:ب ﺔﻣﻮﺳﻮﻤﻟا ع ﺎ ﻤﺘﺟﻻا ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻩارﻮﺘﻛﺪﻟا … ·...

محمد بن أحمد - 2وهران جامعة

كلية العلوم االجتماعية

قسم علم االجتماع

:ع الموسومة بأطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في علم االجتما

سرة والمجتمع في الجزائرألالعنف األسري وأثره على ا

سكردراسة ميدانية على مستوى مصلحة الطب الشرعي بمستشفى مسلم الطيب بمع

بوعالق كمال: إعداد الطالب موالي حاج مراد: إشرافتحت

:أعضاء لجنة المناقشة

.رئيسا 02د حجيج الجنيد أستاذ التعليم العالي جامعة وهران.أ-

.مشرفا ومقررا 02أستاذ التعليم العالي جامعة وهراند موالي حاج مراد .أ-

.د حمداوي المأمون أستاذ التعليم العالي جامعة مستغانم مناقشا.أ-

.بشير محمد أستاذ التعليم العالي جامعة تلمسان مناقشا د.أ-

.مناقشا 02ان بومحراث بلخير أستاذ محاضر أ جامعة وهر .د-

.جال أستاذ محاضر أ جامعة تلمسان مناقشاح سعود .د-

.2016/2017:السنة الجامعية

كلمة شكر وتقدير

الذي أكن له كل االحترام ، بداية الشكر أتوجه به إلى األستاذ المشرفـالدكتور موالي حاج مراد

في هذا المقـام أن أشكر كما ال يفوتني، ومالحظاته القيمة، فـأشكره على أخالقه العاليةوالتقدير

كما أتقدم ، ونترحم على من توفي منهم، كل األساتذة الذين درسوا في معهد علم االجتماع

الذين ساعدوني في مأل وإتمام االستمارات ، بالشكر الجزيل للطلبة علم االجتماع من جامعة معسكر

كما ال يفوتني أن أوجه شكري للطبيب الشرعي بلبشير بمصلحة الطب ، وس مع المبحوثينوالجل

إلى كل هؤالء جميعا أتقدم لهم بأسمى ، الذي لم يبخل بمعلوماته عنا، الشرعي بمستشفى معسكر

.عبارات الشكر واالحترام

اإلهداء إلى الزوجة مريم، أهدي هذا العمل إلى الوالدين الكريمين

والى ابنتي مروة

إلى كل أخواتي وأبنائهم

إلى كل من عرفني من قريب أو بعيد

فهرس المحتويات

إهداء

كلمة شكر

فهرس الجداول

أ المقدمة العامة

6 مقدمة

8 اإلشكالية

10 الفرضيات

10 أهداف وأهمية البحث

11 أسباب اختيار الموضوع

12 منهج البحث

14 أدوات البحث

15 مجاالت الدراسة

16 عينة البحث

17 صعوبات البحث

مقاربة نظرية: العنف األسري: الفصل األول

21 مقدمة الفصل

21 الدراسات السابقة

23 الدراسات العربية

27 الدراسات الدولية

28 نقد وتقييم الدراسات السابقة

30 .المفسرة للعنف الزوجيالنظريات

30 نظرية التعلم االجتماعي

31 نظرية األصول البيولوجية

32 نظرية المعرفة االجتماعية والثقافية

33 النظرية النفسية االجتماعية

33 نظرية العدوان واإلحباط

34 نظرية التحليل النفسي

34 بعض نظريات علم النفس االجتماعي

35 النظرية النسوية

35 نظرية ثقافة العنف

36 نظرية تناقل الخبرات بين األجيال

36 نظرية ارتباط الدور بالجنس والدور المتوقع في الحياة األسرية

البعد العالمي والعربي والمحلي لظاهرة العنف الزوجي: الفصل الثاني

38 تمهيد

39 العنف ضد المرأة في أدبيات األمم المتحدة

44 االهتمام العالمي بالعنف العائلي

45 العنف ضد المرأة في حالة النزاع المسلح ومناطق الحروب

47 العنف األسري في الوطن العربي

51 العنف األسري في بلدان المغرب العربي

52 العنف األسري في الجزائر

56 دراسات اجتماعية حول العنف ضد المرأة في الجزائر

57 المبادرات الوطنية والسياسات العامة لحقوق المرأة

60 أهم الصكوك واالتفاقيات التي صادقت عليها الجزائر في ميدان العنف ضد المرأة

63 العنف األسري وقانون األسرة في الجزائر

64 العقوبات الجزائرياإلهمال األسري في قانون

64 75أهمية القانون في مكافحة العنف ضد المرأة

69 خالصة

األسرة والعنف األسري: الفصل الثالث

71 مقدمة الفصل

72 خصائص مجتمع البحث

80 تعريف األسرة

83 تاريخ األسرة

85 وظائف األسرة ومقوماتها

86 مسؤوليات األسرة في التشريعات الدينية

88 تعريف العنف

89 تعريف العنف األسري

92 العنف ضد المرأة

95 العنف واألسرة

97 أنواع العنف األسري

102 أسباب العنف األسري

107 صفات العنف األسري

العوامل التي تتحكم في تشكيل الصورة النمطية للعنف الزوجي: الفصل الرابع

111 تمهيد

112 العنفطبيعة تفسير سلوك

113 صورة الرجل العنيف

114 سمات الشخص العنيف أسريا

115 صورة المرأة المعنفة وخصائص شخصيتها

118 الخصائص المميزة في شخصية الزوج الممارس للعنف

119 ثقافة السيطرة الذكورية في المجتمع

120 ثقافة تنشئة األسرة في الجزائر

121 العنف األسريتأثير الثقافة عل ظاهرة

123 دوافع ممارسة العنف الزوجي ضد الزوجة

124 أسباب المشكالت الزوجية

126 العنف وعالقته بوسائل اإلعالم

127 العنف المتلفز والمرأة

131 نظرة اإلعالم المكتوب للعنف ضد المرأة

132 موقف األديان من العنف األسري

137 خالصة

العنف ضد الزوجة بمدينة معسكر: الفصل الخامس

139 -ماهية العنف الزوجي في نظر وتصور الزوجة المعنفة

140 -التنشئة االجتماعية للزوج في نظر المبحوثات

144 التحكم في السلطة والتسيير داخل البيت

145 -طريقة اإلنفاق داخل البيت

146 -مسؤولية الزوجة داخل البيت

148 - الزوج داخل البيت تقاسم المسؤولية مع

149 - مساعدة األزواج لزوجاتهم

150 -تعامل الزوج مع األبناء داخل البيت في نظر الزوجة

152 -أسباب ذاتية متعلقة بالزوج المعنف

153 - تناول الزوج المعنف للمخدرات

154 - إذا كان الزوج مبذر

155 -محاولة إصالح الزوجة المعنفة لزوجها

155 - استماع الزوج لنصائح زوجته

156 -إذا ما كان الزوج بخيل

157 -تأثير غياب الزوج عن الزوجة

158 غياب الزوجة عن البيت واثارة غضب الزوج

159 -نتائج غياب الزوج عن البيت

160 -عالقة الزوج بأهل الزوجة

161 -زيارة الوالدين

163 -استشارة الزوجة المعنفة لزوجها

164 -مدى ترك للمبحوثة هامش من الحرية من طرف زوجها

165 -أثار العنف

170 -كيفية مواجهة العنف

171 القوانين التي تحمي المرأة من العنف

174 خالصة النتائج العامة

180 خاتمة

184 قائم المراجع

203 المالحق

: فهرس الجداول

الرقم العنوان الصفحة

جدول يبين عدد حاالت العنف المرتكبة ضد النساء بجميع أشكاله 67

2008/2011محكمة خالل الفترة 46عبر .

01

02 .جدول يبين سن المبحوثات 72

03 جدول يبين المستوى العلمي للمبحوثات 73

04 جدول يبين الحالة العائلية للمبحوثات 73

05 جدول يبين مهنة المبحوثات 74

المبحوثات إقامةجدول يبين مكان 74 06

المبحوثات إقامةجدول يبين نوع 75 07

08 جدول يبين مهنة زوج المبحوثات 76

الدراسي لزوج المبحوثاتجدول يبين المستوى 77 09

10 جدول يبين عدد أبناء المبحوثات 78

11 جدول يوضح نظرة الزوجة لشخصية زوجها 116

ما كان زوج المبحوثة عنيفا قبل أن يتعرف عليها إذاجدول يوضح 140 12

كان الوالدان للمبحوثة يتشاجران أمامها إذاجدول يوضح 142 13

الزوج داخل البيت إنفاقجدول يوضح كيفية 145 14

15 جدول يوضح قيام الزوجة بجميع المهام المنزلية 146

16 جدول يبين تقاسم المسؤولية مع الزوج داخل البيت 148

ما كان الزوج يساعد الزوجة المبحوثة في البيت إذاجدول يبين 149 17

18 جدول يبين كيفية معاملة الزوج مع أبناءه داخل البيت 150

ما كان زوج المبحوثة بخيل إذاجدول يوضح 155 19

20 جدول يبين غياب الزوجة عن البيت وردود فعل الزوج اتجاهها 157

21 جدول يبين غياب الزوج عن البيت 159

22 جدول يوضح تحديد زوج المبحوثة لعدد أيام زيارة عائلتها 161

خروجها من البيتجدول يبين استشارة المبحوثة لزوجها عند 162 23

ما كان الزوج يترك للمبحوثة هامش من الحرية لتكوين إذاجدول يوضح 164

اآلخرينصداقات والتواصل مع

24

المقدمة العامة


أ

: المقدمة العامة

باليوم العالمي ، نوفمبر 25المتحدة سنويا وبتاريختحتفل الجمعية العامة لألمم

وتوصي المنظمة الدولية جميع المنظمات الرسمية والغير ، لمناهضة العنف ضد المرأة

فالتاريخ ، ة القضاء على العنف تجاه المرأةحكومية ووسائل اإلعالم حول العالم بالترويج لثقاف

الزمة بحادثة وقعت بالدومينكانمت 1960مهمة تعود إلى عام المذكور مرتبط بقصة

)Dominique( ،تلك الجمهورية الواقعة بالكاريبي )caribes( ،على مشارف كوبا وهايتي ،

لتصبح تلك الحادثة الحقا الهام للعالم فيما يتعلق بقضايا ، حيث قتلت األخوات ميرابال

.مناهضة العنف ضد المرأة

وقد بدا ذلك جليا من ، اهتماما عالمياوتستقطب ظاهرة العنف ضد المرأة والطفل

النفس والفالسفة علماء ،خالل الندوات الدولية واألبحاث والدراسات التي طرحت هذا المجال

واألخصائيين االجتماعيين إلى السعي إليجاد قوانين وتشريعات تحمي المرأة والطفل من

راسة العنف الزوجي الذي ولقد تأخر علماء النفس واالجتماع في د، أشكال العنف المتعدد

حيث لم يحظ العنف الموجه للمرأة خصوصا ، 19الحظه باحثوا الخدمة االجتماعية في القرن

آلن الموضوع يعد مشكلة أسرية تحاط بكثير من ، 1970الزوجة باالهتمام الكافي حتى عام

فعل وأن العنف ضد المرأة حسب تعريف منظمة الصحة العالمية هو أي ، السرية والكتمان

، عدواني على المرأة يتسبب في أذى نفسي أو جنسي أو جسدي يتسبب في معاناة المرأة

ويتضمن تهديدا أو الحرمان من الحرية بشكل إجباري أو تعسفي سواء في الحياة العامة أو

العنف ، وللعنف أشكال متعددة منها العنف الجسدي مثل الضرب والحرق، الخاصة

والعنف النفسي وهو األصعب في ، المشاركة في الحياة العامةاالجتماعي كالحرمان من

لزام اوالعنف الجنسي وهو ، التأثير على المرأة مثل التحقير واإلهانة والحط من كرامتها

والعنف االقتصادي كاالستيالء على راتب ، الطرف األخر بالقيام بممارسات جنسية دون إرادة

.نفاق عليهاواإلهمال في اإلو الزوجة وبيع مسوغاتها

وبشكل ، كما يثير موضوع العنف ضد النساء قدرا كبيرا من الحساسية عند التطرق إليه


ب

خاص عندما يخرج الحديث من حيز الدراسات واألبحاث إلى مجال الدعوة للمساندة

والمناصرة لتفعيل المجتمع والمؤسسات للتشريعات التي تدعم المرأة والعمل على تغيير

وبدأ مصطلح العنف األسري في ، تعيق حصول المرأة على حقوقها كإنسانالتشريعات التي

الظهور خالل الثمانينات والتسعينات مصاحبا لنشاط الحركة النسوية وحركات التحرر للمرأة

، ويعتبر العنف األسري من أكبر األنشطة التي ال يمكن حصرها بصورة دقيقة، المعاصرة

.سري غير مسجلةآلن الغالبية العظمى من العنف األ

من أكثر انتهاكات حقوق اإلنسان ، يظل العنف ضد المرأة عموما أو الزوجة خصوصا

وان كانت مؤسسات الدولة قد بدأت في االعتراف بهذه القضية والتصدي ، اختفاء في الجزائر

وتعتبر الجزائر من بين الدول ، بوضع إستراتيجية وطنية لمكافحة العنف ضد المرأة، لها

والتي تعتبر ظاهرة عالميةال ، ة القليلة جدا التي تولي اهتماما لمسألة العنف ضد المرأةالعربي

هذا ما جعل الحكومة الجزائرية تنجز دراسة يجريها المركز ، تقتصر على بلد دون أخر

، والمعهد الوطني للصحة العمومية، الوطني للبحث في االنثروبولوجيا الثقافية واالجتماعية

إضافةإلى ، الجمعيات العاملة في مكافحة العنف ضد المرأة بصفة عامة وكذا عددا من

إال أن العنف ، مصادقة الجزائر على أهم الصكوك واالتفاقيات الدولية في هذا الميدان

وبالتالي ال تبلغ السلطات ، األسري مازال موجوداوسط المجتمع الجزائري وخاصة في األسرة

وفي الجزائر ، نف المرتكبة ضد المرأة في األسرةإال بقسط صغير من جميع حاالت الع

فالعنف داخل نطاق األسرة ال يظهر البتة إذا ما اعتمدنا على اإلعالم الذي يتعرض لألسرة

لكن رغبة التعمق بالموضوع تكشف من خالل بحث ، ويعتبرها وحدة مقدسة، باحترام متناه

وتداخلت أشكاله ، فيه العنفأجري في الجزائر العاصمة فظاعة الوضع في مجتمع تعمم

االجتماعي تجاه العنف لمع ذلك يسود نوع من العم، والسياسية العائلية باالجتماعية

المجتمع وينظر، التطرق إليه ال يمكن الزوجي الذي يعتبر مسألة عادية وبديهية وموضوعا

ة الخاضعة ألنها في المرتبة الثاني، والجزائري خاصة لألنثى بخالف الذكر، العربي عامة

فالمرأة كانت وال تزال، المتوارثة بين األجيال التي تضطهد النساء والتابعة للسلطة الذكرية


ج

وكأنه، ولهذا يكرس وجوده لمراقبتهاوخنقها بالعادات والتقاليد، مصدر العار بالنسبة للرجل

على كما أن الجميع يحرص ، بهذه المراقبة يسعى إلى حفظها والحرص على سلوكها وشرفها

وبكل تأكيد شكلت المرأة في العقلية الذكرية، أو غيره ن رجال العائلةيتزوجيها من أول خاطب

وال تمثيلها إال باالنطواء تحت ، الذي ال يستطيع حماية نفسه الكائن المستضعف المهيمنة

وهو ما ساهم في ، الذي ينظر إليهاعلى أنها شيء من األشياء الخاصة، رحمة األخر

ومن أسباب العنف ضد الزوجة التوزيع ، رأة الجسدية أو االقتصادية واألسريةعبودية الم

وهناك من ، حيث أن القوة في يد الرجل، الغير عادل لمصادر القوة والسلطة داخل األسرة

بينما في ، يرجعه لثنائية القوة والضعف التي تتمثل في تمتع الزوج بقوة مطلقة داخل األسرة

وكذلك من أسباب ، بقوة نسبية في محيط عالقاته االجتماعيةاألخرىالمقابل نجده يحظى

حيث أن الزوج المتناول للكحول ، العنف الزوجي تعاطي الزوج للكحول وتناوله للمخدرات

وفي بعض ، والمخدرات يفقد سيطرته على نفسه وبالتالي يتعدى بالضرب على الزوجة

والتحرش تي تهدف إلى االضطهاداألحيان يظهر العنف عن طريق الغيرة المرضية ال

في عالقاتها مع الرجل بأساليب مختلفة ، وتواجه الزوجة في مجتمعنا عنفا اجتماعيا، بالزوجة

وهذه األساليب تتأثر ، أو عدم االحترام، تبدأ من الطاعة واالحترام وتنتهي بالمناقشة والرفض

ا هو إال مظهر من مظاهر والعنف الذي تتعرض له الزوجة م، بطبيعتها بعوامل اجتماعية

آلن الزوجة هي من تتحمل ، إال أن هذه العالقات مستمرة، عالقات اجتماعية غير متوازنة

الذي يحملها المسؤولية ما يقع عليها من عنف إرضاء للمجتمع تكاليف العالقة فتخفي

وهي بذلك تخدم رغبة المجتمع في التستر على هذه ، وكأنها هي المقصرة في حق الرجل

والسلوكيات التي وتؤثر أسرة النشوء التي ينشأ فيها الفرد على األفكار واالتجاهات، الظاهرة

فمن يشاهد قهرا من والديه يميل إلى صب عدائه لوالديه تجاه ، يحملها تجاه العنف األسري

ال بد أن ينضج وهو يحمل ، ومن يشاهد عنف أمه اتجاه والده، شريك أو شريكة زواجه

، وكذلك تكره الطفلة التي ترى عذاب أمها من جراء والدها الرجل، ا ضد المرأةاتجاها عدائي

وقد ينشأ العنف من ، وبعد زواجها ترى في زوجها شخصية والدها الذي كان يضرب أمها


د

وهذا أمر ، البيئة المحيطة بالزوجين وخاصة من خالل تدخل أهل الزوج أو أهل الزوجة

وال يجد أي منهما ، والمشاكل من يوم عمل متعب بالهموموقد يرجع الزوج أو الزوجة ، شائع

وتحدث المشاكل الزوجية في أشكال ، فيقوم بأعمال عنيفة، الراحة عند العودة إلى المنزل

بدءا ، وقد تتعدد صور العنف التي يمارسها الزوج داخل األسرة في مواجهة الزوجة، مختلفة

، وخدش حيائها لفظيا، والشتم لها ولوالديها والسب، من االستخفاف من أرائها أمام اآلخرين

تهديديها ، منعها من زيارة أهلها، التضييق عليها ماديا، ومنعها من الخروج من المنزل

تبديد ألموالها إذا كانت ، خيانته الزوجية لها مع نساء أخريات، معاملته بقسوة لها، باإليذاء

.أشياء تافهة كتناول المخدرات عاملة أو لديها أموال أو بيع مسوغتها الذهبية في

مقدمة

مقدمة

6

: مقدمة

إن األسرة هي الوحدة االجتماعية األولى التي تهدف إلى المحافظة على النوع

والقواعد التي تفرزها ، الجمعيتقوم على المقتضيات التي يقتضيها العقل البشري ، اإلنساني

حيث تقوم بأول عملية اجتماعية في المجتمع وهي التنشئة االجتماعية ، المجتمعات األخرى

تتميز بمكان إقامة مشترك وتعاون اقتصادي ، واألسرة هي جماعة اجتماعية.)1(للنشء

واألسرة هي )2(.من ذكر بالغ وأنثى بالغة، بين اثنين من أعضائها على األقل ووظيفة تكاثرية

وتهيأ المناخ االجتماعي والثقافي المالئم لرعاية وتنشئة، أساس بناء المجتمع واألخالق

، وأنها هي اللبنة األولى بناء اإلنسان والمجتمع.)3(وتوجيه األبناء في مختلف مراحل الحياة

حل وفي تشكيل سلوكه عبر مختلف مرا، في تكوين شخصية اإلنسان حيث تلعب دورا أساسيا

فاآلسرة مؤسسة اجتماعية تقوم بوظائف اجتماعية تربوية وهي موجودة في كل ، حياته

فهي التي تقوم بمراقبة ومن أكثرها تأثيرا على حياة األفراد والجماعات المجتمعات البشرية

، القيم والعادات والمعايير هذا يتعلم األفراد ومن خالل، وسلوكهم تصرفاتهم وتضبط أفرادها

وهي المكان األول الذي .)4(في عملية التنشئة االجتماعية الخلية األساسية األسرةوتمثل

فاآلسرة لها وظائف متعددة كأي نظام اجتماعي ، وشخصيته وسلوكه تتبلور فيه مالمح الفرد

يحدد تصرفات ي وهي اإلطار العام الذ.)5(وتداخل وظائفها مع أنظمة أخرى في المجتمع

هي الوحدة األساسية وأن األسرة، وتضفي عليها خصائصهاوطبيعتهاأفرادهاوتشكل حياتها

للمجتمع فهي بطبيعة تكوينيها تشكل جماعة لما لها من المقومات ما يجعلها قادرة على

الشباب ألدوارهم وتعد من أهم النظم االجتماعية المؤثرة في اكتساب، في أفرادها التأثير

. 71ص، 1984، عمان، األردن، دار املستقبل للنشر والتوزيع، نبيل حمفوظ، سيكولوجية الطفولة -1 . 99ص، 1995وصفي عاطف، االنثربولوجية االجتماعية، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بريوت، لبنان، -2

. 176ص، 1995، 1اإلسكندرية، ط، حممد عاطف غيث، قاموس علم االجتماع، دار املعرفة اجلامعية3- . 25ص، 2003حسني عبد احلميد رشوان، األسرة واتمع، دراسة يف علم االجتماع األسرة، مؤسسة شباب اجلامعة، اإلسكندرية، مصر، -4 . 170ن، ص، س، وف الضبع، علم االجتماع العائلي، دار الوفاء للطباعة والنشر، اإلسكندرية، بؤ عبد الر -5

مقدمة

7

إال أن األسرة إذا .)1(ى لتكوين المقومات الشخصية للفردوأنها ستظل الخلية األول، االجتماعية

عن دورها وانحرفت قيمها ومعاييرها قد يحدث فيها خلل وفقدان التوازن يؤدي إلى تخلت

واإلكراه والقهر نتيجة وعنيفة تتصف بالعنف المفضي إلى العدوان والغضب سلوكيات سلبية

.ردية ومجتمعة في جماعاتلخالفات وصراعات ومشاكل أسرية ممكن أن تكون ف

من طرف فرد داخل وتتخذ طابع يتسم بالعنف أو اإلساءة واستخدام للقوة الجسدية

في البيت يؤدي في النهاية إلى األسرة نتيجة لعدم التفاهم حول المهام المنزلية المتنوعة

نظرا ألنه ، ويسمى في لغة علم االجتماع بالعنف األسري أو العنف المنزلي، استخدام العنف

وظاهرة العنف بصفة ، ألنه يحدث بين الزوجين أو العنف الزوجي، يقع خلف جدران المنزل

وهذا العنف هو سلوك أو فعل يتسم ، عامة هي ظاهرة قديمة في المجتمعات اإلنسانية

طرف أخر بالعدوانية ويصدر من طرف قد يكون فردا أو جماعة بهدف استغالل واخضاع

ويعرف علماء النفس العنف بأنه سلوك غريزي مصحوب بالكراهية.)2(في إطار عالقة قوة

في من قبل اإلنسان البالغ القوة البدنيةأو اللفظية أو النفسية وهو استخدام، وحب التدمير

هو استخدام الضغط أو والعنف في علم االجتماع.)3(ضد أفراد آخرين من هذه العائلة العائلة

غير مطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد أو القوة استخداما غير مشروع أو

والمتسبب فيه ، موجود تقريبا في كل األسر وأن هذا العنف األسري أو المنزلي.)4(جماعة ما

ل والعنف األسري أكثر أشكا، هم أبناء األسرة غالبا هو الزوج أو الرجل وليس الغرباء وانما

االجتماعية إلى كل الطبقات نساء ينتمين تتعرض لهو العنف ضد المرأة انتشارافي المجتمع

ومن مظاهره .)5(والفئات العمريةعلى أيدي رجال يشاركوهن حياتهن والديانات واألجناس

وحرمانها والتحرش الجنسي واستخدام القوة البدنية واالنتقاص من كرامة المرأة السب والشتم

. 130ص، 1986، 1دار املعارف، القاهرة، ط، ية ودراسة األسرةسامية مصطفى اخلشاب، النظرية االجتماع -1 . 124، ص، 2004األسرة وأساليب تربية الطفل، دار العلم للثقافة والنشر والتوزيع، ، وفيق صفوت خمتار-2 . 43، ص2006حممود سعيد إبراهيم خويل، العنف يف مواقف احلياة اليومية، نطاقات تفاعل، دار اإلسراء للطباعة والنشر، -3

. 149حسني عبد احلميد رشوان، نفس املرجع، ص -4

. 100، ص2008رجاء مكي وسامي عجم، إشكالية العنف، العنف املشرع والعنف املدان، املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر، بريوت، لبنان، -5

مقدمة

8

.من حقوقها

واألسرة الجزائرية خصوصا أن العنف موجود ماا يالحظ في المجتمع الجزائري عمو وم

وهذا راجع إلى العادات والتقاليد والقيم التي كانت ، منذ القدم لكن بحاالت متفاوتة وضئيلة

إال أنه في ، ودرجة القرابة داخل هذه األسر، الجزائرية وحجم وتركيبة األسرة موجودة آنذاك

ابتداء من العنف العام إلى العنف ، لجزائريةالسنوات األخيرة ازدادت نسبة العنف في األسرة ا

العنف ، العنف في المدارس والجامعات، في المالعب، الخاص كالعنف في الشوارع والمدن

.في أماكن العمل وصوال إلى العنف داخل األسرة

: اإلشكالية

بل إن هذه الظاهرة ، يعرف في السابق ظاهرة العنف الزوجي لم يكن المجتمع الجزائري

والتعصب في في بداية التسعينات مع بروز العنف ظهرت منذ سنوات فقط للتفاقم حدتها

، المجتمع كظواهر جديدة وجدت وسطا خصبا مكنها من االنتشار وسط المجتمع الجزائري

حتى أصبحنا نجد العنف ، وتأثر فيه وبما أن األسرة جزء من هذا المجتمع فهي تتأثر به

وأصبحت األسرة هي المنشأ ، نتيجة لعدة عوامل متداخلة يةيوميا وسط األسرة الجزائر

األم واألب فالطفل يتأثر بسلوكيات، األساسي للعنف بأنواعه األسري والمدرسي والمجتمعي

واذا كان هؤالء عنيفين فانه سوف يعيش عنيف مثلهم ويمارس هذا السلوك في المستقبل مع

ي مع من تربطه بهم عالقات اجتماعية أ، ومع زوجته ومع أصدقائه هإخوته ومع جيران

نتيجة للعديد من المشاكل االجتماعية منها فان األسرة أصبحت تنتج لنا العنف وبالتالي

وعنيفة في بيئته أو تنشئة أحد أطراف األسرة على تنشئة خاطئة، تراجع دور األولياء

ومن .)1(أو الزوجةوأيضا هناك دوافع اقتصادية واجتماعية سواء من طرف الزوج ، األسرية

التنشئة الخاطئة في المجتمع الجزائري أن الزوجة تطبق كل شيء من طرف أوامر زوجها

14، ص22/11/2008شهد يوم ، . 1856دد م، العنف لغة اجلزائريني يف الوقت الراهن، جريدة اخلرب اليومي، الع. غزال-1

مقدمة

9

وبالتالي ال يمكن لها ، حتى ولو كانت هذه األوامر فيها نوعا من حط الكرامة واإلهانة

وأن .)1(وهكذا أصبحت المرأة حارسة المنزل، وفرض عليها حصار اجتماعي، المعارضة

الزوجة من أشد الظواهر إيذاء للمرأة ذلك أنها تحط من كرامتها وتلحق بها األذى العنف ضد

وتترك ، العالقة اإلنسانية بين الرجل والمرأة غالبا ما تؤدي إلى تفسخ، النفسي والجسدي معا

إلى تبرير قيامه بضرب المرأة وتعنفيها بدعوى أن المرأةهي ويسعى الرجل، أثارا نفسية بالغة

وبالتالي ال توجد أمامه أي طريقة إلصالحها سوى الضرب ألسباب يجدها في ،المذنبة

الحياة اليومية أو بمسوغات شرعية تعطيه الحق في تأديب زوجته أو بمبررات أخرى منها أن

وهذا يرجع لوقوفها في وجهه نظرا ، وأنها ليست ربة بيت مثالية، المرأة مستفزة ال تحترمه

وأيضا كذلك يرجع إلى ، ل الكحول والمخدرات والحبوب المهلوسةلسلوكياته السلبية كتناو

.التعليمي تدني المستوى

من العوامل التي تساهم في خلق ، وتفشي األمية والموروث االجتماعي المتخلف

كما أن األسلوب الخاطئ في تربية األطفال ، الفضاء المناسب النبثاق هذه الظاهرة واتساعها

واألنثى في التعامل اليومي ساهم في ترسيخ عقلية السلطة الذكرية في والتمييز بين الذكر

واننا ال نستطيع أن ننكر أن العالقات األسرية في األسرة الجزائرية الحالية .)2(األسرة الجزائرية

مما حدث نوع من الصراع وظهرت ، قد تأثرت وتغيرت نتيجة لتغير األدوار وسط األسرة

بالتالي ماهي الدوافع، تختلف من أسرة إلى أخرى اعية أسريةخالفات زوجية ومشاكل اجتم

واألسباب الرئيسية التي أدت إلى حدوث العنف الزوجي؟ أو العنف األسري في األسرة

بالجزائر عموماوفي األسرة بمدينة معسكر خصوصا ؟وما هي الظروف التي ساعدت على

اآلثار التي تركها على مستوى وقوعه؟ وماهي األشكال التي أتخذها هذا العنف؟وما هي

هل هناك حلول وطرق للحد من هذه و وعلى مستوى العالقات االجتماعية للزوجين؟ ، األسرة

. 64، ص2003/2004بن زيان مليكة، عمل الزوجة وانعكاساته على العالقات االسرية، رسالة ماجستار يف علم االجتماع، جامعة قسنطينة، -1بقسنطينة، قنيفة نورة، املرأة والعنف يف اتمع اجلزائري، دراسة ميدانية على عينة من النساء املعنفات مبصلحة الطب الشرعي باملستشفى اجلامعي-2

. 117، ص2009/2010أطروحة دكتوراه علوم يف علم اجتماع التنمية، جامعة قسنطينة،

مقدمة

10

الحكومة الظاهرة؟ وما هو دور المؤسسات والمجتمع اتجاه ذلك ؟ وما هي إستراتيجية

الجزائرية نحو هذه الظاهرة السوسيولوجة ؟

يجب أن ينطلق منها الباحث ، من فرضيات معينةإن أي بحث علمي ال يخلو : الفرضيات

وبناءا على التساؤالت المطروحة ، في بحثه وخاصة إذا كانت الدراسة حول ظاهرة اجتماعية

: سابقا يمكن وضع الفرضيات التالية

.نشأة أحد أفراد األسرة وسط بيئة معنفة-1

.رةوعدم تحمل المسؤولية الزوجية من طرف أحد أفراد األس اإلهمال-2

.وأدوار أحد طرفي األسرة أدى إلى حدوث العنف وسط األسرة تغير أنماط-3

الظروف االقتصادية كالتسريح من العمل والبطالة وكذا الفقر تؤدي إلى وقوع العنف -4

.الزوجي

: أهداف وأهمية البحث

، إن البحث الذي نحن بصدد دراسته ومعالجته يدخل في سياق علم االجتماع العائلي

وما يترتب عليها من وظائف اتجاه المجتمع سواء ، والذي تعتبر نواته وحلقته الرئيسية األسرة

وسط األسرة في المجتمع ظاهرة العنف الزوجي الممارس ومنها، باإليجاب أو بالسلب

وهذا عند كل الفئات االجتماعية المكونة لمفهوم األسرة ، الجزائري وبالتحديد بمدينة معسكر

افة إلى ذلك تستمد هذه الدراسة أهميتها من كونها تتعلق ضا، الخ....جة وأبناءمن زوج وزو

بواحد من أهم الموضوعات السوسيولوجية المرتبطة باألسرة وهو العنف الذي يقع داخل

وهذا من أجل كذلك التعرف على مسببات ودوافع العنف الزوجي وأيضا معرفة ، األسرة

وأيضا التعرف على اآلثار التي يتركها على ، العنفأنواعه وكذا صفات الفاعلين لهذا

: ومن أهداف الدراسة ما يلي، مستوى المرأة واألسرة والمجتمع

مقدمة

11

.الوقوف على األسباب والدوافع التي تؤدي إلى ظاهرة العنف الزوجي-1

.التعرف على أشكال وأنواع العنف الممارس ضد الزوجة-2

.الجزائريالكشف عن حجم الظاهرة وسط المجتمع -3

وكذلك تشريح ظاهرة العنف األسري وسط ، إلقاء الضوء على ظاهرة العنف بصفة عامة-4

.األسرة في الجزائر

.إرشاد العائالت الجزائرية بخطورة هذا النوع من العنف األسري-5

.معرفة خصائص األسر التي يتعرض أفراده للعنف الزوجي -6

ية تتطلب جهود وتضافر جميع أفراد وتكمن أهمية الموضوع في أنه ظاهرة عالم

.ومؤسسات المجتمع للحد أو التقليل من حدوثها

: أسباب اختيار الموضوع

يختار الباحث موضوع دراسته ألسباب واعتبارات كثيرة قد تكون ذاتية والمتمثلة في

أو قد تكون أسباب موضوعية ، الرغبة في تجسيد فكرة أو لتحقيق أغراض معينة يهدف إليها

، يقدمها ويفرضها الواقع االجتماعي الذي يعتبر المحفز األساسي للبحث عن حلول لمشكالت

ويعتبر اختيار الموضوع ذا أهمية بالغة ألنه يمثل مراحل حاسمة تؤثر على سير انجاز

، وان موضوع البحث هو الفكرة العامة التي تتضمن مشكالت مختلفة، البحث بأكمله

ه على األسرة والمجتمع في الجزائرموجود في المجتمع الجزائري فموضوع العنف الزوجي وأثر

بل ، ولهذا لم يكن اختيارنا للموضوع اعتباطيا، وبدرجات متفاوتةحسب طبيعة المكان والزمان

: كانت له أسباب متنوعة أهمها

انتشار ممارسة العنف ضد المرأة بشكل جعله يصنف ضمن الظواهر االجتماعية السلبية -1

.ائرفي الجز

مقدمة

12

انتشار بعض اآلراء الخاطئة لدى األسر التي تؤسس لممارسة العنف ضد المرأة من -2

.منطلق ديني

.ندرة الدراسات المحلية الجادة التي تعالج الظاهرة وتشرحها -3

وبدأ يأخذ نصيب من التداول اإلعالمي ، بروز الموضوع من جديد على مستوى أعلى-4

.لجزائروالسياسي على مستوى السلطة في ا

كذلك الحظنا بلورة أفكار ومشاريع وقوانين جديدة تشرح ماهو العنف الزوجي؟ وماهي -5

، القوانين التي تطرح للتقليل من هذه الظاهرة على مستوى وزارة العدل وكذلك البرلمان

.والحكومة بعدما كان هذا النوع من العنف مدرج ضمن العنف العام في قانون العقوبات

يقتضي من ، إن القيام بأي بحث في العلوم االجتماعية وحول أية ظاهرة:منهج البحث

فموضوع العنف الزوجي وأثره على األسرة ، الباحث أن يحدد المنهج الذي يتبعه في دراسته

والذي هو نوع من البحوث والمجتمع في الجزائر دفعني باالعتماد على المنهج الوصفي

وصف الظاهرة وصفا دقيق ابتدءا من نشأة الظاهرة االجتماعية يركز فيها الباحث على

والقيام بتحليليها كذكر أسبابها ودوافعها وأنواعها وأشكالها ، وتطورها وصوال إلى الوقت الراهن

كذلك القيام بترجمتها إلى بيانات وجداول ومنحنيات ، وأنماطها وأبعادها واآلثار التي تتركها

خدمنا المنهج اإلحصائي الذي يقوم على تجميع المادة كما است، واستخراج النتائج، إحصائية

وهو بذلك يعكس نتائج البحث العلمي بالرسوم البيانية واألرقام والجداول ، العلمية تجميعا كميا

.)1(اإلحصائية

: المقاربة النظرية للدراسة

التعلم تقتضي طبيعة موضوع العنف الزوجي ضد الزوجة تبني مقاربة نظرية

كما يتعلم سلوكيات ، يمكن أن يتعلمه االنسان والتي ترى بأن العنف هوسلوكاالجتماعي

. 107، ص2003جتماعية، مؤسسة شباب اجلامعة، اإلسكندرية، مصر، رشوان حسني عبد احلميد، يف مناهج العلوم اال-1

مقدمة

13

وأن السلوك العنيف ينتقل عبر االجيال ، أخرى من خالل األسرة والمدرسة ووسائل االعالم

ن هذه أو ، وكل الخبرات التي يصادفها الطفل في مرحلة الطفولة، من الوالدين الى األبناء

ويحدث ذلك من خالل ، تقليد كأساس لحدوث السلوك العنيفالنظرية تقوم على فكرة ال

افة الى تبني مقاربة نظرية ثقافة العنف والتي تؤكد على أن ثقافة ضا، مواقف تترسخ بالتنشئة

وبالتالي العنف سلوك ، العنف السائدة في المجتمع لها دور فعال في عملية تعلم العنف

سرة وكذلك الثقافة المجتمعية التي ألالموجودة في ايتعلمه الفرد من خالل التنشئة االجتماعية

تنتقل من جيل الى جيل أخر مما يجعل ممارسة العنف مقبوال ومسموحا وهذا ما تؤكده ثقافة

)1(.العنف

1 - ،��، أ�� ا��ع، دار ا�� ا�� . 236، ص1972! �

مقدمة

14

: أدوات البحث

في دراستنا هي االستمارة بالمقابلة ستعملناهاأإن التقنية األساسية التي : دليل المقابلة

باإلضافة إلى أنه ، طريقها الحصول على بيانات عدد معتبر من األفراد نستطيع عن ألننا

على أهمية medleine grawitzيمكن تقنينها بسرعة أكثر من أي وسيلة أخرى ولهذا تؤكد

فهي تقنية، وأنها عبارة عن وسيلة اتصال هامة بين الباحث والمبحوث، استمارة المقابلة

ومن جهة حث المبحوث على التكلم ومن جهة ، ابلةنحقق عن طريقها هدفا مضاعفا للمق

حتوت استمارة المقابلة على البيانات أو ، أخرى يحصل الباحث على المعلومات الكاملة

كذلك على أسئلة تتعلق بواقع حياتهن مع أزواجهم وظروفها وأثر ، وثاتحالسوسيو مهنية للمب

وتم حذف أسئلة ، أنواعه ونتائجهالعنف عليهن وتصوراتهم لمفهوم العنف وأسبابه ودوافعه و

نظرا للمستوى العلمي المتدني ، ولم تفهمه أبدا تتعلق باالتصال آلن المبحوثات لم تجب عليه

.لغالبيتهن

إضافة إلى ذلك تم إعداد مقابالت سطحية مع مجموعة من المحاميين والمحاميات

وأيضا موظفي الشرطة في يعملون على مستوى محكمة معسكر كتاب ضبط، بمعسكر

وماهي الحاالت التي ، التعرف على أسباب ودوافع العنف وكان هدفها، مقابلة 15حدود

لظاهرة على حجم األسرةكذلك الحلول والطرق التي بنظرهم تقلل من وقوع هذه ا، يعالجونها

.والمجتمع

ة ظاهرة أما فيما يخص المالحظة والتي تعتبر مهمة في الدراسات الميدانية وخاص

وفي إطار بحثنا الميداني على مستوى مصلحة الطب الشرعي ، العنف الزوجي ضد الزوجة

قمنا برصد المكان بمستشفى مسلم الطيب بمعسكر وأثناء الدراسة االستطالعية للبحث

وسلوك النساء بعدها قمنا بترصد ومتابعة تحركات، المخصص لمصلحة الطب الشرعي

عنف في ، عنف منزلي، المصلحة المتعرضين للعنف العام بكل أنواعهالمترددات على هذه

كل الحاالت التي بها عنف تأتي إلى ، جرامي فيه قتلاعنفي ، عنف في العمل، الشارع

مقدمة

15

فكان تركيزنا على العنف الزوجي ، الطبيب الشرعي ألخذ شهادة طبية عن العجز أو الوفاة

، سرية التحقيق ألنه أمر يخص العائالتوقد الحظنا زوجات تترددن على الطبيب لكن ب

ناه ظما لح، وهناك من تحمل شكوى من طرف مصلحة الشرطة أو الدرك أو وكيل الجمهورية

، كذلك النساء تأتي إلى المصلحة صامتات في قاعة االنتظار قبل الدخول إلى الطبيب

.وهناك من الحظنا أثار العنف الجسدي ظاهرة على وجهها أو جسدها

: الدراسةمجاالت

، وذلك بمدينة معسكر سرةألات في انفاقتصر البحث الميداني على الزوجات المع

، حيث أقيمت الدراسة على مستوى مصلحة الطب الشرعي بمستشفى مسلم الطيب بمعسكر

وهو ثاني مستشفى ، بالمنطقة الثامنة بوالية معسكر" مسلم الطيب "حيث يقع هذا المستشفى

306الى 280فقد يقدر عدد اآلسرة ما بين ، وموارد بشرية يحتويه على هياكللما في الوالية

على يد 1986تأسست سنة ، وقدرة المصلحة االستشفائية سرير موزعة حسب األهمية

."مسلم الطيب " الدكتور

.43أطباء أخصائيين وعددهم: وتحتوي المؤسسة على •

.290الممرضيين عددهم •

.92عمال تقنيون وعددهم •

.39المتعاقدون وعددهم •

بدءا 2013الى نوفمبر 2013البحث على المدة الزمنية الممتدة من شهر جانفي وأمتد

الذي انطلقت فيه منذ تسلمي لموضوع البحث من طرف المشرف أي سنة بالجانب النظري

.2009نوفمبر

تائج ذلك أن صحة ن، تعتبر عملية اختيار العينة من أهم المراحل في البحث العلميو

مقدمة

16

فقد تختلف العينة حسب اختالف ، الدراسة ومدتها يتوقف على طريقة اختيار العينة

يختارها الباحث " العينة جزء من مجتمع البحث األصلي "المواضيع التي هي قيد الدراسة

.)1(بأساليب مختلفة تضم عددا من أفراد هذا المجتمع األصلي

والعينةالمنتقاة خصصت ، المرأة فموضوع دراستنا يتمحور حول العنف الزوجي ضد

اعتمدنا فيها على السحب ، مبحوثة 50وتكونت من، للزوجات المعنفاة من طرف أزواجهم

ولكي تكون الدراسة صادقة اعتمدنا على العينة ، العشوائي عن طريق السحب في المكان

ع العثور وهي التي يعتمد الباحث فيها الى اختيار عدد من األفراد الذين يستطي بالصدفية

والشرط ، وفي فترة زمنية محددة وبشكل عرضي عن طريق الصدفة، عليهم في مكان ما

وبالتاليلم تكن ، الذي اعتمدنا عليه في انتقاء العينة هو العنف بين الزوجين داخل المنزل

حيث صرح هذا األخير ، بعد التعاون الذي أبداه معي الطبيب هناك صعوبة في مالقاتهم

، المنزل، في الشارع، يقصده كل يوم أشخاص متعرضين للعنف العامعلى أن مكتبه

لكن ، أستقبلهم كل يوم فهو أكد لنا على أن العنف الزوجي ضحاياه وبالتالي، الخ...العمل

وأن ، وتقل حركتهم في األيام األخرى لألسبوع، ابتداء من العاشرة صباحا خاصة يوم األحد

وأنهن يأتين مع أمهاتهن أو ، ضواحي مدينة معسكر غالبيتهن من هاته النساء المتزوجات

وأن المرأة ضحية العنف تأتي الى المصلحةعندما ال ، أخواتهن أو جارتهن أو صديقاتهن

تأتي للطبيب وهناك بعض الحاالت، أو عندما تكون عند أهلها، يكون زوجها في البيت

.أحد أطراف الجسمسواء في الرأس أو العين أو وعالمات العنف ظاهرة على جسدها

: وتضمنت دراستنا عينتين على النحو التالي

أداة االستمارة بالمقابلة يهاعل وهي تمثل العينة التي استخدمت: العينة االولى

، 1998، عمان، االردن، . دوقان عبيدات وكايد عبد الحق، البحث العلمي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع-1 .114ص

مقدمة

17

بمستشفى مسلم على مستوى مصلحة الطب الشرعي زوجة معنفة حالة 50وعددها

.الطيب

وعددها عليها المقابلة النصف موجهةوهي تمثل العينة التي استخدمت : العينة الثانية

تتنوع بين الوظائف التالية من محاميين ومحاميات وموظفي العدالة ومستخدمي ، حالة 15

.الشرطة

بالضرورة عند القيام بأي بحث سوسيولوجي يتلقى الباحث : صعوبات البحث

الذي تطرقنا وبما أن الموضوع، طبيعة الظاهرة االجتماعية المدروسة وهذا حسب، صعوبات

: منها فقد واجهتنا بعض الصعوبات، وهو موضوع الساعة اليه حديث

عكس المدن الكبرى مثل اعتبار موضوع العنف الزوجي من الطابوهات في معسكر-1

.العاصمة وعنابة ووهران

.حساسية الموضوع باعتباره يمس أسرار العالقة الزوجية خاصة في المجتمع الجزائري -2

وهذا ما أدى المبحوثات من المقابلة خاصة معي كون من جنس أخر مغاير لهمتخوف -3

ع من جامعة بطالبتين في علم االجتما الى تغيير طريقة مأل االستمارة باالستنجاد بي

آلن المرأة ال تحكي للرجل أسرار بيتهاوخاصة مشكل ، وهذا ما أكده لي الطبيب، معسكر

.كالعنف الزوجي

ويمكن ، سمنا موضوع الدراسة إلى مجموعة من الفصول المتنوعةوعلى هذا األساس ق

: أن نذكرها فيما يلي

لمفاهيمي للبحث حيث احتوى االمعنون باال يطار المنهجي و و التمهيدي في الفصل

إضافة إلى أسباب اختيار الموضوع وأهداف ، اإلشكالية والفرضيات، على المقدمة العامة

أيضا تحديد مفاهيم البحث وعينة البحث وخصائص ، وأدوات البحثوأهمية البحث ثم تقنيات

مقدمة

18

.أخيرا صعوبات البحث، مجتمع البحث

أما الفصل ، والمعنون بالدراسات السابقة والنظريات المفسرة للعنف األولأما الفصل

المعنون بالبعد العالمي والعربي والمحلي لظاهرة العنف الزوجي والذي أحتوى على و الثاني

واالهتمام العالمي بهذه ، العنف ضد المرأة في أدبيات األمم المتحدة، صر التاليةالعنا

ثم العنف الزوج في الجزائر ، العنف الزوجي في الوطن العربي والبلدان المغاربية، الظاهرة

وتبيان أهم الدراسات االجتماعية والمبادرات واالتفاقيات والصكوك التي صادقت عليها

، تبيين أهم القوانين والعقوبات في الجزائر وأهميتها في مكافحة هذه الظاهرةأخيرا ، الجزائر

ثم ، وتاريخيها ائفهاأشتمل على تعريف األسرة ووظ، عنوانه األسرة والعنف الثالثأما الفصل ا

وبعد ذلك أنواع العنف ، عرفنا فيه العنف بصفة عامة والعنف األسري وكذا العنف الزوجي

ثم انتقلنا إلى الفضاء التي ، أسباب العنف الزوجي ومظاهره وصفاته وأشكاله وأسبابه ثم

بعد ذلك بينا العنف الحاصل ضد المرأة والطفل في األسرة واآلثار ، يمارس فيها العنف

.المترتبة عن ذلك بمختلف أشكالها

أما الفصل الرابع فكان عنوانه بالعوامل التي تتحكم في تشكيل الصورة النمطية للعنف

وجي وتضمن العناصر التالية أهمها طبيعة تفسير سلوك العنف ثم صورة الرجل العنيف الز

، والخصائص التي تميز شخصيتهما، وسماته ثم صورة المرأة المعنفة وخصائص شخصيتها

، ريةو بعد ذلك بينا ثقافة التنشئة االجتماعية في األسرة الجزائرية وأيضا ثقافة السيطرة الذك

هذه الثقافة على األسرة ثم أيضا عالقة اإلعالم بالعنف الزوجي وكذا عالقة وبعد ذلك تأثير

وأما الفصل الخامس والمعنون بالعنف ضد الزوجة ، إضافة إلى دوافع أخرى، الدين بالعنف

في مدينة معسكر والذي أشتمل على العناصر التالية مثل البيئة التي نشأ فيها المعنف

إضافة إلى التعرف على ، وصفات شخصيته، على زوجته وأسباب ودوافع ممارسته للعنف

اآلثار التي يحدثها العنف على الزوجة واألسرة وأخيرا، البيانات السوسيومهنية التي تخصه

العنف من للحد منوأخيرا أهم الحلول ، واإلضرار التي يتركها على نفسية الزوجة واألطفال

مقدمة

19

.نطرف بعض المختصي

: الفصل االول

.مقاربة نظرية: العنف األسري

مقـاربة نظرية: العنف االسري : الفصل األول

21

: مقدمة

تعتبر الدراسات السابقة منطلقا هاما للبحث ألنها تساعد على اظهار ما يمكن أن

لمعرفة جوانب التوافق واالختالف فيما ، تسهم به الدراسة الحالية في اطار مشكلة البحث

ن أهمية عرض الدراسات السابقة بالنسبة ألي باحث تكمن في تكوين خلفية نظرية وا، بينها

ومن هذا المنطلق ، والتبصر بأخطائهم، من مجهودات االخرين عن موضوع لبحثه واالستفادة

والهدف من ، موضوع العنف الزوجي التي تناولت يأتي عرضنا لمجموعة من الدراسات

ضحة لموضوع دراستي واالستفادة مما قدمته دراسات مراجعتها الحصول على رؤية وا

: وفيما يلي عرض لهذه الدراسات)1( الباحثين األخرين

هناك دراسات في الجزائر عالجت مشكلة العنف الزوجي احصائيا وقدمت األسباب

: والدوافع لهذه الظاهرة أهمها ما يلي

األسباب والعوامل التي تدفع وفي هذه الدراسة قام بكشف ، دراسة قام بها حسين طاهر-1

وخاصة في المنزل ، الى ممارسة العنف ضد المرأة في الجزائر سواء في العمل أو في الشارع

وهذا المسح ، مستجوب ومستجوبة 445 وقد شملت عينة بحثه ، ضد المرأة من طرف زوجها

ت وبيانات أو الدراسة كانت ترمي الى تحقيق بعض أهداف الدراسة ومنها التوفر على معطيا

باألرقام كفيلة بتبيان حجم العنف المنزلي ومدى اتساعه وتوضيح العواقب الرئيسية والنفسية

واالجتماعية لهذا العنف واقتراح توصيات وحلول يمكن أن تساهم في الحد من ظاهرة العنف

من النساء المستجوبات اللواتي تعرضن للعنف %70ومن نتائج هذه الدراسة أن ، ضد المرأة

من اللواتي تعرضن للعنف مستواهن التعليمي %75و، سنة 39-20عمرهن ما بين

من اللواتي %52و، من اللواتي تعرضن للعنف مطلقات وأرامل %37و، ابتدائيومتوسط

. 35، ص1999ميلود سفاري، البحث االجتماعي، ضوابط واحرتازات، منشورات جامعة قسنطينة، اجلزائر، -1


22

)1(.ضن للعنف ال يرفعن شكاوي للسلطاتمن اللواتي تعر %74و، تعرضن للعنف ربات بيوت

وهي عبارة عن دراسة ، البحث في األنثروبولوجيا هناك دراسة قام بها المركز الوطني في-1

تحمل نمطين للتحقيق الميداني واستخدمت المنهجية النوعية لفهم أفضل سوسيو أنثروبولوجيا

وأعلن أن ديناميكية جماعية حول ، ولظاهرة العنف ضد المرأة، للعالقات االسرية لتمثالت

شخص متفرعة إلى ثالثة 2000 شملتقاعدة من التساؤالت المبنية حول منهجية محكمة

والنمط الثاني للتحقيق هو المنهج االكلينيكي لدراسة الحالة تحت الدراسة والتحليل عن أفواج

الدراسة هي عبارة ، طريق مختصين ونفسانيين عيادين من أجل التقرب من الضحية المعنفة

ة احصائية متخصصة ولهذا قامت بدراس، عن مسح ميداني يخص المرأة المعنفةفي الجزائر

: متغيرين اثنين هما ميدانية للتعرف على الحقائق عن طريق وتحقيقات

.الفضاء الجغرافي ويشمل المراكز الحضرية والريفية في أكبر النواحي بالجزائر-1

امرأة من 2000سنة للمبحوثات والبحث قد شمل64سنة الى 19السن من -1

.)2(.2006وتحليل النتائج قام بها في سنة ، امرأة 8041000مجموع

قام به مجموعة من الباحثين حول موضوع العنف ضد المرأة هناك تحقيق وطني جزائري-3

حالة 3746استقبلت المستشفيات ، امرأة ضحية عنف 9033التحقيق شمل ، في الجزائر

ومراكز االستماع واالستقبال ، حالة2130حالة والمحاكم والمجالس القضائية2444والشرطة

.حالة 713

التي تتعامل مع المرأة النوع االول يشمل المؤسسات: أنقسم التحقيق على نوعين

.األمن، الدرك، كضحية عنف مثل المستشفيات

ة بالسكان حسني طاهر، متحيص يف اشكالية العنف املنزيل، دراسة لفائدة وزارة التشغيل والتضامن الوطين، املركز الوطين للدراسات والتحاليل اخلاص-1

. 05، ص2003والتنمية، اجلزائر، ديسمرب2-nouria benghabrite ramaoun ،femmes et intégration socio economique ،crasc et ministère

charge de la famille et de la condition féminine ،enquête nationale ،juillet2006 ،p102 .


