: ﺔﻟﺎﺳﺮﻟﺍ ﻥﺍﻮﻨﻋ ﻢﻳﺮﻜﻟﺍ ﻥﺁﺮﻘﻟﺍ ﰲ...

1042
اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ أم اﻟﻘﺮى ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻗﺴﻢ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﺮع اﻟﻠﻐ ــ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ: ﺍﻟﺘﺬﻛﲑ ﻭﺍﻟﺘﺄﻧﻴﺚ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺘﺬﻛﲑ ﻭﺍﻟﺘﺄﻧﻴﺚ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ) ﺩﺭﺍﺳ ـ ﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴــﺔ( ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘﺪ ﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﰲ ﲣﺼﺺ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ: ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ) : ١٤٢٤٧٠٠٣١ ( ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ: ﳏﻤﺪ ﻣﺼﺒﺎﺡ ﺃﲪﺪ ﻧﺼﺮ

Transcript of : ﺔﻟﺎﺳﺮﻟﺍ ﻥﺍﻮﻨﻋ ﻢﻳﺮﻜﻟﺍ ﻥﺁﺮﻘﻟﺍ ﰲ...

  • المملكة العربیة السعودیة جامعة أم القرى

    كلیة اللغة العربیة قسم الدراسات العلیا

    ةــفرع اللغ

    :عنوان الرسالة التذكري والتأنيث يف القرآن الكريمالتذكري والتأنيث يف القرآن الكريم

    )ة تطبيقيــة ـدراس(

    مة لنيل درجة الدكتوراه يف ختصص اللغة والنحو والصرفرسالة مقد

    حممد عبد الناصر :الطالب إعداد ) ١٤٢٤٧٠٠٣١: ( الرقم اجلامعي

    أمحد نصر حممد مصباح: إشراف األستاذ الدكتور

  • ) أ (

    املصطفى ، والصالة والسالم على نبيه اإلنسان وعلَّمه البيان احلمد هللا الذي خلق

    معلّمِ هذه األمة اخلري كله واملبعوث رمحةً لألنام ، وعلى آله وأصحابه األبرار ، ومن : بعد اهتدى بسنته إىل يوم املعاد ، أما

    من الدراسات النحوية اهلامة ، ملا يترتب فإنَّ دراسةَ ظاهرة التذكري والتأنيث ا مذكَّر وإما مؤنث ، وخمالفة استعمال ، واللفظ إميف تركيب اجلملة عليهما من أثرٍ

    أحدمها موضع اآلخر خيلُّ من متام دراسة اللغة ؛ ألن تركيب اجلملة ، ال خيلو أن يكون إنشائياً أو طلبياً ، أو يكون خربياً ، ولكل منها ضمائر خمتصة به ، فعالقة

    ل أبو بكر حممد بن ظاهرة التذكري والتأنيث بدراسة اللغة جزء ال يتجزأ عنها ، قاإنَّ من متام دراسة النحو واإلعراب معرفة املذكَّر واملؤنث ؛ ألن من : " األنباري

    ذكَّر مؤنثاً ، أو أنث مذكَّراً ، كان العيب الزماً له ، كلزومه من نصب مرفوعاً ، أو . )١("خفض منصوباً

    والتأنيث بالطبع التذكري هاقستحقاليف احليوان ، وحقيقة ظاهرة التذكري والتأنيث محار وأتان ، ومجل وناقة ، : ثل رجل وامرأة ، وولد وبنت ، وم: والداللة ، حنو

    ى وما دلَّ عليه، هنا مؤنثة تأنيث حقيقي ، لوجود صلة بني املسم) امرأة ( فكلمة . ومذكَّرها مجل ) ناقة ( ويقابلها يف التذكري كلمة رجل ، ومثل امرأة

    النتفاء الصلة بني املسمى قهما على غري احليوان يكون على سبيل ااز وإطال . مدلوله و

    وما تتسم به من غموض يف حتديد ، وألمهية هذه الظاهرة يف الدراسات اللغوية جنس األشياء ، كان اهتمام علماء العربية حنو بيان معرفة الفرق بني املذكر واملؤنث

    ) ٥١( ص : املذكر واملؤنث )١(

    دمة املقـ

  • ) ب(

    ٠ن بقية دراسات القضايا العربية األخرى ال يقلّ ع : عدة ، منها حنو قضية التذكري والتأنيث اجتاهات اللغويةوقد اجتهت الدراسات ، من جهة تصنيف األمساء تذكرياً وتأنيثاً، دراسات عرضت القضية عرضاً لغوياً - ١

    ٠حيث تثبت األلفاظ مشاراً إىل تذكريها وتأنيثها لغةً : منها ،املذكر واملؤنث : والكتب املؤلَّفَة حول هذا االجتاه كثرية مما حتمل عنوانَ ، يرؤنث للمربد ، واملذكر واملؤنث لألنباواملاملذكر واملؤنث للفراء ، واملذكَّر -

    وبعض اآليات القرآنية الواردة يف ،اخل ٠٠٠واملفضل بن سلمة يف املذكر واملؤنث مذكرة ، ( جه إشـارة إىل وجود أمساء ، كانت على ولكتبـات هذه اثنايا دراس

    وأكثر من اهتم بإيراد اآليات ، مذكورة من لغات العرب يف القرآن الكرمي ) ومؤنثة ٠ القرآنية مما اطلعت عليه ، أبو بكر حممد بن القاسم األنباري

    : هامن ،عية رسائل جام قدمت يفوهناك حبوث متعلقة بظاهرة التذكري والتأنيث عـام األزهر الشريف جامعة -اه ردكتوؤنث يف اللغة العربية ، رسالة املذكر وامل - ٠حممد حممود محالل / إعداد ،م ) ١٩٦٩( ، م) ١٩٩٢ (دكتوراه ، دارا العلوم ية بني املذكر واملؤنث ، رسالة اللغة العرب - ٠عبد ايد عبد العزيز ضوه / إعداد مرحلة املاجستري ، –دراسة يف علم اللغة التطبيقي –كري والتأنيث يف العربية التذ - ٠) ١٤٠٩( مجعان سعيد مبارك القحطاين ـ جامعة اإلمام بالرياض / إعداد مؤلفات موسوعة تدراسات خاصة بالتأنيث يف اللغة العربية ضمن: ومنها – ٢ ٠" التأنيث " كتاب بيف املخصص فيما أمساه كما فعل ابن سيده فيه يوضح وهوإبراهيم بركات ، / وكتاب التأنيث يف اللغة العربية للدكتور - دراسته طرق التأنيث يف اللغة العربية مقارنة باللغات السامية األخرى ، ومل يربط

  • )ج (

    .بالقرآن الكرمي ، جبامعـة لشذى حممد شهاب / القرآن الكرمي ظاهرة التأنيث يف : حبث بعنوان و - . مل أمتكن من الوصول إىل االطالع عليه م ، ) ١٩٨٧ (املوصل سنة وقد عين موضوع هذا البحث بدراسة االستعمال اللغوي لظاهرة التذكري والتأنيث

    ب يف القرآن الكرمي أكثر من دراسة األلفاظ وتصنيفها ، إذ استعماهلما يف األسلوالقرآين ال يعتمد على عالقة الفعل مبرفوعه ، أو املوصوف بصفته فحسب ، ولكنه يعتمد كذلك على كثري من دالالت احلال املشاهدة ، ومالبسات املقام ، واإلشارات املصاحبة اليت تربز العديد من جوانب إعجاز القرآن الكرمي يف بالغة نظمه ،

    . وفصاحة أسلوبه ، ودقّة معانيه والبحث عبارة عن دراسة نظرية ملظاهر التذكري والتأنيث يف اللغة العربية ، مث

    : تطبيقهما يف األسلوب القرآين ، واملنهج املتبع يف ذلك كما يلي بيان مع أو عدمها ، لفاظ املؤنثة وتصنيفها وفق عالمات التأنيث ، األ مجع -١

    . وارداً يف القرآن الكرمي إذا كان هامذكَّر . بيان األسرار والعلل للنيابات الواقعة بني األلفاظ -٢ . ذكر االحتماالت اإلعرابية اليت ختدم املعىن -٣ . ربط القواعد باملعىن مع بيان اخلالف بني الصناعة واملعىن -٤ . إيضاح املراد من األسلوب خاصةً فيما خالف القياس والقواعد -٥

    : يلي ودف هذه الدراسة إىل ما ً التنبيه على جانبٍ من جوانب اإلعجاز يف نظمه ؛ إذ يؤنث فيه املذكر ويذَكَّر : أوال

    املؤنث ، ويخبر عن أحدمها باآلخر ، ويوضع الواحد موضع املثىن ، أو موضع اجلمع

  • ) د(

    والعكس ، ويخبر عن اجلمع بالواحد والعكس ، ويجرى اخلرب على غري املبتدأ ، ويشار إىل املؤنث مبا وضع لإلشارة به إىل املذكَّر ، والعكس ، ويوضع الغيبة موضع

    التكلُّم ، والعكس ، إىل غري ذلك مما تكشف عنه هذه الدراسة ، دون أن حيس طراب يف النظم ، أو نقص يف النواحي البالغية ، أو خلل املتأمل فيه أو القارئ ، باض

    يف املعىن، وإن كانت هذه املظاهر كلها ختالف القياس، وضوابط الدراسات اللغوية ، ٰ كُلِّ شيء وهدى ورحمةً وبشرىلَيك الْكتَاب تبياناً لِّونَزلْنا ع{ : والنحوية ، قال تعاىل ◌

    ملسلْملوقال تعاىل )١(} ني ، : }ذ راً غَيبِيرآناً عجٍ لَّ ىقُروعتَّقُوني ملَّهأي غري ذي ، )٢(} ع من غري معوج ، قال بدالً )غري ذي عوج ( قوله ويف بالغة ، وغموض لبس

    أن : نفي أن يكون فيه عوج قط ، والثانية : فيه فائدتان ، إحدامها : "الزخمشري . )٣("خمتص باملعاين دون األعيانالعوج لفظ ً بيان أسرار بالغية فيما وراء اخلروج على ما يقتضيه الظاهر يف السياق : ثانيا

    . اللغوي ً يف لغوي لدى العرب ، وطرائقهم الستعمال الاألسلوب القرآين ل مسايرةبيان :ثالثا

    . كالمهم ، تسبقهما مقدمة ومتهيد ، الدراسة يف بابني ، جاءتاألهداف هذه ولتحقيق

    . وفهارس فنية خامتة وتعقبهما

    النحل ) ٨٩: ( من اآلية )١( الزمر ) ٢٨: ( اآلية )٢( ٤/١٢١: الكشاف )٣(

  • ) هـ(

    أما املقدمة ، فتحدثت فيها عن عالقة التذكري والتأنيث بالدراسة النحوية ، واهتمام علماء العربية ببيان الفرق بني املذكر واملؤنث ، وذكرت بعضاً من كتب

