http://www.shamela.ws تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة

الكتاب : مجلة جامعة أم القرى6عدد الأجزاء :

] ترقيم المجلة غير موافق للمطبوع [

ومن خلال هذا التناسب تتضح لنا أهمية العقل الكبرى في حياة الإنسان ، وأنه نعمة عظيمة من نعم

الله تبارك وتعالى على عباده جديرة بالحفظ والرعاية حتى يسير ذلك العقل في مساره الصحيح الذي رسمه له المولى الكريم دون حيدة عن الجادة

أو انحراف عن الصراط المستقيم .

المبحث الثاني : محل العقلوفيه أربعة مطالب :

المطلب الأول : أقوال الأصوليين في ذلك اختلف الأصوليون في المحل الذي يستقر فيه العقل

على ثلاثة أقوال :القول الأول : محل العقل هو القلب .

وإلى هذا القول ذهب الجمهور من المالكية... ... ( .1والشافعية والحنابلة)

القول الثاني : محل العقل هو الرأس . وهذا القول منسوب إلى الحنفية ، ونسبه الباجي إلى الإمام أبي حنيفة ، وهو المشهور عن الإمام

( ( .2أحمد ) وفي تعميم نسبة هذا القول إلى الحنفية رحمهم

ح بأن الله تعالى نظر، وذلك أن من الحنفية من صر العقل نور في القلب ومنهم فخر الإسلام البزدوي

رحمه الله تعالى حيث قال : أما العقل فنور يضيء به طريق يبتدأ به من حيث)

ينتهي إليه درك الحواس ، فيبتدىء المطلوب للقلب( .3فيدركه القلب يتأمله بتوفيق الله تعالى ( )

وكذلك السرخسي رحمه الله تعالى حيث عرف العقل( .4" )نور في الصدر " بأنه

والصدر يحوي القلب لا الرأس .وعليه فالقائل بذلك بعضهم وليس جميعهم .

القول الثالث : محل العقل هو القلب ، وله اتصالبالدماغ .

(5وهذا القول منسوب إلى أبي الحسن التميمي )( .6وغيره من أصحاب الإمام أحمد رحمه الله تعالى )

المطلب الثاني : الأدلة ، والمناقشاتأولا : أدلة القول الأول :

استدل القائلون بأن العقل في القلب بالأدلة الآتية:الدليل الأول :

قول الحق تبارك وتعالى : ) إن في ذلك لذكرى لمن( .7كان له قلب ( )

(4/177)

وجه الاستدلال : أطلق الحق تبارك وتعالى القلب هنا وأراد به العقل ، فدل على أن القلب محله ، لأن

العرب تسمي الشيء باسم الشيء إذا كان مجاورا له، أو كان بسبب منه.

الدليل الثاني : قوله تعالى : ) أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم

( .1قلوب يعقلون بها ( ) وجه الاستدلال : أنه تعالى جعل العقل في القلب ،

ولو لم يكن القلب محلا له لما جعله كذلك .الدليل الثالث :

قوله سبحانه : ) فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى( .2القلوب التي في الصدور ( )

وجه الاستدلال : أن الله تعالى بين أن العقول في الصدور ، والمعنى : يتغطى على العقول التي في

الصدور .الدليل الرابع :

( .3قوله عز وجل : ) لهم قلوب لا يفقهون بها( ) وجه الاستدلال : أن الفقه هو العلم والفهم

والمعرفة ، وآلة إدراك هذه الأشياء هي العقل .الدليل الخامس :

ما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : )الرحمة في( ( .4الكبد ، والقلب ملك ومسكن العقل القلب ( ) )

وجه الاستدلال : أن النبي صلى الله عليه وسلم صرحبأن العقل في القلب ، وهو نص في الموضوع .

الدليل السادس : ما روي عن عدد من الصحابة الكرام رضي الله تعالى

عنهم أنهم صرحوا بأن العقل في القلب ، ومنهم : عمر بن الخطاب ، وعلي ابن أبي طالب ، وأبي

هريرة ، وكعب بن مالك، وغيرهم . وأقوالهم شاهدة على ذلك ، كما روي عن علي رضي

الله تعالى عنه أنه قال يوم صفين: )إن العقل في( ( .5القلب ( ) )

الدليل السابع : قالوا : إن العقل ضرب من العلوم الضرورية ،

والعلوم محلها القلب . أما الدليل على كون العقل ضربا من العلوم

الضرورية فهو أن العلم يشتمل على ضروري ومكتسب ، ومعلوم أن الإنسان لو لم يكتسب العلم ولم يفكر في الدلائل فإنه يسمى عاقلا ، فإذا خرج

منه العلم المكتسب لم يبق إلا أنه علم ضروري .

(4/178)

وأما الدليل على أن العلوم محلها القلب فهو قولالحق تبارك وتعالى : )لهم قلوب لا يفقهون بها( ) )

1. ) ) والفقه هو العلم والفهم والمعرفة ، ولو لم تكن

القلوب محلا للعلوم لما أضاف الحق تبارك وتعالىالفقه إليها .

وإذا ثبت أن القلب محل للعلوم كان محلا للعقل( .2الذي هو بعض تلك العلوم )ثانيا : أدلة القول الثاني :

واستدل القائلون بأن العقل في الرأس بدليلين :... الدليل الأول :

أن العقلاء يضيفون العقل إلى الرأس ،... فيقولون : هذا ثقيل الرأس ، وهذا في دماغه عقل .

وعكس ذلك يقولون : هذا فارغ الدماغ ، وهذا ليسفي رأسه عقل .

ولو لم يكن العقل في الرأس لما صح منهم ذلك .الدليل الثاني :

أن الإنسان إذا ضرب على رأسه زال عقله ، ولو... ضرب على جميع بدنه لم يزل عقله .

( ( .3فدل هذا على أن العقل في الرأس ) )ثالثا : أدلة القول الثالث :

استدلوا على أن محل العقل هو القلب بالأدلة نفسهاالتي استدل بها أصحاب القول الأول .

واستدلوا على اتصال العقل بالدماغ فقالوا : إن العقل وإن كان محله في القلب إلا أن نوره يعلو إلى الدماغ فيفيض منه إلى الحواس ما جرى في العقل )

(4. ) )رابعا : )المناقشات( :

ناقش الفريقان الأول والثالث وهم القائلون بأن العقل في القلب الفريق الثاني القائلين بأن العقل

في الرأس في دليليهما بما يلي :أولا : ناقشوهم في دليلهم الأول من وجهين :

الوجه الأول : هذا في " و " هذا ثقيل الرأس " أن قول العقلاء :

لا يلزم منه أن العقل في الرأس ، " دماغه عقل وإنما قولهم هذا يعني أن العقل نور في القلب

يفيض إلى الرأس وإلى سائرالحواس .

فإضافتهم العقل إلى الرأس إنما هي من هذهالحيثية .

الوجه الثاني : "، و " هذا فارغ الرأس " أن من قال من العقلاء : فمرادهم من ذلك أن " هذا ليس في رأسه عقل

جفاف الدماغ يؤثر في العقل وإن كان في غير محله، كما يؤثر في البصر وإن لم يكن في محله .

(4/179)

ثانيا : وناقشوهم في دليلهم الثاني : بأن إزالة العقل بالضرب على الرأس لا يدل على أن

العقل في الرأس ، بدليل أن الإنسان إذا عصرت أنثياه زال عقله، ولا قائل بأن العقل مستقر هنالك )

(1. ) ) وقد يناقش الفريقان الأول والثالث فيما استدلوا به

على أن العقل في القلب ، بما يلي : أولا : أن الآيات القرآنية الكريمة لا دلالة فيها على

أن العقل في القلب ، وإنما مقتضى الآية الأولى أن صاحب القلب السليم من الشبهة والشهوة هو الذي

ينتفع بالمواعظ والزواجر . وكذلك هو مقتضى الآيتين الثانية والرابعة . وأما الآية الثالثة فهي صريحة الدلالة على أن القلب في الصدر

، وهذا مما لا خلاف فيه وإنما الخلاف في محلالعقل .

ثانيا : أن الحديث والأثر المستدل بهما على أن العقل في القلب لا تنهض بهما حجة ، لكون بعض

أئمة الحديث ذكرهما في جملة الموضوعات . ثالثا : أن القول بأن العلوم محلها القلب غير مسلم ،

ولو سلم فلا يدل على أن محل العقل هو القلب .المطلب الثالث : الترجيح ، وبيان سببه

من خلال استعراض الأقوال الثلاثة السابقة ، والموازنة بين أدلة كل قول يترجح لدي أن العقل

في القلب ويفيض نوره إلى الدماغ ، وذلك لسببين :السبب الأول :

أن استقرار العقل في القلب أو في الرأس أمر... خفي لا يمكن الاطلاع عليه ، وما كان كذلك فالحكم

فيه موقوف على الشارع ، والذي دلت عليه النصوص القرآنية الكريمة في ظاهرها أن العقل في القلب ،

فيكون القول بمقتضى ذلك الظاهر أولى وأسلم .السبب الثاني :

أن الذين نسبوا العقل إلى الرأس إنما نسبوه من... نور في القلب يفيض إلى الرأس ، قبيل أن العقل

وكونه كذلك لا يدل على أن الرأس محل له ، بل إنالرأس يتأثر بنور العقل وإن لم يكن مستقرا فيه .

(4/180)

وعلى هذا فالخطب في هذه المسالة هين ، فإن... من نسب العقل إلى القلب نظر إلى المقر ، ومن

نسبه إلى الرأس نظر إلى الأثر ، إذ أن اتقاد الذهن أثر لذلك النور المستقر في القلب ، وهذا المعنى هو

ما ترجمه الشوكاني رحمه الله تعالى بقوله : أنهم " فتكون لهم قلوب يعقلون بها " ) ومعنى :

بسبب ما شاهدوا من العبر تكون لهم قلوب يعقلون بها ما يجب أن يتعقلوه ، وأسند التعقل إلى القلوب

لأنها محل العقل ، كما أن الآذان محل السمع ، وقيل: إن العقل محله الدماغ ، و لا مانع من ذلك ،

فإن القلب هو الذي يبعث على إدراك العقل وإن كان( ( .1محله خارجا عنه () )

المطلب الرابع : ثمرة الخلاف في المسألة أفصح الزركشي رحمه تعالى عن ثمرة الخلاف في

هذه المسألة فقال : ) ومما يتفرع على الخلاف في ( رجل فذهب2أن محله ماذا ؟ مالو أوضح)

عقله .فعند الشافعي ومالك يلزمه دية وأرش

الموضحة ، لأنه أتلف عليه منفعة ليست في عضو الشجة تبعا لها ، وقال أبو حنيفة: إنما عليه دية

العقل فقط ، لأنه إنما شج رأسه ، وأتلف عليه العقل الذي هو منفعة في العضو المشجوج ، ودخل أرش

( .3الشجة في الدية ( ) قال النووي الشافعي رحمه الله تعالى :...

) ينظرفي الجناية التي ذهب بها العقل ، فإن لم يكن لها أرش بأن ضرب رأسه أو لطمه فذهب عقله

وجبت دية العقل ، وإن كان لها أرش مقدر كالموضحة واليد والرجل ، أو غير مقدر كالجراحة

الموجبة للحكومة فقولان : القديم أنه يدخل الأقل في الأكثر ، فإن كانت دية العقل أكثر بأن أوضحه

فزال عقله دخل أرش الموضحة وإن كان أرش الجناية أكثر بأن قطع يديه ورجليه أو يديه مع بعض الذراع فزال عقله دخل فيه دية العقل ، والجديد :

الأظهر لا تداخل ، بل يجب دية العقل وأرش الجناية ((4. )

(4/181)

( الحنفي رحمه الله تعالى :1وقال المرغيناني) ) ومن شج رجلا فذهب عقله أو شعر رأسه دخل

أرش الموضحة في الدية ، لأن بفوات العقل تبطل( .2منفعة جميع الأعضاء ( )

المبحث الثالث : تفاوت العقلوفيه أربعة مطالب :

المطلب الأول : أقوال الأصوليين في ذلك اختلف الأصوليون في تفاوت العقول من شخص

لآخر على قولين :القول الأول : ... العقل يتفاوت من شخص لآخر .

وممن ذهب إلى هذا القول من الأصوليين : القاضي (،5( ، والفتوحي )4(، وأبو الخطاب )3أبو يعلى)

( )7(، ومحمد بن نظام الدين الأنصاري )6والبزدوي )8. )

القول الثاني : العقل لا يتفاوت ، بل هو شيء واحد في جميع الناس لا يزيد ولا ينقص . وإلى هذا القول ذهب

( .9الأشاعرة والمعتزلة وابن عقيل الحنبلي)المطلب الثاني : الأدلة والمناقشات

أولا : أدلة القول الأول :استدل القائلون بأن العقل متفاوت بالأدلة الآتية :

الدليل الأول : ما رواه أبو سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه...

قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال : ) يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار

( ، فقلن : وبم يا رسول الله ؟ قال : ) تكثرن اللعن وتكفرن العشير ، وما رأيت من ناقصات عقل ودين

أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ( ، قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟ قال : ) أليس

شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ ( قلن : بلى ، قال : ) فذلك من نقصان

عقلها ، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟ ( قلن :( .10بلى قال: ) فذلك من نقصان دينها( )

وجه الاستدلال : أن هذا الحديث يدل على نقصان... عقل النساء عن عقول الرجال مع وصفهن بالعقل ،

ولو كان العقل شيئا واحدا لا يتفاوت لما استقامذلك .

الدليل الثاني :

(4/182)

قالوا : إن الإجماع منعقد على أن العقل... متفاوت ، وذلك لأن كل الناس يقولون : عقل فلان قليل ، وعقل فلان أكثر من عقل فلان ، وفلان غير

عاقل .الدليل الثالث :

قالوا : إن العقل منحة إلهية تفضل الله تبارك... وتعالى بها على عباده ، وفضل الله تعالى يتفاوت بحسب قابلية المحل واستعداده ، فيزيد عند بعض

الناس ، وينقص عند البعض الآخر .ولو كان العقل على حالة واحدة لما كان كذلك )...

1. )ثانيا : أدلة القول الثاني :

استدل القائلون بأن العقل لا يتفاوت بدليلين :... الدليل الأول :

أن العقل من العلوم الضرورية ، وتلك لا تختلف... في حق عاقل ، بل العقلاء في ذلك متساوون .

الدليل الثاني :

أنه لو كان أحد الناس أكمل عقلا من الآخر لم... يحصل لغير الكامل الغرض ، وهو تأمل الأشياء

( .2ومعرفتها لأجل النقصان الذي حصل فيه )ثالثا : المناقشات :

أ - نوقش القائلون بعدم تفاوت العقول فيمااستدلوا به على ذلك بما يلي :

أولا : نوقشوا في دليلهم الأول : بأن تلك العلوم الضرورية لم يختلف ما يدرك بها من النظر والشم والذوق ، فلهذا لم تختلف هي في أنفسها ، وليس

كذلك العقل لأنه يختلف ما يدرك به وهو التمييز والفكر ، فيقل في حق بعضهم ويكثر في حق البعض

الآخر ، ولذلك اختلف وتفاوت . ثانيا : ونوقشوا في دليلهم الثاني : بأنه إنما لم

يحصل له الغرض الكامل لأنا نجد أن من لم يكمل عقله لا تكمل أحواله ولا يبلغ جميع أغراضه ، ومن

( .3كمل عقله بلغ أكثر أغراضه وأكمل أكثر أحواله ) ب- ونوقش القائلون بتفاوت العقول فيما استدلوا

به على ذلك بما يلي :أولا : نوقشوا في دليلهم الأول من وجهين :

الوجه الأول : أن العقول لا يجوز أن تتفاوت بأصل الفطرة ، وإنما تتفاوت بالعوارض وهذا لا يعتد به ، وإذا كان غير معتد به فالرجال والنساء في العقل

سواء .

(4/183)

الوجه الثاني : أن الرجال والنساء سواء في التكليف ، فلا بد من الاستواء فيما هو مناط له وهو

( .1العقل ) ثانيا : ونوقشوا في دليلهم الثاني والثالث من

وجهين أيضا : الوجه الأول : أن العقل بعض من العلوم فلا يقبل

الزيادة والنقصان ، لأن العلم الكسبي لا يقبل الزيادة، فيكون الضروري أولى بعدم قبولها . عقل فلان " الوجه الثاني : ما ورد من نحو قولهم :

"إنما هو من باب قولهم : " أكثر من عقل فلان بمعنى أن معلوماته أكثر ، " فلان أعلم من فلان

فيكون المراد بزيادة العقل كثرة التجارب ، والتجارب قد تجوز فيها قوم فقالوا: هي عقل ثان ، وقالوا في

المشورة : عقل غيرك منضم إلى عقلك ، وهذا كله

( .2مجاز ، والحقيقة لا تقبل التزايد )المطلب الثالث : الترجيح ، وبيان سببه

يترجح لدي مما سبق عرضه ومناقشته أن العقل متفاوت ، فهو يختلف قلة وكثرة من إنسان لآخر،

وذلك لسببين :السبب الأول :

أن الله تبارك وتعالى أمرنا برد كل شيء متنازع... فيه إليه سبحانه وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم

فقال : ) فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك

( .3خير وأحسن تأويلا ( ) وقال : ) وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى

( .4الله ( ) وقد رددنا هذه المسألة المتنازع فيها إلى الرسول...

صلى الله عليه وسلم فوجدنا أنه عليه الصلاة والسلام أخبرنا في الحديث المتفق عليه السابق

( بأن النساء ناقصات عقل ، وفي هذا الإخبار5ذكره ) دلالة صريحة على نقصان عقول النساء عن عقول

الرجال ، ولو كانت العقول متساوية لما أخبرنا بذلكعليه الصلاة والسلام .

السبب الثاني : أننا نجد في الواقع المحسوس الملموس اختلاف...

الناس في الإدراك العقلي ، فبعضهم أكثر إدراكا من بعض ، وهذا يدل دلالة واضحة على تفاوت العقول

بين الناس ، إذ لو كانت متساوية لما وجد ذلكالاختلاف .

(4/184)

المطلب الرابع : ثمرة الخلاف في المسألةق الغزالي رحمه الله تعالى في هذا المقام الأمر حق

الذي لا تتفاوت فيه العقول بين الناس بعد أن بين أن العقل يطلق بالاشتراك على أربعة معان أولها :

الوصف الذي يفارق الإنسان به سائر البهائم ، وهو الذي استعد به لقبول العلوم النظرية وتدبير الصناعات الخفية الفكرية ، وثانيها : العلوم الضرورية كالعلم بجواز الجائزات واستحالة

المستحيلات ، وثالثها: العلوم المستفادة من التجارب بمجاري الأحوال ، ورابعها : معرفة عواقب الأمور

( .1التي تفضي إلى قمع الشهوة وقهرها )

فقال : ) قد اختلف الناس في تفاوت العقل ، ولا معنى للاشتغال بنقل كلام من قل تحصيله ، بل

الأولى والأهم المبادرة إلى التصريح بالحق ، والحق الصريح فيه أن يقال : إن التفاوت يتطرق إلى

الأقسام الأربعة سوى القسم الثاني وهو العلم الضروري بجواز الجائزات واستحالة المستحيلات ،

فإن من عرف أن الاثنين أكثر من الواحد عرف أيضا استحالة كون الجسم في مكانين ، وكون الشيء الواحد قديما حادثا ، وكذا سائر النظائر ، وكل ماقا من غير شك ، وأما الأقسام يدركه إدراكا محق

( .2الثلاثة فالتفاوت يتطرق إليها ( ) وهذا التحقيق الذي ذهب إليه الغزالي رحمه الله

تعالى يجعل عدم التفاوت محصورا فيما يتعلق بالعلوم الضرورية فقط ، ومعنى ذلك أن ) العقل

الغريزي ( وهو الذي ميز الله تبارك وتعالى به الإنسان عن البهائم قابل للتفاوت فيختلف فيه

الناس بعضهم عن بعض بحسب اختلاف مداركهمومعارفهم .

إلا أن الزركشي رحمه الله تعالى قد خالف في تحقيقه تحقيق الغزالي ، فذهب إلى أن ) العقل

الغريزي ( ليس قابلا للتفاوت حين قال : ) والتحقيق : أنه إن أريد الغريزي فلا يتفاوت ، أو التجريبي فلا

( .3شك في تفاوته ( )

(4/185)

الغريزي يستوي فيه كل الناس ومعنى ذلك أن العقل دون تفاوت، بل التفاوت بينهم إنما هو في العقل

التجريبي ، إذ الناس مختلفون في تجاربهم قلةلا وكثرة ، وكلما كان الإنسان أكثر تجربة ازداد تعق

بشؤون هذه الحياة . وفي تصوري أنه بالموازنة بين هذين التحقيقين...

لا يستقيم خلاف معنوي بين ما قرره الغزاليوالزركشي رحمهما الله تعالى ، وذلك لوجهين :

الوجه الأول : أنهما متفقان على أن العلوم التجريبية محل لتفاوت العقول فيها ، إذ أن تلك العلوم خاضعة

في قلتها وكثرتها للتجارب التي يخوض الناس غمارها قلة وكثرة ، أو أنها خاضعة للبحث والنظر ،

والبحث والنظر مما يختلف باختلاف المداركوالقدرات .

الوجه الثاني : أن ما اختلفا فيه من كون العقل الغريزي قابلا للتفاوت وعدمه لا تعارض فيه ، إذ

يمكن تخريجه عن طريق الجمع بحمل القول بعدم التفاوت على العلوم الضرورية لاستواء جميع العقلاء

في إدراكها ، وحمل القول بالتفاوت على العلوم النظرية التي يختلف فيها الناس بحسب قلة وكثرة

تجاربهم ، وبحسب اختلافهم في الاستعداد الذهني . وبهذا يؤول خلاف الفريقين في هذه المسألة إلى

خلاف لفظي لا تنهض به ثمرة عملية .

المبحث الرابع : سبب الخلاف في تحكيم العقل تصدى لبيان هذا السبب الشيخ محمد الخضري فير أن هذا الخلاف يعود إلى المعرف أصوله حيث قر

لأحكام الله تبارك وتعالى ، فمن رأى أن المعرف لها إنماهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام خاصة ذهب إلى أنه لا سبيل إلى درك حكم الله تعالى بالعقل

قبل البعثة ، ومن رأى أن العقل يصلح أن يكون معرفا ذهب إلى أن العقل يمكنه أن يستقل بدرك حكم الله تعالى في الفعل قبل البعثة بناء على ما

يدركه من حسن فيه أو قبح .

(4/186)

ثم قال رحمه الله تعالى : ) والرأي الأول إما أنه مبني على أنه ليس في الأفعال صفات حسن وقبح

ذاتية بسببها يطلب الله فعلها أو تركها وإنما هو يطلب فعل ما يشاء فيكون حسنا ، ويطلب الكف عما

شاء فيكون قبيحا ، فلا سبيل للعقل للعلم بحسن فعل أو قبحه إلا متى علم بطلب الله لفعله على

لسان رسله أو الكف عنه . وإما مبني على أن الأفعال فيها صفة حسن أو قبح ذاتية ولكن لا يلزم من اتصافها بذلك أن يكون حكم الله وفق ما أدركه

العقل من ذلك ، فلا تكليف قبل ورود الشرع فالنتيجة واحدة وهي نفي التكليف قبل ورود الشرع

وإن اختلفت العلة . والرأي الثاني مبني على اتصاف الأفعال بالحسن والقبح اتصافا ذاتيا ، وأن العقل يمكنه الاستقلال بفهم ذلك قبل ورود الشرائع ، وأنه يلزم أن تكون

أحكام الله على وفق ما اتصفت به الأفعال من ذلك ((1. )

روا أن النقل إذا وهذا ما نحى إليه المعتزلة حين قر جاء مخالفا للعقل فإما أن يرد أو يؤول، كما سيتضح

في مبحث بيان موقفهم من العقل .المبحث الخامس : العقل عند المعتزلة

وفيه مطلبان :المطلب الأول : استعراض موقفهم من العقل

يعد أصوليو المعتزلة من أكثر علماء أصول الفقه... انحيازا للعقل ، حيث أحاطوه بهالة كبيرة من

القداسة والتبجيل ، لدرجة أنه ما ذكر العقل إلا واتجهت الأنظار إليهم وكأنه أصبح علما لهم أو حكرا

عليهم . ومن أبرز السمات التي تدل على انحياز المعتزلة...

للعقل ما يلي :السمة الأولى :

قصر العلم بأصول المقبحات والمحسنات على... ) العقل فقط ( :

(4/187)

فعندهم أن العقل هو الكاشف الوحيد عن كون... الشيء حسنا أو قبيحا ، حتى لو تعطل العقل عن إدراك ذلك لسد الطريق أمام التمييز بين الحسن

والقبيح ، وهذا ما ترجمه القاضي عبد الجبار بقوله : ) اعلم أن الطريق إلى معرفة أحكام هذه الأفعال من

وجوب وقبح وغيرهما هو كالطريق إلى معرفة غير ذلك ، ولا يخلو : إما أن يكون ضروريا ، أو مكتسبا .

والأصل فيه أن أحكام هذه الأفعال لابد من أن تكون معلومة على طريق الجملة ضرورة ، وهو الموضع

الذي يقول : إن العلم بأصول المقبحات والواجبات والمحسنات ضروري ، وهو من جملة كمال العقل ،

ولو لم يكن ذلك معلوما بالعقل لصار غير معلوم أبدا، لأن النظر والاستدلال لا يتأتى إلا ممن هو كامل

( .1العقل ( )السمة الثانية :

تأهيل العقل لتشريع الثواب والعقاب ( :... ) فقد قرر المعتزلة وجوب الاستجابة لداعي العقل...

فيما يمليه على صاحبه دون مخالفة أو عصيان ، فإذا كشف عن حسن الحسن وجب فعله ، فمن فعله

استحق الثواب ، ومن لم يفعله وهو قادر على فعله استحق العقاب ، وإذا كشف عن قبح القبيح وجب

تركه ، فمن تركه أثيب ، ومن أقدم على فعلهعوقب .

وقد ترجم ذلك القاضي عبد الجبار بقوله :... ) القبيح هو ما يقع على وجه يقتضي في فاعله قبل أن يفعله أنه ليس له فعله إذا علم حاله ، وعند فعله

يستحق الذم إذا لم يكن يمنع ، والحسن ما يوجد مختصا لغرض وتنتفي وجوه القبح عنه ومن حقه إذا

علمه القادر عليه أن يقع كذلك أن يكون له فعله ، ولا( .2يستحق الذم إذا فعله ( )

وسار على هذا المنوال أبو الحسين البصري حين... قال : ) أما الحسن فهو فعل إذا فعله القادر عليه لم

يستحق الذم على وجه ، … وأما القبيح فهو فعلله(.3تأثير في استحقاق الذم ( )

السمة الثالثة :تقديم معرفة العقل على دلالة النقل (... )

(4/188)

فالنقل عندهم محل الاعتبار إذا جاء موافقا لحجج... العقول، فإن جاء مخالفا لها وجب تكييفه بما يتفق

مع دلالة العقل إن أمكن ذلك ، وإلا وجب رده أوتأويله .

وبرهان ذلك كله ما دلت عليه أقوالهم الصريحة... بهذا الخصوص ، فقد قال منظر مذهبهم القاضي عبد

الجبار في نصوص السنة المخالفة لقضايا العقول عندهم : ) وإن كان مما طريقة الاعتقادات ينظر :

فإن كان موافقا لحجج العقول قبل واعتقد موجبه ، لا لمكانه بل للحجة العقلية ، وإن لم يكن موافقا لها

فإن الواجب أن يرد ويحكم بأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يقله ، وإن قاله فإنما قاله على

طريق الحكاية عن غيره ، هذا إذا لم يحتمل التأويلف ، فأما إذا احتمله فالواجب أن يتأول ( ) (1إلا بتعس

.المطلب الثاني : دراسة موقف المعتزلة من العقل

من خلال استعراض أهم السمات التي دلت على تقديس العقل عند المعتزلة فإن طبيعة الدراسة لتلك السمات التي حددت بوضوح موقف أهل الاعتزال من

العقل بوصفه حجة لها الأولوية الكبرى في مقام الاستدلال تقودنا إلى نظرة تقويمية لكل سمة على

حدة لبيان ما لها وما عليها حسب ميزان الحق

والإنصاف ودون حيف أو إجحاف ، وذلك وفق مايلي :

قصر العلم " أولا : أن السمة الأولى التي مقتضاها : "بأصول التقبيح والتحسين على العقل فقط

اشتملت في تصوري على ما يمكن قبوله والتسليمبه ، وعلى مالا يمكن قبوله والتسليم به .

(4/189)

"أ( فأما ما يمكن قبوله والتسليم به فهو دعواهم أن فهذه " العقل كاشف عن الحسن والقبح في الأشياء

دعوى صحيحة لا ينكرها إلا مكابر ، لأن الله تبارك وتعالى أودع في غرائز النفوس استحسان الحسن

واستقباح القبيح ، فالناس مفطورون على ذلك جميعهم ، وهذا ما ترجمه العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى بقوله : ) فإن الله سبحانه فطر عباده على استحسان الصدق والعدل والعفة والإحسان ومقابلة النعم بالشكر ، وفطرهم على استقباح

أضدادها ، ونسبة هذا إلى فطرهم وعقولهم كنسبة الحلو والحامض إلى أذواقهم ، وكنسبة رائحة المسك

ورائحة النتن إلى مشامهم ، وكنسبة الصوت اللذيذ وضده إلى أسماعهم ، وكذلك كل ما يدركونه

بمشاعرهم الظاهرة والباطنة ، فيفرقون بين طيبه( .1وخبيثه ، ونافعه وضاره ( )

أن " ب( وأما مالا يمكن قبوله وتسليمه فهو دعواهم ذلك الإدراك للحسن والقبح لا يعلم إلا من جهة

، وذلك لأن العقل مهما بلغ من الكمال " العقل فقط والدقة والإتقان في الكشف عن حقائق الأمور

وإدراك طبائعها فإنه قاصر عن الإحاطة بما يحقق مصلحة النفس البشرية في العاجلة والآجلة ،

والإحاطة بذلك كله إنما هو شأن العليم الخبير الذي وسع علمه كل شيء كما قال سبحانه : ) وسع كل

( .2شيء علما ( )

(4/190)

ومما يدل على قصور إدراك العقل للحسن والقبح أن الشارع قد ورد باستقباح ما كانت عقول العرب تستحسنه في الجاهلية وطرفا من الإسلام وهو

) شرب الخمر ( ، إذ كانت الخمرة عندهم معدودة من

الطيبات ، بل إنها في عرفهم من ألذ الطيبات على الإطلاق فكانوا يتغنون بها في أشعارهم ويتسامرون بها في مجالسهم ، فنبه الشارع الحكيم العقلاء إلى

أنها قبيحة نظرا لما تفضي إليه من أضرار بالغة تتصادم في حقيقتها مع مصالح الدين والدنيا ، وهذا

ما أكده الحق تبارك وتعالى بقوله : )يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس

من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم

(.1منتهون ( ) وإذا كان الشارع الحكيم قد نبه العقلاء إلى خطأ ما

استحسنته عقولهم فإن ذلك دليل على أن العقلليس مستقلا وحده بإدراك الحسن والقبح .

وثمة أ مر آخر وهو أن حصر إدراك الحسن والقبح في العقل وحده يفضي إلى محذور شرعي كبير ، وهو أنه ليس للشرع أن يعترض على حكم العقل

بتقبيح ما استحسنه أو تحسين ما استقبحه ، إذ ليس ذلك إليه بل هو من اختصاص العقل وحده دون منازع

ل منه المعتزلة وزعموا أنهم لم ، وهذا وإن تنصيقصدوه إلا أنه لازم قولهم ومقتضى كلامهم .

تأهيل " ثانيا : أن السمة الثانية التي مقتضاها : هي في حد ذاتها " العقل لتشريع الثواب والعقاب

استئصال لقاعدة شرعية قر رها الحق تبارك وتعالىفي كتابه الكريم ، وهي :

أخذا من قوله " أنه لا عذاب إلا بعد إرسال الرسل" ( .2سبحانه : ) وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ( )

وإذا انتفى العذاب قبل البعثة انتفى الثواب كذلك ، ولو كان العقل مؤهلا لتشريع الثواب والعقاب

ومستقلا بذلك لما جعل الحق تبارك وتعالى ثبوتالعقاب والثواب خاصا بورود الشرع دونه .

(4/191)

بل إن الحق تبارك وتعالى بين لنا في كتابه الكريمرر في قضايا أنه لو عذب الناس على فعل ما تق العقول قبحه لاحتجوا عليه بمؤاخذته إياهم على شيء لم يثبت قبحه شرعا لا بإرسال رسول ولا بإنزال كتاب وإنما بمجرد دلالة العقل ، ولو كان

العقل حقا مستقلا بذلك لما صح منهم هذا الاحتجاج ،

وفي ذلك يقول سبحانه : )ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع

( .1آياتك من قبل أن نذل ونخزى ( ) ويقول سبحانه : ) ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت

أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع( .2آياتك ونكون من المؤمنين ( )

وفي هذا دلالة قاطعة على أن الثواب والعقاب قضية شرعية طريق ثبوتها الرسول المرسل والكتاب

المنزل ، وليس قضية عقلية يستأثر العقل بها ، فللعقل أن يدرك الحسن والقبح من غير أن يرتب

على ذلك ثوابا أو عقابا ، فليس هو رسولا ولا كتابا . تقديم معرفة العقل " ثالثا : أن السمة الثالثة وهي :

تعني جعل العقل أصلا للشرع ، " على دلالة النقل وهذا يفضي إلى نسف الشرائع من أصلها ، فيكون إرسال الرسل وإنزال الكتب عبثا محضا ، إذ يمكن

الاستغناء بذلك عن الرسل والكتب ، وإذا كان للشرع من فائدة تذكر والحالة هذه فإنما هي تأكيد ما استقر

في قضايا العقول ، فهو بذلك رديف مساند إن جاء موافقا للعقل قبل ، وإلا فالهيمنة للعقل الذي هو

أصل التشريع ولب التفريع . وهذا بلا شك مزلة قدم خطيرة ، إذ كيف يقدم العقل

الذي هو فكر بشري محدود بنطاق الزمان والمكان محفوف بنوازع الهوى على شرع إلهي صادر ممن

أحاط علمه بالزمان والمكان من غير قصور فيالإدراك أو خلل في الاستيعاب ؟

ولقد أنكر الحق تبارك وتعالى ذلك أشد الإنكار حين قال : ) أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم

( ( .3يأذن به الله ( ) )

(4/192)

فمن جعل المعرفة العقلية مقدمة على الدلالة النقلية يكون بذلك متخذا العقل مشرعا في دين الله

تعالى بما لم يأذن به سبحانه ، وهذا والعياذ باللهغاية الإسفاف ونهاية الانحراف .

ومن هذا كله نخلص إلى أن المعتزلة في بداية مسيرهم مع العقل لم يريدوا به أن يكون حاكما على الشرع ، بل أرادوا أن العقل طريق إلى العلم بالحكم

الشرعي ، ولكنهم بعد أن توغلوا في العقل بالغوا في تقديسه حتى جعلوه مقدما على الشرع وحاكما

عليه ، ومن هنا حذر الإسلام الحنيف من الغلو لأنه لا يأتي في نهاية مطافه إلا بعواقب وخيمة وأضرار

جسيمة.

المبحث السادس : العقل عند الأشاعرةوفيه مطلبان :

المطلب الأول : استعراض موقفهم من العقل كان موقف الأشاعرة من العقل ناشئا عن ردة فعل

عنيفة من موقف المعتزلة منه ، فحيث بالغ المعتزلة في تقديس العقل وتهويل شأنه فقد بالغ الأشاعرة في تجميد العقل وسلبه القدرة على إدراك الحسن

والقبح في الأشياء التي تلامس وتشاهد . وليس ذلك افتراء عليهم ، بل إن أقوالهم التي...

