1ص:

الجزء األول

]مقدمة المؤلف[

حيم حمن الر ه الر بسم الل

و به ثقتي

ه اعترافا بتوحيده، و اخالصا لربوبيته، و اقرارا بجزيل نعمته، و إذعانا لعظيم منته، الحمد لل و شكرا على جمي:ع مواهب::ه، و ك:ريم فواض::له، و ص:لى الله على خيرت::ه من خلق::ه محم::د

)ص(، و الطاهرين من عترته، و الطيبين من أرومته، و سلم تسليما.

أم::ا بع::د، ف::ان ال::ذي حمل::ني على الش::روع في عم::ل ه::ذا الكت::اب اني لم أج::د أح::دا من أصحابنا- قديما و حديثا- من عمل كتابا يحتوي على تفس::ير جمي::ع الق::رآن، و يش::تمل على فنون معانيه. و انما سلك جماعة منهم في جمي::ع م::ا رواه و نقل::ه و انتهى الي::ه في الكتب المروي::ة في الح::ديث، و لم يتع::رض أح::د منهم الس::تيفاء ذل::ك، و تفس::ير م::ا يحت::اج الي::ه. فوجدت من ش::رع في تفس::ير الق::رآن من علم::اء األم::ة، بين مطي::ل في جمي::ع معاني::ه، و استيعاب ما قيل فيه من فنونه- كالطبري و غيره- و بين مقصر اقتصر على ذك::ر غريب::ه، و

و«1 »معاني ألفاظه. و سلك الباقون المتوسطون في ذلك مس::لك م::ا ق::ويت في::ه منتهماء و من أش::بههما من النح::ويين، أفرغ::وا ترك::وا م::ا ال معرف::ة لهم ب::ه ف::ان الزج::اج و الف::رل بن س:لمة و غ:يره اس:تكثروا من علم وسعهم فيما يتعلق باالعراب و التص:ريف. و مفض: اللغة، و اشتقاق األلفاظ. و المتكلمين- كأبي علي الجبائي و غ::يره- ص::رفوا همتهم الى م::ا يتعلق بالمعاني الكالمية. و منهم من أضاف الى ذلك، الكالم في فنون علم::ه، فادخ::ل في::ه ما ال يليق به، من بس::ط ف::روع الفق::ه، و اختالف الفقه::اء- ك::البلخي و غ::يره- و أص::لح من سلك في ذلك مسلكا جميال مقتص::دا، محم::د ابن بح::ر، أب::و مس::لم االص::فهاني، و علي بن

عيسى الرماني، فان كتابيهما أصلح

______________________________( المنة: القوة و الكلمة من االضداد.1)

2ص:

ما صنف في هذا المعنى، غير أنهما أطاال الخطب في::ه، و أوردا في::ه كث::يرا مم::ا ال يحت::اج و سمعت جماعة من أصحابنا قديما و ح::ديثا، يرغب::ون في كت::اب مقتص::د يجتم::ع على جمي::ع فنون علم القرآن، من القراءة، و المعاني و االع::راب، و الكالم على المتش::ابه، و الج::واب عن مطاعن الملحدين فيه، و أنواع المبطلين، كالمجبرة، و المشبهة و المجسمة و غيرهم، و ذكر ما يختص أص::حابنا ب::ه من االس::تدالل بمواض::ع كث::يرة من::ه على ص::حة م::ذاهبهم في

اصول الديانات و فروعها.

ه تعالى، أشرع في ذلك على وجه اإليجاز و االختصار لكل فن من فنونه، و و أنا ان شاء الل ال أطيل فيمله الناظر فيه، و ال اختصر اختصارا يقصر فهمه عن معانيه و أق::دم ام::ام ذل::ك، فصال يشتمل على ذكر جمل ال بد من معرفته::ا دون اس::تيفائها، ف::ان الس::تيفاء الكالم فيه::اه اس::تمد المعون::ة، و أس::تهديه الى طري::ق الرش::اد، بمن::ه و مواضع هي ألي::ق ب::ه. و من الل

ه تعالى. قدرته ان شاء الل

3ص:

فصل في ذكر جمل ال بد من معرفتها قبل الشروع في تفسير القرآن

اعلم ان القرآن معجزة عظيمة على صدق النبي عليه السالم، بل هو من أك::بر المعج::زات و أشهرها. غير أن الكالم في إعجازه، وجه::ة إعج::ازه، و اختالف الن::اس في::ه، ال يلي::ق به::ذا الكتاب، ألنه يتعلق بالكالم في األصول. و قد ذك::ره علم::اء أه::ل التوحي::د، و أطنب::وا في::ه، و استوفوه غاية االس::تيفاء. و ق::د ذكرن::ا من::ه طرف::ا ص::الحا في ش:رح الجم::ل، ال يلي::ق به::ذا الموضع، ألن استيفاءه يخرج به عن الغرض و اختص::اره ال ي::أتي على المطل::وب، فاالحال::ة

عليه أولى.

و المقصود من هذا الكتاب علم معانيه، و فنون أغراضه. و أما الكالم في زيادت:ه و نقص:انه فمما ال يليق به ايضا، ألن الزيادة فيه مجمع على بطالنها. و النقص::ان من::ه، فالظ::اهر أيض::ا من مذهب المسلمين خالفه، و هو األليق بالصحيح من مذهبنا و هو الذي نص::ره المرتض::ى )ره(، و هو الظاهر في الروايات غير أنه رويت روايات كثيرة، من جه::ة الخاص::ة و العام::ة، بنقصان كثير من آي القرآن، و نقل شيء منه من موضع الى موضع، طريقها اآلحاد التي ال توجب علما و ال عمال، و األولى االعراض عنها، و ترك التشاغل بها، ألنه يمكن تأويلها. و ل::و صحت لما كان ذلك طعن::ا على م::ا ه::و موج::ود بين ال::دفتين، ف::ان ذل::ك معل::وم ص::حته، ال

يعترضه احد من األمة و ال يدفعه.

و رواياتنا متناصرة بالحث على قراءته و التمسك بما فيه، و رد ما ي::رد من اختالف األخب::ارفي الفروع اليه. و قد روي عن النبي )ص( رواية ال يدفعها احد،

ه، و ع::ترتيانه قال: )اني مخلف فيكم الثقلين، ما ان تمس::كتم بهم::ا لن تض::لوا: كت::اب اللأهل بيتي، و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض(.

و هذا يدل على

4ص:

انه موجود في كل عصر، ألنه ال يجوز ان يأمر بالتمسك بما ال نقدر على التمس::ك ب::ه. كم::ا أن اهل البيت، و من يجب اتباع قوله حاصل في كل وقت. و إذا كان الموجود بينن::ا مجمع::ا

على صحته، فينبغي ان نتشاغل بتفسيره، و بيان معانيه و نترك ما سواه.

و اعلم ان الرواية ظاهرة في اخبار أصحابنا بأن تفسير الق::رآن ال يج::وز إال ب::األثر الص::حيحه عليه و آله، و عن االئمة عليهم السالم، الذين قولهم حجة كقول الن::بي عن النبي صلى الل

)ص(، و ان القول فيه بالرأي ال يجوز.

)من فسر القرآن برأي::ه و أص::اب الح::ق، فق::دو روى العامة ذلك عن النبي )ص( انه قال:اخطأ(

و كره جماعة من التابعين و فقهاء المدينة القول في القرآن بالرأي: كسعيد بن المسيب وه، و غ::يرهم. و روي عن عبيدة السلماني، و نافع، و محمد بن القاسم، و س::الم بن عب::د الل

عائشة أنها قالت: لم يكن النبي »ص« يفسر القرآن إال بعد أن يأتي به جبرائيل )ع(.

ه تعالى و كالم نبيه تناقض و تضاد. و الذي نقول في ذلك: إنه ال يجوز ان يكون في كالم اللا«و قد قال الله تعالى: ا جعلناه قرآنا عربي و قال:«1 » »إن

و قال:«3 » »و ما أرسلنا من رسول إال بلسان قومه« و قال:«2 »»بلسان عربي مبين«يء«»فيه تبيان كل شيء« و قال: طن::ا في الكت::اب من ش:: فكي::ف يج::وز ان«4 » »م::ا فر

يصفه بانه عربي مبين، و انه بلسان قومه، و انه بي::ان للن::اس و ال يفهم بظ::اهره ش::يء؟ و هل ذلك إال وصف له باللغز و المعمى الذي ال يفهم الم::راد ب::ه إال بع::د تفس::يره و بيان::ه؟ و

ه أقواما على استخراج معاني الق::رآن فق::ال: »لعلم::هذلك منزه عنه القرآن. و قد مدح اللذين يستنبطونه منهم« ، و قال في قوم«5 »ال

______________________________.43( سورة الزخرف: آية 1)

.195( سورة الشعراء: آية 2)

.4( سورة ابراهيم: آية 3)

.38( سورة االنعام: آية 4)

.82( سورة النساء: آية 5)

5ص:

رون الق::رآن أم علىيذمهم حيث لم يتدبروا القرآن، و لم يتفك::روا في معاني::ه: ::دب »أ فال يت«1 »قلوب أقفالها«

ه، و عترتي أهل بيتي(و قال النبي )ص(. )اني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الل

فبين ان الكتاب حجة، كما أن العترة حجة. و كيف يكون حجة ما ال يفهم به شيء؟

ه، فم::او روى عنه عليه السالم انه قال: )إذا جاءكم عني حديث، فاعرض::وه على كت::اب الله فاقبلوه، و ما خالفه فاضربوا به عرض الحائط(. وافق كتاب الل

ه، و ه:و ال و روي مثل ذلك عن أئمتنا عليهم الس:الم، و كي:ف يمكن الع:رض على كت::اب الل يفهم به شيء؟ و كل ذلك يدل على ان ظاهر ه::ذه االخب::ار م::تروك و ال::ذي نق::ول ب::ه: إن

معاني القرآن على أربعة أقسام:

ه تعالى بالعلم به، فال يجوز ألحد تكلف القول فيه، و ال تعاطي معرفته، أحدها- ما اختص اللي الو ذلك مثل قوله تعالى: ::د رب م::ا علمه::ا عن ان مرساها ق::ل: إن اعة أي »يسئلونك عن الس

يها لوقتها إال هو« اعة ...« و مثل قوله تع::الى:«2 »يجل ::ده علم الس:: ه عن الى«3 » »إن اللآخرها. فتعاطي معرفة ما اختص الله تعالى به خطأ.

و ثانيها- ما كان ظاهره مطابق::ا لمعن::اه، فك::ل من ع::رف اللغ::ة ال::تي خ::وطب به::ا، ع::رف::الحق«معناها، مثل قوله تعالى: ه إال ب م الل تي حر فس ال و مث::ل قول::ه«4 » »و ال تقتلوا الن

ه أحد«تعالى: و غير ذلك.«5 » »قل هو الل

و ثالثها- ما هو مجمل ال ينبئ ظاهره عن المراد به مفصال. مثل قوله تعالى:

كاة« و مثل قوله:«6 »»أقيموا الصالة، و آتوا الز

______________________________.24( سورة محمد: آية 1)

.186( سورة االعراف: آية 2)

.34( سورة لقمان: آية 3)

.151( سورة االنعام: آية 4)

.1( سورة التوحيد: آية 5)

56. الن::ور آي::ة 78. الحج آي::ة 76 النس::اء آي::ة 110 و 83 و 43( س::ورة البق::رة: آي::ة 6).2 المزمل آية 13المجادلة آية

6ص:

بيال« ::ه س:: تطاع إلي اس حج البيت من اس:: ه على الن ::وم و قول::ه:«1 »»و لل ::وا حقه ي »و آت و قوله:«2 »حصاده«

و ما أشبه ذلك. فان تفصيل أعداد الصالة و ع:دد ركعاته:ا،«3 »»في أموالهم حق معلوم« و تفص::يل مناس::ك الحج و ش::روطه، و مق::ادير النص::اب في الزك::اة ال يمكن اس::تخراجه إاله تع:الى. فتكل::ف الق::ول في ذل:ك خط:أ ممن::وع من::ه، ببيان النبي )ص( و وحي من جهة الل

يمكن ان تكون االخبار متناولة له.

و رابعها- ما كان اللفظ مشتركا بين معن::يين فم::ا زاد عنهم::ا، و يمكن ان يك::ون ك::ل واح::ده في::ه بعض م::ا يحتم::ل- إال منهما مرادا. فانه ال ينبغي أن يقدم احد به فيقول: ان م::راد الل بقول نبي او امام معصوم- بل ينبغي ان يقول: ان الظاهر يحتمل ألمور، و كل واح::د يج::وز

ه أعلم بما أراد. أن يكون مرادا على التفصيل. و الل

و متى كان اللفظ مشتركا بين شيئين، أو ما زاد عليهما، و دل الدليل على ان::ه ال يج::وز انيريد إال وجها واحدا، جاز ان يقال: إنه هو المراد.

و متى قسمنا هذه األقسام، نكون قد قبلنا هذه االخبار و لم نردها على وجه يوحش نقلته::او المتمسكين بها، و ال منعنا بذلك من الكالم في تأويل اآلي جملة.

و ال ينبغي ألحد ان ينظر في تفسير آية ال ينبئ ظاهرها عن المراد تفصيال، أو يقلد أحدا من المفس::رين، إال ان يك::ون التأوي::ل مجمع::ا علي::ه، فيجب اتباع::ه لمك::ان اإلجم::اع، ألن من المفس::رين من حم::دت طرائق:ه، و م::دحت مذاهب::ه، ك::ابن عب::اس، و الحس::ن، و قت::ادة، و مجاهد و غيرهم. و منهم من ذمت مذاهبه، كأبي صالح، و السدي و الكل::بي و غ::يرهم. ه:ذا في الطبقة االولى. و أما المتأخرون فكل واحد منهم نصر مذهبه، و ت::أول على م::ا يط::ابق أصله، و ال يجوز ألح::د أن يقل::د أح::دا منهم، ب::ل ينبغي ان يرج::ع الى االدل::ة الص::حيحة: إم::ا العقلية، أو الشرعية، من اجماع عليه، أو نقل متواتر به، عمن يجب اتب::اع قول::ه، و ال يقب::ل

في ذلك خبر واحد، خاصة

______________________________.91( سورة آل عمران: آية 1)

.141( سورة االنعام: آية 2)

.23( سورة المعارج: آية 3)

7ص:

إذا كان مما طريقه العلم، و متى ك::ان التأوي::ل يحت::اج الى ش::اهد من اللغ::ة، فال يقب::ل من الشاهد إال ما كان معلوما بين اهل اللغة، ش::ائعا بينهم. و أم::ا طريق::ة اآلح::اد من الرواي::اته و ينبغي الشاردة، و األلفاظ النادرة، فانه ال يقطع بذلك، و ال يجعل ش::اهدا على كت::اب الل أن يتوقف فيه و يذكر ما يحتمله، و ال يقطع على المراد منه بعينه، فانه متى قط::ع ب::المراد كان مخطئا، و ان أصاب الحق، كم::ا روي عن الن::بي )ص( ألن::ه ق::ال تخمين::ا و حدس::ا و لم

يصدر ذلك عن حجة قاطعة. و ذلك باطل باالتفاق.

و اعلموا ان العرف من مذهب أصحابنا و الشائع من اخب::ارهم و رواي::اتهم ان الق:رآن ن::زل بحرف واحد، على نبي واحد، غير انهم اجمعوا على جواز القراءة بم::ا يتداول::ه الق::راء و أن اإلنسان مخير باي قراءة شاء قرأ، و كرهوا تجويد قراءة بعينها بل أجازوا الق::راءة بالمج::از

الذي يجوز بين القراء و لم يبلغوا بذلك حد التحريم و الحظر.

)نزل القرآن على سبعة أحرف كله::ا ش::افو روى المخالفون لنا عن النبي )ص( انه قال:كاف.( و في بعضها: )على سبعة أبواب(

و كثرت في ذلك رواياتهم. و ال معنى للتشاغل بإيرادها. و اختلفوا في تأويل الخبر، فاخت::ارقوم ان معناه على سبعة معان: أمر، و نهي، و وعد، و وعيد، و جدل، و قصص، و أمثال

)نزل القرآن على سبعة أحرف:و روى ابن مسعود عن النبي »ص« انه قال:

زجر، و أمر، و حالل، و حرام، و محكم، و متشابه، و أمثال.(

]نزل القرآن على سبعة أحرف:و روى ابو قالمة عن النبي ]ص[ انه قال:

أمر، و زجر، و ترغيب، و ترهيب، و جدل، و قصص، و أمثال.[

و قال آخرون:

]نزل القرآن على سبعة أحرف.[ أي سبع لغ::ات مختلف::ة، مم::ا ال يغ::ير حكم::ا في تحلي::ل و تحريم، مثل. هلم. و يقال من لغات مختلف::ة، و معانيه::ا مؤتلف::ة. و ك::انوا مخ::يرين في أول اإلسالم في أن يقرءوا بما شاءوا منها. ثم اجمعوا على حدها، فصار ما اجمعوا علي::ه مانع::ا مما اعرضوا عنه. و قال آخرون: ]نزل على سبع لغ:ات من اللغ:ات الفص:يحة، ألن القبائ:ل بعضها افصح من بعض[ و هو الذي اختاره الطبري. و قال بعض::هم: ]هي على س::بعة أوج::ه

من اللغات، متفرقة في القرآن، ألنه

8ص:

ال يوجد حرف قرئ على سبعة أوجه.[ و قال بعضهم: ]وجه االختالف في القراءات سبعة:

أولها- اختالف اعراب الكلمة او حرك::ة بنائه::ا فال يزيله::ا عن ص::ورتها في الكت::اب و ال يغ::ير ؟ و هل نجازي إال الكفور بالرفع و النصب«1 » هؤالء بناتي هن أطهر لكممعناها نحو قوله:

و البخ::ل و«3 » بالنصب و النون و هل يج::ازى إال الكف::ور؟ بالي::اء و الرف::ع. و بالبخل«2» و ميسرة بنصب السين و رفعها.«4 »البخل برفع الباء و نصبها. و ميسرة

و الث::اني- االختالف في اع::راب الكلم::ة و حرك::ات بنائه::ا مم::ا يغ::ير معناه::ا و ال يزيله::ا عننا باعد بين أسفارناصورتها في الكتابة مثل قوله: على الخبر.«5 » رب

بالتشديد و تلقونه بكسر الالم و التخفيف و«6 » إذ تلقونه بألسنتكمربنا باعد على الدعاء. الوجه الثالث- االختالف في حروف الكلمة دون اعرابها، مما يغير معناها و ال يزيل ص::ورتها

زهانح::و قول::ه تع::الى: ::ف ننش:: ب::الزاء المعجم::ة و ب::الراء الغ::ير معجم::ة و الراب::ع-«7 » كياالختالف في الكلمة مما يغير صورتها و ال يغير معناها نحو قوله:

و«9 » كالعهن المنفوش و االزقية. و كالصوف المنفوش و«8 »إن كانت إال صيحة واحدةودالخامس- االختالف في الكلمة مم:ا يزي:ل ص::ورتها و معناه:ا نح:و: و«10 » و طلح منض:

السادس- االختالف بالتقديم و التأخير نحو قوله: و جاءت سكرة الموتطلع.

______________________________78( سورة هود آيه 1)

17( سورة سبأ آية 2)

و البخل بالرفع مصدر بخل و البخل بالفتح مص::در24 الحديد آية 36( سورة النساء آية 3)بخل

28( سورة البقرة. آية 4)

19( سورة سبأ آية 5)

15( سورة النور آية 6)

259( سورة البقرة آية 7)

15 سورة ص آية 53- 49- 29( سورة يس آية 8)

5( سورة القارعة. آية. 9)

19( سورة ق آية- 10)

9ص:

و جاءت سكرة الحق بالموت.«1 »بالحق

«2 »الس::ابع- االختالف بالزي::ادة و النقص::ان نح::و قول::ه: و م::ا عملت أي::ديهم و م::ا عملتهه هو الغني الحميدبإسقاط الهاء و إثباتها. و نحو قوله: و ان الله الغني الحميد. في فإن الل

.«3 »سورة الحديد

و هذا الخبر عندنا و ان كان خبرا واحدا ال يجب العمل به فالوجه األخير أصلح الوج::وه علىما روي عنهم عليه السالم من جواز القراءة بما اختلف القراءة فيه.

و اما القول األول فهو على ما تضمنته ألن تأويل القرآن ال يخرج عن احد األقسام السبعة: إما أمر. او نهي. او وعد. او وعيد. او خبر. او قصص. او مثل. و هو الذي ذكره أصحابنا في

اقسام تفسير القرآن.

فاما ما

]ما نزل من القرآن من آية إال و لها ظهر و بطن.[روي عن النبي )ص( انه قال:

و قد رواه ايضا أصحابنا عن االئمة عليهم السالم فانه يحتمل ذلك وجوها:

أحدها- ما

و حكي ذلك عن أبي عبيدة أن المراد ب::ذلكروي في أخبارنا عن الصادقين عليهما السالم.القصص باخبار هالك األولين و باطنها عظة لآلخرين

و الثاني- ما حكي عن ابن مسعود انه قال: ]ما من آية إال و قد عم:ل به:ا ق:وم و له:ا ق:وم يعملون بها.[ و الثالث- معناها أن ظاهرها لفظها و باطنها تأويله::ا ذك::ره الط::بري و اخت::اره البلخي و الراب::ع- م::ا قال::ه الحس::ن البص::ري: ]ان::ك إذا فتش::ت عن باطنه::ا و قس::ته على ظاهرها وقفت على معناها[ و جميع اقسام الق::رآن ال يخل::و من س::تة: محكم. و متش::ابه و

ناسخ. و منسوخ. و خاص. و عام.

فالمحكم ما انبأ لفظه عن معناه من غير اعتبار امر ينضم اليه س::واء ك::ان اللف::ظ لغوي::ا اوعرفيا. و ال يحتاج الى ضروب من التأويل. و ذلك نحو قوله:

______________________________19( سورة ق آية 1)

35( سورة يس آية 2)

24( آية 3)

10ص:

عها[ ه نفس::ا إال وس:: ف الل ه[ و قول::ه:«1 »]ال يكل م الل تي ح::ر فس ال ::وا الن و«2 » ]و ال تقتلقوله:

ه أحد[ ]و و قول::ه:«4 » ]لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد[ و قوله:«3 »]قل هو اللم للعبي::د[ ك بظال ::دون[ و قول:ه:«5 »ما رب و نظ::ائر«6 » ]م::ا خلقت الجن و اإلنس إال ليعب

ذلك.

و المتشابه ما كان المراد به ال يعرف بظاهره بل يحت::اج الى دلي::ل و ذل::ك م::ا ك::ان محتمال ألمور كثيرة أو أمرين و ال يج::وز ان يك::ون الجمي::ع م::رادا فان::ه من ب::اب المتش::ابه. و انم::ا

سمي متشابها الشتباه المراد منه بما ليس بمراد و ذلك نحو قوله:

طت في جنب الله[ ::ه[ و قوله:«7 »]يا حسرتى على ما فر ات بيمين » ]و السماوات مطوي و قوله:«10 » »يضل من يشاء« و قوله«9 » »تجري بأعيننا« و قوله:«8

و نظائر ذلك من اآلي التي المراد«11 » و طبع على قلوبهم«»فأصمهم و أعمى أبصارهم منها غير ظاهرها. فان قيل: هال كان القرآن كله محكما يستغنى بظاهره عن تكلف ما يدل على المراد منه حتى دخل على كثير من المخالفين للح::ق ش::بهة في::ه و تمس::كوا بظ::اهره على ما يعتقدونه من الباطل؟ أ تقولون إن ذلك لم يكن مقدورا له تعالى؟ فهذا هو الق::ول بتعجيزه! أو تقولون هو مقدور له و لم يفعل ذلك فلم لم يفعل::ه؟ قي::ل الج::واب على ذل::كه تعالى- مع ما في::ه من الفوائ::د- المص::لحة معت::برة في من وجهين: أحدهما- ان خطاب الل

ألفاظه فال يمتنع أن تكون المصلحة الدينية

______________________________286( سورة البقرة آية 1)

151( سورة االنعام آية 2)

1( سورة التوحيد آية 3)

4 و 3( سورة التوحيد آية 4)

46( سورة حم السجدة آية 5)

56( سورة الذاريات آية 6)

56( سورة الزمر آية 7)

67( سورة الزمر آية- 8)

14( سورة القمر آية 9)

8 فاطر آية- 40. ابراهيم آية- 29( سورة الرعد آية 10)

23( سورة محمد. آية 11)

11ص:

تعلقت بان يستعمل األلفاظ المحتملة و يجع::ل الطري::ق الى معرف::ة الم::راد ب::ه ض::ربا من االستدالل و لهذه العلة أطال في موضع و أسهب و اختصر في آخر و أوجز و اقتصر و ذكر

قصة في موضع و أعادها في موضع آخر.

و اختلفت أيضا مقادير الفصاحة في::ه و تفاض::لت مواض::ع من::ه بعض:ه على بعض و الج::واب::ه تع::الى انم::ا خل::ق عب::اده تعريض::ا لثواب::ه و كلفهم لين::الوا على الم::راتب و الث::اني: ان الل أشرفها و لو كان القرآن كله محكم::ا ال يحتم::ل التأوي::ل و ال يمكن في::ه االختالف لس::قطته المحنة و بطل التفاضل و تساوت المنازل و لم تبن منزله العلماء من غيرهم. و ان::زل الل القرآن بعضه متشابها ليعمل أهل العق::ل افك::ارهم و يتوص::لوا بتكل::ف المش::اق و النظ::ر و

االستدالل الى فهم المراد فيستحقوا به عظيم المنزلة و عالي الرتبة.

ه تعالى بأن:ه اجم:ع فان قيل: كيف تقولون، ان القرآن فيه محكم و متشابه، و قد وصفه الل محكم؟ و وصفه في مواضع أخر بأن::ه متش::ابه و ذك::ر في موض::ع آخ::ر ان بعض::ه محكم، و

::ه«بعضه متشابه- كما زعمتم- و ذلك نحو قوله: و ق::ال في«1 » »ال::ر. كت::اب أحكمت آياتل أحسن الحديث كتاب::ا متش:ابها«موضع آخر: ه نز »ه:و و ق:ال في موض::ع آخ::ر:«2 » »الل

و ه::ل«3 »الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب و أخ::ر متش::ابهات«هذا إال ظاهر التناقض؟

قلنا: ال تناقض في ذلك، ألن وصفه بأنه محكم كل::ه، الم::راد ب::ه ان::ه بحيث ال يتط::رق علي::ه الفس::اد و التن:اقض و االختالف و التب::اين و التع:ارض، ب::ل ال ش:يء من::ه إال و ه:و في غاي::ة األحكام- إما بظاهره او بدليله، على وجه ال مجال للطاعنين عليه. و وصفه بانه متشابه أنه يشبه بعضه بعضا في باب األحكام الذي أشرنا اليه، و أنه ال خلل فيه و ال تباين و ال تض::اد و ال تناقض. و وصفه بان بعضه محكم، و بعضه متشابه ما أشرنا اليه، من ان بعضه م::ا يفهم المراد بظاهره فيسمى محكما و منه ما يشتبه المراد منه بغ::يره و ان ك::ان على الم::راد و

الحق منه دليل فال تناقض في ذلك بحال.

______________________________1( سورة هود. آية 1)

23( سورة الزمر. آية 2)

7( سورة آل عمران. آية 3)

12ص:

و اما الناسخ فهو ك::ل دلي::ل ش::رعي ي::دل على زوال مث::ل الحكم الث::ابت ب::النص األول في المستقبل على وجه لواله لكان ثابتا بالنص االول مع تراخيه عنه. اعتبرنا دلي::ل الش::رع ألن دليل العقل إذا دل على زوال مثل الحكم الثابت بالنص االول ال يسمى نس::خا. أال ت::رى أن المكلف للعبادات، إذا عجز أو زال عقله، زالت عنه العبادة بحكم العق::ل، و ال يس::مى ذل::ك الدليل ناسخا؟ و اعتبرنا زوال مثل الحكم، و لم نعتبر الحكم نفسه ألن::ه ال يج::وز أن ينس::خ نفس م::ا أم::ر ب::ه، ألن ذل::ك ي::ؤدي الى الب::داء. و انم::ا اعتبرن::ا أن يك::ون الحكم ثابت::ا بنص شرعي، ألن ما ثبت بالعقل إذا أزاله الشرع ال يس::مى بأن::ه نس::خ حكم العق::ل. أال ت::رى أن الصالة و الطواف لوال الشرع لكان قبيحا فعل::ه في العق::ل و إذا ورد الش::رع بهم::ا ال يق::ال نسخ حكم العقل؟ و اعتبرنا مع تراخيه عنه ألن ما يقترن به ال يسمى نس::خا و ربم::ا يك::ون

تخصيصا ان كان اللفظ عاما او مقيدا ان كان اللفظ خاصا. أال ترى أنه لو قال:

اقتلوا المشركين اال اليهود لم يكن قوله إال اليهود نسخا لقوله اقتلوا المشركين؟

و كذا لو قال: فسيحوا في األرض اربعة أشهر فقيد بهذه الغاية ال يقال لم::ا بع::دها نس::خ. و:دةكذا لما قال في آية الزنا: ال يق:ال لم::ا زاد علي:ه«1 » فاجلدوا كل واح:د منهم:ا مائة جل

منسوخ ألنه مقيد في اللفظ.

و النسخ يصح دخوله في االم::ر و النهي بال خالف. و الخ::بر ان تن::اول م::ا يص::ح تغي::يره عنصفة جاز دخول النسخ فيه ألنه في معنى األمر. أال ترى أن قوله:

اس حج البيت« ه على الن هن« خبر؟ و قوله:«2 »»و لل صن بأنفس:: قات يترب «3 » »و المطل خبر و مع ذل:ك يص:ح دخ:ول النس::خ«4 » »و من دخله كان آمنا«أيضا خبر؟ و كذلك قوله:

فيه فاما ما ال يصح تغييره عن صفة فال يصح دخول النسخ فيه، نحو االخبار عن صفات اللهتعالى، و صفات األجناس

______________________________2( سورة النور. آية 1)

97( سورة آل عمران. آية 2)

228( سورة البقرة. آية 3)

97( سورة آل عمران. آية 4)

13ص:

- لما يصح عليه التغيير، لم يصح فيه النسخ حيث أن العبارة باألخبار عنه بأن::ه ق::ادر، ع::الم، سميع بصير، ال يصح النسخ فيه، ألنه يمتنع دخول النسخ في االخبار- ان كان الخ::بر ال يص::ح

تغييره في نفسه.

و ال يخلو النسخ في القرآن من أقسام ثالثة: أحدها- نس::خ حكم::ه دون لفظ::ه- كآي::ة الع::دة فان الحكم منسوخ و التالوة باقي::ة. و كآي::ة«1 »في المتوفى عنها زوجها المتضمنة للسنة

. فان الحكم مرتفع، و التالوة باقي::ة. و«3 » و آية وجوب ثبات الواحد للعشرة«2 »النجوىهذا يبطل قول من منع جواز النسخ في القرآن ألن الموجود بخالفه.

و الثاني- ما نسخ لفظه دون حكمه، كآية الرجم فان وجوب الرجم على المحص::نة ال خالف فيه، و اآلية التي كانت متضمنة له منسوخة بال خالف و هي قوله: )و الش::يخ و الش::يخة إذا::ه عزي::ز ه و الل زنيا فارجموهما البت::ة، فإنهم::ا قض::يا الش::هوة ج::زاء بم::ا كس::با نك::اال من الل

حكيم.( الثالث- ما نسخ لفظه و حكمه، و ذلك نحو ما رواه المخالفون من عائشة:

ه ان عش::ر رض::عات تح::رمن، و نس::خ ذل::ك بخمس عش::رة فنس::خت أنه كان فيما أنزل اللالتالوة و الحكم.

و أما الكالم في شرائط النسخ، فما يصح منها و ما ال يصح و ما يصح أن ينسخ ب:ه الق:رآن، و ما ال يصح أن ينسخ به. و قد ذكرناه في كتاب الع::دة- في اص::ول الفق::ه- و ال يلي::ق ذل::ك

بهذا المكان.

و حكى البلخي في كتاب التفسير فقال: )قال قوم- ليسوا ممن يعتبرون و لكنهم من األمة على حال- ان األئمة المنصوص عليهم- ب::زعمهم- مف::وض اليهم نس::خ الق::رآن و ت::دبيره، و

تجاوز بعضهم حتى خرج من الدين بقوله: ان النسخ قد

______________________________240( سورة البقرة. آية 1)

12( سورة المجادلة. آية 2)

65( سورة االنفال. آية 3)

14ص:

يجوز على وجه البداء و هو أن يأمر الله عز و جل عندهم بالشيء و ال يبدو له، ثم يب::دو ل::ه فيغيره، و ال يريد في وقت أمره ب::ه أن يغ::يره ه::و و يبدل::ه و ينس::خه، ألن::ه عن::دهم ال يعلم الشيء حتى يكون، إال ما يقدره فيعلمه علم تقدير، و تعجرفوا فزعموا ان ما نزل بالمدين::ة ناسخ لما نزل بمكة( و أظن انه عنى بهذا أصحابنا اإلمامية، ألن::ه ليس في األم::ة من يق::ول بالنص على األئمة عليهم السالم سواهم. فان كان عن::اهم فجمي::ع م::ا حك::اه عنهم باط::ل و كذب عليهم، ألنهم ال يجيزون النسخ على أحد من األئمة )ع( و ال اح::د منهم يق::ول بح::دوث العلم. و انما يحكى عن بعض من تقدم من شيوخ المعتزلة- كالنظام و الجاحظ و غيرهم::ا- و ذلك باطل. و كذلك ال يقولون: ان المتأخر ينسخ المتقدم إال بالشرط ال::ذي يقول::ه جمي::ع من أجاز النسخ، و هو ان يكون بينهما تضاد و تناف ال يمكن الجمع بينهما، و اما على خالف

ذلك فال يقوله محصل منهم.

و الوجه في تكري::ر القص::ة بع::د القص::ة في الق::رآن، أن رس::ول الل::ه )ص( ك::ان يبعث الى القبائل المتفرقة بالسور المختلف::ة فل::و لم تكن األنب::اء و القص::ص مك::ررة، ل::وقعت قص::ةه بلطف::ه و موسى الى قوم و قصة عيسى الى قوم، و قصة نوح الى قوم آخرين، فأراد الل رحمته أن يشهر هذه القصص في أطراف األرض و يلقيها في ك::ل س::مع، و يثبته::ا في ك::ل قلب، و يزيد الحاضرين في االفه::ام و تك::رار الكالم من جنس واح::د، و بعض::ه يج::ري على

بعض، كتكراره في:

قل يا ايها الكافرون، و سورة المرسالت، و الرحمن فالوجه في::ه، ان الق::رآن ن::زل بلس::ان الق::وم، و م::ذهبهم في التك::رار- ارادة للتوكي::د و زي::ادة في االفه::ام- مع::روف كم::ا ان من م::ذهبهم اإليج::از و االختص::ار ارادة للتخفي::ف. و ذل::ك أن افتن::ان المتكلم و الخطيب في الفنون، و خروجه من شيء الى شيء، أحسن من اقتص::اره من المق::ام على فن واح::د. و قد يقول القائل: و الله ألفعله ثم و الله ألفعله، إذا أراد التوكي::د كم::ا يق::ول: افعل::ه بح::ذف

ه تعالى: »كال سوف تعلمونالالم إذا أراد اإليجاز. قال الل

15ص:

را« و قال:«1 »ثم كال سوف تعلمون« ر يس:: را. إن م::ع العس:: و«2 » »فإن مع العسر يس::ه تعالى: ::ك ف::أولى«قال الل ::وم و ق::ال:«3 » »أولى لك فأولى. ثم أولى ل »م::ا أدراك م::ا ي

كل هذا يراد به التوكيد. و قد يقول القائ::ل لغ::يره:«4 »الدين، ثم ما أدراك ما يوم الدين«اعجل اعجل و للرامي ارم ارم قال الشاعر:

كم كم و كمكم نعمة كانت لكم

و قال آخر:

دة يوم و لوا اين أيناهال سألت جموع كن

و قال عوف بن الخزرج:

فاولى فزار فأولى فزارو كادت فزارة تصلى بنا

حيم«فام:ا تك::رار مع:نى واح::د بلفظين مختلفين، كقول::ه: حمن ال::ر مع و قول:ه: »ال:ر »نس::هم و نجواهم« و النجوى هو السر، فالوجه في::ه م::ا ذكرن::ا من ان ع::ادة الق::وم، تكري::رسر

المعنى بلفظين مختلفين، اتساعا في اللغة، كقول الشاعر.

كذبا و مينا. و هما بمعنى واحد و قول اآلخر:

و في اللثات و في أنيابها شنبلمياء في شفتيها حوة لعس

و اللمي: سواد في الشفتين. و الحوة. و اللعس كالهما سواد في الشفتين و ك::رر الختالف اللفظ. و الش::نب: تح::زز في األني::اب كالمنش::ار، و ه::و نعت له::ا. و رحمن و رحيم، س::نبين

ى«القول فيهما فيما بعد. و قوله: اها ما غش و قوله:«5 » »فغش

على«7 » »و ال طائر يطير بجناحيه« و قوله:«6 »»فغشيهم من اليم ما غشيهم«

______________________________4 و 3( سورة التكاثر. آية 1)

6 و 5( سورة االنشراح آية 2)

35 و 34( سورة القيامة آية 3)

18 و 17( سورة االنفطار آية 4)

54( سورة النجم آية 5)

78( سورة طه آية 6)

38( سورة االنعام. آية 7)

16ص:

ما قلناه من التوكيد، كما يقول القائل: كلمته بلساني، و نظرت اليه بعيني، و يقال بين زيدو بين عمرو، و انما البين واحد. و المراد بين زيد و عمرو. و قال الشاعر أوس بن الحجر:

«1 »ر مع النجم و القمر الواجبأ لم تكسف الشمس شمس النها

و الشمس ال تكون إال بالنهار، فأكد.

ذكرنا هذه الجملة تنبيها عن الجواب عما لم نذكره، و لعلنا نستوفيه فيما بع::د إذا ج::رى م::ا يقتضي ذكره و لو ال عناد الملحدين، و تعجرفهم، لما اح::تيج الى االحتج::اج بالش::عر و غ::يره للشيء المشتبه في القرآن، ألن غاية ذلك أن يستشهد عليه ب::بيت ش::عر ج::اهلي، او لف::ظ منقول عن بعض االع:راب، أو مث::ل س:ائر عن بعض أه:ل البادي::ة. و ال تك:ون منزل:ة الن::بي )ص(- و حاش::اه من ذل::ك- أق::ل من منزل::ة واح::د من ه::ؤالء. و ال ينقص عن رتب::ة النابغ::ة الجعدي، و زهير بن الكعب و غيرهم. و من طرائف األمور ان المخالف إذا أورد عليه ش::عر من ذكرناه، و من هو دونهم سكنت نفسه، و اطمأن قلبه. و هو ال يرض::ى بق::ول محم::د بنه بن عبد المطلب. و مهما شك الناس في نبوت::ه، فال مري::ة في نس::به، و فص::احته، عبد الل فانه نشأ بين قومه الذين هم الغاية القصوى في الفصاحة، و يرجع اليهم في معرفة اللغ::ة. و ل::و ك::ان المش::ركون من ق::ريش و غ::يرهم وج::دوا متعلق::ا علي::ه في اللحن و الغل::ط و المناقضة، لتعلقوا به، و جعلوه حجة و ذريع:ة الى إطف::اء ن:وره و إبط:ال أم:ره، و اس:تغنوا بذلك عن تكلف ما تكلفوه من المشاق في بذل النفوس و األموال. و لو فعلوا ذل::ك لظه::ر و اشتهر، و لكن حب اإللحاد و االستثقال لتحمل العبادات، و الميل الى الف::واحش أعم::اهم و أصمهم، فال يدفع أحد من الملح::دين- و ان جح::دوا نبوت::ه )ص(- ان::ه اتى به::ذا الق::رآن، و جعله حجة لنفسه، و قرأه على العرب. و قد علمنا انه ليس بأدون الجماعة في الفص::احة. و كيف يجوز ان يحتج بشعر الشعراء عليه، و ال يج::وز أن يحتج بقول::ه عليهم و ه::ل ه::ذا إال

عناد محض، و عصبية صرف؟ و انما يحتج علماء

______________________________( الواجب: الغائب1)

17ص:

الموحدين بشعر الشعراء و كالم البلغاء، اتساعا في العلم، و قطعا للشغب، و ازاحه للعلة، و إال فكان يجب أال يلتفت الى جميع ما يطعن علي::ه، ألنهم ليس::وا ب::ان يجعل::وا عي::ارا علي::ه

بأولى من ان يجعل هو عليه السالم عيارا عليهم.

و روي عن ابن مسعود، انه قال: )كان الرجل من::ا إذا تعلم عش::ر آي::ات لم يج::اوزهن ح::تىيعرف معانيهن، و العمل بهن.( و

ه بن العباس على الحج فخطب خطبة لو س::معها ال::تركروي انه استعمل علي )ع( عبد اللو الروم ألسلموا.

ثم قرأ عليهم سورة النور- و روي سورة البقرة- ففسرها. فق::ال رج::ل: )ل::و س::معت ه::ذا الديلم ألس::لمت( و ي::روى عن س::عيد بن الجب::ير، ان::ه من ق::رأ الق::رآن ثم لم يفس::ره ك::ان

كاالعجمي أو االعرابي.

فصل في ذكر اسامي القرآن، و تسمية السور و اآليات

ه تعالى القرآن باربع:ة اس:ماء: س:ماه قرآن::ا في قول:ه تع:الى: سمى الل ا جعلن::اه قرآن::ا »إنا« ذي أنزل فيه القرآن« و في قوله:«1 »عربي و غير ذلك من اآلي.«2 » »شهر رمضان ال

::ون للع::المينو سماه فرقانا في قوله تع::الى: ::ده ليك ل الفرق::ان على عب ::ز ذي ن »تب::ارك ال.«3 »نذيرا.«

و سماه الكتاب في قوله: ::ه عوج::ا ه الذي أنزل على عبده الكت::اب و لم يجع::ل ل »الحمد للما« .«4 »قي

______________________________3( سورة الزخرف آية 1)

185( سورة البقرة آية 2)

1( سورة الفرقان آية 3)

1( سورة الكهف آية 4)

18ص:

ا له لحافظون«و سماه الذكر في قوله: لنا الذكر و إن ا نحن نز و تس::ميته ب::القرآن«1 » »إن تحتمل أمرين: أحدهما- ما روي عن ابن عباس، انه قال: )هو مصدر قرأت قرآنا( أي تلوته، مثل: غفرت غفرانا، و كفرت كفران::ا و الث::اني- م::ا حكي عن قت::ادة، ان::ه ق::ال )ه::و مص::در

قرأت الشيء إذا جمعت بعضه الى بعض( قال عمرو بن كلثوم

اللون لم تقرأ جنينا«4هجان » بكر«3 » ادماء«2 »ذراعي عيطل

اي لم تضم جنينها في رحمها. و قال قط::رب في معن::اه ق::والن أح::دهما ه::ذا و علي::ه اك::ثر المفسرين. و قال قوال آخر معناه لفظت به مجموعا. و قال معنى البيت أيض::ا أي لم تلق::ه مجموعا و تفسير ابن عباس أولى، ألن قوله تعالى ]ان علينا جمع::ه و قرآن::ه، ف::إذا قرأن::اه

.«5 »فاتبع قرآنه[

و الوجه المختار ان يكون المراد و إذا تلوناه عليك، و بيناه ل::ك، ف::اتبع تالوت::ه و ل::و حملن::اه على الجمع- على ما قال قتادة- لكان يجب أال يلزم اتباع آية آية من القرآن النازلة في كل وقت، و كان يقف وجوب االتباع على حين الجمع، ألنه علق::ه ب::ذلك على ه::ذا الق::ول، ألن::ه

بع قرآنه«قال: يعني جمعناه على ما قالوه فاتبع قرآنه، و كان يقف وجوب »فإذا قرأناه فاتاالتباع على تكامل الجميع، و ذلك خالف اإلجماع فاألول أولى.

فان قيل: )كيف يسمي القراءة قرآنا، و انما هو مقروء؟( قلن::ا: )س::مي ب::ذلك كم::ا يس::مىالمكتوب كتابا، بمعنى: كتاب الكاتب( قال الشاعر في صفة طالق كتبه المرأته:

كتاب مثل ما لصق الغراءتؤمل رجعة مني و فيها

يعني طالقا مكتوبا.

______________________________15 و سورة الحجر آية 63 و 12( سورة يوسف آية 1)

( عيطل: طويلة العنق2)

( ناقة ادماء: بيضاء3)

( بيضاء اللون4)

18- 17( سورة القيامة آية 5)

19ص:

و تسميته بانه فرقان، ألنه يفرق بين الحق و الباطل. و الفرقان هو الفرق بين الش::يئين. وانما يقع الفرق بين الحق و الباطل بادلته الدالة على صحة الحق، و بطالن الباطل.

و تسميته بالكتاب ألنه مصدر من قولك، كتبت كتابا، كما تقول قمت قياما. و سمي كتاب::ا و انما هو مكتوب، كما ق::ال الش::اعر في ال::بيت المتق::دم. و الكتاب::ة م::أخوذة من الجم::ع في

قولهم: كتبت السقاء إذا جمعته بالخرز قال الشاعر:

«1 »على قلوصك فاكتبها باسيارال تأمنن فزاريا خلوت به

و الكتبة، الخرزة. و كلما ضممت بعضه الى بعض على وجه التقارب فقد كتبت::ه. و الك::تيب من الجيش، من هذا، النضمام بعضها الى بعض.«2»

ه تع:الى ذك::ر ب::ه عب::اده، فع::رفهم و تسميته بالذكر، يحتمل أمرين: أحدهما- انه ذكر من الل ]وفيه فرائضه، و حدوده. و اآلخر- انه ذكر و شرف لمن آمن ب::ه و ص::دق بم::ا في::ه. كقوله

ه لذكر لك و لقومك[ .«3 »إن

و أما السورة- بغير همز- فهي منزلته من منازل االرتفاع، و من ذلك س::ور المدين::ة س::مي بذلك، الحائط الذي يحويها الرتفاعه عما يحوي::ه، غ::ير ان س::ور المدين::ة لم يجم::ع س::ورا، و

سورة القرآن تجمع سورا. و هذه أليق بتسميته سور القرآن سورة. قال النابغة

ه أعطاك سورة يرى كل ملك دونها يتذبذبألم تر ان الل

يعني منزلة من منازل الشرف التي قصرت عنها الملوك.

و اما من همز السورة من القرآن، فانه أراد به القطعة التي انفصلت من القرآن، و أبقيت و سؤر كل شيء بقيته. يقال اسأرت في اإلناء أي أبقيت فيه قال األعشى بن ثعلبة، يصف

امرأة

د صدعا على نأيها مستطارافبانت و قد أسأرت في الفؤا

______________________________( اسيارج سير: الجلد1)

( و الكتيبة2)

44( سورة الزخرف آية 3)

20ص:

و تسمية اآلية بأنها آية، يحتمل وجهين أحدهما- ألنها عالمة يعرف بها تمام ما قبله::ا، و من::ه::ك[قوله تعالى ::ة من ماء تكون لن::ا عي::دا ألولن::ا و آخرن::ا و آي «1 » ]أنزل علينا مائدة من الس

يعني عالمة الجابتك دعاءنا. و اآلخر أن اآلية القصة و الرسالة. قال كعب بن زهير

أ يقظان قال القول إذا قال أم حلمأال أبلغا هذا المعرض آية

يعني رسالة. فيكون معنى اآليات القصص، قصة تتلو قصة

]أعطيت مكان التوراة الس::بع الط::ول، و أعطيتروى واثلة بن األصقع أن النبي ]ص[ قالمكان الزبور المئين، و أعطيت مكان اإلنجيل، المثاني، و فضلت بالمفصل[

- و7- االع::راف 6- االنعام 5- المائدة 4- النساء 3- آل عمران 2- البقرة 1فالسبع الطول يونس. في ق::ول س::عيد بن جب::ير و روي مث::ل ذل::ك عن ابن عب::اس ق::ال و س::ميت الس::بع الطوال، لطولها على سائر القرآن. و أما المئون، فهو كل س::ورة تك::ون مائ::ة آي::ة أو يزي::د عليها شيئا يسيرا، او ينقص عنها شيئا يسيرا. و أم::ا المث::اني فهي م::ا ثنت الم::ئين، فتاله::ا.ه فيه::ا فكان المئون لها أوائل، و كان المثاني لها ثوان و قيل انه::ا س::ميت ب::ذلك، لتثني::ة الل األمثال، و الحدود، و القرآن، و الفرائض و هو قول ابن عباس. و قال قوم ]المثاني س::ورة الحمد، ألنها تثنى قراءتها في ك::ل ص::الة[ و ب::ه ق::ال الحس::ن البص::ري، و ه::و الم::روي في

أخبارنا قال الشاعر

و بمئين بعده قد أميتحلفت بالسبع اللواتي طولت

و بالطواسين التي قد تليتو بثمان ثنيت و كررت

و بالمفصل اللواتي فصلتو بالحواميم التي قد سبعت

ه ال::رحمن ال::رحيم و س::مي و سميت المفصل مفصال، لكثرة الفصول بين سورها ببسم الل المفصل محكما، لما قيل انها لم تنسخ. و ق::ال اك::ثر اه:ل العلم ]أول المفص::ل من س::ورة محمد ]ص[ الى سورة الناس[ و قال آخرون )من ق، الى الن::اس( و ق::الت فرق::ة ثالث::ة- و

هو المحكي عن ابن عباس- أنه من سورة الضحى الى الناس

______________________________117( سورة المائدة آية 1)

21ص:

و كان يفصل من الضحى بين كل سورتين بالتكبير، و ه::و ق::راءة ابن كث::ير. و إن قي::ل: م::اوجه الحكمة في تفصيل القرآن على السور؟ قيل: فيه وجوه من الجواب.

أحدها- أن القارئ إذا خرج من فن الى فن كان احلى في نفسه و أش::هى لقراءت::ه و منه::ا- ان جعل الشيء مع ش::كله، و م::ا ه:و أولى ب::ه ه:و ال:ترتيب ال:ذي يعم::ل علي::ه و منه::ا- أن اإلنسان قد يضعف عن حفظ الجميع، فيحفظ سورة تامة و يقتصر عليها، و قد يك::ون ذل::ك سببا يدعوه الى غيرها و منها- ان التفصيل أبين، إذ كان االش::كال م::ع االختالط و االلتب::اس أكثر. و منها- ان كلما ترقى الي::ه درج::ة درج::ة و منزل::ة منزل::ة ك::انت الق::وة علي::ه أش::د، و

الوصول اليه أسهل و انما السورة منزلة يرتفع منها الى منزلة.

22ص:

- سورة الفاتحة1

اسماؤها- و سبب تسميتها بها:

ه عليه و آله و سلم أنه سماها أم القرآن، و فاتحة الكتاب و الس::بعروي عن النبي صلى اللالمثاني

فسميت فاتحة الكتاب ألنه يفتتح بكتابتها المصاحف، و بقراءتها في الصالة، فهي فاتحة لما يتلوه::ا من س::ور الق::رآن في الكتاب::ة و الق::راءة و س::ميت ام الق::رآن لتق::دمها على س::ائر القرآن و تسمي العرب كل جامع أمرا، او متقدم ألمر إذا كانت له توابع تتبعه أما فيقول::ون للجلدة التي تجمع الدماغ أم الرأس، و تسمي لواء الجيش، و رايتهم التي يجتمع::ون تحته::ا

أما و من ذلك قول ذي الرمة:

خفيف الثياب ال تواري له إزارو اسمر قوام إذا نام صحبتي

جماع امور ال نعاصي له امراعلى رأسه ام لنا نقتدي بها

يصف راية معقودة على قناة يجتمع تحتها هو و صحبه و قيل: مكة ام القرى لتق::دمها ام::ام جميعها، و جميعها ما س::واها و قي::ل: إنم::ا س::ميت ب::ذلك، ألن األرض دحيت منه::ا فص::ارت

لجميعها أما، و من ذلك قول حميد بن ثور الهاللي:

لدائك إال ان تموت طبيبإذا كانت الخمسون أمك لم يكن

ألن الخمسين جامعة ما دونها من العدد، فسماها ام الذي بلغها و سميت السبع، ألنها س::بع آيات- بال خالف في جملتها- و سميت مثاني ألنها تثنى به::ا في ك::ل ص::الة ف::رض و نف::ل، و قيل في كل ركعة و ليس إذا سميت بأنها مثاني، منع ذلك تسمية غيرها بالمثاني، من سور::ه من الش::يطان المئين على ما مضى الق::ول في::ه و اتف::ق الق::راء على التلف::ظ ب::أعوذ بالل

الرجيم، قبل التسمية

المعنى:

و معنى ذلك، استجير بالله دون غيره، ألن االستعاذة، هي االستجارة

23ص:

و قوله: من الش::يطان. فالش::يطان في اللغ::ة ك::ل متم::رد من الجن و االنس و ال::دواب، وه تعالى: فجع::ل«1 » »و كذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين اإلنس و الجن«لذلك قال الل

من االنس شياطين، كما جعل من الجن. و انما سمي المتمرد شيطانا، لمفارق::ة أخالق::ه و أفعاله، أخالق جميع جنسه و بعده من الخير. و قيل: ه::و مش::تق من ق::ولهم ش::طنت داري

أي بعدت، و منه قول نابغة بني ذبيان:

فبانت و الفؤاد بها رهين عنك نوى شطون«2 »نأت سعاد

»و الشطون، البعيد فيكون شيطانا على هذا: فيعاال من شطن على وزن بيط::ار و غي::داق قال امية بن أبي الصلت:«3

«6ثم يلقى في السجن و األكباد »«5 » عصاه عكاه«4 »أيما شاطن

و لو كان مشتقا من شاط، لقال: شائط. و لما قال: شاطن، علم أنه مشتق من ش::طن، و الشطن الحبل و أما الرجيم فهو فعيل بمعنى مفعول كقولهم كف خضيب، و لحية دهين، و رجل لعين، يراد مخضوبة، و مدهونة، و ملعون و مع::نى المرج::وم المش::توم فك::ل مش::توم

»لئن لمبقول ردي فهو مرجوم و أصل الرجم الرمي بقول كان أو بفعل و منه قوله تعالىك« و يجوز أن يكون الشيطان رجيما ألن الله ط::رده من س::مائه و رجم::ه«7 »تنته ألرجمن

بالشهب الثاقبة.

و سورة الحم::د مكي::ة في ق::ول قت::ادة و مدني::ة في ق::ول مجاه::د. و ليس فيه::ا ناس::خ و المنسوخ.

______________________________112( سورة االنعام آية: 1)

( بسعاد2)

( شاب غيداق: ناعم، و الغيداق: الكريم3)

( الشاطن الخبيث. و الشيطان كل عات متمرد من انس أو جن أو دابة.4)

( عكاه: عقده5)

( الكبد الشدة الجمع أكباد.6)

46( سورة مريم آية 7)

24ص:

[1(: آية 1]سورة الفاتحة )

حيم ) حمن الر ه الر (1بسم الل

الحجة

- عندنا آية من الحمد و من كل سورة بداللة إثباتهم لها في المصاحف بالخط الذي كتب به المصحف، مع تجنبهم إثبات األعشار و األخماس كذلك و في ذل:ك خالف ذكرن:اه في خالف الفقهاء. و ال خالف أنها بعض سورة النمل. فاما القراء فترك الفصل بين الس::ور بالتس::مية حمزة و خلف و يعقوب و اليزيدي إال القرطي عن سجادة بن اللب::ان عن م::دين و المع::دل إال السوسي من طريق ابن حبش و الباقون يفصلون بالتس::مية إال بين االنف::ال و التوب::ة، و عندنا أن من تركها في الصالة بطلت صالته، ألن الصالة عندنا ال تصح إال بفاتح::ة الكت::اب و هي من تمامها سواء كانت الصالة فرضا أو نافلة، و فيه خالف ذكرناه في خالف الفقه::اء وه أم:ام ه أدب نبي:ه و علم::ه تق:ديم ذك:ر اس:م الل من قال انها ليست من القرآن قال إن الل جميع أفعاله و أقواله ليقتدي به جميع الخلق في صدور رساالتهم و أمام ح::وائجهم ق::الوا و الدليل على أنها ليست من القرآن أنها ل::و ك::انت من نفس الحم::د ل::وجب أن يك::ون قبله::ا مثلها لتكون إحداهما افتتاحا للسورة حسب ال::واجب في س::ائر الس::ور و االخ::رى أول آي::ة منها، و هذا عندنا ليس بصحيح، ال ناقد بينا أنه::ا آي::ة من ك::ل س::ورة و م::ع ه::ذا لم يتق::دمها غيرها، على أنه::ا ال يمتن::ع أن تك::ون من نفس التالوة و إن تعب::دنا باس::تعمالها في اس::تفتاح

حيم«جميع أموره، و من قال إن قوله حمن الر ه رب الع::المين« بعد قوله: »الر »الحم::د لل يدل على أن التي افتتح بها ليست من الحمد و إال كان يكون ذل::ك تك::رارا بال فص::ل ش::يء

من اآليات قبل ذلك و ليس بموج::ود في ش::يء من الق::رآن فقول::ه باط::ل ألن::ه ق::د حص::له رب الع::المين«الفص::ل بقول::ه: ه::ا و ق::د ورد في مثل::ه في:«1 » »الحم::د لل ق::ل ي::ا أي

م، و ال أنتم ::دت ::د م::ا عب ::د، و ال أن::ا عاب الكافرون، ال أعبد ما تعبدون، و ال أنتم عابدون ما أعب«2 »عابدون ما أعبد. لكم دينكم و لي دين«

______________________________1( سورة الحمد آية 1)

( سورة الكافرون بتمامها2)

25ص:

و كرر آيتين بلفظ واحد فصل بينهما بآية واحدة و قد ذكرنا األدلة على صحة ما.

ذين أنعمت عليهمذهبنا اليه في خالف الفقهاء و من جعلها آية جعل من قول::ه: راط ال »ص::ذين أنعمت عليهمالى آخرها آية. و من لم يجعلها ك::ذلك جع::ل: راط ال آي::ة و عن::دنا ان::ه ص::

يجب الجهر بها فيما يجهر فيه بالقراءة، و يستحب الجهر بها فيما ال يجهر فيه.

االعراب:

ه«و قوله تعالى يقتضي فعال تتعلق به الباء، و يجوز أن يك::ون ذل::ك الفع::ل قول::ه »بسم الله، و لم يذكر لداللة الكالم عليه، و ح::ذفت أبدأ أو أقرأ بسم الله أو شبهه، أو قولوا بسم الل األلف في اللفظ ألنه ألف الوصل تسقط في الدرج و حذفت هاهنا وحدها في الخط لكثرة

ك«االستعمال و ال تحذف في قوله تعالى ك« و قوله«1 » »اقرأ باسم رب م رب ح باس:: »فسبه و ما أشبه ذلك لقلة استعمالها هناك و ذك::ر اب::و عبي::دة ان )اس::م( ص::لة و الم::راد ه::و الل

الرحمن الرحيم، و اعتقد قوم ألجل ذلك ان االسم هو المسمى و استدلوا بقول لبيد

و من يبك حوال كامال فقد اعتذرالى الحول ثم اسم السالم عليكما

قال و معناه السالم عليكما، فاسم السالم هو السالم، و هذا خطأ عظيم ذكرناه في ش::رحه تع::الى ألن الجمل في األصول و معنى قول الشاعر ثم اسم السالم ان::ه أراد ب::ه اس::م الل

الم المؤمن المهيمن«السالم من اسماء الله في قوله و هذا كما »الس

ه هو الدهر(قال عليه السالم )ال تسبوا الدهر، فان الل

ه هو الفاعل لما تض:يفونه الى ال:دهر، و تس:بونه ألجل:ه و نظ:ير ذل:ك ايض:ا ق::ول اي ان الل )زيد في هذا المكان هو عم::رو( اي«2 »القائل إذا سمع غيره يشتم زيدا و هو يريد عمروا

هو المراد بالشتم دون زيد و يحتمل ان يكون أراد اسم الله عليكما اي الزماه، و انم::ا رف::عألنه اخر )عليكما كما قال الشاعر:

______________________________1( سورة العلق آية 1)

( عمرو ال تقبل الواو في حالة التنوين بالفتح2)

26ص:

اني رأيت الناس يحمدونكا دلوي دونكا«1 »يا ايها الماتح

و المراد، دونك دلوي، فكيف يكون االسم ه::و المس::مى و ق::د يع::رف االس::م من ال يع::رف المسمى، و االسم يكون مدركا و ان لم يدرك المسمى، و االسم يكتب في مواض::ع كث::يرة و المسمى ال يكون إال في موضع واحد، و لو كان االسم هو المسمى، لكان إذا قال القائ::ل »نار« احترق لسانه و إذا قال »عسل« وجد الحالوة في فمه، و ذل::ك تجاه::ل، و من ق::ال: »إن ذلك تسمية و ليس ذلك باسم« قوله باطل، ألن القائل ل::و ق::ال: أكلت اس::م العس::ل،

لكان جاهال. و قال يقوم:

ه، فوضع االس::م موض::ع المص::در و يك::ون إن )اسم( ليس بصلة، و المراد ابتدئ بتسمية الل موضع )بسم( نصبا. قالوا ألن العرب تجري المصادر المبهمة على اسماء مختلفة، كقولهم: أكرمت فالنا كرامة، و اهنت فالنا هوانا، و كلمته كالما و كان يجب ان يكون: أكرمته إكراما

و أهنته اهانة و كلمته تكليما و منه قول الشاعر:

«2 »و بعد عطائك المائة الرتاعاأ كفرا بعد رد الموت عني

و قال آخر:

»لقد كنت في طول رجائ::ك اش::عبافان كان هذا البخل منك سجية3»

ه، و ابت:دئ أراد في اطالتي رجاك فيك:ون على ه:ذا تق:دير الكالم: أق:رأ مبت:دئا بتس:مية الله. فجعل االسم مكان التس::مية، و ه:ذا أولى، ألن الم::أمور ان يفتتح العب::اد قراءتي بسم الله، ال بالخبر عن عظمته و ص::فاته، كم::ا أم::روا بالتس::مية على ال::ذبائح و أمورهم بتسمية الله تع:الى، و ال الصيد، و األكل، و الشرب. و كذلك أمروا بالتسمية عند افتتاح تالوة تنزي::ل الل

ه لكان مخالفا للمأمور. ه و لم يقل: باسم الل خالف أن القائل لو قال عند الذباحة: بالل

اللغة:

و االسم مشتق من السمو و هو الرفعة و األصل فيه سمو بالواو، و جمعه اسماء

______________________________( اسم فاعل من متح. متح الماء كمنع نزعه1)

( صفة اإلبل،2)

( اسم رجل يضرب المثل بشدة حرصه و طمعه3)

27ص:

مثل قنووا قناء، و حنووا حناء. و إذا صغرته قلت سمي، قال الراجز:

باسم الذي في كل سورة سمه

و السمة ايضا- ذكره ابو زيد و غيره. و قي::ل ان::ه مش::تق من وس::مت و ذل::ك غل::ط ألن م::ا حذفت واو الفعل منه ال يدخله الف الوصل: نح::و ع::دة و وع::د، و زن::ه و وزن. لم::ا ح::ذفت الفاء لم تدخل عليه االلف. و ايضا كان يجب، إذا صغر ان ي::رد ال::واو فيق::ال: و س::يم، كم::ا

يقال وعيدة و و زينة و وصيلة في تصغير عدة و زن::ة و ص::لة. و االم::ر بخالف::ه. و حكي عن ابن كيسان انه قال: انه لقب فلذلك ابتدئ به و اتبع بالرحمن ألنه يختص::ه ثم ب::الرحيم ألن::ه يشاركه فيه غ::يره. و الص::حيح ان::ه ليس بلقب ألن اللقب انم::ا يج::وز على من تج::وز علي::ه الغيبة و الحضور و هما ال يجوزان عليه و ألنه يمكن وصفه بصفة ال يشاركه فيها غ::يره. و ال معنى للقب ألنه عيب و الصحيح انه اسم مقي::د لكن::ه ال يطل:ق إال علي::ه تع:الى. و قي::ل في

معناها قوالن:

أحدهما- ان أصله اله كما قال الشاعر:

يسمعها الهه الكباركحلقة من أبي رياح

فادخل عليه االلف و الالم.

و الثاني:

ان أصله إل::ه ف::أدخلت علي::ه االل::ف و الالم ثم خففت الهم::زة و أدغمت اح::دى الالمين فيه. و إله معناه يحق له العبادة، و انما يحق له العبادة، ألنه قادر على خلق االخرى فقيل: الل األجسام و إحيائها، و االنعام عليها، بما يستحق به العبادة و لذلك يوصف فيما لم ي::زل بان::ه إله و ال يجوز أن يكون إلها لالعراض، و ال للجوهر الستحالة ان ينعم عليها بم::ا يس::تحق ب::ه العبادة، و هو إله األجسام: حيوانها، و جمادها ألنه ق::ادر على ان ينعم على ك::ل جس::م بم::ا معه العبادة، و ليس االله من يستحق العبادة، ألنه لو كان ك::ذلك لم::ا وص::ف فيم::ا لم ي::زل بانه إله، ألنه لم يفعل االنعام الذي يستحق ب::ه العب::ادة، و من ق::ال: ان::ه إل::ه للجم::اد، فق::د أخطأ لما قلناه من انه عبارة عمن يستحق العبادة، و هو انه ق::ادر على اص::ول النعم ال::تي

يستحق بها

28ص:

العبادة دون ان يكون عبارة عمن يستحق العب:ادة و ال يج:وز ان يوص::ف به:ذه الص:فة غ:يره. و في الناس من قال انه مشتق من االله، ألن الخلق ي::ألهون الي::ه: أي يفزع::ون الي::ه الل في أمورهم، فقيل للمألوه: إل::ه كم::ا قي::ل للم::ؤتم: إم::ام. و ق::ال بعض::هم ان::ه مش::تق منه تع::الى. على ان الولهان، و هذا غلط، ألن الولهان: الهيمان، و ذلك ال يجوز في ص::فات الل

التصريف بلزوم الهمزة يشهد بفساد هذا على ما قاله آخرون. و قال ق::وم ه::و مش::تق مناأللوهية، التي هي العبادة. يقال فالن متأله أي متعبد، قال رؤية

لما رأين حليي المموه«1 »لله در الغانيات المده

سبحن و استرجعن من تألهي

يعني عبادتك.«2 »و يذرك و آلهتكأي من تعبدي. قرأ ابن عباس )

و يقال أله الله فالن إلهه كما يقال عبده عبادة. و قيل انه مشتق من االرتفاع يقول العرب للشيء المرتفع اله. يقولون طلعت الهة أي الشمس و غربت أيضا و قيل وصف به تع::الى

ألنه ال تدركه األبصار و معنى اله: أي احتجب عنا قال الشاعر:

خالق الخلق ال يرى و يرانااله ربي عن الخالئق طرا

و قيل سمي الله، ألنه يوله القلوب بحبه.

حيم« حمن الر حيم« »الر حمن الر »الر

اللغة

- هما اسمان مشتقان من الرحمة و هي النعمة التي يستحق بها العبادة و هم::ا موض::وعان للمبالغة، و في رحمان خاصة مبالغة يختص الله بها، و قيل ان تل::ك المزي::ة من حيث فع::ل

النعمة التي يستحق بها العبادة، ال يشاركه في هذا المعنى سواه.

و األصل في باب فعل يفعل و فعل يفعل ان يكون اسم الفاعل فاعال ف::ان أرادوا المبالغ::ةحملوا على فعالن و فعيل كما قالوا غضب فهو غضبان و سكر فهو

______________________________( المده ج مادة و هو المادح1)

126( سورة االعراف آية 2)

29ص:

سكران إذا امتأل غضبا و سكرا. و كذلك ق::الوا: رحم فه::و رحم::ان و خص::وه ب::ه تع::الى لم::ا قلناه. و كذلك قالوا علم فهو عليم و رحم فهو رحيم و على هذا الوج::ه ال يكون::ان للتك::رار،ن. و قي::ل في مع::نى كقولهم ن::دمان و ن::ديم ب::ل التزاي::د في::ه حاص::ل و االختص::اص في::ه بي الرحيم: ال يكلف عباده جميع ما يطيقونه فان الملك ال يوصف بان::ه رحيم، إذا كل::ف عبي::ده جميع ما يطيقونه. ذكره ابو الليث و انما ق::دم ال::رحمن على ال::رحيم ألن وص::فه ب::الرحمن بمنزلة االسم العلم، من حيث ال يوصف به إال الله تعالى فصار ب::ذلك كاس::م العلم في ان::ه

يجب تقديمه على صفته.

ان عيسى بن مريم قال: ال::رحمنو ورد األثر بذلك روى ابو سعيد الخدري عن النبي )ص(رحمن الدنيا و الرحيم رحيم اآلخرة.

الرحمن بجميع الخلق و الرحيم بالمؤمنين خاصةو روي عن بعض التابعين انه قال:

و وجه عموم الرحمن بجميع الخلق هو انشاؤه إياهم و جعلهم احي::اء ق::ادرين و خلق::ه فيهم الشهوات، و تمكينهم من المشتهيات، و تعريضهم بالتكليف لعظيم الثواب، و وجه خصوصه تعالى بهم في الدنيا من األلطاف التي لم يفعلها بالكفار، و الرحيم بالمؤمنين، ما فعل الل ما يفعله بهم في اآلخرة من عظيم الثواب، فهذا وج::ه االختص::اص. و حكي عن عط::اء أن::هه تعالى به فلما تسمى مس::يلمة ب::ذلك ص::ار ال::رحمن ال::رحيم قال: الرحمن كان يختص الل

«1 »مختصين به تعالى، و ال يجتمعان ألح::د و ه::ذا ال::ذي ذك::ره ليس بص::حيح، ألن تس::مى مسيلمة بذلك ال يخرج االسم من أن يكون مختصا ب::ه تع::الى، ألن الم::راد ب::ذلك اس::تحقاق هذه الصفة و ذلك ال يثبت ألح::د، كم::ا أنهم س::مو أص::نامهم آله::ة و لم يخ::رج ب::ذلك من أن

يكون االله صفة يختص بالوصف به.

و قال بعض::هم إن لفظ::ة ال:رحمن ليس::ت عربي::ة، و انم::ا هي ببعض اللغ:ات كقول::ه تع::الى فإنها بالرومي::ة و اس::تدل على ذل::ك بقول::ه تع::الى:»بالقسطاس« حمن أ »ق::الوا و م::ا ال::ر

إنكارا منهم لهذا االسم، حكي ذلك عن تغلب، و الصحيح«2 »نسجد لما تأمرنا«

______________________________( و في نسخة تسمية1)

.6( سورة الفرقان آية 2)

30ص:

انه معروف و اشتقاقه من الرحمة، على ما بينا.

قال الشنفري:

أال ضرب الرحمن، ربي، يمينهاأال ضربت تلك الفتاة هجينها

و قال سالمة بن جندل الطهوري:

و ما يشأ الرحمن يعقد و يطلقعجلتم عليه قد عجلنا عليكم

و حكي عن أبي عبيدة انه قال: رحمن: ذو رحمة، و رحيم معن::اه ان::ه راحم و ك::رر لض::رب::ه ألن::ه االس::م ال::ذي يختص ب::ه من من التأكيد كما قالوا ندمان و نديم( و انما قدم اسم الل يحق له العبادة و ذكر بعده الصفة و ألجل ذلك أعرب باعرابه، و ب::دأ ب::الرحمن لم::ا بين::ا ان فيه المبالغة. و ما روي عن ابن عباس من انهم::ا اس::مان رقيق::ان أح::دهما ارق من اآلخ::ر. فالرحمن الرقي::ق، و ال::رحيم العط::اف على عب::اده ب::الرزق محم::ول على ان::ه يع::ود عليهم بالفضل بعد الفضل و بالنعمة بعد النعمة ألنه تعالى ال يوصف برقة القلب. و دلت هذه اآلية على التوحيد ألن وصفه بالرحمن يقتضي مبالغة في الوصف بالرحمة على وج::ه يعم جمي::عه القادر لنفسه، و ذل:ك ال يك::ون إال واح::دا، و ألن وص::فه الخلق و ذلك ال يقدر عليها غير الل بااللهية يفيد انه تحق له العبادة و ذلك ال يكون إال للقادر للنفس و هي تدل على العدل ألن وصفه بالرحمة التي وسعت كل شيء، يعم ك::ل محت::اج الى الرحم::ة من م::ؤمن و ك::افر و طفل و بالغ من كل حي، و ذلك يبطل قول المجبرة الذين قالوا ليس لله على الكافر نعمةو ألنها صفة مدح تنافي وصفه بانه يخلق الكفر في الكافر ثم يعذبه عليه الن هذا صفة ذم.

[2(: آية 1]سورة الفاتحة )

ه رب العالمين ) (2الحمد لل

االعراب

ه و ك::ان يج::وز أن يفتح - اجمع القراء على ضم الدال من الحمد و كسر الالم االولى من لل لكن لم يق::رأ ب::ه إال أه::ل الب::وادي. و من«1 »الدال مع كسر الالم و يكس::ر ال::دال و الالم

نصب فعلى المصدر. و من كسرهما اتبع كسرة الدال كسرة

______________________________( و بضمهما1)

31ص:

.«1 »الالم و من ضمهما اتبع ضم الدال بضمة الالم

و نصب ال::دال لغ::ة في ق::ريش و الح::ارث بن اس::امة بن ل::ؤي. و كس::رها لغ::ة في تميم وغطفان. و ضمها لغة في ربيعة توهموا انه حرف واحد مثل الحلم. و قوله:

مخفوض ألنه نعت و يجوز نص::به على الح::ال و«2 »لله مخفوض باالضافة و رب العالمين النداء و ما قرئ به. و العالمين مخفوض باالضافة و نونها مفتوح::ة ألنه::ا ن::ون الجم::ع فرق::ا بينها و بين نون التثنية. و بعض قيس يحذف االلف التي قبل الهاء و يخلس الهاء و يش::ددها

و يقصرها. انشد بعضهم:

إذا ما بارك الله في الرجالأال ال بارك الله في سهيل

اختلس االولى و أشبع الثانية. و ال يقرأ بهذا.

ه الشكر لله خالصا دون سائر م::ا يعب::د بم::ا أنعم على عب::اده من ض::روب و معنى الحمد لل و قال بعضهم: الحمد لله ثناء عليه بأسمائه و ص::فاته و قول::ه«3 »النعم الدينية و الدنياوية

ه ثناء على نعمه و أياديه، و األول أصح في اللغة، ألن الحمد و الش::كر يوض::ع ك::ل الشكر لل واحد منهما موضع صاحبه. و يقال أيضا: الحمد لله شكرا فنصب شكرا على المصدر، و ل::و

لم يكن في معناه لما نصبه، و دخول األلف و الالم فيه لفائدة االستيعاب، فكأنه قال جمي::ع الحمد لله، ألن التالي مخبر بذلك، و لو نصبه فق:ال حم:دا لل::ه أف::اد أن القائ::ل ه:و الحام:د فحس::ب و ليس ذل::ك الم::راد، و ل::ذلك اجتمعت الق::راء على ض::م ال::دال على م::ا بين::اه، و التقدير: قولوا الحمد لله. و إذا كان الحمد هو الشكر، و الشكر هو االع::تراف بالنعم::ة على ضرب من التعظيم فالمدح ليس من الشكر في شيء و انما ه::و الق::ول المن::بئ عن عظم

حال الممدوح مع القصد اليه.

و أما الرب فله معان في اللغة: فيسمى السيد المطاع ربا، قال لبيد بن ربيعة:

و عرعر«4 »و رب مع::::د بين خبتفاهلكن يوما رب كندة و ابنه«5»

______________________________( و اتبع ضم الالم بضم الدال- لعله األصح1)

( العالمين زائدة2)

( دنيوية و األلف زائدة. ألن الواو قلبت عنها3)

( خبت و عرعر موضعان4)

( خبت و عرعر موضعان5)

32ص:

ه خمرا«يعني سيد كندة. و منه قوله تعالى: يعني س::يده و يس::مى »أما أحدكما فيسقي ربالرجل المصلح ربا، قال الفرزدق بن غالب:

سالئها في أديم غير مربوب حمقاء إذ حقنت«1 »كانوا كسالئة

يعني غير مصلح و منه قيل فالن رب ضيعة إذا كان يحاول إتمامها. و الربانيون من هذا من حيث كانوا مدبرين لهم. و اشتق رب من التربية يقال ربيته و ربيت::ه بمع::نى واح::د و ال::ربى

أي المال::ك لت::دبيرهم. و المال::ك »رب الع::المين«الشاة ول::دت ح::ديثا ألنه::ا ت::ربى. و قولهه، و أم::ا في غ::يره فبقي::د فيق::ال: رب للشيء يسمى ربه و ال يطلق هذا االس::م إال على الل

تي فيالدار و رب الضيعة. و قيل انه مشتق من التربية و منه قوله تعالى: »و رب::ائبكم الال و متى قيل في الله انه رب بمع::نى ان::ه س::يد فه::و من ص::فات ذات::ه. و إذا قي::لحجوركم«

بمعنى انه مدبر مصلح فهو من صفات األفعال و العالمين جمع عالم و عالم ال واحد له من لفظه كالره::ط و الجيش و غ::ير ذل::ك، و الع::الم في ع::رف اللغ::ة عب::ارة عن الجماع::ة من العقالء ألنهم يقول:ون ج:اءني ع:الم من الن:اس و ال يقول:ون ج:اءني ع:الم من البق:ر و في عرف الناس عبارة عن جميع المخلوقات و قيل انه ايضا اسم لك::ل ص::نف من األص::ناف و أهل كل زمن من كل صنف يسمى عالما و لذلك جمع. و قي::ل ع::المون لع::الم ك::ل زم::ان.

قال العجاج:

هامة هذا العالم«2 »فخندف

و هذا قول اكثر المفسرين كابن عباس و سعيد بن جبير و قتادة و غيرهم.

و اشتقاقه من العالمة ألنه عالمة و داللة على الصانع تعالى. و قيل انه من العلم- على م::ا روى ابن عباس- قال هم صنف من المالئكة و االنس و الجن ألنه يصح ان يكون كل ص::نف

كان«3 »منهم عالما. فان قيل كيف يجوز ان يقول الحمد لله و القائل هو الله تعالى و ان يجب ان يقول الحمد لنا. قيل العالي الرتبة إذا خاطب من دونه ال يقول كما يقول للنظ::ير.

أال ترى ان السيد يقول لعبده الواجب ان تطيع سيدك و ال

______________________________( سأل السمن: عالجه1)

( لقب أوالد الياس بن مضر2)

( و كان يجب3)

33ص:

تعصيه، و كذلك يقول األب البنه يلزمك أن تبر أب:اك و المن:ة ألبي:ك. و الخلف:اء يكتب:ون عن أنفسهم إن أمير المؤمنين رأى كيت و كيت ليقع ذلك موقع إجالل و إك::رام و إعظ::ام. على

ه، و حذف لداللة الكالم عليه. انا قد بينا ان المراد بذلك: قولوا الحمد لل

[3(: آية 1]سورة الفاتحة )

حيم ) حمن الر (3الر

«1 »آية. مخفوضان ألنهما نعت لله و قد مضى معناهما

قوله:

[4(: آية 1]سورة الفاتحة )

(4مالك يوم الدين )

- آية

القراءة

- قرأ عاصم و الكسائي و خلف و يعقوب: مالك باأللف. الباقون ملك بغير الف، و لم يم::ل أح:د ال:ف مال:ك، و كس:ر جميعهم الك:اف. و روي عن األعمش، ان:ه فتحه:ا على الن:داء، و

ربيعة بن نزار يخففون مالك و يسقطون األلف، فيقولون:

ملك بتسكين الالم و فتح الميم كما قال ابو النجم.

تمشي الملك عليه حلله.

و األلف س:اقط في الخ:ط في الق:راءتين و المع:ول على األول:تين دون النص:ب و إس:كان الالم و معنى ملك يوم الدين بإسقاط األلف أنه الملك يومئذ ال ملك غيره و أنه ال يؤتى في

ذلك الوقت أحدا الملك كما أتاه في الدنيا، و قوى ذلك بقوله تعالى:

ه الواح::د القهار« ::وم؟ لل ::ك الي »رب و بان::ه يط::ابق م::ا تق::دم من قول::ه:«2 »»لمن الملحيم« حمن الر و من قرأ مالك بالف معناه انه مال::ك ي::وم ال::دين و الحس::اب الالعالمين الر

يملكه غيره و ال يليه سواه.

______________________________( في تفسير البسملة1)

16( سورة غافر: آية 2)

34ص:

اللغة

و المالك هو القادر على التصرف في ماله، و أن يتصرف في::ه على وج::ه ليس ألح::د منع::ه منه، و يوصف العاجز بأنه مالك من جهة الحكم. و الملك هو القادر الواسع القدرة الذي لهن المل:ك و المل:ك ن المل:ك مض:مومة الميم، و مال:ك بي السياسة و التدبير، و يقال مل:ك بي

بفتح الميم و كسرها، و ضم الميم فيه لغة شاذة ذكرها ابو علي الفارسي.

و يقال طالت مملكة األمير و مملكته بكسر الالم و فتحه::ا و ط::ال ملك::ه و ملك::ه إذا ط::ال رقه، و اعطاني من ملكه و ملكه، و لي في هذا الوادي مل::ك و مل::ك و مل::ك. و يق::ال نحن عبيد مملكة و ليس بعبيد قن اي سبيا لم يمل::ك في األص::ل، و يق::ال: ش::هدنا أمالك فالن و

ملكه، و ال يقال مالكه، فأصل الملك الشد من قول الشاعر:

«2 » فقعها«1 »ملكت بها كفي و أنهرت

اي شددت. و ملكت العجين اي شددت عجنه. و يقال: هذا ملك فالن إذا كان ل::ه التص::رف فيه على ما بيناه. فأما من رجح قراءة ملك من حيث انه وصف نفسه بأنه ملك ك::ل ش::يء

فال فائدة في تكرير ما قد مضى فقد ابعد ألن في القرآن له نظائر »رب العالمين«بقوله:::قتقدمها العام و ذكر بعد العام الخاص: ذي خلق. خلق اإلنسان من عل ك ال »اقرأ باسم رب

فعم في األول ثم خص ذكر اإلنسان تنبيها على تأم::ل م::ا في::ه من إتق::ان الص::نعة و««3» و لذلك نظائر كثيرة.««4 » »و في أنفسكم أ فال تبصرون؟وجوه الحكمة، كما قال:

و في الناس من قال ان ملك ابل:غ في الم::دح من مال:ك، ألن ك:ل مل:ك مال:ك و ليس ك:ل مالك ملكا. و قال تغلب: إن مالك ابلغ من ملك ألنه قد يكون الملك على من ال يملك، كما

يقال ملك الروم و ان كان ال يملكهم و ال يكون مالكا إال

______________________________( انهر وسع و الصحيح فأنهرت1)

( الصحيح فتقها. قاله قيس بن الخطيم2)

2 و 1( سورة العلق. آية 3)

21( سورة الذاريات آية 4)

35ص:

على ما يملك. و قال بعضهم: ان مالك أبلغ في الم::دح للخ::الق من مل::ك. و مل::ك أبل::غ في مدح المخلوقين من مالك، ألن مالك من المخلوقين ق::د يك::ون غ::ير مل::ك. و إذا ك::ان الل::ه تعالى مالكا كان ملكا. و األق::وى أن يك::ون مال::ك أبل::غ في الم::دح في::ه تع::الى، ألن::ه ينف::رد

بالملك و يملك جميع األشياء فكان أبلغ.

»يوم الدين«و قوله تعالى:

االعراب

- مجرور باالضافة في القراءتين معا، و هو من باب يا سارق الليل::ة أه::ل ال::دار. اتس::ع في »والظرف فنصب. نصب المفعول به ثم أض::يف على ه::ذا الح::د و ليس ذل::ك مث::ل قول::ه:

اعة« ::ده علم الس:: على الحقيق::ة، و ال أن جع::ل الظ::رف مفع::وال على«1 » مفع::ول بهاعن السعة، ألن الظرف إذا جعل مفعوال على السعة فمعناه معنى الظ::رف. و ل::و جع::ل ظرف::ا لكان المعنى: يعلم في الساعة. و ذلك ال يجوز ألنه تعالى يعلم في كل وقت و المعنى: انه يعلم الساعة أي يعرفها. و من نصب انما هرب ان يخرج من خط::اب الغ::ائب الى المواج::ه

اك نستعين.«في قوله اك نعبد و إي و ليس ذلك ببديع، ألن:ه مس:تعمل في الق:رآن و في »إيالشعر.

ى إذا كنتم في الفلك و جرين بهم«قال الله تعالى: فع::دل عن خط::اب المواج::ه«2 » »حتالى الكناية عن الغائب. و قال الشاعر:

و تحلب«3 »بني شاب قرناها تصركذبتم و بيت الله ال تنكحونها

و قال ابو كثير الهاللي:

و بياض وجهك للتراب األعفريا لهف نفسي، كان جدة خالد

و قال لبيد بن ربيعة:

تش:::::كي إلي النفس«4 »ق:::::امتو قد حملتك سبعا بعد سبعينا«5 »مجهشة

فرجع الى مخاطبة نفسه، و قد تقدم االخبار عنها.

______________________________( به.1)

23( سورة يونس: آية 2)

( صر الناقة يصرها- بالضم- صرا شد ضرعها- القاموس القرن: الضفيرة3)

( باتت4)

( موهنة- العقد الفريد. مجهشة- لسان العرب5)

36ص:

و قال الكسائي التقدير: قولوا إياك نعبد. فيكون على حكاية ما أمروا به.

اللغة:

و الدين الحساب، و الدين الجزاء ايضا. قال كعب بن جعيل:

و دناهم فوق ما يقرضوناإذا ما رمونا رميناهم

و قال آخر:

و اعلم بأنك ما تدين تدانو اعلم و أيقن ان ملك زائل

بون بالدين«يعني: ما تجزي تجزى. و منه قوله تعالى: يعني ب::الجزاء. و قول::ه: »كال بل تكذ أي غير مجزيين. و بهذا قال جماع::ة من الت::ابعين كس::عيد بن»فلو ال إن كنتم غير مدينين«

جبير و قتادة. و روي عن ابن عباس و مجاهد و أبي جعفر:

انه الحساب. و الدين ايضا الطاعة. و قال عمرو بن كلثوم:

عصينا الملك فيها ان نديناو ايام لنا غر طوال

و الدين الملك قال زهير:

في دين عمرو و حالت بيننا فدكلئن حللت بجو في بني أسد

و الدين القهر و االستعالء قال األعشى:

«1 »الدين دراكا بغزوة و صقالهو دان الرباب إذ كرهوا

يعني ذللهم للطاعة. و الدين العادة، قال المثقب العبدي:

أ هذا دينه ابدا و دينيتقول و قد درأت لها وضيني

التفسير

عبارة عن زمان الجزاء كله، و ليس المراد به ما بين المشرق و المغرب و »يوم الدين«وطلوع الشمس الى غروبها

______________________________( و ارتحال، و في مجمع البيان: و صيال1)

37ص:

[5(: آية 1]سورة الفاتحة )

اك نستعين ) اك نعبد و إي (5إي

- آية

االعراب

إياك نصب بوقوع الفعل عليه و موضع الكاف في إياك خفض باض::افة إي::ا اليه::ا و إي::ا اس::مللضمير المنصوب، إال انه ظاهر يضاف الى سائر المضمرات نحو قوله:

إياك ضربت و إياه ضربت، و إياي ضربت و لو قلت: إيا زيد حدثت، كان قبيحا، ألنه خص به »المضمر و قد روى الخليل جوازه، و هو قولهم: إذا بلغ الرجل الستين فإياه و إيا الشواب

و ق::ال األخفش ال موض::ع للك:اف من االع:راب، ألنه::ا ح::رف الخط:اب و ه:و ق::ول ابن«1 السراج و اختاره الرماني، ألن المضمر معرفة تمتنع من االض::افة كم::ا تمتن::ع من الص::فة و حملوا ما رواه الخليل على الش:ذوذ و ل:و قلت نعب::د إي::اك لم يج:ز ألن::ك تق:در على ض:مير متصل بان تقول نعبدك فال يجوز ان تأتي بضمير منفصل، و ألنه لو أخر لكان قد ق::دم ذك::ر العابد على المعبود، و ليس بجيد و من قال إن إياك بكماله اسم فق::د أخط::أ ألن::ه ل::و ك::ان كذلك لما أضيف، كما حكيناه في قولهم إياه و إيا الشواب، ألنهم اج::روا اله::اء في::ه مج::رى

الهاء في عصاه و النون مفتوحة من نعبده و قد روي عن يحيى بن وثاب، انه كان يكس::رها و هي لغة هذيل، يقولون نعلم و تعلم و اعلم و تخاف و تقام و تنام فيكس::رون أوائ::ل ه::ذه الحروف كلها و ال يكسرون الياء، و ال في يس::تفعل و يفتع::ل فال يقول::ون ي::بيض و يطمس-بكسر الياء- بل يفتحونها و الدال و النون مرفوعان، الن في أوله أحد الزوايد األربع فاعربا

المعنى و اللغة:

و العبادة ضرب من الشكر، مع ضرب من الخضوع و ال تستحق إال بأصول

______________________________( امرأة شابة و نسوة شواب1)

38ص:

النعم التي هي خلق الحياة و القدرة و الش::هوة و م::ا يق::در من النعم ال يوازي::ه نعم::ة منعمه ب::أن يعب::د، و ان اس::تحق بعض::نا على بعض الش::كر و العب::ادة في اللغ::ة فلذلك اختص الل الذلة، يقال هذا طريق معبد إذا كان مذلال بكثرة الوطء و بعير معبد اي م::ذلل ب::الركوب، و قيل أصله إذا طلي بالقطران، و سمي العبد عب::دا لذلت::ه لم::واله، و من الع::رب من يق::ول:

هياك، فيبدل األلف هاء كما يقولون: هيه و ايه.

و نستعين اي نطلب منك المعونة على طاعتك و عبادتك. و أصله نستعون ألنه من المعونة فقلبت الواو ياء لثقل الكسرة عليها و نقلت كسرتها الى العين قبلها و بقيت الياء ساكنة، و

التقدير في أول السورة الى هاهنا، اي قل يا محمد هذا الحمد.

رناو هذا كما قال: ن::ا أبص:: هم، رب ::د رب هم عن وا رؤس:: اي:«1 » و لو ترى إذ المجرمون ناكس::الم عليكم«يقول::ون ربن::ا. و كم::ا ق::ال: ::ل ب::اب، س:: ::دخلون عليهم من ك ::ة ي اي: »و المالئك

يقولون سالم عليكم. و حمزة و الكسائي إذا وقفا اش::ما ال::دال الرف::ع، و ك::ذلك في س::ائرالقرآن، فاما إذا وقفا على النصب، تخير الكسائي اإلشمام، و تركه أجود.

و من استدل بهذه اآلية على أن القدرة مع الفعل من حيث إن القدرة لو كانت متقدمة لماه قد فعلها فيه فقد اخط::أ ألن الرغب::ة في ذل::ك تحتم::ل كان لطلب المعونة وجه إذا كان الل

أمرين:

ه تعالى من الطافه، و ما يقوي دواعيه و يسهل الفعل علي::ه م::ا ليس أحدهما- ان يسأل الل بحاصل، و متى لطف له بأن يعلمه أن له في عاقبة الثواب العظيم و المن::ازل الجليل::ة زاد

ذلك في نشاطه و رغبته.

و الثاني- ان يطلب بقاء كونه قادرا على طاعاته المستقبلة بأن يجدد ل::ه الق::درة ح::اال بع::د حال عند من ال يقول ببقائها او ال يفعل ما يضادها و ينفيها عند من ق::ال ببقائه::ا. ف::ان قي::ل هال قدم طلب المعونة على فعل العبادة ألن العبادة ال تتم إال بتقدم المعونة أوال؟ قيل: في الناس من قال المراد به التقديم و التأخير، فكأنه قال: إياك نس::تعين و إي::اك نعب::د، و منهم

من قال: ليس يتغير بذلك المعنى، كما إن

______________________________12( سورة الم السجدة آية 1)

39ص:

القائل إذا ق::ال أحس::نت الي فقض:يت ح::اجتي او قض::يت ح::اجتي فأحس::نت الي، ف::ان في الحالين المعنى واحد. ق::ال ق::وم انهم س::ألوا المعون::ة على عب::ادة مس::تأنفة ال على عب::ادة واقع::ة منهم، و انم::ا حس::ن طلب المعون::ة، و ان ك::ان ال ب::د منه::ا م::ع التكلي::ف على وج::ه

. و ألنه قد ال يكون في ادامته التكلي::ف اللط::ف »رب احكم بالحق«االنقطاع اليه كما قال: و ال في فعل المعونة به اال بعد تقدم الدعاء من العبد، و انم::ا ك::رر إي::اك ألن الك::اف ال::تي فيها هي كاف الضمير التي كانت تكون بعد الفعل في قوله نعبدك، فلما قدمت، زيد عليه::ا أيا ألن االسم إذا انفرد ال يمكن ان يكون على حرف واحد فقيل إي::اك و لم::ا ك::انت الك::اف يلزم تكرارها لو كرر الفعل وجب مثل ذلك في إياك. اال ترى انه لو قال نعبدك و نس::تعينك و نستهديك لم يكن بد من تكرير الكاف، و كذلك لو قدم فقيل إياك نعبد و إياك نستعين، و فيه تعليم لنا ان نجدد ذكره عند كل حاجة و من قال انه يجري مج::رى ق::ول ع::دي بن زي::د

العبادي:

ال«1 »و جاع:::ل الش:::مس مص:::رابين النهار و بين الليل قد فصالخفاء به

و كقول اعشى همدان:

بخ بخ لوالده و للمولودبين األشج و بين قيس باذخ

فكرر لفظ بين فقد اخطأ ألن في البيتين لو لم تكرر بين لكان الفعل مستحيال اال ت::رى ان::ه لو قال الشمس قد فصلت بين النهار لم يكن كالم::ا ص::حيحا و ك::ذلك ال::بيت اآلخ::ر و ليس كذلك اآلية، ألنه لو ق::ال إي::اك نعب::د و س::كت لك::ان مس::تقال بنفس::ه و له::ذا طعن ب::ه بعض المفسرين. و عندي ان هذا ليس بطعن، ألنه مغالطة ألنه لو قال بين النه::ار و اللي::ل لك::ان كالما صحيحا و انما كرر بين و كذلك لو قال إياك نعبد و نستعين كان كالم::ا ص::حيحا و انم::ا

كرر إياك تأكيدا و العلة ما ذكرناه أوال.

______________________________( المصر: الحاجز1)

40ص:

قوله:

[6(: آية 1]سورة الفاتحة )

(6اهدنا الصراط المستقيم )

آية-

القراءة:

قرأ ابن كثير في رواية ابن مجاهد عن قنبل و الكسائي من طري::ق ابن حم::دون و يعق::وب بالسين. و كذلك في سراط، في جمي:ع الق:رآن. الب::اقون بالص:اد و«1 »من طريق رويس

أش::م الص::اد زاي::ا حم::زة في الموض::وعين، خاص::ة في رواي::ة علي بن س::الم، و في رواي::ة الدوري و خالد اشمامها الزاي ما كان فيه الف و الم. و اما الصاد إذا س::كنت و ك::ان بع::دها دال نحو: يصدر، و فاصدع، و يصدفون، فاشم الصاد الزاي حيث وقع، حم::زة و الكس::ائي و

خلف و رويس.

األعراب

: مبني على الوقف ألنه امر، و الهمزة مكسورة ألن ث::الث المض::ارع من::ه مكس::ور»اهدنا« في نحو يهدي. و موضع النون و األلف من اهدنا، نصب ألنه مفعول به و الص:راط منص::وب ألنه مفعول ثان. فمن قرأ بالسين فألنه األصل، من غير سبب يمنع منه، و من قرأ بإش::مام الزاي، فللمؤاخاة بين السين و الطاء بحرف مجهور من مخرج السين و هو ال::زاء من غ::ير إبطال لألصل و من قرأ بالصاد بين الصاد و الطاء باالستعالء و االطب::اق. و الق::راءة بالص::اد

احسن ألن فيها جمعا بين المتشاكلين في المسموع.

اللغة و التفسير

و معنى اهدنا يحتمل أمرين:

أحدهما- أرشدنا. كما قال طرفة.

حيث يهدي ساقه قدمهللفتى عقل يعيش به

و الثاني- وفقنا كما قال الشاعر:

فان لكل مقام مقاالفال تعجلن هداك المليك

أي وفقك.

ه ما يعلم أنه يفعله ألنه و اآلية تدل على بطالن قول من يقول: ال يجوز الدعاء بأن يفعل الله يهديه الصراط ه عليه و آله كان عالما بأن الل عبث، ألن النبي صلى الل

______________________________( الصحيح: أويس1)

41ص:

المستقيم، و انه قد فعل ذلك، و مع ذلك كان يدعو به. و قد تكون الهداية بمعنى أن يفع::ل بهم اللطف الذي يدعوهم الى فعل الطاعة، و الهدى يكون ايضا بمعنى العلم لص:احبه ألن:ه

ه تعالى: مهتد على وجه المدح. و الهدى يكون ان يهديه الى طريق الجنة، كما قال الل

ذي هدانا لهذا« ه ال ، و أصل الهداية في اللغة الدالل::ة على طري::ق الرش::د»و قالوا الحمد لله ه الصراط المستقيم، و معلوم أن الل فان قيل: ما معنى المسألة في ذلك و قد هداهم الل تعالى يفعل بهم ما هو أصلح لهم في دينهم؟ قيل: يج::وز أن يك::ون ذل::ك عب::ادة و انقطاع::ا

و إن علمنا أنه ال يحكم إال بالحق، و يك::ون لن::ا في »رب احكم بالحق«إليه تعالى كما قال: ذلك مصلحة كسائر العبادات، و كما تعبدنا بأن نكرر تسبيحه و تحميده و اإلقرار بتوحي::ده و لرسوله بالصدق، و إن كنا معتقدين لجميع ذلك. و يجوز أن يكون المراد ب::ذلك الزي::ادة في

::دوا زادهم ه::دى«األلطاف كما قال تعالى: ذين اهت ه من و ق::ال:«1 » »و ال ::ه الل »يه::دي ببع رضوانه ه تعالى يعلم أن أشياء كثيرة تكون أصلح لن::ا، و أنف::ع«2 »ات و يجوز أن يكون الل

لنا إذا سألناه، و إذا لم نسأله ال يكون ذلك مصلحة، و كان ذلك وجها في حس::ن المص::لحة. و يجوز أن يكون المراد استمرار التكليف و التعريض للثواب، ألن إدامته ليست بواجبة ب::له هو تفضل محض جاز أن يرغب في::ه بال::دعاء. و يل::زم المخ::الف أن يق::ال ل::ه: إذا ك::ان الل تعالى قد علم أنه يفعل ذلك ال محالة فما معنى سؤاله ما علم أنه يفعله، فما أجابوا به فهو

جوابنا.

ه ب::ه من توحي::ده، و عدل::ه، و والي::ة من و الصراط المستقيم هو الدين الحق ال::ذي أم::ر اللأوجب طاعته. قال جرير:

إذا اعوج الموارد مستقيمأمير المؤمنين على صراط

أي على طريق واضح. و قال الشاعر:

______________________________13( سورة الكهف آية 1)

18( سورة المائدة آية 2)

42ص:

فصد عن نهج السراط الواضح

و قيل: إنه مشتق من )مسترط( الطعام، و هو ممره في الحل::ق، و الص::اد لغ::ة ق::ريش، و هي اللغة الجيدة، و عامة العرب يجعلونها سينا، و ال::زاي لغ::ة لع::ذرة، و كعب و ب::ني القين يقول::ون: أزدق، فيجعلونه::ا زاي::ا إذا س::كنت. و أه::ل الحج::از يؤنث::ون الص::راط ك::الطريق و السبيل و الزق:اق و الس:وق. و بن:و تميم ي:ذكرون ه:ذا كل:ه. و أص::ل االس:تقامة التق:ويم و االستواء في جهة االنتصار و ه::و ض::د االعوج::اج، فمن::ه القي::ام و التق::ويم و التق::وم، و من::ه المقاوم::ة، ألن::ه بمنزل::ة المماثل::ة بم::ا ه::و كاالس::تواء. و تق::اوموا في األم::ر إذا تم::اثلوا، و

وجوه: »الصراط المستقيم«االستقامة المرور في جهة واحدة. و قيل في معنى قوله:

ه، و روي ذلك عن النبي )ص( و عن علي عليه السالم و ابن مسعود. أحدها- إنه كتاب الل

و الثاني- انه اإلسالم، حكي ذلك عن جابر و ابن عباس.

و الثالث- انه دين الله عز و جل الذي ال يقبل من العباد غيره.

و الرابع- انه النبي )ص( و األئمة )ع( الق::ائمون مقام::ه ص::لوات الله عليهم، و ه:و الم::رويفي أخبارنا.

التفسير

و األولى حم::ل اآلي::ة على عمومه::ا ألن::ا إذا حملناه::ا على العم::وم دخ::ل جمي::ع ذل::ك في::هفالتخصيص ال معنى له.

قوله تعالى:

[7(: آية 1]سورة الفاتحة )

ين ) ذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و ال الضال (7صراط ال

آية

المعنى:

معناه بيان الصراط المستقيم، إذ ك::ان ك::ل طري::ق من ط::رق الح::ق ص::راطا مس::تقيما. والمعنى صراط من أنعمت عليهم بطاعتك.

43ص:

القراءة

و قرأ حمزة بضم الهاء من ذل::ك: و في أي::ديهم »و إليهم( حيث وق::ع. و روى ال::دوري عن::هه«بضم الهاء في قوله: و قرأ يعقوب بضم كل ه::اء قبله::ا ي::اء«1 » »فعليهم غضب من الل

ساكنة في التثنية و جمع المذكر و المؤنث، نحو: )عليهما( و فيهم::ا »عليهن« و »فيهن«، و ضم ميم الجمع و وصلها بواو في اللفظ ابن كثير و أبو جعفر. و عن نافع فيه خالف كثير. و عن غيره ال نطول بذكره، و هو مذكور في كتب القراءات. فمن قرأ بكسر اله::اء و إس:كان الميم قال: إنه أمن من اللبس إذا كانت األلف في التثنية قد دلت على االثنين و ال ميم في الواحد، فلما لزمت الميم الجمع حذفوا ال:واو و أس:كنوا الميم طلب::ا للتخفي:ف. و حج:ة من قرأ »عليهم« انهم قالوا ضم الهاء هو األص::ل ألن اله::اء إذا انف::ردت من ح::رف متص:ل به::ا قيل: »هم فعلوا« و من ضم الميم إذا لقيها ساكن بعد الهاء المكس::ورة ق::ال: لم::ا احتجت إلى الحركة رددت الحرف إلى أصله فض::ممت و ت::ركت اله::اء على كس::رتها، ألن::ه لم ت::أت ض::رورة تح::وج إلى رده::ا إلى األص::ل و من كس::ر الميم فالس::اكن ال::ذي لقيه::ا، و اله::اء

مكسورة ثم اتبع الكسرة الكسرة.

االعراب

»و الذين« في موضع جر باالضافة، و ال يقال في الرفع )اللذون(، ألنه اسم ليس يتمكن. و قد حكي اللذون شاذا، كما قي::ل الش::ياطون، و ذل::ك في ح::ال الرف::ع و ال يق::رأ ب::ه، و ق::رأ صراط من أنعمت عليهم: عمر بن الخطاب و عبد الله بن زبير، و روي ذلك عن أهل البيت عليهم السالم. و المشهور األول. و النعمة التي أنعم بها على المذكورين و إن لم تذكر في

، و بين::ا الم::راد ب::ذلك، ثم بين اهدنا الصراط المستقيماللفظ فالكالم يدل عليها ال لما قال:أن هذا صراط من أنعمت عليهم بها، فلم يحتج إلى إعادة اللفظ، كما قال النابغة الذبياني:

«2 »يقعقع خلف رجليه بشنكأنك من جمال بني أقيش

______________________________106( سورة النحل آية 1)

( الشن و الشنة: القربة2)

44ص:

لما قال جمال بني أقيش قال يقعقع، و معناه جمل يقعقع خلف رجليه، و نظير ذل::ك كث::يراجدا.

قوله تعالى:

ين غير المغضوب عليهم و ال الضال

االعراب:

أجمع المفسرون و القراء على جر )غير( ألنها نعت للذين، و انما جاز أن تكون نعتا لل::ذين، و الذين معرفة و غير نكرة ألن الذين بصلتها ليس::ت بالمعرف::ة كاألس::ماء المعي:ة ال:تي هي أعالم كزيد و عمرو و انم::ا هي ك::النكرات إذا ع:رفت كالرج::ل و البع::ير فلم::ا ك:انت ال::ذين كذلك كانت صفتها كذلك ايضا و جاز ان تكون نعتا للذين، كما يقال ال أجلس إال الى الع::الم غير الجاهل، و لو كانت بمنزلة األعالم لما جاز، كما لم يج::ز في ق::ولهم: م::ررت بزي::د غ::ير الظريف، فال يجرها على انها نعت، و ان نص:بتها في مث:ل ه:ذا ج::از على الح:ال. و يحتم::ل ايضا ان تكون مجرورة لتكرير العامل الذي خفض الذين فكأنك قلت: صراط ال::ذين أنعمت عليهم، صراط غير المغضوب عليهم و يتقارب معناهما ألن ال::ذين أنعمت عليهم هم ال::ذين لم يغضب عليهم، و قرئ في الش::واذ غ::ير المغض::وب عليهم بالنص::ب، و وجهه::ا ان تك::ون صفة لله::اء و الميم الل::تين في عليهم، العائ::دة على ال::ذين، ألنه::ا و ان خفض::ت بعلى فهي موضع نصب بوقوع االنع::ام عليه::ا، و يج::وز ان يك::ون نص::با على الح::ال. و ق::ال األخفش و الزجاج: انها نص::ب على وج::ه االس:تثناء من مع:اني ص::فة ال:ذين أنعمت عليهم، و تق:ديره: اهدنا الصراط المس::تقيم ص::راط ال::ذين أنعمت عليهم إال المغض::وب عليهم ال::ذين لم تنعمعليهم في أديانهم فال تجعلنا منهم، و يكون استثناء من غير جنس كما قال النابغة للذبياني:

أعيت جوابا و ما بالربع من أحد«1 »وقفت فيها أصيال ال اسائلها

______________________________( الصحيح كي اسائلها و في نسخة: اصيالنا اسائلها1)

45ص:

» كالحوض بالمظلومة«2و النؤي » أليا ما أبينها«1 »إال االواري الجلد«3

و قال الفراء: و تغلب هذا خطأ، ألن::ه ل::و ك::ان ك::ذلك لم::ا ق::ال: و ال الض::الين ألن ال نفي و جحد. و ال يعطف على جح::د إال بجح::د، و ال يعط::ف بالجح::د على االس::تثناء و انم::ا يعط::ف باالستثناء على استثناء و بالجحد على الجحد. يقول::ون ق::ام الق::وم إال أخ::اك و إال أب::اك و ال قام أخوك و ال أبوك، و ال يقولون ما قام القوم إال أخاك و ال أباك، فعلى ه::ذا تك::ون )غ::ير( بمع::نى: ال فكأن::ه ق::ال ال المغض::وب عليهم و ال الض::الين. ق::ال الرم::اني: من نص::ب على

االستثناء جعل ال صلة، كما انشد ابو عبيدة

«4 »في بئر ال حور سرى و ما شعر

أي في بئر هلكة.

هم اليهود عند جميع المفسرين الخاص و العام، ألنه تع::الى ق::د أخ::بر المغضوب عليهم«وين«انه غضب عليهم و جعل فيهم القردة و الخنازير، »و هم النصارى ألنه قال: »و ال الضال

بيل« وا عن سواء الس ذين كفروا« و قال«5 »ضل يعني النصارى. و روي ذل::ك عن »لعن ال »ماالنبي )ص(. و قال بعضهم ال: زائدة تقديره: غير المغضوب عليهم و الضالين كما قال:

أي معناه أن تسجد قال ابو النجم:«6 »منعك أال تسجد«

مط القفندرافما ألوم البيض أال تسخرا «7 »لما رأين الش

يعني أن تسخر. و تكون غير بمعنى سوى. و قد بينا ضعف هذا عند الكوفيين لم::ا مض::ى، وألنه انما يجوز ذلك إذا تقدمه نفي كقول الشاعر:

ه فعلهم و الطيبان ابو بكر و ال عمرما كان يرضى رسول الل

______________________________( ج آري محابس الخيل1)

( حفرة حول الخيمة تمنع من تسرب الماء اليها2)

( األرض التي لم تحفر قط و حفرت3)

( أي بئر هلكة4)

80( سورة المائدة آية: 5)

11( سورة االعراف آية 6)

( الشمط: الشيب و القفندر: الصغير الرأس القبيح المنظر7)

46ص:

ه فه::و ارادة العق::اب المس::تحق بهم، و لعنهم و براءت::ه منهم و اص::ل و اما الغض::ب من الل الغضب الشدة و منه الغضبة الصخرة الصلبة الشديدة المركب::ة في الجب::ل المخالف::ة ل::ه و

رجل غضوب شديد الغضب و الغضوب الحية الخبيثة لشدتها و الغضوب الناقة العبوس.

»وو اصل الضالل الهالك و منه قوله )إذا ض::للنا في األرض( أي هلكن::ا و من::ه قول:ه تع:الى أي أهلكها. و الضالل في ال::دين ال::ذهاب عن الح::ق و اإلض::الل ال::دعاء الىأضل أعمالهم«

امري«الضالل و الحمل علي::ه و من::ه قول::ه تع::الى: هم الس:: ل و اإلض::الل األخ::ذ«1 » »و أض:: بالعاصين الى النار و اإلضالل الحكم بالضالل و اإلضالل التحيير بالض::الل بالتش::كيك لتع::دل::ه عنه. و اليهود- و ان كانوا ض::الال- و النص::ارى- و ان ك::انوا مغض::وبا عليهم- فإنم::ا خص الل تعالى كل فريق منهم بسمة يعرف بها و يميز بينه و بين غيره بها و ان كانوا مشتركين في

ين«صفات كث::يرة. و قي::ل ان::ه أراد ب ال وب عليهم و ال الض:: جمي::ع الكف::ار و انم::ا »المغض::ذكروا بالصفتين الختالف الفائدتين

ه قال: قال رسول الله )ص( قال الله تعالى: )قسمت الصالة بينيو روى جابر ابن عبد الل و بين عبدي فله ما سأل فإذا قال العبد الحمد لله رب الع::المين ق::ال حم::دني عب::دي و إذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي، و إذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي ثم

قال هذا لي و له ما بقي(

و ال يجوز عندنا ان يقول القارئ عند خاتمة الحمد: آمين فان قال ذلك في الص::الة متعم::دا بطلت صالته ألنه كالم ال يتعلق بالصالة، و ألنه كالم ال يستقل بنفس::ه و انم::ا يفي::د إذا ك::ان تأمينا على ما تقدم و متى قصد بما تقدم الدعاء لم يكن تاليا للق::رآن، فتبط::ل ص::الته و ان قصد التالوة ال يكون داعي::ا فال يص::ح الت::أمين و ان قص::دهما فعن::د كث::ير من األص::وليين ان المعنيين المختلفين ال يصح ان يردا بلفظ واحد، و من أجاز ذلك- و ه::و الص::حيح- من::ع من::ه

لقيام الداللة على المنع من ذلك فألجل ذلك لم يجز.

______________________________85( سورة طه آية: 1)

47ص:

- سورة البقرة2

و هي مائتان و س::ت و ثم::انون آي::ة في الك::وفي و س::بع بص::ري و خمس م::دني و روي أنقوله: و اتقوا يوما ترجعون فيه الى الله- نزلت في حجة الوداع

[1(: آية 2]سورة البقرة )

حيم حمن الر ه الر بسم الل

(1الم )

آية عند الكوفيين

المعنى:

و »كهيعص« و »المص« و »الم«- و اختل::ف العلم::اء في مع::نى أوائ::ل ه::ذه الس::ور مثل و غير ذل::ك على وج::وه فق::ال بعض::هم انه::ا »حم« و »باألحقاف« و »لبالمرصاد« و»طه«

اسم من أسماء القرآن ذهب اليه قتادة و مجاهد و ابن جريح و قال بعضهم هي فواتح يفتح بها القرآن، روي ذلك عن مجاهد أيضا و اختاره البلخي و فائدتها أن يعلم ابت::داء الس::ورة و

انقضاء ما قبلها و ذلك معروف في كالم العرب و أنشد بعضهم

«1 »بل و بلدة ما األنس من أهلها

و يقول آخر

بل ما هيج أحزانا و شجوا قد شجا

و قوله )بل( ليس من الشعر و انم::ا أراد أن يعلم أن::ه قط::ع كالم::ه و أخ::ذ في غ::يره و أن::ه مبتدأ الذي أخذ فيه غير ناسق له على ما قبله و قال بعضهم هي اس::م للس::ورة روي ذل::كه األعظم و روي ذل::ك عن الس::دي عن زيد بن أسلم و الحسن و قال بعض::هم هي اس::م الله ب::ه و هي من أس::مائه و روي إسماعيل و عن الشعبي و قال بعضهم هي قسم اقس::م الل ذلك عن ابن عباس و عكرمة و قال قوم هي حروف مقطعة من اس::ماء واقع::ا ك::ل ح::رفه علي::ه و آل::ه نح::و ق::ول من ذلك بمعنى غير مع::نى الح::رف اآلخ::ر يعرف::ه الن::بي ص::لى الل

الشاعر

قالوا جميعا كلهم أالفانادوهم أن ألجموا أالتا

______________________________( في اللسان و في تفسير الطبري )اهالها(1)

48ص:

يريد أال تركبون قالوا أال فاركبوا و قال آخر:

قلنا لها قفي فقالت قاف

بمعنى قالت انا واقفه. روى ذلك أبو الض::حى عن ابن عب::اس و عن ابن مس::عود و جماع::ة من الصحابة و قال بعضهم هي حروف هجاء موضوعة. روي ذلك عن مجاهد و قال بعضهم هي ح::روف هج::اء يش::تمل ك::ل ح::رف على مع::ان مختلف::ة. روي ذل::ك عن أنس و اخت::اره الطبري و قال بعضهم هي حروف من حساب الجمل و قال بعضهم لكل كتاب س::ر و س::ر القرآن في فواتحه. هذه أقوال المفسرين فاما أهل اللغة فإنهم اختلفوا فق:ال بعض::هم هي حروف المعجم استغني بذكر ما ذكر منها في أوائل السور عن ذكر بواقيها ال::تي هي تم::ام ثمانية و عشرين حرفا كما يستغنى بذكر أ ب ت ث عن ذكر الب::اقي و ب::ذكر قف::ا نب::ك عن ذكر باقي القصيدة قالوا و لذلك رفع ذلك الكتاب ألن معن::اه عن األل::ف و الالم و الميم من الحروف المقطعة و قوله ذلك الكتاب الذي أنزلته اليك مجموعا ال ريب فيه كم::ا ق::الوا في

أبي جاد أ ب ت ث و لم يذكروا باقي الحروف و قال راجز بني أسد:

أخذت منها بقرون شمطلما رأيت أمرها في حطي

فأراد الخبر عن المرأة بأنها من أبي جاد فأقام قوله في حطي مقامه لداللة الكالم علي::ه و قال آخرون بل ابتدئت بذلك أوائ::ل الس::ور ليفتح الس::تماعه أس::ماع المش::ركين إذ تواص::وا باالعراض عن القرآن حتى إذا استمعوا له، تال عليهم الم. و قال بعضهم الحروف ال::تي هيه بها كالمه و قال اب::و مس::لم: الم::راد ب::ذلك، ان ه::ذا الق::رآن أوائل السور حروف يفتتح الل الذي عجزتم عن معارضته، و لم تقدروا على اإلتيان بمثله هو من جنس هذه الحروف التيه، و تتحاورون بها في كالمكم و خطابكم، فحيث لم تقدروا عليه ف::اعلموا ان::ه من فع::ل الل انما كررت في مواضع استظهارا في الحج:ة و حكي ذل:ك عن قط:رب. و روي في اخبارن:اه، و اخت::اره الحس::ين بن علي المغ::ربي و ان ذلك من المتشابه ال::ذي ال يعلم تأويل::ه إال الله تع:الى به::ا بعض احسن الوج::وه ال::تي قبلت ق::ول من ق::ال: انه::ا اس::ماء للس::ور خص الل

السور بتلك كما قيل للمعوذتين:

49ص:

المقشقشتان، أي تبرءان من النفاق، و كما سميت الحمد أم القرآن و فاتحة الكتاب.

و ال يلزم أن ال تشترك سورتان أو ثالث في اسم واحد، و ذلك أنه كما يش::ترك جماع::ة من الناس في اسم واحد، فإذا أريد التمي::يز زي::د في ص::فته، و ك::ذلك إذا أرادوا تمي::يز الس::ورة قالوا: الم ذلك، الم الله، الم، و غير ذلك. و ليس ألحد أن يقول: كيف تكون أسماء للسور، و االس::م غ::ير المس::مى، فك::ان يجب أال تك::ون ه::ذه الح::روف من الس::ورة، و ذل::ك خالف اإلجماع. قيل: ال يمتنع أن يسمى الشيء ببعض ما في::ه، أال ت::رى انهم ق::الوا: البق::رة، و آل عمران، و النساء، و المائدة، و ال خالف انها اسماء للسور و ان كانت بعض::ا للس::ور، و من فرق بين األشخاص و غيرها في هذا المعنى: فأوجب في األش::خاص أن يك::ون االس::م غ::ير المسمى و لم يوجب في غيرها، فقد أبعد، ألنه ال فرق بين الموضعين على ما مضى القول فيه، و ال يلزم أن تسمى كل سورة بمثل ذلك، ألن المصلحة في ذلك معتبرة، و ق::د س:مى الله كل سورة بتس::مية تخص::ها و إن لم تكن من ه:ذا الجنس، كم::ا ان::ه لم::ا س::مى الحم::د

بأسمائها لم يلزم ذلك في كل سورة.

و قيل انها أوائل أس::ماء يعلم الن::بي )ص( تمامه::ا، و الغ::رض به::ا، نح::و م::ا روين::اه عن ابنعباس، كما قال الشاعر:

سألتها الوصل فقالت: قاف

يعني: وقفت. و قال آخر:

بالخير خيرات و إن شرا فا

يريد: فشرا، و قال آخر:

و ال أريد الشر إال أن تا

يعني: إال أن تشاء. و قال آخر:

ينقد عنه جلده إذا يا كيف ال يا«2 » عال«1 »ما للظليم

______________________________( الظليم: ذكر النعام.1)

( عال: دعاء عليه من قولهم: ع::ال عول::ه أي ثكلت::ه أم::ه فاختص::ر في الطبع::ة االيراني::ة2))غال( بدل )عال( و )ينقل( بدل )ينقد( و )جلد( بدل )جلده( و الصحيح ما ذكرناه.

50ص:

ه، و الميم: اعلم، و ك::ذلك أي: إذا يفزع. فعلى هذا يحتمل ان يكون االل::ف: ان::ا، و الالم: الل القول في الحروف، و على ه::ذا ال موض::ع )ألل::ف الم ميم( من االع::راب، و على ق::ول من قال انها اسماء السور موضعها الرفع، كأنه قال ه::ذه الم، او يك::ون ابت::داءه و يك::ون خ::بره ذلك الكتاب، و اجمع النحويون على ان ه::ذه الح::روف و جمي::ع ح::روف الهج::اء مبني::ة على الوقف ال تعرب، كما بني العدد على الوقف، و ألجل ذل:ك ج::از ان يجم::ع بين س::اكنين كم::ا جاز ذلك في العدد، تقول واحد، اثنان، ثالثة، اربعة، فتقطع الف اثنين و هي ال::ف وص::ل، و تذكر الهاء في ثالثة و اربعة، فلو لم تن::و الوق::ف لقلت ثالث بالث::اء. و حكي عن عاص::م فيه بقط::ع الهم::زة، الب::اقون بفتح الميم، و ق::الوا فتح الميم اللتق::اء الش::واذ و غ::يره الم الل الساكنين و ق:ال ق::وم: ألن:ه نق:ل حرك:ة الهم:زة الي:ه، و اخت:ار اب:و علي االول، ألن هم:زة الوصل تس::قط في الوص::ل، فال يبقى هن::اك حرك::ة تنق::ل، و انش::د في نق::ل حرك::ة هم::زة

الوصل قول الشاعر

تخط رجالي بخط مختلف عند زياد كالخرف«1 »أقبلت من

فيكتبان في الطريق الم الف

و متى أجريتها مجرى األسماء ال الحكاي::ة و أخ::برت عنه::ا، قلت: ه:ذه ك::اف حس:نة، و ه:ذا كاف حسن، و كذلك باقي الحروف فتذكر و تؤنث، فمن أنث قصد الكلمة، و من ذكر قصد الحرف، فأم:ا إع:راب: أبي ج::اد، ه:واز، و حطي و كلمن، ف:زعم س:يبويه انه:ا مص:روفات، تقول: علمت أبا ج::اد، و نفع:ني اب::و ج::اد، و انتفعت ب::أبي ج::اد. و ك::ذلك: ه:واز، و ه:واز، و هوازا. و حطي::ا، و حطي، و حطي، و أم:ا كلمن و س::عفص و قرش::يات فأعجمي::ات، تق::ول: ه::ذه كلمن، و تعلمت كلمن، و انتفعت بكلمن، و ك::ذلك س::عفص و قرش::يات اس::م للجم::ع مصروفة ألجل األلف و التاء. و أما معنى أبي جاد، فقال الضحاك: انها اسماء األي::ام الس::تة

ه تعالى فيها الدنيا و قال الشعبي: انها أسماء ملوك مدين، و انشد: التي خلق الل

______________________________( في الطبعة االيرانية »عن( و الصحيح ما ذكرنا1)

51ص:

سببت بها عمروا و أوحى بني عمروأال يا شعيب قد نطقت مقالة

و سعفص أهل للمكارم و الفخرملوك بني حطي و هواز منهم

لميل شعاع الشمس أو مطلع الفجرهم صبحوا أهل الحجاز بغارة

و روي عن ابن عباس ان ألبي جاد حديثا عجيب::ا، أبي: آدم ج::د في أك::ل الش::جرة، و ه::واز: فزل آدم فهوى من السماء الى األرض. و اما حطي فحطت عنه خطيئته و اما كلمن فأك::ل

. و«1 »من الشجرة و من عليه بالتوبة. و سعفص: عصى آدم فاخرج من النعيم الى الكبد قرشيات: أقر بالذنب فسلم من العقوبة، و هذا خبر ضعيف يتضمن وص::ف آدم، و ه::و ن::بي

بما ال يليق به.

ه، و روي ذلك عن معاوية بن قرة عن النبي )ص(. و قال قوم: انها حروف من أسماء الل

[2(: آية 2]سورة البقرة )

قين ) (2ذلك الكتاب ال ريب فيه هدى للمت

ذلك الكتاب هذه لفظة يشار بها الى ما قرب، و ذلك الى م::ا بع::د، و ذاك الى م::ا بينهم::ا و يحتم::ل أن يك::ون مع::نى ذل::ك هاهن::ا ه::ذا، على ق::ول عكرم::ة و جماع::ة من أه::ل العربي::ة

كاالخفش و أبي عبيدة و غيرهما، قال:

تأمل خفافا انني أنا ذلكا متنه«2 »أقول له و الرمح يأطر

أي انني انا هذا. و قال تعالى ذلك عالم الغيب و الشهادة، و ه::و موج::ود في الح::ال و انم::ا جاز أن يستعمل هذا، و هي اشارة الى حاض::ر، بمع::نى ذل::ك و هي اش::ارة الى غ::ايب ألن::ه كالحاضر عند الغائب. أال ترى ان الرجل يحدث حديثا فيقول السامع ه::ذا كم::ا قلت و ربم::ا قال ان ذلك كما قلت و انما جاز ذلك لقرب جوابه من كالم المخبر، و كذلك لما قال تعالى )آلم( و ذكرنا معنى ذلك، قال لنبيه: يا محمد هذا الذي ذكرته و بينته، ذلك الكت::اب. فل::ذلك حسن وضع ذلك في مكان هذا، إال أنه اشارة الى م::ا مض::ى. و ق::ال ق::وم: ان معن::اه ذل::ك

الكتاب الذي وعدوا به على لسان موسى و عيسى كما قال

______________________________( الكبد: الشدة.1)

( في الطبعة االيرانية )ناظر( و الصحيح ما ذكرناه كما في االغاني2)

52ص:

ذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم يعني: هذا ذلك الكتاب. و قال قوم: انماال أشار الى ما كان نزل من القرآن بمك::ة من الس::ور فق::ال ذل::ك، و األول أق::وى ألن::ه أش::به بأقوال المفسرين. و اما من حمل ذلك على انه أشار به الى التوراة و اإلنجيل فق::د أبط::ل ألنه وصفه بانه ال ريب فيه و انه هدى للمتقين، و وصف م:ا في أي:ديهم بان:ه مغ:ير مح:رف

فون الكلم عن مواضعه«في قوله: قوله تعالى:«1 » »يحر

ال ريب فيه

القراءة

- قرأ ابن كثير بوصل الهاء بياء في اللفظ، و كذلك كل هاء كناية قبلها ياء ساكنة ف::ان ك::انقبلها ساكن غير الياء وصلها بالواو. و وافقه حفص في قوله:

. و وافقه قتيبة في قوله: و أشركه في أمري. و وافقه المنسى في قوله:فيه مهانا

فمالقيه و سأصليه. فمن كسر الهاء مع ان األص::ل الض::مة فألج::ل الي::اء و الكس::رة الل::تين قبلها. و الهاء تشبه األلف ألنها من حروف الحلق و لما فيها من الخفاء: فكما نح::وا ب::األلف نحو الي::اء باالمال::ة ألج::ل الكس::رة و الي::اء ك::ذلك كس::روا اله::اء للكس::رة و الي::اء لتتج::انس الص::ورتان، و ذل:ك حس::ن و ترك::وا االش:باع كراهي::ة اجتم::اع المقارب:ة كم::ا كره:وا اجتم:اع األمثال، و من أشبع و أتبعها الياء، فان الهاء و إن ك::انت خفي::ة فليس يخرجه::ا ذل::ك من ان تكون كغيرها من حروف المعجم التي ال خفاء فيها نحو ال::راء و الص::اد و ان اله::اء و الن::ون عند الجميع في وزن الشعر بمنزلة الراء و الص:اد و ان ك::ان في ال:راء تكري::ر و في الص::اد استطالة، فإذا كان كذلك كان حجزها بين الساكنين كحجز غيرها من الحروف التي ال خفاء

فيها

المعنى:

و معنى ال ريب فيه، أي ال ش::ك في::ه. و ال::ريب الش::ك، و ه::و ق::ول ابن عب::اس و مجاه:د وعطاء و السدي و غيرهم. و قيل: هو أشد الشك و هو مصدر رابني الشيء

______________________________45( سورة النساء آية 1)

53ص:

يريبني قال ساعدة بن جوية الهذلي:

فال ريب ان قد كان ثم لحيمو قالوا تركن الحي قد حصروا به

أي أطافوا به و اللحيم القتيل، يقال لحم إذا قتل و الهاء فيه عائ::دة على الكت::اب و يحتم::ل ان يكون ال ريب فيه خبرا، و المعنى انه حق في نفسه، و ال يكون المراد به انه ال يقع في::ه

ريب ألن من المعلوم أن الريب واق::ع في::ه من الكف::ار و في ص::حته و يج::ري ذل::ك مج::رى الخبر إذا كان مخبره على ما هو به في أنه يكون ص::دقا و ان كذب::ه ق::وم و لم يص::دقوه. و

يحتمل أن يكون معناه األمر أي تيقنوه و ال ترتابوا فيه

قوله تعالى:

قين هدى للمت

المعنى:

معناه نور و ضياء و داللة للمتقين من الض::اللة و انم::ا خص المتقين ب::ذلك و ان ك::ان ه::دىلغيرهم من حيث انهم هم الذين اهتدوا به و انتفعوا به كما قال:

بع الذكر« ما تنذر من ات و ان كان انذر من لم يتبع الذكر و يق::ول القائ::ل: في ه::ذا«1 »»إن األمر موعظة لي او لك و ان كان فيه موعظ::ة لغيرهم::ا. و يق::ال ه::ديت فالن::ا الطري::ق إذا

أرشدته و دللته عليه، أهديه هداية

االعراب:

و يحتمل ان يكون منصوبا على الحال من الكتاب و تق::ديره ذل::ك الكت::اب هادي::ا للمتقين و ذلك يكون مرفوعا بالم. و الكتاب نعت لذلك، و يحتمل ان يكون حاال من اله::اء في )في::ه(،

كأنه قال: ال ريب فيه هاديا و يحتمل ان يكون رفعا من وجوه:

أولها- ان يكون خبرا بعد خبر كأنه قال: هذا كتاب هدى أي قد جمع انه الكتاب الذي وع::دوابه و انه هدى كما يقولون: هذا حلو حامض يريدون انه

______________________________11( سورة يس آية 1)

54ص:

قد جمع الطعمين. و يحتمل ان يكون رفعا بانه خبر ابتداء محذوف و تق::ديره ه:و ه:دى ألن الكالم األول قد تم و يحتمل ان يكون رفعه على قولك ذلك الكتاب ال ريب كأنك قلت: هذا الكتاب حق ألن ال شك بمعنى حق. ثم قال بعد ذلك في::ه ه::دى للمتقين. و ه::دى ي::ذكر في جميع اللغات و حكي عن بعض بني اسد هذه هدى حسنة تدغم النون في الالم عن::د األك::ثر

ه م::أخوذ من )و المتقين( مجرور بالالم و المتقي ه::و ال::ذي يتقى بص::الح اعمال::ه ع:ذاب اللاتقاء المكروه بما يجعله حاجزا بينه و بينه كما قال ابو حية النميري:

بأحسن موصولين كف و معصمو القت قناعا دونه الشمس و اتقت

و قي::ل ان المتقين هم ال::ذين اتق::وا م::ا ح::رم عليهم و فعل::وا م::ا وجب عليهم. و قي::ل انه و يحذرون عقابه. و قي::ل ان المتقين هم ال::ذين اتق::وا المتقين هم الذين يرجون رحمة الل الشرك و برئوا من النفاق و هذا الوجه ضعيف ألنه يلزم عليه وصف الفاسق المتهت::ك بان::ه متق إذا كان بريا من الش::رك و النف::اق. و أص::ل االتق::اء الحج::ز بين الش::يئين و من::ه اتق::اه بالترس ألنه جعله حاجزا بينه و بينه و اتقاه بحق كذلك و منه الوقاية ألنها تحجز بين الرأس

و األذى.

و منه التقية في اظهار خالف اإلبطان. و الفرق بينه و بين النفاق: ان المنافق يظهر الخ::ير و يبطن الشر، و المتقي يظهر القبيح و يبطن الحس::ن. و يق::ال وق::اه يقي::ه وقاي::ة و توق::اه

توقيا.

[3(: آية 2قوله تعالى ]سورة البقرة )

ذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصالة و مما رزقناهم ينفقون ) (3ال

آية بال خالف الذين في موضع خفض ألنه نعت للمتقين، و يجوز ان يكون رفعا على االبتداء »و يؤمنون« رفع ألنه فعل مستقبل و الواو و النون في موضع رفع ألنه كناية عن الفاع::ل، و النون األخيرة مفتوحة ألنها نون الجم:ع و الص:الة نص:ب ألنه:ا مفع:ول ب:ه. و االيم:ان في

::ون. أي بمص::دق لن::ا. و ق::ال: و م::ا أنت بم::ؤمن لنااللغة هو التصديق، و منه قول::ه: »يؤمن و كذلك هو في الشرع«1 »بالجبت و الطاغوت«

______________________________50( سورة النساء آية 1)

55ص:

ه او ندب::ه او اباح::ة و ه::و عند أكثر المرجئة، و الم::راد ب::ذلك التص::ديق بجمي::ع م::ا أوجب اللالمحكي عن ابن عباس في هذه اآلية ألنه قال: الذين يصدقون بالغيب.

و حكى الربيع بن انس انه ق::ال: ال::ذين يخش::ون ب::الغيب. و ق::ال: معن::اه يطيع::ون الله في السر و العالني::ة. و قي::ل: إن االيم::ان مش::تق من االم::ان، و الم::ؤمن من ي::ؤمن نفس::ه منه المؤمن ألوليائه من عذابه و ذل::ك م::روي في اخبارن::ا و ق::الت المعتزل::ة ه، و الل عذاب الل بأجمعها: االيمان هو فعل الطاعة، و منهم من اعتبر فرائض::ها و نوافله::ا، و منهم من اعت::بر

الواجب منها ال غير، و اعتبروا اجتناب الكبائر من جملتها.

ان االيمان هو التصديق بالقلب و العمل باألرك::ان و الق::ولو روي عن الرضا عليه السالم:باللسان.

و قد بينا األقوى من ذلك في كتاب األصول.

ه. و ق::ال جماع::ة من و اما »الغيب« فحكي عن ابن عباس ان::ه ق::ال: م::ا ج::اء من عن::د الل الصحابة كابن مسعود و غيره: ان الغيب ما غاب عن العباد علمه من ام::ر الجن::ة و الن::ار و األرزاق و االعمال و غير ذل:ك، و ه:و االولى ألن:ه ع:ام، و ي:دخل في::ه م:ا رواه أص::حابنا من

زمان الغيبة و وقت خروج المهدي عليه السالم. و قال قوم:

الغيب ه::و الق::رآن، حكي ذل::ك عن زر بن جيش. و ذك::ر البلخي ان الغيب ك::ل م::ا أدرك بالدالئل و اآليات مما تلزم معرفته. و قال الرماني: الغيب خف::اء الش::يء عن الحس ق::رب

أو بعد إال انه قد كثرت صفة الغائب على البعيد الذي ال يظهر للحس.

و اصل الغيب من غاب. يقولون: غاب فالن يغيب، و ليس الغيب م::ا غ::اب عن اإلدراك ألن ما هو معلوم و ان لم يكن مشاهدا، ال يسمى غيب::ا، و األولى ان تحم::ل اآلي::ة على عمومه::ا في جميع من يؤمن بالغيب، و قال قوم: انها متناولة لمؤمني العرب خاصة دون غيرهم من

::زلمؤمني أهل الكتاب، قالوا بداللة قوله فيما بعد ذين يؤمنون بما أنزل إليك و م::ا أن »و ال::ك« ق::الوا و لم يكن للع::رب كت::اب قب::ل الكت::اب ال::ذي أنزل::ه الله على نبي::ه ت::دينمن قبل

بتصديقه، و انما الكتاب ألهل الكتابين و هذا غير صحيح، ألنه ال يمن::ع أن تك::ون اآلي::ة االولى عامة في جميع المؤمنين المصدقين ب::الغيب و إن ك::انت اآلي::ة الثاني::ة خاص::ة في ق::وم ألن

تخصيص الثانية ال يقتضي

56ص:

تخصيص األولى.

و قال قوم: انهما مع اآليتين اللتين بعدهما أربع آيات نزلت في مؤم::ني أه::ل الكت::اب، ألن::ه ذكرهم في بعضها. و قال قوم: ان األربع آيات من أول السورة نزلت في جميع المؤم::نين، و اثنتان نزلتا في نعت الكافرين، و ثالث::ة عش::ر في المن::افقين و ه::ذا أق::وى الوج::وه، ألن::ه

حمل على عمومه، و حكي ذلك عن مجاهد. و قوله:

فاقامتها أداؤها بحدودها و فرائضها و واجباتها، كما فرضت عليهم يق::ال:»يقيمون الصالة«أقام القوم سوقهم إذا لم يعطلوها من البيع و الشراء، قال الشاعر:

فخاموا و ولوا جميعاأقمنا ألهل العراقين سوق الضراب

يديمون أداء فرضها يقال للش::يء »يقيمون الصالة«و قال أبو مسلم محمد بن بحر: معنى الراتب ق::ائم و لفاعل::ه مقيم، و من ذل::ك: فالن يقيم أرزاق الجن::د. و قي::ل ان::ه مش::تق من

تقويم الشيء من قولهم: قام باألمر، إذا أحكمه و حافظ عليه.

و قيل انه مشتق مما فيه من القيام، و لذلك قيل قد قامت الصالة.

و أما الصالة فهي الدعاء في اللغة، قال الشاعر:

و صلى على دنها و ارتسم«1 »و قابلها الريح في دنها

أي دعا لها. و قال األعشى:

»ف::ان ذبحت ص::لى عليه::ا و زمزمالها حارس ال يبرح الدهر بيتها2»

يعني دع:ا له::ا: و أص::ل االش::تقاق في الص::الة من الل::زوم من قول::ه تص::لى ن::ارا حامي::ة، و المصدر الصالة و من::ه اص::طلى بالن::ار إذا لزمه::ا، و المص::لى ال:ذي يجيء في اث::ر الس::ابق

للزوم أثره، و يقال للعظم الذي في العجز صلوا، و هما صلوان.

فأما في الشرع ففي الناس من قال إنها تخصصت بالدعاء و الذكر في موض::ع مخص::وص. و منهم من قال، و هو الصحيح، انه::ا في الش::رع عب::ارة عن الرك::وع و الس::جود على وج::ه

مخصوص و أركان و اذكار مخصوصة. و قيل انها سميت صالة

______________________________( و في رواية: ظلها.1)

( الزمزمة: صوت بعيد له دوي.2)

57ص:

ألن المصلي متعرض الستنجاح طلبته من ث::واب الل::ه و نعم::ه م::ع م::ا يس::أل رب::ه فيه::ا منحاجاته.

و أما الرزق، فهو ما للحي االنتفاع به على وجه ال يكون ألحد منعه منه، و ه::ذا ال يطل::ق إال فيما هو حالل فأما الحرام فال يكون رزقا ألنه ممنوع منه بالنهي، و لصاحبه أيضا منعه منه، و ألنه أيضا مدحهم باإلنفاق مما رزقهم، و المغصوب و الحرام يس::تحق ال::ذم على إنفاق::ه،

فال يجوز أن يكون رزقا.

حكي عن ابن عب::اس انه::ا الزك::اة المفروض::ة يؤتيه::ا »و مما رزقن::اهم ينفق::ون«و قول::ه: احتسابا. و حكي عن ابن مسعود أنها نفقة الرجل على أهله، ألن اآلي::ة ن::زلت قب::ل وج::وب الزكاة. و قال الضحاك: هو التطوع بالنفقة فيم::ا ق::رب من الل::ه و األولى حم::ل اآلي::ة على

عمومها فيمن أخرج الزكاة الواجبة و النفقات الواجبة و تطوع بالخيرات.

كم تكذبون«و أصل الرزق الحظ لقوله: : أي حظكم، و ما جعله«1 » »و تجعلون رزقكم أنحظا لهم فهو رزقهم.

و اإلنفاق أص::له اإلخ::راج، و من::ه قي::ل: نفقت الداب::ة إذا خ::رجت روحه::ا، و النافق::اء، جح::ر اليربوع، من ذلك ألنه يخ::رج منه::ا. و من::ه النف::اق ألن::ه يخ::رج إلى الم::ؤمن بااليم::ان و الى

الكافر بالكفر.

[4(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ذين يؤمنون بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك و باآلخرة هم يوقنون ) (4و ال

القراءة

ال يمد القراء األلف من ما إال حمزة فانه مدها، و قد لحن في ذلك. و كان

______________________________.82( سورة الواقعة آية 1)

58ص:

يقف قب::ل الهم::زة فيق:رأ: و ب::االخرة تس:كينا على الالم ش:يئا ثم يبت::دئ ب::الهمزة، و ك:ذلك األرض و شيء يقطع عند الياء من شيء كأنه يقف ثم يهمز. و موض::ع )م:ا( خفض بالب::اء و

يكره الوقف على )ما( ألن األلف حرف منقوص.

التفسير

الكتب الماضية، و قد بين::ا أن »و ما أنزل من قبلك« القرآن »بما أنزل إليك«و قال قتادة: األولى حمل اآلية على عمومها في المؤمنين، و ذكرنا الخالف في::ه، و اآلخ::رة ص::فة ال::دار،

و وصفت بذلك«1 » »و إن الدار اآلخرة لهي الحيوان«فحذف الموصوف، قال الله تعالى: لمصيرها آخرة ألولى قبلها كما يقال: جئت مرة بعد أخرى، و يجوز أن يكون س::ميت ب::ذلك لتأخيره::ا عن الخل::ق، كم::ا س::ميت ال::دنيا دني::ا ل::دنوها من الخل::ق، و إيق::انهم م::ا جح::ده المش::ركون من البعث و النش::ور و الحس::اب و العق::اب، و روي ذل::ك عن ابن عب::اس، و

اإليقان بالشيء هو العلم به، و سمي يقينا لحصول القطع عليه و سكون النفس إليه،

[5(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

هم و أولئك هم المفلحون ) (5أولئك على هدى من رب

القراءة

أولئك بهمزتين، و فيهم من يخففهما و حمزة يم::د أولئ::ك و أولئ::ك اس::م مبهم يص::لح لك::ل حاضر تعرفه االشارة كقولك ذاك في الواحد، و أوالء جمع ذاك في المعنى و من قصر قال أوال و أوال لك، و إذا أمددته لم يجز زي::ادة الالم لئال يجتم::ع ثق::ل الهم::زة و ثق::ل الزي::ادة، و

تقول: أوالء للقريب و ها أولئك للبعيد و أولئك للمتوسط.

و أضيف الهدى الى الله ألحد األمرين:

أحدهما: لما فعل بهم من الداللة على الهدى و اإليضاح له، و الدعاء اليه.

ه. الثاني: ألنه يثيب عليه، فعلى هذا يضاف االيمان بأنه هداية من الل

______________________________.64( سورة العنكبوت آية 1)

59ص:

: أي على ح::ق و خ::ير بهداي::ة الله »على ه::دى« في موضع خفض بعلى. و مع::نى ]هدى[و إياهم و دعائه الى ما قالوا به، و من ق::ال: هم على ن::ور و اس::تقامة أو بي::ان و رش::د، فه::و داخل تحت ما قلنا، و االولى أن يكون ذلك عاما فيمن تقدم ذك::ره في اآلي::تين، و من خص ذلك فقد ترك الظاهر، ألن فيهم من خص::ها ب::المعنيين في اآلي::ة االولى، و فيهم من خص::ها بالمذكورين في اآلية الثانية، و قد بينا أن الجمع محمول على العموم و حملها على العموم

في الفريقين محكي عن ابن عباس و ابن مسعود.

ه بأعم::الهم و إيم::انهم. و ]المفلحون[و هم المنجحون الذين أدركوا م::ا طلب::وا من عن::د اللالفالح: النجاح. قال الشاعر:

و لقد أفلح من كان عقلاعقلي إن كنت لما تعقلي

يعني من ظفر بحاجته و أصاب خ:يرا. و تق:ول أفلح يفلح إفالح:ا و تق:ول فلح يفلح فالح:ا وفالحا و الفالح البقاء أيضا. قال لبيد

نحل بالدا كلها حل قبلنا بعد عاد و حمير«1 »و نرجو فالحا

يعني البقاء و أصل الفلح القطع، فكأنه قطع لهم بالخير، و منه قيل لالكار فالحا ألن::ه يش:قاألرض، و الفالح المكاري ألنه يقطع األرض قال الشاعر:

إن الحديد بالحديد يفلح

و في أولئك لغات: فلغة أه::ل الحج::از: أولي::ك بالي::اء، و أه::ل نج::د و قيس و ربيع::ة و أس::د يقولون: أولئك بهم:ز. و بعض ب:ني س:عيد من ب:ني تميم يقول:ون: االك مش:ددة، و بعض:هم

يقول: االلك. قال الشاعر:

و هل يعظ الضليل إال أاللكا«2 »أال لك قوم لم يكونوا أشابة

و هم دخلت للفصل

[6(: آية 2 قوله تعالى ]سورة البقرة ).

ذين كفروا سواء عليهم أ أنذرتهم أم لم تنذرهم ال يؤمنون ) (6إن ال

النزول

- نزلت في أبي جهل و في خمسة من قومه من ق::ادة األح::زاب قتل::وا ي::وم ب::در في ق::ولالربيع بن أنس، و اختاره البلخي و المغربي. و قال ابن عباس: نزلت في قوم

______________________________( و في نسخة )الفالح(.1)

( االشابة من الناس األخالط2)

60ص:

بأعيانهم من أحبار اليهود ذكرهم بأعي::انهم، من اليه::ود ال::ذين ح::ول المدين::ة. و ق::ال ق::وم: نزلت في مشركي العرب، و اختار الطبري ق::ول ابن عب::اس. و ال::ذي نقول::ه إن::ه ال ب::د أن تكون اآلية مخصوص::ة ألن حمله::ا على العم::وم غ::ير ممكن، ألن::ا علمن::ا أن في الكف::ار من يؤمن فال يمكن العموم، و أما القطع على واحد مما قالوه فال دليل عليه، و يجب تجويز كل واحد من هذه األقوال، و من مات منهم على كفره يقطع على أنه مراد باآلي::ة، فعلى ه::ذه قادة األحزاب مرادون على ما قال ربيع بن انس و من قتل ي::وم ب::در ك::ذلك و من ق::ال ان

اآلية مخصوصة بكفار اهل الكتاب قال:

ألن ما تقدمها مختص بمؤمنيهم فيجب ان يكون ما يعقبه::ا مختص::ا بكف::ارهم و ق::د قلن::ا إن اآلية االولى حملها على عمومها اولى و لو كانت خاصة بهم لم يجب حم::ل ه::ذه اآلي::ة على الخصوص لما تقدم فيما مضى. و الذين نصب بأن. و الكف::ر ه::و الجح::ود و الس::تر و ل::ذلك

سمي الليل كافرا لظلمته قال الشاعر:

يمينها في كافر«1 »القت ذكاءفتذكرا نقال رشيدا بعد ما

و قال لبيد:

في ليلة كفر النجوم غمامها

يعني غطاها.

و الكافور أكمام الكرم الذي يكون فيه و الكفري وعاء الطلعة ألنه يستر اللب و من::ه قول::ه و سمي الزارع كافرا لتغطيته الب::ذر و يق::ال«2 » »كمثل غيث أعجب الكفار نباته«تعالى:

ه علي::ه فالن متكف::ر بالس::الح إذا تغطى ب::ه. و في الش::رع عب::ارة عمن جح::د م::ا أوجب الل معرفته من توحيده و عدله و معرفة نبيه و اإلقرار بما جاء ب::ه من من ارك::ان الش::رع فمن جحد ش:يئا من ذل:ك ك::ان ك::افرا و ربم:ا تعلقت ب:ه احك:ام مخصوص::ة من من:ع الموارث:ة و

المناكحة و المدافنة و الصالة عليه و ربما لم يتعلق بحسب الدليل عليه.

جمع بين الهمزتين أهل الكوفة و ابن عامر »سواء عليهم أ أنذرتهم«قوله تعالى:

______________________________ ( و تصحيح البيت: ثقال بدل نقال و رثيدا بدل رشيدا و رثد المتاع و غيره فهو مرثود: وضع1)

بعضه فوق بعض و الثقل بيض النعام. ذكاء: الشمس.

20( سورة الحديد آية: 2)

61ص:

إال الحلواني و كذلك في كل هم::زتين في كلم:ة واح::دة إذا ك::انت االولى لالس:تفهام إال في مواضع مخصوصة نذكرها فيما بعد الباقون بتخفي::ف االولى و تل::يين الثاني::ة و فص::ل بينهم::ا

باأللف أهل المدينة إال ورشا و أبا عمرو و الحلواني عن هشام.

أي معتدل مأخوذ من التساوي كقولك متساو و تقول: »سواء«و معنى قوله

واء«هذان األمران عندي سواء أي معتدالن، و منه قوله: ::ذ إليهم على س:: يع::ني«1 » »فانب بذلك أعلمهم و آذنهم للحرب ليستوي علمك و علمهم بم::ا علي::ه ك::ل فري::ق منكم لالخ::ر وه معناه: أي االمرين كان منك اليهم االنذار أم ترك االنذار فإنهم ال يؤمن::ون. و ق::ال عب::د الل

بن قيس الرقيات:

سواء عليها ليلها و نهارهاتعدت بي الشهباء نحو ابن جعفر

يعني بدلك عندها معتدل في السير الليل و النهار، ألنها ال فتور فيه و منه قول اآلخر:

سواء صحيحات العيون و عورهاو ليل يقول المرء من ظلماته

ألن الصحيح ال يبصر فيه إال بصرا ضعيفا من ظلمته، و هذا لفظه لف::ظ االس::تفهام و معن::اه الخبر، و له نظائر في القرآن، كما تقول ما أبالي أقمت أم قعدت، و انت مخبر ال مستفهم ألنه وقع موقع أي، كأنك قلت ال أبالي أي االم::رين ك::ان من::ك و ك::ذلك مع::نى اآلي::ة: س::واء عليهم أي ه::ذين من::ك اليهم حس::ن في موض::عه، س::واء فعلت أم لم تفع::ل. و ق::ال بعض النحويين ان ح::رف االس:تفهام انم::ا دخ::ل م:ع س:واء و ليس باس:تفهام، ألن المس:تفهم إذا استفهم غيره قال: أزيد عندك أم عمرو و يستفهم صاحبه أيهما عنده و ليس أحدهما أح::ق

::ذرهم«باالس::تفهام من اآلخ::ر فلم::ا ك::ان قول::ه: ::ذرتهم أم لم تن واء عليهم أ أن بمع::نى »س::التسوية أشبه ذلك االستفهام إذ شبهه بالتسوية، و قال جرير:

و اندى العالمين بطون راحأ لستم خير من ركب المطايا

فهذا في صورة االستفهام و هو خبر، ألنه لو أراد االستفهام لما كان مدحا و قال آخر:

______________________________59( سورة االنفال آية 1)

62ص:

أ ساعة نحس تتقى أم بأسعدسواء عليه أي حين أتيته

و ال يجوز أن تقع أو في مثل هذا مكان أم ألن أم هي التي تعادل بها الهمزة ال أو.

و الفرق بينهما ان أو يستفهم بها عند أحد االم::رين ه::ل حص::ل أم ال و ه::و ال يعلمهم::ا مع::ا كقول القائل: أذن أو أقام؟ إذ المراد تعلمهما، فإذا علم واحدا منهما و لم يعلمه بعينه ق::ال

أذن أم اقام؟ يستفهم عن تعيين أحدهما هذا في االستفهام.

و في الخبر تقول: ال أب::الي أقمت أم قع::دت. أي هم::ا عن::دي س::واء و ال يج::وز ان تق::ول الأبالي أقمت أو قعدت ألنك لست بمستفهم من شيء.

و حكي عن عاصم الجحدري انه قرأ سواو بواو مضمومة ال بهمزة و ه::ذا غل::ط ألن الع::رب كلها تهمز ما بعده مده، يقولون: كساء و رداء و هواء و جزاء و غير ذلك. و أما االنذار فه::وه نفس::ه ب::ذلك اعالم و تخويف، و كل من::ذر معلم و ليس ك::ل معلم من::ذرا و ق::د س::مى الل

ا أنذرناكم عذابا قريبا«فقال: ألن االعالم يجوز وصفه ب::ه و التخوي::ف أيض::ا ك::ذلك«1 » »إنه به عباده(في قوله: فإذا جاز وصفه بالمعنيين ج::از وص::فه بلف::ظ يش::تمل )ذلك يخوف الل

::ذرتكم ص::اعقة(عليهما و أنذرت فعل متعد الى مفعولين كقوله تع::الى: ::ذرناكم )و )أن ا أن إن::الوحي« و قد ورد معدا بالباء في قوله تعالى:عذابا قريبا( ::ذركم ب ما أن و قي::ل«2 » »قل إن

االنذار هو التحذير من مخ:وف يتس:ع زمان:ه االح::تراز، ف:ان لم يتس:ع زمان:ه لالح::تراز ك::اناشعارا و لم يكن إنذارا. قال الشاعر:

قبل الصباح فقد عصى عمروأنذرت عمرا و هو في مهل

ه منهم انهم ال يؤمنون، هل ك::انوا ق::ادرين على االيم::ان أم ال؟ ف::ان فان قيل الذين علم الله تعالى االيمان، فقد كلفهم ما ال يقدرون عليه، و هذا قلتم ما كانوا قادرين، و قد كلفهم الله. قلنا: ه::ذا يل::زم ال يجوز- و ان كانوا قادرين- فقد قلتم: انهم كانوا قادرين على تجهيل الل

المخالف مثله، فانه ال خالف أنهم مأمورون

______________________________40( سورة النساء: آية 1)

45( سورة األنبياء: آية 2)

63ص:

بااليمان، فيقال لهم: انه ال يجب ذلك كم::ا ال يجب إذا ك::انوا م::أمورين بااليم::ان، ان يكون::واه( ه ق::د علم ان::ه ال يقيم القيام::ة الي::وم؟ ا«1 »م::أمورين )بابط::ال م::ا علم الل أ ليس الل

ه. و ان قلتم: يقولون: انه قادر على إقامتها أم ال؟ فان قلتم: انه ال يق::در، فق::د عج::زتم اللانه يقدر، فقد قلتم: انه يقدر على ان يجهل نفسه.

و الجواب الصحيح عن ذلك: أن العلم يتناول الشيء على ما هو به، و ال يجعله على ما ه::و::ر به، فليس يمتنع ان يعلم حصول شيء بعينه، و ان كان غيره مق::دورا أ ال ت::رى أن من خي بين الصدق و الكذب و قد علم أن كل واحد منهما يقوم مقام صاحبه في باب الغرض و قد علم قبح الكذب و حسن الصدق ال يج::وز أن يخت::ار الك::ذب على الص::دق- و ان ك::ان ق::ادرا

على الكذب- فبان بذلك صحة ما قلناه

[7(: آية 2قوله تعالى ]سورة البقرة )

ه على قلوبهم و على سمعهم و على أبصارهم غشاوة و لهم عذاب عظيم ) (7ختم الل

- آية

القراءة

- أجمع القراء السبعة على كسر الغين و ض::م الت::اء، و روي عن بعض الق::راء فتح الغين، و عن الحسن ض::م الغين. و حكي عن عاص::م في الش::واذ: غش::اوة، بنص::ب الت::اء، و ال يق::رأ

بجميع ذلك.

