شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

)الحلقة مائة وثمانية عشر(

/ / 14

2 التجريد الصريح– الحلقة مائةوثمانية عشر

المقدم: بسم هللا الرحمن الرحيم. الحمد هلل رب العالمين، والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه

أجمعين. حلق//ه جدي//دة من برن//امجكم ش//رحإلى بكم وأهال: هللا وبركات//ه، ورحم//ة أيه//ا اإلخ//وة واألخ//وات، الس//الم عليكم

كتاب التجريد الصحيح للجامع الصحيح. م/ع مطل/ع ه/ذه الحلق/ة يس//رنا أن ن/رحب بص/احب الفض/يلة الش/يخ ال/دكتور عب/د الك//ريم بن عب/د هللا الخض/ير،

ومرحب:ا بكم شيخ عبد الكريم.فأهال: خوة المستمعين.إلحياكم هللا، وبارك فيكم وفي ا

لعلن/ا نس/تكمل م//افض//ة، اتخ//اذ الن//بي -ص/لى هللا علي/ه وس/لم- الخ//اتم من في أنسالمق//دم: الزلن/ا في ح/ديث. معكم شيخهذا الحديثألفاظ تبقى من

الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.بالنسبة أللفاظ الحديث ومتنه انتهى الكالم عليه، اآلن نبين مواضع تخريج الحديث الصحيح.

: الحديث أخرجه اإلمام -رحمه هللا تعالى- في ثمانية مواضع البلIIدان، قIIال: حIIدثنا محمIIدوعلمIIه إلى هنIIا في كتIIاب العلم، بIIاب مIIا يIIذكر في المناولIIة وكتIIاب أهIIل العلم :األول

كتب رسول»عن قتIIادة عن أنس بن مالIIك، قIIال: شIIعبة بن مقاتل أبو الحسن، قال: أخبرنا عبIIد هللا قIIال: أخبرنIIا الحديث، وتقدم ذكر المناسبة بين الحديث والترجمة. كتاب:ا... «هللا- صلى عليه وسلم-

اليهود والنصارى وعلى ما يقاتلون عليIه، ومIا كتب النIبي -عليIهدعوة في كتاب الجهاد، باب :الموضع الثاني عنشIIعبة الصالة والسالم- إلي كسIIرى وقيصIIر والIدعوة قبIIل القتIIال، قIIال: حIIدثنا علي بن الجعIIد، قIIال: أخبرنIIا

اقتادة، قال: سIIمعت ًIIول: أنسIه- يقIIي هللا عنIIلم- أن يكتب -رضIIه وسIIلى هللا عليIIبي -صIا أراد النIIرومإلى »لمIال وما كتبIIه النIIبي-في الباب ؛ ألن في الترجمة ةوالمناسبة بين الحديث والباب ظاهر، هذا الحديث.... « قيل: له

عليIIه الصIIالة والسIIالم- أن-»لمIIا أراد النIبيصIIلى هللا عليIIه وسIIلم- إلى كسIIرى وقيصIIر، في الحIIديث في نصIIه إلسIIIالم مناسIIIبة للجهIIIاد، حيث إنهIIIا تتقدمIIIه فهيإلى امطابقIIIة، المناسIIIبة مطابقIIIة، والكتابIIIة بالIIIدعوة هي يكتب«

الخطوة األولى، فإن أجابوا وإال قوتلوا. في كتاب اللباس، في باب فص الخاتم، قال: حدثنا إسحاق، قIIال: أخبرنIIا معتمIIر، قIIال: سIIمعت:الموضع الثالث

وكIIان فصIIهفضIIة، عليIIه الصIIالة والسIIالم- كIان خاتمIIه من -»أن النIIبي حميًدا يحدث عن أنس-رضي هللا عنه- مطابقIIIة،»وكIIIان فصIIIه منIIIه«، والمناسIIIبة بين الحIIIديث والبIIIاب ظIIIاهرة، بIIIاب فص الخIIIاتم والحIIIديث فيIIIه: منIIIه«

لكونه مما يلبس.أيًضا؛ ظاهرة للنص على الفص، ومناسبة الخاتم لكتاب اللباس ظاهرة ريIع، زفي كتاب اللباس أيًضا باب نقش الخاتم، قال: حدثنا عبد األعلى، قال: حIدثنا يزيIد بن : الموضع الرابع

»أراد أن يكتب إلى-صلى هللا عليه وسIIلم- نبي هللا قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس -رضي هللا عنه- أن نقشه محمد رسول هللا«. وفيه»الحديث « ... رهٍط، أو أناس من األعاجم، فقيل: له

