يرظن لخدم يفطاعلا ءاكذلا - univ-eloued.dz · جب ةأسم § هه يف خش...

سالمي داللأ. مدخل نظري –الذكاء العاطفي

(179-164) ص ص 2016، مارس 15العدد الوادي -الشهيد حمة لخضرجامعة – مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية

164

–مدخل نظري -الذكاء العاطفي

‌سالمي‌دالل‌‌ .‌أ الوادي‌‌‌‌-جامعة‌حمة‌لخضر‌‌‌

‌ملخص:

لقد الحظ علماء النفس منذ مدة ليست بطويلة أن نجاح اإلنسان وسعادته في الحياة ال يتوقفان على نما على صفات ومهارات أطلق العلماء عل وبدؤوا بإجراء ".اسم "الذكاء العاطفي يها ذكائه العقلي فقط ، وا

، يسعون إلى توظيفه في فهم شخصية اإلنسان ، وتنمية قدراته التعليمية واإلبداعية ورفع مستوى أبحاث حوله رساء قواعد متينة لتكيف اإلنسان داخل نتاجه، وا ، ذلك اإلنسان الذي لم يعد قادرا على تحمل مجتمعهعمله وا

لذا تأتي أهمية هذا المقال األمراض النفسية ، و ثر الجرائم ضغوط الحياة اليومية، حيت ينتشر العنف وتكوعالقته رية المفسرة له إضافة إلى أبعاده و النماذج النظ الذكاء العاطفيالذي سنعرض من خالله إلى مفهوم

.ببعض المتغيرات

Emotional intelligence

Abstract : Since a duration of time not far away; psychologists have noticed that people's

success and happiness in life do not depend only on their intelligence but on their

qualities and skills that Scientists called " Emotional intelligence"; And they started

their analytical studies on it in order to employed it in understanding the human

personality ;developing his mental and creative abilities; raising the level of his work

and his production and establishing solid rules for his adaptation inside his society.

That human who couldn’t bear the stress of his daily life where violence; crimes and

psychological illnesses are spread.

So; the importance of this article comes to present the concept of emotional

intelligence and theoretical models which explain it; in addition to its dimensions

and its relationship with some variables .



165

‌مقدمة‌

إن غالبية األفراد في عصرنا الحالي، و بسبب الوتيرة السريعة التي يتميز بها، صاروا يفتقدون إلى قدرة مع مفهوم بسبب عدم مالءمة وتيرة و نمط الحياة العصرية المليئة بالمتطلبات الطارئة، المعرفة االنفعالية،

ا و احتياجاتها الحقيقية، و الذي كان فيما مضى ثقافة قائمة االختالء أو الجلوس مع الذات و التأمل في أحوالهبذاتها، حيث تم استبداله اليوم بنشاطات ترفيهية ذات طابع مادي و خيارات كثيرة ُمغرية، تجر الفرد إلى التبعية النفسية و االنفعالية لها، على حساب استكشاف ذاته و رصد احتياجاتها الحقيقية، و هو ما عمل على

يل قدرة العقل الذاتية في فهم ذاته، و جعل قدرات الذكاء االنفعالي لدى إنسان القرن الواحد و العشرين تعطو النماذج الذكاء العاطفي مفهوم تتراجع بشكل مقلق، فهل آن األوان ليفكر كل شخص في هذه المسألة بجد ؟.

وعالقته ببعض المتغيرات النظرية المفسرة له إضافة إلى أبعاده

‌تعاريف‌الذكاء‌العاطفي:-1

لقد قام الباحثان بتقديم سلسلة من المقاالت األكاديمية عن الذكاء الوجداني استمرت منذ عام تعريف‌مايروسالوفي:وحتى اآلن وفي بداية األمر عرف الباحثان الذكاء العاطفي بأنه "القدرة على مراقبة مشاعرنا وانفعاالتنا 0991

‌ين، والتمييز بينهما، واستخدام هذه المعرفة إلرشاد وتوجيه تفكير الشخص وأفعالهومشاعر وانفعاالت اآلخر

(القدرة على إدراك معاني االنفعاالت واالستنتاج، وحل المشكالت على أساس ذلك، والقدرة 0ويعرفه ماير وآخرون ) هذه االنفعاالت".على قراءة المشاعر المرتبطة بالعواطف وفهم المعلومات الخاصة بها والتحكم في ضبط

"مجموعة من المهارات االنفعالية واالجتماعية التي يتمتع بها الفرد وهذه المهارات ( بأنه0991كما يعرفه جولمان )‌(2)‌تؤدي لنجاحه في الحياة المهنية.

: "انه القدرة على استخدام المعرفة االنفعالية لحل المشكالت من خالل Abraham 0999ويعرفه أبراهام فعاالت االيجابية" كما ذكر انه "مجموعة من المهارات التي يعزي إليها الدقة في تقدير وتصحيح مشاعر الذات االن

(3)واكتشاف المالمح االنفعالية لآلخرين واستخدامها من اجل الدافعية واالنجاز في حياة الفرد.

النفعاالت بفطنة واستخدامها كمصدر (: هو القدرة على إدراك وفهم وتناول اReed, Clarkeتعريف ريد وكالرك ) للطاقة اإلنسانية والتزود بالمعلومات والعالقات مع اآلخرين.

لالنفعاالت -دون جهد-"القدرة على المراقبة والمتابعة السريعة والدقيقة : يرى بيرنت أنهBernet, 1996تعريف -تعريف بار تية وانفعاالت اآلخرين وتنظيمها وتوجيههاالتي يمر بها الفرد والمهارة العالية في تحديد االنفعاالت الذا

اون مع جولمان في تعريف الذكاء العاطفي على انه "مجموعة من الكفاءات -(: ويتفق بار0991)Bar-onأون الشخصية واالجتماعية". فقد عرفه بأنه "مجموعة من المهارات االجتماعية واالنفعالية والشخصية التي تؤثر على

(4بعدا فرعيا. ) 01اون على -على النجاح في مواجهة الضغوط البيئية، ويشمل نموذج الذكاء البار قدرة الفرد



166

( انه "القدرة على اإلحساس أو الشعور والفهم والتطبيق 0991) Cooper &Sawafوكما عرفه كوبر وسواف (.5ابط اإلنسانية )الفعال لقوة وفطنة االنفعاالت بوصفها مصدرا للطاقة والمعرفة والتأثير في الرو

( بأنه "القدرة على االنتباه واإلدراك الجيد 0991وعرفه كل من فاروق السيد عثمان ومحمد عبد السميع رزق )دراك دقيق النفعاالت اآلخرين ومشاعرهم، لالنفعاالت والمشاعر الذاتية وفهمها بوضوح وتنظيمها وفقا لمراقبة وا

اعية تساعد الفرد على الرقي العقلي واالنفعالي والمهني أو تعلم المزيد من للدخول معهم في عالقات انفعالية اجتم‌(6المهارات االيجابية للحياة". )

( أنه "مجموعة من القدرات تختلف عن الذكاء األكاديمي الذي يتضمن القدرات 0999) Kamperويرى كامبر العقلية المعرفية إال أنها تكمله".