التفسير

ه على قلوبهم« أي شهد عليها بأنها ال تقبل الحق، يقول القائل:»ختم الل

أراك تختم على كل ما يقول فالن، أي تشهد به و تصدقه، و قد ختمت علي::ك بأن::ك ال تعلم، أي شهدت، و ذلك استعارة. و قيل ان ختم بمعنى طبع فيها أثرا للذنوب كالسمة و العالم::ة لتعرفها المالئكة فيتبرءوا منهم، و ال يوالوهم، و ال يستغفروا لهم مع استغفارهم للمؤمنين. و قيل: المعنى في ذلك أنه ذمهم بأنها كالمختوم عليها في انها ال يدخلها االيمان و ال يخ::رج

عنها الكفر، قال الشاعر:

______________________________( ما بين القوسين وضعه المصحح في الطبعة االيرانية.1)

64ص:

و لكن ال حياة لمن تناديلقد أسمعت لو ناديت حيا

ك«أي كأنه ال حياة فيه. و الختم آخر الشيء و منه قوله تعالى: و من::ه:«1 » »ختام::ه مس::ين بي أي آخرهم. و منه: ختم الكت::اب ألن::ه آخ::ر ح::ال الف::راغ من::ه و الختم الطب::ع وخاتم الن

الخاتم الطابع.

و ما يختم الله على القلوب من السمة و العالمة التي ذكرناه::ا ليس::ت بمانع::ة من االيم::انكما أن ختم الكتاب و الظرف و الوعاء ال يمنع من أخذ ما فيه.

و حكي عن مجاهد أنه قال: الرين أيسر من الطبع و الطبع أيس::ر من الختم و من االقف::الو القفل أشد من ذلك.

ه«و قيل: إن قوله تعالى: إخبار عن تكبرهم و إعراضهم عن االس::تماع لم::ا دع::وا »ختم الل اليه من الحق كما يقال: فالن أصم عن هذا الكالم إذا امتنع عن س::ماعه و رف::ع نفس::ه عن

تفهمه.

و الغشاوة: الغطاء و فيها ثالث لغ::ات: فتح الغين و ض::مها و كس::رها و ك::ذلك غش::وة فيه::ا ثالث لغات. و يقال: تغشاني السهم إذا تجلله و كل ما اشتمل على شيء مبني على فعالة كالعمام::ة و القالدة و العص::ابة و ك::ذلك في الص::ناعة كالخياط::ة و القص::ارة و الص::باغة و النساجة و غير ذلك و كذلك من استولى على ش::يء كالخالف::ة و االم::ارة و االج::ارة و غ::ير

ذلك.

معناه على أسماعهم و وضع الواح::د موض::ع الجم::ع ألن::ه »و على سمعهم«قال ابو عبيدة: يع::ني أطف::اال. و يج::وز ان يك::ون أراد موض::ع«2 » »يخ::رجكم طفال«اسم جنس كما قال:

سمعهم فحذف لداللة الكالم عليه. و يجوز ان يكون أراد المص:در ألن:ه ي::دل على القلي:ل والكثير، فمن رفع التاء قال: الكالم األول قد تم عند قوله:

معهم« و تق::ديره: و غش::اوة على »و على أبص::ارهم غش::اوة« و اس::تأنف:»و على س::أبصارهم، و من نصب قدره، يعني: جعل على أبصارهم غشاوة، كما قال الشاعر:

______________________________26( سورة المطففين: آية 1)

5( سورة الحج آية 2)

65ص:

علفتها تبنا و ماء باردا

و قال اآلخر:

متقلدا سيفا و رمحا

لما دل الكالم األول عليه، فإذا لم يكن في الكالم ما يدل عليه، ال يجوز إضماره، و ال يج::وز أن ينصب بالفعل األول الذي هو الختم، ألن الختم ال يطلق على البصر، كما ذك::ر في قول::ه

ثم قال: »و ختم على سمعه و قلبه«تعالى:

فلم يدخل المنصوب في معنى الختم. و قال قوم:«1 »»و جعل على بصره غشاوة«

إن ذلك على وجه الدعاء عليهم، ال لالخبار عنهم، و هذا يمكن في قوله تعالى:

معهم« ::وبهم و على س:: ه على قل فيمن »و على أبص::ارهم غش::اوة« و في قوله»ختم الل نصب غشاوة، فاما من رفع ذلك، فال يكون دعاء. و األقوى أن ذلك خبر، ألن::ه خ::رج مخ::رج

الذم لهم و اإلزراء عليهم، فكيف يحمل على الدعاء؟

و يحتمل أن يكون المراد )بختم( أنه سيختم، و يكون الماضي بمعنى المستقبل، كما ق::ال:ار« حاب الن ة أص:: و على ه::ذا يس::قط س::ؤال المخ::الف و القلب«2 »»و نادى أصحاب الجن

جعل الشيء على خالف ما كان. يق::ال: قلب::ه يقلب::ه قلب::ا، و القليب الب::ئر ألن الم::اء ينقلب اليها، و ما به قلبة: أي انقالب عن صحة، و فالن حول قلب: إذا ك::ان يقلب األم::ور برأي::ه و يحتال عليها، و القلوب ال::ذئب لتقلب::ه في الحيل::ة على الص::يد بخبث::ه، و س::مي القلب قلب::ا

لتقلبه بالخواطر. قال الشاعر:

و الرأي يعزب و اإلنسان أطوارما سمي القلب إال من تقلبه

و البصر: مصدر بصر به يبصر بصرا، بمعنى أبصره ابصارا. و البصيرة:

األبصار للحق بالقلب. و البصائر قطع الدم ألنها ترى كثيرة للغسل.

بإظه::ار التن::وين، ألن الن::ون ت::بين عن::د ح::روف الحل::ق و هي س::تة»و لهم ع::ذاب عظيم« أحرف: العين، و الغين، و الحاء، و الخاء، و الهمزة و الهاء و من ه::ذه األح::رف م::ا ال يج::وز

ه«فيه اإلخفاء، و هي العين، كقوله: و »من عند الل

______________________________22( سورة الجاثية آية 1)

43( سورة االعراف آية 2)

66ص:

و الخ::اء و الغين يج::وز إخفاؤهم::ا«1 » »غث::اء أح::وى«. و الهمزة، نح:و قول::ه:»من عليها«::دا« )ف::إن خفتم( )من خلفهم( و »و المنخنقة«عندهم على ضعف فيه من قوله: »نارا خال

ذي(«3 » )ماء غ::دقا(«2 » )ميثاقا غليظا(و ::ر ال ق::ال الف::راء: أه::ل الع::راق«4 » )ق::وال غييبينون و أهل الحجاز يخفون و كل صواب.

ف::ان قي::ل: إذا قلتم: ان الله ختم على قل::وبهم، و على س::معهم و على أبص::ارهم فكي::ف يكونون قادرين على االيمان؟ قيل: يكونون عليه ألن الختم و الغشاوة ليسا بشيء يفعلهما الله تعالى في القلب و العين يصد بهما عن االيمان، و لكن الختم شهادة على م::ا فس::رناه من الله عليهم بأنهم ال يؤمنون، و على قلوبهم بأنه::ا ال تعي ال::ذكر، و ال تعي الح::ق، و على أسماعهم بأنها ال تصغي الى الحق. و هذا إخبار عمن يعلم منه أنه ال يؤمن. و الغش::اوة هي

و لم يقل تعالى:«5 »)إلفهم الكفر بحبهم له(

إنه جعل على قلوبهم بل أخبر انه كذلك. و من ق::رأ بالنص::ب- و إن ك::ان ش::اذا- يحتم::ل أن يكون أراد معنى قوله: ان السورة زادتهم رجسا الى رجسهم و السورة لم تزدهم و لكنهم

ه تعالى. ازدادوا عندها، و سنوضح ذلك فيما بعد ان شاء الل

تقديره: و لهم، بما هم عليه من خالفك، ع::ذاب عظيم و حكي ذل::ك»و لهم عذاب عظيم« عن ابن عباس. و أصل العذاب االستمرار بالشيء يقال: عذبه تعذيبا: إذا استمر به األلم. و عذب الماء عذوبة: إذا استمر في الحلق و حم::ار ع::اذب و ع::ذوب: إذا اس::تمر ب::ه العطش

فلم يأكل من شدة العطش. و فرس عذوب مثل ذلك.

و العذوب الذي ليس بينه و بين السماء ستر. و أعذبته عن الشيء بمعنى فطمته. و عذب::ةالسوط طرفه و العذاب استمرار األلم.

و أصل العظم عظم الشخص، و منه عظيم الشأن الغني بالشيء عن غيره

______________________________5( سورة األعلى آية 1)

153 و 20( سورة النساء آية 2)

16( سورة الجن: آية 3)

59( سورة البقرة: آية 4)

( في األصل بياض و في النسخة االيرانية احتماالت استنتجنا منها العبارة الموجودة.5)

67ص:

ه تعالى كبرياؤه و العظام من العظم ألنه من أكبر ما يركب منه البدن. و عظمة الل

[8(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه و باليوم اآلخر و ما هم بمؤمنين ) ا بالل اس من يقول آمن (8و من الن

التفسير:

»و م::ا هم)من( لف::ظ يخ::بر ب::ه عن الواح::د من العقالء، و اث::نين و جماع::ة فلم::ا ق::ال: دل على أنه أراد الجمع و انما قال: )يق::ول( بلف::ظ الواح::د حمال ل::ه على اللف::ظبمؤمنين«

قال الشاعر:

نكن مثل من يا ذئب يصطحبان

و قيل في معنى الناس وجهان:

أحدهما- أن يكون جمعا ال واحد له من لفظه واحدهم إنسان و األنثى انس::انة و الث::اني- أن أصله: أناس فأسقطت الهمزة منها لكثرة االستعمال إذا دخله::ا األل::ف و الالم للتعري::ف ثم

ه( و أصله: لكن انا. أدغمت الم التعريف في النون كما قيل: )لكنا هو الل

و قال بعضهم: ان الناس لغة غير أناس، و إال لقيل في التصغير: أنيس ردا الى أصله.

و اشتقاقه من النوس: و هو الحركة ناس ينوس نوسا: إذا تحرك و النوس:

تذبذب الشيء في الهواء، و منه نوس القرط في االذن لكثرة حركته.

و ال خالف بين المفسرين ان هذه اآلية و ما بعدها نزلت في قوم من المنافقين من األوس و الخزرج و غ::يرهم، روي ذل::ك عن ابن عب::اس و ذك::ر أس::ماءهم و ال فائ::دة في ذكره::ا. و

كلها في صفه هؤالء المن::افقين. و المن::افق »و ما كانوا مهتدين«كذلك ما بعدها الى قوله:هو الذي يظهر اإلسالم بلسانه و ينكره بقلبه.

و اليوم اآلخر هو يوم القيامة و انما سمي يوم القيامة الي::وم اآلخ::ر ألن::ه ي::وم ال ي::وم بع::دهسواه. و قيل: ألنه بعد ايام الدنيا و أول ايام اآلخرة. فان قيل:

68ص:

كيف ال يكون بعده يوم و ال انقطاع لالخرة و ال فناء؟ قي::ل: الي::وم في اآلخ::رة س::مي يوم::ا بليلته التي قبله فإذا لم يتقدم النهار ليل لم يسم يوما فيوم القيامة يوم ال ليل بعده فلذلك

سماه اليوم اآلخر.

ه« مع قوله: »و ما هم بمؤمنين«و انما قال: ا بالل تكذيبا لهم فيما أخ::بروا ».. من يقول آمن عن اعتقادهم من االيمان و اإلقرار بالبعث و النبوة فبين ان ما قالوه بلسانهم مخ::الف لم::ا

في قلوبهم و ذلك يدل على ان االيمان ال يكون مجرد القول على ما قالته الكرامية.

)يقول( من القول و منه: تقول إذا تخرص القول و اقتال فهو مقيال:

إذا أخذ نفعا الى نفسه بالقول أو دفع ب::ه ض::ررا عنه::ا و المق::ول اللس::ان يقول::ه تق::ويال إذاطالبه بإظهار القول.

[9(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

أنفسهم و ما يشعرون ) ذين آمنوا و ما يخدعون إال ه و ال (9يخادعون الل

آية

القراءة:

»وقرأ ابن كثير و نافع و ابو عمرو بضم الياء و بألف. الباقون بفتح الي::اء بال ال::ف في قولهما يخدعون«

اللغة:

قال ابو زيد: خدعت الرجل أخدع::ه خ::دعا بكس::ر الخ::اء و خديع::ة و يق::ال في المث::ل: إن::ك ألخدع من ضب حرشته. و قال ابن االعرابي: الخادع: الفاسد من الطعام و من ك::ل ش::يء

و انشد:

طيب الريق إذا الريق خدعابيض اللون لذيذا طعمه

اي تغير و فسد. و قال ابو عبيدة: يخادعون بمعنى يخدعون قال الشاعر:

فال جزع األوان و ال رواعاو خادعت المنية عنك سرا

69ص:

التفسير:

و خداع المنافق إظه::اره بلس::انه من الق::ول أو التص::ديق خالف م::ا في قلب::ه من الش::ك وه و لرسوله و للمؤمنين مخادعا و هو التكذيب و ليس ألحد ان يقول: كيف يكون المنافق لل ال يظهر بلسانه خالف ما هو له معتقد إال تقية؟. و ذلك ان العرب تسمي من اظهر بلس::انه غير ما في قلبه لينجو مما يخافه مخادعا لمن تخلص منه بم::ا اظه::ر ل::ه من التقي::ة فل::ذلك سمي المنافق مخادعا من حيث انه نجا من اجراء حكم الكفر عليه بما أظهره بلسانه فه::و و ان كان مخادعا للمؤمنين فهو لنفسه مخادع ألنه يظهر لها بذلك أنه يعطيها أمنيته::ا و ه::و

. »و ما يخدعون إال أنفسهم«يوردها بذلك أليم العذاب و شديد الوبال، فلذلك قال:

»و ما يشعرون«و قوله: يدل على بطالن قول من قال: إن الله ال يعذب إال من كفر عنادا بعد علمه بوحدانيته ضرورة، ألنه أخبر عنهم بالنفاق و بأنهم ال يعلمون ذلك، و المفاعل::ة، و إن كانت تكون من اثنين، من كل واحد منهما لصاحبه، مثل ض::اربت و ق::اتلت و غ::ير ذل::ك،ه، و ط::ابقت النع::ل، و عاف::اه فقد ورد من هذا الوزن )فاعل( بمعنى )فعل( مثل: قاتل::ه الله، و غير ذلك. و قد حكينا أن معناه: يخدعون، كما قال في البيت المقدم و قيل: إن::ه لم الله ه بكذبه بلس::انه على م::ا تق::دم، و الل يخرج بذلك عن الباب و معناه: ان المنافق يخادع الل

::زدادوا إثم::ا و لهم ع::ذابيخادعه بخالفه بما فيه نجاة نفسه كم::ا ق::ال. م::ا نملي لهم لي »إن

ه انهم يخ::دعون نبي::ه ألن طاعت::ه«1 »مهين« و حكي عن الحس::ن ان مع::نى يخ::ادعون الله كما قال: ه و معصيته معصية الل و قيل معن::اه:«2 » »و إن يريدوا أن يخدعوك«طاعة الل

انهم يعملون عمل المخادع كما يقال فالن يس::خر من نفس::ه و من ق::رأ »و م::ا يخ::ادعون« و كما قال:«3 » »و إن عاقبتم فعاقبوا«بألف طلب المشاكلة و االزدواج كما قال:

______________________________.178( سورة آل عمران: آية 1)

.63( سورة االنفال: آية 2)

.126( سورة النحل: آية 3)

70ص:

ئة مثلها« ئة سي و كما قال الشاعر:«1 »»و جزاء سي

فنجهل فوق جهل الجاهليناأال ال يجهلن احد علينا

ه منهم«و قال تعالى: و مثل::ه كث::ير. و قي::ل في حج::ة من«2 » »فيسخرون منهم سخر الل قرأ يخادعون بألف هو ان ينزل ما يخطر بباله و يهجس في نفسه من الخداع بمنزل::ة آخ::ر

يجازيه ذلك و يفاوضه فكأن الفعل من اثنين كما قال الشاعر و ذكر حمارا أراد الورود:

»يؤامر نفس::يه ك::ذي الهجم::ة اإلبلتذكر من أنى و من أين شربه3»

فجعل ما يكون منه من وروده الماء و التمثل بينهما بمنزلة نفسين و قال اآلخر:

و هل تطيق وداعا ايها الرجل

و على هذا قول من قرأ: )قال اعلم ان الله على كل شيء قدير( فوصل فخاطب نفسه و نظائر ذلك كثيرة و انما دعاهم الى المخادعة امور أحدها- التقية و خ::وف القت::ل و الث::اني-

ليكرموهم إكرام المؤمنين.

الثالث- ليأنسوا اليهم في أسرارهم فينقلوها الى أع::دائهم. و الخ::داع مش::تق من الخ::دع و هو إخفاء الشيء مع إيهام غيره و منه المخدع: البيت الذي يخفى في::ه الش::يء ف::ان قي::ل: أليس الكف::ار ق::د خ::دعوا المؤم::نين بم::ا أظه::روا بألس::نتهم ح::تى حقن::وا ب::ذلك دم::اءهم و أموالهم- و ان كانوا مخدوعين في أمر آخرتهم- قيل: ال نقول خ::دعوا المؤم::نين ألن اطالق ذلك يوجب حقيقة الخديعة لكن نقول: خادعوهم و ما خ::دعوهم ب::ل خ::دعوا أنفس::هم، كم::ا قال في اآلية، و لو أن إنسانا قاتل غيره، فقتل نفس::ه ج::از أن يق::ال: ان::ه قات::ل فالن::ا، فلم

يقتل إال نفسه، فيوجب مقاتلة صاحبه، و ينفي عنه قتله.

و النفس مأخوذة من النفاسة، ألنها أجل ما في اإلنسان. تقول: نفس

______________________________40( سورة الشورى: آية 1)

80( سورة التوبة: آية 2)

( في الطبعة االيرانية نفسه بدل نفسيه3)

71ص:

ينفس نفاسة: إذا ضن به، و تنافسوا في األمر: إذا تشاحوا. و النفس: الروح.

و نفس عنه تنفيسا: إذا روح عن نفسه. و النفس: الدم، و منه النفساء، و نفس::ت الم::رأة. يعني و ما يعلمون، يقال م::ا ش::عر فالن »و ما يشعرون«و النفس: خاصة الشيء، و قوله:

بهذا األمر و هو ال يشعر به إذ لم يدر، شعرا و شعورا و مشعورا قال الشاعر:

»ثم استفاءوا و ق::الوا حب::ذا الوضحعقوا بسهم فلم يشعر به احد1»

يعني: لم يعلم به أحد. و اصل الشعر: الدقة ش:عر ب::ه يش:عر: إذا اعلم::ه ب::أمر ي::دق و من:ه الشعيرة و الشعير، ألن في رأسهما كالشعر في الدقة. و المشاعر: العالم::ات في مناس::ك الحج ك::الموقف و الط::واف، و غيرهم::ا. و أش::عرت البدن::ة، إذا أعلمته::ا على انه::ا ه::دي. و

الشعار ما يلي الجسد، ألنه يلي شعر البدن.

االعراب:

نصب على االستثناء.»إال أنفسهم«

[10(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه مرضا و لهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ) (10في قلوبهم مرض فزادهم الل

القراءة:

امال الزاي ابن عامر و الحلواني و حمزة، و قرأ اهل الكوفة بفتح الياء يكذبون مخففا.

اللغة و التفسير:

و قال الشاعر«2 »يقال زاد يزيد زيادة

كذلك زيد المرء بعد انتقاصه

______________________________ ( في الطبعة االيرانية بدل )عق:وا( عف::وا و ب::دل )اس:تفاءوا( اس:تقادوا و ب::دل )و ق:الوا(1)

فقالوا

(2 ( و زيدا و زيدا و زيدا و مزيدا و زيدانا

72ص:

زدن::اهم ع::ذابا ف::وق و »و زدن::اهم ه::دىو )زدت( فعل يتع::دى الى مفع::ولين، ق::ال تع::الى و المعنى: ]فزادهم إيمانا[ و زاده بسطة في العلم و الجسم و قولهالعذاب«

]م::ازادهم فوق الناس لهم ايمانا أضمر المصدر في الفعل، و أسند الفعل الي::ه، كم::ا ق::ال أي ما زادهم مجيء النذير، و المعنى ازدادوا عنده و قال اب::و عبي::دة«1 »زادهم إال نفورا[

أي فج::ور، و ق::ال ]فيطمع الذي في قلبه م::رض[المرض الشك و النفاق، و قيل في قولهسيبويه: مرضته قمت عليه، و وليته، و أمرضته:

جعلته مريضا.

ه مرض::ا[و قي::ل إن الم::رض الغم و الوج::ع من الحس::د و الع::داوة لكم دع::اء ]ف::زادهم الله قلوبهم[عليهم، كما قال تعالى: و اصل المرض: الس::قم في«2 » ]ثم انصرفوا صرف الل

البدن فشبه ما في قلوبهم من النفاق و الشك بمرض األجساد.

و األليم بمعنى المؤلم الموجع: فعيل بمعنى مفعل: مثل بديع بمعنى مب::دع، و مك::ان حري::زبمعنى محرز. قال ذو الرمة:

يصك وجوهها وهج اليم

أي شك و نفاق، ثم قال: »في قلوبهم مرض«فان قيل إذا كان معنى قوله:

ه مرضا[ ه يفعل الكفر بخالف ما تذهبون اليه. قيل:]فزادهم الل ثبت ان الل

ه آية أو سورة كفروا ليس األمر على ما ذكرتم، بل معناه: إن المنافقين كانوا كلما أنزل الل::ه بها، فازدادوا بذلك كفرا الى كفرهم، و شكا الى شكهم، فجاز لذلك أن يقال: فزادهم الل

يمرضا لما ازدادوا هم مرضا عند نزول اآليات: و مثل ذلك قول::ه حكاي::ة عن ن::وح: ]رب إن و هم الذين ازدادوا ف::رارا عن::د«3 »دعوت قومي ليال و نهارا، فلم يزدهم دعائي إال فرارا[

و انما أراد انهم ازدادوا عن::د ن::زول«4 » ]فزادتهم رجسا إلى رجسهم[دعائه: و مثل قوله:اآلية و كقوله:

______________________________.42( سورة فاطر آية 1)

128( سورة التوبة آية 2)

6( سورة نوح آية 3)

126( سورة التوبة آية 4)

73ص:

ى أنسوكم ذكري« ا حت خذتموهم سخري ه بل كانوا«1 »»فات و المؤمنون ما أنسوهم ذكر الل يدعونهم اليه تعالى، لكن لما نسوا ذكر الله عند ض::حكهم من المؤم::نين و اتخ::اذهم إي::اهم سخريا، جاز أن يقال: إن المؤم::نين انس::وهم. و يق::ول القائ::ل لغ::يره إذا وعظ::ه فلم يقب::ل نصيحته: قد كنت شريرا فزادت::ك نص::يحتي ش::را. و انم::ا يري::د أن::ه ازداد عن::ده. فلم::ا ك::ان المنافقون فقد مرضت قلوبهم بما فيها من الش::ك، ثم ازدادوا ش::كا و كف::را عن::د م::ا ك::ان

ه و نهيه، و ما ينزل من آياته، جاز أن يقال: ه مرضا[تجدد من امر الل فان قيل: ]فزادهم الل فعلى هذا ينبغي أن يكون انزال اآليات مفسدة، ألنهم يزدادون عند ذلك الكف::ر. قلن::ا: ليس احد المفسدة ما وقع عنده الفساد، و انما المفسدة ما وقع عندها الفساد، و لوالها لم يقع، و لم يكن تمكينا، و هذا تمكين لهم من النظر في معجزاته و دالئل::ه، فلم يكن استفس::ادا وه لو كان األمر على ما قالته المجبرة: إن الله يخلق فيهم الكفر لقالت الكفار ما ذنبنا، و الل

تعالى يخلق فينا الكفر، و يمنعنا من االيمان. فلم تلوموننا على ما فعله الله؟

فتكون الحج::ة لهم ال عليهم. و ذل::ك باط::ل، و التق::دير في اآلي::ة في اعتق::اد قل::وبهم ال::ذييعتقدونه في الدين و التصديق بنبيه مرض، و حذف المضاف و اقام المضاف اليه مقامه.

قال الشاعر:

لم تعلمي«2 »ان كنت جاهلة بماهال سألت الخيل يا ابنة مالك

يعني اصحاب الخيل كما قال: ]يا خيل الله اركبي[ يعني يا اصحاب خي::ل الل::ه، و كم::ا ق::ال و انما أراد أهلها. و روي عن ابن عباس أن المرض المراد ب::ه«3 » ]و سئل القرية[تعالى:

الشك و النفاق، و به قال قتادة و عبد الرحمن بن زيد و الكذب ضد الص:دق، و ه:و االخب:ار عن الشيء ال على ما هو به، يقال كذب يكذب كذبا و ك::ذابا- خفي::ف و ثقي::ل- مص::دران. و الكذب كالضحك و الكذاب كالكتاب و اإلكذاب: جعل الفاعل على صفة الكذب. و التك::ذب:

التحلي

______________________________.111( سورة األحزاب: آية 1)

( في الطبعة االيرانية )لما(2)

.82( سورة يوسف: آية 3)

74ص:

بالكذب. و جهة من ضم الياء و شدد الذال أن::ه ذهب الى أنهم اس::تحقوا الع::ذاب بتك::ذيبهمه عليه و آله- و بما جاء به. و من فتح الي::اء و خف::ف ال::ذال ق::در المض::اف، النبي- صلى الل

::اليوم اآلخ::ر«كأنه قال: بكذبهم، و هو أشبه بم::ا تق:دم، و ه:و ق::ولهم: ه و ب ا بالل ،«1 » »آمن و لذلك يحمد تكذيبهم. و ادخ::ل ك::ان ليعلم ان »و ما هم بمؤمنين«فأخبر الله عنهم فقال:

ذلك كان فيما مضى، كقول القائل: ما احسن ما كان زيدا. و قال بعض الكوف::يين: ال يج::وز ذلك، ألن حذف كان، انما أجازوه في التعجب. ألن الفعل قد تقدمها فكأنه قال حس::نا ك::ان

زيد. و ال يجوز ذلك هاهنا ألن كان تقدمت الفعل.

[11(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ما نحن مصلحون ) (11و إذا قيل لهم ال تفسدوا في األرض قالوا إن

القراءة:

و وافقهم ابن ذك::وان«2 »رام ضم القاف فيها و في أخواته::ا الكس::ائي و هش::ام و رويش في السين و الحاء، مثل: حيل و سيق، و سيئت، و وافقهم اهل المدينة في سيق و س::يئت فمن ضم ذهب الى ما حكي عن بعض العرب: قد قول، و قد بوع المتاع، بدل قيل و بيع، و من كسرها قال: ألن ياء الساكنة ال تكون بعد حرف مضموم، و من أشم قال: أصله ق::ول،

فاستثقلت الضمة، فقلبت كسرة، و أشمت ليعلم ان األصل كانت ضمة.

المعنى:

ه- أنه قال: لم يجئ هؤالء. و قال أكثر المفسرين: إنها ن::زلت و روي عن سلمان- رحمه الل في المنافقين الذين فيهم اآليات المتقدمة، و هو األقوى و يجوز أن ي::راد به::ا من ص::ورتهم

ه- على أنه صورتهم، فيحمل قول سلمان- رحمه الل

______________________________.8( سورة البقرة. آية 1)

( لم نعثر على هذا االسم في كتب الرجال و لعله ورش.2)

75ص:

أراد بعد انقراض المنافقين الذين تناولتهم اآلية.

ما نحن مصلحون«و معنى قولهم له: يحتمل أمرين: »إن

أحدهما- ان يقول: إن هذا الذي عندكم فساد، هو صالح عندنا، ألنا إذا قابلناهم اس:تدعيناهمالى الحق في الدين.

و الثاني- أن يجحدوا ذلك البالغ.

و اإلفساد مأخوذ من الفساد: و هو كلما يغير عن استقامة الحال. تقول:

فسد يفسد فسادا. و اإلفساد: إحداث الفساد. و المفاسدة: المعاملة بالفساد. و التفاسد:

تع::اطي الفس::اد بين اث::نين. و االستفس::اد. المطاوع::ة على الفس::اد. ال تفس::دوا في األرض فيقولون انما نحن مصلحون، و يقال لهم: آمنوا كما آمن الناس فيقولون أ ن::ؤمن كم::ا آمن الس::فهاء؟ فليس ه::ؤالء من::افقين، ب::ل مظه::رون لكف::رهم. و اآلي::ة في المن::افقين قي::ل:ه عليه و آل::ه- ف::إنهم ك::انوا ال ي::ألون المنافقون و إن كانوا يظهرون االيمان للنبي- صلى الل المسلمين خب::اال، و ك::انوا يثبط::ون عن الن::بي )ص( و ي::دعون الى ت::رك نص::رته من يثق::ون باستماعهم منهم، و من يظنون ذلك ب::ه، فربم::ا ص::ادفوا من المؤم::نين التقي فيجيبهم بم::ا

ه، فإذا أخبر أولئك النبي- صلى الله عليه و آله و سلم- ثم ذكروا له ما قالوا و«1 »ذكر الل عاتبهم النبي )ص( عادوا الى إظهار االيمان و الندم عليه، أو كذبوا قائله و الحاكي عنهم، و كان ال يجوز في ال::دين إال قب::ول ذل::ك منهم بم::ا يظه::رون، و خاص::ة في ص::در اإلس::الم، و

. و من قرأ االخبار تبين صحة ما قلناه.«2 »الحاجة الى تألف قلوبهم ماسة

و اإلفساد في األرض: العمل فيها بما نهى الله عنه، و تضييع ما أمر الله بحفظ::ه كم::ا ق::الد فيه::ا«تع:الى حاكي::ا عن المالئك:ة: يعن::ون من يعص:يك، و«3 »؟ »أ تجع:ل فيه:ا من يفس:

يخالف أمرك، و هذه صفة المنافقين.

و األرض: هي المستقر للحيوان، و يقال لقوائم البعير: أرض، و كذلك

______________________________( في الطبعة االيرانية: ثم ذكروه و لعل الصحيح ما ذكرنا1)

( في الطبعة االيرانية )ماسة( ضرب عليها و لعل وجودها أصح2)

30( سورة البقرة: آية 3)

76ص:

الفرس ان قوي. و األرض: الرعدة، و ق::ال ابن عب::اس: م::ا أدري إذا زل::زلت األرض ام بيأرض؟ أي رعدة، و األرضة: دويبة تأكل الخشب.

و الصالح: استقامة الحال، فاالصالح: جعل الحال على االستقامة. و االص::طالح االجتم::اع. والتصالح: التمالي على الصالح، و منه المصالحة و االستصالح، و الصالح:

المستقيم الحال، و المصلح: المقوم للشيء على االستقامة.

[12(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

هم هم المفسدون و لكن ال يشعرون ) (12أال إن

التفسير:

أال: فيها تنبيه، و معناها الستفتاح الكالم، و مثله: أال ترى؟ أما تسمع؟

و أصلها )ال( دخل عليها ألف االستفهام و األلف إذا دخ:ل على الجح:د أخرج:ه الى اإليج:اب::ك بق::ادر على أن يحيي الم::وتى«نحو قوله: ؟ ألن::ه ال يج::وز للمجيب إال اإلق::رار »أ ليس ذل

ببلى.

و الهاء و الميم في موض::ع النص::ب ب::أن. و هم فص::ل عن::د البص::ريين و يس::ميه الكوفي::ونعرون[عم::ادا. و قوله و فيه::ا دالل::ة على من ق::ال: ب::ان الكف::ار«1 » ق::د فس::رناه ]ال يش::

ال يمن::ع ]هم المفسدون[معاندون عالمون بخطاياهم و ان المعرفة مزورة و وصفهم بأنهم من وصف غيرهم بانه مفسد، ألن ذل::ك دلي::ل الخط::اب و حكي عن ابن عب::اس: أن مع::نى

ما نحن مصلحون[قوله انما يريد اإلصالح بين الف::ريقين من المؤم::نين و اه::ل الكت::اب و ]إنه، قي::ل لهم: ال تفعل::وا ه::ذا. ق::الوا: إنم::ا نحن حكي عن مجاه::د انهم إذا ركب::وا معص::ية الل مصلحون أي: انما نحن على الهدى و كال األمرين محتمل ألنهما جميع::ا عن::دهم أن::ه إص::الح

ه، و من حيث أنه خالف لما أمرهم به، و إنم::ا ج::از في الدين و إن كان ذلك إفسادا عند اللتكليف ما ال يشعر أنه على ظالل، ألن له طريقا الى العلم.

______________________________ه ..«( في قوله:1) تتمة اآلية »يخادعون الل

77ص:

[13(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

فهاء و هم هم الس:: فهاء أال إن اس قالوا أ نؤمن كما آمن الس:: و إذا قيل لهم آمنوا كما آمن الن(13لكن ال يعلمون )

قرأ ابن عامر و أهل الكوفة بتحقيق الهمزتين، و كذلك كل همزتين مختلف::تين من كلم::تين.الباقون بتخفيف األولى و تليين الثانية.

المعنى:

::اليوم اآلخ::ر و م::االمعني بهذه اآلية هم الذين وصفهم تعالى بأنهم يقول::ون: ه و ب ا بالل »آمنه، كما آمن بههم بمؤمنين« و المعنى إذا قيل لهم آمنوا بمحمد )ص( و بما جاء من عند الل

الناس يعني المؤمنين حقا، ألن األلف و الالم ليسا فيه لالس::تغراق، ب::ل دخال للعه::د، فكأن::هه علي::ه ه و نبيه- صلى الل قيل: آمنوا كما آمن الناس الذين تعرفونهم باليقين و التصديق بالل

و آله- و بما جاء به من عند الله.

::و يش::اء ألف إنكار، و أصلها االستفهام، و مثله »أ نؤمن«و األلف في قوله: »أ نطعم من له أطعمه« و كقول القائل: أ أضيع ديني و أثلم مرؤتي؟«1 »الل

و كل هذا جواب، لكن قد وضع السؤال فيه وض::عا فاس::دا، لوص::فهم ان ال::ذين دع::وا إليهمسفهاء.

و موضع )إذا( نصب، و تقديره: قالوا إذا قيل لهم ذلك ا نؤمن، فالعامل فيه قالوا.

و السفهاء جمع سفيه، مثل: علماء و عليم، و حكم::اء و حكيم، و الس::فيه: الض::عيف ال::رأي الجاهل القليل المعرف::ة بمواض::ع المن::افع و المض::ار و ل::ذلك س::مى الل::ه الص::بيان س::فهاء

فهاء أموالكم«بقوله: فق::ال عام::ه اه::ل التأوي::ل هم النس::اء و الص::بيان«2 » »ال تؤتوا السلضعف آرائهم و أصل السفه: خفة الحلم و كثرة الجهل. يقال: ثوب سفيه إذا

______________________________.47( سورة يس: آية 1)

4( سورة النساء: آية 2)

78ص:

كان رقيقا باليا. و سفهته الريح: إذا طيرته كل مطير. و في اخبارنا أن شارب الخمر س:فيه ف::أمر الل::ه تع::الى أن يؤمن::وا كم::ا آمن المؤم::نين المستبص::رون فق::الوا: أ ن::ؤمن كم::ا آمن الجهال، و من ال رأي له و من ال عقل له كالصبيان و النساء، فحكم الله عليهم حينئذ ب::أنهم

السفهاء باخباره عنهم بذلك. و هو من تقدم ذكره من المنافقين.

و السفيه إنما سمي مفسدا من حيث انه يفسد من حيث يظن انه يصلح، و يضيع من حيث يرى أنه يحفظ و كذلك المنافق يعصي رب::ه من حيث يظن ان::ه يطي::ع و يكف::ر ب::ه من حيث

يظن أنه يؤمن به. و األلف و الالم في السفهاء للعهد كما قلناه في الناس.

»و لكنو هذه اآلية ايضا فيها داللة على من قال: إن الكافر ال يكون إال معاندا، ألن::ه ق::ال:.ال يعلمون«

[14(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

م::ا نحن ا معكم إن ياطينهم ق::الوا إن ::وا إلى ش:: ا و إذا خل ::وا ق::الوا آمن ذين آمن و إذا لق::وا ال(14مستهزؤن )

القراءة

قرئ في الشواذ و إذا القوا الذين. قرأها اليماني. و في القراء من هم::ز »مس::تهزئون«، ومنهم من ترك الهمزة.

المعنى:

حكي عن ابن عباس أنه قال: هذه في صفة المنافقين فكان الواحد منهم إذا لقي اص::حابه علي::ه و آل::ه- ق::ال إن::ا معكم- أي على دينكم- و إذا خل::وا الى ش::ياطينهم- النبي- صلى الل

يعني أصحابهم- قالوا انما نحن مستهزئون- يعني نسخر منهم يق::ال خل::وت الي::ه، و خل::وت معه. و يقال خلوت به على ضربين: أحدهما- بمعنى خلوت معه، و اآلخ::ر- بمع::نى س::خرت

منه. و خلوت اليه في قضاء الحاجة ال غير.

و خلوت به له معنيان: أحدهما- هذا، و اآلخر- سخرت منه. قال األخفش:

79ص:

و قد تكون )الى( في موضع الباء، )و على( في موضع عن، و انشد:

لعمر الله أعجبني رضاهاإذا رضيت علي بنو قشير

فعلى هذا يحتمل أن تكون اآلية: )خلوا مع ..( و قال الرماني: الفرق بين اللقاء و االجتماع، أن اللقاء ال يكون إال على وجه المجاورة، و االجتماع قد يكون كاجتماع العزمين في مح::ل.

معكم )و معكم(- بفتح العين و سكونها- لغتان.«1 »و قد بينا معنى الشيطان فيما مضى

و ترك الهمزة في »مستهزئون« لغة قريش، و عامة غطفان. و كنانة بعضها يجعلها بمنزلة )يستقصون، و يستعدون( بحذفها. و بعض بني تميم و قيس يشيرون الى الزاء بالرفع، بين الرفع و الكسر، و هذيل، و كثير من تميم يخففون الهمزة و قال بعض الكوفيين: إن مع::نى

: إذا انصرفوا خالين، فألجل ذلك قال: الى شياطينهم. على المعنى، و هو مليح،»إذا خلوا« و قيل: إن ش::ياطينهم: رؤس::اؤهم و قي::ل: أري::د بهم أص::حابهم من الكف::ار. و روي عن أبي

جعفر عليه السالم: أنهم كهانهم.

و االستهزاء: طلب الهزء بايهام أمر ليس له حقيقة في من يظن فيه الغفلة.

و الهزء: ضد الجد يق::ال ه::زئ ب::ه ه:زء و الته::زي: طلب اله::زء: بالش::يء، و غرض::هم ك::ان باالستهزاء مع علمهم بقبحه حقن دمائهم بإظهار االيمان و إذا خلوا الى ش::ياطينهم كش::فوا

ما في نفوسهم

[15(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه يستهزئ بهم و يمدهم في طغيانهم يعمهون ) (15الل

االعراب:

ه: رفع باالبتداء و خبره: يستهزئ بهم الل

______________________________( مر في االستعاذة.1)

80ص:

المعنى:

::ه ه تعالى ال يجوز عليه حقيقة االستهزاء ألنها السخرية على م:ا بين::اه و معناه::ا من الل و الل هو الجزاء عليها و قد يسمى الشيء باسم جزائه، كما يسمى الجزاء باسم م::ا يس::تحق ب::ه

ئة مثله::ا«كما قال تعالى: ئة سي ه« و ق::ال:«1 » »و جزاء سي ::ر الل ::روا و مك و«2 » »و مك و األول ليس بعقوبة و العرب تقول: الج::زاء ب::الجزاء. و«3 » »و إن عاقبتم فعاقبوا«قال:

األول ليس بجزاء )و البيت االول شاهد بذلك( و قيل إن استهزاءهم لما رجع عليهم جاز أنه يستهزئ بهم«يقول عقيب ذلك: يراد به ان استهزاءهم لم يضر سواهم و ان::ه )دب::ر( »الل

«4» عليهم و اهلكهم. يق::ول القائ::ل: أراد فالن أن يخ::دعني فخدعت::ه: أي دب::ر علي ام::رافرجع ضرره عليه.

و حكي عن بعض من تقدم أنه قال إذا تخادع لك انسان ليخدعك فقد خدعته و قي::ل ايض::ا: إن االستهزاء من الله: االمالء الذي يظنونه إغفاال و قيل: إنه لما كان ما أظه::ره من اج::راء حكم اإلسالم عليهم في الدنيا بخالف ما أجراه عليهم في اآلخ::رة من العق::اب و ك::انوا في::ه على اغترار به كان كاالستهزاء و روي في االخب::ار أن::ه يفتح لهم ب::اب جهنم، فيظن::ون أنهم يخرجون منها، فيزدحمون للخروج، ف::إذا انته::وا الى الب::اب، ردتهم المالئك::ة ح::تى يرجع::وا،

ه تعالى: ما أرادوا أن يخرج::وا منه::افهذا نوع من العقاب، و كان االستهزاء، كما قال الل »كل حكي عن ابن عباس و ابن مسعود أنهما ق::اال: »يمدهم« و قوله«5 »من غم أعيدوا فيها«

معناه يملي لهم بأن يطول أعمارهم، و قال مجاهد: يزيدهم و ق::ال بعض النح::ويين يم::دهم كما يقولون نلعب الكعاب: أي بالكعاب. و حكي أن م::د و أم::د لغت::ان، و قي::ل م::ددت ل::ه و أمددت له يقال مد البحر فهو ماد، و أمد الجرح فهو ممد قال الجرمي: م::ا ك::ان من الش::ر

فهو

______________________________40( سورة الشورى: آية: 1)

.54( سورة آل عمران: آية 2)

.126( سورة النحل: آية 3)

( في الطبعة االيرانية )دمر( بدل »دبر« و ما ذكر في المتن هو الصحيح بقرينة م::ا ي::أتي4)من قوله: ».. دبر علي أمرا«.

22( سورة الحج: آية 5)

81ص:

مددت و ما كان من الخير فهو أم::ددت، فعلى ه::ذا، إن أراد ت::ركهم، فه::و من م::ددت و إذاأراد اعطاءهم يقال أمدهم، و قرئ في الشواذ: و يمدهم- بضم الياء.

و قال بعض الكوفيين كل زيادة حدثت في الشيء من نفسه، فهو مددت- بغ::ير أل::ف- كم::ا يقولون مد النهر و مده نهر آخر، فصار منه إذا اتصل ب::ه، و ك::ل زي::ادة ح::دثت في الش::يء

من غ::ير الج:رح، و«1 »من غيره فه::و أم::ددت- ب::ألف- كم::ا يق:ال أم::د الج:رح ألن الم::دةأمددت الجيش.

و أقوى األقوال أن يكون المراد به نمدهم على وجه االمالء و ال::ترك لهم في خ::يرهم، كم::اما نملي لهم ليزدادوا إثما«قال: »و يم::دهم في طغي::انهم يعمه::ون«، و كما ق::ال:«2 » »إن

يعني يتركهم فيه. و الطغيان: الفعالن من قولك طغى فالن يطغى طغيانا، إذا تج:اوز ح:ده، أي يتج:اوز ح:ده، و الطاغي::ة: الجب::ار العني::د، و«3 » »كال إن اإلنسان ليطغى«و منه قوله:

قال أمية بن أبي الصلت:

مشيرا«4 »بعد طغيانه فظلو دعا الله دعوة الت هنا

يعني ال هنا. و معناه في اآلية: في كفرهم يترددون. و العمه: التحير.

يقال: عمه يعمه عمها فهو عمه و عامه: أي حائر عن الحق، قال رؤبة:

العمه«5 »أعمى الهدى بالجائرينو مهمه أطرافه في مهمه

ه أنه يمدهم في طغيانهم يعمهون، و أنتم تقولون: إنم::ا جمع عامه، فان قيل: كيف يخبر اللأبقاهم ليؤمنوا ال ليكفروا، و انه أراد منهم االيمان دون الكفر؟

قيل معناه: أنه يتركهم و ما هم فيه ال يحول بينهم و بين ما يفعلونه، و ال يفعل بهم

______________________________( المدة: ما يجتمع في الجرح من القيح.1)

.178( سورة آل عمران: آية 2)

6( سورة العلق: آية 3)

( في الطبعة االيرانية )فصار( يدل فض::ل، و ال::بيت في دي::وان امي::ة. و )الت هن::ا( كلم::ة4) تدور في كالمهم يريدون بها: )ليس هذا حين ذلك( و )هنا( مفتوحة الهاء مشددة النون مثل

)هنا( مضمومة الهاء مخففة النون.

( الصحيح ما ذكرن::ا و في الطبع::ة االيراني::ة )فالح::ائرين( و في تفس::ير الط::بري نقال عن5)ديوان رؤبة بالجاهلين.

82ص:

من األلطاف التي يؤتيها المؤمنين، فيكون ذلك عقوبة لهم و استصالحا. و نظير ذل::ك ق::ولالقائل ألخيه، إذا هجره أخوه متجنيا عليه، إذا استعتبه فلم يراجعه:

سأمد لك في الهجران مدا يريد سأتركك و ما صرت اليه تركا ينبهك على قبح فعلك ال أن::هيريد بذلك أن يهجره أخوه، و لكن على وجه الغضب و االستصالح و التنبيه

[16(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ذين اشتروا الضاللة بالهدى فما ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين ) (16أولئك ال

القراءة:

اللة«ضم جميع القراء الواو من تروا الض:: و روى الس::وخردي عن زي::د ابن إس::ماعيل »اش::وا الم::وت«بتخفيف ضمة الواو، و كذلك نظائره، نح::و: )لنبل::ون(، . و روى عن يح::يى »فتمن

و«1 » »لو استطعنا لخرجن::ا«بن يعمر في الشواذ أنه كسرها، شبهها بواو: )لو( في قوله: ضم يحيى بن وثاب واو )لووا( و فيما ذكرناه شبهها بواو الجمع، و الصحيح ما عليه الق::راء،ألن الواو في اآلية و نظائرها واو الجمع فحركت بالحركة التي من جنسها اللتقاء الساكنين.

المعنى:

و هذه اآلية االشارة بها الى من تقدم ذكره من المنافقين، و قال ابن عباس اشتروا الكف::ربااليمان، و قال قتادة: استحبوا الضاللة على الهدى، و قال ابن مسعود:

أخ::ذوا الض::اللة و ترك::وا اله::دى، و ق::ال مجاه::د آمن::وا ثم كف::روا. و ه::ذه األق::وال متقارب::ة المعاني. فان قيل كيف اشتروا هؤالء القوم الضاللة بالهدى، و انما كانوا منافقين لم يتقدم نفاقهم ايمان؟ فيقال فيهم باعوا ما كانوا عليه بضاللتهم ال::تي اس::تبدلوها من::ه، و المفه::وم

من الشراء اعتياض شيء يبذل شيء مكانه عوضا منه، و هؤالء ما كانوا قط على الهدى.

______________________________43( سورة التوبة: آية 1)

83ص:

قلنا: من قال: بان اآلية مخصوصة بمن كفر بعد إيمانه. فقد تخلص من ه::ذا الس::ؤال، غ::يره ال يجوز أن يكفر. أن هذا ال يصح عندنا، من أن من آمن بالل

و ان حملنا على اظهار االيم::ان، لم يكن في اآلي::ة ت::وبيخ، و ال ذم. و اآلي::ة تتض::من الت::وبيخ على ما هم عليه، ألنها اشارة الى ما تقدم و تلك صفات المنافقين. و الجواب عن ذل::ك ان نقول: إن من ارتكب الضاللة و ترك الهدى، ج::از ان يق::ال ذل::ك في::ه و يك::ون معن::اه: ك::ان الهدى الذي تركه هو الثمن الذي جعله عوضا عن الضاللة التي أخذها فيكون المشتري أخذ

المشترى مكان الثمن المشترى به كما قال الشاعر:

و بالثنايا الواضحات الدردراأخذت بالجمة رأسا أزعرا

«1 »كما اشترى المسلم إذ تنصراو بالطويل العمر عمرا جيدرا

)و أما ثم::ودو منهم من قال: استحبوا الض:اللة على اله::دى انم::ا ق::ال ذل::ك لقول::ه تع::الى:وا العمى على اله::دى« فحم::ل ه::ذه اآلي::ة علي::ه. و من حمله::ا على«2 »فهديناهم فاستحب

انهم اختاروا الضاللة على الهدى. فان ذلك مستعمل في اللغة يقول::ون اش::تريت ك::ذا علىكذا. و اشتريته يعنون اخترته. قال اعشى بني ثعلبة.

ة من خدرها و اشيع القمارا«3 »فقد اخرج الكاعب المسترا

يعني: المختارة. قال ذو الرمة في معنى االختيار:

»جماهير تحت المدجنات الهواضبيذب القصايا عن شراة كأنها4»

و قال آخر:

______________________________( زعر الشعر فهو زعر و ازعر: قل و تفرق.1)

الدردر: مغارز أسنان الصبي، أو هي قبل نباتها و بعد س::قوطها. الجي::در: القص::ير و الم::رادقصير العمر

.17( سورة حم السجدة: آية 2)

( في الطبعة االيرانية »المشتراة( و كذلك في مخطوطة تفسير. الطبري اما في ديوانه3) و اللسان »سرا( فكما ذكرنا.36 و طبقات فحول الشعراء 35

( ديوانه. يذب: يدفع و يطرد. و القصايا: و هي من اإلبل رذالتها ضعفت فتخلفت.4)

و جماهير ج جمهور: و هو رمله مشرفة على ما حوله::ا. و الهواض::ب: ال::تي دام مطره::ا. والمدجنات من سحابة داجنة: أي كثيفة.

84ص:

«1 »و حزرة القلب خيار المالإن الشراة روقة األموال

ف::بين ان ذل::ك بمع::نى الش::راء و ال::بيع ال::ذي »فم::ا ربحت تج::ارتهم«و األول أقوى لقوله: يتعارفه الناس. و الربح- و ان اض::افه الى التج::ارة- ف::المراد ب::ه الت::اجر ألنهم يقول::ون ربح: بيعك و خسر بيعك و ذلك يحسن في البيع و التجارة، ألن الربح و الخسران يكون فيهم::ا. و متى التبس فال يجوز إطالقه. ال يقال: ربح عبدك إذا أراد ربح في عبده، ألن العبد نفسه قد

يربح و يخسر. فلما أوهم لم يطلق ذلك فيه.

و قيل: إن المراد، فما ربحوا في تجارتهم. كما يقال: خاب س::عيك: أي خبت في س::عيك. و انما قال ذلك ألن المنافقين بشرائهم الضاللة خسروا و لم يربحوا، ألن الرابح من اس::تبدل سلعة بما هو أرفع منها. فاما إذا استبدلها بما ه:و أدون منه::ا فإنم::ا يق::ال خس::ر فلم::ا ك::ان المنافق استبدل بالهدى الضاللة و بالرشاد الخيبة عاجال و في اآلخرة الثواب بالعق::اب ك::ان

::دين«خاسرا غير رابح. و انما قال: ، ألن::ه يخس:ر الت::اجر و ال ي:ربح و يك:ون »و ما كانوا مهته تعالى أن ينفي عنهم الربح و الهداية فقال: »فما ربحت تجارتهم و ماعلى هدى. فأراد الل

باستبدالهم الكفر بااليمان، و اشترائهم النفاق بالتصديق، و اإلقرار بها. ف::انكانوا مهتدين« قيل: لم قال: فما ربحت تجارتهم في موض::ع ذهبت رؤوس أم::والهم؟ قي::ل: ألن::ه ق::د ذك::ر الضاللة بالهدى، فكأنه قال: طلبوا الربح فما ربحوا، لما هلك::وا. و في::ه مع::نى ذهبت رؤوس أموالهم و يحتمل ان يكون ذلك على وجه التقابل: و هو ان الذين اش::تروا الض::اللة باله::دى

لم يربحوا، كما ان الذين اشتروا الهدى بالضاللة، ربحوا.

[17(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

::ركهم في ::ورهم و ت ه بن ::ه ذهب الل توقد ن::ارا فلما أض::اءت م::ا حول ::ل الذي اس:: مثلهم كمث(17ظلمات ال يبصرون )

اللغة:

إن قيل: كيف قال: )مثلهم(، أضاف المثل الى الجمع، ثم شبهه بالواحد في

______________________________ ( في الطبعة االيرانية: »الشراء( ي::دل »الش::راة( و ح::وزة ب::دل »ح::زرة( و الص::حيح م::ا1)

ذكرنا كما عن اللسان في مادة »حزر( و روقة الناس: خي::ارهم. و ح::زرة نفس::ي: خ::ير م::اعندي.

85ص:

، هال قال كمثل الذين استوقدوا نارا، يكني به عن جماع::ة »كمثل الذي استوقد نارا«قوله: من الرجال، و النساء، و الصبيان. و الذي ال يعبر به إال عن واحد مذكر و لو جاز ذلك، لج::ار أن يقول القائل: كأن أجسام هؤالء- و يشير الى جماعة عظيمي القامة- نخلة. و قد علمن::ا أن ذلك ال يجوز؟ قلنا: في الموضع الذي جعله مثال ألفعالهم جائز حسن و له نظائر كقول::ه:

ذي يغشى عليه من الم::وت« . و المع::نى: ك::دور أعين ال::ذي يغش::ى«1 »»تدور أعينهم كال و معن::اه إال كبعث«2 » »ما خلقكم و ال بعثكم إال كنفس واح::دة«عليه من الموت و كقوله

نفس واحدة ألن التمثيل وقع للفعل بالفعل و أما في تمثيل األجس::ام لجماع::ة من الرج::الفي تمام الخلق و الطول بالواحد من الخيل، فغير جائز، و ال في نظائره.

التفسير:

ه، و و الفرق بينهما، أن معنى اآلية، أن مثل استضاءة المنافقين بما أظهروا من اإلقرار بالله عليه و آله، و بما جاء به قوال- و هم به مكذبون اعتقادا- كمث::ل استض::اءة بمحمد صلى الل الموقد، ثم اسقط ذك::ر االستض::اءة، و أض::اف المث::ل اليهم كم::ا ق::ال الش::اعر و ه::و نابغ::ة

جعدة:

«3 »خاللته كأبي مرحبو كيف تواصل من أصبحت

أي كخاللة أبي مرحب. و اسقط لداللة الكالم عليه و أما إذا أراد تش::بيه الجماع::ة من ب::ني آدم و أعيان ذوي الصور و األجسام بشيء فالصواب أن يشبه الجماعة بالجماعة، و الواحد

دة«بالواحد، ألن عين كل واحد منهم غير اعيان األخر كما قال تعالى: ن ب مس:: هم خش:: »كأنهم أعجاز نخل خاوية( و قال:«4» «5 » )كأن

______________________________.19( سورة األحزاب آية 1)

.28( سورة لقمان آية 2)

( الخلة و الخاللة الصداقة التي ليس فيها خلل. و ابو مرحب كناية عن الظ::ل. يري:د أنه::ا3)نزول كما يزول الظل ال تبقى له مودة.

.4( سورة المنافقون: آية 4)

.25( سورة القمر آية 5)

86ص:

و أراد جنس النخل و مثل قوله: ما أفعالكم إال كفعل الكلب ثم يحذف الفعل فيقال:

ما أفعالكم إال كالكلب.

::ه أولئك همو قي::ل: إن )ال::ذي( بمع::نى ال::ذين كقول::ه: دق ب دق و ص:: »و الذي ج::اء بالص::قون« و قال الشاعر:«1 »المت

هم القوم كل القوم يا ام خالدو ان الذي حانت بفلج دماؤهم

و انما جاز ذلك، ألن الذين منهم يحتمل الوجوه المختلفة و ضعف ه::ذا الوج::ه من حيث ان في اآلية الثانية و في البيت داللة على انه أريد به الجمع. و ليس ذل::ك في اآلي::ة ال::تي نحن فيها. و قيل فيه وجه ثالث و هو ان التق::دير: مثلهم كمث::ل اتب:اع ال:ذي اس::توقد ن::ارا و كم::ا

::ة«قال: و انم::ا أراد أهله::ا. و في اآلي::ة ح::ذف )طفئت عليهم الن::ار( و«2 » »و سئل القري معناه: أوقد نارا كما يقال استجاب بمعنى أجاب قال الشاعر: »استوقد نارا«قوله:

فلم يستجبه عند ذاك مجيبو داع دعا يا من يجيب الى الندى

يريد: فلم يجبه الوقود: الحطب. و الوقود: مصدر وقدت النار وقودا. و االستيقاد:

طلب الوقود: و اإليقاد: إيقاد النار. و التوقد. و التوهج. و اإليقاد: التهاب النار.

و زند ميقاد: سريع الوري. و قلب وق::اد: س::ريع ال:ذكاء و النش:اط. و ك:ل ش:يء يتألأل فه:ويتقد. و في الحجر نار ال تقد، ألنها ال تقبل االحتراق و الوقود:

ظهور النار فيما يقبل االحتراق.

و أصل النار النور. نار الشيء إذا ظهر نوره. و أنار: اظهر نوره. و استنار:

طلب اظهار نوره. و المنار: العالمات. و النار: السمت. و ضاءت النار: ظهر ض::وؤها و ك::لما وضح فقد أضاء. و أضاء القمر الدار: كقوله: أضاءت ما حوله. قال الشاعر:

______________________________.33( سورة الزمر: آية 1)

.82( سورة يوسف: آية 2)

87ص:

»دجى اللي::ل ح::تى نظم ال::در ثاقبهأضاءت لهم أحسابهم و وجوههم1»

و قوله: ]حول:ه[ م:أخوذ من الح:ول و ه:و االنقالب. يق:ال ح::ال الح::ول: إذا انقلب الى أولالسنة و أحال في كالمه إذا صرفه عن وجهه و حوله عن المكان:

أي نقله الى مكان آخر: و تحول: تنقل و احتال عليه و حاوله طالبه باالنقالب الى م::راده و »ال يبغ::ون عنه::االحول بالعين- بالفتح- و الحول- بالكس::ر- االنقالب عن األم::ر و من::ه قوله

و الحوال::ة انقالب الح::ق عن ش::خص الى غ::يره و المحال::ة: البك::رة. و الحيل::ة:«2 »حوال« إيهام األمر للخديعة. و حال بينه و بينه: مانع و الحائل: الناقة التي انقطع حملها. و الحائ::ل:

العير. و حوله الصبا: أي دايرته ذهب به و أذهبه: أي أهلك::ه، ال ذهاب::ه الى مك::ان يع::رف، وه بنورهم«منه . و المذهب: الطريقة في األمر. و الذهبه: المطرة الجود. و قوله: »ذهب الل

: أي أذهب النور بالظلمات. و تاركه متاركة و تتاركوا:»و تركهم في ظلمات«

تقابلوا في الترك. و اترك اتراكا: اعتمد الترك. و التركة و التريكة: بيض::ة النع::ام المنف::ردةلتركها وحدها.

و الظلمات: جمع الظلمة، و أص::لها انتق::اص الح::ق من قول::ه: و لم تظلم من::ه ش::يئا أي لم تنقص. و اظلم الجواد احتمل انتقاص الحق لكرمه، و من أشبه أباه فما ظلم أي ما انتقص

حق الشبه. و ظلمت الناقة: إذا نحرت من غير علة.

و الظلم: ماء األسنان من اللون ال من الريق. و الظلم: الثلج. و قوله:

رون« . ق::ال ابن عب::اس: إنهم يبص::رون الح::ق و يقول::ون ب::ه ح::تى إذا»في ظلمات ال يبص:: خرجوا من ظلمة الكفر، أطفأوه بكفرهم به، فتركهم في ظلم::ات الكف::ر، فهم ال يبص::رونه تع:الى هدى، و ال يس:تقيمون على ح:ق، و روي عن::ه أيض:ا أن:ه ق:ال: ه:ذا مث:ل ض:ربه الل

المسلمون«3 »للمنافقين، أنهم كانوا يعتزون باإلسالم، فيناكحهم

______________________________( و في رواية )الجزع( بدل )الدر(.1)

109( سورة الكهف: آية 2)

( في الطبعة االيرانية، بصيغة الماضي و الظاهر من السياق ان الصيغة ما ذكرنا3)

88ص:

ه ذلك العز، كما سلب صاحب النار و يولدونهم، و يقاسمونهم الفيء، فلما ماتوا، سلبهم الل ضوءه، و تركهم في عذاب، و هو أحسن الوجوه. و قال أب::و مس::لم: معن::اه أن::ه ال ن::ور لهم في اآلخرة، و إن ما أظهروه في الدنيا، يضمحل سريعا كاضمحالل هذه اللمعة. و ح::ال من يقع في الظلمة بعد الضياء أش::قى في الح::يرة، فك::ذلك ح::ال المن::افقين في ح::يرتهم بع::د اهتدائهم، و يزيد استضرارهم على استضرار من طفئت ناره بسوء العاقبة. و روي عن ابن مسعود و غيره أن ذلك في قوم ك::انوا أظه::روا اإلس::الم، ثم أظه::روا النف::اق، فك::ان الن::ور

»فلماااليمان، و الظلمة نفاقهم. و قي::ل فيه::ا وج::وه تق::ارب م::ا قلن::اه و تق::در بع::د قول::ه: )انطفأت( لداللة الكالم عليها كما قال ابو ذؤيب الهذلي:أضاءت ما حوله«

«1 »مطيع فما ادري ارشد طالبها؟دعاني اليها القلب إني ألمره

و تقديره، ارشد طالبها ام غي؟

و قال الفراء يقال ضاء القمر يض::وء، و أض::اء يض::يء، لغت::ان و ه::و الض::وء و الض::وء- بفتح الضاد و ضمها- و ق::د اظلم اللي::ل، و ظلم- بفتح الظ:اء و كس::ر الالم- و ظلم::ات على وزن غرف::ات، و حج::رات، و خط::وات، فأه::ل الحج::از و بن::و اس::د يثقل::ون و تميم و بعض قيس

»نجمع عظامه«، و »حوله«يخففون و الكسائي يشم الهاء الرفع بعد نصب الالم في قولهفي حال الوقف الباقون ال يشمون و هو احسن

[18(: آية 2قوله تعالى ]سورة البقرة )

(18صم بكم عمي فهم ال يرجعون )

التفسير و اللغة:

قال قتادة »صم« ال يسمعون الحق »بكم« ال ينطقون به »عمي«

______________________________ »عصاني اليها القلب« و الروايتان صحيحتان71( و في ديوان الهذليين: 1)

89ص:

ال يرجعون عن ضاللتهم ص::م رف::ع على ان::ه خ::بر ابت::داء مح::ذوف، و تق::ديره ه::ؤالء ال::ذين ذكرناهم في القصة: صم بكم عمي و األصم هو الذي ولد ك::ذلك و ك::ذلك األبكم ه::و ال::ذي

ولد أخرس. و يقال األبكم: المسلوب الفؤاد. و يجوز أن يجمع أصم: صمان:

مثل اسود و سودان. و اصل الصم: السد، فمنه الصم: سد األذن بم::ا ال يق::ع مع::ه س::مع و قناة صماء: كبيرة الجوف صلبة، لسد جوفها بامتالئها. و فالن أصم، لس::د خ::روق مس::امعه عن ادراك الصوت. و حجر أصم، أي صلب. و فتنة صماء: أي شديدة. و التص::ميم: المض::ي

في األمر. و الصمام: ما يشد به رأس القارورة، لسده رأسها. و الفعل: أصمها. و الصميم: العظم الذي هو قوام العضو، لسد الخلل به و أصل البكم: الخرس. و قي::ل ه::و ال::ذي يول::د أخرس و بكم عن الكالم: إذا امتنع من::ه جهال أو تعم::دا ك::الخرس و األبكم: ال::ذي ال يفص::ح، ألنه كالخرس و اصل العمى: ذهاب اإلدراك ب::العين و العمى في القلب ك::العمى في العين بآفة تمنع من الفهم و أعماه: إذا أوجد في عينيه عمى. و عمى الكتاب تعمية، و تعامى عن األمر تعاميا و تعمى األمر: تطمس كأن ب::ه عمى و م::ا أعم::اه: من عمى القلب، و ال يق::ال

ذلك من الجارحة. و العماية: الغواية. و العماء: السحاب الكثيف المطبق.

و الرج::وع: مص::در رج::ع يرج::ع رجوع::ا، و رجع::ه رجع::ا. و االرتج::اع: اجتالب الرج::وع. و االسترجاع: طلب الرجوع. و تراجع: تحامل. و ترجع: تعمد للرجوع و رجع: كثر في الرجوع.

و رجع الجواب: رده. و المرجوعة: جواب الرسالة.

جع«و الرجع: المطر، و منه قوله: ماء ذات الر و الرجع: نبت الربيع و الرج::وع«1 » »و الس عن الش::يء بخالف الرج::وع الي::ه و المع::نى: إنهم ص::م عن الح::ق ال يعرفون::ه، ألنهم ك::انوا يسمعون بآذانهم، و بكم عن الحق ال ينطق::ون م::ع ان ألس::نتهم ص::حيحة، عمي ال يعرف::ون

رون(الح::ق و أعينهم ص::حيحة، كم::ا ق::ال: ::ك و هم ال يبص:: ::راهم ينظ::رون إلي . )فهم ال )و تيرجعون( و يحتمل أمرين:

______________________________.11( سورة الطارق آية 1)

90ص:

أحدهما- ما روي عن ابن عباس، أنه على الذم و االستبطاء.

و الث::اني- م::ا روي عن ابن مس::عود، انهم ال يرجع::ون الى اإلس::الم. و ق::ال ق::وم: إنهم ال »ختميرجعون عن شراء الضاللة بالهدى. و هو أليق بم::ا تق::دم و ه::ذا ي::دل على أن قول::ه:

ه على قلوبهم« ه عليها، ليس هو على وجه الحيلولة بينهم و بين االيم::ان، ألن::هالل و طبع اللوصفهم بالصم و البكم، و العمى مع صحة حواسهم.

و انما أخبر بذلك عن إلفهم الكفر و استثقالهم للحق و االيمان كأنهم م::ا س::معوه و ال رأوهه على قلوبهم(فلذلك قال: )و أض::لهم( )و أص::مهم( )و أعمى أبص::ارهم( )و جع::ل )طبع الل

::وبهم«على قلوبهم أكن::ة( ه قل و ك::ان ذل::ك إخب::ارا عم::ا أح::دثوه عن::د »فلما زاغ::وا أزاغ الله إياهم و أمره لهم بالطاعة و االيمان ألنه ما فعل بهم م::ا منعهم من االيم::ان. و امتحان الل

قد يقول الرجل: حب المال قد أعمى فالنا و أص::مه و ال يري::د ب::ذلك نفي حاس::ته لكن::ه إذا شغله عن الحقوق و القيام بما يجب عليه قيل: أصمه و أعماه و كما قيل في المثل: حب::ك

للشيء يعمي و يصم- و يريدون به ما قلناه- و قال مسكين الدارمي:

حتى يواري جارتي الخدرأعمى إذا ما جارتي خرجت

«1 »سمعي و ما بي غيره وقرو يصم عما كان بينهما

م و بكم«و قال آخر: أصم عما ساءه سميع. فجمع الوصفين. و انما ج::از بع::د وص::ف »ص:: المرين: )و تركهم في ظلمات ال يبصرون(حالهم في اآلخرة كما في قوله:

أح::دهما- ان المعتم::د من الكالم على ض::رب المث::ل لهم في ال::دنيا في االنتف::اع بإظه::ارااليمان.

الثاني- إنه اعتراض بين مثلين بما يحقق حالهم فيهما على سائر أمرهما. و قيل إن معن::اه:التقديم و التأخير

______________________________ ( في الطبعة االيرانية بدل )يصم( )تصم( و ب::دل: )س::معي( )أذني( و ب::دل )بي( )في( و1)

(132: 11بدل )غيره( )سمعها( و البيتان في )معجم األدباء،

91ص:

[19(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ماء فيه ظلمات و رعد و برق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق ب من الس أو كصيه محيط بالكافرين ) (19حذر الموت و الل

اللغة و التفسير:

الصيب على فيعل من صاب يصوب، و أصله صيوب، لكن استقبلتها ياء ساكنة فقلبت الواو ياء و أدغمتا، كما قيل: سيد من ساد يسود، و جيد من جاد يجود، قياس:ا مط:ردا. و الص:يب

المطر. و كل نازل من علو الى أسفل يقال فيه صاب يصوب. قال الشاعر:

«1 »صواعقها لطيرهن دبيبكأنهم صابت عليهم سحابة

و قال عبيد بن األبرص:

داني النواحي مغدق و ابلحي عفاها صيب رعده

ه للمنافقين، كان المعنى: أو كاصحاب صيب. فجعل كف::ر اإلس::الم لهم و هذا مثل ضربه الل مثال فيم::ا ين::الهم في::ه من الش::دائد، و الخ::وف. و م::ا يستض::يئون ب::ه من ال::برق مثال لم::ا يستضيئون به من اإلسالم. و ما ينالهم من الخوف في البرق بمنزلة ما يخافون:ه من القت:ل

و قال ابن عب::اس: الص::يب القط::ر. و ق::ال«2 » »يحسبون كل صيحة عليهم«بداللة قوله: عطا: هو المطر. و به قال ابن مس::عود، و جماع::ة من الص::حابة. و ب::ه ق::ال قت::ادة. و ق::ال

مجاهد: الصيب: الربيع.

و تأويل اآلية: مثل استضاءة المن::افقين بض::وء إق::رارهم باإلس::الم م::ع استس::رارهم الكف::ر كمثل موقد نار، يستض::يء بض::وء ن::اره، أو كمث::ل مط::ر مظلم و دق::ه يج::ري من الس::ماء،

تحمله مزنة ظلماء في ليلة مظلمة. فان قيل: فان كان المثالن للمنافقين

______________________________ ( في الطبعة االيرانية )يطرهن( بدل )لطيرهن( و البيت لعلقم::ة بن عب::ده، و ال::بيت في1)

ديوانه و في شرح المفضليات.

4( سورة المنافقون: آية 2)

92ص:

ب«فلم قال: و أو ال تكون إال للشك و ان كان مثلهم واحدا منهما، فما وج::ه ذك::ر »أو كصي اآلخر بأو و هي موضوعه للشك من المخبر عما أخبر به؟ قيل: إن )أو( قد تستعمل بمع::نى

الواو كما تستعمل للشك بحسب ما يدل عليه سياق الكالم. قال توبة بن الحمير:

لنفسي تقاها أو عليها فجورهاو قد زعمت ليلى باني فاجر

و معلوم أن توبة لم يقل ذلك على وجه الشك، و انما وضعها موضع الواو.

و قال جرير:

كما أتى ربه موسى على قدرنال الخالفة أو كانت له قدرا

و مثله كثير. قال الزجاج: معنى )أو( في اآلية التخيير، كأنه قال: إنكم مخيرون ب::ان تمثل::واالمنافقين تارة بموقد النار، و تارة بمن حصل في المطر. يقال:

جالس الحسن أو ابن سيرين. أي: انت مخير في مجالسة من شئت منهما.

و الرعد: قال قوم: هو ملك موكل بالسحاب يسبح. روي ذل::ك عن مجاه::د و ابن عب::اس، وأبي صالح. و هو المروي عن أئمتنا )عليهم السالم(. و قال قوم:

هو ريح يختنق تحت السماء. رواه ابو خالد عن ابن عباس. و قال قوم: هو اصطكاك اجرام السحاب. فمن قال انه ملك قدر فيه صوته، كأنه قال: فيه ظلمات و صوت رعد، ألنه روي انه يزعق به، كما يزعق الراعي بغنمه. و الصيب إذا ك::ان مط::را. و الرع::د إذا ك::ان ص::وت ملك، كان يجب أن يكون الصوت في المطر، ألنه قال )فيه( و الهاء راجعة اليه، و المعلوم خالفه، ألن الصوت في الس::حاب و المط::ر في الج::و الى أن ي::نزل. و يمكن أن يج::اب عن ذلك بأن يقال: ال يمتنع أن يحل الصوت المطر حين انفصاله من الس::حاب، و ال م::انع يمن::ع منه، و يحتمل أن يكون المراد بفي )مع(، كأنه قال: معه ظلمات و رعد. و ق::د بين::ا ج::وازه

فيما مضى.

و اما البرق،

مخاريق المالئكة من حديد، تضرب بها الس::حاب،فمروي عن علي )عليه السالم( أنه قال:فتنقدح منها النار.

و روي عن ابن عباس: انه سوط من نور، يزجر به المل::ك الس::حاب. و ق::ال ق::وم: إن::ه م::ارواه ابو خالد عن ابن

93ص:

عباس. و قال مجاهد: هو مصع ملك. و المصاع: المجالدة بالسيوف و بغيرها. ق::ال أعش::ىبني ثعلبة، يصف جواري لعبن بحليهن:

«1 »و كان المصاع بما في الجونإذا هن نازلن أقرانهن

يقال منه: ماصعه مصاعا، و المعاني متقاربة، ألن قول علي عليه السالم:

إنه مخاريق. و قول ابن عباس: إنه سياط يتقاربان. و ما قال مجاهد: إنه مصاع قريب، ألنهال يمتنع انه أراد مصاع الملك بذلك، و إزجاره به.

و الصواعق جمع صاعقة: و هو الشديد من صوت الرعد، فتق::ع من::ه قطع::ة ن::ار تح::رق م::ا وقعت فيه. و الصاعقة: صيحة العذاب. و الصاعاق: الصوت الشديد للث::ور و الحم::ار ص::عق صعاقا. و الصعق: الم::وت من ص::وت الص::اعقة. و الص::عق: الغش::ي من ص::وت الص::اعقة.

عقا«صعق فهو صعق. و منه قوله: و روي ش:هر ابن حوش:ب: ان«2 » »و خ:ر موس:ى ص: الملك إذا اشتد غضبه، طارت النار من فيه، فهي الصواعق. و قيل: إن الصواعق نار تنقدح من اصطكاك االجرام. و قريش و غيرهم من الفصحاء يقولون: صاعقة و صواعق، و القوم

يصعقون. و تميم و بعض ربيعة يقولون: صواقع، و القوم يصقعون.

و في تأويل اآلية، و تشبيه المثل أقاويل:

روي عن ابن عباس: أنه مثل للقرآن. شبه المطر الم::نزل من الس::ماء ب::القرآن و م::ا في::ه الظلمات بما في القرآن من االبتالء. و ما فيه من الرعد بم::ا في الق::رآن من الزج::ر. و م::ا فيه من البرق بما فيه من البيان. و ما فيه من الصواعق بما في القرآن من الوعيد آجال، و

الدعاء الى الجهاد عاجال.

و الثاني- و قيل: إنه مثل للدنيا و ما فيها من الشدة و الرخاء، و البالء كالصيب الذي يجم::عنفعا و ضرا، فان المنافق يدفع عاجل الضر، و يطلب آجل النفع.

و الثالث- انه مثل القيمة لما يخافونه من وعيد اآلخرة، لشكهم في دينهم

______________________________15( في الطبعة االيرانية )كان( بدل و كان. ما ذكرنا عن ديوانه 1)

142( سورة االعراف: آية 2)

94ص:

و ما فيه من البرق بما فيه من إظهار اإلسالم، من حقن دمائهم، و مناكحتهم، و م::واريثهم.و ما فيه من الصواعق بما في اإلسالم من الزواجر بالعقاب في العاجل و اآلجل.

و الرابع- أنه ضرب الصيب مثال بضرب إيمان المنافق. و مثل م:ا في الظلم:ات بض:اللته. وما فيه من البرق بنور إيمانه. و ما فيه من الصواعق بهالك نفاقه.

و الوجه األخير أشبه بالظاهر، و أليق بما تقدم.

و روي عن ابن مسعود، و جماعة من الصحابة: أن رجلين من المن::افقين من أه:ل المدين::ةه عليه و آله(، فأصابهما المطر ال::ذي ذك::ره الله »في::ه رع::د هربا من رسول الله )صلى الل شديد و صواعق و برق«، فجعال كلما أص::ابتهما الص::واعق، جعال أص::ابعهما في آذانهم::ا من

أن تدخل الصواعق في آذانهما فتقتلهما و إذا لمع البرق مشيا في ضوئه، و إذا«1 »الفرق لم يلمع، لم يبصرا، فأقاما في مكانهما ال يمشيان. فجعال يق::والن: ليتن::ا ق::د أص::بحنا فن::أتي محمدا، فنضع أيدينا في يده. فأصبحا فأتياه، و أسلما، و حسن إسالمهما فضرب الله ش::أن هذين المنافقين مثال لمنافقي المدينة، و أنهم إذا حضروا النبي )ص(، جعلوا أصابعهم فرق::ا من كالم النبي )ص( أن ينزل فيهم شيء، كما قام ذان::ك المنافق::ان، يجعالن أص::ابعهما في

آذانهما.

ما أضاء لهم مشوا فيه« : يعني إذا كثرت أموالهم، و أصابوا غنيمة و فتحا، مشوا فيه، و»كله عليه و آله( صحيح. قالوا دين محمد )صلى الل

: يعني إذا أهلكت أموالهم، و ولد البنات، و أصابهم البالء، ق::الوا:»و إذا أظلم عليهم قاموا« هذا من أجل دين محمد )ص، و ارتدوا كما قام ذانك المنافق::ان إذا أظلم ال::برق عليهم::ا. و

ه بالرع::د و ال::برق لم::ا هم في::ه من الح::يرة و يق::وي عن::دي، أن ه::ذا مث::ل آخ::ر، ض::ربه الل االلتباس. يقول ال يرجعون الى الحق إال خلسا كما يلمع ال::برق، ثم يع::ودون الى ض::اللهم و أصلهم الذي هم عليه ثابتون و اليه يرجعون. و الكفر كظلمة اللي:ل و المط:ر ال:ذي يع:رض

في خاللهما البرق لمعا. و هم في

______________________________( الفرق: الخوف1)

95ص:

أثناء ذلك يحذرون الوعيد و العذاب العاجل إن أظهروا الكف::ر كم::ا يح::ذرون الص::واعق من الرعد، فيضعون أصابعهم في آذانهم ارتياعا و انزعاجا في الحال ثم يع::ودون الى الح::يرة و

الضالل.

: نصب على التمييز و تقديره )من حذر الموت(. و يجوز ان يكون نصبا، ألنه»حذر الموت«مفعول له فكأنه قال: يفعلون هذا األجل حذر الموت.

و يحتمل أن يكون نصبا على الحال.

و الموت: ضد الحياة. و االماتة: فعل بعده الموت. و الميتة: ما لم ت::درك ذكات::ه. و الميت::ة: الموت في حال مخصوص من ذلك ميتة سوء. و الموت::ان: وق::وع الم::وت في المواش::ي. و

موتت المواشي: إذا كثر فيها الموت. و موتان األرض:

التي لم تزرع.

و الحذر: طلب السالمة من المضرة. و حذره تحذيرا، و حاذره محاذرة و الحذيرة: المك::انالغليظ، ألنه يتحذر منه.

يحتمل أمرين: »محيط بالكافرين«قوله:

أحدهما- إنه عالم بهم- و إن كان عالما بغيرهم- و إنما خصهم لما فيه من التهديد.

و الثاني- إنه المقتدر عليهم- و ان كان مقتدرا على غيرهم-، ألنه تقدم ذك::رهم، و لم::ا في::همن الوعيد. و المحيط: القادر. قال الشاعر:

بما قدروا مالوا جميعا الى السلمأحطنا بهم حتى إذا ما تيقنوا

أي قدرنا عليهم. فاما االحاطة بمعنى كون الشيء حول الش::يء، مم::ا يحي::ط ب::ه فال يج::وزه تعالى، ألنه من صفات األجسام. و الذي يجوز، االحاطة بمع::نى االق::دار و المل::ك. على الل

كما يقال: أحاط ملكك بمال عظيم: يعنون أنه يملك ما ال عظيما. و يقال:

حاطه يحوطه حوطا: إذا حفظه من سوء يلحقه. و منه الحائط، ألنه يحيط بما فيه. و أحاطبه: جعل عليه كالحائط الدائر. و االحتياط: االجتهاد في حفظ الشيء.

96ص:

[20(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

::و ش::اء ما أضاء لهم مشوا في::ه و إذا أظلم عليهم ق::اموا و ل يكاد البرق يخطف أبصارهم كله على كل شيء قدير ) ه لذهب بسمعهم و أبصارهم إن الل (20الل

المعنى:

معنى )يكاد(: يقارب، و فيه مبالغ::ة في الق::رب، و ح::ذفت من::ه أن، ألنه::ا لالس::تقبال. ق::الالفرزدق:

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلميكاد يمسكه عرفان راحته

)يخطف( فيه لغتان يقال: خطف يخطف، و خطف يخطف. و األول أفصح، و علي::ه الق::راء. و روي عن الحسن )يخطف(- بكسر الخاء و كسر الطاء- و يروى )يخط::ف( بكس::ر الي::اء و الخاء و الطاء. و الخطف: السلب. و منه الحديث، أنه نهى عن الخطفة: يعني النهبة. و منه قيل الخطاف: و الذي يخرج به الدلو من البئر )خط::اف(، الختطاف::ه و اس:تالبه. ق::ال نابغ::ة

بني ذبيان:

«1 »تمد بها أيد اليك نوازعخطاطيف حجن في حبال متينة

ه و برس::وله و بم:ا ج::اء جعل ضوء البرق، و شدة شعاع نوره، كضوء إقرارهم بألسنتهم بالله، و اليوم اآلخر، ثم قال: ما أضاء لهم مشوا فيه«من عند الل : يعني كلم::ا أض::اء ال::برق »كل

لهم. و جعل البرق مثال اليمانهم. و إضاءة االيمان أن يروا فيه ما يعجبهم في عاجل دنياهم، من إصابة الغنائم، و النصرة على األعداء فلذلك أضاء لهم، ألنهم إنما يظهرون بألسنتهم ما

اسيظهرونه من اإلقرار ابتغاء ذلك، و مدافعة عن أنفسهم و أموالهم، كما قال: »و من النه على حرف فإن أصابه خير اطمأن به و إن أصابته فتنة انقلب على وجه::ه« »من يعبد الل

: يعني »و إذا أظلم عليهم«.«2

______________________________ ( خطاطيف: ج خط::اف. و حجن ج أحجن: و ه::و المع::وج. و ن::وازع ج ن::ازع و نازع::ة من1)

قولهم نزع الدلو من البئر ينزعها جذبها أخرجها

11( سورة الحج آية 2)

97ص:

ضوء البرق على السائرين في الصيب الذي ضربه مثال للمنافقين، و ظالم المنافقين:

أن يروا في اإلسالم ما ال يعجبهم في دنياهم، من ابتالء الله المؤمنين بالض::راء، و تمحيص::ه إياهم بالشدائد و البالء من إخفاقهم في مغزاهم، أو إدال::ة ع::دوهم، أو إدب::ار دني::اهم عنهم، أقاموا على نفاقهم، و ثبتوا على ض::اللهم، كم::ا ثبت الس::ائر في الص::يب ال::ذي ض::ربه مثال.

و خفت ضوء البرق، فحار في طريقه، فلم يعرف منهجه.»إذا أظلم«

ه لذهب بسمعهم و أبصارهم«و قوله: ه تع::الى ذك::ر الس::مع و »و لو شاء الل ، انم::ا خص الل البصر، انه لو شاء، لذهب بهما دون سائر أعضائهم، لما ج::رى من ذكرهم::ا في اآلي::تين من

، و في قوله: »يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت«قوله:

فلما جرى ذكرهما على وج::ه المث::ل، عقب ب::ذكر ذل::ك بان::ه ل::و ش::اء،»يخطف أبصارهم«أذهبه من المنافقين عقوبة لهم على نفاقهم، و كفرهم، كما توعد في قوله:

. و قوله: »بسمعهم« قد بينا فيما تقدم، أنه مصدر ي::دل على الجم::ع و»محيط بالكافرين«قيل: إنه واحد موضوع للجمع، فكأنه أراد )باسماعهم( قال الشاعر:

«1 »فان زمانكم زمن خميصكلوا في نصف بطنكم تعفوا

أراد البطون و يق:ال: ذهبت ب::ه و أذهبت:ه و حكي أذهب ب:ه، و ه:و ض:عيف ذك:ره الزج:اج و المعنى: و لو ش::اء الله ألظه::ر على كف::رهم ف::دمر عليهم و أهلكهم ألن::ه )على ك::ل ش::يء

قدير(: أي قادر و فيه مبالغة

[21(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

قون ) كم تت ذين من قبلكم لعل ذي خلقكم و ال كم ال اس اعبدوا رب ها الن (21يا أي

القراءة:

أفصح اللغات فتح الهاء ب )أيها( و بعض بني مالك من ب::ني اس::د ره::ط ش::قيق بن س::لمةيقولون: يا أيه الناس و يا أيتها المرأة و يا أيه الرجل. و ال يقرأ بها. و من

______________________________( من أبيات سيبويه التي ال يعلم قائلها. سيبويه. الخزانة1)

98ص:

رفعها توهمها آخر الحروف و قد حذفت األلف في الكتابة من ثالثة مواضع:

أيه المؤمنون و يا أيه الساحر و أيه الثقالن و سنذكر خالف القراء في التلفظ بها

النزول:

::وا(و روي عن علقمة و الحسن: أن كلما في القرآن ذين آمن ها ال ن::زل بالمدين::ة و م::ا )يا أياس«فيه ها الن نزل بمكة و اعلم أن )أيا( اسم مبهم ناقص جعل صلة الى نداء ما فيه »يا أي

األلف و الالم و يلزمه ها ال::تي للتنبي::ه البهام::ه و نقص::ه و أج::از الم::ازني )ي::ا اي الظري::ف( قياسا على )يا زيد الظريف( و لم يجزه غيره ألن )أيا( ناقص و النصب عطفا على الموضع

بالحمل على المعنى و ال يحمل على التأويل إال بعد التمام و هذا هو الصحيح عندهم

المعنى:

و هذه اآلية متوجهة الى جميع الناس: م::ؤمنهم، و ك::افرهم، لحص::ول العم::وم فيه::ا. إال من ليس بش::رائط التكلي::ف من المج::انين و األطف::ال و روي عن ابن عب::اس أن::ه ق::ال: قوله

كم« : أي وحدوه و قال غيره: ينبغي أن يحمل على عمومه في كل ما هو عب::ادة»اعبدوا ربه: من معرفته: و معرفة أنبيائه، و العمل بما أوجب::ه عليهم و ن::دبهم الي::ه و ه::و األق::وى و لل

قون«قوله: كم تت تي: أي تتقون عذابه بفعل ما أوجبه عليكم كما قال: »لعل ار ال ق::وا الن )و اتأعدت للكافرين(

االعراب:

ذين«و قوله: في موضع نصب ألنه عطف على الكاف و الميم في قوله: »و ال

)خلقكم( و هو مفعول به )من قبلكم(: اي من تق:دم زم:انكم من الخالئ:ق و البش:ر و ق:المجاهد:

ه الس::ماوات: )تتقون(: مطيعون و االول أقوى و الخلق: ه::و الفع:ل على تق:دير و خل::ق الل فعلها على تقدير ما تدعو اليه الحكمة من غير زيارة و ال نقص::ان و مثل::ه ال::رزق و الخل::ق: الطبع و الخليقة: الطبيعة و خليق به: شبيه به و الخالق: النصيب و االختالق: افتعال الكذب

و الخلق: البالي و األخلق: األملس

99ص:

قون«و معنى كم تت قال الشاعر: »لعل

نكف و وثقتم لنا كل موثقو قلتم لنا كفوا الحروب لعلنا

«1 »كلمح سراب في المال متألقفلما كففنا الحرب كانت عهودكم

يعني قلتم لنا: كفوا لنكف، ألنه لو كان شاكا لما ك::انوا و ثق::وا ك::ل موث::ق و يق::ول القائ::ل: اقبل قولي لعلك ترشد و إدخاله )لعل( ترقيق للموعظة و تق::ريب له::ا من قلب الموع::وظ يقول القائل ألجيره: اعمل لعلك تأخذ االجرة و ليس يريد ب::ذلك الش::ك و انم::ا يري::د لتأخ::ذ

::ه ق::والأجرتك و قال سيبويه: انما ورد ذلك على شك المخاطبين كما قال تعالى: )فق::وال لر أو يخشى( ه يتذك نا لعل و أراد بذلك اإلبهام على موس::ى و ه::ارون و فائ::دة إي::راد لفظ::ةلي

)لعل( هو ان ال يحل العبد ابدا محل األمن المدل لكي يزداد حرصا على العمل و ح::ذرا من تركه و اكثر ما جاءت لعل و غيرها من معاني التشكيك فيما يتعل::ق ب::االخرة في دار ال::دنيا فإذا ذك::رت اآلخ::رة مف::ردة ج::اء اليقين و ه::ذه اآلي::ة يمكن االس::تدالل به::ا على ان الكف::ار

قون(مخاطبون بالعبادات، لدخولهم تحت االسم. و قال بعضهم: معنى قوله كم تت لكي )لعل تتقوا النار في ظنكم و رجائكم، ألنهم ال يعلمون انهم يوقون النار في اآلخرة، ألن ذل::ك من::ه. ق::ال: لعلكم تتق::ون ذل::ك في ظنكم و رج::ائكم و اج::رى علم الغيب الذي ال يعلمه إال الل )لعل( على العباد دون نفسه تعالى الله عن ذلك. و هذا قريب مما حكين::اه عن س::يبويه. و )لعل( في اآلية، يج::وز أن تك::ون متعلق::ة ب::التقوى. و يج::وز أن تك::ون متعلق::ة بالعب::ادة في

قوله: )اعبدوا(. و هو األقوى.

[22(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

م:رات ماء ماء فأخرج به من الث ماء بناء و أنزل من الس الذي جعل لكم األرض فراشا و السه أندادا و أنتم تعلمون ) (22رزقا لكم فال تجعلوا لل

)الذي(: في موضع نصب، ألنه نعت لقوله: )ربكم( في قوله:

______________________________ و هناك رواية أخرى-15- 1( قائلهما غير معروف، رواهما ابن الشجري في أماليه 1)

100ص:

كم« و هي مثل الذي قبلها. فإنهما جميعا نعتان ل )ربكم(.»اعبدوا رب

فراشا: يعني مهادا، أو وطاء. ال حزنة غليظة ال يمكن االستقرار عليها.

و تقديره: اعبدوا ربكم الخالق لكم و الخالق للذين من قبلكم، الجاعل لكم األرض فراش::ا. فذكر بذلك عباده نعمه عليهم، و آالءه لديهم، لي::ذكروا أيادي::ه عن::دهم، فيثبت::وا على طاعت::ه تعطفا منه بذلك عليهم، و رأفة منه بهم، و رحمة لهم من غير ما حاج::ة من::ه الى عب::ادتهم،

ليتم نعمته، لعلهم يهتدون.

و سمي السماء سماء لعلوها على األرض، و علو مكانها من خلقه و ك::ل ش::يء ك::ان ف::وقشيء فهو لما تحته سماء لذلك. و قيل لسقف البيت سماء ألنه فوقه.

و سمى السحاب سماء. و يقال: سمى فالن لفالن إذا أشرف له، و قصد نحوه عاليا علي::ه.قال الفرزدق:

«1 »و نجران أرض لم تديث مقاولهسمونا لنجران اليماني و اهله

و قال النابغة الذبياني:

«2 »تحيت الخدر واضعة القرامسمت لي نظرة فرأيت منها

يريد بذلك أشرفت لي نظ:رة و ب::دت. و ق::ال الزج:اج: ك::ل م:ا على األرض فه::و فه::و بن::اء المساك بعضه بعضا، في::أمنوا ب::ذلك س::قوطها. فخل::ق الس::ماء بال عم::د، و خل::ق األرض بال سند، ي::دل على توحي::ده و قدم::ه، ألن المح::دث ال يق::در على مث::ل ذل:ك. و انم::ا قاب::ل بين

السماء و بين الفراش ألمرين:

أحدهما- ما حكاه أبو زيد: أن بنيان البيت سماؤه: و هو أعاله، و كذلك بناؤه و انشد:

و لم تمد باطناب و ال عمدبنى السماء فسواها ببنيتها

______________________________ )كلمح سراب في الفال ..( و المعنى واح::د ف::المال: الص::حراء و المتس::ع من األرض. و الفال

جمع فالة: و هي األرض المستوية ليس فيها شيء.

. و نج::ران: ارض في مخ::اليف اليمن من مك::ة و ديث البع::ير: ذلل::ه بعض735( ديوانه: 1) الذل حتى تذهب صعوبته. و المقاول: جم::ع مق::ول، و المق::ول و القي::ل: المل::ك من مل::وك

حمير.

و روايته: )صفحت بنظرة( و القرام: ستر رقيق فيه رقم و نقوش.86( ديوانه: 2)

و الخدر هنا: الهودج. و في الطبعة االيرانية بدل )تحيت( )بحيث(.

101ص:

يريد )ببنيتها(: علوها.

و الثاني- أن سماء البيت لما كان قد يكون بن::اء و غ::ير بن::اء: إذا ك::ان من ش::عر او وب::ر، أو غيره. قيل جعله::ا بن::اء لي::دل على الع::برة برفعه::ا. و ك::انت المقابل::ة في األرض و الس::ماء

بأحكام هذه بالفرش، و تلك بالبناء.

و قوله: )من السماء( أي من ناحية السماء. قال الشاعر:

أمنك البرق أرقبه فهاجا

أي من ناحيتك. فبناء السماء على األرض كهيئة القبة. و هي سقف على األرض و انما ذك::ر السماء و األرض، فيما عد عليهم من نعمه التي أنعمها عليهم، ألن فيها أقواتهم، و أرزاقهم و معايشهم، و بها قوام دنياهم. و أعلمهم أن الذي خلقهما و خلق جميع ما فيهما من أن::واع النعم هو الذي يستحق العبادة و الطاعة، و الشكر. دون األصنام و األوثان التي ال تضر و ال

ماء ماء«تنفع. و قوله: : يعني مطرا. فاخرج بذلك المط::ر مم::ا أنبت::وه في »و أنزل من الس األرض من زرعهم، و غروسهم ثمرات رزقا لهم، و غذاء و قوت::ا، تنبيه::ا على أن::ه ه::و ال::ذي خلقهم، و أنه الذي يرزقهم و يكلفهم دون من جعل::وه ن::دا و ع::دال من األوث::ان و اآلله::ة، ثم زجرهم أن يجعلوا له ندا مع علمهم بان ذلك كما أخبرهم، و انه ال ند له و ال ع:دل. و ال لهم

ه أندادا«نافع و ال ضار، و ال خالق و ال رازق سواه بقوله: . »فال تجعلوا لل

و الند: العدل و المثل. قال حسان بن ثابت:

«1 »فشركما لخيركما الفداءأ تهجوه و لست له بند

أي لست له بمثل و ال عدل. و قال جرير:

و ما تيم لذي حسب نديدأتيما تجعلون إلي ندا

و قال مفضل بن سلمة الند: الضد. و الندود: الشرود، كم::ا ين::د البع::ير. و ي::وم التن::اد: ي::ومالتنافر. و التنديد: التقليل. و الفراش: البساط. و الفرش: البسط.

فرش يفرش فرشا، و افترش افتراشا. و فراش الرأس: طرائق رقاق من القحف.

______________________________ روايته )بكفء(28( ديوانه 1)

102ص:

و الفراش: فراش القاع و الطين بعد ما يبس على وجه األرض. و الف::راش: ال::ذي يط::ير ويتهافت في السراج. و جارية فريش: قد افترشها الرجل. و الفرش: صغار النعم.

و رجل فراشة: خفيف. و الفرش من الشجر: دقه. و اصل الماء: موه، ألنه يجمع امواها، ويصغر مويه. و ماهت الركية تموه موها. و اماهها صاحبها:- إذا أكثر ماءها- إماهة.

ه أكفاء من الرجال و روى عن ابن مسعود و غيره من الصحابة، أن معنى اآلية: ال تجعلوا لله. قال ابن عباس: إنه خاطب بقوله: تطيعونهم في معصية الل

ه أندادا و أنتم تعلمون« ، جميع الكفار من عباد األصنام، و اهل الكت::ابين، ألن»فال تجعلوا لل أنه ال رب لكم ي::رزقكم غ::يره. و إن م::ا تعب::دون ال يض::ر و ال »و أنتم تعلمون«معنى قوله:

ينفع. و روي عن مجاهد: أنه عنى بدلك أهل الكتابين.

ألنهم الذين كانوا يعلمون أنه ال خالق لهم غيره، و ال منعم عليهم سواه. و العرب ما ك::انته تعالى، ق::د أخ::بر أن الع::رب ق::د ك::انت تعتق::د تعتقد وحدانيته تعالى. و األول أقوى ألن الل

ماوات و األرضوحدانيته تعالى. فقال تع::الى حكاي::ة عنهم: ::ق الس:: ألتهم من خل »و لئن س::ه« ه. و لئن سألتهم من خلقهم ليقولن الل ::رزقكم من. و قال تع::الى:ليقولن الل »ق::ل من ي

ت ت و يخ::رج المي مع و األبصار و من يخ::رج الحي من المي ماء و األرض أمن يملك الس السق::ون« ه فق::ل أ فال تت يقولون الل ر األم::ر فس:: ::دب ؟ فحم::ل اآلي::ة على«1 »من الحي و من ي

عمومها اولى، و يطابق أول اآلية. و قد بين::ا أن خطاب::ه لجمي::ع الخل::ق. و اس::تدل اب::و علي

الجبائي بهذه اآلية، على أن األرض بسيطة ليست كرة كما يقول المنجم::ون و البلخي ب::أنه تعالى إياها. و الك::رة ال تك::ون مبس::وطة. قال: جعلها فراشا. و الفراش البساط بسط الل قال: و العقل يدل ايضا على بطالن قولهم، ألن األرض ال يج::وز أن تك::ون كروي::ة م::ع ك::ون البح::ار فيه::ا، ألن الم::اء ال يس::تقر إال فيم::ا ل::ه جنب::ان يتس::اويان، ألن الم::اء ال يس::تقر في::ه كاستقراره في األواني. فلو كانت له ناحية في البحر مستعلية على الناحية األخ::رى، لص::ار

الماء من الناحية المرتفعة الى الناحية

______________________________31( سورة يونس: آية 1)

103ص:

المنخفضة. كما يصير كذلك إذا امتأل اإلناء الذي فيه الماء. و هذا ال ي::دل على م::ا قال::ه، ألنقول من قال األرض كروية، معناه إن لجميعها شكل الكرة.

يتحمل أمرين: »و أنتم تعلمون«و قوله:

:ه. و أحدهما- إنكم تعلمون أنه ال خالق لكم، و ال منعم بما عدده من ان:واع النعيم س::وى اللإن من أشركتم به ال يضر و ال ينفع.

و الثاني- إنه أراد، و أنتم علماء بأمور معايشكم، و تدبير ح::روبكم، و مض::اركم و من::افعكم.لستم باغفال و ال جهال.

[23(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

هداءكم من دون لنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله و ادعوا ش:: و إن كنتم في ريب مما نزه إن كنتم صادقين ) (23الل

آية بال خالف.

الحجة:

ه عليه و آله( على مشركي ق::وم من ه تعالى لنبيه محمد )صلى الل هذه اآلية فيها احتجاج لل العرب و المنافقين، و جميع الكفار من أهل الكتابين، و غيرهم، ألن::ه خ::اطب أقوام::ا عقالء

في الذروة العليا من الفصاحة، و الغاية القصوى من البالغة و اليهم المف::زع في«1 »ألباء

ذلك. فجاءهم بكالم من جنس كالمهم و جعل عجزهم من مثل::ه حج::ة عليهم، و دالل::ة علىوربطالن قولهم. و وبخهم، و قرعهم و امهلهم المدة الطويلة. و قال لهم: »فأتوا بعشر س::

ورة و قال في موضع آخ::ر:«3 » »فأتوا بسورة مثله«، ثم قال:«2 »مثله مفتريات« »بس:: . و خبرهم أن عجزهم، إنما هو عن النظير و الجنس، مع أنه ول::د بين أظه::رهم ومن مثله«

نشأ معهم، و لم يف:ارقهم في س::فر و ال حض::ر. و ه::و من ال يخفى عليهم حال::ه لش::هرته و موضعه. و هم اهل الحمية و االنف::ة ي::أتي الرج::ل منهم بس::بب كلم::ة على القبيل::ة، فب::ذلوا

أموالهم و نفوسهم في إطفاء أمره و لم يتكلفوا معارضته

______________________________( الباء: ج لبيب1)

13( سورة هود: آية 2)

38( سورة يونس: آية 3)

104ص:

بسورة و ال خطبة فدل ذلك على صدقه. و ذكرنا ذلك في األصول

المعنى:

قال قوم: إنها بمعنى التبعيض: و تق::ديره: ف::اتوا ببعض م::ا ه::و »بسورة من مثله«و قوله:مثل له و هو سورة. و قال آخرون: هي بمعنى تبيين الصفة كقوله:

جس من األوثان« و قال قوم: إن )من( زائدة. كما قال في موضع آخر:«1 »»فاجتنبوا الر»بسورة مثله« : يعني مثل هذا القرآن. و قال آخرون: أراد ذل::ك من مثل::ه في كون::ه بش::را

ورةاميا، طريقته مث::ل طريقت::ه. و األول أق::وى، ألن::ه تع::الى ق::ال في س::ورة أخ::رى: »بس::مثله« . و معلوم أن السورة ليست محمدا )ص(، و ال له بنظير و ألن في هذا الوجه تضعيفا

لكون القرآن معجزة، و داللة على النبوة.

ه«و قوله: هداءكم من دون الل . ق::ال ابن عب::اس: أراد أع::وانكم على م::ا أنتم »و ادع::وا ش:: عليه، إن كنتم صادقين. و قال الف::راء: أراد ادع::وا آلهتكم. و ق::ال مجاه:د و ابن ج::ريح أراد قوما يشهدون لكم بذلك ممن يقبل قولهم. و قول ابن عباس أقوى و قوله: )مثله(، أراد به ما يقاربه في الفصاحة، و نظمه، و حسن ترصيفه و تأليفه، ليعلم أنه إذا عجزوا عن::ه، و لمه تعالى، جعله تصديقا لنبيه، و ليس المراد أن القرآن ل::ه مث::ل يتمكنوا منه، أنه من فعل الل

ه، و لواله لم يصح التحدي ألن ما قالوه: ال دليل عليه. و االعجاز يصح، و إن لم يكن عند الل و«2 » »هاتوا برهانكم«له مثل أصال، بل ذلك أبلغ في االعجاز، ألن ذلك جار مجرى قوله:

انما أراد نفي البرهان أصال. و الدعاء أراد به االستعانة. قال الشاعر:

علي فما جزعت و ال دعوتو قبلك رب خصم قد تمالوا

و قال آخر:

«3 »دعوا يا لكعب و اعتزينا لعامرفلما التقت فرساننا و رجالهم

______________________________30( سورة الحج آية 1)

111( سورة البقرة آية 2)

( في الطبعة االيرانية و )رجالنا( بدل )رجالهم( و البيت للراعي النميري: اللس:ان )ع:زا(3)و اعتزى.

105ص:

يعنى انتصروا بكعب و استغاثوا بهم.

و شهداء جمع شهيد: مثل شريك و شركاء و خطيب و خطباء. و الشهيد: يسمى به الشاهد على الشيء لغيره بما يحقق دعواه. و قد يسمى به المش::اهد للش::يء. كم::ا يق::ال: جليس

فالن. يريد به مجالسه و منادمه. فعلى هذا تفسير ابن عباس أقوى.

و هو، أن معناه استنصروا أعوانكم على أن يأتوا بمثل::ه، و ش::هداءكم ال::ذين يش::اهدونكم وه و رس::وله، و يظ::اهرونكم على كف::ركم و نف::اقكم إن كنتم يع::اونونكم على تك::ذيب الل محقين. و ما قال::ه مجاه::د و ابن ج::ريح في تأوي::ل ذل::ك ال وج::ه ل::ه، ألن الق::وم على ثالث::ة اصناف: فبعضهم اهل ايمان صحيح. و بعضهم أهل كفر صحيح. و بعضهم أهل نفاق. فأه::ل

ه و رسوله، فال يجوز ان يكونوا شهداء للكفار على ما يدعون::ه. االيمان إذا كانوا مؤمنين بالل و اما اهل النفاق و الكفر فال شك انهم إذا دعوا الى تحقيق الباطل و إبطال الحق، سارعوا اليه مع كفرهم و ضاللتهم. فمن أي الفريقين كانت تكون شهداء. لكن يج::ري ذل::ك مج::رى

::وقوله: ::ه و ل »قل لئن اجتمعت اإلنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ال يأتون بمثل و قد أجاز قوم هذا الوجه أيضا ق::الوا: ألن العقالء ال يج::وز«1 »كان بعضهم لبعض ظهيرا«

أن يحملوا نفوسهم على الشهادة بم:ا يفتض:حون ب:ه في كالم أن:ه مث::ل الق:رآن و ال يك:ونمثله. كما ال يجوز ان يحملوا نفوسهم على ان يعارضوا ما ليس بمعارض في الحقيقة.

ه عليه و آله فيم::ا ج::اءكم ب::ه من و معنى اآلية: إن كنتم في شك من صدق محمد صلى الل عندي، فاتوا بسورة من مثله، فاستنص::روا بعض::كم بعض::ا على ذل::ك إن كنتم ص::ادقين في زعمكم حتى إذا عجزتم و علمتم انه ال يقدر على ان ي::أتي ب::ه محم::د »ص«، و ال اح::د من

ه تعالى البشر يتضح عندكم انه من عند الل

[24(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

اس و الحج::ارة أع::دت للك::افرين ) تي وقوده::ا الن ار ال قوا الن فإن لم تفعلوا و لن تفعلوا ف::ات24)

المعنى:

لم تأتوا بسورة من مثله- و قد تظاهرتم أنتم »فإن لم تفعلوا«معنى

______________________________.88( سورة أسرى: آية 1)

106ص:

و شركاؤكم عليه و اعوانكم- و قد تبين لكم بامتحانكم، و اختب::اركم عج::زكم و عج:ز جمي::ع:وا«الخلق عنه و علمتم انه من عن:دي، ثم أقمتم على التك:ذيب ب:ه و قول:ه: ال »و لن تفعل

موضع له من االعراب، و انما هو اع::تراض بين المبت::دأ و الخ::بر، كقول::ك: زي::د- ف::افهم م::ا أقول- رجل صدق. و انما لم يكن له موضع اعراب، ألنه لم يقع موضع المف::رد. و مع:نى )و لن تفعلوا(: اي لن تأتوا بسورة من مثله ابدا، ألن )لن( تنفي على التأبي::د في المس::تقبل و في قول::ه: )و لن تفعل::وا( دالل::ة على ص::حة نبوت::ه، ألن::ه يتض::من االخب::ار عن ح::الهم في

المستقبل بأنهم ال يفعلون و ال يجوز لعاقل ان يقدم على جماع:ة من العقالء يري:د تهجينهمفيقول:

أنتم ال تفعل::ون إال و ه::و واث::ق ب::ذلك، و يعلم ان ذل::ك متع::ذر عن::دهم و ينبغي ان يك::ون الخطاب خاصا لمن علم الله انه ال يؤمن، و ال يدخل فيه من آمن فيما بعد و إال كان كذبا و

اس و الحجارة«قوله: تي وقودها الن ار ال قوا الن . الوقود- بفتح الواو- اسم لم::ا يوق::د. و »فات الوقود- بضمها-: المصدر. و قي::ل إنهم::ا بمع::نى واح::د في المص::در و اس::م الحطب. حك::اه

الزجاج و البلخي. و االول أظهر.

ه« قوا الل - مشددة- لغة اهل الحجاز. و بنو أسد و تميم يقولون:»ات

ه« قوا الل خفيف بحذف األلف.»ات

)الحجارة( قيل: إنها حجارة الكبريت ألنها أحر شيء إذا حميت. و روي ذلك عن ابن عب::اسكم و م::او ابن مسعود. و الظاهر إن الناس و الحجارة: وقود النار و حطبه::ا كم::ا ق::ال: »إن

م« ه حصب جهن تهيبا و تعظيما بأنها تحرق الحجارة و الناس.«1 »تعبدون من دون الل

و قيل: إن أجسادهم تبقى على النار بقاء الحجارة ال::تي توق::دها الن::ار بالق::دح و ق::ال ق::وم معناه: أنهم يعذبون بالحجارة المحماة مع النار. و االول أقوى و أليق بالظ::اهر. و انم::ا ج::از

أن يكون قوله: )فاتقوا النار( جواب الشرط مع لزوم االتقاء

______________________________.98( سورة األنبياء: آية 1)

107ص:

من النار كيف تصرفت الحال، ألن::ه ال يل::زمهم االتق::اء على التص::ديق ب::النبوة إال بع::د قي::ام المعجزة، فكأنه قال: فان لم تفعلوا، و لن تفعلوا، فق:د ق:امت الحج:ة، و وجب اتق:اء الن:ار

بالمخالفة.

»و إن ال يمنع من اعدادها لغير الكافرين من الفساق كما قال: »أعدت للكافرين«و قوله:م لمحيطة بالكافرين« و لم يمنع ذلك من إحاطتها بالفساق و الزناة و الزباني::ة. و«1 »جهن

قال قوم: هذه نار مخصوصة للكافرين ال يدخلها غيرهم.

و الفساق لهم نار أخرى. و قد اس::تدل به::ذه على بطالن ق::ول من ح::رم النظ::ر و الحج::اجه تعالى على الكافرين بما ذكره في هذه اآلية و أل::زمهم ب::ه العقلي. بان قيل: كما احتج الل تصديق النبي )ص( و المعرفة بان القرآن كالمه، ألنه قال: إن كان هذا الق:رآن كالم محم:د فاتوا بسورة من مثله. و دلهم بعقولهم أنه لو ك:ان كالم محم:د لتهي:أ لهم مث::ل ذل:ك، ألنهمه و ه::ذا الذين يؤخذ عنهم اللغة. و إذا كان لم يتهيأ لهم ذلك علموا بعقولهم أنه من كالم الل

هو معنى االحتجاج بالعقول، فيجب ان يكون ذلك صحيحا من كل واحد

[25(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

م:ا رزق:وا ات تج::ري من تحته:ا األنه:ار كل الحات أن لهم جن ذين آمنوا و عملوا الص: ر ال و بش:ه متش::ابها و لهم فيه::ا أزواج :وا ب ::ل و أت ذي رزقن::ا من قب منها من ثمرة رزق:ا ق::الوا ه:ذا ال

(25مطهرة و هم فيها خالدون )

اللغة:

البشارة: هو االخبار بما يسر المخبر به إذا كان سابقا لكل خبر سواه، ألن الثاني ال يس::مىرهم بعذاببشارة و قد قيل: إن االخبار بما يغم ايضا يسمى بشارة. كما قال تعالى: »فبش

و االولى أن يكون ذلك مجازا. و هي مأخوذة«2 »أليم«

______________________________.50( سورة التوبة: آية 1)

.21( سورة آل عمران: آية 2)

108ص:

من البشرة: و هي ظاهر الجلد لتغييرها بأول الخبر. و من::ه تباش::ير الص::بح: أول::ه، و ك::ذلك تباشير كل شيء. المبشرات: الري::اح ال::تي تجيء لس::حاب. و البش::ر: اإلنس::ان و البش::رة:

أعلى جلدة الجسد، و الوجه من اإلنسان.

و المباشرة: مالصقة البشرة. و البشر: قشر الجلد.

و الجنان: جمع جنة، و الجنة: البستان. و المراد ب::ذكر الجن::ة م::ا في الجن::ة من أش::جارها و ألنه معلوم ان::ه أراد »تجري من تحتها األنهار«أثمارها، و غروسها دون أرضها، فلذلك قال:

الخبر عن ماء أنهارها انه جار تحت األشجار و الغروس و الثمار ال انه جار تحت ارضها، ألن

الماء إذا كان تحت األرض جاريا، فال حظ فيه للعيون إال بكش::ف الس::اتر بين::ه و بينه::ا، على ان الذي يوصف به انهار الجنة انها جارية في غير أخاديد. روي ذلك عن مسروق، رواه عنه

ابو عبيدة و غيره.

االعراب:

)و جنات(: منصوب بان. و كسرت التاء ألنها تاء التأنيث في جمع الس::المة و هي مكس::ورةذين«في حال النصب بالخفض. و موضع )ان( نص::ب بقول::ه: ر ال . و ق::ال الخلي::ل و »و بش::

الكسائي: موضعه الجر بالباء كأنه قال: و بشرهم بأن لهم.

المعنى:

و قال الفضل: الجنة: كل بستان فيه نخل، و إن لم يكن شجر غيره. و إن ك::ان في::ه ك::رم: فهو فردوس، كان فيه شجر غير الكرم ام لم يكن )من ثمرة(: من زائ::دة و المع::نى: كلم::ا رزقوا ثمرة. )و منها(: يعني من الجن::ات و المع::نى: أش::جارها و تق::ديرها: كلم::ا رزق::وا منه للمؤم::نين و ق::ال الرم::اني: هي بمع::نى التبعيض، ألنهم أش::جار البس::اتين ال::تي أع::دها الل يرزقون بعض الثمرات في كل وقت و يجوز ان تكون بمع::نى تب::يين الص::فة و ه::و ان ي::بين

::ل«الرزق من اي جنس هو و قول::ه: ذي رزقن::ا من قب روي عن ابن عب::اس، و ابن »ه::ذا المسعود

109ص:

و جماعة من الصحابة انه الذي رزقن::ا في ال:دنيا و ق::ال مجاه:د: معن::اه أش::بهه ب::ه. و ق::ال بعضهم: إن ثمار الجنة إذا جنيت من أشجارها، عاد مكانها فإذا رأوا ما عاد بعد ال::ذي ج::ني، اشتبه عليهم. فقالوا: هذا الذي رزقنا من قبل. و هذا قول أبي عبيدة، و يحيى بن أبي كثير. و قال قوم: هذا الذي رزقنا، وعدنا به في الدنيا. و قد بينا فيما تقدم، أن الرزق عبارة عم::ا يصح االنتفاع به على وجه ال يكون ألحد المنع منه. و قال المفض::ل ذل::ك يخص األق::وات. و قال قوم: هذا الذي رزقنا من قب::ل لمش::ابهته في الل::ون و إن خالف::ه في الطعم. و أق::وى

ما رزق::وا منه::ااألقوال قول ابن عباس و أن معناه هذا الذي رزقنا في الدنيا، ألنه قال: »كلذي رزقنا من قبل« فعم و لم يخص. ف::أول م:ا أت::وا ب::ه ال يتق::درمن ثمرة رزقا قالوا هذا ال

هذا القول فيه إال بأن يكون اشارة الى ما تقدم رزق::ه في ال::دنيا، ألن::ا فرض::ناه أوال و ليس في اآلية تخصيص و يكون التقدير هذا الذي رزقنا في الدنيا ألن م::ا رزق::وه أوال ق::د ع::دم و اقام المضاف اليه مقام المضاف كما أن القائل إذا قال لغيره: أعددت لك طعاما، و وصفه

له، يحسن أن يقول: هذا طعام كل وقت يريد مثله و من جنسه، و نوعه و قوله:

::ه متش::ابها« ق::ال الض::حاك: إذا رأوه، ق::الوا: ه::و األول في النظ::ر و الل::ون، و إذا»و أتوا بطعموا وجدوا له طعما غير طعم االول و قوله:

)و أتوا به( معناه جيئوا به، و ليس معناه أعطوه. و قال قوم: )و أتوا به متشابها( أي يش::به بعضه بعضا إال في المنظر و الطعم أي كل واحد منه له من الفض::ل في نح::وه مث::ل ال::ذي لالخر في نح:وه. ذك:ره األخفش. و ه:ذا كق:ول القائ:ل: و ق:د جيء ب:أثواب أو أش:ياء رآه:ا فاضلة فاشتبهت عليه في الفضل، فقال: ما أدري ما أختار منه::ا كله::ا عن::دي فاض::ل. ق::ال

الشاعر

مثل النجوم التي يسري بها الساريمن تلق منهم تقل القيت سيدهم

يعني أنهم تساووا في الفضل و السؤدد. و روي هذا عن الحسن و ابن جريح و ق::ال قت::ادة معناه يشبه ثمار الدنيا غير انها أطيب. و قال ابن زيد و االشجعي: إن التشابه في األس::ماء

دون األلوان و الطعوم، فال يشبه ثمار الجنة شيء من ثمار الدنيا

110ص:

في لون و ال طعم. و اولى هذه األقوال أن يكون المراد ب::ه متش::ابها في الل::ون و المنظ::ر على ان الطعم مختلف لما قدمناه من أن هذا يقولونه في أول الحال أيضا، و ما تقدر عليه غرة. و بعد هذا قول من قال: معناه أن كلها جياد ال رذال فيه. و ق::ال بعض المت::أخرين في

ذي رزقنا من قبل«قوله معناه هذا الذي أعطينا بعبادتن::ا من قب::ل و ق::ال اب::و علي »هذا ال معناه ذلك ما يؤتون به في كل وقت من الثواب مثل الذي يؤتى في الوقت الذي قبل::ه من غير زيادة و ال نقصان، ألنه ال بد أن تتساوى مقادير االستحقاق في ذلك، و ق::ال أيض::ا يجب أن يسوي بينهم في األوقات في مقدار ما يتفضل به عليهم في وقت، و يزدادون في وقت آخر قال: ألن ذلك يؤدي الى أن التفضل أعظم من الثواب. و هذا الذي ذكره غ::ير ص::حيح،ه، بل عندنا ال ي::دل ألن العقل ال يدل على مقادير الثواب في األوقات و ال يعلم ذلك غير الل العقل على دوام الثواب و انما علم ذلك بالسمع و اإلجماع و اما التفضل فال شك أنه يجوز أن يزيد في وقت على ما يفضله في وقت آخر و ال ي::ؤدي ذل:ك الى مس::اواته للث::واب، ألن الثواب يتميز من التفضل لمقارنة التعظيم له و التبجيل و ألج::ل ذل::ك يتم::يز ك::ل ج::زء من

قي::ل »و لهم فيه::ا أزواج مطهرة«الثواب من كل جزء من التفضل و ال زيادة هناك و قوله في األبدان و األخالق و االفعال و ال يحضن، و ال يل::دن، و ال ي::ذهبن الى غائ::ط. و ه::و ق::ول

::دون«جماعة المفس::رين و قوله ه ال انقط::اع »و هم فيه::ا خال أي دائم::ون يبق::ون ببق::اء الللذلك و ال نفاد

[26(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه الحق ذين آمنوا فيعلمون أن ه ال يستحيي أن يضرب مثال ما بعوضة فما فوقها فأما ال إن الل ه بهذا مثال يضل به كثيرا و يهدي به كثيرا ذين كفروا فيقولون ما ذا أراد الل هم و أما ال من رب

الفاسقين ) (26و ما يضل به إال

آية واحدة.

سبب النزول:

اختلف اهل التأويل في سبب نزول هذه اآلية فروي عن ابن مسعود و ابن

111ص:

ه تعالى، لما ضرب هذين المثلين للمنافقين و ه:و قوله توقدعباس أن الل :ل الذي اس: »كمثماء« و قولهنارا« ب من الس ه أج::ل من )أن يض::رب مثال( الى »أو كصي قال المن::افقون الل

ه لل::دنيا، ألن البعوض::ة تحي::ا م::ا ج::اعت، آخر اآلية، و قال الربيع بن أنس هذا مثل ضربه الله، كم::ا ق::ال تع::الى ه تعالى ه::ؤالء ب::أنهم إذا امتلئ::وا أخ::ذهم الل فإذا سمنت ماتت فشبه الل

يء« روا به فتحنا عليهم أبواب كل ش:: - الى ان ق::ال-«1 » الى آخ::ر اآلية»فلما نسوا ما ذكون« ى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة ف::إذا هم مبلس:: ، و ق::ال قت::ادة معن::اه أن«2 »»حت

الله ال يستحيي أن يضرب مثال ما بعوضة فما فوقها أي ال يستحيي من الحق أن ي::ذكر من::هه تعالى حين ذكر في كتابه الذباب و العنكبوت قال اه:ل الض:اللة شيئا ما قل أو كثر. إن الل

ه تعالى اآلي::ة« »أن يضرب مثال ما بعوضة فما فوقهاما ذا أراد الله من ذكر هذا؟ فانزل الل و كل هذه الوجوه حسنة. و أحسنها قول ابن عباس، ألنه يليق بم::ا تق::دم. و بع::ده م::ا ق::ال قتادة. و ليس ألحد ان يقول: ه:ذا المث:ل ال يلي::ق بم:ا تق::دم. من حيث لم يتق::دم للبعوض::ة ذكر. و قد جرى ذكر الذباب و العنكبوت في موضع آخر. في تش:بيه آلهتهم به:ا و ان يك:ون

المراد بذلك اولى، و ذلك ان قوله:

ه ال يستحيي أن يضرب مثال ما بعوضة فما فوقها« . انما هو خ::بر من::ه تع::الى ان::ه ال»إن الل يستحيي تعالى أن يضرب مثال في الحق من األمثال: صغيرها و كبيرها، ألن ص::غير األش::ياء عن::ده و كبيره:ا بمنزل:ة واح::دة من حيث ال يتس::هل الص:غير، و ال يص:عب الكب:ير. و إن في

الصغير من األحكام و اإلتقان ما في الكبير. فلما تساوى الكل في قدرت::ه، ج::از أن يض::رب المثل بما شاء من ذلك، فيقر بذلك المؤمنون، و يسلمون- و ان ضل ب::ه الفاس::قون بس::وء

اختيارهم- و هذا المعنى مروي عن مجاهد.

ه بالبعوض::ة، ألنو روي عن الصادق جعفر بن محمد )عليه السالم( انه قال: إنما ضرب الل البعوضة على صغر خلق فيها جميع ما في الفيل على كبره و زيادة عضوين آخ::رين. ف::أراد

ه ان ينبه بذلك المؤمنين على لطف خلقه و عجيب عظم صنعه. الل

______________________________.44( سورة االنعام: آية 2، 1)

112ص:

المعنى:

و )يستحيي( لغة اهل الحجاز و عامة العرب بيائين. و بنو تميم يقولون:

بياء واحدة اخصر. كما قالوا: ا لم يك، و ال أدر و معنى )يستحيي(: قال بعضهم:

ه أح:ق أن تخش:اه«إن::ه ال يخش::ى ان يض::رب مثال كم::ا ق::ال: اس و الل ى الن «1 » »و تخش:ه أحق ان تستحييه، فيك::ون االس::تحياء بمع::نى الخش::ية بمع::نى معناه: تستحيي الناس و الل االستحياء. و قال الفضل بن سلمة: معناه ال يمتن::ع و ق::ال ق::وم: ال ي::ترك و ه::و ق::ريب من الثاني و اصل االستحياء: االنقباض عن الشيء، و االمتناع من::ه خوف::ا من مواقع::ة الق::بيح و االستحياء، و االنخزال و االنقماع، و االرتداع متقاربة المع:نى و ض::د الحي::اء القح::ة و مع::نى )االستحياء( في اآلية: انه ليس في ضرب المثل بالحقير عيب يستحيى و كأنه قال: ال يح::ل

تحيي«ضرب المثل بالبعوضة محل ما يس::تحيى من::ه فوض::ع قول::ه:- ه ال يس:: اآلي::ة- »إن الل فه::و ان يص::ف و يمث::ل و ي::بين كم::ا ق::ال تع:الى »أن يضرب مثال«اختاره الرماني و قوله:

معناه وصف لكم كما قال الكميت:«2 »»ضرب لكم مثال من أنفسكم«

ألسداس عسى أن ال تكوناو ذلك ضرب أخماس أريدت

و المعنى وصف أخماس. و ضرب المثل بمثله. يق::ال: أي ض::رب ه::ذا؟ أي من أي جنس ولون. و الضروب: األمثال. و المثل: الشبه. و يقال: مثل و مثل.

كما قالوا: شبه و شبه. كقول كعب بن زهير:

و ما مواعيده إال األباطيلكانت مواعيد عرقوب لنا مثال

يعني شبها. فمعنى اآلية: إن الله ال يستحيي أن يصف شبها لما شبه به.

االعراب:

و إما إع::راب )بعوض::ة(: فنص::ب من وجهين- على ق::ول الزج::اج- أح::دهما- ان تك::ون )م::ا(زائدة. كأنه قال: إن الله ال يستحيي أن

______________________________.37( سورة األحزاب. آية 1)

.28( سورة الروم: آية 2)

113ص:

». »فبما رحم::ة من الله«يضرب بعوضة مثال أو مثال بعوضة و تكون )ما( زائدة. نحو قوله: و الثاني- أن تكون )ما( نكرة. و يكون المعنى: أن الله ال يستحيي أن يضرب مثال شيء«1

بعوضة. فكان بعوضة في موضع نصب شيء، ألنه قال: يستحيي ان ض::رب مثال ش::يء من األشياء بعوضة فما فوقها. قال الفراء يجوز أن يكون معنى )ما( بين بعوضة الى م::ا فوقه::ا

زبالة فالثعلبية.«2 »كما يقول القائل: مطرنا ما

و له عشرون ما ناقة و جمال. و هي أحسن الناس ما قرنا فقد ما. يعنون م:ا بين في جمي:ع ذلك. و قال بعضهم: )ما( بمعنى ال:ذي. و يك::ون التق::دير ال::ذي ه::و بعوض::ة ألنه::ا من ص::لة

الذي، فأعربها باعرابه. كما قال حسان بن ثابت:

حب النبي محمد إيانافكفى بنا فخرا على من غيرنا

فأعرب )غيرنا( باعراب )من( و يجوز ذلك في من و ما، ألنهما يكونان ت::ارة معرف::ة و ت::ارةنكرة.

في الصغر و القلة. كما يقول القائل: إن »فما فوقها«و البعوضة: من صغار البق. و قوله: هذا األمر لصغير، فيقول المجيب: و فوق ذلك أي هو أصغر مما قلت. و كالهم::ا ج::ائز فمن قال باألول، قال: ألن البعوضة غاية في الصغر و من قال بالثاني، قال: يج::وز أن يك::ون م::ا

هو أصغر منها و حكي عن رؤبة ابن العجاج:

انه رفع بعوضة و انشد بيت النابغة:

«3 »الى حمامتنا أو نصفه فقدقالت أال ليتما هذا الحمام لنا

بالرفع فأعمل ما و لم يعمل ليت قال: و هي لغة تميم يعملون آخر األداتين و قال الزج::اج: الرفع كان يجوز و ما قرئ به إذا كانت )ما( بمعنى الذي، و يقدر بعدها هو و يك::ون تق::ديره مثال الذي هو بعوضة كمن قرأ تماما على الذي هو أحسن و قد قرئ به و ه::و ض::عيف عن::د

سيبويه و في الذي أقوى، ألنه أطول، و ألنها

______________________________159( سورة آل عمران: آية 1)

( في المطبوعة )بين( بعد ما زائدة2)

( قد: اسم فعل بمعنى يكفي3)

114ص:

ذين«ال تستعمل إال في األسماء و قوله: لغة الع::رب جميع::ا بالتش::ديد. و كث::ير من »فأما اله به و انشد بعضهم: بني عامر و تميم يقولون أيما فالن ففعل الل

فيجري و أيما الحجل منها فال يجريمبتلة هيفاء أيما وشاحها

ه الحق« الفاء جواب )أما( و فيها معنى الشرط و الج::زاء و المع::نى: ان»آمنوا فيعلمون أن »والمؤمنين بالله على الحقيقة يعلمون أن هذا المثل حق من عن::د الل::ه و أن::ه من كالم::ه.

ذين كفروا« ه بهذا مثال« يعني الجاحدين،أما ال على ما بيناه. »فيقولون ما ذا أراد الل

و انتصب )مثال( عند تغلب بانه قطع. و عند غيره انه تفسير. و قال قوم:

ه بهذا مثال. فعلى هذا يكون إنه نصب على الحال. و ذا مع ما بمعنى أي شيء الذي أراد الل الجواب رفعا، كقولك: البيان لحال الذي ضرب له المثل. و يحتمل أن يك::ون وقع::ا ذا و م::ا بمنزلة اسم واحد فيكون الجواب نصبا كقولك: البيان لح::ال الممث::ل ب::ه. ورد الق::رآن بهم::ا

::را«جميعا. قال تعالى: كم ق::الوا خي كم و في موض::ع آخ::ر: »ما ذا أنزل رب ::زل رب »م::ا ذا أن ذكرهما سيبويه، و األخفش و هذا إشارة الى المثل. و مثال ما، ن::ونقالوا أساطير األولين«

التنوين تدغم في الميم عند جميع القراء.

تحيي«و يكره الوقف فيها على قول::ه: رب مثال« ثم يق::ول: »ال يس:: و ك::ذلك على »أن يض::ه ال يستحيي«قوله: . »من الحق« ثم يقول: »و الل

قين«و قوله: ::ه إال الفاس:: ل ب ::ه ال »يضل به كثيرا و ما يض:: . إن قي::ل: أليس تقول::ون: إن الل يضل أحدا، و ال يهدي خلقا، و إن العب::اد هم يض::لون أنفس::هم و يه::دونها، و هم يض::لون منه تع::الى: في غ::ير موض::ع من كتاب::ه نح:و قول:ه: شاءوا و يهدون من ش:اءوا. و ق::د ق:ال الل

، و ال يمكنكم ان تقولوا: إن المراد باإلضالل العقوب::ة و»يضل من يشاء و يهدي من يشاء«::ه(التسمية، ألنه لو قال: يضل كثيرا و يهدي كثيرا، كان ذلك ممكن::ا، لكن::ه ق::ال: ل ب و )يض::

و الهاء راجعة الى القرآن، و المثل الذي ضربه فيه. و ال يجوز أن يعاقب بالمثل،)يهدي به(و ال أن يسمى

115ص:

بالمثل. فعلم بذلك أنه أراد أنه ليس عليهم و جعله ح::يرة لهم قلن::ا أول م::ا في ذل::ك ان::ا ال نطلق أن الله ال يضل احدا و ال يهدي احدا. و من اطلق ذلك، فقد اخطأ. و ال نقول ايضا إن العباد يضلون أنفسهم و يهدونها مطلقا او يضلون غيرهم و يهدونه. فان إطالق جمي::ع ذل::كه فه::و خطأ، بل نقول: إن الله يضل من يشاء و يهدي من يشاء. و نق::ول: إن من أض::له الل الضال و من هداه فهو المهتدي، و لكن ال نري::د ب::ذلك م::ا يري::ده المخ::الف مم::ا ي::ؤدي الى التظليم و التجوير لله في حكمه و المخالف يقول: إن الله يضل كثيرا من خلقه بمعنى ان::ه

يص::دهم عن طاعت::ه، و يح::ول بينهم و بين معرفت::ه، و يلبس عليهم األم::ور و يح::يرهم و يغالطهم، و يشككهم و يوقفهم في الض::اللة، و يج::برهم عليه::ا. و منهم من يق::ول: يخلقه::اه فيهم، و يخلق فيهم قدرة موجبة له، و بمنعهم األمر الذي به يخرجون منه::ا، فيص::فون الل تعالى بأقبح الصفات و أخسها. و قالوا فيه بشر األقوال. و قلنا نحن: إن الله قد هدى قوما و أضل آخرين، و أنه يضل من يشاء. غير أن لفضله و كرمه، و عدل::ه و رحمت::ه ال يش::اء أن يضل إال من ضل و كفر و ترك طريق الهدى و إنه ال يشاء ان يضل المهتدين و المتمسكين بطاعت::ه، ب::ل ش::اء أن يه::ديهم و يزي::دهم ه::دى، فان::ه يه::دي المؤم::نين ب::ان يخ::رجهم من

ذين اهتدوا زادهم هدى و آتاهم تق::واهم«الظلمات الى النور. كما قال تعالى: و«1 » »و اله يهد قلبه(قال: . و قال:«2 » )و من يؤمن بالل

ور« ذين آمنوا يخرجهم من الظلم::ات إلى الن ه ولي ال ::يرا و و ق::ال:«3 »»الل ::ه كث ل ب »يض::ه من بع:د ميثاق:ه و ون عه:د الل ذين ينقض: قين. ال :ه إال الفاس: ل ب :يرا و م:ا يض: :ه كث يه:دي ب

رون« دون في األرض أولئك هم الخاس: ل و يفس: :ه أن يوص: ه ب و«4 »يقطعون م:ا أم:ر الله الظالمين«قال: . و اإلضالل على وجوه كثيرة منها:«5 » »و يضل الل

- ما نسبه الله تعالى الى الشيطان: و هو الصد عن الخير و الرشد و الدعاء الى

______________________________.17( سورة محمد: آية 1)

.11( سورة التغابن: آية 2)

.257( سورة البقرة: آية 3)

.27( سورة البقرة: آية 4)

.27( سورة ابراهيم: آية 5)

116ص:

الفساد و الضالل، و تزيين ذلك، و الحث عليه. و هذا ينزه الله تعالى عنه.

- و منها التشديد االمتحان و االختبار اللذين يكون عندهما الض::الل و يعقبهم::ا و نظ::ير ذل::ك في اللغة أن يسأل الرجل غيره شيئا نفيسا خطيرا يثقل على طباع::ه بذل::ه ف::إذا بخ::ل ب::ه، قيل له نشهد لقد بخل ب::ه فالن. و ليس يري::دون ب::ذلك عيب الس::ائل و انم::ا يري::دون عيب

الباخل المسئول، لكن لما كان بخل المسئول ظهر عند مس::ألة الس::ائل ج::از أن يق::ال في اللغة: انه بخلك. و يقولون للرجل إذا أدخل الفضة النار ليعلم فسادها من صالحها، و ظه::ر فسادها: أفسدت فضتك، و ال يرون أنه فعل فيها فسادا، و إنم::ا يري::دون ان فس::ادها ظه::ر عند محنته. و يقرب من ذلك قولهم: فالن أضل ناقته، و ال يري::دون ان::ه أراد أن يض::ل، ب::ل يكون قد بالغ في االستتار منها و انما يريدون ض::لت من::ه ال من غ::يره. و يقول::ون أفس::دت فالنة فالنا، و أذهبت عقله. و هي ال تعرفه، لكنه لما فس::د و ذهب عقل::ه من أجله::ا، و عن::د

رؤيته إياها قيل: قد أفسدت، و أذهبت عقله.

- و منها التخلية على جهة العقوبة و ترك المنع بالقهر و اإلجبار، و منع االلطاف التي يؤتيها المؤمنين جزاء على ايمانهم. كما يقول القائل لغيره أفسدت سيفك، إذا ترك أن يصلحه. ال يريد أنه أراد أن يفسد أو أراد سبب فساده، أو لم يحب صالحه، لكنه تركه فلم يحدث في::ه

اإلصالح- في وقت- بالصقل و اإلحداد.

و كذلك قولهم: جعلت أظافيرك سالحا. و انما يريدون تركت تقليمها.

- و منها التسمية باإلضالل و الحكم به كافرا. يقال: أضله إذا سماه ضاال.

كما يقولون: أكفره إذا سماه كافرا، و نسبه اليه. قال الكميت:

و طائفة قالوا: مسيء و مذنبو طائفة قد أكفروني بحبكم

للنا في األرض(- و منها اإلهالك و التدمير. قال الله تع::الى: أي هلكن::ا. فيج::وز أن )أ إذا ض:: يكون أراد باآلية: حكم الله على الكافرين، و براءته منهم و لعنه إياهم إهالك::ا لهم، و يك::ون إضالله إضالال كما كان الضالل هالكا. و إذا كان الضالل ينصرف على هذه الوجوه، فال يجوز أن ينسب الى الله تعالى أقبحها و هو ما أض::افه الى الش::يطان، ب::ل ينبغي أن ينس::ب الي::ه

أحسنها و أجلها. و إذا ثبتت

117ص:

هذه الجملة، رجعنا الى تأويل اآلية، و هو قوله: )يض::ل ب::ه كث::يرا( معن::اه أن الك::افرين لم::ا ضرب الله لهم األمثال قالوا: ما الحاجة اليها؟ قال الل::ه تع::الى: فيه::ا أعظم الفائ::دة: ألنه::ا

محنة و اختبار. و بهما يستحق الثواب، و يوصل إلى النعيم.

فسمى المحنة اضالال و هداية، ألن المحنة إذا اشتدت على الممتحن و ثقلت فضل عن::دها، جاز أن تسمى اضالال، فإذا س::هلت فاهت::دى عن::دها، س::ميت هداي::ة، كم::ا أن الرج::ل يق::ول لصاحبه: ما يفعل فالن؟ فيقول هو ذا. يسخي قوم:ا و يبخ::ل قوم:ا آخ::رين أي يس::أل قوم::ا فيشتد عليهم للعطاء فيبخلون، و يسأل آخرين، فيسهل عليهم فيعطون و يجودون، فسمي

سؤاله باسم ما يقع عنده و يعقبه.

أي يمتحن به عباده، فيضل به قوم كث::ير، و »يضل به كثيرا و يهدي به كثيرا«فمعنى قوله: يهت::دي ب::ه ق::وم كث::ير. و ال يجب على ذل::ك أن يك::ون أراد إض::اللهم. كم::ا ال يجب ذل::ك فيه تع::الى امتحن السائل الذي ال يريد بخل المسئول، بل يري::د إعط::اءه ف::ان قي::ل: أليس الل بهذه األمثال المؤم:نين كم::ا امتحن به:ا الك:افرين، فيجب أن يك:ون مض:ال لهم؟ قلن::ا: إنم::ا سمى المحنة الشديدة إضالال إذا وقع عندها الضالل كما أن الس::ؤال يس::مى تبخيال إذا وق::ع

عنده البخل.

يعني يضل بالتكذيب بهذه األمثال كث::يرا و يه::دي »يضل به كثيرا«و قال قوم: معنى قوله:ه بأن::ه ه::دى و بي::ان و ش::فاء لم::ا في بااليمان كثيرا، ألنه لو كان سببا للضالل لما وصفه الل الص::دور. و ح::ذف التك::ذيب و اإلق::رار اختص:ارا، ألن في الكالم م:ا ي::دل علي::ه. كم::ا يق::ول القائل: نزل السلطان فسعد به قوم و شقي به آخرون. و انما يراد به سعد بإحس::انه ق::وم و شقي بإساءته آخرون. ال بنزول جيشه، ألن::ه نفس::ه ال يق::ع ب::ه س::عادة و ال ش::قاء. و كم::ا

و انم::ا أراد حب العج::ل. و ذل::ك كث::ير. و ق::د بين::ا أن »و أشربوا في قلوبهم العج::ل«قال: اإلضالل و الهداية يعبر بهما عن العذاب و الثواب، فعلى ه::ذا يك::ون تق::دير اآلي::ة: يض::ل أي

يعذب بتكذيب القرآن، و األمثال كثيرا، و يهدى أي يثيب باإلقرار به كثيرا. و الدليل على

118ص:

فال يخلو أن يك::ون أراد م::ا قلن::اه من العقوب::ة »و ما يضل به إال الفاسقين«ما قلناه قوله: على التكذيب، أو أراد به الحيرة و التشكيك، و قد ذكرنا انه ال يفعل الحيرة المتقدمة ال::تيه إال بحيرة قبلها، و هذا يوجب ما ال نهاية له من ح::يرة بها صاروا ضالال فساقا، لم يفعلها الله ق::د فع::ل ه::ذا الض::الل قبل حيرة، ال إلى أول، أو اثبات إضالل ال إضالل قبله، فان كان الل

»و ما يضل به إالالذي لم يقع قبله ضالل فقد أضل من لم يكن فاسقا، و هذا خالف قوله:ه الظالمين و فثبت أنه أراد أنه ال يعاقب إال الفاس::قين، كم::ا ق::ال:الفاسقين« ل الل »و يض::

ه ما يشاء ه به::ذا« و حكى الفراء وجها آخرا مليحا، قال: قوله«1 »يفعل الل »م::ا ذا أراد الل حكاية عمن قال ذل::ك، ك::أنهم ق::الوا: م::ا ذا أراد به::ذامثال، يضل به كثيرا و يهدي به كثيرا«

ه: ::ه إالمثال يضل به كثيرا، أي يض::ل ب::ه ق::وم و يه::دي ب::ه ق::وم، ثم ق::ال الل ل ب »و م::ا يض::

فبين عز و جل اإلضالل، و أنه ال يض::ل إال ض::اال فاس::قا، و اقتص::ر على االخب::ارالفاسقين«عنهم و بيان ما بين اإلضالل دون ما أراد بالمثل، و هذا وجه حسن تزول معه الشبهة.

و أصل الفسق في اللغة الخروج عن الشيء، يقال من::ه: فس::قت الرطب::ة إذا أخ::رجت من قشرها، و من ذلك سميت الفارة فويسقة، لخروجها من حجرها، و لذلك سمي المن::افق و

ه تع::الى في ص::فة إبليس: ه، و ل:ذلك ق::ال الل »إالالكافر فاسقين لخروجهما عن طاع::ة الله« يعني خرج من طاعته و اتباع أمره.«2 »إبليس كان من الجن ففسق عن أمر رب

[27(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه به أن يوصل و يفسدون في ه من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الل ذين ينقضون عهد الل ال(27األرض أولئك هم الخاسرون )

______________________________.27( سورة ابراهيم: آية 1)

.51( سورة الكهف آية 2)

119ص:

آية واحدة.

العهد: العقد، و األصر مثله، و العهد: الموثق. و العهد: االلتقاء، يقال:

ما لفالن عهد بكذا، و هو قريب العهد بكذا. و العهد له معان كثيرة. و سمي المعاهد- و ه::و الذمي- بذلك ألنه بايع على ما هو عليه من إعط:اء الجزي:ة، و الك:ف عن::ه. و العه:دة كت:اب الشراء، و جمعه عهد. و إذا أقسم بالعهد تعلق به عندنا كفارة الظهار، و قال ق::وم: كف::ارة

يمين، و قال آخرون: ال كفارة عليه.

ه«و قال قوم: هو ما عهد إلى جميع خلقه في توحيده و عدله، و تص::ديق رس::وله »عهد الل بما وضع لهم من األدلة الدالة على ربوبيته، و عه::د إليهم في أم::ره و نهي::ه، و م::ا احتج ب::ه لرسله بالمعجزات التي ال يق::در على اإلتي::ان بمثله::ا الش::اهدة لهم على ص::دقه. و نقض::هم

ذلك: تركهم اإلقرار بما قد ثبت لهم صحته باألدلة، و تكذيبهم الرسل و الكتب.

ه إلى خلقه، و أمره على لسان رس::له إي::اهم فيم::ا أم::رهم ب::ه من و قال قوم هو وصية اللطاعته، و نهيه إياهم عما نهاهم عنه. و نقضهم: تركهم العمل به.

و قال قوم: هذه اآلية نزلت في كفار أهل الكتاب، و المنافقين منهم، و إياهم عنى الله عزذين كفروا سواء عليهم ..«و جل بقوله اآلية. و قوله: »إن ال

ه« ا بالل اس من يق::ول آمن و ك::ل م::ا في ه::ذه اآلي::ة من الل::وم و الت::وبيخ متوج::ه»و من الن إليهم. و عهد الله الذي نقضوه بعد ميثاقه هو م::ا أخ::ذه عليهم في الت::وراة من العم::ل بم::ا فيها، و اتباع محمد )ص( إذا بعث، و التص::ديق بم::ا ج::اء ب::ه من عن::د ربهم، و نقض::هم ذل::ك

و انكارهم ذلك،«1 »جحودهم به بعد معرفتهم بحقيته

______________________________( نسخة بدل )بحقيته(1)

120ص:

و كتمانهم ذلك عند الناس بعد إعطائهم إياه تعالى من أنفسهم الميث::اق ليبينن::ه للن:اس و ال يكتمونه، و إيمانهم أنهم متى جاءهم ن::ذير آمن::وا ب::ه، فلم::ا ج::اءهم الن::ذير ازدادوا نف::ورا، و نبذوا ذلك وراء ظهورهم و اشتروا به ثمنا قليال. و هذا الوجه اختاره الط::بري. و يق::وي ه::ذا

دققوله: ين لما آتيتكم من كتاب و حكمة، ثم جاءكم رسول مص:: بي ه ميثاق الن »و إذ أخذ اللري ق::الوا: أقررن::ا، ه، ق::ال أ أق::ررتم و أخ::ذتم على ذلكم إص:: لما معكم لتؤمنن به و لتنصرن

اهدين« و االمر العهد أيضا و قال في موض::ع آخ::ر:«1 »قال: فاشهدوا و أنا معكم من الش::ؤمنن به::ا« ه جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية لي ه و ق::ال:«2 »»و أقسموا بالل موا بالل »و أقس::

::ذير م::ا زادهم إال جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى األمم فلما جاءهم ن و قال قوم: انما عنى بذلك العهد الذي أخذه الله حين أخرجهم من ص::لب آدم«3 »نفورا«

هدهم علىالذي وص::فه في قول::ه: تهم و أش:: ي ك من بني آدم من ظه::ورهم ذر )و إذ أخ::ذ ربكم و هذا الوجه عندي ضعيف ألن الل::ه تع::الى ال«4 » .. الى آخر اآلية(أنفسهم أ لست برب

يجوز ان يحتج على عباده بعهد ال يذكرونه و ال يعرفونه. و م::ا ذك::روه غ::ير معل::وم أص::ال. واآلية سنبين القول فيها إذا انتهينا اليها إن شاء الله.

و القطع ه::و الفص::ل بين الش::يئين أح::دهما من اآلخ::ر. و األص::ل أن يك::ون في األجس::ام و يستعمل في األعراض تشبيها به. يقال قطع الحبل و الكالم. و األمر ه::و ق::ول القائ::ل لمن دونه: افعل و هو ضد النهي. و الوصل هو الجمع بين الش::يئين من غ::ير ح::اجز و ق::ال ق::وم

كق::ولهم أعطيتهم عط::اء يري::د »أنبتكم من األرض نبات::ا«الميث::اق ه::و التوثي::ق. كم::ا ق::ال:

إعطاء. االعراب:- و قوله: »ان يوصل« بدل من الهاء التي في به تقديره: ما أمر الله ب::أن يوصل، و هو في موضع خفض. )و الذين( موضعه نصب، ألنه صفة للفاسقين. )أولئك( رفع

باالبتداء. )و الخاسرون( خبره. )و هم( فصل عند

______________________________.81( سورة آل عمران آية 1)

.109( سورة االنعام آية 2)

.43( سورة فاطر آية 3)

.171( سورة االعراف آية 4)

121ص:

البصريين و عماد عند الكوفيين. و يج::وز أن يك::ون هم ابت::داء ثاني::ا. و الخاس::رون خ::بره. و الجملة في موضع خبر أولئك و النقض ضد اإلبرام. و الميثاق و الميعاد و الميق::ات متقارب::ة المعنى. يقال وثق يثق ثقة و أوثق ايثاقا. و توثق توثقا. و يقال فالن ثقة لل::ذكر و األن::ثى، و الواحد و الجمع بلفظ واحد. فإذا جمع قيل ثقات في الرجال و النساء. و من البت::داء الغاي::ة في اآلية. و قيل: إنها زائدة. و الهاء في قوله ميثاقه يحتمل ان تكون راجعة الى اس::م الل::ه

ل«تع:الى. و ق:ال قت:ادة قول:ه: :ه أن يوص: ه ب و قطيع:ة ال:رحم و »و يقطع:ون م:ا أم:ر الل القرابة. و قال غيره معناه األمر بأن يوصل كل من أمر الل::ه بص::لة من أوليائ::ه. و القط::ع: البراءة من أعدائه و هذا أقوى، ألن::ه أعم من األول. و ي::دخل في::ه األول. و ق::ال ق::وم: أراد صلة رسوله و تصديقه، فقطعوه بالتكذيب و هو قول الحس::ن. و ق::ال ق::وم أراد أن يوص::ل القول بالعمل، فقطعوا بينهما بأن قالوا و لم يعمل::وا. و م:ا قلن::اه أوال أولى ألن::ا إذا حملن::اه

على عمومه دخل ذلك فيه.

. قال قوم: استدعاؤهم الى الكف::ر. و ق::ال ق::وم: إخ::افتهم »يفسدون في األرض«و قوله: السبيل و قطعهم الطريق. و قال قوم أراد كل معص::ية تع::دى ض::ررها الى غ::ير فاعله::ا. و

الخسران هو النقصان. قال جرير:

أوالد قوم خلقوا أقنهإن سليطا في الخسار إنه

يعني بالخسار ما ينقص من حظوظهم و شرفهم. و قال قوم: الخسار ها هنا:

الهالك يعني هم الهالكون. و قال ق::وم: كلم::ا نس::به الل::ه من الخس::ار الى غ::ير المس::لمين فإنما عنى به الكفر و ما نسب به إلى المس::لمين انم::ا ع::نى ب::ه ال::دنيا، روي ذل::ك عن ابن

عباس.

[28(: آية 2]سورة البقرة )

ه و كنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ) (28كيف تكفرون بالل

)كيف( موضوعة لالستفهام عن الحال. و المعنى هاهنا التوبيخ. و قال الزجاج:

هو التعجب للخلق و للمؤمنين. أي اعجبوا من هؤالء كيف يكفرون. و قد

122ص:

ثبتت حجة الله عليهم.

و معنى )و كنتم( أي و قد كنتم. الواو واو الحال. و إضمار ق::د ج::ائز إذا ك::ان في الكالم م::ا »إن ك::ان أي قد حصرت ص::دورهم و كم::ا ق::ال: »حصرت صدورهم«يدل عليها. كما قال: »ف::أين أي قد قد من دبر. و من قال ه::و ت::وبيخ ق::ال ه::و مث::ل قول::ه:قميصه قد من دبر«

. و قال قتادة: و كنتم أمواتا فأحي::اكم كم::ا ك::انوا أموات::ا في أص::الب آب::ائهم يع::نيتذهبون«ه الموت::ة ال::تي ال ب::د منه::ا، ثم أحي::اهم بع::د نطفا، فأحياهم الله بأن أخ::رجهم ثم أم::اتهم الل الموت. و هما حياتان و موت::ان و عن ابن عب::اس و ابن مس::عود أن معن::اه لم تكون::وا ش::يئا فخلقكم، ثم يميتكم، ثم يحييكم يوم القيامة. و روى ابو األح::وص عن عب::د الل::ه في قول::ه:

::ا اثنتين« ::ا اثنتين و أحييتن ن »كنتم أموات::ا فأحي::اكم ثم ق::ال: هي ك::التي في )البق::رة(:»أمت و هو قول مجاهد و جماعة من المفس::رين. و روي عن أبي ص::الح أن::هيميتكم ثم يحييكم«

قال: كنتم أمواتا في القبور فأحياكم فيها، ثم يميتكم، ثم يحييكم يوم القيام::ة و ق::ال ق::وم: كنتم أمواتا يعني خاملي ال::ذكر، دارس::ي األث::ر، فأحي::اكم ب::الطهور و ال:ذكر ثم يميتكم عن::د

تقضي آجالكم ثم يحييكم للبعث قال ابو نخيلة السعدي:

و لكن بعض الذكر أنبه من بعضفأحييت من ذكري و ما كان خامال

و هذا وجه مليح غير أن األليق بما تقدم قول ابن عباس و قتادة. و قال قوم: معناه أن الله تعالى أحياهم حين أخذ الميث::اق منهم و هم في ص::لب آدم و كس::اهم العق::ل ثم أم::اتهم ثم أحياهم و أخرجهم من بطون أمه::اتهم. و ق::د بين::ا أن ه::ذا الوج::ه ض::عيف في نظ::ائره، ألن الخبر الوارد بذلك ضعيف و األقوى في معنى اآلية أن يكون الم::راد ب::ذلك تع::نيف الكف::ار و اقامة الحجة عليهم بكفره و جحودهم ما أنعم الله تعالى عليهم و انهم كانوا أمواتا قب::ل ان يخلق::وا في بط::ون أمه::اتهم و أص::الب آب::ائهم يع::ني نطف::ا و النطف::ة م::وات، ثم أحي::اهم ف::أخرجهم الى دار ال::دنيا احي::اء، ثم يح::ييهم في الق::بر للمس::اءلة، ثم يبعثهم ي::وم القيام::ة

:ه ترجع::ون«للحشر و الحساب و هو قول:ه تع:الى: معن:اه ترجع:ون للمج:ازاة على »ثم إلياالعمال كقول القائل: طريقك علي

123ص:

و مرجعك الي. يريد اني مجازي::ك و مقت::در علي::ك و س::مى الحش::ر رجوع::ا الى الل::ه، ألن::ه رجوع الى حيث ال يتولى الحكم فيه غير الله فيجازيكم على أعمالكم كما يقول القائل: امر القوم الى األمير أو القاضي و ال يراد به الرج::وع من مك::ان الى مك::ان و انم::ا ي::راد ب::ه ان النظر صار له خاصة دون غيره فان قال قائل: لم يذكر الله احياء في القبر فكي::ف تثبت::ون عذاب القبر قلنا: قد بينا أن قوله: )ثم يحييكم( الم:راد ب:ه احي:اؤهم في الق:بر للمس:اءلة و

معناه احياؤهم يوم القيام::ة و ح::ذف ثم يميتكم بع::د ذل::ك لدالل::ة »ثم إليه ترجعون«قوله: لو كان المراد به ي::وم القيام::ة، لم يمن::ع ذل::ك من »ثم يحييكم«الكالم عليه على ان قوله:

احياء في القبر، و اماتة بعده كما قال تعالى:

::وا ثم ه موت ::وف ح::ذر الم::وت فق::ال لهم الل ذين خرجوا من ديارهم و هم أل »أ لم تر إلى ال و لم يذكر حياة الذين أحيوا في الدنيا بعد ان ماتوا. و ق::ال في ق::وم موسى«1 »أحياهم«

كرون« كم تش:: و لم«2 »»فأخذتكم الصاعقة و أنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعل يذكر حياتهم في الدنيا و لم يدل ذلك على أنهم لم يح::ييوا في ال::دنيا بع::د الم::وت و ك::ذلك ايضا ال تدل هذه اآلية على ان المكلفين ال يحي::ون في قب::ورهم للث::واب و العق::اب على م::ا أخبر به الرسول )عليه السالم( و ق::ول من ق:ال: لم يكون::وا ش:يئا. ذهب الى ق:ول الع:رب للشيء الدارس الخامل: إنه ميت يريد خموله و درسه و في ضد ذلك يق:ال: ه:ذا أم:ر حي يراد به، كأنه متعالم في الناس و من أراد االماتة التي هي خروج ال::روح من الجس::د، فان::ه

انه خطاب ألهل القبور بعد احيائهم فيها و هذا بعيد ألن التوبيخ »و كنتم أمواتا«أراد بقوله: هنالك انما هو توبيخ على ما سلف، و فرط من اج::رامهم ال اس::تعتاب و اس::ترداع و قول::ه:

ه و كنتم أموات::ا« ::ف تكف::رون بالل ت::وبيخ مس::تعتب، و ت::أنيب مس::ترجع من خلق::ه من»كي

المعاصي الى الطاع::ة، و من الض::اللة الى االناب::ة و ال اناب::ة في الق::بر و ال توب::ة فيه::ا بع::دالوفاة و احسن الوجوه مما قدمنا ما ذكر ابن عباس و بعده قول قتادة.