    اسة ظاهرة التذكري والتأنيث، مث عرضت التراث ، والرسائل العلميـة اليت عنيت بدر . سبب اختياري ملوضوع البحث ، واهلدف منه

    وأما التمهيد ، فتناولت فيه التذكري والتأنيث بني اللغة واالصطالح ، ومظاهر .التذكري والتأنيث ، وأمهية دراسة التذكري والتأنيث ، مث عرضت عالمات التأنيث

    ، فعرضت فيه التذكري والتأنيث يف املفردات ، وجعلته يف لأما البـاب األوف

    : فصلني : املبنيات ، واشتمل على ثالثة مباحث :الفصل األول - ١

    ) : وفيه أربعة مطالب ( الضمائر ، :املبحث األول .الضمائر وأقسامها يف العربية : املطلب األول . الضمائر ، بني التذكري والتأنيث : املطلب الثاين . الضمائر ، واستعماالا يف القرآن الكرمي : املطلب الثالث .ضمري الشأن والقصة : املطلب الرابع

    ) : وفيه مطلبان ( أمساء اإلشارة ، :املبحث الثاين بية أمساء اإلشارة وأقسامها يف العر: املطلب األول أمساء اإلشارة واستعماالا يف القرآن الكرمي : املطلب الثاين

    ) : وفيه مطلبان ( األمساء املوصولة ، :املبحث الثالث األمساء املوصولة وأقسامها يف العربية : املطلب األول

    األمساء املوصولة واستعماالا يف القرآن الكرمي : املطلب الثاين

  • ) و(

    : االسم املفرد ، ويتضمن ثالثة مباحث :الفصل الثاني – ٢ ) : وفيه مطلبان : ( املؤنث اللفظي :املبحث األول

    اللفظ املؤنث بالتاء : املطلب األول اللفظ املؤنث باأللف : املطلب الثاين

    ) : وفيه مطلبان : ( املؤنث املعنوي :املبحث الثاين املؤنث احلقيقي : ول املطلب األ املؤنث اازي : املطلب الثاين

    ) : وفيه مطلبان ( ما يذكر ويؤنث ، :املبحث الثالث ما استعمل للمذكر واملؤنث بلفظ واحد : املطلب األول ما استعمل للمفرد واملثىن واجلمع بلفظ املفرد : املطلب الثاين ، فذكرت فيه التذكري والتأنيث يف التراكيب ، وضمنته مخسة وأما البـاب الثاين

    : فصـول ) : وفيه ثالثة مباحث ( إسناد الفعل ، : الفصل األول -١

    ) : وفيه ثالثة مطالب : ( وجوب تذكري الفعل :املبحث األول : مع الفاعل املفرد املذكر : املطلب األول املثىن املذكر مع الفاعل: املطلب الثاين مع الفاعل مجع املذكر السامل : املطلب الثالث

    ) : وفيه ثالثة مطالب : ( وجوب تأنيث الفعل :املبحث الثاين مع الفاعل املفرد املؤنث : املطلب األول مع الفاعل املثىن املؤنث : املطلب الثاين

  • )ز (

    مع الفاعل مجع املؤنث السامل : املطلب الثالث ) : وفيه ثالثة مطالب : ( جواز تذكري الفعل وتأنيثه :املبحث الثالث

    تذكري الفعل مع الفاعل املؤنث : املطلب األول تأنيث الفعل مع الفاعل املذكر : املطلب الثاين ع الفاعل املؤنث تذكري الفعل وتأنيثه م: املطلب الثالث ) : وفيه مبحثان ( اإلخبار ، :الفصل الثاني -٢

    ) وفيه مطلبان ( ما جاء وصفاً للمبتدأ ، :املبحث األول اخلرب املذكر : املطلب األول اخلرب املؤنث : املطلب الثاين

    ) : وفيه أربعة مطالب ( ما جاء إلفادة معىن من املعاين ، :املبحث الثاين جميء اخلرب مطابقًا للمبتدأ يف النوع : املطلب األول جميء املؤنث خرباً عن املبتدأ املذكر : املطلب الثاين جميء املذكر خرباً عن املبتدأ املؤنث : املطلب الثالث اسم مجع ، أو أفعل التفضيل جميء اخلرب: املطلب الرابع ) وفيه مبحثان ( النعت :الفصل الثالث -٣

    ) وفيه ثالثة مطالب ( النعت املفرد ، :املبحث األول النعت املذكَّر : املطلب األول

    نعت املفرد املذكَّر : املسألة األوىل كَّر نعت املثىن املذ: املسألة الثانية نعت اجلمع املذكَّر : املسألة الثالثة

    ) : وفيه مسألتان ( النعت املؤنث ، :املطلب الثاين

  • )ح (

    النعت املؤنث بعالمة ظاهرة : املسألة األوىل نعت املفرد املؤنث -١ نعت املثىن املؤنث -٢ نعت اجلمع املؤنث -٣

    النعت املؤنث بال عالمة ظاهرة : املسألة الثانية : ما يستوي الوصف به املذكَّر واملؤنث ، والواحد واجلمع : املطلب الثالث ) وفيه مطلبان ( النعت اجلملة : املبحث الثاين

    مطابقة الضمري للمنعوت يف التذكري والعدد :املطلب األول الضمري للمنعوت يف التأنيث والعدد مطابقة: املطلب الثاين

    ) : وفيه مبحثان ( التذكري والتأنيث باالكتساب : الفصل الرابع - ٤ اكتساب املذكر التأنيث من املؤنث: املبحث األول اكتساب املؤنث التذكري من املذكر: املبحث الثاين

    ) : وتضمن ستة مباحث ( املطابقة وعدمها ، : خامسالفصل ال – ٥ ) : وفيه مطلبان ( املطابقة وعدمها بني الضمري ومرجعه ، :املبحث األول

    . مرجع الضمري بني اإلفراد والتعدد : املطلب األول مراعاة اللفظ ، أو املعىن : املطلب الثاين

    ) : وفيه مطلبان ( اإلشارة واملشار إليه ، املطابقة وعدمها بني اسم :املبحث الثاين تأويل املؤنث بلفظ مذكَّر يف معناها : املطلب األول تأويل املؤنث باملذكور : املطلب الثاين

    ) : وفيه مطلبان ( املطابقة وعدمها بني الفعل وفاعله ، : املبحث الثالث تنزيل غري العاقل منزلة العاقل: املطلب األول

  • ) ط(

    احلمل على اللفظ ، أو املعىن : املطلب الثاين ) : وفيه مطلبان ( املطابقة وعدمها بني املسند واملسند إليه ، :املبحث الرابع

    احلمل على اللفظ ، أو املعىن : املطلب األول لزوم اخلرب صورة واحدة من اإلفراد والتذكري : املطلب الثاين

    ) : وفيه مطلب واحد ( املطابقة وعدمها ، بني النعت ومنعوته : امساملبحث اخل احلمل على اللفظ ، أو املعىن : وهو

    ) : وفيه مطلبان ( املطابقة وعدمها بني العدد ومعدوده ، :لسادس املبحث ا مطابقة العدد ملعدوده يف التذكري والتأنيث : املطلب األول خمالفة العدد ملعدوده يف التذكري والتأنيث : املطلب الثاين

    . وأما اخلامتة فضمنتها أهم نتائج الذي توصل إليها البحث : وأما الفهارس ، فهي

    فهرس اآليات القرآنية : أوالً فهرس األحاديث النبوية : ثانياً فهرس الشعر : ثالثاً فهرس املراجع: رابعاً فهرس احملتوى : خامساً

    وأخرياً ، احلمد هللا يف األوىل واآلخرة ، والشكر اجلزيل إىل املسئولني الذين منحوا

    يل فرصة مواصلة الدراسة يف هذه املرحلة ، والبحث يف مثل هذا املوضوع ، خادم احلرمني وأتضرع إىل اهللا عز وجلَّ أن حيفظ أبناء األسرة املالكة ، وعلى رأسهم

  • ) ي(

    ألمثايل الناطقني بغري العربية اإلقامة يف هذه البالد يل والشريفني ، الذين سهلوا املقدسة للتعلُّم والتفقه لنكون دعاة مصلحني يف بالدنا ، نعلِّم الناس أمور دينهم ،

    من هدى -صلى اهللا إليه وسلم -ونبين هلم ما جاء به اإلسالم ورسوله حممد اهللا عنا ، وعن املسلمني وإرشاد ، لتكون عبادم هللا على هدى وبصرية ، فجزاهم

    خري اجلزاء إنه مسيع قريب جميب الدعاء ، كما أقدم شكري اجلزيل ألستاذي الفاضل حممد مصباح أمحد نصر ، على ما قدم وأعطى ، واهللا تعاىل أدعو / األستاذ الدكتور

    . له بأن يبارك يف علمه وعمله

    ا حممد وعلى آله وصحبه وسلِّم وصلِّ اللهم على نبين

  • )١ (

    : متهيــد : اللغة واالصطالح بنيالتذكري والتأنيث : ةـيف اللغ: أوالً

    ٰ ولَيس الـذَّكَر كَـاْألُنثَى { : خالف اُألنثَى ، قال تعاىل : الذَّكَر تعاىل ، وقال )١(} ◌ٰ الناس إِنَّا خلَقْناكُم من ذَكَرٍ وأُنثَى أَيها يآ{ : . من رجل وامرأة : ، أي )٢(} ◌إذا :وآنثَت املرأة ، )٣(ولدت ذكراًإذا : وغريها فهي مذْكر أذْكَرت املرأةُ: يقال

    : ومن ااز ، )٤(مئْناث: ، وإن كان ذلك عادا ، فهي ثنِؤ، فهي م اإلناثولدت : ، قال لبيد )٥(وفخم: ر يوم مذكَّر ، إذا اشتد فيه القتال ، وطريق مذْكَ: يقال

    )٦( عظيمـة :ناقة مذكَّرة الثنيـا ، أي متشبهة بالرجال ، و: ومنه امرأة مذكَّرة ، أي

    . )٧(الرأس كرأس اجلملأو ، واملؤنث ، نت ومل تتشددل: أي يف أمرك ،أو تأنثْت ، أَنثْت : ويقال للرجل

    . )٨(املخنث: يث من الرجال اَألنِ

    آل عمران ) ٣٦: ( من اآلية )١( احلجرات ) ١٣: ( من اآلية )٢( ) ذ ك ر : ( الصحاح : ينظر )٣( ) أ ن ث : ( اللسان : ينظر )٤( ) ذ ك ر : ( أساس البالغة : ينظر )٥( ) ذ ك ر : ( ، ولسان العرب ) ر ذ ك( ، وتاج العروس ) ذ ك ر ( أساس البالغة و) ٥٣( الطويل ، وهو له يف ديوانه ص البيت من )٦( ) ذ ك ر : ( تاج العروس : ينظر )٧( ) أ ن ث : ( ، ولسان العرب ) أ ن ث ( تاج العروس : ينظر )٨(

