يميلسللا خيراتلا نمي تاحمل - saaid.net · 1 يميلسللا خيراتلا...

35
1 يلريخ اللتان ا لمحاتعلمي أ.د: الحسن ال – القنيطرةعة ابن طفيل جا1 الميزاناعدة في فة بنيقي يات روا- ذه الواقعةمؤرخون حول هن واللخباريو نسج اb لي الصلحابة رضلور اللة تصل مفتعليلاتلة وروا باطلرا أخبالل الولنهللم بعللد وفللاة رسلل ع طمللاع ،اء والهللون وراء المتنللاحرة يتهللافتوزاب الحلل والائلقبللن ال رعاعللا ملللذه ودبلت هلاء بينهلم . قلدكفلار رحمى اللداء عل أشلل الولنوا ملع رسل بعضا بعلدما كلا ويلعن بعضهميتصارعون وحبة قبة وملنوا من الن ويسار وجعلميلصحابة إلى ي ، فقسموا اد الهشيملنار في حصايب ان المتأخرين دبباطيل بي اللقاب.تهم والؤوا من اللصحابة ما شانسبوا إلى ا الفرعي أزمة وخل ال تواريخهم عن حوادثر فييدي وابن الالمسعوبي وه اليعقويفة ما ساقن في خبر السق المؤرخي ومن أباطيللي :ذكر منها ما يلهجرة ن إحدى عشرة ل سنةل الوللوم تلوفي رسل سلاعدة يفة بني سقيلنصار فيمعت ال :"واجت بغير سند ، قاعقوبي روى الي سلت ..فأجلنحلواا مسلرعين ولمهاجرين فأتو بكر وعمر واه وسادة ، وبلغ أبانت لته بعصابة ودة الخزرجي وعصبن عبا سعد ب ، وأسيد بن حضيرلنصار بكر" من اعه "أي أبا أول من بايلخزرج فكان بشير بن سعد من ابن سعد.. فولناس ع اال :ن عبادة...قلة سعد برجل يطفر وساد الناس حتى جعليع اللخزرجي ، وبا ا ملنعلة أبلي بكلر قلوملف علن بي وتخلي طالب علي بن أبلوا معلنصار وماجرين والمها ازبيلرس ، والعبلا بن الفضلب ، والمطلن عبد الاس بنهم العب ، ملبراءر ، وال ، وعملار بلن ياسلغفلاريابو ذر اللفارسي ، ون اد بن عمرو وسلمالد بن سعيد ، والمقدام ، وخا بن العوان كعب" ، وأبي بن عازب ب) 1 ( . ترضلى للرن والان في قلن ل يجتمع ايهاتث يقول :"فقال عمر هضوحا حيرة وذه الصوير ه ويزيد ابن الحجلةذلك النلا بلم ولنبلوة فيهلنت الي أمرهلا ملن كلاولعلرب أن تلع المتنلم ، ول تا ملن غيركلبينركم ون العرب أن تؤم وعشيرته"حن أولياؤهحمد ونا سلطان م ينازعنظاهرة على من ال) 2 ( . عة أبي بكر لهم تخلفوا عن بيلصحابة أن من ااءهمن سرد أسم م أن يتهميستحيسابقة ل ي الرواية العقوبي في فاليلكا روى ذل أن يرتلد كمل أو كلاد ملن ارتلدر إلعة أبلي بكلتخلف عن بيى أنه لم يحيحة تنص علت الصيا مع أن الرواطبري ل ال) 3 ( صلحابةر ال ملن كبلاوائل رواده ال لهتشيع مذهب أصيل يثبت أن الوه في الرفض كيغلراة ل وذلك مجا بيت فاطمة . علي في وانزووا معمسلمينعة ال جما ذكر أنهم اعتزلوا الذين ملاواللم أبايعلك فل هليا فقاليد غائبا فقدم فأتى عل خالد بن سعل :"وكانيقوباطل إمعانا ود في هذا ال ونجده يزيغ أبلا بكلره ... وبلونه إلى البيعة ل طالب يدعى علي بن أبي جماعة إلنك ، واجتمعد محم مقامس أحدا أولى بملنا في ال ال ول فاطمة بنت رسلب في منزل أبي طال علي بنوا معر قد اجتمعلنصاجرين والمهاعة من ا وعمر أن جما ، 1 عقوبي" :خ الي "تاري- 2 / 123 ، 124 . 2 لتاريخ" :مل في الكا- 2 / 193 . 3 خ الطبري" : "تاري- 3 / 207 .

Transcript of يميلسللا خيراتلا نمي تاحمل - saaid.net · 1 يميلسللا خيراتلا...

1

لمحات يمن التاريخ اللسليمي أ.د: الحسن العلمي

جايمعة ابن طفيل – القنيطرة

- روايات لسقيفة بني لساعدة في الميزان1

أخبارا باطللة وروايلات مفتعللة تصلور الصلحابة رضلي اللbنسج الخباريون والمؤرخون حول هذه الواقعة

رعاعللا مللن القبللائل والحللزاب المتنللاحرة يتهللافتون وراء الهللواء والطمللاع ،عنهللم بعللد وفللاة رسللول اللل

ويتصارعون ويلعن بعضهم بعضا بعلدما كلانوا ملع رسلول الل أشلداء عللى الكفلار رحملاء بينهلم . قلد ودبلت هلذه

الباطيل بين المتأخرين دبيب النار في حصاد الهشيم ، فقسموا الصحابة إلى يمين ويسار وجعلوا من الحبة قبة ومللن

الخل ف الفرعي أزمة ونسبوا إلى الصحابة ما شاؤوا من التهم واللقاب.

ومن أباطيل المؤرخين في خبر السقيفة ما ساقه اليعقوبي والمسعودي وابن اليثير في تواريخهم عن حوادث

سنة إحدى عشرة للهجرة نذكر منها ما يلي :

..فأجلسلتروى اليعقوبي بغير سند ، قال :"واجتمعت النصار في سقيفة بني سلاعدة يلوم تلوفي رسلول الل

سعد بن عبادة الخزرجي وعصبته بعصابة ويثنت له وسادة ، وبلغ أبا بكر وعمر والمهاجرين فأتوا مسللرعين ونحللوا

الناس عن سعد.. فويثب بشير بن سعد من الخزرج فكان أول من بايعه "أي أبا بكر" من النصار ، وأسيد بن حضير

وتخللف علن بيعلة أبلي بكلر قلوم ملنالخزرجي ، وبايع الناس حتى جعل الرجل يطفر وسادة سعد بن عبادة...قلال :

، منهم العباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العبللاس ، والزبيللرالمهاجرين والنصار ومالوا مع علي بن أبي طالب

بن العوام ، وخالد بن سعيد ، والمقداد بن عمرو وسلمان الفارسي ، وابو ذر الغفلاري ، وعملار بلن ياسلر ، واللبراء

.)1(بن عازب ، وأبي بن كعب"

ويزيد ابن اليثير هذه الصورة وضوحا حيث يقول :"فقال عمر هيهات ل يجتمع ايثنان في قلرن والل ل ترضلى

العرب أن تؤمركم ونبينا ملن غيركلم ، ول تمتنلع العلرب أن تلولي أمرهلا ملن كلانت النبلوة فيهلم ولنلا بلذلك الحجلة

.)2(الظاهرة على من ينازعنا سلطان محمد ونحن أولياؤه وعشيرته"

فاليعقوبي في الرواية السابقة ل يستحيي أن يتهم من سرد أسماءهم من الصحابة أنهم تخلفوا عن بيعة أبي بكر ل

مع أن الروايات الصحيحة تنص على أنه لم يتخلف عن بيعة أبلي بكلر إل ملن ارتلد أو كلاد أن يرتلد كملا روى ذللك

وذلك مجاراة لغلوه في الرفض كي يثبت أن التشيع مذهب أصيل له رواده الوائل ملن كبلار الصلحابة)3(الطبري ل

الذين ذكر أنهم اعتزلوا جماعة المسلمين وانزووا مع علي في بيت فاطمة .

ونجده يزيد في هذا الباطل إمعانا ويقول :"وكان خالد بن سعيد غائبا فقدم فأتى عليا فقال هلللم أبايعللك فللوال مللا

في الناس أحدا أولى بمقام محمد منك ، واجتمع جماعة إلى علي بن أبي طالب يدعونه إلى البيعة له ... وبلغ أبلا بكلر

،وعمر أن جماعة من المهاجرين والنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسللول اللل

.124 ، 123/ 2- "تاريخ اليعقوبي" : 1.193/ 2- "الكامل في التاريخ" : 2.207/ 3- "تاريخ الطبري" : 3

2

فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار ، وخرج علي ومعه السيف فلقيه عمر ، فصلارعه عملر فصلرعه وكسلر سليفه ،

فخرجلوا وخلرج ملن كلان! ودخلوا الدار فخرجت فاطمة فقالت : وال لتخرجن أو لكشفن شعري ولعجن إلى الل

.)1(في الدار ، وأقام القوم أياما يثم جعل الواحد بعد الواحد يبايع ولم يبايع علي إل بعد ستة أشهر"

فإن الرافضة الذين يسبون ابا بكر وعمر ينسبون إليهما كل نقيصة ويسمونهما الجبت والطاغوت يهون عليهم

أن يقولوا أكثر من هذا ، ويضعوا في مثالب الصحابة أفحش من هذه الخبار.

وقد ضعف المحديثون هذه الخبار لضعف أسانيدها ولمعارضتها للروايات الصحيحة الثابتة عند أئمة الحديث ،

ومن هؤلء ابن كثير في البداية والنهاية والمام القسطلني في شرحه للبخاري ، وغيرهما .

وقد صحح ابن حبان وغيره من حديث أبي سعيد الخدري رضي ال عنه أن عليا بايع أبللا بكللر«قال القسطلني

أول المر ، قال : وأما ما في مسلم عن الزهري من أن رجل قال له للم يبلايع عللي حلتى ملاتت فاطملة رضلي الل

عنها ، قال : ول احد من بين هاشم ، فقد ضعفه البيهقي بأن الزهري لم يسنده ... وأمللا الروايللة الموصللولة علن أبللي

) 2(» سعيد فأصح

وقد ورد في صحيح المام البخاري حديث البيعة الثانية التي بايعها علي أبا بكر رضي اللل عنلله ، فتللوهم كللثير

وقد تمسلك«من الناس أن عليا لم يبايع يوم السقيفة ، وانساقوا مع أكاذيب الشيعة ، قال ابن حجر معلقا على الحديث:

الرافضة بتلأخر عللي علن بيعلة أبلي بكلر إللى أن ملاتت فاطملة وهلذيانهم فلي ذللك مشلهور وفلي الحلديث ملا يلدفع

حجتهم...وعلى هذا فيحمل قول الزهري لم يبايعه علي في تلك اليام عللى إرادة الملزملة لله والحضلور عنلده وملا

اشبه ذلك ، فإن في انقطاع مثله عن مثله ما يوهم من ل يعر ف باطن المر أنه بسبب عدم الرضا بخلفتله ، وبسلبب

.)3( »ذلك أظهر علي البيعة التي بعد موت فاطمة عليها السلم لزالة هذه الشبهة

ويعزز هذا ما رواه المام الطبري بسند صحيح من طريق عبيد ال بن سعد بن إبراهيم الزهري أحد رجال

: عن عمرو بن خالد بن حريث)4(البخاري روى عنه في الصحيح وويثقه أبو حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم

؟ قال :نعم ، قال : فمتى بويع أبو بكر؟ قال : يوم مات رسول الأشهدت وفاة رسول ال «أنه قال لسعيد بن زيد :

كرهوا أن يبقوا بعض يوم وليسوا في جماعة ، قال : فهل خالف عليه أحد ؟ قال : ل ، إل من ارتد أو كاد أن ،

يرتد ، لول أن ال ينقذهم من النصار ، قال : فهل قعد أحد من المهاجرين ؟ قال : ل، تتابع المهاجرون على بيعته

.)5("»من غير أن يدعوهم

وعن حبيب بن أبي يثابت قال :"كان علي إذ أتى فقيل له : قد جلس أبو بكر للبيعة ، فخرج فللي قميللص مللا عليلله

إزار ول رداء ، عجل كراهية أن يبطئ عنها حتى بايعه ، يثم جلس إليه وبعث إلى يثوبه فأتلاه ، فتجللله وللزم مجلسله

. وفللي روايللة أخللرى مللن طريللق محمللد بللن عثمللان بللن صللفوان الثقفللي، قللال فيلله أبللو حللاتم :"يثقللة" ، وقللال)6("

بسنده قال :"قال أبو سفيان لعلي : ملا بلال هلذا الملر فلي أقلل)7(النسائي :"ل بأس به" وذكره ابن حبان في الثقات

حي من قريش؟ وال لئن شئت لملنها عليك خيل ورجال ، فقال علي : يا أبلا سلفيان طالملا علاديت السللم وأهلله

.126/ 2- "انظر "تاريخ اليعقوبي" : 1.286/ 5 ؛ وانظر "البداية والنهاية" : 377/ 6- "إرشاد الساري" : 2.495/ 7- "فتح الباري" : 3.15/ 7- انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" : 4.207/ 3- "تاريخ الطبري" : 5.207/ 3- "تاريخ الطبري" : 6.300/ 9- "تهذيب التهذيب" : 7

3

.)1(ولم تضره بذلك شيئا ، إنا وجدنا أبا بكر لها أهل "

فأين ما ساقه اليعقوبي من الباطيل والترهات المقطوعة الزمام ملن هلذه الروايلات الثابتلة عنلد أئملة الحلديث ،

وهي تدل على أن مسألة البيعة والخلفة كانت شلورى بيلن المسللمين وأنله للم يتخللف علن بيعلة أبلي بكلر أحلد ملن

الصحابة ل من المهاجرين ول من النصار.

فقد أورده الطللبري بسللند معلللق)2(» اقتلوا سعدا قتل ال سعدا«أما ما ذكره اليعقوبي وابن اليثير من قول عمر :

عن هشام الكلبي عن أبي مخنف ، وكلهما حلقة من حلقات الدس والتحريلف فلي التاريلخ السللمي وزادا فلي هلذه

الرواية "يثم قام على رأسه ل أي عمرل وقال : لقد هممت أن أطأك حتى تندر عضدك ، فأخذ سعد بلحيللة عمللر فقللال :

أملا والل إذا للحقنلك بقلوم كنلت فيهلم تابعلا غيلر)3(وال لو حصصت منه شلعرة ملا رجعلت وفلي فيلك واضلحة...

احملوني من هذا المكان ، فحملوه فأدخلوه في داره وترك أياما يثم بعث إليله أن أقبلل فبلايع فقلد بلايع النلاس! متبوع

وبايع قومك ، فقال : أما وال حتى أرميكم بما في كنانتي من نبلي ، وأخضب سلنان رمحلي ، وا ضلربكم بسليفي ملا

ملكته يدي ، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني من قومي ، فل أفعل ، وأيم ال لو أن الجن اجتمعت لكم ملع النلس ملا

بايعتكم ... قال : فكان سعد ل يصلي بصلتهم ، ول يجمع معهم ، ويحج ول يفيض معهم فلم يللزل كللذلك حللتى هلللك

.)4(أبو بكر رحمه ال"

وقد ذكر الحافظ الذهبي نحوا من الرواية من طريق الواقدي عن محمد بن صالح بن دينار التمار عن الزبير بن

المنذر بن أبي أسيد الساعدي ، وفيها أنه قال :"وال ل ابايعكم حتى أقاتلكم بمن معي" واكتفي فللي الللرد عليهللا بقللوله

. وقصة الخصام بين عمر وسعد بن عبادة ومللا)6( ، أي في غاية الضعف لن الواقدي متروك)5("إسنادها كما ترى"

ذكروا من تخلفه عن الجماعة في الصلة والحلج حلتى ملات أبلو بكلر رضلي الل عنله ، اعلرض علن ذكرهلا أئملة

الحديث لنها من موضوعات الشيعة ، ولن الروايات تشهد بخل ف ذلك ، فقد نص الحلافظ ابلن كلثير للأن سلعد بلن

هللل ،13عبادة سلم للصديق بالخلفة وبايعه ، يثم خرج بعد ذلك إلى الشام ومات هناك بقرية حوران رحمه اللل سللنة

وأظهر شكه فيما نقله المؤرخون من أنه خرج مفارقا لبي بكر غير راض بخلفته فقال :وقد ذكر ابو عمر بللن عبللد

البر ما ذكره غير واحد من علماء التاريخ أنه تخلف عن بيعة الصديق حتى خرج إلى الشام فمات بقرية حوران سنة

يثليثة عشرة في خلفة الصديق..قلت أما بيعة الصديق فقد روينا في مسند المام أحمد أنه سلم للصديق ما قاله من أن

.)7(الخلفاء من قريش ، أما موته بأرض الشام فمحقق"

وقد ساق حديث المام أحمد في أول كلمه عن أحداث السقيفة قال أحمد : "حلديثنا عفلان حلديثنا أبلو عوانلة علن

وابو بكر رضي ال عنه في صللائفة مللنداود بن عبد ال الودي عن حميد بن عبد الرحمن : قال توفي رسول اله

قال : للو سللك النلاس واديلا وسللك النصلار واديلاالمدينة... إلى ان قال ..ل أي ابو بكرل : لقد علمتم أن رسول ال

قال وأنت قاعلد : قريلش ولة هلذا الملر ، فلبر النلاسسلكت وادي النصار ، ولقد علمت يا سعد أن رسول ال

.)8(لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم ، فقال له سعد : صدقت نحن الوزراء وأنتم المراء"

.209/ 3- " تاريخ الطبري" : 1 .123/ 1 - تاريخ اليعقوبي : 2! - أي لكسر أسنان عمر وهو من أقبح البهتان3.222/ 3- "تاريخ الطبري" : 4.617 ، 616/ 3 وأصل الخبر في طبقات ابن سعد : 277/ 2- "سير أعلم النبلء" : 5.)68/ 2 ، 581/ 3انظر ميزان العتدال : (- أما محمد بن صالح فهو صدوق يخطئ وقال أبو حاتم ليس بالقوي والزبير بن المنذر ل يكاد يعر ف 6.34/ 7- "البداية والنهاية" : 7.217/ 5- السابق : 8

4

قال ابن كثير :"ومن تأملل ملا ذكرنلاه ظهلر لله إجملاع الصلحابة المهلاجرين منهلم والنصلار عللى تقلديم أبلي

.)1( لم ينص على الخلفة عينا لحد من الناس"بكر ...وظهر له أن رسول ال

فل يغرنا بعد ذلك ما يروجه المؤرخون من أكاذيب الشيعة ، فإنهم أكذب الطوائف على الطلق والكذب فيهللم

.وجل ما نسب إلى الصلحابة ملن الكلاذيب فلي تاريلخ الخلفلة وأحلداث)2(قديم و عريق كما قال ابن تيمية رحمه ال

الفتنة كان من جهتهم ومن يراجع كتاب "وقعة صفين" لنصر بن مزاحم الذي يروي فيه عن خلئق من غلة الشليعة

كجللابر الجعفللي وعمللرو بللن شللمر وابللي مخنللف وعمللر بللن سللعد السللدي ، وتاريللخ اليعقللوبي ، ومللروج الللذهب

للمسعودي ، والغارات لبن هلل الثقفي ، ومقاتل الطالبيين لبي الفرج الصفهاني ، والغاني أيضا يجد كل منكللر

وقبيح من القول مما ل يستسيغ مسلم عاقل تصديقه والتسليم به .

- قصة خالد بن الوليد يمع يمالك بن نويرة2

وقد أبدى المؤرخون في هلذه القصلة وأعلادوا وذكلروا فيهلا أخبلارا شلنيعة تطعلن فلي علرض خاللد بلن الوليلد

وعدالته ، وتظهره بصورة المتهور في دينه المتجرئ على حرمات ال في قتلل ملن للم يثبلت كفلره إرضلاء لرغبتله

وهواه في الزواج من امرأة ، وهي مثل الفرية التي نسبها اليهود من بني إسرائيل لداود عليه السلم قديما.