دارة الطاقة االنفعالية والتعبير عنها في أن الذكاHammerويرى هامر ء العاطفي يعكس قدرة الفرد على فهم وا صورة مهارات اجتماعية.

بأنه" القدرة على تحديد ردود الفعل العاطفية للفرد وردود أفعال (Chemiss et al, 2000) ويعرفه كيميس وآخرونا واستخدامها في اتخاذ قرارات صائبة، والتصرف اآلخرين وفهمها على تنظيم انفعاالت الفرد وضبطها وتعديله

بصورة فعالة ومؤثرة، وليس جينيا وال يثبت وال يتوقف نموه في مرحلة ما".

( بأنه "قدرة الفرد على إدارة عواطفه الخاصة والعالقات البينشخصية". 2110) Abramovitzويعرفه أبرموفيتز

نه شكل من األشكال المتميزة للذكاء، يتضمن القدرة على ( أGeher g et al., 2001ويعرفه جيهر وآخرون ) إدراك االنفعاالت الخاصة وفهمها وتفسير عواطف اآلخرين.

( "بأنه القدرة على فهم العواطف الذاتية وعواطف اآلخرين وتقييمها Boury et Miller 2001ويعرفه بوري وميلر )دارتها". وا

بأنه "القدرة على إدراك العواطف للمعلومات المرتبطة بها وفهمها، ( Deary et al.2001ويعرفه ديري وآخرون ) ومعالجة المعلومات العاطفية بوضعها جزء من القدرة العامة على حل المشكالت".

( أن "الذكاء العاطفي يشير إلى معرفة الفرد لعواطفه الخاصة، وقدرته على قراءة Robins, 2001ويرى روبينز )مجموعة من القدرات والكفاءات والمهارات غير المعرفية التي تؤثر في قدرة الفرد على اآلخرين، كما يشير إلى

‌(1)‌النجاح في التكيف مع متطلبات البيئة وضغوطها.

‌_النماذج‌النظرية‌للذكاء‌االنفعالي:2

ضيح أفضل عادة ما يفاجئ المهتمون بتعدد النظريات المفسرة للذكاء العاطفي التي تعتبر محاولة لفهم وتو للمهارات والسمات والقدرات المرتبطة بالذكاء العاطفي، وتقديم المقاييس المناسبة لكل األبعاد في كل نظرية.



167

إن تعدد وجهات النظر حول موضوع الذكاء العاطفي ال يشير إلى الضعف ولكنه يدل على النشاط واالهتمام به، و هذا ما أكده استيرنبرج وآخرون.

الفضل في تمهيد (H. Gardner)وغاردنر(E.l.Thorndike) لمنظرين األوائل مثل ثروندايكلقد كان لبعض االطريق للبحث في مجال الذكاء االنفعالي. ويمكن تلخيص النماذج النظرية للذكاء االنفعالي في صنفين، األول

رة حول نموذج القدرة، تصف القدرة، والثاني يتضمن النماذج المختلطة. فالنظريات المتمحو يشمل ما يسمى بنماذج الذكاء االنفعالي بأنه شكل من أشكال الذكاء العقلي المحض وأهمها نموذج مايروسالوفي. أما في النماذج المختلطة فان الذكاء االنفعالي يعرف بأنه تركيبة من القدرات العقلية والسمات الشخصية ،وفي هذا اإلطار يوجد نموذجان

ويتمحور حول الكفاءة اإلجمالية للشخصية وللقدرات العقلية. أما ترح من طرف غولمانبأبعاد مختلفة، احدهما مقاون ويأتي في سياق نظريات الشخصية ويركز على االرتباط الموجود بين القدرات -النموذج األخر فيقترحه بار

لنفسي واالجتماعي العقلية واالنفعالية من جهة والسمات الشخصية من جهة أخرى وانعكاس ذلك على التوافق ا .(1للفرد. وفيما يلي عرض لمختلف هذه النماذج النظرية: )

‌:Bar-onأوال:‌نظرية‌بارون‌

، عندما صاغ مصطلح 0911تعتبر نظريته أولى النظريات التي فسرت الذكاء العاطفي عند ظهورها عام أون رسالته في نهاية الثمانينات -بار وفي وقت نشر (IQ)"النسبة االنفعالية كنظير لمصطلح نسبة الذكاء العقلي

كانت هناك زيادة في اهتمام الباحثين بدور االنفعال في األداء االجتماعي، وجودة الحياة )السعادة(.

( نموذجه عن 2111أون )-وقبل أن يتمتع الذكاء العاطفي باالهتمام في عدة مجاالت وشهرته اليوم، حدد بارالمرتبطة بالمعرفة االنفعالية واالجتماعية التي تؤثر في القدرة الكلية على طريق مجموعة من السمات والقدرات

المعالجة للمتطلبات البيئية.

وتشير هذه النظرية إلى وجود تداخل بين الذكاء العاطفي وسمات الشخصية، فقد عرف الذكاء العاطفي على انه أون أول أداة تقيسه صممت للتعرف على -ارمكون يشتمل على مجموعة من الكفاءات غير المعروفة، وقد أعد ب

الكفاءات الشخصية التي تعتبر مؤشرا للنجاح في الحياة.