  • )٢ (

    : يف االصطالح : انياً ثهو اإلخبار عن اللفظ على صفة ما ، أو اإلشارة إليه ، إىل غري ذلك من األحكام

    ، واختصاصهما يف األمساء ، وأما األفعال واحلروف فال يصح )١(اخلاصة بكل واحد .اإلخبار عنها ، وال اإلشارة إليها

    وقد يستقر التذكري والتأنيث يف احلروف من جهة التسمية بلفـظ احلـرف ، أو : بلفظ الكلمة ، فتذكَّر على تأويل احلرف ، وتؤنث على تأويل الكلمة، قال سيبويه

    ، وإذا جعلت أحـد هـذه )٢("العرب ختتلف فيها ، يؤنثها بعض ويذكِّها بعض " ، أو هذا قاف حسن ، وإذا جعلتها مؤنثـة هذا سني: احلروف امسا حلرف ، قلت

    ٣(هذه سني ، وهذه قاف ، فالذي أومأت إليه مؤنث: صلُح ذلك ، فقلت( . : وقوع التذكري أو التأنيث على احلروف -

    يذكَّر احلرف إذا أريد به اسم للحرف ، ويؤنث على إرادة معىن الكلمة قال الراجز )٤( : يف التذكري

    : ، ومن التأنيث قول الراعي )٥(على إرادة احلرف) سني ( طامساً ، نعتاً لـ : فقال )٦(

    . )٧(والكلمة، فأنثً على معىن اللفظة " بينت : " فقال

    ٦/٣٤٤: املقاصد الشافية : ينظر )١( ٣/٢٥٩: الكتاب )٢( ٤/٤٠: املقتضب : ينظر )٣( : ويروى ، ٦/٢٩: وشرح املفصل ، ١٧/٤٩: واملخصص ، ٣/٢٦٠: هذا الرجز مل يعلم قائله ، وهو من شواهد سيبويه يف الكتاب )٤(

    ٤/٤٠: يف املقتضب " سيناً وميمينِ وياًء طامساً " ٣/٢٦٠: الكتاب : ، ينظر دة شعرائهم الدارس ، فقد شبه الشاعر آثار الديار حبروف الكتاب ، على ما جرت به عا: والطاسم )٥( ١٧/٤٩: ، واملخصص ٢/٣١٨: وشرح أبيات سيبويه ، ٣/٢٦٠: يف الكتاب ، و) ٢٥٨( ص : يف ديوانه ، وهو له الطويل البيت من )٦(

    وسر صناعة ، ٤/٤٠: املقتضب وبال نسبة يف ،" أشقَتك أَطْالَلٌ تعفَّت رُسومها ": برواية أخرى يف صدر البيت ) ك و ف ( :يف اللسان و ٦/٢٩: ، وشرح املفصل ٢/٧٨٢: اإلعراب

    ٣/٢٦٠: الكتاب : ينظر )٧(

  • )٣ (

    : كقول أيب طالب و )١(

    . )٢(فأعرا وأنثها ؛ ألنه أراد ا الكلمة" ليت : " قال ذا الكون ، وال شك أن ظاهرة التذكري والتأنيث كانت مع أول نشأة اخللق يف ه

    ألن اخلالق البارئ خلق اخلالئق حبكمته لتبقى أكرب الدالئل على انفراده ، ووحدانيته قْنا زَوجين لَعلَّكُمومن كُلِّ شي ء خلَ{ : فال مثل له ، وجعل ما خلقه أزواجاً ، قال تعاىل

    ونففي هذا إشارة إىل املتضادات واملتقابالت كالسماء واألرض ، والليل )٣(}تَذَكَّر ،ذكَر وأنثى ، يـتم تكـاثره : إىل آخره ، فما يكون حتت اجلنس نوعان .. والنهار

    دة {: بالتقاء اجلنسني ، قال تعاىل احـنَفْـسٍ و ن مـ لَقَكُـمي خذ اس اتَّقُـوا ربكُـم الـَّ ا النـها أَييوبا وهجا زَوهنم لَقرياً خاالً كَـث ا رِجـ مـهنم ث اء سـنوقال تعاىل )٤(}و ،:} اتاوم السـ رفَـاط

    ذْرؤكُم فيـه والْأَرضِ جعلَ لَكُم من أَنْفُسكُم أَزْواجاً ومن الْأَنْعامِ أَزْواجاً يكثِّركم : ، أي )٥(}يـ، )٦(ن ذلك سبب النسل ، وكذلك األنعام خلق من جنسها إناثاًجبعلكم أزواجاً ؛ أل

    ففي هذا )٧(للمخاطبني واألنعام ، ولكن غلب فيه العقالء ) يذرؤكم( والضمري يفتكون حقيقة ظاهرة التذكري والتأنيث ، ومفهوم التذكري والتأنيث يف إنبات النبات

    . من األرض ، عن طريق إنزال الغيث من السماء عليها

    ١٠/٤٦٣: واخلزانة ، ) ش ع ر : (، واللسان ) ١٦٦(ص :واالشتقاق ، ٣/٢٦١: ، والكتاب ) ٧( ص :اخلفيف ، وهو له يف ديوانه البيت من )١( ٤/٤٢: املقتضب : من احلروف اليت تضارع األفعال اليت صح تذكريها ، فلما جعلها امساً للكلمة ، أنثها هلذا املعىن ، ينظر ) ليت ( و )٢( الذاريات ) ٤٩: ( اآلية )٣( النساء ) ١: ( من اآلية )٤( الشورى ) ١١: ( من اآلية )٥( ٢/٧٤٨: فتح القدير : ينظر )٦( ٢/٧٤٨: السابق : ينظر )٧(

  • )٤ (

    وأَنزلَ {: ، وقال )١(}السماء ماء فَأَخرج بِه من الثَّمرات رِزْقاً لَكُم وأَنزلَ من { : قال تعاىل ا بِهنجرفَأَخ اءم اءمالس نتَّى مش اتن نَّباجاً مأَزْو . كُماما أَنْعوعارى { : ، وقال )٢(}كُلُوا وتَرو

    تبرو تتَزاه ا املَاءهلَيا علْنفَإِذَا أَنز ةدامه ضاْألَر تَتأَنبهِيجٍوجٍ بن كُلِّ زَوفأخرج اهللا مباء )٣(} م ،ألواناً من الثمار رزقـاً -أشباه النسل املنتج من احليوان -السماء من بطن األرض

    ، ومفهومهما يف األشجار من ذوات )٤(لبين آدم ، وما تأكله األنعام ، وسائر احليوان .احلبوب والثمار ، عن طريق اللقاح ، كشجرة النخيل ، والذرة والدخن ، وغريها

    وبعد أن اتضح مفهوم التذكري والتأنيث لدى اإلنسان ، انعكس على لغته فأدرج . حتته سائر األشياء يذَكِّر بعضاً منها ، والبعض اآلخر يؤنثـه

    وتتمثل يف ، مظاهر التذكري والتأنيث :

    ) الضمائر ، أمساء اإلشارة ، األمساء املوصولة ، األدوات ( املبنيات – ١ . مفرداً ، ومثىن ، ومجعاً : االسم املعرب – ٢ إسناد الفعل – ٣ اإلخبـار – ٤ النعت – ٥ التركيب اإلضايف – ٦ متييز العدد - ٧

    البقرة ) ٢٢: ( من اآلية )١( طه ) ٥٤، ٥٣: ( من اآليتني )٢( احلج ) ٥ ( :من اآلية )٣( ١/٩٩: الكشاف : ينظر )٤(

  • )٥ (

    أمهية دراسة التذكري والتأنيث من متام فصاحة الكالم لدى السامع مراعاة املتحدث ، أو الكاتب قضـية التـذكري والتأنيث ليجعل كالمه وعباراته مؤدية الغرض املقصود ، وذلك باختيار ما يناسب

    املتعلقة بالتذكري والتأنيث كالضمائر ، وأمساء اإلشارة ، واألمسـاء املقام من العناصر املوصولة ، واألوصاف ، عندما يتحدث أو يكتب ، كما يلزمـه مراعـاة احلالـة اإلعرابية ملا يتكلم به أو يكتبه ، فضالً عن مراعاته للمقام ومقتضى احلال من حيث

    إنَّ من متام دراسـة : "بن األنباري بكر حممدقال أبو بالغة الكلمة ، أو العبارة ، كان ، أو أنث مذكراً ، ذكَّر مؤنثاً من ألنَّ ؛النحو واإلعراب معرفة املذكر واملؤنث

    . )١("أو خفض منصوباً ، زومه من نصب مرفوعاً ـكل، ب الزماً له ـالعيغوية، فدراسة التذكري والتأنيث مطلب ضروري لدى املتخصصني يف الدراسات الل

    . اللفظ واملعىن : وذلك النتفاء ضابط دقيق يف إدراك جانبيهما األساسني فأما اجلانب اللفظي ، فألنه ال يوجد يف كثري من األمساء ما يدل علـى حقيقـة

    مسماها من التذكري والتأنيث ، وقد تلحق مبا يسمى به املذكَّر عالمة التأنيث ، ويف يف غري احليوان صفات طبيعية تدل على نوع جنسـها ، اجلانب املعنوي ، ال يوجد

    . )٢(ولكنها تصنف حتت املذكر واملؤنثوختتلف اللغات فيما بينها بالنسبة إىل تقسيم أمسائها تذكرياً وتأنيثاً ، فإذا استثنينا

    املذكَّر واملؤنث احلقيقيني ، جند أنه ال صلة بني االسم وجنسه ، وبالتايل فإن تصنيف مساء حتت هذين املعنيني يرجع إىل طبيعة كل لغة عند أهلها ، بل قد خيتلف مفهوم األ

    التذكري والتأنيث بني أبناء اللغة الواحدة ، أو بني اللغات اليت تنتمي إىل أسرة لغوية . واحدة ، أو بني اللغات املتباينة الداللة

    ) ٨٧( ص : املذكر واملؤنث )١( ) ٦( ص : التأنيث يف العربية : ينظر )٢(

  • )٦ (

    والتأنيث ، كاللغة الفارسية ، ولغـة وهناك لغات ال يراعى فيها جانب التذكري البانتو يف جنوب أفريقيا ، حيث يراعي املتكلم ا يف صيغ األمسـاء بـني احلـي

    مذكرة ومؤنثـة ، : ، ومن اللغات األوربية ما يقسم األمساء إىل قسمني )١(واجلماداملؤنـث املذكر و: مثل اللغة الفرنسية ، ومنها ما يقسم األمساء فيها إىل ثالثة أقسام

