العباسي العصر في العربي اادب

العباسي العصر عن موجزة نبذة السياسية الحياة

( يقسم الذهبي ) العصر العباسي العصر ان التاريخ كتب في نجد ان : اعتدنا مالحظة على العصر هذا قسم لذلك ( ، المسيطر ) العنصر باسم عادة تسمى زمنية حقب على: - يأتي كما حقب اربع

من االقوياء للخلفاء السيادة فيه كانت الذي العصر وهو: االول العباسي العصر-1 ( والفرس ) العرب بين الدائر النزاع يحسموا ان استطاعوا الذين العباس بني

تاسيس تاريخ من العصر لهذا الزمني السقف ويمتد ، سنرى كما العرب لصالح( . هـ232) عام ( الى هـ132) عام العباسية الدولة

ويمتد ، الخالفة ساحة على االتراك سيادة عصر وهو: الثاني العباسي العصر-2( . هـ334) عام ( الى هـ232) عام من العصر هذا

الساحة على البويهيين نفوذ فيه ظهر الذي العصر وهو: الثالث العباسي العصر-3( . هـ447) عام ( وينتهي هـ334) عام من ، والعسكرية السياسية

والذي ، الخالفة ساحة على السالجقة ظهور عصر وهو: الرابع العباسي العصر-4هـ( . 656) عام بغداد بسقوط ( وينتهي هـ447) عام يبدأ

العباسية الثورة اراد ثورات وهي ، امية بني ضد نشبت التي الكثيرة الثورات نهاية الثورة هذه تعد

يمحو ان ويريد ، العنف طريق يتخذ كان واكثرهم ، االجتماعي االصالح الى اصحابها بها االمويين سلطان االشعث وابن والشيعة والخوارج الزبير ابن يريد كان ما نحو على محوا

. المهلب بن ويزيد امية بنو اضطهدهم الذين الموالي من فئات كلها الثورات هذه في تشارك وكانت

من اليه يدعو وما االسالم نظرية مخالفين ، الحقوق في بالعرب المساواة وحرموهم ، العرب وغير العرب بين المطلقة التسوية

وان ، االجتماعي بالعدل مطالبتهم تكثر ان طبيعيا فكان ، الضرائب وغير الضرائب في االمة افراد بين المساواة يوجب الذي االسالم مبادئ فيهم يقرون جدد حكام الى يطمحوا

وضعت . وقد االنكار اشد الظلم ينكر والذي ، المالية وغير المالية جميعها الواجبات في من حكمه به تميز لما ، الهاشمية ( واسرته السالم )عليه علي ابناء في امالها كثرتهم. شيعتهم اصبحوا بحيث والموالي العرب بين تامة مساواة

، الزعامة هذه يلون كيف ولكن ، العباسيون عمومتهم ابناء فيهم ذلك وعرف من دون ( وحدهم السالم )عليه علي ابناء الوية تحت ينضوون حولهم من والشيعة امنيتهم الى نفذوا ان يلبثوا ولم ، ذلك في يفكرون اخذوا لقد ؟ الهاشميين من سواهم استوطن فقد الحنفية، ابن حول تكونت التي الشيعية الكيسانية فرقة طريق عن المبتغاة

( ببلقاء ) الحميمة بلدة – وامامتها الفرقة هذه زعامة عنه ورث الذي–( هاشم ) ابو ابنه الصلة توثقت ما وسرعان ( ، واسرته العباس بن الله عبد بن )علي معه ونزلها ، الشام

فلما ، جماعته على له خلف خير هاشم ابو فيه وراى هاشم، ابي وبين محمد ابنه بين بعده من باالمامة صريحة وصية له ( اوصى للهجرة وتسعين ) ثماني سنة الوفاة حضرته الراي حصيف وكان ، الخالفة في حقه اثبات في يعتمدها ( ركيزة )محمد وجد . وبذلك

من متخذا ) الحميمة( ، في مقره من سرا العباسية الدعوة تنظيم الى فعمد ، النظر بعيد معتمدا خراسان في الدعوة بنشر وبدأ ، ومركزا لها مهدا ومستقره التشيع دار الكوفة

ال كانوا الذين االمويين على سخطا يمتلؤون هناك الموالي كان حيث االعاجم ذلك في ( االشراف علي بن )محمد واعطى ، عنفا اشد ظلما مكانه ليقيموا اال ظلما عنهم يزيلون

االمام توفي ( ثم ماهان بن )بكير لـ بعده من ( ثم ) ميسرة لـ بخراسان الدعوة على ( فارتضاه ) ابراهيم البنه بعده من لالمامة هـ( عاهدا125) ( عام علي بن ) محمد فجد ( ، الخالل سلمة ) ابو صهره الدعوة على ( فخلفه ) بكير اثره على وتوفي ، الدعاة

. الدعاة معه وجد االمر في منادما للخمر مدمنا وكان ، الخالفة ولي قد الملك عبد بن يزيد بن الوليد وكان

وفساد ضعف من االموية الخالفة ادرك لما الوقت اشارة كان وكانما ، والمغاني للفساق

1

العباسي العصر في العربي اادب

بدا كما الحكم فساد وضوح في بدا فقد ، خراسان ( في سلمة ) ابي دعاة ذلك فاستغل ، االفق في حينئذ وتراءى ، الباهظة اثقالها تحت الموالي رزح التي االجتماعية النظم فساد

يلبثوا لم اذ افراده، بين عنيف صراع ونشب ، بالسقوط يؤذن االموي البيت سلطان ان. مرا تطاحنا الخالفة عرش على يتطاحنون واخذوا الوليد قتلوا ان

وكان ، موطنه في الدعوة ( قيادة الخراساني مسلم ) ابو تولى االثناء هذه وفي فساد للناس يصور فاخذ ، االعمال بجالئل النهوض في اكفئهم ومن الرجال دهاة من

ويجعلهم االرض سيملكهم انه وكيف وظلم، خسف من به يسومهم وما االموي الحكم وبدات ، دعوته الى وينضمون له يسمعون والناس ، مسترقين عبيدا كانوا ان بعد سادة في األمويون وكان ، يده في اخرى اثر واحدة تسقط وحواضرها ، خراسان في الثورة النور الى تبرز وحينئذ ، العراق وغير العراق في الخوارج بثورات خراسان عن شغل

السرية. العباس بني حكومة اذ ( ، االمام محمد بن ) ابراهيم على قبضوا قد االمويون كان االثناء هذه وفي

( انه ) ابراهيم وعرف ( ، ) الحميمة في مقره من الثورة هذه يدبر الذي هو انه عرفوا ونقلت ، ابراهيم ( . وقتل السفاح العباس )ابي اخيه الى بعده من باالمر فعهد ، سيقتل قائد وهو – قحطبة( الكوفة بن ) الحسن ( دخول السفاح العباس ) ابي الى االنباء

وعبد وصالح وعيسى : داود اعمامه يتقدمهم اهله في اليها فخرج – االمويين ضد جيشهم. محمد بن موسى بن عيسى عمه وابن ، ابوحعفر واخوه ، الصمد وعبد واسماعيل الله ؟ العباسية الثورة في يشاركوا الن الفرس دفع الذي الدافع / ما س طبق وبالفعل ، بالسلطة مشاركتهم هو المشاركة هذه ثمن الن / وذلك ج

تقلص لما انه اال ، للفرس والوزارة للعرب الخالفة واصبحت ، االتفاق هذا العنصر هو جديد عنصر بالسياسة دخل انفسهم العرب بين الصراع

مثل الذي الخليفة بين مبكرا الصراع وبدأ ، الجديدة الدولة شركاء الفارسي اقوياء كانوا االوائل العباسيون والخلفاء ، الفرس مثل الذي والوزير العرب

السفاح العباس فابو ، الفرس وزراءهم قتلوا فاكثرهم ، الصراع فكسبوا مسلم ابا وزيره قتل المنصور وابوجعفر ، الخالل سلمة ابا وزيره قتل

. الرشيد هارون عهد في البرامكةمعروفة نكبة وقصة ، الخراساني: نسأل ان لنا حق ، السياسية بالحياة يتاثر االدب كان ولما

؟ العباسي العصر في ونثرا شعرا السياسي االدب قل / لماذا س العصر في الكثيرة السياسية الفئات : الن : االول لسببين / وذلك ج

بين الصراع واصبح ، وتقلصت انتهت وامويين وزبيريين خوارج من االموي. فقط والعباسيين العلويين فئتي

عليه كان لما خالفا الكالم في الناس حرية صادروا العباسيين : الن الثاني مصيره يكون العباسيين على الناس من يتكلم من اصبح اذ ، االمويون

. القتل

؟ تدهورها الى وأدت العباسية الخالفة أضعفت التي االسباب س/ ما

أهمها: كان ذلك الى أدت أسباب عدة ج/ هناك هي والشعوبية ، العباسي العصر في ظهرا مجتمعان : لفظان والزندقة - الشعوبية1

أو فضل من لهم ما كل وإنكار واحتقارهم عامة العرب كره عنصري،وهي قومي موقفالعرب. على األخرى األمم جميع تفضيل ويمكن ، مزية

به االيمان وعدم ومحاربته االسالم معاداة وهي ، ديني موقف فهي الزندقة أما ويبطنون باالسالم يتظاهرون الذين بالمنافقين الكريم القرآن يسميهم الذين وهم ، كدين. الكفر

الشاعر يفخر عندما فهل ، الشعر أغراض من قديم غرض س/ الفخر هذا موقفه يعد بقومه ؟ شعوبيا

ج/ ال يعد هذا الموقف شعوبيا ألن العربي يفخر بقومه ، فمن حق األعجمي أن يفخر بقومه أيضا ، ولكن اذا افتخر بقومه ثم التفت وشتم العرب فهذا موقف شعوبي فيقتل الشاعر عليه ، وممن كان يذهب هذا

2

العباسي العصر في العربي اادب

المذهب في العداوة للعرب ) المتوكلي ( الشاعر المنسوب الى: المتوكل ؛ ألنه كان من ندمائه ؛ إذ يقول في شعوبية حاقدة

من األكارم ابن أناوجم نسل

ملوك إرث وحائزالعجم

أوتارهـم وطـالبجهـرة

حقهم عن نام فمنأنم لم

هاشم لبنـي فقـل أجمعين

قبل الخلع الى هلمواالندم

أرضكم الى وعودوا بالحجاز

باب ألكل ورعي الضالغنم

سريـر سأعلو فانيالملوك

وحرف الحسام بحدالقلم

لم وأنهم القديم، في مكة سكان قريش من هاشم بني أن نسي الشاعر وكأنالعمياء. الشعوبية انها وخيام، جفاء أهل وال رعاة يكونوا

من في هو الخطر ولكن ، علنية ألنها وذلك ، قليل خطرها الشعوبية هذه ولكنا يعمل . والزندقة الشعوبية مظاهر أخطر ،وهي الدولة ولهدم الدين لهدم سر

السبب هم الفرس وكان ،والتي والزندقة الشعوبية حركتي تكوين في أيضا قامت بعدها( حيث وما ايران ) بالد الدولة شرقي في االنفصالية بالحركات تمثلت

وهي والمازيا( ، واألشفين )الخرمية مثل ، الشعوبية والتمردات الثورات من مجموعة الدولة كلفت مسلحة عسكرية تمردات الى تدعو كانت ألنها عليها، للقضاء وضحايا جهودا

المجوسية. الى والعودة الدولة عن واالنفصال العرب طرد أي ، السري نشاطها في الشريف النبوي الحديث في الوضع أيضا مظاهرها ومن

( وسلم وآله عليه الله ) صلى محمد النبي لسان على الكاذبة األحاديث من اآلالف وضع يضع ومن ، االسالم ومحاربة وتحريفه الدين تخريب منها والهدف ، الناس بين وإشاعتها

به قامت ما أخطر وهذا ، وراءه يصلى قد بل ، بها خبرة وذو لها تااقن هو األحاديث هذه العوجاء أبي بن الكريم ) عبد ومنهم ، قتلوه زندقتة على ثبت والذي ، والزندقة الشعوبية في ستجهدون كاذب حديث آالف ( أربعة4000) وضع بانه قال ليقتل به جاءوا ( عندما

. وتصحيحها عليها الحصول وعظمت حركة الزندقة في عهد المهدي ببغداد والعراق ،ورأى المهدي فيها

ا مستطيرا يتهدد كيان الدولة واالسالم ، فجد في طلب الزنادقة منذ سنة ) هـ(166شر ، واتخذ لهم ديوانا يتعقبهم ، وأخذ يقتلهم نكاال لغيرهم ، وكان ممن قتله عبد الله بن

وزيره أبي عبيد الله ، وبشار بن برد الذي تبرأ من والئه للعرب بقوله : الجالل ذي مولى أصبحت

وبعضهم بفضلك فخذ العريب مولى

فافخر كما الطين، على ويفضلها المجوس قومه معبودة بالنار إشادته يعلن بشار وكان

ومن ، عجرد وحماد ، القدوس عبد بن صالح قتل وكذلك ، االنسان على ابليس يفضل زندقة كتاب وجدت : )) ما المهدي يقول وفيه ، المنصور عهد في المقفع ابن قتل قبلهم

قط (( . المقفع ابن وأصله إال االجتماعية الحياة

والقواد الوزراء ومن العباسي البيت من وحواشيهم الخلفاء حياة البذخ عم لقد وكان والمثقفين، والعلماء والمغنين الشعراء من بهم اتصل ومن الدولة رجال وكبار

، والمغنين والشعراء واألطباء العلماء على يغدقون والقواد والوالة والوزراء الخلفاء وكان ، مشهور ذائع مدحته على درهم ألف مائة حفصة أبي بن لمروان المهدي ورسم الرشيد وكان ، أصواتهم لبعض يطرب حين المغنين مع نفسه الصنيع يصنع بحرا فياضا ، والكسائي واألصمعي يوسف أبي قاضيه أمثال من والفقهاء العلماء على ينهل مايني

أما ، نواله من والمغنين للشعراء يجزل وكان ، بختيشوع بن جبرائيل مثل من واألطباء الشاعر التيمي أيوب بن الله عبد أجاز إنه قالوا حتى حد كل بصالته تجاوز فقد األمين يوما وهكذا درهم ألف ألف فأعطاه ، الموصلي إسحاق لغناء ليلة وطرب ، درهم ألف بمائتي

الخلفاء كان . البذخ في يتنافسون جميعا

3

العباسي العصر في العربي اادب

كانت فقد ، ألحد ليس ما فيه وللبرامكة ، الواسع البذل هذا في الوزراء ونافسهم والمترجمين واألطباء العلماء أيدي منها فمألوا ، الرشيد عهد في الدولة خزائن بأيديهم

. الرشيد فيه يبارون كانوا وكأنهم ، باألموال والشعراء والمغنين واألطباء العلماء حجور الى تسيل تزال ما كانت التي السيول لهذه وكان فقد ، والفنون واآلداب العلوم نهضة في الواسع أثرها والمغنين والشعراء والمترجمين

ثراء يثري من منهم كان بل ، العيش مؤونة أصحابها كفي الى صار إنه يقال حتى فاحشا عشرة وهو الجاري راتبه سوى درهم مليون وعشرون أربعة المغني الموصلي ابراهيم

. درهم آالف حياة تحيا كانت التي المحرومة العامة حساب على كان كله هذا أن في والريب

الدولة رجال وكبار والقواد والوالة والوزراء الخلفاء لينعم العيش شظف على تقوم بؤس ثالثين نحو وأبناؤهم هم بلغوا الذين العباسي البيت وأمراء في . وظهر المأمون لعهد ألفا

ظهور هذا يصاحب وكان ، النديم أدب ( أو المسامرة ) أدب يسمى أدب العصر هذا ولعبة ، الزاجل الحمام وسباق ، الخيل سباق ذلك من ، كثيرة ولعب الترويج أدوات

الديوك بين المحادثة ذلك ومن ، الخيل ظهور فوق من تضرب كرة وهي ، الصولجان. والكالب والكباش

عليه يقوم وكان ، الرقيق ظاهرة شاعت المسلمون خاضها التي للحروب ونتيجةم يسمى موظف الشرقية وافريقية الزنج بالد من يجلب الرقيق ( . وكان الرقيق ) قي

الى واسعة دعوة االسالم دعا وقد ، أوربا وجنوب بيزنطة ومن آسيا وأواسط الهند ومن الدولة في المناصب أرفع الى بعضهم يصل وقد ، يحررون منهم كثير فكان الرقيق تحرير

حتى منهم يستكثر الرشيد . وكان وزيره ثم وحاجبه المنصور مولى يونس بن الربيع مثل سار إنه قيل . منهم أربعمائة يديه وبين يوما

أكثر الجواري من النساء رقيق وكان بهن امتألت فقد ، الرجال رقيق من عددا من الجواري وكانت ، الرجال أعين تحت النخاسة بدور معروضات وكن ، والقصور الدور

فأثرن ، مختلفة وحضارات وديانات وثقافات أجناس ومحيطهن أبنائهن في واسعة آثارا فيه وعملت الخالفة قصر الى امتدت آثار وهي الخلفاء أكثر كان فقد ، الغور بعيد عمال والمأمون رومية الخيزران أمهما والرشيد والهادي حبشية أمه فالمنصور ، أبنائهن من وتسمى رومية الواثق أم وكانت ، ماردة المعتصم أم وكذلك فارسية مراجل أمه

إنه ويقال ، المهدي عهد منذ القصر في يكثرن الجواري هؤالء أخذ . وقد قراطيس. درهم ألف بمائة مكنونة جاريته اشترى

به شغلوا فقد ، كبير أثر الناس في للغناء وكان دنياهم من نعيمهم وكأنه ، كثيرا منذ بدأ قد الغناء وكان ، وابتهاج غبطة من نفوسهم في يبعث لما سواه يؤثرون ال الذي تصبح حتى المهدي عهد ويطل بغداد تنشأ وما ، األموي العصر نهاية ، للغناء كبيرة دارا نثرها من وأول ، األموال عليهم نثرت ، فج كل من والمغنيات المغنين اليها جذبت فقد مراتب المغنين فجعل الرشيد وخلفهما ، الهادي به واقتدى ، المهدي الخلفاء من

أبي بن وفليح جامع بن واسماعيل الموصلي ابراهيم الى طلب الذي وهو ، وطبقات كتابه – بعد فيما – األصبهاني الفرج أبو أدار التي المائة األصوات له يختاروا أن العوراء. عليها األغاني

وعلية الخلفاء أبناء أقبل أن النفوس في شأنه وارتفاع الفن هذا رقي من وبلغ فيه يصنعون لنراهم حتى واتقانه تعلمه على القوم ألحانا فتح وقد ، اليهم تنسب وأصواتا

أغانيه في الفرج أبو بل ، فصال ، أصوات من عنهم أثر وما ، الخلفاء ألبناء طويلة فصوال ابراهيم وكان ، علية وأخته المهدي بن ابراهيم وأشهرهم المحسنين المغنين كبار في يعد

وسبعين ثالثة فيه خلفت وقد الغناء تجيد مثله علية وكانت ، كثيرة أصوات وله ، . صوتا العجلي دلف وأبو ، طاهر بن الله عبد فيه بديعة أصوات عنه وأثرت الغناء في برع وممن

المشهور. المأمون قائد وكان ، الشعراء دور الى االختالف من يكثرن وبغداد الكوفة في القيان وكانت