23

.فشمل الجمعيات الوطنية التي تتعامل مع المرأة: أما النوع الثاني

كبرى فكانت النتائج واليات 07شمل ، 2003ماي 21الى 2002ديسمبر21بدأ التحقيق من

أن جميع أشكال العنف تمارس ضد المرأة سواء جسدي أو نفسي أو لفظي أو : التالية

وأن مهن المبحوثات تنوعت الى %61.8ـالمعنف الرئيسي هو الزوج ب وأن هوية، جنسي

وأن أعلى نسبة مرتفعة سجلت، يمارسون مهن عملية%19.4و، بال عمل %72.3: نوعين

%3.9ـثم تلمسان ب %04ـثم وهران ب %05تليها قسنطينةب %10.04ـفي الجزائر العاصمة ب

، سنة33علما أن مستوى سن المبحوثات هو، %3.5ـوتموشنت ب%3.7ـثم عنابةب %3.8وتيارت

مستوى التعليم للمبحوثات مختلف وأن، سنة90سنة الى 18والعينة شملت النساء المعنفاتمن

ذات مستوى ابتدائي %19.5وذات مستوى متوسط %24.6أميات و %30.8حيث نجد

.)1(.ذات مستوى عالي %6.01ذات مستوى ثانوي وأخيرا %19و

قتراب من مفهوم العنف الزوجي وتبيان أثاره المن الدراسات العربية التي حاولت ا وكذلك-

:على األسرة في الوطن العربي نستعرض منها مايلي

دراسة ميدانيةعلى عينة من ، العنف االسري في الدول العربية: بعنواندراسة عمر التير -1

عنف العائلي في القام بأخذ عينة بحث من ضحايا حيث .االطفال ببعض الدول العربية

وقد كان العنف العائلي هو ، قسمت الى قسمين كل واحدة من قطر عربي، حالة100حدود

، لدراسة الى تحديد أسباب العنف االسريوكان هدف ا، الرئيسي في هذه الدراسة المتغير

وأستخدم، وأجريت الدراسة بالمملكة العربية السعودية بأكاديمية نايف العربية للعلوم االمنية

ومن نتائج البحث التي تحصل عليها وجد أن ثالثة ، فيها الباحث المنهج الوصفي التحليلي

بينما كانتنسبة الذكور من بين مرتكبي ، أرباع عينة الضحايا في العنف االسري من االناث

من ضحايا العنف االسري ان من نصيب %52.8وأن %90العنف العائلي يصل الى

أما الزوج كضحية لم ، وبعد ذلك االبنة كضحية للعنف العائلي ثم يلي ذلك االبن الزوجة

. 20، ص25/11/2004ولية، املعهد الوطين للصحة العمومية، اجلزائر، جمموعة من الباحثني، حتقيق وطين حول العنف ضد املرأة، النتائج األ -1


24

ي من حاالت العنف االسري تتم ف %46ووجدت الدراسة أن أكثر من، %2.8يتجاوز نسبة

واالستفزازات وهذا يؤكد أن الزوج ال يرد على التوترات، فترة رجوع الزوج من خارج المنزل

وأيضا من النتائج المهمة التي أشارت لها ، في العمل التي يصادفها واالنذارات والتوبيخ

من حاالت العنف %23اذ أوضحت أن أكثرمن، الدراسة هو موضوع أسباب العنف العائلي

احتياجات البيت %18.3الرد على االستفزازات و %15.4لتأديب والتربية ثم كانت لدواعي ا

.)1(من حاالت عامة %22و

2002قامت بها جمعية األمل العراقية في منطقة كردستان العراق عام هناك دراسة عراقية-2

منهن حصل على الزواج من دون %15.44امرأة تبين أن 2350على عينةبحث تتألف من

تزوجن باإلكراه وأن %18.81وأن من أسباب عدم أخذ رأيهن في الزواج يعود الى ، موافقتهن

دفع مهر غالي %10.77ونسبة، عشائري %22.04بسبب الزواج التبادلي و 46.77%

على عينة 2007وكذلك دراسة استبيانية أجراها مركز اليقين سنة، اهداء أو عطية %01.12و

14على عدد من المحافظات العراقية فطرح عليهم مواطن ومواطنةموزعين 1067مكونة من

في ، من العينة هذا األمر %63رفض ، سؤاال حول ما اذا كان الحق للزوج في ضرب زوجته

وقد تبين أن أكثر ، فقد أيدت ذلك %21أما ، منهم مترددين ما بين الرفض والقبول%16حين

بينما كان أكثر المترددين والمماطلين في االجابة هم %71الرافضين هم من االناث بنسبة

وعند سؤال العينة عما اذا تعرضت انثى من أسرهم للعنف من قبل االسرة أو اذا ، من الذكور

في ، بال%54بنعم و%33فكانت نسبة االجابة ، كانت االنثى محل الدراسة قد تعرضت للعنف

بيان قد تم توزيعه على المنطق مع مالحظة أن االست، عن االجابة%13حين أمتنع

ولو كانعلى المناطق الريفية لكانت النسبة أكبر بحسب المعلومات التي ترد عن ، الحضرية

.)2(كثرة تعرض االناث في تلك المناطق للعنف كجزء من ثقافات وعادات سكانها

. 101، ص1998عمر التري، العنف األسري وعالقته باضطراب النطق والكالم، أكادميية نايف للعلوم االمنية، الرياض، السعودية، -1 . 07، ص1969، جامعة بغداد، 111ت العراقي، رقمبشرى العبيدي، العنف املرتكب ضد املرأة يف اتمع، ويف نصوص قانون العقوبا-2


25

دراسة ، الضحايا والحياة، الخصائص الديموغرافية: العنف ضد المرأة في المجتمع االردني-3

وقد جاءت هذه الدراسة لتساهم في ايجاد ، 1998الملتقى االنساني لحقوق المرأة ، ميدانية

وتوفير البيانات الخاصة بمشكلة العنف ضد المرأة في االردن والقضايا المتعلقة به

وأليات التعامل مع قضاياالعنف والبرامج الوقائية ، للجناة والضحايا كالخصائص الديموغرافية

المسح : الدراسة ثالثة أساليب للوصول الى هدفها هي وقد استخدمت، قليل من المشكلةللت

والمسح االجتماعي للضحايا ممثلة ، جرائم العنف ضد النساء االجتماعي للجناة مرتكبي

ومدعين واستطالع رأي العاملين في مجال العدالة الجنائية من شرطة وقضاة، بالنساء

وأشتمل مجتمع الدراسة ، املين في مراكز االصالح والتأهيلوع ومحامين وأطباء شرعيين

امرأة من ضحايا 590وتكونت عينة الدراسة من، سنة فأكثر 18على فئات النساء من

واستخدمت ، لعدالة الجنائية شخصا من العاملين في أجهزةا 40، من الرجال108و، العنف

)2(الشخصية الدراسة االستبيانية والمقابالت

والعنف االسري بجامعة نايف تتعنون بوسائل االعالم: عثمان عثمان أبو زيددراسة -4

وتتوجه هذه الدراسة الى كشف دور االعالم في تصديه ، 2010في العربية للعلوم االمنية

مؤسساتية عبر وكذلك ايجاد عمليات اتصال، العنف االسري للمشكالت الجديدة ومن بينها

، الدور، المصطلحات التالية وتضمنت الدراسة، نف االسريمشكلة الع ازاء وسائل االعالم

الباحث في دراسته استخدم، العنف االسري في اطار وسائل االعالم، االسرة، وسائل االعالم

العالقات االسرية متخصص في مجال100مقابلة هادفة موجهة للخبراء شملت على اجراء

دراسة أن تسعى الى تصورات فكريةوأرادت هذه ال، واالعالم والتربية والطب النفسي

ومن نتائج ، في الحد من ظاهرة العنف االسري ومفاهيمية عن الدور المأمول لإلعالم العربي

الدراسة وجود اختالف في تعريف العنف االسري نظرا لتباين الخلفيات الثقافية واالجتماعية

. 43، ص2005عالء الدين وأخرون، الصحة والعنف، الس الوطين لشؤون االسرة، منظمة الصحةالعاملية، مكتب االردن، عمان، االردن، -2


26

.)1(للمستجوبين

ال سيما وأن له ، المجتمع البحريني تركز موضوع الدراسة حول العنف ضد المرأة في-5

وأتبعت المنهجية ، فقد اقتصرت الدراسة على مجال االسرة والعمل، مستويات مختلفة

استنادا الى الوقائع، تركزت على أداتي دراسة الحالة واستطالع الرأي، التحليليةالوصفية

وعامليين في حقل المقدمة من قبل النساء المتعرضات للعنف ومراكز الشرطة واختصاصيين

وقد تم اختيارعينة المسح، والمنظمات االهلية الصحة وكذلك المحاكم والمرافق التعليمية

كما سنةفما فوق 16عمرهن عينة عشوائية من االناث شملت، حالة 53ممثلة في الميداني

والمطلقات ب %34غالبية أفراد العينة من المتزوجات ، الكمي للحاالت شمل التحليل

%50، اناث %50(حالة 500أما عينة االستطالع الرأي فشملت %35.8مطلقات بوال

وخلصت الدراسةأن الزوج هو أكثر ، البحرين الخمسة توزعت على جميع محافظات) ذكور

وكلما قل مستوى دخل االسرة كلما زادت ، الدخل الممارسين للعنف في مختلف مستويات

الشتم ، العنف الذي مورس على أفراد العينةومن أكثرصور ، احتماالت ممارسات العنف

ومن نتائج االستطالع أن ، %9.3والخصام ب%11.6والتحقير ب%12.01والسب ب

ويرى ، من الرجال يؤكدون أن وجود العنف عند المتزوجين %46.06من النساء و 48.04%

، ةوعدم الطاع من العينة أن الزوجات مسؤوالت عن العنف ضدهن التسامهن بالعناد 35%

أن الخيانة %28أن المرأة تثير الشكوك عند الرجل من الناحية االخالقية وحوالي %29و

وأكدت الدراسة أن العنف ، وهي المسؤولة عن انتاج العنف االسري، الزوجية من قبل المرأة

فالغرباء %16.02ـثم االب ب %18.04ثم االخ %89.08ـضد المرأة المسبب األول فيه الزوج ب

))2((.%6.8ب

:أهمها وهناك دراسات دولية قام بها عدة باحثين لكشف حجم العنف في بلدانهم

. 138، ص2010عثمان عثمان أبو زيد، وسائل االعالم والعنف االسري، جامعة نايف العربية للعلوم االمنية، الرياض، السعودية، -1 . 30، ص2008أمل طنطاوي وأخرون، مسح ميداين، مركز البحرين للدراسات والبحوث، البحرين، ماي -2


27

اتصاال 1985ونحو ، زوجا وزوجة 2143مقابالت مباشرة معStrauss et gillezأجرى -1

وكيف ، هاتفيا مع أزواج وزوجات لمعرفة المواقف التي تتسبب في ظهور العنف فيما بينهم

نمطا من 19والزوجات يمارسون وأكتشف الباحثان أن األزواجيتصرفونفي مثل هذه المواقف

وقد أظهرت النتائج أن ، منها الصفع واللكم والركل والتهديد باستخدام السالح أنماط العنف

وان نسبة ، كل من االزواج والزوجات استخدموا العنف تجاه بعضهم البعض بدرجة متساوية

.عند الزوجات %11مقابل %12جاتهماألزواج الذين مارسوا العنف بقسوة مع زو

وتكونت ، دراسة طويلة عن العنف الموجه نحو االطفال وسوء معاملتهم، Miolenأجرى -2ومشكالت نفسية وجنسيةوانخفاض ، امرأة ممن يعانين من أمراض نفسية497عينة الدراسة من %20أيمنهن 107اعترفت ، ومشكالت مرتبطة بالعالقات االجتماعية، في تقدير الذات

بممارسة العنف ضدهن واساءة معاملتهن وبدرجة متفاوتة في صغرهن من قبل والديهن أو .من يقوم بتربيتهن

تناولت ديناميات وأنماط العنف ، بدراسة عن العنف الزوجي Jliland et autreقام -3وجود والعالقات الرئيسية التي تشير الى وأساليب اساءة المعاملة بين الزوجين، االسري

وتوصلت الدراسة الى العديد من ، الكثير من المخاطر الناجمة عن العنف بين األزواجوأن العنف ، أن العنف األسري يختلف باختالف خبرات الصراع داخل األسرة: النتائج أهمها

وتتميز بعض األسر بأنماط خاصة من العنف، السائد عند األزواج شائع بين عامة السكاننف الموجه للمرأة يأتي من أقرب األشخاص كالزوج واألبناء يليه األطراف الشديد وأن الع

وأن العنف يكون نتيجة لفقدان الضبط وعدم اشباع الحاجة إلى االستقالل وبسبب ، األخرىومن نتائج ذلك أيضااختالف عدوان النساء عن ، الخوف والقلق والتهديد وعدم تقدير الذات

وعدوان النساء ضد النساء يكون أشد قسوة من عدوان الرجال فهو أقل من حيث الدرجةالرجال ضد النساء والذي يحدث في الغالب بين الشريكين في فترة الخطوبة والزواج المبكر

)1(.وفي الحمل وأثناء الفصل والطالق

: نقد وتقييم الدراسات السابقة

. 73، ص2010، 1للنشر والتوزيع، عمان، األردن، طدار الشروق ، علم اجتماع العنف، معن خليل العمر- -1


28

ال ، موجودة فعالوأنها ظاهرة ، نفسية قائمة، ن العنف ضد المرأة حقيقة اجتماعيةإ

ظاهرة العنف ضد المرأة وأن االهتمام الغربي كان سباقا في طرح ، سيما العنف الزوجي

.وتحليليها

وال يزال ، ان البحث حول العنف ضد المرأة في المجتمعات العربية حديث جدا

وأن ، ومعالجة مثل هذه الظواهر وهذا راجع لصعوبة تقبل المجتمع العربي لتحليل، محدودا

العنف ضد المرأة وتحليليها والوقوف على األسباب المؤدية اليها يعتبر شيء من ظاهرة

غالبيتها لتي فيا وهذا راجع لخصوصية األسرة الجزائرية، الطابوهات في المجتمع الجزائري

لهذه الظاهرة وهذا نظرا لنظرة المجتمع الجزائري، أسر محافظةال تريد الكشفعن أسرارها

فيها والبحث عن ما يجري بداخلها ضال دخل لآلخرين للغو ، رة بذاتهاكشيء يخص األس

أن األسرة في الجزائرما زالت تنظر للمرأة كشيء مقدس داخل وكذلك، من مشاكل وأسباب

والحفاظ على أسراره وأسرار ، والخوف من عائلة الرجل واالحترام األسرة يعني بالحشمة

لى المرأة والتعرف على مشاكلها اليومية اال في ولهذا يعتبر شيء صعب التحدث ا، عائلته

لدى بعض أفراد وبالتالي فالعنف االسري، المناسبات كاألعراس مثال أو زيارات عائلية

األسرة الجزائرية شأنا خاصاال يجوز الخوض فيه علنا أو التنديد به أو االعتراف بوجوده أو

كثيرة منها ما هو نفسي كالخوف من وأنه متخفي خلف حواجز ، تناوله خارج نطاق العائلة

وما هو اجتماعي كالحفاظ على كيان األسرة، سماع األخرين والشعور بالذنب واإلهانة

والتعامل ، ومنها ما هو ثقافي يرتبط بنظرة لكل من الزوج والزوجة للعنف، وصون وحدتها

.ةمعه على أنه ضرورة ال بد منها تفرضه العادات والتقاليد داخل هذه االسر

ونالحظ أن العنف في الدول األجنبية حسب الدراسات الثالثة المطروحة التي قام بها

تمت في مجتمعات غربية فيها حرية كبيرة للمرأة من ، strauss, wjulez ،miolenكل من

وكذلك ، وبنسب كبيرة العنف األسري في مجتمعاتهم اال أننا نجد، ناحية الحقوق والواجبات

وهذا نتيجة ، عنف مميت وقاتل وفي بعض األحيان، من طرف الزوجين عنف متبادل هناك


29

هذهفي وما نالحظه أن غالبية العنف بين الزوجين، الستخدام السالح في حوادث العنف

وأن ، واستهالك المخدراتأنتيجة لتناول أحد الزوجين للمشروبات الكحولية كان لمجتمعاتا

بينما في المجتمعات العربية وحسب ، المعاشركذا الصديق و العنف يحدث مع الزوج

أوال ألن ، مغاير لما يحدث في المجتمعات الغربية الدراسات المعروضة فان العنف الزوجي

وأن ، من األشياء المقدسةاآلن ومفهوم الزواج المجتمعات العربية مازال هناك مفهوم لألسرة

تماعية واقتصادية كالتنشئة غالبية الدراسات تؤكد أن العنف يقع نتيجة لعوامل اج

، وعدم كفاية األجر، األسريةالسلبية ألحد الزوجين وكذلك ضعف المردود االقتصادي لألسرة

وضعف التناول االعالمي ، وكذلك نظرة المجتمعات العربية لدونية المرأة وتسلط الرجل

لى أنها هي وان كانت فأنها تنظر لها ع، لظاهرة العنف ضد المرأة في المجتمعات العربية

أما األشياء المشتركة في جميع المجتمعات سواء عربية أو ، السبب في حدوث هذا العنف

أن العنف األسري الذي يحدث المسبب الرئيسي فيه هو الزوج وبالتالي ، أجنبية أو محلية

جميع الدراسات والبحوث التي أجريت تؤكد أن نسبة كبيرة المتسببة في حدوث العنف

وأن ظاهرة العنف الزوجي بشكل عام ذات حجم كبير حاضرة في ، زواج الذكوراألسري هم ال

فمن ، أوساط المجتمعات البشرية كافة بغض النظر عن االنتماءات الدينية أو األيدولوجية

العنف الزوجي موجود في كل المجتمعات وباألخص : خالل الدراسات السابقة نستنتج أن

وأن المتسبب فيه أحد طرفي ، اتج عن خلل في األسرةوهو ن، على مستوى األسر والعائالت

وأن أكثر أشكال العنف الممارس على الزوجة هو العنف ، األسرة وغالبا ما يكون هو الزوج

.الجسدي

: نظريات المفسرة للعنف الزوجيلا

لقد تعددت وأختلفت النظريات التي فسرت العنف الزوجي ضد المرأة وهذا راجع الى

: ومن هذه النظريات ما يلي، الباحثين حول هذه الظاهرةاختالف نظرة


30

: نظرية التعلم االجتماعي-1

أو من مالحظة سلوك ، تؤكد على أن العنف سلوك متعلم من خالل الخبرة المباشرة ، فاإلنسانيتعلم الكثير من أنماط سلوكه من خالل مالحظةوتقليد سلوك األخرين، األخرين

من خالل يتم تعلمه لعنفا مكتسب ومتعلم ظف الى ذلك أن سلوكبالتالي فسلوك العنف من ثالثة وأن العنف سلوك متعلم، والعقاب كما يتعلمه من خالل عملية الثواب، المالحظة

ووسائل االعالم وسيلة فعالة في ، والثقافة الفرعيةواإلعالم ، الثقافة، األسرة: مصادر أساسيةأن سلوك الدور bandiraويشير )1(.العنف المتكررةتعلم العنف من خالل مالحظةمشاهد

وقد حدد ، الجنسي يتم اكتسابه من خالل مالحظة األخرين ومطابقة سلوكنا على سلوكهمbandira في المجتمع الحديث وتتمثل هذه المصادرفي تأثير لعنيف ثالثة مصادر للسلوكا

فان ، لنظرية التعلم االجتماعي الرمزي ووفقا بالنموذج األسرةوالثقافة الفرعية واالقتداءخاصة ورؤية الطفل لهذا النموذج العدواني، )األب واألم(المقتدى به مالحظةالطفل للنموذج

هو وسيلة فعالة ومنهم الزوجة فيما بعد يتعلم أن العنف ضد األخرين ن الطفلأف، األبيكون أحيانا العنفويشعر الطفل أن ، السيطرة والشعور بالقوة وفرض للحصول على مكاسب

أن العنف ضد المرأة يعود الى المراحل Simon linqgurzinويرى ، وفعال أسلوب ضروريمن الطفولة أن العالقة الزوجية حيث يشاهد الطفل خالل سنواته المبكرة، المبكرة من الطفولة

فكرة العدوانيبدأ الطفل في تقبل ، االساءة والعقاب البدني واالهانةو بين والديه تتسم بالقوة فوجود الطفل في مناخ تتسم ، ومع الزوجة، والعنف وهو نمط مقبول للتعامل مع األخرين

.)1(أكثر احتمالية ألن يكون عنيفا في عالقاته فيما بعد فيه بالعنف تجعله العالقة

وأن الفرد يكتسب العنف بالتعلم والمالحظة والتقليد من البيئة المحيطة سواء في

وأن الفرد في تعلمه للسلوكيات العنيفة عن ، أو من خالل وسائل االعالم، المدرسةاألسرة أو

وأن األسرة قد تظهر السلوكات ، وعقاب وما يترتب عليها من مكافئة طريق تقليد االخرين

.)2(العنيفة على أنها سلوكات تستحق المكافأة ال العقاب

جامعة قناة أمل حممود السيد حممود وزينب عبد احملسن، عالقة بعض املتغريات النفسية واالجتماعية واملعرفية مبستويات تقبل املرأة للعنف الزواجي،-1

. 05، 04السويس، ص . 204، ص2010، األردن، جوان02دنيات املعنفات، جملة اجلامعة االسالمية، العددأمساء بدري االبراهيم، الصحة النفسية لدى النساء األر -2


31

: نظرية األصول البيولوجية-2

كما تركز على ، في تفسيريها للعنف على الجوانب الوراثية للسلوك تركز هذه النظرية-

واصابات الدماغ وعلى االضطرابات والخلل الذي ، التغيرات التي تحدث في وظائف المخ

يحدث في افراز الهرمونات لدى الفردوهذا ما يدل على أن العنف خطرا حسب أنصار هذه

بين العنف دراسته الى وجود عالقة فقد توصل من خالل، Rosenbaumفحسب ، النظرية

من كما كشفت دراسته أن العديد من الرجال الذين لديهم تاريخ، الزوجي واصابة الدماغ

واالعاقات فاالختالل الوظيفي للمخ، يكونون عنيفين واالصابات بالمخ الصدمات

لتواصل كما تؤدي الى صعوبات في ا، تؤدي الى خفض التكتم في االنفعاالت الفيزيولوجية

أن الهرمونات هي السبب المباشر لوقوع العنف بدرجة ، و )1(وتتخلق نشاط زائد لدى الفرد

ورغم ما جاءت به هذه النظرية فأن البعض يرى أن ، أكبر لدى الذكور منه لدى االناث

اذ ال يوجد أي عنصر ، ليس له قدرة تنبؤيه وال تفسيرية لظاهرة العنف التفسير البيولوجي

فاذا كان السلوك العنيف، مسؤول بشكل خاص عن السلوك العنيف فيزيولوجي بيولوجي أو

فكيف نفسر وجود أفراد عنيفين وأفراد متسامحين ، وله صفة وراثية ينبع من غريزة اإلنسان

لذلك فان التفسير البيولوجي الذي هو غير قادر على تفسير ظاهرة العنف، أسرة واحدة في

)2(.

: االجتماعية والثقافيةنظرية المعرفة -3

أن األسلوب المعرفي الذي يقدر به الرجل مواقف الصراع مع valkommenيقول

زوجته يكون حاسمافي امكانية ظهور السلوك العنيف بمعنى أن التقدير المعرفي السلبي من

يمكن تعريفه على أنه مقدار وأن العنف من وجهة نظر المرأة)3(الرجل المسيء لسلوك زوجته

. 84معن خليل العمر، نفس املرجع، ص-1 . 167، ص2010، جملة اضافات، تونس، 4و3أنيسة بريغيت عسوس، عنف الرجل ضد املرأة وانعكاساته على سلوك الطفل، دراسة حالة، العدد-2 . 122، ص2010طاوس هاشم، جامعة تيزي وزو، اجلزائر، -3


32

، ما تدركه المرأة من اساءة موجهة لها سواء أكانت اساءة جسمية أو نفسية أو جنسية

يشير الى أن تأثر المرأة باإلساءة سواء اساءة جسمية أونفسية يتوقف على فالمنظور المعرفي

فالمرأة قد ال تتأثر باإلساءة، وتذكرها لهذه االساءة وتفسيريها وتخيلها وتقديريها كيفية ادراكها

.)1(.في حد ذاتها ولكن بكيفية رؤيتها وتقديريها وتفسيريها لها

والعنيفة وتضع النظرية االجتماعية اعتبارات خاصة للفروق في السلوكيات العدوانية

أن ادراكات المرأة للعنف ، Chic maloth ويرى التي قد تشيع في مجتمع ما دون األخر

، والمخاوف الخاصة وتأثير وسائل االعالم، الخاطئةضدها قد تتأثر باألساطير والمعتقدات

الى نقص التدعيم قد يرجع، للعنف ضدها أن ادراك المرأة Liljaويرى ، وبثقافة المجتمع

كما يتأثر ادراك المرأة للعنف ضدها بطبيعة النمط الثقافي السائد في ، االجتماعي لديها

مثل ت لعنف ضد المرأة لعوامل أخروكذلك ترجع هذه النظرية ا، المجتمع الذي تعيش فيه

فالنساء الالتي تعرضن للعنف يكن من طبقة اجتماعية أقل مما من ال ، الطبقة االجتماعية

فالفتاة الصغيرة اكثر استهدافا للعنف واالثارة عن ، يتعرضن له ولعامل السن أيضا تأثيره

لوظيفية فحصول المرأة على الكبيرة في السن باإلضافةالى عامل المكانة التعليمية والمكانة ا

.)2(وظيفة أعلى من الرجل أو مستوى تعلم أكبر من الرجل قد يدفعه لإلساءة لها

تشمل على نظرية العدوان واالحباط حيث تركز على : النظرية النفسية االجتماعية-4

: التداخل بين الفرد والبيئة االجتماعية التي يعيش فيها ومنها

االحباط سلوك عنيف لدى الفرد ينتج عندما يوجد : واالحباطنظرية العدوان 4-1

فالفرد يميل للعدوان نحو االشياء التي تعوقه عن تحقيق ، عائق للوصول للهدف المرغوب

وأن االنسان ليس عنيفا بطبعه وانما ، االهداف الهامة لديه أو التعبير عن رغباته وانفعاالته

، 1، ط2010 عالية أمحد صاحل ضيف اهللا، العنف ضد املرأة بني الفقه واملواثيق الدولية دراسة مقارنة، دار املأمون للنشر والتوزيع، عمان، األردن،-1

. 25ص . 124طاوس هاشم، نفس املرجع، ص-2


33

وأن االحباط هو الدافع األولي وراء العدوان )1(العنف نتيجة لإلحباط الذي تعرض اليه

فالزوج الذي يتعرض للصراعات في مجال عمله ويشعر ، وخصوصا العدوان األسري

فأنه عندما يعود الى منزله يمارس القوة على زوجته أو ، بالضعف في التحكم في عمله

دائما يؤدي الى وأن االحباط ، اذ أنه يحاول تحويل االحباط الى قوة داخل أسرته، أبنائه

وأن ، ويؤدي الى العديد من أنماط السلوك، وأنه يولد دافعا للسلوك العدواني، العدوان مباشرة

وأن المرأة التي تتعرض ، العدوان واحد منها فقط لذا فاإلحباط هو الدافع األول وراء العدوان

لى مشاعرها وال للعدوان وااليذاء تحاول أن تتجنب بنفسها عن مصدر التوتر وذلك للحفاظ ع

)2(وبالتالي ال تفهم مشكلة العنف الزوجي بعيدا عن الظروف الحياتية المحيطة بها، تظهرها

وأن ، وأن االحباط ينتج دافعا عدوانيا يستشير سلوك بهدف أو ينتهي بإيذاء األخرين

التنفيس هذا ينخفض تدريجيا بعد أن يقوم الفرد بألحاق األذى باآلخرين وهذه العملية تسمى

.وحسب هذه النظرية فأن االنسان ليس عدوانيا بطبعه، أو التفريغ

: نظرية التحليل النفسي- 4-2

لقد ركز علماء النفس على أهمية العالقات التي تربط أفراد األسرة وأثرها في سلوك

وشخصية الطفل حيث ان السلوك العدواني هو نتيجة التصدع األسري والتربية القاصرة

األسري التعيس والشقاق العائلي وخبرات الطفولة المبكرة المتمثلة في الصد األمومي والجو

واالنفصال عن األم خالل السنوات الخمس األولى من حياة ، أي رفض األم ابنها وعدم تقبله

والعنف الممارس ضده بالنسبة الى التحليل النفسي فان ، المبكر والحرمان العاطفي الطفل

ال يستطيع أن يعمم ظاهرة العنف فالعوامل السيكولوجية تظهر في ظروف علم النفس وحده

فال يمكن للتفسير السيكولوجي مثال أن يذهب الى أن المجتمع ، اجتماعية واقتصادية وثقافية

. 125طاوس هشام، نفس املرجع، ص، -1 . 208أمساء بدري االبراهيم، نفس املرجع، ص-2


34

.)1(كله قد أصيب بحالة إحباط أو نوع من النرجسية تدفعه الى القيام بأفعال العنف

:االجتماعيبعض نظريات علم النفس -5

هناك أربعة نظريات حاولت تحليل العنف المنزلي وتحديدا اساءة معاملة النساء من

.حيث هو ظاهرة اجتماعية

: النظرية النسوية- 5-1

وكانت األكثر ، الباحثين حيث حظيت باهتمام، تفسر سوء معاملة األزواج لزوجاتهم

معاملة الزوجة عن طريق التعمق وهي ترمي الى تحليل سوء، وانتشارا في بحوثهم استخداما

، وهي طفلة والقيود الثقافية التي تمتد جذورها بعمق منذ تربية األنثى في البنية االجتماعية

مثل ضرورة التأكيد على الخبرات التي ولذلك تركز هذه النظرية على عدد من المسائل

يتعين عليها ر بأن المرأةواالقرا، وفق هويتهم الجنسية ذكورا واناثا يكتسبها أفراد المجتمع

كما تركز على ، والتأكيد على االلتزام بتخليص المرأة من هذا الخضوع الخضوع في المجتمع

والنساء وعلى االساليب التي الطرق التي تستخدم لصياغة أساليب التمييز بين الرجال

ع بها الرجل ومن هنا تبين أن القوة التي يتمت تضمن استمرار عالقات القوة لمصلحة الرجال

وبإخضاع الزوجة لألساليب مختلفة ، تسمح له بفرض سيطرته على العالقة بينه وبين زوجته

وتركز النظرية على السياق التاريخي الذي حصل في تغاضي ، بدنيةومادية ونفسيةومعنوية

وتنظر الى هذه الممارسة على أنها أمر طبيعي أو المجتمع عن سوء معاملة الزوجات

لتالي تنشأ المرأة قاصرة عن رد العنف ومستسلمة له ومتخلية عن مقومات الدفاع وبا، بديهي

ان طريقة التنشئة االجتماعية التي تمنح ، عن النفس والتصدي لسوء معاملتها بكالم أخر

للرجل القوة والحق في اساءة معاملة زوجته هي من أهم األسباب الجوهرية للعنف

. 169أنيسة بريغيت عسوس، نفس املرجع، ص-1


35

)1(.المنزلي

: العنفنظرية ثقافة - 5-2

في شيوع ثقافة يمكن يؤكد أصحاب هذه النظرية أن سوء معاملة األزواج لزوجاتهم

وهذا القبول يخفي الشرعية على استخدام العنف في الحياة ، العنف وقبولها في المجتمع

لهذا بعض االزواج ال يتورعون عن صفع زوجاتهم أو غير ذلك ، ويدعم اللجوء اليهو األسرية

الى أن وسائل االعالم والقانون تشجع أو على george wisselويذهب ، قاسيةمن أفعال

فالمجتمع يتوقع أن ، االقل تسمح بالعنف ضد الزوجين وهكذا في ضوء التوقعات القضائية

)2(.يظهر األطفال الذكور مزيدا من العداوة أكثر مما يتوقع من االناث

: نظرية تناقل الخبرات بين األجيال-6

فاألوالد الذين ، األطفال الذين عانوا وعاشوا تجربة العنف في منازلهم في المستقبلان

وكانوا يتعرضون هم أنفسهم للمعاملة السيئة من أباءهم معاملة أمهاتهم كان أباءهم يسيؤون

كعالقة وقد أكد دعاة هذه النظرية أن هنا، أوالدهمو الى العنف مع زوجاتهم غالبا ما يلجؤون

العنف فالقسوة أو العنف مع الطفل محبة له واستخدام، ن درجة حب األهل ألوالدهموثيقة بي

وهكذا فان الطفل وبكالم أخر ان األب األكثر حبا ألطفاله هو األكثر عنفا، وخوف عليه

.ويتقبل هذه القيمة الثقافية لينقلها ويمارسها عندما يصبح أبا مع أطفاله، يتماثل مع أبيه

: ارتباط الدور بالجنس والدور المتوقع في الحياة األسريةنظرية - 6-1

معينة وفق هويتهم ان التنشئة االجتماعية التقليدية لألطفال واعدادهم بأدوار اجتماعية

ويرى بعض العلماء أن ، الجنسية ذكورا كانوا أو اناثامن األمور التي تعزز سوء معاملة المرأة

فالفتاة تم تنشئتها على الخجل ، مع زوجاتهم في المستقبل تنشئة الذكور من الناحية الجنسية

. 196، تونس، ص2008، ربيع02ايلني دمعة، التفكك العائلي بني القيم الثابتة واملتبدلة، جملة اضافات، العدد-1 . 197يلني دمعة، نفس املرجع، ص-2


36

، في حين أن المجتمع يكون أكثر تسامحا مع الفتى، لكل ما يتعلق بحياتها الجنسية والكتمان

وربما تعرضت لسوء معاملة في ما يتعلق بتفاعلها ، ولهذا تكون الزوجة أكثر خضوعا للزوج

وار التي يقوم بها الرجال والنساء تضع الرجال في وأن األد، في شأن اشباع الرغبة الجنسية

.)1(وضع أفضل من النساء وتسمح لهم بإساءة معاملتهن

. 199، تونس، ص2008، ربيع02القيم الثابتة والقيم املتبدلة، جملة اضافات، العددايلني دمعة، التفكك العائلي بني -1

:الثانيالفصل البعد العالمي والعربي والمحلي لظاهرة العنف الزوجي

عنف الزوجيالبعد العالمي والعربي والمحلي لظاهرة ال :الفصل الثاني

38

:تمهيد

اال أنها ، العنف من الظواهر التي تعاني منها المرأة في كل دول العالم تعتبر ظاهرة

ودرجة عدالة القيم بحسب المفاهيم السائدة ووعي المجتمع المحلي، تختلف من مجتمع ألخر

وقد بذلت حركة حقوق األنسان في الكثير ، االجتماعية وسيادة مبدأ القوانين وحقوق األنسان

مات الدولية جهودا كبيرة للحد من ظاهرة العنف التي أصبحت من الدول العربية والمنظ

األمر الذي دعا الجمعية العامة ، عنوانا بارزا النتهاك حقوق المرأة في البيت والشارع والعمل

الى اصدار اعالنها العالمي الداعي الى القضاء على العنف 1993لألمم المتحدة في عام

والى رفع الظلم وازالة الممارسات واألفعال ، النساءالموجه ضد البدني والنفسي والجنسي

بل ، وتعذر الحد من مخاطرها ماثلة في كل المجتمعات ومع هذا بقيت الظاهرة، تجاه المرأة

وتصاعدت أثارها السلبية الواقعة على جهود التنمية وجهود ارساء معايير ، تنامي مفعولها

األمر الذي يتطلب المزيد من حمالت التوعية، والسياسية واالقتصادية العدالة االجتماعية

وأن العنف ضد المرأة أكبر .)1( معالجة جذرية ومعالجتها وتسليط الضوءعلى هذه الظاهرة

، فمن المهد الى اللحد وفي السلم والحرب، في عصرنا فضيحة في مجال حقوق األنسان

شكال العنف على وتقتصر بعض أ، في األسرة والمجتمع تتعرض النساء للتمييز والعنف

بنسب كبيرة تعاني منها المرأة وثمة مشاكل، مثل الحمل القسري، المرأة وحدها دون الرجل

انتهاكات الرفيق وضرب الزوجة من قبيل العنف في محيط األسرة الذي يعرف أيضا باسم

وخالل الصراعات كثيرا ما يستخدم العنف ضد المرأة كسالح حربي من ، واالعتداء عليها

وال ، الحط من الكرامة اإلنسانية للنساء أنفسهن أو الضطهاد المجتمع الذي ينتمين اليهأجل

بل يتفشى في كل مجتمع ، بعينه يقتصر العنف ضد المرأة على نظام سياسي أو اقتصادي

.)2(واالنتماءات العرقية والثقافية في العالم ويتخطى حدود الثروة

. 18، ص2008، القاهرة، مصر، ربيع 42اد أبو القمصان، جملة اإلنساين، جملة تصدر عن اللجنة الدولية للصليب األمحر، العدد-1يدينا فلنضع حدا للعنف ضد املرأة، مطبوعات منظمة العفو الدولية، اململكة املتحدة، ايرين خان، األمينة العامة ملنظمة العفو الدولية، مصائرنا بأ -2

. 10، ص2004، 1ط


39

: المتحدةالعنف ضد المرأة في أدبيات األمم

بدأ الحديث عن قضية العنف ضد المرأة يأخذ حيزا كبيرا من اهتمامات المنظمات

بدأ وبعد ذلك الخاصة بالمرأة مع بدأ صدور االتفاقيات الدولية، 20النسائية منذ أواخر القرن

العالمي للقضاءعلى العنف العالنهذا الموضوع يأخذ منحى خاصا ومستقال مع صدور ا

وفي نظرة تسلسلية زمنية لهذه االتفاقيات واإلعالنات التي عنيت ، 1993في عامضد المرأة

.)1( :بقضية العنف ضد المرأة نذكر الوقائع التالية

ودخلت 1979التي صدرت في سنة اتفاقية الغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة سيداو -1

ومباشر وهذه االتفاقية على الرغم من أنها ال تتناول بشكل صريح 1981حيز التنفيذ في سنة

في التي تراقب عملية التقيد بها قد أوضحت اال أن اللجنة، "قضية العنف ضد المرأة"

التي أن العنف ضد المرأة يشمل األتجاهات التقليدية 1992لعام 19التوصيات العامة رقم

الممارسات وتحددها باألدوار النمطية التي ترسخ، المرأة في مرتبة أدنى من الرجل تضع

والزواج األسرية واإلساءات ومن ذلك العنف األسري، العنف واإلكراه التي تستخدم المنتشرة

.القسري وختان البنات

الذي أعتبر أن العنف ضد المرأة هو من أهم المعوقات ضد : 1985مؤتمر نيروبي -2

تمنع العنف المؤسس على الب المؤتمر بالخطوات القانونيةوقد ط، والمساواة والتنمية السالم

.وتضع أليات للتعامل مع هذه الظاهرة، أي الجندر، النوع

الذي تبنته الجمعية العامة لألمم : 1993األعالن العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة -3

وقد عرف هذا ، والذي يعتبر أول أداة عملية تتناول موضوع العنف ضد المرأة المتحدة

يقصد بالعنف ضد النساء ، على الشكل التالي العنف ضد النساء في مادته األولى اإلعالن

ينجم عنه أو يحتمل أن ينجم عنه أذى أو معاناة أي فعل عنيف قائم على أساس الجنس

ناصر الدين حممد الشاعر، العنف العائلي ضد املرأة، أسبابه والتدابري الشرعيةللحد منه، جملة جامعة النجاح لألحباث والعلوم -1


40

أو اإلكراه أو الحرمان ، لما في ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل، جسمية أو نفسية للمرأة

)1(سواء وقع ذلك في الحياة العامة أو الخاصة، لتعسفي من الحريةا.

وبرز اهتمام األمم المتحدة المستقل بالنساء مع منتصف السبعينات حين عقد

وتبعها انعقاد الجمعية ، الذي صدر عنه اعالن السنة الدولية للمرأة، 1985مؤتمرالمكسيك

ومنذ ذلك الحين تكثفت الجهود ، عالميا للمرأةعقدا ) 1986-1985(العامة لألمم المتحدة

، 1980كمؤتمر كوبنهاجن ، الخاصة بالمرأة عبر العديد من المؤتمرات والمشروعات

ومؤتمر التنمية ، 1994ومؤتمر القاهرة، 1993ومؤتمر فيينا، 1995وبكين، 1985ونيروبي

ووثيقة ، 1979القضاء على أشكال التمييز ضد المرأة سيداو واتفاقيات، 1995االجتماعية

وعرفت المنظمة ، 2000اضافة الى التقارير الدولية أخرها سنة، 1995المرأة في بكين

بأنه كل سلوك يصدر في اطار عالقة حميمية 2002العنف في عام العالمية للصحة

.)2( ك العالقةويسبب اضرار أو أالما جسمية أو نفسيةأو جنسية ألطراف تل

أعلنت جمعية الصحة العالمية أن العنف ضد النساء مشكلة كبرى 1996وفي عام

العنف ويتسبب، والمنظمات الصحية للصحة العامة تتطلب االهتمام العاجل من الحكومات

الصحي وتحد من نمو موارد النظام لتي تستنزف الصحيةا النوعي في الكثير من المشكالت

ويعتبر ، المتعلقة بالصحة الوطنية وتعوق الحكومات عن تحقيق أهدافها، وانتاجياتها المرأة

كما أنه انتهاك لحقوق ، والمتفشية أحد مشاكل الصحة العامة المكلفة العنف ضد النساء

.)3( األنسان

بلدا في المؤتمر العالمي الرابع المعني 189وأكد اعالن منهاج بيجين الذي أعتمده

التام على أن العنف ضد المرأة انتهاك لحقوق االنسان وعائق لتمتع المرأة، 1995بالمرأة سنة

. 13ناصر الدين حممد الشاعر، نفس املرجع، ص -1رة، ب، نادية حممد مصطفى، األمة اإلسالمية يف عصر العوملة وقضية املرأة بني التحديات واالستجابات، مركز احلضارة للدراسات السياسية، القاه -2

. 18س، ن، ص .01، ص2010للسكان، القاهرة، مصر، سبتمرب ابراهيم خربوش وأخرون، العنف الزوجي يف مصر، املكتب املرجعي- 3


41

وتحول التركيز الى المطالبة بمساءلة الدولة عن تدابير منع العنف ضد ، بكل حقوق األنسان

اتخاذ القلق الهامة التي تستدعي وعين منهاج عمل بيجين مجاالت، والقضاء عليه المرأة

وكان أحد هذه المجاالت العنف ضد ، والتنمية والسالم أهداف المساواة لتحقيق ملحة تدابير

يوضح الواجبات الملزمة انتهاك لحقوق األنسان فاالعتراف بأن العنف ضد المرأة، المرأة

قصرت عن أداء هذه أن هي ومساءلتها والمعاقبة عليه والقضاء عليه للدول بمنع هذا العنف

ت الدولة باتخاذ كل التدابير المالئمة للرد على العنف ضد وبذلك تتحرك مطالبا، الواجبات

وينص اطار حقوق األنسان على ، المرأة من مجال حسن التقدير فتصبح حقوق شرعية

لتحميل الدول مسؤولية على الصعيدين التي وضعت واألليات الوصول الى عدد من األدوات

.)1( الدولي واإلقليمي

الجمعية العامة لألمم المتحدة تدرك أن تنفيذ اتفاقية القضاء على جميع أشكال ن إ

وان ، التمييز ضد المرأة بشكل فعال من شأنه أن يسهم في القضاء على العنف ضد المرأة

اعالن القضاء على العنف ضد المرأة المرفق بهذا القرار من شأنه أن يعزز هذه العملية

، والسلم والتنمية عنف ضد المرأة يمثل عقبة أمام تحقيق المساواةواذ تؤكد أن ال، ويكملها

ويعوق أو يلغي تمتع المرأة بهذه الحقوق، والحريات األساسية ويشكل انتهاك لحقوق األنسان

وأن العنف ضد المرأة هو مظهر لعالقات قوى غير متكافئة بين الرجل ، والحريات األساسية

وأن العنف ، منة الرجل على المرأة وممارسة التمييز ضدهاوالمرأة عبر التاريخ أدت الى هي

والطبقة ضد المرأة سواء في األسرة أو في المجتمع ظاهرة منتشرة تتخطى حدود الدخل

.)2( والثقافة

، العامة لألمم المتحدة تؤكد اإلعالن بشأن القضاء على العنف ضد المرأة الجمعية ن إ

المرأة في "للجمعية العامة المعنونة 23االستثنائيةونتائج الدورة واعالن منهاج بيجين

. 16، ص2010بارا كرويست، حالة سكان العامل، من النزاعات واألزمات اىل مرحلة التجديد، أجيال التغري، صندوق األمم املتحدة للسكان، بار -1تقرير من جدول األعمال، قرارا أختذته اجلمعية العامة لألمم املتحدة بناء على 111، البند 48اعالن بشأن القضاء على العنف ضد املرأة، الدورة -2

. 03ص23/02/1994أ، /629/48اللجنة الثالثة


42

واإلعالن الذي أعتمد في ، 21والسالم في القرن والتنمية المساواة بين الجنسين" 2000سنة

والى ، واذ تشير الى جميع قراراتها السابقة بشأن القضاء على التمييز ضد المرأة، 49الدورة

المؤرخ 1325ضد المرأة والى قرار مجلس األمن الدراسة المتعمقة بشأن جميع أشكال العنف

) 1( واألمن والسالم بشأن المرأة31/10/2000في

وتشدد على أن العنف ضد المرأة هو أي عمل عنف قائم على نوع الجنس ويفضي

واذ تسلم بأن السبب الجذري ، الى تعرض المرأة إلى ضرر أو ألم جسدي أو أجنبي أو نفسي

، والمرأة على مدار التاريخ في عدم تكافؤ عالقات القوة بين الرجلللعنف ضد المرأة يكمن

وبأن جميع أشكال العنف ضد المرأة تشكل انتهاكا جسيما لتمتع المرأة بجميع حقوق األنسان

وتدعو إلى القضاء على جميع أشكال العنف القائم على نوع الجنس والحريات األساسية

.)2(وفي المجتمع عموما داخل األسرة

عن جميع أشكال العنف 2006وتدل الدراسة المعمقة لألمين العام لألمم المتحدة لعام

دولة على 89للعنف المنزلي في ضد المرأة على وجود شكل من أشكال الحظر التشريعي

وعلى تزايد عدد البلدان التي تطبق خطط عمل وطنية ألنهاء العنف ضد ، نطاق العالم

كما أن ، دولة على األقل 104القضائية على اغتصاب األزواج فيوتجوز المالحقة ، المرأة

دولة 102وهناك، دولة بها أخذ أشكال النص التشريعي على مكافحة التحرش الجنسي 90

كما أن اغتصاب الزوج ال يعد من ، لى أي أحكام قانونية محددة لخطر العنف المنزليإتفتقر

وال توجد بعض أحكام تشريعية لحظر ، قل تقديردولة على أ 53الجرائم التي يعاقب عليها في

.)3(.دولة 191دولة من بين 93اإلتجار بالبشر اال في

، ادخلت دوال كثيرة خالل العقد الماضي قوانين تعالج مختلف أشكال العنف ضد المرأة

. 03، ص30/01/2007، من جدول األعمال61، البند61الدورة -1 . 05، ص2008ديسمرب 76/18، من جدول اجللسة العامة 62، البند62الدورة-2، 2008رة شؤون األعالم يف األمم املتحدة، فيفريمحلة األمني العام لألمم املتحدة، بان كيمون، احتدوا ألاء العنف ضد املرأة، منشورات ادا-3

. 03ص


43

وبحثت مسؤولية الدول في سن اطار قانوني لمعالجة جميع أشكال العنف ضد المرأة في

وكذلك بحثت دواعي قلق الهيئات المنشأة بموجب معاهدات حول الفجوات ، السادسالفرع

.القائمة

89ويوجد األن لدى، المنشأة بموجب معاهدات عن قلقها بوجه عام وأعربت الهيئات

دولة 60ويوجد لدى، العنف العائلي على وجه التحديد دولة أحكام تشريعية من نوع ما تعالج

دول قوانين بشأن العنف ضد المرأة 07ولدى ، تحديدا لعنف العائليقوانين ا من هذه الدول

دولة أحكام محددة 14ولدى ، محايد بين الجنسين قانون مناهض للعنف ولدى دولة واحدة

دول اجراءات مدنية ألبعاد مرتكبي 05ولدى ، الجنائية بشأن العنف العائلي في قوانينه

.العنف

دولة لديها قوانين 12وتشير ، بواسطة قانون األسرة وتعالج دولة واحدة العنف العائلي

خاصة بالعنف العائلي على وجه التحديد الى العنف القائم على أساس األسرة بدال من

دولة ال يعرف لديها أي أحكام تشريعيةمحددة 102وتوجد، القائم على أساس الجنس فالعن

بشأن العنف العائلي في مراحل دولة مسودات تشريعية 20ويوجد لدى، بشأن العنف العائلي

دول عن عزمها على وضع تشريعات وأحكام محددة 04وأعربت ، متفاوتة من تطويريها

.)1( بشأن العنف العائلي

، من جدول األعمال املؤقت للنهوض باملرأة، تقرير األمني العام، دراسة متعمقة بشأن العنف ضد املرأة، اجلمعية العامة لألمم 60، البند61الدورة- 1

.122، ص06/07/2006املتحدة


44

: االهتمام العالمي بالعنف العائلي

يالحظ االهتمام العالمي بالعنف العائلي في التقارير المختلفة للمنظمات الدولية

وفي أخر تقرير لمنظمة العفو الدوليةعن حقوق األنسانفي العالم ، األمرواإلقليمية بهذا

فقد أشار التقرير الى أن حقوق المرأة ، يشير جانب منه الى العنف العائلي، )2001مارس(

، ثانية 15وذكر أن هناك امرأة تضرب داخل منزل األسرة كل، عامة منتهكة الى حد كبير

وفي تقرير ، تضرب بانتظام من طرف زوجها زوجاتكما أن هناك زوجة من كل خمس

أشار مثال لألوضاع ) 2001عامتقرير (در في يوم المرأة العالمي هيئة األمم المتحدة الذي ص

من %50فأن هناك ، فذكر بخصوص العنف العائلي وفي دراسة أجرتها المنظمة في الهند

.األزواج أشاروا الى أنهم يضربون زوجاتهم بانتظام

التقرير الى أن الزوجات نادرا ما يلجأن للسلطات لإلبالغ عن مثل هذه وأشار

على أساس أن ، قاربهاأانصافا ممن هم حولها حتى من كما أن الزوجة ال تجد، الحوادث

أن األفراد الذين يعيشون في العديد من الدراسات وأظهرت، عليها أن تحافظ على زوجها

وتفيد بعض ، في تصرفاتهم يكونوا هم أنفسهم عدوانييناسر يسودها العنف أكثر قابلية ألن

وهي تشجع العنف نحو العنف الدراسات أن بعض الثقافات الفرعية لديها اتجاهات ايجابية

نحو أي نظرة أو هفوة تطالب الذكر ان يكون عنيفا وعدوانيا هذه الثقافات، في ظروف عديدة

.)1( تعد اهانة

خيرة باهتمام علمي واسع جاء هذا االهتماموحضي موضوع العنف في اآلونة األ

ودخوله بقوة الى فحسب بل كنتيجة لتزايد صور العنف كنتيجة لالهتمام الدول والهيئات

ولم يعد قصرا على العنف ، لقد تحول العنف الى ظاهرةعالمية، دائرة الحياة اليومية للناس

بل انه أصبح جزءا ال يتجزأ من تفاعالت األفراد في ، السياسي الموجه ضد النظم السياسية

، 2003دية، عباس أبو شامة عبد احملمود، جرائم العنف وأساليب مواجهاا يف الدول العربية، أكادميية نايف العربية للعلوم املنية والرياض، السعو -1

. 53ص


45

طال العنف بصوره المختلفة ومع هذا االنتشار الواسع لموجات العنف، حياتهم اليومية

المرأة بالنصيب وحظيت، والشرائح االجتماعية المختلفة وأشكاله المتعددة حياة معظماألفرادو

لصعب ارجاع هذا العنف الى سبب وذلك الى الحد الذي يجعل من ا األكبر من العنف

ولذلك ، ولكن هناك العديد من األسباب المختلفة التي أدت الى بروز العنف ضد المرأة، واحد

أوجب اإلعالن العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة ضرورة أن يشمل تعريف العنف على

رب المبرح واإلساءة بما في ذلك الض، الذي يقع في اطار األسرة الشكال المختلفة له كالعنف

.)1(والنفسي للمرأة الجنسية والعنف الجسدي

: ومناطق الحروب العنف ضد المرأة في حالة النزاع المسلح

تتعرض المرأة في عدة بلدان تعاني من حالة نزاع مسلح الى أشكال عديدة من

مفزعة حول الدولية حقائق والمؤسسات وقد أوردت التقارير الصادرة من الهيئات، العنف

في مناطق النزاعات المسلحة التجاوزات واالنتهاكات اإلنسانية التي تعرضت لها النساء

ومؤلم في العراق وعلى المستوى العربي تتعرض المرأة العربية الى عنف قاسي، والحروب

اغتصاب ، واستغاللو جسدية وتحرش جنسي ودارفور غرب السودان الى انتهاكات وفلسطين

نسية على خالف ما نصت عليه االتفاقيات الدولية ومنها اتفاقية جنيف واعتداءات ج

.1994الرابعة

ومن العواقب النفسية والجسدية للعنف واالعتداء التي تلحق بالمرأة أثناء االعتداء

باإلضافة الى عدم ، الغير مرغوب واحتمال اإلصابة بأمراض جنسية وحاالت الحمل

.)2( االستقرار األسري

مما يؤدي الى ، النزاعات المسلحة الى تفتيت البنى االجتماعية داخل المجتمعوتؤدي

. 04، ص2007انفيمصر، جمبحافظة سوهاج، بعاد االجتماعية للتحرش اجلنسي يف احلياة اليومية، دراسة ميدانية ألمدحية امحد عبادة، ا-1اخلرطوم، جمموعة من اإلعالميات للنوع االجتماعي، العنف ضد املرأة يف الفضاءات املختلفة، دراسة مقدمة ملركز املرأة العربية للتدريب والبحث، -2

. 10، ص2006السودان، أفريل


46

ن لم ا و ، وتعميق عدم المساواة التي تعاني منها اصال وتهميش مكانتها زيادة اضعاف المرأة

لتي من الممكن أن تتعرض لها ا فأن المعاناة، النزاع المسلح تتعرض المرأة للقتل خالل

ما اى القتال الى عدم عودة قسم منهم ويؤدي ذهاب الرجال ال، الوطأةجراءه تكون شديدة

وتصبح ، في كلتا الحالتين تصبح األعباءالطارئة على المرأة دائمةو بسبب القتل أو االختفاء

فعليهاتحمل وتعاني المرأة ويالت النزوح واللجوء بأشكال متعددة، نفسية شديدة تعاني معاناة

.)1(وتشتت العائلة لبيت والممتلكات واألقاربوفقدان ا وطأة االقتالع

، والنزاع المسلحة جزء من التواصل العنف ضد النساء كجزء من تعسف الدولة ن إ

المسلحة وخالل النزاعات، فقدر كبير من العنف الموجه ضد النساء في المجتمعات المسلحة

ومهما ، في أوقات السلمعبارة عن تصريح متطرف للتمييزواإلهانة التي تتعرض لها النساء

كانت الخلفية أو الدافع وراء العنف فأن وجود األسلحة له بدون شك األثر كلما ازداد عدد

ويبقى العنف ضد النساء في كل دولة وفي كل شرائح ، األسلحة ازدادالخطر على النساء

.)2( المجتمع

من انعكاسات ولعل ارتفاع نسبة العنف المسلط على المرأة داخل أسرتها وما لذلك

، كبير على الصعيد العالمي قد جعال هذا النوع من العنف يحدى باهتمام، اجتماعية خطيرة

حيث وضعت منظمة األمم المتحدة وثيقة تحتوي على المبادئ التوجيهية فيما يتعلق بالعنف

في اطار العائلة مركزة خاصة على العنف الذي يطال المرأة من قبل زوجها في العائلة

.)3( رعية أو من قبل القرين في العائلة الطبيعيةالش

، ويهدد العنف حياة الكثير من الناس في العالم كما يؤثر فينا جميعا بصورة أو بأخرى

قد عمت مختلف وان صور العنف وقصصه، وال يوجد بلد وال مجتمع لم يتأثر بالعنف

. 17، ص2008، فلسطني، نوفمرب1واإلعالن، طعلي اجلرباوي وعاصم خليل، النزاعات املسلحة وأمن املرأة، مؤسسة الناشر للدعاية -1

. 03، ص2005منظمة العفو الدولية وأكسفام الدولية، أثر السالح على النساء، دار راسل للنشر، اململكة املتحدة، بريطانيا، -2، 01، العدد21الرتبوية والنفسية، الدهبة ابراهيم محاد، درجة الوعي بطرق مواجهة العنف بأشكاله املتعددة، جملة اجلامعة اإلسالمية للدراسات -3

. 505، ص2013جانفي


47

حياتناوصحتناوسعادتنا ويهدد لقد أصبح العنف بالء عالميا يمزق المجتمعات، األوساط

، وبسبب انتشاره الواسع كثيرا ما ينظر للعنف أنه جزء ال يتجزأ من الحالة اإلنسانية، جميعا

)1( نه حقيقة حياتية يمكن مواجهتهاأأو

، وأن ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية تعاني منها النساء في جميع أنحاء العالم

فهي ظاهرة تخترق كل ، غت درجة تحضره أو تقدمهويكاد ال يخلو مجتمع منها مهما بل

كما أن ظاهرة العنف ضد ، المجتمعات اإلنسانية وكل الطبقات االجتماعية على حد سواء

، المرأة تنتشر في كل مكان في العالم وتمارس فيه ألوان مختلفة تتراوح بين الكالم والقتل

وهي ظاهرة تؤثر ، الفرد والمجتمع ويعد العنف مشكلة ذات أثار نفسية واجتماعية سلبية على

)2( فيها عدة متغيرات ولها عدة جوانب سلوكية ومعرفية وبيئية وانفعالية.

