صيد الفوائد saaid.net · Author: saytec Created Date: 12/30/2017 4:46:13 PM

13
الجمعة أحكاملمعادب زاد ا صة من كتاّ ملخ الجوزية رحمه مّ بن قي فّ بشيء من التصر هاّ لخص وضاح بن هاديhttp://saaid.net/Doat/wadah/index.htm ى المأمومينءتها علسبة لقرا منالصياغة لتكونمت ا تيح والتضعيفديث وذكر التصححا من حيث الترتيب وإيراد ا

Transcript of صيد الفوائد saaid.net · Author: saytec Created Date: 12/30/2017 4:46:13 PM

  • أحكام الجمعة

    ملّخصة من كتاب زاد المعاد

    البن قيّم الجوزية رحمه هللا

    لخّصها بشيء من التصّرف

    وضاح بن هادي

    http://saaid.net/Doat/wadah/index.htm

    تمت الصياغة لتكون مناسبة لقراءتها على المأمومين

    من حيث الترتيب وإيراد األحاديث وذكر التصحيح والتضعيف

    http://saaid.net/Doat/wadah/index.htm

  • يوم الجمعة من األحاديث الثابتة في فضل

    ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى هللا عليه -

    أنهم د ي وسلم أنه قال : "نحن اآلِخرون السابقون يوم القيامة، ب

    ض هللا عليهم، أوتوا الكتاب ِمن قبِلنا. ثم هذا يومهم الذي ف ر

    فاختلفوا فيه، فهدانا هللا له؛ فالناُس لنا فيه ت ب ع : اليهود غًدا

    والنصارى بعد غد".

    وفي المسند والسنن من حديث أوس بن أوس عن النبي صلى هللا -

    آدم، وفيه عليه وسلم : "من أفضل أيامكم يوم الجمعة. فيه ُخِلق

    فأكثِروا عليَّ من الصالة فيه، قُبِض، وفيه النَّفخة، وفيه الصَّعقة.

    ".ن صالتكم معروضة عليَّ فإ

    وفي جامع الترمذي من حديث أبي هريرة عن النبي صلى هللا عليه -

    عت فيه الشمس يوم الجمعة. فيه ُخِلق وسلم قال : "خيُر يوٍم طل

    آدم، وفيه أُدِخل الجنة، وفيه أُخِرج منها. وال تقوم الساعة إال في

    يوم الجمعة".

    وفي صحيح ابن حبان من حديث أبي هريرة عن النبي صلى هللا -

    : "ال تطلع الشمس وال تغرب على يوم أفضل من قال عليه وسلم

    يوم الجمعة. وما من دابّة إال وهي تفزع ليوم الجمعة إال هذين

    ين من الجّنِ واإلنس".الثقل

    )أّول من صلّى الجمعة( في مبدأ الجمعة

    كان أسعُد بن ُزرارة أول من جمع بالمدينة قبل مقد م النبي صلى هللا -

    ة رَّ ٍم من ح بني ب ياضة. عليه وسلم في ه ز

    ثم لما قِدم النبي صلى هللا عليه وسلم المدينة أدركته الجمعة في -

    ها في المسجد الذي في بطن الوادي، بني سالم بن عوف، فصالَّ

    ها بالمدينة، وذلك قبل تأسيس مسجده. وكانت هذه أول جمعة صالَّ

  • مسألة : أيهما أفضل : يوم الجمعة، أو يوم عرفة؟

    ام األسبوع، ويوم عرفة ويوم النحر والصواب : أّن يوم الجمعة أفضل أي

    أفضل أيام العام، وكذلك ليلة القدر وليلة الجمعة.

    يوم الجمعة خصائص

    ة األولى : كان صلى هللا عليه وسلم يقرأ في فجره بسورتي الخاصَّ -

    )الم تنزيل( و )هل أتى على اإلنسان(.