نين من اصحابهن دور في يزورونهن وغيرهم الشعراء بالنوادي أشبه وكانت ، المقي والموسيقى للغناء الكبيرة الخلق المكتمالت بعضهن حب في الشعراء يقع ما . وكثيرا

بقلب ريم استئثار نحو على وهوى عاطفة من مافيهم بكل فيستأثرن ، الجسد الجميالت ، النضير أبي بقلب وعنان ، البواب محمد بن الله عبد بقلب وعبادة ، إياس بن مطيع

4

العباسي العصر في العربي اادب

في يشعن بما الشعراء جذب في يتبارين الحميد،وكن عبد بن أبان بقلب وسلسل. الرجال بقلوب والعبث الغزل صنوف من يحسن وبما حلوة عذوبة من أحاديثهن

في الفعالة العوامل من العصر هذا في والقيان الجواري كانت النحو هذا وعلى وبذلك ، فيه بارزتين سمتين أصبحا حتى العباسي المجتمع في والرقة الظرف انتشار وأرهفت االذواق ودقت واألحاسيس المشاعر رقت إرهافا . شديدا

المجون لهو أدوات من الفارسي الساساني المجتمع في كان ما العباسي المجتمع ورث

الفرس فإذا ، مسرفة حرية من العباسية الثورة اليه مادفعت ذلك على وساعد ومجون،ا الخمر يعبون مضوا فقد ، معهم الناس ويمعن مجونهم في يمعنون حتى ويحتسونها ، عب الناس وإقبال انتشارها أسباب من وكان ، عامة ظاهرة عليها االدمان فأصبح ، الثمالة المطبوخ والزبيب التمر كنبيذ األنبذة بعض تحليل الى العراق فقهاء اجتهاد أدى أن عليها ، الخلفاء شربها وقبلهم األنبذة هذه الناس فشرب ، والتين العسل ونبيذ طبخ أدنى

. الفقهاء باجماع المحرمة أنواعها على – المجون في إمعانا – الناس بعض وتهالك والمعروف أن الهادي أول خليفة عباسي أغري بالخمر ، وتبعه الرشيد ومن جاءوا بعده ، والسيما األمين الذي كان يعيش للخمر المسكرة يشربها أرطاال ، حتى ليصل أحيانا مساءه فيها بصباحه ، وكان من ندمائه أبو نواس ، وكان األمين اذا نام

واستيقظ السحر طلب الى أبي نواس أن ينشطه الى متابعة السكر ببعض األبيات ،فأنشده :

يسقيكنعس قد نديمك نبه الغلس في كأساقبس شـاربها كف فيشعاعها كأن صرفا

خـرس منهـا بلسانهوكأنمـا الفتى تذرنـكس بـه استقل فإذارأسه فيرفع يدعى

. بنشوته وينعم التالي لليوم به يصطبح بالشراب ودعا ونشط األمين فهش أبي عن معروف ماهو نحو على ، بخمرياته شاعر غير فيها اشتهر السبب ولهذا

دنانها ووصف والعقل الجسد في وآثارها نشوتها وصف في الشعراء تفنن وقد ، نواس إذ ، والرقص بالغناء تقترن الخمر نجد العصر أول ومنذ ، وسقاتها وندمائها ومجالسها

كل للشرب كبيرة حانات الى بدورهم والكوفة والبصرة بغداد كرخ في المقينون تحول الدفوف وضرب القيان غناء على للشرب يؤمونها وغيرهم الشعراء فكان ، مساء

على والمجون للخمر مقاصف الى بها تحولوا أنفسهم الشعراء دور من وكثير ، والطبول ودار البصرة في برد بن بشار ودار الكوفة في ورفقائه إياس بن مطيع دور ماكانت نحو. بغداد في نواس أبي

والعبث المجون من كثير الى دفع حينئذ الخمر إدمان أن فيه ريب ال ومما المجتمع وكان ، واإلباحية وغير مجوسية شتى ديانات من وأناس ومالحدة بزنادقة زاخرا والعرف للخلق قانون كل من متحررين اآلثام ارتكاب في العنان فأطلقوا ، مجوسية

من وتشترى تباع كانت التي السلع لذلك هيأت التي العوامل أهم من . وكان والدين كرامة فيه تصان ال الذي المكشوف الغزل انتشار الى العصر هذا في والقيان الجواري

ذلك في ينظمون الشعراء فكان ، والرجل المرأة عند يلقانا ما نحو على ، صريحة أشعارا شعر استحال وقد ، البصرة في ومعاصريه برد بن وبشار الكوفة في إياس بن مطيع وعاظ جعل مما ، الشرف جبين له يندى نداء ، الجسدية للغريزة صارخ نداء الى بشار وتعالى ، غيه عن يكف ان به يصرخون دينار بن ومالك عطاء بن واصل أمثال من بلدته

، يزدجر لم هو إن عقابه به ينزل ان وأنذره فهدده ، المهدي سمع وصل حتى صياحهم ذلك وبكى مشيئته على ينزل أن واضطر جاء المهدي تدخل أن على اشعاره، في طويال بل ، وحدهما والكوفة البصرة في ال الغزل هذا طوفان عم فقد ، متأخرا بغداد في أيضا

بحيث ، وأضرابه نواس أبي عند العفيف الطاهر بغزله األحنف بن ظهورالعباس عد . ومجتمعه جيله على شذوذا

، المرد بالغلمان التعلق آفة هي مزرية آفة والخلعاء المجان هؤالء أشاع وقد بذلك يصرح وهو ، الحباب بن والبة فيهم بالغزل اشتهر من أول وكان غير في تصريحا

الدكتور رأي وفي ، نواس أبي إفساد وزر يتحمل الذي هو إنه ويقال ، استحياء وال مواربة يخنق الذي المقيت الغزل هذا من فيه شاع وما كله العصر وزر يتحمل أنه ضيف شوقي

5

العباسي العصر في العربي اادب

في رجولتهم قتلت الذين الغلمان كثرة شيوعه أسباب من كان وربما ، الرجل كرامة لبس ليلبس حتى رجولته عنه تسقط من منهم وكان ، العراق مدن من وغيرها بغداد

الغلمان لبس يلبس من الجواري من . وكان النساء أن ويروى ، والرجال للشباب لفتا ورأت ، فيه السوء قالة فشاعت ، وآثرهم الغلمان قدم الخالفة إليه أفضت حين األمين

زبيدة أمه ، الرجال لبس ألبستهن ، الجواري من بعشرات إليه تبعث أن القالة لتلك درءا كثيرون يلبث ولم ، للناس وابرزهن ، يديه بين يختلفن . فكن الغلمان عن ينصرف حتى

الساقيات في البدعة هذه وعمت ، بالغالميات يسمين وكن ، الصنيع هذا في جاروه أن نواس أبا أن في السر هو ذلك ولعل ، بالحانات بضمير الجواري بعض عن يتحدث ما كثيرا

. المذكر

والتصوف الزهد خاصة كانت بل ، المجتمع في عامة تكن لم ولكنها ، حادة المجون موجة كانت

، المجون تعرف تكن فلم الشعب عامة أما ، والمغنين الشعراء حولهم ومن بالمترفين ساخطين وكانوا سخطا في واإلمعان األهواء جموح من حولهم يرونه ما كل على شديدا

. المجون والقيان بالجواري اكتضت به والمقينين النخاسة ودور الكرخ حانات كانت واذا

وكان ، والصالح التقوى وأهل والنساك بالعباد عامرة كانت بغداد مساجد فإن ، والمغنينر لواعظ حلقة منها ركن كل في النعيم من الصالحين ينتظر وما اآلخر واليوم بالله يذك

ليعظ الخالفة قصر يقتحم من الوعاظ من . وكان والجحيم العذاب من والعاصين المقيم عبد بن وصالح ، للمنصور وعظه في عبيد بن عمرو عن معروف ماهو نحو على الخلفاء. الرشيد لهارون وعظه في السماك وابن ، للمهدي وعظه في الجليل

قديم التحام وهو ، والعبرة للعظة بالقصص يلتحم العصر هذا في الوعظ وكان من الفتوح قصاص ومنذ الراشدين الخلفاء عصر في األحبار وكعب الداري تميم منذ

عند أمية بني عصر في القصصي الوعظ هذا ازدهر . وقد حرب بن سفيان أبي أمثال الوعظ قصاص كثر . وقد العصر هذا في ازدهاره وتكامل ، وأضرابه البصري الحسن

نعيم الى الواضحة السبيل وسلوك الدنيوي المتاع ورفض العبادة الى يدفعون كانوا الذين. مفرطة كثرة اآلخرة

النساك بين تنبثق أخذت أنه حينئذ النسك موجة ارتفاع على الداللة أكبر ويدل العدوية هـ( ورابعة160)ت البلخي أدهم بن ابراهيم في متمثلة التصوف نزعة مقدمات

هـ(200)ت الكرخي هـ( ومعروف194)ت أدهم ابن تلميذ البلخي هـ( وشقيق180)ت الحافي الحارث بن هـ( وبشر205)ت الشامي الداراني سليمان وأبي الكوفي وعبدك

العصر في نضج التصوف أن في نبالغ أال هـ( وينبغي227)ت بغداد نزيل الخراساني في حدث فقد التام تكونه أما ، والظهور البروز في مقدماته أخذت إنما ، األول العباسي

. الثاني العباسي العصر )الرسالة )القشيري( في ذكرها ، صوفي كلمة اشتقاق في قيلت آراء وثمة يلبسونه كانوا ألنهم الصوف من أخذت : أنها منها القشيرية( ، الرفه أهل من لهم تمييزا

كانوا الذين الصفة أهل الى نسبة الصفة من هي أو ، الصفاء من هي أو ، والتنعم من مشتقة انها الى البيروني وذهب )ص( ، الرسول لعهد المسجد في للعبادة ينقطعون

. الحكمة بمعنى اليونانية صوفيا كلمة كما ، الله ومحبة اإللهية المعرفة فكرة التصوف في تأصلت العصر هذا وفي

وآله عليه الله )صلى )الحالج( الرسول أحاط وقد ، الله أولياء الصوفية أن فكرة تأصلت السالم( ، )عليه المسيح المسيحيون بها يحيط التي الهالة تشبه قدسية وسلم( بهالة

. األجيال مر على وتطوره التصوف حياة في عميق أثر كله لذلك وكان والعقلية الثقافية الحياة

الهند وأواسط الصين حدود من امتدت حيث ، العباسية الدولة رقعة اتسعت األطلسي المحيط الى شرقا والسودان الهندي المحيط ومن ، غربا الترك بالد الى جنوبا

6

العباسي العصر في العربي اادب

والصقالبة والروم وماوراء وخراسان السند )بالد جناحيها بين ضمت الدولة أن . أي شماال الرقعة هذه ( ، والمغرب ومصر والشام العربية والجزيرة والعراق وإيران النهر

وهذه ، والثقافة واللغة الجنس حيث من متباينة شعوب فيها عاشت الكبيرة الجغرافية. واحد جنس كأنها غدت حتى العربي الوعاء في تنصهر بدأت واألجناس الشعوب

وامتزاجها المفتوحة األمم في العربية القبائل نزول ذلك وراء االسباب وأهم تزخر بغداد بيوت غدت بحيث ، اإلماء وتسري المصاهرة طريق وعن السكن في بشعوبها

بغداد في الدم خالص العربي أصبح بحيث ، جنس كل من بالجواري . نادرا روحي مزج األجنبية والعناصر العربي العنصر بين الدموي المزج هذا وراء وكان

فالشخص ، الدم رابطة تشبه رابطة اتخذ والذي االسالم شرعه الذي الوالء طريق عن يكون أو فارسيا أو هنديا أو روميا ويكون قبطيا من يسلم لم من وحتى ، والء عربيا

ما بفضل العربي المحيط في يندمج أخذ والنصارى والصابئة المجوس من الموالي. دينية وحرية اجتماعية حقوق من لهم اإلسالم شرعه

المفتوحة الشعوب من أسلموا من اسرع وقد الكريم القرآن لغة تعلم الى جميعا العالم أنحاء كل في تسود العربية أخذت حتى قرن نحو يمض فلم ، النبوي والحديث المفتوحة البلدان في وقلوبهم الناس ألسنة ملكت وقد ، اإلسالمي فأصبحت ، جميعا

شعوبها تلك وأقبلت ، والحضارة واألدب والثقافة والشعور والتفكير اللغة عربية جميعا ، اتقنوها حتى العربية تعلم على أكبوا الذين الفرس والسيما ، التعرب على الشعوب

الشريعة درس على يقبلون فهم ، منهم والشعراء والكتاب العلماء جمهور وأصبح ، الكتابة صناعة وإحسان ، النحوية أصولها وتدوين العربية وجمع ، والفقه اإلسالمية

. نواس وأبو وبشار ، المقفع وابن ، وسيبويه ، حنيفة : أبو منهم أعالمهم وأبرز ، والشعر اللغة علماء ولكن ، بالتفشي اللحن أخذ األخرى بالشعوب العرب اختالط وبسبب

. الكبائر احدى اللحن يعدون كانوا لكأنهم حتى ، يلحن من لكل بالمرصاد كانوا العضوي التكيف صعوبة بسبب األعجمية اللكنات اللغة الى تسربت وكذلك

. لغاتهم في توجد ال التي العربية الحروف لمخارج في أثرت العرب : )) إن حسين طه الدكتور يقول ، وتتأثر تؤثر العربية األمة اذن

األخرى األمم بها تأثرت ولكنها ثقافيا معه وفرضوا االسالمي الدين فرضوا والعرب ماديا(( . الماديات بعض والحضارات الثقافات تلك من أخذوا حين في العربية اللغة

دفعهم إذ ، العرب نفوس في المعرفة جذوة االسالم اذكى لقد العلم الى دفعا تبدأ األولى مناهله وكانت ، واسعة نهضة العباسي العصر في التعليم ونهض ، والتعليم

القرآن سور وبعض والكتابة القراءة مبادئ فيها يتعلم الناشئ كان بـ)الكتاتيب( حيث الكريم . واألمثال األشعار وبعض الحساب من وشيئا

، الخاصة ألبناء معلمون هناك وكان ، العامة أبناء لتعليم خاصة الكتاتيب وكانت أحسن وكانوا الخلفاء أبناء يعلم كان لمن تفرض كانت حيث ، العامة أبناء معلمي من حاال

من سعة في يعيشون جعلتهم ضخمة رواتب منهم والقواد العباسي والبيت والوزراء الملقبة الشعرية مجموعته اختار وله ، المهدي الضبي( معلم ) المفضل ومنهم ، العيش

. والمأمون األمين وابنيه الرشيد )والكسائي( معلم ، بالمفضليات كان بـ)المربد( الذي المعروف باديتها بسوق البصرة العصر هذا في وامتازت

البصرة شباب فيه يلتقي العرب للفصحاء ملتقى وكان ، ألذواقهم وتربية أللسنتهم تمرينا األصلية ينابيعها من والشعر اللغة ليأخذ البادية الى يرحل من الشباب البصرة شعراء من

. برد بن بشار عن معروف هو ما نحو على تكن فلم ، الكبرى العلم ساحات المساجد وكانت كانت بل ، فحسب للعبادة بيوتا

، يملونه أو مايلقونه يكتبون األساتذة حول يتحلقون حيث ، الشباب لتعليم معاهد ايضا لقصاص وحلقة لمحدث وحلقة لفقيه فحلقة الخاصة، حلقته المعرفة من فرع لكل وكان

للشعراء حلقات هناك وكانت ، لمتكلم وحلقة لنحوي وحلقة للغوي وحلقة لمفسر أو. أشعارهم فيها ينشدون

العلماء : كثرة أولهما ، كبيرتين لظاهرتيبن هيأت الكثيرة الحلقات وهذه نوعوا الذين واألدباء العلماء من طائفة :نشوء والثانية ، وفن علم كل في المتخصصين

تنويعا معارفهم الى يختلفون مضوا بل ، واحدة حلقة الى باالختالف يكتفوا لم إذ ، واسعا يتحدثون أصبحوا حتى المعرفة ألوان من لون كل من بطرف آخذين ، المتنوعة الحلقات

7

العباسي العصر في العربي اادب حديثا اسم البصرة في الطائفة هذه على يطلق وكان ، كلها المعرفة صور في شائقا

ية والوزراء الخلفاء مجالس في نافقة سوق لهم وكان )المسجديين( ، وصار ، القوم وعل. بطرف وفن علم كل من أخذ من هو المثالي العباسي المثقف

العلماء على ووزراؤهم الخلفاء أغدق لقد السنة هذه سن من أول وكان ، كثيرا ذلك بعد صار ثم )المهدي(، الخلفاء من . بعده جاء من احتذاه تقليدا

الواسعة النهضة من غايتها العلمية الحركة بلوغ في األسباب أهم من وان الرشيد عهد ( في البرمكي يحيى بن ) الفضل وأنشأ ، العصر هذا في الورق استخدام

تنافس الوراقة لرواج دفع مما وكان الوراقة، صنعة فاتسعت ، للورق ببغداد مصنعا مكتبة الرشيد عهد منذ الدولة أقامت وقد المكتبات، واتخاذ الكتب اقتناء على كثيرين كنوز تحمل التي المترجمة بالكتب العناية اشد فيها ( عنيت الحكمة )دار هي ضخمة

. والمعرفة العلم لطالب كبرى جامعة المكتبة هذه وكانت ، األجنبية الثقافات هذه فاق وربما ( ، البرمكي خالد بن ) يحيى مكتبة هي مكتبة أضخم وكانت

المكتبة تشتمل هـ( وكانت207)ت المشهور ( المؤرخ ) الواقدي مكتبة وضخامة عظمابالكتب. مملوءة صندوق ستمائة على

بعض وكان ، بها يتجرون بالكتب ملؤوها كبيرة دكاكين لهم الوراقين بعض وأنشأ من وطاب لذ ما فيها ليقرأ بل ، فحسب منها ليشتري ال الدكاكين هذه الى يغدو الشباب. صاحبها منه يتقاضاه بسيط أجر نظير اآلداب صنوف

العلمية الحركة الزدهار هيأ ومما والسراة واألمراء والوزراء الخلفاء مجالس ايضا ما نحو على ، صنف كل من العلماء فيها يتناظر علمية ندوات مايشبه الى بها تحولوا إذ ،

من يروى وما ، المهدي يدي بين البصري واليزيدي الكوفي الكسائي مناظرة من يروى. البرمكي خالد بن يحيى يدي بين أو الرشيد يدي بين وسيبوبه الكسائي مناظرة

وكان ، والمناظرة للجدال واسعة ساحة المأمون مجلس وكان ثقافة مثقفا مجالسه يحول فمضى ، األوائل وعلوم وبالفلسفة واللغوية الدينية بالعلوم عميقة واسعة

مجلس كان وكذلك ، كلها المعرفة فروع تتناول علمية ندوات الى ببغداد الخالفة دار في ، البرمكي خالد بن يحيى . المنصور جعفر أبي بن جعفر بن أيوب مجلس عن فضال

وكانت ، المختلفة واألهواء والنحل الملل أصحاب المجالس هذه في يلتقي وكان أزواد كانت كأنما االنسان الى ويخيل ، والمتكلمين للمتفلسفة أخرى مجالس هناك

معرضة الطرقات في مطروحة كانت حقا وهي ، مكان كل في ملقاة والثقافة المعرفة كانوا العصر هذا في الشعر أعالم أن نعرف أن ويكفي ، األيدي لكل الطبقة من جميعا