فرووا في ذلك أن خالدا بعد أن فرغ من أمر فزارة وغطفان واسد وطئ في حروب الردة مال إلللى ديللار مالللك

...فبث السرايا وامرهم بداعية السللم وأن يلأتوه بكلل ملن للم يجلب ، وإن امتنلع أن يقتللوه ،)3(بن نويرة في البطاح

وكان قد أوصاهم أبو بكر أن يؤذنوا إذا نزلوا منزل فإن أذن القوم كفوا عنهلم وإن للم يلأذنوا قتللوا منهلم ونهبلوا وإن

أجابوهم إلى داعية السلم سألوهم عن الزكاة فإن أجابوا وإل قتلوا ، قالوا : فجاءته الخيل بمالك بلن نللويرة فللي نفللر

.)4(معه من بني يثعلبة"

أن خاللدا«وحبك بعض المؤرخين في ذلك قصة من نسج الخيال ، فذكروا من طريق الموقري عن الزهلري ،

بعث أبا قتادة في سرية إلى مالك ، فرجع وشهد أنهم وضعوا السلح وأعلنوا السلم ، وشهد آخرون بغير ذلك فقتلل

خالد مالكا وأصحابه ، فركب أبو قتادة إلى أبي بكر ، وقال له :" تعلم أنه كان لمالك عهد وأنه ادعلى إسلللما ، وإنلي

نهيت خالدا ، فترك قولي وأخذ بشهادة العراب الذين يريدون الغنائم ، فقام عمر فقال : يا ابا بكر إن في سيف خالللد

.)5("»رهقا ، وإن هذا لم يكن حقا ، فإن حقا عليك أن تقيده ، فسكت أبو بكر

وذكر اليعقوبي قول آخرا ينال فيه من عرض خالد ، قال :"فأتاه مالك بن نلويرة ينلاظره واتبعتله امرأتله ، فلملا

.)6(رآها خالد أعجبته فقال : وال ل نلت ما في مثابتك حتى أقتلك ، فقرب مالكا فضرب عنقه وتزوج امرأته"

وأضا ف أبو الفرج الصفهاني إلى أباطيل الخباريين زورا وبهتانا وأطلق لقلمه العنللان فللي الطعللن علللى خالللد

أن ليلى كانت مع زوجها وهو يناظر خالدا ، فلما سمعته يقول : إني قاتلك ووال لقتلنك ، ألقت بنفسها على«فروى :

قدمي خالد تلتمس منه العفو ، وقد انسدل شعرها على كتفيها ، وبلل الدمع عينيللن منهللا زانهمللا الحلور ، فنظللر خالللد

إليها نظرة هوى وإعجاب ، فصاح مالك : إني مقتول ل محالة ، فقال خالد : ملا لهلذا والل إنملا قضلى عليلك كفلرك

.219/ 5- السابق : 1.37/ 1- انظر "منهاج السنة النبوية" : 2.)1/216انظر القاموس المحيط : (- البطاح : بضم الباء ، هي منازل بني يربوع قوم مالك بن نويرة 3.2/217- انظر "الكامل في التاريخ" : 4.15/301 ؛ "الغاني" : 3/278- انظر "تاريخ الطبري" : 5.2/131- انظر "تاريخ اليعقوبي" : 6

5

.)1( »وأمر بضرب عنقه

أنله لملا بللغ«قالوا فخلفه على امرأته وزادوا في القصة باطل ذكره الطبري من طريلق ابلن حميلد علن سللمة :

قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر وقال : عدو ال عدا على امرئ مسلم فقتله يثم نللزا علللى امرأتلله ،

واقبل خالد بن الوليد قافل حتى دخل المسجد وعليه قباء له صلدأ الحديلد معتجلرا بعماملة لهلع قلد غلرز فلي عملامته

سهما فلما دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع السهم وحطمها يثم قال : أريثاء قتلت امرأ مسلما يثم نلزوت عللى امرأتله

.)2(»وال لرجمنك بأحجارك

وهذا كله من دس الحانقين على السلم وابطاله المجاهلدين، وللم يلرو شلئ منله بسلند متصلل ، فضلل علن أن

يكون رجاله يثقاتا ، فجل من دارت عليهم أسانيد هذه الخبار من الضعفاء ، والكلذابيين منهلم الملوقري راوي الخلبر

أجمع الئمة النقاد على ضعفه واتهموه أنلله يللروي عللن الزهللري« هل ،181عن الزهري ، وهو الوليد بن محمد ت

.)3(»أحاديث ليس لها اصول ، وروى عنه أشياء موضوعة لم يروها الزهري قط

أما اليعقوبي وصاحب الغاني فكلهما معرو ف حاله في الكذب والتشيع ، فل يعتمللد عللى رواياتهمللا فللي هللذا

المجال . وقد قرر المحديثون أن قتل خالد لمالك بن نويرة كان بسبب مقالة الكفر التي نطق بها ، وبعلد تأكلد خاللد بلن

الوليد من أنه ارتد وكفر ، وليس لمجرد ما ذكره المؤرخون من الترهات السخيفة .قال المل علي القاري :"وأما قتللل

خالد لمالك بن نويرة لما قال له : كان صاحبكم يقول ، فقال صاحبنا وليس صاحبكم ، فليس بمجرد ذلك ، بل لسماعه

.)4(عنه أنه ارتد وتأكد ذلك منه بهذه اللفظة ، كذا قرر جمع"

قللد اسللتعملهrوقد ذكر ابن حجر خبر ردته وإقراره بالكفر حيث قال في ترجمته :"مالك بن نويرة...وكان النبي

أمسك الصدقة وفرقها في قومه وقال :rعلى صدقات قومه فلما بلغته وفاة النبي

فقلت خذوا أموالكم غير خائف *** ول ناظر فيما يجئ الغد

فإن قام بالدين المحوق قائم *** أطعنا وقلنا الدين دين محمد

)5(فقتله ضرار بن الزور صبرا بأمر من خالد بن الوليد بعد فراغه من قتال الردة ، يثم خلفه خالد على زوجته"

قال :"وروى يثابت بن قاسم في الدلئل أن خالدا رأى امرأة مالك وكانت فائقلة الجملال فقلال ماللك بعلد ذللك لمرأتله

.)6(قتلنِتني ل يعني سأقتل من أجلك ل وهذا قاله ظنا فوافق أنه قتل ولم يكن قتله من أجل المرأة كما ظن"

وغاية ما صح في شأن خالد بن الوليد أن أبا بكر وعمر عاتباه على الزواج في الحرب لما كان من شأن العلرب

، ولو كان خالد عاصيا ل فيما فعل طمعا في هوى أو شهرة لنكر ذلك كبار الصحابة اللذين)7(من كراهته أيام القتال

كانوا معه من المهاجرين والنصار ولبلغ ذلك أبا بكر فاقتص منه.

أما ما سُنسب إلى عمر من الكلم الفاحش في حق خالد بن الوليد من قوله "يا عدو ال قتلت امرأ مسلما يثم نللزوت

على امرأته ، لرجمنك بأحجارك" فإنه لم يثبت من وجله صلحيح، وهلو معلارض بالروايلات الصلحيحة علن عملر

.14/64- راجع "الغاني" : 1.4/295 ؛ وانظر "أسد الغابة" : 3/280- "تاريخ الطبري" : 2.4/346 ؛ "ميزان العتدال" : 11/148- انظر "تهذيب التهذيب" : 3.163- نقل عن : محمد بن القاسم جسوس :شرح الشمائل الترمذية" : 4.3/336- "الصابة" : 5.3/337- المصدر السابق : 6.3/278- راجع "تاريخ الطبري" : 7

6

رضي ال عنه في عزل خالد بن الوليد عن قيادة جيش المسلمين بالشام حين تولى الخلفة ، ولو صح ذلك لقتل خالللد

بن الوليد لن حدود ال ل تحابي أحدا ، وقد يثبت عند الئمة النقاد أن عمر لم يعزل خالللدا لطعلن فللي خلللق أو ديللن ،

وإنما لما كان يروى من استقلله في الرأي وجرأته في التصر ف أحيانا دون مشلورة ابلي بكللر ، وللم يكلن ابلو بكلر

يرى بذلك باسا وكان عمر يكره ذلك.

فقد نقل ابن حجر عن الزبير بن بكار أنه قال :"لما حضرت خالدا الوفاة أوصى إلى عمر ، فتولى عمر وصلليته

وسمع راجزا يذكر خالدا ، فقال : رحم ال خالدا فقال له طليحة بن عبد ال :

ل اعرفنك بعد الموت تندبني *** وفي حياتي ما زودتني زادي

.)1(فقال عمر : إني ما عتبت على خالد إل في تقدمه وما كان يصنع في المال"

فهذه شهادة عمر لسيف ال خالد بن الوليد ، فليت شلعري اي ديلن وحيلاء لهلؤلء الملؤرخين اللذين يلذكرون فيله العظائم التي هي من شيم الفساق المستهترين ، والصعاليك المتلصصين ، اللذين كلانوا يغيلرون عللى القبلائل والملدن بعد خلوها من الرجال ليرتكبوا الموبقات ويسموا ذلك فتحا عظيما ، أما أبطال المجاهدين من القادة الفاتحين فقد سجل التاريخ السلمي الصحيح مواقفهم الخلقية الكريمة بمداد الفخر والعتزاز من خالد بلن الوليلد إللى أبللي عبيللدة بلن

سُء قبل الصدقاء. الجراح إلى موسى بن نصير وحتى ايام صلح الدين اليوبي ، ول زال يشهد بعظم مكانتهم العدا

- ثورة أهل اليمصار وفتنة عبد ال بن لسبأ اليهودي3

ويقال له ابن السوداء أصله من صنعاء ، كان يهوديا فألظهر السلم وتسللتر بحللب آل الللبيت ، ظهللر فللي زمللن

عثمان رضي ال عنه ، وكانت دعوته أول شرارة في ظهور الفتنة بين المسلمين مللن أهللل المصللار خاصللة مصللر

.)2(والكوفة والبصرة

وهو أول من ألب الناس على عثمان ، وأظهر الرفض والتشيع ، فتبعه طائفة ملن غوغلاء العلراب والمنللافقين

من أهل المصار ، قال ابن كثير :"وذكر سيف بن عمر أن سبب تألب الحزاب على عثمان أن رجل يقللال للله عبللد

ال بن سبأ ، كان يهوديا فأظهر السلم وصار إلى مصر ، فأوحى إلى طائفة من الناس كلما اخترعه من عند نفسه

مضمونه أنه يقول للرجل : "أليس قد يثبت أن عيسى بن مريم سيعود إلى هذه الدنيا ، فيقول الرجل : نعم ، فيقول له :

أفضل منه ، فما تنكر أن يعود إلى هذه الدنيا ، يثم يقول : وقد كان أوصللى إلللى علللي بللن أبللي طللالب ،فرسول ال

فمحمد خاتم النبياء وعلي خاتم الوصياء ، يثم يقول :فهو أحق بالمرة من عثمان ، وعثمان معتد في وليته ما ليللس

منه ، فأنكروا عليه وأظهروا المر بالمعرو ف والنهي عن المنكر ، فافتتن به بشر كثير من أهل مصر ، وكتبوا إلى

جماعات من عوام أهل الكوفة والبصرة فتمللالئوا علللى ذلللك وتكللاتبوا فيلله وتواعللدوا أن يجتمعللوا فللي النكللار علللى

.)3(عثمان"

، وكلان ملن رؤوس الغلة)4(وهو الذي أدخل على الشيعة بدع الوصية والرجعلة والغيبلة والقلول بألوهيلة عللي

والقسم الثاني من الفرق الغالية الذين يقولون باللهية لغير اللل علز وجلل فلأولهم قلوم ملن«الزنادقة ، قال ابن حزم :

اصحاب عبد ال بن سبأ الحميري لعنه ال أتوا إلى علي بن أبي طالب فقالوا مشافهة : أنللت هللو ، فقللال لهللم : ومللن

هو ؟ قالوا : أنت ال ، فاستعظم المر ، وأمر بنار فأججت وأحرقهم بالنار فجعلوا يقولللون وهللم يرمللون فللي النللار :

.1/382 ؛ "سير أعلم النبلء" : 2/415- انظر "الصابة" : 1.438/ 7 ؛ "تهذيب تاريخ دمشق" : 289/ 3 ؛ "لسان الميزان" : 426/ 2- انظر ترجمته في "ميزان العتدال" : 2.178 ، 167/ 7- "البداية والنهاية" : 3.)299انظر "مختصر التحفة اليثني عشرية" : (- ومن يثم قال من خالف الشيعة : أن أصل التشيع مأخوذ من اليهود 4

7

. وفي ذلك يقول رضي ال عنه :»الن صح عندنا أنه ال لنه ل يعذب بالنار إل ال

)1(لما رأيت المر أمرا منكرا *** أججت نارا ودعوت قنبرا

وقد جلبت فتنته على المسلمين شرا كثيرا ، وفتن به خلق من الناس ، قال ابللن عسللاكر : وكللان يهوديللا فللأظهر

السلم ، وطا ف بلد المسلمين ليلفتهم عن طاعة الئمة ويدخل بينهم الشر ، ودخل دمشق فللي زمللن عثمللان رضللي

)3(. وقال عنه المام الذهبي :" من غلة الزنادقة ضال مضل أحسب أن عليا حرقه بالنللار")2(ال عنه فأخرجه أهلها"

.)4(وقد سمي أتباعه "السبئية" واستمرت حركته إلى قرون متأخرة كما ذكر ابن حزم

-الفتنة الكبرى ويمقتل الخليفة عثمان رضي ال عنه 4

وتسمى الباب المفتوح في التاريخ السلمي ، وقد كانت أول فتنة وقعللت فللي السلللم ، وأول خللرق دخللل منلله

على المسلمين شر كثير ، قال الحسن البصري :"لو كان قتل عثمان هدى لحتلبت به المة لبنا ، ولكن كللان ضلللل

.)5(فاحتلبت به المة دما"

والمحديثون وأهل السنة مجمعون على أنه قتل مظلوما ، وأن الذين قتلوه كانوا من أوبللاش العللراب والمنللافقين

من أتباع عبد ال بن سبأ والمارقين عن جماعة المسلمين من أهللل المصللار ، وأنله لللم يكللن للصللحابة رضللي اللل

عنهم يد في قتله ول أسلموه ول رضوا بذلك.

تكاتب أهل مصر وأهل البصرة وأهل الكوفلة وتراسللوا ، وزورت كتلب عللى لسلان الصلحابة«قال ابن كثير

الذين كانوا بالمدينة ، وعلى لسان علي وطلحة والزبير يدعون النللاس إلللى قتللال عثمللان ونصللر الللدين ، وأنلله أكللبر

عبببدالجهاد اليوم... وخرج أهل مصر في أربع رفاق المقلل لهم يقول ستمائة ، والمكلثر يقلول أللف ، عللى الرفللاق

الرحمن بن عديس البلوي ، وكنانة بن بشر الليثي ، وسودان بن حمران السكوني ، وقتيرة السكوني وعلى القببوم

، وخرجوا فيما يظهرون للنللاس حجاجللا ومعهللم ابللن السللوداء ، وكللان أصللله روميللاجميعا الغافقي بن حرب العكي

فأظهر السلم وأحدث بدعا قولية وفعلية قبحه ال ...قال : فاستأذنوا للدخول ، فكل الناس أبى دخولهم ونهللى عنلله ،

فتجاسروا واقتربوا من المدينة ، وجاءت طائفة من المصريين إلى علي وهو فللي عسلكر عنللد أحجللار الزيلت متقللدا

سيفه ، فسلم عليه المصريون فصللاح بهللم وطردهللم وقللال :"لقللد عللم الصلالحون أن جيلش ذي المللروة وذي خشللب

ملعونون على لسان محمد فارجعوا ل صحبكم ال ، قالوا : نعم وانصرفوا من عنللده علللى ذلللك ... وأظهللروا للنللاس

أنهم راجعون إلى بلدانهم وساروا أياما راجعين يثم كروا عائدين إللى المدينلة ، فملا كلان غيلر قليلل حلتى سلمع أهلل

.)6( »المدينة التكبير ، وإذا القوم قد زحفوا على المدينة وأحاطوا بها وجمهورهم عند دار عثمان

فكان ما كان من الحداث إلى أن قتل شهيدا رضي ال عنه، وقد نللص غيللر واحللد مللن أعلم المللؤرخين وأئمللة

الحديث أنه قد اجتمع عنده في الدار قريبا من سبعمائة من الصحابة يدافعون عنله ، حلتى أمرهللم عثمللان رضللي اللل

.)7(عنه بكف أيديهم حقنا لدماء المسلمين

.186/ 4- "الفصل في الملل والهواء والنحل" : 1.431/ 7- انظر "تهذيب تاريخ دمشق" : 2.426/ 2- "ميزان العتدال" : 3.186/ 4- انظر "الفصل في الملل" : 4.196/ 7- انظر "البداية والنهاية" : 5 .440 ، 439 ، 348/ 3 ؛ وانظر "تاريخ السلم" : 174 ،173/ 7- المصدر السابق : 6 وغيرها.452/ 3 ؛ "تاريخ السلم" : 71/ 3 ؛ "طبقات ابن سعد" : 174- انظر "تاريخ خليفة بن خياط" : 7

8

قللال ابللن سلليرين :"كللان مللع عثمللان يللومئذ فللي الللدار سللبعمائة لللو يللدعهم لضللربوهم حللتى يخرجللوهم مللن

فما رضللي«.ولم يثبت أن أحدا من الصحابة سمح بقتله أو رضي به ، قال أبو محمد بن حزم الندلسي : )8(أقطارها"

.)9( »أحد منهم قط بقتله ول علموا أنه سُيراد قتله لنه لم يأت منه شئ يبيح الدم الحرام.

وقال الحافظ ابن كثير :"وأما ما يذكر بعض الناس من أن بعض الصحابة أسلمه و رضي بقتله ، فهللذا ل يصللح

عن أحد من الصحابة أنه رضي بقتل عثمان رضي ال عنهه ، بل كلهم كرهه ومقته وسب من فعله ، ولكللن بعضللهم

.)3(كان يود لو خلع نفسه من المر"

فرية تحريض عائشة رضي ال عنها على قتل عثمان

عثمان للمصاحف كان سبب غضب عائشة رضي ال عنها وتحريضها علللىإحراقزعم بعض المغرضين أن

4قتل عثمان ، ونسبوا إليها أنها كانت تقول :” اقتلوا نعثل فقد فجر، اقتلوا نعثل فقد كفر”

طلقه رؤوس الفتنة عللى عثملان ، قلال ابلن اليثيلر فليوهي فرية حاكها المؤرخون الشيعة، بناء على ما كان ي

لَثْع‏لَثل: الشلليخ لَثْع‏لَثل.وقيل: الَّن سُمه ‏لَن نِمصر ، كان طويل اللحية اس لَثْع‏لَثل تشبيها برجل من وّمونه ‏لَن النهاية “كان أعداء عثمان يس

سُر الضباع ” ‏لَك ‏لَذ سُق و ‏لَم لَثْح 5 ال

من طريق نصر بن مزاحم الرافضي الوضاع ،عن سيف بن عمر التميمي الكللذاب ، و قللالوقد ساقها الطبري

نصللر بللن مزاحللمالطبري : كتب إلي علي بن أحمد بن الحسن العجلي ان الحسين بن نصر العطللار قللال حللديثنا أبللي

عن محمد بن نويرة وطلحة بن العلم الحنفي قال وحديثنا عمر بن سعد عن أسد بللنسيف بن عمر قال حديثنا العطار

راجعلة فلي طريقهلا إللى مكلة)6(عبد ال عمن أدرك من أهل العلم أن عائشة رضي ال عنها “لما انتهت إلى سلر ف

لقيها عبد بن أم كلب وهو عبد بن أبي سلمة ينسب إلى أمه فقالت له مهيم قال قتلوا عثمللان رضللي اللل عنلله فمكثللوا

يثمانيا قالت يثم صنعوا ماذا قال أخذها أهل المدينة بالجتماع فجازت بهم المور إلى خير مجللاز اجتمعللوا علللى عللي

بن أبي طالب فقالت وال ليت ان هذه انطبقت على هذه إن تم المللر لصللاحبك ردونللي ردونللي فانصللرفت إلللى مكلة

وهي تقول قتل وال عثمان مظلوما وال لطلبن بدمه فقال لها ابن أم كلب ولم فوال إن أول مللن أمللال حرفلله لنللت

قالت إنهم استتابوه يثم قتلوه وقد قلت وقالوا وقولي الخير خير مللن قللولي الولاقتلوا نعثل فقد كفرولقد كنت تقولين

فقال لها ابن أم كلب :

ومنك الرياح ومنك المطر* فمنك البداء وملنك الغير وقلت للللللللنا إنه قد كفر* وأنت أمرت بقتل المام وقاتله عنللللدنا من أمر* فهبنا أطعناك في قتله ولم ينكلسف شمسنا والقمر* ولم يسقط السقف من فوقنا

فانصرفت إلى مكة فنزلت على باب المسجد فقصدت للحجر فسترت واجتمع إليها الناس فقالت يا أيهللا النللاس إن،7 عثمان رضي ال عنه قتل مظلوما ووال لطلبن بدمه

.453/ 3- انظر "تاريخ السلم" : 8.159 ، 158/ 4- "الفصل في الملل والهواء والنحل" : 9.198/ 7- "البداية والنهاية" : 3 .22م، ص : 2010 أكتوبر 28، 448- صحيفة اليام عدد 4) 79 \5 النهاية في غريب الحديث(5

وهو موضع على ستة أميال من مكة على طريق مرو . -6 .100/ 3 ، وانظر " الكامل في التاريخ لبن اليثير : 477 / 3- تاريخ المم والملوك للطبري 7

9

وهي رواية واهية إسنادها مظلم، فنصر بن مزاحم الرافضي كذاب ، قال فيه العقيللي “كللان يللذهب إلللى التشلليع وقال الذهلبي “رافضي جللد، تركوه وقال أبو خيثمللة: كللان كذابللل،ًا، وقلللال أبلو1وفي حلديثه اضطراب وخطأ كثلير”