    وكان النبي يقرأ بهما ألنهما تضمنتا ما كان ويكون في يومها،

    فإنهما اشتملتا على خلق آدم وعلى ذكر المعاد وحشر الخليقة،

    فكان في قراءتهما تذكير لألمة بما كان فيه ويكون.

    ة الثانية : استحباب كثرة الصالة فيه على النبي صلى هللا الخاصَّ -

    عليه وسلم وفي ليلته،

    لقوله : "أكثِروا من الصالة عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة".

    ة الثالثة : صالة الجمعة التي هي من آكد فروض اإلسالم، الخاصَّ -

    ومن أعظم مجامع المسلمين.

    وهو أمر مؤكَّد جدًّا.ة الرابعة : األمر باالغتسال في يومها، الخاصَّ -

    وهو أفضل فيه من التطيُّب في ة الخامسة : التطيُّب فيه. الخاصَّ -

    غيره من أيام األسبوع.

    واك فيه. الخاصَّ - واك في غيره.ة السادسة : الّسِ وله مزية على الّسِ

  • الخاصَّة السابعة : التبكير إلى الصالة. -

    الخاصَّة الثامنة : أن يشتغل بالصالة والذكر والقراءة حتى يخرج -

    اإلمام.

    في أصّحِ الخاصَّة التاسعة : اإلنصات للخطبة إذا سمعها وجوبًا -

    .القولين

    قراءة سورة الكهف في يومها. الخاصَّة العاشرة : -

    فقد روي عن النبي صلى هللا عليه وسلم : "من قرأ سورة الكهف في

    يوم الجمعة سط ع له نوٌر من تحت قدمه إلى ع ناِن السماء يضيء به يوم

    اتفّرد به "يوم الجمعة"القيامة، وُغِفر له ما بين الجمعتين". )زيادة

    هشيم بن بشير(.

    عند كره فعُل الصالة فيه وقت الزوالال يُ الحادية عشر : أنه -

    الشافعي ومن وافقه، وهو اختيار شيخنا أبي العباس.

    للحديث الذي رواه البخاري قال صلى هللا عليه وسلم : "ال يغتسل رجٌل

    نه، أو يمسُّ يوم الجمعة، ويتطهَّر ما استطاع من ُطهٍر، ويدَِّهن من ُده

    ق بين اثنين، ، ثم ثم يصلِّي ما ُكتِب لهمن طيب بيته، ثم يخرج فال يفّرِ

    ين الجمعة األخرى".يُن ِصت إذا تكلَّم اإلمام = إال ُغِفر له ما بينه وب

    الثانية عشر : قراءة )سورة الجمعة( و )المنافقون( أو )سبِّح( و -

    ،)الغاشية( في صالة الجمعة

    فقد كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقرأ بهنَّ في الجمعة. كما

    في مسلم. وفيه أيًضا : أنه صلى هللا عليه وسلم كان يقرأ فيها

    ، ثبت عنه ذلك.(الغاشيةبـ)الجمعة( و )هل أتاك حديث

  • ر في األسبوع،الثالثة عشر : - أنه يوم عيد متكّرِ

    لحديث أبي لُبابة بن عبد المنذر عند ابن ماجه قال : قال رسول هللا

    صلى هللا عليه وسلم : "إنَّ يوم الجمعة سيِّد األيام وأعظمها عند

    .هللا. وهو أعظم عند هللا من يوم األضحى ويوم الفطر ...الخ"

    انظر السلسلة الضعيفة()

    بُّ للرجل أن يلبس فيه أحسن ثيابه التي - الرابعة عشر : أنه يُستح

    ،يقدر عليها

    لحديث أبي أيوب في المسند قال : سمعت رسول هللا صلى هللا عليه

    وسلم يقول : "من اغتسل يوم الجمعة، ومسَّ من طيٍب إن كان له،

    ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي ولبس من أحسن ثيابه،

    المسجد، فيركع إن بدا له، ولم يؤِذ أحًدا، ثم أنصت إذا خرج إمامه

    حتى يصلِّي = كانت كفارةً لما بينهما".

