1

2

3

الفهرس

- تقديم....................................................................................................06

- الكلمات االفتتاحية.................................................................................08

- كلمة األستاذ املحجوب الهيبة املندوب الوزاري املكلف بحقوق اإلنسان…..…09

- كلمة السيد إدريس اليزمي رئيس املجلس الوطني لحقوق اإلنسان….....………15

- كلمة السيد فرج فنيش رئيس قسم الشرق األوسط وشمال إفريقيا باملفوضية السامية لحقوق اإلنسان…………………………………………………..................19

- كلمة السيد مارك تومسون األمين العام لجمعية الوقاية من التعذيب….......23

4

مجريات الجلسات

جلسة العمل األوىل: معالجة مايض االنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان عرب آليات العدالة االنتقالية:

معالجــة مــايض االنتهــاكات الجســيمة لحقــوق اإلنســان عــن طريــق آليــات . 1ــة واملامرســات الفضــى، ــة: نظــرة عامــة حــول التجــارب املقارن ــة االنتقالي العدالــر ــة والج ــة والعدال ــز الحقيق ــاص بتعزي ــرر الخ ــف، املق ــو دي غري ــيد بابل الس

ــرار؛ ــدم التك ــات ع وضامن

التجربــة املغربيــة يف مجــال العدالــة االنتقاليــة: الحقيقــة و جــر أرضار الضحايــا . 2ــة ــابق بهيئ ــو س ــوين عض ــى الريس ــد مصطف ــيد محم ــاح، الس ــات اإلص وتوصي

ــان؛ ــوق االنس ــاري لحق ــس االستش ــة واملجل ــاف واملصالح االنص

تجــارب أمريــكا الاتينيــة يف مجــال العدالــة االنتقالية:الســيد خــوان منديــز املقــرر . 3الخــاص املعنــي بالتعذيــب؛

التجربة التونسية: مراد بديري ؛ وزارة حقوق االنسان والعدالة االنتقالية.. 4

جلسة العمل الثانية: اإلصالحات الدستورية والترشيعية

التجــارب املقارنــة واملامرســات الفضــى يف مجــال التكريــس الدســتوري لحقــوق . 1اإلنســان الســيدة مريفــت ريشــاموي : عضــو مكتــب جمعيــة الوقايــة مــن

ــب؛ التعذي

املعايــري واآلليــات االتفاقيــة لحقــوق اإلنســان كإطــار لإلصاحــات؛ الســيدة يوليــا . 2بابوزينــا، اللجنــة الفرعيــة للوقايــة مــن التعذيــب.

جلسة العمل الثالثة: الوقاية من التعذيب بني القانون الدويل لحقوق اإلنسان واآلليات الوطنية

ــات . 1 ــة باإلصاح ــب املتعلق ــة التعذي ــة مبناهض ــة املعني ــة األممي ــات اللجن توصيالدســتورية والترشيعيــة ملنــع التعذيــب والوقايــة منــه، الســيدة الســعدية بلمــري،

ــة مناهضــة التعذيــب ؛ ــة رئيــس لجن نائب

5

ــب : الســيدة ســوزانا . 2 ــة ملناهضــة التعذي ــة الدولي ــاري لاتفاقي الروتوكــول االختيــة مــن التعذيــب؛ ــة الفرعيــة للوقاي جبــور، نائبــة رئيســة اللجن

تعيــن مؤسســة وطنيــة لحقــوق اإلنســان كآليــة للوقايــة مــن التعذيــب : الســيدة . 3جيهــان محمــود، مفوضــة باللجنــة الوطنيــة لحقــوق اإلنســان بجــزر املالديــف؛

إحــداث آليــة وطنيــة خاصــة للوقايــة مــن التعذيــب : النمــوذج الفرنــي، الســيد . 4ميشــيل كليمــو، كاتــب عــام املراقــب العــام ألماكــن الحرمــان مــن الحريــة.

التقارير

تقريــر الســيدة إســتري شــوفيلرغري، مســؤولة برنامــج الــرشق األوسط-شــامل . 1ــب؛ ــن التعذي ــة م ــة الوقاي ــا، جمعي إفريقي

ــن . 2 ــة م ــة الوقاي ــة لجمعي ــارة قانوني ــرين، مستش ــولن ه ــا رس ــيدة م ــر الس تقريالتعذيــب؛

ــة . 3 ــة املكلف ــة الوزاري ــف مبهمــة باملندوبي ــري مكل ــد الواحــد األث ــر الســيد عب تقريــوق اإلنســان؛ بحق

تقريــر الســيدة أمينــة بوعيــاش رئيســة ســابقة للمنظمــة املغربيــة لحقــوق . 4اإلنســان.

التقرير الرتكيبي

ــم ــتاذ التعلي ــدل، أس ــابق للع ــر س ــييش، وزي ــي مش ــد علم ــيد محم ــتاذ الس األســاط. ــة بالرب ــة واالجتامعي ــة واالقتصادي ــوم القانوني ــة العل ــايل بكلي الع

6

تقديم

أتيحــت لنــا يف يونيــو 2012، الفرصةللقــاء بالفاعلــن الرئيســين لبلــدان شــامل أفريقيــا يف مجــال الوقايــة مــن التعذيــب بنــاء عــى دعــوة مــن املندوبيــة الوزاريــة املكلفــة بحقــوق ــي ــن، وممث ــن، وبرملاني ــؤولن حكومي ــاركة مس ــزت مبش ــة متي ــة املغربي ــان باململك اإلنساملؤسســات الوطنيــة لحقــوق اإلنســان واملنظــامت غــري الحكوميــة وذلــك لتبــادل الخــرات وتوحيــد الجهــود مــن أجــل القضــاء عــى التعذيــب، وأبــرز املشــاركون يف هــذا اللقــاء أن ــكار املحيطــة ــة اإلن مواجهــة هــذا التحــدي هــي مســألة مشــركة، وأن الطابوهــات وحالبالتعذيــب وغــريه مــن رضوب ســوء املعاملــة قــد تبــددت. فخطــر التعــرض للتعذيــب –

كســلوك أكــر تطرفــا ووحشــية لســلطة الدولــة -موجــود يف كل مــكان، لذلــك كانــت هنــاك رغبــة جديــدة لتحديــد األســباب، ومســاعدة الضحايــا ومعالجــة مــايض االنتهــاكات واتخــاذ

اإلجــراءات الازمــة للوقايــة مــن التعذيــب وغــريه مــن رضوب ســوء املعاملــة.

لقــد رسرنــا بشــكل خــاص باهتــامم جميــع الفاعلــن املعنيــن بالتعذيــب يف الــدول املشــاركة بالنظــر يف االنضــامم إىل الروتوكــول االختيــاري التفاقيــة األمــم املتحــدة ملناهضــة ــق إىل االنضــامم. ــا يف الطري ــه واملغــرب وموريتاني ــس علي ــت تون ــث صادق ــب. حي التعذيــق ــة تطبي ــح إمكاني ــه يتي ــاء لكون ــة خاصــة خــال هــذا اللق ــول أهمي ــت للروتوك وأعطيــات ــات اآللي ــم صاحي ــي ويدع ــتوى الوطن ــى املس ــان ع ــوق اإلنس ــدويل لحق ــون ال القانالوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب، املعــرف بهــا قانونيــا مــن قبــل الــدول األطــراف وتحظــى بدعــم لجنــة دوليــة. وقدســاهمت هــذه الرشاكــة الثاثيــة الجديــدة للوقايــة مــن التعذيــب يف التشــجيع عــى املزيــد مــن التعــاون بــن الحكومــات والقضــاء والرملانيــن واملؤسســات

ــة لحقــوق اإلنســان واملجتمــع املــدين. الوطني

ــذ ــاري من ــق بالروتوكــول االختي ــام يتعل ــا في ــا تقدم ــة شــامل إفريقي ــد حققــت منطق وقيونيــو 2012. فقــد صادقــت موريتانيــا عــى املعاهــدة يف أكتوبــر2012. واعتمــدت تونــس ــام ــام 2013. ك ــن ع ــر م ــب يف اكتوب ــن التعذي ــة م ــة للوقاي ــة الوطني ــا إلنشــاء اآللي قانونانخــرط املغــرب يف مسلســل املصادقــة عــى الروتوكــول. بحيــث حقــق الفاعلــون املحليــون يف موريتانيــا واملغــرب تقدمــا يف األعــامل التحضرييــة إلنشــاء اآلليــات الوقائيــة الوطنيــة.

ــب ــر التعذي ــو 2012 ذم ــا يف يوني ــذ التقين ــة. فمن ــن كل التطــورات إيجابي لألســف، مل تكــاعدوا ــن س ــض الذي ــاىن بع ــام ع ــامل أفريقيا،ك ــاس يف ش ــن الن ــد م ــام العدي ــاة وأح حيالضحايــا مــن االنتقــام، ويف مواجهــة التقاريــر عــن أعــامل التعذيــب الرهيبــة يبقــى إغــراء

7

ــكار مــرة أخــرى حــارضا. ــوع يف اإلن الوق

ــم ــامية لألم ــة الس ــي، املفوضي ــا الرئي ــاص لرشيكن ــكل خ ــا بش ــن امتنانن ــر ع ــذا نع لهــاظ ــع ورشــة العمــل هــذه، ملســاعدتنا عــى الحف ــرش وقائ ــوق اإلنســان لن املتحــدة لحق

ــاءه. ــد بن ــذي نري ــب ال ــن التعذي ــايل م ــامل الخ ــة واضحةللع ــى رؤي ع

ــة ــت قابل ــا ليس ــام أنه ــها، ك ــا س ــت طريق ــب ليس ــن التعذي ــة م ــم أن الوقاي ــن نعل نحــن ــة م ــة الوقاي ــزام جمعي ــى الت ــدد ع ــا نش ــك فإنن ــكان. ولذل ــورا يف كل م ــق ف للتحقيالتعذيــب واملندوبيــة الوزاريــة املكلفــة بحقــوق اإلنســان بالعمــل بنــاء عــى نتائــج هــذه الورشــة عــى مــدى العقديــن املقبلــن أو أكــر إذا لــزم األمــر. كــام ندعــو كل الفاعلــن الذين شــاركوا يف الورشــة مــن خــال هــذا املنشــور، بالعمــل جميعــا للقضــاء عــى التعذيــب مــن خــال خلــق آليــات وطنيــة فعالــة للوقايــة مــن التعذيــب بالنســبة للــدول التــي ال تتوفــر

عليهــا وتعزيــز اآلليــات املوجــودة بالنســبة للــدول تتوفــر عليهــا.

املحجوب الهيبة

املندوب الوزاري املكلف بحقوق اإلنسان

مارك تومسون

األمني العام لجمعية الوقاية من التعذيب

8

الفصل األول

الكلامت االفتتاحية

9

كلمة األستاذ املحجوب الهيبة املندوب الوزاري املكلف بحقوق اإلنسان

الفتتاح أشغال الندوة اإلقليمية حول »الوقاية من التعذيب يف سياق االنتقاالت الدميقراطية يف شامل إفريقيا«

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد رئيس املجلس الوطني لحقوق اإلنسان،

السيدات والسادة ممثي مفوضية األمم املتحدة السامية لحقوق اإلنسان،

سعادة السفراء وممثي البعثات الديبلوماسية باملغرب،

السيدات والسادة الرملانيات والرملانين،

السيدات والسادة ممثي جمعية الوقاية من التعذيب،

السيدات والسادة ممثي اللجنة الفرعية للوقاية من التعذيب،

السيد ممثل املنظمة العاملية ملناهضة التعذيب،

السيدات والسادة الخراء،

السيدات والسادة ممثي القطاعات الحكومية،

السيدات والسادة ممثي املؤسسات الوطنية،

السيدات والسادة ممثي املنظامت غري الحكومية،

حرضات السيدات والسادة،

يســعدين أن أرحــب بكــم جميعــا يف افتتــاح أشــغال هــذه النــدوة اإلقليميــة التــي تنظمهــا املندوبيــة الوزاريــة املكلفــة بحقــوق اإلنســان ومفوضيــة األمــم املتحــدة الســامية لحقــوق اإلنســان وجمعيــة الوقايــة مــن التعذيــب حــول موضــوع »الوقايــة مــن التعذيــب يف ســياق ــون عــن قطاعــات ــا« والتــي يشــارك فيهــا ممثل ــة يف شــامل إفريقي االنتقــاالت الدميقراطيحكوميــة ومؤسســات وطنيــة وبرملانيــة ومنظــامت غــري حكوميــة مــن ســت دول عربيــة، وممثلــون وخــراء مــن األمــم املتحــدة، وخاصــة مفوضيــة األمــم املتحــدة الســامية لحقــوق اإلنســان ولجنــة مناهضــة التعذيــب واللجنــة الفرعيــة للوقايــة مــن التعذيــب، وممثلــون

10

ــة ــب وجمعي ــة التعذي ــة ملناهض ــة العاملي ــة كاملنظم ــة دولي ــري حكومي ــامت غ ــن منظ عالوقايــة مــن التعذيــب واملركــز الــدويل للعدالــة االنتقاليــة واملركــز الــدويل للتأهيــل والبحث حــول ضحايــا التعذيــب، فضــا عــن خــراء آخريــن مــن دول أجنبيــة صديقــة ومــن املغــرب.

ــن الســتجابتهم ــع الحارضي ــر لجمي ــور الشــكر والتقدي ــة أن أعــر عــن موف وأود يف البدايلدعــوة املنظمــن للمشــاركة يف هــذا اللقــاء، كــام أتوجــه بشــكر خــاص إىل مكتــب مفوضيــة األمــم املتحــدة الســامية لحقــوق اإلنســان وجمعيــة الوقايــة مــن التعذيــب والبعثــة الدامئــة ــاء ــذا اللق ــم ه ــاح تنظي ــل إنج ــن أج ــم م ــاعدتهم وتعاونه ــى مس ــف، ع ــة بجني للمملك

باململكــة املغربيــة.

السيدات والسادة،

ــياق ــب يف س ــن التعذي ــة م ــوع »الوقاي ــول موض ــة ح ــدوة اإلقليمي ــذه الن ــم ه إن تنظيــاءات ــج اللق ــد نتائ ــار ترصي ــدرج يف إط ــا« ين ــامل إفريقي ــة يف ش ــاالت الدميقراطي االنتقالســابقة املنظمــة حــول املوضــوع مــن طــرف املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان، بصفتــه ــة ــر 2009 بتعــاون مــع جمعي ــة، مــن خــال ورشــة عمــل نظمهــا يف فراي مؤسســة وطنيالخارجيــة والتعــاون، العــدل، والشــؤون التعذيــب ومســاهمة وزارات الوقايــة مــن ــون، ومشــاركة ــة ومحامــون وقضــاة وأســاتذة جامعي ــة، ومنظــامت غــري حكومي والداخلياللجنــة الفرعيــة للوقايــة مــن التعذيــب، وبعــض الهيئــات املختصــة مبوجــب الروتوكــول االختيــاري امللحــق باتفاقيــة مناهضــة التعذيــب، حــول خيــارات إعــامل هــذا الروتوكــول، ــة أو ــة حــول اآللي ــن األطــراف املعني ــاش واســع وتفاعــي ب ــح نق ــن فت ــت م ــي مكن والتاآلليــات الوطنيــة الكفيلــة بالوقايــة مــن التعذيــب يف ســياق التحضــري النضــامم بلدنــا إىل

ــول. هــذا الروتوك

كــام تــا هــذه الورشــة تنظيــم مؤمتــر رفيــع املســتوى حــول دور املؤسســات الوطنيــة يف الوقايــة مــن التعذيــب بإفريقيــا يف شــتنر 2011، بتعــاون بــن املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان واملندوبيــة الوزاريــة املكلفــة بحقــوق اإلنســان وجمعيــة الوقايــة مــن التعذيــب؛ وهــو املؤمتــر الــذي مكــن املشــاركن مــن تبــادل مثمــر للخــرات وألفضــل املامرســات حــول آليــات مناهضــة التعذيــب، وإجــراء نقــاش شــفاف ســمح بتــدارس اإلمكانــات والتحديــات املطروحــة أمــام الحكومــات واملؤسســات الوطنيــة يف إفريقيا،كــام انبثــق عنــه إعــان الربــاط تحــت عنــوان »قــارة موحــدة ملناهضــة التعذيــب«، متــت فيــه دعــوة الحكومــات واملؤسســات الوطنيــة واملجتمــع املــدين إىل العمــل املشــرك باعتــامد مجموعــة مــن التدابــري

واإلجــراءات يف مجــال الوقايــة مــن التعذيــب.

حرضات السيدات والسادة،

11

ــة ــوم مجموع ــع الي ــي تجم ــة الت ــدوة اإلقليمي ــذه الن ــايس له ــدف األس ــل اله يتمثــتورية ــات الدس ــارات اإلصاح ــة مس ــه، يف مواكب ــن موقع ــن، كل م ــراء واملختص ــن الخ مواملؤسســاتية والترشيعيــة التــي انخرطــت فيهــا بلــدان شــامل إفريقيــا يف إطــار االنتقــاالت ــد ــري وتجدي ــق التفك ــاهمة يف تعمي ــل املس ــن أج ــة، م ــا املنطق ــي تعرفه ــة الت الدميقراطيالنقــاش التفاعــي بــن األطــراف املعنيــة وتبــادل التجــارب واملامرســات الفضــى يف مجــال

ــب. ــة مــن التعذي الوقاي

وتكمــن القيمــة املضافــة لهــذه النــدوة يف كونهــا تكتــي طابــع الخــرة والتجربــة والحــوار للتعريــف باآلليــات واملداخــل املمكنــة لتعزيــز اإلصاحــات الكفيلــة بالوقايــة مــن االنتهــاكات الجســيمة لحقــوق اإلنســان، بشــكل عــام، والتعذيــب، عــى وجه الخصــوص؛ مع الركيــز عــى اآلليــات الدوليــة ذات الصلــة ودعــم التــزام الــدول املعنيــة بهــا وباإلصاحــات

املؤسســاتية املتعلقــة مباءمــة الترشيعــات الوطنيــة مــع املعايــري الدوليــة.

السيدات والسادة،

ــدان شــامل ــا بل ــي تعرفه ــة الت ــاالت الدميقراطي ــية واالنتق إن مســارات التحــوالت السياســرى ــات ك ــت تحدي ــد طرح ــياقات، ق ــات والس ــن الخصوصي ــن تباي ــم م ــا، بالرغ إفريقيــدين ــع م ــة ومجتم ــات وطني ــات ومؤسس ــن حكوم ــن م ــن واملعني ــف الفاعل ــى مختل عفيــام يخــص تقويــة ضامنــات حقــوق اإلنســان والنهــوض بهــا مــن خــال آليــات العدالــة االنتقاليــة التــي تتيــح إمكانــات العمــل يف اتجاهــن متناســقن مــن أجــل ضــامن عمليــة ــاكات ــة االنته ــك مبعالج ــة، وذل ــراف املعني ــراتيجي لألط ــدف اس ــة كه ــة الوطني املصالحالجســيمة لحقــوق اإلنســان املرتكبــة يف املــايض مــع وضــع ضامنــات عــدم تكــرار مثــل تلــك

ــب. ــا التعذي ــاكات، وخاصــة منه االنته

ــة ــال العدال ــة يف مج ــة املغربي ــة اململك ــري إىل تجرب ــمحوا يل أن أش ــار، اس ــذا اإلط ويف هــي توجــت بإنشــاء ــة التســعينيات، والت ــذ نهاي ــا من ــا بادن ــي انخرطــت فيه ــة الت االنتقاليهيئــة اإلنصــاف واملصالحــة كمبــادرة شــجاعة لقــراءة صفحــة املــايض واســتخاص العــر مــن

ــة الحــق والقانــون. أجــل توطيــد البنــاء الدميقراطــي لدول

فقــد متيــزت هــذه التجربــة باعتــامد مقاربــة تشــاركية مكنــت مــن تقييــم وضعيــة ــا. ويف ــبل تجاوزه ــد س ــع تحدي ــا م ــث نواقصه ــايض وبح ــان يف امل ــوق اإلنس ــة حق مامرسهــذا الســياق قامــت هيئــة اإلنصــاف واملصالحــة بتلقــي الشــكايات والبحــث فيهــا وتنظيــم جلســات اســتامع عموميــة أتاحــت مــن خالهــا للضحايــا وذويهــم فرصــة عــرض االنتهــاكات التــي تعرضــوا لهــا يف الســابق ومتكنــت مــن الوقــوف عــى مــايض تلــك االنتهــاكات وتحديــد ضحاياهــا وتقديــر تعويضهــم وإعــادة تأهيلهــم صحيــا مــع إدمــاج البعــض منهــم اجتامعيــا،

12

وأعــدت بذلــك تقريــرا تضمــن عددا مــن التوصيــات واالقراحــات الرامية إىل نهــج إصاحات مؤسســاتية وترشيعيــة لضــامن عــدم تكــرار مــا جــرى؛ ويف هــذا الســياق انخرطــت بادنــا يف وضــع أســس اســراتيجية وطنيــة ملناهضــة اإلفــات مــن العقــاب كاختيــار وطنــي يف توطيــد

دولــة القانــون.

ويف إطــار هــذه اإلصاحــات تــم اعتــامد خطــة عمــل وطنيــة يف مجــال الدميقراطيــة ــية ــب أساس ــن جوان ــن، وتتضم ــن املعني ــن الفاعل ــن التنســيق ب ــوق اإلنســان، لتأم وحقتخــص تعزيــز الدميقراطيــة وحاميــة حقــوق اإلنســان والنهــوض بهــا مــن خــال محاورهــا ــة ــة والثقافي ــة واالجتامعي ــة، الحقــوق االقتصادي ــة والدميقراطي ــة بالحكام ــة املتعلق األربع

ــة والنهــوض بهــا، اإلطــار القانــوين واملؤسســايت. ــة الحقــوق الفئوي ــة، حامي والبيئي

السيدات والسادة،

املــرشوع بفضــل بادنــا تعرفهــا التــي الكــرى واألوراش اإلصاحــات ديناميكيــة إن املجتمعــي الحــدايث الــذي أطلقــه صاحــب الجالــة امللــك محمــد الســادس، ومــن أسســه توطيــد دعائــم دولــة الحــق والقانــون، مكنــت مــن مواصلــة تأهيــل املنظومــة املؤسســاتية الكفيلــة بتعزيــز وترســيخ مبــادئ وقيــم حقــوق اإلنســان، واعتــامد قواعــد وآليــات الحكامة الجيــدة، وانصبــت أهــم مرتكــزات محــاور هــذا اإلصــاح املتــدرج عــى إحــداث وإنشــاء

ــات لحقــوق اإلنســان والحكامــة الجيــدة. عــدة مؤسســات وآلي

يف هــذا املضــامر متــت إعــادة هيكلــة اإلطــار املؤسســايت لحقــوق اإلنســان بإحــداث املجلس ــعة ــات موس ــان باختصاص ــن تتمتع ــيط كآلت ــة الوس ــان، ومؤسس ــوق اإلنس ــي لحق الوطنــام إىل ــاء به ــم االرتق ــوي، ت ــي والجه ــتوين الوطن ــى املس ــدة ع ــة جدي ــة تنظيمي وهيكلهيئــات دســتورية مبوجــب الدســتورالجديد الــذي عــزز مكانــة هــذه املؤسســات وهيئــات حاميــة الحقــوق والحريــات والحكامــة الجيــدة وفــق تصــور متــوازن لفصل الســلط وإعامل املقاربــة الحقوقيــة يف مجــال بلــورة وتنفيــذ السياســة العامــة مــن خــال إحــداث املندوبيــة الوزاريــة املكلفــة بحقــوق اإلنســان بغايــة تأمــن التنســيق بــن القطاعــات الحكوميــة، وبــن املؤسســات الوطنيــة، ومنظــامت املجتمــع املــدين، والتفاعــل والتعــاون مــع منظومــة األمــم

املتحــدة واملنظــامت الحكوميــة وغــري الحكوميــة الدوليــة واإلقليميــة.

13

السيدات والسادة،

ــار ــة يف مس ــة مفصلي ــارس 2011 محط ــامي ل 9 م ــي الس ــاب املل ــكل الخط ــد ش لقاالنتقــال الدميقراطــي باملغــرب، إذ رســم محــددات ومرتكــزات اإلصــاح املؤســي العميــق والشــامل مــن خــال اإلعــان عــن مراجعــة دســتورية لرصيــد املكتســبات الوطنيــة التــي

شــكلت التجربــة املغربيــة يف مجــال العدالــة االنتقاليــة إحــدى أبــرز معاملهــا.

إن الدســتور الجديــد الــذي تــم اعتــامده عــر اســتفتاء حــر ونزيــه، ووفقــا ملنهجيــة تشــاورية شــملت كل الهيئــات مــن أحــزاب ونقابــات ومجتمــع مــدين ومنظــامت شــبابية، وفعاليــات فكريــة وعلميــة، وإحــداث آلية سياســية ســهرت عــى املتابعــة والتشــاور وتبادل الــرأي بشــأن مرشوعــه، والــذي يشــكل ميثاقــا حقيقيــا للحقــوق والحريــات األساســية، قــد ــادئ حقــوق اإلنســان كــام هــي متعــارف أعــاد التأكيــد عــى تشــبت اململكــة بقيــم ومبعليهــا عامليــا، وذلــك بتكريســه لســمو االتفاقيــات الدوليــة املصــادق عليهــا عــى الترشيعات ــيمة ــاكات الجس ــب وكل االنته ــم التعذي ــز وتجري ــكال التميي ــع أش ــع جمي ــة ومن الوطنيلحقــوق اإلنســان، باإلضافــة إىل إعــامل مبــدأ قرينــة الــراءة والحــق يف املحاكمــة العادلــة

وحريــة الــرأي والتعبــري وحريــة الصحافــة والحــق يف الوصــول إىل املعلومــة.

ــا عــى مســتوى الرســانة الترشيعيــة وعــى الرغــم مــن الجهــود التــي بذلتهــا بادنــص يف ــرضوري الن ــن ال ــه م ــأت أن ــة ارت ــإن اململك ــب، ف ــع التعذي ــي متن ــاتية الت واملؤسســس ــات املجل ــة اختصاص ــت تقوي ــد أن مت ــب، بع ــم التعذي ــى تجري ــد ع ــتور الجدي الدس

ــاكات. ــدي لانته ــة والتص ــال الحامي ــان يف مج ــوق اإلنس ــي لحق الوطن

حرضات السيدات والسادة

إن اململكــة املغربيــة، وفقــا لقناعاتهــا الراســخة مببــادئ وقيــم حقــوق اإلنســان، مــا فتئــت تبــادر إىل اتخــاذ جميــع التدابــري القانونيــة واملؤسســاتية الراميــة إىل ترســيخ ثقافــة حقــوق ــي تســتوجب ــة الت ــه الدولي ــارا اللتزامات ــع أشــكاله؛ واعتب ــب بجمي ــذ التعذي اإلنســان ونبالتفاعــل والتعــاون املســتمر مــع كل الهيئــات واألجهــزة األمميــة املعنيــة، يواصــل املغــرب انخراطــه يف املواثيــق الدوليــة التــي مــن شــأنها ترســيخ حاميــة حقــوق اإلنســان ومناهضــة ــدات، ــات املعاه ــع هيئ ــاون م ــة التع ــى مواصل ــه ع ــد عزم ــب، ويؤك ــكال التعذي كل أشومنهــا لجنــة مناهضــة التعذيــب التــي فحصــت يف نونــر املــايض التقريــر الــدوري الرابــع ــع ــق تصــور واق ــب وف ــذ كل أشــكال التعذي ــد نب ــرز أهــم املنجــزات عــى صعي ــذي أب ال

يراعــى مــا هومحقــق واســتحرضما ينبغــي اســتكامل املجهــودات بشــأنه.

ــة ــة الدولي ــول امللحــق باالتفاقي ــد انطــاق مســار االنضــامم للروتوك ــه وبع ــام أن ك

14

ملناهضــة التعذيــب وغــريه مــن رضوب املعامــات أو العقوبــة القاســية أوالاإنســانية أواملهينــة، متــت املصادقــة عــى االتفاقيــة الدوليــة لحاميــة جميــع األشــخاص مــن االختفــاء

القــري.

ويف إطــار انفتاحــه عــى اآلليــات األمميــة لحقــوق اإلنســان ومنهــا هيئــات املعاهــدات واملســاطر الخاصــة ملجلــس حقــوق اإلنســان، فــإن بادنــا اســتقبلت فريــق العمــل بشــأن االختفــاء القــري وغــري الطوعــي، والخبــرية األمميــة املســتقلة املكلفــة بالحقــوق الثقافيــة، وفريــق العمــل املعنــي بالتمييــز ضــد املــرأة يف الترشيــع واملامرســة، ويتــم حاليــا التحضــري ــو أن ــام نرج ــل. ويف الخت ــتنر املقب ــا يف ش ــب لبادن ــول التعذي ــاص ح ــرر الخ ــارة املق لزيــا ــا مب ــق األهــداف املتوخــاة منه ــق والنجــاح، وتحق ــدوة بالتوفي ــل أشــغال هــذه الن تتكل

ميكــن مــن املســاهمة الفعالــة يف النهــوض بحقــوق اإلنســان وحاميتهــا.

والسام عليكم ورحمةالله تعاىل وبركاته.

15

كلمة السيد إدريس اليزمي رئيس املجلس الوطني لحقوق اإلنسان

السيد املندوب الوزاري املكلف بحقوق اإلنسان،

السيدات والسادة ممثي املفوضية السامية لألمم املتحدة لحقوق اإلنسان،

السيدة ممثلة جمعية الوقاية من التعذيب.

السيدات والسادة ممثي الدوائر الحكومية،

السيدات والسادة ممثي املجلس الوطني لحقوق اإلنسان،

السيدات والسادة الخراء،

السيدات والسادة ممثي املجتمع املدين،

السيدات والسادة املشاركن يف هذه الورشة،

أيها السيدات والسادة،

إنــه لــرشف كبــري بالنســبة يل شــخصيا وإنــه ملــن دواعــي رسوري أن أشــارك يف أشــغال هــذه النــدوة اإلقليميــة املهمــة التــي تنظمهــا املندوبيــة الوزاريــة لحقــوق اإلنســان بتعــاون مــع مكتــب املفوضيــة الســامية لألمــم املتحــدة لحقــوق اإلنســان وجمعيــة الوقايــة مــن التعذيــب والتــي تتنــاول موضــوع الوقايــة مــن التعذيــب يف إطــار االنتقــاالت الدميقراطيــة

بشــامل إفريقيــا.

ــر ــم تنظيمهــا يف فراي ــي ت ــك الت ــا بعــد تل ــة مــن نوعه ــر الثالث ــادرة تعت إن هــذه املبــاط برشاكــة بــن املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان للمملكــة 2006 وشــتنر 2011 بالرباملغربيــة وجمعيــة الوقايــة مــن التعذيــب. وبهــذه املناســبة، اســمحوا يل أن أشــيد بالتعــاون ــة ــا مــع جهــود الســلطات املغربي ــد خراته ــي رغبــت يف توحي ــة الت ــايل لهــذه الجمعي املثومجلســنا الوطنــي بغايــة تعميــق النقــاش وتبــادل التجــارب واملامرســات الجيــدة لتفعيــل ناجــع ملقتضيــات الدســتور املغــريب الجديــد وااللتزامــات الدوليــة التــي يعتــر املغــرب طرفــا

فيهــا، والســيام الرتوكــول االختيــاري التفاقيــة مناهضــة التعذيــب.

السيدات والسادة،

لقــد عــرف املغــرب بــن املبــادرة األوىل والثانيــة تطــورا ملحوظــا فيــام يتعلــق بتعزيــز ــى ــاتية. فع ــك املؤسس ــة وكذل ــورات املعياري ــال التط ــن خ ــان م ــوق اإلنس ــة حق وحامي

16

ــم ــادئ وقي ــخ مب ــذي يرس ــرب ال ــد للمغ ــتور الجدي ــي الدس ــم تبن ــاري ت ــتوى املعي املســة ــات الدولي ــمو االتفاقي ــرس س ــا، ويك ــا كوني ــارف عليه ــي متع ــام ه ــان، ك ــوق اإلنس حقاملصــادق عليهــا عــى القانــون الداخــي، ويجــرم التعذيــب واالنتهــاكات الجســيمة لحقــوق اإلنســان،كام ضمنالحفــاظ عــى الســامة الجســدية واملعنويــة لألشــخاص، وقرينــة الــراءة، ــة، والحــق يف الولــوج إىل العدالــة واملســاعدة القضائيــة، وضــامن الحــق يف محاكمــة عادلــر ــال حظ ــن خ ــة م ــلطة القضائي ــتقالية الس ــة اس ــة، وتقوي ــوج إىل املعلوم ــق الول وح

ــز. ــدأ عــدم التميي ــة، ومب التدخــل يف الشــؤون القضائي

ــيام ــايئ والس ــع الجن ــرية للترشي ــات أخ ــا إصاح ــاري أيض ــتوى املعي ــهد املس ــد ش فقــادم ــدم تق ــرس ع ــي تك ــر 2011( و الت ــري 17 أكتوب ــان )ظه ــا الرمل ــي تبناه ــة الت املراجعــرب، ــا املغ ــادق عليه ــي ص ــة الت ــات الدولي ــي واالتفاقي ــون الداخ ــب القان ــم مبوج الجرائوالحــق يف املســاعدة القضائيــة للمعتقلــن أثنــاء فــرة الحراســة النظريــة، وكــذا مصادقــة مجلــس الــوزراء يف شــتنر مــن ســنة 2011 عــى انخــراط املغــرب يف الروتوكــول االختيــاري

ــب. ــة التعذي ــة مناهض التفاقي

ــي 2008 ــن عام ــة املنجــزة ب ــري يف هــذا الصــدد بالدراســات العلمي ــام يجــدر التذك كــون ــرشوع القان ــة م ــول مامئ ــان ح ــوق اإلنس ــي لحق ــس الوطن ــرف املجل ــن ط و2010 مالجنــايئ وقانــون املســطرة الجنائيــة مــع املعايــري الدوليــة لحقــوق اإلنســان، وهي الدراســات التــي تشــكل وبــدون شــك مرجعيــة للهيئــة العليــا للحــوار الوطنــي حــول إصــاح منظومــة

العدالــة املنشــأة مــن قبــل صاحــب الجالــة بتاريــخ 8 مــاي 2012.

ــه املشــهد ــذي عرف ــى الواضــح ال أماعــى املســتوى املؤسســايت، ال ميكــن تجاهــل الغناملؤسســايت للنهــوض وحاميــة حقــوق اإلنســان. وقــد كــرس الدســتور عــدة آليــات لحاميــة حقــوق اإلنســان كاملجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان ومؤسســة الوســيط، وأخــرى للحكامة الجيــدة مثــل الهيئــة املركزيــة ملحاربــة الرشــوة، وأخــرى لرصــد اســتقالية القضــاء كاملجلــس

األعــى للســلطة القضائيــة.

ويف نفــس الســياق، عــرف املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان، الــذي أصبــح مؤسســة دســتورية، توســيعا كبــريا يف اختصاصاتــه واســتقاليته مبوجــب الظهــري املــؤرخ يف 1 مــارس 2011 املتعلــق بإحداثــه، وتهــم مراجعــة النــص املؤســس للمجلــس الوطنــي لحقــوق ــة ــان: املدني ــوق اإلنس ــع حق ــة جمي ــال حامي ــه يف مج ــة مهمت ــال تقوي ــن خ ــان م اإلنســه توســعا يف مجــال ــت اختصاصات ــام عرف ــة. ك ــة والبيئي ــة والثقافي والسياســية واالقتصاديــة الطفــل وإعــادة ــارات أماكــن االعتقــال ومراكــز حامي ــرأي والتحقيــق وزي االســتقال بالــال ــن اعتق ــة والنفســية وأماك ــراض العقلي ــاج واملستشــفيات املختصــة يف عــاج األم اإلدم

17

األجانــب يف وضعيــة غــري قانونيــة وأصبحــت تقاريــره الســنوية تقــدم وتناقــش أمــام غرفتي الرملــان قبــل نرشهــا يف الجريــدة الرســمية، فيــام عــرف الهيــكل الجديــد للمجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان تعزيــزا عــى املســتوى الجهــوي بإحــداث ثاثــة عــرش لجنــة تضــم عــى األقــل 300 شــخص كموظفــن ومــا يفــوق نســبته %90 ممثلــن ملنظــامت غــري حكوميــة

محليــة تعمــل للنهــوض بحقــوق اإلنســان وحاميتــه باململكــة.

إن آليــات القــرب هــذه قــادرة عــى تشــجيع وتســهيل إحــداث مراصــد جهويــة لحقــوق اإلنســان تضــم جمعيــات وشــخصيات فاعلــة يف مجــال حقــوق اإلنســان.

السيدات والسادة،

يضطلــع املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان بــدور آليــة حقيقيــة للتظلــم خــارج نطــاق القضــاء مبــا أنــه مؤهــل لتلقــي ودراســة جميــع الشــكايات املرتبطــة بادعــاءات انتهــاكات حقــوق اإلنســان. وإىل جانــب التقاريــر الســنوية املحــررة حــول وضعيــة حقــوق اإلنســان باملغــرب، يعمــل املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان عــى إعــداد تقاريــر موضوعاتيــة منهــا تقاريــر زيــارات أماكــن االعتقــال.و يف هــذا الصــدد ســتنرش يف وقــت الحــق دراســة حــول

وضعيــة حقــوق اإلنســان يف املؤسســات الســجنية باململكــة.

ويبقــي املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان عــى عاقــات تعــاون مثمــرة مــع هيئــات املعاهــدات واإلجــراءات الخاصــة ومجلــس األمــم املتحــدة لحقــوق اإلنســان الــذي يعــرض عليــه تقاريــر موازيــة للتقاريــر الدوريــة للحكومــة، أو يف إطــار االســتعراض الــدوري ــس ــبة دورات مجل ــه مبناس ــوم ب ــذي يق ــي ال ــوار التفاع ــار الح ــى يف إط ــامل أو حت الش

ــوق اإلنســان. حق

وإىل جانــب هــذه االختصاصــات الجديــدة )الفصــل 10 مــن الظهــري املحــدث لــه(، فــإن ــاتية ــات املؤسس ــل اآللي ــاهمة يف تفعي ــل للمس ــان مؤه ــوق اإلنس ــي لحق ــس الوطن املجلالوطنيــة املنصــوص عليهــا يف االتفاقيــات والروتوكــوالت الدوليــة التــي انخــرط فيهــا املغرب ــاري يف ــول االختي ــا يف الروتوك ــوص عليه ــب املنص ــن التعذي ــة م ــة الوقاي ــك آلي ــا يف ذل مبــة ــايل للجمعي ــم امل ــن الدع ــانية ضم ــه اإلنس ــل مهمت ــب، فبفض ــة التعذي ــة مناهض اتفاقيــدار البيضــاء( وســاهم، مبشــاركة ــا التعذيــب )AMRVT، ال الطبيــة إلعــادة تأهيــل ضحاياالتحــاد األوريب، يف وضــع مركــز خــاص للتكفــل النفــي االجتامعــي والطبــي للضحايــا، يف إطــار مــرشوع اإلصاحــات املجتمعيــة التــي تبناهــا املجلــس االستشــاري لحقــوق اإلنســان ثــم املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان بنــاء عــى توصيــات هيئــة اإلنصــاف واملصالحــة.

18

السيدات والسادة،

ــل ــة العم ــى مجموع ــب وع ــة التعذي ــة مناهض ــى لجن ــا ع ــي عرضه ــر الت يف التقارياملكلفــة بالدراســة الدوريــة العامليــة، عــر املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان عــن اســتعداده والتزامــه لتســهيل تحضــري وتبنــي مخطــط عمــل وطنــي ضــد التعذيــب، إحــداث لجــان للتفكــري أو العمــل قصــد توجيــه العمليــة وتطويــر اســراتيجية شــاملة حــول الوقايــة مــن التعذيــب بجعــل فكــرة التعذيــب غــري مقبولــة يف مجتمعنــا، وذلــك مبشــاركة جميــع األطــراف املعنيــة. كــام حــث الحكومــة عــى تريــع عمليــة االنضــامم للروتوكــول االختيــاري التفاقيــة مناهضــة التعذيــب، وإطــاق مسلســل تشــاوري مبنــي عــى مقاربــة

ــة. ــة للوقاي ــة وطني ــة مــن أجــل وضــع آلي تشــاركية وشــاملة مــع األطــراف املعني

إن املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان يعــرب عــن اســتعداده لــي يضطلــع، بتعــاون وثيــق مــع الفاعلــن يف املجتمــع املــدين والســلطات العموميــة وجميــع األطــراف املعنيــة، بــدور ــة ــة الرضوري ــرشوط املوضوعي ــى ال ــر ع ــه يتوف ــرى أن ــث ي ــة حي ــة للوقاي ــة الوطني اآلليبالنظــر إىل احرامــه ملبــادئ باريــس، كــام اعرفــت لــه بذلــك لجنــة التنســيق للمؤسســات الوطنيــة لحقــوق اإلنســان، والســتقاليته وتعدديتــه املكرســتن دســتوريا، وبفضــل الخــرة التــي راكمهــا خــال 22 عامــا يف مجــال زيــارة أماكــن االعتقــال ورفــع التقاريــر، وخرتــه يف مجــال حاميــة والنهــوض بحقــوق اإلنســان، وبالوســائل البرشيــة واملاليــة التــي يتوفــر عليهــا

عــى املســتوى الوطنــي والجهــوي إلنجــاز مهامــه.

يــويل املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان أهميــة بالغــة للخــرات واملامرســات الفضــى التــي تــم تطويرهــا يف مختلــف األجهــزة القضائيــة القامئــة ويعــر عــن أملــه يف أن يقــدم ــكار ــادل األف ــرات وتب ــة للخ ــادة والعميق ــة الج ــة للمناقش ــاركن فرص ــاء للمش ــذا اللق هــا كانــت ظروفهــم. حــول أنجــع الوســائل لصــون كرامــة جميــع األشــخاص دون متييــز وأي

أمتنــى لكــم النجــاح يف عملكــم وأشــكركم عــى حســن اهتاممكــم.

19

كلمة السيد فرج فنيش

رئيس قسم الرشق األوسط وشامل إفريقيا، املفوضية األممية السامية

لحقوق اإلنسان

شكرا السيد الرئيس،

السيد املحجوب الهيبة، املندوب الوزاري املكلف بحقوق اإلنسان باململكة املغربية،

األخ والصديق العزيز إدريس اليزمي، رئيس املجلس الوطني لحقوق اإلنسان باملغرب،

السيد مارك تومسون، األمن العام لجمعية الوقاية من التعذيب،

السادة خراء األمم املتحدة،

السادة ممثي الحكومات والرملانات واملؤسسات الوطنية ومنظامت املجتمع املدين يف بلدان شامل إفريقيا،

السادة والسيدات السفراء وممثي املنظامت الدولية،

أود يف البدايــة أن أبلغكــم تحيــات الســيدة نــايف بيــاي، مفوضــة األمــم املتحدة الســامية لحقــوق اإلنســان، ومتنياتهــا لكــم بالتوفيــق يف أشــغالكم، وقد طلبــت مني تقديــم اعتذاراتها ــم الشــكر ــي تقدي ــدوة الهامــة، كــام طلبــت من ــا مــن املشــاركة يف هــذه الن لعــدم متكنهــه عــى اســتضافة ــة ووزارت ــة، وخاصــة الســيد املحجــوب الهيب ــة املغربي ــق للمملك العميهــذه النــدوة، واعتزازهــا بالعاقــات املتميــزة التــي تربــط اململكــة املغربيــة ومؤسســاتها،

مبــا يف ذلــك املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان، باملفوضيــة الســامية لحقــوق اإلنســان.

ــوق اإلنســان، ــة الســامية لحق ــل، باســم املفوضي ــدم بالشــكر الجزي ــك أن أتق أود كذلللســادة الخــراء والخبــريات الذيــن لبــوا هــذه الدعــوة دون تــردد، اقتناعــا منهــم بأهميــة

هــذه النــدوة يف تعزيــز حقــوق اإلنســان يف دول شــامل إفريقيــا.

حرضات السيدات والسادة،

لقــد عانــت بلــدان شــامل إفريقيــا طويــا مــن انتهــاكات جســيمة لحقــوق اإلنســان، مبــا يف ذلــك مامرســة التعذيــب، واالختفــاء القــري، واالعتقــال التعســفي، واإلعدامــات خــارج ــع بالحقــوق ــن التمت ــان م ــاكات أخــرى شــملت الحرم ــا انته ــام رافقته نطــاق القضــاء، كــة ــد ذهــب ضحي ــة. وق ــة والثقافي ــة واالجتامعي ــوق االقتصادي ــة، والحق السياســية واملدني

20

تلــك املامرســات طيلــة عقــود مــن الزمــن آالف النســاء والرجــال والشــباب، مــن النشــطاء السياســين والنقابيــن، ونشــطاء حقــوق اإلنســان واملفكريــن، والفنانــن. وقــد خلفــت تلــك االنتهــاكات جروحــا عميقــة لــدى ضحاياهــا ولــدى أفــراد عائاتهــم، وســاهمت يف تعطيــل تقــدم الشــعوب نحــو التنميــة، وإهــدار لطاقــات كثــرية كان ميكــن لهــا أن تســاهم بفعالية

يف النهــوض االجتامعــي والثقــايف واالقتصــادي والســيايس للمجتمعــات.

لقــد اســتعمل التعذيــب كوســيلة لرهيــب وتركيــع ومعاقبــة املعارضــن ألنظمــة الحكــم والخارجــن عــن طاعتهــا، وإىل كل مــن تســول لــه نفســه الصيــد يف املــاء العكــر، كــام أصبــح مبثابــة املامرســة املمنهجــة والواســعة النطــاق، وتفنــن الجــادون يف ابتــكار وســائل مختلفــة ومتنوعــة يتباهــون بهــا ويتبادلــون الخــرات فيــام بينهــم. وكل ذلــك كان يقــع يف أماكــن االحتجــاز، ويف الســجون واملعســكرات، ويف أماكــن معروفــة أو رسيــة، ويف بعــض الحــاالت يف املستشــفيات، ويف غــرف االحتجــاز يف املحاكــم. بعلــم مــن الســلطات السياســية واألمنيــة ــيشء ــاب، ال ــن العق ــات م ــاءلة واإلف ــدم املس ــن ع ــار م ــة، ويف إط ــكرية والقضائي والعســم ــا، بالرغ ــامدي فيه ــا والت ــب وتكراره ــة التعذي ــة مامرس ــاع رقع ــى اتس ــجع ع ــذي ش الــة، ــة األفــراد مــن التعــرض للتعذيــب وســوء املعامل ــة لحامي مــن وجــود ترشيعــات وطنيوانضــامم البلــدان املعنيــة التفاقيــات دوليــة متنــع مامرســة التعذيــب، كاتفاقيــة مناهضــة

التعذيــب وغــريه مــن رضوب املعاملــة أو العقوبــة القاســية أو الاإنســانية أو املهينــة.