تفوهوا بها شاهد صدق على هذا المدعى ، وإذا اكتفيت بمثالين على ذلك فخذهما من قول الغزالي رحمه الله تعالى ) لا يستدرك حسن الأفعال وقبحها

بمسالك العقول ، بل يتوقف دركها على الشرع المنقول ، فالحسن عندنا ما حسنه الشرع بالحث(.1عليه، والقبيح ما قبحه بالزجر عنه والذم عليه() )

ومن قول ابن برهان رحمه الله تعالى : ) أطلق... أهل الحق أقوالهم بأن حسن الأشياء وقبحها لا يدرك

( .2بقضيات العقول، إنما يدرك بالسمع المنقول ( ) وهذا يعني إقصاء العقل عن أهلية الصدارة لإثبات حسن أو قبح في شيء من الأشياء ، إذ ليس شأن

ذلك إليه ، بل هو شأن الشرع وحده .المطلب الثاني : دراسة موقف الأشاعرة من العقل

(4/193)

موقف الأشاعرة من العقل ناشئ من تصورهم أن العقل لاحظ له في إثبات الحسن أو القبح في

الأشياء ، وإنما مرجع ذلك إلى الشرع فيما ورد به الأمر والنهي ، وهذا ما أكده إمام الحرمين الجويني رحمه الله تعالى بقوله : ) من أحكام الشرع التقبيح

والتحسين ، وهما راجعان إلى الأمر والنهي ، فلا يقبح شيء في حكم الله تعالى لعينه ، كما لا يحسن

( ( .1شيء لعينه ( ) ) فهما – أعني الحسن والقبح – ثابتان عندهم بنفس

الأمر والنهي ، وليس لكون الأمر أو النهي دليلامعرفا لحسن أو قبح قد سبق ثبوته بالعقل .

ومن أجل وضع النقاط على الحروف في بيان حقيقة هذا الموقف فإن ما أطلقوه من القول بنفي إدراك

العقل للحسن والقبح لا يخلو من حالتين :الحالة الأولى :

أن يريدوا بذلك أن الفعل ليس له حسن أو قبح... ذاتي ثابت له في نفسه ، حتى يتفرع على ذلك

القول بإدراكهما فيه من جهة العقل . ولعل هذا ما يشير إليه ابن الحاجب رحمه الله تعالى

بقوله : ) لا حكم إلا بما حكم به الله ، فالعقل لا يحسن ولا يقبح أي : لا يحكم بأن الفعل حسن وقبيحلذاته ، أو بوجوه واعتبارات في حكم الله تعالى ( ) )

2. ) )الحالة الثانية :

أن يريدوا به أن العقل لا دخل له البتة بإثبات العقاب على ترك الحسن وفعل القبيح، أو الثواب على ترك

القبيح وفعل الحسن، بل إن ذلك من اختصاصالشارع وحده.

فإن كان الأول هو مغزى إطلاقهم فإنه غير... مسلم لهم ، إذ القبح والحسن ثابتان للفعل في

نفسه ، وهو ما حققه العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى بقوله ) وتحقيق القول في هذا الأصل العظيم

( ( .3أن القبح ثابت للفعل في نفسه( ) ) وإن كان الثاني هو ما رموا إليه وعولوا عليه فذلك...

محض الحق الذي لا مرية فيه ، إذ الثواب والعقابحكمان شرعيان طريق ثبوتهما الشرع لا العقل .والذي أراه راجحا أن هذا هو مرادهم دون الأول .

(4/194)

وبناء على هذا الترجيح فإن مبالغتهم في نفي إدراك العقل لحسن الأشياء وقبحها إنما هو منصب على

الثواب والعقاب لا على مطلق الإدراك .المبحث السابع : العقل عند الظاهرية

وفيه مطلبان :المطلب الأول : استعراض موقفهم من العقل

اشتهر عن أهل الظاهر عموما إنكارهم حجية القياس في أحكام الشريعة حسب ما صرحوا به في كتبهم ،

حيث قال ابن حزم رحمه الله تعالى : ) وذهب أصحاب الظاهر إلى إبطال القول بالقياس في الدين

جملة ، وقالوا : لا يجوز الحكم البتة في شيء من

الأشياء كلها إلا بنص كلام الله تعالى ، أو نص كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بما صح عنه صلى الله عليه وسلم من فعل أو إقرار ، أو إجماع من

ن أنه قاله كل واحد منهم جميع علماء الأمة كلها متيق دون مخالف من أحد منهم ، أو بدليل من النص أو من

الإجماع المذكور الذي لا يحتمل إلا وجها واحدا ، والإجماع عند هولاء راجع إلى توقيف من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولابد ، لا يجوز غير ذلك أصلا ،

( ( .1وهذا هو قولنا الذي ندين الله به ( ) ) والناظر لأول وهلة في هذا القول يظن أو يكاد يجزم

أنهم أعداء لقضايا العقول وأبعد الناس عن أن يقيموا لذلك ميزانا ومعيارا ، ولكن هذا الظن أو ذاك

الجزم وهم من الخيال إذ الحقيقة على خلاف ذلك تماما ، فالعقل عندهم محل للاعتبار وسمات هذا

الاعتبار تتجلى فيما يلي :السمة الأولى :

أن ابن حزم رحمه الله تعالى عقد بابا في كتابه... )الإحكام في أصول الأحكام( أثبت فيه حجج العقول ، وتصدى بالرد على الذين أبطلوا حجة العقل ، ووصف

( ( .2ذلك بأنه تمويه فاسد ) )السمة الثانية :

(4/195)

أنه رحمه الله تعالى حكم بالصحة لما أوجبه العقل... من أحكام كاستحالة اجتماع الضدين ، وأن الكل أكثر

من الجزء ونحو ذلك ، فقال : ) وقد سألوا أيضا – يعني بهم مبطلي حجة العقل – فقالوا : بأي شيء

عرفتم صحة العقل ؟ أبحجة عقل أم بغير ذلك ؟ فإن ففي ذلك نازعناكم ، " عرفناها بحجة العقل " قلتم :

وإن قلتم : بغير ذلك فهاتوه ، … والجواب على ذلك وبالله التوفيق : أن صحة ما أوجبه العقل عرفناه بلا

واسطة وبلا زمان، ولم يكن بين أول أوقات فهمنا وبين معرفتنا بذلك مهلة البتة ، ففي أول أوقات

فهمنا علمنا أن الكل أكثر من الجزء، وأن كل شخص فهو غير الشخص الآخر ، وأن الشيء لا يكون قائما

قاعدا في حال واحدة ، وأن الطويل أمد من القصير، وبهذه القوة عرفنا صحة ما توجبه الحواس ، وكلما

لم يكن بين أول أوقات معرفة المرء وبين معرفته به مهلة و لازمان فلا وقت للاستدلال فيه ، و لايدري

أحد كيف وقع له ذلك ، إلا أنه فعل الله عز وجل في النفوس فقط ، ثم من هذه المعرفة أنتجنا جميع

( .1الدلائل ( )السمة الثالثة :

بين ابن حزم رحمه الله تعالى أن الخبر لا تعلم... صحته ، ولا يعرف كونه صدقا أو كذبا إلا بحجة

العقل ، فقال : ) فإذا قد بطلت كل طريق ادعاها خصومنا في الوصول إلى الحقائق من الإلهام

والتقليد ، وثبت أن الخبر لا يعلم صحته بنفسه ، ولا يتميز حقه من كذبه، وواجبه من غير واجبه إلا بدليل

من غيره ، فقد صح أن المرجوع إليه حجج العقول وموجباتها ، وصح أن العقل إنما هو مميز بين صفات

الأشياء الموجودات ، وموقف للمستدل به على حقائق كيفيات الأمور الكائنات ، وتمييز المحال

( ( .2منها ( ) )السمة الرابعة :

(4/196)

أن وظيفة العقل عندهم إنما هي الفهم عن الله... تبارك وتعالى لأوامره ، وترك تعدي حدوده ، والإقرار

بأنه سبحانه فعال لما يشاء ، وليست كونه يحلل أوم فذاك ليس إليه ، وليست وظيفته كذلك بأن يحر

يقضي أن تكون صلاة الظهر أربعا وصلاة المغرب ثلاثا وصلاة الصبح ركعتين ، فهذا مما لا مجال للعقل

فيه . قال ابن حزم رحمه الله تعالى : ) وقد بينا أن...

حقيقة العقل إنما هي تمييز الأشياء المدركة بالحواس وبالفهم ، ومعرفة صفاتها التي هي عليها

جارية على ما هي عليه فقط … ، فأما أن يكون العقل يوجب أن يكون الخنزير حراما أو حلالا ، أو أن يكون التيس حراما أو حلالا ، أو أن تكون صلاة الظهر أربعا وصلاة المغرب ثلاثا … فهذا لا مجال للعقل فيه

لا في إيجابه ولا في المنع منه ، وإنما في العقل الفهم عن الله تعالى لأوامره ، ووجوب ترك التعدي

إلى ما يخاف العذاب على تعديه والإقرار بأن الله تعالى يفعل ما يشاء ، ولو شاء أن يحرم ما أحل ، أو

يحل ما حرم لكان ذلك له تعالى ، ولو فعله لكان( ( .1فرضا علينا الانقياد لكل ذلك ولا مزيد () )

المطلب الثاني : دراسة موقف الظاهرية من العقل

موقف الظاهرية من العقل بتلك السمات الأربع المذكورة يعد تأصيلا شرعيا لمكانة العقل في

الإسلام ، تلك المكانة التي وضعت العقل في حجمه المناسب دون إفراط في المعيار أو تفريط في

الاعتبار ، وهذه وسطية محمودة تحقق توازنا فيالحكم واعتدالا في الموقف .

فليس العقل عند أهل الظاهر كما مهملا لا قيمة له ولا حرمة ، وليس إلها يملك سلطة التشريع بالتحليل

والتحريم ، بل هو آلة فهم ووسيلة معرفة ، يجعل صاحبه على بصيرة من أمره فلا يصدر أحكاما

متناقضة، كما لا يرفض البديهيات المسلمة ، و لا يتدخل بكبرياء وتيه فيما لا مجال له فيه ، بل يدور

في فلك الشرع مؤيدا ومساندا لا ندا معاندا .

(4/197)

وبذلك يتضح امتياز الظاهرية على المعتزلة... بنظرتهم التوازنية للعقل ووضعه في مكانه اللائق به

شرعا .المبحث الثامن : العقل عند الشيعة

وفيه مطلبان :المطلب الأول : استعراض موقفهم من العقل

العقل عند الشيعة هو الحجة الباطنة ، وهو السبيل( ( .1إلى معرفة حجية القرآن ودلائل الأخبار ) )

وهناك سمتان بارزتان تدلان على موقف الشيعة منالعقل وهما :

السمة الأولى : أنه لا سبيل لثبوت الشريعة والتوحيد والنبوة إلا)

بالعقل ( : قال محمد رضا المظفر الشيعي : ) وهل تثبت

الشريعة إلا بالعقل ؟ وهل يثبت التوحيد والنبوة إلا بالعقل ؟ وإذا سلخنا أنفسنا عن حكم العقل فكيف

نصدق برسالة ؟ وكيف نؤمن بشريعة ؟ بل كيف نؤمن بأنفسنا واعتقاداتها ؟ وهل العقل إلا ما عبد به

( ( .2الرحمن ؟ وهل يعبد الديان إلا به؟ ) )السمة الثانية :

أن استحقاق المدح والذم بمعنى الثواب والعقاب) مدرك عقلي ( :

وفي ذلك يقول المظفر الشيعي : ) ومعنى استحقاق المدح ليس إلا استحقاق الثواب ، ومعنى

استحقاق الذم ليس إلا استحقاق العقاب ، لأنهما شيئان أحدهما يستلزم الآخر ، لأن حقيقة المدح

والمقصود منه هو المجازاة بالخير لا المدح باللسان ، وحقيقة الذم والمقصود منه هو المجازاة بالشر لا

الذم باللسان . وهذا المعنى هو الذي يحكم به العقل(( (3. ) )

المطلب الثاني : دراسة موقف الشيعة من العقل إن ما قرره الشيعة في السمة الأولى التي تقصر ثبوت الشريعة والتوحيد والنبوة على العقل فقط

تقرير مجمل يحتاج إلى تفصيل حتى يحسن الحكمعليه .

فإن قصدوا بذلك أن العقل قد استقل وحده بالإثباتبمعزل عن دلالة الشرع وهدايته فهذا باطل بلا شك .

(4/198)

وإن قصدوا به أن العقل طريق لإثبات ذلك بدلالة الشرع وهدايته فذاك حق لا جدال فيه ، وهذا ما

ترجمه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بقوله : ) واعلم أن عامة مسائل أصول الدين الكبار مثل

الإقرار بوجود الخالق وبوحدانيته وعلمه وقدرته ومشيئته وعظمته، والإقرار بالثواب ، وبرسالة محمد

صلى الله عليه وسلم ، وغير ذلك مما يعلم بالعقل وقد دل الشارع على أدلته العقلية ، وهذه الأصول

التي يسميها أهل الكلام العقليات وهي ما تعلم بالشرع ، لا أعني بمجرد إخباره فإن ذلك لا يفيد

العلم إلا بعد العلم بصدق المخبر ، فالعلم بها من هذا الوجه موقوف على ما يعلم بالعقل من الإقرار

بالربوبية وبالرسالة ، وإنما أعني بدلالته وهدايته ، كما أن ما يتعلمه المتعلمون ببيان المعلمين وتصنيف المصنفين إنما هو لما بينوه للعقول من الأدلة ، فهذا موضع يجب التفطن له ، فإن كثيرا من الغالطين من

متكلم ومحدث ومتفقه وعامي وغيرهم يظن أن العلم المستفاد من الشرع إنما هو لمجرد إخباره تصديقا له فقط ، وليس كذلك ، بل يستفاد منه

بالدلالة والتنبيه والإرشاد جميع ما يمكن ذلك فيه من( ( .1علم الدين ( ) )

أما ما قرروه في السمة الثانية التي تجعل استحقاق الثواب والعقاب مدركا عقليا فهو بعينه إحدى

السمات التي ظهر بها تقديس المعتزلة للعقل ، وقد

سبق جواب ذلك ، والإحالة إليه هناك أولى من ذكره( ( .2هنا خشية الإطالة والتكرار ) )

المبحث التاسع : العقل عند السلف الصالحوفيه مطلبان :

المطلب الأول : استعراض موقفهم من العقل بين شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم

رحمهما الله تعالى موقف السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم من العقل وأهم ملامح هذا البيان يتجلى

في أربع سمات :السمة الأولى :

ن ويقبح ( :... ) أن العقل عندهم يحس

(4/199)

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : ) القائلون بالتحسين والتقبيح من أهل السنة والجماعة من

السلف والخلف يثبتون القدر والصفات ونحوهما مما يخالف فيه المعتزلة أهل السنة ، ويقولون مع هذا بإثبات الحسن والقبح العقليين ، … ونفي الحسن

والقبح العقليين مطلقا لم يقله أحد من سلف الأمة ولا أئمتها ، بل ما يؤخذ من كلام الأئمة والسلف في

تعليل الأحكام وبيان حكمة الله في خلقه وأمره ، وبيان ما في ما أمر الله به من الحسن الذي يعلم

بالعقل ، وما في مناهيه من القبح المعلوم بالعقل( ( .1ينافي قول النفاة ( ) )

السمة الثانية : أن الثواب والعقاب على حسن الفعل وقبحه... )

ثابتان عندهم بالشرع لا بالعقل (: قال ابن القيم رحمه الله تعالى : ) الأفعال في...

نفسها حسنة وقبيحة … ولكن لا يترتب عليها ثواب ولا عقاب إلا بالأمر والنهي ، وقبل ورود الأمر

والنهي لا يكون قبيحا موجبا للعقاب مع قبحه في نفسه ، بل هو في غاية القبح ، والله لا يعاقب عليه

( ( .2إلا بعد إرسال الرسل( ) )السمة الثالثة :

أن العقل عندهم لا يهتدي إلى تفاصيل النافع... ) والضار إلا بالشرع ( :

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ) ولولا الرسالة لم يهتد العقل إلى تفاصيل النافع والضار في المعاش والمعاد ، فمن أعظم نعم الله

على عباده وأشرف منة عليهم أن أرسل إليهم رسله ، وأنزل عليهم كتبه ، وبين لهم الصراط

المستقيم ، ولولا ذلك لكانوا بمنزلة الأنعام والبهائم ، بل أشر حالا منها ، فمن قبل رسالة الله واستقام عليها فهو من خير البرية ، ومن ردها وخرج عنها

( ( .3فهو من شر البرية ( ) )السمة الرابعة :

أن العقل الصريح عندهم لا يعارض النقل الصحيح () :

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : ) و لا يوجد نص يخالف قياسيا صحيحا ، كما لا يوجد معقول صريح

( ( .4يخالف المنقول الصحيح ( ) )

(4/200)

درء " ولذلك فقد ألف رحمه الله تعالى كتابا أسماه :( ( .1 " ) )تعارض العقل والنقل

المطلب الثاني : دراسة موقف السلف الصالح منالعقل

إن العقل عند السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم موظف للعمل بالنصوص الشرعية، ومستثمر في

فهم مقاصدها ومعرفة دلالاتها ، وهذا من شأنه أن يحرر العقل من أسر التقليد وغل العادات حتى يكون في مستوى المكانة التي وضعه فيها الإسلام الحنيف

. ومنهج السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم في

تعاملهم مع العقل منهج يقوم على الوسطية والاعتدال ، فقد عرفوا ما أعطاه الله تبارك وتعالى

للعقل من مساحة يتحرك خلالها ليؤدي وظيفته التي أرادها الله عز وجل منه وهي فهم مراده سبحانه من النصوص الشرعية حتى يوجه صاحبه للعمل بها دونما

زيغ أو شطط . وجعلوا ذلك العقل في الوقت نفسه تابعا للنقل لا

يعارضه في حكم ، ولا يستقل عنه بتصور ، بليستنير بنوره ويهتدي بهداه .

ولو أن من شط بعقله سلك هذا المنهج الوسطي المعتدل لسعد بهذا العقل ولما شقي به أبدا ، فإن كل من قاده عقله إلى طريق الشقاء إنما كان ذلك

نتيجة الغلو في تعظيم العقل ووضعه في المقام الذي لا يناسب حجمه ، أو نتيجة تعطيل ذلك العقل

دون استثمار لطاقاته واعتبار لقدراته اتكالا على تقليد أعمى ، أو وقوفا عند عادة من العادات حتم

م عليه اجتنابها . عليه اتباعها وحرالمبحث العاشر : الفارق بين القياس وحجة العقل ( (2يلاحظ أن المنكرين لحجية القياس كالظاهرية ) )

( ( هم من القائلين بإثبات حجة العقل ،3والشيعة ) ) فهل هذا يعني أن هناك فارقا بين القياس

والعقل؟ ... وإذا لم يكن هناك فارق بينهما فهل يعني هذا أن...

هناك تناقضا لديهم في الموقف واضطرابا فيالرؤية ؟

(4/201)

الواقع أن الشيعة قد أحسوا بتناقض موقفهم... واضطراب رؤيتهم فيما قرروا إنكاره وإثباته ،

فحاولوا جاهدين التوفيق بين إنكارهم حجية القياسحوا بأن ) دين الله لا يصاب بالعقول ( ، حين صر

وإقرارهم بحجة العقل فقالوا : إن المراد من عدم إصابة دين الله تعالى بالعقول هو أن الأحكام

ومداركها لا تصاب بالعقول على وجه الاستقلال ، بل إنها تصاب من طريق الشارع ، وفي ذلك يقول

ر الشيعي : ) وأما ما ورد عن آل البيت عليهم المظف إن دين الله لا يصاب " السلام من نحو قولهم :

إن لله " فقد ورد في قباله مثل قولهم : " بالعقول على الناس حجتين : حجة ظاهرة وحجة باطنة ، فأما

الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة عليهم السلام ، ، والحل لهذا التعارض " وأما الباطنة فالعقول

أن المقصود من " الظاهري بين الطائفتين هو : الطائفة الأولى بيان عدم استقلال العقل في إدراك

الأحكام ومداركها في قبال الاعتماد على القياس والاستحسان لأنها واردة في هذا المقام ، أي : أن

الأحكام ومدارك الأحكام لا تصاب بالعقول بالاستقلال ، وهو حق كما شرحناه سابقا ومن

المعلوم أن مقصود من يعتمد على الاستحسان في بعض صوره هو دعوى أن للعقل أن يدرك الأحكام مستقلا ويدرك ملاكاتها ، ومقصود من يعتمد على

القياس هو دعوى أن للعقل أن يدرك ملاكات الأحكام في المقيس عليه لاستنتاج الحكم في المقيس ،

وهذا معنى الاجتهاد بالرأي، وقد سبق أن هذه

الإدراكات ليست من وظيفة العقل النظري ولا العقل العملي لأن هذه أمور لا تصاب إلا من طريق

( .1السماع من مبلغ لأحكام ( )

(4/202)

وأما وجه إنكار الظاهرية للقياس وإقرارهم حجة... العقل فهو : أن القياس عندهم تشريع في الدين بما

لم يأذن به الله تبارك وتعالى ، وهذا باطل لا يصح ، وفي ذلك يقول ابن حزم رحمه الله تعالى : ) فقد

كان الدين والإسلام لا تحريم فيه ولا إيجاب ، ثم أنزل الله تعالى الشرائع، فما أمر به فهو واجب ، وما نهى

عنه فهو حرام ، وما لم يأمر به ولا نهى عنه فهو مباح مطلق حلال كما كان ، هذا أمر معروف ضرورة

بفطرة العقول من كل أحد ، ففي ماذا يحتاج إلى القياس أو إلى الرأي ؟ أليس من أقر بما ذكرنا ثم

أوجب مالا نص بإيجابه ، أو حرم مالا نص بالنهي عنه قد شرع في الدين ما لم يأذن به الله تعالى ؟ وقال

مالا يحل القول به ؟ وهذا برهان لائح واضح وكاف لا( .1معترض فيه ()

وأما حجة العقل عندهم فليست تشريعا بما لم... يأذن به الله تبارك وتعالى ، بل هي طريق لإثبات

صدق المخبر في خبره حتى يحصل اليقين في القلب باتباعه والانصياع إليه فيما أخبر به ، وهذا ما دل عليه

قول ابن حزم رحمه الله تعالى : ) الخبر لا يعلم صحته بنفسه ، ولا يتميز حقه من كذبه ، وواجبه من غير واجبه إلا بدليل من غيره ، فقد صح أن المرجوع

( .2إليه حجج العقول وموجباتها ( ) ومن هذا يعلم أن الفارق عند هؤلاء بين القياس

وحجة العقل : أن القياس تشريع من غير إذن إلهي ، فهو بذلك محادة لله تبارك وتعالى ومضادة لرسوله

صلى الله عليه وسلم .

(4/203)

وأما حجة العقل فليست كذلك ، بل هي مساندة للشرع ومؤيدة له . ونحن وإن سلمنا لهم إقرارهم

بالحجة العقلية – فلا نسلم لهم بحال إنكارهم لحجية القياس ، إذ القياس مما أذن الله تبارك وتعالى فيه وأذن فيه رسوله صلى الله عليه وسلم ولو لم يكن

كذلك لما أجمع الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم والتابعون لهم بإحسان رحمهم الله تعالى على العمل به دون منازع . قال الباجي رحمه الله تعالى )

أجمع الصحابة والتابعون ومن بعدهم من الفقهاء والمتكلمين وأهل القدوة على جواز التعبد بالقياس ،

(.1وأنه قد ورد التعبد بالصحيح منه( ) وقال الرازي رحمه الله تعالى : ) والذي نذهب...

إليه وهو قول الجمهور من علماء الصحابة والتابعين( .2أن القياس حجة في الشرع ( )

وكما أن القياس محل العمل والاعتبار عند... الصحابة والتابعين فكذلك هو عند جمهور الأصوليين )

3. )

المبحث الحادي عشر : خلاصة الدراسة لموقفالأصوليين من العقل

مما سبق دراسته من موقف الأصوليين من العقل حسب الطوائف التي ينتمون إليها برزت لنا حقيقتان

:الحقيقة الأولى :

أن المعتزلة ، والأشاعرة ، والظاهرية ، والشيعة ،... والسلف الصالح ، متفقون جميعا على أن العقل حجة

في إدراك المدركات العقلية كحسن الحسن ، وقبحالقبيح ، واستحالة الجمع بين الضدين ونحو ذلك.

(4/204)

ولا يعكر هذا الاتفاق إنكار الأشاعرة إدراك العقل... للحسن والقبح، فإنهم – على فرض التسليم بصحة

هذا التوجيه – أرادوا بهذا الإدراك ) الثواب والعقاب ( فقط وليس مطلق الإدراك ، وهذا ما أفصح عنه الفخر الرازي رحمه الله تعالى بقوله : ) الحسن

والقبح قد يعنى بهما كون الشيء ملائما للطبع أو منافرا ، وبهذا التفسير لا نزاع في كونهما عقليين ،

وقد يراد بهما كون الشيء صفة كمال أو صفة نقص ، كقولنا : العلم حسن والجهل قبيح ، ولا نزاع أيضا في كونهما عقليين بهذا التفسير ، وإنما النزاع

( .1في كون الفعل متعلق الذم عاجلا وعقابه آجلا ( )الحقيقة الثانية :

انفرد المعتزلة والشيعة عن الأشاعرة والظاهرية... إن العقل يرتب " وسلف الأمة الصالح بقولهم :

".الثواب والعقاب على الحسن والقبيح وهذا الانفراد جعلهم ينحرفون بالعقل عن مساره...

الصحيح الذي يجب أن يوضع فيه ، ونشأ عن ذلك شطحات فكرية كبيرة صادمت العقيدة وخالفت

الشريعة ، حتى أوجد ذلك نفرة في القلوب من منهج المعتزلة من جهة ، ومن منهج الشيعة من جهة أخرى

.• • •

الخاتمة بعد حمد الله تبارك وتعالى في البدء والختام فإن

أهم نتائج هذا البحث ما يلي : العقل في اللغة يطلق على معان متعددة من أهمها : الحجر ، الجمع، الحبس ، التثبت في الأمور ، التميز ،

الفهم المسك ، الملجأ. العقل في الاصطلاح تباينت فيه عبارات الأصوليين ،

ولعل أرجح تعريفات العقل عندهم هو تعريف السرخسي رحمه الله تعالى حيث قال : ) العقل نور

في الصدر به يبصر القلب عند النظر في الحجج(. المناسبة قوية جدا بين الحقيقة اللغوية والحقيقة

الاصطلاحية للعقل. اختلف الأصوليون في محل العقل على ثلاثة أقوال

أرجحها أن محله القلب ويفيض نوره إلى الدماغلدلالة ظواهر الآيات القرآنية الكريمة على ذلك .

للخلاف في محل العقل ثمرة عملية تظهر في بعضمسائل الفقه .

(4/205)

اختلف الأصوليون في تفاوت العقل على قولين ، والراجح منهما القول بتفاوت العقول لدلالة الشرع على ذلك واختلاف الناس في الإدراكات العقلية ، إذ

بعضهم أكثر إدراكا من بعض كما هو ملموس ومشاهد.

الخلاف في سبب تحكيم العقل يعود إلى الاختلافف لأحكام الله تبارك وتعالى . في المعر

المعتزلة يقرون بإدراك العقل لحسن الأشياء وقبحها ، ويرتبون على ذلك الثواب والعقاب ، كما يقدمون

العقل على الشرع تقديم الأصل على الفرع . الأشاعرة ينكرون إدراك العقل لحسن الأشياء

وقبحها ، ومرادهم من ذلك نفي أن يكون الثوابوالعقاب ثابتين بالعقل .

الظاهرية يثبتون حجج العقول رغم إنكارهم القياس ، ووظيفة العقل عندهم فهم مراد الله

تعالى من الأوامر والنواهي ، دون أن يملك تحريما أوتحليلا أو تدخلا فيما لا مجال له فيه .

الشيعة يجعلون العقل حجة باطنة ، وسبيلا إلى معرفة حجية القرآن ودلائل الأخبار ، ووافقواالمعتزلة على ترتيب الثواب والعقاب بالعقل .

العقل عند علماء السلف الصالح يحسن ويقبح ، والثواب والعقاب عندهم ثابتان بالشرع لا بالعقل ،

والعقل لا يهتدي عندهم إلى تفاصيل النافع والضار إلا بالشرع ، ولا يوجد في الواقع تعارض عندهم بين

صريح العقل وصحيح النقل . الفارق بين القياس وحجة العقل عند منكري القياس

من الظاهرية والشيعة : أن القياس تشريع من غير إذن إلهي والحجة العقلية طريق لإثبات صدق المخبر

في خبره حتى يحصل برد اليقين باتباعه . لا خلاف بين المعتزلة والأشاعرة والظاهرية والشيعة

والسلف الصالح في كون العقل حجة في إدراكالمدركات العقلية ، بل الجميع متفق على ذلك .

انفراد المعتزلة والشيعة عن الأشاعرة والظاهرية وسلف الأمة الصالح حين رتبوا الثواب والعقاب على

مجرد إدراك العقل لحسن الأشياء وقبحها .والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

الحواشي والتعليقات... ...

(4/206)

الحنث يطلق في اللغة على عدد من المعاني منها : الإثم ، والخلف في اليمين ، والميل من باطل إلى حق والعكس والتعبد ، والإدراك ، والبلوغ . )انظر

، تاج1/165 "الحنث " القاموس المحيط ، مادة ( .1/616 " حنث " العروس ، مادة

والمراد به هنا : البلوغ وإدراك سن التكليف . الحج " أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ، في كتاب

السنن الكبرى". ) إثبات فرض الحج "، باب" 4/325. )

وهذا الحديث صححه الحاكم رحمه الله تعالى فقال : ) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم

يخرجاه (، ووافقه الذهبي رحمه الله تعالى على ذلك.

-1/258انظر المستدرك ، وتلخيص الذهبي عليه ) 259. )

( .101يونس : ) ( .20-17الغاشية : ) ( .82النساء : ) ( .24محمد : )

(65( من سورة البقرة ، والآية )44كما في الآية )من سورة آل عمران .

( .170البقرة : ) ( .104المائدة : )

"عقل " مادة11/458انظر لسان العرب انظر المرجع السابق .

انظر المرجع السابقانظر المرجع السابق

مادة )عقل( .11/459انظر لسان العرب مادة )عقل( ، القاموس11/459انظر لسان العرب

" .العقل " مادة4/18المحيط مادة )عقل( ، القاموس459 /11انظر لسان العرب

" .العقل " مادة4/18المحيط ، القاموس" عقل " مادة465 /11انظر لسان العرب

" .العقل " مادة4/19المحيط .1/112البرهان

1/23المستصفى ، ونحوه عند البزدوي347 – 1/346أصول السرخسي

.2/731في أصوله .1/111نقله عنه إمام الحرمين في البرهان

.1/23انظر المستصفى .44انظر المنخول ص .45انظر المنخول ص

.1/83العدة .44المنخول ص

.1/112البرهان .88-1/87العدة

،1/89 ، البحر المحيط 171انظر إحكام الفصول ص ، شرح559 ، المسودة ص1/48 ، التمهيد 1/89العدة

.1/83الكوكب المنير ،1/89 ، البحر المحيط 171انظر إحكام الفصول ص

، شرح559 ، المسودة ص1/48 ، التمهيد 1/89العدة .1/84الكوكب المنير

أصول البزدوي مع شرحه كشف الأسرار للبخاري2/731.

(4/207)

.1/346انظر أصول السرخسي هو أبو الحسن عبد العزيز بن الحارث بن أسد

التميمي الحنبلي ، له مصنفات في الكلام وفي الفقه وأصوله وفي الخلاف والفرائض ، وقد اتهم

هـ( ، وتوفي رحمه الله317بوضع الحديث . ولد سنة ) ،4/140هـ ( ) انظر النجوم الزاهرة 371تعالى سنة )

( .2/66المنهج الأحمد ،1/84 ، شرح الكوكب المنير 1/89انظر العدة

.559المسودة ص ( .37ق : )

( .46الحج : ) ( .46الحج : )

( .179الأعراف : ) أخرجه السيوطي في اللآلئ المصنوعة ، والشوكاني

في الفوائد المجموعة ، وحكما عليه بأنه حديث ، الفوائد1/95موضوع . ) انظر اللآلئ المصنوعة

( .467المجموعة ص العقل " أخرجه البخاري في الأدب المفرد ، في باب

. وهذا الحديث ذكره السيوطي80ص " في القلب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة " في كتابه

"1/97. ( .179الأعراف : )

، العدة171انظر هذه الأدلة في : أحكام الفصول ص ، شرح الكوكب المنير51-1/47 ، التمهيد 1/90-931/83-84.

-1/51 ، التمهيد 560 ، المسودة ص 1/90انظر العدة 52.

، التمهيد559 ، المسودة ص 1/89انظر العدة 1/52.

.1/52 ، التمهيد 94 – 1/93انظر العدة .3/459فتح القدير للشوكاني

الموضحة من الشجاج : هي التي بلغت العظم 2/635فأوضحت عنه حتى بدى بياضه. ) لسان العرب

" ( .وضح "مادة.1/90البحر المحيط

.9/290روضة الطالبين هو أبو الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل

هـ( ،511الفرغاني العلامة المحقق . ولد سنة ) هـ( . ومن593وتوفي رحمه الله تعالى سنة )

"الهداية " وكتاب " كفاية المنتهي " مصنفاته : كتاب.

-2/627انظر الجواهر المضية في طبقات الحنفية ) 628. )

.4/530الهداية .1/94انظر العدة

.1/52انظر التمهيد .1/85انظر شرح الكوكب المنير

انظر أصول البز دوي بشرحه كشف الأسرار للبخاري2/733.

.1/154انظر فواتح الرحموت

(4/208)

هو عبد العلي محمد بن نظام الدين محمد الأنصاري الهندي الحنفي ، من نوابغ القرن الثاني عشر . من

تنوير المنار" و " فواتح الرحموت " أشهر مصنفاته : " .شرح سلم العلوم" و " رسائل الأركان" ، و"

هـ ( )انظر كشف1198توفي رحمه الله تعالى سنة ) ( .3/132 ، الفتح المبين 4/481الظنون

، تمهيد14/1128انظر المغني للقاضي عبد الجبار 1/94 ، العدة 1/88 ، البحر المحيط 1/120الأوائل ، الواضح في للباقلاني أصول الفقه1/53التمهيد

.1/86 ، شرح الكوكب المنير 1/25 ، باب " الحيض " أخرجه البخاري واللفظ له في كتاب

( .1/78صحيح البخاري " ) ترك الحائض الصوم" نقصان الإيمان " ، باب " الإيمان " ومسلم في كتاب

( .2/65مسلم بشرح النووي " . ) بنقص الطاعات (4/603المستدرك " . ) الأهوال " والحاكم في كتاب

. ،1/98 ، العدة 8-7انظر شرح عمدة الأصول ورقة

-1/85 ، شرح الكوكب المنير 1/55 ، التمهيد 99-100

86. ،1/100 ، العدة 7انظر شرح عمدة الأصول ورقة

.1/56التمهيد 1/57 ، التمهيد 1/100العدة

.7انظر شرح عمدة الأصول ورقة .1/56 ، التمهيد 1/25انظر الواضح

(.59النساء : )( .10الشورى : )

.535انظر ص .1/85انظر إحياء علوم الدين .1/87انظر إحياء علوم الدين

.1/88البحر المحيط .22-21أصول الخضري ص

.234المحيط بالتكليف للقاضي عبد الجبار ص.17/247المغني للقاضي عبد الجبار

.4/1المعتمد .770انظر شرح الأصول الخمسة ص

وقد نقل ابن القيم رحمه الله تعالى في الصواعق ( عن بشر المريسي قوله : )إذا3/1038المرسلة )

احتجوا عليكم بالقرآن فغالطوهم بالتأويل ، وإذااحتجوا بالأخبار فادفعوهم بالتكذيب ( .