    بُّ فيه تجمير المسجد، - الخامسة عشر : أنه يستح

    ِمر أن عمر بن فقد ذكر سعيد بن منصور عن نُع ي م بن عبد هللا الُمج

    ِمر المسجد مسجد المدينة كلَّ يوم جمعة حين الخطاب أمر أن يُج

    ِمر. -أي ابن القيّم –ينتصف النهار. قلت ي نُعيًما الُمج : ولذلك ُسّمِ

    السادسة عشر : أنه ال يجوز السفر في يومها لمن تلزمه الجمعة -

    قبل فعلها بعد دخول وقتها.

    وأما قبله ففيه خالف بين المذاهب األربعة.

    السابعة عشر : أنَّ للماشي إلى الجمعة بكّلِ خطوة أجر سنٍة -

    صياِمها وقياِمها.

    لحديث أوس بن أوس فال : قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم :

    "من غسَّل واغتسل يوم الجمعة، وبكَّر وابتكر، ودنا من اإلمام

  • فأنصت = كان له بكّلِ خطوة يخطوها صياُم سنة وقياُمها، وذلك

    هللا يسير".على

    .الثامنة عشر : أنه يوم تكفير السيئات -

    فقد روى اإلمام أحمد في مسنده عن سلمان قال : قال لي النبيُّ

    صلى هللا عليه وسلم : "أتدري ما يوم الجمعة؟". قلت : هو اليوم

    الذي جمع هللا فيه أباكم. قال : "لكنِّي أدري ما يوم الجمعة. ال

    وره، ثم يأتي الجمعة، فيُنِصت حتى يتطهَّر الرجل، فيُحِسن طه

    يقضي اإلمام صالته = إال كان كفارةً لما بينه وبين الجمعة

    ق تلة". المقبلة، ما اجتُنِبت الم

    ر كلَّ يوم إال يوم الجمعة - ج .التاسعة عشر : أنَّ جهنَّم تُس

    لحديث أبي قتادة عن النبي صلى هللا عليه وسلم : "إنَّ جهنّم

    ر إال يوم ج الجمعة". )وهو ضعيف(.تُس

    أنه أفضل األيام عند هللا –وهللا أعلم –قال ابن القيم : وسرُّ ذلك

    ويقع فيه من العبادات والطاعات والدعوات واالبتهال إلى هللا

    ر جهنَّم فيه. وهذا الحديث، الظاهر أنَّ سبحانه ما يمنع من س ج

    ر جهنّم في الدنيا، وأنها توقد كلَّ يوم المراد منه س ج

    ، فإنَّها ال يفتُر عذابها، وال يُخفَّف ال يوم الجمعة. وأما يوم القيامةإ

    عن أهلها.

    العشرون : أن فيه ساعة اإلجابة، -

    وهي الساعة التي ال يُسأل هللا فيها شيئًا إال أعطاه.

    صلى لما في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال : قال رسول هللا

    هللا عليه وسلم : "إنَّ في الجمعة لساعةٌ ال يوافقها مسلٌم وهو قائم

    ل شيئًا إال أعطاه إياه". يصلِّي يسأل هللا عز وجَّ

  • على أحد عشر قواًل، وقد اختلف العلماء في وقت هذه الساعة

    نتهما األحاديث الثابتة، وأحدهما وأرجح هذه األقوال : قوالن تضمَّ

    أرجح من اآلخر.

    إنها ما بين جلوس اإلمام إلى انقضاء الصالة. القول األول :

    للحديث الذي رواه مسلم من حديث أبي بردة بن أبي موسى : أنَّ

    عبد هللا بن عمر قال له : أسمعت أباك يحّدِث عن رسول هللا صلى

    هللا عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة؟ قال : نعم، سمعته يقول :

    أن عليه وسلم يقول : "هي ما بين سمعت رسول هللا صلى هللا

    يجلس اإلمام إلى أن تُقضى الصالة".