،ًل، ..2حاتم: واهي الحديث، متروك، وقال الدارقطني: ضعيف” وقال الجوزجاني: كلان نصلر زائغل،ًا علن الحلق ملائ 3وقال الحافظ أبو الفتح محمد بن الحسين: نصر بن مزاحم غال في مذهبه”

وسيف بن عمر كذاب، قال فيه ا بن معين، وابن أبي حاتم : ضعيف الحديث ، وقال النسائي : كذاب ، وقال ابللنوّمة حديثه منكر .4حبان : يروي الموضوعات عن اليثبات، وقال الدارقطني : متروك، وقال ابن عوّدي : عا

وعلى ذلك فهذه رواية ل يعول عليها ول يلتفت إليهللا علوة علللى مخالفتهللا للروايللات الصللحيحة المناقضللة لهللا. محمللدوهذا الكلم السجع أعرض عنه أعلم المؤرخين النقاد من أئمة الحديث، لنه مناقض لصريح قول ال تعالى:

. وليس من الرحمة والرضلوان أن يكفلر الصلحابة بعضلهم) )5رسول ال، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم بعضا، ويتنابزوا بأبشع اللقاب، فتشبه عائشة عثمان رضي ال عنه بذكر الضباع .وتسمية عثمان بنعثل لم سُيعر ف إل

.6على ألسنة قتلة عثمان رضي ال عنه، وأول من سماه بها جبلة بن عمرو الساعدي

وقد بين الحافظ ابن كثير أن ما يرويه المؤرخون من تحريللض عائشللة للنللاس علللى قتللل عثمللان باطللل مدسللوس عليها، حيث قال: « قال أبو معاوية عن العمش عن خيثمة عن مسروق قال: قالت عائشة حين قتل عثمان: تركتمللوه كالثوب النقي من الدنس يثم قتلتموه؟ فقال مسروق هذا عملك: أنت كتبت إلى الناس تأمرينهم أن يخرجوا إليلله، فقللالت: ل والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت لهم سوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا، قال العمش: فكانوا يرون أنه كتب على لسانها، قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح إليهللا، وفللي هللذا وأمثللاله دللللة ظللاهرة علللى أن

.)7(هؤلء الخوارج قبحهم ال زوروا كتبا على لسان الصحابة إلى الفاق يحرضونهم على قتال عثمان

يمحمد بن أبي بكر بريء يمن دم عثمان رضي ال عنهما زعم بعض الصحفيين المعاصرين أن محمدا بن أبي بكر الصديق رضي ال عنله هللو الللذي قتللل عثمللان، حيللث

8قال: “كما حاصروه أربيعين يوما ليصيبه محمد بن أبي بكر، أخ عائشة بحربة أردته قتيل”

ومحمد بن أبي بكر الصديق رضي ال عنه كان من صغار الصحابة ولد عام حجة الوداع، وترعللرع فللي حجللر علي بن أبي طالب رضي ال عنه، لنه كان تزوج أمه. وقد خرج على عثمان يطلللب وليللة مصللر فللوله عليهللا أول المر؛ حقن،ًا للدماء، وتسكين،ًا للدهماء، وإخماد،ًا للفتنة. وقد صح عند المؤرخين أنه كان ممن اغتر بشائعات الثللوار مللن أعراب المصار فثار على الخليفة عثمان وكان مع من حاصروه ودخلوا عليه يوم الدار وأخذ بلحيته، فوعظه عثمان

فا ستحيى وندم وتخلى عن الحصار واعتزل الثوار.

وقد سئل سالم عبد ال بن عمر رضي ال عنه عللن محمللد بللن أبللي بكللر: "مللا دعللاه إلللى ركللوب عثمللان؟ فقللال:َّره أقوام فطمع، وكللانت للله ‏لَغ الغضب والطمع، قيل: ما الغضب والطمع؟ قال: كان من السلم بالمكان الذي هو به، و

. 9دالة فلزمه حق، فأخذه عثمان من ظهره ولم يداهن، فاجتمع هذا إلى هذا، فصار مذمم،ًا بعد أن كان محمد،ًا"

،ًدا شارك في دم عثمان، رضي ال عنه، وقد نفى جماعة من أهل العلم والخيللر وقال ابن عبد البر: وقيل إن محم . فخرج عنه وتركلله،)لو رآك أبوك لم يرض هذا المقام منك(أنه شارك في دمه، وأنه لما قال عثمان، رضي ال عنه:

يثم دخل عليه من قتله، كما نقل عن كنانة مولى صفية بنت حيي، رضي ال عنها، وكان ممن شهد يللوم الللدار- أنلله لللم

)1899( ترجمة رقم )300 /4(- الضعفاء للعقيلي 1

. 253 /4- ميزان العتدال في نقد الرجال للذهبي 2)283 /13- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : 3

.255/ 2- ميزان العتدال في نقد الرجال : 4 .29 سورة الفتح الية : -5.365 /4- تاريخ المم والملوك للطبري: 6195 /7 : البداية والنهاية لبن كثير-"7 .22م، ص : 2010 أكتوبر 28، 448- صحيفة اليام عدد 8 .)305-39( وابن عساكر في تاريخ دمشق )681-2(- أخرجه الطبري في تاريخه 9

10

1ينل محمد بن أبي بكر من دم عثمان، رضي ال عنه، بشيء”

وقال ابن كثير: “ وروى سعيد بن المسيب: أن محمد أبي بكر دخل على عثمان فأخذ بلحيتلله، فقللال للله عثمللان - . فاسلتحيا محملد ملن قلوله، وأفلاق ملن)2(رضي ال عنه -: أما وال لو رآك أبوك لساءه مكانك منلي، فلتراخت يلده"

،ًء، ورجع وحاجز دون عثمان يحميلله فلللم يفللد ذلللك؛ لنلله سكرته، وظهر له خطؤه، فتذمم من ذلك، وغطى وجهه حيا.3كان بعد فوات الوان، وتمكن أهل الفتنة والهواء”

محمد بن أبي بكر ممن شارك في قتل عثمان لخذه علي رضللي اللل عنله بجريرتلله، ولللم يجللرؤ علللىكانو لو تقريبه منه، إذ ل سُيظن بعلي رضي ال عنه أن يتخذه في جنده وعماله لو كان باء بمقتل عثمان كما زعم المغرضللون، وقد وله على مصر في خلفته رضي ال عنه ، ولللم يكللن حازمللا فللي أمللره فغلبلله أهللل مصللر علللى أمللره وانفللض

هل.38عسكره من حوله ومات بمصر عام

وكان الذي تولى كبر قتل عثمان رضي ال عنه رأس الثوار "الغافقي بن حلرب المصللري أميلر الحمللة، ومعله وكنانة بن بشر التجيبي، وسودان بن حمران، وعبد ال بللن بللديل بللن ورقللاء الخزاعللي، وحكيللم بللن جبلللة البصللري، ومالك بن الحارث الشتر “ قال الطبري : “يثم لما أقنعهم الشيطان بالجرأة علللى الجنايللة الكللبرى كللان الغللافقي أحللد

. يثلم أجهلز عليله كنانلة بلن بشلر التجيلبي4المجترئين عليه وضربه بحديدة معه وضرب المصلحف برجلله فاسلتدار قال : "الللذي قتللل أميللر المللؤمنين عثمللان هللو43بنصل ، قال محمد بن الحارث بن هشام المخزومي المدني ت سنة

. 5كنانة بن بشر بن عتاب التجيبى"

بللنقللال اوقد ادعى الخبارييون أن عثمان سُقتل وظل مطروحا في مزبلة لم سُيدفن يثليثة أيام، وهو كذب مفترى ،

وأما قول من قال إنله رضللي اللل عنله أقللام مطروحللا عللى مزبللة يثليثللة أيلام فكللذب بحللت وإفللك« حزم الندلسي :

موضوع وتوليد من ل حياء في وجهه ، بل قتل عشية ودفن من ليلته شهد دفنه طائفة من الصللحابة ... فكيللف يجللوز

لذي حياء في وجهه أن ينسب إلى علي وهو المللام ومللن بالمدينللة مللن الصللحابة أنهللم تركللوا رجل ميتللا ملقللى بيللن

.)6("»أظهرهم على مزبلة ل يوارونه ول نبالي مؤمنا كان أو كافرا ولكن ال يأبى إل أ ن يفضح الكذابين بألسنتهم

وقد اعتبر سلف المة وأهل السنة قتله بابا من ابواب الفتن التي ظهرت فللي تاريلخ المسللمين ، فقلد اخلرج ابلن

عساكر بسنده عن سمرة بن جندب أنه قال :كإن السلم كان في حصن حصللين ، وإنهللم يثلمللوا السلللم يثلمللة بقتلهللم

.)7(عثمان ل تسد إلى يوم القيامة"

- خبر يمعركة الجمل5

وقد حاك المؤرخون حول أحدايثها كثيرا ملن الباطيلل ، منهلا : أن طلحلة والزبيلر وعائشلة رضللي الل عنهلم

خرجوا طلبا للفتنة وتخذيل الناس عن علي الذي استأيثر بالخلفة دونهم كما يزعم المغرضون ، فذكر ابن اليثير أنهم

خرجوا إلى البصرة واستولوا عليها وبايعهم الناس فطلبوا محاربة علللي ، ونللص ابللن اليثيللر كللالتي :"وبللايع أهللل

البصرة طلحة والزبير فلما بايعوها ، قال الزبير : أل ألف فارس اسير بهللم إلللى علللي أقتللله بياتللا أو صللباحا قبللل أن

.)8(يصل إلينا ، فلم يجبه أحد ، فقال : إن هذه للفتنة التي كنا نحدث عنها"

وروى الطبري من طريق أبي مخنف أن عائشة أرسلت إلى أهل البصرة تلأمرهم بلالخروج عللى عللي رضلي

1366/ 3- الستيعاب في معرفة الصحاب لبن عبد البر : 1. )418-39( وابن عساكر في تاريخ دمشق : )2363( برقم )300-2( - أخرجه ابن شبة في أخبار المدينة 2. 149-7 - انظر: البداية والنهاية لبن كثير : 3 .130 : 5- تاريخ المم والملوك للطبري 4 .132 : 5- تاريخ المم والملوك للطبري 5.159 ، 158/ 4- "الفصل في الملل والهواء والنحل" : 6.261- انظر "تاريخ الخلفاء" : 7.3/112- انظر "الكامل في التاريخ" : 8

11

ال عنه والرواية عن مجالد بن سعيد قال :"لما قدمت عائشة رضي ال عنها البصرة كتبت إلى زيد بن صوحان :

إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان ، أما بعد : فإذا أتللاكrمن عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين حبيبة رسول ال

.)1(كتابي هذا فاقدم فانصرنا على أمرنا هذا ، فإن لم تفعل فخذل الناس عن علي"

وجاء المفلسون في علم الرواية ممن ل يحسنون إل الصياح والنعيق حول الخبار الباطلة ويسمون ذلك تفسلليرا

صحيحا للتاريخ السلمي وقالوا : إن عائشة خرجت لحرب علي لما كان بينهمللا ملن الحقللاد القديمللة لنهلا سلمعت

"النساء غيرها كثيرات" في حاديثة الفك ، ولنتها كانت تريللد الخلفللة لخيهللا محمللد ، وناصللرهاrقول علي للنبي

.)2(طلحة والزبير لكونهما لم يبايعا عليا طمعا في الخلفة

وقد أجاب المحديثون عن هذه الترهات والابطيل وقرروا أن طلحللة والزبيللر قللد بايعللا عليللا ورضلليا بخلفتلله ،

وأنهما إنما خرجا مع عاشئة إلى البصرة للمطالبة بدم عثمان والصلح بين المسلمين ، فقد نقل ابن حجر عن المللؤرخ

الثقة عمر بن شبة ما رواه في كتابه "أخبار البصرة" عن معركة الجمل ، وذكر أنه أخرج مللن طريللق المغيللرة عللن

.)3(إبراهيم عن علقمة قال : "قال الشتر رأيت طلحة والزبير بايعا عليا طائعين غير مكرهين"

وفند ابن حجر أباطيل المؤرخين الشيعة الذين أرادوا إظهلار عللي رضللي الل عنله فلي صلورة المظللوم اللذي

اصطدم بفتنة الناقمين عليه : طلحة والزبير وعائشة الطامعين في الخلفة حسب زعمهللم ، حيللث قللال :"إن أحللدا لللم

. ويقصلد بلذلك أنله للم)4(ينقل أن عائشة ومن معها نازعوا عليا في الخلفة ول دعوا إلى أحد منهم ليوللوه الخلفلة"

يثبت على وجه صحيح يعتمد عليه ، إذ كل ما ورد في ذلك من الخبار كان من قبل الشيعة الروافض كللأبي مخنللف

وغيره.

وقد وجه ابن حزم سبب خروج أصحاب الجمل إلى البصلرة وبيلن أن حللرب الجملل كلانت مكيللدة بيتهللا أعللداء

السلم من أجل ف العراب والمنافقين أتبللاع عبللد اللل بللن سللبأ الللذين تورطللوا فللي قتللل عثمللان رضللي اللل عنله ،

فقال :"وأما أم المؤمنين والزبير وطلحة رضي ال عنهم ومن كان معهم فما أبطلوا قط إمامة علي ول طعنوا فيهللا ،

ول ذكروا فيه جرحة تحطه عن المامة ، ول جددوا بيعة لغيره...فقد صح صحة ضللرورية ل إشللكال فيهللا أنهللم لللم

يمضوا إلى البصرة لحرب علي ول خلفا عليه ول نقضا لبيعته ، فصح أنهم نهضوا للبصرة لسد الفتق الحللادث فللي

السلم من قتل أمير المؤمنين عثمان رضي ال عنه ظلما ، وبرهان ذلك أنهم اجتمعوا ولم يقتتلوا ول تسللابوا ، فلمللا

كان الليل عر ف قتلة عثمان أن الراغة والتدبير عليهم فليتوا عسكر طلحة والزبير وبذلوا السلليف فيهللم فللدافع القللوم

حتى خالطوا عسكر علي ... وكل طائفة تظن أن الخرى بدأتها بالقتال واختلط المر اختلطا لم يقدر أحد على أكثر

.)5(من الدفاع عن نفسه ... فكلتا الطائفتين مصيبة في غرضها ومقصدها مدافعة عن نفسها"

وقد ساق ابن كثير الحافظ المؤرخ هذا الخبر حيث قللال :"واطمللأنت النفللوس وسللكنت ، ورجللع كللل فريللق مللن

الجيشين ...وباتوا بخير ليلة ولم يبيتوا بمثلها للعافية ، وبات الذين أيثاروا أمر عثمللان بشللر ليلللة باتوهللا ، قللد أشللرفوا

.)6(على الهلكة ، وجعلوا يتشاورونليلتهم كلها حتى اجتمعوا في السر على إنشاب الحرب"

.4/472- "تاريخ الطبري" : 1.26 ، 25 . و "علي وبنوه" : 118- انظر : عمر فروخ ، "تاريخ صدر السلم" : 2.13/55- انظر "فتح الباري" : 3.13/56- المصدر السابق : 4.4/158- "الفصل في الملل والهواء والنحل" : 5.7/240- "البداية والنهاية" : 6

12

فتلك هي تحقيقات المحديثين لهذه الواقعة ، فل يضر التاريخ السلمي بعدها من أقوال المبطلين.

- تحرير الخل ف بين علي ويمعاوية رضي ال عنهما6

إن أباطيل الخباريين والمؤرخين في مسائل الخل ف بين علي ومعاوية كثيرة ومشهورة، حيث ولللع الروافللض

بنسبة لشنائع كثير إلى الصحابة هي من وضع رواة الخبار من لعن بعضهم بعضا ، وكيلد بعضلهم لبعلض ، وغيلر

.ذلك من الفضائح التي ألصقها من ل خلق لهم من كذبة الخباريين بالتاريخ النقي لصحابة رسول ال

وفي ذلك يقول المام الذهبي رحمه ال :"كما تقرر الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة ، وقتالهم رضي ال

عنهم أجمعين ، وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والجزاء ، ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف وبعضه كذب

، وهذا فيما بين أيدينا وبين علمائنا ، فينبغي طيه وإخفاؤه ، بل وإعدامه لتصفو القلوب وتتوفر على حب الصللحابة ،

والترضي عنهم وكتمان ذلك متعين على العامة وآحاد العلماء ، وقد يرخص في مطالعة ذلللك خلللوة للعللالم المنصللف

العري من الهوى بشرط أن يستغفر لهم ...

فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع بينهم وجهاد محاء ، وعبادة ممحصة ، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم ،

ول ندعي فيهم العصمة ، نقطع أن بعضهم أفضل من بعض ، ونقطللع بللأن أبللا بكللر وعمللر أفضللل المللة ، يثللم تتمللة

، وأهل بدر مع كونهم علىrالعشرة المشهود لهم بالجنة ، وحمزة وجعفر ومعاذ وزيد وأمهات المؤمنين وبنات نبينا

مراتب يثم الفضل بعدهم مثل أبي الدرداء وسلمان الفارسي وابن عمر وسائر أهل بيعة الرضوان الللذين رضللي اللل

عنهم بنص آية سورة الفتح ، يثم عموم المهاجرين والنصار كخالد بللن الوليللد والعبللاس وعبللد اللل بللن عمللرو وهللذه

وجاهد معه ، أو حج معه أو سمع منه ، رضي ال عنهم أجمعين وعن جميعrالحلبة ، يثم سائر م نصحب رسول ال

من المهاجرات والمدنيات وأم الفضل وأم هانئ الهاشمية وسائر الصللحابيات ، فأمللا مللا تنقلللهrصواحب رسول ال

الروافض وأهل البدع في كتبهم من ذلك فل نعرج عليه ول كرامة ، فللأكثره كللذب وافللتراء فللداب الروافللض روايللة

.)1(الباطيل أورد ما في الصحاح والمسانيد ، ومتى إفاقة من به سكران"

وقد لم المام النووي ابن عبد البر حين شحن كتابه في الصحابة بأباطيل الخبار فيما شجر بينهم من الحللروب

التي كان من حضرها منهم مجتهدا مصيبا أو متأول مخطئا مأجورا ، وقد سلم بعد التهللم كافللة أهللل السللنة ،)2(والفتن

وقرروا بأن الموقف في ذلك هو الكف عما شجر بينهم ، كما أشار إلى ذلك الناظم رحمه ال :

ونسكت عن حرب الصحابة فالذي *** جرى بينهم كان اجتهادا مجردا

.93 ، 10/92- انظر"سير أعلم النبلء" : 12 -

13

يمواقف المحدثين يمن النحرافات الواقعة في التاريخ اللسليمي

– فتنة الخوارج الحرورية1

هل بعد حرب صفين خرجوا على أمير المؤمنين علي كرم ال وجهه حين قبل التحكيم36وكان أول فتنتهم سنة

من أهل الشام ، وقالوا : ل حكم إل ل ، ونزلوا بحروراء فسموا بالحرورية وأمرا عليهم شبث بن ربيعي يثم عبد اللل

بن وهب الراسبي ، يثم تفرقوا بعللد ذلللك فرقللا أهمهللا سللت فللرق وهللم : الزارقللة والنجللدات والصللفرية والعجللاردة

.)1(والباضية والثعالبة

قال الشهرستاني : ويجمعهم القول بللالتبري ملن عثمللان وعللي ويقلدمون ذللك علللى كللل طاعلة ول يصلححون

.)2(المناكحات إل على ذلك ويكفرون اصحاب الكبائر ويرون الخروج على المام إذا خالف السنة حقا واجبا"

وقد كان أغلبهم من جفاة العراب الذين لم تكن لهم سابقة من هجرة أو جهاد أو بلء في السلم ، وأجمع أئمة

في الحديث حين جاءه ذو الخويصرة التميملليالحديث وأهل السنة على ضللهم وأنهم المارقة الذين ذكرهم النبي

:وهو يقسم غنيمة بين الصحابة فقال له : اعدل يا رسول ال ، فهم عمر أن يضرب عنقه ، فقال رسول ال

"دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلته مع صلتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يمرقللون مللن الللدين كمللا يمللرق

السهم من الرمية ، فينظر في قذذه فل يوجد فيه شيء ، يثم ينظر في نضيه فل يوجد فيه شئ ، يثم ينظر فللي رضللافه

فل يوجد فيه شيء ، يثم ينظر في نصله فل يوجد فيه شئ ، قد سبق الفرث والدم ، آيتهم رجل أسود إحدى يللديه مثللل

يثدي المرأة ، أو مثل البضعة تدردر ، يخرجون على حين فترة من الناس :"قال أبو سعيد راوي الحديث ل وهو سعد

، واشهد أن عليا حيللن قتلهللم وأنللا معلله جللئبن مالك بن سنان النصاري ل "فأشهد أني سمعت هذا من رسول ال

.)3( ، وللحديث طرق متعددة ، ساقها المام أحمد وابن كثير وغيرهما"بالرجل على النعت الذي نعت رسول ال

وقد اتفق أعلم المؤرخين وأئمة الحديث على ان قوام حركتهم ملروق وخلروج علن السلنة والجماعلة وتمزيللق

لوحدة المسلمين ، وغاية ما كان من أمرهللم أنهلم شلغلوا المسللمين ملدة ملن الزملن علن أملر الجهلاد فلي سلبيل الل

وأضعفوا شوكة المجاهدين في بعض الثغور.