كما نقل ابن قتيبة رحمه الله تعالى في تأويل ( عن النظام قوله : ) إن جهة32مختلف الحديث )ص

العقل قد تنسخ الأخبار ( . .1/253مدارج السالكين

( .98طه : )( .91-90المائدة : ) ( .15الإسراء : )

(.134طه )( .47القصص : )( .21الشورى : )

.8المنخول ص

(4/209)

.1/56الوصول إلى الأصول .1/87البرهان

.29منتهى الوصول والأمل ص .2/7مفتاح دار السعادة لابن القيم

.7/386الإحكام لابن حزم

.1/15الإحكام .1/17الإحكام .1/28الإحكام .1/29الإحكام

انظر أصول الفقه لمحمد رضا المظفر الشيعي2/122 ، 131.

.2/192المرجع السابق .2/132أصول الفقه للمظفر الشيعي

.19/230مجموع الفتاوى .543انظر ص

.421-420الرد على المنطقيين ص .1/254مدارج السالكين .19/100مجموع الفتاوى .19/288المرجع السابق

وهو كتاب مطبوع على نفقة جامعة الإمام محمد بن هـ بتحقيق الدكتور محمد1401سعود الإسلامية عام

رشاد سالم في تسع مجلدات . .7/386انظر الإحكام لابن حزم

انظر فرائد الأصول لمرتضى الأنصاري الشيعي ، معالم الدين وملاذ المجتهدين للعاملي1/293

، علم أصول الفقه في ثوبه الجديد373الشيعي ص .246لمحمد مغنية الشيعي ص

.12/131أصول الفقه للمظفر الشيعي .8/515الإحكام

.1/28المرجع السابق 531إحكام الفصول ص

.2/2/36المحصول ،المغني3/806 ، روضة الناظر 3/365انظر التمهيد

2/215 ، المعتمد 17/296للقاضي عبد الجبار ، الوصول إلى2/234 ، المستصفى 419التبصرة ص

، شرح تنقيح4/5 ، الإحكام للآمدي 2/243الأصول ، كشف الأسرار146 ، البلبل ص385الفصول ص

.2/311 ، فواتح الرحموت 3/9، الإبهاج 3/270 .160-1/1/159المحصول

المصادر والمراجع

الإبهاج في شرح المنهاج : هـ ( ، وولده756علي بن عبد الكافي السبكي ) ت:

هـ ( ، مكتبة771عبد الوهاب بن علي السبكي ) ت: -1401الكليات الأزهرية – القاهرة ، الطبعة الأولى

م.1981إحكام الفصول في أحكام الأصول :

هـ ( ، دار الغرب474سليمان بن خلف الباجي ) ت: م ،1986هـ – 1407الإسلامي . الطبعة الأولى تحقيق عبد المجيد تركي .

الإحكام في أصول الأحكام : هـ ( ، دار456علي بن أحمد بن حزم الظاهري )ت :

الكتب العلمية ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولىم .1985- 1405

(4/210)

الإحكام في أصول الأحكام : هـ ( ، المكتب631علي بن محمد الآمدي ) ت: هـ – الرياض ،1387الإسلامي . الطبعة الأولى

هـ – بيروت .1402الطبعة الثانية إحياء علوم الدين :

هـ ( ، دار505محمد بن محمد الغزالي ) ت: المعرفة ، بيروت – لبنان .

الأدب المفرد : هـ( ، دار الكتب256محمد بن إسماعيل البخاري ) ت:

العلمية ، بيروت – لبنان .أصول البزدوي :

هـ ( ، ومعه شرح482فخر الإسلام البزدوي ) ت: هـ ( ، دار الكتاب730كشف الأسرار للبخاري ) ت:

هـ –1414العربي بيروت – لبنان ، الطبعة الثانية م ، ضبط وتعليق وتخريج محمد المعتصم بالله1994

البغدادي .أصول السرخسي :

هـ ( ، لجنة إحياء490محمد بن أحمد السرخسي ) ت: المعارف النعمانية بحيدر أباد الدكن – الهند ، تحقيق

أبي الوفاء الأفغاني .أصول الفقه :

الشيخ محمد الخضري بك ، دار إحياء التراث العربي ،هـ.1389بيروت . الطبعة السادسة

أصول الفقه : محمد رضا المظفر ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات –

بيروت ، لبنان .

البحر المحيط في أصول الفقه : هـ ( ، وزارة794محمد بن بهادر الزركشي )ت :

الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت ، الطبعةم .1988هـ – 1409الأولى

البرهان في أصول الفقه : هـ ( ، دار478عبد الملك بن عبد الله الجويني ) ت:

هـ ، تحقيق د.1400الأنصار بالقاهرة ، الطبعة الثانية عبد العظيم الديب .

البلبل في أصول الفقه : هـ ( ،716سليمان بن عبد القوي الطوفي )ت:

هـ .1383مؤسسة النور بالرياض ، الطبعة الأولى تأويل مختلف الحديث :

هـ ( ، دار الكتاب276ابن قتيبة الدينوري )ات: العربي ، بيروت – لبنان .

تاج العروس : هـ ( ، الطبعة1205محمد مرتضي الزبيدي ) ت:

هـ .1306الأولى بالمطبعة الخيرية بمصر التبصرة في أصول الفقه :

هـ ( ، دار الفكر476إبراهيم بن علي الشيرازي ) ت: م ، تحقيق د. محمد حسن هيتو .1980هـ – 1400–

تلخيص المستدرك :

(4/211)

هـ ( ، مطبوع بذيل848محمد بن أحمد الذهبي ) ت: هـ(، دار405المستدرك للحاكم النيسابوري ) ت:

م .1978هـ – 1398الفكر . بيروت – لبنان تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل : هـ ( ، المكتبة403محمد بن الطيب الباقلاني ) ت:

م .1957الشرقية ، بيروت التمهيد في أصول الفقه .

هـ ( ،510محفوظ بن أحمد الكلوذاني ) ت: مطبوعات جامعة أم القرى بمكة المكرمة ، الطبعة

م ، تحقيق د. مفيد أبو عمشة1985هـ – 1406الأولى ، د. محمد بن علي بن إبراهيم .

الجواهر المضية في طبقات الحنيفة : هـ( ، مطبعة775عبد القادر بن محمد القرشي )ت:

هـ ، تحقيق د. عبد الفتاح1398عيسى البابي الحلبي محمد الحلو

الرد على المنطقيين :

هـ( ، إدارة ترجمان728شيخ الإسلام ابن تيمية )ت:هـ .1398السنة – لاهور ، باكستان ، الطبعة الثالثة

روضة الطالبين وعمدة المفتين : هـ( ، المكتب676يحيى بن شرف النووي )ت :

م .1991هـ – 1412الإسلامي . الطبعة الثالثة روضة الناظر وجنة المناظر :

هـ( ، مكتبة620عبد الله بن أحمد بن قدامة )ت : م ،1993هـ –1414الرشد بالرياض . الطبعة الثانية

تحقيق د. عبد الكريم بن علي النملة .السنن الكبرى .

هـ ( . وبذيله458أحمد بن الحسين البيهقي ) ت : هـ( ، دار745الجوهر النقي لابن التركماني )ت :

الفكر .شرح الأصول الخمسة :

هـ (415القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمداني ) ت : هـ-1384، مكتبة وهبة بالقاهرة . الطبعة الأولى

م تحقيق د. عبد الكريم عثمان .1965شرح تنفيح الفصول :

هـ ( ، دار الفكر684أحمد بن إدريس القرافي ) ت : م ، تحقيق طه عبد1973هـ – 1393. الطبعة الأولى

الرؤوف سعد .شرح عمدة الأصول :

هـ( ، مخطوط برقم )701حافظ الدين النسفي ) ت: ( بالمكتبة السليمانية باستانبول ، مكتبة بغدادلي367

وهبي .شرح الكوكب المنير :

(4/212)

هـ ( ، مطبوعات972محمد بن أحمد الفتوحي ) ت : هـ –1400جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة

م تحقيق د. محمد الزحيلي ، د. نزيه حماد .1980صحيح البخاري :

هـ( ، المكتبة256محمد بن إسماعيل البخاري ) ت : الإسلامية – استانبول ، تركيا .

صحيح مسلم : هـ ( ، ومعه261مسلم بن الحجاج القشيري ) ت :

شرح النووي ، دار الفكر ، بيروت – لبنان . الطبعةم.1978هـ-1398الثالثة

الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة :

هـ( ، دار751محمد بن أبي بكر = ابن القيم ) ت : هـ .1408العاصمة بالرياض . الطبعة الأولى

تحقيق د. علي بن محمد الدخيل الله .العدة في أصول الفقه .:

هـ ( ، تحقيق د.458محمد بن الحسين الفراء ) ت : هـ –1410أحمد بن علي المباركي ، الطبعة الثانية

م .1990علم أصول الفقه في ثوبه الجديد :

محمد جواد مغنية الشيعي ، دار الكتاب الإسلامي . فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم

التفسير : هـ ( ، دار الفكر1250محمد بن علي الشوكاني ) ت :

م .1993هـ – 1393. بيروت . الطبعة الثالثة الفتح المبين في طبقات الأصوليين :

عبد الله مصطفى المراغي الناشر : محمد أمين دمجهـ .1394وشركاه ، بيروت ، الطبعة الثانية

فرائد الأصول : هـ ( ، مؤسسة1281مرتضى الأنصاري الشيعي ) ت :

هـ .تحقيق عبد الله النوراني .1411النعمان – بيروت الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة :

هـ ( ، مطبعة1250محمد بن علي الشوكاتي ) ت: م ،1960هـ – 1380السنة النبوية . الطبعة الأولى

تحقيق عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماني .فواتح الرحموت شرح مسلم الثبوت : هـ ( ،1180محمد بن نظام الدين الأنصاري ) ت: هـ ( ، دار505مطبوع مع المستصفى للغزالي ) ت:

إحياء التراث العربي – بيروت .القاموس المحيط :

هـ( ، دار817محمد بن يعقوب الفيروزابادي ) ت: م .1978هـ – 1398الفكر ، بيروت – لبنان ،

كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي :

(4/213)

هـ ( ، دار730عبد العزيز بن أحمد البخاري ) ت: الكتاب العربي ، بيروت لبنان . الطبعة الثانية

م ، ضبط وتعليق وتخريج محمد1994هـ – 1414المعتصم بالله البغدادي.

كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون : مصطفى بن عبد الله القسطنطني المعروف بحاجي

هـ .1402هـ ( ، دار الفكر 1067خليفة ) ت: اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة :

عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر = جلال الدين هـ ( ، المكتبة التجارية الكبرى911السيوطي ) ت:

بمصر .لسان العرب :

هـ ( ،711محمد بن مكرم بن منظور المصري ) ت: م .1990هـ – 1410دار صادر – بيروت الطبعة الأولى

مجموع الفتاوي : هـ ( ، جمع عبد728شيخ الإسلام ابن تيمية ) ت:

الرحمن بن محمد العاصمي . الطبعة الأولىهـ .1398

المحصول في أصول الفقه : هـ( ، مطبوعات606محمد بن عمر الرازي ) ت:

م ،1981هـ – 1401جامعة الإمام . الطبعة الأولى تحقيق د. طه جابر العلواني .

المحيط بالتكليف : القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمداني : ) ت:

هـ ( ، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء415 والنشر ، الدار المصرية للتأليف والترجمة ، تحقيق

عمر السيد عزمي .مدارج السالكين :

هـ ( ، دار751محمد بن أبي بكر = ابن القيم ) ت: الكتب العلمية . بيروت – لبنان . الطبعغة الأولى

م .1983هـ – 1403المستدرك على الصحيحين :

هـ ( ،405محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري ) ت: هـ –1338دار الفكر . بيروت – لبنان . طباعة عام

م ، وبذيله تلخيص الذهبي .1978المستصفى من علم الأصول : هـ ( ، دار إحياء505محمد بن محمد الغزالي ) ت:

التراث العربي ، بيروت – لبنان .مسلم الثبوت :

محب الله بن عبد الشكور ، مطبوع مع المستصفىللغزالي ، دار إحياء التراث العربي ،

بيروت – لبنان .المسودة في أصول الفقه :

لآل تيمية ، جمعها شهاب الدين أبو العباس الحنبلي ،

دار الكتاب العربي ، بيروت لبنان ، تحقيق محمد محيالدين عبد الحميد .

(4/214)

معالم الدين وملاذ المجتهدين : هـ1011الحسن بن زين الدين العاملي الشيعي ) ت:

( ، نشر مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي .المعتمد في أصول الفقه :

هـ ( ، دار الكتب436محمد بن علي البصري ) ت: هـ –1403العلمية ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى

م (1983المغني :

هـ ( ،415عبد الجبار بن أحمد الهمداني ) ت: المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر . الدار المصرية للتأليف والترجمة - القاهرة ، مطبعة

م .1965هـ – 1385عيسى البابي الحلبي وشركاه – مفتاح دار السعادة :

هـ ( ، دار458محمد بن أبي بكر = ابن القيم ) ت: المشرق ، بيروت – لبنان ، تحقيق د. وديع زيدان حداد

.منتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل :

عثمان بن أبي بكر المقري = ابن الحاجب ) ت: هـ ( ، دار الباز بمكة المكرمة . الطبعة الأولى646

م.1985هـ – 1405المنخول من تعليقات الأصول : هـ ( ، دار الفكر –505محمد بن محمد الغزالي ) ت:

م ( ، تحقيق1980هـ –1400دمشق . الطبعة الثانية د. محمد حسن هيتو .

المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد : هـ ( ، مطبعة928عبد الرحمن بن محمد العليمي) ت:

هـ ، تحقيق محمد محي الدين1383المدني بالقاهرة عبد الحميد .

النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة :ابن تغري بردي . دار الكتب المصرية .

الهداية شرح بداية المبتدي : هـ ( ، دار593علي بن أبي بكر المرغيناني )ت:

الكتب العلمية ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولىم .1990هـ – 1410

الواضح في أصول الفقه :

هـ ( ،513على بن عقيل البغدادي الحنبلي ) ت: هـ ، تحقيق1420مؤسسة الرسالة . الطبعة الأولى

د. عبد الله بن عبد المحسن التركي .الوصول إلى الأصول :

هـ ( ،518أحمد بن علي بن برهان البغدادي ) ت: م1983هـ – 1403مكتبة المعارف بالرياض

تحقيق د. عبد الحميد أبو زنيد .

(4/215)

المجاز عند الأصوليينبين

المجيزين والمانعين

د. عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله السديسالأستاذ المساعد بقسم القضاء

بجامعة أم القرىملخص البحث

اشتمل البحث على مقدمة وتمهيد وأربعة مباحث... وخاتمة .

أما المقدمة فتشمل :... ( أهمية الموضوع وأسباب اختياره .1)( خطة البحث .2)( منهجي فيه .3)

ثم التمهيد واشتمل على ثمانية مطالب أولها :... تقسيم اللفظ باعتبارات عدة ومنها تقسيمه إلى

حقيقة ومجاز على مذهب الجمهور ، ثم تعريف الحقيقة في اللغة ، ثم تعريف المجاز لغة وبعد ذلك تعريفهما في الاصطلاح ، وأن الحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له والمجاز اللفظ المستعمل في غير ما وضع له على وجه يصح ، وفي المطلب

السادس قسمت الحقيقة إلى ثلاثة أقسام لغوية وعرفية وشرعية ومثلت لكل قسم ، وفي السابع

قسمت المجاز إلى أقسام أربعة : مجاز الإفراد والتركيب ، والمجاز العقلي ، ومجاز النقص والزيادة ومثلت لكل قسم ، وفي المطلب الثامن ذكرت تاريخ

نشوء القول بالمجاز وأنه حدث بعد القرون الثلاثة المفضلة ، وفي المبحث الأول من البحث ذكرت خلاف الأصوليين في القول بالمجاز وأن حاصل

المذاهب فيه خمسة : الجواز وهو قول الجمهور ، والمنع وهو قول عدد من المحققين منهم شيخ

الإسلام ابن تيميه وتلميذه العلامة ابن القيم والتفصيل على خلاف فيه ، وفي المبحث الثاني

ذكرت أدلة الأقوال والمناقشات الواردة عليها والترجيح حيث تبين لي صعوبة الترجيح لقوة أدلة كل فريق وبالتالي رجحت التفصيل على حسب الضوابط

الشرعية وذلك جمعا بين الأقوال وتضييقا للخلاف في المسألة فلا يجوز القول بالمجاز في كلام الله

وصفاته ، أما ماعدا ذلك فالأمر فيه واسع بحمد الله وفي المبحث الثالث تساءلت هل للخلاف من ثمرة؟

وذكرت التفصيل في ذلك فمن الخلاف ماله ثمرة عملية ومنه ما هو اصطلاح لا مشاحنة فيه ، وفي

المبحث الرابع ذكرت أثر القول بالمجاز علىالنصوص الشرعية وبينت أنه كان من

(4/216)

الأسباب لدى بعض المخالفين لمنهج السلف في تأويل النصوص وعقبت ببعض الأمثلة التي أوردها

بعض الأصوليين للمجاز وبينت المنهج الصحيح والموقف السليم حيالها ، ثم ختمت البحث بخاتمة أوردت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها وذيلت

البحث بفهارس متنوعة شملت خمسة فهارس للآيات والأحاديث والأعلام والمراجع والموضوعات ، وبذلك

يتم البحث بحمد الله . سائلا الله للجميع العلم النافع والعمل الصالح...

والإخلاص لوجهه الكريم والتسديد في الأقوال والأفعال إنه جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد

وآله وصحبه وسلم .• • •

المقدمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ...

بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده

( صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله1ورسوله)وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد :... فإن للعلم الشرعي مكانة كبرى ومنزلة عظمى...

الدين ، وإن من أجل العلوم الشرعية قدرا ، في هذا وأعظمها أثرا وأكبرها فائدة علم أصول الفقه ،

لاسيما مسائله المتعلقة بالأدلة الشرعية ودلالاتها اللفظية ، وإن من المسائل الأصولية المتعلقة بهذا

القسم مسألة مهمة لها مكانتها الكبيرة ودلالاتها الكثيرة ، بل وآثارها الخطيرة في هذا الفن وما

يرتبط به من علوم العقيدة واللغة والقرآن والأحكام" .المجاز "ونحوها ، تلك هي مسألة

(4/217)

ونظرا لأهمية هذه المسألة وتعلقها بمسائل شتى... وفنون متعددة ، وحاجة المكتبة الأصولية فيما أرى إلى من يجلي القول فيها تجلية مبنية على دراسة

علمية تأصيلية مقارنة بعيدة عن التعصب والتعسف ، فإن من المهم وجود بحث مستقل فيها ، ولقد كنت

ولازلت مهتما بهذه القضية في قراءاتي وأثناء تدريسي لمادة الأصول ، وكانت هذه المسألة بحق تشكل على كثير من طلبة العلم فيطول النقاش

فيها بين إثبات المجاز ونفيه ، فرأيت أن أكتب في هذه المسألة كلاما يجمع أطرافها ويلم شتاتها ،

ويحرر القول والخلاف فيها بدليله، فاستعنت بالله في البحث فيها إسهاما في البحث العلمي، ومشاركة

في التحصيل الموضوعي. ورأيت أن يشتمل البحث في هذه المسألة على...

مقدمة وتمهيد وأربعة مباحث وخاتمة.أولا : المقدمة : وتشمل ثلاثة مطالب :... الأول : أهمية الموضوع وأسباب اختياره .... الثاني : خطة البحث .... الثالث : منهجي فيه ....

المطلب الأول : أهمية الموضوع وأسباب اختياره تأتي أهمية هذا الموضوع وترجع أسباب اختياره

لاعتبارات عدة أهمها : أنه يبحث في موضوع مهم في علم الأصول1...

يمثل جوهرة في عقد وضاء ، وحلقة في سلسلةمترابطة ، ولبنة في بناء أصولي شامخ .

أن هذه القضية تعتبر مسألة جوهرية من2... مسائل اللغة والألفاظ لها علاقتها الوطيدة بعدد من

العلوم في العقيدة لاسيما في صفات الباري جل

وعلا ، كما أن لها ارتباطا وثيقا بالأدلة خاصة المصدر" .كتاب الله سبحانه "الأول من مصادر التشريع

وقضية هذا شأنها ، وتلك محاورها ، جديرة بالبحث... والدراسة .

أن هذه المسألة ليست نظرية صرفة ولفظية3... بحتة ، بل لها آثار عملية كثيرة ويلزم منها لوازم

خطيرة ، ويترتب عليها أمور شنيعة ، بل لقد كانت تكأة لكثير من المخالفين لمذهب السلف في

الاعتقاد ، بنوا عليها مذاهبهم ، وعولوا عليها في استدلالاتهم، فكان لابد من تجليتها وإبانة الحق

فيها .

(4/218)

أن هذه القضية كانت ولازالت محل نقاش4... وإشكال وجدل بين طلاب العلم والباحثين ما بين

مثبت وناف ومفصل ومتردد ومتوقف ، فكان لابد من وجود بحث حر متجرد يتسم بالعرض والاستدلال

والمناقشة الهادفة ومن ثم بيان الراجح على حسبقوة الدليل وصحة التعليل .

أن هذه المسألة مع كثرة عرضها والبحث فيها5... بين ثنايا كتب اللغة والأصول وغيرها لازالت بكرا في

عرضها من الناحية الأصولية على أصول البحث العلمي الدقيق ، وإن كنت لا أدعي السبق في ذلك

لكني لم أطلع حسب علمي على رسالة متخصصة في علم الأصول على المنهج الذي أوردته وكل ما فيه

عرض للمسألة من طرف وانتصار لها من زاوية معينة ، أو رد على مخالف فيها فحسب ، ولا ينافي هذا

وجود دراسات مستقلة سابقة وأبحاث ورسائل علمية متخصصة حول هذه القضية من الناحية اللغوية لا من

الناحية الأصولية التي لازالت بحاجة إلى دراسة( .2مستقلة)

راجيا أن يسد هذا البحث هذه الثغرة الأصولية... المهمة ويتحقق للقارئ فيه ما ينشده في المسألة ، لما لشتاتها ، وجمعا لأطرافها ، وتصحيحا لما يقوى

دليله فيها ، والله المستعان .

المطلب الثاني : خطة البحث تلخص لي من خلال النظر في مظان هذا البحث خطة تتضمن مقدمة

وتمهيدا وأربعة مباحث وخاتمة .

أما المقدمة فقد سبق الحديث في مضمناتها .... وأما التمهيد فيشتمل على ثمانية مطالب...

مختصرة هي :المطلب الأول : توطئة في تقسيم اللفظ .... المطلب الثاني : تعريف الحقيقة في اللغة .... المطلب الثالث : تعريف المجاز في اللغة .... المطلب الرابع : تعريف الحقيقة في الاصطلاح .... المطلب الخامس : تعريف المجاز في الاصطلاح .... المطلب السادس : أقسام الحقيقة وأمثلتها .... المطلب السابع : أقسام المجاز وأمثلته .... المطلب الثامن : تاريخ نشوء القول بالمجاز .... المبحث الأول : أقوال العلماء في المجاز ....

(4/219)

المبحث الثاني : الأدلة والمناقشات والراجح ووجه... ترجيحه .

المبحث الثالث : هل للخلاف ثمرة؟... المبحث الرابع : أثر القول بالمجاز على النصوص...

الشرعية ، وتعقيب على ما ذكره بعض الأصوليين منأمثلة على المجاز .

الخاتمة : وفيها أبرز النتائج التي توصلت إليها ....

المطلب الثالث : منهجي في البحث يتسم منهجيفي البحث بما يلي :

عرض المسألة عرضا علميا أصوليا مقارنا بذكر1... الأقوال والأدلة والمناقشات والراجح ووجه ترجيحه

وثمرة الخلاف على طريقة البحث العلمي المقارن . عزو الأقوال إلى أصحابها والنقول إلى مذاهبها2...

المعتبرة . التجرد عند سرد الأدلة والترجيح دون تعصب3...

لرأي أو تقليد لمذهب ، بل حسب قوة الدليل وصحةالتعليل .

التوثيق العلمي من الكتب المعتبرة الأصيلة في4... كل مذهب ، مع الاستفادة من المصادر المستقلة

والمعاصرة في هذا الموضوع . قمت بترتيب المذاهب على حسب الترتيب5...

الزمني . عزو الآيات إلى سورها بذكر رقم الآية واسم6...

السورة .

تخريج الأحاديث من مظانها المعتبرة .7... ترجمة الأعلام باختصار سوى المشهورين .8... ذيلت البحث بفهارس متنوعة شملت خمسة9...

فهارس للآيات والأحاديث والآثار والأعلام والمراجعوالموضوعات .

سائلا الله التوفيق والسداد والإخلاص لوجهه... الكريم والإصابة في الأقوال والأعمال ، إنه ولي ذلك

والقادر عليه وهو المستعان ، وعليه التكلان .

التمهيد : قبل الدخول في حكم المجاز عند الأصوليين بين...

المنع والجواز أرى أنه يحسن وضع مدخل تمهيدي للبحث يتم فيه التعريف والتقسيم والتمثيل ونحو ذلك مما له علاقة وطيدة بالموضوع تهيئ القارئ

للوقوف على حكم المسألة بالتفصيل .فكان هذا التمهيد المشتمل على المطالب الآتية :...

المطلب الأول : توطئة في تقسيم الألفاظ :

(4/220)

من المعلوم لدى المتخصصين أن الألفاظ لها... أقسام كثيرة باعتبارات متعددة ، فمنها تقسيم

اللفظ باعتبار وضعه للمعنى كالعام والخاصوالمطلق والمقيد والأمر والنهي ونحوها .

ومنها تقسيم اللفظ باعتبار ظهور المعنى... وخفائه كالنص والظاهر والمجمل والمؤول.

ومنها تقسيم اللفظ باعتبار كيفية دلالته... كالمنطوق والمفهوم بأقسامه المختلفة .

ومنها تقسيم اللفظ باعتبار الاستعمال وهو... المقسم إلى الاستعمال الحقيقي والمجازي.

وهذه التقسيمات ليست محل اتفاق بين العلماء... لكنها اصطلاحات ارتضاها بعضهم ، وآخرون نظروا إلى الألفاظ باعتبارات أخرى لا تخرج في حقيقتها

عما أوردته . والذي يهمنا في هذه الأقسام آخرها وهو تقسيم...

الألفاظ باعتبار استعمالها . وأنواع هذا القسم ليست محل اتفاق بين العلماء ،...

لكنها المسلك الذي سار عليه جمهورهم . ولذلك فإني في هذا التمهيد سأسير على ماسار...

عليه الجمهور ، ثم يأتي بيان الحكم في المباحث

القادمة . ولأبدأ في هذا التمهيد بعد هذه التوطئة في...

( .3التعريف لكل من الحقيقة والمجاز)المطلب الثاني : تعريف الحقيقة في اللغة :

الحقيقة في اللغة مأخوذة من حق يحق حقا... وحقيقة ، يقال : حق الشئ إذا وجب وثبت ، ومنه

ت كلمة ربك{) ( ، وقوله4قوله تعالى : }وكذلك حقت كلمة ربك{) ( .5سبحانه : }كذلك حق

وحققت الأمر وأحققته أحقه إذا تيقنته أو جعلته... ثابتا لازما ، وحقيقة الشئ : منتهاه وأصله المشتمل

عليه . حق( الحاء والقاف أصل ")( :6قال ابن فارس)...

واحد ، وهو يدل على إحكام الشئ وصحته ، فالحق نقيض الباطل ، ثم يرجع كل فرع إليه بجودة

الاستخراج وحسن التلفيق ، ويقال : حق الشئ :( .7" )وجب ...

ومن مجموع هذه المعاني اللغوية لكلمة... يتبين أنها تطلق ويراد بها أحد المعاني" الحقيقة"

الآتية :أ ( الوجوب ، والثبوت ، واللزوم ، والوقوع .)

(4/221)

ب ( الإحكام ، والصحة ، والإتقان ، والجودة ،) والحسن .

ج ( غاية الشئ ، ومنتهاه ، وأصله ، وماهيته .) ( .8د ( التيقن ، والجزم ، والقطع))

المطلب الثالث : تعريف المجاز في اللغة : المجاز لغة : مأخوذ من جاز ، يجوز ، جوزا ،...

وجوازا ، يقال جاز المكان ، إذا سار فيه ، وأجازه : قطعه ، يقال جاز البحر : إذا سلكه وسار فيه ، حتى

قطعه ، وتعداه . ويقال: أجاز الشئ : أي أنفذه ، ومنه إجازة العقد : إذا جعل جائزا ، نافذا ماضيا على

الصحة . وجاوزت الشئ وتجاوزته : تعديته ، وتجاوزت عن...

( .9المسئ : عفوت عنه وصفحت) جوز( الجيم والواو والزاء ")قال ابن فارس :...

أصلان ، أحدهما : قطع الشئ ، والآخر : وسط الشئ ، فأما الوسط : فجوز كل شئ وسطه ...

والأصل الآخر : جزت الموضع : سرت فيه ، وأجزته :

( .10" )خلفته ، وقطعته ، وأجزته : نفذته ..المطلب الرابع : تعريف الحقيقة في الاصطلاح :

للعلماء في تعريف الحقيقة اصطلاحا أقوال... متعددة ، أهمها :

، ومن" أنها اللفظ المستعمل فيما وضع له... " الأصوليين من زاد في هذا الحد قيدا وهو قولهم

( لأنه إذا كان التخاطب11")في اصطلاح التخاطب" باصطلاح ، واستعمل فيه ما وضع له في اصطلاح آخر

، لمناسبة بينه ، وبين ما وضع له في اصطلاح التخاطب ، كان خارجا عن حد الحقيقة ، مع أنه لفظ

اللفظ "مستعمل فيما وضع له ، ومن تعريفاتها أنها : ( ، ليخرج مثل ما12")المستعمل فيما وضع له أولا

سبق إيراده في التعريف قبله . أنها ما أفيد بها ما وضعت له ، في أصل "ومنها :...

( .13")الاصطلاح الذي وقع التخاطب به( .14")أنها كل لفظ بقي على موضوعه "ومنها :... أنها كل اسم أفاد معنى على ما وضع "ومنها :... ( .15")له

هذه أهم التعريفات التي ذكرها الأصوليون... لتعريف الحقيقة ، وكما ترى أنها متقاربة ، متحدة

في أصل المعنى والمراد وإن اختلفت في الألفاظ)16. )

المطلب الخامس : تعريف المجاز في الاصطلاح :

(4/222)

كما تعددت عبارات الأصوليين في المراد بالحقيقة... ، فقد تعددت كذلك عباراتهم في تعريف المجاز ،

وإليك أهمها :" .ما كان بضد معنى الحقيقة "أن المجاز :... أنه اللفظ المستعمل في غير ما وضع "ومنها :... ( .17")له

ومن الأصوليين من زاد على هذا الحد قيدا ، وهو... ، ومنهم من زاد"في غير ما وضع له أولا "قولهم

( ،18وهو تعريف صاحب الروضة)" على وجه يصح" في غير ما وضع له ، لعلاقة مع "وبعضهم زاد

( .19")قرينة قول مستعمل بوضع ثان "ومنهم من عبر بقوله :...

" .لعلاقة كل اسم أفاد معنى على "وعرفه بعضهم بأنه :...

(.20")غير ما وضع له أنه كل اسم غير ما وقع عليه "وذكروا في تعريفه...

( .21")الاصطلاح على ما وضع له حين التخاطب ومن خلال عرض هذه التعريفات يترجح لدي أن...

تعريف صاحب الروضة أرجحها لأنه جامع مانع وهذا واضح لمن تأمله بخلاف غيره فلم يسلم من

( .22المناقشات) وهذا الترجيح مبني على القول بصحة التقسيم ....

والله أعلم .المطلب السادس : أقسام الحقيقة وأمثلتها :

قسم العلماء الحقيقة إلى ثلاثة أقسام هي :... ( الحقيقة اللغوية )الوضعية( .1)( الحقيقة العرفية .2)( الحقيقة الشرعية .3)

فاللغوية )الوضعية( : هي اللفظ المستعمل فيما... وضع له أولا في اللغة ، كالأسد المستعمل في

الحيوان الشجاع المعروف . والعرفية : هي اللفظ المستعمل فيما وضع له...

بعرف الاستعمال اللغوي وهي ضربان : عرفية عامةوعرفية خاصة .

فمن الأول : أن يكون الاسم قد وضع لمعنى... عام ، ثم يخصص بعرف استعمال أهل اللغة ببعض

مسمياتة ، كاختصاص لفظ الدابة بذوات الأربع عرفا ،وإن كان في أصل اللغة لكل مآدب .

(4/223)

ومنه : أن يكون الاسم في أصل اللغة بمعنى ، ثم... يشتهر في عرف استعمالهم بالمجاز الخارج عن

الموضوع اللغوي بحيث إنه لا يفهم من اللفظ عند إطلاقه غيره ، كاسم الغائط فإنه وإن كان في أصل اللغة للموضع المطمئن من الأرض ، غير أنه اشتهر

في عرفهم بالخارج المستقذر من الإنسان . حتى إنهلا يفهم من ذلك اللفظ عن إطلاقه غيره .

ومن العرفية الخاصة ما تعارف عليه أهل كل فن... كالحد والرسم عند المناطقة ، والرفع والنصب عندالنحاة ، والكسر والقلب عند الأصوليين ونحو ذلك .

والحقيقة الشرعية : هي اللفظ المستعمل فيما... وضع له في أصل الشرع ، كاسم الصلاة ، والزكاة ،

( .23والحج ونحوها)

المطلب السابع : أقسام المجاز ، وأمثلته : قسم العلماء المجاز إلى أقسام متعددة ، أهمها...

أربعة هي :( مجاز الإفراد .1)( مجاز التركيب .2)( المجاز العقلي .3)( مجاز النقص والزيادة .4)

فمجاز الإفراد : هو الكلمة المستعملة في غير ما... وضعت له ، لعلاقة مع قرينة صارفة عن قصد المعنى

الأصلي كإطلاق لفظ الأسد على الرجل الشجاع . والتركيب : أن يستعمل كلام مفيد في معنى كلام...

آخر ، لعلاقة بينهما دون نظر إلى المفردات ، ومنذلك جميع الأمثال السائرة ، المعروفة عند العرب .

والمجاز العقلي : هو ما كان التجوز فيه في... الإسناد خاصة ، لا في لفظ المسند إليه ولا المسند ،

، فالربيع وإنبات البقل" أنبت الربيع البقل "كقولك كلاهما مستعمل في حقيقته، والتجوز : إنما هو في

إسناد الإنبات إلى الربيع ، وهو لله جل وعلا . وأما مجاز النقص والزيادة : فمداره على وجود...

زيادة ، أو نقص يغيران الإعراب، ويمثلون للنقص ( ، والمراد أهل24بقوله تعالى : }واسأل القرية{)

القرية . ويمثلون للزيادة بقوله تعالى : }ليس كمثله...