    وحجة هذا إنها بعد العصر. وهذا أرجح القولين، القول الثاني :

    القول ما رواه أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد وأبي هريرة

    أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال : إنَّ في الجمعة ساعةً ال

    يوافقها عبد مسلم يسأل هللا فيها خيًرا إال أعطاه إياه، وهي بعد

    العصر".

    وعليه أكثر هو قول أكثر السلف، قال ابن القيم : وهذا القول

    ديث. ويليه القول بأنها ساعة الصالة.األحا

    التي ُخصَّت من بين الحادية والعشرون : أنَّ فيه صالة الجمعة

    سائر الصلوات المفروضات بخصائص ال توجد في غيرها : من

    االجتماع، والعدد المخصوص، واشتراط اإلقامة واالستيطان،

    ت نظيره والجهر فيها بالقراءة. وقد جاء من التشديد فيها ما لم يأ

    إال في صالة العصر.

    التي مقصودها الثناء على هللا الثانية والعشرون : أنَّ فيه الخطبة -

    وتمجيده، والشهادة له بالوحدانية، ولرسوله بالرسالة، وتذكيُر

    بهم العباد بأيامه، وتحذيُرهم من بأسه ونِق مه، ووصيَّتُهم بما يقّرِ

    بهم من سخطه وناره.إليه وإلى جنَّاته، ونهيهم عما يقّرِ

  • غُ فيه للعبادة، - بُّ التفرُّ وله الثالثة والعشرون : أنه اليوم الذي يستح

    على سائر األيام مزيَّةٌ بأنواع العبادات واجبٍة ومستحبٍّة.

    أنه لّما كان في األسبوع كالعيد في العام، الرابعة والعشرون : -

    وكان العيد مشتماًل على صالة وقربان، وكان يوُم الجمعة يوم

    جعل هللا سبحانه التعجيل فيه إلى المسجد بداًل من القربان صالة =

    وقائًما مقامه، فيجتمع للرائح فيه إلى المسجد الصالة والقربان،

    ن راح عن النبي صلى هللا كما في الصحيحين عليه وسلم أنه قال : "م

    ب بد نةً، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما في الساعة األولى فكأنما قرَّ

    ب كبًشا". ب بقرةً، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرَّ قرَّ

    واختلف الفقهاء في هذه الساعات على قولين :

    هب وهذا هو المعروف في مذ أحدهما : أنها من أول النهار.

    الشافعي وأحمد وغيرهما.

    وهذا هو والثاني : أنها أجزاء من الساعة السادسة بعد الزوال.

    المعروف في مذهب مالك، واختاره بعض الشافعية.

    والعشرون : أنَّ للصدقة فيه مزية عليها في سائر األيام. الخامسة -

    والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام األسبوع كالصدقة في شهر

    رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور.

    يقول ابن القيم : وسمعُت شيخ اإلسالم ابن تيمية يقول : إذا كان

    نا بالصدقة بين يدي مناجاة رسوله فالصدقةُ بين يدي هللا أمر

    مناجاته عزَّ وجلَّ أولى بالفضيلة.

  • رون : أنه يوُم تجلِّي هللا عز وجل ألوليائه سة والعشالساد -

    المؤمنين في الجنة وزيارتهم له، فيكون أقربُهم منه أقرب هم من

    اإلمام، وأسبقُهم إلى الزيارة أسبق هم إلى الجمعة.

    ر )الشاهد( الذي أقسم هللا به في السابع - ة والعشرون : أنه قد فُّسِ

    ة.ونُقل هذا عن أبي هريركتابه بيوم الجمعة.

    أنه اليوم الذي تفزع فيه السماوات واألرض والعشرون : الثامنة -

    والجبال والبحار والخالئق كلُّها إال شياطين اإلنس والجّن.

    : "ال تطلع قال كما في حديث أبي هريرة عن النبي صلى هللا عليه وسلم

    الشمس وال تغرب على يوم أفضل من يوم الجمعة. وما من دابَّة إال وهي

    تفزع ليوم الجمعة إال هذين الثقلين من الجّن واإلنس".