قال ابن كثير :"وهذا الضرب من الناس من أغلرب أشلكال بنلي آدم ... وملا أحسلن ملا قللال بعلض السللف فلي

الخوارج أنهم المذكورون في قوله تعالى :"قل هل ننبئكم بالخسرين أعمال الذين ضل سعيهم في الحيللاة الللدنيا وهللم

والمقصود أن هؤلء الجهلة الضلل ، والشقياء في القوال والفعال ، اجتمع رايهم)4(يحسبون أنهم يحسنون صنعا"

على الخروج من بين أظهر المسلمين ، وتواطئوا على المسير إللى الملدائن ليملكوهلا عللى النلاس ويتحصلنوا بهلا ،

ويبعثوا إلى إخوانهم واضرابهم ممن هم على رأيهم ومذهبهم من أهل البصرة وغيرها فيوافوهم إليها ... وقد تللدارك

جماعة من الناس بعض أولدهم وإخوانهم فردوهم وأنبوهم ووبخوهم فمنهم من استمر على السللتقامة ، ومنهللم مللن

.)5(لحق بالخوارج فخسر إلى يوم القيامة"

.55 ، 54- انظر : عبد القاهر الجرجاني ، "الفرق بين الفرق" : 1.157 ، 156/ 1- "المل والنحل" : 2.306 – 289/ 7 وما بعدها ؛ "البداية والنهاية" : 32/ 3- انظر "مسند المام أحمد" : 3.99- الكهف : 4.286 ، 285/ 7- "البداية والنهاية" : 5

14

وقد ذكر يثقات المؤرخين أنهم عايثوا في الرض فسادا ، فاستباحوا المنازل وقتلوا النساء والطفللال ، فمللن ذلللك

أنهم لقبوا عبد ال بن خباب بن الرث ومعه امرأتله ، فسللألوه علن أبللي بكللر وعملر وعثملان وعلللي فللأيثنى عليهلم ،

. وكل ذلك لجهلهلم وغللوهم فلي)1(فذبحوه وقتلوا امرأته ، وكانت حبلى فبقروا بطنها وهو من سادات أبناء الصحابة

أمور ما أنزل ال بها من سلطان .

ولم يكن فيهللم أحللدقال ابن حزم :"كانوا أعرابا قرؤوا القرآن قبل أن يتفقهوا في السنن الثابتة عن رسول ال

من الفقهاء يثم أعماهم الشيطان وأضلهم ال على علم فحلوا بيعة مثل علي وأعرضوا عللن مثللل سللعيد بللن زيللد وابللن

عمر وغيرهم ممن أنفق قبل الفتح وقاتل وأعرضوا عن سائر الصحابة فللم يبلايعوا أحلدا منهللم ، وبلايعوا لشلبت بلن

، حتى تداركه ال عز وجل ففر عنهم وتبين له ضللتهم ، فلمربعي مؤذن سجاح أيام ادعت النبوة بعد موت النبي

يقع اختيارهم إل على عبد ال بن وهب الراسبي أعرابي بوال على عقبيه ل سابقة ول صحبة ول فقه ، ولم يشهد ال

له بخير قط ، فمن أضل ممن هذه سيرته واختياره ولكن حق لمن كان إحللدى يمينلله ذو خويصللرة الللذي بلللغ ضللعف

.)2( في حكمه"عقله وقلة دينه إلى تجويره رسول ال

وقد كان منهم عدو ال بن ملجم الذي قتل الملام عللي كلرم الل وجهله ، قلال عنله اللذهبي :"وابلن ملجلم عنلد

الروافض أشقى الخلق في الخرة ، وهو عندنا أهل السنة ممن نرجو له النار ونجوز أن اللل يتجللاوز عنلله ..وحكملله

حكم قاتل عثمان وقاتل الزبير وقاتل طلحة وقاتل سعيد بللن جللبير وقاتللل عمللار وقاتللل خارجللة وقاتللل الحسللين فكللل

.)3(هؤلء نبرأ منهم ونبغضهم في ال"

والعجب ممن يزعم اليوم أن الخوارج كانوا حركة إصلح ينشدون العدل والحرية وأنهم وقفوا فللي وجلله طغللاة

. في حين أنهم لم يقدموا لتاريخ المللة وحضللارتها إل الفتنللة وإشللغال)4(بني أمية تأييدا ونصرة للبسطاء المستضعفين

المسلمين بحروب كانوا في غنى عنها ، لم تزدهم إل وهنللا وضللعفا فللي فللترة كللانوا فيهللا أحللوج إلللى الوحللدة وقللوة

الشكيمة ، لنشر السلم والدفع بحركة الجهاد والفتوح السلمية إلى المام.

-يمقتل الحسين رضي ال عنه :8

هل بموقعة كربلء من طر ف عبيد ال بن زياد واليه على العراق ،61وكان ذلك في إمارة يزيد بن معاوية عام

. وقد كان قتله من أبشع الجرائم التي ارتكبها يزيد بللن معاويللةفباءا بإيثمه وإيثم من كان معه من آل بيت رسول ال

مهما تأول له المؤرخون في ذلك.

قال ابن تيمية :"وكان قتله رضي ال عنه من المصائب العظيمة ، فإن قتل الحسين وقتللل عثملان ملن قبلله كللان

.)5(من أعظم أسباب الفتن في هذه المة وقتلتهما من شرار الخلق عند ال"

والذي عليه علماء السنة وأئمة الحديث أنه قتل مطلوما إلى عفو ال ورحمته ، ,ان قتلته عمر بن سعد وشمر بن

ذي الجوشن وعبيد ال بن زياد ويزيد بن معاوية ومن ناصرهم على قتله ظالمون معتدون ل عذر لهللم عنللد اللل فللي

قتله.مهما تأولوا من خروجه وشقه عصا الطاعة لنه نازلهم على الصلح ، وطلب منهم أملورا يثليثلة : إملا أن يخللوا

سبيله يرجع إلى الحجاز ، أو يذهب هو وعمر بن سعد حتى يضع يده فللي يللد يزيللد ، أو يخللرج إلللى يثغللر مللن يثغللور

.588/ 3 ؛ "تاريخ السلم" : 2/ 5 ؛ "تاريخ الطبري" : 32/ 3- انظر "طبقات ابن سعد" : 1.157 ، 156/ 4- "الفصل في الملل والهواء والنحل" : 2.654/ 3- "تاريخ السلم" : 3.512/ 1- انظر : حسين مروة ، "النزعات المادية في الفلسفة العربية السلمية" : 4.411/ 3- "الفتاوى" : 5

15

المسلمين بمن معه لقتال الترك ، فأبي عليه عدو ال شمر بن ذي الجوشن إل النزول عند حكللم عبيللد اللل بللن زيللاد ،

.)1(فقاتلهم حتى قتل"

قال ابن كثير :"وقد تأول عليه من قتله أنه جاء ليفرق كلمة المسلمين بعد اجتماعهللا ، وليخلللع مللن بللايعه النللاس

واجتمعوا عليه ، وقد ورد في صحيح مسلم الحديث بالزجر عن ذلك والتحذير منه والتوعللد ، بللل كللان يجللب عليهللم

إجابته إلى ما سأل من تلك الخصال الثليثة ...بل أكثر الئمة قديما وحديثا كارة لما وقع من قتله وقتل أصحابه سللوى

.)2(شرذمة قليلة من أهل الكوفة قبحهم ال"

وقد انضا ف إلى هذه الشرذمة المتأولين في قتل الحسين الراضين به المؤرخ عبد الرحمن بن خلللدون فيمللا نقللل

. أي أن قتله كان طاعلة وتقربللا للل مللن)3(عنه ، وقد حمله انحرافه عن آل البيت أن يدعي أن الحسين قتل بشرع جده

في قتل الخارج عن الجماعة ، وكأنه بذلك يبرر سلليئات بنلليطر ف يزيد بن معاوية الذي حكم فيه نص رسول ال

أمية.

وقد ذمه بعض أئمة الجرح والتعديل لجل ذلك ، قال ابن حجر :وقد كان شيخنا الحافظ أبو الحسين بن أبي بكللر

يبالغ في الغض منه ، فلما سألته عن سبب ذلك ذكر لي أنه بلغلله أنلله ذكللر الحسللين بللن علللي رضللي اللل عنهمللا فللي

.)4(تاريخه فقال : قتل بسيف جده ، ولما نطق شيخنا بهذه اللفظة أردفها بلعن ابن خلدون وسبه"

، لكي تلتصق سيئاتهم)5(وكان الذي حمله على ذلك بغضه لل البيت حتى إنه يثبت نسب العبيدين الزنادقة إليهم

وجرائمهم التي اقترفوها بمصر والقيروان بتاريخ آل البيت كما سنرى فيما بعد.

هـ :63 -وقعة الحرة لسنة 9

وكان سببها أن أهل المدينة خلعوا يزيد وخرجوا عليه ، لما عرفوا عنه من النهمللاك فللي شللرب الخمللر وإتيللان

المنكرات ، فأرسل إليهم جيشا كثيفا بقيادة مسلم بن عقبة وأمره إن لم يطيعوا أن يدخل المدينة بالسيف ويبيحها يثليثللة

.)6(أيام

و كان ذلك من أفظع الجرائم التي ارتكبها يزيد في عهلد بنلي أميلة ، حيلث اسلتبيحت فيهللا أعلراض المسللمين

وحرماتهم ، كثر فيها السلب والنهب ، وقتل فيها خلق من الصللحابة رضللي اللل عنهللم. وقللد عللدها أعلم المللؤرخين

وأئمة الحديث من سيئات يزيد بن معاوية ، ومظاهر طغيانه وتجبره الذي خرج بلله إلللى الفسللق واسللتحقاق لعنللة اللل

وغضبه.

قال ابن كثير:"يثم أباح مسلم بن عقبة ل الذي يقول فيه السلف : مسر ف بللن عقبللة قبحلله اللل مللن شلليخ سللوء مللا

أجهله ل المدينة يثليثة أيام كما أمره يزيد ل جزاه ال خيرا ، وقتل خلقا من أشرافها وقرائهللا ، وانتهبللت أمللوال كللثيرة

.)7(منها ، ووقع شر عظيم وفساد عريض"

ونقل السيوطي عن الحسن البصري أنه ذكرها مرة فقال :” وال ما كاد ينجو منهللم أحللد ، قتللل فيهللا خلللق مللن

.327 ؛ "تاريخ الخلفاء" : 175/ 8- راجع "البداية والنهاية" : 1.202/ 8- "البداية والنهاية" : 2)347/ 2انظر "رفع الصر عن قضاة مصر" : (- قال ابن حجر :"لم توجد هذه اللفظة في التاريخ الموجود الن ، وكان ذكرها في النسخة التي رجع عنها 3

- المصدر السابق : نفس الصفحة.4.64/ 4- انظر "تاريخ ابن خلدون" : 5.322/ 3 ؛ "سير أعلم النبلء" : 111/ 4 ؛ "الكامل في التاريخ" : 495 ، 482/ 5- انظر "تاريخ الطبري" : 6.220/ 8- "البداية والنهاية" : 7

16

الصحابة رضي ال عنهم ومن غيرهم ، ونهبت المدينة ، وافتض فيها ألف عذراء ، فإنا ل وإنا إليله راجعلون ، قللال

"1(: "من اخا ف أهل المدينة أخافه ال ، وعليه لعنة ال والملئكة والناس أجمعين(.

- يمواقف العلماء يمن يزيد بن يمعاوية11

إن هذه الجرائم العظيمة التي وقعت في إمارة يزيد بن معاوية حملت أئمة الجرح والتعديل على الكلم والطعللن

في دينه وعدالته، مع ما اشتهر به من شرب الخمر وترك الصلة أحيانا وإتيان المنكرات وقد غالى فيه بعض النلاس

.)2(فعدوه كافرا زنديقا كما ذكر ابن تيمية

والذي أجمع عليه أئمة الحديث وعلماء السنة أنه كان فاسقا جبارا عنيدا ، استحق لعنة ال وغضبه بقتله الحسين

. قال الذهبي :"فلما جرت هذه الكائنة اشتد بغللض النللاس ليزيللد ، مللع فعلللهبن علي ، واستباحته مدينة رسول ال

.)3(بالحسين وآله ومع قلة دينه ... فما أمهله ال ، وهلك بعد نيف وسبعين يوما"

وقال الحافظ ابن كثير :"وقد أخطأ يزيد خطأ فاحشا في قوله لمسلم بن عقبة أن يبيللح المدينللة يثليثللة أيللام ، وهللذا

خطأ كبير فاحش ، مع ما انضم إليه ذلك من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم وقد تقدم أنه قتل الحسين وأصحابه علللى

يدي عبيد ال بن زياد ، وقد وقع في هذه الثليثة أيام من المفاسد العظيمة في المدينة النبويلة مللال يحللد ول يوصللف ،

مما ل يعلمه إل ال عز وجل وقد أراد بإرسال مسلم بن عقبة توطيد سلللطانه وملكلله ودوام أيللامه مللن غيللر منللازع ،

وكلذلكفعاقبه ال بنقيض قصده ، وحال بينه وبين ما يشتهيه ، فقصمه ال قاصم الجبابرة ، وأخذه أخذ عزيز مقتلدر

.) )4أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد

قال :" من اخا ف أهل المدينة أخافه اللل ، وعليللهوذكر حديث المام أحمد عن السائب بن خلد أن رسول ال

لعنة ال والملئكة والناس أجمعين ول يقبل ال منه صرفا ول عدل" يثم قال :"وقد استدل بهللذا الحللديث وأمثللاله مللن

ذهب إلى الترخيص في لعنة يزيد بن معاوية ، وهو رواية عن أحمد بللن حنبللل واختللاره الخلل وابللو بكللر بللن عبللد

العزيز والقاضي أبو يعلى وابنه القاضي وأبو الحسين ، وانتصر لذلك ابن الجوزي في مصنف مفرد وجللوز لعنتلله ،

.)5(ومنع ذلك آخرون وصنفوا فيه لئل يجعل لعنه وسيلة إلى لعن أبيه أو أحد من الصحابة"

وقد روى شيخ السلم ابن تيمية عن صالح بن أحمد بن حنبل أنه قال :"قلت لبي : إن قوما يقولن إنهم يحبللون

يزيد ، قال : يا بني وهل يحب يزيدا أحدا يؤمن بال واليوم الخر ... وروي عنه قيل له : أتكتب الحللديث عللن يزيللد

.)6(بن معاوية ؟ فقال : ل ول كرامة ، أو ليس هو الذي فعل بأهل المدينة ما فعل"

وقد نص المام الذهبي على ان خروج الناس عليه كان بسبب ما فعله من المنكرات واقترفه من الجرائم والظلم

والعدوان ، فأنكر المسلمون ذلك وغضبوا ل ، ول سيما والعهد قريب من زمن الوحي والرسالة وصحابة رسول ال

، وكبار التابعين ما يزالون على قيد الحياة ، فقال :"وكان ناصبيا فظا غليظا جلفا يتنللاول المسللكر ويفعللل المنكللر

افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين ، واختتمها بواقعة الحرة ، فمقته الناس ولم يبارك فللي عمللره ، وخللرج عليلله غيللر

واحد بعد الحسين ، كأهل المدينلة قلاموا لل ، وكملرداس بلن أديلة الحنظلللي ، ونلافع بلن الزرق وطلوق بلن معللى

.1039 ؛ وابن حبان في صحيحه : رقم 55/ 4 ؛ والحديث أخرجه أحمد : 331 ، 330- "تاريخ الخلفاء" : 1.409/ 3- انظر "الفتاوى" : 2.325/ 3- "سير أعلم النبلء" : 3.222/ 8- "البداية والنهاية" : 4.223/ 8- المصدر السابق : 5. 412/ 3- "الفتاوى" : 6

17

.)1(السدوسي ، وابن الزبير بمكة"

وهذا دليل على أن قرون الخير في المجتمع السلمي كانت آهلة بأهل الغيرة والصلح من العلماء والمجاهدين

ولول دفاع الللالقائمين ل الشهداء بالقسط ، يقومون من اعوج أو انحر ف عن شرع ال من القائمين على أمر المة :

.) )2الناس بعضهم ببعض لفسدت الرض

قال الذهبي :"ولم يمهله ال على فعله بأهل المدينة لما خلعوه...ويزيد ممن ل نسبه ول نحبلله ، وللله نظللراء مللن

خلفاء الدولتين وكذلك من ملوك النواحي ، بل فيهم من هو شر منه ، وإنما عظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي

.)3(بتسع وأربعين سنة والعهد قريب والصحابة موجودون كابن عمر الذي كان أولى بالمر منه ومن أبيه وجده"

هـ :67 - فتنة المختار بن أبي عبيد الثقفي ت 12

بعد مقتل الحسين بن علي رضي ال عنه ، سخط كثير من المسلمين على بني أمية وغضبوا لجل ذلللك ، ونللدم

، وصاروا يترقبون فرصة للخذ بثأره ، ومن عادة أهللل الهللواء ،شيعة الكوفة على خذلنهم ابن بنت رسول ال

وأصحاب الطموحات والطماع السياسية أن يستغلوا هذه المواقف ، ويتذرعوا بها للوصول إلى أغراضهم الخبيثة ،

فكان ممن قام في هذا الشأن المختار بن أبي عبيد الثقفي ، الذي أظهر التشيع وادعى النبوة واستحوذ بمكره على أهل

.)4(الكوفة وتبعه خلق منهم سموا بالمختارية

ولم يره فلهذا لللم يللذكرهوالمختار هذا هو ابن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو الثقفي ، أسلم أبوه في حياة النبي

، وكان له من الولد صفية بنت أبي عبيد زوجة)5(أكثر المؤرخين في الصحابة ، وإنما ذكره ابن اليثير في أسد الغابة

عبد ال بن عمر بن الخطاب ، والمختار هذا كذاب بني يثقيف ، وقد كان أول ناصبيا يبغض عليا في هوى آل مروان

، فلما قتل مسلم بن عقيل ابن عم الحسين رضي ال عنه ، قال المختار :أما وال لنصرنه ، فسجنه عبيد ال بن زياد

، يثم تشفع له عبد ال بن عمر زوج أخته عند يزيد بن معاوية فأطلقه وسيره إلى الحجاز ، فلحق بعبد اللل بللن الزبيللر

وقاتل معه ، يثم تركه ورحل إلى العراق ، فكان يظهر الولء لبن الزبير في العلنية ، ويمدح محمد بن الحنفية سللرا

ويدعو له ، ولم يزل كذلك حتى استحوذ على أهل الكوفة بإظهار التشيع والنقمة على قتلة الحسين والعزم على الخذ

بثأره ، فدانت له الكوفة وطرد عامل ابن الزبير عليها ، يثم شرع في تتبع قتلة الحسين من بني أمية فقتل خلقا منهللم ،

وظفر برؤوس أكابرهم ، كعمر بن سعد أمير الجيش الذي قتل الحسين ، وشمر بن ذي الجوشن ، وعبيد ال بن زيلاد

.)6(، وحسين بن نمير وغيرهم ، على يد قائده إبراهيم بن الشتر النخعي

فلما دانت له العراق وطابت نفسه بالملك ادعى النبوة وأخرج للناس أسجاعا زعم أنها تنزل عليها من السللماء ،

وعمل لهم كرسيا يزعم أنه من ذخائر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وأنه بمثابللة تللابوت بنللي إسللرائيل ، فكللان

يحمله في الحروب ويقول لصحابه : قاتلوا ولكم الظفر والنصر وهذا الكرسي محله فيكم كتابوت بني إسللرائيل فيلله

.)7(السكينة والبقية والملئكة من فوقكم ينزلون مددا لكم

‏لَج‏لَله ودعوته الباطلة تبرأ منه ، وسير إليه عبد ال بن الزبير أخاه مصللعبا فللي فلما اطلع محمد بن الحنفية على د

.38/ 4- "سير أعلم النبلء" : 1.249- البقرة : 2.36/ 4- "سير أعلم النبلء" : 3.197/ 1- انظر "الملل والنحل" : 4.122/ 5- انظر الجزء : 5.377/ 2 ؛ "تاريخ السلم" : 293 ، 292/ 8 ؛ "البداية والنهاية" : 38/ 6- انظر "تاريخ الطبري" : 6.541/ 2 ؛ "سير أعلم النبلء" : 199/ 1- راجع "الملل والنحل" : 7

18

.)1(جيش كثيف فقتله واجتز رأسه وأباد دولته

وقد كشف المحديثون النقاد عن دعوته الباطلة وأنه لم يكن صادقا فيمللا قللام بله ملن الثلأر للحسللين وتتبلع قتلتله ،

وإنما اتخذ ذلك ستارا لبث دعوته الخبيثة ، فانتقم ال منه بعد أن انتقم به من قتلة الحسن رضي ال عنه ، قال الحافظ