______________________________.243( سورة البقرة آية 1)

55- 54( سورة البقرة: آية 2)

124ص:

[29(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ماوات و بع س:: واهن س:: ماء فس:: ذي خلق لكم ما في األرض جميعا ثم استوى إلى الس هو ال(29هو بكل شيء عليم )

آية بال خالف.

المعنى:

ه«)هو( كناية عن الله ع:ز و ج::ل في قول:ه: و أراد ب::ه تأكي:د الحج:ة فق:ال: »تكف::رون بالله« »ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجع::ون ه::و الذي أحياكم بعد موتكم»كيف تكفرون بالل

يعني الذي في األرض.الذي خلق لكم ما في األرض«

و )ما( في موضع نصب، ألن األرض و جميع ما فيها نعمة من الله لخلقه:

اما دينية فيستدلون بها على معرفته، و إم::ا دنيوي::ة فينتفع::ون به::ا بض::روب النف::ع ع::اجال وماءقوله: فيه وجوه: ثم استوى إلى الس

أحدها- ما قاله الفراء: من ان معناه اقبل عليه::ا. كم::ا يق::ول القائ::ل: ك::ان فالن مقبال علىفالن يشتمه، ثم استوى الي يشتمني، و استوى علي يشاتمني قال الشاعر:

«1 »ثواني و استوين من الضجوعأقول و قد قطعن بنا شروري

أي أقبلن و خرجن من الضجوع و قال قوم: ليس معنى البيت ما قاله و انما معناه استوين بمعنى استقمن عليه. و قال قوم: معنى اس::توى:«2 »على الطريق من الضجوع خارجات

قصدها لتسويتها كقول القائل: قام الخليفة يدبر أمر بني تميم، ثم استوى و تحول الى بني ربيعة، فأعطاهم و قسم لهم اي قصد اليه. و يقال م::ر فالن مس::تويا الى موض::ع ك::ذا و لم

يعدل اى قصد اليها. و قال قوم:

تووا على ظه::وره«معنى استوى اى استولى على السماء بالقهر كما ق::ال: أي«3 » »لتس:: أى تمكن من أمره«4 » »و لما بلغ أشده و استوى«تقهروه و منه قوله تعالى:

______________________________ ( قائل::ه تميم بن أبي. عن معجم م::ا اس::تعجم. في المطبوع::ة )س::وامد( ب::دل )ث::واني(1)

شروري: جبل بين بني اسد و بني عامر في طريق الكوفة. الضجوع- بفتح الضاد- مكان

( في المطبوعة )فارجات( و الصحيح ما ذكرنا2)

.13( سورة الزخرف. آية 3)

14( سورة القصص: آية 4)

125ص:

ماء«و قهر هواه بعقله فقال: في تفرده بملكها، و لم يجعلها ك::األرض »ثم استوى إلى السملكا لخلقه و منه قول الشاعر:

تركناهم صرعى لنسر و كاسرفلما علونا و استوينا عليهم

و قال آخر:

من غير سيف و دم مهراقثم استوى بشر على العراق

و ق::ال الحس::ن: ثم اس::توى أم::ره و ص::نعه الى الس::ماء، ألن أوام::ره و قض::اياه ت::نزل منالسماء الى األرض و قال بعضهم استوى بمعنى استوت به السماء كما قال الشاعر:

»على أي دين قتل الن::اس مص::عبأقول له لما استوى في تراثه1»

و أحسن ه::ذه الوج::وه أن يحم::ل على أن::ه عال عليه::ا فقهره::ا، و ارتف::ع ف::دبرها بقدرت::ه، و خلقهن سبع سماوات، فكان علوه عليها علو ملك و س:لطان ال عل:و انتق:ال و زوال، و بع:د ذلك قول من قال: قصد اليها فخلقها، و ال يقدح في األول علوه تع::الى على األش::ياء فيم::ا لم يزل، ألنه و ان كان كذلك لم يكن قاهرا لها بحلقها، ألن ذل::ك متج::دد، و انم::ا ق::ال: الى السماء و ال سماء هناك كما يقول القائل: اعمل هذا الثوب و انما معه غ::زل، و ق::ال ق::وم: انما سواهن سبع سماوات بعد ان كانت دخانا و االول أملح، و قال الرماني الس:موات غ::ير

»إناألفالك ألن األفالك تتحرك و تدور و اما السماوات ال تتح::رك و ال ت::دور لقول::ه تع::الى:ه يمسك السماوات و األرض أن تزوال« و هذا ليس بصحيح، ألنه ال يمتن::ع ان تك::ون«2 »الل

ماوات و األرضالسماوات هي األفالك و ان كانت متحركة، ألن قوله تعالى: ك الس:: »يمس:: معناه ال تزول عن مراكزها التي تدور عليها. و لو ال إمساكه لهوت بم::ا فيه::ا منأن تزوال«

االعماالت س::فال. و مع::نى )س::واهن( أي هي::أهن و خلقهن و ق::ومهن و دب::رهن و التس::وية: التقويم و اإلصالح. يقال س::وى فالن لفالن ه::ذا األم::ر أي قوم::ه و أص::لحه. و ق::ال الف::راء:

ماء«السماء واح::دة ت::دل على الجم::ع فل::ذلك ق::ال: توى إلى الس:: ف::ذكرها بلف::ظ »ثم اس::الواحد. ثم اخبر عنها بلفظ الجمع في قوله: )فسواهن( و قال

______________________________( لم يعرف قائل هذا البيت في مطبوعة )الطبري( )ترابه( بدل تراثه1)

41( سورة فاطر: آية 2)

126ص:

األخفش: الس:ماء اس:م جنس ي::دل على القلي::ل و الكث::ير كق:ولهم أهل::ك الن::اس ال:دينار و الدرهم. و قال بعضهم: السماء جمع واحده س::ماوة: مث::ل بق::رة و بق::ر، و نخل::ة و نخ::ل، و

ماء منفط::ر و لذلك أنثت فقيل هذه سماء، و ذكرت أخ::رى فقي::ل:«1 »ثمرة و ثمر »الس::

كما يفعل ذلك بالجمع الذي ال فرق بينه و بين واحده غير دخول اله::اء و خروجه::ا«2 »به« فيقال: هذا نخل، و هذه نخل و هذا بقر و هذه بقر. و من قال باألول قال: إذا ذكرت فإنم::ا

هو على مذهب من يذكر المؤنث. كقول الشاعر:

«3 »و ال أرض ابقل ابقالهافال مزنة و دقت و دقها

و قال اعشى بني ثعلبة:

«4 »فان الحوادث أزرى بهافاما ترى لمتي بدلت

و قال ق::وم: إن الس:ماوات، و ان ك:انت س:ماء ف:وق س:ماء. و ارض:ا ف:وق أرض فهي في التأويل واحدة، و تكون الواحدة جماع::ا كم::ا يق::ال: ث::وب أخالق و أس::مال، و رم::ة أعش::ار،

و يق::ال ارض اعق::ال و«5 »للمتكسرة، و برمه اكسار و إجب::ار و اخالق، أي نواحي::ة أخالق ارض اخصاب. و المعنى أن كل ناحية منها كذلك، فجمع على هذا. و ال ينافي ذلك قول من قال: إن السماء كانت دخانا قبل أن يسويها سبع سماوات، ثم سبعا بغير استوائه عليه::ا. و

ه تعالى فان قيل: قوله ::قذلك أنه يقول: كن سبعا غير مستويات، فسواها الل »هو الذي خلماء« توى إلى الس:: ظ::اهره ي::وجب أن::ه خل::ق األرض قب::للكم ما في األرض جميع::ا ثم اس::

ماءالسماء، ألن )ثم( للتعقيب، و للتراخي. و قال في موضع آخر: »أنتم أشد خلق::ا أم الس:: هذا ظ::اهر التن::اقض. قلن::ا: »و األرض بعد ذلك دحاها« ثم قال:بناها رفع سمكها فسواها«

المعنى

______________________________( تمرة و تمر )نسخة(.1)

.18( سورة المزمل: آية 2)

( صاحب البيت عامر بن جوين، المزنة: قطعة السحاب. الودق: المطر. ابقلت األرض:3)

أخرجت بقلها.

( ازرى بها: حقرها و انزل بها الهوان.4)

( الخلق: البالي. و برم::ة إجب::ار ج برم::ة ج::بر و ان لم يقول::وه مف::ردا. و أص::له من ج::بر5)العظم و هو ألمه.

127ص:

في ذلك خلق األرض قبل السماء غير أنه لم يدحها. فلما خل::ق الس::ماء دحاه::ا بع::د ذل::ك و دحوها: بسطها، و مدها و منه ادحية لنعام، سميت بذلك، ألنها تبسطها لتبيض فيها. و يج::وز أن ال يكون معنى )ثم( و )بعد( في هذه اآليات الترتب في األوقات و التقدم و التأخر فيه::ا، انما هو على جهة تعداد النعم و االذكار لها. كما يقول القائ::ل لص:احبه: أليس ق::د أعطيت::ك، ثم حملتك، ثم رفعت في منزلتك، ثم بعد ذلك كله خلطتك بنفسي و فعلت ب::ك و فعلت. و ربما يكون بعض الذي ذكره في اللفظ متقدما، كان متأخرا، ألن المراد لم يكن االخبار عن

»ثم استوىاوقات الفعل، و انما المراد الذكر و التنبيه عليها. فان قيل أي نسبة بين قوله:ماء« و كان يجب ان يقول: )و ه::و على ك::ل »و هو بكل شيء عليم« و بين قوله:إلى الس

ه لما وصف نفسه بما يدل على الق::درة و االس::تيالء شيء قدير( قيل انما جاز ذلك، ألن اللوصل ذلك بما يدل على العلم، إذ بهما يصح وقوع الفعل على وجه األحكام، و اإلتقان.

و ايضا أراد أن يبين انه عالم بما يؤول اليه حاله، و ح::ال المنعم ب::ه علي::ه، فيس::تحق ب::ذلكالنعمة.

ه تعالى هو الذي خلق لكم األرض و ما فيها من الجبال و المياه و تلخيص معنى اآلية ان الل و األشجار، و ما قدر فيها من األقوات، ثم قضى خلق الس::ماء بع::د خلق::ه األرض. و مع::نى استوى أي عمد لها و قصد الى خلقها، و س::واها س::بع س::ماوات فبن::اهن و ركبهن ك::ذلك و

::كنظير ذلك قوله: ::دادا ذل ::ه أن ::ون ل ذي خلق األرض في يومين و تجعل كم لتكفرون بال »أ إن رب العالمين. و جعل فيها رواسي من فوقه::ا و ب::ارك فيه::ا و ق::در فيه::ا أقواته::ا في أربع::ة

ام« يعني يومين بع:د الي::ومين األولين ح:تى ص::ار ب::ذلك اربع::ة اي:ام ثم اس:توى الى«1 »أي »و جعل فيه::ا هو الذي بينه بقوله: »خلق لكم ما في األرض جميعا«السماء. فمعنى قوله: اآلية« و جعل ذكره لذلك في اآلية األولى تأكيد الحجة على عب::اده لئالرواسي من فوقها ..

:ف تكف:رون«يكفروا به، و ألن يؤمنوا به و يشكروه. و قول:ه: ي::دل ان::ه تع:الى م:ا أراد »كيالكفر

______________________________10 و 9( سورة حم السجدة: آية 1)

128ص:

منهم، ألنه لو اراده منهم و خلقه فيهم لما قال ذلك. كما ال يحسن أن يقول: لم كنتم سوداه تع::الى لم::ا و بيضا و طواال و قصارا. و قوله: و هي دخان. فال::ذي روي في االخب::ار أن الله من::ه الس::ماوات و خلق األرض، خلقها بعد الماء فصعد منه بخار و هو ال::دخان، فخل::ق الل

يء عليم(ذلك جائز ال يمنع منه مانع. و قوله: معن::اه ع::الم و في::ه مبالغ::ة. و )و هو بكل ش:: انم::ا أراد اعالمهم أن::ه ال يخفى علي::ه ش::يء من أفع::الهم الظ::اهرة و الباطن::ة، و الس::ر و

العالنية.

[30(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

د فيه::ا و ي جاعل في األرض خليف::ة ق::الوا أ تجع::ل فيه::ا من يفس:: ك للمالئكة إن و إذ قال ربي أعلم ما ال تعلمون ) ح بحمدك و نقدس لك قال إن (30يسفك الدماء و نحن نسب

المعنى:

قال أبو عبيدة: )إذا( زائدة. و التقدير )قال ربك للمالئكة(. و هي تح::ذف في مواض::ع. ق::الاألسود بن يعمر:

«1 »و الدهر يعقب صالحا بفسادو إذا و ذلك ال مهاة لذكره

معناه و ذلك ال مهاة لذكره. قال عبد مناة بن مربع و قيل: ابن ربع الهذلي

«2 »شال كما تطرد الجمالة الشرداحتى إذا أسلكوهم في قتائدة

كث:ير. و الش:ل الط:رد. و«3 »و معناه حتى اسلكوهم. و القتائدة: الموضع الذي في:ه قت:اد الجمالة: الجمالون. و الشرد اإلبل التي تشرد عن مواضعها، و تقصد غيرها و تطرد عنها. و هذا الذي ذكره ليس بصحيح، ألن إذا: حرف ي::أتي بمع::نى الج::زاء و ي::دل على مجه::ول من

الوقت. و ال يجوز إبطال حرف كان دليال على معنى في الكالم

______________________________ ( في المطبوعة )ال مهاة( و الصحيح ما ذكرنا كما عن )المفض::ليات( يق::ال ليس لعيش::نا1)

مهه و مهاة أي ليس له حسن او نضارة.

( في المطبوع::ة )يط::رد( و ال::بيت في دي::وان اله::ذليين و الخزان::ة اس::لك الرج::ل غ::يره2) الطريق و سلكه فيه اضطره اليه و القتائدة: جبل في طريق مكة و المدينة و ج::واب )إذا(

في البيت فعل محذوف دل عليه المصدر.

( القتاد نبات ذو شوك.3)

129ص:

إال لضرورة. و ليس المعنى في البي::تين على م::ا ظن، ب::ل ل::و حم::ل )إذا( في البي::تين على البطالن بطل معنى الكالم الذي أراد الشاعر، ألن األسود أراد بقوله: )و إذا( الذي نحن فيه و ما مضى من عيشنا. و أراد بقوله )ذلك( االش:ارة الى م::ا تق:دم وص::فه من عيش::ه ال:ذي كان فيه ال مهاة لذكره. يعني ال طعم له، و ال فض::ل ألعق::اب ال::دهر ذل::ك بفس::اد. و مع::نى قول عبد مناة بن مربع: حتى إذا اسلكوهم في قتائدة. إن قول::ه: اس::لكوهم مثال ي::دل على

معنى محذوف، و استغنى عن ذكره بداللة )إذا( عليه فحذف كما قال نمر بن تولب:

فسوف تصادفه أينمافان المنية من يخشها

يريد أينما ذهب. و كما يقول القائل: من قب::ل، و من بع::د. يري::د من قب::ل ذل::ك، و من بع::د فال يري::د و إذا لم يكرم::ك فال«1 »ذلك، و يقول القائل: إذا أكرمك أخ::وك فأكرم::ه و إذا ال

تكرمه. و من ذلك قول الشاعر:

«2 »في يوم اسأل نائال او انكدفإذا و ذلك ال يضرك ضرة

و كذلك لو حذف )إذا( في اآلية الستحالت عن معناها ال::ذي تفي::ده )إذ(، ألن تق::ديره: ابت::دأه ال يج::وز خلقكم إذ قال ربك للمالئكة. قال الزجاج و الرماني أخطأ أبو عبيدة، ألن كالم الل أن يحمل على اللغو مع إمكان حمله على زيادة فائدة قال: و معنى إذ: الوقت و هي اس::م

كيف يكون لغوا؟ قال و التقدير الوقت و الحجة في )إذ( أن الله عز و جل ذكر خلق الناسه بخل::ق و غيرهم، فكأنه قال: ابتدأ خلقك إذ قال ربك للمالئكة. و قال الفضل: لم::ا امتن الل السماوات و األرض، ثم قال: و إذ قلنا للمالئكة ما قلناه فه::و نعم::ة عليكم و تعظيم ألبيكم.

بن علي المغربي. و قال الرماني و الزهري: اذكر إذ قال ربك. و«3 »و اختار ذلك الحسن المالئكة جمع غير أن واحدهم بغير همز أكثر فيحذفون الهمزة و يحركون الالم ال::تي ك::انت

ساكنة لو همز االسم الى الالم. فإذا اجمعوا، ردوه الى األصل و همزوا. كما

______________________________( في المطبوعة )ال( ساقطة و ال يستقيم المعنى بدونها.1)

( في المطبوعة )نكرا( بدل انكده و نكده ما سأله: قلل له العطاء او لم يعطه البتة.2)

( نسخة بدل )الحسين(.3)

130ص:

يقولون: رأى، ثم يقولون يرى بال هم::ز. و ذل::ك كث::ير. و ق::د ج::اء مهم::وزا في واح::ده ق::الالشاعر:

«1 »تنزل من جو السماء يصوبفلست بأنسي و لكن مألكا

و قد يقال في واحدهم مألك: مثل قولهم: جبذ و جذب فيقلبونه، و ش::أمل و ش::مأل. و منقال: مألك يجمعه مالئك بال هاء مثل اشعث و اشاعث. قال أمية ابن أبي الصلت:

«2 »مالئك ذللوا و هم صعابو فيها من عباد الله قوم

الرسالة. قال عدي بن زيد العبادي:«3 »و اصل المألك

«4 »أنه قد طال حبسي و انتظاريابلغ النعمان عني مألكا

و قد ينشد مألكا و مألكا على اللغة األخرى. فمن قال: مألكا فهو مفعل من الك الي::ه يلي::ك إذا أرسل اليه رسالة: و من قال مألك::ا فه::و مفع::ل من ألكت الي::ه إالك::ة إذا أرس::لت الي::ه

مألكة و الوكا و كما قال لبيد بن ربيعة:

بالوك فبذلنا ما سألو غالم أرسلته امه

:«5 »و هذا من الكت و يقال: الك يألك و الك يألك إذا أرسل قال عبد بني الحسحاس

ه يا فتى «6 »بآية ما جاءت إلينا تهادياألكني اليها عمرك الل

ه بينه و بين أنبيائه، و يعني أبلغها رسالتي. فسميت المالئكة مالئكة بالرسالة، ألنها رسل الل من أرسل من عباده. ه:ذا عن:د من يق:ول: إن جمي:ع المالئك:ة رس:ل فام:ا م:ا ي:ذهب الي::ه

أصحابنا أن فيهم رسال و فيهم من ليس برسل، فال يكون االسم

______________________________ ( ال::بيت منس::وب لعلقم::ة بن عب::دة و ليس في ديوان::ه و ه::و من أبي::ات س::يبويه و في1)

اللسان )أ لك(.

( ديوانه. ذللوا: من الذل.2)

( في المطبوعة )ملك( و صححت ب )مألك(3)

( االغاني و العقد الفريد بعد البيت و هو متمم له:4)

كنت كالغصان بالماء اعتصاريلو بغير الماء حلقي شرق

( في المطبوعة عبيد بن الحسحاس.5)

( الكني اليها: أبلغها رسالة مني. ديوان سحيم عبد بني الحسحاس.6)

131ص:

::ه لقول::ه مشتقا، بل يكون علما او اس::م جنس. و انم::ا ق::الوا: إن جميعهم ليس::وا رس::ل الل فلو كانوا جميعا رسال، لكانوا جميعا مص::طفين،«1 » »يصطفي من المالئكة رسال«تعالى:

»و لق::د اخترن::اهم على علم علىألن الرسول ال يكون إال مخت::ارا مص::طفى. و كم::ا ق::ال:.«2 »العالمين«

ي جاعل«و قوله: أي فاع:ل و خ::الق. و هم:ا يتقارب:ان. ق:ال الرم:اني: حقيق:ة الجع:ل: »إن تص::يير الش::يء على ص::فة. و األح::داث حقيق:ة: إيج::اد الش::يء بع::د أن لم يكن موج::ودا. و الخليقة: الفعيلة من قولهم: خلف فالن فالنا في هذا األمر: إذا قام مقامه فيه بعده، لقول::ه

يع::ني ب::ذلك:«3 » »ثم جعلناكم خالئف في األرض من بعدهم لننظر كيف تعملون«تعالى: أبد لكم في األرض منهم، فجعلكم خلفا في األرض من بعدهم. و سمي الخليفة خليف::ة من

ذلك، ألنه خلف من كان قبله، فقام مقامه.

الخلف- بتحريك الالم- يقال: فيمن كان صالحا.- و بتسكين الالم- إذا كان طالح::ا. ق::ال الله. »فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصالة«تعالى

ه عليه و آله و س:لم( أن:ه ق:ال: ينق:ل ه:ذا العلم من ك:ل خل:فو روي عن النبي )صلى اللعدوله.

ه تع::الى آدم خليف::ة، ألن::ه جع::ل آدم و ذريت::ه خلف::اء المالئك::ة، ألن و ق::ال ق::وم: س::مى الل المالئكة كانوا سكان األرض. و قال ابن عباس: انه كان في األرض الجن، فأفسدوا فيه::ا، وه آدم و ذريته بدلهم. و ق::ال الحس::ن البص::ري: إنم::ا أراد سفكوا الدماء، فاهلكوا، فجعل الل بذلك قوما يخلف بعضهم بعضا من ول::د آدم ال::ذين يخلف::ون أب::اهم آدم في إقام::ة الح::ق و عمارة األرض. و قال ابن مسعود: أراد أني جاعل في األرض خليفة يخلفني في الحكم بين الخلق، و هو آدم، و من قام مقامه من ولده. و قيل انه يخلفني في إنبات ال::زرع و إخ::راج

الثمار، و شق األنهار. و قيل ان األرض أراد بها مكة،

دحيت األرض من مك::ة و ل::ذلك س::ميت امروي ذلك عن ابن سارط، أن النبي )ص( ق::ال:القرى. قال: دفن نوح و هود و صالح و شعيب

______________________________.75( سورة الحج: آية 1)

.32( سورة الدخان: آية 2)

.14( سورة يونس: آية 3)

132ص:

بين زمزم و المقام.

و قال قوم: انها األرض المعروفة. و هو الظاهر.

فك ال:دماء«و قوله: و روي ان خلق:ا يق:ال لهم الج:ان »أ تجعل فيها من يفسد فيه:ا و يس:ه تع::الى مالئك::ة اجلتهم من األرض. و كانوا في األرض فأفسدوا و سفكوا ال::دماء فبعث الل قيل: ان هؤالء المالئكة كانوا سكان األرض بع:د الج::ان فق:الوا: ي::ا ربن::ا أ تجع:ل في األرض يفسد فيها و يسفك الدماء. على وج::ه االس:تخبار منهم و االس:تعالم عن وج:ه المص:لحة، و الحكمة ال على وجه اإلنكار. كأنهم قالوا ان كان هذا كما ظننا فعرفنا وج::ه الحكم::ة في::ه. وه اعلم المالئك::ة ان::ه جاع::ل في األرض خليف::ة و ان الخليف::ة قال قوم: المع::نى في::ه ان الله للمالئكة ان يسألوه عن ذلك و ك::ان فرقة تسفك الدماء و هي فرقة من بني آدم فأذن الل اعالمه إياهم هذا زيادة على التثبيت في نفوسهم انه يعلم الغيب فكأنهم قالوا: أ تخلق فيها قوما يسفك الدماء، و يعصونك و انما ينبغي انهم إذا عرفوا انك خلقتهم ان يسبحوا بحمدك كما نسبح و يقدس:وا كم:ا نق::دس؟، و لم يقول:وا: ه:ذا إال و ق::د اذن لهم، ألنهم ال يج::وز ان

فان قيل«1 » »و يفعلون ما يؤمرون«يسألوا ما ال يؤذن لهم ما فيه، و يؤمرون به، لقوله: من اين لكم أنهم كانوا علموا ذلك؟ قيل ذلك محذوف لداللة الكالم عليه، ألنا علمنا أنهم ال يعلم::ون الغيب و ليس إذا فس::د الجن في األرض، وجب أن يفس::د االنس و ق::وة الس::ؤال

تدل على أنهم كانوا عالمين و جرى ذلك مجرى قول الشاعر:

«2 »عليكم و لكن خامري أم عامرفال تدفنوني إن دفني محرم

فحذف قوله: دعوني للتي يقال لها إذا أريد صيدها خامري أم عامر فكأنه ق::ال: إني جاع::ل في األرض خليفة يك:ون من ول::ده افس::اد في األرض و س::فك ال:دماء و ق::ال اب::و عبي::دة و

الزجاج: أنهم قالوا ذلك على وجه اإليجاب و إن خرج مخرج االستفهام كما قال جرير:

و اندى العالمين بطون راح؟ألستم خير من ركب المطايا

______________________________.50( سورة النحل: آية 1)

( الشعر للشنفرى. الحماسة االغاني. و يروى )فال تق::بروني ان ق::بري( )و لكن ابش::ري(2)خامرى: استتري. ام عامر: كنية الضبع.

133ص:

فعلى هذا الوجه ق::ال ق::وم: إنم::ا أخ::بروا ب::ذلك عن ظنهم و ت::وهمهم، ألنهم رأوا الجن من قبلهم قد أفس::دوا في األرض و س::فكوا ال::دماء فتص::وروا أن::ه إن اس::تخلف غ::يرهم، ك::انوا

ي أعلم ما ال تعلمون«مثلهم، فقال تعالى منكرا لذلك: و هذا قول قتادة و ابن عباس و »إنه كان أخبرهم ان::ه يس:تخلف في األرض ابن مسعود. و قال آخرون: إنهم قالوه يقينا ألن الل

»أ تجع::ل فيه::ا منمن يفسد فيها و يسفك الدماء. فأج::ابوه بع::د علمهم ب::ذلك ب::أن ق::الوا:فك ال::دماء« و انم::ا ق::الوه اس::تعظاما لفعلهم أي كي::ف يفس::دون فيه::ا ويفسد فيه::ا و يس::

ي أعلم ما ال تعلم::ون«يسفكون الدماء، و قد أنعمت عليهم و استخلفتهم فيها فقال: و »إن قال قوم: إنهم قالوا ذلك متعجبين من اس:تخالفه لهم أي كي::ف يس:تخلفهم و ق::د علم انهم

ي أعلم ما ال تعلمون«؟ فقال:»يفسد فيها و يسفك الدماء« . »إن

و السفك: صب الدماء خاصة دون غيره من الماء، و جميع المائع::ات. و الس::فح مثل::ه ألن::ه مستعمل في جميع المائعات على وجه التضييع، و لذلك قالوا في الزن::ا ان::ه س::فاح لتض::ييع

مائه فيه.

و المالئكة المذكورون في اآلية. قال قوم: هم جميع المالئكة. و قال آخرون- و هو الم::روي عن ابن عباس و الضحاك- إنه خطاب لمن اسكنه من المالئك::ة األرض بع::د الج::ان، و قب::ل

»أ تجع::ل فيه::ا منخلق آدم، و هم الذين أجلوا الجان عن األرض. و قال قت::ادة في قول::ه:ه أك::بريفسد فيها و يسفك الدماء« و قد علمت المالئكة من علم الله أنه ال ش::يء عن::د الل

ه تعالى: من سفك الدماء و اإلفساد في األرض قال الل

ي أعلم ما ال تعلمون« من أنه س::يكون من الخليف::ة رس::ل و أنبي::اء، و ق::وم ص::الحون و»إنساكنون الجنة. و أقوى هذه الوجوه قول من قال: إن المالئكة إنما قالت:

على وجه التعجب من هذا الت::دبير، ال إنك::ارا ل::ه و لكن على»أ تجعل فيها من يفسد فيها«وجه التألم و التوجع و االغتمام و االستعالم لوجه التدبير فيه، فقال:

ي أعلم م::ا ال تعلم::ون« من وج::ه المص::لحة في خلقهم، و م::ا يك::ون منهم من الخ::ير و»إنالرشد و العلم، و حسن التدبير و الحفظ، و الطاعة ما ال تعلمون. فان قيل: المالئكة

134ص:

بم عرفت ذلك، إذ لم يمكنها أن تستدرك ذلك بالنظر و الفكر. قلنا: ق::د يج::وز أن ال يك::ون خطر ببالها ذلك إال عند ما أعلمهم الله، فلم::ا علم::وا ذل::ك، فزع::وا الى المس::ألة عن::ه، ألن المسألة لمن يتوقع سرعة جوابه أو يوثق بعلمه و خبره يقوم مقام النظر و الفكر. و قوله:

يريدون من ولد آدم الذين ليسوا أنبياء، و ال أئمة معصومين.»أ تجعل فيها من يفسد فيها« فكأنه قال تعالى: إني جاعل في األرض خليفة يكون له ول::د و نس::ل يفعل::ون كيت و كيت.

يريدون الولد. و ق::د بين::ا أن الخليف::ة من يخل::ف من »أ تجعل فيها من يفسد فيها«فقالوا:ه تعالى المالئكة أنه يخل::ق في األرض عب::ادا هم تقدمه، جماعة كانوا أو واحدا فلما أخبر الل آدم و ولده و يكون خليفة لمن تقدمهم من الجن أو غ::يرهم، ق::الوا م::ا ق::الوا. و يحتم::ل أن

د فيه:ا«يكون قوله: يري::دون البعض ال الك:ل. كم::ا يق:ال: بن:و ش:يبان يقطع:ون »من يفس:الطريق. و يراد بعضهم دون جميعهم.

ح بحمدك و نقدس لك«و قوله: و التس::بيح ه:و التنزي::ه من الس::وء على وج::ه »و نحن نسبه فق:د س:بح. يق:ال: ف:رغت من س:بحتي أي من التعظيم و كل من عمل خيرا قص:د ب:ه الله و تنزيه الله من الس:وء. ق::ال اعش:ى ه: براءة الل صالتي. و قال سيبويه: معنى سبحان الل

بني تغلب:

أقول- لما جاءني فخره-:

«1 »سبحان من علقمة الفاخر

::ه تع::الى: أي براءة من علقمة الفاخر. و هو مشتق من السبح ال::ذي ه::و ال::ذهاب. ق::ال اللهار سبحا طويال« ه و ان ك::ان منزه::ا، ألن::ه«2 »»إن لك في الن و ال يجوز أن يسبح غ::ير الل

صار علما في الدين على أعلى م::راتب التعظيم ال::تي ال يس::تحقها س::واه. كم::ا أن العب::ادةح بحم::دك«غاية في الشكر ال يستحقها سواه. و قال ابن عباس و ابن مسعود: ب »نحن نس::

حين«بمعنى نصلي لك كما قال: ه كان من المسب أي من المص::لين. و ق::ال«3 » »فلو ال أنمجاهد: معناه نعظمك بالحمد و الشكر على

______________________________( ديوانه. االغاني. علقمة في البيت هو علقمة بن عالثة هجاه الشاعر.1)

.7( سورة المزمل: آية 2)

.143( سورة الصافات: آية 3)

135ص:

ه. قال نعمك. و قال قتادة: هو التسبيح المعروف. و قال المفضل: هو رفع الصوت بذكر اللجرير:

سبح الحجيج و هللوا إهالالقبح االله وجوه تغلب كلما

و اصل التقديس: التطهير. و منه قوله: األرض المقدسة أي المطهرة. قال الشاعر:

»كما شبرق الولدان ثوب المق::دسفادركنه يأخذن بالساق و النسا1»

أي المطهر. و قال قوم: معنى نقدس لك: نصلي ل::ك. و ق::ال آخ::رون: نق::دس أنفس::نا من الخطايا و المعاصي و قال قوم: نطهرك من األدناس أي ال نضيف اليك القبائح. و الق::دس:

السطل الذي يتطهر منه أي يق::دس. و يوص::ف تع::الى بأن::ه ق::دوس س::بوح أي س::بحانه أنيكون شريكا لغيره طاهر من كل عيب. و قوله:

ي أعلم ما ال تعلمون« . قال قوم: أراد ما أظهره إبليس من الك::بر و العجب و المعص::ية»إنه تعالى آلدم. ذهب اليه ابن مسعود، و ابن عباس. و قال قتادة: لما أمر الل

أراد من في ذرية آدم من األنبي:اء و الص:الحين. و ق:ال ق:وم: أراد ب:ه م:ا اختص بعلم:ه من تدبير المصالح. فان قيل: لو كان آدم قادرا على أن ال يأكل من الشجرة، لك::ان ق::ادرا على

نقض ما دبره الله فيه، ألنه لو لم يأكل منها للبث في الجنة.

ه تع::الى إنم::ا خلق::ه ليجعل::ه خليف::ة في األرض فه::ذا ي::دل على أن::ه لم يكن ب::د من و اللالمخالفة. قلنا عن هذا جوابان:

ه تع::الى فيه::ا آدم، لم تكن جن::ة الخل::د، و انم::ا ك::انت في أحدهما- ان الجنة ال::تي خل::ق الله، و انه حيث كان في األرض، كان خليفة في األرض و في هذا س::قط األرض حيث شاء الل

السؤال.

ه تعالى علم أن آدم سيخالف، و انه يهبط الى األرض فيستخلفه فيها فأخبر و الثاني- ان الله تعالى بما علم. و قولهم: إنه لو كان ق::ادرا على أن ال يخ::الف، لك::ان ق::ادرا على نقض الل

تدبيره- جهل، ألن الله تعالى قد أمره بأن ال

______________________________( شبرق: مزق1)

136ص:

يقرب الشجرة. فهل يجب بأن يكون أمره بأن ينقض تدبيره؟ فإذا قالوا: ال. قيل:

ه قد اقدره على أال يخ::الف فيلبث في الجن::ة. و ال يجب ب::ذلك أن يك::ون أق::دره و كذلك اللعلى نقض تدبيره.

أن المالئكة سألت الله أن يجعل الخليف::ة منهم.و قد روي عن أبي عبد الله )عليه السالم( و قالوا: نحن نقدسك و نطيعك و ال نعصيك كغيرنا. فقال أبو عبد الله )عليه السالم(: فلم::ا أجيب::وا بم::ا ذك::ر الل::ه في الق::رآن، علم::وا أنهم ق::د تج::اوزوا م::ا ليس لهم فالذوا ب::العرش استغفارا، فأمر الله آدم بعد هبوطه أن يبني لهم في األرض بيتا يلوذ به المخطئون كم::ا الذ

بالعرش المالئكة المقربون. فق::ال الل::ه تع::الى: إني اع::رف بالمص::لحة منكم. و ه::و مع:نىي أعلم ما ال تعلمون(قوله: . )إن

[31(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ماء ه::ؤالء إن كنتم ::ة فق::ال أنبئوني بأس:: هم على المالئك ه::ا ثم عرض:: ماء كل م آدم األس:: و عل(31صادقين )

آية واحدة بال خالف

خلق الله آدم من قبضة قبضها من جميع األرض،روي عن النبي )ص( أنه قال:

- و قيل قبضها ملك الموت- فجاء بنو آدم على قدر ذلك: منهم األسود و األحمر، و األبيض،و السهل، و الحزن، و الخبيث، و الطيب.

اللغة:

و قال ابو العباس: في اشتقاق آدم قوالن:

أحدهما- انه مأخوذ من أديم األرض. قال: فإذا سميت به في هذا الوجه ثم نكرته، صرفته.

و الثاني- انه مأخوذ من االدمة على معنى اللون و الصفة، فإذا سميت ب::ه في ه::ذا الوج::ه،ثم نكرته، لم تصرفه.

و األدمة و السمرة، و الدكن::ة و الورق::ة متقارب::ة المع::نى في اللغ::ة. و ق::ال ص::احب العيناألدمة في الناس: شربة من سواد. و في اإلبل و الظباء: بياض. و ادمة

137ص:

من الجلد خالف المبشر و أدما أنثى. و آدم ذك::ر و هي األدم«1 »األرض: وجهها. و المؤدمفي الجماعة. و آدم أبو البشر. و األدم: ما يؤتدم به و هو اإلدام.

و األدم: جماعه األديم. و أديم كل شيء: وجهه. و )كل( لفظة عموم على وجه االس::تيعاب. و قال الرماني: حده االحاطة باالبعاض، يقال: أ بعض القوم جاءك أم كلهم؟ و تكون تأكي::دا

هم أجمع::ون«مثل أجمعين. غير أنه يبتدأ في الكالم بكل، كقوله تعالى: »فسجد المالئكة كل ألن كال قد يلي العوامل و يبتدأ و أجمعون ال تكون إال تابعة.«2»

و يقال عرض عرضا. قال صاحب العين: عرض علينا فالن المتاع يعرض عرض::ا للش::راء او الهبة. و قال الزجاج: العرض أصله في اللغة: الناحية من نواحي الشيء فمن ذلك الع::رض خالف الطول. و عرض الرجل. قال بعض:هم: م::ا يم::دح ب::ه أو ي::ذم و قي::ل عرض::ه: خليقت::ه المحمودة. و قيل عرضه: حسبه. و قال الرماني: هي ناحيته ال::تي يص::ونها عن المك::روه و حقيقة العرض: االظهار للش::يء ليتص::فح و االنب::اء و االعالم و االخب::ار واح::د. ق::ال ص::احب العين: النبأ- مهموز- هو الخبر المنبئ و المخبر و لفالن نبأ أي خبر و يقال: نبأت::ه و أنبأت::ه و

استنبأته و الجمع االنباء. و النبوة إذا أخذت من االنباء فهي مهموزة

ه عليه و آله( أنه ال تنبز باسمي، لرجل قال له: ي::ا قال:«3 »لكن روي عن النبي )صلى الله. نبيء الل

و النبيء- بالهمز-: الطريق الواضح، يأخذ بك الى حيث تريد. و النبأة: صوت الكالب تنبأ ب::هنبأ. و حقيقة االنباء: االظهار للخبر. قال الشاعر:

بأن المدان ملي و فيأدان و انبأه األولون

و الفرق بين االخبار و االعالم أن االعالم ق::د يك::ون بخل::ق العلم الض::روري في القلب كم::ا خلق الله من كمال العقل و العلم بالمشاهدات. و قد يكون بنصب االدلة للشيء. و االخبار

هو إظهار الخبر، علم به أو لم يعلم. و ال يكون مخبرا بما يحدثه

______________________________( المؤدم: الحاذق المجرب جمع لين االدمة و خشونة البشرة.1)

.30( سورة الحجر: آية 2)

(- أنه- ساقطة من المطبوعة.3)

138ص:

من العلم في القلب. كما يكون معلما بذلك.

إنما لم يقل: ثم عرض::ها، إذ ك::انت األس::ماء ال تعق::ل، »ثم عرضهم على المالئكة«و قوله: ألنه أراد أصحاب األسماء و فيهم ما ال يعقل. كما تغلب المذكر إذا اجتمع مع المؤنث، ألنهم

يقولون: إن أصحابك و إماءك ج::اءوني. و روي عن ابن عب::اس أن::ه ق::ال: ع:رض الخل::ق. وقال مجاهد: عرض أصحاب األسماء.

ها«و قوله: م آدم األسماء كل معناه أنه علمه معاني األسماء، من قبل أن األسماء بال »و عله المالئك::ة على م::ا في::ه من معان ال فائدة فيها، و ال وجه اليثاره الفضيلة بها. و ق::د نب::ه الل لطيف الحكمة، فأقروا عند ما سئلوا عن ذكرها و االخبار عنها أنهم ال علم لهم به::ا. فق::ال:

. و قول قتادة، و ظاهر العموم يقتضي أن:ه علم:ه األس:ماء. و ب:ه»يا آدم أنبئهم بأسمائهم« قال ابن عباس و مجاهد و سعيد بن جبير و قتادة. و أكثر المتأخرين: كالبلخي و الجب::ائي و ابن اإلخشيد و الرماني و قال الطبري بما يحكى عن الربي::ع و ابن زي::د: انهم::ا ق::اال: علم::هه اسماء ذريته و اسماء المالئك::ة و ق::ال ه::و االختي::ار دون ق::ول ابن عب::اس. و ق::ال: إن الل قولهم: »عرضهم« إنما يكون لمن يعقل في األظهر من كالم العرب و هذا غل::ط لم::ا بين::اه

يمن التغليب و حسنه. كما ق::ال تع::الى: ة من م::اء فمنهم من يمش:: ::ل داب ::ق ك ه خل »و الل و هذا يبطل«1 »على بطنه و منهم من يمشي على رجلين و منهم من يمشي على أربع«

ما قاله، و يبقى اللفظ على عموم و ظاهر اآلية و عمومها يدل على انه علمه جميع اللغات و به قال الجبائي و الرم::اني فأخ::ذ عن::ه ول::ده اللغ::ات فلم::ا تفرق::وا، تكلم ك::ل ق::وم منهم بلسان ألفوه و اعتادوه و تط:اول الزم:ان على م:ا خ::الف ذل:ك فنس:وه و يج:وز أن يكون:وا عالمين بجميع تلك اللغات الى زمن نوح فلما أهلك جميع الخالئق إال نوحا و من معه، ك:انوا هم العارفين بتلك اللغات فلما كثروا و تفرقوا اختار كل قوم منهم لغة تكلموا بها، و ترك::وا ما سواها، و انق::رض و نس::وه. و الخ::بر ال::ذي ي::روي أن الن::اس امس::وا و لغتهم واح::دة ثم

أصبحوا و قد تغيرت ألسنتهم و كان ال يعرف كل فريق منهم إال كالم من كان

______________________________.45( سورة النور: آية 1)

139ص:

على لغتهم- خبر ضعيف و أيضا فال يجوز أن ينس::ى العاق::ل م::ا ك::ان في امس::ه من جالئ::ل األمور مع سالمة عقله. قالوا: و اللغات جميعا إنم::ا س:معت من آدم، و عن:ه أخ::ذت و ق::اله فتق لسان إسماعيل بالعربية و لذلك صار أصال للعرب من ولده، ألنه ابن اإلخشيد: إن الل تكلم بها على خالف النشوء و العادة، بل على أنه ابتدأه به::ا و ألهم::ه إياه::ا. ف::ان قي::ل: م:ا

ما الذي ادعي حتى قي::ل ه:ذا؟ قي:ل »أنبئوني بأسماء هؤالء إن كنتم صادقين«معنى قوله:عن ذلك اجوبة كثيرة للعلماء.

أح:دها- ان المالئك:ة لم:ا أخ:برهم الله ع:ز و ج:ل أن:ه جاع:ل في األرض خليف:ة هجس في نفوسها أنه لو كان الخليفة منهم بدال من آدم و ذريته، لم يكن فساد و ال سفك دم::اء. كم::ا يكون من ولد آدم، و ان ذلك أصلح لهم و ان كان الله عز و جل ال يفع::ل إال م::ا ه::و أص::لح

ه تعالى: في التدبير، و األصوب في الحكمة. فقال الل

فيما ظننتم في هذا المعنى لي::دلهم على أنهم إذا»أنبئوني بأسماء هؤالء إن كنتم صادقين« لم يعلموا باطن ما شاهدوا، كانوا من أن يعلموا باطن ما غاب عنهم أبعد و الثاني- أنه وقع في نفوسهم أنه لم يخلق الله خلقا إال كانوا أفضل منهم في سائر أب::واب العلم. فقي:ل: إن

كنتم صادقين في هذا الظن فأخبروا بهذه األسماء.

»أنبئوني بأسماءو الثالث- قال ابن عباس: إن كنتم تعلمون لم أجعل في األرض خليفة ف ألن كل واح::د من األم::رين من علم الغيب. فكم::ا ال تعلم::ون ذا الهؤالء إن كنتم صادقين«

تعلمون اآلخر.

و الرابع- ما ذكره األخفش و الجبائي و ابن األخشيد: إن كنتم صادقين فيما تخبرون ب::ه من اسمائهم. كقول القائل للرجل: أخبرني بما في يدي إن كنت صادقا أي إن كنت تعلم فأخبر به، ألنه ال يمكن أن يصدق في مثل ذلك إال إذا أخبر عن علم منه، و ال يصح أن يكلف ذل::ك إال مع العلم به، و ال بد إذا استدعوا الى االخبار عما ال يعلمون من أن يشرط بهذا الشرط، و وجه ذلك التنبيه كما يقول العالم للمتعلم: ما تقول في كذا، و يعلم أنه ال يحسن الجواب لينبهه عليه، و بحثه على طلبه، و البحث عنه، فلو قال له: اخبر بذلك إن كنت تعلم، او قال

له:

140ص:

ان كنت صادقا، لكان حسنا. فإذا نبهه على أنه ال يمكنه الجواب أجابه، حينئذ فيكون جواب::ه ق::ال ق::وم: ه::و ام::ر )أنبئوني(به::ذا الت::دريج أثبت في قلب::ه، و أوق::ع في نفس::ه. و قول::ه:

مشروط. كأنه قيل: إن أمكنكم أن تخبروا بالص:دق في:ه، ف:افعلوا. و قي:ل: إن لفظ:ه لف:ظ االمر و معناه التنبيه على ما بيناه في سؤال العالم للمتعلم و ال يجوز أن يكون ذلك تكليفا، ألنه لو كان تكليفا، لم يكن تنبيها لهم على أن آدم يعرف من اسماء ه::ذه األش::ياء بتعري::ف

ه إياه ذلك ما ال يعرفون. الل

فلما أراد تعريفهم ما خص به آدم، من ذلك علمنا أنه ليس بتكليف. و معنى قوله:

ش::رط. كأن::ه قي::ل: إن كنتم ص::ادقين في االخب::ار ب::ذلك و ليس )إن(»إن كنتم ص::ادقين« بمعنى )إذ( على ما حكاه الكسائي عن بعض المفسرين، ألنها لو كانت كذلك، لكانت )ان(- بفتح الهمزة- و تقديره: ان كنتم محققين ايمانكم، فافعلوا ك::ذا و ك::ذا، ألن )إذ( إذا تق::دمها فعل مستقبل صارت علة للفعل و س::ببا ل::ه. كقول::ك: إذ قمت أي من أج::ل ان قمت. فل::و كانت إن في اآلية بمعنى إذ، كان التقدير: انبئوني بأسماء ه::ؤالء من أج::ل انكم ص::ادقين و

إذا وضعت إن مكان ذلك، وجب أن تفتح االلف و ذلك خالف ما عليه القراء. و االنباء.

قال قوم: أصله االعالم. كقولهم: انبأت عمرا زيدا أخاك بمع::نى أعلمت و ال يص::لح ه::ا هن::ا أخبرت إال أنه يتناول انبئوني ها هنا بمع::نى اخ::بروني على وج::ه المج::از و التوس::ع لتق::اربه تعالى عالم باألشياء فيما لم يزل. فال يجوز أن يق::ول: المعنى في االخبار و االنباء، ألن الل علموني لما هو عالم به و من قال: أصله االخبار، تعلق بظاهر القرآن و في كيفية عرضهم

قوالن:

أحدهما- انه عرضهم بعد أن خلقهم و الثاني- أنه عرضهم ب::أن ص::ورهم لقل::وب المالئك::ة و في هذه اآلية دليل على شرف العلم من حيث أن الله تعالى لما أراد تش::ريف آدم اختص::ه::ه آدم األس::ماء، ق::ال بعلم أبانه به من غيره، و جعل له الفضيلة فيه، و في كيفي::ة تعليم الل

البلخي:

و يجوز ان يكون أخبره بذلك فوعاه في وقت قصير بما أعطاه الله من الفهم و الحفظ

141ص:

او بأن دله و مكنه، و رسم به رسما فابتدع هو لكل شيء اسما يش::اكله. و ال ب::د ان يك::وناعالمه له بلغة قد تقدمت المواضعة عليها حتى يفهم بالخطاب المراد به.

و قال المواضعة ال بد ان تستند الى سمع عند قوم و عند أبي هاشم و أصحابه ال يصح ذلك فأما الذي عرض على المالئك::ة ق::ال ق::وم عرض::ت األس::ماء دون المس::ميات و ق::ال ق::وم آخ::رون: عرض::ت المس::ميات به::ا. و ه::و األق::وى لقول::ه: »ثم عرض::هم« و في ق::راءة ابن مسعود: ثم عرضهن. و في ق::راءة أبي: عرض::ها. و ق::ال ق::وم: إن::ه عرض::هم بع::د أن خل::ق المسميات و أحضرها لقوله: اسماء هؤالء. و ذلك إشارة الى الحاضر. و ق::ال آخ::رون: إن::ه

صورهم لقلوب المالئكة ثم عرضهم قبل خلقهم و قيل:

إن قوله اشارة الى األسماء ال::تي علمه::ا آدم »و ان::بئوني« اك::ثر الق::راء بهم::ز. و روي عناألعمش ترك الهمز فيه، و هي لغة قريش.

»هؤالء«. لغة قريش و من جاورهم بإثبات الف بين الهاء و ال::واو، و م::د األل::ف األخ::يرة. و تميم و بكر و عامة بني اسد يقصرون األلف األخ::يرة و بعض الع::رب يس::قط األل::ف األولى

التي بين الهاء و الواو. و يمد االخيرة. و انشد:

بكى لما بكى اسفا و عيباتجلد ال يقل هؤالء هذا

و حقق الهمزة ابن عامر و اهل الكوفة إذا اتفقا من كلمتين. و ق::رأ أب::و عم::رو و احم::د بن صالح عن قالون بتحقيق األولى فحذف الثاني::ة. و ق::رأ ورش و قنب::ل و اب::و جعف::ر و اويس بتحقيق االولى و تليين الثانية، و ق::رأ ابن كث::ير إال قنبال و ن::افع إال ورش::ا و احم::د بن ص::الح بسكون االولى، و تحقيق الثانية في المكسورتين و المضمومتين و في المفتوحتين بتحقيق

االولى و حذف الثانية

[32(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ك أنت العليم الحكيم ) متنا إن ما عل (32قالوا سبحانك ال علم لنا إال

المعنى:

ه تعالى عن مالئكته بالرجوع اليه، و األوبة، هذه اآلية فيها اخبار من الل

142ص:

و التسليم انهم ال يعلمون إال ما علمهم الله.

و قوله: »سبحانك« نصب على المصدر و معناه نس::بحك و س::بحانك مص::در ال ينص::رف. و قدمنا في ما مضى أن معنى التسبيح التنزيه و معناه ها هنا تبري::ا منهم أن يعلم::وا الغيب و

اقرارا أنه المختص به تعالى دون غيره.

معنى عليم أنه عالم و فيه مبالغة و من ص::فات ذات::ه و إذا ك:انت »العليم الحكيم«و قوله: كذلك، أفادت انه عالم بجميع المعلومات و يوصف به في م:ا لم ي:زل، ألن ذل:ك واجب في

العالم نفسه. و قوله: »الحكيم« يحتمل أمرين:

أحدهما- انه عالم، ألن العالم بالشيء يسمى بأنه حكيم فعلى هذا يكون من صفات ال::ذاتمثل العالم و قد بيناه.

و الثاني- ان يكون من صفات االفعال و معنى ذلك أن أفعاله محكمة متقنة و ص::واب ليس فيها وجه من وجوه القبح و ال التف::اوت و ال يوص::ف ب::ذلك في م::ا لم ي::زل. و روي عن ابن عباس انه قال: العليم الذي كمل علمه. و الحكيم: ال::ذي كم::ل في حكمت::ه و ق::د قي::ل في معنى حكيم: انه الم::انع من الفس::اد و من::ه س::ميت حكم::ة اللج::ام ألنه::ا تمن::ع الف::رس من

الجري الشديد قال جرير:

إني أخاف عليكم ان اغضباأبني حنيفة أحكموا سفهاءكم

أي امنعوهم. و األحكام و االتفاق و االتساق و االنتظام متقاربة. و الحكمة.

نقبض الس::فه يق::ال: حكم حكم::ا و احكم إحكام::ا. و يق::ال: أحكم فالن عمل::ه إذا ب::الغ في::ه فأصاب حقيقته و الحكمة هي التي تقف بك على مر الحق الذي ال يخلطه باطل، و الصدق

و الحكم بين الناس هو الذي يرض::ى«1 » »حكمة بالغة«الذي ال يشوبه كذب و منه قوله: و«2 » »فابعثوا حكما من أهله و حكم::ا من أهله::ا«به ليقف األشياء مواضعها و منه قوله:

الحاكم القاضي بين الناس، و ليقفهم على الحق و يقال: رجل حكيم إذا كان ذل::ك ش::انه وكانت معه اصول من العلم و المعرفة،

______________________________.5( سورة القمر: آية 1)

.34( سورة النساء: آية 2)

143ص:

و إذا حكم بين ال:::رجلين يق:::ال: حكم يحكم و إذا ص:::ار حكيم:::ا قي:::ل: حكم يحكم و ام:::ر مستحكم إذا لم يكن فيه مطعن. و في الحديث في رأس ك:ل عب::د حكم::ة إذا هم بس:يئة وه ان يقدعه بها قدعة يعني منعه و الحكم في اإلنسان هي العلم الذي يمنع ص::احبه شاء الل

متنا(من الجهل و معنى قول المالئكة يحتمل أمرين: )سبحانك ال علم لنا إال ما عل

أحدهما- ما قدمنا. و هو قول ابن عباس قال: »سبحانك« تنزيها لله من أن يكون احد يعلمالغيب سواه.

ه. فكأنهم قالوا: تنزيه::ا ل::ك عن القب::ائح. و الثاني- انهم أرادوا أن يخرجوا مخرج التعظيم لل فعلى هذا الوجه يحسن- و إن لم يعلقه بعلم الغيب كم:ا عل:ق في األول- و في الن::اس من

استدل بهذه اآلية على بطالن األحكام في النجوم.

و هذا يمكن ان يكون داللة على من يق::ول: إنه::ا موجب::ات ال دالالت. فأم::ا من يق::ول: إنه::ا دالالت على األحكام نصبها الله. فانه يقول: نحن ما علمنا إال ما علمنا الله، إنه ال::ذي جع::ل النجوم أدلة لنا. كما أن ما علمناه استدالل غير ضرورة مض::اف إلي::ه ايض::ا من حيث نص::ب الداللة عليه. و استدل جماعة من المفسرين بهذه اآلية، و اآليتين قبله::ا على ص::دق الن::بي )ص( و جعلوها من جملة معجزاته إذ كان إخب::ارا بم::ا ال تعلم::ه الع::رب و ال يوص::ل إلي::ه إال بقراءة الكتب و النبي )عليه السالم( لم يعرف بشيء من ذل::ك م::ع العلم بمنش::ئه و مبت::دإ أمره و منتهاه. و هذا يمكن أن يذكر على وجه التأكيد و التقوية، آلياته و معجزات::ه من غ::ير ان يكون لو انفرد لكفى في باب الداللة. ألن لقائل أن يقول: إن::ه ق::رأ الكتب س::را، و أخ::ذ عمن قرأها خفيا فال طريق للقطع على ذلك. و انما تغلب في الظن. فان قيل: م::ا الفائ::دة

متنا«في الجواب بقولهم: ؟ قلن::ا: ل::و اقتص::روا على ق::ولهم: )ال علم(، »ال علم لنا إال ما عل لكان كافيا، لكن أرادوا أن يضيفوا إلى ذلك التعظيم و االعتراف بأن جميع م::ا يعلمون::ه من تعليمه، و ان هذا ليس من جملة ذلك، و اختصار ذل::ك أدل على الش::كر لنعم::ه. و قي::ل في

معنى »عليم« أمران:

144ص:

»ال علم لناأحدهما- انه عليم بغير تعليم بداللة انهم اثبتوا لله ما نفوه عن أنفسهم بقولهم:متنا« أي نحن معلمون و انت العليم غير المعلم.إال ما عل

و الثاني- انه العليم الحكيم. و كالهما حسن. و األول احس:ن، ألن:ه اك:ثر فائ:دة، و اولى في تقابل البالغة و قد تضمنت اآلية الداللة عليه انه ال علم له اال ما علمه الله. اما بالضرورة و

إما بالداللة.

[33(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ي أعلم غيب مائهم ق::ال أ لم أق::ل لكم إن ::أهم بأس:: مائهم فلما أنب ق::ال ي::ا آدم أنبئهم بأس::(33السماوات و األرض و أعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون )

آية بال خالف

اللغة:

روى ال::داحويى عن هش::ام: ان::بيهم و ن::بيهم، في الحج و القم::ر، فقلبت الهم::زة و كس::رت الهاء. و روى الزينبي من طريق المالكي و العطاء- كسر الهاء، و تحقي:ق الهم:زة. الب::اقون بضم الهاء و تحقيق الهمزة. قال ابو علي: من ضم الهاء حملها على األصل، ألن األص::ل أن تكون هاء الضمير مضمومة: مثل ق::ولهم: ض::ربهم و أنب::أهم. و انم::ا تكس::ر اله::اء إذا وليه::ا كسرة أو ياء نحو بهم و عليهم. و مع هذا يضمه ق::وم حمال على األص::ل. و من كس::ر اله::اء التي قبلها همزة مخففة، فانه اتبع كسرة الهاء الكسرة التي قبلها. و إذا كان بينهما ح::اجز. كما قالوا: هذا المرء و مررت بالمرء فاتبعوا مع هذا الفصل. و حكي عن أبي زيد أنه ق::ال: قال رجل من بكر بن وائل أخذت هذا منه و منهم::ا. و كس::ر اله::اء في االدراء و الوق::ف. و حكي عنه: لم أعرفه و لم أضربه- فكسر-، و ق::ال لم اض::ربهما. فكس::ر اله::اء م::ع الب::اء. ويحتمل أن يكون ما اعتد بالحاجز بين الكسرة و الهاء لسكونها فكان الكسرة و ليت الهاء.

145ص:

: خط::اب آلدم، يع::ني اخ::بر المالئك::ة، ألن اله::اء كناي::ة عنهم و موض::عهم »أنبئهم«و مع::نىالنصب.

يعني بأسماء الذين عرضهم على المالئكة. و الهاء و الميم في اسمائهم كناية»بأسمائهم«. و قد مضى بيانه. »بأسماء هؤالء«عن المرادين بقوله:

. فاالبداء و اإلعالن و االظه::ار بمع::نى واح::د. »و أعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون«و قوله: يقال: ب::دا و علن و ظه::ر. و ض::د اإلب::داء الكتم::ان، و ض::د االظه::ار اإلبط::ان و ض::د اإلعالن االسرار. يقال: بدا يبدو من الظهور. و بدأ يبدأ بداء- بالهمز- بمعنى اس::تأنف. ق::ال ص::احب

العين: بدا الشيء يبدو بدوا: إذا ظهر.

و بدا له في األمر: بدء و بداء- بالهمز- بمعنى استأنف. و البادية اسم األرض ال::تي ال حض::ر فيها. و إذا خرج الناس من الحضر الى الصحراء و المرعى، يقال: بدوا بدا و اسمه الب::دو و يقال اه::ل الب::دو، و اه::ل الحض::ر. و اص::ل الب::اب الظه::ور و الخف::اء نقيض الظه::ور و ق::ال الرم:اني ح::د الظه:ور: الحص:ول على حقيق:ة يمكن أن تعلم بس:هولة. و الله ظ::اهر بادلت:ه

باطن عن احساس خلقه. و كل استدالل فإنما هو ليظهر شيء بظهور غيره. و الكتمان:

نقيض إعالن السر و نحوه. و ناقة كتوم و هي التي ال ترعو إذا ركبها صاحبها أي ال تصيح. والكاتم من القسي: التي ال ترن إذا انتضيت.

ألف تنبيه. كقول القائل: أما ت::رى الي::وم م::ا أطيب::ه. لمن »أ لم أقل لكم«األلف في قوله: »أ لم تعلميعلم ذلك إال أنك تريد أن تحضر ذهنه، و ان ليس مثل::ه م::ا يخفى علي::ه كقول::ه:

ه على كل شيء قدير« و حكي عن سيبويه: أما ترى أي برق هاهنا، و هي الف تنبي::هأن الل أص::لها االس::تفهام و من الن::اس من ق::ال إن معن::اه الت::وبيخ، و من لم يج::ز على المالئك::ة المعصية، منع من ذلك. فان قيل ما الفائدة في انب::اء آدم )ع( المالئك::ة ب::ذلك دون إعالم::هه بذلك تكرمة آدم )ع( و تش::ريفه، و إجالل المن::ة علي::ه، و تعظيم إياهم بذلك؟ قلنا: أراد الل

النعمة لديه و جميع قصة آدم تؤذن بذلك.

ه ال يغيب عنه شيء؟ قيل في معن::اه: »غيب السماوات و األرض«فان قيل: ما معنى و اللإنه يعلم ما غاب عنهم فلم يشاهدوه كما يعلم ما حضرهم فشاهدوه

146ص:

قيل في معناه أقوال: »و أعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون«و قوله:

أح::دها- ان::ه يعلم س::رهم و عالنيتهم و ذك::ر ذل::ك تنبيه::ا لهم على م::ا يجبلهم علي::ه من االستدالل، ألن األصول االول لم يستدل بها. إنما تذكر على وجه التنبيه يستخرج بها غيرها،فيستدل بعلم الغيب انه خلق عباده- على ما خلقهم عليه- لالستصالح و ما توجبه الحكمة.

و الثاني- م::ا يس::رون بمع::نى م::ا أض::مره إبليس من المعص::ية و المخالف::ة. و م::ا يعلن::ون: . قال الرم::اني: و ه::ذا الوج::ه غل::ط، »أ تجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء«قولهم:

ألن إبليس ليس من المالئكة، و ألن القول على العموم ال يجوز أن يص::رف الى الخص::وص بغير داللة. و هذا الوجه اختاره الطبري. و قال: هو بمنزلة قولهم: قتل الجيش و هزم::وا. و انما قتل البعض. قال الرماني: إنما يقال ذلك إذا حل قتل الواحد محل قت::ل الجمي::ع: مث::ل قتل الرئيس او من يقوم مقامه. و ال يقال أيضا إال و الداللة عليه ظاهرة و ليس ك::ذلك في اآلية. و قد روى روايات في ه::ذا المع::نى و الوج::ه في ه::ذا أن إبليس لم::ا دخ::ل معهم في::ه تع::الى لم::ا خل::ق آدم، األمر بالسجود، جاز أن يستثنى من جملتهم و الثالث- قي::ل: ان الله مرت به المالئكة قبل أن ينفخ فيه الروح، و لم تكن رأت مثله قبل، فق::الت: لن يخل::ق الل خلقا إال كنا أكرم منه و أفضل عنده ف::زعم أن ه::ذا ال::ذي أخف::وه في نفوس::هم و ان ال::ذي

روي ذل::ك عن الحس::ن و الوج::ه األول أق::وى، »أ تجعل فيها من يفسد فيها«أبدوه قولهم: ألنه أعم، و يدخل فيه هذا الوجه و ال داللة يقطع بها على تخصيص اآلية فان قيل: م::ا وج::ه

ذكره تعالى لهم االسرار من علم الغيب قلنا على وجه الجواب فيم:ا س:ألوا عن:ه من خل:ق من يفسد و يسفك الدماء و ذلك على وجه التعريض بالجواب دون التصريح، ألنه ل::و ص::رح به، لقال: خلقت من يفسد و يسفك الدماء لما اعلم في ذلك من المص::لحة لجمل::ة عب::ادي فيما كلفتهم إياه و أم::رتهم ب::ه ف::دل في االحال::ة في الج::واب على العلم بب::اطن األم::ور و

ظاهرها أنه خلقهم ألجل علمه بالمصلحة في ذلك

147ص:

ه يعلم من الغيب م::ا ال ه، ألن الل و دلهم ب::ذلك على أن عليهم الرض::ا و التس::ليم لقض::اء الل يعلمونه، و يعلم من مصالحهم ما ال يعلمونه في دينهم و دنياهم ف::ان قي::ل و أي ش::يء في تعلم آدم األسماء كلها مما يدل على علم الغيب قلنا: ألنه علمه األسماء كلها بم::ا فيه::ا منه المعاني التي تدل عليها على جهة فتق لسانه بذلك و الهامه إياه و هي معج::زة أقامه::ا الل تعالى للمالئكة تدل على جاللته و ارتف::اع ق::دره بم::ا اختص::ه ب::ه من العلم العظيم ال::ذي اله إياه، فبان بذلك االعجاز باالطالع على ما ال سبيل الى علمه إال من يصل اليه إال بتعليم الل عالم الغيوب. ففيه من المعجزة أنه فتق لسانه بها على خالف مجرى الع::ادة، و أن::ه علم::ه من لطائف الحكمة فيه ما ال تعلمه المالئكة مع كثرة علومه::ا، و انه::ا اع::رف الخل::ق بربه::ا فعرفوا ما دلهم على علم الغيب بالمعجزة مؤكدا لما يعلمون::ه من ذل::ك باالدل::ة العقلي::ة. و

ي أعلم غيب السماوات و األرض«لذلك نبههم فقال: اي ق::د دللتكم على »أ لم أقل لكم إن ذلك من قبل و هذه داللة بعد و قيل: افتتح الل::ه الدالل::ة على االعج::از ب::الكالم في آدم، ثم

ختم به في محمد )ص(

[34(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

إبليس أبى و استكبر و كان من الكافرين ) (34و إذ قلنا للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا إال

آية واحدة.

القراءة:

ضم التاء من المالئكة ابو جعفر وحده و حيث وقع اتبع التاء ضمة الجيم.

و قيل: انه نقل ضمة الهمزة و ابتدا بها و األول أقوى، ألن الهم::زة ال:ف وص::ل تس::قط في الدرج فال يبقى فيها حركة تنقل فالوجه االول هو المعتمد عليه و الص::حيح م::ا علي::ه الق::راء

من كسر التاء بالم الجر و »إبليس« نصب باالستثناء من اإلثبات و يكره الوقف على قوله:»فسجدوا« و على »إال( حتى يقول: »إال إبليس( و كذلك كل استثناء

148ص:

و ظاهر اآلية يقتضي ان األمر كان لجميع المالئكة بالسجود، لعمومها.

ه بهم األرض و قال قوم: إن االمر كان خاصا بطائفة من المالئكة كانوا م::ع إبليس طه::ر اللمن الجن و األول أقوى

اللغة:

و السجود و الخضوع و التذلل بمعنى واحد في اللغ::ة. و نقيض الت::ذلل التك::بر يق::ال س::جديسجد سجودا، و اسجد اسجادا: إذا خفض رأسه من غير وضع لجبهته. قال الشاعر:

كما سجدت نصرانة لم تحنفو كلتاهما خرت و اسجد رأسها

و السجود في الشرع: عبارة عن عمل مخصوص في الصالة- و الركوع و القنوت ك::ذلك- و هو وضع الجبه::ة على األرض. و يق:ال س::جدنا لله س::جودا. و ق::وم س::جد و نس::اء س::جد. و

السجد من النساء: الفاترات األعين. قال الشاعر:

«1 »و اسجاد عينيك الصيودين رابحأغرك مني ان ذلك عندنا

ه«و عزائم السجود من ذلك. و قول::ه: قي::ل: إن::ه الس::جود و قي::ل: إن::ه »و أن المس::اجد لل المواضع من الس::جد ال::تي يس::جد عليه::ا. واح::دها مس::جد. و المس::جد اس::م ج::امع لجمي::ع المسجد و حيث ال يسجد بعد ان يك:ون أخ::ذ ل:ذلك. فام:ا المس:جد من األرض فه:و موض:ع السجود بعينه. و قال ق::وم: مع::نى الس::جود في اص::ل اللغ:ة: الخض:وع و االنحن:اء، و قي:ل:

التذلل. قال الشاعر:

ترى االكم فيه سجدا للحوافربجمع يقل البلق في حجراته

كأنه قال مذللة للحوافر. و السجود على اربعة اقسام: س::جدة الص::الة و س::جدة التالوة، وسجدة الشكر و سجدة السهو.

و نقيض«2 » معناه ترك و امتنع. و االباء و االمتناع و الترك بمعنى )واح::د( »أبى«و قوله:أبى أجاب. يقال أبي يأبى إباء. و تأبى تأبيا. قال صاحب

______________________________( البيت لكثير. اللسان )سجد( في المطبوعة )رابح( مشوشة غير مقروءة.1)

( )واحد( غير موجود في المطبوعة.2)

149ص:

::ذب و أبى«العين: أبى يأبى أباه إذا ترك الطاعة و مال الى المعص::ية. كقول::ه: و ك::ل »فك قال الشاعر:«1 »من ترك أمرا ورده فقد أباه. و رجل أبي و قوم أبيون و أباة

اباة الضيم من قوم اباة

و ليس االباء بمعنى الكراهة، ألن الع::رب تتم::دح بأنه::ا ت::أبى الض::يم و ال تتم::دح في كراه::ة::وره«الض::يم، و انم::ا الم::دح في المن::ع من::ه. كقول::ه: ه إال أن يتم ن ::أبى الل أي يمن::ع »و ي

الكافرين من إطفاء نوره.

و االستكبار و التكبر، و التعظم و التجبر نظائر. و ضدها التواض::ع. يق::ال ك::بر ك::برا، و أك::بر اكبارا، و استكبر استكبارا، و تكبر تكبرا، و تكابر تكابرا و كابره مكابرة، و كبره تك::برا ق::ال

صاحب العين: الكبر: العظمة. و الكبر و الكبر:

اإلثم الكبير جعل اسما من الكبيرة. كالخطيئة و الخطىء. و كبر كل شيء معظمه.

و الكبر مصدر الكبير في السن من جميع الحيوان. فإذا أردت األمر العظيم قلت كبر: ك::بر هذا األمر كبارة. و الكبار في معنى الكبير. و يقال أكبرت الشيء: إذا أعظمته. و منه قوله:

و التكبير في الصالة تفعيل من قولهم:»فلما رأينه أكبرنه«

ه اكبر. و اصل الباب الكبر و هو العظم. و يقال على وجهين: كبر الجث::ة و ه::و األص::ل و الله تعالى الكبير من كبر الشأن. و ذلك يرج::ع الى ذلك ال يجوز عليه تعالى و كبر الشأن و الل س::عة مق::دوره و معلوم::ه و تحقيق::ه ان::ه ق::ادر على م::ا ال يتن::اهى من جمي::ع األجن::اس المقدورات. و عالم بكل معلوم. و االستكبار: األنفة مما ال ينبغي أن يوق::ف من::ه. و موض::ع

نصب، ألنه عطف على )إذ( األولى كأن::ه ق::ال: و إذ أراد. و ق::ال »و إذ قلنا«)إذ( من قوله:ابو عبيدة ال موضع لها من االعراب ألنها زائدة. و انشد:

«2 »شال كما تطرد الجمالة الشرداحتى إذا أسلكوهم في قتائدة

و قال: المراد و استشهد به على وجهين كل واحد منهما نقيض اآلخر. فأحد

______________________________( في المطبوعة )خفيف( بعد اباة و في الهامش ذكروها )عفيف( على وجه االحتمال1)

( مر القول في هذا البيت.2)

150ص:

ى إذا جاؤها و فتحت أبوابها«الوجهين قوله: فلم يأت )إذ( ج::واب و الوج::ه اآلخ::ر في::ه »حت على زيادة )إذ( في هذا الموضع. و كال الوجهين خطأ عنده، ألن الجواب في قول::ه: قتائ::دة. هو قوله: شال بوقوعه موقع: ش::لوهم ش::ال كم::ا يق::ول القائ::ل: إذا أتيت الح::رب، فض::ربا و

طعنا. و أما الزيادة فقد بينا وجه الخطأ فيها فيما تقدم.

و اختلفوا في امر المالئكة و السجود آلدم على وجهين:

قال قوم: انه أمرهم بالسجود له تكرم::ة و تعظيم:ا لش:أنه.- و ه:و الم:روي في تفس:يرنا و اخبارنا- و هو قول قتادة و جماعة من اهل العلم. و اختاره ابن اإلخشيد و الرماني و ج::رى

وا له سجدا«ذلك مجرى قوله: في أوالد يعقوب، و ألج::ل ذل::ك جع::ل أص::حابنا«1 » »و خر هذه اآلية داللة على أن األنبياء أفضل من المالئكة من حيث أمرهم بالسجود ل::ه و التعظيم على وجه لم يثبت ذلك لهم بداللة امتناع إبليس من السجود ل::ه و أنفت::ه من ذل::ك و قول::ه:

::ه إال قليال« ت ي رتن إلى يوم القيامة ألحتنكن ذر مت علي لئن أخ »»قال أ رأيتك هذا الذي كر و لو كان ذلك على وجه كونه قبلة لما ك::ان ل::ذلك وج::ه، و ال في::ه أنف::ة و ال يحس::ن أن«2

يؤمر الفاضل بتعظيم المفضول على نفسه، ألن ذلك س::فه ب::ه. و س::نبين ق::ول من خ::الف فيه و شبههم و قال الجبائي و البلخي و جماعة أنه جعله قبل::ة لهم ف::أمرهم بالس::جود الى قبلتهم. و فيه ضرب من التعظيم له و هذا ضعيف، ألنه لو كان على وجه القبل::ة لم::ا امتن::ع إبليس من السجود، و لما استعظمته المالئكة، و لكن لما أراد ذل::ك تعظيم::ا ل::ه على وج::ه ليس بثابت لهم، امتن::ع إبليس و تك::بر. و اختلف::وا في إبليس ه::ل ك::ان من المالئك::ة ام ال؟

فقال ابن عباس و ابن مسعود و ابن المسيب و قتادة و ابن جريح و الطبري:

تكبر و ك::انإنه كان منهم بداللة استثنائه من جملتهم هاهنا في قوله: »إال إبليس أبى و اس::::ك« و ق::ال:من الك::افرين« جد إذ أمرت ::ة م::ع قول::ه: »م::ا منع::ك أال تس:: »و إذ قلن::ا للمالئكه )عليه السالم( و الظاهراسجدوا آلدم« و هو المروي عن أبي عبد الل

______________________________.100( سورة يوسف: آية 1)

.62( سورة اسرى: آية 2)

151ص:

في تفاس::يرنا، ثم اختل::ف من ق:ال: إن:ه ك::ان منهم: فمنهم من ق::ال: إن:ه ك::ان خازن::ا على الجنان، و منهم من قال: كان له سلطان سماء ال::دنيا و س::لطان األرض، و منهم من ق::ال: إنه كان يسوس ما بين السماء الى األرض و قال الحس::ن البص::ري و قت::ادة في رواي::ة ابن زبد و البلخي و الرماني و غيره من المتأخرين: انه لم يكن من المالئكة و ان االس::تثناء في

ب::اع الظن«اآلية استثناء منقطع كقوله تعالى: »فال و قول::ه:«1 » »ما لهم به من علم إال اتا« و كقوله:«2 »صريخ لهم و ال هم ينقذون إال رحمة من

ه إال من رحم« و كقول الشاعر- و هو النابغة-«3 »»ال عاصم اليوم من أمر الل

أعيت جوابا و ما بالربع من احدوقفت فيها أصيال كي اسائلها

و النؤي ك::الحوض بالمظلوم::ة الجلدإال األواري أليا ما أبينها«4»

و انشد سيبويه:

و الحرب ال يبقى لجاحمها التخي::ل والمراح

إال الف:::تى الص:::بار في النج:::دات و«5 »الفرس الوقاح

و قال آخر:

«6 »إال اليعافير و إال العيسو بلدة ليس بها أنيس

و استدل الرماني على أنه لم يكن من المالئكة بأشياء:

::ؤمرون«منها- قوله: ::ون م::ا ي ه ما أمرهم و يفعل »ال يعصون الل فنفى عنهم المعص::ية نفي::اعاما.

و متى اطلق لفظ الجن لم »إال إبليس كان من الجن«و الثاني- انه قال:

______________________________.156( سورة النساء: آية 1)

.44 و 43( سورة يس: آية 2)

.43( سورة هود: آية 3)

( مر القول في هذا البيت. ايضا في المطبوعة )ال اسائلها(.4)

( جحم- من الحرب- معظمها و ش::دة القت::ل في معركته::ا- الق::اموس-. الوق::اح: الح::افر5)الصلب- القاموس-.

( اليعافير: ج يعفور و هو الظبي. العيس: اإلبل البيض يخالط بياضها شقرة و ه::و اعيس6)و هي عيساء.

152ص:

يجز أن يعنى به إال الجنس المعروف المباين لجنس االنس و المالئكة.

و الثالث- ان إبليس له نسل و ذرية. قال الحسن: إبليس ابو الجن كم::ا أن آدم اب::و االنس. و إبليس مخلوق من النار و المالئكة روحانيون خلقوا من الريح- في قول أبي علي- و ق::ال الحسن: خلقوا من النار ال يتناس:لون و ال يطعم::ون و ال يش::ربون. و ق::ال الله في إبليس و

ته أولياء من دوني و هم لكم عدو(.ولده: ي خذونه و ذر )أ فتت

»جاعل المالئكة رسال أولي أجنحة مثنى و ثالثو الرابع- و هو أقوى ما عنده- قوله تعالى: فعمها بالوصف بالرسالة. و ال يجوز على رسل الله أن يكفروا أو يفسقوا كالرسلو رباع«

من البشر.

ه م:ا أم:رهم«و الجواب عما ذكره أوال: إن قول:ه: ون الل ص::فة لخزن::ة الن::يران، ال »ال يعص:ذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقوده::اجميع المالئكة. يدل على ذلك قوله: ها ال »يا أي

::ؤمرون« ه ما أمرهم و يفعلون ما ي اس و الحجارة عليها مالئكة غالظ شداد ال يعصون الل الن. و ليس إذا كان هؤالء معصومين وجب ذلك في جميعهم.«1»

و الجواب عما ذكره ثانيا: ان قوله: كان من الجن معناه صار. ذكر ذل::ك األخفش و جماع::ة من اهل اللغة. و قيل ايضا: إن إبليس كان من طائف:ة من المالئك:ة يس:مون جن:ا من حيث كانوا خزنة الجنة. و قيل سموا ب::ذلك الختف::ائهم عن العي::ون. كم::ا ق::ال اعش::ى قيس ب::ني

ثعلبة:

لكان سليمان البريء من الدهرو لو كان شيء خالدا أو معمرا

و ملكه ما بين ثريا الى مصربراه إلهي و اصطفاه عباده

«2 »قياما لديه يعملون بال أجرو سخر من جن المالئك تسعة

ه تعالى: ة نسبا«و قد قال الل «3 » »و جعلوا بينه و بين الجن ، ألن قريشا

______________________________.6( سورة التحريم: آية 1)

( ملحق ديوان األعشى. الدهر هنا. نكباته و في المطبوعة. )تريا( بدل )ثريا(.2)

158( سورة الصافات: آية 3)

153ص:

قالت: المالئكة بنات الله.

طريقه اآلحاد، و لو كان ص::حيحا، لم«1 »و الجواب عما ذكره ثالثا من أن إبليس له نسل، يمنع ان يكون الله ركب فيه شهوة النكاح تغليظا عليه في التكلي::ف و إن لم يكن ذل::ك في

باقي المالئكة، فال وجه الستبعاده.

فمع::ارض بقول:ه:«2 » »جاعل المالئكة رسال أولي أجنحة«و الجواب عما ذكره رابعا قولهه يصطفي من المالئكة رسال« فان كان ظاهر تلك يقتض::ي العم::وم فظ::اهر ه::ذه«3 »»الل

يقتضي التخصيص، ألن )من( للتبعيض، و لو لم يكن كذلك، لجاز لن::ا أن نخص ه::ذا العم::وم بقول::ه: )إال إبليس( ألن حم::ل االس::تثناء على أن::ه منقط::ع حم::ل ل::ه على المج::از. كم::ا أن تخصيص العموم مجاز، و إذا تعارضا، سقطا فأما ما روي عن ابن عباس أن المالئكة ك::انت تقاتل الجن، فسبي إبليس، و كان صغيرا مع المالئك:ة، فتعب::د معه:ا. فلم:ا أم:روا بالس:جود

ه تعالى: فان::ه خ::بر »إال إبليس ك::ان من الجن«آلدم، سجدوا إال إبليس ابى، فلذلك قال اللواحد ال يصح.

و المع::روف عن ابن عب::اس م::ا قلن::اه أن::ه ك::ان من المالئك::ة ف::أبى و اس::تكبر و ك::ان من الكافرين. و من ق::ال إن إبليس خل::ق من ن::ار و من م:ارج و المالئك:ة لم يخلقه::ا من ذل::ك فقوله ضعيف، ألنه ال يمنع أن يكون الله تعالى خلق المالئكة اصنافا: صنفا من نار، و ص::نفا من نور، و صنفا من غير ذلك، و صنفا آخر ال من شيء، فاس::تبعاد ذل::ك ض::عف معرف::ة. )و

إبليس( قال الزجاج و الرماني و غيرهما من النحويين ان::ه ليس بم::أخوذ من اإلبالس كقوله أي: آيسون من الخير قالوا: ألنه أعجمي معرب بداللة أنه ال ينصرف للعجمة و»مبلسون«

التعريف. و قال الطبري: هو مشتق من اإلبالس و وزنه افعيل. و أنشد العجاج:

قال نعم أعرفه و أبلسايا صاح هل تعرف رسما مكرسا

و قال رؤبة:

______________________________( زاد المصحح في المطبوعة في هذا الموضع )ان ذلك( و بدونه يصح المعنى.1)

1( سورة فاصل آية 2)

75( سورة الحج آية 3)

154ص:

و في الوجوه صفرة و إبالسو حضرت يوم الخميس األخماس

يعني اكتئابا و كسوفا. و قال: إنما لم يج::ر اس::تثقاال، من حيث ك::ان اس::ما ال نظ::ير ل::ه من أسماء العرب فشبه بأسماء العجم التي ال تنصرف. و زعم ان إسحاق ال ينصرف و ه::و منه إسحاقا، و أن أيوب من أب يئوب على زنة فعول كقي::وم من ق::ام يق::وم. ق::ال أسحقه الل الرماني: غلط في جميع ذلك، ألنها ألفاظ أعربت من العجمي::ة و وافقت ألف::اظ العربي::ة. و كان ابن السراج يمثل ذلك- على جهة التبعيد- بمن زعم ان الطير ولد الحوت و غلط أيض::ا

في قوله انه ال نظير له في اسماء العرب، ألنهم يقولون:

إزميل للشفرة، قال الشاعر:

رأى حمة االزميل فوق البراجمهم منعوا الشيخ المناجي بعد ما

و االعريض: الطلع، و احريض: صبغ أحمر، و قالوا: هو العصفر، و سيف أصليت: ماض كثير الماء، و ثوب اضريج: مشبع الصبغ، و قالوا: هو من الصفرة خاص::ة. و س::بيل إبليس س:بيل

)إنجيل( في انه معرب غير مشتق.

ق::ال »و ك::ان من الك::افرين«و حد االستكبار الرف::ع للنفس الى منزل::ة ال تس::تحق. قول::ه: قوم: يدل على أنه ك::ان قبل::ه ق::وم كف::ار من الجن. و ق::ال آخ::رون ال ي::دل، و يج::ري ذل:ك مجرى قول القائل: كان آدم من االنس، و لم يكن قبله انسي و كان إبليس من الجن و لم يكن قبله جني، و معناه: صار من الكافرين. و من قال ان إبليس كان من جمل::ة المالئك::ة،

»ما منعك أال تسجد إذ أمرتك؟«قال: كان من جملة المأمورين بالسجود آلدم بداللة قوله: و ألن::ه اس::تثناه من جملتهم و لم يكن منهم، علمن::ا ان::ه ك::ان من جمل::ة الم::أمورين كق::ول القائل: أمر أهل البصرة بدخول الجامع فدخلوا إال رجال من أهل الكوفة، فانه يعلم به::ذا ان غير اهل البصرة كان مأمورا بدخول الجامع غير ان أهل البصرة ك::انوا اك::ثر فل::ذلك خص::وا بالذكر، و كذلك القول في اآلية. و من استدل به::ذه اآلي::ة على أن أفع::ال الج::وارح من من االيمان من حيث لو لم يكن كذلك، ل::وجب ان يك::ون إبليس مؤمن::ا بم::ا مع::ه من المعرف::ة

ه و ان فسق بابائه، فقد أبعد، ألن المخالف يقول: إذا علمت كفره بالل

155ص:

باإلجماع علمت انه لم يكن معه إيمان أصال، كم::ا إذا رأيت ان::ه يص::لي للش::مس علمت ان معه كفرا، و ان كانت، صالته للشمس ليست كفرا. فان قيل: إذا كانت )إذ( لما مضى، فما

خ::ذوني و أمي إلهينمعنى قوله: اس ات ى ابن م::ريم أ أنت قلت للن ه ي::ا عيس:: »و إذ قال الله« ار«؟ و كيف قال:من دون الل ؟ قيل: »و إذ يتحاجون في الن

معنى ذلك كله على تقدير االستقبال ألن ما تحقق بمنزلة ما قد كان، كما قال:

ة« ار أصحاب الجن .»و نادى أصحاب الن

[35(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

جرة ة و كال منها رغدا حيث شئتما و ال تقربا هذه الش و قلنا يا آدم اسكن أنت و زوجك الجن(35فتكونا من الظالمين )

آية بال خالف.

السكون و الثبوت و الهدوء نظائر، و مثله االستقرار و االطمئنان و الثبات.

و المس:كن و الم:أوى و المث:وى بمع:نى ]واح::د[، تق:ول: س:كن يس:كن س:كونا إذ لبث في المكان و سكن إذا سكت. سكن ال:ريح، و س::كن المط::ر، و س::كن الغض:ب. و الس::كن هم

العيال و هم أهل البيت. قال سالمة بن جندل:

يسقي دواء قفي السكن مربوبليس بأسفى و ال أفنى و ال سغل

و المس::كن الم::نزل، و الس::كن الس::كان، و الس::كن ان يس::كن إنس::ان م::نزال بال ك::راء و و »إن صالتك سكن لهم«السكينة: الموادعة و الوقار. و السكن: الرحمة و البركة، كقوله:

المسكين: الذي ال شيء له- عند أبي عبيدة-، و الفقير: الذي له شيء و ان ك::ان قليال ق::الالشاعر:

وفق العيال فلم يترك له سيدأما الفقير الذي كانت حلوبته

فينة فكانت لمساكين يعملون في البحر«و قوله تعالى: قال ابو حاتم: »أما الس

- أحسنه- أنهم كانوا شركاء في سفينة ال يملكون سواها. فهذا يخ::الف أب::ا عبي::دة و س::كانالسفينة معروف عربي اشتقاقه من انها تسكن به عن الحركة و االضطراب.

156ص:

ة«و معنى : اجعله مأوى ت::أوي في::ه و تس::كن الي::ه، و ق::د أعظم »اسكن أنت و زوجك الجنه النعمة على آدم بما اختصه من علمه، و أسجد له مالئكته، و اسكنه جنته، و تلك نعم::ة الل

على ولده، فألزمهم الشكر عليها، و القيام بحقها.

و الجنة التي اسكن فيها آدم، قال ق::وم: هي بس::تان من بس::اتين ال::دنيا، ألن جن::ة الخل::د ال يصل اليها إبليس و وسوسته، و استدل البلخي على انه::ا لم تكن جن::ة الخل::د بقول::ه تع::الى

::د؟«حكاية عن إبليس لما اغوى آدم، قال له: ك على شجرة الخل فل::و ك::انت جن::ة »هل أدل الخلد لك:ان عالم:ا به:ا، فلم يحتج الى دالل:ة. و ق:ال الحس:ن البص:ري و عم:رو بن عبي::د و

واصل بن عطاء و اكثر المعتزلة كأبي علي و الرماني و أبي بكر بن اإلخش::يد و علي::ه اك::ثر المفسرين: انها كانت جنة الخلد، ألن األلف و الالم للتعريف و صار ك::العلم عليه::ا ق::الوا: و يجوز ان يكون وسوسة إبليس من خارج الجنة، فيسمعان خطابه و يفهمان كالمه، قالوا: و قول من يقول: ان جنة الخلد من يدخلها ال يخرج منها ال يص::ح، ألن مع::نى ذل::ك إذا اس::تقر اهل الجنة في الجنة للثواب، و أهل النار فيها للعقاب ال يخرجون منها، و اما قبل ذلك فإنها

. »كل شيء هالك إال وجهه«تغنى لقوله تعالى:

ة« الزوج: بطرح الهاء قال األصمعي: هو أكثر كالم العرب، و قال الكسائي:»و زوجك الجن اكثر كالم العرب بالهاء، و طرح اله:اء لغ:ة ألزد ش:نوءة، و لف:ظ الق:رآن لم يجئ إال بط:رح

الهاء. و قال المبرد: الوجه طرح الهاء من الزوجة و أنشد:

مثل صوت الرجال لألزواجو أراكم لدى المحاماة عندي

جمع زوج، و ال يجوز ان يكون جمع زوجة. و قال الرماني: قول االص::معي أج::ود، ألن لف::ظ القرآن عليه، و العلة في ذلك ان::ه لم:ا ك::انت االض::افة تل:زم االس:م في اك:ثر الكالم ك:انت مشبهة له، و كانت بطرح الهاء افصح و أخف مع االس::تغناء بدالل::ة االض::افة عن دالل::ة ه::اء

التأنيث.

و قوله تعالى: )و كال( فاألكل و المضغ و اللقم متقاربة، و ضد األكل

157ص:

االزم. و سأل عمر بن الخطاب الحارث بن كلدة طبيب العرب، فقال له: يا حار ما الدواء؟ فقال: االزم، أي ترك األكل. و األكلة مرة، و األكلة اسم كاللقمة و االكول::ة الش::اة، و الغنم التي ترعى لألكل ال للنسل، و األكال: أن يتأكل عود أو شيء و أكيل الرجل: مآكل::ه و أكي::ل الذئب: الشاة و غيرها إذا أردت المأكولة و إذا أردت به اسما قلت: اكيل::ة ذئب. و المأكل::ة: ما جعل لإلنسان ال يحاسب عليه. و رجل و امرأة أكول: كثير االكل. و المأك::ل ك::المطعم و

المشرب. و المأكل:

المطعم. و أصل الباب األكل و هو المضغ لذي الطعم. و يقال ال::ذي يش::ترك في::ه الحي::وانكله فيه سوى المالئكة. المأكل و المنكح و المشرب.

و »الرغد« النفع الواسع الكثير الذي ليس فيه عناء. و قال صاحب العين:

عيش رغد و رغيد: رفيه و قوم رغد و نساء رغد قال امرؤ القيس بن حجر:

يأمن األحداث في عيش رغدبينما المرء تراه ناعما

و الرغيدة: الزبدة في بعض اللغات. و أرغد الرجل ماشيته: إذا تركها و سومها و المشيئة واالرادة بمعنى واحد و كذلك المحبة و االختيار و ان كان لها شروط ذكرناها في األصول.

القرب و الدنو و المجاورة متقاربة المعنى و ضد البعد يقال:»و ال تقربا«

قرب يقرب قربا و اقترب اقترابا. قال صاحب العين: القرب طلب الماء يقال: قرب الم::اء يقرب و قد قربة قربا إذا طلبه ليال و ال يقال لطالب الماء نهارا قارب و الق::راب للس::يف وه السكين و الفعل منه: قربت قرابا و قيل قربت اقرابا. و القرب::ان: م::ا تق::ربت ب::ه الى الل تعالى و قربان الملك و قرابينه: وزراؤه. و القربى: حق ذي القرابة. و قرب فالن اهل::ه: إذا

غشيها قربانا. و ما قربت هذا األمر و ال فالنا قربانا و قربى.

و الشجرة: كل ما قام على ساق من النبات. و هو اسم يعم النخلة و الكرم::ة و غيرهم::ا. و ما لم يقم على ساق ال يسمى شجرا كالبقل و الحشيش. و ام::ا اليقطين ك::القرع و البطيخ

ه تعالى: جرة من يقطين«فقد سمي شجرا. قال الل :ه ش: ق:ال ص:احب العين: »و أنبتنا عليالشجرة واحدة تجمع على الشجر و الشجرات و األشجار و اختلفوا

158ص:

ه آدم عنها. فقال ابن عباس: هي الس::نبلة. و ق::ال ابن مس::عود و في الشجرة التي نهى اللالسدي و جعفر بن زهير: هي الكرمة. و قال ابن جريج: هي التينة

شجرة الكافور.و روي عن علي )عليه السالم( انه قال:

و قال الكلبي: شجرة العلم على الخير و الشر. و قال ابن جذعان: هي شجرة الخلد ال::تيكان يأكل منها المالئكة.

و األقاويل الثالثة األولة اقرب.

الظلم و الجور و الع::دوان متقارب::ة. و ض::د الظلم االنص::اف و ض::د»فتكونا من الظالمين«تين آتت أكلها و لم تظلمالجور العدل. و اصل الظلم انتقاص الحق لقوله تعالى: »كلتا الجن

أي لم تنقص. و قيل: أصله وضع الشيء في غير موضعه من قولهم: من يش::بهمنه شيئا« أباه فما ظلم أي فما وضع الشبه في غير موضعه. و كالهما مطرد و على الوجهين فالظلم

اسم ذم. و ال يجوز أن يطلق إال على مستحق اللعن لقوله:

ه على الظالمين« :::ة الل ه تع:::الى و ال االئم:::ة»أال لعن و ال يج:::وز إطالق:::ه على أنبي:::اء الل المعصومين و ظالم و مس::يء و ج::ائر: اس::ماء ذم و ه::و فاع::ل لم::ا يس::تحق ب::ه ال::ذم من الض::رر و ض::دها ع::ادل و منص::ف و محس::ن و هي من ص::فات الم::دح. و يق::ول المعتزل::ة لصاحب الصغيرة: ظالم لنفسه. و من نفى الصغيرة عن األنبياء من االمامية قال: يجوز أن

ي«يق::ال: ظ::الم لنفس::ه إذا بخس::ها الث::واب. كقوله ي كنت من و قول:ه: »ظلمت نفس:: »إن حكاية عن يونس من حيث بخس نفسه الثواب بترك المندوب اليه.الظالمين«

و الظلم هو الضرر المحض الذي ال نفع فيه أو عليه آجال، و ال فيه دفع ضرر أعظم منه و ال هو واقع على وجه المدافعة، و ال هو مستحق. فما هذه صفته يستحق به الذم إذا وق::ع منه تعالى ألقى على آدم النوم، و أخ::ذ من::ه مختار عالم أو متمكن من العلم به. و روي ان الله ح::واء من جمل:ة جس:د آدم بع:د أن ال ضلعا فخلق من::ه ح::واء. و ليس يمتن:ع أن يخل:ق الل يكون جزء، أو مما ال يتم كون الحي حيا إال معه، ألن م:ا ه::ذه ص::فته ال يج::وز أن ينق::ل الى غ:يره، أو يخل:ق من::ه حي آخ:ر من حيث ي::ؤدي الى أن ال يص:ل الث:واب الى مس::تحقه، ألن المستحق لتلك الجملة بأجمعها و هذا قول الرم:اني و غ:يره من المفس:رين، و ل:ذلك قي:ل

للمرأة: ضلع اعوج. و قيل سميت امرأة

159ص:

ألنها خلقت من المرء فأما تسميتها حواء: لما أدخل آدم الجنة و اخرج منها إبليس و لعن وطرد فاستوحش. فخلقت ليسكن اليها. فقالت له المالئكة تجربة لعلمه:

ما اسمها؟ قال حواء. قالوا لم سميت حواء؟ قال: ألنها خلقت من شيء حي.

و قال ابن إسحاق: خلقت من ضلعه قبل دخوله الجنه، ثم دخال جميعا الجنة لقول::ه تع::الى:ة« التي كان فيها آدم في الس:ماء، ألن::ه أهبطهم:ا منه::ا. و»يا آدم اسكن أنت و زوجك الجن

قال ابو مسلم محمد بن يح::يى: هي في األرض، ألن::ه امتحنهم::ا فيه::ا ب::النهي عن الش::جرةالتي نهاهما عنها دون غيرها من الثمار.

و »حيث« مبنية على الضم كما تبنى الغاية: نحو من قبل و من بعد، ألنه من::ع من االض::افة]الى المفرد[ كما منعت الغاية من االضافة الى مفرد.

جرة«و قوله: صيغته صيغة النهي. و الم::راد ب::ه الن::دب عن::دنا ألن::ه دل »و ال تقربا هذه الشه تعالى ال يكره إال القبيح. الدليل على أن النهي ال يكون نهيا الى بكراهته للمنهي عنه. و الل

و األنبياء ال يجوز عليهم القبائح: صغيرها و ال كبيرها.

و قالت المعتزلة: إن تلك كانت صغيرة من آدم- على اختالفهم في ان::ه ك::ان من::ه عم::دا أو سهوا أو تأويال- و انما قلنا ال يجوز عليهم القبائح، ألنها لو جازت عليهم ل::وجب أن يس::تحقوا بها ذما، و عقابا و براءة و لعنة، ألن المعاصي كلها كبائر عندنا و اإلحب::اط باط::ل و ل::و ج::از ذلك لنفر عن قبول قولهم. و ذلك ال يجوز عليهم كما ال يجوز كل منف::ر عنهم من الكب::ائر و الخلق المش::وهة و األخالق المنف::رة. و ال خالف أن النهي يتن::اول األك::ل دون الق::رب كأن::ه قال: ال تقربا باألكل ألنه ال خالف أن المخالف::ة وقعت باألك::ل ال بال::دنو منه::ا و ل::ذلك ق::ال:

يحتم::ل أن يك::ون جواب::ا للنهي فيك::ون »فتكونا« و قوله:»فأكال منها فبدت لهما سوآتهما«موضعه نصبا.

و هو األق::وى و يحتم::ل أن يك::ون عطف::ا على النهي فيك::ون موض::عه جزم::ا و كالهم::ا جي::د محتمل و متى كان جوابا كان تقديره: إن قربتما كنتم:ا من الظ:المين، ألن::ه بتض:من مع:نى الجواب و إذا كان عطفا على النهي فكأنه قال: ال تكون::ا من الظ::المين. و أج::از البص::ريون

ه الخلق في الجنة فينعمهم فيها تفضال منه من اهل العدل أن يبتدئ الل

160ص:

ال على وجه الثواب، ألن ذلك نعمة منه تعالى كما أن خلقهم و تكليفهم و تعريضهم للث::واب نعمة منه، و له أن يفعل ما يشاء من ذلك و ق::ال اب::و القاس::م البلخي: ال يج::وز خلقهم في الجنة ابتداء، ألنه لو جاز ذلك، لما خلقهم في دار المحنة، و لما ابتلى من يعلم أن::ه يكف::ر و يصير الى عذابه و انما لم يجز أن يخلقهم ابتداء في الجنة، ألن::ه ل::و خلقهم فيه::ا، لم يخ::ل:ه و الشكر، أو ال يكونوا ك:ذلك فل:و ك:انوا غ:ير متعب::دين، إما أن يكونوا متعبدين بالمعرفة لل كانوا مهملين و لذلك ال يجوز و لو كانوا متعبدين لم يكن بد من ترغيب و ترهيب و وع::د، و وعيد و لو ك::انوا ك::ذلك ك::انوا على م:ا هم علي::ه في دار ال::دنيا و ك::ان ال ب::د من دار أخ::رى يجازون فيها و يخل::دون و أج::اب عن ذل::ك األول::ون ب::ان ق::الوا: ل::و ابت::دأ خلقهم في الجن::ة الضطرهم الى معرفته، و الج:أهم الى فع:ل الحس:ن و ت:رك الق:بيح و م:تى رام:وا الق:بيح،

منعوا منه فال يؤدي ذلك الى ما قاله: كالحور العين و األطف::ال و البه::ائم إذا حش::رهم ي::ومالقيامة.

[36(: آية 2]سورة البقرة )

يطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض ع::دو و لكم في هما الش فأزل(36األرض مستقر و متاع إلى حين )

آية بال خالف.

القراءة:

قرأ حمزة وحده )و أزالهما( بألف و تخفيف الالم. الباقون بتشديد الالم و حذف األلف.

اللغة:

الزلة و المعصية و الخطيئة و السيئة بمعنى واحد و ضد الخطيئة االصابة. و يقال:

زل زلة، و أزله إزالال، و استزله استزالال و قال صاحب العين: زل السهم عن ال::نزع زليال و زل فالن عن الصخر زليال فإذا زلت قدمه، قلت: زل زال فإذا زل في مقالة أو خطبة، قلت:

زل زلة. قال الشاعر:

هال على غيري جعلت الزلة

161ص:

. و المزلة:«1 »و أزله الشيطان عن الحق: إذ أزاله. و المزلة: المكان الدحض

الزلل في الدحض. و الزلل: مثل الزلة في الخطأ. و االزالل: االنعام.

)من أزلت إليه نعمة فليشكرها.(و في الحديث:

بمعنى أسديت. قال كثير:

«2 »عليها بما كانت إلينا أزلتو إني- و إن صدت- لمثن و صادق

و يقال: أزللت الى فالن نعمة، فأنا أزلها إزالال. فاألصل في ذلك الزوال.

و الزلة: زوال عن الحق.

هما«و معنى : نحاهما. من قولك: زلت عن المكان: إذا تنحيت منه. و الوجه م::ا«3 » »فأزل فيص::ير تق::دير »فأخرجهما« ألن هذا يؤدي إلى التكرار، ألنه قال بعد ذلك«4 »عليه القراء

الكالم: فأخرجهما الشيطان عنها فأخرجهما. و ذلك ال يجوز. و يحسن أن يق::ول: اس::تزلهما فأخرجهما. و من قرأ: )أزالهما(، أراد المقابلة بين قوله: »أزلهما« و بين قول::ه: »اس::كن«، ألن معن::اه: اس::كن و اثبت انت و زوج::ك. و تق::ديره: أثبت::ا، ف::أراد أن يقاب::ل ذل::ك فق::ال: )فأزالهما( فقابل الزوال بالثبات. و إنما نس::ب اال زالل و اإلخ::راج إلى الش::يطان لم::ا وق::ع

من الجن::ة على وج::ه العقوب::ة،«5 »ذلك بدعائه و وسوسته و إغوائ::ه. و لم يكن إخراجهما ألنا قد بينا أن األنبياء ال يجوز عليهم القبائح على حال و من أجاز عليهم العقاب، فقد أعظم

الذكر على األنبياء. و إنما أخرجهم من الجنة، ألنه تغيرت المص::لحة لم::ا«6 »الفرية و قبحه تناول من الشجرة، و اقتضى التدبير و الحكم::ة تكليف::ه في األرض و س::لبه م::ا ألبس::ه الله له ثياب الجنة كان تفضال. و للمتفض::ل )تعالى( من لباس الجنة. و قال قوم: إن إلباس الل أن يمنع ذل:ك تش:ديدا للمحن:ة. كم:ا يفق:ر بع:د الغ:نى، و يميت بع:د األحي:اء، و يس:قم بع:د

الصحة.

فان قيل: كيف وصل إبليس إلى آدم حتى أغواه و وسوس اليه. و آدم كان

______________________________( الدحض بفتح الحاء و سكونها، من األمكنة: الزلق. ج: دحاض1)

( في المطبوعة و المخطوطة )عليا( بدل )عليها(. الديوان2)

( على قراءة حمزة.3)

( أي بتشديد الالم.4)

( في المخطوطة )باخراجهما(5)

( و فتح. خ. ل6)

162ص:

في الجنة، و إبليس قد أخرج منها حين تأبى من السجود؟ قيل: عن ذلك أجوبة:

أحدها- ان آدم كان يخرج الى باب الجنة، و إبليس لم يكن ممنوع::ا من ال::دنو من::ه، و ك::انيكلمه و يغويه.

منه و عرفاه.«1 »]الثاني[- و قال آخرون: انه كلمهما من األرض بكالم فهماه

]و الثالث[- قال قوم: إنه دخل في فقم الحية، و خاطبها من فقمها.

و الفقم: جانب الشدق.

]و الرابع[- قال قوم: راسلهما بالخطاب. و ظاهر الكالم يدل على أنه شافههما بالخطاب.

]و الخامس[- و قال قوم: يجوز أن يكون قرب من السماء فكلمهما.

فأما ما روي عن س::عيد بن المس::يب:- أن::ه ك::ان يحل::ف و ال يس::تثني، أن آدم م::ا أك::ل من الشجرة و هو يعقل، و لكن حواء سقته الخمر حتى إذا سكر، قادته اليها فأكل.- فان::ه خ::بر ضعيف. و عند أصحابنا، أن الخمرة كانت محرم::ة في س::ائر الش::رائع و من لم يق::ل ذل::ك، يقول: لو كان كذلك، لما توجه العتب على آدم، و ال كان عاصيا بذلك. و األمر بخالف ذل::ك. و انما قلنا ذلك: ألن النائم غير مكلف في حال نومه، لزوال عقله، و كذلك المغمى عليه، و كذلك السكران. و انما يؤاخذ السكران بما يفعله في ش::رعنا، لم::ا ثبت تح::ريم م::ا يتناول::ه اسم المسكر. و اال فحكمه حكم النائم عقال. و قد قلنا: إن أكلهم::ا من الش::جرة ك::ان على وجه الندب، دون أن يكون ذلك محظ:ورا عليهم::ا، لكن لم::ا خالف::ا في ت::رك المن::دوب الي::ه

تغيرت المصلحة، و اقتضت إخراجهما من الجنة. و قد دللنا على ذلك في ما مضى.

]و السادس[- و قال قوم: تعمد ذلك.

]و السابع[- و قال قوم آخرون: نهي عن جنس الشجرة، و اخطأ.

النهي الحقيقي، فحمله على الندب«2 »]و الثامن[- و قال قوم: إنه تأول

______________________________( في المخطوطة )و تكلما منه و عرفاه(1)

( في المخطوطة و المطبوعة )ناول(2)

163ص:

»فتلقىو أخطأ. و قد قدمنا ما عندنا فيه. فان قيل: كيف يكون ذلك ترك الندب مع قول::ه:ه كلمات فتاب عليه« ؟ قلنا التوبة:- قيل- الرجوع و يجوز ان يرج::ع ت::ارك الن::دبآدم من رب

يكون تائبا. و من قال:«1 »عن ذلك، .....

...«3 » بها يخرج عن اإلصرار. كما لحد«2 »وقعت معصيته محبطة .....

كم::ا عن ه::ذه و إبليس يق::ول لهم::ا:«5 » األولى أسقطت العقاب ....«4» »م::ا نهاكم::ا ربحين.« اص:: ي لكم::ا لمن الن مهما إن ::دين و قاس:: جرة إال أن تكونا ملكين أو تكونا من الخال الش قيل: ما قبال ذلك من إبليس، و لو قباله لكانت المعصية أعظم. فلم::ا لم يعاتبهم::ا الله على

أو ك::ان«6 »ترك ذلك، دل على أنهما لم يقبال. و هذا ج::واب من يق::ول: ان::ه ك::ان ص::غيرا، ناسيا. و على ما قلناه- إن ذلك كان ندبا- ال يحتاج الى ذلك، بل دليل العقل أمننا من وق::وع قبيح من آدم، و األنبياء. فلو كان صريحا، لتركنا ظاهره لقيام الدليل على خالف::ه. على أن::ه

ال يمنع أن يقاسمهما:

إنه لمن الناصحين في ترك الندب. و إنما ظاهر النهي تركه يوجب أن يصيرا من الخالدين.

يحتم::ل أن يك::ون أراد: من لباس::هما ح::تى ب::دت لهم::ا س::وآتهما و »مما كانا في::ه«و قوله:يحتمل أن يكون من الجنة، حتى أهبطا. و يحتمل أن يكون أراد: من الطاعة إلى المعصية.

اللغة:

فالهبوط و النزول و الوقوع نظائر. و نقيض الهب::وط و ال:نزول الص:عود. »اهبطوا«و قوله: يقال: هبط يهبط: إذا انحدر في هبوط من صعود. و الهبوط اسم كالح::دور، و ه::و الموض::ع

الذي يهبط من على الى أسفل. و الهبوط: المصدر.

قال ابن دريد: هبطته و اهبطته.

و العداوة، و البراءة، و المباعدة، نظائر. و ضد العدو، الولي. و العدو:

______________________________( في األصل بياض1)

( بياض.2)

( )لحد( هكذا في األصل.3)

( بياض.4)

( بياض.5)

( في المخطوطة )صغيرا و كان( و في المطبوعة )صغيرا و لو كان(.6)

164ص:

- خفيف- و الع:دو:- ثقي::ل- يق:ال في التع:دي. و ق::رئ:«1 »الحضر ه ع:دوا وا الل ب - و »فيس::::ر علم«ع::دوا- و الع::دوان: الظلم. و الع::دوى: طلب::ك الى و ال ليع::ديك على من«2 » بغي

ظلمك- أي ينتقم لك- و العدو اسم ج:امع للواح:د و االث:نين و الجم:ع و الم:ذكر و الم:ؤنث. فإذا جعلته نعتا، قلت: الرجالن عدواك، و الرجال اع:داؤك، و المرأت:ان ع:دوتاك، و النس:وة

عدواتك. و أصل الباب: المجاوزة. يقال:

ك. ال يعدونك هذا األمر- أي ال يتجاوزن

المعنى:

و قوله: »اهبطوا« انما قال بالجمع، ألنه يحتمل أشياء:

أحدها- أنه خاطب آدم و حواء و إبليس، فيصلح ذل::ك، و ان ك::ان إبليس أهب::ط من قبلهم::ا.يقال: أخرج جمع من الجيش- و ان خرجوا متفرقين-. اختار هذا الزجاج.

و الثاني- أنه أراد آدم و حواء و الحية.

و الثالث- آدم و حواء و ذريتهما.

و الرابع- قال الحسن: إن::ه أراد آدم و ح::واء و الوسوس::ة. و ظ::اهر الق::ول و ان ك::ان أم::را »اعملوا ما شئتم.«فالمراد به التهديد. كما قال:

. و قيل: »جعل لكم األرض قرارا«و قوله: »مستقر« قرار، لقوله:

مستقر في القبور. و األول أقوى و أحسن.

اللغة:

و القرار: الثبات، و البقاء مثله. و ضد القرار االنزعاج. و ض::د الثب::ات ال::زوال و ض::د البق::اء الفناء. و يق::ال: ق::ر ق::رارا. و االس::تقرار: الك::ون من وقت واح::د على ح::ال. )و المس::تقر(

يحتمل أن يكون بمعنى االستقرار، و يحتمل أن يكون بمعنى المكان الذي يستقر فيه.

______________________________( الحضر، بضم الحاء و تسكين الضاد: االسم من أحضر الفرس أي عدا.1)

.108( سورة االنعام آية: 2)

165ص:

و المتاع و التمتع و التلذذ و المتعة متقاربة المعنى. »و متاع إلى حين«و قوله:

و ضدها التألم. يقال: أمتعه به إمتاعا، و تمتع تمتعا، و استمتع اس::تمتاعا، و متع::ه تمتيع::ا، ومتع النهار متوعا- و ذلك قبل الزوال- و المتاع من أمتعة البيت:

ما يتمتع به اإلنسان من حوائجه. و كل شيء تمتعت به فه::و مت::اع. و من::ه متع::ة النك::اح، ومتعة المطلقة، و متعة الحج.

و قوله: »إلى حين«. فالحين، و المدة و الزمان، متقاربة. و الحين الهالك حان يحين. و كل شيء لم يوفق للرشاد، فقد حان حينا و الحين: الوقت من الزمان و جمعه أحي::ان. و جم::ع

الجمع، أحايين. و يقال: حان يحين حينونة. و حينت الشيء:

جعلت له حينا. و حينئذ: يبعد قولك: اآلن. فإذا باعدوا بين الوق::تين، باع::دوا ب )إذ( فق::الوا: حينئذ. و الحين: يوم القيامة. و أصل الباب، الوقت. و الحين: وقت الهالك. ثم كثر، فس::مي

الهالك به. و الحين: الوقت الطويل.

المعنى:

و قيل: ال )حين( في اآلية يعني الموت. و قيل إلى يوم القيامة. و قيل:

تقر و مت::اع«إلى أجل. و قال ابن س::راج: إذا قي::ل: لظن أن::ه غ::ير »و لكم في األرض مس:: منقطع. فقال: »إلى حين« انقطاعه. و الفرق بين قول القائل: هذا لك حين::ا، و بين قول::ه:

إلى حين. أن إلى تدل على االنتهاء، و ال بد أن يكون له ابتداء و ليس كذلك الوجه اآلخر.

. قال الحسن: يعني بني آدم، و بني إبليس و ليس ذل::ك »بعضكم لبعض عدو«معنى قوله:ه ال يأمر بالعداوة. بأمر على الحقيقة، بل هو تحذير، ألن الل

و في اآلية داللة على أن الله تعالى ال يريد المعصية. و ال يصد أحدا عن طاعته، و ال يخرجه عنها. و ال تنسب المعصية إليه، ألنه نسب ذلك إلى الشيطان، و ه::و يتع::الى عم::ا ع::اب ب::ه

األبالسة و الشياطين

.

166ص:

[37(: آية 2]سورة البقرة )

حيم ) واب الر ه هو الت ه كلمات فتاب عليه إن (37فتلقى آدم من رب

قرأ ابن كثير )آدم( بنصب الميم. )كلمات( برفع التاء.

اللغة:

ذين كفروايقال: لقي زيد خيرا فيتعدى الفعل الى مفعول واحد. و منه قوله: »فإذا لقيتم القاب« فرنا ه:ذا و«2 » »إذا لقيتم فئة فاثبتوا«. و قوله:«1 »فضرب الر »لقد لقين::ا من س:

فإذا ضعفت العين تعدى إلى مفعولين.«3 »نصبا«

.«4 » »و لقاهم نضرة و سرورا«تقول: لقيت زيدا خيرا. قال الله تعالى:

و تقول: لقيت بعض متاعك على بعض، فتعدي::ه إلى مفع::ول واح::د ألن::ه بن::اء مف::رد ال ألن::ه . و«5 »منقول ليتع::دى إلى مفع::ولين. و تق::ول: لقيت::ه لقي::ة واح::دة في التالقي و اللقي::ان

الم«لقيته لقاء و لقيانا و لقاة. و قول:ه: :ه س: :وم يلقون تهم ي معن:اه يلق:ون ثواب:ه«6 » »تحي.«7 »بخالف قوله: »يلقون غيا«

المعنى:

ه كلمات«و معنى . تعلمه::ا. يق::ال: تلقيت ه::ذا من فالن أي قبل::ه فهمي »فتلقى آدم من رب من الق::رآن ق::ال: تلقيته::ا«8 »من لفظه. قال أبو عبيدة: قال أبو مهدية:- و تال عليه آي::ات

من عمي تلقاها من أبي هريرة، تلقاه::ا من رس::ول الله )ص( و أص::ل المالق::اة المالص::قة، لكنه كثر حتى قيل: القى فالن فالنا: إذا قاربه، و إن لم يالصقه. و كذلك تالقى الجيشان، و تالقى الفرسان. و يقال: تالقى الخطان أي تماسا. و تقول: تلقيت الرجل بمعنى اس::تقبلته. و تلقاني: استقبلني. فعلى هذا يجوز في العربي::ة رف::ع آدم، و نص::به، م::ع رف::ع الكلم::ات. و

آدم من رب::ه«9 »االختيار قراءة األكثر، ألن معنى التلقي هاهن::ا القب::ول. فكأن::ه ق::ال: قبلكلمات. و انما

______________________________.4( سورة محمد: آية 1)

.46( سورة االنفال: آية 2)

63( سورة الكهف: آية 3)

.11( سورة الدهر: آية 4)

( في المخطوطة )و القتال(.5)

44( سورة األحزاب: 6)

.59( سورة مريم: 7)

( في المخطوطة )اآلية(.8)

( في المخطوطة )لقي(9)

167ص:

جاز نصب آدم، ألن األفعال المتعدية الى المفع:ول ب:ه على ثالث:ة اقس:ام: أح:دها يج:وز ان يكون الفاعل له مفعوال به و المفعول به فاعال. نح::و أك::رم بش::ر بش::را و ش::تم زي::د عم::را ]ثانيها[ و منها ال يكون المفعول به ف::اعال، نح::و: أكلت الخ::بز، و س::رقت درهم::ا، و أعطيت

دينارا، و أمكنني الغرض.

)و ثالثها( ما يكون اسناده الى الفاعل في المعنى كاسناده الى المفعول، نحو:

أصبت و نلت، و تلقيت. تقول: نالني خير، و نلت خ::يرا، و أص::ابني خ::ير، و أص::بت خ::يرا. و:ر«لقيني زيد، و لقيت زيدا. و تلق:اني، و تلقيت:ه. و ق:ال تع:الى: . و«1 » »و ق:د بلغني الكب

ا«قال: فعلى ه:ذا الرف::ع و النص::ب في المع::نى واح::د في«2 » »و قد بلغت من الكبر عتينتكم«اآلية. و إنما أجيز رفع آدم، ألن عليه األكثر و ش::واهده اك::ثر. كقوله ::ه بألس:: » »تلقون

. و أسند الفعل الى المخاطبين و المفعول به كالم متلقى. كما أن ال::ذي تلقى آدم كالم«3 متلقى و كما أسند الفعل الى المخاطبين. فجعل التلقي لهم ك::ذلك يل::زم ان يس::ند الفع::ل إلى آدم، فيجعل التلقي له دون الكلمات. و اما على ما قال ابو عبيدة معناه قبل الكلمات،

فالكلمات مقبولة، فال يجوز غير الرفع في آدم.

و مثل هذا في جواز اضافته تارة الى الفاعل، و اخرى الى المفعول. كقوله:

و »ال ين::ال عه::دي الظالمين«. و في ق::راءة ابن مس::عود:«4 »»ال ينال عهدي الظالمين« الكلمات جمع كلمة. و الكلمة: اسم جنس لوقوعه على الكثير و القليل. يقولون: قال امرؤ

في كلمت::ه يعن::ون في خطبت::ه.«5 »القيس في كلمت::ه يع::ني في قص::يدته. و ق::ال قس على القليل قال سيبويه:«6 »فوقوعها على الكثير نحو ما قلناه. و وقوعها

قال قد أوقعها على االسم المفرد، و الفع::ل المف::رد، و الح::رف المف::رد. فأم::ا الكالم ف::ان سيبويه قد استعمله فيما كان مؤلفا من هذه الكلم فقال: لو قلت: إن تضرب ناسا لم يكن

قوال«7 »كالما. و قال ايضا: انما، فقلت، و نحوه، ما كان كالما ]بل[

______________________________.4( سورة آل عمران: آية 1)

.7( سورة مريم: آية 2)

15( سورة النور: آية 3)

.124( سورة البقرة: آية 4)

( في المخطوطة )قيس(.5)

( في المطبوعة )وقوعها(6)

( في المخطوطة و المطبوعة بدون )بل( و ال يستقيم السياق بدونها.7)

168ص:

و أوقع الكالم على المتألف. و الذي حرره المتكلمون، ان حد الكالم م::ا انتظم من ح::رفين فصاعدا من هذه الحروف المنقولة، إذا وقع ممن يصح منه او من قبله االف::ادة. ثم ينقس::م قسمين: مفيد، و مهمل. فالذي أراد سيبويه أنه ال يكون كالم::ا، أن::ه ال يك::ون مفي::دا و ذل::ك

صحيح. فأما تسميته بأنه كالم، صحيح.

و كيف ال يكون صحيحا، و قد قسموه الى قسمين: مهمل، و مفيد، فأدخلوا المهم::ل ال::ذيال يفيد في جملة الكالم.

و الكلم::ة و العب::ارة، و االبان::ة، نظ::ائر. و بينه::ا ف::روق. و الف:رق بين الكلم::ة و العب::ارة، أن األظهر في الكلمة هي الواحدة من جمل:ة الكالم- و ان ق:الوا في القص:يدة أنه:ا الكلم:ة- و العبارة تصلح للقلي::ل و الكث::ير. و أم::ا االبان::ة فق::د تك::ون ب::الكالم، و الح::ال، و غيرهم::ا من األدلة: كاالشارة و العالمة، و غير ذلك. و أما النطق في::دل على إدارة اللس::ان بالص::وت: و ليس كذلك الكالم و لهذا يقولون: ضربته فما تكلم، و ال يقولون: فما نطق، إذا ك::ان ص::اح.

ه: إنه ناطق. و كذلك ال يجوز أن يقال في الل

و أما اللفظ فهو من قولك: لفظت الشيء: إذا أخرجت::ه من فم::ك. و ليس في الكالم مث::ل . و تكلم تكلما. و لذلك ال يجوز أن يقال في::ه تع::الى«1 »ذلك. و يقال: كلمته تكليما و كالما

لفظ، و ال أنه الفظ. و الكلم: الجرح. و الجمع: الكلوم. يقال: كلمته أكلمه كلما، فأنا ك::الم، لغ::ة تميمي::ة، و قي::ل إنه::ا«2 »و هو مكلوم. و كليمك: الذي يكلمك. و يقال: كلم::ة و كلمة

حجازية. و تميم حكي عنها كلمة بكسر الكاف و تسكين الالم، و حكي تسكين الالم مع فتح الك::اف. و أص::ل الب::اب أن::ه أث::ر دال و الكلم أث::ر دال على الج::ارح. و الكالم أث::ر دال على

المعنى الذي تحته. و المتكلم:

ر عنه بأنه الفاعل للكالم.«3 »من رفع ما سميناه كالما بحسب دواعيه و أحواله. و ربما عب الكالم، ألن الكالم يحل اللسان و الصدر و ال يوص:فان ب:ذلك.«4 »و ليس المتكلم من حله

في كتاب العدة، في أصول«5 »و قد بينا فساد الكالم النفسي

______________________________( في المخطوطة )تكلما و تكلما(.1)

( في المخطوطة )و كلم(.2)

( في المخطوطة )قديما(.3)

( في المخطوطة )من جملة(.4)

( في المخطوطة )النفسي( ساقطة.5)

169ص:

الفقه. و قلنا: إن اختصر ذلك، هل هو إال الخبر، أو ما معن::اه مع::نى الخ::بر، و إن ك::ان لك::لقسم معنى يخصه؟.

المعنى:

ناو الكلمات التي تلقاها آدم قال الحسن، و مجاهد، و قتادة، و ابن زيد: نا ظلمن::ا أنفس:: »رب فان في ذلك اعتراف::ا بالخطيئ::ة، و«1 »و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين«

لذلك وقعت موقع الندم. و حقيقته االنابة. و حكي عن مجاهد أنه قال:

هي قول آدم: اللهم ال إله إال أنت، س::بحانك و بحم::دك، رب إني ظلمت نفس::ي ف::اغفر لي إن::ك خ::ير الغ::افرين. اللهم ال إل::ه إال أنت س::بحانك و بحم::دك، رب إني ظلمت نفس::ي

ال إل::ه إال أنت س::بحانك و بحم::دك، رب«3 » الراحمين اللهم«2 »فارحمني، إنك أنت خيرإني ظلمت نفسي، فتب علي إنك أنت التواب الرحيم.

و روى مثل ذلك عن أبي جعفر عليه السالم. و حكي عن ابن عب::اس: أن آدم ق::ال لرب::ه إذ عصاه: أ رأيت أن تبت و أصلحت؟. فقال ل::ه تع::الى: إني راجع::ك إلى الجن::ة و ك::انت ه::ذه الكلمات. و روي في أخبارنا: أن الكلمات هي توسله بالنبي عليه السالم و أهل بيته. و ك::ل

ذلك جائز.

»فتاب عليه«قوله:

اللغة:

فالتوبة، و االنابة، و االقالع، نظائر في اللغة. و ضد التوبة: اإلصرار.

ه تع::الى يوص::ف ب::التواب. و معن::اه أن::ه يقب::ل يقال: تاب يتوب توبة، و توابا و استتابة. و اللالتوبة عن عباده. و أصل التوبة: الرجوع عما سلف، و الندم على ما فرط.

ه بمعنى ن::ادم على معص::يته ه تعالى تائب على العبد بقبول توبته. و العبد تائب الى الل و اللائبون العابدون«:«4 »و التائب: صفة مدح لقوله . و التوبة شرطها«5 » »الت

______________________________.148 و 22( سورة األعراف: آية 1)

( في المخطوطة )أرحم(.2)

( في المخطوطة )اللهم( ساقطة.3)

( في المخطوطة )كقوله(.4)

.113( سورة التوبة: آية 5)

170ص:

الندم على ما مضى من الق::بيح، و الع::زم على أن ال يع::ود الى مثل::ه من الق::بيح، ألن ه::ذه التوبة هي المجم::ع على س::قوط العق::اب عن::دها، و م::ا ع::داها فمختل::ف في::ه. و ق::د يق::ول

ع:زمت على أال أفعل:ه، و ص:رت بمنزل:ة الت::ائب، و«1 »القائل: قد تبت من هذا األم:ر أيه تعالى فانه يجب التوبة منها، و التوبة يجب قبولها، ألنها طاعة. ذلك مجاز. و كل معصية لل فأما إسقاط العق::اب عن::ده فتفض::ل من::ه تع::الى. و ق::الت المعتزل::ة و من وافقه::ا: و ذل::ك واجب. و قد بينا الصحيح من ذلك في شرح الجمل. و التوبة إذا كانت من ترك ن::دب عن::دنا تصح. و تكون على وجه الرجوع الى فعله. و على هذا تحمل توبة األنبياء كلهم في جميع ما نطق به القرآن، ألنه قد بينا أنه ال يجوز عليهم فعل القبيح. و المطبوع على قلبه له توبة. و به قال أهل العدل. و قالت البكرية ال توبة له. و هو خطأ، من قبل انه ال يص::ح تكليف::ه إال و ه::و متمكن من أن يتخلص من ض::رر عقاب::ه. و ذل::ك ال يتم إال ب::أن يك::ون ل::ه طري::ق الى

إسقاط عقابه.

ه بذلك- و إن كان تفضال- إذا حصلت التوبة و اختلفوا في التوب::ة من الغص::ب، و قد وعد الل هل تصح مع االقامة على منع المغصوب؟. فقال قوم: ال تصح: و قال آخرون: تص::ح- و ه::و

عق::اب الم::انع، و إن س::قط عن::ه عق::اب«2 »األقوى- إال أن يكون فاسقا ب::المنع، فيع::اقبالغصب. و الصحيح أن القاتل عمدا تصح توبته.

و قال قوم: ال تصح. و التوبة من القتل الذي يوجب القود، قال قوم: ال تصح إال باالستسالم لولي المقتول، و حصول الندم، و العزم على أن ال يعود. و قال قوم آخ::رون: تص::ح التوب::ة

من نفس القتل، و يكون فاسقا بترك االستسالم. و هذا هو األقوى، و اختاره الرماني. فاما التوبة من قبيح بفعل آخر، فال تصح على أصلنا كالتائب من اإللحاد بعب::ادة المس::يح. و ق::ال قوم: تصح. و أجراه مجرى معصيتين يترك بإحداهما األخرى، فانه ال يؤاخذ بالمتروكة و قال قوم: التوبة من اعتقاد جهالة إذا كان صاحبها ال يعلم انها معصية بأنه يعتق::د ان::ه ال محج::وج إال عارف، فانه يتخلص من ضرر تلك المعصية إذا رج::ع عنه::ا الى المعرف::ة، و إن لم يوق::ع

معها توبة. و قال

______________________________( في المخطوطة )يعين( بدل أي.1)

( في المطبوعة و المخطوطة )يعاقب( بدون الفاء2)

171ص:

آخرون: ال يتخلص إال بالتوبة، ألن::ه محج::وج في::ه، م::أخوذ ب::النزوع عن االقام::ة علي::ه، و ه::و األقوى. فأما ما نسي من الذنوب، فانه يجري مجرى التوبة منه على وج::ه الجمل::ة. و ق::ال قوم: ال يجري. و هو خطأ، ألنه ليس عليه في تلك الحال اكثر مما عمل فأما م::ا نس::ي من الذنوب مما لو ذكر، لم يكن عنده معصية. و هل يدخل في الجملة إذا أوقع التوب::ة من ك::ل

«1 »خطيئة؟ قال قوم: يدخل فيها. و ق::ال آخ::رون ال ي::دخل فيه::ا، لكن::ه يتخلص من ض::رر المعصية، ألنه ليس عليه اكثر مم::ا علم في تل::ك الس::اعة. و األول أق::وى، ألن العب::د إذا لم يذكر صرف توبته الى كل معصية هي في معلوم الله معصية. فأما المشرك إذا كان يعرف قبل توبته بفسق- إذا تاب من الشرك- هل يدخل في:ه التوب::ة من الفس:ق في الحكم، و إن

لم يظهر التوبة منه؟. قال قوم: ال يزول عنه حكم الفسق، و هو قول اكثر المعتزلة.

و قال قوم: يزول عنه حكم الفسق. و قال األخشيذ: القول في هذا باجتهاد. و الذي يق::وى في نفسي انه يزول، ألن اإلسالم األصل في::ه العدال::ة الى ان يتج::دد من::ه بع::د اإلس::الم م::ا يوجب تفسيقه. فأما التوبة من قبيح مع االقامة على قبيح آخ::ر، يعلم و يعتق:د قبح::ه، فعن::د

اكثر من تقدم صحيحة و قال ابو هاشم، و أصحابه:

ال تصح و قد قلنا ما عندنا في ذلك، في شرح الجمل و اعتمد األولون على ان قالوا:

كما يجوز ان يمتنع من قبيح لقبحه، و يفعل قبيحا آخرا، و إن علم قبحه كذلك جاز ان ين::دم من القبيح، مع المقام على قبيح آخر يعلم قبحه. و هذا إلزام ص::حيح معتم::د و اختلف::وا في

التوبة عند ظهور أشراط الساعة، هل تصح ام ال؟ فقال الحسن:

يحجب عنها عند اآليات الست.

بادروا األعمال قبل س::ت: طل::وع الش::مس من مغربه::ا، وو رواه عن النبي )ص( انه قال:الدجال، و الدخان و دابة األرض، و خويصة أحدكم يعني الموت، و أمر العامة يعني القيامة.

و قال قوم: ال شك أن بعض اآليات يحجب، و باقيها محجوز. و هو األقوى.

. يعني قبل توبته، ألنه لما عرضه للتوبة، بما ألقاه »فتاب عليه«و قوله:

______________________________( في المخطوطة )ضرب(1)

172ص:

ه تعالى منه ]و قيل تاب علي::ه أي وف::ق للتوب::ة و ه:داه من الكلمات فعل التوبة، و قبلها الل فقال اللهم تب علي أي وفقني للتوبة. ]فلقنه الكلمات ح::تى قاله::ا فلم::ا قاله::ا«1 »اليها[

حيم« و قوله:«2 »قبل توبته[. واب الر ه هو الت . إنما ذكر الرحيم، لي::دل ب::ذلك على أن::ه »إن متفضل بقبول التوبة، و منعم به، و أن ذل::ك ليس ه::و على وج::ه الوج::وب، على م::ا يقول::ه المخالف. و من خالف في ذلك يقول: لم::ا ذك::ر الت::واب بمع::نى الغف::ار بإس::قاط العقوب::ة، وصل ذل::ك ب::ذكر النعم::ة، لي::دل على أن::ه م::ع إس::قاط العقوب::ة، ال يخلي العب::د من النعم::ة الحاصلة ترغيبا له، و في االنابة و الرجوع اليه بالتوبة. )و تواب( بمعنى أن::ه قاب::ل التوب::ة ال

يطلق إال عليه تعالى، و ال يطلق في الواحد منا. و إنما قال:

وله أح::ق أن»فتاب عليه«. و لم يقل فتاب عليهما، ألنه اختص::ر، كم::ا ق::ال: ه و رس:: »و الل »و. و معناه أن يرضوهما. كذلك معنى اآلية: فتاب عليهما و مثل ذلك قول::ه:«3 »يرضوه«

و قال الشاعر:«4 »إذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها«

»بريئ::ا، و من ج::ول الطوي رم::انيرماني بأمر كنت منه و والدي5»

و قال آخر:

«6 »عندك راض و الرأي مختلفنحن بما عندنا و أنت بما

ه آدم إال لألرض، و ل::و لم يعص لخ::رج على غ::ير و حكي عن الحسن، انه قال: لم يخلق الل تلك الحال. و قال غيره: يجوز ان يكون خلقه لألرض إن عصى و لغيره::ا ان لم يعص و ه::وه توب::ة آدم في::ه األقوى ألن ما قاله ال دليل عليه و روي عن قتادة: ان الي::وم ال::ذي قب::ل الل

يوم عاشوراء و رواه ايضا أصحابنا

______________________________ تفسير نفس اآلية و1 م 89( زنا ما بين القوسين و هو موجود في مجمع البيان ص 2،: 1)

السياق هنا يقتضي ذلك.

.64( سورة التوبة: آية 3)

.11( سورة الجمعة آية 4)

( قال ابن بري:5)

البيت البن أحمر قال: و قي::ل ه::و لالزرق بن طرف::ة بن العم::رد )بفتح العين و فتح الميم و تشديده( الفراصي الجول: جانب البئر. الطوي: البئر، ألنها تطوى بالحجارة. و معنى البيت: رماني بأمر عاد عليه قبحه، ألن الذي يرمي من جول البئر يعود ما رمى به عليه و يروى: و

من اجل الطوي قال و هو الصحيح- لسان العرب-.

( البيت لقيس بن الخطم، شاعر جاهلي، قتل أبوه و هو صغير-6)

173ص:

[38(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

::ع ه::داي فال خ::وف عليهم و ال هم ي ه::دى فمن تب كم من ::أتين قلنا اهبطوا منه::ا جميع::ا فإما ي(38يحزنون )

آية بال خالف.

المعنى:

بما في::ه كفاي::ة. و ق::ال الجب::ائي: الهب::وط األول: ه::و«1 »قد بينا معنى الهبوط فيما مضىالهبوط من الجنة الى السماء، و هذا الهبوط من السماء الى األرض.

و قد يستعمل في غير النزول من مكان عال الى أس::فل. يق::ال هب::ط فالن الى أرض ك::ذا،إذا أتاها، و إن لم يرد به النزول الذي فيه. إال أن فيه إيماء الى هبوط المنزل قال لبيد:

قل و إن أكثروا من العددكل بني حرة مصيرهم

أمروا يوما فهم للفناء و الفندإن يغبطوا يهبطوا و إن

الفند: الهرب. و اإلتيان، و المجيء، و اإلقبال، نظائر و نقيضه: الذهاب و االنصراف و يقال: أتى، اتيانا، و أتى أتيا، و تأتى، تأتيا و أتى تأتية و آتيت فالنا على أمره مؤاتاة و ال يق::ال أتي::ة اال في لغة قبيحة لتيم و دخلت )ما( في قوله مع »ان« ال:تي للج:زاء، ليص::ح دخ::ول الن::ون التي للتوكيد في الفعل و لو أسقطت )ما( لم يجز دخ::ول الن::ون، ألنه::ا ال ت::دخل في الخ:بر الواجب اال في القسم، أو ما أشبه القسم كقولك: زيد ليأتينك و لو قلت بغير الالم، لم يجز و كذلك تقول: بعين ما أرينك و لو قلت: بعين أرينك، بغير م::ا لم يج::ز ف::دخول )م::ا( هاهن::ا

كدخول الالم في أنها تؤكد أول الكالم و تؤكد النون

______________________________ - فلما بلغ قتل قاتل أبيه و نشأت بسبب ذل::ك ح::روب بين قوم::ه و بين الخ::زرج و ل::ه ول::د

اسمه ثابت و هو من الصحابة، شهد مع علي- ع- صفين و الجمل و النهروان.

« البقرة36( في آية »1)

174ص:

آخره. و األمر، و النهي، و االستفهام، تدخل النون فيه و ان لم يكن معه )ما( إذا كان األمر و النهي، مما تشتد الحاجة الى التوكيد فيه و االستفهام مشبه به إذا ك::ان معن::اه اخ::برني و

النون انما تلحق للتوكيد، فلذلك كان من مواضعها.

ه تعالى: ي فاعل ذلك غدا«قال الل فان قيل:«1 » »و ال تقولن لشيء إن

اين جواب اما؟ و اين جواب من؟ قيل: الجزاء و جوابه بمنزلة المبتدإ و الخبر، ألن الشرطال يتم اال بجوابه، كما ال يتم المبتدأ اال بخبره أ ال ترى، انك لو قلت:

إن تقم، و سكتت، لم يجز. كما لو قلت: زيد، لم يكن كالما، حتى تأتي بالخبر.

و لك أن تجعل خبر المبتدأ جملة، و هي أيض:ا مبت:دأ و خ::بر، كقول:ك: زي:د أب::وه منطل:ق. و كذلك )إن( التي للجزاء، إذا كان الجواب بالفاء، و وقع بعد إلق::اء الكالم مس::تأنفا، ص::لح أن يكون جزاء، و غير ج::زاء. تق::ول: إن ت::أتي ف::أنت محم::ود و ل::ك أن تق::ول: إن ت::أتني. فمن

يكرمك أكرمه. و إن تأتني فمن يبغضك فال وضيعة عليه.

كم«و قوله: شرط، و جوابه الفاء. و ما بعد قوله: )فمن(، شرط آخ::ر، و جواب::ه »فإما يأتين . و هو نظير المبتدأ و الخبر الذي يكون خبره مبتدأ »فال خوف عليهم«الذي بعده من قوله:

و خبرا. و هذا في مقدمات القياسات، يسمى الشرطية المركبة. و ذلك أن المقدم فيها إذاوجب، وجب التالي المرتب عليه.

)الهدى( المذكور في اآلية يحتمل أمرين: أحدهما- البيان و الداللة.

:ا اهبط:وا(و اآلخر- األنبياء و الرسل. و على القول األخير يك:ون قول:ه: آلدم و ح:واء و )قلن أي أتين::ا«2 » »فقال لها و لألرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين«ذريتهما. كما قال:

بما فينا من الخلق طائعين.

. »فمن تبع هداي«و قوله:

______________________________.24( سورة الكهف آية 1)

.12( حم السجدة آية 2)

175ص:

اللغة:

فاالتباع، و االقتداء، و االحتذاء، نظائر. و نقيض االتب::اع: االبت::داع تق::ول: تبع::ه تباع::ا و أتبع::هاتباعا. و تابعه متابعة. و تتبع تتبعا. و استتبع استتباعا.

ع. فعل::ك ش::يئا بع::د ع. و التبيع: ما تبع أثر شيء فهو يتبعه. و التتب و التابع: التالي. و منه التتبشيء. تقول: تتبعت عليه آثاره. و في الحديث: القادة و األتباع.

و القادة: السادة. و األتباع. القوم الذين يتبعونهم. و القوائم، يقال لها تبع.

و التبيع من ولد البقر: العجل، ألنه تبع أمه يعدو. و ثالثة أتبعة- الجمع- و بقرة متب::ع: خلفه::ا تبيع. و خادم متب::ع: معه::ا ول::دها يتبعه::ا حيثم::ا أقبلت و أدب::رت. و أتب::ع فالن فالن::ا. و أتبع::ه

الشيطان: إذا تتبعه يريد به شرا. كما تبع فرعون موسى.

ه تعالى: يطان فكان من الغاوين«قال الل . و فالن يتبع فالنا:«1 » »فأتبعه الش

إذا تتبع مساوئه في مهلة. و التتابع من األشياء: إذا فعل هذا في أثر هذا بال مهلة.

و منه تتابعت األمطار. و تتابعت األشياء. و التبع الظل. و أصل الباب كل::ه. االتب::اع و ه::و أنيتلو شيء شيئا.

. »فال خوف عليهم«قوله:

اللغة:

فالخوف و الجزع، و الفزع. نظائر. و نقيض الخوف: األمن. تقول:

خافه، يخافه خوفا و أخافه إخافة. و تخوف تخوفا. و خوفه تخويفا. و طريق مخوف:

يخافه الناس. و طريق مخيف: تخيف الناس. و التخوف: التنقص. يقال: تخوفناهم:

، أي على تنقص. و أص::ل الب::اب: الخ::وف »أو يأخذهم على تخوف«تنقصناهم. و منه قوله: الذي هو الفزع. و الخوف كله من الضرر. يق::ال: فالن يخ::اف األس::د، أي يخ::اف ض::رره. وه، أي يخاف عقابه. و الحزن، و الهم، و الغم نظائر. و نقيضه السرور. يقال: حزن يخاف الل

حزنا و حزنه حزنا و تحزن تحزنا و حزن

______________________________.174( سورة األعراف آية 1)

176ص:

تحزينا. و الحزن، و الحزن، لغتان. و حزنني، و أحزنني، لغتان. و أنا محزون و محزن. و إذا أف::ردوا الص::وت أو األم::ر، ق::الوا: مح::زن ال غ::ير. و الح::زن من األرض و ال::دواب: م::ا في::ه

خشونة. و األنثى: حزنة. و الفعل: حزن، حزونة. و قولهم:

كيف حشمك و حزانتك؟ أي كيف من تتحزن بأمره. و أصل الباب:

غلظ الهم.

. »فال خوف عليهم و ال هم يحزنون«و قوله:

المعنى:

عمومه يقضي أنه ال يلحقهم خوف أهوال القيامة. و هو قول الجبائي. و قال ابن أخشيذ: اله تع::الى: ه تعالى وصف القيام::ة بعظم الخ::وف. ق::ال الل ::ةيدل على ذلك، ألن الل »إن زلزل

اعة شيء عظيم« . و ألن:ه روي أن:ه يلجم الن::اس الع:رق، و«1 » »شديد« ... إلى قولهالس غير ذلك من الشدائد. و هذا ليس بمعتمد، ألنه ال يمتنع أن يك::ون ه::ؤالء خ::ارجين من ذل::ك الغم. و أما الحزن، فال خالف أنه ال يلحقهم. و من أج:از الخ:وف، ف:رق بين::ه و بين الح:زن، ألن الحزن إنما يق::ع على م::ا يغل::ظ و يعظم من الغم و الهم، فل::ذلك لم يوص::فوا ب::ذلك. و

ألن ما يلحقهم ال يثبت، و يزول وشيكا.«2 » »ال يحزنهم الفزع األكبر«لذلك قال تعالى

قالوا: و يدلك على أن الحزن ما ذكرنا، أنه م:أخوذ من الح:زن، و ه:و م:ا غل:ظ من األرض. فكان ما غلظ من الهم. فأما لحوق الحزن و الخوف في دار الدنيا، فال خالف أن::ه يج::وز أن

يلحقهم، ألن من المعلوم، أن المؤمنين ال ينفكون منه.

و )هداي( بتحريك الياء. و روي عن األعرج )هداي( بسكون الي::اء. و هي غل:ط، إال أن ين:وىالوقف.

و إنما كرر »اهبطوا« ألن أحدهما ك::ان من الجن::ة إلى الس::ماء. و الث::اني من الس::ماء. الىاألرض عند أبي علي. و قيل: المعنى واحد، و كرر تأكيدا. و قيل:

هو على تقدير اختالف حال المعنى، ال اختالف األحوال. كما يقول: اذهب

______________________________.1( سورة الحج آية 1)

.13( سورة األنبياء آية 2)

177ص:

مصاحبا، اذهب سالما معافى. و كأنه على تق:دير ذه:اب يج:امع ذهاب:ا- و إن ك:انت حقيقت:هواحدة.

و لم يك:رر هاهن:ا، ألنه:ا هن:اك«1 » »إما ش::اكرا و إما كف:ورا«و إنما كرر )اما( في قول:ه:للعطف، و هاهنا للجزاء. و إنم::ا هي )إن( ض::م اليه::ا )م::ا( كقول::ه: »و إما تخ::افن من ق::وم

و هداي:«2 »خيانة فانبذ إليهم على سواء«

مثل هواي. و هي لغة قريش، و عامة العرب. و بعض بني سليم يقولون: هوي.

«3 »مثل: علي، و لدي. قال أبو ذؤيب:

«4 »فتخرموا و لكل جنب مصرعسبقوا هوي و اعنقوا لهواهم

في اآلية عن الجحدري، و ابن أبي إسحاق، و عيسى.«5 »و روي هدي

و الصواب ما عليه القراء. و الفرق بين هوي و لدي و علي، و هو أن إلي و علي ولدي مما يلزمها االضافة، و ليست بمتمكنة. ففصلوا بينها و بين األس::ماء المتمكن::ة، كم::ا فص::لوا بين ضمير الفاعل و ضمير المفعول، حين قالوا: ضربت فسكنوا ألج::ل الت::اء، و لم يس::كنوا في

ضربك، إذ الفاعل يلزم الفعل.

[39(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ار هم فيها خالدون ) ذين كفروا و كذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الن (39و ال

قد بينا فيما مضى معنى الكفر و التكذيب، فال وجه إلعادته.

و االستدالل بهذه اآلية- على أن من مات مصرا على الكفر، غير ت::ائب من::ه، فك::ذب بآي::ات ربه، فهو مخلد في نار جهنم- صحيح، ألن الظاهر يفيد ذلك، و االستدالل بها، على أن عمل

الجوارح من الكفر، من حيث قال:

______________________________.3( سورة الدهر: آية 1)

.59( سورة االنفال آية 2)

( الهذلي اسمه خويلد بن خالد بن محرث بن زبيد بن مخ::زوم ينتهي نس::به ل::نزار، و ه::و3)أحد المخضرمين ممن أدرك الجاهلية و اإلسالم.

( لس::ان الع::رب. العن::ق: ض::رب من الس::ير الس::ريع. تخرم::وا: استأص::لوا. و ال::بيت من4)قصيدة يرثي بها أبناءه الخمسة الذين هلكوا في عام واحد.

( في المطبوعة و المخطوطة )هوي(.5)

178ص:

بوا بآياتنا« فبعيد، ألن التكذيب نفسه- و إن لم يكن كفرا، و ه::و ال يق::ع اال من ك::افر-»و كذفهو داللة عليه كالسجود للشمس و غيره.

و قول::ه: »أص::حاب«. فاالص::طحاب، و االجتم::اع، و االق::تران، نظ::ائر و ك::ذلك الص::احب و القرين. و نقيضه: االفتراق. يقال صحبه صحبة. و أصحبه إص::حابا. و اص::طحبوا اص::طحابا و

تصاحبوا تصاحبا. و استصحبوا استصحابا.

.«1 »و صاحبه مصاحبة و الصحب: جماعة. و الصحب، و األصحاب جماعة الصاحب

ه يع::ني و يقال أيضا: الصحبان و الصحبة، و الصحاب. و الصحابة: مصدر قول::ك: ص::حبك الل بالس:المة و أحس:ن ص::حابتك و يق:ال للرج:ل عن:د التودي:ع: معان:ا، مص:احبا و مص:حوب، و مصاحب. و من ق::ال: مص::احب مع::ان، فإنم::ا معن::اه: أنت المص::احب المع::ان. و الص::حبة:

مصدر صحب يصحب. و قد أصحب الرجل: إذا صار صاحبا.

و يقال: قد أصحب الرجل، و قد أشطأ: إذ بلغ ابنه مبل::غ الرج::ال، ال::ذي ص::ار ابن::ه مثل::ه. و »و الأشطأ الزرع: إذا لحقته فراخه. و يقال له: الشطأ. قال أبو عبيدة، و ابن دريد: قول::ه:

ا يصحبون« أى ال يحفظون و أديم مصحب:«2 »هم من

«3 »إذا دبغته و تركت عليه بعض الصوف و الشعر. و أصل الصحبة: المقارنة. و الص::احب هو الحاصل مع آخر مدة، ألنه إذا اجتمع مع::ه وقت::ا واح::دا، ال يق::ال: ص::احب، و لكن يق::ال: صحبه وقتا من الزمان ثم فارق::ه. و الف::رق بين المص::احبة، و المقارن::ة، أن في المص::احبة

داللة على المباالة، و ليس ذلك حاصال في المقارنة. و اتباع الرئيس: أصحابه.

ه(. دالئله، و كتبه التي أنزلها على أنبيائه. و اآلية: الحجة. و )آيات الل

و الداللة، و البيان، و البرهان واحد في أكثر المواض::ع،- و إن ك::ان بينه::ا ف::رق في األص::ل-ألنك تقول داللة هذا الكالم كذا. و ال تقول: آيته، و ال عالمته.

و كذلك تقول: داللة هذا االسم، و ال تقول: برهانه.

______________________________( في المطبوعة و المخطوطة )الصحب(.1)

.43( سورة األنبياء. آية 2)

( في المخطوطة و المطبوعة )اللسحاب(3)

179ص:

ار«و . هم المالزمون لها. كما تقول: أصحاب الص::حراء يع::ني الق::اطنين فيه::ا، »أصحاب النالمالزمين لها.

و الخلود معرب من العرف، يدل على الدوام ألنهم يقولون: ليست الدنيا دار خلود، و أه::ل الجنة مخلدون. يريدون الدوام فأما في أص::ل الوض::ع، فان::ه موض::وع لط::ول الحبس. ف::ان

::ذبوا بآياتن::ا فأولئك لهم ع::ذاب مهين«قيل: لم دخلت الفاء في قوله: ذين كف::روا و ك »و الار«في سورة الحج و لم يقل هاهنا في قوله: ؟ قيل: ألن ما دخلت في::ه »أولئك أصحاب الن

الفاء من خبر )الذي و أخواته( مشبه بالجزاء. و ما لم يكن فيه فاء، فهو على أص::ل الخ::بر. و إذا قلت: ما لي، فهو لك، جاز على وجه، و لم يجز على وجه. ف::ان أردت أن مع::نى )م:ا(

الذي، فهو جائز. و إن أردت أن مالي تريد به المال، ثم تضيفه إلي::ك، كقول::ك: غالمي ل::ك،لم يجز، كما لم يجز، غالمي، فهو لك.

االعراب:

أولئك: يحتمل ثالثة أشياء:«1 »و موضع

أحدها- أن يكون بدال من الذين، أو يكون عطف بيان، و أصحاب النار:

مجرى الوصف. و الخبر، هم فيها خالدون.«2 »بيان عن أولئك، مجراه

و الثاني- أن يكون ابتداء و خبرا في موضع الخبر األول.

، حامض.«3 »و الثالث- أن يكون على خبرين بمنزلة خبر واحد، كقولهم: حلو

[40(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

اي تي أنعمت عليكم و أوف::وا بعه::دي أوف بعه::دكم و إي ::روا نعمتي ال رائيل اذك ي::ا بني إس::(40فارهبون )

______________________________( في المخطوطة )و وضع(.1)

( في المخطوطة )فأجراه(.2)

( في المخطوطة )كقولهم: حلو و حامض(. و في المطبوعة )كقوله حلو و حامض(.3)

180ص:

آية بال خالف.

)يا( حرف نداء. )بني(: جمع ابن. و االبن، و الولد، و النسل، و الذرية متقارب::ة المع::اني. إال الذكر، و الولد يقع على الذكر و األنثى و النسل و الذري::ة تق::ع على«1 »أن االبن يقع على

جميع ذلك. و أصله، من البناء. و ه::و وض::ع الش::يء على الش::يء. و االبن مب::ني على األب تشبيها للبناء على األصل، ألن األب أصل و االبن ف::رع. و يق::ال: تب::نى تبني::ا، و ب::نى بن::اء، و

ابتنى ابتناء، و باناه مباناة. و البنوة:

كما قالوا: الفتوة: مصدر الفتى. و ثنوا الفتى:«2 »مصدر االبن- و إن كان من البناء

فتيان. و يقال: فالن ابن فالن، على التبني. و ال يطل::ق ذل::ك اال على م::ا ك::ان من جنس::ه و شكله تشبيها باالبن الحقيقي. و لهذا ال يقولون: تبنى زيد حمارا، لما لم يكن من جنسه و ال

اتخ::اذ الخلي::ل،«3 »تبنى شاب شيخا لما لم يكن ذلك فيه. و الفرق بين اتخ::اذ االبن و بين أن اتخاذ الخليل، يكون به خليال على الحقيقة، ألن بالمحبة و االطالع على األس::رار المهم::ة

يكون خليال على الحقيقة. و ليس كذلك االبن.

ألن البنوة في الحقيقة، إنما هي الوالدة لالبن.

و )بني( في موضع نصب، ألنه منادى مضاف.

و )إسرائيل( في موضع جر، ألنه مضاف إليه. و فتح، ألن::ه أعجمي ال ينص::رف، ألن )إس::را(ه. و ك::ذلك جبرائي::ل، و ميكائي::ل. و ه بالعبرانية فصار مثل عبد الل معناه: عبد و )ئيل( هو الل

األس::ماء التغي:ير إذا«5 » كم::ا يلحق«4 »من ح::ذف األل:ف من جبرائي::ل، حذف:ه للتع::ريبأعربت، فيلخصون حروفها على العربية.

و في )إسرائيل( خمس لغات: حكى األخفش: إسرال، بكسر الهمزة من غير ي::اء. و حكي:أسرال، بفتح الهمزة. و يقول بعضهم: إسريل، فيميلون. و حكى

______________________________( في المخطوطة )يقع على( ساقطه.1)

( في المطبوعة )من الباء(.2)

( في المطبوعة )و بين( ساقطة.3)

( في المخطوطة )للتعريف(4)

( في المخطوطة )كما ال يلحق(5)

181ص:

قطرب: سرال، من غ::ير هم::ز و ال ي::اء، و اس::راين، ب::النون. و الخ::امس- إس::رايل، ق::راءةإلياس. و حمزة وحده مد بغير ألف.

المعنى:

و قال أكثر المفسرين: إن المعنى، يا بني إسرائيل، أحبار اليهود ال::ذين ك::انوا بين ظه::راني:ه )ص(. و ه:و المحكي عن ابن عب::اس. و ق:ال الجب:ائي: المع:ني ب:ه بن:و مهاجر رسول الل

»ي::ا بني آدم خ::ذواإسرائيل من اليهود و النص::ارى. و نس::بهم إلى األب األعلى، كم::ا ق::ال:.«1 »زينتكم عند كل مسجد«

اللغة:

. فالذكر، و التنبيه، و التيقظ، نظائر. و نقيضه: التغافل يقال: ذك::ره ي::ذكره »اذكروا«قوله: ذكرا. و أذكره إذكارا. و استذكره استذكارا. و تذكره تذكرا. و ذكره تذكارا. و اذكر اذكارا. و قال صاحب العين: الذكر: الحفظ للشيء تذكره. تقول: هو مني على ذكر. و ال::ذكر: ج::ري

الشيء على لسانك.

ه لذكر لك و لقوم::ك«تقول: جرى منه ذكر. و الذكر: الشرف، و الصيت لقوله: «2 » »و إن و الذكر: الكتاب الذي فيه تفصيل الدين و كل كتاب من كتب األنبياء ذكر. و الذكر: الصالة، و ال::دعاء. و قي::ل: ك::انت األنبي::اء إذا ح::زنهم أم::ر فزع::وا إلى ال::ذكر أي الص::الة، يقوم::ون

فيصلون. و ذكر الحق: هو الصك.