حرضات السيدات والسادة،

ــتوى ــى املس ــة ع ــوالت هام ــن تح ــا م ــامل إفريقي ــدان ش ــوم يف بل ــدث الي ــا يح إن مالســيايس واالجتامعــي يبــرش مبرحلــة جديدة ميكــن اســتثامرها، إذا توفرت اإلرادة السياســية الصادقــة، لتدعيــم حقــوق اإلنســان، وحاميــة األفــراد والجامعــات مــن االنتهــاكات، وخلــق

منــاخ إيجــايب ملامرســة الحقــوق والتمتــع بهــا وتطويرهــا.

ويف هــذا الصــدد بــادرت اململكــة املغربيــة إىل خــوض تجربــة فريــدة مــن نوعهــا يف شــامل إفريقيــا ويف العــامل العــريب يف مجــال االنتقــال الدميوقراطــي عندمــا اعرفــت بحصــول ــة ــن حقيق ــث ع ــة للبح ــراءات عملي ــذت إج ــان، واتخ ــوق اإلنس ــرية لحق ــاكات خط انتهــم التعويضــات ــاكات، وتقدي ــك االنته ــا تل ــار لضحاي ــبابه، ورد االعتب ــن أس ــا حصــل، وع مــة ــة وهيكلي ــتورية وترشيعي ــات دس ــة إصاح ــت يف عملي ــام انخرط ــة، ك ــة واملادي املعنويواســعة النطــاق مــن أجــل وضــع حــد ملثــل تلــك االنتهــاكات، وقــد حققــت إنجــازا هامــا

ــوز2011. ــد يف يولي ــادئ حقــوق اإلنســان يف الدســتور الجدي بالتنصيــص عــى مب

ويف خضــم مــا حــدث مــن تحــوالت يف بقيــة بلــدان املنطقــة، بســبب مــا تعرضــت لــه شــعوبها مــن إهانــة وتهميــش وانتهــاكات جســيمة ألبســط حقــوق اإلنســان، ميكــن القــول

21

بــأن هــذه البلــدان ســتخوض تجــارب متنوعــة مــن أجــل االنتقــال إىل الدميوقراطيــة، ودولــة القانــون واملؤسســات مــن خــال ، معالجــة انتهــاكات املــايض مبــا يســمح مبعرفــة الحقيقــة، ومحاســبة مرتكبــي تلــك االنتهــاكات واملســؤولن عنهــا، ورد االعتبــار للضحايــا وإنصافهــم، وصــوال إىل املصالحــة املرجــوة، وهــي الخطــوات الازمــة لوضــع إطــار جديــد عــى املســتوى الترشيعــي واملؤسســايت مــن أجــل ضــامن عــدم تكــرار مــا حصــل، ومكافحــة ظاهــرة اإلفات ــة ــود عاق ــمح بوج ــذي يس ــي ال ــاء الدميوقراط ــة البن ــاق يف عملي ــاب، واالنط ــن العق مجديــدة بــن الدولــة واملواطــن، مبنيــة عــى احــرام حقــوق اإلنســان للجميــع دون متييــز.

حرضات السيدات والسادة،

ســيتناول الخــراء خــال هــذه النــدوة عــددا مــن املواضيــع الهامــة ذات الصلــة بالوقايــة ــات ملكافحــة ــن طــرف الحكوم ــب، واإلجــراءات الواجــب اتخاذهــا خاصــة م ــن التعذي مــارشة، وتجــارب ــك عــى اختصاصاتهــم وتجاربهــم املب ــن يف ذل ظاهــرة التعذيــب، معتمديعــدد مــن البلــدان التــي مــرت مبراحــل انتقاليــة مــن هــذا النــوع، وذلــك بهــدف االســتلهام منهــا والقيــام باملقارنــات املوضوعيــة بــن مختلــف تلــك التجــارب، ولعــل ذلــك هــو الهــدف ــة، ــوزارات املعني ــي ال ــن ممث ــددا م ــا ع ــا إليه ــي دعون ــدوة الت ــذه الن ــن ه ــي م الرئيواإلدارات، والرملانــات، واملؤسســات الوطنيــة لحقــوق اإلنســان، ومنظــامت املجتمــع املــدين

يف كل مــن مــر وليبيــا وتونــس والجزائــر واملغــرب وموريتانيــا.

ــة الســامية ــا املفوضي ــي توليه ــة البالغــة الت ــد عــى األهمي يف هــذا الصــدد، أود التأكيلحقــوق اإلنســان ملكافحــة جرميــة التعذيــب باعتبارهــا جرميــة ال تســقط بالتقــادم، وكذلــك ملوضــوع حاميــة األشــخاص املحرومــن مــن حريتهــم مــن التعــرض للتعذيــب، وملكافحــة ــة الســامية لحقــوق ــه املفوضي ــا تقــوم ب ــة إىل م ــاب. فباإلضاف ظاهــرة اإلفــات مــن العقاإلنســان مــن دعــم ملختلــف اآلليــات الدوليــة لحاميــة حقــوق اإلنســان، مبــا يف ذلــك لجنــة ــي ــرر الخــاص املعن ــب، واملق ــن التعذي ــة م ــة للوقاي ــة الفرعي ــب، واللجن مناهضــة التعذيــا التعذيــب، ــة ملســاندة ضحاي ــا للترعــات الطوعي ــر صندوق مبســألة التعذيــب، فهــي تديوتقــدم الدعــم الفنــي للحكومــات واملؤسســات الوطنيــة يف كل مــا يتعلــق بتطويــر القدرات والترشيعــات والقوانــن الحاميــة لحقــوق اإلنســان، كــام تقــدم املســاعدة مــن أجــل وضــع ــذ ــل تنفي ــن أج ــذا م ــان، و ك ــوق اإلنس ــة حق ــة لحامي ــط الوطني ــراتيجيات والخط االسومتابعــة التوصيــات الصــادرة عــن مختلــف الهيئــات املذكــورة، مبــا فيهــا تلــك الصــادرة عــن آليــة االســتعراض الــدوري الشــامل التابعــة ملجلــس األمــم املتحــدة لحقــوق اإلنســان،ويف ذات الســياق تقــدم الخدمــات االستشــارية للمؤسســات الحكوميــة واملؤسســات الوطنيــة والرملانــات، وتدعــم نشــاط ودور املنظــامت غــري الحكوميــة العاملــة يف هــذا املجــال، وهــو الــدور الــذي تضطلــع بــه اآلن يف كل مــن ليبيــا وتونــس وموريتانيــا وقريبــا جمهوريــة مــر

22

العربيــة واململكــة املغربيــة وباقــي الــدول مــن خــال مكاتبهــا اإلقليميــة والقطريــة، ومنهــا املكتــب اإلقليمــي لشــامل إفريقيــا الــذي بــدأ عملــه منــذ شــهرين مــن تونــس.

أود أن أغتنــم هــذه الفرصــة ألجــدد دعــوة املفوضيــة الســامية لحقــوق اإلنســان لجميع البلــدان إىل تضمــن مبــادئ حقــوق اإلنســان يف الدســاتري التــي هــي اآلن بصــدد اإلعــداد، وهــي فرصــة تاريخيــة، وكذلــك لانضــامم إىل االتفاقيــات الدوليــة لحقــوق اإلنســان، وخاصة اإلرساع باالنضــامم إىل الروتوكــول االختيــاري امللحــق باتفاقيــة مناهضــة التعذيــب، والعمــل عــى إنشــاء آليــة وقائيــة وطنيــة، طبقــا ملــا جــاء يف مقتضياتــه. كــام أود دعــوة الحكومــات وبقيــة الفاعلــن الوطنيــن إىل تعــاون أكــر مــع اآلليــات الدوليــة لحاميــة حقــوق اإلنســان، ــي ــاص املعن ــرر الخ ــع املق ــة م ــان، وخاص ــوق اإلنس ــس حق ــة ملجل ــات الخاص ــع اآللي وممبســألة التعذيــب، وتوجيــه دعــوة مفتوحــة لكافــة املقرريــن الخاصــن تســمح لهــم بالقيــام بزيــارات ميدانيــة كلــام ارتــأوا لذلــك، مــام يســمح لهــذه البلــدان باالســتفادة مــن خراتهــم،

وتوصياتهــم، وماحظاتهــم.

ــاح ــغالها كل النج ــدوة وألش ــذه الن ــى له ــة، وأمتن ــة طيب ــاركن إقام ــكل املش ــى ل أمتنوالتوفيــق

شكرا.

23

كلمة السيد مارك تومسون ممثل جمعية الوقاية من التعذيب

األمني العام لجمعية الوقاية من التعذيب

السيد املندوب الوزاري لحقوق اإلنسان باملغرب،

السيد رئيس املجلس الوطني لحقوق اإلنسان باملغرب،

أشكركم عى دعوتكم يل وعى حسن ضيافتكم.

السيدات والسادة ممثي مفوضية األمم املتحدة السامية لحقوق اإلنسان

السيدات والسادة الخراء الدولين وممثي البلدان،

سعادة السفراء،

حرضات السيدات والسادة،ــد أشــغاله طــوال ــا لهــذا اللقــاء املهــم الــذي متت أود أن أشــكركم عــى حضوركــم معنيومــن والــذي نســعى مــن خالــه املشــاركة يف جعــل شــامل إفريقيــا منطقــة خاليــة مــن ــب مســألة ــة التعذي ــاز. فمواجه ــة لإلنج ــا قابل ــة ليســت ســهلة لكنه ــب. إن املهم التعذيــن ــريه م ــب وغ ــة بالتعذي ــكار املحيط ــة اإلن ــات وحال ــدول وأن الطابوه ــع ال ــص جمي تخرضوب ســوء املعاملــة قــد تبــددت، فباإلضافــة إىل اإلقــرار الــدويل بخطــورة ســوء املعاملــة ــباب ــد األس ــدة لتحدي ــا إرادة جدي ــاك أيض ــة، هن ــن الحري ــن م ــخاص املحروم ــاه األش تجومســاعدة الضحايــا ومواجهــة انتهــاكات املــايض والقيــام مبــا يلــزم للوقايــة مــن التعذيــب

وأشــكال أخــرى مــن ســوء املعاملــة.

ــاري ــول االختي ــب أي: الروتوك ــة التعذي ــوين ملناهض ــار القان ــرف اإلط ــدد ع ــذا الص ويف هامللحــق باتفاقيــة األمــم املتحــدة ملناهضــة التعذيــب مصادقــة تونــس عــى هــذا الروتوكول ونرتقــب أن يلتحــق كل مــن املغــرب وموريتانيــا قريبــا بهــذه املنظومــة الوقائيــة. وسنســمع املزيــد عــن الروتوكــول االختيــاري يــوم غــد مــن خــال عــروض مهمــة ســيقدمها العضــو اللبنــاين يف اللجنــة الدوليــة للروتوكــول االختيــاري وممثلــن يف اثنــن مــن اآلليــات الوقائيــة

الوطنيــة الفعالــة مــن املالديــف وفرنســا.

ــاري، يف ــول االختي ــوص الروتوك ــط بخص ــة فق ــة مهم ــري إىل ماحظ ــمحوا يل أن أش اسســياق هــذا اللقــاء. منلــك بفضــل هــذا الروتوكــول صيغــة محليــة ناجحــة لتطبيــق القانــون الــدويل لحقــوق اإلنســان. ملــاذا؟ ألن الصاحيــات التــي منحــت لآلليــات الوقائيــة الوطنيــة

24

معــرف بهــا مــن طــرف الــدول األطــراف ومدعمــة مــن طــرف لجنــة دوليــة. هــذه الرشاكــة الثاثيــة للوقايــة مــن التعذيــب تســتوجب املزيــد مــن التعــاون مــع القضــاء والرملانيــن ــذي انعكســت معاملــه عــى ــوم ال ــاء الي واإلعــام كــام يتضــح مــن خــال املشــاركة يف لقبرنامــج العمــل الــذي قدمــه الخــراء الذيــن نعــر لهــم عــن امتناننــا لتبــادل تجاربهــم معنــا وكذلــك لبحثهــم عــن طــرق مــن شــأنها أن تدعــم ســعينا نحــو األمــام مــن أجــل الوقايــة

مــن التعذيــب إىل جانــب التحديــات الداخليــة الخاصــة.

وأخــريا ســأختم بقــويل إن لقاءنــا هنــا بالربــاط ليــس مبحــض الصدفــة، فقــد ســار املغرب بخطــى ثابتــة نحــو إصــاح القوانــن وتغيــري إجــراءات االعتقــال وهــو اآلن بصــدد املصادقــة

عــى الرتوكــول االختيــاري. وهــو مثــال نقتــدي بــه جميعا.

اســمحوا يل أن أختــم بتجديــد شــكري لكــم عــى حضوركــم هــذا اللقــاء وأود أن أعــر عــن شــكري للمغاربــة اللذيــن اســتضافونا إىل جانــب رشكائهــم مــن األمــم املتحــدة. ونيابــة عــن جمعيــة الوقايــة مــن التعذيــب ألتــزم بتقديــم التضامــن والدعــم ليــس فقــط ملــدة ــب ــم، تتطل ــام نعل ــب، ك ــن التعذي ــة م ــة الفعال ــن، فالوقاي ــل لعقدي ــن أو شــهرين ب يومالوقــت والجهــد، غــري أن مجتمعاتنــا كلهــا تتوقــع منــا أن نخلــص إىل حلــول صائبــة. ونحــن األن نعــرف اإلجــراءات التــي يجــب أن تتخــذ للوقايــة مــن التعذيــب، لــذا قــد أصبــح لزامــا

علينــا أن نقــوم بذلــك.

شكرا لكم.

25

الفصل الثاين : مجريات الجلسات

26

جلسة العمل األوىل

)مايض االنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان من خالل آليات العدالة االنتقالية(

التعامــل مــع مــايض اإلنتهــاكات الجســيمة لحقــوق اإلنســان مــن خــالل آليــاتالعدالــة االنتقاليــة: نظــرة شــاملة عــن التجــارب املقارنــة واملامرســات الجيــدة، بابلــو دو غريف-املقــرر الخــاص بشــأن تعزيــز الحقيقــة والعدالــة وجــرب الــرر

وضامنــات عــدم التكــرار

أود بداية أن أشكركم جزيل الشكر عى هذه الدعوة.

إننــي أشــعر ببالــغ الســعادة بتواجــدي يف املغــرب. إذ يذكــرين بعــدة رصاعــات خضناهــا هنــا يف املــايض يــوم كنــت عضــوا يف املركــز الــدويل للعدالــة االنتقاليــة، كنــا حينهــا نقــدم االستشــارة ملنظــامت املجتمــع املــدين يف املغــرب، كــام أود أن أعــر عــن شــكري : للمندوبيــة الوزاريــة املكلفــة بحقــوق اإلنســان ومكتــب املفــوض الســامي لحقــوق اإلنســان وجمعيــة مناهضــة التعذيــب عــى الضيافــة والدعــوة التــي جــاءت يف وقــت جــد مناســب يل، ألننــي ال أزال يف املراحــل األوىل مــن التفويــض املــوكل إيل، كــام ستشــكل فرصــة ممتــازة لاســتامع إىل أشــخاص أكــر إملامــا بخصــوص اإلجــراءات امللموســة الواجــب اتخاذهــا لتحســن نجاعــة ــا شــاكر للدعــوة ومــرور جــدا ــك فأن ــة مــن التعذيــب وجــر الــرضر، لذل وســائل الوقايلكــوين هنــا بينكــم، يف منطقــة يقــع فيهــا الكثــري بشــأن املوضــوع الــذي يعنينــا. كــام أود أن أشــري إىل ماحظــة مهمــة و هــي الــدور الفعــال الــذي لعبــه املغــرب يف تأســيس مجلــس حقــوق اإلنســان وكــذا عــى دوره املحــوري يف اتخــاذ مجموعــة مــن القــرارات ذات الصلــة

بحقــوق اإلنســان.

ــة ــة االنتقالي ــأن العدال ــة بش ــات التمهيدي ــض املاحظ ــم بع ــي تقدي ــب من ــد طل وقوعاقتهــا بالوقايــة مــن التعذيــب و قــد شــملت مداخلتــي لوصف املهــام واآلليــات املتعلقة باملقــرر الخــاص بالتعذيــب، ، ويف الجــزء الثــاين مــن العــرض، ســأركز عــى بعــض الجوانــب ذات الصلــة بطبيعــة العدالــة االنتقاليــة والــدور الــذي ميكــن أن تلعبــه يف املنطقــة نظــرا

إىل بعــض التطــورات األخــرية.

ــث إن أول ــات. حي ــض التعليق ــى بع ــط ع ــزت فق ــه، رك ــرار نفس ــق بالق ــام يتعل ففيــام ــه جــدول األعــامل يف شــتنر لع ــذي تضمن ــرار ال ــه هــو أن الق يشء تجــدر اإلشــارة إلي

27

ــي تتجــاوز ــدول، الت ــادرة مــن مجموعــة مــن ال 2011، مبجلــس حقــوق اإلنســان، كان مباملوقــع الجغــرايف والخلفيــة التاريخيــة والثقافيــة أو أي إجــراء تنمــوي خــاص. وكــام أرشت ســابقا، فــإن املجموعــة مثلتهــا يف األصــل دول اشــتملت عــى املغــرب واألرجنتــن وســويرا وســاندتها بشــكل جامعــي كل مــن ســاحل العــاج واألوروغــواي والبــريو واملالديــف وفرنســا ــه مــن طــرف 76 ــم القــرار، متــت املوافقــة علي والنمســا. فبعــد أســبوع فقــط مــن تقدي

دولــة مــن الــدول األعضــاء.

وبالتــايل فإنــه مــن ناحيــة يعتــر مبــادرة عامليــة، ألن املشــاكل التــي يســعى التفويــض ملعالجتهــا ال تعــرف أي حــدود. إذ أن البلــدان ســواء مــن الجنــوب أو الشــامل، بغــض النظــر عــن الفــوارق ســواء دينيــة كانــت أم ثقافيــة أم متعلقــة بالتقاليــد والنظــام الســيايس إىل آخــره... هــذه البلــدان عــر كل هــذه البنيــات كان واجبــا عليهــا مواجهــة انتهــاكات حقــوق

اإلنســان والقانــون الــدويل اإلنســاين.

وإنــه ملــن الــرضوري أيضــا اإلشــارة إىل أنــه يف خضــم تطــور إجــراءات مواجهــة هــذه االنتهــاكات، لعبــت دول مــن الجنــوب دورا مهــام خاصــة األرجنتــن وإىل حــد مــا املغــرب، هــذا ويعــن القــرار مقــررا خاصــا يتعامــل مــع األوضــاع التــي عرفــت انتهــاكات جســيمة

لحقــوق اإلنســان وإنتهــاكات خطــرية للقانــون اإلنســاين الــدويل.

يجــب عــى املقــرر الخــاص الركيــز عــى اإلجــراءات التــي مــن شــأنها تعزيــز الحقيقــة والعدالــة وجــر الــرضر وضامنــات عــدم التكــرار. وفيــام يتعلــق باإلجــراءات الخاصــة، يشــري ــة ــف الحقيق ــعي خل ــر األرضار والس ــة وج ــة الفردي ــة القضائي ــدا إىل املتابع ــرار تحدي الق

واإلصــاح املؤسســايت والتحقــق مــن أهليــة املوظفــن واملســؤولن العموميــن.

ــورة ــب، املش ــدى الطل ــم، ل ــاص تقدي ــرر الخ ــة املق ــرار 12 مبهم ــط الق ــا، يني ووظيفيالتقنيــة بخصــوص املشــاكل املرتبطــة بالتفويــض وجمــع املعلومــات عــن األوضــاع املحليــة وتحديــد املامرســات الجيــدة وإجــراء زيــارات للبلــد وتقديــم توصيــات بشــأن اإلجــراءات ــق االســراتيجيات والسياســات واإلجــراءات ــاء وضــع وتطبي ــة أثن ــة وغــري القضائي القضائيــون ــرية للقان ــروق الخط ــان والخ ــوق اإلنس ــيمة لحق ــاكات الجس ــد لانته ــع ح ــة وض بغي

ــدويل. اإلنســاين ال

ــه يف حــوار منتظــم وتنســيق ــذ مهام ــرر الخــاص ينف ــأن املق ــرار ب ــد الق ــا، يؤك وعمليوطيــد مــع الحكومــات واملنظــامت الدوليــة واإلقليميــة ومؤسســات حقــوق اإلنســان ــدة ذات ــم املتح ــات األم ــات وآلي ــة إىل هيئ ــة باإلضاف ــري الحكومي ــامت غ ــة واملنظ املحليالصلــة، وأن يقــوم بإدمــاج املنظــور الجنســاين ومقاربــة تركــز عــى الضحيــة، كــام يتضمــن القــرار أيضــا بيانــا ملجلــس حقــوق اإلنســان، مفــاده أن الــدول الثامنــن تقريبــا التــي دعمت

28

ــة ــة العدال ــق ضــامن املحاســبة وخدم ــب إنجــاز اإلجــراءات عــن طري ــرار، ترق ــي الق تبنــي، ــام األمن ــتقلة للنظ ــة مس ــع مراقب ــة ووض ــز املصالح ــا وتعزي ــاج للضحاي ــم الع وتقديواســرجاع الثقــة يف مؤسســات الدولــة بتعزيــز ســيادة القانــون متاشــيا مــع القانــوين الــدويل

لحقــوق اإلنســان.

وعليــه، فــإن هــذه الوظائــف الكثــرية ترتبــط مبواضيــع متعــددة، مــا يعنــي أن مــا تــم إنجــازه يعــود الفضــل فيــه للجميــع، ويف األخــري أود أن أشــري إىل أن هــذه اآلليــة يفــرض فيهــا أن تكــون مفيــدة إىل حــد مــا وعــى نحــو عاملــي، لــذا أغتنــم الفرصــة للتعبــري عــن

رغبتــي يف القيــام بهــذه املهمــة رغــم جســامتها الواضحــة.

وفيــام يخــص سياســة العدالــة االنتقاليــة وتقويــة أنظمــة حقوق اإلنســان. هنــاك عاقة ــة االنتقاليــة مــن جهــة، وتقويــة وطيــدة بــن أن تكــون ناجحــا يف تطبيــق سياســة العدالأنظمــة حقــوق اإلنســان مــن جهــة أخــرى، والســبب يف ذلــك أن العدالــة االنتقاليــة ليســت

بديــا أو نوعــا مميــزا للعدالــة، بــل هــي باألحــرى اســراتيجية لفهــم معنــى العدالــة.

ــر ــة تعت ــة االنتقالي ــي أن العدال ــل ه ــض التفصي ــاج بع ــي تحت ــة الت ــة الثاني ــا النقط أماســراتيجية شــاملة، وأقصــد بذلــك أمريــن:

ــإن ــك ف ــة؛ لذل ــة وغــري القضائي ــات القضائي ــر اســراتيجية تســتفيد مــن كل اآللي أوال تعتــر األرضار ــة وج ــة الجنائي ــى العدال ــتمل ع ــراتيجية تش ــذه االس ــة له ــارص الجوهري العنــدرج ضمــن اإلصاحــات ــة تن ــة االنتقالي ــا وعــدة إجــراءات خاصــة بالعدال ــح الضحاي لصالاملؤسســاتية. ويشــار إليهــا يف التفويــض والقــرار بشــكل عــام تحــت مســمى ضامنــات عــدم

التكــرار.

أمــا النقطــة الثالثــة التــي ينبغــي اإلشــارة إليهــا يف مجــال العدالــة االنتقاليــة فهــي أن األخرية ال تراعــي فقــط اإلجــراءات القضائيــة وغــري القضائيــة، بــل إن العنــارص الجوهريــة تشــكل ــل ــادرات، ب ــي للمب ــم اعتباط ــرد تراك ــر مج ــارص ال تعت ــذه العن ــكل. إن ه ــن ال ــزءا م جباألحــرى الســبب وراء اعتبــار تلــك العنــارص األربعــة )أي العدالــة الجنائيــة وجــر األرضار ــك ــة، وذل ــن السياس ــة وإجــراءات اإلصــاح املؤسســايت( جــزءا م ــف الحقيق والســعي خل

لكونهــا يف الحقيقــة ترابــط فيــام بينهــا بشــكل وثيــق عــى األقــل برابطــن:

ــي ــاكل الت ــة املش ــه يف مواجه ــرار بأن ــاج إىل اإلق ــة نحت ــا يف الحقيق ــو أنن ــط األول ه الرابــة إىل ــي حقيق ــا ال يرتق ــذ فردي ــراء متخ ــكل إج ــا، ف ــة ملعالجته ــة االنتقالي ــعى العدال تســض ــه للتعوي ــا يف حــد ذات ــن يكــون كافي ــة ل ــام كان حجــم الحقيق ــة. فمه مســتوى املهمعــن االنتهــاكات الجســيمة، وال ميكــن ألي اســراتيجية قضائيــة مــن تلقــاء نفســها أن تجــر رضر ســنوات مــن التعذيــب، كــام ال يســتطيع أي برنامــج جــر رضر مهــام بلغــت درجــة

29

ــل االنتهــاكات التــي تعرضــوا ــوا عليهــا قب ــة التــي كان ــا إىل الحال ــد الضحاي نجاحــه أن يعيلهــا، لذلــك ومــن جديــد، فــإن النقطــة العامــة هــي أن اإلجــراءات املتخــذة فرديــا ال تعــوض ســنوات االنتهــاكات املمنهجيــة، وبالتــايل فــإن هنــاك أســبابا لتحقيــق التكامــل بــن مختلــف

اإلجــراءات بغيــة تقويــة السياســة ككل.

ــة، ــادرة اعتباطي ــدال مــن مجــرد مب ــادرة شــمولية ب ــا تشــكل مب ــاين لكونه ــط الث ــا الراب أمــى ــل ع ــا تحي ــة، فكله ــة األربع ــراءات املختلف ــن اإلج ــة ب ــة مفاهيمي ــك عاق ــي ذل فيعنمجموعــة املعايــري وتتشــارك يف بعــض األهــداف األساســية. وميكــن تلخيــص هــذه األهــداف

يف ثــاث نقــاط:

ــرضر ــا بحجــم ال ــا اعراف ــح الضحاي النقطــة األوىل: هــي أن كل اإلجــراءات تســعى إىل منــه باعتبارهــم ــون ب ــذي يتمتع ــل بســبب الوضــع الخــاص ال ــه، ب ــوا من ــن عان و األمل اللذي

ــوين؛ ــرار بالوضــع القان ــوق، فاإلجــراءات تســعى لإلق أصحــاب حق

النقطــة الثانيــة: هــي أن اإلجــراءات تحــاول اســتعادة ثقــة املواطنــن وغريهــم يف مؤسســات الدولة؛

النقطة الثالثة: هي أن كل اإلجراءات تعتزم املساهمة يف تقوية سيادة القانون.

ولذلــك تــم إدراج مجموعــة مــن اإلجــراءات القضائيــة وغــري القضائيــة يف إطــار مــا يســمى بالعدالــة االنتقاليــة لســببن: األول واقعــي واألخــر مفاهيمــي، ولكــن وبالرغــم مــن ذلــك، ــة يشــكان جــزءا ــري القضائي ــة وغ ــن اإلجــراءات القضائي ــى أن كا م ــد ع ــي التأكي فينبغ

جوهريــا مــن سياســة العدالــة االنتقاليــة.

ــى ــح معن ــة توضي ــق بأهمي ــوع يتعل ــارة إىل موض ــن اإلش ــت ميك ــق الوق ــرا لضي ونظــن ــة ع ــار املرتب ــن اآلث ــن ب ــة، إذ م ــة واملصالح ــة االنتقالي ــن العدال ــة ب ــة العاق وماهيالتفكــري بــأن العدالــة االنتقاليــة ليســت نوعــا مميــزا مــن العدالــة، بــل باألحــرى اســراتيجية ــا ــة م ــة مــع املصالحــة يف حال ــه ال ميكــن التفكــري بشــأن العاق ــة، هــو أن ــق العدال لتحقيإذا فهمــت األخــرية كوســيلة تجعــل مــن نفســها بديــا عــن العدالــة. فالعدالــة االنتقاليــة تفــي إىل املصالحــة رشيطــة أن تكــون هــذه األخــرية متناغمــة مــع العدالــة. وبالتــايل فــإن ــي يســتطيع ــق الظــروف الت ــا خل ــة هــي متام ــة االنتقالي ــا العدال ــي تقدمه املســاهمة التاملواطنــون مــن خالهــا أن يثقــوا يف مؤسســات الدولــة، وهــذا إىل حــد مــا، يعتــر الوســيلة

الحقيقيــة لفهــم مــا هــو املجتمــع املتصالــح.

ــة يف ــاهمة هام ــدم مس ــتطيع أن تق ــة تس ــة االنتقالي ــإن العدال ــرى، ف ــارة أخ وبعبــى مؤسســات تســتحق ــل مبعن ــو، ب ــى العف ــم املصالحــة أساســا مبعن املصالحــة، إذا مل تفهالثقــة وفــق رؤيــة متناغمــة متامــا مــع الفهــم املشــرك ملــا يتطلبــه كل مــن القانــون الجنــايئ

والقانــون املــدين.

30

التجربة املغربية يف مجال العدالة االنتقالية الحقيقة – جرب أرضار الضحايا – وتوصيات اإلصالحات

إعداد: النقيب محمد مصطفى الريسوين عضو سابق بهيئة اإلنصاف واملصالحة

ــن نوفمــر 2005، ــن م ــايئ يف الثاث ــا النه ــة اإلنصــاف واملصالحــة تقريره قدمــت هيئــك يف إطــار ــه مــن خاصــات. وذل ــا انتهــت إلي ــا وم ــر يتضمــن مجمــل أعامله وهــو تقرياختصاصهــا املتعلــق بانتهــاكات حقــوق اإلنســان التــي عرفهــا املغــرب خــال 43 ســنة مــن ــرف ــرب ع ــايض باملغ ــة امل ــي صفح ــار ط ــارة إىل أن مس ــدر اإلش ــنة 1999-1956. وتج ســام ــنة 1990، ك ــان س ــوق اإلنس ــاري لحق ــس االستش ــيس املجل ــذ تأس ــا من ــورا ملحوظ تط

ــأن هــذا املســار عايــش مراحــل متعــددة: يجــب التذكــري ب

أ-املسـار التاريـخـــي:

عــرف املغــرب منــذ بدايــة االســتقال ســنة 1956، انتهــاكات مختلفــة الدرجــة والخطورة ــق ــن املواثي ــد م ــى العدي ــة ع ــة الحكوم ــن مصادق ــم م ــك بالرغ ــان، وذل ــوق اإلنس لحق

الدوليــة وانضــامم املغــرب إىل املنظمــة األمميــة.

ــات ــول انتفاض ــنة 1999، بحص ــنة 1956 إىل س ــن س ــدة م ــرة املمت ــزت الف ــد متي وقشــعبية ومبحــاوالت انقابيــة قــام بهــا بعــض أفــراد الجيــش، وتــم الــرد عليهــا بخروقــات وانتهــاكات وكــذا باعتقــاالت ومحاكــامت عــرف البعــض منهــا إن مل نقــل جلهــا مجموعــة مــن الخروقــات القانونيــة واملســطرية إىل محاكــامت انســحب الدفــاع مــن بعضهــا، ولســنا هنــا بصــدد رسد تاريخــي لهــذا املســار، بــل الغــرض هــو اإلشــارة إىل أن هــذه الخروقــات ــة ــن جه ــة م ــية الوطني ــة والسياس ــة الحقوقي ــب الحرك ــة ومطال ــن جه ــاكات، م واالنتهــا إىل إحــداث املجلــس االستشــاري لحقــوق اإلنســان مبقتــى الظهــري الصــادر أخــرى، أدتــذا ــي حــدد الســامت األساســية له ــوم 8/5/1990 بخطــاب مل ــه ي يف 20/4/1990 وتنصيباملجلــس ومــا هــو مكلــف بالقيــام بــه يف مجــال تطويــر وحاميــة حقــوق اإلنســان، هــذه اآلليــات التــي تطــور منظورهــا وانتظــم عقدهــا فيــام عــرف بعــد ذلــك مببــادئ باريــس.

وقــد اتضــح ألعضــاء املجلــس االستشــاري أن موضــوع تصفيــة مــايض االنتهــاكات يجــب أن يبــدأ بخطــوات ثابتــة وهــي:

إصدار العفو الشامل عن جميع املعتقلن السياسين؛ - 1 النص دستوريا عى اعراف الدولة والتزامها مببادئ حقوق اإلنسان؛ - 2

31

تعديل القوانن الوطنية مبا يائم اإلعانات والعهود واالتفاقيات الدولية - 3 املتعلقة بحقوق اإلنسان.

ــاق رساح ــال إط ــا يف مج ــورا ملحوظ ــرب تط ــرف املغ ــنة 1990 ع ــذ س ــذا ومن وهكاملعتقلــن السياســين بــدءا مــن املعتقلــن يف معاقــل ومخافــر رسيــة إىل أولئــك املحكــوم عليهــم واملعتقلــن يف أماكــن نظاميــة، وجــاء تعديــل دســتور اململكــة الصــادر ســنة 1992 ــوق ــة بحق ــة املتعلق ــود الدولي ــق والعه ــا باملواثي ــة والتزامه ــرام اململك ــى اح ــص ع ليناإلنســان كــام هــي متعــارف عليهــا دوليــا. وأخــريا ابتــدأ مسلســل إصــاح القوانــن املغربيــة وماءمتهــا مــع هــذه املواثيــق ابتــداء مــن التعديــات الجزئيــة إىل التحيــن الجــذري لتلــك

ــادئ حقــوق اإلنســان. القوانــن، وإلغــاء البعــض منهــا ملخالفتــه الريحــة ملب

ــة ــر الري ــف املخاف ــن السياســين ملختل ــادرة املعتقل ــد مغ ــة بع ــورت الرؤي ــد تبل وقــوا ــراد ظل ــن األف ــه م ــتهان ب ــددا ال يس ــاك ع ــح أن هن ــام اتض ــة حين ــجون النظامي والسمجهــويل املصــري، وأن البعــض ممــن أفــرج عنهــم إن مل يكــن أغلبهــم يعانــون مــن أمــراض مختلفــة ومــن ضيــاع فــرص العمــل إىل غــري ذلــك مــن األرضار، األمــر الــذي تطلــب التفكــري يف إحــداث وســيلة لجــر هــذه األرضار، فــكان التفكــري يف إحــداث خليــة الســتقصاء حالــة مجهــويل املصــري. قدمــت عملهــا األويل ســنة 1998 واملتضمــن لـــ 112 حالــة، كــام تــم اقراح إحــداث هيئــة تحكيميــة لتحديــد وتقديــر التعويــض املســتحق للضحايــا أو ذوي حقوقهــم،

وهــو مــا تــم مبقتــى األمــر امللــي الصــادر يف 16 غشــت 1999.

وبعــد أزيــد مــن أربــع ســنوات مــن الدراســة والتمحيــص، وجمــع املعلومات واالســتامع لــكل الضحايــا، أصــدرت هيئــة التحكيــم املســتقلة للتعويــض مقــررات تكميليــة يف حــوايل

ســتة آالف ملــف بالتعويــض، الــذي ناهــز يف مجموعــه مائــة مليــون دوالر.

ــة ــداث هيئ ــب بإح ــة تطال ــة املغربي ــات الحقوقي ــت الهيئ ــرة كان ــذه الف ــال ه وخللحقيقــة تتــوىل الكشــف عــن مصــري املختفــن الذيــن مل يعــرف مصريهــم بعــد وكــذا جــر ــا ومســاءلة املســؤولن ــي لحقــت بالضحاي ــاكات الجســيمة الت األرضار الناشــئة عــن االنتهعــن هــذه االنتهــاكات، ويف أيــام 11-10-9 نوفمــر 2001. نظمــت بالربــاط مناظــرة وطنيــة كــرى حــول االنتهــاكات الجســيمة لحقــوق اإلنســان باملغــرب مــن طــرف الجمعيــة املغربيــة لحقــوق اإلنســان ، املنظمــة املغربيــة لحقــوق اإلنســان واملنتــدى املغــريب للحقيقة واإلنصــاف الــذي يضــم ضحايــا هــذه االنتهــاكات، ومتيزت هــذه املناظــرة بحضــور الفعاليات الحقوقيــة مــن كل املنابــر والقطاعــات، وانتهــت بإصــدار توصيــات متعــددة تهــم القواعــد التنظيميــة للجنــة املتابعــة املنبثقــة عــن املناظــرة، وتهــم اإلصاحــات املؤسســاتية والتدابــري ــا نســتعرض الترشيعيــة واإلداريــة والربويــة، وأخــريا تلــك املتعلقــة بهيئــة الحقيقــة، وهنهــذه التوصيــات كاملــة ألنهــا املدخــل الحقيقــي ملعرفــة اختصــاص وعمــل هيئــة اإلنصــاف

واملصالحــة.

32

ــوق ــيمة لحق ــاكات الجس ــول االنته ــة ح ــرة الوطني ــات املناظ ب-توصيــرب: ــان باملغ اإلنس

اســتنادا إىل مقتضيــات القانــون الــدويل لحقــوق اإلنســان واجتهــادات وفقــه الهيئــات ــامل يف ــر الع ــة ع ــارب الوطني ــض التج ــتلهاما لبع ــان. واس ــوق اإلنس ــة بحق ــة املعني الدوليمعالجــة انتهــاكات حقــوق اإلنســان الجســيمة املرتكبــة يف املــايض، وإميانــا منــا أن جــر رضر تلــك االنتهــاكات التــي لحقــت أشــخاصا وعائــات ومجموعــات مــن جــراء ارتــكاب جرائــم ــل يشــمل ــط، ب ــادي فق ــده امل ــة والتعســف يف اســتعامل الســلطة ال ينحــر يف بع معينأيضــا االعــراف باملســؤولية األمــر الــذي يســتلزم بالــرضورة الكشــف عــن الحقيقــة وتحديــد

املســؤوليات حــول تلــك االنتهــاكات.

إن الخطــوة األوىل يف االتجــاه الصحيــح تتمثــل يف الكشــف عــن الحقيقــة حــول االنتهــاكات ووقــوع األحــداث التــي ارتكبــت خالهــا بهــدف وضــع حــد لإلنــكار والتســر ــة ــن يتحقــق هــذا إال بإحــداث لجن ــة خــال عقــود مــن الزمــن، ول ــه الدول ــذي انتهجت المســتقلة بنــص قانــوين يحــدد الهــدف مــن إنشــائها واختصاصهــا وطريقــة تشــكيلها مــن ــادئ وقيــم حقــوق اإلنســان ومشــهود لهــا ــزام مبب ــع بالنزاهــة وااللت بــن شــخصيات تتمتــة ــا كاف ــر له ــة، وأن توف ــت أم مؤسس ــخصا كان ــة ش ــن أي جه ــتقالية ع ــاءة واالس بالكفاملــوارد املاديــة واللوجســتيكية عــى أن تقــوم بتحقيقــات معمقــة غــري منحــازة أو انتقائيــة بخصــوص كل ملفــات حقــوق اإلنســان الجســيمة وتســتعن بوحــدات متخصصــة وفــرق عمــل مــن الخــراء ونشــطاء حقــوق اإلنســان وأن تخــول لهــا كل الصاحيــات للحصــول عــى

ــا. ــة ارتأته ــدى كل جه ــة للبحــث ل ــات الرضوري كل املعلوم

- اســتدعاء كل شــخص يفــرض ضلوعــه يف كل انتهــاك ســابق قصد االســتامع إليه وتحاط ــتخراج ــوص اس ــة. وبخص ــات الحامئي ــة الضامن ــهود بكاف ــا والش ــتامع للضحاي ــة االس عمليالجثــث والرفــات تســتعن اللجنــة باختصاصيــن أكفــاء ونزهــاء يف الطــب الرشعــي ووفــق التقنيــات الطبيــة والعلميــة بعــد معاينتهــا وإثباتهــا رســميا وبحضــور الضحايــا وممثليهــم.

ولذلك تويص املناظرة بتشكيل هيئة وطنية للحقيقة قصد:

- الكشف عن الحقيقة بخصوص االنتهاكات الجسيمة املرتكبة منذ االستقال:

- البحث يف الوقائع واألحداث ومابسات ارتكاب تلك االنتهاكات الجسيمة؛

ــدار ــؤوليات وإص ــد املس ــاكات وتحدي ــذه االنته ــادر ه ــن مص ــد م ــق والتأك - التحقيــأنها؛ ــات بش توصي

33

- إعداد تقرير بشأن أشغال ونتائج الهيئة ونرشه؛

ــر األرضار ورد ــا لج ــن اتخاذه ــراءات املتع ــري واإلج ــأن التداب ــات بش ــداد توصي - إعــة ــاتية والترشيعي ــات املؤسس ــأن اإلصاح ــذا بش ــه، وك ــظ ذاكرت ــع وحف ــار للمجتم االعتبوالربويــة والثقافيــة واإلعاميــة والحامئيــة الرضوريــة لتفــادي تكــرار مــا حــدث يف املــايض.

توصية التدابري املستعجلة

تطالب املناظرة باستعجال السلطات العمومية والجهات املعنية:

- تحمل مسؤوليتها تجاه الضحايا ذوي الحاالت الصحية املستعجلة وذلك بتقديم

خدمات عالية الجودة طبيا ونفسيا ؛

- إطاق رساح ما تبقى من املعتقلن السياسين ؛

- الكشف عن مصري باقي املختطفن ؛

- تسليم رفات املختطفن املتوفن وتسوية املراكز القانونية لذويهم ؛

ــن ــد م ــة للعدي ــجات العدلي ــة يف الس ــة املتضمن ــة املعيق ــود اإلداري ــع كل القي - رفالضحايــا قدمــاء املعتقلــن السياســين...من مل يســتفد مــن قــرار اإلرجــاع إىل العمــل مــن ــادة ــا وإع ــا اجتامعي ــة الضحاي ــاج كاف ــم وإدم ــش الكري ــبل العي ــم س ــل له ــف تكف وظائ

ــم ؛ تأهيله

- تسوية أوضاع الذين مل يستفيدوا من قرار اإلرجاع للعمل ؛

- متكن من مل يكن يتوفر عى عمل من دخل مادي ميكنه من العيش الكريم ؛

- رفــع كل القيــود املعرقلــة لحــق قدمــاء املعتقلــن السياســين واملنفيــن يف الحصــول ــا ــظ به ــي تحتف ــات الت ــاء كل البطاق ــي وإلغ ــراب الوطن ــادرة ال عــى جــواز الســفر ومغ

ــن والسياســين. ــم ويف حــق النشــطاء الحقوقي ــور يف حقه ــزة األمــن يف نقــط العب أجه

34

توصية التعويض وجرب الرر والتأهيل واالسرتداد

ــا ــا ومعنوي ــم مادي ــا أو ذويه ــض الضحاي ــات تعوي ــي عملي ــأن تنبن ــب املناظــرة ب تطالعــى قواعــد العــدل واإلنصــاف وعــى مــا فاتهــم مــن فــرص الكســب واســرجاع الحقــوق الناتجــة عــن مصــادرة األمــاك أو ضياعهــا عنــد االقتضــاء، واســتناد التأهيــل عــى الخدمــات

القانونيــة والطبيــة والنفســية واالجتامعيــة ذات الجــودة العاليــة.

توصية االعتذار العلني والرسمي

ــة عــن ــة عــن االنتهــاكات الجســيمة لحقــوق اإلنســان املرتب ــارا ملســؤولية الدول اعتبــمي ــي ورس ــذار علن ــم اعت ــة بتقدي ــرة الدول ــب املناظ ــا، تطال ــا وأفراده ــرف أجهزته ت

ــرى. ــام ج ــع ع ــا واملجتم للضحاي

توصية بشأن حفظ ذاكرة األمة واملجتمع

ــة ــة والربوي ــة والثقافي ــراءات االجتامعي ــري واإلج ــاذ كل التداب ــرة باتخ ــب املناظ تطالوالرمزيــة للحفــاظ عــى ذاكــرة املجتمــع واألمــة وعــى رأس ذلــك إنشــاء مؤسســة وطنيــة ــة حقــوق اإلنســان، ــة مركــز مرجعــي ومصــدر رئيــي لثقاف ــح مبثاب لحفــظ الذاكــرة تصبــظ ــز لحف ــري إىل مراك ــاء الق ــرى لاختف ــز الك ــل املراك ــة، وتحوي ــب تذكاري ــع نص ووض

ــرة. الذاك

دعـم وتوصية

- تؤكــد املناظــرة دعمهــا املطلــق لعائلــة الشــهيد املهــدي بنركــة يف اســتكامل تدابــري وإجــراءات البحــث عــن الحقيقــة ومتكــن العدالــة مــن االســتامع إىل الشــهود.

- تناشــد الدولــة املغربيــة والفرنســية واألمريكيــة بالعمــل عــى رفــع الريــة عــن كافــة الوثائــق املمســوكة مــن طــرف أجهزتهــا األمنيــة بشــأن اختطــاف وتصفيــة الشــهيد املهــدي.

توصية بشأن الرتبية عىل حقوق اإلنسان

تدعــو املناظــرة وزارة الربيــة الوطنيــة ووزارة التعليــم العــايل إىل العمــل عــى إدمــاج مفاهيــم ومبــادئ ومعايــري حقــوق اإلنســان يف الرامــج الدراســية، واعتــامد آداب الســجون ــة ــرة األم ــظ ذاك ــان وحف ــوق اإلنس ــى حق ــة ع ــل الربي ــن أج ــة م ــررات التعليمي يف املق

واملجتمــع.

35

توصية بشأن املساءلة

ــة اآلراء ــن كاف ــي يتضم ــر تركيب ــة تقري ــة إىل صياغ ــات الداعي ــرة الجه ــويص املناظ - تاملعــر عنهــا أثنــاء املناقشــات الحيويــة والجــادة التــي تخللــت أشــغال ورشــة »مســؤولية

ــة واملســاءلة«. الدول

ــة ــة املتابع ــويص لجن ــرة ت ــإن املناظ ــة ف ــذه الورش ــذي حــدد له ــرض ال ــارا للغ - واعتببتنظيــم حــوار وطنــي حــول موضــوع املســاءلة تســاهم فيــه املكونــات التــي شــاركت يف ــات ــة الجه ــا وكاف ــا ونتائجه ــع توصياته ــت م ــت وتفاعل ــي تجاوب ــراف الت ــرة واألط املناظ

ــة. املعني

- تــويص املناظــرة لجنــة املتابعــة بالتقيــد باألهــداف الخمســة الــواردة يف وثيقــة الجهــات الداعيــة.