ابن كثير :" وهذا المقام فيه للشيعة غرام وأي غرام ، إذ فيه الخذ بثأر الحسين وأهللله ، ول شللك أن قتللل قتلتلله كللان

متحتما ، والمبادرة إليه كان مغنما ولكنما قدره ال على يد المختار الكذاب الذي صار بدعواه إتيان الوحي إليه كافرا

:"إن ال يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر" ، وقال تعللالى فلي كتلابه اللذي هلو أفضللل مللا يكتبلله، وقد قال رسول ال

الكاتبون :"وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون" وقال الشاعر :

.)2(ويما يمن يد إل يد ال فوقها *** ول ظالم إل لسيبلى بظالم"

وقد أهلكه ال على يد مصعب بن الزبير :"يثم زاللت دوللة المختلار كلأن للم تكلن وكلذلك سلائر اللدول ، وفلرح

.)3(المسلمون بزوالها ، ذلك أن الرجل لم يكن في نفسه صادقا بل كان كاذبا يزعم أن الوحي يأتيه على يد جبريل"

قلال ابلن)4( قلال :"إن فلي يثقيلف كلذابا وملبيرا"وعن أسلماء بنلت أبلي بكلر رضلي الل عنهلا أن رسلول الل

كثير :"وقد ذكر العلماء أن الكذاب هو المختار بن أبي عبيد ، وكان يظهر التشيع ويبطن الكهانة واسر إلللى أخصللائه

أنه يوحى إليه ...وقد كان وضع له كرسي يعظم ويحف به الرجللال ويسللتر بللالحرير ، ويحمللل علللى البغللال ، وكللان

يضاهي به تابوت بني إسرائيل المذكور في القرآن ، ول شك أنه كان ضال مضل اراح اللل المسلللمين منلله ، بعللدما

.)5(انتقم به من قوم آخرين من الظالمين كما قال تعالى :" وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون""

فحركته في غايتها مروق وضلل لم تكن لوجه ال ، وإنما لحاجة في نفسه خبيثة ، أراد بها تضليل المسلللمين ،

ومد سلطانه في شرق البلد وتكثير سواد الناس من حوله ، فعاقبه ال بسوء قصللده ، وكشللف مكللره للمسلللمين ، يثللم

أخذه أخذ عزيز مقتدر ، وقد عده المحديثون من خبثاء الملة وأئملة الضللل فل يسللمى إل الكللذاب قللال اللذهبي :"ل

.)6(ينبغي أن يروى عنه شئ لنه ضال مضل ، كان يزعم أن جبريل ينزل عليه ، وهو شر من الحجاج أو مثله"

هـ :64 - فتنة يمروان بن الحكم وعهده إلى ابنه عبد الملك 13

جرى كثير من المؤرخين قديما وحديثا على اعتبار مروان بللن الحكللم خليفللة مللن خلفللاء المسلللمين ، وتصللحيح

بيعته وعهده لبنه عبد الملك بن مروان ، واعتبار عبللد اللل بللن الزبيللر خارجللا شللاقا لعصللا الطاعللة مفرقللا لجماعللة

.)7(المسلمين ، وأن إمارته كانت خروجا وفتنة

وقد حقق المحديثون هذه المسألة ، وكشفوا عن أباطيل المؤرخين فيها ، وأظهللروا الللرأي الصللواب . فمللا سللمي

"بخلفة مروان بن الحكم" كان انحرافا في تاريخ المسلمين تناقله المؤرخون على أنه حقيقللة مسلللمة مجمللع عليهللا ،

في حين أن المر على غير ذلك.

هل اضطرب امر بني أمية وكان عبد اللل بللن64فقد ذكر الحافظ ابن كثير ، أنه بعد موت يزيد بن معاوية سنة

.290/ 8- انظر "البداية والنهاية" : 1.274/ 8- المصدر السابق : 2.291/ 8- المصدر السابق : 3 ، وأحمد والترمذي.2545- أخرجه مسلم في فضائل الصحابة عن أسماء بنت أبي بكر ، برقم : 4.292/ 8- "البداية والنهاية" : 5.80/ 4- "ميزان العتدال" : 6.112 ؛ ابن العبري ، "تاريخ مختصر الدول" : 123 ؛ ابن الطقطقي ، "الفخري في الداب السلطانية" : 309- انظر "الخبار الطوال" : 7

19

الزبير عائذا بالبيت ، فبايعه أهل الحجاز واليمن والعراق وخراسان ، أما مصر والشام فبايع الناس فيها لمعاويللة بللن

يزيد بعهد من أبيه ، ولم يجمع الناس على إمارته ، كما أن مدته لم تطل وقد عزم على ان يبللايع لبللن الزبيللر ، فلمللا

توفي رحمه ال دانت الشام ومصر لعبد ال بن الزبير، ولم يثبت أنه دعللا لنفسله أو تسللمى بالخلفللة قبللل ذلللك ، بللل

الذي عليه الئمة المحققون أنه امتنع من بيعة يزيد بن معاوية وعاذ ببيت ال الحرام لما خا ف على نفسه وكان يسللعه

.)1(في ذلك ما وسع الحسين بن علي ، إلى أن يبايعه الناس بالخلفة

فقام مروان بن الحكم الذي يسميه المؤرخون خليفة بالستيلء على الشام ومصر بعد موقعللة مللرج راهللط الللتي

استباح فيها دماء المسلمين ، وقتل فيها خلقا من الصحابة والتابعين منهم الضحاك بن قيس الفهري قائد جيش دمشللق

الذين بايعوا عبد ال بن الزبير وغيره ، وذلك بعد أن وادعهم على الصلح يثم غدر بهم ، وكلان ذللك ملن مكلائد عبيلد

ال بن زياد صاحب الجرائم السوداء في تاريخ المسلمين وهو الذي حسن لمروان بن الحكم أن يدعو الناس إلى نفسه

.)2(مع حصن بن نمير ، وخذل الناس عن ابن الزبير

واستمر مروان بن الحكم على الشام ومصر زهاء سنة يثم عهد إلى ابنه عبد الملك الذي بويللع فللي حيللاة أبيلله يثللم

جددت له البيعة بعد موته وملك دمشق والشام.

، ولللم يحفللظ عنلله ولومروان بن الحكم هذا ل يعد خليفة عند أئمة الحديث وأعلم المحققين وقد أدرك النبي

، فهللو مللنرآه وذكره ابن سعد في الطبقة الولى من التابعين ، وكانت له موبقات ولم تكن للله اسللتقامة بعللد النللبي

قال ابن كثير :"ومروان كان أكبر السباب في حصار عثمان لنه زور على لسانه كتابا إللى)3(شاكلة بسر بن أرطأة

.)4(مصر بقتل أولئك الوفد ، ولما كان متوليا على المدينة لمعاوية كان يسب عليا كل جمعة على المنبر"

وقال الذهبي :"روى عن بسرة وعن عثمان ، وله أعمال موبقة نسللأل الل السلللمة ، رملى طلحللة بسلهم وفعللل

إضافة إلى اعتدائه على المسلمين مع عبيد ال بن زياد أميلر السلوء وغلدره بهلم بملرج راهلط كملا سلبقت)5(وفعل"

الشارة لنهم رفضوا خلع ابن الزبير والذعان له بالبيعة.

ولذلك عده أئمة الجللرح والتعللديل خارجللا باغيللا علللى عبللد اللل بللن الزبيللر أميللر الملؤمنين لللذلك اللوقت ، ولللم

يصححوا خلفته ول خلفة ابنه عبد الملك بن مروان أيام عبد ال بن الزبير .

قال أبو محمد بن حزم :"وأما قول من قال إن عقد المامة ل يصح إل بعقد أهل حضرة المللام وأهللل الموضللع

الذي فيه قرار الئمة ، فإن أهل الشام كانوا قد ادعوا لنفسهم حتى حملهم ذلك على بيعة مللروان وابنلله عبللد الملللك ،

.)6(واستحلوا بذلك دماء المسلمين وهو قول فاسد ل حجة لهله"

وحين تعرض الذهبي للكلم عنه لم يذكره على أنه خليفة وإنما قال :"استولى مروان على الشللام ومصللر تسللعة

.)7(أشهر ومات خنقا" ولم يذكر أنه كان خليفة المسلمين آنذاك

قال الحافظ السيوطي :"والصح ما قاله الذهبي أن مروان ل يعد في أمراء المؤمنين ، بل هو باغ خللارج علللى

.336 ؛ "تاريخ الخلفاء": 242 ، 106 ، 105/ 8 ؛ "البداية والنهاية": 170/ 3- انظر "تاريخ السلم" : 1.247 ، 246/ 8- راجع "البداية والنهاية" : 2.476/ 3 ؛ "سير أعلم النبلء" : 70/ 3 ؛ "تاريخ السلم" : 35/ 5- انظر ترجمته في "طبقات ابن سعد" : 3.72 ، 71/ 3 ؛ وانظر "تاريخ السلم" : 262/ 8- "البداية والنهاية" : 4.89/ 4- "ميزان العتدال" : 5.168/ 4- "الفصل في الملل والنحل" : 6.171/ 3 ؛ "تاريخ السلم" : 71/ 1 ؛ "العبر في خبر من غبر" : 478/ 3- "سير أعلم النبلء" : 7

20

ابن الزبير ، ول عهده إلى ابنه بصحيح... أما ابن الزبير فإنه استمر بمكة خليفة إلى أن تغلب عبد الملك فجهز لقتللاله

الحجاج في أربعين ألفا ، فحصره بمكة أشللهرا ورمللى عليلله بللالمنجنيق ، وخللذل ابللن الزبيللر أصللحابه وتسللللوا إلللى

.)1(الحجاج ، فظفر به وقتله"

وإنما راج على المؤرخين الوائل هذا الباطل فاعتبروا مروان بن الحكم خليفة للمسلمين بعد معاوية بللن يزيللد ،

لنهم درجوا على نقل الروايات والكتفللاء بسللرد أخبللار ملن تسللمى بالخلفللة مللن الملويين دون أن يتكلفللوا عنللاء

تمحيص هذه الخبار وإمعان النظر في تقويم حوادث التاريخ السلمي وتفسيرها تفسيرا صحيحا.

وكذلك ابنه عبد الملك بن مروان ، فإنه نللزا بالسلليف وتسلللط علللى رقللاب المسلللمين بمسللاعدة سللفاح بنللي أميللة

الحجاج بن يوسف الثقفي ، واستغل الفرحة فويثب على خليفة المسلمين عبد ال بن الزبير وقتله في حللرم اللل ورمللى

الكعبة بالمنجنيق ، وقتل مصعب بن الزبير بالعراق ، ووطد ملكه بالسيف وإذلل رقاب المسلمين ، فعده أئمة الجرح

والتعديل خارجا باغيا كأبيه ، ولم يصححوا خلفته قبل مقتل عبد ال بن الزبير لن بيعتلله لللم تكللن شللرعية ويعتللبر

هل وهي السنة التي ويثب فيها علللى عبللد اللل الزبيللر73 هل إلى سنة 65مارقا خارجا عن جماعة المسلمين من سنة

فدانت له البلد منذ ذلك الحين ، ومع ذلك لم يسلم بخلفته طائفة من المحققين بعلد هلذه السلنة وعلدوها ملكلا)2(وقتله

دنيويا ل علقة له بالشرع والدين ولم يسللموه خليفلة ومنهللم حجللة الملؤرخين والمحققيللن الحللافظ الللذهبي حيللث قللال

عنه :" تملك بعد أبيه بمصر والشام ، يثم حارب ابن الزبير الخليفة وقتل أخاه مصعبا في وقعة مسكين واستولى على

.)3(العراق ، وحهز الحجاج لحرب ابن الزبير سنة ايثنتين وسبعين ، واستويثقت الممالك لعبد الملك"

هل مقر بأنها كانت انحرافا وخروجا في تاريخ المة ، وإن وصللوله إلللى الخلفللة73ومن سلم بخلفته بعد سنة

غير شرعي ، لنه ارتكب في سبيل ذلك من الموبقات مال يعد ول يحصللى. قللال السلليوطي : "بويللع بعهللد أبيلله فللي

خلفة ابن الزبير ، فلم تصح خلفته ، وبقي متغلبا على مصر والشام ، يثم غلب علللى العللراق ومللا والهللا ، إلللى أن

.)4(قتل الزبير سنة يثلث وسبعين فصحت خلفته من يومئذ واتويثق له المر"

وفي عهده سفكت دماء المسلللمين وأهيللن علمللاء الصللحابة والتللابعين ، وقللد بيللن أئمللة الجللرح والتعللديل ذلللك ،

وحددوا موقفهم من سيرته وأفعاله وذكروه بكل سلوء وشلر ، وللم يللبرروا سليئاته كملا فعلل ذللك بعلض الملؤرخين

.)6(. قال الذهبي :"أنى له العدالة وقد سفك الدماء ، وفعل الفاعيل")5(المتأخرين والمعاصرين

وقال السيوطي :"لو لم يكن من مسللاوئ عبلد المللك إل الحجلاج وتلوليته إيللاه عللى المسللمين وعللى الصلحابة

رضي ال عنهم يهينهم ويذلهم قتل وضربا وشتما وحبسا ، وقد قتل من الصحابة وأكابر التابعين ما ل يحصى فضل

.)7(عن غيرهم ، وختم في عنق أنس وغيره من الصحابة ختما يريد بذلك ذلهم ، فل رحمه ال ول عفا عنه"

وعلى ذلك فل يصح ما يتناقله كثير من المؤرخين م نأن خلفة عبد ال بن الزبير كان تمروقا وفتنة وإلحادا فللي

حرم ال ، ويعززون اقوالهم بما يرويه جهلة الشيعة على لسان ابن عفان من طريق يعقوب القمي الشيعي عللالم أهللل

. عن جعفر بن أبي المغيرة عن ابن أبللزى)8( هل خرج له البخاري تعليقا ، وقال الدارقطني : ليس بالقوي174قم ت .336- "تاريخ الخلفاء" : 1 .336 ؛ "تاريخ الخلفاء" : 247/ 4 ؛ "سير أعلم النبلء" : 33/ 1- انظر "دول السلم" : 2.247/ 4- "سير أعلم النبلء" : 3.341- "تاريخ الخلفاء" : 4 هل في "تاريخ مختصر الدول" وعمر فروخ في "تاريخ صدر السلم" ، وعلي شعوط في كتاب "الباطيل".685- أمثال ابن العبري ت 5.664/ 4- "ميزان العتدال" : 6.351 ، 350- "تاريخ الخلفاء" : 7.452/ 4- "ميزان العتدال" : 8

21

عن عثمان بن عفان قال : قال له عبد ال بن الزبير حيللن حصللر : إن عنللدي نجللائب قللد أعللددتها لللك ، فهللل لللك أن

يقول : "يلحد كبش من قريش اسمه عبلدتتحول إلى مكة فيأتيك من أراد أن يأتيك ، قال : ل إني سمعت رسول ال

.)1(ال عليه أوزار الناس" ، والحديث منكر تفرد بروايته القمي

وقد ساق المؤرخ الناقد ابن كثير هذا الحديث في ترجمة عبد ال بن الزبير يثم بين موقف أئمللة الحللديث وعلمللاء

السنة من خلفة ابن الزبير التي سماها بعض المؤرخين فتنة وإلحادا فللي بيللت اللل الحللرام ، فقللال :طوهللذا الحللديث

منكر جدا وفي إسناده ضعف ، ويعقوب هذا هو القمي وفيه تشيع ، ومثل هذا ل يقبل تفرده به وبتقدير صللحته فليللس

هو بعبد ال بن الزبير ، فإنه كان على صفات حميدة وقيامه في المارة إنما كلن ل عز وجللل ، يثللم هللو كللان المللام

بعد موت معاوية بن يزيد ل محالة ، وهو أرشد من مروان بن الحكم ، حيللث نللازعه بعللد أن اجتمعللت الكلمللة فيلله ،

.)2(وقامت البيعة له في الفاق وانتظم له المر"

وعبد ال بن الزبير صحابي جليل ابن صحابي من أفاضل الرجللال علمللا وعمل وشللجاعة ، أقللام الخلفللة علللى

)3(هدي النبوة ، وسار في الناس سيرة الخلفاء الراشدين ، ولم يدانيه أجل ف بني أمية الذين بغوا عليه وقاتلوه في شئ

سُت أدري أي فضل أو سابقة في السلم كانت للحجاج وعبد المللك بلن ملروان أو مشلروعية فلي التسللط عللى ، فلس

رقاب المسلمين دعت بعض المعاصرين ممن تصدوا للكتابة فللي نقللد أباطيللل التاريللخ السلللمي إلللى الللدفاع عنهمللا

وتسويغ جرائمهما في حق خليفة المسلمين عبد ال بن الزبير بمحض العاطفة والظللن والتخللرص ، اللهللم إل الهللوى

ومخالفة إجماع أعلم النقاد من علماء الجرح والتعديل ، وقللد كنللا نحسللب أن النزعللات والميللول المويللة والعباسللية

وغيرها قد ماتت مع المؤرخين السابقين ، ولللم يعللد لهللا ايثللر بيللن مللن يتصللدون للكتابللة فللي التاريللخ السلللمي مللن

المنتسبين إلى عللوم الشللريعة ، فخلاب ذللك الظلن والحسلبان وأصللبحت بعللض المؤلفللات فللي إعلادة كتابللة التاريللخ

السلمي بحاجة إلى إعادة نظر وتقويم.

-إيمارة الحجاج بن يولسف يمبير ثقيف14

هلل39وهو أبو محمد الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل بن مسعود الثقفي ، أمير السوء ، ومبير يثقيلف ولللد سلنة

.)4( هل 95 هل يثم استمر أميرا على العراق إلى أن مات سنة 74 هل ، وتولى إمارة الحجاز سنة 40وقيل

كانت إمارته طيلة عشرين سنة نقمة وبلء على المسلمين وسيءة وانحرافا عظيمللا فللي تاريللخ المللويين ، وقللد

في الحديث ، وعدوه خبيثا ملن خبثللاء الملةأجمع علماء الملة على فسقه وضلله وأنه مبير يثقيف الذي ذكر النبي

الذين ظهروا في تاريخ المسلمين.

وذلك لما ارتكبه من الجرائم والموبقات في حق المسلمين في تلك المرحلة ، من إهانة الصللحابة وإذللهللم وقتللل

طائفة منهم وسفك دماء طائفة من العلماء والقراء وفضلء المسلمين ، وغير ذلك من العظائم الللتي تللواتر بهللا النقللل

عند المؤرخين وأئمة الجرح والتعديل وقد ساق أئمة الحديث من المؤرخين ما تواتر واشتهر من جرائمه التي عم بها

سُظم ، وحددوا موقفهم منه ومن أعماله بوضوح. البلء وع

، وختمه في أعناقهم وأيديهم يذلهم بذلك ومنهم أنللس بللنفمن أقبح عظائمه استخفافه ببقية أصحاب رسول ال

.414/ 7 ؛ وابن عساكر ، "تهذيب تاريخ دمشق" : 64/ 1- الحديث أخرجه أحمد في مسنده : 1.345/ 8- "البداية والنهاية" : 2.363/ 3 ؛ "سير أعلم النبلء" : 213/ 5 ؛ "تهذيب التهذيب" : 309/ 2- انظر ترجمته في "الصابة" : 3.132/ 9 ؛ "البداية والنهاية" : 48/ 4 ؛ "تهذيب تاريخ دمشق" : 123/ 1- انظر ترجمته في "وفيات العيان" : 4

22

.)1(مالك وجابر بن عبد ال وسهل بن سعد الساعدي

ونيله من حرمة عبد ال بن مسعود كما ساق ذلك المؤرخ ابن كثير وغيره من طرق مختلفللة منهللا مللا رواه أبللو

بكر بن أبي خيثمة بسنده عن عاصم بن أبي النجود والعمش" أنهما سمعا الحجاج قبحه ال يقول :...وال لو أمرتكم

أن تخرجوا من هذا الباب فخرجتم من هذا الباب لحلت لي دماؤكم ، ول أجلد أحلدا يقلرأ عللى قللراءة ابلن أم عبلد إل

ضربت عنقه ، ولحنكنها من المصحف ولللو بضلللع خنزيللر... وفللي بعللض الروايللات واللل لللو أدركللت عبللد هللذيل

لضربن عنقه ، وفي رواية الصلت بن دينار : سمعت الحجاج على منبر واسللط يقللول : عبللد اللل بللن مسللعود رأس

. قال ابن كثير :"وهذه جرأة عظيمة تفضي به إلى الكفر قبحلله اللل)2(المنافقين ، لو أدركته لسقيت الرض من دمه"

.)3(وأخزاه وأبعده وأقصاه"

هل ورميه الكعبة بللالمنجنيق وتللأوله عليلله بللأنه72ومنها كذلك حصاره لخليفة المسلمين عبد ال بن الزبير سنة

ألحد في حرم ال ، وتسلطه على رقاب خيار المة من العلماء والقراء من أصحاب عبد الرحمن بللن الشللعث حيللث

هل ويقتلهم واحدا بعد واحد وفيهم من ل يصلح الحجاج أن يكون شمسا83صار يتتبعهم بعد موقعة دير الجماجم عام

لنعله ، قال ابن كثير :"يثم شرع الحجاج في تتبع أصحاب ابن الشعث فجعل يقتلهم مثنى وفرادى ، حتى قيل إنه قتل

منهم بين يديه صبرا مائة ألف ويثليثين ألفا ... منهم محمد بن سعد بن أبللي وقللاص وجماعللات ملن السللادات الخيللار

.)4(والعلماء البرار حنى كان آخرهم سعيد بن جبير رحمهم ال ورضي عنهم"

وبالجملة فقد كان طاغية جبارا عنيدا ، استحق لعنة اللل والملئكلة والنلاس أجمعيلن ، فل يلذكره أحلد م نلأعلم

المؤرخين وأئمة الجرح والتعديل بخير ، وما حصل من أعمال الحهاد والفتوح السلمية ونشر السلم فللي بلد مللا

وراء النهر في عهده إنم اقام على أكتا ف أعلم المجاهدين من أبطال السلم الذين أخلصوا دينهم ل ، كعبد الرحمللن

هللل ، والمهللب بلن97 هل ، وموسى بن نصللير اللخملي ت 82 هل ، وقتيبة بن مسلم الباهلي ت84بن الشعث ت

هل ، وغيرهم فهم الذين كتب ال لهم أجر الجهاد ، ورزقهم سعادة الفتح ونشر كلمة ال في ربللوع82أبي صفرة ت

الرض ، أما الحجاج فكان سيفه يقطر بدماء المسلمين ، وإنما يرزق الناس حسب نياتهم.