و الذكرى: هو اسم للتذكير. و الذكر: ذكر الرجل معروف. و الجمع: ال::ذكرة و له::ذا س::مي ما ينسب اليه، المذاكير. و ال يفرد. و إن أفرد فمذكر، مثل مقدم و مقاديم. و الذكر: خالف األنثى. و جمعه: ذكور، و ذكران. و من الدواب، ذكورة ال غير. و الذكر من الحديد: أيبسه و

أشده. و لذلك يسمى السيف، مذكر.

و امرأة مذكرة، و ناقة مذكرة: إذا كانت خلقتها تشبه خلقة الذكر، و أش::بهته في ش::مائلها.و امرأة مذكار: إذا أكثرت والدة الذكور. و عكسه: مئناث. و يقال

______________________________.3( سورة االعراف آية 1)

.44( الزخرف آية 2)

182ص:

للحبلى: أيسرت، و أكثرت أي يسر عليها، و ولدت ذكورا. و ال::ذكر: ض::د النس::يان. و رج::لذكر: شهم من الرجال، ماهر في أموره. و اصل الباب:

الذكر الذي هو التنبيه على الشيء. و الذكر: الوصف بالمدح و الثناء أو بالمدح و الهجاء.

وها«. المراد بها الجماعة. كما قال تعالى: »نعمتي«و قوله: ه ال تحص:: »و إن تعدوا نعمة الل و النعمة و إن كانت على أسالفهم جاز أن تضاف اليهم.«1»

كما يقول القائل إذا فاخره غيره: هزمن::اكم ي::وم ذي ق::ار، و قتلن::اكم ي::وم الفج::ار، و ب::ددنا جمعكم يوم النار. و المراد بذلك، جميع النعم الواصلة اليهم، مما اختص::وا ب::ه، دون آب::ائهم، أو اشتركوا في:ه معهم، و ك:ان نعم:ة على الجمي::ع. فمن ذل:ك تبقي:ة آب:ائهم ح:تى تناس:لوا، فصاروا من أوالدهم. و من ذلك، خلقه إياهم على وج::ه يمكنهم االس::تدالل على توحي::ده، و الوصول الى معرفته، فيشكروا نعمه، و يستحقوا ثوابه و من ذلك ما ال يحلون منه في ك::ل وقت من منفعة و دفع مض::رة. ف::القول األول ه::و الت::ذكير بالنعم::ة عليهم في أس::الفهم. و القول الثاني: تذكير جميع النعم عليهم و النعم التي على أسالفهم، ما ذكر في قوله تعالى:ه عليكم إذ جع::ل فيكم أنبي::اء و جعلكم ::روا نعمت الل »و إذ قال موسى لقوم::ه ي::ا ق::وم اذك

«2 »ملوكا و آتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين«

. في موضع جزم، ألنه جواب األمر. »أوف بعهدكم«و قوله:

اللغة:

ق::ال ص::احب العين: تق::ول وفيت بعه::دك وف::اء. و لغ::ة أه::ل تهام::ة: أوفيت بعه::دك. و هيالقرآن. قال الشاعر في الجمع بين اللغتين:

كما وفى بقالص النجم حاديهاأما ابن عوف فقد أوفى بذمته

يعني به الدبران. و هو الت::الي و تق::ول: وفى، يفي وف::اء و أوفى، ي::وفي ايف::اء و اس::توفى، استيفاء و توفى، توفيا. و وفى، توفية. و توافى، توافي::ا و واف::اه مواف::اة. و ك::ل ش::يء بل::غ

تمام الكالم فقد وفى و تم. و كذلك درهم واف، ألنه

______________________________.18. و سورة النحل: آية 34( سورة ابراهيم آية 1)

.22( سورة المائدة: آية 2)

183ص:

درهم و في مثقاال. و كيل واف و رجل وف::ا: ذو وف::اء و أوفى فالن على ش::رف من األرض إذا أشرف فوقها. و تقول: أوفيته حقه. و وفيته اجره. و الوفاة: المنية توفى فالن، و توفاه

ه: إذا قبض نفسه. و اصل الباب: الوفاء و هذا هو اإلتمام. الل

و من أكرم اخالق النفس الوفاء. و من أدونها، و ارذلها الغدر.

المعنى:

قال ابن عباس: أوفوا بما أمرتكم من طاعتي، »أوفوا بعهدي أوف بعهدكم«و معنى قوله:ه عليه و آله و غ::يره اي ارض::ى: »أوف بعه::دكم«و نهيتكم عن معصيتي في النبي صلى الل

عنكم، و أدخلكم الجنة و سمي ذلك عهدا، ألنه تق::دم ب::ذلك اليهم في الكتب الس::ابقة كم::ا .«1 » »يعرفونه كما يعرفون أبناءهم و إن فريقا منهم ليكتمون الحق و هم يعلم::ون«قال:

و العهد: هو العقد عليهم في الكتاب السابق بما أمروا به، و نهوا عن::ه. ق::ال بعض::هم: انم::اه تع::الى: ه ميث::اقجعله عهدا، لتأكيده بمنزلة العهد ال::ذي ه::و اليمين ق::ال الل »و إذ أخ::ذ الل

اس و ال تكتمونه« ه للن نن ذين أوتوا الكتاب لتبي و قال الحس::ن: العه::د ال::ذي عاه:دهم«2 »العليه حيث قال:

)و لق::د اي م::ا في الكت::اب في قول::ه: »و اذكروا ما في::ه« اي بجد»خذوا ما آتيناكم بقوة«ي معكم لئن أقمتم ه إن ه ميثاق بني إسرائيل و بعثنا منهم اثني عشر نقيبا و ق::ال الل أخذ الل

كاة و آمنتم برسلي ... و قال الجبائي: جع::ل تعريف::ه«3 » الى آخر اآلية(الصالة و آتيتم الز إياهم نعمه عهدا عليهم و ميثاقا ألنه يلزمهم القيام بما يأمرهم ب::ه من ش::كر ه::ذه النعم::ة،

كما يلزمهم الوفاء بالعهد، و الميثاق الذي يأخذ عليهم.

و القول األول أقوى، ألن عليه أكثر المفسرين، و به يشهد القرآن.

اي«قوله: . »و إي

االعراب:

)و إياي( ضمير منصوب. و ال يجوز أن يكون منصوبا بقوله:

، ألنه مشغول. كما ال يجوز في قولك: زيدا فاضربه. أن يكون»فارهبون«

______________________________.146( سورة البقرة: آية 1)

.187( سورة آل عمران: آية 2)

.13( سورة المائدة 3)

184ص:

منصوبا بقول:ه: فاض::ربه. لكن::ه يك::ون منص::وبا بفع::ل دل علي::ه م::ا ه:و م:ذكور في اللف::ظ. تقديره: و إياي ارهبوا. و ال يظهر ذلك، لالستغناء عنه بم::ا يفس::ره، و إن ص::ح تق::ديره. و ال

إال على تق::دير مح::ذوف. كم::ا »ف::ارهبون«يجوز في مثل ذلك الرفع على أن يك::ون الخ::برأنشد سبيويه:

و أكرومة الحيين خلو كما هياو قائلة: خوالن فانكح فتاتهم

ارقة ف::اقطعواتقديره: و قائلة: هذه خ::والن. و على ه::ذا، حم::ل قول::ه: ارق و الس:: »و الس::اني فاجلدوا كل واحد منهم::ا« و قوله:«1 »أيديهما« انية و الز تق::ديره مم::ا يتلى«2 » »الز

عليكم، السارق و السارقة. و فيما فرض عليكم، الزانية و الزاني.

»فارهبون«و قوله:

اللغة:

فالرهبة، و الخشية، و المخافة، نظائر. و ضدها: الرغبة. تقول: رهب رهبة:

و أرهبه، إرهابا، و رهبه، ترهيبا. و استرهب، استرهابا. و يق::ال: رهب فالن ي::رهب. رهب::ا، ورهابا، و رهبة: إذا خاف من شيء. و منه اشتقاق الراهب.

و االسم: الرهبة. و من أمثالهم: رهبوت خير من رحموت. أي ترهب خ::ير من أن ت::رحم. والترهب: التعبد في صومعة. الجمع: الرهبان. و الرهبانية: خطباء.

و الفرق بين الخوف و الرهبة: أن الخوف هو شك في أن الضرر يقع أم ال. و الرهبة:

معها العلم بأن الضرر واقع عند شرط، فان لم يحصل ذلك الشرط، لم يقع.

تي أنعمت«و اختير تحريك الياء في قوله: ألنه لقيها أل:ف و الم فلم يكن ب:د من »نعمتي ال اسقاطها أو تحريكها، و كان التحريك أولى، ألن::ه أدل على األص:ل و أش:كل بم:ا يل:زم الالم

رفوا«في االستئناف، من فتح ألف الوصل، و اسكان الياء في قوله: ذين أس:: »ي::ا عب::ادي ال أجود، ألن من ح::ق االض::افة، أال تثبت في الن::داء. و إذا لم تثبت فال س::بيل الى تحريكه::ا. و

ذين يستمعون«قوله: ر عباد ال االختيار ح::ذف الي::اء، ألن::ه رأس آي::ة. و رؤوس اآلي ال »فبشيثبت فيها

______________________________.41( سورة المائدة: آية 1)

20( سورة النور: آية 2)

185ص:

الياء، ألنها فيه اصل ينوى فيها الوقف كما يفعل ذلك في القوافي. و مثل قوله:

تي« دد« قوله:»نعمتي ال في ان االختي::ار تحري::ك الي::اء، و ان ك::ان م:ع االل::ف و »أخي اش::دد«الالم أقوى، لما تقدم ذكره مع المش::اكلة و ال::رد الى األص::ل. و في : س::بب »أخي اش::

. اال ابن »ف::ارهبون«واحد، و هو انه ادل على األصل. و اجمعوا على إسقاط الياء من قوله كثير، فانه أثبتها في الوصل دون الوقف و الوجه حذفها لكراهي::ة الوق::ف على الي::اء. و في

كسر النون داللة على ذهاب الياء.

[41(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

و آمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم و ال تكونوا أول كافر به و ال تشتروا بآياتي ثمن::ا قليال وقون ) اي فات (41إي

آية واحدة بال خالف

المعنى:

معناه صدقوا، ألنا قد بينا ان االيمان هو التصديق.»آمنوا«

يعني بما أنزلت على محمد )ص( من القرآن.»بما أنزلت«

يعني ان القرآن مصدق لما مع اليهود من ب::ني إس::رائيل من الت::وراة. و »مصدقا«و قوله: أمرهم بالتصديق بالقرآن، و أخبرهم ان فيه تص::ديقهم ب::التوراة، ألن ال::ذي في الق::رآن من االمر باإلقرار بنبوة محمد )ص(، و تصديقه نظير الذي في التوراة و اإلنجيل. و موافق لم::ا

تقدم من االخبار به، فهو مصداق ذلك الخبر.

و قال قوم: معناه انه مصدق بالتوراة و اإلنجيل الذي فيه الداللة على انه حق.

و االول أوجه، ألن على ذلك الوجه حجة عليهم، دون هذا الوجه.

االعراب:

و نصب )مصدقا( على الحال من اله::اء المحذوف::ة، كأن::ه ق::ال: أنزلت::ه مص::دقا و يص::لح انينصب ب )آمنوا( كأنه قيل: آمنوا بالقرآن مصدقا.

و المعني بقوله: )آمنوا( اهل الكتاب من بني إسرائيل، ألنه في ذكرهم.

و فيه احتجاج عليهم، إذ جاء بالصفة التي تقدمت بها بشارة موسى و عيسى عليهما

186ص:

السالم. و هو امر باإلقرار بالنبوة، و ما جاءت به من الشريعة.

اللغة:

::وا أول ك::افر«و انما وحد )كافرا( في قوله: ، و قبل::ه جم::ع، لم::ا ذك::ره الف::راء و »و ال تكون األخفش: و هو أنه ذهب مذهب الفعل، كأنه قال: أول من كفر به. و لو أراد االسم لما جاز إال الجمع و مثل ذلك قول القائل للجماعة: ال تكونوا أول رجل يفعل ذلك قال الم::برد: ه::ذا الذي ذكره الفراء خارج عن المع::نى المفه::وم، ألن الفع::ل هاهن::ا و االس::م س::واء. إذا ق::ال القائل: زيد أول رجل جاء فمعناه أول الرج::ال ال::ذين ج::اؤوا رجال رجال، و ل::ذلك ق::ال: أول كافر، و أول م:ؤمن و معن::اه: أول الك:افرين و أول المؤم:نين ال فص:ل بينهم:ا في لغ:ة و ال

قياس. أال ترى أنك تق::ول: رأيت مؤمن::ا، و رأيت ك::افرا كم::ا تق::ول: رأيت رجال ال يك::ون إال ذلك، ألنك انما رأيت واحدا، كما تقول: رأيت زيدا أفضل م::ؤمن، و زي::د أفض::ل ح::ر، و زي::د أفضل رجل، و أنبل غالم، و ليس بين ذلك اختالف. و لكن جاز و ال تكون::وا أول قبي::ل ك::افر به، و أول حزب كافر به، و هو مما يسوغ فيه النعت، و يبين به االسم، ألنك تق::ول: ج::اءني قبيل صالح، و ج:اءني حي ك:ريم، فينعت ب:ه الجم:ع، إذا ك:ان الجم:ع اس:ما واح::دا لجميع:ه كقولك: نفر، و قبيل، و حزب، و جمع و ال تقول: جاءني رجل كريم، و انت تريد برجل نف::را كما تقول: نفر كريم، ألن النعت جار على المنعوت و االسم منف::رد بنفس::ه و نظ::ير قول::ه:

)أول كافر(، قول الشاعر:

«1 »و إذا هم جاعوا فشر جياعفإذا هم طعموا فأألم طاعم

المعنى:

ق::ال ق::وم: يع::ني ب::القرآن من أه::ل الكت::اب: ألن »و ال تكونوا أول كافر به«و معنى قوله: قريش::ا كف::رت ب::ه قبلهم بمك::ة. و قي::ل: معن::اه: ال تكون::وا أول ك::افر ب::ه أي ال تكون::وا أول السابقين بالكفر فيه فيتبعكم الناس أي ال تكونوا أئمة في الكفر به. و قي::ل: ال تكون::وا أول

كافر به اي أول جاحد به إن صفته في كتابكم.

______________________________( لرجل جاهلي. معاني القرآن للفراء. طعموا: شبعوا.1)

187ص:

اللغة:

و األول و السابق و المتقدم نظائر. و يقال أول و آخر و أول و ثان. و األول:

هو الموجود قبل اآلخر. و األول قبل ك::ل ش::يء ين::اقض الوص::ف بان::ه مح::دث و يعلم ذل::كضرورة.

»بم:او الهاء في قوله: )به( قيل في:ه ثالث:ة اق::وال: أح::دها- ان:ه يع:ود الى )م:ا( في قول:ه: و هو األجود.أنزلت«

و الثاني- ال تكونوا أول كافر به اي بمحمد )ص(.

و الثالث- أول كافر بما معكم، من كتابكم، ألنهم إذا جح::دوا م::ا في::ه من ص::فة الن::بي )ص( فقد كفروا به و االول قول ابن جريج. و انما كان هو األجود ألنه أشكل بما تق::دم. و الث::اني قول أبي الغالية. و الث:الث حك:اه الزج:اج و ق:واه ب:أنهم كف:روا ب:القرآن. و انم::ا قي:ل: و ال تكونوا أول كافر بكتابكم اي صفة محمد )ص( فيه. و قال الرماني: و إنما عظم أول الكف::ر ألنهم إذا كانوا ائمة فيه و قدوة في الضاللة كان كفرهم أعظم. كم::ا روي عن الن::بي )ص(:ة حسنة فله أجرها و اجر من عمل بها الى يوم القيامة. و من سن س:نة س:يئة من سن سن كان عليه وزرها و وزر من عمل بها الى يوم القيام::ة. و ليس في نهي::ه عن ان يكون::وا أول كافر داللة على انه يجوز ان يكون::وا آخ::ر ك::افر، ألن المقص::ود من الكالم النهي عن الكف::ر

على كل حال و خص االول بالذكر لما قدمنا من عظم موقعه كما قال الشاعر:

عاجل الفحش و ال سوء الجزعمن أناس ليس في أخالقهم

و ليس يريد ان فيهم فحشا آجال.

. فالثمن و العوض و البدل نظائر. و بينها فرق فالثمن: »ثمنا قليال«و قوله:

هو البدل في البيع من العين او الورق. و إذا استعمل في غيرهما كان مشبها بهما و مجازا. و العوض: هو البدل الذي ينتفع به كائنا ما ك::ان. و ام::ا الب::دل: فه::و الجع::ل للش::يء مك::ان

غيره. و يقال: ثمنه تثمينا. و ثامنه مثامنة. و يجمع الثمن اثمانا و اثمنا. و يروى بيت زهير:

188ص:

و عزت اثمن البدن

جم::ع ثمن. و من روى أثمن الب::دن: أراد الثمين::ة منه::ا أي أكثره::ا ثمن::ا. و الثمن ج::زء من الثمانية اجزاء، من اي مال ك::ان. و ث::وب ثمين: إذا ك::ان كث::ير الثمن و الف::رق بين الثمن و

القيمة، أن الثمن قد يكون وفقا، و قد يكون بخسا، و قد يكون زائدا.

و القيمة ال تكون اال مساوية المقدار للمثمن من غ::ير نقص:ان و ال زي::ادة. و ك::ل مال:ه ثمنفهو مال. و ليس كل ملك له ثمن.

و القليل، و الحقير، و اليسير، نظائر. و ضده: الكثير. تق:ول: ق:ل، يق:ل، قل::ة. و اق::ل من::ه،إقالال. و استقل استقالال. و تقلل، تقلال. و قلله، تقليال.

و قليل، و قالل، بمعنى ]واحد[. و رجل قلي::ل أي قص::ير. و ق::ل الش::يء: اقل::ه. و القل::ة، والقل لغتان. و القلة: راس كل شيء. و الرجل يقل شيئا: يحمله. و كذلك يستقله.

و استقل الطائر: إذا ارتفع. و قلة الجبل: أعاله. و هي قطعة تستدير في أعاله.

و هي القلة. و القلة التي جاءت في الحديث مثل: قالل هجر. قيل إنها جرار عظام.

و القلة: النقصان من العدد. و قيل في الصغر.

فأدخل )الباء( في اآلي::ات دون الثمن. و في س::ورة »و ال تشتروا بآياتي ثمنا قليال«و قوله: ق::ال الف:راء: إنم::ا ك:ان ك:ذلك،«1 » »و شروه بثمن بخس«يوسف، في الثمن. في قوله:

ألن العوض كلها، أنت مخير فيها في إدخال الباء. إن شئت قلت: اشتريت الثوب بكس::اء. وإن شئت قلت: اشتريت بالثوب كساء.

أيهما جعلته ثمنا لصاحبه، ج::از ف:إذا جئت الى ال:دراهم و ال:دنانير، وض::عت الب:اء في الثمن، ألن الدراهم ثمن أبدا. »بثمن بخس«كقوله:

ق::ال علي::ه »و ال تشتروا بآي::اتي ثمن::ا قليال« في قوله:و روي عن أبي جعفر )عليه السالم( السالم: كان ليحيى بن أخطب و كعب بن اشرف، و آخرين منهم مأكلة على يه::ود في ك::ل سنة. و كرهوا بطالنها بأمر النبي »ص« فحرفوا لذلك آيات من التوراة فيها صفته و ذك:ره،

فذلك الثمن القليل الذي أريد به في اآلية.

______________________________.20( سورة يوسف: آية 1)

189ص:

ال يدل على أنه إذا كان كث::يرا يج::وز مش::ترى ب::ه، »ال تشتروا بآياتي ثمنا قليال«و تقييده به كان قليال، و انه ال يجوز أن يك::ون ألن المقصود من الكالم، أن أي شيء باعوا به آيات الل

::ه«له ثمن يساويه. كقوله: ه إلها آخر ال برهان له ب انم::ا أراد ب::ذلك«1 » »و من يدع مع الل »ونفي البرهان عنه على كل ح::ال، و أن::ه ال يج::وز أن يك::ون علي::ه بره::ان. و مثل::ه قول::ه:

::ر ح::ق« ين بغي بي و انم::ا أراد ان قتلهم ال يك::ون إال بغ::ير الح::ق نظ::ائر ذل::ك«2 »يقتلون النكثيرة. و مثله قول الشاعر:

على الحب ال يهتدى بمناره

و انما أراد: ال منار هناك فيهتدى به. و لذلك نظائر نذكرها إذا انتهينا اليه إن شاء الله.

[42(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

(42و ال تلبسوا الحق بالباطل و تكتموا الحق و أنتم تعلمون )

آية واحدة بال خالف.

اللغة:

اللبس، و الستر، و التغطية، و التعمية، نظائر. و الفرق بين التعمية، و التغطي::ة ان التعمي::ةقد تكون بالنقصان و الزيادة، و التغطية تكون بالزيادة. و ضد الستر:

الكشف. و ضد اللبس: اإليضاح. يقال: لبس، لبسا. و ألبسه، إلباسا.

س، تلبسا. و لبسه، تلبيسا و البسه، مالبسة. و اللباس ما واريت ب::ه و التبس، التباسا. و تلبجسدك. و لباس التقوى: الحياء و الفعل: لبس، يلبس. و اللبس:

خلط األمور بعضها ببعض. إذا التبست. و اللبوس: الدروع. و ك::ل ش::يء تحص::نت ب::ه، فه::وه تعالى: مناه صنعة لبوس لكم«لبوس. قال الل . قال الشاعر:«3 » »و عل

إما نعيمها و إما بؤسهاالبس لكل حالة لبوسها

و ثوب لبيس. و جمعه: ألبس. و اللبسة: ضرب من اللباس. و الفعل: لبس

______________________________.108( سورة المؤمنون: آية 1)

.21( سورة آل عمران: آية 2)

.80( سورة األنبياء آية 3)

190ص:

»و للبسنايلبس، لبسا، و لبسة واحدة. و يقال: لبست األمر ألبسه: إذا عميته. و منه قوله: . و ال بست الرجل مالبسة: إذا ع::رفت دخلت::ه. و في فالن ملبس:«1 »عليهم ما يلبسون«

إذا ك::ان في::ه مس::تمع. و في أم::ره لبس::ة: أي ليس بواض::ح و أص::ل اللبس: الس::تر: ق::الاألخطل:

»حتى تجلل راسي الشيب فاش::تعالو قد لبست لهذا الدهر أعصره2»

و الف::رق بين اللبس، و اإلخف::اء، و ال::ريب، و االش::كال. أن اإلخف::اء يمكن أن ي::درك مع::ه المعنى. و ال يمكن إدراك المعنى مع اللبس. و الريب معه تهمة المشكوك فيه. و االش::كال قد ي::درك مع::ه المع::نى، إال أن::ه بص::عوبة، ألج::ل التعقي::د. و أس::باب اإللب::اس كث::يرة: منه::ا-

االشتراك. و منها- االختالف. و منها- االختزال.

و هو: حذف مقدمه و شرطه، أو ركنه. و منها- االختالط، و البسط. و هو:

المنع من إدراك الشيء، تشبيها بما يمنع من إدراكه بالستر و التغطية. و منه

يا حار، إنه ملبوس عليك. إن الح::ق ال يع::رف بالرج::ال.قول النبي )ص( للحارث بن خوط:اعرف الحق تعرف أهله.

و البطالن، و الفساد، و الكذب، و الزور، و البهتان، نظائر. و ضد الحق:

الباطل. يقال: بطل، بطوال، و بطال، و بطالنا: إذا تلف. و أبطلته، إبطاال:

إذا أتلفته. و البطل، و الباطل، واحد. و بطل الرجل، بطولة إذا صار بطال. و يقال:

رجل بطل. و ال يقال: امرأة بطلة. و بطل، بطالة: إذا هزل، و كان بطاال.

و األباطل: جمع إبطالة و أبطولة. و الباطل: ضد الحق. و أبطلته: جعلته باطال.

و أبطل فالن: إذا جاء بباطل. و البطل: الشجاع ال:ذي يبط::ل جراحات::ه، ال يك::ترث له:ا، و التكفه عن نجدته. و أصل الباطل، الخبر الكذب. ثم كثر حتى قيل لكل فاسد.

و يقال: فعل باطل أي قبيح. و بناء باطل أي منتقض. و زرع باطل أي محترق تالف.

______________________________.9( سورة االنعام. آية 1)

( ديوانه. و اعصرج عصر. و لبس له اعصره: عاش و قلبي خيره و شره و تجلل الشيب2)الرأس عاله. و في المطبوعة و لمخطوطة )تخلل(.

191ص:

المعنى:

و معنى لبسهم الحق بالباط::ل: أنهم آمن:وا ببعض الكت:اب، و كف:روا ببعض، فخلط:وا الح:ق بالباطل، ألنهم جحدوا صفة محمد )ص( فذلك الباطل، و أقروا بغيره مما في الكت::اب على ما هو به، و ذلك حق. و قال ابن عباس: ال تخلطوا الصدق بالكذب. و ق::ال الحس:ن: كتم:وا صفة محمد )ص( و دينه، و هو الحق. و أظهروا دين اليهودية و النصرانية. و ق::ال ابن زي::د:

الحق: التوراة التي أنزلها الله على موسى.

و الباطل: ما لبسوه بأيديهم. و اللبس في اآلية: قيل معن:اه: التعمي:ة. و قي::ل: خل:ط الح:قون«بالباطل، عن ابن عباس. و منه قوله: أي لخلطن::ا عليهم م::ا »و للبسنا عليهم ما يلبس::

يخلطون. قال العجاج:

«1 »عيين و استبدلن زيدا منيلما لبسن الحق بالتجني

و قال بعضهم: الحق: إقرارهم بأن محمدا )ص( مبعوث إلى غيرهم. و الباطل إنك::ارهم أن يكون بعث إليهم. و هذا ض::عيف، ألن::ه إن ج::از ذل::ك على نف::ر يس::ير، لم يج::ز على الخل::ق

الكثير، مع إظهار النبي )ص( و تكذيبهم فيه، و إقامة الحجة عليهم.

االعراب:

يحتمل أمرين من االعراب. أحدها- الجزم على النفي، كأنه قال: »و تكتموا الحق«و قوله: ال تلبسوا الحق، و ال تكتموه. و اآلخر- النصب على الظرف، كأنه ق::ال: ال تجمع::وا اللبس و

الكتمان. كما قال الشاعر:

«2 »عار عليك إذا فعلت عظيمال تنه عن خلق و تأتي مثله

و مثله: ال يسعني شيء، و يعجز عن::ك. و عن::د الخلي::ل و س::يبويه، و األخفش، ينص::ب مث::لذلك، بإضمار أن. و يكون تقدير الكالم: ال يكن منكم لبس الحق

______________________________( ديوانه1)

( هذا البيت روي في عدة قصائد لعدة شعراء. نسب لألخطل. و نسب للمتوكل الليثي و2)نسب لسابق البربري و نسب للطرماح و نسب ألبي األسود الدؤلي

192ص:

و كتمانه. و دل »تلبسوا« على اللبس و »تكتموا« على الكتمان. كما تقول: من كذب ك::انشرا له. فكذب دليل على الكذب. فكأنه قال: من كذب كان الكذب شرا له.

»و أنتم تعلمون«قوله:

المعنى:

قال قوم: هو متوجه إلى رؤساء أه::ل الكت::اب، و ل::ذلك وص::فهم ب::أنهم يحرف::ون الكلم عن »و تكتم::ونمواضعه للتلبيس على أتباعهم- قالوا- و هذا تقبيح لما يفعلونه. و كذلك قول::ه:

أي تتركون االعتراف به، و أنتم تعرفونه أي تجح::دون م::ا تعلم::ون. و جح::د المعان::دالحق«

أعظم من جحد الجاهل. و من قال هذا، ال يلزمه ما يتعلق به أهل التعارف، من هذه اآلي::ة،::ه أخ::بر أنهم يكتم::ون الح::ق و هم يعلم::ون، ألن::ه إذا خص الخط::اب من ق::ولهم: إن الل بالرؤساء- و هم نفر قليل- فقد جوز على مثلهم العناد و االجتماع على الكتمان. و إنما يمنع مع ذلك في الجماعة الكث::يرة، لم::ا يرج::ع الى الع:ادات، و اختالف ال::دواعي. كم::ا قي::ل في الفرق بين الت::واطي و االتف::اق في الع::دد الكث::ير. و ق::ال بعض::هم: و أنتم تعلم::ون البعث وه ال يج::وز أن الجزاء. فان قيل: كيف يصح ذلك على أصلكم الذي تقولون: إن من عرف الل

يكفر؟.

و هؤالء إذا كانوا كفارا، و ماتوا على كفرهم. كيف يجوز أن يكونوا عارفين بصفة محم::د، و::ه، و عن::دكم م::ا عرف::وا الله؟ أنه حق، بما معهم من التوراة. و ذلك مب::ني على معرف::ة الله، إذا ك:ان معرفت::ه على وج:ه يس:تحق به:ا ه الذي يمنع أن يكف:ر من ع:رف الل قيل: إن الل الثواب، فال يجوز أن يكفر، ألن::ه ي::ؤدي إلى اجتم::اع الث::واب ال::دائم على إيمان::ه، و العق::ابه الدائم على كفره. و اإلحباط باطل. و ذلك خالف اإلجماع. و ال يمتنع أن يكونوا عرف::وا الل على وجه ال يستحقون به الثواب ألن الثواب إنم::ا يس::تحق، ب::أن يكون::وا نظ::روا من الوج::ه ال::ذي وجب عليهم. فأم::ا إذا نظ::روا بغ::ير ذل::ك، فال يس::تحقون الث::واب، فيكون::وا على ه::ذاه و بالكتاب ال::ذي أنزل::ه على موس::ى، و ع::ارفين بص::فات الن::بي )ص(. لكن ال عارفين بالل

يؤمنون مستحقين الثواب.

193ص:

و على ه::ذا يج::وز أن يكف::روا. و في الن::اس من ق::ال: اس::تحقاقهم الث::واب على إيم::انهم، مشروط بالموافاة. فإذا لم يوافوا به، لم يستحقوا الثواب. فعلى هذا أيضا، يجوز أن يكونوا عارفين، و إن لم يكونوا مستحقين لثواب يبطل بالكفر. و المعتمد األول. و قال قوم: اآلي::ة متوجهة إلى المنافقين منهم. و كان خلطهم الحق بالباطل ما أظهروا بلسانهم من اإلق::رار

»و أنتمبالنبي )ص( بما يستبطنونه من الكفر. و هذا يمكننا االعتماد علي::ه، و يك::ون قول::ه: معناه أنكم تعلمون أنكم تظهرون خالف ما تبطنون::ه. و ه::ذا أس::لم من ك::ل وج::هتعلمون«

أي عن::د أنفس::كم، ألنهم إذا »و أنتم تعلم::ون«على أصلنا. و يمكن أن يق::ال: مع::نى قول::ه:ه، و فيه::ا ذك::ر الن:بي، فهم ع:المون كانوا يعتقدون أنهم عالمون بالتوراة، و بأنه من عند الل

عند أنفسهم بنبوته، لكن يكابرون.

[43(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

اكعين ) كاة و اركعوا مع الر (43و أقيموا الصالة و آتوا الز

آية بال خالف.

اللغة:

الصالة في أصل اللغة: الدعاء. قال األعشى:

نوما فان لجنب المرء مضطجعاعليك مثل الذي صليت فاغتمضي

أي دعوت. و قال آخر:

«1 »و صلى على دنها و ارتسمو قابلها الريح في دنها

أي و دعا. و قيل: أصلها: اللزوم. من قول الشاعر:

و اني لحرها اليوم صاللم أكن من جناتها علم الله

أي مالزم لحرها. و كان معنى الصالة، مالزمة العبادة على الحد الذي أمر

______________________________.56: 1( مر الكالم في هذا البيت 1)

194ص:

الله عز و جل. و قيل: أصلها: الصال و ه::و عظم العج::ز لرفع::ه في الرك::وع و الس::جود منقول الشاعر:

«1 »و غودر بالجوالن حزم و نائلفآب مصلوه بغير جلية

اي الذين جاؤوا في صال السابق. و القول األول أقرب إلى معنى الصالة في الشرع. و ق::دبينا معنى إقامة الصالة فيما مضى، فال وجه إلعادته.

كاة«و قوله: . فالزكاة. و النماء، و الزيادة، نظائر في اللغة. »و آتوا الز

و نقيض الزيادة: النقصان. و يقال: زكا، يزك::و زك::اء. و ت::زكى، تزكي::ة. ق::ال ص::احب العين:الزكاة، زكاة المال، و هو تطهيره. و منه زكى، يزكى، تزكية.

و الزكاة: زكاة الصالح. تقول: رجل تقي زكي. و رج::ال أتقي::اء أزكي:اء. و ال:زرع زك::ا زك::اء- ممدود-. و كل شيء يزداد و ينمو، فهو يزكو زكاء. و تق::ول: ه::ذا ال يزك::و بفالن أي ال يلي::ق

به. قال الشاعر:

يختال قد أشرق للناظرالمال يزكو بك مستكثرا

و مصدر الزكاة: ممدود. و يقال: إن فالنا لزكا النقد أي حاضره و عتيده.

و الزكا: الشفع قال الشاعر:

«2 »لم يخلقوا و جدود الناس تعتلجكانوا خسا أو زكا من دون أربعة

ه في::ه. و و الخسا: الوتر. و أصل الباب: النمو، و الزكاة تنمي المال بالبركة ال::تي يجع::ل الل سمي بالزكاة في الشريعة، ما يجب إخراجه من المال، ألنه نماء م:ا ينقى و يثم::ر. و قي::ل:

::ر نفس«بل مدح لما ينقى، ألنه زكي أي مطهر. كما قال: ة بغي أي«3 » »أ قتلت نفسا زكي. فالركوع، و االنحناء، و االنخفاض نظائر في اللغة. »و اركعوا«طاهرة- و قوله:

يقال: ركع، و رفع. قال الشاعر:

______________________________ ( في التفسير الكبير )و آب مضلوه(. من أضل القوم ميتهم: إذا واروه في ق::بره، و في::ه1)

بدل )يغير جلية( بعين جلية: و الشعر للنابغة.

( اللسان مادة )خسا(. و قد نقله القراء عن الدبيرية. زكا: تقوله الع::رب لل::زوج و خس::ا2)للفرد: تعتلج تضطرع.

.74( سورة الكهف آية: 3)

195ص:

«1 »تركع يوما و الدهر قد رفعهال تهين الفقير علك أن

قال أبو زيد: الراكع: الذي يكبو على وجهه. و منه الركوع في الصالة.

قال الشاعر:

«2 »على شقاء تركع في الظرابو أفلت حاجب فوق العوالي

و الركع::ة: اله::وة في األرض.- لغ::ة يماني::ة- ق::ال ص::احب العين: ك::ل ش::يء ينكب لوجه::ه،فتمس ركبته األرض أو ال تمس، بعد أن يطأطئ رأسه، فهو راكع. قال الشاعر:

«3 »أياطلها و تركع بالحزونو لكني أنص العيس تدمى

و قال لبيد:

أدب كأني كلما قمت راكعأخبر أخبار القرون التي مضت

و قيل: إنه مأخوذ من الخضوع. ذهب اليه المفضل بن سلمة و األصمعي.

قال الشاعر:

تركع يوما و الدهر قد رفعهال تهين الفقير علك أن

و األول أقوى، ألن هذا مجاز مشبه به.

اكعين«و قوله: إنما خص الركوع بالذكر من أفعال الصالة، لما قال بعض »و اركعوا مع الر المفسرين: إن المأمورين هم أه:ل الكت:اب، و ال رك:وع في ص:التهم. و ك:ان األحس:ن ذك:ر

المختص دون المشترك، ألنه أبعد عن اللبس. و قيل:

ألنه يعبر بالركوع عن الصالة. يقول القائل: فرغت من ركوعي أي من صالتي.

و انما فعل ذلك، ألنه أول ما يشاهد مما يدل على أن اإلنسان في الصالة، ألنا بينا أن أصل الركوع االنحناء. فان قيل: كي::ف أم::روا بالص::الة و الزك::اة و هم ال يعرف::ون حقيق::ة م::ا في

الشريعة؟ قيل: إنما أمروا بذلك، ألنهم أحيلوا فيه على بيان الرسول

______________________________( قائل هذا البيت األضبط بن قريع األسدي.1)

( شقاء: مؤنث األشق. و فرس أشق: يشتق في عدوه يمينا و شماال. الظراب ج.2)

ظرب- بفتح الظاء و كسر الراء و هي الرابية.

( انص العيس: استحثها. اياطل: ج. ايطل و هي الخاصرة. ارض حزون: غليظه.3)

196ص:

سول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا«إذ قال: . و ل::ذلك ج::از أن ي::أمرهم«1 » »ما آتاكم الربالصالة على طريق الجملة، و يحيلهم في التفصيل الى بيان الرسول )ص(.

و قد بينا تفصيل م:ا ورد الش:رع ب:ه، من الص:الة و الزك:اة، و فرائض:ها و س:ننها في كت::اب النهاية و المبسوط و غيرهما من كتبنا في الفقه، فال نطول ب::ذكره في ه::ذا الكت::اب. و ق::د

ك::اة«ورد في القرآن على طريق الجملة آي كثير: نحو قوله: ::وا الز الة و آت . و »أقيموا الص::الة ك::انت على الم::ؤمنين كتاب::ا موقوت::ا«قوله الة إن الص:: . و قول::ه:«2 » »ف::أقيموا الص::

طى( ذين هم و قول:ه:«3 »)حافظوا على الصلوات و الصالة الوس: :ون ال »ق:د أفلح المؤمن

. و يمكن االستدالل بهذه اآليات على وجوب الص::لوات، و على«4 »في صالتهم خاشعون« صالة الجنائز، و صالة العيدين، و على وجوب الصالة على النبي و آله في التشهد، ألنه عام

في جميع ذلك. فان قيل: قوله:

قد ثبت أن هذا خطاب ألهل الكتاب، و ليس في ص::التهم رك::وع، فكأن::ه»و أقيموا الصالة«أمرهم بالصالة على ما يرون هم، و أمرهم بضم الركوع إليها. و على معنى قوله:

- أي صلوا نقول: إن ذلك تأكيد. و يمكن أن يقال: فيه فائدة.»اركعوا«

الة«و هو أن يقال: إن قوله: إنم::ا يفي::د وج::وب إقامته::ا. و يحتم::ل أن يك:ون »أقيم::وا الص: إشارة إلى صالتهم ال::تي يعرفونه::ا. و يمكن أن يك::ون إش::ارة إلى الص::الة الش::رعية، فلم::ا

اكعين«قال: يعني مع هؤالء المسلمين ال::راكعين، تخصص::ت بالص::الة في »و اركعوا مع الرالشرع، و ال يكون تكرارا، بل يكون بيانا. و قيل:

اكعين«قوله: حث على صالة الجماعة، لتقدم ذك::ر الص::الة المنف::ردة في »و اركعوا مع الرأول اآلية.

______________________________.7( سورة الحشر: آية 1)

.102( سورة النساء: آية 2)

.238( سورة البقرة: آية 3)

.1( سورة المؤمنون: آية 4)

197ص:

[44(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

اس بالبر و تنسون أنفسكم و أنتم تتلون الكتاب أ فال تعقلون ) (44أ تأمرون الن

المعنى:

كل طاعة لله تعالى، فال خالف أنها تسمى برا. و اختلفوا في المراد به::ذه اآلي::ة. فق::ال ابن عباس: المراد به التمسك بكتابهم، فكانوا يأمرون أتباعهم، و يتركون هم التمس::ك ب::ه، ألن

جحدهم النبي )ص( هو تركهم التمسك به. و قال قتادة: كانوا يأمرون الناس بطاع::ة الن::بي )ص( و يخالفون ذلك. و قال قوم: إن معناه: أنهم كانوا ي::أمرون بب::ذل الص::دقة، و يض::نون بها. و قال بعضهم: البر: الصدق من قولهم: صدق، و بر. و معناه: أنهم ي::أمرون بالص::دق و

ال يصدقون.

اللغة:

و البر- في أصول اللغة- و الصلة، و اإلحسان، نظائر. يقال: هو بار وص::ول محس::ن. و ض::د البر: العقوق. و قال ابن دريد: البر ض::د العق::وق. و رج::ل ب::ار و ب::ر بمع::نى واح::د. و ب::رت يمينه: إذا لم يحنث. و بر حجه و بر- لغتان-. و البر: خالف البحر. و ال::بر:- مع::روف- أفص::ح

من الحنطة و القمح. واحدة برة. قال الهذلي:

قرف الحني و عندي البر مكنوزال در دري إن أطعمت نازلهم

الحني: ردي المقل خاصة. و من أمثالهم: ال يعرف الهر من البر. و اختلفوا في ه::ذا المث::ل فقال الرماني: اله:ر: الس:نور. و ال:بر: الف:ارة في بعض اللغ:ات، أو دويب::ة تش:بهها. و ق:ال األخفش: معناه: ال يعرف من يبره ممن يه::ر علي::ه. و ق::وم ب::ررة أب::رار و المص::در ال::بر. و

يقال: صدق و بر. و برت يمينه أي صدقت. و كانت العرب تقول:

فالن يبرر به أي يطيعه. قال الراجز:

198ص:

يبرك الناس و يفجرونكاال هم إن بكرا دونكا

و األبرار: الغلبة. يقال أبر عليهم فالن. قال طرفة:

و يبرون على اآلي البر.

و البربرة: كثرة الكالم، و الجلبة باللسان. و أصل الباب كله: البر و هو:

اتساع الخير. و الفرق بين البر و الخير، أن البر يدل على القصد، و الخير قد يقع على وجهالسهولة.

. »و تنسون أنفسكم«قوله:

اللغة:

فالنسيان، و الغفلة، و السهو، نظائر. و ضد النسيان: الذكر. تقول: نسي نس::يانا. و أنس::اه،إنساء. و تناساه، تناسيا. و فالن نسي، كثير النسيان.

ه تعالى: ا«و النسي، و المنسي. الذي ذكره الل و س::مي اإلنس::ان«1 » »و كنت نسيا منسي إنسانا، اشتقاقا من النسيان. و هو في األص::ل: إنس::يان. و ك::ذلك إنس::ان العين. و الجم::ع:

أناسي. و النسا: عرق سيق بين الفخذين، فيستمر في الرجل.

و هم::ا نس::يان. و الجم::ع: أنس::اء. و ه::و في الفخ::ذ. و يس::مى في الس::اق: الطف::ل. و في و في الظهر: األبهر. و في الحلق: الوريد. و في القلب:«2 »البطن: الحالبين

الوتين. و في اليد: األكحل. و في العين: الن::اظر. يق::ال: ه::و به::ر الجس::د، ألن::ه يم::د جمي::عيهم«العروق. و أصل الباب: النسيان ضد الذكر. و قوله: ه فنس:: وا الل أي ترك::وا«3 » »نس::

طاعته، فترك ثوابهم. و يقال: آفة العلم النسيان. و المذاكرة تحيي العلم.

و حد النسيان: غروب الشيء عن النفس بعد حضوره لها. و الفرق بين النسيان و الس::هو، أن السهو يكون ابتداء و بعد الذكر. و النسيان ال يكون إال بع::د ال::ذكر. و النس::يان، و ال::ذكر

ه تعالى، ألن اإلنسان يجتهد أن يذكر شيئا فال يذكره. معا، من فعل الل

______________________________.32( سورة مريم آية: 1)

( عرقان يكتنفان بالسرة.2)

.68( سورة التوبة: آية 3)

199ص:

المعنى:

أي تتركونها. و ليس المراد بذلك م::ا يض::اد ال::ذكر، ألن »و تنسون أنفسكم«و معنى قوله:ه ال ينه::اهم عن::ه. ف::ان قي::ل: إذا ك:ان ال::واجب عليهم م:ع ت::رك الطاع::ة و ذلك من فعل الل االقامة على المعصية، األمر بالطاعة، و النهي عن المعصية، فكيف قي::ل لهم ه::ذا الق::ول؟ه تعالى، قلنا: في أمرهم بالطاعة، و نهيهم عن المعصية تعظيم لما يرتكبونه من معصية الل ألن الزواجر كلها، كلما كانت أكثر، كانت المعصية أعظم ففي نهيهم لغيرهم، زواج::ر. فه::و

توبيخ على عظيم ما ارتكبوا من ذلك.

. »و أنتم تتلون الكتاب«و قوله:

اللغة:

فالتالوة، و القراءة، و الدراسة، نظائر. يقال: فالن يتلو تالوة، فهو تال أي ت::ابع. و المت::الي: األمهات إذا تالهن األوالد. و الواحد: متل. و ناقة متلي::ة: و هي ال::تي تنتج في آخ::ر النت::اج. و أصل الباب: االتباع. فتسمى التالوة بذلك، التب::اع بعض الح::روف فيه::ا بعض::ا. و الف::رق بين التالوة و القراءة، أن أصل القراءة جم::ع الح::روف، و أص::ل التالوة، اتب::اع الح::روف. و ك::ل قراءة تالوة، و كل تالوة قراءة و حد الرماني: التالوة: ما به صوت يتبع في::ه بعض الح::روف

بعضا.

المعنى:

و الكتاب الذي كانوا يتلونه التوراة- على قول ابن عباس و غيره. و ق::ال أب::و مس::لم ك::انوايأمرون العرب باتباع الكتاب الذي في أيديهم، فلما جاءهم كتاب مثله، لم يتبعوه.

»أ فال تعقلون«و قوله:

اللغة:

فالعقل، و الفهم، و اللب، و المعرفة، نظائر يقال فالن عاقل فهيم أديب ذو معرفة، و ض::دالعقل: الحمق. يقال: عقل الشيء عقال، و أعقله غيره إعقاال.

200ص:

و يقال: اعتقله، اعتقاال و انعقل، انعقاال. و قيل البن عباس: أنى لك هذا العلم؟

قال: قلب عقول، و لسان سئول. و يقال: عقلت بعد الص::با أي ع::رفت الخط::أ ال::ذي كنتفيه. و قال صاحب العين: العقل: ضد الجهل يقال: عقل الجاهل: إذا علم.

و عقل المريض بعد ما هجر و عقل المعتوه و نحوه و العقال: الرباط و يقال: عقلت البعير أعقله، عقال: إذا شددت يده بالعقال و إذا أخذ صدقة اإلبل تامة لس::نة يق::ال: أخ::ذ عق::اال و

عقالين لسنتين، و عقال لجماعة و قال الشاعر:

فكيف لو قد سعى عمرو عقالينسعى عقاال فلم يترك لنا سبدا

«1 »يوم التحمل في الهيجا جمالينال صبح الناس أو بادا و ما وجدوا

قال المبرد: يقال للمصدق إذا أخذ من الصدقة ما فيه::ا و لم يأخ::ذ ثمن::ه: أخ::ذ عق::اال. و إذا أخذ قيمته: قيل: أخذ نقدا. و العقيلة من النساء: التي ق::د عقلت في بيته::ا أي حبس::ت في بيتها و خدرت. و الجمع: عقائل. و الدرة عقيلة البحر. و عقيلة ك::ل ش::يء: أكرم:ه. و عق::ل

القتيل: إذا أوديت ديته من القرابة، ال من القبائل.

و العقل في الرجل: اصطكاك الركبتين و العقل: ثوب أحمر تتخذه نساء العرب.

و المعقول: هذا العقل عند قوم. قال الراعي:

لحما و ال لفؤاده معقوالحتى إذا لم يتركوا لعظامه

و العقل، و المعق:ل: و ه:و الحص:ن و جمع:ه: عق:ول و الع:اقول من النه:ر و ال:وادي و من األمور أيضا: الملتبس، و ما اعوج من::ه. و عق::ل ال::دواء بطن::ه أي حبس::ه و ق::ولهم ال يعق::ل حاضر لباد قال ابن دريد: معناه أن القتيل إذا كان بالبادية، فان أهلها يتعاقلون بينهم الدي::ة،

و ال يلزمون أهل الحضر من بني أعمامهم شيئا. و في الحديث انا ال نتعاق::ل المض::يع يع::ني، بل يلزم الجاني. و عاقلة الرجل:«2 »ما سهل من الشجاج

بنو عمه األدنون، ألنهم كالمعقل له. و أصل الباب العقل الذي هو العق:د. و العق:ل مجم::وع علوم ألجلها يمتنع من كثير من القبائح يعقل كثيرا من الواجبات. و قال الرماني: العقل هو

العلم األول الذي يزجر عن قبيح الفعل. و كل من كان زاجره

______________________________ ( الشعر لعمرو بن العداء الكلبي. لسان العرب و روايت::ه )الحي( ب::دل )الن::اس( الس::بد:1)

بقايا النبت. اوباد: ج وبد و هو الفقر و البؤس. و جمالين يريد قطيين.

( الشجاج واحدها-2)

201ص:

أقوى، كان عقله أقوى. و قيل: العقل: معرفة يفصل بها بين القبيح و الحس:ن في الجمل::ة. و قيل: العقل: قوة يمكن معه::ا االس::تدالل بالش::اهد على الغ::ائب. و ه::ذه العب::ارات قريب::ة المع::اني مم::ا ذكرن::اه. و الف::رق بين العق::ل و العلم، أن العق::ل ق::د يكم::ل لمن فق::د بعض

العلوم، كفقد من كمل عقله العلم بأن هذه الرمانة حلوة أو حامضة.

و ال يكمل العلم لمن فقد بعض عقله. فان قيل: إذا كان العقل مختلفا فيه، فكيف يجوز أن يستشهد به؟. قيل االختالف في ماهية العق::ل، ال ي::وجب االختالف في قض::اياه. أال ت::رى أن االختالف في ماهية العقل- حتى قال بعضهم معرفة، و قال بعضهم قوة- ال يوجب االختالف

في أن األلف أكثر من الواحد، و أن الموجود غير المعدوم، و غير ذلك من قضايا العقل.

[45(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

على الخاشعين ) ها لكبيرة إال (45و استعينوا بالصبر و الصالة و إن

آية واحدة.

قال الجبائي: ه::ذا خط::اب للمؤم::نين دون أه::ل الكت::اب. و ق::ال الط::بري، و الرم::اني: ه::و خطاب ألهل الكتاب، و يتناول المؤمنين على وجه التأديب. و األقوى أن يكون خطابا لجميع من هو بشرائط التكليف، لفقد الداللة على التخصيص، و اقتضاء العم::وم ذل::ك. فمن ق::ال: إنه خطاب ألهل الكتاب، قال: ألنه قال: و استعينوا على الوفاء بعهدي ال::ذي عاه::دتكم في

كتابكم عليه: من طاعتي، و اتباع أمري و اتباع رسولي، و ترك م::ا نهبتكم عن::ه، و التس::ليمألمري و لمحمد )ص( بالصبر و الصالة.

اللغة:

و أصل الصبر: هو منع النفس محابها، و كفها عن هواها. و منه الصبر على المص::يبة، لكف::ه نفسه عن الجزع. و قيل لشهر رمضان: الصبر، لصبر صائمه عن الطعام و الشراب نهارا و صبرت إياهم صبرة: حبسه لهم، و كفه إياهم عنه، كما يصبر الرجل القتيل، فيحبسه علي::ه،

حتى يقتله صبرا يعني حبسه عليه، حتى قتله.

______________________________- الشجة و هي الجرح في الرأس و الوجه.

202ص:

و المقتول: مصبور. و القاتل: صابر. و الصبر. و اللبث، و الحبس، نظائر. و الصبر:

ضد الجزع. و أنشد أبو العباس:

و إن تجزعا، فاألمر ما تريانفان تصبرا، فالصبر، خير معيشة

و يق::ال: ص::بر ص::برا. و تص::بر تص::برا. و اص::طبر، و اص::طبارا. و تص::ابر تص::ابرا. و ص::ابره مصابرة. قال صاحب العين: الصبر: نصب اإلنسان للقتل. فه::و مص::بور. يق::ال: ص::بروه أي نصبوه للقتل. و يقال: صبرته أي حلفته بالله جهد نفسه. و ك::ل من حبس::ته لقت::ل أو يمين، فهو قتل صبر و يمين صبر. و الصبر: عصارة شجر معروف. و الص::بار: تم::ر الهن::د. و ص::بر

اإلناء و نحوه: نواحيه. و أصبار القبر:

نواحيه. و الصبرة من الحجارة: ما اشتد و غلظ. و الجمع: الصبار. و أم صبار:

هي الداهية الشديدة. و صبر كل شيء: أعاله. و صبير القوم: الذي يصبر معهم في أم::رهمو صبر الخوان: رقاقة غليظة تبسط تحت ما يؤكل من الطعام. و تقول:

اشتريت الش:يء بال ص::بر أي بال كي::ل و الص:بير: الكفي:ل و اص::ل الب:اب: الص:بر ال:ذي ه:والحبس.

المعنى:

ه تعالى به و دل عليه، فقال: ه«و الصبر خلق محمود، أمر الل برك إال بالل »و اصبر و م:ا ص::ابرين« و قال:«2 » »اصبروا و صابروا« و قال:«1» ر الص:: بر و ق::ال:«3 » »و بش »و اص::

::ك من ع::زم األم::ور« و في الح::ديث: اقتل::وا القات::ل، و اص::بروا«4 »على ما أصابك إن ذل الصابر و ذلك فيمن أمسكه حتى قتله آخر فأمر بقتل القات::ل، و حبس الممس::ك. و الص::بر المأمور به في اآلية، قيل: فيه ق:والن: أح:دهما- الص:بر على طاعت:ه و اجتن:اب معص:يته. و الث::اني- أن:ه الص:وم. و في الص:الة هاهن:ا ق:والن: أح:دهما- ال:دعاء. و الث::اني- أنه:ا الص:الة الشرعية ذات الرك::وع و الس::جود. و ك::ان الن::بي )ص( إذا أحزن::ه أم::ر، اس::تعان بالص::الة و

الصوم. و وجه االستعانة بالصالة، لمكان ما

______________________________.127( سورة النحل: آية 1)

.200( سورة آل عمران: آية 2)

.155( سورة البقرة: آية 3)

.17( سورة لقمان آية 4)

203ص:

ه تعالى، و اإلخبات. فان في ذل::ك معون::ة على فيها من تالوة القرآن و الدعاء و الخضوع للما تنازع اليه النفس من حب الرياسة و االنفة من االنقياد الى الطاعة.

ها لكبيرة«و الضمير في قوله: عائد على الصالة عند أكثر المفسرين. »و إن

و قال قوم: عائد الى االجابة للنبي )عليه السالم( و هذا ضعيف، ألنه لم يجر لالجابة ذك::ر وا أنزلن::اه«ال هي معلوم::ة، إال ب::دليل غ::امض. و ليس ذل::ك كقوله ألن ذل::ك معل::وم ورد »إن

الضمير على واحد، و قد تقدم ذكر شيئين فيه قوالن: أحدهما:

- انها راجعة الى الصالة دون غيرها على ظاهر الكالم، لقربها منه و ألنها األهم و األفضل و لتأكيد حالها و تفخيم شأنها و عموم فرض::ها. و اآلخ::ر- ان يك::ون الم::راد االث::نين و ان ك::ان

ه و رسوله أحق أن يرضوه(اللفظ واحدا كقوله: قال الشاعر:«1 » )و الل

«2 »أوتيت منه أو ان العقل محتنكاما الوسامة او حسن النساء فقد

و قال البرجمي:

«3 »فاني و قيار بها لغريبفمن يك امسى بالمدينة رحله

و قال ابن احمد:

«4 »بريا و من طول الطوي رمانيرماني بأمر كنت منه و والدي

و قال آخر:

«5 »راض و الرأي مختلفنحن بما عندنا و انت بما عندك

. قال قوم: اللفظ واحد و المراد به اثن::ان. و »و إذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها«و قولهقال الفراء: راجع الى التجارة ألن تجارة جاءت فضربوا بالطبل فانصرف الناس اليها.

و االستعانة في اآلي::ة الم::أمور به::ا على م::ا تن::ازع الي::ه نفوس::هم من حب الرياس::ة و غلب::ةه. و معنى )الكبيرة( هاهن::ا الشهوة للذة العاجلة و االستعانة بالصبر على المشقة بطاعة الل

أي ثقيلة- عند الحسن و الضحاك. و أصل ذلك ما يكبر و يثقل على اإلنسان

______________________________.63( سورة التوبة: آية 1)

( احتنك الشيء: استولى عليه.2)

( و روى )و قيارا(.3)

( مر لقول و هذا البيت.4)

172: 1( في هذين البيتين 5)

204ص:

حمله، كاألحمال الجافية التي يشق حملها، فقيل لما يصعب على النفس، و ان لم يكن منجهة الحمل- يكبر عليها. تشبيها بذلك.

»إال على الخاشعين«و قوله:

اللغة:

فالخشوع، و الخضوع، و التذلل، و اإلخبات، نظائر. و ضد الخضوع:

االستكبار. يقال: خشع خشوعا. و تخشع تخشعا. قال ص::احب العين: خش::ع الرج::ل يخش::ع خشوعا: إذا رمى بصره األرض. و اختشع: إذا طأطأ رأس::ه كالمتواض::ع. و الخش::وع ق::ريب

. و الخش::وع في«1 »المعنى من الخضوع، إال أن الخضوع في البدن، و اإلقرار باالستخدامالصوت و البصر. قال الله تعالى:

حمن« و»خاشعة أبصارهم« . أي س::كنت. و أص::ل الب::اب: من«2 » »خشعت األصوات للراللين و السهولة من قولهم: نقا خاشعا: لألرض التي غلبت عليها السهولة.

و الخاشع: األرض التي ال يهتدى إليها بسهولة، لمحو الرياح آثارها. و الخاش::ع، و المتواض::ع،و المتذلل، و المسكين، بمعنى واحد قال الشاعر:

«3 »سور المدينة و الجبال الخشعلما أتى خبر الزبير تواضعت

و إنما خص الخاش::ع بأنه::ا ال تك::بر »و الخاشعين و الخاشعات«و خاشع: صفة مدح، لقوله: عليه، ألن الخاشع قد تواطأ ذلك له، باالعتياد ل::ه، و المعرف::ة بمال::ه في::ه، فق::د ص::ار ب::ذلك بمنزلة ما ال يشق عليه فعل::ه، و ال يثق::ل تناول::ه و ق::ال الربي::ع بن أنس: »الخاش::عين« في

اآلية: الخائفون.

______________________________( و في نسخة: )االستحياء(.1)

.108( سورة طه آية: 2)

. استشهد به سيبويه على ان تاء التأنيث جاءت للفع::ل345( البيت لجرير، الديوان ص: 3)لما أضاف )سور( الى المدينة و هي مؤنث، و هو بعض منها.

205ص:

[46(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

هم إليه راجعون ) هم و أن هم مالقوا رب ون أن ذين يظن (46ال

آية بال خالف.

ان قيل كيف اخبر الله عمن وصفه بالخشوع بالطاعة، و مدحهم بذلك بأنهم يظن::ون ب::أنهم مالقوا ربهم. و ذلك مناف لصفة المدح؟ قلنا: الظن الم::ذكور في اآلي::ة الم::راد ب::ه العلم و

اليقين. قال دريد بن الصمة:

سراتهم في الفارسي المسردفقلت لهم ظنوا بألفي مدجج

و قال عمير بن طارق:

بان تغتزوا قومي و اقعد فيكم «1 »و اجعل مني الظن غيبا مرجما

:«2 »و قال ابو داود

و غيوب كشفتها بظنونرب هم فرجته بعزيم

و قال المبرد: ليس من كالم العرب: أظن عند زيد م:اال، يري::د: أعلم ألن العلم المش:اهد اليناسب باب الظن. و قد أفصح في ذلك أوس بن حجر في قوله:

كأن قد رأى و قد سمعااأللمعي الذي يظن بك الظن

و قال آخر:

فان الظن ينقص او يزبدفاال يأتكم خبر يقين

و قال بعض الشيوخ: اصل الظن ما يجول في النفس من الخاطر ال::ذي يغلب على القلب، كأنه حديث النفس بالشيء، و تأول جميع ما في القرآن من معنى العلم على ه::ذا. و ق::ال

الحسن و ابو الغالية و مجاهد و ابن جريح: يظنون، أي يوقنون.

ي مالق حسابيه«و مثله: ه إال أي علمت و مثله:«3 » »ظننت أن وا أن ال ملجأ من الل »و ظن، و معناه استيقنوا. و قوله«4 »إليه«

______________________________ ( في االيرانية بدل: )بأن تغتزوا( )فان تغ::تروا( و ب::دل )غيب::ا( )عين::ا(، ال::بيت في نق::ائض1)

جرير و الفرزدق- و روايته. )و أجلس فيكم( و )و أجعل علمي ظن غيب مرجما(.

( في االيرانية: )الذواد(.2)

.20( سورة الحاقة: آية 3)

.119( سورة التوبة آية: 4)

206ص:

هم مواقعوها« وا أن ار فظن ، يعني: علموا. و ق::د ج::اء في الق:رآن«1 »»و رأى المجرمون النون«الظن بمعنى الشك كقوله: »إن الظن ال يغني من الحق و قوله:«2 » »إن هم إال يظن

و قال قوم: يحتمل قوله »يظنون« وجها آخرا، و ه::و انهم يظن::ون انهم مالق::وا«3 »شيئا«ه، و ه::ذا وج::ه مليح، و ق::د ربهم ب::ذنوبهم لش::دة إش::فاقهم من االقام::ة على معص::ية الل استبعده الرماني و قال: ألن فيه حذوفا كثيرة، و ليس بمنك::ر إذا ك::ان الكالم محتمال ل::ه. و قيل أيضا: الذين يظنون انقضاء أجلهم و سرعة موتهم فيكونون ابدا على حذر و وجل، كماه. و الظن و الش::ك و التج::ويز نظ::ائر، إال ان الظن في::ه ق::وة على يقال لمن مات: لقي الل أحد األمرين دون اآلخر، وحده ما قوي عند الظان كون المظنون على ما ظنه م::ع تج::ويزه ان يكون خالفه. فبالتجويز ينفصل من العلم، و بالقوة ينفص::ل من الش::ك و التقلي::د و غ::ير

هم إلين::ا الذل::ك. و ض::د الظن اليقين و يق::ال ظن ظن::ا و تظنن تظنن::ا. و ق::ال: وا أن »و ظنوء«. و قوله:«4 »يرجعون« و الظنين المتهم، و مصدره الظن::ة و«5 » »و ظننتم ظن الس

الظنون الرجل السيء الظن بكل احد، و الظنون القليل الخير، و التظني و التظنن بمع::نى واحد. و الظنون البئر التي يظن ان بها ماء و ال يكون فيها شيء، و مظنة الرج::ل و مظان::ه

حيث يألفه فيكون فيه.

هم«و معنى قوله هم مالقوا رب اي مالقوا جزاء ربهم، فجع::ل مالق::اة الج::زاء مالق::اة ل::ه »أن تفخيما و تعظيما لشأن الج::زاء. و أص::ل المالق::اة المالص::قة، من قول::ك التقى الح::دان اي

تالصقا، ثم كثر حتى قالوا التقى الفارسان إذا تحاذيا و لم يتالصقا.

هم«و مثل ما قلنا في قوله قوله تعالى: »مالقوا رب ::وم ::وبهم إلى ي »ف:أعقبهم نفاق:ا في قل::ه« ه عن::د اح::د من اه::ل«6 »يلقون معن::اه ي::وم يلق::ون ج::زاءه، ألن المن::افقين ال ي::رون الل

هم قال أ ليس هذا بالحقالصالة، و كذلك قوله »و لو ترى إذ وقفوا على رب

______________________________.54( سورة الكهف: آية 1)

.23( سورة الجاثية آية: 2)

.36( سورة يونس آية: 3)

.39( سورة القصص آية 4)

.12( سورة الفتح آية: 5)

.78( سورة التوبة آية: 6)

207ص:

نا قال فذوقوا العذاب بم::ا كنتم تكف::رون« معن::اه إذ وقف::وا على ج::زاء«1 »قالوا بلى و ربربهم، ألن الكفار ال يرون الله عند احد من األمة.

فان قيل: ما معنى الرجوع هاهنا و هم ما كانوا قط في اآلخرة فيعودوا إليها؟

قيل: راجعون باالعادة في اآلخرة- في قول أبي الغالية- و قيل: يرجعون بالموت كما ك::انوا في الحال المتقدمة، ألنهم كانوا أمواتا،، ثم أحيوا، ثم يموتون، فيرجعون أمواتا كما كانوا: و األول اظهر و أقوى، و قيل: ان معناه: انهم راجعون الى ان ال يملك أحدهم ض::را و ال نفع::ا غيره تعالى كما كانوا في بد و الخلق، ألنهم في ايام حياتهم قد يملك الحكم عليهم غيرهم،

::وم ال::دين(و التدبير لنفعهم و ضرهم بين ذل::ك قول::ه: ::ك ي و مع::نى ذل::ك انهم يق::رون )مالبالنشأة االخرة فجعل رجوعهم بعد الموت الى المحشر رجوعا اليه.

اللغة:

و أصل الرجوع العود الى الحال االول. يقال رجع الرجل و رجعت::ه و ه:و اح::د م:ا ج::اء على فعل و فعلة و يحتمل ان يكون المراد أنهم اليه صائرون. كما يقول القائل: رجع األم::ر الى فالن و ان كان قط لم يكن له. و معناه صار اليه: و حذفت النون من »مالق::وا ربهم« عن::د

اقة«البصريين تخفيفا و المعنى على إثباتها، و مثله قوله: ا مرسلوا الن ::ل نفس«2 » »إن »ك قال الشاعر:«3 »ذائقة الموت«

»او عبد رب أخ::ا ع::ون بن مخ::راقهل انت باعث دينار لحاجتنا4»

و لو أردت معنى الماضي لتعرف االسم باالضافة، لم يجز فيه اظهار النون البتة. و إذا كانالفعل غير واقع كان اثبات النون هو الوجه دون االضافة. فلو قيل

______________________________.48 و األعراف: آية 30 و سورة االنعام آية: 106( سورة آل عمران آية: 1)

.34 و األحقاف آية 35و األنفال آية:

.37( سورة القمر آية 2)

.57 و سورة العنكبوت آية 35. و سورة األنبياء آية: 185( سورة آل عمران آية: 3)

( سيبويه. قال صاحب الخزانة: البيت من أبيات سيبويه التي لم يعرف قائلها. و قيل ه::و4)لبر بن رأالن السنبسي. و قيل هو لجرير. و قيل لتأيط شرا. دينار و عبد رب: رجالن.

208ص:

مالقون كان صوابا. قال األخفش: و جرى حذف النون هاهن:ا لالس:تثقال كم:ا ق:ال الش:اعرفي قوله:

«1 »هم القوم كل القوم يا ام خالدفان الذي حانت بفلج دماؤهم

فاسقط النون من الذين استثقاال و قال األخطل:

قتال الملوك و فككا االغالالأ بني كليب ان عمي اللذا

فاسقط النون. و قال الكوفيون: إذا حذف النون فاللفظ االسم و إذا اثبت و ظه::ر النص::ب فالمعنى الفعل. قال الزجاج: و يجوز كسر الهمزة من قولهم: انهم الي::ه راجع::ون، لكن لم

يقرأ به أحد على معنى االبتداء و ال يجوز كسر األولى ألن الظن وقع عليها.

[47(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ي فضلتكم على العالمين ) تي أنعمت عليكم و أن (47يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي ال

المعنى:

لتكم علىقد مضى تفسير مثل هذا في ما تقدم فال وجه إلعادته. و أما قول::ه: ي فض:: »و أنه تع::الى من اآلي::ة و نعم::ه عن::دهم بقول::ه:الع::المين« لتكم على ذك::رهم الل ي فض:: »و أن فضلت اسالفكم، فنسب النعمة الى آبائهم و أس::الفهم، ألنه::ا نعم::ة عليهم من::ه،العالمين«

ألن مآثر اآلباء مآثر األبناء، و النعم عند االباء نعم عند األبناء لكون األبناء من اآلب::اء. و قوله.»فضلتكم«

اللغة:

فالتفضيل، و الترجيح، و التزييد، نظائر. و التفضيل نقيضه: التسوية. يقال:

فضله و تنقصه على وجهة النقص و نقيض التزييد: التنقيص. يقال: فضل فضال

______________________________ و فلج واد بين البصرة و حمى55: 4 و البيان 96: 1( البيت لألشهب بن رميلة. سيبويه 1)

.86: 1ضربة. و مر هذا البيت ايضا في

209ص:

و أفضل إفضاال. و تفضل تفضال و استفضل استفضاال. و تفاضلوا تفاضال و فاضله مفاضلة.

و فضله تفضيال. و المفضال: اسم المفاض::لة. و الفض::يلة: الدرج::ة الرفيع::ة في الفض::ل. والتفضل:

التوشح. و رجل فض::ل: متفض::ل. و ام::رأة متفض::لة، و عليه::ا ث::وب فض::ل: إذا خ::الفت بينطرفيه على عاتقها فتتوشح به قال الشاعر:

)إذا تغرد فيه القينة الفضل(.

و أفض::ل فالن على فالن: إذا أنال::ه من خ::يره و فض::له. و احس::ن الي::ه. و أفض::ل فالن منالطعام و األرض و الخبز: إذا ترك منه شيئا.

لغة أهل الحجاز: فضل يفضل و رجل مفضال: كثير المعروف و الخير. و الفضائل:

واحدها فضيلة. و هي المحاسن. و الفواضل: األيادي الجميلة. و ثوب المفضل: ثوب تخفف به المرأة في بيتها و الجمع مفاضل. و امرأة مفضل: إذا كان عليها مفضل. و اصل الب::اب: الزيادة. و اإلفضال، و اإلحسان، و االنعام نظائر. و يقال فضله: إذا أعطاه الزي::ادة و فض::له

إذا حكم له بالزيادة.

؟ قلنا: ألنه لم::ا ك::انت نعم الله هي األص::ل فيم::ا »يا بني إسرائيل«فان قيل لم كرر قوله:يجب فيه شكره و عبادته، احتيج الى تأكيدها. كما يقول القائل:

اذهب اذهب: اعج::ل اعج::ل و غ::ير ذل::ك في األم::ر المهم، و ايض::ا ف::ان الت::ذكير األول ورد مجمال، و جاء الثاني مفصال، كأنه قال اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم فيما أنتم علي::ه من

المنافع التي تتصرفون فيها و تتمتعون بها، و إني فضلتكم على العالمين.

ي فضلتكم على العالمين«و دل هذا على قوله: ألنها احدى الخصال التي ذكروا بها و »و أنه جاءت عاطفة فدلت على خصلة قبلها: اما مذكورة او مقدرة. و إنما فضلوا بما أرس::ل الل فيهم من كثرة الرسل و انزل عليهم من الكتب: و قيل: بكثرة من جع::ل فيهم من األنبي::اء، و ما انزل الله عليهم من المن و الس::لوى الى غ::ير ذل::ك من النعم::ة العظيم::ة من تغري::ق فرعون عدوهم، و نجاتهم من عذابه، و تكثير اآليات التي يخ::ف معه::ا االس::تدالل، و يس::هل بها كثرة المشاق. و هو قول اكثر أهل العلم كابي الغالية، و غيره. و نظير ه::ذه اآلي::ة قولهيناكم من آل فرعون« )و إذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم و أغرقنا آل فرعون و أنتم »و إذ نج

.تنظرون(

210ص:

»على العالمين«و قوله

المعنى:

قال أكثر المفسرين: انه أراد الخصوص و معناه عالمي زمانهم. ذهب اليه قتادة و الحس::ن و ابو الغالية و مجاهد و غيرهم. و قال بعضهم: إذا قلت فضل زيد على عمرو في الشجاعة لم ي::دل على ان::ه أفض::ل من::ه على اإلطالق، و ال في جمي::ع الخص::ال فعلى ه::ذا يك::ون

التخصيص في التفضيل ال في العالمين. و أمة نبينا محمد »ص« أفضل من أولئك بقوله:

اس« و عليه اجماع االمة، ألنهم اجمعوا على ان أمة محمد«1 »»كنتم خير أمة أخرجت للن)ص( أفضل من سائر األمم كما ان محمدا )ص( أفضل األنبياء من ولد آدم )ع(.

[48(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

قوا يوما ال تجزي نفس عن نفس شيئا و ال يقبل منها شفاعة و ال يؤخذ منه::ا ع::دل و ال و ات(48هم ينصرون )

آية واحدة بال خالف.

قرأ ابن كثير و أهل البصرة )ال يقبل منها بالياء( الباقون بالتاء.

االعراب:

موضع »ال تجزى« نصب ألنه صفة يوم. و العائد عند الكسائي ال يكون إال هاء محذوف::ة منتجزيه و قال بعضهم: ال يجوز إال فيه: و قال سيبويه و األخفش و الزجاج: يجوز األمران.

المعنى:

فاعة«قال ابو علي المعنى في قوله فمن ذهب الى ان )في::ه( محذوف::ة »ال يقبل منه::ا ش::قوا يوما ال تجزي«من قوله ، جعل )فيه( بعد قوله »و ال يقبل« و من »و ات

______________________________.110( سورة آل عمران آية 1)

211ص:

ذهب الى انه حذف الجار، و أوصل الفعل الى المفعول، ثم حذف الراج::ع من الص::فة كم::ا يحذف من الصلة، كان مذهبه في قوله: ال يقبل ايضا مثله و حذف الهاء من الصفة يحس::ن كم::ا يحس::ن ح::ذفها من الص::لة أال ت::رى ان الفع::ل ال يتس::لط بح::ذف المفع::ول من::ه على

الموصوف كما ال يتسلط بذلك على الموصول؟ و مما حذف منه الراجع الى الصفة قوله:

و ما شيء حميت بمستباح

و من الحذف قوله:

غدا بجنبي بارد ظليلتروحي أجدر أن تقيلي

المعنى: تأتي مكانا أجدر أن تقيلي فيه فحذف الج::ار و وص::ل الفع::ل ثم ح::ذف الض::مير: ونظير اآلية قول الراجز:

بكبد خالطها السنامقد صبحت صبيحها السالم

«1 »في ساعة يحبها الطعام

أي تحب الطعام فيها.

اللغة:

و المجازاة و المكافأة و المقابلة نظائر. يقال: جزى يجزي جزاء، و جازاه مجازاة، و تجازوا تجازيا: قال صاحب العين: المجازاة: المكافأة باإلحسان احسانا و باالساءة اس::اءة و فالن: ذو جزاء و ذو غناء و تقول هذا الشيء يج:زئ عن ه:ذا بهم:ز و تل:يين و في لغ:ة يج:زي أي

يكفي و اصل الباب مقابلة الشيء بالشيء.

المعنى:

يئا«و معنى قوله أي ال تقاب::ل مكروهه::ا بش::يء ي::درأه«2 » »ال تج::زي نفس عن نفس ش::ه تعالى: ::ون«عنها. قال الل ::ل و ق::ال: الي::وم تج::زى«3 » »هل تجزون إال م::ا كنتم تعمل »ك

و الفرق بين المقابلة و المجازاة ان المقابل::ة ق::د تك::ون للمس::اواة«4 »نفس ما كسبت«فقط كمقابلة الكتاب بالكتاب و المجازاة تكون في الشر بالشر و الخير بالخير. و معنى

______________________________( صبح القوم سقاهم الصبوح و هو ما يشرب صباحا من خمر أو لبن.1)

.123- و 48( سورة البقرة آية 2)

.90( سورة النمل آية 3)

.17( سورة المؤمن آية 4)

212ص:

أي ال تغني و هو قول السدي كما تق::ول: البق::رة تج::زي عن س::بعة و هي »ال تجزي«قوله لغة أهل الحجاز. و بنو تميم تجزئ بالهمزة من أجزأه: و األول من جزت و ق::ال األخفش ال

تجزي منها أي ال يكون مكانها بدال منها و أنكر عليهم ذلك لقوله: )شيئا(.

و جعل األخفش ال تجزي منها )ش::يئا( في موض::ع المص::در كأن::ه يق::ول ال تج::زي ج::زاء و ال تغني غناء قال الرماني و األقرب ان تكون )شيئا( في موضع حقا كأن::ه قب::ل ال ي::ؤدي عنه::ا

حقا وجب عليها. و قال بعضهم )ال تجزي( بمعنى ال تقضي.

و قبول الشيء تلقيه و األخذ به و ضده االعراض عنه و من ثم قيل لتج::اه القبل::ة قبال::ة. و قالوا: أقبلت المكواة الداء أي جعلته:ا قبالت:ه و يج:وز ان يك:ون المخ:اطبون ب::ذلك اليه:ود،

::ذنوبكم«ألنهم زعموا ان اباءهم األنبياء و تشفع لهم و اويسوا بقوله و »ق::ل فلم يع::ذبكم بفاعة«بقوله: :ل منه:ا ش: و القب:ول و االنقي:اد و الطاع:ة و االجاب:ة نظ:ائر و نقيض:ها »ال يقب

االمتناع يقال قبل قبوال، و أقبل إقباال، و قابله مقابلة و تقابلوا تقابال، و استقبله اس:تقباال، و تقبل تقباال، و قبله تقبيال و قبل نقيض بعد و القبل خالف الدبر و القبل إقبالك على الشيء

همكأنك ال تريد غيره و القبل الطاقة تقول ال قبل لي أي ال طاقة لي. و منه قول::ه: ::أتين )فلن و القبل التلقاء تق::ول لقيت::ه قبال أي مواجه::ة و أص::بت ه::ذا من(«1 »بجنود ال قبل لهم بها

يء قبال«قبله أي من تلقائه أي من لدنه و من عنده و قوله: «2 » »و حشرنا عليهم كل ش:: أي قبال و فسر بعضهم عيان::ا، و ك::ل جي::ل من الن::اس و الجن و القبيل::ة من قبائ::ل الع::رب معروفة و الكرة يقال لها قبائل. و كل قطعة من الجلد قبيلة. و قبيلة الرأس كل فلق::ة ق::د قوبلت باألخرى و كذلك قبائل العرب و القبال: زمام البغل. يقال: بغل مقبول::ة و مقبل::ة. و القبل رأس كل ش::يء مث::ل الجب::ل و االكم::ة و كثب الرم::ل. و قبال::ة ك::ل ش::يء. م::ا ك::ان مستقبله و من الجيران مقابل و مدابر. و شاة مقابلة: إذا قطعت من اذنها قطعة و ت::ركت معلقة من مقدم، و ان ك::انت من خل::ف فهي م::دابرة و إذا ض::ممت ش::يئا الى ش::يء قلت

قابلته و القابلة هي الليلة: المقبلة. و كذلك العام القاب::ل و المقب::ل. و القابل::ة: ال::تي تقب::لالولد

______________________________.37( سورة النمل آية 1)

.111( سورة االنعام آية 2)

213ص:

و القب::ول من ال::ريح: الص::با ألنه::ا تس::تقبل ال::دبور، و هي تس::تقبل القبل::ة من المش::رق و القبول: ان تقبل العفو و غير ذلك. و هو اسم المصدر و أميت الفعل منه و القبول االس::م. تقول: أفعل هذا من ذي قبل أي من ذي استقبال. و القبلة معروفة و الفعل منه التقبيل. و القبلة قبلة الصالة و التقبل تقبل الشيء تق::ول: تقب::ل الل::ه من::ك و عن::ك عمل::ك. و تق::ول: تقبلت فالنا من فالن بقبول حسن و رجل مقابل في كرم و في شرف من قب::ل أعمام::ه و أخواله. و رجل مقبل الشاب لم ير فيه اثر من الكبر. و القبيل و الدبير: في الحبل فالقبيل القتل االول الذي عليه العمامة، و الدبير الفتل االخر و بعضهم يقول القبيل في قوى الحبل كل قوة على وجهها الداخل قبيل و الوجه الخارج: دبير و قد قرئ قبال و قبال فمن ق::رأ قبال أراد جمع قبيل و من قرأ قبال أراد مقابلة و القبيل و الكفيل واحد و قبيل القوم ع::ريفهم. و

الباب المقابلة خالف المدابرة.

و أما الشفاعة فهي مأخوذة من الشفع ال::ذي ه::و خالف ال::وتر فكأن::ه س::ؤال من الش::فيع.شفع: سؤال المشفوع له و الشفاعة، و الوسيلة و القربة و الوصلة نظائر.

و يقال شفع شفاعة و تشفع تشفعا، و استشفع استشفاعا، و شفعه تش::فيعا و الش::فع منالعدد: ما كان أزواجا تقول كان وترا فشفعته باخر حتى صار شفعا و منه قوله:

::وتر« فع و ال ق::ال الش::فع: ي::وم النح::ر. و ال::وتر: ي::وم عرف::ه. و ق::ال بعض«1 »»و الش::المفسرين:

ه و الشافع: الطالب لغيره و االسم الش::فاعة و الشفع: الحفاء يعني كثرة الخلق و الوتر الل الطالب: الشفيع و الشافع و الشفعة في الدار معروفة. و تق::ول فالن يش::فع إلي بالع::داوة أي يعين علي و يعاديني و تقول شفعت الرجل: إذا صرت ثاني::ه و ش::فعت ل::ه: إذا كنت ل::ه شافعا. و انما سميت شفعة الدار، ألن صاحبها يشفع ماله بها، و يض::مها الى ملك::ه و اص::ل

فاعة«الباب: الزوج من الع::دد: و قوله ::ل منه::ا ش:: مخص::وص عن::دنا بالكف::ار، ألن »و ال يقبحقيقة الشفاعة عندنا ان يكون في إسقاط المضار دون زيادة المنافع.

ه تع::الى، و يس::قط به::ا العق::اب عن و المؤمنون عندنا يش::فع لهم الن::بي )ص( فيش::فعه اللالمستحقين من أهل الصلوة

ادخرت شفاعتي ألهل الكبائرلما روي من قوله )ع(:

______________________________.3( سورة الفجر آية 1)

214ص:

من امتي

: و انما قلنا ال تكون في زيادة المنافع، ألنها لو استعملت في ذلك، لكان أح::دنا ش::افعا فيه ان يزي::ده في كرامات::ه و ذل::ك خالف اإلجم::اع فعلم ب::ذلك ان الن::بي )ص( إذا س::أل الل الشفاعة مختصة بما قلناه و علم بثب::وت الش::فاعة ان النفي في اآلي::ة يختص بالكف::ار دون

نتكلم عليها إذا انتهينا اليها ان شاء الله.«1 »أهل القبلة. و اآليات الباقيات

و الشفاعة ثبت عندنا للنبي )ص( و كثير من أص::حابه و لجمي::ع األئم::ة المعص::ومين و كث::ير من المؤمنين الص::الحين. و قي::ل ان نفي الش::فاعة في ه::ذه اآلي::ة يختص ب::اليهود من ب::ني:ه و احب:اؤه و أوالد أنبيائ::ه، و ان اب:اءهم يش:فعون الي::ه إسرائيل، ألنهم ادعوا انهم أبن::اء الل فايسهم الله من ذلك، ف::اخرج الكالم مخ:رج العم::وم. و الم:راد ب:ه الخص:وص. و ال ب:د من تخصيص اآلية لكل احد، ألن المعتزلة و القائلين بالوعيد يثبتون شفاعة مقبولة- و ان ق::الوا انها في زيادة المن::افع- و اص::ل الش::فاعة ان يش::فع الواح::د للواح::د فيص::ير ش::فعا. و من::ه الشفيع ألنه يصل جناح الطالب و يصير ثانيا له. و الذي يدل على ان الش:فاعة في إس:قاط

الضرر قول شاعر غطفان أنشده المبرد:

»يف::دك و ان يحبس ب::ديل و يش::فعو قالوا ا تعلم ان مالك ان تصب2»

و استعملت في زيادة المنافع ايضا- و ان كان مج::ازا لم::ا مض::ى- ق::ال الحطيئ::ة في طلبالخير:

الى ماله لم تأته بشفيعو ذاك امرؤ ان تأته في صنيعة

و قد استعملت الشفاعة بمعنى المعاونة انشد بعضهم للنابغة:

له من عدو مثل مالك شافعأتاك امرؤ مستعلن لي بغصة

أي معين و قال األحوص:

كانوا لليلى بلومهم شفعواكأن من المني ال صرمها

أي تعاونوا.

»ال يؤخذ منها عدل«قوله:

______________________________( في المخطوطة )الباقية(.1)

( يديل: يزول.2)

215ص:

اللغة:

و العدل، و الحق، و االنص::اف نظ::ائر. و الع::دل: نقيض الج::ور يق::ال: ع::دال ع::دل و اعت::دل اعتداال. و تعادل تعادال و تعدال. و عادله معادلة. و عدله تعديال و العدل المرضي من الناس. يقع على الواحد و الجماعة و الذكر و األنثى: فإذا قلت هم عدل قلت هما عدالن و الع::دل: الحكم بالحق يقال هو حكم عدل ذو معدلة في حكمه و عدل الشيء نظيره و مثل::ه تق::ول عدلت بفالن فالنا اعدله. و العادل المشرك الذي يعدل بربه و العدل ان يعدل الش::يء عن وجهه فيميله تقول: عدلته عن ك::ذا و ع::دلت ان::ا عن الطري::ق و الع::ديل ال::ذي يعادل::ك في المحمل أو نحوه ما كان. و سمعت العرب تقول: اللهم ال ع::دل ل::ك أي ال مث::ل ل::ك. و في

::لالكفارة )عدل ذلك( أي مثله في العدل، ال بالنظير بعينه و العدل الف::داء، لقول::ه: »ال يقبهم يع::دلون« و قيل ايضا: ان العدل: الفريضة و الصرف: النافلة و قولهمنها عدل« » »برب

أي يشركون. و قيل لما يؤكل:«1

معتدل إذا لم يكن فيه ضرر من حر أو برد. و تقول عدلته أى أقمته حتى اعت::دل و اس::تقام الطريق.«2 »و عدلت فالنا عن طريقه و الدابة عن طريقها: إذا عطفتها فانعدلت و انعدل

و يقولون الطريق يعدل الى مكان كذا و كذا. ف::إذا أراد االعوج::اج نفس::ه ق::ال: ينع::دل في مكان كذا و كذا أي ينعوج، و االعتدال: االستواء. فالن عدل حس::ن العدال::ة، و اص::ل الب::اب العدل الذي هو االستقامة. و العدل المذكور في اآلية الفدي::ة. روي ذل::ك عن الن::بي )ص( و هو قول ابن عباس و أبي الغالي::ة. و ق::ال ق::وم ه::و ب::دل و الف::رق بين الع::دل و الع::دل ان العدل بالكسر المثل تق:ول عن:دي ع:دل جاريت:ك أي جاري:ة مثله:ا. ف:إذا قلت عن:دي ع:دل

جاريتك يجوز ان يكون قيمتها من الثمن.

و من ق::رأ بالت::اء فألن الش::فاعة مؤنث::ة و من ذك::ر ق::ال: ألن الت::أنيث ليس بحقيقي و ألنالفعل تقدم على المؤنث فأشبه عالمة التثنية و الجمع إذا تقدم الفعل سقط كذلك هاهنا.

سل«و مثله قوله: ة بعد الر ه حج اس على الل و كقول الشاعر: »لئال يكون للن

______________________________150. و سورة االنعام آية 1( سورة االنعام: آية 1)

( في المطبوعة )العدل(2)

216ص:

«1 »و ال ارض ابقل ابقالهافال مزنة و دقت و دقها

و التاء أجود، ألنه أصل. و الياء حسن.

. »و ال هم ينصرون«قوله

اللغة:

و النصر و المعونة و التقوية نظائر. و ض::د النص::ر الخ::ذالن. يق::ال: نص::رته نص::را و انتص::رانتصارا. و استنصر استنصارا. و تناصر تناصرا. قال صاحب العين:

النصر عون المظلوم. و في الحديث: انصر أخاك ظالما و مظلوما معن::اه ان ك::ان مظلوم::ا فامنع منه الظلم. و ان كان ظالما فامنعه من الظلم و انه::ه. و األنص::ار: كالنص::ار و أنص::ار النبي )ص( أعوانه و انتصر فالن: إذا انتقم من ظالمه. و النصير الناصر. و التنص::ر ال::دخول في النص::رانية. و النص::ارى. منس::وبون الى ناص::رة، و هي موض::ع. و نص::رت الس::ماء إذا

أمطرت. قال الشاعر:

بالد تميم و انصري ارض عامرإذا خرج الشهر الحرام فودعي

و نصرت الرجل: إذا أعطيته و انشد:

فاسكت عني بعده كل قائلأبوك الذي اجدى علي بنصرة

ه )عز و جل( ينصر و أصل الباب المعونة و النصرة قد تكون بالحجة و قد تكون بالغلبة فالل جميع المؤمنين بالحجة التي تؤيدهم. و اما النصر بالغلبة فبحسب المص::لحة و ال ي::دل وق::عه بين الكف::ار و الغلبة لبعض المؤمنين على انه مسخوط علي::ه كم::ا ان::ه ليس في تخلي::ة الل بين األنبياء داللة على حال منكرة. و قد قتل الكفار كثيرا من األنبياء و ن::الوا منهم بض::روب

ه تع::الى ::رمن األذى ق::ال الل ين بغي بي ::ون الن ه و يقتل هم ك::انوا يكف::رون بآي::ات الل ::أن ::ك ب »ذل

ه معناه بالغلبة و اما م::ا يأخ::ذ ل::ه ب::الحق من«2 »الحق« و قوله: ثم بغي عليه لينصره الله للمبغي علي::ه واقع::ة ال محال::ة و الخ::ذالن ال يك::ون اال الب::اغي علي::ه، لينص::ر ب::ه من الل

ه تعالى ال يخذل أولياءه و اهل طاعته. للظالمين، ألن الل

______________________________126: 1( مر هذا البيت: 1)

61( سورة البقرة: آية 2)

217ص:

ه فال غالب لكم«و قوله: أي بالمعونة ال::تي ت::وجب الغلب::ة، ألن الل::ه«1 » »إن ينصركم الل تعالى يقدر على اعطائهم ما يغلبون به كل من نازعهم، و يستعلون على كل من ناوأهم. و حد النصرة: المعونة على ك:ل من ظه:رت من:ه ع:داوة، و ق:د تك:ون المعون:ة بالطاع:ة فال تكون نصرة. و الفرق بين النصرة و التقوية ان التقوية قد تك::ون على ص::ناعة و النص::رة اله منهم صرفا و ال عدال. فقال الحسن البص::ري: تكون اال مع منازعة. فاما قولهم: ال قبل الل

الصرف: العمل. و العدل: الفدية. و قال الكلبي:

الصرف: الفدية و العدل: الفريضة و قال ابو عبيدة: الصرف: الحيلة. و العدل:

الفدية. و قال ابو مسلم: الصرف: التوبة و العدل: الفداء

[49(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

تحيون نس::اءكم حون أبناءكم و يس:: يناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذب و إذ نجكم عظيم ) (49و في ذلكم بالء من رب

تي أنعمت عليكم«آية بال خالف هذه اآلية عطف على ما تق::دم من قوله ::روا نعمتي ال »اذك ف )إذا( هاهنا متعلقة بذلك كأن::ه ق::ال اذك::روا نعم::تي عليكم إذ نجين::اكم من آل فرع::ون و

لما تقدم ما يدل على )أرسلنا( و هو قوله:«2 » »و إلى ثمود أخاهم صالحا«نظيره

فكأنه قال: و أرسلنا الى ثمود أخاهم صالحا و الخطاب«3 »»لقد أرسلنا نوحا إلى قومه« و ان كان متوجها الى الحاضرين في الحال، فالمراد به من سلف لهم من اآلباء. كما يق::ول

و انم::ا يع::ني االس::الف. ق::ال«4 »القائل: هزمن::اكم ي::وم ذي ق::ار، و قتلن::اكم ي::وم الفج::اراألخطل يهجو جريرا:

«5 »بإراب حيث يقسم االنفاالو لقد سما لكم الهذيل قتالكم

و جرير لم يلحق هذيال

______________________________.160( آل عمران: آية 1)

.72( سورة االعراف: آية 2)

.58( سورة االعراف آية 3)

( في المطبوعة و المخطوطة )الجفار(.4)

( ديوانه، و نقائض جرير و األخطل، و الهذيل هذا هو ابن به::رة التغل::بي غ::زا ب::ني يرب::وع5) بإراب )و هو ماء لبني رياح بن يربوع( و بني تيم تفزع أوالدها باسمه. و االنفال: الغن::ائم. و

في المطبوعة و المخطوطة )نفيتم( بدل يقسم.

218ص:

و ال أدرك إراب. و قد بينا ان النعمة على اآلباء نعمة على األوالد، فال وجه ألعادته.

اللغة:

يناكم«و معنى فالنجاة، و السالمة، و اإلسعاد، و التخلص نظ::ائر. و ض::د النج::اة الهالك »نج تقول: نجا ينجو نجاة. و أنجاه الله: إنجاء و نجاه تنجية. و انتجوا انتجاء و استنجى اس::تنجاء، و تناجوا تناجيا. قال صاحب العين: نجا ينجو نجاة في السرعة فهو ن::اج: اي. س::ريع و ناق::ة

ناجية اي سريعة و تقول نجوت فالنا اي استنكهته قال الشاعر:

كريح الكلب مات حديث عهدنجوت مجالدا فوجدت منه

و نجا بنو فالن إذا أحدثوا ذنبا او غ::يره، و االس::تنجاء: التنظي::ف بم::در أو م::اء. و النج::اة هيالنجوة من األرض و هي التي ال يعلوها السيل. قال الشاعر:

و المستكن كمن يمشي بقرواحفمن بنجوته كمن بعقوته

و النجو: الس::حاب أول م::ا ينش::أ و جمع::ه نج::اء. و النج::وة: م::ا خ::رج من البطن من ريح و غيرها. و النجو: استطالق البطن يق::ال: نج::ا فالن نج::وا و النج::و: كالم بين اث::نين كالس::ر و السار. تقول ناجيتهم فتناجوا بينهم، و كذلك انتج::وا و هم جميع::ا نج::وى و كالمهم نج::وى، و

فالن نجي فالن اي يناجيه دون غيره، قال الشاعر:

و اضطرب القوم اضطراب األرشيةإنى إذا ما القوم كانوا انجيه

و النجا: ما ألقيته عن نفسك من ثياب او سلخته عن الشاة. تقول:

نجوت الجلد انجوه نجا إذا كشطته و نجوت العود اي اقتضبته و ق::ال بعض المفس::رين في أي نلقيك على نجوة. و أصل الباب:«1 » »فاليوم ننجيك ببدنك«قوله:

النجوة و هي االرتفاع. و الفرق بين النجاة و بين التخلص ان التخلص ق::د يك::ون من تعقي::د ليس بأذى و ليس كذلك النجاة، ألنها ال تكون اال من مكروه و ك::ل نج::اة: نعم::ة و ال يق::ال:

لمن ال خوف عليه نجا، ألنه ال يكون ناجيا اال مما يخاف مثله.

______________________________.92( سورة يونس آية: 1)

219ص:

فاآلل، و األه::ل، و القراب::ة، نظ::ائر، و قي::ل اص::ل اآلل األه::ل، ألن::ه »من آل فرعون«قولهيصغر اهيل: و حكى الكسائي: اويل فزعموا انها أبدلت. كما قالوا:

أيهات و هيهات. و كما قالوا ماء و أصلها ماه بدليل قولهم مويه في التصغير. و في الجمع:

أمواه و مياه. و قيل: ال بل أصل على حياله: و الفرق بين اآلل و األهل ان األه::ل أعم من::هيقال أهل الكوفة و ال يقال آل الكوفة. و يقال أهل البلد و ال يقال آل البلد.

و آل فرعون: قومه و اتباعه و قال صاحب العين: اآلل كل شيء يؤول الى شيء:

إذا رجع اليه تقول: طبخت العصير حتى آل الى كذا. و اولى كلم::ة وعي::د على وزن فعلى و اآلل: السراب و آل الرجل: قرابته و اهل بيته. و آل البعير: ألواحه، و ما أشرف من أقط::ار

جسمه. و آل الخيمة عمدها. و اآللة: شدة من شدائد الدهر قالت الخنساء:

اما عليها و إما لهاسأحمل نفسي على آلة

و آل الجبل: أطرافه. و نواحيه، و قال ابن دريد آل كل شيء: شخصه.

و آل الرجل: اهله. و قراباته. قال الشاعر:

علي و عباس و آل أبي بكرو ال تبك ميتا بعد ميت اجنه

و اآللة: الحربة. و أصل الباب: األول. و هو الرجوع. قال ابو عبيدة:

ه: فقلن::ا: م:ا تع:ني ب::ذلك؟ ق:ال: أ ليس:وا س:معت أعرابي::ا فص:يحا يق:ول أه:ل مك:ة آل اللمسلمين، و المسلمون آل الله؟ قال و قال: ليس يجوز ان ينصب رجال من المسلمين.

فيقول آل فالن. و انما يجوز ذلك للرئيس المتبع. و في شبه مكة ألنها ام القرى.

و مثل فرعون في الضالل و اتباع قومه له فان جاوزت هذا فان آل الرجل اهل بيته خاص::ة آل فالن. قال: ال إال أهل بيته خاصة.«1 »فقلنا له: ا فيقول لقبيلته

و فرعون اسم لملوك العمالقة كما قيل: قيصر لملك ال::روم. و كس::رى: لمل::ك الف::رس. و خاقان: لملك الترك. و االخشاذ: لملك الفراعنة و تبع: لملك التبابعة فه::و على ه::ذا بمع::نى

الصفة، ألنه يفيد فيه انه ملك العمالقة بنفس الصفة الجارية عليه و على غيره

______________________________( في المطبوعة و المخطوطة: )فقلت له فتقول للقبيلة(.1)

220ص:

و قي::ل: ان اس::م فرع::ون مص::عب بن الري::ان، و ق::ال محم::د ابن إس::حاق: ه::و الولي::د بنمصعب.

اي يولونكم سوء العذاب. »يسومونكم سوء العذاب«و معنى قوله:

اللغة:

يقال سامه خطة خسفا: إذا أواله ذلك. قال الشاعر:

«1 »ان سيم خسفا وجهه تربدا

. و قيل يجشمونكم سوء العذاب. و السوم، و التجشم، و التجمل، نظائر.

يقال: سامه الشقة و جسمه إياها و حمله إياها بمعنى ]واحد[. يقال: سام، يس::وم، س::وما. و ساومه، و استامه، استياما. و تساوموا تساوما. و سوم تسويما. و السوم س::ومك س::لعة و منه المساومة و االستيام. و السوم من سير اإلبل. و هبوب الرياح إذا ك::ان مس::تمرا في س::كون. يق::ال: س::امت الري::اح. و س::امت اإلب::ل و هي تس::وم س::وما و الس::وام هي الغنم السائمة. و اكثر ما يقال ذلك في اإلب::ل خاص::ة، و الس::ائمة تس::وم الكأل س::وما: إذا داومت

رعيه. و الراعي يسيمها و المسيم الراعي. و السويم:

العالمة على الجبل يقال: سوم فالن فرس:ه: إذا اعلم علي:ه بحري:رة او ش:يء يع:رف ب:ه و السما: في األصل ياء و هاء و واو و هي العالمة التي يعرف بها الخير و الش::ر في اإلنس::ان

يماهم« »و«2 » »سيماهم في وجوههم«و منه قوله: »يع::رف و قول::ه:«3 » تع::رفهم بس:: و يقال سيماء الخير وسمت فالنا سوء العذاب من المشقة.«4 »المجرمون بسيماهم«

و قال ابن دريد سام الرجل ماشيته يس::ومها س::وما إذا وعاه::ا فالماش::ية س::ائمة و الرج::ل ال::ذي ه::و إرس::ال«5 »مسيم و لم يقولوا سام خرج من القياس. و أص::ل الب::اب: الس::وم

نظائر. يقال: شديد العذاب( )و اليم العذاب( )و )سوء العذاب(اإلبل في المرعى و قوله:

ساءه يسوءه و أساء اساءة. قال صاحب العين: السوء اسم العذاب الجامع لآلفات

______________________________( الخسف: الظلم و الهوان. تربد وجهه: تلون من الغضب كأنما تسود منه مواضع.1)

.29( سورة الفتح آية: 2)

.273( سورة البقرة آية: 3)

.41( سورة الرحمن آية: 4)

( السوم ساقطة من المخطوطة. المطبوعة. هامش5)

221ص:

و الداء تقول سؤت فالنا اسوءه مس::اءة و مس:ائية: و تق::ول أردت مس:اءتك و مس:ائتيك و اس::أت الي::ه في الص::نع و اس::تاء فالن من الس::وء. كقول::ه: اهتم من الهم و س::ؤت فالن::ا و سوأت له وجهه. و تقول لساء ما صنع و السيء و السيئة اس::م الخطيئ::ة و الس::وأى فعلى اسم للفعلة السيئة بمنزلة الحسنى و امرأة سوء قبيحة و السوءة السوأى للفعلة القبيح::ة

وآتهما«يقال للرجل السوء. و السوأة الفرج لقول::ه: ::دت لهم::ا س:: و الس::وأة ك::ل«1 » »فب عمل يشين، تقول سوأة لفالن، تعيبه ألنه ليس بخير و السوأة السؤى: المرأة المخالف::ة، و تقول في النكرة رجل سوء فإذا عرفته قلت: الرجل السوء ال تضيفه. و تقول عمل سوء و عمل السوء. و رجل صدق و ال تقول الرجل الصدق ألن الرج::ل ليس من الص::دق. و كلم::ا

ذكر بسيء فهو السوء. و يكنى عن البرص بالسوء. كقوله:

وء و ال في«2 »»بيضاء من غير سوء« . أي من غير برص. و تق::ول: األخ::ير في ق::ول الس::وء. فإذا فتحت السين فعلى ما وصفناه. و إذا ضممته فمعناه ال تقل سوء. و أصل قول الس الباب: السوء من قولك: ساء يسوء سوء، ثم كثر حتى صار علما على الضر القبيح، فق::الوا

أساء يسيء اساءة. نقيض احسن يحسن إحسانا.

حون أبناءكم«و قوله: . »يذب

اللغة:

فالذبح، و النحر، و الشنق: نظائر و الذبح: فري األوداج: يقال ذبح ذبحا و استذبح استذباحا، و تذابحوا تذابحا. و ذبح تذبيحا و أص::ل ال::ذبح الش::ق و ذبحت المس::ك إذا فتقت عن::ه، فه::و

::ذبح عظيم«ذبيح و مذبوح و الذبح: الش::يء الم::ذبوح لقول::ه: و ال::ذباح و«3 » »و ف::ديناه بالذبحة بفتح الباء و تسكينها، داء يصيب اإلنسان في حلقه.

و تقول العرب: حي الله هذه الذبحة. اي هذه الطلعة. و الذباح: الشقوق في الرجل أصله:ذباح في رجله. و الذبح نور أحمر. و سعد الذابح: كوكب معروف من

______________________________.121، و سورة طه آية: 21( سورة االعراف آية: 1)

.32، و سورة القصص آية: 12، و سورة النمل آية: 22( سورة طه آية: 2)

.107( سورة الصافات آية: 3)

222ص:

منازل القمر. ق::ال ص::احب العين: ال::ذبح: قط::ع الحلق::وم من ب::اطن. و موض::عه الم::ذبح و المذبح السكين الذي يذبح به الذباح و الذباح. نبات من الشجر ق:ال األعش:ى: )انم:ا قول:ك

و أصل الباب الشق.«1 »صاب و ذبح(. و قال آخر: )كان عيني فيها الصاب مذبوح(

إنما قال نساءكم و هم كانوا ال يس::تبقون األطف::ال من البن::ات »يستحيون نساءكم«قوله: تغليبا، ألنهم كانوا يستبقون الصغار و الكبار كما يقال: أقبل الرجال و إن كان معهم صبيان، و قيل إن اسم النساء يقع على الكبار و الصغار، و قيل: انهم سمعوا بذلك على تقدير انهن يبقين حتى يصرن نساء. و المرأة و النساء و الزوجات، نظائر. و ال واحد للنساء من لفظه. و يقال: الرجال و النس::اء على وج::ه النقيض. ق::ال ص::احب العين: النس::وة، و النس::وان، و

النسين، كل ذلك مثل النساء.

كم عظيم«قوله: البالء، و اإلحسان، و النعمة، نظ::ائر في اللغ::ة. و »و في ذلكم بالء من رببلى، بلى بلى فهو بال و البالء لغة. قال الشاعر:

تناكر الليالي و اختالف األحوالو المرء يبليه بالء السربال

و البلية الدابة التي كانت تشد في الجاهلية عند قبر صاحبها رأسها في الركبة حتى تم::وت. و منها ما يعقر عند القبر حتى يموت و ناقة بلو مثل نض::و ق::د أباله::ا الس::فر. و الفع::ل منه البلية. ابتليت و تقول: بلى اإلنسان و ابتلى. و البالء على وجهين في الخ::ير و الش::ر. و الل تعالى يبلي العبد بالء حسنا. و بالء سيئا. و أبليت فالنا عذرا أي بليت فيما بينه و بيني بم:ا ال

لوم علي بعده. و البلوى: هي البلية، و البلوى التجربة.

تقول بلوته بلوى. و أصل الباب التجربة. و البالء: االمتحان الذي فيه انعام.

و البالء: االمتحان الذي فيه انتقام، فإذا أردت االنعام، قلت: أبليته بالء حسنا.

«2 »و في االختيار: تقول بلوته بالء. قال الله تعالى: )و نبلوكم بالخير و الشر فتنة(

______________________________ ( قاله ابو ذؤيب الهذلي. و ص::در ال::بيت )انى ارقت فبت اللي::ل مش::تجرا( و في المحكم1)

)مرتفقا( بدل )مشتجرا( و لعلهما روايت::ان. و الش::تجر: ال:ذي يض:ع ي::ده تحت حنك::ه م:ذكرالشدة همه.- لسان العرب-.

.35( سورة األنبياء آية 2)

223ص:

قال زهير: »و ليبلي المؤمنين منه بالء حسنا«و قال في االنعام:

ه باإلحسان ما فعال بكم «1 »و ابالهما خير البالء الذي يبلوجزى الل

فجمع المعنين ألنه أراد: و أنعم عليهما خ:ير النعم ال:تي يخت:بر به:ا عب:اده، و ق:ال األحن::ف:البالء ثم الثناء، يعني االنعام، ثم الشكر،

المعنى:

و إنما كان في استحياء النساء محنة عليهم. و بلوى لهم، ألنهم كث::يرا يس::تعبدون، و ينكحنعلى االسترقاق. فهو على رجالهن أعظم من قتلهن. و قيل:

إنهن كن يستبقين لالذالل، و االستبقاء، محنة، كما ان من أحيي: للتع::ذيب فحيات::ه نقم::ة. ومن احيي للتلذيذ فحياته نعمة.

و األبن::اء جم::ع ابن. و المح::ذوف من االبن عن::د األخفش ال::واو، ألنه::ا أثق::ل و هي بالح::ذف اولى. و قال الزجاج: يجوز أن يكون المحذوف ياء و واوا و هما سيان و ال حج::ة في البن::وة

كما ال حجة في الفتوة. لقولهم فتيان قال: و قد جاء حذف الياء.

كما في يد. كقولهم يديت اليه يدا. و في دم قال الشاعر:

«2 »جرى الدميان بالخبر اليقينفلو انا على حجر ذبحنا

و القتل الذي هو فري األوداج، او نقض بني::ة الحي::اة يق::در الواح::د من::ا علي::ه و أم::ا الم::وت بتسكين الحركة الحيوانية، او فعل ضد الحيوة عند من ق::ال: له::ا ض::د، فال يق::در علي::ه غ::ير

ه. الل

االعراب:

وء الع::ذاب«و موضع ومونكم س:: يحتم::ل أم::رين من االع::راب:- أح::دهما االس::تئناف: »يس::فيكون موضعه رفعا، كأنه قال: يسومونكم من قبل ذلك سوء العذاب.

______________________________.17( سورة االنفال آية 1)

( ديوانه. و روايته )رأى الله ... فأبالهما(.2)

224ص:

و الثاني:- أن يكون موضعه نصبا على الحال من آل فرعون. و العامل فيه نجيناكم.

كان بذبح األبناء و استحياء النساء. و قيل:»يسومونكم سوء العذاب«

باستعمالهم في االعمال الشاقة. و اس::تحياء النس::اء ك::ان ب::ان يس::تبقين. و قي::ل ان::ه ك::ان يفتش احي::اء النس::اء عم::ا يل::دن، و قي::ل: انهم ك::انوا يس::تحيون ان يلج::وا على النس::اء في

بيوتهن إذا انفردن عن الرجال ص::يانة لهم فعلى ه::ذا يك::ون انعام::ا عليهن. و ه::ذا بعي::د من اقوال المفسرين. و السبب في أن فرعون كان ي:ذبح األبن:اء و يس:تحيي النس::اء م:ا ذك:ره السدي و غ:يره، أن فرع:ون رأى في منام:ه ن:ارا أقبلت من بيت المق:دس ح::تى اش:تملت على بيوت مصر. فأحرقت القبط و تركت بني إسرائيل، و أخربت مصر ف::دعى الس::حرة و الكهنة و القافة. فسألهم عن رؤياه فقالوا: يخرج من هذا البلد الذي جاء بنو إسرائيل من::ه-

يعنون بيت المقدس- رجل يكون على يده هالك مصر.

فأمر بني إسرائيل اال يولد لهم غالم إال ذبحوه. و ال جارية اال تركت. و ليس في اآلية دالل::ة على سقوط القود عمن قتل غيره مكرها و ال القود على المكره و ال ان ك::ان مخت::ارا غ::يره أنج::اهم. م::ا مكره. فالقود عليه ألنه لم يجر لذلك ذك::ر: ف::ان قي::ل إذا ك::انوا نج::وهم و الل

ه و الله خلق معصيته؟ المنكر أن يكون العاصي هو الذي عصى الل

قيل: ال يجب ذلك. اال ترى انه يقال قد ينجيني زي::د ف::انجو. و ان لم يكن فع::ل بال خالف. و كذلك إذا استنقذنا النبي )ص( من الضاللة فخلصنا ال يجب ان يكون من فعل فعلنا. و اخباره اليهود بهذه القصة على لسان رسوله من دالئل نبوته، ألن منشأه معروف و بع::ده عن الل

مخالطة الكتابيين معلوم.

[50(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

(50و إذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم و أغرقنا آل فرعون و أنتم تنظرون )

موضع إذا نصب كما تقدم و هو عطف على ما مضى. فكأن::ه ق::ال: و اذك::روا إذ فرقن::ا بكمالبحر: و ذلك من جملة نعم الله تعالى التي عددها عليهم مما فعله

225ص:

مع أسالفهم.

و معنى فرقنا بكم البحر أي فرقنا بين الماءين حتى مررتم فيه و كنتم فرقا بينهما.

اللغة:

و الف:رق و الفص:ل و القط:ع نظ::ائر: و الف::رق يقتض::ي الجم::ع يق::ال ف::رق فرق::ا. و اف::رق المريض افراقا و افترق الشيء افتراقا. و اس:تفرق اس:تفراقا. و فرق:ه تفريق:ا. و تف:ارقوا تفارقا و تفرق تفرقا و فارقه مفارقة و انفرق انفراقا و الفرق موضع المف::رق من ال::رأس

و الفرق تفريق ما بين الشيئين و الفرق فرج::ك م::ا بين ش::يئين تف::رق بينهم::ا فرق::ا، ح::تى يتفرقا و يفترقا، و تقول تفارق هؤالء الصبحة أي فارق بعض::هم بعض::ا، و اف::ترقوا و تق::ول: مشطت الماشطة كذا و كذا فرقا. أي كذا و كذا ض::ربا. و الف::رق طائف::ة من الن::اس. ق::ال أعرابي لصبيان رآهم هؤالء فرق سوء و الف::رق: الطائف::ة من ك::ل ش::يء، و من الم::اء، إذا

::الطودانفرق بعضه عن بعض. و كل طائف::ة من ذل::ك ف::رق. و قول::ه: ::ل ف::رق ك »فك::ان ك يعني الفرق من الماء، و الفريق الطائفة من الناس. و الفرقة:«1 »العظيم«

مصدر االفتراق. و هو احد ما خالف فيه مصادر افعل. و الفرقان: اسم للقرآن.

ه تعالى التوراة ه و فرق به بين الحق و الباطل فهو فرقان. و سمى الل و كل كتاب انزل الل كان يوم بدر و يوم احد فرق الله«2 » »يوم الفرقان يوم التقى الجمعان«فرقانا. و قوله:

بين الحق و الباط::ل. و الف::رق ه::و الفل::ق. و المف::رق ه::و مكي::ال أله::ل الع::راق و الف::رق: »والخوف. تقول: رجل فروقة و امرأة فروقة و الفعل فرق يفرق من كذا فرق::ا. و قول::ه:

:ل أم:ر حكيم«- مخفف- معناه أحكمناه كقول:ه:«3 »قرآنا فرقناه« و«4 » »فيه:ا يف::رق ك تقول: مفرق ما بين الطرفين. و افرق فالن من مرضه افراقا إذا بريء و ال يكون االف::راق إال من مرض ال يصيب اإلنسان إال دفعة واحدة: نحو الجدري، و الحصبة، و دي::ك اف::رق: إذا انفرق عرفه. و تيس افرق: إذا تباعد طرفا قرنيه. و رج::ل فروق::ة و ك::ذلك الم::رأة: مث::ل،

نسابة و عالمة. و جاء مصدر فرقته

______________________________.64( سورة الشعراء: آية 1)

.41( سورة االنفال: آية 2)

.106( سورة االسراء آية 3)

19. و سورة الرحمن آية 4( سورة الدخان: آية 4)

226ص:

تفرقة. و الفرق الذي جاء في الحديث: ما أسكر الفرق. فالجرعة منه حرام، مكيال يع::رفبالمدينة. و فرقة من الناس و جمعه فرق. و اصل الفرق الفصل بين الشيئين.

و الفريقة حلبة تطبخ بتمر للنفساء. و غيرها.

و البح::ر يس::مى بح::را و ه::و انبس::اطه و س::عته و يق::ال اس::تبحر فالن في العلم و تبح::ر . و يقال تبحر ال:راعي في رعي كث::ير. ق:ال امي::ة«1 »الستبحاره إذا اتسع فيه و تمكن منه

الصغير:

من األباطح و احبسها بخلدانأنفق نصابك في نفل تبحره

و تبحر فالن في الماء. و من ذلك بحيرة طبرية و هي عشرة أميال في ستة أميال و قي::ل: هي عالمة خروج الدجال إذا يبست، فال يبقى منها قطرة ماء. و بحرت اذن الناقة بح::را إذا شققتها. و هي البح::ير و ك::انت الع::رب تفع::ل ذل::ك إذا أنتجت عش::رة ابطن فال ت::ركب و ال ينتفع بظهرها. فنهى الله عن ذلك. و السائبة التي تسيب فال ينتف::ع منه::ا بظه::ر و ال لبن. و الوص::يلة في الغنم ك::انت إذا وض::عت أن::ثى ت::ركت و ان وض::عت ذك::را أكل::ه الرج::ال، دون النساء. و ان ماتت األن::ثى الموض::وعة اش::تركوا في أكله::ا، و ان ول::د م::ع الميت::ة ذك::ر حي

اتصلت به، كانت للرجال دون النساء.

ه تع::الى. و الب::احر و يسمونها وصيلة. و قد قيل غير ذلك سنذكره في موض::عه إن ش::اء الل األحمق الذي لبس في حديثه إذا كلم بقي كالمبهوت. و بحراني منسوب الى البحرين و دم بحراني و باحر: إذا كان خالص الحمرة من دم الجوف. و الع::رب تس::مي الم::الح و الع::ذب

يعني المالح و العذب و أصل الباب«2 » »مرج البحرين يلتقيان«بحرا إذا كثر و منه قوله: االتساع. و البحر: هو المجرى الواسع الكثير الماء. و اما المالح: فه::و ال:ذي ال ي::رى حافتي::ه من في وسطه، لعظمه و كثرة مائ:ه. فدجل::ة بح::ر باالض:افة الى الس::اقية. و ليس:ت بح:را

باالضافة الى جدة، و ما جرى مجراها.

المعنى:

أي جعلناكم بين فرقيه تمرون في طريق يبس »فرقنا بكم البحر«و معنى قوله

______________________________( في المخطوطة و المطبوعة )فيه(.1)

.77( سورة طه: آية 2)

227ص:

»فأوحين::ا إلى موس::ى أن و ق::ال: »فاضرب لهم طريق::ا في البح::ر يبس::ا«كما قال تعالى:::الطود العظيم« ::ل ف::رق ك و ق::ال بعض::هم في«1 »اضرب بعصاك البحر ف::انفلق فك::ان ك

معنى فرقنا يعني بين الماء و بينكم أي فصلنا بينكم و بينه حجزن::ا حيث م::ررتم في::ه و ه::ذا خالف الظاهر، و خالف ما بينه في اآلي::ات االخ::ر ال::تي وردت مفس::رة ل::ذلك، و مبني::ة لم::ا

ليس فيه اختالف.

و قوله:

»و أغرقنا آل فرعون«

اللغة:

قال ص::احب العين: الغ:رق: الرس:وب في الم::اء و يش:به ب:ه ال:دين و البل:وى و التغري::ق و التغويص و التغييب نظائر. و النجاة ض::د الغ::رق كم::ا انه::ا ض::د الهالك. يق::ال غ::رق غرق::ا و

أغرق في االمر إغراقا. و غرقه تغريقا و تغرق تغرقا. و رجل غرق و غريق.

و غرقت الس::يل و اغرقت::ه إذا بلغت ب::ه غاي::ة الم::د في النف::وس. و الف::رس إذا خال::ط، ثمسبقها:

يقال اغترقها. و الغرق من اللبن القليل. قال ابن دريد: غرق يغرق غرقا في الماء.

و غرق في الطيب، و المال. و أصله في الماء. و كثر فاس::تعمل في غ::يره. و ك::ذلك غ::رق في الذنوب. و أغرق في األمر يغرق إغراقا: إذا جاوز الح::د في::ه. و أص::له من ن::زع الس::هم حتى يخرجه من كبد القوس. و اغرورقت عيناه: شرقت ب::دمعها. و جم::ع غري::ق: غ::رقى و

اصل الباب الغرق: الرسوب في الماء.

و قوله:

قال المفسرون: و أنتم ترون ذلك و تعاينونه.»و أنتم تنظرون«

اللغة:

و النظر و البصر و الرؤية نظائر في اللغة. يقال نظر ينظر نظرا. و انظ::ر ينظ::ر انظ::ارا. وانتظر انتظارا. و استنظر استنظارا. و تناظر تناظرا. و ناظره. مناظرة.

______________________________.64( سورة الشعراء: آية 1)

228ص:

قال صاحب العين: نظر ينظر نظرا- بتخفيف- المصدر. و تقول: نظ::رت الى ك::ذا- من غ::يره تعالى، ثم ذكر العين- و نظرت في الكتاب و نظرت في األمر. و قول القائل انظر الى الله ثم فضلك. و يقال: نظرت بعلمي و يقال انظر الدهر اليهم اليك معناه اني أتوقع فضل الل

أي اهلكهم قال الشاعر:

نظر الدهر اليهم فابتهل

و النظر: االسم من نظر. و قوله: )ال ينظر اليهم( أي ال يرحمهم. و المنظور من الناس ه::و المرج::و فض::له. ينعت ب::ه الس::يد. و النظ::ور: ال::ذي ال يغف::ل عن النظ::ر الى م::ا أهم::ه. و المن:اظرة ان تن:اظر أخ:اك في ام:ر تنظ:ر انت في ذل:ك و ينظ:ر ه:و في:ه كي:ف تأتيان:ه. و المنظرة موضع في رأس جبل يكون فيه رقيب ينظر في::ه الى الع:دو و يح::رس أص::حابه. و

المنظرة منظرة الرجل إذا نظرت اليه أعجبك أو أساءك. تقول:

انه لذو منظرة بال مخبرة و المنظر مصدر كالنظر. و المنظر: الش::يء ال::ذي يعجب ب::النظر اليه و يسر به. تقول: ان فالنا لفي منظر و مسمع و في ري و مشبع أي فيم::ا أحب النظ::ر اليه. و نظار بمعنى انتظر في االمر. و ناظر العين: النقطة السوداء الخالصة الصافية ال::تي

في جوف سوداء العين مما يرى انسان العين و النظير: نظيرك الذي هو مثلك.

و األنثى نظيرة. و جمعه نظ::ائر في الكالم و اإلنش::اء. و نظرت::ه و انتظرت::ه بمع::نى واح::د و:وا انظرن:ا«يق:ول انظ::رني ي::ا فالن أي اس:تمع الي لقول:ه: :وا راعن::ا و قول و«1 » »ال تقول

رة«تقول: بعت فالنا فأنظرته. أي انسأته و االسم النظرة. و منه قوله: »فنظرة إلى ميس:: أي فانتظار. و استنظر فالن- من النظرة-: إذا هو سأل.«2»

»انظرون::ا نقتبس منو النظ:ر توق::ع أم:ر تنتظ:ره. و بفالن نظ:رة أي س::وء هيئ::ة و قول:ه: أي انتظرونا. و اصل الباب كله اإلقبال نحو الشيء بوجه من الوج::وه. و ق::ال«3 »نوركم«

ه::ا ن::اظرة«قوم: إن النظر إذا كان معه الى، ال يحتمل اال الرؤية. و حمل::وا قوله » »إلى رب على ذلك و قالوا ال يحتمل التأمل. و ذلك غلط، ألنهم«4

______________________________.104( سورة البقرة: آية 1)

.280( سورة البقرة آية 2)

.13( سورة الحديد: آية 3)

.23( سورة القيامة: آية 4)

229ص:

ه ثم فضلك. و ق::ال الط::ريح ابن ه ثم اليك بمعنى أتوقع فضل الل يقولون: انما انظر الى اللإسماعيل:

«1 »و البحر دونك جرتني نعماءو إذا نظرت اليك من ملك

و قال جميل بن معمر:

«2 »نظر الفقير الى الغني الموسراني اليك لما وعدت لناظر

و قال آخر:

الى الرحمان تأتي بالفالحوجوه يوم بدر ناظرات

و أتوا ب )الى( على معنى نظر االنتظار و الصحيح ان النظر ال يفيد الرؤي::ة و انم::ا حقيقت::ه تحديق الجارحة الصحيحة نحو المرئي طلبا لرؤيته و لو أفاد الرؤية، لما جعل غاي::ة لنفس::ه، اال تراهم يقولون: ما زلت انظر اليه و ال يقولون م::ا زلت أراه ح::تى رأيت::ه، و ألنهم يثبت::ون

النظر و ينفون الرؤية يقولون: نظرت اليه فلم أره و ال يقولون رأيته فلم أره.

المعنى:

و أنتم مقبلون عليهم )و أغرقنا آل فرعون(فإذا ثبت هذا، فاألولى ان نقول: إن تأويل اآلية متوقعون له و قال الفراء ق::د ك::انوا في ش::غل من ان ينظ::روا مس::تورين بم::ا اكتنفهم من البحر من ان يروا فرعون و غرقه و لكنه كقولك: قد ضربت و أهلك ينظرون. فما أت::وك، و

::ف م::دال أعانوك. و معناه و هم قريب بمرأى و مسمع و مثله قول::ه: ك كي ::ر إلى رب »أ لم ت» و ليس هاهنا رؤية، و انما هو علم، ألن الرؤية تس::تعمل في مث::ل ذل::ك يق::ول«3 »الظل

القائل رأيت فرعون أعتى الخلق و أخبثه و هذا الذي ذك:ره الف:راء محتم:ل مليح، غ:ير ان::ه مخالف لقول المفسرين كلهم فإنهم ال يختلفون أن اص::حاب موس::ى رأوا انف::راق البح::ر و التطام أمواجه بآل فرعون، حتى غرقوا فال وجه للعدول عن الظاهر مع احتماله و ألنهم إذا

عاينوا ذلك، كانوا

______________________________ ( طريح بن إسماعيل الثقفي شاعر الوليد بن يزيد األموي و خليله و البيت لم نعثر علي::ه1)

و هو كما ترى.

( لم نجده في ديوانه و ال في بعض مراجعنا االخرى.2)

.45( سورة الفرقان: آية 3)

230ص:

أشد في قيام الحجة، و أعظم في ظهور اآلية و ذكر الزجاج وجها آخ::را ق::ال: معن::اه و أنتمبازائهم. كما يقول القائل: دور آل فالن الى دور آل فالن أي هي بإزائها، ألنها ال تبصر.

قصة موسى )ع(:

و قصة فرعون مع بني إسرائيل في البحر. و ال نعلم جملة ما قال ابن عباس:

::ه اوحى الى موسى بع::ون«ان الل كم مت ر بعب::ادي إن فس::رى موس::ى بب::ني«1 » »أن أس:: في الف الف حصان سوى اإلناث. و ك::ان موس::ى في«2 »إسرائيل ليال »فاتبعه فرعون«ا لجمي::عستمائة الف. فلما عاينهم قال: هم لنا لغائظون و إن »إن هؤالء لشرذمة قليلون و إن

فسرى موسى بب:ني إس:رائيل ح:تى هجم:وا على البح:ر، ف::التفتوا ف:إذا هم«3 »حاذرون«:ل أن تأتين:ا و من بع:د م:ا جئتن:ا«برهج دواب فرعون ه:ذا البح:ر«4 » »قالوا أوذينا من قب

تخلفكمامامنا و هذا فرعون قد رهقنا بمن معه ::ك ع::دوكم و يس:: كم أن يهل »قال عس::ى رب

::ه الى موسى«5 »في األرض فينظر كيف تعملون« رب بعص::اك ق::ال ف::أوحى الل »أن اض:: و اوحى الى البحر ان اسمع لموسى و أطع إذا ضربك. قال فب::ات البح::ر ل::ه أفك::لالبحر«

أي له رعدة ال يدري من أي جوانبه يضربه. قال فقال يوشع لموسى )ع( بماذا أمرت ق::ال: أمرت ان اضرب البحر. قال فاضربه. فض::رب موس::ى البح::ر بعص::اه، ف::انفلق، فك::ان اثن::ا عشر طريقا كالطود العظيم فكان لكل س::بط منهم طري::ق يأخ::ذون في::ه فلم::ا أخ::ذوا في الطريق، قال بعضهم لبعض: ما لنا ال نرى أصحابنا قالوا لموسى: أص::حابنا ال ن::راهم. فق:ال لهم: سيروا ف::إنهم على طري::ق مث::ل ط::ريقكم. فق::الوا ال نرض::ى ح::تى ن::راهم. فيق::ال ان

ه الي::ه انقل ه تع::الى: اللهم اعني على أخالقهم الس::يئة. ف::أوحى الل «6 »موس::ى ق::ال لل بعصاك هكذا يمينا و ش::ماال. فص::ار فيه::ا ك::وى ينظ::ر بعض::هم الى بعض. ق::ال ابن عب::اس: فساروا حتى خرجوا من البحر. فلما جاز آخ::ر ق::وم موس:ى هجم فرع:ون ه:و و أص::حابه و

حصان. فلما هجم على البحر هاب«7 »كان فرعون على فرس أدهم ذنوب

______________________________.53( سورة الشعراء: آية 2، 1)

.56 و 55( الشعراء آية 3)

.128( سورة االعراف آية 4)

.128( سورة االعراف آية 5)

( و المطبوعة )أن قل(.6)

( طويل الذنب. في المطبوعة و المخطوطة )دبوب(7)

231ص:

فلم::ا رآه::ا«1 »الحصان ان يتقحم على البحر، فتمثل له جبرائي::ل على ف::رس أن::ثى وديق الحصان تقحم خلفها: و قيل لموسى ترك البحر رهوا أي طرقا على حاله. و دخ::ل فرع:ون و قومه البحر فلما دخل آخر قوم آل فرعون و جاز آخ::ر ق::وم موس:ى، انطب:ق البح:ر على فرعون و قومه فاغرقوا. و يقال نادى فرعون حين رأى من سلطان الله و قدرته م::ا رأى، و عرف ذله و خذلة نفسه: ال إله إال الذي امنت به بنو إس::رائيل و ان::ا من المس::لمين ف::انه بين الخلق في هذه اآلي::ات الب::اهرات ال::تي أعطاه::ا ب::ني إس::رائيل قيل: كيف لم يسو الل لتكون الحج::ة أظه::ر و الش::بهة أبع::د؟ قي::ل اآلي::ات يظهره::ا الله على حس::ب م::ا يعلم من

المصلحة في ذلك، و على ح::د ال ينتهي الى اإللج::اء و االض::طرار و خول::ف بين اآلي::ات لهم على قدر حدة أذهان غيره، و كاللة أذهانهم ي::دل على ذل::ك ان بع::د مش::اهدة ه::ذه اآلي::ات قالوا يا موسى أجعل لنا إلها كما لهم آله::ة. و لم::ا ك::انت الع::رب من أح::د الن::اس اذهان::ا و أجودهم أوهاما جاءت اآلي::ات مش::اكلة لطب::اعهم و مجانس::ة لدق::ة أذه::انهم. و في الجمي::ع الحجة الباهرة، و اآلية بالقاهرة و ليس يمكن ان يقال انه ل::و ظه::ر لهم مث::ل تل::ك اآلي::ات،ه آلمنوا ال محالة. على وجه ال يكونون ملج:ئين الي::ه ألن ذل:ك ل:و ك:ان معلوم:ا، ألظه:ره الله علنا انه لم يكن ذلك معلوما و موسى )ع( لم يكن مجتلب::ا الى تعالى. فلما لم يظهرها الل

ه و معرفته. المعارف، لمشاهدته هذه اآليات، ألنه كان يقدم له االيمان بالل

و قوله:

و ان لم يكن في ظاهره انه أغرق فرع::ون فه::و- ال علي::ه. و كأن::ه»و أغرقنا آل فرعون« قال: و أغرقنا آل فرعون معهم،- و أنتم تنظرون- فاختصر لداللة الكالم علي::ه، ألن الغ::رض مبني على إهالك فرعون و قومه و نظ::يره ق::ول القائ::ل: دخ::ل جيش األم::ير البادي::ة. ف::ان

الظاهر من ذلك ان األمير معهم.

______________________________( وديق: تشتهي الفحل1)

232ص:

[51(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

خذتم العجل من بعده و أنتم ظالمون ) (51و إذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم ات

القراءة:

قرأ )واعدنا( بغير الف أهل البصرة، و ابو جعفر هنا و في االع::راف، و ط::ه و ق::رأ الب::اقون بالف قبل العين، و قرأ ابن كثير و حفص و البرجمي و رويس )اتخذتم( )و أخذتم( و ما جاء من::ه بإظه::ار ال::ذال. و وافقهم األعش::ى فيم::ا ك::ان على وزن افتعلت و افتعلتم. الب::اقون باإلدغام. حجة من قرأ بإثبات االلف داللة الله على وعده و قبول موسى ألنه إذا حسن في

ه ما وعدوه«مثل قوله: االخبار ك::ان هن::ا في االختي::ار واع::دنا. و من ق::رأ«1 » »أخلفوا الل باأللف، قال: هو أشد مطابقة للمع:نى إذا القب::ول ليس بوع:د في الحقيق::ة انم::ا ه::و اخب::ار

ه ما وعدوه«الموعود بما يفعل به من خير. و على هذا قوله: مجاز حقيق:ة بم::ا »أخلفوا الل

اخبروه انهم فاعلوه و قال جماعة من أهل العلم: ان المواعدة في الحقيقة ال تكون إال منه تعالى هو المتفرد بالوعد و الوعي::د. كم::ا ق::ال تع::الى ه إح::دىالبشر و الل )و إذ يع::دكم الل

و قال:«2 »الطائفتين(

ذين آمنوا و عملوا الصالحات« ه ال و القراءتان جميعا صحيحتان قويتان«3 »»وعد الل

اللغة:

)و إذ( معطوفة على اآليات المتقدمة: كأنه قال: و اذكروا إذ وعدنا و بينا وجه الحس::ن في::ه فالوعد، و العدة، و الموعد و الميعاد، نظائر. و الوعد في الخ::ير و الوعي::د في الش::ر يق::ال

وعده: وعدا. و أوعده: ايعادا. و واعده: مواعدة.

تواعدوا: تواعدا. و اتعدوا: اتعادا. و توعدوا- في الشر خاصة- ق::ال ص::احب العين: الوع::د و العدة مص::دران و يكون::ان اس::مين. فام::ا الع::دة فيجم::ع على الع::دات و الوع::د ال يجم::ع. و الموعد: موضع التواعد. و هو الميعاد. و يكون الوعد مصدر و عدته. و يك::ون الموع::د وقت::ا

للحين. و الموعدة اسم العدة. و الميعاد: ال يكون

______________________________.78( سورة التوبة آية 1)

.9( االنفال آية 2)

55 و النور 39 و الفتح 10( سورة المائدة آية 3)

233ص:

إال وقتا أو موضوعا. و الوعيد من التهدد: أو عدته المكاره و يق::ال ايض::ا: وعدت::ه من الش::رذين كف::روا«كقول::ه: ه ال ار وع::دها الل و وع::د الفح::ل: إذا هم ان يص::ول. و اص::ل«1 » »الن

الباب: الوعد الذي هو الخبر بانه سيفعل بالمخبر به خيرا أو ش::را و ق::ال احم::د ابن يح::يى:تقول أوعدته، و تسكت أو تجيء بالباء تقول: أوعدته بالشر و ال تقول او عدته الشر.

و موسى اسم مركب من اسمين بالقبطية )فمو( هو الماء و )سى( شجر.

و سمي به، ألن التابوت الذي كان فيه موس::ى وج::د عن::د الم::اء، و الش::جر وجدن::ه ج::واري آسية امرأة فرعون و قد خرجن ليغتسلن، فسمي بالمكان الذي وجد فيه و هو موس::ى بن

ه. عمران بن يصهر بن فاهث بن الوي بن يعقوب إسرائيل الل

المعنى:

و لم يق:ل يوم:ا على ع:ادة الع:رب في الت::اريخ باللي:الي، ألن األهل:ة »أربعين ليلة«و قال: تطلع فيها. و اعتمادهم على األهل::ة. و ق::ال األخفش. وع::د بإتم::ام أربعين ليل::ة، أو انقض::اء

أربعين ليلة كقولك: اليوم أربعون يوما مذ خرج فالن. و اليوم يومان:

أي تمام يومين. و قال غيره: األربع:ون كله::ا داخل::ة في الميع::اد. ق::ال اب::و العالي::ة: واع::دنا موسى أربعين ليلة يعني ذا القعدة و عشرا من ذي الحجة و قال غيره: ذا الحج::ة و عش::را من المحرم. و ذلك حين خلف موسى أصحابه و استخلف عليهم هارون فمكث على الطور أربعين ليلة و أنزلت عليه التوراة في األلواح. و عن الربيع نحوه. و ق::ال الط::بري: ال يج::وز ما قاله األخفش، ألنه خالف ظاهر التالوة و ما جاءت به الرواية قال الرماني: في هذا غلط ظاهر. ان الوعد ال يتصل وقوعه في األربعين كلها إذا كان الوعد ه::و االخب::ار الموع::ود بم::ا فيه النفع، فلم يكن ذلك الخبر في طول تلك المدة فال بد على ذلك ان يكون التق::دير على ما قاله األخفش أو على وعدناه اقامة أربعين ليلة للمناجاة أو غيبته أربعين ليل::ة عن قوم::ه

للمناجاة، و ما أشبه ذلك من التقدير.

قال ابو علي: ال يخلو ان تكون )أربعين( ظرفا أو مفعوال ثانيا. و ال يجوز ان

______________________________.72( سورة الحج: آية 1)

234ص:

تكون ظرفا، ألن الوع::د ليس فيه::ا كله::ا فيك::ون ج::واب كم. و ال في بعض::ها فيك::ون جواب::ا لمتى. فإذا لم تكن ظرفا كانت منتصبة بوقوعه::ا موق::ع المفع::ول الث::اني. فيك::ون تق::ديره: وعدنا موسى انقضاء أربعين ليلة أو تتم::ة أربعين ليل::ة فح::ذف المض::اف كم::ا يق::ول الي::وم

خمسة عشر من الشهر أي تمامه.

اللغة:

و االربعة عدد يزيد على الثالثة، و ينقص عن الخمسة يقال: ربع يربع ربعا.

و ربع تربيعا و تربع تربعا. و ارتبع ارتباعا تقول ربعت القوم فانا رابعهم. و الرابع من ال::ورد و هو ان تحبس اإلبل عن الماء اربعة ايام ثم ترد يوم الخامس. و ربعت الحج::ر بي::دي ربع::ا إذا رفعته عن األرض بيدك. و ارتبعت الحجر كذلك. و ربعت الوتر إذا جعلته اربع طاقات، و تقول: أربع على ضلعك، و اربع على نفسك، و اربع عليك كل ذل::ك واح::د بمع::نى انتظ::ر. و الربع المنزل و الموطن. و الربع الفصيل الذي نتج في الربيع و ما ينتج بالص::يف يق::ال ل::ه: هبع. و في المثل ما له هب::ع و ال رب::ع. و رج::ل ربع::ة و مرب::وع: ليس بطوي::ل و ال قص::ير. و الربعة: الجونة. و المرباع كانت العرب إذا غزت أخ::ذ رئيس الق::وم رب::ع الغنيم::ة، و الب::اقي بينهم. و أول األسنان الثنايا، ثم الرباعيات و هي اربعة ثنيتان من تحت و ثنيتان من ف::وق و الواحد رباعية و اربع الفرس إذا القى رباعية من السنة االخرى. و الجمع الربع. و الربيع::ة:

هي البيضة من السالح.

يقال: ربعت األرض فهي مربوعة من الربيع. و ارتبع القوم: إذا أصابوا ربيعا و حمر رب::ع م::الي يوم الرابع و المربعة خشبة تشال بها األحمال، و توضع على اإلبل و الربع:

الباهر. و رجل مربوع و مربع: إذا أخذته حمى الربع و الربيع حظ من الماء لألرض ربع ي::وماو ربع ليلة يقال لفالن في الماء ربيع و ربع المال جزء من اربعة و يقال له:

ربيع و لم يتجاوز العرب في هذا المعنى الثمين و ق::ال بعض::هم: التس::يع و العش::ير و االول اظهر و اصل الباب االربعة من العدد و االربعة تجري تارة على نفس الع::دد، و اخ::رى على المعدود فإذا أجربته على العدد، قلت اربعة أثواب و إذا أجريته على المع::دود قلت. أث::واب

اربعة.

235ص:

و ليلة و عشية و مساء نظائر و يقال يوم و ليلة. على طريق النقيض. ق::ال ص::احب العين: الليل ضد النهار. و الليل ظالم الليل. و النهار الضياء. فإذا أفردت أح::دهما من اآلخ::ر قلت: ليلة و يوم تصغيرها لييلة اخرجوا الياء االخيرة من مخرجها في الليالي يقول بعض::هم: انم::ا

كان بناؤها ليالء فقصر يقولون: هذه ليلة ليالء: إذا اشتدت ظلمتها. قال الكميت:

و ليلهم األليل

ه::ذا لض::رورة الش::عر. في الكالم ليالء. و الليل::ة: ال::وقت من غ::روب الش::مس الى طل::وعالفجر الثاني. و اليوم من طلوع الفجر الثاني الى غروب الشمس.

قال ابو زيد اتخذنا ما ال فنحن نتخذه اتخاذا و تخذت تخذا. قال ابو علي اتخذ افتع::ل و من::هه تعالى: ::ه أج::را«تخذت. قال الل خ::ذت علي ئت الت و تخ::ذت: ال يتع::دى، إال الى«1 » »لو ش::

مفعول واحد. و اتخ::ذت ت::ارة يتع::دى الى مفع::ول واح::د و ت::ارة الى مفع::ولين فتعدي::ه الىبيال«مفعول واحد. مث::ل قول::ه: ول س:: س:: خ::ذت م::ع الر »و و مث::ل قول::ه:«2 » »ي::ا ليتني اته آلهة« خذوا من دون الل خ::ذوا أيم::انهم و تعديه الى مفعولين مث::ل قول::ه تع::الى«3 »ات »ات

ة« خ::ذوا ع::دوي و ع::دوكم أولي::اء« و قول::ه:«4 »جن خ::ذتموهم و قول::ه:«5 » »ال تت »فاتا« خري و من ادغم فلق::رب مخ::رج ال::ذال من مخ::رج الت::اء. و من لم ي::دغم فالن«6 »س::

مخرجهما متغاير.

و العجل و الثور و البقرة نظائر. اال أن العجل هو البقرة الصغيرة و يقال عجل و عجول. و اشتقاقه من عجل يعج::ل عجل::ة و أعجل::ه إعج::اال. و اس::تعجل اس::تعجاال. و تعج::ل تعجال. و عجل تعجيال. و عاجلته معاجلة. و تع::اجلوا تع::اجال. و رج::ل عج::ل و عج::ل لغت::ان. و تق::ول: استعجلت فالنا أي حثثته و أعجلت فالنا أعجله إعجاال و تعجلت خراجه أي كلفته ان يعجل::ه

و رجل عجالن و امرأة عجلى و قوم عجال و نسوة عجال.

و العجال اإلبل. و العجل عجل الثيران و الواحدة عجلة و يجمع على االعجال و العجالة ما

______________________________.78( سورة الكهف: آية 1)

.27( سورة الفرقان: آية 2)

.82( سورة مريم: آية 3)

.16( سورة المجادلة: آية 4)

.1( سورة الممتحنة: آية 5)

.111( المؤمن آية 6)

236ص:

تعجلت من شيء. و العجالة طعام الراكب الذي ال يحسن طبخه و يق::ال: ه::و تم::ر و لبن و العجلة االدواة الصغيرة و هي المطهرة. و الجم::ع العج::ال. و العاجل::ة: نقيض اآلجل::ة يع::ني

الدنيا و اآلخرة. و العاجل: نقيض اآلجل عام في كل شيء تقول عاجل و آجل.

و العجل: ولد البقرة. و جمعه عجاجيل و يقال عجول. و األنثى: عجولة و قوله:

يق::ال إن آدم )ع( حين بل::غ ال::روح من::ه الى الركب::تين هم«1 »»خلق اإلنس::ان من عج::ل«ه تع::الى: ::ق اإلنس::ان من عج::ل«بالنهوض قبل ان تبلغ القدمين فقال الل و أورثن::ا آدم »خل

العجلة. و العجل الظنين: من غير الخليل و العجل خشب يؤلف ش::به المحف::ة تجع::ل علي::ه األثقال. و جمعه االعجال. و صاحب عجال و اصل الباب العجل الذي هو االسراع. و العجلة و السرعة و الخفة نظ::ائر و نقيض العجل::ة الت::أني و نقيض الس::رعة: اإلبط::اء و بع::د نقيضه إبعادا و تباعد تباع::دا و باع::ده قبل تقول: كان هذا بعد هذا. و تقول: بعد بعدا. او أبعده الل

مباعدة. و استبعده استبعادا. و بعده تبعيدا.

و تبعد تبعدا. قال صاحب العين بع::د لم::ا يك::ون على اث::ر الش::يء إذا ك::ان ق::د مض::ى ف::إذاه األمر من قبل و من بعد«افردوا قالوا: هو من بعد: كقوله تعالى: «2 » »لل و تقول: بع::دا

و بعد بمعنى واحد.«3 » »باعد بين أسفارنا«و سحقا. و يقرأ:

«4 »و األبعد نقيض األقرب. و الجمع: اباعد و أقارب و يقرأ )بعدت ثمود( و )بع::دت ثم::ود(ه و البع::د من اللعن يق::ول: أبع::ده و معناهما واحد إال انهم يقولون: بعد الرج::ل و أبع::ده الله أي ال يرثي له مما نزل به و قال ابن دريد: البعد: ضد القرب و بعد ض::د قب::ل. و س::مع الل

ابو زيد العرب تقول: فالن غير بعيد و غير بعد و اصل الباب البعد نقيض القرب.

المعنى:

خذتم العجل من بعده و أنتم ظ::المون«و معنى قوله: أي اتخ::ذتموه إله::ا ألن بنفس »ثم اتفعلهم لصورة العجل ال يكونون ظالمين، ألن فعل ذلك ليس بمحظور

______________________________.37( سورة األنبياء: آية 1)

.4( سورة الروم آية 2)

.19( سورة سبأ آية 3)

.96( سورة هود آية 4)

237ص:

ه بخلق::ه و انما هو مكروه و ما روي عن النبي )ص( انه لعن المصورين معناه: من ش::به الل او اعتقد فيه انه صورة فلذلك قدر الحذف في اآلية. كأنه قال: اتخ::ذتموه إله::ا و ذل::ك انهم عبدوا العجل بعد موسى لما قال لهم السامري: هذا إلهكم و اله موس::ى. فنس::ي اي ت::رك

آلهم و مضى ناسيا. و قيل: بل معنى فنسي اي فترك ما يجب عليه من عبادة الله.

قصة السامري:

»و كان سبب عبادتهم العجل ما ذكره ابن عباس. ان السامري كان رجال من اهل )بأكرم(. و كان من قوم يعبدون البقر. و كان حب عبادة البقر في نفسه.«1

و كان قد اظهر اإلسالم في بني إسرائيل، فلما قصد موسى الى ربه خلف ه:رون في ب::ني إس::رائيل: ق::ال لهم ه::رون: انكم تحملتم أوزارا من زين::ة آل فرع::ون، و امتع::ة و حلي، فتطهروا منها، فإنها بخس، و أوقد لهم نارا. و قال لهم: اقذفوا ما كان معكم فيها. فجعل::وا

يأتون بما كان معهم من تلك االمتعة و ذلك الحلي، فيقذفون به فيها.

حتى إذا انكسر الحلي و رأى السامري أثر فرس جبرئي::ل، فأخ::ذ تراب::ا من اث::ر ح::افره، ثمه القي م::ا في ي::دي؟ ق::ال نعم و لم يظن ه::رون اال اقبل الى النار. فقال لهارون يا نبي الل انه كبعض ما جاء به غيره من الحلي و االمتعة. فقذف فيها و قال كن عجال جسدا له خ::وار و كان البالء و الفتنة و قال: هذا إلهكم و اله موسى، فعكفوا عليه و احبوه حبا لم ي::ر مثل::ه

قطا.

اللغة:

و سمي العجل عجال مأخوذ من التعجيل ألن قصر المدة كالعجل في الشيء.

و قال ابو العالية: انما سمي العجل عجال، ألنهم عجلوا فاتخذوه قبل أن يأتيهم موسى.

و قال الحسن صار العجل لحما و دما. و قال غيره ال يجوز ألن ذلك من معجزات األنبياء. وه قد اجرى العادة بأنها إذا طرحت من وافق الحسن قال: ان القبضة من اثر الملك كان الل

على اي صورة كانت حية، فليس ذلك بمعجزة إذ سبيل السامري

______________________________( هكذا في المطبوعة و المخطوطة و في مجمع البيان )يا جرمي(.1)

238ص:

فيه و سبيل غيره سواء. و من لم يجز انقالبه حي::ا، ف::اول الخ::وار على ان الس::امري جع::لفيه خروقا، فدخلها الريح فحدث فيه صوت كالخوار.

يعني ظالمي أنفسهم إذا دخلوا عليها الضرر بم::ا يس::تحقون »و أنتم ظالمون«و انما قال:على عبادته من العقوبة و الظلم. و قد يكون للنفس و قد يكون للغير.

و انما وصفوا بأنهم اتخذوا العجل إلها و هي صفة ذم لهم بما لم يفعلوا لرض::اهم بم::ا ك::انه، و ال::ذم على الحقيق::ة على عليه أس::الفهم، و س::لوكهم ط::رائقهم في المخالف::ة ألم::ر الل أفعالهم فان كان اللفظ على أفعال أسالفهم فاخرج اللف::ظ مخ::رج من ك::أنهم فعل::وا ذل::ك لسلوكهم تلك الطرق و عدولهم الى المخالفة. فالذم متعل::ق بم::ا ك::ان منهم في الحقيق::ة،

فان قيل:

رهل هذا الميقات في قوله: ::ة و أتممناه::ا بعش:: . قي::ل: ق::ال اب::و و واعدنا موسى ثالثين ليلعلي و ابو بكر بن اخشاذ و اسمه احمد بن علي ان هذا ذاك و في الناس من قال:

هو غيره و االول اظهر، و انما ذكر الثالثين و أتمها بعش::ر و األربعين ق::د تكم::ل بعش::رين و عشرين، ألن الثالثين أراد بها ذا القعدة و ذا الحجة فذكر هذا العدد لمك::ان الش::هر ثم ذك::ر

ما يتم به العدد أربعين ليلة.

و لم يقل أربعين يوما، لتضمن الليالي األيام على قول الم::برد، و »أربعين ليلة«و انما قال معنى ذلك: انه إذا ذكرت الليالي دخلت فيها األيام و ليس إذا ذك::رت األي::ام دخلت اللي::الي فيها. هكذا هو االستعمال، و الصحيح ان العرب كانت تراعي في حسابها الشهور و األيام و األهلة. فأول الشهر الليالي و لذلك أرخت بالليالي و غلبتها على األيام و لذلك صارت األيام تابعة لليالي. و اكتفى بذكر الليالي من األيام، فقيل لعشر خلون. و لم يقولوا لعش::رة ألن::ه

جرى على ما جرى على الليالي.

»و اتخذ( قال الرماني: وزنه افتعل و أصله يتخذ فقلبت الي:اء ت:اء و أدغمت في الت:اء ال:تي بعدها و قال ابو علي يتخذت و ليس من أخذت، الن الهمزة ال تبدل من الياء و ال تبدل الياء منها، و اتخذت ال تكون افتعلت من أخذت و تكون أب::دلت الهم::زة ي::اء ثم أدغمت في الت::اء

كما قالوا يسر الجزور و هو من اليسر ألنه ال يجوز على قول أص::حابنا الختالف الح::رفين وفائدة اآلية التعجب من قولهم إذ كانوا في مقدار هذه المدة

239ص:

اليسيرة لغيبة موسى عنهم اتخذوا العجل إلها و ادغام الذال عند الت::اء ج::ائز و ترك::ه أيض::اكذلك جائز.

[52(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

كم تشكرون ) (52ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعل

آية بال خالف.

قوالن: »ثم عفونا عنكم«قيل في معنى ما وقع العفو عنهم بقوله:

أحدهما- انا تركنا معاجلتكم بالعقوبة من بعد اتخاذكم العجل إلها.

و اآلخر- عفونا عنكم بقبول التوبة من عبادة العجل.

اللغة:

و العفو، و الصفح، و المغف:رة، و التج::اوز، نظ:ائر. ف::المغفرة نقيض العقوب::ة. و يق:ال عف::اعفوا و أعفاه اعفاء و استعفى استعفاء، و عفى تعفية و عافاه معافاة و تعفى تعفيا.

و تعافى تعافيا، و اعتفاه اعتفاء. و العفو أحل المال و أطيبه. و العفو: المعروف.

و العف::اة: طالب المع::روف. و هم المعتف::ون. تق::ول: اعتفيت فالن::ا إذا طلبت معروف::ه و فضله. و العافية من الطير و الدواب طالب ال:رزق. اس::م ج::امع له::ا. و من::ه قول::ه )ع( من غرس شجرة مثمرة فما أكلت العافية منها كتب له ص:دقة. و العافي::ة دف:اع الله عن العب:د يقول عافاه الله من مك::روه و ه::و يعافي::ه معاف::اة. و االس::تعفاء: ان تطلب الى من كلف::ك

ى عف::وا«امرا ان يعفيك منه، و عفى الشيء: إذا كثروا عفيته: إذا اكثرته، قال تع::الى . »حت و منه اعفاء اللحية: إكثارها. و عفى: درس يق::ال أخ::ذ من فالن م::ا عف::ا، و ص::فا. و العف::ا:

التراب تقول: يعفيه العفا. و عليه العفا. و العفا الدروس قال زهير:

على اثار ما ذهب العفاء

و منه عفت الديار. و الريح تعفو الديار عفاء، و عفوا. و تعفت الدار و األثر تعفي::ا و العف::وةو العفوة و العفوة. و الجمع العفو: و هي الحمر األفتأ و الفتيات. و العفاء. ما كثر من

240ص:

الوبر و الريش و ناقة ذات عفاء كثيرة الوبر طويلة و العفو: ولد األتان الوحشية.

يء«و أصل الباب: الترك. و منه قوله: ::ه من أخي::ه ش:: من ت::رك ل::ه. و عف::و »فمن عفي ل الشيء صفوه و معنى »لعلكم( في اآلية لكي تشكروا و قيل: معن::اه التع::ريض كأن::ه ق::ال:

عرضناكم للشكر.

- و ان كان اشارة الى الواحد- فمعناه الجمع. »من بعد ذلك«و قوله:

و انما كان ذلك كذلك، الن ذا اسم مبهم فمرة يأتي على األصل، و مرة يأتي على مش::اكلة اللفظ. إذا كان لفظ المبهم على الواحد و ان كان معناه الجمع على انه قد يخ::اطب بلف::ظ

بي«الواحد و يراد به الجمع كقوله: ها الن ساء« ثم قال: »يا أي قتم الن . »إذا طل

إشارة الى اتخاذهم العجل إلها. »من بعد ذلك«و قوله:

كم تشكرون«و قوله: . »لعل

اللغة:

فالشكر: هو االعتراف بالنعمة مع ضرب من التعظيم. و قال الرماني: الش:كر ه:و االظه:ار للنعمة. و الصحيح هو االول ألن::ه ق::د يظه::ر النعم::ة من ال يك::ون ش::اكرا له::ا. و الف::رق بين الش::كر و المكاف::اة ان المكاف::أة من التك::افؤ و ه::و التس::اوي، و ليس ك::ذلك الش::كر ففي مكافأة النعمة داللة على انه قد استوفى حقها. و قد يكون الشكر مقص::را عنه::ا و ان ك::ان ليس على المنعم عليه اكثر منه اال انه كلم::ا ازداد من الش:كر، حس:ن ل:ه االزدي:اد و ان لمه ل:و اس::تكثرته غاي:ة يكن واجبا ألن الواجب ال يك::ون إال متناهي:ا و ذل:ك كالش::كر لنعم::ة الل االستكثار لم يكن لينتهي الى حد ال يجوز له االزدياد لعظم نعم الله عز و جل و صغر ش::كر العبد. و يقال: شكر شكرا، و شكورا، و تش::كر تش::كرا. و الش::كور: من ال::دواب م::ا يكفي::ه

قليل العلف لسمنه. و الشكر من الحيوانات: التي تص:يب حظ:ا من بق:ل او م:رعى فتغ:زر ليتها بعد قلة. يقال اشكر الق::وم: إذا انزل::وا م::نزال فأص::ابت نعمهم ش::يئا من بق::ل، ف::درت عليه، و انهم ليحلبون شكرة بجزم الك:اف و ق::د ش::كرت الحلوب:ة ش::كرا: و الش::كير ش:عر

ضعيف ينبت خالل

241ص:

الشيب. و كذلك ما ينبت من ساق الشجر قضبان غضة تخرج بين قضبان عاس::ية يق::ال ل::هالشكر و اشكر ضرع الناقة إذا امتأل لبنا و الشكر بضع المرأة. و أصل الباب:

الظهور و ال يستحق الكافر الشكر على وجه اإلجالل و االنعام، و الكافر ال يستحق ك::ذلك و انما يجب له مكافاة نعمته كما يجب قضاء دينه على وجه الخروج اليه من غير تعظيم ل::ه وه انه غفور ش::كور يسمى ذلك شكرا و الشكر ال يستحق اال على نعمة و معنى قولنا في الل ان::ه يج::ازي العب::د على طاعات::ه من غ::ير ان ينقص::ه ش::يئا من حق::ه فجع::ل المج::ازاة على الطاعة شكرا في مجاز اللغة و ال يستحق اإلنسان الشكر على نفسه ألن::ه ال يك::ون منعم::ا على نفسه كما ال يكون مقرضا لنفسه و النعمة تقتض::ي منعم::ا غ::ير المنعم علي::ه. كم::ا أن القرض يقتضي مقترض::ا، غ::ير المق::رض. و ق::د يص::ح ان يحس::ن الى نفس::ه كم::ا يص::ح أن يسيء إليها، ألن اإلحسان من المحسن. فإذا فعل بها فعال حسنا ينتفع به، كان محسنا اليها

بذلك الفعل، و إذا فعل بها فعال قبيحا كان مسيئا اليها.