    واحملايد ، مثل اللغة األملانية ، ومن اللغات البدائية ما يقسم األمساء إىل أكثر من ثالثة ال يوجد يف اللغات البدائية نوعان فحسب من اجلنس ، : " أقسام ، يقول بروكلمان

    كما يف اللغات السامية ، وال ثالثة أنواع كما يف اللغات اهلندو أوروبية ، بل يوجد باً أنـواع كثرية يفترق بعضها عن بعض حنوياً ، وتتوزع فيها كل أشـياء فيها غال

    العامل احملسوس ، ويرجع هذا التوزيع يف احلقيقة إىل تأمالت الهوتية، أو بتعبري أحسن . )٢("تأمالت خرافية ، على قدر ما يبدو للرجل البدائي أن العامل كله من األحياء

    تنقسم الكلمات من حيث اجلـنس -ا اللغة العربية ومنه -ويف اللغات السامية املذكَّر ، واملؤنث ، وبينهما ما يقبل التذكري والتأنيـث حسـب : قسمني أساسني

    اللهجات العربية على ما تكشف عنه الدراسة ، ورمبا يرجع سببه إىل اختالف لغات يلة أخرى مؤنثة ، القبائل ؛ ألنه قد تكون كلمةٌ ما مذكرةً عند قبيلة ، وهي عند قب

    فهي مؤنثة يف لغات القبائل العربيـة إال بـين أسـد فـإم ) اإلام ( مثل كلمة فإن أكثر العرب على تذكريها إال بين أسد فـإم ) اهلدى ( ، وكلمة )٣(يذكروا، وهكذا ، فإن كان اختالف النظر يف املسميات يظهر بني املتحدثني بلغة )٤(يؤنثوا

    .فهو بالنسبة إىل اللغات املتباعدة أوسع واحدة ، ،

    ) ٩١( ص : أسرار اللغة : ينظر )١( ) ٤٠(ص : ذكر واملؤنث مقدمة حتقيق البلغة يف الفرق بني امل )٢( ) ٥٣( ص : خمتصر املذكر واملؤنث : ينظر )٣( ) ٥٦( ص : السابق :ينظر )٤(

  • )٧ (

    وفيما يلي أعرض مناذج من الكلمات الشائعة ، واختالف النظر يف تصنيفها من حيث اجلنس ، بني اللغة العربية وبني اللغة الفرنسية ؛ إذ تتفقان نسبياً يف طريقة النظر

    . إىل تقسيم األشياء حتت مفهوم املذكر واملؤنث جنســها الكلمــة

    الفرنسية العربية الفرنسية العربية مؤنث مذكر La nuit الليل مذكر مذكر La journée النهار مؤنث مذكر L'étoile النجم مذكر مذكر Le mois الشهر

    مؤنث مذكر La semaine األسبوع مذكر مذكر Le jour اليوم مذكر مذكر Le moment الوقت مؤنث مؤنث L'heure الساعة مذكر مؤنث Le soleil الشمس مذكر مؤنث Le ciel السماء مؤنث مؤنث La terre األرض مذكر مؤنث Le village القرية مؤنث مؤنث La ville املدينة مؤنث مؤنث L'année السنة مذكر مذكَّر Le monde العامل

    مؤنث مذكر La lune القمر ( le ) : /أداة التعريف للمذَكَّر و ( la ) أداة التعريف للمؤنث

  • )٨ (

    هذا ، والكالم يف العربية مؤلَّف من أمساء ، وأفعال ، وحروف ، والقابل للتأنيث والتذكري منها هو األمساء ، دون األفعال ، واحلروف ؛ وذلك من قبل أن األمساء

    ، ومؤنثةً ، فتلحقها عالمة التأنيث، أو جترد منها ، تدلُّ على مسميات تكون مذكرةًطالب وطالبة ، وقائم وقائمة ، كما ختتص األمساء باإلخبار : إمارة على ذلك ، حنو

    زينب : أو الوصف ، وليس من شأما الفعل واحلرف ، أما تأنيث الفعل يف حنو املهملة عوقبت ، : حنو قامت ، وفاطمة كتبت الدرس ، وسعاد أكلَت الطعام ، و

    ، ترِباخل ، إمنا هو لتأنيث الفاعل أو املفعول ، إذ األفعال موضوعة ... وهند ضللداللة على نسبة احلدث إىل فاعلها ، أو مفعوهلا ، وداللتها على احلدث ، يرجع إىل

    ا ، وأم)١(اشتقاقها منه ، واحلدث جنس ، واجلنس مذكر ، فاألفعال على التذكرياحلروف فألا ال تدل على معىن يف نفسها ، وإمنا جتيء لتدل على معىن يف غريها من

    . األمساء ، أو األفعال ، فهي كاجلزء منهما ، وجزء الشيء ال يؤنث أصالً وملا كان املؤنث فرعاً على املذكر ، كان ال بد من حاجة الفرع إىل عالمة متيزه

    نه يفهم عند اإلطالق فلم حيتج إىل عالمة ، قال ابن عن األصل ، وأما األصل فإجميئهم باسم مذكر يعم : أحدمها : والدليل على أن املذكر أصل ، أمران : "يعيش

    أن املؤنث يفتقر إىل عالمة ، ولو كان : ، والثاين ) شيء ( املذكر واملؤنث ، وهو ر إىل عالمة ، واملعرفة ملا أصال مل يفتقر إىل عالمة ، كالنكرة ملا كانت أصالً مل تفتق

    كانت فرعاً افتقرت إىل العالمة ، ولذلك إذا انضم إىل التأنيث العلمية مل ينصرف جفنة وقصعة ، فإذاً : زينب ، وطلحة ، وإذا انضم إىل النكرة انصرف ، حنو : حنو

    قد صار املذكر عبـارة عن ما خـال من عالمات التأنيث ، واملؤنث ما كانت فيه . )٢("من العالمات املذكورةعالمة

    ٣/٢٦٦: الكتاب : ينظر )١( ٥/٨٨: شرح املفصل )٢(

  • )٩ (

    مذكر ومؤنث ، : ما دلَّ على مسمى ، واملسمى باعتبار اجلنس نوعان : واالسم .ولكلٍّ منهما باعتبار احلقيقة والتأويل ، أقسام

    ، وهو املذكر احلقيقي : ألولا :أما املذكر فإنه ينقسم باعتبار احلقيقة إىل قسمني ما له أنثى من جنسه ، كرجل ، وأب من الناس ، وحصان ، ومجل ، وهـر مـن

    . احليوان ، ويسمى املذكر الذايت ، ألن تذكريه يف نفسه بدون أي اعتبار خارجي ، وهو الذي عومل معاملة املذكر من النـاس واحليـوان ، املذكر اازي : والثاين

    . اخل .. ، وليل ، وجبل علْم ، وقلم: وليس منهما ، حنو ، وهو املؤنث الـذي املذكر املؤول :األول :قسمني إىلباعتبار تأويله ينقسم و

    فقـد أنـث " ثالثة أنفس: " اكتسب التذكري عن طريق تفسريه باسم مذكَّر ، حنو : املذكر ، ولو مل يؤول لقيـل ) الرجل ( املؤنث بـ ) النفس ( العدد على تأويل

    مؤنثة ، بدليل عود ) النفس ( الث أنفس ، وفقاً لقاعدة تذكري العدد وتأنيثه ؛ ألن ثواها { : الضمري عليها مؤنثاً يف قوله تعاىل ا سـ مـنَفْسٍ واملـذكر :والثـاين ، )١(}و

    ، وهو املؤنث الذي اكتسب التذكري من إضـافته إىل املكتسباحلكمي ، ويسمى : املذكر ، حنو قول الشاعر

    )٢( على اإلنارة وهـي مؤنثـة ، والـذي ) مكسوف ( فأعاد الضمري مذكراً من قوله

    ، فاكتسـب ) العقل ( ، كون مرجع الضمري مضافاً إىل املذكر ، وهو سـوغ هذا .التذكري منه

    الشمس ) ٧: ( اآلية )١( : وشرح التصريح ، ٣/٣٩٦: واملقاصد النحوية ، ٢/٥١٢: ومغين اللبيب ، ٣/١٠٥: أوضح املسالك ، ومل يعرف قائله يف البيت من البسيط )٢(

    ٥/١٠٦، ٤/٢٢٧: ، وخزانة األدب ٢/٣١٠: ، واألمشوين ٥/٢٦٣: األشباه والنظائر و، ٢/٣٢

  • )١٠(

    ، املؤنث احلقيقي :األول : وأما املؤنث ، فإنه ينقسم باعتبار احلقيقة إىل قسمني امرأة ، ونعجة ، ودجاجة ، : وهو ما له ذكر من جنسه ، أو الذي يلد ويبيض ، حنو

    . لذايت ؛ ألن تأنيثه يف نفسه بدون أي اعتبار خارجي ويسمى املؤنث اطاولة ، وشـجرة ، : ، وهو الذي ال يلد وال يبيض مثل املؤنث اازي :والثاين

    . وعدل ، ومشس ، وعني املؤول ، وهو مـا كانـت املؤنث :األول : قسمني إىلباعتبار تأويله ينقسم و

    لسبب بالغي تأويلها بكلمة مؤنثة هلا نفـس صيغته مذكرة يف األصل ، ولكن يرادخذ الكتاب واقرأ ما فيها ، يريدون بالكتاب األوراق ، أو : املعىن ، من ذلك قوهلم

    . )١(فالن لغوب أتته كتايب فاحتقرها: ألنه على معىن الصحيفة ، كقول بعضهم

    كرة ولكنها ، وهو ما كانت صيغته مذ املكتسباحلكمي ، ويسمى املؤنث :والثاين : أضيفت إىل املؤنث فاكتسب التأنيث منه بسبب اإلضافة ، حنو قول جمنون ليلى

    )٢( وهي مذكرة ، والذي ) احلب ( على كلمة ) شغفْن ( فأعاد ضمري اإلناث من الفعل

    فاكتسـب ) الديار ( هذا ، كون مرجع الضمري مضافاً إىل مؤنث ، وهو سـوغ . التأنيث منه

    ، وهو املؤنث املؤنث اللفظي :األول وينقسم باعتبار عالماته إىل ثالثة أقسام ، فاطمة : الذي حلقته عالمة من عالمات التأنيث ، سواء دلَّ على مؤنث ، حنو

    . طلحة ومحزة : وسعدى ، أم على مذكر ، حنو

    ) ٦٣( ص : املذكر واملؤنث ، واملعجم املفصل يف ٢/٤٨٠: مغين اللبيب : ينظر )١( ) ١٦٩( ص : ، وبال نسبة يف رصف املباين ٣/٢٢٧: ، وخزانة األدب ) ١٣١( ص : يف ديوانه ، وهو لهالبيت من الوافر )٢(