أبوه كان فبشار ، الشعب في الدنيا غازلة أمه كانت نواس وأبو ، اللبن يضرب طيانا الخزف يحمل صغره في كان العتاهية وأبو تعوله، كانت الغزل هذا ومن ، للصوف الوليد بن مسلم أبو وكان ، للناس يبيعها الكوفة شوارع في ظهره على والجرار ، حائكا

أبوه كان تمام وأبو أو عطارا العامة أبناء إن القول ويمكن ، خمارا أصابوا قد جميعا حظا تعرضهم العامة على النصارى( ينكر على ) الرد رسالته في الجاحظ ونرى ، الثقافة من

ينقضها وما اآلراء بتلك الدقيقة إحاطتهم لعدم الفاسدة آرائهم في الملحدين لمناقشة وأنه متكلم أنه يرى المسلمين من إنسان كل أن البالء : )) ومن يقول ، األدلة من نقضا كل أن من شكواه عليه تدل ما أحد(( . ويهمنا من الملحدين بمحاجة أحق أحد ليس

أصاب لعصره مسلم والنحل الملل اصحاب حجاج في المتكلمين طريقة من حظا تصيب العامة كانت وبالمثل ، الفاسدة . والشعرية واللغوية الدينية الثقافة من حظوظا

التي األسباب وأهم ، العصر في واألدبية العلمية الحركة ازدهار ثمرة هذا وكان األمم ثقافات وبين الخالصة العربية الثقافة بين المثمر الخصب االتصال ذلك الى دفعت

أمية بني عصر منذ يأخذ االتصال هذا وكان ، وعلوم معارف من فيها طوى وما المستعربة ، والترجمة النقل وطريق ، المستعربين مع المشافهة : طريق طريقين الطريق أن إال

اتسع الثاني . العباسي العصر في كثيرا كانت والتي ، العباسي العصر في الثقافية الحياة اغناء في تسبب ماسبق كل

: روافد ثالثة في تسير وعروض ونقد وبالغة نحو من بها يتصل وما اللغة علوم بها : ونعني العربية علوم-1

لغة. وعلم وصرف

8

العباسي العصر في العربي اادب

والتي ، واالسالم والسنة القرآن حول تدور التي العلوم كل : وهي االسالمية العلوم-2. ذلك وغير واالعراب التفسير أو التأويل تتناول

األمم تراث من العربية الى نقل ما كل بها : ويراد المترجمة أو المعربة العلوم-3. المختلفة

اليونانية المصنفات فترجمت ، ذلك في كبير دور للخلفاء وكان ، الترجمة نشطت لقد. العربية اللغة الى اليونانية وعن السريالية، عن اليونانية الثقافة نقل في بل ، فحسب ثقافتهم في ال بدلوهم الفرس أدلى وقد

هندية حكايات ودمنة( وهي )كليلة وكتاب ، ارسطو المقفع( منطق )ابن لنا نقل إذ ، أيضا. األصل

الخلفاء وأنفق أنشأ )المأمون( الذي مثل الترجمة جذوة بها أذكوا طائلة امواال فترجمت الروم بالد من الكتب لهم وجلب مترجمين فيها ووظف الحكمة(، خزانة أو )دار

والهندسة األدوية وتركيب والطب والجغرافية والرياضيات الفلك علم في كثيرة مصنفات لدينا يظهر أن وترجمتها الكتب ونقل االختالط لهذا نتيجة الطبيعي من وكن ، والكيمياء

. حيان بن وجابر الخوارزمي مثل المختلفة االختصاصات في علماء الطبيعي من وكان مرور في للعرب تصبح أن اليونانية الفلسفة نقلت وقد ايضا

أصبح العباسي العصر في العربي فالعقل ، مستقلة طوابع ذات خاصة فلسفة الزمن عقال أصبح كما متفلسفا عقال . علميا

هناك كان ثمة ومن ، العرب فيلسوف لقب ) الكندي( الذي عربي فيلسوف وأولهـ( . 339) الفارابي( )ت االسالمية الفلسفة في بارزون أعالم المجاورة باألمم واالختالط العباسية الحضارة اثر

والشعراء الشعر في والمعارف العلوم وترجمت ذوي الشعراء من بكثير الحاضرة تمد تزال ال العصر هذا في البادية كانت

، النميري حية وأبي ميادة وابن الدمينة وابن البيداء أبي مثل من السليمة العربية السليقة تحولت العربية السليقة ولكن ، البادية في ينشأوا لم شعراء المدن في يقابلهم وكان فصاحة البادية شعراء عن يقلون ال أصبحوا حتى دخائلهم، في وتمثلت إليهم وكان ، وبيانا فقد ( ، واألصمعي األحمر، وخلف ، الراوية )حماد مثل ورواتها اللغة علماء بفضل ذلك

مقاييسها لهم ووضعوا ، واإلسالمي الجاهلي والشعر اللغة لهم جمعوا وضعا ، دقيقا ، المثلى القدوة هو القديم الشعر بأن اإليمان فيهم يبعثون العصر طوال وظلوا

السهلة القديم الشعر نماذج الحاضرة شعراء على اللغويون هؤالء يعرض ولم بالحوشي المليئة العويصة نماذجه عليهم يعرضوا أن األول همهم كان بل ، فحسب

التسجيل هذا وبسبب ، ومحاضراتهم إمالءاتهم مدار فجعلوها ومضوا ، الغريبة واأللفاظالشعراء. وغير الشعراء من لمعاصريهم وسلست اللغة انقادت والتفسير والشرح

لغة القديم على المحافظة وراء يقف وكان : منها كثيرة عوامل وأدبا ال حتى ، الشريف النبوي والحديث الكريم القرآن ذلك على ماحفزهم أهم كان-1

طريق عن يحدث وهذا ، أنفسهم العلماء وأفهام الناس أفهام على دالالتهما تستغلق. النماذج وتلك الكالم ذلك

شديدة محافظة أظهروا العباس بني خلفاء فان ، سياسي عامل هو اآلخر والعامل-2 ما كل ورواية فيها والتعمق مدارستها على العلماء وبعثوا الكريم القرآن لغة على

الكبيرة وظائفهم مقاييس جعلوا . وقد وأشعار وأخبار وأيام أنساب من بها يتصل وأخذوا أدائها، في وبرع حذقها من إال يستكتبون وال يستوزرون ال فكانوا فيها التفوق ليحفظوهم اللغويين كبار لهم فأحضروا ، بتعلمها أبناءهم الشعرية نماذجها من كثيرا

كتاب للمهدي الضبي المفضل وتأليف ، أساليبها أو صياغتها على يقفوهم وكي أثره له كان محافظ ذوق العباسي القصر في صار . وبذلك مشهور ( ذائع ) المفضليات

جودتهم يقيسون . وكانوا لهم مادحين الخلفاء أيدي بين يمثلون كانوا إذ ، الشعراء في . كبيرة جوائز من يبتغون بما يظفروا حتى معه يتالءموا أن لهم البد فكان ، الذوق بهذا

طار به نوهوا فمن ، وحراسه العصر هذا في الشعر سدنة اللغويون أصبح ولقد عليهم يعرضون الشعراء وأخذ ، منسيا نسيا وغدا خمل وجهه في لوحوا ومن اسمه،

على اللغويون سيطر النحو هذا . وعلى العظام المحافل في انشادها قبل أشعارهم

9

العباسي العصر في العربي اادب

القديم الشعري بالمثل يتمسكون مضوا وقد العباسي، الشعر سوق تمسكا ، شديدا مثل – وغيره نواس أبي مثل – المحدثين هؤالء أشعار يقول: )) إنما األعرابي ابن وكان

يشم الريحان حركته كلما والعنبر المسك مثل القدماء وأشعار ، به فيرمى ويذوى يوماطيبا(( . ازداد

– التقويم في خطأ حداثته بسبب العباسيين لشعر اللغويين اهدار أن في شك وال بالقدم تقاس ال الفنية الجودة إذ ، الرأي هذا في ونؤيده – ضيف شوقي الدكتور يرى كما

. ومكان زمان كل في جيد الجيد والشعر والحداثة، القديم الشعر نماذج نفسه الى يحول العباسي الشاعر كان النحو هذا وعلى

. بصره وتحت سمعه منها عليه يعرضون بما اللغويون ذلك في يعينه ، كلها بخصائصها ، تمام أبي عن معروف نحوماهو على الشعراء بعض ذلك في وشاركهم

مقدمتها ،وفي والمحدثين القدماء أشعار من بذوقه انتخبها التي الشعرية ومجموعاته وضعوا فقد ، والرجز القصيد من عرضوا بما اللغويون يكتف ولم ، الحماسة ديوان

. وعروضه الشعر وموسيقى والنحو والتصريف االشتقاق في للغة أقيسة للشعراء ما القديم بالشعر العلم من العباسي للشاعر هيؤوا اللغويين إن قلنا اذا نبالغ وال

أطرافها من مادته وكشفوا لهم جمعوه فقد ، أنفسهم ألصحابه يتهيأ يكن لم جميعا حديث لهم اسلوب الى العباسيون منه نفذ ازدهار وهو ، جديد من وتزدهر تونق وأخذت

الذوق من وعدة القديم من عتاد على قام اسلوب وهو ، المولدين اسلوب باسم عرف ويالئم والنحوية التصريفية ومقدماتها اللغة مادة على يحافظ اسلوب ، الجديد الحضري

تنفى كما المبتذلة العامة ألفاظ عنه تنفى بحيث ، المتحضرة العباسيين حياة وبين بينها والرشاقة العذوبة مع المنتخبة األلفاظ األسلوب هذا في وأشاعوا ، الحوشية البدو ألفاظ

والرصانة والجزالة ، حينا . آخر حينا يمتاز واسلوبه ، الجديد المولد االسلوب هذا أرسوا من طليعة في وبشار

يؤثرون من بين توزعوا الشعراء من جيل . وتاله والرونق والصفاء والرصانة بالنصاعة الليونة يؤثرون ومن ، الوليد بن مسلم مثل وضخامته البناء وقوة والفخامة الجزالة

والشعر ، المديح : شعر الرسمي الشعر في ذلك عمم الذي العتاهية أبي مثل والسهولة يحتفظ نواس أبو معاصره وكان ، والوعظ الزهد وشعر ، والغزل : شعرالخمر الشخصي

، الشخصي شعره بعض وفي ، الرسمي الشعر في جزالة من يمكن ما بكل ما وكثيرا. المفرطة السهولة الى األخير الضرب في يعمد

طريق مؤثرين العتاهية أبي طريق عن انصرفوا ما سرعان الشعراء أن على أبو وخلفه ، ورصانته البناء وقوة المتانة من مسلم عند الطريق هذا اليه انتهى وما بشار رد . وبذلك والروعة الفخامة من غايته على الرصين الجزل االسلوب بهذا فأوفى تمام

. البناء وضخامة السبك قوة الى المولد األسلوب المفردات في العربية الصياغة على قوة بكل يحافظون الشعراء ظل لقد من األجنبية الثقافات في الشعراء من كثير وتأثر ، والتصريف االعراب وقواعد والتراكيب

كله ذلك بدا وقد ، اليونانية الفلسفة منهم كثير تعمق وكذلك ، ويونانية وهندية فارسية. الموروثة الشعر أصول عن يخرجوا أن غير من أشعارهم في

وازداد النظم فكثر ، العباسي المجتمع قلب في العصب يمثل الشعر ظل وقد لها نجد نكاد ال زيادة الشعراء عدد فقد الشعر لهذا األغراض أما ، آخر عصر أي في نظيرا

موضوعات في ينظمون أي ، العصر هذا سبقت التي العصور في نفسها هي كانت الشخصية تلك بين مالءمتهم مع الموروثة شخصيته العربي للشعر أبقوا وبذلك ، تقليدية

الوثيق التواصل كان وبذلك ، المرهفة المتحضرة وأذواقهم الخصبة العقلية حياتهم وبين. القديم األنموذج مع

منها: جوانب في وجددوا فيها توسعوا التي التقليدية األغراض على اآلن ونقف العباسي األدب في -التجديد القديمة األغرض في -التجديد

المديح حظي ، الجاهلي العصر منذ العربي الشعر أغراض أبرز ومن قديم غرض المديح

. الشعري النتاج من األوفر القسم نصيبه فصار ، والمتلقين الشعراء من فائقة بعناية

10

العباسي العصر في العربي اادب

المثالية ممدوحه في يرسم كان واالسالمي الجاهلي الشاعر أن ومعروف وحماية والعفة والسماحة والشجاعة الكرم مثل الجماعة تقدرها التي الرفيعة الخلقية

أخذ االسالمي العصر وفي الصفات، من وغيرها والعدل والبأس والمروءة والعزم الجار التقوى مثل االسالمي الدين مثالية الى تنتمي مثالية صفات عليها يضيفون الشعراء. الجناح وخفض والوقار والتواضع والورع

وقد جسم الشعراء هذه الصفات في الممدوحين تجسيما قويا ، حتى لتصبح كأنها تماثيل قائمة نصب أعين الناس كي يحتذوها ويحوزوا النفسهم مجامع الحمد

والثناء . وبذلك أصبحت المدحة تبث في األمة التربية الخلقية القويمة حافزة لها على الفضائل والمكارم الرشيدة . وقد مضى الشعراء في مديح الخلفاء والوالة يضيفون

الى هذه المثالية مثالية الحكم وما ينبغي عليه من األخذ بدستور الشريعة وتقوى الله والعدالة التي ال تصلح حياة األمة بدونها ، من ذلك قول مروان بن أبي حفصة في

مطلع قصيدة للمهدي : وحاللها : حرامها النبي سننمحمد المؤمنين أمير أحيا

السياسية مثاليتنا وكذلك مدائحهم في العامة الخلقية مثاليتنا الشعراء يصور ولم صوروا بل فحسب، الفتن سيما وال ، الخلفاء عصور في وقعت التي األحداث أيضا المديح قصيدة قامت وبذلك ، والترك الروم الدولةمن أعداء وحروب الداخلية والثورات

الشاعر عاصرها التي األحداث تسجل فهي ، الحديثة الصحافة مقام العصر هذا في تاريخية وثائق تصبح إذ ، بعيدة قيمة يعطيها مما ، الخلفاء بها ينهض التي الكبرى واألعمال

طالب ابي بن علي االمام أخبار حول فإنه ، الحميري السيد ذلك الى نفذ من أول وكان ،. بديعة مدائح الى السالم( ومناقبه )عليه

كانوا الذين األبطال صور العصر هذا في المديح صحف ماسجلته أهم كان وربما إشادة أشادت فقد ، والبيزنطيين الترك من أعدائها ضد المظفرة األمة جيوش يقودون

رسم في يتفنن شاعر وكل ، اقتحموه حصن وكل غمارها خاضوا معركة بكل رائعة يمدحه الذي القائد بطولة الشباب ونفوس جنوده نفوس في الحماسة يشعل رسما تمحق كانت التي الجيوش بأنفسهم يقودون والمعتصم والمأمون الرشيد وكان ، العربي

البيزنطيين تمام أبي بائية في معروف ماهو نحو على بانتصاراتهم الشعراء فتغنى ، محقا أن الى منها اقرب ملحمة تكون أن الى وهي ، لعمورية وحرقه ألنقرة المعتصم بفتح

القواد لبسالة بتصويرهم الشعراء ودواوين األدب كتب . وتكتظ قصيدة تكون . جميعا كتب تاريخ فهو الجوائز يرصدون الخلفاء ورائهم ومن األبطال هؤالء وكان ، شعرا

. البطوالت هذه يرسموا كي للشعراء الضخمة وكانت المدحة قديما تشتمل على مقدمات تصف األطالل وعهود الهوى بها وما

يلبث الشاعر أن يستطرد الى وصف الصحراء ناعتا ما يركبه من بعير أو فرس وما يراه فيها من حيوان وحشي ، وقد يعرض لوصف مشهد الصيد ، وكثيرا ما يضمنها حكما توسع مدارك السامع وتبصره بأطراف من سنن الحياة . وذلك كله استبقاه

الشاعر العباسي ، ولكن مع اضافات كثيرة ، حتى يالئم بينه وبين عصره . وهي اضافات تعبر عن الذخائر العقلية والخيالية للشاعر العباسي . وقد نعجب الستبقاء

هؤالء الشعراء المتحضرين لعناصر األطالل ورحلة الصحراء البدوية ، غير أنهم اتخذوها رمزا ، أما األطالل فلحبهم الداثر ، وأما رحلة الصحراء فلرحلة االنسان في الحياة ،

وقد استثمروا ما كان يصحب األطالل من حنين لذكريات حبهم ومعاهده ال يزاليترقرق في أشعارهم من مثل قول مسلم بن الوليد :

بكـيت هال مخبـوال فراقهم الفؤاد ترك وحموال ظـعائنا زاد القلب زجرت فإذا

وجيبه هموال زاد الدمع حبست وإذا

قليال بالمقـام أمتع كان لو وزمانه الصبـا أليـام واها وحاول بعض الشعراء أن يترك الحديث عن األطالل المهجورة الى قصور الحاضرة المأنوسة ، وحينئذ كان ال يسترسل في وصف حنينه ، على شاكلة قول

)أشجع السلمي( في استهالل إحدى قصائده : األيام جمالها عليه نشرتوسالم تحية عليه قصر

11

العباسي العصر في العربي اادب

استبقوا ، بنفوسهم يبعث حنين من بها يتصل وما األطالل استبقوا ما نحو وعلى تتوقد تكاد التي الحارة ورياحها طرقها وعوثة وصف في وتفننوا الصحراء، رحلة . توقدا

وتحول الشاعر العباسي في أحيان كثيرة من وصف الصحراء ومسالكها وسمومها وحيوانها الى وصف الرياض في الحاضرة ومناظرها البهيجة في الربيع ، مثل

: قول أبي تمام في مدح المعتصم بقصيدة استهلها بقولهيتكسر حليه في الثرى وغداتمرمر فهي الدهر حواشي رقت

. : يتثنى يتكسر ، النبات به ويريد ، : التراب الثرى ، ونعومة لينا : تموج تمرمر وقد مضى يتحدث في اسهاب عن جمال الطبيعة في الربيع وكأنه يتخذ منه رمزا لعصر المعتصم . واتخذوا احيانا من وصف السفن ورحلتها في األنهار صورة

مقابلة لرحلة البعير في الصحراء ، مثل قول بشار في احدى مدائحه للمهدي : ملجمـة األين شكوى قليلةدم وال بلحـم تجري ال وعذراء

الدبـر وال وعوث في ال بفرسانهاتشخصت الفلول فيها ظعنت إذا

وعـر جريها من القوم نفوس رأيتوربمـا البحـور تيـار تالعب

تجري. والصعب الشاق المكان وهو وعث وعوث: جمع الفلول: الجماعات، : اإلعياء، األين

وجعلتهم موجة المجون الحادة في العصر يصفون في مقدمات مدائحهم الخمر أحيانا ، واستهل ذلك بشار ، وتوسع فيه مسلم وأبو نواس وأبو العتاهية سعة شديدة ،

وعنوا على نحو ما عني الشاعر القديم ببث الحكم في قصائدهم ، وكان قد ترجم كثير من الحكم الفارسية والهندية واليونانية ، فأفادوا من ذلك كله ونثروه في تضاعيف

