفي أو اليدـ

فقالت : قاط التقائيا وقد ركزت جوليا كريستيفا عمى العالقة القائمة بيف النصوص مف خالؿ نولـ يقتصر ىذا التعريف السابق ( 2)"التناص ىو تقاطع عبارات مأخوذة مف نصوص أخرػ "

عمى العالقة القائمة بيف المفع والمعنى بل تعداه إلى العالقة القائمة بيف األجناس األدبية المختمفة (3).

بيف أجناس مختمفة الصورة والحرؼ فقد عنت الباحثة كريستيفا بيذا المفيوـ "التبادؿ النصوصي .(4)الراقصة والحرؼ " واإليماءةأو النص المكتوب مثال , الموسيقى والحرؼ أو الحركة

وقد ميزت جوليا كرستيفا بيف نوعيف مف التناص ىما :

التناص المضموني وىو ما يكوف في مضموف النص وحسب ما تقتضيو السياقات . .1

ػ األلفاظ المستعممة أو الداللة المعجمية أو العبارات التناص الشكمي ويكوف عمى مستو .2عند إنتاج نصو فتصدر عنو أثناء عممية إنتاج النص ىائال اثقافي اوالجمل التي تمثل رصيد

.

وقد قسـ بعض الباحثيف التناص إلى :

خارجي . .1

داخمي . .2

.15واصل : التناص التراثي في الشعر العربي المعاصر, ص عصاـ ((1

دراسة في االستحواذ األدبي وارتجالية الترجمة , مصر , مكتبة مدبولي , كاظـ حياد : أدونيس منتحال , ((2 .34ـ , ص1993

.241دراسة بنيوية في األساليب السردية ,ص ينظر : سمماف كاصد , عالـ النص( 3)

.42ص كاظـ حياد : أدونيس منتحال , (4)

15

. (1)باعتبار أف التقسيـ السابق يقع ضمنا تحت ىذا التقسيـ

يمات التناص فقسمو البعض إلى مباشر وغير مباشر وىو التقسيـ الذؼ سأتبعو وقد كثرت تقس في الفصل األوؿ كونو أقرب وضوحا وأكثر نضوجا .

وبارت , ودريدا , تناوؿ الكثير مف الباحثيف الغربييف مصطمح التناص بعد كريستيفا مثل ريفاتير لتناص حسب مدرستو ووجية نظره ال حصر ليا وظل كل واحد منيـ يبحث ويحمل ا ةوأسماء كثير

أف جاء الفرنسي جيرار جينت ووضع لو منيجو ووضحو . إلى

الذؼ يمكف ترجمة معناه إلى الرقعػة الجمديػة التػي يكتػب ـ 1982فقد تحدث في كتابة ) طروس( عمييا ثـ يمحى ليكتب عميو نص أخػر مػف جديػد عمػى آثػار الكتابػة السػابقة , فػال يسػتطيع الػنص

) . فتتػداخل النصػوص بمػا يمكػف تسػميتو (2)الكتابة السابقة بل تظل قابمة لمقػراءة فاءإخالجديد وتنحصػػر أشػػكاؿ , التناصػػية الجمعيػػة ( التػػي تعبػػر عػػف عالقػػة الػػنص الالحػػق بػػالنص السػػابق لػػو

التناص عنده في نمطيف : يقوـ أحدىما عمى العضػوية إذا يػتـ التسػرب مػف الخطػاب الغائػب إلػى .(3)الوعي , ويعتمد الثاني عمى القصد والوعي ابضر في غيالخطاب الحا

ويحدد )جينيت( أنماط التعالي النصي , في خمسة أنماط ىي:

التناص : وىو العالقة بيف نصيف أو أكثر . .1

الميتػػانص أو ) مػػا وراء الػػنص ( : وىػػو عالقػػة التعميػػق الػػذؼ يػػربط نصػػا بػػآخر يتحػػدث عنػػو .2 دوف أف يذكره.

و العالقػػة التػػي تجمػػع بػػيف نػػص أعمػػى ونػػص أسػػفل وىػػي عالقػػة تحويػػل الػػنص األعمػػى : وىػػ .3 ومحاكاة.

.249-246ص ينظر : سمماف كاصد , عالـ النص دراسة بنيوية في األساليب السردية , (1)

, عماف , دار كنوز 1( ينظر : حصة البادؼ ,التناص في الشعر العربي الحديث البرغوثي نموذجا , ط (2 .22ـ , ص 2009رفة , المع

.16ص عصاـ واصل : التناص التراثي في الشعر العربي المعاصر, (3)

16

. المناص : ويكوف في العناويف والمقدمات والخواتيـ والصور وكممات الناشر .4

جػػػػامع الػػػػنص ) معماريػػػػة الػػػػنص( : وىػػػػو األكثػػػػر تجريػػػػدا وتضػػػػمنا حيػػػػث يتضػػػػمف مجموعػػػػة .5نس أدبػػي , روايػػة , شػػعر كجػػ الخصػػائص التػػي ينتمػػي إلييػػا كػػل نػػص عمػػى حػػدة فػػي تصػػنيفو

. (1)إلخ ...

إف ) جينيت ( بيذه األنماط الخمسػة يحػاوؿ أف يرصػد كػل مػا يتعمػق فيػو نػص بنصػوص أخػرػ التػػػػي تحكػػػػـ بنيػػػػة النصػػػػوص تدوف أف يتفمػػػػت وفػػػػق ىػػػػذا المفيػػػػوـ أؼ مػػػػف العالقػػػػات والتفصػػػػيال

جينيػػت( فػػي عرضػػة المتعديػػة بوصػػف الػػنص منفتحػػا ومتعػػديا إلػػى نصػػوص أخػػرػ , وقػػد أتػػى ) .التغذية النصية الخمسة بمفاىيـ واعية لما أسماه لألنماط

أمػػا عػػف الػػنمط األوؿ )التنػػاص( : حػػاوؿ )جينيػػت ( أف يوسػػع أفػػق التنػػاص ليجعمػػو متقاربػػا مػػع االقتبػػاس( مقاربػػا بينػػو وبػػيف شػػكميف آخػػريف ىمػػا : السػػرقة واإللمػػاع , فاالقتبػػاس ىػػو أكثػػر )مفيػػـو

ص وضوحا وحرفية , أما السرقة فيي أقل أشكاليا وضوحا وشرعية أما اإللمػاع فيػو عالقات التنا أقميا وضوحا وحرفية .

وأمػػا الػػنمط الثػػاني )الميتانصػػية( : فيػػي عنػػده العالمػػة التػػي شػػاعت تسػػميتيا بالشػػرح الػػذؼ يجمػػع نصا ما بنص آخر يتحدث عنو دوف أف يذكره بالضرورة بل دوف أف يسميو

)الػػنص األعمػػى ( : فقػػد عػػده )جينيػػت ( أىميػػا جميعػػا ألنػػو جػػوىر عمميػػة التنػػاص والػػنمط الثالػػثعميػػو مفيومػػو , حيػػث جعػػل العالقػػة بػػيف نصػػيف أحػػدىما الحاضػػر وسػػماه ) المتسػػع( , الػػذؼ قػػاـ

واآلخر الغائب وقد سماه )المنحسر( وقد جاء ىذا الفيػـ الػواعي بوصػفو رد فعػل عمػى فكػرة الػنص المغمق .

مط الرابػع )المنػاص( : فيػو أقػل وضػوحا وأكثػر بعػدا فػي عالقتػو ويقيميػا الػنص فػي أما عػف الػن الكل الذؼ يشكمو العمل األدبي

: )جػػامع الػػػنص( : فيػػػو عبػػارة عػػػف عالقػػة خرسػػػاء تمامػػػا وال تظيػػر فػػػي أحسػػػف والػػنمط الخػػػامس .(2)حاالتيا إال عبر ممحق نصي )مثبت(

تجميات التناص في الشعر العربي , دمشق , اتحاد الكتاب العرب , نظر : دمحم عزاـ , النص الغائب ( ي(1 41 -40, صـ 2001

. 20-17ص ينظر : عصاـ واصل , التناص التراثي في الشعر العربي المعاصر,) (2

17

البمداف , ولكف سرعاف ما تخمت كريستيفا عف وسرعاف ما انتشر ىذا المصطمح وشاع في جميع . (1)مصطمح التناص وآثرت عميو مصطمح التنقمية إال أنو ظل شائعا باسـ التناص إلى يومنا ىذا

المبحث الرابع : التناص عند البنيوييف :

في النص عف البنيات المكونة لو , والعالقات القائمة بيف ىذه البنيات بحثت البنيوية ثنائيات ليا دورىا في تكويف جماؿ النص األدبي , وعمى ىذا فقد اعتبرت البنيوية باعتبارىا

فقد رأت النص وحدة مغمقة قائمة بذاتيا وليا استقالليتيا , وعزلتو عف المؤثرات المحيطة بو .البنيوية "أف النص كياف منتو , في الزماف والمكاف , أؼ تزامني , ومغمق وثابت , فإف النص

فانفتاح النص وتحركو في كل 2اص تعاقبي , متحرؾ , مفتوح , متغير , متجدد"وفق التنوبيذه المفاىيـ الجديدة تمكف التناص االتجاىات ىي الركيزة األساسية التي يرتكز إلييا التناص .

مف تقويض البنيوية وزعزعتيا عندما لجأ "إلى تحطيـ فكرة المركز والنظاـ والبنية والشكل حدة الموضوعية المتوىمة وأصبح النص ينطوؼ عمى أبنية متعددة متنوعة متوالدة والمضموف والو

.(3)بال توقف "

وعمى ىذا يحاوؿ التناص جاىدا فؾ خيوط شبكة النص المترابطة وفرز كل نص عمى حدة ليبيف مدػ تأثر النص بغيره مف النصوص المستجمبة المزامنة والسابقة .

يمثل تناص بحد ذاتو وأف النصوص األخرػ موجودة لذلؾ رأػ روالف بارت أف كل نصبمستويات ونسب مختمفة , وتتجمى نظرية التناص وتزداد وضوحا عند بارت عندما عزؿ المؤلف

إلى فضائو صيغا مجيولة مف عف النص وربط بيف نظرية النص بوصفو سيدا يستدعي ة متصورا يمنح نظرية نصوص أخرػ أو مف سياقات أخرؼ يشير إلييا , وبيف التناص بوصف

ـ 1998مركز اإلنماء الحضارؼ , , حمب , 1ينظر : دمحم خير البقاعي , دراسات في النص والتناصية ,ط (1) .92, ص

شكرؼ الماضي : ما بعد البنيوية , حوؿ مفيـو التناص , مجمة المعرفة السورية , وزارة الثقافة , دمشق , ((2 .99ـ, ص1993, 353العدد

.99ص السابق : (3)

18

النص جانبيا االجتماعي وفق ما يجعل النص نفسو في تداخمو مع النصوص األخرػ في وضع قدر كل نص , ميما كاف جنسو ال تقتصر حتما عمى قضية " فالتناصالذؼ ال ينضب المنبع

بات ال المنبع والتأثير فالتناص مجاؿ عاـ لمصيغ المجيولة التي يندر معرفة أصميا , استجالشعورية عضوية ومتصور التناص ىو الذؼ يعطي أصوليا نظرية النص جانبيا االجتماعي, فالكالـ كمو سالفو وحاضره يصب في النص , ولكف ليس وفق طريق متدرجة معمومة وال بمحاكاة

نما وفق طرؽ متشعبة تمنح النص وضع اإلنتاجية وليس إعادة اإلنتاج .(1)إرادية وا

أف ىناؾ ثمة ما يمكف أف ندرجػو تحػت مفيػـو التنػاص وىػو إاليوية بانغالؽ النص ورغـ زعـ البنثنائيػػة الكتابػػة والقػػراءة أؼ الػػنص والقػػارغ حيػػث اعتبػػر روالف بػػارت أف القػػارغ ىػػو المنػػتج الفعمػػي

مصػػنوع مػػف كتابػػات مضػػاعفة , وىػػو نتيجػػة لثقافػػات متعػػددة تػػدخل كميػػا بعضػػيا لمػػنص فػػالنص " حاكػػاة سػػاخرة وتعػػارض , ولكػػف ثمػػة مكػػاف تجتمػػع فيػػو ىػػذه التعدديػػة وىػػذا مػػع بعػػض فػػي حػػوار وم

المكػػاف لػػيس الكاتػػب ... إنػػو القػػارغ, حيػػث إف وحػػدة الػػنص ليسػػت فػػي أصػػمو ولكنيػػا فػػي القصػػد .(2)"الذؼ يتجو إليو

دمحم خير , ترجمة اب دراسات في النص والتناصية روالف بارت : نظرية النص , بحث مترجـ ضمف كت ) (1 . 38البقاعي , ص

ـ ,1999مركز اإلنماء الحضارؼ , حمب , 1ىسيسة المغة , ترجمة منذر عياشي , ط :روالف بارت ) 2) . 83ص

19

الثاني الفصل

أنماط التناص

. المبحث األوؿ : التناص المباشر

المبحث الثاني التناص غير المباشر .

. المبحث الثالث : تقانات التناص

21

. المبحث األوؿ : التناص المباشر

, حيث يتجمى فيو توالد لمنص إنتاج إعادة, وىي عممية وىو ما يطمق عميو تناص التجمى النص وتناسمو مف جراء استقطاب عدد كبير مف النصوص السابقة والمزامنة في عممية تمازج

نمحق بو ما ورد عف نقاد العرب القدماء في قضايا النقد القديـ نصوص وأفكار وجمل ويمكف أف ) السرقة , االقتباس , التضميف , االستدعاء ( .