:ه على و الشكر متعلق في اآلي:ة بعف:و الله عنهم، و نعم::ه عليهم: كأن:ه ق:ال: لتش:كروا اللعفوه عنكم و سائر نعمه عليكم.

[53(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

كم تهتدون ) (53و إذ آتينا موسى الكتاب و الفرقان لعل

اللغة:

قوله: »و إذ« عطف على ما مضى من التذكير بنعمه فكأنه قال: و اذك::روا إذ آتين::ا موس::ىالكتاب، الن )إذ( اسم للوقت الماضي و )إذا( للوقت المستقبل.

و كذلك تستعمل في الجزاء، ألن الجزاء ال يكون إال بالمستقبل. كق::ولهم: ان ت::أتني آت::ك ولو تشبه الجزاء من حيث انه ال بد لها من الجواب. كما ال بد لحرف الجزاء من الجواب.

242ص:

المعنى:

ى الكت::اب«و قول::ه: معن::اه أعطين::اه. و الكت::اب يري::د ب::ه الت::وراة. و أم::ا »و إذ آتين::ا موس:: الفرقان فقال الفراء و قطرب و تغلب: يحتمل أن يكون اتى موسى كتاب التوراة و محمد

الفرقان: كما قال الشاعر:

«1 »متقلدا سيفا و رمحا

و ضعف قوم هذا الوجه، ألن فيه حمل القران على المجاز من غير ضرورة م::ع ان::ه تع::الىياء«اخبر انه اتى موسى الفرقان في قوله: » »و لقد آتينا موسى و ه:ارون الفرق::ان و ض::

و قال الفراء: هو كالم مثنى يراد به: التوراة. و كرر الختالف اللفظين:«2

كقولهم: بعدا و سحقا، و هما بمعنى واحد. قال الرم::اني: ه::ذا المث::ال ال يش::به اآلي::ة، ألن::ه جمع الصفتين لموصوف واحد على معنيين متفقين. و االولى ان يمثل بق::ولهم: ه::و الع::الم

الكريم فجمعت الصفتان لموصوف واحد على معنيين مختلفين و قال عدي ابن زيد:

«3 »و الفى قولها كذبا و ميناو قددت األديم لراهشيه

و قال قوم: الكتاب: التوراة و الفرقان: انفراق البحر لبني إسرائيل. و الف::رج ال::ذي أت::اهم اي مخرجا. و قال بعضهم: الفرقان: الحالل و الح::رام ال::ذي »يجعل لكم فرقانا«كما قال.

ذكره في التوراة. و روي عن ابن عباس و أبي العالية و مجاهد: ان الفرقان الذي ذكره هو الكتاب الذي أتاه يفرق فيه بين الحق و الباطل. و قال ابن زيد: الفرقان: النصر الذي فرق

ه به بين موسى و فرعون: كما فرق بين محمد »ص« و بين المشركين. كما قال: »يومالل . و قال اب::و مس::لم: ه::و م::ا اوتي موس::ى من اآلي::ات و«4 »الفرقان يوم التقى الجمعان«

الحجج التي فيها التفرقة بين الحق و الباطل.

______________________________ و هو عجز بيت شطره: و رأيت زوجك في الوغى.65: 1( مر في 1)

.48( سورة األنبياء: آية 2)

( في المخطوطة و المطبوعة )و قدمت(.3)

.41( سورة االنفال: آية 4)

243ص:

كم تهتدون«و قوله: . »لعل

المعنى:

اي لكي تهتدوا. و قد بيناه فيما مضى و فيه داللة على انه )تعالى( أراد ان يهت::دوا الن ه::ذا الالم الم الغرض و ذلك يفسد قول المجبرة إنه أراد منهم الكفر. ف::أن قي::ل: كي::ف يهت::دون بما اوتي موسى من البيان، و ما اوتي في التوراة من البرهان مع انقطاع النقل الذي تقوم

به الحجة. قيل: الجواب عنه من وجهين:

»و إذ فرقن::ا بكم البح::ر فأنجين::اكم و أغرقن::ا آلأحدهما- ان الخطاب ألسالفهم: كما ق::ال:.فرعون و أنتم تنظرون«

و الثاني- ان اخبار الرسول لهم ما تقوم به الحجة عليهم، فيمكنهم ان يس::تدلوا ب::ذلك علىه به على أسالفهم، و ألنهم مقرون ب:ان موس:ى )ع( اوتي الت::وراة بم:ا فيه:ا من ما أنعم الل

الهدى و البينات، فتقوم الحجة عليهم بإقرارهم.

[54(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

::وا إلى ب::ارئكم خ::اذكم العج::ل فتوب كم بات كم ظلمتم أنفس:: و إذ قال موسى لقومه يا قوم إنحيم ) واب الر ه هو الت (54فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إن

آية بال خالف.

القراءة:

»بارئكم« اسكن الهمزة فيها ابو عمرو. إال المع::دل و س::حارة من طري::ق الج::رمي، و ابنمجاهد فكلهم خففوا الهمزة فيها. اال أبا طاهر عن ابن مجاهد عن إسماعيل فانه قلبها ياء.

خ::اذكمالتقدير و اذك::روا ايض::ا إذ ق::ال موس::ى لقوم::ه: كم بات كم ظلمتم أنفس:: »ي::ا ق::وم إن. و ظلمهم إياها كان فعلهم بها ما لم يكن لهم ان يفعلوه بما يستحقالعجل«

244ص:

به العقاب. و كذلك كل من فعل فعال يستحق به العقاب فهو ظالم لنفسه. و قد بينا مع::نى«1 »التوبة فيما مضى.

. »إلى بارئكم«و اما قوله:

اللغة:

فالبارئ هو الخالق الصانع. يقال: برأه. و استبرأ اس::تبراء، و ت::برأ تبري::ا، و ب::اراه مب::اراة، وه الخلق و ه::و برأه براءة، و تبرئة. قال صاحب العين: البرأ مهموز و هو الخلق تقول برأ الل

يبرؤهم و هو البارئ و قال امية:

ال أرحام ماء حتى يصير دماالخالق البارئ المصور في

و البرء السالمة من السقم. تقول برأ برؤه و برئت و برأت و برؤت براءة.

و تبرأ تبريا لغة في هذا و البراءة من العيب و المكروه ال يقال منه: اال بريء براء و فاعل::ه بريء و فالن بريء و براء كقوله: إني براء. و ام:رأة ب::راء. و نس:وة ب:راء و ب:راء على وزن

فعالء. و منه قوله: »انا برآء منكم« جمع بريء. و من ترك الهمزة.

قال: براء على وزن فعال. و تقول بارأت الرجل اي برئت الي::ه. و ب::ريء الى مث::ل ذل::ك. و بارات المراة اي صالحتها على المفارقة و أبرأت الرجل من الضمان و الدين و برأه تبرئة.

ه فالنا من المرض إبراء حسنا، و االستبراء: و يقال: ابرأ الل

استبراء الجارية و المرأة بان ال يطأها ح::تى تحيض. و االس::تبراء نق::اء الف::رج من الق::ذر. وه الخل::ق اي فط::رهم، أصل الباب تبري الشيء من الشيء: و ه::و انفص::اله من::ه. و ب::رأ الل فإنهم انفصلوا من العدم الى الوجود. و البرية الخلق، فعلية بمعنى مفعول، ال يهمز كم::ا ال يهمز ملك و ان كان أصله من االلوك::ة. و قي::ل البري::ة مش::تقة من ال::براوة، و ه::و ال::تراب،

فلذلك لم تهمز. و قيل إنه مأخوذ من بريت العود، فلذلك لم يهمز.

و البراءة من الشيء: المفارقة و المباعدة عنه: و بريء الله من الكافر: باعده عن رحمتهو انواع الفعل كثيرة: منها الخلق، و اإلنشاء، و االرتجاع. و البرء: الفطر. فأما

______________________________170- 619( انظر ص 1)

245ص:

األحداث، و اإليجاد و التكوين فكالفعل و الجعل: أعم من الفعل، ألن::ه لم::ا وج::د بع::د ان لم يكن كقولك: جعلت الطين خزفا. فلم يحدث الخزف في الحقيق::ة، و انم::ا أح::دث م::ا ص::ار

خزفا.

»فاقتلوا«و قوله:

اللغة:

فالقتل و ال::ذبح و الم::وت نظ::ائر. و بينه::ا ف::رق: فالقت::ل نقض بني::ة الحي::اة. و ال::ذبح ف::ري األوداج. و الموت عند من أثبته معنى عرض يضاد الحياة. يق::ال: قت::ل يقت::ل قتال. و اقتتل::وا اقتتاال. و تقاتلوا تقاتال. و استقتل اس::تقتاال. و قت::ل تق::تيال. و قاتل::ه مقاتل::ة. و قول::ه تع::الى:

ه« ه. و ق::وم اقت::ال: اي هم اه:ل ال::وتر، و ال::ترة: اي هم«1 »»ق::اتلهم الل معن::اه لعنهم اللاعداء و تراة. و تقول: تقتلت الجارية للفتى يصف به العشق. و قال الشاعر:

«2 »تنسكت ما هذا بفعل النواسكتقتلت لي حتى إذا ما قتلتني

و اقتل فالن فالنا: إذا عرضه للقتل. و المقتل من الدواب الذي قد ذل و مرن على العمل.و قلب مقتل: اي قتل عشقا. و منه قول امرئ القيس:

«3 »في أعشار قلب مقتل

قال ابن دريد: قتلت الخمر بالماء إذا مزجتها. قال الشاعر:

قتلت قتلت فهاتها لم تقتلان التي ناولتني فرددتها

و تقتل الرجل لحاجة اي يأتي لها. و يقتل الرج::ل للم::رأة: إذا خض::ع له::ا في كالم::ه و قت::لالرجل: عدوه. و الجمع اقتال. و فالن قتل فالن: أي نظيره، و ابن عمه

______________________________.4 و سورة المنافقون آية 31( سورة التوبة: آية 1)

( تقتلت المرأة: تثنت في مشيتها.2)

( معلقته. و ال::بيت: و م::ا زرفت عين::اك اال لتض::ربي بس::هميك في أعش::ار قلب مقت::ل و3)السهمان: الرقيب و المعلى من سهام الميسر. و معناه استوليت على القلب كله.

246ص:

و قتله قتلة سوء و اقتتلوا بمعنى تقاتلوا و مثله قتلوا قال ابو النجم:

ندافع الشيب و لم يقتل

و ناقة ذات قتال و ذات كيال، إذا كانت غليظة وثيقة الخلق. في المثل:

قتلت ارض جاهلها، و قتل أرضا عالمها. و مقاتل اإلنسان: هي التي إذا أصيبت قتلت.

و أصل الباب: القتل و هو نقض البنية التي تصح معها الحياة. و قال الم::برد: و أص::له امات::ةى يؤفكون«الحركة. و قوله: ه أن اي قد حلوا محل من يقال له ه::ذا الق::ول. اي »قاتلهم الل

ه بهم القتل. و يقول قتله علما إذا ايقنه و تحققه. انزل الل

. »فاقتلوا أنفسكم«و قوله:

المعنى:

قيل في معناه قوالن:

أحدهما- يقتل بعضكم بعضا. ذهب اليه ابن عباس و س::عيد بن جب::ير و مجاه::د و الحس::ن وغيرهم من اهل العلم، كما يقول القائل: قتل آل فالن إذا قتل بعضهم بعضا.

و الثاني- ذكره ابن عباس و إسحاق و اختاره ابو علي. و ه::و ان يستس::لموا للقت::ل فجع::ل استس::المهم للقت::ل قتال منهم ألنفس::هم على وج::ه التوس::ع. و قي::ل: ان الس::بعين ال::ذين اختارهم موسى للميقات أم::روا بالقت::ل لمن س::أل الرؤي::ة من ب::ني إس::رائيل و قي::ل: إنهم

قتلوا أنفسهم كما أمروا. عمدوا الى الخناجر و جعل بعضهم يطعن بعضا.

قال ابن عباس و غيره من اهل العلم: و يقال غشتهم ظلمة ش::ديدة فجع::ل بعض::هم يقت::ل بعضا، ثم انجلت الظلمة، فاجلوا عن سبعين الف قتيل. و السبب ال:ذي ألجل:ه أم:روا بقت::ل أنفسهم ذكره ابن جريج: ان الله علم ان ناسا منهم علموا ان العجل ب::اطال فلم يمنعهم انه ان يقتل بعضهم بعضا. و قال الرماني: و ال ب::د ان ينكروا اال خوف القتل، فلذلك بالهم الل يكون في االمر بالقتل لطف لهم و لغيرهم، كم::ا يك::ون في استس::الم القات::ل لط::ف ل::ه و لغيره. فان قيل كيف يكون في قتلهم نفوسهم لطف لهم، و بعد القت::ل ال تكلي::ف عليهم. و

اللطف ال يكون لطفا فيما مضى و ال فيما يقاربه

247ص:

قلنا: إذا كان القوم كلفوا ان يقتل بعضهم بعضا و كل واحد منهم يقصد قتل غ::يره و يج::وز ان يبقى بعده فيكون القتل لطفا له فيما بع::د، و ل::و ك::ان بمق::دار زم::ان يفع::ل في::ه واجب::اه واحدا: و يمتنع فيه من قبيح. و ذلك كما نقول في عبادتن::ا في قت::ال المش::ركين. ف::ان الل تعالى تعبدنا ان نقاتل حتى نقتل و نقتل و مدح على ذلك، فلذلك روى اهل السير ان الذين عبدوا العجل تعبدوا ان يقاتلوا من لم يعبد و يصبروا على ذلك حتى يقت:ل بعض:هم بعض:ا. و كان القتل شهادة لمن قتل، و توبة لمن بقي. و انما كانت تكون شبهة، لو أمروا بان يقتلوا نفوسهم بأيديهم. و لو صح ذلك لكان ال يمتنع بان يكونوا أمروا بان يفعلوا بنفوسهم الجراح

التي تفضي الى الموت- و ان لم يزل معها العقل فينا في التكليف-.

و أما على القول اآلخر و هو انهم أمروا باالستسالم و القتل و الصبر عليه فال مس::ألة ألنهم أمروا بقتل نفوسهم. و على هذا يكون قتلهم حسنا، ألنه لو كان قبيحا لم::ا ج::از ان ي::ؤمروا باالستسالم. و كذلك نقول: ال يجوز ان يتعبد نبي او ام::ام ب::ان يستس::لم للقت::ل م::ع قدرت::ه على الدفع عن نفسه، فال يدفعه الن في ذلك استسالما للقبيح مع القدرة على الدفع من::ه، و ذلك ال يجوز و انما يقع قتل األنبياء و االئمة على وجه الظلم، و ارتفاع التمكن من ال::دفع

مع الحرص على الدفع. غير انه ال يمتنع ان يتعبد بالصبر على الدفاع. و تحمل المش::قة في ذلك- و ان قتله غيره ظلما و القتل- و ان كان قبيحا بحكم العقل-، فهو ما يجوز تغيره ب::ان يصير حسنا، ألنه جار مجرى سائر اآلالم. و ليس يجري ذلك مجرى الجه::ل و الك::ذب ال::ذي ليس يصير قط حسنا و وجه الحسن في القتل انه لط::ف على م::ا قلن::اه، و كم::ا يج::وز من الله ان يميت الحي، كذلك يجوز ان يأمرنا باماتته و يعوضه على ما يدخل عليه من اآلالم و

يكون فيه لطف على ما قدمناه.

ه تع::الى ب::ه بدالل:ة »ذلكم«و قوله: اشارة الى التوبة مع القتل ألنفسهم على ما أمرهم اللكم«قول::ه. ::وا إلى ب::ارئكم ف::اقتلوا أنفس:: فقول::ه: »توب::وا« دال على التوب::ة، فكأنه::ا »فتوب

مذكورة.

248ص:

و قوله: »خير«

اللغة:

فالخير، و النفع، و الفضل، و الحظ نظائر و ضد الخير: الشر. و ضد النفع:

الضرر. تقول: خار الله له الخ::ير خ::يرة. و اخت::ار اختي::ارا و اس::تخار فالن اس::تخارة و تخ::يرتخيرا و تخايرا. و خيره تخييرا. و خايره مخايرة. و رجل خير و امرأة خيرة:

أي فاضلة. و قوم اخيار، و خيار. و امرأة خيرة. حقيقة في جمالها، و ميسمها.

. و ناقه خيار. و رجل خيار. و تقول:«1 » »فيهن خيرات حسان«و منه قوله:

و الجمع خيار. و تقول: هذه و هذا و هؤالء خيرتي. و ما تختاره. و تقول: انت بالخيار و انت بالخيار سواء. و الرجل يستخير الضبع و اليربوع: إذا جعل حبسه في موضع النافقاء، فخرج

. و الخيرة مصدر خار خيرة ساكنة الي::اء مث::ل راب ريب::ة. و اص::ل الب::اب«2 »من القاصعاء الخير نقيض الشر. و الخير: الهيئة المختارة. و حذفت الي::اء من قول::ه: »ي::ا ق::وم« و أثبتت في قوله: »يا ليت قومي« ألن ياء االضافة تحذف في النداء، ألنه موضع حذف، يحذف فيه التنوين، و يحذف االميم للترخيم، فلما كانت باالضافة تح::ذف في غ::ير الن::داء، ل::زم ح::ذفها

، فإنه::ا تثبت ألنه::ا ي::اء االض::افة. ال«3 » »ي::ا ليت ق::ومي يعلم::ون«في النداء. و أما قول::ه: يلحقها ما يوجب حذفها، كما لح::ق الي::اء في الن::داء. و يج::وز في »ي::ا ق::وم« كس::ر الميم و حذف الياء هو اجماع القراء و يجوز بي::اء س::اكنة، و يج::وز بفتح الي::اء و م::ا ق::رئ به::ا. فام::ا

إسكان الهمزة. فالذي رواه سيبويه عن أبي عمر و اختالس الحركة. و هو اضبط من غ::يرهو اإلسكان في مثل هذا يجوز في ضرورة الشعر كقول الشاعر:

إذا اعوججن قلت صاحب قوم

و كان ينبغي ان يقال صاحب ألنه منادى. و قال امرؤ القيس:

ه و ال واغلفاليوم فاشرب غير مستحقب اثما من الل

______________________________.70( سورة الرحمان: آية 1)

( النافقاء: بحر اليربوع. القاصعاء مثل النافقاء2)

26( سورة يس: آية 3)

249ص:

و قد روى بعضهم صاح ق::وم و روي ف::اليوم فاش:رب و روى بعض:هم: ف::اليوم فاس::قي و اليقال في الله تعالى تائب مطلقا. و انما يقال: تائب على العبد.

فالفاء متعل::ق بمح::ذوف كأن::ه ق::ال ففعلتم او قتلتم أنفس::كم فت::اب »فتاب عليكم«قوله:عليكم. و كان فيما بقي داللة عليه.

[55(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

::رون ) اعقة و أنتم تنظ ه جهرة فأخذتكم الص:: ى نرى الل و إذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حت55)

آية بال خالف.

و هذه اآلية ايضا عطف على ما تقدم كأنه قال و اذكروا إذ قلتم يا موسى لن نص::دق ح::تىنرى لله جهرة.

اللغة:

فالرؤيا و النظر و األبصار نظائر في اللغ::ة يق::ال: رأى رؤي::ة و رأى من ال::رأي رأي::ا. و أراهه اراءة و تراءى القوم ترائيا. و ارتأى ارتي::اء و راءاه م::راءاة ق::ال ص::احب العين: ال::رأي الل رأي القلب و الجم::ع اآلراء. و تق::ول: م::ا أض::ل آراءهم على التعجب و رأيهم ايض::ا و رأيت رؤية و تقول رأيته رأي العين. أي حيث يقع البصر عليه. و تقول من رأي القلب: ارتأيت. و تقول: رأيت رؤيا حسنة. و تقول: رأيت فالنا ذا مسحة في اللون، و زية حسنة في اللباس، و المتاع. و الذي يتعرض بزيه كهانة او طبا. و في بعض اللغ::ات ريت بمع::نى رأيت::ه. و على

ذلك قراءة من قرأ اريت قال الشاعر:

قد ريت منه عجبا من الكبر

و تراءى الق::وم: إذا رأى بعض::هم بعض::ا و ت::راءى لي فالن: إذا تص::دى لي ف::أراه و ال::رواء:المنظر في البهاء و الجمال. تقول: امرأة لها رواء و بهاء و سناء أي حسنة.

و المرآة مثل المنظرة و المنظر و المرآة ال::تي ينظ::ر فيه::ا و جمعه::ا م::راءى. و من ح::ول الهمزة قال: مرايا. تقول مرأت المرأة: إذا نظرت وجهها. و في الحديث ال ي::تراءى أح::دكم

في الماء أي ال ينظر فيه.

250ص:

و يحذفون الهمزة في كل كلمة تشتق من رأيت إذا كانت الراء ساكنة تقول أريت فالنا فانا مري و هو مري. أي بحذف الهمزة و أثبتوها في موضعين في قولهم رأيته فهو مرئي أرأت الناقة و الشاة إذا يرى ضرعها انها قد اقربت و أن::زلت. و هي م:رئى. و الح:ذف في::ه ايض:ا صواب و تقول: من الظن رأيت ان فالنا أخوك. و منهم من يحذف الهمزة يقول ريت انه و من قلب الهمزة من رأى قال رأى مثل ما تقول::ون: أرتيت و اس::تريت ب::المرآة و المرئي::ة: مكسورة الراء مهموزة ممدودة ما ترى الم::رأة من الحيض ص::فرة أو بياض::ا قبال او بع::دا و أما البصير بالعين فهو الرؤية. إال أن تقول نظرت اليه رأي العين فيه و تق::ول: م::ا رأيت::ه إال رؤية واحدة و تقول للذي يريك الشيء مري و الم::رأة مري::ة بال هم::زة و تق::ول رأيت فالن::ا

برؤية و المرآة التي تنظر فيها و الرأي م::ا رأيت الق::وم في حس::ن البش::ارة و الهيئ::ة ق::الجرير:

و ليس في تغلب رأي و ال خبرو كل قوم لهم رأى و مختبر

و اصل الباب: الرؤية بالعين و شبه الرؤية بالقلب به بمعنى العلم. و الرأي يرى حال صالحو يظن خالفها. و المرية ألنها بمنزلة اآللة للقلب يرى بها.

و الجهرة، و العالني::ة، و المعاين::ة نظ::ائر تق::ول: جه::ر جه::را أو ج::اهر مج::اهرة، و جه::ارا. و تجاهروا تجاهرا. و رجل جهير الصوت. قال ص::احب العين: جه::ر فالن بكالم::ه، و ه::و يجه::ر بقراءته جهارا، و اجهر بقراءته اجهارا. و جاهرتم باألمر جهارا أي عالنتم ب::ه إعالن::ا و اجته::ر القوم فالنا جهارا: إذا نظروا اليه و ك:ل ش::يء يب:دو فق:د جه:ر و رج::ل جه::ير: إذا ك::ان في المنظر و الجسم في الناس مجهرا. و كالم جهير، و صوت جهير أي عال. و الفعل منه جهر جهارة. و الجهير هو الجريء المتقدم و الجهوري: هو الصوت العالي. و الجوهر: كل حجارة يستخرج منها شيء ينتفع به و جوهر كل شيء ما خلقت عليه حلية. و الشاة الجهر التي ال تبصر في الشمس و الكبش اجهر و قال بعض::هم: جه::رت الب::ئر: إذا أخ::رجت م::ا فيه::ا من الحمأة، و الماء. و بئر مجهورة. و الجهر: ض::د الس::ر و جه::رني الرج::ل إذا راع::ك جمال::ه و

هيئته. و رجل جهير ذو رواء و اصل الباب الظهور.

251ص:

و الجهر يقتضي ظاهرا بعد ان يكون خافيا، ليدرك ما لم يكن قبل مدركا و يس::تدل ب::الجهر على أنهم أرادوا الرؤية بالعين دون رؤية القلب. و حقيق::ة الجه::ر ظه::ور الش::يء معاين::ة و الفرق بين الجهر و المعاينة أن المعاينة ترجع الى حال الم::درك و الجه::رة ترج::ع الى ح::ال

المدرك.

المعنى:

ه جهرة«و معنى قوله: ى نرى الل ق:ال ابن عب:اس: عالني:ة. و ق::ال قت:ادة عيان:ا. و ق:د »حت تكون الرؤية غير جهره كالرؤية في النوم و الرؤية بالقلب فإذا قال جه::رة لم يكن إال رؤي::ة

العين على التحقيق، دون التخيل و سؤالهم الرؤية. قال قوم:

هو كفر ألن اجازة الرؤية كفر. و قال آخرون: ليس بكفر و انما اجازة الرؤية ال::تي تقتض::ي التشبيه كفر. فاما هذا الق::ول منهم فكف::ر اجماع::ا، ألن::ه رد على الرس::ول و ك::ل من يلقى

قول الرسول بالرد من المكلفين، كان كافرا.

و اما الصاعقة فإنها تكون على ثالثة أوجه:

ماوات و من في األرض«أوله::ا- الم::وت: كقول::ه: عق من في الس:: »فأخ::ذتكم«1 » »فص::::ل ص::اعقة الثاني- العذاب. كقوله:«2 »الصاعقة« »فإن أعرضوا فقل أنذرتكم ص::اعقة مث

واعق« و الثالث- نار تسقط من السماء كقول::ه:«3 »عاد و ثمود« ل الص:: و«4 » »و يرس:: أكثرهم على ان موسى لم يمت بالصاعقة كما مات من سأل الرؤية و قال شاذ منهم: ان::ه

أي مغشيا عليه عند اك::ثر المفس::رين بدالل::ة »و خر موسى صعقا«مات بالصاعقة و قوله: و االفاقة ال تكون إال من الغشية دون الموت، و إال لكان ق::د ق::ال فلم::ا »فلما أفاق«قوله:حيي.

مشتق من جهرت الركية اجهرها جهرا و جهرة: إذا كان »جهرة«و قوله:

______________________________.68( سورة الزمر: آية 1)

55( سورة البقرة: آية 2)

.13( سورة حم- السجدة: آية 3)

14( سورة الرعد آية 4)

252ص:

ماؤه::ا ق::د غط::اه الطين، فنقيت ح::تى ظه::ر الم::اء و قي::ل: أخ::ذ من ق::ولهم: فالن تج::اهر بالمعاصي: إذا كان ال يسرها و انما فزع:وا بس:ؤال أس:الفهم الرؤي:ة من حيث انهم س:لكوا طريقهم في المخالفة للنبي الذي لزمهم اتباعه و التصديق بجمي::ع م::ا اتى ب::ه فج::روا علىه و مرة يعب::دون عادة أسالفهم في ذلك الذين كانوا يسألون تارة ان يجعل لهم إلها غير الل

ه جه::رة«العجل من دون الله و مرة يقولون: ى نرى الل و م::رة يقول::ون: »لن نؤمن لك حتا هاهن::ا قاع::دون« ك فق::اتال إن و ق::ال الزج:اج في ه:ذه اآلي::ة دالل:ة على»ف::اذهب أنت و رب

مشركي العرب الذين كانوا ينكرون البعث، أله::ل الكت::اب م::ع مخ::الفتهم الرس::ول يق::رونه أمات قوما في الدنيا، ثم أحي::اهم و عن::دنا ان نق::ل اه:ل الكت::اب لمث::ل ه:ذا ليس بإذن الل

بحجة و انما الحجة في اخبار الله على لسان نبيه وحده إذ كان كلم::ا يخ::بر ب::ه فه::و ح::ق وه تع::الى. ق::ال ألنه::ا ص::دق. و اس::تدل البلخي به::ذه اآلي::ة على ان الرؤي::ة ال تج::وز على الل انكارهم أمرين ردهم على نبيهم، و تجويزهم الرؤية على ربهم و بين ذلك قوله تعالى: فقد سألوا موسى اكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فدل ذلك على ان المراد إنكار االمرين و

هذه اآلية تدل على قوله:

كان سؤاال لقومه، ألنه ال خالف بين اهل التوراة ان موسى ما سأل»رب أرني أنظر إليك«الرؤية اال دفعة واحدة. و هي التي سألها لقومه و قوله:

تعلق بما يخبرهم به من صفات الله عز و ج::ل، ألنهم ق::الوا لن ن::ؤمن ل::ك»لن نؤمن لك« بما تخبرنا به من صفاته و ما يجوز عليه حتى نراه. و قيل: انه لم::ا ج::اءهم ب::االلواح و فيه::اه ح::تى ن::راه جه::رة و ن::رى على وزن نفع::ل و التوراة قالوا لن نؤمن ب::ان ه::ذا من عن::د الل

أصله: نرأى قال الشاعر:

كالنا عالم بالترهاتأرى عيني ما لم ترأياه

فجاء به على األصل و قال آخر:

و من يتمل العيش يرأى و يسمعأ لم تر ما القيت و الدهر اعصر

و انما دعاهم الى ان قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله شكهم، و حيرتهم فيما دعاهم

253ص:

اليه موسى )ع( من توحيد الله ع:ز و ج::ل، و ل:و ك::انوا ع:ارفين، لك::ان دع::اهم الي::ه العن::اد لموسى و معلوم انهم لم يكونوا معاندين له )ع(. و في الناس من قال: إن ق::ولهم: جه::رة من صفة السؤال على التقديم و التأخير كأنه قال: و إذا قلتم جهرة لن نؤمن لك حتى نرىه. و قال األكثر إنها من صفه الرؤية. و هو األقوى، الن ما ق::الوه ت::رك الظ::اهر، و تق::دير الل

التقديم و التأخير ليس هنا إلى ذلك حاجة.

يعني ما نزل بكم من الصاعقة و الموت. »و أنتم تنظرون«و قوله:

[56(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

كم تشكرون ) (56ثم بعثناكم من بعد موتكم لعل

آية بال خالف.

أحيين::اكم. عن::د اك::ثر المفس::رين: كالحس::ن، و قت::ادة، و غيرهم::ا، و ق::ال »بعثن::اكم«قوله: السدي: بعثناكم أنبياء. و األول أصح ألنه ظاهر الكالم. فال يجوز العدول عنه و أصل البعث: إثارة الشيء من محله، و منه قيل: بعث فالن راحلته: إذا أثارها من مبركها للس::ير. و من::ه قولهم بعثت فالنا لحاجتي: إذا أقمته من مكانه الذي هو فيه للتوجه فيها. و من ذل::ك قي::ل:

ليوم القيامة يوم البعث ألنه يوم تثار فيه الناس من قبورهم لموقف الحساب.

اللغة:

و البعث و اإلرسال و كل اإلطالق نظائر. يقال: بعثت بعثا. و انبعثت انبعاثا.

و تبعثت تبعثة. و بعثته من نومه فانبعث. اي نبهته فانتبه. و تقول: ضرب البعث على الجند.إذا بعثوا إلى العدو. و كل قوم يبعثون الى وجه او في امر فهم بعث.

و أصل الباب: البعث و هو اإلرسال. و كل باعث فاعل. و اما المبعوث فقد يك::ون ف::اعال، وقد ال يكون. يقال: بعث الله عليهم ريحا فاقتلعتهم و الريح مبعوثة. و يقال:

ه اح::دا الى التكلي:ف الشهوة للشيء تبعث على الطلب له. فان قيل: هل يج::وز ان ي:رد اللبعد ان مات، و عاين ما يضطره الى معرفته بالله؟ قيل: في ذلك خالف قال ابو علي:

ال يجوز ذلك إال على من لم يضطره الله الى معرفته و قال بعضهم: يجوز التكليف في

254ص:

الحكمة. و ان اضطر الى المعرفة. و قول أبي علي أقوى. و اعل الرم::اني ق::ول أبي علي، فان قيل: لما كانت المعرفة ألجل الطاعات التي كلفها العبد كانت هي الغرض الذي يتبع::ه سائر الطاعات فلو ارتفع الغرض، ارتفع التابع له. كما ان الغرض في الش::رائع االستص::الح في األصول التي تجب بالعقل فلو ارتفع ذلك الغرض، ارتفع وجوب العمل بالش::رع. و كم::ا انه ال يجوز تكليف الطاعة مع رفع التمكن مع المعرفة من غير ض::رورة اليه::ا ق::ال: و وج::ه

القول الثاني أنه لما كان الشكر على النعمة يجب في المشاهد م::ع الض::رورة الى معرف::ة النعم، كان الشكر للنعمة التي هي اجل من نعمة كل منعم في الش::اهد اولى ان تجب م::ع االضطرار الى المعرفة. و البي علي ان يقول ال نمنع من الوج::وب، لكن ال يج::وز التكلي::ف، الن الغرض المعرفة. اي هي اصل ما وقع التكليف به للعباد. و الذي أقوله: إن الذي يح::يى بعد االماتة، ان كان لم يخلق له المعرفة الضرورية لم يضطر إليها، فانه يمتنع تكليف::ه، ألن العلم بان األحياء بعد االماتة، ال يقدر عليه غ::ير الله طريق::ه ال::دليل و غ::وامض االس::تدالل، فليس إحياؤه بعد االماتة ما يوجب ان يكون مضطرا الى معرفت::ه، فل::ذلك يص::ح تكليف::ه، و ليس األحياء بعد االماتة اال كاالنتباه من النوم و االفاقة بعد الغشية فان ذل:ك ال ي::وجب علم االضطرار. و ان فرض::نا ان::ه خل::ق في::ه المعارض::ة ض::رورة، فال يحس::ن تكليف::ه الن حس::ن التكليف موقوف على ازاحة علة المكل::ف من فع::ل اللط::ف، و االق::دار و غ::ير ذل:ك. و من جملة االلطاف تكليفه للمعرفة. و الضرورية ال تقوم مقامها على ما بيناه في األصول. و اذا

ال يحسن تكليفه، ألنه يصير مكلفا و لم يفعل به ما هو لطف له، و ذلك ال يجوز.

كم تشكرون«و قوله: معناه لكي تشكروا. و هذه الم الغرض. »لعل

ه تعالى ما أراد من الكفار الش::كر، ألن::ه ل::و أراد و فيه دليل على فساد قول المجبرة إن الل كفرهم، لقال: لتكفروا و ذلك خالف القرآن. و من اس::تدل به::ا على جوازه:ا ك::ان ص::حيحا، الن من منع منه و احاله، فالقرآن يكذبه، و ان استدل به على وجوب الرجعة و حصولها فال يصح الن احياء قوم في وقت، ليس بداللة على احياء اخرين في وقت اخر، ذلك يحتاج إلى

داللة اخرى. و قول من قال: ال تجوز

255ص:

الرجعة، الن ذلك معجزة و داللة على نبوة نبي. و ذلك ال يجوز إال في زمن نبي غير صحيح، الن عندنا يجوز اظهار المعجزات على يد االئمة و الصالحين. و قد بيناه في األص::ول. و من ادعى قيام الحجة بان الخلق ال ي:ردون الى ال:دنيا: كم:ا علمن::ا ان ال ن:بي بع:د نبين:ا مق:ترح مبتدع، لما ال دليل على صحته، فانا ال نخالف في ذلك و ق::ال البلخي: ال تج::وز الرجع::ة م::ع االعالم بها، الن فيها إغراء بالمعاصي من جهة االتكال على التوب::ة في الك::رة الثاني::ة. ق::ال الرماني: هذا ليس بصحيح من قبل انه لو كان فيها إغراء بالمعصية، لكان في إعالم التبقيةه تع:الى نبي::ه و غ:يره إبليس: ان::ه يبقي::ه الى ي::وم الى مدة إغراء بالمعص:ية. و ق::د أعلم الل يبعثون و لم يكن في ذلك إغراء بالمعصية و عندي ان الذي قاله البلخي ليس بص::حيح، الن من يقول بالرجعة، ال يقط:ع على ان الن:اس كلهم يرجع:ون، فيك::ون، في ذل::ك اتك:ال على التوبة في الرجعة، فيصير إغراء. فال اح::د من المكلفين اال و يج:وز ان ال يرج::ع. و ان قط:ع

على الرجعة في الجملة و يجوز ان ال يرجع، فكفى في باب الزجر. و أما قول الرماني: إنه تعالى اعلم أقواما مدة مقامهم، فان ذلك ال يجوز اال فيمن هو معصوم يؤمن من جه::ة الل الخطأ كاألنبياء و من يجري مج::راهم في ك::ونهم معص::ومين. فام::ا من ليس بمعص::وم، فال يجوز ذلك، ألنه يص::ير مغ::رى ب::القبح و ام::ا تبقي::ة إبليس م::ع اعالم::ه ان يس::تبقيه الى ي::وم

القيامة ففيه جوابان.

أحدهما- انه انما وعده قطعا بالتبقية بشرط اال يفعل القبيح و من فعل القبيح ح::ق اخترت::هعقبه. و ال يكون مغرى:

ه قد علم انه ال يريد بهذا االعالم فعال قبيحا، و إال لما كان يفعله، و في ذلك و الثاني- ان الل إخراجه من باب اإلغراء. و قد قيل: إن إبليس قد زال عنه التكليف. و انم::ا امكن::ه الله من وسوسة الخلق تغليظا للتكليف، و زيادة في مشاقهم و يجري ذلك مجرى زيادة الش::هوات

انه يحسن فعلها إذا كان في خلقها تعريض للثواب الكثير الزائد.

256ص:

[57(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ب::ات م::ا رزقن::اكم و م::ا ::وا من طي لوى كل لنا عليكم الغمام و أنزلنا عليكم المن و الس:: و ظل(57ظلمونا و لكن كانوا أنفسهم يظلمون )

آية بال خالف-.

لنا«قوله: و كأن التق::دير ثم بعثن::اكم »ثم بعثناكم من بعد موتكم« عطف على قوله »و ظلمن بعد موتكم و ظللنا عليكم الغمام.

و الظلمة و الغمامة و السترة نظائر في اللغة. تقول: ظ::ل يظ::ل ظل::وال. و أظ::ل اظالال. و استظل استظالال. و تظلل تظلال. و ظلله تظليال. قال صاحب العين: تقول ظل نه::اره فالن

صائما. و ال تقول العرب: ظل إال لكل عمل بالنهار. كما ال تقول:

بات إال بالليل. و ربما جاءت ظل في أشعارهم نادرا. و من العرب من يحذف الم ظللت، و نحوها فاما اهل الحجاز فيكس:رون الظ:اء على كس:ر الالم ال:تي ألقيت فيقول:ون: ظللن::ا و

ه:ون«ظللتم. كما قال تعالى و المص:در: الظل:ول. ف:األمر في::ه اظل:ل و«1 » »فظلتم تفكه الظل ضد الض:ح و نقيض::ه. و يق::ال لس::واد اللي::ل، فيس::مى ظال. و جمع::ه ظالل. ق::ال الل

ك كيف مد الظل و لو شاء لجعله ساكنا«تعالى: يعني الليل. و الظل«2 » »أ لم تر إلى ربفي كالم العرب هو الليل. و تقول اظلتني هذه الشجرة اظالال.

و المكان الظليل: الدائم الظل. و قد دامت ظالله. و الظلة كهيئة الصفة، و قوله:

ة« يقال هو عذاب يوم الصفة. و الظلة البرطلة. و االظالل:«3 »»عذاب يوم الظل

الدنو يقول قد اظلك فالن اي كأنه القى عليك ظله من قربه. و تقول ال تجاوز ظل ظلك ومالعب ظله: طائر يسمى بذلك. و األظل: باطن منسم البعير و جمعه اظالل قال الشاعر:

يشكو الوجى من اظلل و اظلل

______________________________.65( سورة الواقعة آية: 1)

.45( سورة الفرقان آية 2)

.189( سورة الشعراء آية: 3)

257ص:

يعني من أظل و أظل. فأظهر التضعيف بضرورة الشعر قال لبيد:

«1 »بنكيب معر دامي األظل

أراد بخف نكيب: منكوب نكبته الحجارة. معر: ساقط الش::عر أملس. و الظ::ل ك::ون النه::ار تغلب عليه الشمس. قال رؤبة: كل موضع تكون فنزول عنه ظ::ل و فىء يق::االن جميع::ا. و

ما سوى ذلك يقال له ظل و ال يقال: فيه الفيء. و الظل الظليل:

ه تعالى: و الظل: الخيال ال::ذي ي::رى من الجن و«2 » »و ندخلهم ظال ظليال«الجنة قال اللغيره. و المظلة ايضا تتخذ من خشب و غيره يستظل بها و الظل: المنعة و العز.

كذا ذكر ابن دريد يقال: فالن في ظل فالن اي في عزه و أصل الباب: التظليل.

و هو الستر و االظالل الدنو: كدنو الساتر. و حد التظليل الستر من علة.

و الغمام: السحاب و القطعة منها غمامة تقول: يوم غم، و ليلة غمة و امر غام.

و رجل مغموم، و مغتم، ذو غم. و فالن في غمة من أمره: إذا لم يهتد له. و الغماء:

الشديدة من شدائد الدهر، و رجل أغم، و جبهة غماء: كثيرة الشعر تق::ول من::ه: غم يغم. وكذلك في القفا. قال الشاعر:

أغم القفا و الوجه ليس بانزعافال تنكحي إن فرق الدهر بيننا

و الغميم: الغمس و هو ان يسحق حتى يغلط. و الغم: ضد الفرح. و الغمة:

الغط::اء على القلب من الغم. و الغم::ة: الض::يقة تق::ول: اللهم احس::ر عن::ا ه::ذه الغم::ة أي الضيقة. و غم الهالل إذا غطاه الغيم. و كل شيء غطيته فقد غميته و لذلك سمي ال::رطب الغموم و هو الذي يوضع في جرة و هو بسر ثم يغطى ح::تى ي::رطب. و الغم::ام اش::تق من هذا، ألنه يغطى السماء، و رجل أغمم. و امرأة غماء إذا دنا قصاص الشعر من حاجبه حتى

يغطى جبهته، و كذلك هو في القفا. و أصل الباب الغطاء.

المعنى:

يوم الغمام الذي ظلل على بني إسرائيل. قال ابن عب::اس و مجاه::د: لم يكن بالس::حاب، وه في ظلل منلكنه الذي عنى في قوله: »هل ينظرون إال أن يأتيهم الل

______________________________( اللسان )معر( و صدره. و تصك المر و لما هجرن.1)

.56( سورة النساء آية: 2)

258ص:

و هو الغمام الذي أتت فيه المالئك::ة ي::وم ب::در، و لم يكن لغ::يرهم. ق::ال ابن«1 ».الغمام«عباس كان معهم في التيه و قيل هو ما ابيض من السحاب.

و اما المن قال ابن عباس: هو المن الذي يعرفه الناس يسقط على الشجر و ق::ال قت::ادة: كان المن ينزل عليهم مثل الثلج. و قيل هو عسل و قيل خبز مرقق و قيل هو الزنجبي::ل. و قيل هو شيء كالصمغ كان يقع على األشجار و طعمه كالشهد و العسل عن مجاهد و ق::ال

ه تعالى على عباده مما ال تعب فيه و ال نصب. الزجاج: جملة المن ما من الل

الكمأة من المن و ماؤها شفاء للعين.و روي عن النبي )ص( انه قال:

قال بعض اهل العلم يعني بمائها الوسمي الذي يكون منه::ا الكم::أة و ه::و أول مط::ر يجيءفي الخريف. و قيل هو الذي يسقط على الثمام.

و المن حلو كالعسل. و إياه عنى األعشى في قوله:

»ما ابص::ر الن::اس طعم::ا فيهم نجعالو أطعموا المن و السلوى مكانهم2»

و جعله امية بن أبي الصلت في شعره عسال فقال:

ه انهم بمضيع «3 »ال بذي مزرع و ال معموراو رأى الل

«4 »و مرى مزنهم خاليا و خورافنساها عليهم غاديات

«5 »و حليبا ذا بهجة مثموراعسال ناطفا و ماء فراتا

ه تع::الى لهم ::رالناطف: القاطر و الصافي من اللبن و المن قط::ع الخ::ير ق::ال الل »أج::ر غيهممنون« أي غير مقطوع. و المن: هو اإلحسان الى من ال يستثنيه و االسم هو المن::ة و الل

تعالى

______________________________.210( سورة البقرة: آية 1)

( ديوانه. و من قصيدة طويلة يمدح بها ذا التاج هوذة ابن علي الحنفي ص::احب اليمام::ة.2)الطعم: مآكل من الطعام. و نجع الطعام في اإلنسان: استمرأه آكله و صلح عليه.

( ديوانه يقال: هو بدار مضيعة: كأنه فيها ضائع. مزرع مص::در ميمي من زرع يع::ني ليس3) بذي زرع. معمور آهل و نصب معمورا عطفا على بذي مزرع في المطبوعة و المخطوط::ة

»و رأى« بدل »فرأى« »مثمورا« بدل »معمورا«

( فنساها من نسأها. و نسأ الدابة زجرها و س::اقها. غادي::ات جم::ع غادي::ة و هي الس::حابة4) التي تنشأ غدوة. و مرى الناقة مريا مسح ضرعها لتدر. و المزن جمع مزية و هي الس::حابة

ذات الماء.

و خاليا جمع خلية و هي الناقة التي خليت للحلب لغزارة لبنها. الخور: اب::ل حم::ر تمي::ل الى الغبرة. في المخطوطة و المطبوعة بدل »فنساها« »فسناها« و بدل »م::رى« »ق::رى«. و

بدل »مزنهم« »منهم« و بدل »و خورا« »و عورا«.

( ناطف قطر و الفرات: أشد الماء عذوبة.5)

259ص:

::ة. و يق::ال ليس::ت لقلب::ه من::ة و المنان علينا الرحيم و المنة: قوة القلب. يقال ضعيف المن المنون: الموت. و هو اسم مؤنث. قال ابن دريد: من يمن من::ا: إذا اعتق::د من::ه و من علي::ه بيد أسداها اليه إذا قرعه بها. و اصل الباب: اإلحسان. فالمن ال::ذي ك::ان يس::قط على ب::ني

إسرائيل مما من الله عليهم أي أحسن به اليهم.

و اما السلوى فقال ابن عباس: هو السماني و قيل: هو ط::ائر كالس::ماني و واح::ده س::لوى قال األخفش: لم اسمع له بواحد. قال: و يجوز ان يكون واحده س::لوى مث::ل جماعت::ه كم::ا

قالوا دفلى للواحد و الجماعة. و قال الخليل: واحده سلواة قال الشاعر:

كما انتفض السلواة بلله القطر

و يقال سال فالن يسلو عن فالن: إذا تسلى عنه. و فالن في سلوة من العيش إذا ك::ان في رغد يسليه الهم. و الس::لوان: م::اء من ش::ربه ذهب غم::ه على م::ا يق::ال و يق::ال ه::ذا مث::ل يضرب لمن سال عن شيء يقال سقي سلوة و سلوانا. و قال ابن دريد: سال يسلو سلوا، و سلوا و سلوة و السلوانة: خرزة زعموا انهم إذا صبوا عليها الماء، فسقي منها الرجل، سال

و اصل الباب السلو، و هو زوال الهم.

سبب نزول المن و السلوى:

ه تع:الى بالتي::ه، حين ق::الوا و ك:ان س:بب ان::زال المن و الس:لوى عليهم ان:ه لم:ا ابتالهم اللا هاهن::ا قاع::دون«لموسى: ك فق::اتال إن ف::أمرهم بالمس::ير الى بيت«1 » »فاذهب أنت و رب

المقدس، فلما ساروا تاهوا في قدر خمس فراسخ أو الستة. فلم::ا أص::بحوا س::اروا ع::ادين فامسوا، فإذا هم في مكانهم الذي ارتحلوا منه فلم يزالوا ك::ذلك، ح::تى تمت أربعين س::نة،

تفضل عليهم في تلك الحال، و احسن اليهم، و انزل عليهم المن و السلوى.

و كانت ريح الجنوب تحشره عليهم قال ابن جريج: كان الرجل إذا أخذ من المن و السلوىزيادة على طعام يوم واحد، فسد إال يوم الجمعة فإنهم إذا أخذوا طعام يومين لم يفسد.

______________________________.27( سورة المائدة آية: 1)

260ص:

االعراب:

و موضع »كلوا« نصب على و قلنا كلوا كذا قال الرماني:

و قيل في معنى »الطيبات« قوالن:

أحدهما- انه المشتهى اللذيذ و الثاني- انه المباح الحالل الذي يستلذ أكله.

و قوله: »و ما ظلمونا«

المعنى:

ه به أو كفروا هذه النعمة. انما يتصل بما قبله بتقدير محذوف فكأنه قال فخالفوا ما امر الل »و ما ظلمونا« قال ابن عباس و ما نقصونا، و لكن كانوا أنفسهم ينقص::ون. و ق::ال غ::يره: معناه و ما ض::رونا، و لكن ك:انوا أنفس:هم يض:رون. ق::ال اب:و علي الظلم ال:ذي ال يس:تحقه المضرور ممن قصده و ليس للمضرور فيه نفع. و ق::ال الرم::اني حقيق::ة الض::رر الق::بيح. و الصحيح في حقيقة الظلم ما ذكرناه فيما مضى هو الضرر الذي ال نفع فيه يوفي عليه، و ال دفع ضرر أعظم منه عاجال و آجال و ال يكون واقعا على وجه المدافعة فاما ما قاله الرماني فهو حد الشيء نفسه، ألن السؤال باق و لقائل ان يقول: و ما الضرر إال الق:بيح، ألن كون::ه قبيحا حكم من أحكامه فال بد من بيان ذلك حينئذ. و ما ذكره ابو علي ينتقض باأللم الواق::ع على وجه المدافعة و باأللم الذي فيه وجه ضرر أعظم منه عن الض::رورة، و بالض::رر ال::ذي

فيه نفع يوازيه

المن ك::ان ي::نزل على ب::ني إس::رائيل من بع::د طل::وعو روي عن عن الصادق )ع( انه ق::ال: الفجر الثاني الى طلوع الشمس فمن نام في ذل::ك ال::وقت، لم ي::نزل علي::ه نص::يبه فل::ذلك

يكره النوم في هذا الوقت الى بعد طلوع الشمس.

[58(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

::وا جدا و قول ::وا الب::اب س:: ئتم رغ::دا و ادخل و إذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منه::ا حيث ش::(58حطة نغفر لكم خطاياكم و سنزيد المحسنين )

261ص:

آية بال خالف.

القراءة:

قرأ نافع و اهل المدينة يغفر بضم الياء و فتح الف::اء. الب::اقون بفتح الن::ون، و كس::ر الف::اء و ادغم الراء في الالم و ما جاء منه. و اآلية معطوفة على ما تق::دم. فكأن::ه ق::ال و اذك::روا إذ قلن::ا. ادخل::وا و ال:دخول و الول:وج و االقتح::ام نظ:ائر و الف::رق بين ال:دخول و االقتح::ام ان

االقتحام دخول على صعوبة.

اللغة:

و نقيض الدخول: الخروج تقول: دخل يدخل دخوال. و ادخله إدخاال.

و تداخل تداخال، و استدخل استدخاال، و داخله مداخلة. و يقال: في أم::ره دخ::ل أي فس::اد. دخ::ل أم::ره ي::دخل دخال: أي فس::د. و دخلت ال:دار و غيره::ا دخ::وال و أوردت ابلي دخ::اال إذا أوردتها فأدخلت بين كل بعيرين بعيرا ضعيفا بعد ما ابتعر أو تشرب دون ريها. و فالن دخيل بني فالن: إذا كان من غيرهم. و اطلعت فالنا على دخلة امري: إذا بثثته مكتومك. و الدخل طائر صغير. و فالن حسن المدخل، أو قبيح المدخل: أي المذهب في األم::ور. و ك::ل لحم::ة على عصب فهي دخلة. قال ص::احب العين: فالن م::دخول إذا ك::ان في عقل::ه دخ::ل، أو في حسبه. و المدخول: المهزول الداخل في جوفه الهزال. و الدخلة: بطانة األمير. يقال: فالن خبث الدخلة. و ادخل في عار و يدخل فيه و نحو ذلك يصف شدة الدخول. و دخيل الرجل: الذي يداخله في أموره كلها فهو له دخيل. دخال و ال::دخال: مداخل::ة المفاص::ل بعض::ها في

بعض.

و الدخولة معروفة و الدخل: صغار الطير أمثال العصافير مأواها الغيران، و بط::ون االودي::ة تحت الشجر الملتف و جمعه دخاخيل. و األنثى دخلة. و اصل الباب: الدخول ق::ال الرم::اني في حد الدخول: االنتقال الى محيط. و قد يقال: دخل في االمر: كما يقال دخ::ل في ال::دار

تشبيها و مجازا.

262ص:

و قوله: »هذه القرية« إش::ارة الى بيت المق::دس- على ق::ول قت::ادة، و الربي::ع ابن أنس- وقال السدي: هي قرية بيت المقدس: و قال ابن زيد: إنها أريحا قريب من بيت المقدس.

اللغة:

و القرية و البلدة و المدينة نظائر. قال ابو العباس: أصله الجمع: و منه المقراة:

الحوض الذي تسقى فيه اإلبل. سمي مقراة، لجمع الماء فيه. و المقراة: الجفنة ال::تي يع::دفيها الطعام لالضياف قال الشاعر:

عظام المقاري جارهم ال يفزع

و منه قريت الضيف. و منه قريت الم::اء في الح::وض. و من::ه ق::ريت الش::اة تق::ري و ش::اة قارية: إذا كانت تجمع الج::رة في ش::دقها. و ه::و عيب عن::دهم ش::ديد و ك::ل م::ا ق::ري فه::و مقري: مثل المرقد كل ما رقدت فيه. و القري: المسيل الذي يحمل الماء الى الروض::ة. و

جمعه: قريان: كقضيب و قضبان قال الشاعر:

ماء قري حده قري

قال ابن دريد: قريت الضيف أقريه قرى. و قريت الماء في الحوض أقريه قريا.

و قرى البعير: جرته في شدقه قريا. و القرية: اشتقاقها من قرى البعير جرته: أى جمعه::ا. و الجمع قرى- على غير قياس-. و قال قوم من اه::ل اليمن: قري::ة: و ق::ال ص::احب العين: القرية و القيرية- لغتان- تقول: م::ا زلت اس::تقري ه::ذه األرض قري::ة قري::ة. و الكس::ر لغ::ة عانية. و من هناك اجتمعوا على جمعها على الق::رى، حيث اختلف::وا فحملوه::ا على لغ::ة من

::ك الق::رىقال: كسوة و كس::وة. و النس::بة اليه::ا ق::روي. و ام الق::رى: مك::ة و قول:ه: »و تل يعني بها: الكور و األمصار و المدائن و الق::رى: الظه::ر من ك::ل«1 »أهلكناهم لما ظلموا«

شيء، حتى اآلكام و غيرها. و الجمع االقراء. و القرى:

اإلحسان الى الضيف. تقول: أقرى يقري الضيف قرى: إذا اضافه ضيافة، و أنزل::ه نزال::ة. والقرى جيء الماء في الحوض. و المدة تقرى في الجرح: أي تجتمع.

______________________________60( سورة الكهف: آية 1)

263ص:

»و ادخلوا الباب«و قوله:

المعنى:

أي الباب الذي أمروا بدخولها. و قال مجاهد و السدي: هو باب حط::ة من بيت المق::دس. و هو الباب الثامن. و قيل: باب القبة التي كان يصلي إليها موسى. و قال ق::وم: ب::اب القري::ة التي أمروا بدخولها. قال أبو علي: قول من قال: إنه باب القرية، ألنه لم يدخلوا القرية في

ذي قيل لهم«حياة موسى، ألنه قال: ذين ظلموا قوال غير ال . و العطف بالفاء يدل »فبدل العلى أن هذا التبديل منهم كان في أثر األمر فدل ذلك على أنه كان في حياة موسى.

و معنى قوله: »س::جدا« ق::ال ابن عب::اس: ركع::ا. و ه::و ش::دة االنحن::اء. و من::ه الس::جد منالنساء: الفاترات األعين. و قال األعشى:

و لهوي إلى حور المدامع سجد

و قال اآلخر:

«1 »ترى األكم منه سجدا للحوافر

و قال غيره: ادخلوا خاضعين متواضعين. قال اعشى قيس:

«2 »ك طورا سجودا و طورا جؤاراتراوح من صلوات الملي

»حطة«و قوله:

المعنى:

قال الحسن، و قتادة و اكثر أهل العلم: معناه حط عنا خطايانا. و روي عن ابن عب::اس أن::ه قال: أمروا أن يستغفروا. و روي عنه ايضا أنه قال: أمروا أن يقولوا: ه::ذا األم::ر ح::ق: كم::ا قيل لكم. و قال عكرمة: أمروا أن يقولوا ال إله إال الله. و كل هذه األق::وال مح::ط ال::ذنوب

فيترحم لحطة عنها.

______________________________ ك::ام ج. أكم::ة و هي10 في المطبوعة فيها. و ه::و غل::ط. و األكم: ج 258::: 1( الكامل 1)

التل.

( ديوانه. راوح. عمل عملين في عمل. و الجؤار. رفع الصوت بالدعاء.2)

264ص:

اللغة:

و حطة مصدر مثل ردة و جدة من رددت و جددت. قال صاحب العين:

الحط: وضع األحمال عن الدواب تقول: حططت عنها أحط حطا. و انحط انحطاطا.

و الحط و الوضع و الخفض نظائر. و الحط: الحدر من العلو: كقول امرئ القيس:

«1 »كجلمود صخر حطه السيل من عل

و يقال للنجيبة السريعة: حطت في سيرها و انحطت. و تقول حط الله وزرك ال::ذي انقضظهرك. و قال الشاعر:

و احطط إلهي- بفضل منك- أو زاري

و الحطاط::ة: ب::ثرة تخ::رج في الوج::ه تقبح الل::ون و ال تق::رح. و جاري::ة محطوط::ة المت::نين: ممدودة حسنة و الح::ط: ح::ط األديم بالمح:ط. و هي خش::بة يص:قل به::ا األديم او ينقش. و أصل الباب: الحط: و هو الحدر من علو. و ارتفعت »حطة« في اآلي::ة- على ق::ول الزج::اج-

على تقدير مساءلتنا حطة، و قال غيره: دخولنا الباب سجدا:

حطة لذنوبنا كقوله: ه مهلكهم أو مع::ذبهم ع::ذابا »و إذ قالت أمة منهم لم تعظون قوم::ا الل يعني موعظتنا بعذرة إلى ربكم.شديدا قالوا: معذرة«

و يجوز النصب في العربية على معنى حط عنا ذنوبنا حطة، كقولك: س::معا و طاع::ة يع::نيه و هو أقوى ألنه دعاء. اسمع سمعا و أطيع طاعة، كقولك: معاذ الله. يعني نعوذ بالل

»نغفر لكم«و قوله:

اللغة:

و الغفران و العفو، و الصفح نظائر. يقال: غفر الل::ه غفران::ا. و اس::تغفر اس::تغفارا و اغتف::راغتفارا. قال ابو العباس: غفر الله لزيد بمعنى: ستر غطى له على ذنوبه.

و الغفران انما هو التغطية. يقال للسحابة فوق السحاب: الغفارة. و ثوب ذو غفر:

______________________________( معلقته و صدر البيت: مكر مفر مقبل مدبر معا- يصف فرسه-1)

265ص:

إذا كان له زئير يستر قبحه. و يقال: المغفر، لتغطية العنق. و يقال غفرت الشيء:

من من::ازل القم::ر.«1 »إذ واريته. و المغفرة و الغفيرة بمعنى ]واحد[. و المغف::رة: م::نزل يسمى ]بذلك[ لخفائه. و قال الزجاج: الغفر: التغطية. و كل ما تف::زع من ه::ذا الب::اب فه::ذاه الغف::ور و الغف::ار و معناه. و قولهم: اللهم اغف::ر لن::ا. تأويل::ه اللهم غ::ط علين::ا ذنوبن::ا و الل المغفر ما يغطى به الرأس من الحديد و غيره. و كذلك الغفارة و هي خرقة تلف على سية القوس: أي طرفها. و غفارة: اسم رأس جبل. و المغفورة و المغفارة. صمغ العرفط و قد اغفر الشجر: إذا ظهر ذلك فيه. و في الحديث: أن النبي »ص« دخل على عائشة. فق::الت: يا رسول الله. أكلت مغافير؟ تعني هذا الصمغ. و منهم من يقول: مغاثير: كما قي::ل ج::دث، و جدف. و الغفر: شعر صغار دون الكبار. و ريش دون الريش الكبار، ألنه ه::و ال::ذي يغطي

الجلد. و الغفر:

النكس من المريض. يقال: صلح فالن من مرضه ثم غفر أي نكس. و من::ه ق::ول ض::رار.- وقيل إنه لحميل-:

كما يغفر المحموم او صاحب الكلمخليلي إن الدار غفر لذي الهوى

و معناه: أن المحب إذا سال عن حبيبه، ثم رأى داره جدد عليه حبه. فكأن::ه م::ريض نكس. و انما قيل النكس، ألنه يغطي على العافي::ة. و الغف::ر: ش::عر يك::ون في اللح::يين. و ق::د غف::ر فالن، و قد غفرت المرأة: إذا أنبت لها ذل:ك الش::عر. و مت:اع ال:بيت يق:ال ل:ه: الغف:ر، ألن::ه

يغطي على الخلل. و الغفر: الحوالق. و يقال جاء و الجماء الغفير. و ج::اءوا جم::ا غف::يرا. وجاءوا جماء الغفير: اي مجتمعين جمعا يغطي األرض.

و الغفر: ولد األروى: و هي أنثى الوعل، ألنها تأوي الجبال، فتستر عن الناس.

يقال ألنثى الوعل، إذا كان معها ولدها: مغفر. كما يقال: لكل ذات طفل: مطفل.

و يقال: غفرت األمر تغفرة: إذا أص::لحته بم::ا ينبغي ان يص::لح ب::ه. و المع::نى: أص::لحته بم::ا غطى على جميع فساده. و الغفر: زئير الثوب. و ثوب ذو غفر. و غف::رت المت::اع إذا جعلت::ه

في وعاء. و كل شيء غطيته، فقد سترته. و يقال اصبغ ثوبك فانه أغفر

______________________________( ثالثة أنجم صغار.1)

266ص:

للوسخ: أي استر له. و أصل الباب: التغطية و حد المغفرة: ستر الخطيئ::ة برف::ع العقوب::ة والخطيئة، و الزلة، و المعصية نظائر. يقال: خطأ خطأ. و اخطأ إخطاء.

و استخطأه استخطاء. و خطأه تخطئة. و تخاطى تخاطي::ا. ق::ال ابن دري::د: الخط::أ مقص::ور مهموز. يقال خطأ الشيء خطأ: إذا لم يرده و اصابه. و اخطأ يخطئ اخط::اء: إذا اراده فلم يصبه. و األول خاطئ و الثاني مخطئ به. و الخطيئة تهمز. قال ص::احب العين: الخط::أ: م::ا لم يتعمد، و لكن يخطئ اخطاء و خطاءة و تخطئة. و اصل الباب: الخط::أ و مثل::ه الزل::ل. و الخاطئ الذي قد زل عن الشيء في قصده- و ان اتفق له ان يصيبه من غير أن يقصده، و لذلك ال يكون الخاطئ في الدين إال عاصيا، ألنه لم يقص::د الح::ق و أم::ا المخطئ فإنم::ا زل عن قصده. و لذلك يكون المخطئ من طريق االجتهاد مصيبا ألنه قصد الح::ق و اجته::د في اصابته فصار الى غيره. و حد الخطيئة: العدول عن الغرض المجرد. و خطايا وزنها: فعائل. و تقديره خطائي، فقلبت الهمزة األخيرة ياء على حركة ما قبلها، فصارت خطايي، ثم فعل بها ما فعل بمداري، حتى قي:ل م:دارى فص:ارت: خط:اءى. فاس:تثقل هم:ز بين ألفين، ألن:ه بمنزلة ثالث ألفات، فقلبت الهم::زة ي::اء. و انم::ا أعلت ه::ذا االعالل، ألن الهم::زة ال::تي بع::د األلف عرضت في جميع فعل القياس. تق::ول: في جم::ع م::رآة م::راءى، فال تع::ل. و الخلي::ل

يقول: وزنه فعالي على قلب الهمزة.

القراءة:

من اختار النون من القراء، قال: ألنه مطابق لما تق::دم من قول::ه: »و ظللن::ا« و »قلن::ا«. و انما اتفق القراء على خطاياكم ها هنا، و اختلفوا في األعراف و سورة نوح، ألن اللتين في

األعراف و نوح كتبتا في المصحف بالياء بعد ألف، و التي في البقرة بألف.

. »و سنزيد المحسنين«و قوله:

ه المحسنين، هي تفضل يعطيه الله المحسنين، يس::تحقونها بوع::ده فالزيادة التي وعدها اللإياهم. و هي زيادة على الثواب الذي يستحقونه بطاعته )تعالى(.

267ص:

اللغة:

و الفرق بين احسن اليه و احسن في فعله: ان أحسن اليه ال يكون إال بالنفع ل::ه. و احس::نه اليه إلى أهل النار بتعذيبهم. و يق::ال: في فعله ليس كذلك. أال ترى انه ال يقال: أحسن الل

أحسن في تعذيبهم بالنار: يعني أحسن في فعله و في تدبيره.

و اإلحسان، و االنعام، و اإلفضال نظائر. و ض::د اإلحس::ان: االس::اءة: يق::ال حس::ن حس::نا: و احس::ن إحس::انا. و استحس::ن استحس::انا. و تحاس::نوا تحاس::نا. و حس:نه تحس:ينا. و حاس:نه

محاسنة. و المحسن و الجمع محاسن:- المواضع الحسنة في البدن.

و يقال: رجل كثير المحاسن. و امرأة كثيرة المحاسن. و امرأة حسناء. و ال تقول:

رجل أحسن، و تقول: رجل حسان و امرأة حسانة. و هو المحس::ن جي::دا. و المحاس::ن فياالعمال: ضد المساوئ. تقول: أحسن فإنك الحسان. و الحسنى: الجنة، لقوله:

نى و زي::ادة« نوا الحس:: ذين أحس:: . و الحس::نى: ض::د الس::وء. و الحس::ن: ض::د الق::بيح و»لل الحسان: جمع حسن ألحقوها بضدها، فقالوا: قباح و حسان. كما قالوا: عجاف و س::مان. و اصل الباب: الحسن. و ه::و على ض::ربين: حس::ن في النظ::ر، و حس::ن في الفع::ل و ك::ذلك القبح. و حد الحسن من طريق الحكمة: ه::و الفع::ل ال::ذي ي::دعو الي::ه العق::ل. و ح::د القبح:

الذي يزجر عنه العقل. و حد اإلحسان: هو النفع الحسن.

و حد االساءة: هو الضرر الق::بيح ه::ذا ال يص::ح اال على ق::ول من يق::ول: إن اإلنس::ان يك::ون محسنا الى نفسه و مسيئا اليها. و من ال يقول فذلك يريد فيه الواصل الى الغير مع قصده

الى ذلك و األقوى في حد الحسن أن تقول: هو الفعل الذي إذا فعله العالم ب::ه على وج::ه،لم يستحق الذم فانه ال ينتقض بشيء.

»فكلوا منها حيث شئتم رغدا«و قوله: يعني من هذه القرية، حيث ش::ئتم رغ::دا أي واس::عابغير حساب. و قد بينا معناه فيما مضى و اختالف الناس فيه.

[59(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ماء بم::ا ذين ظلموا رجزا من الس:: ذي قيل لهم فأنزلنا على ال ذين ظلموا قوال غير ال فبدل ال(59كانوا يفسقون )

268ص:

آية بال خالف.

معنى قوله: فبدل الذين ظلموا: غيروا.

ذين ظلموا«و قوله: معناه: الذين فعلوا ما لم يكن لهم فعله. »ال

ذي قيل لهم«و قوله: يعني بذلك ب:دلوا ق::وال غ:ير ال:ذي أم:روا أن يقول:وه. فق:الوا »غير ال بخالفه. فذلك هو التبديل و التغيير. و كان تبديلهم بالقول: انهم أم::روا ان يقول::وا: حط::ة، و ان ي::دخلوا الب::اب س::جدا. و ط::ؤطئ لهم الب::اب لي::دخلوه ك::ذلك ف::دخلوه يزحف::ون على

أستاههم فقالوا: حنطة في شعيرة مشتهرين.

ذين ظلموا«و قوله: يعني: الذين فعلوا م::ا لم يكن لهم فعل::ه في تب::ديلهم »فأنزلنا على ال: »رجزا«بالقول و الفعل

اللغة:

و الرجز في لغة اهل الحجاز: العذاب. و في لغة غيرهم: الرجس، ألن الرجس الشر.

: إنه رجس عذب به بعض األممو منه قوله )ع( في الطاعون

و هو قول ابن عباس، و قتادة. و قال اب::و عبي::دة: الرج::ز و ال::رجس لغت::ان مث::ل ال::ردع، و السدع و البزاق و البساق. و قال ابو العالية: هو الغض::ب. و ق::ال اب::و زي::د: ه::و الط::اعون،

فقيل انه مات منهم في ساعة واحدة اربعة و عشرون الفا من كبرائهم و ش::يوخهم و بقياألبناء و انتقل العلم و العبادة اليهم.

ماء«و قوله: قال قوم: يعني ما قضاه الله عليهم من السماء. و قال آخرون: »من الس

أراد بذلك المبالغة في علوه بالقهر.

مضمومة السين عليه جميع القراء و هو أشهر اللغات. و ق::د حكي في »يفسقون«و قولهبعض اللغات بكسر السين

269ص:

[60(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

و إذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قده و ال تعثوا في األرض مفسدين ) (60علم كل أناس مشربهم كلوا و اشربوا من رزق الل

آية واحدة بال خالف.

قوله: »و إذا« متعل::ق بكالم مح::ذوف. و يج::وز ان يك::ون ذل::ك م::ا تق::دم ذك::ره في اآلي::ات المتقدمة من ضروب نعم الله على بني إسرائيل فكأنه قال: و اذكروا إذ استسقى موس::ى لقومه: أي ساله إن يسقي قومه ماء تقول: سقيته من سقى السقة، و أسقيته: دللته على

الماء فنزل منزلة سؤال ذلك.

و المعنى الذي سال موسى إذا كان فيما ذكر من الكالم الظاهر داللة على معنى فما نزل.رة عين::ا«و كذلك قوله: ::ه اثنت::ا عش:: رب بعص::اك الحج::ر ف::انفجرت من من م::اء »فقلنا اض::

فاستغنى بداللة الظاهر على المنزول منه، ألن مع::نى الكالم: قلن::ا اض::رب بعص::اك الحج::ر فضربه فانفجرت منه. فترك ذكر الخبر غير ضرب موسى الحجر إذا كان فيما ذك::ره دالل::ة

ربهم«على المراد. و كذلك قوله: ف::ترك ذك::ر منهم لدالل::ة الكالم »قد علم كل أن::اس مش::عليه.

و االنفجار، و االنشقاق. و االنجاس أضيق منه فيكون أوال انبجاسا، ثم يصير انفجارا و العين من األسماء المشتركة. العين من الم::اء مش::بهة ب::العين من الحي::وان بخ::روج الم::اء منه::ا، كخروج الدمع من عين الحيوان و قد بينا ان أناسا ال واحد ل::ه من لفظ::ه فيم::ا مض::ى و إن اإلنسان لو جمع على لفظه لقيل أناسين و اناسيه و ق::وم موس::ى هم بن::و إس::رائيل ال:ذين

قص الله عز و جل قصصهم في هذه اآليات. و انم::ا استس::قى لهم ربهم الم::اء في الح::ال التي تاهوا فيها في التيه شكرا اليه الظما فأمروا بحجر طوراني من الطور. فضربه موسى بعصاه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا لكل سبط عين معلوم::ة ماؤه::ا لهم. و روي عن ابن عباس انه قال: ظل:ل عليهم الغم:ام في التي::ه و أن:زل عليهم المن و الس:لوى و جع:ل لهم

ثيابا ال تبلى و ال تتسخ و جعل بين ظهرانيهم حجر مربع و روي

270ص:

انه كان مثل شكل الرأس. و امر موسى فضرب بعصاه الحجر، فانفجرت منه اثنتا عش::رة عينا في كل ناحية منه ثالثة عي:ون، و ال يرتحل:ون مرحل:ة إال وج:دوا ذل:ك الحج:ر بينهم في ذلك المكان الذي كان بينهم في المنزل االول. و قيل إنهم كانوا ينقلونه معهم في الجوالق إذا احتاجوا الى الماء. ضربه موسى بالعصى فيه ففجر منه الماء و قال قوم: بانه امر ب::ان

يضرب أي حجر شاء ال حجرا بعينه. و االول أظهر ألن فيه الم التعريف.

و الشين ساكنة في اثنتا عشرة عند جميع القراء. و كان يجوز كسرها في اللغ::ة و لم يق::رأ به احد. و الكسر لغة ربيعة، و تميم و اإلسكان: لغة اهل الحجاز و اس::د ف::إذا ص::غرت اثنت::ا عش::رة قلت ث::ني عش::رة و إذا ص::غرت ث::نى قلت ثن::تي عش::رة. و روى فتحه::ا محم::د عن األعمش. و هو غل::ط إال إذا قي::ل عش::رة مف::رد فان::ه بفتح الش::ين. فام::ا م::ا زاد على ذل::ك

فالشين ساكنة، أو مكسورة إال قولهم أحد عشر إذا بنيا معا.

و نص::ب عين::ا على التمي::يز. و عن::د الكوف::يين على التفس::ير و ال ينبغي الوق::ف على اح::د االسمين المجعولين اسما واحدا، دون اآلخر: كقولك اح::د عش::ر، و اثن::ا عش::ر، و م::ا أش::به

ذلك و لذلك يكره الوقف على العدد األخير قبل ان يميزه، و يفسره و كذلك قوله:

ياما««2 » »ملء األرض ذهب::ا««1 »»خير ثوابا و خير عقب::ا« ::ك ص:: »و«3 » »أو ع::دل ذله العجيب::ة انفج::ار العي::ون«4 »خير حافظا« »و احسن ثوابا« و أشباه ذل::ك و من آي::ات الل

من الحجر الصلد بعدد قبائل إسرائيل على وجه يع:رف ك:ل فرق::ة منهم ش:رب نفس:ه، فاله تعالى و ان ذلك ال ينازعه فيه غيره. و ذلك من األمور الظاهرة. على أن فاعل ذلك هو الل يتم فيه حيلة محتال و ال كيد كائ::د. و من اس::تبعد ذل::ك من الملح::دين فالوج::ه ان يتش::اغل معه في الكالم في اثبات الصانع، و حدوث الصنعة، و اثبات صفاته و ما يجوز عليه، و م::ا ال يجوز فإذا ثبت ذلك سهل الكالم في ذلك. و م::تى ش::ك في ذل::ك، أو في ش::يء من::ه، ك::ان

الكالم معه في هذا الفرع ضربا

______________________________.77( سورة مريم: آية 1)

.91( سورة آل عمران: آية: 2)

.98( سورة المائدة: آية 3)

64( سورة يوسف آية 4)

271ص:

ال ين::افي قول::ه في االع::راف: »ف::انفجرت«من العناء ال وجه للتشاغل به. و قوله ه::ا هن::ا: ألن االنبجاس: هو االنفجار إال أنه قليل و قيل: إنه ال يمتنع أن يك::ون أول::ه م::ا»فانبجست«

ه«ينبجس، كان قليال، ثم صار كثيرا، حتى صار انفجارا و قوله: »كلوا و اشربوا من رزق الل::وا فييعني من النعم التي عددها عليهم من المن و السلوى و غير ذلك و قول::ه: »و ال تعث

أي ال تطغوا و ال تسعوا في األرض فسادا. و اص::ل العث::ا: ش:دة الفس::اد.األرض مفسدين«يقال منه: عثا فالن في األرض الى عاثية يعثا. و الجماعة يعثون. و فيه لغتان أخريتان:

أحدهما- يعثو عثوا. و من قرأ بهذه اللغة ينبغي أن يضم الث::اء. و لم يق::رأ ب::ه اح::د. و اللغ::ة االولى: لغة اهل الحجاز. و قال بنو تميم: عاث يعيث عيث::ا و عيوث::ا و عيثان::ا. بمع::نى واح::د.

قال رؤبة بن العجاج:

«1 »مصدق أو تاجر مقاعثو عاث فينا مستحل عائث

يعني بقوله: عاث فينا: أفس::د فين::ا. و قي::ل: يعث::و أص::له العيث. فق::دموا بعض الح::روف، وأخروا بعضها. يقال: عثا يعثو. و عاث يعيث و هو الفساد. قال ابن اذينة الثقفي:

و إن كان العيث ال يكون إال فس::ادا، ألن::ه يج::وز »ال تعثوا في األرض مفسدين«و انما قال: أن يكون فعال ظاهره الفساد، و باطنه المصلحة: كخرق موسى السفينة، فبين ذل::ك العيث

الذي هو الفساد ظاهرا و باطنا.

[61(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ك يخرج لن::ا مما تنبت األرض من و إذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا رب::ر ذي ه::و خي تبدلون الذي ه::و أدنى بال لها ق::ال أ تس:: ها و بص:: ائها و فومها و عدس:: بقلها و قثه ب من الل كنة و ب::اؤ بغض:: ة و المس:: ربت عليهم الذل اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم و ض::وا و ك::انوا ::ك بم::ا عص:: ::ر الح::ق ذل ين بغي بي ::ون الن ه و يقتل هم كانوا يكفرون بآي::ات الل ذلك بأن

(61يعتدون )

______________________________ ( ديوان::ه. مس::تحل: اس::تباح األم::وال. مص::دق: ه::و العام::ل ال::ذي يج::بي الحق::وق من1)

المسلمين. قعث الشيء: استأصله. في المخطوطة: »سحل« بدل مستحل »ق::اجر« ب::دل»تاجر« و »مباعث« بدل »مقاعث«.

272ص:

آية بال خالف.

القراءة:

قرأ اهل المدينة: النبيئين- بالهمز- الباقون بغير همزة. و ترك الهمزة هو االختيار.

اللغة:

ه و أخبر عنه. فترك و اختلفوا في اشتقاقه. فقال بعضهم: من انبائك االمر: كأنه انبأ عن الل الهمز ذلك لكثرة ما يجزي. و قال الكسائي: النبي: الطريق يراد ب::ه أن:ه علم و طري::ق الى

الحق. و أصله من النبوة و النجوة: المكان المرتفع. و من قال:

هو مشتق من االنباء، قال: جاء فعيل بمعنى مفعل: كما قال: سميع بمعنى مسمع.

كذلك قالوا: نبيء بمعنى منبأ، و بصير بمعنى مبصر. و أبدل مكان الهمزة من النبيء الي::اء، هذا و يجمع النبي أنبياء. و انما جمعوه كذلك، ألنهم ألحق::وا الن::بي باب::دال«1 »فقالوا: نبي

الهمزة منه ياء. فالنعوت التي تأتي على تقدير فعيل من ذوات الياء و الواو و ذلك كقولهم: ولي و اولياء. و وصي و أوصياء. و دعي و ادعياء. و ل:و جمع::وه على أص::له، و الواح::د ب::ني ليعتل اليها، ألن فعيال تجمع فعالء: كق::ولهم: س::فيه و س::فهاء و فقي::ه و فقه::اء. و ش::ريك و شركاء. و قد سمع من العرب: النبآء. و ذلك في لغة من هم::ز الن::بي. و من ق::ول العب::اس

بن مرداس السلمي في وصف النبي )ص( و مدحه:

«2 »بالخير كل هدى السبيل هداكايا خاتم النبآء انك مرسل

______________________________( في المطبوعة »ما« زائدة في هذا الموضع.1)

::ه س::بحانه و تع::الى في المخطوط::ة103::: 4( سيرة ابن هشام 2) فاعل »هداك« ه::و الل»األنبياء« بدل »النبآء« و هو غلط و في مجمع-

273ص:

فجمع على أن واحدهم نبيء- مهموز- و ق::د ق::ال بعض::هم: الن::بي و النب::وة غ::ير مهم::وزين، ألنهما مأخوذان من النبوه. و هي مثل النجاة. و هما م::أخوذان من المك::ان المرتف::ع. و ك::ل

يقول: إن اصل النبي: الطريق قال القطامي:

»مسحنفر كخطوط السيح منسحللما وردن نبيا و استتب بها1»

قالوا: و سمي الطريق نبيا، ألنه ظاهر مبين من النبوة قال ابو علي الفارسي:

قال ابو زيد: نبأت من ارض الى أرض، و انا انبأ نباء و نبوء: إذا خ:رجت منه::ا الى أخ::رى. و ليس اشتقاق النبي من هذا- و ان كان من لفظه- و لكن::ه من النب::أ ال::ذي ه::و الخ::بر. كأن::هه. فان قلت: لم ال يكون من النباوة و مما أنشده ابو عثمان. ق::ال: انش::دني المخبر عن الل

ابن كيسان:

محض الض:::ريبة في ال:::بيت ال:::ذيفيه النباوة حلوا غير ممذوقوضعت

او يجوز فيه األمرين؟ فتقول: إنه يجوز أن يكون من النباوة و من النبأ كما أج::يز في عض::ةأن يكون من الواو: كقوله و عضوات. و من الهاء كقوله:

لها بعضاه األرض تهرير

قال: و ليس ذلك كالعضة، ألن سيبويه زعم أنهم يقولون في تحقير النبوة:

كان مسيلمة بنبوءته نبيئة سوء. و كلهم يقولون: تنبأ مس::يلمة. و ل::و ك::ان يحتم::ل االم::رين جميعا، لما اجتمعوا على أنبياء و ال على النبيئة. فان قيل: فلم ال ال يستدل بق::ولهم: أنبي::اء؟ قيل: ما ذكرته ال يدل على تجويز األمرين، ألن )أنبياء( انم::ا ج::از، ألن الب::دل لم::ا ال::زم في

نبيء، صار في لزوم البدل له: كقولهم:

عيد و أعياد. فكما أن عيد ال يدل على أنه من الياء لكون:ه من ع:ود الش::يء. ك:ذلك ال ي:دلأنبياء على انه من النباوة، و لكن لما لزم البدل، جعل بمنزلة تقي و أتقياء،

______________________________ - البيان »النباء« بتشديد الباء. و عجزه في المخطوطة و المطبوعة هكذا: بالحق خير هدى

االله هداكا. و مثله في مجمع البيان.

و الضمير في »وردن« لإلبل. و روايته »و استتب بنا« و ن::بي: ك::ثيب رم::ل4( الديوان: 1) في ديار بني تغلب. و استتب االمر: استوى. مسحنفر: صفة للطريق و هو الواسع. الس::يح: لب::اس مخط::ط. و س::حلت ال::ريح األرض: كش::طت م::ا عليه::ا. و ال::بيت في المخطوط::ة و

المطبوعة هكذا:

مستحقر كخطوط النسج منسجللما وردت نبأ و اسد لما

274ص:

و صفي و أصفياء. فلما لزم، صار كالبرية، و الخلية، و نحو ذلك، مما لزم الهمزة فيه حرف اللين بدال من الهمزة، لما دل على أنه من الهمزة، و أنه ال يعترض عليه شيء و صار ق::ول من حقق الهمزة في الشيء، كرد الشيء إلى األصل المرفوع استعماله: نح::و و ذر و ودع.

فمن ثم كان التخفيف فيه األكثر.

ه و لك::ني ه، فقال: لست بنبيء الل فاما ما روي في الحديث: من أن بعضهم قال: يا نبي الله قال: ابو علي: أظن أن من اهل النقل من ضعف اسناده. و مما يقوي تضعيفه أن نبي الل من مدح النبي »ص« فقال: يا خانم النبآء لم يؤثر في::ه انك::ار علي::ه. و ل::و ك::ان في واح::دة نكير، لك::ان في الجمي::ع مثل::ه، ثم بين::ا فيم::ا مض::ى: أن الص::بر ك::ف النفس، و حبس::ها عن

.«1 »الشيء

المعنى:

فإذا ثبت ذل::ك. فكأن::ه ق::ال: و اذك::روا إذ قلتم: ي::ا معش::ر ب::ني إس::رائيل، لن نطي::ق حبسه ع::ز و ج::ل إذ أطعمهم في تيههم و أنفسنا على طعام واحد. و ذلك الطعام هو ما اخبر الل هو السلوى في قول اهل التفسير و في قول ابن منبه: الخ::بز النقي م::ع اللحم. قي::ل: ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت األرض: من البقل. و القثاء، و ما سماه الله مع ذلك و ذك::ر ان::ه

سألوه لموسى و كان سبب مسألتهم ذلك ما رواه قتادة. قال:

كان القوم في البرية. و قد ظلل عليهم الغمام، و انزل عليهم المن و السلوى. فملوا ذل::كه تع::الى: را ف::إنو ذكروا عينا كانت لهم بمصر فسألوا ذلك موسى. فق::ال الل اهبط::وا مص::

و انما قال مما تنبت األرض، الن )من( تدخل للتبعيض. و لو لم ت::دخل هاهن::الكم ما سألتم لكانت المسألة تدخل على جميع ما تنبته األرض. ف::اتوا ب )من( ال::تي ن::ابت من::اب البعض حيث قامت مقامه، و في الناس من قال: إن من ها هنا زائدة و انها تجري مج::رى ق::ولهم: ما جاءني من احد و الصحيح: االول، الن من ال تزاد في اإليجاب. و انم::ا ت::زاد في النفي، و

الن من المعلوم انهم ما أرادوا جميع ما تنبته األرض و جرى ذلك

______________________________.202، 201. انظر 45( في تفسير سورة البقرة: آية 1)

275ص:

مجرى قول القائل: أصبت اليوم من الطعام عند فالن. يريد أصبت شيئا منه.

و قوله »يخرج« جزم جواب األمر.

اللغة:

و البقل، و القثاء معروفان. و في القثاء لغتان: ضم القاف، و كسرها.

ه تع::الى ه::ذه األلف::اظ و ان لم تكن الئق::ة و الكسر أجود. و هي لغة القرآن. و انما ذكر الل بفصاحة القرآن على وجه الحكاية عنهم. و اما القوم فقال ابن عب::اس و اب::و جعف::ر الب::اقر

)ع( و قتادة و السدي: انه الحنطة. و انشد ابن عباس: قول أحيحة ابن الحالج:

«1 »ورد المدينة عن زراعة قومقد كنت اغنى الناس شخصا وافدا

و قال الفراء: و الجبائي و االزهري: هو الحنطة و الخبز: تقول العرب: فوموا بالتش::ديد اي اخبزوا لنا. و قال قوم: في الحبوب التي تخبز و هو مأثور. و قال ابن مجاه::د و عط::ا و ابن زيد: انه الخبز في قراءة ابن مسعود. و هو ق:ول الربي::ع بن انس و الكس:ائي ان:ه الث:وم. و

أبدل الثاء فاء كما قالوا: جدث و جدف و اثافي و اثاثي. قال:

الفراء: و هذا أشبه بما بعده من ذكر البصل. قال امية بن أبي الصلت:

قطع كالوذيل في نفي قومفوق شرى مثل الجوابي عليها

و قال ايضا:

فيها الف::راديس و الفوم::ان و البصلكانت منازلهم إذ ذاك ظاهرة«2»

قال الزجاج. و هذا بعيد، ألنه ال يعرف الث::وم بمع:نى الق:وم، الن الق:وم ال يج:وز ان يطلب:واالثوم و ال يطلبون الخبز الذي هو األصل. و ايضا.

______________________________ ( هكذا في المطبوعة و المخطوط::ة و مجم::ع البي::ان. و في لس::ان الع::رب: ألبي محجن1)

الثقفي و روايته:

نزل المدينة عن زراعة قومقد كنت أحسبني كأغنى واحد

( اللسان: )فوم( و روايته:2)

فيها الفراديس و الفومان و البصلكانت لهم جنة إذ ذاك ظاهرة

فراديس. ج. فردوس.

276ص:

فال خالف أن الفوم: هو الطعام، و ان كان كل حب يخبز منه يقال: له فوم.

ذي هو خير«و قوله: »أ تستبدلون الذي هو أدنى بال

المعنى:

قيل فيه قوالن:

أحدهما- الذي هو ادنى الطعامين بدال من أجودهما.

و الثاني- الذي تتبدلون في زراعته و صناعته بما أعطاكم الله عفوا من المن و السلوى.

و قرا بعضهم: ادنى مهموزا. و قال بعض المفسرين: لو ال الرواية لكان هو الوجه، ألنه من قولك: رجل دنيء من الدناءة. و ما كنت دنيئا و لكنك دنئت اي خسست و إذا قرئ بال همز فمعناه: القرب. و ليس هذا موضعه، و لكنه موضع الخساسة. و لو ك::ان م::ا س::ألوه أق::رب اليهم، لما سألوه، و ال التمسوه. و يجوز أن يجعل ادنى و اق::رب بمع:نى: أدون: كم::ا تق:ول هذا شيء مقارب اى دون. و حكى األزه::ري عن أبي زي::د )ال::داني( بال هم::ز: الخس::يس. و

.«1 »الدنيء بالهمز:- الماجن

تقديره: فدعى موسى فاستجبنا له، فقلنا لهم: »اهبطوا مصرا«و قوله:

ه أجابهم بقوله: ربت ...«اهبطوا مصرا. و قد تم الكالم، ألن الل ألتم. و ض:: »فإن لكم ما س::ثم استأنف حكم الذين اعتدوا في السبت، و من قتل األنبياء فقال:

ة و المسكنة.« »ضربت عليهم الذل

القراءة:

و نون جميع القراء )مصرا(. و قرأ بعضهم بغير تنوين. و هي قراءة ابن مسعود. بغير ال::ف. و قال قتادة، و السدي، و مجاهد، و ابن زيد: ألنه أراد مصرا من غير تع::يين الن م::ا س::ألوه من البقل و القثاء ال يكون إال في األمصار، و قال الحسن و ابو العالي::ة، و الربي::ع: إن::ه أراد

مصر فرعون الذي خرجوا منه، و قال ابو مسلم

______________________________( في المطبوعة )الماجر(. و الماجن: خبيث البطن و الفرج.1)

277ص:

ه لكم«. محمد بن بحر: أراد بيت المقدس لقوله »ادخلوا األرض المقدسة التي كتب الل

اللغة:

و روي ذل::ك عن ابن زي::د. و ام::ا اش::تقاق مص::ر فق::ال بعض::هم ه::و من القط::ع النقطاع::هبالعمارة. و منهم من قال هو مشتق من الفصل بينه و بين غيره. قال عدي ابن زيد:

«1 »بين النهار و بين الليل قد فصالو جاعل الشمس مصرا ال خفاء به

و من نون أراد مصرا من األمصار غير معين. و يجوز أيضا أن يريد مصرا بعينه الذي خرجوامنه. و إنما نون اتباعا للمصحف، ألن في المصحف ألف:

منون::ا اتباع:ا لخ::ط المص::حف. و من لم ين:ون أراد مص:ر«2 » »قواريرا قواريرا«كما قرأ:بعينها ال غير. و كل ذلك محتمل.

ة و المسكنة«و قوله: استئناف كالم. بما فعل الله بهم. »ضربت عليهم الذل

يعني بالذين اعتدوا في السبت، و قتلوا األنبياء.

و معنى »ضربت«: أي فرضت و وضعت عليهم الذلة، و الزموه::ا من ق::ول القائ::ل: ض::رباالمام الجزية على اهل الذمة. و ضرب فالن على عبده الخراج.

و ضرب األمير على الجيش البعث. يريد بجميع ذلك ألزم ذلك. و به قال الحسن، و قت::ادة.ربت عليهم«و قي::ل: مع::نى : أي حل::وا بمنزل::ة ال::ذل و المس::كنة. م::أخوذ من )ض::رب »ض::

القباب(. قال الفرزدق في جرير:

و قضى عليك به الكتاب المنزلضربت عليك العنكبوت بنسجها

و أما »الذلة«: فقال الحسن و قتادة، و غيره: ]يعطون الجزية عن يد و هم

______________________________( اللسان- مادة )مصر(. و روايته )جعل( بدل )جاعل(.1)

.16 و 15( سورة اإلنسان. آية 2)

278ص:

]و الذلة[ مشتق من قولهم: ذل فالن يذل ذال و ذلة.«1 »صاغرون[

و اما المسكنة: فهي مصدر التسكين. يقال: ما فيهم أسكن من فالن. و م::ا ك::ان س::كينا، و لكن تمسكن تمسكنا. و منهم من يقول: تسكن تسكنا. و المسكنة ها هنا مسكنة الفاق::ة و

الحاجة: و هي خشوعها و ذلها. تقول: ما في بني فالن اسكن من فالن: أي أفقر منه. و هوه )تع::الى قول أبي العالية و السدي. و قال ابن زيد: المعني يهود بني إس::رائيل. أب::دلهم الل

«2 »بالعز ذال، و بالنعمة بؤسا، و بالرضا عنهم غضبا، جزاء منه بم::ا كف::روا بآيات::ه، و قتلهمأنبياءه و رسله اعتداء و ظلما.

ه«و قوله: : أي انصرفوا و رجعوا. و ال يقال: باء إال موصوال: إما بخ::ير »و باؤ بغضب من الل و اما بشر. و اكثر ما يستعمل في الشر. كذا. قال الكسائي. و يقال: باء بدينه يبوء به ب::وء.

يع::ني ترج::ع. بم::ا ق::د ص::ار علي::ك دوني. »أريد أن تبوء بإثمي و إثم::ك«و منه قوله تعالى:ه. فمعنى الكالم: ارجعوا منصرفين متحملين غضب الل

و روي أن رجال جاء برجل الى النبي »ص«، فقال: هذا قاتل أخي، و هو بواء به: أي مقتولهبه. و منه قول ليلى األخيلية:

فتى ما قتلتم آل عوف بن عامرفان تكن القتلى بواء فإنكم

ه و منه ما روي و قال الزجاج: أصل ذلك التسوية. و معنى ذلك أنهم تساووا بغضب من الله تع::الى األنف::ال الى نبي::ه، فقس::مها بينهم على ب::واء عن عبادة بن الصامت. قال: جعل الل

أي: على سواء بينهم في القسم. و منه قول الشاعر:

بواء و لكن ال نكايل بالدمفيقتل خيرا بامرئ لم يكن به

و األصل: الرجوع. على ما ذكرناه. و قال قوم: هو االعتراف، و معناه:

______________________________( ما بين القوسين زدناهم عن تفسير الطبري. و عنه: الذلة. الصغار. انظر سورة التوبة.1)

. في المطبوعة و المخطوطة حصل سقط في هذا المكان. و هذا ما فيهما. )أن يجزي::ه29الصغاد مشتق من ..(

( في المطبوعة )و قتله(.2)

279ص:

ه. و منه قول الشاعر: انهم اعترفوا بما يوجب عليهم غضب الل

ربي و هل إال إليك المهربإني أبوء بعثرتي و خطيئتي

و أما الغضب. قال قوم: م::ا ح::ل بهم من البالء و النقم::ة في دار ال::دنيا ب::دال من الرخ::اء والنعمة. و قال آخرون: هو ما بينا لهم في اآلخرة من العقاب على معاصيهم.

ه«و قوله: هم كانوا يكفرون بآيات الل إشارة الى ما تقدم ذكره من ضرب الذلة و »ذلك بأن المسكنة، و إحالل غضبه بهم، ألنه يشتمل على جميع ذلك و معنى »ب::أنهم« أي ألج::ل أنهم

ه، فعلنا بهم ما فعلنا من انواع العذاب.«1 »كانوا يكفرون بآيات الل

ين بغير الحق«و قوله: بي ال يدل على أنه ق::د يص::ح أن يقتل::وهم بح::ق، ألن ه::ذا »يقتلون النخرج مخرج الصفة لقتلهم. و انه ال يكون إال ظلما بغير حق:

ه إلها آخر ال برهان له به«كما قال: «3 » »رب احكم و كم::ا ق::ال:«2 » »و من يدع مع الل. و كما قال الشاعر:بالحق«

على ال حب ال يهتدي بمناره

و معناه ليس هناك منار يهتدى به. و مثله كثير.

إش::ارة الى م::ا ان::زل الله من الذل::ة و المس::كنة بم::ا عص::وا من »ذلك بما عصوا«و قوله:قتلهم األنبياء و عدوهم في السبت و غير ذلك. و قيل معناه: نقض العهد.

و كانوا يعتقدون في قتل األنبياء. انه روي انهم كانوا إذا قتلوا الن::بي في أول النه::ار ق::امته بين الك:افرين، و قت::ل األنبي::اء، لين::الوا من رفي::ع س:وق بقتلهم في آخ::ره. و انم::ا خلى الل المنازل ما لم ينالوه بغيره و ليس ذلك بخذالن لهم كما فعل ب::المؤمن من أه::ل طاعت::ه. وه تعالى ما امر نبيا بالحرب اال نصره. فلم يقتل: و انما خلى بين::ه و بين قال الحسن: ان الل

بالقتال من األنبياء. و الذي نقوله: إن النبي«4 »قتل من لم يؤمر

______________________________( في المطبوعة )فعلناه(.1)

118( سورة المؤمنون آية. 2)

.112( سورة األنبياء آية: 3)

( في المخطوطة و المطبوعة »يؤمن«4)

280ص:

فقت::ل الدى الى«1 »ان كان لم يؤد الشرع، ال يجوز أن يمكن الله من قتله، ألن::ه ل::و مكن ان تزاح علل المكلفين فيما لهم من االلطاف، و المصالح فإذا أدوا الش::رع، ج::از حينئ::ذ أن

يخلي بينهم، و بين من قتلهم، ألنه ال يجب المنع منه

اختلف بنو إسرائيل بعد موسى بخمسمائة سنة،و روى ابو هريرة عن النبي )ص( انه قال:حتى كثر منهم أوالد السبايا و اختلفوا بعد موسى بمأتي سنة

و االعتداء تجاوز الحد الذي حده الله لعباده الى غيره و ك::ل متج::اوز ح::د ش::يء الى غ::يره فقد تعداه الى ما تجاوز اليه فمعنى الكالم فعلت بهم ما فعلت من ذلك بما عصوا ام::ري و

تجاوزوا حده الى ما نهيتهم عنه

[62(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

::وم اآلخ::ر و عم::ل ه و الي ابئين من آمن بالل ص::ارى و الص:: ذين هادوا و الن ذين آمنوا و ال إن الهم و ال خوف عليهم و ال هم يحزنون ) (62صالحا فلهم أجرهم عند رب

آية واحدة.

القراءة:

ذين آمنوا«قرأ نافع بترك الهمز من الصابئين، و جميع القراء الباقون يهمزون اما و هم »اله. و ام::ا ال::ذين ه::ادوا فهم المصدقون برسول الله )ص( بم::ا أت::اهم من الح::ق من عن::د الل

اليهود.

اللغة:

و معنى هادوا: تابوا. يقال: هاد القوم يهودون هودا، و هيادة و قال ابن جريج: إنم::ا س::ميتاليهود يهودا، لقولهم: انا هدنا اليك. قال أعرابي يؤخذ بقوله:

على ما قال ابو عبيدة: فاني من مدحه هائد أي تائب. و قيل: انما سموا يهودا، ألنهم نسبواالى يهوذا أكبر أوالد يعقوب فعربت الذال داال. و قال زهير: في معنى الرجوع:

______________________________( في المخطوطة و المطبوعة »مكنة«.1)

281ص:

«1 »و ال رهقا من عابد متهودسوى مرجع لم يأت فيه مخافة

الطمانين::ة. و«2 »أي تائب فسميت اليهود يهودا، لتوبتهم من عبادة العجل. و اصل اله::ود: يخبر به عن لين السير. و من::ه اله::وادة: و هي الس::كون. ق::ال الحس::ين بن علي المغ::ربي

انشدني ابو رعاية السلمي، و هو من افصح بدوي أطاف بنا، و اغزرهم رواية:

جياد المداري حالك اللون اسوداصباغتها من مهنة الحي بالضحى

و تمثاله طورا باغيدا فوداإذا نفضته مال طورا بجيدها

إذا حركت ريح ذرى النخل هوداكما مال قنوا مطعم هجرية

المطعم: النخلة. شبه شعرها باقناء البسر. هود تحرك تحريكة لينة قال زهير:

و ال رهقا من عائد متهود

و ليس اسم يهود مشتقا من هذا.

و النصارى جمع نصران كقولهم سكران و سكارى. و نشوان و نشاوى. هذا ق::ول س::يبويه:قال الشاعر:

»يضحي لديه و هو نصران ش::امستراه إذا كان العشي محنفا3»

و قد سمع في األنثى نصرانة قال الشاعر:

«4 »كما سجدت نصرانة لم تحنفو كلتاهما خرت و اسجد رأسها

و قد سمع في جمعهم أنصار بمعنى النصارى قال الشاعر:

شمرت عن ركبتي االزارالما رأيت نبطا أنصارا

كنت لهم من النصارى جارا

و المشهور أن واحد النصارى نص::ري: مث::ل بع::ير مه::ري و مه::ارى. و انم::ا س::موا نص::ارى،لنصرة بعضهم بعضا. دليله اآليات التي ذكرناها. و قيل انما سموا بذلك

______________________________ ( اللسان: ه::ود. و روايت::ه: س::وى رب::ع لم ي::أت فيه::ا مخافت::ه .. الخ و في مجم::ع البي::ان1)

»مربع« بدل مرجع

( في المطبوعة »اليهود«2)

( لم نعرف قائله. »محنفا« صار الى الحنيفية. شامس:3)

مستقبل الشمس.

( اللسان: نصر و روايته »فكلتاهما« و »أسجدت« و في تفسير الطبري- دار المع::ارف-4) تعليقة األستاذ محمود محمد شاكر ذكر ال::بيت في م::ادة ص::نف من اللس::ان و ه::و غل::ط و الصحيح ما ذكرنا. في المطبوعة و المخطوطة »جرت« بدل »خزت« و هو تحريف. ال::بيت

.371 و 79االول اللسان: نصر و الكل في امالي الشجري:

282ص:

ألنهم نزل::وا ارض::ا يق::ال له::ا: ناص::رة. و ك::ان ينزله::ا عيس::ى فنس::ب اليه::ا، فقي::ل عيس::ى الناصري، ثم نسب أصحابه الي::ه فقي::ل النص::ارى، و ه::ذا ق::ول ابن عب::اس، و قت::ادة، و ابن

ه«ج::ريج. و قي::ل: إنهم س::موا ب::ذلك، لقول::ه: و الص::ابئون جم::ع«1 » من أنص::اري إلى الل صابئ: و هو من انتقل من دينه الى دين آخر كالمرت::د من اه::ل اإلس::الم. و ك::ل خ::ارج من

دين كان عليه الى آخر يسمى صابئا قال ابو زيد:

صبا فالن في دينه يصبأ صبوا إذ كان صابئا و صبأ تاب الصبي يصبوا صبوا: إذا ك::ان طل::ع. و قال الزجاج: صبأت النجوم: إذا ظهرت. و قال ابو زيد: صبوت اليهم تصبأ صبأ و صبوءا: إذا طلعت عليهم، و كان معنى الصابئ التارك دينه الذي شرع له الى دين غيره: كما ق::ال: ان

الصابئ على القوم تارك ألرضه و منتقل الى سواها.

فالدين الذي فارقوه هو تركهم التوحيد الى عبادة لنجوم، أو تغطيتها. و قال نافع هو مأخوذمن قولهم: صبا يصبوا إذا مال الى الشيء، و أحبه و لذلك لم يهمز قال الشاعر:

صبوت اياديب و انت كبير

قال ابو علي الفارسي: هذا ليس بجيد، ألنه قد يصبو اإلنسان الى دين فال يكون منه م::دين به مع صبوه اليه فإذا كان هذا هكذا، و كان الص::ابئون منتقلين من دينهم ال::ذي أخ::ذ عليهم الى سواه، وجب ان يكون مأخوذا من ص::بأت ال::ذي ه::و االنتق::ال. و يك::ون الص::ابئون على قلب الهمزة، و قلب الهمزة على هذا الحد، ال يجيزه سيبويه إال في الش::عر و يج::يزه غ::يره فهو على قول من أجاز ذلك. و ممن أج::از ذل::ك اب::و زي::د. و حكي عن::ه ان::ه ق::ال لس::يبويه: سمعت قربت و أخطيت قال فكيف تقول في المض::ارع قلت: اق::رأ فق::ال حس::بك أو نح::و هذا. قال ابو علي يريد سيبويه ان قريت م::ع اق::رأ ال ينبغي، ألن ق::ريت اق::رأ على الهم::ز و قريت على القلب، فال يجوز ان تغير بعض األمثل::ة دون بعض. ف::دل على ان القائ::ل ل::ذلك غير فصيح، فانه غلط في لغته. و قال قتادة و البلخي: الصابئون قوم معرفون لهم م::ذهب

ينفردون به،

______________________________.14( سورة الصف آية 1)

283ص:

من عبادة النجوم. و هم مقرون بالصانع و بالمعاد و ببعض األنبياء. و قال مجاهد و الحس::نو ابن أبي نجيح: الصابئون بين اليهود و المجوس ال دين لهم. و قال السدي:

هم طائفة من أه::ل الكت::اب يق::رءون الزب::ور. و ق::ال الخلي::ل: هم ق::وم دينهم ش::بيه ب::دين النصارى إال ان قبلتهم نحو مهب الجنوب. خي::ال منص::ف النه::ار، و يزعم::ون انهم على دين نوح. و قال ابن زيد: الصابئون هم اهل دين من األديان ك::انوا ب::الجزيرة: جزي::رة الموص::ل، يقولون ال إله إال الل::ه و لم يؤمن::وا برس::ول الل::ه »ص«، فمن اج::ل ذل::ك ك::ان المش::ركون

يقولون للنبي »ص« و أصحابه: هؤالء الصابئون: يشبهونهم بهم.

و قال آخرون: هم طائفة من اهل الكتاب. و الفقهاء بأجمعهم يجيزون أخذ الجزي:ة منهم. وعندنا ال يجوز ذلك، ألنهم ليسوا اهل الكتاب.

هم«و قوله: ه و اليوم اآلخر و عمل صالحا فلهم أجرهم عند رب . »من آمن بالل

المعنى:

ه تقول: من صدق بالله و أقر بالبعث بعد الممات ي::وم القيام::ة و عم::ل ص::الحا و أط::اع اللذينفلهم أجرهم عند ربهم: يعني ثواب عملهم الص:الح ف:ان قي::ل: ف:أين تم:ام قول:ه: إن ال

صارى و الصابئين ذين هادوا و الن ه و- قيل تمامه جمل::ة قول::ه تع::الى:آمنوا و ال من آمن بالل : ألن معناه: من أمن منهم بالله و اليوم اآلخر، و ت::رك ذك::ر منهم لدالل::ة الكالماليوم اآلخر

عليه.

و معنى الكالم: ان الذين آمنوا و الذين هادوا و النصارى و الصابئين من يؤمن منهم بالله واليوم اآلخر فلهم أجرهم عند ربهم و ال خوف عليهم.

ه و اليوم اآلخر«و قوله: . »من آمن بالل

االعراب:

في الناس من قال: هو خبر عن الذين هادوا و النصارى و الصابئين: الن الذين آمن::وا ك::انوامؤمنين فال معنى حينئذ ان يقول من آمن و هو نفسهم.

و منهم من قال: هو راجع الى الكل و يكون رجوعه على الذين آمنوا على

284ص:

وجه الثبات على االيمان و االستدامة، و ترك التبديل و االستبدال به.

و في الذين هادوا و النصارى و الصابئين: استئناف ايمان بالنبي »ص« و ما جاء به.

ه«و قوله: فوحد الفع:ل ثم ق:ال فلهم أج::رهم: الن لفظ:ة )من( و ان ك:انت »من آمن بالل واحدة، فمعناها يكون للواحد و الجمع و األن::ثى و ال::ذكر. ف::ان ذهب الى اللف::ظ وحد. و ان

::و ك:انوا الذهب الى المعنى جمع كما قال: »و منهم من ينظر إليك أ فأنت تهدي العمي و ل فجمع مرة مع الفعل لمعناه و وحد اخرى على اللفظ. قال الشاعر:«1 »يبصرون«

و قوال له::ا: ع::وجي على من تخلف::واألما بسلمى عنكما إن عرضتما«2»

فجمع الفعل ألنه جعل من بمنزلة الذين و ربما كان الثنين و ه::و ابع::د و م::ا ج::اء في::ه ق::الالفرزدق:

»نكن مث::ل من ي::ا ذئب يص::طحبانتعال فان عاهدتني ال تخونني3»

ه و اليوم اآلخر«قوله: »من آمن بالل

النزول:

قال السدي: نزلت في سلمان الفارسي، و أص::حابه النص::ارى ال::ذين ك::ان ق::د تنص::ر على أيديهم قبل مبعث رسول الله »ص«. و كانوا قد أخبروه بأنه سيبعث، و انهم يؤمنون به إن

أدركوه.

::لو روي عن ابن عباس: أنها منسوخة بقوله تعالى: »و من يبتغ غير اإلسالم دين::ا، فلن يقب . و هذا بعيد، ألن النسخ ال يجوز أن يدخل في الخبر الذي يتضمن الوعيد. و انم::ا«4 »منه«

يجوز دخوله فيما طريقه األحكام الشرعية التي يجوز تغييرها

______________________________.43( سورة يونس آية: 1)

( ديوان امرئ القيس. و منهم من نسبه لرجل من كندة.2)

في المخطوطة و المطبوعة )عضيما( بدل )عرضتما(.

من قص::يدة قاله::ا عن::د م::ا استض::افه ال::ذئب ف::أقراه. في216::: 1( ديوان::ه. الكام::ل 3)المخطوطة و المطبوعة »تعيش« بدل »تعال« و في بعض المصادر االخرى »تعشى«.

85( سورة آل عمران آية: 4)

285ص:

و قال قوم: إن حكمها ثابت. و المراد بها: ان الذين آمنوا بأفواههم، و لم تؤمن قلوبهم من المنافقين هم و اليهود، و النصارى، و الصابئين إذا آمنوا بعد النفاق، و اس::لموا عن::د العن::اد، كان لهم أجرهم عند ربهم: كمن آمن في أول اإلسالم من غ::ير نف::اق، و ال عن::اد، ألن قوم::ا

من المسلمين قالوا: إن من أسلم بعد نفاقه، و عناده كان أجره اقل و ثوابه انقص. و أخبره بهذه اآلية أنهم سواء في األجر و الثواب. الل

و اولى األقاويل ما قدمنا ذكره. و ه:و المحكي عن مجاه::د و الس::دي: ان ال::ذين آمن::وا من ه::ذه األم::ة، و ال::ذين ه::ادوا، و النص::ارى، و الص::ابئين من آمن من اليه::ود، و النص::ارى، وه و اليوم اآلخر، فلهم أجرهم عند ربهم و ال خوف عليهم و ال هم يحزنون، ألن الصابئين بالل

هذا أشبه بعموم اللفظ. و التخصيص ليس عليه دليل.

و قد استدلت المرجئة بهذه اآلية على أن العمل الصالح، ليس من االيمان، ألن الله تع::الى أخبرهم عنهم بأنهم آمن:وا، ثم عط::ف على ك:ونهم مؤم:نين. أنهم إذا عمل:وا الص::الحات م:ا حكمها. قالوا: و من حم::ل ذل:ك على التأكي::د أو الفض::ل، فق::د ت::رك الظ:اهر. و ك:ل ش:يء

يذكرونه مما ذكر بعد دخوله في األول مما ورد به القرآن:

ين. و نح::و قول::ه:«1 » »فيهم::ا فاكه::ة و نخ::ل و رمان«نح::و قول::ه: بي »و إذ أخ::ذنا من الن::ذبوا بآياتن::ا«. و نحو قوله:«2 »ميثاقهم، و منك و من نوح« ذين كف::روا و ك . و قول::ه: »و ال

ه« ذين كفروا و صدوا عن سبيل الل . قالوا:«3 »»ال

جميع ذلك مجاز. و لو خلينا و الظاهر، لقلنا: إنه ليس بداخل في األول. فان قالوا:

أ ليس اإلقرار، و التص::ديق من العم::ل الص::الح؟ فال ب::د لكم من مث::ل م::ا قلن::اه، قلن::ا عن::هجوابان:

أحدهما- ان العمل ال يطلق اال على أفعال الجوارح، ألنهم ال يقولون:

عملت بقلبي، و انما يقولون: عملت بيدي او برجلي.

و الثاني- ان ذلك مجاز، و تحمل عليه الضرورة. و كالمنا مع اإلطالق.

______________________________8( سورة الرحمان آية 1)

.7( سورة األحزاب آية 2)

1( سورة محمد آية 3)

286ص:

::ون«و قوله: : يع::ني ال خ::وف عليهم مم::ا ق::دموا علي::ه من »فال خوف عليهم و ال هم يحزن اهوال القيامة. و ال هم يحزنون على ما خلفوا وراءهم من الدنيا عند معاينتهم م::ا أع::د لهم

من الثواب، و النعيم المقيم عنده و قيل: انه ال يحزنون من الموت.

[63(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

كم ::روا م::ا في::ه لعل و إذ أخذنا ميثاقكم و رفعنا فوقكم الطور خ::ذوا م::ا آتين::اكم بق::وة و اذكقون ) (63تت

آية بال خالف.

تقديره: و اذكروا إذ أخذنا ميثاقكم.

اللغة:

الميثاق: المفعال من الوثيقة: اما بيمين، و اما بعهد و غير ذلك من الوثائق.

ه ه::و ال::ذي ذك::ره في قول::ه: رائيل الو الميثاق الذي اخ::ذه الل »و إذ أخ::ذنا ميث::اق بني إس::ه و بالوالدين إحسانا« في اآليات ال:تي ذك::ر بع::دها. و يحتم::ل ان يك:ون«1 »تعبدون إال الل

ين ميثاقهم«أراد الميثاق الذي أخذ الله على الرسل في قوله: بي و«2 » »و إذ أخذنا من الندققوله: ول مص: ين لما آتيتكم من كتاب و حكمة ثم ج:اءكم رس: بي ه ميثاق الن »و إذ أخذ الل

ري« ه قال أ أقررتم و أخ::ذتم على ذلكم إص:: و ق::د بين::ا«3 »لما معكم لتؤمنن به و لتنصرن ان أخ::ذ العه::د ه:و م:ا نص::ب لهم من الحجج الواض::حة، و ال:براهين الص::حيحة الدال::ة على توحيده، و عدله، و صدق أنبيائه و رسله. و أفس::دنا م::ا يقول::ه اه::ل الحش::و: من اس::تخراج

الذرية من ظهر آدم، و أخذ العهد عليهم بما ال يحتاج الى إعادته.

. قال مجاهد: الطور هو الجبل. و ك::ذلك ه::و في اللغ::ة. و »و رفعنا فوقكم الطور«و قوله:قال العجاج:

«4 »تقضي البازي إذا البازي كسردانى جناحيه من الطور فمر

______________________________.83( سورة البقرة آية 1)

.7( سورة األحزاب: آية 2)

( سورة آل عمران:3)

187آية

( ديوانه دانى جناحيه: ضم جناحيه. تقضى: أصلها تقضض، و تقض::ض الط::ائر: ه::وى في4)طيرانه. و البازي: ضرب من الصقور: كسر الطائر جناحيه ضمهما قليال يريد النزول.

287ص:

و قيل: إنه اسم جبل بعينه. ناجى الله عليه موسى بن عمران. ذهب اليه ابن عب::اس و ابن . رواه الضحاك عن ابن عباس«1 »جريج. و قيل: انه من الجبال التي تنبت دون ما ال تنبت

ق::ال: الط::ور الجب::ل اقتلع::ه فرفع::ه ف::وقهم. فق::ال: »و رفعنا فوقكم الطور«و قال قتادة و قال مجاهد: الطور اسم جبل بالسريانية. و قال قتادة: بالعربية.»خذوا ما آتيناكم بقوة«

و قال قوم من النحويين: معنى خذوا تقديره و رفعن::ا ف::وقكم الط::ور و قلن::ا لكم خ::ذوا م:ا عليكم كما تق::ول:«2 »اتيناكم يعني التوراة بقوة. اي بجد و يقين، ال شك فيه و اال قذفناه

قم. و قال الفراء:«4 » اي أوجبت عليه فقلت«3 »أوجبت عليه قم

أخذ الميثاق: قول بال حاجة بالكالم الى إضمار قول. فيكون من كالمين. غير انه ينبغي لكلاما خالف القول من الكالم الذي هو بمعنى القول، أن تكون مع::ه أن كم::ا ق::ال تع::الى: »إن

»م::ا آتين::اكم« قال و يجوز ح::ذف أن و مع::نى«5 »أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك« أي أعطيناكم ألن اإليتاء هو اإلعطاء. يعني ما أمرناكم ب::ه في الت::وراة. »بق:وة«: أي بج::د و يقين على ما بيناه. و هو قول ابن عباس و قتادة، و السدي. و قال ابو العالي::ة و الربي::ع بنه و قال مجاهد: إنه العمل بما فيه و حكي عن ابن الجران معناه: القب::ول: انس: بطاعة الل

معناه: بالقدرة التي جعلنا فيكم. و ذلك داللة على ان القدرة قبل »بقوة«و قال: ابو علي: الفعل. و معنى اذكروا ما فيه. قال قوم: احفظوه، ال تنسوه. و قال آخرون: اعملوا بما فيه و ال تتركوه. و المعنى في ذل::ك ان م::ا اتين::اكم في::ه من وع::د و وعي::د، و ت::رغيب و ت::رهيب اعتبروا به، و اقبلوه و تدبروه، كي إذا فعلتم ذل:ك تتق::وني و تخ::افوا ع:ذابي باإلص::رار على

ضاللتكم فتنتهوا الى طاعتي فتنزعوا عما أنتم عليه من المعصية.

______________________________ ( و هذا معنى اصطالحي منقول عن ابن عباس كما ترى ال كم::ا توهم::ه األس::تاذ محم::ود1)

. و هذا نص حاش::يته »ه:ذا ق:ول لم157،: 2محمد شاكر في حاشيته على تفسير الطبري أجده في كتب اللغة في مادته.«

( في المخطوطة و المطبوعة »قدمناه« و هو تصحيف2)

( في المطبوعة »قمر«4 و 3)

.1( سورة نوح آية 5)

288ص:

[64(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه عليكم و رحمته لكنتم من الخاسرين ) يتم من بعد ذلك فلو ال فضل الل (64ثم تول

قوله توليتم: أعرضتم و وزنه: تفعلتم من قولهم و الني فالن دبره: إذا استدبر عنه و جعل::ه خلف ظهره. ثم يستعمل ذلك في كل تارك طاعة آمر و معرض بوجهه. يق::ال: فالن ت::ولى

»فلما آتاهم من فضله بخلواعن طاعة فالن، و يتولى عن مواصلته و صداقته، و منه قوله:وا و هم معرضون« له يعني خالفوا ما وعد الله من قوله:«1 »به و تول »لئن آتان::ا من فض::

و نبذوا ذلك وراء ظهورهم فصار مع::نى اآلي::ة انكم«2 »لنصدقن و لنكونن من الصالحين« نبذتم العهد الذي أخذناه عليكم بعد اعطائكم المواثي::ق. و ك::نى ب::ذلك عن جمي::ع م::ا تق::دم

ه عليكم«ذكره في اآلية، ثم قال: يعني فلوال ان فضل الله عليكم بالتوب::ة »فلو ال فضل الل بعد نكثكم الميثاق ال::ذي و واثقتم::وه إذ رف::ع ف::وقكم الط::ور فاجته::دتم في طاعت::ه، و أداء فرائض::ه، و أنعم عليكم باإلس::الم، و برحمت::ه ال::تي رحمكم به::ا، فتج::اوز عن خط::يئتكم

طاعة ربكم لكنتم من الخاس::رين. و ه:ذا و ان ك::ان خطاب::ا لمن ك::ان بين«3 »بمراجعتكم ظهراني مهاجر رسول الله »ص« فإنما هو خبر عن أسالفهم. فاخرج الخ::بر مخ::رج الخ::بر عنهم. على نحو ما مضى ذكره. و قال ق::وم: الخط::اب في ه::ذه اآلي::ة انم::ا اخ::رج باض::افة الفعل الى المخاطبين و الفعل لغيرهم ألن المخاطبين انما كانوا يتولون من كان فعل ذلكه منهم، من اجل واليتهم لهم. و قال بعضهم: انما قال من أوائل بني إسرائيل، فصيرهم الل لهم ذلك، ألن سامعيه كانوا عالمين. و ان الخطاب خرج مخ::رج الخط::اب لالحي::اء من ب::ني إسرائيل، و اهل الكتاب- و ان كان المعنى في ذلك انما هو خبر عما مضى من أسالفهم- و

مثل ذلك قول الشاعر:

______________________________77( سورة التوبة: آية 1)

.76( سورة التوبة آية 2)

( في المطبوعة »ثم احفتكم« و المخطوطة »احفتكم« و هو تحريف فاحش.3)

289ص:

«1 »و لم تجدي من ان تقري به بداإذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة

فقال: إذا ما انتسبنا. و إذا تقتضي من الفعل مستقبال. ثم قال: لم تلدني فأخبر عن م::اض،ه ألن الوالدة قد مضت ألن السامع فهم معناه- و االول أقوى- و قال اب::و العالي::ة: فض:ل الل

اإلسالم و رحمته القرآن.

ه عليكم و رحمته لكنتم من الخاسرين«و قوله: . »فلو ال فضل الل

::ه ألن فض::ل الله ش::امل لجمي::ع ال ي::دل على ان ال::ذين خس::روا، لم يكن عليهم فض::ل الل الخالئق، ألن ذلك دليل خطاب. و ليس ذلك بصحيح عند األك::ثر، و ال::ذي يكش::ف عن ذل::ك، ان الواحد منا ق::د يعطي أوالده و عبي::ده و يتفض::ل على جميعهم ثم يب::ذره بعض::هم و يبقى فقيرا. و يحفظه آخر فيصير غنيا، و يحسن ان يقول للغني منهم ل::و ال فض::لي علي::ك لكنت فقيرا. و ال يدل على انه لم يتفضل على الذي هو فقير. و إذا كان كذلك كان تأويل اآلية انه ل:::و ال اق:::داري لكم على االيم:::ان و ازاح:::ة علتكم في:::ه ح:::تى فعلتم ايم:::انكم، لكنتم من الخاسرين. و انما جعل االيمان فضال فيؤتيه الذين به ينجون و لم يكونوا خاسرين من حيث

كان هو الداعي اليه و المقدر عليه، و المرغب اليه.

و يحتمل ان يكون المعنى: و لو ال فضل الله عليكم بامهاله إي::اكم بع::د ت::وليكم عن طاعت::هحتى تاب عليكم برجوع بعضكم عن ذلك و توبته لكنتم من الخاسرين.

و يحتمل ان يكون أراد بهذا الفضل في وقت رفع الجبل ف::وقهم ب::اللطف و التوفي::ق ال::ذيه: لسقط الجبل تابوا عنده حتى زال عنهم العذاب و سقوط الجبل، و لو ال فضل الل

[65(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

بت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) ذين اعتدوا منكم في الس (65و لقد علمتم ال

المعنى:

علمتم أي عرفتم ها هنا. فقوله: علمت أخاك و لم أكن اعلمه: أي عرفته و لم

______________________________( معاني الفراء. قائله زائدة بن صعصعة الفقعسي.1)

290ص:

ه يعلمهم«أكن أعرفه كقوله تعالى: .«1 » »و آخرين من دونهم ال تعلمونهم الل

ه يعرفهم. و الذين نصب، ألنه مفعول به. اعتدوا: أي ظلموا و ج::اوزوا يعني ال تعرفونهم الل ما حد لهم، و كانوا أمروا أال يعدوا في السبت، و كانت الحيتان تجتمع، ال منه::ا في الس::بت فحبسوها في السبت و أخذوها في األحد. و اعتدوا في السبت، الن ص::يدها ه::و حبس::ها. و قال قوم: بل اعتدوا فصادوا يوم السبت و سمي السبت سبتا الن السبت ه::و القطع::ة من

الدهر فسمي بذلك اليوم، هذا قول الزجاج و قال ابو عبيدة:

سمي بذلك: ألنه سبت خلق فيه كل شيء: اي قطع وقوع. و قال ق::وم: س::مي ب::ذلك، ألن اليهود يسبتون فيه: اي يقطعون االعم:ال. و ق:ال آخ:رون: س:مي ب:ذلك، لم::ا لهم في:ه من

باتا«الراحة، الن اصل السبت هو السكون و الراحة. و من ذلك قوله: ::ومكم س:: »و جعلنا ن ، و قيل للنائم مسبوت الستراحته و سكون جسده فسمي به اليوم، الس::تراحة اليه::ود«2»

فيه.

ئين«و قوله: . اخب:ار عن س:رعة فعل:ه و مس:خه إي:اهم. ال أن »فقلنا لهم كونوا قردة خاس: . و لم«3 » »ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا ط::ائعين«هناك امرا كما قال للسموات و األرض

يكن هناك قول، و انما اخبر عن تسهل الفعل عليه و تكوينه له بال مشقة، بلفظ االمر.

و معنى اآلية على ما قاله اكثر المفسرين: انه مسخهم قردة في صورة القردة سواء.

و حكي عن ابن عباس: انه قال: لم يعش مسخ ق::ط اك:ثر من ثالث::ة اي::ام. و لم يأك:ل و لميشرب.

ه، كما قال: . و لم«4 » »كمثل الحمار يحمل أسفارا«و قال مجاهد: إن ذلك مثل ضربه الل يمسخهم قردة. و حكي عنه ايضا: انه قال: مسخت قلوبهم فجعلت كقلوب القردة ال تقب:ل

وعظا و ال تقي زجرا. و هذان القوالن منافيان لظاهر

______________________________.61( سورة االنفال آية. 1)

.9( سورة عم آية. 2)

.11( سورة حم- السجدة آية. 3)

.5( سورة الجمعة آية. 4)

291ص:

التأويل: لما عليه اكثر المفسرين من غير ضرورة داعية اليه. و قوله:

»خاسئين«: اي مبعدون، الن الخاسئ هو المبعد المطرود كما يخسأ الكلب.

تقول: منه خسأه اخسؤه خسء و خسيا هو يخسو خسوا. يق::ال: خس::أته فخس::أ و انخس::أ.قال الراجز:

«1 »كالكلب ان قلت له اخسأ انخسا

اي إن طردته، انطرد. و قال مجاهد معناه، أذالء صاغرين. و المعنى قريب.

ه تع::الى بنعم::ه المترادف::ة و اخب::ارا للرس::ول عن عن::اد و في ه::ذه اآلي::ات احتج::اج من الل أسالفهم و كفرهم مرة بعد اخرى مع ظهور اآليات و العالمات، تعزية له »ص« و تسلية له عند ما رأى من جحودهم، و كفرهم و ليكون وقوفه على ما وقف عليه من اخب::ارهم حج::ة

عليهم و تنبيها لهم و تحذيرا ان يحل بهم مما حل بمن تقدمهم من آبائهم و أسالفهم.

[66(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

قين ) (66فجعلناها نكاال لما بين يديها و ما خلفها و موعظة للمت

آية بال خالف

المعنى:

يحتمل ان يكون راجعا الى العقوب::ة او الق::ردة فكأن::ه ق::ال: »فجعلناها«الضمير في قوله: جعلنا القردة، اي ما حل بها من التشويه و تغيير الخلقة، داللة على ان من تقدمهم او تأخر عنهم. فمن فعل مثل فعلهم يستحق من العق::اب مث::ل ال::ذي ن::زل بهم نك::اال لهم جميع::ا و موعظة للمتقين: اي تحذيرا و تنبيها، لكيال يواقعوا من المعاصي ما واقع أولئ::ك فيس::تحقوا ما اس::تحقوا- نع::وذ بالل::ه من س::خطه- و يحتم::ل ان تك::ون )اله::اء( راجع::ة الى الحيت::ان. و يحتمل ان تكون راجعة الى القرية التي اعتدوا أهلها فيها. و يحتمل ان تكون )الهاء( راجعة

الى االمة الذين اعتدوا و هم

______________________________( لسان العرب. خسأ. و روايته. ان قيل له.1)

292ص:

اهل ايلة: قرية على شاطئ البحر. و روي ذلك عن أبي جعفر »ع«.

و قوله: »نكاال« قال ابن عباس: عقوب::ة. و ق::ال غ::يره: ينك::ل به::ا من يراه::ا. و قي::ل: انه::اشهرة، الن النكال: االشتهار بالفضيحة، ذكر ذلك الجبائي.

و ليس بمعروف.

و النكال اإلرهاب للغير و أصله المنع، ألنه مأخوذ من النكل و هو القيد، و هو ايضا اللجام وكالهما مانع.

. روي عن عكرمة عن ابن عباس: انه أراد ما بين يديها »لما بين يديها و ما خلفها«و قوله: و ما خلفها من القرى. و روي عن الضحاك عن ابن عباس انه: أراد ما بين يديها يع::ني: من بعدهم من األمم. و ما خلفها الذين كانوا معهم باقين. و ق::ال الس::دي )م::ا بين ي::ديها(: من ذنوبها )و ما خلفها( يعني: عبرة لمن يأتي بعدهم من األمم. و ق::ال قت::ادة )لم::ا بين ي::ديها(

ذنوبها )و ما خلفها(: عبرة لمن يأتي خلفهم:

بعدهم من األمم و قال قتادة لما بين يديها ذنوب القوم و ما خلفها الحيتان التي أصابوها و قال مجاهد: ما بين يديها ما مضى من خطاياهم. و ما خلفه::ا من خطاي::اهم: )ال::تي اهلك::وا

بها و موعظة للمتقين(. خص المتقين بها- و ان كانت موعطة لغيرهم-، النتفاع المتقين بها دون الكافرين. كما قلناه في غيره. كقوله: »هدى للمتقين«. و اصل النكال العقوبة تق::ول:

نكل فالن بفالن ينكل تنكال و نكاال قال عدي بن زيد:

«1 »د و ال في نكاله تنكيرال يسخط المليك ما يصنع العب

و أقوى التأويالت ما رواه الضحاك عن ابن عباس: من انه::ا كناي::ة عن العقوب::ة و المس::خة التي مسخها القوم، الن في ذلك اشارة الى العقوبة ال::تي حلت ب::القوم- و ان ك::انت ب::اقي

األقوال ايضا جائزة.

______________________________ ( يقول: ال يغضب الملك ما يسع عبده من العفو و الصفح، و ان عاقب فم::ا في عقوبت::ه1)

ما يستنكر.

293ص:

[67(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه خذنا هزوا ق::ال أع::وذ بالل ه يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أ تت و إذ قال موسى لقومه إن الل(67أن أكون من الجاهلين )

آية بال خالف.

القراءة:

قرأ ابو عمرو و نافع و الكسائي و ابن عامر: هزوا مثقال، و كذلك كف::وا مثقل::ة. و ق::رأ آخ::ر.«1 »مخففا. و عاصم يثقلهن و يخففهن. و حمزة يخففهن ثالثهن

االعراب و اللغة:

قوله: »و إذ« معطوفة على قوله و اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم:

و اذكروا إذ قال موسى لقومه. و اهل الحجاز يثقلون ه::ذه الكلم::ات. و بن::و أس::د و تميم و عام::ة قيس يخفف::ونهن و من ال يحص::ى ممن تج::اوزهم يقول::ون عن مك::ان أن إذا ك::انته فإذا كسروها رجعوا الى لغة الهمزة مفتوحة: يجعلونها عينا و يقولون اشهد عن رسول الل

اهل الحجاز الى الهمزة.

المعنى:

و هذه اآلية فيها توبيخ للمخاطبين من بني إسرائيل في نقض اوائلهم الميثاق و الذي اخ::ذه إذ قال موس::ى لقوم::ه:الله عليهم بالطاعة ألنبيائه. فقال: و اذكروا ايضا من نكثهم ميثاقي

خذنا هزوا ه يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أ تت .إن الل

و الهزء و السخرية و اللعب نظائر. قال الراجز:

«2 »قالت أراه معدما ال شيء لهقد هرئت مني ام طيلسة

اي سخرت و لعبت و ال يجوز أن يقع من أنبياء الله عز و جل فيما يؤدونه هزوا

______________________________( ال يوجد في المتن اال مثالن.1)

( قائله: ص::خير بن عم::ير التميمي. و منهم من نس::ب القص::يدة كله::ا لألص::عمي. ام::الي2). و روايته: تهزأ مني أخت آل طيلة.284: 2الغالي

294ص:

ه: بذبح- البقرة- عند نذرائهم في الفتيل- انه هازئ و ال لعب. و ظنوا في أمره إياهم عن اللالعب و لم يكن لهم ذلك.

و حذفت الفاء من قوله: أ تتخذنا هزوا- و هو ج:واب- لالس:تغناء م:ا قبل:ه من الكالم عن:ه وه يأمركم ان تذبحوا بق::رة فج::از ل::ذلك إس::قاط الف::اء من حسن السكوت على قوله إن الل

لنا«قوله. فقالوا كما حسن اسقاطها في قوله: ا أرس:: ها المرسلون قالوا إن »فما خطبكم أي و لم يقل فقالوا. و لو قيل بالفاء لكان حس::نا. و ل::و ك::ان ذل::ك على كلم::ة واح::دة لم«1»

تسقط منه الفاء أ ال ترى انك إذا قلت: قمت ففعلت، لم يجز إسقاط الفاء ألنه::ا عط::ف الاستفهام يوقف عليه.

ه ان أكون من الج::اهلين. يع::ني الس::فهاء ال::ذين ي::ردون على فقال موسى حينئذ: أعوذ بالله الك::ذب و الباط::ل. و ك::ان الس::بب في ام::ر موس::ى لقوم::ه ب::ذبح البق::رة م::ا ذك::ره الل المفسرون أن رجال من بني إسرائيل كان غنيا و لم يكن له ولد و كان له قريب يرث::ه قي::ل انه اخوه و قيل انه ابن أخيه و قيل ابن عمه و استبطأ موته فقتله سرا و ألقاه في موض::ع بعض األسباط و ادعى قتله على أحدهم فاحتكموا الى موس::ى فس::أل من عن::ده من ذل::كه و انت اعلم منا فقال ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة فلما س::معوا علم فقال انت نبي الل ذلك منه و ليس في ظاهره جواب عما سألوا عنه قالوا أ تتخذنا ه::زوا ق::ال أع::وذ بالل::ه أن أكون من الج::اهلين الن الخ::روج عن ج::واب الس::ائل المسترش::د الى اله::زء جه::ل. و ق::ال بعضهم و انما أمروا بذبح البقرة دون غيره::ا ألنه::ا من جنس م::ا عب::دوه من العج::ل ليه::ون عليهم ما كانوا يرونه من تعظيمهم و ليعلم بإجابتهم زوال ما كان في نفوس::هم من عبادت::ه و البقرة اسم األنثى. و الثور للذكر: مثل ناقة و جمل، و امرأة و رجل، فيك::ون تأنيث::ه بغ::ير

لفظه.

و البقرة: مشتق من الشق: يقولون: بقر بطنه: إذا شقه، ألنها تشق األرض في الحرث.

______________________________.32، 31( سورة الذاريات آية 1)

295ص:

[68(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

::ك ها بقرة ال فارض و ال بكر ع::وان بين ذل ه يقول إن ن لنا ما هي قال إن ك يبي قالوا ادع لنا رب(68فافعلوا ما تؤمرون )

الفارض: الكبيرة المسنة. و به قال الجمهور. يقال منه: فرض::ت البق:رة تف:رض فروض::ا. وفرضت تفرض فراضة: إذا أسنت. قال الشاعر:

«1 »تساق إليه ما تقوم على رجللعمري لقد أعطيت جارك فارضا

و قيل: إن الفارض: التي قد ولدت بطونا كثيرة. فيتسع لذلك جوفه::ا، ألن مع::نى الف::ارض،في اللغة الواسع. و هو قول بعض المتأخرين. و استشهد بقول الراجز:

«2 »له قروء كقروء الحائضيا رب ذي ضغن علي فارض

و منه قول الراجز:

«3 »له زجاج و لهاة فارضهدالء كالوطب تجاه الماخض

و يقال لحية فارض: إذا كانت عظيمة. قال الشاعر:

«4 »محامل فيها رجال فرضشيب اصداغي فرأسي ابيض

أي ذو أسنان: و قال الجبائي: الفارض: التي لم تلد بطونا كثيرة، فيتسع لذلك بطنه::ا. ق::الالرماني و هذا غلط ال يعرف. و البكر: الصغيرة التي لم تحمل.

و البكر من إناث البهائم و بني آدم: ما لم يفتحله الفحل.- مكسورة الباء- و البكر:

- بفتح الباء- الفتي من اإلبل.

______________________________ ( قائله علقمة بن عوف. اللسان. )فرض( و روايته. )ضيفك( بدل )جارك( و )تج::ر( ب::دل1)

)تساق(.

( اللسان. »فرض«. و روايته. يا رب مولى حاسد مب::اغض و بين البي::تين الل::ذين أثبتهم::ا2)الشيخ »قده« هذا البيت. علي ذي ضغن و ضب فارض

( الثاني في اللسان. »زجج«. و الزجاج. و هو الحديدة التي تركب في أسفل الرمح.3)

اللهاة: لحمة حمراء.

( لرجل من فقيم. اللسان. »فرض«. واحدهم فارض.4)

296ص:

و العوان: النصف التي قد ولدت بطنا أو بطنين قال الفراء: يقال من العوان:

عونت المرأة تعوينا- بالفتح و التشديد- و عونت: إذا بلغت ثالثين س::نة. و ق::ال أب::و عبي::دة: إنما قال: »عوان بين ذلك« و لم يقل بينهما، ألن::ه أخرج::ه على لفظ::ة واح::دة، على مع::نى

هذا الكالم الذي ذكرناه. قال رؤبة في صفة العير:

«1 »كأنها في الجلد توليع البهقفيه خطوط من سواد و بلق

قال ابو عبيدة: إن أردت الخطوط، فقل: كأنها، و ان أردت السواد و البلق، فق::ل: كأنهم::ا. فقال: كان ذلك و ذاك. قال الفراء: إنما يصح ان يكنى عن االثنين بقولهم ذاك في الفعلين خاصة. و ال يجوز في االسمين. أال ترى، انهم يقولون: إقبالك و ادب::ارك يش::ق علي، ألنهم::ا مشتقان من فعل. و لم يقولوا: أخوك و أبوك يزورني حتى تقول: يزوراني. و ق::ال الزج::اج

تقول: ظننت زيدا قائما فيقول القائل ظننت ذلك و ذاك. قال الشاعر في صفة العوان:

«2 »و بين عوان بالعمامة ناصفخرجن عليه بين بكر عويرة

بين ذلك يعني بين الكبيرة و الصغيرة. هو أقوى ما يكون من البقر و أحسنه قال األخطل:

«3 »و ما بيثرب من عون و أبكارو ما بمكة من شمط محفلة

و يقال بقرة عوان، و بقر عون. قال األخفش: ال فارض، و ال بكر.

ارتفع و لم ينتصب كما ينتصب النفي ألن هذه صفة في معنى البقرة و النفي المنصوب، اليكون صفة من صفتها. انما هو اسم مبتدأ و خبره مضمر. و هذا مثل قولك:

ه ال قائم و ال قاعد. أدخلت ال للنفي و تركت االعراب على حاله، ل:و لم يكن في:ه ال، عبد الل ثم قال: »ع:وان« فوق:ع على االبت::داء. كأن::ه ق:ال: هي ع:وان. و يق::ال ايض:ا: عوان::ة. ق::ال

األعشى:

عربها عوانة اوفاقبكميت عرفاء محمرة مخف

______________________________( اللسان: )بهق( و روايته »الجسم« بدل »الجلد«.1)

( لم نجده في مراجعنا.2)

. و روايته و ما بزمزم من شمط محلقة ... يقصد حالقين رؤوسهم و قد-19( ديوانه 3)

297ص:

[69(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

اظرين ها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الن ه يقول إن ن لنا ما لونها قال إن ك يبي قالوا ادع لنا رب(69)

آية بال خالف.

االعراب:

لونها: رفع ألن ما ليست زائدة، بل هي بمعنى أي: كأنهم ق::الوا: أي ش::يء لونه::ا؟ و قول::ه:»يبين«: جزم ألنه جواب األمر بغير ياء.

و معنى اآلية: أن قوم موسى قالوا: يا موسى أدع لنا رب::ك ي::بين لن::ا م::ا ل::ون البق:رة ال:تيأمرنا بذبحها.

و اما قوله: »صفراء« قال الحسن المراد به: سوداء شديدة السواد. تقول العرب:

ناقة صفراء أي سوداء. قال الشاعر:

«1 »هن صفر ألوانها كالزبيبتلك خيلي منه و تلك ركابي

يعني ركابي هن سود. غير أن هذا- و ان وصفت به اإلبل، فليس مما توصف ب:ه البق:ر. م:ع ان العرب ال تصف السواد بالفقوع. و انما تصفه بالشدة و بالحلوكة و نحوها. تقول: اس::ود حالك و حائك و حنكوك و غربيب و دجوجي، و ال تقول: فاقع. و قال أكثر المفس::رين: إنه::ا

»فاقع لونه::ا«صفراء اللون من الصفرة المعروفة و هذا الصحيح، ألنه الظاهر، و ألنه قال: و هو الصافي و ال يوصف السواد بذلك- على ما بيناه- فاما ما ابيض فيؤكدونه بأنه ناصع، و اخضر ناضر و اصفر فاقع. و قال سعيد بن جبير: المعنى في اآلية: بق::رة ص::فراء الق::رن و

الظلف.

و قال مجاهد: صفراء اللون كله. و هو الظاهر ألنه قال: فاقع لونه::ا. فوص::ف جمي::ع الل::ونبذلك. و قال ابن عباس: أراد بذلك صفراء شديدة الصفرة. و قال غيره:

______________________________ - تحللوا من إحرامهم: أي قضوا حجهم، الشمط ج اشمط: و هو الذي خالط س::واد ش::عره بياض الشيب »و شمط محفله« يقال منه: رج::ل ذو حفي::ل، و ذو حفل::ة: ذو ج::د و اجته::اد.

فعلى ما أثبته الشيخ قدس سره، المعنى: انهم جادون في العبادة.

( لألعشى الكبير. اللسان: »صفر« و روايته »أوالده::ا« ب::دل »ألوانه::ا«. الرك::اب: اإلب::ل1)التي يسار عليها. و الزبيب من العنب معروف.

298ص:

اظرين«خالص و قال ابو العالية و قتادة: الصافي. و قوله: فالسرور: ما يسر ب::ه »تسر الن القلب. و الفرح ما فرحت به العين و قيل معناه: تعجب الناظرين. و من الق::راء من اخت::ار الوقف على قوله: »صفراء« و الصحيح ان الوقف انما يجوز عن::د تم::ام النعت كل::ه و ق::ال قوم: التمام عند قوله: »فاقع« و يقال فق::ع لونه::ا يفق::ع- بالتش::ديد و ض::م الي::اء- و يفق::ع-

بالتخفيف و فتح الياء- فقوعا إذا خلصت صفرته.

[70(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه لمهتدون ) ا إن شاء الل ن لنا ما هي إن البقر تشابه علينا و إن ك يبي (70قالوا ادع لنا رب

آية واحدة.

القراءة:

القراء كلهم على تخفيف الشين مفتوحة الهاء. و قرأ الحسن: بتشديد الشين، و ضم الهاء. و قرأ األعمش إن البقر متشابه. و ك:ذا ه:و في مص:حف ابن مس:عود و المعم:ول على م:ا عليه القراء و ما هو في المصحف المعروف. تق::دير الكالم، ق::ال ق::وم موس::ى لم::ا أم::روا

بذبح البقرة لموسى. و ترك ذكر موسى، لداللة الكالم عليه.

اللغة:

و اهل الحجاز يؤنثون البقر. فيقولون: ه::ذه بق::ر و ك::ذلك النخ::ل. و ك::ل جم::ع ك::ان واح::دهه تع::الى همبالهاء، و جمعه بطرح الهاء، فإنهم يؤنثون ذلك و ربما ذكروا ذل::ك ق::ال الل ::أن »ك

- بالتأنيث- و في موضع آخر:«1 »أعجاز نخل خاوية«

هم أعجاز نخل منقعر« و األغلب عليهم التأنيث. و اهل نجد يذكرون و ربما أنث::وا.«2 »»كأنو التذكير الغالب. فمن ذكر نصب الهاء من »تشابه« يعني التبس و اشتبه.

و من أنث رفع الهاء ألنه يريد يتشابه علينا.

و البقر، و الباقر، و الجامل، و الجمال بمعنى واحد. و قرأ بعضهم إن الباقر تشابه علين::ا. وهو شاذ. قال الشاعر:

______________________________7( سورة الحاقة آية 1)

.20( سورة القمر آية 2)

299ص:

«1 »و ما ان تعاف الماء اال لتضرباو ما ذنبه ان عافت الماء باقر

و قال آخر:

خلقا كحوض الباقر المتهدمما لي رأيتك بعد أهلك موحشا

و قال آخر:

«2 »لهم جامل ال يهدأ الليل سامره

يريد الجمال. و الذي ذهب اليه ابن جريح، و قتادة و رووه عن ابن عب::اس عن الن::بي )ص(ه، ل::و انهم أمروا بأدنى بقرة، لكنهم لم::ا ش::ددوا على أنفس::هم، ش::دد الله عليهم: و ايم الل::ه انهم لم يستثنوا ما تبينت لهم الى آخر ال::دهر يع:ني انهم ل:و لم يقول:وا و ان:ا ان ش::اء الله إيانا، و بما شاء له الله من اللط::ف و الزي::ادة في البي::ان. و ك::ل من لمهتدون بتعريف الل اختار تأخير بيان المجمل عن حال الخطاب اس::تدل به::ذه اآلي::ة على ج::واز ذل::ك. و س:نبين

ذلك فيما بعد ان شاء الله.

[71(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ية فيه::ا ق::الوا مة ال ش:: ل ها بقرة ال ذلول تثير األرض و ال تسقي الحرث مس:: ه يقول إن قال إن(71اآلن جئت بالحق فذبحوها و ما كادوا يفعلون )

آية بال خالف.

المعنى ان البقرة التي أمرتكم بذبحها، ال ذلول أي لم يذللها العمل باثارة األرض باظالفه::ا. و ال تسقي الحرث. معناه: و ال يستقى عليها الماء، فيسقى الزرع. كما يقال للدابة التي قد ذللها الركوب و العمل. تقول دابة ذلول بين الذل- بكس::ر ال::ذال- و في مثل::ه من ب::ني آدم رجل ذليل بين الذل و المذلة. قال الزجاج: يحتمل أن يكون أراد ليس::ت ب::ذلول و هي تث::ير األرض. و يحتمل: انها ليست ذلولة، و ال مث::يرة األرض قي::ل: إنه::ا ك::انت وحش::ية في ق::ول

الحسن مسلمة. معناه: من السالمة. يقال منها سلمت تسلم، فهي مسلمة من الشية.

______________________________( ميمون بن قيس- األعشى الكبير- اللسان: »ثور«.1)

( اللسان: )جمل( قائله الخطيئة. و صدر البيت: فان تك ذا مال كثير فإنهم.2)

300ص:

ال شية فيها ال بياض فيها، و االسواد و قال قتادة مسلمة من العي::وب. و ب::ه ق::ال الربي::ع. و قال ابن جريج: ال عوان فيها. قال المؤرخ: ال شية فيها: أي ال وضح فيها بلغة أزد ش::نوءة و الذي قال اهل اللغة »ال شية فيها«: اي ال لون يخالف لون جلدها و أص::له: وش::ى الث::وب و أصله تحسين عيوب الشيء، يكون فيه بضروب مختلف::ة من ال::وان س::داه، و لحمت::ه يق::ال منه: وشيت الثوب: أشيه شية و وشيا. و منه قيل للساعي بالرجل الى السلطان، أو غ::يره واش لكذبه عليه عنده. و تحسينه كذبه عنده باألباطيل يقال: وشيت به، وشاية. ق::ال كعب

بن زهير:

«1 »انك يا بن أبي سلمى لمقتوليسمى للوشاة بجنبيها و قولهم

يعني: انهم يتقولون األباطيل، و يخبرونه انه إن لح::ق ب::النبي )ص( قتل::ه و ق::ال بعض اه::ل اللغة ان الوشي: العالمة و أصله: شية من وشيت، لكن لما أس:قطت منه:ا ال:واو و أب:دلت

مكانها الهاء في آخرها: كما قالوا: و زنته زنة و وعدته عدة. و كذلك وشيته شية.

موصولة الهمزة و إذا ابتدأت، قطعت االل::ف االولى، ألن ال::ف »اآلن جئت بالحق«و قالوا:الوصل إذا ابتدئ بها قطعت. قال الفراء: و األصل األوان.

فحذفت الواو. و االلف و الالم دخلتا في آن ألنهما ينوبان عن االشارة. المعنى انت الى هذا »ق::الوا اآلنالوقت تفعل هذا. فلم تعرب اآلن كما لم تعرب ه::ذا. و من الع::رب من يق::ول

و يذهب الوصل و يفتح الالم، و يحذف الهم::زة ال::تي بع::د الالم. و يثبت ال::واوجئت بالحق« في )قالوا( ساكنا، ألنه انما كان يذهبه لسكون الالم. و الالم قد تح::ركت، ألن::ه ح::ول عليه::ا

حركة الهمزة قال الشاعر:

فبح الن منها بالذي انت بايحو قد كنت تخفي حب سمراء حقبة

المعنى:

يحتمل أمرين: »اآلن جئت بالحق«و معنى قوله:

أحدهما- اآلن بينت الحق. و هو قول قتادة. و هذا يدل على انه كان فيهم

______________________________( ديوانه. الجناب: الناحية. في المطبوعة »بحسنها« بدل »بجنبها«.1)

301ص:

من يشك في ان موسى )ع( ما بين الحق. و قال عبد الرحم::ان: يري::د ان::ه حين بينه::ا لهم، قالوا هذه بقرة فالن. اآلن جئت بالحق و هو ق::ول من ج::وز أن::ه قب::ل ذل::ك لم يجئ ب::الحق

::ون(على التفص::يل- و إن أتى ب::ه على وج::ه الجمل::ة- و قول::ه: )ف::ذبحوها و م::ا ك::ادوا يفعليحتمل أمرين:

أحدهما- كادوا ال يفعل::ون أص::ال، لغالء ثمنه::ا، ألن::ه حكي عن ابن عب::اس و محم::د ابن كعبانهم اشتروها بملء جلدها ذهبا من مال المقتول. و قيل بوزنها عشر مرات.

و الثاني- م::ا ق::ال عكرم::ة و وهب ك::ادوا أال يفعل::وا خوف::ا من الفض::يحة على أنفس::هم فيمعرفة القاتل منهم، قال عكرمة ما كان ثمنها إال ثالثة دنانير.

اللغة:

ه م::ا و معنى كاد: هم و لم يفعل. و ال يقال كاد أن يفعل. و انم::ا يق::ال ك::اد يفع::ل، ق::ال اللكادوا يفعلون قال الشاعر:

«1 »قد كاد من طول البلى ان يمصحا

يقال مصح الشيء إذا فني و ذهب. يمصح مصوحا. و انشد االصمعي:

«2 »إذ ثوى حشو ريطة و برودكادت النفس ان تفيض عليه

و ال يجيء منه إال فعل يفعل و تثنيته::ا. و ق::ال بعض::هم: ق::د ج::اءت بمع::نى إيق::اع الفع::ل البمعنى الهم و القرب من إيقاعه، و انشد قول األعشى:

قد كاد يسمو الى الجرباء و ارتفعا الجرباء: السماء: أي سما و ارتفع و قال ذو الرمة:

«3 »لعينيه مي سافرا كاد يبرقلو أن لقمان الحكيم تعرضت

ه السلمي ان::ه ق::رأ ال ذل::ول أي لو تعرضت لعينيه أي دهش و تحير. و روي عن أبي عبد اللبفتح الالم غير منون و ذلك ال يجوز ألنه ليس المراد النفي و انما المراد

______________________________( اللسان: »مصح«. مصح الشيء مصوحا: ذهب و انقطع.1)

( اللس::ان: »نفس«. النفس: ال::روح. الريط::ة: المالءة. ب::رود جم::ع ب::رد و ه::و الث::وب2)المخطط

( اللسان: »برق« برق يبرق بروقا: تحير.3)

302ص:

بها بقرة غير ذلول. و عندنا انه يجوز في البقرة غير الذبح. فان نحر مختارا لم يج::ز اكل:ه وفيه خالف، ذكرناه في خالف الفقهاء.

ق::د اس::تدل أص::حابنا به::ذه اآلي::ات على ج::واز ت::أخير البي::ان عن وقت الخط::اب الى وقته أمرهم بذبح بقرة هذه الصفات كلها لها، و لم يبين ذل::ك في أول الحاجة. فان قالوا ان الل الخطاب حتى سألوا عنه و راجعوا فيه، فبين حينئذ المراد لهم شيئا بعد شيء. و ه::ذا ي::دل على جواز تأخير البي::ان. ف::ان قي::ل و لم زعمتم ان الص::فات الم::ذكورة في البق::رة االولى التي أمروا بذبحها، و ما الذي تنكرون انهم أمروا بذبح البقرة أي بقرة ك::انت فلم::ا راجع::وا

تغ:يرت المص:لحة ف::أمروا ب:ذبح بق::رة اخ::رى هي ال ف::ارض و ال بك::ر فلم::ا راجع:وا تغ:يرت المصلحة، فأمروا بذبح بقرة صفراء فاقع لونها فلما راجعوا تغيرت المص::لحة ف::أمروا ب::ذبح

بقرة ال ذلول تثير األرض و ال تسقي الحرث مسلمة ال شية فيها.