3 فضيلة الشيخ عبد الكريم3الخضير

اللبIاسلكتIIاب باب نقش الخاتم ظاهرة، والخIIاتم مناسIIبته إلى ، نقشه محمد رسول هللا«فيه »قوله: فالمناسبة بين ما يلبس.لكونه على ما تقدم؛

معمIر قIIال: حIدثنا عبIد الIوارث،أبIو في كتاب اللباس أيًضا، باب الخاتم في الخنصIIر، حIدثنا :الموضع الخامس »صIIIنع النIIIبي-صIIIلى هللا عليIIIه وسIIIلم-قIIIال: حIIIدثنا عبIIIد العزيIIIز بن صIIIهيب عن أنس -رضIIIي هللا عنIIIه- قIIIال:

بIIابمن الحIIديث للبIIاب، ، وهIIذا الشIIاهد ألرى بريقIIه في خنصIIره«»فإني وفيه: «،خاتًما، فقال: إنا اتخذنا خاتًما.للكتاب تقدمت الباب مناسبةالخاتم في الخنصر و

أو ليكتب به إلى أهل الكتIIاب وغIيرهم، قIIالالشيء به ليختم في كتاب اللباس أيًضا، باب اتخاذ الخاتم :السادس »لمIIا أراد النIIبي -عليIIه الصIIالةعن قتIIادة عن أنس بن مالIIك، قIIال: شIIعبة قIIال: حIIدثنا آدم بن أبي إيIIاس: حIIدثنا

والمناسبة بIاب اتخIIاذ الخIIاتم يختم بIIه، وأراد أن يكتب فقيIIل، الحديث« ..والسالم- أن يكتب إلى الروم قيل له:.متظاهرة، ومناسبة الخاتم للباس تقدون إال ما كان مختوًما« ؤ»إنهم ال يقرله:

على نقش خاتمIIه، يعIIني نهىال ينقش في كتاب اللباس أيًضا، بIIاب قIIول: النIIبي-صIIلى هللا عليIه وسIIلم- :السابع عن عبIIدحمIIاد النIIبي- صIIلى هللا عليIIه وسIIلم- أن ينقش أحIIد على نقش خاتمIIه، قIIال: حIIدثنا مسIIدد، قIIال: حIIدثنا

االعزيIIز بن صIIهيب عن أنس بن مالIIك -رضIIي هللا عنIIه- IIذ خاتًمIIلم- اتخIIه وسIIلى هللا عليIIول هللا -صIIأن رس« »ال ينقش على نقشالنIبي -صIIلى هللا عليIIه وسIIلم-: فبIIاب قIIول ، ينقشن أحٌد على نقشه«فال » وفيه فضة«،من

منصوص عليه في الحديث.خاتمه« في كتIIاب األحكIIام في بIIاب الشIIهادة على الخIIط المختIIوم ومIIا يجIIوز من ذلIIك ومIIا يضIIيق عليIIه وكتIIاب: الثIIامن

ضي، في كتاب األحكام المراد باألحكام؟ القاالحاكم إلى عماله والقاضي إلى يراد بكتاب األحكام؟ ماذا البخاري،ترجمة هذه في يراد بكتاب األحكام؟ الثامن في كتاب األحكام ماذا

األخ الحاضر: األقضية. حكم وحIIاكم، فهنIIا يIIبينوشIIروطه، وكIIذا الحIIاكم ينفي،آدابIIه والمراد بيان ، معروفكما هو األحكام جمع حكم،

الIIراعي الكتIIاب في حقIIوق هIIذاأبIIوابجIIل ومIIا يجب لIIه ومIIا عليIIه، يعIIني الحIIاكم، ماهيIIة الحكم، ومIIا يحكم بIIه وغIIيرهم، يقIIول: وكIIذا الحIIاكم، ويتناولIIه لفIIظ حIIاكم.. تنIIاولقضIIاة مIIام األعظم، وفي نوابIIه من إلفي اوالرعيIIة

الحكم والحاكم. عن لفظ الحاكم الخليفة والقاضي وذكر ما يتعلق بكل منهما ومIIاسIIعة فيه قلنIIا في كتIIاب األحكIIام بIIاب الشIIهادة على الخIIط المختIIوم، ومIIا يجIIوز من ذلIIك، يعIIني مIIا :الثIIامن