وىذه العممية التناصية المتجمية في النص تقـو عمى وعي مف الكاتب بحيث يتـ فييا امتصاص ديب أحيانا إلى ويعمد فيو األالنص الجديد إلخراجوتحويل النصوص في أتوف التفاعل النصي

(.1والشعر )الشريف , كاآليات القرآنية والحديث النبوؼ نصيا و استحضار نصوص بمغتيا

كونيا مف القضايا السرقة , االقتباس , التضميف , االستدعاءوسأتحدث في ىذا المبحث عف التي تنبو ليا النقاد العرب القدماء والتي تدخل تحت ىذا النوع مف التناص .

سرؽ الشيء يسرقو سرقا , وىي مف قاؿ ابف منظور في لسانو السرقة األخذ بخفية ة :السرق - أ .(2) وسرقا , واالسـ السرؽ

.(3)وقاؿ عنيا الدكتور دمحم مفتاح ىي النقل واالقتراض والمحاكاة مع اخفاء المسروؽ

ف قبميـ الشعراء " والسرقات ليست وليدة العصر الحديث فيي موغمة في القدـ , تنبو ليا النقاد وم (.4)"فال يكاد يسمـ شاعر مف السرقات منذ العصر الجاىمي كامرغ القيس وطرفة

2003, األردف , دار الكندؼ , 1, طفي الشعر العباسي دراسات( ينظر : دمحم الجعافرة , التناص والتمقي 1) . 15ص ـ ,

.2/1998ينظر : ابف منظور , لساف العرب , (2)

. 121تاح , تحميل الخطاب الشعرؼ , ص( ينظر : دمحم مف(3

.2/524ـ , 1993, بيروت , دار الكتب العممية , 1دمحم التونجي : المعجـ المفصل في األدب , ط (4)

21

وصمنا لشعر حساف إذامف امرغ القيس وطرفة , ولكننا مر بنا سابقا قوؿ عنترة وقوؿ كل فقد بف ثابت وجدناه ينص عمى ذلؾ صراحة في قولو : ا

ػعػراء مػػا نط ـ شػػعػري قػػوا ال أسػرؽ الش (1)بػل ال يػوافػق شعػػرى

فحساف معتز بشعره تممؾ األلفاظ والمعاني , لذلؾ ينفي عف نفسو موافقة شعره لغيره .

وكذلؾ فعل طرفة ونفى عف نفسو السرقة صراحة فقاؿ :

وال أغير عمى األشعار أسرقيا

(2) سرقاعنيا غنيت، وشر الناس مف بعض مف اىتموا بيا وافردوا ألسماء وأشرتوقد تناولت سابقا بعض آراء النقاد في السرقات ,

ليا المصنفات , ولكف كيف تقبل النقاد المحدثوف مصطمح التناص ؟ وىل ربطوا بينو وبيف يمثل أـ أف كال منيما السرقات ؟ىل التناص ىو السرقات ؟ أـ ىل السرقات جزء مف التناص ؟

مصطمحا مستقال ؟

قامةلقد وضع النقاد المحدثوف فروقا لمتمييز بيف السرقات والتناص الفواصل بينيما وا لمنص فاألصلفعمى مستوػ المنيج اعتمدت السرقات المنيج التاريخي التأثرؼ والسبق الزمني

الوظيفي وال يعتـ لمسابق , بينما اعتمد التناص عمى المنيج واألفضميةوالسارؽ ىو الالحق األوؿبالنسبة لمسرقة عمى أنيا شيء اآلراءكثيرا بالنص الغائب , أما عمى مستوػ القيمة فقد سعت

(.3) اإلبداعمعاب مستنكر يداف صاحبو , أما في التناص فيو أىـ مالمح

استحكاـ النظرة الجزئية لمنص في قضية السرقات الشعرية , وانتقاء أجزاء معينة مف إفجعميا قاصرة عف مسايرة األدبيباقي النص وا ىماؿ, المراد مقارنتيا بقصيدة أخرؼ القصيدة

فالسرقة تكوف في الكممات مصطمح التناص بمفيومو العاـ وتقاطعيا معو بأجزاء صغيرة ,

.1/53,دار صادر , بيروت , تحقيق وليد عرفات , ديواف الاف بف ثابت , حس ((1

.65ص ـ , 2003, بيروت , دار المعرفة , 1طرفة بف العبد : الديواف , ط ((2

.47صظاىر دمحم الزواىرة : التناص في الشعر العربي المعاصر ,ينظر : (3)

22

األحواؿوبعض الجمل , وتمتد لتناؿ بعض المعاني المطروقة سابقا , ولكنيا ال ترتقي بحاؿ مف ومف ىنا يمكف القوؿ بأف التناص كل والسرقات جزء .كامل , لمتشاكل مع نص

إف التناص " ينظر إلى النص كامال واألخذ فيو عنصر يتيح قراءة أجمل لمنص فال حدود بيف البيت المأخوذ والنص الحاضر , ألف النص يقوـ بعممية ىدـ البيت المأخوذ وبنائو في نص

.(1)لنص الحاضر "جديد , فيصبح إشارة إلى نص غائب يثرؼ ا

ألف التناص " وعي فني تصدر عنو كل تجربة إبداعية , ألنيا بالضرورة كانت قد تمثمت تجارب التميز األسموبي , بمعنى أف التناص اشتغاؿ فني في بدايات تجارب إلىسابقة تمثال أفضى بيا

جود في بني كل المبدعيف , والذؼ ال يتناص مع غير ىو مف يبدع نصو مف عدـ وىذا غير مو آدـ , وفي التجارب األدبية الحديثة صار التناص جزءا مف مكونات األداء في بعض األجناس

"(2.)

لغة مشتق مف ضمف , وضمف الشيء أودعو إياه كما تودع الوعاء المتاع التضميف : - ب .(3)والميت القبر وكل شيء جعمتو في وعاء فقد ضمنتو إياه

بالشعر دوف النثر , وىو أف تجعل في الشعر شيئا مف شعر خاص أما عند البالغييف فيو : ف لـ يكف مشيورا وجب التنبيو غيرؾ , فإف كاف مشيورا فشيرتو تكفي وتغني عف التنبيو عنو , وا أف يظف أنو سرقة , وىو الفرؽ بيف التضميف والسرقة , وفيو يتـ ذكر ما يدؿ عمى أنو ليس

القائل , كقوؿ الحريرؼ :

نشد عند بيعيعمى أني سأ

أضاعوني وأي فتى أضاعوا

.68ـ, ص2006, عماف دار ورد , 1لحديث , طالتناص في الشعر العربي ا :عبد الباسط مراشدة ((1

القصيدة إلىرحمف غركاف : مرايا المعنى الشعرؼ أشكاؿ األداء في الشعرية العربية مف قصيدة العمود (2) .558ـ, ص2012, عماف , دار صفاء , 1التفاعمية , ط

. 13/257ينظر : ابف منظور , لساف العرب , مادة ضمف , (3)

23

فالنصف الثاني مف البت ليس لمحريرؼ ألنو قاؿ "سأنشد" فاإلنشاد إنما يكوف لشيء سبق نظمو , وتماـ الشطر الثاني الذؼ تـ تضمينو ىو

ليـو كريية وسداد ثغر

.(1)وقيل ىو لغيره بف أبي الصمت نسب ىذا البيت ألمية

الشاعر أحدثويف بما سابق ىو التفاعل الحيوؼ بيف النصالتضميف مف البيت الوالمالحع عمى مف تداخل ومزج .

ويبدو مف التعريف السابق لمتضميف وما بو مف وجوب اإلشارة لمبيت المضمف ىو الخوؼ مف أف يدخل في إطار السرقة , وىو الفرؽ بيف السرقة والتضميف .

أف ىناؾ بعض الخمط في تحديد مصطمحي التضميف لىإ اإلشارةويجدر بنا في ىذا المقاـ واالقتباس , فقد وجدنا مف خالؿ البحث أف ىناؾ آراء جعمت التضميف واالقتباس شيئا واحدا

, ومنيـ مف فرؽ بيف االقتباس والتضميف وىو الرأؼ الغالب الذؼ أميل إليو , األثيرأمثاؿ ابف .(2) عاإليدا وىناؾ مف أطمق عميو أسماء أخرػ مثل

الحديث , حيث يعمد الشاعر إلى االلتفاؼ العربي في لغة الشعر البارزةالتضميف مف السمات و قامة تواصل نفسي بيف حوؿ الداللة األولى ليحمميا دالالت معاصرة تتيح ليا مجاوزة زمنيتيا وا

لغوية مركزة مما يؤدؼ إلى تكثيف المعطى الفني , والتعبير بدفقة "الغياب والحضورىما " فحالتي .(3)عما كاف الشاعر مضطرا إلى شرحو , أو اإلسياب فيو

ط الدكتور رجاء عيد مفيوـ التضميف في الشعر فقاؿ " وبيذا المزج بيف األداءيف تتشكل وقد بسزمنية آنية , تختصر المسافة بيف الصوتيف , ليمتبس كل منيا صاحبو , فكالىما رىيف موقع

, بيروت , دار الكتب 1خميل , ط إبراىيـالديف السبكي : عروس األفراح , تحقيق خميل ينظر : بياء (1) .4/423ـ, 2001العممية ,

.23ـ , ص2001, بيروت , الدار العربية لمعمـو , 1ينظر : أحمد حسف حامد ,التضميف في العربية , ط ((2

. 93, صاصر, منشأة المعارؼ,اإلسكندرية عرجاء عيد , لغة الشعر, قراءة في الشعر العربي الم ( ينظر :3)

24

حتو , ومع المشابية في الموقف قد تنبثق مفارقات بحتمية اختالؼ الظرؼ متأـز أشبيت ليمتو بار التاريخي فتضاؼ شذرات تحويرية تتسق مع الحالة الفارقة فيما يشبو تنويعات عمى الفكرة األولى

"(1).

" القبس النار , الشعمة مف النار تقتبسيا مف معظـ , واقتباسيا األخذ منيا , االقتباس : - تنيا بخبر أو آتيكـ بشياب إ ﴿: وقولو تعالى ي آنست نارا سآتيكـ م ذ قاؿ موسى ألىمو إن

ـ تصطموف ويقاؿ : قبست منو نارا فأقبسني , أؼ أعطاني منو قبسا وكذلؾ (2)﴾قبس لعمكمف أشار أوؿيعد الجاحع .(3)اقتبست منو نارا , واقتبست منو عمما أيضا أؼ استفدتو "

مف القرآف , عندما قاؿ : إف الناس يستحسنوف أف يكوف في الخطب آؼ مفيوـ االقتباس إلىحيث يستدؿ مف كالـ الجاحع اختصاص .(4)فإف ذلؾ يورث الكالـ الحسف والبياء والوقار

. إليو شارةاإلوالذؼ تجب االقتباس بالنثر , الذؼ ىو خالؼ التضميف الذؼ ذكرناه آنفا

عمى أف الكثير مف النقاد والبالغييف لـ يفرقوا بيف ىذيف المصطمحيف حيث أنيما "يدخالف ولكف الذؼ يتضح لدؼ أف االقتباس خاص بالشعر والشعراء ,(5)تحت دائرة األخذ المشروع "

حيث يعمد الشاعر إلى أخذ جزء مف بيت أو أكثر مف قصيدة ليدمجيا في قصيدتو مع ف كانت مشيورة فال بأس أف ال يصرح , أما إلى ىذه األبيات إف لـ تكف مشيورة اإلشارة , وا

عمى أنو مف االقتباس فيكوف فيو األخذ مف القرآف الكريـ والسنة النبوية إلى النثر والشعر .مف "العمماء عمى أف تضميف الكالـ المنثور مف إجماعالمنصف أف نذكر أف ىناؾ شبو

.(6)أو الحديث يسمى اقتباسا"آؼ الذكر الحكيـ

.93( رجاء عيد , لغة الشعر , ص(1

.7/ 27( سورة النمل : (2

4/3510ابف منظور , لساف العرب , ( 3)

.1/80ـ, 2008ينظر : الجاحع , البياف والتبييف , تحقيق درويش جويدؼ , بيروت , المكتبة العصرية , (4)

.24في العربية ,ص أحمد حسف حامد : التضميف (5)

.28صالسابق : (6)

25

االقتباس مف كتاب هللا عمى ثالثة أقساـ :وقد جعل ابف حجة الحموؼ في خزانتو

. مقبوؿ : وىو ما كاف في الخطب والمواعع

. مباح : ما كاف في الغزؿ والرسائل والقصص

: مردود : وىو عمى ضربيف

مػرواف أنػو وقػع عمػى مطالعػة فييػا شػكاية لى نفسو ,كمػا ورد عػف أحػد بنػي إ ما نسبو هللا تعالى -ـ إف عمينا حسابيـ , إف إلينآ إيابيـ ﴿مف عمالو (1) ﴾ث

.(2)ذكر مثالو فتضميف آية قرآنية في معنى ىزؿ ال يحس -

ويكوف االقتباس عمى نوعيف

:قوؿ اإلماـ الشافعي يخرج بو المقتبس عف معناه , ومنو الاألوؿ :

وأشيد معشرا قد شاىدوه ا ػذي استقرضت خط ػني بالػأنم نت لجلؿ ىيبتو الوجوهػع اػػلؽ البرايػػػإف هللا خػػف ديفػػداينتـ بػوؿ إذا تػقػػي

(3)إلى أجل مسمى فاكتبوه

ف آمنػوا إذا يػا أييػا الػذي ﴿ فقد اقتبس الشافعي آية مف آيات القػراف الكػريـ , فػي قولػو تعػالى : سمى فاكتبوه .(4)﴾تداينتـ بديف إلى أجل م

الشاعر :يخرج بو المقتبس عف معناه , ومنو الثاني :