( ويقولون إن الكاف زائدة والمراد ليس25شيء{)( .26مثله شئ)

(4/224)

وهناك أقسام أخرى كمجاز التقديم والتأخير،... (.27وغيره، وليس هذا محل بسطه)

وينبغي أن يعلم أن أقسام المجاز هذه إنما هي... عند الذين يرون المجاز في العربية ، وفي القرآن ،

أما الذين لا يرونه فلا يعتبرون ذلك كله ، وسيأتي لهذا الأمر تفصيل في صلب البحث عند ذكر الخلاف

في المسألة . وقد أتيت بهذه التقسيمات لعلاقتها الوطيدة...

بالبحث . والله أعلم.المطلب الثامن : تاريخ نشوء القول بالمجاز :

المستقرئ للجانب التاريخي لظهور المجاز يجد... أن العرب لم يعرف عنهم تقسيم الكلام إلى حقيقة

ومجاز ولم يذكر عنهم التعبير بلفظ المجاز الذي هو قسيم الحقيقة عند أهل الأصول ، وإنما هذا اصطلاح

حدث بعد القرون المفضلة . فهذا "يقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله :...

التقسيم اصطلاح حادث بعد انقضاء القرون الثلاثة لم يتكلم به أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا أحد من الأئمة المشهورين في العلم ... بل ولا تكلم به أئمة اللغة ... ولا من سلف الأمة وعلمائها

وإنما هو اصطلاح حادث ... فإن تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز إنما اشتهر في المائة الرابعة وظهرت أوائله في المائة الثالثة وما علمته موجودا في المائة

( .28")الثانية وقال العلامة ابن القيم رحمه الله بعد رده تقسيم...

وهو اصطلاح حدث بعد "اللفظ إلى حقيقة ومجاز :( .29")القرون الثلاثة المفضلة بالنص

المبحث الأول : أقوال العلماء في المجاز اختلف العلماء في المجاز بين مجيز ومانع...

ومفصل ، ولقد تتبعت أقوالهم فيه فتحصل لي( هي :30خمسة مذاهب)

الأول : الجواز والوقوع مطلقا ، وإليه ذهب... ( .31الجمهور)

الثاني : المنع مطلقا ، وإليه ذهب بعض العلماء... ( من32والمحققين منهم أبو إسحاق الاسفراييني)

( من أهل اللغة .33الشافعية ، وأبو علي الفارسي)( .34وهو قول المحققين من العلماء)...

(4/225)

القول الثالث : المنع في القرآن وحده ، وهو قول... ( ، ومن35بعض العلماء منهم داود بن علي)

( ، ومن المالكية ابن خويز36الشافعية ابن القاص)( .37منداد)

ومن الحنابلة جمع منهم : أبو الفضل التميمي بن... ( ، وأبو عبد الله بن حامد)38أبي الحسن التميمي)

( .40( وغيرهم)39 القول الرابع : المنع في القرآن والسنة دون...

( .41غيرهما)( .42وهو قول ابن داود الظاهري)... القول الخامس : التفصيل بين ما فيه حكم...

شرعي وغيره ، فما فيه حكم شرعي لا مجاز فيه

( .43ومالا فلا)( .44وإلى هذا التفصيل ذهب ابن حزم الظاهري)...

المبحث الثاني : الأدلة والمناقشات والراجح ووجهترجيحه

أولا : أدلة الجمهور القائلين بجواز المجاز ووقوعه :استدلوا بأدلة كثيرة على ذلك ، أهمها :... أن الاسم في لغة العرب منقسم إلى الحقيقة1...

والمجاز ، وهذا التقسيم معتبر عند علماء العربية ، ومشتهر في استعمالات العرب ، والقرآن هو أصل

اللغة ، ومعينها ، فمحال أن يأتي بخلاف ما عليه أهل اللسان العربي ، من تقسيم الاسم إلى حقيقة

ومجاز . أن الأمثلة على وقوع المجاز في القرآن وغيره2...

كثيرة جدا ، وهي أشهر من أن تنكر كقوله تعالى :حمة{) ( ، }جدارا45}واخفض لهما جناح الذل من الر

( ، }أو جاء أحد منكم من الغائط{46يريد أن ينقض{)( ، وغيرها .47)

ووجه الاستدلال من هذه الآيات أنها استعملت في... جناح "غير ما وضعت له أولا في أصل الوضع . فقوله

الجناح حقيقة للطائر من الأجسام ، والمعاني" الذلوالجمادات لا توصف به ، فإثباته للذل مجاز قطعا .

والسؤال لأهل القرية ، وليس لها ، فهو مجاز... بالحذف .

والجدار لا إرادة له ، إذ الإرادة حقيقة ، من... خصائص الإنسان أو الحيوان ، وإنما هو كناية عن

مقاربته الانقضاض لأن من أراد شيئا قاربه فكانت( .48المقاربة من لوازم الإرادة، فتجوز بها عنها)

(4/226)

ثانيا : أدلة المانعين من وجود المجاز ، ومناقشتهمللمجيزين :

سأورد هنا أدلة المانعين للمجاز سواء في اللغة... أم في القرآن وحده أم في القرآن والسنة لتقاربها ،وتلافيا للتكرار وفي ثناياها مناقشة المخالف ومنها :

أ ( أن تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز لم يقع... ) إلا في كلام المتأخرين ، فهو اصطلاح حادث بعد

انقضاء القرون الثلاثة المفضلة ، ولم يتكلم في ذلك أحد من الصحابة والتابعين ، ولا أحد من الأئمة

المشهورين في العلم من أئمة المذاهب ، وغيرهم ،

بل ولا تكلم فيه أئمة اللغة والنحو المعتبرون . ب ( أن علماء السلف الذين ألفوا في ضروب... )

العلم المختلفة ، كالفقه ، والأصول، والتفسير ،والحديث ، لم يوجد فيما كتبوه هذا التقسيم .

وهذا الإمام الشافعي أول من ألف في أصول... الفقه لم يتكلم بتقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز .

ج ( أن الذين أطلقوا كلمة المجاز من علماء... ) السلف لم يعنوا بها ما هو قسيم الحقيقة، فأول من

عرف أنه تكلم بلفظ المجاز أبو عبيدة معمر ابن ، ولكنه لم يعن" مجاز القرآن "( في كتابه49المثنى)

بالمجاز ما يقابل الحقيقة وإنما عنى بمجاز الآية مايعبر به عن الآية .

"الرد على الجهمية "وقال الإمام أحمد في كتابه... ونحو ذلك في القرآن ،" نحن"و" إنا "في قوله تعالى

هذا من مجاز اللغة ومراده رحمه الله بذلك أن هذا مما يجوز استعماله في اللغة ، ولم يرد أنه مستعمل

( .50في غير ما وضع له)

(4/227)

د ( أن الذين قالوا بالتقسيم مطالبون بالدليل... ) لكون الألفاظ العربية وضعت أولا لمعان ، ثم بعد ذلك

استعملت فيها ، ثم تجوز بها عن ما وضعت له ولن يستطيعوا ذلك ، لأنه ليس بإمكان أحد أن ينقل عن

العرب أنه اجتمع جماعة ، فوضعوا جميع الأسماء الموجودة في اللغة ، ثم استعملوها بعد الوضع ،

وإنما المعروف المنقول بالتواتر استعمال العرب هذه الألفاظ فيما عنوه بها من المعاني ، وأي دعوى

( .51خلاف ذلك فليست صحيحة لعدم نقلها إلينا)هـ( ... أن التقسيم ذاته غير صحيح من وجوه :... )

( أن دعوى المجاز تستلزم وضعا قبل الاستعمال ،1)وهذا غير معلوم .

( أنه يستلزم تعطيل الألفاظ عن دلالتها على2) المعاني ، وذلك ممتنع لأن الدليل يستلزم مدلوله من

غير عكس . ( أن التقسيم لا يدل على وجود المجاز ، بل ولا3)

على إمكانه ، ولا يدل على ثبوت كل واحد من الأقسام في الخارج ولا على إمكانها ، فإن التقسيم يتضمن حصر المقسوم في تلك الأقسام وهي أعممن أن تكون موجودة أو معدومة ممكنة أو ممتنعة .

( أن هذا التقسيم يتضمن التفريق بين4) المتماثلين ، فإن اللفظ إذا أفهم هذا المعنى تارة،

وهذا تارة ، فدعوى المدعي أنه موضوع لأحدهما دونالآخر تحكم محض .

( أنه يلزم منه الدور ، فإن معرفة كون اللفظ5) مجازا متوقف على معرفة الوضع الثاني، ومستفاد

منه ، فلو استفيد معرفة الوضع من كونه مجازا لزم الدور الممتنع ، فمن أين علم أن هذا وضع ثان

للفظ؟ ومن أين علم أن وضع اللفظ لأحد معنيينسابق على وضعه للآخر؟

( أن هذا التقسيم يتضمن إثبات الشئ ونفيه ، فإن6) وضع اللفظ للمعنى هو تخصيص به ، بحيث إذا

استعمل فهم منه ذلك المعنى فقط ، ففهم المعنى المجازي مع نفي الوضع ، جمع بين النقيضين ، وهو

يتضمن أن يكون اللفظ موضوعا غير موضوع .

(4/228)

( أن المجاز هو ما يصح أن يقال لقائله إنه فيه7) كاذب لأنه يخبر بالشئ على خلاف حقيقته فيصح أن يقال لمن قال رأيت أسدا يرمي إنك كاذب حيث لم

ير أسدا وإنما رأى رجلا شجاعا . وهذا ظاهر فيضعف تقسيم اللفظ إلى حقيقة ومجاز .

( أن هذا التقسيم لا ينضبط بضابط صحيح ، ولهذا8) فإن عامة ما يسميه بعضهم مجازا ، يسميه غيرهم

حقيقة ، وكل يدعي أن اللفظ مستعمل في موضوعه وهذا يدل على بطلان هذا التقسيم ، وتجرده من

الحقيقة . وإذا بطل التقسيم بطل تقسيم التقسيم حيث...

قسموا كل قسم إلى أقسام وهذا ينقصه الدليل( .52الصحيح ، والنقل السليم)

و ( أن التعريفات التي عرفوا بها كلا من... ) الحقيقة والمجاز لم تخل من مناقشة ، وذلك أنهم

،" باللفظ المستعمل في موضوعه "عرفوا الحقيقة ، وهذا يحتاج" ما استعمل في غير موضوعه "والمجاز

إلى إثبات الوضع السابق على الاستعمال وهومتعذر .

"في الاصطلاح الذي به التخاطب "ومنهم من زاد... ، فيقال من أين يعلم أن هذه الألفاظ التي كانت

تتخاطب بها العرب عند نزول القرآن وقبله لم

تستعمل قبل ذلك في معنى شئ آخر؟ وإذا لم يعلم هذا النفي لا يعلم أنها حقيقة ، ويلزم منه أنه لا

يقطع بشيء من الألفاظ أنه حقيقة ، ولا قائل بهذا)53. )

ز ( أن الفروق التي يفرق بها بين الحقيقة... ) والمجاز ليست صحيحة ، كقولهم : إن المجاز يصح

نفيه ، والحقيقة ليست كذلك ، وإن المجاز ما يتبادر غيره إلى الذهن ، والحقيقة ما تتبادر إلى الذهن ، وإن الحقيقة ما يفيد المعنى مجردا عن القرائن ،

( .54والمجاز مالا يفيد ذلك المعنى إلا مع القرينة) فهذه الفروق لم تخل من مناقشات طويلة ،...

ومستلزمات غير سديدة ، ثم ما ضابط القرائن ، والعلائق التي تذكر؟ كل ذلك وغيره مما ليس له

برهان ساطع ، وضابط واضح يدل على عدم صحةهذه الفروق وفساد اللازم يدل على فساد الملزوم)

55. )

(4/229)

ح ( أن هذا التقسيم كثيرا ما استعملته الفرق... ) الضالة ، المخالفة لأهل السنة وجعلته تكأة لها في تأويل النصوص ورد الأحاديث الصحيحة ، ولم ينقل

( .56عن السلف استعماله) ط ( أن هذا الأمر يستلزم لوازم غير صحيحة ،... )

ويترتب عليه أمور غير سديدة ، وما استلزم ذلك فهو مثله ، فما أولت الآيات وردت الأحاديث ، إلا بدعوى

المجاز، وما عطلت الصفات العلي لله جل وعلا وحرفت إلا بدعوى المجاز ، فقطع هذا الباب، وسده

أسلم للشريعة ، وأقوم للملة .

ومن أشنع اللوازم على قول من فرق بين... الحقيقة والمجاز ، بأن الحقيقة مالا يصح نفيها ، والمجاز ما يصح نفيه ، وهذا باطل قطعا . وبهذا

الباطل توصل القائلون بالتعطيل إلى نفي صفات الكمال والجلال الثابتة لله تعالى في الكتاب والسنة

بدعوى أنها مجاز ، كقولهم في استوى استولى وبتأويلهم اليد بالقدرة والنعمة، والمجيء بمجيء

(.57الأمر ، وقس على هذا) ثالثا : أدلة المانعين منه في القرآن ومناقشتهم

للمخالفين :

من ذلك إضافة إلى ما سبق : أننا لو أثبتنا المجاز... في القرآن لصح أن نطلق على الله سبحانه اسم

متجوز ومستعير وهذا لا يصح لأن أسماء الله توقيفية.

كما أن دعواهم في القرآن بضرب الأمثلة... المعروفة غير صحيحة ، فالآيات والأمثلة التي ذكروها

لا مجاز فيها ، وإنما هي أساليب استعملتها العرب ، ومعان حقيقية جاءت بها اللغة ، فمثلا قوله تعالى

( فيه حذف مضاف ، وحذف58}واسأل القرية{) المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ، أسلوب من

( . لأنه مما يعلم وحذف59أساليب العربية معروف)ما علم جائز كما قرره علماء العربية .

وأيضا : فإن العرب استعملت لفظ القرية ونحوه... من الألفاظ التي فيها الحال والمحل، وهما داخلان

في الاسم ، كالمدينة والنهر ، والميزاب وغيرها ، وأطلقت هذه الألفاظ تارة على المحل ، وهو

المكان ، وتارة على الحال وهو السكان ، وهذاأسلوب مشهور من أساليب العربية .

(4/230)

فيقولون : حفر النهر ، يريدون المحل ، وجرى... النهر ، وهو الماء ووضعت والميزاب وهو المحل ،

( .60وجرى والميزاب وهو الماء ، ونحو ذلك) ونظيره هذا المثال ، }واسأل القرية{ فقد جاء...

استعمال العرب لها تارة للمكان ، وتارة للسكان ، وقد جاء القرآن بذلك كله . قال تعالى : }وكم من

قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا

(.61ظالمين{) وقال في آية أخرى : }وكأين من قرية هي أشد...

قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر ( ، فالمراد بالقرية هنا السكان ، وكذلك62لهم{)

ا ظلموا{) قوله تعالى : }وتلك القرى أهلكناهم لم( ، والمراد السكان .63 وقد أطلق لفظ القرية ، وأريد به المكان ، قال...

( الآية .64تعالى : }أو كالذي مر على قرية{) فالحاصل أن العرب تطلق هذا اللفظ ، وتريد به...

تارة المكان ، وتارة السكان ، والسياق هو الذي يحدد ذلك ، وليس هذا اللفظ مجازا ، وإنما أسلوب من

( .65أساليب العربية المعروفة) وقوله تعالى : }واخفض لهما جناح الذل من...

حمة{) ( ليس المراد به أن للذل جناحا ، بل66الر المراد بالآية الكريمة كما يدل عليه كلام جمع من المفسرين أنها من إضافة الموصوف إلى صفته ،

واخفض لهما جناحك الذليل لهما من "فيكون المعنى ، وقد ورد ما يدل على ذلك في كلام العرب" الرحمة

أي الموصوف بالجود ." حاتم الجود "كقولهم ووصف الجناح بالذل ، مع أنه صفة الإنسان ، لأن...

البطش يظهر برفع الجناح ، والتواضع واللين يظهر بخفضه فخفضه كناية عن لين الجانب ، وإضافة صفة الإنسان لبعض أجزائه أسلوب من أساليب العربية كما

في هذا المثال .

(4/231)

(67وكما في قوله تعالى : }ناصية كاذبة خاطئة{)... (، والله أعلم .68، والمراد: صاحب الناصية)

وأما قوله تعالى : }جدارا يريد أن ينقض{ فلا... مجاز فيه من وجهين :

أحدهما : أن المراد بالإرادة هنا إرادة حقيقية ،... لأن للجمادات إرادة حقيقية ، لا نعلمها ، وإنما يعلمها

الله عز وجل ومما يؤيد ذلك سلام الحجر على ( ، وحنين الجذع الذي كان يخطب عليه69الرسول ) )

( ، وهذا كله ناشئ عن70لما تحول عنه إلى المنبر) إرادة يعلمها الله تعالى وإن لم نعلمها ، كما في

قوله تعالى : }وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا ( . وأمثال ذلك كثير في71تفقهون تسبيحهم{)

الكتاب والسنة . الثاني : أن الإرادة تطلق على معان عدة ، منها :...

المعنى اللغوي المعروف ، ومنها: مقاربة الشئ ، والميل إليه فيكون معنى إرادة الجدار ميله إلى

السقوط ، وقربه منه ، وهذا أسلوب عربي معروف ،( .72وبه ينتفي ادعاء المجاز في الآية)

وأما قوله تعالى : }أو جاء أحد منكم من الغائط{) ( فلا مجاز فيه كذلك ، بل هو من إطلاق اسم73

المحل على الحال فيه وعكسه ، وهذا أسلوب من أساليب العربية المشهورة، وكلاهما حقيقة في

( . كما سبق نظيره في القرية ، والنهر74محله)ونحوها .

فحاصل الجواب على هذه الأمثلة التي ادعي فيها... المجاز أن يقال : إن ذلك أسلوب من أساليب العرب

على حقيقته . وقد استدل المانعون لوجود المجاز في اللغة...

والقرآن ، بأدلة كثيرة ، وناقشوا أدلة المجيزين بمناقشات طويلة وبينوا ما يلزم على القول بالمجاز

من لوازم كثيرة . وقد كان من رواد هذا القول ، والمتصدين...

، فقد لمخالفيه شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تكلم عنه في مواضع متعددة ، وشنع على القائلين به

( .75، ودحض حججهم)

(4/232)

وتبعه في ذلك تلميذه العلامة ابن القيم رحمه الله... ، فقد تصدى لرد هذا القول ، ووصفه بالطاغوت ،

(.76وناقشه من خمسين وجها ، بل أكثر) ( ، وجمع77وسار على ذلك عدد من المتقدمين)...

( .78من المتأخرين) ومما ينبغي ذكره في هذا المقام ، أن السلف كما...

( ، لم يعرفوا هذا المجاز بهذا المعنى79قدمت) الاصطلاحي المتأخر ولذا فلا يرد عليه عدم نقل إنكار

المجاز عنهم . وبعد القرون المفضلة ، ظهر هذا التقسيم ،...

وأنكره عدد من العلماء ومنعوا وقوعه، إما مطلقا أمثال الأستاذ أبي أسحق الاسفرائيني ، وهو من كبار

الشافعية ، وأبي علي الفارسي ، وهو من كبار أهلاللغة .

وإما منعوا وقوعه في القرآن خاصة كالظاهرية ،... وعلى رأسهم داود بن علي ، ومن الحنابلة أبو عبد

( .80الله بن حامد وغيرهم كما سبق ذكرهم) ويؤدي الاستدلال بالمنع في القرآن خاصة إلى...

( .81المنع في اللغة ، والله أعلم) رابعا : ومما سبق من الأدلة والمناقشات على منع...

المجاز في القرآن يدخل فيها المنع في السنةلعموم كونها وحيا من الله تبارك وتعالى .

خامسا : مناقشة الجمهور لأدلة نفاه المجاز .... وقد ناقش الجمهور حجج المنكرين وأجابوا عن...

أدلتهم فمن ذلك: أن القول بأن العرب لم تقسم الكلام إلى حقيقة...

ومجاز فإن أردتم أنهم لم يضعوا هذا الاصطلاح فمسلم وإن أردتم أنه لا يوجد في كلامهم مجاز فغير

مسلم بدليل ما ذكرناه من الأمثلة . وأما قولكم إن هذا الاصطلاح حادث لم يعرف إلا...

بعد القرون المفضلة فغير صحيح بل قد تكلم به عدد من الأئمة منهم معمر بن المثنى مما يدل على أنه

استعمال قديم وقد يطلقون عليه لفظ الاتساع . وأما القول بأن المجاز يخل بالفهم فنحن...

اشترطنا لصحة القول بالمجاز وجود القرينة التيتمنع الإخلال بالفهم وتبين مراد المتكلم من لفظه.

(4/233)

وأما قولكم إن المجاز كذب وأنه يصح نفيه فغير... مسلم لأنه وإن جاز نفيه فليس كذبا لأن المنفي هو

إرادة المعنى الحقيقي وليس المجازي بدليل القرينةالموضحة للمراد .

وأما دعوى أن المجاز يلزم عليه وصف الله... سبحانه بأنه متجوز ومستعير فغير مسلم لأن

الصفات توقيفية . تلك أهم المناقشات التي أوردها الجمهور على...

( .82القائلين بنفي المجاز وإنكاره) سادسا : أما التفصيل بين ما فيه حكم شرعي وما...

ليس فيه فيمنع في الأحكام الشرعية لما يترتب عليه من لوازم غير صحيحة ، فالأحكام الشرعية مبنية على

القرآن والسنة بلفظ العرب ولغتهم ، فالأيمان والنذور والمعاملات والنكاح والطلاق ونحوها لا مجاز فيها ، أما ما ليس فيه حكم شرعي فالأمر فيه واسع

( .83بحمد الله . والله أعلم) سابعا : الراجح ووجه ترجيحه مما سبق من عرض

المذاهب ، والأدلة والمناقشات ، أرى صعوبة الترجيح في هذه المسألة وإن كنت أميل إلى التفصيل على

حسب الضوابط الشرعية وأهمها :( ألا يكون في القرآن والسنة .1) ( ألا يكون في الاعتقاد لاسيما صفات الله2)

سبحانه . ( ألا يكون طريقا إلى تأويل النصوص وردها3)

والتنصل من الأحكام الشرعية . والذي يظهر لي إذا دون تعصب ولا تقليد رجحان...

القول بعدم المجاز ، لاسيما في كتاب الله عز وجل

وسنة رسوله ) ، لقوة أدلة المانعين ، وضعف أدلة المجيزين مما ورد عليها من المناقشات القوية ،

التي أوهنتها . ولما يلزم على القول بالجواز المطلق من لوازم...

غير سديدة ، كتعطيل صفات الكمال لله جل وعلا بحجة المجاز وتأويل النصوص على حسب الأهواء

بهذه الحجة ، ولعدم الضوابط السليمة التي يعرف بها ما قسموه ، مما يوهن القول به ولما يترتب على

التفريق بين ما قسموه ، من جواز نفي بعض كلمات القرآن والسنة ، لأن المجاز يجوز نفيه وهذا باطل

قطعا .

(4/234)

ونحو ذلك مما تقدم عند أدلة المانعين ،... ومناقشتهم للمجيزين فيصار إلى القول بأن ما سموه بالمجاز يسمى أسلوبا من أساليب العرب

المشهورة ، التي درجت عليها وعرفت عنها، فالحاصل أن الراجح هو التفصيل والقول بجواز المجاز بالضوابط الشرعية ، فما يتعلق بالاعتقاد

والصفات وكلام الله فلا مجاز فيه بل كله حقيقة ،أما المجاز فيما دون ذلك فأمره يسير بحمد الله .

المبحث الثالث : هل للخلاف في المجاز ثمرة؟ بعد عرض الخلاف في المسألة ظهر لي أن الخلاف بين المانعين والمجيزين خلاف حقيقي ليس لفظيا

وإن لم يترتب عليه كبير فائدة في الفروع بشرط ألا يتخذ القول بالمجاز ذريعة لتعطيل شئ مما جاء به

الشرع . فالأمثلة السابقة المضروبة لهذه المسألة ، يطلق

عليها المجيزون مجازا ويطلق عليها المانعون أساليب عربية ، تكلمت بها العرب ، وهي حقيقة في

معناها ، لا تجوز فيها . ( ،84ولهذا فقد أنكر المانعون كون الخلاف لفظيا)

لأنهم لم يسلموا أصلا بصحة التقسيم . وتقسيم "قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله :

اللغة إلى حقيقة ومجاز تقسيم مبتدع ، محدث لم ينطق به السلف ، والخلف فيه على قولين وليس النزاع فيه لفظيا ، بل يقال : نفس هذا التقسيم

( .85" )باطل ، لا يتميز هذا عن هذا ... ومن أثبت صحة التقسيم نفى أن يكون هناك...

ثمرة عملية لهذا الخلاف وإنما ينحصر الخلاف فيالعبارة ، والتسمية .

( رحمه الله بعد إثباته المجاز86قال ابن قدامه )... ومن منع فقد كابر ، ومن سلم وقال لا "وتمثيله له :

أسميه مجازا، فهو نزاع في عبارة ، لا فائدة في(.87")المشاحنة فيه، والله أعلم

( معلقا على كلام ابن قدامه هذا88قال الشارح)... بعد أن ذكر المانعين:

(4/235)

ولما كان هؤلاء من العلم بمكان معروف ، تردد... " المصنف في الأمر فجعل ذلك إما مكابرة ، وإما نزاعا

في عبارة وأقول : لا مكابرة ، وإنما الصواب الثاني وحاصل الأمر تعذر "وشرح القول في ذلك ثم قال :

معرفة تقدم وضع على وضع ، فلا مجاز بالمعنى الذي قالوه ، بل الكل موضوع ، فرجع إلى أنه نزاع

( .89")في العبارةالمبحث الرابع :

أثر القول بالمجاز على النصوص الشرعية وتعقيب على أشهر الأمثلة التي ذكرها بعض الأصوليين

للمجاز لقد كان للقول بالمجاز على إطلاقه أثر عظيم...

وخطير على الموقف الصحيح الذي يجب اتخاذه حيال النصوص الشرعية حيث يجب إثباتها على حقيقتها دون تحريف لها عن معانيها الحقيقية لاسيما فيما

يتعلق بالأسماء والصفات . وقد سبق أن أوردت في حجج منكري المجاز...

ومناقشتهم للمثبتين له شيئا من ذلك بما يغني عن( .90الإعادة)

وقد ذكر الأصوليون عددا من الأمثلة من القرآن... على إثبات المجاز وحيث إن كثيرا منها يتعلق بصفات الباري جل وعلا ، فإن ادعاء المجاز فيها يقتضي نفي حقيقتها ، وتعطيل دلالتها على إثبات صفات الكمال لله عز وجل ، التي أثبتها لنفسه في كتابه ، وأثبتها

له رسوله ) ، وسار عليها سلف هذه الأمة ، وقد عرف عن بعضهم سلوكه مذهب الأشاعرة في

العقيدة ، لذا فقد وقعوا في تأويل بعض النصوص عن حقيقتها ، بدعوى المجاز ، ولاسيما في آيات

الصفات وتلك عقيدة المخالفين لمنهج أهل السنة

والجماعة في إثباتهم الصفات لله ، كما جاءت ، وإقرارها كما وردت ، بدون تأويل ، ولا تعطيل ولا

نفي لحقيقتها ، ولا ادعاء كونها مجازا . وإليك بعض الأمثلة التي ذكروها عفا الله عنهم...

تعد شواهد من كلامهم تبين خطورة القول بالمجازفي هذا المجال .

ماوات... المثال الأول : قوله تعالى : }الله نور الس( .91والأرض{)

(4/236)

وهذا المثال ذكره بعض الأصوليين لإثبات المجاز... ( ، فعلى هذا المذهب أن في الآية92في القرآن)

مجازا يكون المعنى : أن الله منور السموات والأرضبالنور المخلوق أو هادي أهلها .

والحق عند أهل السنة أن الآية على حقيقتها ، لا... مجاز فيها ، وأن من أسمائه تعالى النور ، وهو اسم

تلقته الأمة بالقبول ، وأثبت في الأسماء الحسنى ولم ينكره أحد من السلف، ومحال أن يسمي الله

نفسه نورا ، وليس له نور ولا صفة النور ثابتة له ،وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بإثباتها على حقيقتها)

93. ) المثال الثاني : قوله تعالى : }إن الذين يؤذون...

( الآية.94الله ...{) هذا المثال ذكره بعضهم لإثبات المجاز في القرآن...

، مع اختلافهم في معنى ايذاء الله تعالى .فيرى بعضهم أن معنى إيذاء الله : إيذاء رسوله)... 95. )ويرى آخرون أن معنى إيذاء الله : إيذاء أوليائه)... 96. ) والذي اضطرهم إلى هذا التأويل الواضح ادعاؤهم...

المجاز فيها . والحق : أن كلا التفسيرين ليس صحيحا ، بل...

تحمل الآية على حقيقتها وتجرى على ظاهرها ، ويكون المعنى الصحيح لإيذاء الله : الكفر به ،

ومخالفة أوامره ، وارتكاب زواجره ، واتخاذ الأندادوالشركاء له ، وتكذيب رسله عليهم الصلاة والسلام)

ليس أحد أصبر "( ، ويدل على ذلك المعنى حديث97 على أذى سمعه من الله ، إنهم ليدعون له ولدا ،

")ويجعلون له أندادا ، وهو مع ذلك يعافيهم ويرزقهم

98. ) وأما تفسير من أوله بأنه إيذاء رسوله فهو...

مردود ، بما ذكر ، ثم إن الله نص في الآية نفسها على إيذاء الرسول بعد ذكره إيذاءه ، فقال : }إن

الذين يؤذون الله ورسوله{ فيكون الكلام على هذا القول مكررا وهذا محال لمنافاته الأسلوب الصحيح ،

والتعبير السليم ، الذي جرى عليه كتاب الله . وأما تفسير من قال بأنهم يؤذون أولياءه فهو غير...

صحيح من جهتين: الأولى : ما ذكر سابقا من المعنى الصحيح في...

الآية .

(4/237)

الثانية : أن الآية نفسها فيها ذكر للرسول ،... وللمؤمنين والمؤمنات وهم أولياء الله، فيكون في

قيل به لحصل الكلام تكرار لا يليق بكتاب الله ، ولو المحظور ، وهو صرف الآية عن ظاهرها ، وتأويلها على غير حقيقتها ، والوقوع في التكرار الممنوع

الذي يجعل المعطوف عليه بمعنى المعطوف فيكون "الرسول "بمعنى لفظ" الله "معنى لفظ الجلالة

، وهذا غير مراد قطعا ." المؤمنين "وبمعنى لفظ المثال الثالث والرابع : قوله تعالى : }الله...

(100( ، و}ويمكرون ويمكر الله{)99يستهزئ بهم{).

فهذان مثالان ذكرهما بعض الأصوليين لإثبات... ( وليس الأمر كذلك ، فلا101المجاز في القرآن)

مجاز في هذه الآيات وأمثالها ، بل هي على حقيقتها ، عند أهل السنة والجماعة، لأن مسميات هذه

الأسماء إذا فعلت بمن لا يستحق العقوبة كانت ظلما له ، وأما إذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه ، عقوبة له بمثل فعله ، كانت عدلا ، كما قال تعالى : }كذلك

( فكاد له كما كاد له إخوته لما102كدنا ليوسف{) قال له أبوه }لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا

( .103لك كيدا{) ومعنى استهزاء الله ومكره : إيقاع استهزائهم ،...

ورد خداعهم ومكرهم عليهم ، وقيل : استدراجه لهم ، وقيل : إنه يظهر لهم في الدنيا خلاف ما أبطن

في الآخرة ، وقيل : هو تجهيلهم ، وتخطئتهم فيما(.104فعلوه)

قال شيخ الإسلام ابن تيميه بعد ذكره لهذه الأمثلة... وهذا كله حق ، وهو استهزاء بهم "والمعاني :

( .105")حقيقة ومن الأمثلة التي ذكرها بعضهم : قوله تعالى :...

( ،106}كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله{) وقوله : }إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها

( .108( ، وقوله : }ليس كمثله شيء{)107{)

(4/238)

وادعى أن هذه الآيات ليست على حقيقتها ، وإنما... هي مجاز ، والراجح خلاف قوله ، فإنها معان حقيقية

لا مجاز فيها البتة ، ومعانيها مبسوطة في مظانها( .109المعروفة)

والأمثلة التي ذكرها القائلون بالمجاز ليس فيها... مجاز على القول الراجح وإنما هي أساليب بلاغية ،

تكلم بها العرب وأرادوا بها الحقيقة . وأما آيات الصفات فهي حق ، تمر على ظاهرها ،...

وتجرى على حقيقتها ، نوردها كما جاءت ، ونثبتها كما وردت ولا نقع فيه تأويلا أو تعطيلا بدعوى المجاز ، فهذا خلاف منهج السلف أهل السنة والجماعة والله

تعالى أعلم .• • •

الخاتمة وبعد هذه الرحلة العلمية مع المجاز إثباتا ونفيا...

وتفصيلا ، وذكر الأدلة والمناقشات يحسن أن أورد بعض النتائج التي توصلت إليها باختصار وهي على

النحو الآتي :( أهمية هذه المسألة ومكانتها العلمية والعملية .1) ( أن للألفاظ تقسيمات شتى ، منها على قول2)

المتأخرين تقسيم اللفظ إلى حقيقة ومجاز . ( أن هذا التقسيم محل خلاف بين العلماء ، لأن3)

السلف المتقدمين لم يقولوا به .( أن هذا التقسيم متأخر ولذا وقع فيه الخلاف .4) ( أن حاصل المذاهب في المسألة خمسة : الجواز5)

مطلقا ، والمنع مطلقا والتفصيل على خلاف فيه .( أن لكل أدلة وعليه مناقشات .6) ( أن الراجح هو القول بالتفصيل على حسب7)

الضوابط الشرعية . ( أنه فيما يتعلق بالاعتقاد وصفات الباري جل وعلا8)

وكلامه سبحانه وكلام رسوله ) وماله ارتباط بالأحكام الشرعية فالقول بمنع المجاز فيها هو المتعين لما

يلزم على القول به من لوازم فاسدة . ( أن ما ليس له علاقة بما سبق بل مجرد ألفاظ9)

وأساليب واصطلاحات فحسب فالأمر فيه واسع بحمد الله فمجال اللغة رحب وميدانها فسيح ولا مشاحة

في الاصطلاح . ( أن الخلاف له ثمرة حقيقية فيما يتعلق بالعقيدة10)

والقرآن والأحكام أما غيرها فاصطلاح لا مشاحةفيه .

(4/239)

( التنبيه على عدد مما ذكره بعض الأصوليين في11) هذا الموضوع مما فيه تأويل لصفات الله سبحانه

والقول فيها بغير قول السلف رحمهم الله . ( أرى أن هذا الموضوع له ارتباط بقضايا وأحوال12)

زماننا المعاصر ، فلا يزال كثير من المخالفين لمنهج السلف في عدد من القضايا والمسائل يركزون فيها على هذه القضية وصارت عندهم سلما لرد النصوص وتأويلها والتنصل عن كثير من الأحكام الشرعية أو

لي أعناقها وصرفها عن مرادها الحقيقي ، مما يؤكد على حملة الشريعة التصدي لهذه الحملات ضد

عقيدتنا وأحكام شريعتنا وسد الذرائع الموصلة إلىكل ما يخالفها ، والله المستعان .

وهو المسؤول أن يرزقنا الإخلاص في القول... والعمل وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا

الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه إنه خير مسئول وأكرم مأمول ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب

وهو حسبنا ونعم الوكيل . ... والحمد لله ربالعالمين .

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ....

الحواشي والتعليقات

( ... هذا صدر خطبة الحاجة التي كان النبي1) ) يستفتح بها خطبه ، وقد خرجها أهل السنن

والحاكم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

من سنن أبي داود ، كتاب النكاح ،2/238انظر : ...