يضيق عليه أي يشدد فيه وكتاب الحاكم إلى عماله والقاضي إلى القاضي. »لمIIا أنس بن مالIIك، قIIال: عنقتIIادةسIIمعت ، قال: حدثنا غنIIدر، قIIال: حIIدثنا شIIعبة بشار: حدثني محمد بن يقول

الحIIIديث والترجمIIIة مناسIIIبة للكتIIIاب ألن فيهIIIا كتIIIاب الحIIIاكم،«...أراد النIIIبي-صIIIلى هللا عليIIIه وسIIIلم- أن يكتب الكبIIير اسIIمه كتIIاب األحكIIام، والحIIديث مناسIIب للترجمIIة؛ ألن فيهIIا الشIIهادةوالكتIIاب وكتIIاب الحIIاكم إلى عمالIIه،

الخط المختIIومعلى للشهادة على الخط المختوم، الترجمة فيها باب الشهادة على الخط المختوم، ومناسبة الخاتم مطابقة.

4 التجريد الصريح– الحلقة مائةوثمانية عشر

ا ا ًIIه أيضIIديث أخرجIIلم إل والحIIام مسIIق مIIو متفIIه، فافهIIرقإلعليIIل؛ ألن طIIرق التحمIIر بعض طIIاري ذكIIام البخIIم الIذي هIIوعلى الشIIيخ القIراءة من لفIظ الشIIيخ وهIو أعالهIا، السIIماع وأقسIIامه ثمIIاٍن، ، طIIرق التحملالتحمل ثماٍن

يIIُه المناولIIة، المكاتبIIة، اإلجIIازة المجIIردة عن المناولIIة والمكاتبIIة، اإلعالم من قبIIل الشIIيخ بIIأن هIIذا مرو،العIIرض ، األربعة األولى ذكرها اإلمام البخIIاري ولمةمع ذلك ال يأذن له بروايته، السابع الوصية بالكتب، الثامن الوجاد

، يعIني كIون الطريIق األول السIماع من لفIظ الشIيخ الIذيمنهاالعمIل بشIيء يIرى ال فكأنIه يذكر األربعة الباقية، هو أعلى طرق التحمل يمكن أن يختلف فيه أحد؟

ا. المقدم: أبد: العIرض، عرفنIIا بIIدليل حIIديث ضIIمام بن ثعلبIة،الشيخ التي هي هذا هو األصل في الرواية، الثاني القراءة على

ا المكاتبIIIة، األربعIIIة ذكرهIIIا ا ًIIIاب، أيضIIIذا البIIIوع هIIIتي هي موضIIIة الIIIا، بقيإلالمناولIIIتدل لهIIIاري، واسIIIام البخIIIم ذن بالروايIIة، معIIنى اإلجIIازة المجIIردة اإلذن بالروايIIةإلاإلجIIازة المجIIردة، هIIل يمكن اإلجIIازة المجIIردة؟ معناهIIا ا

مIام البخIاري، ومنIه إلى النIIبي-إلبسIIند متصIIل إلى امثاًل عن شIIيوخ يعني أن تقول أن تIروي صIIحيح البخIاري . عليه الصالة والسالم-

. فتجيز آخرالمقدم: ومن غIIير أن منIIك،صIIحيح البخIIاري من غIIير أن يسIIمعهعIIني لIIه: أذنت عنIIك أن تIIروي فتقIIول فتجIIيز آخIIر،يقرأه عليك.

موجود عند بعض علماء هذا العصر؟وهذا المقدم: لكIل أحIديتيسIIر مIا ألنIه كلهم يمشون على هذا من عقIود، على اإلجIازة، وأجازهIا أهIل العلم لالضIIطرار إليهIا؛

البخاري عنIIك يقIIول لIIك اقIIرأ عن صIIحيح البخIIاريصحيح وكل من جاء يقول: أريد رواية للطالب، أن يجلس من القIIIراءةالبIIIد جIIIاءت قبلIIIه أو شIIIخص جIIIاء قبلIIIه؛ ألنIIIه يحتIIIاج أن يقIIIرأه إذا قلنIIIا دفعIIIة يIIIأتي بعIIIد أسIIIبوع من

الباقي. ويتركبهؤالءيلتحق والعرض، إذا قلنا: البد من ذلك البد من ذلك فال بد أن يبدأ من جديد، وما . يقول: أريد أن أقرأ عليك فيجيزه الشيخعلماء يمنحون إجازات في القرآنهناك األخ الحاضر: ....