    والعشرون : أنه اليوم الذي ادَّخره هللا لهذه األمة، وأضلَّ التاسعة -

    عنه أهل الكتاب قبلهم،

    نبي صلى هللا عليه كما في الصحيح من حديث أبي هريرة عن ال

    وسلم قال : " ما طلعت الشمس وال غربت على يوٍم خيٍر من يوم

    الجمعة. هدانا هللا له وضلَّ الناُس عنه، فالناس لنا ت ب ٌع. هو لنا،

    ولليهود يوم السبت، وللنصارى يوم األحد".

    كما أنَّ شهر : أنه ِخيرة هللا عزَّ وجلَّ من أيام األسبوع، الثالثون -

    ِخيرته من شهور العام، وليلة القدر ِخيرته من الليالي، رمضان

    ومكة ِخيرته من األرض، ومحمد صلى هللا عليه وسلم ِخيرته من

    خلقه.

  • أن الموتى تدنو أرواحهم من قبورهم وتُوافيها الثالثون :الحادية و -

    هم ومن يمرُّ بهم ويسلِّم عليهم ار في يوم الجمعة، فيعرفون ُزوَّ

    ويلقاهم في ذلك اليوم أكثر من معرفتهم بهم في غيرهم من األيام،

    فهو يوٌم تلتقي فيه األحياء واألموات.

    ا لُسنّة، وإنمقلُت : وهذا كالم ليس له أصٌل ال من الكتاب وال من ا

    ما نقله ابن القيم بعًضا من اآلثار من كتاب المنامات البن أبي

    الدنيا.

    والثالثون : أنه يُكره إفراُد يوم الجمعة بالصوم. الثانية -

    جابًرا : أنهى لما في الصحيحين عن محمد بن عباد قال : سألتُ

    النبيُّ صلى هللا عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة؟ قال : نعم".

    وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال : سمعُت النبيَّ صلى هللا عليه

    وسلم يقول : "ال يصومنَّ أحُدكم يوم الجمعة إال يوًما قبله أو

    بعده".

    بدأ إنه يوم اجتماع الناس وتذكيرهم بالموالثالثون : الثالثة -

    والمعاد.

    ولهذا كان صلى هللا عليه وسلم يقرأ في فجر يوم الجمعة بسورتي

    على اإلنسان(، لما اشتملت عليه دة( و )هل أتى)الم تنزيل السج

    هاتان السورتان مما كان ويكون يوم الجمعة من المبدأ والمعاد

    لى الجنة والنار، ال ألجل إوحشر الخالئق وبعثهم من القبور

    ن نق ص علمه ومعرفته.السجدة كما يظنُّه م

    وكذلك كانت خطبه صلى هللا عليه وسلم إنما هي تقرير ألصول -

    اإليمان، من اإليمان باهلل ومالئكته وكتبه ورسله ولقائه، وذكر

    الجنة والنار وما أعدَّ هللا ألوليائه وأهل طاعته، وما أعدَّ ألعدائه

    وتوحيًدا ومعرفةً وأهل معصيته. فتمتلئ القلوب من خطبه إيمانًا

    باهلل وأيامه.

  • هديه صلى هللا عليه وسلم في خطبه

    إذا خطب احمّرت عيناه، وعال صوته، صلى هللا عليه وسلم كان -

    واشتدَّ غضبه حتى كأنه ُمنِذر جيش؛ يقول : "صبّحكم ومسَّاكم".

    ويقول : "بُِعثُت أنا والساعة كهاتين" ويقُرن بين إصبعيه السَّبَّابة

    والوسطى.

    وكان يقول في ُخط به بعد التحميد والثناء والتشهد : "أما بعد". -

    ر الخطبة ويطيل الصالة، ويُكثِر الذكر، ويقصد الكلمات - وكان يُقّصِ

    ئِنَّةٌ ر خطبته م الجوامع. وكان يقول : "إنَّ طول صالة الرجل وقِص

    من فقهه".