من سنن الترمذي ،3/413باب في خطبة النكاح ، 3/105كتاب النكاح ، باب ما جاء في خطبة النكاح ،

من سنن النسائي ، كتاب الجمعة ، باب كيف الخطبة؟ من سنن ابن ماجة ، كتاب النكاح ، باب1/609،

من المستدرك للحاكم ، باب2/182خطبة النكاح ، النكاح ، وللشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رسالة خاصة بها من طبع ونشر المكتب الإسلامي ،

دمشق ، بيروت . ( ... ومن أشهرها كتاب الدكتور عبد العظيم2)

المجاز في اللغة والقرآن الكريم "المطعني المسمى وكتاب د. لطفي عبد البديع" بين الإجازة والمنع

فلسفة المجاز بين البلاغة العربية والفكر "المسمىوغيرها ." الحديث

(4/240)

( ... انظر في الألفاظ وشئ من أقسامها :3) وما بعدها من شرح تنقيح الفصول20ص...

من1/264 من الأحكام للآمدي ، 1/14للقرافي ، المحلى على جمع الجوامع مع حاشية البناني ،

من شرح1/107 وما بعدها من نهاية السول ، 1/296 من التعريفات للجرجاني ص273الكوكب المنير ، ص

من أصول الفقه للأستاذ محمد مصطفى368،369شلبي .

من سورة غافر .6( ... آية رقم 4) من سورة يونس .33( ... آية رقم 5) ( ... هو اللغوي المشهور أبو الحسين أحمد بن6)

فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب الرازي كان إماما في اللغة وفي علوم شتى ، وأعطى اللغة جل همه

إلى أن أتقنها وصار فيها إماما وألف فيها المؤلفات المتعددة ، كما له اهتمام بالشعر وله أشعار كثيرة

حسنة . ،" معجم مقاييس اللغة "من أهم مؤلفاته...

هـ390، توفي سنة " حلية الفقهاء"، و" المجمل"وبالري .

من وفيات الأعيان لابن1/118انظر ترجمته في : ... من شذرات الذهب لابن العماد .3/132خلكان ،

من معجم مقاييس اللغة .2/15( ... 7) من2/15( ... انظر في مجموع هذه المعاني : 8)

من المصباح المنير ،1/143معجم مقاييس اللغة ،

من القاموس المحيط .3/221 من الصحاح ، 4/1460 من3/870 من المصباح ، 1/114( ... انظر : 9)

من القاموس .2/170الصحاح ، من معجم مقاييس اللغة .1/494( ... 10)

"المجاز "وانظر في مجموع المعاني اللغوية لكلمة... المراجع السابقة مجتمعة .

من فواتح الرحموت ، وانظر1/203( ... انظر : 11) من الإبهاج للسبكي ، دار الكتب العلمية ،1/127أيضا

بيروت توزيع دار الباز ، مكة . من الإحكام للآمدي .1/26( ... انظر 12) من المعتمد لأبي الحسين1/17( ... انظر : 13)

، سنة1البصري ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط/هـ .1403

من التعريفات للجرجاني .95-94( ... انظر : ص14) من التمهيد لأبي الخطاب .1/77( ... انظر : 15)

(4/241)

من فواتح الرحموت ،1/203( ... وانظر أيضا : 16) من شرح تنقيح الفصول للقرافي دار الفكر ،42ص

من المستصفى ،1/105،341بيروت القاهرة ، 1/172 من حاشية البناني على جمع الجوامع ، 1/300

من1/149 من الروضة ، 64من العدة لأبي يعلى ، ص من إرشاد الفحول .21شرح الكوكب المنير ، ص

ما أفيد به غير ما "( ... وعبر صاحب المعتمد ب :17) من المعتمد للبصري .1/11" وضع له

منها .64( ... انظر : ص18) ( ... وهو حد صاحب جمع الجوامع . انظر :19)

من حاشية البناني على الجمع وقريب منه حد1/300 منه .1/154شارح الكوكب المنير كما في

( ... وهو تعريف أبي الخطاب صاحب التمهيد كما20) منه .1/77في

( ... انظر في تعريف المجاز :21) من المعتمد1/11 من فواتح الرحموت ، 1/203...

من20 من شرح تنقيح الفصول ، ص44للبصري ، ص 1/105،341منتهى الوصول والأمل لابن الحاجب ،

من حاشية البناني305-1/304من المستصفى ، من التمهيد للاسنوي ،179على جمع الجوامع ، ص

من العدة174-1/172 من الإحكام للآمدي ، 1/28 64 من التمهيد لأبي الخطاب ، ص1/77لأبي يعلى ،

من شرح الكوكب المنير ،155-1/154من الروضة من إرشاد الفحول21 من التعريفات ، ص214ص

من أصول الفقه لشلبي .443للشوكاني ، ص من14-1/11( ... انظر شيئا منها في : 22)

من الإحكام للآمدي .1/29المعتمد ، 1/203( ... انظر في أقسام الحقيقة وأمثلتها : 23)

من شرح تنقيح42من فواتح الرحموت ، ص من المعتمد لأبي الحسين البصري ،1/14الفصول ،

من حاشية1/301 من الإحكام للآمدي ، 1/27-28 من شرح150-1/149البناني على جمع الجوامع ،

443 من إرشاد الفحول ، ص21الكوكب المنير ، صمن أصول الفقه لشلبي .

من سورة يوسف .82( ... آية رقم 24) من سورة الشورى .11( ... آية رقم 25) ( ... وسيأتي مزيد إيضاح في ذلك في صلب26)

البحث إن شاء الله .

(4/242)

من البرهان في علوم278-2/274وانظر : ... هـ( ، ط/دار المعرفة794القرآن للزركشي )ت

من جمع الجوامع ، لعبد1/415للطباعة ، لبنان ، هـ( مع حاشيته للشيخ حسن771الوهاب السبكي )ت

-1/169العطار ، ط/مصطفى محمد الحلبي ، مصر ، من مذكرة62 من شرح الكوكب المنير ، ص175

الشنقيطي على الروضة . 1/203( ... انظر في أقسام المجاز والأمثلة : 27)

من شرح تنقيح44من فواتح الرحموت ، ص من المستصفى1/341 من المعتمد ، 1/14الفصول ،

من حاشية البناني على جمع1/309-317، من شرح180-1/156 من العدة ، 1/172الجوامع ،

-23 من التعريفات ، ص215-214الكوكب المنير ، ص من إرشاد الفحول .24

.12/277 ، 7/88،89( ... مجموع الفتاوى 28) .2/5( ... مختصر الصواعق المرسلة 29) ( ... أوردها كلها الزركشي في البحر المحيط30)

2/185. من الإحكام1/47 من المعتمد ، 1/24( ... انظر : 31)

564 من التمهيد لأبي الخطاب ، ص1/80للآمدي ، من22 من شرح الكوكب ، ص1/191من المسودة ،

إرشاد الفحول . ( ... هو الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن32)

إبراهيم ، الفقيه المتكلم الأصولي ، أقر له أهل نيسابور ، وكان يلقب بركن الدين ، له تصانيف نافعة

، منها الجامع ، والتعليقة في أصول الفقه ، توفيهـ .418سنة

من طبقات الشافعية ،4/256انظر ترجمته في : ... من شذرات الذهب3/209 من البداية والنهاية ، 2/24

. وقد طعن في النقل عن أبي إسحاق الاسفراييني...

إمام الحرمين ظنا منه ولكن الأظهر ثبوته عنه ، وقد دأبت كتب الأصول على إثباته عنه ، وعن الفارسي

في أكثرها .

(4/243)

من تيسير التحرير لأمير باد شاه ،2/21وانظر : من بيان المختصر1/230توزيع الباز ، مكة ،

هـ( ،749للأصفهاني محمد بن عبد الرحمن )ت من1/226ط/مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى ،

البدخشي محمد بن الحسن على منهاج الوصول من الإبهاج شرح1/296للبيضاوي ، ط/صبيح بمصر ،

هـ ،1404 بيروت ، سنة 1المنهاج للتاج السبكي ، ط/ 1/296 من جمع الجوامع حاشية العطار ، 1/402-403

من7/89من نهاية السول ، ط/دار الكتب العلمية ، الفتاوى ، وغيرها .

( ... هو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار33) الفارسي الأصل ، أحد أئمة اللغة ، ولد في فسا ،

هـ ، ودخل بغداد سنة288وهي بلدة في فارس سنة هـ صنف كتاب الإيضاح في قواعد اللغة ،307

هـ .373والتذكرة في عشرين مجلدا ، توفي سنة من سير أعلام النبلاء ،5/21انظر ترجمته في : ...

من وفيات1/131ط/مؤسسة الرسالة ، وانظر : من شذرات الذهب .3/88الأعيان ،

( ... كشيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه العلامة ابن34) من7/89القيم ، وقد ذكرا من ذهب إليه ، انظر

، المكتب2 من كتاب الإيمان ، ط/85الفتاوى ، ص من مختصر الصواعق243-2/242الإسلامي ، بيروت

المرسلة لابن القيم ، اختصار محمد بن الموصلي دار 1/80الندوة الجديدة ، بيروت ، وانظر في ذلك أيضا :

من المسودة ،165من التمهيد لأبي الخطاب ، ص من شرح1/183 من شرح الكوكب المنير ، 1/192

من مذكرة58ابن بدران على الروضة ، صالشنقيطي .

( ... هو داود بن علي بن خلف أبو سليمان35) الأصبهاني البغدادي ، إمام أهل الظاهر ، الإمام

الزاهد الورع ، كان من المتعصبين لمذهب الشافعي ، ثم صار صاحب مذهب مستقل ، له مؤلفات كثيرة

منها إبطال القياس ، والمعرفة والحيض والطهارة ،هـ .270وغيرها توفي سنة

من طبقات الشافعية للسبكي ،2/284انظر : ... من شذرات2/158 من وفيات الأعيان ، 2/26

من طبقات الحفاظ والنقل عنه في253الذهب ، ص من الفتاوى .7/89أكثر المراجع الأصولية ، وانظر

(4/244)

( ... هو أبو العباس أحمد بن أبي أحمد ، ابن36) القاص الطبري ، أخذ عن ابن سريج ، وسمي بابن

القاص أو بالقاص لأنه دخل ديار الديلم ، فوعظ بها وذكر ، وكان من أخشع الناس ، له تصانيف في الفقه كثيرة منها التلخيص والمفتاح ، مات بطر

هـ .335سوس سنة من طبقات الشافعية للسبكي ،2/103انظر : ...

من وفيات الأعيان ، وانظر في النقل عنه1/51 بإنكار المجاز في القرآن وعن ابن خويز منداد أيضا :

من الإتقان للسيوطي ، ط/الهيئة المصرية1/120للكتاب ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم .

( ... هو محمد بن أحمد بن عبد الله ، وقيل محمد37) بن أحمد بن علي ، ابن خويز منداد ، أبو عبد الله

البصري المالكي كان يجانب علم الكلام وينافر أهله ، ويحكم على الكل أنهم من أهل الأهواء ، تتلمذ على

الأبهري ، وله كتب كثيرة في الأصول والفقه ، وتكلمهـ . ...390فيه أبو الوليد الباجي ، توفي سنة

2/229 من لسان الميزان ، وأيضا 5/291انظر : ... من الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب للقاضي برهان الدين إبراهيم بن علي ابن فرحون ،

تحقيق الدكتور محمد الأحمدي أبو النور ، ط/دار 103م ص1974التراث للطبع والنشر بالقاهرة سنة

من شجرة النور الزكية لمحمد مخلوف ،

هـ .1349ط/بالاوفست عن الطبعة الأولى سنة ( ... هو عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث بن38)

أسد الفقيه ، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ، توفيهـ .410سنة

من طبقات الحنابلة للقاضي أبي2/179انظر : ... هـ( ، مطبعة السنة المحمدية ،526يعلى الفراء )ت

من المنتظم في تاريخ الملوك7/295م 1952مصر هـ( ، حيدر آباد ، الدكن ،597والأمم لابن الجوزي )ت

هـ .1359الهند ( ... هو الحسن بن حامد بن علي بن مروان أبو39)

عبد الله البغدادي إمام الحنابلة في زمانه وفقيههم ، هـ ، وله403له مصنفات في علوم شتى ، توفي سنة

شرح على مختصر الخرقي .

(4/245)

من3/166 من طبقات الحنابلة ، 2/171انظر : ... شذرات الذهب ، وقد عزا القول له وللتميمي شيخ

من الفتاوى .7/89الإسلام ابن تيميه انظر ( ... كأبي الحسن الخرزي من الحنابلة ، ومنذر40)

بن سعيد البلوطي ، وقد ذكر شيخ الإسلام أن له من الفتاوى7/89مصنفا في منع المجاز في القرآن

. ( ... نسبه إليه الزركشي في البحر وقال تفرد به41)

، وأورده ابن حزم في الإحكام3/185، انظر 4/531.

( ... هو أبو بكر محمد بن داود بن علي بن خلف42) الظاهري إمام ابن إمام ، خلف أباه في التدريس

وكان فقيها مناظرا أديبا شاعرا ، له مصنفات عديدة منها اختلاف مسائل الصحابة والوصول إلى معرفة

الأصول ، والزهرة في الأدب وغيرها ، مات سنةهـ .297 من طبقات الفقهاء للشيرازي ،172انظر : ص...

من وفيات الأعيان .4/259 ، وانظر :3/185( ... أورده الزركشي في البحر 43)

من الإحكام لابن حزم الظاهري .4/531-532 ( ... هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن44)

حزم الظاهري ، تفقه على مذهب الشافعي حتى صار حافظا فقيها مستنبطا حتى عد من أساطين

مذهب الظاهرية ، له مصنفات كثيرة منها المحلى ،

والإحكام في أصول الأحكام ، والفصل في المللهـ .456والنحل ، وغيرها مات سنة

من3/299 من وفيات الأعيان ، 3/13انظر : ... شذرات الذهب .

من سورة الإسراء .24( ... آية رقم 45) من سورة الكهف .77( ... آية رقم 46) 6 من سورة النساء ، وآية رقم 43( ... آية رقم 47)

من سورة المائدة . من شرح ابن بدران للروضة .1/182( ... انظر : 48)

من الإحكام1/47وانظر في أدلة المجيزين : ... من1/182 من التمهيد لأبي الخطاب ، 1/80للآمدي ،

من إرشاد الفحول .23شرح الروضة لابن بدران ، ص

(4/246)

( ... أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي البصري49) هـ ، كان من أوعية العلم ،110النحوي ، ولد سنة

روى عن هشام بن عروة وأبي عمرو بن العلاء ، وكان حافظا للعلوم ، إماما في التصنيف حتى بلغت تصانيفه نحو مائتي مصنف وله مع العلماء مناظرات مشهورة ، وقد أخذ عنه أبو عبيد القاسم بن سلام ،

هـ وقيل غير ذلك ، عفا الله عنه .210توفي سنة من2/24 من وفيات الأعيان ، 5/235انظر : ...

شذرات الذهب . من26( ... وقد صرح بمراده هذا ، انظر ص50)

الكتاب ، نشر رئاسة إدارات البحوث العلمية ، الرياض من الإيمان لابن83 من الفتاوى ، ص7/78، وانظر :

من243-2/241 من الفتاوى ، 404-20/403تيميه ، من شرح ابن184-1/183مختصر الصواعق المرسلة

من مذكرة62-58بدران على الروضة ، صالشنقيطي .

من87-86 من الفتاوى ، ص91-7/90( ... انظر : 51) من مختصر244-2/243الإيمان ،

من مذكرة الشنقيطي .62الصواعق ، ص ( ... انظر في بطلان التقسيم وما يترتب عليه :52)

من الإيمان ،104-92 من الفتاوى ، ص7/96-106 من مختصر الصواعق ، فقد ذكر فيه1/243-287

خمسين وجها على بطلانه ، لما يترتب عليه منلوازم فاسدة .

من93-92 من الفتاوى ، ص97-7/96( ... انظر: 53)

من مختصر الصواعق.249-2/243الإيمان ، من115-7/96( ... انظر في الفروق بينهما : 54)

من261-2/247 من الإيمان ، 101-92الفتاوى ، ص من1/86 من المعتمد ، 27-1/25مختصر الصواعق ،

من إرشاد الفحول .25التمهيد لأبي الخطاب ، ص من الفتاوى ،115-7/96( ... وانظر في ذلك : 55)

من مختصر261-1/247 من الإيمان ، 101-92صالصواعق .

من الفتاوى ، ص119-7/88،118( ... انظر : 56) من مختصر الصواعق ،1/241 من الإيمان ، 84،114

من مذكرة الشنقيطي .58ص وما بعدها من7/90( ... انظر في اللوازم : 57)

287-2/243 وما بعدها من الإيمان ، 86الفتاوى ، ص من مذكرة الشنقيطي .58من مختصر الصواعق ، ص

من سورة يوسف .82( ... آية رقم 58)

(4/247)

من مذكرة الشنقيطي .59( ... انظر : ص59) 108 من الفتاوى ، ص113-7/112( ... انظر : 60)

من الفتاوى .20/263من الإيمان ، من سورة الأعراف .5-4( ... آية رقم 61) من سورة محمد .13( ... آية رقم 62) من سورة الكهف .59( ... آية رقم 63) من سورة البقرة .259( ... آية رقم 64) من الفتاوى ،20/463 ، 113-7/112( ... انظر : 65)

من مختصر303-2/302 من الإيمان ، 108صالصواعق المرسلة .

من سورة الإسراء .24( ... آية رقم 66) من سورة العلق .16( ... آية رقم 67) من الفتاوى ،20/465( ... انظر في ذلك كله : 68)

من مذكرة59-58 من مختصر الصواعق ، ص2/252الشنقيطي .

إني لأعرف حجرا بمكة كان "( ... فقد قال )69) حديث صحيح رواه مسلم" . يسلم علي قبل أن أبعث

3/19وأحمد والترمذي عن جابر بن سمرة . انظر : من فيض القدير للمناوي شرح الجامع الصغير

هـ ،1391 ، دار المعرفة ، بيروت 2للسيوطي ، ط/توزيع دار الباز ، مكة .

كان جذع "( ... كما في صحيح البخاري عن جابر :70)

يقوم إليه النبي ) فلما وضع له المنبر حن من صحيح البخاري ، كتاب1/220انظر : " . الجذع

من التلخيص الحبير لابن حجر .2/62الجمعة ، وانظر من سورة الإسراء .44( ... آية رقم 71) من103 من الفتاوى ، ص7/108( ... انظر : 72)

من مذكرة الشنقيطي .59الإيمان ، ص 6 من سورة النساء ، وآية رقم 43( ... آية رقم 73)

من سورة المائدة . 93 من الفتاوى ، ص20/467 ، 7/97( ... انظر : 74)

من مذكرة الشنقيطي .60من الإيمان ، ص ،119-7/87( ... وقد طرق هذه المسألة في : 75)

من الفتاوى .20/400-499 ( ... في مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية76)

.423-2/241والمعطلة ( ... مضى ذكر بعضهم مع الإحالة إلى من ذكرهم77)

من البحث .30ص

(4/248)

( ... ومن أشهرهم العلامة محمد الأمين78) ، وله رسالة62-58الشنقيطي في المذكرة ص

منع جواز المجاز في "مستقلة في ذلك اسمها ، ومن أولئك أئمة الدعوة" المنزل للتعبد والإعجاز

والمحققون من المعاصرين كالشيخ عبد الرزاق من الإحكام1/26عفيفي رحمه الله وغيره . انظر

للآمدي ، تعليق الشيخ عبد الرزاق عفيفي . من البحث .29،30( ... انظر ص 79) .583( ... انظر ص80) من شرح البدخشي محمد بن1/226( ... انظر : 81)

الحسن على منهاج الوصول للبيضاوي. من المعتمد لأبي1/31( ... انظر في ذلك : 82)

2/22 من فواتح الرحموت ، 1/212الحسين البصري ، من التبصرة للشيرازي ،179من تيسير التحرير ، ص

من الإحكام1/50 من المحصول للرازي ، 1/1/464 من2/648،913،1094 من العدة ، 2/700للآمدي ،

كتاب المجاز في اللغة والقرآن الكريم بين الإجازة والمنع د. عبد العظيم المطعني ، ط/مكتبة وهبة

بالقاهرة وما بعدها من الإحكام لابن4/531( ... انظر 83)

حزم .

من الإحكام للآمدي حيث جعله1/46( ... انظر : 84)كذلك .

من2/243 من الفتاوى ، وانظر 7/113( ... 85)مختصر الصواعق لابن القيم .

( ... هو أبو محمد موفق الدين عبد الله بن أحمد86) بن محمد بن قدامه المقدسي ، أحد العلماء الأعلام

صاحب التصنيفات المهمة في الفقه والأصول ، أشهرها المغني والكافي والمقنع والعمدة والروضة ،

هـ .620هـ ، وتوفي سنة 541ولد سنة من ذيل طبقات النابلة لابن رجب ،2/133انظر : ...

من شذرات الذهب .5/88 من الروضة .64( ... ص87) ( ... هو الشيخ عبد القادر بن مصطفى بدران88)

الدومي الدمشقي . من نزهة الخاطر العاطر شرح1/183-184( ... 89)

كتاب روضة الناظر . ( .52 مع المراجع في حاشية ) 586( ... ص90) من سورة النور .35( ... آية رقم 91) من المستصفى .1/105( ... كالغزالي ، انظر 92) من2/359 من الفتاوى ، 20/468( ... انظر : 93)

مختصر الصواعق المرسلة . من سورة الأحزاب .57( ... آية رقم 94)

(4/249)

من64 من المستصفى ، ص1/105( ... 95)الروضة .

من العدة .2/696 من المستصفى ، 1/105( ... 96) من تفسير القرآن العظيم3/517( ... انظر : 97)

من تفسير7/237لابن كثير ، ط/دار الفكر ، من مذكرة الشنقيطي .60القرطبي ، ص

( ... أخرجه البخاري في باب الصبر على الأذى98) من صحيحه ، وأخرجه7/71من كتاب الأدب ، انظر

5/363 من المسند ، وانظر 405-4/401أحمد ، انظر من فيض القدير للمناوي ، فقد عزاه إلى البيهقي

والنسائي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه . من سورة البقرة .15( ... آية رقم 99) من سورة الأنفال .30( آية رقم 100) من المستصفى .1/105( 101) من سورة يوسف .76( آية رقم 102)

من سورة يوسف .5( آية رقم 103) من الفتاوى ، ص20/471 ، 7/111( انظر : 104)

من الصواعق المرسلة2/258 من الإيمان ، 106-107. من107 من الفتاوى ، ص7/112( انظر : 105)

الإيمان . من سورة المائدة .64( آية رقم 106) من سورة الكهف .29( آية رقم 107) من سورة الشورى ، وانظر هذه11( آية رقم 108)

من المستصفى .1/105الأمثلة في ( سواء من كتب التفسير أم العقائد أم الأصول109)

أم غيرها مما سطره علماء السلف رحمهم الله وأهم من تصدى لأمثلة مدعي المجاز في القرآن شيخ

الإسلام ابن تيميه في الفتاوى وتلميذه ابن القيم في مختصر الصواعق ، وقد مرت الإحالة على

الصفحات في ثنايا البحث . وانظر في الأمثلة خاصة والقول الحق فيها...

من مختصر419-2/307 من الفتاوى ، 1/463-497الصواعق المرسلة .

المصادر والمراجع

القرآن وعلومه : الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ، ط/الهيئة*

المصرية للكتاب ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم . البرهان في علوم القرآن للزركشي ، ط/دار*

المعرفة ، لبنان .تفسير القرآن العظيم ، لابن كثير ، ط/دار الفكر .* تفسير القرطبي )الجامع لأحكام القرآن( ، ط/دار*

هـ .1387 ، 2الكتب المصرية ط/

الحديث وعلومه :

(4/250)

التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير* لابن حجر العسقلاني ، ط/المكتبة الأثرية ، باكستان .

سنن أبي داود ، ط/دار الفكر .* سنن الترمذي )جامع الترمذي( ، تحقيق أحمد محمد*

عثمان ، ط/دار الفكر .

سنن ابن ماجه ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ،* ط/دار إحياء التراث العربي ، بيروت .

سنن النسائي ، ط/مصطفى البابي الحلبي ، مصر .* صحيح البخاري ، المكتبة الإسلامية ، استانبول ،*

تركيا . فيض القدير للمناوي شرح الجامع الصغير*

هـ،1391 ، دار المعرفة ، بيروت ، 2للسيوطي ، ط/توزيع دار الباز بمكة .

المستدرك للحاكم النيسابوري ، ط/دار الكتاب* العربي ، بيروت .

المسند للإمام أحمد بن حنبل ، ط/دار الفكر* كتب اللغة :

الصحاح للجوهري ، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار ،* هـ .1404 ، 3دار العلم للملايين ، ط/

المصباح المنير للفيومي ، المكتبة العلمية ،* بيروت ، لبنان .

معجم مقاييس اللغة ، لابن فارس ، تحقيق عبد* السلام هارون ، دار الكتب العلمية ، إيران .

القاموس المحيط للفيروزآبادي ، ط/الحلبي ،* القاهرة .

كتب الأصول : هـ ، دار الكتب1404 ، 1الإبهاج للسبكي ، ط/*

العلمية ، بيروت ، توزيع دار الباز بمكة . الإحكام للآمدي ، تحقيق وتعليق الشيخ عبد الرزاق*

عفيفي ، ط/المكتب الإسلامي، بيروت . الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم الظاهري ،*

هـ ،1398 ، 1تحقيق محمد أحمد عبد العزيز ، ط/الناشر مكتبة عاطف بمصر.

إرشاد الفحول للشوكاني ، ط/دار المعرفة ، بيروت* .

أصول الفقه ، محمد مصطفى شلبي ، ط/دار* هـ .1402 ، 3النهضة العربية ، بيروت ، ط/

البحر المحيط للزركشي ، تحقيق د. عمر الأشقر ،* ط/وزارة الشئون الإسلامية ، الكويت .

بيان المختصر شرح مختصر ابن الحاجب للأصفهاني* محمد بن عبد الرحمن ، تحقيق د.محمد مظهر بقا ،

ط/مركز البحث العلمي ، جامعة أم القرى .

(4/251)

التبصرة في أصول الفقه لأبي إسحاق الشيرازي ،* تحقيق د. محمد حسن هيتو ، دار الفكر ، دمشق ،

هـ .1400 التمهيد لأبي الخطاب ، تحقيق د. مفيد أبو عمشة ،*

،1ط/مركز البحث العلمي جامعة أم القرى ، ط/هـ .1406

التمهيد في تخريج الفروع على الأصول للاسنوي ،* تحقيق د. محمد حسن هيتو ، ط/مؤسسة الرسالة ،

هـ .1400 ، 1بيروت ، ط/ تيسير التحرير لأمير بادشاه ، توزيع دار الباز ،*

مكة ، ط/دار الكتب العلمية ، بيروت . جمع الجوامع بشرح المحلى ، ط/دار الفكر ،*

هـ .1402 حاشية الشيخ حسن العطار على جمع الجوامع لعبد*

الوهاب السبكي، ط/مصطفى الحلبي، مصر. حاشية البناني على جمع الجوامع ، ط/دار الفكر ،*

هـ .1402 شرح ابن بدران على الروضة )نزهة الخاطر العاطر*

شرح روضة الناظر( ط/المكتب الإسلامي ، ودارالكتب العلمية ، بيروت

شرح البدخشي )مناهج العقول( ، محمد بن الحسن* على منهاج الوصول للبيضاوي ، ط/صبيح مصر .

شرح تنقيح الفصول للقرافي ، ط/دار الفكر ،* بيروت ، القاهرة .

شرح المحلى على جمع الجوامع مع حاشية* هـ .1402البناني ، ط/دار الفكر ،

شرح الكوكب المنير لابن النجار ، تحقيق د. محمد* الزحيلي ، ود.نزيه حماد ، ط/مركز البحث العلمي

هـ .1402بجامعة أم القرى العدة لأبي يعلى ، تحقيق د. أحمد سير المباركي ،*

مؤسسة الرسالة بيروت . فواتح الرحموت شرح مسلم الثبوت ، مطبوع*

بهامش المستصفى ، ط/دار إحياء التراث العربي،بيروت .

المحصول في أصول الفقه لفخر الدين الرازي ،* هـ ، نشر1400 ، 1تحقيق د. طه جابر العلواني ، ط

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية . مذكرة في أصول الفقه للشنقيطي محمد الأمين ،*

ط/المكتبة السلفية المدينة المنورة .

المسودة لآل تيميه ، تحقيق محمد محيي الدين عبد* الحميد ، دار الكتاب العربي ، بيروت .

(4/252)

المستصفى للغزالي ، ط/مع فواتح الرحموت ،* مصورة عن المطبعة الأميرية ، بولاق بمصر ، نشر دارإحياء التراث العربي ومكتبة المثنى ، بيروت ، لبنان .

المعتمد لأبي الحسين البصري المعتزلي ، دار* هـ .1403 ، 1الكتب العلمية ، بيروت ، ط/

منتهى الوصول والأمل لابن الحاجب ، ط/دار الكتب* هـ .1405 ، سنة 1العلمية ، بيروت ، ط/

نهاية السول للاسنوي على منهاج الوصول* للبيضاوي ، ط/دار الكتب العلمية ، عالم الكتب ،

بيروت .

كتب التراجم : البداية والنهاية لابن كثير ، مكتبة المعارف ، بيروت* .

الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب للقاضي* برهان الدين ابن فرحون ، تحقيق د. محمد الأحمدي

م .1974أبو النور ، ط/دار التراث ، القاهرة ، ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ، صححه محمد حامد*

هـ .1372الفقي ، ط/السنة المحمدية ، سنة سير أعلام النبلاء للذهبي ، ط/مؤسسة الرسالة .* شجرة النور الزكية لمحمد مخلوف ، ط/بالأوفست*

هـ .1349عن الطبعة الأولى سنة شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي ، ط/دار الآفاق*

الجديدة ، بيروت . طبقات الحفاظ للسيوطي ، ت/علي محمد عمر ،*

م .1973مكتبة وهبة ، القاهرة ، ط/ طبقات الشافعية للسبكي ، دار المعرفة ، بيروت ،*

.2ط/ طبقات الفقهاء للشيرازي ، تحقيق د.إحسان*

م .1970عباس ، نشر دار الرائد العربي ، بيروت ، لسان الميزان لابن حجر العسقلاني ، نشر مؤسسة*

الأعلمي ، بيروت . المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي ،*

هـ .1359ط/حيدر أباد الدكن ، وفيات الأعيان لابن خلكان ، تحقيق د. إحسان*

عباس ، ط/دار صادر ، بيروت .

مصادر خاصة : المجاز في اللغة والقرآن الكريم بين الإجازة*

والمنع ، د. عبد العظيم المطعني ، مكتبة وهبةبالقاهرة.

منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز ،* للشيخ محمد الأمين الشنقيطي ، مطبوع في آخر أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للمؤلف ،

هـ .1403

(4/253)

فلسفة المجاز بين البلاغة العربية والفكر الحديث ،* ،2د. لطفي عبد البديع ، نشر النادبي ، جدة ، ط

هـ .1406

كتب أخرى : ، المكتب2الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيميه ، ط/*

الإسلامي ، بيروت . التعريفات للجرجاني ، مكتبة لبنان ، بيروت ،*

م .1978 الرد على الجهمية والزنادقة ، للإمام أحمد بن حنبل*

، نشر رئاسة إدارات البحوث العلمية ، الرياض . مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميه ، جمع عبد*

الرحمن بن قاسم وابنه محمد ، نشر الرئاسة العامةللبحوث العلمية الرياض .

مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم ، اختصار* محمد الموصلي ، دار الندوة الجديدة ، بيروت .

موقف المتكلمين من الاستدلال بنصوص الكتاب* والسنة عرضا ونقدا ، د. سليمان بن صالح الغصن ،

هـ .1416 ، 1دار العاصمة الرياض ، ط

(4/254)

العلاقات السياسية بين الدولة العباسية والدولةالبيزنطية

في عهد الخليفة هارون الرشيد م808 - 786 هـ / 193 - 170

د. محمد بن ناصر بن أحمد الملحم أستاذ التاريخ الإسلامي المشارك - كلية الشريعة

والدراسات الإسلامية فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -

الأحساء

ملخص البحثيشتمل هذا البحث على :

العلاقة بين المسلمين والبيزنطيين قبل خلافة- الرشيد ، وتناولت العلاقة في عهد أبي جعفر

المنصور ، الذي اهتم بتحصين الحدود الإسلامية وحدد أسلوب القتال بالصوائف والشواتي ، كما وضحت

دور الرشيد في خلافة والده المهدي ، حيث قادالرشيد جيشا كبيرا انتصر على الروم .

العلاقة بين المسلمين والبيزنطيين في خلافة- م (. وفيها عني808 - 786 هـ / 193 - 170الرشيد )

الرشيد بإنشاء منطقة العواصم قرب إنطاكية ، وبنى مدينة طرسوس ، لتكون مركزا استراتيجيا يغزون

المسلمين منه ، وحرك جيوش الصوائف والشواتي ناحية الروم ، كما بينت العلاقة بين الرشيد وإيريني -

م - والتي توقفت802 - 799 هـ / 186 - 183سنة فيها الشواتي والصوائف على بلاد الروم ، لإعلان

إيريني الطاعة للمسلمين ودفع الجزية السنوية لهم ووضحت - أيضا - العلاقة العدائية بين الرشيد ونقفور

م حيث تقدم808 - 802 هـ / 193 - 187- سنة 187الجيش الإسلامي صوب هر قلة وفتحها سنة

م .802هـ / وفي نهاية هذا البحث خاتمة بأهم نتائجه ومنها : أنه

تحقق الهدف المنشود من الشواتي والصوائف، وأخذ صوت الإسلام يعلو في بعض المدن الرومية ، وبدأ الروم يحسبون للمسلمين ألف حساب ، باعتبارهم

القوة الغالبة ، ودخل الآلاف من الروم في دينالإسلام .

• • •مقدمة :

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد :

(4/255)

فإن العلاقات بين المسلمين والبيزنطيين - الروم الشرقية - قديمة ، ترجع إلى عصر الرسول صلى الله

عليه وسلم كما في سرية مؤتة وغزوة تبوك ، وفي عصر الراشدين تمكن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب - ) - أن يفتح بلاد الروم ويسترد بيت

المقدس من أيديهم، ومن وقتها زادت حدة التوتر بين المسلمين والروم ، وغلب عليها الطابع العدائي؛

نظرا لاختلاف الديانة ، ولأهمية مدينة بيت المقدس وكنيسة القيامة التي يحجون إليها ، إضافة إلى

الحدود المتشابكة بين الطرفين والغارات المتواصلة ، وعليه فقد أصبحت الحرب بين

المسلمين والبيزنطيين في العصر العباسي لا تعدو تبادل الغارات وما يصحب ذلك من تدمير وتخريب

وقتل وسبي، ولم تنقطع غزوات المسلمين عن بلادهـ/193 – 170البيزنطيين في عهد هارون الرشيد –

م - لكن كم عدد الحملات ؟ وما نظامها ؟808 - 786 وما الهدف منها ؟ وما سر انتصارات الجيوش

الإسلامية فيها ؟ وما موقف الإمبراطورة إيريني والإمبراطور نقفور منها ؟ وما أهم النتائج التي حققتها ؟ ولماذا توقفت هذه الحملات بعد وفاة

الرشيد ؟ . كل ذلك تناوله البحث وناقشه بالتفصيلمن خلال المباحث التالية:

أولا : العلاقة بين المسلمين والبيزنطيين قبل خلافةالرشيد .