    ٢/٥١٣: ومغين اللبيب

  • )١١ (

    ، وهو ما دلَّ على مؤنث حقيقةً ، أو جمازاً ولفظه خال من املؤنث املعنوي :والثاين . زينب ، وهند ، وعني ، وبئر : عالمة التأنيث ، حنو

    ، وهو ما دلَّ على مؤنث حقيقـةً وفيه عالمـة املعنوياملؤنث اللفظي :والثالث . رقية ، وسعدى ، وهيفاء : تأنيث حنو

    وقد جيتمع يف لفظ أكثر من عالمة تأنيث ، فيسمى مبا يشتمل عليه مـن هـذه وهو ما كان مؤنثاً حقيقياً ، وفيه عالمة تأنيث :احلقيقي اللفظي : العالمات ، حنو

    وهو ما كان مؤنثاً حقيقيـاً ، :واحلقيقي املعنوي ء ، رقية ، وهيفا: ظاهرة ، حنو . زينب وهند ، ودعد : وليس فيها عالمة تأنيث ظاهرة ، حنو

    :وهو ما ليس له ذكر من جنسه ، وفيه عالمـة تأنيث ، حنو :واازي اللفظي - . شجرة ، وحديقة ، وسفينة من جنسه ، وليس فيه عالمة تأنيث ، وهو ما ليس له ذكر :واازي املعنـوي -

    . أرض ، ورِجل ، وعين : حنو عالمات التأنيث:

    ، وجعلها ابن قاسم األنبـاري )١(املشهور عند العلماء أن للتأنيث ثالث عالمات . )٢(مخس عشرة عالمة، مثانياً منها يف االسم ، وأربعاً يف األفعال، وثالثاً يف األدوات

    فهي ، اء ـاألمسا اليت يف فأم: . التاء املربوطة ، وتبدل منها يف الوقف هاء -١ . األلف املقصورة -٢

    ٥/٨٩: ابن يعيش : ينظر )١( ٢١٢- ١/١٨٥: البن األنباري املذكر واملؤنث : ينظر )٢(

  • )١٢ (

    . األلف املمدودة - ٣ . أخت ، بنت : التاء املفتوحة يف قولك -٤ األلف والتاء عالمة مجع املؤنث السامل مبنزلة الواو والنون يف مجع املذكر - ٥ . هندات ، وطالبات ، وسيدات : السامل ، حنو

    . هن ، وأننت : نون التأنيث يف صيغيت - ٦ . أنت : الكسرة يف قولك - ٧

    ، والتحقيق أا أصل يف الصيغة ، قال ابـن ) هذي ( وجعل آخرون الياء يف تأنيـث والياء فيه أصل ، وليست للتأنيث ، إمنا هي عني الكلمة ، وال: "يعيش

    . )١("مستفاد من نفس الصيغة

    فهي ال ـا اليت يف األفعوأم ، : تقوم هند ، والساكنة : التاء املفتوحة يف أول الفعل املضارع للغائبة ، حنو - ١

    . قامت فاطمة : يف آخر الفعل املاضي ، حنو ما عند سـيبويه ، اضربِي ، وأنت تضربني ، فإن الياء فيه: الياء يف قولك - ٢

    ضمري ) اجلسوا ، وأنتم جتلسون ( ضمري الفاعل ، وتفيد التأنيث ، كما أن الواو يف الفاعل ، وتفيد التذكري ، وعند األخفش وغريه ، وهي حرف يدل على أن الفاعل مؤنث ، مبنزلة التاء يف قامت ، والفاعل ضمري مستكن ، كما استكن يف املـذكر ،

    . )٢(يد اضرب يا ز: حنو ) . قُمت ، وحفظْت ، ودرست ( الكسرة يف - ٣

    ٣/١٣١: شرح املفصل )١( ٣/١٣١: السابق : ينظر )٢(

  • )١٣ (

    . الطالبات اجتهدنَ وتفوقْن : نون اإلناث يف حنو - ٤

    فهي ا اليت يف األدوات وأم ، : : التاء يف ربت ، وثُمت ، ومنه قول دريد بن الصمة - ١

    )١( : وقال محيد بن ثور اهلاليل

    )٢( عند ، " هيهاه ) " هيهات ( على الوقف املبدلة من التاء املفتوحة يف اهلاء - ٢

    ني { : قوله تعاىل يف، " الَه) : " الت ( وعلىمن جيعلها واحدة ، حـ الَتا وواد فَنـ . )٤(عند الكسائي )٣(}مناصٍ

    ا {:، قال تعـاىل إنها هند قامت : ف ، يف قولك اهلاء واألل - ٣ ى فَإِنَّهـ مـالَ تَعارصوقال جمنون ليلى )٦("ء التأنيث ؛ ألن األبصار مؤنثةفجا"، )٥(}األَب ، :

    )٧( . مؤنث فأنث اهلاء ؛ ألن ما بعدها

    ----------------

    ) . س ح ح ( يف مجهرة اللغة ) اخلزرجي ( بدالً من ) اهلاجري ( ويروى ، ) س ح ح( يف لسان العرب البيت من الوافر ، وهو له )١( ٣/٣٩: ، وبال نسبة يف شرح املفصل ) ١٦٩-١٦٨: ( األنباري البن ، واملذكر واملؤنث) ١٣٣( ص : يف ديوانه ، وهو له البيت من الطويل )٢(

    ) . بلى فاسلمي ( بدالً من ) أال يا اسلمي : ( ، ويروى ) ٤٥٣( ص : ورصف املباين ص ) ٣: ( من اآلية )٣( ٢/٣٩٨: معاين الفراء : ينظر )٤( احلج ) ٤٦: ( من اآلية )٥( ٢/٢١٢: القرآن للفراء معاين )٦( . ، وليس يف ديوانه ) ١٦٩( ص : يألنبا ربن ايف املذكر واملؤنث الوهو له البيت من الطويل ، )٧(

  • اب األول ـالب ات يف املفـرد التذكري والتأنيث

    ------ : فصـــالن وفيه

    املبنيــات : الفصل األول

    االسم املعرب : الفصل الثاين

  • املبنيات : الفصل األول --------

    : مباحث ثالثة واشتمل على الضمائر :املبحث األول أمساء اإلشارة :املبحث الثاين

    األمساء املوصولة :املبحث الثالث

  • : وفيه أربعة مطـالب الضمائر وأقسامها يف العربية : املطلب األول الضمائر بني التذكري والتأنيث : املطلب الثاين الضمائر واستعماالا يف القرآن الكرمي : املطلب الثالث ضمري الشأن والقصة : املطلب الرابع

    ر ـالضمائ: املبحث األول

  • )١٤ (

    : وأقسامها يف العربية الضمائر : املطلب األول الضمائر تستعمل لضربٍ من اإلجياز ، واالختصار ، واحترازاً من اإللباس ، فأَما

    اإلجياز ، فألنك تستغين باحلرف الواحد عن االسم بكماله ، فيكون ذلك احلـرف . كجزٍء من االسم

    وأما اإللباس ، فألن األمساء الظاهرة كثرية االشتراك ، وليس هلا أحوال تفترق ا مررت : إذا التبست ، وإمنا يزيل االلتباس منها يف كثري من أحواهلا الصفات كقولك

    بزيد الطويلِ ، والرجلِ الكرميِ ، والضمائر ال لبس فيها فاستغنت عن الصفات ؛ ألنَّ حضور املـتكلم واملخاطـب ، : نة ا قد تغين عن الصفات ، وهي األحوال املقتر

    . )١(وتقـدم ذكرِ الغائب الذي يصري به مبنزلة احلاضر املشاهد يف احلكم : تعريف الضمري أو املضمـر *

    اسم موضـع ، أو : الضمائر ، واملضمر: السر وداخلُ اخلاطر، واجلمع :ـمريالض ، والضـمري واملضـمر ، )٢(إذا أخفيته وسترته : أضمرت الشيَء اسم مفعول من

    . )٣(اصطالح بصري ، والكوفيون يسمونه الكناية ، أو املكين، أو ) أنـا ( امسان ملا وضع ملتكلِّم كــ : " والضمري والكناية باالصطالحني

    ولغائب أخرى ، ، أو ملخاطَب تارةً) هو ( ، أو لغائب كـ ) أنت ( ملخاطَب كـ . )٤("، وقاما ، وقوموا ، وقاموا ، وقُمن ) قُوما ( وهو األلف والواو والنون ، كـ

    متكلِّم ، وخماطَب ، وغائب ، وختتلف ألفاظـها حبسب : ثالثة أقسام ضمائرفال . اختالف حملها من اإلعراب ، فضمري املرفوع غري ضمري املنصوب وارور

    ٣/٨٤: ابن يعيش : ينظر )١( ) ض م ر : ( املصباح املنري ، والقاموس احمليط ولسان العرب ، : ينظر )٢( ١/٤٦٢: ارتشاف الضرب : ينظر )٣( ١/٧٧: أوضح املسالك )٤(

  • )١٥ (

    منفصل ، ومتصل ، ما خال حال اجلر فإنه ال : ولكُلِّ واحد من الضمائر ضمريان . منفصل له ، فال يكون إال متصالً

    ويستوي التذكري والتأنيث يف صيغ التكلُّم يف املفرد ويف التثنية واجلمع ، وذلك املقصود يف حمل أن املتكلِّم إذا حتدث عن نفسه ، أو عن نفسه وغريه فال يتوهم غري

    املقصود ، لذا فال حيتاج إىل الفرق بني صيغها ، وأما املخاطب فإنه حيتاج إىل الفصل بني املذكر واملؤنث يف صيغها ؛ ألنه قد يكون حبضرة املتكلم اثنان مذكر ومؤنث، وهو مقبل عليهما فيخاطب أحدمها فال يعرف حىت يبينه بعـالمة ، ولذلك مـن

    مع خوفاً من أن ينصرف اخلطاب إىل غري املقصود ، وأما ضمري الغائب املعىن ثُين وجفهو ضمري الظاهر ، والظاهر يؤنث ويذكَّر ، ويثىن وجيمع ، فكذلك كل ما نـاب

    . )١(عنه :ام الضمري ــأقس * وهو ما له صورة يف اللفظ ، كأنا ، و أنت ، وكتـاء : ينقسم الضمري إىل بارز

    وهو ما ليس له صـورة يف : قُمت ، وكاف أكرمك ، وهاء غالمه ، وإىل مستتر : أنا ، ويف قُـم : ، فيقدر يف أقُوم ) قُم ( و ) أقوم ( اللفظ ، كالضمري املقدر يف

    ما يلي بيان ذلك وهكذا ، وفي" .. أنت : : الضمري البارز : أوالً

    : ينقسم الضمري البارز إىل منفصل ، وإىل متصل وذلك بأن )٢(وهو الذي ال يلي العامل وال يتصل به ،