أون في نظريته أن الذكاء العاطفي يتكون من خمسة كفاءات ال معرفية )شخصية( وهي:-أوضح بار

الالمعرفية الفرعية وهي عبارة عن مجموعة من الكفاءات_ كفاءات ال معرفية ذاتية )النسبة العاطفية للشخص( 0 منها:

التوكيدية )تقدير الذات )الرؤية الذاتية تحقيق الذات االستقاللية



168

_ كفاءات ضرورية للعالقة بين األشخاص )النسبة العاطفية لآلخرين( وهي عبارة عن مجموعة من الكفاءات 2 االجتماعية منها:

التعاطف المسؤولية االجتماعية العالقات االجتماعية( العالقة بين األشخاص(

_ كفاءات ضرورية لقابلية التكيف )النسبة العاطفية القابلة للتكيف( وتشتمل على مجموعة من الكفاءات 3 الالمعرفية الفرعية منها:

حل المشكالت إدراك الواقع المرونة

على إدارة الضغوط وضبطها( _ كفاءات ضرورية للقدرة على إدارة الضغوط والتحكم فيها )النسبة العاطفية للقدرة4 وتشتمل على مجموعة من الكفاءات الالمعرفية الفرعية منها:

تحمل الضغوط ضبط االندفاع

وهي عبارة عن مجموعة من الكفاءات الالمعرفية منها:_ المزاج العام )النسبة العاطفية للحالة المزاجية( 1

السعادة (9)التفاؤل

‌"النموذج‌الرباعي"‌Mayer &Saloveyنظرية‌مايروسالوفي‌:ثانيا

عداد 0991ذا الموضوع منذ عام بدا اهتمام الباحثان به وكان الهدف هو تطوير النظرة له وتحليل مكونات وا أدوات قياس تقيس الذكاء العاطفي كقدرة عقلية وليس كسمة شخصية، حيث أتت تلك النظرة على قياس الفروق

مقاييس التقليدية للذكاء فشلت في دراسة الفروق من حيث الوعي واإلدارة الفعالة الفردية التي يرى العالمان أن ال للعواطف والمعلومات العاطفية.

لتحليل الذكاء العاطفي قد اتخذ منحى القدرة، وأجريت عليه بحوث 0991إن النموذج الذي أعده مايروسالوفي عام ( وقد ظهرت هذه النظرية بعد التحقيق 0991)(Garuso) عديدة من قبل الباحثين أو باالشتراك مع باحثين آخرين

والذكاء العاطفي كقدرة عقلية هو النظرة المثلى لمايروسالوفي، حيث تم تعريفه 0991التجريبي من نموذجها عام ير بطريقة تجعله أكثر تميزا عن الذكاء المعرفي. لذلك نراهما يعرفانه بأنه "القدرة على الوعي باالنفعاالت والتعب

عنها، وتوصل وتولد االنفعاالت لمساعدة التفكير، ولفهم االنفعاالت والمعرفة االنفعالية".



169

فالذكاء العاطفي عندهما "مجموعة من القدرات التي تفسر اختالف األفراد في مستوى إدراكهم وفهم لالنفعاالت"، عنها، والقدرة على استيعاب المشاعر في وبشكل أكثر تحديدا هو القدرة على إدراك المشاعر واالنفعاالت والتعبير

-حسب مايروسالوفي–األفكار، والقدرة على فهم المشاعر وتبريرها في الذات واآلخرين". فالشخص الذكي عاطفيا أفضل من غيره في التعرف على االنفعاالت سواء كانت انفعاالت الشخص ذاته أو انفعاالت اآلخرين، ولديه القدرة

(10)طفي بصورة دقيقة واضحة تمنع سوء فهم اآلخرين له. على التعبير العا

‌( أن الذكاء العاطفي يشتمل على أربعة قدرات رئيسية هي :0991)ولقد أوضحا عام

1. ‌ :‌ ‌بدقة ‌عنها ‌الوعي‌باالنفعاالت‌والتعبير ‌على وتعني قدرة الفرد على التعبير عن العواطف أو القدرةلميحات أو اإلشارات من خالل الموسيقى، وينعكس ذلك في االنفعاالت من خالل مالمح الوجه أو الت

‌معرفة الشخص مكنونة عواطفه والوعي بالذات، والتعرف على مشاعره تماما.

هذه القدرة هي من أهم مكون للذكاء العاطفي، وبدونها ال يتكون هذا الذكاء، فإذا ظهر في كل مرة شعور غير يتعلم شيئا عن المشاعر من حيث إدراكه لحالته ووعيه لها وتسجيلها سار، يحاول الفرد انتباهه بعيدا، وسوف ال

واالنتباه لحالته، وحل شفرة الرسالة االنفعالية، كما تم التعبير عنها في تعبير الوجه، ونبرة الصوت، وموضوعات ل مشاعر الفن كالموسيقى، كما أن الفرد الذي يرى تعبيرا واضحا حول السعادة من وجه آخر يفهم الكثير حو

ل ذلك الذي يفقد مثل تلك القدرة.اآلخرين أو أفكارهم في مقاب

‌ا -2 ‌)توظيف‌االنفعاالت(: ‌التفكير ‌عملية ‌لتسهيل ‌االنفعاالت ‌استخدام ‌على إن هذه القدرة تعني الدقة لقدرةت لتغيير والكفاءة في ربط االنفعاالت وأحاسيس أخرى كاإلحساس باللون مثال، والقدرة على استخدام االنفعاال

انطباعات الشخص نحو األشياء أو لتحسين التفكير في الموضوعات، وهذه القدرة تستهدف:

_استخدام االنفعاالت للمعلومات المهمة لتحسين التفكير في الموقف.

_توليد االنفعاالت الحية التي يمكن أن تسير عملية التذكر واتخاذ القرار.

ألمور من عدة زوايا._التأرجح بين عدة انفعاالت لرؤية ا

_استخدام الحالة المزاجية لتسهيل توليد الحلول المناسبة.

إن العواطف )االنفعاالت( تكون مجموعة رمزية وغنية ومليئة بالعالقات القدرة‌على‌فهم‌وتحليل‌واالنفعاالت‌:-3فهم التغيرات التي تحدث المعقدة التي حيرت وأسعدت الكثيرين من الباحثين وتعني هذه القدرة "قدرة الفرد على ‌لالنفعاالت المشابهة، والقدرة على فهم المشاعر المركبة في القصص وهي تتمثل كاآلتي:

.تسمية العواطف )االنفعاالت( والتمييز بين التسميات المشابهة وانفعاالتها .تفسير المعنى الذي تحمله االنفعاالت مثل الحزن، وتعني فقدان شيء كبة مثل الغيرة والتي تشمل على الغضب والحسد والخوف، وأيضا االنفعاالت فهم االنفعاالت المر

المتنافسة كالجمع بين الحب والكراهية لدى شخص ما.



170

مالحظة التعبير في االنفعاالت سواء من حيث الشدة مثل شدة الغضب أو من حيث النوع مثل تغيير االنفعاالت من الحسد إلى الغيرة.