ما أخطأت في منعي ؾ لئف أخطأت في مدح

.27, 26/ 88( سورة الغاشية : (1

.591ص ,دار صادر , بيروت , 1ط , ة األربخزانة األدب وغاي :تقي الديف الحموؼ ( 2)

.125ص ـ, 2005,دار المعرفة , بيروت , 3ط, ديواف ال :( الشافعي (3

.282/ 2( سورة البقرة : (4

26

(1)زرع بواد غيػر ذي لقد أنزلػت حاجاتػي

أما المعنى األصمي يرجى نفعو , عف الرجل الذؼ الكناية الشطر الثاني مف البيت الثاني فيتي بواد غير ذي زرع ﴿اآلية الكريمة يوف الذؼ خرج الشاعر عنو ي أسكنت مف ذر بنا إن ر

ف عند بيت ـ وارزقيـ م ف الناس تيوي إليي لة فاجعل أفئدة م ـ ربنا ليقيموا الص ؾ المحرـ يشكروف .(2) ﴾الثمرات لعمي

وردت فػػي القػػرآف الكػػريـ بمعنػػى " , فقػػدفقولػػو " بػػواد غيػػر ذؼ زرع " : اقتبػػاس مػػف القػػرآف الكػػريـ كػػة المكرمػػة " , إذ ال مػػاء فييػػا وال نبػػات , فنقمػػو الشػػاعر عػػف ىػػذا المعنػػى الحقيقػػي إلػػى معنػػى م

. مجازؼ , ىو : " ال نفع فيو وال خير "

وىػػو مػػا نجػػده أيضػػا بكثػػرة فػػي الشػػعر المعاصػػر والحػػديث , فمػػثال يقػػوؿ الشػػاعر أمػػل دنقػػل فػػي قصيدتو "ال تصالح":

ال تصالح

ولو قاؿ مف ماؿ عند الصداـ

(3)" ما بنا طاقة المتشاؽ الحساـ "

أحػػػد األشػػػخاص فػػػي قصػػػة حػػػرب لمقولػػػة تضػػػميف " مػػػا بنػػػا طاقػػػة المتشػػػاؽ الحسػػػاـ فعبػػػارة "حيػا , كميػب ف يعػود, وىذه المقولة جرت مجرػ القوؿ ال الفعل , والدليل بأنيـ طالبوا بػأالبسوس

أما اآلف فػالعكس ىػو الصػحيح , فيػذه المقولػة تتجسػد فػي الواقػع والفعػل , وىػو اسػتخداـ عكسػي

.265ومي : الديواف , تحقيق:عبد القادر المازني , صابف الر ( (1

. 37/ 14( سورة إبراىيـ : (2

. 330ـ , ص1987, القاىرة , مكتبة مدبولي , 3( أمل دنقل , األعماؿ الشعرية , ط 3)

27

وىدؼ الشاعر ىنا توليد داللة معاصرة متناقضة مػع الداللػة يتناقض مع الرغبة والحس والرؤية , .(1)التراثية المرتبطة بالنص

تضميف , أف النقاد القدماء اعتبروا السرقات "عيبا مف ويمكف التفريق بيف السرقات الشعرية والالعيوب الشعرية , أما التضميف فيو عممية مستحسنة تعامل بيا الشعراء ... والسرقة يكوف األخػذ فييػػا واضػػحا جميػػا , أمػػا التضػػميف فيػػو عبػػارة عػػف توظيػػف كممػػة أو عبػػارة أو مثػػل لغػػرض شػػعرؼ

.(2)يستوفي ما يتوخى إليو الشاعر "

لتضميف واالقتباس يدخالف تحت دائرة التناص , فاالقتباس يشكل رافدا ميما وأساسيا مف روافده وا. (3)سواء كاف ذلؾ بنقل الممفوظ أو الفكرة أف التضميف يشكل رافدا ميما آخر , كما

ـ, 2002, عماف , دار الجناف , 1( انظر : عماد الخطيب , مبادغ النقد التطبيقي , تقديـ كماؿ جبرؼ , ط 1) . 106ص

.83ـ, ص 2011, عماف , دار جرير , 1ربى الرباعي : البالغة العربية وقضايا العصر , ط (2)

التناص بيف التراث والمعاصرة , مجمة جامعة أـ القرػ , الجزء الثاني , المجمد ,نور اليدػ لوشف ينظر : ( (3 .1029ـ, ص2003, 26, العدد 15

28

: االستدعاء

رتكاز في كاف التراث وال يزاؿ متكأ كبيرا وينبوعا ال ينضب لمشعراء , فقد كاف عميو كبير االء في قصائدىـ , فمنو استمدوا القيـ مموحيف فييا في نة بو لمتعبير عف المواقف واآلرااالستعا

تيـ الشعرية , ايحاءواقف واألقواؿ التراثية في إفضاء شعرىـ الواسع , فاستدعوا الشخصيات والمروف في استعماليا كما ويعد االستدعاء مف التقانات الفنية التي أبدع الشعراء المحدثوف والمعاص

, سواء لمتعبير بيا عف مواقف موازية , أو مواقف تناقض الموروث .

االستدعاء بالعمـ سواء كاف ىذا العمـ االستدعاء عبر ثالثة طرؽ ىي آلياتويمكف تحديد اسما مباشرا , أو لقبا , أو كنية , واالستدعاء بالدور الذؼ قامت بو الشخصية , واالستدعاء

يعتبر السياؽ الذؼ ترد فيو الشخصية ىو الوسيمة الوحيدة المتوفرة لمقارغ ليحدد مف و بالقوؿ , كما ويتطمب االستدعاء بالكنية والدور , إذا كانت عمما ىي الشخصية المستدعاة في النص

.(1)معرفة واسعة وا عماؿ فكر لمتوصل إلى ىذه الشخصية

ما يتالئـ إال يوظف مف مالمحيا كما أف الشاعر عندما يوظف " شخصية تراثية فإنو الوطبيعة التجربة التي يريد التعبير عنيا مف خالؿ ىذه الشخصية , وىو يؤوؿ المالمح التأويل

2الذؼ يالئـ ىذه التجربة , قبل أف يسقط عمييا األبعاد المعاصرة التي يريد إسقاطيا عمييا"

د القصيدة بالتكثيف الداللى استعماؿ الشخصيات التراثية يصل الماضي بالحاضر , ويم إفالذؼ يريده الشاعر , فآليات االستدعاء "يجب أف تكوف مندمجة ومتفاعمة مع بنية النص بمستوياتو المختمفة وفقا لداللتو الكمية , فالشاعر يممؾ آليات استدعاء متعددة يتخير منيا ما

.(3)لي داخل السياؽ"مع بنية النص , بحيث يكوف آللية االستدعاء نفسيا دور دال يتالءـ

ص الشعرؼ دراسة في توظيف الشخصيات التراثية , مصر , الييئةينظر : أحمد مجاىد , أشكاؿ التنا (1) .20-15ـ, ص1998المصرية العامة لمكتاب ,

عمي عشرؼ زايد : استدعاء الشخصيات التراثية في الشعر العربي المعاصر , القاىرة , دار غريب , (2) .190ـ , ص2005

.20السابق : ص (3)

29

ويمكننا أف نمثل الستدعاء الشخصية بالدور الذؼ قامت بو في قوؿ الشاعر أمل دنقل في لو قصيدة البكاء بيف يدؼ زرقاء اليمامة عندما استدعى دور عنترة العبسي واستعرض أعما

أحد عبيدىا : الموكمة لو داخل القبيمة كونو

ظممت في عبيد عبس أحرس القطعاف

صوفياأجتز

أرد نوقيا

أناـ في حظائر النسياف

طعامي ، الكسرة ، والماء وبعض التمرات اليابسة

وىا أنا في ساعة الطعاف

ساعة أف تخاذؿ الكماة والرماة والفرساف

دعيت لمميداف

أنا الذي ما ذقت لحـ الضاف

أنا الذي ال حوؿ لي أو شاف

أنا الذي أقصيت عف مجالس الفتياف

(1)ولـ أدع إلى المجالسةأدعى إلى الموت

" فآليػػة االسػػتدعاء قػػد تناسػػبت تناسػػبا واضػػحا مػػع داللػػة السػػياؽ , ألف االسػػـ المباشػػر لعنتػػرة بػػف شداد يحظى بقدر كبير مف صفات العػزة والشػرؼ ال تتناسػب مػع عػالـ العبوديػة والػذؿ, الػذؼ يمػح

وديػػة فػػي قولػػو : ظممػػت فػػي مصػػاحبا لػػدور العب كمػػا أف ذكػػر قبيمػػة عػػبس الشػػاعر عمػػى تصػػويره ,

124, ص 123األعماؿ الشعرية , ص :( أمل دنقل (1

31

عبيػػد بنػػي عػػبس , يػػوحى بػػأف دور العبوديػػة دور مخصػػص لعامػػة الشػػعب , ولػػيس مقصػػورا عمػػى .(1)عنترة وحده"

و لشخصية زرقاء اليمامة ى بشدة في عنواف قصيده في استدعائالشاعر أمل دنقل قد تماى أفكما , كذلؾ فعل الشاعر وقاـ بدور إليياغوا التي نبيت قوميا مرارا وتكرارا ولكف اتيموا عقميا ولـ يص

الزرقاء مف التنبيو والتحذير المحدؽ بأبناء أمتو ولكف ما مف مجيب .

. 89ص, أشكاؿ التناص :( أحمد مجاىد (1

31

. المبحث الثاني التناص غير المباشر

أيضػػػا التنػػػاص الالشػػػعورؼ أو تنػػػاص الخفػػػاء وقػػػد يكػػػوف وىػػػو مػػػا يمكننػػػا أف نطمػػػق عميػػػوػ فػي نصػو الػذؼ يكتبػو , ويحتػاج ىػػذا المؤلػف غيػر واع بحضػور الػنص أو النصػوص األخػر

طػػػالع واسػػػعيف لػػػى معرفػػػة وا تحتػػػو التممػػػيح درجوينػػػ التنػػػاص إلػػػى ثقافػػػة واسػػػعة عنػػػد الباحػػػث وا والرمػػػز والتمػػػويح واإليمػػػاء واإلشػػػارة , وىػػػو عمميػػػة شػػػعورية يقػػػـو بيػػػا األديػػػب باسػػػتنتاجات مػػػع

براز أفكار معنية يوحي بيا ويرمز إلييا في نصو الجديػد, وتعتمػد ىػذه النص المتداخل معو وا األنماط عمى فيـ المتمقي وتحميمو لمنص .

التنػاص الخػارجي وقد تحدث عف ىذا النوع مف التناص الدكتور دمحم عزاـ تحػت عنػواف ويعرفو قائال : " بأنو حػوار بػيف نػص ونصػوص أخػرػ متعػددة المصػادر والمسػتويات وعمميػة

وخاصػػػة إذا كػػػاف الػػػنص مبنيػػػا بصػػػفة حاذقػػػة استشػػػفاؼ التنػػػاص الخػػػارجي ليسػػػت بالسػػػيمة , ولكنيػػػا ميمػػػا تسػػػترت واختفػػػت فػػػػال تخفػػػى عمػػػى القػػػارغ المطمػػػػع الػػػذؼ بإمكانػػػو إعادتيػػػا إلػػػػى

فاللتقػػاط ىػػذا النػػوع ىػػذا الػػنمط مػػف التنػػاص صػػعب عمػػى القػػارغ البسػػيط , و. (1)مصػػادرىا " ة واسعة حتى يستطيعثقاف ا وذامف التناص مف بيف ثنايا النص يجب أف يكوف القارغ متمرس

الوصوؿ إلى المصادر التي تناص معيا الكاتب .

وقد أشارت )نيمة األحمد( إليو قائمة:" وليس بالضػرورة أف يػأتي التنػاص الخػارجي تناصػا حرفيا ,مثػػل التنػػاص الػػداخمي بػػل يمػػارس عميػػػو تحريػػف أو تشػػويش أو خػػرؽ وبآليػػات مختمفػػػة

"(2).

, وألمػػػح : اخػػػتمس النظػػػر , وقػػػاؿ بعضػػػيـ , لمػػػح : نظػػػر, لغػػػة : لمػػػح إليػػػو لمحػػػا التممػػػيح : -1 .(3والممحة : النظرة بالعجمة )

32نظر : دمحم عزاـ , النص الغائب , صي( (1

مؤسسة اليمامة الصحفية , السعودية ,عدد اعل النصي , مجمة كتاب الرياض , نظر : نيمة األحمد التفي( (2 .284ص ,ـ104,2002

.2/584( ابف منظور , لساف العرب , مادة لمح , (3

32

" ىػو أف يشػير المػتكمـ فػي أثنػاء كالمػو ومعػاطف شػعره أو خطبػو إلػى مثػل سػائر أو اصػطلحا : (.1)شعر نادر أو قصة فيممحيا فيوردىا لتكوف عالمة في كالمو , وكالشامة في نظامو "

لمباشر أو غير المباشر في الشعر والنثر إلى قصة معمومة أو مثل سائر أو بيت اإليماء اأو ىو .(2)مشيور مف الشعر مف غير تفصيل

قاؿ عنو السبكي في عروس األفراح : التمميح أو التمميح , وىو اإلشارة فػي الكػالـ إلػى قصػة وقد (.3) أو مثل أو شعر مف غير ذكره , ومثاؿ ذلؾ قوؿ أبي تماـ :

ألمت بنا أـ كاف في الركب يوشع ما أدري أأحلـ نائـفوهللا فقد أشار أبو تماـ إلى قصة يوشع بف نوف فتى سيدنا موسى وقصتو في استيقافو الشمس .