    حنن ذاهبون ، وكيف أنت ؟ : يكون معرى من عامل لفظي ، كاملبتدأ واخلرب يف حنو

    ٨٦، ٣/٨٥: ابن يعيش: ينظر )١( ٣/٩٣: السابق : ينظر )٢(

  • )١٦ (

    : إياك أُخاطب ، قال تعاىل : وأين هو ؟ أو يكون مقدماً على عامـله ، حنو قولك } نيتَع اكَ نَسـ إِيـو د بـاكَ نَع أو يكون مفصوالً بينه وبني عامله حبرف االستثناء )١(}إِيـ ،

    ، )٢(}يجلِّيها لوقْتها إِالَّ هو قُلْ إِنَّما علْمها عند ربي الَ{ :ما قام إالَّ أنت ،كقوله : حنو قولك :ومن ذلك قول عمرو بن معدي كرب الزبيدي

    )٣( ولَقَـد { : ضربت زيداً وإياه ، قال تعـاىل : أو يقع بعد حرف العطف حنو قولك

    نيوصأُو ينا الَّذ َأَنِ اتَّقُوا ا اكُمإِيو كُملن قَبم تَاب٤(}تُو الْك( . فيكون يف موضع الرفـع ، ويف : واملنفصل حبسب مواقع اإلعراب على ضربني

    موضع النصب ، وال يكون يف موضع ارور ؛ ألنَّ ارور ال يكون إالَّ بعامل لفظي اجلار ، وال جيوز أن يفْصل بينهما كما جـاز يف املرفـوع وال يتقدم ارور على

    أنا كأنت ، : ، وجاء شيء من استعمال املنفصل جمروراً حنو قوهلم )٥(واملنصوب٦(وكهو( .

    ، ًيكون الضمري املنفصل املرفوع متكلِّمـا بزيادة األلف األخرية يف الوقف لبيـان احلركـة وخماطَباً ، وغائباً ، فاملتكلم

    . الفاحتة ) ٥: ( اآلية )١( . األعراف ) ١٨٧: ( من اآلية )٢( ، وشرح ديوان احلماسـة ٢/١٩٩: ، وشرح أبيات سيبويه ١٥/٢١٦: ، ويف األغاين ) ١٦٧( وهو له يف ديوانه ص ، من السريع : البيت )٣(

    ٥/٢٥٦:، وشرح أبيات املغين ٤/٤٣: واألشباه والنظائر يف النحو ، ) ق ط ر :( واللسان، ٣/١٠٣: ، وشرح املفصل ) ٤١١( للمرزوقي ص ) . ق ط ر : ( لسان العرب : ينظر : اجلانب : على أحد جانبيه ، والقطر : عه على أحد قُطْريه ، أي صر: معىن قَطَّر ، وعدة السالك إىل حتقيق أوضح ٣/١٠٣: االستثنائية ، ينظر ابن يعيش " إال" والشاهد يف اآلية السابقة ، ويف البيت هو وقوع الضمري املنفصل بعد ١/٧٩: املسالك

    النساء ) ١٣١: (من اآلية )٤( . ٣/٩٣: ابن يعيش : ينظر )٥( ١/٢١١: مهع اهلوامع : ينظر )٦(

  • )١٧ (

    ويستوي فيه املذكر واملؤنث ؛ ألنـه إذا )١(عند البصريني ، وبأصالتها عند الكوفينيفوقفوا باهلاء ، حكي عـن بعـض ) أَنه : ( ، وقد قالوا )٢(تكلَّم ال يشتبه به غريه

    هال فصدا وأطعمته دمها مشـويا ؟ :العرب وقد عرقب ناقته لضيف ، فقيل له : ، وقال الشاعر )٣("هذا فصدي أنه: "فقال

    )٤( أَنْ فعلْت ، وهذا مما : ومنهم من يسكِّن النون يف حاليت الوصل والوقف ، فيقول

    مذهب البصريني بأن األلف زائدة أُتي ا لبيان احلركة لوقوعها موقع ما ال يؤيد . )٥(شبهة يف زيادا وهي اهلاء ، وسقوطها يف هذه اللغة

    آنَ قلت ذلك ، يطيل األلف األوىل وحيـذف : بعض العرب يقول : "قال الفراء إىل موضع العـني ، ، بقلب األلف )٦("عان : األخرية ، وهي يف قضاعة على وزن

    تقوية ملذهب الكوفيني ، فهو عنـدهم مـبين علـى -إن صحت –فهذه الرواية . )٧(السكون وهي األلف ، وعند البصريني مبين على الفتح

    إذا كان املتكلِّم معظِّماً لنفسه ، أو كان معه غريه ، ويستوي وفرع ــــأَهمص علَيك ــــنَحن نَقٌ{ : ما جاء يف قوله تعاىل فيه املذكَّر واملؤنث ، فمن التعظيم نَبـ

    . ١/٢٠٦: ، ومهع اهلوامع ٢/٩٢٧: ، واالرتشاف ٣/٩٣: ابن يعيش : ينظر )١( ٩٥، ٩٤/ ٣: ابن يعيش : ينظر )٢( دم كان يوضع يف اجلاهلية يف معى ، من فصد عرق البعري : شق العرق ، والفصيد : أي قطع عصب رجلها ، والفصد : عرقب ناقته )٣(

    ) . ف ص د : ( لسان العرب : ويشوى ، ينظر : ويروى ) ٢٢٢( ص : ، وشواهد الشافية ٥/٢٤١: ، وخزانة األدب ١/٩٤: رجز بال نسبة يف ابن يعيش )٤(

    هندب لَيرِي فَعأَد تكُن لَو * هأَن ني مأَن يطلخالت ةكّثْر نم . اء السكت ) أنه : ( والشاهد فيه قوله

    ) ٦٦: ( القرآن والعربية من تراث لغوي مفقود ، ويف ٦٦، ١/٦٥: ، واملغين ٣/٩٤: ابن يعيش : ينظر )٥( ) ٦٦( ص : يف القرآن والعربية من تراث لغوي مفقود للفراء )٦( ٣/٩٤: ابن يعيش : ينظر )٧(

  • )١٨ (

    قذاهبان ، : ، ويستوي فيه املذكر واملؤنث ، والتثنية واجلمع ، تقول )١(}بِالْح حنن . وحنن ذاهبون

    : وأما املخاطب فضمائره مخسة : بفتح التاء للمفرد املذكَّر ، وهي عند البصريني زائدة ، والضمري عندهم

    املفتوحـة للمـذكر ، ) التاء ( وحرف اخلطاب وهي ) أَنْ ( مركب من اسم وهو وهي حرف خطابٍ فقط ال اسم ؛ ألنه ال موضع هلا من اإلعراب ، وذهب الفـراء

    ، وذهب ابن كيسان إىل )٢(ا اسمإىل أنَّ التاء من نفس الكلمة ، والكلمـة برمتهأن الضمري يف هذه املواضع التاء فقط وهي كالتاء اليت يف فعلت ، وكثّرت بـأَنْ ،

    للتقوية ، واأللف يف ) أنتما وأنتم ( وزيدت امليم يف للتأنيث ، ورد بأن التاء على ما ذكر للمتكلِّم ) أنتن ( للتثنية ، والنون يف ) أنتما (

    . )٣(ناف للخطابوهو م : ا ٤(بكسر التاء للمفردة املؤنثة ، والكسرة من الياء وهي مما يؤنث( . : للمثىن بنوعيه ، االسم منه اهلمزة والنون ، وباقي احلروف زوائد ، وامليم

    إن : فيه اوزة الواحد كما يكون يف اجلمع ، واأللف للداللة على التثنية ، وقيـل الكلمة برمتها االسم من غري تفصيل وهو الصواب ، ألن الصيغة دالة على التثنيـة

    املثىن ما تتنكر معرفته ، واملضمر ال يتنكر حبـال ، وليست تثنية صناعية ، ألن حد . )٥(الزيدان ، واهلندان: ويستوي فيه التذكري والتأنيث كما يستوي يف الظاهر حنو

    الكهف ) ١٣: ( من اآلية )١( ١/٤٧٣: ، واالرتشاف ٣/٩٥: ابن يعيش : ينظر )٣( ١/١٠٣: التصريح : ينظر )٣( ٣/٩٥: ابن يعيش : ينظر )٤( السابق : ينظر )٥(

  • )١٩ (

    : ا تكون عالمة ضـمريجلمع املذكر بثبوت الواو ، وهو األصل ؛ ألضربتن ، فكمـا أن : ابل مجع املؤنث حنو قالوا ، وألا يف مق: اجلمع يف الفعل حنو

    عالمة املؤنث حرفان ، فكذلك عالمة مجع املذكر حرفان ، ويؤكِّد هذا إظهار الواو ، والضمائر ترد األشياء إىل أصوهلا يف أكثر ) أعطيتكُموه ( بعد امليم مع الضمري يف

    امليم وحـدها ال تلـبس حبذف الواو للتخفيف ، ألن : ، أو تقول )١(األمرالكلمة بالواحد وال بالتثنية ، وألن املثىن يوجِب ثبوت األلف ، والكلمة برمتها اسم

    . وهي صيغة موضوعة للجمع كما تقدم يف التثنية : جلمع اإلناث ، وهي بنون مشددة ، والكلمة بكماهلا اسـم كـاملثىن

    . )٢(الثالثة واجلمع املذكر وتضم التاء يفللمفـرد املؤنـث ، للمفرد املذكر ، و : وللغائب مخسة ضمائر

    بكماهلما اسم عند البصريني ، والكوفيون يرون أن االسم فيهما اهلاء وحدها ، وأن ما حتذفان يف التثنية ، واجلمع ، ويف اإلفراد أيضاً يف لغةالواو والياء مزيدتان بدليل أ

    : بقى اهلاء وحدها ، كقول العجري وت)٣(

    . بينما هو ، فحذف الواو : أي : وقال اآلخر

    )٤(

    ٣/٩٥: ابن يعيش : ينظر )١( السابق : ينظر )٢( ١/٩٦: ، و شرح املفصل ٢/٥١٢: ، واإلنصاف ١/٦٩:، واخلصائص ١/٣٣٢ : أبيات سيبويه، وهو له يف شرح البيت من الطويل )٣(

    ٥/٢٥٧: خزانة األدب و ٣/٩٧: ، وشرح املفصل ٢/٦٨٠: ، واإلنصاف ١/٨٩: اخلصائص ، و ١/٢٧: بال نسبة يف الكتاب البيت من مشطور الرجز ، وهو )٤(

    ١/٢٠٩: ومهع اهلوامع ، )هـيا : ( ولسان العرب

  • )٢٠ (

    . إذْ هي ، فحذف الياء ، وحذفهما دليل على زيادما : أي ضرورة ، وألنَّ ) هو وهي ( ورد عليهم البصريون بأن جميء اهلاء وحدها مكان

    . )١(واحدالضمري املنفصل مستقل بنفسه جيري جمرى الظاهر ، فال يكون على حرف وأشهر اللغات فيهما إثبات الواو والياء مفتوحتني خمففتني ، ويسـكنهما قـيس

    أصله أن يكون علـى ثالثـة : هو : " هو وهي ، وقال الكسائي : وأسد يقولون قـال –أي بتشديد الواو مفتوحة - )٢(" هو فعلَ كذا : أحرف مثل أنت ، فيقال

    : الشاعر )٣(

    :قول الشاعر ) هي ( ومن شواهد تشديد الياء من )٤(

    ، بعد الواو ، والفاء ، وثُم ، والالم ، قرئ بذلك ) هي ( و ) هو ( وقد تسكن هاء :، وقوله )٧(} فَهو وليهم{ :، وقوله )٦(}وهو معكُم { :، يف قوله تعاىل )٥(يف السبع

    }ي وه ثُممو ةاميوقوله )٨(}الْق ، : }ىلَه انوي٩(}الْح( .