أ . تمهيد عن العلاقة في عهد أبي جعفر المنصوروابنه المهدي .

ب . دور الرشيد في هذه العلاقة في خلافة والدهالمهدي .

ثانيا : أ . طبيعة العلاقات بين المسلمين والبيزنطيين في

م .808 – 786هـ/ 193 - 170خلافة هارون الرشيد هـ /182– 170ب . سياسة الصوائف والشواتي سنة

م .798 - 786 هـ /186 - 183ج . بين الرشيد وإيريني في الفترة

م.802 - 799 هـ /193 - 187د . بين الرشيد ونقفور في الفترة

م.808 - 802الخاتمة .

أولا : العلاقات بين المسلمين والبيزنطيين قبلخلافة الرشيد في الدولة العباسية :

أ - تمهيد عن العلاقة في عهد أبي جعفر المنصوروابنه المهدي :

(4/256)

بعد أن أقام العباسيون دولتهم في العراق سنة م كان النفوذ البيزنطي قابعا في748هـ / 131

شمال الشام حيث تحصن الروم في مواقع حصينة ( ،1في جبال طوروس وآسيا الصغرى وبحر مرمرة )

وأخذوا يطلون منها على المسلمين ساعات الضعف أو الانشغال ويتراجعون إليها في ساعة القوة ،

وبداية انتهز الإمبراطور قسطنطين الخامس م (775 - 741هـ / 159 – 124( ) 2كوروليموس)

فرصة انشغال العباسيين بأحداث إقامة دولتهم والتمكن لأنفسهم ومواجهة مشاكل المركزية

م ( على750هـ/ 133والإقليمية وأغار في سنة ) منطقة الحدود ) الحدود بين المسلمين والروم ( - أي

( - وأتى على جهود المسلمين في3منطقة الثغور ) التحصين ، ودمر خط حصون الفرات ، ثم الخط

الممتد من نهر الفرات إلى البحر الأبيض المتوسط ، وهدد النظام الثغري كله تهديدا خطيرا فحاصر ملطية

( واستسلم أهلها له ، ولذلك اهتم أبو جعفر4) م ( بتحصين774 - 754هـ/158 - 137( ) 5المنصور )

الحدود ، فأمر عمه - صالح بن علي - بإعادة تحصين( .6ملطية )

ويبدو أنه أول من جعل لمنطقة الجزيرة كيانا إداريا ( ؛ فقد ولى عبد الوهاب بن إبراهيم7مستقلا )

الإمام على الجزيرة والثغور ، وسخر في ذلك العمل الجليل جنود الدولة الجدد ، فقد خرج الحسن بن قحطبة في سبعين ألفا ، وجمع العمال من كافة

البلاد الإسلامية، ويذكر البعض أن الحسن كان يحمل الحجارة بنفسه احتسابا ، وقد استطاع الجند

الخراسانية أن يعيدوا بناء ملطية في نحو ستة شهور ( ، ومن ذلك تبين أن المنصور هو الذي وضع8)

أساس النظام الثغري الذي وصل إلى حد الكمال ( )841 - 833هـ / 227 – 218( ) 9زمن المعتصم )

10. )

(4/257)

كما حرص المنصور على وضع أسلوب للقتال وتقاليده ، والذي حافظ عليه الخلفاء الذين تعاقبوا

بعده ، ففي عهده نظمت الصوائف والشواتي ، فقد كانت هناك أوقات معينة يغير فيها المرابطون في

الثغور تحدث في فصل الربيع والصيف وتسمى ( إلى أن غزو1بالصوائف ويشير قدامة بن جعفر )

الربيع كان يبدأ في منتصف مايو بعد أن تكون الخيل قد سمنت وقويت من رعيها ، ويستمر الغزو ثلاثين

يوما ) أي حتى منتصف شهر يونيو ( وتجد الخيول أثناء هذه الغارات الغذاء الوفير والمرعى الخصيب في أراضي البيزنطيين التي تعيث فيها ، ثم يركن المسلمون إلى الراحة حتى منتصف يوليو ، فتبدأ

غارات الصيف وتستغرق قرابة الشهرين . ويبدو أن ممن اشتهر بالبطولة في ميدان الصوائف في عهد

المنصور رجل يدعى مالك بن عبد الله الخثعمي الذي بلغ من شدة بلائه في الحرب وظفره فيها وغنائمه

( .2الكثيرة منها أن سمي مالك الصوائف ) أما الشواتي فكانت تبدأ في مستهل فبراير والنصف

( وكانت غزوات المسلمين تتركز3الأول من مارس) في الصيف وقلما تحدث في الشتاء ؛ نظرا للبرودة

الشديدة في بلاد الروم ، وخاصة أن الثغور يقع معظمها في أعالي جبال طوروس حيث تغطى بالثلج

( ، وربما أيضا لأن4أغلب فصل الشتاء والربيع ) طبيعة العنصر العربي الشرقي لا يحتمل هذه البرودة

وهذه الثلوج . وكذلك لأن تحركات الجند تكون بطيئة بسبب الأمطار

والوحول وغيرها. –774هـ/ 169 - 158( ) 5وتابع محمد المهدي )

م ( السير على درب أبيه في بناء الحصون ،785 وحشد الجند ومحاولة تأمين حدود الشام من غارات

البيزنطيين ، فتصدى للإمبراطور البيزنطي ليو الرابع م ( وأرسل عدة حملات ، منها780-775هـ159-164)

هـ /161حملة بقيادة الحسن ابن قحطبة سنة ) م ( الذي دخل بلاد الروم وثقلت وطأته على777

( .6أهلها حتى صوروه في كنائسهم)

(4/258)

ولقد أثمرت استراتيجية المنصور وابنه المهدي في شمال الشام ، وأصبحت مدنه - وفي مقدمتها ملطية - حصنا منيعا للقوات الإسلامية يهاجمون منه القوات

البيزنطية التي لا تفتأ في الإغارة على المسلمين من حين لآخر ، وكانت سنة حميدة طبقها من جاء

بعدهم من خلفاء بني العباس حتى إذا اكتملتأصبحت درعا يقي المسلمين من أخطار أعدائهم . وكان للصوائف والشواتي أثرها الكبير في نفوس

البيزنطيين ، فبعد أن كانت الإدارة البيزنطية لا تعير المسلمين كثيرا من الاهتمام ؛ لأنهم في نظرهم

( ، -1قبائل بدائية يفتقرون إلى النظام والوحدة ) وربما كان هذا قبل خلافة معاوية بن أبي سفيان -

أصبحوا بعد ذلك يحسبون لهم ألف حساب ، فقد أرغمتهم سياسة المسلمين في الشواتي والصوائف

إلى إخلاء منطقة الحدود في أطراف دولتهم من السكان ؛ حتى لا تتعرض لهجمات المسلمين في الصيف والشتاء ، في حين أبقوا بعض الحاميات

للدفاع عنها فقط ، مما شجع خلفاء بني العباس بعدالمهدي على انتهاج نفس السياسة .

( في هذه العلاقة في خلافة والده2ب - دور الرشيد)المهدي:

لم يكتف المهدي بما أحرزه الحسن بن قحطبة من نصر في أرض الروم ؛ بل قرر أن يغزوهم بنفسه ويصحب معه ابنه هارون الرشيد ، فتحرك الجيش

هـ /163الإسلامي من بغداد في جمادى الآخرة سنه -169( ) 3م وجعل عليها ابنه موسى الهادي )779 م ( وبعد أن وصل المسلمون786 - 785هـ / 170

حلب سلم قيادة الجيش لابنه الرشيد لانشغاله بإدارة الدولة العباسية - فواصل الطريق مخترقا آسيا

( ، وحاصر قلعتها4الصغرى حتى بلغ مدينة صمالو ) صمالو ، ونصب المجانيق عليها ثمان وثلاثين ليلة

( .5حتى فتحها الله عليهم )

(4/259)

ويعزى انتصار الرشيد إلى نشاطه وقوته ، وكان لوجود المهدي معه دافعا قويا شجعه على التقدم

إلى بلاد العدو ، كما كان لوجود عناصر متعددة في جيشه من خراسان والعراق والشام دافعا لهم على

التنافس الشريف في إظهار القوة أمام الروم ،

فضلا عن أنهم كانوا هيئوا أنفسهم للقاء الخصم مدة ( وأنفق فيهم نفقة1شهرين ، حيث أقاموا بالبردان )

كبيرة، كما كان لآل برمك دور في التعجيل بالنصر فقد أظهروا بسالة في حربهم للروم . يقول ابن

وكان لخالد بن برمك في ذلك أثر جميل لم " كثير : ، ثم صالحهم الرشيد على "يكن لغيره وكذلك أبناؤه

( .2ألا يقتلوا ولا يرحلوا ولا يفرق بينهم ) م عاد عبد الكبير بن عبد780هـ / 164وفي سنة

( أدراجه مع الجيش الإسلامي – وكان قد3الحميد ) بعث به المهدي على رأس الصوائف ذلك العام – حقنا

لدماء المسلمين ؛ لعلمه أن الروم استعدوا لهم في ( في تسعين ألفا يتقدمهم بطارقتهم4درب الحدث )

( ، ولابد أنهم جاءوا لرد5) ميخائيل وطازاذا ( ) الاعتبار بعد هزيمتهم في قلعة صمالو ، إلا أن

( ، ولهذا بعث6المهدي أغاضه ذلك وعده انهزاما ) م781هـ / 165بابنه الرشيد في العام الذي يليه سنة

على رأس الصائفة لغزو الروم ؛ لثقته في حسن قيادته، ولقد ألقت الدولة العباسية بثقلها كله في

هذه الحرب ، وهذا واضح في قول بعض المؤرخين) ( )) أن الجيش الذي قاده هارون الرشيد بلغ خمسة7

وتسعين ألفا وسبعمائة وثلاثة وتسعين رجلا ، وكان معه من النفقة مائة ألف دينار وأربعة وتسعون ألف دينار وأربعمائة وخمسون دينارا ، ومن الفضة إحدى

وعشرون ألف وأربعمائة ألف وأربعة عشر ألفاوثمانمائة درهم ((.

(4/260)

وتقدم هارون الرشيد بهذا الجيش حتى توغل في ( ، وتصدى له1بلاد الروم فافتتح حصن ماجدة)

(2 قومس)Nicetaالبيزنطيون بقيادة نقيطا القوامسة، ولكنهم هزموا ، وواصل الرشيد توسعه

(3في قلب آسيا الصغرى متجها إلى نقمودية ) ) نيقوميديا ( ؛ ليحارب الدمسق – صاحب المسالح –

وظل الرشيد ينتقل من نصر إلى آخر حتى أشرف على خليج البحر الذي على القسطنطينية عند مدينة

.)Chrysopolis )4()5كريزوبوليس وساعد الرشيد على إحراز هذا النصر الحاسم تردي

الأوضاع للدولة البيزنطية فقد كان يحكمها هـ /181 - 164) قسطنطين السادس بن ليو الرابع -

م – وهو طفل لم يتجاوز حينئذ العاشرة797 – 780 ( والتي لم يكن لها6من عمره بوصاية أمه إيريني )

( ، كما أن الدولة7دراية كافية بسياسة المسلمين) البيزنطية لم تهيئ نفسها لمواجهة الجيوش

الإسلامية التي بلغت استعداداتها ما بلغت ، فضلا عن رغبة المسلمين الأكيدة في رد الاعتبار للمسلمين

م780هـ / 164الذين انسحبوا أمام البيزنطيين سنة وقد أحدث هذا النصر أثره الواضح والعاجل إذ بادرت

إيريني إلى طلب المصالحة مع المسلمين ؛ خوفا مناجتياح الرشيد بلادها .

وكانت الهدنة تنص على توقف الحرب بين المسلمين والبيزنطيين مدة ثلاث سنوات، وتتعهد إيريني أن تدفع للمسلمين جزية سنوية وقدرها تسعون ألف قطعة دينار تؤديها في نيسان الأول من كل سنة

وفي حزيران ، وأن تمد الجيش العباسي بالأدلاء ،( .8وتيسر لهم المؤن في الطريق عند كل منزلة )

( حين ذكروا أن9ولقد بالغ المؤرخون المسلمون) من قتل من الروم في هذه الصائفة أربعة وخمسون

ألفا ، وما ذلك إلا لإظهار قوة الخلافة العباسية والحط من شأن البيزنطيين وفي هذه الغزوة يقول

الشاعر مروان بن أبي حفصة :أطفت بقسطنطينية الروم مسندا

إليها القنا حتى اكتسى الذل سورها

وما رمتها حتى أتتك ملوكها(10بجزيتها والحرب تغلي قدورها)

(4/261)

وقبل انتهاء مدة الهدنة بأربعة أشهر تجدد القتال بين ( ؛ لامتناع البيزنطيين عن دفع الجزية1الطرفين)

للمسلمين ويظهر أن سوء الأحوال الاقتصادية كان سببا مباشرا في ذلك ، فقد رأت إيريني بنظرتها

الخاطئة أن معالجة هذه الأوضاع لا يكون من الداخل ؛ حتى لا تفقد محبة الناس لها وتستبعد عن

الحكم ، وبناء على ذلك تجاوزت عن كثير من الضرائب المقررة على السكان ، وأمعنت في منح

امتيازات للأديرة لما للرهبان من أهمية في تأييدها ( فرأت في الامتناع عن دفع الجزية2ومساعدتها )

تعويضا لهذا ؛ ظنا منها أن المسلمين بعيدون عن

أراضيها وليس لهم في تلك الأموال أي حق يذكر ،وأنهم لن يتمكنوا من عمل أي شيء في هذا الصدد .

وعليه فقد سير المهدي سرية على رأسها علي بن سليمان ) والي الجزيرة وقنسرين( ويزيد بن بدر بن

م – وصلت إلى بلاد784هـ/ 168( - سنة 3البطال ) الروم وقاتلت البيزنطيين وهدمت بعض القلاع التي

( .4على الحدود وغنموا وعادوا سالمين ) كما اصطدم معيوف بن يحيى الذي انطلق على رأس

م بالجيش البيزنطي الذي785هـ/ 169الصائفة سنة تحرك بأمر من إيريني ؛ لرد اعتبار الروم بعد

هزيمتهم الأخيرة ، وتقابل الجيشان في منطقة الحدث وهزم البيزنطيون وتوغل المسلمون في بلاد

الروم حتى بلغوا مدينة أشنة وأصابوا غنائم وفيرة( خمسمائة رجل - تقريبا - .5وأسروا )

(4/262)

وهكذا ساءت العلاقات بين الخلافة العباسية والدولة البيزنطية في عهد المهدي ، والذي رأى ضرورة

استمرار غزوات الصوائف والشواتي ، مثلما كان عليه الحال في عهد أبيه المنصور ؛ لأن إيقافها

سيدفع البيزنطيين إلى التحرك لمهاجمة المسلمين كلما سنحت لهم الفرصة ويلاحظ اعتماده في قيادتها

على ابنه هارون الرشيد ، حيث كان محل ثقته من بين أبنائه ولذلك حقق انتصارات كبيرة في معظم

هـ /165حملاته ، حتى أشرف في أحدها – سنة م - على خليج البحر الأسود فكانت حملته تلك781

خاتمة الحملات العربية على البسفور كما أفاد بعض ( المحدثين ، حيث أظهر فيها من الحنكة1المؤرخين )

والبطولة ما أهله لحمل لقب الرشيد قبل أن يتولى( .2الخلافة )

وكان لانتصارات الرشيد على الإمبراطورية البيزنطية ( على توجيه حملاتهم3أثره في تشجيع البلغار )

ضدها ، وتمكنوا من إحراز عدة انتصارات عليها دون ( ، فلقد4أن تستطيع القيام بعمل إيجابي ضدهم )

كانت إيريني - إلى جانب مواجهة المسلمين لها - تعاني من الاضطرابات الداخلية ، فقد بدأ ابنها -

قسطنطين السادس - بعد أن بلغ سن الرشد يطالب بالعرش ودخل معها في صراع مرير ، وساندته بعض العناصر الكارهة لأمه ، كما كان عليها أيضا أن تواجه

( .6( في الغرب )5أطماع شارلمان ) كما أن هذا النصر مكن المهدي من أن يفرض الطاعة

( إلى أن7في آسيا الوسطى ، فيشير اليعقوبي ) ملك كابل شاه ) حنحل ( وملك طبرستان

) الاصبهبذ ( وملك السغد ) الإخشيد ( وملك ( دانوا له بالطاعة8طخارستان ) شروين ( وغيرهم )

والولاء ، ولعل هذه التطورات جعلت المهدي -قبل وفاته بعدة أشهر- يعزم على تقديم ابنه هارون على

ابنه موسى الهادي، حيث بعث إليه وهو بجرجان بعض( .9أهل بيته ليقطع أمر البيعة ويقدم أخيه الرشيد )

ثانيا : أ ( طبيعة العلاقات بين المسلمين والبيزنطيين في)

م .808 – 786هـ / 193 - 70خلافة هارون الرشيد

(4/263)

158كان للفترة التي عاشها الرشيد مع أبيه المهدي م أثرها الواضح في علاقته مع785 - 774هـ / 169–

م ، فقد786هـ / 170الروم بعد توليه الخلافة سنة اطلع بنفسه على خطر البيزنطيين على المسلمين ، ورأى أن خطرهم سيبقى قائما طالما بقيت الحدود

مفتوحة بين الجانبين لذا عول على إتمام ما بدأه أسلافه ، فأنشأ التحصينات على المناطق المخوفة

لتكون جميعا بمثابة الحصن الحصين الذي يحمي دار الإسلام من ناحية ، وليتخذوها قواعد لهم يشنون

منها حملاتهم على أراضي الدولة البيزنطية من جهة( .1أخرى )

كما أقام منطقة جديدة قريبة من إنطاكية أطلق (؛ لأن المسلمين كانوا يعتصمون2عليها العواصم )

بها ، فتعصمهم وتمنعهم من العدو البيزنطي – بإذن الله – إذا انصرفوا من غزوهم وخرجوا من الثغر

( ، وأسكنها جندا عرفوا بجند العواصم ،3الشامي ) واختار الرشيد هذه الجهة دون غيرها؛ لأن الروم اعتادوا مهاجمة المسلمين منها، فأخذوا يغيرون

( .4عليهم بين فترة وأخرى ) ( - وكانت على حدود بلاد الروم5واهتم بطرسوس )

– ؛ للأخبار التي وصلت إليه من عزم الروم على ( ، لتكون مركزا استراتيجيا6الاتجاه إليها وتحصينها )

يغزون المسلمين منه ، ولهذا أرسل الرشيد سنة

(،7م جيشا بقيادة هرثمة بن أعين)787هـ / 171 وأمره - بعد أن ينتهي من غزو الروم - أن يهتم بأمر

طرسوس ، وينقل البنائين المهرة ليبنوا المساكن والحصون فيها ، وينقل إليها الناس ليسكنوها ،

(.8وتمصر كبقية الأمصار الإسلامية الأخرى )

(4/264)

ولما أحرز هرثمة بن أعين النصر على الروم بادر في تنفيذ ما أوصاه به الرشيد ، وأوكل هذه المهمة إلى

( ؛ لما له من خبرة واستعداد جيد1فرج الخادم ) للقيام بمثل هذه الأمور ، يدل على ذلك مباشرته

للعمل بنفسه، ولا بد أنه دعا كل من لديه معرفة ببناء المساكن والحصون وتخطيط المدن ، وزودهم بما

يحتاجونه من أدوات البناء ، وجلب إليهم الطين والأحجار القوية لبناء الحصون ، كما أغدق الأموال على البنائين ، لمضاعفة العمل وإنجازه في وقت مبكر ، وأحكم بناءها – بعد سنة تقريبا – وجعل لها

خمسة أبواب ، وحولها سبعة وثمانين برجا ، ولها نهر (2عظيم يشق في وسطها ، عليه القناطر المعقودة)

واتجه فرج الخادم إلى بغداد ، ونقل المجموعة الأولى من السكان – وكانوا في الأصل من أهل

خراسان ممن دخلوا بغداد بعد حركة الفتح الإسلامي وأقاموا فيها – وعددهم ثلاثة آلاف رجل ، وكانت

المجموعة الثانية من ألفي رجل ألف من المصيصة وألف من إنطاكية، وطلب من الجميع أن يعسكروا

( ريثما يستكمل بناء مساكن3في المدائن ) طرسوس وحصونها ومساجدها ، وحين انتهى البناء

( نقل إليها الجميع4م )788هـ / 172منها سنة ( ، وزاد5ومصرها، وأقطع أهل طرسوس الخطط )

( .6كل رجل عشرة دنانير في أصل عطائه) والحقيقة أنه ترتب على سياسة الرشيد على الحدود مع الروم أنهم لم يستطيعوا اختراق منطقة الثغور ؛ لقوة تحصيناتها ومرابطة الجيوش الإسلامية الدائمة

فيها ، والذي مكنهم من تسيير جيوشهم مرتين أو أكثر في السنة من غير تعب أو ملل وهذا ما سنبينه

لاحقا – إن شاء الله تعالى .

هـ /182 – 170ب – سياسة الصوائف والشواتي سنة م :798 – 786

(4/265)

بعد أن أكمل الرشيد تحصينات الثغور والعواصم ، وضم طرسوس إلى حوزة المسلمين ، ودفع بالجيش الإسلامي للمرابطة فيها لجأ إلى مجادلة البيزنطيين

بالتي هي أحسن؛ إذ أرسل إليهم شارحا حقائق الإسلام مؤكدا على ضرورة سيادة السلم بينهما وفق

ما جاءت به الشريعة الإسلامية ، وكان موقف ( مما دفع بهارون الرشيد إلى1البيزنطيين سلبيا )

مضاعفة جهده في تسيير الحملات إلى بلاد الروم ، لا رغبة في زحزحتهم عن مراكزهم وفتح بلادهم ، بل

( ،2لتثبيت العواصم والثغور في حدود الروم ) وإشعار البيزنطيين بقوة المسلمين ، ليظلوا

يهابوهم ولا يفكرون في مهاجمتهم تحت أية ظروف يمروا بها ، فيأمن المسلمون جانبهم في حالة

انشغالهم بتسكين الفتن والثورات التي تطل عليهم - من خراسان وبلاد ما وراء النهر وشمال أفريقية –

من حين لآخر . هـ /170وتحركت صائفة مع بدء خلافة الرشيد – سنة

م - ، وكان يقودها: سليمان بن عبد الله البكائي786 ( فغزا بلادا كثيرة – لم تبينها المصادر – في أرض3)

الروم ، ونصره الله عليهم ، ورجع سالما مع جنده ،وهذا يفيد أمرين :

الأول : أن الرشيد لم يشغله أمر تحصين الثغور سنة م عن إرسال حملة إلى العدو البيزنطي786هـ / 170

؛ حتى لا يستغل الفرصة ويشن هجومه علىالمسلمين .

الثاني : كان نصر المسلمين في هذه الصائفة دافعا قويا لهم على إكمال بناء تحصينات الثغور ،

والسيطرة على طرسوس ، ثم ضمها إلى حوزتهم( .4م )787هـ / 171سنة

م أيضا قدم جماعة من الروم786هـ / 170وفي سنة ( ،5- لم تحدد المصادر عددهم - ليفدوا أسراهم )

ويظهر أن هؤلاء هم الذين وقعوا في أسر المسلمين هـ /169بعد دخول معيوف ابن يحيى بلادهم سنة

م وسيطرته على مدينة أشنة – كما أوردنا سلفا785 – ودفع الروم مبالغ طائلة لفداء أسراهم، وعادوا

معهم بعد أن أقاموا بين المسلمين سنة - تقريبا - تعلموا فيها دين الإسلام وكانوا نواة خير في بلادهم

بعد رجوعهم .

(4/266)

م وعلى رأسها787هـ / 171وتقدمت صائفة سنة سليمان بن عبدالله الأصم ، وتوغلت في أرض الروم

واصطدمت بهم وأحرزت النصر عليهم ، وغنمت( .1الكثير ثم عادت سالمة )

م نزل الرشيد بالجيش في788هـ / 172وفي سنة ( ، وبعث على الصائفة إسحاق بن2مرج القلعة )

هـ172( ، كما غزا فيها – سنة 4( )3سليمان بن علي) ( ، حيث أرسل5م – زفر بن عاصم الهلالي )788/

ابنه عبد العزيز على قيادة الجيش ، فمضى حتى أتى( .7( ، وعاد بسبب البرد الشديد)6جيحان )

م غزا أرض788هـ / 172ويبدو أن جيش صائفة الروم ، ودار بينه وبين البيزنطيين معركة هزم فيها

البيزنطيون وقتل قائدهم ديجنيس أكريتاسDigenis Akritas ( ( ) بطل حرب الثغور البيزنطيين

( ، في حين انطلقت الأخرى في فصل الشتاء ، إلا8 أنها لم تتوغل في أرض الروم لشدة البرودة ،

وفضلوا العودة ، حتى لا يهلك الجيش . م عبدالملك بن صالح789هـ / 173وقاد صائفة سنة

( ، ولابد أنها وصلت إلى أرض الروم ولم9بن علي )( ، وعادت بعد النصر والغنيمة .10تتوغل فيها )

وربما استقرت هذه الصائفة – بعد رجوعها من الغزو – في منطقة العواصم؛ ولهذا عاد عبدالملك بن صالح

هـ /174– بأمر من الرشيد – ليقود الصائفة – سنة م – وقدم ابنه عبدالرحمن على رأس الجيش790

( واصطدم بالروم ، ونصره11حتى بلغ عقبة السير )( .12الله عليهم ، فأسر وغنم )

كما قاد عبدالرحمن بن عبدالملك – أيضا – الشاتية – م – واستعان هذه المرة بأهل791هـ / 175سنة

الثغور الشامية ، وشكل الجميع جبهة واحدة ، لم (13يستطع الروم مقاومتها ووصلوا إلى اقريطية )

( ، ثم عاد أهل الثغور إلى أماكنهم ؛14وفتحوها )لحمايتها من البيزنطين .

(4/267)

وقاد عبد الرحمن بن عبد الملك – كذلك – الصائفة – م – وفتح المسلمون أحد حصون792هـ / 176سنة

(، ثم عادوا2( كما فتحوا مدينة دبسة)1الروم )

سالمين ، وإن قيادة عبد الرحمن بن عبد الملك المتكررة يدل على أنه كان على اطلاع تام بسياسة البيزنطيين ، ومعرفة واضحة بنقاط الضعف والقوة

فيهم ، وخبرة بأرض الروم ، مما دفع الرشيد إلى أنيبعث به على قيادة الصوائف أكثر من مرة .

م سير الرشيد ثلاث صوائف793هـ / 177وفي سنة وشاتية ، قاد الصائفة الأولى عبد الرزاق بن عبد

( ، وحين وصل المسلمون حدود3الحميد التغلبي ) أرض الروم ) مساء السبت ، السادس والعشرين من

محرم ( هبت ريح قوية ، وتلونت السماء بالحمرة وأعقب ذلك ظلام دامس، فعاد المسلمون إلى

معسكرهم في العواصم ، وبعد ليلتين ) مساء الثلاثاء الثامن والعشرين من محرم ( حاولوا إعادة الكرة

على الروم ، وحال دون ذلك شدة الظلام ، ثم حاولوا للمرة الثالثة بعد ثلاث ليال ) مساء الجمعة أول يوم

من صفر ( فعادت الريح قوية واشتد ظلام الليل ، (، دون أن يلتقوا4وعاد المسلمون إلى الشام )

بالروم بسبب الظروف المناخية التي أرسلها الله إليهم ؛ لتمنع وصولهم إلى أرض الروم حتى لا

تصيبهم سيوف العدو الذي يفوقهم عددا وعدة ، أو يأخذهم الروم بغتة من حيث لا يشعرون في خضم

هذه الأجواء المتقلبة . ( أن الصائفة الثانية – وكانت في5ويذكر ابن خياط )

م – كانت على يد عبد الله793هـ/ 177ربيع أول سنة ( ، وأن الله تعالى أراد بهم6بن صالح بن علي )

خيرا ، وكان الجو صافيا ، ودخل المسلمون أرض الروم وغزوهم ورجعوا سالمين بعد أن أسروا

وغنموا . وكانت الصائفة الثالثة – وكانت في جمادى أول سنة

( .7م – على يد يسار بن صقلاب )793هـ / 177( عن طريق الصفصاف )8وتقدم بأهل المصيصة )

( ، حتى دخل أرض الروم ،10( ، ثم طوانة)9 وهزمهم وعاد أدراجه بعد أن غنم الكثير وسلم من

( .11خطر الروم )

(4/268)

كما أمر الرشيد سليمان بن راشد الثقفي أن يقود م . فتقدم بالجيش حتى793هـ/ 177الشاتية سنة

( بعد معاناة كبيرة من شدة البرد،1وصل ملطية )

وتمكن المسلمون من هزيمة البيزنطيين ثم عادوا( .2بعد أن مات بعضهم من شدة البرد )

وأدى نجاح يسار بن صقلاب وسليمان الثقفي إلى أن م صائفة بقيادة794هـ/ 178يسير الرشيد في سنة

معاوية بن زفر بن عاصم ، وشاتية يقودها سليمان ( ، ولقد بلغ كلاهما أرض العدو واصطدما3الثقفي)

بالروم وحققا نصرا مؤزرا . م فقد قاد الرشيد الصائفة796هـ / 180أما في سنة

بنفسه ؛ - لنقض الروم لعهدهم – وشاركه فيها ( ، وأقام الجيش في4معاوية بن زفر بن عاصم )

( شهرا يعد نفسه للغزو ، ثم اتجه إلى بلاد5الرقة ) ( ،6الشام ووصل أرض الروم وفتح مدينة معصوف)

وأسر وغنم ثم عاد مرة أخرى إلى الرقة، وأقام بها( .7بقية عامه ذلك)

م ،797هـ / 181وقاد الرشيد – أيضا – الصائفة سنة وشاركه فيها عبد الملك ابن صالح ، ودخل أرض

الروم وفتح الله عليهم حصن الصفصاف، وربما كان الرشيد يعلم خطورة هذا الحصن على المسلمين ، إذ كان الروم يلجأون إليه ليعتصموا فيه بعد مهاجمتهم

للمسلمين ، ولهذا هدمه الرشيد وسوى به الأرضوحرم الروم منه .

يقول الشاعر : مروان بن أبي حفصة : إن أمير المؤمنين المصطفى قد ترك الصفصاف قاعا

(8صفصفا)

(4/269)

ودفع هذا النصر المؤزر الرشيد أن يرسل عبد الملك م على رأس797هـ / 181بن صالح في نفس السنة

( ، وفتح الله على1صائفة إلى شمال أرض الروم ) ( كما غزا منطقة3( ومطمورة )2أيديهم أنقرة )

مالاجينا - قرب مطمورة - وغنم منها خيولا ومعدات حربية ، وعزز المسلمون هذا النصر بنصر آخر حين أرسل الرشيد عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح

م على رأس صائفة توغلت في798هـ / 182سنة أرض الروم ودار بينها وبين البيزنطيين - وقائدهم

معركة قوية انتصر المسلمون فيها - Paulبول ( ، وانتصروا - أيضا -4وغنموا وزحفوا إلى أفسوس )

( بعد أن أسروا سبعة آلاف5وغنموا ثم عادوا )( .6بيزنطي )

ويظهر أن هذه الصائفة أفزعت الإمبراطورة إيريني ، وجعلتها تدفع جزية مقدارها تسعين ألف دينار ؛

( ، وعاد الجيش7لخوفها على عرشها من السقوط ) الإسلامي إلى الشام بعد أن أبلى بلاء حسنا في قتاله

للروم . والحقيقة أن مقاومة البيزنطيين للصوائف والشواتي كانت ضعيفة جدا ؛ لأن الإمبراطورية البيزنطية تعاني من اضطرابات داخلية ، وأهمها الخلاف الذي دار بين

إيريني وبين ابنها قسطنطين حول مطالبتها ببقاء الوضع على ما كان عليه – الوصاية على ابنها –

ليصبح تحت سلطانها .

(4/270)

ووقف الجيش إلى جانب إيريني ، وساندت العناصر من رجال الدين البارزين قسطنطين السادس ، حتى

تولى الحكم ولم يعد لأمه من صفة غير والدة الإمبراطور ، ولكن أعاد إليها ابنها لقب إمبراطورة لرغبة أمه وتوسلاتها الكثيرة ، فبدأت الأم من هذا المنطلق في الإطاحة بابنها حتى تظل إمبراطورة

من الناحية الرسمية والعملية ، فأثارت رجال الدين ( ، فاضطر قسطنطين السادس1ضده بعدة طرق )

إلى القبض عليهم وإنزال العذاب بهم ونفيهم ، وأثارت جيش أرمينية عليه حينما أقدم على سمل عيني قائدهم الأرمني – الكسيوس – لمعارضته له

وأغضبت أعمامه عليه – وهم الذين ساعدوه في الوصول إلى العرش – عندما سمل عيني أكبرهم –

( – ونتيجة لذلك انفض الجميع من حوله2نقفور ) وكرهوه وتمنوا الخلاص منه ، فأمرت إيريني بإلقاء

م )797هـ / 182القبض عليه ثم سمل عينيه – سنة ( ، وهذا4( – ليبقى بقية عمره على هامش الحياة )3

يشير بوضوح إلى أنه ليس ابنها وإنما ابن زوجها .

(4/271)

جدير بالذكر أن هذه الخلافات استمرت حوالي عشر م ) أي منذ بلوغ797 – 786هـ / 181 – 170سنوات

قسطنطين السادس سن الرشد حتى قرب دخول الجيش الإسلامي أفسوس ( . وهذا يفيد انشغال

إيريني بالأوضاع الداخلية فلم تلق بالا للدولة

البيزنطية ، وكان همها الأكبر أن تظل إمبراطورة من الناحية الرسمية والفعلية ، وربما أثر عدم اهتمامها بأمن بلادها على الشعب والجيش فلم يحرصا كذلك على الأمن ، ولهذا كان دفاع الجيش عنها ضعيفا ،

وهذا لا يعني ضعف استعدادات الروم وتساهلهم في قتال المسلمين ، بدليل القتال المستمر بين

الطرفين والانتصارات والهزائم والغنائم والأسرى ، ولكن يبدو أنه لم يكن هناك جدية في القتال من

(1جانب الروم لا برا ولا بحرا . يذكر أحد المؤرخين ) م حدث لقاء بين798هـ / 182أنه في سنة

الأسطولين الإسلامي والبيزنطي في الخليج المقابل لمدينة أضاليا ، هزم فيه الأسطول البيزنطي هزيمة

ساحقة ، وأسر قائدهم البيزنطي ثيوفيلوسTheopilus.