: العنف األسري في الوطن العربي

يميل في ، دراسة العنف بصورة عامة والعنف األسري بشكل خاص في الوطن العربي ن إ

واالقتصادية االجتماعيةو معظمها الى تحليل مظاهر العنف بالتركيز على األبعاد النفسية

االجتماعي واالقتصادي دون وترصد أبعاده بوصفه واحدا من مظاهر التخلف، المسببة له

المجتمع العربي منذ التي يشهدها النظر اليه بوصفه نتاجا لجملة من التحوالت البنيوية

، ويأخذ عدد كبير منهم بالتفاعل مع ظاهرة العنف األسري، وحتى األن 20القرن بدايات

مما يجعل مسألة وضع حد ، وكأنها نتاج لعالقات سببية بين متغيرات محددة واضحة المعالم

القانونية التي يقترحونها تارة أو رهنا بتحسين الواقع لها رهنا بمجموعة من األجراءات

أو من ، للمرأة من خالل تمكينيها اقتصاديا واجتماعيا تارة أخرىاالقتصادي واالجتماعي

خالل تطوير المؤسسات االجتماعية والقانونية التي من شأنها أن تضع المرأة في الموقف

الرباط، هدى باشا، صراع املرأة املعنفة بني اجلدران املغلقة وأروقة احملاكم، حبث يف مدى محاية القانون التونسي للمرأة ضحية العنف األسري، -1

. 03، ص2012املغرب، سبتمرب . 02، ص2009، جويلية03لتقوى، العددايهاب حممود، العنف ضد األطفال، جملة ا-2


48

كما يالحظ عدد كبير ، وحتى الثقافي واالجتماعي المقابل للرجل على المستوى االقتصادي

نتشر في المجتمع العربي انما يأتي أكثرها انتشارا من المثقفين العرب أن مظاهر العنف الم

.)1(غير انهم يميلون دائما الى معالجتها بطريقة غير ثقافية، من المشكلة الثقافية

الفكر الذكوري األبوي التسلطي أحد أبرز التحديات التي ما زالت تواجه المرأة في ن أو

والسلوك ما زال يلقي بضالله السوداء على وأن هيمنة هذا النمط من التفكير ، البلدان العربية

وهذا النمط مازال قائما وله أثاره على ، مجتمعاتهن حال ماليين النساءويعيق تقدمهن وتقدم

ويشكل األساس لمختلف أشكال ، وعلى التقسيم التقليدي لألدوار طبيعة العالقات في األسرة

مرأة كجزء من برنامجها لتحقيق وأصبحت الحكومات نفسها تطرح حماية ال، التمييز والعنف

واذا كانت معظم الدساتير في الدول العربية نصت على العدالة والمساواة، األمن االجتماعي

اال أن الواقع العملي ، وافساح المجال لكل من الرجل والمرأة للمشاركة في الحياة العامة

.)2(يخالف الدساتير أحيان

تمثل في أنها ال زالت تركز على مناهضة العنف أما بالنسبة لتجارب الدول العربية فت

ضد المرأة وضرورة التوسع في دراسة ظاهرة العنف ضد المرأة من خالل تأسيس هيئات أو

مجالس تأخذ على عاتقها بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لتطوير االستراتيجيات

وسع الى نطاق السياساتولم تت، معتمدة على الخطاب النسوي المحدود والبرامج المختلفة

هذا وال تزال هناك عوائق وعقبات ، الفعلية والحقيقية والتشريعات العامة أو األنشطة

كامل لمبدأ المساواة وازالة مختلف أشكال مثل عدم تطبيق البرامج المختلفة أمامتطبيق

والحيلولة دون وتجسيد دونية المرأة وعدم االعتراف بكامل حقوقها، التمييز ضد المرأة

، 48دأمسى خضر، مناهضة العنف ضد املرأة واألفكار املؤسسة له، جملة اإلنساين، تصدر عن اللجنة الدولية للصليب األمحر، القاهرة، مصر، العد-1

. 16ص، 56، العدد68العربية للدراسات األمنية والتدريب، الد أمحد عبد العزيز األصفر اللحام، مشكلة العنف األسري يف اتمع العريب الراهن، الة-2

. 19ص


49

.)1( والبرامج الوطنية والخطط ادماجهافي جميع السياسات

اقليمية عربية وأعلنت األمانة العربية للجامعة العربية أنها بصدد اعداد استراتيجية

تهدف الى وقاية المرأة من العنف" األمن والسالم ، حماية المرأة العربية"تحت عنوان

اسهاما منها في فعاليات اليوم ، والحروب النزاعاتوخاصة في حاالت ، وحمايتها منه

ودعت األمانة العامة للجامعة العربية منظمات ، العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة

بقضايا تنمية المرأة الى مساندة الجهود المبذولة المعنية األهلية والجمعيات المجتمع المدني

العربي المشترك عبر توسيع نطاق التوعية أو في اطار العمل ، على مستوى الدول العربية

والتأكيد على ضرورات ، العامة بأهمية وقف كل أشكال العنف والتمييز على أساس النوع

.)2( حماية المرأة من العنف

مع ، ودعت الجامعة العربية الى تخصيص صندوق هدفه دعم المعنفات من النساء

مع ، األكثر تضررا المناطق العربية ومؤسسات تدعمهن خاصة في العمل على انشاء مراكز

وكذلك يجب تكاتف ، الدعوة الى مزيد من سبل اإلصالح التي تضمن حقوق المرأة فعليا

دورية تناقش أهم القضايا النساء العربيات معا عبر تفعيل سبل الحوار والنقاش في مؤتمرات

وبالتالي جهل النساء ،المتعلقة بالعنف خاصة مشكلتي التعليم والفقر الذين ينتجا األمية

.)3( بالعنف وكيفية مواجهته

حيث تبدو ، ما في المجتمعات العربية فتمثل المرأة الموضوع الرئيسي للعنف األسريأ

وفي الوقت الذي ال تستطيع التصرف بنفسها يحق ، مستلبة من حريتها وأدميتها بشكل مريع

والزوج جميع أفراد األسرة من األبانها ملكية جماعية يتصرف فيها ، لألخرين التصرف بها

لتدريب مها أبو العني، خطر العنف اللفظي على ابداع املرأة، دراسة منوذجية احصائية على حالة فلسطني، ورقة مقدمة اىل مركز املرأة العربية ل-2

. 25، ب، س، ن، ص)كوثر(والبحوث . 24، ص2008واقع العنف ضد املرأة يف األردن، األردن، الس الوطين لشؤون األسرة، -2، فلسطني، 2010، ديسمرب325صوت النساء، صحيفة شهرية تعىن بقضايا اتمع، اجلامعة العربية واسرتاتيجية وقاية املرأة من العنف، العدد-3

. 10ص


50

.الخ...واألخ الى العم والخال وابن العم وابن الخال

وتجمع الدراسات على كون ظاهرة العنف األسري ال تعرف حدود اجتماعية أو ثقافية

بين سكان الريف ، والفقيرة بين المتعلمين واألميين بل منتشرة بين األسر الميسورة، أو طبقية

.د سواءوالحضر على ح

كما تفيد الدراسات الحديثة التي أجريت على العنف الموجه ضد النساء في

المجتمعات العربية أن التقاليد المتشددة وراء معظم حاالت العنف وصوال الى القتل في ما

.)1( بقوة في كل المجتمعات العربية يعرف بجرائم الشرف المنتشرة

وقد تبنى الدفع في سبيل هذه ، العنف ضد المرأةويشهد العالم العربي اهتماما بقضية

القضية عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني المحلية خاصة تلك التي تجد دعما من

الهيئة المستقلة مثل ، جهات دولية معينة كهيئة األمم المتحدة وصندوق األمم المتحدة للسكان

.)2( األوكسفام

نظرا ، اهر غموضا في المجتمعات العربيةويظل العنف األسري ظاهرة من أكثر الظو

وما يؤكد ذلك ، لتأثير العوامل االجتماعية والثقافية التي تحد من رصد الظاهرة والتعامل معها

قلة الدراسات الميدانية نتيجة لصعوبات التي يواجهها الباحثون في الحصول على بيانات

الت االجتماعية والثقافية السريعة وعلى الرغم من التحو ، وتفسيريها احصائية يمكن تحليلها

وانتشار ، وخاصة زيادة فرص التعليم، التي طرأت على المجتمعات العربية بصفة عامة

اال أن منظومة التراث االجتماعي ، وسائل االتصال المسموعة والمرئية وخروج المرأة للعمل

الجتماعية كالمرأة المتمثل في العادات والتقاليد مازالت تشكل عائقا أمام بعض الفئات ا

االمارات، الشارقة، ، جامعةالعنف دراسات يف األسباب والنتائج، «العياشي عنصر، احللقة الضعيفة، العنف ضد األطفال، ورقة مقدمة للندوة -1

.05، ص15/12/2004 .07، ص2007هند مصطفى علي، العنف ضد املرأة بني االني العام واخلاص، ندوة املرأة واحلياة العامة، سوريا، جويلية-2


51

.)1(والطفل

العنف يوضع عالقة التبعية القائمة بين المرأة والرجل في مجتمعاتنا العربية ن أو

والنظرة الدونية التي تعتبر أن هوية المرأة وحمايتها ال تتحقق االمن خالل الرجل الذي يصبح

لتهميش المرأة وجعلها ويعتبر العنف الوسيلة الوحيدة ، المحامي والمعتدي في نفس الوقت

بحيث تشهد عدة مجتمعات عربية ، والعلمي غير قادرة على النهوض بمستواها االجتماعي

ولقد انظمت معظم الدول العربية الى ، سرة على المرأةألجرائم قتل الشرف التي تمارسها ا

، اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في غضون عقدين ونصف منن الزمن

اال أن انضمامها ترافق مع عدد من التحفظات التي سعت هذه الدول الى سحبها تدريجيا

عن طريق التالؤم واالنسجام بين االتفاقية من ناحية وبين نصوص تشريعاته الوطنية من

.)2(.ناحية اخرى

: العنف األسري في بلدان المغرب العربي

وتشكل خصوصية ، لمشكل كبيرالمعطيات حول العنف األسري إضاءات جزئية

وال يصرح عنه اال من قبل القليل من النساء ، العنف األسري كونه يدور ضمن الشأن العائلي

فمؤسسات البحث العلمي في المغرب العربي لم تولي موضوع العنف األسري ، المعنفات

أو المستسقاة من قسم الشرطة أو المحاكم كما تظل المعطيات، وهامشي سوى حيز ضئيل

وأن معظم البحوث ، المستشفيات نسبية وهي ال تنبئ اال عمن التجأن الى هذه المؤسسات

في البلدان هوالمعطيات المتوفرة حاليا حول العنف األسري وبرامج التدخل للحد من والدراسات

ومن الجمعيات النسائية خاصة منها الناشطة في تمت بمبادرة من المجتمع المدني المغاربية

وعش الزوجية تحديدا هو الفضاء األكثر ففي المغرب يتبين أن الفضاء األسري، مجالهذا ال

أما في ، الصدارة ضمن كل أنواع العنف األسر خطرا على المرأة حيث يحتل العنف الزوجي

. 34، ص2005حممد بن سفر القرين، تأثري العنف العائلي على السلوك االحنرايف للطالبات املرحلة املتوسطة، مبكة املكرمة، دراسة ميدانية، -1 . 11ص، 05/10/2009السلطة الوطنية الفلسطينية، وزارة شؤون املرأة، تقرير حول العنف ضد املرأة، -2


52

ويحجمن الذهاب الى الشرطة الجزائر فأن غالبية المعنفات يتجهن الى المصالح االستشفائية

والمالحظ أن غالبية ، أو رفع شكوى ضدهم، عن أزواجهم العنفين أو المحاكم لألبالغ

من حاالت 75%وأن أكثر من ، ولكن بدون مساعدة نفسية المعنفات يحضن بمتابعة طبية

أما في تونس فأن ثلثي المعنفات لم يطلبن شهادة طبية ، العنف ضد المرأة تقع داخل المنزل

، ي اإلبالغ عن الزوج أو القريب المعنفبعد تلقي العالج وهو ما ينم عن عدم رغبة ف

وفي حالة العنف النفسي يتجهن الى مراكز وغالبية المعنفات جسديا يتجهنالى المستشفيات

موضوع غالبية الدراسات التي تناولتو .الجنسي وكذلك العنف، األصغاء واالستقبال

سواء في األسرة العنف األسري في تونس هي دراسات ذات طابع نوعي قاربت مسألة العنف

ونادرا جدا هي الدراسات ، والتمثالت حولها أو في المجتمع من منظور المواقف والسلوكيات

أما في موريتانيا زيادة على أنواع العنف، بالعنف الموجه ضد المرأة الكمية التي اهتمت

وتشويه األعضاء هناك أشكال أخرى من العنف كختان البنات، المعتاد من العنف األسري

وهذا راجع لعادات وتقاليد المجتمع وظاهرة التسمين لإلناث، والزواج المبكر لإلناث، التناسلية

.)1(.الموريتاني

: العنف األسري في الجزائر

تربك المجتمع بكامله وخاصة ، تحول العنف في الجزائر الى ظاهرة شديدة الخطورة

والباحثين وبجدية من قبل المسؤولينولذا فمن الضروري التفكير ، في ظل فشل الحل األمني

ةأالممارس ضد المر ويشكل مدى انتشار ظاهرة العنف األسري، في ميدان العلوم األجتماعية

معظم المختصين على اعتبار أنه من الصعوبة امكانية تحديد احصائيات دقيقة محل اهتمام

الجزائر الحديث عنها فيحول حاالت العنف ضد المرأةألن هذه القضيةحساسة والتي بدأ

حسب ما أدلى به البروفيسور سنوات فقط ترتبط بالكثير من الطابوهات 6أو 5منذ

،5/6/7ص، 18/16/2009نحو كسر حاجز الصمت، الواقع والمقاربات، ، الجازية الهمامي-1www. amanjordan. org .


53

هذا ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر لتراجع القيم األنسانية والدينية، مصطفى خياطي

.)1( واألخالقية لما قد يترتب عن هذه الظاهرة من تبعات سلبية على األسرة والمجتمع

بلغ السلطات اال بقسط صغير من جميع حاالت العنف المرتكبة ضد المرأة في وال ت

أن حوالي نصف مليون 2006فقد كشفت معدالت األنتشار في المسح الوطني لعام، األسرة

ويتنافى هذا الرقم بشكل ، يوميا ىالبدني بانتظام بل حت امرأة في الجزائر تتعرض لألعتداء

فحسب المعلومات ، للحاالت المسجلة لدى السلطات القضائيةصارخ مع العدد المتدني نسبيا

حالة اعتداء بدني على النساء الى علم السلطات 18373التي وردت من الحكومة وصلت

)2(.2006في

، وليس العنف ضد المرأة ظاهرة خاصة بالجزائر فهو منتشر في جميع أنحاء العالم

وتعتبر هذه الظاهرة في ، على استئصاله ولذلك فان اهتمام بلدان عديدة موجه نحو العمل

بل ومدمر ، التصرفات بطابع عدواني وعنيف جميع أشكالها بمثابة عملية تتسم في أثنائها

ينتمين الى جميع شرائح ان الضحايا، ضد المرأة من جانب الرجل في معظم الحاالت

األوساط الحضرية أو فمن بينهن النساء العامالت والنساء في البيوت سواء في ، المجتمع

فهي وفيما يتعلق بالعنف المنزلي، في األماكن العمومية أو في األماكن الخاصة، الريفية

وتعتبر أعمال العنف ، القانون الجزائري ويقمعها بدون أي شرط مسبق أفعال ينص عليها

ابة أو المنزلي حين ترتكب داخل المنزل بالمعنى الواسع التي تربط بين أفرادها أواصر القر

)3( ويمكن أن تكون مساسا بالسالمة الجسدية أو ايذاءا جنسيا أو نفسيا، المصاهرة.

34لىإسنة 18غالب نساء يتراوح سنهن منالمعتدي عليهن هن في ال ءالنسا ن أو

وأن ، وأن العازبات يتعرضن لهذا العنف الجسدي بدرجة أقل عن النساء المتزوجات، سنة

. 378، ص2012، جوان08من أجل اسرتاتيجية فعالة يف مواجهة العنف األجتماعي، جملة العلوم األنسانية واألجتماعية، العدد، سهيل مقدم-1 . 16ص. 13/02/2008املقررة اخلاصة املعنية بالعنف ضد املرأة يف اجلزائر، الدورة السابعة، جملس حقوق األنسان، ، السيدة ياكني ايرتورك-2 . 26ص، 2009التقريران الدوريان الثالث والرابع للجزائر، عن تنفيذ اتفاقية القضاء على مجيع أشكال التمييز ضد املرأة، ماي-3


54

للعنف يرجع لمناوشات مع والدة الزوج أو أخته ومن بين النساء اللواتي السبب األكثر شيوعا

وأكثر من ، تعرضن للعنف هناك تقريبا نفس عدد النساء في الريف وفي المحيط الحضري

)1( منهن لهن مستوى التعليم المتوسط والثانوي57%النصف بقليل

في أغلب األحيان من لى العنف الجسدي الممارس إن النساء الجزائريات يتعرضن أو

وتعتبر النساء المطلقات واألرامل من بين النساء األكثر عرضة للعنف في ، قبل األزواج

.)2(األسرة

ويعد ، والعنف ضد المرأة في الحياة الخاصة منتشر وان كان متسترا على نطاق واسع

ا التحرش أم، فضيحا للغاية من أشكال هذا العنف الزج بالبنات والنساء في الشارع شكال

، وعواقبها على المرأة متنوعة واالعتداء الجنسيان في المؤسسات العامة فتلك قضية بارزة

رغم أن القانون الجزائري ينص ، وتطبق الشرطة معايير مختلفة على قضايا العنف المنزلي

على مالحقة جميع أشكال الجريمة العنيفة بصرف النظر عما اذا كانت الضحية قد قدمت

وقد حاولت السلطات الجزائرية تحسين ذلك بتوظيف ألعوان، جانبها جنائية أم الشكوى من

وعندما ، وضابطات شرطة في جميع مراكز الشرطة لتسجيل الجرائم التي ترتكب ضد المرأة

فأن من المرجح أن ، تسعى المرأة للحصول على مساعدة الدولة في حاالت العنف المنزلي

على شهادة وهذا من أجل الحصول، بدال من السلطات القضائيةتتوجه الى السلطات الطبية

.)3( تثبت االعتداء مما يتيح للمرأة حظوظا أوفر للحصول على الطالق والنفقة طبية

وقد تضاعفت المعلومات ، ولم يعد موضوع العنف المنزلي من المحرمات العرفية

.المتصلة به وشبكات االستماع الى النساء الضحايا

لتحرش الجنسي في قانون العقوبات المنقح وأصبحت تتوافر للضحايا وسيلة وأدرج ا

سنة وأكثر، مركز األعالم والتوثيق 18زاق محادي، معرفة حقوق النساء واألطفال يف اجلزائر، استقصاء اجتاه البالغنياميان حايف واغيل أحريز وعبد الر -1

. 39ص، اجلزائر، 2008جوان، حلقوق الطفل واملرأة، سيداف . 03، ص2009شبكة االنتخابات يف العامل العريب، واقع املنطقة العربية، االردن، نوفمرب، -2 . 14. اجلزائر، ص، 2008جانفي31-21، 07املقررة اخلاصة املعنية بالعنف ضد املرأة يف اجلزائر، جملس حقوق األنسان، الدورة، ايرتوركباكني -3


55

لى إمة الجزائرية قررت توجيه الدعوة كما أشار الممثل الى أن الحكو ، للمطالبة بحقوقهن

تحث اللجنة، 19وعلى ضوء توصياتها العامة المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة

األولوية القصوى لصوغ واعتماد تشريع لمكافحة العنف ضد الدولة الطرف على أن تولي

بما فيه العنف المنزلي الذي يعد شكال من أشكال التمييز ضد المرأة وانتهاكا لحقوق ، المرأة

وتوصي اللجنة الدولة الطرف بأن تنفذ التدابير الرامية الى منع كافة ، نسان الواجبة لهاالا

وتوعية ا فيه العنف المنزلي عن طريق تثقيفأشكال العنف المرتكب ضد المرأة بم

والمساعدين ، وموضفي الرعاية الصحية والجهاز القضائي المسؤولين عن تنفيذ القوانين

كما توصي باحداث تدابير لتوفير المساعدة الطبية والنفسية ، وعامة الجمهور، االجتماعيين

)1( والقانونية لضحايا العنف

، انتهاكا لحقوق األنسان وشكال من أشكال التمييز ضدهنوالعنف ضد النساء يشكل

حيث أن ، وقد كشفت التحقيقات أن المنزل هو أول مكان تمارس فيه كل أشكال العنف

والجزائر بانضمامها ، المصرح بها تمت في الوسط العائلي أغلبية األعتداءات

بادرت الى ، المرأة للمعاهدة الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز ضد22/01/1996في

وذلك بمشاركة ، تكييف تشريعاتها واقامةالمؤسسات المختصة في هذا المجااللتكفل بالعنف

الوزارة المنتدبة لدى وقد شرعت، القطاعات الوزارية المعنية والحركة الجمعوية المختصة

العنف حول حملة تحسيسية، 2005رئيس الحكومة المكلفة باألسرة وقضايا المرأة في نوفمبر

وكذلك تغيير الصورة ، ضد النساء للمساهمة في تحسين التكفل بالنساء ضحايا العنف

خاصة العنف ضد النساء بالتركيز على التوعية والوقاية من ، الذهنية أو النمطية للعنف

.)2(العنف ضد المرأة

:دراسات اجتماعية حول العنف ضد المرأة في الجزائر

. 06. ص، 2005جانفي، 32اللجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة، التعليقات اخلتامية، اجلزائر، الدورة-1 . 05، ص2005، 08املرأة، العددزارة املنتدبة لدى رئيس احلكومة املكلفة باألسرة وقضايارسالة األسرة، تصدر عن الو -2


56

بالجزائر األسرة سبب العنف الحاصل في المجتمع الجزائري حمل باحثون اجتماعيون

قبل أن يأتي ، معتبرين الظاهرة انعكاس لما يحدث داخل األسرة من عنف بمختلف المظاهر

ويرون ان انتشار العنف داخل األسرة ، ثم اختالط عدد من القيم في المراتب االخرى ،الشارع

يعد من بين أهم ، بين الزوجين أو بين األخوةذاتها سواء كان لفضيا أو جسديا أو معنويا

المؤدية الى انتشار العنف في المجتمع خاصة اذا كان الزوجان يتخاصمان على األسباب

حيث يعتبر ، مكان الخالف والخصام ضيق المساحة مرأى ومسمع األبناء وأيضا اذا كان

)1(ا اختلفت أشكاله وألوانهبيئة مناسبة لحدوث التوتر الداخلي الذي قد ينتهي الى العنف مهم

بسبب القيود من أفراد أسرتها وتجد المرأة صعوبة في تقديم شكوى ضد من يعنفها

وال تستطيع ، أو أبيها أو أخيهافي المحكمة ألنها ال تستطيع مواجهة زوجها، االجتماعية

المرأةفي الدفاع عن وتراجع الحركةالنسوية وكذلك نقص التوعية للمرأة مواجهة المجتمع

اال من ، 2005منذ االستقالل حتى بدراسة العنف ضد المرأة وكذلك عدم اهتمام السلطات

طرف المعهد الوطني للصحة العمومية حسب تصريح رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق

)2(نسانالا

االجتماعية الراهنة التي تجتاح أغلب وتعد ظاهرة العنف ضد المرأة من أخطر اآلفات

ولعل من أهم المؤشرات التي ، والمجتمع الجزائري بصفة خاصة العالم بصفة عامةمجتمعات

فقد أزداد انتشار السلوك ، وانتشارهاعلى نطاق واسع تعكس درجة خطورة هذه الظاهرة تزايدها

، والطمأنينة في المجتمع الجزائري الذي كان يمتاز بنوع من الهدوء واالستقرار العدواني

أة ظاهرة اجتماعية يعكس الجانب االنحراف المهدد للبنية االجتماعيةوصار العنف ضد المر

وبالنظر لما تلحقه هذه الظاهرة من أضرار جسمية ونفسية واجتماعية ، لألسرة والمجتمع

. 05ص، www. socioalgerie. org، 2012صربينةبودالية، العنف يف األسرة هو الذي ولد العنف يف اتمع، جريدة أخبار اليوم، فيفري -1 . www. rawafid. com، 03ص، 07/10/2010بسمة كراشة، العنف ضد اجلزائرية واتمع شريك يف السكوت عن العنف، -2


57

.)1(للمعتدى عليها

: المبادرات الوطنية والسياسات العامة لحقوق المرأة

التحاليل وباتت، سنوات 10بالنساء منذلقد تضاعفت الدراسات حول المسائل المتعلقة

تدمج تدريجيا في طياتهاالمقاربة على أساس واالقتصادية والثقافية حول البيئة االجتماعية

الوزارة المنتدبة المكلفة باألسرة وقضايا المرأة عبر برامجها مهمة وتتولى، االجتماعي النوع

خاصة شؤون المرأة، والمرأة ة بالعائلةالمتنوعة التي تمس الميادين المرتبط تحقيق األهداف

خاصة التقرير الوطني للتنميةالبشرية ، في مختلف الميادين وتنمية قدراتها وتعزيز مشاركتها

.)cnes2006(واالجتماعي للمجلس الوطني االقتصادي

الصادرة عن الوزارة المنتدبة ) واقع ومعطيات(والدراسة الخاصة بالنساء الجزائريات

المسح الوطني حول العنف ضد المرأة في الجزائر، 2006المكلفة باألسرة وقضايا المرأة

-unifem(في اطار مشروع الصادر عن الوزارة المنتدبة المكلفة باألسرةوقضايا المرأة

unicef ( وكذلك جرد المعطيات ، 2006ديسمبر مكافحة العنف ضد المرأةالهادف الى

)2( )2006أكتوبر(المنتجة حول العنف ضد المرأة في الجزائر .

وتواصل الجزائر جهودها الرامية الى استئصال ظاهرة العنف التي مازالت تعاني منه

التشديد الذي المرأة في بعض األوساط خاصة العنف المنزلي سواء كان جسديا أو نفسيا رغم

بمسألة حماية المرأة من وهكذا فالتكفل، وقانون العقوبات في هذا المجال يتضمنه الدستور

وكذا هناك أحكام خاصة ، 32/33/34العنف مكرس في اطار أحكام الدستور خاصة المواد

وتتراوح العقوبات ) 269/272المواد(اتجاه القصر بمعاقبة مرتكبي أعمال العنف تتعلق

ما قانون األسرة أ سنة حسب األسباب التي أدت الى ذلك20سنوات الى 03من بالسجن

.www. algerianhouse. com، 23/10/2012، مسعودة خنون، ظاهرة العنف ضد املرأة من منظور سوسيولوجي -1

برنامج مموملن طرف ، 2011اىل2008من، واملساواة على أساس اجلنسوالنوع االجتماعيتقرير حول الوضع الوطين الراهن حلقوق األنسان للمرأة -2

. 38ص، اجلزائر، 2010أروماد، جويلية


58

وسعيا الى ) 53المادة(فيعطي للمرأة المتزوجة الحق في طلب التطليق في حالة الضرر

الناجمة عن تحول العالقات في ومن التجاوزات الجديدة حماية المرأة من أشكال العنف

إضافة الى هذا تم ، اطار مراجعة قانون العقوبات المجتمع تم ادراج مخالفات جديدة في

انشاء مراكز خاصة الستقبال ضحايا العنف من تكفل طبي شرعي يتضمن لقاء مع مختص

إضافة الى فحوص تكميلية ، في حالة العنف الجنسي وكذا فحص عند طبيب نساء، نفسي

لمعاقبة هذا الجانببصفة فعالة في وتتدخل مصالح العدالة واألمن، السيدا- تخص الحمل

.)1(ومساعدة الضحايا دون تمييز الفاعلين

المتعلقة 02وتحفظت على المادة 1996ولقد صادقت الجزائر على اتفاقية سيداو سنة

بالتزام الدول األطراف باتخاذ كافة الوسائل المناسبة لمتابعة السياسات الهادفة الى القضاء

المتعلقة بالجنسية 09كما تحفظت على الفقرة الثانية من المادة ، على جميع أشكال التمييز

المتعلقة بالزواج 16والمادة واختيار المسكن المتعلقة بحق التنقل 15والفقرة الرابعة من المادة

بشأن التحكيم في محكمة العدل الدولية بين 29والمادة ، الناتجة منه والعالقات األسرية

سنة09رفعت التحفظات عن الفقرة الثانية من المادة، األطرافاثنتين أو أكثر من الدول

تعتبر الوزارة المنتدبة وفي الجزائر، 2005تماشيا مع صدور قانون الجنسية لسنة2008

وقد أنشأت ، بشؤون المرأة المكلفة باألسرة وقضايا المرأة هي المؤسسة الرئيسية المعنية

مسؤولة عن المساهمة في تطوير استشاريةكهيئة 2006المجلس الوطني لألسرة والمرأة

.)2(والدراسات حول األسرة والمرأة واألبحاث البرامج

وقضايا المرأة مشروعا بالتعاون مع برامج ولقد سطرت الوزارة المنتدبة المكلفة باألسرة

صندوق األمم المتحدة للسكان ، لتنمية المرأة كصندوق األمم المتحدة للطفولة األمم المتحدة

، 2000للجمعية العامة لألمم املتحدة 23، ونتائج الدورة االستثنائية 1995رد على االستبيان املوجه للحكومات بشأن تنفيذ منهاج بيجني -1

. 11لإلجنازات احملققة لتعزيز املساواة بني اجلنسني ومتكني املرأة يف اجلزائر، صاستعراض عام لمساواة جمموعة من اخلرباء، الوضع الراهن ملسألة العنف املرتكب على أساس النوع االجتماعي يف بلدان جنوب املتوسط، الربنامج األرو ومتوسطي ل-2

. 22ص، 2011، أفريل2008/2011بني الرجل واملرأة


59

تمكن من تقديم خدمات ، ونظم مرجعية بهدف مساندة الجهود المبذولة وتطوير طرق وأدوات

أفضل ورعاية أكبر للنساء واألطفال من ضحايا العنف لمقاومة العنف المبني على النوع

وكذلك صادقت الجزائر ، )1(على تغير العقليات وتعزيز الحقوق االجتماعي من خالل التركيز

والتي أعتمدت دولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأةعلى االتفاقية ال

والتي صادقت عليها الجزائر في 03/09/1981والتي دخلت حيز التنفيذ في، 18/12/1979في

مع تحفظات على المواد 24/01/1996المؤرخة في 06رقم في الجريدة الرسمية 22/01/1996

.)2(01والفقرة 29و 16والمواد 04الفقرة15والمادة 9و2

للبحث والتدريب بثينة قريبع، استقراء الوضع الراهن ملشاركة املرأة يف احلياة السياسية يف اجلزائر واملغرب وتونس، اصدار معهد األمم املتحدة الدويل-1

. 23ص، 2009، من أجل النهوض باملرأة، مجهورية الدومينيكاجلزائر واملغرب وتونس، اصدار مكتب منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلوم والثقافة، صورية سعد زوي، املرأة وقانون األسرة والنظام القضائي يف-2

. 25ص، 2010، املغرب، الرباط


60

أهم الصكوك واالتفاقيات التي صادقت عليها الجزائر في ميدان العنف ضد

: المرأة

نسان الانظمت الجزائر الى اإلعالن العالمي لحقوق ا: عالن العالمي لحقوق األنسانالا-1

على حق كل شخص في التمتع بحقوقه وحرياته، الذي ينص في مادته األولى 1963سنة

كما صادقت الجزائر على ، أو الجنس، اللون، عنها بدون تمييز قائم على العرقالمعلن

مع اإلعالنات 1989واالجتماعية والثقافية سنة العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية

.23، 13، 8، 1المفسرة للمواد

الدولي وهي تمثل االتفاق 1979اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة -2

التي مع الئحة من التحفظات 1996وصادقت عليها الجزائر سنة، األكثر شموال في المجال

على قانون 2005في أغلبيتها لم يعد لها أي أساس نظرا لإلصالحات التي تم القيام بها منذ

لم تصادق الجزائر على البروتوكول االختياري لهذه ، وقانون الجنسية األسرة والقانون الجنائي

، )1999(االتفاقية

بموجب 1987لحقوق األنسان والشعوب سنة فريقيالوصادقت الجزائر على الميثاق ا

وكذلك صادقت الجزائر على اإلعالن الرسمي لرؤساء الدول ، منه 18من المادة 03الفقرة

.2004األفريقية حول المساواة في اثيوبيا بين الرجل والمرأة في جويلية

اتفاقية الرضا بالزواج والحد األدنى لسن ، اتفاقية جنسية المرأة المتزوجةوصادقت على -4

.07/11/1962في الزواج وتسجيل عقود الزواج

1965االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري -5

صادقت عليها الجزائر، 1952اتفاقية األمم المتحدة المتعلقة بالحقوق السياسية للمرأة -6

.2004في


61

.1992اتفاقية حقوق الطفل صادقت عليها الجزائر في -7

وتعمل الجزائر على حماية المرأة )1(.2003الميثاق األفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته -8

لذلك صادقت الدولة على مختلف المواثيق ، واألسرة من كل أشكال العنف الممارس ضدها

بحيث تتعامل الهيئات الرسمية والجمعيات النسوية ، اليومالعالمية والمعاهدات الدولية المتوفرة

، كثيرا مع المنظمات الدولية من أجل القضاء على العنف الموجه ضد المرأة غير الحكومية

: وتملك وزارة األسرة وقضايا المرأة برنامج عمل يتمثل في

.االعتناء باألسرة وتقوية مبدأ االحترام بين أعضائها-

واحترام األخر تفاديا للوقوع في ، المواطنة، ة الطفل في اتجاه أساسه المساواةاالعتناء بتربي-

.حاالت الال احترام

توعية أفراد المجتمع بخطورة ظاهرة العنف سواء تعلق األمر بالعنف النفسي أو الجسدي -

وتقوم وزارة العدل باتخاذ اإلجراءات القانونيةالالزمة التي تضع حدا لممارسة العنف

ومن جملة ما قامت به مؤخرا ادخال مادة قانونية جديدة صارمة تعتبر التحرش ، المرأةضد

.اجرام يعاقب عليه القانون الجنسي

وتتعاون وزارة األسرة وقضايا المرأة مع الجمعيات ومصالح األمن والوزارات األخرى

وأخر لقاء كان ، اسيةوتنظم ملتقيات وأيام در ، والفعالة في هذا الشأن بحثا عن الحلول الالزمة

بحيث بادرت الوزارة تنظيم يوم دراسي بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على 25/11/2004يوم

المعهد الوطني للصحة ، وزارة الشؤون الدينية، وزارة الصحة، شارك في هذا اللقاء، العنف

، برنامج ممول من طرف )2008/2011(تقرير حول حتليل الوضع الوطين حلقوق األنسان للمرأة واملساواة على أساس النوع االجتماعي يف اجلزائر -1

. 38، ص2010االحتاد األوريب أروماد، جويلية


62

المرأة مناضلين في مجال حقوق ، ممثلي الجمعيات النسوية، باحثين جامعيين، العمومية

)1(والطفل.

وتطبق الشرطة معايير مختلفة على قضايا العنف المنزلي رغم أن القانون الجزائري

ينص على مالحقة جميع أشكال الجريمة العنيفة بصرف النظر عما اذا كانت الضحية قد

، الى اصابات بدنية خطيرة وما لم يؤد العنف المنزلي، قدمت شكوى من جانبها جنائية أم ال

بدال من ، الشرطة تحاول في كثير من األحيان التوفيق بين الجاني والضحية على الفورن أف

وأفاد محامون ومنظمات نسائية أيضا بحاالت كثيرة قامت فيها الشرطة ، اقامة دعوى جنائية

بالفعل بالضغط على النساء لحملهن على سحب شكاوي جنائية ضد أزواجهن أو أفراد

تسعى المرأة للحصول على مساعدة الدولة في حاالت العنف وعندما ، أخرين من أسرهن

ليس ، بدال من سلطات انفاذ القانون فان من المرجح أن تتوجه الى السلطات الطبية، المنزلي

وهذه ، تثبت االعتداء من أجل تلقي عالج إلصابتهن فحسب بل للحصول على شهادة طبية

ويمكن بالتالي أن على الطالق والنفقة الشهادة الطبية تتيح للمرأة حظوظا أوفر للحصول

.تستخدم كأداة ضغط على الزوج المعتدي

وأنشأت الحكومة مراكز للمساعدة تقدم مشورة دعم ثمينين الى النساء الالئي يواجهن

في الصادر الحكم ما يقتصر كثيرا قصاء األسري وفي الممارسات القضائيةالالعنف أو ا

أو أو دفع غرامات مالية التنفيذ مع وقف الحبس ى عقوباتبإيذاء الزوجة عل حق المدانين

أو بدائل أخرى عن الوسائل للتعامل مع الجناة وفي غياب برامج الزامية، توجيه انذار مجرد

.)2(ويزيد من تفاقم العنف أن يشجع الجناة فأن من شأن ذلك، التقليدية للعدالة الجزائية

: الجزائرالعنف األسري وقانون األسرة في

بلقاسم بن روان، واقع األنشطة االتصالية املوجهة للمرأة يف اجلزائر، منظمة املرأة العربية، برامج تطبيق اتفاقية القضاء على كل -1

. 19أشكال التمييز ضد املرأة، سيداو، ص . 19ص. 13/02/20008…جملس حقوق األنسان، الدورة السابعة، القانون والسياسات املمارسة، الوقاية من العنف األسري يف اجلزائر -2


63

بحيث وحاول انصافها عرف قانون األسرة المعدل تغيرا في المعامالت اتجاه المرأة

وتؤكد على أنه، عن حقوق وواجبات الزوجين 02-05المعدلة باألمر 36تنص المادة رقم

يجب على الزوجين المحافظة على الروابط الزوجية وواجبات الحياة المشتركة والمعاشرة

، على مصلحة األسرة باإلضافة الى التعاون، والمودة والرحمة االحترام وتبادل بالمعروف

أما بالنسبة للطالق فقد ، والتشاور في تسيير شؤون األسرة وحسن تربيتهم ورعاية األوالد

: لألسباب التالية 53المطالبة بالتطليق حسب المادة بحق يسمح القانون المعدل للزوجة

في أحد بحيث يجوز التطليق بكل عيب، الزواج وجود عيب يحول دون تحقيق هدف -1

سواء كان هذا العيب جسيما ، يؤذي األخر ويتسبب في حرج في الحياة الزوجية الزوجين

.ينفر األخر منه أو جنسيا أو عقليا

04بحيث يرى االمام مالك بأن ترك وطئ الزوجة أكثر من : الهجر في المضجع -2

.أشهرمبررا كاف لفسخ العقد

بحيث تسبب الضرر للزوجة ويكون التفريق بعد مرور سنة بدون عذر وال نفقة: الغياب -3

.بين الزوجين دفعا للضرر عن الزوجة ألنها زوجة مفقود

.فمن حقهاطلب التطليق، حبس الزوج ضرر يصيب الزوجة: الزوج المسجون -4

يحوز للزوجة التطليق لضرر يصيبها سواء معنوي أو مادي كالهجر: الضرر والشقاق-5

.)1(والسب والشتم والضرب بدون سبب

، رسالة دكتوراه يف األنثروبولوجيا، جامعة )1995/2008(نعيمة رمحاين، العنف الزوجي املمارس ضد املرأة بتلمسان، حمكمة تلمسان منوذجا -1

. 482ص، 2011-2010تلمسان،


64

: في قانون العقوبات الجزائري االهمال األسري

حيث تنص ، سن قانون العقوبات مواد خاصة باألزواج الذين يهملون زوجاتهم وأبنائهم

: على ما يلي 330المادة

دج 100000دج الى25000وبغرامة من، يعاقب بالحبس من شهرين الى سنة

او ألدبيةا الذي يترك مقر أسرته تتجاوز شهرين ويتخلى عن كافة التزاماتهاأحد الوالدين -1

.المادية المترتبة على السلطة األبوية أو الوصاية القانونيةوذلك بغير سبب جدي

وذلك لغير الزوج الذي يتخلى عمداولمدة تتجاوز شهرين عن زوجته مع علمه بأنهاحامل -2

.سبب جدي

أو يعرض أمنهم او خلقهم يعرض صحة أوالده أو أحدا أو أكثر منهمأحد الوالدين الذي -3

لخطر جسيم بأن يسيء معاملتهم أو يكون مثال سيئا لهم لالعتياد على السكر أو

.)1(أو ال يقوم باألشراف الضروري عليهم سوءالسلوك أو بأن يهمل رعايتهم

: همية القانون في مكافحة العنف ضد المرأةأ

برلمانيون أسباب تفشي ظاهرة العنف الى غياب الحقوق القانونية أرجع حقوقيون

ال يحمي النساء بما حيث أن التشريع الحالي، وعدم قدرتها على ممارسة هذه الحقوق، للمرأة

ألن مواد القانون التي تتطرق بصفة مباشرة ألعمال العنف المرتكبة في حق ، فيه الكفاية

وتشير الجمعية ، قوبات مما يجعلها عديمة التأثيروالفاعليةنادرة ومشتتة في قانون الع النساء

ويجب على ، العامة للتنظيم العائلي أن أعمال العنف ضد النساء في الجزائر لم تعد مقبولة

بل يجب أن يتحرك كل الفاعلين من أجل أن يتغير سلوك ، المجتمع أن ال يتسامح معها

ويرى .ون أكثر انصافاوأكثر فاعليةوال بد أن يكون القان، المجتمع لصالح النساء

. 15، ص2008-2007، 1أحسن بوسقيعة، قانون العقوبات يف ضوء املمارسة القضائية، منشورات برييت، اجلزائر، ط-1


65

وجعل الضرب نصوصها مصطفى فاروق قسنطيني أنه بالرغم من أن الجزائر قامت بتعديل

سنوات سجنا في حال وجود سبق 10والجرح جنحة قد تصل العقوبة بشأنها الى غاية

من قانون العقوبات 266وهذا استنادا الى نص المادة ، والترصد أو حمل السالح اإلصرار

ال سيماأن المرأة على العنف ضد اال أن هذا يبقى غير كاف من أجل القضاء، الجزائري

مع البرلماني الحقوقي ويتفق، يترددن في رفع شكوى خوفا من الطالق أو االنتقام الضحايا

سن قوانين ردعية من شأنها أن تحمي المرأة في ضرورة ومع نشطاء المجتمع المدني

مشددة وجنائية زائرية من كل أشكال العنف الممارس ضدها والمطالبة بسن أحكام قانونيةالج

.)1(متبوعة بتطبيق صارم من أجل الحد من العنف الممارس ضد المرأة

بحصر ظاهرة العنف يسمح ويأمل األخصائيون في مأل الفراغ القانوني الذي وحده

المناسبة األفضل لطرح الموضوع العنف ضد المرأةاليوم العالمي لمكافحة ويبقى، ومكافحتها

في وقد أجمع أخصائيون، رغم أن الظاهرة بحد ذاتهابعيدة جدا عن المناسباتية، أمام العلن

ضد الممارس حول العنف دقيقة اصدار احصائيات على صعوبة بالجزائر قضايا المرأة

من لحمايتها وضع قانون اطارا دعوا الى اصدار أو وبالتالي، المرأة في المجتمع الجزائري

.)2(حيث سجلوا فراغ قانوني في مسألة حماية المرأة، كافة أشكال العنف

بغرض دعم الجهود الرامية أساسا الى اتخاذ 2008وتم اعداد االستراتيجية سنة

اجراءات وقائية للتقليص من حاالت سوء المعاملة التي تخلق أثارا نفسية واجتماعية

بما فيها ومؤسساته توعية المجتمع، والنساء وخيمة خاصة على األطفال يةوصح واقتصادية

لة العنف ضد النساء أبمس عالم على اعتبار أنها أكثر ادراكاالوسائل ا، المدرسة، األسرة

،05، ص13/12/2012املرصد اجلزائري للمرأة، ، يوسف تازير، العنف ضد املرأة يف اجلزائر يف نظر رجال القانون-1

www. elhodhod. net . . .03ص، 2011أخصائيون يشددون على أمهية القانون يف مكافحة الظاهرة، وكالة أخبار املرأة، ، حنان حيمر - 2

www. eldjamel. com.


66

االجتماعي وادماجهن والمجتمعي العائلي عبر كل مراحل حياتهن واإلسهام في تأهيليهن

.واالقتصادي

الجزائر في الجهود اإلقليمية والدولية المتعلقة بمناهضة العنف ضد ولقد شاركت

بمبادرة من األمين العام لألمم 2008المرأة كالحملة األممية التي تم اطالقها في فيفري

.)1(وكذا الحملة التي أطلقها االتحاد األفريقي، المتحدة

الذي مازالت تعاني منه وتواصل الجزائر جهودها الرامية الى استئصال ظاهرة العنف

سواء كان جسديا أو نفسيا رغم التشديد، المرأة في بعض األوساط خاصة العنف المنزلي

المرأة لة حمايةأفالتكفل بمس وهكذا، في هذا المجال وقانون العقوبات الدستور الذي يتضمنه

وكذا في قانون، 34-33- 32من العنف مكرس في اطار أحكام الدستور خاصة المواد

أما ، أعمال العنف اإلرادية بعقوبات مناسبة 267الى264حيث تعاقب المواد من، العقوبات

53المادة(قانون األسرة فيعطي المرأة المتزوجة الحق في طلب التطليق في حالة الضرر

.)2(منه

العنف األسري قائم في المجتمع الجزائري غير أنه أخذ في التناقص نتيجة تغير ن أو

وال يزال العنف ، وصرامة جهاز القضاء أنماط السلوك والتعليم وجهود الحركة النسائية

، األسري موضوعا من المحظور تناوله في الجزائر مثلما هو الكثير في المجتمعات األخرى

وتتلقى النساء ،والندوات الجامعية عدد من المشاريع واألبحاثال ومع ذلك فقد شكل موضوع

خاصة فحص طبي يجريه ، الالتي كن ضحايا العنف األسري مساعدة قانونية ورعاية طبية

األنسان التقرير الدوري األول للجزائر أمام جلنة حقوق األنسان العربية، االسرتاتيجية الوطنية للوقاية ومحاية النساء يف وضع صعب، جلنة حقوق -1

. 68، ص2011العربية، مارس، 412حمضر موجز للجلسة ، 20ر، الدورةمن االتفاقية، التقرير األول للجزائ 17النظر يف التقارير املقدمة من الدول األطراف مبوجب املادة -2

. 02ص، 2002نيويورك، جانفي


67

وفي حاالت عنف جنسي تحصل على فحص طبي يقوم به أخصائي طب ، طبيب

)1(.النساء

بدورها استنفار مسألة العنف ضد النساء في الجزائر سواء في المنزل أو خارجه تستدعي ن أ

تسعى الى ، السلطات العمومية التي عالوة على اقامتها مجلسا يعني بقضايا األسرة والمرأة

، وكذلك في أوساط مختلف شرائح المجتمع من جهة، التثقيف بين التالميذ في المدرسة نشر

لدى ومن جهة أخرى الى انشاء هيئات توجيهية، لتحرش الجنسي مثالا وذلك بتجريم

الذين يوفر لهم التعديل لدعم الضحايا، )ومراكز العالج، مراكز الشرطة(الخدمات العمومية

.وغيره من أشكال العنف المعاملةمن سوء قيد بحث الحماية في المستقبل التشريعي

قانون العقوبات فيما يتعلق بالعنف ضد وتجدر االشارة في هذا الصدد الى تعديل

مكرر المتعلقة 341والمادة ، المتعلقة بترك األسرة 330من المادة 02المرأة وال سيما الفقرة

بيد أنه لم يقرر بعد ، مكرر المتعلقة بالسرقة وابتزاز األموال 350والمادة ، بالتحرش الجنسي

.استحداث قانون خاص متعلق بالعنف ضد المرأة

واألشخاص ، بجميع أشكاله ا يلي توزيع عدد حاالت العنف المرتكبة ضد النساءوفيم

.2008/2010خالل الفترة ) محكمة 46(الذين أدينوا بارتكابها على كامل التراب الوطني

السنة عدد الحاالت المسجلة عدداألشخاص المدانين والمحكومي عليهم25284 32764 2008 26233 35621 2009 28087 38320 2010

.الجزائر، وزارة العدل: المرجع

وهو ما يقلص الى حد كبير حاالت%96واألسرة الجزائرية هي أسرة نواتية بنسبة

كعامل أخر يقلص وهنا، العنف التي يرتكبها أشخاص أخرون غير األزواج مثل الحموات

. 24ص، 2008جملس حقوق االنسان، جنيف، أفريل، 5/1أ من مرفق اجلزائر قرار جملس حقوق األنسان 15تقرير وطين مقدم وفقا للفقرة -1


68

للمرأة الذي يشكل وقاية وهو ارتفاع المستوى التعليمي هو األخر من العنف الواقع بالنساء

ومن الضغوط التي يمارسها عليها ويحررها من التبعية االقتصادية لها من سوء معاملتها

ويؤكد تقرير أجراه الديوان الوطني لإلحصائيات في اطار الدراسة ، الزوج أو األب

ا النوع المتعددة للمؤشرات هذا السلوك من الجانب النسائي الالئي يعتبرن أن هذ االستقصائية

في المائة من النساء ال يرفعن %6.68حيث أنه ، وعائلية خالصة مسألة شخصية من العنف

.)1(شكوى ضد أزواجهن

فيفري ومارس ، 51امع للتقريرين الدوريني الثالث والرابع، األمم املتحدة، الدورةردود اجلزائر على قائمة القضايا املقرر تناوهلا أثناء النظر يف تقريريها اجل-1

. اللجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة، سيداو(، 2012


69

:خالصة

وال يقتصر وجوده على ، ينتشر العنف ضد المرأة بشكل واسع في جميع أنحاء العالم

تشكل الظل األسودوبالتالي شكلت ظاهرة العنف ومازالت ، دولة أو شعب أو طبقة اجتماعية

وبالرغم من تعاظم القيم اإلنسانية الجديدة التي تؤكد ، ويقض مضاجعها اإلنسانية الذي يالزم

يطرح نفسه ليبدد كل اآلمال مازال العنف، والعدالة والديمقراطية السالم واألمن واالخاء

بأن العنف يسجل فالتاريخ الحديث، واألخوة البشرية في حياة تسودها قيم السلم واألمن

وللقضاء على ، في الشمال والجنوب ظاهرة تأخذ مداها في مختلف التنوع الجغرافي اإلنساني

فيجب علينا جميعا االتحاد للقضاء على هذا ، العنف ضد المرأة شيء ممكن وليس مستحيال

.لحقوق االنسان االنتهاك الصارخ

ثالثالفصل ال

األسرة والعنف األسري

األسرة والعنف االسري :الفصل الثالث

71

: مقدمة الفصل

، مشكلة العنف من المشكالت النفسية االجتماعية المعقدة التي تستدعي البحث تعد

لتفسير هذه الظاهرة فأضحىوالتي أدت الى حيرة العلماء حول تقديم وجهات النظر المختلفة

، وتزعزع استقراره حيث تجتاح العالم موجة من العنف تهدده، العنف أحد حقائق العصر

ويرجع في وهو سلوك مركب ومعقد، فالعنف أمر مصاحب للمجتمعات اإلنسانية منذ نشأتها

وهو ةوالعنف ظاهرة اجتماعية قديم، أكاديميةو واجتماعية جذوره الى عوامل بيئية ونفسية

، هو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية أما العنف االسري، التي تستخدم لإليذاء القوة الجسدية

ويصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة او طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغالل

وينتشر العنف في محيط ، )1(واخضاع الطرف األخر في اطار عالقة قوة غير متكافئة

من خاللها ويتم، وأولى الجماعات التي يعيش فيها الفرد ة المجتمعالتي تعد نوا األسرة

كونها تمثل ، وأمان للفرد وقد أكدت الدراسات أن األسرة تشكل مصدر أمن، شخصية الطفل

، والمعنوي هو استجابة لإلحباط الناتج عن الحرمان المادي فالعنف، مصدر االستقرار

والتوبيخ ثم العنف اللفظي الذي يتمثل في السب والشتموالعنف مستويات مختلفة يبدأ بالعنف

وفي دراسات حول العنف تبين ، والركل والتعدي على األخرين البدني الذي يتمثل في الضرب

وينتج عنه اصابة أو موت ، أنه سلوك جسدي تستخدم فيه القوة سواء بالسالح أم بدون سالح

نفسي فقط ضلية الجسديةال ينتج عنه أذىولذا فالعنف حالة من العدوانية الع، لشخص أخر

)2(بل جسدي أيضاوهو سلوك مقصود بهدف اصابة أو أذى.