    ٣/٩٦: ابن يعيش ، و ٢/٦٨١: اإلنصاف : ينظر )١( ٢/٦٧٩: اإلنصاف حممد حميي الدين يف االنتصاف من ذكره )٢( ٢/٦٧٩: ، وبال نسبة يف اإلنصاف ١/٤٥١: ، واملقاصد النحوية ١/١٤٨: التصريح طويل ، وهو لرجل من مهدان يف البيت من ال )٣(

    . ١/٢١٠: ، ومهع اهلوامع ١/١٦٠ :، وأوضح املسالك ٣/٩٦: وشرح املفصل )ش ه د : ( ان العرب هو نبات مرٌ كريه الطعم ، لسيف األصل احلنظل ، و: ، والعلقم ما دام يف مشعه العسل : بضم الشني املعجمة والشهدةُ ) . هو(، والشاهد فيه تشديد واو ) ع ل ق ( و

    ٥/٢٦٦: ، ويف خزانة األدب ١/٢١١: ، ومهع اهلوامع ٣/٩٧: ، و شرح املفصل ٢/٦٧٩: صاف نسبة يف االنت والبيت من البسيط ، وهو بال )٤( ) . هي ( والشاهد فيه تشديد الياء من

    ٢/٥١٩: اإلحتاف : وهي قراءة قالون ، وأيب عمرو ، والكسائي ، وأيب جعفر ، ينظر )٥( احلديد ) ٤: ( من اآلية )٦( النحل ) ٦٣: ( من اآلية )٧( القصص ) ٦١: ( من اآلية )٨( العنكبوت ) ٦٤: ( من اآلية )٩(

  • )٢١ ( : وبعد مهزة االستفهام كقول زياد بن منفذ

    )١( : وبعد كاف اجلر كقول الشاعر

    )٢( للمثىن بنوعيه وهي صيغة موضوعة للتثنية ، وليست تثنية صناعية كمـا

    بزيادة الواو عالمةً للجمع كما ، وتقول يف مجع املذكر )٣(زعم الكوفيونزيدت يف قاموا وأنتموا ، وإثبات الواو هو األصل ، وحتذف فراراً من ثقلها فيقال

    ؛ ألن اللبس مرتفع ، ال يلبس بالواحد ؛ ألن الواحد ال ميم فيه ، وال بالتثنية ؛ .ألن التثنية يلزمها األلف

    بتشديد النون ليكون حرفني بإزاء امليم والواو يف وتقول يف مجع اإلنـاث . )٤(مهوا فعلوا : مجع املذكر حنو

    ويليه دليل ما يراد )٥(وله لفظ واحد عند سيبويه ، وبعض النحاة ، وهو . به من متكلِّمٍ ، أو خماطبٍ ، أو غائبٍ ، إفراداً وتثنيةً ومجعاً ، تذكرياً وتأنيثاً

    : اخلصائص ، وبال نسبة يف ٢٤٥، ٥/٢٤٤: خزانة األدب و، ١٤٠٢، ١٣٩٦: يف شرح ديوان احلماسة للمرزوقي له وهوالبيت من البسيط ، )١(

    :، ومهع اهلوامع ١/٢٠٨: والنظائر ، واألشباه ١/٨٩: ومغين اللبيب ، ) هـيا : ( واللسان ، ١/٣٠٥: ، وشرح املفصل ٢/٣٣٠و ١/٣٠٥ . بعد مهزة االستفهام ) هي ( من والشاهد يف البيت تسكني اهلاء ، ١/٢١٠

    بعد كاف اجلر ) هي ( اهلاء من ، والشاهد فيه تسكني ١/١٩١: ، والدرر ١/٢١٠: مهع اهلوامع البيت من الطويل ، وهو بال نسبة يف )٢( ٢/٦٧٨: اإلنصاف ، ينظرحبذف الواو والياء منهما ، وزيدت ألف االثنني بعد امليم على اهلاء الضمري ) هو وهي ( مثىن ) مها ( ظن الكوفيون أنَّ )٣( ٣١/٩٨: ابن يعيش : ينظر )٤( ، وما بعدها ٢/٦٩٥: ، واإلنصاف ٢/٣٨٠: الكتاب : ينظر )٥(

    وحدها ال تدل على معىن الضمري ، ألن الضمري ما دل على متكلم ، أو خماطب ، أو غائب ، " إيا " وقد اعترض على هذا املذهب بأن ١/٣٢٥: التصريح ، ينظر عند االحتياج إىل التمييز أُردفت حبروف تدل على املعىنمشتركة بني املعاين الثالثة ، و بأا وضعت فأجيب

  • )٢٢ (

    وإذا كنت مع غـريك قلـت : تقول إذا أخربت عن نفسك ويستوي فيه املذكر واملؤنث والتثنية واجلمع ؛ ألن حال املتكلِّم واضحة فلم حيتج إىل

    مذكراً قلت عالمة فاصلة ، وإذا خاطبت : بفتح الكاف ، وتقول يف التثنية ويف اجلمع وإن شئت حذفت الواو ، وسكنت امليم ، فتقول ، : مؤنثاً قلت وإذا خاطبت ، : بكسر الكاف ، وتقول يف التثنية : كاملذكر ، ويف اجلمع : بتشديد النون ليكون حرفني بإزاء امليم

    .والواو يف مجع املذكر أو ، ويف اجلمـع ، ويف التثنية وتقول يف الغائب حبذف الواو وإسكان امليم ، وتقول يف املؤنث : للمفـردة ، ويف

    بتشديد النون لتكون بإزاء املـيم كاملذكر ، ويف اجلمع : التثنية . والواو يف مجع املذكر

    ضمري ، وما بعدها ضمائر أيضا أضـيفت ) إيا ( أنَّ وذهب اخلليل واملازين إىل اسم ) إيا ( ، وذهب أبو إسحاق الزجاج إىل أنَّ )١(، واختاره ابن مالك) إيا ( إليها

    ، وذهب الفراء إىل أن اللواحق هي الضمـائر ، )٢(ظاهر أضيف إىل سائر الضمائر؛ ألا هـي )٣(فصل عن املتصلحرف زيد دعامةً تعتمد عليها اللواحق لتن) إيا(و

    يف االتصال ، فلما أريد انفصـاهلا ) أكرمين ، وأكرمتك ، وأكرمته ( الضمائر يف احتيج إىل حرف عماد لتنفصل من االتصال ، وذهب بعض الكوفيني إىل أن جمموع

    . )٤(ولواحقها هي الضمري ، حكى ذلك ابن كيسان) إيا (

    ١/١٤٤: شرح التسهيل: ينظر )١( ٣/١٠٠: ابن يعيش :ينظر )٢( ١/٢١٢: عمهع اهلوا م: ينظر )٣( ١/٢١٢: ، ومهع اهلوامع ٣/١٠٠: ابن يعيش : ينظر )٤(

  • )٢٣ (

    : ما خيتص مبحل : وهو حبسب مواقع اإلعراب على ثالثة أضرب ، الضرب األول

    : الرفع ، وهي مخسة

    فإن كان موضع الرفع بفعل فموضع الرفع إما بفعل ماضٍ ، أو بفعل غري ماضٍ ، م للمتكلِّم ، حنو ) تاء الفاعل ( ماضٍ ، استعملتضويسـتوي فيـه : وت ، لْتفَع

    فعلت ، : فعلت ، وتكسر للمخاطَبة حنو : املذكر واملؤنث ، وتفْتح للمخاطَب حنو . )١("ةوهي لغةٌ لربيع.. ضربتيه ، بياء ساكنة بعد كسرة التأنيث : حكي "و

    وإن أُرِيد املثىن مذكَّراً كان ، أو مؤنثاً ، زيدت امليم اوزة الواحد وألف التثنية يف فَعلْتموا ، بضم امليم املوصولة بواو : فَعلْتما ، ويف مجع الذكور تقول : اخلطاب حنو

    ميم فيه اجلمع ، وقد حتذف هذه الواو وتبقى امليم ساكنةً ألمن اللبس ؛ إذ الواحد الفعلتن بتشـديد : فَعلْتم ، وتقول يف مجع اإلناث : والتثنية يلزم فيها األلف ، فتقول

    . )٢(النون لتكون النونان بإزاء امليم والواو يف مجع املذكرللمخاطَبينِ ، ) ألف االثنني ( وإن كان موضع الرفع بفعل غري ماضٍ ، استعملت

    يف املضارع ، ويستوي ) تفْعالن ، ويفْعالَن( يف األمر ، و) الَ افْع: ( وللغائبينِ حنويف األمر ، ) افعلُوا : ( فيه املذكر واملؤنث ، وواو اجلماعة للمخاطبِني، والغائبِني حنو

    أنت ( يف األمر ، و) افعلي : ( يف املضارع ، وياء املخاطبة حنو) تفعلون ويفعلون ( ويف ) افعلْـن : ( ضارع ، ونون النسوة للمخاطبات ، والغائبات حنو يف امل) تفعلني

    : يف املضارع ، ومذهب اجلمهور على أن هذه احلروف) تفْعلْن ويفْعلْن ( األمر ، و

    ١/٤٦٣: االرتشاف )١( ٣/٨٧: ابن يعيش :ينظر )٢(

  • )٢٤ (

    ضـمائر ، ) ألف االثنني ، وواواجلماعة ، ونون النسوة ، وياء املخاطبة : ( وهي وذهب أبو األخفش وعثمان املازين إىل أا عالمات دالَّة على الفاعلني ، كما دلَّت

    : على التأنيث ، والفاعل ضمري مستكن يف الفعل كما استكن يف ) قامت ( التاء يف لت ، إال أنه ليس هلما عالمة ، وحجة األخفش أنه ثبت استتار حممد فَعلَ ، وهند فع