    يأمرهم وكان يعلِّم أصحابه في خطبته قواعد اإلسالم وشرائعه، و -

    ض له أمٌر أو نهٌي، كما أمر الداخل وهو وينهاهم في خطبته إذا عر

    ي لرقاب الناس عن ذلك، يخطب أن يصلِّي ركعتين، ونهى المتخّطِ

    ه بالجلوس. ر وأم

    وكان يقطع خطبته للحاجة ت ع ِرض له، أو السؤال ألحد من أصحابه -

    ها. فيجيبه، ثم يعود إلى خطبته، فيُتِمُّ

    ها، كما نزل ألجل وكان ربما - نزل عن المنبر للحاجة، ثم يعود فيُتِمُّ

    ، فأتمَّ الخطبة. الحسن والحسين، فأخذهما، ثم رقي بهما المنبر

    وكان يدعو الرجل في خطبته : "تعال يا فالن"، "اجلس يا فالن"، -

    "صّلِ يا فالن".

  • وكان يأمرهم في خطبته بمقتضى الحال. فإذا رأى بينهم ذا فاقة -

    هم بالصدقة، وحضَّهم عليها.وحاجةٍ ر أم

    وكان يشير بإصبعه السَّبَّابة في خطبته عند ذكر هللا ودعائه. -

    ط المطر في خطبته. - وكان يستسقي بهم إذا قح

    ج - وكان يُمِهل يوم الجمعة حتى يجتمع الناس، فإذا اجتمعوا خر

    إليهم وحده من غير شاويٍش يصيح بين يديه، وال لُب ِس ط ل يسان

    ة وال س واد. ح وال ط ر

    فإذا دخل المسجد سلَّم عليهم. فإذا صِعد المنبر استقبل الناس -

    بوجهه وسلَّم عليهم. ولم يدُع مستقبل القبلة. ثم يجلس، ويأخذ

    بالل في األذان، فإذا فرغ منه قام النبيُّ صلى هللا عليه وسلم،

    خبٍر وال غيره.فخط ب من غير فصل بين األذان والخطبة، ال بإيراد

    ولم يكن يأخذ بيده سيفًا وال غيره. وإنما كان يعتمد على قوس أو -

    عًصا قبل أن يتخذ المنبر.

    وكان يقوم فيخطب، ثم يجلس جلسةً خفيفةً، ثم يقوم فيخطب -

    الثانية. فإذا فرغ منها أخذ بالل في اإلقامة.

    ويخبرهم أنَّ وكان يأمر الناس بالدنّوِ منه، ويأمرهم باإلنصات، -

    ، فقد لغا . ويقول : "من لغا فال الرجل إذا قال لصاحبه : أنِصت

    جمعة له".

    وكان إذا فرغ بالل من األذان أخذ النبيُّ صلى هللا عليه وسلم في -

    الخطبة، ولم يقم أحد يركع ركعتين البتة، ولم يكن إال أذان واحد.

  • وهذا أصحُّ قولي وهذا يدل على أن الجمعة كالعيد ال سنّة لها قبلها.

    العلماء، وعليه تدل السنَّة.

    وكان صلى هللا عليه وسلم إذا صلَّى الجمعة دخل إلى منزله، فصلَّى -

    ركعتين سنَّتها، وأمر من صاّلها أن يصلِّي بعدها أربعًا.

    فقال شيخنا أبو العباس ابن تيمية رحمه هللا : إن صلَّى في المسجد صلَّى

    : وعلى -أي ابن القيّم - يته صلَّى ركعتين. قلتأربعًا، وإن صلَّى في ب

    ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى هللا تدّل األحاديث. هذا

    : "إذا صلَّى أحدكم الجمعة فليصّلِ بعدها أربع ركعات". قال عليه وسلم

    وفي الصحيحين عن ابن عمر أنَّ النبيَّ صلى هللا عليه وسلم كان يصلِّي

    بعد الجمعة ركعتين في بيته.

    تّم التلخيص

    وهللا وليُّ التوفيق