.)5(قال الذهبي في حقه :"أهلكه ال في رمضان سنة خمسة وتسعين كهل ....من أويثق عرى اليمان"

ول يلقب عند أئمة السلم إل ب "السفاح المبير" قال الحافظ ابن كثير بعدما ساق حديث أسماء بنللت أبللي بكللر

: " وأما المبير فهو الحجلاج بلن يوسلف هلذا وقلد كلان ناصلبيا)6( قال :"إن في يثقيف كذابا ومبيرا"أن رسول ال

.)7(يبغض عليا وشيعته في هوى آل مروان بني أمية ، وكان جبارا عنيدا مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة"

يثم ساق اقوال علماء السلف فيه ، ومنها ما رواه إبراهيم الحربي وابن أبي الللدنيا يثنللا سللليمان بللن أبللي سللنح يثنللا

صالح بن سليمان قال : قال عمر بن عبد العزيز :"لو تخابثت المم فجاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم ،

.)8(وما كان الحجاج يصلح لدنيا ول آخرة"

.116/ 3 ؛ "تاريخ السلم" : 341 ؛ "تاريخ الخلفاء" : 3/ 9- انظر "البداية والنهاية" : 1.351/ 3 ؛ "تاريخ السلم" : 129/ 9- انظر "البداية والنهاية" : 2- "البداية والنهاية" : نفس الصفحة.3.54/ 9- المصدر السابق : 4.343/ 4- "سير أعلم النبلء" : 5.4545- الحديث أخرجه مسلم من حديث اسماء برقم : 6.133/ 9- "البداية والنهاية" : 7.136/ 9- المصدر السابق : 8

23

ولم يرو عنه أئمة الحديث حرفا من العلم مع أنه كان من الوعية الرؤوس ، قال عنه الحافظ الللذهبي :"أهللل أل

يروى عنه وقال النسائي ، ليس بثقة ول مأمون ، قلت : يحكي عن هثابت وحميلد وغيرهملا ، فللول ملا ارتكلب ملن

.)1(العظائم والفتك والشر لمشى حاله"

هـ :126- لسيرة الوليد بن يزيد فالسق بني أيمية ت 15

هلل ، وتلوفي90هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ، الخليفة الفاسق أبلو العبلاس ، وللد سلنة

هل ، ولم تطل خلفته لنه كان فاسقا منتهكا لحرمللات125أبوه وهو صبي ، وتولى الخلفة من بعد عمه هشام سنة

ال فخرج عليه الناس قتلوه ، وكان عهده عهد إدبار دولة بني أمية ، فلم يصنع في خلفته شللئ يللذكر ، لنلله كللان ل

هيا عابثا بأمر الخلفة ، قتل خالد بن عبد ال القسري الذي كان قائما بتتبع الزنادقة وإطفللاء الضلللل ، وكللا ن فسللقه

.)2(من أسباب يثورة الناس عليه ، ولم يزدد أمر الخلفة في عهده إل ضعفا وهوانا وإدبارا

وقد ذمه المؤرخون وأئمة الجرح والتعديل ، واعتبروا خلفته فلتة وانحرافا في تاريخ المويين قال الحافظ ابللن

كثير:"فإنه لم يزدد في الخلفة إل شرا ولهوا ولذة وركوبا للصيد وشربا للمسكر ومنادمة الفساق ، فما زادته الخلفة

.)3(على ما كان قبلها إل تماديا وغرورا ، فثقل ذلك على المراء والرعية والجند ، وكرهوه كراهة شديدة"

ومن شر ما صح من أفعاله شرب الخمر واللواط والمجاهرة بالفسق وقد بلغت بلله الجللرأة إلللى حللد العللزم علللى

انتهاك حرمة ال فوق الكعبة بشرب الخمر مللع النللدامى ، وقللد تللواتر النقللل بللذلك عنللد الملؤرخين وعلللم بلله النللاس

فأرادوا الفتك به إن خرج فأخبره خالد القسري وأبى أن يذكر له أسماء من هموا بقتله ، فدفعه إلللى يوسللف بللن عمللر

.)4(فعذبه حتى مات رحمه ال"

قال السيوطي :"وكان فاسقا ، شريبا للخمر ، منتهكا حرمات ال أراد الحج ليشرب الخمللر فللوق ظهللر الكعبللة ،

.)5(فمقته الناس لفسقه وخرجوا عليه فقتل في جمادى الخرة سنة ست وعشرين"

وقد غالى في أمره بعض المؤرخين ورموه بالكفر والزندقة ، وحكوا عن هللأنه تفللاءل بالمصللحف يومللا فخللرج

قوله تعالى :"واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد" فمزق المصحف ورماه بالسهام وأنشد يقول :

ار عنيدأتوعد كل جبار عنيد *** فها أنا ذا جب

)6( مزقني الوليدإذا ما جئت ربك يوما *** فقل يا رب

لكن أعلم النقاد من أئمة الجرح والتعديل لم يسلموا بصحة ذلك لحتمللال أن يكللون ذلللك مللن وضللع الروافللض

الناقمين على بني أمية ، ولنه هذه المصائب ونحوها رويت عنه في كتب الدب خاصة من طريق المللولعين بجميللع

الغرائب من الخباريين ، ومثل هذا المر الصعب الذي هو إيثبات كفر أو زندقة الوليد يحتاج فيه إلى شللهادة العللدول

الثقات ولم يثبت ذلك.

قال الحافظ الذهبي :"مقت الناس الوليد لفسقه ، وتأيثموا من السكوت عنه وخرجوا عليه ، ولللم يصللح عنلله كفللر

.466/ 1- "ميزان العتدال" : 1.399 ؛ "تاريخ الخلفاء" : 7/ 10 ؛ "البداية والنهاية" : 208/ 7- انظر ترجمته في "تاريخ الطبري" : 2.9/ 10- "البداية والنهاية" : 3.23/ 10 ؛ "البداية والنهاية" : 175/ 5- انظر "تاريخ السلم" : 4. 398- "تاريخ الخلفاء" : 5. 216/ 3 ؛ "مروج الذهب" : 134 ؛ "الفخري في الداب السلطانية" : 84/ 7- انظر "الغاني" : 6

24

. وكانت أيلامه إيلذانا بلانحلل خلفلة الملويين ، حيلث صلار أمرهلم فلي)1(ول زندقة ، نعم اشتهر بالخمر والتلوط"

اضطراب إلى أن خرج عليهم بنو العباس.

لسقوط دولة بني أيمية وقيام دولة بني العباس16

هل آل أمر بني أمية إلللى النللدحار والنحلل ، وسللقطت هيبللة الخلفللة125بعد موت هشام بن عبد الملك سنة

بتولي الوليد الفاسق يثم خلع إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك وتولى مروان الحمللار الللذي خللرج عليله النللاس ملن كللل

جانب وصارت أيامه حروبا وفتنا ، انتهت بقيام الثورة العباسية واستيلء أبي العباس عبد ال بن محمد بن علللي بللن

.)2( هل132عبد ال بن عباس السفاح على الخلفة سنة

وقد جرت في هذه الفترة فتن وحروب سفكت فيها دماء البرياء وانتهكللت الحرمللات ، إذ لللم يقتصللر أبلو مسلللم

الخراساني وأبو العباس السفاك على قلب نظام الخلفة الموية وتتبع رؤوس القائمين بالمر آنذاك ، وإنما نللزا كللل

منهما بسيفه لبادة عرب المسلمين في خراسان ودمشق ، عمل بوصية إبراهيم بن محمد بن علللي المللام الللذي قتللله

هل حين اطلع على كتابه إلى أبللي مسلللم الخراسللاني يللأمره فيلله بللأن ل يبقللى أحللد132مروان بن محمد الحمار عام

.)3(بأرض خراسان ممن يتكلم العربية إل أباده

وسقوط دولة بني أمية في تلك المرحلة وقيام بني العباس بعدهم بالمر كللان أمللرا مقبللول عنللد المحللديثين لجللل

مصلحة السلم والمسلمين ، لكلن الطريللق والوسلليلة والحللداث الللتي جللرت فللي المرحلللة النتقاليللة كللانت جريمللة

وانحرافا في تاريخ المسلمين ، باء بإيثمها أبو مسلم الخراساني وأبو العباس السفاح الثائر المبير كما سمى بذلك نفسه.

فأما أبو مسلم الخراساني فإنه كان بلء عظيما وشرا مستطيرا على عرب خراسللان وغيرهللم مللن مسلللمي تلللك

البلد ، جرد سيفه على أبرياء المسلمين وسفك الدماء لتوطيد سللطان بنلي العبلاس ، فعلاقبه اللل بسلوء قصلده وقتلل

قلال عنلد الملام اللذهبي :" هلو شلر ملن الحجلاج)4( هلل بالملدائن137مذلول مهينا على يد بني العباس أنفسهم علام

وأسفك للدماء ، كان ذا شأن عجيب ونبأ غريب ، من شاب دخل خراسان ابن تسع عشرة سنة علللى حمللار بإكللا ف ،

فما زال بمكره وحزمه وعزمه يتنقل حتى خرج من بعد عشر سنين يقود كتائب أمثال الجبال ، فقلب دولة وأقام دولة

، وذلت له رقاب المم وحكم في العللرب والعجلم ، وراح تحللت سليفه سللتمائة ألللف أو يزيلدون ، وقلامت بلله الدوللة

.)5(العباسية وفي آخر أمره قتله المنصور سنة سبع ويثليثين ومائة"

وقال في موضع آخر :"وقد كان بعض الزنادقة والطغام من التناسخية اعتقدوا أن الباري سلبحانه وتعلالى حلل

.)6(في أبي مسلم الخراساني المقتول عندما رأوا من تجبره واستيلئه على الممالك"

أما أبو العباس السفاح فقلد قتلل ملن المسللمين لتوطيللد سللطانه ملال يعلد ول يحصلى ، ودخلل دمشللق وأباحهلا

بالسيف ، بحيث صار ليبقي على أحد ظفر به من أهلها ، وذكر أعلم المؤرخين أنلله أبللاح جامعهللا إسللطبل لللدوابه

وجماله سبعين يوما ، يثم نبش قبور بني أمية وتتبع أبناءهم من أولد الخلفاء وغيرهم وقتللل منهللم خلئق ل يحصلون

.)7(وخرج عليه طوائف من المسلمين من أهل قنسرين وأهل بخارى فأعمل فيهم السيف وأباد منهم خلئق

.179/ 5 ؛ وانظر "تاريخ السلم" : 176/ 5- "سير أعلم النبلء" : 1 وما بعدها.311/ 7- انظر "تاريخ الطبري" : 2.41/ 10- انظر "البداية والنهاية" : 3.198/ 5 ؛ "تاريخ السلم" 207/ 10 ؛ "تاريخ بغداد" : 405/ 7- انظر ترجمته في "تاريخ الطبري" : 4.590/ 2- "ميزان العتدال" : 5.67/ 6- "سير أعلم النبلء" : 6.411 ؛ "تاريخ الخلفاء" : 58 ، 54، 47/ 10 ؛ "البداية والنهاية" : 437/ 7- انظر "تاريخ الطبري" : 7

25

قال الحافظ ابن كثير :"وهذا من الجبروت والظلللم الللذي يجللازيه اللل عليلله ، وقللد مضللى ولللم يللدم للله مللا أراده

.)1(ورجاه"

وبسبب هذا الطغيان والجبروت الذي افتتح به أبو العباس السفاح خلفته لم ينتظللم للله المللر وخللرج عليلله أهللل

الفاق ، قال السيوطي :"بدولته تفرقت الجماعة ، وخرج عن الطاعة ما بين تاهرت وطبنة إلى بلد السودان وجميع

.)2(مملكة الندلس ، وخرج بهذه البلد من تغلب عليها"

وقد ظلت هذه الحداث والجرائم التي ارتكبت في مطلع الخلفة العباسية وصمة عار في التاريخ السلمي في

نظر الئمة النقاد من المؤرخين وأئمة الجرح والتعديل ، مهما ادعى الخلفللاء الوائل منهللم أنهللم قللامو ابللذلك لحمايللة

دين ال في الرض وإقامة العدل.

بشللر العبللاس بللأن الخلفللة سللتؤول إلللىقال المام الذهبي بعد أن ساق ما ذكره المؤرخون من أن رسول ال

ولده :"قلت لم يصح هذا الخبر ولكن آل العباس كان الناس يحبونهم ويحبون آل علي ويودون أن المللر يللؤول إليهللم

وبغضا في آل مروان بن الحكم فبقوا يعملون على ذلك زمانا حتى تهيأت لهم السللباب وأقبلللتحبا لل رسول ال

دولتهم في خراسان ... قلت : فرحنا بمصير المر إليهم ، ولكن وال ساءنا ما جلرى ، لملا جلرى ملن سلليول اللدماء

والسبي والنهب فإنا ل وإنا إليه راجعون ، فالدولة الظالمة مللع المللن وحقللن الللدماء ، ول دولللة عادلللة تنتهللك دونلله

.)3(االمحارم وأنى لها بالعدل ؟ بل أتت دولة أعجمية خراسانية جبارة ، ما اشبه الليلة بالبارحة"

وإقامة العللدل فللي النللاس ،أن ال أقامهم ليمن بهم على الذين استضعفوا في الرض فدعوى أبي العباس السفاح

كلمة حق كان من ورائها باطل أعقبتها أطماع وأهواء جرت على المسلمين بلء عظيما في تلك المرحلة ، على أننللا

هللل صلاحب الزنادقلة ، وهلارون169لم نعدم خيرا فيمن جاء بعد السفاح من الخلفلاء ، كلأبي عبلد الل المهللدي ت

هل صاحب المحاسن الكثيرة في إعزاز السلللم والسللنة وإذلل الكفللار ، والمتوكللل علللى اللل ت193الرشيد ت

هل ناصر السنة وغيرهم.247

هـ :158- خلفة أبي جعفر المنصور ت 17

وهو عبد ال بن محمد بن علي بن عبد ال بن عباس أبو جعفر المنصور ، تولى الخلفة بعد أخيلله أبللي العبللاس

هل ، وكان من فحول خلفاء بني العباس هيبة وشجاعة وحزما وجبروتا جماعللا للمللال تاركللا للهللو136السفاح سنة

واللعب ، جيد المشاركة في العلم والدب ، ولي الخلفة بحد السيف وقتل خلقللا كللثيرا حللتى اسللتقام ملكلله ودانللت للله

.)4(الممالك إل الندلس

وهو من أئمة الجور والعسف والظلم آذى خلقا من العلماء والصالحين رغم ما كان عليه من الحللزم والشللدة فللي

أمر الجهاد وتوطيد السلم في البلد ، فقد أذكى الفتنة بين آل العباس وآل علي ونكللل بخلللق مللن العلللويين خرجللوا

عليه ، فكان ذلك من السباب التي أدت إلى فرار كثير منهم إلى بلد المغرب وتكوين دولة الدارسة فيما بعد.

وقد كان أبو جعفر المنصور يزعم أنه سلطان ال في أرضه وخللازنه علللى مللاله ، وأن اللل جعللله قفل عليلله إن

.)5(شاء فتحه وإن شاء أغلقه ، كما خطب بذلك في الناس على منبر عرفة.47/ 10- "البداية و النهاية" : 1.411- "تاريخ الخلفاء" : 2.58/ 6- "سير أعلم النبلء" : 3.324/ 4 وما بعدها ؛ "الكامل في التاريخ" : 421/ 7- انظر ترجمته وأخباره في "تاريخ الطبري" : 4.125/ 10- راجع "البداية والنهاية" : 5

26

وكأن جرائمه وسيئاته في الرعية كانت بأمر ال ، في حيللن أن شللرع اللل شللئ ومجريللات الخلفللة شللئ آخللر ،

ولذلك ذمه أئمة السلم وتبرؤوا من أفعاله.

قال الحافظ السيوطي :"وكان المنصور أول من أوقع الفتنة بين العباسيين والعلويين ، وكانوا م نقبل شيئا واحدا

، وآذى المنصور خلقا من العلماء ممن خرج معهما ل أي محمد وغبراهيم ابني عبد ال بن حسن بن الحسن بن علللي

أو أمر بالخروج قتل وضربا وغير ذلك ، منه مأبو حنيفة وعبد الحميد بللن جعفللر وابللن عجلن ،)1(بن أبي طالب ل

وممن أفتى بجواز الخروج مع محمد علي المنصللور مالللك بللن أنللس رحملله اللل ، وقيللل هللل : إن فللي أعناقنللا بيعللة

.)2(للمنصور فقال إنما بايعتم مكرهين وليس على مكره يمين"

وقال في موضوع آخر :"وفي سنة يثمان وخمسين أمر المنصور نللائب مكللة بحبللس سللفيان الثللوري وعبللاد بللن

كثير فحبسا ، وتخو ف الناس أن يقتلهما المنصور إن أراد الحج ، فلم يوصله ال مكلة سللالما بلل قللدم مريضلا وملات

.)3(وكفاهما ال شره"

ويعتبر من أشد خلفاء الدولة العباسية حزما ودهاء بمثابللة عبللد الملللك بللن مللروان فللي بنللي أميللة ، قللال الحللافظ

الذهبي :"كان فحل بني العباس هيبة وشجاعة ورايا وحزما ودهللاء وجبروتللا ... أبللاد جماعللة كبللارا حللتى توطللد للله

.)4(الملك ودانت له المم على ظلم فيه وقوة نفس ، لكنه يرجع إلى صحة إسلم وتدين في الجملة"

هـ :163- حركة المقنع الخرالساني 18

وهو عطاء المقنع ، أحد كبار الزنادقة وأئمة الضلل والبدع ، نبغ في خراسان وقال بالتناسخ وادعى الربوبية ،

وأظهر المخاريق ضد الخلفة فتبعه خلق من أهل خراسان في خلفلة المهلدي ، وقلام بحركلة مسللحة ضلد الخلفلة

.)5( هل 163السلمية واستفحل أمره حتى قضى عليه المسلمون سنة

وقد كشف أئمة الحديث وعلماء السنة ضلله ، وعدوه في الزنادقة الذين كانوا يرمون إلللى هللدم وحللدة السلللم

والمسلمين ، قال ابن كثير :"كان أول قمارا يثم ادعى الربوبية مع أنه كان أعور قبيح المنظر ، وكان يتخللذ للله وجهللا

من ذهب وتابعه على جهالته خلق كثير ، وكان يري الناس قمرا يدرى من مسيرة شهرين يثم يغيب فظم اعتقادهم للله

.)6(ومنعوه بالسلح"

وقال عنه المام الذهبي :" هو عطاء المقنع الساحر العجمي الذي ادعى الربوبيللة مللن طريللق التناسللخ ، وربللط

الناس بالخوارق والح[حوال الشيطانية والخبار عن بعض الغيبيات ، حتى ضل به خلئق من الصم البكللم ، وادعللى

أن ال تحول إلى صورة آدم ولذلك أمر الملئكة بالسجود له ، وأنه تحول إلى صورة نوح يثم إبراهيم ، وإلللى حكمللاء

الوائل يثم إلى صورة أبي مسلم الخراساني صاحب الدعوة يثم إلى إليه ، ومما أظلهم به من المخاريق قمر يثان يرونه

في السماء ، وفي ذلك يقول أبو العلء بن سليمان :

.)7(أفق أيها البدر المقنع رأسه *** ضلل وغي مثل بدر المقنع"

هل فقتلهما.145- وهما اللذان قادا يثورة العلويين ضد أبي جعفر المنصور سنة 1.147- "تاريخ الخلفاء" : 2.419- المصر السابق : 3.83/ 7- "سير أعلم النبلء" : 4.306/ 7 ؛ "سير أعلم النبلء" : 51/ 6 ؛ "الكامل في التاريخ" : 149/ 1- انظر أخباره في "المعرفة والتاريخ" : 5.149/ 10- "البداية والنهاية" : 6.307 ، 306/ 7- "سير أعلم النبلء" : 7

27

وقد استفحل أمره وخطره على الخلفة والسلم ، فجهز له الخليفة المهدي الذي سلطه ال على الزنادقللة جيشللا

هل ، فشدد عليه الحصار بقلعة سنام بطر ف خراسان ملن أعملال "كلش"، فلملا أحلس163بقيادة سعيد الحريثي سنة

بالهزيمة تحسى سما وسم نساءه فماتوا جميعا ، واستحوذ المسلمون على حوائطه وأمواله واحتزوا رأسه وبعثوا بلله

.)1(إلى المهدي

هـ :198 هـ - 193-فتنة اليمين والمأيمون 19

وكانت من أقبح البليا والفتن التي تعرضت لها المة ، نتيجة الطماع والهللواء السياسللية لبنللاء الرشلليد الللتي

راح ضحيتها خلق كثير من المسلمين ، ونهبت أموال المة ومصالحها ، وخربت بغداد وديثللرت محاسللنها ، وجللرت

شرور وفتن عظيمة بين المسلمين بسبب ذلك.