‌واال‌ -2 ‌إدارة ‌على ‌القدرة إذا كان للفرد إدراك انفعالي جيد فيمكنه أن يستغل التغير في الحالة نفعاالت‌المزاجية ويتفهم مشاعره ومثل هذا الفهم سوف يحصل الفرد على المعرفة الضرورية الالزمة للتحكم ومسايرة مشاعره تماما. وفي الحقيقة، يجب أن يتوافق الفرد الذكي عاطفيا مع حالته المزاجية غير

‌لمستقرة، ويتطلب ذلك فهما جيدا لحالته.ا

ذلك ل إن العواطف أو االنفعاالت معقدة وغامضة وتحتوي على الكثير من العقابات والمكافآت )العقاب والثواب(يجب أن يتبع المتحكم الجيد في العواطف بعض اإلرشادات، ولكن يقوم بهذه اإلرشادات ببعض المرونة، فعلى

اح على االنفعاالت ضرورة لكن ليس طوال الوقت. تأكيد على ذلك توجد بعض المهام إن االنفت سبيل المثال،الصعبة التي يصعب مواجهتها أحيانا. وتعني هذه القدرة "قدرة الشخص على إدارة انفعاالته، وقدرته على إدارة

انفعاالت اآلخرين" وتتمثل في:

االنفتاح أو التقبل للمشاعر السارة وغير السارة؛ راب أو االبتعاد من انفعال ما بشكل تأملي؛االقت مالحظة االنفعاالت في الذات واآلخرين مثل وضوحها وأحقيتها، ويتم ذلك بشكل تأملي .إدارة انفعاالت الذات واآلخرين دون كبت أو تضخيم للمعلومات التي تحملها

رتبه تطوريا من األدنى إلى األعلى. وكذلك إن نموذج "مايروسالوفي" يفسر لنا أن القدرات الفرعية للذكاء الوجداني ممحتوياتها، فالترتيب يعكس مراحل النمو العاطفي للشخص كما أن األشخاص األكثر ذكاءا عاطفيا يمرون بصورة

أسرع بتلك المراحل ويقعون في المستوى األعلى منها.

قيد في المهارة االنفعالية تبدأ بالقدرات ، يعتبر نموذجا نمائيا )تطوريا( حيث إن التع0991إن نموذج "مايروسالوفي" (00األولى إلى القدرة الرابعة. )

‌:,1991‌Daniel Golmanثالثا:‌نموذج‌دانيال‌جولمان‌

إال انه يعتبر من النماذج المختلطة التي تمزج قدرات 0991ذجه معتمدا على عمل مايروسالوفي قدم جولمان نمو والدافعية والقدرات التي السعادة -لة في خصائص الصحة النفسيةالذكاء العاطفي مع خصائص الشخصية متمث

(.2110( وعام )0991)تجعل الفرد فعاال في المشاركة االجتماعية وتم تنقيح نموذجه في مقال له عام

هذا النموذج يقدم إطارا للذكاء العاطفي والذي يعكس كيفية ترجمة قدرة الفرد على السيطرة على مهارات الوعي دارتها والوعي بانفعاالت اآلخرين ات بالذ دارة العالقات إلى نجاح في مكان العمل.وا (02) وا



171

ونموذج Bar-Onذجه عن نموذج بارون وبتأسيس نظريته داخل سياق أداء العمل، فصل جولمان نمو فهي خاصة الذين تشكلت نظرياتهم كنظريات عامة للذكاء العاطفي واالجتماعي. أما نظرية جولمان مايروسالوفي

بالذكاء العاطفي في أداء العمل.

‌Self-Awareness_‌الوعي‌بالذات‌1 يدل هذا المكون على معرفة الشخص انفعاالته، فهو ال ينفصل عن :مشاعره ويستخدمها ليصل إلى قرارات بكل ثقة، أي أن الوعي بمزاجنا وبأفكارنا تجاه هذا المزج هو مالحظة محايدة

ذا لم نكن قادرين على إدراك مشاعرنا فسيكون للحالة الداخلية، تنطو ي على معرفة متى نستجيب لهذه المشاعر، وا من الصعب علينا إدراك مشاعر اآلخرين، فكلما كان الفرد أكثر وعيا بذاته، كان قادرا على الوعي حتى بالمستويات

‌المنخفضة من األحاسيس.

ذا المكون إلى قدرة الفرد على إدارة يشير ه:‌Emotional Management_إدارة‌االنفعاالت‌)تنظيم‌الذات(‌2( فالشخص الذي 03أفعاله وأفكاره ومشاعره بطريقة متوافقة ومرنة عبر مواقف وبيئات مختلفة، اجتماعية أم مادية )

لديه قدرة على إدارة انفعاالته ال يسمح ألي موقف أن يؤثر على حالته المزاجية، كما يركز على أفعاله وما الذي ‌جب أن يقوم به، كما يعبر عن مشاعره بطريقة ايجابية.ي

لى ترشيد االنفعاالت بصورة تساعد الفرد على التوافق السليم مع ويرمي هذا المكون أيضا إلى تنظيم الذات وا الموقف، فاألفراد الذين يكونون أكثر قدرة على تنظيم انفعاالتهم اقل احتماال للتعرض لالكتئاب من جراء المشكالت

(04العاطفية واقل عرضة لالضطرابات السيكوماتية. )

يرى جولمان أن الشخص يعتمد على قوة :‌Self-Motivation_الدافعية‌أو‌حفز‌الذات‌)تأجيل‌االشباعات(‌3دافعية داخلية في تحقيق أهدافه. فالحوافز الداخلية مثل المتعة بالعمل، وحب التعلم، واالطالع، تكون أكثر أهمية

دفع الفرد للعمل و اإلبداع من الحوافز الخارجية كالمال أو المنصب وقد يستخدم الفرد قلقه كقوة دافعة وتأثير فيوهي الجزء األهم في الجهاز الطرفي Amygdaleداخلية لألداء بشكل جيد. وعلى الجانب الفسيولوجي أن اللوزة من عرضه لعديد من الدراسات إلى وجود )01(لمان، تكون المسؤولة عن الكفاءة الوجدانية للفرد. وقد استخلص جو

عالقة واضحة بين تلف اللوزة والعجز عن التعرف على بعض تعابير الوجه االنفعالية، كالخوف والغضب واالشمئزاز، كما يؤدي هذا التلف إلى تدهور قوة الفرد على الحكم. وان اللوزة تؤدي دورا مهما في بعث الطاقة

لقيام بالعمل واالستمتاع به، ففي الحاالت النادرة التي عانى منها بعض المرضى تلفا في اللوزة، الوجدانية الالزمة للم يكن لدى هؤالء أي قيمة للحوافز المختلفة، والتي من الممكن أن تدفعهم وتمدهم بالطاقة الالزمة لبذل الجهد

‌(16)‌والعطاء.