و انما يصح لكم لو كانت الصفات المذكورة كلها مرادة في البقرة االولى.

ن لنا ما هي«قلنا هذا باطل، ألن الكناية في قوله: ك يبي ال يجوز ان تك::ون »قالوا ادع لنا رب كناية إال عن البقرة التي تقدم ذكرها و أمروا بذبحها، ألن::ه لم يج::ر في الكالم م::ا يج::وز ان تكون هذه الكناية عنه إال البقرة، و يجري ذلك مجرى ان يقول واحد لغالمه: اعطني تفاح::ة فيقول الغالم ما هي؟ بينها فال يصرف واحد من العقالء هذه الكناية إال الى التفاحة المأمور بإعطائه إياها. ثم يقال بعد ذلك انها بقرة ال فارض و ال بكر و قد علمنا ان اله::اء في قول::ه: انه يقول كناية عنه تعالى، ألنه لم يتقدم ما يجوز ان يكون كناية عنه إال اسمه تعالى. و كذا يجب ان يكون قوله انها كناية عن البقرة المتقدم ذكره:ا و إال فم:ا الف:رق بين االم:رين؟ و كذلك الكالم في الكناية الثاني::ة و الثالث::ة س::واء. و ال خالف بين المفس::رين ان الكناي::ة في

اآلية من أولها الى آخرها: كناية عن البقرة المأمور بها في األول.

و قالت المعتزلة: انها كناية عن البقرة التي تعلق التكليف المستقبل بها.

و ال خالف بين المفسرين ان جميع الصفات المذكورات للبقرة أعوز اجتماعها للق:وم ح::تىتوصلوا الى اجتماع بقرة لها هذه الصفات كلها بملء جلدها ذهبا. و روي اكثر

303ص:

من ذلك. و ل:و ك::ان االم:ر على م:ا قال:ه المخ:الف ل:وجب ان ال يعت::بروا فيم::ا يبتاعون::ه إال الصفات االخيرة دون ما تقدمها، و تلغي الصفات المتقدمة إجماعهم على ان الصفات كلها معتبرة. دليل على ان الله تعالى أخر البيان. فان قيل لم عنفوا على تأخيرهم امتثال االم::ر

األول مع ان المراد باألمر األول تأخر؟ و لم قال فذبحوها و ما كادوا يفعلون؟

قلنا ما عنفوا بتأخير امتثال األمر األول: و ليس في الظاهر م::ا ي::دل علي::ه ب::ل ك::ان البي::ان يأتي شيئا بعد شيء كما طلبوه من غير تعنيف فال قول ي::دل على انهم ب::ذلك عص:اة. فام::ا

. »فذبحوها و ما كادوا يفعلون«قوله: في اخر القصة:

فإنما يدل على انهم كادوا يفرطون في اخ::ر القص::ة، و عن::د تكام::ل البي::ان. و ال ي::دل علىانهم فرطوا في أول القصة.

::الحق«و يقوي ذلك قوله تعالى بع::د جم::ع األوص::اف: اي جئت ب::ه على جه::ة »اآلن جئت به، و قد اس::توفينا الكالم في التفصيل. و ان كان جاءهم بالحق مجمال. و هذا واضح بحمد الل

هذه اآلية و غيرها في العدة في اصول الفقه ما ال مزيد عليه.

[72(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه مخرج ما كنتم تكتمون ) (72و إذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها و الل

::روا نعمتيتقدير اآلية: و اذكروا إذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها. و هو عطف على قول::ه: »اذكتي أنعمت عليكم« ::أمركم أن. و هو متقدم على قوله:ال ه ي »و إذ قال موسى لقومه إن الل

ألنهم انما أمروا بذبح البقرة بعد تدارئهم في امر المقتول.تذبحوا بقرة«

و معنى ادارأتم: اختلفتم و أصله تدارأتم. فأدغمت التاء في الدال بعد ان سكنت، و جعل::وا قبلها ألفا لتمكن النطق بها. قال اب::و عبي::دة: اداراتم: بمع::نى اختلفتم فيه::ا. من الت::دارؤ، و

من الدرء و قيل الدراء: العوج: اي اعوججتم عن االستقامة، و منه قول الشاعر:

304ص:

و داووا بالجنون من الجنونفنكب عنهم درء االعادي

اي اعوجاج االعادي. و قال قوم: الدرء المدافعة. و معناه تدافعتم في القتل.

. و قال رؤبة ابن العجاج: »و يدرؤا عنها العذاب«و منه قوله:

«1 »بالدفع عني درء كل عنجهأدركتها قدام كل مدره

ه مخ::رج م::ا كنتمو يق::ال: فالن ال ب::داري و ال يم::اري اي: ال يخ::الف. و من::ه قول::ه: »و الل اي: مظهر ما كنتم تسرون من القتل.تكتمون«

[73(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

كم تعقلون ) ه الموتى و يريكم آياته لعل (73فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الل

آية بال خالف.

روي ابن سيرين عن أبي عبيدة السلماني قال: كان رج:ل من ب::ني إس:رائيل عقيم::ا، و ل::ه مال كثير. فقتله وارثه و جره، فقدمه على باب أناس آخرين. ثم أص:بح يدعي::ه عليهم ح::تى

فقال ذووا النهى:«2 »تسلح هؤالء و هؤالء، و أرادوا ان يقتتلوا

و فيكم نبي الله؟ فأمسكوا حتى أتوه، فأمرهم أن ي::ذبحوا بق::رة، فيض::ربوه«3 »أ تقتتلونه ان أكون من الجاهلين. قال: فوج::دوها عن::د ببعضها. فقالوا: ا تتخذنا هزوا. قال: أعوذ بالل

ذهبا. و كان بارا بابي::ه. فعوض::ه الل::ه عن ذل::ك و«4 »رجل. فقال: ال أبيعها إال بملء جلدها جازاه عن بره بابيه، إذ باع البقرة بملء جلدها ذهبا فضربوه ببعضها. فتكلم. فق::ال: قتل::ني فالن، ثم عاد ميتا فلم يورث قاتل بع::ده. و اختلف::وا ]في البعض من البق::رة المض::روب ب::ه

.«5 »القتيل[

فقال الفراء: ضرب بذنبها. و قال البعض اق::ل من النص::ف. و ق::ال ابن زي::د: ض::رب ببعضأرابها. و قال ابو العالية: ضرب بعظم من عظامها. و قال السدي: ضرب

______________________________( ديوانه. المدره: هو المدافع العنجه: ذو الكبر و العظم. و منه العنجهية.1)

( في المطبوعة )تقتلون(3 و 2)

( في المطبوعة )اال بملء ذهبا(.4)

( م::ا بين القوس::ين زدن::اهم عن »مجم::ع البي::ان« ليتم المع::نى. و ه::ذه عب::ارة التبي::ان5)مخطوطته و مطبوعته »في أي موضع ضرب من القتيل.«

305ص:

بالبضعة التي بين الكتفين. و قال مجاهد، و عكرمة، و قتادة: ضرب بفخذ البقرة.

و الهاء في قوله فاضربوه كناية عن القتيل و الهاء في قوله: ببعضها كناية عن البقرة.

ه تعالى امر ان يضرب القتي::ل ببعض و هذه األقاويل كلها محتملة الظاهر. و المعلوم ان الل البقرة. و ال يض:ر الجه::ل ب::ذلك البعض بعين::ه، و انم::ا أم:رهم ب::ذلك ألنهم إذا فعل::وه اح::يي

الميت. فيقول فالن قتلني: فيزول الخلف، و التداري بين القوم. و القديم تعالى، و ان كانقادرا على االخبار بذلك فان هذا اظهر. و االخبار به أعجب ألنه معجز خارق للعادة.

رب بعص::اك البح::رو التقدير في اآلية فقلنا اضربوه ببعضها فضربوه فحيي كما ق::ال: »اض:: في::ه إض::مار كأن::ه ق::ال: »يحي الم::وتى« تقديره فضرب، فانفلق. و ك::ذلك قول::ه:فانفلق«

ه ه الم::وتى اي اعلم::وا ان م::ا ع::اينتموه ان الل فقلنا اضربوه ببعضها فحيي ك::ذلك يح::يي اللقادر على ان يحيي الموتى للجزاء، و الحساب الذي أوعدكم به.

و لما ضربوه ببعض البقرة، أحياه الله تعالى، فقال: قتلني ابن اخي ثم قبض. و كان اس::مهه ما قتلناه و كذبوا الحق بعد معاينته. و انما جعل س::بب احيائ::ه عاميل. فقال بنو أخيه و الل الضرب بموات ال حياة فيه، لئال يلتبس على ذي شبهة ان الحياة انتقلت اليه مما ضرب ب::ه

لتزول الشبهة، و تتأكد الحجة.

ه الم::وتى«و قوله: ::ذلك يحي الل يحتم::ل ان يك::ون حكاي::ة عن ق::ول موس::ى لقوم::ه. و »كه تعالى لمشركي قريش. يحتمل ان يكون خطايا من الل

كم تعقلون«و قوله: اي لتعقلوا. و قد ك::انوا عق::اال قب::ل ذل::ك، ألن من ال عق::ل ل::ه، ال »لعل تلزمه الحجة، لكن::ه أراد تن::بيههم، و ان يقبل::وا م::ا ي::دعون الي::ه، و يطيع::وه و يعرف::وه ح::ق

معرفته.

[74(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

وة و إن من الحج:ارة لم::ا يتفجر ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قس::ه و م::ا ية الل قق فيخرج منه الماء و إن منها لما يهبط من خش:: منه األنهار و إن منها لما يش

ه بغافل عما تعملون ) (74الل

306ص:

آية واحدة بال خالف.

قرأ ابن كثير وحده ها هنا عما يعملون بالياء الباقون بالتاء.

الخطاب بقوله: »قلوبكم« قيل فيمن يتوجه اليه قوالن:

::ه أحدهما- انه أريد بنو اخي المقتول حين أنكروا قتل::ه بع::د ان س::معوه من::ه عن::د احي::اء اللتعالى له، انه قتله فالن. هذا قول ابن عباس.

و الثاني- قول غيره: أنه متوجه الى بني إسرائيل كلهم. قال: و قوله:

::ه كله::ا ال::تي أظهره::ا على ي::د موس::ى. و على الوج::ه»من بعد ذلك« اي من بعد آيات اللاالول يكون ذلك اشارة الى األحياء.

اي: غلظت و يبست و عتت. »قست قلوبكم«و معنى

اللغة:

القسوة: ذهاب اللين، و الرحمة و الخشوع، و الخضوع. و منه يقال: قسا قلبه يقسو قسوا و قسوة و قساوة. و قول::ه من بع::د ذل::ك اي من بع::د احي::اء الميت لكم ببعض من أعض::اء البقرة بعد ان ت:دار أوافي:ه و أخ:برهم بقاتل:ه، و الس:بب ال:ذي من اجل:ه قتل:ه. و ه:ذه آي:ة عظيمة كان يجب على من شاهد هذا ان يخض::ع و يلين قلب::ه. و يحتم::ل ان يك::ون من بع::د احياء الميت. و اآليات االخرى التي تقدمت كمسخ القردة و الخنازير و رفع الجبل فوقهم و انبجاس الماء من الحجر و انفراق البحر و غير ذلك. و انما جاز ذل:ك و ان ك:انوا جماع:ة. و لم يقل ذلكم، الن الجماعة: في معنى الجمع و الفريق. فالخطاب في لفظ الواحد و معناه

جماعة.

يعني قلوبهم، فش::بهها بالحج::ارة في الص::البة و اليبس و الغل::ظ و »فهي كالحجارة«قوله: الشدة: اي أشد صالبة، المتناعهم باإلقرار الالزم من حقه الواجب من طاعته بعد مش::اهدة

اآليات: و معنى »أو« في اآلية: يحتمل امور:

أحدها ذكره الزجاج: فقال: هي بمعنى التخيير كقولك جالس الحسن او ابن

307ص:

سيرين أيهما جالست جائز، فكأنه قال: ان شبهت قلوبهم بالحجارة ج::از، و ان ش:بهتها بم:اهو أصلب كان جائزا.

»وو الثاني ان تكون »او« بمعنى الواو. و تقديره: فهي كالحجارة و أشد قسوة، كما ق::ال: و مثله قول جرير:«1 »أرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون«

«2 »كما اتى ربه موسى على قدرنال الخالفة او كانت له قدرا

و قال توبة ابن الحمر:

لنفسي تقاها او عليها فجورهاو قد زعمت ليلى باني فاجر

::دين زينتهن إال لبع::ولتهن أو آب::ائهن أو آب::اءاي و عليه::ا. و مثل::ه قول::ه تع::الى: »و ال يب» .«3 » ... اآليةبعولتهن

و الثالث ان يكون المراد اإلبهام على المخاطبين كما قال ابو األسود الدؤلي:

و عباسا و حمزة و الوصياأحب محمدا حبا شديدا

«4 »و لست بمخطئ إن كان غيافان يك حبهم رشدا أصبه

و أبو األسود لم يكن شاكا في حبهم و لكن أبهم على من خاطبه. و قيل البي األس::ود حيناكم لعلى ه::دى أوقال ذلك: شككت قال كال ثم استشهد بقوله تعالى: ا أو إي ه و إن »ق::ل الل

افتراه كان شاكا حين اخبر بذلك.«5 »في ضالل مبين«

::ف أو يزي::دون«و الرابع- ان يكون أراد بل أشد قس::وة، و مثله لناه إلى مائة أل اي »و أرس::بل يزيدون، و ال تكون بل لالضراب عن االول بل مجرد العطف.

و الخامس- انها كالحجارة، أو أشد قسوة عندكم.

و السادس: ان يكون أراد مثل قول القائل أطعمتك حلوا و حامضا و قد

______________________________.147( سورة الصافات آية: 1)

.92: 1( ديوانه: و الممدوح هو عمر ابن عبد العزيز. و روايته )إذ كانت(. و قد مر في 2)

.31( سورة النور آية: 3)

و رواية الديوان »و فيهم اسوة ان كان غيا«.1130( ديوانه: و االغاني 4)

25( سورة سبأ آية: 5)

308ص:

أطعم:ه الن:وعين جميع:ا. و ه:و ان:ه لم يش:ك ان:ه أطعم:ه الطعمين مع:ا فكأن:ه ق:ال: فهي كالحجارة او أشد قسوة. و معناه ان قلوبهم ال تخرج من احد هذين المثلين. ام::ا ان تك::ون مثال للحجارة القسوة. و اما ان تكون أشد منها. و يكون معناه على ه::ذا بعض::ها كالحج::ارة قسوة و بعضها أشد قسوة من الحجارة. و كل هذه األوجه محتملة و أحس::نها اإلبه::ام علىه تع::الى ع:الم لنفس::ه ال يخفى علي::ه المخاطبين. و ال يجوز ان يكون المعنى الشك، الن الل

ين أو أدنى«خافية. و كذلك في أمثال ذل::ك نح::و قول::ه: و غ::ير ذل::ك و »فك::ان ق::اب قوس::انشدوا في معنى او يراد به بل قول الشاعر:

بدت مثل ق::رن الش::مس في رون::قفصورتها او انت في العين أملحالضحى

االعراب:

، يحتمل أمرين: »أو أشد قسوة«يريد بل انت. و الرفع في قوله:

أحدهما- ان يكون عطفا على مع::نى الك::اف ال::تي في قول::ه: كالحج::ارة، الن معناه::ا، فهيمثل الحجارة.

و اآلخر: ان يكون عطفا على تكرير هي، فيكون التقدير فهي كالحجارة او هي أشد قس::وةمن الحجارة.

و قرئ بنصب الدال شاذا فيكون نصبه على ان موضعه الجر بالكاف. و انما نصب على انهعلى وزن افعل ال ينصرف.

ر منه األنهار«و قوله: . »و إن من الحجارة لما يتفج

المعنى:

معناه ان من الحجارة ما هو انفع من قل:وبهم القاس:ية، يتفج::ر منه:ا انه::ار، و ان منه::ا لم::اه، و التقدير ان من الحجارة حجارة يتفج::ر منه::ا انه::ار الم::اء فاس::تغنى يهبط من خشية الل

بذكر األنهار عن ذكر الماء. و كرر قوله منه للفظ ما.

اللغة:

و التفجر: التفعل من فجر الماء: و ذلك إذا نزل خارجا من منبعه و كل سائل

309ص:

شخص خارجا من موضعه، و مكانه فقد انفجر. ماء كان او دماء او حديد او غير ذلك.

قال عمر بن لحاء:

«1 »ابى ذو بطنه إال انفجارو لما أن قربت الى جوير

يعني خروجا و سيالنا.

::ه الم::اء«و قوله: قق فيخ::رج من تش::قق الحج::ارة انص::داعها و أص::له »و إن منه::ا لم::ا يش::. »فيخرج منه الماء«يتشقق، لكن التاء أدغمت في الشين فصارت شينا مشددة. و قوله:

المعنى:

يعني فيخرج منه الماء فيكون عين::ا نابع::ة ال انه::ا جاري::ة ح::تى يك::ون مخالف::ا لألول. و ق::ال الحسين بن علي المغربي: الحجارة االولى حجارة الجبال تخرج منها األنهار. و الثانية حج::ر

موسى الذي ضربه فانفجر منه عيون، فال يكون تكرارا.

ه«و قوله: ية الل ::ط من خش: . ق::ال اب:و علي و المغ:ربي: معن::اه بخش:ية »و إن منها لما يهبه. قال و هي حجارة الص::واعق و ال::برد. و ه اي بأمر الل ه، كما قال: يحفظونه من امر الل الل

الكناية في قوله منها قيل فيها قوالن:

أحدهما: انها ترجع الى الحجارة، ألنها اقرب مذكور. و قال قوم: انه::ا ترج::ع الى القل::وب اله، ذك::ره ابن الى الحجارة. فيلون معنى الكالم. و ان من القلوب لم::ا يخض::ع من خش::ية الل بحر و ه::و احس::ن عن االول. و من ق::ال ب::األول اختلف::وا في::ه. فمنهم من ق::ال: إن الم::راد بالحجارة الهابطة البرد النازل من السحاب. و هذا شاذ، لم يذكره غير أبي علي الجبائي. و

قال األكثر إن المراد بذلك الحجارة الصلبة، ألنها أشد صالبة. و قالوا في هبوطها وجوها:

ه تفيؤ ظالله. أحدها- ان هبوط ما يهبط من خشية الل

و ثانيها- انه الجبل الذي صار دكا لما تجلى له ربه.

______________________________ . و روايته اال »انح::دارا« »و ذو بطن::ه«72.:: 8. و االغاني 369( طبقات فحول الشعراء 1)

كناية عما يشمأز من ذكره.

310ص:

ه و رابعه::ا- ان و ثالثها- قاله مجاهد: إن كل حجر ت::ردى من رأس جب::ل فه::و من خش::ية الله تعالى، فاطاع::ه كال::ذي روي في ه تعالى اعطى بعض الجبال المعرفة، فعقل طاعة الل الل

حنين الجذع. و ما

إن حجرا كان يسلم علي في الجاهلية إني ال أعرفه اآلن.روي عن النبي »ص« انه قال:

ه. و ان و هذا الوجه فيه ضعف، ألن الجبل ان كان جمادا، فمحال ان يكون في::ه معرف::ة الله و بنيته بنية الحي فانه ال يكون جبال. و أما الخبر عن الن::بي )ص( فه::و خ::بر كان عارفا بالل واحد. و لو صح، لكان معناه ان الله تع:الى احي::ا الحج:ر فس::لم على الن:بي »ص« و يك:ونه تعالى خلق فيه الحنين، فكان بذلك خارق::ا ذلك معجزا له »ع«. و اما حنين الجذع فان الل للعادة، ألنه إذا استند اليه النبي »ص« س::كن و إذا تنحى عن::ه، حن و ق::ال ق::وم: يج::وز ان

ه تعالى بنى داخله بني::ة حي، فص::ح من::ه الح::نين. و ق::ال ق::وم: مع::نى ::ط منيكون الل »يهبه« إنه يوجب الخشية لغيره بداللته على صانعه. كما قي::ل ناق::ة ت::اجرة. إذا ك::انتخشية الل

من نجابتها و فراهتها، تدعو الناس الى الرغبة فيها: كما قال جرير بن عطية:

«1 »فأعمى، و اما ليله فبصيرو اعور من نبهان اما نهاره

فجعل الصفة لليل و النهار. و هو يريد صاحبه النبهاني الذي يهجوه بذلك من اجل ان::ه ك::ان فيهما على ما وصفه به. و الذي يقوى في نفسي ان معنى اآلية االبان::ة عن قس::اوة قل::وب الكفار، و ان الحج::ارة ألين منه::ا، ل::و ك::انت تلين لش::يء، لالنت و تفج::رت منه::ا األنه::ار، وه. و هذه القلوب ال تلين م:ع مش:اهدتها اآلي:ات تشققت منها المياه، و هبطت من خشية الل

»لو أنزلنا هذا الق::رآن علىالتي شاهدتها بنو إسرائيل: و جرى ذلك مجرى ما يقوله تعالى:ه« و معناه لو أنزلنا هذا القرآن على جبل، و«2 »جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الل

كانت الجبال مما تخشع لشيء ما، لرأيته خاشعا متصدعا و كقوله تع::الى: ::و أن قرآن::ا »و لرت به الجبال أو قطعت به األرض« الى آخرها سواء. و ادخلت هذه الالمات فيه::ا«3 »سي

تأكيدا للخبر.

______________________________206( ديوانه: 1)

.21( سورة الحشر آية: 2)

.33( سورة الرعد آية: 3)

311ص:

اس:كان اله:اء و ق:د ق:رئ ب:ه، ألن الف:اء م:ع اله:اء ق:د »فهي كالحجارة«و يجوز في قولهجعلت الكلمة بمنزلة تخذ فتحذف الكسرة استثقاال.

المعنى:

و المعنى في اآلية: انه تعالى لما اخبر عن بني إس:رائيل و م::ا أنعم عليهم ب::ه، و أراهم من::كاآليات، و غير ذلك، فقال مخبرا عن عصيانهم، و طغيانهم »ثم قست قلوبكم من بع::د ذل

ثم اخبر تعالى انه ال امتناع عند الحج::ارة مم::ا يح:دث فيه:افهي كالحجارة، أو أشد قسوة« من أمره، و ان كانت قاسية، بل هي متصرفة على مراده ال يعدم شيء مم::ا ق::در فيه::ا. و بنو إسرائيل مع كثرة نعمه عليهم و ك::ثرة م::ا أراهم من اآلي::ات، يمتنع::ون من طاعت::ه، و ال

::ط منتلين قلوبهم لمعرفة حقه، بل تقسو و تمتنع من ذل::ك. و قول::ه: »و إن منه::ا لم::ا يهب

ه« أي عند ما يحدث فيها من اآلية الهائلة: ك::الزالزل و غيره::ا، و أض::اف الخش::يةخشية الل الى الحجارة. و ان كانت جمادا على مجاز اللغة و التشبيه. و المعنى في خش::وع الحج::ارة انه يظهر فيها ما لو ظهر في حي مختار قادر، لكان بذلك خاشعا. و هو ما ي::رى من حاله::ا.

ألن«1 » »ج::دارا يري::د أن ينقض«و انها منصرفة المتناع عندها مما يراد بها. و هو كقول::ه: ما ظهر فيه من الميالن، لو ظه::ر من حي ل::دل على ان::ه يري::د أن ينقض، ليس ان الج::دار

ح بحم::ده«يريد شيئا في الحقيقة، و مثله ب ه و قول::ه:«2 » »و إن من شيء إال يس:: »أن اللج::وم و الجب::ال و مس و القم::ر و الن ماوات و من في األرض و الش:: ::ه من في الس:: يسجد ل

اس« ::ير من الن جر و الدواب و كث جدان« و قول::ه:«3 »الش جر يس:: جم و الش:: و«4 » »و النقال زيد الخيل:

«5 »ترى االكم فيه سجدا للحوافربجمع تظل البلق في حجراته

فجعل ما ظهر في االكم من آثار الحوافر، و قلة امتناعها عليها، و مدافعتها له::ا كم::ا ي::دافعالحجر الصلب الحديد الصلب سجودا لها، و لو أن االكم كانت في صالبة

______________________________78( سورة الكهف آية 1)

44( سورة اإلسراء آية 2)

18( سورة الحج آية 3)

6( سورة الرحمان آية 4)

( زيد الخيل بن مهلهل الطائي الفارس المشهور.-5)

312ص:

الحديد حتى يمتن::ع من الح::وافر، و ال ت::ؤثر فيه:ا، و ال ت::ذهب يمين::ا و ال ش::ماال، و ال تظ::اهربكثرة تزداد الحوافر عليها، ما جاز ان يقال: انها تسجد للحوافر. و قال ابن حمزة:

حجرين طال عليهما القصرو عرفت من شرفات مسجدها

ما بعد مثل بكاهما صبرركب الخالء فقلت إذ بكيا

و قال جرير:

سور المدينة و الجبال الخشعلما اتى خبر الزبير تواضعت

فصيرها متواضعة. و العرب يفهم بعضها م:راد بعض به:ذه األش::ياء. فمن تعل:ق بش::يء من هذا ليطعن به، فإنما يطعن على لغة العرب بل على لغة نفسه من اهل أي لغة ك::ان. ف::ان

هذا موجود متعارف في كل لغة، و عند كل جيل.

::ون«و قوله: ه بغاف::ل عما تعمل من ق::رأ بالت::اء، ق::ال: الخط::اب متوج::ه الى ب::ني »و ما الله بغافل ي::ا معش::ر المك::ذبين بآيات::ه و الجاح::دين بنب::وة محم::د إسرائيل فكأنه قال: و ما الل

»ص« عما تعملون. و من قرأ بالتاء فكان الخطاب لغيرهم و الكناية عنهم.

ه تع::الى ان::ه غ::ير غاف::ل و الغفلة عن الشيء تركه على وجه السهو و النسيان فأخبرهم اللعن أعمالهم السيئة و ال ساه عنها.

[75(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

فونه من بعد ما ه ثم يحر أ فتطمعون أن يؤمنوا لكم و قد كان فريق منهم يسمعون كالم الل(75عقلوه و هم يعلمون )

آية بال خالف.

المعنى:

األلف في قوله أ فتطمعون ألف استفهام و المراد به اإلنكار، كقوله:

______________________________ - و البلق جمع أبلق و بلق:اء: الف:رس المحجل:ة. و الحج:رات جم::ع حج:رة: الناحي::ة و الب:اء

»بجمع« متعلقة ببيت سابق، هو:

ابو مكنف قد شد عقد الدوابربني عامر هل تعرفون إذا غدا

313ص:

فإذا كان في االول نفيا، كان الج::واب بلى و إذا لم يكن«1 »»أ لم يأتكم نذير قالوا بلى.« نفيا كان الجواب ال. و هذا خطاب المة النبي »ص« فكأنه قال: أ فتطمعون أيه::ا المؤمن::ون أن يؤمنوا لكم من طريق النظر و االعتبار، و نفي التشبيه، و االنقياد للحق و قد كان فريقه ثم يعلمون انه الح::ق، و منهم: أي ممن هو في مثل حالهم من أسالفهم يسمعون كالم الل

يعاندون فيحرفونه و يتأولونه، على غير تأويله.

و الفريق جمع كالطائفة ال واحد له من لفظه و هو فعي::ل »و قد كان فريق منهم«و قوله:من الفرق سمي به الجمع كما سميت الجماعة بالحزب من التحزب قال اعشى بن تغلبة:

«2 »فريقين منهم مصعد و مصوبأخذوا فلما خفت ان يتفرقوا

و قوله: »منهم« يعني من بني إسرائيل، و انما جعل الله الذين ك::انوا على عه::د موس::ى وه تع::الى ألص::حاب محم::د »ص« ا من بع::د: من ب::ني إس::رائيل من اليه::ود ال::ذين ق::ال الل فتطمعون أن يؤمنوا لكم، ألنهم كانوا آباؤهم و أسالفهم، فجعلهم منهم إذ ك::انوا عش::ائرهم

و فرقهم و أسالفهم.

ه«و قوله: قال قوم منهم مجاهد و السدي: إنهم علماء اليهود يحرف::ون »يسمعون كالم الل التوراة، فيجعلون الحالل حراما و الحرام حالال ابتغاء ألهوائهم و اعانة لمن يرشوهم. و قال

ابن عب::اس و الربي::ع و ابن إس::حاق و البلخي: انهم ال::ذين اخت::ارهم موس::ى من قوم::ه،ه فلم يمتثلوا أمره، و حرفوا القول في اخبارهم لقومهم حتى رجعوا اليهم فسمعوا كالم الل و هم يعلمون انهم قد حرفوا. و هذا أقوى التأويلين، ألنه تعالى اخبر عنهم ب::أنهم يس::معونه. بال واسطة هم الذين كانوا مع موسى. فاما هؤالء فإنما ه و الذين سمعوا كالم الل كالم الل سمعوا ما يضاف الى كالمه بضرب من العرف دون حقيقة الوضع. و من ق::ال به::ذا. ق::ال:ه الى موسى. و قال قوم هو التوراة التي علمه::ا ه الذي اوحى الل هم الذين سمعوا كالم الل

علماء اليهود.

. قيل فيه وجهان: »من بعد ما عقلوه و هم يعلمون«و قوله:

أحدهما- و هم يعلمون انهم يحرفونه.

______________________________9 و 8( سورة الملك: آية 1)

( ديوانه. أجد السير: انكش فيه و اسرع. مصعد: مبتدئ في الصعود الى نج:د و الحج:از.2)و مصوب: منحدر في رجوعه الى العراق.

314ص:

و الثاني- من بعد ما تحققوه و هم يعلمون ما في تحريفه من العقاب. و الذي يليق بمذهبناه في الموافاة أن نقول: ان معناه و هم يعلمون انهم يحرفونه. ف::ان قي::ل فلم::ا ذا اخ::بر الل عن قوم بأنهم حرفوا و فعلوا ما فعلوا من المعاندة م::ا يجب أن ي::ؤيس من ايم::ان من ه::و في هذا الوقت، و أي علقة بين الموضوعين و الحالين؟ قيل: ليس كلما يطم::ع في::ه ي::ؤيس

ال يطم::ع ان يص:ير«1 »منه على وجه االستيقان بانه ال يكون، ألن الواحد من افن::اء العامة ملكا. و مع ذلك ال يمكن القطع على كل ح::ال ان ذل::ك ال يك::ون اب::دا. و لكن ال يطم::ع في::هه تعالى نفى عنهم الطمع و لم يؤيسهم على القطع و الثب::ات و انم::ا لم يطم::ع لبعده، و الل

فيهم لبعد ذلك من الوهم منهم مع أحوالهم التي كانوا عليها.

و شبههم باسالفهم المعاندين، و قد كانوا قادرين على ان يؤمنوا و كان ذل:ك من::ه ج:ائزا. و هؤالء الذين عاندوا- و هم يعلمون- كان قليال عددهم، يجوز على مثلهم التواطؤ و االتفاق و كتمان الحق، و انما يمتنع ذلك في الجمع العظيم و الخلق الكث::ير، ألم::ر يرج::ع الى اختالف الدواعي. فأما على وجه التواطؤ و العمد فال يمتنع فيهم ايضا، فيبطل بذلك قول من نسب

فريقا الى المعاندة دون جميعهم و ان كانوا بأجمعهم كفارا.

[76(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه ا و إذا خال بعضهم إلى بعض ق::الوا أ تح::دثونهم بم::ا فتح الل ذين آمنوا قالوا آمن و إذا لقوا الكم أ فال تعقلون ) (76عليكم ليحاجوكم به عند رب

ه الطمع في ايمانهم من يهود ب::ني إس::رائيل ال::ذين ك::انوا هذه اآلية فيها اخبار عمن رفع الل بين أظهرهم فق::ال: ا فتطمع::ون ايه::ا المؤمن::ون ان يؤمن::وا لكم، و هم الق::وم ال::ذين ك::انه، ثم يحرفونه من بعد ما عقل::وه و هم يعلم::ون، و هم ال::ذين فريق منهم يسمعون كالم الل إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا: أي ص::دقنا بمحم::د )ص( و بم::ا ص::دقتم ب::ه و أقررن::ا ب::ذلك.

ه بأنهم تخلقوا بأخالق المنافقين و سلكوا منهاجهم. فأخبر الل

______________________________( اي ال يعلم ممن هو1)

315ص:

: أي إذا خال بعض هؤالء اليهود الذين وصف الله ص::فتهم، الى»و إذا خال بعضهم إلى بعض« بعض منهم فصاروا في خالء الناس، و ذلك هو الموضع الذي ليس فيه غيرهم، قالوا- يع::ني بعضهم لبعض-: ا تحدثونهم بما فتح الله عليكم. و قال ابن عب::اس بم::ا فتح الل::ه عليكم أي بما ألزمكم الله به. فيقول له آخرون انما نس::تهزئ بهم و نض::حك. و روى س::عيد ابن جب::ير عن ابن عباس ان معناه قالوا ال تحدثوا العرب بهذا. فإنكم ق::د كنتم تس::تفتحون ب:ه عليهم. فانزل الله هذه اآلية: أي تقرون بانه نبي و قد علمتم انه قد أخذ له الميث::اق عليكم باتباع::ه و هو يخبركم بانه النبي الذي كن::ا ننتظ::ره و نج::ده في كتابن::ا. اجح::دوه و ال تق::روا ب::ه لهم.

ه تعالى: ::ون«فقال الل ون و م::ا يعلن ر ه يعلم م::ا يس:: و ق::ال اب::و«1 » »أ و ال يعلمون أن الل العالية: ا تحدثونهم بما فتح الله عليكم: اي بما أنزله في كتابكم من بعث محمد )ص( و ب::ه قال قتادة و قال مجاهد: ذلك قول يهود ب::ني قريظ::ة حين س::بهم الن::بي )ص( ب::أنهم إخ::وة القردة و الخنازير. قالوا من ح::دثك به::ذا- حين أرس::ل اليهم علي:ا )ع( ف:آذوا محم:دا )ص(- فقال: يا اخوة القردة و الخنازير قال بعضهم لبعض: ما أخبره بهذا إال منكم أ تحدثونهم بما

فتح الله عليكم، ليكون لهم حجة عليكم؟ و قال السدي:

هؤالء ناس آمنوا من اليهود ثم نافقوا و كانوا يحدثون المؤم::نين من الع::رب بم::ا ع::ذبوا ب::ه فقال بعضهم لبعض: ا تحدثونهم بما فتح الله عليكم من العذاب ليحاجوكم به، ليقولوا نحن

و مثله روي عن أبي جعفر »ع«أحب الى الله منكم و أكرم عليه منكم؟

و اصل الباب الفتح في لغة العرب: القضاء و النصرة و الحكم.

يقال اللهم افتح بيني و بين فالن: أي احكم بيني و بينه، و منه قوله تعالى:

::وم الفتح« يعني ه::ذا القض:اء فق:ال تع::الى:«2 »»و يقولون متى هذا الفتح« «3 » »ق::ل ييعني يوم القضاء. و قال الشاعر:

«4 »فاني عن فتاحتكم غنيأال ابلغ بنى عصم رسوال

______________________________77( سورة البقرة آية 1)

.28( سورة آلم السجدة آية 2)

29( سورة آلم السجدة آية 3)

.281( بنسب لالش::عري الجعفي و محم::د بن حم::ران بن أبي حم::ران. أم::الي الق::الي: 4)اللسان:

»فتح« و بنو عصم هم رهط عمرو بن معديكرب الزبيدي.

316ص:

:رو يقال للقاضي الفت:اح ق:ال الل:ه تع:الى: :الحق و أنت خي :ا افتح بينن:ا و بين قومن:ا ب ن »رب يعني احكم به. و يقال فتح بمع::نى علم، فق::ال افتح على ه::ذا أي اعلم::ني«1 »الفاتحين«

بما عندك فيه. و إذا كان معنى الفتح ما وصف فقد بان ان معنى اآلية.

ا تحدثونهم بما حكم الله عليكم و قضاه فيكم، و من حكمه ما أخذ به ميثاقهم من االيم::ان بمحمد »ص« بما بينه في التوراة و من قضائه انه جعل منهم القردة و الخنازير. ف::إذا ثبت ذلك، فان أقوى التأويالت: قول من ق::ال: ا تح::دثونهم بم::ا فتح الله عليكم من بعث محم::د

»ص« و صفته في التوراة، و انه رسول الله »ص« الى خلقه.

كان قوم من اليهود ليسوا بالمعاندين المتواط::ئين، إذاو روي عن أبي جعفر »ع« انه قال: لقوا المسلمين، حدثوهم بما في التوراة من صفة محمد »ص« فنهاهم كبراؤهم عن ذل::ك، و قالوا: ال تخبروهم بما في التوراة من صفة محمد »ص« فيحاجوكم به عند ربكم، فنزلت

اآلية.

أ فال تفهمون ايها القوم أن اخباركم محمد »ص« و أصحابه، »أ فال تعقلون«و معنى قوله: بما تحدثونهم به و إقراركم لهم بما تق::رون لهم من وج::ودكم بعث محم::د في كتبكم و ان::ه

هنبي مبعوث حج::ة عليكم عن::د ربكم يحتج::ون به::ا عليكم. و ق::ال اب::و عبي::دة »بم::ا فتح الل أي بما من عليكم و أعطاكم ليحاجوكم به. و قال الحسن:عليكم«

كم«في قوله ::د رب ::ه عن أي في ربكم فيكون::وا اولى منكم إذا ك::انت حجتهم »ليح::اجوكم ب::ون«عليكم. ق::ال الحس::ن: ثم رج::ع الى المؤم::نين فق::ال: ايه::ا المؤمن::ون فال »أ فال تعقل

تطمعوا في ذلك.

[77(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ون و ما يعلنون ) ه يعلم ما يسر (77أ و ال يعلمون أن الل

آية بال خالف.

المعنى:

ه يعلم سرهم و عالنيتهم، فكيف يستخيرون أن معناه: ا و ال يعلمون ان الل

______________________________.89( سورة االعراف آية: 1)

317ص:

يسروا الى إخوانهم النهي عن التحدث بما هو الحق و ليسوا كسائر المن::افقين، و ان ك::انوايسرون الكفر فإنهم غير عالمين بان الله يعلم سرهم و جهرهم، ألنهم جاحدون له.

»أ وو هؤالء مقرون. فهم من هذه الجهة ألوم و اعجب شأنا و أشد جزاء. و قال قتادة فيون« ه يعلم ما يسر من كفرهم و تكذيبهم محمدا )ص( إذا خال بعض::هم الىال يعلمون أن الل

إذا لقوا اصحاب محمد »ص« قالوا آمنا يغرونهم ب::ذلك. و مثل::ه روي »و ما يعلنون«بعض.عن أبي العالية.

[78(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ون ) يظن أماني و إن هم إال ون ال يعلمون الكتاب إال (78و منهم أمي

آية بال خالف.

القراءة:

قرأ ابو جعفر المدني: اماني مخففا و الباقون بالتشديد.

المعنى:

يعني هؤالء اليهود الذين قص الله قصتهم في هذه اآلي::ات و قط::ع الطم::ع »و منهم«قوله: في ايمانهم. و قال اكثر المفسرين: سموا أم::يين، ألنهم ال يحس::نون الكتاب::ة، و ال الق::راءة. يقال منه: رجل أمي بين االمية. و منه قوله »ع« أما أمة أميون ال يكتب و ال يحسب و انما سمي من ال يحسن الكتابة اميا ألحد امور. قال قوم: هو مأخوذ من االمة أي هو على اصل ما عليه االم::ة من ان::ه ال يكتب. ال يس::تفيد الكتاب::ة بع::د إذ لم يكن يكتب الث::اني- ان االم::ة:

الخلقة. فسمي اميا ألنه باق على خلقته. و منه قول األعشى:

«1 »ن حسان الوجوه طوال األممو ان معاوية اال كرمي

و الثالث- انه مأخوذ من االم. و انما أخذ منه، الحد أمرين:

أحدهما- ألنه على ما ولدته امه من انه ال يكتب.

______________________________ ( اللس::ان »امم« األمم جم::ع أم::ة يري::د ط::وال القام::ات. في المخطوط::ة و المطبوع::ة1)

»معونة« بدل »معاوية«.

318ص:

و الثاني- نسب الى امه، ألن الكتابة كانت في الرجال دون النساء فنس::ب من ال يكتب من الرجال الى امه، لجهلها دون أبيه. و قال ابو عبيدة األميون هم األمم الذين لم ي::نزل عليهم

كتاب. و النبي االمي: الذي ال يكتب، و انشد لتبع:

ر امية هي خير األممله أمة سميت بالزبو

و روي عن ابن عباس: ان األميين قوم لم يصدقوا رسوال أرسله الل::ه ع::ز و ج::ل و ال كتاب::اأنزله، و كتبوا كتابا بأيديهم، و قالوا: لقوم جهال هذا من عند الله.

و قال: قد اخبر انهم يكتبون بأيديهم، ثم سماهم أميون لجحودهم كت::اب الل::ه ع::ز و ج::ل و::لرسله. و الوجه االول أوض::ح في اللغ::ة. و ه::ذا الوج::ه مليح لقول::ه في اآلي::ة الثانية »فوي

ذين يكتبون الكتاب بأيديهم« فأثبت انهم يكتبون و من قال ب::األول يحت::اج، ان يجع::ل ه::ذاللمستأنفا لغير من تقدم ذكره، أو لبعضهم.

أي ال يعلمون ما في الكتاب الذي أنزل:ه الل:ه ع:ز و ج::ل، و ال »ال يعلمون الكتاب«و قوله:يدرون ما أودعه من حدوده و أحكامه و فرائضه، كهيئة البهائم.

و انما هم مقلدة ال يعرفون ما يقولون. و الكتاب المعني به التوراة. و انما ادخ::ل علي::ه الم التعريف، ألنه قصد به قصد كتاب معروف بعينه. و معنى اآلية فريق ال يكتب::ون و ال ي::درون ما في الكتاب الذي عرفتموه، و الذي هو عندكم، و هم ينتحلونه، و ي::دعون اإلق::رار ب::ه من

احكام الله عز و جل و فرائضه و ما فيه من حدوده التي بينها فيه إال اماني.

قال ابن عباس و مجاهد إال قوال يقولون بأفواههم كذبا. و قال قت::ادة االم::اني انهم يتمن::ون على الله ما ليس لهم. و قال آخرون: االماني أحاديث. و قال الكسائي و الفراء و غيرهم::ا: معناه إال تالوة، و هو المحكي عن أبي عبيدة على ما رواه عنه عبد الملك بن هشام، و كان ثقة. و ضعف هذا الوجه الحسين بن علي المغربي، و ق::ال ه::ذا ال يع::رف في اللغ::ة. و من

::ه«صححه اس::تدل بقول::ه تع::الى: ت يطان في أمني ى ألقى الش:: . ق::ال كعب بن«1 » »إذا تمنمالك:

______________________________52( سورة الحج آية 1)

319ص:

و اخره ال في حمام المقادرتمنى كتاب الله أول ليلة

و قال آخر:

تمني داود الزبور على رسلتمنى كتاب الله بالليل خاليا

و قال ابو مسلم محمد بن بحر االصفهاني: االماني التقدير. قال الشاعر:

حتى يبين ما يمني لك المانيو ال تقولن لشيء سوف افعله

أي ما يقدر لك المقدر »و إال« ها هنا استثناء منقط::ع. و معن::اه لكن ام::اني و ك::ل موض::وعب::اعيعلم ان ما بعد إال خارج عن االول فه::و بمع::نى لكن، كقوله ::ه من علم إال ات »م::ا لهم ب

» و كقولهم ما في الدار واحد إال حمارا، و اال وتدا قال الشاعر:الظن

»غير طعن الكلى و ضرب الرق::ابليس بيني و بين قيس عتاب1»

و قال آخر:

«2 »و ال علم إال حسن ظن بصاحبحلفت يمينا غير ذي مثنوية

. و«3 » )و ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إال خط:أ(معناه لكن حسن ظني بصاحبي. و مثلهه إال من رحم(مثله ::وم من أم::ر الل م الي . و ل:و ال و ل::و م::ا و هال و إال الثقيل::ة«4 » )ال عاص::

بمعنى واحد قال الشاعر:

»بني ضوطرى ل::و ال الكمي المقنعاتعدون عقر النيب أفخر مجدكم5»

يعني هال. و قال آخر:

فهال سعيدا ذا الجناية و العذرأتيت بعبد الله في القيد موثقا

______________________________( قائله: عمرو بن األيهم التغلبي، و قيل اسمه: عمر، و قيل هو اعشى تغلب.1)

( قائله: نابغة بني ذبيان. ديوانه. مثنوية: استثناء2)

.91( سورة النساء آية 3)

.43( سورة هود آية 4)

( قائله: جرير، من قصيدة يهجو بها الفرزدق. عقر الناقة: ضرب قوائمها. النيب ج ن::اب:5) الناقة المسنة. ضوطرى: الرج::ل الض::خم الل::ئيم. و الض::وطرى: االم::رأة الحمق::اء. الكمي:

الشجاع

320ص:

ثم قال آخر:

و اني من االثرين عند الزغايفو ما شيخوني غير اني ابن غالب

واحدهم زغيف: و هو التابع. و كل موضوع حسن ان يوضع فيه مك::ان إال )لكن( ف::اعلم ان::ه مكان استثناء منقطع. و لو قيل ها هنا و منهم أميون ال يعلمون الكت::اب لكن يتمن::ون لك::ان

صحيحا.

و االماني واحدها امنية مثق::ل و من خف::ف الي::اء ق::ال، ألن الجم::ع يك::ون على غ::ير واح::ده بنقصان أو زيادة. و االماني كلهم يخففونه::ا لك::ثرة االس::تعمال، و ك::ذلك االض::احي. و اولىه بم::ا وص::فهم ب::ه في التأويالت قول ابن عباس و مجاهد: من ان األميين الذين وصفهم الل هذه اآلية، و انهم ال يفقهون من الكتاب الذي انزل اليه على موسى شيئا لكنهم متخرصون الكذب. و يقول:ون: الباط:ل. و التم:ني في الموض::وع تخل:ق الك:ذب و تخرص:ه. يق:ال من:ه تمنيت إذا افتعلته و تخلقته. و منه ما روي عن بعض الصحابة انه قال: ما تعنيت و ال تمنيت

)وأي ما تخرصت الباطل، و ال تخلقت الكذب و االفك، و يقوي ذل::ك قول::ه في آخ::ر اآلي::ة:ون( فبين أنهم يتمنون ما يتمنون من الكذب ظنا ال يقين::ا، و ل::و ك::ان المع::نىإن هم إال يظن

انهم يتلونه لما كانوا ظانين و كذلك لو كانوا يتمنون::ه، ألن ال::ذي يتل::وه إذا ت::دبر علم::ه، و ال يقال فيمن يقرأ كتابا لم يتدبره، و تركه انه ظان لما يتلوه إال ان يكون شاكا فيما يتلوه و ال يدري أحق هو ام باطل، و لم يكن القوم الذين عاصروا النبي )ص( من اليه::ود ش::اكين في التوراة انها من عند الله، و كذلك التمني. ال يجوز ان يقال: هو ظان بتمنيه، ألن التمني من المتمني إذا وجد ال يقال فيه شاك فيما هو عالم به، ألنه ينافي العلم. و المتم::ني في ح::ال

وجود تمنيه ال يجوز ان يقال هو يظن تمنيه.

ون(و قوله: قال جميع المفسرين معناه يشكون. و الذي أقوله ان المراد )و إن هم إال يظن بذلك نفي العلم عنهم، و ق::د ينتفي العلم ت::ارة بالش::ك و ت::ارة ب::الظن. و ام::ا في الحقيق::ة

فالظن غير الشك، غير ان المعنى متفق عليه ها هنا.

321ص:

[79(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

::ل ه ليشتروا به ثمنا قليال فوي ذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الل فويل لل(79لهم مما كتبت أيديهم و ويل لهم مما يكسبون )

آية بال خالف.

اللغة و االعراب:

قال الزجاج: الويل كلمة يستعملها كل واقع في هلكة. و أصله في اللغة العذاب و الهالك وه ارتفع باالبتداء، و خبره الذين. و لو كان في غير القرآن، لجاز بالنصب على معنى جعل الل ويال للذين و الرفع على معنى ثبوت الويل للذين، و مثله الويح و الويس إذا كان بعدهن الم رفعتهن. و اما التعس و البعد و ما أشبههما فهو نصب ابدا. فان اضفت وي::ل و ويح و ويس نصب من غير تنوين. تقول ويل زيد و ويس زي::د. و ال يحس::ن في التعس و البع::د االض::افة بغير الم فلذلك لم ترفع. و قد نصب ق::وم م:ع الالم فيقول:ون ويال لزي::د، ويح::ا لخال:د. ق:ال

الشاعر:

«1 »فويال لتيم من سرابيلها الخضركسا اللؤم تيما خضرة في جلودها

المعنى:

قال ابن عباس: »الويل« في اآلية العذاب. و قال االصمعي هو التقبيح.

. و قال المفضل: معناه الحزن. و قال قوم: »و لكم الويل مما تصفون«و منه قوله:

هو الهوان و الخزي، و منه قول الشاعر:

«2 »ما انت ويل أبيك و الفخريا زبرقان أخا بني خلف

و قال ابو سعيد الخدري: الويل واد في جهنم. و قال عثمان بن عفان: هو جبل في النار.

______________________________( قائله جرير. اللسان: )ويل(1)

( البيت للمخبل اللسان: )وي:ل( و روايت:ه )ويب( ب:دل )وب:ل(. و مع:نى ويب: التص:غير و2)التحقير.

322ص:

ه، كقول::ه »يكتبون الكتاب بأيديهم«و قوله: معناه انهم يقولون كتبت::ه، ثم يض::يفونه الى الل أي نحن تولين::ا ذل::ك و لم نكل::ه الى اح::د من«2 » »و عملت أي::دينا««1 »»خلقت بي::دي«

عبادنا. و مثله رأيته بعيني و سمعته باذني و لقيته بنفسي. و المعنى في جميع ذلك التأكيد، و ألنه قد يأمر غيره بالكتابة، فتض::اف الي::ه مج::ازا. فل::ذلك يق::ول االمي كتبت الى آل فالنه بكذا، و هذا كتابي اليك، و كما تقول: حملت الى بلد كذا. و انما أمرت بحمله. فأعلمن::ا الل تعالى انهم يكتبونه بأيديهم، و يقولون هو من عند الله، و قد علموا يقين:ا إذا كتب::وه بأي::ديهمه. و في اآلية داللة على إبطال قول المج::برة، ألن::ه تع::الى عليهم به::ذا انه ليس من عند الله، و جع::ل عليهم الوي::ل. و إذا القول، إذ نسبوا ما كتبوه من التحري::ف الى ان::ه من عن::د الله، من جهة القول و الحكم- فليس ذل::ك من::ه من كان تحريفه من الكتاب- ليس من عند الل

جهة القضاء و الحكم و ال التقدير و المشيئة.

و قال ابن السراج: معنى »بأيديهم« أي من تلقاء أنفسهم.

. قال قوم: أي انه عرض الدنيا ألنه قلي::ل الم::دة، كم::ا ق::ال »ليشتروا به ثمنا قليال«و قوله ذهب اليه اب::و العالي::ة. و ق::ال آخ::رون: إن::ه قلي::ل ألن::ه«3 » »قل متاع الدنيا قليل«تعالى:حرام.

، و ذكره ايض::ا جماع::ة من اه::ل التأوي::ل أن أحب::ار اليه::ود ك::انتو روي عن أبي جعفر )ع(غيرت صفة النبي )ص( ليوقعوا الشك للمستضعفين من اليهود.

يقولون مما يأكلون به الناس الس::فلة و غ::يرهم. و اص::ل »ويل لهم مما يكسبون«و قوله: الكسب العمل الذي يجتلب به نفع أو يدفع به ضرر، و ك::ل عام::ل عمال بمباش::رة من::ه لم::ا

عمل. و معناه ها هنا االحتراف فهو كاسب لما عمل. قال لبيد ابن ربيعة:

«4 »غبس كواسب ال يمن طعامهالمعفر قهد تنازع شلوه

______________________________.75( سورة ص: آية 1)

.71( سورة يس: آية 2)

.76( سورة النساء: آية 3)

( معلقته. اللسان: )عفر( في المخطوطة و المطبوعة )بمعفر فهد( بدل )لمعفر قهد(-4)

323ص:

و قيل الكسب عبارة عن كل عمل بجارحة يجتلب به نفع، أو ي::دفع ب::ه مض::رة و من::ه قي::لللجوارح من الطير: كواسب.

[80(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه عه::ده أم ::ف الل ه عهدا فلن يخل خذتم عند الل اما معدودة قل أت أي ار إال نا الن و قالوا لن تمسه ما ال تعلمون ) (80تقولون على الل

آية بال خالف.

المعنى:

قوله: »و قالوا« يعني اليهود الذين قالوا لن تمسنا النار، و لن ن::دخلها إال ايام::ا مع::دودة. و انما لم يبين عددها في التنزيل، ألنه تعالى اخبر عنهم بذلك، و هم عارفون بعدد األيام التي

يوقتونها في النار، فلذلك نزل تسمية عدد األيام، و سماها معدودة، لما وصفنا.

و قال ابو العالية و عكرمة و السدي و قت::ادة: هي أربع::ون يوم::ا. و رواه الض::حاك عن ابنعباس. و منهم قال: انها عدد األيام التي عبدوا فيها العجل.

و قال ابن عباس: إن اليهود تزعم انهم وجدوا في التوراة مكتوب::ا ان م::ا بين ط::رفي جهنم مسيرة أربعين سنة، و هم يقطعون مسيرة كل سنة في يوم واح::د، ف::إذا انقط::ع المس::ير، انقطع العذاب و هلكت النار. و قال مجاه::د و س::عيد بن جب::ير عن ابن عب::اس: إنه::ا س::بعة ايام، ألن عمر الدنيا سبعة آالف سنة، و انهم يعذبون بعدد ك::ل أل::ف س::نة يوم::ا واح::دا من ايام اآلخرة، و هو كألف سنة من ايام ال::دنيا. و لم::ا ق::الت اليه::ود م::ا ق::الت من قوله::ا: لن

ه تع:الى لنبي::ه: هتمسنا النار إال اياما معدودة على م:ا بين::اه، ق::ال الل :د الل خ::ذتم عن »ق:ل أت بما تقولون من ذلك أو ميثاقا، فاللهعهدا«

______________________________ - و في المطبوعة )غبش( ب::دل )غبس(. المعف::ر: ال::ذي القي في العف::ر، و ه::و ال::تراب. و القه::د: ول::د البق::ر. و الش::لو: العض::و من اللحم. و غبس: غ::بر و ال يمن طعامه::ا: تكس::ب

طعامها بنفسها.

324ص:

ه ما ال تعلمون«ال ينقض عهده من الباطل جهال و جراءة عليه »أم تقولون على الل

القراءة:

و في القراء من قرأ »أوتخذتم« بإدغام الذال في التاء. و منهم من لم يدغم.

و اصل أتخذتم أ أتخذتم. دخلت ألف االستفهام على أل:ف القط:ع من نفس الكلم::ة، فك:ره اجتماعهم::ا فح::ذفت االص::لية، و بقيت ال::تي لالس::تفهام، ألنه::ا لمع::نى- و هي و ان ك::انت لالستفهام في األصل- فالمراد بها هاهنا النكير، و التوبيخ، و االعالم لهم و لغيرهم أن االم::ر بخالف ما قالوه، و انهم يقولون بغير علم. و الدليل على انها ألف استفهام كونها مفتوح::ة. و لو كانت اصلية لكانت مكسورة في اتخ::ذتم، و ل::ذلك ي::دخل بينهم::ا الم::د كم::ا ق::الوا في

ه أذن لكم« ، ألن قوله: »اذن الله« لو اخبر به::ا لك::انت مفتوح::ة. و ل::و لم ت::دخل«1 »»آلل المدة الش::تبهت أل::ف االس::تفهام بهم::زة الخ::بر، و ليس ك::ذلك ه::ا هن::ا، ألن الفتح::ة تختص لالستفهام و في الخبر تكون مكسورة. و في المفتوحتين ال بد من الجم::ع بين الهم:زتين. و

»منهم من يفصل بينهما بمدة. و منهم من ال يفصل، نحو قوله »أ أمنتم من في الس::ماء«2»

[81(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ار هم فيها خالدون ) ئة و أحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب الن (81بلى من كسب سي

آية بال خالف.

االعراب و القراءة:

قرأ أهل المدينة خطيئاته على الجمع. الباقون على التوحيد.

اما معدودة«قوله »بلى« جواب لقوله: ار إال أي نا الن فرد الله عليهم بأن قال: بلى »لن تمس من أحاطت به خطيئته، ابدا. و بلى تكون جوابا لالستفهام الذي اوله جحود. و تك::ون جواب::ا

للجحد و ان لم تكن استفهاما، كقوله:

______________________________.59( سورة يونس: آية 1)

.16( سورة الملك: آية 2)

325ص:

::ذبت به::ا« الى قوله»تقول حين ترى الع::ذاب« ::ك آي::اتي فك . و يق::ول«1 » »بلى ق::د جاءتالقائل لم افعل كذا و كذا فيقول له غيره: بلى قد فعلت. بلى و نعم جوابان:

أحدهما- يدخل فيما ال يدخل فيه اآلخر، ألن بلى تدخل في باب الجحود.

و قال الفراء: انما امتنعوا من استعمال نعم في جواب الجح::د، ألن::ه إذا ق::ال لغ::يره مال::ك علي شيء فقال له نعم، فكأنه قد ص::دقه، و كأن::ه ق::ال نعم ليس لي علي::ك ش::يء، فله::ذا

اختلف نعم و بلى.

و قوله: »س:يئة« فمن هم:زاتى بي::ائين بع:دهما هم:زة. و من ت:رك الهم:زة على لغ:ة أه:لالحجاز يقول »سية« مثل عية. و من لين قال »سيئة« كأنه يشير الى الهمزة و يسكنها.

المعنى:

قال مجاهد، و ابن عباس و ابو وائل، و قتادة و ابن جريح: »السيئة« هاهنا الش::رك. و ق::اله عليها النار. و الذي يليق بمذهبنا ها هنا قول مجاهد، ألن م::ا السدي: الذنوب التي وعد الل

عدا الشرك ال يستحق عندنا عليه الخلود في النار.

. قال ابن عباس و مجاهد انها الشرك. و قال الربي::ع ابن خيثم: من»و أحاطت به خطيئته«مات عليها. و قال ابن السراج: هي التي سدت عليه مسالك النجاة.

و قال جميع المعتزلة: انه إذا كان ثوابه اكثر من عقابه. و الذي نقوله: ال::ذي يلي::ق بم::ذهبنا ان المراد بذلك الشرك و الكفر. ألنه الذي يستحق به الدخول مؤب::دا. و ال يج::وز ان يك::ون

مرادا باآلية.

::ه«و قول::ه: ::ه خطيئت يق::وي ذل::ك، ألن المع::نى في::ه ان تك::ون خطاي::اه كله::ا »و أح::اطت ب اشتملت عليه و ال يكون معه طاعة يستحق بها الثواب، تشبيها بما أحاط بالش::يء من ك::ل وجه. و لو كان معه شيء من الطاعات، لكان مستحقا للثواب فال تكون السيئة محيطة به،

ألن اإلحباط عندنا باطل فال يحتاج الى تراعي كثرة

______________________________.59، 58( سورة الزمر آية 1)

326ص:

العقاب، و قلة الثواب، ألن قليل الثواب عندنا يثبت مع ك::ثرة العق::اب، لم::ا ثبت من بطالن التحايط بادلة العقل. و ليس هذا موضع ذكرها، ألن اآلية التي بعدها فيها وعد ألهل االيم::ان بالثواب الدائم. فكيف يجتمع الثواب الدائم و العقاب الدائم، و ذلك خالف اإلجماع؟ و م::تى

قالوا أحدهما يبطل صاحبه، قلنا اإلحباط باطل ليس بصحيح على ما مضى.

[82(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ة هم فيها خالدون ) ذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك أصحاب الجن (82و ال

لمن آمن بالله و صدق به، و ص::دق الن::بي )ص( و عم::ل الص::الحات«1 »هذه اآلية متناولة التي أوجبها الله تعالى عليه، فان::ه يس::تحق به::ا الجن::ة خال::دا اب::دا. و ظاهره::ا يمن::ع من ان مرتكب الكبيرة مخلد في النار، ألنه إذا ك::ان مؤمن::ا مس::تحقا للث::واب ال::دائم، فال يج::وز ان يستحق مع ذلك عقابا دائما، ألن ذلك خالف م:ا اجم:ع المس:لمون علي::ه و م:تى ع:ادوا الى

اإلحباط، كلموا فيه بينهم و بين بطالن قولهم.

[83(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه و بالوالدين إحسانا و ذي القربى و اليتامى الل و إذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل ال تعبدون إال قليال منكم و يتم إال ::ول ك::اة ثم ت ::وا الز اس حسنا و أقيموا الصالة و آت و المساكين و قولوا للن

(83أنتم معرضون )

آية بال خالف.

القراءة:

قرأ ابن كثير و حمزة و الكسائي: »ال يعبدون« بالياء. الباقون بالتاء.

______________________________( في المخطوطة و المطبوعة )متأولة( بدل )متناولة(.1)

327ص:

حمزة و الكسائي الب::اقون »حس::نا« بض::م«2 » الحاء و السين«1 »و قرأ »حسنا« بنصب الحاء و إسكان السين و تقدير اآلية: و اذكروا ايضا يا معشر بني إسرائيل إذ أخذنا ميثاقكم

ه، فلما أسقطت ان، رفع. كما قال الشاعر: ال تعبدون إال الل

و ان اشهد اللذات ه::ل انت مخل::ديأال ايهذا الالئمي اشهد الوغى«3»

ي أعبد«و مثله قوله: ه تأمرون . و من قرأ بالياء، تقديره انه اخبر انه تع::الى أخ:ذ »أ فغير الله، و بالوال::دين احس::انا، ثم ع::دل الى خط::ابهم فق::ال: ::واميثاقهم، ال يعب::دون إال الل »و قول

اس حسنا« . و العرب تفعل ذلك كثيرا. و انما اس::تخاروا ان يص::يروا الى المخاطب::ة بع::دللنالخبر، ألن الخبر انما كان عمن خاطبوه بعينه، ال عن غيره.

و قد يخاطبون، ثم يصيرون بعد ذلك الى الخبر عن المخاطب. مثال االول قول الشاعر:

«4 »عسرا علي طالبك ابنة مخزمشطت مزار العاشقين فأصبحت

مزار نصب. و التاء من أصبحت كناية عن المرأة فأخبر عنها ثم خاطبها. و مثال الثاني قولالشاعر:

«5 »لدينا و ال مقلية ان تقلتاسيئي بنا أو احسني ال ملومة

و قال زهير:

و كان لكل منكره كفاءفاني لو أالقيك اجتهدنا

و قد يبرى من الجرب الهناءو ابري موضحات الرأس منه

و من قرأ بالتاء فان الكالم من أوله خطاب.

ه. قال بعض النحويين: المعنى و تقديره: و إذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل، قلنا ال تعبدوا اال الله، و بالوالدين و إذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل ال تعبدون اال الل

______________________________( في المخطوطة و المطبوعة هكذا و الصحيح بفتح1)

( في المطبوعة »الصواب و بفتح الحاء و السين« زائدة.2)

. من معلقته المشهورة.317( قائله طرفه بن العبد البكري ديوانه: 3)

و روايته: »الزاجر« بدل »الالئم«. و احضر- في الموضعين- بدل )اشهد(.

( قائله عنترة بن شداد. اللسان )شطط( و روايته )طالبها( ب:دل )طالب:ك( و في معلقت:ه4)هكذا:

عسرا علي طالبك ابنة مخرمحلت بأرض الزائرين فأصبحت

. قاله يقليه قلى فهو مقلي: كرهه. و تقلى أي اس::تعمل53::: 1( قائله كثير عزة، ديوانه 5)من القول أو الفعل ما يدعو الى بغضه.

328ص:

ه، إذ قلنا لهم: و الله ل::و ق::الوا و الله إحسانا، حكاية، كأنه قال استحلفناهم ال يعبدون إال اللال تعبدون. و االول أجود.

ه عطف على موضع أن المحذوفة في »و بالوالدين إحسانا«و قوله تعالى: »تعبدون إال الل فرفع ال تعبدون، لم:ا ح::ذفت أن، ثم عط:ف بالوال:دين على موض:عها:و بالوالدين إحسانا«

كما قال الشاعر:

«1 »فلسنا بالجبال و ال الحديدامعاوي اننا بشر فأسجح

و ال الحديد على موضع الجبال. و اما اإلحسان فمنصوب بفع::ل مض::مر ي::ؤدي«2 »فعطف »و بالوالدين« إذ كان مفهوما معناه.«3 »عن معناه، قوله

و تق::دير الكالم و إذ أخ::ذنا ميث::اق ب::ني إس::رائيل ب::ان ال تعب::دوا إال الل::ه و ان تحس::نوا الى الوالدين إحسانا. فاكتفى بقول::ه: »و بالوال::دين« عن ان يق::ول ب::ان تحس::نوا الى الوال::دين

ك::ان مفهوم::ا بم::ا ظه::ر من الكالم. و ق::ال بعض اه::ل العربي::ة: تق::ديره و«4 »إحسانا، إذ بالوالدين فأحسنوا، فجعل الياء التي في الوالدين من صلة اإلحس:ان مقدم::ة علي::ه. و ق::ال آخرون: اال تعبدوا إال الله و أحسنوا بالوالدين إحسانا، فزعموا ان الباء في و بالوال::دين من صلة المحذوف. اعني من أحسنوا. فجعل::وا ذل::ك من كالمين و اإلحس::ان ال::ذي أخ::ذ عليهم الميثاق بان يفعلوه الى الوال::دين م::ا ف::رض على امتثالهم::ا من فع::ل المع::روف، و الق::ول الجميل، و خفض جناح الذل رحمة بهم::ا، و التحنن عليهم::ا، و الرأف::ة بهم::ا، و ال::دعاء لهم::ا

بالخير، و ما أشبهه مما ندب الله تعالى الى الفعل بهما.

أي و بذي القربى ان تصلوا قرابة منهم، و رحمة. »و ذي القربى«و قوله:

اللغة:

و القربى مصدر على وزن فعلى من قولك: ق::رب م::ني رحم فالن قراب::ة، و ق::ربى و قرب::ابمعنى واحد.

______________________________.343( قائله عقيبة بن هبيرة األسدي، جاهلي اسالمي. الخزانة: 1)

( في المطبوعة »فعطت«2)

( في المطبوعة و المخطوطة »و قوله« على ما يظهر ان الناسخ زاد الواو ألنه لم يفهم3)معنى الكالم.

( في المطبوعة و المخطوطة »إذا« االلف ايضا زيادة من الناسخ.4)

329ص:

و اليتامى جمع يتيم: مثل أسير و أسارى. و يدخل في اليتامى الذكور منهم و اإلناث

المعنى:

و معنى ذلك: أخذنا ميثاق ب::ني إس::رائيل ب::ان ال تعب::دوا إال الل::ه وح::ده، دون م::ا س::واه من األنداد، و بالوالدين إحسانا و بذي القربى ان يص::لوا رحم::ه، و يعرف:وا حق::ه. و باليت:امى ان يتعطفوا عليهم بالرأفة، و الرحمة، و بالمساكين أن يوفوهم حقوقهم التي ألزمه::ا الل::ه في

أموالهم.

و المسكين هو المتخشع المتذلل من الفاقة و الحاجة و هو مفعيل من المس::كنة و هي ذلالحاجة و الفاقة.

اس حسنا«و قوله: فيه عدول الى الخطاب بعد الخ::بر على م::ا مض::ى الق::ول »و قولوا للن فيه. و قد ذكرنا اختالف القراء في حسنا و حسنا. و اختل::ف اه::ل اللغ::ة في الف::رق بينهم::ا

على احد وجهين:«1 »فقال بعض البصريين هو

أحدهما- أن يكون أراد بالحسن الحس::ن. و يك::ون لمعن::يين مث::ل البخ::ل و البخ::ل و ام::ا انن مص::در و الحس::ن ه::و الش::يء يكون جعل الحس::ن ه::و الحس::ن في التش::بيه، ألن الحس::

الحسن، فيكون ذلك: كقول القائل: انما انت أكل و شرب قال الشاعر:

«2 »تحية بينهم ضرب وجيعو خيل قد دلفت لها بخيل

فجعل التحية ضربا و قال آخر: بل الحسن هو االسم العام الجامع جميع مع::اني الحس::ن، و »و وص::ى بالوال::دين«3 »الحسن ه::و البعض من مع::اني الحس::ن، و ل::ذلك ق::ال تع::الى إذ

يعني بذلك انه وصاه بجميع معاني الحسن:«4 »وصينا اإلنسان بوالديه حسنا«

و قرئ في الشواذ: حسنى. ال يقرأ بها لشذوذها حكاها األخفش. و ذلك ال يج::وز ألن فعلى،و افعل ال يستعمل إال باأللف و الالم. نحو األحسن و الحسنى و األفضل

______________________________( في المطبوعة و المخطوطة )المصريين( و هو خطأ.1)

( قائله عمرو بن معديكرب.2)

. يقال دلفت الكتيبة الى الكتيبة في الحرب: أي تقدمت.54: 4الخزانة

( في المطبوعة و المخطوطة )إذا( بزيادة األلف و هو خطأ.3)

9( سورة العنكبوت: آية 4)

330ص:

ه تعالى: ذين أحسنوا الحسنى«و الفضلى قال الل «1 » »لل

و قول::وا للن::اسو روي عن أبي جعفر محمد ابن علي الب::اقر »ع« و عن عط::ا انهم::ا ق::اال:حسنا للناس كلهم.

»ه::لو عن الربيع بن انس قولوا للناس حس::نا: أي معروف::ا. و عن ابن الحنفي::ة ان::ه ق::ال: هي مسجلة للبر و الفاجر. يريد بمسجلها انها مرسلة. و منهمجزاء اإلحسان إال اإلحسان«

من قال: أمروا بان يقولوا لبني إسرائيل حسنا. قال ابن عباس يأمرون بأال اله اال الله، من:ه. ق:ال: و لم يقبلها و يرغب عنه:ا ح:تى يقوله:ا: كم::ا قالوه:ا. ف:ان ذل:ك قرب:ة لهم من الل الحسن ايضا من لين القول- من األدب الحسن الجميل- و الخلق الكريم و هو مما ارتض::اه

ه تعالى و أحبه. و قال ابن جريج: قولوا للناس حس::نا: أي ص::دقا في ش::أن محم::د«2» الل »و أقيم::وا»ص« و قال سفيان الثوري: مروهم بالمعروف، و انهوهم عن المنك::ر و قول::ه:

أدوها بحدودها الواجبة عليكم.الصالة«

كاة« معناه و أعطوها أهلها كما أوجبها عليكم. و الزكاة: ال::تي فرض::ها الله على»و آتوا الز بني إسرائيل. قال ابن عباس: كان فرض في أموالهم قربانا تهبط اليه نار فتحملها. و ك::ان

ذلك تقبله. و من لم تفعل النار به ذلك، كان غير متقبل.

و روي عنه أيضا ان المعني به طاعة الله و اإلخالص.

ون«و قول::ه: يتم إال قليال منكم و أنتم معرض:: ::ول ه تع::الى عن يه::ود ب::ني »ثم ت خ::بر من الل إسرائيل انهم نكثوا عهده، و نقضوا ميثاقه بعد ما أخذ ميثاقهم على الوفاء له، بان ال يعبدوا غيره، و بان يحسنوا إلى اآلباء و األمهات، و يصلوا األرحام، و يتعطفوا على األيتام، و يردواه بما أمرهم به، و يقيموا الصالة بحدودها، و يؤتوا زك::اة حقوق المساكين، و يأمروا عباد الله منهم، ف::وفى أموالهم، فخالفوا أمره في ذلك كله، و تولوا عنه معرضين إال من عصمه الله بعهده، و ميثاقه. و وصف هؤالء بأنهم قليل باالضافة الى من لم يؤمن. و ق::ال بعض:هم: لل

يتم إال قليال منكم، و أنتم معرضون«أراد : اليهود الذين كانوا على عهد رس::ول الل::ه »ثم تول)ص(. و عنى

______________________________26( سورة يونس: آية 1)

( في المطبوعة »ارتضا« بدون الهاء.2)

331ص:

بسائر اآلي::ة أس::الفهم، كأن::ه ذهب الى ان مع::نى الكالم: ثم ت::وليتم إال قليال منكم ثم ت::ولى سلفكم إال قليال منهم، ثم قال: و أنتم معاشر بقاياهم معرضون ايضا عن الميثاق الذي أخذ

يتم إال قليال منكم و أنتم معرضون(عليكم. و قال قوم: يلي قوله: خطاب لمن ك::ان )ثم تول بين ظهراني مهاجري رسول الله »ص« من يهود بنى إسرائيل، و ذم لهم بنقضهم الميثاق،

الذي أخذ عليهم في التوراة، و تبديلهم امر الله و ركوبهم معاصيه.

اس حسنا«و روي عن ابن عباس انه قال: قوله نسخ بقوله: »و قولوا للن

ه أو يقروا بالجزية. و ق::ال آخ::رون: ليس::ت منس::وخة لكن قاتلوهم حتى يقولوا ال إله إال الل أمروا بأن يقولوا حسنا في االحتجاج عليهم، إذا دعوا الى االيم::ان، و بين ذل::ك لهم. و ق::ال قتادة نسختها آية السيف. و الصحيح انها ليس::ت منس::وخة، و انم::ا ام::ر الل::ه تع::ال ب::القول

كالحسن في الدعاء اليه و االحتجاج عليه، كما ق::ال تع::الى لنبي::ه )ص( بيل رب »ادع إلى س::تي هي أحسن« و بين في آية اخرى، فقال:«1 »بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بال

::ر علم ه ع::دوا بغي وا الل ب ه فيس:: ::دعون من دون الل ذين ي وا ال ب و ليس االم::ر«2 »»و ال تس::بالقتال ناسخا لذلك، ألن كل واحد منهما ثابت في موضعه

[84(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

و إذ أخذنا ميثاقكم ال تسفكون دماءكم و ال تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أق::ررتم و أنتم(84تشهدون )

آية بال خالف

المعنى:

قد بينا فيم::ا مض::ى أن الميث::اق ه::و العه::د. و المع::نى في اآلي::ة: و اذك::روا إذ أخ::ذنا ميث::اق اسالفكم الذين كانوا في زمن موسى، و األنبياء الماضين )ع(، و انما أضاف اليهم لما كانوا

لهم على ما مضى القول فيه. و تقدير االعراب في هذه«3 »أخالفا

______________________________125( سورة النحل آية: 1)

.108( سورة االنعام آية: 2)

( هذه عبارة المخطوطة و في المطبوعة: »كانوا خالفا على«.3)

332ص:

اآلية مثل اآلية االولى سواء.

كمو اما سفك الدم، فانه صبه و إراقته. و معنى »ال تسفكون دماءكم و ال تخرج::ون أنفس:: النهي عن أن يقتل بعضهم بعضا، و كان في قتل الرج:ل منهم قت:ل نفس:ه إذامن دياركم«

كانت ملتهما واحدة، و دينهما واحد و كان اهل الدين الواحد في والية بعضهم بعضا بمنزل::ةرجل واحد. كما

انما المؤمنون في تعاطفهم و تراحمهم بينهم بمنزل::ة الجس::د الواح::د، إذاقال النبي )ص(:اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالحمى و السهر.

فهذا قول قتادة و أبي العالية. و يحتمل ان يكون المراد ال يقتل الرجل منكم غيره فيقاد به قصاصا. فيكون بذلك قاتال نفسه، ألنه كالسبب فيه و أضيف قتل ال::ولي إي::اه قصاص::ا الي::ه بذلك. كما يقال لرجل يعاقب لجناية جناها على نفسه: انت جنيت على نفسك. و فيه ق::ول

ثالث: و هو ان قوله: »أنفسكم« أراد به إخوانكم، ألنهم كنفس واحدة.

اي أق::ررتم ب::ذلك ايض::ا، و ب::ذلتموه من أنفس::كم، و »ثم أقررتم و أنتم تشهدون«و قوله:أنتم شاهدون على من تقدمكم باخذنا منهم الميثاق، و ما بذلوه من أنفسهم.

فذكر تعالى إق::رارهم و ش:هادتهم، ألن أخ:ذ الميث::اق ك:ان على أس:الفهم- و إن ك:ان الزم:ا للجميع، لتوكيد الحجة عليهم.- و قال بعض المفسرين: نزلت هذه اآلي::ة في ب::ني قريظ::ة و

النضير.

، و«1 »يقول: حرم الله في الكتاب ان تسفكوا دماءكم، اي ال تقتتلوا فيقتل بعضكم بعض::ا معناه ال تغلبوا »و ال تخرجون أنفسكم من دياركم«ال تتركوا أسيرا في يد اآلسرين ليقتلوه

هدون«احدا على داره، فتخرجوه، فقبلتم ذلك و أقررتم به. و هو أخذ الميث::اق »و أنتم تش::بذلك.

و اما النفس فمأخوذة من النفاسة، و هي الجالل::ة فنفس اإلنس::ان انفس م::ا في::ه. و ال::دار منزل االرتحال. و قال الخليل: كل«2 »هي المنزل الذي فيه ابنية المقام، بخالف

______________________________ ( في المخطوطة »ال تقلوا«. و عب::ارة المطبوع::ة هك::ذا: »ال يقتل::وا فيقت::ل بعض::كم و ال1)

تتركوا ...«.

( في المطبوعة »بجالل«.2)

333ص:

»ثمموضع حل فيه قوم فهو دار لهم- و ان لم يكن فيه ابنية. و قيل ايضا: إن معنى قول::ه: ان إقرارهم هو الرضاء به، و الصبر عليه: كما قال الشاعر:أقررتم و أنتم تشهدون«

اقر كاقرار الحليلة للبعلالست كليبيا إذ سيم خطة

يحتمل أمرين: »و أنتم تشهدون«و قوله:

أحدهما- و أنتم تشهدون على أنفسكم باإلقرار.

و الثاني- و أنتم تحضرون دماءكم و تخرجون أنفسكم من دياركم.

ه تعالى لليهود الذين كانوا بين ظهراني و حكي عن ابن عباس انه قال: ذلك خطاب من الل مهاجري رسول الله )ص( أيام هجرته اليهم موبخا لهم على تضييعهم احكام ما في أي::ديهم

ه تعالى لهم: يعني ب::ذلك أق::ر »ثم أقررتم«من التوراة التي كانوا يقرون بحكمها. فقال الل أولكم و سلفكم و أنتم تشهدون على إقرارهم، بأخذ الميثاق عليهم بان ال يسفكوا دماءهم، و ال يخرجوا أنفسهم من ديارهم، و يصدقوا ب::ان ذل::ك ح::ق من ميث::اقي عليكم. و ق::ال اب::و العالية: ذل::ك خ::بر من الله عن أوائلهم. و لكن::ه اخ::رج الخ::بر مخ::رج المخاطب::ة عنهم على

اي و أنتم شهود. »و أنتم تشهدون«النحو الذي وصفناه في سائر اآليات.

[85(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

::اإلثم و ثم أنتم هؤالء تقتلون أنفسكم و تخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بم عليكم إخراجهم أ فتؤمنون ببعض الكتاب العدوان و إن يأتوكم أسارى تفادوهم و هو محر::وم القيام::ة خ::زي في الحي::اة ال::دنيا و ي و تكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إال

ه بغافل عما تعملون ) (85يردون إلى أشد العذاب و ما الل

آية بال خالف.

334ص:

القراءة:

قرأ اهل الكوفة تظاهرون هاهنا، و في التحريم بتخفيف الظاء. الباقون بالتش::ديد فيهم::ا. و قرأ حمزة »أسرى« بفتح الهمزة، و سكون السين بغير الف بعدها. و ق::رأ اه::ل المدين::ة، و

عاصم، و الكسائي، و يعقوب )تفادوهم( بضم التاء و بألف.

يحتمل وجهين: »ثم أنتم هؤالء«و قوله

أحدهما- ان يكون أريد به ثم أنتم يا هؤالء فترك يا استغناء، لدالل:ة الكالم علي:ه: كم:ا ق:ال: و معنى الكالم ثم أنتم يا معش::ر يه::ود ب::ني إس::رائيل بع::د«1 »»يوسف: أعرض عن هذا«

إقراركم بالميثاق الذي أخذته عليكم: أال تسفكوا دماءكم، و ال تخرجوا أنفسكم من دياركم، و بعد شهادتكم على أنفسكم بذلك انه حق الزم لكم الوفاء به تقتلون أنفسكم و تخرج::ون

فريقا منكم من ديارهم متعاونين عليهم في إخراجكم إياهم باإلثم، و العدوان.

و التعاون هو التظاهر، و انما قيل للتعاون: التظاهر، لتقوية بعضهم ظهر بعض.

فهو تفاعل من الظهر. و هو مساندة بعضهم ظهره الى ظهر بعض. قال الشاعر:

على واحد ال زلتم قرن واحدتظاهرتم أشباه نيب تجمعت

ه ه::و م::واله«و منه قوله تعالى: ::ة بع::د و قوله«2 » »و إن تظاهرا عليه فإن الل »و المالئك و قوله:«4 » »و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا« و قوله:«3 »ذلك ظهير«

ه ظهيرا« و قوله:«5 »»سحران تظاهرا« و يقال: اتخذ مع::ك«6 » »و كان الكافر على رب نفرا و نفرين ظهيرين يعني ع:دة، و الوج:ه اآلخ:ر أن يك:ون معن::اه: ثم أنتم الق:وم تقتل:ون أنفسكم فيرجع الى الخ::بر عن )أنتم( و ق::د اع::ترض بينهم و بين الخ::بر عنهم )ه::ؤالء( كم::ا تقول العرب: انا ذا أقوم، و انا ذا أجلس. و لو قيل أن::ا ه::ذا يجلس لك::ان ص::حيحا. و ك::ذلك

تنبي::ه، و »ثم أنتم هؤالء« قوله:«7 »انت ذاك تقوم، و قال بعض النحويين: ان هؤالء ]في[توكيد ألنتم. و زعم أن أنتم: و ان كان كناية عن

______________________________.30( سورة يوسف: آية 2، 1)

.4( سورة التحريم: آية 3)

88( سورة اإلسراء: آية 4)

.48( سورة القصص: آية 5)

55( سورة الفرقان: آية 6)

( زودنا )في( ليتم المعنى7)

335ص:

اسماء جميع المخاطبين فإنما جاز ان يؤكد به::ؤالء. و أوالء يك::نى به::ا عن المخ::اطبين كم::اقال خفاف بن ندبة:

«1 »تبين خفافا انني انا ذلكاأقول له و الرمح يأطر متنه

::ة«يريد انا هو، و كما ق::ال ب ::ريح طي ::ك و ج::رين بهم ب ى إذا كنتم في الفل و اإلثم«2 ». »حتقيل معناه: هو ما تنفر منه النفس و لم يطمئن اليه القلب. و منه

، حين س::أله عن ال::بر و اإلثم، فق::ال )ص(: ال::بر م::اق::ول الن::بي )ص( لن::واس بن س::معاناطمأنت اليه نفسك و اإلثم ما حك في صدرك.

ما يستحق عليه الذم، و هو األصح.«3 »و قال قوم: معنى اإلثم

و العدوان مجاوزة الحق. و قال قوم: هو االفراط في الظلم. و اسرى جمع أسير و أسارى جمع اسرى. كما قالوا: مريض و مرض::ى و ج:ريح و ج:رحى و كس:ير و كس:رى. ه:ذا ق:ول المفضل بن سلمة قال ابو عمرو بن العالء: األسارى هم الذين في الوثاق و األسرى ال::ذين

في اليد. و ان لم يكونوا في الوثاق.

و معنى تفادوهم أو تفدوهم: طلب الفدية من األس::ير ال::ذي في أي::ديهم من أع::دائهم ق::الالشاعر:

و قومك ما أرى لهم اجتماعاقفي فادي أسيرك إن قومي

ه تعالى توبيخا لهم في فعل ما حرم و كان هذا محرما عليهم- و ان كان مباحا لنا- فذكر الل عليهم. و قال آخرون: انه افتداء األسير منهم إذا اسره أعداؤهم. و هذا مدح لهم ذكره من

بعد ذمهم انهم خالفوه في سفك الدماء، و تابعوه في افتداء

______________________________الكتاب.51:: 1 و قد مر في 134:: 16،: 135،: 134:: 13،: 329:: 2( االغاني 1) من هذا

قال هذا في مقتل ابن عمه معاوية بن عمرو: أخي الخنساء. أقول له: أي لمالك ابن حم::ارالذي مر ذكره في البيت السابق و هو:

فعمدا على عين تيممت مالكافان تك خيلي قد أصيب صميمها

واطر الشيء: ان تقبض على احد طرفي الش::يء ثم تعوج::ه، و تعطف::ه و تثني::ه. و أراد انحر الطعنة جعله منثني من المها ثم ينثني ليهوي صريعا إذ أصاب الرمح مقتله.

في المطبوعة )ناظر فنه( بدل )يأطر متنه( و هو تحريف.

.22( سورة يونس آية 2)

( في المخطوطة و المطبوعة )االسم(3)

336ص:

و »أ فتؤمنون ببعض الكتاب و تكف::رون ببعض«األسرى استشهادا على هذا الباطل بقوله: قال ق:وم: الف:رق بين تف:دوهم و تف:ادوهم، ان تف:دوهم ه:و افتك:اك بم:ال و تف:ادوهم ه:و افتكاك األسرى باألسرى. و اختلفوا فيمن عنى بهذه اآلية فروى عكرمة عن ابن عباس انه

الى قوله: و العدوان أي اهل الشرك، حتى يس::فكوا »ثم أنتم هؤالء تقتلون أنفسكم«قال:دماءهم معهم، و يخرجوهم من ديارهم معهم قال:

ه بذلك من فعلهم، و قد حرم عليهم في التوراة س::فك دم::ائهم، و اف::ترض عليهم انبأهم الل و انهم حلف::اء الخ::زرج. و«1 »فيها فداء اسراهم. و كانوا فريقين: طائفة منهم بنو قينق::اع

حلفاء النضير و قريظة، و انهم حلفاء األوس. و كانوا إذا كانت بين األوس و الخزرج ح::رب مع الخزرج، و خرجت بنو النضير و قريظة م::ع األوس، يظ::اهر ك::ل«2 »خرجت بنو قينقاع

فريق حلفاءه على إخوانه، حتى يتسافكوا دماءهم بينهم و بأيديهم التوراة، يعرفون منها م::ا عليهم و لهم. و األوس و الخزرج اهل شرك يعبدون األوثان و ال يعرفون جنة و ال ن::ارا، و ال قيامة و ال كتابا، و ال حالال و ال حراما، فإذا وضعت الحرب أوزارها افت::دوا اس::راهم تص::ديقا

اسراهم في اي::دي األوس،«3 »لما في التوراة، و أخذا به يفتدي بنو قينقاع من كان )من( و يفتدي بنو النضير و قريظة ما كان في ايدي الخزرج. و يطلبون ما أص::ابوا من ال::دماء، و::ه تع::الى حين ما قتلوا من قتلوا منهم، فيما بينهم مظاهرة أله::ل الش::رك عليهم. يق::ول الل

أي تف:ادونهم بحكم الت:وراة و »أ فتؤمنون ببعض الكت:اب و تكف:رون ببعض؟«انبأهم بذلك: عليه من يش::رك بالل::ه و يعب::د«4 »في حكم التوراة ان ال يقتل و يخرج من داره و يظاهر

األوثان من دونه- ابتغاء عرض الدنيا- ففي ذلك من فعلهم مع األوس و الخزرج نزلت ه::ذهالقصة. و ذكر فيه اقوال اخر تزيد و تنقص ال فائدة في ذكرها، معناها متقارب لما أوردناه.

::ون ببعض الكت::اب وو قوله م عليكم إخ::راجهم أ فتؤمن »يأتوكم أسارى تفادوهم و هو مح::رتكفرون ببعض«

______________________________( في المخطوطة و المطبوعة )قيقاع( و هو خطأ.2، 1)

( زدنا )من( ألنه ال يتم المعنى بدونها.3)

( في المخطوطة و المطبوعة )ان ال يقتل و يخرجونه من و تظاهر ..(.4)

337ص:

القصد بذلك توبيخهم و تعنيفهم على سوء أفعالهم: فقال:

فكون دم::اءكم و ال تخرج::ونثم أنتم بع::د إق::راركم بالميث::اق ال::ذي أخذت::ه عليكم: »ال تس::كم من دي::اركم« تقتل::ون أنفس::كم يع::ني يقت::ل بعض::كم بعض::ا. و أنتم م::ع قتلكم منأنفس::

تقتل::ون منكم. إذا وج::دتم اس::يرا منكم في اي::دي غ::يركم من أع::دائكم تف::دونهم. و يخ::رج بعضكم بعضا من ديارهم، و قتلكم إياهم و إخ::راجكم إي::اهم من دي::ارهم ح::رام عليكم كم::ا حرام عليكم تركهم اسرى في ايدي عدوكم. فكيف تستجيزون قتلهم و ال تستجيزون ت::رك فدائهم. و تستجيزون قتلهم و هما جميعا في الالزم لكم من الحكم فيهم س::واء، ألن ال::ذي ح::رمت عليكم من قتلهم و إخ::راجهم من دورهم نظ::ير ال::ذي ح::رمت عليكم من ت::ركهم

الذي فرض::ت عليكم في::ه فرائض::ي و »أ فتؤمنون ببعض الكتاب«اسرى في ايدي عدوهم. بينت لكم فيه حدودي، و أخ::ذت عليكم بالعم::ل بم::ا في::ه ميث::اقي، فتص::دقون ب::ه فتف::ادون اسراكم من ايدي عدوكم، و تكفرون ببعضه فتجحدون::ه فتقتل::ون من ح::رمت عليكم قتل::ه، من اه::ل دينكم و من ق::ومكم، و تخرج::ونهم من دي::ارهم و ق::د علمتم ان في الكف::ر منكم

ببعضه نقضا منكم في عهدي و ميثاقي.

فالخزي: »فما جزاء من يفعل ذلك منكم إال خزي في الحياة الدنيا«و قوله:

يع::ني في عاج::ل ال::دنيا »في الحياة ال::دنيا«الذل، و الصغار يقال خزي الرجل يخزى خزيا.ه بم::ا س::لف منهم من المعص::ية فق::ال قبل اآلخرة. ثم اختلفوا في الخزي الذي خ::زاهم الله الذي أنزل::ه على نبي::ه )ص( من أخ::ذ القات::ل بم::ا قت::ل، و الف:ود ب::ه بعضهم: ذلك حكم الل

قصاصا، و االنتقام من الظالم للمظلوم.

و قال آخ::ر: ب::ل ذل::ك ه::و الجزي::ة منهم- م::ا أق::اموا على دينهم- ذل::ة لهم و ص::غارا و ق::ال آخرون: الخزي الذي خزوا به في الدنيا إخ::راج رس::ول الله )ص( ب::ني النض::ير من دي::ارهم

ألول الحشر. و قيل: مقاتلة بني قريظة و سبي ذراريهم.

::ردونو كان ذلك خزيا في الدنيا و في اآلخرة عذاب عظيم و معنى قوله: ::وم القيام::ة ي »يهإلى أشد العذاب« أي أسوء العذاب، يعني بعد الخزي الذي يحل بهم في الدنيا ي::ردهم الل

الى أشد العذاب- الذي أعده الله ألعدائه.

338ص:

و قال بعضهم: يردهم يوم القيامة الى أشد العذاب، يع::ني أش::د من ع::ذاب ال::دنيا- و االول أقوى: انه من أشد العذاب يعني أشد جنس العذاب. و ذل::ك يقتض::ي العم::وم و ال يخص إال

بدليل.

ه بغافل عما تعملون«و قوله: . منهم من قرأ بالياء، رده الى من أخبر عنهم. »و ما الل

»فما ج::زاء من يفع::لو من قرأ بالتاء، رده الى المواجهين بالخطاب. و الياء أقوى، لقوله:.ذلك«

::ردون«و قول::ه: ::وم القيام::ة ي ::ون ببعض ف::الرد الى ه::ذا أق::رب من قول::ه: »و ي »أ فتؤمن فاتباع األقرب أولى من إلحاقه باألول. و الكل حسن. و المع::نى و م::ا الل::ه بس::اهالكتاب«

عن أعمالهم الخبيثة بل هو محص لها و حافظ لها حتى يجازي عليها.

فان قيل: ظاهر اآلية يقتضي ان يصح االيمان ببعض األشياء، و ان كفروا ب::البعض اآلخ::ر، و ذلك مناف لمذهبكم في االرجاء و الموافاة. ألن المعنى في ذلك إظهار التص::ديق ب::البعض، و المنع بالتصديق بالبعض اآلخر. و يحتمل ان يكون المراد ان ذلك على ما يعتقدونه، ألنكم

إذا اعتقدتم جميع ذلك ثم عملتم ببعضه دون بعض، فكأنكم آمنتم ببعضه دون بعض.

[86(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ذين اشتروا الحياة الدنيا باآلخرة فال يخفف عنهم العذاب و ال هم ينصرون ) (86أولئك ال

آية بال خالف.

المعنى:

قوله: »أولئك« إشارة الى الذين اخبر عنهم يؤمنون ببعض الكتاب، فيف::ادون أس::اراهم من اليهود، و يكفرون ببعض فيقتلون من حرم الله عليهم قتله من اهل ملتهم، و يخرج::ون منه إخراجه. هم الذين اشتروا رياسة الحي::اة ال::دنيا. و معن::اه ابتاعوه::ا على داره من حرم الل

الضعفاء و اهل الجهل و الغباء منهم. و انما وصفهم

339ص:

ه ع::ز و ج::ل فيه::ا عوض::ا بأنهم اشتروا الحياة الدنيا باآلخرة، ألنهم رضوا بالدنيا بكفرهم بالل من نعيم اآلخ::رة ال::ذي أع::ده الل::ه للمؤم::نين. فجع::ل ت::ركهم حظ::وظهم من نعيم اآلخ::رةه ان::ه ال ح::ظ لهم في نعيم ه ثمنا لما ابت::اعوه من خس::يس ال::دنيا بم::ا اخ::بر الل بكفرهم بالل

اآلخرة، و ان لهم في اآلخرة عذابا غير مخفف عنهم فيها العقاب. و قوله:

ه تعالى»و ال هم ينصرون« أي ال ينصرهم احد في اآلخرة فيدفع عنهم بنصرته عذاب الل

[87(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

دناه نات و أي سل و آتينا عيسى ابن مريم البي و لقد آتينا موسى الكتاب و قفينا من بعده بالر ::ذبتم و فريق::ا ما جاءكم رسول بما ال تهوى أنفسكم استكبرتم ففريق::ا ك بروح القدس أ فكل

(87تقتلون )

آية بال خالف.

القراءة:

قرأ أهل الكوفة الرسل مثقل في جمي::ع الق::رآن. و ق::رأ ابن كث::ير الق::دس بس::كون ال::دالحيث وقع. الباقون بتثقيلها،

المعنى:

أنزلناه اليه و أعطيناه. و الكتاب الم:راد ب:ه الت:وراة. و »آتينا موسى الكتاب«و معنى قوله قوله »و قفينا« معناه و اردفنا، و اتبعنا بعضه خلف بعض، كما يقفو الرجل الرجل: إذا سار في اثره من ورائه و أصله من القفا. يقال فيه قفوت فالنا إذا صرت خلف قفاه. كما يق::ال

دبرته إذا صرت في دبره قال امرؤ القيس:

«1 »فمر العشى البارد المتحصبو قفى على اثارهن بحاصب

سل«و معنى قوله: من بع::د موس::ى. و الم::راد بالرس::ل األنبي::اء، و هم جم::ع رس::ول »بالريقال: رسول و رسل، كما يقال: رجل صبور و قوم صبر. و رجل شكور، و قوم

______________________________ . و روايت::ه )فقفي( ب::دل وقف::ا و عج::زه و غيب::ة ش::ؤبوب من الش::د ملهب و38( ديوانه 1)

العجز الموجود أعاله غير موجود في ديوان امرئ القيس.

340ص:

اتبعنا بعضهم بعض::ا على منه::اج واح::د، و ش::ريعة واح::دة، ألن »قفينا«شكر. و المعنى في كل من بعثه الله نبيا بعد موسى الى زمن عيسى بن مريم )ع( فإنما بعثه باقامة الت::وراة و

ل«العمل بما فيها و الدعاء الى ما فيها، فلذلك، قال س:: يع::ني على: »و قفينا من بعده بالرمنهاجه و شريعته.

نات«و قوله: أعطينا عيسى بن مريم الحجج و ال::دالالت على »و آتينا عيسى ابن مريم البي نبوته من احياء الم::وتى و إب::راء األكم::ه و األب::رص و نح::و ذل::ك من اآلي::ات ال:تي دلت على

صدقه و صحة نبوته.

دناه بروح القدس«و قوله: أي قويناه و أعناه. يقال منه ايدك الله، أي ق::واك الل::ه. و »و أيهو رجل ذو أيد و ذو إياد أي ذو قوة و منه قول العجاج:

يعني بقوة شبابي قوة الشيب قال الشاعر:«1 »من ان تبدلت بآدي آدا

«2 »بالكسر ذو جلد و بطش أيدان القداح إذا اجتمعن فرامها

يعنى بااليد القوي قال قتادة و السدي و الضحاك و الربيع: روح الق::دس ه::و جبرائي::ل )ع(.ه كم::ا قال: ابن زيد أيد الله عيسى باإلنجيل روحا كم::ا جع::ل الق::رآن روح::ا كالهم::ا روح الل

::ك روح::ا من أمرن::ا«قال: . و روى الض::حاك عن ابن عب::اس ان ال::روح: »و كذلك أوحينا إلياالسم الذي كان يحيي بن الموتى. و أقوى األقوال قول من قال:

ه تعالى أيد عيسى به كما ق::ال تع::الى ::رهو جبرائيل )ع( ألن الل ى ابن م::ريم اذك »ي::ا عيس::اس في المه::د و كهال و إذ م الن ::روح الق::دس تكل دتك ب ::ك و على وال::دتك إذ أي نعمتي علي

وراة و اإلنجيل« متك الكتاب و الحكمة و الت فأخبر انه أيده به فل::و ك::ان الم::راد ب::ه«3 »عله تعالى جبرائيل روحا و اضافه الى القدس، ألن::ه اإلنجيل لكان ذلك تكرارا. و انما سمي الل كان بتكوين الله روحا من عنده من غير والدة والد ولده. و قال قوم سمي روحا ألن::ه ك::ان

بمنزلة األرواح لألبدان تحيى بما يأتي به من

______________________________( اللسان )أيد( و البيت الذي بعده: لم يك ينآد فأمسى انآدا. و في المطبوعة باد آذا1)

. قائله عبد الله بن عبد األعلى.104: 3( مروج الذهب 2)

.113( سورة المائدة آية 3)

341ص:

البينات. و قال آخرون: سمي بذلك، ألن الغالب على جسمه الروحانية لرقته و كذلك سائرالمالئكة و انما خص به تشريفا و التقديس و التطهير و القدس: الطهر و قال السدي:

»ح::قالقدس ها هنا البركة يقال: قدس عليه: برك عليه. و يكون اضافته الى نفسه كقولهه، و أيده بروحه، و احتجاليقين« و قال الربيع: القدس الرب. و قال ابن زيد القدس هو الل

::ك الق::دوس«بقوله . و ق::ال الق::دوس و الق::دس واح::د. و روي عن ابن عب::اس ان »الملالقدس الطاهر و قال الراجز:

ه العلى القادس الحمد لل

و قال رؤبة:

دعوت رب القوة القدوسا

و قوله: ::ذبتم و فريق::ا تكبرتم ففريق::ا ك كم اس:: ول بم::ا ال ته::وى أنفس:: ما جاءكم رس:: »أ فكل فالخطاب بذلك متوجه الى يهود بني إس::رائيل و كأن::ه ق::ال: ي::ا معش::ر يه::ود ب::نيتقتلون«

إسرائيل لقد أتينا موسى التوراة و تابعنا من بعده الرس::ل إليكم و أتين::ا عيس::ى ابن م::ريم الحجج و البينات إذ بعثناه إليكم و أيدناه بروح القدس و أنتم كلما جاءكم رسول من رسلي بغير الذي تهواه أنفسكم استكبرتم عليكم تجبرا و بغيا و كذبتم منهم بعضا و قتلتم بعضا، و

ظاهر الخطاب و ان كان خرج مخرج التقدير فهو بمعنى الخبر.

[88(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه بكفرهم فقليال ما يؤمنون ) (88و قالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الل

آية واحدة.

القراءة:

القراء المعرفون على تسكين الالم من قوله غلف. و قال ابن محيص غلف بضم الالم

المعنى:

و روي عن ابن عباس ذلك فمن قرأ بالتسكين قال: معنى غلف الواحد منها

342ص:

اغلف و غلف مثل احمر و حمر فكأنهم قالوا: قلوبنا أوعية فلم ال تعي ما تأتينا به قالوا كما::ك حج::اب« ::ه و في آذانن::ا وق::ر و من بينن::ا و بين ة مما تدعونا إلي أي ال»قالوا قلوبنا في أكن

تفقه ألنها في حج:اب. و من:ه يق:ال للرج:ل ال:ذي لم يختن اغل:ف و الم:رأة غلف:اء و يق:ال للسيف إذا كان في غالف اغلف و قوس غلفاء: و جمعها غلف و ك::ذلك ك::ل لغ::ة على وزن افعل للذكر و األنثى فعالء يجمع على فعل مضمومة االول ساكنة الثاني نحو احم::ر و حم::ر و اصفر و صفر فيك:ون ذل:ك جمع:ا للت::ذكير و الت::أنيث و ال يج:وز ثقي:ل عين الفع:ل إال في

ضرورة الشعر. قال طرفه:

«1 »جردوا منها ورادا و شقرايها الفتيان في مجلسنا

فحرك لضرورة الشعر. و من قرأ )غلف( مثقال ق::ال: ه::و جم::ع غالف مث::ل مث::ال و مث::ل و حمار و حمر. فيكون معناه إن قلوبنا اوعية للعلم فم::ا باله::ا ال تفهم، و هي اوعي::ة للعلم. و

ل. و ق::ال عكرم::ة غل::ف: أي«2 »يجوز ان يكون التسكين عين التثقيل ل و رس:: مث::ل رس:: عليها طابع. و المعنى عندنا ان الله اخ::بر ان ه:ؤالء الكف::ار ادع:وا ان قل::وبهم ممنوع:ة من

ه ردا عليهم ه منعهم من ذلك، فقال الل ه بكفرهم«القبول و ذهبوا الى ان الل »بل لعنهم الله، من أي انهم لم::ا كف::روا ف::الفوا كف::رهم و اش::تد إعج::ابهم ب::ه و محبتهم إي::اه، منعهم الل االلطاف و الفوائد- ما يؤتيه المؤمنين ثوابا على ايمانهم و ترغيبا لهم في ط::اعتهم، و زج::ر الكافرين عن كفرهم، ألن من سوى بين المطيع و العاصي له، فقد أساء اليهما. و في اآلية رد على المجبرة ايضا، ألنهم قالوا: مثل ما يقول اليه::ود من أن على قل::وبهم م::ا يمن::ع منه تع::الى في ذل::ك ب::أن لعنهم و ذمهم. ف::دل على االيمان و يحول بينهم و بينه، و ك::ذبهم الل أنهم كانوا مخطئين، كما هم مخطئون. و قال ابو علي الفارسي: ما ي::درك ب::ه المعلوم::ات

»أ فالمن الح::واس و غيره:ا، إذ اذك::ر بان:ه ال يعلم وص::ف ب::ان علي::ه مانع:ا كقول:ه تع::الى:رون القرآن أم على قلوب أقفالها« .«3 »يتدب

فان الفعل لما كان مانعا من الدخول الى المقفل عليه شبه القلوب به. و مثله قوله:

______________________________ ( ديوانه اشعار الستة الج::اهليين. ج::ردوا ق::دموا للف::ارة. و تج::رد الف::رس تق::دم الحلب::ة1)

فخرج منها. وراد جمع ورد )فتح فسكون( و هو من الخيل بين الكميت و األشقر.

( هذه عبارة المخطوطة و في المطبوعة سقط.2)

.24( سورة محمد آية 3)

343ص:

رت أبصارنا« ::ري« و قوله:«1 »»سك ذين ك::انت أعينهم في غط::اء عن ذك و مثله«2 » »الم بكم« و قول::ه:«3 »»بل هم منها عم::ون« . ألن العين إذا ك::انت في غط::اء لم«4 » »ص::

ينفذ شعاعها فال يقع بها ادراك، فكأن شدة عنادهم يحملهم على رفع المعلومات.

ه فالن::ا يلعن::ه لعن::ا. فه::و ملع::ون، ثم يص::رف و اللعن هو اإلقص::اء و االبع::اد. يق::ال: لعن اللمفعول الى فعيل، فيقال: هو لعين. كما قال الشماخ بن ضرار:

«5 »مقام الذئب كالرجل اللعينذعرت به القطا و نفيت عنه

::ه(أي المبعد. فصار معنى اآلية قالت اليهود: ::دعونا إلي ة مما ت محم::د )ص(. )قلوبن::ا في أكنه: ليس ذلك كما زعم:وا و لكن::ه تع:الى أقص:اهم و أبع:دهم عن رحمت::ه و ط:ردهم فقال الل

عنها، لجحودهم به و برسله.

»فقليال ما قال قتادة: قيل منهم من يؤمن. و قال قوم: »فقليال ما يؤمنون«و قوله تعالى: أي ال يؤمنون إال بقليل مما في أي::ديهم. و ال::ذي نقول::ه ان مع::نى اآلي::ة ان ه::ؤالءيؤمنون«

ه تعالى قليلوا االيمان بما أنزله الله تعالى على نبيه محم::د )ص( و ل::ذلك الذين وصفهم الل نصب قوله )قليال( ألنه نصب على نعت المص:در الم::تروك. و تق::ديره لعنهم الل::ه بكف::رهم، فإيمانا قليال يؤمنون. و لو ك::ان االم::ر على م::ا ق::ال قت::ادة، لك::ان القلي::ل مرفوع::ا، و ك::ان

»فبماتقديره فقليل ايمانهم. و قال قوم من اهل العربية: ان ما زائدة ال معنى لها. كقوله:ه لنت لهم« و تقدير الكالم: قليال يؤمنون، و انشد بيت مهلهل«6 »رحمة من الل

«7 »ضرج ما انف خاطب بدملو بأبانين جاء يخطبها

يعني ضرج انف خاطب. و ما زائدة. و قال قوم: ذلك خطأ في اآلية و في البيت و ان ذل::كمن المتكلم على ابتداء الكالم بالخبر عن عموم جميع األشياء إذا كانت

______________________________15( سورة الحجر: آية 1)

102( سورة الكهف: آية 2)

66( سورة النحل آية: 3)

.17( سورة البقرة آية 4)

. في المطبوعة و المخطوطة )دعوت( بدل ذعرت.92( ديوانه: 5)

.159( سورة آل عمران آية 6)

. و روايته )خضب( بدل )ضرج( و في المطبوعة و المخطوطة )بانين( و68: 2( الكامل 7)مع ذلك غير منقطة. ابانان: ابان األسود و ابان األبيض.

344ص:

)ما( كلمة تجمع كل األشياء، ثم تخص بعض ما عمته، فإنه:ا ت:ذكر بع:دها. و في الن:اس من ، ألنه كان معهم بعض االيمان من التصديق بالله و بصفاته، و غير »فقليال ما يؤمنون«قال:

ذلك مما كان فرضا عليهم، و ذل::ك ه::و القلي::ل باالض::افة الى م::ا جح::دوا ب::ه من التص::ديقبالنبي )ص( و ما جاء به. و الذي يليق بمذهبنا ان نقول:

كما يقول القائل: »فقليال ما يؤمنون«إنه لم يكن معهم ايمان اصال، و انما قال:

قل ما رأيت هذا ق::ط. و روي عنهم س::ماعا:- اع::ني الع::رب- م::ررت ببل::د ق::ل م::ا ينبت إالالكراث و البصل. يريدون ما ينبت إال الكراث و البصل.

[89(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ذين تفتحون على ال :ل يس: ه مصدق لم:ا معهم و ك:انوا من قب و لما جاءهم كتاب من عند الله على الكافرين ) (89كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الل

آية بال خالف.

المعنى:

التقدير: و لما جاء اليهود من بني إسرائيل الذين وصفهم الله، كتاب من عند الله يع::ني ب::ه القرآن الذي أنزله على محمد )ص( و اش:تقاق الكت::اب من الكتب، و ه:و جم:ع كتب:ة و هي الخرزة. و كلما ضممت بعضه الى بعض، فقد كتبته. و الكتيبة من الجيش من هذا االنضمام

بعضها الى بعض.

من الكتب التي أنزلها الله قبل القرآن من الت::وراة و اإلنجي::ل »مصدق لما معهم«و قوله: لما في الت::وراة و اإلنجي::ل، و االخب::ار ال::تي فيه::ا. و »مصدق لما معهم«و غيرهما. و معنى

يحتمل ان يكون المراد: مصدق بان التوراة و اإلنجيل من عند الله.

و مصدق رفع، ألنه نعت الكتاب. و لو نصب على الحال، لكان جائزا، لكن لم يقرأ به.

ذين كفروا«و قوله: . قال ابو عبيدة معناه يستنصرون. »و كانوا من قبل يستفتحون على القال ابن عباس: إن اليهود كانوا يستنصرون على األوس الخزرج

345ص:

برسول الله )ص( قبل مبعثه فلما بعثه الله في الع::رب، فق::ال لهم مع::اذ بن جب::ل و بش::ير ابن معرور: يا معشر اليهود اتقوا الله و اسلموا فق::د كنتم تس::تفتحون علين::ا بمحم::د ص::لىه عليه و آله و نحن اهل الشرك، و تخبرونا بانه مبع::وث. فق::ال لهم س::الم بن مثكم: م::ا الل

جاء بشيء، و ما هو بالذي كنا نذكر لكم. فانزل الله ذلك. و قال قوم:

يستحكمون ربهم على كفار العرب. كما قال الشاعر: »يستفتحون«معنى

«1 »فاني عن فتاحتكم غنيأال أبلغ بني عصم رسوال

اي محاكمتكم. و قال قوم: معناه يستعلمون من علم::ائهم ص::فة ن::بي يبعث من الع::رب، وكانوا يصفونه. فلما بعث أنكروه.

دق لم:ا معهم«و اما جواب قوله: ه مص: فق:ال ق::وم: ت::رك »و لما جاءهم كتاب من عند الل::ه الجب::ال أوجوابه استغناء بمعرفة المخاطبين. معناه كما ق::ال: رت ب ي ::و أن قرآن::ا س:: »و ل

م به الم::وتى« «2 »قطعت به األرض أو كل ف::ترك الج::واب، و ك::ان تق::ديره و ل::و ان قرآن::ا سوى هذا القرآن سيرت به الجبال، او قطعت به األرض، او كلم به الم::وتى لس:يرت به:ذا.

»فلما ج::اءهمترك ذلك لداللة الكالم عليه و كذلك اآلية الجواب فيها محذوف لداللة قول::ه: »و لما ج::اءهم كت::اب من جواب لقول::ه: )كفروا( و قال آخرون: قوله:ما عرفوا كفروا به«

ه مصدق لم::ا معهم« »فإما. و نظ::يره قول::ه: »فلما ج::اءهم م::ا عرف::وا«. و لقول::ه:عند الل::ون« ي هدى فمن تبع هداي فال خوف عليهم و ال هم يحزن كم من فص::ار قول::ه: فال«3 »يأتين

كم«خوف عليهم و ال هم يحزنون جوابا لقوله: ::ع ه::داي«، و لقول::ه: »فإما يأتين ، و »فمن تب مثله في الكالم قولك ما هو إال ان ج::اءني فالن، فلم::ا ان قع::د وس::عت ل::ه، فص::ار قول::ك: وسعت له جوابا لقولك: ما هو إال ان جاءني، و لقولك: فلما ان قعد. و جاء االول للكت::اب و

ه على الكافرين(جاء الثاني- قيل: إنه- للرسول، فلذلك كرر. و قوله: )فلعنة الل

______________________________( قائله األشعر الجعفي. اللسان )فتح( و روايته:1)

فانى عن فتاحتكم غنيأال من مبلغ عمرا رسوال

33( سورة الرعد آية: 2)

.38( سورة البقرة آية: 3)

346ص:

فقد بينا فيما مضى، معنى اللعنة، و معنى الكفر فال وجه إلعادته. و قد مضى الجواب عمنه تع::الى يستدل بمثل ذلك على ان الكافر قد يك::ون عالم::ا ببعض األش::ياء ال::تي أوجبه::ا الله فال يج::وز ان يكف::ر و ان بخالف م::ا ي::ذهب الي::ه اص::حاب المواف::اة، و ان من ع::رف الل::ه و كث::يرا مم::ا وجب عليهم، المعتمد على ذلك: ان نقول: ال يمتنع ان يكونوا قد عرف::وا الل لكن لم يكن وقع نظرهم على وجه يستحقون به الثواب، الن ذلك هو الممن::وع من::ه، و ق::د بينا ايضا صفة من يتعلق بذلك من اصحاب الضرورات، ألن غاية ما في ذلك ان القوم كانوا عارفين فجحدوا ما عرفوا، و ليس يمتنع ان يكونوا عارفين استدالال ثم جح::دوا: فالض::رورة

لم يجر لها ذكر.

[90(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

له على من ه من فض:: ل الل ::ز ه بغي::ا أن ين ::زل الل بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بم::ا أن(90يشاء من عباده فباؤ بغضب على غضب و للكافرين عذاب مهين )

اللغة و االعراب:

أصل بئس: بئس من البؤس: فأسكنت الهمزة و نقلت حركتها الى الباء.

كم:ا ق:الوا في ظللت ظلت، و كم::ا قي:ل للكب:د كب:د، فنقلت حرك:ة الب::اء الى الك:اف، لم:ا سكنت الباء. و يحتمل ان تكون بئس. و ان كان أصلها بئس من لغة من ينقل حرك::ة العين من فعل الى الفاء إذا كانت عين الفع::ل اح::د ح::روف الحل::ق الس::تة. كم::ا ق::الوا في لعب: لعب. و في سئم سيم، و هي لغة تميم. ثم جعلت دالل::ة على ال::ذم و الت::وبيخ و وص::لت ب

تفس::ير »أن يكف::روا«)ما(. و اختلفوا في )ما( فقال قوم من البصريين: هي وحدها اس::م،ه«له. نحو نعم رجال زيد ل الل بدل من انزل. »أن ينز

و ق::ال الف::راء: بئس الش::يء اش::تروا ب::ه أنفس::هم ان يكف::روا. ف )م::ا( اس::م بئس، )و أنه من فضله على من يشاء من عباده«يكفروا( االسم الثاني. و قوله ل الل ، إن »أن ينز

347ص:

شئت جعلت )أن( في موضع رفع، و ان شئت في موضع خفض: فالرفع بئس الش::يء ه::ذاه بغي::ا. و في ان يكفروا، و الخفض بئس الشيء اشتروا به أنفسهم ان يكفروا بما ان::زل الل

ه عليهم«قوله: .«1 » »لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الل

مثل ذلك. قال ابو عبيدة: و العرب تجعل )ما( وحدها في هذا الباب بمنزلة االس::م الت::ام. وقوله: )فنعما هي( )و بئس ما انت( قال الراجز:

«2 »لبئسما بطء و ال نرعاهاال تعجال بالسير و ادلواها

قال: و يقولون لبئس ما تزويج، و ال مهر: فيجعلون )ما( وحدها اسما بغير صلة.

»نعم ما المال للرجل الصالح«و روي عن النبي )ص( انه قال:

، فجعلت )ما( اسما. و قال قوم: هذا الوجه ض::عيف، الن ه::ذا الق::ول، يك::ون التق::دير بئس الشيء اشتروا به أنفسهم، فقد صارت ما بصلتها اسما موقتا، الن اشتروا فع::ل ماض::ي، و إذا وصلت بفعل ماضي كانت معرفة موقت::ة. تق::ديره بئس ش::راؤهم كف::رهم. و ذل::ك غ::ير جائز عنده: فبان بذلك فساد هذا القول. و بئس و نعم ال يلقاهما اسم علم كزيد و عم::ر، و أخيك و أبيك: فإنما يلقاهما المعرف باأللف و الالم. كقول:ك: الرج::ل و الم:رأة، و م:ا أش:به

::دال«ذلك. فان نزعتهم::ا، نص::بت. كقول::ه: ذين«3 » »بئس للظالمين ب »س::اء مثال الق::وم ال فان كانت نكرة مضافة الى نكرة جاز الرفع و النصب. كقولك نعم غالم«4 »كذبوا بآياتنا«

سفر غالمك، بالرفع و النصب- حكاه الفراء.

و قال بعضهم: إن )ان( في موضع خفض ان شئت، و ان شئت في موضع رف::ع: ف::الخفضان ترده على الهاء في به على التكرير على كالمين، ألنك قلت:

اشتروا أنفسهم بالكفر: و الرفع ان يكون تكرارا على موضع )ما( التي تلي

______________________________.83( سورة المائدة آية: 1)

( اللسان )دال( دلوت الناقة دل::وا: س::قتها روي::دا و رعى الماش::ية و أرعاه::ا: أطلقه::ا في2)المرعى.

51( سورة الكهف آية: 3)

.176( سورة االعراف آية: 4)

348ص:

بئس، و ال يجوز ان يكون رفعا على قولك بئس الرجل عبد الله.

و قال بعضهم: أولى هذه األق::وال أن تجع::ل بئس::ما مرفوع::ا ب::الراجع من اله::اء في قول::ه: اشتروا به. كما رفع::وا ذل::ك بعب::د الل::ه، في ق::ولهم: بئس::ما عب::د الل::ه، و جع::ل أن يكف::روا مترجما عن بئس. فيكون التقدير بئس الشيء باع اليهود ب::ه أنفس::هم بكف::رهم، بم::ا ان::زل

ه«الله بغيا و حسدا ان ينزل الله من فضله. و تكون ان ال::تي في قول:ه: ل الل :ز في »أن ين::ه من فض::له على موضع نصب، ألنه يعني به ان يكفروا بما انزل الله من اجل ان ي::نزل الل من يشاء من عباده. و موضع )ان( جر. و الكسائي جعل ان في موض::ع خفض بني::ة الب::اء و انما كان النصب أقوم، لتمام الخبر قبلها و ال خافض معها. و حرف الخفض إذا كان مضمرا

ال تخفض به.

المعنى:

اي باعوا به أنفسهم- على وزن افتعلوا- من الشراء و »اشتروا به أنفسهم«و معنى قوله: سمي البائع الشاري بهذا، ألنه باع نفسه و دنياه عنده. و اكثر الكالم شريت بمعنى بعت. و

اشتريت بمعنى ابتعت. قال الشاعر يزيد بن مفرغ الحميري:

«3 »من قبل برد كنت هامةو شريت بردا ليتني

روه بثمن بخس«و معنى قوله: ب::اعوه. و ربم::ا اس:تعملت اش::تريت بمع::نى بعت. و »و ش::شريت بمعنى ابتعت. و األكثر ما قلناه.

اي حس:دا و تع:ديا. ف::ان قي::ل: كي::ف ب::اعت اليه:ود أنفس:ها ب::الكفر. و ه:ل »بغيا«و قوله: يشترى بالكفر شيء؟ قيل معنى الشراء و البيع- عند الع::رب- ه::و ازال::ة مل::ك المال::ك إلى غيره بعوض يعتاضه منه، ثم يستعمل ذلك في كل معتاض من عمل::ه عوض::ا- خ::يرا ك::ان أو شرا- يقال نعم ما باع فالن نفسه به، و بئس ما باع به نفسه. بمعنى نعم الكس::ب كس::بها،

هم«و بئس الكسب كسبها. و كذلك قوله: ::ه أنفس:: تروا ب ما اش:: ، لم::ا ابق::وا أنفس::هم »بئس::بكفرهم بمحمد )ص( و أهلكوها.

______________________________ من قصيدة له في هج::اء عب::اد بن زي::اد- و ك::ان ق::د ب::اع555( طبقات فحول الشعراء: 3)

غالما البن مفرغ. اسمه )برد( قوله. كنت هامة. اي كنت هالكا.

349ص:

ه، و تك::ذيبهم ه بالعرف الذي يعرفونه: فقال: بئس ما اعتاض::وا من كف::رهم بالل خاطبهم الله، و ما اعد لهم- لو كانوا امنوا بالله و ما محمدا )ص( إذا كانوا رضوا به عوضا من ثواب الل

انزل على أنبيائه- بالنار، و ما اعد لهم بكفرهم بذلك.

ذين أوتوا نصيبا من الكتاب«و نظير هذه اآلية قوله: في سورة النساء: الى »أ لم تر إلى ال.«1 » »و آتيناهم ملكا عظيما«قوله:

و كان ذلك حسدا منهم لكون النبوة في غيرهم.

و قوله: »بغيا« نصب ألنه مفعول له. و المعنى فسادا. قال االصمعي:

م::أخوذ من ق::ولهم: بغى الج::رح إذا فس::د. و يج::وز ان يك::ون م::أخوذا من ش::دة الطلبه«للمطاول. و سميت الزانية بغيا ألنها تطلب. و اص::ل البغي الطلب. و ل الل ::ز »بغي::ا أن ين

اي ألن ينزل الله. و كذلك كل ما في القرآن. و مثله قول الشاعر:

و حبل الصفا من عزة المتقطعأ تجزع أن بان الخليط المودع

اي رجعوا. و المراد رجعت اليهود من بني إسرائيل بعد »فباؤ بغضب على غضب«و قوله: ما كانوا عليه من االستنصار لمحمد )ص( في االستفتاح به، و بعد ما كانوا يخ::برون الن::اس من قبل مبعثه انه نبي مبعوث- مرتدين علي أعقابهم حين بعثه الل:ه نبي::ا- بغض::ب من الل::ه استحقوه منه بكفرهم به و جحدهم بنبوته، و انكارهم إي::اه. و ق::ال الس::دي: الغض::ب االول حين عبدوا العجل، و الثاني- حين كفروا بمحمد )ص(. و قال عطا و غ::يره: الغض::ب االول- حين غيروا التوراة قبل مبعث محمد )ص(: و الغض:ب الث:اني- حين كف:روا بمحم::د )ص(. و

قال عكرمة و الحسن:

االول- حين كفروا بعيسى )ع(: و الثاني- حين كفروا بمحمد )ص(. و قد بينا ان الغضب منالله هو ارادة العقاب بهم.

معن::اه للجاح::دين بنب::وة محم::د )ص( ع::ذاب مهين من »و للكافرين عذاب مهين«و قوله:الله: إما في الدنيا، و إما في اآلخرة. و )مهين( هو المذل لصاحبه

______________________________.53- 43( سورة النساء آية. 1)

350ص:

المخزي لملبسه هوانا و ذلة. و قيل )المهين( هو الذي ال ينتقل منه الى اع::تزاز و إك::رام. و قد يكون غير مهين إذا كان تمحيصا و تكفيرا ينتق::ل بع::ده الى اع::تزاز و تعظيم: فعلى ه::ذا

من ينتقل من عذاب النار الى الجنة، ال يكون عذابه مهينا.

قال المؤرخ: )فباءوا( استوجبوا اللعنة- بلغة جرهم-. و ال يقال باء مفردة حتى يقول بكذا و احتملوه و اقروا به. و اصل الب::واء »فباؤ بغضب«كذا: اما بخير و اما بشر. قال ابو عبيدة:

التقرير و االستقرار. قال الشاعر:

«1 »كصرخة حبلى يسرتها قبولهاأصالحكم حتى تبوءوا بمثلها

[91(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

::زل علين::ا و يكف::رون بم::ا وراءه و ه::و ::ؤمن بم::ا أن ه قالوا ن و إذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله من قبل إن كنتم مؤمنين ) (91الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الل

آية بال خالف.

المعنى:

ه«قوله: ::زل علين::ا« يع::ني الق:رآن. »بما أنزل الل ::ؤمن بم::ا أن »و يعن::ون الت::وراة. »ق::الوا ن يعني بما بعده قال الشاعر:يكفرون بما وراءه«

«2 »كموعد عرقوب أخاه بيثربتمني االماني ليس شيء وراءها

و قال الفراء: معنى )وراءه( ها هنا سواه. كما يقال للرجل يتكلم بالحسن:

ما وراء هذا الكالم شيء يراد به، ليس عند المتكلم شيء سوى ذلك الكالم.

______________________________ ( قائله األعشى الكبير اللسان )قبل( و روايته )اسلمتها قبيله::ا( أي يئس::ت منه::ا قابلته::ا1)

. و روايت::ه )يس::رتها قبوله::ا( أي23، رقم القص::يدة: 177التي تس::تقبل المول::ود. و ديوان::ه سهلت والدتها قابلتها. و في المخطوط::ة و المطبوع::ة )بش::رتها قبيله::ا( و في المخطوط::ة

)نصالحكم( بدل )اصالحكم( و في المطبوعة )نصاحبكم(. تبوءوا تعودوا.

( لم نجد هذا البيت في مصادرنا. و في اللس::ان )ع::رقب( بيت لألس::جعي عج::زه كعج::ز2) هذا اال أن )مواعيد( جاءت به بدل )كموع:د( و يق:ول )بي::ترب(- بالت::اء- مك:ان في اليمن )و

بيثرب(- بالثاء- المدينة نفسها

351ص:

و بما سوى التوراة و بم::ا بع::ده من كتب »و يكفرون بما وراءه و هو الحق«و معنى قوله:ه الى رسله. الله عز و جل التي أنزلها الل

يعني القرآن مصدقا لم::ا معهم- و نص::ب على الح::ال- و يس::ميه »هو الحق مصدقا«قوله:الكوفيون على القطع.

و قوله: »من قبل« ضم على الغاي::ة، و ك::ذلك أخواته::ا نح::و بع::د و تحت و ف::وق إذا جعلته تعالى ذك:ره انهم من التك::ذيب في الت:وراة على مث:ل غاية ضمت. و في ذلك خبر من الل

الذي هم عليه من التكذيب باإلنجيل و القرآن عنادا و خالفا ألمره، و بغيا على رسله.

ه من قبل إن كنتم مؤمنين«و قوله: يعني ق::ل ي::ا محم::د ليه::ود ب::ني »فلم تقتلون أنبياء الل إسرائيل إذا قلت لهم آمنوا- قالوا لك نؤمن بم:ا ان:زل علين:ا-: لم تقتل:ون ان كنتم مؤم:نين بما أنزل الله عليكم- أنبياءه- و قد ح::رم عليكم في الكت::اب ال::ذي ان::زل عليكم قتلهم، ب::ل أمركم فيه باتباعهم و طاعتهم و تص:ديقهم. و في ذل::ك تك::ذيب لهم في ق::ولهم ن::ؤمن بم::ا

انزل علينا، و تعيير عليهم.

و قوله: »فلم تقتلون« و ان كان بلفظ االستقبال المراد به الماضي، بداللة قوله: من قبل.ياطين«و ذلك لما مضى، كما قال: بعوا ما تتلوا الش اي ما تلت. قال الشاعر:«1 » »و ات

«2 »فمضيت عنه و قلت ال يعنينيو لقد امر على اللئيم يسبني

و في رواية اخرى ثمت. قلت يريد بقوله و لقد امر بداللة قوله: فمضيت و لم يقل فأمضىو قال آخر:

من االمر و استيجاب ما كان في غدو اني آلتيكم تشكر ما مضى«3»

______________________________102( سورة البقرة آية: 1)

.416( قائله رجل من بني سلول. سيبويه 2)

و شرح شواهد المغني و غيرها كثير. و روايتهم جميعا )ثمت( بدل عنه.

. و اللسان )كون( و روايت::ه )االس::تنجاز(146( قائله الطرماح بن حكيم الطائي. ديوانه: 3)بدل )استيجاب( و كذلك المطبوعة.

352ص:

يعنى بذلك ما يكون في غد. قال الحطيئة:

«1 »ان الوليد أحق بالعذرشهد الحطيئة حين يلقى ربه

يعني يشهد و قال آخر:

«2 »اراني منكم في كوفانفما أضحى و ال أمسيت إال

اي يستخلده. و«3 » »يحسب أن ماله أخلده«فقال: اضحى، ثم قال: و ال أمسيت. و مثله:ل«قال بعض الكوفيين انما ق:ال: ه من قب :ون أنبي::اء الل و أراد ب::ه الماض::ي كم::ا »فلم تقتل

يقول القائل- موبخا لغ::يره، و مك::ذبا ل::ه: لم تك::ذب، و لم تبغض نفس::ك الى الن::اس. ق::الالشاعر:

إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة «4 »و لم تجدي من ان تقري به بدا

فالجزاء المستقبل، و الوالدة كلها قد مضت، و جاز ذلك ألنه مع:روف. و ق::ال ق::وم: معن::اهه ه إن كنتم مؤمنين. و قالت فرقة ثاني::ة: فلم تق::اتلون أنبي::اء الل فلم ترضون بقتل أنبياء الل

فعبر عن القتال بالقتل، ألنه يؤول اليه.

[92(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

خذتم العجل من بعده و أنتم ظالمون ) نات ثم ات (92و لقد جاءكم موسى بالبي

آية بال خوف.

المعنى:

يعني ج::اء اليه::ود موس::ى »بالبين::ات« الدال::ة على ص::دقه و ص::حة»و لقد جاءكم موسى« نبوته. كقلب العصاحية، و انبجاس الماء من الحجر، و اليد البيضاء، و فلق البحر، و الج::راد، و القمل، و الضفادع، و غيرها من اآليات. و سماها بينات، لظهورها و تبينها للن::اظرين اليه::ا

انها معجزة ال يقدر على أن يأتي بمثلها بشر. و انما هي جمع بينة

______________________________ من قص::يدة قاله::ا في الولي::د بن عقب::ة بن أبي32 5 و انس::اب االش::راف 85( ديوان::ه 1)

معيط- و كان قد حده عثمان بن عثمان على شرب الخمر.

( اللسان )كوف(. و الكوفان )بتشديد الواو(. االختالط و الشدة و العناء.2)

.3( سورة الهمزة آية. 3)

.289. 1( قائله زائدة بن صعصعة و قد مر في 4)

353ص:

خذتم العجل من بعده«مثل طيبة و طيبات و قوله: يعني بعد )موسى( لم::ا ف::ارقهم »ثم اتو مضى الى ميقات ربه.

و يجوز ان تكون الهاء كناية عن المجيء. فيكون التقدير: ثم اتخذتم العجل من بع:د مج:يئ كما يقول القائل: جئتني فكرهتك: »و أنتم ظالمون«موسى بالبينات

اي كرهت مجيئك. و ليس المراد بثم ها هنا النسق، و انما المراد به::ا الت::وبيخ، و التعجب و يع::ني انكم فعلتم م::ا »و أنتم ظالمون«االستعظام لكفرهم مع ما رأوا من اآليات. و قوله:

ه، و ك::ان ينبغي لكم ان تعب::دوا فعلتم من عبادة العجل. و ليس ذلك لكم، و عب::دتم غ::ير الله، فأنتم بفعل ذلك ظالمون أنفسكم. ه، الن العبادة ال تكون لغير الل الل

[93(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

معنا و معوا ق::الوا س:: و إذ أخذنا ميثاقكم و رفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بق::وة و اس:: عصينا و أشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم م::ؤمنين

(93)

آية بال خالف.

المعنى:

تقديره و اذكروا إذ أخذنا ميثاقكم و عهودكم بان تأخذوا ما آتيناكم من الت::وراة ال::تي أنزله::ا::ه لمن حم::ده: الله على موسى بجد و اجتهاد، و معناه اقبلوا ما سمعتم، كما قيل س::مع الل

اي قبل الله حمده قال الراجز:

«1 »خير و اعفى لفتى تميمبالحمد و الطاعة و التسليم

و اعملوا بم:ا س:معتم »خذوا ما آتيناكم بقوة« بأن »و إذ أخذنا ميثاقكم«فصار تقدير اآلية:ه من اجل ذلك. »و رفعنا فوقكم الطور«و أطيعوا الل

______________________________.223: 4( قائله رجل من ضبة من بني ضرار يدعى جبير بن الضحاك. تاريخ الطبري 1)

و روايته )السمع( بدل )بالحمد(.55في ذكر سنة

354ص:

ك::أن الكالم خ::رج مخ::رج الخ::بر عن الغ::ائب بع::د أن ك::ان »قالوا سمعنا و عصينا«و قوله:االبتداء بالخطاب، لما تقدم ذكره من ابتداء الكالم، إذ كان حكاية.

و العرب تخاطب، ثم تعود بعد ذلك الى الخبر عن الغائب، ثم تخاطب، الن قوله:

ه تع::الى»و إذ أخذنا ميثاقكم« بمعنى قلنا لكم، فأجبتمونا، و قول::ه: )س::معنا( إخب::ار من الل عن اليهود الذين أخذنا ميثاقهم ان يعملوا بما في التوراة، و ان يطيعوا الل::ه بم::ا يس::معون منها انهم قالوا حين قيل لهم ذلك: س::معنا قول::ك، و عص::ينا أم::رك و يحتم::ل ان يك::ون م::ا

قالوه لكن فعلوا ما يدل على ذلك، فقام الفعل مقام القول. كما قال الشاعر:

«1 »مهال رويدا قد مألت بطنيامتأل الحوض و قال قطني

فيه وجوه: »و أشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم«و قوله:

أحدهما- ما قال قتادة و ابو العالية: و اشربوا في قل::وبهم حب العج::ل. يق:ال أش::رب قلب::هحب كذا و كذا قال زهير:

«2 »و الحب يشربه فؤادك داءفصحوت عنها بعد حب داخل

و قالت اعرابية:

به هام قلبي منذ حين و ال يدريباهلي من عادى و نفسي فداؤه

و لح عليه القلب في سالف الدهرهوى اشربته النفس ايام جهلها

و قال السدي: لما رجع موسى الى قومه أخذ العجل الذي وجدهم عاكفين عليه، فذبحه ثم حرقه بالمبرد، ثم ذراه في اليم فلم يبق بحر يجري يومئذ إال وقع فيه ش::يء من::ه، ثم ق::ال اشربوا فش:ربوا، فمن ك:ان يحب:ه خ::رج على ش:اربه ال:ذهب. و االول علي::ه اك:ثر محص:لي المفسرين و هو الصحيح، الن الماء ال يقال في::ه: أش:رب من:ه فالن في قلب::ه، و انم::ا يق:ال ذلك: في حب الشيء على ما بيناه، و لكن يترك ذك::ر الحب اكتف::اء بفهم الس::امع، لمع::نى

الكالم، إذ كان معلوما ان العجل ال يشربه القلب

______________________________( اللسان )قطط( و روايته )سال( بدل )مهال(.1)

. و روايته )تشربه( بضم التاء و سكون الشين و كسر الراء.339( ديوانه: 2)

355ص:

و انما أراد أهلها. كما قال الشاعر: »و سئل القرية«و ان الذي اشرب منه حبه. كما قال

«1 »و ما هي ويب غيرك بالعناقحسبت بغام راحلتي عناقا

يريد بذلك حسبت بغام راحلتي بغام عناق. و قال طرفه بن العبد:

«2 »أال بجلي من الشراب أال بجلأال إنني سقيت اسود حالكا

يريد بذلك سقيت س::ما اس::ود، ف::اكتفى ب::ذكر )اس::ود( عن ذك::ر )الس::م( لمعرف::ة الس::امعبمعنى ما أراد بقوله سقيت اسود. و قال آخر:

«3 »خاللته كأبي مرحب؟و كيف تواصل من أصبحت

اي كخاللة أبي مرحب و قال آخر:

اي ميتة ميت. و قد يق::ول الع::رب: إذا س::رك ان تنظ::ر«4 »و شر المنايا ميتة وسط اهله ، أو الى ح::اتم. فيج::تزئون ب::ذكر االس::م عن ذك::ر فعل::ه،«5 »الى السخاء، فانظر الى هرم

للعلم به.

::ه إيم::انكم إن كنتم م::ؤمنين«و قوله: ::أمركم ب ما ي معن::اه ق::ل ي::ا محم::د ليه::ود ب::ني »بئس::ه و رس::له و إس::رائيل: بئس الش::يء ي::أمركم ب::ه ايم::انكم إن ك::ان ي::أمركم بقت::ل أنبي::اء الل

التكذيب بكتبه، و جحد ما جاء من عنده. و قال االزهري: معنى ان كنتم:

______________________________ ( اللسان )عنق( أنشده ابن االعرابي. لقري::ط يص::ف ال::ذئب و في اللس::ان )بغم( نس::به1)

الى ذي الحرق. البغام: الصوت من الحي:وان الص:امت. و العن:اق: األن:ثى من المع:ز، و يبكلمة تقولها العرب للتحقير. بمعنى ويل.

)اش::عار الس::تة الج::اهلين(، و اللس::ان )س::ود( و روايت::ه )ش::ربت( ب::دل343( ديوان::ه: 2) )سقيت( بضم السين و تشديد القاف و ضم التاء. و يروى )سالخا( ب::دل )حالك::ا( و اختل::ف

فيما أراد بقوله )اسود( قيل الماء، و قيل المنية، و قيل السم. و بجلي حسبي.

( قائله النابغة الجعدي: اللسان )خلل(. أبي مرحب: كنية الظل، و يقال هو كنية عرقوب3) فثمت إيضاح كاف.85: 1الذي قيل عنه: مواعيد عرقوب أخاه بيثرب انظر

( و عجز البيت: كهلك الفتى قد اسلم الحي حاضره4)

( في المطبوعة )هرم::را( و ه::و تحري::ف. و ه::رم: ه::و ابن س::نان ص::احب زه::ير بن أبي5)سلمى و حاتم: الطائي المشهور.

356ص:

اي م::ا كنتم مؤم:نين- نفي::ا- و االول أج::ود. و مع::نى ايم::انهم: تص::ديقهم ال::ذي زعم::وا انهمه قالوا: نؤمن بما أنزل علينا. ه إذا قيل لهم آمنوا بما انزل الل مصدقون، من كتاب الل

أي ان كنتم مصدقين كما زعمتم، فأخبر ان تصديقهم بالتوراة، »إن كنتم مؤمنين«و قوله: انه كان يأمرهم بذلك، فبئس االمر يأمرهم به. و انما ذلك نفي عن الت::وراة ان يك::ون ي::أمر بشيء بما يكرهه الله من أفعالهم، و اعالما من::ه ان ال::ذي ت::أمرهم ب::ه أه::واؤهم، و تحم::ل عليه عداوتهم. و هذا كم:ا يق:ول الرج::ل: بئس الرج::ل ان::ا إن رض::يت بفعل::ك، او س:اعدتك

عليه.

و المع:نى و أش:ربوا في قل:وبهم حب العج::ل بكف::رهم، اي اللفهم الكف:ر و ثب::وتهم في::ه، و الكفر يدعو بعضه الى بعض، و يحسن بعضه بعضا. و ليس المعنى في قول::ه: »و اش::ربوا«

ان غيرهم فعل ذلك بهم، بل هم الفاعلون له، كما يقول القائل:

ليس يريد إال انك فعلت. و قولهم: لقد أوتى فالن علما جما-«1 »أنسيت ذلك من النسيان و ان كان هو المكتسب له، و إن الجنس الذين قالوا: سمعنا و عصينا غير الذين رفع عليهم الطور بأعيانهم، لكنهم كانوا على منهاجهم، و سبيلهم. فأما أولئ::ك بأعي::انهم، ف::إنهم آمن::وا:

إما طوعا، و اما كرها. و المعنى في )الباء( المتصلة بالكفر:

ه بما اشربوا من محبة العج::ل. و ليس المع::نى انهم في ذل::ك اش::ربوا حب أنهم كفروا بالل العجل جزاء على كفرهم، ألن محبة العجل كفر ق::بيح. و الل::ه ال يفع::ل الكف::ر في العب::د، ال

ابتداء، و ال مجازاة.

______________________________( في المطبوعة و المخطوطة »ا لست من الشنئان( و هو غلط.1)

357ص:

[94(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

وا الم::وت إن كنتم اس فتمن ة من دون الن ه خالص:: ::د الل ق::ل إن ك::انت لكم ال::دار اآلخ::رة عن(94صادقين )

آية واحدة بال خالف.

ه بتأويلها لنبيه )ص( على اليهود الذين كانوا بين ظهراني مه::اجره، و هذه اآلية مما احتج الل فضح بها أحب::ارهم و علم:اءهم، ألن::ه دع:اهم الى قض:ية عادل:ة بين:ه و بينهم، كم:ا ك:ان من الخلف الواقع بينهم. فقال لفريق من اليهود: ان كنتم ص::ادقين ان الجن::ة خالص::ة لكم دون الناس كلهم، او دون محمد و أصحابه الذين آمنوا به فتمنوا الموت، الن من اعتق::د ان::ه من أهل الجنة قطعا، كان الموت أحب اليه من حياة الدنيا ال::تي فيه::ا النقص، و ان::واع اآلالم، و

المشاق، و مفارقتها الى نعيم خالص يتخلص به من أذى الدنيا.

وا الموت«و قوله: - و ان كان صورته صورة االمر- المراد به التوبيخ، و الزام الحجة. »فتمن

لو ان اليه:ود تمن:وا الم:وت لم:اتوا، و ل:رأوا مقاع:دهم منو روي عن النبي )ص( انه قال:النار

ه تعالى لهم ::ديهم«فقال الل وه أبدا بم::ا ق::دمت أي تحقيق::ا لك::ذبهم، فقط::ع على »و لن يتمن انهم ال يظهرون التمني و في ذلك أعظم الداللة على صدقه، ألنه اخبر بش::يء قب::ل كون::ه، فكان كما اخبر، ألن::ه ال خالف انهم لم يتمن::وا. و قي::ل انهم م:ا تمن::وا، ألنهم علم::وا انهم ل:و تمنوا الموت، لماتوا- كما قاله- فلذلك لم يتمنوه. و هذا قول ابن عب::اس. و ق::ال غ::يره: إن

الله صرفهم عن اظهار التمني، ليجعل ذلك آية لنبيه )ص(.

أما التمني فهو قول لما كان: ليته لم يكن، و لما لم يكن ليته كان. و قال ق::وم: ه::و مع::نى في القلب. غير انه ال خالف انه ليس من قبل الشهوة. فمن قال من المفس::رين: ان::ه أراد

فتشهوا، فقد اخطأ. و قد روي عن ابن عباس انه قال: فاسألوا الموت. و هذا بعيد،

358ص:

الن التمني بمعنى السؤال ال يعرف في اللغة. ف::ان قي::ل: من اين انهم م::ا تمن::وه بقل::وبهم عند من قال: انه معنى في القلب؟ قلنا: لو تمنوه بقلوبهم ألظهروه بألسنتهم حرص::ا منهم

على تكذيبه في إخباره، و جهدا في إطفاء أمره. و هذه القصة شبيهة بقصة المباهلة، و ان النبي )ص( لما دعا النصارى الى المباهلة امتنعوا لقل::ة ثقتهم بم::ا هم علي::ه، و خ::وفهم من

صدق النبي )ص(.

و معنى )خالصة(: صافية. يقال خلص لي هذا االمر: اي ص::ار لي وح::دي، وص::فا لي يخلص خلوصا و خالصة. و الخالصة: مصدر كالعاقبة يقال للرجل ه::ذا خلص::اني: اي خالص::تي- من

دون اصحابي.

[95(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه عليم بالظالمين ) وه أبدا بما قدمت أيديهم و الل (95و لن يتمن

آية بال خالف.

ه تع::الى عن ه::ؤالء ال::ذين قي::ل لهم: وا الم::وت إن كنتم ص::ادقين«اخ::بر الل ب::أنهم ال »فتمن يتمنون ذلك ابدا. و قد بينا ان في ذلك داللة على صدق النبي )ص( من حيث تض::منت انهم

ال يتمنون ذلك في المستقبل. و كان كما قال.

و قوله: »ابدا« نص:ب على الظ:رف: اي لم يتمن::وه اب::دا ط::ول عم::رهم. كق:ول القائ::ل: الأكلمك ابدا،. و انما يريد ما عشت.

معناه بالذي قدمت أيديهم و يحتمل ان يك::ون الم::راد بتقدم:ة »بما قدمت أيديهم«و قوله:أيديهم: فتكون )ما( مع ما بعدها بمنزلة المصدر.

ه عليم بالظالمين«و قوله: انما خص الظالمين بذلك- و ان ك::ان عالم::ا بغ::يرهم ألن »و الل الغرض بذلك الزجر، كأنه قال: عليم بمجازاة الظالمين. كما يقول القائل لغيره، مهددا ل::ه: انا عالم بك بصير بما تعمله. و قيل: انه عليم بأنهم ال يتمنونه اب::دا حرص::ا على الحي::اة، الن

كثيرا منهم يعلم انه مبطل: و هم المعاندون منهم الذين يكتمون الحق و هم يعلمون.

359ص:

[96(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة و م::ا اس على حياة و من ال هم أحرص الن و لتجدنه بصير بما يعملون ) (96هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر و الل

آية بال خالف.

المعنى:

قال ابن عباس، و ابو العالية: و مجاهد، و الربيع: ان المعني بقوله احرص الناس على حياة اليهود و احرص من الذين أشركوا و هم المجوس و هم ال::ذين ي::ود أح::دهم ل::و يعم::ر ال::ف سنة و ما هو بمزحزحه ألنه إذا دعا بعض::هم لبعض يق::ول ل::ه: ه::زار س::ال ب::ده: اي عش::رة آالف سنة و اليهود احرص على الحياة منهم )و ما هو بمزحزح::ه( اي بمباع::ده من الع::ذابه تع::الى على معاص::يه و ان يعمر ألنه لو عمر ما تمنى لما دفعه طول العمر من ع::ذاب الله لهم في انما وصف الله اليه::ود ب::أنهم اح::رص الن::اس على حي::اة لعلمهم بم::ا ق::د اع::د الل اآلخرة على كفرهم، مما ال يقر به اهل الشرك الذين ال يؤمنون بالبعث و يعلمون ما هن::اك من الع::ذاب. و ان المش::ركين ال يص::دقون ببعث و ال عق::اب. و اليه::ود اح::رص منهم على

الحياة و اكره للموت.

يع::نى و م::ا التعم::ير و ط::ول البق::اء »و م::ا ه::و بمزحزح::ه من الع::ذاب أن يعمر«و قول::ه: بمزحزحه من عذاب الله، و هو عماد لطلب )ما( االس::م اك::ثر من طلبه::ا الفع::ل كم::ا ق::ال

الشاعر:

«1 »و هل هو مرفوع بما ها هنا راس

و ان في قوله: )يعمر( رفع بمزحزحه و حسنت الباء في قوله )بمزحزحه(

______________________________ صدر البيت:52: 1( معاني القرآن للفراء 1)

بثوب و دينار و شاة و درهم

و قوله. )بثوب( متعلق بقوله )باع( من البيت المتقدم و هو

امير الحمى قد باع حقي بني عبسبأن السالمي الذي بضرية

و معنى )فهل هو مرفوع بما ها هنا رأس(. فهل نجد ناصرا ينصرنا و يأخذ لنا حقن::ا، ف::ترفعرءوسنا. و هذه كلمة يقولونها في مثل ذلك.

360ص:

ه بمالزمة زيد و هي التي مع )ما( ذكره عماد للفعل، الستفتاح العرب كما تقول: ما عبد الل النكرة قبل المعرفة. و قال قوم: ان هو التي مع )ما( كناية عن ذكر العمر و جعل ان يعمر مترجما عن هو يريد ما هو بمزحزحه من العذاب ان يعمر: اي و ان عمر قال الزجاج: و ما هو كناية عن أحدهم كأنه قال: و ما أحدهم بمزحزحه من العذاب كأنه قال: يود أح::دهم ان

اي بمبعده قال »بمزحزحه«يعمر الف سنة و ما ذلك العمر بمزحزحه من العذاب و قوله:الحطيئة:

«1 »اليك و ال منا لو هيك رافعفقالوا تزحزح ال بنا فضل حاجة

يعنى تباعد يقال منه: زحزحه يزحزحه زحزحة و زحزاحا. فتأويل اآلية:

و ما طول العمر بمبعده من عذاب الله، و ال منجيه منه، ألنه ال بد للعمر من الفن:اء فيص:ير::ه الى الله تعالى، و قال الفراء: )احرص الناس على حياة، و من الذين أشركوا( ايض::ا و الل

الن تأويل قولك:«2 »اعلم كقولك هو أسخى الناس. من حاتم و من هرم

أسخى الناس انما هو أسخى من الناس.

ه بصير بما يعملون«و قوله: ق::رئ بالت::اء و الي::اء مع::ا: اي ال يخفى علي::ه ش::يء من »و الل أعمالهم، بل هو بجميعها محيط، و لها حافظ حتى يذيقهم بها العذاب و معنى بص::ير مبص::ر عند اهل اللغة و سميع بمعنى مس::مع، لكن::ه ص::رف الى فعي::ل في بص::ير و س:ميع، و مثله

بمعنى مبدع. و عند المتكلمين المبص::ر: ه::و »بديع السماوات« بمعنى مؤلم»عذاب أليم« المدرك للمبصرات، و البصير هو الحي الذي ال آفة ب::ه، ألن::ه يجب ان يبص::ر المبص::رات إذا

وجدت. و ليس أحدهما هو اآلخر و كذلك سميع و مسمع.

و قوله: »ي::ود« تق::ول وددت الرج::ل أود ودا و ودا و ودادا و ودادة و م::ودة و أود: ال يك::وناس علىماض::يه، اال وددت و ق::ال بعض المفس::رين: ان تأوي::ل قوله هم أح::رص الن »لتج::دن

اي من الناس اجمع، ثم قال: و احرص من الذين أشركواحياة«

______________________________ و قد نسب البيت لقيس بن الحدادية من قصيدة طويلة، نفيسة.6. 13( االغاني 1)

.355: 1( في المخطوطة و المطبوعة )هرية( انظر 2)

361ص:

على وجه التخص::يص، الن من ال ي::ؤمن ب::البعث، و النش::ور، يك::ون حرص::ه على البق::اء في ال::دنيا اك::ثر ممن يعتق::د الث::واب، و العق::اب. ف::ان قي::ل: أ ليس نج::د كث::يرا من المس::لمين يحرصون على الحياة، و يكرهون الموت؟ فكيف تدل هذه اآلي::ة على ان اليه::ود لم يكون::وا على ثقة مما كانوا يدعونه من انهم اولى به من المسلمين- مع ان المس::لمين يش::اركونهم في الحرص على الحي::اة- و هم على يقين من اآلخ:رة، و م:ا فيه:ا من الث:واب، و العق:اب؟ه، و ال انهم قيل: ان المسلمين ال يدعون أن ال::دار اآلخ::رة لهم خالص::ة، و ال انهم أحب::اء الل من اهل الجنة قطعا، كما كانت اليهود تدعي ذلك، ب::ل هم مش::فقون من ذن::وبهم، يخ::افون أن يعذبوا عليها في النار، فلهذا يشفقون من الموت، و يحبون الحي::اة، ليتوب::وا من ذن::وبهم التي يخافون ان يعذبوا عليها في النار، فلهذا يشفقون من الموت و يحب::ون الحي::اة ليتوب::وا من ذنوبهم، و يصلحوا أعمالهم. و من كان على يقين مما يصير الي::ه، لم ي::ؤثر الحي::اة على

الموت. كما

ال ابالي سقط الموت علي او سقطت على الموتروي عن علي )ع( انه قال:

اللهم سئمتهم، و سئموني: و قال:،

فابدلني بهم خيرا منهم، و ابدلهم بي شرا مني.

اللهم عجل إلي الراحة، و عجل لهم الشقوة.و قوله:

و كما روي عن عمار )ره( انه قال يوم صفين: القى األحب::ة: محم::دا و ص::حبه. و كم::ا ق::الحذيفة عند الموت: حبيب جاء على فاقة ال أفلح من ندم.

[97(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

::ه و ه::دى و دقا لم::ا بين يدي ه مص:: ::إذن الل ::ك ب له على قلب ه نز قل من كان عدوا لجبريل فإن(97بشرى للمؤمنين )

آية واحدة بال خالف.

القراءة:

قرأ ابن كثير: )جبريل( بفتح الجيم و كسر الراء و بعدها ياء ساكنة من غير همزة مكسورة. و ق::رأ حم::زة و الكس::ائي و خل::ف و اب::و بك::ر إال يح::يى: بفتح الجيم و ال::راء بع::دها هم::زة

مكسورة بعدها ياء ساكنة على وزن )جبرعيل(.

362ص:

و روى يحيى كذلك إال ان::ه ح::ذف بع::ده الهم::زة فيص::ير )جبري::ل(. الب::اقون بكس::ر الجيم و الراء، و بعدها ياء ساكنة من غير همز. و قرأ اهل البصرة )ميك::ال( بغ::ير هم::ز، و ال ي::اء. و قرأ اهل المدينة بهمزة مكسورة بعد االلف. مثل )ميكاعل( الباقون بإثبات ي::اء س::اكنة بع::د

الهمزة على وزن )ميكاعيل(.

اللغة:

قال ابو الحسن األخفش: في )جبريل( ست لغات: جبرائيل، و جبرئيل، و جبرال، و جبريل، و جبرال، و جبريل. و حكى الزجاج بالنون ايضا بدل الالم، و هي لغ:ة ب::ني أس:د. و بتش:ديد

الالم.

النزول:

اجمع اهل التأويل على ان هذه اآلية نزلت جوابا لليهود- حين زعموا أن جبريل ع::دو لهم، و ان ميكال ولي لهم- لما أخبروا ان جبريل هو ال::ذي ن::زل على محم::د )ص(- ق::الوا: جبري::ل

»قلعدو لنا، ياتي بالحرب و الجدب. و ميكائيل ياتي بالسالم و الخصب: فقال الله تعالى: إذ كان هو المنزل الكتاب عليه، فانه انما أنزله على قلبه بإذن الله،من كان عدوا لجبريل«

ال من تلقاء نفسه، و انما انزل لما هو مصدق بين يديه من الكتب التي في أيديهم، ال مكذبا لها، و انه و إن كان فيما أن::زل االم::ر في الح::رب، و الش::دة على الك::افرين. فان::ه ه::دى و

بشرى للمؤمنين.