مدائحهم ، مضيفين إليه كثيرا من تأمالتهم في الحياة والطباع ، من مثل قول أبي تمامفي فضل المحسود ونقص الحسود :

حسود لسـان لهـا أتاح طويتفضيـلـة نشـر الله أراد وإذا عرف طيب يعرف كان ماجاورت فيما النار اشتعال لوال

العود. والشذا : الرائحة العرف

فيها صب وقد ، مدائحه في الحكم كثير وهو ، وخطوبه الزمن شكوى من كثيرا للدهر عاتية بمغالبة شكواه يمزج وهو ، والمتنبي الرومي البن قوية مقدمة يعد بحيث

ونوازله. فيها رسم بما ال ، العباسي الشاعر لسان على المدحة ازدهرت النحو هذا وعلى

بل ، فحسب العربية البطوالت من وصور ، األحداث من وسجل ، الخلقية مثاليتنا من عناصر من اليها أضافه وما ملكاته من فيها وأذاع القديمة العناصر من تمثل بما ايضا

دقتهم . ودفعتهم العقلية وملكاته نفسيته ومن الحضارية بيئته من استمدها جديدة بتقواهم نوهوا الخلفاء مدحوا فإذا ، وممدوحيهم مدائحهم بين يالئموا أن الى الذهنية الوزراء مدحوا واذا ، شجاعتهم وصف في أطالوا القواد مدحوا واذا ، الرعية في وعدلهم أوصافه فلكل ، والمغنين والقضاة بالفقهاء صنعوا وكذلك ، سياستهم حسن عن تحدثوا

. الرشيق والتعبير الدقيق الفكر كلها مدائحهم في فيها طلبوا أوصاف وهي ، تخصه التيالهجاء

وإذا تركنا المديح الى الهجاء وجدنا معالم التطور فيه أعمق وأوسع منها في المديح الخالص ، إذ كان يتصل بحياة الشعب والعامه اتصاال لعله أدق من اتصال

المديح ، وهي حياة لم يعد أساسها القبلية كما كان الشأن في العصر األموي ، ومن أجل ذلك ضعف فن النقائض لقيامه عليها إال أسرابا قليلة كانت تظهر من حين الى

حين . ولكن إذا كان هذا الفن ضعف ، فإن الهجاء لم يضعف بسبب التنافس الشديد بين الشعراء، وقد عمت فيه روح جديدة إذ أخذوا يريشونه سهاما مصمية . ويخيل الى

اإلنسان أن أصحابه لم يتركوا مثلبة خلقية أو نفسية في شخص إال صوروها ، وكأنما يريدون أن يطهروا المجتمع منها ، ولم يتورعوا أحيانا عن هجاء الخلفاء والوزراء ، كلما

رأوهم ينحرفون عن الجادة على نحو ما هو مشهور عند دعبل بن علي الخزاعي ، وبذلك يصبح الهجاء الصحيفة التربوية المقابلة للمديح . وقد تبارى الشعراء في رسم

12

العباسي العصر في العربي اادب

معانيه، تارة يخزون وخز اإلبر ، وتارة يطعنون طعنات قاتلة ، من ذلك قول أبي تمام مصورا غير شخص ال في موضع الغيرة من نسائه ، وإنما في الغيرة على طعامه ،

حتى لكأن كسر رغيفه كسر عظم من عظامه ، يقول : قال إن أليته صدق من البر فذاك ، والرغيف ال مجتهـدا

قسمه على كانـت جراذقه على غيرته أن لو يعجبني كان قد

حرمـه ودمـه لحمه مـن مـوقعها فإن بخبزته فافتك قتلته رمت إن

. الرغيف وهو جرذق : جمع : الجراذق وحلفه : قسمه أليته واعتمد الهجاء معاني االستخفاف والتهوين والتحقير والتصغير ، وقد استمد

منها حماد عجرد كثيرا حين استطار الهجاء بينه وبين بشار من مثل قوله : القرد عمي ما إذا القـرد يشبه وأعمى

يرح لم دنيء يغـد ولم مجد الى يومـايبد ولم خير في رالحضا مع يحضر ولم حمـد له يرج ولم ذم لـه يخش ولـم إن ويقال له فقال ، لنفسه إيالمها شدة من بكى األبيات هذه سمع حين بشارا

يراني ألنه أبكي ولكن ، هجائه من أبكي ما : والله فقال ؟ حماد هجاء من : أتبكي قائل. أصفه وال فيصفني ، أراه وال

والفحش المجون لشيوع كان وربما ، األعراض هتك وغيره بشار هجاء في ويكثر روح تشيع وقد ، المريرة السخرية روح الهجاء قطع من كثير في . وتشيع ذلك في أثر

جعل وقد معن بن الله لعبد العتاهية أبي هجاء في يلقانا ما نحو على ، المضحكة الفكاهة. الرجال إليها لتلفت تتزين فتاة منه

ومعروف أن ابن الرومي هو أكبر شعراء الهجاء في العصر وأكثرهم سهاما لمهجويه، وكان يعرف كيف يصب عليهم التصغير والحقارة والضعة ، كقوله المشهور

في وصف بخيل : خالد وال بباق وليسنفسه على عيسى يقترواحد منخر من تنفسلتقتيره يستطيع فلـو

ما نحو على تكبيرها وتستطيع الجسدية العيوب تلتقط حاسة الرومي البن وكانت. الهزلية الكاريكاتورية الصور أصحاب يصنع

وال خليفة الشعراء يترك يكد ولم وال وزيرا وال قاضيا وال عالما مغنيا له كالوا إال الهجاء دواوين من ديوان أي في . وأقرأ الهجاء يتبادلوا أن الى تنافسهم وأداهم ، كيال فستجد العصر هجاء دائما البحتري ديوان في يلقانا ما نحو على كثيرا اشتهر وقد ، مثال الخصيب بن أحمد مثل ، المجن ظهر الدهر لهم يقلب حين ممدوحيه بعض بهجائه

وسفك أمواله مصادرة على فيها يحثه قصيدة أنشده المستعين نكبه حين فإنه ، ممدوحهطويال. بلسانه يسلقه وظل ، دمه

بعده الترك وولي خلع إذا حتى ، وعهده المستعين فيها يمجد كثيرة قصائد وله أصاله المعتز البحتري يكن . ولم الجديد للخليفة مديحه ثنايا في هجائه من حامية نارا وكان ، بسام بن علي مثل ، يتقنونه كثيرون هناك كان أنه غير ، الفن هذا في حاذقا

هجائه في يتعرض . لسانه من أحد سلم وقلما ، والوزراء للخلفاء كثيراالرثاء

والرثاء فن شعري قديم يعبر عن اللوعة والحسرة عند الشاعر على من يفقده ، ونشط الشعراء العباسيون فيه نشاطا واسعا ، إذ لم يمت خليفة وال وزير وال قائد

مشهور إال وأبنوه تأبينا رائعا ، وقد صوروا في القواد بطوالتهم ومحنة األمة والجيوش في وفاتهم ، وكيف مأل موتهم القلوب حسرة وفزعا . وحقا رثاؤهم لهم يفيض بالحزن واللوعة ، ولكنه مع ذلك يكتظ بالحماسة والقوة وتمجيد بطولتهم تمجيدا يضرم الحمية في نفوس الشباب . وكان يحدث أن يخر بطل صريعا في بعض الميادين ، حينئذ ينظم

فيه الشعراء مراثي حماسية تؤجج لهيب الحفيظة في القلوب وتدفع الى االستشهاد تحت ظالل الرماح ذبا عن حرمات الوطن ، ومن خير ما يمثل ذلك مراثي أبي تمام في محمد بن حميد الطوسي الطائي ، فإنه أوقع ببابك وجنوده لعهد المأمون وقائع

13

العباسي العصر في العربي اادب مألته هو وعسكره فزعا ورعبا ، وعندما قتل في آخر وقعة له معهم حزنت األمة حزنا عميقا لموته ، وانبرى أبو تمام يرثيه مراثي رائعة تصور جلده في القتال وصبره حتى

الموت ، على نحو ما يلقانا في مرثيته العينية التي استهلها استهالال بديعا بقوله : بلقعا بعدك الجود مغنى وأصبحأسمعا كان وإن الناعي بك أصم

القديم الشاعر وكان الخالية والقرون السالفة باألمم العزاء الى يفزع ما كثيرا الناس غصصه يتجرع دائر كأس الموت وأن في العباسي الشاعر ذلك فردد ، جميعا

. الوجود وسنن الموت حقائق في تأمالت الخصب فكره من اليه يضيف وأخذ مراثيه وشاع في هذا العصر بكاء الرفقاء واألصدقاء ، بكاء يفجر الحزن في النفس ،

لما يصور من شقاء األصدقاء بموت رفاقهم وكيف يصطلون بنار الفراق المحرقة ، منمثل قول بشار في ندب أحد أصدقائه من الزنادقة :

ضا ظاعنين المنية جـزرإننا األحبة تلف على اشرب وخففانقضى حبا وكنت المحب كانبينه من وويلتي عليه ويلـي

ذا فوجدتهفراقـه وذقت ألفته ذقت قد الغضا جمر وذا عسال وهو خافض : جمع خفضا ، : سائرين ظاعنين ، الذبيح البعير وهو جزور : جمع جزر

. البادية شجر : من الغضا المقيم، وكان اخوتهم وأبناؤهم يموتون تحت أعينهم فتدور بهم األرض ويبكون بدموع

غزار ، وينفسون عن أنفسهم بأبيات تصور الحزن المقيم في قلوبهم ال يبرح ، من مثلقول العتبي في ابن له اختطفه الموت بعد أبناء آخرين ، وقد مات في ريعان شبابه :

شطري في عاث شطره تقضى فلمابشطره بني دهري وقاسمني وعلى نحو ما تفجعوا على أبنائهم وأخوتهم تفجعوا على زوجاتهم تفجعا كله

عطف وبر ورحمة ، والبن الزيات مراث مختلفة لزوجته ، توضح من بعض الوجوه ثراء الفكر العباسي بالخواطر وقدرته على تحليلها وتمثيل أحزانه وحزن طفله الذي افتقد

عطف األم وحنانها من مثل قوله :ه المفارق الطفـل رأى من أال تبتـدران عينـاه الكرى بعيدأم

ينتجيان الليـل تحـت يبيتانأمـه غيـر وابنهـا أم كل رأى وبات الخفقـان دائـم قلـب بالبلتجنـه الفـراش في وحيداتريـان ما الدمع بهذا أداويفـإنمـا بكيـت إن تلحياني فال

ثمان البن بالصبر فمن جليدألنني عنها الصبر عزمت وهبني ال ، عليه وتشتمل : تلفه تجنه ، بالدموع وتهمالن تبتدران: تسحان ، : النوم الكرى

. تلوماني : ال تلحياني أن منذ السابقة والعصور العصر في الشيعة شهداء على قائمة المآتم وظلت

عليهم ينوحون فهم السالم( ، )عليه علي االمام أستشهد نواحا ترقأ ال ودموعهم ، حارا. تجف وال

وظهرت ضروب كثيرة في الرثاء لم تكن معروفة قبل هذا العصر ، من ذلك رثاء المدن حين تنزل بها كوارث النهب والحرق ، وكان الجيش الذي أحاط ببغداد قبل مقتل األمين رماها بالمجانيق فاندلعت فيها النيران واحترقت بعض األحياء ، وعم فيها نهب األموال وقتل األبرياء ، مما جعل الكثير من الشعراء يبكونها وقد غمرهم الحزن

واألسى ، من مثل قول بعضهم : إلحراق ابك أال والذخائر اللهى وإنهاب وقتلمنازل وهدم

الخدور ربات وإبراز بمآزر وال خمر بال خرجنحواسرا أحسن بغداد تكن لم كأن وناظر اله عين رأته وملهىمنظرا

والحيوانات القمري مثل من الصادح الطير مراثي الجديدة الرثاء ضروب ومن فيه عاثت له لبستان يسير بن محمد مرثية الموضوع الجديدة المراثي ومن ، المستأنسة

يندب وفيها ، وقراطيسه صحفه ببعض فعاثت البيت، ودخلت ، جيرانه ألحد أفلتت شاة به تعبث أن قبل البستان هذا روعة بها ينزل وأن الشاة هذه من بالشكوى ربه الى ضارعا. أليم عقاب

الغزل األشواق فيه تصور ، االنسانية النفس الى ومحبب جميل تقليدي شعري غرض

أن ليمكن حتى ، مفرطة كثرة العصر هذا في فيه النظم كثر وقد ، للمحبين واللواعج

14

العباسي العصر في العربي اادب

الشعراء إن يقال يزدهر لكي أعدته عناية وهي ، به عنوا جميعا ازدهارا تداوله إذ ، واسعا في التوليد على قدرة من أوتوه وما الحديثة الخصبة بعقلياتهم وصاغوه ، الشعراء أفذاذ

. الجديدة واألخيلة الخواطر من كثير واستنباط القديمة المعاني بني عصر منذ فيهما اندفع اللذين نفسهما التيارين في يجري الغزل مضى وقد

حدة أكثر األول التيار وكان ، العفيف والغزل الصريح الغزل تياري بهما ونقصد ، أمية مختلف من وقيان إماء من به تموج كانت وما النخاسة دور انتشار بسبب ، وعنفا

من كثرتهم كانت أنفسهم والشعراء ، الخلقي التحلل يشعن كن اللواتي الجنسيات ، والشعوبية الزندقة بعامل إما ، والعربية االسالمية الخلقية التقاليد نبذوا الذين الموالي

. األخالق فساد من معه ينتشر وما الترف بعامل وإما أن ضيف شوقي الدكتور ويرى إنما ، واقعة حقائق يصور لم الغزل هذا من كثيرا

في والفكاهة التندير الى به يراد كان إذ ، الوجوه بعض من خيالية حقائق يصور كان يشبه وكأنه ، والدعابة للضحك ويتداولونه ينظمونه فهم ، الخليعين المجان هؤالء مجالس

ولكن ، جنسية نكت من عصرنا في األلسنة بعض على يجري قد ما الوجوه بعض من الغزل ننكر أن نريد اننا ذلك معنى : وليس فيقول يستدرك ضيف شوقي الدكتور

أن الى نلفت أن نريد إنما ، المكشوف . والفكاهة للتندير صنع منه كثيرا وشتان بين الغزل الصريح في هذا العصر عند مطيع بن إياس وأبي نواس وأضرابهما وبينه في العصر األموي عند عمر بن أبي ربيعة واألحوص وأمثالهما ، إذ

كانوا يحتفظون بغير قليل من الوقار والحشمة ، أما مطيع وأبو نواس وبشار وغيرهم فقد خرجوا عن كل حشمة ووقار خروجا يشبه أن يكون ثورة ، فهم يتحدثون عن

غرائزهم النوعية في غير تعفف وال حياء وال كرامة ، وقد استحدث كثير منهم – باستثناء بشار – ضربا جديدا من هذا الغزل الصريح ، وهو الغزل بالغلمان ، وهو يصور ما انتهت إليه حياتهم من الفساد ، لكثرة الرقيق ، وقد أطلقوا ألنفسهم فيه العنان ال

هـ(: 198يرعوون وال يستحون . ومن امثلة الغزل الصريح قول ربيعة الرقي )تالنسم طيب حبيب نسيم إالله دواء ال عياء داء الحب

بفم ألصقته فم حرام ومامخالسة نيلت فم من قبلة أو وكان يجري بجانب هذا التيار تيار الغزل العفيف ، ولكن مجراه أخذ يضيق ضيقا

شديدا بالقياس الى عصر بني أمية ، إذ كان يتسع حتى يشمل بوادي الحجاز وحتى تجري أسراب منه في مكة عند أمثال عبد الرحمن الجشمي الملقب بالقس لنسكه ،

وفي المدينة عند أمثال عروة بن أذينة . ومن أعالمه في البوادي قيس بن ذريح وجميل بن معمر العذري ، حيث نجد الحب النقي الطاهر الذي يملك على الشاعرعواطفه

ى ليصبح ضربا من الهيام القوي الحاد الذي يدفع الشاعر الى التغني وأهواءه كلها، حت بمحبوبته في شعر عذب ال يخدش حياء ، شعر يموج بالحرمان وحرارة العشق وشدة

الظمأ الذي ال ينتهي . وطبيعي أن يضعف هذا التيار في العصر العباسي األول الذي قلما عرف فيه الشعراء العفة والطهر ، ومع ذلك فقد بقيت له بقية عند العباس بن

األحنف وعند بعض الشعراء الذين هاموا ببعض الجواري ثم بعن وضرب بينهم وبينهن حجاب صفيق ، فعاشوا يتعذبون بالحب ، وعاش الحب في قلوبهم قويا حادا ، ومن

هـ(: 194ذلك قول العباس بن األحنف )ترقدوا للهـوى أيقظوني إذا حتىمودتهـم أذاقوني الذين أبكيعهدوا إن يوفون أحسبهم كنت قدبعهدهم يوفوا ولم علي جاروا

أحد به يشعر لم الجوانـح بيـنوحبكـم الدنيا مـن ألخرجن أمية بني عصر في له المماثل والغزل العفيف الغزل هذا حرارة بين كبير والفرق

ا يصور غزلهم . فإن وأضرابه ذريح بن قيس عند حب شواظ صدورهم في وكأن ، جامحا أحد، يألم لم كما يألمون فهم ، نار ، احتماله عن النفوس تعجز ألما بهم يعصف ألما

والدموع الممض الحزن لهم يترك وإنما ، أناة وال روية لهم اليترك الذي المندفع كالسيل من يبلغ ال ألنه ، العصر هذا في مجراه يضيق العذري الغزل أخذ ذلك أجل . ومن الغزار هذا الحضارة أفسدت وكأنما ، األموي العفيف الغزل يبلغه ما والقلب النفس في التأثير والشعور العاطفة في يؤثر يكاد وال التكلف فيه يجري هو فإذا ، الفن إال . قليال

الشعراء أن هو العباسي العصر في عامة الغزل على نالحظه أن يمكن ومما استخرجوا عقلهم كان فقد ، غزلهم في المعاني من كثيرا تشعيب على يقتدر خصبا

15

العباسي العصر في العربي اادب

بل ، فحسب ذلك يصور ال غزلهم من . وكثير دقائقها من كثير واستنباط وتحليلها المعاني يصور كثرة نالحظ وكذلك ، المرهف الرقيق وشعورهم الدقيق المترف حسهم أيضا

كانوا وأنهم المتحضرة حياتهم الى مرده طبيعي شيء وهي ، غزلهم في اللينة العباراتات يكن ولم ، المغنيات الجواري الى غزلهم بأكثر يتجهون ، متحضرات كن إنما متبدي القلوب يلمس الذي البسيط السهل اللفظ لهن يختارون فكانوا ، حجاب أي بدون لمسا

ذلك وكان ، الغزل هذا في والقصيرة المجزوءة األوزان شيوع هي أخرى ظاهرة ونالحظ ، والمتدارك والمضارع المقتضب هي جديدة أوزان ظهور الى دفع الذي الغناء بسبب

أن وذلك ، الشعراء فيهن ينظم كان الالئي بالجواري تقترن أخرى وظاهرة منهن كثيرا وكانوا ، يراسلونهن الشعراء فكان ، ونظمه الشعر صوغ يحسن مثقفات كن أحيانا

الشواعر الجواري هؤالء أشاع وقد ، الغزل شعر معهن ويتطارحون إليهن يفضون كثيرا . الدقيقة والخاطرة الدالة باللمحة يعجبن كن إذ ، العباسي الغزل في والرقة الظرف من