هـ /186 – 183ج – بين الرشيد وإيريني في الفترة - م :802 – 799

أصبحت إيريني الحاكم الفعلي على الإمبراطورية البيزنطية بعد سمل عيني ابنها قسطنطين ، ونعتت

لا إمبراطورةBasilieusنفسها بأنها إمبراطور Basilissa)2( والتمست الوسائل العديدة لتوطيد ،

سلطانها ، فتقربت إلى المسلمين بجزية سنوية مقدارها تسعين ألف دينار تدفعها كل سنة ؛ لتوقف

حملاتهم على بلادها ، خشية تساقط المدن الرومية ، مما يؤدي إلى ثورة الشعب عليها ، وبالتالي زوال سلطانها ، وبذلت الهبات والمنح لسكان العاصمة

) بيزنطة ( الذي يتوقف على رضاهم – إلى حد كبير – مصير حكومة قلقة غير مستقرة ، وألغت ضريبة

البلدية التي يدفعها سكان بيزنطة؛ لأنها تعتبر عبئا( .3ثقيلا عليهم )

(4/272)

واستفادت الخلافة العباسية من هذا الصلح الذي عقد بين الرشيد وإيريني - والذي توقفت فيه الشواتي

–183والصوائف على أرض الروم في الفترة بين م – ففضلا عن هذه الجزية التي802 – 799هـ / 186

تسلم للخلافة العباسية – تسعون ألف دينار – مع بداية كل سنة ، أتيح للرشيد – خلال فترة الصلح – أن

هـ/183( ، الذين دخلوا سنة 1يوجه اهتمامه للخزر) ( أرمينية بأكثر من2م على المسلمين من ثلمة )799

مائة ألف ، وهدموا بعض المدن ، وقتلوا عددا من سكانها وأسروا آخرين ، فاضطر الرشيد أن يوجه

قوات الخلافة العباسية عليهم ، يقودها : خازم بن ( ، فطردوا4( ويزيد ابن مزيد الشيباني )3خزيمة )

الخزر من أرض المسلمين ، وسدت الثلمة ، وأصلحوا ( . كما تفرغ الرشيد لتنفيذ بعض الأمور5ما خربوه )

التي كانت تشغل باله ويتحين الفرصة المناسبة ليتخذ قراره بشأنها ، ففي الداخل بدأ يتخذ خطوات فعالة

( وفي الخارج اتخذ6للتخلص من نفوذ البرامكة ) هارون واحدا من أقوى المواقف التي تحسب له ؛ إذ

( أمراء مستقلون لشؤون تونس )7اعترف بالأغالبة ) أفريقية ( ولكن في إطار التبعية الإسمية للخلافة

( .8العباسية )

(4/273)

هـ /182ولم يدم الصلح – أعني الصلح الأخير ) سنة م ( الذي تعهدت فيه إيريني بدفع جزية سنوية798

للمسلمين مقدارها تسعون ألف دينار ؛ مقابل عدم غزو المسلمين لأرضها – أكثر من أربع سنوات ،

فاتهمت - من القادة العسكريين وكبار الموظفين - ( ،1إيريني بتدمير الموارد المالية للدولة البيزنطية )

وخيم على بلاطها جو التآمر والاستبداد، واشتدت ( ستورياكوس2المنافسة بين الطواشي )

Stauriacus والطواشي أيتوس Aetiusعلى ( مما أدى إلى نشوب ثورة3السلطة والنفوذ )

م – دبرها كبار الموظفين802هـ / 186بالقصر – والقادة العسكريين ، انتهت باختيار نقفور الأول

( متولي الخزانة4م )811م - 802هـ 196هـ - 186 ) بيت المال ( إمبراطورا ، وتقرر نفي إيريني إلى

هـ192( سنة 5جزائر الأمراء ثم إلى جزيرة لسبوس ) م ولم تلق الإمبراطورة من يدافع عنها ،807/

ويعيدها إلى عرشها الذي اغتصب منها ، فكان الجزاء(.6من جنس العمل )

هـ /193 – 187د – بين الرشيد ونقفور في الفترة م :808 - 802

تولى نقفور حكم الإمبراطورية البيزنطية بعد أن كان مسؤولا عن الخزانة المالية فيها، فاهتم بتدعيم

اقتصاد البلاد وإنقاذ الخزانة من الإفلاس ، الذي نشأ

عن إهمال حكومة إيريني ، فألغى الأوامر التي أصدرتها إيريني ، وامتنع عن دفع الجزية للمسلمين

والبلغار ، وأعاد الضرائب على سكان بيزنطة ، واستولى على بعض أملاك الكنيسة ، وأضافها إلى الضياع الإمبراطورية ، غير أنه لم يخفض ما عليها

من الضرائب ، ليستعيد ما بذلته إيريني من الامتيازات والمنح للكنيسة والأديرة كما قام بإصلاح نظام الدفاع عن الإمبراطورية البيزنطية فجعل لكل

جندي قطعة أرض مقابل أن يأتي على الفور عند الحاجة إليه بفرس وأداة حربية كاملة ، وفرض

الخدمة العسكرية على الفلاحين ، على أن يلتزم أهل المدن والقرى بتجهيزهم بالعدة الحربية عن طريق

( .7ضريبة سنوية تدفع للحكومة )

(4/274)

ونجح نقفور في إصلاح أوضاع الخزانة ، وسدت الحكومة البيزنطية العجز في قوتها الحربية عن

طريق الجيوش الناشئة والتي دربت أفضل تدريب على أحدث الأسلحة التي وصلت إليها الإمبراطورية البيزنطية آنذاك . حتى أنه استطاع القائد بارادنيس

أن يتصدى لحملةBardans turcusتوركوس القاسم بن الرشيد وعبد الملك بن صالح التي

( ، لكن1م )802هـ / 187انطلقت جمادى الثاني سنة اهتمام المقاتلين البيزنطيين بالدفاع عن أرض الروم والذود عنها لم يكن في المستوى الذي هيأهم نقفور

م أرسل802هـ / 187من أجله ، ففي شعبان سنة الرشيد ابنه القاسم على رأس الصائفة لنقض نقفور

هـ /182الصلح الذي عقده الرشيد مع إيريني سنة م وامتناعه عن دفع الجزية المفروضة عليهم798

( ، بينما حاصر2وفرض الحصار على حصن قرة ) ( – وكان معه في الصائفة –3العباس ابن جعفر)

( ويظهر أن المسلمين فاجأوا العدو4حصن سنان ) البيزنطي وأحكموا الحصار حول الحصنين ، لذلك رأى

نقفور عدم الاصطدام بالمسلمين الذين هيأوا أنفسهم للقتال ، لأن دخولهم الحرب يعني هزيمتهم

وانهيار روحهم المعنوية ، واستسلام المدن البيزنطية وضياعها من الإمبراطورية ، وسارع نقفور إلى إخراج أسرى المسلمين من السجون البيزنطية – وكانوا ثلاثمائة وعشرين رجلا – وسلمهم القاسم ابن

( ، وهذا يفيد أمورا5الرشيد مقابل أن يرحلوا عنهم )كثيرة :

(4/275)

أولا : حرص القاسم بن الرشيد على استعادة أسرى المسلمين الذين وقعوا في قبضة العدو البيزنطي

أثناء غزوة عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح سنة م ؛ لأنها توغلت في أرض الروم حتى798هـ / 182

بلغت أفسوس ، وكان لاستراتيجية بيزنطة الدفاعية في مواجهة المسلمين دور في ذلك، فكانت تضع

عصابات الروم في الممرات الجبلية لتعترضالمسلمين أثناء عودتهم محملين بالغنائم وتهاجمهم )

( ، وقد فهم نقفور رغبة القاسم منذ قدومه بلاده ،1 ولذلك بادر إلى إطلاق سراح الأسرى مقابل أن

يرحلوا عن بلادهم . ثانيا : شدة حصار المسلمين للروم ، مما دفعهم إلى

طلب النجدة من نقفور وهذا يفهم من قول ابن الأثير )) فحصر العباس بن جعفر حصن سنان حتى

جهد أهلها ) تعبوا ( فبعث إليه الروم ثلاثمائة وعشرين أسيرا من المسلمين على أن يرحل عنهم ،

( .2فأجابهم ورحل عنهم صلحا (( ) م – نهاية802هـ / 187وفي نفس السنة أيضا ) سنة

شعبان ( كتب نقفور إلى الرشيد : )) من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب ؛ أما بعد ؛ فإن الملكة

التي كانت قبلي . . . حملت إليك من أموالها ما كنت حقيقا بحمل أمثالها إليها لكن ذاك ضعف النساء

وحمقهن ؛ فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها ، وافتد نفسك بما يقع به المصادرة لك وإلا

( .3فالسيف بيننا وبينك (( )اعتمد كتاب نقفور على محاور ثلاثة :

الأول : الترضية للرشيد والاعتراف بمكانته الحقيقية على العرب وأنه ملك العرب، ليجعل نفسه في

مصافه بأنه ملك الروم ؛ ليرتفع قدره أمام شعبه حين يخاطب بهذا اللقب في المكاتبات . ودفعه إلى

عدم احترام السكان له، لما فرض عليهم من ذلك الضرائب التي كانت أعفتهم منها الإمبراطورة

إيريني .

(4/276)

الثاني : النقد اللاذع لسياسة النساء وأولهن إيريني ، واتهامهن بالحمق والضعف ، بسبب الجزية التي كانت تدفعها للرشيد كل سنة ؛ للمحافظة على

عرشها ومكانتها بين السكان ، ولو أنها رفضت دفع الجزية للرشيد وحدثت حرب بين الطرفين ، لاتهمت أيضا بالحمق والضعف لكونها لم تجنب شعبها خطر

المسلمين . ثالثا : إرهاب الرشيد وتخويفه بالحرب إن لم ينفذ ما

يطلبه نقفور منه ، ويرد جميع الأموال التي بعثت بها 780هـ / 186 – 164إليه إيريني في الفترة بين سنة

م ، أي عليه أن يدفع لنقفور مليون وتسعمائة802– وثمانون ألف دينار ) جزية اثنتين وعشرين سنة (

ولعل دافعه إلى هذا حاجة الدولة البيزنطية إلى هذه الأموال ؛ لإصلاح خزانتها المالية ؛ بسبب عدم انضباط السكان في دفع الضرائب المفروضة

عليهم ، وتهاون نقفور في ذلك؛ خشية قيام ثورة داخلية تضعف الحكومة البيزنطية ، وتصبح لقمة سائقة لجيرانها ، وربما لإظهار نفسه بالمطالب

بحقوق البيزنطيين من المسلمين – في الأموال – مما يرفع شأنه أمام شعبه ، ولعل نقفور أراد أن

يجرب أسلوب الحرب النفسية مع الرشيد ، ظنا منه أن هذا سيؤثر عليه ويدفعه إلى إرسال الأموال التي

طلبها منه أو على الأقل يفاوض على بعضها

(4/277)

ولم يقصد نقفور تحدي الرشيد على الحقيقة وإن كان في ظاهر الكتاب ما يشير إلى التحدي ) وإلا

فالسيف بيننا وبينك ( لأنه يعلم أنه ليس في مستوى هذا التحدي ، – لما يعرفه من التجارب السابقة مع

( – وأن الروم تنقصهم الشجاعة في1الرشيد ) مجابهة القوات الإسلامية في ميادين القتال . ولو

علم نقفور أن هذا الكتاب سيجلب عليه نقمة الحرب لما أرسله ومن الواضح أن وظيفة نقفور السابقة

كمسؤول عن المالية قد غلبت على سياسة الإمبراطورية التي تركزت على إصلاح انهيار

الاقتصاد المالي للبلاد ، ولكن لسوء حظه أنه افتقر إلى الحكنة السياسية وبعد النظر ، وسوء تقدير قوة

الخصم وبعبارة أخرى أساء نقفور تقدير وفهم( .2خصمه الخليفة العباسي هارون الرشيد )

وكان موقف الرشيد من كتاب نقفور : أنه حين قرأه اشتد غضبه ، ولم يمكن أحدا أن ينظر إليه دون أن

يخاطبه ، فتفرق جلساؤه عنه ؛ خوفا من زيادة قول أو فعل يكون منهم، ورفض أن يستشير أحدا في أمر

( .3نقفور )ودعا بدواة وكتب على ظهر الكتاب :

بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير)) المؤمنين إلى نقفور كلب الروم؛ قد قرأت كتابك يا

ابن الكافرة ، والجواب ما تراه دون أن تسمعه .( .4والسلام (( )

والحقيقة أن كتاب نقفور هو الذي حتم على الرشيد هذا الموقف فما كان لخليفة مثل الرشيد قضى

م –802 – 779هـ / 187 – 163أربعة وعشرين سنة – يجاهد الروم أن يقبل هذا التهديد المشين ، ولهذا كانت إجابته عليه واضحة جلية وهي تجريد الجيش

إليه ، فوق إهانته وتحقيره .

(4/278)

( سار1م)802هـ / 187وفي أول رمضان سنة ( ؛2الرشيد على رأس حملة من مائة وعشرين ألف )

( ، وحين بلغ3لتأديب نقفور ، واتجه إلى هرقلة ) نقفور خبر تقدم هارون أمر قادته بسرعة اقتلاع

الأشجار وإلقاءها أمام طريق هارون وإشعال النيران فيها ؛ ليمنعه من الوصول إلى هرقلة ، لكن هارون

وصل النار ولبس ثياب النفاطين فخاضها ثم تبعه ( ، وحاصرها عدة أيام4الناس حتى وصل هرقلة )

( عنوة ، وغنم أموالا كثيرة ، وأسر5حتى فتحها ) عددا من أهلها وفيهم ابنه ملكها ، ولم يجد نقفور بدا

– حين علم بذلك – من مصالحة الرشيد على جزية – ( – كل سنة ؛ ليبعد المسلمين6تسعين ألف دينار )

عن بلاده ؛ لانشغال عدد كبير من جيشه بالقضاء على الذي دانBardanus Torcusثورة بارادانس توركس

هـ /188لزعامته جميع ثغور آسيا الصغرى سنة (7م )803

(4/279)

أثبتت هذه الأحداث أن بيزنطة كانت تعاني من ضعف الحكام وافتقارهم إلى المقدرة السياسية ، خصوصا

فيما يتعلق بمواجهة خصمها التقليدي وهو الخلافة العباسية ، فنقفور الذي رفض مواصلة دفع جزية

إيريني أصبح عليه الآن الالتزام بالدفع مرة أخرى ، بمقتضى اتفاقه مع هارون على النحو الذي عرضنا له

، بل إن نقفور يسيء تقدير المواقف مرة أخرى معرضا بيزنطة للخطر من جانب هارون الرشيد ،

وذلك حينما خرق اتفاقيته السابقة مع الخليفة العباسي فبعدما تأكد نقفور أن هارون قد وصل إلى

( ، ولعله1الرقة نقض الصلح الذي عقده مع الرشيد ) ندم على مصالحته للرشيد ، خاصة وأنه كرهه قبل

ذلك ، واتهم إيريني بالضعف والحمق بسببه ، ولابد أنه وجد من سول له نقض الصلح وطمأنه بأن

المسلمين عادوا إلى ديارهم ، وأصبحوا بعيدين عنهم ، وأنهم لن يتمكنوا من غزوهم في الشتاء القارس

وأنهم سيتهيأون لقتالهم في الصيف القادم إن عادوا إليهم . ولعل نقفور قام بهذا العمل من قبيل

محاولة الإعلان عن قوة بيزنطة منتهزا فرصة انشغال هارون الرشيد ببعض الفتن داخل الخلافة

( .2العباسية ) ولما وصلت أخبار نقض الصلح إلى المسلمين ترددوا

في إبلاغ الرشيد ؛ إشفاقا عليه وعلى أنفسهم من الكرة عليهم في مثل تلك الأيام التي كان البرد فيها

( ، لكن احتيل له بشاعر من جنده يقال له :3شديدا )الحجاج بن يوسف التميمي فقال للرشيد :

نقض الذي أعطيته نقفورفعليه دائرة البوار تدور

أبشر أمير المؤمنين فإنهغنم أتاك به الإله كبير

فلقد تباشرت الرعية أن أتىبالنقض عنه وافد وبشير

ورجت يمينك أن تعجل غزوةتشفي النفوس مكانها مذكور

أعطاك جزيته وطأطأ خدهحذر الصوارم والردى محذور

فأجرته من وقعها وكأنهابأكفنا شعل الضرام تطير

وصرفت بالطول العساكر قافلاعنه وجارك آمن مسرور

نقفور إنك حين تغدر إن نأىعنك الإمام لجاهل مغرور

أظننت حين غدرت أنك مفلتهبلتك أمك ما ظننت غرور

(4/280)

ألقاك حينك في زواجر بحرهفطمت عليك من الإمام بحور

إن الإمام على اقتسارك قادرقربت ديارك أم نأت بك دور

ليس الإمام وإن غفلنا غافلاعما يسوس بحزمه ويدير

ملك تجرد للجهاد بنفسه(1فعدوه أبدا به مقهور)

ولما تأكد الرشيد من نقض نقفور الصلح الذي عقده معه تجهز إليهم وتحرك للمرة الثانية في شهر شوال

م - على رأس حملة من ثمانين802هـ / 187سنة ألفا ؛ لتأديب نقفور ، واتجه صوب هرقلة ، وكان

البرد قارسا وعانى بسببه معاناة شديدة ، وهذا واضح ( )) فرجع إلى بلاد الروم في2من قول ابن الأثير )

( ورماها3أشد زمان وأعظم كلفة (( وحاصر هرقلة ) ( . يقول أبو4بالنفط والنار حتى سلم أهلها )

العتاهية :ألا نادت هرقلة بالخراب

من الملك الموفق للصواب

غدا هارون يرعد بالمناياويبرق بالمذكرة القضاب

ورايات يحل النصر فيها(5تمر كأنها قطع السحاب )

(4/281)

هكذا كانت العلاقة بين الخلافة العباسية والدولة م - وخاصة شهر شعبان802هـ / 187البيزنطية سنة

ورمضان وشوال – عدائية فنقض نقفور الصلح مع الرشيد وامتنع عن دفع الجزية التي اعتادت إيريني

دفعها كل سنة ، فتمخض عن ذلك فتح المسلمين لبعض حصون الروم ، كحصن قرة وحصن سنان ، وطلب نقفور من الرشيد رد الأموال التي دفعتها إيريني خلال حكمها، فترتب على ذلك فتح هرقلة

وتأديب نقفور ، ودفعه للجزية المقررة عليه ، وبعد عودة المسلمين إلى بلادهم نقض نقفور الصلح

واسترد هرقلة، فعاد المسلمون واستردوها ، وهذا يدل على أهمية هرقلة لدى الطرفين ؛ لأنها تمثل

مركزا استراتيجيا باعتبار أنها مدخل أرض الروم بعد الثغور الشامية ، ونهاية حدود الدولة الإسلامية من

أرض الشام ، كما يدل أيضا على تحمل الرشيد والمسلمين للغزو وصبرهم عليه ، فقد دخلوا أرض الروم ثلاث مرات خلال ثلاثة أشهر ؛ بينما يدل على

ضعف المقاتلين البيزنطيين ؛ لأنهم يقاتلون من وراء الحصون والقلاع مهابة الموت تحت سيوف المسلمين

ويتضح كذلك حب نقفور الشديد لنقض العهد والغدر بالآخرين ، فقد حدث منه ذلك مع المسلمين ثلاث

مرات ، فكان من شر ما دب على وجه الأرض ؛ لأنه كفر بالله تعالى ، ونقض العهود والمواثيق أكثر من

( . يقول الله1مرة فلا عهد له بعد ذلك ولا ذمة ) تعالى : } إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم

لا يؤمنون الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم( .2في كل مرة وهم لا يتقون { )

(4/282)

م ،803هـ / 188وكعادته نقض نقفور الصلح سنة وامتنع عن دفع الجزية المقررة عليه – تسعون ألف

دينار - فسير إليه الرشيد في جمادى الأولى سنة م جيش الصائفة بقيادة إبراهيم بن803هـ / 188

( ، ودخل أرض الروم من ناحية الصفصاف ،1جبريل )

وتقابل الفريقان في حرب شديدة ، ترتب عليها هزيمة الروم وفرار نقفور من الميدان بعدما جرح

ثلاث جراحات ، وحصول المسلمين على أربعة آلاف دابة من الروم ، وقتل أربعين ألفا وسبعمائة من

( ، وإن كان العدد مبالغا فيه ؛2الجيش البيزنطي ) لإظهار قوة الخلافة العباسية ، إلا أنه يدل على

أمرين : أحدهما : كثرة قتلى الروم والآخر : المعاناة التي بذلها المسلمون في هذه الغزوة ، والآخر : اعتراف نقفور بقوة المسلمين ، وإرساله الجزية

للمسلمين ، وأحدث كل هذا استياء عاما لدى الروم ، وخاصة بعد قتل الأعداد الكبيرة منهم وأسر الآخرين ،

مما دفعهم إلى المطالبة باستعادة أسراهم ، وتم م ، وكان عدد804هـ / 189لنقفور هذا في فداء سنة

الأسرى المسلمين حوالي ثلاثة آلاف وسبعمائة أسير ، أما الأسرى البيزنطيين فلم تمدنا المصادر

( ، وقد تولى3ببيانات عددية عنهم – لكثرتهم - ) القاسم بن الرشيد عملية فداء الأسرى التي تمت على نهر اللامس ، وحضره العلماء والأعيان وخلق

( فلم يبق4من أهل الثغور وثلاثون ألفا من الجنود ) ( ، فقال مروان5بأرض الروم مسلم إلا فودي به )

بن أبي حفصة في ذلك :وفكت بك الأسرى التي شيدت لها

محابس ما فيها حميم يزورها

على حين أعيا المسلمين فكاكها(6وقالوا سجون المشركين قبورها )

واستفاد كلا الطرفين من هذه المناداة ، فقد أظهر الروم الرضا عن نقفور، وخاصة بعد إعلانه الانتقام من المسلمين في وقت قريب واسترداد ما أخذ من

غنائم وخيرات ، وهذا ساعد على امتصاص غضب الروم وهدوء الأحوال في الدولة البيزنطية سنة

م .804هـ / 189

(4/283)

وفي محاولة من نقفور قطع على نفسه عهدا – م – برد اعتبار804هـ/ 189بتأثير من الروم سنة

الروم في أقرب وقت ممكن ؛ كسبا لرضاهم ورفعا لمكانته فيهم ، وفوق هذا امتنع عن دفع الجزية

هـ /190 رجب سنة 20للرشيد ، وعليه تقدم في ( بقوة من الروم ناحية المدن التي تحمي1م )805

الجزيرة ) الشمالية الشرقية ( وأغار على عين زربي ( ) بلد بالثغر من3( وعلى الكنيسة السوداء )2)

( ، وقاتل المسلمين المرابطين4نواحي المصيصة ( ) فيها وأسر عددا منهم ، إلا أنه لم يتمكن من

المحافظة على هذا النصر ، واستطاع أهل المصيصة أن يلحقوا بالروم – أثناء عودتهم إلى بلادهم –

ويستنقذوا ما في أيديهم من الأسرى المسلمين )5. )

وغضب الرشيد لهذه التطورات وسار في بداية م وسار معه مائة ألف805هـ / 190شعبان سنة

وخمسة وثلاثين ألف فيهم من المرتزقة سوى الأتباع (6وسوى المطوعة وسوى من لا ديوان لهم )

وساروا بعد أن أكملوا استعداداتهم وهيأوا أنفسهمللقاء الروم .

(8( أن الرشيد اتخذ دراعة )7ويذكر الجهشياري ) مكتوبا عليها ) غاز حاج ( فكان يلبسها فقال أبو

المعالي الكلابي :فمن يطلب لقاءك أو يرده

فبالحرمين أو أقصى الثغور

ففي أرض العدو على طمروفي أرض الترفه فوق كور

وما حاز الثغور سواك خلق(9من المتخلفين على الأمور )

(4/284)

ولما وصل الرشيد أطراف بلاد الروم وزع قواده فيها ( ؛ لئلا يؤخذ المسلمون على غرة ، ولا يتاح للروم1)

الإعداد للقاء المسلمين في جهات متعددة، فأرسل : ( ، فحاصرها2عبد الله بن مالك ناحية ذي الكلاع )

وفتح حصنها عنوة بعد أيام ، وغنم وعاد سالما ، ووجه داود بن عيسى بن موسى في سبعين ألفا إلى أرض الروم ، ففتح بلادا كثيرة – لم تذكرها المصادر –

وهدم بعض الحصون والقلاع وغنم وعاد مع المسلمين ، وبعث شراحيل ابن معن بن زائدة ناحية

حصن الصقالبة ودبسة فافتتحهما وأدب من فيها من

الروم ، ثم أسر منهم عددا ) لا يقل عن خمسين رجلا ( وعاد سالما وأرسل يزيد بن مخلد إلى الصفصاف

( ففتحهما عنوة وغنم وسبى ، ووجه3وملقونية ) حميد بن معيوف الهمداني إلى ساحل البحر

( عنوة ،5( ، فافتتحها )4المتوسط فبلغ قبرص )وهدم بعض قلاعها وسبى من أهلها ستة عشر ألفا )

6. ) والواضح أن الرشيد تحرك مع المسلمين صوب هرقلة

؛ لتأديب نقفور وإخضاعه لدفع الجزية ، إلا أنه لما وصل أطراف بلاد الروم غير استراتيجيته؛ لأنه علم

أن نقفور أثار سكان المدن الرومية على المسلمين ، وأمرهم أن يعدوا العدة للقائهم فأراد الرشيد أن

يباغتهم قبل أن يكملوا استعداداتهم ، ففرق القادة في أماكن متعددة من بلادهم – وكان نصيب الرشيد

هرقلة والتي سنتحدث عنها لاحقا – إن شاء الله –ففتحوا مدنا في البر والبحر .

(4/285)

م805هـ / 190وإن غزو حميد بن معيوف قبرص سنة يدل على أن العباسيين أخذوا يسعون منذ خلافة

م ( إلى استعادة808 – 786هـ / 193 – 170الرشيد ) ( ،1السيادة البحرية الإسلامية في البحر المتوسط )

ومما يثبت هذا السعي والاهتمام أن الرشيد أحب أن يوصل ما بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر

( فنصحه يحيى بن خالد2مما يلي بلاد الفرما ) البرمكي بالانصراف عن تنفيذ ذلك ، وخوفه من

دخول مراكب الروم في البحر الأحمر وتهديد( .3الحجاز ، فعدل الرشيد عن المضي في تنفيذه ) أما أسرى قبرص فقد أقاموا مع المسلمين في

الرافقة تسعة شهور ، أظهروا فيها الاستقامة ، ( ، ولابد أنه أخذ4فأمر الرشيد بردهم إلى بلادهم )

عليهم عهدا بالنصيحة للمسلمين وإنذارهم الروم ، وألا يقفوا إلى صفهم في حالة هجومهم على

المسلمين . وبعد فتح المسلمين للمدن والقلاع السابقة اتجهوا صوب هرقلة ، وكان سكانها قد تحصنوا في قلعتها الحصينة التي أحيطت بخندق كبير لا يمكن الوصول

إليه إلا بمشقة ، فأقام المسلمون على حصارهاشهرا ، استخدموا فيه السهام والمجانيق والعرادات )

5. ) وحاول أهل هرقلة تخويف المسلمين ، فأرسلوا لهم

م (805هـ / 190 شوال سنة 3في اليوم الأول ) ( ، وأعلن تحديه لقتال6رجلا من أعلاج الروم )

المسلمين رجلا رجلا ثم رجلين رجلين وهكذا حتى وصل العشرين ، ولم يرد عليه أحد من المسلمين ؛

سياسة منهم .

(4/286)

م (805هـ / 190 شوال سنة 4وفي اليوم التالي ) خرج العلج الرومي وتحدى المسلمين كاليوم الأول فخرج إليه رجل )يدعى ابن الجزري( عرف بالبأس

والنجدة ، وتقابل الرجلان وأخذ كلاهما يضرب ترس الآخر ، حتى انهزم ابن الجزري أمام الرومي بعيدا

عن الحصن ، سياسة منه ليلحق بهم الرومي ثم يلتف عليه ابن الجزري ويقتله ، ولما رأى الروم – وكانوا

عشرين رجلا – ذلك المشهد لجأوا إلى الحصن وأغلقوه عليهم ، فأوصى الرشيد قادته بتحطيم

أسوار القلعة بضربها بالمجانيق وكتل النار المشتعلة ، ولما رأى الروم تهافت جنبات السور

لجأوا إلى فتح أبواب القلعة وأعلنوا الولاء والطاعة للمسلمين ووافقوا على دفع الجزية ، مقابل أن

( .1يعطوا الأمان على أنفسهم ولا يفرق بينهم )فقال الشاعر المكي الذي كان ينزل جدة :

هوت هرقلة لما أن رأت عجبا ... حوائما ترتميبالنفط والنار

كأن نيراننا في جنب قلعتهم مصبغات على أرسانار ) (2قص

وكان لفتح هرقلة أثره على نقفور الذي بادر إلى دفع الخراج عن أرضه والجزية عن رأسه وولي عهده

وبطارقته وسائر أهل بلده خمسين ألف دينار منها عن رأسه أربعة دنانير وعن رأس ولده ) إستبراق (

( ، وهذا يدل على قوة المسلمين وضعف3ديناران ) نقفور أمام المسلمين ، الذين فتحوا كثيرا من مدنهم

وحصونهم حتى أن هرقلة في هذا الفتح الأخير هدمت أسوارها وحصونها وسويت بالأرض ؛ لئلا

يتحصن بها الروم مرة أخرى . وزيادة في تأكيد هذا الغرض اشترط الرشيد على

نقفور ألا يعمرها ، وأن يحمل إليه ثلاثمائة ألف دينار

( ، وأبقى على حصن ذي الكلاع وصملة وسنان من4) ( ؛ لأنها لا تشكل خطرا على5غير تخريب )

المسلمين كهرقلة وقال أبو العتاهية في ذلك :إمام الهدى أصبحت بالدين معنيا

وأصبحت تسقي كل مستمطر ريا

لك اسمان شقا من رشاد ومن هدىفأنت الذي تدعى رشيدا ومهديا

إذا ما سخطت الشيء كان مسخطاوإن ترض شيئا كان في الناس مرضيا

(4/287)

بسطت لنا شرقا وغربا يد العلافأوسعت شرقيا وأوسعت غربيا

ووشيت وجه الأرض بالجود والندىفأصبح وجه الأرض بالجود موشيا

وأنت أمير المؤمنين فتى التقىنشرت من الإحسان ما كان مطويا

تجليت للدنيا وللدين بالرضا(1فأصبح نقفور لهارون ذميا )

وكان لفتح هرقلة أثره في الروم ،فقد أعلن أهل الطوانة نقضهم للطاعة ، وأرادوا الكيد للمسلمين ،

شوال سنة15فتحرك الرشيد ناحيتهم لتأديبهم ) م ( وأقام عليها فأظهر أهلها الطاعة ،805هـ / 190

وأقام مسجدا هناك ، كما أقام معسكرات لا حصر ( وخلف عليها عقبة بن جعفر وأمره ببناء منزل2لها)

( . ليوافيه بأخبار أهلها.3هنالك) كما نقض أهل جزيرة قبرص الصلح الذي عقدوه مع حميد بن معيوف وأعلنوا عداءهم للمسلمين ، فبعث

م (805هـ / 190 شوال سنة 22الرشيد إليهم ) معيوف ابن يحيى ، فقاتلهم وسبى وقتل عددا كبيرا

( .4من أهلها ) والحقيقة أن انتصارات المسلمين على الروم سنة

م أكدت لنقفور عدم مقدرته على805هـ / 190

التصدي عسكريا للمسلمين في خلافة هارون الرشيد ، مما جعله يلجأ إلى انتهاج سياسة اللين والموادعة ،

هـ /190يدل على ذلك كتابه إلى الرشيد – أواخر سنة م - : )) لعبد الله هارون أمير المؤمنين من805

نقفور ملك الروم ، سلام عليكم ، أما بعد أيها الملك فإن لي إليك حاجة لا تضرك في دينك ولا دنياك ،

هينة يسيرة أن تهب لابني جارية من بنات أهل هرقلة كنت قد خطبتها على ابني فإن رأيت أن

تسعفني بحاجتي فعلت . والسلام عليكم ورحمة الله( .5وبركاته (( )

(4/288)

ويظهر من هذا الكتاب مدى تذلل نقفور وتوسله إلى هارون الرشيد في طلب هذه الجارية بغرض تزويجها

لابنه استبراق ، كما يتضح تغير لهجته في الاعتراف لهارون أميرا للمؤمنين ، كما صدر كتابه بالسلام

وختمه به ، وأرسل مع هذا الكتاب هدية من الطيب ( ، ولهذا كله أجاب الرشيد إلى طلبه ،1وسرادقا )

وأمر بحمل الجارية على سرير ومعها هدايا من ( وزبيب ، فكافأه2عطور وتمور ومتاع وأخبصة )

نقفور بأن بعث إليه هدية تتكون من وقر ) حمل ( ( دراهم مبلغه خمسين ألف درهم ومائة3برذون )

ثوب ديباج واثنتي عشر صقرا وأربعة أكلب من كلاب( .4الصيد وثلاثة براذين )

ولم تثمر هذه العلاقة الجديدة وما تخللها من تبادل الهدايا في تحسين العلاقة بين الطرفين وتبين

للرشيد أن الهدايا التي يبعث بها نقفور إليه ما هي إلا مكافأة له حين رد الجارية إليه ، وأنها لا تعني اقتناعه بالرشيد ، ولا تعني أيضا وجود رغبة في

إقامة علاقات ودية بينه وبين الرشيد . م وكعادة806هـ / 191ففي جمادى الثاني سنة

نقفور نقض عهده وامتنع عن دفع الجزية ، فأرسل ( على رأس5الرشيد إليه يزيد بن مخلد الهبيري )

عشرة آلاف ، فاعترضه الروم في أحد المضايقفقتلوه على مقربة من طرسوس مع خمسين رجلا )

( ، ولما رأى المسلمون مهاجمة الروم لهم بأعداد6 كبيرة فضلوا العودة إلى الشام حقنا للدماء وطلبا

للنجدة من الرشيد .

(4/289)

م بعث الرشيد هرثمة806هـ / 191وفي شعبان سنة بن أعين – ومعه مسرور الخادم – على رأس

الصائفة ، وضم إليه ثلاثين ألفا من جند خراسان ؛ لقوتهم وشدة مراسهم ، وتقدمهم الرشيد إلى درب الحدث ، وأقام بها ثلاثة أيام من رمضان ومنها وجه سعيد بن سلم بن قتيبة ، فأقام مع المسلمين في

( ، فأغارت الروم عليها وأصابوا من1مرعش ) المسلمين ، وانصرفوا وسعيد ابن سلم مقيم بها ، فأرسل الرشيد إلى الروم محمد بن يزيد ابن مزيد يتتبعهم ، فلحق بهم في طرسوس وأوقع بهم ثم

عاد أدراجه مع المسلمين ، وحين اطمأن الرشيد على( .2الأوضاع في الثغور عاد إلى الرقة ليقيم فيها )

وولى الرشيد ثابت بن نصر بن مالك الخزاعي إمارة م ، فغزا الروم في807هـ / 192الثغور الشامية سنة

( وكان لكثرة غزوات3الصائفة وفتح مطمورة) هـ /192 – 191المسلمين في الفترة الأخيرة سنة

م أثرها في إلقاء الرعب في قلوبهم،807 – 806 فقد ذهبت بسببها الآلاف منهم ، مما دفعهم إلى

( . يقول ثيوفان4التفكير في مصالحة المسلمين) )المؤرخ البيزنطي( أن هناك سفارة تكونت من ثلاثة

من كبار رجال الدين لهذا الغرض وهم: المطران Gulaias ورئيس دير جولياس Synnadaسينادا

، إلا أنه لم يذكر )Amastris )5وأسقف أماستريس ما حدث مع هذه ا لسفارة ، في حين أشارت المصادر الإسلامية إلى أن الصلح والفداء كان على يد ثابت بن

( ، حيث فودي في هذا6نصر في قرية البذندون ) العام من المسلمين في سبعة أيام نحو ألفين

( .7وخمسمائة رجل وامرأة ) ( توفي8م )808هـ / 193 جمادى الآخرة سنة 5وفي

الخليفة هارون الرشيد ، وتوقفت حملات الصوائف والشواتي على الإمبراطورية البيزنطية ؛ لانشغال

–193المسلمين بفتنة الأمين والمأمون في الفترة ( ، إلا أنه استطاع بعدها9م )813 – 808هـ / 198

المأمون أن يعيد وحدة الدولة العباسية ، وأخذ يتفرغ( .10لمواجهة البيزنطيين )

(4/290)

ولم يظهر من جانب البيزنطيين عداء للمسلمين ؛ لانشغالهم بحرب البلغار ومصرع نقفور الأول في

م وتولية ستوراكيوس ثم ميشيل809هـ / 194 رانجابي صهره في نفس السنة ، ثم عزل الأخير سنة

م على يد ليو الأرمني الذي اعتلى812هـ / 197 813هـ / 205 – 198العرش الإمبراطوري في الفترة

( ، ثم إن حملات الرشيد تركت أثرا كبيرا1م )820– في الدولة البيزنطية ، لم تفق منه بسهولة ويسر ، يدل على هذا أنها لم تحاول أن تستغل التصدع في

داخل الدولة العباسية إبان الفتنة بين الأمين والمأمون ، وكانت الفتنة فرصة مواتية لأي هجوم

( .2مضاد يستعيد ما فقد في عهد الرشيد ) ومن أهم الأسباب التي حالت بين البيزنطيين وبين مواصلة العدوان التفاهم الذي توطد بين العباسيين

( - بخوفهم من تعاون الطرفين عليهم -3والفرنجة ) ، والذي لم يختف بوفاة الرشيد بل ظلت أواصره

معقودة حتى أوائل عصر المأمون وحين نقرأ أن آخر السفارات التي وصلت إلى البلاط العباسي كانت

( نعرف أن التفاهم بين4م )831هـ / 216سنة الجانبين العباسي والفرنجي استمر بعد الرشيد مدة

طويلة . وهكذا كانت العلاقة بين الدولة العباسية

والإمبراطورية البيزنطية – خلال أيام الرشيد – عدائية متوترة ، إلا ما تخللها من بعض المهادنات ، فبعد أن

استكمل الرشيد تحصينات الثغور المتاخمة للبيزنطيين ، وأقام منطقة العواصم – وقاعدتها منبج

– واصل سياسة آبائه وأجداده ، وشن الحملات على أرض الروم ، وأظهر القادة المسلمون وفي

مقدمتهم الخليفة هارون الرشيد صورا من البطولة والشجاعة جعلت الروم ينهزمون أمامهم مرات عديدة ، فأمن المسلمون ثغورهم وباغتوا عدوهم في داخل

أرضه .