؛ ألن الروايIة باإلسIناد اآلنإجازتهال مIIانع من مثاًل اسIتفاض أنIIه ضIIابط ويعIرف أنIه ضIIابط وال هو إذا عIرف خصيصIIة هIIذه األمIIة، لكن شIIخصالعصIIور إبقIIاء سلسIIلة اإلسIIناد الIIذي هي إلسIIناد الفائIIدة منIIه في هIIذه ااتصIIال

مجهول ال يعرف أنه حافظ أم غير حافظ مجود أم غير مجود، ال يجIوز لIه أن يجIIيزه بIالقرآن حIIتى يسIمع منIه بين أهل العلم، خالف ألن الطالب لم يسمع من الشيخ، ولم يعIIرضكبير ويتأكد، فاإلجازة المجردة فيها خالف

، لكن احIIتيج إليهIIا لمسIIيس الحاجIIة بعض أهIIل العلم يبطIIل اإلجIIازة يقIIول: لIIو جIIازت اإلجIIازة بطلتالشIIيخعلى كأنIIهالرحلIIة، حIIتى شIIدد الظاهريIIة فقIIال ابن حIIزم: من أجIIاز اإلجIIازة، من أجIIاز العمIIل باإلجIIازة والروايIIة بهIIا

قال لتلميذه: أجزت لك أن تروي عني ما لم تسIIمعهمن قال: أجزت لك أن تروي عني ما لم تسمعه مني يعني عرضت علي، لكن جمهور أهل العلملفظي وال مني، كأنه قال: أجزت لك أن تكذب علي، أنت ما سمعت من

علي جواز العمل باإلجازة، لماذا؟عملهم ستقر ا

5 فضيلة الشيخ عبد الكريم5الخضير

بعض التIدوين، يعIIني انتشIIار اإلجIIازة بعIIد التIدوين الكتب، يعIني مIIاتألنه اسIIتمرومتقنة؛ ألن الكتب مضبوطة كتIIاب محIIرر ومضIIبوط ومتقن، والطIIالب تجIIاوزوهIIو الIIذي يسIIتفيده الطIIالب من أن يقIIرأ الكتIIاب علي الشIIيخ،

صIIIحيحعلي قIIIرأ اجلس اأحIIIد قIIIال: أرويIIIه عنIIIك، تقIIIول: جIIIاء قIIIراءة فقIIIط، اآلن صIIIحيح البخIIIاري لIIIو مرحلIIIة السIIيما إذا،عIIنيتقول: ارِو ون ؤ، يقريقرؤونكذا طلبة متقدمون، طلبة وأنت عندك ، عليك البخاري، أو أقرأه

تIIأتيمIIا متIIأهاًل، مIIاهًرا بالصIIناعة، يشIIترط أن يكIIون المجIIاز-رحمIIه هللاابن عبIIد الIIبر -ذلIIك؛ ألن أهاًل كIIان ، وأجIIIIازوا المجهIIIIول،الممIIIIيزجIIIازات، فأجIIIازوا الصIIIIبي غIIIير إل؛ ألنهم بعIIIIد ذلIIIك توسIIIعوا في الشIIIIخص عIIIامي

التوسIIع تIIزداد ضIIعًفا، فIIإذابهIIذا أهIIل البلIIد الفالني أجIIازوا قIIال: ال الIIه إال هللا،وأجIIازوا من وأجIIازوا العامIIة، على شIIخص معلIIوم، بكتIIاب معلIIوم، فIIالجمهور ،صدرت اإلجازة من عالم يروي األحاديث باألسانيد إلى معلوم

كره البخIIIاري. إنمIIIا ذكIIIر المناولIIIة المقرونIIIةلم يذهي القسIIIم الخIIIامس وإن الIIIتي جوازهIIIا، هIIIذا بالنسIIIبة لإلجIIIازة باإلجازة.

ا آخIIIر يقIIول: أنIIا أروي صIIIحيح البخIIIاري، بهIIذاإلااإلعالم مIIIا معIIنى القسIIم السIIIادس ًIIIيخ يعلم شخصIIIعالم؟ الش ال، اإلجIIازةعالم يحق للطالب أن يروي عن الشيخ؟ مجرد أن يسمع من الشيخ أنه يروي صحيح البخاري؟ إلا

.ردها البخارييو لم بهذا النوع ضعيفة، ولذاالرواية السابع: الوصية.