ج-النشــــأة

لقــد تزامــن تنظيــم هــذه املناظــرة وصــدور الظهــري املتعلــق بإعــادة تنظيــم املجلــس مــن الــذي وســع الظهــري بتاريــخ 10/4/2001 وهــو اإلنســان لحقــوق االستشــاري اختصاصــات املجلــس ومنحــه حــق تأســيس لجــن مشــركة مــن داخــل وخــارج املجلــس )البنــد الســابع مــن الظهــري(، وهكــذا وبعــد تنصيــب أعضــاء املجلــس يف نهايــة ســنة 2002. ــة بإحــداث ــا مــن أجــل إصــدار توصي ــه عمــا دؤوب ــس واجتامعات ــس املجل عرفــت كواليهيئــة اإلنصــاف واملصالحــة تتــوىل تدبــري هــذا امللــف الشــائك، وهــو مــا تــم فعــا مبقتــى التوصيــة الصــادرة عــن املجلــس واملصــادق عليهــا مــن طــرف جالــة امللــك بتاريــخ ــريا ــخ 15/11/2003 وأخ ــة بتاري ــذه الهيئ ــاء ه ــن أعض ــان ع ــم اإلع ــام ت 06/11/2003، كــة واإلنصــاف ــة للحقيق ــا هيئ ــي اعتره ــى خطــاب مل ــوم 07/01/2004 مبقت ــا ي تنصيبه

ــة. واملصالح

هيئة اإلنصاف واملصالحة

1 - الرتكيبة:تتكــون هيئــة اإلنصــاف واملصالحــة مــن 16 شــخصا، مثانيــة منهــم أعضــاء يف املجلــس االستشــاري لحقــوق اإلنســان ومثانيــة مــن خــارج املجلــس. فمــن املجلــس األســاتذة: أحمــد ــة، ــارك وبدرق ــى الريســوين، مب ــد مصطف ــور، محم ــن زاك ــز ب ــد العزي ــوب، عب شــوقي بني

ــة، محمــد الــردوزي، لطيفــة اجبابــدي ومصطفــى اليزناســني. املحجــوب الهيب

ومــن خــارج املجلــس األســاتذة: عبــد اللطيــف املنــوين، ابراهيــم بوطالــب، مــاء العينــن

36

ــد الحــي املــودن، ــاين، إدريــس اليازمــي، عب ــز بن ــد العزي ــع، عب مــاء العينــن، صــاح الوديمحمــد نشــناش؛ وبرآســة األســتاذ إدريــس بــن زكــري، األمــن العــام للمجلــس االستشــاري

ورئيــس املجلــس الحقــا.

وياحــظ أن مجمــوع هــؤالء األعضــاء مــن خــرية أســاتذة القانــون والفاعلــن الحقوقيــن ورؤســاء الجمعيــات الحقوقيــة أو املهنيــة والبعــض منهــم كان ضحيــة االعتقــال والتعذيــب

مــن أجــل آرائــه السياســية.

االختصــاص - 2 تستمد هيئة اإلنصاف واملصالحة اختصاصها من:

التوصيــة الصــادرة عــن املجلــس االستشــاري لحقــوق اإلنســان أ- بشــأن إحداثهــا.

خطــاب جالــة امللــك محمــد الســادس يــوم تنصيبهــا بتاريــخ ب- .07/01/2004

الظهري املعتر مبثابة نظامها األسايس الصادر يف 12/04/2004.ج- ــس ــس للمجل ــري املؤس ــات الظه ــى مقتضي ــة ع ــذه الهيئ ــداث ه ــري إح ــتند ظه ويساالستشــاري لحقــوق اإلنســان الصــادر يف 10/4/2001، وخاصــة املــادة الســابعة منــه والفصــل 19 مــن الدســتور املغــريب. وينــص يف ديباجتــه عــى اعتــامد املذكــرات الصــادرة عــن املنظــامت الحقوقيــة وخاصــة جمعيــة هيئــات املحامــن باملغــرب يف هــذا التأســيس.

ويشــتمل اختصــاص الهيئــة مجــاال زمنيــا يعتــر أطــول مــدة اشــتغلت عليهــا هيئــات الحقيقــة يف مجــال العدالــة االنتقاليــة. إذ ميتــد اختصاصهــا الزمنــي مــن ســنة 1956 وهــو ــم املســتقلة ــة التحكي ــخ إحــداث هيئ ــخ اســتقال املغــرب إىل ســنة 1999 وهــو تاري تاريــام يشــمل هــذا االختصــاص ــال التعســفي ك ــاء القــري واالعتق ــا االختف ــض ضحاي لتعوي

مجــاالت متعــددة أهمهــا:

- تقييــم مسلســل تســوية ملــف االختفــاء القــري واالعتقــال التعســفي، وذلــك باالتصــال بالحكومــة والســلطات العموميــة املعنيــة واملنظــامت الحقوقيــة، والضحايــا

وعائاتهــم وممثليهــم... ؛

- إثبات نوعية ومدى جسامة االنتهاكات املاضية لحقوق اإلنسان ؛

- مواصلــة البحــث بشــأن حــاالت االختفــاء القــري التــي مل يعــرف مصريهــا )مجهــويل املصــري( وإيجــاد الحلــول املناســبة ملــن ثبتــت وفاتهــم ؛

37

- الوقــوف عــى مســتويات مســؤولية أجهــزة الدولــة أو غريهــا يف االنتهــاكات والوقائــع موضــوع التحريــات ؛

- التعويض عن األرضار املادية واملعنوية التي لحقت الضحايا أو ذوي حقوقهم؛

- العمــل عــى جــر باقــي األرضار التــي لحقــت باألشــخاص ضحايــا االختفــاء القــري ــا التأهيــل النفــي واالعتقــال التعســفي، وذلــك بتقديــم مقرحــات توصيــات لحــل قضايــا ــل م ــل ح ــتكامل مسلس ــك واس ــتحقون ذل ــن يس ــا الذي ــي للضحاي ــي واالجتامع والصحتبقــى مــن املشــاكل اإلداريــة والوظيفيــة والقانونيــة والقضايــا املتعلقــة بنــزع املمتلــكات؛

ــا ــة بحفــظ الذاكــرة وبضــامن عــدم تكــرار م ــات واملقرحــات الكفيل ــم التوصي - تقديــرام ــون واح ــم القان ــا يف حك ــة وتقويته ــرجاع الثق ــاكات واس ــار االنته ــو آث ــرى، ومح ج

ــان ؛ ــوق اإلنس حق

- تنميــة وإثــراء ســلوك الحــوار دعــام للتحــول الدميقراطــي وبنــاء دولــة الحــق والقانــون وإشــاعة قيــم وثقافــة املواطنــة وحقوق اإلنســان.

3 - طـرق العمـلتعمل الهيئة تحت إرشاف رئيسها، وتنتظم ضمن فرق للعمل هي:

فريق العمل املكلف بالتحريات ؛ فريق العمل املكلف بجر األرضار ؛ فريق العمل املكلف باألبحاث والدراسات.

ويعــن كل فريــق مــن بــن أعضائــه مقــررا يقــوم بــدور تنســيق أعاملــه. وتعقــد الهيئــة ــث ــن ثل ــس أو م ــن الرئي ــوة م ــة بدع ــة كل شــهر، وأخــرى طارئ ــة دوري ــات عادي اجتامعــب، مســاعدين، ــا، مكات ــة لعمله ــات الرضوري ــع اآللي ــة عــى جمي ــر الهيئ األعضــاء. وتتوفــة ــلطات العمومي ــع الس ــى جمي ــب ع ــري، ويج ــمعي الب ــال الس ــائل االتص ــاب، وس كتواملؤسســات الحكوميــة االســتجابة لطلباتهــا والتعــاون معهــا. وأخــريا ينــص النظــام األســايس

للهيئــة عــى تقدميهــا يف ختــام أعاملهــا تقريــرا نهائيــا يتضمــن مجمــل أعاملهــا.

4 - منهجيـة العمـلــوم 7/1/2004 إىل 30/11/2005 ــذ تأسيســها ي ــة اإلنصــاف واملصالحــة من عمــدت هيئتاريــخ تقديــم تقريرهــا النهــايئ، إىل القيــام بجميــع الدراســات واألبحــاث واللقــاءات والنــدوات عــى جميــع األصعــدة مــن أجــل الكشــف عــن حقيقــة االنتهــاكات الجســيمة التــي عرفتهــا الفــرة التــي اشــتغلت عليهــا، وميكــن تقديــم خاصــة جــد مختــرة لهــذه

ــل. ــة يف العم املنهجي

38

5 - الدراســات قامــت الهيئــة بواســطة أعضائهــا أو مختصــن مكلفــن مــن طرفهــا بإعــداد الدراســات املختلفــة حــول مجمــوع املوضوعــات التــي تضــم مجــال حقــوق اإلنســان، وكــذا جميــع األحــداث التــي عرفهــا املغــرب خــال تلــك الفــرة والتــي اتســمت بخــرق حقــوق اإلنســان. ــات ــق واإلعان ــة للمواثي ــن املغربي ــة القوان ــول ماءم ــة ح ــات قانوني ــدت دراس ــام أع كالدوليــة، وجمعــت بذلــك كــام هائــا مــن الدراســات التــي مــن شــأنها أن تتيــح للباحثــن

والدارســن، مجــاال واســعا للتمعــن والزيــادة يف االطــاع والتدقيــق.

6 -األبحــاثكــام بارشتأيضــا بواســطة أعضائهــا أو مبــن انتدبتهــم لذلــك أبحــاث ميدانيــة يف جميــع أنحــاء املغــرب، وخاصــة الجهــات التــي عرفــت خروقــات لحقــوق اإلنســان يف املــايض أو ــا أساســية أثــرت عــى مســارها التنمــوي الطبيعــي، وقامــت بالبحــث عــى عرفــت أحداثــري ــة مص ــن معرف ــن م ــك التمك ــتطاعت بذل ــة، واس ــة والجامعي ــن، الفردي ــر واملداف املقابأغلــب الحــاالت املعروضــة عليهــا. وســجلت الهيئــة 22.272 طلبــا يرمــي إىل البحــث عــن ــا ــة تبع ــة ممنهج ــا بطريق ــت معالجته ــض، مت ــر التعوي ــري وتقدي ــف املص ــة وكش الحقيق

ــل. ــا يف األرشــفة والحفــظ والتحلي ألحــدث القواعــد املعمــول به

7 - جلسـات االستامع العموميةنظمــت الهيئــة جلســات اســتامع عموميــة للضحايــا أو ذويهــم تــم نقلهــا مبــارشة عــى أمــواج اإلذاعــة والتلفــزة املغربيــة، عــروا فيهــا عــن مشــاعرهم بــكل حريــة رووا فيهــا مــا حصــل مــن أحــداث ومــا تعرضــوا إليــه مــن انتهــاك، وقــد متــت هــذه الجلســات يف أماكــن ــك، الرشــيدية، خنيفــرة، الحســيمة، وكان لهــذه ــاط، مراكــش، فكي مختلفــة باملغــرب، الربالجلســات صــدى وأثــر واضــح عــى نفســية الضحايــا. ضمنتهــا إرشاكا واســعا لجميــع رشائــح

املغاربــة يف االطــاع عــى مــا حــدث يف املــايض.

8 - النــــدواتنظمــت الهيئــة نــدوات علميــة اشــرك فيهــا مجموعــة كبــرية مــن املثقفــن والدارســن ــات الشــعب املغــريب، وهمــت بالدراســة ــة وســائر مكون ــات الحقوقي واملهتمــن والجمعي

والتحليــل موضوعــات متعــددة منهــا :

ــة، مفهــوم الحقيقــة، املحاكــامت السياســية، مفهــوم االعتقــال الســيايس، عنــف الدولجــر الرضر،وقــد شــكلت املشــاركات املقدمــة يف هــذه النــدوات ثــروة هائلــة وكــام علميــا

منقطــع النظــري يف مجــال الربيــة والتأســيس لثقافــة حقــوق اإلنســان.

39

9 - املناظــراتعقــدت الهيئــة مناظــرات وطنيــة متلفــزة تــداع مبــارشة اشــرك فيهــا جمــع هــام مــن خــرية مثقفــي املغــرب وكتابــه ورجــاالت الفلســفة والبحــث العلمــي والتاريخــي، وشــملت ــة لحقــوق اإلنســان، ــا ودراســات حــول مســار االنتهــاكات املاضي هــذه املناظــرات، تحلييف جميــع املجــاالت، الحقــوق األساســية، الحقــوق االقتصاديــة واالجتامعيــة، الحقــوق الثقافيــة، اإلصاحــات القانونيــة، التعديــات الدســتورية. وأخــريا كيفيــة طــي املــايض والتأســيس ملســتقبل يف ظــل نظــام دميقراطــي حقيقــي تحمــى فيــه الحقــوق وال تنتهــك

ــات. ــه الحري في

10 - جلسات االستمـاع الفرديـة والجامعيـةنظمــت الهيئــة مبقرهــا العديــد مــن جلســات االســتامع الفرديــة والجامعيــة، وشــملت ــة ــة وفاعل ــة ذات مســاهمة متنوع ــة يف ظــل البحــث التاريخــي شــخصيات مغربي الفردييف التاريــخ املغــريب وكــذا مختلــف الفاعلــن الجمعويــن. وعــى العمــوم مجموعــة كبــرية مــن رجــال السياســة املغاربــة ، و الوطنيــن واملؤسســن لعهــد االســتقال،كام شــملت هــذه الجلســات العديــد مــن األفــراد الذيــن تقدمــوا بطلباتهــم للهيئــة يف ظــل تفســري أو توضيــح مــا غمــض يف هــذه الطلبــات، وبهــذا الخصــوص ثــم االســتامع إىل الكثــري منهــم يف مناطــق ســكناهم. وأخــريا عقــدت الهيئــة جلســات اســتامع ملختلــف الجمعيــات التــي كونهــا ضحايا

االنتهــاكات التــي مســت مجموعــات تنتمــي إىل فكــر معــن أو مناطــق معينــة.

ــوع ــث يف موض ــكل دارس أو باح ــا ل ــوردا هام ــات م ــذه الجلس ــارض ه ــكل مح وتشــان. ــوق اإلنس حق

11 - اللقـاءات مع األحزاب السياسية والجمعيات املهتمةــا ــع فرقه ــذا م ــة وك ــية املغربي ــزاب السياس ــع األح ــع جمي ــاءات م ــة لق ــدت الهيئ عقــارة مبقرهــا نفســه، وأخــرى مبقــر الرملــان، كــام ــارة مبقــر هــذه األحــزاب، وت ــة، ت الرملانيعقــدت لقــاءات دوريــة مــع مختلــف الجمعيــات الحقوقيــة، ســواء منهــا املؤسســة عــى الصعيــد الوطنــي، أو تلــك التــي تهتــم باملجــال الجهــوي، ومل تســتنث مــن هــذه اللقــاءات أي جمعيــة، بغــض النظــر عــن الغــرض مــن تأسيســها، ســواء كان حقوقيــا أو يهــم العمــل االجتامعــي أو البيئــي. وتوجــد خاصــات ومحــارض لهــذه اللقــاءات يف أرشــيف الهيئــة وهي

ــكل املقاييــس. ــة ب ذات دالالت غني

12 - االطالع عىل التجـارب الدوليـةــة االنتقاليــة، أعــدت الهيئــة دراســات خاصــة عــن كل تجربــة دوليــة يف مجــال العدالــارج ــا إىل الخ ــض أعضائه ــل بع ــارب، وانتق ــذه التج ــاء ه ــض أعض ــة بع ــتضافت الهيئ واس

40

لاطــاع عــن قــرب عــى هــذه التجــارب وتقديــم تقريــر بذلــك، وكان للهيئــة اتصــال دائــم مبركــز العدالــة االنتقاليــة، كــام قــام خــراء مــن هــذا املركــز بزيــارات متعــددة للهيئــة. وقــد أغنــت هــذه االتصــاالت واللقــاءات أبحــاث الهيئــة ومجــال عملهــا، ومــا انتهــت إليــه مــن

توصيــات.

13 - معايري التعويض ومقاييسه ووحداته الحسابيةــن ــان م ــزة عــى الحرم ــض، مرك ــري واضحــة للتعوي ــد معاي ــة عــى تحدي ــت الهيئ عملالحريــة واملــس بالكرامــة واإلهانــة، وهــي معايــري تشــمل جميــع الضحايــا بــدون اســتثناء، كــام حــددت مقاييــس مختلفــة، باختــاف الــرضر الحاصــل لــكل ضحيــة أو ذويــه، ســواء ــة ــال الري ــن االعتق ــراه، وأماك ــاد واإلك ــواع االضطه ــن أن ــريه م ــب أو غ ــبة للتعذي بالنســق ــذي لح ــرضر ال ــدى ال ــة، وم ــة النظري ــة للحراس ــدة القانوني ــاوز امل ــة، وتج أو النظاميالضحيــة، العجــز الجــزيئ الدائــم الــذي أصابــه، إىل غــري ذلــك مــن املقاييــس املختلفــة، كــام حــددت وحــدات أساســية مامئــة لتقديــر التعويــض املســتحق لــكل ضحيــة، كــام اعتمــدت بالنســبة للمتوفــن معيــارا موحــدا مبنيــا عــى بقيــة العمــر النشــيط للضحيــة. مــع اعتــامد األجــر وضيــاع الفــرص، وأخــريا اعتــامد مقاربــة النــوع يف جميــع هــذه املعايــري واملقاســات

والوحــدات.

ــع املســتحقن ــض جمي ــم تعوي ــس والوحــدات ت ــري واملقايي ــق هــذه املعاي ــن طري وعــة ــة ملزم ــررات الهيئ ــام أن مق ــر، ك ــن باألم ــخها إىل املعني ــلم نس ــررات تس ــى مق مبقت

ــن. ــة ألي طع ــري قابل ــذة وغ وناف

14 - عىل مستوى التأهيـل الصحـيأعــدت الهيئــة مبقرهــا وحــدة طبيــة أرشفــت عــى اســتقبال الضحايــا وتكويــن ملفاتهــم ــد ــث أزي ــذا البح ــمل ه ــد ش ــم، وق ــوص حالته ــر بخص ــم تقري ــم وتقدي ــة وفحصه الطبيمــن تســع آالف )9000( ضحيــة، كــام تكلفــت مبتابعــة عــاج املصابــن بعاهــات وأمــراض

مســتعصية وتــم إجــراء عمليــات جراحيــة عــى نفقتهــا داخــل املغــرب وخارجــه.

ــدار ــوب إص ــة بوج ــة القناع ــدى الهيئ ــت ل ــات تكون ــوص والدراس ــال الفح ــن خ ومتوصيــات بالتأهيــل الصحــي للمســتحقن مــع إعــداد الطــرق الكفيلــة بالتتبــع واالســتمرارية للمجموعــة التــي تقتــي حالتهــا الصحيــة ذلــك. ومــن خــال هــذه الفحــوص والدراســات تكونــت لــدى الهيئــة القناعــة بوجــوب إصــدار توصيــات بالتأهيــل الصحــي للمســتحقن مع إعــداد الطــرق الكفيلــة بالتتبــع واالســتمرارية للمجموعــة التــي تقتــي حالتهــا الصحيــة

ذلك.

41

وأخــريا قدمــت الهيئــة تقريرهــا النهــايئ يف ســتة أجــزاء تضــم أعــامل الهيئــة والطريقــة التــي نهجتهــا يف تقــي الحقائــق وعــدد امللفــات التــي قدمــت إليهــا، وتصنيــف األحــداث ــات ــاكات والخاص ــي لانته ــار التاريخ ــة باملس ــات املتعلق ــرب، والدراس ــا املغ ــي عرفه التالتــي توصلــت إليهــا يف قضايــا االنتهــاكات الجســيمة لحقــوق اإلنســان، وكــذا جــرد ــة، ــة أو الجامعي ــر واملدافــن الفردي ــوين، وأماكــن تواجــد املقاب أماكــن االحتجــاز غــري القانوالســياقات القانونيــة املتطلبــة يف املوضــوع، وخاصــة للدراســات املتعــددة التــي أعدهــا أعضــاء الهيئــة أو مــن انتدبتهــم مــن الخــراء واملتخصصــن بذلــك، وكــذا تعويــض الــرضر ــة تأهيلهــم ــا وكيفي ــة التــي لحقــت الضحاي الفــردي والجامعــي. مــع جــرد األرضار الصحيــة ــات مختلف ــة وأخــريا توصي ــم اإلداري ــع تســوية وضعيته ــا م ــم اجتامعي ــا وادماجه صحيــا ــرار م ــادي تك ــازم اتخاذهــا لتف ــة ال ــة، والقانوني ــم اإلصاحــات الدســتورية والقضائي تهوقــع يف املــايض ووضــع املغــرب عــى ســكة التقــدم والتطــور والتنميــة يف ظــل نظــام ملــي

دســتوري دميقراطــي.

15 - كشف املصري واستجالء الحقيقةــة ــعامئة ومثاني ــري تس ــن مص ــة ع ــة املتابع ــة ولجن ــاف واملصالح ــة اإلنص ــفت هيئ كشوثاثــن )938( شــخصا تعرضــوا لاختفــاء القــري ملــدد طويلــة بلغــت يف أقصاهــا أزيــد من مثانيــة عــرش عامــا ورصحــت مبســؤولية الدولــة عــن االنتهــاكات الجســيمة التــي تعرضــوا لهــا ســواء مــن أفــرج عنهــم أومــن ثبــت للهيئــة أنهــم توفــوا بســبب مــا تعرضــوا لــه مــن انتهــاك، وبلــغ عــدد النســوة املفــرج عنهــم بعــد االختفــاء القــري الطويــل األمــد مثــان ــدى ــاء إح ــذا االختف ــاء ه ــاء أثن ــن النس ــن م ــدد املتوف ــغ ع ــام بل ــرأة )68(، ك ــتن ام وس

وعــرشون امــرأة )21(.

ــع تكــرار االنتهــاكات الجســيمة ــة اإلنصــاف واملصالحــة يف مجــال من ــات هيئ 16 - توصيلحقــوق اإلنســان

ــق ــددة تتعل ــات متع ــا توصي ــام أعامله ــة يف خت ــاف واملصالح ــة اإلنص ــدرت هيئ أصبتعزيــز الحاميــة الدســتورية لحقــوق اإلنســان وبإصــاح العدالــة وبإقــرار مبــدأ املســاواة واملناصفــة وبحريــة الفكــر والــرأي والتعبــري واإلبــداع والنــرش وبحريــة الصحافــة واالجتــامع والتجمهــر والتظاهــر الســلمي واإلرضاب، كــام أصــدرت توصيــات تتعلــق بضامنــات عــدم تكــرار االنتهــاكات الجســيمة لحقــوق اإلنســان وخاصــة يف مجــال حاميــة هــذه الحقــوق عــن طريــق مراقبــة دســتورية القوانــن ومنــح الرملــان الســلطات الكاملــة يف مجــال حاميــة

حقــوق اإلنســان ومســاءلة الحكومــة وكــذا ضبــط قواعــد ترشــيد الحكامــة األمنيــة.

ــم التعذيــب ــع التدخــل يف القضــاء ، كــام أوصــت بتجري وأوصــت بصفــة خاصــة مبنــوق اإلنســان ــاكات الجســيمة لحق ــة باالنته ــم املتعلق ــل الجرائ ــاء القــري وبجع واالختف

42

ــام ــامن دور ه ــة وض ــة الرملاني ــق املعارض ــامن ح ــت بض ــام أوص ــادم، ك ــة للتق ــري قابل غلألحــزاب والنقابــات واملنظــامت املهنيــة وبضــامن حــق املواطنــن واملواطنــات والجمعيــات ــيمة ــاكات الجس ــايض االنته ــن م ــة ع ــذار الدول ــت باعت ــام أوص ــض، ك ــم العرائ يف تقديلحقــوق اإلنســان وهــو مــا تجــى يف خطــاب جالــة امللــك محمــد الســادس الــذي ألقــاه مبناســبة اســتقباله ألعضــاء هيئــة اإلنصــاف واملصالحــة رفقــة حــوايل مائتــي )200( ضحيــة ــر 2006 ــوم 06 يناي ــك ي ــم وذل ــان أو ذوي حقوقه ــوق اإلنس ــيمة لحق ــاكات الجس االنتهبالقــر امللــي بالربــاط، ويستحســن أن ننقــل هنــا الفقــرة املتعلقــة باالعتــذار عــن هــذا

ــه: املــايض إذ قــال جالت

ــي نســيان املــايض، ــي أنجزناهــا، ال تعن ــة الت ــق أن هــذه املصالحــة الصادق ))وإين لواثفالتاريــخ ال ينــى، وإمنــا تعتــر مبثابــة اســتجابة لقولــه تعــاىل: »فاصفــح الصفــح الجميــل«، ــق ــة لإلصــاح املؤســي، إصــاح عمي ــأنه أن يشــكل دعام ــن ش ــي م ــح جامع ــه لصف وإنــد ــك نعب ــة، وبذل ــية واملدني ــوق السياس ــايض الحق ــنوات م ــن س ــرر م ــا تتح ــل بادن يجعــورش ــى ال ــود ع ــز الجه ــتقال، لركي ــة لاس ــينية الثاني ــام الخمس ــتقبي، أم ــق املس الطريالشــاق والحاســم للنهــوض بالحقــوق االقتصاديــة واالجتامعيــة والثقافيــة لكافــة مواطنينــا،

ــة والتهميــش((. ــة والبطال ــون معضــات الفقــر واألمي ــن يعان وال ســيام منهــم الذي

ــان ــوق اإلنس ــاري لحق ــس االستش ــاب للمجل ــذا الخط ــك يف ه ــة املل ــند جال ــد أس وقالــذي تحــول فيــام بعــد إىل املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان مهمــة تفعيــل توصيــات ــا ــي أحدثه ــة الت ــس بواســطة اللجن ــه املجل ــام ب ــا ق ــة اإلنصــاف واملصالحــة، وهــو م هيئ

ــت تعمــل لحــد اآلن. ــي الزال ــف والت ــذا التكلي ــام به للقي

وتجــدر اإلشــارة إىل أن جميــع التوصيــات التــي أصدرتهــا هيئــة اإلنصــاف واملصالحــة قــد متــت دســرتها يف نصــوص الدســتور الجديــد الصــادر يف فاتــح يوليــوز 2011 والــذي صــادق عليــه املغاربــة بأغلبيــة تــكاد تصــل إىل اإلجــامع، ومــن املعلــوم أن هــذا الدســتور جــاء بعــد حركــة الربيــع املغــريب املعروفــة بحركــة 20 فرايــر، ومبوافقــة جالــة امللــك محمــد الســادس عــى اإلصاحــات املطلوبــة ومنهــا توصيــات هيئــة اإلنصــاف واملصالحــة التــي عــر عنهــا جالتــه بالتوصيــات الوجيهــة يف خطــاب 09 مــارس 2011 الــذي أعلــن فيــه عــن تأســيس

لجنــة اإلرشاف عــى إعــداد الدســتور.

17 - توصيــات هيئــة اإلنصــاف واملصالحــة حــول األرشــيف والتاريــخ والحفــظ اإليجــايب للذاكــرة

ــة ــة اإلنصــاف واملصالحــة والدراســات العلمي أســفرت األبحــاث التــي قامــت بهــا هيئوامليدانيــة عــن أن املغــرب ال يتوفــر عــى أرشــيف منظم قــادر عى حفــظ التاريــخ والذاكرة

43

والتوثيــق، ومــن ثــم أوصــت بتأســيس األرشــيف العــام للدولــة وباتخــاذ اإلجــراءات الازمــة ــن ــخ الراه ــول التاري ــارف ح ــم املع ــرش وتعمي ــي ون ــث التاريخ ــيف والبح ــظ األرش لحفــات بإحــداث األرشــيف العــام ــذ هــذه التوصي ــدأ تنفي ــد ب للمغــرب وحفــظ الذاكــرة، وقــث ــة بالبح ــات املتعلق ــة التوصي ــة بقي ــه ومبتابع ــة ل ــن املنظم ــدار القوان ــرب وإص للمغ

التاريخــي وحفــظ الذاكــرة.

18 - توصيــات هيئــة اإلنصــاف واملصالحــة حــول األرشــيف والتاريــخ والحفــظ اإليجــايب للذاكــرة

ــة ــة اإلنصــاف واملصالحــة والدراســات العلمي أســفرت األبحــاث التــي قامــت بهــا هيئوامليدانيــة عــن أن املغــرب ال يتوفــر عــى أرشــيف منظم قــادر عى حفــظ التاريــخ والذاكرة والتوثيــق، ومــن ثــم أوصــت بتأســيس األرشــيف العــام للدولــة وباتخــاذ اإلجــراءات الازمــة ــن ــخ الراه ــول التاري ــارف ح ــم املع ــرش وتعمي ــي ون ــث التاريخ ــيف والبح ــظ األرش لحفــات بإحــداث األرشــيف العــام ــذ هــذه التوصي ــدأ تنفي ــد ب للمغــرب وحفــظ الذاكــرة، وقــث ــة بالبح ــات املتعلق ــة التوصي ــة بقي ــه ومبتابع ــة ل ــن املنظم ــدار القوان ــرب وإص للمغ

التاريخــي وحفــظ الذاكــرة.

19 - توصيات هيئة اإلنصاف واملصالحة حول جرب الرضر الجامعيــن ــا جــاء نتيجــة تواجــد بعــض أماك ــرب تهميشــا ا فظيع ــت بعــض مناطــق املغ عرفاالعتقــال الــري بهــا، ونتــج عــن ذلــك بقــاء ســاكنة هــذه املناطــق يف حالــة مــن الفقــر والهشاشــة يف جميــع املجــاالت وإلصــاح هــذا الوضــع أوصــت الهيئــة بجــر الــرضر الجامعــي لهــذه املناطــق، وقــد تــم وضــع اإلطــار املؤسســايت ملتابعــة برنامــج إصــاح الــرضر ــك ــري وتأسســت مــن أجــل ذل ــة ووحــدات للتدب ــة إرشاف وطني ــت لجن الجامعــي وأحدثثــاث عــرشة تنســيقية محليــة ومجلــس لهــذه التنســيقيات، ويهــم هــذا الرنامــج الــذي يطبــق مبســاعدة مــن االتحــاد األوريب ومتويــل مــن الدولــة يف املناطــق التــي اعتــرت أكــر رضرا واملحــددة يف ثاثــة عــرش إقليــام هــي: فجيــج، الراشــيدية، ورزازات، زاكــورة، طانطــان، أزيــال، الخميســات، الحــي املحمــدي عــن الســبع، الحســيمة، الناظــور، خنيفــرة، تنغــري وميدلــت، وقــد أبرمــت مــن أجــل تنفيــذ هــذا الرنامــج اتفاقيــات رشاكــة مــع العديــد مــن

ــة. ــس املحلي ــة واملجال ــوزارات واملؤسســات العمومي ال

خـامتـــة:لقــد لقــي التقريــر الختامــي لهيئــة اإلنصــاف واملصالحــة ترحيبا وطنيــا ودوليــا، واعترت العديــد مــن املنظــامت الدوليــة أن تجربــة املغــرب رائــدة يف هــذا املجــال وأنهــا فريــدة ــت ــرب رحب ــة، ويف املغ ــدول النامي ــف ال ــامية ومختل ــة واإلس ــاد العربي ــا بالب ــن نوعه مأغلــب األحــزاب السياســية الوطنيــة بالخاصــات والتوصيــات التــي انتهــت إليهــا الهيئــة.

44

كــام عــر العديــد مــن الضحايــا أو ذويهــم عــن ارتياحهــم ملــا انتهــى إليــه عمــل الهيئــة.

ــذا بعــض املنظــامت ــرت بعــض األحــزاب السياســية وك ــد اعت ــة أخــرى فق ــن جه ومالحقوقيــة أن العمــل الــذي قامــت بــه الهيئــة جــاء ناقصــا وغــري مســتوف للطموحــات التي

كانــت معلقــة عليهــا. وتتلخــص هــذه االنتقــادات يف االعراضــات األساســية التاليــة:

ــاكات ســواء ــف باملســؤولن عــن االنته ــة والتعري ــد املســؤوليات الفردي 1-عــدم تحديــرادا أو جامعــات؛ ــوا أف كان

2-عدم إحالة املسؤولن عن االنتهاكات الثابتة إىل املحاكم لتلقي العقاب الازم.

ــة خاصــة ــات ذات أهمي ــة يف ملف ــة الكامل ــن التوصــل إىل الحقيق ــن م ــدم التمك 3-عباملغــرب، وتهــم بعــض مجهــويل املصــري مــن املختطفــن السياســين، وعــى رأســهم ملــف: املهــدي بــن بركــة، الحســن املانــوزي، عبــد الحــق الرويــي، عبــد اللطيــف زروال، إىل غــري ذلــك مــن بقيــة مجهــويل املصــري وعددهــم 66 ملفــا، مــع العلــم أن الهيئــة قــد كشــفت عن الحقيقــة وكــذا املقابــر واملدافــن بخصــوص 742 حالــة، ومل تتمكــن مــن الكشــف النهــايئ ــان ــوق اإلنس ــاري لحق ــس االستش ــا إىل املجل ــل ملفه ــي أحي ــورة، الت ــة املذك ــن 66 حال ع

إلمتــام األبحــاث وإعــان النتائــج.

ــة ــن الحقيق ــة البحــث والكشــف ع ــات واملنظــامت مبواصل ــت هــذه الهيئ ــد طالب وقــا. ــات الصــادرة عنه ــذ التوصي ــع تنفي ــذا تتب ــة وك وإمتــام عمــل الهيئ

خاصة:

لقــد أصــدرت هيئتــي العدالــة االنتقاليــة باملغــرب. هيئــة التحكيــم. هيئــة اإلنصــاف ـ لجنــة التفعيــل ـ إىل حــدود 31 مــاي 2012 مقــررات تحكيميــة للتعويــض اســتفاد منهــا حــوايل 21500 ضحيــة أو ذوي حقوقــه وبلــغ مجمــوع التعويضــات املســلمة إىل الضحايــا 1.747.985.000,00)مليــار وســبعامئة وســبعة وأربعــن مليــون وتســعامئة وخمســة

ومثانــن مليــون درهــم، أي مــا يفــوق مائتــي مليــون دوالر.

ــة ــا لجن ــن بعده ــة وم ــاف واملصالح ــة اإلنص ــدرت هيئ ــد أص ــرى فق ــة أخ ــن جه ومالتفعيــل توصيــات مختلفــة تتعلــق بالتأهيــل الصحــي، وبتســوية األوضــاع اإلداريــة واملاليــة ــة، وبتســليم شــهادات الوفــاة وأخــريا وباإلدمــاج االجتامعــي، وباســرجاع األمــاك العقاريمبواصلــة البحــث للعثــور عــى رفــات بعــض الضحايــا وتســليمها إىل ذويهــا للقيــام بدفنهــا وفــق األعــراف والتقاليــد ومــا تتطلبــه حرمــات املــوىت وفــق أحــكام الديانــات الســاموية.

45

ــي لحقــوق اإلنســان املحتضــن دامئــا ــس الوطن ــا أن أشــري إىل أن املجل ــي هن وال يفوتنــات: ــا بأعــامل هــذه الهيئ ــد أصــدر تعريف ــة باملغــرب ق ــة االنتقالي ــات العدال لهيئ

التقرير النهايئ لهيئة اإلنصاف واملصالحة ؛. 1

كتاب هيئة التحكيم املستقلة لتعويض ضحايا االختفاء القري واالعتقال . 2التعسفي اللبنة األوىل يف مسار العدالة االنتقالية باملغرب ؛

التقرير الرئيي حول متابعة تفعيل توصيات هيئة اإلنصاف واملصالحة ؛. 3

ملحق رقم 1 يتضمن لوائح الضحايا الذين كانوا يف عداد مجهويل املصري ؛ . 4

ملحق رقم 2 يتضمن لوائح األشخاص املستفيدين من التعويضات ؛. 5

ملحق رقم 3 يتضمن جر الرضر الجامعي ؛. 6

ملحق رقم 4 يتضمن حصيلة العمل يف مجال اإلصاحات القانونية واملؤسساتية.. 7

46

التعامل مع إرث التعذيب من خالل آليات العدالة االنتقالية:

تجارب أمريكا الالتينية بشأن آليات العدالة االنتقالية«السيد خوان مينديز املقرر الخاص املعني بالتعديب

املقدمة

أود أن أتقــدم بالشــكر الجزيــل للمنظمــن )املندوبيــة الوزاريــة املكلفة بحقوق اإلنســان ــب( عــى ــن التعذي ــة م ــة الوقاي ــوق اإلنســان وجمعي ــة الســامية لحق باملغــرب واملفوضيدعوتنــا للمشــاركة وإتاحــة الفرصــة لنــا لتبــادل بعــض األفــكار معكــم بشــأن تجربــة أمريــكا ــودي ــي بابل ــن كصديق ــف املتحدث ــع مختل ــة )م ــة االنتقالي ــات العدال ــة حــول آلي الاتينيغريــف يف منصبــه الجديــد بوصفــه مقــررا خاصــا(. ويــرين أن أتحــدث عــن هــذه اآلليــات هنــا يف الربــاط يف وقــت متــر فيــه بلــدان شــامل أفريقيــا مبرحلــة انتقاليــة وتلتــزم بالقيــام ــان ــوق اإلنس ــة لحق ــري دولي ــع معاي ــاتية ووض ــة ومؤسس ــتورية وترشيعي ــات دس بإصاحــري ملموســة يف مجــال السياســات ــم إىل تداب ــن شــأنها أن ترج ــب م بشــأن حظــر التعذي

العامــة يف ســياق التحــوالت الدميقراطيــة.

تجارب أمريكا الاتينية

يشــار أحيانــا للتحــوالت يف أمريــكا الاتينيــة بعبــارة »آخــر موجــة للدميقراطيــة«. ــات الســام ــدت إىل اتفاق ــن ســنة1983 وامت ــدأت التحــوالت يف األرجنت ــة، ب ــة عام فبصفيف غواتيــامال يف ســنة1996 وتنحــي ألرتــو فوجــي مــوري عــن الرئاســة يف ســنة2000، تعتــر

ــاكات حقــوق اإلنســان. ــا محــاوالت للتعامــل مــع انته كله

ميكن تقديم املاحظات العامة التالية:

ــارة عــن ديكتاتوريــات 1. فيــام يتعلــق بطبيعــة األنظمــة الســابقة، كان العديــد منهــا عبعســكرية ناشــئة عــن االنقابــات، كــام حصــل يف الشــيي )ســنة 1973( واألرجنتــن )ســنة ــة ــلحة قوي ــوات مس ــة بق ــة مدعوم ــة ضعيف ــات مدني ــاك حكوم ــت هن ــام كان 1976(. كتســتحوذ عــى الســلطة الحقيقيــة، مثــل األوروغــواي والســلفادور وغواتيــامال، فضــا عــن الديكتاتوريــات العســكرية التــي أقامــت واجهــة رشعيــة، كــام وقــع يف الرازيــل. وكان هنــاك قــادة منتخبــن تحولــوا إىل اســتبدادين، يحكمــون بدعــم قــوي مــن املؤسســة العســكرية، مثــل فوجيمــوري يف بــريو. ويف جميــع الحــاالت، مل تــدم الحقبــة الديكتاتوريــة طويــا وكانت ــيمة ــة الجس ــم الجامعي ــكاب الجرائ ــة ارت ــذه األنظم ــرز له ــمة األب ــتقرة. و الس ــري مس غــان الســكان ــري مــن األحي ــن )يف كث ــاء القــري واملجــازر ضــد املدني ــل حــاالت االختف مث

47

ــاري، ــي اإلجب ــول أو النف ــفي املط ــاز التعس ــة، واالحتج ــدام دون محاكم ــن(، واإلع األصليوالرحيــل الداخــي القــري والتعذيــب عــى نطــاق واســع.

2. بشــأن التدابــري املتخــذة للتعامــل مــع املــايض، ال بــد مــن القــول إن اإلنتهــاكات ــات ــإن الوالي ــع، ف ــة. ويف الواق ــات الخارجي ــس الجه ــة، ولي ــة محلي ــات فاعل ــا جه ارتكبتهــادرات ــا إىل عــدم تشــجيع مب ــل عموم ــة متي ــة يف املنطق ــوة املهيمن ــا الق املتحــدة بوصفهالعدالــة االنتقاليــة )عــى الرغــم مــن أنهــا ال تعارضهــا رصاحــة( مخافــة زعزعــة االنتقــال الدميقراطــي الهــش. ومــن ناحيــة أخــرى، إن هنــاك قــدرا مــن التقليــد بــن املتدخلــن يف ــة، ــدروس املســتخلصة« داخــل املنطق ــف للخــرات و »ال ــادل مكث ــة، و تب ــكا الاتيني أمري

ــوق اإلنســان. ــوي لشــبكة منظــامت حق ــن النشــاط الق ــك فضــا ع وذل

3.ســبق أن حصلــت انتقــاالت مــن الدميقراطيــة وإليهــا يف أمريــكا الاتينيــة، حيــث يعــود تاريخهــا إىل القــرن التاســع عــرش. ومتيــزت كافــة التحــوالت الســابقة باإلفــات مــن العقــاب ــي ــرة الت ــع، يف الف ــل القم ــإن مسلس ــه ف ــت نفس ــيمة، يف الوق ــم الجس ــوص الجرائ بخصســبقت مبــارشة هــذه التحــوالت األخــرية، كانــت قــد بلغــت درجــة مــن الخطــورة فيــام يخــص االنتهــاكات املأســاوية التــي مل يســبق لهــا مثيــل، وأدى ذلــك إىل إدراك مــا مفــاده أن اإلفــات مــن العقــاب كان أحــد األســباب الهامــة الكامنــة وراء الديكتاتوريــة والقمــع، وأدرك املتدخلــون رضورة كــر هــذه الحلقــة املفرغــة عــر وقــف اإلفــات مــن العقــاب، بحيــث تضمنــت التحــوالت يف أمريــكا الاتينيــة االنتقــال مــن الديكتاتوريــة إىل الدميقراطيــة إرســائها بســبب اســتنفاد املــرشوع العســكري وعــدم قدرتــه عــى تحقيــق أهــداف العســكر ــة ــوى الدميقراطي ــوات املســلحة. إن الق ــة الق أنفســهم، وبســبب املشــاكل داخــل منظوماملحليــة كانــت موجــودة بالتأكيــد ومتــارس قــدرا مــن املقاومــة للحكومــات العســكرية، غــري أنهــم كانــوا غــري قادريــن لوحدهــم عــى اإلطاحــة بالديكتاتوريــات، إذ كانــت هنــاك بعــض الحــركات عبــارة عــن عصابــات منظمــة ملقاومــة الجيــش، ولكــن بحلــول فــرة التحــوالت هزمــوا ومل يصبــح لهــم أي دور يف املعارضــة، الســيام أنــه يف بعــض الحــاالت تــم تريــع هذا التفــكك التدريجــي للديكتاتوريــات بســبب أحــداث خارجيــة مثــل حــرب جــزر فوكانــد /

مالفينــس والهزميــة املذلــة للجيــش األرجنتينــي.

أمــا النــوع الثــاين يهــم االنتقــال مــن الــراع إىل الســام، كــام حصــل يف الســلفادور ــام يف ــر حج ــة أك ــذه الحال ــة يف ه ــات الخارجي ــري الجه ــوا، وكان تأث ــامال ونيكاراغ وغواتيرصاعــن اثنــن مــن هــذه الراعــات شــهدا توســط األمــم املتحــدة يف عمليــة الســام، وقــد ــدرة ــري يف ق ــا تأث ــي كان له ــة، الت ــراف املتحارب ــن األط ــات ب ــال املفاوض ــن خ ــق م تحقالضحايــا عــى إدراج أجنــدة العدالــة بشــأن الجرائــم الجســيمة املرتكبــة يف املــايض. ويعــزى ــة ــى إدراج العدال ــل ع ــيطا عم ــاره وس ــدويل باعتب ــع ال ــري املجتم ــاس إىل تأث ــك باألس ذل

48

ــاك محاســبة ــة الســام )وهــو مــا يفــر أيضــا ملــاذا مل تكــن هن ــة يف إطــار عملي االنتقاليــم خارجــي(. ــم التوصــل إىل الســام دون دع ــث ت ــوا، حي ــايض يف نيكاراغ بشــأن امل

يف كا الصنفــن، مــن املؤكــد أن هنــاك »تفاوضــا بــن النخــب« يعتــره بعــض املحللــن عامــا ــة، حصــل ذلــك بصــورة نســبية، حيــث ــكا الاتيني حاســام لهــذه التحــوالت. لكــن يف أمريــة االنتقاليــة، ــة املرحل أن االتفاقيــات الريحــة أو الضمنيــة بــن النخــب حصلــت يف بدايلكــن األطــراف يف تلــك االتفاقيــات مل تتحكــم يف مضمــون التدابــري التــي يتعــن اتخاذهــا أو يف نتائجهــا. وعــاوة عــى ذلــك، قامــت منظــامت املجتمــع املــدين بــدور هــام يف وضــع ــه يف مراحــل الحقــة؛ ومــن أهــم تلــك املنظــامت ــة أو يف تعديل جــدول األعــامل يف البداياملســتقلة شــبكات قويــة للدفــاع عــن حقــوق اإلنســان، و منظــامت الضحايــا. كــام تشــكلت ــة تكيفــت مــع الظــروف املتغــرية بشــأن منظــامت ملقاومــة االنتهــاكات بدرجــات متفاوتــة وجــر ــة والعدال ــص عــى الحقيق ــي تن ــا الت ــل أجندته ــادرة عــى نق ــت ق التحــول وكانــية ــادة السياس ــاف، للقي ــة املط ــع، ويف نهاي ــر املجتم ــايت لدوائ ــاح املؤسس ــرضر واإلص ال

ــدة. ــات الجدي الناشــئة يف الدميقراطي

انتــرشت أفــكار العدالــة االنتقاليــة برعــة مــن بلــد آلخــر واكتســبت الرشعيــة. وحظيــت هــذه الرشعيــة الحقــا مبســاعدة ودعــم كبرييــن عــر االجتهــادات الفقهيــة املتمخضــة عــن ــة ــر للجن ــرار واضــح ومتوات ــة حقــوق اإلنســان، مــن خــال ق ــة لحامي املنظومــة األمريكيالبلــدان األمريكيــة لحقــوق اإلنســان ومحكمــة الــدول األمريكيــة لحقــوق اإلنســان، واألجهــزة املتخصصــة التابعــة ملنظومــة الــدول األمريكيــة. وكان تدخــل هــذه الهيئــات يف األصــل أمــرا رضوريــا للتغلــب عــى تأثــري قوانــن العفــو الشــامل التــي كانــت متثــل العقبــة القانونيــة الرئيســية التــي تحــول دون تحقيــق العدالــة )عــر التحقيــق واملقاضــاة واملعاقبــة عــى الجرائــم الجســيمة(. إن اللجنــة واملحكمــة قضــت بحجــج قويــة أن منــح هــذا العفــو ــون ــان والقان ــوق اإلنس ــة لحق ــة األمريكي ــب االتفاقي ــدول مبوج ــات ال ــع التزام ــاىف م يتنــات ــة املطــاف، وســع االجتهــاد القضــايئ صاحي ــدويل العــام لحقــوق اإلنســان. ويف نهاي الــبب ــا بس ــة عليه ــم اإلحال ــي يت ــة الت ــدة للدول ــات العدي ــامد االلتزام ــد اعت ــة قص املحكمارتــكاب جرائــم الحــرب أو الجرائــم ضــد اإلنســانية بشــكل ممنهــج. واألهــم مــن ذلــك أن هــذه التريحــات التــي قامــت بهــا اللجنــة واملحكمــة اعتمدتهــا الســلطات القضائيــة يف ــرة الصــادرة عــن ــرارات املتوات ــد أدت الق ــة(، وق ــة )بدرجــات متفاوت ــكا الاتيني دول أمرياألجهــزة األمريكيــة للحاميــة إىل ظهــور معيــار عاملــي واضــح ينــص عــى أن العفــو الشــامل

والامــرشوط يتعــارض مــع القانــون الــدويل.