الوصف يقول ، الشعر عماد ويعد ، المعروفة العربي الشعر أغراض من تقليدي غرض

الشعر أغراض أن وذلك (( ، الوصف باب الى راجع أقله إال ))الشعر القيرواني رشيق ابن وصف هي األخرى العربي الشعر ففنون ، الخ والغزل والرثاء والهجاء كالمديح أيضا . الوصف هو مستقل غرض عن ناهيك الوصف ضمن تدخل إذن جميعا

وكانت للوصف غلبة في الشعر العباسي ، إذ توسع الشعراء فيه فتفننوا في وصف المشاهد فوصفوا الطبيعة والرياض واألزهار واألنهار والطير والحيوان ، بل راح

الشعراء يصفون كل ماتقع أعينهم عليه ، فهذا أبو تمام مثال على عادة الشعراءالعباسيين الذين أكثروا من وصف األمطار والسحب ، يصف لنا سحابة ممطرة بقوله :

المكروب الثرى بها مستغيثسكوب القياد سمحة ديمةالجديب المكان نحوها لسعىنعمى الحياء بقعة سعت لو العصر هذا قبل الطبيعة وصف يكن ولم فنا كان بل ، مستقال به تبدأ ما كثيرا في الفن هذا استطاع . وقد آخر غرض الى أو الممدوح الى الشاعر ينتقل ثم ، القصيدة

والصنوبري والبحتري الرومي ابن مثل الشعراء بعض عند بذاته يستقل أن العصر هذا. وغيرهم

وما يمكن أن نالحظه هنا أن الشاعر العباسي أخذ ينفخ الروح في مظاهر الطبيعة ، أي راح يتعامل مع مفردات الطبيعة على أنها كائنات حية تشعر بما يشعر به

كل ذي روح ، وهذه العملية تسمى بـ)التشخيص( ، فمثال يقول البحتري في وصفالربيع مصورا إياه كائنا حيا :

يختال الطلق الربيع أتاك يتكلما أن كاد حتى الحسن منضاحكا العباسي الشاعر أعطانا لقد يد اليها امتدت القديمة األوصاف من مختلفة ألوانا كان فقد ، الجديدة المدينة أوجدتها مبتكرة ومنها ، والتطوير التهذيب في الحضارة الشامخ البناء لوجدنا الخلفاء قصور الى دخلنا فلو الوصف تنوع في أثر الحضاري لالتساع يصفوا ان الشعراء من تستحق القصور جدران ان حتى والنافورات والبساتين للقصور الشاعر عدل وربما ، كله ذلك يحس فالشاعر البديعة وزخارفها المختلفة رسومها أحيانا

محمد قول مثل بمقطوعات وخصها الحاضرة في القصور وصف الى األطالل وصف عن: خرب قصر هـ( في230)ت الرياشي يسير بن

شجاني ما أهلك بعد بك أرىالنوشجاني قصر ياقصر أال

منهـم لفضـلقوم ديار البالء أعفى فلو شاني ولعظمالزمان آثـار عليك تلـوحبينات بك ترى كانت لمـا

في سينيته بعد هـ( فيما284)ت البحتري ألهم الذي هو الجديد الموضوع هذا الكسروية ) البحتري( األطالل يبكي وفيها ، الفرس آثار عن حديث وفيها ، كسرى ديوان قتل بعد القصر رأى أن بعد القديمة بأمجادهم وبنوه ، اليوم الى شامخة الزالت التي

. وهمومه شكواه الشاعر ( فبث )المتوكل وأخذ الشاعر العباسي يصف بيئته بمظاهرها وعناصرها جميعا الصامتة

والمتحركة فمثال ) ابن المعتز( أغرم بوصف الطبيعة واستعرض أكثر مفرداتها فيشعره من مثل تشبيهه الهالل بالزورق ، وهو تشبيه مشهور :

16

العباسي العصر في العربي اادب

عنبر من حمولة أثقلته قدفضة من كزورق اليه انظر أو قوله :

زرقاء ديباجة على ملقىكدرهم السماء أفق في البدر يصفونها فأخذوا المدائح مقدمات في الطبيعة وصف في الشعراء أكثر وقد

حيوانها وصف الطبيعة وصف في . ويدخل أخرى تارة واالسهاب واالطناب تارة بااليجاز قد وكان مدائحه بعض في لألسد خاقان بن الفتح مبارزة يسوق البحتري ونرى ، الوحشي

في كله ذلك البحتري وصور ، وقتله ، فنازله ، طريقه في أسد ففاجأه ، الصيد الى خرج. قصيدته

واشتهر البحتري بوصفه للخيل وإتقانه لهذا الوصف ، من ذلك قوله في وصففرس:

األول الثقيـل في معبد نبراتنغماته في كأن الصهيل هزجالمقبل الحبيب الى المحب نظرأعطينه بدا فإن العيون ملك

. األلحان من جيد األول: نوع الثقيل ، العصر في مغن : أشهر معبد وقد ظهر في الشعر العباسي وصف بارع للمعارك والحروب على شاكلة قول

بشار : كواكبه تهاوى ليل وأسيافنارؤوسنا فوق النقع مثار كأن

شهد قد العباسي العصر كان ولما وقد ، المعارك وصف كثر فقد عديدة حروبا. والمتنبي الحمداني فراس وأبو تمام أبو الغرض هذا في الشعراء من لنا برز

الحضارية وألوانها األطعمة وصف من يكثرون العصر هذا في الشعراء وكان يترك لم العباسي الشاعر : إن القول نستطيع بل ، فحسب هذا وليس الجديدة، شيئا إال

. وصفهالخمريات

حظا الناس وأخذ أهلها أحوال واستقرت بغداد الرخاء عم لقد اللهو من وافرا اللذائذ، على يعكفون هؤالء جعل للشعراء الخلفاء وفره الذي الترف ،وكذلك والشراب

موجة وصول على ساعد وغيره كله ذلك ، بغداد في انتشرت قد واألديرة الحانات وكانت. العصر هذا في غاياتها أبعد الى الخمريات

بشعراء بدأ قديم فهو ، العباسيين الشعراء على بجديد ليس شعري فن والخمريات محجن ) أبي مثل من االسالم شعراء مع ) األعشى( واستمر مثل من االسالم قبل ما

كان يزيد( الذي بن ) الوليد ( ثم )االخطل األموي العصر في لواءه حمل ثم ( ، الثقفي مهد قد بالخمريات وافتتانه اآلثمة نزعته بسبب عصبة في نواس( وأضرابه ) ألبي كثيرا

األول شاعرها وصار وصفها في بالغ الذي نواس أبا أن علما ، العباسي العصر في المجان عنه يقول ( الذي الهندي ) أبو هو الدولتين مخضرمي من آخر شاعر في تأثر قد

وصفها فجعل االسالم شعراء من الخمرة وصف من أول الهندي أبا )األصفهاني(: إن. وقصده وكده

إن أول ما يلقانا من مظاهر التجديد في الخمريات في العصر العباسي هو أنهم أكثروا فيها اكثارا يبعث على الدهشة والعجب ، فمن ناحية الشكل فقد أسهبوا فيها وأفاضوا وأطنبوا ، ومنهم من قصر شعره أوكاد عليها مثل ) أبي نواس ( الذي تربو

خمرياته وحده على خمريات العصور السابقة . وفضال عن االكثار منها فقد راح الشعراء يتوسعون في صفاتها ويتغنون بأسمائها ويدعون الى معاقرتها ويتفننون في

نعوتها وفي تشبيهاتها ويذكرون صفاتها وندماءها ، أما من ناحية المضمون فقد افتتنوا في وصفها والحديث عن دقائقها ، فهذا أبو نواس يفلسف الوصف ويبدع في التصوير ويجعل الخمرة شقيقة روحه ويضفي عليها الحياة ويجعلها كائنا حيا ، وكذلك ال حياة –

برأيه – سوى حياة الخمر والمجون في بيوت القبان وفي الحانات ، ومن ثم مضى يدعو في خمرياته دعوة واسعة الى العدول عن وصف األطالل الى وصف الخمر

والمتاع بما يقترن بها من غناء وسقاة ، ومن ذلك قوله : حمراء من الورد على واشربهنـد الى تطـرب وال ليلى التبك

كالورد حلق في انحدرت اذا كأسا

شاربها العين فـي حمـرتها أجدتـه

والخد

17

العباسي العصر في العربي اادب

مـمشوقة جـارية كـف فـيلؤلؤة والكأس ياقوتـة فالخمـرالقد

يدها من تسقيك ومن خمرافمها

من سكرين مـن لك فمـا خمـرابد

دونهم بـه خصصـت شـيءواحدة وللندمان نشـوتان لـيوحدي

القول أصبح إذ ، بالقصيدة استقلت أنها الخمريات شعر في التجديد معالم ومن فيها الشعر أبواب من بابا وغرضا كانت أن بعد المطالع به تستهل وقد بنفسه، قائما

النسيب. محل تحل راحت انها أي ، الديار على والبكاء باألطالل تستهل وصارت للشعراء إلهام مصدر العباسي العصر في الخمرة أصبحت لقد طريقا

الى اتجاهه حيث من تحول قد فيها شعورهم وكان أنفسهم الشعراء مشاعر عن للتعبير وصفها كان أن بعد المتعة أسباب بها تستكمل حضارية حاجة أصبح حيث ومن الذاتية. الذاتية بالمشاعر عنايته من أكثر العامة باألمور يعنى

عنه نشأ وكذلك الخمر مجالس وصف مثل جديدة فنون الخمرة شعر عن ونشأتبالمذكر. الغزل

الجديدة الشعرية األغراض. الصوفي والشعر ، والفلسفي ، التعليمي وهي: الشعر

التعليمي الشعر هو الذي األصل يطابق لها صادقة ومرآة البيئة ابن الشعر أن فيه شك ال مما

فكان العقلية الحياة فيه ازدهرت زمن في عاش قد العباسي الشعر كان ولما المجتمع، وراح والمذاهب والعقائد العلوم حقائق استوعب فقد وهكذا ، فيها يشارك أن له البد

الظاهرة هذه وكانت ، فيها يشارك نظم به يراد الذي التعليمي الشعر لوالدة إيذاناقصائد. في العلمية الحقائق

: ومنها ، كثيرة فهي الشعر هذا بواعث عن اما العلمية المسائل في أشعارهم ينظمون وجدناهم لذلك ، جديد بكل الشعراء افتتان-1

. والعباسية العقلية الحياة في تدور كانت التي والقصصية والتاريخية هذا طريق عن وتجديدهم ابتكارهم على ويدللون براعتهم يظهرون الشعراء راح -2

. الشعر. جديدة معارف من للشعراء بما المفاخرة-3 أقوى هو الشعر طريق عن المعارف واستظهار العلوم حفظ تسهيل كان وربما-4

يقبلون العصر هذا في الناس وجدنا أن بعد والسيما ، ظهوره الى البواعث إقباال العلوم يصب راح لذلك استجابة فالشاعر ، المعرفة وطلب التعلم على شديدا

. واستيعابها حفظها لتسهيل الشعر قوالب في والمعارف ومن أوائل ما يلقانا من ذلك تحدث ) صفوان األنصاري ( في أشعاره عن فضل

األرض وما تحمل من كنوز ومعادن كريمة ، والريب في أن ) ابان بن عبد الحميد( هو الذي عمل على إشاعة هذا الفن الشعري الجديد ، فقد نظم فيه تاريخا وفقها وقصصا

كثيرا ، فأما التاريخ فنظم فيه سيرتي أردشير وأنوشروان، وأما الفقه فنظم فيه األحكام المتعلقة ببابي الصوم والزكاة ، وصنع قصيدة في مبدأ الخلق وضمنها شيئا من

(14000المنطق . وأهم من ذلك كله أنه نظم في القصص كتاب) كليلة ودمنة ( في ) :أربعة عشر ألف بيت، ويستهلها بقوله

دمنه كليلة يدعي الذي وهوومحنـه أدب كتـاب هـذاالهند وضعته كتـاب وهـورشـد وفيـه دالالت فيـه

البهائم ألسن عـن حكـايةعـالـم كل آداب فوصفواهزله يشتهـون والسخفـاءفضلـه يعرفون فالحكماء

اللفظ عند اللسـان عـلى لذالحفظ يسير ذاك على وهو مزدوجة فينظم ، التعليمي الشعر من الضرب هذا )حمدان( في ابنه ويتأثره

. المختلفة وصوره وطبيعته وأهله الحب فيها يصف طويلة

18

العباسي العصر في العربي اادب

وينظم )أبو العتاهية( مزدوجة سماها )ذات األمثال( ، وواضح من اسمها أنها( أربعة آالف بيت ، ومن قوله فيها : 4000حكم وأمثال ، ويقال إنها كانت تبلغ )

يموت لمن القوت أكثـر مـاالقـوت تبتغيـه مما حسبكينم لم من على الليل أطول ماألم – قل وإن – يؤذى مـا لكلفعله حسن المرء ذخر وخيـرعقلـه بمثـل المرء انتفع مـاه جـد وربالصــالح ضـده الفسـاد إن المــزاح جــر مزدوجة النجوم علم في فنظم ، ابان ( أثر الفزاري ابراهيم بن ) محمد واقتفى . مجلدات عشرة في تدخل كانت )ياقوت( إنها يقول طويلة،

قصيدة ) األصمعي( ينظم فاذا ، االخباريين بيئات الى التعليمي الشعر وانتقل الى كذلك وانتقل ، البائدة الخالية واألمم الهالكين والجبابرة الملوك ذكر في طويلة. الدينية والمذاهب العقائد في يتناقشون الذين المتكلمين بيئات

( المعتزلي المعتمر بن )بشر نظم كما الفن هذا في ينظم لم متكلما ولعل. المختلفة والنحل المقاالت أصحاب على الرد في النظم من أكثر فقد ، المشهور

وممن نظم الشعر التعليمي أيضا )علي بن الجهم ، وابن المعتز ، وابن دريد ( ، ( ثلثمائة بيت ،300فنظم )علي بن الجهم( مزدوجة في التاريخ تقع في أكثر من )

ونظم )ابن المعتز( في سيرة الخليفة )المعتضد( وفيها نرى وضوح عواطف الشاعر ، وهذه المزدوجة تذكر جانبا من حياة الشعب ، أي أن الشعب ماثل فيها على خالف السرد التاريخي ، أما )ابن دريد( فله مقصورة مدح بها )والي األهواز( وقد استهلها

بالنسيب على طريقة الشعراء القدماء، مفتتحا لها بقوله : النقا أشجار بين الخزامى ترعىبالمها شيء أشبه ظبية يا

. الرمل من : القطعة النقا ، طيب زهره : نبات الخزامى ، الوحش : بقر المهاوله قصيدة في المقصور والممدود يقول فيها :

الهواء مفارقة واحذرالهوى الى تركـنن البالثراء غيرك ويفوزالثرى الى تصير يوما اعتماده وكذلك ، الشعري النفس بطول يتميز أنه التعليمي الشعر على ويالحظ

هذا ، قوافيه وتنوع ، الرجز بحر من براءة ( من حسين طه ) الدكتور الحظه عما فضال. بمحاكاته والشعراء بقراءته القراء نصبح لذلك ، الغريب عن وبعد التكلف

من شيء على ليست التعليمي الشعر ظاهرة : إن نقول والوضوح البداهة ومن يفتقد فانه وكذلك ، العقل ويخاطب والخيال العاطفة الى يفتقر أنه ذلك ، الفنية الناحية

فقط. مقفى موزون كالم فهو ، والفنية الجمالية االبداعية الشعر مقومات الفلسفي الشعر

أو )فيلو( تعني: محبة وكلمة األصل، سوفيا( يوناينة )فيلو من فلسفة كلمة تنحدر هو الحكمة( والفيلسوف )محبة هي فالفلسفة ، )سوفيا( معناها: الحكمة وكلمة صداقة، الكون في البحث هو اليوناني األصل في الفلسفة وموضوع الحكمة، محب أو الحكيم

إلى للوصول الفلسفة وأداة األخالقي، وسلوكه العالم في ومركزه اإلنسان طبيعة وفي والبرهان، الجدل، وأساليب المنطق، قوانين من اكتشفه وما هي: )العقل(، المعرفة

الموسوعية للثقافة نتيجة ومتعددة؛ فكثيرة اإلسالمية الفلسفة مجاالت . أما واالستنتاجرشد. وابن الصفا، وأخوان سينا، وان : الكندي، ومنهم المسلمين علماء لدى

ينظم شاعر أول فهو الحياة، فلسفة شاعر المعري العالء أبو يعد ديوانا في كامالعصره. في السائدة الفكرية للمذاهب ملخص )اللزوميات( وفيه يدعى الفلسفة

وهو يرى أن السلطة المدنية فاسدة بسبب المكر والرشوة، والحكام أصحابفيقول:فوضى ويتبعون هواهم، ويحكمون الرعية بالظلم وينعمون بمالها وثمرة تعبها،

بغير األمور يسوسونعقل

ويقال أمرهم فينفذساسه

وأف الحياة من فأفمني

رئاسته زمن ومنخساسه

الصوفي الشعر التصوف نزعة تتخذ من المجاهدة والرياضة الروحية وتتجاوز الظاهر وتتعمق

الباطن ، في حين كان الزهد اتجاها سلوكيا ينطوي على التقشف واالعراض عن الدنيا

19

العباسي العصر في العربي اادب

بالتزام العبادات وادائها كاملة لبلوغ الجنة والنجاة من النار ، نقول إن موجة الزهد الحادة في العصر العباسي هي التي أدت الى والدة التصوف الذي استقل عن الزهد استقالال تاما ، والتصوف تجربة روحية يخوضها االنسان مع نفسه ابتغاء الوصول الى

الله سبحانه وتعالى، ومضى أصحابه يتحدثون عن الحب اإللهي ومقاماته وأحواله، وكانوا يأخذون أنفسهم بمجاهدات عنيفة في التقشف والنسك مع االنقطاع عن الدنيا

والخلوص التام للمحبة اإللهية والنشوة بها الى درجة الفناء في الذات العلية ، ولهم أشعار كثيرة يصورون بها هذا العشق وما دلع في قلوبهم من لوعة اليمكن إطفاؤها ، لوعة حب قوي حار ، استأثر بكل ما في قلوبهم من عواطف ومشاعر ، وشغلهم عن

كل شيء ، إذ شغفوا بمحبوبهم شغفا عظيما ، بل لقد تحول هذا الشغف عقيدة جمعوا فيها بين محبة الله وبين تقديسه وعبادته ، آملين منه الوصول وأن يرفع ما بينه وبينهم

من حجب ، وفي كل مكان يلقانا كثيرون يفرغون للنسك والتبتل والعبادة ، مما دفع لظهور مقدمات التصوف في هذا العصر أوبعبارة أخرى الى ظهور الحب اإللهي يتجرد

عن كل مادة وحس والذي يستغرق فيه المتصوفة مشغوفين بالحقيقة اإللهية ، وما ترسله على الكون من أضواء الحق والخير والجمال المطلق ، ومن أروع مايصور ذلك

أبيات ) رابعة العدوية ( المشهورة :االهوى حبين: حب أحبـك الذاكـا أهـل ألنـك وحبـ

سواكا عمن بذكرك فشغليالهوى حب هو الذي فأماأراكا حتى الحجب لي فكشفكله أهل أنت الـذي وأمـا