المقدم: يكتب له أو يوصي له. ، كتIIIIبي تIIIIدفع إلى فالنيتهاذن لIIIIه بروايأقIIIIربت وفاتIIIIه فكتب في وصIIIIيته: كتIIIIبي تIIIIدفع لفالن، من غIIIIير أن ، ال

؟ يعني كأنه ذهب إلى سIIوقأوصى له بالكتب كتبي فالًنا، هل يروي عن الشيخ بمجرد هذه الوصية أنه اعطوا بطريIق، ةاألخIIير الوجIIادبIالطريق الIIذي هIو الطريIIق الكتب فوجد هذه التركة تباع فاشتراها، نعم لIIه أن يرويهIا

؟بخط فالن الذي ال يشك فيه، فهل له أن يروي بمجرد وجود هذا الخط ؛ وهي أن يجد أحاديث أو كتًباةالوجاد والكتهبخIIط شIIيخ أدرمثاًل وجIIدت بخIIط أبي، يقIIول: عبIIد هللا، بخIIط أبي، لكن أنت لIIو وجIIدت المسIIند كثIIيرفي

أنه خطه، تقول: ترويه عنه؛ ألنك وجدته بخطه، أو تذكر الواقع: وجدت بخط فالن؟ في تشك مام أحمد،إل، أو بخط امثاًلوقل مثل هذا لو كان الشيخ صاحب الخط من المتقدمين، وجدت بخط شيخ اإلسالم

تروي عنه؟ بينIIك وبين شIIيخ اإلسIIالم مفIIاوز،أنهIIا منقطعIIة، تشIIك فيهIIا ال شIIك الذا كنتفإتIIبين الواقIIع، وجIIدت بخIIط فالن،

بينصIIلة إال أن فيIIه ًمايقIIول أهIIل العلم: وفيهIIا شIIوب اتصIIال؛ ألن الخIIط الIIذي خطIIه هIIذا العIIالم وإن كIIان متقد هIIIذا المكتIIIوب، فالبخIIIاري-رحمIIIه هللا تعIIIالى- ذكIIIر األربعIIIة األقسIIIام، ولمعلى الكIIIاتب والمكتIIIوب، وأنت وقفت

وكأنه -رحمه هللا- ال يرى العمل بشيٍء منهIIا، يقIول: ابن حجIIر؛ وقIIد ادعى ابن منIIدة أنقية،يذكر األربعة الباكل ما يقول البخاري فيه، قال لي فهو إجازة.

رواه بطريIIق السIIماع كعادتIIه، ولIIو مIIا يعني إذا قال: البخاري -رحمه هللا تعالى- قال لي فالن من شيوخه فهو : هشIIام بن قIIالقIIال فالن، يعIIني مثIIل مIIا قIIال حIIدثنا كالمعتIIاد، ومثلIIه بIIل أولى منIIه بIIالقوللقIIال: رواه بالسIIماع

6 التجريد الصريح– الحلقة مائةوثمانية عشر

حIIدثنا كالعIIادة،لقIIال مIIام البخIIاري، لIIو كIIان يIIروي هIIذا الحIIديث عن هشIIام بن عمIIار مباشIIرة من لفظIIه إلعمIIار ا ، فكونه يعدل عن قول حIIدثنا إلى قIIال ليخمسة، أو أربعةحدثنا أحاديث بصيغة وقد روى عن هشام بن عمار

بطريIIIٍقأو قIIIال بIIIدون لي، دل على أنIIIه لم يسIIIمعه بطريIIIٍق ال بطريIIIق السIIIمع وال بطريIIIق العIIIرض، إنمIIIا رواه هيوادعى ابن منIIIدة أن كIIIل مIIIا يقIIIول البخIIIاري فيIIIه، قIIIال لي فهي إجIIIازة، يقIIول ابن حجIIIر: وقIIIد آخIIIر، يقIIIول:

الجIامع: قIIال لي، فوجدتIه في غIيرفي دعوًى مردودة؛ بدليل أني استقرأت كثIيًرا من المواضIع الIتي يقIول فيهIا إذا كIIانتهIذا ، هIذا إن كIIان يعمIIل بهIIا، التحIIديثالجامع يقول: حدثنا، والبخIاري ال يسIIتجيز في اإلجIIازة إطالق

، والبخاري ال يستجوز باإلجازة بIIإطالق حIIدثنا، فIIدل على أنIIه عنIIده من المعتبرةعنده طريق من طرق التحملسبب استعماله لهذه الصيغة؛ ليفرق بين ما يبلغ شرطه أو ما ال يبلغ.لكن المسموع،

البخIIIاري-اإلمIIIام حIIIديث المعIIIازف، قIIIال: فمثاًل واإلمIIIام البخIIIاري يعIIIدل عن الصIIIيغ الصIIIريحة ألدنى سIIIبب، رحمه هللا تعالى- قال: هشام بن عمIار مIا السIبب؟ الIرواة كلهم على شIرطه، للIتردد في الصIIحابي، قIال: حIIدثنا

أبو عامر أو أبو مالك األشعري، هذا التردد هل يؤثر في صحة الخبر؟ا. المقدم: أبد:

قIIال:صIIيغة ال يIIؤثر في صIIحة الخIIبر، فالحIIديث على كIIل حIIال هIIو متصIIل، وإن زعم بعضIIهم أنIIه معّلIIق؛ ألن عن.صيغة مثل

ولو إلى آخره أما الذي.