. 28ص، قسنطينة، اجلزائر، 2002جوان، 17تغري بناء العائلة اجلزائرية، جملة العلوم اإلنسانية، العدد، حمسن عقون-1

. 39، ص2006، 1ط، مصر، القاهرة، التلفزيون والعنف، دار النهضةالعربية، اهللا عنقاوي حنان عبد-1


72

: خصائص مجتمع البحث

عينة البحث المدروسة ألن، كل عينة البحث عبارة عن جنس االناث: جنس المبحوثات-1

.فقط هي عبارة عن مجتمع بحث يخص الزوجات المعنفات من طرف أزواجهم

سن المبحوثات -1

التكرارات/الحاالت سن المبحوثات

06 سنة20الى 16

15 سنة 25الى21

08 سنة 30الى 26



04 سنة 46سنة الى 42

01 سنة 51سنة الى 47

50 المجموع

نالحظ حسب الجدول أعاله أن الحاالت االكثر تعرضا للعنف تنحصر في الفئة

وهذا ، سنة فما فوق 42سنةثم تبدأ في االنخفاض عند سن 41سنة الى 21العمرية ما بين

أن العنفيبدأ في بداية الحياة الزوجية نظرا لظروف تنشئوية : راجع الى عدة عوامل أهمها

لكن بعد بلوغ مرحلة انجاب ، واجتماعية وثقافية فتحدث صراع وعدم تفاهم بين الزوجين

وتنضج العالقة ، والمشاكل وتربيتهم وحل مشاكلهم تبدأ تنقص الصراعات االوالد وتعليميهم

.ويكون هناك حلول لهذه المشاكل بين الزوجين الزوجية


73

:المستوى العلمي للمبحوثات-3

ثم يليه %46هو المستوى المتوسط بنسبة ان المستوى العلمي المرتفع عند المبحوثات

%10ثم المستوى االبتدائي بنسبة %18مي بنسبةألثم المستوى ا %26المستوى الثانوي بنسبة

وما يالحظ على عينة البحث أن ، وأخيرا ال يوجد المستوى الجامعي للمبحوثات في العينة

وهذا ما يوضحه منحصر ما بين المستوى المتوسط والثانوي، مستواها التعليمي متوسط

: الجدول االتي

التكرارات المستوى العلمي

09 أمي

05 ابتدائي

23 متوسط

13 ثانوي

00 جامعي

50 المجموع

:الحالة العائلية للمبحوثات-2

من حجم %92تطغى الحالة العائلية المتزوجة على غالبية عينة البحث والمتمثلة بنسبة

وهذا ما يبينه من العينة المتبقية فهن مطلقات%08أما ، العينةما زالت متزوجات بأزواجهم

: الجدول االتي

التكرارات الحاالت

00 عزباء

46 متزوجة

04 مطلقة

50 المجموع


74

وهذا بنسبة الزوجة الماكثة في البيت، يطغى على مهنة عينة البحث: مهنة المبحوثات.5

وهذا راجع على أن عينة البحث االخيرة صرحت بأنها تمارس عملها داخل المنزل 80%

هن %06عن معلمات و فهن عبارة%08أما ، في المقابلة تصريحاتهنحسب وهذا شرف لها

%02يمارسن عملية النظافة في المؤسسات التعليمية واالدارية و %04عبارة عن موظفات و

: وهذا ما سيوضحه الجدول الالحق يمارسن مهنة الخياطة

التكرار مهنة المبحوثات

40 ربة بيت

04 معلمة

03 موظفة

02 عاملة نظافة

01 خياطة

50 المجموع

:مكان إقامة المبحوثات -6

أما العينة %68معسكر وضواحيها بنسبة صرحن غالبية المبحوثات بأنهن يقمن بالمدينة

أن مجتمع البحث ولهذا ما يالحظ، %32فصرحن بأنهن يقمن بالريف بنسبة تمثل المتبقية

: سيوضحه الجدول التالي وهذا ما متنوع ما بين مبحوثات يقمن بالمدينة والريف

التكرار مكان اقامة المبحوثات

34 المدينة

16 الريف

50 المجموع


75

:نوع اقامة المبحوثات -7

تليها %58ـصرحت غالبية المبحوثات بأنهن يقمن بحوش متواضع وهذا بنسبة تقدر ب

الفئة من وأخيرا، لكلتيهما %18المبحوثات التي تسكن كل من العمارة والمنزل بنسبة

، وهذا راجع كله للظروف المادية ألزواج المبحوثات%06المبحوثات التي تقطن بفيال بنسبة

:وهذا ما سوف يبينه لنا الجدول التالي

التكرارات نوع اقامة المبحوثات

29 حوش

09 عمارة

09 منزل

03 فيال

50 المجموع

من عينة البحث على االزواج العاطلين عن %18لقد طغت نسبة:مهنة زوج المبحوثات -9

زواج ألل %08ثم تليهانسبة ، زواج الذين يمارسون التجارةألل %12ثم تليها نسبة ، العمل

تليها ، ازواج الذين يعملون كسائقين ثمألل %06الذين يمارسون أعمال حرة ثم تليها نسبة

.ذاما سوف نوضحهزواج المبحوثات وهلأللباقي المهن االخرى %02الى %04نسبة

التكرار مهنة زوج المبحوثات


76

09 بطال أو مسرح من العمل

06 تاجر

04 أعمال حرة

03 سائق طاكسي

02 عامل في مقهى

02 عامل يومي

02 بناء

02 حرس بلدي

02 متقاعد من الجيش والجمارك

02 يعمل عند الخواص

02 لديه عقد عمل

02 رجل أعمال

02 شركة خاصة عامل في

01 مقاول

01 سلك التعليم

01 فالح

01 لحام

01 عون أمن

01 الحماية المدنية

01 نجار

01 جزار

01 شرطي

01 لم تذكر مهنة زوجها

50 المجموع

:المستوى الدراسي لزوج المبحوثات -10


77

وتليها %34على لمستوى أزواج المبحوثات هو المستوى المتوسط بنسبةألنسبة االان

عندهم مستوى ثانوي ثم تليها %24عندهم مستوى االبتدائي ثم تليها نسبة %30نسبة

ما نالحظه أن العنف ، عندهم مستوى جامعي %04وأخيرا عندهم مستوى أمي 08%

الزوج موجود عند كل المستويات التعليمية وبنسب متقاربة وخاصة عند هالذي يمارس

: وهذا ما يوضحه الجدول التالي.)ابتدائي -وسطمت-ثانوي(المستويات الثالثة

التكرار المستوى الدراسي لزوج المبحوثات

04 أمي

15 ابتدائي

17 متوسط

12 ثانوي

02 جامعي

50 المجموع

:عدد أبناء المبحوثات -11

ان الزوجات المعنفات لدى مجتمع البحث والتي لديها ولد واحد هي أكبر فئة مستهدفة

ثم تليها الفئة ، %24ثم تليها الفئة التي لديها ولدان ب، %38للعنف وتمثل نسبة عدد أبنائها

ثم الفئة التي ليس ، %06ثم الفئة التي لديها أربعة أبناء ب، %16التي لديها ثالثة أبناء ب

أما الفئة التي لها من خمسة أبناء الى سبعة أبناء فتقل عنها حدة العنف ، %12اء بلها أبن

: وهذا ما سوف يبينه الجدول التالي

التكرار عدد أبناء المبحوثات

19 ولد واحد


78

12 ولدان

08 ثالثة أوالد

03 أربعة أوالد

00 خمسة أوالد

01 ستة أوالد

01 سبعة أوالد

06 ال يوجد أوالد

50 المجموع

أظهرت بيانات الدراسة أن معظم حاالت العنف الزوجي تتم في معظمها عند الفئات

سنة وربما تمثل فئة 50وتنخفض جدا فيما بعد ) سنة 45-20(العمرية الشابة وخاصة مابين

.سنة قمة العنف)سنة19-35(


79

.رسم تخطيطي يبين عالقة العنف بالمؤشرات التالية العمر والسن والجنس والوظيفة*

.العمر والعنف االسري-1

مختلف الحضارات والدياناتتاريخيا أرتبط العنف بالمرأة وفي

..الجنس والعنف االسري-2ان نسبة العنف الزوجي مرتفعة عند حاالت التي يكن فيه الزوج عاطل عن

العمل أو يمارس عمال فيه صعوبة في طبيعة العمل أو في عالقات العمل

:الوظيفة والعنف االسري-3

للجهل وانخفاض المستوى أظهرت نتائج البحث أن العنف االسري نظير

التعليمي، وقد ظهر انخفاض معدالت العنف لدى الفئات التي تحمل درجة

معينة من التعليم كالجامعي مثال

المستوى التعليمي والعنف االسري-4


80

: تعريف األسرة

تعتبر األسرة من المؤسسات االجتماعية ذات األهمية الكبرى في حياة المجتمع كما

وأنها المكان األول ، األولى التي يحتك بها الطفل احتكاكا مستمرا تعد الوحدة االجتماعية

أي ، التنشئة االجتماعية التي تشكل الميالد الثاني في حياة الطفل الذي تنمو فيه أنماط

)1( وتدين بثقافة بذاتها تنتمي الى مجتمع بعينه ثقافية كشخصية اجتماعية تكوينه

تمكن من واألسرة عبارة عن جماعة دائمة ترتبط عن طريق عالقات جنسية بصورة

الزوجين ولكن تقوم على معيشة، عالقات أخرى وقد توجد في األسرة، وتربيتهم انجاب أطفال

جماعة اجتماعية ترتبط أعضاءها بروابط وأنها، ميزةوحدة مت وهما يكونان مع أطفالهما معا

بحيث تساوي العشيرة ثم أخذت وهي مجموعة أفراد ذو صلة واسعة كل السعة، القرابة

)2(.ما داموا في كنفها والزوجة وأوالدها شيئا فشيئا حت أصبحت ال تشمل اال الزوج تضيف

فيها الطفل حيث أنه يولد عاجزا المؤسسة االجتماعية األولى التي ينشأ تعتبر األسرة

الحضن االجتماعي الذي يعمل على توجيهيه وتثبيت نموه وتمثل األسرة، على توجيه سلوكه

االجتماعي للطفل تعمل فبالوجود، واالجتماعي ونضجه النفسي والعقلي الجسمي والمعرفي

.)3(واألمان يحس بالطمأنينة ما يجعله شؤونهم ورعاية على اشباع األسرة جاهدة

وهي أولى الجماعات التي يحتك بها ، واألسرة هي الخلية األولى للحياة االجتماعية

ففيها يتلقى ، معالم التنشئة االجتماعية الذي يتلقى فيه الفرد مسرح التفاعل انها، الطفل

المدرسةوهي ، تخلق في كل فرد كائنا اجتماعيا بحيث، وعاداته وتقاليديه أفرادها قيم المجتمع

الممثل وهي، المالئمة للمواقف االجتماعية األساليب السلوكية الطفل االجتماعية التي تعلم

من فرص بما توفره الجسمية والنفسية وتعد األمين األول على صحة الطفل األول للثقافة

. 20ص، 2005حممد علي سالمة، حمكمة األسرة ودورها يف اتمع، دار الوفاء للطباعة والنشر، اإلسكندرية، مصر، -1 . 19ص، ن، س، للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، برفيق صفوت خمتار، األسرة وأساليب تربية الطفل، دار العلم للثقافة -2 . 204ص، قسنطينة، 2008، 13العددجملة العلوم االجتماعية واالنسانية، ، زياين دريد فاطمة، األسرة والتنشئة االجتماعية للطفل-3


81

.والنفسي والصحي النماء الجسمي

حضارات دت قيام وسقوطالبشرية وأكثرها ثباتا فقد شه واألسرة هي أقدم المؤسسات

وهي في أصغر وحدتها قرابة أساسية الى وحدة بالمعنى الضيق األسرة وتشير، وامبراطوريات

الى األسرة بمعنى أوسع وقد تتميز األبناءو من األم واألب وتتألف، وهو الشكل النووي

كوحدة واألسرة، )1(أو األبناء اء العم أو الخالوأبن والتي تشمل على األجداد، الممتدة

السوسيولوجية المطروحة البسيكو اجتماعية من أهم الموضوعات اجتماعية صغرى أضحى

وهذا باعتبار ما لحقها من تغيير دنيوي سريع نتيجة لصيانة ، خاصة في الساحة العربية

والعولمة المعرفية التي تنشدها تكنولوجيا والغزوالثقافي وكذا االنفتاح الخارجي، التصنيع

.)2(األنا اآلخرو كل هذا ساهم في خلق حالة من التصادم بين ثقافة األنا ، علومات الحديثةالم

وبين ، وهي أقدم المؤسسات االجتماعية، األسرة هي النواة الطبيعية للمجتمع ن أو

نظرا ألهمية األسرة في بناء المجتمع وأهمية الوظائف و األسرة والمجتمع عالقة تطور جدلية

، في المرحلة الحالية بها فأن الدول والمختصين يهتمون بدراستها وخاصةالتي تضطلع

، وعبر التاريخ باختالف المجتمع والشعوب وتختلف النظرة الى األسرة من مجتمع ألخر

فأن تعبير األسرة يتضمن عنصرين أساسيين هما ، ونطاق األسرة وباختالف محور القرابة

هي الوحدة األساسية واألسرة، العالقات االجتماعية وعنصر، )الدم(عنصر العالقات القرابة

.)3(وتجديد الجنس البشري للمحافظة على النوع

وفي كثير من المجتمعات المعاصرة ، والى وقت قريب وكانت األسرة في الماضي

ويعتمد على المرأة الزوجة األم في ، تعتمد كلية على الرجل الزوج واألب من حيث اإلعانة

ويعتمد على المرأة الزوجة األم في القيام ، رجل الزوج واألب من حيث اإلعانةالقيام على ال

. ص، 1،2004ط، مصر، القاهرة، دار السحاب للنشر والتوزيع، األسرة ومشكالت األبناء، حسن مصطفى عبد املعطى-1 . 108ص، 2006جوان، قسنطينة، اجلزائر، 25عيشور نادية، النظام األسري بني أسس االستقرار ومؤشرات الصراع، جملة العلوم االنسانية، العدد-2 . 14ص، 1991، دمشق، منشورات وزارة الثقافة السورية، سليم احلسنية، تنظيم األسرة فكرا وطموحا -3


82

كان ، ونتيجة لهذا التقسيم الواضح في العمل، وانجاب األطفال ورعايتهم باألعمال المنزلية

مؤيدة وكانت هذه السلطة، الرجل هو رئيس األسرة وله السلطة على كل من زوجته وأطفاله

ويعني هذا أن العمل كان مقسما بصورة واضحة بين ، حد ما بالقانونومدعمة بالتعرف والى

وكان من السهل أيضاأن نتكلم عن ، الجنسين في كل عالم المنزل وعالم العمل خارج المنزل

العالقات الداخلية المتغير أثر في نوعية عمل الرجال وعمل النساء اال أن المناخ االجتماعي

حيث تسير كثير من المجتمعات ، باألبناء واآلباء بالزوجة في األسرة من حيث عالقة الزوج

واذا اعتبرنا أن الرجل مازال رئيس ، سرةاألفي الوقت الحاضر نحو نمط للمساواة في حياة

الذي كانت عليه في األسرة الممتدة لم تعد بنفس التسلط والعنف األسرة فأن هذه الرئاسة

وبعضها بسبب التصنيع، ارتفاع مستوى التعليم التقليدية ألسباب عدة بعضها اجتماعي مثل

وتطلعهاالى وفتح أبواب العمل أمام المرأة، والتكنولوجيا مثل ابتعاد مكان العمل عن المنزل

كما أن رئاسة األسرة تختلف باختالف الطبقة التي تنتمي اليها ، دور أكثر فعالية في أسرتها

مثقفة يؤكدون مشاركة زوجاتهم لهم في ل حيث أن غالبية األزواج في الفئات الحضريةا

)1(وهذا راجع الى ارتفاع مستواهم الثقافي وتغير نظرتهم الى الحياة، الرئاسة األسرية

والقيام ، والجنسية ال أن األسرة ما زالت تقوم بدورها في تنظيم العالقات االجتماعيةإ

وأن ، في الطفولة المبكرةوالتطلع االجتماعي لألبناء خصوصا بعمليات التنشئة االجتماعية

، فهي النظام الذي عن طريقه بإمكاننا أن نكتسب انسانياتنا، األسرة أقوى النظم في المجتمع

)2( لم تفقد أهميتها كونها الخلية األساسية واألولى في المجتمع كما أن األسرة

. 110ص، 2008، اجلزائر، باتنة، التغريات الوظيفية يف األسرة، مطبوعات الكتاب واحلكمة، عيسى بن حدوش-1، 2002، اسهامات اخلدمة االجتماعية يف جمال األسرة والسكان، داراملعرفة اجلامعية للطبع والنشر والتوزيع، اسكندرية، مصر، رمضان السيد -2

. 45ص


83

: تاريخ األسرة

اال أن الدراسـة العلميـة لآلسـرة لـم تـدم اال ، حضي موضـوع األسـرة منـذ القـدم باهتمـام المفكـرين

وعلمـاء األثـار الـذين اهتمـوا بدراسـة األسـرة على يد علمـاء األنثروبولوجيـا 19منذ أواخر القرن

ـــك، وفـــي الحضـــارات القديمـــة البدائيـــة فـــي الثقافـــات ـــم شـــهدت بعـــد ذل تطـــورات كثيـــرة أهمهـــا ث

على ما يمثـل فـي التـراث والتأملي الخرافيوالتي تتميز بسيادة الفكر العاطفي و المرحلة األولى

والتـــأمالت الفلســـفية ومـــن أعـــالم هـــذا الفكـــر فـــي عـــالم األدب مثـــل األدبـــاء وكتابـــات الشـــعبي

Chakspeare ،Elisabath ،Braoing ، وفــي مجـــال الـــدين مثــلConfochioss et Saint

augustune ، وفي عالم الفلسفةJohn locke , Platon, Aristot ،وغيرهم.

وتتميز بتطبيـق األفكـار التطوريـةعلى ، 20فتمتد من منتصف القرن أما المرحلة الثانية

ـــدان ـــة األســـرةوالزواج مي spencer hrebert ،baconine ،louis، ومـــن أعـــالم هـــذه المرحل

morgan ،mark taylor...عـام أخـرى حتـى منتصـف 50أمـا المرحلـة الثالثـة فتمتـد مـن ، الـخ

المنـــاهج وتميـــزت بتطبيـــق، مـــن الماضـــي الـــى الحاضـــر دوامـــة األســـرة وفيهـــا انتقلـــت 20القـــرن

الداخليـــة بـــين أفـــراد األســـرة وركـــزت علـــى العالقـــات، فـــي دراســـة الظـــواهر االجتماعيـــة العلميـــة

، Call thomas، ومــن أهــم الدراســات هــذه المرحلــة، متــأثرة فــي ذلــك بعلــم الــنفس االجتمــاعي

burgss وغيرهم.

وتعميـق تزايـداالهتمام بالنظريـة الممتـدة حتـى اآلن ومـا يميزهـا وهي أما المرحلة األخيرة

وتحديــــد المــــدارس الفكريــــة المختلفــــة أو اإلطــــارات ولكــــن بطريقــــة منهجيــــة، الدراســــات الكميــــة

.)1(المرجعية النظرية التي استخدمت في دراسة اآلسرة

ـــــة األســـــرةConfochiosن إ ـــــام ببحـــــث فلســـــفي عـــــن أهمي ـــــي النظـــــام يعـــــد أول مـــــن ق ف

كــرد فعــل لضــعف النــواحي األخالقيــة فــي وكانــت دراســته مصــبغة بــروح األخــالق، االجتمــاعي

. 31ص، 1ط، تمع املدينة العربية، دار النهضة العربية للطباعة، بريوت، لبنلناألسرة املتغرية يف جم، عبدالقادر قصري-1


84

هـــي أول وعنـــد أرســـطو نجـــد أن األســـرة، االجتمـــاعي زمـــان انتشـــرت فيـــه الفوضـــى واالنحـــالل

تمثـل أول اجتمـاع علـى فالعائلـة، الطبيعة للمحافظـة علـى النـوع اإلنسـاني اجتماع تدعو اليها

واألســرة هــي الــزوج والزوجــة ، أنهــا نــواة تكــوين القريــة ثــم المدينــة ثــم الدولــةمــرور الــزمن حيــث

مــن وجهــة والــزواج، واألوالد وأن الرجــل علــى رأس األســرة لــدنو المــرأة فــي ذكائهــا عــن الرجــل

والوحـدة بــين الجنســين تقــوم لتحقيــق وأن الرابطــة، مــع الطبيعــة والزوجـة عقــدة تبــين الــزوج نظـره

.هدف عام

حاول أن يضع Henri medأما ، وحدة بيولوجية أن األسرةherbert spencerويرى

باألسرة والزواج الذي wister markوقد اهتم كذلك ، تفسيرا لألسرة باعتبارها نظاما اجتماعيا

مالينوفسكي وكذلك، في النظم االجتماعية يستخدم نظر اليه على أنه مفهوم عام

malinovsky التي تعيش والعالقات الوالدية عند الشعوب والزواج لجنسيةاهتم بدراسةالحياة ا

ولعل مفهوم األسرة، األسرة اهتماما كبيرا لدى دوركا يم في مستوى ثقافي بسيط كما أحتلت

.)1(الذي صاغه يبرزان جهوده في دراسة األسرة األسرة وقانون الزواجية

. 62/65ص، ن، س، مصر، ب، دار الوفاء للنشر والتوزيع، اإلسكندرية، عبد الرؤوف الضبع، علم االجتماع العائلي-1


85

: وظائف األسرة ومقوماتها

: من وظائف األسرة ما يلي

ان األسرة هي الجماعة األولية األساسية حيث ينمي فيها الطفل اتجاهاته: التربية-1

المعروفة بالتنشئة كما أنها الوسيلة الوحيدة، وأنماطه السلوكية والقيم التي يهتدي بها

.وذلك من أجل اكتساب معتقداتهم واتجاهاتهم األجتماعية بالنسبة لألطفال

لما لهذا وهي تنمية النواحي الجسمية لدى األطفال، والنفسية والعقليةالتربية الجسمية -1

من حيث واألسرة هي المسؤول الوحيد الذي يتكفل بتنمية هذا الجانب، الجانب من أهمية

، ونوم وكل ما يتعلق بها من مأكل ومشرب، اتباع القواعدالصحية السليمة في الحياة اليومية

ألن ، يكتسب الفرد شخصية سليمة خالية من األمراض النفسية فبواسطتها التربية النفسية أما

أما التربية ، الى نتائج خطيرة على األفراد اهمال النواحي النفسية من طرف األسرة سيؤدي

لتي تساعد الطفل في عملية التفكير في كل ما يتعلق الفكريةا تنمية النواحي فتعني العقلية

)1(ذلك وفق ما توفره له األسرة من جو مناسب بالثقافة العلمية الحديثة.

تلعب األسرة دورا كبيرا في تكوين أخالق الطفل وفي التأثير : التربية الخلقية والدينية-1

.واذ تعتبر األسرة أول متصل لتقبل الفضائل واجتناب الرذائل، عليها من جميع النواحي

االشباعات الدائمة للعالقات الشخصيةالمتبادلةاألسرة تميل في التعبير عن : اشباع الفرد-

.التي تتميز بالود والعمق والشمول في محيط األسرة

تقوم األسرة بالمحافظة على أعضاء المجتمع واعدادهم للعمل : تحقيق انجازات المجتمع-

.والتفاعل االجتماعي

زيولوجيةفي ألن الزواج ليس مجرد اشباع حاجات: تنظيم السلوك الجنسي واالنجاب-

، ص2000، ، 1القاهرة، مصر، طدار السحاب للنشر والتوزيع، ، األسرة ومشكلة األبناء، حسن مصطفى عبد املعطى-1


86

وتعليمات وقيود ثقافية ولكنه عملية اجتماعية تخضع لقواعد، الستمرار الجنس البشري فقط

.تحدد الحقوق والواجبات

.والعادات والتقاليد تربية الطفل وتلقينه قيم المجتمع: اعانة األطفال وتربيتهم-

وتشرف على ، األسرةتقوم األسرة بإنتاج عدد كبير من السلع داخل : الوظيفة االقتصادية-2

.والتبادل الداخلي التوزيع واالستغالل

.تقديم الرعاية للوالدين في مرحلة الهرم-

.والملبس والسكن الالئق اشباع الحاجات المادية لألسرة كالمأكل-

.)1(.توفير االستقرار واالطمئنان في األسرة-

: وظيفة األسرة ومسؤوليتها في التشريعات الدينية

وحدد الديانات الثالثة الموحدة على أن األسرة مؤسسة أخضعها اهللا ذو روابطتتفق

، الى التشريع الديني وتحديد العالقة بين أعضائها ووكل أمر تنظيميها ووظائفها لهامسؤوليتها

كلها على أن الزواج واتفقت على االنجاب وهو وظيفتها األساسية الديانات الثالثة وأجمعت

لقد اجتمعت هذه ، استكمال شروطه أو بدون األسرة خارجه نية ال تقامشعيرة دي الشرعي

طفال واصالح األبوظيفتين هما تربية الموحدة على تكليف األسرة األديان الثالثة

.المجتمعات

، ترى أن الزواج يتم بموافقة السلطة الدينية الشرعية سلطة الحاخام: الديانة اليهودية -1

المأذون له الذي يتلو نص العقد كتابة عقد الزواج بوجود الحاخامدينية منها ويجري طقوس

وتتخلى هذه ، الزواج لزوجته الزوج خاتم والذي يحدد واجبات الزوج نحو زوجته واعطاء

وتركز ، معاشرتها وحمايتها وحسن واجب االنفاق على زوجته وعلى الزوج، الطقوس أغاني

. 213ص، قسنطينة،2008، 13العدد، جملة العلوم االجتماعية واالنسانية، األسرة والتنشئة االجتماعية للطفل، زياين دريد فاطمة-1


87

، دينية بوصفه شعيرة وتحض عليه هو االنجاب الديانة اليهوديةعلى أن األساس من الزواج

.وتحرم الديانة اليهودية اإلجهاض والتعقيم اذا كانت حياة األم في خطر

بل تعتبرها شريكتها في ، الكنيسة تكلف األسرة بمهمة التربية األساسية: الديانة المسيحية-1

الصغار مثلها قلوب وتعتمد عليها في غرس المسيحية في، تلقين المثل واألخالق المسيحية

ان ، االتربية الدينية وال سيم فهو يلقي على األسرة واجب التربية، في ذلك مثل اليهودية

وعناية مميزا بوصفه معقل حب الكنيسة ترفض الممارسات التي تنكر ضمنيا قدسية الزواج

.للتناسل البشري والتكاثر الحيواني

األسرةعلى أنها الخلية األساسية لكل المجتمع وألهميتهااعتبر اإلسالم : الديانة اإلسالمية-2

وأسبغ عليها بذلك قدسية لم يعطيها ألية خلية تولى اهللا بنفسه ضبط عالقاتها وسلوكياتها

، ويقيم اإلسالم األسرة على قاعدتي المودة والرحمة ويعتبرها بيت السكينة، مجتمعية أخرى

ألسرة عناية خاصة فقد ضمن ل لي نظاماوألن اإلسالم يو ، وليس فقط بيت التساكن

وقد ، وعالقة اآلباء باألبناء بنفسه بما جاء في القرآن مفصال عن عالقة الزوجين لهاأحكامها

ولقد سمح ، أعطى القرآن للزوج حق القوامة على ميزانية ماله الذي ينفقه على بيت الزوجية

وفرض على الزوج المطلق واجب ، المعاشرة الزوجية متعذرة االسالم بالطالق اذا ما أصبحت

وشدد ، االنفاق على أوالده بعد الطالق وأوجب عليه اعطاء زوجته متعه لم يقيدها بأجل

.)1(.االسالم على انفاق األبناء على الوالدين اذا كان فقيرين أو اذا عجزا عن كسب قوتهما

. 159/167صعبد اهلادي بوطالب، مفهوم األسرة ووظيفتها ومسؤوليتها يف الديانات واالعالنات العاملية ومواثيق األمم املتحدة، -1


88

الضغط أو القوة فقد يشير الى استخدام ، يشير مفهوم العنف الى معان:تعريف العنف

وقد يستخدم ، التأثيرعلى ادارة فرد ما الستخدام غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شأنه

ويأخذ عدة أشكال اما عنف ، كما يصنف الى نوعين فردي وجماعي، العنف بمعنى اإلكراه

.)1(لفظي أو جسدي أو جنسي

نفسها في السنوات ومما ال شك فيه أن موضوع العنف من الموضوعات التي فرضت

وعلى كافة المستويات االجتماعية، األخيرة نتيجة انتشار جرائم العنف في أغلب المجتمعات

المعاصرين في شتى والمفكرين ولذا فقد شغلت اهتمام كثير من الباحثين، واالقتصادية

بل روال يعني هذا أنها وليدة هذا العص، كظاهرة اجتماعية سلبية تستحق الدراسة المجاالت

ألنها وليدة الغريزة العدوانية التي تكمن في األنسان األولى لإلنسان أنها قديمة منذ البدايات

.وأن العنف صفة والفعل العنيف هو ما يتصف بهذه الصفة، وكل األديان السماوية

من األفعال كما أن فعل العنف من ناحية أخرى فعل ينتمي الى فئة معينة أو نمط

والعنف بأنه فعل له نتائج أو مقصود به نتائج ، ألفعال العنيفةل المدى معافي ال تساوي

مظهرين بدني وسلبي والعنف البدني يتمثل في ويتخذ العنف، ضارة أو مؤذية أو مدمرة

أما العنف السلبي فيبدو في صور االستغالل والكبت، اإليذاءواالعتداء وقد يصل الى القتل

وهو القوة التي تهاجم مباشرة شخص أخر يقصد ، نف البدنيوقد ينشأ عنه الع، واإلذالل

.والتدمير فاإلخضاع السيطرة عليه من خالل الموت

وأن العنف هو استجابة سلوكية تتميز بصبغة انفعالية شديدة قد تنطوي على انخفاض

وهو العنف في مستوى البصيرة والتفكير كما يحدث العنف كرد فعل أو استجابة لعنف قائم

لتعريف مشكلة سوء معاملة وقد استخدم مصطلح العنف األسري في السبعينات، ضادالم

.)2(.الزوجات

. 182/183ص، مصر، 1األسرة والطفولة، دراسات اجتماعية وأنثروبولوجيا، دار املعرفة اجلامعية، ط، أمحد زايد وأخرون-1، 2006، 1دار الوفاء للطباعة والنشر، اإلسكندرية، مصر، ط، األسرة والقرابة، دراسات يف األنثروبولوجيا االجتماعية، فاتن حممد شريف-2


89

لقد ظل العنف األسري لمدة طويلة من الموضوعات التي يجب أن :تعريف العنف األسري

ان العنف األسري حقيقة تاريخية ، حتى وقت قريب تكون في الظل وظلت خلف األبواب

األسري قد تعدى الحدود األثنية واالجتماعية وأن العنف، ومشكلة اجتماعية خطيرة

وبالتالي كانت أسبابه، فتباينت أشكاله وتعددت، واالقتصادية والدينية والثقافية والعمرية

حيث اهتمت كل فئة و متباينة ومختلفة وأن مشاكل العنف األسري، ونتائجه متعددة األبعاد

فالطبيب ينظر الى الطفل المساء معاملته أو المرأة ، من الباحثين بالتركيز على فئة منهم

واألخصائي ، التي تعرضت للضرب من زوجها على أنها اضطراب نفسي أو عقلي

، وعالم االجتماع على أنها مشكلة اجتماعية، االجتماعي على أنها خلل في النظام العائلي

تفسير معين نابع من مجال بالتالي فان كل معالجة من هذه المعالجات للمشكلة يسلم بنا الى

.)1(اهتمام صاحبه

غير مشروع للطاقة أو القوة المادية الجسمانية لشخص ينتج عنه ضرر وهو استخدام

نتج عنه جريمة من وهو كل فعل غير مشروعي، لمن يقع عليه العنف مادي جسماني

في حالة الجرائم الماسة بحق األنسان في الحياة أو حقه في سالمة جسمه أو عرضه كما

، فيه والضرب المفضي الى الموت والضرب المحدث عاهة القتل العمدي أو الشروع

.)2( والضرب البسيط واالغتصاب وهتك العرض اذا ارتكب ضد أحد أفراد األسرة

ويقصد به سوء معاملة شخص لشخص أخر تربطه عالقة وثيقة مثل العالقة بين

وخطيبها أو صديقها في مرحلة ما قبل والفتاة األخوةوبين الزوج والزوجة وبين اآلباء واألبناء

وان وتقع أعمال العنف غالبا من األزواج ضد زوجاتهم، وبين األقارب بوجه عام الخطوبة

أما األطفال ، أن تمارس بعض الزوجات أعمال عنف ضد أزواجهن من غير المستبعد كان

ارس العنف داخل األسرة أيضا فعادة ما تقع عليهم ممارسات العنف من األب أو األم ويم

. 125/131ص . 19ص، 1999عديل السمري، االنتهاك اجلنسي للزوجة ودراسة يف سوسيولوجية العنف األسري، دار املعرفة اجلامعية، مصر، -1 . 58ص، 1425ذو احلجة، 271جملة األمن واحلياة، العدد، العنفداخل االسرة، ظاهرة دداستقرار اتمع وامنه، ، يجيلشيماء مصطفى امل-2


90

في شكل وأخيرا فان األطفال قد يوجهون الى ذويهم، والجدات ضد كبار السن من األجداد

العنف األسري الى طريقة حياة وأداة وقد تحول، واإليذاء أعمال انتقامية ترمي الى التخريب

ليومي وفي حياتهم من أدوات الضغط االجتماعي التي يستعين بها أفراد األسرة في سلوكهم ا

.)1(االجتماعيةالمشتركة

، العنف اتجاه الزوجات سلوك طبيعي مسموح به ومقبول به في كل مراحل عمر المرأة ن إ

بل أكثر من ذلك ، العنف اتجاه النساء في المنزل ليس سلوكا منحرفا أو شاذا أو اجراميا وأن

مرغوبا في نظام األسرة األبوية ذلك أنه نمط من السلوك ظل مقبوال وفي الواقع كان سلوكا

وهو ، ومن خالل تنظيماته الى تهميش النساء والسيطرة عليهن النظام األبوي الذي سعى

.األمر الذي ما تزال أثاره تنعكس في الثقافة والمؤسسات االجتماعية

وكان يعتبر العنف ، بالعنف الذي يحدث في مجال األسرة ويقصد بالعنف األسري

أما األن فان العنف العائلي ينظر على أنه سلوك ، األمور الخاصة أو الشخصيةاألسري من

الصغار على قبول فالعنف العائلي ينشأ األطفال، وخطر يهدد سالمة المجتمع وأمنه اجرامي

الذين يتعلمون هذا السلوك واألطفال، لحل المشكالت يعتبر طريقة مقبولة مقولة أن العنف

)2( أعمال العنف عن غيرهميزيد احتمال ارتكابهم

العنف األسري وان كان يبدو أقل حدة عن غيره من أشكال العنف السائد اال أنه ن أو

وتكمن خطورة العنف األسري في أنه ليس كغيره من ، على الفرد والمجتمع خطورة أكثر

أشكال العنف ذات نتائج مباشرةتظهر في اطار العالقات بين السلطة وبعض الجماعات

بل ان نتائجه غير المباشرة المترتبة على عالقات القوة غير المتكافئة ، والدينية السياسية

واهتزاز في نمط غالبا ما تحدث خلالفي نسق القيم، بصفة عامة وفي المجتمع داخل األسرة

الشخصيةخاصة عند األطفال مما يؤدي في النهاية وعلى المدى البعيد الى خلق أشكال

. 149، ص2003شباب اجلامعة، االسكندرية، مصر، الرمحان رشوان، األسرة واتمع، دراسة يف علم اجتماع األسرة، مؤسسةحسني عبد -1 . 54ص، 1994الرياض، السعودية، ، أكادميية نايف العربية للعلوم األمنية، العنف العائلي، مصطفى عمر التري-2


91

.وأنماط من الشخصية مهتزة نفسيا وعصبيا العالقات والسلوكمن مشوهة

فالعنف العائلي يعتبر مسألة اجتماعية مقلقة في المجتمعات الشرقية والغربية على

، حيث أنها أصبحت تهدد األمن والسالم االجتماعيين لألسرةوالمجتمع على السواء، السواء

عن وجود عالقات قوة غير متكافئة في الذي ينتج وكذلك هو أحد أنماط السلوك العدواني

وما يترتب عن ذلك من تحديد ، والرجل داخل األسرة اطار نظام تقسيم العمل بين المرأة

النظام االقتصادي واالجتماعي السائد ومكانة كل فرد من أفراد األسرة وفقا لمايمليه ألدوار

حد افراد العائلة سواء يشير الى اعتداء جسدي على أ وان العنف العائلي، في المجتمع

.)1(الزوجة أو األبناء من جانب طرف أخر كاألب

وانما تمس كل ، ظاهرة العنف األسري ليست مقتصرة على مجتمع دون أخر ن أو

مليار 6بحيث تنفق أمريكا على سبيل المثال ، ها ومستوياتهاتالبلدان على اختالف توجها

السرطان كما أن عدد النساء الالئي يتعرضن لداء ، دوالر سنويا للحد من العنف ضد المرأة

.)2(.2005حسب تقرير األمم المتحدةلسنة

، الثالثي ظاهرة العنف األسري تتميز باالنتشار المتزايد من جهة وبتأثيريها ن إ

، المتزايدة تؤكد على اضعاف البنية العائلية هذه الحاالت، أفراد العائلة، االجتماعي، األسري

للوصول الى ابراز ديناميكية األخالقية المحددة للقيم وخاصة انهيار المعايير، األسريالتفكك

هذا السلوك المنحرف من الضروري دراسته عبر مختلف الزوايا االجتماعية والنفسية

.ر أو خلل في هذا التوازن الداخلييعكس لنا انكسا والعنف األسري، والقانونية

وطبيعة الصراع والبنية العائلية حسب الموقع الجغرافي وتختلف ظاهرة العنف األسري

عن الظروف األسري ناتج وأن العنف، درجة الصراع والتي هي معيار العائلية ونوعية الحياة

وماينتج عنه لكال الوالدين التربية اضافة الى، واالنحراف والبطالة ومنها الفقر االقتصادية

.عامل الكتب للنشر والتوزيع، سنة ، صالطفال والشباب بني اخلري والصواب، سناء حممد سليمان، مشكلة العنف والعدوان لدى -1 . 05تصدر عن الوزارة املنتدبة لدى رئيس احلكومة املكلفة باألسرة وقضايا اتمع، اجلزائر العاصمة، ص، 2005مارس، 9العدد، جملة رسالة األسرة-2


92

.واألبناء الوالدين ك تضارب بين اتجاهاتمن تضارب في اتجاهات األب واألم وكذل

العنف األسري يتمثل في المعاملة السيئة التي يتالقاها الفرد سواء في منزل األب ن أو

حيث يعقد الزوج أن له حق تأديب زوجته، أو من قبل الزوج في حالة كانت أنثى ومتزوجة

الرهبةوالشعور باإلهانةوالعنف داخل المنزل بصورة عامة يخلق ، واألبناء داخل األسرة

كما يتخذ، وينسحب كذلك على األطفال داخل األسرة، احترام األنسان لذاته ويدمر والمذلة

كتقييد لصداقات الذكور واإلناث بالعمل أو التدخل في عديدة العنف األسري أشكاال أخرى

شكاال مختلفة كذلك يتخذ أ، أو حرمانهن من المشاركة في المناسبات المختلفة، نوع لباسهن

.)1( ضد األطفال في األسرة ولعل أقصاه ما يتعلق بالحرمان العاطفي

يعد العنف ضد المرأة من أبرز أشكال العنف وأكثرها حضورا على :العنف ضد المرأة

والمرأة على المستوى الجماعي ال تزال غير حاصلة على ، الفردي والجماعي ىالمستو

اجتماعية ذات حضور كثيف في ، الحبوسة كمسألة ثقافيةوال تزال المشكلة ، حقوقها كجنس

لكن ، حتى لو أزيلت العوائق من أمامها، مناطق كثيرة من العالم اذا لم نقل كل العالم

المناخات التي تؤطرها في اطار أنوثتها وضعفهاوتبعيتها ال تزال احدى المكونات النفسية

ومؤسسات على حصرها في ت جهاتوالفكرية التي تشكل صورة المرأة كجنس والتي حصر

.أنوثتها

كما يعوق ، التي تعيش فيها يدمر حياة المعتدي عليها والمجتمعات والعنف ضد المرأة

، التنميةوالعنف ضد المرأة له جذوره االجتماعية والثقافية العقدية الممتدة في األديان والثقافات

والعنف ، وكانت موضع التبخيس فلم تكن المرأة ذات حضور مؤثر في الثقافة التوارثية

وهو مصيرها سيء اذا أتهمت أو أخطأت أو فرطت بجسدها الذي يعتبر عنوان وجودها

والعنف الذي يمارس ضد المرأةهو عنف ، ملكية للذكر في حين ال يعامل الذكر كذلك

فهو في كثير من األحيان مصاحب برضوخ المرأة للعنف اذا كانت زوجة فتقبله أو ، مزدوج

. 49ص، 2008بشري بوجيرة رشيد، ظاهرة العنف املدرسي، خمرب البحوث يف علم النفس وعلوم الرتبية، جامعة وهران، -1


93

ما وكثيرا، وصورتها في المجتمع وبيتها ربما حفاظا على أطفالها، كت عليه راضخة ذلولةتس

ترضاه دون شعور بالدونية ألنها في المجتمعات الشرقية قد ترى أن ضرب الزوج لزوجته

واثبات محبتها وتعلقها ، عادي وتأكيدا لرجولته المحببة وتطهيرا لها من العصيان أو الخطأ

.)1(به

فهو ، بمعانيها الذين أشرنا اليهما ضد المرأة فعل ينتمي الى حقل الثقافة والعنف

حتى ذلك ، عنف مفكر فيه نتاج وعي األنسان وفهمه للدور الذي يلعبه كل فرد في المجتمع

بل ، فأنه يفعل ذلك باعتباره محكوما بغريزته، الجاهل الذي يضرب ابنته أو أخته أو زوجته

.مجتمعه من عنف ضد المرأة أي بثقافة المجتمعمحكومابما تعارف عليه

لكن هذا ال ينفي أن هناك عنفا ، فغالبية العنف التي تتلقاها المرأة هو فعل ذكوري

فالعنف الذي يمارسه الرجل على المرأة مختلف عن ذلك ، نسائيا ضد الرجال بدرجة أقل

ي في جانب منها عنف وه، مثل عمليات التجميل، الذي تمارسه المرأة على نفسهاوبرضاها

)2( على جسد المرأة وعلى روحها وأعصابها.

والعنف ضد المرأة يتضمن العنف الجسدي والجنسي والنفسي الذي يقع في اطار

واإلساءة الجنسية لألطفال اإلناث في األسرة واالغتصاب ، العائلة بما فيه الضرب واإليذاء

كاالغتصاب المتصل باالستغالل كالعنف، في الحياةالزوجية وغيرهمن الممارسات التقليدية

واإلساءةالجنسية والتحرش أو التخويف الجنسي في العمل والجامعات والمؤسسات التعليمية

، وارغام النساء على ممارسة البغاءوالدعارة واإلتجار بالمرأة، وأي مكان أخر، الخاصةوالعامة

اجنة اإلناث الختيار جنس من قبل العنف ضد المرأة كإجهاض الممارسات وتعتبر بعض

االجتماعية كما يعتبرا قصاء المرأة واستبعادها عن مراكز السلطة، قبل الوالدة الطفل

. 187ص، 2009، العنف من الطبيعة الى الثقافة، النايا للدراسات والنشر، سوريا، لحسن ابراهيم أحمد -1 . 18ص، 2010سوريا، ، للنشر والتوزيعدار بدر ، المرأة في دوائر العنف، ، لحسن ابراهيم احمد-2


94

.)1(واالقتصادية والسياسية عنفا ضد المرأة

يرتكب بأية وسيلة ، تدفع اليه عصبية الجنسوهو أيضا أي عمل عنيف أو مهين

بما في ذلك التهديد بدني أو جنسي أو معاناةكانت بحق أية امرأة ويسبب لها أذى نفسي أو

سواء حدث ذلك ، بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو اإلكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية

والعنف هو أي فعل مقصود بسبب معاناة نفسية أو جسدية أو ، في الحياة العامة أو الخاصة

وتهديد ق لها معاناة من قهر وخوفوكل ما يخل عنف واإلهانة عنف جنسية للمرأة فالعدوان

ابتداء من الشتم، فكل فعل يمارس من قبل الرجال في العائلة أو المجتمعو فهو عنف

نسان واجبارها على فعل إالقسوة ضدها واالنتقاص من قيمتها ك والتحرش الجنسي واستخدام

ان ، لمرأةهو عنف ضد ا، وانتهاء باالغتصاب أو القتل ماال تريد وحرمانها من حقوقها

، هم الرجال الذين يعرفنهن وليس الغرباء المصدر األكبر الذي يتهدد النساء بال استثناء

.وغالبا ما يكون هؤالء أفراد العائلة أو األزواج

، العنف األسري أكثر األشكال العنف ضد المرأة انتشارا وأكثرها قبوال من المجتمع ن إ

والفئات العمرية االجتماعية واألجناس والدياناتوتتعرض له نساء ينتمين الى كل الطبقات

والذي يتخذ اشكاال عديدة منها وأن العنف ضد النساء، على أيدي رجال يشاركنهن حياتهن

تشويه ، جرائم الشرف، البغاء القسري، اإلتجار بالنساء والفتيات، االغتصاب، العنف المنزلي

اق عالمي ال يمكن القضاء عليها اال ظاهرة انتشرت على نط، األعضاء الجنسية األنثوية

.)2(مع كافة الفاعلين والشركاء، منسق ومستمر على كل المستويات، بعمل منظم

: العنف واألسرة

يصدرها المجلس اإلسالمي ، كمال بوزيدي، ظاهرة العنف ضد المرأة من منضور اسالمي، مجلة الدراسات اإلسالمية-1 . 106ص، 2004األعلى، الجزائر، جوان

، 2008املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بريوت، لبنان، ، )العنف املشروع والعنف املدان( رجاء مكي وسامي عجم، اشكالية العنف -2

. 90/91ص


95

مثل الضرب وهناك عدة أنواع لهذا العنف، العنف العائلي غالبا ما يحدث ضد المرأة

وكذلك العالقات واإلهانةوالتحرشوالعنف النفسي هو االحتقار ، والركل باألرجل واللكمة باليد

كمراقبتها العنيفة والتصرفات اإللزامية، بدون رضا الزوجة والتهديد الجنسيةتحت الضغط

ومراقبتها في الى منزل الوالدين ومن الذهاب، مع الجيران ومنعها من الخروج من التحدث

.)1( داخل البيت كل كبيرة وصغيرة

الغير سوية أم العائلة هي المسؤولة التربية العائليةيحدث نتيجة وبالتالي هل العنف

ومثال على ذلك هو نظريات تتحدث عن مشكلة ارتباط العنف باألسرة وهناك، عن العنف

هو ، وكذلك ابتعاد الطفل عن محيط عائلته في تربيته، ارضاع الطفل عن طريق المرضعة

وتحت رعايتها ال يحدث األسرة وعندما يكون الطفل قريب من، الذي يولد العنف لدى الطفل

.)2(العنف في األسرة أو في فضاءات أخرى

ومن الصعب التحدث عنه ، ومتخفي العنف في األسرة وخاصة ضد المرأة هو كثير

يجدون صعوبة في وبالتالي فأن علماء االجتماع، ألنه يعتبر من الطابوهات في المجتمع

وتوقف ، من أجل مساعدة الضحايا من النساءوهذا ، التطرق الى دراسة مثل هذه المواضيع

والعنف ات خوفا على حياتهننفوهذا نظرا لعدم التصريح من طرف المع، العنف عليهن

.مهما كانت المرأة موجود في كل األنظمة للحكومات

والعنف في األسرة يحدث نتيجةعدة عوامل أهمها العالقات الغير متساوية

إضافة الى تسلط الرجل الذي يعتبر أول مصدر للعنف ، النفسية بين الزوجين والضغوطات

وهذا طبيعي ألن الرجل قوي على المرأة والمرأة ضعيفة خاصة في ، الممارس ضد المرأة

2-gustavenicolas Fisher ،psychologie des violences sociales ،Edition dumod ،paris ،France ،2003 ،

p123. 2boris cyrulnik ،violence et famille comprendre pour prévenir ،Edition dumod ،paris ،France ،

2011 ، p270.


96

اضافة الى الرفعة والعلو والمكانة التي يحتلها الرجل على المرأة في كل ، مرحلة الحمل

.)1( المجتمعات

يتم داخل فانه، واإلساءة ليست نتيجة اجتماعية معينة، والعنف ضد النساء غير مؤكد

كل التجمعات السكانية مهما كان نوع الدخل والممارسات الثقافية ومستوى التعليم لألشخاص

، العنف يأخذ شكل وحجم وأهمية خاصة عندما نقول النساء، الذين يرتكبون هذا الفعل

األولين ألي عنف ضد هن الضحاياوالنساء ، وبعض أنواع العنف تؤثر في الواقع العام

، خاصة العنف من الناحية الجنسية مثل االغتصاب، شخصيتهن ملتزم به شخص ضد أخر

ويشعرن بالعنف العائلي وكذلك النساء هم أيضا األوائل الذين يحسن، الخ...العدوان الجنسي

النساء ليس لهن حق ، والممارسات العلنية التمييزية في كل البلدان وعالوة على ذلك القوانين

هم كذلك أحيانا ، الخ...وحق اإلرث وعقد االئتمان وحق اختيار الزوج السياقة وحق االنتخاب

بتر األعضاء وتشويه األعضاء (موضوع ممارسات مقبولة من طرف المجتمع مثل

.)2(الخ...الموت من أجل المهر، الوأد، جرائم الشرف، التناسلية

وفي أي نسبة يجب تملك القياسات ، النساء الممارسولمعرفة أي عنف يحدث ضد

اذن العنف في نظرة النساء هو ، اذن يجب سابقا معرفة الحاالت الغير معروفة، والقيم

وأن " طابو"ويعتبر ، وفي الواقع متخفي، مستوطن منذ أمد بعيد وهو موضوع غير مستكشف

والمناهج والتعريفات عرافويبقى مالئم لأل العنف يحدث ضد النساء يبدأ بعالمة مضبوطة

والتي تتعلق باألشخاص عموما وأن العنف أرتكب وراء الجدران للمنزل ، المتوقفة خصوصا

لكن ليس هو الشكل الوحيد من العنف الذي يتعلق بالشروط في أي الحاالت ، وبدون شهود

، عملوالحقوق العامة للمرأة يجب أن توضع في المدرسة وفي أماكن ال، المضخمة للنساء

1 -la croix Daniel ،la lutte contre les violences faites aux femmes ،édition (ehesp) presse de

l’école des hautes études en sante publique ،France ;2010 ،p28. 2 -Elsa fayner ،violence féminin pluriel ،les violences enverslesfemmes dans le

mondecontemporaine ،edition ،2006 ، p227 ،libio ،paris ،France .


97

.وهذا من أجل ضبط العنف

وأن العنف ضد ، وأن العنف الممارس ضد جسد المرأة هو قديم وله تاريخ طويل

الهيمنة والعنف تاريخيا الالتكافؤ بين الرجال والنساء التي أدت الى، المرأة يترجم تقارير القوة

ضمن المبادئ انها واحدة من ، ووقف الترويح للنساء، والتمييز الممارس من طرف الرجال

والعنف ، )1( والتي من المقرر أن تكون نتيجة لخضوع المرأة للرجل واألليات االجتماعية

والممارسات االجتماعية في وهو يأخذ شكل متواصل يفسد المحيط متغير وقابل للتوسع

كذلك ، وذلك من أجل سلب األجساد، فردي مربح، وقلما نجد عنف دوري، الوسط العائلي

وفي عالقة ثنائية بين الرجل والمرأة وغالبا ما يكون ، وسري األسرة يكون متخفيالعنف في

.)2( ومعتاد ومزمن عادي

: أنواع العنف

العنف مستويات مختلفة تبدأ بالعنف اللفظي الذي يتمثل في السب والشتم ن إ

أو على والتعدي على األخرين والعنف البدني الذي يتمثل في الضرب والمشاجرة، والتوبيخ

ألن ، فأنه ال يمكن حصر أنماطه على األخرين أو على ممتلكاتهم بالقوة، ممتلكاتهم بالقوة

ومسبباته بتغير الحياة دائما تأتي بالجديد من مظاهر السلوك العنيف الذي تختلف أنماطه

.وثقافة معينة ومكان معين في زمان معين التاريخية الظروف

العنف ، وقد فرق الفقه بين نوعين من العنف، وأن العنف له كثير من الوجوه

في ما يباشر على شخص للمجني عليه ويقصد بالعنف الشخصي ،الشخصي والعنف العيني

اذا ، أما العنف العيني فهو الذي يباشر على األشياء، جسده سواء من الخارج أو في وظائفه

وكذلك العنف اللفظي أو الجسمانية أو الحركية كانت تلك األشياء تؤثر على قدرات الشخص

، ووصف األفراد بما ال يحبون والمنابزة باأللقاب السب والشتم الشفوي والذي غالبا ما يكون

1 - ibid ،p229 . 2 - Sliman medhar ،la violence sociale en Algérie ،edition thala ،alger ،1997 ، p46.


98

أما العنف البدني أو الجسدي ويقصد منه اصابة فرد أخر بالضرب واإليذاء الجسدي

)1(ألحداث األلم أو األذى والمعاناة للشخص األخر

كلما كان مصدر ، عندما يقع في صفوف األسرة ويختلف مستوى حدة العنف ومداه

وربما يعود ذلك الى أن األطفال أضعف جسديا وتحكم تصرفاتهم ، الكبار كان أشد وأبلغ

وتكمن مصادر العنف داخل األسرة في األسرة النووية بالعنف بين براءة الطفولة أيضا

متدة كالعنف بين الزوجات وفي األسرة الم، وبين األبناء وبين الوالدين وأبنائهم الزوجين

وبين أعمام األم والعنف بين األبناء، والخاالت وبين األخوال والعمات اإلخوان وبين األعمام

.)2(.وأخوال األب أو األم وأعمام األب

ونجد هذا النوع ، ألن كل جماعة تمارس العنف، هو أصعب أشكال العنف:العنف الجماعي

، وعندما تكون التجمعات السكانية والمدرسيةوالتجارية، من العنف عند جماعة األشرار

والمنافسات وكذلك والمشتركة المصالح الموحدة، واألشياء التي تزيد من خلق هذه الجماعات

.اإلقليم المكاني والجغرافي

واإلدمان على المخدرات واألمراض ومن أسباب العنف الفردي تناول الكحول:العنف الفردي

وكذلك ينتج عن تعرض األشخاص من ، ما نجده نتيجة األمراض النفسيةوقليل ، العقلية

وهو الذي يمارسه شخص واحد ، طرف المعنف لغرض المنفعة المادية بطرق غير قانونية

ونفسي والعنف له صفات منها ما هو جسدي.)3( على فرد أخر أو على جماعة أو على ذاته

يتمثل في العنف النفسي أما العنف، والجرح الجسدي يتمثل في الضرب فالعنف، وجنسي

أو العنف ، والزجاج مثل كسر الباب والعنف بكسر األدوات المنزلية الشفوي مثل رفع الصوت

وكذلك ، مثل جعل المرأة تركع للزوج، العنف باإلهانة بالتهديد بالضرب أو القتل وكذلك

. 49ص، 2000ط ، 1، املغرب، الدار البيضاء، ثقايف العريب املركز ال، العنف األسري، قراءة يف الظاهرة من أجل جمتمع سليم، كاظم الشبيب-1 . 35/38ص2006، 1حممود سعيد ابراهيم اخلويل، العنف يف مواقف احلياة اليومية، نطاقات تفاعل، دار مكتبة األسراء للطبع والنشر، ط-2

3-catherincavalin ،évaluer et prévenir la violence dans les établissements sociaux ،puf ،France ،،

p08 .


99

عنف الجنسي فيتمثل في أما ال، العنف بالتحرش كالضغط الدائم على المرأة حتى تخضع اليه

واجراء عالقات ، وذلك عن طريق اجراء عالقة جنسية بدون التراضي االغتصاب الزوجي

وأيضا الحب باإلصالح وهو ممثل في أن الزوج يريد بهذه الطريقة ، جنسية باستعمال القوة

.)1( محاولة ارضاء الزوجة بعد ارغامها على نفسها

: على الزوجة في نظر المبحوثات والمبحوثينوكذلك من أنواع العنف التي تمارس

ان من اشد أنواع العنف شدة نجد العنف الجسدي والذي هو الفعل العنيف الذي يقوم به

وهو سلوك موجه ضد الجسد يمارس باستخدام وسائل مختلفة ، الزوج الى ايذاء زوجته جسديا

ذلك اللكمات باليد وشد وك، ورمي األشياء باتجاه الشخص يكمن أن يؤذيه مثل الدفع بقوة

والتهجم باستخدام بالقوة واألمساك والصفع والبصق على الوجه والحرق، ولوي اليد الشعر

وقد يؤدي ، ويترك أثارا على الجسم ويستخدم بهدف التعبير عن القوة الجسدية، أدواة حادة

ة أو يعرض حيا، الى فقدان عضو من الجسم أو حدوث كسور أو حروق أو بسبب تشوهات

) 2( الزوجة الى خطر

من عينة البحث أن العنف األكثر تأثيرا على % 60ولقد صرحت المبحوثات وبنسبة

وقد صرحن بأن أزواجهم كانوا يضربوهوم في بعض األحيان لمدة ، المرأة المعنفة هو الضرب

وفي بعض ، يوم كامل أو ليلة كاملة عن طريق أشياء مادية كالعصا ومواد خشبية وحديدية

وقد صرحت احد المبحوثات أنها ، والساطور أستعملت األسلحة البيضاء كالسكين الحاالت

وبعض المبحوثات أكدت لنا أنه بعد ، من كثرة ضربها من طرف زوجها مرضت من رأسها

من أنواع وكذلك، والمبيت في العراء والخروج الى الشارع الضرب يأتي الطرد من البيت

والذي يعبر عن كل األفعال اللفضية العنف النفسي جةالتي تمارس على الزو العنف

1-lucienne gillioz ،jacqueline depuy ،domination et violence envers la femme dans lecouple ،

édition payot lausane ،suisse ،1997 ، p119 . مبدينة املوصل العراقية، جملة دراسات انعكاس الوضع احلايل على العالقات األسرية، العنف ضد الزوجة، حبث ميداين ، اميان عبد الوهاب موس-2

. 152ص، 2007أوت، 17العدد، موصلية، العراق


100

وكل ، وتهميشيها والمس بحريتها واستقاللها والتصرفات الصادرة اتجاه المرأة بهدف اهانتها

التي يمكن ومن بين األفعال التي تتعرض لها الزوجة، بنفسها الثقة الفقادهاالمؤدية األفعال

وعدم ، وعدم توجيه الكالم للمرأة والسخرية لشتممثل السب وا ادراجها ضمن العنف النفسي

ومنع ، والغياب عن المنزل، والتهديد اشراكها في قرارات تهمها وتهم أسرتهاوكذلك التخويف

) 1( ومراقبة حركة الزوجة خارج البيت، الزوجة عن الخروج

فصرحن بأن السب والشتم هو نوع من العنف الذي يؤثر من عينة البحث 56%وأما

يسبهن كثيرا ويشتمهن والدين أن أزواجهم المبحوثات حيث أجمعت، الزوجة المعنفة على

وأخرى صرحت بأن ، وهناك من صرحت بأن زوجها يسب أبوها المتوفي، الزوجة وعائلتهن

وتتفق كل المبحوثات على أن السب، زوجها يسيء كرامتهاويحط من قيمتهاأمام الجيران

.م وتحط من قيمتهموالشتم والمعايرة هي التي تضره

وكذلك من أنواع العنف الممارس ضد الزوجة نجد العنف االجتماعي والذي يتمثل في

وذلك بمنعها من زيارة والديها أو ، والشخصية حرمان المرأة من ممارسة حقوقها االجتماعية

وكذلك منعهامن مراجعة ، ومنعها من دورها االجتماعي في المجتمع، أقاربها دون وجه حق

، الوالدة والعقم المؤقت أو منعها من معالجة نفسها من أمراض، الطبيب لمعالجة أمراضها

من التصرف بالموارد وكذلك حرمانها، وهي تريد ذلك ومنعها من المعالجة حتى ال تحمل

والتي ، وتؤثر في مستقبلها المالية التي تهمها االقتصادية أو المساهمة في اتخاذ القرارات

)2( والتملك ة كليا على غيرها وحرمانها من اإلرثنجعلها معتمد.

وكذلك من أنواع العنف الزوجي الممارس ضد الزوجةحسب تصريحات المبحوثين

فأكدوا لنا أن هناك أنواع عديدة من العنف الزوجي فمنها ما هو ، الذين أجرينا معهم المقابلة

القبيح الموجه الى وهناك عنف معنوي كالكالم، والجرح بكل أنواعه جسدي كالضرب

. 07، ص 2011، 22كوثر عبد احلميد سعيد، العنف ضد املرأة، دراسة ميدانية مبدينةبغداد، جملة كلية الرتبية للبنات، الد-1

. 2001، 02حزيران، ص، 02التغيري، جملة السياسات، العددالعنف ضد املرأة، رؤية مشرتكة ألحداث ، هيفاء أبو غزالة-2


101

ومن ، لغوي كاأللفاظ السيئة وعنف، والعنف المادي كحرمانها من حقوقها المادية، الزوجة

، وعدم احترام مشاعر الزوجة، واالضطهاد والشتم ضد الزوجةالضرب والسب أنواع العنف

واالنتقام عند طلب وعدم توفير ضروريات الحياة، وطلب الطالق ألسباب غير جدية

والعنف ضد المرأة بصفة عامة ، والضرب الخفيف، واللوم والعتاب ة لحقوق شرعيةالزوج

وحرمانها ، وزواجها كذلك في سن مبكرة أيضا، يتمثل في توقيفيها عن الدراسة في سن مبكرة

المعنفة التي والحاالت، سواء من طرف األولياء أو األزواج وتحقيق أمالها، من فرص العمل

رطة أو الى المحامين هي حاالت تعرضت للضرب والجرح العمديتشتكي الى مصلحة الش

مثال وهناك حاالت ترفع الى المحامين، والسب والشتم وكذا المشاجرة، والعنف الخفيف

وهناك ، وعدم االستقرار في بيت منفرد، وسوء معاملة أهل الزوج، كالطرد من البيت الزوجية

.الزوجية وصعوبتها حاالت تأخذ مسار الطالق نظرا لتعسر الحالة


102

: سباب العنف األسريأ

تعددت اسباب العنف األسري وسطا لعديد من النظريات العلمية التي حاولت أن تجد

وقد يرى البعض على وجه العموم أن معظم النظم ، تفسيرا لظاهرة العنف وسط األسرة

وأن ذلك ، االجتماعية المختلفة تعطي الزوج الحق في التصرف في مختلف شؤون األسرة

ولقد ظلت الثقافات في ، الحق يخول له استعمال كل األساليب بما فيها العنف داخل األسرة

ال بالنسبة لألزواج الذين إوال يتم استعماله ، كثير من الدول العربية تشير الى ذلك الحق

.لديهم ميول لالعتداءواستعمال العنف

الذين لديهم ميل لالعتداء وسط األشخاص ولقد كثرت مدارس تفسير الظاهرة

وأن الشخص يعبر ، فمنها ما تقول أن العدوان ال تحركه اال دوافع غريزية، واستعمال العنف

وهذا ، ويصبح رد الفعل أليا وهو العنف، لى نوع من اإلحباطإكلما تعرض عن عدوانيته

كل أشكال بل ذهب البعض الى أن" فرويد"أقرب الى مدرسة التحليل النفسي المنسوبة الى

ومن ، بحالة احباط وكل شكل من أشكال العدوان يكون مسبوقا، العنف تسبقه حالة عدوان

ويؤكد عدد من الباحثين أن العنف يرتبط بثقافة ، النظريات السائدة أن العنف يمكن تعلمه

الدنيا وأن هذه الثقافة الفرعية هي المسؤولة عن في الطبقات االجتماعية العنف السائدة

أن لبعض القيم ويالحظ في المجتمعات العربية، ية احداث العنف في تلك المجتمعاتغالب

والثقافة تشير الى ، نفسه له تفسيرات متعددة بتعدد الثقافات والشرف الثقافية قدرا من القدسية

ولكن ، والدفاع عنه بكل الطرق بما فيها العنف ضد أحد أفراد األسرة المحافظة على الشرف

حوادث العنف األسري في العالم العربي يشير الى عدة أسباب منها حق التربية ما ظهر من

وهو حق رب األسرة وأيضا الخالفات العائلية وسرعة االنفعال ألي تصرف مثير ، والتأديب

)1( داخل العائلة يؤدي الى رفع درجة التوتر.

. 63ص، 2005، 367العنف األسري يف ظل العوملة، جامعة نايف للعلوم األمنية، الرياض، السعودية، العدد، عباس أبو شامة عبد احملمود-1


103

وبالعوامل ، وتتداخل األسباب المؤدية الى العنف األسري بالدوافع المحركة نحوه

وترتبط األسباب في ، ومؤذية تفاقمه الى درجة حادة وبالتالي، المساعدة على تأجيجه

: العناصر وهي جزء منها ايضاوأهمها بمجموعة من طبيعتها

حيث يرجع الكثيرين هذا العنف الى غريزة فطرية في الطبيعة : المكونات الشخصية.أ

وتفاعلها مع مجموعةالمكونات ، الى العنفوالتي تجعل من البشر أكثر ميال ، البشرية

.والثقافية التي توجه الفرد والروحية األخالقية

البيئة األسرية تعتبر بيئة خصبة لنمو العنف األسري:طبيعة المنظومة األسريةومكوناتها-ب

وعدم التناغم اذا كانت األسرة تعاني من القهر المادي والمعنوي، أفرادها ينوالسلوك العدواني

والتنشئة الغير سليمة والتفاهم بيت أفراد األسرة وغياب لغة التواصل والحوار، بين أفرادها

.لألبناء

والنزاعات ترتبط المشكالت األسرية المؤدية الى المشاجرات:المشكالت االقتصادية-ج

، وبعضها مرتبط باألسرة وأفرادها، بعضها مرتبط بالوضع العام للمجتمع، بأسباب اقتصادية

ومنها البطالة وزيادة االقتصادية صورا مختلفة تؤدي الى العنف األسري أخذ المشكالتوت

والخالفات األسرية بين أفراد ، والظروف المعيشية الصعبة، وتراكم الديون األعباء األسرية

.)1(األسرة حول كيفية ادارة موارد األسرة المالية

تناول ي المبحوثات وهي أن الزوجومن أسباب ممارسة العنف من طرف الزوج ضد

، وأزواجهم وأيضا المشاجرة الكالمية بين غالبية المبحوثات، المخدرات والمشروبات الكحولية

صرحن وهناك بعض الحاالت، واألطفال وأيضا عند مطالبة الزوجات شراء حاجيات البيت

نتيجة وبعضهن صرحن أن أزواجهم عنيفين ، ومصوغاتهن يأخذن مالهن أن أزواجهن

وغالبية المبحوثات أكدن على أن السبب الرئيسي هو وجود أم الزوج ، لتصرفات وأفعال سيئة

االجتماعيني يف العمل مع حاالت العنف األسري، جملة دراسات يف أماين حممد رفعت قاسم، حنو برنامج مقرتح لتنمية املهارات املهنية لألخصائيني -1

. 17ص، 2005أفريل، 26اخلدمة االجتماعية والعلوم اإلنسانية، جامعة حلوان، العدد


104

فهي التي تحرض ابنهاعلى الكنة وهناك بعض الحاالت من تطالب زوجها "العجوز " أي

وبعضهن صرحن أن األزواج يمارسن ، وشجار لدخول معها في عراك وهذا ما يدفعه، بالعمل

وهناك من صرحن على أنهن ال ، صامتات ألن ليس لهن أحد األبوين وهن عليهن العنف

أنا "، "أنا ارجع له الكالم وال أتنازل عن حقي: ومن جملة تصريحاتهن ما يلي، يعرفن السبب

كما يفعل لزوجها واأللفاظ وهناك من تعترف وتقول على أنها ترجع الكالم" "ال أقبل المذلة

ان أمه ": على أن أم الزوج هي السبب فتتمثل فيما يلي وكذلك التصريحات التي تؤكد، هو

المزايدة في الكالم معي ومع أمه "" مشاكل بيني وبين أمه" "لوال أمه" "هي التي تحرضه علي

أما الحاالت التي أكدت على أنهن يمارس عليهن العنف في صمت، "فيتدخل هو ويضربني

ألنني " "ألنني يتيمة األبوين" "حد يدافع عنيليس لدي أ" "ألنني يتيمة األم«: فكانت كالتالي

وبعض الحاالت المتفرقة مثال على أن الزوج من طبعه عنيف يضرب ، "سكتت عن حقي

حتى أمه

وكذلك أنه مريض ، وألنه ليس زوج مرغوب، وفي بعض األحيان ألتفه األسباب

رى تصرح وأخ، وبعض الحاالت األخرى تؤكد على أن زوجها يخونها مع جارتها، عصبي

وحالة أخرى صرحت أنها ، بأنها تحاسبه على السهر مع النساءوتناول المشروبات الكحولية

وكذلك من أسباب العنف ضد الزوجة هناك ما يعرف بسوء ، لم تعطي له الذهب لبيعه

وحينما رأى الوالد أو ، التربية ووجود بيئة عنيفة عاش فيها الزوج أو الزوجة فتربى عليها

عمل العنف بدل الحوار ويستخدم دائما منطق القوة وال يلجأ الى المشاورة الوالدة يست

.)1( والناصحة كما أمر به اإلسالم

ومسؤولياته اتجاه ، وأن الزوج الذي يفتقد للموارد المادية التي تحقق التوقعات المعيارية

مواجهة توقعات فاذا كان الزوج غير قادر على ، أفراد أسرته عادة ما يلجأ الى هذا السلوك

أو ألنه ذو مكانة اجتماعية ، الدور بسبب انخفاض مستوى تعليميه ومكانته المهنيةودخله

. 04ن، ص، س، ب، 1425علي بن حمي الدين القرهداغي، العنف األسري، أثاره والوقاية منه، مجادى األوىل-1


105

مع أفراد قد تدفعه الى استخدام العنف فأن الضغوط واإلحباطات، منخفضة عن زوجته

مشروعا يصب عليه جام الزوجة هدفا أسرته خصوصا مع وجود معاير تسمح بأن تكون

األسباب ، وكذلك من الدوافع التي تدفع الى العنف ضد المرأة.)1( احباطاتهوينفس فيه غضبه

أو أبناءه كسبب لتفريغ شحنات ، الدافعة لرب األسرة لممارسة العنف مع زوجته االقتصادية

وفي بعض األحيان، فاشلة في توفير أدنى ضروريات الحياة األساسية التي تحتاجها األسرة

عندما يعجز رب األسرة عن تلبية مطالب اقتصاديةومادية يلجأ الى طرق أخرى توفر له

وتشكل في ذات الوقت صورة من صور العنف كاالستيالء على ممتلكات و النواحي المادية

.)2(سواء كانت تلك المرأة هي زوجته أو أمه أو حماته أو ابنه، الزوجة بالقوة

وكذلك هناك ، ل كافة المراحل الخاصة ببناء األسرةوقد يمارس العنف ضد المرأة خال

وقد يجبر زوجته على بيع ، عنف مالي أو اقتصادي يقوم به الزوج لإليذاء زوجته ماليا

أو أن تعطيه أمواال نقدية خاصة اذا كانت عاملة وهو ، أشيائها الثمينة كالحلي الذهبية

.)3(لتهاأو أن يجبرها على طلب المساعدة المالية من عائ، عاطل

وكذلك من أسباب العنف ودوافعه حسب رأي المختصين في القانون وموظفي الشرطة

وكذلك عدم وجود ، هو أن العنف الزوجي في نظرهم يرجع الى الجهل التام للحقوق الزوجية

وفي بعض الحاالت راجع الى انسداد الحوار بين الزوجين وتشبث كل واحد ، قوانين ردعية

المعيشية السيئة وأيضا صرح المبحوثين على أن الظروف، االحترام بينهماوانعدام ، برأيه

ولنرفزة وسوء التي تولد الغضب الجانب المادي وكثرة المشاكل العائلية للزوج ال سيما

وهناك أيضا ، والتسامح بين الزوجين والروابط العائلية وعدم احترام حرمة األسرة، التصرف

دراسة مقارنة يف العنف الزوجي املوجه حنو الزوجة العاملة وغري العاملة، جملة كلية اآلداب، اجلامعة ، ناء عبد الكرمي الكوازابتسام لعبيدي شرجيي وس-1

. 10ص، ن، س، ب، العراق، بغداد، املستنصرية، 35جملة العلوم اإلنسانية، اجلزائر، العدد، ائريةالعنف الزواجي وعالقته بأبعاد الرضا عن احلياة وبعض املتغريات النفسية لدى املرأة اجلز ، عزيزة عنو-2

. 75ص، 2011جوانجملة جامعة امللك عبد ، اخلدمة االجتماعية ودورها يف مواجهة املشكالت األسرية املعاصرة، العنف األسري منوذجا، عائض سعد أبو خناع الشهراين-3

. 128ص، 2009، 02العزيز لألداب والعلوم اإلنسانية، العدد


106

وهذا راجع الى تدخل ، يريد طرف التسلط على الطرف اآلخروالحاالت في بعض األحيان

راجعة الى وبعض الحاالت، طرف خارجي يحرض الزوج على االعتداء على زوجته

هناك أيضا حاالت أخرى يرجع فيها العنف الزوجي الى المباالة ، شخصية الزوج العنيفة

لزوجة بواجباتها المنزليةقيام ا وعدم، وحرمانه من حقوقه المشروعة الزوجة اتجاه زوجها

، بعائلة الزوج والترحيب بهم كالهاتف النقال والتلفاز وعدم االهتمام، وانشغالها باألمور التافهة

فالعنف ينتج عندما ينعدم الحوار والمناقشة الحضرية على أمور ، باإلضافة الى كل هذا

.ينتج عنه عنفوبالتالي يحدث شجار دائم ، وعندما ال يصغي أي طرف لآلخر، البيت

وتتشكل ، عدم المساواة من أبرز السمات المتكررة في تراث العنف في المجتمعات ن إ

، والدينية والجنسية والتعليمية عدم المساواة االقتصادية، عدم المساواة في صور متعددة منها

وكل هذه األشكال ترتبط ، في الحصول على الخدمات الصحية واالجتماعية وعدم المساواة

وتكاد تكون مطلقة الرجل وتشترك الثقافة الذكورية في اعطاء األولوية، ببعضها البعض

وفاعليته أو على األقل التهوين من شأنه، مع تهميش دور المرأة وعدم االعتداد به) الذكر(

لذلك يتم تنشئة أعضاء المجتمع منذ الميالد وسنوات الطفولة المبكرة على ، في حياة المجتمع

)1( فمشكلة المرأة هي جزء من المشكلة االجتماعية، والعمل بمقتضاها التفرقة تقبل هذه.

العنف ضد المرأة مظهر من مظاهر عالقات غير المتكافئةعلى مدى التاريخ بين ن إ

والعنف ضد المرأة طوال ، والحيلولة دون نهوض المرأة بالكامل وتميزه ضدها، الرجل والمرأة

من األنماط الثقافية وبخاصة األثار الضارة المترتبة على عادات أطوار حياتها نابع أساسا

وان اضطراب الشخصية للزوج وفشله في التعامل مع ، وجميع أعمال التطرف وتقاليد معينة

وأسباب اجتماعية أخرى كالبطالة وعدم التجانس في المستوى االجتماعي ، األخرين

القتصادية أو الفقر هي من أهم أسباب فقد وجد أن األسباب ا، بين األزواج واالقتصادي

جامعة ، اضطرابات الشخصية وعالقتها باإلساءة للمرأة يف العالقات الزواجية والعمل، رسالة دكتوراه يف علم النفس، روح الفؤاد حممد ابراهيم-1

. 38ص، 2006الزقازيق، مصر،


107

ومستويات العنف في المجتمع ثم تليه األسباب االجتماعية المتمثلة في الخالفات الزوجية

إضافة الى انخفاض ، والكبر والترفع عن االعتذار عن الخطأ التفاعل بين الزوجين

العنف (تربية الزوج اال أن األسباب األساسية تكمن في ، المستويات التعليمية لدى الزوجين

)1( وقد تعود بالتالي عليه وربما كان هو ضحيته، )المتوارث.

لكل ظاهرة اجتماعية صفات تعكس مضمونها اإليجابي : صفات العنف األسري

ومن خالله نستطيع الحكم عليها من كونها تؤذي المجتمع من خالل تصديها ، والسلبي

صفاتها سوف نعرض وتعزز قيمه بناءا على ذلكأو أنها تغذي معاييره ، لمعاييره وقيمه

: ؟ وهي ما يلي العام من حيث كونه يمثل الجانب اإليجابي أم السلبي لنتعرف على طابعها

، انها ظاهرة تمثل عدم تكافؤ شخصين في الحقوق والواجبات الثقافية واالجتماعية-1

يفتح المجال الى استخدام األمر الذي، مرتبطين بعقد زواج لتأسيس نواة مجتمعية متناسية

.هذا االختالف للتسلط أو اإليذاء واإلساءة من طرف على طرف أخر

انتشار ظاهرة العنف األسري بين األزواج واألبناء تمثل حالة أسرية مرضية باثولوجيه ال -2

ألنها تؤول الى ، المتمدن ترقي األسرة الى مستويات متناميةومتطورة يفتخر بها المجتمع

لذافهي حداثة في الوقت الراهن ألنها ال تساير روح العصر ، وانحراف أبنائها تفككها

.المتمدن

اذا تم اال، انها تخص عالقة ثنائية قائمة بين الزوجين لذا فإنها تكون محصورة بينهما-3

.اإلفصاح عنها

عما باإلبالغوال يحث بالزوجة أو األبناء انها مرتبطة بتماسك األسرة األمر الذي ال يدفع-4

من أجل وعادة يكونون من كبار السن في األسرتين، حصل لها اال للمقربين جدا من األسرة

.تعديل أو تصحيح أو تبديل سبب العنف

. 52ص، 2007انفيج14سلمى بنت سليم احلريب، العنف املوجه ضد املرأة ومساندة اتمع هلا، دراسة ميدانية مبكة املكرمة، -1


108

انها مرتبطة باللغط االجتماعي يتحدث فيها األخرون مما يؤدي ذلك الى التشهير -5

وهذا رادع قوي في الثقافة، ابزوجه وعالقة الزوجة عن سمعة ونشر األقاويل، والفضيحة

وضربها من قبله ألن ، يمنع الزوجة من اإلفصاح عن مشاكلها مع زوجها وأساءتهو العربية

انها أقوى الضوابط وهذا ال يرضيها، وتقديريها منه ذلك يعني عدم احترامها

.االجتماعيةالعرفية في المجتمع العربي

: يمكن مشاهدتها ألنها ال األخرين بحيث انها ظاهرة مستترة ومتخفية ال تمارس أمام-6

.تقع داخل الجدران بمعنى داخل الغرف أو المنازل-أ

.ال يتم ابالغ الجهات األمنية عند وقوعها-ب

لذا يكون تأثيرها عليه ، تكون الضوابط العرفية راسخة في ذاتية الزوج أو األب أو األخ-ت

.خرينقويا األمر الذي يدفعه الى اخفاء عنفه عن األ

.في أغلب األحيان ال يتم ابالغ أهل الزوجة عند حصولها -ث

ال يخضع الزوج أو اآلباء األخ الكبير إلجراءات قانونية جزائية اذا أساء أو أذى أحدا من -ج

.أفراد اسرته

ال تتناول وسائل األعالم األحداث العنيفة التي تحصل للزوجة أو لألبناء ألنه لم يتم -ح

.اإلبالغ عنها

وال تمثل الزوجة حالة الضحية من زاوية أدوارها الزوجية ال يمثل المعنف حالة الجاني-خ

.)1(انما يمثالن ذلك من زاوية األدوار الزوجية العصرية الحديثة، التقليدية

.182ص، 2010، عمان، األردن، 1معن خليل العمر، علم اجتماع العنف، دار الشروق للنشر والتوزيع، الطبعة - 1

الرابعالفصل العوامل التي تتحكم في تشكيل الصورة النمطية للعنف الزوجي

العوامل التي تتحكم في تشكيل الصورة النمطية للعنف الزوجي :الفصل الرابع

110

:تمهيد

العنف األسري عموما والزوجي خصوصا تتحكم فيه مجموعة من العوامل ن إ

منها ما هو ذاتي تتمثل في شخصية الزوج وشخصية الزوجة التي تعرضت ، واألسباب

إضافة الى عوامل اجتماعية متعلقة باألسرة، للعنف وكيفية تنشئتهم األسرية من قبل زواجهما

منها ، ثم هناك عوامل ودوافع خارجية تتحكم في ظاهرة العنف الزوجي، لكل واحد منهما

الظروف االقتصادية الصعبة التي تعيشها األسرة وخاصة الزوج عندما يكون في حالة بطالة

كما هناك مشاكل ، العامة للعائلةأو كثرة متطلبات األسرة على ميزانيته ، جرألأو ضيق في ا

اواألهل وسط هذه العائلة مما يولد تشاحن وصراع بين الزوجين يولد عنف، كوجود األم

وخيانة ، تناول أحد الزوجين للمخدرات واستهالك المشروبات الكحوليةوكذلك ، مستمرا

.مراقبة أبنائهوعدم االهتمام بما يجري في عائلته وعدم ، أحدهما لألخر والسهر خارج البيت


111

: طبيعة تفسير سلوك العنف

، التراث االنساني حول العنف يشير الى ثالث اتجاهات في تفسير السلوك العنيف ن إ

والبدني ابتغاء فاالتجاه األول قانونيا وهو االستعمال الغير قانوني لوسائل القصر المادي

استخدام الضغط أو القوة اذا فالعنف قانونيا يعني، تحقيق غايات شخصية أو اجتماعية

وهو .)1(من شأنه التأثير على ارادة فرد ما استخداما غير مشروع أو غير مطابق للقانون

واالتجاه .)2(غايات شخصية بغية تحقيق كذلك االستعمال الغير مشروع لوسائل القهر المادي

قد يكون فردا وهو السلوك أو الفعل الذي يتسم بالعدوانية يصدر من طرف الثاني اجتماعيا

أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغالل أو اخضاع طرف أخر في اطار

مما يسبب في احداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو ، عالقة قوة غير متكافئة

.)3(جماعة أو طبقة اجتماعية

أشكال الظلموالغاء دوره استنادا الى شكل من وهو وسيلة إللغاء األخر وتهميشيه

وعليه فالعنف من المنظور االجتماعي يعني خلال وظيفيا في توازن ، والحرمان وعدم المساواة

بين األفراد ينتج من اعتبارات ثقافية واجتماعيةسائدة في المجتمع العالقات االجتماعية

وارتبط مفهوم العنف بكثير من المفاهيم األخرى مثل .)4(فيؤدي الى عنف فرد أخر

اال أن المصطلح ، والجريمة والعداء والسلوك االنحرافي اءواالساءة واالهمال واالعتداءااليذ

لذا يعد ، والتحكم ويشمل متغيرات تسبب هذا الموقف مثل القوة والسيطرة الشائع هو العنف

مفهوم العنف من المفاهيم التي شابها كثير من الغموض ألنه ظهر كفهم علمي سادت في

. 64ص، 2009، 1ط، سلوك العنف وعالقته بالشعور بالندم، دار صافا للنشر والتوزيع، عمان، األردن، ليث حممد عياش -1 . 37، ص2006، 1حممود سعيد ابراهيم اخلويل، العنف يف مواقف احلياة اليومية، نطاقات تفاعل، دار األسراء للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، ط -2 . 65نفس املرجع، ص، ليث حممد عياش -3 . 38نفس املرجع، ص، حممود سعيد ابراهيم اخلويل-4


112

.)1(وصفات بأنها سلوكيات عنيفة وكانت تعبر عن سلوكيات، لفترة طويلة وقته مفاهيم أخرى

: صورة الرجل العنيف

ويمارس الرجل العنيف صورة تختلف عن غيره من الرجال ويتصف بصفات ن إ

يؤمن سلطة والغيرة على زوجته بشكل زائد ومنها شعوره بالشك، سلوكيات تميزه عن غيره

ويترجم هذه السلطة باستخدام العنف لديه معتقدات خاطئة حول ، الرجل المطلقة على المرأة

وأن األزواج العنيفين موجودين ، ويتهمها دائما أنها السبب في حصول العنف، المرأة ودورها

ان العنف هو سلوك الرجال ، واألعمار المختلفة في كافة المستويات االقتصادية واالجتماعية

، والذكورية ديا في اتجاهاته نحو األدوار األنثويةويكون الزوج العنيف ضد زوجته تقلي

ويسلك الزوج طريقة ، والذكورية في عالقته مع األخرين ويتمسك بالصورة النمطية األنثوية

.تمكنه من ضبط زوجته فيمنعها من الخروج أو تكوين صداقات

ومهارة األزواج الذين يمارسون العنف ضد زوجاتهم يفتقرون لمهارات االتصال ن إ

حل الصراعات للعنف عندما ال يستطيعون ولذلك فهم يلجأون، وحل المشكالت تأكيد الذات

ويظهرون مستويات عالية من الغضب وسريعو االنفعال وأنهم مزاجيون، الزوجية بنجاح

وأن الزوج الذي يمارس العنف ضد زوجته ال يؤمن باستقاللية المرأة وال يحترم ، والعدوانية

س على الزوجة واألوالد العنف ألنه بالنسبة اليهم هم عبارة عن ممتلكات ويمار ، ذلك

ويعاني األزواج الذين يمارسون العنف ضد زوجاتهم من الشعور بالعزلة ، شخصية له

ومن مميزات شخصية الزوج الممارس للعنف ، )2(والنقص في الدعم االجتماعي االجتماعية

ويلقي اللوم على ، باألمان وانخفاض تقدير الذاتوعدم االحساس ، سرعة الغضب والشك

وينظر للمرأة نظرة دونية من منطلق ، ويتصف بالتسلط، ويرفض تحمل المسؤوليةو األخرين

ت واملداخل املهنية ملواجهة العنف األسري، املؤمتر العريب اإلقليميلحماية األسرة من العنف، العمل حلماية رشاد أمحد عبد اللطيف، األدوار واملسؤوليا-1

. 02ص، 2005األسرة، السعودية، . 65ص، 2006، سهيلة حممود بنات، العنف ضد املرأة، دار املعتز للنشر والتوزيع، عمان، األردن -2


113

.)1(وينشأ في بيئة تتصف بسوء المعاملة، ذكوري

: سمات الشخص العنيف أسريا

ومنهم ، السماتوتتفاوت هذه ، هناك صفات كثيرة يتميز بها الشخص العنيف أسريا

سوء ، والتمادي مع الغضب ومن ذلك سرعة الغضب ألتفه األسباب من يتصف بأكثرها

البخل الشديد ، االستمرار في اثارة المشكالت، والتفسير السيء للمواقف والتصرفات الظن

عدم اتاحة الفرصة لألخرين في ابداء أراءهم او ، واشعار أفراد األسرة باإلسراف والتبذير

)2( عدم مراعاة مشاعر الزوجة وحالتها النفسية، مواقفهمتبرير .

ومن صفات الزوج العنيف حسب المبحوثات أنه يمارس الضرب والسب والشتم على

، وهناك منذ الشهر األول، فهناك زوجات من ضربهن أزواجهم منذ اليوم األول، الزوجة

وال يترك زوجته تخرج الى ، األسبابوهناك من تطرد من البيت ألتفه ، وهناك بعد مدة طويلة

ومن صفات الزوج المعنف أنه يتناول المشروبات ، الحمام أو الطبيب ويفرض رأيه

وهناك من يصرف أمواله على السهر ، وهناك من لديه قضايا مع العدالة، الكحوليةوالمخدرات

وجها باع أن ز ، حسب تصريحات احدى المبحوثات، والبذخ في السهرات الليلية مع النساء

يخلق لها وعندما ال يجد األموال، لها مصوغاتها الذهبية وأكلهم في استهالك المخدرات

.ويمارس عليها العنف المشاكل

، ومن الصفات الشخصية للزوج العنيف أنه غير قادر على السيطرة على نفسه

ويمتلك ، وسيبقى وحيدا ويكون لديه تخوف من أن الزوجة سوف تهجره، ويمتلك مزاجا متقلبا

وليس لديه استعداد لقبول ، جنسية سيئة واتجاهات ولديه عادات، سلوك غير اجتماعي

ومن وقد يكون خجوال، وقد يكون مدمنا للكحول والمخدرات، المسؤولية عن سلوكه وتصرفاته

. 106ص، 2009القاهرة، مصر، ، عبد احلكيم حممد علي، العنف ضد األطفال، مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع -1 . 10ص، 2011، دار الوطن للنشر، السعودية، أمناطه، مسات أهله، أمحد املزيد وعادل الشدي، العنف األسري حقيقته، مصادره-2


114

.)1(ذوي الشخصيات المعتمدة بشكل كلي على العاطفة

أكد جميع من تقابلنا معهم حيث : حول الزوج العنيف المبحوثينوهناك نظرة

: على النقاط التالية

يجب اعادة النظر في القوانين المتعلقة بالعقوبات ليتسنى الردع لكل من سولت له

أكدوا لنا وأيضا،إضافة الى تغريميه بغرامة قاسية ليكون عبرة ، نفسه االعتداء على المرأة

وكذلك يستحيل العيش ، ألسرتههو الذي ال يحافظ على لم الشمل الشخص المعنف على أن

وهو شخص مريض الى حد ما ، أخالقيا متكاملة تكوين عائلة ال يستطيع وهو أصال، معه

وال يتقبل الزوجة على أساس أنه المسيطر دون منازع ويسقط في نظر يفتقد الى الحكمة

ورآلنه مته وهو في نظر ذلك الزوج الذي يضرب زوجته، والحوار المتبادلاألخر الرأي

، ن المرأة ال يجب أن تضربأل، بظلمه لزوجته يكون ظالم وأيضا، وجاهل للرابطة الزوجية

على مدى تأثير تصرفاته أنه ال يدركو تجعل الزوج عنيفا ليس فقط على زوجته وهناك دوافع

المقررة وكذلك هو زوج ال يحترم حقوق المرأة، وكذا متانة الرابطة الزوجية بينهما زوجته

.وبصفة عامة العنف ضد زوجته هو سلوك غير حضاري، شرعاوقانونا

: صورة المرأة المعنفة وخصائص شخصيتها

وال نعني بالضرورة أنها ، المرأة المعنفة هي التي تتعرض للعنف على يد زوجها

: وأن صورة المرأة التي تتعرض للعنف تشتمل على ما يلي، تتعرض لكافة أنواع العنف

ومن السهل السيطرة ، ومستسلمة وأنها مطيعة، التقليدية لألدوار الذكورية واألنثويةقبولها

وشعورها بأنه ، والتفوق الذكوري ولديها تقدير ذات متدني للسيطرة الرجولية وقبولها عليها

الشعور بالذنب حتى وقبولها والفائدة ليس لديها حقوق انسانية أساسية وأنها عديمة القيمة

غير واقعية حول أن األمر سيصبح كون هناك شيء خاطئ ولديها توقعاتعندما ال ي

. 236، ص2005، 1ط، ة، اصدارات مؤسسة امللك خالد اخلريية، الرياضجربين علي جربين، العنف األسري خالل مراحل احليا-1


115

التي تربط بالعنف ضد والبيئية واالجتماعية الثقافية العوامل والمتغيرات وتتباين، أفضل

، أكثر استهدافا تجعلها اال أن هناك سمات شخصية لدى المرأة التي تتعرض للعنف، المرأة

تثير عدوان الرجل، أو المساء اليها المضروبة المرأةوقد أشارت بعض الدراسات الى أن

وذلك ألن عنف الرجل يحقق لها رغبة في اشباع حاجتها الى المازوشية، وعنفه ضدها

.)1(واضطراب الشخصية في هزيمة الذات ويحقق لها رغبة

والنزعة العصابي والقلق ومن خصائص النفسية للمرأة المعنفة أنها تتصف بالجمود

ويصبح لديها اضطراب في األكل والنوم والميل ، واليأس واالكتئاب والطاعة والخضوعللكمال

.)2(لالنتحارواالنعزال عن النشاط االجتماعي واالختالط باألخرين والرغبة السريعة للبكاء

:نظرة الزوجة المعنفة لشخصية زوجها

والصفات السماتوتتفاوت هذه ، هناك صفات كثيرة يتميز بها الشخص العنيف أسريا

ومن ومنهم من يتصف بأكثرها، فمنهم من ينطبق عليه كل هذه السمات، من شخص آلخر

بالزوجة وأهلها السخرية واالستهزاء، والتمادي مع الغضب سرعة الغضب ألتفه األسباب ذلك

وعدم مراعاة مشاعر وعدم قبول النصحو والشتم ألفراد األسرة والسب االهانة، البخل الشديدو

ومعقدة بسبب ، وعدوانية وسلبية وتبدو شخصية المعنف اندفاعية، وحالتها النفسية الزوجة

وال يحب ، وشخصية منغلقة على نفسها، االجتماعية واالقتصادية أو النفسية الظروف

.)3(التعاون مع األخرين

بنعم على أن أزواجهم عدوانيين وعنيفين ألنهم % 50وقد صرحت المبحوثات وبنسبة

صرحن بأن 44%أما، وأن عقولهم جامدة، فقط يعرفون العنف والضرب والسب والشتم

أما أخرى و وهناك من ترى أن زوجها كل يوم في مزاج وسلوك ، مزاجيين الطباع أزواجهم

. 103ص، 2009عبد احلميد حممد علي، العنف ضد األطفال، مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، -1 . 64، ص2004دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان، األردن، ، عبد الرمحن العيسوي، علم النفس األسري-2 . 08ص، ن، س، الرياض، السعودية، ب، أمحد املزيد وعادل الشدي، العنف األسري، حقيقته، مصادره، أمناطه، مسات أهله، دار الوطن للنشر-3


116

وهناك حالة ، تغير وأنقلب عليها كثيرا وبعد ذلك كان حسن السلوك فصرحت بأن زوجها

وهناك مبحوثة صرحت بأن ، أحيانا طيب وأحيانا شيء أخر أخرى صرحت بأن زوجها

من العينة 04%أما ، وفي األخير يطلب منها السماح، ويتشاجر معها زوجها مزاجي

ألن عنده ابن ، يحب ابنه صرحن بأن زوجها ودود 02%متفهمين فصرحن بأن أزواجهم

كيف تنظرين لشخصية زوجك؟ : السؤال، الجدول االتيوهذا ما يوضحه ، واحد فقط

( )عدواني ( )مزاجي ( ) متفهم ( )ودود

نظرة الزوجة لشخصية زوجها التكرار

عدواني وعنيف 25

ودود 01

متفهم 02

مزاجي 22

المجموع 50

من خالل الجدول أن الزوجة المعنفة ترى بأن زوجها ذو شخصية عدوانية ما نالحظه

.وبنسبة كبيرة من عينة البحث متقلبة أو شخصية مزاجية، وعنيفة


117

:الخصائص النفسية للمرأة المعنفة

االكتئاب واليأس ، والطاعة والخضوع تتصف بالجمود والقلق العصبي والنزعة للكمال

ولديها ، والشعور باإلهانة وعدم تقدير الذات، والعجز المتعلم ومشاعر فقدان الحيلة

االنعزالية ، والعمل على احداث عاهات بنفسها الميل لالنتحار، النوم واألكل اضطرابات في

والرغبة السريعة للبكاء واالصابة بنوبات ، واالختالط باألخرين عن النشاط االجتماعي

.هستيرية

متعكر ، يتصف بسرعة الغضب والشك:الخصائص المميزة لشخصية الزوج الممارس للعنف

وعدم ولديه احساس بخيبة األمل والخوف، والحساسية االمتعاضالمزاج ومتوتر وشديد

مفرط في ، ويتغلب عليه الشعور بعقلية الخاسر، وانخفاض تقدير الذات باألمان اإلحساس

كما أنه يلقي اللوم على األخرين ويرفض تحمل ، وغير قادر على تحمل الوحدة غيرته

، ويتصف بالتسلطية وحب التملك، مروادمان الخ ويلجأ الى تعاطي المخدرات، المسؤولية

، الضاغطة وال يستطيع التعامل مع المواقف، من منطلق ذكوري وينظر للمرأة نظرة دونية

.)1(تجاه األطفال ويتصف بالعدوانية

لقد أكد جميع من أجرينا معهم المقابلة على أن :حول الزوجة المعنفة المبحوثينوهناك نظرة

ويجب تفعيل ، الى جانبها بسن قوانين رادعة للعنف ضدهاالمرأة المعنفة يجب الوقوف

التعايش الحضاري بين الزوجين في مختلف وسائل االعالم والتصدي لمن يمارس أسباب

وكذلك يجب عرضها على طبيب نفساني ألنها ضحية ظروفها السيئة، العنف ضد المرأة

التعنيف مهما كانت وأن الزوجة المعنفة هي كزوجة وكأم ال تستحق، والمجتمع أيضا

هناك لكون الشرع الجزائري شرع قوانين من شأنها الحفاظ على كرامتها وبالمقابل، تصرفاتها

.من شأنها ادانتها اذا كانت محل جرم صادر منها نصوص قانونية

الزواجي، عنف أمل حممود السيد حممود الدوة وزينب عبد احملسن درويش، عالقة بعض املتغريات النفسية واملعرفية واالجتماعية مبستويات تقبل املرأة لل-1

. 07ص، ن، س، مصر، ب


118

: ثقافة السيطرة الذكورية في المجتمع

عالقات القوة داخل النسق األسري ليست سوى انعكاسا لبناء القوة القائمة في ن إ

والقهر والسيطرة ذلك البناء الذي يدعم ويعزز عالقات الهيمنة، المجتمع بشكل عام

والقانون والمؤسسة من خالل نسق القيم والثقافة، في المجتمع وفي األسرة االجتماعي

كانت أو زوجة أو أختا أكثر األفراد داخل األسرة تعرضا وتعتبر المرأة بنتا ، االعالمية

ولهذا التمييز بين مفهومي ، مكانة ضعيفة في بناء القوى داخل األسرة لكونها تحتل، للعنف

حيث يختص مفهوم النوع ، وليس بيولوجي ثقافي والنوع على أساس اجتماعي الجنس

السائدة اجتماعيا عبر الثقافة التي تتشكلوالنساء واالختالفات بين أدوار الرجال بالفروقات

وسيطرة الرجل في تبعية المرأة وتتمثل العالقات االجتماعية في المجتمع، تاريخيا والمتغيرة

)1(القائمة بينهما والالمساواة ،

والسيطرة وتعاني المرأة العربية عامة والجزائرية خاصة من تسلط العنصر الرجالي

التي تساهم في والتقاليد األخ أو الزوج الى جانب سلطة األعرافسواء األب أو ، الذكورية

)2(اذالل المرأة

والقيم السائدة في المجتمعات وهي والثقافة الذكورية منشأها المعايير االجتماعية

وأن العنف الذكوري يرجع ، كمفهوم المحافظة على مكانة الرجل وقيمته، بحاجة الى تصحيح

في صورة األب أو األخ األبوي الذي يقوم على هيمنة الذكر الممثلباألساس الى النظام

وعلى ، من جهة وعلى اخضاع المرأة أو الزوجة الواسع للنفوذ والسلطة كرب لألسرة األكبر

وما يكرس هذه الثقافة بعض الممارسات ، اجبار األطفال على الطاعة من جهة أخرى

. 58ص، 1994عبد الوهاب ليلى، العنف األسري، اجلرمية والعنف ضد املرأة، دار املدى للثقافة، بريوت، لبنان، -1 www. djazaires. net. 02ص28/11/2009، اىل أين ؟، جملة االيام اجلزائرية. . . . . . . . . نوال، ع، العنف ضد املرأة يف اجلزائر -2


119

همية الذكر المولود على األنثى في بعض واألعراف االجتماعية والتقاليد الموروثة كأ

.)1(.المجتمعات

: القيم األسرية وعالقتها بالتنشئة

حيث أن الطفل يبقى دائما مع ، تتم تنشئة الفتاة الجزائرية بمشاركة كل أفراد األسرة

والعمة والخالة وفي بعض األحيان نجد العم، ويتشارك في تربيته كل من الجد والجدة، أمه

عملية التنشئة وبهذا تكتسي، في تربية الطفل يمكن تجاهل دورهم التربوي وال، أيضا

فيمكن دور األب خارج المنزل بالعمل على ، االجتماعية طابعاجماعيا للحياة االجتماعية

وبالتالي فأن األب يمثل ، وحاجيات أبنائه وملبس تلبية حاجات أسرته من مأكل ومشرب

وهذه السلطة، والخوف منه ه األطفال هو احترامه وطاعتهفأول ما يتعلم، السلطة في البيت

وهذا ، واألطفال األم تخضع له وأن سلطة األب المطلقة، والتقاليد الموروثة نابعةمن األجداد

في لكن عند الجزائريين السلطة متأصلة، واالنصياع لجميع رغباته وطلباته وتقديريه باحترامه

وبالتالي الرجال ، ليس برجل سلطته على أهله الذي يفقد واألب في المجتمع الجزائري، الدم

تتحدد معالم سيطرة الرجل ومن هنا، يحاولون دائما الحفاظ على السلطة ويحرصون عليها

ومن هنا تتكون نظرة البنت أو ، وبنائها االجتماعي كيانها على محاوال الحفاظ على أسرته

، طة على األسرةوهو ما يسمى بركيزة العائلةالفتاة في المجتمع الجزائري أن األب يمثل السل

، وعائلته وسندا ألمه حيث يعتبر عون أبيه وهذا ما يتجلى في األسرةحين يولد الطفل ذكر

أما المرأة فهي التي تهتم بتربية ، ومن هنا تبرز مكانة الرجل في األسرة الجزائرية التقليدية

وصنع وغسل ونسيج من طهي ل المنزليةوالقيام بكل األعما أبنائها وتوفير كل متطلباتهم

.)2(وأن المرأة بدون زوجها ال تساوي شيئا، وأنها هي أساس األسرة، المالبس وخياطة

. 58، ص2007، ، الدار البيضاء، املغرب1كاظم الشبيب، قراءة يف الظاهرة من أجل جمتمع سليم، املركز الثقايف العريب، ط -1 ، 1995فادية عمر اجلوالين، دراسة األسرة العربية، حتليل اجتماع لبناء األسرة وتغري اجتاهات األجيال، مؤسسة شباب اجلامعة، بريوت، لبنان، -2

. 255ص


120

وان الفتاة في المجتمع الجزائري هي اكثر تأثيرا باألم باعتبارها المسؤولة األولى في

وتقلد أمها القيم وعاداتوأنها تقضي معظم وقتها في البيت وتكون مستعدة الكتساب ، تربيتها

اذن الممارسات اليومية المتكررةتكتسب ، وكذا دورها االجتماعي، والعمل المنزلي في اللباس

وتختلف عملية ، وحفظ وتربية الجيل امرأة الغد الذي يؤهلها ألن تكون السلوك االجتماعي

وهذا راجع لعدة كما كانت عليه في السابق التنشئة االجتماعية للمرأة في األسرة الحديثة

وأصبحت المرأة ، وتغير المهام، وخروج المرأة للعمل، ساهمت في ذلك كانتشار التعليم عوامل

تتمثل في غياب دور األم األصلي في تنشئة األبناء ومختلفة تتعرض لمؤثرات صعبة

.)1(مما أفقد العائلة بعض من القيم، واستبداله بالحاضنات

: العنف األسريتأثير الثقافة على ظاهرة

، والثقافات والثقافية العقدية الممتدة في األديان العنف ضد المرأة له جذوره االجتماعية

ومصيريها فلم تكن المرأة ذات حضور مؤثر في الثقافة وكانت مواضيع التبخيس والعنف

، وهو ملكية للذكر الذي يعتبر عنوان وجودها اذا اتهمت أو أخطأت أو فرطت بجسدها سيء

ألن ، في حين ال يعامل الذكر كذلك أو قد ال تطبق العقوبات على الجنسين بالقوة ذاتها

.)2(بنفوذ وقدرة على االفالت منها أكثر من المرأة الرجال ال يتمتعون

حقل العنف الذي نتحدث عنه وقد حددنا، وتقود اليه وال عنف بال ثقافة تمهد له

عندما يمارس شخص ما أو جهة ما عنفا تجاه وبالتالي، ، باعتباره ممارسة لثقافة ما

والخطط موجودة والقناعات يعني أن األفكار، الى ممارسات فانه بذلك يحول أفكاره، األخرين

، 2011وعلي راضية، خلفيات العنف يف اتمع اجلزائري، موقع أونثروبوس، املوقع العريب األول لألنثروبولوجيا والسوسيو أنثروبولوجيا، فيفري -1

. 09ص . 189ص ،2009، 1حسن ابراهيم أمحد، العنف من الطبيعة اىل الثقافة، دراسة أفقية، النايا للدراسات والنشر، دمشق، سوريا، ط -2


121

ما كان كي يصبح بالفعل أن تالقي استعدادات من كل النواحي وهذه يجب في مرحلة سابقة

)1(حسب التعبير الفلسفي بالقوة.

في ذات حضور كثيف اجتماعية كمسألة ثقافية)الجندار(وال تزال مشكلةالعنوسة

حيث نجد أن المرأة لم تصبح كالرجل، اذا لم نقل في كل العالم، مناطق كثيرة من العالم

وفي المجتمع العربي وفي غيره من المجتمعات ان كانت ، )2(حضورا في أي نقطة من العالم

تلعب دورا قويا، مستواها وحيزها البنيوي على المستوى األيديولوجي أو على الثقافة األبوية

وذلك أن مشكلة ، في األسرة وفي المدرسة وفي المجتمع عامة في حدوث مشكلة العنف

على حدوث العنف وأن للثقافة دورا بارزا في التستر، والعوامل واألثار األوجه متعددة العنف

وأن العنف الذي ، )3(لالتي تحصل ضد النساء واألطفا تلك الممارسات القاهرة باألخص

انها سلطة الثقافة ، يمارس ضد المرأة هو استمرار لعنف موروث أساسه السلطة األبوية

.)4(الممتدة التي لخصت حضور المرأة بجسدها الفاعل

. 85حسن ابراهيم أمحد، نفس املرجع، ص-1 . 187حسن ابراهيم أمحد، ص-2، الناصرة، فلسطني، 03حممد حاج حيي، العنف يف اتمع الفلسطيين، ظاهرة هدامة، املركز العريب حلقوق والسياسات، كتاب دراسات، العدد -3

. 56، ص2010نوفمرب . 195ص، حسن ابراهيم امحد -4


122

: دوافع ممارسة العنف الزوجي ضد الزوجة

ومنها أن ، من بين الدوافع واألسباب التي تدفع الزوج الى تعنيف زوجته عديدة ن إ

وهذا ما نتائج البحث وهذا حسب، هي في بعض األحيان تدفع الزوج الى تعنيفيها المعنفة

.خالل االجابةعن السؤال التالي حول رأي المبحوثات نستشفه

لماذا يمارس الزوج العنف ضدهن ؟

:فكانت اإلجابات كالتالي

تتصلب في أن المبحوثات صرحن أنهن هن السبب األول وهذا راجع الى أنهن

الكالم للرجل وال تريد من يرجعن فهناك، عند حدوث العنف وكالمهن أمام أزواجهم أقوالهن

وهناك من صرحن أن األم هي التي كانت ، أن يسبها ويشتمها زوجهاخاصة أمام أفراد عائلته

وهناك من صرحت أن الزوج طبيعته عنيفةويمارس هذا ، السبب في حدوث العنف مع الزوج

من البيت زوجها بالخروج وهناك من صرحت بأنها هي دائما تطالب، حتى مع أمهالسلوك

بأن زوجها وهناك من صرحت، تصطدم معه بالعنف لكنها، والبحث عن عمل أو أي وظيفة

هذا وكذلك نتائج عن البيت غيابه ما ينجم عنه أو المخدرات الكحول مدمن على استهالك

بدون على الخمر ويترك أسرته يصرف كل أمواله أن الزوج حيث، على األسرة السلوك

.تصادمات يومية مما ينتج عنه أو أبنائه ازوجته حاجات تحتاجه

وهذا ، مع امرأة أخرى أو العكس عندما يخون الزوج زوجته وكذلك من أسباب العنف

من نساء المتزوجين من األزواج وهناك بعض الحاالت الى حدوث العنف في األسرة مايؤدي

وحاجات زوجته مصوغاتبيع كذلك من يريد وهناك، عامالت يطمعن في أجرة زوجته

وهناك عينة، أو الخمر أو السهر مع النساء بعيدا عن العائلة الستعماله في شراء المخدرات

وما نسمحش في انا نردلو الهدرة(وكانت كالتالي من نتائج البحث في عدة استمارات المقابلة

عندما اتكلم مع امه ونتزايد في الكالم يسمعني ( ، )قبل على نفسي الذل انا ال أ( ، )حقي


123

يسبني ويشتمني ألنه ( ، )مشاكل بيني وبين أمه(، )مه هي السببأالن ( ، )ويضربني

ألنه يتناول الخمر ( ، )انا دائما أقول له انهض لتعمليضربني ويعنفني( ، )مريض عصبي

ألن له عالقة مع جارتي ( ، )ألن أمه تحرضه عليا( ،)ألنه مدمن على الخمر والنساء(، )

.)عندما لم أريد اعطاءه مصوغاتي ( ، )يخونني معها

: أسباب المشكالت الزوجية

وعدم قيامه بواجباته الزوجيةوالوالدية مع ادمان أوبطالة أو قسوة على اهمال األب ألسرته-

.الزوجة واألبناء

كذلك طغيان المرأة ، بينهما وفقدان الروابط اإليجابية، زوجهااهمال األم ألوالدهاوعدم تقدير -

ويتجلى ، مع ميل الى االهتمام بنجاحاتها الشخصية، والحط من قدر زوجها على األسرة

العنف بين الزوجين في محاولة سيطرة الواحد منهم على األخر وذلك عن طريق الحاق

هم ضحايا العنف األسري سابقا من وأن هؤالء األزواج ، األذى الجسدي أو المعنوي به

وغالبا ما يستعمل بين الزوجين وأن العنف األسري هو عنف متبادل، وأمهاتهم طرف أباءهم

نتيجة وينتج الصراع، أو اللفظي أو الرمزي أحد اشكال السلوك العدواني الجسدي كل منهما

وأيضا االندفاعية، طرةوحب السي الشديدة التنافسية والنزعة على الرأي واإلصرار العناد

إضافةالى عامل عدم التوافق، العصبية وفي ردود الفعل، والتسرع في اتخاذ القرارات

وعدم ، تصبح الحياة صعبة معهم وبالتالي، أو العاطفي الروحي وعدم االنسجام الشخصي

وكذلك عدم تناسق ، معرضين لالنفصال مما يجعلهم، مشاركتهم في الحياة الزوجية

كأن يميل أحدهما الى االنطالق والمرح ، وال سيما الميول والرغبات االتجاهات بين الزوجين

الذي يؤدي واالجتماعي إضافة الى عدم االستقرار االقتصادي، والتقوقع واألخر الى االنطواء

.)1(الى تفكك األسرة

. 05ن، ص، س، وفيق صفوت خمتار، األسرة وأساليب تربية الطفل، دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، ب -1


124

بمجرد الزواج وعدم استقالل الشباب اقتصادياواجتماعياعن أباءهم وأجدادهم:صراع األجيال-

ومفاهيم هؤالء حول الزواج على ، قبول الشباب بأسلوب الحياة التي يعيشها اآلباءأو األجداد

.وال تتناسب مع روح العصر، وقديمة أساس أنها كلها تقليدية

شاءت ظروف الحياة في العقدين ، لألسرةل الهجرة من أجل تحسين األحوال المعيشية-

عوا الشباب للهجرة الخارجية سعيا وراء مزيد من فرص العمل وزيادة األخريين أن ظهرا ما يد

.)1(وبدأ ذلك بالهجرة ألروباوأمريكا، الدخل

وكذلك من المشكالت الزوجية التي تحدث داخل األسرة الجزائرية نجد الطالق والذي

، سر الزوجينأوخالفات بين الزوجين أو بين أهمها وقوع صراعات يحدث نتيجة عدة أسباب

، تنحل العالقة الزوجية وبالتالي، المفضي الى الطالق مما يؤدي الى حدوث العنف الزوجي

وكذلك أهل في حياة الزوجين هل الزوجأتدخل ومتعددة أهمها وللطالق أسباب عديدة

في المواقف وصعود وتوتر، مما يؤدي الى تنافر وتجاذب في األراء الزوجة وخاصة األم

وكذلك النظرة ، )أم الزوج(عدم تقبل قرارات الزوجة لقرارات األم وكذلك ، الطرفين لكال

وبالتالي ، االرجل لتي كان يمتلكها تهرب من السيطرة وخروجها للعمل جعلها التحررية للمرأة

الفراق في بعض األحيان تكون عواقبها للرجل بمواقف صلبة هذه السيطرة تصطدم

.بالمرأة الى طلب الطالق حسب نتائج البحثوهناك دوافع عديدة تؤدي ، )2(والطالق

. 36، ص2005، 1حممد علي سالمة، حمكمة األسرة ودورها يف اتمع، دار الوفاء للطباعة والنشر، اإلسكندرية، مصر، ط -1 37كمال سعورة، مشكلة الطالق يف اتمع اجلزائري، ديوان املطبوعات اجلامعية، بن عكنون، اجلزائر، ص -2


125

: العنف وعالقته بوسائل االعالم

وتكنولوجيا االتصال الجديدة في انتشار ظواهر العنف عالماللقد ساهم تطور وسائل ا

حيث أن حتميات صناعة وعولمة الثقافة، عالوة على األثر المحقق في تكتل االعالم

والحرب التلفزيونية من األصغائية أعلى نسبة تحقيقوالبحث عن المسرحية االستعراضات

التي تتنافس من أجل السيطرة المطلقة على المجال السمعي التجارية بين القنوات المتعارضة

وهذه التكنولوجيات في عالم تجعل هذه الوسائل االعالمية كلها عوامل، البصري والتحرير

والصداقة بين لتقدم والتضامنوا تتطور ضاربة عرض الحائط مثل السلم االتصال

.البشروالشعوب

ويبقى مفهوم ظاهرة العنف اعالميا مرتبطا بما تنقله وسائل االعالم للمشاهد أو

الذي وفقا للمضمون يتصرف وأحيانا، خبار تجعله يتأثر بهاأو القارئ من أفالم وأحداث

مهما كان شكله اجتماعيا فالعنف ، عندما تجد صدى عند مستقبلها، تحمله الرسالة االعالمية

والجزائر ال أن خاصية الدول النامية عامةإ، وبمفهوم االعالميين له عدة أسباب، أو سياسيا

واالستماع للرأي األخر وقبول انسداد أفق التخاطب تنفرد بما نود أن نسميه، بصفة خاصة

نف مرتبط بشكل فالتأويل االعالمي للع، واقعة وقائمة بذاتها ن وجود اآلخر حقيقةأفكرة

فظاهرة العنف، باألنساق السياسية باعتبارها عنصرا أساسيا في تشكيل هذه الظاهرة مباشر

بل تمتد لتشمل مصادرة الفكر ، بالقتل أو التعذيب اعتداءا على الجسد كونها ال تقف عند

،)1(والتضييق عليها والحريات والحجز على الحقوق والرأي

جدال في الوطن العربي منية والقضائيةألوا واالجتماعيةوتشهد الساحات االعالمية

، تناول وسائل االعالم لقضايا وموضوعات العنف األسري حيال مشروعية وجدوى واسعا

وبالتالي يجب أن تعكس كل ما يدور في ، علما أن وسائل االعالم تعد مرآة للمجتمع

، أطروحة دكتوراه دولة يف علوم االعالم واالتصال، دراسة 1999صفوان عصام حسيين، الصحافة املكتوبة وظاهرة العنف يف اجلزائر خالل سنة -1

. 84، ص2005كتوبر وصفية حتليلية، جامعة اجلزائر، أ


126

فعندما تتم ، األسري في الوقاية منهويساعد تناول وسائل االعالم لقضايا العنف ، المجتمع

بروز رأي عام ينجم عنه العنف األسري وعواقب وأساليب وأنماط توعية أفراد األسر بوسائل

وعلى وسائل االعالم أن تواجه ، يضغط باتجاه اجراء اصالح لنظام العدالة االجتماعية

االعالم العربي مقصر ان ، وأنماطه وكينونته وتبيان هيئته قضايا العنف األسري بتحديديه

قضايا باألطر القانونية التي تحكم الى حد كبير في تعريف الجمهور العربي وتوعيته

)(وموضوعات العنف األسري1

: العنف المتلفز والمرأة

اال أن ، بالرغم من أن ظاهرة العنف كانت موجودة أصال منذ ظهور االنسان األول

احدى الدوافع المهمة صارت الفضائية القنواتعلى أن أجمعت مختلفة دراسات اعالمية

ركزوا من القائمين باالتصال ال سيماأن الكثير، ألفرادلالعنيفبين من السلوك لتي تكرسا

بشكل تلك الرسائل االعالمية فيما أسهمت، مشاهد العنفن على قيمة الصراع المتضم

التعرض ويمكن أن يؤدي، من المتلقين لدى أعدادكبيرة العنيف في تنامي السلوك تراكمي

والترويج صورة مشوهةعن المرأة وتقديم، قيمة الصراع التراكمي للرسائل االتصاليةالمتضمنة

في نحوها من قبل الرجل العنيف السلوك الى تحفيز عن مستفيد عنهاعلى أنها سلعة تبحث

.)2(ويمكن أن يعرضهاالى تحرش أواعتداء، البيت او الشارع أو في العمل

وعنيت أكثر ، والبحوث لتقييم آثار البرامج التلفزيونية وأجري عدد هائل من الدراسات

في برامج التلفاز ال شك أن تواتر العنف، على األطفال هذه البحوث بأثار مشاهد التلفزيون

لقد حللت ، االجتماعية في العالم في جميع األوساط مدعاة للقلق المنتجة في الغربقد أصبح

واألخرين ضد النفس القوة الجسديةأو التهديد باستخدامها أن العنف هو استخدامالدراسات ب

ألسرة واالعالم عبد اهللا ناصر احلمود، العنف األسري يف االعالم العريب بني الوعي املهين والرهانات التسويقية، رؤية نقدية، ورقة مقدمة اىل مؤمتر ا- -1

.دوحة، قطر، ص، 2010العريب، ماي . 120، ص2011موسى جواد املوسوي، االعالم اجلديد، تطور األداء والوظيفة، سلسلة مكتبة االعالم واتمع، الطبعة األلكرتونية األوىل، -2


127

من مجمل 80% وأكتشف الباحثون أن، أو حاالت وفاة من ايذاء جسدي ما ينتج عن ذلك

كل حوادث 08رب من قتا وبمعدل، من العنف والجريمة متفاوتة البرامج تتضمن مستويات

ن أبل ، والوفاة فيها رغم انخفاض حاالت القتل األطفالفي برامج وتعلوا هذه النسب ساعة

.)1(الموجهة لألطفال في مسلسالت الكرتون العنف تتمثل أعلى مستويات

تحمل على مشاهد وأفالم التي تحتوي من برامجها وان لوسائل االعالم نسبة كبيرة

أن األطفال عدد من الباحثين األمريكيين فقد صرح، حتى في الدول الديمقراطية العنف

، العنف في وسائل االعالم خاصة األلعاب اإللكترونية يتعلمون العنف عن طريق مشاهدة

، والعقلي وبالتالي فأن التلفاز يترك آثر نفسي على نفسية الشباب وخاصة في جهازه العصبي

ولهذا نالحظ بعض وسائل االعالم المرئية خاصة في الدول الغربية منعت مشاهدة األفالم

وحددت ، سنة 18سنةوفي بعض األحيان تحت سن 12بعض الشباب تحت عمر يناهزعلى

.)2( الى العاشرة والنصف ليال مواعيد لمشاهدة بعض األفالم ما بين السابعة

وسلوك الفرد واألسرة وال يختلف اثنان على حجم وخطورة االعالم على حياة وثقافة

بين الوسائل االعالمية األخطر المرئيوفي عصرنا الحالي بات االعالم ، والمجتمع

ويكاد ، المفتوح لكل شيء بدون استثناء مدار الساعةعبر الفضاء ألنه يبث على، المختلفة

من وجود فال غرابة، يذهب اليه في كل مكان ويجلب انتباهه االعالم أن يحاصر االنسان

عيد االجتماعيالعنف العام على الص في حجم أحداث في العالم اليوم زيادة واضحة

آمال في مع الدول ألثارتها لجان هيئة األمم المتحدة وهذا من األمور التي تسعى، والجنائي

العنف على صعيد االعالم أنعكس وبالتالي، وتخفف منه تحد من العنف الوصول الى نتائج

. 508، ص2005، املنظمة العربية للرتمجة، بريوت، لبنان) مع مدخالت عربية ( انتوين غيدنر، ترمجة فايز الصياغ، علم االجتماع -12jaquesdanancier ،évaluer et prévenir la violence dans les établissements sociaux ،2 eme édition

،dunod ،paris ،2005 ، p37 .


128

العدواني وثيقة بين السلوك وجود عالقة وأكدت عدة بحوث، كما وكيفا في زيادته األسري

،)1( كبير عليها وعنيفة مع وجود اقبال والتعرض لمضامين اعالمية ذات صيغة اجرامية

وأن عرض النماذج العنيفة في التلفاز المرئي تقدم للمشاهدة نمطين من المعلومات

فمن جهة نجد أن العنف ، يؤدي الى زيادة احتماالت ظهور السلوك العدواني كالهما

لمشاهد التقنيات التي تجعله أكثر ثقة في قدرته على النجاح في تنفيذ ربما تعلم ا ومشاهدته

ومن جهة أخرى يمكن أن تزود المشاهد بمعلومات عن عواقب العدوان ، العدوانية األعمال

، في موقف معين التي تعطي على ممارسة السلوك العدواني والجزاءات مثل المكافآت

من الجنسين تركز على تبصير الشباب واعالمية تثقيفية اعداد برامج ولمواجهةالعنف ينبغي

بأسلوب والزوجات وتبصير األزواج وتوضيح الحقوق والواجبات، مرحلة الزواج بمتطلبات

وكذلك ينبغي للمسؤولين، بأحكام الشريعة االسالمية والتمسك، فيما بينهما المناسب التعامل

بنشر واذاعة ما وااللتزام والجنس لجريمةوا االبتعادعن عرض أفالم العنف بجهاز االعالم

.)2( يساعد على الحفاظ على كيان األسرة

المتتبع لوسائل االعالم العربية نجد أن هذه الوسائل بدل من أن تقوم بدورها في ن إ

تقوم هي ذاتها بممارسة هذا العنف ، الدفاع عن المرأة ومناهضة العنف الذي يمارس ضده

يمارس العنف مثال بوصفه وسيلةاعالم جماهيرية فالتلفزيون، بآخربشكل أو على النساء

وحتى واألفالم والمسلسالت والبرامج ضد المرأة ليل نهار على مدار الساعة في االعالنات

.سواء على مستوى الشكل أو على مستوى المضمون، في برامج األطفال

االعالم العربي ما زال مصرا على تقديم المرأة بالصورة التقليدية أو بالصورة ن إ

ولتشجيع وهو ما يجعلها وسيلة للجذب الجنسي، الغربي لمفهوم الموديل للنموذج المعلبة

وتؤكد ، هو نموذج المرأة المستهلك لحديثةا على اعتبار أن نموذج المرأة وزيادة االستهالك

. 49. ، ص2007، 1العنف األسري، قراءة يف الظاهرة من أجل جمتمع سليم، املركز الثقايف العريب، املغرب، ط، كاظم الشبيب -1

. 61، ص1425ذو احلجة ، 281شيماء مصطفى املليجي، العنف داخل األسرة، ظاهرة دد استقرار اتمع وأمنه، جملة األمن واحلياة، العدد -2


129

تشوه صورة المرأة في كثير منها واألفالم أصبحت أن البرامج والمسلسالت المتنوعة الدراسات

وعلى في نشر ثقافة حقوق االنسان ولإلعالم دور مميز، وتسخف الدور الذي تلعبه مجتمعيا

.)1(رأسها القضاء على التمييز والعنف

فرد ويكتسب ال، وال تنتهي مما ال شك فيه أن التنشئة عملية مستمرة تبدأ مع الفرد

ويشترك، وغير المقبولة المقبولة والقيم والسلوكات لكثير من المعايير خالل سنين حياتها

، من غيرها من المؤسسات األخرى واألقران مع وسائل االعالم البيت والمدرسة واألصدقاء

دور البيت في سن معين وكذا الحال بالنسبة لدور وأن دورها ال ينتهي حيث يتوقف

والقراءة واالستماع بتزايد أوقات المشاهدة وسائل االعالم فان دورها يتعاظمأما ، المدرسة

تقوم في بعض األحيان الوسائل فان هذه واذا ما أخذنافي االعتبارهذا الدور، لهذه الوسائل

وذلك من خالل ما يعرض في البرامج والمسلسالت، بإكساب الفرد أنماطا معينة من العنف

كما تركز وسائل االعالم العالمية على تشويه ، مثل هذه الوسائل التي تنشرها والقصص

على دور المرأة التقليدي وصورة المرأة العربية خاصة من خالل التركيز صورة العربي عامة

.)2(واسقاط دورها االيجابي في الحياة

. 05ص، ن، س، أمين عقيل، االعالم والعنف ضد املرأة ما بني املواجهة والتكريس، مركز ماعت للدراسات احلقوقية والدستورية، اجليزة، مصر، ب -1، 23علي جنادات، تغطية الصحف االردنية اليومية ملوضوعات العنف األسري، سلسلة العلوم االنسانية واالجتماعية، أحباث الريموك، الد -2

. 22، ص2007، مارس01العدد


130

: نظرة االعالم المكتوب للعنف ضد المرأة

والجمهورية ، واألفاق، والمجاهد، كجريدة لبرتيتناولت الصحف الناطقة بالغة الفرنسية

التي انعقدت ومتابعةكل الملتقيات موضوع العنف ضد المرأة باهتمام واسع واسهام، الجديدة

على أن العنف ضد 24/11/2010في يوم حيث علقت جريدة األفاق، في الجزائر اعالميا

امرأة 667000هناك الجريدةوحسب ، ويجب كسر حاجز الصمت، المرأة موجود في الجزائر

04وهناك ، 2010الى نوفمبر 1988بداية جانفي وقتلت من تاريخ في الجزائر اغتصبت

مال يين امرأة 03وهناك ، 2010أشهر من سنة 06من طرف الزوج في ظرف حاالت مميتة

.في الوسط العائلي معنفة

، متفقة حول هدف واحد في الجزائر وفي جريدة الحرية نجد أن الجمعيات النسوية

عبر الحديث المجتمع الجزائري قوانين حديثة تساير وهو مقاومة العنفضد المرأة بإثراء

إضافة الى اقتراح وعرض مختلف ،الجزائري لتغير القوى داخل المجتمع المختلفة مؤسساته

أما جريدة الجمهورية الجديدة، واألعمال للحد من ظاهرة العنف ضد المرأة النشاطات

واألنظمة علقت على أنه يجب تقوية اآلليات وبمناسبة اليوم العالمي للعنف ضد المرأة

من أجل تحمل المسؤولية ولذا يجب، والفتاة حول حصر العنف ضد المرأة والمعطيات

.)24/11/2010(فاعلة داخل المجتمع عبر استراتيجيات اقصاءالعنف اتجاه المرأة

ترى بأنه يجب مساعدة النساء في خطر ، 25/11/2010ما جريدة المجاهد في يوم أ

وتوفير لهم الحماية بالجزائر المتواجدة عبر النصائح والتوجيهات من طرف مراكز االستماع

من وطأة للتخفيف واجتماعيين وقانونيين مختصين نفسانيين والمتابعةعن طريق والمبيت

الشركاء وكذلك اشراك كلحول هذا المش القدرات المؤسساتية وتقوية ودعم، العنف

ووضع ، والتحسيس عبر كامل التراب الوطني والتوعية، والمجتمع المدني االجتماعيين


131

ضحية العنف سواء وتكثيف مراكز االيواء للمرأة متعدد القطاعات عمل وطني مخطط

.)1(ووضع خط هاتفي أخضر مجاني في متناول مراكز االستماع، خاصة أو عمومية

: من العنف األسريموقف األديان

ان الشريعة االسالمية قررت بعض من القيم المعنوية التي يتعين االلتزام بها : االسالم-1

والرحمة والعدل في الحقوق منها المودة بعيدا عن العنف واستمرارها لبناء االسرة المسلمة

بالميثاق ووصفه القرآن أمر الزواج ولهذا عظمت الشريعة االسالمية، وصون كرامة المرأة

.)2(الغليظ

بغض النظرعن من الناحية الدينية ويتضح أن العنف واشكاله داخل األسرةأمر منبوذ

في نفسه قد أباح طالق الرجل زوجته حتى أن الدين االسالمي، المسببات التي قادت اليه

التوتر الى درجة من وصول العالقة بينهما حال استحالة الحياة الزوجية بين الطرفين خشية

التي تنتج بدورهاعن دوامةمن العنف التي تجر الى حدوث المشاكل والصراعات والنزاعات

.)3(األسري

بل هي ، ليست بالظاهرة الجديدةعن المجتمعات االنسانية وظاهرة العنف األسري

ومنذ نشأة الخلق ظهرت هذه المختلفة وخالل األزمنة، ظاهرة موجودة في جميع المجتمعات

فهناك عنف اآلباءاتجاه األبناءوهناك العنف المتبادل ، في صور متعددة كما وكيفاالظاهرة

.)4(وهناك العنف بين األخوة، بين الزوجين

1- revue de presse ،le24/10/2010 ،www. algiers. unic. org. ،page 6 ،8 ،10 . العنف األسري، دراسة ميدانية على مستوى اململكة العربية السعودية، وزارة الشؤون االجتماعية، بدون سنة نشر، ، عبد اهللا عبد العزيز اليوسف -2

. 65صالسعودية، ، 2007ماي12عائض بن سعد الشهراين، اخلدمة االجتماعية وظاهرة العنف األسري، حبث مقدم ملؤمتر األسرة والتغريات املعاصرة، -3

. 19ص . 03، ص2005حممد بن مسفر القرين، تأثري العنف العائلي على السلوك االحنرايف لطالبات املرحلة املتوسطة مبكة املكرمة، جامعة أم القرى، -4


132

في بناء باألسرة ألنها النواة األولى وقد اهتمت الشريعة االسالمية اهتماما كبيرا

ولذا بينت الشريعة ، رسالتها ويعينها على أداء تماسكها ووضع لها نظاما يكفل المجتمع

ورغبت فيه وبينت كل ما ، والروحي والسكن النفسي األمن الى تحقيق كل ما يؤدي االسالمية

: وهما العنف األسري على مبدأين لتجنب وركزت، ونهت عنه، يؤدي الى اضطراب األسرة

في الحياة والمودة وااللتزام بها وترسيخ قواعد المحبة بالحقوق الزوجية وعي الزوجين

.)1( األسرية

على من العنف في كل مراحله وكيفية حماية االنسان موضوع العنف المعوعالج اال

وانشاء األسرة بطريقة سليمةوتجفيف ، واألسري السليم محاور منهاالبناء االجتماعي عدة

بعقيدته تربط الطفل تربية ايمانية كذلك تربية األوالد منابع العنف بالقضاء على أسبابه

واستخدام ، والتوعية االجتماعية بين أفراد األسرة الروابط االسرية وتقوية، ومجتمعه وأسرته

.)2( باتجاه الهدف الصحيح للمجتمع جميع وسائل االعالم

وقد عرض القرآن الكريم ، عناية االسالم باألسرة فرع من عينته بشأن المرأة كله ن أو

منطلق رؤية كلية أعطى االسالم ومن، في أكثر من عشر صور الكثير من شؤون األسرة

.النساء حقوقا كاملة في أربعة دوائرأو مجاالت

اعترف بإنسانيتها كاملة لجعلها والرجل سواء : المجال االنساني-1

.من جميع جوانبه فتح لها باب العمل االجتماعي:المجال االجتماعي-2

أعطاها االسالم االهلية الكاملة والمساواة الكاملة مع : المجال االقتصادي والقانوني -3

الرجل على مختلف المستويات

ن، ، س، صاحل بن عبد اهللا بن عبد الرمحن الدخيل، املوقف الشرعي من العنف األسري، املعهد العايل للقضاء، اململكة العربية السعودية، ب -1

. 20صالدوحة، قطر، ، 2009مارس/18/19عبد العزيزحريز، احلماية من العنف من منظور الشريعة االسالمية، املؤسسة القطرية حلماية الطفل واملرأة، -2

. 58ص


133

فأوجب على األب رعاية ، اعتنى االسالم أيضا عناية بالبنت قبل الزواج:المجال األسري -4

.)1(وأعطاها حق اختيار زوجها وتعليميها واالنفاق عليها الى أن تتزوج ابنته

وحرم كل صور ايذاء المرأة ، بسبها او شتمها أو تعييريها وحرم االسالم ايذاء المرأة

فإيذاء المؤمنين ، وتوعد اهللا تعالى كل من يؤذي المرأة باإلثم الذي يستوجب العذاب األليمو

بل هو من الكبائر سواء كان االيذاء باألقوال القبيحة كالسب والشتم أو التكذيب ، حرام

.)2(م أو بشيء يثقل كل واحد منهما اذا سمعهبحسب مذمو أو التعبير المختلف الفاحش

وال بد من ، يقرر االسالم أن الرأفة واالحسان هي أساس العالقة األسريةالسليمةو

وأن العنف ضد المرأة ليس خلقا اسالميا بل ، اقامة أمة تقوم على االستقرار واألمن والعدالة

المرأة ظاهرة وأد البنات في بعض هو من عادات الجاهلية األولى حيث كان من عنفهم ضد

ومن ظواهر العنف ضد المرأة منعها في ، ولما جاء االسالم حرم ذلك، القبائل العربية

وال موافقة عليه ، واكراهها على الزواج من انسان قد ال تكون راغبة فيه، الجاهلية من الميراث

.)3( الزواج

وسعت ، لخطورة العنف ضد المرأةاذا كانت المؤسسات والمنظمات الدولية قد تنبهت

قرن 14فآن االسالم قد سبقها في هذا األمر بأكثر من، لرفع الظلم عنها قبل سنوات محددة

حينها مكانة مرضية وال حقوق مرعبة في وطن من أوطان الحضارة في وقت لم يكن للمرأة

الحضارات القديمة على التي سادت في النظرة الخاطئة للمرأة حيث أبطل االسالم، أو البداوة

وتساويهما من )الرجل والمرأة(وقرر وحدة الزوجين ، أنهاجنس منحط عن جنس الرجل

وما وبالتالي فانهما سواء في التكاليف الشرعية، وانهما من اصل واحد، الناحية االنسانية

.وهما سواء أيضا في المسؤولية الجنائية جزاء نيترتب عليها م

. 72ص، 2002األسرة العربية يف وجه التحديات واملتغريات املعاصرة، دار ابن حزم، بريوت، لبنان، ، رجاء مكي وسامي عجم -1، 2010دن، ، دار املأمون للنشر والتوزيع، األر 1عالية أمحد صاحل ضيف اهللا، العنف ضد املرأة بني الفقه واملواثيق الدولية، دراسة مقارنة، ط-2

. 210ص . 55ص، 2010يوسف ناصر والشيخ ماهر عساف، الدين وتربير العنف، دار اسراء للطباعة، اخلليل، فلسطني، -3


134

، في اطار الحياة الزوجيةواألسرية ولكل منهما حقوق وواجبات، يةوفي الحقوق االجتماع

ودورها في الغاء مسؤولية المرأة فان ذلك يعني، القوامة للرجل قد جعل واذا كان االسالم

فالكل يتحمل ، مشورة المرأة الرجل بتقرير مصيريها دون أخذ ادارةشؤون األسرة أو استبدال

، الزوجين معا حقوق الزوجية لما فيه سعادة الشريعة االسالميةوفصلت ، جزء من المسؤولية

والصفح وأداء حقوقها المرأة على طاعة زوجها بالمعروف والرجل على احترام زوجته وحثت

.)1(فانسخط منها خلقارضي عن آخر، عن بعض أخطاءها

ات ويشكل الدين االسالمي العمود الفقري للثقافة السائدة في الكثير من المجتمع

فلذا فان الكثيرمن ، بل هو طريقة حياة، فالدين االسالمي ليس مجرد عبادة، االسالمية عامة

العلماء الغربيين يوجهون أصابع االتهام لإلسالم بأنه المسؤول األول عن الكثير من حاالت

فالعنف ضد المرأة كان يمارس قبل ، وأن العنف ضد المرأة ليس ظاهرة اسالمية، العنف

، ويمارس في الكثير من الدول غير االسالميةأ ومازال موجود، بمئات السنين االسالموجود

ولكنه مرتبط بالنظرة الذكورية المتسلطة للرجل والنظرة الدونية ، والعنف ليس مرتبطا باإلسالم

والمرأة في الكثير من المسلمين لحقوق الرجل وتفسير وهذه النظرة أثرت في فهم، للمرأة

هناك الكثير من الظلم الواقع على المرأة المسلمة لسوء استغالل بعض الرجال ف، االسالم

.)2(ومساندة الكثير من القضاة الرجال للرجل ضد المرأة لحقوقهم الشرعية

األول زايد حممد حسن جابر، االسالم ومناهضة العنف ضد املرأة، اللجنة الوطنية للمرأة، الس االعلى للمرأة، ورقة عمل مقدمة اىل املؤمتر -1

40، ص2003ملناهضة العنف ضد املرأة، اليمن، ، 1999ى مستشفى الرياض املركزي، السعودية، سلوى عبد احلميد اخلطيب، العنف األسري ضد املرأة، دراسة لبعض احلاالت املرتددات عل -2

. 17ص


135

: دور الدين في حماية األسرة من العنف األسري من منظور الديانة المسيحية

العنف األسري يستبدل روابط الطبيعة للحب والتنشئة بخالفات غير طبيعية بين ن إ

متخاصمين يدوسون دون رحمة كرامة وحقوق وتطلعات أولئك الذين وعدوا بمحبتهم

يشكالن احدى أغلى القيم والكنيسة تدرك أن الزواج والعائلة، وتكريميهم في السراء والضراء

، ضمنة األسرة يحد بشكل خطير من امكانية تحقيق األسرةوالعنف الذي يحدث ، اإلنسانية

انه سلوك مكتسب، في حياة المجتمعات والشعوب عنصرا مأساويا وظل العنف األسري

.من أسبابه في حاالت كثيرة وقد يكون تناول الكحول والمخدرات، يورثه جيل آلخر

والخطايا هذه األخطاء تتألف من بشر خطائين وخطأة بارتكاب الجماعة االنسانية ن إ

اننا ندرك أن النصوص المقدسة غالباما تستعمل ، الفطرة االنسانية فيهم يشوهون قداسة

.بطريقة غير صحيحة لتبرير طغيان األزواج على زوجاتهم

ولهذا يجب وقفه وأن يفتح كل ، لقد شكل العنف األسري دوما عائقا بين أفراد األسرة

ينا جميعا مسيحين ومسلمين ادراك مستوى حجم العنف وعل فرد قلبه الى حياة المحبة

بمعالجة والجهود والعمل على تكريس البرامج بإيجاد وسائل لوقف هذا الكابوس، األسري

التي تأمر وتجديد فهمنا للنصوص المقدسة وذلك بخلق بيئة آمنة، ومرتكبيه ضحايا العنف

وأثاره للزواج للتوعية بالعنف األسريفرص االعداد باحترام الكرامة االنسانيةواغتنام

ومواجهة تحدي ثقافة العنف ، خاصة الرابطة الزوجية، المدمرةعلى العالقات األسرية

والقانونية والشرعية وكذلك تأسيس شبكات من الهيئات الدينية، واالنحالل والفساد األخالقي

)1(ار السائدةوتوجيه طاقاتها للتغيير في المفاهيم واألفك، والمدنية والطبية

القاهرة، مصر، ، األب األيكونوميس، نبيل حداد، دور الدين يف محاية األسرة من منظور الديانة املسيحية، املؤمتر العريب االقليمي األول حلماية األسرة-1

. 04ص


136

: خالصة

فالعنف ، تعاني منها المرأة تعتبر ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة ذات بعد عالمي

، على مجتمعات معينة وال يقتصر، أو حضارية ضد المرأة والطفلال يعرف حدوداجغرافية

العربيةوفي مجتمعاتنا ، وبين كل المستويات التعليمية وينتشر في كافة الطبقات االجتماعية

وضرب الزوجة والطفل مسألة مجهولة ويتم التكتم عليها على قضية العنف األسري مازالت

تفوق واجتماعية دائما وجذور ثقافية وتقاليد مرتبطة بعادات اعتبار أن المسألة تخص األسرة

ولهذا وجب معالجتها اعالميا ودينيا لكشف الزيف الذي ، هذه الظاهرة في معالجة الرجل

.داخل األسر والعائالتيحدث

:لفصل الخامسا

واقع العنف الزوجي والمرأة المعنفة بمدينة معسكر

واقع العنف الزوجي والمرأة المعنفة بمدينة معسكر :الفصل الخامس

138

: الزوجة المعنفةماهية العنف الزوجي في نظر وتصور

واالعتداء الصارخ على الزوجة داخل البيت العنف األسري هو ذلك الفعل المشين ن إ

ويعني كل سلوكات العنف التي تحدث في اطار ، ويأخذ أشكال متعددة، من طرف الزوج

وبالتالي، ومن قبل أحد أفراد العائلة بماله من سلطة أو والية أو عالقة بالمجني عليه، العائلة

بين مجموع األطراف ، في المعاملة داخل نطاق األسرة يتضمن االساءة فالعنف األسري

.)1(المكونة لها حيث يمكنناأن نجد العنف األسري في صورة العنف بين الزوجين

وفي نظر المبحوثات فان العنف األسري أو الزوجي يتمثل في الحقرة وسوء المعاملة

وقد عبرت المبحوثاتعن ذلك في ، والسب والشتم وكذلك الضرب الجسدي، طرف الزوج من

، والقيمة الزوجية والحط من الكرامة العنف هو التوحش الغير الئق: األلفاظ والعبارات التالية

وهو شيء غير ، والمشاكل التي تحدث في البيت وال تنتهي وأخرى العنف هو الضرب

مثل في معاناتها السوداءويت والعنف بحسب المبحوثات يؤثر على نفسية الزوجة، جميل

وهو ، وهو شيء ينتج عدم االستقرار في العائلة، وكذلك القسوة من طرف الزوج المعنف

، لتعبر عنه وهناك من لم تجد الكلمات، واالضطهادمن طرف الرجل للمرأة أيضا االستغالل

بدور ترتبط بالعديد من المتغيرات التي يسهم كل منها ويعد العنف الزوجي مشكلة معقدة

ويشكل العنف ، والسياسية واالجتماعية، والثقافية واضح في وقوعها كالمتغيرات االقتصادية

قد أرجع بعض الباحثين و ،)2(الزوجي ظاهرة قديمة جديدة في كل المجتمعات والحضارات

، واالعتداء مثل االيذاءي غموض مفهوم العنف االسري الرتباطه بكثير من المفاهيم األخر

حيث وجد في ذلك سببا في غموض مفهوم العنف ، الجريمة العدائية، حرافيالسلوك االن

ضد الطفل، امللتقى الوطين الثاين حول االتصال وجودة احلياة يف األسرة، كلية العلوم سعد الدين بوطبال وعبد احلفيظ معوشة، العنف األسري املوجه -1

.04، ص2013أفريل/09/10االجتماعية واالنسانية، جامعة ورقلة، 2 -

، جامعة بسكرة، اجلزائر، مارس 24لعددعبد العايل دبلة وحنان مراد، العنف الزواجي، دراسة يف املفهوم واألشكال واألسباب املؤدية اليه، جملة العلوم االنسانية، ا

.28ص، 2012


139

وأن مفهوم العنف األسري ظهر كمفهوم علمي جديد في وقت سادت فيه ، األسري خاصة

.)1( وصفت بأنها سلوكيات عنيفة كانت تعبر عن سلوكات لفترة طويلة مفاهيم أخرى

: التنشئة االجتماعية للزوج في نظر المبحوثات

أظهرت العديد من الدراسات أن األفراد الذين يعيشون في أسر يسودها العنف كانوا

فاألزواج الذين نشأوا في أسر يسودها العنف يكون احتمال ، أكثر عدوانية في تصرفاتهم

وكذلك األطفال، ضربهم لزوجاتهم عشرة أضعاف من األزواج الذين لم يمروا بهذه الخبرة

.)2(هم أكثر عنفا من غيرهمالذين يمارس العنف معهم

وذلك راجع أنهن لم تكن يعرفن أزواجهم ، بال % 78وقد صرحت المبحوثات وبنسبة

لم أكن أعرفه : حالة من العينة بالعبارات التالية20وهذا ما صرحت به أكثر من قبل الزواج

ألنه تزوج بي زواج، هو لم يكن يعرفني، لم أكن أعرف عليه أي شيء، ولم أتكلم معه

والعينة المتبقية ، وهناك بعض الحاالت صرحن بأن أخت الزوج هي التي زوجتني به، تقليدي

وقد صرحن باأللفاظ، والتي عبرت بنعم على أن زوجها كان عنيفا قبل زواجها منه %22

وهناك أخرى صرحت بأن زوجها كان ، من قبل ما أعرفه كان عدوانيا وعنيفا: والجمل التالية

:وهذا ما يوضحه الجدول اآلتي ما يتغيروقلت رب، منحرفا

لة بكر بن طفيق بن سعود القزي، أشكال العنف األسري يف اتمع السعودي، دراسة حتليلية لبعض القضايا املنظورة يف اجلهات القضائية، رسا-1

. 37، ص2013ة، ماجستري يف العلوم االجتماعية، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، الرياض، السعودي . 25، ص1999حلمي اجالل امساعيل، العنف األسري، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، -2


140

اذا كان زوج المبحوثة عنيفا قبل أن يتعرف التكرار

عليها نعم 11 ال 39 المجموع 50

.يوضح ما اذا كان زوج المبحوثة عنيفا قبل أن يتعرف عليها...الجدول رقم

الخطبة يخص اذا كان الزوج لدى المبحوثات أبدى لهن سلوكا عنيفا أيام أما فيما

لقد عبرن المبحوثات بأن أزواجهم لم يبدوا ، فكانت تصريحاتهن كالتالي وبداية الحياة الزوجية

حيث صرحت حالتين فقط ، % 70لهم سلوكا عنيفا أيام الخطبة وبداية الحياة الزوجية بنسبة

وصرحتا بأنهم لم يتعرضن ، تكللت بالزواج على أنهن كانت تعرف أزواجهن قبل الخطبة

اال أن حالة أخرى صرحت بأن زوجها تغيرت ، وأنهما مازال يحبان بعضهما البعض فللعن

لم يمارسن عليهن م صرحن بأن أزواجه وهناك حاالت أخرى، بعد الزواج حالته السلوكية

ومتفهمين وعقالء في سلوكهم ألن أزواجهم كانوا سعداء، الزوجية نالعنف في بداية حياته

وهناك احدى المبحوثات ، حول بعضهم هناك معرفة جيدة تكنوكذلك لم ، للحياة الزوجية

لهذا فهي لم تعرف عليه أي وتزوجت بسرعة من زوجها لم تطول صرحت بأن خطبتها

كانت لهم عالقة مع النساء قبل الزواج ولم م حاالت صرحن بأن أزواجه 05وهناك ، شيء

م كانوا غاية وقيمة في صرحن بأن أزواجه وهناك بعض الحاالت، يبدين لهم أزواجهم ذلك

تدخل أهل الزوج وكذلك أيضا، تغيروا نتيجة لظهور حمل جديد السلوك اال أنهم بعد الزواج

.من جنس االناث في حياتنا الزوجية وأخواته وخاصة أمه

وذلك أن أزواجهم أبدوا لهم سلوكات ، فصرحن بنعم من العينة المتبقية% 30أما

فقد صرحت احدى ، الحياة الزوجية خاصة األيام األولى منهاوبداية أيام الخطبة عنيفة

وأخرى صرحت بأن زوجها في ، وشوه لها وجهها بأن زوجها كسر لها أسنانها المبحوثات

، من الزواج األولوأخرى ضربها زوجها في الشهر ، اليوم األول من الزواج ضربها في الوجه


141

الى أهلها أو الى الحمام أو عند الجيرانتخرج وهناك مبحوثات أكدت بأن زوجها ال يتركها

ويشتمها وهناك من عبرت لنا بأن زوجها بعد الزواج بدأ يسبها، ويفرض عليها رأيه كثيرا

، وأخرى صرحت بأن زوجها ليس عنيفا معها فقط وانما مع كل الناس، ويطردها من البيت

لكن بعد تدخل أمه وأخرى قالت لنا بأن أمه هي السبب قبل ذلك لم يكن يضربني زوجي

منها ما هو ذاتي ، ولهذا نستنتج أن العنف الزوجي تتحكم فيه عوامل، وتحريضيها علي

وهناك عوامل أخرى مثل أطراف األسرة ، وتنشئته منذ الطفولة يتعلق بشخصية الزوج وسلوكه

وهذا ما ، كاألم مثال أو أخت الزوج هي التي تكون سببا في حدوث ووقوع العنف الزوجي

.أكدت عليه بعض المبحوثات في العينة

مع عناصر ، الفرد الذي يمارس عليه العنف وهو صغير سيمارسه هو الحقا ن أو

ويتعزز ، وأطفاله وبخاصة مع زوجته، ومع من يتعامل معهم، جيرانه، مع أصدقائه، البيئة

يجابي مع وبالتالي يفقد القدرة على التعامل اال، في شخصيته وسلوكه ويصبح متأصال، لديه

.)1(ومجتمعه أسرته

وأسرته والتي تصور له بأن والتربية الخاطئة التي يتالقاها الزوج من بيئته ومجتمعه

، وفرض الهيبة أو ألن ضرب الزوجة يرتبط بأثبات الرجولة، في ضرب الزوجة اصالحا لها

استهانة الزوجة وكذلك ، وتنفيذا ألوامره وأن استخدام الضرب سيجعل المرأة أكثر طاعة للزوج

وخاصة أمام الناس مما وانتقاد تصرفاته، وتحقير أفكاره ومجادلته بزوجها والتقليل من شأنه

ويدفعه ، ويؤدي الى احساس الزوج بالدونية من جهة أخرى، يثيرسخرية الحاضرين من جهة

.)2(من زوجته بشكل عنيف الى االنتقام

لية الرتبية ليلى يوسف احلاج ناجي وانتصار كمال قاسم، العنف اللفظي املوجه من الوالدين حنو أبنائهم املراهقني وعالقتهم ببعض املتغريات، جملة ك -1

. 02، ص2010، 21للبنات، بغداد، العراق، الد . 48، ص2009خالد بن سعود احلليب، العنف األسري، أسبابه، ومظاهره وأثاره وعالجه، دار الوطن للنشر والتوزيع، الرياض، السعودية، -2


142

على درجة كبيرة من األهمية من حيث مع أهله خاصة مع والده وتعتبر تجربة األب

ويعاملهم بسوء غالبا ، فاألب الذي يسيء معاملة أطفاله، التأثير في سلوكه الخاص كاألب

.)1(معاملته من قبل والده وعومل بقسوة قد أسيئت ما يكون بدوره طفال

وهذا % 80لم يكن يتشاجران أمامهن وبنسبة وهذا ما صرحت به المبحوثات بأن أباءهن

، هناك حاالت صرحت بأنهن يتيمات اما لألب أو األم أو كالهما: راجع لى االسباب التالية

والتي صرحت بنعم أما العينة المتبقية، وأخريات صرحن بأن والديهما مطلقان منذ مدة طويلة

وهذا ما صرحن عليه بأن والديهن ، على أن العنف الوالدي كان يحدث أمامهن% 20بنسبة

وهناك حالة صرحت بأنها هي الكبرى وأبوها متزوج ، )حاالت 04(كل يوم كانا يتشاجران

وأخرى صرحت بأن والديها كان ، على أمهاوكان يضربها ويذهب الى زوجته الثانية

: وهذا ما يوضحه الجدول التالي ، يتشاجران بالكالم

هل كان الوالدين يتشاجران أمامك ؟: السؤال

يتشاجران أمامكاذا كان الوالدان التكرار نعم 10 ال 40 المجموع 50

عندما يصبح فالطفل الذي يشاهد والده وهو يضرب أمه قد يمارس العنف بعد ذلك

ويمارسه عندما يصل الى ، حيث أن الطفل من خالل مشاهدة العنف بين الوالدين، رجال

فعالة في حل وتكون له اتجاهات ايجابية نحو العنف باعتباره وسيلة ، مرحلة الرشد

والدها يضرب أمها قد تتوحد مع التي تشاهد والطفلة، في المستقبل والصراعات المشكالت

، 1992الوطين للثقافة والفنون واآلداب، الكويت، أكتوبر، فايز قنطار، األمومة، منو العالقة بني الطفل واألم، سلسلة عامل املعرفة، يصدرها الس -1

. 199ص


143

أمها وتكون عاجزة حيث تصبح زوجة مثل أمها وقد ترى أن العنف هو جزء من الحياة

.)1(الزوجية

: التحكم في السلطة والتسيير داخل البيت

وقوت زوجته عليه أن يعمل لكسب قوتههو رب األسرة الذي يتعين يعتبر الرجل

واالشراف على تربية في الوقت الذي تنصرف فيه المرأة الى تصريف شؤون البيت، وأوالده

.)2(األطفال

وفي ، يتحكم في تسيير شؤون البيت على أن الزوج هو الذي وأجمعت كل المبحوثات

، )العجوز(أم الزوج وفي أحيان أخرى، الزوجة وفي بعض األحيان، الزوجة بعض األحيان

حيث صرحت المبحوثات أن الزوج يتحكم في ، )النسيبة(وأحيانا أخرى كذلك أم الزوجة

وأحيانا وأطفالهن للمبحوثات وأيضا شراء األلبسة، تسيير البيت من قضاء مصاريف البيت

وأيضا ، ما تحتاجه المرأة هي التي تسير السلطة داخل البيت ألن الزوج ال يدري الزوجة

أنها هي حيث صرحت أحد المبحوثات، والزوج بطال تعمل المرأة أو الزوجة عندما تكون

تتحكم أن المرأة العاملة هي التي نستنتج عموما من خالل العينة، في كل شيء التي تتحكم

فنجد اما الزوج هو الذي يتحكم في تسيير المتبقية أما الحاالت األخرى، وتسيطر على البيت

وأن السلطة، ما بين الزوج وأمه والتسييرمشترك هناك السلطة أو تكون ،البيت أو أمه

المختلفة من قبل كانت محصورة بيد األب وال يشاركه أحد في اتخاذ القرارات سابقا األبوية

ولكن نتيجة ، ليس لها رأي بما في ذلك حتى األم، أفراد األسرة الخاصة بشؤون البيت

ودخول المرأة في مجاالت العمل، التي شهدها المجتمع واالجتماعية التغيرات االقتصادية

. 55، ص2010، 1ابراهيم سليمان الرقيب، العنف األسري وتأثريه على املرأة، دار يافا العلمية للنشر والتوزيع، عمان، األردن، ط-1، 2012، جوان 02األزهر العقيب، املراكز واألدوار االجتماعية وحمدداا الثقافية يف النظام األسري العريب، جملة علوم األنسان واتمع، العدد -2

. 05بسكرة، اجلزائر، ص


144

زوجها في بمشاركة وبرزت مكانه المرأةحيث قامت الزوجة تغيرت السلطة األبوية، المختلفة

.)1(بعض المسؤوليات

هي األبوية فلم تعد السلطة ولقد طرأ تحول كبير على عالقة السلطة داخل البيت

السلطة االقتصادية وأهمها، منها تحولت السلطةالى بدائل أخرىبل مصدر سلطة األب

توزعت وبالتالي، ذو سلطة أن يصبح يمكن ماليا داخل األسرة يمتلك نفوذا بمعنى أن من

أو ، خاصة اذا كانت عاملة خارج البيت منهم الزوجة بين فاعلين جدد داخل األسرة السلطة

سواء في القرار أو االختيار أو ، ستقالليةنوع من اال مما أفض الى ظهور أحد األبناء

يرى أن ، الموروثة وتقاليديه حسب عاداته وأن المجتمع الجزائري، )2(التوجهات العامة لألسرة

وعليه توفير كل الحاجيات ، بنسبة كبيرة تكمن على عاتقه والمسؤولية الرجل هو رب األسرة

أما اذا نظرنا ، المعقول للمعيشة المستوىعلى التي تبقيهم ومتطلبات افراد األسرة الضرورية

لكن تبقى ، البيت من مصاريف بعض عاملةفتستطيع أن تهتم بتغطية اذا كانت الى المرأة

.المسؤولية للرجل

داخل أن طريقة االنفاق من العينة% 68ب لقد صرحتالمبحوثات: طريقة االنفاق داخل البيت

وأن ، بدون رأي% 04و، كما تريد أمه% 04و، كما تريد هي% 16و، كما يريد الزوج البيت

ألن ، ينفقون داخل البيت كما يريدون هم الذين أن أزواجهم أكدن المبحوثة من العينة الغالبية

المادية البيت في شؤون يتصرف وهو الذي، هو كل شيءوال يحب سيطرة المرأة الزوج

على أن وهذا راجع، البيتداخل هن من ينفقن على أنهن والتي أكدن% 08أما ، والمعنوية

هي في هذه الحالة تبقى المرأة وبالتالي وهم متكلين على زوجاتهم دخل ليس لديهم أزواجهم

داخل هي التي تنفق على أن أم الزوج فأكدن% 04اما ، داخل البيت االنفاق المسؤولةعن

صرحت بأن أخرى وهناك، بشراء كل شيء وهي التي تقوم ألن الزوج يعتمدعلى أمه البيت

. 08، ص2012، العراق، 203علي حسني حطيم، السلطة األبوية يف األسرة العراقية املتغرية، جملة األستاذ، العدد-1، قسنطينة، 09بن بعطوش أمحد عبد احلكيم، حتول العالقات األسرية يف جمال الدور والسلطة داخل األسرة اجلزائرية، جملة العلوم اإلنسانية، العدد -2

. 79، ص2012اجلزائر، ديسمرب


145

وهذا ما يوضحه بدون رأي المتبقية % 04و، ينفقوا داخل البيت للزوج هم الذين الوالدين

: الجدول التالي

كيف ينفقزوجك داخل البيت ؟: السؤال

كيفية انفاق الزوج داخل البيت التكرار نت أ كما تريدين 08 كما يريد هو 34 كما تريد أمه 04 بدون رأي 04 المجموع 50

.الجدول يبين طريقة االنفاق داخل البيت*

: في عدة أشياء أهمها تتمثل مسؤولية الزوجة داخل البيت: مسؤولية الزوجة داخل البيت

ما تحتاج وتقوم بكل، بالدرجة األولى وكزوجة بالدرجة الثانية وتكوين أسرة كأم تربية األبناء

المنزلية وغسل األواني نظافة البيتمن بكل المهام المنزلية وتقوم كذلك، اليه العائلة

وقد ، مستلزمات البيت لشراء الخروج خارج البيت وكذلك، والطبخ والمالبس والتنظيف

وقد كانت، من كل الجوانب يخص البيت يقمن بكل شيء بأنهن المبحوثات غالبة صرحت

: كالتالي تصريحاتهن

وأعلمهم أربي أبنائي أعرف كيف، للزوجة العاملة هذا بالنسبة والدار بين الخدمة نوفق

قد أجمعت كل عموما، الواجبات المنزلية وأقوم بكل وأحضر الغذاء أغسل المالبس، وأنظفهم

أما المبحوثات، في البيت خاصة الماكثات، الى حد ما متشابهة أن مسؤوليتهن المبحوثات

قصد مساعدة، وفي مكان العمل في البيت بين العمل يوفقن فأكدن على أنهن العامالت

، ربة البيت، كزوجة بجميع المهام أو مستواهاعلى القيام أيا كان موقعها وتعمل المرأة الزوج


146

تبيان لها حقوقها ، هي مجال المسؤولية واعطائها االحترام داخل األسرة ومهمة الزوجة

.بواجباتها وقيامها

بجميع يقمن أنهن من اجمالي العينة% 92وبنسبة المبحوثات غالبية وقد صرحت

حيث ، خارج البيت أو عامالت، ماكثات في البيت المبحوثات سواء كانت المنزلية المهام

من العينة % 08أما ، الى المساء وأثناء الليل من الصباح بكل شيء يقمن بأنهن صرحن

، )سنة 17(في السن بأنها صغيرة وواحدة صرحت، مطلقات ألنهن وهذا راجع صرحن بال

الجدول وهذا ما يوضحه، في ذلك أم زوجها أمور البيت وانما تساعدهاوهي ال تعرف

هل تقومين بجميع المهام المنزلية ؟: السؤال، التالي

قيام الزوجة بجميع المهام المنزلية التكرار نعم 46 ال 04 المجموع 50

.جدول يوضح قيام الزوجة بالمهام المنزلية*

من لقد صرحت المبحوثات بأن مهمتهن داخل البيت :البيتنظرة الزوجة الى مهمتها داخل

، وال هينة سهلة ألنها ليست، كبيرة ذات أهمية وكذلك في نفس الوقت، المهام الصعبة جدا

داخل بأن مهمة المرأة المبحوثات وقد صرحت، وال نقاش فيها ألنهاهي مهمة للمرأة المتزوجة

أن تعطى ولهذا يجب، ومن العائلة ثانيا ، أوالمن طرف الزوج االحترام أن تلقى يجب البيت

يجب ، وصغيرة في السن الزواج حديثة واذا كانت الزوجة، لها نوع من التقدير واالحترام

.واألوالد على العائلة الحفاظ وهذا من أجل، والمسؤولية الصعبة عليها تحمل المشقات

األشياءالتي يحتاجها والقيام بكل وتتمثل في الواجبات الزوجة فكثيرة أما مسؤوليات

تصريح فصرحن النادرة بعض الحاالت وهناك، رضاء لزوجهاحتى يحترمها وهذا كلها، البيت

وهناك من ترى ، أنها ليست امرأة وانما عاملة نظافة عند الرجل فهناك من ترى نفسها، سلبي


147

أن مسؤولية صرحت وأخرى، كأنه غير موجود أن زوجها ال يعيرها أي اهتمام لما تقوم به

وهناك من ال ، مسؤولياتها في طاعة زوجها وكذلك أيضا، وليس خارج البيت في بيتها المرأة

ولهذا نرى بأن الزوج الذي يمارس ، )حالتين(ألنها مطلقة تعطي أهمية للمسؤوليةداخل البيت

.بيتولمسؤولياتهاداخل ال العنف في هذه الحاالت هو الذي ال يعطي أية أهمية للزوجة

: تقاسم المسؤولية مع الزوج داخل البيت

والمنظمات مسألة األدوار بين الزوجين باهتمام كبير من قبل علماء االجتماع ىتحض

بسبب الفوضى فاختالط األدوار ، التي تعني بالمرأة وال سيما اذا كانت المرأة الزوجة عاملة

يمنع نسوي لكن من الذي اتجاهفالعمل المنزلي صحيح أنه ، ويعيق تطورها في األسرة

يقومون بأعمال منزلية عديدة فأحيانا يالحظ وجود أزواج، ومساعدة الزوج لزوجته التعاون

تغيير نوعي تدخل على حدوث وهذه المشاركة، مثل تنظيف المنزل والطبخ واطعام األطفال

التي يقوم بها كال والمسؤوليات تقسيم العمل داخل األسرة وأن عدم وضوح األدوار في نظام

.)1(من المشكالت الشائعةلدى المرأة العاملة الزوجين

66وهذا بنسبة ولهذا أكدت المبحوثات بأن الزوج يتقاسم معها المسؤولية داخل البيت

أتقاسم معه كل شيءفهو يساعدني أن زوجي: التالية وقد صرحن وأكدن ذلك بالعبارات، %

أقرت لنا بأن زوجهافي بداية الزواج كانت تتقاسم وهناك حالة أخرى، في مصاريف البيت

من الذهبية باعت مسوغاتها وهناك حالة أخرى صرحت بأنها، معه المسؤولية أما األن فال

وهذا من ، دفعت قسط من المال ألجل شراء مسكن وهناك أخرى، سيارة لزوجها أجل شراء

ال يشعرن الى أن أزواجهم وهذا راجع فصرحن بالنفي من العينة% 34أما ، أجل أزواجهم

أكدت لنا فغالبيتهن، وليس لديهم روح المسؤولية المنزلية بالواجبات وال يقومون، بالمسؤولية

: وهذا ما يوضحه الجدول اآلتي ،لوحدهن بكل شيء بأنهن يقمن

ميدانية لواقع مشكالت النساء املتزوجات العامالت يف مدينة جهاد ذياب الناقوال، االثار األسرية النامجة عن خروج املرأة السورية للعمل، دراسة. -1

. 115، ص2011دمشق، منشورات اهليئة العامة السورية للكتاب، وزارة الثقافة، دمشق،


148

هل تتقاسم المسؤولية مع زوجك داخل البيت؟: السؤال

البيتتقاسم المسؤولية مع الزوج داخل التكرار نعم 33 ال 17 المجموع 50

.جدول يبين تقاسم المسؤولية مع الزوج داخل البيت*

ما نالحظه من التحليل أن األزواج الذين يمارسون العنف هم األزواج الذين ال يحبذون

.مساعدة أزواجهن في المسؤوليات واألدوار داخل البيت

ال أزواجهم بأن ، المبحوثات بالنفيلقد صرحت غالبية : مساعدة األزواج لزوجاتهم

أنهن ال ، وهذا راجع العتبارات متعددة أهمها، % 76يساعدنهم في المهام المنزلية بنسبة

وبعض األخر صرحن بأن ، ليس لهم مسؤولية صرحن أن أزواجهن وبعضهن، السبب يعرفن

ال يستطيع حتى أوالدهن بأن أزواجهن وأخريات أقرن، تتحكم في أبنائهن أمهات أزواجهم

دائما موجود في البيت بأن زوجها وهناك من صرحت، فما بالك بمساعدتهن الجلوس معهم

وأخرى ، وال بحاجات البيت وأخرى قالت لنا بأن زوجها ال يبالي بها، لكن ال يساعدها

والتنشئة في الريف ال ، في الريف صرحت بأن زوجها لم يساعدها منذ زواجها ألنها متزوجة

ألن الدوار عيب الراجل يساعد ، )شيء من الطابو (ألنه يعتبر يساعد الزوج زوجتهتقبل أن

فصرحن بنعم على أن من العينة 24%أما ، حسب أقوال المبحوثة ، امرأته في البيت

وهناك ، ويجلسون معهم ويحبن أوالدهن ويلعبن معهم في مهام البيت يساعدنهم أزواجهم

وهذا ما يوضحه الجدول ، من الصباح الى المساء مبحوثة صرحت بأن زوجها يساعدها

: األتي

هل يساعدك زوجك في مهام البيت؟: السؤال


149

مساعدة الزوج للزوجة في البيت التكرار نعم 12 ال 38 المجموع 50

وحتى في ، بالمهام المنزلية في القيام وأن أزواج المبحوثات يرفضون القيام بمساعدة زوجاتهم

من التحيز في الكثير موقفا من األنثى والتي تقف، المترسخة لديهم تبعا للثقافةتربية أوالدهم

في تحضير األكل في اشرافها المرأة عهدت أن األسرة الجزائرية ومنهنا نستنتج، ضدها

في أن يساهم يملي على الزوج الواجب األسري ويبقى، في البيت وحضورها الدائم اليومي

.وكذلك الحرص على تسيير مسؤولية البيت عليهاواالنفاق مساعدة عائلته

: تعامل الزوج مع األبناء داخل البيت في نظر الزوجة

، كان األب وال يزال يحتل قمة الهرم في البناء األسري ليشارك األم في مسؤولية البناء

يسند فيه كل من األب واألم بعضهما عاطفيا ، فالزوج عبارة عن فريق عمل متكامل

التي ويمنحها الطاقة وعطوف يسمح لألم أن تعطي أوالدها أكثر، وروحياووجود أب داعم

)1(،لممارسة مهامها داخل البيت تحتاجها

، حيث يتحكم في كثير من سلوكياتهم، من األم وأن األب أكثر سلطة على األطفال

ال تتعدى األحيانوفي بعض ، تختلف باختالف أعمار األبناء وأن عالقة اآلباء باألبناء

، وكسب رزقهم بعملهم اآلباء مدة نصف ساعة نظرا النشغال عالقة اآلباء باألبناء في اليوم

)2(،دقائق قليلة وبعد العمل ال تتعدى

تقى الوطين الثاين مسرية ميسون، التوافق النفسي لدى أبناء اآلباء ذو الغياب املتكرر عن البيت، دراسة ميدانية على عينة من املراهقني املتمدرسني، املل -1

. 02، ص2013أفريل/09/10حول االتصال وجودة احلياة يف األسرة، جامعة ورقلة، . 122، ص2008كلية اآلداب، جامعة املنصورة، مصر، مهدي حممد القصاص، علم اجتماع العائلي، -2


150

حيث يمارسن ، وأن نصف عينة البحث أجمعن على أن أزواجهم عنيفين مع أبنائهم

احدى فقد قالت، والمالبزة بالمالسنة ويحطون من كرامتهم، العنف عليهم ويضربونهم

يضرب وأخرى صرحت لنا بأن زوجها، أن زوجها يضرب ابنته الكبرى كثيرا المبحوثات

وأخريات ، وأخرى صرحت بأن زوجها ليس له حنان على أوالده، من الزوجة األولى أوالده

ضرب صرحتا بأن أزواجهم وهناك حالتين، صرحن بأن أزواجهم ال يحبذن أطفالهن

من العينة فأكدن بأن أزواجهم% 42أما ، في بطنها و صغير واألخرى ضرب جنينهطفلهماوه

، معهم جيدا ويتعاملون يحبون أوالدهم وقد أجمعن على أنهم، يشترون كل شيء ألبنائهم

وهناك من ، نهن اما ليس لديهن أوالد أل افصرحن بدون رأي من العينة المتبقية% 08أما

وهذا ما ، وهناك من مازالت لم تنجب بعد، االحساس ألنها مطلقةصرحت أنها لم تجرب هذا

: نالحظه في الجدول التالي

كيف يتعامل زوجك مع األبناء داخل البيت؟: السؤال

معاملة الزوج مع األبناء داخل البيت التكرار ودود 21 عنيف 25 بدون رأي 04 المجموع 50

والزوج الطبيعي هو الذي ال ، يكون عنيفا مع أوالدهأن الزوج العنيف هو الذي ما نستنتجه

.يمارس العنف مع أبنائه

: أسباب ذاتية متعلقة بالزوج المعنف

أحد أبرز يمثل تعاطي الخمور والمخدرات: استهالك الزوج المعنف للمشروبات الكحولية

مواجهة األسرةوتجد الزوجة نفسها عاجزة عن والعنف الذي تواجهه، االنحرافات والجرائم


151

وهذا االدمان ، سيء الخلق، فهو يكون عنيف الطبع، الزوج الذي يتعاطى الخمر والمخدرات

.)1(األسري من أقوى دوافع العنف

بأن أزواجهن صرحن أي أن بعضهم، % 38ولهذا صرحت المبحوثات بنعم وبنسبة

صرحن البحثمن عينة % 06و، قبل زواجهم بهم ذلك المشروبات الكحولية كانوا يستهلكون

والحفالت وذلك في المناسبات كاألعراس الكحولية يتناولن المشروبات أحيانا بأن أزواجهن

المشروبات كانوا يشربون أن أزواجهن من العينة فأكدن 16%أما المتعلقة باألقارب

لم يتناولن فأكدن أن أزواجهن من العينة المتبقية% 40أما ، لكن بعد الزواج توقفوا، الكحولية

.منذ زواجهم بهم المشروبات الكحولية

ت يؤدي الى قيامه من غير اويرى العديد من الباحثين أن ادمان الرجل على الكحولي

مشكالت مع الكحول الذين لديهم وأن األزواج، وأطفاله للعنف الجسدي لزوجته وعي بالتوجه

، )2(نحو الزوجة بالعدوان يتسم سلوكهم

أثاراخطيرة ويترك لديهم منتشر في العالقات المضطربةكما أن العنف بين األزواج

اذا كان وتزداد مخاطر العنف الجسدي، خاصة على النساء والجسمية النفسية من الناحية

وهذا بضعف الصحة الجسمية كما يرتبط الزواج المضطرب، أحدهما مدمناعلى الكحول

من المشكالت خين للهروبوالتد عرضة لتناول الكحول أكثر لكون األزواج غير السعداء

بل تمتد ، الضطرابات العالقة الزوجية على األزواج وال تقتصر األثار الوخيمة، الزوجية

.)3(على األطفال خصوصا الصراع الحاد بين الوالدين بشكل كبير لألبناء حيث تؤثر

قد تكون عامال لممارسة العنف الزوجي على ذن ما نالحظه أن المشروبات الكحوليةإ

.سلبية على الزوجة وأفراد األسرة الزوجة وتحدث أثارا

. 119ه، ص1428، 1عبد اهللا اليوسف، املشكالت األسرية يف اتمع السعودي، دار عامل الكتب، ط -1 . 22، ص2009ميسون بنت علي الفايز، العنف جتاه املرأة، هيئة حقوق االنسان، الرياض، السعودية، -2، 2009، ربيع21كلثوم بلميهوب وأخرون، أثر اضطراب العالقة الزوجية على الصحة النفسية لألبناء، جملة شبكة العلوم النفسية العربية، العدد -3

. 11ص


152

يعتبر تعاطي المخدرات من أهم األسباب التي قد تؤدي : تناول الزوج المعنف للمخدرات

، العنف سلوك متعلم اجتماعيا من جهة أخرى باعتبار، الى ضرب النساء واالعتداء عليهن

وان معدل تعاطي ، )1(التحكم في انفعاالتهيكون أقل قدرة على المتعاطي للمخدرات فالرجل

المسيء غالبا فالرجل، معاملة الزوجة تكون مرتفعة بين الرجال الذين يسيئون المخدرات

، ومن السهل تعرضه لإلحباط، في حياته للهروب من المشاكل يلجأالى تعاطي المخدرات

.)2( يلجأ الى العنف لحل مشكالته وبالتالي

ولم يرو، ال يتناولون المخدرات أزواجهم أن % 72ولقد صرحت المبحوثات وبنسبة

التي أكدت لنا أن بعض الحاالت ماعدا، بهم أو شاهدنهم يتناولون المخدرات منذ زواجهم

العقاقير وواحدة صرحت لنا بأن زوجها يتناول، أزواجهم يتناولن السجائر فقط بأنواعها

بعيدين عن ن أزواجهمأوجلهم أكدوا ، لألعصاب ألنه مريض عصبيالمضادة واألدوية

.تناول المخدرات

ومدمنين فصرحن بأنه نعم أزواجهم يتناولن المخدرات من العينة المتبقية% 28أما

ويتاجر فيها ولديه مدمن على المخدرات أكدت أن زوجها وهناك احدى المبحوثات، عليها

يصيب األسرة والحياة األسرية وان تعاطي المخدرات، أمام العدالة قضية تخص المخدرات

حيث، شديداعلى دخل األسرة فالمخدرات تمثل عبئا اقتصاديا، بأضرار بالغة من وجوه كثيرة

ينفق رب األسرة الجزء الكبير من دخله عليها مما يشكل خطرا على الحالة المعيشية العامة

لهذا نجده يقدم المثل ، األسرية ويهمل واجباته ال يقدر المسؤولية فمتعاطي المخدرات، لألسرة

، )3(فهو دائما في خالف مع زوجته وأسرته ويثير انفعاالت على أفراد أسرته، السيء ألوالده

السلوكية كهروب رب األسرة يعد مسؤوال عن بعض أنواع االنحرافات وأن العامل االقتصادي

. 87، ص2008طه حسني عبد العظيم، سيكولوجية العنف العائلي واملدرسي، دار اجلامعة اجلديدة، اإلسكندرية، مصر، -1 . 49ص 2010، 1يمان الرقيب، العنف األسري وتأثريه على املرأة، دار يافا العلمية للنشر والتوزيع، عمان، األردن، طابراهيم سل -2 ، صاحل بن رميح الرميح، األسرة ودورها يف الوقاية من املخدرات، مركز الدراسات والبحوث جلامعة نايف للعلوم األمنية، الرياض، السعودية -3

. 12، ص05/2004


153

الى مزاولة أعمال ال أو االلتجاء، والمخدراتمن مواجهة مسؤوليته الى االدمان على الخمر

،)1( يقرها القانون مما يعرضه للزج في السجون

حسب عينة البحث أنه يستعمل العنف وما نستنتجه أن الزوج المستهلك للمخدرات

وربما كذلك قد ، وهذا عندما تالحظه زوجته أو أطفاله، وخاصة اللفظي منه ضد زوجته

.وبالتالي ينجم الصراع والشجار في األسرة أمواله على هذه األفةيهمل عائلته ويصرف كل

وهذا على ، بنعم % 56صرحت المبحوثات بنسبة فقداذا كان الزوج مبذر فيما يخص

وهناك ، أن أزواجهم مبذرين ألن أموالهم تذهب في شراء المشروبات الكحولية والمخدرات

وهناك مبحوثة أخرى ، على النساء يبذرن أموالهم بعض المبحوثات صرحن بأن أزواجهن

وأخرى قالت بأن زوجها ال يحسن ، مسرف في أمواله اال على زوجته أكدت بأن زوجها

ومبحوثة أخرى ترى بأن زوجها، وتوزع في زمن قياسي التصرف في أمواله كلها تذهب

وأخرى صرحت بأن زوجها يصرف أمواله على جارتها وهي ال ، يعطي كل أمواله ألمه

وأخرى قالت بأن زوجها يبذر أمواله في ذلك اليوم الذي يتقاضى فيه ، لها من نقودهيعطي

وأخرى صرحت بأن ، وأخرى قالت بأن زوجها يصرف أمواله على نفسه فقط، أجره الشهري

% 44أما ، مليون فقط لكن في الصباح الموالي ال نجد لها آثرفي البيت 02زوجها يتقاضى

هذا دليل على أن أزواجهم غير مبذرين ويحسنون التصرف في فعبرن بال و من عينة البحث

هو وهناك مبحوثة صرحت لنا بأن زوجهاال يتقاضى أجرا مرتفعا لهذا ال يبذر، أموالهم

ما نالحظه أن ، ألنه ال يعمل أما أخرى فصرحت بأن زوجها ال يجد ما يبذره، يحافظ عليه

ن ألنهم مفسدين ألموالهم في شراء الخمر بعض األزواج المعنفين لزوجاتهم قد يكونون مبذري

وهذا ما يحدث الشجار مع ، وكذا السهر خارج البيت أو تناول المخدرات أو أشياء أخرى

.الزوجة عندما تريد استفسار زوجها عن ذلك

. 54، ص2011أمحد عبد اللطيف أبو أسعد، سيكولوجية املشكالت األسرية، دار امليسرة للنشر والتوزيع، عمان، األردن، -1


154

المبحوثات أكدن لنا على أنهن فكلمحاولة اصالح الزوجة المعنفة لزوجها ما أ

وهذا ما ، لكن الزوج ال يريد ذلك وال يحبذ، صفة التبذير يحاولن فعال اصالح أزواجهن من

أنهن كرهن من كل يوم يتكلمن مع أزواجهن صرحت به المبحوثات ومن جملة تصريحاتهم

وأخرى ، وهناك بعض الحاالت حاولن عدة مرات، لكن دون جدوى ألنه ال يسمع الى كالمهن

ألنه ال تتكلم أو تتحدث مع زوجهاوهي من ، قالت بأن المرأة ليس لها الحق في أن تتكلم

يحاولن اصالح أجمعن على أنهن فعال وبالتالي كل المبحوثات، وتخاف على حياتها عنيف

.بالكالم عدة مرات لكن بدون غاية أزواجهن

غالبية المبحوثات أكدت على أن أزواجهم ال ف: استماع الزوج لنصائح زوجتهما أ

فهناك من قالت بأن زوجها ، يستمعون الى أي أحديستمعن الى نصائحهن آلن أزواجهم ال

يقول لها ال دخل لكي معي ويضربها وأخرى يقول لها زوجها بأن ليس لها رأي في البيت

وهناك من يضربها زوجها ويعنفها، وأخرى صرحت بأن زوجها ال يسمع لرأيها أبدا، ويعنفها

أزواجهم اليهم منهن يستمع اال أن هناك بعض قليل، ويقول لها ال تكلمني في أي موضوع

عموما ، أكدتا على أن أزواجهن يستمعون الى نصائح أمهاتهن وهناك حالتين، ولنصائحهن

ألنه يرى في نفسه هو األصح ، مهما كان الدافع الزوج العنيف ال يقبل النصيحة من زوجته

بل ، الحوار والكالملذا نجده ال يقبل ، وهو أعلى سلطة من ناحية القوةوالسيطرة داخل البيت

.يسعى الى العنف والمشاجرة

وعلى الزوجة ، على الزوج أن ال يكون بخيال على زوجته: اذا كان الزوج بخيالما أ

وتطلب فعليها اختيار الضروري فقط، فهي ال تحتاج اليها أال تكثر من الطلبات على زوجها

مشكلة تبدأ صغيرة ثم سرعان ما تؤدي وان البخل الزائد ، وال تكلفه ما ال يطيق قدر الحاجة

ألن أي تقصير ، نفاقالويجب أال يتسم اآلباء بالبخل على األسرة في ا)1(الى انهيار األسرة

. 66، ص2011سيكولوجية املشكالت األسرية، دار امليسرة للنشر والتوزيع، عمان، األردن، ، أمحد عبد اللطيف أبو أسعد -1


155

كما أن تلبيته كافة الطلبات من كماليات ورفاهية ، في هذا المجال يدفع األبناء الى االنحراف

.)1(يؤدي الى الفساد

فهناك ، بنعم وذلك على أن أزواجهم بخالء 58%وبنسبة ولهذا صرحت المبحوثات

بشق ، )عيد الفطر(من ترى بأن زوجها بخيل وشحيح ال ترى أمواله اال في مناسبة العيد

وأخرى قالت بان زوجها دائما يشتكي لها بأن ، خرى أكدت أن زوجها يحب النقودأاألنفس و

جها ال يعطيها النقود لكي تشتري ومبحوثة اخرى قالت بأن زو ، ليس له النقود الكافية للمعيشة

تان يخر أ ومبحوثتان، وهناك حالتين صرحتا بأن أزواجهم عاطلين عن العمل، حاجات البيت

وهناك مبحوثة موظفة صرحت بأن زوجها ، الذهبية صرحتا بأن أزواجهم باعا لهم مصوغاتهم

عطي لها النقود ن زوجها يأوأخرى صرحت ب، ال يعطي لها النقود ألنه يقول لها عندك الشيك

.خفية على أمه

يلبوا ن أزواج المبحوثاتأوهذا راجع على ، من العينة فصرحت بالنفي بال % 42أما

أن فقد صرحت احدى المبحوثات، كل الطلبات لزوجاتهم من شراء حاجات وكذلك أموال

بخيل وأخرى قالت بأن زوجها ليس ، زوجها عندما يتوفر له المال يشتري لها كل ما تحتاجه

ويذيقها ضعف ، ولهذا فالزوج البخيل يذل المرأة ويخجلها اجتماعيا عليها وال على أبناءه

وهذا ما يوضحه )2(،وحياتها كلها وصديقاتها وعند أقاربها وبيتها وأوالدها الحياة في نفسها

: الجدول اآلتي

هل زوجك بخيل ؟: السؤال

اذا كان الزوج بخيل التكرار نعم 29

يف الوقاية من املخدرات، مركز الدراسات والبحوث، جامعة نايف للعلوم األمنية، الرياض، السعودية، صاحل بن رميح الرميح، األسرة ودورها -1

. 12، ص2004 . 38، ص2000بثينة السيد، أسرار يف حياة املطلقات، دار طويق للنشر والتوزيع، الرياض، السعودية، -2


156

ال 21 المجموع 50

بغياب بأنهن ال يتأثرن من المبحوثات 70 % لقد صرحت: تأثير غياب الزوج عن الزوجة

ويبدأ ، أزواجهم عنهن وهذا راجع الى أن الزوج عندما يدخل الى البيت يتسبب في العنف

أما أخرى فقالت عندما ، حسب تصريح احدى المبحوثات وشتمها وسبها بمشاجرة زوجته

ومبحوثة أخرى أكدت لنا بأن زوجهاعندما يغيب ، وهناءها وبالها راحتهاتجد زوجها يغيب

تصمت ويصرح لها بأن ال دخل لها وبالتالي، القبيحة تناديه بالهاتف فيؤذيها باأللفاظ عنها

وأخرى قالت بأنها تأمل أن يغيب عنها زوجها ألنها أكدت لنا بأنه منذ زواجها به ، وتتركه

وأخرى صرحت لنا ، أخرى قالت لنا بأنها هي الزوجة الثانية للزوجو ، ما زال لم يغيب عنها

.بأنها آلفت ذلك عن زوجها

من عينة البحث فصرحن بعبارة نعم وذلك أن غياب زوجها يؤثر % 30أما

صرحت بأن زوجها هناك مبحوثة، ويحتاجن الى عدة أشياء والعزلة عليهاوتحس بالوحدة

تحس بالقلق والكآبة وأنها تتشابك معه أخرى قالت بأنهاو ، عندما يغيب عنها يذهب الى أمه

.وأخرى تفضل غياب زوجها حتى تتفادى المشاكل معه، وتتعانف معه بالضرب

: غياب الزوجة عن البيت يثير غضب الزوج

وهذا راجع أن أزواجهم ال يتأثرن ، بعبارة ال % 54لقد أكدت المبحوثات بنسبة

وأخرى صرحت أن زوجها ، المبحوثات حسب ما أدلت به احدىبغيابهن ألنه ال يهمه أمرها

مبحوثة أخرى قالت بأن ، ، وأخرى قالت بأنه شيء عادي، يفرح ويعمل كل شيء بكل حرية

المبحوثات أكدن أن ولهذا فغالبية، زوجها ال يبالي بها ألن لديه أمه وأختين في البيت

.غيابهن عن البيت شيء عادي


157

بأن أزواجهم يثيرن غضبا عند من عينة البحث فصرحن بعبارة نعم % 46أما

وهذا راجع كما قالت احدى المبحوثات أن زوجها ال يجد من يعطيه، غيابهن عن البيت

يتهمها قالت لنا بأنهاعندما تغيب نفس الشيء لمبحوثة أخرى، النقود ألنه بطال وهي عاملة

وأخرى قالت لنا بأن ، يشك فيها ت لنا بأن زوجهاوكذلك أخرى أكد، زوجها بالخيانة الزوجية

وأخرى صرحت بأن زوجها يصاب ، زوجها ال يحبها عندما تغيب عنه وال يجدها في البيت

لكن الزوج ، ولهذا فغياب الزوجة عن البيت شيء مقلق للزوج، بالقلق عندما تخرج من المنزل

وال يعطي لها األهمية عندما تغيب العنيف الذي مارس العنف حسب العينة ال يبالي بزوجته

: وهذا ما سيوضحه الجدول التالي .عن البيت

غياب الزوجة عن البيت يثير غضب زوجك التكرار نعم 23 ال 27 المجموع 50

من المشكالت التي تعاني منها بعض األسر هو غياب : نتائج غياب الزوج عن البيت

ومن أثاره غيابه ، دون الحاجة أو الضرورة، األسبوعيةأو خالل العطل ، الزوج للسهر ليال

وان مما يعكر ، )1(واهمال واجباته المنزلية عن البيت وكثرة الخالفات والنزاعات بين زوجته

وانما للجلوس على المقاهي والذهاب ، صفو الحياة الزوجية كثرة غياب الزوج لغير عمل

والنظر فيما يصلح حاجتهم اليه لحل مشاكلهمرغم تاركا زوجته وأبنائه، والمالهي للنوادي

.)2(لهم

. 02www. al. islam. com، ص1431مجادى األول 04اين الفضل، غياب الزوج والسهر خارج املنزل، األحد -1 . www. sayedmobarak. yoo7. com. 25، ص2013سيد مبارك، احللول الشرعية للمشاكل الزوجية، أفريل -2


158

، وتطور شخصياتهم كما يترك غياب األب على األسرة أثار سلبية في نمو أفرادها

.)1(والتنشئة السوية لألبناء وتحدث حاالت انفصال على مستوى العالقات األسرية

، طويلة بنعميغيب عنهن لفترة من المبحوثاتان أزواجهم % 56ولهذا فقد صرحت

ل ن الزوج عامل بعيد عن األهأ ومن مبرراتهم وهناك من ترى هذا حسب طبيعة عمل زوجها

ن زوجها يغيب عنها لمدة أسبوعأخرى صرحت بأوهناك ، )سائق(و يعمل في الصحراء

خرى صرحت بأن زوجها يغيب أوهناك ، )لم تحدد المكان(يذهب عند والدته في مدينة أخرى

خرى قالت بأن أومبحوثة ، ويبيت خارج البيت يسهر في المالهي الليلية عنها وذلك ألنه

وأخرى قالت بأن زوجها يسهر ، خرى هي جارتهاأزوجها يكذب عليها ويخونها مع امرأة

يعمل في وأخرى قالت بأن زوجها، يتناول المشروبات الكحولية خارج البيت حتى الصباح

وأخرى صرحت بأن ، زوجها يرتاد بيوت الدعارةوأخرى صرحت بأن ، الفترة الليلية كثيرا

.زوجها يغيب عنها لمدة شهر وال يبحث عنها وال على أبنائه وال يشعر بهم

من العينة فعبرن بعبارة ال على أن أزواجهم ال يغيبون عنهم كثيرا وعن % 34أما

نه أب وترى في البيت ألنه ال يعمل مامهاأوهناك مبحوثة علقت على بقاء زوجها ، البيت

وهناك بعض المبحوثات أكدن أن أزواجهم ال ، ألنه دائما يطالبها بالنقود" مشكلة في البيت"

.ويكثرون الكالم الفضفاض يخرجون من البيت

وهذا ، يغيبون عن البيت أحيانا فصرحن بان أزواجهم من العينة المتبقية10% أما

هل يغيب : السؤال.الجدول األتيوهذا ما يوضحه ، راجع الى طبيعة العمل والظروف الطارئة

زوجك عن البيت ؟

غياب الزوج عن البيت التكرار نعم 28

جامعة ورقلة، مسرية ميسون، التوافق النفسي لدى االباء ذو الغياب املتكرر عن البيت، امللتقى الوطين الثاين حول االتصال وجودة احلياة يف األسرة، -1

. 02، ص2013أفريل /10


159

ال 17 أحيانا 05 المجموع 50

يصبح األقارب مشكلة حقيقية عندما يبدؤون التدخل في شؤون : عالقة الزوج بأهل الزوجة

وتكبر المشاكل نتيجة فتتعكر صفو الحياة الزوجية ويزيد الحياة تعقيدا ، الزوجين الشخصية

.)1(لهذا التدخل

الحياة الزوجية دورها السلبي المؤثر في مدى ويعد تدخل األهل في خصوصية

التي تؤدي الى خلق حالة من التوتر المهمة بل تعد واحد من األسباب، استمراريتها

التدخل واذا أستمر، ما يتعرض الى االنهيار الذي سرعان األسري واالضطراب داخل البناء

.)2( في شؤون كال الزوجين

أزواجهم عالقتهم بأهلهم غير طبيعية جمعن على أنأولهذا جزء كبير من العينة

، ومتوترة العالقات وكانت تصريحاتهم كالتالي وفي بعض األحيان مضطربة، وليست جيدة

أمها وهناك مبحوثة صرحت بأن زوجها يتهم ، أن أزواجهم ضربن أمهاتهن ويكرهن والديهن

وأخرى صرحت بأن زوجها عالقته بأسرتها مضطربة ألنه مازالت عالقته ، بالخيانة الزوجية

وهناك أخرى قالت أن زوجها ، وال يتدخل فيهم وال في أمورهم بهم جديدة ولم تتآلف بعد

وأخرى أدلت لنا بأن ، يحتقرها ويحتقر عائلتها ألن والدها مطلق ألمها ويسب ويشتم أمها

وأخرى قطع زوجها ، وال يحب أن أتكلم معه على أسرتنا طي أهمية ألهلهازوجها ال يع

وهناك ثالثة حاالت ، عالقته مع أسرتها ألنه هو في خصام مع أخوها على مستوى العدالة

صرحن بأن أزواجهن في البداية كانت عالقتهم مع أهل زوجاتهم جيدة لكن بعد مدة تغيرت

. 184، ص2000بثينة السيد، اسرار يف حياة املطلقات، دار طويق للنشر والتوزيع، الرياض، السعودية، -1 . 07، ص2013، أوت74هناء جاسم السبعاوي، الطالق وأسبابه يف مدينة املوصل، دراسة حتليلية، جملة اضاءات موصلية، العدد -2


160

وأخريات أكدن لنا أن أزواجهم كانت لهم ، زواجهنأ لالى األسوء فأصبحوا ال يحبون أه

عالقة جيدة مع أهلهم لكن عندما وقع العنف والضرب عليهن من طرف أزواجهن تدهورت

وهناك حالتان صرحت لنا بأن أزواجهم أحيانا تكون عالقتهم مع أهلهم ، العالقة مع أهاليهم

.جيدة وأحيانا أخرى متدهورة حسب الظروف العائلية

تبقى من العينة فأكدن على أن أزواجهم لهم عالقة عادية مع أهلهم وهذه أما ما

وفي بعض األحيان محدودة ألن ، وعادية جدا العالقة وصفتها لنا المبحوثات بأنها طبيعية

، في الحياة الزوجية وان كثيرا ما فشلت زوجات بسبب تدخل األهل، مدة الزواج حديثة

والحل في يد ، سواء حماة الزوج أو حماة الزوجة وتلعب الحماة دورا في هذا المشكل

فال يحكي الزوج ألهله من مشاكله ، وهو أال تخرج أسرار حياتها خارج حدود البيت، الزوجين

.)1(وال تروي الزوجة أمام أسرتها خالفاتها مع زوجها، مع زوجته

ما نستنتجه أن الزوج العنيف هو الذي تكون عالقته مع أهل زوجته متدهورة

.ومضطربة ومتوترة وفي بعض األحيان منقطعة االتصال

من العينة بنعم على 62 %لقد صرحت : تحديد زوج المبحوثة عدد ايام زيارتها لوالديها

فهناك ، وقد كانت اجاباتهم متنوعة حسب الظروف، أن أزواجهم يحددن لهم عدد أيام الزيارة

ومبحوثة أخرى قالت بأن زوجها هو ، من صرحت بأن زوجها هو الذي يأتي بها الى أهلها

وأخرى قالت بأن زوجها هو الذي يحدد ، الذي يقول لها كم من يوم يجب أن تبقي عند أهلك

وأخرى صرحت بأن زوجها يحدد لها يوم ، لها عدد األيام التي تقضيها في بيت عائلتها

ناك من صرحت وه، وعندما يكون صراع معها تلغى الزيارة الى حين عودة العالقة، زيارتها

أما غالبية المبحوثات فصرحن بأنهن يحدد لهن ، أنها تذهب فقط يوم العيد ويحدد لها يومين

.أزواجهم من يوم الى يومين فقط

ية، سليمان علي أمحد، الكدر الزواجي وعالقته ببعض مسات الشخصية لدى املتزوجني مبحلية كرري، جملة دراسة األسرة، جامعة أم درمان االسالم -1

. 18، ص2011، أكتوبر 02العددالسودان،


161

على أن أزواجهم ال يحددن لهن عدد ، من عينة البحث فصرحن بعبارة ال % 38أما

أذهب بارادتي ومتى شئت أيام الزيارة ألنها كما قالت احدى المبحوثات أنا من أحدد متى

وهناك أخرى قالت بأنها تذهب الى ، واخرى قالت بأن زوجها ال دخل له في هذه المسألة

: وهذا ما سيبينه الجدول التالي، أهلها ولكن زوجها ال يحدد لها أيام الزيارة

هل يحدد لك زوجك عدد أيام الزيارة ألهلك ؟: السؤال

أيام زيارتها لوالديهاتحديد زوج المبحوثةلعدد التكرار

نعم 31 ال 19

المجموع 50 .جدول يوضح تحديد الزوج لزوجته عدد ايام زيارة أهلها*

هممن العينة أن أزواجهم يسمحون لهم بزيارة والدي% 62لقد صرحت: زيارة الوالدين باستمرار

واحدة في هلهم مرة أوغالبية المبحوثات تقريبا يقومون بزيارة ، حسب الظروف والمواقف

وهناك ، حاالت يذهبن لزيارة والديهم من مرتين الى أربع مرات في الشهر 06وهناك ، الشهر

وهناك من ، وهناك حالة واحدة مرة واحدة في كل ثالثة أشهر، حالتين مرة واحدة في الشهر

، أيام 10وهناك من صرحت بأنها تزور أهلها كل ، تذهب كل جمعة وخاصة في أيام العطل

وأخرى صرحت بأنها تزور أهلها مرتين ، صرحت بأنها تزور والديها كل ستة أشهروأخرى

، هلهاأأكدت أنها ال تذهب الى ومبحوثة أخرى، هلأوأخرى صرحت بأن ليس لها ، في السنة

وهناك من صرحت بأنها ال تذهب ، نها تزورها أختها ألن والديها متوفانأوهناك من قالت ب

صرحن بأنهن يقمن مع وهناك حالتين لمطلقتين، التي تأتي عندهاوانما أمها هي الى أهلها

.عائلتهن

تذهب ما من عينة البحث فصرحن بال وهذا راجع اما زوجها ال يتركها % 38أما

وهناك من ، وهناك من صرحن أنها تزور والديها خفية وغفلة من زوجها، عدا في األعياد


162

وحالة أخرى قالت ، وأخرى قالت بأنها ال تعرف أمها، قالت بأنها لم تزر عائلتها منذ عامين

.بأنها تذهب لزيارة أهلها لمدة ساعة فقط

: استشارة الزوجة المعنفة لزوجها عند خروجها من البيت

بعبارة نعم بأنهن يتكلمن مع أزواجهم % 82لقد أكدت المبحوثات وبنسبة

وأخرى ، أقول له وألمه: التاليةوقد صرحن بالعبارات ، ويستشيرونهم عند خروجهم من البيت

وأخرى تخرج مع زوجه بسبب ، ن زوجها هو الذي يطلب منها أن تخرج مع والدتهأصرحت ب

عندما تستشير هالنا بأن كدتأوهناك حالة ، وهناك من ال تخرج من البيت اال نادرا، الطفل

حرة في خرى صرحت بأن زوجها ال يكلمها فهيأوحالة ، مه ضديأزوجها للخروج تحرضه

.هذا الشأن

وهذا يرجع غالبا بأنهن موظفات يعملن ، من العينة فصرحن بعبارة ال % 18أما

لذا من واجبات الزوجة ، وحالتين مطلقتين، وهناك حالة واحدة كبيرة في السن، خارج البيت

رغم العنف الذي يمارسه الزوج ، في الدين والقانون استشارة زوجها قبل خروجها من البيت

حتى تكون هناك ثقة قوية بين الزوجين لتقلص ، اال أن هذا يبقى واجب من واجباتها، هاعلي

: وهذا ما سيوضحه الجدول االتي، المشاكل بينهما وتكسب ود زوجها

هل تستشيري زوجك عند خروجك من البيت ؟: السؤال

استشارة الزوجة لزوجها عند خروجها من البيت التكرار نعم 41 ال 09 المجموع 50

.جدول يوضح مدى استشارة الزوجة المبحوثةلزوجها عند خروجها من البيت*


163

من عينة البحث % 76لقد أكدت لنا : ترك للمبحوثة هامش من الحرية من طرف زوجها

وتكوين وذلك أن أزواجهم ال يتركون لهم هامش من الحرية للتواصل مع األخرين، بعبارة ال

من عينة % 24أما ، الى حالهم على أنهم دائما في حالة مقيدةفهم ينظرون ، صداقات معهم

في يتركون لهم هامش من الحرية فهم يؤكدون على أن أزواجهم، فعبرن بعبارة نعم البحث

وحالة واحدة عاملة نظافة فمنهم حالتين في التعليم، والتواصل مع األخرين تكوين صداقات

وهذا مرده الى المستوى ت في البيتحاالت ماكثا 08و، بشركة خاصة وأخرى موظفة

والماكثات في البيت أرجعن ذلك ، لديهن أجرة شهرية وذلك أنهن، لهذه الحاالت االجتماعي

: هذا ما نالحظه في الجدول التالي، ومحيط عائلتهم ألزواجهم


164

هل يترك لكي زوجك هامش من الحرية لتكوين عالقات ؟: السؤال

من الحريةمن طرف الزوج ترك للمبحوثة هامش التكرار

لتكوين صداقات والتواصل مع األخرين نعم 12 ال 38 المجموع 50

.جدول يبين مدى ترك الزوج لزوجته هامش من الحرية*

والشهود ان أثار العنف األسري يتموج من الضحية: األثار المترتبة على العنف األسري

ملموسة أو ، مرئية وغير مرئية، نحو دوائر متعددة ومحيط أوسع كنقطة مركزية الى أمد

، والعنف األسري وان كان يبدو أخف وطأة وقسوة من األنواع األخرى من العنف، محسوسة

ألن األسرةهي المكون ، المستمرة والمتزايدة وتبرز المشكالت األسريةكواحدة من المعوقات

في نسق يحدث خلال عنف داخل األسرةوأن ال، االجتماعية والحياة األول للنظام االجتماعي

ويحدث اهتزازا، واالحتكام اليها من الجميع االمتثال لها التي يفترض والدينية القيم الثقافية

والمشاكل االجتماعية كاستخدام وينتج عنه االمراض النفسية، باألعراف االجتماعية وتشكيكا

والفشل السلوك لدى األطفال واضطرابات وضعف الثقة بالنفس، والمسكرات والقلق المخدرات

يخلق أن العنف األسري، و والمجتمع لألسرة والسالم االجتماعي وتهدد حالة األمن، الدراسي

اضافة الى المشاكل و ويدمر احترام االنسان لذاته بالمهانة والذلة الرهبة والشعور في ضحاياه

وينجم عنها حواجز والمجتمع سرةوالعنف األسري يفكك األ، الخطيرة طويلة األجل الصحية

وانقسامات داخلية تؤدي الى القطيعة أو الكراهية أو الحقد أو الرغبة ومشكالت سلوكية نفسية


165

للعنف األسري حسب ما تبينه الدراسات الوطنية و .)1(في االنتقام من قبل ضحايا العنف

النساء ضحايا العنف وكذلك اقتصادية وخيمة على ، والعالمية آثار صحية جسدية ونفسية

وحاالت فقدان نفسية وأرق وعلى أطفالهن حيث تشكو معظم النساء المعنفات من اضطرابات

كما أن النساء ضحايا العنف الجسدي أكثر عرضة لالكتئاب ، وفقدان الشهية مؤقت للذاكرة

يمكن أن يصل الضرر وفي حاالت العنف القصوى، والبرودة الجنسية النفسي واإلجهاض

فتتمثل في اضطرابات السلبية على أطفال المرأة المعنفة أما األثار، االعاقة أو الموت الى

وفي االخفاق المدرسي أو االنقطاع عن الدراسة وفي العدوانية متفاوتة الخطورة نفسية

من األطفال % 50 وتفيد دراسات المنظمة العالمية للصحة واليونيسيف أن، واالنحراف

االعتداء بالعنف على األم من طرف األب يصبحون بدورهم أما معتدين الذين شاهدوا

.)2(عنيفين أو ضحايا للعنف

وعلى الرغم من بعض أشكال العنف األسري الموجه ضد المرأة قد يترتب عليه أثار

اال أن األثار النفسية واالجتماعية لجميع أشكال العنف سواء كانت ، مادية جسدية على المرأة

نتيجة عنف في جسد المرأة فإحداث تشويه، معنوية أعمق وأشد من األثار الماديةمادية أو

: مادي يؤدي الى أثار نفسية وأثار اجتماعية أهمها

، ضعيفة، وتتكون لها شخصية مستكينة خانعة، تكوين صورة ذات سلبية :األثار النفسية-1

ويتسبب العنف ، )3(بحقوقهاوتصبح غير قادرة على المطالبة ، مقارنة بشخصية الطفل الذكر

وتتفاقم الى حاالت مرضية أو سلوكيات عدائية أو التي قد تتطور العقد النفسية في نشوء

وربما نصل الى ، األسرية وانعدام الثقة وتالشي االحساس باألمان وتفكك الروابط، اجرامية

، 2007كاظم الشبيب، العنف األسري، قراءة يف الظاهرة من أجل جمتمع سليم، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب، الطبعة األوىل، -1

. 22صرين، جازية اهلمامي، العنف األسري يف بلدان املغرب العريب، حنو كسر حاجز الصمت، الواقع واملقاربات، مؤمتر كرامة حول العنف األسري، البح -2

. 18، ص2008ديسمرب /2/4ل مقدمة اىل املؤمتر الوطين األول عادل جماهد الشرجي، العنف العائلي ضد املرأة، حتليل العالقات، النوع االجتماعي يف اال اخلاص، ورقة عم-3

. 13، ص2004ملناهضة العنف ضد املرأة، صنعاء، اليمن، مارس


166

االكتئاب، فالالتي يتعرض لها النساء واألط ومن المشكالت النفسية، األسرة درجة تالشي

التي تصيب كل من النساء النفسية من أكثر األمراض واالنطوائية وكره الحياة والقلق

ومن جانب ، بالضرب واألطفال الذين يتعرضون للعنف داخل األسرة حيث أنها تهان كرامتها

.)1(أخر تذوق المرارة نتيجة تعرض أطفالها للعنف الذي ال حيلة لها على حمايتهم منه

اعادة انتاج عالقات النوع االجتماعي يترتب على هذا : األثار االجتماعية والثقافية-2

والمعايير األسلوب في التنشئة االجتماعية على المدى الطويل تبني المرأة لهذه القيم

وتطبقها في تنشئتها وتنظر اليها باعتبارها توجهات صحيحة وبالتالي تمارسها، والتوجهات

وأخواتها األصغر سنا وبالتالي تساهم في اعادة انتاج عالقات النوع ا االناثوتربيتها ألطفاله

فيهم قيم التفوق وتغرس، بل وتربي أطفالها الذكور بنفس األسلوب، االجتماعي التقليدية

.)2(والسيطرة على أخواتهم االناث

للمرأة مثل ان للعنف ضد المرأة تأثيرات سلبية على الصحة العامة :األثار الصحية-3

واالصابات ويعد العنف عامل خطورة صحية ويشمل اآلثار الصحية، االصابات والكسور

غير اآلمن وسوء استخدام المخدرات والكحول واالكتئاب االجهاض، الجنسية المعدية

.)3(سي غير اآلمن والقتل واالنتحاروالتدخين والسلوك الجن

، وانعدام الثقة واالحترام المتبادل بين أعضائهاويؤدي العنف الزوجي الى تفكك األسرة

، قد يعنفهم هم أيضا فاألوالد الذين يرون األب وهو يعنف األم، كما أنه يعيد انتاج العنف

ويؤدي العنف الى انفصال الزوجين أو الهجر ، في المستقبل كما قد يعنفون بناتهم وزوجاتهم

كما قد ، أوالدها أو رؤيتهم أو الطالق أو طرد الزوجة من المنزل أو حرمانها من حضانة

.)4(اج الفتيات بسن صغيرةو يؤدي الى ترك األوالد للمدرسة أو انحرافهم وجنوحهم وز

، 2010، ديسمرب01علي تعوينات، سوء املعاملة يف األسرة وانعكاساا على األفراد، جملة العلوم االنسانية واالجتماعية، جامعة ورقلة، العدد -1

. 30ص . 14رجع، صعادل جماهد الشرجي، نفس امل -2 .10ص2008هيفاء أبو غزالة، واقع العنف ضد املرأة يف األردن، الس الوطين لشؤون األسرة، عمان، األردن، -3 . 264، ص2008، 1صاحل حسن الدهري، أساسيات االرشاد الزواجي واألسري، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان، األردن، ط-4


167

الزوجي آثار اقتصادية سيئة على المرأة المعنفة أو على المجتمع ويترتب على العنف

، ولمهنتها اذا كانت عاملة ولقدرتها سلبا على تطوير المرأة لذاتها وقد ينعكس، وعملية التنمية

أو عدم اتمامها لتعليميها وحصولها على حقها في االعمال الهامشية وهدر طاقتها االنتاجية

أو منعها من متابعة التعلم من قبل ، للفرص الممنوحة لها في حال زواجها وهي صغيرة

.)1(الذكور في العائلة

آثارا سلبية على المرأة أن العنف يترك المبحوثينومن أثار العنف كذلك صرح

وتصبح منطوية ، الشخصية وهذا ما يسمى بانفصام زميالتها وأمام أسرتها وذلك أمام المعنفة

ويصبح مزاجها حادا وتبقى محصورة في ما فيها العنيف، وكرهها للعالم الخارجي على نفسها

، ى أطفالهاوعل نتيجة للعنف المتكرر مما يؤثر على نفسيتها وتحصل لها عاهات مستديمة

وتشتتها االعنف هدم كيان األسرة ومن األثار التي يتركه، وقلقها درجة اكتئابها وتزداد كذلك

وهذا كله نتيجة مما يؤدي بالضرر للرابطة الزوجية، وتشرد األطفال والذهاب الى الطالق

.والسلم والحوار والتنازل في بعض األمور من كلتا الطرفين عدم االحتكام الى العقل

التفكك األسري وتشرد ، أما األثار السلبية التي يتركها العنف على األسرة وهي كالتالي

وجعل العالقة الزوجية األسرية غير مستقرة، األطفال وتحطيم كيان األسرة وبنيتها األساسية

يفتقر للهدوء وبالتالي يترعرع األوالد في جو غير مالئم، عن طريق الطالق وتعرضها للزوال

ويصاب األطفال ، والتحصيل العلمي في الدراسة عن فشلهم مما ينتج والراحة النفسية

األخالقي ويتولد لديهم الكره ألحد طرفي أو الذهاب الى طريق االنحراف والكآبة باالحباط

.األسرة

بالتصريحات المبحوثين فصرح وأما األثار السلبية التي يتركها العنف على المجتمع

المجتمع مفكك وغير قادر على فيصبح، يترك العنف أثار سلبية على المجتمع ككل، التالية

ويحتكم الى العنف وال منحل أخالقيا ويصبح المجتمع، والتعاطف والتراحم استعداد الوئام

. 265صاحل حسن الدهري، نفس املرجع، ص -1


168

وتحتقر ، وتتحطم األمال، أو االقتصادي أو التكافل االجتماعي التربوي يسعى الى البناء

للخطر المادي وتعرض األطفال، ل الى عالم الجريمة والتشرد واالدمانويذهب األطفا، المرأة

السيئة والجرائم داخل المجتمع وينتج جيل متعصب على أتفه وتفشي األخالق والمعنوي

.األمور

بحيث أن ، وحين يحدث العنف ال ينجوا منه أي عضو في األسرة عادة من آثاره

فالعنف يعوق حركة األسرة ويجعل من ، متباينةالجميع يصبحون ضحايا له بصور ودرجات

حيث أن ، تعرقل الحرب خطط التنمية في بلد ما الصعب عليها القيام بوظائفها مثلما

األطفال من أكثر أفراد األسرة تضررا بالعنف الذي يشاهدونه بين والديهم أو يتعرضون له

مبكرا طفال من العنف يبدأان تضرر ال، الذي يؤثر عليهم بصورة مباشرة وغير مباشرة و

)1(،فقد يصابون بأذى عندما يضرب أباءهم أمهاتهم عندما يكونون أجنة في بطون أمهاتهم

فضرره ال يقتصر على ، ومن األثار التي يتركها العنف على المرأة واألسرة والمجتمع

بة الطالق ومن أبرز أثاره ارتفاع نس، وانما يمتد ليشمل أسرتهاومجتمعها المرأة المعنفة

تنشئة وزيادة التفكك األسري الذي يظهر في عدم القدرة على ضبط وتربية األبناء وتنشئتهم

ناهيك والعدوانية فيميلون الى العنف مما ينعكس سلبا على األبناء، متوازنة نفسية واجتماعية

)2(عن اضطراب العالقات االجتماعية

ويسبب عقد ، األسري في حقهوالعنف يترك اثار مختلفة على من مورس العنف

ويزيد احتمال انتهاج هذا الشخص الذي عانى من ، نفسية تتطور وتتفاقم الى حاالت مرضية

)3(.ي حقه العنف ذاته الذي مورسف

طريف شوقي محمد فرح، العنف في األسرة المصرية، دراسة نفسية استكشافية الخالصات والدالالت واألطروحات -1 . 05، ص2002المستقبلية، المركز القومي للبحوث االجتماعية الجنائية، جامعة القاهرة،

دراسة مقارنة، دار المأمون للنشر والتوزيع، عالية أحمد صالح ضيف، العنف ضد المرأة بين الفقه والمواثيق الدولية، -2 . 25، ص2009، األردن، 1طخليفة ابراهيم عودة التميمي وسلوى فائق الشهابي، العنف األسري وعالقته بجنوح األحداث، مجلة العلوم القانونية -3

. 14ص، 2012، جامعة ديالي، العراق، 01والسياسية، العدد


169

: كيفية مواجهة العنف االسري

، ية وعن قيمهم األخالقية والدينيةتعد األسرة المسؤولة عن سلوكات أبنائها غير السو

في والمنشآت والمؤسسات والجماعات عنهم من سلوكات عنيفة نحو األفرادوما يصدر

العنف والحد من ظاهرة ومؤسسات التعليم بمسؤوليتها ومن أجل أن تضطلع األسرة، المجتمع

: األسري ال بد من عمل ما يلي

.توعية اآلباء واألبناء على حد سواءبمخاطر العنف داخل األسرة -1

.تربية سليمة ألسرة في تربية األبناءالتأكيد على دور ا-2

.تطوير احترام الذات لدى المرأة وتعزيز ثقتهابنفسهاوحقها في السعادة -3

.ضرورة تحمل األسرة لمسؤوليتهامن خالل مراقبتها لسلوكيات أبنائها -4

وبين اآلباء تدريب األسرة على كيفية التواصل االيجابي بين أفرادها وخاصة بين الزوجين-5

.واألبناء

.توفير األمن واالطمئنان النفسي للطفل في األسرة والمدرسة-6

.ابعاد الطفل عن المشاهد العدوانية خاصة االعالمية -7

ضرورة توجيه األبناء في األسرة والمدرسة الى كيفية قضاء أوقات الفراغ بما يعود عليهم-8

.)1(ومجتمعهم بالخير وعلى األسرة

تثقيفية واعالمية تركز على تبصير الشباب من الجنسين وينبغي اعداد برامج

وتبصير األزواج والزوجات بأسلوب والواجبات وتوضيح الحقوق، بمتطلبات مرحلة الزواج

والتمسك بأحكام الشريعة االسالمية باعتبارها الحضن الحصين ، التعامل المناسب فيما بينهما

)2(،الذي يقي األسرة من االنهيار

. 63، الدوحة، قطر، ص38، السنة2009، مارس168األسري وآثاره على شخصية اآلباء واألبناء، جملة الرتبية، العددأمحد حممد الزعيب، العنف -1، 1425، ذو احلجة271األمن واحلياة، العدد العنف داخل األسرة، ظاهرة دد استقرار اتمع وأمنه، جملةشيماء مصطفى املكيجي، . -2

. . 60/61ص


170

والمعاصرة لألبناء الى توعية االباء واألمهات بأساليب التربية الصحيحةباإلضافة

وعدم التنصل من هذه نحو رعاية األبناء وتعميق االحساس بالمسؤولية من جانب الوالدين

وتجنب أساليب التنشئة الخاطئة من قسوة زائدة أو تدليل زائد حتى ال يتولد لدى ، المسؤولية

م أو العنف هذا فضال عن سن تشريعات لمواجهة الصور المختلفةاألبناء رغبة في االنتقا

، االساءة لألطفال، للعنف األسري المادي والمعنوي مثل عقوق الوالدين وخاصة كبار السن

اضافة الى التوعية بأخطار ، هجر رب األسرة لها وسفره للعمل بالخارج، االساءة الزوجية

ديد من المستشفيات المجانية لعالج المدمنين تعاطي المخدرات والخمور وضرورة فتح الع

مع توعية اآلباء واألمهات لكي ال تتفاقم المشكلة ، ورعايتهم نفسيا وصحيا واجتماعيا

)1(وتتعرض األسرة لالنهيار

ومن القوانين التي تحمي المرأة من العنف فقد صرح المبحوثين على أنه توجد بعض

ساسا في االعالنأوهذا يكمن ، المرتكب ضد المرأة القوانين بالفعل لحماية العنف الزوجي

وكذلك ، وفي القوانين االقليمية وكذا العهد الدولي للحقوق المدنية، العالمي لحقوق االنسان

وضعت وهاته القوانين، وكذا بعض أحكام الدستور، )قانون العقوبات (في القانون الجزائري

في وال يوجد فرق بين الجنسين، و الزوجةسواء الزوج أ من كل الجرائم األشخاص لتحمي

.نظر القانون الوضعي

تحرم كل أشكال العنف وتفرض عقوبات صارمة قوانين شرعية ووضعية وكذلك توجد

ال يوجد لحد األن والبعض منهم أكد لنا على أنه، وفي حالة العود تشدد العقوبة، وردعية

من جنح ومخالفات ورد بصفة عامةقانون يحمي العنف الزوجي ضد المرأة ما عدا ما

وخاصة في السنة الحالية ، مؤخرا اال أن ما الحظناه، في قانون العقوبات الضرب والجرح

تم صياغة قوانين جديدة في قانون األسرة الجديد المعدل من طرف ، 2014وأواخر 2015

وهذا ما ، وادتم توسعة مفهوم العنف الزوجي المتعلق بالمرأة في مختلف الم، وزارة العدل

اال أنه وجد صراع ومغالطات أثناء النقاش على ، يعتبر شيء ايجابي في قانون األسرة

. 63، الرياض، السعودية، ص2005، جانفي24، السنة367العنف األسري يف ظل العوملة، جملة نايف للعلوم األمنية، العددعباس أبو شامة، -1


171

ومن الحلول الممكنة في رأيهم ، مستوى البرلمان وكذا االعالم واألحزاب والمجتمع المدني

يجب تفعيل الحوار بين ، باإلجابة التالية للحد من العنف الزوجي ولقد صرح المبحوثين

وسن قوانين ردعية ضد من ، الى الشرائع الدينية واالسالمية ين والتمسك والرجوع دائماالزوج

وتفعيل وسائل االعالم لمحاربة العنف والتوعية ضد هذه الظاهرة ، يستخدم العنف على المرأة

والعمل على تحسيس األزواج بالواجب األخالقي نحو زوجاتهم والحرص على الحفاظ على

ميكانيزمات مالئمة من ناحية التشريع والتطبيق وكذا نشر الوعي بين خلق، كيان األسرة

والعمل على تفعيل آلية ، حول العنف وأخطاره األفراد والتكثيف من الحمالت االعالمية

واصدار ، االرشاد الديني في المساجد واالرشاد الجمعوي في مختلف الجمعيات الوطنية

الحوار ، الحبس وكذلك غرامة كتعويض مادي للضحيةقوانين ردعية اتجاه المعنف تتمثل في

والمودة والرحمة والتعاون على تحقيق والتفاهم واالصغاء بين الطرفين وتبادل االحترام

.المحافظة على الروابط األسرية والتعامل مع الوالدين بأدب واحترام، مصلحة األسرة

الحظ أن نبرة العنف نلعلنا و ، العالم يعيش في مرحلة متوترة من تاريخ البشرية ن أو

واتسم العنف ضد النساء وخاصة االغتصاب ، ، متصاعدة جدا، العالمي أصبحت عالية جدا

أن و ولهذا ال بد من وقاية المرأة من العنف ، بأنه وصمة عار جديدة في الحروب األخيرة

، النسائية األهليةفي كل المجالس تتعاظم مشاركة المرأة في الحياة العامة بقوة الدستور

فال بد أن يكن لها هامش واسع من حرية االختيار سواء ، وكذلك تعظيم حرية االختيار للمرأة

في التعليم أو العمل أو المشاركة الحكومية أو الصحة أو تنظيم األسرة وكذلك معاملة المرأة

.)1(معاملة حسنة

بوصفه شأنا عاما وليس التعامل مع العنف األسري ويجب على رجال األمن والقضاة

سباب أألن التجارب الخاصة باألمم األخرى أثبتت بما ال يدع للشك أن من أهم ، خاصا

تعامل رجال االدارة معه على أنه مسألة خاصة ال يجب ، تفاقم معدالت العنف األسري

، 2006، سامية حسن ساعاتي، المرأة والمجتمع المعاصر، الدار المصرية السعودية للطباعة والنشر، القاهرة، مصر-1 . 257ص


172

وهو ما أغرى صيانة للتماسك األسري، التدخل فيها أو اتخاذ اجراءات بحق مرتكبيها

المعتدين من أفراد األسرة على االستمرار في ممارسة العنف ضد ذويهم على أساس أنهم

.)1( محصنون من التدخالت الخارجية

: النتائج العامة

يعتبر موضوع العنف الزوجي من أكثر المواضيع الغامضة في العلوم االجتماعية

ظاهرة عالمية ال تقتصر على منطقة حيث أن العنف ضد النساء، نظرا الرتباطها باألسرة

وال يعني هذا أن ، يستوي في ذلك البلدان المتقدمة والبلدان النامية، معينة من مناطق العالم

، يعني أنه ينبغي اعطاؤها أهمية أكبر ولكن، نلتمس عذرا لوجود هذه الظاهرة في منطقتنا

، المؤتمر السنوي )رؤية نفسية (طريف شوقي محمد فرح، العنف في المجتمع المصري، أساليب المواجهة والوقاية، -1 . 16، ص2006األول لكلية اآلداب، جامعة القاهرة، أفريل


173

، فكما هي ظاهرة عالمية، هاوأن نتعاون مع غيرنا أكثر في مكافحة هذه الظاهرة واستئصال

.فان مواجهتها بدورها ينبغي أيضا أن تكون عالمية

وتؤثر أسرة ، كما أنه ظاهرة يومية في حياة كثيرة من النساء وطوال فترة حياتهن

النشوء التي ينشأ فيها الفرد على األفكار واالتجاهات والسلوكات التي يحملها الفرد تجاه

، تجاه شريكة زواجه قهرا من والديه يميل الى صب عدائه لوالديهفمن يشاهد ، العنف األسري

، وهو يحمل اتجاها عدائيا ضد المرأة أمه اتجاه والده ال بد وأن ينضج ومن يشاهد عنفا

ترى في زوجها وبعد زواجها، التي ترى عذاب أمها من جراء والدها الرجل وكذلك الطفلة

.شخصية والدها الذي كان يضرب أمها

هل الزوجة أالعنف من البيئة المحيطة بالزوجين وخاصة من خالل تدخل أنشوقد ي

وهذا أمر شائع وقد يرجع الزوج أو الزوجة من يوم عمل معبأ بالهموم ، أو أهل الزوج

وتحدث ، فيقوم بأعمال عنيفة العودة الى المنزل وال يجد أي منهما الراحة عند، والمشاكل

.م مختلفةالزوجية في أشكال وأحجا المشاكل

فمن خالل الدراسة التي أجريت حول العنف الزوجي وآثره على األسرة والمجتمع في

والذي يعتبر من المواضيع الحساسة والجديدة على مستوى حقل علم االجتماع الجزائر

والذي شهد اهتمام كبير من طرف الفاعلين في الحكومة وخاصة على ، العائلي الجزائري

هذا نظر الخطورة التي يتسم بها هذا النوع من ، واألمن والعدالة واألسرةمستوى الصحة

التي تكون العالقات األسرية واألعراف األسرية والروابط االجتماعية العنف على مستوى القيم

.ولهذا جندت الدولة الجزائرية

العنف أخيرا ترسانة قانونية تعالج هذه األفة في عدة مواد قانونية تخدم المرأة ضحية

وتم التركيز في دراستنا على مجموعة من المتغيرات في عملية التحليل ، األسري بصفة عامة

والفرق بين المستوى ، ومدة الزواج ومهنة الزوج والزوجة للمعطيات كمتغير الجنس والسن

وهذا حتى نستطيع التعمق واالحاطة بجوانب وطبيعة السكن وعدد األوالد، التعليمي

.جيد الموضوع بشكل


174

ومن الدوافع واألسباب التي أدت الى حدوث العنف الزوجي أن المعنفة في حد ذاتها

ثم األم تكون أيضا هي السبب في حدوث ، قد تكون السبب الرئيسي في حدوث العنف

عندما تكون الزوجةساكنة معها في بيت العائلةأو أم الزوجة عندما تتدخل في شؤون ، العنف

أن الزوج طبيعة تنشئته عنيفة إضافة الى عدم عمل الزوج في حاالت أو ، )الزوجة(ابنتها

.الى اشتباكه مع زوجته متعددة مما يؤدي

ومن الظروف التي ساعدت على وقوعه تناول واستهالك الزوج للمخدرات

والمشروبات الكحولية وبالتالي يبذر أمواله على شراء هذه اآلفات االجتماعية التي تضرب

وفي بعض األحيان يضطر الى بيع ، يفقد المسؤولية األسرية نحو عائلتهو وتضر بأسرته

إضافة الى حاالت قليلة ، مصوغاتها الذهبية لزوجته وهذا من أجل شراء المخدرات والكحول

ومن األشكال التي ، كان العنف نتيجة لخيانة الزوج لدى المبحوثة لزوجته مع امرأة أخرى

المعنفة مورس عليها أنواع وأشكال من العنف منها ما أتخذهاالعنف حسب الدراسة هو أن

هو جسدي المتمثل في الضرب واللكم في الوجه والعين والذراع والركل باألرجل عموما

صرحن بأن العنف المعنوي والنفسي هو في المرتبة 56% ثم ، من عينة البحث % 60بنسبة

.وأباءهم وهذا ما يحط من كرامتهنالثانية يتمثل في السب والشتم واالحتقار لهم وألمهاتهم

، نه يؤثر على نفسية المرأة خاصة أمام أسرتهاأومن األثار التي يتركها على المرأة

، وكذلك يحدث تفكك األسرة وحدوث في بعض األحيان والحاالت، وتزداد درجة كآبتها وقلقها

ة األولى في الطالق الطالق واالنفصال بين الزوج والزوجة المعنفة ويبقى األوالد هم الضحي

بعض الحاالت لمبحوثات ترفض وهناك، وتتشتت األسرة وتعرضهم للمخاطر الحياة اليومية

طرف زوجها اال أنها الطالق لتحافظ على أسرتها وأوالدها رغم العنف الموجه ضدها من

ليس من أجل الطالق وانما ، فتتوجه غالبيتهم الى مصلحة الطبيب الشرعي تتحمل من أجلهم

.وايقافهم من ممارسة العنف ضدهن، ن أجل تخويف األزواج وردعهمم

فيما يخص الفرضية األولى نستنتج أن العنف الزوجي يحدث أثناء الزواج بنسبة كبيرة

لكن الزوجة قبل الزواج أي منذ طفولتها لم تعرف العنف من طرف عائلتها ، من طرف الزوج


175

أمامها من طرف أحد أفراد العائلة سواء كان وان عرفت العنف ربما تشاهده ، أو محيطيها

فنالحظ من خالل الدراسة أن المبحوثات لم يمارس ، األب أو األخ أو األخر في الشارع

وبالنسبة للوالدين لدى المبحوثات أكدن أن والديهن لم ، عليهن العنف قبل حياتهم الزوجية

الزوجة في زوجها فانهن يؤكدن أما رأي ، يكن يتشاجرن أمامهن ماعدا بعض الحاالت القليلة

على أن أزواجهن كانوا عنيفين معهن وهذا منذ أيام الخطوبة وبداية الحياة الزوجية وهذا

أما النوع الغالب الممارس على المبحوثات هو ، فأكدن غير ذلك70%أما نسبة ، %30بنسبة

أما نظرة ، المائة%40بنسبة النفسيو ثم يليه العنف اللفظي، %.60العنف الجسدي بنسبة

%50ةوعدوانية بنسب، %44بنسبة خصية مزاجيةشحوثات لزوجها المعنف على أنه ذو المب

، ولهذا فالزوج العنيف يتعامل مع األبناء والزوجة بطريقة عنيفة، %06ودود ومتفهم بنسبة"

.ولهذا نستنتج أن الفرضية األولى قد تحققت بنسبة كبيرة

والمتمثلة في عدم تحمل المسؤولية الزوجية من طرف أحد أفراد أما الفرضية الثانية

سواء الزوج أو الزوجة ، األسرة وهذا يرجع باألساس الى غياب أحد أفراد األسرة عن البيت

مما يؤدي الى عدم االهتمام ، اما مع النساء أو العكس خاصة في السهر خارج البيت

وظهور مشاكل وتنخفض المسؤولية سواء لدى باألوالد وظهور ما يسمى بالخيانة الزوجية

، وبالتالي تكون له نتائج سلبية على األسرة من الناحية المادية والمعنوية، الرجل أو المرأة

، ي عدم تحمل المسؤولية يؤدي الى تفكك األسرة وتظهر الالمباالة من طرف األبناءلوبالتا

ل المسؤوليةعند الرجل هو اهماله في أحد أفراد األسرة ومن عدم تحم وتزرع الشك والقلق

أما األم اهمالها واجباتها العائلية ، بحاجات المنزل المادية والمعنوية واالهتمام بحالة أبنائه

.أمام الزوج

أما فيما يخص الفرضية الثالثة والمتمثلة في تغير أنماط وأدوار أحد طرفي األسرة

حيث ، في الدراسة تحقق بنسبة كاملةأدى الى حدوث العنف في األسرة فهذه الفرضية لم ت

ان لم يكن أنه مازالت المسؤولية للزوج كاملة ثم تأتي أمه في الدور الثاني ثم بعد ذلك زوجته

اال بعض الحاالت النادرة تتغير األدوار عندما تكون الزوجة ، لديه أطفال كبار في السن


176

أما اذا كان ، المسؤولية األسريةهنا الحظنا أن الزوجة تتحمل ، عاملة ويكون الرجل ال يعمل

وهناك يعطي الزوج للزوجة حق االنفاق ، االثنان يعمالن فالمسؤولية متقاسمة فيما بينهما

أما فيما يخص التعاون على المسؤوليات األسرية فجل ، وشراء الحاجات الضرورية لألسرة

ذين مارسوا العنف على أن الزوج ال يبالي بالمسؤولية الزوجية خاصة ال المبحوثات يؤكدن

والزوج عموما حسب الدراسة ال يحب مساعدة زوجته في البيت ألنه يعتبر ، على زوجاتهن

لذا الحظنا أن األنماط ، أما هو فله قضاياه خارج المنزل، العمل المنزلي من وظائف المرأة

مريض وال عندما يكون الزوج بطاال أو ، واألدوار مازالت باقية كما هي اال عند حاالت نادرة

.لذا فان الرجل بصفة عامة ال يحب سيطرة المرأة عليه، يشعر بالمسؤولية

أما فيما يخص الفرضية الرابعةوالمتمثلة في الظروف االقتصادية كالتسريح من العمل

فهذه الفرضية نجدها متحققة في ، أو الفقر والبطالة هي التي تؤدي الى وقوع العنف

ج الذي سرح من العمل يبقى في حالة بطالة ويحدث أزمة في وهذا راجع أن الزو ، الدراسة

مما يدفع الزوجة الى مطالبته بالبحث عن عمل أو في الحاالت التي عندنا دفع األسرة

وبالتالي يدفعها هذا العمل الى ، )عامالت نظافة(ببعض المبحوثات الى الخروج للعمل

وفي بعض األحيان أخذه بالقوة، الدخول في صراع مع زوجها حول األجر وتقاسمه معه

واذا كانت المرأة ، ذا كان الزوج بطال ويريد تناول المخدرات أو المشروبات الكحوليةإخاصة

إضافة أنها هي ، عاملة فهي التي تفرض سلطتها داخل البيت وتنسحب السلطة لدى الزوج

.هو أو أمه التي تصبح تنفق على األسرة وليس

العامل هو الذي ينفق داخل األسرة وهو الذي يتحكم في سلطة لكن على العموم الزوج

هو الزوج الذي ال يبذر أمواله على أتفه األشياء ويستمع الى نصائح و التسيير داخل البيت

أما الزوج المعنف سواء كان بطال أو موظف أو عامل فهو الذي يسرف أمواله على ، زوجته

وال يتحكم في ته وأوالده وال ينفق على أسرتهويبخل على زوج، والنساء المخدرات والكحول

وهناك من دفعته الظروف االقتصادية الصعبة الى بيع مصوغات ، أبناءه وال يبالي بهم

وهناك من يطالب زوجته بإحضار له النقود ، وهناك من يأخذ أموال زوجته، الذهبية لزوجته


177

وهناك من يبذر أمواله ، ملةوهناك من ال يعطي لزوجته النقود ألنها عا، لشراء المخدرات

وبالتالي اذا كانت الظروف االقتصادية ، وهناك من تتحكم فيه أمه وأخواته، على النساء

، صعبة على الزوج أو حالة األسرة فقيرة وال تستطيع تحقيق رغبات األسرة من أشياء مادية

حقيق الرغبات نتيجة لعدم ت هنا يحدث الصراع والتشنج بين الزوجين ويحدث العنف بأنواعه

.المادية لألسرة

الخاتمة

الخاتمة

179

مناطق معينة من ظاهرة العنف ضد الزوجة ظاهرة عالمية ال تقتصر على منطقة

وهو موجود في ، انتشارا ويشكل العنف ضد النساء أكثر انتهاكات حقوق االنسان، العالم

كما يمثل ظاهرة يومية في حياة كثير ، والجماعات االجتماعية واالقتصادية جميع المجتمعات

.من النساء وطوال فترة حياتهن

، لعنف الزوجيوال يوجد دولة أو ثقافة تستطيع أن تزعم أنها خالية من ظاهرة ا

وعلى الرغم من أن بعض ، واالختالف الوحيد يكون في أنماط واتجاهات هذه الظاهرة

من حيث اال أن هذا العنف متأصل في صميم ثقافتها، المجتمعات تحرم العنف ضد المرأة

والتفسير والتقاليد الممارسةغالبا ما يقع العنف تحت ستار الممارسات الثقافية والعادات

.للدين خصوصا اذا كان ضمن حدود األسرةالخاطىء

فأن القانون أو الجهات الرسمية عادة ما تفضل التغاضي والسكوت عليه بحجة الشأن

.الداخلي

جاء هذا ، ويحضى موضوع العنف الزوجي في األونة األخيرة باهتمام علمي واسع

.االهتمام نتيجة لتزايد صور العنف وأشكاله في الحياة اليومية

هذه الظاهرة نجد الكثير من النظريات سواء في علم االجتماع او العلوم وحول

من بينها نظرية الفعل ، االنسانية واالجتماعية األخرى عالجت ونظرت لهذه الظاهرة

.الخ...النظرية البيولوجية، نظرية ثقافة العنف، نظرية االحباط والصراع، االجتماعي

وبالتالي كل نظرية لها دور ، حول ظاهرة العنف الزوجيكلها قدمت أرائهاوتصوراتهاومقاربتها

وهذا راجع ألصول النظرية وطبيعة ، لكنها تبقى محدودة، في تشريح ظاهرة العنف الزوجي

.دراستها للمجتمعات

وأن األسرة التي يحدث فيها العنف تقوم بعدة وظائف أهمها الوظيفة البيولوجيةوالوظيفة

لكن في بعض ، ة واالجتماعية وكذلك الوظيفة الدينية والثقافيةالتربوية والوظيفة االقتصادي

مما ينتج لنا ظواهر تمس بكيان األسرة كالعنف األحيان يحدث خلل في هذه الوظائف

ولهذا فالعنف الزوجي له أنواع ، االنحراف االخالقي، الطالق، التفكك االسري، الزوجي

الخاتمة

180

ومنها ما ، ما هو معنوي كالسب والشتمومنها ، وأشكال متعددة منها ما هو جسدي كالضرب

وكذلك من ، الزوج وجيرانه، الزوج وأهل زوجته، والزوجة والزوج وأطفاله، يحدث بين الزوج

، أسباب العنف ودوافعه هو طبيعة المنظومة األسرية وأيضا المكونات الشخصية لألسرة

وبالتالي تبقى دوافع ، اظافة الى المشكالت االقتصادية والمشكالت االجتماعية والثقافية

.وأسباب العنف الزوجي مرتبطة بالممارسات لدى األفراد وسلوكاتهم

وأن العنف الزوجي يحدث نتيجة التنشئة االجتماعية للزوج المعنف الذي يتصف

ألنه يتصف ، واتصافه بالسلطة ونظرته دونية للمرأة رفضه لتحمل المسؤولية، بسرعة الغضب

، رأة ويذلهل مما يولد لديها شعور متدني يمتاز بالكأبة واليأسبسوء المعاملة ويحتقر الم

تحط من كرامتها وأنوثتها بالتالي تصبح منعزلة عن األخرين وتشعر أنها ليس حقوق انسانية

اظافة الى أن العنف ، وههذا كله يؤدي الى صراع مع االطراف المحيطة كالزوجة واألطفال

ية الصعبة كالبطالة أو التسريح من العمل للزوج مما الزوجي يحدث نتيجة للعوامل االقتصاد

اظافة الى العامل ، ويصبح الزوج مشكلة بالنسبة لزوجته وأسرته، يحدث شرخا داخل األسرة

الثقافي الذي نجده حاضرا في حاالت عديدة يؤدي الى حدوث العنف الزوجي كالفارق في

كذلك الفارق ، التعليمي بين الزوجينوأيضا الفارق في المستوى ، متوسط العمر بين الزوجين

.بين الحالة المعيشية للعائلتين

، ومن نتائج العنف على األسرة هو تفككها وانعدام الثقة بين أطرافها وتحطيم كيانها

.وتعرضها للزوال واعاقة مسارها وديمومتها ووظائفها

، والقلق ة كالكأبةما نتائج العنف على األم أو الزوجة فانه يترك لها أثار نفسية سلبيأ

وتصبح غير قادرة ، وتهان كرامتها وأنوثتها.وتدني شعورها ونقص قيمة وظائفها داخل األسرة

وفي بعض األحيان تتقبل هذا النوع من العنف ألعادة انتاجه ، على مواصلة مهمتها كأم

.على المدى الطويل نتيجة لتبني لهذا النوع من القيم والعادات والمعايير األسرية

ألن الطفل يحمل كل العنف ويعيد ، أما نتائج العنف على الطفل فخطيرة جدا مقارنة بالمرأة

أما على مستوى النفسي واالجتماعي فيصبح الطفل عدواني مع زمالئه لما ، انتاجه في حياته

الخاتمة

181

ويترسخ هذا الفعل في تنشئته ، يتعرض له من أزمات نفسية نتيجة لحدوث العنف أمامه

.قافيةاالجتماعية والث

أهمها أنه يهدد األمن والسالم ، أما اآلثار التي يتركها العنف على المجتمع فهي كثيرة

، يفكك المجتمع وكذلك ينتج عنه أثار اقتصادية سيئة مما يعطل التنمية، االجتماعي للمجتمع

.وبالتالي يصبح المجتمع يسوده العنف ويحتكم اليه

وعن ، واعالميا، وثقافيا، وأسريا، وتربويا، ولهذا وجب مواجهة العنف الزوجي دينيا

.ريق التوعية والتحسيس بالقوانينط

قائمة المراجع

قـائمة المراجع

183

:قائمة المراجع

، دار الشروق للنشر والتوزيع، اإلرشاد الزوجي األسري، د أحمد عبد اللطيفسعأبو أ -1

.2008، األردن، 1ط

دار الميسرة للنشر ، سيكولوجية المشكالت األسرية، أبو أسعد أحمد عبد اللطيف -2

.2011، األردن، عمان، والتوزيع

جامعة نايف العربية للعلوم ، وسائل اإلعالم والعنف األسري، أبو زيد عثمان عثمان -3

.2010، السعودية، الرياض، األمنية

، المجلس الوطني لشؤون األسرة، العنف ضد المرأة في األردنواقع ، أبو غزالة هيفاء -4

.2008، األردن، عمان

، القاهرة، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، العنف األسري، إسماعيل حلمي جالل -5

.1999، مصر

أكاديمية نايف للعلوم ، العنف األسري وعالقته باضطراب النطق والكالم، التير عمر -6

.1998، السعودية، الرياض، األمنية

مؤسسة الناشر للدعاية ، النزاعات المسلحة وأمن المرأة، خليل عاصمو الجرباوي علي -7

.2008نوفمبر، فلسطين، 1ط، واإلعالن

تحليل اجتماعي لبناء األسرة وتغير اتجاهات ، دراسة األسرة العربية، الجوالني فادية عمر -8

.1995، لبنان، تبيرو ، مؤسسة شباب الجامعة، األجيال

، العنف الموجه ضد المرأة ومساندة المجتمع لها، الحربي سلمة بنت محمد بن سليم -9

.2007، دراسة ميدانية بمكة المكرمة

، دمشق، منشورات وزارة الثقافةالسورية، تنظيم األسرة فكرا وطموحا، الحسنية سليم -10

1991.


184

دار الوطن ، أسبابه ومظاهره وأثاره وعالجه، العنف األسري، الحلبي خالد بن سعود -11

.2009، السعودية، الرياض، للنشر والتوزيع

دار ، نطاقات تفاعل، العنف في مواقف الحياة اليومية، الخولي محمود سعيد إبراهيم -12

.،ب،س،ناإلسراء للنشر

، الموقف الشرعي من العنف األسري، الدخيل صالح بن عبد اهللا بن عبد الرحمن -13

.ن، س، المملكة العربية السعودية وب، المعهد العالي للقضاء

، دار صفاء للنشر والتوزيع، أساسيات اإلرشاد ألزواجي واألسري، ألدهري صالح حسن -14

.2008، األردن، عمان، 1ط

دار يافا العلمية للنشر ، العنف األسري وتأثيره على المرأة، الرقيب إبراهيم سليمان -15

.2010‘ 1ط‘ األردن ‘ عمان ‘ والتوزيع

دار ، دراسة سوسيولوجية للعنف األسري، لسمري عدلي واالنتهاك الجنسي للزوجةا -16

.1999، مصر، المعرفة الجامعية

عالقة بعض المتغيرات ‘ السيد أمل محمود محمود الدرة وزينب عبد المحسن درويش -17

.ن‘س‘ب‘مصر‘ المرأة للعنف الزوجي النفسية والمعرفية واالجتماعية بمستويات تقبل

عالقة بعض المتغيرات النفسية ، السيد أمل محمود محمود وزينب عبد المحسن -18

، س، ب، جامعة قناة السويس، واالجتماعية والمعرفية بمستويات تقبل المرأة للعنف الزوجي

.ن

، السعودية، الرياض، دار طويق للنشر والتوزيع، أسرار في حياة المطلقات، السيد بثينة -19

2000.

دار المعرفة ، إسهامات الخدمة االجتماعية في مجال األسرةوالسكان، السيد رمضان -20

2002، مصر، اإلسكندرية، الجامعية للطبع والنشر والتوزيع

، 1ط، المركز الثقافي العربي، قراءة في الظاهرة من أجل مجتمع سليم، الشبيب كاظم -21

.2007، المغرب، الدار البيضاء


185

، ب، اإلسكندرية، دار الوفاء لطباعة والنشر، علم اجتماع العائلي، الضبع عبد الرءوف -22

.ن، س

وفي نصوص قانون العقوبات ، ألعبيدي بشرى العنف المرتكب ضد المرأة في المجتمع -23

.1969، جامعة بغداد، 111رقم، العراقي

، األردن، عمان، نظرياته وأساليبه العالجية، اإلرشاد األسري، العزة سعيد حسني -24

2007.

، 1ط، األردن، عمان، دار الشروق للتوزيع، علم اجتماع العنف، العمر معن خليل -25

2010.

، عمان، دار صفاء للنشر والتوزيع، الطفل واألسرة والمجتمع، العناني حنان عبد الحميد -26

2000.،األردن

، األردن، عمان، دار أسامة للنشر والتوزيع، النفس األسريعلم ، العيسوي عبد الرحمن - 272004

تأثير العنف العائلي على السلوك أالنحرافي لطالبات المرحلة ، القرني محمد بن مسفر -28

.2005، دراسة ميدانية، المتوسطة بمكة المكرمة

األولى جمادى، أثاره والوقاية منه، العنف األسري، القرهداغي علي بن محي الدين -29

.ن، س، ب، 1425

دار النهضة العربية ، األسرة المتغيرة في مجتمع المدينة العربية، القصير عبد القادر -30

.1999، بيروت، للطباعة والنشر

، مصر، جامعة المنصورة، كلية اآلداب، علم االجتماع العائلي، القفاص مهدي محمد -31

2008.

، دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع، وأساليب تربية الطفلاألسرة ، المختار رفيق صفوت -32

..ن، س، ب، مصر، القاهرة


186

سلسلة مكتبة اإلعالم ، تطور األداء والوظيفة، اإلعالم الجديد، الموسوي موسى جواد -33

.2011، الطبعة اإللكترونية األولى، والمجتمع

بحث في مدى ، المغلقة وأروقة المحاكمصراع المرأة المعنفة بين الجدران ، باشا هدى -34

.2012، سبتمبر، المغرب، الرباط، حماية القانون التونسي للمرأة ضحية العنف األسري

، باتنة، مطبوعات الكتاب والحكمة، التغيرات الوظيفية في األسرة، بن حدوش عيسى -35

.2008، الجزائر

، عمان، للنشر والتوزيعدار المعتز ، العنف ضد المرأة، بنات سهيلة محمود -36

2006.،األردن

دار ، علم اجتماع األسريوتحليل التوافق ألزواجيوالعنف األسري، جامع محمد نبيل -37

.2010، اإلسكندرية، الجامعة الجديدة للنشر

إصدارات مؤسسة الملك خالد ، العنف األسري خالل مراحل الحياة، جبرين علي جبرين -38

.2005، 1ط، الرياض، الخيرية

، القاهرة، المكتب المرجعي للسكان، العنف الزوجي في مصر، خربوش إبراهيم وآخرون -39

.2010، سبتمبر، مصر

مؤسسة ، دراسة في علم اجتماع األسرة، األسرة والمجتمع، رشوان حسين عبد الحميد -40

.2003، مصر، اإلسكندرية، شباب الجامعة

، مؤسسة شباب الجامعة، لعلوم االجتماعيةفي مناهج ا، رشوان حسين عبد الحميد -41

.2003، مصر، اإلسكندرية

دار المعرفة ، الدراسات االجتماعية األنثروبولوجية، األسرة والطفولة، زايد أحمد وآخرون -42

.ن، س، ب، مصر، الجامعية

، المرأة وقانون األسرةوالنظام القضائي في الجزائروالمغربوتونس، زوي صورية سعد -43

.2010، المغرب، الرباط، مكتب منظمة األمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة إصدار


187

الدار المصرية السعودية للطباعة ، المرأة والمجتمع المعاصر، ساعاتي سامية حسن -44

.2006، مصر، والنشر

بن ، ديوان المطبوعات الجامعية، مشكلة الطالق في المجتمع الجزائري، سعورة كمال -45

.الجزائر، عكنون

، منشورات جامعة قسنطينة، ضوابط واحترازات، البحث االجتماعي، سفاري ميلود -46

.1999، الجزائر

، دار الوفاء للطباعة والنشر، محكمة األسرة ودورها في المجتمع، سالمة محمد علي - 47

.2005، 1ط، مصر، اإلسكندرية

، طفال والشباببين الخيروالصوابمشكلة العنف والعدوان لدى األ، سليمان سناء محمد -48

، عالم الكتب للنشر والتوزيع

دراسة ، العنف ضد المرأة بين الفقه والمواثيق الدولية، ضيف اهللا عالية أحمد صالح -49

.2010، دار المأمون للنشر والتوزيع واألردن، 1ط، مقارنة

، القاهرة، المصريةمكتبة أنجلو ، علم االجتماع الصناعي، عبد الباسط محمد حسن -50

.1972، مصر

، القاهرة، مكتبة األنجلو مصرية، العنف األسري والعالج، عبد الرحمان علي إسماعيل -51

.2006، مصر

، دار الجامعة الجديدة، سيكولوجية العنف العائلي والمدرسي، عبد العظيم طه حسين -52

.2008، مصر، اإلسكندرية

، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، البحث العلمي، عبيدات دوقان وكايد عبد الحق -53

.1998، األردن، عمان

منظمة الصحة ، المجلس الوطني لشؤون األسرة، الصحة والعنف، عالء الدين وآخرون -54

.2005، األردن، عمان، مكتب األردن، العالمية

، ، والتوزيعمؤسسة طيبة للنشر ، العنف ضد األطفال، علي عبد الحكيم محمد -55


188

ندوة المرأة والحياة ، العنف ضد المرأة بين المجالين العام والخاص، علي هند مصطفى -56

.2007، جويلية، سوريا، العامة

، 1ط، مصر، القاهرة، دار النهضة العربية، التلفزيون والعنف، عنقاوي حنان عبد اهللا - 57

2006.

، دار صافا للنشر والتوزيع، بالشعور بالندمسلوك العنف وعالقته ، عياش ليث محمد -58

.2009، 1ط، األردن، عمان

عالم ، سيكولوجية الرجل العنيف والمرأة المعنفة، العنف األسري، كرادشة منير محمد -59

2009.،1ط، األردن، عمان، الكتب

،دار المدى للثقافة، الجريمة والعنف ضد المرأة، العنف األسري، ليلى عبد الوهاب -60

.1994، لبنان، بيروت

، األردن، عمان، دار المستقبل للنشر والتوزيع، سيكولوجية الطفولة، محفوظ نبيل -61

1984.

دراسات في أنثربولوجية ، الرؤية المجتمعية للمرأة واألسرة، محمد الشريف فاتن -62

.2007، مصر، 1ط، دار الوفاء للطباعة والنشر، اجتماعية

دراسة نفسية استكشافية ، العنف في األسرة المصرية، محمد فرح طريف شوقي -63

، المركز القومي للبحوث االجتماعية الجنائية، الخالصات والدالالت واألطروحات المستقبلية

.2002، جامعة القاهرة

األمة السالمية في عصر العولمة وقضية المرأة بين ، مصطفى نادية -64

.ن، س، ب، القاهرة، اسات السياسيةمركز الحضارة للدر ، التحدياتواالستجابات

دار ، األسرة العربية في وجه التحديات والمتغيرات المعاصرة، عجم ساميو مكي رجاء -65

.2002، لبنان، بيروت، ابن حزم

المؤسسة ، العنف المشرع والعنف المدان، إشكالية العنف، مكي رجاءو عجم سامي -66

.2008، لبنان، الجامعية للدراسات والنشر وبيروت


189

، الخليل، دار إسراء للطباعة، الدين وتبرير العنف، عساف الشيخ ماهرو ناصر يوسف -67

.2010، فلسطين

، عمان، دار الفكر للنشر والتوزيع، الطفل واألسرة والمجتمع، سمارة عزيزو نمر عصام -68

1990، األردن

المركز العربي ، ظاهرة هدامة، العنف في المجتمع الفلسطيني، يحي محمد حاج -69

.2010نوفمبر، فلسطين، الناصرة، 03كتاب درا سات العدد، للحقوق والسياسات

، القاهرة، دار المعارف، النظرية االجتماعية ودراسة األسرة، الخشاب سامية مصطفى-70

.1986، 1ط

يصدرها ، سلسلة عالم المعرفة، نمو العالقة بين الطفلواألم، األمومة، القنطار فايز-71

.1992، أكتوبر، الكويت، جلس الوطني للثقافةوالفنون واآلدابالم

دار ، سمات أهله، أنماطه، مصادره، العنف األسري حقيقته، المزيد أحمد وعادل ألشدي-72

.2011، السعودية، الوطن للنشر

دراسة ، اآلثار األسرية الناجمة عن خروج المرأة السورية للعمل، الناقوال جهاد ذياب-73

منشورات الهيئة العامة ، لواقع مشكالت النساء المتزوجات العامالت في مدينة دمشقميدانية

.2011، دمشق، وزارة الثقافة، السورية للكتاب

المنظمة ، )مع مداخالت عربية(علم االجتماع ، ترجمة فايز الصباغ، أنتوني غيدنز-74

.2005، لبنان، بيروت، العربية للترجمة

مطبوعات منظمة العفو ، فلنضع حدا للعنف ضد المرأة، أيدينامصائرنا ب، أيرين خان-75

.2004، المملكة المتحدة، الدولية

أجيال ، حالة السكان العالم من النزاعات واألزمات إلى مرحلة التجديد، بار بارا كرويست-76

.2010، صندوق األمم المتحدة للسكان، التغيير

، منشورات بيرتي الجزائر، الممارسة القضائيةقانون العقوبات في ضوء ، بوسقيعة أحسن-77

.2008/ 2007، ط


190

مفهوم األسرة ووظيفتهاومسؤوليتها في الديانات واإلعالنات ، بوطالب عبد الهادي-78

.2001، المملكة المغربية، الرباط، ومواثيق األمم المتحدة

.2010، سوريا، عدار بترا للنشر والتوزي، المرأة في دوائر العنف، حسن إبراهيم أحمد-79

، النايا للدراسات والنشر، دراسة أفقية، العنف من الطبيعة إلى الثقافة، حسن إبراهيم أحمد-80

.2009، 1ط، سوريا، دمشق

تكيف األطفال مع مشكلة الطالق ، ترجمة دار الفروق للنشر والتوزيع، روزماري ويلز-81

.2005، للوالدين

، دار السحاب للنشر والتوزيع، ومشكالت األبناءاألسرة ، عبد المعطى حسن محمد- 82

.2004، مصر، القاهرة

مركز ماعت ، اإلعالم والعنف ضد المرأة مابين المواجهة والتكريس، عقيل أيمن- 83

.ن، س، ب، مصر، الجيزة، للدراسات الحقوقية والدستورية

.2009، 1ط، مصر، القاهرة، والتوزيع

، بيروت، دار النهضة العربيةللطباعة والنشر، االجتماعيةاألنثربولوجية ، وصفي عاطف-84

.1995، لبنان

الموقع العربي ، موقع أونثروبوس، خلفيات العنف في المجتمع الجزائري، وعلي راضية-85

.2011فيفري ، األول لألنثروبولوجيا والسوسيوأنثروبولوجيا


191

: المجالت العلمية*

في النظام األسري واألدوار االجتماعية ومحدداتها الثقافيةالمراكز ، األزهر ألعقبي -1

- 65ص، الجزائر، بسكرة، 2012جوان، 02العدد، مجلة علوم اإلنسان والمجتمع، العربي

.90ص

02ص، 2009جويلية، 03العدد، مجلة التقوى، العنف ضد األطفال، إيهاب محمود -2

األسرية في مجال الدور والسلطة داخل تحول العالقات ، بن بعطوش أحمد عبد الحكيم -3

.83ص- 79ص، الجزائر، قسنطينة، 2012ديسمبر، 09العدد، مجلة العلوم اإلنسانية، األسرة

العنف األسري وعالقته بجنوح ، خليفة إبراهيم عودة التميمي وسلوى فائق الشهابي -4

، العراق، ديالي جامعة، ن، س، ب، 01العدد، السياسيةو مجلة العلوم القانونية ، األحداث

.42ص- 02ص

، ظاهرة تهدد استقرار المجتمع وأمنه، العنف داخل األسرة، شيماء مصطفى المليجي -5

.61-58ص، 1425ذو الحجة ، 281العدد، مجلة األمن والحياة

الخدمة االجتماعيةودورها في مواجهة المشكالت ، عائض سعد أبو نخاع الشهواني -6

مجلة جامعة الملك عبد العزيز لآلدابوالعلوم ، سري نموذجاالعنف األ، األسرية المعاصرة

.134ص- 128ص، السعودية، 2009، 02العدد، اإلنسانية

دراسة في المفهوم واألشكال ، لزواجياالعنف ، عبد العالي دبلة وحنان مراد -7

، الجزائر، جامعة بسكرة، 2012مارس، 24العدد ، مجلة العلوم اإلنسانية، واألسبابالمؤدية إليه

.43ص-28ص

العنف ألزواجي وعالقته بأبعاد الرضا عن الحياة وبعض المتغيراتالنفسية ، عزيزة عنو -8

.78ص-75ص، الجزائر، 2011جوان، 35العدد، مجلة العلوم اإلنسانية، لدى المرأة الجزائرية

سلسلة ، تغطية الصحف األردنية اليومية لموضوعات العنف األسري، علي نجادات -9

، األردن، 2007مارس، 01العدد، 23المجلد ، أبحاث اليرموك، العلوم اإلنسانية واالجتماعية

.48ص-22ص


192

مجلة العلوم ، النظام األسري بين أسس االستقرار ومؤشرات الصراع، عيشور نادية -10

.108ص، الجزائر، قسنطينة، 2006، 25العدد، اإلنسانية

مجلة ، رؤية مشتركة ألحداث التغيير، المرأةالعنف ضد ، كوثر عبد الحميد سعيد -11

.704ص-688ص، األردن، 2011جوان، 02العدد، السياسات

تصدر عن الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلف باألسرة ، مجلة رسالة األسرة -12

.05ص، الجزائر، 2005مارس، 09العدد، وقضايا المرأة

مجلة ، دراسة تحليلية، في مدينة الموصلالطالق وأسبابه ، هناء جاسم السبعاوي -13

.87ص- 67ص، العراق، 2013أوت ، 74العدد، اضاءات موصلية

دراسة مقارنة في العنف الزوجيالموجه ، ابتسام لعبيدي شريجي وسناءعبد الكريم الكواز-14

، العراق، بغداد، الجامعة المستنصرية، مجلة كلية اآلداب، نحو الزوجة العاملة وغير العاملة

.40ص- 10ص، ن، س، ب

، مشكلة العنف األسري في المجتمع العربي الراهن، أحمد عبد العزيز األصفر اللحام-15

- 185ص، السعودية، 68المجلد، 56العدد، المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب

.222ص

، بيةمجلة التر ، العنف األسري وأثاره على شخصية اآلباء واألبناء، أحمد محمد الزعبي-16

.63ص، قطر، الدوحة، 2009مارس، 38السنة، 168العدد

مجلة الجامعة ، الصحة النفسية لدى النساءاألردنيات المعنفات، أسماء بدري األبرا هيم-17

.208ص-204ص، األردن، 2010جوان، 02العدد، اإلسالمية

، مجلة اإلنساني، مناهضة العنف ضد المرأة واألفكار المؤسسة له، أسمى خضر-18

.30ص-16ص، مصر، القاهرة، 2010، 48العدد

ربيع ، 02العدد، مجلة إضافات، التفكك العائلي بين القيم الثابتة والمتبدلة، الين دمعة-19

.203ص -196ص، تونس، 2008


193

نحو برنامج مقترح لتنميةالمهارات المهنية لألخصائيين، أماني محمد رفعت قاسم-20

مجلة دراسات في الخدمة االجتماعية، نف األسرياالجتماعيين في العمل مع حاالت الع

.39ص- 17ص، مصر، جامعة حلوان، 2005أفريل، 26العدد، والعلوم اإلنسانية

دراسة ، عنف الرجل ضد المرأة وانعكاساته على سلوك الطفل، أنيسة بريغيت عسوس-21

.182ص- 167ص، تونس، 2010، العدد الثالث والرابع، مجلة اظافات، حالة

العنف ضد ، انعكاس الوضع الحالي على العالقات األسرية، إيمان عبد الوهاب موس-22

، 17العدد، مجلة دراسات موصلية، بحث ميداني بمدينة الموصل العراقية، الزوجة

.187ص-152ص، العراق، 2007أوت

، مخبر البحث في علم النفس وعلوم التربية، ظاهرة العنف المدرسي، بشير بويجرة رشيد-23

.54ص-49ص، جامعة وهران، 2008

، مجلة العلوم االجتماعيةواإلنسانية، األسرة والتنشئة االجتماعية للطفل، زياني دريد لحام-24

.213ص-204ص، الجزائر، قسنطينة، 2008، 13العدد

الكدر الزواجي وعالقته ببعض سمات الشخصية لدى المتزوجين ، سليمان علي احمد-25

، جامعة أم درمان اإلسالمية، 2011أكتوبر، 02العدد، ة األسرةمجلة دراس، بمحلية كرري

.45ص-18ص، السودان

مجلة العلوم ، من أجل إستراتيجية فعالة في مواجهة العنف االجتماعي، سهيل المقدم-26

.389ص-374ص، الجزائر، 2012جوان، 08العدد، اإلنسانية واالجتماعية

مركز الدراسات ، الوقاية من المخدرات األسرة ودورها في، صالح بن رميح الرميح-27

.17ص-02ص، السعودية، الرياض، 2004/2005، والبحوث بجامعة نايف للعلوم األمنية

مجلة ، جامعة نايف للعلوم األمنية، العنف األسري في ظل العولمة، عباس أبو شامة-28

.64ص-63ص، السعودية، الرياض، 2005جانفي، 24السنة، 271العدد، األمن والحياة

مجلة العلوم االنسانية ، سوء المعاملة في األسرة وانعكاساتهاعلى األفراد، علي تعوينات-29

.30ص، 2010ديسمبر، 01العدد، جامعة ورقلة، واالجتماعية


194

، مجلة األستاذ، السلطة األبوية في األسرة العراقية المتغيرة، علي حسين حطيم-30

.20ص-08ص، العراق، 2012، 203العدد

، مجلة الدراسات اإلسالمية، ظاهرة العنف ضد المرأة من منظور إسالمي، كمال بوزيدي-31

.106ص، الجزائر، 2004جوان

العنف أللفضي الموجه من الوالدين نحو ، ليلى يوسف الحاج ناجي وانتصار كمال قاسم-32

، 2010، 21دالمجل، مجلة كلية التربية للبنات، أبنائهم المراهقين وعالقتهم ببعض المتغيرات

.20ص-02ص، العراق، بغداد

، 2009جوان، 17العدد، مجلة العلوم اإلنسانية، تغير بناء العائلة الجزائرية، محسن عقون-33

.28ص، الجزائر، قسنطينة

أسبابه والتدابير الشرعية للحد ، العنف العائلي ضد المرأة، ناصر الدين محمد الشاعر- 34

، فلسطين، نابلس، 2003، 17المجلد ، لألبحاثوالعلوم اإلنسانيةمجلة جامعة النجاح ، منه

.13ص-12ص

-18ص، مصر، القاهرة، 2008ربيع، 42العدد، مجلة اإلنساني، نهاد أبو القمصان-35

.30ص

مجلة الجامعة ، درجة الوعي بطرق مواجهة العنف بأشكالهالمتعددة، هبة إبراهيم حمادي-

.536ص- 505ص، 2013جانفي، 01العدد، 21المجلد، والنفسيةاإلسالمية للدراسات التربوية

، مجلة السياسات، رؤية مشتركة ألحداث التغيير، العنف ضد المرأة، هيفاء أبو غزالة-36

.04ص- 02ص، 2011جوان، 02العدد


195

:الدراسات واألبحاث والملتقيات *

الملتقى الوطني ، للطفل العنف األسري الموجه، وعبد الحفيظ معوشة، سعد الدين بوطبال -1

.جامعة ورقلة، 2013أفريل09، الثاني حول االتصالوجودة الحياة في األسرة

دراسة ميدانية ، العنف الموجه ضد المرأة ومساندة المجتمع لها، سلمى بنت سليم الحربي -2

.2007جانفي، بمكة المكرمة

المؤسسة القطرية ، اإلسالميةالحماية من العنف من منظور الشريعة ، عبد العزيز حريز -3

.قطر، الدوحة، 2009مارس 18/19، لحماية الطفل والمرأة

دراسة ميدانية على مستوى المملكة العربية ، العنف األسري، عبد اهللا عبد العزيز اليوسف -4

.ن، س، ب، وزارة الشؤون االجتماعية، السعودية

، 2008ماي، للدراسات والبحوثمركز البحرين ، مسح ميداني، أمل طنطاوي وآخرون-5

.البحرين

استقراء الوضع الراهن لمشاركة المرأة في الحياة السياسية في الجزائر ، بثينة قريبع-6

إصدار معهد األمم المتحدة الدولي للبحث والتدريب من أجل النهوض ، تونسو والمغرب

.2009، جمهورية الدومينيك، بالمرأة

دراسة لفائدة وزارة التشغيل والتضامن الوطني ، المنزلي في إشكالية العنف، حسين طاهر-7

.الجزائر، 2003ديسمبر ، للدراسات والتحاليل الخاصة بالسكانوالتنمية

، األدوار والمسؤوليات والمداخل المهنية لمواجهة العنف األسري، رشاد أحمد عبد اللطيف-8

.السعودية، 2005، حماية األسرةالعمل ل، المؤتمر العربي اإلقليمي لحماية األسرة من العنف

ورقة ، اللجنة الوطنية للمرأة، اإلسالم ومناهضة العنف ضد المرأة، زايد محمد حسن جابر-9

.اليمن، 2003، مقدمة إلى المؤتمر األول لمناهضة العنف ضد المرأة

العنف األسري ضد المرأة دراسة لبعض الحاالت المترددات ، سلوى عبد الحميد الخطيب-10

.السعودية، 1999، على مستشفى الرياض المركزي


196

دراسة ، التوافق النفسي لدى أبناء اآلباء ذو الغياب المتكرر عن البيت، سميرة ميسون-11

الملتقى الوطني الثاني حول االتصالوجودة ، ميدانية على عينة من المراهقين المتمدرسين

.جامعة ورقلة، 2013أفريل /09/10، الحياة في األسرة

رؤية ، أساليب المواجهة والوقاية، العنف في المجتمع المصري، طريف شوقي محمدفرح-12

.جامعة القاهرة، 2006أفريل ، المؤتمر السنوي األول لكلية اآلداب، نقدية

بحث مقدم ، الخدمة االجتماعيةوظاهرة العنف األسري، عائض بن سعد الشهراني-13

.السعودية، 12/05/2007، لمؤتمر األسرةوالتغيرات المعاصرة

العنف األسري في اإلعالم العربي بين الوعي المهني والرهانات ، عبد اهللا ناصر الحمود-14

.قطر، 2010ماي ، ورقة مقدمة إلى مؤتمر األسرة واإلعالم العربي، رؤية نقدية، التسويقية

دراسة ، األبعاد االجتماعية للتحرش الجنسي في الحياة اليومية، مديحة أحمد عبادة-15

.مصر، 2007جانفي، ميدانية بمحافظة سوهاج

بحث في مدى ، صراع المرأة المعنفة بين الجدران المغلقة وأروقة المحاكم، هدى باشا-16

.المغرب، الرباط، 2012سبتمبر، حماية القانون التونسي للمرأة ضحية العنف األسري


197

:التقارير والردود الدولية

االستراتيجية الوطنية ، االول للجزائر أمام لجنة حقوق االنسان العربيةالتقرير الدوري -1

.2011مارس، لجنة حقوق االنسان العربية، للوقاية وحماية النساء في وضع صعب

قرار مجلس حقوق االنسان ، أ من مرفق الجزائر15التقرير الوطني المقدم وفقا للفقرة -2

.جنيف، 2008أفريل، مجلس حقوق االنسان، 5/1

، وزارة شؤون المرأة، السلطة الوطنية الفلسطينية، التقرير حول العنف ضد المرأة -3

05/10/2009.

عن تنفيذ اتفاقية القضاء على جميع أشكال ، التقريران الدوريانالثالث والرابع للجزائر -4

.2010ماي، التمييزضد المرأة

النتائج الدورية ، 1995، نهاج بيجينالرد على االستبيان الموجه للحكومات بشأن تنفيذم -5

.2000للجمعية العامة23االستثنائية

.األردن، 2008، المجلس الوطني لشؤون االسرة وواقع العنف ضد المرأة في األردن -6

، اتحدوا آلنهاء العنف ضد المرأة، بان كيمون، حملة االمين العام لألمم المتحدة -7

.2008فيفري، األمم المتحدةمنشورات ادارة شؤون االعالم في

ونتائج الدورة ، 1995رد على االستبيان الموجه للحكومات بشأن تنفيذ منهاج بيجين -8

استعراض عام لألنجازات المحققة لتعزيز ، 2000لجمعية العامة لألمم المتحدة 23االستثنائية

.المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في الجزائر

.2009نوفمبر، األردن، واقع المنطقة العربية، في العالم العربيشبكة االنتخابات -9

الوقاية من العنف ، القانون والسياسات الممارسة، الدورة السابعة، مجلس حقوق االنسان -10

.13/02/2008، األسري في الجزائر

.الجزائر، 2008جانفي 31ل 21/07الدورة، مجلس حقوق االنسان -11


198

الوضع الراهن لمسألة العنف المرتكب على أساس النوع ، مجموعة من الخبراء -12

البرنامج األرومتوسطي للمساواة بين المرأة والرجل أفريل ، االجتماعيفي بلدان جنوب المتوسط

2008 /2011

، من جدول األعمال، 111البند، 48الدورة، اعالن بشأن القضاء على العنف ضد المرأة-13

23/أ 629/48ألمم المتحدة بناءا على تقرير اللجنة الثالثة قرلرا أتخذته الجمعية العامة ل

.1994فيفري

.2008ديسمبر 18، 76الجلسة العامة ، من جدول األعمال، 62البند، 62الدورة -14

، تقرير األمين العام العام، من جدول األعمال المؤقت للنهوض بالمرأة 60البند، 61الدورة-15

.06/07/2006الجمعية العامة لألمم المتحدة ، المرأةدراسة معمقة بشأن العنف ضد

2007./30/01جدول األعمال ، 61البند، 61الدورة-16

، 32الدورة ، التعليقات الختامية، اللجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة-17

.الجزائر، 2005جانفي

، من االتفاقية 17النظر في التقارير المقدمة من الدول األطراف بموجب المادة -18

.نيويورك، 2002جانفي، 412محضر موجز للجلسة ، 20الدورة، التقريراألول للجزائر

تقرير حول الوضع الوطني الراهن لحقوق االنسان للمرأة والمساواة على أساس -19

، 2010جويلية، برنامج ممول من طرف اروماد، 2011الى 2008الجنسوالنوع االجتماعي من

.الجزائر

تقرير حول الوضع الوطني لحقوق االنسان للمرأة والمساواة على أساسالنوع االجتماعي -20

.2010، جويلية، أروماد، برنامج ممول من طرف االتحاد االروبي، 2008/2011في الجزائر

ردودالجزائر على قائمة القضايا المقرر تناولها أثناء النظر في تقريريها الجامع للتقريرين -21

.األمم المتحدة، 2012مارس، فيفري، 51الدورة، الثالث والرابع الدوريين

، العنف ضد المرأة في الفضاءات المختلفة، مجموعة من االعالميات للنوع االجتماعي-22

.السودان، الخرطوم، 2006أفريل، دراسة مقدمةلمركز المرأة العربية للتدريب والبحث


199

المعهد ، النتائج األولية، العنف ضد المرأةتحقيق وطني حول ، مجموعة من الباحثين-23

.الجزائر، 25/11/2004، الوطني للصحة العمومية

: الرسائل الجامعية*

، محكمة تلمسان نموذجا، العنف الزوجي الممارس ضد المرأةبتلمسان، نعيمة رحماني-1

.2010/2011، جامعة تلمسان، رسالة دكتوراه في األنثروبولوجيا، )1995/2008(

، 1999الصحافة المكتوبة وظاهرة العنف في الجزائر خالل سنة ، صفوان عصام حسيني -2

، جامعة الجزائر، دراسة وصفية تحليلية، أطروحة دكتوراه دولة في علوم اإلعالم واالتصال

.،2005أكتوبر

دراسة ، أشكال العنف األسري في المجتمع السعودي، بكر بن طفيق بن سعود القزي -3

رسالة ماجستار في العلوم ، ض القضاياالمنظورة في الجهات القضائيةتحليلية لبع

.2013، السعودية، الرياض، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، االجتماعية

دراسةميدانية على عينة من ، المرأة والعنف في المجتمع الجزائري، قنيفة نورة-4

أطروحة دكتوراه دولة ، ي بقسنطينةالنساءالمعنفات بمصلحة الطب الشرعي بالمستشف{الجامع

.2009/2010، جامعة قسنطينة، علوم في علم االجتماع التنمية

اضطرابات الشخصية وعالقاتها باإلساءة للمرأة في ، روح الفؤاد محمد إبراهيم -5

.2006، مصر، جامعة الزقازيق، رسالة دكتوراه في علم النفس، العالقاتالزوجية والعمل

رسالة ماجستار في ، عمل الزوجة وانعكاساته على العالقات األسرية، مليكةبن زيان -6

.2003/2004، جامعة قسنطينة، علم االجتماع

، ماجستار في علم النفس العيادي، التكفل المعرفي لضحايا العنف الزوجي، طاوس هشام-7

.2010، الجزائر، جامعة تيزي وزو


200

: قواميس ومعاجم*

2000، 1ط، لبنان، بيروت، دار صادر، العربلسان ، ابن منظور-1

، 1ط، بيروت، مكتبة لبنان، معجم مصطلحات العلوم االجتماعية، أحمد زكي بدوي-2

1986.

دار ، 2ج، المعجم الفلسفي باأللفاظ العربية والفرنسية واالنجليزيةوالالتينية، جميل صليبا-3

.1982، لبنان، بيروت، الكتاب اللبناني

، منشورات عويدات ، موسوعة الالند الفلسفية، تعريب خليل أحمد خليل، الالندأندريه -4

.2001، 2ط، لبنان، بيروت، المجلد األول

، األردن، دار أسامة للنشر والتوزيع وعمان، معجم علم االجتماع، عدنان أبو مصلح-5

2006.

، اإلسكندرية، 1ط، دار المعرفة الجامعية، قاموس علم االجتماع، محمد عاطف غيث-6

.1995، مصر

: المراجع باللغة الفرنسية*

1-Boris cyrulnik , violence et famille comprendre pour prévenir,édition dumod,paris,France,2003.

2-Catherine cavalin,évaluera et prévenirla violencedansles établissements sociaux,puf,France,p

3-Christophedejours, la violence,travail,violence et sante,édition payot,paris,France,2007.

4-Fayver elsa, violence féminin pluriel, les violences enversles femmes dans le monde contemporaine, édition libio,paris,France,2006.

5- Nicolas Gustave Fisher,psychologie des violences sociales,édition dumod,paris,France,2003.

6- Danancier jaques,évaluer et prévenir la violencedans les établissements sociaux,2eme édition,dumod,paris,France,2005.


201

7-La croix daniel,la lutte contre les violences faites aux femmes,édition (e-h-e-s-p) Presse de l’écoledes hautes études en sante publique,France,2010.

8- Gillioze,jacqueline lucienne de pay,domination et violence envers la femmes dans le couple,édition payot,lausane,suisse,1997.

9- Martine segalen,sociologie de la famille,édition Armand

collin,paris,France,2007.

10- Benghabrite rammaoun nouria,femmes et intégrationsocioéconomique,crasc et ministerecharge de la famille et de la condition féminine,enquête nationale,juillet2006.

11- Medhar Slimane,la violence sociale en Algérie,édition thala,alger,1997.


202

: المواقع اإللكترونية*

، جريدة أخبار اليوم، العنف في األسرة هو الذي ولد العنف في المجتمع، صبرينة بودالية-1

.www.spcioalgerie.org.2012فيفري

، العنف ضد الجزائرية والمجتمع شريك في السكوت عن العنف، بسمة كراشة -2

07/10/2010.com.rawafid.www.

ظاهرة العنف ضد المرأة من منظور سوسيولوجي ، مسعودة خنون -3

23/10/2012.com.algerianhouse.www.

المرصد الجزائري ، القانونالعنف ضد المرأة في الجزائر في نظر رجال ، يوسف تازير -4

.www.elhodhod.net.13/12/2012، للمرأة

وكالة أخبار ، أخصائيون يشددون على أهمية القانون في مكافحة الظاهرة، حنان حيمر -5

.www.eldjamel.com.2011المرأة

، مجلة األيام الجزائرية، الى أين ؟......العنف ضد المرأة في الجزائر، نوال ع-6

28/11/2009.www.eldjazaires.net.

7com.mobarak sayed.www.2013أفريل، الحلول الشرعية للمشاكل الزوجية، سيد مبارك-

الواقع والمقاربات ، نحو كسر حاجز الصمت، جازية الهمامي -8

18/06/2009www.amanjordan.org.

جمادى األولى 04األحد ، خارج المنزلغياب الزوج والسهر ، تهاني الفضل -9

1431.www.al.islam.com.


203

revue de، مراجع الصحافة الجزائرية الفرنسية حول العنف ضد المرأة في الجزائر -10

presse ،www.algiers.unic.org.

المالحق


206


207


208


209


210


211

212


213



214


215


216


217


218


219


220


221

:ب ﺔﻣﻮﺳﻮﻤﻟا ع ﺎ ﻤﺘﺟﻻا ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻩارﻮﺘﻛﺪﻟا … ·...

Documents

Transcript of :ب ﺔﻣﻮﺳﻮﻤﻟا ع ﺎ ﻤﺘﺟﻻا ﻢﻠﻋ ﻲﻓ ﻩارﻮﺘﻛﺪﻟا … ·...