وذاكا ذا في الحمد لك ولكنلي ذاك وال ذا في الحمد فال الله رؤية سبيل أن المصري( فكرة النون )ذي للتصوف الحقيقي األب عند وتلقانا

) أبو ويخلفه ، الحب طريق عن بالقلب تتم الله ورؤية بالحب الممتزج والذكر الخلوة هو رغباتها عن النفس تجرد أي ، اإللهية الذات في الفناء فكرة ( فيذيع البسطامي يزيد

المتصوفة ومن ، اإللهية الذات في ارادتها وانمحاء لشهواتها وقمعها ) الجنيد أيضا ، مواعظه في الموهمة والشطحات العبارات من يكثر ( الذي هـ257 ( ) ت البغدادي

يعاصره وكان الحب عن التعبير من أشعاره في يكثر ( الذي النوري الحسن ) أبو أيضا وله ( ، الخواص سحنون الحسين ) أبو ومنهم ، العلية الذات في الفناء وفكرة اإللهي الفناء فكرة في وكذلك ، وجد اليماثله وجد من يصحبها وما الربانية المحبة في كثير شعر

في بالغ ( الذي هـ251 السقطي( )ت ) السري بغداد متصوفة ومن ، الله في المطلق هـ( تلميذ309 الحالج( )ت منصور بن ) الحسين ،ومنهـم ومجاهدتها النفس رياضة

( . هـ334 ( ) ت الشبلي بكر ) أبو و ، المتقشف للمتصوف مثاال ( وكان ) الجنيدالحالج: ومن أمثلة االتحاد في الذات اإللهية قول

أهوى ومن أهوى من أنا أنـا

بدنـا حللنـا روحـان نحـن

عهد على كنا مذ نحنالهـوى

بنـا الناس في األمثال تضرب

أبصـرتنــا أبصـرتـه وإذاأبصرتـه أبصـرتنـي فـإذابيننا تفـرق لـم ترانـا لـوقصتنـا عـن السائـل أيهـا وروحي روحي روحه هو

روحهبدنا حلت روحيـن رأى مـن

أشعارهم في المتصوفة واتخذ واسعا حيزا شغال فقد ، والخمرة المرأة منها رموزا أي ، العبارة على اإلشارة يؤثرون أنهم أشعارهم في البارزة والمالحظة ، أشعارهم في

وكتمان الحقائق لستر منهم محاولة في بالتلميح ويكتفون التصريح الى اليعمدون. األسرار

في ودخلوا الصواب عن انحرفوا المتصوفة من فريقا أن على التنويه من والبد ورجال الدين علماء من واحد غير جعل األمر وهذا ، واألساطير والخرافات األوهام

20

العباسي العصر في العربي اادب

، أخطاءهم مظهرا عليهم للرد يتصدى الشريعة اإلمام صنـع مـا نحـو على ألقوالهم مفنداهـ(. 597 ( )ت الجوزي و) ابن هـ(،505( ) ت ) الغـزالي

الشعراء وشعر حياة دراسة برد بن بشار

ولد بشار بن برد بن يرجوخ بالبصرة ألوائل العقد العاشر من القرن األول للهجرة وجده يرجوخ من طخارستان ممن سباهم المهلب بن أبي صفرة والي

خراسان . ومن أجل ذلك نشأ ابنه برد على الرق . وكان أوال في عداد رقيق ) خيرة القشيرية ( أمرأة المهلب ، ثم وهبته المرأة من بني عقيل ، فولد له بشار على الرق ،

ولم تلبث العقيلية أن أعتقت بردا ، وبذلك عد هو وابنه في موالي بني عقيل ،وقد:، إذ قال نسب نفسه من جهة أمه الى الروم

عددتإذا خالي وقيصر نسبي يوماوإن صح ذلك كان فارسي األب رومي األم ، وقد ولد أعمى ، وفي ذلك يقول :

من والذكاء جنينا عميتالعمى

الظن عجيب فجئتموئال للعلم

آفة وحددت ، الشظف على تقوم معيشة اللبن ضرب من يعيش طيانا أبوه وكان من ينهل البصرة مسجد والى المساجد الى فاتجه ، أظفاره نعومة منذ حياته بشار

. العربية السليقة يتمثل أن على عقيل بني في نشأته وأعانته ، والشعر العلم حلقات أول الهجاء . وكان لسانه على يسيل الشعر ينبوع أخذ حتى العاشرة يبلغ يكد ولم

كان إذ ، فيه نظم موضوع والفرزدق جرير بين والسيما ، جميعا الشعراء بين مضطرما في له مكنت مدة فيها فأقام ، البادية نحو فيمم ، العربية إتقان الى طموحه ببشار واشتد االختالف من يكثر البصرة الى . وعاد البادية وشؤون باللغة الدقيق وفقهه لسانه عربية

المعتزلة ( رأس عطاء بن ) واصل وبين بينه وكانت ، ومجالسهم المتكلمين حلقات الى الثنوية مذاهب يعتنقون من مع محاوراته الى ويستمع مجالسه يحضر فكان قوية صلة

من شيء المجالس هذه من اليه تسرب أنه الظن وأكبر ، الهندية والدهرية المجوسية. والمنطق الفلسفة

ويقال إن بشارا كان ملحدا فهو يشيد بعبادة النار ويفضلها على االرض بقوله: والنار مظلمة األرض

مشرقة كانت مذ معبودة والنار

الناروتمادى يفضل ابليس على آدم بقوله :

ار معشر يا فتنبهواآدم أبيكم من أفضل إبليس الفج سمو اليسمو والطينطينـة وآدم عنصره النار

النار فهوال ، الحس شهده وما إالبالعيان اليؤمن بأنه مصرحا زندقته يعلن بشار ومضى

بن واصل وبين بينه العالقة نهاية الى أدى كله ذلك ، والحساب والببعث نار وال بجنة يؤمن هذه زاد مما ،وكان شديدة ثورة عليه يثور واصل راح بل ، فحسب هذا ليس ، عطاء البصرة شباب على خطرا يعد الذي المادي الغزل من يكثر رآه أن نفسه في الثورة

. قتله الى يدعون المعتزلة وجماعته واصل كان لذا ، ونسائها قبيح كان إذ ، المرأة ينفر فيه شيء كل ،وكان الفاجر غزله في بشار ويمضي

، القلب غليظ فظا وكان ، أحمر لحم تغشاهما قد العينين جاحظ الوجه مجدور المنظر الغريزة عنده يثير كان الذي هو منه النساء ونفور القبح هذا ولعل ، الطبع جافي وكان

المكشوف. غزله من االفراط الى ويدفعه الجنسية وأمره المهدي أن يكف عن ذلك ، وكف بشار على مضض ، وأخذ يردد في

قوله: والنسيب نزوال على ارادة الخليفة ، مثل أشعاره أنه ترك الغزل وما النسيب عن مالهما الملك ونهاني

عصيته

21

العباسي العصر في العربي اادب

بشار وأخذ ، كثيرا خلقا منهم ويقتل الزنادقة المهدي هـ( يتعقب166) سنة وفي هجاء داود بن يعقوب ووزيره المهدي ويهجو ، الزندقة على يقتلون الذين أصدقاءه يرثي

بأن موثقون شهود أمامه هـ( فيشهد168) سنة في البصرة الى المهدي ويقدم ، مقذعا إثرها على يموت سوطا سبعين فيضرب ، الموت حتى بضربه فيأمر ، زنديق بشارا

. ويدفنونه فيحملونه أهله بعض ويأتي ، البطيحة في به ويرمى من أعداءهم به يذيقون وما ) قيس( مواليه بـ فيها يفخر لبشار قصيدة يأتي وفيما

: فيها يقول محقا، ليمحقونهم حتى الشديد بأسهم

صعـر الجبـار المـلك إذا خــده

بالسيـوف إليـه مشينـانعاتبـه

العـدو دب إذا وكنـالسخطنـــا

ال ظاهـر فـي وراقبنـانـراقبه

بكـل جهـرا لـه ركبنـامثقـف

الـدماء تستسقي وأبيضمضاربه

يزحف الليل كجنح وجيشبالحصى

وك حمر والخطي وبالشثعالبـه

خدر في والشمس له غدوناأمهـا

يجـر لـم والطل تطالعناذائبـه

من الموت يذوق بضربطعمه ذاق

الفـرار نجى من وتدركمثالبـه

فـوق النقـع مثار كأنرؤوسـنا

تهـاوى ليل وأسيافنــاكواكبه

الفجـاءة مـوت لهـم بعثناإننـا

علينـا خفاق الملك بنوسبائبـه

: الخطي ، المقوم : الرمح المثقف ، استخفاء في : مشى دب : تكبر، خده صعروراياته. : أعالمه سبائبه ، الحرب : غبار النقع ، : معايبه مثالبة ، : أطرافه ثعالبه الرماح،

وبين بينه ويالئم ينميه وأخذ التقليدية وأصوله الفني بالتراث بشار تمسك لقد أن حاول وقد ، المجون بها حف مادية حضارة من فيه عاش وما الخصبة العقلية حياته ظل أنه غير ، والمسمطات المزدوج وفي الرباعيات في فنظم ، القصيدة شكل في يجدد

يصيب أن دون من ولكن ويلين، يرق وقد ، الرصينة الجزلة بأساليبها الشعر للغة محتفظا األسرار بتلك يتصل ما وكل دقيقا فقها اللغة أسرار يفقه كان إذ ، وهن أو ضعف أساليبه

وجمال. وبهاء رونق من األحنف بن العباس

الخطيب أوردها رواية وهناك ، طلحة بن األسود بن األحنف بن العباس هو بن معد بن بنزار األحنف بن العباس نسب فيها يصل إسناد دون تاريخه في البغدادي

. عدنان وعمره مات العباس إن تقول واحدة اشارة غير نملك ال مولده تاريخ وبخصوص

يكون هذا وعلى ، هـ194 و193 سنة بين مات أنه الظن وأكثر سنة، ستين من أقل هـ. 134 و133 عام بين ما مولده

فمجهول رأسه مسقط أما بغداد. في نشأته وكانت ، البصرة في ولد ولعله ، أيضا

شخصيته مكتمال ، المركب فاره ، النعمة ظاهر الترف شديد األحنف بن العباس كان

بعض وجد : إنه يقول األغاني صاحب أن حتى ، واإلمارة العز سيماء عليه الجاه أسباب( . األحنف بن العباس الفضل أبي األمير : ) شعر عليها مكتوبا خراسان في أشعاره

وال لرغبة شعره يسخر لم مترفا وكان ، بيديه ما يمسك اليكاد متالفا كريما وكان. رهبة

22

العباسي العصر في العربي اادب

فديوانه ، الشرب مجالس وفي الترف أسباب في أمواله ينفق كان أنه والراجح الشرب هواة من كان أنه مرة غير لنا يذكر السماع مجالس بهم تعمر كانت ممن وواحدا

، واللهو يرضي عما خروج أو تبذل أو اسراف فيه ليس معتدال كان للشراب حبه أن إال. المروءة

: ) وكان عنه قال حين األغاني صاحب ذلك أكد وقد ، فاسقا يكن لم والشاعرفاسقا(. يكن ولم شاعرا

قوله: والديوان كله شاهد على عفافه ، من مثل اثنين وصال في يرى وما

شغفا قد الى يميال لم ما

عار من الفحشاءه آية يتقرب بها الى ربه يوم الحساب : وكيف اليكون عفيفا من يرى في حب

يوم حسناتـي فإنهامودتكم من إال الله أستغفرألقـاه

الحب بأن زعمت فإنمعصية

يعصى ما أحسن فالحبالله به

شعره خصائص ن العباس ، شأن كل شاعر عربي ، كان على علم باألمثال وروائع األشعار ،إ

قوله:وقد درس القرآن الكريم دراسة ظهر أثرها بينا واضحا في شعره ، كما في مثل قميصي عن سلوا

يوسف شاهد يكن لم قميصي فان

قبل من قد أمثال المغنين من الكثير لدن من تغنى ومقطوعاته قصائده من كثير وكانت

. وغيرهم وسليم جامع وابن ومخارق اسحاق وابنه الموصلي ابراهيم حزام بن وعروة معمر بن كجميل للعذريين بينا أثرا العباس شعر في ونلحظ

وغيرهم. عزة وكثير ست فله ، الغرامية الشعرية بالرسائل عني من أول أنه شعره في والمالحظ

لشاعر هذا بعض والنعرف ، رسائل عن حديث أو شعرية رسائل هي مقطوعة وسبعون. قبله عربي

أسبابه وذكر العتاب لنا حلل قد أو الحب في العتاب ذكر من الشاعر وأكثر. العاشقين بين العتب أدب في كتب من خير هو ،وربما ونتائجه

وشكوى العباس ميزة بارزة في شعره من جهة ومميزة إياه بين أنداده من العشاق ، هذه الشكوى التي تجعل الشاعر يصرخ بها ال الى من حوله من الناس

حسب ،بل الى ما حوله من البهائم والطيور ، ومناجاة العباس للقطا مشهورة وجدت:صداها في كل أذن ووقعها في كل قلب

القطاحين سرب الى بكيتبي مر

بالبكاء ومثلي فقلتجدير

معير من هل القطا أسربجناحه

هويت قد من الى لعلي؟ أطير

سمة كانت وإن ،وهي العاشق العباس سمات من بارزة سمة البالغ والخضوع ، كلهم العشاق وأقوى. أعنف العباس لدى أنها إال

نواس أبو هو الحسن بن هانئ ، فارسي األم واألب ، وقد كان أمر أبيه وجنسه غامضا

على بعض الرواة حين رأوه ينتسب آلل الحكم بن الجراح من بني سعد العشيرة اليمنيين ويتكنى بكنية يمنية هي أبو نواس ، وكذلك حين رأوا في أخبار هذا األب أنه

كان من جند مروان بن محمد آخر الخلفاء األمويين ، مما جعل بعض المعاصرين يظن أن أباه من أهل الشام ، بينما ذهب بعض األقدمين الى أنه عربي وتمادوا فصنعوا له نسبا في بني سعد العشيرة ، والصحيح أنه كان مولى فارسيا من موالي الجراح بن

عبد الله الحكمي والي خراسان لعهد عمر بن عبد العزيز ، ويظهر أنه انتظم في جند هـ(131- 127الخالفة ، وقد نزل مع فريق منهم باألهواز لعهد مروان بن محمد )

وهناك تعرف على جارية فارسية تسمى )جلبان( كانت تغزل الصوف وتنسجه ، فاقترن

23

العباسي العصر في العربي اادب

هـ( ،139بهاغ ورزق منها عدة أوالد ، منهم أبو نواس ، والمرجح أن والدته كانت سنة ) ولم يكد يبلغ السادسة من عمره حتى توفي أبوه ، فنقلته أمه الى البصرة ، وقامت

على تربيته ، وسرعان مادفعته الى الكتاب ، فحفظ القرآن وأطرافا من الشعر، وتفتحت موهبته ، فأخذ يلهج ببعض األشعار ، وكان مليحا صبيحا، ويقال إن صبية جميلة

: مرت به فمازحته ، ثم رمت اليه بتفاحة معضضة ، فقال على البديهة من العض ذاك ليس

لها عيبللقبل سؤال ذاك إنما

الدراسات من يتزود الجامع المسجد حلقات الى يختلف فأخذ الغالم وشب ، العطارين بأحد تلحقه أن رأت أمه أن غير ومعانيه القديم الشعر ومن والدينية اللغوية

أبي من ويلتقط ، وأيامهم العرب أخبار عبيدة أبي من يستمع المسجد الى يذهب فكان بن )والبة على ليتعرف القدر وساقه ، الشعر نوادر األحمر خلف ومن اللغة غرائب زيد

، البصرة في نشأت المعرفة هذه إن ويقال ، المشهورين الكوفة مجان الحباب( أحد هو معه يذهب ألن نواس بأبي دفع الذي إن يقول رأي وهناك ، الكوفة الى معه وأخذه ينسى كي الخمر من يعب وأخذ ، معه فارتحل ، البصرة في تؤذيه كانت التي أمه سيرة

في غمسه ، كبير شيطان حبائل في وقع فقد بالنار، الرمضاء من كالمستجير وكان ، أمه إياس بن مطيع أمثال من الكوفة مجان ورفاقه هو وآثام خطايا من فيه يقع كان ما كل

وثاب ، عجرد وحماد بينهم وظل ، سعد بني بادية الى فخرج ، رشده الى قليال حوال كامال المربد على يفد وأخذ ، موطنه نحو وجهه ولى ولكنه ، وعاد ، اللغة ينابيع من يتزود

والسيما ، ومحاضراتهم اللغويين دروس من ينهل وأخذ ، الفصحاء األعراب للقاء بألواحهاراجيزه. من المئات وحفظ القديم الشعر حفظ على حثه الذي األحمر خلفا

وطلب ، والحديث والتفسير الفقه طلب فقد واللغة بالشعر يكتف ولم علم أيضا وأخذ ، أشعاره في مصطلحاتهم يستظهر وكان ، المتكلمين من وغيره النظام عند الكالم

الفارسية يحسن وكان واليونانية، والفارسية الهندية الثقافات من إحسانا جعله بعيدا يلوك من بها اتصل وما اليونانية الفلسفة الى نظر وكذلك ، أشعاره في كلماتها من كثيرا

والنصارى واليهود المجوس طقوس على وقف أنه على يدل ما خمرياته وفي ، منطق. وعقائدهم

الروح خفيف كان أن وتصادف ، كثيرا شيئا منها وحفظ والملح للنوادر وتفرغ وليكون ، ومداعباته مطايباته لتكثر أعده مما ، ظريفا . والوزراء للخلفاء سميرا

وعلى الرغم من ظرفه لم يكن قريبا من نفس المرأة التي عاصرته ، فقد كانت تزدري فيه غالمياته وسيرته الشاذة ، وكانت أول امرأة شغفته حبا عندما كان في البصرة )جنان( جارية الثقفيين ، وعقد أبو الفرج فصال في أغانيه ألشعاره فيها

ها وشتمها ، وهو يزداد بهاوأخباره معها ، ونراه يرسل لها بغزلياته ، وترسل له بسب: شغفا ، حتى يقول

لي سبك عنك أتانيفسبي

بفيك حرى أليسفحسبي اسمي

أن لك بدا ما وقوليتقولي

لحبـي إال كله ذا فمـــا

. فيه فحش ال عفيف غزل فيها وغزله وأخذ ، جوائزه ونال فمدحه الرشيد أعين( الى بن )هرثمة وقدمه بغداد وجذبته

كبيرة حانة الى حياته تحولت وكأنما ، ارتادها إال بالكرخ حانة تارك غير ، مباذله في ينفقها ، يزدجر لعله مرارا فحبسه الرشيد الى ذلك وارتقى وفجور، إثم من له لذ ما كل يقترف غضبا عليه غضب . وقد حريته له ترد حين السيئة سيرته الى يعود ما سرعان كان ولكنه عاد ثم ، حبسه فأطال اليمنيين ومواليه بقحطان ويفتخر عدنان يهجو رآه حين شديدا

منهم يقربونه كانوا فقد ، المتكرر العفو هذا في أثر للبرامكة كان وربما ، عنه فعفا حزنا عليهم هـ( حزن187) سنة الرشيد نكبهم وعندما ، ونوالهم برهم من عليه ويغدقون