    زيد يقوم ، وهند : فاعل املضارع املفرد يف الغيبة مذكراً كان أو مؤنثاً ، حنو قولك تقوم ، فكانت التاء يف أول فعل املؤنث هي الفارقة ، وملا كان املضارع بالتـاء يف

    ، )١(تكْتب ، وتكْتبِني: ملذكر واملؤنث ، حنو حال اخلطاب ، جيء بالياء للفرق بني ا : والصحيح أا ضمائر كما ذهب إليه اجلمهور ألمور منها

    الزيدان قاما ، فإن األلف قد حلَّت : وقوعها يف حملٍ ال يكون فيه إال اسم ، حنو – ١ . )٢(الزيدان قام أبومها: إذا قلت ) أبومها ( حمل

    . يفْعلْن ، وافْعلْن : وفاً ملا سكن آخر الفعل هلا ، حنو لو كانت حر – ٢٣ – ها يف االجتماع مع ألف االثنني ، فقلتلو كان املراد بالياء كالتاء ، لساوت :

    . فعلَتا ، وهذا مل يسمع شيٌء منه عن العرب : فَعلَيا كما تقول فاعل املستكن كالتاء يف فعلَت ، جلاز حذفها لو كانت الياء عالمةً دالَّةً على ال – ٤

    . )٣(يا هند اكتب ، وهذا ال جيوز: يا هند اكتبِي ، فكنت تقول : يف حنو وألف االثنني ، وواو اجلماعة ، ونون النسوة تكون تارةً ضمائر كما مثِّل ، وتـارةً

    .وقُمن اهلندات قاما الزيدان ، وقاموا الزيدون ، : حروفاً ، حنو قولك ، مؤذنة بأن ) قاموا ( مؤذنة بأن الفعـل الثنني ، والواو يف ) قاما ( فاأللف يف

    الفعلَ جلماعة الذكور ، والنون يف قُمن مؤذنة بأن الفعل جلمع اإلناث ، على لغـة

    ١/٨٥: ، واملساعد ١/١٢٣: ، وشرح التسهيل ١/٤٦٧: ، واالرتشاف ٣/٨٨: ، وابن يعيش ٢/٤١٥: الرضي : ينظر )١( ١/١٩٥ : عمهع اهلوا مو

    ٣/٨٨: ابن يعيش: ينظر )٢( ١/٢٦٤: املقاصد الشافية : ينظر )٣(

  • )٢٥ (

    فشـبهوا األلـف ، من يثين الفعل وجيمعه مقدماً ليدل على أنه الثنني ، أو جلمع ، هند فعلَت ، وهي لغة : والواو ، والنون ، بتاء التأنيث اليت تلحق فعل املؤنث ، حنو

    أكَلُـونِي : " أزد شنوءة ، وهي كثرية يف كالمهم وأشعارهم ، وعليها جاء قوهلم -، وجاء على هذه اللغة يف احلديث الشريف قولـه )١(يف أحد الوجوه" الرباغيث : -عليه وسـلَّم صلى اهللا

    )٢( لُهقَوو:)٣(،: -لَّمصلى اهللا عليه وس -وقول وائل بن حجر يف سجود النيب

    )٤( قوله عمرو بن مقلط ، ومنه : )٥(

    : وقال الشاعر )٦(

    : وقال الفرزدق )٧(

    ٣/٨٧: ابن يعيش : ينظر )١( ١٧٠: ، ويف املوطأ ١٧٤، ٩/١٥٤، و ١/١٤٥: احلديث رواه البخاري )٢( ) . ٢٠٠( احلديث يف التغليق ص )٣( ووضع ( ، بلفظ آخر ١/٢٦٣: ، واألثر يف الكتاب املصنف يف األحاديث واآلثار ٣/٨٨: حاشية شرح املفصل : ذكره السهيل ، ينظر )٤(

    . فال شاهد يف هذه الرواية ، ) ركبتيه قبل أن يصل كفاه ، ٢/٤٥٨: ، واملقاصد النحوية ٩/٢١: خزانة األدب و، ١٠/٣٣١: يف شرح شواهد املغين لهالبيت من السريع ، وهو )٥(

    شاهد ، وال ٢/٨٨: وأوضح املسالك . ١/٦٩٦: ، ، ومغين اللبيب ٣/٨٨: وشرح املفصل ٢/٧١٨: وبال نسبة يف سر صناعة اإلعراب . الفاعل امساً ظاهراً ، وهو عيناك ألفيتا ، حيث أثبت ألف االثنني يف الفعل مع وجود :فيه قوله

    ، ٢/٩٠: وأوضح املسالك ، ٣/٨٧:شرح املفصلو، ٢/٦٢٩: هو بال نسبة يف سر صناعة اإلعراب البيت من املتقارب ، و )٦( الدالة على اجلمع مع جاء بالـواو حيث) يلُومونين ( ، والشاهد يف قوله ١/١٧٠: األمشوين ، وشرح ١/٣١٢: واألشباه والنظائر . وجود الفاعل امساً ظاهراً ، وهو أهلي

    ٣/٨٩: ، وشرح املفصل ٢/١٩٤: ، واخلصائص ١/٤٩١: سيبويه ، و يف شرح أبيات ١/٤٦: يوانه يف د البيت من الطويل ، وهو له )٧( ، والشاهد فيه اإلتيان بنون النسوة ٥/٢٣٤،٢٣٥،٢٣٧، ٥/١٦٣: خزانة األدب ، و ١/١٦٠: ، ومهع اهلوامع ) س ل ط : ( ولسان العرب . الدالة على اجلمع مع وجود الفاعل امساً ظاهراً ، وهو أقاربه ) يعصرن ( يف

  • )٢٦ (

    ياء املتكلم : ( ما هو مشترك بني حمل النصب واجلر ، وهي ثالثة :الضرب الثاين ) . غائب وكاف اخلطاب ، وهاء ال

    يف حمـل ) ربي ( ، فالياء يف )١(} ربى أَكْــرمنِ{ : فأما ياء املتكلِّم ، فنحو قوله ، يف حمل نصب على املفعوليـة بالفعـل أكـرم ، ) أكرمين ( جر باإلضافة ، ويف

    .ويستوي فيها املذكر واملؤنث ا و { : وأما كاف اخلطاب ، فإا تكون مفتوحةً للمخاطَب ، حنو قوله مـ ك عـد

    ك بـفالكاف يف )٢(}ر ، ) عكيف حمل نصب على املفعولية ، ويف ) ود ) كيف ) رب، )٣(}يا مريم اقْنتى لربك{: حمل جر باإلضافة ، وتكون مكسورةً للمخاطَبة حنو قوله

    ة م إِن{ : له وقو مـبِكَل كرشبب َا ه فالكاف يف )٤(}نـ ، ) ـكيف حمـل جـر ) لرب، وقد تبدل ) يبشر ( يف حمل نصب على املفعولية بالفعل ) يبشرك ( باإلضافة ، ويف

    فأما : " الكاف للمؤنث شيناً ، للفرق بني املذكر واملؤنث يف الوقف ، قال سيبويه ثري من متيم ، وناس من أسد فإم جيعلون مكان الكاف للمؤنث الشـني ، ناس ك

    وذلك أم أرادوا البيان يف الوقف ؛ ألا ساكنة يف الوقف ، فأرادوا أن يفصلوا بني املذكر واملؤنث ؛ وأرادوا التحقيق والتوكيد يف الفصل ؛ ألم إذا فصلوا بني املذكر

    ن يفصلوا حبركة ؛ فأرادوا أن يفصلوا بني املذكر واملؤنث حبرف ، كان أقوى من أذَهبوا ، : واملؤنث ذا احلرف ؛ كما فصلوا بني املذكر واملؤنث بالنون حني قالوا

    وذَهبن ، وأنتم وأنتن ، وجعلوا مكاا أقرب ما يشبهها من احلروف إليها ؛ ألـا

    الفجر ) ١٥: ( من اآلية )١( حى الض) ٣( : من اآلية )٢( آل عمران ) ٤٣ ( :من اآلية )٣( آل عمران ) ٤٥ ( :من اآلية )٤(

  • )٢٧ ( جيعلوا مكاا مهموساً من احللق ؛ ألـا مهموسة كما أن الكاف مهموسة ، ومل إِنشِ ذاهبة ؟ ومالشِ ذاهبة ؟ يريد إنك ، : ليس من حروف احللق ، وذلك قولك

    كاللحق الكاف السني ، أو الشني لبيان كسرة التأنيث يف )١("وموبعض العرب ي ،ش ، وأُكرِمكش ، أعطيتك: أعطَيتكس ، وأُكْرِمكس ، وحنو : الوقف ، حنو قولك

    . )٢(ويتركوما يف الوصل ، ألن الكسرة يف الوصل تبنيضربه ، ولَه ، وعنده ، وتكسر بعـد : وأما هاء الغيبة ، فتكون مضمومةً ، حنو

    يرميه ، وعليه : مر بِه ، وأعطه ، ومل يعطه ، وبعد الياء الساكنة ، حنو : الكسرة حنو يهحنووف مضا تإتباعاً ، ما مل تتصل بضمري آخر ، فإ :وهمهِطعومل ي ، وهم٣(يعطيه( .

    ضربته ، وبِه ، وإليه ، وا قرأ حفص : ولغة أهل احلجاز ضم اهلاء مطلقاً يف حنو }يهانا أَنسما{ ، و )٤(}وبِم َا هلَيع داهكُثُوافَقَالَ {: ، وقرئ)٥(}عام هلأَه٦(}ل( ،

    . )٧(منه ، وعنه ، ومن لدنه ، ومل يضربه : وتضم إذا وليت ساكناً غري الياء ، حنو وهذه اهلاء وحدها عند اجلمهور هي الضمري ، والواو احلاصلة بعدها باإلشـباع

    . )٨(زائدة تقويةً للحركة ، وذهب الزجاج إىل أن جمموعهما الضمريوإذا وقعت اهلاء بعد حركة ، فاألصح اإلشباع إمجاعاً ، وذهب املربد إىل أا إذا

    وقعت بعد ساكن سواء كان الساكن صحيحاً ، أو حرف علة ، فاألصح اختالسها . )٩(منه وعنه وأَكْرِمه ، وفيه ، وعليه ، وإسكان هذه اهلاء لغة قليلة: حنو

    ٤/١٩٩: الكتاب )١( السابق : ينظر )٢( ١/١٩٦: ، ومهع اهلوامع ٢/٩١٨: االرتشاف : ينظر )٣( ١/٢٤٠: النشر يف القراءات العشر : الكهف ، وينظر ) ٦٣: ( من اآلية )٤( السابق : الفتح ، وينظر ) ١٠: ( من اآلية )٥( ٢/٢٤٠: النشر