وكان سببها إمارة الصبيان المتلعبين بمصالح المة ، وذلك أن هارون الرشيد عهد بالخلفة م نبعللده إلللى ابنلله

هل ، يثم جعل العهد من بعده لعبللد اللل المللأمون ووله182محمد المين وهو طفل صغير لم يدرك سن الحتلم عام

.)2(ممالك خراسان بأسرها ، يثم بايع لبنه القاسم من بعد إخوته ولقبه المؤتمن ووله الجزيرة والثغور وهو صبي

هل ، وهو يومئذ شاب أرعن ل يصلح للخلفة فزين له سوء تللدبيره193فتولى المين الخلفة من بعد أبيه سنة

وضعف عقله أن يعزل أخاه القاسم ويولي مكانه ابنه موسى ، ففعل يثم أرسل إلى المأمون يطللب تقديم ابنه عليلله فللي

العهد وسماه "الناطق بالحق" وهو إذ ذاك طفللل رضلليع ، فللأبى الملأمون وجللرت بينهمللا حلروب وويلت بللذر فيهلا

المين أموال بيت مال المسلمين وأنفقها على الجند لتحقيق أطماعه ، ف أفسد البلد وأهلك العباد ، وبقي كذلك حللتى

.)3( هل198ضعف أمره وشاتد عليه الحصا ر من طر ف جند المأمون فظفرو ابه وقتلوه سنة

وقد جرت هذه الفتنة ويلت كثيرة على المسلمين آنذاك واعتبرها المحديثون وأئمة السلم مظهللرا مللن مظللاهر

التلعب بمصالح المة وأمر الخلفة ، التي آل أمرها إلى سفيه أرعن تسلط على المة يضرب بعضها ببعض بدافع

الهوى والرعونة.

وذكر أئمة الجرحو التعديل أن المين كان فاسقا سللئ)4(قال المام الذهبي :"فكان هذا أول وهن تم في السلم"

التدبير أرعن كثير اللعب ، وأنه كان ينفق فللي بنللاء الملهلي وحلب المغنيللن واقتنللاء الغلمللان أملوال طائللة ، وكللان

. وقد قال عنه بعض الشعراء : )5(يشرب الخمر ويتهم باللواط ، فأضاع أمر المة

أضاع الخلفة غش الوزير *** وفسق المير وجهل المشير

فهذا يدوس وهذا يداس *** كذاك لعمري خل ف المور

وأعجب من ذا وذا أننا *** نبايع للطفل فينا الصغير

)6(ومن ذان لول انقلب الزمان *** في العير هذان أو في النفير

وقد ذكر الحللافظ ابللن كللثير مللن ويلت هللذه الفتنللة مللا نصلله :"واشللتد حصللار بغللداد ونصللب عليهللا المجللانيق

.149/ 10- انظر "البداية والنهاية" : 1.462 ؛ "تاريخ الخلفاء" : 276/ 8- انظر "تاريخ الطبري" : 2.325/ 1 ؛ "العبر" : 336/ 3 ؛ "تاريخ الخلفاء" : 365/ 8- راجع تفصيل ذلك في "تاريخ الطبري" : 3.290/ 9- سير أعلم النبلء" : 4.474 ؛ "تاريخ الخلفاء" : 352/ 10 ؛ "البداية والنهاية" : 335 ، 334/ 9- انظر المصدر السابق : 5.475- "تاريخ الخلفاء" : 6

28

والعرادات ، وضاق المين بهم ذرعا ولم يبق معه ما ينفلق فلي الجنللد ، فاضللطر إللى ضلرب آنيلة الفضلة واللذهب

دراهم ودنانير ، وهرب كثير من جنده إلى طاهر ، وقتل من أهللل البلللد خلللق كللثير ، وأخللذت أمللوال كللثيرة منهللم ،

وبعث المين إلى قصور كثيرة ودور شهيرة مزخرفة وأماكن ومحلال كلثيرة فحرقهلا بالنللار لملا رأى فللي ذلللك مللن

.)1(المصلحة ، فعل كل هذا فرارا من الموت ، ولتدوم له الخلفة فلم تدم ، وقتل وخربت دياره"

وقال الحافظ السيوطي :"وبقي أمر المين كل يوم في الدبار لنهماكه فللي اللعللب والجهللل وأمللر المللأمون فللي

ازدياد إلى أن بايعه أهل الحرمين وأكثر البلد بالعراق ، وفسد الحال على المين جدا ، وتلف أهل العسكر ، ونفللذت

خزائنه ، وساءت حال الناس بسبب ذلك ، وعظم الشر ، وكثر الخراب والهدم مللن القتللال ورمللي بالمجللانيق والنفللط

.)2(حتى درست محاسن بغداد وعملت فيها المرايثي"

وبذلك أدبر أمر الخلفة وتفرقت كلمة المسلمين في تلك المرحلة ولعبت بهم أهواء صبيان بني العبللاس ، وكللثر

الفساد والتسيب والخراب واقتتل المسلمون قتال شديدا اتباعا لهواء و رعونات المين والمأمون اللذان أوبقا المللة

سُدعار في فتنة لم تجن منها سوى خرط القتاد وإراقة الدماء ، قال ابن كثير :"واشتد الحال علللى أهللل البلللد وأخللا ف اللل

سُخربت الديار ويثارت الفتنة بين الناس ، حتى قاتل الخ أخللاه للهللواء المختلفللة ، و البللن سُشطار أهل الصلح ، و وال

.)3(أباه ، وجرت شرور عظيمة واختلفت الهواء وكثر الفساد"

وبالجملة فقد كانت هذه الفترة مللن تاريللخ المللة الللتي دامللت خمللس سللنين مرحلللة تسلليب وفوضللى وبلء علللى

المسلمين ، وتأمرت فيها الهواء والرعونات الصبيانية ، فأفسدت أمر المة ، وعلى ذلك قول الشاعر :

تنقاد المور بأهل الرأي ما صلحت *** فإن فسدت فبالشرار تنقاد

ل يصلح الناس فوضى ل سراة لهم *** ول سراة إذا جهالهم سادوا

هـ :278- حركة القرايمطة 20

وهم جيل من الزنادقة تستروا بالسلم وأظهروا التشيع وقاموا بأخطر حركة مسلللحة فللي التاريللخ السلللمي ،

كان مبدأ أمرهم على يد رجل يقال له حمدان أبو الفرج بن عثمان قرمط ل بفتح القلا ف والميلم أو بكسللرهما فللي وجله

هل فكان يظهر الزهد والتقشف واستمال إليه بعللض258آخر ل أصله من خوزستان ، ظهر في سواد الكوفة منذ سنة

الناس فاتخذ ايثني عشر نقيبا وأسس لتباعه دعوة على مذهب الشيعة السماعيلية ظاهرها الرفللض وباطنهللا الزندقللة

والكفر المحض فهم يؤمنون بأن الكواكب السبعة السيارة "القمر وعطارد ، والزهرة والشمس والمريخ ، والمشللترى

.)4(زحل" هي مدبرة هذا العالم ، وأسس لهم مقامات شيطانية مفضية إلى ترك الشرائع والكفر بأحكام ال

وقد كثر أتباعه في مختلف البلد السلمية ، وقاموا بحروب مسلحة ضد الخلفة السلمية وعايثوا في الرض

فسادا ، منهم : زكرويه بن مهرويه ، وابو سعيد الحسن بن بهرام الجنابي ، كلهما ظهر بناحية القطيف والبحريللن ،

وعلي بن الفضل باليمن ، وقام بنو القليص بن ضمضم بدعوته بيللن الشللام والعللراق ، وقللد أعلنللوا العصلليان وبللدأوا

هل .278بالتحرك سنة

وقد واتتهم الفرصة أمام ضعف الخليفللة العباسللي وتلعللب الللترك بمنصللب الخلفللة ، فاسللتفحل أمرهللم واشللتد

.249/ 10- "البداية والنهاية" : 1.476- "تاريخ الخلفاء" : 2.248/ 10- "البداية والنهاية" : 3.6/35 ؛ "الل‘لم" : 3/128 ؛ "النجوم الزاهرة" : 7/147 ؛ "الكامل في التاريخ" : 5/113- انظر ترجمته في "المنتظم" : 4

29

خطرهم على البلد السلمية فأغاروا على البرصة في ايام الخليفة المعتضد واستولوا علللى بلد هجللر ومللا حولهللا

هللل بزعامللة يحيللى بللن زكرويلله290وقتلوا من حولهم من أهل القرى من المسلللمين ، يثللم سللاروا إلللى دمشللق سللنة

القرمطي فحاصروها وهزموا جيش الخليفة ، وقتل طاغيتهم يحيللى فخلفلله أخللوه الحسللين صللاحب الشللامة ، فللدخلوا

دمشق وقتلوا بها خلقا كثيرا من المسلمين ونهبوا أموالهم ، يثم ساروا إلى حماة وحمص ومعرة النعمان وقهروا أهلها

واستباحوا أموالهم وحريمهم ، فصاروا يقتللون الللدواب والصللبيان فللي المكللاتب ويسللتبيحون وطللء الجماعللة للمللرأة

.)1(الواحدة

هللل وبللذلوا السلليف فللي المسلللمين317يثم استفحل خطرهم وقويت شوكتهم إلى ان دخلوا المسللجد الحللرام سللنة

فقتلوا خلقا من الحجاج وانتهبوا أموالهم ، وطرح القتلى فلي بئر زمللزم ودفلن كلثير منهللم فللي أملاكنهم ، يثلم اقتلعلوا

هللل فللردوه إلللى الكعبللة ، وكللان قللائدهم فللي هللذه339الحجر السود فساروا به إلى بلدهم وبقي عنللدهم حللتى سللنة

.)2(الجريمة أبو طاهر بن الحسين الجنابي اللعين

يثم ركدت حركتهم إلى أن ظهر عبيد ال بن ميمون القللداح الهللوازي الملقللب بالمهللدي ، واقللام دولللة العبيللديين

الروافض ، فصارت لهم صولة في بلد مصر والمغرب ، واندمج أكثرهم في طوائف السماعيلية والنصيرية ، وقد

.)3(استمرت حركتهم إلى أزمنة متأخرة في اللذقية ونجران واليمن وفي القطيف غرب الخليج الفارسي

وقد كشف المحديثون النقاد أباطيلهم ومكائدهم وجرائمهللم الللتي ارتكبوهللا ضللد السلللم والمسلللمين واعتللبروهم

زنادقة مارقون من أخطر الطوائف على السلم والمسلمين.

قال ابن الجوزي :"اعلم أن مذهبهم ظاهره الرفض وباطنه الكفر ، ومفتتحه حصر مدارك العلوم في قول المام

. وقلال فلي موضلع آخلر :"وقصلدوا إبطلال السللم ورد الدوللة)4(المعصوم وعزل العقول أن تكون مدركة للحلق"

.)5(الفارسية ، وأخذوا يحتالون في تضعيف قلوب المؤمنين ، وأظهروا مذهب المامية وبعض مذهب الفلسفة"

وقال ابن كثير :"وهم فرقة مللن الزنادقللة الملحللدة أتبللاع الفلسللفة مللن الفللرس الللذين يعتقللدون نبللوة زرادشللت

ومزدك ، وكانا يبيحان المحرمات ، يثم هم بعد ذلك أتباع كل ناعق إلى باطل ، وأكثر ما يفسدون من جهة الروافللض

.)6(ويدخلون إلى الباطل من جهتهم"

يثم تصدى لذكر جرائمهم ومظاهر كيدهم للسلم والمسلمين ، ,أنهللم كللانوا ممللالئين لدولللة العبيللديين الروافللض

الزنادقة ، حيث قال عن طاغيتهم أبي طاهر القرمطي حين دخل المسجد الحرام : وجلس أميرهم أبو طاهر لعنه اللل

على باب الكعبة والرجال تصرع حوله ، والسيو ف تعمل في الناس في المسجد الحرام فللي اشلللهر الحللرام ... وهللو

يقول : انا ال وبال أنا ، يخلق الخلق وأفنيهم أنا ، فكان الناس يفرون منه ، فيتعلقون بأستار الكعبة ، فل يجللدي ذلللك

عنهم شيئا ... وهدم قبة زمزم وأمر بقلع باب الكعبة ، ونزع كسوتها عنهلا ، وشلققها بيلن أصللحابه ، وأملر رجل أن

يصعد إلى ميزاب الكعبة فيتقتلعه ، فسقط على أم رأسه فمات إلى النار ، يثم أمر بأن يقلعالحجر السود ، فجاء رجل

فضربه بمثقل في يده ، وقال : أين الطير البابيل ، أين الحجارة من سجيل ؟! يثم قلع الحجلر السلود وأخللذوه معهللم

حين راحوا إل ىبلدهم ... وإنما حمل هؤلء على هذا الصنيع أنهم كفار زنادقة ، وقد كانوا ممالئين للفاطميين الذين.102 ، 91 ، 88 ، 11/86- راجع "البداية والنهاية" : 1.15/320 ؛ "سير أعلم النبلء" : 6/336- انظر "المنتظم" : 2.6/35 ؛ "العلم" : 5/118- انظر"المنتظم" : 3.5/115- "المنتظم" : 4.5/118- المصدر السابق : 5.66 ، 11/65- "البداية و النهاية" : 6

30

هللل للل ببلد إفريقيللة فللي أرض المغللرب ، ويلقللب أميرهللم بالمهللدي ...وكللان هللؤلء317نبغوا في هذه السللنة للل أي

.)1(القرامطة يراسلونه ويدعون إليه ويترامون عليه"

يثم قال :"وكل مؤمن يعلم أن هؤلء قد ألحدوا في الحرم إلحادا بالغا عظيما ، ,انهم م نأعظم الملحدين الكافرين ،

بما تبين من كتاب ال وسنة رسوله ، فلماذا لم يحتج الحال إلللى معللاجلتهم بالعقوبللة ، بللل أخرهللم الللرب تعللالى ليللوم

.)2(تشخص فيه البصار وال سبحانه يمهل ويملي يثم يأخذ أخذ عزيز مقتدر"

وقد صنف في كشف مكائدهم وفضائحهم طائفة من أهل السنة منهم المام أبللو بكللر البللاقلني فللي كتللابه "هتللك

الستار وكشف السرار" رد به على كتاب "البلغ العظم والناموس الكبر" الذي ألفه بعض قضاتهم بمصللر ايللام

العبيديين.

وقد انعقد إجماع من يعتد بأقوالهم من علماء السللنة أن القرامطللة طائفللة ملن الملحللدة المللارقين الللذين أظهللروا

السلم وتستروا بالتشيع ، وأنه لحظ لهللم فللي ملللة السلللم ، بللل كللانوا يرمللون إلللى تقللويض افسلللم وهللدم وحللدة

المسلمين ، وهذا هو الذي نعتقد وندين ال به في أمر هذه الطائفة ول يغرنا بعد ذلك ما يزعمه طائفللة مللن المتطفليللن

على تفسير التاريخ السلمي من كتاب العصر ، من أن القرامطة كللانوا حركللة إصلللح ينشللدون العللدل والحريللة ،

.)3(وان التاريخ لم ينصفهم لحد اليوم

هـ :567 هـ - 296– إيمارة العبيديين الروافض 21

وهم طائفة الخلفاء الذين ملكوا القيروان والديار المصرية وتسموا بالفاطميين" ، وقد تستروا بالسلم وأظهروا

وانطلى أمرهم على جهلة النللاس بللالمغربrالرفض ، وهم زنادقة ملحدة أدعياء ادعوا أنهم من آل بيت رسول ال

والقيروان ومصر ، يثم افتضح أمرهم لدى أئمة السلم وظهر كذبهم فيما ادعوا من النتساب لل البيت ، وظهر من

جرائمهم وفضائحهم ما دعا ائمة الحديث وعلماء السنة إلى الحكللم بكفرهللم لنهللم زنادقللة مارقللة لللم تصللح إمللامتهم

للمسلمين ، ومن يثم جرى المؤرخون من أئمة الحديث على اعتبارهم خارجين عن الملللة وأن خلفتهللم كللانت مروقللا

وانحرافا في تاريخ السلم.

وكان مبدأ أمرهم على يد عبيد ال المهدي المدعي أنه علوي فاطمي ، ولد بسلمية بلد من أعمال حمللاة بسللوريا

هل وابوه على راي المحققين هو ميمون القداح كان صباغا بسلمية ، وكان يهوديا فادعى السلم ولم يكن259سنة

صادقا ، وقد رحل عبيد ال عن سلمية بعد أن طلبه الخليفة العباسي المكتفي بال فدخل المغرب وادعى أنلله علللوي ،

هل ، وملك تاهرت وسجلماسللة يثللم أسللس مدينللة المهديللة عللام297فبايعه أهل القيروان وصارت له دولة هناك عام

.)4( هل 322 هل ، واتخذها قاعدة لملكه وبقي بها إلى أن مات عام 303

يثم قام بأمر العبيديين من بعده ابنه القاسم الملقب بالقائم بأمر ال ، يثم بعده المنصور ، يثللم المعللز لللدين اللل الللذي

هللل ، يثللم286 هللل ، يثللم مللن بعللده ابنلله عبللد العزيللز نللزار ت 356ملك الديار المصرية وبنى القاهرة وتلوفي عللام

هل ، الذي ملك الشام والحجاز والمغرب ومصر وكان مللن أظلللم خلللق اللل411طاغيتهم الكبر الحاكم بأمر ال ت

وأخبثهم زنديقا كافرا قال عنه الذهبي :"وكان شيطانا مريدا خبيث النفس متلون العتقاد سمحا جوادا سفاكا للدماء ،

.172 ، 11/171- المصدر السابق : 1.11/173- المصدر السابق : 2 - أمثال إسماعيل المير علي الذي يقول :"إن الحركة القرمطية حركة يثورية مؤيثرة ذا تأهدا ف اجتماعية قد تعرضت للسفه التاريخي من قبل جمهلرة الملؤرخين3

. )127القرامطة والحركة القرمطية في التاريخ : (المتعصبين الذين كانو ايكتبون ويدونون بعواطفهم وغرائزهم فقط" .11/191 ؛ "البداية والنهاية" : 15/141 ؛ "سير أعلم النبلء" : 1/272- انظر ترجمته في "وفيات العيان" : 4

31

قتل خلقا من كبراء دولته صبرا وأمر بشتم الصحابة وكتبه على أبواب المساجد ... وكان المسلمون وأهل الذمللة فللي

.)1(ويل وبلء معه"

وقال ابن كثير :"وقد كان يروم أن يدعي اللوهية كما ادعاها فرعون فكان أمر الرعية إذا ذكللر الخطيللب علللى

المنبر اسمه أن يقوم الناس على أقدانهم صفوفا ، إعظاما لذكره واحتراما لسمه ، فعل ذلك فللي سللائر ممللالكه حللتى

في الحرمين الشريفين ، وقد كان أمر أهل مصر على الخصوص إذا قللاموا عنللد ذكللره خللروا سللجدا للله ، حللتى إنلله

.)2(ليسجد بسجودهم من في السواق من الرعاع وغيرهم"

هل ، وكان جملتهم أربعة عشر ملكا متخلفا ل مستخلفا ، لن خلفتهم567وختمت دولتهم بالعاضد لدين ال ت

لم تصح عند أئمة السلم ، وحكمهم بلد مصر والشام والمغرب كان اغتصابا وتسلطا على رقللاب المسلللمين ، وقللد

ذمهم أئمة الجرح والتعديل من جهتين :

أول : ادعائهم النسب الفاطمي

فقد كذبهم أئمة السلم من علماء الحديث والنسب والقضاة والفقهاء في دعللواهم وأيثبتللوا أنهللم أدعيللاء ، وكتبللوا

هل ، بحضور جماعة من العلماء وصنفوا في ذلك كتبا ومؤلفات .402بذلك محضرا في بغداد سنة

ومنهم المام أبو بكر الباقلني الللذي ألللف كتابللا يقللدح بلله فللي نسللبهم وعقيللدتهم سللماه "كشللف السللرار وهتللك

.)3(الستار" ذكر فيه فضائحهم وفضائح القرامطة الذين كانوا أولياءهم كما ذكر ابن كثير

قال الباقلني :"القداح جد عبيد ال اللذي يسلمى بالمهللدي كلان مجوسلليا ودخللل عبيللد اللل المغللرب وادعللى أنله

.)4(علوي ، ولم يعرفه أحد من علماء النسب ، وسماهم جهلة الناس الفاطميين"

هللل ، فللي الطعللن فللي نسللبهم402ابللن كللثير وغيللره ملخللص المحضللر الللذي كتبلله علمللاء بغللداد سللنة وذكللر

فقال :"وإنما نسبهم غلى عبيد بن سعيد الجرمي ، وكتب في ذلك جماعة من العلماء والقضللاة والشللرا ف والعللدول

والصالحين والفقهاء والمحديثين وشهدوا جميعا أن الحاكم بمصر هو منصور بن نزار الملقب بالحاكم حكم ال عليلله

بالبوار والخزي والدمار ، ابن معد بن إسماعيل بن عبد ال بن سعيد ، ل أسعده ال ، فإنه لما صار إلى بلد المغرب

تسمى بعبيد ال وتلقب بالمهدي ، وأن من تقدم من سلفه أدعياء خوارج ، ل نسب لهم في ولد علللي بللن أبللي طللالب ،

ول يتعلقون بسبب وأنه منزه عن باطلهم وأن الذي ادعوه باطل وزور ، وأنهم ل يعلمون أحدا من أهل بيوتات علللي

.)5(بن أبي طالب توقف عن إطلق القول في أنهم خوارج كذبة..."