وأما اإلشارة إلى الشعر ففي قوؿ الشاعر :

أرؽ وأحفى منؾ في ساعة الكرب لعمرو مع الرمضاء والنار تمتظي ور إشارة إلى البيت المشي

كالمستجير مف الرمضاء بالنار المستجير بعمرو عند كربتو الرمز : -2

فتيف أو العينيف أو الحاجبيف أو أؼ شيء كاف ") (.4رمز إليو رمزا : أومأ وأشار بالشـ الناس ثلث ﴿قاؿ تعالى : بؾ قاؿ رب اجعل لي آية قاؿ آيتؾ أال تكم ـ إال رمزا واذكر ر ة أيا

(.5)﴾كثيرا وسبح بالعشي واإلبكار

.3/171حيى اليمني , الطراز , ( ي(1

.1/338منشورات دار الكتاب, 3( ينظر : القزويني , اإليضاح في عمـو البالغة , شرح دمحم خفاجي ,ط (2

.2/436ينظر : السبكي , عروس األفراح , ((3

يا , المكتبة اإلسالمية, ترك3( مجمع المغة العربية:المعجـ الوسيط,أخرجو إبراىيـ مصطفى وآخروف, ط(4,1/372 .

.3/41سورة آؿ عمراف : (5)

33

والرمز في الكالـ السابق ىو اإلشارة ذات المغزػ المحدد التي تحمل داللة معينة ويحتاج فيـ الدالالت المشار إلييا إلى بعض الجيد العقمي لتحصيل ما يراد بيا .

ف رشيق في كتابو العمدة الرمز ضمف باب اإلشارة فقاؿ " واإلشارة مف غرائب الشعر وقد جعل ابوممحو , وبالغة عجيبة تدؿ عمى بعد المرمى وفرط المقدرة . وليس يأتي بيا إال الشاعر المبرز , والحاذؽ الماىر . وىي في كل نوع مف أنواع الكالـ لمحة دالة , واختصار وتمويح يعرؼ

(.1ناه بعيد مف ظاىر لفظو ")مجمال , ومع

وقد عرؼ النقاد الرمز بأنو "عالمة تعتبر ممثمة لشيء آخر ودالة عميو , فتمثمو وتحل معو . ما كاف , وىو عالمة محسوسة قيـ أؼ شيء آخر يرمز إليو كائف والرمز يمتمؾ قيما تختمف عف

( .2تذكر بشيء غير حاضر")

ز "مف رغبتو في إخضاع جميع األنظمة الداللية واستغالليا في وقد نبعت حاجة اإلنساف لمرمبناء المعنى... فاألحداث والظواىر واألشياء ال يمكف أف تحقق وظيفتيا الثقافية إال مف خالؿ

(.3قدرتيا عمى إثارة المعنى داخل النص ")

نما دفعو إلى إعماؿ فكره الس تنباط المعاني ولجوء الشاعر لمرمز ليس ىدفو إجياد القارغ , وا المراد توصيميا. ويمجأ الشاعر إلى الرمز في حاالت عدـ تمكنو مف إبالغ مراده صراحة كخوفو مف حاكـ , أو سمطاف , وقد لجأ األدباء القدماء إلى توصيل انتقاداتيـ لمسمطاف أو ألولياء

عور بالعجز األمور عف طريق الحكاية عمى لساف الحيواف , وذلؾ إليصاؿ مرادىـ لمناس فالش عف التصريح ,

أو الخوؼ مف عاقبة التصريح نفسو إضافة إلى الرغبة في التفوؽ بالظيور عف طريق إلباس (. وفي ذلؾ يقوؿ 4الشعر حمة الغموض شكمت عوامل أساسية لظيور الرمز في العالـ العربي)

بة إلحساس الدكتور عبد القادر أبو شريفة : " أما الرمز في األدب الحديث فأصبح استجا

.1/304( ابف رشيق : العمدة , (1

.2/488 ,( دمحم التونجي : المعجـ المفصل في األدب (2

.70ـ ,ص2009طراد الكبيسي : مدخل في النقد األدبي , بدوف طبعة , دار اليازورؼ العممية , عماف , ((3

,دار الحكمة , 1وية والموسيقية في الشعر الفمسطيني المعاصر , طينظر : يحيى زكريا األغا , البنية المغ ((4 .277ـ , ص2000خاف يونس ,

34

حضارؼ , أو تقميدا لممبدعيف أو لبعض المدارس األدبية الغربية , أو تميفا لما ىو جديد وعصرؼ , أو خوفا مف السمطة , أو نوعا مف التداعي الحر لممعاني , أو رغبة مف الشاعر في

عمق . فرأػ أف يجيد المتمقي في تحميل رموزه , أو ىربا مف المباشرة وتجنبا لمتسطح وعدـ التالشعراء في الرمز مادة لمشعر الحديث بما يثيره مف صور لدػ القارغ أو بما يستحضره مف حكايات أو قصص أو أفكار ... يكثفيا بكممات قميمة ولكنيا ال تزاؿ تحمل حيف فكيا وتحميميا

و يوسع المغة أبعادا كثيرة . والقارغ حيف يباغتو الرمز فإنو يمفت انتباىو ... ومف جية أخرػ فإنووجود الرمز في العمل الشعرؼ أو األدب ككل لو تأثير عمى نفس 1عمى الشاعر والمتمقي"

القارغ ودفعو لمبحث والتنقيب عف الفكرة المراد توصيميا . فالرمز أحد أىـ الوسائل التي يمجأ إلييا ضل طريقة ممكنة األديب أو الشاعر " لمتعبير عف أحاسيسو الشعورية والالشعورية ... فيو أف

لمتعبير عف شيء ال يوجد لو أؼ معادؿ لفظي أما حقيقتو وكنيو فيو إشارة إلى شيء حسي, أو حادثة ما , أو كممة ما , إلى شيء آخر عقمي أو باطني يختاره الشاعر كي يؤثر في نفس

(.2المتمقي ")

يا في ثنايا النص ويمكف وصف الرمز بأنو المغة الثانية لمنص المتروكة لمقارغ لينقب عننفسو مستعينا بما في النص مف تمميحات أو إشارات مما وضعو الشاعر في ثنايا قصيدتو ذات داللة تعيف عمى فيـ المعنى ودور القارغ ىنا البحث عف شفرة النص لفؾ رموز المغة الغامضة

وراء النص . حتى تصبح دالالتيا حرة طميقة . فالرمز" ىو ما يتيح لنا أف نتأمل شيئا آخر يحاء . إنو المغة التي تبدأ حيف تنتيي لغة القصيدة أو فالرمز ىو قبل كل شيء , معنى خفي وا ىو القصيدة التي تتكوف في وعيؾ بعد قراءة القصيدة . إنو البرؽ الذؼ يتيح لموعي أف يستشف

. وصناعة الرموز (3عالما ال حدود لو , لذلؾ ىو إضاءة لموجود المعتـ , واندفاع نحو الجوىر ")في الشعر العربي الحديث تتبع آليات أقل كثافة وأكثر شفافية تعنى أوال بإيصاؿ الداللة لممتمقي

( . فاإلبياـ التاـ والغموض المطمق يفقد النص قيمتو 4وال تعتمد عمى اإليحاء المبيـ العميق)

.65تحميل النص األدبي , ص إلى( عبد القادر أبو شريفة وآخروف : مدخل (1

.63صالسابق : ( (2

.160, ص ـ1978 , دار العودة , بيروت 2ط, ( أدونيس : زمف الشعر (3

ـ, 1998اليب الشعرية المعاصرة , بدوف طبعة , دار قباء لمطباعة,القاىرة ,( ينظر: صالح فضل ,أس(4 .112ص

35

مجيدا يدور في حمقة مفرغة األساسية المتمثمة في اإلفادة واإلمتاع لمقارغ وذلؾ بجعل القارغ "وحتى تكوف المغة وجدانية موحية يتبعوف وسيمة رمزية ... وىي بحثا عف المعاني والدالالت

إضفاء شيء مف الغموض واإلبياـ عمى الصورة الشعرية بحيث ال تغيب في الغموض كميا ,بل يف الشاعر عمى انتقاء (. وارتباط الرمز بالواقع أو بالمجتمع يع1تشف عف داللتيا لممتأمل ")

وتوظيف رموزه كما يعيف المتمقي عمى سبر أغوار ذلؾ الرمز ." فالرمز الشعرؼ لو عالقة بالواقع المادؼ المحسوس حيف يتحوؿ ىذا الواقع إلى ممكات شعرية منبعيا النفس , فينحو الرمز مف

معقدة بيف طرفيو , بحيث خالؿ التفاعل بيف طرفيو , ومف خالؿ العالقة التي ربما تكوف أحيانا ( . فالمعطيات الثقافية واإلنسانية تمثل المرتكز 2ال يمكف أف يستغني أحدىما عف اآلخر")

(.لذلؾ استخدـ غصف الزيتوف رمزا لمسالـ , 3األساسي لدالالت الرمز وما يسعى إلى تحقيقو )لمشؤـ والخراب , عمى عكس ما واألـ رمزا لمعطاء والحناف , والحمل لموداعة , والبوـ عند العرب

يرمز بو الغرب لمبوـ فيو رمز الحكمة والذكاء عندىـ . واالختالؼ واالتفاؽ في ما يشير إليو الرمز نابع مف ثقافة المجتمع اإلنساني الذؼ ينتمي إليو الرمز , مع إمكانية التقاء دالالت الرموز

(.4ع والفراشة لمطيش)عند األمـ كنظرتيـ لألفعى رمزا لمخبث والثعمب لمخدا

والرموز في مجمميا وبما توصمو مف دالالت عميقة تميد لقياـ عالقة وثيقة بيف المغة والجو النفسي أؼ العاطفة المسيطرة عمى الشاعر عند الكتابة وعاطفة المتمقي عند تعاطيو لمنص

(.كما أف 5العاطفة ")لذلؾ ال يمكف " إغفاؿ طبيعة الرمز ذاتو والعالقة التي يقيميا بيف المغة و الرمز يرتكز عمى مستوييف " أحدىما حسي واآلخر معنوؼ , وليذا ال بد مف وجود عالقة بيف ال فقد الرمز قيمتو كرمز أوال , وكقيمة معنوية وغنية في النص ثانيا , وذلؾ ىذيف المستوييف وا

(.6حتى تستطيع صيغة الرمز أف تعالج اليدؼ منيا ")

.64تحميل النص األدبي ,ص إلى( عبد القادر أبو شريفة وآخروف : مدخل (1

.277: البنية المغوية والموسيقية في الشعر الفمسطيني المعاصر , صاألغا( يحيى زكريا (2

.63تحميل النص األدبي , ص إلىوآخروف , مدخل ينظر : عبد القادر أبو شريفة ((3

.63صالسابق , ( ينظر : (4

.114( صالح فضل : أساليب الشعرية المعاصرة , ص(5

.277: البنية المغوية والموسيقية في الشعر الفمسطيني المعاصر ,صاألغا( يحيى زكريا (6

36

ضع النقاد معايير نقدية لقياس الرمز في النص الشعرؼ ارتكزت ىذه المعايير بصورة وقد و أساسية عمى الطوؿ الذؼ يتمتع بو الرمز في النص الشعرؼ , وعمقو مع االعتماد عمى درجتي الكثافة الداللية لمرمز , ومدػ انتشاره فمف الممكف أف يستغرؽ الرمز كل القصيدة أو جزءا ىاما

(.1في عدة أبيات أو مقاطع ) منيا أؼ

وقد صنف النقاد الرمز إلى ثالثة أصناؼ ىي: وىو الذؼ يبتدعو الشاعر , وتبقى معرفتو لدػ القارغ ظنية قائمة عمى الرمز الشخصي :

التخميف والثقافة المتخصصة . وىو الذؼ يمكف فيمو مف السياؽ . الرمز السياقي : (.2: وىو الرمز األسطورؼ , والديني , والتاريخي , والشعبي ) الرمز التقميدي

إف مصػػطمح الرمػػز قػػد تعػػرض إلػػى الكثيػػر مػػف التضػػاربات واالختالفػػات بػػيف الدارسػػيف حسػػب

كل ما يحل محػل شػيء آخػر فػي الداللػة عميػو , ال ىو بعمومورؤية كل واحد منيـ " فالرمز نما .(3)" أو وجود عالقة عرضية أو متعارؼ عمييا باإليحاءبطريقة المطابقة التامة , وا

" والرمػػز الشػػعرؼ مػػرتبط كػػل االرتبػػاط بالتجربػػة الشػػعورية التػػي يعانييػػا الشػػاعر , والتػػي تمػػنح األشياء مغزػ خاصا... والشاعر يستخدمو في األساس كمحاولة القتناص حقائق ومعػاني ال

.(4)يستطيع التعبير المباشر المحاؽ بيا "

اعر عبد الرحمف بارود يرمز إلى الييود بما وصػفوا بػو مػف صػفات عبػر التػاريخ مػف فيذا الش قصتيـ المشيورة بذبح البقرة , وقتميـ األنبياء بقولو :

ر ش الب ني في ب األياـ ؿ داو ي ف م حاف ب س

.114( ينظر : صالح فضل , أساليب الشعرية المعاصرة , ص(1

. 65ينظر : عبد القادر أبو شريفة وآخروف , مدخل إلى تحميل النص األدبي , ,ص ((2

.552ـ , ص1974( مجدؼ وىبة : معجـ المصطمحات األدبية , بيروت , مكتبة لبناف , (3

ددعالمجمة الجمعية العممية اإليرانية , ب واستدعاء الشخصيات القرآنية , ( محسف بيشواؼ , رمزية السيا(4 3ص , ىػ1358, الخامس

37

ر ق الب ق .. يا عاش ماف الز ف و ع ر ف ت ح ب ص أ ر ش الب ل آك .. يا ماف الز قاروف ت ح ب ص أ

ر ط الب ف عمى م .. أ ماف الز الوت ج ت ح ب ص أ (1)ر ت والكو الت .. ى يف ى و يا ك ت ح ب ص أ

, ـ 2010, مؤسسة فمسطيف لمثقافة , دمشق 1األعماؿ الشعرية الكاممة , ط , ( عبد الرحمف بارود(1 .309ص

38

. المبحث الثالث : تقانات التناص

الشاعر في قصيدتو , وتكوف مف خالؿ عمميتيف أساسيتيف ىما : إليياوىي اآللية التي يعمد , بػل تػػتـ يػػتـ إبداعػو مػف خػالؿ رؤيػػة الكاتػب أو الشػاعرحويػل, أؼ أف الػنص ال والت االمتصػاص

شػػػػكل مػػػػف مجمػػػػوع تأخػػػػرػ , ممػػػػا يجعػػػػل التنػػػػاص ي أو فنيػػػػة والدتػػػػو مػػػػف خػػػػالؿ نصػػػػوص أدبيػػػػة . (1)استدعاءات خارج نصية , يتـ إدماجيا وفق شروط بنيوية خاضعة لمنص الجديد

إنتاج إعادة, فكما عرفنا التناص سابقا ىو وتعتبر التقنات السمة المميزة لمنص المتناصلنصوص سابقة ومعاصرة فكل نص يتميز عف غيره بما يحويو مف نصوص تختمف أو تتفق في

مع النصوص األخرػ وذلؾ طبقا لكيفية امتصاص النصوص وتحويميا . أجزائيابعض

نسػاف فػال حيػاة لػو دونيمػا " فالتناص إذف لمشاعر , بمثابة اليواء والماء والزمػاف والمكػاف لنلذلؾ وال عيشة لو خارجيما , وعميو فإنو مف األجدػ أف يبحث عف آليات ال أف يتجاىل وجػوده ىروبػا

.(2)إلى األماـ "

مكل نص آلياتو التناصية الخاصة ف, جميعا ليس مف السيل تحديد آليات لمتناص والصحيح أنو إلى الدكتور دمحم مفتاح, وقد أشار لمنص مية يتأو لاو المكثفة قراءة ال يمكف استنتاجيا بعدالتي ,

.(3)ينجز تشخيصا كافيا لتمؾ اآلليات " " أنو مف الصعب عمى باحث واحد أف

.124دمحم مفتاح , تحميل الخطاب الشعرؼ , ص ((1

.125ص السابق :( (2

.94, صـ1987, الدار البيضاء , مركز الثقافة العربية , 1دمحم مفتاح : دينامية النص , ط (3)

39

فالتنػػػاص أمػػػر ال مفػػػر منػػػو سػػػواء كػػػاف بػػػوعي الشػػػاعر أو عمػػػى غيػػػر قصػػػد منػػػو , ومػػػف اآلليػػػات والتقانات التناصية يمكننا سرد اآلتي :

.التوسع ـ أوالتضخي .1

يػو يػتـ تنميػة الػنص مػف خػالؿ االسػتطراد توليػػد عناصػر دالليػة جديػدة يراىػا الشػاعر فػي نصػػو وف .1وقد تكوف ىذه العناصر كامنة في النص أو غير موجودة أصال

يعطي النص أكثر مف حجمػو مػع اسػتنطاؽ كػل مػا , حيث وفي النص تتـ عممية االستنطاؽ .(2) فيو وكل ما ليس فيو

التحرير : .2

نطبق ىذه حرير الكتابي لما ليس كتابيا , وتالت باألصلح الكتابة بعدا لفظيا , وىو وىو منوالفف التشكيمي حيث يعمد بعض كاألدب األدبية األجناساآللية مف التناص عمى ما يكوف بيف

.(3) لرسومات التي تمنح النص بعدا آخراالستعانة ببعض ا إلىالكتاب

الخطية : .3

كمػػا أؼ الكتابػػة بشػػكل أفقػػي , محكومػػة باسػػتمرارية النصػػوص أفقيػػا الكتابػػة ظػػاىرة خطيػػة , وىكػػذا يتقػػدـ الػػنص تػػدريجيا فػػي معظػػـ المغػػات , أو عموديػػا كمػػا فػػي المغػػات اليابانيػػة والصػػينية

" وبالتػػالي يعمػػد الكاتػػب إلػػى مػػا يشػػبو تسػػوية لعناصػػر الػػنص األصػػمي , ( 4)ويكتسػػب تعدديتػػو ناصػػر نصػػو الجديػػد فػػي فضػػاء الصػػفحة وداخػػل حػػدودىا الماديػػة الػػذؼ يتناصػػو أو يناصصػػو , وع

.54ينظر : كاظـ جياد , أدونيس منتحال , ص (1)

.294نظر : نيمة األحمد , التفاعل النصي , ي( (2

.51ينظر : كاظـ جياد , أدونيس منتحال , ص (3)

. 292( ينظر : نيمة األحمد , التفاعل النصي , ص (4

41

.... بقػػػدر أف يفيػػػد مػػػف بػػػدائل أخػػػرػ , تشػػػوش تراتػػػب المقػػػاطع أو التوكيػػػد عمػػػى بعػػػض األسػػػطر . (1)بطبعيا بحروؼ مختمفة مائمة أو سمينة "

الترصيع : .4

واختػػػزاؿ التعارضػػػاتوفيػػػو يعمػػػد الكاتػػػب الػػػى ترصػػػيع عناصػػػر الػػػنص القػػػديـ فػػػي نصػػػو ىػػػو وؼ تماسػػؾ مػا داخػل عبػػارة تضػمف بتماسػػكيا النحػالتركيبيػة بػيف النصػػيف فيػتـ الػػربط بػيف النصػػيف إ

, أو إقامػػة جسػػور وصػػالت بينيمػػا تعتمػػد فػػي األسػػاس عمػػى وحػػدة الداللػػة , وعمػػى قػػدر النصػػيف ارتباط النص الجديػد بالقػديـ ومػا يفتحػو مػف تنافػذات يمكػف تقسػيـ ىػذا النػوع إلػى ثالثػة أقسػاـ ىػي

نافذ كنائي أو تناظرؼ , تنافذ استعارؼ , مونتاج ال تنافذ فيو .ت

: المبالغة .5

تقػود إلػي عنػى والمغػاالة فيػو نوعيػا , كمػا المبالغػة فػي الم عمػى األساستقوـ ىذه العممية في وقػػد يسػػقط اإللحػػاح عمػػى الشػػيء فػػي أو مزجػػو لفمسػػفة غيػػر متضػػمنة فيػػو , تعميػػق األثػػر إيجابيػػا

لػػػى كاريكاتوريػػػة االعتقػػػاد بمعكو سػػػو , ومػػػا يػػػدفع الخطػػػاب أحيانػػػا بتضػػػخيمو ىنػػػا إلػػػى الضػػػحؾ وا .(2)خالصة

: القمب أو العكس .6

ىو الصيغة الشائعة في التناص , خاصة في المحاكاة الساخرة , حيث إف تضاده يذىب و بعكس الخطابات األصمية الداخمة في عالقة تناصو ويتضمف :

قمب موقف العبارة أو أطرافيا : - أ ابف المعتز في قمبو لقصيدة امرغ القيس :كقوؿ

. 51أدونيس منتحال , ص :( كاظـ جياد (1

.55ص السابق ,نظر : ي( 2)

41

(1)ومػنػزؿ بسػػقػط المػػوى بيف الدخػوؿ فحػومل حبيبقفا نبؾ مف ذكري

فقاؿ ابف المعتز في تضمينو :

(2)بسقػػط المػوى بػيف الػدخػوؿ فحػومػػل أؼ مػف وصػف عػكاظ ومػنزؿ

نجد السخرية منػو لشعرية , فبدال مف البكاء والوقوؼ عمى األطالؿ , األبيات ا الشاعرحيث قمب .وىو ما يعتبر قمبا لمموقف مف ىذا الوقوؼ

قمب القيمة : - ب وتكوف بقمب مواقف النص المقدس سواء في التوارة , اإلنجيل , القرآف .

: وفيو المحاكاة الساخرة لمشاعر أحمد دحبور في قصيدتو ) حكمة الطوفاف (

(3)ف في الجياع يجئؾ سيل مف فيافيوأذ

النػاس بػالح يػأتوؾ رجػاال وعمػى فػي وأذف ﴿فنراه في ىذه العبارة قػد تنػاص مػع اآليػة القرآنيػة : (.4) ﴾ كل ضامر يأتيف مف كل ف عميق

سػػػيدنا إبػػػراىيـ أف يصػػػعد فػػػوؽ جبػػػل عرفػػػة فاآليػػة القرآنيػػػة فييػػػا أمػػػر مػػػف هللا سػػػبحانو وتعػػػالى إلػػػى وينادؼ في الناس ألداء فريضة الحج .

بينمػا دحبػور قػد قمػب اآليػة فػي محاكػاة سػاخرة ليظيػر لنػا مأسػاة الشػعوب العربيػة التػي تعػاني مػػف الفقر والذؿ والجوع , وأنؾ عند مناداتؾ ليـ سوؼ يأتوؾ مف جميع الفيافي والبقاع .

.25( امرغ القيس : الديواف , ص(1

.378ص ,دار صادر ,بيروت , ديواف: الابف المعتز ( (2

351األعماؿ الكاممة , ص : أحمد دحبور( (3

. 27 /22: ( سورة الحج (4

42

قمب الوضع الدرامي : - ث

يث يحػل الكاتػب السػمب محػل اإليجػاب والعكػس , عمػى نحػو كفيػل بػإحالؿ مراتبيػة محػل أخػرػ حاإليجػاب محػػاوال الػػذؼ أحػل السػمب محػػل محمػود درويػشوىػو مػا يمكػػف أف نتمثمػو فػي قػػوؿ (1.)

دات الصييونية المتعمقة بحائط البراؽ الػذؼ يطمػق عميػو عنػدىـ بحػائط المبكػي فكالمػو قمب المعتق ادىـ وقيميـ الموجودة في كتبيـ :قمب العتق

فمتدخموا في أريحا الجديدة سبع لياؿ

قصار فقط

... فمف تجدوا حائطا تكتبوف عميو أوامر

تنيي عف الزنزلخت وعنا

ولف تجدوا جثة تحفروف عمييا ) مزامير ( رحمتكـ

(2) في ) الخرافة (

قمب القيـ الرمزية : -د

ي النص في دالالت غيػر واردة عنيػا , أؼ دالالت منافيػة وىو استعماؿ الرموز التراثية ف إلبػػػػرازلػػػدالالت الرمػػػز المسػػػتدعى , حيػػػػث يوظػػػف الشػػػاعر الرمػػػز ويعطيػػػػو ضػػػد صػػػفاتو قصػػػدا

وىذا ما يمارسو الشعراء عمػى شخصػيات دينيػة وقوميػة أمثػاؿ خالػد بػف الوليػد , صػالح المفارقة , .(3)شيد , وغيرىـ الديف األيوبي , أبو تماـ , عنترة , ىاروف الر

ومف أمثمة ذلؾ , قوؿ نزار قباني :

. 56( ينظر : كاظـ جياد , ادونيس منتحال , (1

.7محمود درويش , األعماؿ الكاممة , قصيدة , ىي أغنية , ص( (2

. 295نظر : نيمة األحمد , التفاعل النصي , ص( ي(3

43

طائرة الفانتـو

تنقض عمى رؤوسنا

(1) ونحف نتقوى بزنار ) أبي تماـ (

مػػدػ إلػػى حماسػػة أبػػي تمػػاـ الداعيػػة إلػػى شػػحذ النفػػوس واليمػػـ . فعبػػر بعكػػس القيمػػة ليظيػػر إشػارة . الضعف الذؼ يعاني منو العرب المتشدقيف بالفخر والكالـ

وقػػد قمػػب الشػػاعر نػػزار قبػػاني صػػورة عنتػػر بػػف شػػداد الفػػارس العربػػي الشػػجاع فػػي قصػػيدة "جريمػػة العرب فقاؿ : إليوشرؼ أماـ المحاكـ العربية " ليظير مدػ الوىف والضعف الذؼ وصل

دخموا عمينا

كاف عنترة يبيع حصانو بمفافتي تبغ

وقمصاف مشجرة

ومعجوف جديد لمحلقة

(2)لجاىميةكاف عنترة يبيع ا

: التشويش .7

دخالػو عميػو الكاتػب أخذ فقرة مػف نػص مكػرس , فيقػوـوىو بالتػدخل فيػو أو التالعػب بػو , وا ويعػػػد ,(3)إفسػػػادا مقصػػػودا أو دعابػػػة , ومثػػػاؿ ذلػػػؾ تحويػػػل الػػػنص مػػػف الفصػػػحى إلػػػى العاميػػػة

ختمػػػف فيلدالليػػة لعالقػػات الحضػػور والغيػػاب التشػػويش مػػف تنػػاص التخػػالف , حيػػث إف الطبيعػػة اومثػاؿ ذلػؾ الفعػل ) المعتػاد , والػذؼ يضػبط ذلػؾ السػياؽ الػذؼ تػرد فيػو , عف دورىػامعنى الكممة

. 6/516 ـ , 1993, بيروت , منشورات نزار قباني , 1ط( نزار قباني : األعماؿ السياسية الكاممة, (1

.6/323السابق : ( (2

. 53( ينظر : كاظـ جياد , أدونيس منتحال , ص(3

44

قػػػص ( عنػػػد قراءتيػػػا تبػػػدأ عالقػػػات الغيػػػاب فػػػي التشػػػويش لتػػػداعي إيحاءاتػػػو فػػػإف قامػػػت عالقػػػات ب يػاتكوف عالقػات الغ, قص الولد الحكاية, الحضور بتحديد داللتو , مثاؿ : قص الولد الثوب

ومثاؿ ذلػؾ فػي حالػة التوظيػف التػراث العكسػي , حيػث تػأتي مشوشة وعالقات الحضور محددة , .(1)ت الحضور لمتشويش عمى ىذه الداللةعالقا

.88نظر : أحمد مجاىد أشكاؿ التناص , صي( (1

45

: تغير مستوى المعنى .8

وفيو يتـ نقل المعنى المتعارؼ عميو إلى صعيد آخر غير متوقع , لمالزمة ذلؾ المعنى في قصيدتو "عندما شاعر ويتمناه يقوؿ محمود درويش األصمي لألذىاف , حسب ما يتأممو ال

" :يذىب الشيداء إلى النـو

عندما تذىبوف إلى النـو ىذا المساء

(1)أقوؿ لكـ : " تصبحوف عمى وطف "

حيث قمب الشاعر العبارة المتعارؼ عمييا التي تقاؿ لممتفارقيف عقب السير "تصبحوف عمى خير ال العبارة مع شحنة واضحة مف الدعابة المرة إلى أفق رجاء محو "تصبحوف عمى وطف" . ػػػػ" ب

.(2)معاؽ بموانع عديدة تتوجو إلييا سخرية الشاعر

.342حمود درويش : األعماؿ الكاممة , ص( م(1

295نظر : نيمة األحمد , التفاعل النصي , صي( (2

46

الفصل الثاني

أنواع التناص

التناص الديني.: المبحث األوؿ التناص التاريخي . : المبحث الثاني التناص األدبي : المبحث الثالث . سطوري .التناص اال : المبحث الرابع

47

.المبحث األوؿ : التناص الديني

يعد التناص الديني وخاصة التنػاص مػف القػرآف الكػريـ , األكثػر شػيوعا فػي قصػائد الشػعراء , القرآف الكريـ لتوصيل دالالتيـ لمقارغ وتكثيفيػا مػف خػالؿ انتقػائيـ ل يػات إلىحيث عمد الشعراء

لنفسي لمشاعر .التي تتناسب وطبيعة القصيدة والمتوافقة والجو ا

بداعيػػة القػػرآف أو الكتػػب السػػماوية األخػػرػ إلػػىوالمجػػوء , يفجػػر لػػدػ الشػػاعر طاقػػات دالليػػة وا جديدة , األمر الذؼ يعزز لدييـ بناء الػرؤػ الشػعرية , فالتفاعػل مػع ىػذه الكتػب المقدسػة باقتبػاس

قتبػػاس لمػػنص ا نصوصػػيا يمػػنح الشػػاعر بنػػاء نصػػو الجديػػد , وىػػذه النػػوع مػػف التنػػاص لػػيس مجػػرد .(1)فيدؼ الشاعر ىنا ىو استيعاب النص وتطويعو تزييف القصيدة بو ,القرآني أو ل

المممح األشد بروزا في الشعر العربي المعاصر فيو منيل خصب القرآف الكريـ يشكل واستخداـ فقد شكل التراث الديني في كل العصور وعند كل األمـ .( 2)لجميع أنواع التفاعالت النصية

الشعرؼ, الذؼ يستمد منو الشعراء النماذج صدر ا سخي ا وينبوعا ال ينضب مف مصادر اإللياـم .و الموضوعات والصور األدبية

العربية وقد شكل التراث الديني مرجعية داللية ليا حضورىا القوؼ والفعاؿ في القصيدةوالتأثير مع وتجاربو,المعاصرة, لخصوصيتو, وتميزه وقدرتو عمى النيوض بانفعاالت المبدع

" تشبع اإلنساف وترضي رغبتو في المعرفة, بما (3)الجمعي؛ ألف المعطيات الدينية الوجداف (.4)قدمت مف تصورات لنشأة الكوف, وتفسير سحرؼ لظواىره المتنوعة"

.83ينظر : ظاىر دمحم الزواىرة : التناص في الشعر العربي المعاصر, ص ((1

.86ينظر : السابق , ص (2)

ىر بغزة, سمسمة العمـو حسف البندارؼ وآخروف : التناص في الشعر الفمسطيني المعاصر , مجمة جامعة األز ((3 .246, ص2, العدد 11, المجمد 2009اإلنسانية

.35ـ , ص1987, بيروت , دار األندلس , 1عاطف نصر : الرمز الشعرؼ عند الصوفية , ط (4)

48

ا عمى فعالقة الشعر بالديف عالقة أصيمة منذ أف شجع الرسوؿ ملسو هيلع هللا ىلص حساف والشعراء ليردو كفار قريش فبدت عالمات القرآف واضحة في الشعر منذ ذلؾ الحيف .

داللي ا لكثير فالموروث الديني عمى تنوع دالالتو واختالؼ مصادره شكل مصدر ا إليامي ا ومحور اخالليا لتصويره مف المعاني والمضاميف التي استوحاىا الشاعر المعاصر, وحاوؿ النفاذ مف

.(1)عف قضاياه, ومواقفو , وتعميق تجاربومعاناتو, والتعبير

التناص الجممي , تناص الكممة المفردة , ص مع القرآف الكريـ بإحدػ ثالثة طرؽ ىي "اويرد التن " . تناص المعنى

مذكرا الييود بعقبى الفساد , ومف مظاىر التناص القرآني قوؿ الشاعر عبد الرحمف بارود فيقوؿ :فيضرب ليـ مثال بقاروف وبقوـ عاد

ـ موسػػػػى( )إف قػػػػاروف كػػػػاف مػػػػف قػػػػو

أفػػػػػػػػػػػػل تػػػػػػػػػػػػذكروف عقبػػػػػػػػػػػػى الفسػػػػػػػػػػػػاد

خسػػػػفة جمجمػػػػت بػػػػو فػػػػي طبػػػػاؽ الػػػػػػػ

أرض فريػػػػػػػػػػػا تفريػػػػػػػػػػػو حتػػػػػػػػػػػى المعػػػػػػػػػػػاد

مػػػػا حفظػػػػت الػػػػدروس يػػػػا أخػػػػت عػػػػاد

(2أيػػػػػػػػػػف عػػػػػػػػػػاد وأيػػػػػػػػػػف ذات العمػػػػػػػػػػاد )

ـ وآتيناه مف إف ﴿ىذا المعني مستمد مف قولو تعالى ـ موسى فبغى عميي قاروف كاف مف قوال يحب الكنوز ما إف مفاتحو لتنوأ بالعصبة أولي القوة إذ قاؿ لو قومو ال تفرح إف للا

ـ تر كيف ﴿ وقولو : ( 3)﴾الفرحيف .(4) ﴾إرـ ذات العماد فعل ربؾ بعاد أل

وقولو أيضا فيما تنازلت عنو حركة فتح في عمميات السالـ :

ػػػػػا فتحنػػػػػا( أيػػػػػف فػػػػػتح وأيػػػػػف : )إن

ـ ) ـ األيػػػػػػػػػػػػػػػػا ػػػػػػػػػػػػػػػػرتك ما غي (5شػػػػػػػػػػػػػػػػد

.247حسف البندارؼ وآخروف : التناص في الشعر الفمسطيني المعاصر , ص (1)

.130لكاممة , ص( عبد الرحمف بارود : األعماؿ الشعرية ا(2

.28/76( سورة القصص : (3

.7,6/ 89( سورة الفجر :(4

.145( عبد الرحمف بارود : األعماؿ الشعرية الكاممة , ص(5

49

. (1)﴾إنا فتحنا لؾ فتحا مبينا﴿: تناص مع قولو تعالى

ومنو قوؿ الشاعر نزار قباني :

ما بيننا وبينكـ ال ينتيي بعاـ

ال ينتيي بخمسة ، أو عشرة ، وال بألف عاـ

طويمة معارؾ التحرير كالصياـ

باقوف في شفاه مف نحبيـ

باقوف في مخارج الكلـ

موعدنا حيف يجئ المغيب

موعدنا القادـ في تل أبيب

(2)"نصر مف هللا وفتح قريب"

.48/1( سورة الفتح : (1

.6/345نزار قباني : األعماؿ السياسية الكاممة, (2)

51

ث الثاني التناص التاريخي .المبح

ا معرفي ا, وثراء داللي ا لمشاعر فنراه يستغل معطياتيا لمتعبير عف تعتبر المادة التاريخية رصيد قضاياه وىمومو وبخاصة القضايا التي تتصل اتصاال وثيقا بالشاعر وبيئتو وجنسو وقوميتو في

ألحداث التاريخية المستحضرة في إضفاء قيـ تاريخية وحضارية عمى نتاجو, بحيث تصبح ىذه ا .النص أكثر حضور ا في وجداف المتمقي بما تحممو مف قيـ معرفية , وروحية وجمالية

بحيث تكوف فالتناص التاريخي تداخل نصوص تاريخية مختارة قديمة أو حديثة مع النص الفني" يجسدىا ويقدميا في التيمنسجمة ودالة قدر اإلمكاف عمى الفكرة التي يطرحيا المؤلف أو الحالة

.(1)"عممو

ا ويخمق تداخال بيف الحركة الزمانية حيث ينسكب "التاريخ إلىولجوء الشاعر يتيح تمازج مالو مف طزاجة المحظة الحاضرة, فيما الماضي بكل إثارتو وتحفزاتو وأحداثو عمى الحاضر بكل

ىذا االستمياـ يمثل صورة احتجاجية يشبو تواكب ا تاريخي ا يومئ الحاضر فيو إلى الماضي, وكأف .(2)عمى المحظة الحاضرة التي تعادليا في الموقف المحظة الغائرة في سراديب الماضي "

والشاعر ال يستحضر المواقف التاريخية مف أجل سردىا في النص , بل يختار منيا مواقف فالشاعر, عرية المعاصرةمشعة مضيئة تنبض بالحيوية , فيعيد صياغتيا لتتناغـ مع التجربة الش

الماضي بيف يجمع جديد معرفي واقع فقو ,ويمزجو بالواقع التاريخ كتابة ديعي المعاصر . (3)المستقبل آفاؽ ويستشرؼ والحاضر

.295ص حسف البندارؼ وآخروف : التناص في الشعر الفمسطيني المعاصر ,(1)

.201رجاء عيد , لغة الشعر , ص (2)

.295ص ينظر : حسف البندارؼ وآخروف , التناص في الشعر الفمسطيني المعاصر , (3)

51

كف بثوب جديد لوالحدث التاريخي أو الشخصية التاريخية تكوف فقط ضمف إطارىا التاريخي و فيو ينفخ التاريخي, إطارىا في محصورةة التاريخية " يخمعو عمييا الكاتب أو الشاعر فالشخصي

ا الشاعر ا وتكتسب الضيقة حدودىا فتجتاز جديدة, روح .(1)"جديدة معنوية أبعاد

الوقت في وشموال وأصالة غنى واستدعاء الشخصيات التاريخية يكسب الشاعر وتجربتو " التأثير, ووسائل اإليحاء بإمكانات التدفق دائمة الينابيع ىذه عمى بانفتاحيا فيي تغني ذاتو,

شموال وكمية تكتسب وأخير ا التاريخي الحضارؼ البعد ىذا باكتسابيا وعراقة وتكتسب أصالة (.2) "المطمق وفي الكل في االندماج إلى واآلنية الجزئية إطار مف بتحررىا

العمرية " ومف األحداث التاريخية التي وظفيا الشعراء الفمسطينيوف المعاصروف "العيدةجاء استحضارىا عند الشاعر عبد الرحمف بارود لما يجب أف تكوف عميو مدينة القدس مف أمف وسالـ اندثر مف الممارسات الصييونية في المدينة المقدسة فنراه يستحضر ىذه العيدة عمو يشحذ

بيا النفوس فيقوؿ :

يود يا الق ب ت م ط ح التي ت ة ر ش ع س م يا خ الوجود ر ط ع يا ت ب .. ة ي ر د ب .. ة ي ر ج ى

والخمود لء الع لؾ ـ إ يمياء وقمد الخميفة العظي

غالية .. الورود ف م .. لدة ق ة ي باق ىور عمى الد .. محفوظة ة د ي ع ب

ـ والحياة اليانية ل إليمياء األمف والسوـ والمصوص ال يسكنف بإيمياء الر

وال أحد

ـ , 1986, بيروت , دار الفكر المبناني , 1صبحي البستاني : الصورة الشعرية في الكتابة الفنية , ط (1) .194ص

.17ص لتراثية في الشعر العربي المعاصر ,عمي عشرؼ زايد : استدعاء الشخصيات ا ((2

52

(1مف الييود )

شباؾ أماـآىات في قصيدتيا " ومف الشخصيات التي وظفتيا الشاعرة فدوػ طوقافشخصية المرأة الياشمية التي أعتدؼ عمى عرضيا في عمورية في خالفة المعتصـ " التصاريح

عمى جسر ألنبي مما القتو مف ذؿ شباؾ التصاريح ـبا العباسي فنراىا تطمق صرخاتيا أماآكمة األكباد رغبة منيا في الثأر بنت عتبة وجور , ونراىا في الوقت ذاتو تستحضر شخصية ىند

فتقوؿ :واالنتقاـ

وقفتي بالجسر أستجدي العبور آه ، أستجدي العبور

اختناقي ، نفسي المقطوع محموؿ عمى وىػ الظييػػرة

سبع ساعات انتظار ص جناح الوقت ،ما الذي ق

مف كسح أقداـ الظييرة ويد تصفق شباؾ التصاريح تسد الدرب في وجو الزحاـ

آه ، إنسانيتي تنزؼ ، قمبي يقطر المر ، دمي سـ ونار

!عرب ، فوضى ، كلب !آه ، وامعتصماه

آه يا ثار العشيره مرغ الجلد جرحي في الرغاـ

آه يا ذؿ اإلسار

.304, ص عبد الرحمف بارود : األعماؿ الشعرية الكاممة( (1

53

تلحنظل صرت ، مذاقي قا حقدي رىيب ، موغل حتى القرار

صخرة قمبي وكبريت وفوارة نار ألف "ىند " تحت جمدي

جوع حقدي فاغر فاه ، سوى أكبادىـ ال ...

(1)يشبع الجوع الذي استوطف جمدي

.529ص اآلثار الكاممة ,: فدوػ طوقاف (1)

54

األدبي التناص الثالث : المبحث . القديمة معززا ةيأتي التناص مع التراث األدبي المتمثل في الشعر واألمثاؿ والحكـ العربي

لكممات والمعاني التي يطرحيا الشعراء مف خالؿ قصائدىـ , فاالستعانة ومكثفا لدالالت اببيت شعر قديـ أو حكمة أو مثل عربي يجعل العبارات ذات معاف فياضة تزخر بالدالالت

وتفتح أكثر مف طريق لمتأويل والتحميل.

الجي األجياؿ تتناقمو أمة, ألؼ والحياتية والفكرية الشعورية التجربة خالصة ىو فاألدب " غراره عمى اإلنتاج مواصمة أجل مف شكمو ومستميمة مضامينو, مف مستفيدة جيل, بعد

القصيدة في الفعاؿ حضوره لو مستوياتو اختالؼ عمى األدبي فالموروث . وتطويره وجد لقد, يالظروف ومعايشتو بوجدانيا, والتصاقو المبدعة, الذات مف لقربو المعاصرة,

عنيا التعبير في ذلؾ فاستغل األدبي, التراث في تجاربو مالمح مف كثير ا المعاصر الشاعر القضية أو الفكرة تخدـ التي التراثية الجوانب عمى األضواء تسميط خالؿ مف فنية بصورة لمبدعا براعة تكمف وىنا المعاصرة, مواقفو مع ينسجـ بما وتحويرىا عنيا التعبير يريد التي إكسابو وفي التراثية الشخصية لو تعرضت الذؼ الخاص الموقف التقاط " (1)"في وقوتوا عبرة مف خالؿ تجربة الشاعر , ىذه المواقف الم(2)"جديد موقف عف معبر ا درامي ا طابع

حيائو ا الموروثلماضي , مسقطا عميو انفعاالتو بكل أبعاد الواقع والوجداف جعمت مف " وا أعماؽ في الداللية بجذوره ينسرب , المعاصر الشاعر يد في طيعة معرفية داةأ األدبي .(3)" وانفعاالتو وتصوراتو ألفكاره عنوان ا ويشكل تجاربو,

وىذه النصوص تكوف واضحة في بنية النص الجديد , متعالقة معو , وقد "يعيد الشاعر شكال آخر يزيدىا حسية انتاجيا دونما جيد شعرؼ ليذيبيا داخل نصوصو ويضفي عمييا

(.4وبياء ")

.271حسف البندارؼ وآخروف : التناص في الشعر الفمسطيني المعاصر , ص (1)

.238الشعر , ص لغة عيد: رجاء (2)

271آخروف : التناص في الشعر الفمسطيني المعاصر , صحسف البندارؼ و (3)

.131ـ , ص1997, عماف , دار الشروؽ , 1عمي جعفر العالؽ : الشعر والتمقي دراسات نقدية , ط ((4

55

عبد وقد جاء استخداـ معنى المثل العربي القديـ "جزاء سنمار" في إحدػ قصائد الشاعر فياض بالدالالت وناىيا الناس ألف يكونوا مثل ىذا الرجل الذؼ بنى قصرا الرحمف بارود

فريدا مف نوعو ألحد المموؾ فكاف جزاؤه القتل فيقوؿ : الناس( بيا جمجمت )ال تقرب

(1روح )سنمار( التي أزىقوا)

ونراه يضمف معنى لبيت شعرؼ ينسب إلى أمير الشعراء أحمد شوقي وىو في غربتو التي تشبو غربة الشاعر بارود وبعده عف وطنو فيقوؿ بارود :

أحلؿ لغيرنا ما تمنى

(2وعمينا العمى واالسترقاؽ )

عر بارود معنى أبيات الشاعر أحمد شوقي التي يقوؿ فييا :فقد ضمف الشاـ عمػػػػػػػػػػػػى بلبمػػػػػػػػػػػػو الػػػػػػػػػػػػدو ح ، حػػػػػػػلؿ لمطيػػػػػػػر مػػػػػػػف كػػػػػػػل جػػػػػػػنس أحػػػػػػػػػػػػرا

كػػػػػػػػػػػػػػل دار أحػػػػػػػػػػػػػػق باألىػػػػػػػػػػػػػػل ، إال

(3فػػػػػػي خبيػػػػػػث مػػػػػػف المػػػػػػذاىب رجػػػػػػس)

يقوؿ الذؼ إلخشيدؼ, اكافور بو ييجو التي المتنبي بيت معنى القاسـ سميح استدعاء ذلؾ ومف :فيو

عائد عائد وبأية حاؿ يعود إلى حالنا العيد

مرتبكا مرة. جامحا مرة ذاكرا كاسيا

إنما يقبل العيد في موعدتو مستعيدا ثياب احتفاال

داعيا أمو لمطعاـ المعد في غده

.109صعبد الرحمف بارود : األعماؿ الشعرية الكاممة , ( (1

.173ص السابق :( (2

الكتب العممية , بيروت , المجمد األوؿ , الجزء الثاني , دار بدوف طبعة , أحمد شوقي : الشوقيات ,( (3 .45ص

56

يقبل العيد في موعده (1) نجمة نجمة فثيرىا الكعؾ، مف بنجـو

:فه قول الذي وأسلوبه المتنب تب معنى السابق النص تضمن

تجديد فيه بأمر أم مضى بما عيد يا عدت حال بأي عيد تاريخ اإلسالمية في العصور أزىى مف يعتبر عصر في عاش الذؼ المتنبي بيت استحضار "إف

فيجيء الواقع المعاصر, ىذا مع مقارنة الضائعة والبيجة الميت الفرح معنى يعمق المسمميف ىذا بقدوـ الفاجعة التناقض لتزداد يحمل الزاىية عصورىـ في المسمميف عمى مر ذؼال العيد األولى الطقوس بنفس في موعده يجيء فيو ,(كاسي ا/عاريا ناسي ا,/ذاكر ا) بقولو المشتت اآلتي

.(2)تعارؼ والفرح" لوا والسعادة األمل بمعالـ األذىاف في المرتبطة

.65ـ, ص2000,عكا , دار األسوار , 1ط, يـو ذات صورتي مف سأخرج : القاسـ سميح (1)

.273حسف البندارؼ وآخروف : التناص في الشعر الفمسطيني المعاصر , ص (2)

57

وري األسط لتناصا: الرابع المبحث.

وىو لجوء الشاعر لألساطير يستميـ منيا ما يتوافق وجوه النفسي , بحيث يوظفيا في نصو تعبير ا وواقعو الشاعر ىموـ عف تعبر فاألسطورة غناء تجربتو الشعورية . "إلويتماىى معيا تماما

وتيب , كما أنيا تمنح و "(1)" األولى فطرتو الشعر إلى وتعيد التجسيد, عمى وتساعده عميق ا مف الشاعر وتمكيف الالمتناىية, واإليحائية الفعمي الوجودؼ والبعد الماورائي البعد القصيدة ( .2)والكوف " بالحياة صمتو في األولى البكارة حالة استعادة

فني ا, تعبير ا المعاصر اإلنساف أزمة عف لمتعبير محاولة وقد جاء استخداـ الشعراء المعاصروف " في معطياتيا مف اإلفادة المعاصر العربي لمشاعر أتاحت التي الثقافية عناصرال مف فاألسطورة

ا وأصبحت العصر, ىذا .(3)"الشعرية تجاربيـ مف يتجزأ ال جزء

ا داللتيا تحديد معيا يصعب كثيرة معاف ليا األسطورة إف األسطورة يعد مف فمنيـ دقيق ا, تحديد مف المنطوؽ القسـ فيي الدينية, الشعائر مف جزءا يراىا مف ومنيـ الصبياني, الوىـ مف نوع ا

في حق ا وقعت تاريخية ألحداث تسجيال يراىا مف ومنيـ الشعائر, تمثميا التي القصة أو الشعائرا يراىا مف ومنيـ السحيق, الماضي منحت التي وىي البدائييف عند الطقوس عف ينفصل ال جزء رمزؼ تعبير أنيا عمى النفسي التحميل إلييا وينظر بجل,م قديـ طقس أؼ الستعادة تبرير ا اإلنساف

الحمـ مثل ذلؾ في مثميا الجمعي, الالوعي في المكبوتة رغباتو وعف ما مجتمع مشاعر عف .(4) لمفرد بالنسبة

.281ي المعاصر , صحسف البندارؼ وآخروف : التناص في الشعر الفمسطين (1)

.77ـ , ص1986العربي , الكتاب دار , بيروت ,2األدبي, ط النقد في : حاوؼ إيميا ((2

.282حسف البندارؼ وآخروف : التناص في الشعر الفمسطيني المعاصر , ص (3)

ـ ,2002, فمسطيف , مكتبة القادسية , 1أحمد شعث : األسطورة في الشعر الفمسطيني المعاصر , ط (4) .53ص

58

واستخداـ الشاعر المعاصر لألسطورة بوصفيا تقانة إلبراز غنى تجربتو الشعورية وقدرتو عمى البعد الماورائي الغيبي "يثرؼ النص الشعرؼ ويفتح آفاقو , ويجعمو أكثر بمورة ىذه التجربة مع

.(1)عطاء , ويدحض التسطح عنو "

النص؛ عمى داللية أبعاد ليا فاألسطورةويعرؼ كيفية توظيفيا " األسطورةفعمى الشاعر أف يعي بحيث المعنوؼ نيامخزو وتوظيف دالالتيا, استثمار في الشاعر نجح إذا تألق ا تزداد القصيدة ألف

مرتبطة ثانية دالالت إلى الشاعر منو ينتقل أوؿ اصطالحي مدلوؿ إلى اإليحائية طاقاتيا تتحوؿ .(2)"الحاضرة بتجربتو

في الشعر وسميا ببعض السمات التي أصبحت مالصقة ليا مف طوؿ األسطورةوتوظيف فييا فنجد شعريا ضخما , حتى أصبحنا نرػ في القصيدة " عمال لمقصيدة , وبنائيا الدرامي

(.3)والمعرفة " اإلنسانية والخبرة والرمز والقصة والحقيقة الخرافة

وقد استطاع الشاعر عبد الرحمف بارود توظيف األسطورة "العنقاء" التي تدفف نفسيا في الرماد و لبياف ما فعم األسطورةإذا خارت وضعفت قوتيا لتخرج مف جديد أقوػ , فاستطاع توظيف تمؾ

الييود بجنيف تمؾ المدينة الباسمة , فيقوؿ :

ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػي جنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػيف وانفضػػػػػػػػػػػػػػػػػػػي ىب

عنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػؾ التػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػراب األحمػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػرا

مػػػػػػػػػػػػػػػػػػف الرمػػػػػػػػػػػػػػػػػػاد فانيضػػػػػػػػػػػػػػػػػػي

(4لممجػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػد أقػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػوى جػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػوىرا)

طائر أسطورة الشاعر يستدعيالتي " بيروت" قصيدة فيومنو قوؿ الشاعر محمود درويش :يقوؿ يثح موتو بعد الحياة تنبعث التي العنقاء

جميعا القتمى تعرؼ ىل

.52ـ , ص1989, مكتبة الفالح , الكويت , 1عدناف قاسـ : لغة الشعر العربي , , ط (1) .282حسف البندارؼ وآخروف : التناص في الشعر الفمسطيني المعاصر , ص (2)

, القاىرة , المكتبة 5المعاصر, قضاياه وظواىره الفنية والمعنوية , ط العربي الشعر إسماعيل : الديف ( عز(3 .249ـ, ص1994ألكاديمية , ا

.321ص رود : األعماؿ الشعرية الكاممة ,عبد الرحمف با( (4

59

وسيولدوف /الشجر تحت/سيولدوف /سيولدوف والذيف

مف/وسيولدوف /الحجر مف/وسيولدوف /المطر تحت

/الزوايا مف/يولدوف /المرايا مف/يولدوف الشظايا

يولدوف /الخواتـ مف/يولدوف /اليزائـ مف سيولدوف

يولدوف /البداية مف/سيولدوف /البراعـ مف

ويكبروف وسيولدوف /نياية بل/ف يولدو/الحكاية مف

(1)ويولدوف ويولدوف، ويولدوف،/ويقتموف

جديدة حياة تنبعث الذؼ الفينيق طائر أسطورة الشعرية األسطر ىذه في الشاعر وظفحيث " وكأف , الفمسطيني الشعب يواجييا التي االحتالؿ مواجية داللة تأكيد في االحتراؽ بعد رماده مف

ا وتنامي ا تكاثر ا إال يزيدىـ ال لو يتعرضوف الذيف والقتل الموت وانبثاؽ أسطورؼ, بشكل وتوالد الخواتـ, الزوايا, المرايا, الشظايا, الحجر, المطر, الشجر, مف متعددة وجيات أماكف مف الوالدة األسطورة وجاءت سطر كل في متجددة الفعل دالالت جاءت وقد الحكاية, البداية, البراعـ, .(2")الشعرؼ صالن مع منسجمة

.208/ 2محمود درويش : الديواف : (1)

.292حسف البندارؼ وآخروف : التناص في الشعر الفمسطيني المعاصر , ص (2)

61

النتائ :

عدـ ورود مصطمح التناص بمدلولو الحديث في المعاجـ العربية , وكل ما ورد ولو شبو .1 ىو ما تعمق بالكالـ أؼ الحديث ., ارتباط بالنص

عالج النقاد العرب القدماء قضايا شديدة الصمة بالتناص مثل السرقات , والتضميف واالقتباس .2.

فع والمعنى , ملنقاد العرب القدماء في مصنفاتيـ النقدية ارتبطت بالالقضايا التي عالجيا ا .3 واعتمدوا النظرة الجزئية لمنص , وكانت بعض آرائيـ انطباعية .

وصوؿ مصطمح التناص إلى ميداف النقد العربي جاء متأخرا نسبيا , كما أف ىناؾ ضبابية .4 لترجمة واختالؼ مشاربيا .حوؿ تعريب المصطمح نشأت ىذه الضبابية نتيجة تعدد مدارس ا

ربط مصطمح التناص بالنقد العربي القديـ , وأسبقية العرب لمفيوـ ىذا محاولة بعض النقاد .5المصطمح واف لـ يطمقوا عميو ىذا االسـ دفعيـ لموقوع في الخمط بيف بعض المصطمحات

النقدية .كريستيفا بغض مصطمح التناص مصطمح نقدؼ غربي النشأة بامتياز ظير عمى يد جوليا .6

النظر عف إرىاصات والدة المصطمح .كأداة , واستعمموه النقدؼ القديـ الموروثاستفاد النقاد العرب مف التنظيرات الغربية في قراءة .7

.إجرائية لموقوؼ عمى جماليات النص الشعرؼ ا استعمل الشعراء العرب المحدثوف والمعاصروف التناص في شعرىـ مما أكسب القصيدة تكثيف .8

وزاد دالالتيا , وأغنى التجربة الشعرية , وأكد ارتباط الشاعر بمورثو .

61

الخاتمة :

بعد ىذا المشوار الطويل مف البحث بيف المراجع والكتب ال يسعني إال أف أكوف مف الشاكريف , وأرجو أف أكوف قد وفقت إلفادة زمالئي , فما توفيقي إال با عميو توكمت وىو رب

ف كاف ىناؾ تقصير فمف نفسي والشيطاف , كما وأرجو مف زمالئي إثراء ىذا العرش العظيـ , وا البحث بمالحظاتيـ وليـ جزيل الشكر .

62

المصادر والمراجع :

القرآف الكريـ

إبراىيـ نمر موسى : آفاؽ الرؤيا الشعرية , دراسات في أنواع التناص في الشعر الفمسطيني .1 . ـ2005فمسطينية , , وزارة الثقافة ال1المعاصر , ط

. ـ1987المكتبة الحديثة , بيروت ,ابف الرومي : الديواف , تحقيق عبد القادر المازني , .2

.اف , تحقيق:عبد القادر المازني ابف الرومي : الديو .3

.ابف المعتز : الديواف , بيروت , دار صادر .4

.14/162ـ 1999, بيروت , دار إحياء التراث ,3لساف العرب ,ط :ابف منظور .5

.ـ 2001الدار العربية لمعموـ , , بيروت ,1أحمد حسف حامد ,التضميف في العربية , ط .6

.أحمد دحبور : األعماؿ الكاممة .7

, فمسطيف , مكتبة 1أحمد شعث : األسطورة في الشعر الفمسطيني المعاصر , ط .8 . ـ2002القادسية ,

.بيروت أحمد شوقي : الشوقيات , بدوف طبعة ,دار الكتب العممية , .9

أحمد مجاىد , أشكاؿ التناص الشعرؼ دراسة في توظيف الشخصيات التراثية , مصر , .10 . ـ1998الييئة المصرية العامة لمكتاب ,

ـ .1978, دار العودة , بيروت 2أدونيس : زمف الشعر , ط .11

.ـ 1983, دار العودة , بيروت , 3أدونيس : زمف الشعر , ط .12

الكتب العممية ,بيروت, , دار 5فى عبد الشافي , طامرؤ القيس : الديواف , مصط .13 .ـ 2004

63

.ـ 1987, القاىرة , مكتبة مدبولي , 3أمل دنقل , األعماؿ الشعرية , ط .14

.ـ 1986العربي , الكتاب دار , بيروت ,2األدبي, ط النقد في : حاوؼ إيميا .15

بيروت , دار الكتب ,1بياء الديف السبكي : عروس األفراح , تحقيق خميل إبراىيـ خميل , ط .16 . ـ2001العممية ,

., بيروت , دار صادر 1تقي الديف الحموؼ : خزانة األدب وغاية األرب , ط .17

.ـ2008بيروت , المكتبة العصرية , البياف والتبييف , تحقيق درويش جويدؼ , : الجاحع .18

.دار صادر , بيروت , ديواف , تحقيق وليد عرفات ال : حساف بف ثابت .19

البندارؼ وآخروف : التناص في الشعر الفمسطيني المعاصر , مجمة جامعة األزىر حسف .20 . 2, العدد 11, المجمد 2009بغزة, سمسمة العمـو اإلنسانية

, عماف , دار 1التناص في الشعر العربي الحديث البرغوثي نموذجا , ط: حصة البادؼ .21 . ـ2009كنوز المعرفة ,

.ـ2011, عماف , دار جرير , 1ربية وقضايا العصر , طربى الرباعي : البالغة الع .22

. القوؿ الشعرؼ منظورات معاصرة ,االسكندرية , منشأة المعارؼ :رجاء عيد .23

.رجاء عيد , لغة الشعر, قراءة في الشعر العربي المعاصر, منشأة المعارؼ,اإلسكندرية .24

العربية مف قصيدة العمود رحمف غركاف : مرايا المعنى الشعرؼ أشكاؿ األداء في الشعرية .25 . ـ2012, عماف , دار صفاء , 1ة , طإلى القصيدة التفاعمي

روالف بارت : نظرية النص , بحث مترجـ ضمف كتاب دراسات في النص والتناصية , .26 .دمحم خير البقاعي , ترجمة

, مركز اإلنماء الحضارؼ , حمب 1روالف بارت , ىسيسة المغة , ترجمة منذر عياشي , ط .27 ـ . 1999

64

. عالـ النص دراسة بنيوية في األساليب السردية , دار الكندؼ , األردف : سمماف كاصد .28

. ـ2000,عكا , دار األسوار , 1يـو , ط ذات صورتي مف سأخرج القاسـ, سميح .29

. ـ2005, بيروت , دار المعرفة , 3الشافعي : الديواف , ط .30

وـ التناص , مجمة المعرفة السورية , وزارة شكرؼ الماضي : ما بعد البنيوية , حوؿ مفي .31 . ـ1993, 353الثقافة , دمشق , العدد

ت , دار الفكر المبناني , بيرو 1صبحي البستاني : الصورة الشعرية في الكتابة الفنية , ط .32 .ـ 1986,

ار قباء لمطباعة,القاىرة صالح فضل ,أساليب الشعرية المعاصرة , بدوف طبعة , د .33 .ـ1998,

الكبيسي : مدخل في النقد األدبي , بدوف طبعة , دار اليازورؼ العممية , عماف طراد .34 .ـ2009,

, بيروت , دار الكتب العممية 2طرفة بف العبد : الديواف , شرح ميدؼ ناصر الديف , ط .35 ـ.2002,

, دار الحامد , عماف , 1ظاىر دمحم الزواىرة : التناص في الشعر العربي المعاصر , ط .36 . ـ2003

.ـ 1987, بيروت , دار األندلس , 1اطف نصر : الرمز الشعرؼ عند الصوفية , طع .37

. ـ2006,عماف دار ورد , 1يث , طالتناص في الشعر العربي الحد : عبد الباسط مراشدة .38

, مؤسسة فمسطيف لمثقافة , دمشق 1عبد الرحمف بارود , األعماؿ الشعرية الكاممة , ط .39 .ـ 2010

, الكويت , دار سعاد 2ثقافة األسئمة في مقاالت النقد والنظرية , طعبد هللا الغذامي : .40 ـ.1993الصباح , ,

65

.ـ 1989, مكتبة الفالح , الكويت , 1عدناف قاسـ : لغة الشعر العربي , , ط .41, 5المعاصر, قضاياه وظواىره الفنية والمعنوية , ط العربي الشعر إسماعيل : الديف عز .42

.ـ1994مية , القاىرة , المكتبة األكادي

, دار غيداء , عماف , 1عصاـ واصل : التناص التراثي في الشعر العربي المعاصر , ط .43 .ـ 2011

وخصومو , مطبعة العرفاف , عمي بف عبد العزيز الجرجاني : الوساطة بيف المتبني .44 .صيدا

. ـ1997عماف , دار الشروؽ , ,1شعر والتمقي دراسات نقدية , طعمي جعفر العالؽ : ال .45

عمي عشرؼ زايد : استدعاء الشخصيات التراثية في الشعر العربي المعاصر , القاىرة , دار .46 . ـ2005غريب ,

, عماف , دار الجناف , 1ط مبادغ النقد التطبيقي , تقديـ كماؿ جبرؼ , :عماد الخطيب .47 . ـ2002

ـ.1985, دار الكتب العممية , بيروت , 1عنترة بف شداد : الديواف , ط .48

ازؼ النعيمي , العالمة والرواية دراسة سيميائية في ثالثية أرض السواد لعبد الرحمف فيصل غ .49 .ـ 2010, دار مجدالوؼ , عماف , 1منيف , ط

. منشورات دار الكتاب3 خفاجي ,طاإليضاح في عموـ البالغة , شرح دمحم : القزويني .50

الية الترجمة , مصر , كاظـ حياد : أدونيس منتحال , دراسة في االستحواذ األدبي وارتج .51 .ـ 1993مكتبة مدبولي ,

, دار مجدالوؼ, األردف 1التناص المعرفي في شعر عز الديف المناصرة, ط :ليديا وعد هللا .52 . ـ2005

.ـ 1974مجدؼ وىبة : معجـ المصطمحات األدبية , بيروت , مكتبة لبناف , .53

66

, المكتبة 3آخروف, طمجمع المغة العربية:المعجـ الوسيط,أخرجو إبراىيـ مصطفى و .54 . اإلسالمية, تركيا

مجمة الجمعية العممية ب واستدعاء الشخصيات القرآنية , رمزية السيا :محسف بيشواؼ .55 . ىػ1358, الخامس اإليرانية , العدد

.ـ 1993, دار الكتب العممية , , بيروت1دمحم التونجي : المعجـ المفصل في األدب , ط .56

, األردف , دار الكندؼ , 1التمقي دراسات في الشعر العباسي , طالتناص و : دمحم الجعافرة .57 .ـ 2003

, حمب , مركز اإلنماء الحضارؼ , 1دراسات في النص والتناصية ,ط: ر البقاعي دمحم خي .58 .ـ 1998

تجميات التناص في الشعر العربي , دمشق , اتحاد الكتاب العرب النص الغائب : دمحم عزاـ .59 ـ.2001,

.ـ 2006, 1ح أبو حميدة : دراسات في النقد األدبي الحديث , طدمحم صال .60

في العربي , المركز الثقا2استراتيجية التناص , ط حميل الخطاب الشعرؼ ت :دمحم مفتاح .61 . ـ1986, المغرب ,

. ـ1987, الدار البيضاء , مركز الثقافة العربية , 1دمحم مفتاح : دينامية النص , ط .62

الخطاب الشعرؼ عند الشاعر دمحم حسيب القاضي التكفير والخالصمي نايف : الخطيئة و .63 ـ .2002دراسة نصانية , اتحاد الكتاب الفمسطينييف ,

.ـ 1993, بيروت , منشورات نزار قباني , 1طنزار قباني : األعماؿ السياسية الكاممة, .64

الصحفية , السعودية مجمة كتاب الرياض , )مؤسسة اليمامة : نيمة األحمد التفاعل النصي .65 .ـ( 104,2002,عدد

67

التناص بيف التراث والمعاصرة , مجمة جامعة أـ القرػ , الجزء الثاني , :نور اليدػ لوشف .66 .ـ, 2003, 26, العدد 15المجمد

,دار 1يحيى زكريا األغا , البنية المغوية والموسيقية في الشعر الفمسطيني المعاصر , ط .67 .ـ 2000الحكمة , خاف يونس ,

68

الفيرس

2 المقدمة 1

الفصل األوؿ 2

التناص نشأة وتأصيل

التناص في األدب العربيالمبحث األوؿ :

المبحث الثاني : النقاد العرب المعاصروف والتناص

التناص في األدب الغربيالمبحث الثالث :

التناص عند البنيوييفالمبحث الرابع :

3

3

13

17

19 لتناصأنماط ا لثاني الفصل ا 3

20 المبحث األوؿ : التناص المباشر . 4

31 التناص غير المباشر . :المبحث الثاني 5

38 المبحث الثالث : تقانات التناص . 6

46 الفصل الثاني أنواع التناص 7

47 المبحث األوؿ : التناص الديني. 8

50 المبحث الثاني : التناص التاريخي . 9

54 التناص األدبي .المبحث الثالث : 10

57 المبحث الرابع : التناص االسطورؼ . 11

69

60 النتائ 12

61 الخاتمة 13

62 المصادر والمراجع 14

67 الفيرس 15