ني قدرة الفرد على إدراك ما يشعر به اآلخرون ومعرفة وتع:‌Empathy_التعاطف‌)استشعار‌انفعاالت‌اآلخرين(‌4ما يحسون به، وهو أمر يستلزم قدرتنا على فهم ذواتنا واستشعار أحاسيسنا أوال، وهي قدرة تؤسس على القدرة على الوعي بالذات، فيركز الفرد على نتائجه، وما الذي يجب أن يقوم به وكيفية التعبير عن مشاعره بفعالية، كما

طيع التعبير عنها والتغلب على الصراع والقدرة على استغالل العالقات الناشئة بين الجماعات، كما انه يمتلك يست



172

ل مع الجماعة، ولديه القدرة على القيادة بطريقة فعالة. كما يتميز أيضا باالستطاعة على زمام األمور عند التعام فك النزاع والخالف بين أفراد الجماعة. وفي العمل نجده يمتلك القدرة على عقد الصفقات أو مجموعة من االتفاقيات

(Golman, 1997) وهي -التعاطف–ي نضج هذه القدرة وتؤدي التنشئة االجتماعية وخبرات الطفولة دورا مهما فإن كانت مهمة في السياق االجتماعي، تبين أن األزواج واألصدقاء والزمالء في العمل، فعليه البد للفرد أن تكون

لديه القدرة والحساسية على قراءة اإلشارات االنفعالية لألخذ بدقة أوال قبل أن تتم عملية التعاطف كاستجابة.

وتعني قدرة الفرد على تكوين عالقات مع اآلخرين :‌Relationshipين‌)تناول‌العالقات(‌_التفاعل‌مع‌اآلخر‌1دارة الصراع، فاإلنسان كائن وقدرته على والتفاعل معهم بفاعلية وقدرته على قيادتهم وبناء روابط اجتماعية وا

شباع حاجاته. وتشي ر المهارات االجتماعية إلى السلوك مع اآلخرين بصورة جيدة ومهمة تعكس حفاظه على بقائه وا القدرة على فهم مشاعر اآلخرين وانفعاالتهم ومراعاتها بالصورة التي يتطلبها الموقف، وهي تظهر في صورة القدرة على التأثير باآلخرين، والتواصل معهم، وقيادتهم بصورة فعالة. إن األشخاص الذين يتميزون بتلك القدرة، يملكون

ين على بناء الثقة أو األمانة، وقادرين على خلق جو من التعاون والمشاركة مع اآلخرين مهارات اجتماعية، وقادر ‌(01)‌والعمل مع زمالء العمل.

‌_أبعاد‌الذكاء‌االنفعالي:3

يذكر الباحثون أبعادا متعددة للذكاء االنفعالي تتمحور عموما حول ثالث قدرات هي: القدرة على إدراك االنفعاالت لقدرة على التحكم في االنفعاالت، والقدرة على توظيف االنفعاالت في التفكير.والتعبير عنها، ا

إن الذكاء االنفعالي يتكون من أربعة أبعاد هي: (J.D.Mayer&P.Salovey)ذكر مايروسالوفي

راك ويعني قدرة الفرد على التعرف على المحتوى االنفعالي للمالمح والسلوكيات، ويشمل ذلك إد إدراك‌االنفعاالت:_وتقييم االنفعاالت والتعبير عنها، أي وعي الفرد بانفعاالته وبأفكاره المتعلقة بها، وقدرته على التمييز بينهما والتعبير

عنها بشكل مناسب.

ويعني إدراك مدى الصدق أو الصوابية التي تقف وراء انفعال معين، والتمييز بين االنفعاالت _الفهم‌االنفعالي: منة.المتشابهة والمتزا

ويعني هذا البعد، القدرة على تهدئة الذات والتخفيف من حدة االنفعال لدى اآلخرين بعد مواجهة _إدارة‌االنفعاالت: شحنات قوية من االنفعاالت.

بمعنى توظيف االنفعاالت في عملية التفكير بهدف تحسينه، وذلك بإفساح المجال أمام _التيسير‌االنفعالي‌للتفكير: ي توجه انتباهنا؛ فتوظيف االنفعاالت في خدمة هدف معين ضروري لالنتباه االنتقائي ولدافعية الذات.االنفعاالت لك

فقد قسم الذكاء االنفعالي إلى خمسة أبعاد هي: (D. Goleman)أما غولمان

_ الوعي بالذات: ويعني معرفة الفرد بحالته المزاجية وبانفعاالته عند حدوثها.0



173

وتعني قدرة الفرد على تحمل االنفعاالت القوية وان ال يكون عبدا لها. كما تتضمن )الحفز _إدارة االنفعاالت: 2 الذاتي( وهي القدرة على توظيف االنفعاالت في زيادة الدافعية.

دراك مشاعر اآلخرين مما يؤدي إلى القدرة على المشاركة الوجدانية معهم :الوعي االجتماعي_3 ويقصد به معرفة وا اغم الوجداني معهم.وتحقيق التن

دارة التفاعل معهم _المهارات‌االجتماعية:‌4 ويقصد بها التعامل مع اآلخرين بناء على فهم ومعرفة مشاعرهم، وا بشكل فعال يسمح بتحقيق أفضل النتائج.

فقد قسم الذكاء االنفعالي إلى خمسة أبعاد وهي: البعد االجتماعي، التكيف، (R. Bar-On 1996)أما بار اون (.11)دارة الضغوط، والمزاج العامإ

تقسيما لمكونات الذكاء االنفعالي يتمثل في خمسة عوامل (V.Dulewies&M.Higgs 1999)وقد ديلوكس وهيجز هي:

الوعي بالذات: معرفة الفرد بمشاعره. _0

اجات._ تنظيم الذات: إدارة الفرد النفعاالته بشكل يساعده في األداء، وقدرته على تأجيل إشباع الح2

_حفز الذات: استخدام الفرد لقيمه وتفصيالته العميقة من اجل تحفيز ذاته وتوجيهها لتحقيق أهدافها.3

_التعاطف: اإلحساس بمشاعر اآلخرين والقدرة على فهمها.4

_المهارات االجتماعية: قدرة الفرد على إدارة انفعاالت اآلخرين من خالل عالقته بهم واالهتمام بهم واستخدام 1 (.09مهارات اإلقناع والتفاوض، وبناء الثقة وتكوين شبكة عالقات ناجحة والعمل في فريق بصورة ايجابية فاعلة)

إلى أن الذكاء االنفعالي يتكون من خمسة أبعاد هي: فاروق‌السيد‌عثمان‌وعبد‌السميع‌رزقوتوصل

الت والمشاعر الذاتية والتمييز بينهما المعرفة االنفعالية: وهي القدرة على االنتباه واإلدراك الجيد لالنفعا .0 والوعي بالعالقة بين األفكار والمشاعر الذاتية واألحداث الخارجية.