لشيخIه عزا بIقال فكذي.

عنعنة كIخبر المعIازف.

ال تصغ البن حزم المخالف.

قرأ الحديث الذي يليه.استطراد في مثل هذا.. أظن هذا أقول اال بينم//ا»أن رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم المقدم: قال -رحمه هللا- عن أبي وقد الليثي -رضي هللا عنه-

هو جالس في المسجد والناس معه، إذ أقبل ثالثة نفر فأقبل اثنان إلى النبي -صلى هللا علي//ه وس//لم- وذهب في الحلق//ة فجلس فيه//ا،فرج//ة واحد، قال: فوقفا على رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم- فأم//ا أح//دهم ف//رأى

ا، فلم//ا ف//رغ رس//ول هللا-ص//لى هللا علي//ه وس//لم- ق//ال: أالاآلخ//ر وأم//ا فجلس خلفهم، وأم//ا الث//الث ف//أدبر ذاهب:// أم//اوفاس//تحيا فاس//تحيا هللا من//ه، اآلخ//ر أم//ا وواه هللا، فآإلى هللا ف/آوى أخ//بركم عن النف//ر الثالث//ة؟ أم//ا أح//دهم

أعرض فأعرض هللا -عز وجل- عنه«.اآلخر الحمد هلل رب العالمين، وصلى وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

بن مالIIIك، وقيIIIل: بن عIIIوف، وقيIIIل: عIIIوف بنالحIIIارث فقيIIIل: اخُتلIIIف في اسIIIمه راوي هIIIذا الحIIIديث أبIIIو واقIIIد، أنIIه يضIIيع اسIIمه، ويختلIIف فيIIهبكنيتIIه يشIIتهر فيمن حIIارث الليIIثي البIIدري في قIIول، وهIIذه قاعIIدة وعIIادة مطIIردة

مIعثماٍن وسIIتين سنة ثماٍن وستين، وليس له في البخاري سوى هذا الحديث، سنة اختالًفا كثيًرا، توفي في مكة ؟ الصحابةمن ِمن الصحابة من مشاهير

7 فضيلة الشيخ عبد الكريم7الخضير

مIIام البخIIاري-إلمIIع ابن عبIIاس نعم، لكن ابن عبIIاس بالطIIائف، وأبIIو واقIIد في مكIIة، الحIIديث هIIذا تIIرجم عليIIه ا فيفرجIIة رحمه هللا- "باب من قعد حيث ينتهي به المجلس"، "باب من قعد حيث ينتهي به المجلس" "ومن رأى

الحلقة فجلس فيها". أن المIراد بIالمجلس وبالحلقIة حلقIIة العلم ومجلس العلم،جهIIة العلم من الباب لكتIIاب قال ابن حجر: مناسبة هذا

فيدخل في أدب الطلب من عدة أوجه، والتراجم السابقة كلها تتعلق بصفات العالم، وقIIال العيIIني: وجIIه المناسIIبة ؟ بIIاب مIIا يIIذكر في المناولIIة من حيث إن البIIاب األول فيIIهمIIاذاهIIو بIIاب الIIذي البIIابين من حيث إن البIIاب األول

ذكIIIIر المناولIIIIة، وهي تكIIIIون في مجلس العلم، وهIIIIذا البIIIIاب في بيIIIIان شIIIIأن من يIIIIأتي إلى المجلس، كيIIIIف يقعIIIIد،والمراد منه مجلس العلم؟

البIاب لكتIIاب: وقال بعضهم: ويقصد بذلك مIIر بنIIا مIIراًرا- ابن حجIIر- مناسIIبة هIذا (يقول العيني )وقال بعضهمالعلم، فيدخل في آداب طلب العلم من هذا الوجه.حلقة بالحلقة من جهة أن المراد العلم