ونجــم عــن رشعيــة مبــادئ العدالــة االنتقاليــة أيضــا مبــدأ »تحويــل املســار«، حيــث متــت ــامد املســاءلة وضــامن ــة قصــد الكــف عــن اعت ــة االنتقالي ــة اســتخدام لغــة العدال محاول

49

ــي ألفــارو ــة للرئيــس الكولومب اإلفــات مــن العقــاب. وهــذا مــا حصــل يف الخطــة األصليــون ــد بقان ــة تسرش ــال عملي ــن خ ــكرية م ــبه العس ــوات ش ــح الق ــز لتري ــي فيلي أوريبــذا ــاءلة يف ه ــة للمس ــب الحقيقي ــض الجوان ــاظ ببع ــم االحتف ــد ت ــام و ق ــة والس العدالالقانــون يف مناقشــات الكونغــرس، و مبقتــى الحكــم الصــادر عــن املحكمــة الدســتورية. ــة وال ــون مل يفــض إىل العدال ــإن القان ــة املطــاف، ف ــق يف نهاي ــك، وكــام هــو مطب ومــع ذل

ــح. ــى التري الســام وال حت

تفيــد تجــارب أمريــكا الاتينيــة أيضــا أن املطالبــة باملســاءلة ال تتقــادم. وال ميكــن التخلــص ــة ــة للعدال ــكا الاتيني ــة يف أمري ــات الجاري ــايض. إن العملي ــن امل ــاوالت دف ــر مح ــا ع منه

االنتقاليــة تحيــل عــى األحــداث التــي وقعــت ثاثــة وأربعــة عقــود خلــت.

لقــد عينــت الرازيــل للتــو لجنــة للحقيقــة، يف البــاد التــي كانــت األكــر مقاومــة لفكــرة املحاســبة بشــأن املايض.وتجــري يف األرجنتــن وأوروغــواي والشــيي محاكــامت ضــد ــجن، ــم يف الس ــون عقوبته ــم اآلن يقض ــات وه ــن املئ ــد أدي ــة. وق ــم الدول ــي جرائ مرتكبــة الســابقن مثــل فيديــا ــات آخريــن ينتظــرون املحاكمــة، مبــا يف ذلــك رؤســاء الدول ومئوبوردابــريي، وعــدد مــن املســؤولن رفيعــي املســتوى يف البــريو، وقــد صــدر حكــم يف حــق الرئيــس الســابق ألبريتــو فوجيمــوري ب 25 عامــا ســجنا نظــرا للجرائــم التــي كانــت ترتكبهــا ــن ــة تضم ــة منوذجي ــا، يف محاكم ــام بإنشــائها وقيادته ــد ق ــري كان ق ــش ال وحــدة للجي

ــاع. االحــرام الكامــل لحقــوق الدف

وقــد تولــت لجــان اإلفصــاح عــن الحقيقــة عملهــا يف عدة بلــدان أعقبهــا يف معظمهــم املزيد مــن التحقيقــات. إن مختلــف تجــارب أمريــكا الاتينيــة بشــأن اإلفصــاح عــن الحقيقــة تدعم ــر ــا ال تعت ــة عندم ــر فعالي ــة تكــون أك ــاده أن لجــان اإلفصــاح عــن الحقيق اســتنتاجا مفبديــا للماحقــة القضائيــة بــل بوصفهــا خطــوة يف اتجــاه املســاءلة الكاملــة، وأهــم تجربــة لإلفصــاح عــن الحقيقــة هــي أحــدث تجربــة ابتكرتهــا هيئــة الحقيقــة واملصالحــة يف البــريو عــر تنظيــم جلســات اســتامع علنيــة حتــى يطلــع كافــة املجتمــع عــى محنــة الضحايــا. كــام تــم دفــع التعويضــات يف بعــض البلــدان بقــرارات صــادرة عــن املحاكــم ولكــن يف الغالــب عــن طريــق عمليــة إداريــة تعنــى بشــؤون الضحايــا تــم اعتبارهــا مبســطة. وجــرى اإلصــاح املؤسســايت تدريجيــا، نتيجــة لتدابــري أخــرى أكــر مــن أن تكــون ناجمــة عــن خطــة مصممــة ــدان مل تعــد كــام ــة. وحــري بالذكــرأن املؤسســات العســكرية يف هــذه البل ومنفــذة بعنايــا وال متــارس الضغــط عــى ــم التقليــص مــن صاحياته ــه يف املــايض ، حيــث ت كانــت عليالقيــادة الدميقراطيــة يف كل بلــد. وقــد اتخــذ إصــاح الرشطــة وقتــا طويــا وأحبــط يف معظم الحــاالت بداعــي االعتبــارات السياســية والدعــوات الدمياغوجيــة مــن »إجــراءات صارمــة« ضــد اإلجــرام. ومــع ذلــك، هنــاك بعــض املقرحــات الجديــرة باالهتــامم إلصــاح الرشطــة

50

عــى الرغــم مــن نجاحهــا النســبي.

يف الختــام، ال بــد مــن القــول إن العدالــة االنتقاليــة مــا زالــت قامئــة ومطروحــة عــى جــدول أعــامل التحــول الدميقراطــي يف كافــة أمريــكا الاتينيــة، وذلــك لعــدة أســباب مــن بينهــا أن عمليــة املســاءلة مل تكتمــل بعــد يف أي بلــد. ويف الوقــت نفســه، وكــام أوضحــت كاثريــن ســيكينك يف كتــاب صــدر مؤخــرا )»تعاقــب العدالــة »، 2011(، كان لعمليــة العدالــة ــت ــذي كان ــى يف الوقــت ال ــة، حت ــة يف املنطق ــر هــام يف اســتقرار الدميقراطي ــة أث االنتقاليــت يف ــا كان ــورة رمب ــة الخط ــة يف غاي ــة ومالي ــات اقتصادي ــدان أزم ــذه البل ــه ه ــهد في تش

ــد ذريعــة للدكتاتوريــة. حقــب أخــرى تع

لجان التحقيق

ــكا ــة يف أمري ــة يف إرســاء الدميقراطي ــة االنتقالي ــذا الشــأن أي دور العدال ــق به ــام يتعل وفيــا ــا وموريتاني ــر ومــر وليبي ــدان مشــاركة )الجزائ ــاه ســتة بل ــة، أود أن ألفــت انتب الاتينيــان ــق بلج ــان املتعل ــوق اإلنس ــس حق ــوع ملجل ــري املرف ــري األخ ــس( لتقري ــرب وتون واملغ

. )A/HRC/19/61(التحقيــق

ينــص هــذا التقريــر عــى رضورة اعتبــار لجــان التحقيــق بوصفهــا أداة قويــة ومرنــة يف نفس الوقــت قصــد مســاعدة الــدول عــى الوفــاء بالتزاماتهــا القانونيــة بشــأن التحقيــق ومقاضــاة ــة الســيئة، وتوفــري ســبل إنصــاف ــم التعذيــب وغريهــا مــن أشــكال املعامل مرتكبــي جرائالضحايــا الذيــن تعرضــوا لانتهــاكات يف املــايض إنصافــا فعــاال، مبــا يف ذلــك التعويــض عــن

الــرضر الناتــج عــن تلــك االنتهــاكات ومنــع تكرارهــا.

ــوق ــاكات حق ــث يف انته ــتقلة تب ــق مس ــات تحقي ــا هيئ ــق بوصفه ــان التحقي ــر لج وتعتــدويل تحــت إرشاف ــة واملجتمــع ال ــات الوطني ــدن الحكوم ــن ل ــم إنشــاؤها م اإلنســان يتاألمــم املتحــدة أوبالتعــاون بــن الفاعلــن الوطنيــن والدوليــن. ويتمثــل الهــدف الرئيــي الــذي تســعى إليــه هــذه اللجــان عمومــا يف أن توضــح وأن تقــر رســميا بأســباب وعواقــب االنتهــاكات الســابقة مــن أجــل الكشــف عــن الحقيقــة بشــأن مــا حــدث، وأن توفــر األســاس للمســاءلة، كــام قــد يكــون نطــاق لجــان التحقيــق هاتــه محــدودا يف الزمــان واملــكان، وغالبا مــا يقتــر عــى التحقيــق يف حــدث معــن أو سلســلة مــن األحــداث، واألهــم مــن ذلــك أن لجــان التحقيــق تركــز عــى الضحيــة ألنهــا تســمح مبشــاركة أوســع للضحايــا يف عمليــة الكشــف عــن الحقائــق وتحديــد العنــارص ذات األولويــة التــي يســتلزمها التعويــض، هــذا وميكــن لهــا أن تلعــب دورا يف معالجــة مزاعــم التعذيــب املمنهــج عــى نطــاق واســع مــن خــال الدعــوة إلجــراء إصاحــات جوهريــة للمؤسســات الوطنيــة لضــامن تطابــق آليــات ــة املســتقلة ــة الدولي ــر اللجن ــل تقاري ــة، مــن قبي ــري الدولي املســاءلة واملحاســبة مــع املعاي

51

ــي ــة لتق ــة الدولي ــورية)A/HRC/19/68( واللجن ــة الس ــة العربي ــق يف الجمهوري للتحقي)A/HRC/19/69( ــا ــق يف ليبي الحقائ

مهمة تونس

أود أيضــا أن ألفــت انتباهكــم إىل تقريــر يتضمــن نتائــج وتوصيــات إبــان مهمتــي يف تونــس .)A/HRC/19/61/Add.1(2011 من 15إىل22مــاي

فبنــاء عــى اجتامعــات مــع صانعــي القــرار والضحايــا وممثــي املجتمــع املــدين، حــددت مســألتن شــاملتن جديرتــن باهتــامم عاجــل مــن الحكومــة لضــامن تحقيــق العدالــة إبــان

االنتقــال الناجــح:

• أوال، إجــراء تحقيقــات فوريــة وشــاملة يف جميــع حــاالت التعذيــب وســوء املعاملــة، ومقاضــاة الجنــاة، وتوفــري ســبل اإلنصــاف والتعويضــات الفعالــة، مبــا يف ــة؛ ــوء املعامل ــب وس ــا التعذي ــة ضحاي ــدة كاف ــل، لفائ ــادة التأهي ــات إع ــك خدم ذل

• ــام ــة مــن خــال القي ــا، توفــري ضامنــات قويــة ضــد التعذيــب وســوء املعامل ثانيــة. ــة فوري ــة وإداري بإصاحــات دســتورية وترشيعي

يف هــذا الســياق، وفيــام يتعلــق باالنتهــاكات التــي ارتكبــت خــال نظــام بــن عــي، أوصيــت بتحقيقــات مامئــة وشــاملة بشــأن جميــع حــاالت التعذيــب، ومحاكمــة مرتكبيهــا، وتوفــري

خدمــات إعــادة التأهيــل وجــر الــرضر للضحايــا.

وبشــأن االنتهــاكات التــي ارتكبــت أثنــاء الثــورة وبعدهــا، أوصيــت بــأن تقــوم لجنــة تقــي الحقائــق التــي أنشــئت للتحقيــق يف تلــك األحــداث بعملهــا يف أقــرب وقــت ممكــن، وأن تتبــع الحقائــق الناجمــة عنهــا تحقيقــات وماحقــات قضائيــة، عنــد االقتضــاء دون مزيــد مــن التأخــري وأن يحصــل الضحايــا عــى التعويــض املناســب ويســتفيدوا مــن إعــادة التأهيل.

وفيــام يتعلــق مبناهضــة التعذيــب، أوصيــت بتعجيــل اإلصاحــات الدســتورية والترشيعيــة ــع ــة الســيئة. وأتطل ــب واملعامل ــة ضــد التعذي ــات القوي ــري الضامن ــة لضــامن توف واإلداريــوق ــورة حق ــذ انطــاق »ث ــس من ــا يجــري يف تون ــري بخصــوص م ــات الســيد بدي لتعليق

االنســان«

52

التجربة التونسية، مراد بديري، وزارة حقوق االنسان والعدالة االنتقالية

سبـل مواجهة التعذيب يف تونس

يف مؤلفــه الشــهري »نهايــة التاريــخ« أورد »فرانســيس فوكــو يامــا« التــايل: »ميكننــا ــارف ــرة املع ــن دائ ــهرية م ــة 11 الش ــب« يف الطبع ــادة التعذي ــوان »م ــت عن ــرأ تح أن نقــة ــة تاريخي ــه غــري أهمي ــه مل تعــد ل ــة املنشــورة عــام 1910 و1911 أن األمــر كل الريطاني

فيــام يتصــل بالقــارة األوروبيــة«.

ــدى ــص أن إح ــون« باألخ ــوك« و»ماديس ــم »ل ــد فه ــش: »لق ــول يف الهام ويقغايــات الحكومــة الجمهوريــة هــي حاميــة تأكيــد مواطنيهــا لذاتهــم عــى نحــو يفخــرون بــه«. وإن كانــت اوروبــا اعتــرت، جــدال، أن التعذيــب أصبــح فعــا مــن املــايض، فــإن هــذه

ــا العــريب واإلســامي. ــا يف عاملن الجرميــة حــارضة بقــوة األســطورة وتوســع الجغرافي

وإذا كانــت بعــض التجــارب حاولــت مــن خــال مــا ســمي »باإلصــاح مــن داخل ــات متعــددة مــن ــض ضحاياهــا ووضــع آلي ــادرة بعــاج الظاهــرة وتعوي ــة« املب املرشوعيأجــل ضــامن عــدم عودتهــا، مثــل التجربــة املغربيــة مــن خــال هيئــة اإلنصــاف واملصالحــة وتعويــض الضحايــا، فــإن بعــض التجــارب األخــرى انتزعــت هــذا الحــق مــن الحاكــم بثــورة

الشــعب وذلــك هــو النمــوذج التونــي الــذي نقدمــه يف هــذه األســطر.

التاريخ املثقل بالدماء:( 1

ــرض ــبع بالتح ــه مش ــن، وج ــن مختلف ــية وجه ــتقال التونس ــة االس ــت دول عرفوالحداثــة ووجــه موغــل يف القمــع واالســتبداد وهــو مــا أفــرز املامرســات القمعيــة التــي ــات ــهداء ومئ ــل الش ــه اآلن قواف ــدث عن ــا تتح ــو م ــا وه ــد مواطنيه ــة ض ــتها الدول مارساملترضريــن مــن التعذيــب واإلهــامل واملامرســات املهينــة. ولقــد شــهدت الســاحة الحقوقية ــن أنصــار ــة م ــال متاحق ــا أجي ــي خاضته ــرية الت ــن خــال النضــاالت الكب ــا م حــراكا الفت

ــب. ــم التعذي ــن وتجري ــب الواضحــة يف محاســبة الجادي ــم املطال ــة جمعــت بينه الحري

ومل يقــر املــرشع التونــي تجريــم التعذيــب إال ســنة 1999 حــن تدخــل بإضافــة ــة بتاريــخ 2غشــت 1999 إال أن ذلــك مل الفصــل 101 مكــرر مــن قانــون املســطرة الجنائيمينــع مــن انتهــاك حقــوق اإلنســان عــن طريــق التعذيــب املمنهــج الــذي مارســته أجهــزة

53

الســلطة داخــل الســجون وأماكــن االســتجواب، كــام أن املقتضيــات التــي أضافهــا املــرشع ــي ــال االحتياط ــال و االعتق ــال االعتق ــص آج ــة بتقلي ــة واملتعلق ــطرة الجنائي ــون املس لقانــرض ــب الع ــه أو طل ــال بذوي ــن االتص ــوف م ــن املوق ــة بتمك ــراءات املرتبط ــض اإلج وبععــى طبيــب مل متكنمــن الوقايــة مــن التعذيــب نظــرا لغيــاب اآلليــات الرقابيــة الناجعــة والكفيلــة بزجــر هــذه الجرميــة ومنعهــا، بــل وكان التعذيــب يطــال الســجن واملتهــم وحتــى ــي ــب النف ــدين إىل التعذي ــاب الب ــن اإلره ــة م ــكال مختلف ــه بأش ــن مع ــه واملتعاطف أهل

ــة الثــورة .. والتضييــق املتواصــل إىل حــدود بداي

2( الحارض املفعم باألمل:

ــة ــة التونســية باملصادق ــادرت الحكوم ــة، ب ــورة التونســية املبارك بعــد انتصــار الثعــى جملــة مــن االتفاقيــات، مــن ذلــك املرســوم عــدد 3 لســنة 2011 املــؤرخ يف 19فرايــر 2011 واملتعلــق باملوافقــة عــى انضــامم الجمهوريــة التونســية إىل الروتوكــول االختيــاري امللحــق بالعهــد الــدويل الخــاص بالحقــوق املدنيــة والسياســية، واملرســوم عــدد 4 املتعلــق الجنائيــة للمحكمــة األســايس رومــا نظــام إىل التونســية الجمهوريــة بانضــامم ــؤرخ ــدد 5 امل ــوم ع ــم املرس ــا، ث ــة وحصاناته ــازات املحكم ــاق امتي ــة وإىل اتف الدوليــة ــاري التفاقي ــول االختي ــية إىل الروتوك ــة التونس ــامم الجمهوري ــر2011 بانض يف 19فرايــة القاســية أو الاإنســانية أو ــة أو العقوب ــب و غــريه مــن رضوب املعامل مناهضــة التعذيــاي ــؤرخ يف 17 م ــنة 2011 امل ــدد 552 لس ــوم ع ــى املرس ــا مبقت ــادق عليه ــة واملص املهين2011 والــذي يوجــب إحــداث اآلليــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب يف أجــل أقصــاه ســنة

مــن تاريــخ إيــداع وثائــق املصادقــة.

ــر ــخ 22 أكتوب ــدد 106 بتاري ــوم ع ــر املرس ــم ع ــح مه ــرشع بتنقي ــادر امل ــام ب ك2011 وذلــك بالتوســع يف قامئــة املشــمولن بالتتبــع لتشــمل كل مــن تــورط مــن قريــب أو بعيــد يف ارتــكاب الجرميــة بحيــث خــول تتبــع ومعاقبــة كل مــن مــارس أو أمــر أو حــرض أو وافــق أو ســكت عــن جرميــة التعذيــب عــاوة عــى تشــديد العقوبــة املســتوجبة بحســب اآلثــار املرتبــة عنهــا بحيــث ميكــن أن تكــون العقوبــة مــدى الحيــاة إن تســبب التعذيــب

يف املــوت كــام تكــون أشــد إن كان املجنــي عليــه طفــا.

هــذا واعتمــد الترشيــع التونــي تقنيــة اإلعفــاء مــن العقــاب يف صــورة تبليــغ املعنــي باألمــر وقبــل علــم الســلطات عــن تلقيه أمــرا أو تحريضا عــى ارتكاب الجــرم أو أدى إعامــه إىل إيقــاف الجرميــة أو الكشــف عــن مرتكبيهــا. ولعــل املــرشع يف التنقيــح املشــار إليــه قــد اعتمــد آجــاال خاصــة للتقــادم تفــوق آجــال ســقوط الدعــوى بالنســبة لجرميــة

54

ــل ــل بحيــث رفــع يف مــدة التقــادم إىل 15 عامــا يف حــن أن التقــادم يف جرميــة القت القتتبقــى عــرش ســنوات، ويشــار إىل أن هــذا الفصــل بــدوره موضــوع نقــاش إللغــاء التقــادم بالنســبة لهــذه الجرميــة تناســقا مــع القانــون الــدويل الــذي يعتــر التعذيــب جرميــة ضــد اإلنســانية بحيــث ال تســقط بالتقــادم كــام أقــر بطــان االعرافــات واألقــوال املتحصــل عليهــا

تحــت التعذيــب ومنــع تســليم املتهمــن يف صــورة خشــية تعــرض املطلــوب للتعذيــب.

وعــى كل، فــإن ملــف التعذيــب مــا يــزال مفتوحا عــى مراعيــه إذ أن االتفاقيات ــاوة ــا ع ــعا ومعمق ــا واس ــا ترشيعي ــرض عم ــة تف ــة االنتقالي ــات العدال ــة ومقتضي الدوليعــى تحصــن املؤسســات والنصــوص مــن كل إمكانيــة للراجــع عــن مكاســب الثــورة وهــو الدافــع مــن وراء إحــداث وزارة مختصــة بحقــوق اإلنســان والعدالــة االنتقاليــة وتكليفهــا بحاميــة حقــوق اإلنســان مبفهومهــا الشــامل وفــق مــا متــت املصادقــة عليــه مــن االتفاقيــات

واملعاهــدات.ــة ــار العدال ــل ملس ــور متكام ــداد تص ــكيلها بإع ــور تش ــوزارة وف ــادرت ال ــد ب ولق

ــان. ــوق اإلنس ــة بحق ــاكات املتعلق ــب واالنته ــف التعذي ــة مل ــة مبتابع ــة وخاص االنتقالي

خطوات للمستقبل:( 3

بــادرت الحكومــة التونســية بوضــع عــدد مــن اآلليــات الكفيلــة مبعاقبــة مرتكبــي جرميــة التعذيــب، ونظمــت وزارة حقــوق اإلنســان والعدالــة االنتقاليــة جملــة مــن الندوات ــوزان ــيدة »س ــور الس ــب بحض ــن التعذي ــة م ــة للوقاي ــة الوطني ــداث اآللي ــة بإح املتعلقجبــور« عضــو اللجنــة الفرعيــة للوقايــة مــن التعذيــب، وعــدد مــن الــوزارات ذات الصلــة وجمعيــات املجتمــع املــدين )بتاريــخ 19 مــاي 2012 مبقــر وزارة حقــوق اإلنســان والعدالــة ــون ــة لصياغــة مــرشوع قان ــدوة وطني ــم ن ــم باملناســبة االتفــاق عــى تنظي ــة( وت االنتقالي

تؤســس مــن خالــه اآلليــة الوطنيــة موضــوع الفصــل 17 مــن الروتوكــول االختيــاري.ــارات ــم زي ــن خــال وزارة العــدل إىل تنظي ــة التونســية وم ــادرت الحكوم ــام ب كــرة مناضــي ــط يف ذاك ــن الســجون وخاصــة ســجن »الناظــور« املرتب ــدد م ــة إىل ع ميدانيحقــوق اإلنســان بالتعذيــب املمنهــج مــا جعــل مــن الــوزارة تتخــذ قــرارا تاريخيــا بتحويلــه

ــة. ــب واملعامــات املهين ــرة املرتبطــة بالنضــال ضــد التعذي إىل متحــف للذاكهــذا ومــن املعلــوم أن لتونــس اتفاقيــة مــع منظمــة »الصليــب األحمــر« تســمح ــة ــن الجمهوري ــة ب ــر املرم ــة املق ــى اتفاقي ــاوة ع ــام، ع ــرد اإلع ــجون مبج ــول الس بدخالتونســية واملفوضيــة الســامية لحقــوق اإلنســان بتاريــخ 13يوليــوز 2011 والتــي تســمح مبوجــب الفصــل 14 ملوظفيهــا بالدخــول إىل أماكــن اإليقــاف والعقوبــة واالســتجواب يضــاف إىل ذلــك وضــع خطــة قــايض تنفيــذ العقوبــات الــذي يحــق لــه تفقــد املصالــح الســجنية

55

ــجون ــي للس ــام الداخ ــي للنظ ــر تطبيق ــداد أم ــدل إلع ــدى وزارة الع ــت لجنةل ــام عين كيســمح بتحســن أدوات التواصــل لــدى األعــوان وتحســن ظــروف اإليقــاف وإقــرار منظومــة

العقوبــات البديلــة التــي ميكــن أن تخفــف مــن ســلب الحريــة.ــر2011 ــورة 14 يناي ــد ث ــس بع ــه تون ــذي تعرف ــة ال ــة االنتقالي إن مــرشوع العدال

ــق أهــداف واضحــة وحاســمة: ــوم عــى تحقي يق1/ استقصاء الحقائق حول التجاوزات ؛

2/ محاسبة املذنبن وفق املعايري املتفق عليها دوليا ؛3/ جر الرضر للضحايا وتعويضهم ؛

4/ اتخاذ كل ما ميكن من إجراءات ملنع العود إىل ارتكاب الجرائم.ال ميكــن الجــزم أن التعذيــب ســيصبح مــاض ال رجــوع إليــه مبجــرد قيــام الثــورة، بــل إن الواقعيــة تفــرض أن تحــاول هــذه الحكومــة مــا اســتطاعت أن تجعــل مــن هــذه الجرميــة البشــعة مجــرد ســلوك معــزول ال حصانــة ملرتكبــه أيــا كان موقعــه ،إذ ينــدرج إقرار آليــة اللجنــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب ضمــن الرؤيــة املســتقبلية ملنــع التعذيــب مبــا يفرضــه القانــون مــن فتــح للســجون ومراكــز اإليقــاف واالحتجــاز أمــام الهيئــة املســتقلة

ونــرش التقاريــر التــي تصدرهــا أو تصــدر عــن اللجنــة الفرعيــة التابعــة لألمــم املتحــدة.كــام ستســعى الحكومــة التونســية إىل توفــري كل الضامنــات القانونيــة مــن مثــل إدراج منــع التعذيــب ضمــن الدســتور وكفالــة الحــق للمتهمــن يف االســتعانة مبحــام يف كل ــة، عــاوة عــى إدراج مــادة حقــوق اإلنســان ضمــن ــا التحقيقــات األولي األطــوار مبــا فيهاملناهــج الدراســية ومنــع التقــادم يف جرميــة التعذيــب وإدراجهــا كجرميــة ضــد اإلنســانية

وفــق معايــري القانــون الــدويل ومنــع ظاهــرة اإلفــات مــن العقــاب.هــو مجهــود متواصــل ستســعى تونــس للمــي فيــه وهــي واثقــة بــأن الشــعب

الــذي صنــع الثــورة لــن يــرض باســتمرار التعذيــب ســلوكا أو تصــورا وهــو التحــدي.والسام.

56

جلسة العمل الثانية: اإلصالحات الدستورية والترشيعية

التجارب املقارنة واملامرسات الفضىل يف مجال التكريس الدستوري لحقوق اإلنسان

السيدة مريفت ريشاموي، عضو مكتب جمعية الوقاية من التعذيب

1.مقدمة عامة

ال خــاف حــول رضورة أن يضمــن الدســتور حقــوق اإلنســان، إذ شــهدت حقــوق اإلنســان األساســية التــي نتمتــع بهــا بحكــم إنســانيتنا تكريســا متزايــدا يف الدســاتري الوطنية،فمــن ــاس ــاة الن ــري يف حي ــة ذات تأث ــة فعلي ــة إىل حقيق ــذه الحامي ــة ه ــكان ترجم ــة مب األهمي

اليوميــة، وليــس مجــرد مبــادئ ســامية غــري مفعلــة.

2.متطلبات قانون حقوق اإلنسان

ــة عقــب ــات عــى الترشيعــات الوطني ــريات وتعدي ــون حقــوق اإلنســان تغي ــب قان يتطلــادة ــة مبوجــب امل ــال التزامــات الدول ــق عــى املعاهــدات )انظــر عــى ســبيل املث التصديــة ــة مناهض ــن اتفاقي ــادة 4 م ــن العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية وامل 2 م

ــب(. التعذي

وقــد أوصــت آليــات األمــم املتحــدة بإدخــال تعديــات عــى الدســاتري. كــام أوصــت لجنــة ــن ــريه م ــب وغ ــع التعذي ــر ومن ــى حظ ــتور ع ــص يف الدس ــب بالتنصي ــة التعذي مناهضأشــكال املعاملــة الســيئة، ويجــب أن يتضمــن هــذا الدســتور العنــارص الرئيســية للتعريــف ــا. ــب وغريه ــت التعذي ــة تح ــة املنتزع ــة األدل ــدم مرشوعي ــرية، ع ــة خط ــم )جرمي والتجري

ــة مناهضــة التعذيــب بشــأن األردن(. ــال لجن انظــر عــى ســبيل املث

3.الوقت املناسب

تشهد منطقة شامل أفريقيا حاليا تغيريات جذرية وبالتايل يوفر هذا الوضع ما يي:

• الفرصــة إلعــادة صياغــة الدســاتري )ينبغــي أن تكــون إعــادة الصياغــة هــذه دقيقــة ومتطابقــة مــع القانــون الــدويل: عــى ســبيل املثــال: التعذيــب جرميــة ضــد اإلنســانية ــس ــن، ولي ــج عــى املدني ــر بهجــوم واســع النطــاق وممنه ــق األم ــام يتعل ــط حين فق

بشــكل عــام؛

57

• الفرصة لرفع مستوى الوعي بالحقوق الدستورية؛

• الفرصة لرفع مستوى االلتزام بالحقوق الدستورية؛

• الفرصة لنقاش منفتح حول رضورة حامية الحقوق؛

• ــة: أي أن أشــكال ــة االنتقالي ــات الدســتورية والعدال ــن التعدي ــط ب الفرصــة للربالجــر، يجــب أن تضمــن خصوصــا عــدم التكــرار.

4.ملاذا يتعني تعديل الدستور؟

ال تعكــس كل دســاتري كافــة البلــدان ضامنــات الحقــوق املنصــوص عليهــا يف املعايــري الدولية ــري ــتورية للمعاي ــات الدس ــتجيب الضامن ــا ال تس ــى عندم ــة. وحت ــدى الدول ــة ل و املقبولالدوليــة، فــإن الدولــة تبقــى ملزمــة باتخــاذ اإلجــراءات الازمــة لتفعيــل املعايــري الدوليــة،

باتخــاذ الخطــوات الازمــة لتأمــن أي تعديــات دســتورية رضوريــة.

تعتر مناهضة التعذيب وسوء املعاملة مبدءا من مبادئ القانون العريف.

إن الحــق املطلــق وغــري القابــل للتقييــد يف عــدم التعــرض للتعذيــب أو غــريه مــن أشــكال ســوء املعاملــة يشــري إىل أنــه يجــب منــح حظــر التعذيــب وغــريه مــن أشــكال ســوء املعاملة

مكانــة أســمى مــن القوانــن العاديــة.

ــام إذا ــر ع ــرف النظ ــتور ب ــة يف الدس ــوء املعامل ــب وس ــم التعذي ــب تجري ــايل، يج وبالتــة ــة مناهض ــة )اتفاقي ــة ذات الصل ــدات الدولي ــى املعاه ــت ع ــد صادق ــة ق ــت الدول كانالطفــل، اتفاقيــة حقــوق املدنية والسياسية، بالحقوق الخاص الدويل العهد التعذيــب، فمــن خــال تأمــن الضامنــات الدســتورية، فــإن الدســتور ســيكون ذا أهميــة عــى باقــي القوانــن األخــرى التــي قــد تكــون غــري متناســقة معــه، ويضمــن بذلــك ماءمــة الترشيعــات ملضامينــه ، ولذلــك، يجــب عــى جميــع الترشيعــات األخــرى مطابقــة هــذه الحقــوق وأن

ــل الدســتور. ــاع إجــراءات خاصــة لتعدي ــا دون إتب ــا التخــي عنه ــة ال ميكنه الدول

ويف كل األحــوال، فليــس للرملــان وال للســلطة القضائيــة وال للســلطة التنفيذيــة القــدرة عى نســخ أو نقــض الحظــر املطلــق املفــروض عــى التعذيــب، وتحظــر العديــد مــن الدســاتري يف جميــع أنحــاء العــامل رصاحــة اســتحداث قوانــن غــري دســتورية، مبــا فيهــا تلــك التــي تفشــل

يف حاميــة الحقــوق األساســية التــي يكفلهــا الدســتور.

وتتمتــع املحكمــة العليــا أو الدســتورية بالســلطة لتقديــم املشــورة بشــأن دســتورية الترشيعــات، كــام لهــا الصاحيــة لتلغــي أي ترشيــع ال يتوافــق وهــي قــادرة عــى القيــام

58

ــره. ــب وحظ ــع التعذي ــل من ــان مث ــوق اإلنس ــات حق ــع ضامن ــيا م ــك متاش بذل

وميكــن ألحــكام دســتورية أخــرى أن تضــم رشطــا ذا صلــة بالحــد مــن مامرســة الحكومــة لصاحياتهــا )عــى ســبيل املثــال ال يجــوز للســلطة التنفيذيــة أن متــارس صاحياتهــا إال مبــا

يوافــق الدســتور.

ولقــد تــم تكريــس هــذه الحقــوق أساســا لضــامن أن الجميــع، بغــض النظــر عــن األصــل القومــي أو االثنــي، أو الخلفيــة االجتامعيــة واالقتصاديــة، أو العــرق، أو الجنــس، أو امليــوالت ــة ــه الحــق يف التمتــع بالحقــوق األساســية الكفيل الجنســية أو غــري ذلــك مــن األســباب ل

بضــامن الكرامــة اإلنســانية.

ــرف ــن الت ــاع ع ــدول باالمتن ــزم ال ــتورية تل ــات الدس ــإن الضامن ــياق ف ــس الس و يف نفــة ــات تضمــن حامي ــا بالتزام ــا تقيده ــام أنه ــري األساســية، ك ــك املعاي ــف تل ــة تخال بطريقوتعزيــز وإعــامل التمتــع الفعــي بالحقــوق )التزامــات إيجابيــة(. وســواء كانــت إجــراءات ــة، فهــذا يتطلــب أن تعمــل كافــة مســتويات ــة تطابــق املعايــري الدســتورية املطلوب الدولالحكومــة عــى ضــامن تنفيــذ سياســاتها وتدابريهــا ومامرســاتها يف ضــوء أحــكام الدســتور.... ويجــب أن تكــون كل خطــوة عــى مســتوى الحكومــة متناســقة مــع االلتزامات الدســتورية.

وعليــه، ميكــن مســاءلة الحكومــة بشــأن التعذيــب حتــى وإن مل يتــورط أي مــن موظفيهــا بشــكل مبــارش يف عمليــة التعذيــب، وهــذا هــو الســبب يف أهميــة تحديــد مفهــوم دقيــق ــول إىل ــبل الوص ــر س ــتورية أن توف ــات الدس ــن للضامن ــة. وميك ــا لاتفاقي ــب وفق للتعذيحلــول فرديــة فعالــة لــكل قضيــة مــن هــذه القضايــا عــى حــدة. وســيزيد ضــامن الحقــوق يف الدســتور مــن مرشوعيــة هــذه الحقــوق مــن خــال زيــادة القــدرة عــى رفــع الدعــاوى

بشــأن انتهــاكات الحقــوق الدســتورية أمــام املحكمــة الدســتورية.

وتتضمــن العديــد مــن الدســاتري مقتضيــات حقــوق اإلنســان التــي قــد تتفــق عــى ســبيل ــوق ــاص بالحق ــدويل الخ ــد ال ــان، والعه ــوق اإلنس ــي لحق ــان العامل ــص اإلع ــع ن ــال م املث

ــة. ــات حقــوق اإلنســان اإلقليمي ــة والسياســية أو اتفاقي املدني

إن اســتخدام مثــل هــذه اللغــة املشــركة ميكــن القضــاة واملدعــن العامــن واملحامــن مــن االســتناد إىل اجتهــادات املحاكــم والســيام الدوليــة منهــا، عــاوة عى أجهــزة املراقبــة األخرى مثــل هيئــات املعاهــدات واإلجــراءات الخاصــة وذلــك لتفســري معنــى األحــكام الدســتورية الخاصــة بهــم أو غريهــا مــن األحكام،كــام أن العديــد مــن اتفاقيــات حقــوق اإلنســان تلــزم الــدول باتخــاذ التدابــري الترشيعيــة الازمــة لتفعيــل مضامــن الدســتور، وبالتــايل يجــب أن ــن ــات الدســتورية أن تؤم توفــر الــدول هــذا اإلطــار. وتأسيســا عــى ذلــك، ميكــن للضامن

59

تغيــريات يف املامرســة املحليــة.

ولذلك ينبغي أن تكفل عنرين اثنن:

• يجب أن تنص الدساتري عى الحق يف التعويض؛

• إنشــاء محاكــم مختصــة أو هيئــات قضائيــة وفقــا للدســتور توفــر الحاميــة ضــد األفعــال التــي تنتهــك هــذه الحقــوق األساســية فالنظــام الدســتوري الدميقراطــي الــذي يحــرم ســيادة القانــون والحقــوق يلعــب دورا حاســام يف تعزيــز الســلم واألمــن

ــن. الدولي

5. الضامنات الدستورية الخاصة بحظر التعذيب و تجرميه

تنــص دســاتري معظــم البلــدان يف املنطقــة عــى أحــكام خاصــة بحقــوق اإلنســان. غــري ــة، وال تحــدد ــارشة عــى حظــر التعذيــب وســوء املعامل ــد منهــا ال تنــص مب أن العديتعريفــا لــه يف الدســتور. ويف بعــض الحــاالت ال يشــمل القانــون جرميــة التعذيــب وال ــة، ــة عام ــة بصف ــن الوطني ــى يف القوان ــل حت ــط ب ــط بالدســتور فق ــر فق ــق األم يتعلــه رضر أو ــى أن ــه ع ــل يشــار إلي ــك، ب ــه كذل ــى أن ــب ع ــارة للتعذي ــم اإلش ــام تت وقلرضب أو إيــذاء جســدي...ولهذا يجــب تعريــف التعذيــب بوضــوح يف الدســتور، ويجــب اعتبــار مامرســة جميــع األفعــال املرتبطــة بــه جرميــة جنائيــة مبــا يف ذلــك الــرشوع يف ارتكابــه والتواطــؤ واملســاعدة كــام يجــب معاقبــة جميــع هــذه املامرســات بالعقوبــات

املناســبة لطبيعــة هــذه الجرميــة ، وينبغــي أن تكــون لغــة الدســتور:

لغة واضحة؛•

متامشية مع القانون الدويل.•

ــات املنتزعــة بواســطة ويتعــن أن تســتبعد نصــوص الدســتور بشــكل واضــح االعرافــع ــق يف جمي ــم التحقي ــة: إذ يت ــة القضائي ــق واملتابع ــوب التحقي ــع وج ــب، م التعذياالدعــاءات )مــن قبــل الضحيــة أو أرستــه( بالتعذيــب وســوء املعاملــة، واملحاكمــة إذا ــن ــق ح ــدء التحقي ــم ب ــى أن يت ــون ع ــص القان ــي أن ين ــذا وينبغ ــال ،ه ــى الح اقتيتوفــر أي موظــف عمومــي عــى أســباب معقولــة لاعتقــاد بــأن شــكا مــن أشــكال التعذيــب أو املعاملــة القاســية أو الاإنســانية أو املهينــة قــد تــم ارتكابــه لذلــك يبقــى حظــر التعذيــب وســوء املعاملــة هــو حــق مطلــق وغــري قابــل للتعطيــل، وال يســقط بالتقــادم، ويجــب أال توفــر أيــة حاميــة ألوامــر تصــدر عــن جهــات عليــا، وال ينبغــي أن يشــمل العفــو أيــة حالــة مــن حــاالت التعذيــب. ويجــب أن يكــون هنــاك حظــر واضــح

60

للعفــو عــن حــاالت التعذيــب يف ســياق العدالــة االنتقاليــة.

6. الضامنات الدستورية األخرى ذات الصلة

وتشــمل بعــض الحقــوق األخــرى ذات الصلــة والتدابــري االحرازيــة القانونيــة واإلجرائية التــي لهــا تأثــري مبــارش عــى منــع وحظــر التعذيــب مــا يــي:

• الحق يف الحياة والكرامة الشخصية والسامة؛

• الحق يف املثول أمام القضاء؛

• ــال ــن االعتق ــة األوىل م ــذ اللحظ ــي من ــات املحام ــى خدم ــول ع ــق يف الحص الحــخ(؛ ــة، ال ــام النياب ــول أم ــد املث ــتجواب، أو عن ــدء االس ــع ب ــام، أو م ــد االته ــس بع )ولي

• الحق يف الحصول عى الرعاية الطبية؛

• الحق يف عدم تجريم الذات؛

• الحق يف محاكمة عادلة؛

• الحق يف الدفاع؛

• املتهم بريء حتى تثبت إدانته؛

• تعين محام من قبل الدولة منذ اللحظة األوىل من االعتقال؛

• حظر االعتقال غري القانوين؛

• الحق يف حكم قضايئ لوضع األشخاص تحت االعتقال االحتياطي؛

• تحريم االعتقال الري؛

• الحقوق والضامنات تنطبق عى الجميع وليس عى املواطنن فقط؛

• استقال القضاء؛

• الحق يف التعويض؛

• الحــق يف جــر الــرضر بــكل أشــكاله املختلفــة )عــى ســبيل املثــال التعويــض، وإعــادة التأهيــل، ضــامن عدم التكــرار(؛

61

• مناهضة االعتقال الري والتعسفي واالختفاء القري ؛

• إخطار األشخاص املحتجزين بحقوقهم.

ويجــب أن توســع صاحيةاملحكمــة الدستوريةلتشــمل مراجعــة مــدى دســتورية إعــان ــن ــري املواطن ــا بالنســبة لغ ــث آخــر )أم ــة الطــوارئ. إخطــار األرسة أو طــرف ثال حالفيشــمل ذلــك إخطــار املوظفــن بالقنصليــات املعنيــة ،الحــق يف الحصــول عــى املعلومــات )أســباب االعتقــال، باللغــة التــي يفهمونهــا، وحظــر االحتجــاز يف األماكــن ــاء القــري. ــم االختف ــه، وتجري ــة، والحبــس االنفــرادي، واالحتجــاز غــري املعــرف ب الري

7. آليات الحامية الوطنية األخرى

ــات ــع آلي ــارشة م ــة مب ــا عاق ــان له ــوق اإلنس ــة بحق ــتورية املتعلق ــات الدس الضامنالحاميــة الوطنيــة التــي لهــا دور مهــم يف إنفــاذ هــذه الحقــوق )مــن خــال دورهــا يف

ــخ(. ــع، ال ــل، واملن ــز والتفعي ــة والتعزي املراقب

ويتعلق األمر مبا يي:

املؤسسات الوطنية لحقوق اإلنسان؛•

اآلليات الوقائية الوطنية.•

يتعــن أن ينــص الدســتور عــى أحــكام واضحــة بشــأن إنشــاء هــذه الهيئات واســتقالها ــا وصاحياتها. ووالياته

وبالتــايل فالروتوكــول االختيــاري امللحــق باتفاقيــة مناهضــة التعذيــب ذو أهميــة بالغة ملنــع ومناهضــة التعذيــب كــام أن بعــض الدســاتري ترمــي إىل تفعيــل اتفاقيــات حقــوق ــي، ــون الوطن ــايف القان ــال إدماجه ــن خ ــارشة م ــال مب ــكل فع ــة بش ــان الدولي اإلنسوهــذا مــن شــأنه أن يســمح لألفــراد بالتمتــع بالحقــوق التــي يضمنهــا القانــون الــدويل ــات ــن واملامرس ــن يف القوان ــة للطع ــم املحلي ــتوى املحاك ــل مس ــان ع ــوق اإلنس لحقــع ــارض م ــي تتع ــات الت ــى أن املامرس ــة ع ــاتري رصاح ــض الدس ــص بع ــة، وتن املحلي

أحــكام الدســتور يجــب أن تخضــع للعقــاب طبقــا القانــون.

62

• وأخريا... ما العمل؟

• إدراج مقتضيات محددة يف الدستور تحظرو متنع التعذيب؛

• إدراج أحــكام تنــص عــى أن القوانــن الدوليــة لحقــوق اإلنســان ملزمــة وتســمو عــى القانــون الوطنــي؛

• ــن ــمى م ــوين أس ــه القان ــون أساس ــان يك ــوق اإلنس ــي لحق ــاق وطن ــاء ميث إنشــا إشــكاليا بالنســبة ــد أخــذ منح ــر ق ــت أن هــذا األم ــد ثب ــادي )وق ــون الع القان

ــر(. مل

63

املعايري واآلليات االتفاقية لحقوق اإلنسان كإطار لإلصالحات

السيدة يوليا بابوزينا. اللجنة الفرعية ملناهضة التعذيب

املقدمة

ــري ــة التفك ــع مرحل ــامىش م ــة تت ــات تاريخي ــا لحظ ــا حالي ــامل إفريقي ــة ش ــهد منطق تشاملعمــق يف ســبل مناهضــة التعذيب،فالــدروس املســتخلصة مــن حــاالت مامثلــة لعمليــات االنتقــال الدميقراطــي الحديثــة العهــد يف كل مــن أمريــكا الاتينيــة وأوروبــا الرشقيــة

ــي؛ ــال الدميقراط ــل االنتق ــار مسلس ــا يف إط ــكل مرجع ــا أن تش ــا بإمكانه وإفريقي

ــذه ــم ه ــأن تجري ــح بش ــيايس الواض ــزام الس ــر االلت ــب ع ــة التعذي ــى ثقاف ــاء ع القض

املامرســات؛

تشــكو كافــة البلــدان مــن خطــر ومامرســة التعذيــب واملعاملــة الســيئة كــام تبــن مختلــف ــب ــة التعذي ــة مناهض ــيام لجن ــان ال س ــوق اإلنس ــة بحق ــة املعني ــات األممي ــر الهيئ تقاريواملقــرر الخــاص املعنــي مبســألة التعذيــب. وفضــا عــن ذلــك، ال يتوقــف التعذيــب تلقائيــا ــن ــاق رساح املعتقل ــة وإط ــة الديكتاتوري ــقوط األنظم ــرد س ــا مبج ــية وضحاه ــن عش بــة، مبــا ــب يبقــى واردا بقــوة خــال الفــرات االنتقالي ــث أن خطــر التعذي السياســين، حيأن مامرســة انتهــاكات حقــوق اإلنســان تظــل راســخة يف هيــاكل الدولــة الســيام يف أوســاط املوظفــن املدنيــن والعســكرين املكلفــن بتطبيــق القانــون بــل حتــى يف ثقافــة قبــول مثــل

هــذه املامرســات داخــل املجتمــع.

فــام هــي إذن اإلجــراءات العمليــة التــي يتعــن عــى الــدول التــي تجتــاز املرحلــة االنتقاليــة اتخاذهــا ملكافحــة خطــر التعذيــب واملعامــات الســيئة أو الحــد منــه؟

ــا وواضحــا ــا سياســيا قوي ــة الســيئة األخــرى خطاب ــب واملعامل ــع التعذي أوال يســتدعي منعــى أعــى مســتوى بشــأن تجريــم هــذه املامرســات يف جميــع الظــروف، ويجــب أيضــاأن يرتكــز عــى سياســة وقوانــن تســتجيب للمعايــري الدوليــة فضــا عــن مؤسســات مكلفــة بالتتبــع و التقييــم. وبالتــايل فالســلطات مدعــوة لنــرش تريحــات واضحــة وعــى نطــاق واســع متعلقــة بعــدم التســامح إزاء التعذيــب واملعاملــة الســيئة. فالتــزام الســلطات مــع ــة مناهضــة التعذيــب ــات املنشــأة مبوجــب معاهــدات األمــم املتحــدة )خاصــة لجن الهيئــث ــام بع ــن، أوله ــق هدفن اثن ــي لتحقي ــب( يرم ــن التعذي ــة م ــة للوقاي ــة الفرعي واللجنرســالة واضحــة للمجتمــع الــدويل واملجتمــع املــدين مفادهــا االلتــزام الســيايس لانخــراط

64

يف املبــادئ و القيــم األساســية للمعاهــدات، و باملقابــل تســتفيد الســلطات مــن املســاعدة العمليــة التــي يقدمهــا أعضــاء لجنــة مناهضــة التعذيــب واللجنــة الفرعيــة للوقايــة مــن التعذيــب قصــد ترجمــة التزاماتهــام إىل مامرســات يوميــة، و ثانيهام تشــجيع التغيــري ــا ــرا طبيعي ــاره أم ــب ال ميكــن اعتب ــى يتضــح للمجتمــع أن التعذي ــات حت ــق للعقلي العمي

ــل رضرا. وباألحــرى أق

ــخيص ــاري لتش ــول االختي ــب والروتوك ــة التعذي ــة مناهض ــى اتفاقي ــة ع ــة الدول مصادقــدة. ــتقلة واملحاي ــاعدة املس ــم املس ــة وتقدي ــوء املعامل ــب وس ــة بالتعذي األرضار املرتبط

وتأسيســا عــى ذلــك، تتمثــل الخطــوة األوىل يف أيــة دولــة متــر مبرحلــة انتقاليــة، إذا مل تكــن قــد قامــت بذلــك، يف املصادقــة عــى اتفاقيــة مناهضــة التعذيــب والروتوكــول االختيــاري ــوق ــة لحق ــري الدولي ــرام املعاي ــة باح ــدول طواعي ــد ال ــث تتعه ــام، حي ــم إليه أو أن تنضــة ــدول يف املرحل ــاعدة ال ــه ومس ــة لتوجي ــب آلي ــة التعذي ــة مناهض ــل لجن ــان. ومتث اإلنساالنتقاليــة مــن خــال تقديــم ماحظاتهــا النهائيــة، مبــا يســهل تطبيــق اإلصاحــات الازمــة التــي تــروم مكافحــة التعذيــب مادامــت الدولــة تعــد تقاريــر دوريــة وتقدمهــا إىل اللجــان املعنيــة. وتســتفيد الــدول فعــا مــن التقييــم واملســاعدة التقنيــة مــن لــدن خــراء دوليــن ــارض ــي تتع ــات الت ــات واملامرس ــع واملؤسس ــن الترشي ــمل كا م ــتقلن ومحايدين،تش مســر ــداد التقاري ــار إع ــة يف إط ــوم الدول ــام تق ــيئة، ك ــة الس ــب واملعامل ــر التعذي ــع حظ مــيق، ــة التنس ــال عملي ــن خ ــاتها م ــا ومامرس ــة ترشيعاته ــة مبراقب ــة للجن ــة املقدم الدوريوالتــي تســتلزم مشــاركة كافــة فعاليــات املجتمــع املــدين، وعــى ســبيل املثــال، أثنــاء فحــص التقريــر الــدوري الرابــع الخــاص باملغــرب يف شــهر نونــر 2011، ســجلت لجنــة مناهضــة التعذيــب بارتيــاح مسلســل إصــاح املنظومــة القانونيــة الــذي انخرطــت فيــه الدولــة وكــذا إنشــاء مؤسســات قضائيــة انتقاليــة تتــوىل مهمــة كشــف الحقيقــة بشــأن انتهــاكات حقــوق ــرت ــك ع ــن ذل ــا ع ــة. وفض ــة الوطني ــق املصالح ــن 1956 و1999 وتحقي ــا ب ــان م اإلنساللجنــة عــن بعــض االنشــغاالت وأعــدت توصيــات عمليــة فيــام يخــص كل مــن الضامنــات القانونيــة األساســية، وقانــون اإلرهــاب واالعرافــات املنتزعــة باإلكــراه وتجريــم التعذيــب ــق ــك خارطــة الطري ــة تشــكل كذل ــذه املاحظــات النهائي ــال وغريهــا. فه وظــروف االعتق

ملواكبــة ودعــم مسلســل التحــول الــذي انخــرط فيــه املغــرب.

ــة ــارات منتظم ــدول زي ــب ج ــة التعذي ــة مناهض ــاري التفاقي ــول االختي ــع الروتوك وضللمعتقــات تقــوم بهــا هيئــات مســتقلة دوليــة )اللجنــة الفرعيــة ملنــع التعذيــب( ووطنيــة )اآلليــات الوقائيــة الوطنيــة( ألماكــن االعتقــال، قصــد الحــد مــن خطــر ومامرســة التعذيــب واملعامــات الســيئة ،عــاوة عــى ذلــك يشــجع الروتوكــول االختيــاري املقاربــة التشــاركية ــيلة ــث يشــكل هــذا األخــري وس ــة ، حي ــات الوطني ــار الخصوصي ــن االعتب ــي تأخــذ بع الت

65

ــات مســتقلة ــال يف مجــاالت إصــاح القضــاء وإنشــاء هيئ ــة االنتق ــه عملي ــة وتوجي ملواكبتعنــى بحقــوق اإلنســان وغريهــا.

وقــد عــرت اللجنــة الفرعيــة عــن ارتياحهــا النضــامم تونــس للروتوكــول االختيــاري، ــة االنتقــال ووضــع إطــار قانــوين ومؤسســايت مــن شــأنه أن وواكبــت باهتــامم كبــري عمليــة األوىل ــر الدول ــر بالذكــر أن تونــس تعت ــة مــن التعذيــب. وجدي ــة الفعال يضمــن الوقايالتــي انضمــت إىل الروتوكــول االختيــاري مبنطقــة شــامل إفريقيــا، واملأمــول أن متثــل هــذه ــا عــى االنضــامم لهــذا الروتوكــول. ــدان شــامل إفريقي ــة بل ــة مــؤرشا يشــجع كاف املصادق

التنفيــذ العمــي لاللتزامــات الدوليــة املوقعــة طواعية يف مجــال مناهضة التعذيــب واملعامالت الســيئة

- ال يكفــي التصديــق أو االنضــامم وحــده، بــل يتعــن أن يكــون مشــفوعا بتدابــري ملموســة لتنفيــذ التزامــات االتفاقيــات الدوليــة لحقــوق اإلنســان عــى أرض الواقــع اليومــي املعــاش. وعــى هــذا األساســتوصيلجنة مناهضــة التعذيبعــى ســبيل املثــال، بإجــراء تعديــات ترشيعيــة )مــن قبيــل إلغــاء القوانــن املتعارضــة والتعســفية، وتجريــم اقــراف التعذيــب أو تعديــل تعريفــه يف القانــون الجنــايئ املحــي لجعلــه مطابقامــع التعريــف الــذي تنــص عليــه ــب ــق بالتعذي ــب تتعل ــوري بشــأن مطال ــق ف ــب( وإجــراء تحقي ــة مناهضــة التعذي اتفاقيوتحقيــق العدالــة ومتابعــة األشــخاص املدانــن قضائيــا ومنــح التعويــض لضحايــا االنتهاكات.

ــال ــب أن يخضــع اعتق ــة مناهضــة التعذي ــة، حســب لجن ــة االنتقالي ــان املرحل ويتعــن إباألشــخاص للفحــص يف أقــرب اآلجــال لــي يتبــن لجميع األطــراف أن احــرام حقوق اإلنســان يعتــر مــن األولويــات. ويجــب مراعــاة بعــض الضامنــات األساســية بدقــة ملنــع التعذيــب واملعامــات الســيئة اعتبــارا مــن الســاعات األوىل مــن االعتقــال حيــث تظــل املخاطــر واردة بشــكل كبــري، و منهــا التنصيــب الفــوري للمحامــي والحــق يف إجــراء فحــص طبيمــن لــدن طبيــب مســتقل والحــق يف إبــاغ أحــد أفــراد عائلتهــا أحــد أقاربــه بشــأن اعتقالــه وضــامن تقدميــه إىل الســلطة القضائيــة داخــل أجــل اليتعدى48ســاعة مــن االعتقــال، وتــاوة جميــع هــذه الحقــوق عــى مســامع املعتقــل ليصبــح عــى بينــة مــن إمكانيــة مامرســتها و اللجــوء إىل االعتقــال االحتياطــي فقــط كآخــر إجــراء، فضــا عــن ســريالقضاء بشــكل مســتقل وفعــال

يعتمــد وســائل للتحقيــق والتحــري ال تســتند فقــط عــى االعرافــات.

إن الروتوكــول االختيــاري كــام ســبقت اإلشــارة إىل ذلــك أعــاه، و ضــع آليــة دوليــة تتمثــل يف اللجنــة الفرعيةللوقايةمــن التعذيــب يطلــب مــن الــدول األطــراف يف االتفاقيــة إنشــاء أو تعيــن آليــة أو مجموعــة آليــات وطنيــة ملنــع التعذيــب. ويشــكل هــذا اإلجــراء عنــرا

66

أساســيا يف مســار إرســاء الدميقراطيــة والشــفافية حتــى يتســنى للهيئــات املســتقلة الولــوج إىل أماكــن االعتقــال والتواصــل مــع األشــخاص الخاضعــن للحرمــان مــن الحريــة.

وأقــام الروتوكــول االختيــاري كذلــك تعاونــا ثاثيــا بــن اللجنــة الفرعيــة و الــدول األعضــاء و اآلليــات الوطنيةملنــع التعذيــب، حيــث تقــدم اللجنــة الفرعيــة مســاعدة تقنيــة للــدول األعضــاء يف مراحــل تعيــن أو تأســيس اآلليــات الوطنيــة وكــذا دعــم تلــك اآلليــات نفســها.

وبوســع اآلليــات الوطنيــة بوصفهــا هيئــات وطنيــة دامئــة متثــل جــزءا مــن الواقــع اليومــي، أن تقــوم بإعــداد توصيــات مامئــة للســياق املحــي مبــا يف ذلــك متابعــة توصيــات اللجنــة ــة ــص مكافح ــام يخ ــا في ــا و التزاماته ــذ تعهداته ــن تنفي ــة م ــن الدول ــد متك ــة قص الفرعي

التعذيــب واملعامــات الســيئة.

وفيــام يتعلــق بالزيــارات التــي تقــوم بهــا اللجنــة الفرعيــة يف إفريقيــا تجــدر اإلشــارة إىل أن اللجنــة قامــت منــذ إنشــائها بزيــارة عــدة بلــدان منهــا البنــن و مــايل و جــزر موريــس و

ليبرييــا. فيــام ســتقوم بزيــارة كل مــن الغابــون والســينغال خــال ســنة 2012.

وأخــريا تــم إنشــاء صنــدوق خــاص لدعــم الــدول األعضــاء وفقــا ملقتضيــات املــادة 26 مــن ــة ــة الفرعي ــارات اللجن ــن زي ــة ع ــات املنبثق ــق التوصي ــاري قصــد تطبي ــول االختي الروتوكــدوق ــة أن الصن ــة الفرعي ــرى اللجن ــب. وت ــع التعذي ــة ملن ــات الوطني ــل اآللي وبرامــج تأهيالخــاص قــد ميثــل أداة قيمــة لتعزيــز الوقايــة، و ترحــب بحصــول مجموعــة مــن مشــاريع اللجــان الوطنيــة ومشــاريع الــدول األعضــاء ومشــاريع املجتمــع املــدين عــى الدعــم الــذي يقدمــه هــذا الصنــدوق. كــام تهيــب بكافــة الــدول والــرشكاء اآلخريــن قصــد املســاهمة يف

الصنــدوق الخــاص بالروتوكــول االختيــاري التفاقيــة مناهضــة التعذيــب.

ــدوق ــرر )صن ــرب ال ــاء وج ــوء إىل القض ــا يف اللج ــق الضحاي ــامن ح ضــب( ــا التعذي ــات لضحاي ــدة للتربع ــم املتح األم

يتعــن ترجمــة االنخراط-خصوصــا يف مرحلــة االنتقــال مــن أجــل مكافحــة التعذيــب واإلفــات مــن العقاب-عــر مقاضــاة فعالــة وتعويضــات لفائــدة ضحايــا التعذيــب، حيــث يجــب أن يرتكــز كل مسلســل لإلصــاح يتوخــى املصداقيــة عــى االعــراف بضحايــا ــى بالشــكايات ــاز أممــي يعن ــا كجه ــام أن هن ــوق اإلنســان، ك ــاكات الجســيمة لحق االنتهالفرديــة طبقــا للــامدة 22 مــن اتفاقيــة مناهضــة التعذيــب التــي متنــح لــكل شــخص الحــق يف رفــع تظلامتــه إىل لجنــة مكافحــة التعذيــب غــري أن الدولــة املعنيــة يجــب أن تكــون قــد قبلــت اختصــاص اللجنــة يف تلقــي هــذا النــوع مــن الشــكايات. ويف هــذا الصــدد تلقــت ــا ــامل إفريقي ــط وش ــرشق األوس ــة ال ــاء يف منطق ــن دول أعض ــة م ــكايات فردي ــة ش اللجن

67

الســيام املتعلقــة منهــا بتســليم املطلوبــن. ويتعــن عــى الــدول األعضــاء أيضــا أن تحــرم ــة. ــة للجن ــة واملؤقت ــرارات النهائي ــل للق ــة وأن متتث ــا الدولي التزاماته

ــا ــب مصحوب ــجم ال زال التعذي ــدويل املنس ــوين ال ــار القان ــري اإلط ــن تيس ــم م ــى الرغ وعــا ألعــامل وحشــية ــث يتعــرض الضحاي ــق، حي ــو للقل ــاب بشــكل يدع ــن العق ــات م باإلفــن انتهكــت ــن الذي ــة يف نفــوس املعتقل ــة وســيكولوجية عميق ــارا بدني ــف أث ــا تخل غالبامحقوقهــم وتــم التخــي عنهــم دون مــورد رزق. وينــص الفصــل 14مــن اتفاقيــة مناهضــة التعذيــب أن كل دولــة مــن الــدول األعضــاء يتعــن عليهــا أن تضمــن لضحايــا التعذيــب يف إطــار منظومتهــا القانونيــة الحــق يف الحصــول عــى التعويــض وجــر الــرضر بشــكل مناســب

مبــا يف ذلــك الوســائل الكفيلــة لتحقيــق اندماجهــم الكامــل يف املجتمــع.

ــره ــدة يف تقري ــم املتح ــع لألم ــان التاب ــوق اإلنس ــس حق ــزم مجل ــرى، أل ــة أخ ــن ناحي ومــة الــدول األعضــاء بإنشــاء ودعــم وتأهيــل الســنوي حــول التعذيــب خــال الســنة املاضيمراكــز إعــادة اإلدمــاج حيــث ميكــن لضحايــا التعذيــب االســتفادة مــن هــذه الخدمــات و اتخــاذ التدابــري الفعالــة لضــامن أمــن املوظفــن واملرىض.وغالبــا مــا يقــوم املجتمــع املــدين ــم إنشــاءصندوق ــم وقدت ــا يف محنته ــة مبســاعدة هــؤالء الضحاي ــه املختلف ــة منظامت بكافالترعــات التابــع لألمــم املتحــدة لفائــدة ضحايــا التعذيــب منــذ أكــر مــن 30 عامــا قصــد تقديــم املســاعدة املاليــة لهــذه الجامعــات واألفــراد بهــدف متكــن كافــة ضحايــا التعذيــب مــن الحصــول عــى خدمــات التأهيــل واإلدمــاج الشــامل، مبــا يف ذلــك املســاعدة الطبيــة والقانونيــة واإلنســانية، هــذا ويشــكل الصنــدوق آليــة ملموســة بوســعها مســاعدة ضحايــا ــه بالكامــل عــر مســاهامت الحكومــات ــم متويل ــع أنحــاء العــامل، إذ يت ــب يف جمي التعذيواملنظــامت واألفــراد، ويديــره األمــن العــام لألمــم املتحــدة ويســاعده يف اتخــاذ القــرارات ــوردا أساســيا ــدوق م ــر الصن ــس اإلدارة املكــون مــن خمســة خــراء مســتقلن، ويعت مجلــد مــن ــار أن العدي ــا عــى اعتب ــد مــن املشــاريع الصغــرى واملتوســطة منه ــل العدي لتمويــاف ــف أصن ــا مختل ــدا أدىن معين ــوق ح ــة تف ــاريع ذات ميزاني ــون يف مش ــن ال ميول املانحاملســاعدة الصحيــة والنفســية واالجتامعيــة والقانونيــة واملاليــة املرابطــة واملتكاملــة. وحينــام تتضافــر هــذه املســاعدات فهــي تنطــوي عــى أثــر أكــر يف حيــاة الضحايــا ألنهــا تســتجيب ألوجــه عديــدة آلثــار التعذيــب الــذي تعــرض لــه األفــراد. وعــى ســبيل املثــال، فمجــرد اســتفادة الضحيــة مــن املســاعدة القانونيــة واإلقــدام عــى اللجــوء إىل القضــاء قــد

يعرضــه لتأثــري معنــوي يســتدعي مســاعدة نفســية.

-والســؤال املطــروح هــو مــن يســتفيد مــن دعــم الصنــدوق؟ أوال املنظــامت غــري الحكوميــة فضــا عــن املستشــفيات واملحامــن الذيــن ميثلــون الضحايــا وجمعيــات الضحايــا وجمعيات

عائــات الضحايــا واملبــادرات الصغــرى املحليــة وســائر الهيئــات غــري الحكوميــة.

68

ميــول الصنــدوق حاليــا مــا يناهــز 18 مرشوعــا يف منطقــة الــرشق األوســط وشــامل إفريقيــا رغــم أن معظــم هــذه املشــاريع تــم إنجازهــا قبــل »الربيــع العــريب«. وأثنــاء الــدورة األخــرية يف مســتهل هــذه الســنة اعتــر املجلــس اإلداري لصنــدوق منطقــة الــرشق األوســط وشــامل إفريقيــا بوصفهــا مــن بــن أولوياتــه ويحــرص عــى تحديــد املســتفيدين واملشــاريع الجديدة ــزام ــدوق والت ــاطر الصن ــة مس ــب. فمرون ــا التعذي ــانية لضحاي ــاعدات اإلنس ــم املس لتقدياألعضــاء الحاليــن مبجلــس اإلدارة ميكنــاه مــن تلبيــة بعــض حاجيــات الــدول التــي تجتــاز ــداء مفتوحــا ــدوق ن ــة للصن ــة العام ــال الدميقراطــي. وأخــريا وجهــت األمان ــة االنتق مرحل

لتشــجيع املســتفيدين املحتملــن الجــدد يف املنطقــة لتقديــم طلباتهــم.

خامتة

ويف الختــام، يجــب التذكــري أن التعذيــب ال يقتــر عــى البلــدان غــري الدميقراطيــة. ويقــدم لنــا التاريــخ أمثلــة كثــرية بشــأن بلــدان ذات تقاليــد دميقراطيــة عريقــة لجــأت للتعذيــب، عــى ســبيل املثــال يف ســياق مكافحــة الحــركات التحرريــة يف املــايض، ويف ســياق مكافحــة

اإلرهــاب مؤخــرا.

وتشــكل ظاهــرة التعذيــب إذن خطــرا دامئــا يســتدعي اليقظــة يف جميــع األوقــات وتعبئــة ــب ــا يف صل ــان دامئ ــة اإلنس ــون كرام ــن أن تك ــام يتع ــدين ك ــع امل ــدول واملجتم ــة ال كافاالنشــغاالت إبــان مراحــل التغيــري يف اتجــاه تحقيــق الدميقراطيــة. فمامرســة التعذيــب هــي بــدون شــك إحــدى التجــاوزات املهينــة للكرامــة اإلنســانية لهــذا الســبب يجــب حظرهــا ــة ــريا لألنظم ــا كب ــر تحدي ــذا األم ــل ه ــرر. وميث ــتثناء أوم ــدون أي اس ــق ب ــكل مطل بش

ــي تحــرم حقــوق اإلنســان. ــدة الت الجدي

ــن ــن ولك ــر اله ــس باألم ــان لي ــن األحي ــري م ــابقة يف كث ــات الس ــن املامرس ــص م إن التخلأهدافــه النبيلــة تســتحق رفــع التحــدي الــذي يهــم كل مجتمــع مير مبرحلــة انتقاليــة، ولكن ألجــل ذلــك فاملجتمــع الــدويل، مبــا يف ذلــك آليــات األمــم املتحــدة ومختلــف مؤسســاتها وال ســيام املفوضيــة الســامية لحقــوق اإلنســان واآلليــات املســتقلة لحقــوق اإلنســان والهيئــات

املنشــأة مبوجــب املعاهــدة، كلهــا عــى اســتعداد لتقديــم املســاعدة والخــرة.

69

جلسة العمل الثالثة: الوقاية من التعذيب بني القانون الدويل لحقوق اإلنسان واآلليات الوطنية

توصيات لجنة مناهضة التعذيب التابعة لألمم املتحدة بشأن التعديالت الدستورية والترشيعية ملنع التعذيب والوقاية منه ،السيدة السعدية بلمري،

نائبة رئيس لجنة مناهضة التعذيب

مقدمة

تســهر الهيئــات املنشــأة مبوجــب املعاهــدات، أو لجــان الخــراء التــي أسســت بنــاء عــى الصكــوك الدوليــة الرئيســية املتعلقــة بحقــوق اإلنســان عــى تفعيــل االتفاقيات،وتتشــكل

مــن خــراء مســتقلن ومحايديــن تنتخبهــم الــدول األطــراف يف املعاهــدة ذات الصلــة.

وتتمتــع جميــع هيئــات املعاهــدات بصاحيــات النظــر يف التقاريــر األوليــة والدوريــة للدول فيــام يتعلــق بكيفيــة تنفيذهــا ألحــكام االتفاقيــة. ويتــم البــت يف التقاريــر يف إطــار حــوار علنــي بــن ممثــي الحكومــة املعنيــةو أعضــاء اللجنــة مــن خــال الخراءعــن طريــق طــرح مجموعــة مــن األســئلة بشــأن القضايــا املتعلقــة مبقتضيــات االتفاقيــة، التــي يجــب أن تــرد عليهــا الحكومــة.ويف األخــري تقــوم اللجنــة بصياغــة ماحظاتهــا الختاميــة حــول التقريــر و ــق ــق تطبي ــي تعي ــات الت ــة والصعوب ــب اإليجابي ــر الجوان ــث تذك ــة، حي ــا للحكوم توجههمضاميناملعاهــدة، كــام تخــول املعاهــدات للهيئــات صاحيــة البــث يف الشــكاوى الفرديــة وفــق مســطرة رسيــة بــرشط أن تعــرف الدولــة الطــرف باختصــاص اللجنــة للقيــام بذلــك.

وباإلضافــة إىل ذلــك، فبعــض لجــان املعاهــدات لهــا الصاحيــة يف إجــراء تحقيقــات رسيــة ــة ــة مناهض ــر بلجن ــق األم ــدات، ويتعل ــن املعاه ــاكات مضام ــوع انته ــم وق ــول مزاع حالتعذيــب ولجنــة القضــاء عــى التمييــز ضــد املــرأة بجميــع أشــكاله ولجنــة القضــاء عــى

ــز العنــري. التميي

فيام يتعلق بالتزام الدول األطراف إزاء الهيئات املنشأة مبوجب املعاهدات:

تتمثــل الفكــرة األوىل التــي ينبغــي اإلشــارة إليهــا يف ســمو الصكــوك الدولية لحقوق اإلنســان عــى القوانــن الوطنيــة مبــا يف ذلــك الدســتور ألن القانــون الــدويل لحقــوق اإلنســان يعتمــد مــن جهــة عــى نقــل مقصــود أو إرادي لســيادة هــذه الصكــوك، ومــن جهــة أخــرى أسســت وقبلــت هــذه الــدول عمــل أجهــزة املراقبــة مــن محاكــم ولجــان وهيئــات تصدراألحــكام

والقــرارات واآلراء االستشــارية الواجــب عــى الــدول تنفيذهــا.

70

ــذه ــام ه ــراف أم ــدول األط ــع ال ــاواة م ــدم املس ــى ق ــرد ع ــون الف ــياق يك ــذا الس ويف هالهيئــات، وإجــامال فــإن الــدول التــي قبلــت اعتــامد حقــوق اإلنســان عــى املســتوى الــدويل تتحمــل االلتزامــات الــواردة يف هــذه الصكــوك وخاصــة املــادة 1و55و56 مــن ميثــاق األمــم

املتحــدة.

توصيات الهيئات املنشأة مبوجب املعاهدات

إن مصطلــح التوصيــات هــو مصطلــح متــداول وثابــت يف قانون املنظــامت الدوليــة ويكتنفه ــة وهــذا ال ــا اإللزامي ــاب قوته ــرف بغي ــا تع ــج فإنه ــا هــو رائ ــق م ــوين، إذ وف غمــوض قانــة ــوة اإللزامي ــاب الق ــن فغي ــبة للمحلل ــة سياسية، وبالنس ــا قيم ــأن له ــرف ب ــع أن نع مينللتوصيــات يشــكل عائقــا أمــام تفعيــل مضامــن االتفاقيــة حيــث ميكــن للدولةعــدم قبــول

بعــض التوصيــات.

ــن ــع دويل ال ميك ــة ترشي ــي مبثاب ــاء ه ــدول األعض ــة لل ــات املوجه ــإن التوصي ــا ف مبدئيإدراجهــا يف الترشيــع الوطنــي إال مبوافقــة هــذه الــدول. ومــن جهــة أخــرى فهــي تقــارب القــرارات اإللزاميــة بالنســبة للمتلقــن غــري أنــه يحتفــظ لهــا بالســلطة التقديريــة ونظــرا لغمــوض الجانــب القانــوين، تبــدو التوصيــة متنوعــة االســتعامل، عــى هــذا األســاس، فإنــه مــن املستحســن عــدم تحديــد معاملهــا بشــكل دقيــق للحفــاظ عــى تعــدد اســتخداماتها القيمــة، وإذا اتفقنــا عــى أن التوصيــة تشــكل قــرارا بحســب الهيئــة التــي أصدرتهــا فيمكــن أن نســتنتج أن فعاليتهــا ترتبــط أساســا بالســلطات التــي تتمتــع بهــا الجهــة التــي أصدرتهــا

إزاء الجهــة املرســل إليهــا.

معاهدة مناهضة التعذيب

بعــد اعتــامد املعاهــدة بتاريــخ 9 دجنــر 1975 مبوجــب القــرار 3542 د – 30 مــن إعــان ــن التعذيب وغريه من رضوب املعاملة أو العقوبة القاسية أو ــرد م ــة كل ف ــة ووقاي حاميــم ــة رق ــألم املتحــدة مبوجــب توصي ــة ل ــة العمومي ــت الجمعي الاإنسانية أو املهينة، صادق39 / 46 بتاريــخ 10 دجنــر 1984عــى االتفاقيــة املتعلقــة مبناهضــة التعذيب وغريه من رضوب املعاملة أو العقوبة القاسية أوالاإنسانية أو املهينة التــي دخلــت حيــز التنفيــذ بتاريــخ 27 يونيــو 1987 حســب الفقــرة األوىل مــن الفصــل 27، و إىل غايــة 20 مــارس 2009 صادقــت عليهــا 146 دولــة منهــا املغــرب يف 12 يونيــو 1993. و تنــدرج هــذه االتفاقيــة يف إطــار املجهــودات املتواصلــة لألمــم املتحــدة للتصدي ملعضلــة التعذيــب وغريه من رضوب

املعاملة أو العقوبة القاسية أوالاإنسانية أواملهينة.

فيــام يخــص تعريــف التعذيــب خصــت االتفاقيــة يف فقرتهــا األوىل تعريــف مفهــوم

71

التعذيــب كالتــايل: »ألغــراض هــذه االتفاقيــة، يقصــد »بالتعذيــب« أي عمــل ينتــج عنــه ــا بقصــد الحصــول ــا، يلحــق عمــدا بشــخص م أمل أو عــذاب شــديد، جســديا كان أم عقليمــن هــذا الشــخص، أو مــن شــخص ثالــث، عــى معلومــات أو عــى اعــراف، أو معاقبتــه عــى عمــل ارتكبــه أو يشــتبه يف أنــه ارتكبــه، هــو أو شــخص ثالــث أو تخويفــه أو إرغامــه ــن ــذاب ألي ســبب م ــذا األمل أو الع ــل ه ــا يلحــق مث ــث- أو عندم ــو أو أي شــخص ثال هاألســباب يقــوم عــى التمييــز أيــا كان نوعــه، أو يحــرض عليــه أو يوافــق عليــه أو يســكت عنــه موظــف رســمي أو أي شــخص آخــر يتــرف بصفتــه الرســمية. وال يتضمن ذلــك األمل أو العــذاب الناشــئ فقــط عــن عقوبــات قانونيــة أو املــازم لهــذه العقوبــات أو الــذي يكــون

نتيجــة عرضيــة لهــا«

وهكــذا فــإن التعذيــب ممنــوع منعــا مطلقــا يفــرض عى الــدول األطــراف تجنب مامرســته وااللتــزام مبنــع ارتكابــه و الميكــن بــأي حــال مــن األحــوال تريــره و ينطبــق نفــس األمــر

عــى األوامــر الصــادرة مــن املوظفــن الرســمين والصــادرة مــن ســلطة عليــا.

و بالنســبة ملضامــن املــواد مــن3 إىل 15 فهــي تحتــوي عــى التزامــات عامــة و هكــذا فــإن املــادة 3 متنــع الدولــة الطــرف يف املعاهــدة أن تطــرد أي شــخص أو أن تعيــده )»أن تــرده«( أو أن تســلمه إىل دولــة أخــرى، إذا توافــرت لديهــا أســباب حقيقيــة تدعــو إىل االعتقــاد بأنــه ســيكون يف خطــر التعــرض للتعذيــب وتضمــن كل دولــة طــرف أن تكــون جميــع أعــامل ــار ــذ يف االعتب ــبة تأخ ــات مناس ــايئ بعقوب ــون الجن ــا القان ــب عليه ــم يعاق ــب جرائ التعذيــة إىل ــن باإلضاف ــليم املجرم ــدة لتس ــن املعاه ــادة 8م ــت امل ــرية و خصص ــا الخط طبيعتهــب ــة مناهضــة التعذي ــواردة يف اتفاقي ــول ال ــر كأحــد الحل ــي تعت ــة الت املســاعدة القضائي

لتســهيل التعــاون بــن الــدول األطــراف يف هــذا املجــال.

وتتمحــور املــادة 10 مــن االتفاقيــة حــول التــزام كل دولــة بــإدراج التعليــم و اإلعــام فيــام يتعلــق بحظــر التعذيــب عــى الوجــه الكامــل يف برامــج تدريــب العاملــن يف ميــدان الطب، املوظفــن املكلفــن بتنفيــذ القوانــن، ســواء أكانــوا مــن املدنيــن أو العســكرين، واملوظفــن العموميــن أو غريهــم ممــن قــد تكــون لهــم عاقــة باحتجــاز أي فــرد معــرض ألي شــكل

مــن أشــكال التوقيــف أو االعتقــال أو الســجن أو باســتجواب هــذا الفــرد أو معاملتــه.

ــي ــة توح ــباب معقول ــاك أس ــت هن ــام كان ــد كل ــق محاي ــراء تحقي ــة بإج ــب الهيئ وتطلبارتــكاب عمــل مــن أعــامل التعذيــب كــام ميكــن لضحايــا التعذيــب أن يرفعــوا شــكايات إىل الســلطات املختصــة وتقــايض تعويــض و جــر الــرضر طبقــا للــامدة 14 مــن املعاهــدة و أخــريا تنــص املــادة 16عــى أن االلتزامــات املرتبطــة بأعــامل التعذيــب تطبــق عــى األفعــال

72

ــة. ــواردة يف املــواد 10و11 و12 و13 مــن االتفاقي ــة أو ال ــتوجبة للعقوب املس

وهكذا فالحقوق الواردة يف املعاهدة تنقسم إىل خمسة أقسام :

أ( سمو االتفاقيات الدولية املتعلقة بحقوق اإلنسان عى الترشيعات الوطنية؛

ب( الحق يف الحامية من التعذيب؛

ت( واجب املتابعة القانونية ملرتكبي أعامل التعذيب؛

ث( حامية املطرودين و العائدين و املسلمن يف خرق للامدة 3 من املعاهدة؛

ج( الحق يف العاج املادة) 4.1(.

القضية الرئيسية املنصوص عليها يف املادة 2 من املعاهدة:

ــا ــا قانوني ــكل أساس ــا تش ــامدة 2 أن مقتضياته ــة لل ــة العام ــال املاحظ ــن خ ــتفاد م يسلتطبيــق التدابــري الوقائيــة مبــا يف ذلــك تلــك املشــار إليهــا يف املــواد 3 إىل 16 مــن املعاهــدة.

فبنــاء عــى الفقــرة األوىل مــن املــادة 2 تتعهــد كل دولــة باتخــاذ التدابــري القانونيــة واإلداريــة والقضائيــة أو أي إجــراءات أخــرى ملنــع التعذيــب و التــي يجــب أن تكــون فعالــة

ــه. ملكافحت

ويســتفاد مــن دراســة املاحظــات الختاميــة الخاصــة بالتدابــري الفعالــة والفعليــة أن الهيئــة ــدد عــى رضورة تطابــق اإلجــراءات املتخــذة يف إطــار الترشيــع أو الدســاتري ــا مــا تش غالبــة ــت أي ــذرع تح ــرف أن تت ــة ط ــوز ألي دول ــام ال يج ــدة. ك ــة املعاه ــامدة 2 أو مامرس للظــروف اســتثنائية كيفــام كانــت طبيعتهــا لتريــر التعذيــب املــامرس عــى أراضيهــا إذ تشــري املعاهــدة يف هــذا اإلطــار لحالــة الحــرب أو التهديــد بالحــرب أو عــدم االســتقرار الســيايس الداخــي أو أيــة حالــة اســتثناء وهــذا يشــمل كل تهديــد بعمــل إرهــايب أو الجرميــة كــام ــة. ويســتثنى مــن هــذا أيضــا الدوافــع ــة وغــري الدولي يشــمل الراعــات املســلحة الدولياملبنيــة عــى الديــن والعــادات والعفــو والتقــادم وبالتــايل حرصــت املعاهــدة عــى إيجــاد تعريــف لألفعــال اإلجراميــة والعقوبــات املناســبة لهــا يف الترشيــع الداخــي للــدول األطراف وبالتــايل يجــب عــى الــدول األطــراف االعتــامد عــى تعريــف التعذيــب الــوارد يف املــادة األوىل مــن املعاهــدة وكــذا االعتــامد عــى مقتضيــات املــادة 16 التــي تؤكــد املاحظــات ــدول ــاه ال ــغاالت اتج ــذه االنش ــتها ه ــتها ودراس ــال مناقش ــن خ ــدة م ــة للمعاه الختامي

األطــراف.

73

انشغاالت معاهدة منع التعذيب بخصوص العدالة االنتقالية

ــدو أن التوافــق ــة فيب ــا املرتبطــة باملراحــل االنتقالي ــة خاصــة للقضاي ــة أهمي تعطــي الهيئحــول إيجــاد تعريــف مقبــول للمســألة املطروحــة صعــب للغايــة حتــى يف ظل تواجــد تأييد جامعــي لبعــض املبــادئ األساســية التــي توجــه ســري العدالــة إبــان املرحلــة االنتقالية،وقبــل كل يشء فاملفهــوم يتضمــن يف صياغتــه مفارقــة فمــن جهــة يحيــل مصطلــح العدالــة عــى االســتقرار واالعتــدال ومــن جهــة أخــرى يحيــل إىل االنتقــال مــن وضعيــة كارثيــة تتمثــل ــق ــة الح ــادئ دول ــرام مب ــة واح ــن الحري ــة م ــان إىل حال ــوق اإلنس ــة حق ــكار حامي يف إنوالقانــون، فهــي تعتــر مرحلــة حاســمة يف الخــروج مــن الراعــات املســلحة أو األزمــات السياســية ببعــد بنيــوي واآلخــر هيــكي يحــدد فــرة االنتقــال وهنــا يكمــن الرشط األســايس

لانتقــال الدميوقراطــي يف ظرفيتــه إذ ال ميكــن أن يكــون دامئــا فهــو بالــرضورة مؤقــت.

ــادئ ــة عــر العــامل، ميكــن اســتخاص مجموعــة مب ــة االنتقالي ومــن خــال تجــارب العدالوقوانــن خاضعــة للتأويــل مكونــة بذلــك قانونــا عرفيــا لعدالــة انتقاليــة يف طــور التأســيس.

وهكــذا فيمكــن للعدالــة االنتقاليــة أن تتحقــق مــن خــال خمــس محــاور أساســية:

املتابعة القضائية ملرتكبي الجرائم؛

مبادرات البحث عن الحقيقة لرصد الخروقات املرتكبة سلفا؛

املصالحة؛

منح تعويض لضحايا انتهاكا تحقوق اإلنسان؛

.رضورة إصاح املؤسسات القضائية

ــة وتحــى متابعــة وهكــذا فالبحــث عــن الحقيقــة يشــكل اإلجــراء األول يف هــذه املرحلمعاقبــة مرتكبــي التعذيــب بأهميــة كبــرية دون إغفــال فتــح عــدة أوراش إلصــاح القضــاء. كــام أن اعتــامد قواعــد دســتورية جديــدة تكــرس الحقــوق والحريــات وإجــراء انتخابــات ــا إجــراءات ــة و املصالحــة تشــكل جله ــري الدولي ــة للمعاي ــة وشــفافة مطابق حــرة و نزيهــوق ــون و حق ــق و القان ــة الح ــز دول ــم بتعزي ــدة تتس ــة جدي ــراط يف مرحل ــح االنخ تتياإلنســان. ويحتل تعويــض ضحايــا انتهــاكات التعذيــب مرحلــة مهمــة يف مسلســل اإلصــاح

فهــي نتيجــة لعمليــة البحــث عــن الحقيقــة واملصالحــة.

وبالفعــل ففحــص لجنــة مناهضــة التعذيــب لتقاريــر الــدول األطــراف التــي تعيــش فــرة ــة ــات املعاهــدة. فالخاصي ــق مقتضي ــدى تطبي ــن م ــق م ــبة للتحق ــة شــكلت مناس انتقالي

74

املشــركة التــي تتميــز بهــا الــدول األطــراف كونهــا عاشــت أحــداث مؤملــة يف املــايض تقتــي رضورة البحــث عــن حقيقــة االنتهــاكات الجســدية والنفســية املرتكبــة يف حــق األشــخاص ســواء كانــوا أفــرادا أو جامعــات واللجــوء بالتــايل إىل حلــول مجربــة يف معظــم هــذه الــدول ــح ــرف يف أن توض ــة ط ــكل دول ــة بخصوص ــرص الهيئ ــة االنتقالية.وتح ــم العدال ــت اس تحالعاقــة بــن جميــع أحــكام اتفاقيــة مناهضــة التعذيــب، خاصــة يف عمليــة تطبيــق العدالــة

االنتقاليــة.

األمثلة التالية توضح هذه االنشغاالت

بالنظــر إىل التقريــر الــدوري الرابــع للمكســيك رحبــت الهيئــة بانخــراط البلــد يف االتفاقيــات ــل 2005 ــاري يف أبري ــول االختي ــى الرتوك ــت ع ــث صادق ــان حي ــوق اإلنس ــة لحق الدولياملتعلــق مبعاهــدة مناهضــة التعذيــب و اعرفــت املكســيك باختصاصــات الهيئــة يف شــهر مــارس 2001 لتلقــي الشــكاوى الفرديــة مبوجــب املــادة 22 مــن املعاهــدة و اختــارت إجــراء تعديــات دســتورية و مبوجبــه تــم إحــداث نظــام قضــايئ جنــايئ جديــد لفائــدة املراهقــن و كذلــك تطبيــق بروتوكــول إســطنبول)كتيب لتحقيــق فعــال يف جرائــم التعذيــب( ســواء عــى املســتوى الفــدرايل أو عــى مســتوى الواليــات و العمــل عــى مراقبــة و رصــد خروقــات حقــوق اإلنســان، و تجــدر اإلشــارة أن القانــون الفــدرايل ملحاربــة التعذيــب يصنــف جرميــة التعذيــب بشــكل يتناســب مــع املعاهــدة بينــام تصنــف قوانــن الواليــات جرميــة التعذيــب

بشــكل أخــر مل يــرد ذكرهــا يف القانــون الجنــايئ.

وفيام يتعلق بجنوب افريقيا

فحصــت الهيئــة التقريــراألويل لهــذه الدولــة فاحظــت االنتقــال الســلمي مــن النظــام امليــز ــد ــم إقــرار دســتور متضمــن للعدي ــة وهكــذا ت ــة دميوقراطي ــد( إىل دول العنــري )األبرتايمــن الحقــوق منهــا الحــق يف عــدم التعــرض ألي شــكل مــن أشــكال العنــف الصــادر مــن ــرض ــدم التع ــق يف ع ــب و الح ــرض للتعذي ــدم التع ــق يف ع ــة و الح ــة أو عام ــة خاص جهللمعاملــة القاســية أو الاإنسانيةأو املهينــة بالكرامــةاإلنسانيةو إلغــاء عقوبــة اإلعــدام ومنــع االعتقــال الــري و إحــداث لجنــة اإلصــاح القانــوين واللجنــة الجنــوب- اإلفريقيــة لحقــوق اإلنســان و اإلرشاف املســتقل عــى الشــكاوى للتحقيــق يف ادعــاءات التعذيــب و كذلــك تعيــن مراقبــن مســتقلن للســجون و وضــع سياســة الوقايــة مــن التعذيــب فيــام

يخصاألفــراد رهــن اعتقــال الرشطــة.

هــذا وقــد أقــرت الهيئــة بوجــود صعوبــات عرقلــت تطبيــق املعاهــدة حيــث اعرفــت أن اإلرث القديــم لنظــام األبرتايــد، الــذي مــن خالــه كان التعذيــب ميــارس بشــكل مؤسســايت وممنهــج، الزال تأثــريه واضحــا يف نظــام العدالــة الجنائيــة وقامــت بجــرد الصعوبــات التــي

75

ــات ــود مقتضي ــن وج ــم م ــى الرغ ــرية ع ــدة مش ــل للمعاه ــق الكام ــت دون التطبي حالدســتورية إال أن املحاكــم تعتــر التعذيــب ظرفــا مــن ظــروف التشــديد وعــى هــذا تــويص الهيئــة بإقــرار ترشيــع مينــع التعذيــب ومينــع اســتخدام أي تريــح يــرر التعذيــب ويفيــد

تطبيــق أوامــر صــادرة مــن ســلطة عليــا.

فيــام يخــص فحــص التقريــر األويل للربونــدي فقــد ســجلت الهيئــة وقــف إطــاق النــار بــن الحكومــة و قــوات التحــرر الوطنــي يف 7 شــتنر 2006 واضعــة بذلــك حــدا للــراع املســلح ــدي ــد الرون ــه وف ــذي أدىل ب ــح ال ــت بالتري ــنة و نوه ــدة 13 س ــاد مل ــك الب ــذي أنه الفيــام يتعلــق مبــرشوع مراجعــة القانــون الجنــايئ و نيتــه يف إدراج مقتضيــات تجــرم أفعــال التعذيــب و العقوبــات األخــرى و التعامــل الاإنســاين و القــايس و املهــن بالكرامة اإلنســانية ــري ــاذ تداب ــدي باتخ ــة البورن ــة جمهوري ــال داعي ــرأة و األطف ــف ضــد امل ــك العن ــا يف ذل مبــون ــدة يف القان ــن املعاه ــامدة األوىل م ــق لل ــب املطاب ــف التعذي ــتعجالية إلدراج تعري اسالجنــايئ و كذلــك إدراج مقتضيــات تجــرم التعذيــب و إدراج العقوبــات املناســبة لخطــورة ــدة ــة املعاه ــح مكان ــدي توضي ــب الرون ــن واج ــة أن م ــرى الهيئ ــة و ت ــال املرتكب األفعــلطات ــوء إىل الس ــب اللج ــه للتعذي ــي تعرض ــرد يدع ــن كل ف ــي لتمك ــون الداخ يف القان

ــة املختصــة. القضائي

أمابالنســبة لألرجنتــني فقــد أشــادت الهيئــة باملجهــودات التــي تبذلهــا الحكومــة األرجنتينية ملحاربــة اإلفــات مــن عقــاب الجرائم ضــد اإلنســانية املرتكبة إبــان الديكتاتورية العســكرية يف نونــر 2004 ورحبــت بالتوقيــع عــى الروتوكــول االختيــاري املتعلــق مبعاهدةمناهضــة ــة و ــة القاســية أو الاإنســانية أو املهين ــة أو العقوب ــب و غــريه مــن رضوب املعامل التعذيكذلــك التوقيــع عــى نظــام رومــا األســايس للمحكمــة الجنائيــة الدوليــة يف فرايــر 2001 و رحبــت الهيئــة كذلــك بتطبيــق القانــون الجديــد املتعلــق بالهجــرة يف ينايــر 2004 ومبوجبــه ال يجــوز اعتقــال أي أجنبــي إال بقــرار قضــايئ و أشــادت الهيئــة أيضــا بعمــل اللجنــة الوطنية

للــدول األطــراف بالنســبة للحــق يف الهويــة.

أمابخصوص روندا فقد سجلت الهيئة بارتياح األمور التالية:

املجهودات التي تبذلها الدول األطراف لتعديل ترشيعاتها تتضمن جملة أمور منها:

- إقرار دستور يف 2003 ينص يف املادة 15 عى عدم تعرض كل فرد للتعذيب

الجسدي و القايس و الاإنساين و املهن بالكرامة اآلدمية؛

- إقرار قانون جنايئ جديد يف 2012 يتضمن تعريفا للتعذيب؛

- إقرار قانون رقم 27/2001 يف 2001 املتعلق بحامية األطفال من العنف والتعرض

للتعذيب؛

76

- إقرار قانون تنظيمي رقم 237/2007 يف 2007 حول إلغاء عقوبة اإلعدام؛

- إقرار قانون يشري إىل الوقاية من العنف املبني عى الجنس يف 2008.

كــام نوهــت الهيئــة مبجهــودات الدولــة يف وضــع السياســات واإلجــراءات مبــا يف ذلــك إنشــاء مؤسســة ديــوان املظــامل. وقــد أشــارت الهيئــة لتبايــن القضــاء الشــعبي حيــث ســجلت بــث محاكــم االنتقــال لحــاالت التعذيــب لكــن بينــت أن هــذه األخــرية ال تتناســب مــع الصكــوك

الدوليــة يف تحقيــق رشوط املحاكمــة العادلــة.

و فيــام يتعلــق بدولــة الشــيي أبــدت الهيئــة ارتياحهــا مبجهودات الدولــة الطــرف الرامية إىل إصــاح ترشيعاتهــا وتكييــف نظامهــا القانــوين لضــامن املبــادئ املنصــوص عليهــا يف املعاهدة وســجلت أيضــا التــزام الحكومــة بإقــرار قانــون جنــايئ جديــد يشــتمل عــى األحــكام التــي ــة باإلضافــة إىل ــوارد بخصــوص جرميــة التعذيــب، هــذا ورحبــت الهيئ تأخــذ التصنيــف الذلــك بالتعديــات الدســتورية لســنة 2005 والتقــدم الــذي تحقــق يف تنفيــذ قانون املســطرة الجنائيــة الجديــدة يف البــاد. وســجلت بارتيــاح مجهــودات الدولــة الطــرف يف البحــث عــن الحقيقــة وتعويــض ضحايــا التعذيــب وتوفــري إمكانيــة الوصــول إىل العدالــة يف حــال وقــوع ــت أيضــا ــة. ورحب ــت يف ظــل الدكتاتوري ــي ارتكب ــوق اإلنســان الت ــاكات خطــرية لحق انتهــا ســوء املعاملــة ورضوب باعتــامد املعاهــدة أمــام القضــاء الوطنــي يف العديــد مــن قضايالجرائــم والتــي تــم تحريكهــا مــن لــدن الضحايــا الذيــن ســجنوا أو عذبــوا ألســباب سياســية يف ظــل الدكتاتوريــة واطأمنــت الهيئــة أيضــا إلحــداث قســم الطــب الرشعــي يف ســنة 2008 للتحقيــق يف جرائــم التعذيــب ويف رضوب التعامــل الســيئ والاإنســاين واملهــن بالكرامــة

اإلنســانية.

البوسنة والهرسك

عــرت الهيئــة عــن اطمئنانهــا بخصــوص مصادقــة الحكومــة عــى مجموعــة مــن الصكــوك الدوليــة والجهويــة، منهــا الروتوكــول االختيــاري املتعلــق مبعاهــدة مناهضــة التعذيــب يف ســنة 2008 وتبنــي خطــة عمــل وطنيــة ثالثــة قاضيــة بالقضــاء عــى آفــة تهريــب البــرش ــة ــام أن الحكوم ــنوات 2012/2008. ك ــن س ــك ماب ــنة والهرس ــة إىل البوس ــرة الري والهجــوين للتعذيــب مــع قوانــن ــايئ وانســجام التعريــف القان ــون الجن ــل القان ــع إىل تعدي تتطلــة ــف جرمي ــدم إدراج تعري ــن ع ــة م ــتاءت الهيئ ــرى ،واس ــات األخ ــرف والهيئ ــة الط الدولالتعذيــب عــى النحــو املحــدد يف املــادة األوىل مــن املعاهــدة وال أعــامل العنــف والتعذيــب

وال حتــى التحريــض عليــه.

77

جمهورية مقدونيا اليوغسالفية سابقا

يتبــن مــن خــال فحــص التقرير الثــاين ترحيــب الهيئة بــإدراج جرميــة التعذيــب يف الترشيع الوطنيــو إشــادتها كذلــك بتبنــي خطــة العمــل القاضيــة بتنفيــذ التوصيــات الصــادرة عــن ــا ــنة 2004. وفض ــاد يف س ــا للب ــب زيارته ــب عق ــن التعذي ــة م ــة للوقاي ــة األوروبي الهيئــة العنــف األرسي ــة ملحارب ــق االســراتيجية الوطني ــاح تطبي ــة بارتي عــن هــذا تلقــت الهيئفضــا عــن إدخالهــا بنــدا مســتقا يف القانــون يتعلــق بجرميــة اإلتجــار بالبــرش. وصادقــت الجمهوريــة عــى نظــام رومــا األســايس للمحكمــة الجنائيــة الدوليــة يف مــارس 2002 وكان هــذا مــن دواعــي رسور اللجنــة غــري أنهــا عــرت عــن أســفها بخصــوص إبــرام الجمهوريــة اتفاقيــات ثنائيــة مــع دول أخــرى أطــراف يف املعاهــدة ملنــع تســليم مواطنــي تلــك البلــدان

إىل املحكمــة الجنائيــة لضلوعهــم يف جرائــم تشــمل التعذيــب.

ــامل ــادر يف 2002 ألع ــو الص ــون العف ــن قان ــوص تضم ــغاالتها بخص ــة انش ــدت الهيئ وأبــبة ــا مناس ــئ ظروف ــن أن يهي ــد ميك ــذا ق ــدة أن ه ــراع 2001 معتق ــة ب ــة مرتبط إجرامي

ــاب. ــن العق ــات م لإلف

فيام يتعلق بالجزائر

ــم ــا إدراج تجري ــث منه ــدوري الثال ــر ال ــة واردة يف التقري ــر إيجابي ــة مظاه نجــد مجموععقوبــة التعذيــب ضمــن القانــون الجنــايئ والتوقيــع عــى املعاهــدة الدوليــة لحاميــة كل ــدول ــه بال ــن عن ــدام املعل ــة اإلع ــاري لعقوب ــف االختي ــاء القــري والوق ــن االختف ــرد م فــان. ــوق اإلنس ــة حق ــة وحامي ــعى لتنمي ــا تس ــي مبوجبه ــات الت ــك اإلعان ــراف وكذل األطــة أن ــاب، موضح ــدد لإلره ــف مح ــود تعري ــدم وج ــا إزاء ع ــن قلقه ــة ع ــت اللجن وأعربتعريــف األعــامل اإلرهابيــة والتخريبيــة ال ينبغــي أن تــؤدي إىل تأويــات لقمــع الحقــوق ــاء ــية تحــت غط ــة والسياس ــوق املدني ــدويل الخــاص بالحق ــد ال ــا يف العه املنصــوص عليهــن ــة االســتعجال املعل ــا بخصــوص بقــاء حال ــة وأعربــت أيضــا عــن قلقه األعــامل اإلرهابي

ــنة 1992. ــا يف س عنه

بخصوص املغرب

أعربــت الهيئــة عــن رضاهــا فيــام يتعلــق باملبــادرات التــي أنجزهــا املغــرب حيــث وقــع ــايل: ــة املتعلقــة بحقــوق اإلنســان و هــي كالت عــى الصكــوك الدولي

ــل ــهر أبري ــاء القــري يف ش ــن االختف ــع األشــخاص م ــة جمي ــة لحامي ــة الدولي 1( االتفاقي

2009؛

78

2( اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة والروتوكول االختياري لاتفاقية؛

ــرا وبحــرا املكمــل ملعاهــدة األمــم املتحــدة ــن ب ــب املهاجري ــق بتهري 3( الرتوكــول املتعل

ــل 2011؛ ــة املنظمــة يف أبري ضــد الجرميــة الدولي

4( االعــراف بصاحيــة لجنــة مناهضــة التعذيــب لتلقــي الباغــات الفرديــة والبــت فيهــا

مبوجــب املــادة 22 مــن املعاهــدة؛

5( رفــع العديــد مــن التحفظــات بخصــوص بعــض املعاهــدات الدوليــة، الســيام التحفــظ

عــى املــادة 14 مــن املعاهــدة الدوليــة للقضــاء عــى جميــع أشــكال التمييــز العنــري

واتفاقيــة حقــوق الطفــل، وكذلــك بعــض التحفظــات عــى معاهــدة القضــاء عــى جميع

أشــكال التمييــز ضــد املــرأة.

وأشادت الهيئة أيضا بالتعديات التالية:

1( صياغــة دســتور جديــد للبــاد يف فاتــح يوليوز2011يتضمــن بنــودا جديــدة خاصــة مبنــع

التعذيــب والضامنــات األساســية لألشــخاص املعتقلــن أو املتابعــن أو املحكومــن قضائيــا؛

2( مسلسل إصاح القضاء ملامئة الترشيع الوطني مع االلتزامات الدولية؛

3( إحــداث املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان يف فاتــح مــارس 2011 الــذي عــوض املجلــس

ــن إنشــاء لجــان ــات واســعة، فضــا ع ــع بصاحي ــوق اإلنســان ويتمت االستشــاري لحق

جهويــة لحاميــة حقــوق اإلنســان؛

4( الوقف الفعي لتنفيذ عقوبةاإلعدام؛

ــة ــة مبهم ــة مكلف ــاف واملصالح ــة اإلنص ــي هيئ ــة، وه ــة االنتقالي ــة للعدال ــاء آلي 5( إنش

ــي وقعــت ــاكات الجســيمة لحقــوق اإلنســان الت الكشــف عــن الحقيقــة بشــأن االنته

ــة؛ ــة الوطني ــق املصالح ــي 1956و 1999وتحقي ــن عام ب

6( تنظيم أنشطة مختلفة لتكوين القضاة وحراس السجون يف مجال حقوق اإلنسان.

79

الربوتوكول االختياري التفاقية األمم املتحدة ملناهضة التعذيب ،السيدة سوزان جبور،نائب رئيس اللجنة الفرعية ملناهضة التعذيب

ما هو الربوتوكول االختياري التفاقية األمم املتحدة ملناهضة التعذيب؟

.الهدف: منع وقوع التعذيب وغريه من رضوب سوء املعاملة كيف: من خال إنشاء نظام يقوم عى الزيارات املنتظمة إىل جميع أماكن

االحتجاز يف جميع أنحاء العامل.:بواسطة من : من قبل هيئة دولية و آلية وقائية وطنية نوع جديد من املعاهدات الدولية وخافا لغريه من الرتوكوالت فهو يعتر

معاهدة تنفيذية وليس وثيقة تحدد املعايري. .غري ملزمة بتقديم التقارير للدول)ليست آلية لتلقي الشكاوى الفردية. )املادة 22 من اتفاقية مناهضة التعذيب يفتح الروتوكول االختياري آفاقا “جديدة داخل منظومة األمم املتحدة لحقوق

اإلنسان ويعود ذلك اىل أربعة أسباب رئيسية :1-أنه يؤكد عى أهمية الوقاية )نظاما“مبتكرا“وإستباقيا“للزيارات .(

).NPMوSPT( .2-أنه يجمع بن الجهود الدولية والوطنية 3-أنه يؤكد عى التعاون ال اإلدانة.

4-أنه ينشئ عاقة ثاثية بن هيئات الروتوكول والدول األطراف.

تتويجا لعملية طويلة

.مستوحاة من اللجنة الدولية للصليب االحمر.مستوحاة من أعامل اللجنة األوروبية اعتمد الروتوكول االختياري التفاقية االمم املتحدة ملناهضة التعذيب من

الجمعية العامة لألمم املتحدة يف كانون األول/ديسمر 2002..2006 دخل حيز النفاذ يف حزيران/ يونيو.انضمت حتى اليوم 63 دولة إىل الرتوكول

80

كيف متنع زيارات منتظمة ومستقلة التعذيب؟

أثر ردعيتحليل املشاكل الهيكلية واألسباب الجذريةاقامة حوار مع السلطات

معاهدة مبتكرة

ال تعتمد عى فكرة الشجب مختلفة عن آلية الزيارات القامئة حالياال وجود لتحفظاتنظام ذو ركيزتن

نظام الركيزتنياللجنة الفرعية لألمم املتحدة ملنع التعذيب

آليات وقائية وطنية

1( اللجنة الفرعية لألمم املتحدة حول الوقاية 25 عضو.تنتخبهم الدول االعضاء.الخرة ذات الصلة مطلوبة استقالية، التزام واضح بحقوق اإلنسان، إتقان لغات األمم املتحدة، مهارات

شخصية )مهارات التفاوض، التعامل مع املواقف الصعبة والضغوطات.

عمل اللجنة الفرعية

:ترتكز الوالية الوقائية الواسعة للجنة الفرعية عى وظيفتن مرابطتنوظيفة استشارية. 1وظيفة تنفيذية. 2

الوظيفة االستشارية

NPM تقديم املشورة للدول بشأن إنشاء وتسيري مهام اآللية الوقائية الوطنية

81

تقديم املشورة املبارشة لآلليةالوقائية الوطنيةإسداء املشورة بشأن التدابري الازمة لحامية األشخاص املحرومن من حرياتهمتوفري التدريب لآلليات الوقائية الوطنية

الوظيفة التنفيذية

تنظيم بعثات قطرية ومراقبة أماكن االحتجاز زيارات إىل جميع أماكن االحتجاز مبا فيها مستشفيات األمراض العقلية ودور

الرعايةدون اشعار مسبق، ومن دون دعوة)اعتامد تقرير وتوصيات )رسية

سلطات اللجنة الفرعية

الوصول إىل جميع املعلومات.الوصول إىل جميع أماكن االحتجاز وجميع املرافقامكانيات الحصول عى مقابات خاصةحامية االشخاص الذين هم يف اتصال مع الزوار:الحرية الختيار.األماكن التي ستتم زيارتها - .األشخاص الذين سيتم التحدث اليهم -

متابعة للزيارات

التوصياتالحوار البناء مع السلطاتتقرير رسي:استثناءات عى الرية

- موافقة الدولة الطرف عى نرش التقرير إىل العلن. - الفشل يف التعاون

صندوق التربعات للجنة الفرعيةمكرسة للتنفيذ الوطني لتوصيات اللجنة الفرعية

82

...برامج تعليمية، برامج تدريب الرشطةبإمكان اآلليات الوقائية الوطنية االستفادة من هذا الصندوق

2( آليات وقائية وطنية

انشئت أو تم تعيينها من قبل الدول األعضاءهيئة واحدة أو عدة هيئاتجديدة أو قامئةسنة واحدة كموعد نهايئ

وظائف اآلليات الوقائية الوطنية

الزيارات املنتظمة إىل جميع أماكن االحتجاز)تقرير وتوصيات )علنيتوصيات بشأن اإلصاحات الترشيعيةعاقات مع اللجنة الفرعية

NPM القيمة املضافة لآللية الوقائية الوطنية

زيارات منتظمة أكرمعرفة أفضل للحالة الوطنية)املرونة )النوع والعددحقوق مامثلة من الوصول إىل أماكن االحتجاز واالشخاص من اللجنة الفرعيةال يشرط الرية

سلطات اآلليات الوطنية:

الوصول إىل جميع املعلوماتالوصول إىل جميع أماكن االحتجاز وجميع املرافقإمكانيات الحصول عى مقابات خاصةحامية االشخاص الذين هم يف اتصال مع الزوار:الحرية الختيار

- االماكن التي ستتم زيارتها.

83

- االشخاص الذين سيتم التحدث إليهم.

آليات وطنية وقائية

مبوجب الروتوكول االختياري التفاقية مناهضة التعذيب

إنشاء اآلليات الوطنية

• يشملالحكومة، املجتمع املدين، املؤسسات الوطنية لحقوق االنسان،آليات الزيارة القامئة

وغريها من املنظامت التي تعمل مع االشخاص املحرومن من حريتهم.• -الشفافية

- ينبغي أن تكون العملية الوطنية عامة ويجب تحديد معايري واضحة وشفافة، طريقة وترير عملية اتخاذ القرار.

• استنادا عىل معلومات موضوعية- جرد آليات الزيارة، التي قد تلعب دورا يف تيسري عمل الهيئة الوطنية.

- التشخيص واملعلومات األساسية عن الحالة والوصول الماكن االحتجاز يف البلد

معايري إنشاء اآللية الوقائية الوطنية

مؤسسة مستقلة مرتكزة عى القانونمستقلة يف تأدية املهامتاألعضاء واملوظفون مستقلوناملبادئ املتعلقة بنظام املؤسسات الوطنية لتعزيز وحامية حقوق اإلنسان

أسس االستقاللية يجب أن يكون الترشيع امللزم محددا بوضوح يف أحد النصوص الدستورية أو

الترشيعية..تحديد الركيبة.تحديد نطاق اختصاصها

84

األعضاء و املوظفون املستقلون

.مستقلون عن العدالة الجنائية/ أنظمة توقيف اخرى.مستقلون عن السلطة التنفيذية يف الحكومة.اآلليات الوطنية الوقائية تختار وتوظف عامليها

ضامنات االستقاللية

.الحصانة من االعتقال.الحصانة من االستياء/املراقبة/ التدخل مع الوثائق، واالتصاالت الحصانة من االجراءات القانونية فيام يتعلق بالتعبري/ بأفعال يف أداء واجبات

الـ)أثناء وبعد(.االستقال املايلوضع مسودة مرشوع امليزانية السنوية الخاصة بها. املبلغ الكي الذي يقره الرملان. ضمن املبلغ الكي، تقرر كيفية إنفاق املال. تقرير عن كيفية إنفاق املال يدرج يف التقرير السنوي. مبلغ امليزانية يتوقف عى: عدد أماكن االحتجاز أنواع أماكن االحتجاز كثافة عدد املحتجزين املسافة املطلوبة للسفر لزيارتهم

3- العضوية

• الخربة:- قانوين

- الخدمات الطبية )اطباء،واطباء نفسين الخ...(تنفيذ القانون حقوق اإلنسان/ املجتمع املدين الفئات الضعيفة االخصائيون االجتامعيون • الحق يف ارشاك الخربات الخارجية

85

• التوازن بني الجنسني• متثيل مالئم للمجموعات العرقية واملجموعات االقلية يف البلد

4- الضامنات و الصالحيات

• الوصول إىل جميع أقسام أماكن االحتجاز• اختيار األماكن التي ستتم زيارتها.• زيارات مفاجئة.• الوصول إىل املعلومات• الوصول إىل الناس )إجراء مقابات خاصة(• الحامية للمعتقلن، املسؤولن وغريهم.• اتصاالت رسية مع برنامج االمم املتحدة الدويل للجنة الفرعية ملنع التعذيب.

5- التوصيات و تطبيقها

صالحية اصدار التوصياتتحسن معاملة املعتقلن. تحسن ظروف االعتقال. منع التعذيب ووسائل سوء املعاملة االخرى. تطبيق املعايري الدولية. التعليق/ واقراح مشاريع القوانن :التزام الحكومة

بحث التوصيات الدخول يف حوار مع الهيئات الوطنية حول تدابري التنفيذ املمكنة ينبغي أن يكون رصيحا يف القانون الوطني يجب عى الحكومة أن تنرش وتوزع التقرير السنوي للهيئات الوطنية.

86

تعيني مؤسسة وطنية لحقوق اإلنسان كآلية وطنية وقائية: حالة جزر املالديف« السيدة جهان محمود مفوضة باللجنة الوطنية لحقوق اإلنسان

بجزر املالديف

جــزر املالديــف هــي دولــة صغــرية مكونــة مــن 1190 جزيــرة يف املحيــط الهنــدي. لديهــا 62 مــكان لاحتجــاز، أي أماكــن معــرف بهــا مــن قبــل الدولــة والتــي ميكــن أن يحــرم فيهــا ــز ــك مراك ــا يف ذل ــة مب ــات الدول ــن مؤسس ــة م ــرف مؤسس ــن ط ــه م ــن حريت ــخص م الشاالحتجــاز قبــل املحاكمــة، والســجون، ومراكــز احتجــاز األحــداث، ومراكــز إلعــادة التأهيــل/ ــز ــا، ومراك ــية وغريه ــراض النفس ــة« لألم ــات العاجي ــموم، و»املؤسس ــن الس ــص م التخل

ــن، ومؤسســات التدريــب العســكري. احتجــاز املهاجري

عــى الرغــم مــن ذلــك، انضمــت املالديــف إىل الروتوكــول االختيــاري يف أوائــل عــام 2006،و متتأســيس لجنــة حقــوق اإلنســان لجــزر املالديــف كآليــة وقائيــة وطنيــة يومــن فقــط قبــل ــارة ــد أجــرت هــذه الزي ــر 2007. و ق ــب يف 2 دجن ــع التعذي ــة ملن ــة الفرعي ــارة اللجن زيســلطات الدولــة عــى وضــع حــد للمامطلــة يف تعيــن اآلليــة الوقائيــة الوطنيــة، وبالتــايل ــة ــة الفرعي ــارة اللجن ــه زي ــا تبعت ــان م ــذي رسع ــاري ال ــول االختي ــق عــى الروتوك التصدي

التــي دعمــت عمليــة إنشــاء الهيئــة الوقائيــة الوطنيــة يف جــزر املالديــف.

ملاذا املؤسسة الوطنية لحقوق اإلنسان؟

ــة ــز وحامي ــة مســتقلة، مكلفــة مبهمــة تعزي ــة حقــوق اإلنســان لجــزر املالديــف هيئ لجنحقــوق اإلنســان مبوجــب الفصــل الســابع مــن الدســتور. حيــث تــم تأسيســها وفقــا ملبــادئ

باريــس.

املاءمــة القانونيــة للجنــة حقــوق اإلنســان لجــزر املالديف)اللجنــة( مــع متطلبــات الروتوكــول االختيــاري آلليــة وطنيــة وقائيــة جعلــت تعيــن اللجنــة كآليــة وطنيــة وقائيــة ــاب ــان يف أعق ــه الرمل ــر في ــع ينظ ــود ترشي ــامل وج ــاب احت ــه يف غي ــر من ــارا ال مف خيــت ــف يف وق ــزر املالدي ــل يف ج ــدث بالفع ــي تح ــة الت ــتورية والقانوني ــات الدس اإلصاح

ــاري. ــول االختي ــى الروتوك ــق ع التصدي

ثانيــا عندمــا اتصلــت الحكومــة باللجنــة مــع طلــب لقبــول واليــة اآلليــة الوقائيــة ــي ــة مــن التعذيــب ســنة 2007، الت ــة الوقاي ــة للمشــورة مــع جمعي الوطنيةســعت اللجنأجابــت نقــا عــن األحــكام القانونيــة يف قانــون اللجنــة موضحــة أنــه بإمــكان هــذه األخــرية

ــة. ــة وقائي ــة وطني ــا كآلي ــويل تفويضه ت

87

ــم ــن قس ــدة ضم ــرد وح ــة مج ــة الوقائي ــة الوطني ــة اآللي ــت وظيف ــمية ظل ــد التس بعتحقيقــات اللجنــة، تقــوم بإجــراء زيــارات تفاعليــة متفرقــة ودون منهجيــة، إىل أن أجــرت جمعيــة للوقايــة مــن التعذيــب تكوينــا يف التخطيــط االســراتيجي لآلليــة الوطنيــة الوقائيــة يف 2009، والــذي أســس بعــده عــى أن اآلليــة قســم لوحــده مفــوض للرصــد الوقــايئ ألماكن

االحتجــاز اعتــامدا واحرامــا لرؤيــة الروتوكــول االختيــاري.

ــا ملعالجــة ــة عمله ــة منهجي ــة الوطني ــة الوقائي ــادت اآللي ــادئ، أع ــى أســاس هــذه املب عــول منتصــف 2009 ــة. و بحل ــة الاإنســانية واملهين ــب واملعامل ــة بالتعذي األوضــاع املتعلقــدرت 42 ــاز، وأص ــن االحتج ــة ألماك ــارات مفاجئ ــة 42 زي ــة الوطني ــة الوقائي ــرت اآللي أجتقريــراإىل ســلطات الدولــة املعنيــة. و قــد تــم تنفيــذ51٪ مــن التوصيــات التــي أصدرتهــا

ــام 2011. ــة ع بنهاي

ــح ــة يف املالديــف أن تصب ــة الوطني ــة الوقائي ــة، متكنــت اآللي ويف إطــار املؤسســات الوطنيجــزءا مــن التمســك وااللتــزام بحقــوق اإلنســان مرســخة لحركــة حقــوق اإلنســان يف جــزر املالديــف التــي بــدأت ســنوات قبــل إنشــاء اآلليــة الوقائيــة الوطنيــة، و قــدكان لهــا خــال ــجن ــرشوع الس ــام أن م ــب، ك ــة التعذي ــد ملكافح ــرشوع جدي ــايس يف م ــا دور أس واليتهوإطــاق الــراح املــرشوط الحــايل هــو مــن توصياتهــا . كذلــك قانــون اإلجــراءات الجنائيــة ــران ــان يعت ــان الرمل ــا يف لج ــته حالي ــري مناقش ــذي يج ــد ال ــات الجدي ــون العقوب وقانمنتوصيــات اآلليــة التــي وضعتهــا اللجنــة قدمــا إضافــة إىل مــرشوع قانــون االتجــار بالبــرش والتهريــب مــن توصيــات اآلليــة الوقائيــة التــي تلــت زياراتهــا إىل مركــز احتجــاز املهاجريــن

والتفاعــات الاحقــة مــع ضحايــا االتجــار بالبــرش.

ــال يف ــا الفع ــا أثره ــاري له ــول االختي ــا للروتوك ــة املنشــأة وفق ــة الوطني ــات الوقائي واآلليــة ــات إمكاني ــذه اآللي ــل ه ــث أن ملث ــي، حي ــول الدميقراط ــياق التح ــب يف س ــع التعذي منالحصــول عــى بيانــات عــن أشــكال وطبيعــة االنتهــاكات املاضيــة، والتــي ميكــن أن تكــون

ــة خــال هــذه الفــرة. ــة االنتقالي ــادرات العدال مصــدرا للمعلومــات وملب

بالنســبة لتلــك البلــدان التــي عرفــت تجربــة العدالــة االنتقاليــة، ميكــن لآلليــة أن تكــون ــب عــى ــج، املرت ــب املمنه ــن التعذي ــة م ــات الوقاي ــذ توصي ــة يف رصــد تنفي وســيلة فعال

ــة. ــل هــذه العملي مث

ثالثــا، وخــال الفــرات االنتقاليــة هنــاك إمكانيةكبــرية لحــدوث انتهــاكات لحقــوق اإلنســان خاصــة داخــل أماكــن االحتجــاز التــي تديرهــا الدولــة، وميكــن لآلليــة الوقائيــة الوطنيــة أن تلعــب دورا خــال هــذه الفــرة مــن خــال نظامهــا املتمثــل يف الزيــارات املنتظمــة، لضــامن

عــدم تكــرار انتهــاكات حقــوق اإلنســان لألشــخاص املحرومــن مــن حريتهــم.

88

ــب ــة للتعذي ــة الفرعي ــات اللجن ــف توصي ــزر املالدي ــة الوطنيةلج ــة الوقائي ــع اآللي و تتابمــن خــال زيــارات الرصــد التــي تقــوم بهــا اآلليــة نتيجــة لذلــك ينعكــس مســتوى تنفيــذ ــة ــة الوطني ــة الوقائي ــا اآللي ــي وضعته ــد الت ــى أدوات الرص ــة ع ــة الفرعي ــات اللجن توصيملراقبــة تنفيــذ التوصيــات. وباإلضافــة إىل ذلــك يتــم اســتخدام توصيــات اللجنــة الفرعيــة أيضــا يف املعايــري املرجعيــة، التــي تشــكل جــزءا مــن التوصيــات الوقائيــة الوطنيــة. وتجــدر اإلشــارة إىل أن أداة رصــد التوصيــات التــي وضعتهــا اآلليــة الوطنيــة املالديفيــة تشــري أيضــا ــاميل ــوق ب 7٪ إج ــب يف ــة للتعذي ــة الفرعي ــات اللجن ــذ توصي ــة تنفي ــاميل حال إىل أن إجحالــة تنفيــذ توصيــات اآلليــة الوطنيــة، وهــو مــا يــدل عــى الــدور املؤثــر للجنــة الفرعيــة

.)SPT( للوقايــة مــن التعذيــب

إن التطــورات األخــرية يف سياســة املالديــف، حيــث أطيــح بــأول رئيــس منتخــب دميقراطيــا يف فرايــر املــايض عــن طريــق انقــاب قادتــه قيــادات مــن الرشطــة واملســؤولن العســكرين، تعتــر انتكاســة كبــرية يف املســار الدميوقراطــي للبــاد حيــث تســود أجــواء عــدم االســتقرار و ذلــك بســبب االنتهــاكات و املامرســات التــي تقــوم بهــا عنــارص الرشطة أثنــاء االعتقــاالت،إال ــة كان فاصــا مهــام. فبعــد زيارتهــا ألماكــن االحتجــاز ــة الوطني ــة الوقائي أن تأســيس اآلليالتــي تــم فيهــا اعتقــال مجموعــة مــن املتظاهريــن، أثــارت اآلليــة الوقائيــة الوطنيــة انتبــاه ــب، عــرشون ــة ملزاعــم التعذي ــة يف 32 حال ــق الخاصــة باملؤسســات الوطني ــات التحقي آليحالــة منهــا هــي اآلن مثبتــة مــن قبــل اللجنــة الســتئنافها أمــام محكمــة مدنيــة للحصــول

عــى تعويضــات للضحايــا.

89

إحداث آلية وطنية خاصة للوقاية من التعذيب: النموذج الفرنيس، السيد ميشيل كليمو، كاتب عام ،املراقب العام ألماكن الحرمان من الحرية

حرضات السيدات والسادة

ــة ــا آلي ــال، باعتباره ــات االعتق ــى مؤسس ــام ع ــة اإلرشاف الع ــن هيئ ــى متك ــكركم ع أشوقائيــة وطنيــة قامــت دولــة فرنســا بإنشــائها، لتبــدي رأيهــا يف إطــار حلقــة النقــاش هــذه

والســتعراض دورهــا.

ــة اإلرشاف ــة بهيئ ــات الخاص ــس واالختصاص ــرق إىل األس ــد التط ــة، وبع ــذه املداخل ويف هــرق ــل التط ــة قب ــتغال املؤسس ــة اش ــتعرض طريق ــال، سنس ــات االعتق ــى مؤسس ــام ع الع

ــع املنظــامت األخــرى. ــا م لعاقاته

1 ــ األسس واالختصاصات

1 ــ1 األسس

لهيئة اإلرشاف العام عى مؤسسات االعتقال مصدرين اثنن:

ــب ــة التعذي ــة مناهض ــق باتفاقي ــاري امللح ــول االختي ــب الروتوك ــدر دويل، مبوج مصــذي ــة، وال ــانية أو املهين ــية والاإنس ــة القاس ــة أو العقوب ــن رضوب املعامل ــريه م وغأدرجتــه فرنســا يف النظــام القضائيالوطنــي مبوجــب القانــون املــؤرخ يف 28 يوليــو 2008

ــمر 2008؛ ــوم 15 ديس ومرس

مصــدر وطنــي مرتبــط بقضيــة الســجون: ففي مــارس 2000 طلــب وزيــر العــدل مــنــة ــة الخارجي ــام باملراقب ــر بشــأن القي ــه بتقري الرئيــس األول ملحكمــة النقــض أن يوافيللســجون لكــن هــذا األخــري خلــص بطريقــة مفصلــة ومثبتــة إىل رضورة تعيــن مراقــب ــة الحاليــة عــن تحســن للســجون، وأشــار إىل أن عجــز العديــد مــن عمليــات املراقبنظــام الســجون راجــع عــى وجــه الخصــوص إىل أن عمليــات املراقبــة اإلداريــة هــذه ال

تســتطيع الوصــول إىل عمــق األمــور ذات الصلــة وال إيجــاد الحلــول.

90

مع العلم أن عمليات املراقبة أدناه كانت موجودة فعا:

املراقبة املعتمدة وفق التسلسل الهرمي؛

عمليــات التفتيــش )املفتشــية العامــة للخدمــات القضائيــة ــــ مراقبــة مصالح الســجونــــ املفتشــية العامــة للرشطــة الوطنيــة ــــ املفتشــية العــام للــدرك الوطنــي ــ املفتشــية

ـــ ...(؛ العامــة للشــؤون الصحيــة و االجتامعيــةـ

.عمليات املراقبة التي يرشف عليها القضاة

إن منصــب هــؤالء املراقبــن واملفتشــن مبوجــب موقعهــم حســب الســلم الراتبــي ال مينــح االســتقالية املطلوبــة. وتتميــز عمليــات املراقبــة األخــرى بكونهــا أكــر رســمية وأكــر نظرية ــة ــدرج هــذه املهم ــث تن ــت، حي ــق الوق ــرا لضي ــة نظ ــارات رسيع ــون الزي ــا تك ــا م وغالبــل: ــارس نشــاطها بالفع ــة مســتقلة مت ــت ســلطات إداري ــرية ،وكان ــام أخــرى كث ضمــن مهكوســيط الجمهوريــة الفرنســية و لجنــة الولــوج إىل الوثائــق اإلداريــة، لكــن هــذه األخــرية تعمــل وفــق مجــال محــدود وهكــذا، خلــص كبــري القضــاة إىل أن املراقبــة املســتقلة، التــي

حــددت مهامهــا بدقــة، هــي وحدهــا الكفيلــة برصــد الواقــع واقــراح الحلــول املناســبة.

1ــ 2مجال االختصاص

وســع قانــون 30 أكتوبــر 2007، الــذي أنشــأ هيئــة اإلرشاف العــام عــى مؤسســات االعتقــال، ــال االختصاص. مج

ــارة جميــع مراكــز االعتقــال التــي يتــم فيهــا ــة لزي فمــن جهــة، فســح املجــال أمــام الهيئاحتجــاز أشــخاص صــدر األمــر باعتقالهــم مبوجــب قــرار أصدرتــه ســلطة عامــة. و هــذا مل يعــد دورا مقتــرا عــى إدارة الســجن حيــث أن القانــون ال يحــدد مؤسســات االعتقــال. و مــع ذلــك فإنــه يشــري رصاحــة إىل مستشــفيات األمــراض النفســية تــاركا املجــال للظــن أن

إدمــاج هــذه املستشــفيات ليــس باألمــر البديهــي.

وكانــت مهمتنــا األوىل تتمثــل يف تحديــد نطــاق أنشــطتنا حيــث قامــت هيئــة اإلرشاف العام ــارة الســجون، ومستشــفيات األمــراض النفســية، و مراكــز االحتجــاز اإلداري، و مراكــز بزيالتوقيــف يف املوانــئ واملطــارات، ومراكــز لاعتقــال االحتياطــي الخاصــة بالرشطــة والــدرك، ــة ــات اإلصاحي ــة، و املؤسس ــر العدال ــات ق ــامرك، و معتق ــة بالج ــات الخاص و املعتقعــاوة عــى وحــدات استشــفائية تضــم أشــخاصا محتجزيــن )وحــدات الطــب الرشعــي( أو األشــخاص رهــن االعتقــال الخاضعــن للرعايــة الطبيــة )غــرف آمنــة يف املستشــفيات و مراكــز استشــفائية مؤمنــة يف جميــع الجهــات ــــ UHSIــــ و املراكــز االستشــفائية اآلمنــة و

91

املهيــأة ــــUHSA (. وجميــع الســيارات املســتعملة لنقــل املعتقلــن مبــا يف ذلــك الســيارات املصفحــة.

ويتميــز الخيــار الــذي اختــاره املــرشع مبــا مفــاده أن كل مؤسســة جديــدة مــن مؤسســات االعتقــال تدخــل يف مجاالختصــاص الهيئــة حيــث تــم إحصــاء حــوايل 5000 مؤسســة تتكــون غالبيتهــا مــن مراكــز االعتقــال االحتياطــي. و يــراوح حجــم هــذه املؤسســات بــن ســجن يف فلــوري ــــ مــري وجيــس الــذي يأوي3600معتقــا و الوحــدة الصغــرية للــدرك الواقعــة يف

املناطــق الريفيــة التــي تضــم عــددا قليــا مــن املوجوديــن رهــن االعتقــال االحتياطــي.

ــخاص ــل األش ــة ونق ــروف الرعاي ــد ظ ــة يف »رص ــه الهيئ ــل مهمت ــرى، تتمث ــة أخ ــن جه وماملحرومــن مــن الحريــة لضــامن احــرام حقوقهــم األساســية الخاصــة باألشــخاص املعتقلــن« ــث ــة. حي ــية أو الاإنســانية أو املهين ــة القاس ــب واملعامل ــن التعذي ــة م ــن الوقاي فضــا عيعايــن املراقــب العــام حالــة األماكــن التــي متــت زيارتهــا و تنظيمهــا وعملهــا عــاوة عــى وضــع األشــخاص املوجوديــن رهــن االعتقــال‹‹ ، إضافــة لاهتــامم بظــروف عمــل املوظفــن

نظــرا ألن هــذه الظــروف تأثــر حتــام عــى حيــاة املعتقلــن.

1 ــ 3 الصالحيات

مينــح القانــون للمراقبــن حريــة الولــوج، يف أي وقــت، ألماكــن االعتقــال ، والحصــول عــى جميــع الوثائــق، كــام مينحهــم الصاحيــة ملقابلــة أي شــخص مــن اختيارهــم وهــذا فضــا ــدن اإلدارة ــن ل ــة م ــد أو رشط، ودون أي رقاب ــات دون قي ــل املؤسس ــم داخ ــن تحركه ع

ــة. املســؤولة عــن املؤسســة ذات الصل

وبالتــايل فــإن الزيــارات يتــم اإلعــان عنهــا بوقــت قليــل قبــل حلــول موعدهــا أو تكــون ــة ونفــس ــارات مفاجئ ــة املؤسســات الصغــرية بانتظــام لزي عــى حــن غــرة. وتخضــع كافالــيشء ينطبــق عــى الســجون الكبرية،وتجــدر اإلشــارة إىل أن مراعــاة أرسار الدفــاع الوطنــي

ورسيــة التحقيــق والتحــري ورسيــة املعلومــات الطبيــة.

1ــ 4 االستقاللية

وينــص القانــون عــى اســتقالية املراقــب العــام، الــذي يعــن ملــدة ســت ســنوات دون عــزل ــة ــة مالي ــه ال تخضــع لرقاب ــة مســتقلة والتزامات ــه يســتفيد مــن ميزاني ــد. كــام أن أو تجديأوليــة بــل الحقــة مــن طــرف املجلــس األعــى للحســابات، وال يكــون تحــت إمــرة أي عضــو مــن أعضــاء الحكومــة، وبالتــايل فإنــه يحــدد برنامــج الزيــارات بــكل حريــة ووفقــا ملعايــريه ــة ــس الجمهوري ــه لرئي ــر ســنوي بشــأن أنشــطته يرفع ــداد تقري ــوم بإع ــام يق الخاصــة، ك

والرملــان ثــم يعــرض بعــد ذلــك عــى العمــوم.

92

وعقــب تأســيس الهيئــة، مل تعهــد املهمــة إىل وســيط الجمهوريــة، باعتبــاره هيئــة إداريــة مســتقلة،كامتم إنشــاء منصــب املدافــع عــن الحقــوق مؤخــرا، عــر دمــج منصــب وســيط ــة ــة الطفول ــة حامي ــز ودعــم املســاواة، وهيئ ــا ملكافحــة التميي ــة العلي ــة، والهيئ الجمهوريــات ــام ملؤسس ــب الع ــب املراق ــج منص ــم دم ــن، مل يت ــات األم ــة ألخاقي ــة الوطني واللجنــك ــب وذل ــى املنص ــاء ع ــم اإلبق ــدة. وت ــة الجدي ــلطة اإلداري ــذه الس ــن ه ــال ضم االعتقالختــاف املهــام: حيــث إن املدافــع عــن الحقــوق يعمــل يف إطــار الوســاطة ويهتــم بفــض ــات ــام ملؤسس ــب الع ــا املراق ــا، أم ــد حدوثه ــن واإلدارة بع ــن املواطن ــة ب ــات القامئ النزاعاالعتقــال فإنــه يتدخــل منــذ البدايــة لتفــادي وقوعهــا وعملــه موجــه للمؤسســات الســالبة

ــد. ــة عــى وجــه التحدي للحري

وقــام املــرشع الفرنــي بعــد املشــاورات بالتمييــز بــن املهمتــن اللتــن تحمــان طابعــن ــة ــط يف الوقاي ــا إىل التفري ــؤدي أيض ــد أن ي ــان واح ــاج يف كي ــن لاندم ــن، إذ ميك مختلفلصالــح تســوية املنازعــات العاجلة،لكــن هنــاك اتفــاق بــن املراقــب العــام واملدافــع عــن

ــات. ــادل املعلوم ــاون وتب ــوق اإلنســان، ينظــم ســبل التع حق

2 ــ طريقة االشتغال

يستند املراقب العام إىل طريقتن يف عمله: املراسات والزيارات.

بالنســبة لتنظيــم الزيــارات: يســاعده فيهامنــذ توليــه منصبــه يف العــام 2008: فريــق متعدد ــح الســجون، ــا دامئــا )قضــاة ورؤســاء مصال التخصصــات يتكــون مــن اثنــن وثاثــن مراقبوناشــطن مــن العــامل الجمعــوي، واألطبــاء، واملحامــن، ورجــال الرشطــة والــدرك، نصفهــم ــم ــم أداء مهامه ــى يتســنى له ــم والنصــف اآلخــر بشــكل جــزيئ حت ــون بشــكل دائ يعملــدم ــوارد يق ــوع يف امل ــذا التن ــة، وه ــوارد داخلي ــوارد إذن م ــر.) فامل ــب أك ــكل مناس بش

وجهــات نظــر متقاطعــة بشــأن مختلــف املؤسســات(؛

أما بالنسبة للمراسات :فيساعده فريق مكون من خمسة أعضاء مكلفن بالتحقيق.

الزيارات

ــارة. يف 31 ديســمر 2011، بعــد ــام مبــا مجموعــه150 زي ــل الهــدف الســنوي يف القي يتمثأكــر مــن ثــاث ســنوات بقليــل، متــت زيــارة 506مؤسســة )ثلثــي الســجون وتقريبــا جميــع

مراكــز االحتجــاز اإلداري(.

وبشــكل عــام، قــى املراقبــون ســنة ونصــف يف مراكــز االعتقــال االحتياطــي، وســنة ونصــف يف مستشــفيات األمــراض النفســية، وأربــع ســنوات ونصــف يف الســجون. وقابلــوا أكــر مــن

93

3000معتقــا وألفــا مــن املوظفــن العاملــن يف هــذه املؤسســات.

وتــم القيــام بزيــارات ثانيــة للعديــد مــن املؤسســات عقــب املاحظــات التــي تــم اإلدالء بهــا أثنــاء الزيــارة األوىل. واملــراد مــن هــذه الزيــارة معرفــة درجــة تنفيــذ ماحظــات الزيــارة

الســابقة.

ــة ــدة الزمني ــزة األساســية يف امل ــل املي ــا. وتتمث ــا تدريجي ــي ضبطه ــة الت وتطــورت املنهجيــكلة ــم مش ــة لفه ــع رضوري ــي يف الواق ــارة فه ــدة الزي ــا م ــكان. أم ــن امل ــتثمرة يف ع املســراف ــف األط ــن ومختل ــع املعتقل ــة م ــد أوارص الثق ــا وتوطي ــت زيارته ــي مت ــة الت املؤسس

ــكان. ــن امل ــة يف ع ــة الفاعل املعني

ــتامع، ــب االس ــذا يتطل ــوق وه ــل الحق ــامن تفعي ــو ض ــارات ه ــذه الزي ــن ه ــرض م والغــل مواجهــة ــون. و متث ــة والقان ــن املامرســة الفعلي ــاس الفجــوة ب ــة وقي ــة، واملعاين واملراقباملعلومــات بعضهــا بعضــا للتحقــق منهــا، و تتبــع املســارات )الوافديــن الجــدد ــــ غــرف ــل ــات لتحلي ــذ عين ــة و أخ ــراف املعني ــة األط ــات كاف ــى صعوب ــرف ع ــتقبال( للتع االس

ــدة. ــل املعتم ــائل العم ــن وس ــا م ــل( بعض ــن العم ــور ع ــري األج ــل توف ــاالت )مث الح

ويختلف عدد املراقبن واملدد الزمنية باختاف املؤسسة:

تتم زيارة سجن عادي من لدن أربعة إىل ستة مراقبن خال أسبوع كامل؛

ويتــوىل مراقبــان اثنــان مراقبــة مركــز لاحتجــاز االحتياطــي ملــدة يــوم أو يومــن )يأتيانأحيانــا يف الليلــة التــي تســبق املوعــد يف العــارشة ليا(.

وتتطلــب زيــارة املؤسســات الســجنية ومستشــفيات األمــراض النفســية الهامــة مــدة زمنيــة ــس )3600 ــوري مريوجي ــجن فل ــارة س ــت زي ــم. وقدتطلب ــكل منتظ ــبوعن بش ــد ألس متتســجينا( حــوايل تســعة عــرش مراقبــا ــــ ملــدة أســبوعن كاملــن. كامتتطلــب الزيــارات عــى

األقــل ســتة مراقبــن.

وتشــكل الريــة وحاميــة املصــادر أولويــات دامئــة، حيــث أن ارتفــاع عــدد املقابــات مــع األشــخاص املحرومــن مــن حريتهــم )عــى ســبيل املثــال، 160 مقابلــة رسيــة يف مؤسســات تضــم 650 ســجينا، مــع مــدة مقابلــة تســتمر عــى األقــل 30 دقيقــة( يجعــل مــن املســتحيل

تحديــد مصــدر املعلومــات.