وقال الحافظ الذهبي في ترجمة عبد ال المهدي :"وادعى هللذا المللدبر أنلله فللاطمي مللن ذريللة جعفللر الصللادق ،

فقال : أنا عبيد ال بن محمد بن عبد ال بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد ... والمحققون علللى أنلله

دعي بحيث إن المعز منهم لما سأله السيد ابن طباطبا عن نسبه قال : غدا أخرجه لك يثم أصبح وقللد ألقللى عرمللة مللن

.)6(الذهب ، يثم جذب نصف سيفه من غمده ، فقال : هذا نسبي وأمره بنهب الذهب وقال : هذا حسبي"

وقللد تجللرأ المللؤرخ ابللن خلللدون علللى إيثبللات هللذا الباطللل والنتصللار للله عنللد كلملله عللن العبيللديين ، حيللث

.106 ، 1/105- "العبر في خبر من غبر" : 1.12/10- "البداية والنهاية" : 2.12/287- انظر المصدر السابق : 3.15- انظر "تاريخ الخلفاء" : 4.3/76 ؛ "العبر" : 7/255 ؛ وانظر "المنتظم" : 11/369- "البداية والنهاية" : 5.142 ، 15/141- "سير أعلم النبلء" : 6

32

قال :"وأولهم عبيد ال المهدي محمد بن الحبيب بن حعفر الصادق بن محمللد المكتللوم بللن جعفللر الصللادق ول عللبرة

بمن أنكر هذا النسب من أهل القيروان وغيرهم بالمحضر الذي يثبت ببغداد أيام القادر بالطعن فللي نسللبهم وشللهد فيلله

أعلم الئمة ... مع أن طبيعة الوجود في النقياد لهم وظهور كلمتهم حللتى فللي مكللة والمدينللة أدل شللئ علللى صللحة

.)1(نسبهم"

وهذا من أعجب العجب واقبح الستدلل ، فإن النساب ل تثبت بطبائع الوجود وقواعد العمران وغير ذلك مللن

مسائل فلسفة التاريخ التي يلهج بها ابن خلدون في مقدمته ، وعلم النسب والخبار صللناعة لهللا قواعللدها واصللحابها

الذين يؤخذ عنهم هذا العلم ، وابن خلدون لم يكن جاهل بهذه المور ، وإنما حمله على إيثبات نسب العبيللديين إلللى آل

البيت دهاؤه وانحرافه عن آل البيت ، حتى يلتصق عهد العبيديين السود بتاريخ آل البيت ، وكان المؤرخ المقريزي

لنتسابه للعبيديين يفرط في تعظيم ابن خلدون لجل ذلك وابن خلدون إنما فعل ذلك دهاء وعنادا .

وقد تنبه لذلك الحافظ ابن حجر حيث قال :"والعجب أن صاحبنا المقريللزي كللان يفللرط فللي تعظيللم ابلن خلللدون

لكونه كان يجزم بصحة نسب بني عبيد الذين كانوا خلفاء بمصر ، واشتهروا بالفاطميين إلى علي ويخالف غيره فللي

،)2(ذلك ويدفع ما نقل عن الئمة من الطعن في نسلبهم ويقلول : إنملا كتبلوا ذللك المحضلر مراعلاة للخليفلة العباسلي

وكان صاحبنا ينتمي إلى الفاطميين فأحب ابن خلدون لكونه أيثبت نسللبتهم وغفللل علن مللراد ابللن خلللدون ، فللإنه كللان

لنحرافه عن آل البيت يثبت نسب الفاطميين إليهم ، لما اشتهر مللن سللوء معتقللد الفللاطميين وكللون بعضللهم نسللب إل

ىالزندقة وادعى اللوهية كالحاكم، وبعضهم في الغاية من التعصب لمذهب الرفض حتى قتل في زمللانهم جمللع مللن

أهل السنة ، وكانوا يصرحون بسب الصحابة في جوامعهم ومجامعهم ، فإذا كللانوا بهللذه المثابللة وصللح أنهللم مللن آل

.)3(علي حقيقة التصق بآل علي العيب وكان ذلك من أسباب النفرة عنهم"

ثانيا : عقيدتهم الفالسدة وغرضهم السيء :•

فإن أكثرهم زنادقة خارجون عن السلم ، أظهرو اسب النبياء وابللاحوا الخملور واسللتحلوا الفللروج ، والخيللر

ويسبهم.rمنهم كان رافضيا خبيثا يبغض أصحاب رسول ال

قال الباقلني :"كان المهدي عبيد ال باطنيا خبيثا حريصا على إزالة ملة السلم ، أعدم العلماء والفقهاء ليتمكن

.)4(من إغواء الخلق وجاء أولده على أسلوبه أباحوا الخمور والفروج وأشاعوا الرفض"

وقال أبو الحسن القابسي :"إن الذين قتلهم عبيد ال وبنوه من العلماء والعباد أربعة آل ف ليردوهم عن الترضللي

.)5(على الصحابة فاختاروا الموت ، فياحبذا لو كان رافضيا فقط ولكنه زنديق"

وورد في المحضر الذي كتبه علماء بغداد :"وإن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه مفار فساق فجار ملحدون زنادقة

معطلون ، وللسلم جاحدون ، ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدو ن، قد عطلوا الحللدود وأبللاحوا الفللروج ، ,احلللوا

.)6(الخمر ، وسفكوا الدماء ، وسبوا النبياء ، ولعنوا السلف ، وادعوا الربوبية"

وبللذلك اعتلبر أعلم الملؤرخين عهللدهم صلفحة سلوداء فللي تاريللخ المسللمين ، فللرح المسلللمون بطيهللا وزوال

.4/64- "تاريخ ابن خلدون" : 1- وهذا قدح في عدالة أؤلئك الئمة العلم ، تمحله ابن خلدون تعصبا وعنادا.2.348 ، 2/347- "رفع الصر عن قضاة مصر" : 3.16- "تاريخ الخلفاء" : 4.17- المصدر السابق : 5.11/369 ؛ "البداية والنهاية" : 2/77- انظر "العبر في خبر من غبر" : 6

33

دولتهم ، الني اجتلبت على المة شرا وبلء عظيمللا ، تمثللل فللي شلليوع البللدع والمنكللرات ودخللول الصللليبيين عللن

، قال العماد ابن كثير :"وكلانوا ملن أغنلى الخلفلاء وأجلبرهم وأظلمهلم وأنجلس)1(طريقهم وبممالتهم إلى بلد الشام

الملوك سيرة وأخبثهم سريرة ، ظهرت في دلوتهم البدع والمنكرات وكثر أهل الفساد ، وقللل عنللدهم الصللالحون مللن

العلماء والعباد ، وكثر بضٍأض الشام النصرانية والدرزية و الحشيشية ، وتغلب الفرنج على سواحل الشام بكماله حتى

أخذوا القدس ونابلس وعجلون والغور وبلد غزة وعسقلن والكرك والشوبك وطبرية وبانيللاس... وبلد شللتى غيللر

ذلك ، وقتلوا من المسلمين خلقا وأمما ل يحصيهم إل ال ، وسبوا ذراري المسلمين من النساء والولدان ممللا ل يحللد

ول يوصف وكل هذه البلد كانت الصحابة قد فتحوها وصارت دار إسلم ، وأخذوا من أموال المسلللمين مللال يحللد

ول يوصف ، وكادوا أن يتغلبوا على دمسق ولكن ال سلم ، وحين زالت أيامهم وانتقض إبراهيم أعاد اللل علز وجلل

. وقد فرح المسلمون بزوال دولتهلم وانقراضلها ، وأنشلد الشلعراء فلي ذللك قصلائد)2(هذه البلد كلها إلى المسلمين"

طويلة ، فمما قاله بعضهم بعد مو ت العاضد آخر خلفائهم :

ضد الدعي فما *** يفتح ذو بدعة بمصر فماتوفي العا

وعصر فرعونها انقضى وغدا *** يوسفها في المور محتكما

)3(واهتز عطف السلم من جلل *** وأفتر يثغر السلم وابتسما

هـ :656لعلقمي ولسقوط الخلفة العبالسية ببغداد - يمكيدة ابن ا22

كللا نسللقوط الخلفللة العباسللية ببغللداد ومللا زامللن ذلللك مللن الحللداث مللن أعظللم المصللائب والفتللن الللتي حلللت

بالمسلمين ، بحيث لم يعر ف مثبلها في التاريخ لما جرى فيهللا مللن سللفك الللدماء وإبللادة خلللق عظيللم مللن المسلللمين ،

وتخريب البلد على يد التتار الذين زحفوا على بلد السلللم بممللالة وزيللر السللوء ورأس المكيللدة مؤيلد اللدين ابلن

.)4( هل وزير المعتصم آخر خلفاء العباسيين ببغداد656العلقمي ت

وقد جرى بعض المؤرخين على ذكر أحداث زحف التتار عللى البلد السللمية وتسللطهم عللى المسللمين فلي

بغداد وإطاحتهم بالخلفة العباسية ، وإرجاع ذلك كلله إللى قلوة السلباب الخفيلة اللتي كلانت ملن وراء هلذه الحاديثلة

العظمى في التاريخ السلمي .

وقد سار أئمة الجرح والتعديل من علماء التاريخ على عكس ذلك فأيثبتوا أن هللذه الحاديثللة كللان تجريمللة ومكيللدة

دبرها عميل التتار ورأس المنافقين الرافضي مؤيد الدين ابن العلقمي الللذي كللان صللاحب المللر والنهللي فللي خلفللة

المستعصم لمدة أربعة عشر سنة ، مع جماعة من أصحابه.

هل ، ولكللن640فقد ذكر المحققون من أئمة التاريخ أن المستعصم كان متدينا متمسكا بالسنة كأبيه المنتصر ت

هلم يكن مثله في الحزم والتيقظ ، وكان للمستنصر أخ يعر ف بالخفاجي مللن رجلال اللدهر شلهامة وشلجاعة ، وكلان

الناس قللد تسللامعوا بخللروج التتللار وقصللدهم بلد السلللم ، فكللان الخفللاجي يقللول :"إن ملكنللي اللل المللر لعللبرن

بالجيوش نهر جيحون ، وأنتزع البلد من التتار ، فلما توفي المستنصر لم ير الدويللدار وابللن العلقمللي وكبللار رجللال

الدولة تقليد الخفاجي المور وخافوا منه ، وآيثروا المستعصم للينه وانقياده ليكون المر لهم ، وركن المستعصم لبللن

)679انظر "تاريخ الخلفاء" : (- فإن المستعلي الفاطمي لما رأى قوة المسلمين السلجقة بالشام دعا الصليبيين للهجوم عليها 1

. 12/287- "البداية والنهاية" : 2.12/284- المصدر السابق : 3.3/252 ؛ "فوات الوفيات" : 2/122 ؛ "دول السلم" : 23/362- راجع "سير أعلم النبلء" : 4

34

.)1(العلقمي الذي صار يدبر المر كما شاء

وقد كان ابن العلقمي هذا رافضيا خبيثا معاديا لملة السلم سئ الغللرض والنيللة قللال عنلله الحللافظ المللؤرخ ابللن

كثير :"وزير سةء على نفسه وعلى الخليفة وعلى المسلمين ، مع أنه كللان مللن الفضلللء فللي النشللاء والدب وكللان

رافضيا خبيثا ردئ الطوية على السلم وأهله ، وقللد حصللل لله مللن التعظيللم والوجاهللة فلي أيلام المستعصللم مللا لللم

.)2(يحصل لغيره من الوزراء يثم مال على السلم وأهله الكافر هولكو خان ، حتى فعل ما فعل بالسلم وأهله"

وقد ذكر أعلم المؤرخين أنه كان مدبر هذه الجريمة التي قصد بها غبادة المسلمين من أهل السنة ، بحيث طرد

كثيرا من الجنود وصرفهم عن وظائفهم ، وأرسل إلى هولكو وأطلعه أسللرار الخلفللة وشللجعه علللى الزحللف علللى

هللل655بغداد لينال عنده الحظوة والمكانة وينتقم من أهل السنة الذين جرت بينهم وبين الرافضة حرب عظيمة سللنة

، فاشللتد حنقلله علللى أهللل)3(نهبت فيها الكرخ ومحلة الرافضة ببغداد ، حتى نهبت دور قرب دار الوزير ابن العلقمي

السنة مع ما كان فيه قبل ذلك من تدبير المكيدة للمسلمين والخليفة مع جماعة من أصحابه منهم نصير الدين الطوسي

.)4( هل672ت

قال ابن كثير :"وكلان اللوزير ابلن العلقملي قبلل هلذه الحاديثلة يجتهلد فلي صلر ف الجيلوش وإسلقاط أسلهم ملن

الديوان ، فكان تالعساكر في آخر ايام المستنصر قريبا من مائة ألف مقاتل منهم من المراء من هو كالملوك الكللابر

الكاسر ، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أ، لم يبق سوى عشرة آل ف ، يثم كاتب التتار وأطمعهم في أخذ البلد وسللهل

عليهم ذلك ، وحكى لهم حقيقة الحال ، وكشف لهم ضعف الرجال وذلك كله طمعا منه أن يزيللل السللنة بالكليللة ، وأن

.)5(يظهر البدعة الرافضة وأن يقيم خليفة من الفاطميين ، ,أن يبيد العلماء والمفتين وال غالب على أمره"

وقال السيوطي :"يثم ركن المستعصم إلى وزيره مؤيد الدين العلقمي الرافضي ، فأهلللك الحللرث والنسللل ولعللب

بالخليفة كيف أراد ، وباطن التتار وناصحهم ، وأطمعهم في المجئ إلى العلراق وأخلذ بغلداد وقطللع الدوللة العباسللية

ليقيم خليفة من آل علي ، وصار إذا جاء خبر منهم كتمه عن الخليفة ، ويطالع بأخبار الخليفة التتار إلى ان حصل ما

.)6(حصل"

وبذلك دخلت جيوش التتار بغداد ، فكان أول مللن بللرز لهللم ابللن العلقمللي ، وزيللن للخليفللة أن يخللرج إليهللم فللي

جماعة من القضاة والعلماء وأولي الحل والعقد ليقع الصلح مع هولكو ، يثم سار إلى هولكو وأشار عليه بقتلهم وأل

يقبل الصلح منهم ، قال ابن كثير :"وقد أشار أولئك المل من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هللؤلء أل يصللالح

الخليفة ، وقال الوزير متى وقع الصلح على المناصفة ل يستمر هذا ، إل عاما أو عامين يثم يعود المر إلللى مللا كللان

عليه قبل ذلك ، وحسنوا له قتل الخليفة ... فباءوا بللإيثمه وإيثللم مللن كللان معلله مللن سللادات العلمللاء والقضللاة والكللابر

والرؤساء وأولي الحل والعقد ببلده ، ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قللدروا عليلله مللن الرجللال والنسللاء والولللدان

والمشايخ والكهول والشبان ودحول كثير من الناس في البار وأماكن الحشوش وقنى الوسللخ وكمنللوا كللذلك أيامللا ل

.)7(يظهرون"

.727- انظر "تاريخ الخلفاء" : 1.13/225- "البدايةو النهاية" : 2. 13/215 ؛ "البداية و النهاية" : 23/362- انظر "سير أعلم النبلء" : 3.5/339 ؛ "شذرات الذهب" :1/179 ؛ "الوافي بالوفيات" : 2/149- راجع ترجمته في "فوات الوفيات" : 4.13/215- "البداية والنهاية" : 5.738- "تاريخ الخلفاء" : 6.215 ، 13/214- "البداية والنهاية" : 7

35

وجرت بعد ذلك مصائب وهنات بسطها المؤرخون ، فكانت الحاديثة من أبشع الجرائم الللتي ارتكبللت فللي تاريللخ

المسلمين ، وقد أراد ابن العلقمي بذلك أن يقيم دولة الرفض ، ,اشللار علللى هولكللو أن يقيللم ببغللداد خليفللة علويللا فلللم

.)1(يوافقه ، فصار معهم ذليل حقيرا يثم توفي بعد يثليثة أشهر

قال ابن كثير :"وال غالب على أمره ، وقد رد كيده في نحره وأذله بعد العزة القعسللاء ، وجعللله حوشللاكا للتللار

بعدما كان وزيرا للخلفاء ، واكتسب إيثم من قتل ببغداد من الرجال والنساء والطفللال...فلللم يمهللله اللل ول أهمللله بللل

.)2(أخذه أخذ عزيز مقتدر ... فمات جهدا وغما وحزنا وندما إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم"

فسقوط الخلفة السلمية ببغداد لم يكللن أمللرا طبيعيللا ، كمللا هللي العللادة فللي نهايللة أعمللار الللدول بعللد هرمهللا

وشيخوختها ، بل كان مكيدة دبرها أعداء السلم مللن خبثللاء النفللوس الللذين قوضللوا أركللان الخلفللة مللن الللداخل ،

بإضعا ف العدة وتعريض البلد إلى أيدي العداء.

وإذا كنا نعجب من كيللد هللؤلء المجرميللن الللذين بللاعوا الخلفللة وبلد المسلللمين لقللوام متوحشللين ل يعرفللون

للحضارة معنى ، فإن عجبنا يشتد جين نجد اليوم من يللدافع علن هلؤلء ويعتللبرهم بنللاة الحضللارة ، ضللاربا بحقللائق

التاريخ عرض الحائط ، ومن هؤلء بعللض دعللاة الفكللر الحللر كعبللد المتعللالي الصللعيدي الللذي يعتللبر نصللير الللدين

.)3(الطوسي مجدد القرن السابع

ناهيك عن الدفاع المستميت الذي قام به الستاذ حسن الميلن علن ابلن العلقملي فللي دراسلة علن كتلاب "جلامع

م ،1973 هللل مللؤرخ دولللة المغللول ، نشللرها بمجلللة العربللي عللام 718التواريخ" للمؤرخ رشيد الدين الهمللداني ت

فاعتبر ابن العلقمي رأس المجاهدين الذين كانوا يعقدون المجالس ويسعون في إعداد العدة والقيللام بالتللدابير اللزمللة

لرد عادية التتار ، لكن الخليفة بخل عليه بالمال فانهار جيش المسلمين وضاع كل شئ.

يثم يزيد إمعانا في هللذا الباطللل وتحريللف الحقللائق فيقلول بللأن قاضللي القضللاة شللمس الللدين القزوينللي كللان هللو

المحرض للتتار على غزو المسلمين لنه كان ل يحتمل وجود السماعيليين فللي قلعهلم المنيعلة اللتي ارتلدت عنهلا

جحافل التتار ، فكان ل يفتأ يتوسلل إللى جينكيلز خلان بمختللف الوسلائل ليحملله عللى تلوجيه هولكلو لغلزو القلع

، إلى غير ذلك من الباطيل التي ل نجدها عند أحد من المؤرخين ، والتي ل تستحق أن نقيم لهللا وزنللا)4(السماعيلية

أو نرد عليها لنها ل تستند إلى أساس علمي أصيل.

Table of Contents

.750- انظر "تاريخ الخلفاء" : 1.216 ، 13/215- "البداية والنهاية" : 2.260- انظر كتابه "المجددون في السلم" : 3.1973 سنة 108 ص 174- انظر مقاله : "رشيد الدين الهمداني وكتابه جامع التواريخ" محلة العربي عدد 4