هIIذا من كالمأخIIذ الكرمIIاني موجIIود عندجIIزٌء منIIه ني. هIIذا من كالم الكرماأخIIذ قلت: هIIذا القائIIل قلنIIا العيIIني، مناسIIبة إدخIIال بيIان هIذاوجIIه ، وإنمIا هIو بيIIان بينبين الباالمناسIIبة الكرماني، ومع هذا فليس في هذا بيان وجIIه

الباب في كتاب العلم، يعني العيني عادته يربط بين البابين. مرتبطIIة بعضIIها ببعضسلسIIلة هIذه ، وفIIرٌق بين األمIIرين،األصIIلينعم ابن حجر يربط بين هIIذا البIIاب والكتIIاب

هIIذه السلسIIلة تحت العنIIوان األكIIبر كمIIا يفعIIل ابنتنضIIوي ال بد من بيانها على ما يصنع العيني، وال بIIد من أن إدخIIIال هIIIذا البIIIاب في كتIIIاب العلم، وليس القIIIوة إال في بيIIIان وجIIIوهمناسIIIبة حجIIIر، يقIIIول: وإنمIIIا هIIIو بيIIIان وجIIIه

المناسIIIIIبة بين األبIIIIIواب، الIIIIIذي يصIIIIIنعه يعIIIIIني العيIIIIIني، وليس القIIIIIوة إال في بيIIIIIان وجIIIIIوه المناسIIIIIبة بين األبIIIIIوابالمذكورة في كتب هذا الكتاب، يريد أن يربط األبواب بعضها ببعض، وينظمها في سلك واحد.

وقIIIIال: الشIIIIيخ قطب الIIIIدين هIIIIذا البIIIIاب حقIIIIه أن يIIIIأتي عقب بIIIIاب من رفIIIIع صIIIIوته بIIIIالعلم أو عقب بIIIIاب طIIIIرح المسألة؛ ألن كليهما من آداب العالم، وهذا الباب من آداب المتعلم، ومIIا بعIد هIذا البIاب يناسIب البIIاب الIذي قبلIه

عنالتحمIIل ؛ ألن فيIIه معIIنى »رب مبلغ أوعى من سامع»: وهو قوله: باب قول النبي -صلى هللا عليه وسلم- الIIذي ذكرنIIاه أنسIIب؛ ألن البIIاب السIIابق في بيIان مناولIة العIIالم(العيIIني)القائIIل غير العIIارف وغIير الفقيIه، قلت:

بعIIدذكرناه، ابن حجر في انتقاد االعIIتراض كما هذا المجلس يحضر في مجلس العلم، وهذا الباب في أدب من .تكلفه وال يخفى أن ساق بعض كالم العيني قال:

العIIIIالم في مجلس العلم، وهIIIIذا البIIIIاب في أدب منمناولIIIIة البIIIIاب السIIIIابق في بيIIIIان كIIIIون هIIIIو ظIIIIاهر، يعIIIIني ، ال هذا المجلس كما ذكرنا، هو مقبول من وجه، لكن المسألة أعم مما ذكره العيIني؛ ألن المناولIة قIIد تكIIونيحضر

تكلفIIIهفي مجلس العلم وفي غIIIير مجلس العلم، ولIIIذلك قIIIال: الحافIIIظ بعIIIد أن سIIIاق بعض كالم العيIIIني وال يخفى مIIا يلIIزم أن يكIIون في مجلس علم يناولIIهيعIIني ، لصIIدقولIIو قIIال قائIIٌل: المناولIIة قIIد تقIIع في غIIير مجلس العIIالم

أو في بيتIه أو مIا أشIبه ذلIك، يقIول:مثاًل أو في أي مكIان وهIو سIIائر طريقIه لIو في روه عني، االكتاب ويقول: يشمل هذا بدون تكّلف. نفسهعني، صدق أنه ناوله، والذي ذكره الشارح يعنيفاروِه خذ هذا الكتاب

8 التجريد الصريح– الحلقة مائةوثمانية عشر

فزيIIد عليهIIا الميم، وقIIد تIIأتيبين ، بينمIIا أصIIلها »أن رس//ول هللا -ص//لى هللا علي//ه وس//لم- بينم//ا ه//و ج//الٌس« حال كونه في المسجد النبوي.«، »جالٌس مبتدأ خبره: « بينما هو» بإشباع بين،(بينابدون ميم )

وعرفنIIIا أن النIIIبي-عليIIIه الصIIIالة والسIIIالم- يجلس في المسIIIجد، ولIIIو في غIIIير وقت الصIIIالة والصIIIحابة كIIIذلك،كل تقي وبيت وذكرنا سابًقا أن المسجد

وحليةخير مقام قمت فيه .

تحليتها ذكر اإلله بمسجد.

سIIنة، هIذه »رجIIل قلبIIه معلIIق بالمسIIاجد« وعرفنا أن من السبعة الذين يظلهم هللا في ظله، يIIوم ال ظIIل إال ظلIه، تكاد أن تكون مهجورة، والمساجد ال يرد إليها إال من يريد الصالة مع األسف الشديد.

ا، جملIIة حاليIIة »ج//الس ح/ال كون//ه في المس/جد النب//وي والن/اس مع//ه« ًIIبقت»إذ أقب//ل«أيضIIا، وسIIواب بينمIIج ذلIIك، إًذا كيIIف يصIIنعيستفصIIح في جIIواب بين، نعم ال (إذا وإذ) مجIIيئال يستفصحاألصIIمعي اإلشIIارة إلى أن

بمثل هذا؟ بالحIIديث في قواعIIد اللغIIة،االحتجIIاج كيف يصنع األصمعي بمثل هذا؟ هذه مسألة فرع عن مسألة كبرى، وهي

إنمIIا من كالم الصIIحابي،-عليIIه الصIIالة والسIIالم-ليسIIت من كالم النIIبي هIIذه، هي فالIIذي يحتج بIIه ويقIIول: إن لمعنىبامن قال: إن أهل الحديث يجIIيزون الروايIIة وبه من هذه الحيثية، فاحتجوا وتناقله الرواة عن الصحابي،

وهIIوخزانIIة األدب، البغIIدادي في أول خالفيIIة، بسIIطها من شIIأن االحتجIIاج بالسIIنة في الحIIديث، والمسIIألة خفIIف .الكافيةكتاب عظيم في شواهد شروح

وقIIعجمIIع، ولIIذا ، والمعIنى ثالثIIة هم نفIر، والنفIIر اسIIم ةإلى عشربالتحريك للرجIIال من ثالثIة النفر »ثالثة نفر«.[48ِتْسَعُة َرْهٍط{]النمل:}مميًزا للجمع كقوله تعالى:

هنIIا ها يعني من الثالثة إلى رسول هللا-صلى هللا عليIIه وسIIلم-، قIIال: العيIIني اعلم أن«منهم»فأقبل اثنان قال: هنIIا إقبIIالين، أحIIدهما هاثالثIIة فأقبIIل اثنIIان، يقIIول: اعلم أنأقبIIل قبل«فأ»إذ أقبل ثالثة نفر ، الحIIديثإقبIIالين في

ثIIIنين منهم حين رأوا مجلس النIIIبي-عليIIIهالخIIIر إقبIIIال اآل وا، المسIIIجد مIIIارين منفIIIدخلواأقبلIIIوا من الطريIIIق أواًل أقبIIلاًليقول: سقط سؤال من قال: كيIIف قIIال أوالتقرير ستمر ذاهًبا، وبهذا فإنه االصالة والسالم-، وأما الثالث

أن يكIIIون المقبIIIل اثIIIنين أو ثالثIIIة؟ على كIIIل حIIIال القائIIIل هIIIوإمIIIا قبIIIل اثنIIIان، والحIIIال ال يخلIIIو فأثالثIIIة ثم قIIIال: أن يكIIون المقبIل إماقبIل اثنIان، والحIIال ال يخلوفأ قلت: قIال أقبIل ثالثIة ثم قIال: فIإنالكرماني، يقول الكرماني: اثنين أو ثالثة، فما معناه؟ اإلقبIIIIIال إلى المجلس أو إلىاًل المIIIIIراد من اإلقبIIIIIال أو(نفسه)الكرمIIIIIاني اإلقبIIIIIال من أجIIIIIاب عنIIIIIه قلت: المIIIIIراد

تلك الثالثة اثنان. منقبلفأاإلقبال إلى رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم-، والمراد: وثانًيا جهتهم، ا ما تبقى بإذن هللا المقدم: أحسن هللا عليك لعلنا نستكمل نع/ود إلى ه/ذه المس/ألة في مطل/ع الحلق/ةوخصوص:

ذن هللا.بإالقادمة وأنتمالحلق//ة القادم//ة، في ذن هللا بإخوة واألخوات، بهذا نصل وإي//اكم إلى خت//ام ه//ذه الحلق//ة، نس//تكمل إلأيها ا

على خير.

9 فضيلة الشيخ عبد الكريم9الخضير

والسالم عليكم ورحمه هللا وبركاته.