ــوزراء( ــر )أو ال ــر املؤسســة، إىل وزي ــع مدي ــد إجــراء حــوار م ــر، بع ــال التقاري ــم إرس ويتــة أشــهر. ــرد داخــل أجــل ثاث ــن لهــم حــق ال ــن الذي املعني

94

ويصــدر املراقــب توصيــات بشــأن أو إشــعارات بشــأن مضامــن التقريــر ويتــم نرشهــا يف الجريــدة الرســمية.

ــات واإلشــعارات عــى ــر والتوصي ــع التقاري ــم نــرش جمي ومــن أجــل ضــامن الشــفافية، يت)www.Cglpl.fr(ــال ــات االعتق ــى مؤسس ــام ع ــة اإلرشاف الع ــروين لهيئ ــع اإللك موق

-الربيد

وهــذا هــو الركــن الثــاين واملصــدر الرئيــي للمعلومــات. حيــث يجــوز ألي شــخص معنــي بقضيــة الحرمــان مــن الحريــة التواصــل مبــارشة مــع املراقــب العــام.

فبن عامي 2008 و2011، ازداد عدد الرسائل الواردة حيث تم بحث3800 رسالة.

ــام عــى مؤسســات ــة اإلرشاف الع ــع هيئ ــن التواصــل م ــب م ــن الســجناء يف الغال ويتمكاالعتقــال )دون قــراءة الرســائل مــن قبــل إدارة الســجن( كــام أن األرس، واملــرىض، واملحامــن، والجمعيــات يكتبــون أيضــا لكــن بنســبة أقــل، وميكــن أيضــا اســتخدام هــذه املعلومــات للكشــف عــن وجــود مشــكلة يف إحــدى املؤسســات ميكــن عــى إثرهــا التأثــري عــى توجيــه اختيــار الزيــارة، كــام يتــم التبليــغ عــن كل رســالة تــم تلقيهــا ليتــم بعدهــا إرســال جــواب للمرســل، ويف كثــري مــن األحيــان يكــون مــن الــرضوري إجــراء التحقيقــات الازمــة، كــام يتــم

تبــادل الرســائل مــع رؤســاء هــذه املؤسســات لاستفســار عــن الحــاالت املثــارة.

وينتقــل املكلفــون بالتحقيــق يف بعــض األحيــان إىل عــن املــكان لتحليــل الحــاالت املعقــدة خاصــة يف الحــاالت التــي تكــون فيهــا صعوبــة للوصــول إىل أجهــزة الكمبيوتــر أو يف حــاالت احتجــاز شــخص مــن ذوي االحتياجــات الخاصــة. ويتــم بعدهــا إرســال النتائــج والتوصيــات

إىل مديــر املؤسســة.

ويســتخدم املراقبــون الرســائل يف إطــار تحضريهــم ملهامهــم وتتــم مقابلــة األشــخاص ــم. ــور حالته ــان تط ــم لبي ــكل منتظ ــلن بش املراس

النتائج

وحتــى ولــو أخــذت التغيــريات دامئــا وقتــا أطــول مــام كان متوقعــا، فــا زال هنــاك تقــدم ــات ــا آلي ــة له ــة التابع ــوزارات واإلدارات املركزي ــد وضعــت ال ــم تســجيله. وق ملحــوظ يت

لتتبــع توصيــات املراقــب العــام.

95

3 ــ العالقات مع املنظامت األخرى

يف السياق الوطني

منــذ تعيينهفــي منصبــه قــام املراقــب العــام بربــط عاقــات مــع الجمعيــات واملنظــامت املهنيــة املوجــودة. وبالتــايل يتــم إجــراء اتصــاالت عــى الصعيــد الوطنــي مــع كافة املراســلن ــر ــون يف التقاري ــارة املؤسســات. وينظــر املراقب ــد زي ــم اللقــاء بهــم عن ــن يت املحليــن الذيأثنــاء اإلعــداد للزيــارات )عــى ســبيل املثــال، التقاريــر الخاصــة مبراكــز االحتجــاز اإلداري(.

وتربــط أيضــا االتصــاالت مــع القضــاة الذيــن يتــم االتصــال بهــم بصــورة منتظمــة خــال ــة ــية املكلف ــة النفس ــة للرعاي ــان اإلقليمي ــى اللج ــن الواجــب ع ــح م ــام أصب ــارات. ك الزيــب ــر الســنوي للمراق ــن التقري ــراض النفســية إرســال نســخة م ــة مستشــفيات األم مبراقبــد ــم، يعق ــن جانبه ــارات. وم ــاء الزي ــه اللجــان أثن ــم اســتقبال رؤســاء هات ــام يت ــام، ك العالنــواب جلســات اســتامع مــع املراقــب العــام خــال تســليم التقريــر الســنوي وألجــل أيــة

مســألة يرغبــون االستشــارة معــه يف شــأنها.

عىل الصعيد الدويل

ال توجــد أي تراتبيــة ضمــن اآلليــات الوقائيــة الوطنيــة )MNP(، حيــث ال تخضــع لســيطرة أي مؤسســة وطنيــة أو دوليــة. وهــذا بطبيعــة الحــال ال يســد البــاب أمــام مقارنة األســاليب، ــة ــة الوطني ــات الوقائي ــع اآللي ــات م ــد اجتامع ــث تعق ــدة. حي ــادل املامرســات الجي أو تبــة ــة الفرعي ــع اللجن ــب )CPT(وم ــع التعذي ــة ملن ــة األوروبي ــع اللجن ــرى)MNP( وم األخ

.)SPT(األمميــة ملناهضــة التعذيــب

واســتخدمت التقاريــر املقدمــة مــن قبــل اللجنــة األوروبيــة ملنــع التعذيــب وردود الحكومة ــام. وتعــد االســتعانة بالعمــل ــا املراقــب الع ــوم به ــي يق ــارات الت الفرنســية يف إطــار الزي

الــذي قــام بــه مختلــف األطــراف ثــروة مميــزة تعــزز مصداقيــة كافــة املتدخلــن.

ــع ــرات م ــادل الخ ــا يف تب ــال أيض ــات االعتق ــى مؤسس ــام ع ــة اإلرشاف الع ــت هيئ ورشعــارش ــر إجــراءات عــر االتصــال املب ــم تطوي ــة األخــرى كــام يت ــدول األوروبي ــا يف ال نظرياته

ــة األطــراف. ــة كاف ــك يف إطــار احــرام حري وذل

ــادل ــام بتب ــام للقي ــتعداد ت ــى اس ــال ع ــات االعتق ــى مؤسس ــام ع ــة اإلرشاف الع إن هيئالخــرات مــع اآلليــات الوقائيــة الوطنيــة األخــرى، الســيام تلــك التــي ستؤســس يف بلــدان

ــا. ــامل أفريقي ش

96

الفصل الثالث : تقارير الجلسات

97

الجلسةاألوىل

تقرير السيدة إستري شوفيلربغري مسؤولة برنامج

الرشق األوسط-شامل إفريقيا جمعية الوقاية من التعذيب

ــوق ــاكات الجســيمة لحق ــايض االنته ــة مبعالجــة م ــل األوىل املتعلق ــت جلســة العم عرفاإلنســان عــر آليــة العدالــة االنتقاليــة، أربعــة مداخــات أساســية، تناولــت األوىل ــرى ــة، يف حــن عالجــت املداخــات األخ ــة وأسســها النظري ــة االنتقالي ــزات العدال مرتكالتجــارب املقارنــة واملامرســات الفضــى يف مجــال العدالــة االنتقاليــة، مــن خــال عــرض بعــض التجــارب املحليــة يف املنطقــة املغاربيــة )التجربــة املغربيــة والتجربــة التونســية(

ــة. ــكا الاتيني وأمري

فحســب الســيد بابلــودي غريــف تعــد العدالــة االنتقاليــة اســراتيجية شــاملة لتحقيــق العدالــة، وتتكــون مــن مجموعــة مــن املرتكــزات وهــي:

كشــف الحقيقة؛

جــر الرضر؛

عــدم اإلفات من العقاب؛

إصاح مؤسســايت وســيايس لضامن عدم التكرار.

ــدف إىل ــوق، وته ــاب حق ــا كأصح ــراف بالضحاي ــراءات إىل االع ــذه اإلج ــي كل ه وتفبنــاء جســور الثقــة بــن املواطــن ومؤسســات الدولــة، ويعتــر كل هــذا بالنســبة للســيد بابلــودي غريــف خاصيــة »املجتمــع املتصالــح« أو »مجتمــع املؤسســات املســتحقة

ــة«. للثق

وعاقــة بالعدلــة االنتقاليــة باملغــرب، أكــد الســيد مصطفــى الريســوين عــى متيــز مســار العدلــة االنتقاليــة ببادنــا بثــاث خاصيــات أساســية وهــي:

ــس ــة ونف ــس البني ــتمرارية نف ــل اس ــت يف ظ ــرب مت ــة باملغ ــة االنتقالي أن العدالــيايس؛ ــام الس النظ

طول املدة التي شــملها االختصاص الزمني للهيئة، حيث بلغ 43 ســنة؛

أن إحــداث هيئــة اإلنصــاف واملصالحــة، تــم إىل جانــب إرادة الدولــة بفضــل ضغوطــات منظــامت املجتمــع املــدين.

98

أمــا بخصــوص تجــارب العدالــة االنتقاليــة بأمريــكا الاتينيــة، فقــد خلــص الســيد خــوان ــة بهــذه القــارة قــد تزامــن مــع موجــة التحــول ــة االنتقالي مانديــز إىل أن مســار العدالالدميقراطــي التــي شــملت أنظمــة عســكرية وبعــض األنظمــة املدنيــة الخاضعــة لتحكــم

ــة العســكرية. النخب

كــام أن اإلفــات مــن العقــاب بخصــوص مــايض االنتهــاكات الجســيمة لحقــوق اإلنســان، ــؤدي إىل عــودة قمــع أكــر وأكــر وحشــية ــد ي ــة، ق ــة انتقالي كمرتكــز رئيــي ألي عدالومامرســة التعذيــب عــى نطــاق واســع يف املســتقبل، ورضب مثــا مبســار العدالــة االنتقاليــة يف كامبوديــا، إذ تــم تحويــل العدالــة االنتقاليــة عــن مســارها الطبيعــي بفعــل

ــن العفــو املعتمــدة. قوان

ــاء ــري إىل رضورة إي ــراد بدي ــيد م ــار الس ــية أش ــة التونس ــول التجرب ــه ح ويف مداخلتــام: ــألتن وه ــة ملس ــة بالغ أهمي

- أن الحقيقــة تتســم بالفعالية، حن ال يتــم تقدميها كبديل عن العدالة؛

- أن أحــد مــؤرشات نجــاح العدالــة االنتقاليــة هــو اســتقرار املامرســة واملنهجيــة االنتقاليــة. العدالــة موضــوع بالبلــد الدميقراطيتــن

ــاء ــن خــال إغن ــك م ــن، وذل ــل الحارضي ــن قب ــريا م ــا كب ــت هــذه الجلســة تفاع وعرفــة: ــاؤالت التالي ــع بالتس ــات األرب املداخ

كيف ميكن تحويل اإلجراءات الدســتورية إىل قوانن؟

ــاءم مــع االلتزامــات ــي ليت ــع الوطن ــب يف الترشي ــف التعذي ــل تعري - هــل ميكــن تعديــة؟ الدولي

ــات ــة يف أوق ــن العدال ــر م ــي أك ــة ه ــة االنتقالي ــأن العدال ــر ب ــا أن نف ــف ميكنن - كيــال؟ االنتق

ــب ــل يج ــاءلة، أم ه ــاب املس ــة، يف غي ــض كافي ــن للتعوي ــة القوان ــر صياغ ــل تعت - هــببة أوال؟ ــذور املس ــن الج ــث ع ــا البح علين

- مــن ميتلــك الحق يف التعويض؟ ومن يقرر ذلك؟

- كيــف حافظت هيئة االنصاف واملصالحة عى اســتقاليتها؟

- مــا هو دور املنظامت غــري الحكومية يف العدالة االنتقالية؟

99

- هــل ميكــن أن يتوفر الضحايا عى دور خــاص يف هيئات العدالة االنتقالية؟

- هــل ميكــن تصور عدالة انتقالية إذا كان قطاع العدل فاســدا؟

- كيــف ميكن لنا تريــر تكلفة العدالة االنتقالية؟

100

الجلسة الثانية

تقرير السيدة ما رسولني هرين مستشارة قانونية لجمعية

الوقاية من التعذيب

افتتح الســيدفرج فنيش، الجلســة وقدم املتدخلني واملقرر.

مرفت رشاموي

إن هــذا اللقــاء يعتــر فرصــة ذهبيــة للتفكــري بشــأن مــا نرغــب يف تعديلــه يف الدســتور الجديــد حيــث يجــب:

• تكريس حقوق اإلنســان يف الدستور

• تعزيــر الحامية القانونية

• فالدســتور ليــس مجــرد نصــوص ومقتضيــات بــل يجــب أن يكــون كذلــك جــزءا مــن حياتنــا اليوميــة. حيــث يجــب أن يعكــس اهتامماتنــا األساســية.

• صياغــة الدســتور يجب أن تكــون واضحة جدا ويف توافق مع القانون الدويل.

• تحديد االليات والوســائل لتفعيل الحقوق

يجب عى الدســتور حامية ثاثة أشــياء من منظور حقوق اإلنســان.

دعم حقوق اإلنســان وضامنها . 1

مكافحــة اإلفات من العقاب أمام القضاء. 2

تقديــم ضامنات عدم التكرار. 3

معلــوم أن التعذيــب مجــرم يف القانــون الــدويل ويعتــر تجرميــه مبــدا أساســيا للقانــون الــدويل العــريف وال يرتبــط فقــط باملصادقــة عــى اتفاقيــات حقــوق اإلنســان بــل يجــب أن يــرد التجريــم كذلــك يف الدســتور والقوانــن الوطنيــة .كــام أن هنــاك حاجــة لربــط

التعذيــب بســوء املعاملــة ويجــب أال يفصــا.

ويتوجــب منــع التعذيــب مــن كل الدوائــر الحكوميــة مــن الصغــرى حتــى العليــا. ويجــب عليهــا االلتــزام بذلــك وأن تعمــل كل مــا بوســعها وأال تــرك أي جزئيــة إال وتتحقــق منهــا،

101

ــب ــا. ويج ــر تفصي ــكل أك ــن بش ــتورية القوان ــر يف دس ــم النظ ــى املحاك ــب ع كاميجعليهــا أيضــا النظــر يف الحــاالت الفرديــة لتجنــب تكــرار األفعــال.

وينبغــي أن يعــرف التعذيــب كــام هــو منصــوص عليــه يف الفصــل 1 مــن اتفاقيــة ــا وواضحــة. ــس فيه ــة ال لب ــب. ويجــب أن يكــون هــذا واضحــا بطريق مناهضــة التعذي

ــي أن القضــاة يتوفــرون عــى ــإن هــذا يعن ــام يكــون تعريــف التعذيــب واضحــا، ف حينقوانــن متاحــة متناغمــة مــع القانــون الــدويل. حيــث ميتلكــون القــدرة عــى اســتخدام

ــل. ــة تســاعدهم يف التأوي أدوات دولي

وينبغــي أن يتضمــن الدســتور فصــوال واضحــة بخصــوص أشــكال ووســائل جــر الــرضر ــا. بالنســبة للضحاي

ــاره جرميــة تعــرض مرتكبيهــا ــة كثــرية باعتب ــدان عربي ــم التعذيــب يف بل لقــد تــم تجريــات . ألقــى العقوب

هنــاك حقــوق أخــرى كثــرية يجــب تكريســها يف الدســتو فهــي ترتبــط بشــكل وثيــق مــع دعــم حقــوق اإلنســان

اال أن العديــد مــن الــدول ال تجــرم التعذيــب بطريقــة مبــارشة، حيــث ميكــن أن يشــري القانــون أو الترشيــع فقــط إىل الــرضب أو االعتــداء الجســدي وميكــن أال يســتعمل لفــظ ــرف فعــا مــا هــو التعذيــب، لذلــك يجــب التعذيــب. حيــث ال نجــد فصــا محــددا يع

تعريفــه بوضــوح.

بعض الحقوق األخرى

.يعتــر الحق يف الحياة حقا جوهريا

الحــق يف محاكمــة عادلةوكــذا رسعــة البــث يف القضاياوالحــق يف االســتعانةمبحــام يف مرحلــة التحقيــق

منع اإلقامة الجرية التي ال تســتند عى أســاس قانوين

.الســامح للمتهم بالتواصل مع عائلته

منع االختفاء القري

تجريــم التعذيب يف حاالت الطوارئ

102

يجــب عــى الدســتور أن يشــمل فصــوال أخــرى ترتبــط بصــورة وثيقــةبحاميةاالفــراد مــن التعذيــب.

الحاجــة إىل إرشاك منظامت املجتمــع املدين يف مناهضة التعذيب

.يجب أن يخصص باب يف الدســتور لحقوق اإلنســان

تكريس مبدأ ســمو االتفاقيــات الدولية عى القانون الوطني

بابوزينا يوليا

ــة ــكا الاتيني ــا ، يف أمري ــامل إفريقي ــب يف ش ــاالت التعذي ــن ح ــبه ب ــه ش ــاك أوج هنــة. ــا الرشقي وأوروب

ــة ــى اتفاقي ــرى، ع ــن أخ ــن ب ــب، م ــة التعذي ــدة ملناهض ــم املتح ــات األم ــتمل آلي تشمناهضــة التعذيــب، واملقــرر الخــاص بشــأن التعذيــب واللجنــة الفرعيــة ملنــع التعذيــب.

يشــتد خطــر التعذيــب خــال فــرات االنتقــال حيــث تكــون ثقافــة التعذيــب متجــذرة يف البلــد.

مــا هي اإلجراءات املمكن اتخاذهــا للحد من خطر التعذيب؟

• يتطلــب منــع التعذيــب وســوء املعاملــة أن يكــون جــزء مــن رســالة سياســية واضحة.

• يجــب أن متتثل القوانــن الوطنية للمعايري الدولية.

لقــد أشــارت اآلنســة رشــاموي إىل القانــون الــدويل العــريف إذ أنــه ليــس مــن الــرضوري املصادقــة عــى كل املعاهــدات.

يســعى الرتوكــول االختيــاري التفاقيــة مناهضــة التعذيــب إىل هدفــن األول رضورة التــزام الدولــة باملبــادئ املرجعيــة، والثــاين هــو اســتفادة الــدول األطــراف مــن مســاعدة اللجنــة الفرعيــة ملناهضــة التعذيــب، لكــن مــن أجــل ذلــك يجــب عــى الدولــة تغيــري

ــا . ــي عــى عاتقه ــذ االلتزامــات الت ســلوكها و تنفي

وبذلــك، ولتحقيــق هــذه االهــداف فــأول خطــوة عــى الــدول القيــام بهــا هــي ــة مناهضــة ــاري التفاقي ــة مناهضــة التعذيــب والرتوكــول االختي املصادقــة عــى اتفاقيــدول ــاعد ال ــن أن تس ــة ميك ــب آلي ــة التعذي ــة مناهض ــة اتفاقي ــر لجن ــب، وتعت التعذي

103

ــارشة اإلصاحــات )يف ــة. وهــذا يجعــل األمــر أســهل ملب ــا الختامي مــن خــال ماحظاتهحالــة تلقيهــا ملاحظــات ختاميــة(. حيــث تســتفيد مــن تقييــم مســتقل وحيــادي

للوضعيــة يف الدولــة .

فمثــا ، أدلــت لجنــة اتفاقيــة مناهضــة التعذيــب مباحظاتهــا بشــأن عمليــة اإلصاحــات التــي يقــوم بهــا املغــرب. و قدمــت اللجنــة توصيــات جــد مهمــة بشــأن مواضيــع مثــل تجريــم التعذيــب ورشوط االعتقــال. ملناهضــة التعذيــب- هنــاك اللجنــة الفرعيــة ملنــع التعذيــب كهيئــة دوليــة، و اآلليــة الوقائيــة الوطنيــة. لذلــك يجــب عــى الــدول األطــراف كــام هــو منصــوص عليــه يف الرتوكــول االختيــاري التفاقيــة مناهضــة التعذيــب أن تضــع ــادئ باريــس خــال ســنة واحــدة، مــن املصادقــة ــة تتــامىش مــع مب ــة وطني ــة وقائي آلي

عــى الروتوكــول.

تعتــر تونــس أول دولــة طــرف يف الرتوكــول االختيــاري التفاقيــة مناهضــة التعذيــب يف ــا, ــع يف كل إفريقي ــة أوس ــارة إىل حرك ــة إش ــذه املصادق ــد ه ــث تع ــا. حي ــامل إفريقي شــول ــذ الرتوك ــراءات لتنفي ــا بإج ــب إتباعه ــي، إذ يج ــا ال تكف ــة لوحده ــري أن املصادق غ

ــب. ــة مناهضــة التعذي ــاري التفاقي االختي

يجــب احرام بعض الضامنات القانونية واإلجرائية األساســية:

• االتصال الريع مبحام

• الحــق يف املثــول برعة أمام الســلطة القضائية يف أجال معقولة

ــد ــات لتحدي ــط عــى االعراف ــول فق ــاك حاجــة ملحــة لقضــاء مســتقل ال يع ــك هن لذلــة. ــاالت الجنائي ــة يف الح التهم

ناقشــت اآلنســة بابوزينــا بعــد ذلــك الصنــدوق الخــاص بالرتوكــول االختيــاري التفاقيــة ــة ــة الوطني ــات الوقائي ــض اآللي ــتفادت بع ــاعة، اس ــدود الس ــب. فلح ــة التعذي مناهضومنظــامت املجتمــع املــدين الــدويل مــن دعــم الصنــدوق الخــاص بالرتوكــول االختيــاري التفاقيــة مناهضــة التعذيــب. حيــث أنــه يف الــدورة األوىل، كان هنــاك 69 طلبــا مــن أجــل

التمويــل. ومتــت املوافقــة عــى 9 مشــاريع.

الفصــل 22 مــن اتفاقيــة مناهضــة التعذيــب: ميكــن للــدول أن تصــدر تريحــا مبوجــب ــة ــة اتفاقي ــذت لجن ــد اتخ ــة وق ــكايات فردي ــول ش ــة بقب ــامح للجن ــل للس ــذا الفص ه

104

مناهضــة التعذيــب عــددا كبــريا مــن القرارات،حيــث كانــت هنــاك قــرارات مــن شــامل إفريقيــا تخــص عــدم اإلعــادة القريــة. إذ مــن املهــم للضحايــا اســتخدامه ولكــن كذلــك مــن املهــم للــدول االمتثــال بالفعــل للقــرارات فعــدم االمتثــال يخلــق تأثــريا ســيئا عــى

ــا يف النظــام. ثقةالضحاي

وهنــاك آليــة أخــرى لألمــم املتحــدة وهــي صنــدوق األمــم املتحــدة للترعــات لضحايــا ــاعدة ــك املس ــا يف ذل ــب، مب ــا التعذي ــايل لضحاي ــم امل ــم الدع ــئ لتقدي ــب إذ أنش التعذيالعــام وخــراء مســتقلون، وميــول القانونيــة والطبيــة واإلنســانية. ويديــره األمــن الصنــدوق مشــاريع صغــرية ومتوســطة الحجــم، عــادة املنظــامت غــري الحكوميــة ولكــن أيضــا املحامــن واملستشــفيات، وكان لــه 18 مرشوعــا يف منطقــة شــامل إفريقيــا والــرشق ــد املســتفيدين ــا يف طــور تحدي ــدوق حالي ــة، والصن ــة تحظــى باألولوي األوســط. كمنطقــن ــة م ــري الحكومي ــامت غ ــة للمنظ ــوة خاص ــة دع ــة العام ــرا الكتاب ــت مؤخ ــد أطلق وق

ــل. ــن أجــل التموي ــب م ــدم بطل ــة لتشــجيعها عــى التق املنطق

ــاك ــذا يجــب أن تكــون هن ــب، ل ــد تورطــت يف التعذي ــة ق ــدان متقدم ــاك عــدة بل وهنــة اإلنســانية. ــاكات الكرام ــن أســوء انته ــر واحــدة م ــب يعت يقظــة فمامرســة التعذي

وشــجعت اآلنســة بابوزينا املشــاركن عى استخدام خرات وكاالت األمم املتحدة.

مــا هــي التجربــة الحاليــة يف ليبيــا ومــر وتونــس، الــخ؟ فيــام يخــص الــدول التــي لهــا ــذي ــا هــو شــكل التعــاون ال ــا؟ م ــي تتخذونه ــا هــي الخطــوات الت ــدا، م دســتورا جديتتبعــه؟ مــا هــو الــدور الــذي ينبغــي أن تلعبــه الفئــات الشــعبية واملجتمــع املــدين؟ مــا

هــو الــدور الــذي ينبغــي أن تلعبــه آليــات حقــوق اإلنســان؟

السيدة سهري مرص

يتوفــر الدســتور املــري عــى 38 فصــا. لســنا قادريــن حتــى اآلن عــى تنصيــب مجلــس دســتوري. كــام أين لذلــك نرغــب يف إدمــاج هــذه العنــارص الجديــدة يف دســتورنا. غــري أنــه مــن الصعــب جــدا تحقيــق مثــل هــذه األشــياء. فالدســتور يعتــر مبــادئ عامــة ســترجم رمبــا إىل قوانــن. هــل ميكنكــم رشح طــرق ووســائل تضمــن مناهضــة التعذيــب

يف الدســتور ؟.

الســيد صبحي لجنة حقوق اإلنسان

إن املشــكل ال يكمــن يف تجريــم التعذيــب. فالنمــوذج األمريــي مل مينــع التعذيــب ــب ــق التعذي ــة أخــرى تطب ــام أن دوال أوروبي ــام العســكري. ك ــب الع ــب التدري يف مكت

105

ــر ــع آخ ــامل م ــون يف الع ــل قان ــى أفض ــر ع ــا نتوف ــدة. إنن ــات املتح ــن الوالي ــة ع نيابــر ــق األم ــن يتعل ــون ح ــا فنان ــام أنن ــة ك ــوق يف الصياغ ــن نتف ــة. فنح ــائل املصقول الوســخص، ــرم الش ــن أن يج ــى أن أي يشء ميك ــص ع ــتور ين ــة، فالدس ــه جرمي ــب، إن بالتعذيغــري أن الدليــل يعتــر ال غيــا وباطــا ابتــداء مــن 1931 فاملحاكــم تلغــي فعــا أي يشء

ــت. ــم الصم ــب تجري ــك يج ــة لذل ــب جرمي ــط بالتعذي يرتب

ــدة، ــات املتح ــة أو يف الوالي ــدول العربي ــواء يف ال ــب س ــة مل تعاق ــام أن وزارة الداخلي كفالتعذيــب موجــود فعــا لذلــك فنحــن نحتــاج إىل األدوات املناســبة مــن أجــل تحديــد

ــي. ــب راءة الشــخص املعن ــتقود إلى ــة س ــة األدل ــدم كفاي ــث إن ع ــة حي الجرمي

متدخــل آخــر مــن مــرص. بدايــة، إن الهيئــة الترشيعيــة غــري معنيــة بالتعاريــف. فالدســتور عبــارة عــن مجموعــة مــن املبــادئ التــي تحــدد املفاهيــم التــي ترجــم فيــام ــب ــرم التعذي ــامل تج ــاء الع ــتى أنح ــاتري يف ش ــن الدس ــري م ــن. إذ إن الكث ــد إىل قوان بعواملعاملــة القاســية والاإنســانية واملهينــة، ولكــن املشــكل الــذي يواجهنــا هــو أنهــا غــري مطبقــة. كــام أن املشــكل ليــس زيــادة العقوبــات واألحــكام القضائيــة. بــل يجــب جلــب ــن ولكــن ــل الجادي ــة يعتق ــاج إىل نظــام عدال ــا نحت ــة. إنن ــام العدال ــول أم الجــاد للمثــى ــى ع ــون أق ــة أن تك ــكام القضائي ــى األح ــب ع ــك يج ــل، لذل ــو الدلي ــكال ه اإلشمرتكبــي التعذيــب ســواء كان تعذيبــا جســديا أو عقليــا أو نفســيا، فهنــاك أشــكال مــن

ــاة. ــؤدي إىل الوف ــي ت ــب الت التعذي

هنــاك يشء آخــر أود قولــه بخصــوص األنظمــة القانونيــة، إن كان هنــاك خطــأ جنــايئ ,يجــب علينــا االلتــزام بتقديــم تعويضــات للضحيــة ، غــري أنــه ال ميكننــا أن نطبــق هــذا عــى التعذيــب.. لذلــك يجــب علينــا إدانــة التعذيــب بشــدة والبحــث عــن أدوات ــن يف الرتوكــول االختيــاري التفاقيــة مناهضــة التعذيــب, وهكــذا قانونيــة ميكــن أن تضم

ــا. ــا الحصــول عــى تعويضــات للضحاي يجــب علين

السيد ريسوين، املغرب

نحــن نتوفر عى أحكام بشــأن العدالة االنتقالية.

لقــد عملــت يف لجــان جــر الــرضر ،لذلــك فأنــا مطلــع جــدا عــى معانــاة الضحايــا، فكــام قــال زميــي ســاعة واحــدة مــن التعذيــب تعــادل 1000 ســنة مــن ســوء املعاملــة.

ــا، ــة العلي ــن املحكم ــاموي ع ــة رش ــت اآلنس ــد تحدث ــرى، فق ــة أخ ــاك نقط ــام أن هن كهــذه األخــرية ألغيــت مبوجــب الدســتور، ذلــك أننــا أوصينــا بــأال يكــون هنــاك متييــز بــن ــدث ــوم نتح ــا الي ــد أصبحن ــة، لق ــدم العدال ــب أن تق ــا يج ــم العلي ــكل املحاك األحكام،ف

106

عــن املحاكــم الدســتورية، ألنهــا تتمتــع مبكانــة يف الدســتور،ومن بــن حقوقهــا تحصيــا جــر األرضار الناتجــة عــن االنتهــاكات.

متدخل من موريتانيا

هنــاك مشــكلة يف قوانــن العفــو, حيــث تعتــر نوعــا مــن الحاميــة التــي يشــوبها التعــارض. فقــد كان هنــاك قانــون عفــو وال أعتقــد أن قانونــا قامئــا عــى العفــو هــو مــن النــوع الــذي ميكــن إرتضــاؤه إذا جــاز التعبــري. فهــذه ليســت طريقــة لخلــق مصالحــة. ففــي اعتقــادي أن هــذه واحــدة مــن النقــاط التــي تقــف يف طريــق التقــدم. فــا ينبغــي ــب ــا واج ــاك أيض ــام ألن هن ــى الس ــم ع ــط لحصوله ــا فق ــاس بالرض ــا اإلحس للضحايالذاكــرة فهــذا نــوع مــن جــر الــرضر إضافــة إىل التعويــض املــادي، إذ ال ميكــن أبــدا جــر ــتعملت ــي اس ــدول الت ــى ال ــل ع ــط بالفع ــب الضغ ــك يج ــانية لذل ــاة اإلنس رضر املعان

ــن العفــو. قوان

إن األمــر صعــب جــدا لضحايــا التعذيــب فيــام يخــص إثبــات جرميــة التعذيــب. وحتــى ــذا أود أن أســأل اآلنســة رشــاموي، ، ــا. ل ــل مقنع ــل يجــب أنيكــون الدلي إذا وجــد دليمــا الــذي ميكــن عملــه ملســاعدة الضحايــا عــى تقديــم الدليــل الــرضوري إلثبــات صحــة

قضيتهــم إذا كانــوا غــري قادريــن عــى توفــريه.

متدخل من املغرب

ــد كان ــل. لق ــن التأوي ــوع م ــوم عــى ن ــد يق ــد الجدي ــة أن العق ــة املغربي ــر التجرب تظهــي ــتور، فف ــال الدس ــن خ ــذا م ــر ه ــد ظه ــبة، وق ــاب املحاس ــى غي ــد ع ــاك تأكي هناملغــرب، تــأيت حقــوق اإلنســان يف ثاثــة مســتويات، منــع مثــل هــذه املامرســات، حيــث ــا ــب عليه ــة يعاق ــب جرمي ــص عــى أن التعذي ــب، وين ــن التعذي يتحــدث الفصــل 22 عالقانــون، وهــذا مبــدأ مطبــق ، ويجــب عــى الرملــان أن يطالــب الحكومــة بإثبــات ملــاذا

ــك. قامــت بذل

ويعتــر النظــام القضــايئ قــوة ينبغــي لهــا احــرام الحقــوق ، ولقــد وزعنــا نســخا للدســتور املغــريب وإذا قرأنــاه نجــد أن كل بــاب يحتــوي عــى نــوع مــن املســؤولية وكــذا وســائل

ــا. لتطبيقه

متدخل من املعهد املغريب لحقوق اإلنســان

ــة، ــا غني ــن 1990 إىل 2012 ، فتجربتن ــا م ــدت تجربتن ــد امت ــل لق ــا قي ــة إىل م باإلضافحيــث انتقلنــا مــن إنجــاز إىل آخــر، كــام أن هنــاك محطــات مهمــة، فقــد ناضــل

107

املجتمــع املــدين ليحصــل عــى هــذه النتيجــة، فنحــن نتوفــر عــى الكثــري مــن األدبيــات )الكتابــات( بخصــوص هــذه القضيــة ،فــإذا اطلعتــم عــى الصحافــة املغربيــة، ســتجدون أن هنــاك خطابــا هائــا عــن تنزيــل الدســتور، وهــذه نقطــة أود أن أضيفهــا ألصدقائنــا

ــا. ــرشق األوســط وشــامل إفريقي ــة ال يف منطق

إننــا نتوفــر عــى دســتور اعتمــد يف الفاتــح مــن يوليــو 2011 وقــد تابعنــا بالطبــع حــركات الربيــع العــريب، حيــث قــاد ذلــك املغــرب إىل تبنــي دســتور جديــد، وحاولنــا االلتــزام مــع املبــادئ الكونيــة، غــري أن التعذيــب ال يــزال مامرســا بشــكل طفيــف مــع هيئــة اإلنصــاف و املصالحــة، إننــا ال نتوفــر عــى آليــة وطنيــة ملناهضــة بالتعذيــب، إال أننــا نتوفــر عــى ــال، ــذا املج ــام يف ه ــارزا و مه ــب دوراب ــي تلع ــان الت ــوق اإلنس ــة لحق ــان الجهوي اللجخاصــة مــع توســيع صاحيــات املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان يف الدســتور الجديــد.

لقــد تحدثتــم عــن التعذيــب املــامرس مــن طــرف الدولــة، لكــن مل يتــم الحديــث عــن أشــكال أخــرى مــن التعذيــب الــذي ترتكبــه أطــراف غــري حكوميــة، فقــد رأينــا هــذا يف ــا اســتعمل ــب إذام ــل تســمح بالتعذي ــا يف إرسائي ــة العلي ــدول، فاملحكم ــن ال ــد م العدي

للحصــول عــى املعلومــات.

هــاين عبد الواحد تونس

أسســت الثــورة يف تونــس عاقــة بــن الحقــوق االقتصاديــة واالجتامعيــة وحقــوق العهــد الــدويل الخــاص بالحقــوق املدنيــة والسياســية يف ارتبــاط بالفســاد. رغــم أن ثورتنــا كانــت ثــورة عفويــة، فــإن أهميــة هــذه الحقــوق هــي يف وجودهــا يف الدســتور. النــاس ــم ــت له ــد كان ــل، فق ــق يف العم ــم الح ــا أن له ــوا أيض ــوارع قال ــوا إىل الش ــن نزل الذيــباب ــا كل الش ــل أيض ــا متث ــس لكنه ــدأت يف تون ــورة ب ــح أن الث ــا، صحي ــعارات أيض ش

ــه. ــش لحقوق ــريب املتعط الع

إننــا يف حاجــة إىل آليــة وطنيــة ملراقبــة الحقــوق ، فاآلليــات الوقائيــة تعتــر مهمــة جــدا. كــام أن نــص الدســتوريجب أن يبقــى ديناميــا وحيــا ليتــاءم مــع التحــوالت التــي يعرفهــا

املجتمــع.

ــتعملة يف ــة مس ــي تقني ــة. فه ــرف الدول ــن ط ــارس م ــايض مي ــب يف امل ــد كان التعذي لقــث ــب، حي ــة التعذي ــة مناهض ــاين التفاقي ــر الث ــر التقري ــت أتذك ــد. ال زل ــع كل البل قمــاك روح قالــت قــرص إن التعذيــب قــد تفاعــل داخــل دواليــب النظــام يف تونــس. فهنــة، ــات وقائي ــر آلي ــا اآلن تطوي ــة، ويجــب علين ــه الدول ــذي ترتكب ــل ال ــة يف العم إجرامي

ــارات. ــاء الزي ــط أثن ــة فق ــا ينبغــي إجــراء الوقاي ف

108

ــريات ــات وتغي ــت بإصاح ــة قام ــن دول ــة ع ــا حال ــس، ولدين ــورة يف تون ــا بث ــد قمن لقــام يخــص اإلفــات مــن العقــاب، ــة ، أمــا في ــورة مفاجئ ــا وقعــت ث ــة ، يف حالتن تدريجيفبإمــكان الضحايــا التوجــه إىل هيئــات أخــرى ،فحــن يعلــم الجــاين أنــه ميكــن أن يتابــع

ــن. ــإن هــذا ســيدفعه إىل التفكــري مرت ــد، ف داخــل أو خــارج البل

إن دميقراطية بســيطة ليســت كافية لوقف التعذيب. فأولئك الذين حاربوا املســتعمرين تعرضــوا للتعذيب، ولكن فيام بعد انقلبوا ومارســوا التعذيب.

109

الجلسةالثالثة

1 - تقريــر الســيدة أمينــة بوعيــاش رئيســة ســابقة للمنظمــة املغربيــة لحقوق اإلنسان

ــن ــة م ــويرية للوقاي ــة الس ــن الجمعي ــاموي ع ــت ريش ــيدة مريف ــة الس ــت الجلس ترأســب ــة التعذي ــة مناهض ــا لجن ــا فيه ــة مب ــات الدولي ــول اآللي ــورت ح ــي متح ــب والت التعذيواللجنــة الفرعيــة للوقايــة مــن التعذيــب ومهــام لنموذجــن لآلليــة الوطنيــة للوقايــة مــن

ــا. ــف وفرنس ــزر املالدي ــن ج ــب يف كل م التعذي

أبــرزت الســيدة الســعدية بلمــري، نائبــة رئيــس لجنــة مناهضــة التعذيــب التكامــل مــا بــن ــة والنصــوص وأدوات ــري الدولي ــا املعاي ــة حقــوق اإلنســان مبــا فيه ــة لحامي األدوات الدولي

العمــل واإلجــراءات.

وأوضحــت عنــارص النقــاش الــذي تعرفــه لجنــة مناهضــة التعذيــب بخصــوص مداوالتهــا باعتبــار توصياتهــا قــرارات، إال أن االتجــاه العــام باللجنــة يتشــبث باملفهــوم املتعــارف عليــه دوليــا بخصــوص التوصيــات، وأشــارت املتدخلــة أن اللجنــة تعمــل خــال هــذه املــدة عــى تقديــم مــرشوع توصيــة بخصــوص جــر رضر ضحايــا التعذيــب، و الــذي مــن املنتظــر أن

تعتمــده يف دورة نونــر املقبــل.

ــة ــل إال مرحل ــا ال متث ــرب فإنه ــا املغ ــي عرفه ــتورية الت ــات الدس ــوص اإلصاح ــا بخص أممــن مراحــل االصاحــات الرضوريــة حيــث أكــدت اللجنــة خــال مناقشــتها لتقريــر اململكــة ــع ــايئ م ــون الجن ــة القان ــل ومامئ ــب التفعي ــتورية تتطل ــات الدس ــأن االصاح ــة ب املغربي

ــة. ــات الدولي االتفاقي

ــة ــام اآللي ــى مه ــة ع ــة الفرعي ــس اللجن ــة رئي ــور نائب ــوزان جب ــيدة س ــزت الس 2 - ركالوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب ، موضــوع الروتكــول االختيــاري امللحــق باتفاقيــة مناهضة التعذيــب، باعتبارهــا أداة لتقديــم االستشــارة للســلطات العموميــة والحــوار معهــا وتقديــم

توصيــات بعــد زيــارة أماكــن االحتجــاز,

وأكــدت أن تقاريــر زيــارة أماكــن االحتجــاز هــي تقاريــر رسيــة وال تنــرش إال بعــد موافقــة ــب ــن التعذي ــة م ــة للوقاي ــة الفرعي ــات اللجن ــدول أو إذا مل تحــرم هــذه األخــرية توصي الوالتزاماتهــا ،أمــا تقاريــر اآلليــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب فهــي علنيــة و تفعــل بعــد مصادقــة الدولــة عــى الروتكــول االختيــاري امللحــق باتفاقيــة مناهضــة التعذيــب حيــث

عليهــا أن تقــدم توضيحــات خــال الســنة األوىل إذا أرادت تأجيــل إحداثهــا.

110

ــة مــن التعذيــب بجــزر املالديــف أن بلدهــا ــة للوقاي ــة الوطني 3 - أوضحــت عضــو اللجنيتوفــر عــى 62 مركــز احتجــاز و قدصــادق عــى الرتوكــول االختيــاري امللحــق باتفاقيــة مناهضــة التعذيــب ســنة 2006 وأحــدث اآلليــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب ضمــن ــا ــارة قدمــت بخصوصه ــة ب 142 زي ــت اآللي ــوق اإلنســان، وقام ــة لحق املؤسســة الوطنيتقاريــر شــملت 52 توصيــة حيــث أكــدت عــى أهميــة دور اآلليــة فيــام يتعلــق مبتابعــة تنفيــذ توصيــات تقاريرهــا، و تقدمــت اآلليــة الوطنيــة باقراحــات تــم اعتامدهــا مــن طــرف

الرملــان بخصــوص مراجعــة القانــون الجنــايئ.

4 - أشــار املراقــب العــام ألماكــن االحتجــاز، الســيد ميشــيل كليمــو مــن فرنســا اعتــامده عــى املقتضيــات ذات الصلــة بالروتكــول االختيــاري امللحــق باتفاقيــة مناهضــة التعذيــب وبالقوانــن الوطنيــة الخاصــة باملراقبــة اإلداريــة ،واســتنادا عــى اختصاصاتــه يقــوم بزيــارة كل مراكــز االحتجــاز بــدون اســتثناء والتــي تبلــغ 5000 مركــز احتجــاز حيــث يتمكــن مــن كل الوثائــق املتعلقــة باألشــخاص املحتجزيــن ويســهر عــى احــرام حقوقهــم ،كــام يعتمــد ــة، ــنة املاضي ــال الس ــالة خ ــت 3800 رس ــي بلغ ــا والت ــل به ــي يتوص ــات الت ــى املراس عــارة عــى بخصــوص ظــروف االحتجــاز، هــذا ويقــوم املراقــب العــام وفريقــه ب 150 زي

األقــل ســنويا مبعــدل زيــارة واحــدة لــكل مركــز.

ويعمــل 32 مراقــب مــن اختصاصــات متعــددة ضمــن فريــق املراقــب العــام الــذي يســتقبل مــن طــرف رئيــي الدولــة و الرملــان مــرة بالســنة و الــذي تحــدد مــدة واليتــه يف 6 ســنوات ــه، ــال عرض ــا خ ــاز بفرنس ــز االحتج ــام ملراك ــب الع ــار املراق ــام أث ــا، ك ــن تجديده ال ميكــات ــي واملعطي ــاع الوطن ــة املعلومــات الخاصــة بالدف ــة رسي ــة يف حامي ــة الوطني دور اآللي

الشــخصية للمحتجزيــن.

ــة ــة الوزاري ــف مبهمــة باملندوبي ــري مكل ــد الواحــد األث ــر الســيد عب 2 - تقريــوق اإلنســان ــة بحق املكلف

حــوار ونقــاش حــول الضامنــات الدســتورية لحاميــة حقــوق اإلنســان والنهــوض بهــا وخاصــة منــع التعذيــب والوقايــة منــه: مــن التكريــس الدســتوري إىل متطلبــات األعامل

يف نهايــة الجلســة املســائية ليــوم الســبت 9 يونيــو 2012، نظــم حــوار تفاعــي بــن ــة مــن التعذيــب يف ــة حــول موضــوع الوقاي الخــراء املشــاركن يف ورشــة العمــل اإلقليميســياق االنتقــاالت الدميقراطيــة يف شــامل إفريقيــا، خصــص ملناقشــة الضامنــات الدســتورية ــن ــه: م ــة من ــب والوقاي ــع التعذي ــة من ــا وخاص ــوض به ــان والنه ــوق اإلنس ــة حق لحامي

111

التكريــس الدســتوري إىل متطلبــات اإلعــامل، وقــد تــم التطــرق فيــه للقضايــا واإلشــكاليات التاليــة:

رضورة وجــود تكامــل بــن تحقيــق الدميقراطيــة وإيجــاد حاميــة دســتورية وقانونيــة ومؤسســاتية يف مجــال الوقايــة مــن التعذيــب ومكافحتــه؛

ــب عــى ــة يف الحــد مــن مامرســة التعذي ــاالت الدميقراطي دور التحــوالت واالنتقنطــاق واســع وتهيئــة الظــروف والبيئــة املامئــة لوضــع حــد لانتهــاكات الجســيمة لحقــوق

اإلنســان؛

ــس ــان وتكري ــوق اإلنس ــة حق ــة بحامي ــراف املعني ــة األط ــاركة كاف ــة مش أهميــوق اإلنســان والحــد ــة حق ــز حامي ــة وتعزي ــاالت الدميقراطي ــة يف مســار االنتق الدميقراطيــاكات) حكومــات ــك االنته ــب كأحــد أســوأ تل ــاكات الجســيمة والســيام التعذي مــن االنتهــة إىل ــدين، إضاف ــع م ــامت مجتم ــان ومنظ ــوق اإلنس ــة لحق ــات وطني ــات ومؤسس وبرملاندور آليــات الرقابــة الدوليــة والســيام منظومــة األمــم املتحــدة واألنظمــة اإلقليميــة لحاميــة

ــوق اإلنســان؛ ( حق

رضورة وضــع مبــادئ وقواعــد دســتورية تكــرس حاميــة حقــوق اإلنســان والنهــوض بهــا وتحمــي مــن التعذيــب وتعمــل عــى تجريــم االنتهــاكات الجســيمة لحقــوق اإلنســان

والســيام التعذيــب؛

أهميــة العمــل عــى ماءمــة املنظومــة القانونيــة الوطنيــة مــع املعايــري الدوليــة و املقتضيــات الدســتورية ذات الصلــة مبنــع والوقايــة مــن التعذيــب؛ مناقشــة التوجهــات ــب ــف التعذي ــتور كتعري ــل يف الدس ــات والتفاصي ــع التدقيق ــص وض ــام يخ ــية في األساسوســوء املعاملــة والعقوبــة القاســية أو املهينــة أو الحاطــة مــن الكرامــة، وتجريــم التعذيــب واملنــع املطلــق لــه والنــص عــى جــر الــرضر وضامنــات عــدم التكــرار أو االكتفــاء باملبــادئ

والقواعــد العامــة عــى اعتبــار أن التفاصيــل تدخــل يف مجــال الترشيــع؛

اســتحضار بعــض القواعــد األساســية لضــامن عــدم االفــات مــن العقــاب وإقــرار املســؤولية كالنــص عــى عــدم تقــادم الجرميــة وعــدم االعتــداد باألوامــر الرئاســية والعفــو

وغريهــا؛

مناقشــة صعوبــة االثبــات يف جرائــم التعذيــب والتأكيــد عــى أهميــة البحــث عــن الدالئــل والحجــج عــر الطــب الرشعــي والتحقيقــات وغريهــا طبقــا لروتوكــول اســطنبول، والتفكــري يف آليــات جديــدة يف هــذا املجــال كنقــل عبــئ االثبــات عــى الســلطات املختصــة؛

112

مناقشــة الكشــف عــن جرائــم التعذيــب واملســؤولن عنهــا وســبل جــر أرضار كافة ــا وذويهم؛ الضحاي

التأكيــد عــى أهميــة وضــع آليــات الحاميــة الوطنيــة يف مجــال التعذيــب، وعــى دور اللجنــة الفرعيــة للوقايــة مــن التعذيــب التابعــة لألمم املتحــدة يف الحد مــن االنتهاكات والســيام مــن خــال النظــر يف الشــكايات وإجــراء التحقيقــات والقيــام بالزيــارات وإعــداد

التقاريــر وإصــدار التوصيــات؛

اســتحضار دور القضــاء يف مكافحــة جرائــم التعذيــب الســيام مــن خــال األبحــاث والتحريــات القضائيــة وإنــزال العقــاب وإقــرار التعويــض، والتأكيــد عــى أهميــة اســتقال

الســلطة القضائيــة؛

التأكيــد عــى أهميــة إقــرار املســؤولية يف كل أشــكال وأصنــاف التعذيــب مبــا فيهــا ــية ــراض النفس ــفيات األم ــف يف مستش ــة كالعن ــدات خاص ــه وح ــذي متارس ــب ال التعذي

والعقليــة والعنــف املنــزيل ضــد النســاء؛

التأكيــد عــى أهميــة معرفــة أســباب التعذيــب وصــوره وطــرق ووســائل مامرســته ــات ــب للتمكــن مــن إيجــاد ميكانزم ــا التعذي ــع فيه ــي يق ــن الت ــه واألماك واملســؤولن عن

ووســائل الحاميــة والوقايــة والعقــاب املناســب؛

ــدران ــة الج ــب كإزال ــن التعذي ــة م ــة للوقاي ــارب الدولي ــض التج ــتحضار بع اسالداخليــة يف أماكــن االحتجــاز، عــدم وضــع أماكــن االحتجــاز وخدمــات الرشطــة يف أماكــن

ــاين وغريهــا؛ ــق الث تتجــاوز الطاب

ــن ــة م ــة الوقاي ــرش ثقاف ــال ن ــن خ ــوي م ــب التوع ــة الجان ــى أهمي ــد ع التأكيــاعدة. ــل املس ــداد الدالئ ــاب وإع ــن العق ــات م ــة االف ــب ومناهض التعذي

113

التقرير الرتكيبي

114

التقرير الرتكيبي : األستاذ العلمي مشييش

نظــم مكتــب املفــوض الســامي لحقــوق اإلنســان بهيئــة األمــم املتحــدة واملندوبيــة ــب ــة مناهضــة التعذي ــة وجمعي ــة املغربي ــوق اإلنســان يف الحكوم ــة بحق ــة املكلف الوزاريــاالت ــياق االنتق ــب يف س ــن التعذي ــة م ــة يف موضوع«الوقاي ــل إقليمي ــة عم APT ورشالدميوقراطيــة يف شــامل إفريقيــا وذلــك يومــي 9 و 10 يونيــو 2012 مبدينــة الربــاط، عاصمــة

ــة.« ــة املغربي اململك

وجــاءت هــذه التظاهــرة يف ضــوء التغــريات الكــرى الجاريــة يف دول شــامل إفريقيــا وعــى هــدي الــدور الــذي تلعبــه ثقافــة حقــوق اإلنســان يف تلــك التطــورات. كــام تــم وضــع هــذه التظاهــرة يف ســياق اإلصاحــات الدســتورية والترشيعيــة واملؤسســاتية املواكبــة للتطــورات املشــار إليهــا، واملنكبــة عــى التحديــات الكبــرية املتعلقــة بتقويــة ضامنــات حقــوق اإلنســان ــاكات املــايض ــن معالجــة انته ــري إشــكالية مزدوجــة ب ــات تث ــا. وهــي تحدي والنهــوض به

واعتــامد ضامنــات مناســبة لتجنــب تكرارهــا يف املســتقبل.

ــن ــد م ــت العدي ــايض، انخرط ــان يف امل ــوق اإلنس ــاكات حق ــة انته ــتوى معالج ــى مس عبلــدان العــامل يف نهــج عدالــة انتقاليــة للكشــف عــن الحقيقــة واملصالحــة بتحديــد الوقائــع وأســبابها، وتحديــد الضحايــا واالعــراف باألخطــاء التــي وقــع ارتكابهــا يف حقهــم، والقيــام ــة والسياســية بتعويضهــم وجــر األرضار الاحقــة بهــم، وكــذا اعتــامد اإلصاحــات القانونيالهادفــة لضــامن عــدم تكــرار االنتهــاكات املذكــورة، كل ذلــك بغايــة تحقيــق املصالحــة بــن األطــراف املعنيــة ، مــع إمكانيــة االســتفادة مــن مســاعدة صنــدوق األمــم املتحــدة الخــاص

بدعــم ضحايــا التعذيــب.

ــات ــامد آلي ــة دســرة حقــوق اإلنســان واعت ــة االنتقالي ــار للعدال ــد اقتــى هــذا االختي وقترشيعيــة ومؤسســاتية وإجرائيــة لتفعيلهــا يف الواقــع والحيــاة اليوميــة، ســواء عــى وجــه الوقايــة مــن حــدوث انتهــاكات جديــدة، أو عــى وجــه مناهضــة ارتكابهــا مبعاقبــة الفاعلــن

واملســاهمن واملشــاركن، والعمــل عــى منعهــم مــن اإلفــات مــن العقــاب.

ــوق ــة حق ــة بحامي ــة املتعلق ــات الدولي ــار االنضــامم إىل االتفاقي ــك االختي ــب ذل ــام تطل كــة ــا مبناهض ــل منه ــا يتص ــة م ــي، خاص ــون الوطن ــى القان ــموها ع ــس س ــان، وتكري اإلنســة ــري املنبثق ــك املعاي ــا يف ذل ــة، مب ــانية أو املهين ــية أو الاإنس ــات القاس ــب والعقوب التعذيــع أو ــث يق ــاز حي ــال واالحتج ــن االعتق ــارة أماك ــم لزي ــاري املنظ ــول االختي ــا والرتوك عنه

ــب. ــع التعذي ــتبه أن يق يش

ــن دول ــؤولون ع ــا مس ــن بينه ــخصية م ــتن ش ــو س ــة نح ــذه الورش ــغال ه ــارك يف أش وش

115

ــك ممثلــن عــن املنظــامت الدوليــة ــت كذل ــر. وضم ــا و جمهوريــة م شــامل إفريقيــا ــا ومــر وموريتاني ــس وليبي ــر وتون ــن الجزائ ــدين م ــع امل ــة واملجتم واملؤسســات الوطني

ــن. ــن ودولي ــراء وطني ــرب، وخ واملغ

اســتمرت األشــغال ملــدة يومــن، يف جلســة افتتاحيــة وثــاث جلســات موضوعاتيــة وجلســة حواريــة بــن الخــراء وســائر املشــاركن. ومتيــزت بإلقــاء عــرشة عــروض ومناقشــة حــوايل ــات ــا، وإمكاني ــة ومقارنته ــادل التجــارب الوطني ســتن ســؤاال وتدخــا، متحــورت حــول تبتقويــة وتدعيــم اإلصاحــات وتدابــري الوقايــة مــن التعذيــب ومناهضتــه مــن جهة، وتحســن ماءمــة السياســات الوطنيــة مــع املعايــري الدوليــة و كــذا متتــن أوجــه التعــاون بــن دول

شــامل إفريقيــا مــع الهيئــات الدوليــة ذات العاقــة مــن جهــة أخــرى.

1 -الجلسة االفتتاحية للورشة

متيزت الجلسة االفتتاحية لهذه الورشة بكلامت السادة:

املنــدوب الــوزاري لحقــوق اإلنســان باملغــرب، ورئيــس املجلــس الوطنــي لحقوق اإلنســان باملغــرب، وممثــل املفوضيــة الســامية لحقوق اإلنســان،

وممثــل جمعيــة الوقايــة مــن التعذيــب، التــي تــم خالهــا طــرح معمــق ملوضــوع الورشــة ــراك ــزة بح ــا املتمي ــامل إفريقي ــدان ش ــة يف بل ــايل، خاص ــي والح ــياقه التاريخ ــار س يف إطشــامل نحــو مــرشوع مجتمعــي يحمــل فكــر إصاحــات جذريــة للوصــول إىل إرســاء دولــة الحــق واملؤسســات، ويضــع يف قمــة أولوياتــه مناهضــة التعذيــب والوقايــة منــه، ومعالجــة االنتهــاكات التــي طغــت يف املــايض القريــب والبعيــد، ســواء بأماكــن االحتجــاز واالعتقــال ــا ــارة إىل صفته ــن اإلش ــت املتدخل ــام مل تف ــفيات. ك ــل املستش ــا مث ــة، أو بغريه التقليدي

املمنهجــة املوجهــة إىل الشــعوب والجامعــات مبجملهــا، بــرف النظــر عــن األفــراد.

و تــم التذكــري برهانيــة األحــداث والتجــارب وظهــور فــرة صحــوة جديــدة لحقوق اإلنســان، ــة ــددة واملتنوع ــة املتع ــب األمثل ــريب إىل جان ــال املغ ــادة باملث ــارة واإلش ــت اإلش ــث مت حيالقامئــة يف دول شــامل إفريقيــا. ويف ذات اإلطــار وردت الدعــوة إىل االنضــامم إىل الرتوكــول االختيــاري امللحــق باتفاقيــة مناهضــة التعذيــب، وفتــح نهــج جديــد للتعــاون مــع املنظومة الدوليــة يف مناهضتــه والوقايــة منــه، وإىل اتبــاع ســلوك التعــاون والتفــاوض والتوافــق مــع

التجــارب األجنبيــة وحتــى يف إطــار التجــارب الوطنيــة.

ــم ــات ت ــاث جلس ــول ث ــة ح ــغال الورش ــورت أش ــة، متح ــة االفتتاحي ــة إىل الجلس باإلضافــوايل: ــى الت ــا ع ــص موضوعاته تخصي

116

- معالجة االنتهاكات الجسيمة املرتكبة يف املايض، عر آليات العدالة االنتقالية؛

- اإلصاحات الدستورية والترشيعية؛

- الوقاية من التعذيب بن القانون الدويل لحقوق اإلنسان واآلليات الوطنية.

I - الجلســة األوىل للورشــة حــول موضــوع »معالجــة االنتهــاكات الجســيمة املرتكبــة يف املــايض عــرب آليــات العدالــة االنتقاليــة«

ــن ــة ع ــا لطــرح نظــرة عام ــروض خصصوه ــة ع ــدم املحــارضون يف الجلســة األوىل أربع قالتجــارب املقارنــة واملامرســات الفضــى املتوخــاة. فعــرض الســيد بابلــو دي غريــف املقــرر الخــاص، املعنــي بتعزيــز الحقيقــة والعدالــة والجــر وضامنــات عــدم التكــرار، لتنوعهــا ومتيز ــة. ــة والجغرافيــة والسياســية والتنموي بعضهــا عــن بعــض، يف إطــار خصوصياتهــا التاريخيكــام قــام باإلشــارة املتأنيــة الريحــة إىل بعضهــا ســواء يف دول إفريقيــة أو أوروبيــة أو غريها يف محاولتهــا لإلجابــة عــى اإلشــكاليات املطروحــة. وأبــرز فائــدة التعــاون بــن الحكومــات ــن ــع االســتفادة م ــات، م ــرارات واملقارب ــار الق واملؤسســات والتجــارب يف املعالجــة واختيــزات ــن املحــارض خصائــص وممي ــة املهتمــة.ويف هــذا النطــاق ب ــات الدولي مســاعدة اآلليتجربــة العدالــة االنتقاليــة متوقفــا عنــد مفهومهــا الدقيــق يف ضــوء مفهــوم العدالــة بصفــة عامــة، ليخلــص إىل كونهــا أوال نوعــا مــن االســراتيجية املســتمرة التطــور بغايــة إمتــام دور العدالــة. ويف هــذا التوجــه، أوضــح الســيد بابلــو ديكريــف مــدى تكامــل هــذه االســراتيجية مــع منظومــة الترشيــع الجنــايئ والتدابــري املطبقــة لهــا مســجا بــأن هــذه العاقــة التكاملية ــايض ويف ــاء امل ــة يف إنه ــة فعال ــة انتقالي ــة عدال ــامد تجرب ــة باعت ــوع املعالج ــد موض تعق

ضــامن حقــوق اإلنســان ومنــع التعذيــب والوقايــة مــن تكــرار االنتهــاكات يف املســتقبل.

ــة ــاف واملصالح ــة اإلنص ــابق بهيئ ــوين ،عضوس ــى الريس ــد مصطف ــيد محم ــص الس وخصــة ومميزاتهــا مــن خــال ــة املغربي واملجلــس االستشــاري لحقــوق اإلنســان عرضــه للتجربتبنــي مقاربــة املعالجــة يف إطــار العدالــة االنتقاليــة مــن داخــل نظــام الدولــة ومعطياتــه، يف توافــق تــام مــع ســلطاتها دون أي تصــادم. وســلط الضــوء عــى تلــك التجربــة ابتــداء، ــذي ــوق اإلنســان ال ــس االستشــاري لحق ــارشة بعــد تأســيس املجل ــن ســنة 1990 أي مب مأصبــح اليــوم املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان. ولقــد تبلــورت هــذه التجربــة يف دراســة وتصفيــة قضايــا االنتهــاكات التــي حصلــت يف فــرة طويلــة ممتــدة مــن ســنة 1956 ، ســنة حصــول اململكــة املغربيــة عــى اســتقالها، إىل ســنة 1999. وأســفرت هــذه التجربــة، عــاوة عــى ذلــك عــن إنشــاء هيئــات متعــددة كان عــى قمتهــا هيئــة اإلنصــاف واملصالحــة التــي أنجــزت عمليــات تصفيــة ملفــات أو قضايــا املــايض بجــر الــرضر ماديــا لضحايــاه، وباقــراح

117

إصاحــات دســتورية وترشيعيــة وإجرائيــة للقطــع معــه يف املســتقبل.

وهمــت األشــغال حــوايل 22272 حالــة متــت معالجتهــا بالكامــل ومل يبــق عالقــا إال عــدد ضئيــل جــدا. ويف إطــار املعالجــة قامــت الهيئــة باالســتامع إىل مجموعــات كبرية مــن الضحايا بالربــاط ومبــدن متعــددة أخــرى، ونظمــت نــدوات وملتقيــات وأنجــزت دراســات وكتــب ومعاينــات ووثائــق وتقاريــر يف آالف الصفحــات، مســتخلصة منهــا عــرشات التوصيــات، نرش جــزء منهــا، واآلخــر يف طريــق النــرش مــع إمكانيــة االطــاع املتاحــة لــكل املهتمــن. ويجــدر التنويــه إىل أن عــددا مــن التوصيــات عــرف التفعيــل الترشيعــي والدســتوري، واآلخــر محــل

تتبــع مــن طــرف هيئــة خاصــة محدثــة لهــذا الغــرض.

ــب ــي مبســألة التعذي ــرر الخــاص املعن ــز املق ــث الســيد خــوان مندي ــى العــرض الثال وألقوغــريه مــن رضوب املعاملــة أو العقوبــة القاســية أو الاإنســانية أو املهينــة حــول التعذيــب الــذي خصصــه للحديــث عــن تجــارب دول أمريــكا الاتينيــة يف مجــال العدالــة االنتقاليــة. وأوضــح يف هــذا الصــدد مواقــف منــع التعذيــب يف هــذه الــدول يف ضــوء مميــزات أنظمتهــا العســكرية والســلطوية وأحيانــا املدنيــة والليراليــة الســابقة مبــا كان يكتنفها مــن صورية أو شــكلية وعــدم اســتقرار. ومل يفــت املحــارض التذكــري بأشــكال االعتقــال والتعذيــب وغريهــام مــن انتهــاكات حقــوق اإلنســان، ســواء كانــت رصيحــة مــن طــرف الفاعــل الوطنــي مبفــرده، ــلطة ــاندة للس ــاءت مس ــواء ج ــة، وس ــراف أجنبي ــع أط ــس م ــؤ والتناف ــة بالتواط أو مغلفــة حيــث متيــزت يف هــذا ــد للدميقراطي ــاء جدي ــا عــن بن ــا أو بحث الحاكمــة أو معارضــة لهاملجــال األخــري بنهــج التفــاوض والتوافــق املراقــب أو الحــر. ويجــدر التنويــه أن املحــارض جلــب االنتبــاه إىل الحــذر مــن النقــل األعمــى لهــذه التجــارب إىل دول أخــرى، ملحــا عــى فائــدة االنتقــاء طبقــا لخصوصيــات وحاجيــات كل بلــد. فــا يوجــد منــوذج مثــايل للعدالــة االنتقاليــة ميكــن اعتــامده بشــكل مجــرد. كــام أن االختيار واالســتفادة مــن التجــارب املقارنة ــاد ــا، يف ضــوء اجته ــع مبادئه ــة واالنســجام م ــق الدولي ــاء للمواثي يجــب أن تكتمــل بالوفمنظومــة األمــم املتحــدة ويف حــرص فعــال عــى عــدم اإلفــات مــن العقــاب، وعــى اليقظــة الدامئــة لاســتمرار يف تحســن الوضــع نظــرا ألن نجــاح تجربــة ال يكــون مطلقــا وال نهائيــا.

وقــدم العــرض الرابــع واألخــري يف هــذه الجلســة الســيد مــراد بديــري ممثــل وزارة حقــوق اإلنســان والعدالــة االنتقاليــة عــن تجربــة تونــس، وبــدأه مذكــرا بالوضعيــة القاســية التــي عاشــتهاالباد يف ظــل النظــام الســابق، رغــم املظاهــر واملبــادرات واآلليــات الشــكلية والصوريــة. وأوضــح بــأن التعذيــب كان قاعــدة عامــة وممنهجــة يلحــق بالشــخص وبــكل ــت ــروق الســلطة. ويف الوق ــب ال ي ــري ســلمي عــن أي مطل ــه ملجــرد تعب ــن يحيطــون ب مالراهــن، ورغــم أن الثــورة ســارعت إىل املوافقــة عــى آليــات القانــون الــدويل، ورشعــت يف معالجــة وضعيــة الضحايــا، وااللتــزام مبناهضــة التعذيــب ودســرة منعــه وتجرميــه، فــا تزال

118

األوضــاع هشــة وتعــرف حــاالت انتهــاك، ولــو معزولــة، ذلــك أن املعالجــة يجــب أن متــس عقليــة األشــخاص القامئــن عــى تنفيــذ القانــون وتأهيلهــا بثقافــة حقــوق اإلنســان.وكانت املوضوعــات التــي تعرضــت لهــا العــروض املشــار إليهــا محــل مناقشــة عامــة ومســتفيضة، طرحــت بشأنهاأســئلة وماحظــات وتعقيبــات متعــددة مــن مشــاركن مــن مــر والجزائــر

وموريتانيــا وتونــس ومنظــامت دوليــة.

ــاوز ــا، وتج ــن أطرافه ــيق ب ــة التنس ــة، وكيفي ــة االنتقالي ــوم العدال ــا مبفه ــت أساس وتعلقالفجــوة بــن القانــون والواقــع، وتوظيــف تجربــة أمريــكا الاتينيــة بشــامل إفريقيــا وتجنــب أســباب الفشــل. كــام أشــارت إىل اســتهداف الجزائــر باإلرهــاب واختــاط األمــور بالتعذيــب رغــم ســقوط الشــيوعية وتعديــل الدســتور واملطالبــة مباءمــة األنظمــة مــع حقــوق ــة ــة والعدال ــة االنتقالي ــن العدال ــرق ب ــة الف ــا مبين ــة موريتاني ــرت بتجرب ــان. وذك اإلنسالتقليديــة والكلفــة االجتامعيــة لهاتــه األخــرية. كــام تســاءلت عــن رشوط اســتقال هيئــة اإلنصــاف وطريقــة تعاملهــا مــع امللفــات واإلدارة، ومــدى هيمنــة الدولــة ومنظومــة القضــاء الفاســد عليهــا وتخلصهــا مــن االحتفاليــة وعملهــا عــى إصــاح املنظومــة القانونيــة وتحقيــق منظومــة األمــن. وطــرح موضــوع دمــج العدالــة االنتقاليــة مــع العدالــة التقليديــة بشــكل ميكــن مــن حــل عــدد كبــري مــن القضايــا ويحقــق ضــامن عــدم تكــرار االنتهــاكات

بالتعويــض عنهــا وتجنــب أســبابها.

ــة ومناقشــة نقلهــا إىل دول أخــرى ــن بتدقيــق جوانــب التجــارب املقارن وجــاء رد املتدخليف حــدود مــا يتناســب مــع خصوصياتهــا، ومــع رضورة مشــاركة الجميــع يف االلتــزام بحــد أدىن مــن حقــوق اإلنســان مــن طــرف الســلطات العموميــة واملواطنــن، مبــا يحقــق تقلــص ــدم ــى ع ــز ع ــم الركي ــة. وت ــة االجتامعي ــن والتنمي ــخ األم ــة ويرس ــة التقليدي دور العدالوجــود منــوذج للعدالــة االنتقاليــة وعــى رضورة العمــل مببــادئ عامــة يف الــدول املعنيــة، وتتلخــص يف منــع التعذيــب منعــا كليــا وتجرميــه بحيــث يفــي ذلــك إىل نتائــج إيجابيــة كاملــة تعطــي للمســئولية أهميــة كبــرية يف منــع اإلفــات مــن العقــاب وضــامن عــدم تكــرار

االنتهــاكات.

II - الجلسة الثانية حول موضوع »اإلصالحات الدستورية و الترشيعية«

ــال ــن خ ــة م ــتورية والترشيعي ــات الدس ــوع اإلصاح ــول موض ــة ح ــة الثاني ــورت الجلس متحعرضــن قدمتهــام كل مــن الســيدة مريفــت ريشــاموي عضــو مكتــب جمعيــة الوقايــة مــن التعذيــب والســيدة يوليــا بابوزينــا عــن اللجنة الفرعيــة ملناهضة التعذيــب تباعا حــول التجارب واملامرســات الفضــى يف مجــال التكريــس الدســتوري لحقوق اإلنســان مــن جهة، وحــول املعايري

واآلليــات االتفاقيــة لحقــوق اإلنســان كإطــار لإلصاحــات مــن جهــة أخــرى.

119

وأكــد العــرض األول أن الدســتور يضمــن حقــوق اإلنســان، حيــث ينــص عــى منــع وتجريــم التعذيــب وتشــديد عقوبتــه، ومكافحــة اإلفات مــن العقاب وعدم تكــرار االنتهاكات، يف تناســق مــع القانــون الــدويل والقانــون العــريف مــام يفــرض وجــوب املوافقــة واملصادقــة عــى االتفاقيات الدوليــة ملــا لهــا مــن أهميــة قصــوى يف القانــون ويف منــع التعذيب وســائر أنــواع ســوء املعاملة. ويتعــن أن يكــون ذلــك ملزمــا لــكل الســلطات العموميــة وخاضعــا ملراقبــة عاديــة قضائيــة ودســتورية يف ضــوء تأويــل واجتهــاد القانــون والقضــاء الدوليــن، ويف هــذا الصــدد يتعن دســرة حقــوق أخــرى الرتباطهــا بالتعذيــب مثــل الحــق يف الحيــاة ويف قضــاء عــادل يف أجــل معقــول، و يف ارتبــاط تابــث وتواصــل مــع العائلــة، مــن غــري اعتقــال رسي وال عفــو عــام وال تقــادم، ومــع رضورة معاقبــة الفاعلــن واملســاهمن والســاكتن عــن التبليــغ، خارج مســاطر الطــوارئ وبرف

النظــر عــن فــرة العدالــة االنتقاليــة، وتحــت رقابــة املجتمــع املــدين الوطنــي والــدويل.

ــامن ــاح وض ــة لإلص ــة والوطني ــة الدولي ــات االتفاقي ــري واآللي ــأن املعاي ــة بش ــدت املداخل وأكحقــوق اإلنســان، عــى رضورة توجيه رســالة سياســية واضحــة يف هذا الصــدد إضافــة إىل األدوات الترشيعيــة واملتعــارف عليهــا، ذلــك ألن القانــون العــريف أو التقليــدي ال يكفــي وتبقــى املصادقة عــى االتفاقيــات الدوليــة قيمــة إضافيــة باالنضــامم إىل النظــام الــدويل ومســاعدة املنظومــة الدوليــة واالســتفادة مــن التقاريــر الدوريــة مثــل مــا حصــل التنويــه بــه يف حــق املغــرب أمــام اللجنــة الدوليــة. ويشــمل هــذا التوجــه االنضــامم إىل الرتوكــول االختيــاري وتعيــن هيئة للتتبع ــات ــع والقضــاء والتذكــري بالضامن ــج الترشي ــم ملمــوس لنتائ ــا مــن أجــل تقيي نظــرا لرضورتهاألساســية، والتعــاون مــع صنــدوق املنظومة الدولية للمســاعدة عــى تطبيق التوصيــات الدولية وإنجــاز املســاهامت الطوعيــة ملســاعدة الضحايا والجمعيــات وهيئــات الدفاع املهتمــة. ويجدر التذكــري بــأن الصنــدوق اعتمــد 18 مرشوعــا يحظــى باألولويــة أغلبهــا مــن دول شــامل إفريقيــا.

يف هــذا الســياق يجــب متكــن ضحايــا التعذيب من مامرســة الطعــون والحصول عــى التعويض كــام يتعــن االعــراف بانتهــاكات حقــوق اإلنســان وتفعيــل املــادة 22 مــن اتفاقيــة مناهضــة

التعذيــب مبــا يف ذلــك قبــول الشــكاوى الفرديــة ومنــع اإلفــات مــن العقــاب.

وأعقبــت مناقشــة هذيــن العرضــن، تدخات مشــاركن مــن املغرب ومــر وموريتانيــا وتونس، متيــزت بتطرقهــا لجوانــب تهم:

- عراقيــل الدســرة وســمو القانــون الــدويل والحكامــة األمنيــة واســتقال القضــاء واملســاواة أمام القضــاء، والعاقــات مــع الســلطات العموميــة ودور املجتمــع املــدين حيــث كانــت مــن مطالب الحركــة االحتجاجيــة ومــن جوانــب تعاقــد اتفاقــي يف املغــرب الــذي يتمتــع براكــم تجــارب

دســتورية منــذ 1956

- رضورة التمييــز بــن محتــوى الدســتور ذي الطبيعــة العامــة، ومضمــون القوانــن، والوعــي

120

بــأن املشــكلة ليســت يف النــص عــى التجريــم وإمنــا هــي إثبــات الجرميــة وتطبيــق العقوبة، أي تطابــق القانــون والواقــع ليتيقــن الجــاين مــن العقــاب الفعــي مــع افــراض الخطــأ لديه.

- رضورة تجنــب التنــايف بــن تجريــم ومعاقبــة التعذيــب مــن جهــة وإصــدار العفــو العــام، ــوى ــة الدع ــبة ملامرس ــري مناس ــال غ ــامد آج ــة واعت ــى الضحي ــات ع ــبء اإلثب ــزال ع وإن

ــة. واملحاكم

ــة ــات الكفيل ــف حقــوق اإلنســان وإحــداث اآللي ــورة ومختل ــن الث ــط ب ــن الرب ــد م - ال ببتحقيــق الوقايــة مــن التعذيــب ومراقبــة منهــج الحكــم والسياســة لصالــح الفــرد والشــعب

كلــه.

وبعــد هــذه الجلســة، نظــم حــوار جامعــي بــن الخــراء واملشــاركن متــت خالــه مناقشــة ــا خاصــة ــاء بحقــوق اإلنســان وحاميته ــات الدســتورية ملوضــوع االرتق مســتفيضة للضامنالوقايــة مــن التعذيــب، وذلــك انطاقــا مــن تكريســها دســتوريا إىل تفعيلهــا عمليــا. وقــد بــادر رئيــس الجلســة إىل تأطــري النقــاش مباحظــات حــول حقــوق اإلنســان وعــدم كفايــة ــية ــون واإلرادة السياس ــتور والقان ــل الدس ــب تفاع ــر يتطل ــا ألن األم ــة لحاميته الدميقراطيواآلليــات، كــام يســتوجب اعتــامد العاقــة التكامليــة بــن مختلــف أنــواع حقــوق اإلنســان ــس ــادئ باري ــق مب ــل للمســتقبل وف ــات أمث ــة وحقــوق اإلنســان وضامن ــن الدميقراطي وب

واآلليــات الدوليــة والرتوكــول االختيــاري امللحــق باتفاقيــة مناهضــة التعذيــب.

بعــد هــذا تدخلــت الســيدة مريفــت رشــاموي للتأكيــد عــى رضورة دســرة حقــوق اإلنســان وتفعيلهــا عــى صعيــد املامرســة، وتليــن مــا يتخلــل حاميتهــا مــن تحمــل عــبء اإلثبــات. كــام ربطــت بــن عــدم التــدرج يف التعذيــب وســوء املعاملــة والعقوبــة القاســية واملهينــة ــر ــا بأوام ــب وتريره ــم التعذي ــادم جرائ ــرة تق ــة، وعارضــت فك ــدرج يف العقوب ــدم الت وعالســلطات العليــا، كــام طرحــت مســألة مســؤولية الدولــة عــن االنتهــاكات التــي يرتكبهــا

الخــواص، وعــن االلتــزام بالدســتورية رغــم تغــري الحكومــات وتعديــل القوانــن.

وتوقفــت الســيدة يوليــا بابوزينــا بدورهــا وبتفصيــل عنــد موضــوع دســرة حقــوق اإلنســان ومنــع وتجريــم التعذيــب، وكــذا عنــد آليــات الضامنــات والوقايــة، ال ســيام خــال فــرات ــدى أجهــزة الرشطــة، وأكــدت عــى رضورة اســتقال القضــاء وســمو ــة ل الحراســة النظريالقانــون الــدويل، وعــى أن العفــو الوطنــي ال مينــع املتابعــة يف دول أخــرى ملــا يف ذلــك مــن ــات ــرزت دور الطــب الرشعــي يف إثب ــدويل. وأب ــاد ال ــدويل واالجته ــون ال ــع القان ــق م توافالتعذيــب مــام يســتدعي العمــل برتوكــول اســطنبول يف البحــث والتحقيــق ملــا يف اإلثبــات ــض ــه مــع الرشــوة. وأكــدت عــى رضورة تعوي ــد بســبب تداخل ــة ومــن تعقي مــن صعوب

الضحايــا مــع رضورة معاقبــة املجرمــن.

121

وأضــاف الســيد خــوان منديــز تأكيــده عــى املبــادئ الســالفة، خاصــة ســمو القانــون الــدويل الــذي قــال بأنــه يــري حتــى عــى الدســاتري ألن الدســرة تلــزم جميــع الــدول وتحمــي ضــد ــق بالتأكــد ــأن برتوكــول اســطنبول يــويص لجــن التحقي ــم التعذيــب. وذكــر ب تكــرار جرائمــن الوقايــة واملنــع، وبــأن هــذا ال يقــي عــى التعذيــب بصفــة نهائيــة بحيــث يتطلــب كذلــك تحســن الترشيــع بشــكل مســتمر. ويف إطــار اإلثبــات طالــب باألخــذ بعــن االعتبــار ــة العامــة. وأكــد ــات للنياب ــة وتحميــل عــبء اإلثب ــار التعذيــب واعتــامد أقــوال الضحي آثأيضــا عــى اســتقالية البــت ومحاربــة اإلفــات مــن العقــاب. وأشــار إىل وجــود التعذيــب ــاء، ــد النس ــة ض ــراد خاص ــيات واألف ــل املليش ــات مث ــارج الحكوم ــات خ ــرف جه ــن ط مكــام أشــار إىل حدوثــه عــى الســواء يف أماكــن االحتجــاز وغريهــا مــن املحــات العموميــة

كاملستشــفيات واألماكــن الخاصــة كاملنــازل.

ــائل ــط وس ــب وضب ــباب التعذي ــة أس ــى رضورة معرف ــاح ع ــل باإللح ــب أول متدخ وعقالبحــث والتحقيــق واعتــامد آليــات املنــع والوقايــة، لقطــع الشــك باليقــن، وذلــك بإقــرار ــات يف القوانــن واألنظمــة املامئــة ــل واآللي ــادئ العامــة يف الدســتور وترســيخ التفاصي املب

ــة. ــة والوقاي للحامي

وأضــاف الخبــري الســيد بابلــو دي غريــف ماحظتــن تهدفــان إىل توســيع النقــاش واعتــامد توصيــات ملموســة تركــز عــى حــاالت النجــاح، وبــن بــأن التعامــل مــع املــايض يعتــر عامــا ــى ــم أرق ــود إىل فه ــه تع ــوق اإلنســان، وبكــون مبادئ ــح خــرق حق ــز بتصحي ــا يتمي قانونيــة للقانــون وتجنــب اإلفــات مــن العقــاب. وأشــار إىل أن املشــكل يكمــن يف تحــول الدولإىل دولــة الحــق خاضعــة هــي نفســها للقانــون.و تبعــا لذلــك ال بــد مــن ربــط دســرة منــع وتجريــم التعذيــب مــع انتهــاكات حقــوق اإلنســان واالعــراف بحــق املواطــن يف التعويــض ــة ــا بوســائل بســيطة كإزال ــه ميكــن تحقيقه ــك أوضــح بأن ــق الدســتور، وألجــل ذل وتطبيالجــدران والحواجــز يف مخافــر الرشطــة واالشــتغال يف بنايــات ســفلية أو يف طوابقهــا األوىل

منعــا النتحــار الضحايــا أو إســقاطهم مــن الطوابــق العليــا.

وركــز متدخــل آخــر عــى أهميــة ثقافــة الوقايــة عنــد املجتمــع واســتقال الطــب الرشعــي عــن أجهــزة األمــن وعــى فائــدة دســرة االجتهــاد القضــايئ.

وســجل الســيد مــارك طومســون أهميــة املناقشــة يف رضورة توفــري إطــار قانــوين وضامنــات ضــد فســاد املوظفــن والســلطة، بغايــة تحســن ظــروف االعتقــال واالحتجــاز والتحقيــق. لذلــك يجــب تدريــب الرشطــة وســائر املســؤولن املتدخلــن وتأهيلهــم ملامرســة مهامهــم بشــكل الئــق يف إطــار الحاميــة والوقايــة، كــام يلــزم توزيــع تلــك املهــام بــن عــدة جهــات ــات ــل املعلوم ــات نق ــك آلي ــا يف ذل ــض، مب ــا البع ــب بعضه ــا لراق ــن بعضه ــتقلة ع مس

ــا للمعنيــن. وتوجيهه

122

ــا يف مخطــط ــا ودولي وركــز آخــر متدخــل عــى الحاجــة امللحــة ملنظومــة متناســقة وطنيمتكامــل ضــد التعذيــب، حيــث يلعــب املجتمــع املــدين دورا بــارزا يف مجــال التتبــع

ــة. واملراقب

III - الجلسة الثالثة للورشة حول موضوع » الوقاية من التعذيب بني القانون الدويل لحقوق اإلنسان واآلليات الوطنية«

انعقــدت الجلســة الثالثــة واألخــرية لدراســة موضــوع الوقايــة مــن التعذيــب بــن القانــون الــدويل لحقــوق اإلنســان واآلليــات الوطنيــة، وشــارك يف أشــغالها كل مــن الســيدة ــة ــة األممي ــوع اللجن ــب يف موض ــة التعذي ــة مناهض ــس لجن ــة رئي ــري نائب ــعدية بلم السملناهضــة التعذيــب املتعلقــة باإلصاحــات الدســتورية والترشيعيــة ملنــع التعذيــب والوقايــة منــه، والســيدة ســوزان جبــور نائبــة رئيســة اللجنــة الفرعيــة للوقايةمــن التعذيــب حــول ــود ــان محم ــب، والســيدة جيه ــة التعذي ــة ملناهض ــة الدولي ــاري لاتفاقي ــول االختي الرتوكمفوضــة باللجنــة الوطنيــة لحقــوق اإلنســان بجــز راملالديــف حــول موضــوع تعيــن مؤسســة وطنيــة قامئــة لحقــوق اإلنســان كآليــة للوقايــة الوطنيــة، والســيد ميشــيل كليمــو املراقــب العــام ألماكــن الحرمــان مــن الحريــة حــول إحــداث آليــة وطنيــة خاصــة للوقايــة

ــي. ــب يف النمــوذج الفرن ــن التعذي م

اســتهلت الســيدة الســعدية بلمــري عرضهــا مباحظــة حــول التكامــل والتسلســل يف القانــون ــدول ــة وال ــن املنظــامت الدولي ــه ومســاطره يف ضــوء حــوار ب ــن قواعــده وآليات ــدويل ب الاألطــراف. وخلصــت إىل عمــل لجنــة مناهضــة التعذيــب بوســائل محــددة بنظامهــا الداخي خاصــة يف منــع الطــرد و الخــوف مــن التعذيــب والتــزام الــدول بالتدابــري املناســبة لتطبيــق ســليم للتوصيــات خاصــة تلــك املتعلقــة بالتعويــض. وذكــرت بــأن عمــل اللجنــة يركــز عــى بعــض املبــادئ مثــل الحاميــة مــن التعذيــب، واملتابعــة، والتعويــض، واإلصاحــات الواقيــة ضــد التكــرار. كــام أشــارت إىل أن توصيــات اللجنــة تعــرف تأويــا متعــرا بســبب االصطــاح والرجمــة يف بــاب التوصيــة والقــرار وتطبيــق املــادة 19 يف املاحظــات الختاميــة والتقريــر األخــري الخــاص. ويتطلــب تطبيــق املــادة املعنيــة مجموعــة قوانــن ومعاينــة تقاريــر تفيــد

عــدم كفايــة الدســتور الفتقــاره إىل التفعيــل.

تطرقــت الســيدة ســوزان جبــور يف عرضهــا للجــان الفرعيــة )SPT( و للرتوكــول االختيــاري كنــص ملــزم للــدول املصادقــة عليــه، بتفعيــل الزيــارات والحــوار مــع املنظومــة الدوليــة، تحســينا للنظــام الداخــي ملنــع التعذيــب. و يتعلــق األمــر بالزيــارات املنتظمــة واملباغتة من طــرف اللجنــة الفرعيــة واللجنــة الوطنيــة أو املحليــة ألماكــن االحتجــاز الرســمية املعروفــة والريــة وغريهــا،. وعرضــت الســيدة جبــور لتكويــن هــذه اللجــان مــن خــراء مســتقلن

123

متعــددي االختصاصــات واالنتــامءات، وإىل بيــان صاحياتهــا وطــرق عملهــا وعاقاتهــا ــة مــع توصياتهــا. ــر التــي ترفعهــا إىل )SPT( اللجــان الفرعي مــع الــدول، وكــذا إىل التقاريوأوضحــت أن اللجنــة الوطنيــة تكتــي أهميــة أكــر مــن اللجنــة الفرعيــة لتواجدهــا بعــن ــة، ويف ــن جه ــد م ــوق اإلنســان بالبل ــا حق ــن االحتجــاز وقضاي ــع أماك ــكان وباتصــال م املتعــاون مســتمر مــع الدولــة املعنيــة ومــع اللجنــة الفرعيــة وعــى طبيعتهــا امللزمــة للدولــة.

ومــن جانبهــا أشــارت الســيدة جيهــان محمــود إىل تعيــن مؤسســة وطنيــة قامئــة لحقــوق ــد ركــزت ــف ،وق ــة املالدي ــب معتمــدة تجرب ــة مــن التعذي ــة للوقاي ــة وطني اإلنســان كآليــه ــف أوجــه العمــل يف املوضــوع، وعــى األجهــزة القامئــة ب ــة ومختل ــف الدول عــى تعريــد ــت عن ــدين. وتوقف ــع امل ــع املجتم ــامم وم ــة ذات االهت ــة الدولي ــع املنظوم ــة م يف عاقــب ــن جوان ــرض، م ــوع الع ــة موض ــة الوطني ــد اآللي ــة وعن ــواد القانوني ــن امل ــة م مجموعــم ــي ت ــة مــع املوضوعــات الســابقة مشــرية لعــدد مــن اإلنجــازات الت منســجمة ومتكاملــع واملؤسســات. ــا عــى ضــوء الترشي ــا و إىل نتائجه ــة إليه ــام املوكل ــا يف إطــار امله تحقيقه

ــة ــا وطريق ــة ومجــال اختصاصه ويف األخــري اســتعرض الســيد ميشــيل كليمــو أســس اآلليعملهــا وعاقاتهــا. حيــث توقــف عنــد ظروف إنشــائها وأســبابها مركزا عــى فائدة الوســاطة، وعــرض ملســألة ولوجهــا إىل املعلومــات والوثائــق حيثــام كانــت، مــع التذكــري باتســاع نطــاق ــو ــيد كليم ــح الس ــيري أوض ــتوى التس ــى مس ــا. وع ــدة واليته ــا وم ــا وحدوده اختصاصاتهوســائل عمــل اللجنــة املاديــة والبرشيــة والتمويليــة، بالنظــر إىل عــدد الزيــارات والقضايــا ــات ــع مؤسس ــا م ــا وتنوعه ــارض إىل تعدده ــار املح ــات أش ــة العاق ــن زاوي ــمولة. وم املشالدولــة واملجتمــع املــدين والخــواص بفرنســا وخارجهــا ومــع االتحــاد األورويب ، يف اســتقالية

تامــة وتعــاون يتســم باالحــرام املتبــادل.

ــة اهتمــت ــون أســئلة وآراء متنوع ــا املتدخل ــت هــذه الجلســة مناقشــة طــرح فيه وأعقبعــى الخصــوص بعاقــة اللجنــة مــع النيابــة العامــة وإمكانيــة معاقبــة الباغــات الكاذبــة، ــة وأدوات الحــد ــل، وطريق ــن والتأهي ــب ورضورة التكوي ــد بالتعذي ــن التهدي ــف م واملوقمــن التعذيــب ولــو مــع وجــود القوانــن الزجريــة، و كــذا العاقــة بــن اآلليــات الوطنيــة ــازع االختصــاص اإليجــايب يف فرنســا، ــة )SPT(، وطــرق حــل تن ــة الفرعي ــدوق اللجن وصنــى ــة ع ــة الرملاني ــدل، والرقاب ــة وزارة الع ــع ميزاني ــة م ــة مقارن ــة الوطني ــة اللجن وميزانياللجنــة، ورسيــة املعلومــات التــي تتوصــل بهــا اللجنــة، ومصــري الجرائــم املكتشــفة خــال ــة، ــية أم عام ــة أم سياس ــة الخــرات تقني ــع القضــاء، وطبيع ــة م ــة اللجن ــارات، وعاق الزي

ــة العاقــة مــع العمــوم. ونوعي

وجــاء جــواب املحارضيــن بتثمــن التكويــن والتأكيــد عــى فائــدة التعــاون مــع املجتمــع

124

املــدين، وعــدم معاقبــة البــاغ الــكاذب وعــى احــرام الريــة تجنبــا لانتقــام. كــام ركــزوا ــة ــط ميزاني ــى رب ــاعدة، وع ــدوق املس ــن صن ــتفادة م ــة االس ــتقالية وإمكاني ــى االس عاللجنــة الوطنيــة بحجــم عملهــا، وعــى تعاونهــا مــع غريهــا بشــكل يحــل تنــازع االختصــاص

بساســة، وعــى الخضــوع ملراقبــة الرملــان والختصــاص القضــاء.

IV -خالصات الورشة

أفضت العروض واملناقشات السالفة إىل عدد من الخاصات األساسية:

1 رضورة اعتامد العدالة االنتقالية كمرحلة رضورية للمصالحة مع املايض وضامن عدم الرجوع إىل التعذيب وانتهاكات حقوق اإلنسان؛

2 رضورة دسرة حقوق اإلنسان األساسية واملدنية واالقتصادية واالجتامعية والثقافية؛

3 رضورة دسرة منع وتجريم التعذيب بكل أنواعه وأشكاله وصوره؛

4 رضورة تجريم التعذيب وكل األفعال التي متس بسامة اإلنسان الجسدية والعقلية والنفسية يف منظومة الترشيع الجنايئ؛

5 رضورة اعتامد إجراءات وتدابري املسطرة الجنائية، واإلجراءات الجزائية والتقنية املناسبة من أجل تفعيل حقيقي للتجريم وإنزال العقوبة عى الفاعلن واملشاركن واملساهمن؛

6 رضورة اتخاذ التدابري وسن القوانن الكفيلة باملنع من اإلفات من العقاب؛

7 رضورة اعتامد آلية وطنية مستقلة لتتبع ومراقبة الوقاية من التعذيب، ومتكينها من موارد برشية متنوعة ومؤهلة، ومن تجهيزات ومتويات كافية؛

8 رضورة اتخاذ كافة اإلجراءات والتدابري املادية والتقنية يف السجون واملعتقات واملحتجزات، للوقاية من التعذيب؛

9 رضورة ترسيخ ثقافة حقوق اإلنسان وخاصة سامته الجسدية وكرامته لدى الفاعلن والعاملن يف ميادين البحث والتحقيق الجنايئ؛

10 رضورة تلين قواعد اإلثبات ملصلحة الضحايا لحاميتهم من املعتدين.

125

126

منشورات املندوبية الوزارية املكلفة بحقوق اإلنسان

2015MO3621 : رقم اإليداع القانوين

ردمك :978-9954-36-364-5

نونر 2015