. يرثيهم وراح عميقا صيب بن عبدويولي وجهه نحو الفسطاط بمصر ليمدح والي الخراج بها ) الخ

الحميد ( ، وكان فارسيا مثله . وسرعان ما أخذ يحن حنينا شديدا الى بغداد حيث: المجون قائم على قدم وساق ، وصور هذا الحنين بمثل قوله

24

العباسي العصر في العربي اادب

كفى أني حزنانازح بفسطاط

أكناف نحو وليحنين العراق

هـ( ،198 – 193) األمين وخلفه ، توفي أن الرشيد يلبث ولم ، بغداد الى وعاد ، والرقص للغناء كبير مقصف الى الخالفة قصر فحول اللهو الى شديد ميل فيه وكان المأمون ذلك واستغل ، وخمر غزل من شاء ما له وينظم يمدحه له نديما نواس أبا واتخذ ، ينته فلم الخمر عن نواس أبا فنهى األمين الى ذلك فوصل ، األمين حرب على عزم حين

حبسه في مضى وقد ، فحبسه ، بحبسه ( وزيره الربيع بن ) الفضل أغراه حينئذ السجود وعالمات نسكه من يصور بما الفكهة روحه فيها مشيعا بأشعار الفضل يستعطف

عند له فتلطف الفضل عليه وعطف ، ذراعه في والمصحف للمسابيح وحمله جبهته في. حريته إليه ورد األمين

وينظم ، ربه الى ينيب فأخذ ، وشيخوخة كبرة وعلته السن به تقدمت قد وكانت ويقال غيه، الى عاد ثم مرارا، تنسك أنه على مايدل أخباره وفي ، الزهد في مختلفة أبياتا

في الرواة واختلف ، بعده من توفي أن يلبث ولم ، األمين هـ( . وتوفي190) سنة حج إنه سبب في واختلفوا هـ( ،199 أو198) سنة توفي أنه االرجح على ولكن ، وفاته سنة

ذكر نوبخت( هجاء بن ) اسماعيل هجا بل ،وقيل طبيعية وفاة توفي إنه فقيل ، أيضا وفاته له دس بل وقيل ، أشهر أربعة بعد قتلته سم من شربة له فدس ، بالبخل ورماه أمه فيه. مات حتى ضربه من

قال ينتقد الشعراء الذين يقفون على الطلل في مقدمات قصائدهم: رسـم على الشقي عاج

يسائلـه خمارة عـن أسأل وعجـت

البلد طلل على يبكي

أسد من الماضينك در ال مـن لـي قـل در

أسد؟ بنو في خمر ناعت بين كم

دساكرها نؤي على باك نـوبي

ومنتضـد ،واشربها عدمتك ذا، دع

معتقةوح بين تفرق صفراء الر

والجسد

إذ ، الشعر في عصره أعاجيب من يعد – مجونياته من الرغم على – نواس وأبو القديم للشعر الطويل بالدرس صقلها ملكات ،وهي بديعة شعرية بملكات يحظى كان

نواس أبي من باللغة أعلم أحدا رأيت : )) ما عنه الجاحظ فقال ، األصيلة العربية واللغة العلم هذا الى (( . وأضاف خالل ومن ، واالسالمي الجاهلي الشعر بقوالب دقيقا علما

التقاليد على فيه يحافظ : اتجاه اتجاهين في تنمو شخصيته أخذت جميعها القوالب هذه ومراثيه وأراجيزه مدائحه االتجاه هذا في وتدخل ، التجديد في يشتط أن دون الموضوعة

وغزلياته أهاجيه فيه وتدخل ، وألفاظه معانيه في يجدد ، واسعا تجديدا فيه يجدد ،واتجاه. ولهوه بعبثه يتصل ما وكل وخمرياته

األلفاظ أرق يختار كيف طريقهما عن ،يعرف مرهف وذوق دقيق حس له وكان وأيسرها األلفاظ أسهل يختار ،وكان السمع في وأحالها النطق في وأخفها وأرشقها خفة تسيل عذبة ولغته ، اليومية حياتهم في الناس ألسنة على يجري ما الى وأقربها. ورشاقة

حيث من سواء مدافع غير العربي الشعر في الخمرية فن أستاذ نواس وأبو والمقطوعات القصائد لها وتفرد تتكامل صورتها وأخذت الكيفية، حيث أومن الكمية وتصبح فنا التي الخصبة العقلية بملكاته ذلك في مستعينا الموضوعية، وحدته له ، مستقال رفدته التي البديعة التصويرية الخيالية بملكاته ومستعينا الدقيقة المعاني من بكثير أمدته كثيرا وكان ، اللفظ ورشاقة النغم حالوة مع ، البارعة واالستعارات التشبيهات من بكثير

. اليومية الحياة في الفارسية شيوع بحكم خمرياته في فارسية ألفاظا يدخل ما ، بذلك يتسع لم أنه غير والمسمطات الرباعيات بقالب أشعاره بعض في وعني

اإلكثار الى دفعه الذي هو ذلك . ولعل وعذوبته النغم صفاء عنايته له وفر ما أهم وكان. والمجزوءة القصيرة األوزان من

الطائي تمام أبو

25

العباسي العصر في العربي اادب

الروايات وتعددت ، دمشق بقرب جاسم بقرية ولد ، الطائي أوس بن حبيب هو ، والدته سنة في في متضاربة هـ( . واآلراء190) سنة : ولدت قال أنه إليه نسب أنه أال

أنه االسالمية المعارف بدائرة له ترجمته )مرجليوث( في . وظن طيء من نسبه صحة الظن هذا حسين( على طه ))الدكتور وبنى ( ، )تيودوس عن محرفا أبيه اسم كان ربما نصارى بين )تدوس( يشيع اسم أن )بروكلمان( الى ذهب بينما ، األصل يوناني أنه

كانت فقد ، طيء من وال العرب من تنفيه ال – صحت إن – أبيه ونصرانية ، السريان أنه الى يذهبون الثقافات من له ترجموا من وجمهور ، فيها قديم من شائعة النصرانية

اختياراته وكذلك ، ممدوحيه أكثر منها اختار وأنه ، بطيء فخره لذلك ويشهد صليبة، طائي فممتلئة وحشياته أما ، الكبرى حماسته في طائي شاعر لخمسين قصائد فيها جاءت

يدل كله ذلك الشاعر، لقومية محددا أو دليال يكون أن يمكن ال االسم ان ثم ، بالطائيين. أصيل وعربي عريق طائي أنه على

اآلراء تضاربت وقد في الماء الناس يسقي بمصر نشأ أنه فقيل ، نشأته في أيضا كان أباه وأن بدمشق نشأ أنه على له المؤرخين وأكثر ، الكبير مسجدها وأنه فيها عطارا

كان مما ينهل المساجد حلقات الى يختلف . وأخذ الثياب حياكة يحسن كي بحائك ألحقه ، لسانه على الشعر ينبوع تدفق ما وسرعان ، والثقافة الشعر جداول من فيها يجري أخرى الى مدينة من يتنقل فأخذ بعد بغداد في حل أن الى فيها الشخصيات بعض مادحا. الدولة اعيان ( وعند ) المعتصم عند حظوة هـ( ليجد218) ( سنة ) المأمون وفاة

( في طاهر بن الله ) عبد الى ارتحل ما سرعان إذ ، بغداد في مقامه يطل ولم استقباال والكتاب الشعراء من حوله ومن هو واستقبله ، خراسان على الجديدة واليته رجال من عددا مدح وقد ( ، وصواحبه يوسف عوادي ) هن بقصيدته ومدحه ، حافال

بن الوفاء )أبي على ضيفا ونزل همذان الى ذلك بعد . انتقل وعمالها وقوادها الدولة ويصنف يؤلف كتبه خزانة على فأكب ، أشهرا عنده الثلج حبسه أن وتصادف ( ، سلمة

مطبوع ( وهو ) الحماسة كتاب أشهرها الشعر من مجاميع : شرحان له وطبع ، مرارا بجانبها الكبرى( وهناك ) الحماسة بـ هذه وسميت المرزوقي وشرح ، التبريزي شرح

: هما أمرين على تدل االختيارات بـ)الوحشيات( وهذه المسماة الصغرى( أو )الحماسة وثقافته بالشعر ومعرفته ذوقه دقة وكذلك ، الشعري الموروث من الشاعر حافظة سعة

. الواسعة إلنشاد غالما يتخذ جعلته يسيرة تمتمة فيه وكانت ، طويال أسمر تمام أبو وكان

ذلك في تسعفه ، مزاحا الناس أكثر من كان إنه . ويقال وغيره المعتصم يدي بين شعرههـ(.231) سنة الشاعر وتوفي حاضرة، بديهة

وللشاعر قصيدة تشتهر بقصيدة )فتح عمورية( ، نظمها الشاعر بعد انتصار الخليفة المعتصم على الروم وفتحه لمدينة عمورية في بالد الروم ، فهي قصيدة تدخل

في باب المديح وفي قصائد الحرب ، كما انها أشهر قصائد أبي تمام على اإلطالق ، ن بيتا ، وهي مليئة بالمعاني الدقيقة واالفكار العميقة ،( واحد وسبعي71وهي تقع في ): ومن قوله فيها

مـن إنباء أصدق السيفالكتـب

الجد بين الحد حده فيواللعـب

سود ال الصفائح بيضفي الصحائف

الشـك جالء متونهنوالريـب

أن تعالى الفتوح فتـحبـه يحيط

من نثر أو الشعر من نظمالخطب

السمـاء أبـواب تفتح فتحلـه

أثوابها في األرض وتبرزالقشب

عمورية وقعـة يوم ياانصـرفت

المنى منك معسولة حفالالحلـب

اإلسالم بني جد أبقيـتصعد في

الشرك ودار والمشركينصبب في

تفتدى أن رجوا لو لهم أمجعلوا

منهــم أم كـل فـداءهـاوأب

26

العباسي العصر في العربي اادب

أعيت قد الوجه وبرزةرياضتها

عن صدودا وصدت كسرىكرب أبي

كف افترعتها فما بكرحـادثـة

ة اليهـا تـرقـت وال همالنــوب

قبل أو اسكندر عهد منقد ذلك

الليالي نواصي شابتتشب لم وهي

وسعة والواقعية ، االفكار وعمق المعاني دقة تمام أبي شعر مميزات من ، المعنوية المحسنات وكثرة ، المنطقية األدلة استخدام من والكثرة ، والمبالغة ، الخيال . والحكمة ، والغموض ، والمنطق الفلسفة وبروز ، شعره في التاريخية االشارات وكثرة

البحتري البحتري لقب عليه غلب ، األم شيباني األب طائي ، عبيد بن الوليد عبادة أبو هو

حلب من الشرقي الشمال الى بمنبج هـ204 سنة ولد ، بحتر ، الطائية عشيرته الى نسبة. هـ284 سنة توفي ، الفرات الى المؤدية الطريق على

وصورته هيأته عن أخبار لدينا وليس طويل أسمر كان أنه من عنه روي ما إال الى مبكرا اختلف أنه ويبدو فصاحتها من يتغذى عشيرته أحضان في نشأ . وقد اللحية أو ، القرآن فحفظ ، الكتاب شطرا حفظ كما منه، كبيرا ، والخطب األشعار من كثيرا

اللغة عنهم يأخذ المساجد في العلماء حلقات الى شب حين واختلف الفقه من وشيئا أخذ ما وسرعان ، مبكرة الشعر موهبة فيه واستيقظت ، الكالم وعلم والحديث والتفسير

به فتجاوز طموحه به وامتد ، بلدته أهل عامة من عرفهم من بعض في نظمه من يكثر شغفته )علوة( التي على تعرف وهناك ، حلب ينزل نراه إذ ، حولها من أكبر بالد الى بلدته

. حبا يسمع هو فإذا ، ميعاد على معه السعد كان وكأنما ، حمص الى برحالته واتسع

عليه فأقبل ، شعره عليه فعرض ، أشعارهم عليه يعرضون والشعراء بها تمام أبا بأن أهل الى فكتب ، حاله سوء إليه فشكا ؟ حالك فكيف أنشدني من أشعر : أنت له وقال واستقبلوه فأكرموه يكرموه أن منهم وطلب البحتري بشاعرية النعمان معرة استقباال . درهم آالف أربعة له ووظفوا حسنا

معروفه الدهر يقلب فحين ، لإلحسان كافر الوفاء عديم أنه البحتري صفات ومن خصومهم مع الوقوف الى يسارع نراه ، الموت إليهم يسبق حين أو ممدوحيه لبعض المستعين الخليفة مع موقفه مثل ، والنفع المال ابتغاء والسلطان الحكم أصحاب الجدد. جوائزه وينال يمدحه كان أن بعد مقذعا هجاء هجاه الذي

)المعتز( كان الخليفة ولكن ، العباسيين الخلفاء من عددا البحتري مدح وقد ومدح ، لزمنه األحداث وتسجيل قصوره ووصف مديحه من فأكثر ، نفسه الى أقربهم

. الصداقة بينهما الله( وتوثقت )عبد ابنه معه ثراء أثرى قد البحتري وكان عليه نثر فانه ، المتوكل عهد منذ فاحشا جمة أمواال

، عديدة واقطاعات ، الدواوين رجال من وغيره خاقان بن الفتح عليه أغدق عما فضال إال. الطلب في وااللحاح الطمع شديد كان ذلك من الرغم عى أنه

مشابهة الحماسة ديوان فيه يضع جعله مما ، بالشعر ثقافته في يبارى ال وكان معاني في ثانيا كتابا له إن النديم ابن ويقول ، المشهورة حماسته في تمام أبي الستاذه إكبابه تصور في كاف األول والكتاب ، الزمن يد من سقط الكتاب هذا أن غير ، الشعر

القديم الشعر على الشعراء دواوين على يكب كان وبالمثل ، النظير منقطع إكبابا والفلسفة للمنطق شعره يخضع لم أنه إال ، واسعة شعرية ثقافة له أتاح مما ، المحدثين

. بذلك يصرح بنفسه هو وكان ، تمام كأبي االحتفال في تمام أبا أستاذه جارى أنه وهي شعره في مهمة ظاهرة وهناك

. أشعاره في واستظهارها البديع بألوان الشعر من الرائع المدى هذا لنفسه يحقق أن يستطع لم البحتري كان اذا ولكن

يقل ال مقابال مدى لنفسه يحقق أن استطاع فإنه ، الفلسفية ثقافته ضعف بسبب ، والفن الكلمات باصطفاء يرتفع أن استطاع بحيث ، البديع الصوتي الجمال مدى وهو ، روعة

موسيقية مرتبة الى رفعته مالءمة وحركاتها حروفها بين بل ، الجرس في بينها والمالءمة. الحق وال سابق فيها يلحقه لم

27

العباسي العصر في العربي اادب

والمديح أهم موضوع استنفد شعر البحتري ، فقد عاش يمدح الخلفاء العباسيين من المتوكل الى المعتضد ووزارءهم ووالتهم وقوادهم وكتابهم ، وكان طبيعيا لذلك أن

ينتصر للعباسيين ضد خصومهم العلويين، وأن يتغنى بذلك في أشعاره ، حتى يثبت: هم مدافعا عنهم بمثل قوله للمتوكل والءه لهم وأنه يقف في صفوف

إن العباس بني شرفاأبـاكـم

وعيصه النبي عمع المتفر

للذي الفضيلة إنبـه استسقى

ع عمر غدا إذ وشفيستشفع

وهي الخالفة وأرىرتبة أعظم

ا مـا ووراثة لكم حقتنـزع

عن الله أعطاكموهابكـم علم

يشاء من يعطي واللهويمنع

وسلم( آله وعلى عليه الله ) صلى الرسول وعم العباسيين جد فالعباس طالب أبي بن علي اإلمام بينما األصول من أنه ويريد ، الضخم الشجر ومنبت العيص من

. الفروع السالم( من )عليه كفران الى وإما ، جائزة من حرمانه الى إما ترجع مختلفة أهاج ديوانه وفي

منهم كان من سيما وال ، الشعراء وبين بينه منافسة الى وإما ، معاصريه بعض عند صنيعةالالذع. والنقد بالذم لشعره يتعرض

وهو ، ضعيف البحتري عند الفخر وبالمثل بآله قصائده بعض في يفخر حقا ال ولكنه ، والحصافة والكثرة والشجاعة بالكرم لهم ناعتا طيء وقبيلته بحتر وعشيرته

كان لقد بل ، ضعيفة القبلية عصبيته كانت وكأنما ، بالمجد قوي ايمان عن ذلك يصدر ايضا بعروبته إحساسه ألمجاد وبكاؤه كسرى إيوان في قصيدته ذلك ومثال ، ضعيفا. الفرس

، يزدجرد مقدمتهم وفي الفرس الملوك هؤالء من طائفة يعدد كذلك وهو من فيه ويروحون يغدون كانوا وما الملك أبهة من لهم كان ما ويصور ، وأردشير وكسرى

إذ ، البحتري عند ضعيفة نجدها بدورها اإلسالمية العاطفة وحتى ، والحرير السندس. النصارى من كثيرين امتدح

، ) علوة( الحلبية شبابه في أحب أنه بنا ومر ، للغزل بإجادته البحتري واشتهر إليها صبا كما إليه صبت قد وكانت ، قلبه على تستولي وظلت ، تبارحه ال ذكراها وظلت وبادلته . بود ودا

دقة من له أتيح بما ، العمران مظاهر وصف في بارعة قدرة البحتري لدى وكانت مسهبا، أو موجزا يصفه أن دون المتوكل بناه قصرا يترك يكد ولم ، والتعبير التصوير في

ومن ، كسرى إليوان وصفه بنا ومر ، قصور من بعده الخلفاء بناه ما وصف وبالمثل. المعتز بناه الذي الكامل قصر وصفها في أجاد التي القصور

المتنبي الطيب أبو) سنة ولد ، اليمنية المذحجية جعفي عشيرة من الحسين بن أحمد الطيب أبو هو

فهو ، همدانية فكانت أمه أما ، الكندي له يقال ولذلك ، الكوفة في كندة هـ( بحي303 ( ، ) عبدان اسمه وأن ، سقاء كان أباه أن وهجائيه خصومه بعض وذكر ، وأما أبا يمني ملفقة دعوى وهي ، اهتماما الدعوى ( هذه خلكان )ابن يعر ولم وحسدا الفذ للشاعر كيدا

ويبعد ، األشراف أبناء بكتاب ألحقه أباه : إن فيقال ، بطالنها يؤكد سيرته في شيء فكل ، . وقد به القاطن الحي ألهل الماء يحمل سقاء وأبوه األبناء هؤالء سلك في ينتظم أن

التاسعة يبلغ يكاد ،وما عمره من الثامنة نحو في وهو ، مبكرة الشعرية موهبته تفتحت جزعا، منها الناس ،ويفر النساء ويسبوا الدماء ويسفكوا الكوفة القرامطة يغزو حتى ثالثة أو عامين نحو المتنبي ويظل والشام العراق بين السماوة بادية الى أبوه به ويفر هل والنعلم عشرة، الثانية سنته في الكوفة الى ،ويعود بلغتها ويتغذى القبائل في يترددا اليزال أبوه كان فارقت أمه أن ،ويعتقد بقليل عودته بعد أو عودته قبيل توفي أنه أو حي