المعنى:

و قوله: »على قلبك« و لم يقل على قلبي. كقولك الذي تخاطبه: ال تق::ل للق::وم إن الخ::برعندك، و يجوز ان تقول: ال تقل: ان الخبر عندي. و كما تقول:

قال القوم: جبرائيل عدونا، و يجوز ان تقول: قالوا: جبرائيل عدوهم. و ال ينبغي أن يستنكر أحد أن اليهود يقولون: إن جبرائيل عدونا، الن الجهل في هؤالء أك::ثر من ان يحص::ى. و هم

الذين اخبر الله عنهم بعد مشاهدة فلق البحر، و المعجزات

363ص:

ه جه::رة« و ق::الوا:«1 » »اجعل لنا إلها كما لهم آله::ة«الباهرة ::ا الل و مث::ل ذل::ك«2 » »أرنطائفة من النصارى تعادي سليمان فال تذكره و ال تعظمه، و ال تقر نبوته.

االعراب:

و جبرائيل، و ميكائيل: اسمان أعجميان أعربا. و قيل: ان جبر عبد و ايل الله مثل عب::د الله. و ضعف ذلك ابو علي الفارسي من وجهين:«3»

أحدهما- ان ايل ال يعرف في اسماء الله في لغة العرب.

و الثاني- انه لو كان كذلك ألعرب آخر الكلمة. كما فعل ذلك في سائر األسماء المضافة: واالمر بخالفه.

سبب النزول:

و كان سبب نزول هذه اآلية ما

أن صوريا، و جماعة من يهود اهل فدك، لما قدم النبي )ص( المدينة س::ألوه، فق::الوا:روي يا محمد كيف نومك، فقد أخبرنا عن نوم النبي ال::ذي ي::أتي في اخ::ر الزم::ان؟ فق::ال: تن::ام

عيناي و قلبي يقظان، فقالوا:

صدقت يا محمد، فأخبرنا عن الولد يكون من الرجل او من الم::رأة؟ فق::ال: ام::ا العظ::ام والعصب و العروق، فمن الرجل، و اما اللحم و الدم و الظفر و الشعر: فمن المرأة. قالوا:

صدقت يا محمد، فما بال الولد يشبه أعمامه، ليس في::ه من ش::به أخوال::ه ش::يء، او يش::بهأخواله ليس فيه من شبه أعمامه شيء؟ فقال: أيهما عال ماؤه كان الشبه له، قالوا:

ه تعالى: مدصدقت يا محمد، فأخبرنا عن ربك ما هو؟ فانزل الل ه الص: ه أح:د الل »قل هو الل . فقال ابن ص::وريا: خص::لة واح::دة إن قلته::ا«4 »لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد«

آمنت بك، و اتبعتك، اي ملك يأتيك بما ينزل الله لك؟ قال:

جبريل. ق::الوا: ذل::ك ع::دونا ي::نزل بالقت::ال و الش::دة و الح::رب، و ميكائي::ل ي::نزل باليس::ر والرخاء، فلو كان ميكائيل هو الذي يأتيك: آمنا بك. فأنزل الله عز و جل هذه اآلية.

______________________________.137( سورة االعراف آية: 1)

.102( سورة النساء آية: 2)

( في المخطوطة و المطبوعة واو زائدة قبل )مثل(.3)

( سورة اإلخالص بأجمعها.4)

364ص:

المعنى:

يعني القرآن. »مصدقا لما بين يديه و هدى و بشرى للمؤمنين«و قوله:

له على قلبك«و نصب مصدقا على الحال. و الهاء في قوله: »مصدقا لما بين يا محمد »نزه امامه التي أنزله::ا على رس::له،يديه« يعني القرآن، و يعني مصدقا لما سلف من كتب الل

ه. و انما و تصديقا لها: موافقة لمعانيها في االمر باتباع النبي )ص(، و ما جاء به من عند الل من حيث ك:انوا المهت::دين ب:ه، و الع:المين الع:املين ب::ه- »هدى و بشرى للمؤمنين«اضافه

على ما بيناه فيما مضى.-

[98(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه عدو للكافرين ) ه و مالئكته و رسله و جبريل و ميكال فإن الل (98من كان عدوا لل

و قد بينا اختالف القراء في جبريل و ميكائيل- و ان كان::ا من جمل::ة المالئك::ة- فإنم::ا اف::ردابالذكر، ألجل أمرين:

و لم::ا«1 » »فيهم::ا فاكه::ة و نخ::ل و رمان«أحدهما- ذكرا لفضلهما و منزلتهما. كما ق::ال:تقدم من فضلهما، و ان اآلية نزلت فيهما، و فيما جرى من ذكرهما.

و الثاني- ان اليهود لما قالت: جبريل عدونا، و ميكال و لينا، خصا بالذكر، لئال ي::زعم اليه::ود::ه ان جبريل و ميكال مخصوصان من جمل::ة المالئك::ة، و غ::ير داخلين في جملتهم، فنص الل

ه ع::دو للك::افرين«تعالى عليهما، البطال ما يتأولونه من التخصيص. ثم قال: و لم »فإن الل يقل فانه، فكرر اسم الله لئال يظن ان الكناية راجع::ة الى جبرائي::ل، او ميكائي::ل. و لم يق::ل )لهم( ألنه يجوز ان ينتقلوا عن العداوة بااليمان. و في هذه اآلية دالل::ة على خط::أ من ق::ال

::ق و األم::ر«من المجبرة: ان االمر ليس بمحدث احتجاجا بقول::ه: ::ه الخل ق::الوا:«2 » »أال ل فلما أفرد االمر بالذكر بعد ذكره الخلق دل على ان االمر ليس بمخل::وق. و ل::و ك::ان االم::ر

على ما قالوه، لوجب ان ال يكون جبريل

______________________________.68( سورة الرحمان آية: 1)

.53( سورة االعراف آية: 2)

365ص:

::ك وو ميكائيل من المالئكة. و نظير ذلك أيضا قوله: ين ميث::اقهم و من بي »و إذ أخ::ذنا من الن.«1 »من نوح«

[99(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

الفاسقون ) نات و ما يكفر بها إال (99و لقد أنزلنا إليك آيات بي

آية بال خالف.

المعنى:

معنى اآليات يحتمل أمرين:

أحدهما- ذكره البلخي و جماعة من أهل العلم يعني سائر اآليات المعج::زات ال::تي أعطاه::اه النبي )ص( من اآليات: القرآن، و ما فيه، و غير ذلك من الدالالت و ق::ال بعض::هم: ه::و الل

ه السالفة من التوراة، و اإلنجيل، و غيرهما. و االخبار عما غمض مما في كتب الل

ان ابن صوريا القطراني قال لرسول الله )ص(: يا محمد ما جئتن::ا بش::يءقال ابن عباس:::كنعرفه، و ما انزل عليك من آية بينة فنتبع::ك له::ا. ف::انزل الله في ذلك »و لق::د أنزلن::ا إلي

نات و ما يكفر بها إال الفاسقون« آيات بي

فان قال بعض اليهود:

»أنتم مقرون بآياتنا و نحن نجحد بآياتكم، فحجتنا الزمة لكم ألنها م::ردودة الى م::ا تعرفونه ؟ قيل لهم فيجب على هذا أال يكون لكم حجة على الدهرية و البراهمة و الثنوي::ة، ألنهم«2

ال يعترفون بآياتكم. و انما قال: )و ما يكف::ر به::ا اال الفاس::قون( و لم يق::ل الك::افرون. و انكان الكفر أعظم من الفسق، الحد أمرين:

]االول[ انه عنى الخارجين عن أدي::انهم، و ان أظه::روا انهم يتمس::كون به::ا، الن اليه::ود ق::ده الى م::ا خرجت بالكفر بالنبي )ص( من شريعة موسى. و الفسق هو الخ::روج عن ام::ر الل

يعظم من معصيته.

و الثاني- انه أراد الفاسقين المتمردين في كفرهم، الن الفس::ق ال يك::ون اال أعظم الكب::ائرفان كان في الكفر، فهو أعظم الكفر، و ان كان فيما دون الكفر، فهو

______________________________.33( سورة االعراف آية: 1)

( في المطبوعة )تعرفون(.2)

366ص:

أعظم المعاصي. هذا يجيئ على مذهب الحسن، ألنه ذكر ان الفاسقين: عني به جمي::ع من »كفر بها، و قد يدخل في هذا الكالم احد أمرين: أحدهما- لقوم يتوقع::ون الخ::بر او لق::رب

الماضي من الحال. تقول: قد ركب األم::ير، و ج::اء زي::د، و ق::د ع::زم على الخ::روج، إي«1 عازما عليه، و هي ها هنا مع الم القسم على هذا تقديره ق::وم يتوقع::ون الخ::بر، الن الكالم إذا أخرج ذلك المخرج كان أوكد و ابلغ، و اآلية هي العالمة التي فيها عبرة. و قي::ل العالم::ة هي الحجة. و البينة الداللة الفاصلة بين القضية الص:ادقة و الكاذب:ة م:أخوذة من ابان:ه اح:د

الشيئين عن االخر فيزول التباسه به.

[100(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم ال يؤمنون ) (100أ و كل

آية واحدة.

االعراب:

الواو في قوله )او كلما( عند سيبويه و اك:ثر النح::ويين واو العط:ف، اال ان ال::ف االس:تفهام دخلت عليها، الن لها صدر الكالم، و هي او االستفهام بداللة ان ال:واو ي::دخل على ه::ل، الن االلف أقوى منها. قال الزجاج و غيره تقول: و هل زي::د عاق::ل، و ال يج::وز و أزي::د عاق::ل. وه لتصنعن. و االول- أص::ح قال بعضهم يحتمل ان تكون زائدة. كزيادة الفاء في قولك: أ فالل

»خ::ذوا م::األنه ال يحكم بالزيادة مع وجود مع::نى من غ::ير ض::رورة، و العط::ف على قول::ه:ما عاهدوا عهدا نبذه فري::ق منهم«2 »آتيناكم بقوة و اسمعوا قالوا سمعنا و عصينا« أ و كلو انما اتصل ذكر العهد بما قبله الحد أمرين:

. »و إذ أخذنا ميثاقكم«أحدهما- بقوله:

و الثاني- انهم كفروا ينقض العهد كما كفروا باآليات.

______________________________( في المطبوعة )الخبر و ليقرب(1)

.93( سورة البقرة آية: 2)

367ص:

المعنى:

ه ليؤمنن بالنبي االمي- على قول ابن عب::اس- و المراد بالعهد ها هنا: الميثاق الذي اخذه الل و قال ابو علي: المعني به العهود التي كانت اليهود أعطوها من أنفسهم- في ايام أنبيائهم، و في ايام نبينا محمد )ص(، ألنهم كانوا عاه::دوه انهم ال يعين::وا علي::ه اح::دا فنقض::وا ذل::ك و

أعانوا عليه قريشا يوم الخندق.

اللغة:

و قوله: »نبذه« النبذ و الطرح و اإللقاء نظائر. قال صاحب العين: و النب::ذ طرح::ك الش::يءعن يدك امامك، او خلفك. و المنابذة: انتباذ الفريقين للحرب.

تقول نبذنا إليهم على سواء: اي نابذناهم الحرب. و المنبوذون هم األوالد ال::ذين يطرح::ون-و النبيذ معروف- و الفعل نبذت لي، و لغيري، و انبذت: خاصة لنفسي.

و المنابذة في البيع منهي عنها و هي كالرمي، كأنه إذا رمى اليه. وجب له، و سمي النبي::ذ:. و هي فعيل بمعنى مفعول.«1 »نبيذا، الن التمر كان يلقى في الجرة و غيرها

و أصاب األرض نبذة من المطر: اي قليل.

المعنى:

قال قتادة: معنى نبذه في اآلية: نقضه، و قيل: تركه. و قيل ألقاه، و المعنى متقارب- ق::الابو األسود الدؤلي:

«2 »كنبذك نعال أخلقت من نعالكانظرت الى عنوانه فنبذته

الهاء، و الميم عائ::دتان على المعاه::دين، و ال يص::لح على الفري::ق إذ »بل أكثرهم«و قوله:كانوا كلهم غير مؤمنين. و اما المعاهدون: فمنهم من آمن كعبد الله

______________________________( في المطبوعة و المخطوطة: )في الجر و غيره(.1)

. من أبيات كتب بها الى صديقه الحصين بن الحر، و ه::و وال على ميس::ان.11( ديوانه: 2)و كان كتب اليه في امر يهمه فشغل عنه-. و قبل البيت.

أخذت كتابي معرضا بشمالكاو خبرني من كنت أرسلت انما

368ص:

ابن س:الم، و كعب األحب:ار و غيرهم:ا. و انم:ا دخلت ب:ل على قول:ه: )أك:ثرهم ال يؤمن:ون(،المرين:

دل على انه كفر ذلك الفري::ق ب::النقض، و حس::ن »نبذه فريق منهم«أحدهما- انه لما قال:هذا التفصيل، الن منهم من نقض عنادا. و منهم من نقض جهال.

و الوجه الثاني- كفر فريق منهم بالنقض، و كف::ر أك:ثرهم بالجح:د للح::ق، و ه:و ام:ر الن::بي )ص( و م::ا يل::زم من اتباع::ه، و التص::ديق ب::ه. و قي::ل ب::ل يع:ني ان الفري::ق و ان ك::انوا هم

المعاندون، و الجميع كافرون. كما تقول: زيد كريم بل قومه جميع كرام.

ما«و قوله: نصب على الظرف، و العامل فيه نبذ، و ال يجوز ان يعمل فيه عاه::دوا، »أ و كلألنه متمم ]لما[: اما صلة، و اما صفة.

[101(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ذين أوتوا الكت::اب كت::اب ه مصدق لما معهم نبذ فريق من ال و لما جاءهم رسول من عند اللهم ال يعلمون ) ه وراء ظهورهم كأن (101الل

المعنى:

قال السدي و اكثر المفسرين: المعني بالرسول محمد »ص«. و قال بعضهم:

يجوز أن يعنى به ها هنا الرسالة. كما قال كثير:

«1 »بليلى و ال أرسلتهم برسولفقد كذب الواشون ما بحت عندهم

و هذا ضعيف، ألنه خالف الظاهر، قليل االستعمال. و الكتاب يحتمل ان يراد ب::ه الت::وراة. و يحتمل ان يراد به القرآن. قال السدي: نبذوا التوراة، و أخذوا بكتاب اصف، و سحر هاروت و ماروت: يعني انهم ترك::وا م::ا ت::دل علي::ه الت::وراة من ص::فة الن::بي )ص(. و ق::ال قت::ادة و

جماعة من اهل العلم: إن ذلك الفريق كانوا

______________________________ ( اللسان )رس::ل( و ق::د ج::اء على وجهين أح::دهما- )برس::يل( ب::دل )برس::ول( و الث::اني-1)

)بسر( بدل )بليلى( و في كليهما )لقد( بدل )فقد(.

369ص:

معاندين. و قال ابو علي: ال يجوز على جماعتهم ان يكتموا ما علم::وا م::ع ك::ثرة ع::دوهم، و اختالف همهم، ألنه خالف العادة، و لكن يجوز على الجمع الكثير ان يتواطوا على الكتم::ان،

ه«و لذلك قال: ذين أوتوا الكتاب كتاب الل . »فريق من ال

يحتم::ل أم::رين: أح::دهما- مص::دق لم::ا معهم، ألن::ه ج::اء على »مصدق لم::ا معهم«و قوله:::ه- و الصفة التي تقدمت بها البشارة. و الثاني- انه مص::دق ب::التوراة انه::ا ح::ق من عن::د الل

االول احسن،- الن فيه حجة عليهم، و عبرة لهم. و قال الحسن:

من التوراة، و اإلنجيل. و قال غيره: يصدق بالتوراة، الن االخبار ها هنا»مصدق لما معهم«ذين أوتوا الكتاب«عن اليهود دون النصارى. و انما قال: و لم يق::ل منهم، »نبذ فريق من ال

إذ تقدم ذكرهم، الحد أمرين:

أحدهما- انه لما أريد علماء اهل الكتاب، أعيد ذكرهم الختالف المعنى- على قول البلخي.

و الثاني- انه للبيان. و كان يجوز النصب في مصدق، الن كتابا قد وصف، ألنه من عند الله-هم ال يعلمون«على ما قاله الزجاج و قوله: فمعن::اه انهم يعلم::ون و ك::أنهم لكف::رهم و »كأن

كتمانهم ال يعلمون.

[102(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ياطين كف::روا ليمان و لكن الش:: ياطين على ملك سليمان و ما كف::ر س:: بعوا ما تتلوا الش و اتمان من أحد حر و ما أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت و ما يعل اس الس مون الن يعل::ه بين الم::رء و زوج:ه و م::ا قون ب مون منهما ما يفر ما نحن فتنة فال تكفر فيتعل ى يقوال إن حتهم و ال ينفعهم و لق::د علم::وا لمن ر م::ون م::ا يض:: ه و يتعل بإذن الل ين به من أحد إال هم بضار

(102اشتراه ما له في اآلخرة من خالق و لبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون )

370ص:

آية بال خالف.

القراءة:

ه قتلهم( «1 »قرأ ابن عامر، و حمزة، و الكسائي، و خل:ف: )و لكن الش::ياطين( )و لكن الل بتخفي::ف الن::ون من )لكن( و كس::رها في الوص::ل، و رف::ع االس::م«2 »)و لكن الله رمى(

بعدها. الباقون بالتشديد. و روي تثنية )الملكين( بكسر الالم، ها هنا حسب.

المعنى:

بعوا«و اختلفوا في المعني بقوله على ثالثة اقوال: فق::ال ابن ج::ريج، و اب::و إس::حاق: »و اتالمراد به اليهود الذين كانوا في زمن النبي )ص( و قال الجبائي:

المراد به اليهود الذين كانوا في زمن سليمان. و قال ق::وم: الم::راد ب::ه الجمي::ع و ه:و ق::ول المتأخرين، قال:، الن مبتغي السحر من اليه::ود لم يزال::وا من::ذ عه::د س::ليمان إلى ان بعث

محمد )ص(. و

أن اليهود سألوا محمدا )ص( زمانا عن ام::ور من الت::وراة- ال يس::ألونه عنروي عن الربيع: شيء من ذلك إال انزل الله عليه ما سألوا عنه- فيخبرهم، فلما رأوا ذل::ك ق::الوا: ه::ذا أعلم

بعوابما انزل علينا منا و انهم سألوه عن السحر، و خاصموه به، فأنزل الله عز و جل »و اتياطين على ملك سليمان« ما تتلوا الش

::وا«و مع:نى :دعى- و ليس »تتل ق::ال ابن عب::اس: تتب::ع، الن الت:الي ت::ابع. و ق:ال بعض:هم: يه: اي قرأته. و قال تعالى: بمعروف- و قال قتادة، و عطا: معناه تقرأ من تلوت كتاب الل

اي تتبع و قال حسان بن ثابت:«3 »»هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت«

»و يتلوا كت::اب الله في ك::ل مش::هدبني يرى ما ال يرى الناس حوله4»

______________________________.17( سورة االنفال: آية 2، 1)

.30( سورة يونس: آية 3)

. من أبيات قالها في خبر ام معب::د حن خ::رج رس::ول88( قائله حسان بن ثابت. ديوانه: 4)الله )ص( مهاجرا الى المدينة و روايته )مسجد( بدل )مشهد(.

371ص:

و الذي تتلوه هو السحر- على قول ابن إس:حاق، و غ:يره من اه:ل العلم:- و ق:ال بعض:هم:ليمان«الكذب. و معنى قوله: ::ك س:: على عه::د س::ليمان. ق::ال ابن إس::حاق و ابن »على مل

جريج: في ملك سليمان حين كان حيا. و هو قول المبرد و قال قوم:

هإنما قال تتلو »على مل::ك« ألنهم ك::ذبوا علي::ه بع::د وفات::ه كم::ا ق::ال: ::ون على الل »و يقوله ما ال تعلمون« و قال:«1 »الكذب« و قال الشاعر:«2 » »أ تقولون على الل

فقال غششتني و النصح مرعرضت نصيحة مني ليحيى

و يحيى طاهر األخالق برو ما بي ان أكون اعيب يحيى

يقال عليه في نفعاء شرو لكن قد اتاني ان يحيى

فإذا صدق، قيل: تال عنه. و إذا كذب، قيل تال عليه، و إذا أبهم، ج::از في::ه األم::ران. و قول::ه: »الشياطين« قال قوم: هم شياطين الجن، الن ذلك هو المستفاد من اطالق هذه اللفظ::ة.

و قال بعضهم: المراد به شياطين االنس المتمردة في الضاللة.

كما قال جرير:

و كن يهوينني إذ كنت شيطاناايام يدعونني الشيطان من غزلي

و إن لم يجر لذلك ذكر، يكون هذا تكذيبا له. »و ما كفر سليمان«و قوله:

فمعناه ان اليهود أضافوا الى سليمان السحر، و زعموا ان ملك:ه ك:ان ب:ه، ف::برأه الله مم:اقالوا. و هو قول ابن عباس، و سعيد بن جبير، و قتادة. و

قال بعض أخبار اليهود: أال تعجبون من محمد )ص( يزعم أن سليمان كانقال ابن إسحاق:ه تعالى: ه ما كان إال ساحرا فانزل الل »و ما كفر سليمان«نبيا، و الل

و قيل: تقدير الكالم و اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان من السحر، فتضيفه الىه تع:الى عن::ه ذل:ك على سليمان. و ما كف::ر س:ليمان. الن الس::حر لم::ا ك:ان كف::را، نفى الل المعنى- و ان كانوا لم يضيفوا اليه كفرا- و السبب الذي ألجله اضافت اليهود الى س::ليمان السحر، ان سليمان جمع كتب السحر تحت كرسيه. و قيل في خزائنه، لئال يعم::ل ب::ه فلم::ا

مات

______________________________.78، 75( سورة آل عمران: آية 1)

.68، سورة يونس آية: 27( سورة االعراف آية: 2)

372ص:

و ظهر عليه قالت الشياطين: بهذا ك::ان يتم ملك::ه، و ش::اع في اليه::ود و قبل::وه، لع::داوتهم لسليمان. و قيل انهم وضعوا كتاب السحر بعد سليمان و أض:افوه الي::ه و ق:الوا: به:ذا ك:ان

ه تعالى في ذلك، و نفى عنه ذلك. يتم له ما كان فيه، فكذبهم الل

اللغة:

و السحر و الكهان::ة و الحيل::ة نظ::ائر. يق::ال س::حره يس::حره س::حرا، و اس::حرنا اس::حارا، و سحره تسحيرا. قال صاحب العين: السحر عم:ل يق:رب الى الش:يطان. ك:ل ذل:ك يكتبون:ه السحر. و من السحر االخذة التي تأخذ العين حتى يظن ان االم:ر كم:ا ت::رى- و ليس األم:ر

كما ترى- و الجمع األخذ. و السحر البيان من اللفظ كما قال النبي )ص(:

ان من البيان لسحرا، و السحر فعل السحر في شيء يلعب به الصبيان إذا م::د خ::رج علىلون، فإذا مد من جانب آخر خرج على لون آخر يسمى السحارة و السحر العدو قال لبيد:

«1 »و نسحر بالطعام و بالشرابأرانا موضعين ألمر غيب

و قال آخر:

»عص::افير من ه::ذا األن::ام المس::حرفان تسلينا مم نحن فاننا2»

حرين«و قوله: ما أنت من المس:: يع::ني من المخل::وقين. و في تمي::يز العربي::ة ه::و«3 » »إنالمخلوق الذي يطعم، و يسقى، و السحر اخر الليل. بالتنوين.

قال الطرماح:

«4 »و الدار تشعب بالخليط و تبعدبان الخليط بسحرة فتبددوا

______________________________( اللسان )سحر( و قد نسبه المرئ القيس. و البيت الذي يليه.1)

و أجرأ من مجلحة الذئابعصافير و ذبان و دود

و السحر. الغذاء. و موضعين. مسرعين. ألمر غيب: يريد الموت.

( اللسان )سحر( قائله لبيد. و روايته )تس::ألينا فيم::ا( ب::دل )تس::لينا مم(. و الس::حر هن::ا.2)يحتمل احد أمرين. الخديعة، و الغذاء.

.185، 153( سورة الشعراء. آية 3)

( اللسان )خلط( ذكر الصدر فقط. الخليط: القوم الذين أمرهم واحد و الجمع خلطاء، و4)خلط.

373ص:

و تسحرنا أكلنا سحورا، و اس::حرنا كقول::ك أص::بحنا. و الس::حر الرئ::ة مخف::ف، و م::ا يتعل::ق بالحلقوم. و يقال للجبان إذا جبن انتفخ مسحره و استحر الط::ائر إذا غلب::ه بس::حر. و اص::ل الباب الخفاء، و السحر قيل: الخفاء سببه توهم قلب الش::يء عن حقيقت::ه كفع::ل الس::حرة

في وقت موسى- لما أوهموا ان العصا و الحبال صارت حيوانا- فقال:

ها تسعى« ل إليه من سحرهم أن .«1 »»يخي

ياطين كفروا«و قوله: قيل فيه ثالثة اقوال: »لكن الش

أحدها- انهم كفروا بما نسبوه الى سليمان من السحر.

و الثاني- انهم كفروا بما استخرجوه من السحر.

و الثالث- معناه و لكن الشياطين سحروا فعبر عن السحر بالكفر.

حر«و قوله: اس الس مون الن قيل فيه قوالن: »يعل

أحدهما- انهم القوا السحر اليهم فتعلموه.

»و م:ا و قول:ه:«2 »]و الث::اني- انهم دل:وه على اس::تخراجه من تحت الكرس::ي فتعلم::وه[ قال ابن عباس و قتادة و ابن زيد و السدي:أنزل على الملكين«

ان )ما( بمعنى الذي. و قال الربيع في احدى الروايتين عن ابن عباس: انها بمع::نى الجح::د. و روي عن القاسم بن محمد: انها تحتمل االمرين. و موضع )ما( نصب لفظها على السحر،

ياطين«و قيل انها عطف على )ما( في قوله: و ق:ال بعض:هم: موض:عها ج:ر »ما تتلوا الش: عطف على ملك سليمان، و على ما ان::زل. و من ق::رأ بكس::ر الالم في الملكين ق::ال: هم::ا

و هو قول أبي األسود الدؤلي، و الربي::ع، و الض::حاك، و ب::ه«3 »من ملوك بابل، و علوجها.قرأ الحسن البصري، و رواها عن ابن عباس، و اختلف

______________________________.66( سورة )طه( آية: 1)

( ما بين القوسين من مجمع البيان، الن الشيخ ذكر قولين، و ال يوجد في المخطوط::ة و2)في المطبوعة إال قول واحد.

( العلوج، جمع علج، و يجمع ايضا على اعالج و معلوجي، و معلوجاء و هو الرجل الشديد3)من كفار العجم. و منهم من يطلقه على عموم الكافر.

374ص:

من قال بهذا فقال قوم: كانا مؤمنين، و لذلك نهيا عن الكفر. و قال قوم: انهما كان::ا نب::يين من أنبياء الله. و من قرأ بالفتح قال قوم منهم: كانا ملكين و قال آخرون: كانا شيطانين. و قال قوم: هما جبريل و ميكائيل خاصة. و اختلفوا في باب::ل فق::ال ق::وم: هي باب::ل الع::راق، ألنها تبلبل بها األلسن: و روي ذلك عن عائشة و ابن مس::عود. و قي::ل: باب::ل دماون::د. ذك::ره السدي. و قال قت::ادة: هي من نص::يبين الى رأس العين. و ق::ال الحس::ن ان الملكين بباب::ل

الكوفة الى يوم القيامة، و ان من أتاهما سمع كالمهما. و ال يراهما و بابل بلد ال ينصرف.

و قيل في معنى السحر اربعة اقوال:

أحدها- انه خدع و مخاريق، و تمويهات ال حقيقة لها يخيل الى المسحور أن لها حقيقة.

و الثاني- انه أخذ بالعين على وجه الحيلة.

و الثالث- انه قلب الحيوان من ص::ورة الى ص::ورة، و إنش::اء األجس::ام على وج::ه االخ::تراعفيمكن الساحر ان يقلب اإلنسان حمارا و ينشئ اجساما.

و الرابع- انه ضرب من خدمة الجن كال::ذي يمس::ك ل::ه التج::دل فيص::رع، و اق::رب األق::وال االول، الن كل شيء خرج عن العادة الخارق::ة، فان::ه ال يج::وز أن يت::أتى من الس::احر. و من جوز للساحر شيئا من هذا، فقد كفر ألنه ال يمكنه مع ذل::ك العلم بص::حة المعج::زات الدال::ة

على النبوات، ألنه أجاز مثله من جهة الحيلة و السحر.

ما نحن فتنة فال تكفر«و قوله: ى يقوال إن مان من أحد حت »فال تكفر« يتصل قوله: »و ما يعل بأحد ثالثة أشياء: أحدها- فال تكفر بالعمل بالسحر و الثاني- فال تكفر بتعلم الس::حر و يك::ون

مما امتحن الله عز و جل به كما امتحن بالنهر في قوله:

ي« - فال تكفر بواحد منهما للتعلم للسحر و العم::ل«1 » و ثالثها»فمن شرب منه فليس من به فان قيل كيف يجوز ان يعلم الملكان السحر؟ قيل يعلمان م::ا الس::حر و كي::ف االحتي::ال

به، ليجتنب، و لئال يتموه على الناس انه من جنس المعجزات التي تظهر على يد

______________________________.249( سورة البقرة آية: 1)

375ص:

األنبياء فيبطل االستدالل بها. و قال جماعة من المفسرين منهم: ابو علي و غيره:

انزلهما الله من الس::ماء و جعلهم::ا بهيئ::ة االنس، ح::تى بين::ا للن::اس بطالن الس::حر. و ق::الما نحن فتنة فال تكفر«الحسن و قتادة: أخذ عليهما أال يعلماه ى يقوال: إن . »حت

ما نحن فتنة فال تكفر«و قوله: ى يقوال إن مان من أحد حت على قول من جع::ل م::ا »و ما يعلجحدا.

يحتمل ان يكون ذلك من قول هاروت و ماروت و ليسا »و ما أنزل على الملكين«و قوله: ملكين. كما يقول الغاوي الخليع لنا انك في ضالل فال ترد م::ا ان::ا في::ه، فيق::ر بال::ذنب و ه::و

ياطين كف::روا(يأتيه. و التقدير على هذا: ه::اروت و م::اروت. فمن ق::رأ الملكين )و لكن الشه بفتح الالم- و هو قراءة الجمهور، اختلفوا فمنهم من قال: ان سحرة اليه::ود زعم::وا ان الله ب::ذلك و في الكالم انزل السحر على لسان جبريل، و ميكائيل الى س::ليمان، فاك::ذبهم الل تقديم و تأخير، فتقديره و ما كفر سليمان و ما انز على الملكين، و لكن الشياطين كف::روا. يعلم::ان الن::اس الس::حر. بباب::ل ه:اروت و م::اروت- و هم::ا رجالن بباب::ل غ::ير الملكين اس::م أحدهما- هاروت و اآلخر ماروت، و يكون هاروت و ماروت بيانا عن الناس. و قال ق::وم: ان

هاروت و ماروت ملكان من المالئكة. و اختلفوا في سبب هبوطهما- على قولين.

ه أهبطهما ليأمرا بالدين، و ينهيا عن الس::حر، الن الس::حر ك::ان كث::يرا في فقال قوم: ان الل ذلك الوقت، ثم اختلفوا فقال قوم: كانا يعلمان الناس كيفية الس::حر و ينهي::انهم عن فعل::ه، ليكون النهي بعد العلم به، الن من ال يعرف الشيء فال يمكنه اجتنابه. و قال ق::وم آخ::رون: لم يكن للملكين تعليم السحر، و ال إظه::اره، لم::ا في تعليم::ه من اإلغ::راء بفعل::ه. و الث::الث

هبطا لمجرد النهي- إذ كان السحر فاشيا-.

و قال قوم: كان سبب هبوطهما ان المالئكة تعجبت من معاصي بني آدم مع كثرة نعم الله عليهم، فقال لهم: اما لو كنتم مكانهم لعملتهم مثل أعمالهم، فقالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا، فأمرهم ان يختاروا ملكين ليهبطا الى األرض فاختاروا ه::اروت و م::اروت، فاهبط::ا الى

ب فيهما شهوة الطعام و الشراب و النكاح، األرض، و رك

376ص:

و احل لهما كل شيء بشرط اال يشركا بالله و ال يشربا الخم::ر و ال يزني::ا، و ال يقتال النفس التي حرم الله فعرضت لهما امرأة للحكومة فماال اليها، فقالت لهما ال أجيبكما ح::تى تعب::دا صنما و تشربا الخمر، و تقتال النفس، فعبدا الصنم و واقعاها، و قتال سائال مر بهما خوفا انه ما امسيا من يومهما يشهر أمرهما في حديث طويل، ال فائدة في ذكره. قال كعب فو الل الذي اهبطا فيه حتى استكمال جمي::ع م::ا نهب::ا عن::ه فتعجبت المالئك::ة من ذل::ك ثم لم يق::در هاروت و ماروت على الصعود الى السماء و كانا يعلمان الناس السحر و من قال: بعص::مة

المالئكة، لم يجز هذا الوجه. و قال قوم من اهل التأويل: ان ذلك على عهد إدريس.

ما نحن فتنة«و انما قوله: . »إن

اللغة:

فاالمتحان و الفتنة و االختبار نظائر. يقال فتنه فتنة و افتتن افتتانا. و قال ابو العب::اس، فتن بمعنى اختبر. و تقول: فتنت الرجل، و افتنته.«1 »الرجل و أفتن

ه تعالى: اك فتونا«و لغة قريش: فتنته قال الل ليمان« و قال«2 » »و فتن ا س:: » »و لق::د فتن، و قال اعشى همدان:«3

»سعيدا فأمسى قد قال ك::ل مس::لملئن فتنتني فهي باألمس افتتنت4»

اه«فجاء باللغتين. و قوله تعالى: ما فتن اي اختبرناه.«5 » »و ظن داود أن

و يقال فتنت الذهب في النار: إذا اختبرته فيها، لتعلم أ خالص هو أم مش::وب. فقي::ل- لك::لما أحميته في النار:- فتنته. و تقول فتنت الخبزة في النار: إذا أنضجتها.

اي الكفر أشد«6 » »و الفتنة أشد من القتل«و مثله يقال في اللحم. و قوله:

______________________________( في المطبوعة و المخطوطة )فتن( بإسقاط االلف.1)

.40( سورة طه آية: 2)

.34( سورة ص آية: 3)

( اللسان )فتن( و روايته )لهي( بد )فهي( قال ابن بري: قال بن جني و يقال هذا ال::بيت4)البن قيس. و البيت الذي يليه:

وصال الغواني بالكتاب المتممو القى مصابيح القراءة و اشترى

فقال سعيد: كذبتن كذبتن. و في مجمع البيان )لقد( بدل )لئن( )و هي( بدل )فهي(.

.24( سورة: ص آية 5)

.191( سورة البقرة: آية 6)

377ص:

من القتل. و الفتن في الدين و الحروب و قولهم: فتنة الس::وط أش::د من فتن::ة الس::يف، و::ون«معناه اختبار السوط أشد الن فيه تعذيبا متطاوال. و قول::ه: ار يفتن ::وم هم على الن » »ي

اي يشوون من قولك فتنت الخبز. و المعنى الصحيح انهم يع:ذبون بكف:رهم. يق:ال فتن«1الكافر، العذاب و افتنته اي جزاه بفتنته كقولك: كذب و اكذبته. و كل من صبأ فقد فتن.

كم المفتون«و قوله: قال األخفش: معناه الفتنة: فهو مصدر، كقولك: رجل ليس«2 » »بأي له معقول، و خذ ميسوره ودع معسوره. و ابى ذلك س::يبويه. و ق::ال: خ::ذ ميس::وره اي م::ا تيسر له. و ليس له مرفوع: اي ما يرفع. قال صاحب العين: فتن فالن فتونا فهو ف::اتن: اي

اي مض::لين- عن الحس::ن و مجاه::د.- و أص::ل«3 » »ما أنتم عليه بف::اتنين«مفتن. و قوله:

الباب االختبار. و معناه في اآلية: انما نحن اختبار و بلوى و امتحان، فال تكفر. و قال قتادة:ما نحن فتنة« اي بالء. و يحتمل أن يكون معناه انهما كانا كافرين، فيكون معنى قولهما:»إنما نحن فتنة« اي شيء عجيب مستطرف كما يقال للمرأة الحسناء انها فتنة من الفتن.»إن

و يكون قوله: »فال تكفر« على هذا الوجه يعني بما جئناك به، بل صدق به و اعمل عليه. وقوله: »حتى يقوال« يحتمل أمرين:

أحدهما- ان حتى، بمعنى إال و تقديره و ما يعلمان من احد إال أن يقوال:

انما نحن فتنة، فال تكفر و يكون ذلك زيادة في االبتالء من الله في التكليف.

و الثاني- انه نفي لتعليمهما الناس السحر، و تق::ديره و ال يعلم::ان أح::دا الس::حر، فيق::والن:ما نحن فتنة فال تكفر« فعلى هذا يكون تعليم الس::حر من الش::ياطين، و النهي عن::ه من»إن

الملكين.

مون«و قوله: قال قوم: معنى تعلم و اعلم واحد. كما جاء علمت، »فيتعل

______________________________.13( سورة الذاريات: آية 1)

.6( سورة القلم: آية 2)

.162( سورة الصافات: آية 3)

378ص:

و أعلمت، و فهمت، و افهمت كما قال كعب بن زهير:

ه إنك مدركي «1 »و ان وعيدا منك كاالخذ باليدتعلم رسول الل

و قال القطامي:

و ان لهذه الغير انقشاعاتعلم ان بعد الغي رشدا

و منهم من قال: تعلم بمنزلة تسبب الى ما به تعلم من النظر في االدلة. و ليس في اعلمذلك، ألنه قد ينبئهم على ما يعلمه بالتأمل له، كقوله: اعلم ان الفعل يدل على الفاعل.

و ما لم يسبق المحدث فهو محدث. و األول كقول::ه: تعلم النح::و و الفق::ه. ف::ان قي::ل كي::فيفرق بين المرء و زوجه؟ قلنا فيه ثالثة اقوال:

أحدها- انه إذا تعلم السحر كفر فحرمت عليه امرأته.

و الثاني- ان يمشي بينهما بالنميمة حتى يفسد بينهما، فيفضي الى الطالق و البينونة.

و الثالث- قال قتادة و غيره: يوجد كل واحد منهما على صاحبه و يبغضه اليه.

و قيل: انه كان من شرع سليمان أن من تعلم السحر، بانت منه زوجته. و قوله:

»منهما« الضمير- قيل:- انه راجع الى الملكين. و قيل بل الى الكفر و الس::حر، ألن::ه تق::دمياطين كفروا«الدليل عليهما في قوله: به::ا كما جاء »و لكن الش ر من يخشى و يتجن »سيذك

اي يتجنب الذكرى. و من قال المالئكة معصومون، يقول الكناي::ة ترج::ع الى«2 »األشقى«الكفر و السحر ال غير دون الملكين. فكأنه قيل:

)فيتعلمون( مكان ما علماهم )ما يفرقون به بين المرء و زوجه(، كقول القائل:

ليت لنا من كذا، و كذا كذا: اي بدله. قال الشاعر:

و صرا ألخالف المزممة البزلجمعت من الخيرات و طبا و علبة

______________________________ . و هذا بيت من قصيدة طويلة نسبها النس بن زنيم الديلي يقوله::ا362( شذور الذهب: 1)

بعد فتح مكة معتذرا لرسول الله )ص( مما كان عمرو بن سالم الخزاعي يقوله في::ه و فيأصحابه و مطلعها:

بل الله يهديهم و قال: لك اشهدانت الذي تهدى معد بامره

.10( سورة األعلى: آية 2)

379ص:

جلو من كل اخالق الكرام نميمة »و سعيا على الجار المجاور بالن1»

يريد جمعت مكان خيرات الدنيا هذه الخيرات الرديئة، و االفعال الدنيئة.

اللغة:

و قوله: )يفرقون بين المرء و زوجه( فالمرء تأنيثه المرأة. قال صاحب العين:

امرأة تأنيث المرء و يقال مرأة بال ألف. و المرأة مصدر الشيء المريء الذي يستمرأ يقال ما كان مريئا، و لقد مرؤ و استمرأته، و هو المريء، للطعام و أصل الباب المريء، فقولهم مرأة كقولهم جارية اي جرت في النمو و الشباب. فأما أمراء الطع::ام فان::ه يج::ري و ينف::ذ

في مجاريه، و ال يقف. و كذلك المرأة تجري في السن الى حد.

ينو فرق في الشواذ ما بين المرء- بضم الميم- و هي لغة هذيل. و قوله: »و م::ا هم بض::ار فالضرر و األلم و األذى نظائر. و الضر نقيض النفع. يقال ضره يضره ض::را، وبه من أحد«

أضر به اضرارا، و استضر استضرارا، و اضطر اض::طرارا. و ض::اره مض::ارة و ض::رارا. ق::الصاحب العين: الضر و الضر لغتان، فإذا جمعت الضر و النفع.

فتحت الضاد. و الضرر نقصان يدخل في الشيء. يقال دخل عليه ضرر في ماله.

و الضرورة اسم لمصدر االضطرار. و الضرير: الذاهب البصر من الناس. تقول:

رجل ضرير بين الضرارة. و الضراء من الضر. و قوم اضراء.

و الضرر مصدر اضره مضارة و في الحديث )ال ضرر و ال ضرار( و إذا ضر به المرض قيل: ضرير، و امرأة ضريرة. و الضرير: اسم للمضارة، و اكثر ما يستعمل في الغيرة تق::ول: م::ا

أشد ضريره عليها. قال الشاعر يصف حمارا وحشيا:-

______________________________ . الوطب صفاء اللبن خاصة. و العلب::ة: جل:دة تؤخ:ذ من جنب421:: 1( امالي المرتضى 1)

البعير فتسوى مستديرة كالقصعة المدورة يشرب بها الرعيان. و الص::ر: ش::د ض::رع الن::وق الحلوبات و الفاعل صرار. و األخالف: جمع خلف- بكسر فس::كون- ض::رع الناق::ة. و ال::بزل:

جمع بازل:

الناقة او البعير إذا استكمل الثامنة، و طعن في التاسعة، و بزل نابه اي انشق عن اللحم.

و المزممة: هي التي علق عليها الزم::ام. و النج::ل تمزي::ق الع::رض بالغيب::ة. و في الح::ديث )من نجل الناس نجلوه( في المطبوعة و المخطوطة )رطبا(- ب:دل )وطب:ا(. و )غلب:ة( ب:دل

)علبة( و )لمحلي( بدل »بالنجل(.

380ص:

«1 »حتى إذا ماالن من ضريره

و الضرتان: امرأتان للرجل، و الجمع الضرائر. و الضرتان: االلية من جانبي عظمه:ا، و هم:االشحمتان اللتان تهدالن من جانبيها. و ضرة اإلبهام: لحمة تحتها.

و ضرة الضرع: لحمة تحتها. و الضر: الهزال. و ضرير الوادي: جانباه و كل ش::يء دن::ا من::كحتى يزحمك: فقد أضربك. و أصل الباب: االنتقاص.

ه«و قوله: يحتمل أمرين: »من أحد إال بإذن الل

ه. أحدهما- بتخلية الل

ه«و الثاني- اال بعلم الله من قوله: معناه اعلم::وا. بال خالف و يق::ال: »فأذنوا بحرب من اللانت آذن اذنا. قال الحطيئة:

«2 »و اال فاذنيني بانصرامياال يا هند إن جددت وصال

و قال الحارث بن حلزة:

«3 »آذنتنا ببينها اسماء

معناه أعلمتنا. و االذن في اللغة على ثالثة أقسام:

أحدها- بمعنى العلم و ذكرنا شاهده.

. و قوله:«4 » »فانكحوهن بإذن أهلهن«و الثاني- االباحة و اإلطالق كقوله

ذين ملكت أيمانكم« ذين آمنوا ليستأذنكم ال ها ال .«5 »»يا أي

ه«و الثالث- بمعنى االمر: كقوله: له على قلبك بإذن الل و ق::د أجمعت األم::ة على«6 » »نزانه لم يأمر بالكفر، و لم يتجه نفي القسم الثالث. و ال يجوز أن يكون المراد

______________________________( اللسان )ضرر(.1)

( في المطبوعة و المخطوطة )أال( ساقطة. و في المطبوعة )ما هند( و عجزه فيهما.2)

و اال فأذنيني عاجال بانصرامي

( معلقته الشهيرة و هذا مطلعها. و عجزه.3)

رب ثاو يمل منه الثواء

.24( سورة النساء: آية 4)

.58( سورة النور: آية 5)

.97( سورة البقرة: آية 6)

381ص:

»إال باذنه« إال بإرادته، و مشيئته، الن االرادة ال تسمى إذنا. اال ترى أن من أراد الشيء منه. غيره أن يفعله، ال يقال أذن له فيه؟ فبطل ما قالوه. و قد روي عن سفيان إال بقض::اء الل و قال بعض من ال معرف:ة ل:ه: االذن بمع:نى العلم بفتح الهم::زة و ال:ذال دون االذن بكس:ر الهمزة و سكون الذال- و هذا خطأ، الن االذن مصدر يقال فيه اذن و اذن مثل حذر و حذر.

به و مث::ل و مث::ل. و«1 » »خذوا حذركم«و قال تعالى: به و ش:: و يجوز فيه لغتان مثل: ش::حر. و من ش:اء خلي بين:ه، و بين::ه، ه يمنع:ه، فلم يض:ره الس: قال ه:ذا القائ:ل: من ش:اء الل

يضره.

. »ال ينفعهم«و قوله:

اللغة:

فالنفع نقيض الضر و النفع و المنفعة و اللذة نظائر. يقال نفع ينفع نفعا، فهو ن::افع. و انتف::ع فالن بكذا و كذا. و رجل نفاع ينفع الناس. و أصل النفع: ضد الضر. و حد النفع هو كل فعل يكون الحيوان ب:ه ملت::ذا: ام::ا ألن:ه ل:ذة، او ي::ؤدي الى الل:ذة. و المض::رة ك:ل مع:نى يك:ون

الحيوان به ألما: اما ألنه ألم، او يؤدي الى األلم.

و الهاء في قوله )لمن اشتراه( عائدة الى السحر.

المعنى:

ه، ماله في اآلخ::رة من خالق. و و المعنى لقد علمت اليهود أن من استبدل السحر بدين الل هو قول ابن زيد، و قتادة. و قال قوم من المفس::رين، ك::أبي علي، و غ::يره. ك::انوا يعط::ون

علي::ه األج:رة، ف:ذلك اش:تراؤهم ل:ه. و الخالق: النص:يب من الخ:ير، و ه:و ق:ول مجاه:د، وسفيان. و قال قوم: ماله من جهة. و قال الحسن: ماله من دين. قال امية بن أبي الصلت:

«2 »إال سرابيل من قطر و أغالليدعون بالويل فيها ال خالق لهم

يعني ال نصيب لهم في اآلخرة من الخير. و معنى )شروا به أنفسهم( باعوا به

______________________________.101، 70( سور النساء: آية 1)

. و القطر: النحاس الذائب. في المطبوعة )السرائيل( بدل )اال سرابيل(.47( ديوانه: 2)

382ص:

و قد ق::ال قبله »لو كانوا يعلمون«أنفسهم في قول السدي، و غيره- فان قيل: كيف قال:؟ قلنا عنه ثالثة اجوبة:»و لقد علموا لمن اشتراه«

أحدها- إنهم فريقان: فريق علموا. و عاندوا و فريق علموا و ضيعوا.

و الثاني- انهم فريق واحد إال انهم ذموا في أحد الكالمين بنفي العلم، ألنه بمنزل::ة المنتفي:حر، و لم يعلم::وا ان هالكهم و اخبر عن حالهم في االخ::رة و تق::ديره أنهم علم::وا ق::در الس:: بتصديقه، و استعماله، ا و لم يعلموا كن::ه م::ا أع::د الله من الع::ذاب على ذل::ك و ان علم::وه

على وجه الجملة.

]و الثالث[ و قال قوم: هو مقدم و مؤخر. و تقديره و ما هم بض::ارين ب::ه من اح::د اال ب::إذنه، و يتعلمون ما يضرهم و ال ينفعهم و لبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون. و لقد الل علموا لمن اشتراء ماله في اآلخرة من خالق و ق::ال بعض::هم: هم::ا جميع::ا خ::بر عن فري::ق

اي لو كانوا يعلمون بما )و لبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون(واحد، و أراد بقوله: علموه فعبر عن المعلوم بالعلم، كما قال كعب بن زهير المزني يصف ذئب::ا و غراب::ا تبع::اه،

ليناال من طعامه، و زاده:

«1 »ا لم تعلما اني من الزاد مرملإذا حضراني قلت لو تعلمانه

فأخبر انه ق::ال لهم::ا: ل:و تعلمان:ه فنفى عنهم::ا العلم، ثم اس:تخبرهما، فق:ال: الم تعلم::ا، و ك::ذلك اآلي::ة. و ق::ال ق::وم: إن ال::ذين علم::وا الش::ياطين و ال::ذين لم يعلم::وا الن::اس دون الشياطين، ف::ان قي:ل: م:ا مع:نى لمن اش:تراه، و اين جوابه::ا ان ك::انت ش:رطا؟ قلن::ا عن:ه جوابان أحدهما- انها بمعنى الجزاء. و اآلخر بمعنى الذي في قول الزجاج، و جوابه::ا مكتفى

و لذلك وقع ق::الوا: و ال«2 » »لئن أخرجوا ال يخرجون معهم«منه جواب القسم. كما قال:يجوز الجزم إال في ضرورة الشعر، كما قال الشاعر:

أصم في نهار القيظ للشمس باديالئن كان ما حدثته اليوم صادقا

و الوجه، ألصومن. و ال يجوز ال صوم إال في ضرورة الشعر كما قال:

______________________________ المرمل الذي نفد زاده، و منه األرمل.224: 1 و آمالي الشريف المرتضى 51( ديوانه: 1)

12( سورة الحشر: آية 2)

383ص:

«1 »ليعلم ربي ان بيتي واسعلئن تك قد ضاقت عليكم بيوتكم

قالوا و ان جزمت االول، جاز جزم الثاني، كقولك: لئن تفم ال نقم إليك.

مون«و قوله: يج::وز ان يك:ون عطف:ا على في::أتون فيتعلم::ون، و ق:د دل أول الكالم »فيتعل على يأتون. و قيل: فيعلمون الناس السحر فيتعلمون- و كالهما ذكره الكسائي و الف:راء- و أنكر الزجاج القول األخير، ألجل قوله: )منهما اي من الملكين، و أجاز القول االول، و اختار قوال ثالثا: و هو يعلمان، فيتعلمون، و الذي أنكره يجوز إذا كان منهما( راجع::ا الى الس::حر و الكفر، و ال يجوز ان يكون )فيتعلمون( جوابا لقوله: )فال تكفر( فينصب، الن تق::ديره ال يكن

كفر فتعلم، كما تقول: ال تدن من األسد فيأكلك: اي ال يكن دن::و فأك::ل. فه::ذا نهي عن دن::و يق::ع بع::ده أك::ل. و انم::ا النهي في االول عن الكف::ر بتعلم الس::حر، للعم::ل و ليس يص::لح

للجواب على هذا المعنى و ال يجوز ان يكون جوابا للنفي في قوله:

مان« ، الن لفظه على النفي، و معناه اإليجاب كأنه قيل: يعلمان إذا قاال نحن فتنة»و ما يعل »لمن و ما الثاني::ة في قول::ه: »و لقد علموا«فال تكفر. فان قيل: ما الالم االولى في قوله:

قيل:«2 » »و لئن جئتهم بآية ليقولن« و مثله قوله:اشتراه«

الثانية الم القسم باإلجماع قال الزجاج: ألنك إنما تحلف على فعلك ال على فعل غيرك- فيه لئن جئتني الكرمنك- فأما االولى فزعم بعض النحويين أنها لما دخلت في أول قولك: و الل الكالم أشبهت الم القسم، فاجيبت بجوابه- ق::ال الزج::اج: ه::ذا خط:أ، الن ج::واب القس::م ال يشبه القسم، فاجيبت بجوابه- قال الزجاج: هذا خطأ، الن جواب القسم ال يشبه القس::م، و لكن الالم االولى دخلت إعالما ان الجملة بكاملها معقودة بالقس::م، الن الج::زاء- و ان ك::ان القسم عليه-، فقد صار للشرط فيه ح::ظ، و ل::ذلك دخلت الالم. ق::ال الرم::اني: ه::ذا ال::ذيه إن اتيت::ني ذكره، ال يبطل شبهها بالقسم، ألنها للتوكيد، كما انه للتوكيد، فكأن::ه ق::ال: و الل

الكرمنك

______________________________ نس::به لكميت بن مع::روف. في المخطوط::ة )ري( ب::دل )ربي( و في220::: 4( الخزانة 1)

المطبوعة )رىء(.

.58( سورة الروم: آية 2)

384ص:

و الظاهر في روايات أصحابنا ان الساحر يجب قتله و فيه خالف ذكرناه في الخالف.

و قال ابو علي من قال: ان:ه يقلب األجس:ام، و ينش::ئها، يجب قتل::ه ان لم يتب، ألن:ه مرت:د و ام:ا من ق:ال: إن:ه يم:وه و«1 »كافر باألنبياء، ألنه ال يجد بين ما ادعى و بين آياتهم فضال

، فانه يؤدب، فال يقت::ل. و ام::ا الرواي::ات ال::تي في ان الملكين أخطئ::ا، و ركب::ا«2 »يمخرق الفواحش، فإنها اخبار آحاد. من اعتقد عصمة المالئك::ة، يقط::ع على ك::ذبها و من لم يقط::ع على ذلك، جوز ان تكون صحيحة، و ال يقطع على بطالنها. و الذي نقول::ه ان ك::ان الملك::ان رسولين فال يجوز عليهما ذلك، و ان لم يكونا رسولين، جاز ذلك- و ان لم نقط::ع ب::ه- و ق::د

بينا الكالم عليه فيما مضى. فأما

من أن النبي )ص( سحر- و كان يرى انه يفعل ما لم يفعله- و انه لم يفعلهما روي

فأخبار آحاد، ال يلتفت اليها. و حاش::ى الن::بي )ص( من ك::ل ص::فة نقص، إذ تنف::ر من قب::ول::ه على علم من::ه. فكي::ف قوله، ألنه حجة الله على خلقه، و صفيه من عب::اده، و اخت::اره الل يجوز ذلك مع ما جنبه الله من الفظاظة و الغلظة، و غير ذلك من األخالق الدنيئة، و الخلق المش::ينة، و ال يج::وز ذل::ك على األنبي::اء اال من لم يع::رف مق::دارهم و ال يع::رفهم حقيق::ة

ه تع::الى: اس«معرفتهم. و قد ق::ال الل مك من الن ه يعص:: ::ه من«3 » »و الل و ق::د أك::ذب اللحورا«قال: ان يتبعوا إال رجال مسحورا. فقال: بع::ون إال رجال مس:: »إذ يقول الظالمون إن تت

فنعوذ بالله من الخذالن، و نحمده على التوفيق لما يرضاه.«4»

و )لكن( مشددة، و مخففة معناهما واحد. قال الكسائي: و الذي اختارت:ه الع:رب إذا ك::انت )و لكن( بالواو مشددة، و إذا كانت بال واو اختاروا التخفيف- و كل صواب- و قرئ بغ::ير م::ا

اختاروه اتباعا لالخبار في القراءة.

______________________________( في المطبوعة )بين ابائهم فصال(1)

( الممخ::رق، و المم::وه يطلق::ان على مع::نى واح::د و المخرق::ة م::أخوذة من مخ::اريق2)الصبيان:

و هي خرق مفتولة يلعبون بها.

.70( سورة المائدة: آية 3)

.8 و الفرقان. آية 47( سورة األسرى: آية 4)

385ص:

[103(: آية 2]سورة البقرة )

ه خير لو كانوا يعلمون ) قوا لمثوبة من عند الل هم آمنوا و ات (103و لو أن

- آية بال خالف-

االعراب:

هم آمنوا«الضمير في قوله: عائد على الذين يتعلمون السحر. قال الحسن: تعلموا »و لو أن ان ثواب الله خ::ير لهم من الس::حر. و أم::ا ج::واب ل::و فللنح::ويين في::ه ق::والن. فالبص::ريون يذهبون الى ان جوابه مح::ذوف، و تق::ديره. و ألثيب::وا. و أوق::ع لمثوب::ة من عن::د الله موقع::ه

::ة منلداللته عليه. و قال بعضهم: التقدير و لو انهم آمنوا و اتق::وا ألثيب::وا، ثم ق::ال: »لمثوب::و ك::انوا يعلم::ون« ه خير ل أي ل::و ك::انوا يس::تعملون م::ا يعلم::ون. و ليس انهم ك::انواعند الل

يجهلون ذلك، كما يقول اإلنسان لصاحبه- و هو يعظ::ه:- م::ا أدع::وك الي::ه خ::ير ل::ك ل::و كنت تعقل أو تنظر في العواقب و الفكر فيها. و ق::ال الف:راء: الج:واب في )لمثوب::ة(.، ألن )ل:و(

من حيث ك::ان ك::ل واح::د منهم::ا ج::زاء، فلم::ا اش::بهتها أجيبت بجوابه::ا،«1 »أش::بهت لئن،فالمعنى لئن آمنوا لمثوبة.

فعلى القول االول، ال يجوز، لو أتاني زيد لعمرو خير منه. و على الثاني يجوز.

و لو قلت لو اتاني زيد، ال كرامي خير له، جاز على الوجهين. و الالم التي في )لمثوب::ة( الم االبتداء، ألنها دخلت على االسم، كما دخلت في )علمت لزيد خير منك(. و لو ج::از ه::ا هن::ا،

الم القسم، لنصبت االسم في علمت.

المعنى:

ه تعالى ه خير لو كانوا يعلمون«فان قيل: ما معنى قول الل و ه::و خ::ير »لمثوبة من عند الل علموا أو لم يعلموا؟ قيل: لو كانوا يعلمون، لظهر لهم بالعلم ذلك، أي لعلموا أن ثواب الله خير من السحر. و قال ابو علي: المعني في ذلك الدالل::ة على جهلهم، و ال::ترغيب لهم في

ان يعلموا ذلك، و ان يطلبوا ما هو خير لهم من السحر- و هو ثواب

______________________________( في المطبوعة و المخطوطة )يكن( و هو تحريف فظيع.1)

386ص:

الله الذي ينال بطاعته، و اتباع مرض:اته و في::ه دالل:ة على بطالن ق:ول اص:حاب المع:ارف،. »لو كانوا يعلمون«ألنهم لو كانوا عارفين- على ما يقولونه، لما قال:

و المثوبة: الثواب- في قول قتادة و الس::دي و الربي::ع- و الث::واب: ه::و الج::زاء على العم::لباإلحسان و هو منافع مستحقة يقاربها تعظيم و تبجيل.

اللغة:

و المثوبة و الثواب و األجر نظائر. و نقيض المثوبة العقوبة، يقال ثاب يثوب ثوب::ا و إثاب::ة، و أثابه اثابة، و ثوابا، و مثوبة، و استثابة. و ثوب تثويبا. و الث::واب في األص::ل معن::اه: م::ا رج::ع اليك من شيء. تقول اعترت الرجل غشية، ثم ثابت اليه نفسه، و لذلك ص::ار ح::ق الث::واب

الجزاء، ألنه العائد على صاحبه مكافأة ما فعل.

و منه التثويب في األذان و غيره: و هو ترجيع الصوت، و ال يقال، ذلك للصوت مرة واح::دة. و يقال ثوب الداعي إذا كرر دعاءه الى الحرب، أو غيرها. و يقال انهزم القوم ثم ث::ابوا، أي رجعوا. و الثوب مشتق من هذا، ألنه ثاب لباسا بعد أن كان قطنا، أو غ::زال. و ال::ثيب: ال::تي قد تزوجت بوجه ما كان، و ال يوصف به الرجل إال ان تقول ول::د الثي::بين و ول::د البك::رين. و

ه تع::الى: اس«المثابة: الموضع الذي يثوب اليه الناس. قال الل ::ة للن ::ا البيت مثاب »و إذ جعلن أي مجتمعا بعد التفرق. و ان لم يكن تفرقوا من هناك، فقد كانوا متفرقين ثم ثابوا الي::ه. و

يقال ثاب الحوض ثئوبا إذا امتأل أو كاد يمتلئ. و أصل الباب الثوب: الرجوع

القراءة:

قرأ قتادة )لمثوبة( بسكون الث::اء و فتح ال::واو- و هي لغ::ة ج::ازت على األص::ل- كم::ا ق::الوا: مشورة و مشورة- بفتح الواو و سكون الشين، و ضم الشين و سكون الواو- و القراء على

خالفه. و العرب مجمعون على إلقاء االلف من قولهم:

هذا خير منك، و شر منك، إال بعض بني عامر يقول::ون: م::ا أري::د خ::يرا اخ::ير من ذا. و ق::البعضهم أيضا: هذا أشر من ذا- و الوجه طرح االلف-

387ص:

[104(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ذين آمنوا ال تقولوا راعنا و قولوا انظرنا و اسمعوا و للكافرين عذاب أليم ) ها ال (104يا أي

آية بال خالف

اللغة:

المراعاة: التفق::د للش::يء في نفس::ه، أو أحوال::ه. و المراع::اة، و التحف::ظ، و المحافظ::ة، و المراقبة: نظائر. و نقيض المراعاة االغف:ال: يق:ال رعى ي::رعى رعي::ا، و ال:رعي: م:ا تأكل:ه

ه فالنا إذا حفظه، و رعيت ل::ه عه::ده و حق::ه بع::ده، أو الماشية من نبات األرض. و رعى اللفي من خلف. و أرعيته سمعي إذا أصغيت اليه. و راعيته نفسي: إذا الحظته.

و جمع الراعي: رعاء و رعاة و رعيان. و الرعاية: فعل الراعي، يرعاها رعاية: إذا ساقها، و سرحها، و أراحها، فقد رعاها، و ك::ل من ولي قوم::ا فه::و راعيهم- و هم رعيت::ه- و الم::رعي

من الناس: المسوس. و الراعي: السائس و يقال: فالن يراعي كذا:

معناه ينظر الى ما يصير اليه أمره. و رعيت النجوم: أي رقبتها، و اس::ترعاه الله خلق::ه، أي واله أمرهم ليرعاهم. و اإلرعاء: اإلبقاء على أخيك. و تق::ول اراعي::نى س::معك أي اس::مع ي::اه راعن::ا: أي اس::تمع من::ا، فح::رفت اليه::ود، فالن. و كان المسلمون يقول::ون: ي::ا رس::ول الل فقالوا: يا محمد راعنا- و هم يلحدون الى الرعونة- يري::دون ب::ه النقيص::ة، و الوقيع::ة، فلم::ا

::وا العوتبوا قالوا: نقول كما يقول المسلمون، فنهى الله عن ذلك فقال: ذين آمن ه::ا ال )يا أي » و رجل ترعية: الذي لم ت::زل ص::نعته و ص::نعة آبائ::ه الرعايةتقولوا راعنا و قولوا انظرنا(

. قال الشاعر:«1

«2 »إن رتعت صلى و إال لم يصليسوقها ترعية جاف فضل

و اصل الباب: الرعي: الحفاظ.

______________________________( في المطبوعة لم يزل صنعة و صنيعه امامة الرعاية.1)

( اللس::ان )فض::ل( و ب::ه رواي::ة اخ::رى أيض::ا: يتبعه::ا ب::دل يس::وقها. و في المخطوط::ة و2)المطبوعة هكذا:

فان رعت صال و اال لم يصليسوسها ترعية حاف فصل

رجل فضل و امرأة فضل: متفضل في ثوب واحد.

388ص:

المعني:

و أما اآلية فللمفسرين فيها ثالثة أقوال:

، أي ال تقولوا: اسمع منا و نسمع منك. »ال تقولوا راعنا«- قال ابن عباس و مجاهد:

، أي ال تقولوا خالفا. و روي ذلك ايض::ا عن مجاه::د. و ه::ذا »ال تقولوا راعنا«- و قال عطاء:األوجه له- إال ان يراد )راعنا( بالتنوين.-- و قيل: معناه ارقبنا. قال األعشى:

»ابدوا له الحزم أو ما شاءه ابت::دعايرعي الى قول سادات الرجال إذا1»

يعني يصغي. و قال األعشى ايضا:

«2 »حتى دنوت إذا الظالم دنا لهافظللت أرعاها و ظل يحوطها

و السبب الذي ألجله وقع النهي عن هذه الكلمة، قيل فيه خمسة أقوال:

- أحدها- ما قاله قتادة و عطية: انها كلمه كانت تقولها اليهود على وجه االستهزاء.

]الثاني[- و قال عطاء هي كلمة كانت األنصار تقولها في الجاهلية، فنهوا عنها في اإلسالم.

]الثالث[- و قال ابو العالية: ان مشركي العرب كانوا إذا حدث بعضهم بعضا، يقول أح::دهملصاحبه ارعنا سمعا فنهوا عن ذلك.

]الرابع[- و قال السدي: كان ذلك كالم يهودي بعينه، يقال له: رفاع::ة ابن زي::د. يري::د ب::ذلكالرعونة فنهي المسلمون عن ذلك.

______________________________. ابتدع: أحدث ما شاء.86( ديوانه: 1)

. في المخطوطة و المطبوعة )و ضللت( بدل )فظللت( و )نحو دنوت( بدل27( ديوانه: 2))حتى دنوت(

389ص:

]الخامس[- و قال ابو علي قد بين الله عز و جل، انها كلمة كانت اليهود تلوي بها ألسنتهم-عه«في قول::ه:- ف::ون الكلم عن مواض:: ذين ه::ادوا يحر معنا و«1 ». »من ال ::ون س:: »و يقول

ا بألسنتهم و طعنا في ال::دين««2 »عصينا« و ه::و ق::ول«3 » »اسمع غير مسمع و راعنا لي من المراعاة و المكاف::أة. ف::أمروا أن يخ::اطبوا )ال تقولوا راعنا(ابن عباس، و قتادة و قيل:

النبي )ص( بالتوقير و التعظيم، اي ال تقولوا: راعنا سمعك، حتى نفهمك و تفهم عنا. و قال بالعبرانية- اليه كانوا يذهبون- ق::ال الحس::ين بن علي«4 »ابو جعفر )ع( هذه الكلمة: سب

قال: على معنى الفساد و البالء،«5 »المغربي فبحثتهم عن ذلك فوجدتهم يقولون راع رن و يقولون: )انا( بتفخيم النون، و اشمامها بمعنى، ألن مجموع اللفظين و اللفظ::تين فاس::د،

الن فلما عوتبوا على ذلك قالوا إنا نقول:

كما يقول المسلمون. فنهي المسلمون عن ذلك. و لما كان معنى )راعن::ا( ي::راد ب::ه النظ::رقال: قولوا عوضها انظرنا، اي انظر إلينا. )و اسمعوا(: ما يقوله لكم الرسول.

القراءة:

و روي عن الحسن انه كان يقرأ )راعن::ا( ب::التنوين بمع::نى ال تقول::وا: ق::وال راعن::ا يع::ني من الرعونة، و هي الحمق، و الجهل و هذا شاذ ال يؤخذ ب::ه، و في ق::راءة ابن مس::عود )راعن::ا(

خطاب من جماعة لجماعة بمراعاتهم و هذا ايضا شاذ.

المعنى:

و معنى انظرنا يحتمل أمرين: أحدهما- انتظرنا نفهم و نتبين ما تعلمنا.

و الثاني- قال مجاهد: معناه ففهمناها، بين لنا يا محمد يقال منه: نظرت الرجل انظره

______________________________.14. و المائدة: 45( سورة النساء: آية 1)

.93( سورة البقرة: آية 2)

.45( سورة النساء: آية 3)

( في المخطوطة و المطبوعة )سبت(.4)

( هكذا في المخطوطة و المطبوعة. و لم نجدها في باقي التفاسير.5)

390ص:

اي انتظرون::ا و قي::ل«1 » »انظرون::ا نقتبس«نظرة، بمعنى انتظرته و ارتقبته. و منه قوله:معناه: اقبل علينا.

يحتمل أمرين: »و اسمعوا«و قوله:

أحدهما- قال الحسن و السدي: إن معناه اسمعوا ما يأتيكم به الرسول.

ه لمن و الثاني- ما قال ابو علي: معناه اقبلوا ما ي::أمركم ب::ه الرس::ول من قول::ه: س::مع الله دع::اك، و قبل::ه. و ق::ال علقم::ة و الحس::ن و الض::حاك: ك::ل ش::يء من حمده، و س::مع الل

ذين آمنوا«القرآن: ها ال فانه نزل بالمدينة. »يا أي

[105(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

كم و ::ر من رب ل عليكم من خي :ز ركين أن ين ذين كفروا من أه:ل الكت::اب و ال المش: ما يود اله ذو الفضل العظيم ) ه يختص برحمته من يشاء و الل (105الل

آية واحدة بال خالف.

معنى ما يود: ليس يحب. يقال منه: وده يوده ودا، و ودادا. و المودة المحبة.

في موضع جر بالعطف على اهل الكتاب. و تقديره، و ال من المشركين.»و ال المشركين«

ل«و قوله: في موضع نصب بقوله: »يود«. »أن ينز

و انما ذموا على ذلك- و ان ك::ان ذل::ك مي::ل الطب::اع،- الن ذل::ك في دالل:ة على انهم فعل::وا كراهي::ة ل::ذلك، و تعرض::وا ب::ذلك لع::داوة المؤم::نين. و ك::ان ال::ذم عليهم ل::ذلك، و ل::و رف::ع

»المشركين« عطفا على »الذين كفروا« ك::ان ج::ائزا و لكن لم يق::رأ ب::ه اح::د. و مثل::ه فيخ::ذوا دينكم ه::زوا و لعب::ا مناحتماله االمرين قوله: ذين ات خ::ذوا ال ::وا ال تت ذين آمن ها ال »يا أي

ذين أوتوا الكتاب من قبلكم و الكفار أولياء« .«2 »ال

- بخفض الراء و فتحها- و قرئ بهما.

______________________________.13( سورة الحديد: آية 1)

60( سورة المائدة: آية 2)

391ص:

و »من« في قوله: »من خير« زائدة مؤكدة، كقولك: ما ج::اءني من اح::د. و موض::عها رف::عقال ابو ذؤيب:

و ما ان جزاك الضعف من احد قبليجزيتك ضعف الود لما استبنته«1»

و اما »من« في قوله: »من ربكم« فالبتداء الغاية. و التي في قوله:

جس من األوثان« فللتنويع، مثل التي في قوله:»من أهل الكتاب« .«2 » »فاجتنبوا الر

. »يختص برحمته من يشاء«قوله:

المعنى:

انه أراد النبوة.روي عن علي )ع( و أبي جعفر الباقر )ع(

و به قال الحسن، و ابو علي و الرماني، و البلخي و غيرهم من المفسرين. و ق::ال »يختص بها من يش::اء« من عب::اده و روي عن ابن عب::اس ان::ه أراد دين اإلس::الم. و ه::ذا بعي::د، ألن::ه

تعالى وصف ذلك باالنزال، و ذلك ال يليق اال بالنبوة.

اللغة:

و االختصاص بالشيء هو االنفراد ب::ه و اإلخالص ل::ه مثل::ه. و ض::د االختص::اص االش::تراك. و يقال خص خصوصا، و تخصص: تخصصا. و خصص::ه: تخصيص::ا، و كلم::ه خاص::ة من ذل::ك، و كلمة عامة و وسائط من ذلك. و يقال: خصه بالشيء، يخصه خصا: إذا وصله ب::ه. و خص::ان

الرجل. من يختصه من إخوانه. و الخصائص:

الفرج و الخصاصة: الحاجة. و الخص شبه كوة تكون في قبة أو نحوها، إذا كان واسعا ق::درالوجه. و قال الراجز:

«3 »ركبن في ظلمائه ما اشتداو ان خصاص ليلهن استدا

______________________________( اللسان )ضعف( قال االصمعي: معناه أضعفت لك الود، و كان ينبغي أن يقول:1)

ضعفي الود.

.30( سورة الحج: آية 2)

( اللسان )خصص( استد أي استتر بالغمام3)

392ص:

ش::به القم::ر بالخص::اص. و ك::ل خل::ل أو خ::روق تك::ون في الس::حاب او النخ::ل، تس::مى و أص::ل الب::اب: االنف::راد بالش::يء: فمن::ه«1 »الخصاص::ة: و الخص::ائص ف::رج بين االث::افي

الخصائص: الفرج ألنه انفراد كل واحد عن اآلخر من غير جمع بينهما.

و يقال: اختصصته بالفائدة و اختصصت بها انا، كقولك: أفردته بها، و انفردت بها.

و تقدير اآلية ما يحب الكافرون من اهل الكتاب، و ال المشركين بالله من عبدة األوثان، ان ينزل عليكم شيئا من الخير الذي عنده، و الخير الذي تمن::وه اال ينزل::ه الله عليهم م::ا اوحى

الى نبيه، و أنزله عليه من الشرائع، و القرآن بغيا منهم، و حسدا.

ه ذو الفضل العظيم« خير منه )تعالى( ان كل خيرنا ل::ه عب::اده في دينهم، و دني::اهم،»و اللفانه من عنده ابتداء، و تفضال منه عليهم من غير استحقاق منهم ذلك عليه.

[106(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

يء ق::دير ) ه على كل ش:: ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها أ لم تعلم أن الل106)

آية بال خالف.

القراءة:

قرأ ابن عامر، اال الداحوني عن هشام »ما ننسخ« بضم النون و كسر السين.

الباقون يفتحها. و قرأ ابن كثير و ابو عمرو »ننساها« بفتح النون، و السين، و اثبات الهمزةالساكنة بعد السين. الباقون- بضم النون، و خفض السين بال همزة.

اللغة:

النسخ و البدل و الخلف نظائر. يقال: نسخ نسخا، و انتسخ انتساخا، و استنسخ استنس::اخا،و تناسخوا تناسخا، و ناسخ مناسخة. قال ابن دريد: كل

______________________________( بين األثافي أي بين األصابع.1)

393ص:

شيء خلف شيئا، فقد انتسخه، و نسخت الشمس الظل، و انتسخ الشيب الشباب.

و قال صاحب العين: النسخ ان تزيل امرا كان من قبل يعمل به، ثم تنسخه بح::ادث غ::يره. كاآلية نزل فيها امر، ثم يخفف الله عن العباد بنسخها بآية اخرى، فاآلية االولى منسوخة، و الثانية ناسخة. و تناسخ الورثة أن تموت ورثة بعد ورثة و اصل الميراث ق::ائم لم يقس::م، و

كذلك تناسخ االزمنة من القرون الماضية. و اصل الباب:

االبدال من الشيء غيره. و قال الرماني: النسخ الرفع، لشيء قد كان يلزمه العمل به الى بدل، و ذلك كنسخ الشمس بالظل، ألنه يصير بدال منه::ا- في مكانه::ا- و ه::ذا ليس بص::حيح، ألنه ينتقض بمن تلزمه الصالة قائما ثم يعجز عن القيام، فانه يسقط عنه القي::ام لعج::زه. و ال يسمى العجز ناسخا، و ال القي::ام منس::وخا، و ينتقض بمن يس::تبيح بحكم العق::ل عن::د من قال باالباحة، فإذا ورد الشرع يحظره، ال يقال الش::رع نس::خ حكم العق::ل، و ال حكم العق::ل

يوصف بانه منسوخ، فإذا االولى في ذلك ما ذكرناه في أول الكت::اب: و ه::و ان حقيق::ة ك::ل دليل شرعي دل على ان مثل الحكم الث::ابت ب::النص االول غ::ير ث::ابت فيم::ا بع::د على وج::ه لواله لكان ثابتا بالنص االول مع تراخيه عنه، فإذا ثبت ذلك، فالنسخ في الشرع: على ثالث::ة

اقسام.

نسخ الحكم دون اللفظ، و نسخ اللفظ دون الحكم، و نسخهما معا.

ض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون ص::ابرونفاألول- كقوله: بي حر ها الن »يا أيه عنكم و علم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة الى قوله:يغلبوا مائتين« »اآلن خفف الل

، فكان الفرض االول وجوب ثبات الواحد للعشرة، فنسخ بثبوت«1 »صابرة يغلبوا مائتين« الواحد لالثنين، و غير ذلك من االي المنس::وخ، حكمه::ا، و تالوته::ا ثابت::ة، كآي::ة الع::دة، و آي::ة حبس من يأتي بالفاحشة، و غير ذلك و الثاني- كآية ال::رجم. قي::ل انه::ا ك::انت منزل::ة فرف::ع

لفظها و بقي حكمها.

و الثالث- هو مجوز و ان لم يقطع بانه كان. و قد روي عن أبي بكر انه كان يق::رأ ال ترغب::وا«2 »عن آبائكم فانه كفر

______________________________.66، 65( سورة االنفال: آية 1)

( في المطبوعة زيادة )بكم(2)

394ص:

المعنى:

و اختلفوا في كيفية النسخ على أربعة أوجه:

- قال قوم: يجوز نسخ الحكم و التالوة من غير افراد واحد منهما عن اآلخر.

- و قال آخرون: يجوز نسخ الحكم دون التالوة.

- و قال آخرون: يجوز نسخ القرآن من اللوح المحفوظ، كما ينسخ الكتاب من كتاب قبله.

- و قالت فرقة رابعة: يج::وز نس::خ التالوة وح::دها، و الحكم وح::ده، و نس::خهما مع::ا- و ه::والصحيح- و قد دللنا على ذلك، و أفسدنا سائر األقسام في العدة في اصول الفقه.

ه تعالى به، و شرعه على حسب ما يعلم من و ذلك ان سبيل النسخ سبيل سائر ما تعبد اللالمصلحة فيه فإذا زال الوقت الذي تكون المصلحة مقرونة به، زال بزواله.

و ذلك مشروط بما في المعلوم من المصلحة به، و هذا الق::در ك::اف في إبط::ال ق::ول منابى النسخ- جملة- و استيفاؤه في الموضع الذي ذكرناه.

و قد أنكر قوم جواز نسخ الق::رآن، و فيم::ا ذكرن::اه دلي::ل على بطالن ق::ولهم، و ق::د ج::اءت اخبار متظافرة بانه كانت أشياء في القرآن نسخت تالوتها، فمنها ما روي عن أبي موس::ى: انهم كانوا يقرءون لو ان البن آدم واديين من مال البتغى اليهما ثالث، ال يمأل جوف ابن آدم إال التراب. و يتوب الله على من تاب. ثم رفع. و روي عن قتادة قال: حدثنا انس بن مال::ك

أن السبعين من األنصار الذين قتلوا ببئر معونة:

- قرأنا فيهم كتابا- بلغوا عنا قومنا انا لقينا ربنا، فرض::ي عن::ا و ارض::انا، ثم ان ذل::ك رف::ع. و منها الشيخ و الشيخة- و هي مشهورة-. و منها ما روي عن أبي بكر ان:ه ق:ال: كن::ا نق:رأ: ال ترغبوا عن آبائكم فانه كفر. و منها ما حكي: ان سورة األحزاب كانت تعادل سورة البقرة-

في الطول- و غير ذلك من االخبار المشهورة بين اهل النقل. و الخبر على ضربين:

أحدهما- يتضمن معنى االمر بالمعروف- فما هذا حكمه- يجوز دخول

395ص:

النسخ فيه.

ال يجوز تغييره في نفسه، و ال يج::وز ان يتغ::ير«1 »و اآلخر يتضمن االخبار عن صفة االمر. من حسن الى قبح أو قبح الى حسن، فان ذلك ال يجوز دخول النسخ فيه. و ق::د بين::ا ش::رح ذلك في العدة. و االفعال على ثالثة اقسام- أحدها- ال يكون إال حسنا. و ثانيه::ا- ال يك::ون إال

قبيحا. و ثالثها- يحتمل الحسن و القبح بحسب ما يقع عليه من الوجوه:

ف::األول- ك::ارادة االفع::ال الواجب::ة، أو المندوب::ة ال::تي ال يج::وز تغيره::ا، كش::كر المنعم، وردالوديعة، و اإلحسان الخالص و غير ذلك.

و الثاني- كارادة القبيح، و فعل الجهل.

و الثالث- كسائر االفعال التي تقع على وجه، فتكون حسنة، و على آخر فتصير قبيحة.

فاألول، و الثاني ال يجوز فيه النسخ. و الثالث يجوز فيه النسخ.

و من قرأ ننسخ- بفتح النون- فمن نس::خت الكت::اب. فان::ا ناس::خ، و الكت::اب منس::وخ. و منقراء- بضم النون، و كسر السين- فانه يحتمل فيه أمرين:

أحدهما- قال ابو عبيدة: ما ننسخك يا محمد. يقال نسخت الكتاب، و انسخه غيري.

و االخر- نسخته جعلته ذا نسخ. كما قال قوم للحجاج- و قد قتل رجال-:

ه: جعله ذا قبر كم::ا ق::ال: أقبرنا فالنا أي جعله ذا قبر يقال قبرت زيدا: إذا دفنته و اقبره الل و قول::ه: »أو ننس::أها« فالنسء الت::أخير و نقيض::ه التق::ديم، يق::ال«2 »»ثم أماته ف::أقبره«

انسأت اإلبل عن الحوض أنسأها نسأ: إذا أخرتها عنه، و انتسأت عن الش::يء-: إذا تباع::دت عنه- انتسأ و نسأت اإلبل في ظمئها فانا أنسؤها نسأ: إذا زدنها في ظمئها يوم::ا أو ي::ومين،

أو

______________________________( في المطبوعة )صنعة االمر(1)

.21( سورة عبس: آية 2)

396ص:

اكثر من ذلك. و ظمؤها: منعها الماء. و نسأت الماشية تنسأ نسأ: إذا سمنت. و كل س::مينناسئ، تأويلها ان جلودها نسأت اي تأخرت عن عظامها، قاله الزجاج، و قال غيره:

انما قيل ذلك ألنها تأخرت في المرعى حتى سمنت، و نسأت الم:رأة تنس:ئ نس:أ إذا ت:أخر و نسأ الله في اج::ل فالن،«1 »حيضها عن وقته، و رجي حملها، و يقال: انسأت فالنا البيع

و انسأ الله اجله إذا أخر اجل::ه. و النس::يء ت::أخر الش::يء، و دفع::ه عن وقت::ه، و من::ه قول::هسيء زيادة في الكفر«تعالى: ما الن و هو ما كانت العرب تؤخر من الشهر الحرام«2 » »إن

في الجاهلية. و نسأت اللبن أنسؤه نسأ إذا أخذت حليبا و صببت عليه الماء، و اس::م ذل::ك: النسيء، و النسيء هذا سمي بذلك، ألنه إذا خالطه الماء أخر بعض اج::زاء اللبن عن بعض

قال الشاعر:

«3 »عداة الله من كذب و زورسقوني النسء ثم تكنفوني

و يقال للعصاة المنسأة، ألنه::ا ينس::أ به::ا، أي ي::ؤخر به::ا م::ا يس::اق عن مكان::ه، و ي::دفع به::ااإلنسان عن نفسه و نسأت ناقتي إذا رفعتها في السير و اصل الباب التأخير.

المعنى:

ان نبيكم )ص( أقرئ قرآنا ثم نس::يه، »ما ننسخ من آية أو ننسها«و قال الحسن في قوله:خ منفلم يكن شيئا و من القرآن ما قد نسخ و أنتم تقرءونه. و ق::ال ابن عب::اس »م::ا ننس::

من قولك نس::أت«4 » أي ما نبدل من آية و من قرأ ننسأها بالهمز فان معناه نؤخرهاآية« هذا االمر أنسؤه نساء إذا أخرته و بعته بنسإ أي بتأخير، و هو قول عط::ا و ابن أبي نجيح، و مجاهد، و عطية و عبيد بن عمير. و على هذا يحتم:ل نؤخره:ا أم:رين. أح::دهما فال ننزله:ا و ننزل بدال منها ما يقوم مقامها في المصلحة، أو ما يكون أصلح للعباد منه::ا. و ه::ذا ض::عيف

ألنه ال فائدة في تأخير

______________________________( في المخطوطة و المطبوعة )المنع(1)

.38( سورة التوبة: آية 2)

( قائلة عروة بن الورد العبسي. اللسان )نسأ( في المخطوط::ة و المطبوع::ة )النس::يء(3)بدل )النسء( و هما لغتان.

( في المطبوعة )لو أخرها( و هو تحريف من الناسخ.4)

397ص:

ما ال يعرفه العباد، و ال علموه و ال سمعوه.

و الثاني- نؤخرها الى وقت ثان، فنأتي بدال منها في الوقت المقدم، بما يقوم مقامها. فام::ا من حمل ذلك، على معنى يرجع الى النسخ، فليس يحسن ألنه يصير تقديرها، ما ننسخ من

آية او ننسخها. و هذا ال يجوز.

و معنى قوله:

.»نأت بخير منها أو مثلها«

المعنى:

قيل فيه قوالن:

أحدهما- قال ابن عباس نأت بخير منها لكم في التسهيل و التيس::ير، ك::االمر بالقت::ال ال::ذيه عنكم«سهل على المسلمين بداللة قوله: او مثلها كالعبادة بالتوج::ه«1 » »اآلن خفف الل

الى الكعبة بعد ما كان الى بيت المقدس.

و الوجه الثاني بخير منها في الوقت الثاني، اي هي لكم خير من االولى في باب المصلحة، او مثلها في ذلك. و هو قول الحسن و ه::ذا الوج::ه أق::وى، و تق::ديره ك::أن اآلي::ة االولى في الوقت الثاني في الدعاء الى الطاعة، و الزجر عن المعصية، مث::ل اآلي::ة االولى في وقته::ا. فيكون اللطف بالثانية، كاللطف باألولى اال انه في الوقت الثاني يس::هل به::ا دون االولى. و

اي نمضيها فال ننسخها قال طرفة:«2 »قال ابو عبيدة معنى »ننساها«

«3 »على ال حب كأنه ظهر برجدامون كألواح االران نسأتها

يعني أمضيتها و من قرأ »ننسها« بضم النون، و كسر السين يحتمل أمرين:

أحدهما- ان يكون مأخوذا من النسيان إال انه ال يجوز أن يكون ذلك

______________________________.66( سورة االنفال: آية 1)

( في المخطوطة )يستقيم(.2)

( معلقت::ه المش::هورة، و اللس::ان )أرن(. في المخطوط::ة )و عنس( ب::دل )أم::ون( و في3) المطبوعة )كالراح( بدل )كالواح(. و معنى األمون ال::تي أمنت أن تك::ون ض::عيفة، و االران: التابوت الذي تحمل فيه الموتى، و الالحب: الطريق الواض::ح، و البرج::د: كس:اء من اكس:ية

العرب.

398ص:

من النبي )ص( ألنه ال يجوز ذلك من حيث ينفر عنه، و يج::وز ذل::ك على األم::ة ب::ان ي::ؤمرواه )تعالى( ذلك و ان ك::انوا بترك قراءتها، و ينسونها على طول األيام. و يجوز ان ينسيهم الل

ه فنسيهم«جمعا كثيرا، و يكون ذلك معجزا بمعنى الترك من قوله: و االول«1 » »نسوا الل عن قتادة، و الثاني عن ابن عباس و ق::ال معن::اه: نتركه::ا ال نب::دلها. و ق::ال الزج::اج: ننس::ها بمعنى نتركها خطأ، انما يقال: نسيت بمعنى تركت، و ال يقال أنسيت بمع::نى ت::ركت و انم::ا

معنى ننساها نتركها، اي ان نأمركم بتركها.

قال الرماني: انما فسر المفسرون على ما ي::ؤول الي::ه المع::نى ألن::ه إذا ام::ر بتركه::ا، فق::د تركها. فان قيل: إذا كان نسخ االية رفعها، و تركها فما معنى ذل::ك إال ان ي::ترك، و لم جم::ع بينهما؟ قيل: ليس معنى تركه::ا اال ان ي::ترك، و ق::د غل::ط الزج::اج في توهم::ه ذل::ك، و انم::ا

معناه إقرارها، فال ترفع، كما قال ابن عباس: بتركها، و ال نبدلها و انما قال:

يء ق::دير« ::ل ش:: ه على ك تنبيه::ا على ان::ه يق::در على آي::ات و س::ور مث::ل»أ لم تعلم أن اللالقرآن ينسخ بها أمره لنا فيه بما أمرنا، فيقوم في النفع مقام المنسوخ. او اكثر.

و قال بعضهم: معنى »او« في اآلية الواو، كان قال: ما ننسخ من ايه و ننس::اها ن::ات بخ::ير منها، فعلى هذا زالت الشبهة. فان قيل: اي تعلق بين هذه اآلية و بين التي قبلها؟ قلنا: لما

ل عليكمقال في اآلية االولى ::ز ركين أن ين ذين كفروا من أهل الكتاب و ال المش:: »ما يود الكم« دل في هذه اآلية على انه ج::ل و ع::ز، ال يخليهم من إن::زال خ::ير اليهم،من خير من رب

خالف ما يود اعداؤه لهم: فان قيل: هل يجوز نس:خ الق:رآن بالس:نة أم ال؟ قلن:ا في:ه خالف بين الفقه:اء، ذكرن:اه في اص::ول الفق:ه، و بين أص::حابنا ايض:ا في::ه خالف، إال ان يق::وى في النفس جواز ذلك. و قد ذكرنا ادل::ة الف::ريقين، و الش::به فيه::ا في اص::ول الفق::ه- ال يحتم::ل

ذكرها هذا المكان.

و انما اخرنا ذلك، ألن تالوة القرآن، و العمل بم::ا في::ه ت::ابع للمص::لحة، و ال يمتن::ع ان تتغ::ير المصلحة، تارة في التالوة فتنس::خ، و ت::ارة في الحكم فينس::خ، و ت::ارة فيهم::ا فينس::خان. و

كذلك ال يمتنع ان تكون المصلحة في ان تنسخ، تارة بقرآن، و تارة

______________________________.68( سورة التوبة: آية 1)

399ص:

بالسنة المقطوع بها. فذلك موقوف على االدلة.

ال يدل على ان الس::نة خ::ير من الق::رآن، ألن الم::راد ب::ذلك ن::أت »نأت بخير منها«و قوله: بخير منها في باب المص::لحة. على ان قول::ه: »ن::ات بخ::ير منه::ا« فمن اين ان ذل::ك الخ::بر

يكون ناسخا. فال متعلق في اآلية يمنع من ذلك. و االولى جوازه.

على ان هذا و ان كان جائزا، فعندنا انه لم يقع، ألنه ال شيء من ظ::واهر الق::رآن يمكن ان يدعى انه منسوخ بالسنة اجماعا، و ال ب::دليل ي::وجب العلم. و اعي::ان المس::ائل فيه::ا خالف، نذكر ما عندنا فيه- إذا مررنا بتأويل ذلك. و اما ما روي عن ابن سعيد ابن المسيب من ان::ه كان يقرأ »أو تنسها« بالتاء المعجمة من فوق، و فتح السين- فشاذ، ال نلتفت اليه، ألن::ا ق::د::ه. و ك::ذلك م::ا روي عن أبي بينا ان النبي »ص« ال يجوز عليه ان ينسى ش::يئا من وحي الل

رحا العطاردي »ننسها« بضم النون االولى، و فتح االخرى، و تشديد السين- ذكرها شاذة.

و في اآلية دليل على ان القرآن غير الله، و ان الله هو المحدث له، و القادر علي::ه، ألن م::اكان بعضه خيرا من بعض، او شرا من بعض، فهو غير الله ال محالة.

و فيها دليل ان الله قادر عليه، و ما كان داخال تحت القدرة، فهو فعل، و الفعل ال يك::ون إال محدثا، و ألنه لو كان قديما لما صح وجود النسخ فيه، ألنه إذا ك::ان الجمي::ع حاص::ال فيم::ا لم يزل، فليس بعضه بان يكون ناسخا، و االخر منسوخا بأولى من العكس. فان قيل: لم قال:

ه« او ما كان النبي »ص« عالما بان الله على كل شيء قدير؟ قلن::ا عن::ه»أ لم تعلم أن اللجوابان:

أحدهما- ان معنى قوله: »ا لم تعلم« اما علمت؟

اس«و الثاني- انه خرج ذلك مخرج التقرير، كما قال: .«1 » »أ أنت قلت للن

»و م::ا لكمو فيه جواب ثالث- انه خطاب للنبي »ص« و المراد أمته، بداللة قوله بعد ذلك:ه من ولي و ال نصير« .من دون الل

______________________________.119( سورة المائدة: آية 1)

400ص:

[107(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ير ) ه من ولي و ال نص:: ه له ملك السماوات و األرض و م::ا لكم من دون الل أ لم تعلم أن الل107)

المعنى:

»الولي« في اآلية: هو القيم باألمر. من وليه الشيء. و منه ولي عهد المسلمين.

ه«و معنى قوله: ه. قال امية بن أبي الصلت: »من دون الل سوى الل

»و ما على حدثان ال::دهر من ب::اقييا نفس مالك دون الله من واقي1»

ه من ولي و ال نصير«و في قوله: ثالثة أوجه: »ما لكم من دون الل

ه، و عقابه إذ ال احد يمنع منه. أحدها- التحذير من سخط الل

و الثاني- التسكين لنفوسهم: ان الله ناصرهم دون غيره، إذ ال يعتد بنصر احد مع نصره.

و الثالث- التفريق بين حالهم، و حال عباد األوثان. مدحا و ذما ألولئك.

ه له ملك السماواتو بهذا قال ابو علي الجبائي، و إنما قال للنبي »ص« »أ لم تعلم أن الل و ان كان النبي )ص( عالما بان له الملك كله، المرين: أحدهما- التقرير و التنبيهو األرض«

الذي يؤول الى معنى اإليجاب كما قال جرير:

و اندى العالمين بطون راح؟أ لستم خير من ركب المطايا

و أنكر الطبري ان يدخل حرف االستفهام على حرف الجحد بمعنى اإلثب::ات و ال::بيت ال::ذي::ك بق:ادر على أن يحيي الم:وتى«أنشدناه، يفسد ما قاله، و ايضا قول:ه: و«2 » »أ ليس ذل

ه بكاف عبده«قوله: و غير ذلك يفسد ما قاله.«3 » »أ ليس الل

______________________________ في المطبوعة )راق( بدل )واق(.43( ديوانه: 1)

.40( سورة اإلنسان: آية 2)

.36( سورة الزمر: آية 3)

401ص:

قتمو الوجه الثاني- انه خطاب للنبي )ص( و المراد به أمته كما قال: بي إذا طل ه::ا الن »ي::ا أيساء« و قال جميل بن معمر:«1 »الن

«2 »دعتهم دواع من هوى و منادحأال ان جيراني العشية رائح

و انما يحسن ذلك، ألن غرضه الخبر عن واحد فلذلك قال: رائح و قال أيضا:

«3 »قتيال بكى من حب قاتله قبليخليلي فيما عشتما هل رأيتما

يريد قاتلته، فكنى بالمذكر عن المؤنث. قال الكميت:

«4 »يعدلني رغبة و ال رهبالى السراج المنير احمد ال

«5 »الي العيون و ارتقبواعنه الى غيره و لو رفع الناس

«6 »عنفنى القائلون او ثلبواو قيل أفرطت بل قصدت و لو

«7 »اكثر فيك الضجاج و اللجبلج بتفضيلك اللسان و لو

«8 »النسبة إن نص قومك النسبانت المصفى المحض المهذب في

قالوا: انما خرج كالمه على وجه الخطاب للنبي )ص(، و أراد به أهل بيته بداللة قوله: و ل::و اكثر فيك الضجاج و اللجب، ألنه ال أحد يوصف من المسلمين بتعنيف مادح النبي )ص( و ال

ماوات«بإكثار الضجاج و اللجب في إطناب القول فيه، و انما قال: و لم يقل »له ملك السملك، ألنه أراد ملك السلطان و الملكة

______________________________.2( سورة الطالق: آية 1)

( لم نجده في ديوانه، منادح: البالد الواسعة البعيدة.2)

. في المخطوطة و المطبوعة )أو( ب::دل140::: 7 و 117::: 1 و األغاني 74::: 2( األمالي 3))هل(.

.171- 170 و الحيوان للجاحظ 34( الهاشميات 4)

( )عنه الى غيره( متعلق بقوله: )ال يعدلني ...( في البيت قبله.5)

( أف::رطت: ج::اوزت الحس::د. قص::دت: ع::دلت بين االف::راط و التقص::ير. الثلب: العيب و6)الذم. في المخطوطة و المطبوعة )العالمون( بدل )القائلون(.

( فيك- هنا-: بسببك و من أجلك. الضجاج: مصدر ضاجه- بتشديد الجيم- يضاجه مض::اجة7)و ضجاجا: المشاغبة مع الصياح. و اللجب ارتفاع األصوات و اختالطها طلبا للغلبة.

( هذب الشيء: نقاه من كل ما يعيب. نص الش::يء: رفع::ه و أبان::ه. يع::ني أب::ان فض::لهم8)على غيرهم.

402ص:

دون الملك. يقال من ذلك: ملك فالن على هذا الشيء يملكه ملكا و ملكا و ملكا. و النصيرفعيل من قولك: نصرتك أنصرك فأنا ناصر و نصير، و هو المؤيد و المقوي.

[108(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل و من يتبدل الكف::ر باإليم::ان فق::دبيل ) (108ضل سواء الس

آية بال خالف.

سبب النزول:

اختلف المفسرون في سبب نزول هذه اآلية،

قال رافع بن خزيمة، و وهب بن زيد لرسول الله )ص( ائتن::افروي عن ابن عباس أنه قال:::ه في بكتاب تنزله علينا من السماء نقرأه، و فجر لن::ا أنه::ارا، نتبع::ك و نص::دقك، ف::انزل الل

»أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل«ذلك من قولهما

ه و المالئكةو قال الحسن عنى بذلك المشركين من العرب لما سألوه فقالوا »أو تأتي بالل و قالوا:«1 »قبيال«

ن::ا« :رى رب ه ف::يروه«2 »»أو ن و ق::ال الس:دي: س:الت الع:رب محم::دا )ص( أن ي::أتيهم بالل جهرة. و قال مجاهد: سألت قريش محمدا أن يجع::ل لهم الص::فا ذهب::ا. فق::ال نعم ه::و لكم كالمائدة لبني إسرائيل. فأبوا و رجعوا. و قال ابو علي: روي ان النبي )ص( سأله قومه ان يجع::ل لهم ذات أن::واط كم::ا ك::ان للمش::ركين ذات أن::واط و هي ش::جرة ك::انوا يعب::دونها، و

»اجع::ل لن::ا إله::ا كم::ا لهميعلقون عليها التمر، و غيره من الم::أكوالت. كم::ا س::ألوا موسى التوبيخ و إن كان لفظها لف::ظ االس::تفهام »أم تريدون« و معنى )أم( في قوله:«3 »آلهة«

ه«كقوله تعالى .«4 » »كيف تكفرون بالل

______________________________.92( سورة االسراء: آية 1)

.21( سورة الفرقان: آية 2)

.137( سورة االعراف: آية 3)

.38( سورة البقرة: آية 4)

403ص:

اللغة:

و أم على ضربين: متصلة، و منفصلة: فالمتصلة عديلة االلف و هي مفرقة لما جمعت::ه اي. كما ان او مفرقة لم::ا جمعت::ه اح::د تق::ول: اض::رب أيهم ش::ئت أ زي::دا ام عم::را ام بك::را. و المنفصلة غير المعادلة أللف االستفهام قبلها ال يكون اال بعد كالم، ألنها بمعنى ب::ل و االل::ف

كقول العرب: إنها إلبل ام شاة كأنه قال: بل شاة هي.

::راه«و منه قوله: ::ون افت «1 » »الم تنزي::ل الكت::اب ال ريب في::ه من رب الع::المين. أم يقول كأنه قيل: بل تريدون و قال األخطل. »أم تريدون«كأنه قال: بل يقولون: افتراه. و كذلك

«2 »غلس الظالم من الرباب خياالكذبتك عينك ام رأيت بواسط

هو قال الفراء: إن شئت قلت قبل::ه اس::تفهام ف::ترده علي::ه. و ه::و قول::ه: »أ لم تعلم أن الل و قال الرماني في هذا بعد أن تكون على المعادل::ة و ال ب::د ان يق::درعلى كل شيء قدير«

::ل«له أم تعلمون خالف ذلك «3 » و المع::نى »أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبأنهم يتخيرون اآليات و يسألون المحاالت. كما سئل موسى، فقالوا:

ه جه::رة« و ق::الوا»اجعل لنا إلها كما لهم آله::ة« :رى الل ى ن :ك حت :ؤمن ل و ه:ذا«4 » »لن نالوجه اختاره البلخي و المغربي و حكي عن بعضهم أن ذلك عطف على قوله:

«6 » »انظرنا و اسمعوا« و قيل ايضا لما قيل لهم قولوا:«5 »»أ فتؤمنون ببعض الكتاب«كان تقدير الكالم فهل تعقلون هذا ام تريدون ان تسألوا رسولكم.

______________________________.3( سورة الم- السجدة آية 1)

. واسط قرية غربي الفرات و هي من منازل بني تغلب. الفلس ظلم::ة اخ::ر41( ديوانه 2)الليل إذا اختلطت بتباشير الصباح. في المطبوعة و المخطوطة )عكس( بدل )غلس(

( في المخطوطة و المطبوعة )و المعنى عنهم بأنهم(.3)

.55( سورة البقرة: آية 4)

.85( سورة البقرة: آية 5)

.104( سورة البقرة: آية 6)

404ص:

بيل«و قوله: معناه قصد الطريق- على قول الحسن- و سواء بالمد تكون على »سواء السواءثالث::ة أوج::ه بمع::نى قص::د و ع::دل، و بمع::نى وس::ط. كقول::ه: »خ::ذوه ف::اعتلوه إلى س::

اي وسطها قال حسان:«2 » »فاطلع فرآه في سواء الجحيم« و قوله:«1 »الجحيم«

«3 »بعد المغيب في سواء الملحديا ويح أنصار النبي و نسله

و تكون بمعنى غير كقولك للرجل أتيت سواك أي غيرك. و معنى ضل ه::ا هن::ا ال::ذهاب عناالستقامة قال األخطل:

«4 »قذف األتي به فضل ضالالكنت القذى في موج اكدر مزبد

أي ذهبت يمينا و شماال و السبيل و الطريق و المذهب نظائر و يقال: اسبل اسباال و س::بله تسبيال. و السبيل يذكر و يؤنث، و الجم::ع الس::بل. و الس::ابلة: المختلف::ة في الطرق::ات في حوائجهم، و الجمع السوابل. و سبل سابل كقولهم شعر شاعر. و الس::بلة م::ا على الش::فة العليا من الشعر بجم:ع الش:اربين و م:ا بينهم:ا و الس:بل المط:ر المس:بل و المس:بولة هي سنبلة الذرة و االرز و نحوه إذا مالت و يقال للزرع إذا سنبله: سنبلة و يقال أسبلت اسباال:

إذا أرخيته. و اسبل الرجل إزاره: إذا أرخاه من الخيالء قال الشاعر:

و اسبل اليوم من برديك اسباال

و أصل الباب االسبال: و هو الحد. و السؤال: هو الطلب ممن يعلم معنى الطلب أم::را منه بم::ا تق::دم من األمور. و وجه اتصال هذه اآلية بم::ا قبله::ا و التعل::ق بينهم::ا ان::ه لم::ا دل الل

ه لهم فيما ياتي به من اآليات و ما ينسخه فكأنه قال: اآليات على تدبير الل

______________________________.47( سورة الدخان: آية 1)

.55( سورة الصافات: آية 2)

. و روايته )رهطه( بدل نسله و في المخطوطة كم:ا أثبتن:ا و في المطبوع:ة98( ديوانه: 3))قبله(. و القصيدة يرثي بها رسول الله )ص( المغيب من غيب: وارى. اللحد: القبر.

القذى: ما يكون فوق الماء من أوساخ. و قوله: )اكدر(:50( ديوانه: 4)

بحر كدر بعد صفاء مزيد: بحر هائج يقذف بالزبد. األتي السيل. و رواية الديوان:

)في لج اكدر(.

405ص:

::ه تع::الى »كما سئل موس::ى«ام ال ترضون بذلك فتخيروا اآليات و تسألوا المحاالت ألن الل انما يأتي باآليات على ما يعلم فيها من المصلحة، فإذا اتى بآية تقوم بها الحجة فليس الحد

االعتراض عليها، و ال له اقتراح غيرها. ألنه تعنت إذ قد صح البرهان بها.

ه و بآيات::ه »و من يتبدل الكفر باإليمان«و قوله: معناه من يستبدل الكفر يعني الجح:ود بالل بالتصديق بالله و بآياته و باإلقرار به. و قال بعضهم عبر بالكفر ها هنا عن الشدة و بااليمان عن الرخاء و هذا غير مع::روف في اللغ::ة و ال الع::رف اال ان ي::راد ب::ذلك الث::واب و العق::اب

اللذان يستحقان عليهما فيكون له وجه في التنزيل.

[109(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بع::ديء ق:دير ) :ل ش: ه على ك :أمره إن الل ه ب :أتي الل ى ي ن لهم الحق فاعفوا و اصفحوا حت ما تبي

109)

آية واحدة.

- عن الحسن- النصارى و اليهود. »ود كثير من أهل الكتاب«المعنى بقوله:

و قال الزهري، و قتادة: كعب بن األش::رف، و عن ابن عب::اس حي بن اخطب، و اب::و ياس::ربن اخطب.

و حسدا نصب على أحد أمرين:

أحدهما- على الجملة التي قبل::ه ب::دال من الفع::ل. كأن::ه ق::ال: حس::دوكم حس::دا كأن::ه ق::ال:نحسدك حسدا.

و اآلخر:- ان يكون مفعوال. كأنه قال: يردونكم ألجل الحسد كما تقول:

جئته خوفا منه. تقول حسدت احسد حسدا، و حس::دتك على الش::يء، و حس::دتك الش::يء،بمعنى واحد. قال الشاعر:

«1 »فريق نحسد االنس الطعامافقلت الى الطعام فقال منهم

______________________________ ( اللسان: )حسد(. و روايته )زعيم( بدل )فري::ق(. ق::ال ابن ب::ري: الش::عر لش::مر بن ذي1)

الحرث الضبي و ربما روي لتأبط شرا. و أنكر ابو القاسم الزجاجي رواي::ة من روى )عم::واصباحا( و استدل على ذلك بأن هذا البيت من قطعة كلها من روي الميم. قال ابن برى-

406ص:

و رجل حاسد و حسود، و حساد. و الحسد هو االسف بالخير على من له خير.

و أشد الحسد التعرض لالغتمام بكون الخير الحد. و قد يكون الحاسد متمنيا ل::زوال النعم::ة عن المحسود و ان لم يكن يطمع في تحول تلك النعمة. و الصفح هو التجاوز عن الذنب. و الصفح، و العفو، و التجاوز بمعنى واح::د. يق:ال ص::فح ص::فحا و تص:فح تص:فحا، و تص:افحوا تصافحا و الصفحة ما كان من ظاهر الشيء يقال لظاهر جلد اإلنسان: صفحة، و كذلك ه::و من ك::ل ش::يء. و من ه::ذا ص::افحته: اي لقيت ص::فحة كف::ه ص::فحة كفي. و في الح::ديث

النشيج للرجال و التصفح للنساء: اي التصفيق.

فإنما هو ألنها تضرب بصفحة كف على صفحة االخرى. و انشد االصمعي:

«1 »و انواحا عليهن المآلىكأن مصفحات في ذراه

المآلي جمع مئالة و هي خرقة تمسكها الناحية تقلص به::ا دمعته::ا. و الص::فاح من الس::يوفالعراض واحدها صفحة و صفحة. و قال:

علوناهم بالمرهفات الصفائحضربناهم حتى إذا ارفض جمعهم

و صفحت عنه قيل فيه قوالن:

أحدهما- اني لم آخذه بذنبه. و أبديت له مني صفحة جميلة.

]الثاني[ و قيل بل لم ير مني ما يقبض صفحته.

و تق:ول ص::فحت الورق::ة: اي تجاوزته::ا الى غيره:ا. و من::ه تص:فحت الكت::اب، و ق:د تص:فحالكتاب، و قد يتصفح الكتاب من ال يحسن ان يقرأ. و يسمى الصفح

______________________________ - قد وهم ابو القاسم في هذا أ و لم تبلغه هذه الرواية ألن الذي يرويه عموا ص::باحا ي::ذكره

مع أبيات كلها على روي الحاء و هي للخرع بن سنان الغساني و من جملة األبيات:

رأيت الليل قد نشر الجناحانزلت بشعب واد الجن لما

- باختصار عن اللسان-

( اللسان )صفح( و قد نسب البيت الى لبيد. في المطبوعة و المخطوطة )بأي::ديها( ب::دل1) )عليهن( المص::فحات- بكس::ر الف::اء و تش::ديدها- نس::اء يص::فقن بأي::ديهن في م::أتم. و روي

)مصفحات(- بفتح الفاء و تشديدها- أريد بها السيوف العريضة.

407ص:

.«1 » »فاصفح الصفح الجميل«من المصحف و غيره من الدفاتر من الصفحة. و منه

قال الحارث بن هشام: »فاعفوا و اصفحوا«و قوله:

طمعا لهم بعقاب يوم سرمدو صفحت عنهم و االحبة فيهم

اي لم أحاربهم ألقبض صفاحهم، او اريهم ذلك في نفسي. و يقال نظ::ر اليهم ص::فحا بق::در م::ا اب::دي ص::فحته لم يتج::اوز. و الص::فاح موض::ع س::مي ب::ذلك، ألن::ه ص::خور مس::توية تب::دو

صفائحها. و أصل الباب صفحة الشيء و هي ظاهره.

ال بقوله: »ود كثير« قال الزجاج: متعلق ب »من عند أنفسهم«و قوله:

)حسدا(، الن حسد اإلنسان، ال يكون من غير نفسه. و قد يجوز ان يتصل بقول::ه: »حس::دا« و يحتمل وجها آخ::را و ه::و ان«2 » )و ال طائر يطير بجناحيه(على التوكيد. كما قال تعالى:

هم«اليهود كما يضيفون الكف::ر و المعاص::ي الى الل::ه تع::الى، فق::ال الل::ه: ::د أنفس:: »من عنتكذيبا لهم انها من عند الله.

ن لهم الحق«و قوله: قال قتادة: من بع::د م::ا ت::بين لهم ان محم::دا رس::ول »من بعد ما تبي الله )ص( و اإلسالم دين الله. و هو قول الربيع و السدي و ابن زيد، و روى عن ابن عب::اس

مثله.

::أمره«و قال بن عباس: ان قول::ه: ه ب ::أتي الل ى ي فحوا حت منس::وخة بقول::ه: »ف::اعفوا و اص::. و قال قتادة نسخت بقوله:«3 »»فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم«

ه و ال باليوم اآلخر« ذين ال يؤمنون بالل اآلية. و به قال الربيع و السدي.»قاتلوا ال

لم يؤمر رسول الله )ص( بقتل، و ال اذن لهو روي عن أبي جعفر محمد بن علي: انه قال:هم ظلم::وا«فيه ح::تى ن::زل جبرائي::ل )ع( به::ذه اآلية ::أن ذين يق::اتلون ب و قل::ده«4 » »أذن لل

سيفا.

______________________________85( سورة الحجر: آية 1)

.38( سورة االنعام: آية 2)

.6( سورة التوبة: آية 3)

.39( سورة الحج: آية 4)

408ص:

ه بأمره«و قوله: ى يأتي الل قال اب::و علي: )ب::امره( لكم يع::اقبهم او يع::افيهم ه::و على »حته(ذلك، ثم اتى بامره فقال: ::ون بالل ذين ال يؤمن ::ل و قول::ه:«1 » )ق::اتلوا ال ه على ك »إن الل

قيل فيه ثالثة اقوال:شيء قدير«

. »على كل شيء قدير«قال ابو علي: انه قدير على عقابهم إذ هو

و قال الزجاج: قدير على ان يدعو الى دين:ه بم:ا أحب مم:ا ه:و األلي:ق بانج:ائكم اي في:أمربالصفح تارة و بالعقاب اخرى على حسب المصلحة.

فحوا«و الثالث- انه لما امر باالمهال، و التأخير في قول::ه: ك::أن في::ه تعل::ق »ف::اعفوا و اص:: »علىالنفس بالعافية في ذلك، فقال أمهلوهم فإنهم ال يعج::زون الل:ه، و ال يفوتون::ه، إذ هو

.كل شيء قدير«

و انما أمرهم بالص::فح، و العف:و و ان ك::انوا مض::طهدين مقه::ورين مقم::وعين، من حيث ان كث::يرا من المس::لمين ك::انوا عزي::زين في عش::ائرهم، و أق::وامهم يق::درون على االنتص::ار و

االنتقام من الكفار، فأمرهم الله تعالى بان يعفوا و إن قدروا حتى يأتي الله بامره.

[110(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه بم::ا ه إن الل ::د الل ::ر تج::دوه عن كم من خي كاة و ما تقدموا ألنفس:: و أقيموا الصالة و آتوا الز(110تعملون بصير )

آية واحدة بال خالف.

ان قيل ما المقتضي لذكر الصالة و الزكاة ها هنا، قلنا: انه تعالى لما أخبرهم بشدة ع::داوةكاة«اليهود لهم و أمرهم بالصفح عنهم قال: فان في ذلك معون::ة »أقيموا الصالة و آتوا الز

تعينواعلى الصبر مع ما تجزون بهما من الثواب و األجر، كما قال في موض::ع آخ::ر: »و اس::.بالصبر و الصالة«

معنى )ما( الجزاء، و جوابه »تجدوه«. و مثله »و ما تقدموا«و قوله:

______________________________.30( سورة التوبة: آية 1)

409ص:

اس من رحمة فال ممسك لها( ه للن و الخير المذكور في اآلية هو العمل الص:الح)ما يفتح الله. و معنى )تجدوه( اى تجدوا ثوابه. و كذا قال الربيع كما قال ابن نجا: الذي يرضاه الل

«1 »و سبحت المدينة ال تلمها

ه بما تعملون بصير«اي سبحت اهل المدينة. و قوله: معناه انه ال يخفى عليه شيء »إن الل من أعم::الكم. ج::ازاكم على اإلحس::ان بم::ا تس::تحقونه من الث::واب، و على االس::اءة بم::ا تستحقونه من العقاب، فاعملوا عم::ل من ي::دري ان::ه يجازي::ه من ال يخفى علي::ه ش::يء من عمله، ففي ذلك داللة على الوعد، و الوعيد، و االمر و الزجر، و ان كان خبرا عن غير ذل::ك

في اللفظ.

[111(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

هم قل ه::اتوا بره::انكم إن كنتم من كان هودا أو نصارى تلك أماني ة إال و قالوا لن يدخل الجن(111صادقين )

آية بال خالف.

المعنى:

قوله: )هودا( يريد يهودا فحذف الياء المزادة و وحد كان، الن لفظة )من( قد تكون للواح::د و تكون للجماعة و العرب تقول: من كان صاحباك. و ال يجوز الوقف على قول::ه: )و ق::الوا(

ة«بل يجب صلته بقوله: اآلية. فان قيل كي::ف جم::ع بين اليه::ود و النص::ارى »لن يدخل الجن في الحكاية مع افتراق مقالتهما في المعنى، و كيف يحكي عنهما ما ليس يقول لهما؟ قلنا: فعل ذلك لإليجاز و االختصار و تقديره: قالت اليهود: لن يدخل الجنة اال من ك::ان يهودي::ا، و قالت النصارى، لن يدخل الجنة اال من كان نصرانيا، ف::ادرج الخ::بر عنهم::ا لإليج::از من غ::ير

إخالل، إذ شهرة

______________________________( و عجز البيت:1)

رأت قمرا بسوقهم نهارا

410ص:

::ا اهبط::وا«حالهما تغني عن البيان. و مثله في اإلدراج، و الجمع من غير تفصيل قوله: »قلن و انما كانت الصورة اهبط إلبليس، ثم قيل اهبطا آلدم و حواء فحك::اه على المع::نى و«1»

تقدير الكالم. و قال بعض اهل الكتاب: لن يدخل الجنة اال من كان هودا. و قال بعضهم: لن يدخل الجنة اال من كان نصارى: و البعض الثاني غ::ير االول اال ان::ه لم::ا ك::ان اللف::ظ واح::دا

أجمع مع االول. قال حسان بن ثابت:

«2 »و يمدحه و ينصره سواءفمن يهجو رسول الله منكم

تقديره و من يمدحه و ينصره. غير انه لما كان اللفظ واحدا أجم::ع م::ع االول، و ص::ار كأن::ه حقيقة عن بعضين متفرقين.«3 »اخبار به عن جملة واحدة. و انما كان

»و جعل منه::ا زوجه::ا« يعني آدم، ثم قال«4 » »هو الذي خلقكم من نفس واحدة«و مثله اي من النفس بمعنى الجنس فهو في اللفظ على مخ::رج الراج::ع الى النفس االولى.«5»

«6 »و في تحقيق المعنى لغيرها و هذا قول اكثر المفسرين الس::دي و غ::يره و في مع::نىهود ثالثة اقوال.

أحدها- انه جمع هائد و هود كحائل و حول و عائد و عود و عائط و عوط و هو جمع الم::ذكرو المؤنث على لفظ الواحد. و الهائد: التائب الراجع الى الحق.

و الوجه الثاني- ان يكون مصدرا يصلح للواحد و الجمع. كما يقال: رجل فطر، و قوم فط::رو نسوة فطر و رجل صوم و قوم صوم.

و الثالث- ان يكون معناه إال من كان يهوديا اال ان الياء الزائدة حذفت.

و رجع الى معنى األصل من اليهود.

و معنى )أمانيهم( قال المؤرخ: أباطيلهم- بلغة قريش- و قال قتادة: اماني

______________________________.36( سورة البقرة: آية 1)

( ديوانه من قصيدة يذم بها أبا سفيان حين علم أن أبا س::فيان هج::ا رس::ول الله )ص( و2)مطلعها:

فأنت مجوف نحب هواءأال ابلغ أبا سفيان عني

( في المطبوعة )كان( ساقطة.3)

.188( سورة االعراف: آية 4)

.188( سورة االعراف: آية 5)

( في المطبوعة )معني( ساقطة.6)

411ص:

ه كاذبة و به قال الربيع. و قيل ايضا معناه تلك أقاويلهم و تالوتهم كما قال يتمنونها على الل اي تالوة.«1 »»ال يعلمون الكتاب إال أماني«

و معنى )هاتوا( احضروا. و ه:و و إن ك:ان على لف::ظ االم:ر الم:راد ب::ه اإلنك::ار و التعب::ير. و تقديره ان آتيتم ببرهان صحت مقالتكم. و لن ي::أتوا ب::ه، الن ك::ل م::ذهب باط::ل فال بره::ان

عليه.

اللغة:

و البرهان و الحجة و الداللة و البيان بمعنى واحد، و هو ما أمكن االستدالل به على م::ا ه::و داللة عليه مع قصد فاعله الى ذلك. و فرق الرماني بين الداللة و البرهان بأن قال: الدالل::ة قد تنبئ عن معنى فقط. ال تشهد بمعنى اخر، و قد تن::بئ عن مع::نى يش::هد بمع::نى اخ::ر، و البرهان ليس كذلك، ألنه بيان عن معنى ينبئ عن معنى اخر، و هذا الذي ذكره ال يسلم ل::ه

ألنه محض الدعوى و به قال الحسن، و مجاهد و الربيع و السدي.

المعنى:

اي حجتكم. و في اآلية داللة على فساد التقليد ألنه ل::و ج::از التقلي::د، لم::ا»هاتوا برهانكم« ألزم القوم ان يأتوا فيما قالوه ببرهان. و قد يجوز في العربي::ة أم::انيهم ب::التخفيف على م::ا

ذكره الزجاج. و الثقيل أجود.

[112(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

::ون ه و ال خ::وف عليهم و ال هم يحزن ه و هو محسن فله أجره عند رب بلى من أسلم وجهه لل(112)

ت- آية بال خالف.- فان قيل: أ ليس بلى انما تكون في ج::واب االس::تفهام مث::ل قوله أ لس::كم قالوا بلى : فكيف دخلت ها هنا؟ قلنا إنما جاز ذلك ألنه يصلح ان يكون تقديره أمابرب

______________________________.78( سورة البقرة: آية 1)

412ص:

ه«يدخل الجنة احد فقيل لم وجه::ه لل الن م::ا تق::دم يقتض::ي ه::ذا الس::ؤال، و »بلى من أس::يصلح ان يكون جوابا للجحد على التكذيب- كقولك: ما قام زيد فيقول:

ة إال منبلى قد قام، و يكون التقدير ها هنا ليس االمر كما قال الزاعمون ::دخل الجن »لن يه و هو محسن« و لكنكان هودا أو نصارى« فهو ال::ذي ي::دخلها و ينعم »من أسلم وجهه لل

ه. فيها، أو بلى من أخلص نفسه لطاعة الل

و معنى اسلم يحتمل أمرين: أحدهما- اسلم الى ك::ذا بمع::نى ص::رفه الي::ه كقول::ك أس::لمت الثوب اليه، و الثاني- اسلم له بمعنى أخلص له من قولك: قد سلم الشيء لفالن إذ أخلص

اي خالصا و قال زيد ابن عمرو بن نفيل:«1 » »و رجال سلما لرجل«له. و منه قوله:

«2 »له المزن تحمل عذبا زالالو أسلمت نفسي لمن أسلمت

::ه على مع::نى اس::لم نفس::ه لله على مج::رى كالم الع::رب في و انم::ا ج::از اس::لم وجه::ه لل استعمال وجه الشيء، و هم يريدون نفس الشيء، إال انهم ذكروه باللفظ األشرف األنبه و

أي إال هو.«3 » »كل شيء هالك إال وجهه«دلوا عليه به. كما قال عز و جل:

ك«و قال: و قال األعشى:«4 » »كل من عليها فان و يبقى وجه رب

«5 »ليس قضائي بالهوى الجائرأؤول الحكم على وجهه

يعني على ما هو من صحته، و صوابه. و قال ذو الرمة:

«6 »من األمر لم يترك خالجا بزولهافطاوعت همي و انجلى وجه بازل

______________________________.29( سورة الزمر آية 1)

المزن واحدته مزنة: و هو السحاب عامة. و قيل:246: 1( سيرة ابن هشام 2)

المزن: السحاب البيضاء.

.88( سورة القصص آية: 3)

.27( سورة الرحمان: آية 4)

. أول الحكم الى اهله: رده اليهم.18. رقم القصيدة 143( ديوانه: 5)

الجائر. المنحرف عن الصواب- في المطبوعة و المخطوطة )و أول( بدل )أؤول(.

::ه بن معم::ر التميمي56( ديوانه. 6) ::ه بن عم::ر بن عبي::د الل من قصيدة يمدح بها عبي::د اللطاوعت همي: طاوعت ما همت به نفسي. و قوله: بازل من االمر هذا مثل. يقال.-

413ص:

ه. و ق::ال ه: أخلص عمل::ه لل يريد انجلى البازل من االمر. و قال ابن عباس: اس::لم وجه::ه لله. و قال الحسن: يعني بوجه::ه: وجه::ه في ال::دين. و قي::ل معن::اه استس::لم الربيع: أخلص لل ألمر الله. و من الوجه يقال: توج::ه توجه::ا، و واج::ه مواجه::ة، و تواجه::وا تواجه::ا. و الجه::ة: النحو. تق::ول: ك::ذا على وج::ه ك::ذا، و الوجه::ة القبل::ة ش::بهها في ك::ل وجه::ة: اي ك::ل وج::ه استقبلته، و أخذت فيه. و تق:ول توجه:وا الي::ك، و وجه:وا الي:ك، ك::ل يق:ال: غ:ير أن قول:ك: توجهوا اليك على مع::نى ول::وا الي::ك وج::وههم. و التوج::ه الفع::ل الالزم. و الوج::أة و التج::اه لغتان: و هو ما استقبل شيء شيئا تق::ول دار فالن تج::اه دار فالن. و المواجه::ة: اس::تقبالك بكالم او بوجه. و أصل الباب الوجه مستقبل ك:ل ش:يء. و وج::ه اإلنس:ان: محي::اه. و نقيض

الوجه القفاء. و يقال:

وجه الكالم، تشبيها بوج::ه اإلنس::ان، ألن::ه أول م::ا يب::دو من::ه، و يع::رف ب::ه. و ق::د يق::ال في الجواب: هذا وجه و ذلك خلف، تشبيها ايضا من جه::ة الحس::ن، الن الغ::الب في الوج::ه ان::ه

احسن. و يقال: هذا وجه الرأي الذي يبدوا منه، و يعرف به.

و الوجه من كل شيء: أول ما يبدو، فيظهر بظهور ما بعده.

في موضع نصب، ألنه في موضع الحال و انما قال: »و هو محسن«و قوله:

:ون« على التوحيد، ثم ق:ال:»فله أجره« على الجم::ع الن »و ال خ:وف عليهم و ال هم يحزن )من( لفظها لفظ الواحد، و معناها الجمع، فمرة تحمل على اللفظ: و اخ::رى على المع::نى

::ك« و في موضع اخر«1 » »و منهم من يستمع إليك«كما قال: »و منهم من يستمعون إلي. و قال الفرزدق:«2»

»نكن مث::ل من ي::ا ذئب يص::طحبانتعال فان عاهدتني ال تخونني3»

______________________________ - بزل ناب البعير ي::زوال اي انش::ق و ظه::ر. و خط::ة ب::زالء. تفص::ل بين الح::ق و الباط::ل. و

الخالج:

الشك و التردد. و البيت في المطبوعة هكذا.

من االمر لم يترك خالجا تزولهافطاعت هي و انجل أوجه نازل

و في المخطوطة قريب من هذا.

.16 و سورة محمد. آية 25( سورة االنعام: آية 1)

.42( سورة يونس: آية 2)

.284: 1( انظر 3)

414ص:

هم«فثنى و اللفظ واحد ألجل المعنى. فان قيل إذا كان قد ذكر ::د رب فلم »فلهم أجرهم عن قيل عن ذلك جوابان: »و ال خوف عليهم و ال هم يحزنون«قال:

أحدهما- الداللة على انهم على يقين ال على رجاء يخاف معه أال يكون الموعود به.

و الثاني- الفرق بين حالهم، و بين حال اهل العقاب الذي يخافون و يحزنون.

[113(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

يء و هم صارى ليست اليهود على ش:: صارى على شيء و قالت الن و قالت اليهود ليست الن::وم القيام::ة فيم::ا ه يحكم بينهم ي ذين ال يعلمون مثل ق::ولهم فالل يتلون الكتاب كذلك قال ال

(113كانوا فيه يختلفون )

- آية بال خالف.-

النزول:

اختلفوا فيمن نزلت هذه اآلية فقال ابن عباس: انه لما قدم اهل نجران من النص::ارى على رسول الله )ص( أتتهم أحبار يهود، فتنارعوا عند رسول الله )ص( فقال رافع بن خويلد: ما أنتم على شيء، و كفر بعيسى و باإلنجيل، فقال رجل من من اهل نجران من النصارى: ما أنتم على شيء و جحد بنبوة موسى، و كفر بالتوراة ف::أنزل الله في ذل::ك اآلي::ة الى قول::ه:

.»فيما كانوا فيه يختلفون«

و قال الربيع: هؤالء اهل الكتاب الذين كانوا على عهد رسول الله )ص(.

المعنى:

و معنى اآلية احد شيئين:

أحدهما- حل الشبهة بانه ليس في تالوة الكتاب معتبر في اإلنكار، لما لم يؤت على إنكاره،ببرهان فال ينبغي ان تدخل الشبهة بإنكار اهل الكتاب لملة اهل اإلسالم

415ص:

إذ كل فريق من اهل الكتاب قد أنكر ما عليه اآلخر، ثم بين أن سبيلهم كس::بيل من ال يعلم الكتاب في اإلنكار لدين اإلسالم من مش::ركي الع::رب، و غ::يرهم ممن الكت::اب ل::ه فيهم، و

جحدهم لذلك سواء إذ ال حجة معهم يلزم بها تصديقهم، ال من جهة سمع و ال عقل.

و الوجه اآلخر- الذم لمن أنكر ذلك من اهل الكتاب على جهة العناد، إذ ق::د س::اوى المعان::د منهم للحق الجاهل به في الدفع له، فلم ينفعه علمه، ب::ل حص::ل على مض::رة الجه::ل كم::ا حصل عليه من ال علم له به. فان قيل: إذا كانت اليهود انم::ا ق::الت: ليس::ت النص::ارى على

ذين ال يعلمون مثل ق::ولهم«شيء في تدينها في التوراة فكيف قال: و أه::ل »كذلك قال الذين ال يعلم::ون«الحق ايضا يقولون مثل قولهم؟ قيل: إن المعنى ::ذلك ق::ال ال ، اي فق::د »ك

ساووا في ذلك من ال كتاب له. و كما ال حجة في جحد هؤالء كذلك ال حج::ة في جح::دهم، وذين اللم يساووا أهل الح::ق في::ه، ألنهم ق::الوه عن علم. و المع::ني بقول::ه: ::ذلك ق::ال ال »ك

- في قول الس::دي- هم الع::رب ال::ذين ق::الوا: ليس محم::د )ص( علىيعلمون مثل قولهم«شيء.

و قال الربيع: قالت النصارى: مثل قول اليهود قبلهم، و وجه هذا القول، اي فق::د س::اووكم . و قال عطاء: ه::ؤالء ال::ذين ال يعلم::ون امم ك::انت »ال يعلمون«يا معشر اليهود في اإلنكار

قبل اليهود و النصارى، و قبل التوراة و اإلنجيل.

اللغة:

::ه ع::ز و»القيامة« مصدر إال انه صار كالعلم على وقت بعينه، و ه::و ال::وقت ال::ذي بعث الل جل فيه الخلق، فيقومون من قبورهم الى محشرهم. تقول: قام يقوم قياما و قيامة: مث::ل

عاد يعود عيادا و عيادة، و صانه صيانة، و عاده عيادة.

المعنى:

ه يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون«و قوله: «1 » يحتمل أمرين: »فالل

______________________________( أثبت ثالثة أمور.1)

416ص:

أحدهما- قال الحسن حكمه فيهم ان يكذبهم جميعا و يدخلهم النار. و قال ابو علي:

حكم::ه االنص::اف من الظ::الم المك::ذب بغ::ير حج::ة و ال بره::ان للمظل::وم المك::ذب. و ق::ال الزجاج: حكمه ان يريهم من يدخل الجن::ة عيان::ا. و ه::ذا ه::و حكم الفص::ل في اآلخ::رة فام::ا

ه بها على الحق من الباطل في الديانة. حكم العقل في الدنيا فالحجة التي دل الل

[114(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

عى في خرابه::ا أولئك م::ا ك::ان مه و س:: ه أن يذكر فيها اس:: و من أظلم ممن منع مساجد الل خائفين لهم في الدنيا خزي و لهم في اآلخرة عذاب عظيم ) (114لهم أن يدخلوها إال

آية واحدة.-

المعنى:

اختلف المفسرون في المعنى بهذه اآلية، فقال ابن عباس، و مجاهد، و اختاره الف::راء انهمه الروم، ألنهم كانوا غزوا بيت المقدس، و سعوا في خرابه حتى كانت أيام عمر، فأظهر الل عليهم المسلمين، و صاروا ال يدخلونه إال خ::ائفين: و ق::ال الحس::ن و قت::ادة و الس::دي: ه::و بخت نصر خرب بيت المقدس. قال قتادة: و أعانه علي::ه النص::ارى. و ق::ال ق::وم: ع::نى ب::ه

سائر المشركين، ألنهم يريدون صد المسلمين عن المساجد، و يحبونه.

و قال ابن زيد، و البلخي، و الجبائي و الرماني: المراد ب::ه مش::ركي الع::رب. و ض::عف ه::ذا الوجه الطبري من بين المفسرين بان قال: إن مشركي قريش لم يسعوا قط في تخ::ريب المسجد الحرام. و هذا ليس بشيء، الن عمارة المساجد بالصالة فيها و خرابها ب::المنع من الصالة فيها. و قد روي انهم هدموا مساجد كان أصحاب النبي يصلون فيها بمكة، لما ه::اجر النبي و أصحابه. و قال: و هو ايضا ال يتعلق بما قبله من ذم أهل الكتاب كما يتعلق إذا عنى به النصارى، و بيت المقدس. فيصير الكالم منقطعا، فيق:ال ل:ه: ق:د ج:رى ذك:ر لغ:ير أه:ل

ذين ال يعلمون«الكتاب من المشركين في قوله: و ه::ذا أق::رب من اليه::ود و »كذلك قال الالنصارى، و الن ذلك كله ذم: فمرة

417ص:

يوجه الى اليهود، و مرة الى النصارى، و مرة الى عباد األوثان و غ:يرهم من أه:ل الش:رك.ه«فان قيل: كيف قال: بالجمع و هو أراد المسجد الح::رام، أو بيت المق::دس؟ »مساجد الل

قيل عنه جوابان:

أحدهما- ان كل موضع من::ه مس::جد، كم::ا يق:ال لك::ل موض::ع من المجلس العظيم مجلس.فيكون اسما يصلح ان يقع على جملته، و على كل موضع سجود فيه.

]و الثاني[- و قال الجبائي ألنه يدخل فيه المساجد التي بناها المسلمون للصالة بالمدينة.

»ممن منع«و قوله:

اللغة:

و المنع، و الصد و الحيلولة نظائر. و ضد المنع اإلطالق. يقال: منع منعا.

و امتنع امتناعا. و تمنع تمنعا. و تمانع تمانعا. و مانعه ممانعة. و قال صاحب العين:

المنع: ان يحول بين الرجل و بين الش::يء يري::ده. و تق::ول: منعت::ه ف::امتنع. و رج::ل م::نيع ال يخلص اليه و هو في عز و منعة يخفف و يثقل. و امرأة منيعة ممتنعة ال تؤاتى على فاحشة و قد تمنعت مناعة. و كذلك الحصن و غيره تقول: منع مناعا: إذا لم ي::رم و من::اع، أي امن::ع

قال الشاعر:

«1 »أال ترى الموت لدى اوباعهامناعها من ابل مناعها

المعنى:

ه ق:د بين::ا ان منهم من ]ق::ال[ أراد المس::جد األقص:ى، و منهم من ]ق::ال[ أراد و مساجد اللالمسجد الحرام، و منهم من قال: أراد جميع المساجد.

و روي عن زيد بن علي عن أبيه عليهما السالم انه أراد جميع األرض،

لقوله

______________________________ و لم123::: 1( لم نجد هذا البيت في مصادرنا و وجدنا بيتا يش::بهه في ش::واهد س::يبويه 1)

ينسبه و هو:

أما ترى الموت لدى أوراكهاتراكها من ابل تراكها

.413و هذا ايضا موجود في الكامل للمبرد:

418ص:

جعلت لي األرض مسجدا و ترابها طهورا.عليه السالم:

»و سعى في خرابها«و قوله:

اللغة:

س::عيا، و«1 »و السعي و الع::دو و ال::ركض نظ::ائر. و ض::د الس::عي الوق::ف. تق::ول: س::عى استسعى استسعاء و تساعوا تساعيا. قال صاحب العين: السعي: عدو دون الشديد. و ك::ل عمل من خير أو شر، فهو السعي يقال: فالن يس:عى على عيال:ه أي يكس:ب لهم يقول:ون:

ان السعي الكسب و العمل. قال الشاعر:

»فكيف لو قد سعى عم::رو عق::الينسعى عقاال فلم يترك لنا سبدا2»

عق::ال ص::دقة ع::ام. و الس::اعية ان تس::عى بص::احبك الى وال من فوق::ه. و الس::عاية م::ا يستسعى به العبد من ثمن رقبته إذا أعتق بعضه، و هو ان يكلف من العم::ل م::ا ي::ؤدي عن نفسه ما بقي و يقال سعى للسلطان إذا ولي الصدقة و ساعي الرجل االمة: إذا فج::ر به::ا.

و ال تكون المساعاة إال في اإلماء. و اصل الباب: السعي: العدو.

و قوله: )في خرابها( فالخرب، و الهدم، و النقض نظ::ائر و نقيض الخ::راب العم::ارة. يق::ال: خرب خرابا و اخربه إخرابا. و تخرب تخربا و خربه تخريبا. و الخ::رب ال::ذكر من الحب::ارى و

الجمع الخربان. قال الشاعر:

ما رأينا خربا ينفر عنه البيض صقر ال يكون المهر جحش::ا ال يك::ون الجحش مه::ر و الخرب::ة:سعة خرق االذن. قال ذو الرمة:

»أو من معاش::ر في آذانه::ا الخ::ربكأنه حبشي يبتغي أثرا3»

______________________________( في المطبوعة سعى ساقطة.1)

فثمت إيضاح واف.300( انظرا: 2)

( اللسان )خرب( يصف نعاما شبهه برج::ل حبش::ي، لس::واده. و قول::ه )يبتغي اث::را( ألن::ه3) م::دلى ال::رأس و في آذانه::ا الخ::رب: يع::ني الس::ند. و قي::ل الخرب::ة س::عة خ::رق االذن في

المطبوعة )اشرا( بدل )أثرا( و )جشي( بدل )حبشي(.

419ص:

و الخربة: عروة المزادة و كذلك ك::ل بيت مس::تدير و الخ::ارب: اللص. و م::ا رأين::ا من فالنخربة أي فسادا في دينه أو شينا. و الخارب من شدائد الدهر. قال الشاعر:

«1 »خويربين ينقفان إلهاماان بها اكتل أو رزاما

و الرزام: الهزال. و الخروب::ة ش::جرة الينب::وت. و الخراب::ة: س::رقة اإلب::ل ق::ال االص::معي اليكادون يسمون الخارب إال سارق اإلبل و أصل الباب: الخراب ضد العمران.

رفع ألنه خبر االبتداء و تقديره أي أحد اظلم. »و من أظلم«و قوله:

و قوله: »ان يذكر« يحتمل وجوها من النصب. ق::ال األخفش: يج::وز ان يك::ون على ح::ذفه«)من(، و تق::ديره من ان ي::ذكر، و يج::وز أن يك::ون على الب::دل من ، و ق::ال »مس::اجد الل

الزجاج: يجوز على معنى كراهية أن يذكر. و على الوجوه كلها العامل فيه )منع(

المعنى:

فيها خالف. »أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إال خائفين«و معنى قوله:

ض::ربا، و ابل::غ«2 »قال قتادة: هم اليوم كذلك ال يوجد نصراني في بيت المق::دس إال أنهك اليه في العقوبة. و به ق::ال الس::دي. و ق::ال ابن زي::د: ن::ادى رس::ول الله )ص( أال يحج بع::ده انه ليس لهؤالء المش::ركين العام مشرك، و ال يطوف بالبيت عريان و قال الجبائي بين الل دخول المسجد الحرام، و ال دخول المساجد فان دخل منهم داخل الى بعض المساجد، كان

على المسلمين إخراجه منه إال ان يدخل الى بعض الحكام

______________________________ ( اللسان )خرب( االكتل و الكتال: هما شدة العيش. و الرزام الهزال. ق::ال اب::و منص::ور:1)

اكتل و رزام- بكسر ال::راء- رجالن خارب::ان أي لص::ان. و قول::ه: خورب::ان أي هم::ا خارب::ان و صغرهما و هما اكتل و رزام، و نصب خوربين على الذم. و الجمع خ::راب. في المطبوع::ة و

المخطوطة )خربيان( بدل )خويربين( و )نفقان( بدل )ينفقان(

( في المطبوعة )اال ازهك( بدل )اال أنهك(2)

420ص:

بخصومة بينه و بين غيره الى بعض القض::اة، فيك::ون دخول::ه خائف::ا من اإلخ::راج على وج::ه الطرد بعد انفصال خصومته، و ال يقعد مطمئنا كما ك::ان يقع::د المس::لم. و ه::و ال::ذي يلي::ق بمذهبنا، و يمكن االستدالل به على ان الكفار ال يجوز أن يمكنوا من دخ::ول المس::اجد على كل حال. فأما المسجد الحرام خاص::ة، ف::ان المش::ركين يمنع::ون من دخول::ه، و ال ي::تركون

)م:ا ك:انليدخلوه لحكومة، و ال غيرها، ألن الله تع:الى ق:د ام:ر بمنعهم من دخول:ه بقول:ه:::الكفر( هم ب ه ش:اهدين على أنفس: ركين أن يعم::روا مس::اجد الل يع::ني المس::جد«1 »للمش:

ه ان أمر المسلمين يظهر على جمي::ع من خ::الفهم ح::تى ال الحرام. و قال الزجاج: أعلم الليمكن دخول مخالف الى مساجدهم إال خائفا. و هو كقوله:

ركون« ::ره المش:: ه و لو ك كأن::ه قي::ل: أولئ::ك م::ا ك::ان لهم ان«2 »»ليظهره على الدين كله الدين و إظهاره المسلمين. يدخلوها إال خائفين، العزاز الل

قوله تعالى:

لهم في الدنيا خزي و لهم في اآلخرة عذاب عظيم

المعنى:

. و قال السدي: »يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون«قال قتادة: معناه انهم

خ::زيهم في ال:دنيا انهم إذا ق::ام المه::دي، و فتحت قس::طنطينية قتلهم، فل:ذلك خ::زيهم فيالدنيا ان يقتلوا ان كانوا حربا، و يؤدون الجزية ان كانوا ذمة. و قال الجبائي:

الخ::زي له::ؤالء الكف::ار ال::ذين أمرن::ا بمنعهم من دخ::ول المس::اجد على س::بيل م::ا ي::دخلها ق::ال الف::راء: يق::ول فيم::ا وع::د الله »و لهم في اآلخ::رة ع::ذاب عظيم«المؤمنون. و قوله:

المسلمين من فتح الروم و ان لم يكن بعد- و الناس على خالفه، في ان معنى اآلخرة

______________________________.19( سورة التوبة: آية 1)

.34( سورة التوبة: آية 2)

421ص:

يوم القيامة. كأنه قيل: لهم في اآلخرة عذاب جهنم.

[115(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه واسع عليم ) ه إن الل وا فثم وجه الل ه المشرق و المغرب فأينما تول (115و لل

آية بال خالف.

اللغة:

المشرق و الشرق: اسمان لمطلع الشمس، و المغرب، و الغرب: اسمان لغربها.

يقال: شرق شروقا، و أشرق إشراقا، و تشرق تشريقا. و المشرقان و المغربان:

مشرقا الشتاء و الصيف، و مغرباهما. و المشارق مطالع الشمس في كل ي::وم ح::تى تع::ودالى المشرق االول في الحول. و شرقت الشمس: إذا طلت، و أشرقت: إذا أضاءت.

و تقول: ال افعل ذلك ما ذر شارق: أي ما طلع قرن الشمس. و شرق يشرق شرقا:

إذا اغتص. و قال عدي بن زيد:

«1 »كنت كالغصان بالماء اعتصاريلو بغير الماء حلقي شرق

حيث يقعد المشرق في وجه الشمس. قال الشاعر:«2 »و المشرقة

«3 »بعيش مثل مشرقة الشتاءتحبين الطالق و أنت عندي

و شرق الثوب بالصبغ: إذا احمر و اشتدت حمرته، و لطمه فشرق الدم في عينه:

«4 »إذا احمرت. و تقول: اشر و رقت عينه، و أغر و رقت. و ناقة شرقاء: إذا ش::قت أذنهابنصفين طوال، و كذلك الشاة. و أيام التشريق أيام مشرق اللحم في الظل.

______________________________( اللسان شرق و )عصر( الشرق بالماء و الريق: كالغصص بالطعام. االعتصار:1)

ان يغص اإلنسان بالطعام فيعتصر بالماء: و هو أن يشربه قليال قليال.

( المشرقة فيها اربع لغات- بضم الراء، و فتحها- و شرقة- بتسكين الراء- و مشراق.2)

( لم نجد هذا البيت في مصادرنا و لم نعرف قائله. و في اللسان )ش:رق( بيت يش:بهه و3)هو:

بعيش مثل مشرقة الشمالتريدين الفراق و أنت مني

( في المطبوعة )وفاقه شرقا إذا شقتانها(4)

422ص:

فأخ::ذتهمو ق::ال ص::احب العين: ك:انوا يش::رقون اللحم تل::ك األي::ام في الش:مس. و قول:ه:رقين« يحة مش:: أي حيث طلعت عليهم الش::مس. و الش::رق ط::ائر من الطي::ور«1 »الص::

الصوائد. مثل الصقر، و الشاهين و قال الشاعر:

بملحم احمر سوذنيققد اغتدى و الصبح ذو بريق

«2 »أجدل أو شرق من الشروق

و كل شيء طلع من الشمس يقال: شرق يشرق. و في الحديث: ال تش::ريق إال في مص::ر، و مسجد ج::امع، أي ال ص::الة عي::د، ألنه::ا وقت طل::وع الش::مس. و اص::ل الب::اب الطل::وع. و المغرب و المغيب نظائر. تقول: غرب يغرب غروبا، و اغترب اغترابا و استغرب اس::تغرابا،

و انه أشد الطي::ور خوف::ا و أص::ل«3 »و غرب تغريبا. و سمي الغراب غرابا لبعده و نفوره الب::اب الح::د و التباع::د ح::تى بل::غ النهاي::ة. و من ه::ذا مغ::رب الش::مس. و الرج::ل الغ::ريب المتباعد. و شطت غربة النوى أي بعد المتنائي: و هو أبعد البعد. و غرب السيف و الس::هم: حده سمي بذلك، ألنه يمضي فال يرد، فهو مأخوذ من االبعاد. و يقال لموضع الرداء: غارب. و قولهم للدابة: مغرب: إذا ابيضت حدقته، و اهدابه. شبيه بابيضاض الشمس عند الغروب. و قولك للرجل: أغرب معناه أبعد. و ثوبي غربي: إذا لم تستحكم حمرته. مأخوذ من الداب::ة

الغرب. و تقول:

اصابه حجر غرب: إذا أتاه من حيث ال يدري. و أتاه حج::ر غ::رب: إذا رمى غ::يره فأص::ابه. و يقال: اقطع غرب لس::ان فالن ع::ني: أي اقط::ع ح::دة لس::انه. و ناق::ة ذات غ::رب، أي ح::دة

الغرب. و الغرب: الدمع الحار الفاسد. و قال الكميت:

أبى غرب عينيك إال انهما ال

______________________________.73( سورة الحجر آية 1)

( اللس:::ان »ش:::رق( و لم ينس:::بها الملحم- بفتح الح:::اء- من يطعم اللحم- بفتح العين-2) السوذق، و السوذنيق و السوذانق، و ربما قالوا: ذيذونق: الشاهين، و ه:و ط:ائر كالص:قر و

جميع مادة »سوذق( فارسية معربة. و في المخطوطة و المطبوعة هكذا:

لملحم اكلب شوذنيققد اعتدى و الصبح ذو نبيق

( في المطبوعة )عن أبا لبعده و نقول(3)

423ص:

و جمعه غروب. و الغرب. دلو ضخم يتخذ من جلد ت::ام. و الغ::رب: م::ا قط::ر من الم::اء من الدالء من الحوض، و البئر و يقال: اغرب الحوض: إذا س::ال من جوانب::ه و ف::اض و الغ::رب: جنس من الشجر خارج عن حد ما يحمل بحمل، أو طيب ريح، أو صالبة. و غاية مغرب::ة: أي

بعيدة. و الغرب: الفضة. و قيل: انه جام من فضة.

و قيل: انه الذهب. قال الشاعر:

«1 »كما دعدع سافي األعاجم الغربا

و الغارب: على الموج و الغارب: ما بين يدي السنام. و عنقاء مغرب: موضوع على طائر اليعرف حده و الغربيب: األسود الشديد السواد. و أصل الباب: الغرب:

ه المشرق«الحد. و الالم في قوله: الم الملك و أصلها الم االضافة و هي على ثمانية »و لل أوجه: الملك، و الفعل، و العلة، و الوالدة، و االختص::اص، و االس::تغاثة، و الم كي. و هي الم

فالم الملك كقولك: له مال، و الفعل:«3 » و الم العاقبة.«2 »الغرض

أب ل::ه ول::د ل::ه أخ، و«5 » هو اسود لما فيه السواد، و الم ال::والدة:«4 »له كالم، و العلة: و االستغاثة يا لبكر، و الم كي:«6 »االختصاص: له علم، و له ارادة

::ون و الم العاقبة:«7 »،»و ليرضوه و ليقترفوا ما هم مقترفون« »فالتقطه آل فرعون ليكرق و المغ::رب« فه::ذه وج::وه الم االض::افة. و انم::ا قي::ل:لهم ع::دوا و حزن::ا« ه المش:: »و لل

بالتوحيد و له جميع المشارق و المغارب الحد أمرين:

______________________________( اللسان )غرب(. قائله األعشى. و )كما( زائدة من الصدر و البيت:1)

دعدع ساقي األعاجم الغربافدعدعا سرة الركاء كما

و الغرب: جام الفضة. قال ابن بري هذا البيت للبيد و ليس لألعشى كما زعم الجوهري

( في المطبوعة )كالم الفرض(.2)

( في المطبوعة )الغائية(3)

( في المطبوعة )يعله(.4)

( في المطبوعة )له( ساقطة5)

( في المطبوعة )و له ارادة في ارادة(6)

.123( سورة االنعام: آية 7)

424ص:

أحدهما- انه اخرج ذلك مخرج الجنس، فدل على الجمع، كم::ا قي::ل أهل::ك الن::اس ال::دينار والدرهم.

و اآلخر- انه على الحذف. كأنه قيل المشرق الذي تشرق منه الشمس كل يوم، و المغربه تعالى ذكر ذلك ها هنا الحد امور: الذي تغرب فيه كل يوم. و انما خص الل

أحدها- قال ابن عباس: و اختاره الجبائي انه رد على اليهود لم::ا أنك::روا تحوي::ل القبل::ة الىالكعبة، و قال: ليس هو في جهة دون جهة، كما تقول المشبهة.

و الثاني: قال ابن زيد و قتادة، كان للمسلمين التوجه بوجوههم الى الصالة حيث شاءوا ثمجد الح::رام«نسخ ذلك بقوله: و انم::ا ك::ان الن::بي )ص( أوال«1 » »فول وجهك شطر المس::

اختار التوجه الى بيت المقدس، و قد كان له التوجه الى حيث شاء.

و قال آخرون: كان ابن عمر يصلي حيث توجهت به راحلت::ه في الس::فر تطوع::ا، و ذك::ر أنرسول الله )ص( كان يفعل ذلك و يتأول عليه اآلية.

و قيل: نزلت في قوم صلوا في ظلمة و قد خفيت عليهم جهة القبلة، فلما أص::بحوا إذا همه بن ع::امر عن أبي::ه. و ه ه::ذه اآلي::ة. و ه::ذا ق::ول عب::د الل صلوا الى غير القبل::ة، ف::انزل الل

النخعي و االول أقوى الوجوه.

ه«و قوله: المراد بالوجه، فيه اختالف. قال الحسن، و مجاهد: »فثم وجه الل

المراد به، فثم جهة القبلة، و هي الكعبة، ألنه يمكن التوجه اليها من كل مكان.

قال ابن بيض:

الي وجه إال الى الحكمأي الوجوه انتجعت قلت لها

هذا ابن بيض بالباب يبتسممتى يقل صاحبا يرادفه

ه، فادعوه كيف توجهتم. و قال آخرون، و اختاره و قيل: معناه فثم وجه الل

______________________________.150( سورة البقرة: آية 1)

425ص:

ه. كما يقال: هذا وجه العمل، و هذا وجه الصواب و كأنه الرماني و الجبائي: فثم رضوان الل قال: الوجه الذي يؤدي الى رضوان الله. و تقدير اآلي::ة و اتص::الها بم::ا قبله::ا، كأن::ه ق::ال: ال يمنعكم تخريب من خرب المس::اجد ان ت::ذكروه حيث كنتم من أي وج::ه، و ل::ه المش::رق و

المغرب، و الجهات كلها.

المعنى:

ع عليم«و قوله: ه واس:: ق::ال ق::وم: معن::اه غ:ني، فكأن:ه قي:ل: واس:ع المق::دور. و ق::ال »الل الزج::اج: ي::دل على التوس::عة للن::اس فيم::ا رخص لهم في الش::ريعة، و كأن::ه قي::ل: واس::ع الرحمة، و كذلك رخص في الشريعة، و معنى الق::ول االول ان::ه غ::ني عن ط::اعتكم، و انم::ا

يريدها لمنفعتكم. و قال الجبائي: معناه واسع الرحمة.

اللغة:

و السعة و الفسحة و المباعدة نظائر. و ضد السعة الضيق يقال: وسع يسع سعة، و أوس::ع إيساعا، و توسع توسعا، و اتسع اتساعا، و وسع توسعة، و الوسع: جدة الرجل و قدرة ذات

يده، فرحمة الله وسعت كل شيء و انه ليسعني ما وسعك. و تقول:

وسعت الوعاء فاتسع فعل الزم. و كذلك اتوسع. وسع الفرس سعة و وساعة، فه:و وس:اع.و أوسع الرجل: إذا كان ذا سعة في المال، فهو موسع، و موسع عليه.

ه نفسا إال وسعها«و تقول سير وسيع و وساع. و في القرآن ف الل أي طاقته::ا«1 » »ال يكلو اصل الباب: السعة نقيض الضيق.

المعنى:

و معنى عليم انه عالم يوجه الحكمة، فبادروا الى ما أمركم ب::ه من الطاع::ة. و قي::ل واس::ع الرحم::ة عليم ابن يض::عها على وج::وه الحكم::ة. و مع::نى )ثم( هن::اك تق::ول لم::ا ق::رب من

المكان: هنا، و ما تراخى: ثم و هناك.

______________________________.286( سورة البقرة: آية 1)

426ص:

االعراب:

و انم::ا ب::ني، الن في::ه مع::نى االش::ارة الى المك::ان البهامه::ا، و ب::ني على الحرك::ة اللتق::اءالساكنين، و فتح لخفة الفتحة في المضاعف.

وا«و قوله: ه. )و ثم( موض::عه النص::ب لكن::ه »فأينما تول جزم باينما. و الجواب فثم وج::ه الل بني على الفتح و قوله: »أينما« تكتب موصولة في اربعة مواض::ع ليس في الق:رآن غيره::ا.

و«2 » »ملعونين أينما ثقف::وا« و في األحزاب«1 »هذه واحدة، و في النحل )أينما يوجهه(::دون(في الشعراء. و من الن::اس من يجع::ل معه::ا ال::تي في النس::اء«3 » )أين ما كنتم تعب

و كلها على القياس إال التي في الشعراء، فان قياس::ها«4 »»أينما تكونوا يدرككم الموت«ان تكتب مفصولة، الن )ما( اسم موصول بما بعده بمعنى الذي.