إدارة االنفعاالت: وهي القدرة على التحكم في االنفعاالت السلبية بما في ذلك القدرة على كسب الوقت .2 حياة االجتماعية والمهنية بفاعلية.للتحكم فيها، وتحويلها إلى انفعاالت ايجابية، وممارسة مهارات ال

تنظيم االنفعاالت: القدرة على توجيه االنفعاالت والمشاعر نحو تحقيق االنجاز والتفوق واستعمال .3 االنفعاالت ولمشاعر في صنع أفضل القرارات.

لتناغم التعاطف: وهو القدرة على انفعاالت اآلخرين، والتوحد معهم انفعاليا وفهم مشاعرهم وانفعاالتهم وا .4 معها.

لتواصل: وهو التأثير االيجابي القوي في اآلخرين مع معرفة متى يفضل إتباعهم ومساندتهم.ا .1



174

‌:عالقة‌الذكاء‌العاطفي‌ببعض‌المتغيرات-‌4

‌1991مايروسالوفي‌‌1991أون‌-بار‌1991جولمان‌

هي تلك "القدرات التعريف:التي تحتوي على التحكم في الذات، التحمس، المثابرة، والقدرة

على تحفيز الذات".

‌اسية:المهارات‌األس

معرفة العواطف الذاتية .0مثل "إدراك العواطف كما هي مراقبة المشاعر

لحظة بلحظة".إدارة العواطف مثل .2

"معاملة المشاعر بشكل مناسب، القدرة على معرفة حقيقة الذات، القدرة في التحكم في

الحالة االنفعالية".تحفيز الذات مثل .3

"توظيف العواطف لتحقيق األهداف، تأجيل

اع".اإلشبإدراك عواطف اآلخرين .4

مثل "التعاطف مع اآلخرين".

معالجة العالقات مثل .1 "إدارة عواطف اآلخرين.

)النموذج الخليط("

"هو مجموعة منظمة من التعريف:القدرات غير المعرفية، الكفاءات والمهارات التي تؤثر على قدرة الفرد للتوافق مع المتطلبات البيئية

والضغوط".

‌ألساسية:‌المهارات‌ا

المهارات داخل الفرد مثل .0"الوعي بالعواطف الذاتية، مراقبة الذات، اإلصرار،

تحقيق الذات، االستقاللية".مهارات بينشخصية مثل .2

"العالقات بين األفراد، التعاطف، المسؤولية

االجتماعية".مقياس إدارة الضغوط مثل .3

"تحمل الضغوط، التحكم في الدفعات )االندفاع(".

س التأقلم مثل "حل مقيا .4 المشكالت، المرونة".

المزاج العام مثل "السعادة، .1 التفاؤل"

"النموذج الخليط"

"مجموعة من القدرات التي التعريف:تصف كيف يدرك األفراد العواطف ويفهمونها بالرغم من تغيرها من حين ظهار آلخر" أو "القدرة على إدراك وا العواطف واستيعابها في التفكير وفهمعقلية العواطف وتنظيم العواطف في

الذات واآلخرين".

‌المهارات‌األساسية:‌

ظهار العواطف مثل .0 إدراك وا "إظهار العواطف على الحالة الفيزيقية للفرد، وعلى مشاعره، وأفكاره، فهم مشاعر اآلخرين".

تعميم العواطف لكي تساعد في .2القدرة على إصدار حكم أو

تنشيط الذاكرة.العواطف، القدرة فهم وتحليل .3

على تصنيف العواطف، القدرة على فهم التقلبات االنفعالية.

انعكاس وتنظيم العواطف مثل .4"القدرة على أن تبقى منفتحا

على المشاعر" "نموذج القدرة"



175

و‌السن‌والجنسالذكاء‌العاطفي‌‌:‌‌

ثير من الباحثين أن الذكاء العاطفي يتطور و ينمو مع العمر .و أن الخبرات الثرية لقد بات من الثابت لدى ك تعزز و تزيد من مستواه، وهناك اتفاق بين الباحثين أن األشخاص األكبر سنا يحققون نتائج أعلى في مقاييس

ساال ، وقد ( وبوياتزيز وGoleman .1998الذكاء العاطفي من األشخاص األقل سنا حسب ما قرر جولمان ) –فيما توصل بار 44و 31وجد داركسن و زمالؤه أن الذكاء العاطفي يميل إلى االضمحالل و الذبول بين سن

إلى أن األشخاص في نهاية األربعينيات يحصلون على معدالت أعلى من الذكاء . 2114اون

اء العاطفي، فالنساء يرجح أنهن يحصلن وتظهر كثير من الدراسات فروقا فيما يتعلق بمتغير الجنس بالنسبة للذكعلى معدالت أعلى في الذكاء العاطفي إذا ما قورن بالرجال ، و يرجع بعض الباحثين ذلك إلى أن المناطق الدماغية ذات الصلة بالذكاء العاطفي أكثر نموا لدى النساء منه لدى الرجال كما ينقل كل من براكت و سالوفي عن

رون و بالنظر إلى أن للذكاء العاطفي مكونات مختلفة فإن الباحثين يقرون بوجود تباين ما توصل اليه جار و آخ في هذا اإلطار .

فالرجال يبدون أحسن فيما يتعلق بمراقبة الذات ، وهم أكثر استقاللية و تفاؤال ، ويحسنون مقاومة الضغوط كما ذلك كل من ديمبرغ والندكويست فيما نجد أنهم يكونون أكثر اقتدارا على حل المشكالت من النساء كما توصل إلى

أي الرجال يجدون صعوبات في بعض األبعاد و المكونات مثل المهارات البينشخصية التعاطف و المسؤولية أون –االجتماعية مثل ما توصل إلى ذلك بار

ة ، إدارة االنفعاالت وكذا كما وجد أن النساء يتفوقن في المهارات البينشخصية ، التعاطف ، المسؤولية االجتماعي التكيفية . لكن هن أقل اقتدار على مقاومة الضغوط مثل ما توصل إلى ذلك بوياتزيز وساال

وقد توصل ماتسيموتو إلى نتيجة مفادها أن الرجال أكثر قدرة على إخفاء وقع المفاجأة و الخوف ، في حين أن ء و االشمئزاز و الغضب .و أن النساء يملن أكثر من الرجال النساء يملكن قدرة على السيطرة على الشعور باالزدرا

إلى إظهار انفعاالتهن فيما عدا الغضب فالرجال يعبرون عن غضبهم أكثر من النساء .

العالقة‌الزوجيةو‌الذكاء‌العاطفي‌:‌

عل االنفعالية و وفي السنوات األخيرة ظهر ما يشبه الثورة في االكتشافات المتصلة بالدور الذي تلعبه ردود الف العاطفية في نوعية العالقة الزوجية .

وفي هذا اإلطار يقرر جونسون وجرينبارغ أن االنفعاالت أو العواطف تحفظ وتنمي و تغذي الزواج وأن االنفعاالت هي الشيء الوحيد الذي يقتله.

: " الحميمية الناضجة تعرف ( هذه الحقيقة بقوله21كما يشير إلى ذلك كريستنسن و جاكوبسون و يقرر سارني ) في جانب منها بأنها العواطف الصادقة المتبادلة "



176

إن القوى العاطفية و االنفعالية يمكن أن تبني العالقة الزوجية و توطدها أو أن تهدمها من أساسها فالتوظيف الصحي لالنفعاالت و العواطف يؤدي دورا في استقرار و حفظ العالقات الحميمية .

فإن الزواج هو نموذج العالقة الحميمية التي نتقاسم فيها بعض أعمق المشاعر و (Fitness )بة ل فيتنسو بالنسالعواطف و االنفعاالت ، بداء من الحب مرورا بالكراهية و الغضب إلى الخوف ، الحزن و الفرح . ويعتبر توسع

كل من الزوجين أمرا من شأنه أن يلعب دورا مجال الفهم ، و االتصال و إدارة االنفعاالت والعواطف القوية إلى محوريا في سعادتهما الزوجية .

ويعتقد فيتنس أن ارتفاع مستوى الذكاء العاطفي من شأنه أن يؤهل الناس إلدارة المفاوضات العاطفية األكثر في الذكاء حساسية بشكل أكثر فعالية ،كما في الحالة التي يكون فيها تطابق بين نوع من القدرات المتشابكة

العاطفي وما يمثل نوعا من القدرات المجمعة بشكل مصطنع للتفاوض بنجاح بشأن العالقة الزوجية انخفاضا أو ارتفاعا .

إن هذا التطابق في القدرات المشكلة للذكاء العاطفي يشجع على توظيفه أساسا في سياق العالقة الزوجية كأولوية أن الزواج السعيد و النجاح هو ( Fitness . 2006 ). وقد اعتبر فيتنس إذا كان هناك سياق يراد توظيفه فيه

زواج ذكي عاطفيا .

وعلى أية حال فإن الباحثين في الزواج و العالقة الزوجية أوضحوا أنه كلما كان األزواج أحسن إدراكا ، و أدق كلما كانت عالقتهم الزوجية أسعد . تعرفا و أكثر تنظيما ، و أحسن تعبيرا فيما يتعلق باالنفعاالت و العواطف ،

وهناك كم معتبر من الدراسات الذي يتنامى فيما يتعلق بالدور المركزي للمشاعر و االنفعاالت في تشيبد أو حفظ أو .(21 )تفكك أو إنهاء العالقة أيا كانت سواء العالقة الزوجة أو غيرها من العالقات

يلون إلى أن يكونوا أحسن من األزواج غير السعداء فيما يتصل بالتعبير وقد وجد الباحثون أن األزواج السعداء يمعن االنفعاالت و العواطف و القدرة على فك شفرات الرسائل اللفظية و غير اللفظية كما توصل إلى ذلك كل من

ها إلى قدرة وأن القدرة على استعمال االنفعاالت لتيسير التفكير ترجع في جانب من (22)ماير و سالوفي و كاروزو الناس على التعاطف .

دورا حيويا لالتصال في الحياة الزوجية السعيدة فبالنسبة له ( Goleman , 1995 )ولقد أعطى دافيد جولماناألزواج السعداء الراضون عن عالقاتهم الزوجية يستخدمون اتصاال بأقل درجة من االنفعاالت السلبية ، كما أنه

ية أو االنفعالية بين الزوج و الزوجة هي أكثر أهمية و محورية من أية عوامل أخرى في يؤكد على أن القوى العاطف التأثير على وضعية العالقة الزوجية .

بالخلفية العاطفية للزوج و الزوجة. فقد أكد جولمان –كما أثبتته الدراسات –فالعالقة الزوجية و مستقبلها مرهون عالية للرجل تختلف عن استعدادات المرأة بحكم الخلفيات الذهنية و العاطفية على أن االستعدادات و الصفات االنف

" و "جوديث Lislie Brody لكل منهما، و قد اعتمد في ذلك على بحث قامت بتلخيصه كل من "ليسلي بروديعل اإلناث " يؤكد على أن الفتيات يتطورن في اللغة بسهولة و بسرعة عن الذكور و هذا ما يج Judith Hall هول



177

أكثر حدة في إظهار مشاعرهن، و أكثر مهارة من األوالد في استخدام الكلمات ليكشفن عن ردود أفعالهن العاطفية. أما الذكور ممن ال يتلقون تأكيدا لفظيا للمؤشرات التي يواجهونها، قد ال يدركون كثيرا حالتهم االنفعالية

لجسدية سبيل العنصر الذكوري للتعبير عن ردود الفعل االنفعالية بدل أو حاالت غيرهم، و غالبا ما تكون المعارك ا األلفاظ.

لهذا يستنتج جولمان أن أغلب الخالفات التي تنشأ بين األزواج مردها االختالف بين أنماط السلوك االنفعالي بين نية. لهذا يؤكد الجنسين من جهة، و جهل كل طرف بالخصائص العاطفية و المعرفية للطرف اآلخر من جهة ثا

على أن الرجال الذين يمتلكون مهارات اإلعفاء الجيد و التعاطف مع حاالت الزوجات هم األزواج الذين غالبا ما ينتهي بهم المطاف إلى كسب ثقة زوجاتهم و إطالة عالقاتهم بهن. إضافة إلى األهمية القصوى لدور المناقشة

نغصات، إذ يوضح جولمان أن تقصير دورات المناقشة و تقديم الحلول التي تدور بين األزواج حول المشاكل و المالعملية السريعة للمشاكل من طرف األزواج، من أهم األمور السلبية التي يجب تفاديها، ألن الزوجات عموما يرغبن

بساطة في إطالة تلك المناقشات، فقط من أجل أن يشعرن بأن أزواجهن يصغون إليهن باهتمام، بغض النظر عن أو حتى سذاجة موضوع النقاش.

و الحقيقة أن معظم األزواج ال يفهمون هذا التفصيل الصغير، و ال يدركون أن المرأة في العموم تلجأ إلى تضخيم إما عن –بعض المشاكل فقط لترى زوجها مصغيا و متعاطفا و مانحا لها مزيدا من الوقت، فيميل هؤالء األزواج

ى التهكم على المشاكل المطروحة للنقاش، و بأنها سخيفة و ال تستحق كل هذه الضجة إل –جهالة أو عن قصد لفقدان الثقة و الشعور بالوحدة و النكد من طرف الزوجة. فتحوا الباب من طرف الزوجة، فيكونون بذلك قد

اجهن، إذ يشير لكن طبعا هذا ال يعني إعفاء الزوجات من المسئولية في التصدعات التي تصيب عالقتهن مع أزو العلماء إلى أن من أهم األخطاء التي تقع فيها الزوجات عادة في مثل هذه العالقات هي التهجم المباشر على شخصية الزوج عند حدوث أي أمر منغص، و كما يشير جولمان دائما، فإن عدم قدرة الزوجة على التفريق بين أي

غالبا ما يدفعها إلى إطالق عبارات التهكم و سلوك سلبي صادر عن زوجها و بين هذا الزوج كشخص،من –حسب علماء النفس –االستصغار أو حتى االحتقار في حقه، بدل انتقاد سلوكه بشكل الئق و محترم، و هو

أكثر األمور التي تمس الرجل في الصميم. فتجعله يفقد احترامه للزوجة مع مرور الوقت، بل و قد يكون أحد (23) نوي أو البدني أو حتى الخيانة الزوجية مستقبال.األسباب للعنف المع

لذلك فإن أهمية الذكاء االنفعالي في هذا الجانب الجوهري في الحياة االجتماعية، تكمن في معرفة الخصائص االنفعالية لكل من طرفي العالقة الزوجية، و االعتماد على هذه المعرفة القائمة أساسا على مهارتي التعاطف و

العالقات في توجيه العالقة بين الزوجين في االتجاه الصحيح. إدارة

و هكذا نصل إلى خالصة مفادها أن ذكاء اإلنسان ليس مرهونا بتاتا بما يملك من مؤهالت أكاديمية أو مستوى جامعي راق، بقدر ما هو مرتبط أساسا بقدرته على فهم مشاعره و مشاعر غيره، و تسييرها لخدمة صحته النفسية و

تطوير قدراته العقلية ذاتيا، و النجاح في عالقاته االجتماعية و تطوير مجتمعه على هذا األساس.



178

‌:الهوامش‌(1)Mayer, J. D., Salovey, P., & Caruso, D. R. (2004). Emotional intelligence: Theory, findings, and implications. Psychological Inquiry, 15, 197-215.

00. ص2111والتوزيع القاهرة ذكاء المشاعر، ترجمة هشام الحناوي ،هال للنشرجولمان، دانيال. ( 2)

(3)Abraham. R. "The Role of job control as moderator of emotional dissonance and emotional Intelligence-outcome relationships". Journal of Psychology, Vol. 134-2, 169-186. 2000

(4)Bar-On, R. (2004). The Bar-On Emotional Quotient Inventory (EQ-i): Rationale, description and summary of psychometric properties. In G. Geher (Ed.), Measuring emotional intelligence: common ground and controversy (pp. 115-145). New York: Nova Science Publishers, Inc

(5)Cooper, R. K., & Sawaf, A. (1997). Executive EQ: Emotional intelligence in leadership and organizations. New York: Crossett/ Putnam

01ص ،3 العدد ، بالمنصورة التربية كلية مجلة، 0991( فاروق السيد عثمان ومحمد عبد السميع رزق، 6)

، رسالة دكتوراه ،جامعة الجزائر 2101زبيدة الحطاب ،عالقة المخططات المبكرة غير المكيفة والذكاء العاطفي بالفشل االكاديمي ، (1) 026، 021، ص 2

11،41، ص2119( إبراهيم بن جامع، الذكاء االنفعالي وعالقته بفعالية القيادة ، رسالة ماجستير، جامعة قسنطينة، 1)

011_013ص ص األردن عمان الفكر، دار ، الوجداني الذكاء 2111ي السيد ابراهيم ، ( السمادون9)

(10) Mayer, J. D., & Salovey, P. (1997). What is emotional intelligence? In P. Salovey & D. Sluyter (Eds.), Emotional development and emotional intelligence: Educational implications (pp. 3–31). New York: Basic Books

016-010( زبيدة الحطاب، مرجع سابق ، ص ص 00)

(12) Golman D, (1998): Working With Emotional Intelligence., New York :Bantam Books.

(13) Saarni, C. (1999). The development of emotional competence. New York: Guilford Press..

2111( السمادوني، السيد إبراهيم، مرجع سابق، 04)

)Goleman, op.cit , p28. 01)

(0()02علم النفس مجلة دراسات نفسية )الذكاء الوجداني هل هو مفهوم جديد في 2110( الخضر، عثمان، 06)

019 -016( زبيدة الحطاب، مرجع سابق ، ص 01)

0لمعلمات رياض االطفال ، دار المعرفة الجامعية ،االسكندرية، مصر، ط الذكاء الوجداني 2111( سالي علي حسن ،01)41- 46،ص2111



179

دراسات نفسية في الذكاء الوجداني المكتبة العصرية بحوث ودراسات متخصصة في علم النفس الجزء 2111( بشير معمرية ،09).34الثالث ، ص

(20) Saarni, C, op.cit, p :291 (21)Clark, M.,Fitness, J.,& Brissette,I. (2001).Understanding people's perceptions of relationships is crucial to understanding their emotional p287 (22)Mayer, J. D., Salovey, P., & Caruso, D. R. op.cit

Goleman, op.cit (23 )

‌

يرظن لخدم يفطاعلا ءاكذلا - univ-eloued.dz · جب ةأسم § هه يف خش...

Documents

Transcript of يرظن لخدم يفطاعلا ءاكذلا - univ-eloued.dz · جب ةأسم § هه يف خش...