ألبيه وال ألمه النجد ألننا ذلك في والسبب ، أبيه قبل الحياة بعض ،وحاول ديوانه في ذكرا ،وهم شعره في أباه يذكر لم ألنه نسبه على الشك ظالل من شيئا يلقي أن المعاصرين

بأنه ذلك على ويرد ، وأهله أسرته ناحية من بالضعة شعوره هو ذلك سبب أن يعتقدون

28

العباسي العصر في العربي اادب

، أمهاتهم وال آباءهم أشعارهم في يذكروا لم العرب شعراء من كثيرا ألن صحيح غير كالموضيعة. كانت أسرهم أن على دليل أي ذلك في وليس

في ماكان على يكب أخذ ، عشرة الثانية سن في الكوفة الى المتنبي عاد وحين اللغة كتب يلتهم هو فاذا ، ثقافات من الكوفة كتب ،ويتعرف النحو كتب وكذلك التهاما

, التصوف يتعرف طريقه الفضل( وعن )أبا يسمى له كوفي ممدوح طريق عن الفلسفة وكان أبواه قد توفيا ، وأكثر القرامطة من غاراتهم على الكوفة في سنوات

هـ ، فرأى الفتى أن يبرح مسقط رأسه الى بغداد ،ومدح بها أحد319 و 316 و 315 العلويين ومتصوفا يسمى ) هرون بن علي االوراجي( ،والنراه يمدح خليفتها والحاكمها

األعجمي وال أحدا من قوى السلطان ،وكأنما وقف حائال بينه وبينهم مارآه بعينه من فساد الحكم وتسلط الحكام األعاجم على العرب ،ونراه يحث نفسه والعرب من حوله

على رفض االستسالم لهم ،وييأس ممن حوله أن يثوروا معه ضد الفساد والظلم والطغيان ، ويولي وجهه نحو بوادي الشام ، وحواضرها ويمدح شيوخ البدو وبعض رعاة األدب في طرابلس والالذقية ، وهو اليكف عن المجاهرة بالثورة على الحكام األعاجم

الجائرين الذين اليرعون للعرب حرمة والعهدا والذمة ، فيقول : عجم ملوكها عرب تفلحوما بالملوك الناس وإنما

والذمم لهـم والعهـودحسب وال عندهم أدب ال ويمضي في دعوته وثورته في بوادي الشام من الالذقية الى بعلبك ، ويحس

في أهل ) نخلة( بالقرب من بعلبك تواكال وتخاذال وأنهم اليسارعون معه الى الثأر: لكرامتهم المهدرة ، فيستثيرهم بقصيدة ملتهبة يقول فيها

اليهود بين المسيح كمقامإال نخلة بأرض مقامي ماثمود في كصالح غريب ـهاللـ تداركها أمة في أنا

السالم( سببا ) عليهما صالح وبالنبي بالمسيح القصيدة في لنفسه تشبيهه وكان ذكروا قرآنا لنفسه ادعى أنه فزعموا ،وبالغوا النبوة باعائه معاصريه بعض يتهمه أن في

والقرمطية الدينية قومية سياسية ثورته كانت فقد ، صحيح غير كله ،وذلك منه فقر بعض. الباحثين بعض توهم كما

أو ، به نفسه لقب الذي هو ( أنه ضيف )شوقي الدكتور فيرى المتنبي لقبه أما ، به لقبوه الذين هم بشعره المعجبين بعض لعل في يأتي وأنه الشعرية لعبقريته رمزا

. سابقة له ليس الذي بالمعجز أشعاره وعشرين اثنتين سنة ألواخر كثيرون ويتبعه الالذقية بادية )نخلة( الى قرية ويترك

) لؤلؤ( ويقضي ، عمره من العشرين في اليزال وكان ، ضارية ثورة ،ويقود وثالثمائة نحو به ،ويظل السجن غياهب في به ويزج ثورته على اإلخشيد لدن )حمص( من والي

عمار بن )بدر والسيما ، الشامية البلدان والة مديح الى ويعود ، حريته اليه وترد ، سنتين مجيبا وال سميعا يجد وال مطلبه عن يعجز وحينما ، بغداد لدن من دمشق األسدي( صاحب

الدولة ) سيف لوالة يقدممدائحه أن وثلثمائة وثالثين ست سنة في نفسه تحدثه ، لدعوته أيدي من لهما منتزعا وأنطاكية حمص الى بامارته ،واتسع لحلب أميرا الحمداني( وكان

الحمداني( ابن العشائر ) أبي أنطاكية على واليه الى مدائحه المتنبي فقدم ، االخشيديين سنة أنطاكية الى الدولة سيف ويقدم ، مديحه في . ومضى العطاء في له فأجزل ، عمه الدولة سيف ويطلب ، بصاحبه منهما كل ويعجب ، المتنبي فيمدحه ، وثلثمائة وثالثين سبع اليقبل أن عليه اشترط المتنبي أن الرواة ،ويقول عنده وينزل حلب الى يصطحبه أن منه

شعره الينشده وأن يديه بين األرض ويظل ، شرطيه الى الدولة سيف ويجيبه ، إالقاعدا مدائح فيها ينظم ، سنوات تسع عنده المتنبي ديوان وهو ديوانا، تؤلف أميره، في وأشعارا

بل ، فحسب قصائده كثرة حيث المن ، العربي الشعر دواوين أنفس من حيث من أيضا نفسه في حينئذ واستقر ، مقطوعة وثالثين واحدى قصيدة أربعين نحو بلغت وقد ، روعتها

في ممزق شر الروم جموع يمزق الذي وفارسهم وحاميهم العرب بأمل التقى أنه دولتهم للعرب ويرد ، بغداد في البويهيين من االعاجم الحكام جموع يمزق وغدا ، الشمال

حينما أمه ورثى ، كثيرة بمدائح ومدحه ، الروم مع معاركه المتنبي فوصف المفقودة،وثالثمائة. وثالثين سبعة سنة توفيت

29

العباسي العصر في العربي اادب

سد الشاعر كثيرون من حاشية سيف الدولة – وفي مقدمتهم أبو فراسوح الحمداني – على منزلته ، فأخذوا يكيدون له عنده ، وأحس المتنبي بكيدهم ، وأن

: سيف الدولة يستمع إليهم فعاتبه الشاعر بقوله والحكم الخصم وأنت الخصام فيممعاملتي في إال الناس أعدل يا

ويحاول سيف الدولة مرضاته ولكن الحاشية تظل تكيد له ، ومن العجيب أن: يستمع سيف الدولة لحساد المتنبي وهو القائل فيه

األمم الدولة سيف حب وتدعيجسدي برى قد حبا أرى مالي ويصمم على الرحيل ، ويرحل الى دمشق ،ويلتقي فيها بأصحاب كافور وأوليائه

، فيغرونه بلقائه في الفسطاط وأنه البد أن سيقيمه واليا على ) صيدا( أوغيرها من البلدان ، فرأى في ذلك ما يحقق آماله القديمة في إقامة الدولة العربية المنشودة ،

هـ( ، وينثر عليه كافور أمواله ، فيصارحه346وينزل بساحته على ضفاف النيل سنة )المتنبي بقوله :

أستجده مفخر في ولكتهاأستفيده عسجد في رغبتي وما ويلوح في غير قصيدة بوعد أصحابه له بأنه سيمنحه والية ، ولكن من دون

استطاع بخبرته في الصياغة الشعرية أن يوجه لهجدوى ، فانتقم منه شر انتقام ،إذ قوله: مدائح هي في ظاهرها ثناء ، ولكنها في باطنها هجاء مر ، مثل

يتقلب نعمائه في بات لمنحاسدا بات من الظلم أهل وأظلم وأخيرا فقد أحس الشاعر باخفاق رحلته الى مصر وارتحل بليل ، وهجا كافورا

قوله: هجاء مرا بمثل مناكيد ألنجاس العبيد إنمعه والعصا إال العبد التشتر

هـ( أي بقي عند كافور أربعة أعوام فقط ، واتجه بعدها350وقد غادرها سنة ) الى الكوفة مسقط رأسه ، واشترك مع أهلها في الدفاع عنها حين هاجمها القرامطة ،

ا يوما ،ويرسل إليه سيف الدولة بهدية ولعل في ذلك ما يقطع بأنه لم يكن قرمطي ومعها كتاب بخطه ويرد عليه بالمية بديعة يستحثه فيها على منازلة البويهيين األعاجم في بغداد وينزلها في سنة احدى وخمسين وثلثمائة ، وفيها يجتمع له كثيرون يأخذون

عنه ديوانه، ويتعرض له الحاتمي – بايعاز من الوزير المهلبي – لنقد بعض أشعاره ، وتكون في ذلك قطيعة بينه وبين الوزير فال يمدحه ، ويعود الى الكوفة بعد أشهر،

، متوددا إليه آمال في زيارتهويكاتبه ) ابن العميد( في سنة ثالث وخمسين وثلثمائة فيقدم عليه في سنة أربع وخمسين وثلثمائة ،ويمدحه بقصيدة يشيد فيها بالضاد قائال

وصفه: في أعياده فارسية رأيهفلسفي لسانه عربي

فمفخرة ابن العميد الكبرى فصاحة لسانه وعروبة بيانه ، ويستقدمه ) عضد وان( ويروعه جماله، غير أنه مع روعته كدرالدولة( الى )شيراز( ويمر ببستان ) شعب ب

بقوله:نفسه ألنه اليرى أثرا للعروبة فيه وفيما حوله من ديار ، مما جعله يفتتح قصيدته الزمـان من الربيع بمنزلةالمغاني في طيبا الشعب مغاني

واللسان واليد الوجه غريبفيهــا العربي الفتى ولكـن شيراز وبارح في عليه خرج – النعمانية – بغداد من بالقرب طريقه وفي ، سريعا

الطرق قطاع من بعض جهل( في أبي بن هـ( ) فاتك354) سنة من رمضان شهر أواخر)مفلح(. ) محسد( وغالمه وابنه هو وصرعه ،

السيادة حب في الظاهرة القوية والكبرياء الشديدة األنفة المتنبي صفات من. اآلخرين واحتقار ، والصبر ، الدنايا عن والترفع

أذهان في خواطر من يدور ما جل ليصبح حتى ، واألمثال الحكم شعره في وتكثر الناس أمثاال . شعره في بها ينطق وحكما

وفيما يأتي نص للمتنبي في رثاء ) خولة( أخت سيف الدولة ، وكانت قد توفيت: بعد أن وقعت الجفوة بين المتنبي وسيف الدولة ، يقول

النسب أشرف عـن بهمـا كنـايةأب خير بنت يا أخ خير أخت ياالكذب الـى بآمـالي فيـه فـزعتخبـر جاءني حتى الجزيرة طوى صدقه لي يدع لم اذا حتى بي يشرق كاد حتى بالدمع شـرقتأمــال

في واألقالم الطرق في والبردألسنهــا األفواه في بـه تعثرت

30

العباسي العصر في العربي اادب

الكتبتهب ولـم تخلع ولـم بكـر ديـارمواكبهــا تمـأل لم فعلـة كأن

والحـرب بالويل داعيا تغـث ولـمتوليـة بعـد حيـاة تـرد ولـم؟ حلب فـي الفتيان فتـى ليل فكيفنعيت مذ الليل طويل العراق أرى

الرضي الشريف موسى بن الحسين بن محمد ، بالرضي الملقب ، األجل الشريف ، الحسن أبو هو

زين علي بن الباقر محمد بن الصادق جعفر بن الكاظم موسى بن ابراهيم بن محمد بن بن الحسن بنت فاطمة السيدة السالم( وأمه ) عليهم علي بن الحسين بن العابدين

بـذي يلقب لذا السالم( ، )عليه علي األمام الى نسبه يرجع الذي الناصر الحسن بن أحمد. الحسبين

بيئة وفي ، وشرف عز بيت في هـ( ونشأ359) سنة الكرخ بجانب بغداد في ولد وتتلمذ ، والتثقف التعلم نحو المرتضى الشريف اخيه مع الصغر منذ وتوجه ، وأدبية علمية النحوي السيراقي سعيد أبو أبرزهم ومن ، العلوم محتلف في كثيرين أجالء أساتذة على

، النحوي أحمد بن الحسن وأبو ، النحوي اللغوي جني بن عثمان الفتح وأبو ، المشهور ، المرزباني عمران بن ومحمد ، المالكي الفقيه الطبري أحمد بن ابراهيم اسحاق وأبو

. الفارقي نباته وابن ، المعلم بابن المعروف محمد بن محمد الله عبد أبو المفيد والشيخ شب الشريف الرضي عالما شاعرا ، طموحا الى المجد ، نزاعا الى العال ،

ولعله كان يريد الرئاسة لينقذ أمته من السقوط في الهاوية ، وال سيما بعد أن هان أمر: الخلفاء العباسيين وأصبحوا لعبة بيد األعاجم ، فهو القائل

السيف بحد سأخطبها خطاب أو قول يغن لم إذافعال موصوفا ، وشمم وعزة اباء من يحمله ما جانب الى الرضي الشريف وكان

الخاصة عند منزلته وعلت ، مكانته وسمت ، بالجود ايضا ووصف ، والتدين والورع بالعفة ثم ، األجل : الشريف بعنوان مخاطباته تكون أن البويهي الدولة بهاء أمر وقد ، والعامة

وامارة ، المظالم في والنظر ، الطالبيين نقابة منصب وشغل ، الرضي لقب عليه خلع. السالم بمدينة المساجد أمور في والنظر ، الحج

، بالله والقادر ، لله والطائع ، لله : المطيع خلفاء ثالثة الرضي الشريف عاصر من والده سراح أطلق أن بعد والسيما ، هـ( طيبة381- 363) بالطائع عالقته وكانت

يخشى من على القضاء في لخطته ( تنفيذا الدولة ) عضد فيه وضعه الذي السجن. ملكه على بأسهم

لهذا مديحه قدم بل ، الخالفة بدار صلته تنقطع لم الخالفة الى القادر جاء وحينما ، أسرته في مكانته بحكم والوزراء األمراء ببعض صالت له كانت ، رضاه وكسب الخليفة

وعبد ، عباد بن الصاحب الوزراء ومن ، البويهيين الدولة وبهاء الدولة شرف األمراء فمن. يوسف بن العزيز

ترك وقد ، والتصنيف التأليف في دؤوبا الرضي الشريف وكان ، وقيمة جليلة آثارا ، القرآن مجازات عن البيان وتلخيص ، التنزيل متشابه في التأويل : حقائق اهمها من

، شعره وديوان ، األئمة وخصائص ، النبوية اآلثار ومجازات اإلمام لرسائل جمعه عن فضالالبالغة(. )نهج سماه كتاب في السالم( وخطبه )عليه علي

هـ( ،406) سنة المحرم شهر من السادس األحد يوم الرضي الشريف توفي ، علي بن الحسين القاسم أبو والوزير ، المرتضى : الشريف كبار شعراء ثالثة ورثاه

. الديلمي ومهيار الرضي الشريف كان شاعرا كان كما ، فصيحا كاتبا ، مترسال النحو في وإماما

حياته. طوال نظمه في واستمر ، العاشرة بلغ حين الشعر قال ، والتفسير واللغة-369) فارس بالد في أبيه سجن هي األثر أبلغ نفسه في أثرت حادثة أكبر إن

، سراحه أطلق وحينما ، كثيرة بقصائد األب هذا يمدح فراح ، أمالكه هـ( ومصادرة375 وقابله ، فرحا مدامعه وانهلت ، قلبه وخفق رآه ، بغداد الى ووصل ، السجن وبارح

. بالسرور تتشح بقصيدة إن شخصية الرضي بارزة في مدائحه ، تظهر شامخة أبية ، تطلب العز والرفعة

، وفخره بنفسه ، وزهوه بمقامه وشعره وشجاعته وفروسيته ومضاء عزمه وقوة: إرادته ، كثير في شعره ، على نحو قوله في قصيدة حماسية مطلعها

31

العباسي العصر في العربي اادب

الصباح نموم قبل الوغى الىالرماح عوالي مثل نبهتهم والمقام السمو لهم ويريد ، بأرومتهم ويفخر بقومه يعتز الرضي الشريف كان

. شعره بعض العربي( في )الفتى نفسه ويسمي ، الرفيع ويتغزل ، الجمال الى يصبو ، المجد الى نزاعا كان الذي الرضي والشريف

رقيق. بقلب الحسناء بالمرأة الرقة غاية بـ)الحجازيات( في المعروفة بقصائده المتمثل الجميل غزله إن

األشرف نقيب وهو وقالها ، الفسوق وال الرفث فيها يحل ال أماكن في قالها ، والعذوبة بها وجاش ، العواطف فيه اضطربت صدر نفثات عن بها نفس ،لكنه الحج وامام

، العاطفة وسمو الروح بصفاء تحلت ترانيم فأرسلها ، كتمانا لها استطاع فما وبفورانها. هواه ولوعات نفسه بصبوات واشادته للجمال هتافه معاصروه فغفرله

إن غزله يمتاز بسمو العاطفة ، والوقار والعفة ، الى جانب جمال االنسياب ،وحالوة الموسيقى ، وهو أقرب فنونه الى البساطة اليدوية التي تتجلى في

شعر العذريين وعشاق اإلعراب ، رجاال ونساء ،وفيه نفحة من نفحاتهم في الحنين الى المرابع ومعاهد الصبوات ،وقد سار غزله بين عشاق األدب وحفظوه ورددوه في

محافلهم ومنتدياتهم ، ومن بديع قصائده الكافية التي عارضها كثير من الشعراء ،وهي : فــي ترعى البان ظبية يا

خمائلهمرعـاك القلب إن اليوم ليهنك

مبـذول عنـدك الماءلشـــاربــه

يرويك وليـس الباكي مدمعي إال

قاد بعدرائحـة الغور ريـاح من لنا هبت بـرياك عـرفناهـا الربـذكـراك تعللنا الرحال، علىطـرب هـزنا مـا اذا ، انثنينا ثم

مرماك أبعدت لقد بالعراق، منسلــم بذي وراميه أصاب سهمعيـناك عيـني كذبت ما قرب يابــه وفيت ما عندي لعينك وعد

من الريم في ما لحاظك حكتملح

للحـاكي الفضل فكان اللقاء يوم

قتالك أسماء من عنك طوى بمايخبـرنـا الجزع يوم طرفك كأن والعـذاب لقلبي النعيـم أنت

لـهك فما وأحـــالك قلبي في أمر

اظهار في المحسنين ، الرثاء فن في المجيدين الشعراء من الرضي وكان والرؤساء االصدقاء بيته،ورثاء أهل رثاء عنده ،وكثر الراحلين على واألسى اللوعة

وكان ألمه، مرثيته وأصدقها مراثيه أشهر ومن ، والملوك عن مراثيه في يعبر ما كثيراالحياة. في عميقة نظرات على تدل وأمثاال حكما ثناياها في ويرسل ، وهموهه آالمه

وهو ، كلها أغراضه في القريض ناحية من متمكنا الرضي الشريف كان وهكذا التوازن ويحسن ، شيق وطرح ، رشيق واسلوب ، سليم بناء في فكرته عرض يجيد

، مواضعها في والصور التشبيهات اتيان يحسن كما ، والعبارات األلفاظ بين والتقابل عروضي بضبط شعره ويتميز ، الحضارة بروح ممزوجة البداوة روح شعره في وتتجلى نظام على السيطرة في وبراعته ، حسه رهافة على تدل موسيقية وهندسة ، محكمواألصول. القواعد وفق الشعري البيت

32