[116(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه ولدا سبحانه بل له ما في السماوات و األرض كل له قانتون ) خذ الل (116و قالوا ات

آية واحدة بال خالف.

القراءة:

قرأ ابن عامر وحده: )قالوا( بال واو.

المعنى:

و المعني بهذه اآلية النصارى و قال قوم: النصارى، و مشركوا العرب معا، من حيث قالوا:ه- هذا قول الزج::اج.- و في ه::ذه اآلي::ة ه، و قالت النصارى: المسيح بن الل المالئكة بنات الل

داللة على انه ال يجوز الولد على وجه من الوجوه،

______________________________.76( آية 1)

.61( آية 2)

.92( آية 3)

.77( آية 4)

427ص:

ألنه إذا كان جميع م::ا في الس::ماوات و األرض ملك::ا ل::ه، فالمس::يح عب::د مرب::وب، و ك::ذلك المالئكة المقربون، الن الولد ال يكون إال من جنس الوالد، و ال يكون المفعول إال من جنس::ه( عن الفاعل، و كل جسم فعل لله فال مثل له و ال نظير على وجه من الوجوه )تع::الى الل

المخلوقين.«1 »صفات

. األصل في القنوت الدوام. و ينقسم اربعة اقسام: »كل له قانتون«و قوله:

أي مطيعون و القنوت الصالة كقوله: »كل له قانتون«الطاعة، كقوله:

ك و اسجدي و اركعي« . و القنوت: طول القيام.«2 »»يا مريم اقنتي لرب

ه قال: سئل النبي )ص( أي الصالة أفضل فقال: طول القنوت.و روي عن جابر بن عبد الل

»وو يكون القنوت الس::كوت، كم::ا ق::ال زي::د بن أرقم: كن::ا نتكلم في الص::الة ح::تى ن::زلته قانتين« فأمسكنا عن الكالم. و قيل في )قانتون( ها هنا ثالثة أقوال:«3 »قوموا لل

]االول[ قال مجاهد: معناه مطيعون، و طاعة الك:افر في س:جود ظل:ه. و ق:ال ابن عب::اس:مطيعون.

الثاني- قال السدي: كل له مطيعون يوم القيامة. و قال الربيع: كل له قائم يوم القيامة.

الثالث- قال الحسن: كل قائم له بالشهادة عبدة. و قالت فرقة رابعة- و ه::و األق::وى-: ك::ل دائم على حالة واحدة بالشهادة بما فيه من آث::ار الص::نيعة، و الدالل::ة على الربوبي::ة. و زعم الفراء: انها خاصة ألهل الطاعة، بداللة انا نج::د كث::يرا من الخل::ق غ::ير ط::ائعين. و على م::ا

اخترناه ال يحتاج الى التخصيص.

______________________________( في المطبوعة )طبقات.(1)

.43( سورة آل عمران: آية 2)

.238( سورة البقرة: آية 3)

428ص:

اللغة:

و أما القنوت في اللغة فقد يكون بمعنى الطاعة. تقول: قنت يقنت قنوت::ا، فه::و ق::انت: إذا بعد القراءة في آخر الوتر، يدعو«1 »أطاع. و قال صاحب العين: القنوت في الصالة دعاء

يل س::اجدا و قائم::ا«قائما. و منه قوله: . و القن::وت، و ال::دعاء:«2 » »أمن هو قانت آناء اللقيام في هذا الموضع. و قيل في قوله:

ه قانتين« أي خاشعين. و قال ابن دريد: القنوت: الطاعة.«3 »»و قوموا لل

و قال ابو عبيدة: القانتات: الطائعات، و القن::وت في الص::الة: ط::ول القي::ام- على م::ا قال::هه قانتين«المفسرون- في قوله: . و اصل الباب: المداومة على الشيء. »و قوموا لل

[117(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ما يقول له كن فيكون ) (117بديع السماوات و األرض و إذا قضى أمرا فإن

- آية بال خالف.-

القراءة:

قرأ ابن عامر )فيكون( نصبا. الباقون بالرفع.

اللغة:

بديع بمعنى مبدع. مثل أليم بمعنى مؤلم، و س::ميع بمع::نى مس::مع. و بينهم::ا ف::رق ألن في بديع مبالغة ليس في مبدع، و يستحق الوصف في غير ح::ال الفع::ل على الحقيق::ة. بمع::نى

ان من شأنه اإلنشاء، ألنه قادر عليه، ففيه معنى مبدع. و قال

______________________________( في المطبوعة )دعة(.1)

.9( سورة الزمر: آية 2)

.238( سورة البقرة: آية 3)

429ص:

تتمثل به. و اإلب:داع، و االخ::تراع،«1 »السدي: تقول ابتدعها، فخلقها و لم يخلق قبلها شيئا و اإلنشاء نظائر و ضد االبتداع االحتذاء على مثال. يقال: أبدع إبداعا، و ابتدع ابتداعا، و بدع

ماوات و األرض«تبديعا. و قال ابن دريد: بدعت الشيء: إذا انش::أته: و الله ::ديع الس:: أي »ب إذا استنبطتها، و ركي بديع: أي جديد الحضر. و لست ببدع«2 »منشئهما. و بدعت الركي،

ل«في كذا. أي لست بأول من أصابه هذا. و منه قول::ه: س:: ::دعا من الر . و«3 » »م::ا كنت ب كل من أحدث شيئا، فقد أبدعه. و االسم: البدعة و أبدع بالرجل: إذا كلت راحلته، و انقط::ع

سل«به. و قوله: أي ما كنت بأول مرسل. »ما كنت بدعا من الر

و البدعة: ما ابتدع من الدين، و غيره، و جمعه::ا ب::دع. و في الح::ديث: ك::ل بدع::ة ض::اللة. و تقول جئت بأمر بديع، أي مبتدع عجيب و أبدعت اإلبل: إذا تركت في الطريق من الهزل. و

أصل الباب: اإلنشاء.

المعنى:

يحتمل أمرين: »إذا قضى أمرا«و قوله:

::ومين«أحدهما- إذا خلق امرا. كما قال ماوات في ي أي خلقهن- و«4 » »فقضاهن سبع س::هو اختيار البلخي، و الرماني، و الجبائي.

و الثاني: حتم بان يفعل أمرا و حكم. و قيل احكم امرا، كما قال ابو ذؤيب:

«5 »داود أو صنع السوابغ تبعو عليهما مسرودتان قضاهما

______________________________ )ابتدعها فخلقها و لم يخلق شيء541: 2( في تفسير الطبري- دار المعارف المصرية- 1)

و في مطبوعة بوالق من التفسير الم::ذكور كم::ا11::: 1فيتمثل به( و مثله في الدر الثمين أثبتنا.

( الركي، جمع ركية: البئر تحفر2)

.9( سورة األحقاف: آية 3)

.12(- سورة حم- السجدة: آية 4)

. و اللس::ان )ص::نع( من قص::يدة يرش::ى له::ا أوالده حين م::اتوا بالط::اعون و19( ديوانه: 5)مسرودتان: درعان من السرد و هو الخرز و النسج. تبع: اسم لكل ملك من ملوك حمير.

الصنع: الحاذق و االمرأة: صناع.

430ص:

اللغة:

قضاهما: احكمهما، و القضاء و الحكم نظائر. يقال: قضى يقضي قضاء، و اقتضى اقتض::اء، و تقاضيا تقاضيا، و استقضى استقضاء، و تقض تقضيا و قض تقضية، و قاض::اه مقاض::اة، و

انقضى انقضاء. قال صاحب العين: قضى يقضي قضاء، و قضية:

ينا إلى بنييعني حكم. و تقول: قضى اليه عهدا معن::اه اوص::ى الي::ه. و من::ه قول::ه: »و قض::رائيل« أي اتى علي::ه. و االنقض::اء فن::اء الش::يء، و«2 » »قض::ى عليه::ا الم::وت«.«1 »إس::

ذهابه. و كذلك التقضي و أصل الباب: القضاء. و الفصل و القضاء ينصرف على وجوه:

اه«منه::ا االم:ر كقول::ه تع::الى: ::دوا إال إي ك أال تعب أي أم::ر. و من::ه الخل::ق«3 » »و قض::ى ربماوات«كقوله: بع س:: »و أي خلقهن. و من::ه االخب::ار، و االعالم، كقول::ه:«4 » »فقضاهن س::

أي أخبرناهم و منه الفصل: قض::ى القاض::ي بين«5 »قضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب«الخصمين أي فصل االمر بينهما.

المعنى:

ما يقول له كن فيكون«و معنى قوله: قيل فيه قوالن: »فإن

أحدهما- انه بمنزلة المثل و معناه ان منزلة الفعل له في السهولة، و انتفاء التعذر كمنزل::ة ما يقال له كن فيكون كما يقال قال فالن برأسه كذا و قال بي::ده: إذا ح::رك رأس::ه و أومى

بيده، و لم يقل شيئا في الحقيقة و قال ابو النجم:

______________________________.4(- سورة اسرى: آية 1)

.42(- سورة الزمر: آية 2)

.23(- سورة اإلسراء: آية 3)

.12( سورة- حم- السجدة: آية 4)

.4( سورة االسراء: آية 5)

431ص:

«1 »قدما فآضت كالفنيق المحنقإذ قالت االنساع للبطن الحقي

:«2 »و قال عمرو بن حممة الدوسي

«3 »إذا رام تطيارا يقال له: قعفأصبحت مثل النسر طارت فراخه

و قال آخر:

«4 »مهال رويدا قد مألت بطنيامتأل الحوض و قال قطني

و قال آخر:

«5 »و حدرتا كالدر لما يثقبفقالت له العينان سمعا و طاعة

يصف ثورا:«6 »و قال العجاج:

فكر ثم قال في التفكيرو فيه كاالعواض للعكور

ان الحياة اليوم في الكرور

و الوجه اآلخر أنه عالمة جعلها الله للمالئكة إذا سمعوها، علموا انه أح::دث ام::را. و كالهم::ا حسن و االول أحسن و أشبه في كالم العرب في ع::ادة الفص::حاء. و نظ::يره قول::ه تع::الى:

و هو الذي اخت::اره البلخي،«7 »»فقال لها و لألرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين«و الرماني، و اكثر المفسرين. و قد قيل في ذلك اقوال فاسدة، ال يجوز التعويل عليها:

______________________________ ( اللسان )حنق( ذكر البيتين. و في )قول( البيت االول فقط. و روايته )ق::د ق::الت( ب::دل1)

)إذ قالت(. يصف الشاعر ناقة أنضاها السير. االنساع: جم::ع نس:ع- بكس:ر الن::ون و س:كون السين- و هو السير: خيط من الجل::د. و لح::ق البطن: ض::مر. و آض: ص::ار و رج::ع الف::نيق:

الجمل الفحل. و المحنق: الضامر القليل اللحم.

( في المطبوعة )عمر بن حمد السدوسي( و الصحيح م::ا أثبتن::اه. و ه::و اح::د المعم::رين2)زعموا أنه عاش ثالثمائة و تسعين سنة و هو ايضا أحد حكام العرب.

.205( الحماسة للبحتري: 3)

( اللسان )قطط( البيتان. و )قول( البيت االول فقط.4)

( اللسان )قول( و روايته )قالت( بدل )فقالت( و بالفاء أتم لل::وزن. و في مجم::ع البي::ان5))و قالت( بالواو.

( في المطبوعة )ضعيف( زائدة في هذا الموضع6)

.11( سورة- حم- السجدة: آية 7)

432ص:

ئين«ان االمر خاص في الموجودين الذين قي::ل لهم ::وا ق::ردة خاس:: و من ج::رى«1 » »كونمجراهم، ألنه ال يؤمر المعدوم عندهم.

و منها انه أمر للمعدوم من حيث هو لله معلوم، فصح أن يؤمر فيكون.

الم::وتى و م::ا ج::رى«2 »و منها- ان اآلية خاصة في الموجودات من اماتة األحي::اء و احي::اء مجرى ذلك من األمور. و انما قلنا بإفساد هذه األقوال، ألنه ال يحسن ان ي::ؤمر إال من ك::ان ع::اقال مم::يزا يق::در على م::ا أم::ر ب::ه، و يتمكن من فعل::ه. و جمي::ع م::ا ذك::روه بخالف::ه. ألن المعدوم ليس بحي، و ال عاقل. و ال يص::ح أم::ره. و من ك::ان موج::ودا ال يج::وز ان ي::ؤمر أن يكون قردة، الن المعاني التي تكون بها كذلك، ليس في مقدوره. كذلك الق::ول في االمات::ة

قد بيناه فيما مضى. فقال بعضهم: إنه أم::ر »كونوا قردة خاسئين«و األحياء و تأويل قوله: »ثم إذا دعاكم دع::وة من األرضللموجود في حال كونه ال قبله و ال بعده، و انه مثل قوله:

ه إياهم ال يتقدم خروج القوم من قبورهم، و ال يت::أخر«3 »إذا أنتم تخرجون« و ان دعاء الل عنه. و هذا فاسد ألن من ش::رط حس::ن االم::ر أن يتق::دم الم::أمور ب::ه. و ك::ذلك الق::ول في الدعاء، فال يسلم ما قالوه. و تأويل ما استشهدوا به على ما بين::اه في اآلي::ة س:واء في ان::ه اخبار عن تسهيل الفعل و سرعة وقوعه، و ارادته، ال ان يك::ون هن::اك دع::اء على الحقيق::ة،ه تع::الى الن الطاع::ة هي مانع::ة ثم يلزم على جميع ما ذكروه ان تك::ون األش::ياء مطيع::ة لل االمر من األشياء التي قالها: كوني بأن فعلت نفسها، و يلزم ان يكون له::ا عق::ل و تمي::يز وه قديم من حيث ان::ه كل ذلك فاسد. فاما من استدل بهذه اآلية و نظائرها على ان كالم الل لو كان محدثا القتض::ى أال يحص::ل إال )بكن(. و الكالم في )كن( ك::الكالم في::ه الى أن ينتهي الى )كن( قديمة. و هو كالم الله القديم. فهذا باطل ألنا ق::د بين::ا مع::نى اآلي::ة، فال يص::ح م::ا

قالوه. على ان اآلية تقتضي حدوث كالمه من

______________________________.65( سورة البقرة: آية 1)

( و احياء ساقطة من المطبوعة.2)

.25( سورة الروم: آية 3)

433ص:

حيث أخبر ان المكونات تكون عقيب )كن( ألن الف::اء ت::وجب التعقيب، ف::إذا ك::انت األش::ياءمحدثة، فما يتقدمها بوقت واحد ال يكون إال محدثا فبطل ما قالوه.

و معناه خلق فبين انه يخلق االم::ر و قول::ه: »كن« أم::ر »إذا قضى أمرا«و ايضا فانه قال:يوجب أن يكون محدثا. و دلت اآلية على نفي الولد عن الله من وجهين.

أحدهما- ان الذي ابتدع السماوات و األرض من غير مثال هو الذي ابت::دع المس::يح من غ::يروالد.

و اآلخر- ان من هذه صفته، ال يج:وز علي::ه اتخ:اذ الول:د، كم::ا ال يج:وز ص::فات النقص علي:ه )تعالى( عن ذلك. و إذا حملنا اآلية على وجود المثال، فوجود الخلق هو كقوله: )كن( إال انه خرج على تقدير فعلين، كما يقال: إذا تكلم فالن بشيء، فإنما كالمه مباح، و إذا أمر بشيء فإنما هو حتم، و كما قال: تاب فاهتدى فتوبته هي اهتداؤه، فال يتعذر أن يقال: كن قبله، أو معه. و متى حملنا ذلك على انه عالمة للمالئكة فان::ه يحتم::ل ان يك::ون مع::ه، و يحتم::ل ان يكون قبله. كما تقول: إذا قدم زيد، قدم عمرو. فانه يحتمل ان يكون وقتا لألم::رين مع::ا إال أنه أشبه الشرط، كقولك: ان جئتني أعطيتك. و لذلك دخلت الفاء في الجواب، كم::ا تجيء

::ل«في الشرط، كقوله: ::ه من قب رق أخ ل و ك::ذلك تحتم::ل اآلي::ة«1 » »إن يسرق فق::د س::االمرين.

االعراب:

و رفع قوله: )فيكون( يحتمل أمرين: أحدهما- ان يكون عطفا على يقول.

و اآلخر- على االستئناف أي فهو يكون. و نصبه على جواب االمر، فال يجوز، ألنه انم::ا يجب الجواب بوجود الشرط. فما كان على فعلين في الحقيقة، كقولك إ أتني فأكرمك، فاإلتي::ان غير اإلكرام، فأما )كن فيكون( فالكون الحاصل هو الكون المأمور به، و مثله انما أقول ل::ه

ائتني، فيأتيني. و قال ابو علي الفارسي: يجوز ذلك

______________________________.77( سورة يوسف: آية 1)

434ص:

على وجه: و هو على ان لفظه لما كان لفظ االمر، نصب كما نصب في جواب االم::ر، ف::انذين آمنوا يقيم:واكان االمر بخالفه- كما قال ابو الحسن في نحو قوله تعالى »قل لعبادي ال

«1 »الصالة« و يجوز ذلك في اآلي على انه اجري مجرى جواب االمر- و ان لم يكن جواب::ا له في الحقيقة.- و قد يكون اللفظ على شيء، و المعنى على غيره نحو قولهم: م::ا أنت و

م::ون«زيد، و المعنى لم تؤذيه. و ليس ذلك في اللف::ظ، و مثله ليس«2 » »فال تكف::ر فيتعل و لكن معناه يعلمون أو يعلمان، فيتعلمون منهما غ::ير أن )فال تكفر(فيتعلمون جوابا لقوله:

قوله )فال تكف:ر( نهي على الحقيق:ة. و ليس قول::ه )كن( ام:را على الحقيق::ة، فمن ه:ا هن::اضعفت هذه القراءة.

[118(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ذين من قبلهم مثل ق::ولهم ه أو تأتينا آية كذلك قال ال منا الل ذين ال يعلمون لو ال يكل و قال الا اآليات لقوم يوقنون ) ن (118تشابهت قلوبهم قد بي

آية بال خالف.

المعنى:

المعني بهذه اآلية في قول مجاهد: النصارى. و قول ابن عباس: اليهود.

و في قول الحسن و قتادة: مشركوا العرب. و كل ذلك يحتمل. غير ان::ه لمش::ركي الع::ربى تفجر لنا من األرض ينبوعا«أليق، ألنه يشاكل ما طلبوا حين قالوا: الى »لن نؤمن لك حت

و يقوي ذلك قوله:«3 » »هل كنت إال بشرا رسوال«قوله:

ذين ال يعلمون« : الكتاب. فبين أنهم ليسوا أهل كتاب. و من اختار ان الم::راد به::ا»و قال اله ولدا«النصارى قال: ألنه قال قبلها خذ الل و هذا«4 » »و قالوا ات

______________________________.31( سورة ابراهيم: آية 1)

.102( سورة البقرة: آية 2)

.119( سورة البقرة: آية 3)

.116( سورة البقرة: آية 4)

435ص:

ال داللة فيه، و ال يمتنع ان يذكر قوما، و يخبر عنهم، ثم يستأنف قوم:ا آخ::رين، فيخ::بر عنهمهعلى ان مشركي العرب قد أضافوا الى الله البنات فدخلوا في جملة من قال: خ::ذ الل »ات

.ولدا«

و معنى قوله: )لو ال( هال، كما قال األشهب بن رميلة:

»بنى ضو طرى لو ال الكمي المقنعاتعدون عقر النيب أفضل مجدكم1»

و قد جاءتهم اآليات، ألنهم طلبوا »أو تأتينا آية«أي هال تعقرون الكمي المقنعا. و انما قال:ه كما كلمهم الله. آية، كما ان آية الرسل توافق دعوتهم، و يكلمهم الل

ذين من قبلهم مثل قولهم«و المعني بقوله اليهود على قول مجاه::د. و على »كذلك قال القول قتادة و السدي و الربيع: اليهود و النصارى. و الضمير في قوله:

يعني كناية عن قلوب اليهود و النصارى- على قول مجاهد- و على قول»تشابهت قلوبهم«::وبهم«الربيع و قتادة: عن العرب و اليهود و النصارى و غيرهم، فقوله يع::ني »تش::ابهت قل

في الكفر، باالعتراض على أنبياء الله بالجهل، الن اليهود قالت لموسى:

ه جهرة« ماء« و قالت النصارى للمسيح:»أرنا الل . »أنزل علينا مائدة من الس

و قالت العرب لمحمد )ص(: حول لنا الصفا ذهبا، و غ::ير ذل::ك. و ك::ذلك ق::ال الل::ه تع::الى: و روي عن ابن إسحاق انه قرأ )تشابهت(- بتش::ديد الش::ين- خط::أ، الن«2 »»أتوا صوابه«

ذلك انما يجوز في المضارع. بمعنى تتشابه- فتدغم احدى الت::اءين في الش::ين- هك::ذا ق::الالفراء، و غيره من أهل العلم.

::ون«و قوله: ا اآليات لق::وم يوقن ن معن::اه أيقن به::ا ق::وم من حيث دلتهم على الح::ق، »قد بيفالواجب على كل هؤالء ان يستدلوا بها، ليصلوا الى اليقين كما وصل غيرهم اليه بها.

______________________________ . و روايته أفضل س:عيكم. و ق:د م:ر في338( و قيل انه لجرير و هو مذكور في ديوانه: 1). و البيت من قصيدة طويلة في مناقضة جرير و الفرزدق. و الكمي: الشجاع.319: 1

.51( سورة الذاريات: آية 2)

436ص:

اللغة:

و اليقين و العلم و المعرفة نظائر في اللغة. و نقيضه الشك، و الجهل. تقول أيقن ايقانا، وتيقن تيقنا، و استيقن استيقانا. و قال صاحب العين: اليقين النفس. قال الشاعر:

«1 »ن من قطع يأس و ال من يقنو ما بالذي أبصرته العيو

و اليقين: علم يثلج به الصدر، و لذا يقولون: أجد برد اليقين، و ال يقولون:

وجد برد العلم. فان قيل: لم لم يؤتوا اآليات التي طلبوها، لتكون الحجة أ أكد قلن::ا: اظه::ار اآلي::ات يعت::بر في::ه المص::الح، و ليس بموق::وف على اق::تراح العب::اد. و ل::و علم الل::ه ان م::ا اقترحوا من اآليات فيه مصلحة، ألظهرها، فلما لم يظهرها، علمنا انه لم يكن فيه::ا مص::لحة

لنا أصال.

[119(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ا أرسلناك بالحق بشيرا و نذيرا و ال تسئل عن أصحاب الجحيم ) (119إن

آية بال خالف.

القراءة:

و روي ذلك عن أبي جعف::ر محم::دقرأ نافع )ال تسأل(. بفتح التاء و جزم الالم. على النهي،بن علي الباقر )ع(

، و ابن عباس: ذكر ذلك الفراء، و البلخي الباقون على لفظ الخبر على ما لم يسم فاعله.

المعنى:

تسلية للنبي )ص( فقيل له »و ال تسئل عن أصحاب الجحيم«معنى قوله:

______________________________ ( اللسان )يقن( اليقن- بفتح الياء و القاف-: اليقن. في المطبوع::ة )يقين( ب::دل )يقن( و1)

في المخطوطة )تيقين(.

437ص:

حاب الجحيم«»انما انت بشير و نذير« و لست ::ذهب و مثل::ه قول::ه: »تسئل عن أص:: »فال ت »عليه ما حمل و عليكم و قوله«1 » »ليس عليك هداهم« و قولهنفسك عليهم حسرات«

«2 »ما حملتم«

االعراب:

و موضع )تسأل( يحتمل أمرين:

أحدهما- ان يكون استئنافا و ال موضع له.

::الحقو اآلخر- ان يكون حاال، فيكون موضعه نصبا. ذكر ذلك الزجاج، ألنه قال: »أرسلناك ب غير مسئول عن اصحاب الجحيم. و من فتح التاء على الخبر. تق::ديره: غ::يربشيرا و نذيرا«

سائل. و أنكر قوم الحال. و اعتلوا ان في قراءة أبي:

ه: )و لن تسأل( و ه::ذا غ::ير ص::حيح، الن ليس قي::اس )ال( )و ما تسأل( و في قراءة عبد الل و ما، ألنه يجوز أرسلناك ال سائال، و ال يجوز ما سائال.«3 »قياس لن

تصرفا ليس لهما فيج::وز«4 »و لذلك احتمل مع ال الحال، و لن يحتمل مع ما و لن، الن لال ان يعمل ما قبلها في ما بعدها، و ال يجوز ذلك فيهم:ا. تق:ول: جئت بال خ:بر، و ال يج:وز بم::ا

خبر. و الجحيم النار بعينها إذا شبت وقودها. قال امية بن أبي الصلت:

«5 »و اعرض عن قوابسها الجحيمإذا شبت جهنم ثم زادت

فصار كالعلم على جهنم. و قال صاحب العين: الجحيم: الن::ار الش::ديدة الت::أجج، و االلته::اب يع::ني توق::دت جمرته::ا و ج::احم الح::رب:«6 »كما أججوا نار اب::راهيم. و هي تجحم جحوما

شدة القتل في معركتها. و قال سعيد بن مالك بن ضبيعة.

______________________________.272( سورة البقرة: آية 1)

.54( سورة النور: آية 2)

( )لن( ساقطة من المطبوعة.3)

( في المطبوعة )ألنه ال(.4)

. و روايته )فارت( بدل )زادت(.53( ديوانه 5)

( في المطبوعة )حجواما(.6)

438ص:

«1 »حمها التخيل و المراحو الحرب ال يبقى لجا

جدات و الفرس الوقاحإال الفتى الصبار في الن

و الجحمة: العين بلغة حمير قال الشاعر:

«2 »اكيلة قلوب بأعلى المذانبأيا جحمتا بكي على أم مالك

و جحمتا األسد: عيناه. و تقول: جحمت النار جحما: إذا اضطرمت.

و جمر جاحم: إذا اشتد اشتعاله. و منه اشتقاق الجحيم. و اصل الباب االلتهاب.

و منه االجحم: الشديد حمرة العين شبه بالنهار في حمرتها. و الحرب تشبه بالتهاب النار.

المعنى:

و في اآلية داللة على انه ال يؤخذ احد بذنب غيره قريبا كان منه أو بعيدا.

ه انه ال يطالب احد بذلك غيره. و ان كان ق::د ف::رض على الن::بي )ص( ان ي::دعو كما بين الل الى الحق، و يزجر عن الباطل. و ليس عليه ان يقبل المدعو. و من قرأ بلف::ظ النهي. ق::ال

الزجاج: يحتمل أمرين:

أحدهما- ان يكون أمره بترك المسألة. و اآلخر- م::ا قال::ه األخفش: ان يك::ون المع::نى على تفخيم ما أعد لهم من العقاب. كما يقال ال تسأل عن فالن أي ق::د ص::ار الى ام::ر عظيم. و قال قوم: لو كان على النهي: لقال فال )بالفاء(، ألنه يصير بمنزل:ة الج::واب كأن::ه ي::دل على

ألنا أرسلناك إال بالحق و ال تسأل عن اصحاب الجحيم.

و ال يحت::اج ب::الرفع الى الف::اء. و إذا ك::ان على الرف::ع فظ::اهر الكالم االول يقتض::يه اقتض::اءاألحوال، أو اقتضاء البيان الذي يجري مجرى الحجاج على من اعترض بان فعل

______________________________( اللسان )جحم( في المخطوطة و المطبوعة )الخيل( بدل )التخيل(.1)

( اللسان )جحم( قال ابن بري صواب إنشاده بما قبله و ما بعده:2)

و قد يجلب الشر البعيد الجوالباتيح لها القلوب من ارض فرقري

اكيلة قليب ببعض المذانبأيا جحمتي بكي على أم مالك

و شنطرة منها و احدى الذوائبفلم يبق منها غير نصف عجانها

القلوب: الذئب.

439ص:

الداعي الى االيمان ال يحل موقعه اال بان يقبل المدعو الي::ه. و ام::ا إيص::اله بم::ا تق::دم على بذلك عن ترك اتباعه )ص(«1 »الجزم، فإنما هو على معنى التغليظ لشان الجحيم، ليزجر

و التصديق بما اتى به من البشارة. قال أبو علي الفارسي إنما تل::زم الف::اء إذا ك::ان الكالم االول علة فيما بعد ذلك، كقولك أعطيك فرسا فال تسأل شيئا اخ::را و اآلي::ة بخالف ذل::ك. و في الناس من قال: القراءة بالجزم مردودة، ألنه لم يتوجه له اتصال الكالم، و ال كيف ج:اء بالواو دون الفاء. و قد بينا االتصال. فاما المجيء ب::الواو فألن::ه لم ي::رد الدالل::ة على مع::نى الجواب، و لكن عطف جملة على جملة تتعلق بها و تقتضي على ما انطوى علي::ه معناه::ا و

ا أرسلناك بالحق«معنى الحق في قوله: اإلسالم، بشيرا من اتبعك عليه ب::الثواب ن::ذيرا »إنمن خالفك فيه بالعقاب.

ا أرسلناك بالحق«و قيل: ماوات و األرض يعني على الحق. كم::ا ق::ال: »إن ه الس:: ::ق الل »خل كأنه قال: على انهما حق ال باطل.«2 »بالحق«

[120(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه ه::و اله::دى و لئن تهم ق::ل إن ه::دى الل ::ع مل ب ى تت صارى حت و لن ترضى عنك اليهود و ال النه من ولي و ال نصير ) ذي جاءك من العلم ما لك من الل بعت أهواءهم بعد ال (120ات

قيل في معنى هذه اآلية قوالن:

أحدهما- ان النبي )ص( كان مجتهدا في طلب م::ا يرض::يهم، ليقبل::وا الى اإلس::الم و ي::تركواه به من مجاهدتهم. القتال، فقيل له: دع ما يرضيهم الى ما امر الل

و اآلخر قال الزجاج: كانوا يسألونه )ع( الهدنة و المسالمة و يرونه ان::ه ان امهلهم اس::لموا.ه انهم لن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم. و هذه اآلية تدل انه ال يصح إرضاء اليه::ود فاعلمه الل

و ال النصارى على حال، ألنه تعالى علقه بان اليهود

______________________________( في المطبوعة )ليرجم(1)

.44( سورة عنكبوت آية: 2)

440ص:

ال يرضون عنه حتى يك::ون )ص( يهودي::ا، و النص::ارى ال يرض::ون عن::ه ح::تى يك::ون نص::رانيا،فاستحال ان يكون يهوديا نصرانيا في حال و استحال إرضاؤهم بذلك.

اللغة:

و الرضا و المحبة، و المودة نظائر و ض::د الرض::ا الغض:ب. و يق:ال رض::ي يرض::ى رض::اء. و أرضاه إرضاء، و ارتضاه ارتضاء، و استرضاه و ترضاه ترضيا، و تراضوا تراضيا، و الرضي و المرضي بمعنى واحد. و الرضا مقصور من بنات الواو بداللة الرضوان تقول: رجل رضى و

ىرجال رضى و امرأة و نساء رضى. و أص::ل الب::اب الرض::ى نقيض الغض::ب. و قول::ه: »حتتهم« بع مل فالملة، و النحلة، و الديانة نظائر.تت

و تقول وجد فالن ملة و مالال. و هو عدوى الحمى. و مللت الشيء أمله ماللة و ملال:

إذا س::ئمته و مللت الخ:بزة أمله::ا مال: إذا دفنته:ا في الجم:ر و الجم::ر بعين::ه المل:ة. و ق:ال صاحب العين: الملة الرماد و الجمر و كل شيء تمله في الجمر فهو مملول. قال الش::اعر

في وصف الحرباء:

«1 »كأن ضاحيه بالنار مملول

الممتل من الملة. و طريق ممل مليل: قد سلك ح::تى ص::ار معلم::ا و مل::ة«2 »و المملولرسول الله )ص( االمر الذي أوضحه. و امتل الرجل إذا أخذ في ملة اإلسالم:

اي قصدها ما امل منه. و األمل امالل الكتاب، ليكتب. و المليلة من الحمى.

المعنى:

ه هو الهدى«و قوله: معناه هو الذي يهدي الى الجنة. »قل إن هدى الل

ال اليهودية، و ال النصرانية. و قيل ان معناه الدعاء الى هدى الله الذي يكذب قولهم

______________________________ ( البيت من قصيدة لكعب بن زهير. اللسان )ملل(. يق::ول ك::أن م::ا ظه::ر من::ه للش::مس1)

مشوي بالملة من ش::دة ح::ره. يق::ال: أطعمن::ا خ::بز مل::ة، و أطعمن::ا خ::بزة مليال، و ال يق:ال

أطعمنا ملة. في المطبوعة. ك::ان ص::احبه في الن::ار ممل::وك. و ه::و تحري::ف ف::احش. و فيالمخطوطة. كان صاحبه في النار مملول. و الصحيح ما ذكرناه.

( في المطبوعة )و المملوك(.2)

441ص:

ة إال من كان هودا أو نصارى« و هي االدلة الواض::حة على ان المطي::ع«1 »»لن يدخل الجن لله هو الذي يفوز بثوابه في الجنة، ال من ذكروه من العصاة له. و ه::ذه اآلي::ة ت::دل على انه منه انه ال يعصي، يتناوله الوعي::د و الزج::ر، ألن::ه تع::الى علم ان الن::بي )ص( ال من علم الل يعصي و ال يتبع أهواءهم، و فيها داللة على ان ك::ل من اتب::ع الكف::ار على كف::رهم مال::ه من

الله من ولي و ال نصير، ألنه إذا وجب ذلك في متبع واحد، وجب ذلك في الجميع.

االعراب:

)ح::تى تتب::ع( نص::ب بح::تى و حكى الزج::اج عن الخلي::ل و س::يبويه، و جمي::ع البص::ر بين أنى مطلع الفجر«الناصب للفعل )أن( بعد حتى، الن حتى تخفض االسم في قوله: «2 » »حت

و ال يعرف في العربية حرف يعمل في اس::م و فع::ل، و ال م::ا يك::ون خافض::ا الس::م، يك::ون ناصبا لفعل. فصار ذلك مث::ل قول:ك ج::اء زي::د ليض:ربك، فإنه::ا تنص:ب الفع:ل بإض::مار )ان(

لكونها جارة لالسم.

[121(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

::ه فأولئك هم ::ه و من يكف::ر ب ::ون ب ::ه أولئك يؤمن ::ه ح::ق تالوت ذين آتين::اهم الكت::اب يتلون ال(121الخاسرون )

آية بال خالف.

المعنى:

المعني به::ذه اآلي::ة- في ق::ول قت::ادة و اختي::ار الجب::ائي- اص::حاب الن::بي )ص( ال::ذين آمن::وا بالقرآن و صدقوا به. و قال ابن زيد: هو من آمن بالنبي )ص( من بني إس::رائيل. و الكت::اب

على قوله: التوراة.

قال ابن عباس: يتبعونه حق اتباعه، »يتلونه حق تالوته«و معنى قوله:

______________________________.111( سورة البقرة: آية 1)

.7( سورة الفجر: آية 2)

442ص:

» »و القم::ر إذا تاله::ا«و ال يحرفونه، ثم يعملون بحالله و يقفون عند حرامه. و مثله قوله: اي تبعها. و به قال ابن مسعود، و مجاهد و قتادة، و عطاء.«1

ه )ع( حق التالوة الوقوف عند ذكر الجنة و النار يسأل في األولى، وو روي عن أبي عبد الليستجير من االخرى.

يقرءونه حق قراءته. »يتلونه حق تالوته«و قال قوم

اللغة:

و التالوة في اللغة على وجهين:

أحدهما- القراءة:

و الثاني- االتباع.

و االول أقوى، و عليه اكثر المفسرين و ال يجوز ان يق::ال: يتلون::ه ح::ق التالوة على م::ذهب الكوفيين، كما ال يجوز يتلونه: اي التالوة، الن أيا إذا كانت مدحا وقع على النكرة، و لم يق::ع على المعرفة. فال يجوز مررت بالرجل حق الرجل كما ال يجوز مررت بالرجل اي الرجل. و

ه أبي زيد. كما ال يجوز مررت بابي عبد الل

و انما جاز تالوته. كما يجوز رب رجل و أخيه. و قال بعض البصريين يج::وز م::ررت بالرج::ل حق الرجل. و ال يجوز مع اي الن اي:ا ت:دل على التبعيض. و ليس ك:ذلك ح::ق. فلم:ا م:ررت

بالرجل كل الرجل فجائز عند الجميع، الن أصله التوكيد، فترك على حاله.

المعنى:

::ه«و المع::ني بقوله اليه::ود- على ق::ول ابن زي::د- و االولى ان يك::ون ذل::ك »و من يكف::ر بمحمول على عموما في جميع الكفار. و به قال الجبائي و اكثر المفسرين.

[122(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ي فضلتكم على العالمين ) تي أنعمت عليكم و أن (122يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي ال

______________________________.2( سورة الشمس: آية 1)

443ص:

آية واحدة.

::ه ان هذا خطاب من الله لبني إسرائيل الذين ك::انوا في عه::د رس::ول الله )ص( أم::رهم الليذكروا نعمته التي أنعم بها عليهم.

اللغة:

و النعمة: النفع الذي يستحق به الشكر. و االنعام و اإلحسان و اإلفضال نظائر.

و نقيض النعمة: النقمة: و هو الضرر المستحق.

المعنى:

ي فضلتكم على العالمين«و معنى قوله: يعني عالمي زمانهم. و تفض::يله إي::اهم ب::ان »و أن جعل فيهم النبوة و الحكم و هذه اآلية قد تقدم ذكر مثله::ا في رأس ني::ف و أربعين. و قي::ل

في سبب تكريرها ثالثة اقوال:

ه لما كانت األصل الذي به يجب ش::كره، و عبادت::ه ذك::ر به::ا، ليقبل::وا الى أحدها- ان نعم الل طاعته و اتباع أمره، و ليكون مبالغة في استدعائهم الى ما يلزمهم ل:ربهم التظ:اهر ب:النعم

عليهم.

و الثاني- انه لما ذكر الكتاب و ع::نى ب::ه الت::وراة، و ك::ان في::ه الدالل::ة على ش::أن عيس::ى و محمد )ص( في النبوة و البشارة المتقدمة، ذكرهم عز و ج::ل بم::ا أنعم عليهم من ذل::ك، و

كما تكذبان«فضلهم كما جاء بعد نعم ذكرهم بها، ثم ع::دد نعم::ا اخ::ر، و«1 » »فبأي آالء ربكما تكذبانقال فيها اى فبأى ه::ذه تك::ذبان و ك::ل تقري::ع ج::اء، فإنم::ا ه::و«2 » فبأي آالء رب

موصول بتذكير نعمه غير االول. و الثالث غ::ير الث::اني. و هك::ذا الى آخ::ر الس::ورة. و ك::ذلك

::ذبين«الوعيد- في سورة المرسالت- بقوله: ::ل يومئذ للمك انم::ا ه::و بع::د الدالل::ة«3 » »ويعلى اعمال يعظم التكذيب بما تدعو اليه االدلة.

______________________________.77 الى 13( سورة الرحمان من آية 2، 1)

، و سورة المطففين آي::ة49 الى 15، و سورة المرسالت من آية 11( سورة الطور آية 3)10.

444ص:

الثالث- انه مقدمة لما بعده، ألنه تعالى أراد وعظهم ذكرهم قب::ل ذل::ك ب::النعم عليهم، ألن::ه. و قيل: فيه وجه رابع.«1 »استدعاء الى قبول الوعظ لهم

و هو انه لما تباعد بين الكالمين حسن التنبيه و التذكير.

و موضع )التي( نصب بالعطف على نعمتي

[123(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

فاعة و ال هم قوا يوما ال تجزي نفس عن نفس شيئا و ال يقبل منها عدل و ال تنفعه::ا ش:: و ات(123ينصرون )

آية بال خالف.

و مثل هذه اآلية ايضا تقدم. و بينا ما فيها، فال معنى للتكرار. و بينا ان العدل ه::و الفدي::ة. و قيل هو المثل. و يقال هذا عدله، اي مثله و العدل، ه::و الحم::ل و بين::ا ق::ول من يق::ول: إن الشفاعة ال تك:ون إال لمرتك:بي الكب::ائر: إذا م:اتوا مص:رين. ف:ان قلن::ا ظ:اهر اآلي:ة م:تروك باإلجماع، ألنه ال خالف ان ها هنا شفاعة نافع::ة و اآلي::ة تقتض::ي نفيه::ا، و ان خص::وا بأنه::ا ال

تنفع المصرين، و انما ينفع التائبين؟ قلنا:

المس:لمين. و ام:ا قول:ه: »ال يش:فعون« اال لمن«2 »لنا ان نخصها بالكافرين دون فس:اق ارتضى فنتكلم عليه إذا انتهينا اليه. و من قال: إنه ليس يعني انه يشفع لها ش::افع فال تنف::ع

شفاعته، لكنه يريد ال تأتي بمن يشفع لها. كما قال الشاعر:

على ال حب ال يهتدى بمناره

و إنما أراد به ال منار هناك فيهتدى به ال يضرنا، ألنا ال نق::ول: إن هن::اك ش::فاعة تحص::ل و ال تنفع بل نقول: إن الشفاعة إذا حصلت من النبي، و غيره فإنها تنفع ال محالة. و ك::ذلك عن::د المخالف، و ان قلنا: انها تنفع في إسقاط المض::ار و ق::الوا: هم في زي::ادة المن::افع غ::ير ان

على انها تحصل ال محالة و لسنا ممن ينفي حصول الشفاعة أصال.«3 »اتفقنا

______________________________( في المخطوطة »لهم فيه«.1)

( في المطبوعة )فلق( و هو تحريف.2)

( في المطبوعة )انقضا(.3)

445ص:

[124(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

تي ق::ال ي اس إماما قال و من ذر ي جاعلك للن ه بكلمات فأتمهن قال إن و إذ ابتلى إبراهيم رب(124ال ينال عهدي الظالمين )

آية بال خالف.

القراءة:

اس::كن الي::اء من )عه::دي( حم::زة و حفص إال ابن س::اهي. و كتب في بعض المص::احف )ابراهم( بغير ياء و في أكثرها بالياء. قال بعض الجرهميين: نحن ورثنا على عهد )اب::راهيم(

. و ق:رأ ابن ع:امر ابراه::ام في خمس::ة و ثالثين موض::عا في الق::رآن كل::ه: في البق:رة«1»ه خمسة عش::رة موض::عا. و ه::و جمي::ع م::ا فيه::ا. تق::دير اآلي::ة و اذك::روا إذ ابتلى اب::راهيم رب

بكلمات.

المعنى:

ه تع::الى بخص::ال االيم::ان و االبتالء هو االختبار- و هو مجاز ها هنا الن حقيقت::ه االم::ر من الل فسمي ذلك اختبارا، الن ما يستعمل باألمر منا في مثل ذلك على جهة االختبار و االمتحان،

فجرى تشبيها بما يستعمله اهل اللغة عليه. و قال بن االخشاذ:

إنما ذلك على انه جل ثناؤه يعامل العبد معاملة المختبر الذي ال يعلم ألنه لو جازاهم بعمل::ه فيهم، كان ظالما لهم. و الكلمات التي ابتلى الله ابراهيم به:ا فيه:ا خالف ف:يروى في بعض

» إي::اه بعش::رة س::نن«2 »الروايات عن ابن عباس، و به قال قتادة، و ابو الخلد: انه أمره . خمس في ال:::رأس، و خمس في الجس:::د. فام:::ا ال:::تي في ال:::رأس فالمضمض:::ة و«3

االستنشاق و الفرق و قص الشارب، و السواك. و اما التي في الجسد: فالختان و حلق

______________________________( استدل بهذا على )ابراهم(- بدون ياء- و في المطبوعة و المخطوطة بالياء.1)

و هو غلط.

( في المخطوطة و المطبوعة )أمن(.2)

( في المطبوعة )سنين(.3)

446ص:

العانة، و تقليم االظفار، و نتف اإلبطين و االستنجاء. و في احدى الرواي::تين عن ابن عب::اس::دونأن::ه ابتاله من ش::رائع اإلس::الم بثالثين ش::يئا عش::رة منه::ا في ب::راءة ائبون العاب »الت

الى آخره::ا و »إن المسلمين و المسلمات« الى آخرها و عشرة في األحزاب:الحامدون.«ذين هم على صالتهم يحافظون«عشرة في سورة المؤمنين: الى قوله و عش::رة في »و ال

التهم يح::افظون«سأل سائل الى قوله: ذين هم على ص:: فجعله::ا أربعين س::هما و في »و ال رواية ثالثة عن ابن عباس انه أمره بمناسك الحج: الوقوف بعرفة و الطواف و السعي بين

و االفاضة. قال الحسن: ابتاله الله ب::الكوكب و ب::القمر«1 »الصفا و المروة و رمي الجماره فيهن. و ق::ال و بالش::مس، و بالخت::ان و ب::ذبح ابن::ه، و بالن::ار، و ب::الهجرة و كلهن وفى لل

ه باآليات التي بعدها و هي تي قالمجاهد: ابتاله الل ي اس إماما قال و من ذر ي جاعلك للن »إن من طاعات::ه العقلي::ة و«2 » و قال الجبائي: أراد بذلك كلم::ا كلفهال ينال عهدي الظالمين«

الشرعية.

و قوله: )فاتمهن( معناه وفى بهن على قول الحسن و قال قتادة و الربيع:

ه. و هو اختي::ار الحس::ين عمل بهن، فاتمهن. و قال البلخي: الضمير في أتمهن راجع إلى اللبن علي المغربي. قال البلخي: الكلمات هي االمامة على ما قال مجاهد. قال:

اس إماما«ألن الكالم متصل، و لم يفصل بين قوله: ي جاعلك للن و بين ما تقدمه ب::واو، »إنه بان أوجب بها االمامة له بطاعته، و اضطالعه، و منع ان ينال العه::د الظ::المين فاتمهن الل

من ذريته، و أخبره بان منهم ظالما فرضي به و أطاعه و كل ذلك ابتالء و اختبار.

اللغة:

و التمام و الكمال و الوفاء نظائر. و ضد التمام النقصان. يقال: تم تماما، و أتم إتماما.

و استتم استتماما. و تمم تتميما و تتمة. و تتمة كل شيء: ما يكون تمامه بغايته كقولك:

هذه الدراهم تمام هذه المائة. و تتمة هذه المائ::ة. التم: الش::يء التم::ام. تق::ول جعلت::ه ل::كتماما

______________________________( و رمي الجمار ساقطة من المطبوعة1)

( كلفه ساقطة من المطبوعة.2)

447ص:

أي بتمامه، و التميمة: قالدة، من سيور. و ربما جعلت فيه العوذ، تعلق على الصبيان.

و الليلة التمام أطول ليلة في السنة. و يقال: بل ليل التمام لثالث عشرة، ألنه يستبان فيها . و يقال: بل ليلة اربع عشرة، ألنه يتم فيها القمر، فيص::ير ب::درا. و«1 »نقصانها من زيادتها

يقال حملته لتمام- بفتح التاء و كسرها- و التمام في لغة تميم هو التمام. و قال ابن دري::د: و ولد الغالم أتم، و تمام. و بدر تمام، و لي:ل تم:ام- بالكس:ر فيهن- و«2 »امرأة حبلى متم

ما بعد هذا فهو تمام- بالفتح-. و أصل الباب التمام، و هو الكمال.

المعنى:

تي«و قوله: ي معناه و اجعل من ذريتي من يؤتم به، و يقتدى به- على ق::ول الربي::ع »من ذر و أكثر المفسرين. و قال بعضهم معناه انه سأل لعقبه ان يكونوا على عهده، و ورثته. كم::ا

ه ان في عقب::ه الظ::الم المخ::الف«3 » »و اجنبني و بني أن نعبد األصنام«قال: فأخبره الل

»و من و االول اظهر. و ق:ال الجب:ائي قول:ه: »ال ينال عهدي الظالمين«له، و ذريته بقوله:تي« ي سؤال منه لله أن يعرفه هل في ذريته من يبعثه نبيا، كما بعثه هو، و جعله إماما. وذر

هذا الذي قاله ليس في الكالم ما يدل عليه، بل الظاهر خالفه. و لو احتم::ل ذل::ك لم يمتن::عه ان يفعل ذلك بذريته مع سؤاله تعريفه ذلك. ان يضيف الى مسألة منه لل

اللغة:

و الذرية، و النسل و الولد نظائر. و أراد ابراهيم )ع( هذا. و قال بعضهم:

حون«عبر بالذرية عن اآلباء. و قال تعالى: ::ك المش:: تهم في الفل ي ا حملنا ذر » »و آية لهم أن اي آباءهم. و هذا ليس بواضح. و بعض العرب ذرية- بكسر«4

______________________________ ( هك::ذا عب::ارة المخطوط::ة و المطبوع::ة. و في لس::ان الع::رب )تمم( هي ثالث لي::ال ال1)

يستبان زيادتها من نقصانها.

( في المخطوطة و المطبوعة )ميتم(2)

.35( سورة ابراهيم: آية 3)

.41( سورة يس: آية 4)

448ص:

الذال- و بها قرأ زيد بن ثابت. قال ص::احب العين ال::ذر: ص::غار النم::ل. واح::ده ذرة، و ال::ذرأخذك الشيء بأطراف أصابعك. تقول: ذررت الدواء اذره ذرا.

و ك::ذلك الملح و غ::يره. و اس::م ال::دواء- ال::ذي يتخ::ذ للعين- ذرور. و ال::ذريرة: ذات قص::ب «2 ». و ال:ذرارة م:ا تن:اثر«1 »الطيب، و هو قصب يجاء به من الهند كأنه قص:ب النش:اب

::ه تع::الى ذرهم في األرض، من الش::يء ال::ذي ت::ذره. و الذري::ة: فعلي::ة من ذررت، الن الل فنثرهم فيها. كما ان السريرة من سررت. و الجمع الذراري، و السراري و ما أش::بهه و إن خففت، جاز. و الذرور ذروة الشمس، فهو يذر ذرورا و ذلك أول طلوعه::ا، و س::قوطها الى

األرض، أو الشجر. و تقول ذر قرن الشمس اي طلع. و أصل الباب الذر و هو التفرقة.

و النيل و اللحاق و اإلدراك نظائر. و النيل و النوال: »ال ينال عهدي«و قوله:

ما نلته من معروف انسان. و اناله معروفه، و نوله: أعطاه نواال. قال طرفة:

«3 »و تريه النجم يجري بالظهرإن تنوله فقد تمنعه

و قولهم: نولك ان تفعل ذلك، و معناه حقك ان تفعل. و النول خش::بة الحائ::ك ال::ذي ينس::جالوسائد عليه و نحوها. و اذانه المنصوبة ايضا تسمى النوال.

و أصل الباب النيل، و هو اللحوق.

المعنى:

و المراد بالعهد ها هنا فيه خالف. ق::ال الس::دي و اخت::اره الجب::ائي: إن::ه أراد النب::وة. و ق::المجاهد:

ه )ع(هو االمامة و هو المروي عن أبي جعفر، و أبي عبد الل

قالوا: ال يكون الظالم إماما. و قال ابو حذيفة: ال اتخذ إماما ضاال في الدنيا.

و قيل: معناه االمر بالوفاء له فيما عقده من ظلمه. و قال ابن عباس: فإذا عقد علي::ك في ظلم، فانقضه. و قال الحسن: ليس لهم عند الله عهد يعطيهم عليه خيرا في اآلخرة، فأم::ا في ال::دنيا، فق::د يعاه::دون في::وفى لهم. و كأن::ه على ه::ذا التأوي::ل طاع::ة يحتس::ب به::ا في

اآلخرة.

______________________________( في المطبوعة )النشاء(1)

( في المطبوعة )ما تناش(2)

( اللسان )نول(.3)

449ص:

ي::دل على ان::ه يج::وز ان يعطي ذل::ك بعض ول::ده إذا لم »ال ينال عهدي الظالمين«و قوله: يكن ظالما، ألن::ه ل::و لم ي::رد ان يجع::ل اح::دا منهم إمام::ا للن::اس، ك::ان يجب أن يق::ول في

الجواب ال و ال ينال عهدي ذريتك. و كان يجوز ان يقول في العربية:

ال ينال عهدي الظالمون، الن ما نالك فقد نلته. و روي ذل:ك في ق::راءة ابن مس:عود إال أن:ه في المصحف )بالياء(. تقول نالني خيرك، و نلت خيرك. و استدل أصحابنا به::ذه اآلي::ة على::ه تع::الى نفى ان ين::ال عه::ده- ال::ذي ه::و ان االمام ال يكون إال معصوما من القبائح، الن الل االمامة- ظالم، و من ليس بمعصوم فهو ظالم: إما لنفسه، أو لغ:يره. ف::ان قي:ل: انم:ا نفى ان يناله ظالم- في حال كونه كذلك-: فاما إذا تاب و أناب، فال يسمى ظالم::ا، فال يمتن::ع أن ينال. قلنا: إذا تاب ال يخرج من أن تكون اآلية تناولته- في ح::ال كون::ه ظالم::ا- ف::إذا نفى ان يناله، فقد حكم عليه بانه ال ينالها، و لم يفد انه ال ينالها في هذه الح::ال دون غيره::ا، فيجب ان تحمل اآلية على عموم األوقات في ذلك، و ال ينالها و إن تاب فيما بع::د. و اس::تدلوا به::ا ايضا على أن منزلة االمامة منفص::لة من النب::وة، الن الله خ::اطب اب::راهيم )ع( و ه::و ن::بي،ه ب::ه من الكلم::ات، و ل::و ك::ان فقال له: انه سيجعله إماما جزاء له على إتمامه ما ابتاله الل إماما في الح:ال، لم:ا ك:ان للكالم مع:نى، ف::دل ذل:ك على ان منزل:ة االمام:ة منفص:لة منه أن يجعلها إلب::راهيم )ع( و ق:د أملين::ا رس::الة مق::ررة في الف:رق بين النبوة. و انما أراد الل النبي، و االمام، و ان النبي قد ال يكون إماما على بعض الوجوه، فام::ا االم::ام فال ش::ك ان::ه يكون غير نبي. و أوضحنا الق::ول في ذل::ك، من أراده وق::ف علي::ه من هن::اك. و اب::راهيم، و

ابراهيم لغتان، و أصله ابراهام فحذفت االلف استخفافا. قال الشاعر:

و قال امية: مع ابراهم التقي و موسى«1 »عذت بما عاذ به إبراهيم

[125(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

خذوا من مقام إبراهيم مصلى و عهدنا إلى إبراهيم اس و أمنا و ات و إذ جعلنا البيت مثابة للنجود ) ع الس ك (125و إسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين و العاكفين و الر

______________________________( قائله عبد المطلب. اللسان )برهم( و تتمة الرجز:1)

اني لك اللهم عان راغممستقبل القبلة و هو قائم

450ص:

آية واحدة.

القراءة:

قرأ نافع و ابن عامر )و اتخذوا( على لفظ الخبر. الباقون بلفظ االمر.

المعنى:

ه« عطف على قوله »و إذ جعلنا«قوله: و ذلك معطوف على قوله: »و إذ ابتلى إبراهيم ربتي أنعمت عليكم« ::ا»يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي ال ه« »و إذ جعلن »و إذ ابتلى إبراهيم رب

و البيت الذي جعله مثابة هو البيت الحرام.البيت مثابة«

اللغة:

و البيت في اللغة، و المنزل، و المأوى نظائر. يقال: بات يبيت بيتوتة، و بيته مبايتة. و تبيت تبيتا. و تبايتوا تبايت::ا. و ال::بيت من أبي::ات الش::عر و من بي::وت الن::اس. و ال::بيت من بيوت::ات

. و بيت فالن أبياتا تبيتا إذا بناها. و البيتوتة: الدخول في اللي::ل. تق::ول:«1 »العرب: احياؤها و باتوا بيتوتة حسنة. و أباتهم الله إباتة. و أب::اتهم االم::ر«2 »بت افعل كذا، و بالنهار ظللت

بياتا كل ذلك دخول الليل. و ليس من النوم في شيء و ما عن::ده بيت ليل::ة. و ال بيت::ة ليل::ةه يكتب ما يبيتون عم::ل اللي::ل و بيت الق::وم إذا أوقعت فيهم بكسر الباء يعني القوت. و الل ليال. و المصدر البيت. و االسم: البيات. و منه قوله: )بأسنا بياتا( و يسمى البيت من الشعر

بيتا لضمه الحروف و الكالم كما يضم البيت أهله و امرأة الرجل: بيته. قال الراجز:

______________________________( في المطبوعة و المخطوطة )أخيارها(.1)

( في المطبوعة )و تاليها و ظللت(.2)

451ص:

أكبر غيرني أم بيت«1 »مالي إذا أخذتها صأيت

و ماء بيوت إذا بات ليلة في إنائه و اصل الباب البيت: المنزل و قوله: »مثاب::ة« في معن::اه خالف. قال الحسن يثيبون اليه كل ع::ام، أي ليس ه::و م::رة في الزم::ان فق::ط. و ق::ال ابن عباس: معناه أنه ال ينصرف عنه احد، و هو يرى انه قد قضى منه وطرا، فهم يعودون الي::ه.

و

قال ابو جعفر )ع(: يرجعون اليه ال يقضون منه وطرا

الي::ه فيث::ابون علي::ه. و ق::ال«3 » ان معناه يحج::ون«2 »و به قال مجاهد. و حكى الخازئيالجبائي يثوبون اليه: يصيرون اليه.

اللغة:

و الفرق بين مثابة و مثاب، ان األخفش قال: مثابة للمبالغة لم::ا ك::ثر من يث::وب الي::ه. كم::ا قيل عالمة و نسابة و سيارة و قال الف::راء و الزج::اج: معناهم::ا واح::د. كالمقام::ة و المق::ام بمعنى واحد. و وزن مثابة مفعلة و أصلها مثوبة. من ثاب يثوب مثاب::ة، و مثاب::ا. و ثواب::ا: إذا رجع فنقلت حركة الواو الى الياء ثم قلبت على م::ا قبله::ا. ق::ال ورق::ة بن نوف::ل في ص::فة

الحرم:

«4 »تخب اليه اليعمالت الطالئحمثاب إلفناء القبائل كلها

______________________________ . و لم ينسبهما. في المخطوط::ة و378::: 1( اللسان )بيت( و آمالي الشريف المرتضى 1)

المطبوعة:

البر قد عالني أم بيت صأى يصئي و يصأى ص::ئيا- بكس::ر الص:اد و ص::مها و فتحه::ا- الف:رخ:صاح. و كذا العقرب و منه المثل )يلذع و يصئي( يضرب لمن يظلم و يشكو.

( في المخطوطة الحارثي.2)

( في المطبوعة )الحجون(3)

( اللسان )ثوب( و روايته )الذوامل( بدل )الطالئح( و قد نس::به البي ط::الب )رض( و في4) ايضا برواية التبيان اال أن أبي حيان380:: 1 و في تفسير أبي حيان 26:: 3تفسير الطبري

نصب )مثابا(.

و افناء القبائل: اخالطهم. و الخبب: ض::رب س::ريع من الع::دو. و اليعمالت: ج. يعمل::ه و هي الناقة السريعة المطبوعة على العمل. اشتق اسمها من العم::ل. و طالئح ج. طليح: الناق::ة

التي أجهدها السير.

452ص:

ف::االمن مص::در قول::ك أمن »و أمنا«و منه ثاب اليه عقله، أي رجع اليه بعد عزوبه. و قوله يأمن أمنا. و انما جعله أمنا بان حكم ان من عاذ به و التجأ ال يخاف على نفسه ما دام في::ه بما جعله في نفوس العرب من تعظيمه فك::ان من في::ه آمن::ا على مال::ه و دم::ه و يتخط::ف

اس من حولهم«الناس من حوله كما قال: ا جعلنا حرما آمنا و يتخطف الن » »أ و لم يروا أن و لعظم حرمته ان من جنى جناية و التجأ اليه ال يقام عليه الحد حتى يخرج لكن يض::يق«1

عليه في المطعم و المشرب، و البيع و الشراء، حتى يخ:رج من:ه، فيق:ام علي:ه الح:د. ف:انه تع::الى جع:ل أحدث فيه ما يوجب الحد أقيم عليه فيه، ألن::ه هت::ك حرم:ة الح::رم. و الن الل األشهر الحرم ال يحل فيها القتال، و القتل و كل ذلك بسبب البيت الح:رام، فه::و آمن به::ذه

الوجوه.

القراءة و االعراب:

خذوا من مقام إبراهيم«و قوله: اك::ثر الق::راء على لف::ظ االم::ر. إال ابن ع::امر و ن::افع »و ات فإنهما قرأا على لفظ الخبر من فعل ماض و يحتمل ان يكون اللف::ظ معطوف::ا على قول::ه:

كأنه قال يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي، و اتخذوا من مقام ابراهيم مصلى.»اذكروا«

المعنى:

و قال الربيع بن انس: من الكلم::ات ال::تي ابتلى اب::راهيم رب::ه قول::ه: خ::ذوا من مق::ام »و اتاس إماما« و كأنه قال:إبراهيم مصلى« ي جاعلك للن خذوا من مقام إبراهيم و قال: »إن »ات

الن معناه و اذكروا إذا جعلنا البيت و »و إذ جعلنا البيت« و قيل: انه معطوف علىمصلى«

اس«اتخذوا و قيل: انه معطوف على معنى ألن فيه معنى ثوبوا اليه »جعلنا البيت مثابة للن و اتخذوا. و ظاهر قوله: و اتخذوا انه عام لجميع المكلفين إال من خصه الدليل و عليه اك::ثر

المفسرين. و قال ابو علي

______________________________.67( سورة العنكبوت: آية 1)

453ص:

الفارسي: وجه قراءة من قرأ، على الخبر انه عطف على ما أضيف الي::ه إذ كأن::ه ق::ال و إذ. »و عهدنا إلى إبراهيم و إسماعيل«اتخذوا قال. و تقوية قوله ان ما بعده خبر، و هو قوله

المعنى:

المعني بقوله: )من مقام( قيل فيه اربعة أقوال:

أحدها- قال ابن عباس الحج كله مقام ابراهيم.

]ثانيها[- و قال عطا مقام ابراهيم عرفة و المزدلفة و الجمار.

]ثالثها[- و قال مجاهد: الحرم كله مقام ابراهيم.

]رابعها[- و قال السدي: مقام ابراهيم هو الحجر الذي كانت زوجة إس::ماعيل وض::عته تحت قدم ابراهيم حين غسلت رأسه. فوضع ابراهيم رجل:ه علي::ه و ه:و راكب فغس:لت ش:قه ثم رفعته من تحته و قد غابت رجله في الحج::ر فوض::عته تحت الش::ق اآلخ::ر فغس::لته فغ::ابت

لى«ايضا رجله فيه فجعلها الله من شعائره، فقال ::راهيم مص:: خذوا من مق::ام إب و ب::ه »و ات قال الحسن، و قتادة، و الربيع، و اختاره الجبائي، و الرماني، و ه::و الظ::اهر في اخبارن::ا، و

ال يفهم منه إال المقام المعروف الذي ه::و في«1 »هو األقوى، الن مقام ابراهيم إذا اطلقه تع::الى جع::ل الص::خرة المسجد الحرام. و في المقام داللة على نبوة ابراهيم )ع(، الن الل تحت قدمه كالطين حتى دخلت قدمه فيها- و كان ذلك معجزة له-. و قيل في مع::نى قول::ه

)مصلى( ثالثة أقوال:

قال مجاهد: مدعى مأخوذ من صليت بمعنى دعوت.

و قال الحسن و الجبائي: قبلة.

و قال قتادة و السدي: أمروا أن يصلوا عنده. و هو المروي في أخبارنا.

ه تع:الى أم:ر ب:ذلك و االم:ر و بذلك استدلوا على أن ص:الة الط:واف فريض:ة مثل:ه، الن الليقتضي الوجوب، و ليس ها هنا صالة يجب أداؤها عنده غير هذه بال خالف.

______________________________( في المطبوعة )اتطلق و في المخطوطة )انطلق(1)

454ص:

أي أمرنا ان طهرا. قال الجبائي: »عهدنا إلى إبراهيم و إسماعيل«و قوله:

أمرا أن يطهراه من فرث و دم كان يطرحه عنده المشركون قبل ان يصير في يد ابراهيم. و يجوز أن يريد طهراه من األصنام، و األوثان التي ك::انت علي::ه للمش::ركين قب::ل أن يص::ير في يد ابراهيم. و به قال قتادة، و مجاهد. و قال السدي طهراه ببنائكما ل::ه على الطه::ارة،

ه و رضوان خير«كما قال: س بنيانه على تقوى من الل «1 » أ فمن أس

اللغة:

و الطائف و الدائر و الجائل نظائر. طاف يطوف طوافا إذا دار حول الشيء.

و أطاف به اطافة: إذا ألم به. و طوف تطويفا. و الط::وف: خش::ب أو قص::ب يجم::ع بعض::ه الى بعض، يركب عليه في البحر. و الطوفان مصدر طاف يطوف طوفا. فاما طاف ب::البيت فهو طواف. و أطاف به إذا أحاط ب::ه. و الط::ائف: الع::اس. و الطواف::ون الممالي::ك كقول::ه:

و الطائف: طائف الجن و الشيطان. و كل شيء يغشى القلب من«2 »)طوافون عليكم«وسواسه فهو طيفه. و الطائفة من كل شيء قطعة. تقول:

ه تعالى ذين معك(طائفة من الناس، و طائفة من الليل. قال الل و اصل«3 » )طائفة من الالباب الطوف: الدور.

المعنى:

و معنى )الطائفين( ها هنا قيل فيه قوالن:

أحدهما- ما قال سعيد بن جبير: )الطائفين( من أتاه من غربة.

و الثاني- قال عطا و اختاره الجبائي، و غيرهم: الطائفون بالبيت.- و هو األصح- و قوله: »والعاكفين« ها هنا قيل فيه اربعة أقوال:

______________________________.110( سورة التوبة: آية 1)

.58( سورة النور: آية 2)

.20( سورة المزمل: آية 3)

455ص:

االول- قال عطا و اختاره الجبائي: انهم المقيمون بحضرته.

و الثاني- قال مجاهد و عكرمة: انهم المجاورون.

و الثالث- قال سعيد بن جبير، و قتادة: انهم أهل البلد الحرام.

و الراب::ع- ق::ال ابن عب::اس: هم المص::لون. و االول أق::وى، ألن::ه المفه::وم من اطالق ه::ذه«1 »اللفظة. قال النابغة

»رمى الله في تل::ك األك::ف الكوانععكوف على أبياتهم يثمدونها2»

اللغة:

و العكف و اللزوم و الدوام على الشيء نظائر. تق::ول عك::ف يعك::ف، عكف::ا و عكوف::ا، إذا: لزم الش:يء و أق::ام علي::ه فه:و ع:اكف، و عك:ف الط:ير بالقتي::ل. و الع:اكف المعتك:ف في

المسجد، قلما يقولون عكف، و ان قيل كان صوابا، و انما يقولون:

اعتكف. و يقال للنظم إذا نظم فيه الجوهر: عكف تعكيفا. و المعكوف: المحب::وس و اص::لالباب العكف و هو اللزوم.

المعنى:

جود«و المعني بقوله: ع الس:: ك ق::ال قت::ادة و عط::ا: هم ال::ذين يص::لون عن::د الكعب::ة، »و الرجود«يركعون عندها، و يسجدون. و قال الحسن: ع الس ك جميع »الر

______________________________( هو نابغة بني ذبيان.1)

( ديوانه، و اللسان )رمي( روايتهما )قعودا( ب::دل )عك::وف( )و األن::وف( ب::دل )األك::ف( و2) في بعض المصادر األخرى )عكوفا( ب::دل )عك::وف( و في بعض الرواي::ات )يثم::دونهم( ب::دل »يثمدونها(. و هذا البيت من أبيات قالها لزرعة بن ع:امر. حين بعثت بن:و ع:امر الى حص:ن ابن حذيفة، و ابنه عيينة بن حصن: أن اقطعوا حلف ما بينكم و بين ب::ني أس::د، و ألحق::وهم ببني كنانة، و نحالفكم و نحن بنو أبيكم. و كان عيينة هم بذلك، فقالت بن::و ذبي::ان: اخرج::وا من فيكم من الحلفاء، و نخرج من فينا! فأتوا، فقال النابغة: هذه األبيات، فمدح ب::ني أس::د، و ذم بني عباس، و نقص بني سهم و مالك من غطفان و عبد بن سعيد بن ذبي::ان. و ه::اجم بهذا البيت الجميع و »يثمدنها( الضمير عائد الى األبيات. أي يالزمون بي::وتهم، يس::ترزقونها، الن معنى الثمد االسترزاق. و ه:و ه:زء بهم. »الكوان:ع« جم:ع ك:انع: و ه:و الخاض::ع ال:ذمي

تداني و تصاغر.

456ص:

ه تع::الى ان المؤمنين، و به قال الفراء. و هو األقوى، ألنه العموم. فان قي::ل: كي::ف ام::ر الل يطهر بيته و لم يكن هناك بيت بعد؟ قيل: معناه ابنيا لي بيت::ا مطه::را- في ق::ول الس::دي- و قال عطا: معناه طهرا مكان البيت الذي تبنياه فيما بعد. و في اآلي::ة دالل::ة على ان الص::الة

جوف البيت جائزة.

[126(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه و م:رات من آمن منهم بالل ::ه من الث ::دا آمن::ا و ارزق أهل و إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلار و بئس المصير ) ه إلى عذاب الن عه قليال ثم أضطر (126اليوم اآلخر قال و من كفر فأمت

آية.

المعنى:

التقدير و اذكروا إذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا. فان قيل: هل كان الحرم آمنا قبلدعوة ابراهيم )ع(؟ قيل فيه خالف:

قال مجاهد عن ابن عباس، و ابو شريح الخزاعي: كان آمنا لقول النبي )ص( حين فتح مكةه يوم خلق السماوات و األرض، و هو الظاهر في رواياتنا. هذه حرم حرمها الل

و قال قوم: كانت قبل دعوة ابراهيم كسائر البالد، و انما صارت حرما بعد دعوت::ه )ع( كم::اصارت المدينة. لما

ان ابراهيم )ع( حرم مكة، و اني حرمت المدينة.روي ان النبي )ص( قال:

و قال بعضهم: كانت حراما و الدعوة بوجه غير الوجه الذي صارت به حراما بع::د ال::دعوة واالول يمنع الله إياها من االضطالم، و االنتقام، كما لحق غيرها من

457ص:

البالد، و بما جعل في النفوس من تعظيمها، و الهيبة لها. و الوجه الثاني- باألمر على ألسنةه الى ما سأل و انم::ا س::أل أن يجعله::ا آمن::ا من الج::دب، و القح::ط ألن::ه الرسل. فأجابه الل أسكن أهله بواد غير ذي زرع، و ال ضرع. و لم يسأله أمنه من انتقال، و خس::ف، ألن::ه ك::ان

آمنا من ذلك. و قال قوم: سأله االمرين على ان يديمهما له.

و ان كان أحدهما مستأنفا، و اآلخر كان قبل.

أي يأمنون فيه. كما يقال: ليل نائم أي النوم فيه. »بلدا آمنا«و معنى قوله:

اللغة:

و البلد و المصر و المدينة نظائر. و رجل بليد إذا ك::ان بعي::د الفطن::ة. و ك::ذلك يق::ال للداب::ة التي تقصر عن نظائرها. و أصل البالدة التأثير. و من ذلك قولهم لكركرة البعير: بل::دة ألن::ه

. و البلد: األثر في الجلد، و غيره. و جمعه أبالد.«1 »إذا برك تأثرت

و انما سميت البالد من قولك. بلد او بلدة، ألنها مواضع مواطن الناس و تأثيرهم. و البلد:

المقبرة و يقال: هو نفس القبر قال حفاف:

و مسلم وجهه الى البلدكل امرئ نازل أحبته

يعني بمك::ة و التبل::د نقيض التجل::د. و ه::و اس::تكانة و خض::وع. و تبل::د»ال أقسم بهذا البلد«الرجل: إذا نكس و ضعف في العمر، و غيره حتى في السجود.

و البلدة: منزل من منازل القمر. و أصل الباب البلد، و هو األثر في الجلد، و غيره.

المعنى:

عه قليال«و قوله يعني بالرزق الذي أرزقه الى وقت مماته. و قيل فأمتعه بالبقاء في »فأمت الدنيا. و قال الحسن: فامتعه باألمن و الرزق الى خروج محمد )ص( فيقتل::ه إن أق::ام على

عنها. و قد قرئ في الشواذ فامتعه على وجه الدعاء«2 »كفره. أو يجليه

______________________________( في المطبوعة )إذا ترك أخرت(.1)

( في المطبوعة )الجلية( بدل )يجليه(.2)

458ص:

بصورة االمر، ثم اضطره بمثل ذلك على ان يكون ذلك سؤاال من ابراهيم ان يمت::ع الك::افر قليال ثم يضطره بعد ذلك الى عذاب النار. و االول أجود ألن::ه ق::راءة الجماع::ة، ه::ذا م::روي

عن ابن عباس.

القراءة:

و الراء مفتوحة في هذه القراءة و كان يجب ان تكسر كما يقال مد و مد و لم يقرأ به أحد و قرأ: ابن عباس وحده )فأمتعه قليال( من المتعة على الخبر الباقون بالتشديد بداللة قوله:

عناهم إلى حين« .»مت

اللغة:

و الفرق بين متعت و أمتعت ان التشديد يدل على تكثير الفعل، و ليس كذلك التخفي::ف. وفعلت و افعلت يجيء على خمسة اقسام:

أحدها- ان يكونا بمعنى واحد كقولهم: سميت و أس::ميت و يجيء على التكث::ير و التقلي::ل و و أفرطت: جاوزت.«1 »يجيء على النقص كقولك: فرطت: قصرت.

:وتهم«و الراب::ع- ت:وليت الفع:ل و تركت:ه ح::تى يق:ع: كقوله :ون بي اي يه:دمون. فام:ا »يخرب تركت المنزل و هربت منه حتى خرب.«2 »أخربت فمعناه

و الخامس- ان ينفرد أحدهما عن اآلخر. كقولك: كلمت ال يقال في::ه افعلت و أجلس::ت و اليقال: منه فعلت.

المعنى:

و معنى )ثم أضطره( ادفعه الى ع::ذاب الن::ار و أس::وقه اليه::ا. و االض::طرار ه::و الفع::ل في الغير على وجه ال يمكن::ه االنفك::اك من::ه، إذا ك::ان من جنس مق::دوره، و له::ذا ال يق::ال فالن مض::طر الى كون::ه- و ان ك::ان ال يمكن::ه دفع::ه عن نفس::ه- لم::ا لم يكن الك::ون من جنس مقدوره. و يقال هو مضطر الى حركة الفالج و حركة العروق، لما كانت الحرك::ة من جنس

مقدوره.

______________________________( في المطبوعة )فبصرت(.1)

( )المطبوعة فمتعناه(.2)

459ص:

هو الحال التي يؤدي اليها أولها. »و بئس المصير«و قوله:

اللغة:

و ص::يره«1 »و صار و حال و آل نظائر. يقال صار يصير مصيرا، قياسه رجع يرج::ع مرجعا تصييرا قال صاحب العين: صير، كل امر مصيرة و الصيرورة مصدر صار يصير ص::يرورة. و

قال بعضهم: صيور االمر اخره. قال الكميت يمدح هشام ابن عبد الملك:

ه منه بدء أمر و لم يضع صيوراملك لم يصنع الل

و صارة الجبل: رأسه. و الصير: الشق. و في الحديث من نظر في صير ب::اب ففقئت عين::ه فهي هدر. و صير البقر: موضع يتخذه للحظيرة. و إذا كان للغنم فهو زريبة و اص::ل الب::اب:

المصير، و هو المآل.

المعنى:

::ه، و معنى اآلية سأل سؤال عارف بالله مطيع له، و هو ان يرزق من الثمرات من آمن بالله ذلك، ثم أعلمه انه يمنع من كفر به، ألجل ال::دنيا، و ال يمنع::ه من و اليوم االخر، فأجاب الل ذلك كما يتفضل به على المؤمن، ثم يضطره في اآلخرة، الى عذاب النار، و بئس المصير.

ه منها. و هي كما قال: نعوذ بالل

و قوله في اآلية )قليال( يحتمل ان يكون صفة للمص:در كم::ا ق::ال متاع:ا حس:نا فوص::ف ب:ه المصدر، و ليس الحد ان يقول كيف يوصف ب::ه المص::در، و ه::و فع::ل ي::دل على التكث::ير، و كيف يستقيم وصف الكثير بالقليل في قوله )فامتعه( و هال ك::انت ق::راءة ابن ع::امر ان حج على هذا و ذلك ايضا إنما وصفه بانه قليل من ك::ان آخ::ره الى نف::اد، و نقص، و فن::اء. كم::ا

بحن و يجوز ايضا ان يكون صفة للزمان. كما قال: )متاع الدنيا قليل(قال »عما قلي::ل ليص:: يعني بعد زمان قليل ونادمين«

مرات« في قوله:عن أبي جعفر )ع( اي تحمل اليهم من اآلفاق. »و ارزقهم من الث

______________________________( في المطبوعة )رجعا(.1)

460ص:

[127(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ميع العليم ) ك أنت الس:: ا إن ل من ن::ا تقب ماعيل رب و إذ يرفع إبراهيم القواع::د من البيت و إس::127)

تقديره و إذ يرفع ابراهيم القواعد.

اللغة:

و الرفع و االعالء، و اإلصعاد نظائر. و نقيض الرفع الوضع. و نقيض العلو:

السفل. و نقيض اإلصعاد االنزال تقول: رفع يرفع رفعا. و ارتفع الشيء بنفسه.

و ب::رق راف::ع: س::اطع. و المرف::وع: من س::ير الف::رس. و ال::برذون دون الحض::ر، و ف::وق الموضوع. و يقال: إنه لحسن الموضوع. و يقال ارف::ع من دابت::ك. و ق::د رف::ع الرج::ل يرف::ع رفاعة، فهو رفيع و المرأة رفيعة. و الحمار يرفع في عدوه ترفيعا: إذا كان عدو بعضه ارفع من بعض. و كذلك لو أحدث شيئا فرفعته: االول فاألول، قلت رفعة ترفيع::ا. ف::الرفع نقيض الخفض في كل شيء. و الرفعة نقيض الذلة، و رفعته الى السلطان رفعا اي قربته اليه. و

اي مقربة.«1 » و فرش مرفوعةفي التنزيل

و المرفع كل شيء رفعت به شيئا، فجعلته عليه. و اصل الباب الرفع: نقيض الخفض.

تقول رفع رفعا و ارتفع ارتفاعا، و رفع ترفيع:ا، و ترافع::وا ترافع::ا، و ترف::ع ترفع::ا، و رافع::همرافعة.

و القواعد: واحدها قاعدة. ق::ال الزج::اج: أص::له في اللغ:ة الثب::وت و االس::تقرار، فمن ذل::ك القاعدة من الجبل، و هي أصله. و قواعد البناء أساسه الذي بني علي::ه. واح::دتها قاع::دة. و

تي الامرأة قاعدة إذا أتت عليها سنون ال ت::زوج. و من::ه قول::ه: س::اء الال »و القواع::د من الن و إذا لم تحمل المرأة، و ال النخلة. يق::ال: ق::د قع::دت و هي قاع::دة، و«2 »يرجون نكاحا«

جمعها قواعد ايضا. و تأويلها انها قد ثبتت على ترك الحمل. و إذا

______________________________.24( سورة الواقعة: آية 1)

.60( سورة سبأ: آية 2)

461ص:

قع::دت الم::رأة عن الحيض، فهي قاع:د ايض::ا بغ::ير ه:اء- ألن::ه ال فع::ل له:ا في قعوده::ا عن الحيض و قد قعدت المرأة إذا كانت بأوالد لئام فهي قاعدة. و االقعاد ان يقع::د الرج::ل عن الشيء البتة يقال: اقعد فهو مقعد اي أقعدته الزمانة. و للجارية ثدي مقعد إذا كان متمكن::ا ال ينكس و شهر ذي القعدة كانت العرب تقعد فيه عن القتال. و القعود ما يقتعد ال::راعي و

»عن اليمين و عنيحمل عليه متاعه، و جمعه قعدان. و قعيد اإلنسان جليسه. و منه قوله:مال قعيد« يعني الملكين. و القعي::د كلم::ا اتي من ط::ائر أو ظ::بي. و يق::ال لل::ئيم:«1 »الش

قعد، و الجبان: قاعد، ألنه قعد عن الحرب. و قعد اللئيم عن الكرم قال الحطيئة:

»و اقعد فإنك انت الطاعم الكاسيدع المكارم ال ترحل لبغيتها2»

و القع::دة في النس::ب أق::رب القراب::ة إلى األب أو الج::د. و المقاع::د مواض::ع العق::ود في و قعي::دة الرج::ل امرأت::ه القاع::دة في«3 » »مقاعد للقتال«الحرب، و غيرها. و منه قوله:

بيته. و أصل الباب القعود. نقيض القيام. و القواعد و األساس و األركان نظائر. و قيل: انماقيل في واحدة القواعد من النساء قاعد لشيئين:

أحدهما- أن ذلك كالطالق و الحائض و ما أشبه ذل::ك من الص::فافات ال::تي تختص ب::المؤنث دون المذكر فلم يحتج إلى عالمة الت::أنيث. و إن أردت الجل::وس قلت: قاع::دة ال غ::ير ألنه::ا

تشارك في ذلك الرجال.

و الوجه االخر- إن ذلك على وجه التشبيه اي ذات قعود كما يقال نابل و دارع أي ذو نب::ل ودرع. ال تريد به تثبيت الفعل.

االعراب:

ا«و موضع الجملة من قوله: ل من نا تقب نصب بقول محذوف، فكأن::ه ق::ال: يق::والن ربن::ا »ربتقبل منا. و اتصل بما قبله، ألنه من تمام الحال الن )يقوالن( في موضع الحال.

______________________________.17( سورة ق: آية 1)

( اللسان )طعم(، و كسا. طاعم: حسن المطعم.2)

.121( سورة آل عمران: آية 3)

462ص:

المعنى:

::ل ب::اب: ربن::ا، و مثله«1 »قال ابن عباس معناه يقوالن ::دخلون عليهم من ك ::ة ي »و المالئككم« و مثله«3 » أي يقولون«2 »سالم عليكم« »و المالئكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفس::

أي يقولون. و قال بعضهم: هو شاذ تقديره يقول: ربنا. يرده الى إسماعيل وحده. و ال«4»يعمل على ذلك لشذوذه.

و قال أكثر المفسرين كالسدي و عب::د بن عم::ير اللي::ثي، و اخت::اره الجب::ائي، و غ::يرهم: إن ابراهيم و إسماعيل معا رفعا القواعد. و ق::ال ابن عب::اس: ك::ان اب::راهيم يب::ني و إس::ماعيل

أن ابراهيم وح::ده رفعه::ا و ك::ان إس::ماعيل ص::غيرا- و ه::و«5 »يناوله. و قال بعض الشذاذضعيف ألنه خالف ظاهر اللفظ و خالف اقوال المفسرين.

ا«و قال أكثر أهل العلم أنهما رفعا البيت للعبادة ال للسكنى، بداللة قوله: ل من ن::ا تقب . و »ربهل كانت للبيت قواعد قبل ابراهيم؟ فيه خالف.

فقال ابن عباس و عطا:

و هو المروي عن أبي جعف::ر وقد كان آدم عليه السالم بناه ثم عفي أثره، فجدده ابراهيم.أبي عبد الله )ع(.

و قال مجاهد، و عمرو بن دينار: بل انشأه ابراهيم بأمر الله عز و جل إياه.

و كان الحسن يقول: أول من حج البيت ابراهيم )ع(. و

ان أول من حج البيت آدمقد روي في اخبارنا

و ذلك يدل على انه قد كان قبل ابراهيم. و انما قال:

ميع العليم« ك أنت الس ألنه لما ذكر الدعاء، اقتضى حينئذ ذكر ذلك، كأنه قال: ان::ك أنت»إنالسميع العليم بنا، و بما يصلحنا.

ا«و معنى قوله: ل من اي اثبنا على عمله، و هو مشبه بتقبل الهدية في أصل اللغة. و »تقب

ه تعالى وضع تحتروي عن محمد بن علي الباقر )ع( انه قال: ان الل

______________________________ ( في مجمع البيان: )و في حرف عبد الله بن مس::عود و يق::والن ربن::ا تقب::ل من::ا(. و في-1)

حاشية- و في حرف عبد الله يقوالن ربنا.

.25( سورة الرعد: آية 2)

( يقولون سالم عليكم.3)

.93( سورة االنعام: آية 4)

( في المطبوعة و المخطوطة )السداد(.5)

463ص:

العرش اربع أساطين و سماه الصراح و هو البيت المعم:ور و ق:ال للمالئك:ة طوف:وا ب::ه ثم بعث مالئكة، فقال ابنوا في األرض بيت::ا بمثال::ه، و ق::دره و ام::ر من في األرض ان يطوف::وا

بالبيت.

و قال ابو جعفر: إسماعيل أول من شق لسانه بالعربية، و كان أبوه يقول:

. اي اعط::ني حج::را، فيق::ول ل::ه إس::ماعيل«1 »و هما يبنيا البيت:- يا إس::ماعيل ه::ابي ابن بالعربية: يا أبي هاك حجرا- و ابراهيم يبني و إسماعيل يناوله الحجارة. و روى فال عن عب::د ه بن عمر قال: لما أهبط الله آدم من الجنة ق::ال: اني م::نزل مع::ك او مهب::ط مع::ك بيت::ا الل تطوف حوله كما يطاف حول عرشي، و تصلي عنده كما يص::لي عن::د عرش::ي، و لم::ا ك::انه إلب::راهيم زمن الطوفان رف::ع و ك::انت األنبي::اء يحجون::ه و ال يعمل::ون مكان::ه ح::تى ب::وأه الل

مكانه فبناه من خمسة اجبل: من حرا، و ثبير، و لبنان، و جبل الطور، و جب::ل«2 »فاعلمه. قال الطبري و هو جبل بدمشق.«3 »الخمر

[128(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ك أنت كنا و تب علين::ا إن تنا أمة مسلمة لك و أرنا مناس:: ي نا و اجعلنا مسلمين لك و من ذر ربحيم ) واب الر (128الت

آية بال خالف.

ه روي في الشواذ عن عوف بن االعرابي انه قرأ )مس::لمين( على الجم::ع. و انم::ا س::أال الل تعالى أن يجعلهما مسلمين بمعنى: ان يفعل لهما من األلطاف ما يتمسكان مع::ه باإلس::الم في مستقبل عمرهما الن اإلسالم كان حاصال في وقت دعائهما و يجري ذلك مجرى أح::دنا، إذا أدب ولده و عرضه لذلك حتى صار أديبا جاز أن يقال: جعل ولده أديبا و عكس ذل::ك إذا

عرضه للبالء، و الفساد، جاز ان يقال: جعله ظالما محتاال فاسدا و يجوز ان يكونا ق::اال ذل::ك. »رب احكم بالحق«تعبدا كما قال تعالى:

______________________________( و في العبرانية معنى اعطني حجرا: هاتلي ابن.1)

( في المطبوعة )كإبراهيم اعلمه( و هو تحريف.2)

( الخمر جبل بيت المقدس سمي بذلك لكثرة كرومه )ياقوت(.3)

464ص:

اللغة:

ه تعالى بالخضوع، و اإلق::رار بجمي::ع م::ا أوجب علي::ه. و ه::و و و اإلسالم: هو االنقياد ألمر اللااليمان واحد عندنا، و عند اكثر المرجئة و المعتزلة. و في الناس من قال:

ه اإلسالم«بينهما فرق، و ليس ذلك بصحيح، لقوله . و قوله: »إن الدين عند الل

:ه« ::ل من ا بال:دعوة بعض الذري::ة في«1 »»و من يبتغ غير اإلسالم دينا فلن يقب و انم::ا خص::تن::ا«قول::ه: ي ه تع::الى: ك::ان أعلم::ه أن في »و من ذر ، الن )من( للتبعيض من حيث أن الل

ذريتهما من ال ينال العهد، لكونه ظالما. و قال السدي:

بذلك العرب. و االول هو الصحيح. و هو قول اكثر المفسرين.«2 »إنما عينا

.«3 » فالمناسك ها هنا المتعبدات قال الزجاج: كل متعبد منسك »و أرنا مناسكنا«و قوله: و قال الجبائي: المناسك هي ما يتق::رب ب::ه الى الله من اله::دى، و ال::ذبح، و غ::ير ذل::ك منه مناسكهما الط:واف ب:البيت، و الس:عي بين اعمال الحج و العمرة. و قال قتادة: أراهما الل::ه الصفا و المروة، و االفاضة عن عرفات و االفاضة من جمع و رمي الجمار حتى أكم::ل الل

الدين. فهذا القول أقوى ألنه العرف في معنى المناسك و قال عطا: مناسكنا مذابحنا.

اللغة:

و النسك في اللغة: العبادة. رجل ناسك عابد، و قد نسك نسكا. و النس::ك: الذبيح::ة يق::ال: من فع::ل ك::ذا فعلي::ه نس::ك، اي دم يهريق::ه، و من::ه قول::ه: )او نس::ك( اي دم و اس::م تل::ك الذبيحة: النسيكة و الموضع الذي يذبح فيه المناسك و المنسك هو النسك نفسه. ق::ال الله

و يقال: نسك ثوبه اي غسله و قال ابن دري::د: النس::ك »و لكل أمة جعلنا منسكا«)تعالى(:أصله ذبائح كانت تذبح في الجاهلية. و النسيكة: شاة كانوا

______________________________.85( سورة آل عمران: آية 1)

( في المطبوعة )صينا(.2)

( في المطبوعة و المخطوطة )منك(.3)

465ص:

:«1 »يذبحونها في الحرم في اإلسالم، ثم نسخ ذلك باالضاحي قال الشاعر

ه فاعب::داو ذا النصب المنصوب ال تنسكنه »و ال تعب::د الش::يطان و الل2»

و اصل الباب العبادة و قيل ان النسك الغسل. قال الشاعر:

«3 »و لو نسكت بالماء ستة أشهرفال ينبت المرعى سباخ عراعر

اي غسلت ذكره الحسين بن علي المغربي. قال: و ليس بمعروف.

يحتمل أمرين: أحدهما- ان يكون من رؤية البصر.«4 » »و أرنا«و قوله:

«5 »و اآلخر- أن يكون من رؤية القلب بمعنى أعلمنا. قال حطائط بن جعفر

«6 »ارى ما ترين او بخيال مخلدااريني جوادا مات هزال لعلني

اي ارج::ع علين::ا بالرحم::ة و المغف::رة و ليس في::ه »و تب علين::ا«اي عرفني و معنى قول::ه: داللة على جواز الصغيرة، او فعل القبيح عليهم. و من ادعى ذلك، فقد أبطل. و قال ق::وم: معناه تب على ظلمة ذريتنا. و قيل: بل قاال: ذلك انقطاعا اليه )تعالى( تعب::دا ليقت::دى بهم::ا

فيه. و هو الذي نعتمده.

)و التواب( القابل للتوبة ها هنا و إذا وصف به العب::د، فمعن::اه أن::ه فاع::ل التوب::ة دفع::ة بع::ده توبته اي تاب عليه معناه انه يس::تحق اخرى، فيفيد المبالغة. فعلى مذهبنا إذا قلنا: قبل الل

الثواب. و إذا قلنا: تاب العبد من كبيرة مع االقامة على

______________________________( قائله األعشى الكبير ميمون بن قيس من قصيدة يمدح بها رسول الله )ص(.1)

. و روايته )األوثان( بدل )الشيطان(.17 رقم القصيدة 137( ديوانه 2)

و اللسان )نصب( و رواية العجز: لعافية و الله ربك فاعبدا.

و في اللسان- حاشية- قوله: )العافية( كذا بنس::خة من الص::حاح الخ::ط و في نس::خ الطب::ع كنسخ ش:ارح الق:اموس )العاقب::ة(. و في اللس:ان ايض:ا. و ي:روي عج:ز بيت األعش:ى: و ال

تعبد .... اي كما أثبتنا.

ذا النصب يعني إياك و ذا النصب. اي ال تذبح القرابين لألصنام. فاعبدا أراد فاعبدن.

( اللسان- )نسك(. و لم ينسبه.3)

( في المطبوعة )و انها(4)

( هو رجل من بني نهشل بن دارم.5)

( اللسان )أنن( و )علل(. قال ابن بري فيه: قال حطائط بن جعفر، و يقال ه::و لدري::د. و6) روايته )النني( بدل )لعلني( و هما بمعنى واحد. و الشاعر يخاطب ام::ه عن::د م::ا المت::ه على

إنفاقه ماله.

466ص:

كبيرة اخرى معناه عند من أجاز ذلك انه رفع العقاب بها على تلك الكبيرة التي ت::اب منه::ا. و عندنا أنه يستحق بها الث::واب ايض::ا. و في اآلي::ة دالل::ة على ان::ه يحس::ن ال::دعاء بم::ا يعلمالداعي أنه يكون ال محالة، ألنهما كانا عالمين بأنهما ال يفارقان اإلسالم. و ال يأتيان الكبيرة.

القراءة:

و االختيار في )أرنا( كسر الراء و هي قراءة الجمهور، ألنها كسرة الهمزة حولت الى الراء، ألن أصله كان ارئنا، فنقلت الكسرة الى الراء و سقطت الهمزة، فال ينبغي أن تس::كن، لئال تجحف بالكلمة و تبطل الداللة على الهم::زة. و ق::د س::كنه ابن كث::ير. و في بعض الرواي::ات

عن أبي عمر و على وجه التشبيه بما يسكن في مثل كبد و فخذ و قال الشاعر:

لو عصر منه المسك و البان انعصر

و قال آخر:

و اشتر و عجل خادما لبيقاقالت سليمى اشتر لنا دقيقا

[129(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ك يهم إن ::زك مهم الكتاب و الحكم::ة و ي نا و ابعث فيهم رسوال منهم يتلوا عليهم آياتك و يعل رب(129أنت العزيز الحكيم )

آية واحدة بال خالف.

ه ابراهيم من ذريته. الضمير في قوله فيهم راجع الى االمة المسلمة التي سأل الل

و المعني بقوله )رسوال منهم( هو النبي )ص( لما

انا دعوة أبي ابراهيم و بشارة عيسى )ع(روي عن النبي )ص( انه قال:

را برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد«يعني قوله و هو قول الحسن و قتادة«1 » »و مبشو السدي و غيرهم من اهل العلم.

______________________________.6( سورة الصف: آية 1)

467ص:

و يدل على ذلك ايض::ا، و ان الم::راد ب::ه نبين::ا )ص( دون األنبي::اء ال::ذين بعثهم الله من ب::نيإسرائيل انه دعى بذلك لذريته الذين يكونون بمكة و ما حولها على ما تضمنته اآلية.

وال منهمو في قول::ه: ن::ا و ابعث فيهم رس:: رب و لم يبعث الله من ه::ذه ص::ورته إال محم::دا )ص(. و المراد بالكتاب القرآن- على قول ابن زيد و اكثر المفسرين- و معنى )الحكمة( ها هنا السنة. و قيل المعرفة بالدين و الفقه في التأويل. و قيل العلم باالحكام ال::تي ال ي::درك علمها إال من قبل الرسل )ع( فاألول ق::ول قت::ادة، و الث::اني ق::ول انس بن مال::ك و الث::الث قول ابن زيد. و قال قوم هو كالم مثنى كأنه وصف التنزيل بانه كتاب، و بانه حكمة، و بان::ه آيات. و قال بعضهم: الحكمة شيء يجعله الله في القلب ينوره به كما ينور البص::ر في::درك

المبصر، و كل حسن.

يهم«و معنى قوله: ه و اإلخالص له. »و يزك قال ابن عباس: هو طاعة الل

و قال ابن جريج يطهرهم من الشرك و يخلصهم من::ه. و ق::ال الجب::ائي: )و ي::زكيهم( معن::اه يستدعيهم الى فعل ما يزكون به، من االيمان و الصالح. و يحتمل ان يراد به انه يشهد لهم

بالزكاء آمنوا و أصلحوا.

اللغة:

و )العزيز( القادر الذي ال يعجزه شيء. و قيل: القادر الذي ال يمتنع عليه شيء أراد فعله. وقيل: القدير و هو مبالغة الوصف بالقدرة. و نقيض العز الذل.

و يقال: عزه يعز عزة و عزازا. و اعتز به اعتزازا. و تعزز تعززا. و عازه معازة.

تقول: عز يعز عزة و عزا: إذا صار عزيزا. و عز يعز عزا: إذا قهر. و منه قولهم:

من عز بز اي من غلب سلب. و كل شيء صلب، فقد اعتز. و س::مي الع::زاز من األرض: و هو الطين الصلب الذي ال يبلغ ان يكون حجارة. و عن الشيء إذا قل ال يكاد يوج::د. و فالن

ني في الخطاب«اعتز بفالن إذا تشرف به اي«1 » »و عز

______________________________.23( سورة ص: آية 1)

468ص:

غلبني في محاوراة الكالم و العزاء: السنة الشديدة، و المطر يعزز األرض تعزيزا إذا لبدها.و اصل الباب: القوة.

المعنى:

يحتمل أمرين: »الحكيم«و قوله:

أحدهما- المدبر الذي يحكم الصنع، يحسن التدبير.

و الث::اني- بمع::نى عليم، و االول بمع::نى حكيم في فعل::ه بمع::نى محكم، فع::دل الى حكيم،للمبالغة. و انما ذكر الحكيم ها هنا، ألنه يتصل بالدعاء، كأنه قال:

فزعنا إليك، ألنك القادر على إجابتنا العالم بما في ضمائرنا و بما هو أصلح لنا مما ال يبلغ::هعلمنا.

[130(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه في طفيناه في ال::دنيا و إن ه و لق::د اص:: فه نفس:: من س:: ::راهيم إال ة إب ::رغب عن مل و من ي(130اآلخرة لمن الصالحين )

- آية بال خالف-

اللغة:

فالرغبة: المحبة لما فيه للنفس منفعة. و رغب فيه ضد رغب عنه. و »و من يرغب«قوله:. و الرغبة و المحبة و االرادة نظائر. و بينهما فرق.«1 »الرغبة: المحبة

نقيض الرغبة الرهبة و نقيض المحبة: البغضة. و نقيض االرادة الكراهية. تقول:

رغب رغبة و أرغبه إرغابا. و رغبه ترغيبا. و تقول: رغب رغب::ة، و رغب::ا، و رغ::بى و رغب::ا إذا ، و رغبت عنه إذا ص::ددت عن::ه، و أن:ا راغب ب:ه فيهم:ا جميع:ا، و الش:يء«2 »ملت لمحبك

مرغوب فيه، و مرغوب عنه. ولي عن فالن مرغب. و هو رجل

______________________________( )و الرغبة: المحبة( ساقطة من المطبوعة.1)

( في المطبوعة )إذا أملت لمحبتك(.2)

469ص:

كثير األخ::ذ بقوائم::ه من األرض.«2 » و فرس رغيب الشحوة«1 »رغيب: نهم شديد االكل و موضع رغيب واسع و الرغبة العطاء الكثير الذي ي::رغب في مثل::ه. و ق::ال ص::احب العين:

اللهم اليك الرغباء و من لدنك النعماء، و رغبت عن الشيء إذا تركته.

االعراب:

ة إبراهيم«و معنى ، كأن:ه ق::ال:«3 » لفظه االستفهام، و معناه الجحد »و من يرغب عن ملما يرغب عن ملة ابراهيم و ال يزهد فيها إال من سفه نفسه و كأنه قال:

.«4 »و اي الناس يزهد فيها )إال من سفه نفسه( و االولى على االستفهام، و معن::اه الجحد و الثانية- بمعنى الذي كأنه ق::ال: إال ال::ذي س::فه نفس::ه. و في نص::ب )نفس::ه( خالف. ق::ال

األخفش: معناه سفه نفسه. و قال يونس: أراها لغة.

لغ:ة في المبالغ:ة. كم:ا أن فع:ل ك:ذلك. فعلى ه:ذا يج:وز«5 »ق:ال الزج:اج: أراد أن فعل سفهت زيدا: بمعنى سفهت. و قال ابو عبيدة: معناه أهلك نفسه، و أوبق نفسه. و قال ابن زيد: إال من اخطأ حظه. و قال ابن تغلب و الم::برد: س::فه- بكس::ر الف::اء- يتع::دى، و س::فه-

بضم الفاء- ال يتعدى. فهذا كله وجه واحد.

و ه::و«6 » »فإن طبن لكم عن شيء منه نفس::ا«و الثاني- أن يكون على التفسير، كقوله »بطرت معيشتها«قول الفراء: قال: العرب توقع سفه على نفسه. و هي معرفة، و كذلك

. و أنكر الزجاج هذا الوجه. و قال: معنى التمييز ال يحتمل التعري::ف، ألن التمي::يز انم::ا«7»، فإذا عرفته صار مقصودا بعينه.«8 »هو واحد يدل على جنس

و الوجه الثالث- ان يكون على التمييز، و المضاف على االنفصال، كما تقول:

______________________________( في المخطوطة )بهم بتسديد األصل( و في المطبوعة )بهم شديد االكل(.1)

( في المطبوعة )الشجرة( و في المخطوطة غير منقطة.2)

( في المطبوعة )الحجة( و هو تحريف.4 و 3)

( في المخطوطة و المطبوعة )ان س::فه( و ه::و غل::ط الن الجمل::ة الثاني::ة ت::دل على م::ا5)أثبتناه.

4( سورة النساء: آية 6)

.58( سورة القصص: آية 7)

( في المطبوعة )حسن(.8)

470ص:

مررت برجل مثله أي مثل له.

«1 » »أن تسترضعوا أوالدكم فال جناح عليكم«و الوجه الرابع- على حذف الجار، كما قال:كاح«اي ألوالدكم. و مثله اي على عقدة النكاح. قال الشاعر:«2 » »و ال تعزموا عقدة الن

«3 »و نرخصه إذا نضج القديرنغالي اللحم لألضياف نيئا

باللحم. و قال الزج::اج: و ه::ذا م::ذهب ص::حيح. و اخت::ار ه::و أن س::فه«4 »و المعنى نغالي بمعنى جهل. و هو موافق لمع::نى م:ا ق::ال ابن الس::راج في )بط:رت معيش::تها( الن البط::ر مستقل النعمة غير راض بها. و قال ابو مسلم: معن::اه جه::ل نفس::ه، و م::ا فيه::ا من اآلي::ات

الدالة على ان لها صانعا ليس كمثله شيء فيعلم به توحيد الله و صفاته.

اللغة:

اخترن::اه للرس::الة و الص::فو: التم::يز من س::ائر »و لقد اصطفيناه في الدنيا«و معنى قوله: الكدر. و اص::طفيناه على وزن افتعلن::اه من الص::فوة. و انم::ا قلبت الت::اء ط::اء، ألنه::ا أش::به بالصاد باالستعالء و االطب::اق، و هي من مخ:رج الت:اء ف:اتى بح:رف وس:ط بين الح:رفين. و

نظ::ائر و الص:فاء«5 »االصطفاء و االختيار و االجتباء نظائر. و الص::فاء و النق::اء و الخ::الص نقيض الكدر. و صفوة كل شيء خالصه من صفوة ال::دنيا، و ص::فوة الم::اء و ص::فوة اإلخ::اء تقول: صفا صفاء، و أصفاه اصفاء، و اصطفاه، اصطفاء. و تصفى تصفيا و تصافوا تص::افيا.

و صفاه تصفية و صافاه مصافاة. و استصفاه استصفاء.

و الصفا مصافاة المودة و اإلخاء. و الصفاء مصدر الشيء الصافي و إذا أخذت صفوة ماء

______________________________.233( سورة البقرة: آية 1)

.235( سورة البقرة: آية 2)

( اللسان )غال( قال ابو مالك: نغالي اللحم نشتريه غاليا ثم نذل::ه و نطعم::ه إذا نض::ج في3) قدورنا و في المطبوعة )تعالى( بدل نغ::الي. و في المطبوع::ة و المخطوط::ة )نبذل::ه( ب::دل

)نرخصه( و )القدور( بدل )القدير(.

( في المطبوعة )تعالى يستعمونها( بدل )نغالي باللحم(.4)

( في المطبوعة )الخاص(.5)

471ص:

من غدير، قلت استصفيت صفوة. و صفي اإلنس::ان: ال::ذي يص::افيه الم::ودة. و ناق::ة ص::في كثيرة اللبن. و نخلة صفية: كثيرة الحمل. و الجمع الصفايا و الصفا: الحجر الض::خم األملس

الص:خرة ق:الوا ص:فاة ص:فواء. و إذا ذك:روا ق:الوا ص::فا ص::فوان و«1 »الصلب. فإذا أنث:وا »كمثل صفوانالصفوان واحدته صفوانة. و من الحجارة: الملس ال تنبت شيئا. قال تعالى:

. و اصل الباب: الصفا: الخلوص.«2 »عليه تراب«

الحين«قول::ه: ه في اآلخ::رة لمن الص:: انم::ا خص اآلخ::رة بال:ذكر و ان ك::ان في ال::دنيا »و إنه الكرام::ة و حس::ن الث::واب، فلم::ا ك::ان ك::ذلك الن المع::نى من ال::ذين يس::توجبون على الل

::رغبخلوص الثواب في اآلخرة دون الدنيا، وصفه بما ينبئ عن ذلك. ففي قول::ه: »و من ية إبراهيم إال من سفه نفسه« داللة على ان ملة ابراهيم هي ملة نبين::ا محم::د )ص(،عن مل

الن ملة ابراهيم داخلة في ملة محمد )ص( مع زيادات في ملة محمد )ص( فبين أن ال::ذين يرغبون من الكفار عن ملة محمد التي هي ملة ابراهيم، ق::د س::فهوا أنفس::هم و ه:و مع::نى

قول قتادة و الربيع.

[131(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ) (131إذ قال له رب

آية بال خالف.

ه«قوله: و موضعه نصب و تقديره: و لق::د »و لقد اصطفيناه« متعلق بقوله: »إذ قال له رب اصطفيناه حين قال له رب::ه اس::لم. و ق::ال الحس::ن: انم::ا ق::ال ذل::ك، حين أفلت الش::مس،

ي وجهت وجهي« ي بريء مما تشركون. إن و ان::ه اس::لم حينئ::ذ. و ه::ذا«3 »»قال يا قوم إن يدل على أنه كان ذلك قبل النبوة. و أنه قال ل::ه ذل::ك: إله::ا م::ا اس::تدعاه ب::ه الى اإلس::الم، فاسلم حينئ::ذ. لم::ا وض::ح ل::ه طري::ق االس::تدالل بم::ا رأى من اآلي::ات، و الع::بر الدال::ة علىه، الن النب::وة ح::ال توحيده. و ال يصح أن يوحي الله تع::الى الي::ه قب::ل إس::المه بان::ه ن::بي الل

إعظام و إجالل. و ال يكون ذلك قبل اإلسالم. و انما

______________________________( في المخطوطة )نعتوا(.1)

.264( سورة البقرة: آية 2)

.78( سورة االنعام: آية 3)

472ص:

ه«قال: )اصطفيناه( على لفظ المتكلم مع قوله: على لفظ الغائب للتصرف »إذ قال له ربفي الكالم كما قال الشاعر:

«1 »و قد حملتك سبعا بعد سبعيناباتت تشكي الي النفس مجهشة

و اإلسالم واجب على كل مكلف، و ان اختلفت شرائع األنبياء فيما يتعبدون:

الم«من الحالل، و الحرام. لقوله )تعالى(: ان ه اإلس:: و ان اإلس::الم«2 » »إن الدين عند الل انما هو اإلخالص لله بالعمل بطاعته، و اجتناب معصيته و ذلك واجب على كل متعبد. و كله

اسالم.

[132(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

و أنتم طفى لكم ال::دين فال تم::وتن إال ه اص:: و وصى بها إبراهيم بنيه و يعقوب ي::ا بني إن الل(132مسلمون )

آية بال خالف.

القراءة:

قرأ أهل المدينة، و ابن ع::امر )و اوص::ى( بهم::زة مفتوح::ة بين ال::واوين، و تخفي::ف الص::اد.ية«الباقون و وصى مشددة الصاد. و من قرأ وصى ذهب إلى قوله: تطيعون توص:: »فال يس::

و مصدر وصى مثل قطع تقطعة و لم يجيئوا به على تفعي::ل كراهي::ة اجتم::اع الي::اءات«3»ة يوصي بها«مع الكسرة. و من قرأ أوصى فلقوله: و كالهما جيدان.«4 » »من بعد وصي

اللغة:

و الوصية مأخوذة من قولهم: اوصى النبت: إذا اتصل بعضه ببعض فلما

______________________________( اللسان )جهش( قائله لبيد. اجهش إذا تهيأ للبكاء.1)

.19( سورة آل عمران: 2)

.50( سورة يس آية: 3)

.10( سورة النساء: آية 4)

473ص:

أوصل الموصي جل أمره الى الموصى إليه، قيل: وص::ية. و وص::ى و أوص::ى و أم::ر و عه::دنظائر في اللغة. و ضد أوصى أهمل. و الوصاة كالوصية، و الوصاية مصدر التوصي.

و الفعل أوصيت إيصاء و وصيت توصية، في المبالغة، و الكثرة و تقول: قد قبل الوصاية. و إذا انطاع المرعى للسائمة فأصابته رواعد، قبل وصى لها ال::رعي يص::ي وص::يا. و وص::يا. و

أصل الباب: الوصية و هي الدعاء إلى الطاعة.

المعنى:

يحتمل ان تعود الى احد شيئين: »و وصى بها«و الهاء في قوله:

ة إبراهيم«أحدهما الى الملة. و قد تقدم ذكرها في قوله: . »و من يرغب عن مل

::رب الع::المين«و الثاني- ان يعود الى الكلم::ة في قول::ه: لمت ل . و االول أق::وى، ألن::ه »أس:: مذكور في اللفظ. و هو قول الزجاج. و اكثر المفسرين. و الثاني حكاه البلخي و بعض اهل اللغة. و ارتفع يعقوب، ألنه معطوف على ابراهيم. و المعنى و وصى بها يعقوب. و به ق::ال

»ي::اابن عباس و قتادة. و قال بعضهم: إنه على االستئناف كأنه ق::ال: و وص::ى يعق::وب أنطفى لكم ال::دين« ه اص:: و االول اظه::ر ألن علي::ه اك::ثر المفس::رين. )و األل::ف وبني إن الل

الالم(. في الدين للعهد دون االس::تغراق، ألن::ه إنم::ا أراد ب::ذلك دين اإلس::الم دون غ::يره من:راهيم بني::ه و يعق:وب«األديان. و انما أسقطت )أن( في أن )ي:ا ب::ني( و اثبت »وصى بها إب

ا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر«في ، ألن اوصى في اآلية بمع::نى الق::ول، فجع::ل«1 » »إنبمنزلة قولك اال تقديره تقدير القول، فيجوز حينئذ إلح::اق أن. كم::ا ق::ال: لنا نوح::ا ا أرس:: »إن

ه« و مثلهإلى قومه أن أنذر« »ف::أذن م::ؤذن و قول::ه:«2 » »و آخ::ر دع::واهم أن الحم::د لله« و كل هذا الباب يج::وز في::ه الوجه::ان: ب::ان تق::دره تق::دير الق::ول،«3 »بينهم أن لعنة الل

ليكمل به تقدير الفعل الذي ليس بقول. و اما قوله:

______________________________.1( سورة نوح: آية 1)

.10( سورة يونس: آية 2)

.43( سورة االعراف: آية 3)

474ص:

فال يجوز إسقاطها في مثله من الكالم، ألنه ليس فيه مع::نى«1 »»أن كان ذا مال و بنين«::ديهمالحكاية، و القول كم::ا في ال::دعوى، و اإلرس::ال. و ام::ا قول::ه: طوا أي ::ة باس:: و المالئك

فال يجوز في مثل::ه إثب::ات، ألن::ه يض::مر مع::ه الق::ول، و ال يج::وز مع::ه«2 »أخرجوا أنفسكم

التصريح بالقول، و ال مع إضمار أن ألنه حكاية كما تقول: قلت له: زيد في الدار، و ال يج::وزقلت له: أن زيدا في الدار و انشد الكسائي:

لي شجنان: شجن بنجدإني سأبدى لك فيما ابدي

«3 »و شجن لي ببالد الهند

ذين آمنوا و عملوا الصالحات لهم مغفرة«ألن اإلبداء قول. و منه قوله: ه ال ،«4 » »وعد الل ألن العدة قول. فان قيل: كيف قال: )ال تموتن( على وجه النهي لهم عن الموت، و الموت

ليس في مقدورهم، فيصح أن ينهوا عنه؟ قلنا:

اللفظ و إن كان على لفظ النهي. فما نهوا عن الموت، و انما نه::وا في الحقيق::ة عن ت::رك اإلسالم: لئال يصادفهم الموت عليه، و تقديره ال تتعرضوا للم::وت على ت::رك اإلس::الم بفع::ل

هاهنا، فالنهي في اللف::ظ للمتكلم، و إنم::ا ه::و«5 »الكفر، و مثله من كالم العرب ال رأيتكفي الحقيقة للمخاطب، فكأنه قال: ال تتعرض ألن أراك بكونك هاهنا.

و مثله ال يصادفنك االمام على ما يكره، و تقديره: ال تتعرض ألن يصادفك على ما يك::ره. و مثله ال يكونن زيد إال عندك تق::ديره: ال تتع::رض ألن يك::ون زي::د ليس عن::دك: بالتفري::ط في

ذلك، و اإلهمال له و األصل في هذا أن التعريض لوقوع الشيء بمنزلة إيقاع الشيء.

جملة في موضع الحال. و تقديره: ال تموتن إال مسلمين. »و أنتم مسلمون«و قوله:

______________________________.14( سورة القلم: آية 1)

.93( سورة االعراف: آية 2)

( اللسان )شجن(. الشجن: هوى النفس و هو مجاز من الحزن و الهم. و كنوا به الم::رأة3)المحبوبة التي تشغل القلب.

.10( سورة المائدة: آية 4)

( في المخطوطة و المطبوعة )ألريتك(.5)

475ص:

[133(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إله::ك و(133إله آبائك إبراهيم و إسماعيل و إسحاق إلها واحدا و نحن له مسلمون )

- آية واحدة بال خالف- )أم( ها هنا منقطعة و ليست بمتصلة كقول::ه و الم تنزي::ل الكت::اب ال:«2 » و مثله قول الشاعر«1 »ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه

«3 »غلس الظالم من الرباب خياالكذبتك عينك أم رأيت بواسط

و ال تجيء منقطعة األلف و قد تقدمها كالم، ألنها بمعنى بل، و ألف االس::تفهام. كأن::ه قي::ل: بل كنتم شهداء، و معناها- هن::ا- الجح::د: اي م::ا كنتم ش::هداء. و اللف::ظ لف::ظ االس::تفهام. و المعنى على خالف::ه، ألن إخراج::ه مخ::رج االس::تفهام أبل::غ في الكالم، و أش::د مظ::اهرة في الحجاج: أن يخرج الكالم مخرج التقرير بالحق فتلزم الحجة، و اإلنكار له فتظهر الفض::يحة،

في االخبار مخرج االستفهام.«4 »فلذلك اخرج الجحد

أهل الكتاب في قول الربيع. و المعنى: »أم كنتم شهداء«و المخاطب ب

انكم لم تحض::روا ذل::ك، فال ت::دعوا على انبي::ائي و رس::لي األباطي::ل بنحلكم إي::اهم خالفاإلسالم من اليهودية و النصرانية، فاني ما بعثهم إال بالحنفية. و الشهداء جمع شهيد.

و )إذ( ها هنا بدل من )إذ( االولى، و العامل فيها مع::نى الش::هادة. و قي::ل ب::ل العام::ل فيه::احضر، و كالهما حسن.

اللغة:

و الحاضر و الشاهد من النظائر. و نقيض الحاضر الغائب. و يقال: حضر

______________________________.3 و 2 و 1( سورة السجدة: آية 1)

( هو األخطل.2)

تجد التفصيل4. 3( انظر ا: 3)

( في المطبوعة )الحجة(.4)

476ص:

حض::ورا، و أحض::ره إحض::ارا، و استحض::ره استحض::ارا، و احتض::ره احتض::ارا، و حاض::ره محاضرة. و الحضر خالف البدو. و حضرت القوم أحضرهم حضورا: إذا شهدتهم. و الحاض::ر خالف الغائب. و احضر الفرس إحضارا: إذا ع::دا ع::دوا ش::ديدا و استحض::رته استحض::ارا. و

الحضرة الجماعة من الناس ما بين الخمسة الى العشرة.

و حاضرت الرجل محاضرة و حضارا: إذا عدوت معه. و حاضرته: إذا جانيته عند الس::لطان، أو في خصومة، و محضر القوم مرجعهم الى المياه بعد النجعة، و فرس محضر. و ال يقال: محضارا. و ألقت الشاة حضيرتها يعني المشيمة و غيرها. و اإلبل الحض::ار ال::بيض. ال واح::د لها من لفظها مثل الهجان س::واء. و حض::رة الرج::ل فن::اؤه و أص::ل الب::اب الحض::ور: خالف

الغيبة.

االعراب:

يحتمل انتصابه أحد أمرين: »إلها واحدا«و قوله

أحدهما- أن يكون حاال من قوله: )إلهك(:

و اآلخر- أن يكون بدال من إلهك. و تكون الفائدة فيه التوحي::د، و انم::ا ق::دم إس::ماعيل علىإسحاق، ألنه كان أكبرهم. به قال ابن زيد.

الجملة في موضع نصب على الحال. و قي::ل ال موض::ع له::ا، »و نحن له مسلمون«و قوله: في موضع خفض. »إبراهيم و إسماعيل و إسحاق«ألنها على االستئناف و

و العامل فيها ما عمل في إبائك، ألنه مبين له. كما تقول: مررت بالقوم: أخيك، و غالمك و صاحبك. و انما قال: )آبائك( و إسماعيل عم يعقوب، لما قاله الف::راء و اب::و عبي::دة: من أن

العرب تسمي العم أبا فاآلية دالة على ان العمومة يسمون آباء.

ردوا علي أبي يعني العباس عمهو قد روي عن النبي )ص( انه قال:

فسمي العم أبا كما سمي الجد أب::ا من حيث يجب ل::ه التعظيم، نح::و م::ا يجب لألب، و ق::د قرئ في الشواذ و اله أبيك، فعلى هذا ينجر إسماعيل و إس::حاق على العط::ف، و ه::و غ::ير المعنى االول، ألنه مترجم عن اآلباء و في الثاني عطف غير ترجم::ة كم::ا تق::ول رأيت غالم

زيد و عمر، أي غالمهما فكأنه قال: لهم و لم يذكر باالبوة إال ابراهيم وحده

477ص:

و القراءة االولى هي المشهورة و عليها القراء.

[134(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

(134تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و ال تسئلون عما كانوا يعملون )

آية بال خالف.

اللغة:

فاالمة الم::راد بهاهن::ا الجماع::ة و »تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم«قوله: أي بع::د«1 »االمة على ستة اقسام الجماع::ة و االم::ة: الحين لقول::ه: »و اذك::ر بع::د أم::ة«

و االم::ة العام::ة و«2 » »إن إبراهيم ك::ان أمة قانت::ا«حين، و االمة القدوة و االمام. لقوله:جمعها امم. قال األعشى:

«3 »حسان الوجوه طوال األممو ان معاوية األكرمين

و االمة: االستقامة في الدين و الدنيا. قال النابغة:

«4 »و هل يأثمن ذو أمة و هو طائع

و االمة: أهل الملة الواحدة. كقولهم: أمة موسى، و أمة عيسى، و أمة محمد )ص( و اص::ل الباب: القصد من أمه يؤمه. إذا قصده. و معنى خلت. مضت كم::ا تق::ول: لثالث خل::ون من الشهر، أي مضين و أصله: االنفراد و منه خال الرج::ل بنفس::ه: إذا انف::رد. و خال المك::ان من أهله أي انفرد منهم. و حد الخلو: حصول الشيء وح::ده. و الف::رق بين الخل:و و الف:راغ، أن الخلو إذا لم يكن مع الشيء غيره، و ق::د يف::رغ من::ه و ه::و مع::ه. ف::إذا قلت خال من::ه فليس

معه. و الكسب: العمل الذي يجلب

______________________________.45( سورة يوسف: آية 1)

.120( سورة النحل: آية 2)

. و روايته )عظام القباب( بدل )حسان الوجوه(. و في اللس::ان4( ديوانه. رقم القصيدة 3))امم( )بيض الوجوه(.

( اللسان )امم(. و صدر البيت:4)

حلفت فلم اترك لنفسك ريبة في المخطوطة و المطبوعة )و هو طالم(.

478ص:

به نفع، و يدفع به ضرر عن النفس. و كسب ألهله: إذا اجتلب، ذل::ك لهم بعالج و م::راس. وه. لذلك ال يجوز في صفة الل

معناه انه ال يقال لكم اعمل::وا ك::ذا و ك::ذا. و على »و ال تسئلون عما كانوا يعملون«و قوله جهة المطالبة بما يلزمهم من أج::ل عملهم. كم::ا ال يق::ال لهم لم عملتم أنتم ك::ذا و ك::ذا. و

::زر وازرة وزر أخ::رى«انما يطالب كل انسان بعمله دون عمل غيره كما قال: «1 » »و ال ت و في اآلية داللة على بطالن قول المجبرة: إن األبناء يؤخذون بذنوب اآلباء. و يؤخذ الطفل

::زر وازرة وزر أخ::رى«بذنب أبيه، الن الله تع:الى نفى ذل:ك و مثل::ه قول:ه: و قول:ه: »و ال ت::ك أمة«. و االشارة بقول::ه:«2 »»اليوم تجزى كل نفس بما كسبت ال ظلم اليوم« الى »تل

ه تع::الى لليه::ود و النص::ارى: ي::ا ابراهيم و إسماعيل و إس::حاق و يعق:وب ول::دهم. يق::ول الل معشر اليهود و النصارى دعوا ذكر اب::راهيم و إس::ماعيل و إس::حاق و يعق::وب و المس::لمين

من أوالدهم بغير ما عم اهله، و ال تنسبوا اليهم الكفر، و اليهودية و النصرانية، و ال تضيفوهااليهم و إنها أمة قد خلت و ال تسألون أنتم عما كانوا يعملون.

االعراب:

يحتمل ان يكون موضعه نصب بأنه حال كأنه قال: »لها ما كسبت«و قوله

قد يلزمها ما تستحقه بعملها. و يجوز أن ال يكون لها موضع ألنها مستأنفة. و ال يك::ون ج::زء من الجزء االول، لكن تكون متصلة به في المعنى و ان لم تكن جزء منه، ألنهما خبران في

المعنى عن شيء واحد. كأنه قيل للجماعة. قد خلت.

و الجماعة لها ما كسبت.

[135(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ركين ) ة إبراهيم حنيف::ا و م::ا ك::ان من المش:: و قالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل مل135)

______________________________.164( سورة االنعام: آية 1)

.17( سورة المؤمن: آية 2)

479ص:

آية بال خالف.

يرجع الى اليهود، و النصارى، الن كل فري::ق منهم دعي »و قالوا كونوا«الضمير في قوله:الى ما هو عليه و معنى »تهتدوا« أي تصيبوا طريق الحق. كأنهم قالوا: تهتدوا الى الحق.

ه بن صوريا األعور لرس::ول الله )ص(:و روي عن عبد الله بن عباس، انه قال: قال عبد الله ما الهدى إال ما نحن عليه، فاتبعنا يا محمد تهت::د. و ق::الت النص::ارى: مث::ل ذل::ك ف::انزل الل

اآلية« »و قالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا)تعالى(

و في قوله:

ة إبراهيم حنيفا« حجة على وجوب اتباع ملة ابراهيم إذ كانت س::ليمة من التن::اقض.»بل مل و كان في اليهودية و النصرانية تناقض، و ذلك ال يكون من عند الله فص::ارت مل::ة اب::راهيم أح::ق باالتب::اع من غيره::ا. و التن::اقض في اليهودي::ة مث::ل منعهم من ج::واز النس::خ مم::ا في التوراة مما يدل على جواز ذلك و امتناعهم من العمل بما تقدمت به البش::ارة في الت::وراة

دلت عليه«1 »من اتباع النبي االمي مع اظهارهم التمسك بها، و امتناعهم من اإلذعان لما المعجزة: من نبوة عيسى، و نبوة محمد )ص( مع إقرارهم بنبوة موسى من أجل المعج::زة الى غير ذلك من ان::واع التن::اقض. و أم::ا النص::ارى أب و ابن و روح ق::دوس إل::ه واح::د م::ع زعمهم ان األب ليس هو االبن و ان األب إله و االبن إله و روح القدس إله. ف::إذا قي::ل لهم

يوجب الحاجة و«2 »قولوا ثالثة آلهة امتنعوا من ذلك. الى ما يصفون به الباري تعالى مماالحدث. و يقولون:

مع ذلك انه قديم لم يزل الى غير ذلك من مناقضاتهم التي ال تحصى كثيرة، و هي موجودة في الكتب عليهم نبهنا على جملها. و أما الحنيفية فهي االستقامة. و انما قي::ل لل::ذي يقب::ل

بإحدى قدميه على االخرى أحنف تفاؤال بالسالمة كما قيل للهلكة:

مفازة تفاؤال بالفوز، و النجاة، و هو قول الرياشي و ابن قتيبة، و اهل اللغة. و قال الزجاج:أصله الميل، و ابراهيم حنيف الى دين اإلسالم، و قال: العادل الى دين

______________________________( في المطبوعة »ما«.1)

( في المطبوعة »متا«.2)

480ص:

ربه عن اليهودية، و النصرانية. و قال ابو حاتم: قلت لالصمعي من أين ع:رف في الجاهلي::ة الحنيف؟ فقال: ألنه من عدل عن دين اليهود و النصارى فهو حنيف عن::دهم، و ألن ك::ل من

حج البيت كانوا يسمونه حنيفا و كانوا إذا أرادوا الحج قالوا:

هلم نتحنف. و قال صاحب العين: الحنف ميل في صدر القدم. يقال رج::ل حن::ف، و س::مياألحنف لحنف كان به. و قالت حاضنته و هي ترقصه:

ه لو ال حنف برجله «1 »ما كان في صبيانكم كمثلهو الل

»كان حنيفا مسلما«و الحنيف: المسلم الذي يستقبل قبلة البيت الحرام على ملة ابراهيمه، و لم يلتو في شيء و الجمع الحنف::اء. و و قال بعضهم: الحنيف كل من أسلم في أمر الل قال بعضهم: قيل حنيف، ألنه تحن:ف عن األدي:ان كله:ا: أي م:ال الى الح:ق. و في الح:ديثه الحنيفة السمحة، و هي ملة ابراهيم ال حرج فيها، و ال ض::يق. و أص::ل أحب األديان الى الل

الباب الحنف، و هو الميل.

و نصب »ملة ابراهيم« يحتمل اربعة أوجه، أح::دها- ان كون::وا ه::ودا أو نص::ارى. ق::د تض::منمعنى اتبعوا اليهودية و النصرانية، فعطف به على المعنى.

قال بل نتبع ملة ابراهيم. فاألول عطف و الثاني ]حذف[.«2 »و الثاني- على الحال كأنه

و الثالث- على معنى بل أهل ملة ابراهيم، فح::ذف المض::اف و أقيم المض::اف الي::ه مقام::ه. و الرابع- على اإلغراء. »و سئل القرية«كقوله تعالى

[136(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

حاق و يعق:وب و ماعيل و إس: :راهيم و إس: :زل إلى إب ه و ما أنزل إلينا و م:ا أن ا بالل قولوا آمنق بين أح::د منهم و هم ال نف::ر ون من رب بي األسباط و ما أوتي موسى و عيسى و م::ا أوتي الن

(136نحن له مسلمون )

______________________________( اللسان )حنف( و روايته )في فتيانكم من مثله(.1)

( في المخطوطة بياض. في المطبوعة هكذا: )الحال قال.(2)

481ص:

ه«- آية واحدة بال خالف.- قوله تعالى: ا بالل يحتمل ان يكون جوابا- على ما »قولوا آمن

أن نفرا من اليهود أتوا رسول الله )ص( فس::ألوه عمن ي::ؤمن ب::ه منروي عن ابن عباس: الرسل، فقال أؤمن بالله و ما أنزل إلينا و م::ا ان::زل الى اب::راهيم و إس::ماعيل و إس::حاق و

يعقوب و األسباط ... الى آخرها-، فلما ذكر عيسى جحدوا بنبوته، و قالوا:

ه فيهم »قل يا أهل الكت::اب ه::ل تنقم::ونال نؤمن بعيسى و ال نؤمن بمن آمن به، فأنزل الله و ما أنزل إلينا و ما أنزل من قبل و أن أكثركم فاسقون« ا بالل ا إال أن آمن .«1 »من

::زل إلين::ا«و الثاني- قال الحسن و قتادة: أمر الله المؤمنين أن يقول::وا: ه و م::ا أن ا بالل »آمناآلية، و جعل ذلك محنة فيما بينهم و بين اليهود و النصارى.

اللغة:

و األسباط جمع سبط. قال تغلب: يقال: سبط عليه العطاء و الضرب: إذا ت::ابع علي::ه ح::تىيصل بعضه ببعض و انشد الثوري في قطيع بقر:

ش::بهه بالجماع:ة من الن::اس يتت::ابعون في أم::ر. و الس:بط:«2 »كأن::ه س:بط من األس:باط جماعة. و من ثم قيل لولد يعقوب أس:باط. و ش:عر س:بط: س:لس منبس:ط. و من:ه س:مي الساباط النبساطه بين الدارين ح::تى يجمعهم::ا. و الس::باطة: الكناس::ة بعض::ها الى بعض. و

قال ابن دريد:

السبط واحد األسباط، و هم أوالد إسرائيل. و قالوا: الحسن و الحسين س::بطا رس::ول الله)ص( أي ولداه. و السباطة ما سقط من سقط الشعر إذا سرحته. و أخذت

______________________________.62( سورة المائدة: آية 1)

( اللسان »سبط«2)

482ص:

فالنا سباط: إذا أخذته الحمى. و السبط من اليهود بمنزلة القبيلة من قبائل العرب.

و يقال هو سبط الكفين: إذا كان طويل األصابع. و السبط: قناة جوف::اء مض::روبة بالقص::ب يرمى فيها سهام صغار ينفخ نفخا ال يكاد يخطئ و أصل الباب: السبط و هو التت::ابع. و ق::ال

الزجاج: السبط الجماعة الذين يرجعون الى أب واحد. و السبط:

الشجر. و السبط: الذين من شجرة واحدة. و ق::ال قت::ادة: األس::باط يوس::ف و اخوت::ه ول::د يعقوب اثني عشر رجال فولد كل واحد منهم أم::ة من الن::اس. فس::موا األس::باط و ب::ه ق::ال السدي و الربيع و ابن إسحاق. و اسماء االثني عشر ذكر و هم: يوسف و ي::امين، و روبي::ل،

و يشجر، و تفت::الى، و ج::اذ، و اش::ر. و ال«1 »و يهوذا، و شمعون، و الوي، و دان، و قهاب، خالف بين المفسرين انهم ول:د يعق:وب. و ق::ال كث::ير من المفس:رين: انهم ك::انوا أنبي:اء. و الذي يقتضيه مذهبنا انهم لم يكونوا أنبياء بأجمعهم، ألنه وقع منهم من المعص::ية م::ا فعل::وه مع يوسف )ع( ما ال خفاء به، و النبي عن::دنا، ال يج::وز علي::ه فع::ل القب::ائح: ال ص::غيرها، و ال كبيرها، فال يصح مع ذلك القول بنبوتهم. و ليس في ظاهر القرآن أنهم كانوا أنبي::اء و قول::ه

باط«تعالى: حاق و يعق:وب و األس: ماعيل و إس: ال ي:دل على »و ما أنزل إلى إبراهيم و إس: انهم كانوا أنبياء ألن االنزال يجوز أن يكون على بعضهم ممن ك::ان نبي::ا، و لم يق::ع من::ه م::ا ذكرناه من االفعال القبيحة. و يحتمل أن يكون المراد انهم أمروا باتباعه. كم::ا يق::ال: ان::زل

ه الى أمة النبي )ص( القرآن. كما قال: و ان كان الم::نزل على الن::بي »و ما أنزل إلينا«الل)ص(، لكن لما كانوا مأمورين بما فيه أضيف بانه انزل اليهم.

ق بين أحد منهم«و معنى قوله: انا ال نؤمن ببعض األنبياء و نكفر ببعض، كما فعلت »ال نفر اليهود و النصارى، فكفرت اليهود بعيسى و محمد )ص( و كفرت النصارى بسليمان و نبين::ا

محمد صلى الله عليهما.

خاضعون بالطاعة. و قيل: مذعنون له »و نحن له مسلمون«و قوله تعالى:

______________________________ ( في المخطوطة و المطبوعة كم::ا ه::و مثبت و ك::ذلك في مجم::ع البي::ان. و في تفس::ير1)

:3الطبري

- دار المعارف المصرية قهاث-112

483ص:

بالعبودية و قيل مستسلمون ألمره، و نهيه اعتقادا و فعال و قيل داخل::ون في حكم اإلس::المالم«الذي هو دينه، كما قال: ه اإلس:: ::د الل و الف::رق بين التفري::ق و الف::رق ان »إن الدين عن

التفريق جعل الشيء مفارقا لغيره، و الفرق نقيض الجمع، و الجمع جعل الشيء مع غيره، و الفرق جعل الشيء ال مع غيره و الفرق بالحجة ه::و البي::ان ال::ذي يش::هد ان الحكم الح::ده و اإلقرار بالنبيين، و ما انزل اليهم من الشيئين دون اآلخر، و فائدة اآلية االمر بااليمان بالله علي::ه من الكتب ليتعب::دوا ب::ه من األحك::ام، و ال::رد على من ف::رق بينهم فيم::ا جمعهم الل

النبوة.

[137(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه و يكفيكهم الل قاق فس:: ما هم في ش:: وا فإن فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا و إن تولميع العليم ) (137هو الس

آية بال خالف.

المعنى:

ه تعالى ان هؤالء الكفار متى آمنوا على حد ما آمن المؤمنون به، فق::د اهت::دوا الى اخبر الل يحتمل ثالثة أشياء: »بمثل ما آمنتم«طريق الجنة. و الباء في قوله

أولها- ان تكون زائدة و التقدير، ف::ان آمن::وا مث::ل ال::ذي أمنتم أي مث::ل ايم::انكم كم::ا ق::ال:ه« ه. قال الشاعر:»كفى بالل و المعنى كفى الل

و الث::اني ان يك:ون المع::نى بمث::ل ه::ذا و ال تك::ون«1 »كفى الشيب و اإلسالم للمرء ناهي::ا زائدة. كأنه قال: فان آمنوا على مثل ايمانكم، كما تقول: كتبت على مثل ما كتبت، و بمثل

ما كتبت كأنك تجعل المثال آلة يتوصل به الى العمل، و هذا أجود من االول.

و الثالث- أن تلغى مثل، كما ألغيت الكاف في قوله:

______________________________( اللسان )نهي( و صدره:1)

سمية ودع ان تجهزت غاديا

484ص:

::ه على«1 »»فجعلهم كعصف مأكول« و هذا أضعف الوج::وه ألن::ه إذا أمكن حم::ل كالم الل فائدة، فال يجوز حمله على الزيادة، و زيادة االسم أضعف من زيادة الحرف، كزيادة ما و ال

و ما أشبه ذلك.

ه مث::ل »فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به«و روي عن ابن عباس انه قال: ال تقولوا فانه ليس لل و لكن قولوا »فان آمنوا بالذي آمنتم به« و هذه رواية شاذة مخالفة لما أجمع عليه القراء، و متى ص::حت فالوج::ه فيه:ا أن يك::ون أراد أن يفس:ر المع:نى فكأن::ه ق:ال: ال تت::أولوه على الجعل لله ع::ز و ج::ل مثال فان::ه ش::رك، لكن ت::أولوه على م::ا يص::ح تأويل::ه من غ::ير تمثي::ل

للمعبود تعالى. و قال ابن عباس: ان االيمان هو العروة الوثقى و انه ال يقبل عمال إال ب::ه، وال تحرم الجنة إال على تركه.

وا«و قول::ه تع::الى: معن::اه ان اعرض::وا عن االيم::ان و جح::دوه و لم يع::ترفوا به »و إن تولما هم في شقاق« معناه انهم في مفارق::ة. في ق::ول قت::ادة و الربي::ع، و ق:ال ابن زي::د»فإن

الشقاق هو المنازعة و المجادلة. قال الحسن: معناه التع::ادي و أص::ل الش::قاق يحتم::ل ان يكون مأخوذا من الشق، ألنه صار في شق غير شق صاحبه، للعداوة المباينة، و يحتم::ل أن يكون مأخوذا من المشقة ألنه يحرص على ما يشق على صاحبه، و يؤذيه. و في اآلية داللة على نبوة النبي )ص(، الن الل::ه تع::الى وع::ده ان يكفي::ه من يعادي::ه من اليه::ود و النص::ارى

ه«الذين شاقوه بقوله: فكان االمر على ما وعد به. »فسيكفيكهم الل

اللغة:

و الكفاية و الوقاية و السالمة نظائر تقول كفى يكفي كفاية: إذا قام باألمر و اكتفى اكتفاء، و استكفى استكفاء، و تكفى تكفيا، و كفاك هذا االم::ر أي حس::بك و رأيت رجال كافي::ك من رجل أي كفاك به رجال. و أصل الباب الكفاية، و هو بلوغ الغاية يقال يكفي و يجزي و يغ::ني

بمعنى واحد.

______________________________.5( سورة الفيل: آية 1)

485ص:

[138(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ه صبغة و نحن له عابدون ) ه و من أحسن من الل (138صبغة الل

آية بال خالف.

ه«قوله تعالى: معن:اه فط::رة الل::ه. في ق::ول الحس::ن و قت::ادة و أبي العالي:ة، و »صبغة الل مجاهد و عطية و ابن زيد و السدي. و ق::ال الف::راء و البلخي: ان::ه ش::ريعة الله في الخت::ان الذي هو التطهير و قوله: »صبغة الله« مأخوذ من الصبغ، الن بعض النصارى ك::انوا إذا ول::د لهم مولود جعلوه في ماء طهور يجعلون ذلك تطهيرا له، و يسمونه العمودية: فقيل: صبغة

ه أي تطهير الله، ال تطهيركم بتلك الصبغة. الل

و هو قول الفراء: و قال قتادة: اليهود تصبغ أبناءها يهودا و النصارى تصبغ أبناءه::ا نص::ارى، فه::ذا غ::ير المع::نى االول، و انم::ا معن::اه: انهم يلقن::ون أوالدهم اليهودي::ة و النص::رانية،::ه ال:تي ام::ر به::ا و رض::يها يع:ني فيصبغونهم بذلك لما يشربون قلوبهم منه، فقيل صبغة الل الشريعة، ال صبغتكم. و قال الجبائي سمى الدين صبغة ألنه هيئة تظهر بالمشاهدة من أث::ر

الطهارة و الصالة و غير ذلك من اآلثار الجميلة التي هي كالصبغة و قال امية:

ه كان إذ نسي ال عهد و خلى الصواب إذ عزمافي صبغة الل

اللغة:

قال صاحب العين: الصبغ م:ا يل:ون ب::ه الثي::اب، و الص:بغ مص::در ص::بغت و الص:باغة حرف:ة الصباغ، و الصبغ، و الصباغ: ما يصطبغ به في االطعمة. و األصبغ من الط::ير م::ا ابيض ذنب::ه

أو بعضه. و أصل الباب الصبغ: و هو المزج للتلوين.

االعراب:

و نصب »صبغة الله« في اآلية يحتمل أمرين:

أحدهما- أن يكون مردودا على »بل ملة ابراهيم« بدال منه و تفسيرا له.

486ص:

ه. و األجود االول. و كان يجوز الرفع بتقدير هي صبغة الله. و الثاني- اتبعوا صبغة الل

المعنى:

ه صبغة«و معنى قوله: و اللفظ لفظ االستفهام. و به قال الحس::ن و »و من أحسن من اللغيره.

يجب أن نتبع صبغته ال ما صبغنا عليه اآلب::اء و األج::داد. و قي::ل »و نحن له عابدون«و قوله::دون«معناه ::ه عاب ه لالع::تراف بالوج::ه ال::ذي »و نحن ل في اتباعن::ا مل::ة اب::راهيم ص::بغة الل

اتبعوه.

[139(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

ون ) كم و لنا أعمالنا و لكم أعمالكم و نحن له مخلص:: نا و رب ه و هو رب قل أ تحاجوننا في الل139)

المعنى:

ه«أمر الله تعالى نبيه في هذه اآلية أن يق::ول له::ؤالء الكف::ار و معن::اه: »أ تحاجونن::ا في الل تخاصموننا و تجادلوننا فيه و هو تعالى الذي خلقن::ا و أنعم علين::ا، و خلقكم و أنعم عليكم. و ك:انت مح:اجتهم ل:ه )ص( انهم زعم::وا انهم أولى ب:الحق، ألنهم راس:خون في العلم، و في الدين، لتقدم النبوة فيهم، و الكتاب، فهم أولى بأن يكون الرس:ول منهم. و ق::ال ق::وم: ب:ل قالوا: نحن أحق بااليمان، ألنا لسنا من العرب الذين عبدوا األوثان، ف::بين الل::ه تع::الى وج::ه الحجة عليهم انه ربنا و ربهم، فهو أعلم بتدبيرنا و تدبيرهم، و مصلحتنا و مصلحتهم، و انه ال

غيرنا و معاصيهم. و قال الحسن: كانت محاجتهم أن قالوا: نحن«1 »حجة علينا في اجراماولى بالله منكم،

______________________________( في المطبوعة )من( زائدة في هذا الموضع.1)

487ص:

اؤه«و ق::الوا: ه و أحب ة إال من ك::ان ه::ودا أو و ق::الوا:«1 » »نحن أبن::اء الل ::دخل الجن »لن ي و غرضهم بذلك االحتجاج بان ال::دين ينبغي »كونوا هودا أو نصارى تهتدوا« و قالوانصارى«

ان يلتمس من جهتهم، و أن النب::وة اولى أن تك::ون فيهم و ليس االم::ر على م::ا ظن::وا، النه أعلم حيث يجعل رسالته« و من الذي يقوم باعبائها، و يتحملها على وجه يك::ون«2 »»الل

أصلح للخلق و اولى بتدبيرهم.

معن::اه اإلنك::ار الحتج::اجهم بأعم::الهم، ألنهم مش::ركون، و نحن ل::ه »لن::ا أعمالن::ا«و قول::ه:مخلصون. و قيل معناه اإلنكار لالحتجاج بعبادة العرب لألوثان، فقيل:

ال حجة في ذلك إذ لكل احد عمله، ال يؤخذ بجرم غيره.

اللغة:

و االعم::ال و االفع::ال و األح::داث نظ::ائر. و اإلخالص و االف::راد و االختص::اص نظ::ائر و ض::دالخالص المشوب.

ه اولى بالحق من المش::رك ب::ه. »و نحن له مخلصون«و قوله: فيه احتجاج بأن المخلص لل و قيل معناه: الرد عليهم بما احتجوا ب::ه من عب::ادة الع::رب لألوث::ان، بان::ه ال عيب علين::ا في ذلك إذا كنا مخلصين، كما ال عيب عليكم بفع::ل من عب::د العج::ل من االس::الف إذا اعتق::دتم اإلنكار عليهم، بأنهم على االشراك بالل::ه بالتش::بيه ل::ه، و الكف::ر بآيات::ه. و ق::ال ابن عب::اس:

أ تجادلوننا. و قال مجاهد: معناه أ تخاصموننا. و به قال ابن زيد. »أ تحاجوننا«معنى

و معنى »في الله« في دين الله، و االلف صورتها االستفهام. و معن::اه اإلنك::ار و يج::وز في»ا تحاجوننا« ثالثة أوجه من العربية: االظهار، و اإلدغام، و الحذف.

فاالدغام تشديد النون، و الحذف تخفيف النون الواحدة.

______________________________20( سورة المائدة: آية 1)

.124( سورة االنعام: آية 2)

488ص:

[140(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

أم تقولون إن إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و األسباط كانوا هودا أو نصارى ق::له بغافل عما تعملون ه و ما الل ه و من أظلم ممن كتم شهادة عنده من الل أ أنتم أعلم أم الل

(140)

آية بال خالف.

القراءة:

قرأ أه::ل الكوف::ة إال أب::ا بك::ر »أم تقول::ون« بالت::اء. و وافقهم ابن ع::امر و رويس. الب::اقونبالياء.

المعنى:

من قرأ بالياء جعله متصال بما قبله من االستفهام كأنه قال: ا تحاجوننا في الل::ه أم تقول::ونان األنبياء كانوا على دينكم. و التقدير بأي الحجتين متعلقون في أمرنا:

أبا لتوحيد، فنحن موحدون، أم باتب::اع دين األنبي::اء، فنحن ل::ذلك متبع::ون. و من ق::رأ بالي::اء،فالوجه فيه انه عدل الى حجاج آخر عن الحجاج االول. كأنه قال:

بل أ تقولون ان األنبياء من قبل ان تنزل التوراة و اإلنجيل كانوا هودا أو نصارى.

و يكون قد اعرض عن خط::ابهم اس::تجهاال لهم بم::ا ك::ان منهم، كم::ا يقب::ل الع::الم على من بحضرته بعد ارتكاب مخاطبه جهالة شنعة: فيقول: قد قامت عليه الحجة أم يق::ول بابط::ال النظر المؤدي الى المعرفة. و قد أنكر الط:بري الق:راءة بالي::اء، و ق::ال هي ش::اذة ال تج::وز

القراءة بها و ليس االمر على ما ظن بل وجهها ما بيناه. و معنى اآلية:

ة إال من كان هودا أو نصارى«االحتجاج عليهم في قولهم: فقيل لهم: كي::ف »لن يدخل الجنذلك، و االمر بخالفه من وجهين:

أحدهما- ما اخبر به نبينا عليه السالم مع ظهور المعجز الدال على صدقه.

و اآلخر ما في التوراة و اإلنجيل من أنهم كانوا على الحنيفية، الن عندهم اسم اليهودية يقععلى من تمسك بشريعة التوراة و النصرانية اسم لمن تمسك بشريعة

489ص:

ه تعالى: وراة و اإلنجي::ل إال من بع::ده«اإلنجيل. و قد قال الل ::زلت الت و قي::ل«1 » »و م::ا أنايضا ان معناه التوبيخ ألهل الكتاب بادعائهم عليهم خالف اإلسالم بغير حجة و ال برهان.

ه«و قوله: صورته صورة االستفهام و المراد به التوبيخ و مثله قوله: »أ أنتم أعلم أم الل »أماء« .«2 »أنتم أشد خلقا أم الس

اللغة:

و األعلم و األعرف و االدرى بمعنى واحد. و االظلم و األجور و األعتى نظائر، ف::ان قي::ل لمه«قال: و قد كانوا يعلمونه و كتموه، و انما ظاهر ه::ذا الخط::اب لمن ال »أ أنتم أعلم أم الل

يعلم، قلنا من قال: انهم كانوا على ظن و توهم: فوجه الكالم على قوله واضح. و من قال: كانوا يعلمون ذلك و انما كانوا يجحدونه يقول: معناه ان منزلتكم منزلة المع::ترض على م::ا

ه اعلم من::ه، و ان::ه ال يخفى علي::ه ه اخبر به فما ينفعه ذل::ك م::ع إق::راره ب::ان الل يعلم ان الل شيء، الن ما دل على انه اعلم هو ال::دال على ان::ه ال يخفى علي::ه ش::يء، و ه::و ان::ه ع::الم

لنفسه و يعلم جميع المعلومات.

، قيل في )من( في قوله: »من الله« ثالثة اقوال: و من أظلم ممن كتمو قوله تعالى:

ه تعالى ابتدأ الشهادة في الت::وراة و اإلنجي::ل بص::حة أحدها- انها بمعنى ابتداء الغاية، الن الله عليه و آله، و يكون ابتداء الشهادة بأن األنبياء كانوا على الحنيفي::ة، النبوة لمحمد صلى الل

فهذه شهادة من الله عندهم.

و الثاني- كتمها من عباد الله.

و الث::الث- م::ا حك::اه البلخي: ان::ه بمنزل::ة من أظلم ممن يج::وز على الفق::ير الض::عيف من السلطان الغني القوي: أي فال احد أظلم منه. و المع::نى ان::ه يل::زمكم ان ال أح::د أظلم من

الله، تعالى عن ذلك إذ ما يكتم ما فيه الغرور للعباد، ليوقعهم في الضالل و هو

______________________________.65( سورة آل عمران. آية 1)

.27( سورة النازعات: آية 2)

490ص:

الغني بنفسه الذي ال يجوز أن يلحقه المنافع و المضار جل ثناؤه و تقدست أسماؤه، و ه::ذا الذي ذكره يلزم اليهود و الجهال. كما حكى الله تعالى عنهم و قالت اليهود يد الله مغلول::ة

و الشهادة التي كتموها قيل فيها قوالن:«1 »غلت أيديهم و لعنوا بما قالوا

أحدهما- قال مجاهد و الربيع و ابن أبي نجيح: انهم كتموا الشهادة بأنهم كانوا على اإلسالم.

و الثاني- قال الحسن و قتادة و ابن زيد و اختاره الجب::ائي: انهم كتم::وا الش::هادة بالبش::ارة التي عندهم بالنبي )ص(. فان قيل إذا كان الذي كتموه امر محم::د ص::لى الل::ه علي::ه و آل::ه فكيف يتصل بما قبله: قيل قال الحسن: كتموا محمدا صلى الله عليه و آله و دين::ه ألن في

دينه ان ابراهيم ك::ان مس::لما و لم ي::ك من المش::ركين. و االحتج::اج عليهم »أ أنتم أعلم أمه« على وجه اإللزام لهم بالجهالة كأنه قيل: إذا زعمتم أن هؤالء كانوا يه::ودا أو نص::ارى،الل

و قد اخبر الله بخالف ذلك عنهم فقد لزمكم أن تكون::وا أعلم من الل::ه تع::الى، و ه::ذا غاي::ةالخزي لمن بلغه.

::ون«و قوله تعالى: ه بغافل عما تعمل فالغفل::ة و الس::هو و الس::نة نظ::ائر و مع:نى »و ما اللاآلية يحتمل أمرين:

أحدهما- ليس الله بساه عن كتمان الشهادة التي لزمكم القيام بها لله تعالى.

الثاني- ان يكون على عمومه و المعنى: أنه ال يخفى عليه شيء من المعلومات ال صغيرها، و ال كبيرها فكونوا على حذر من الجزاء على السيئات بما تستحقونه من العق::اب، و كتم و

أخفى و أسر معناها واحد و البينة و الحجة واحد.

[141(: آية 2قوله تعالى: ]سورة البقرة )

(141تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و ال تسئلون عما كانوا يعملون )

آية بال خالف.

______________________________.67( سورة المائدة: آية 1)

491ص:

المعنى:

قيل في تكرار قوله تلك أمة قد خلت قوالن:

أحدهما- انه عنى باألول: ابراهيم و من ذكر معه من األنبياء.

و الثاني- عنى به أسالفهم من آبائهم الذين هم على ملتهم.

و القول الثاني ان الجواب إذا اختلفت أوقاته فكان الثاني في غير موطن االول، و كان بعد مدة من وقوع االول بحسب ما اقتضاه الحال لم يكن ذلك معيبا عند أه::ل اللغ::ة، و ال عن::د العقالء، و االعتراض عليهم بقوله »تلك أمة قد خلت« انه إذا لم تشكوا أن يك::ون فرض::هم غير فرض االمة التي قد خلت قبلكم، و ال تحتجوا بأنه ال يجوز أن يخالفوا عليه، و ل::و س::لمه عن::ه على لس::ان لكم أنهم كانوا على ما تذكرونه ما ج::از لكم أن ت::تركوا م::ا نق::ل لكم الل

رسوله محمد صلى الله عليه و آله إذ لله تع::الى ان ينس::خ من الش::ريعة م::ا ش::اء على م::ا يعلم في ذلك من وجوه الحكمة، و عموم المصلحة. و قيل: ان ذلك ورد مورد الوع::ظ لهم بانه: إذا ك::ان ال يؤخ::ذ اإلنس::ان إال بعمل::ه فينبغي ان تح::ذروا على أنفس::كم، و تب::ادروا بم::ا يلزمكم، و ال تتكلوا على فضائل االباء و األج::داد ف::ان ذل::ك ال ينفعكم إذا خ::الفتم ام::ر الل::ه

فيما أوجب عليكم.

و المعني بقوله تلك أمة قد خلت على قول قتادة و الربيع ابراهيم عليه الس::الم و من ذك::ر معه. و على قول الجبائي، و غيره: من سلف من آبائهم الذين كانوا على ملتهم اليهودي::ة و النصرانية. و قد بينا فيما مضى أن األمة الجماعة التي تؤم جه:ة واح:دة كأم:ة محم::د )ص( التي تؤم العمل على ما دعا اليه. و ك::ذلك أمم س::ائر األنبي::اء )ص( و الخالء الف::راغ يق::ال: فرغ من عمله، و فرغ من مكانه. و انما قيل لما مضى خال، ألنه خال منه مكان::ه. و الكس::ب الفعل الذي يجر لفاعله نفعا او يدفع به ضررا. و انما قيل كسب الس::يئة، ألن::ه اجلب النف::ع

عاجال.

ئلون«و قول::ه: معن::اه ال تط::البون. و الس::ؤال الطلب. و ه::و ايض::ا االخب::ار ال::ذي »و ال تس:: اقتضاه ما تقدم من الكالم أي ال يقال لكم لم عصي آباءكم. و انما يق::ال لكم لم عص::يتم و

لم ظلمتم.

492ص:

اس«تم المجلد األول من التبيان و يليه المجلد الثاني و أوله فهاء من الن ... ) »سيقول الس142)« 1»

مالحظة:

اعتمدنا- اكثر ما اعتمدنا- في تصحيح هذا المجلد على تفسير مجم::ع البي::ان ألن الطبرس:ي)رحمه الله( كثير النقل عن التبيان و الله الملهم للصواب- المصححان-.

______________________________ ( كررنا هذا الرقم ألن الشيخ رقم آية آيتين حسب ق::راءة البص::ريين و راجعن::ا التفاس::ير1)

كلها فوجدناها مرتبة حسب القراءة الثانية فرجعنا بالترقيم.

493ص: