P

شرح كتابصحيح البخاري

معالي الشيخ الدكتورالله الخضير عبد الكريم بن عبد

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية

واإلفتاء

المكان:هـ02/02/1433تاريخ المحاضرة:

شرح كتاب صحيح البخاري )144 )

2

السالم عليكم ورحمة الله وبركاته.نعم.

طالب: أحسن الله إليك. الحمد لله رب العالمين، وصلى الل��ه وس�لم وب�ارك على عب��ده

ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. "ب��اب إذا لم يكن ق��ال اإلم��ام البخ��اري -رحم��ه الل��ه تع��الى-:

وف من الم أو الخ� ة، وك��ان على االستس�� الم على الحقيق�� اإلس� }قالت األعراب آمنا ق��ل لم تؤمن��وا ولكنالقتل. لقوله تعالى:

ة، فه��و14 ]الحجرات: قولوا أسلمنا{ [. فإذا ك��ان على الحقيق��الم{على قول��ه -ج��ل ذك��ره-: ]آل}إن ال��دين عن��د الله اإلس��

[.19عمران: ه��ري، ق��ال: عيب، عن الز ح��دثنا أب��و اليم��ان، ق��ال: أخبرن��ا ش��ي الله عد -رض�� اص، عن س�� عد بن أبي وق أخب��رني ع��امر بن س��لم- أعطى رهط��ا لى الل��ه علي��ه وس�� ول الله -ص�� عن��ه-، أن رس��لم- رجال وسعد جالس، فترك رسول الله -صلى الل��ه علي��ه وس��، فقلت: يا رسول الله ما لك عن فالن؟ فوالله هو أعجبهم إلي

لما«إني ألراه مؤمنا. فقال: كت قليال، ثم غلبني»أو مس�� ، فس�� ما أعلم منه، فعدت لمقالتي، فقلت: م��ا ل��ك عن فالن؟ فوالله

ال: لما«إني ألراه مؤمنا. فق�� . ثم غلبني م��ا أعلم من��ه»أو مس��لم- ثم لى الل��ه علي��ه وس�� فعدت لمقالتي، وعاد رسول الله -ص��

يةقال: جل، وغيره أحب إلي منه، خش�� »يا سعد إني ألعطي الر.أن يكبه الله في النار«

ه����ري، عن الح، ومعم����ر، وابن أخي الز ورواه ي����ونس، وص����هري" .الز

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورســوله نبينــامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

)قوله: "ب��ابأما بعد، فيقول ابن حجر -رحمه الله- في شرح هذا الباب: ،إذا لم يكن اإلس��الم على الحقيق��ة" ح��ذف ج��واب قول��ه "إذا"(

)للعلم به، كأنه يق��ول: "باب إذا لم يكن اإلسالم على الحقيقة" ، يعــني إذا كــانإذا كان اإلسالم ك��ذلك لم ينتف��ع ب��ه في اآلخ��رة(

مجرد دعوى من غير أن يقر في القلب، كما هــو شــأن المنــافقين، فإنــه ال )كأنهينفع في اآلخرة، بل يضر صاحبه أكثر مما لــو أظهــر الكفــر. يقــول:

يقول: إذا كان اإلسالم كذلك لم ينتفع به في اآلخرة. ومحص��ل م��ا ذك��ره واس��تدل ب��ه أن اإلس��الم يطل��ق وي��راد ب��ه الحقيق��ة

، يــرادفالشرعية، وهو ال�ذي ي�رادف اإليم�ان وينف�ع عن�د الل�ه( اإليمان إذا انفرد عنه. أما إذا قــرن بــه فيفترقــان، فيكــون لإلســالم حقيقــة ولإليمان حقيقة. مع أن اإلمام البخاري يرى أن اإليمان واإلسالم مترادفــان

مطلقا سواء اقترنا أو افترقا. ]آل عم��ران:}إن الدين عند الله اإلسالم{)وعليه قوله تعالى:

، وهــذه اآليــة موجــودة في بعض نســخ الصــحيح، فهي موجــودة في[(19نسخة.

3 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير3

ــل ال، موجودة، عشرة موجودة يقول: }ومن يبتغ غير اإلسالم دينا فلن يقب[، هذه موجودة عند من؟ 85 ]آل عمران: منه{

الم{أمـا قولـه: ه اإلســ ـد الل [ موجـودة في19 ]آل عمـران: }إن الـدين عنــلأصل الصحيح عند جميــع الــرواة. ــا فلن يقب الم دين ــر اإلســ ــغ غي }ومن يبت

[، هذه ال توجد عند أبي ذر وتوجد عند غيره.85 ]آل عمران: منه{لمين{)وقوله تع�الى: ا غي�ر بيت من المس� دنا فيه� }فم�ا وج�

[، ويطلق ويراد به الحقيق��ة اللغوي��ة وه��و مج��رد36]الذاريات: االنقي��اد واالستس��الم، فالحقيق��ة في كالم المص��نف هن��ا هي

؛ ألن الحقائق ثالث: حقيقــة لغويــة، وحقيقــة شــرعية، وحقيقــةالشرعية(لم الذي ينادى به اآلن في عرف الناس ليس المراد به اإلسالم عرفية. الس واالستسالم، االستسالم هنا حقيقــة لغويــة، واإلســالم المعــروف الشــرعي،ا إســالم بمعــنى استســالم ولــو لم يكن هنــاك انقيــاد قلب وال انقيــاد وأيضــ جوارح للعمل بشرائع اإلسالم. هذه حقيقة عرفية ينــادي بهــا بعض النــاس، وأن يستسلموا وينقادوا وال يؤذي أحد أحدا ويتعايشوا، هذه حقيقــة شــاعت عند الناس في األيام األخيرة، ومقتضاها أن ال يعادى أحد، بــل النــاس كلهم

أخوة في اإلنسانية.التعريف السلمي. طالب:

هذا التعريف السلمي. ....... طالب:

نعم. قضاء مبرم على الوالء والبراء، نسأل الله العافية. )يطل���ق وي���راد ب���ه الحقيق���ة اللغوي���ة وهي مج���رد االنقي���اد واالستسالم، فالحقيقة في كالم المص��نف هن��ا هي الش��رعية. ومناسبة الحديث للترجمة ظ��اهرة من حيث إن المس��لم يطل��ق

، ألن النــاس ليس لهمعلى من أظهر اإلسالم وإن لم يعلم باطنه( ، ألن اإلســالم يطلــق على من)فال يكون مؤمنا(إال الحكم على الظاهر،

)وإن لم يعلم باطن��ه، فال يك��ون مؤمن��ا؛ ألن��ه ممن لمأظهـــره ، ألنتص��دق علي��ه الحقيق��ة الش��رعية، وأم��ا اللغوي��ة فحاص��لة(

اإلسالم مبناه على العمل بــالجوارح، األعمــال الظــاهرة، ولـذلك لمــا ســأل جبريل النبي -عليه الصالة والسالم- عن اإلسالم، فسره باألعمال الظاهرة: الشــهادتين والصــالة والزكــاة والحج والصــيام، لكن لمـا ســأله عن اإليمــان

فسره بأعمال باطنة. )قوله: "عن سعد" هو ابن أبي وقاص كما صرح به اإلسماعيلي

، عــامر بن ســعد يعــني ابنفي روايته، وهو والد عامر الراوي عنه( )كما وقع في الزكاة عند المص��نف من رواي��ة ص��الحأبي وقاص،

بن كيسان، قال فيها: عن عامر بن س��عد عن أبي��ه، واس��م أبي وقاص مالك، وسيأتي تمام نسبه في مناقب سعد إن شاء الل��ه

.تعالى( "عن سعد -رضي الل��ه عن��ه- أن رس��ول الل��ه -ص��لى الل��هيقول:

، الرهــط يختلــف فيــه أهــل العلم بدايــةعلي��ه وس��لم- أعطى رهط��ا" )فقال ع��دد من الرج��ال: من ثالث��ةونهاية، يعني من أوله إلى آخره،

، من أئمة اللغة، ولــه كتــاب مشــهور متــداولإلى عشرة. قال القزاز( ،)وربما ج��اوزوا ذل��ك قليال(بين أهل العلم اســمه: الجــامع في اللغــة

شرح كتاب صحيح البخاري )144 )

4

)وال واح�د ل�ه من لفظ��ه، وره�ط الرج�ل:يعني زادوا على العشرة [،91 ]هود: }ولوال رهطك لرجمناك{، بنو أبيه األدنى، وقيل: قبيلته(

)وقيل: قبيلته. ولإلسماعيلي من طريق ابن أبي ذئب: أنه جاءه رهط فسألوه

، ترك رجال منهم وكله النبي -عليه الصالةفأعطاهم فترك رجال منهم(الم- إلى مــا وقــر في قلبــه من إيمــان، وأمــا من خيــف على إيمانــه، والســ

الم-. فيؤلف بالمال كما فعل النبي -عليه الصالة والس "عن سعد -رضي الله عن��ه- أن رس��ول، )قوله: "وسعد جالس"(

، قــال:الله -صلى الله عليه وسلم- أعطى رهطا وس�عد ج��الس" ، تجريد أن يجرد اإلنسان من نفســه رجال يتحــدث عنــه كأنــه)فيه تجريد(

)فيه تجريد. "وسعد جالس"غيره، ما قال: وأنا جالس. ، ما قال: أعجبهم إليه، لمــا قــال:وقوله: "أعجبهم إلي" فيه التفات(

أخبر عنه، مــا قــال: فــترك رجال هــو أعجبهم إليــه؛ قــال:"وسعد جالس"" )في��ه التف�ات،، فيه التفات من الغيبــة إلى التكلم. "هو أعجبهم إلي

ولفظه في الزكاة: أعطى رهطا وأنا جالس، فساقه بال تجري��دــرواة.وال التف��ات( ــد، إذا االختالف من تصــرف ال ، مخــرج الحــديث واح

)فس��اقه بال تجري��د وال التف��ات، وزاد في��ه: فقمت إلى رس��ول الله -صلى الله عليه وسلم- فساررته. وغفل بعضهم فعزا هذه

، لكنها موجودة في الصحيح في البخــاري في كتــابالزيادة إلى مسلم( )فعزا هذه الزيادة إلى مس��لم فق��ط، والرج��ل الم��تروكالزكاة،

.اسمه جعيل بن سراقة الضمري، سماه الواقدي في المغازي(الم- الة والســ وذكر في األخبار في أخبــاره: أن رجال مــر بــالنبي -عليــه الصــ

»مــا رأيكم فيفسأل عنه، وهو في مقاييس الناس من علية القوم، قــال: ، قالوا: هذا، مدحوه وأثنوا عليه، إن خطب حري أن يزوج، وإن شفعهذا؟«

،»ما رأيكم في هذا؟«حري أن يشفع. ثم مر جعيل هذا ابن سراقة، فقال: قالوا: هذا رجل من سطة الناس، إن خطب لم يزوج وإن شــفع لم يشــفع.

.»هذا خير من ملء األرض من ذاك«فقال: يعني بالمقياس الشــرعي، واإلشــكال أن مــوازين النــاس وهي في زماننــا أظهر، هي كلها بالمقــاييس الماديــة، حــتى إن بعض من ينتســب إلى العلم تجده يحتفي بمن عنــده مــال أو جــاه أو منصــب أكــثر ممــا يحتفي بطــالب العلم أو العالم إذا كــان ممن ليس لــه شــيء من ذلــك ال مــال وال جــاه وال مركز وال منصب، وهــذه مشــكلة، هــذا خلــل في التصــور، يعــني نقــدم من

أخره الله ونؤخر من قدمه الله!.)قوله: "مالك عن فالن؟"(

طالب: شيخ أحسن الل��ه إلي��ك، بالنس��بة للموازن��ات ه��ذه، ه��ل ألح��د من الن��اس أن ي��وازن بين رجلين فيق��ول: ه��ذا يس��اوي عشرة رجال من هذا، أم هذه أعمال قل��وب لم يطل��ع عليه��ا إال

أمثال النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ لكن أعمال القلوب لها دالئل في األعمال الظاهرة تــدل عليهــا، يعــني لمــاــرات يجيئك من ظاهره الفسق، أو من تعرف عنه أنه فاسق، يرتكب المنك

ثم يقول لك: التقوى هاهنا!هذا ظاهر أمره. طالب:

5 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير5

نعم. واضح أمره. نعم إذا كــان مجهــوال مــا تعــرف عنــه شــيئا فال يجــوز أنتحكم عليه إال بمعرفة شيء يدل على ذلك بقرائن تدل على حكمك.

....... طالب: ، ثم مر بجنازة أخرى فقال النبي -عليه»وجبت، وجبت، وجبت«نعم. قال:

الم- ــ الة والسـ ــ الة»وجبت، وجبت، وجبت«الصـ ــ ــه الصـ ــه -عليـ . فقيـــل لـالم-: أنت قلت في األولى: ــة: »وجبت«والســ ؟ األولى»وجبت« وفي الثاني

ا، فقــال: »أثــنيتم على األول خــيراأثنوا عليها خيرا، والثانية أثنوا عليها شــرا وأنتم شهداء الله في أرضــه فــوجبت لــه الجنــة، وأثــنيتم على الثــاني شــر

. فوجبت له النار« لكن المنظــور إليــه في هــذا الثنــاء من ســلمت فطرتــه؛ ألن بعض النــاس تلوثت فطرته، وأشرب قلبه أشياء مخالفة، أو فتن في علمه فصار -نســأل الله العافيــة- عنــده فهم للنصــوص يختلــف فيهــا مــع أهــل التحقيــق الــذين ينطلقون من فهم السلف. ونحن نقرأ ونسمع بعض الفهوم للنصــوص ليس عليها أثــارة من علم، نســأل اللــه العافيــة. فمثــل هــذا ال عــبرة بثنائــه، بــل العكس: إذا أثنى هذا المفتون على أحد فخف منه، وإذا ذم أحــدا فيظن بــه

خير، لكن ال يجزم بذلك.وإذا أتتك مذمتي من ناقص *** فهي الشهادة لي بأني كامل

نعم. ....... طالب:

ماذا؟ ....... طالب:

نعم. نعم. على هوى. )قوله: "م��ا ل��ك عن فالن؟" يع��ني أي س��بب لع��دولك عن��ه إلى

، سماه أوالغيره، ولفظ "فالن" كناية عن اسم أبهم بعد أن ذكر(ــا يقصــد"ما لك عن فالن؟"أو عرف وأريدت تكنيته: ــذا المبهم أحيان ، ه

إبهامه؛ للستر عليه، ومثل هذا لو ذكر اسمه؛ ألن الحــديث مســاقه مســاقمدح له، فما الفائدة من إبهامه؟

....... طالب:يعني هل فيه مغمز عليه؟

....... طالب:الم- أراد أن يعلم ســعدا أال يجــزم بــأمر خفي، ال، النبي -عليه الصالة والســ

يحكم عليه من خالل الظاهر باإلسالم. ....... طالب:

لكن هو موجود بينهم. ....... طالب:

ن لكنه موجود اآلن، موجود بينهم وسمع الثنــاء. لكن الثنــاء إجمــالي، مــا عي على آخره.»إني ألعطي الرجل...«فيه هو:

)ولفظ "فالن" كناية عن اسم أبهم بعد أن ذكر. ،قوله: "فوالله" في��ه القس��م في اإلخب��ار على س��بيل التأكي��د(الم- أقســم في نحــو من ثمــانين موضــعا حلــف الة والســ والنبي -عليه الصــــور عليها النبي -عليه الصالة والسالم- ولو لم يستحلف، فالقســم على األم

المهمة شرعي.

شرح كتاب صحيح البخاري )144 )

6

)"فوالله" فيه القسم في اإلخبار على سبيل التأكيد. قوله: "ألراه" وقع في روايتنا من طري��ق أبي ذر وغ��يره بض��م الهم��زة هن��ا وفي الزك��اة، وك��ذا ه��و في رواي��ة اإلس��ماعيلي

)ب��ل، يعني النووي وغيره، وقال الشيخ محيي الدين -رحمه الله-(ــنىهو بفتحها أي أعلمه( ، سياق الحديث يرجح أن الهمزة مفتوحة بمع

،"فغلبني م��ا أعلم"أعلم، وليســت مضــمومة بمعــنى أظن؛ ألنــه قــال: )وقال الش��يخ مح��يي ال�دين -رحم��ه الل�ه-: ب�ل ه��و بفتحه�ا أي أعلمه، وال يجوز ضمها فيصير بمعنى أظنه؛ ألنه قال بعد ذل��ك:

."غلبني ما أعلم منه" انتهى(ــر: ــال ابن حج )وال دالل��ة فيم��ا ذك��ر على تعين الفتح؛ لج��واز ق

}ف��إنإطالق العلم على الظن الغ��الب، ومن��ه قول��ه تع��الى: [ س��لمنا، لكن ال يل��زم من10 ]الممتحن��ة: علمتموهن مؤمنات{

إطالق العلم أن ال تكون مقدماته ظنية فيك��ون نظريا ال يقينيا، ، حـــتى لـــو كـــان العلم مقدماتـــه نظريـــة ثم أدت هـــذهوه��و الممكن(

ا فيكــون ا. وأيضــ ــا مــا يبقى ظن ــا إلى علم، يبقى علم المقــدمات باجتماعها، العلم النطـــري مفيـــد للعلم القطعي، وإن لم يكن ا أي علمـــا نظري نظريــني، هــو المــؤدى واحــد، النتيجــة ال على تقســيمهم العلم إلى نظــري ويقيــه علم، تحتمل النقيض سواء قلنا: يقيني أو قطعي أو قلنا: علم نظري، لكن

النتيجة مفيدة للعلم الذي ال يحتمل النقيض. )وهو الممكن هنا، وبهذا جزم صاحب المفهم في شرح مس��لم فقال: الرواية بضم الهمزة، واس��تنبط من��ه ج��واز الحل��ف على غلبة الظن؛ ألن الن��بي -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- م��ا نه��اه عن الحلف، كذا قال، وفيه نظر ال يخفى؛ ألن�ه أقس�م على وج�دان ،الظن، وهو كذلك، ولم يقسم على األم��ر المظن��ون كم��ا ظن(

)واستنبط منه جواز الحلف على غلبة الظن(. الرجل الذي جامع امرأته في رمضان، وفي آخــر القصــة لمــا جيء بــالتمر

، فقال: والله ما بين البتيهــا، أقســم، أهــل بيت»خذ هذا فتصدق به«فقيل: أفقر منا، فوالله ما بين البتيها، هل فتش في البيوت بيتا بيتا حتى عرف أنه ال يوجد أفقر منه أو على غلبة ظنــه؟ على غلبــة ظنــه. فــاليمين على غلبــة

الظن جائزة. )واستنبط منه جواز الحلف على غلبة الظن؛ ألن الن��بي -ص��لى الله عليه وسلم- ما نهاه عن الحل��ف، ك��ذا ق��ال، وفي��ه نظ��ر ال

، ال ســيما إذايخفى؛ ألنه أقس��م على وج��دان الظن وه��و ك��ذلك( ،)ولم يقسم على األمر المظنون كم��ا ظن( "أراه"كانت الرواية:

"، هو بإسكان»أو مسلما«)قوله: "فقال: كما ظن صاحب المفهم. للتنويع، خير أبح قسم بأو»أو«، الواو ال بفتحها، فقيل هي للتنويع( )فقيل: هي للتنويع، وق��الوأبهم، خير أبح قسم، التقسيم هو التنويع

، للتشريك فتكون بمعنى الــواو، وربمــا عــاقبتبعضهم: هي للتشريك( )وقال بعضهم: هي للتشريك، وأنه أم��رهالواو، في كالم ابن مالك.

، يعني مؤمنا ومسلما، إذا كانت أو بمعنىأن يقولهما معا؛ ألنه أحوط( )وأنه أمره أن يقولهما معا؛ ألنه أح��وط. وي��رد ه��ذا رواي��ةالواو،

7 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير7

»فق��ال: ال تق��لابن األع��رابي في معجم��ه في ه��ذا الح��ديث: ، وإضراب بها أيضا نمي، فوضح أنها لإلضراب(مؤمن؛ بل مسلم«

م بأو وأبهم وإضراب بها أيضا نمي ر أبح قس خي تأتي أو لإلضراب.

)وليس معناه اإلنكار، ب��ل المع��نى أن إطالق المس��لم على من ؛ ألنلم يخت��بر حال��ه الخ��برة الباطن��ة أولى من إطالق الم��ؤمن(

ــه اإلسالم متيقن على من ظاهره اإلسالم، لكن اإليمان الباطن مشكوك فيمظنون، فيحلف على المتيقن.

)ألن اإلسالم معلوم بحكم الظ��اهر؛ قال��ه الش��يخ مح��يي ال��دين ملخصا، وتعقبه الكرماني بأنه يلزم منه أن ال يكون الحديث داال على ما عقد له الباب، وال يكون لرد الرسول -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- على س��عد فائ��دة، وه��و تعقب م��ردود، وق��د بين��ا وج��ه المطابق��ة بين الح��ديث والترجم��ة قب��ل، ومحص��ل القص��ة أنع العط��اء لمن أظه��ر النبي -صلى الله عليه وس��لم- ك��ان يوس��ا، فلم��ا أعطى الره��ط وهم من المؤلف��ة، وت��رك اإلس��الم تألف�� جعيال وهو من المهاجرين، مع أن الجميع سألوه، خاطب��ه س��عد في أمره؛ ألنه كان ي��رى أن جعيال أح��ق منهم لم��ا اخت��بره من��ه دونهم، ولهذا راجع فيه أك��ثر من م��رة، فأرش��ده الن��بي -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- إلى أم��رين: أح��دهما إعالم��ه بالحكم��ة في

.إعطاء أولئك وحرمان جعيل مع كونه أحب إليه ممن أعطى( ونظير هذا لما قسم النبي -صلى الله عليه وسلم- مغــانم حــنين، فــأعطىمــوه في األمــر؛ وأجزل وأكثر، وتــرك األنصــار، فشــكى األنصــار إليــه، أو كل

الم-: الة والســ »أالألنهم وجدوا في أنفســهم، فقــال لهم النــبي- عليــه الصــ ترضون أن ينطلق الناس بالشاء والبعير وتنطلقون برسول الله- صلى الله

ب قلوبهم، ووكلهم إلى ما عندهم من إيمان. عليه وسلم-؟« ، طي )فأرشده النبي -صلى الل��ه علي��ه وس��لم- إلى أم��رين: أح��دهما إعالمه بالحكمة في إعطاء أولئك وحرمان جعيل مع كون��ه أحب إليه ممن أعطى؛ ألنه لو ترك إعطاء المؤلف لم ي��ؤمن ارت��داده

، وكم من شخص -نسأل الله العافية- في القديمفيكون من أهل النار(والحديث ارتد بسبب مثل هذا.

القصــيمي الــذي ذهب للدراســة في مصــر من هـذه البالد، وفي أول أمــره كان على الجادة، وألف الصراع، وألف البروق، وألف كتبا نافعة جـدا، حـتى قال بهم: إنه بذل مهـر الجنــة أو ثمن الجنـة بالصــراع. انتكس، نسـأل اللــه العافية، وزاغ، وألحد، وألف األغالل، ســمى الــدين أغالال، وأنــه ســبب تــأخرــيرة. ســببه أن ــه ردود كث ــه، علي ــدين وأحكامــه. ورد علي المســلمين، أن ال العطاء كان يسيرا، ويعطى ناس أكثر منه وهم أقل منه في المستوى، هذا

السبب. ....... طالب:

نعم. هذا الذي ظهر، أنه ما أعلن توبته إلى آخر لحظة، وألف كتبا، من كتبهــا كبــيرة، يعــني األخيرة -نسأل الله العافيــة، نســأل اللــه الثبــات-، كتب كتب

فرعون يكتب سفر الخروج، والعرب ظاهرة صوتية، كتب كتبا خبيثة. ....... طالب:

شرح كتاب صحيح البخاري )144 )

8

ماذا فيه؟ ....... طالب:

السبب الذي ذكرته نقال عن الشيخ عبد الــرزاق -رحمــه اللــه-؛ ألنــه يقــول:جار لنا. ....... طالب:

هو يقول: جار لنا الشيخ، وكان ذهب للدراسة معــه الشــيخ عبــد العزيــز بن الثالثة. فمثل هؤالء يحتاجون إلى تــأليف، ســيما مثــل هــذا، ...راشد ومعه

تــه على دينــه، واســتمر يكتب، يعني عبقري، يعني: لو أن الله -جل وعال- ثبه{ويرد، لكن [.19 ]االنفطار: }واألمر يومئذ لل

....... طالب:على ماذا؟

....... طالب:ال، لو أنه أحد ما رد عليه.

....... طالب: ال، البخاري يقول: سواء افترقا أو اجتمعا، اإلســالم هــو اإليمــان، مــا بينهمــا فرق، هذا رأي اإلمام البخاري ومحمــد بن نصــر المــروزي وجمــع من أئمــة

السلف. ....... طالب:

نعم. نعم. ....... طالب:

نعم، أطلق أطلق، لكن اإليمان فيه تزكية باطن. )ألنه لو ترك إعطاء المؤلفة لم يؤمن االرتداد فيك��ون من أه��ل

النار. ثانيهم��ا: إرش��اده إلى التوق��ف عن الثن��اء ب��األمر الب��اطن دون الثن��اء ب��األمر الظ��اهر، فوض��ح به��ذا فائ��دة رد الرس��ول -علي��هالم- على سعد، وأنه ال يستلزم محض اإلنكار عليه؛ الصالة والس بل كان أحد الج��وابين على طري��ق المش��ورة ب��األولى، واآلخ��ر

ــاني على طريــقعلى طريق االعتذار( ، األولى أن تقــول: مســلما، والثاالعتذار؛ لعدم إعطائه.

)بل كان أحد الجوابين على طري��ق المش��ورة ب��األولى، واآلخ��ر على طريق االعتذار. ف��إن قي��ل: كي��ف لم تقب��ل ش��هادة س��عد لجعيل باإليمان، ولو شهد له بالعدالة لقبل من��ه، وهي تس��تلزم

اإليمان؟ فالجواب أن كالم س�عد لم يخ��رج مخ��رج الش��هادة، وإنم�ا خ�رج مخرج المدح له، والتوسل في الطلب ألجله، فلهذا ن��وقش في لفظه، حتى ولو كان بلف��ظ الش��هادة لم��ا اس��تلزمت المش��ورة عليه باألمر األولى رد شهادته، بل السياق يرش�د إلى أن�ه قب�ل

قوله فيه، بدليل أنه اعتذر إليه. وروين��ا في مس��ند محم��د بن ه��ارون الروي��اني وغ��يره بإس��نادصحيح إلى أبي سالم الجيش��اني عن أبي ذر، أن رس��ول الل��ه -

، ق�ال:»كي�ف ت�رى جعيال؟«صلى الل��ه علي��ه وس�لم- ق�ال ل�ه: »فكي��ف ت��رىقلت: كشكله من الناس، يعني المهاجرين. قال:

9 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير9

»فجعيل خير، قال: قلت: سيد من سادات الناس. قال: فالنا؟«ــاظ. (من ملء األرض من فالن« ــرق وبألف )قال:، والقصة مروية بط

»إن�ه رأسقلت: ففالن هكذا وأنت تص�نع ب�ه م��ا تص�نع؟ ق�ال: . فهذه منزلة جعيل المذكور عند الن��بيقومه، فأنا أتألفهم به«

-صلى الله عليه وسلم- كم��ا ت��رى، فظه��رت به��ذا الحكم��ة في ،حرمانه، وإعطاء غيره، وأن ذلك لمصلحة التأليف كما قررن��اه(

، التفرقــة،)وفي حديث الباب من الفوائد المتفرقة(قال ابن حجر: ، ماذا التي معك يا أبا)التفرقة بين حقيقتي اإليمان واإلسالم(نعم

عبد الله؟ التفرقة.طالب:

)التفرقة بين حقيقتي اإليمان واإلسالم، وترك القطع باإليمان الكامل لمن لم ينص عليه، وأما منع القطع بالجنة فال يؤخذ من

.هذا صريحا وإن تعرض له بعض الشارحين( ....... طالب:

البخاري، سيأتي ما يؤيده. )وإن تعرض له بعض الش��ارحين. نعم ه��و ك��ذلك فيمن لم يثبت

، يعني ال يقطع ألحد بجنة.فيه النص( )وفيه الرد على غالة المرجئة في اكتفائهم في اإليمان بنطق

)وفي��ه ال��رد على غالة، هــذا رأي الكراميــة، يكفي النطــق. اللس��ان( المرجئة في اكتفائهم في اإليمان بنطق اللس��ان، وفي��ه ج��واز تصرف اإلم�ام في م�ال المص�الح، وتق�ديم األهم ف�األهم، وإن

ــيرا ممن يســتدرك علىخفي وجه ذلك على بعض الرعية( ، نسمع كث من ولي األمر وتصــرف بعض التصـرفات الـتي قــد يـرى النــاظر في بـادئ األمر أنها فيها إعطاء ألناس أو إعطاء لجماعات أو إعطاء لدول ومــا أشــبه ذلــك، والنظــر والمصــلحة تقتضــي عنــده في تقــديره أن يفعــل هــذا، فهــو المسئول أمام الله- جل وعال- عن هذا المال وفي تصريفه، قد يفعــل ذلــك لمصلحة، قد يتعدى ذلك، قد يقصر فيه، هو المسئول أمام الله -جل وعال-،ــا، يعطي دولــة كــذا، ولذلك تجــد حــديث النــاس في المجــالس: يعطي فالن

يعطي جماعة كذا! أنتم ما تدرون ماذا عنده؟ فهو ولي على هذا األمر، وائتمن عليه، وهذا أمر

بينه وبين الله- جل وعال-. )وفيه جواز تصرف اإلمام في المصالح، وتقديم األهم ف��األهم،

ــذين يتحــدثون فيوإن خفي وجه ذل��ك على بعض الرعي��ة( ، نعم. الــه ــالنبي- علي المجــالس قــد يخفى عليهم، لكن مــا يمكن أن يقــاس أحــد بالم-، لكن هذا فيه مستمسك لمن يترك هذا األمر ويسلمه للــه الصالة والســذي ويقول، كما جاء في أحاديث كثيرة أنك تؤدي الذي عليك وتسأل الله ال

لك. ،)وفيه جواز الشفاعة عند اإلمام فيم��ا يعتق��د الش��افع ج��وازه( أمــا مــا يعتقــد تحريمــه فإنــه ال يجــوز أن يشــفع لــه، مثــل شــفاعة أســامة

للمخزومية. ه)وفيه تنبيه الصغير للكبير على ما يظن أنه ذهل عنه( ، فسعد نب

الم-. )ومراجعة المشفوع إليه في األمر إذاالنبي -عليه الصالة والس

شرح كتاب صحيح البخاري )144 )

10

الم-لم يؤد إلى مفسدة( ؛ ألنك قد، سعد راجع النبي -عليه الصالة والســ أكثر من مرة، لكن أنت قد تشفع لشخص ثم ترد شفاعتك، تشفع له ثانيــة ثم تــرد شــفاعتك، ثالثــة ثم يــؤتى بهــذا الشــخص ويســجن من أجلــك أنت

ــحيح، ــ ــفاعتك! ص ــ )إذا لم ي���ؤد إلى مفس���دة، وأن اإلس���راروش ؛ ألنه ساره، سار النبي -صــلى اللــه عليــهبالنصيحة أولى من اإلعالن(

)كما ستأتي اإلشارة إليه في كت��اب الزك��اة: فقمت إلي��هوسلم- ، يتعين اإلســرارفساررته، وقد يتعين إذا جر اإلعالن إلى مفسدة(

مــتى؟ إذا جــر اإلعالن إلى مفســدة، مفهومــه: أنــه إذا لم يجــر اإلعالن إلىمفسدة أنه يجوز.

)وفيه أن من أشير علي��ه بم��ا يعتق��ده المش��ير مص��لحة ال ينك��ر عليه، بل يبين له وجه الصواب، وفيه االعت��ذار إلى الش��افع إذا

ــبي»إني ألعطي الرجل«، كانت المصلحة في ترك إجابته( ، اعتذر النــه؛-عليه الصالة والسالم- لسعد: »إني ألعطي الرجل وغيره أعجب إلي من، نسأل الله العافية. خشية أن يكبه الله في النار«

، وال يجــد في)وأن ال عيب على الشافع إذا ردت ش��فاعته ل��ذلك(ــا»اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء«نفسه شيئا: ، وأم

إذا وجدت في نفسك شــيئا من رد الشــفاعة فــأنت تنتصــر لنفســك، وليس من حتمية الشفاعة أن تجاب، والمشفوع لــه ليس بيــده من األمــر شــيء،

الم- يقــول: »إنمــا أنــا قاســمإنما هو سبب، وكان النبي -عليه الصالة والس ، فغيره من باب أولى، قلوب العباد بيد الله -جل وعال-، إنوالله المعطي«

ــه. ــاء منع ــاه وإن ش ــاء أعط )وأن ال عيب على الش��افع إذا ردتش ، شيخنا الشيخ ابن باز يشــفع بــاآلالف، وجــدت شــفاعاتشفاعته لذلك(

بــاآلالف، هــل تتصــورون نصــف هــذه الشــفاعات قبلت؟ ال، إذا قبــل الربــع فزين. مثل هذه األمور ال عيب على الشيخ فيها، حصل على األجر، والباقي

إلى الله -جل وعال-.ــووي -)وأن ال عيب على الش��افع إذا ردت ش��فاعته ل��ذلك( ، الن

رحمه الله- يشفع لكل أحد، يعني يستحق الشفاعة ما لم يكن بإثم أو بــأمر ال يجوز. استدعاه الحاكم قال: ال تشفع ألحد بعد، أخذ عليه تعهد، ثم شــفع، فقال الحاكم: دعوه، هذا يشفع لله ما هو لنفسه، لو كان ينتصر لنفســه مــا

شفع بعد هذا الكالم الذي قلت له. )وفي��ه اس��تحباب ت��رك اإللح��اح في الس��ؤال كم��ا اس��تنبطه

المؤلف منه في الزك��اة، وس��يأتي تقري��ره هن��اك إن ش��اء الل��ه ح��ذف المفع��ول الث��اني»إني ألعطي الرج��ل«تع��الى. قول��ه:

)ح��ذف المفع��ول المال أو أي عطــاء »إني ألعطي الرجل«، للتعميم(«الث��اني للتعميم، أي: أي عط��اء ك��ان. قول��ه: في»أعجب إلي

، وك��ذا ألك��ثر ال��رواة، ووق��ع عن��د»أحب«رواي��ة الكش��ميهني: »أحب إلي من��ه، وم��ا أعطي��ه إال مخاف��ةاإلسماعيلي بعد قوله:

»إني إلى آخ��ره، وألبي داود من طري��ق معم��ر: أن يكب��ه الل��ه« ألعطي رج���اال، وأدع من ه���و أحب إلي منهم ال أعطي���ه ش��يئا

. مخافة أن يكبوا في النار على وجوههم« هو بفتح أوله وضم الكاف، يقال: أكب الرجل»أن يكبه«قوله:

إذا أطرق، وكبه غيره إذا قلب��ه، وه��ذا على خالف القي��اس؛ ألن

11

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

11

،الفعل الالزم يتعدى بالهمزة، وهذا زيدت عليه الهمزة فقص��ر( فلزم، يعني كان متعديا بدون همزة: كبه الله، ثم لمــا زيــدت الهمــزة الــتي

)وه�ذا زي�دتفي األصل للتعدية صار الزمــا، يعــني على خالف القيــاس. عليه الهمزة فقصر، وق��د ذك��ر المؤل��ف ه��ذا في كت��اب الزك��اة فقال: يقال: أكب الرج��ل إذا ك��ان فعل��ه غ��ير واق��ع على أح��د، وإذا وقع الفعل قلت: كبه وكببته، وجاء نظ��ير ه��ذا في أح��رفلته، وأن��زفت الب��ئر ل ريش الط��ائر، ونس�� يس��يرة منه��ا: أنس��

.ونزفتها. وحكى بن األعرابي في المتعدي كبه وأكبه معا( )تنبيه: ليس في��ه إع��ادة الس��ؤال ثاني��ا وال الج��واب عن��ه، يقول:

وقد روي عن ابن وهب ورشدين بن سعد جميعا عن يونس عن الزهري بسند آخر قال: عن إبراهيم بن عبد ال��رحمن بن ع��وف عن أبي��ه أخرج��ه ابن أبي ح��اتم، ونق��ل عن أبي��ه أن��ه خط��أ من

راويه وهو الوليد بن مسلم عنهما. قوله: "ورواه يونس" يع��ني ابن يزي��د األيلي، وحديث��ه موص��ولته في كتاب اإليمان لعبد الرحمن بن عمر الزهري الملقب رس�� بضم الراء وإس��كان الس��ين المهمل��تين وقب��ل اله��اء مثن��اة من

ته فوق مفتوحة( )ولفظ��ه ق��ريب من س��ياق الكش��ميهني،، رســ.ليس فيه إعادة السؤال ثانيا وال الجواب عنه(

....... طالب: في رواية الكشميهني ما فيه إعادة السؤال ثانيا وال الجواب عنه، أما عنــدنا

في الرواية التي معنا في رواية أبي ذر فموجودة. )قول��ه: "وص��الح" يع��ني ابن كيس��ان، وحديث��ه موص��ول عن��د المؤلف في كتاب الزكاة، وفي��ه من اللط��ائف رواي��ة ثالث��ة من

، يعــنيالتابعين بعضهم عن بعض، وهم صالح والزه��ري وع��امر(ابن سعد الذي في أصل الحديث.

)قوله: "ومعمر" يعني ابن راشد، وحديث��ه عن��د أحم��د بن حنب��ل والحميدي وغيرهما عن عبد الرزاق عنه، وق��ال في��ه: إن��ه أع��اد

.السؤال ثالثا( ....... طالب:

يعني كونهم ســألوا ال شــك أن األخــذ من غــير مســألة، مــا جــاءك من غــير مسألة وال استشراف وال أن تتبعه نفسك، هذا هو األصل في المسلم. لكن إذا سأل وسأل من؟ ولي األمـر، يحـرم؟ ليس بحـرام. لكن األولى والالئـق

بالمسلم أال يسأل وال يستشرف. ....... طالب:

ما فيه شك، نعم. ....... طالب:

ــا لــدينك فال«ال، منصوص عليه في صحيح مسلم: ، ال هــذا»أما إذا كان ثمنواضح.

)وقال فيه: إنه أعاد السؤال ثالث��ا، ورواه مس��لم عن محم��د بن يحيى بن أبي عم��ر عن س��فيان بن عيين��ة عن الزه��ري، ووق��ع في إس��ناده وهم من��ه أو من ش��يخه؛ ألن معظم الرواي��ات في الجوامع والمسانيد عن ابن عيينة عن معمر عن الزهري بزيادة

شرح كتاب صحيح البخاري )144 )

12

معم��ر بينهم��ا، وك��ذا ح��دث ب��ه ابن أبي عم��ر ش��يخ مس��لم في مسنده عن ابن عيينة، وكذا أخرجه أبو نعيم في مس��تخرجه من

ــو مســعود الدمشــقيطريقه، وزعم أبو مسعود في األط��راف( ، أب )وزعم أبو مسعود في األط��راف أن ال��وهم من ابن أبي عم��ر، وهو محتمل ألن يكون الوهم ص��در من��ه لم��ا ح��دث ب��ه مس��لما، لكن لم يتعين ال��وهم في جهت��ه، وحمل��ه الش��يخ مح��يي ال��دين على أن ابن عيينة حدث به مرة بإس��قاط معم��ر وم��رة بإثبات��ه، وفي��ه بع��د؛ ألن الرواي��ات ق��د تض��افرت عن ابن عيين��ة بإثب��ات معمر، ولم يوجد بإسقاطه إال عند مسلم، والموجود في مس��ند شيخه بال إسقاط كما أوضحناه. وقد أوض��حت ذل��ك بدالئل��ه في كتابي تغلي��ق التعلي��ق، وفي رواي��ة عب��د ال��رزاق عن معم��ر من الزي��ادة ق��ال الزه��ري: فن��رى أن اإلس��الم الكلم��ة، واإليم��ان العمل. وقد استش��كل ه��ذا ب��النظر إلى ح��ديث س��ؤال جبري��ل، فإن ظاهره يخالف�ه. ويمكن أن يك��ون م��راد الزه�ري أن الم��رء يحكم بإس��المه ويس��مى مس��لما إذا تلف��ظ بالكلم��ة، أي كلم��ة

.الشهادة، وأنه ال يسمى مؤمنا إال بالعمل(ـا. يعني إذا برهن على إسالمه، على كالمه برهن عليه بالعمـل يكــون مؤمن )وأنه ال يسمى مؤمنا إال بالعم�ل، والعم�ل يش��مل عم��ل القلب

، يعــني كمــا جــاء:والج��وارح، وعم��ل الج��وارح ي��دل على ص��دقه( )وعمل الجوارح يدل، يعني دليل على إيمان صاحبها. »الصدقة برهان«

على ص��دقه. وأم��ا اإلس��الم الم��ذكور في ح��ديث جبري��ل فه��والمالشرعي الكامل المراد بقوله تعالى: }ومن يبتغ غي��ر اإلس��

[. قال: وابن أخي الزهري85 ]آل عمران: دينا فلن يقبل منه{ عن الزهري، يعني أن األربعة المذكورين رووا هذا الح��ديث عن الزه��ري بإس��ناده كم��ا رواه ش��عيب عن��ه، وح��ديث ابن أخي الزهري موصول عند مسلم، وساق فيه السؤال والج��واب ثالث

«مرات، وقال في آخره: على البناء للمفعول،»خشية أن يكب وفي رواية ابن أخي الزهري لطيفة، وهي رواية أربعة من بني

)وأبوه( ابن ســـعد، )وعامر(، الزهري زهرة على الوالء؛ هو وعمه(سعد بن أبي وقاص كلهم من بني زهرة.

....... طالب:ما فيه دروس، هذا آخر الدروس في هذا الفصل.

....... طالب:ماذا؟

....... طالب: يعني متوالــيين في اإلســناد، ابن أخي الزهــري عن الزهـري عن عــامر عن

أبيه، أربعة متواليين. نكرر أن هذا آخر الدروس في هذا الفصــل، وســوف تســتأنف الــدروس إن

شاء الله في األسبوع الثاني من الفصل الثاني. ....... طالب:

نعم، ألن المقربين زادوا على ذلك. ....... طالب:

13

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

13

على كالم أهل العلم ال، مقصر. ....... طالب:

أين؟ــالم ــابق ومنهم ظ ــد ومنهم س ــلمين، منهم مقتص ــاق المس ــير من فس يص

لنفسه. ....... طالب:

نعم. والتقسيم في سورة فاطر. ....... طالب:

كلها يلتقي بعضها مع بعض. تبغي تفصــيلهم راجعــه بطريــق الهجــرتين البنالقيم.

....... طالب:موجود بالتفصيل، مبنى الكتاب على هذا. نعم.

....... طالب:ــا على أنت ما عليك إال أن تؤمن بما ذكر لك، وأن الله -جل وعال- أنــزل كتب أنبيائه ورسله تؤمن بها إجماال فيمــا أجمــل وتفصــيال فيمــا فصــل. يقولــون:

مائة وأربع كتب، منها كذا على فالن ومنها كذا ومنها التوراة ومنها الزبور. ....... طالب:

ال، ما سميت كلها.يقول: هل للبخاري أحاديث انفرد بها عن باقي كتب السنة؟

يعني إن كان قصده عن باقي الكتب الستة ففيه أحاديث مفردات البخاريوهي قليلة، وإن كان عن جميع كتب السنة فما يعرف شيء من هذا.

نعم. ....... طالب:

الوقت ما كان قبل الصالة مما يخشى فيه أو يخشى منه التأخر عن الصالة أو مضايقة المصلين في الجامع، هكذا قال الشراح، وما عدا ذلــك مــا فيــه،

بعد صالة الجمعة ما فيه شيء.بعد الفجر؟ طالب:

بعد الفجر مما ال يخشى فيه مضايقة المصلين وال يخشى منــه التــأخر علىالصالة، ما فيه شيء على كالم أهل العلم.

....... طالب: من ارتفاع الشمس، من انتهاء الوظيفة األولى، وهي الجلــوس في مصــاله

حتى ترتفع الشمس، تبدأ الوظيفة الثانية. ....... طالب:

ــدا هذا الذي جاء النهي عن التحلق ....... شيخ اإلسالم له تفصيل مطول ج بعد صالة الجمعة من كل أسبوع، وقــد يراجــع في اآليــة الواحــدة أكــثر من

مائة تفسير. ....... طالب:

زيت الزيتون مما أنعم اللــه بــه على النــاس في األكــل، كونــه يمتهن بهــذه شيء مــا يصــلح. مثــل الزبــادي إذا انتهتالطريقة من أجل تنعيم جسم أو

مدته وصار ما يصلح لألكل...