(4/291)

وأحسن المسلمون – بعد النصر – معاملة أسراهم ، كما حدث مع زوجة استبراق ابن نقفور وإكرامها

بالهدايا ، ورد أسرى قبرص إلى بلادهم ، في حين أساء الروم إلى أسرى المسلمين فقد ذكر أنهم كانوا

يغلون قدور الزيت ويلقون المسلمين فيها إرغاما

( .1على النصرانية )

• • •الخاتمة :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلىآله وصحبه أجمعين وبعد :

فنحمد الله على تيسيره إنجاز هذا البحث الذيتمخض عن الآتي :

أولا : كانت استراتيجية الخلافة العباسية – في عهد الرشيد – مع الروم استكمال تحصينات الثغور ،

وتحديد أسلوب القتال بالصوائف والشواتي ، بينما قامت استراتيجية الإمبراطورية البيزنطية – في

نفس الفترة – على إخلاء منطقة الحدود في أطراف دولتهم من السكان ؛ لئلا تتعرض لهجمات

المسلمين ، وإبقاء بعض الحاميات للدفاع عنها . ثانيا : ترتب على سياسة الرشيد على الحدود

الإسلامية أنه لم يستطع الروم اختراق منطقة الثغور لحصانتها القوية مما حقق الأمن في منطقة الثغور

الشامية خاصة إنطاكية والمصيصة والعواصم . ثالثا : أثرت العلاقة بين الطرفين على اقتصاد الدولة البيزنطية ، فقد ظلت إيريني تدفع الجزية للمسلمين

م ، ثم دفع802 – 780هـ / 186 – 164في الفترة م .803هـ / 178نقفور كذلك الجزية سنة

رابعا : كما تركت العلاقة أثرها على أمن الدولة البيزنطية ، فحين وجد الجيش البيزنطي حرص

إيريني على مركزها عند المسلمين وعند غيرهمضعف دفاعه عن بلاده .

خامسا : لم تكن سياسة نقفور في نقض الصلح مع المسلمين تحديا منه لهم، بقدر ما كانت تهدئة لنفوس الروم من الشعب والجند حين اتهموه

بالخوف والضعف وعدم القدرة على مجابهة المسلمين ، والدليل على ذلك مبادرة نقفور إلى

مصالحة المسلمين ودفع الجزية لهم حال علمهبوصولهم إلى بلاده .

(4/292)

سادسا : أكد هذا البحث الجهود الكبيرة التي قدمها الرشيد والقادة المسلمين في قتال الروم ، فقد

غزوهم ثنتين وعشرين صائفة وثلاث شواتي، وفتحوا

مدنا أكثر من مرة كهرقلة وقبرص . . . ، كما مصروا بعض المدن كطرسوس . وأثبتت هذه الجهود تفوق

المسلمون العسكري على البيزنطيين ولو استغل المسلمون الظروف الحرجة للبيزنطيين واستغلوا

( .1انتصاراتهم لتغير الحال ) سابعا : إن تحمل المسلمين لنقض العهد المتكرر من

الروم لم يكن تخوفا أو تهيبا بهم، وإنما لإتاحة الفرصة لهم كي يراجعوا أنفسهم ويعودوا إلى

رشدهم . ثامنا : تبين للروم أن المسلمين لم يكونوا كالبلغار

والفرنجة جاءوا للسيطرة على أراضيهم ، إنما جاءوا لنشر الإسلام بينهم وإنقاذهم من ظلمات الجهل إلى

نور الإسلام ، وذلك من خلال مكاتبة هارون الرشيد لهم بغرض شرح حقائق الإسلام لهم ، والمعاملة الحسنة لأسراهم ومحاولة إدخالهم في الإسلام ،

ومن بينهم أسرى مدينة أشنه وانسحابهم منأراضيهم بعد انتصارهم عليهم .

تاسعا : كان الرشيد على قدر كبير من الحس السياسي والعسكري في علاقته مع الروم ، خاصة

م ،804هـ / 189حين أصدر قراره بهدم هرقلة سنة ليمنع الروم من التحصن بها ومهاجمة المسلمين .

عاشرا : أكد البحث أن الروم لا ينزجرون إلا حين يرون قوة المسلمين ، مثل إيريني ونقفور

وإرغامهما على توقيع الصلح مع المسلمين من منطلق القوة ، وفي هذا درس لعالمنا الإسلامي أن

يأخذ بأسباب القوة التي أشار القرآن الكريم إليهافي قوله تعالى :

وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل} ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا

( ليتفادوا الوهن والضعف2تعلمونهم الله يعلمهم{) الذي يعيشونه الآن ؛ وإنقاذا للمسلمين المستضعفين

.

(4/293)

حادي عشر : أكد البحث عدم صدق ووفاء الروم في عهدهم مع المسلمين ، والدليل على ذلك نقض

هـ /188م ، 802هـ / 187نقفور للعهد في سنوات م . وهذا يؤكد للمسلمين أن805هـ / 190م ، 803

يكونوا على حذر من أعدائهم دائما ، تطبيقا لقوله

تعالى : } يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم . . . { )1. )

ثاني عشر : أوضح البحث نبوغ وعبقرية الرشيد السياسية والعسكرية قبل توليه الخلافة ، فقد قاتل

إيريني حتى أرغمها على توقيع الصلح . ثالث عشر : ومن نتائج هذا البحث أيضا بيان محاولة

الروم استرداد أملاكهم في بلاد الشام بالإغارة عليها وقت الخلافات في الدولة الإسلامية أو انصراف

المسلمين عنها وقتيا ، وفي هذا توجيه للمسلمين بأن ينبذوا الخلافات فيما بينهم ويعملوا بقوله

تعالى : } واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا . . .( }2. )

رابع عشر : تحقق الهدف المنشود من الشواتي والصوائف وأخذ صوت الإسلام يعلوا في بعض المدن

الرومية ، وبدأ الروم يحسبون للمسلمين ألفحساب ؛ باعتبارهم القوة الغالبة .

خامس عشر : وتعرف المسلمون على المنافذ الرئيسة لبلاد الروم وأصبح لديهم تصور واضح عن أيسر الطرق للوصول إلى قلب الدولة البيزنطية ،

ولذلك حاول بعض الخلفاء كالمأمون والمعتصم بعد ذلك إزالة الدولة البيزنطية وضمها لأملاك الدولة

الإسلامية، ومن ذلك محاولة المأمون مهاجمة القسطنطينية ، فعمل على استقدام قوات من

العراق والشام وشرع في تقوية الثغور ، وكانت خطته تتلخص في حصار عمورية ثم فتحها ، ومن ثم ضرب القسطنطينية إلا أن المنية عاجلته قبل تنفيذ

( .3خطته ) سادس عشر : وأخذ الروم في الانحدار والضعف ،

فقد لجأوا إلى طلب الصلح مع المسلمين بعدما كانوا أشد الناس معارضة له ، كما قبلوا تسليم الجزية

للمسلمين بعد أن رفضوها بشدة .

(4/294)

وفي نهاية هذا البحث أسأل الله تعالى أن يوفقني إلى خير الأعمال ، ويجعل عملنا خاليا من الرياء

ويرزقنا الأجر والمثوبة وأن يكون عملنا خالصا لوجهه الكريم إنه ولي ذلك وبالإجابة جدير ، وصلى الله على

نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين .الحواشي والتعليقات

العالم الإسلامي في حسن أحمد محمود وآخر ، م1980 ، 4العصر العباسي ) القاهرة ، دار الفكر ، ط

.155( ص تولى حكم الدولة البيزنطية بعد موت والده ليو

م ( . تقدم على741 – 717هـ / 124 - 99الثالث ) م (742هـ / 125رأس حملة لقتال المسلمين سنة )

وتعرض جيشه أثناء اجتياز ثغر الأبسيق لمهاجمة ارتاباسدوس ) زوج أخته ( فحلت بقسطنطين

الهزيمة ولجأ إلى عمورية ، واشتبك جيشه البيزنطي م ( فهزمهم واستمر في763هـ / 146مع البلغار )

م(.) السيد775هـ - 159انتصاراته حتى مات سنة) الباز العريني ، الدولة البيزنطية) بيروت، دار النهضة،

( .220-186م ( ص1982 منطقة الثغور إذ ذاك إما ثغورا جزرية خصصت للدفاع

عن شمال العراق وأهم حصونها : ملطية ، زبطرة ، مرعش ، الحدث ، والمصيصة ، أو

الثغور الشامية وتقع في جنوب غرب الثغور الجزرية وقد خصصت للدفاع عن بلاد الشام ومن أشهر

حصونها : طرسوس ، أذنه ، عين زربة ، والهارونية 253م ( ص1889) قدامة بن جعفر ، الخراج ) ليدن ،

، كي158، حسن محمود ، العالم الإسلامي ، ص ( .161 ، 160لسترنج ، بلدان الخلافة الشرقية ص

ملطية مدينة من بناء الاسكندر فيه جامعها من بناء الصحابة ، وهي من بلاد الروم تتاخم بلاد الشام،

وهي من أجل الثغور الإسلامية أمام الروم - ) ياقوت هـ1404الحموي ، معجم البلدان ) بيروت، دار صادر ،

، ابن عبد الحق ) عبدالمؤمن ( ، مراصد192 ص5( ج الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ) بيروت ، دار

، كي1308 ص3هـ ( ج1373 ، 1المعرفة ، ط ،2لسترنج، بلدان الخلافة الشرقية ) بيروت ، ط

.152هـ ( ص1405

(4/295)

هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، ثاني خلفاء بني العباس ، أول من عني

بالعلوم من ملوك العرب كان عارفا بالفقه والأدب هـ /95محبا للعلماء ، ولد بالحميمة في الأردن سنة

م وبنى مدينة بغداد ومن آثاره مدينة المصيصة713

والرافقة بالرقه ، وزيادة في المسجد الحرام ، توفي ببئر ميمون من أرض مكة وهو محرم بالحج سنة

م. ابن كثير) عماد الدين اسماعيل ( ،775هـ 158 ص10هـ ( ج1409 - 5البداية والنهاية ) بيروت ط

، ) ابن العماد الحنبلي شذرات الذهب في أخبار124 ، محمود244 ص1من ذهب ) دار الكتب ، بيروت ( ج

شاكر ، التاريخ الإسلامي ) الدولة العباسية ( ) بيروت وما101 ص5هـ ( ج1407 ، 3، المكتب الإسلامي ، ط

بعدها ، خير الدين الزركلي ، الأعلام ) بيروت ، دار .117 ص4م ( ج1986 ، 7العلم للملايين ، ط

البلاذري ) أبو الحسن ( ، فتوح البلدان ) بيروت ، دار .191هـ ( ص1403الكتب العلمية ،

.156حسن محمود وآخر ، العالم الإسلامي ص .191البلاذري ، فتوح البلدان ص

محمد بن هارون الرشيد ، أبو إسحاق المعتصم بالله م وهو833هـ / 218العباسي ، بويع بالخلافة سنة

فاتح عمورية من بلاد الروم الشرقية ، وباني مدينة م، وهو أول من أضاف إلى836هـ / 222سامراء سنة

اسمه اسم الله تعالى من الخلفاء فقيل المعتصم م.841هـ / 227بالله ، توفي بسامراء سنة

) اليعقوبي ) أحمد بن أبي يعقوب ( ، تاريخ اليعقوبي وما بعدها ، ابن شاكر471 ص2، ) دار بيروت ( ج

الكتبي ) محمد بن شاكر ( ، فوات الوفيات ) دار 10 ، ابن كثير ، البداية والنهاية ج48 ص4بيروت ( ج

.128 ، 127 ص7 ، الزركلي ، الأعلام ج308ص .156حسن أحمد محمود وآخر ، المرجع السابق ص

.259الخراج ص .195البلاذري ، فتوح ، ص

.259قدامة بن جعفر ، الخراج ص

(4/296)

، وعن170 ص5محمود شاكر ، التاريخ الإسلامي ج الصوائف والشواتي ، انظر : إبراهيم أحمد العدوي،

الإمبراطورية البيزنطية والدولة الإسلامية ) القاهرة،.78 - 77م ( ص 1951سنة

محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن العباسي ، أبو عبد الله المهدي ، من خلفاء الدولة

م ، بنى774هـ / 158العباسية ، تولى الخلافة سنة جامع الرصافة ، ووجه رسلا إلى الملوك يدعوهم إلى

الطاعة ، فدخل في طاعته ملك كابل شاه وملك هـ/169طبرستان ، وملك السغد وغيرهم توفي سنة

،392 ص2م ) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي ، ج785 ،401-400 ص3 ، ابن شاكر ، فوات الوفيات ، ج397

،266ص1ابن العماد الحنبلي ، شذرات الذهب ، ج221 ص6الزركلي ، الأعلام ج .194البلاذري ، فتوح ص

وسام عبد العزيز فرج ، دراسات في تاريخ وحضارةم ( ص1982الإمبراطورية البيزنطية ) الإسكندرية ،

157. هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، أبو جعفر ،

خامس خلفاء الدولة العباسية في العراق ، ولد بالري م ، وبويع بالخلافة بعد وفاة أخيه766هـ / 149سنة

م فقام بأعبائها ،786هـ / 170الهادي سنة وازدهرت الدولة العباسية في أيامه ، وكانت بينه

وبين شارلمان ملك فرنسا مودة وكانا يتبادلان الهدايا ، وله وقائع كثيرة مع الروم وملوكهم إيريني

هـ193ونقفور ) الصوائف والشواتي ( وتوفي سنة م في مدينة طوس بقرية سنباذ ) المسعودي ( )809

أبو الحسن علي بن الحسين ( مروج الذهب ومعادن ،1الجواهر )بيروت ، دار الكتب العلمية ، ط

، ابن شاكر ، فوات الوفيات ج412 ص3هـ ( ج1406 ،222 ص10 ، ابن كثير البداية والنهاية ج225 ص4

.62 ص8الزركلي ، الأعلام ج

(4/297)

بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور ، أبو... محمد ، من خلفاء الدولة العباسية ببغداد ، ولد بالري

م وولي الخلافة بعد وفاة أبيه سنة761هـ 144سنة م ، واستبدت أمه الخيزران بالأمر ،785هـ / 169

وكان شجاعا جوادا ، له معرفة بالأدب والشعر ، تتبع الزنادقة وأعمل فيهم السيف مثل والده ، ومات سنة

م . ) ابن شاكر الكتبي ، فوت الوفيات786هـ / 170 ، ابن العماد الحنبلي ، شذرات174، 173 ص4ج

.327 ص7 ، الزركلي ، الأعلام ج271 ص1الذهب ج مدينة صمالو في الثغر الشامي قرب المصيصة ص3وطرسوس ) ياقوت الحموي ، معجم البلدان ج

.851 ص2 ، ابن عبد الحق ، مراصد الاطلاع ج423

، محمد402 ص2أحمد اليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي ج الطبري ، تاريخ الأمم والملوك ) بيروت ، دار سويدان

.148ص8( ج إحدى قرى بغداد ، على سبعة فراسخ منها قرب صريفين وهي من نواحي دجيل ) ياقوت ، معجم

.375 ص1البلدان ج ، ابن كثير ، البداية144 ص8الطبري ، تاريخ ج

.150 ص10والنهاية ج عبد الكبير بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن

هـ /164الخطاب ، ذكر التاريخ له أنه غزا الروم سنة) م ( فلم يحالفه الحظ ، وعاد مع المسلمين780

، ابن الأثير ) أبو150 ص= =8) الطبري ، تاريخ ج الحسن عز الدين علي ( الكامل في التاريخ ، ) بيروت

( .246 ص 5 ( ج 1هـ ، ط 1407، الدرب المكان الذي بين طرسوس وبلاد الروم ؛ لأنه

مضيق كالدرب ، والحدث : قلعة حصينة بين ملطية وسميساط ومرعش من الثغور ) ياقوت الحموي ،

، ابن عبد الحق ،447، 227 ص2معجم البلدان ج .520 ص2 ج385 ص1مراصد الإطلاع ج

ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ) بيروت ، دار الكتب .246 ص5هـ ( ج1407 ، 1العلمية ، ط

عبدالرحمن ابن الجوزي ، المنتظم في تاريخ الأمم –1والملوك ) بيروت ، دار الكتب العلمية ، ط

.270 ص8هـ ( ج1412 ، ابن الجوزي ، المنتظم152 ص8الطبري ، تاريخ ج

ص10 ، ابن كثير ، البداية والنهاية ج277 ص8ج150.

(4/298)

لم أعثر على ذكر لها في المعاجم ، ويظهر أنه أحد الحصون الرومية التي انهارت بسبب ضرب

المسلمين لها بالمجانيق القومس : الملك الشريف وقيل السيد ) ابن منظور ،

.183 ص6لسان العرب ) بيروت ، دار صادر ( ج سماها الترك: أزنكميد ، وهو ما تعرف به اليوم ) كي

( .190لسترنج ، بلدان الخلافة الشرقية ص ( وتقع هذه المدينة غرب أسيا الصغرى ، وتواجه33)

القسطنطينية . انظر ) ابن الأثير ، الكامل في ، ابن خلدون ، العبر وديوان248 ص5التاريخ ج

ص3هـ ( ج1399المبتدأ والخبر ) بيروت ، دار جمال ، ، محمود عمران ، معالم تاريخ الإمبراطورية213

.114م ( ص1981البيزنطية ) بيروت ، دار النهضة ،

حكمت الإمبراطورية البيزنطية كوصية على ابنها م حتى780هـ / 164قسطنطين السادس سنة

م واختلف معها هذا الابن حين بلغ سن797هـ - 181 الرشد ، وواجهتها بعض = = المشاكل الداخلية مثل

عبادة الأيقونات وبعض عناصر الجيش وكبار الموظفين في الدولة البيزنطية ، كما كان عليها أن

تواجه الخطر الإسلامي والخطر البلغاري وآمال شارلمان بشيء من الحكمة والتعقل ، وجاءت نهايتها

على يد نقفور الأول وزير خزانتها . انظر محمودعمران ، معالم تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ، ص

12-17. ، د . جوزيف نسيم يوسف ،113المرجع نفسه ، ص

تاريخ الدولة البيزنطية ، ) الإسكندرية ، دار المعرفة ، د . حسنين135 ، 134م ( ص 1988الجامعية ، سنة

محمد ربيع ، دراسات في تاريخ الدولة البيزنطية هـ ( ص1414) القاهرة ، دار النهضة العربية ، سنة

، د . محمود السيد ، تاريخ الدولة البيزنطية122 ) الإسكندرية ، مؤسسة شباب الجامعة ، بدون ( ص

، محمد محمد الشيخ، تاريخ الإمبراطورية108 البيزنطية ) الإسكندرية ، دار المعرفة الجامعية ، سنة

.141م ( ص 1995 ، ابن الأثير ، الكامل في152 ص 8الطبري ، تاريخ ج

.248 ص5التاريخ ج ، ابن خلدون ،153 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ، ج

.213 ص3العبر وديوان ج

(4/299)

.151 ص10ابن كثير ، البداية والنهاية ج ، ابن كثير ، البداية293 ص8ابن الجوزي ، المنتظم ج

.154 ص10والنهاية ج .228العريني ، الدولة البيزنطية ص

يزيد بن بدر ، وقيل : البدر بن البطال ، أحد الجنود الأكفاء الذين بعثهم المهدي إلى بلاد الروم في

م ، فقاتل البيزنطيين784هـ 168سرية سنة ص8وهزمهم ثم عاد سالما . ) الطبري ، تاريخ ، ج

( .257 ص 5 ، ابن الأثير ج 167 ، ابن الأثير ،167 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج

.257 ص5الكامل في التاريخ ج ، ابن الأثير ،203،204 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج

.269 ص5الكامل في التاريخ ج حسن أحمد محمود وآخر ، العالم الإسلامي في

.159العصر العباسي صالمرجع السابق .

اسم شعب لا يعرف أصله على وجه التحقيق ، تكونت منه دولتان في أوائل القرون الوسطى ، أحدهما

على نهر الدانوب والأخرى على نهر أتيل ) القلجا ( . دائرة المعارف الإسلامية ) مادة بلغار ( لبارتولد

.88 ص4) بيروت ، دار المعرفة ( ج محمود عمران ، معالم تاريخ الإمبراطورية البيزنطية

.114،115ص إمبراطور القسم الغربي للإمبراطورية البيزنطية والتي تشمل : فرنسا وبلاد السكسون في ألمانيا

والأراضي المنخفضة شمالا وبلاد اللمبارديين جنوبا وبلاد الآفار شرقا ، والمارك الأسباني غربا ، وهو

حامي الديانة النصرانية ، خاض حروبا أعظمها : حروبه ضد السكسون في إقليم سكسونيا ) ألمانيا

–155الحالية ( واستمرت ثلاثا وثلاثين سنة – م – وتمكن أخيرا من هزيمتهم .804 – 771هـ / 189

) سليمان ضفيدع الرحيلي( العلاقات السياسية بين الدولة العباسية ودولة= =الفرنجة ) الرياض ، دار

.7،21الهدى ( ص محمود عمران ، معالم تاريخ الإمبراطورية البيزنطية

.115ص .397 ص2اليعقوبي ) تاريخ اليعقوبي ( ج

وملك باميان ) الشير ( وملك فرغانة ) فرنران (... وملك أسروشنة ) أفشين ( وملك الخرلخية

) جيغويه ( .. انظر المرجع نفسه . .214 ص3ابن خلدون ، العبر وديوان المبتدأ ، ج

(4/300)

وسام فرج ، دراسات في تاريخ وحضارة .164الإمبراطورية البيزنطية ص

وتتكون من : منبج ودلوك ورعبان وقورس وأنطاكية وتيزين وما بين ذلك من الحصون ، وهي جزء من

أرض قنسرين والجزيرة ، ففصلها الرشيد وجعل ،165 ص4عاصمتها منبج ) ياقوت ، معجم البلدان ج

البكري ) عبد الله بن عبد العزيز ( معجم ما استعجممن أسماء البلاد والمواضع ) بيروت ، عالم الكتب ، ط

.979 ص3هـ ( ج1403 – 3 .165 ص4ياقوت ، معجم البلدان ج

حسن أحمد محمود ، العالم الإسلامي في العصر .160العباسي ص

مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم ، بينها وبين أذنة ستة فراسخ يشقها نهر البردان،

وهي من أجل الثغور ) ابن خرداذبه، المسالك ، ابن عبد253م ( ص1889والممالك ) مطبعة بريل ، كي لسترنج ،883 ص2الحق ، مراصد الإطلاع ج

.164بلدان الخلافة الشرقية ص .173،174البلاذري ، فتوح البلدان ص

أمير من القادة الشجعان ، له عناية بالعمران ، بنى في أفريقية وأرمينية وغيرهما ، ولاه الرشيد مصر

م ، ثم وجهه إلى أفريقية ؛ لإخضاع794هـ 178سنة م795هـ / 179عصاتها ، فدخل القيروان سنة

م )816هـ / 200فأحسن معاملتهم … قتل بمرو سنة الكندي ) أبو عمر محمد ابن يوسف ( الولاة وكتاب

،136القضاة ) القاهرة – مؤسسة قرطبة ( ص ( .81 ص8الزركلي الأعلام ، ج

.174البلاذري ، فتوح البلدان ص هو أبو سليم فرج الخادم التركي ، كان من أهم

أعماله إعمار مدينة طرسوس وإنزال الناس بها . ، ابن الأثير ،234 ص 8الطبري ، تاريخ ، ج )

( .279 ص 5الكامل ، ج .410 ص2اليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي ج

قرية صغيرة في الجانب الغربي من دجلة ، بينها 5وبين بغداد ستة فراسخ ) ياقوت ، معجم البلدان ج

.1243 ص3 ، ابن عبد الحق ، مراصد الإطلاع ج75ص .174البلاذري ، فتوح البلدان ص

(4/301)

الخطة : الأرض تنزل من غير أن ينزلها نازل قبل ذلك ، وخطها لنفسه أن يعلم عليها علامة بالخط ؛

ليعلم أنه قد اختارها ليبنيها دارا ) ابن منظور ، لسان ( .288 ص7العرب ج

.174البلاذري ، فتوح البلدان ص د . وديع فتحي عبد الله ، العلاقات السياسية بين بيزنطة والشرق الأدنى الإسلامي ) الإسكندرية ،

.272م ( ص 1990مؤسسة شباب الجامعة ، سنة يوسف العش ، تاريخ عصر الخلافة العباسية

.81 ، 80هـ ( ص 1402 ، 1) دمشق ، دار الفكر ، ط نسبة إلى البكاء وهو بطن من بني عامر بن

صعصعة ، ولم تذكر كتب التراجم ولا غيرها شيئا عنه سوى قيادته لهذه الصائفة ) السيوطي ) جلال الدين

عبد الرحمن ( ، لب اللباب في تحرير الأنساب ، تحقيق محمد أحمد عبد العزيز وآخر ) بيروت ، دار

( .139 ص1هـ ( ج1411 – 1الكتب العلمية ، ط ، ابن الأثير ،234 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج

.279 ص5الكامل في التاريخ ج خليفة بن خياط، تاريخ ابن خياط ) تحقيق أكرم

هـ ( ص1405 – 2العمري، الرياض ، دار طيبة ، ط448.

.448ابن خياط ، تاريخ ابن خياط ، ص مكان بينه وبين حلوان منزل ، وهو من حلوان إلى جهة همدان ، وهو كثير الخيرات والمزارع، ولذلك

ص5سمي بمرج القلعة ) ياقوت ، معجم البلدان ج ص3 ، ابن عبد الحق ، مراصد الإطلاع ج101

1255. ) بن عبدالله بن عباس الهاشمي العباسي ، من..

أمراء الدولة العباسية ، ولي إمرة المدينة سنة م للرشيد ، ثم ولي السند ومكران سنة786هـ/ 170 هـ/177م ، وولي الإمارة بمصر سنة 790هـ / 174 م ) ابن تغري794هـ 178م وتوفي بعد سنة 793

بردي ) أبو المحاسن يوسف(، النجوم الزاهرة فيملوك مصر والقاهرة ) دار الكتب العلمية ، بيروت، ط

1 ، الزركلي ، الأعلام / ج113 ص2هـ ( ج1413 – 1 ( .295ص

، ابن الأثير ،343 ص8ابن الجوزي ، المنتظم ، ج .285 ص5الكامل في التاريخ ج

(4/302)

م754هـ / 137أحد القادة الشجعان ، تولى حلب سنة م وسنة772هـ/ 156، وكان على رأس الصائفة سنة

م776هـ / 160م ولي المدينة سنة 773هـ / 157

م . ) الطبري ،779هـ / 163وعلى الجزيرة سنة ،132 ، 53 ، 51 ص 8 ج475 ص7تاريخ الأمم ج

147. نهر بالمصيصة بالثغر الشامي ، مخرجه من بلاد الروم ، ويمر إلى مدينة قرب المصيصة ) كفر بيا ( ، ويصب

في بحر الشام ويقارب نهر الفرات في الكبر . ، ابن عبد196 ص2) ياقوت ، معجم البلدان ، ج

كي لسترنج ، بلدان364 ص1الحق ، مرصد الإطلاع ج ( .164الخلافة ص

.448ابن خياط ، تاريخ ابن خياط صCharles Diehl, Byzantium p. 50. ،149 – 148العدوي ، الإمبراطورية البيزنطية ص

فتحي عثمان ، الحدود الإسلامية البيزنطية بين الاحتكاك الحربي والاتصال الحضاري ) القاهرة ،

.276 - 275 ص 3م ( ج 1966 بن عبدالله بن عباس ، أمير من بني العباس ، ولاه..

م ، وعزله785م / 169الهادي إمرة الموصل سنة م ، ثم ولاه المدينة787هـ 171الرشيد سنة

والصوائف ، وولاه مصر مدة قصيرة .. تولى إمارة م . ) ابن811هـ 196الرقة حتى توفي فيها سنة

، ابن تغري398 ص2شاكر ، فوات الوفيات، ج ( .118 ص2بردي ، النجوم الزاهرة ج

.449ابن خياط ، تاريخ ابن خياط ص توجد بالثغور فرب الحدث ، وهي عقبة ضيقة طويلة )

( .134 ص 4ياقوت ، معجم البلدان ج وردت عقبة الركاب خطئا ) في ابن خياط ، تاريخ ،

( ؛ لأنها قرب نهاوند ، والصحيح عقبة449ص السير ؛ لأنها بالثغور قرب الحدث ، ) ياقوت ، معجم

( .134 ص 4البلدان ، ج لم أجد لها ذكرا في المعاجم ، ولابد أنها مدينة على

طريق الثغور الشامية . ، ابن الأثير ،449ابن خياط ، تاريخ ابن خياط ص

.288 ص5الكامل في التاريخ ج ، ابن الجوزي ،254 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج

، ولم توضح المصادر اسم هذا20 ص9المنتظم ج الحصن ؛ مما يدل على أنه ليس من الحصون

العظيمة .

(4/303)

السيوطي ) جلال الدين ( تاريخ الخلفاء ) بيروت ، دار ، ولم أعثر فيما قرأت من المعاجم267الفكر ( ص

على اسم هذه المدينة ، مما يفيد أنها كانت صغيرةجدا .

لم أعثر له على ترجمة . ، ابن الجوزي ،255 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج

.301 ص5 ، ابن الأثير ، الكامل ج29 ص9المنتظم ج .450تاريخ ابن خياط ص

أحد الأمراء القادة ، تولى إمارة الجزيرة بعد زفر بن م ، وولاه الرشيد قيادة779هـ / 163عاصم سنة

م .. ) الطبري ، تاريخ793هـ / 177الصائفة سنة الأمم ابن الجوزي ، المنتظم ابن الجوزي ، المنتظم

( .149 ص8ج ص ص يسار بن صقلاب - ويذكر سقلاب - أحد الجنود الأكفاء

الذين بعثهم الرشيد إلى البيزنطيين وفتح الله على يديه عدة مدن كالمصيصة والصفصاف وطوانة سنة

( .450م ) ابن خياط ، تاريخ ، ص 793هـ / 177 مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام ، بين

أنطاكية وبلاد الروم ) ابن عبدالحق ، مراصد الإطلاع ( .1280 ص3ج

في طريق القسطنطينية قرب لؤلؤة ، وهو موضع 171فوستينوبوليس ) كي لسترنج ، بلدان الخلافة ص

. ) بلد بثغور المصيصة ، على فم الدرب مما يلي

طرسوس ، غزاها المسلمون بقيادة سفيان بن عوف – في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان – فأصيب من المسلمين خلق كثير ) ابن= =عبدالحق، مراصد

، ) الحميري ( محمد عبد المنعم ،895 ص2الإطلاع ج الروض المعطار في خبر الأقطار ، ) تحقيق إحسان

400م ( ص1984 -2عباس ، بيروت ، مكتبة لبنان ، ط. )

.450ابن خياط ، تاريخ ابن خياط ص بلدة من بلاد الروم مشهورة ، تتاخم الشام ، بناها عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام بن محمد ابن علي

بأمر من أبي جعفر المنصور ، ثم أسكنها الناس ، ابن عبد193-192 ص5) ياقوت ، معجم البلدان ج

( .1308 ص3الحق ، مراصد الإطلاع ج .450ابن خياط ، تاريخ ابن خياط ص

، ابن كثير ، البداية36 ص9ابن الجوزي ، المنتظم ج

.179 ص10والنهاية ج ، ابن الجوزي ،266 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج

.48 ص9المنتظم ج

(4/304)

مدينة بالعراق مما يلي الجزيرة ، فتحت على يد م وعرفت639هـ / 18القائد عياض بن غنم سنة

بالرقة السوداء تمييزا لها عن غيرها ) الحميري ، ، كي لسترنج، بلدان الخلافة270الروض المعطار ص

( .132الشرقية ص لم أجد لها ذكرا في المعاجم ، ويبدو أنها في وسط

بلاد الروم . الدينوري ) أحمد بن داود ( الأخبار الطوال ) تحقيق

.390هـ ( ص1379عبد المنعم عامر ، القاهرة ، ، ابن الجوزي ،268 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج

، حسنين ربيع ، دراسات في57 ص9المنتظم ج .127تاريخ الدولة البيزنطية ص

.183 ص10ابن كثير ، البداية والنهاية ج اسم لمدينة انكورية من بلاد الروم ، نزلتها إياد لما

نفاهم كسرى من بلاده ) ابن عبدالحق ، مراصد ( . وهي الآن عاصمة تركيا وأهم126ص1الإطلاع ج

المدن الرئيسة فيها . بلد في ثغور بلاد الروم ، بناحية طرسوس ) ياقوت ،

( .151 ص5معجم البلدان ج بلد بثغر طرسوس ، يقال هو بلد أصحاب الكهف

، ابن عبدالحق ،231 ص1) ياقوت ، معجم البلدان ج ( .101 ص1مراصد الإطلاع ج

، ابن الأثير ، الكامل67 ص9ابن الجوزي ، المنتظم ج ، ابن خلدون ، العبر وديوان ج317 ص5في التاريخ ج

( .225 ص3Theophanes, Chronographia, Col 953.

وديع عبد الله ، العلاقات السياسية بين بيزنطة .273والشرق الأدنى الإسلامي ، ص

محمود عمران ، معالم تاريخ الإمبراطورية البيزنطية .114ص

أحدها : عملت على الحط من قيمة ابنها من الناحية الخلقية ؛ حتى تقلل من شأنه إلى أقصى درجة

ممكنة ، فيخلوا لها كرسي العرش ، فشجعت قسطنطين السادس على ترك زوجته الشرعية

والزواج من إحدى وصيفات القصر ) ثيودوت ( بعد أن دفعته أمه إلى علاقة غرامية معها ، فأثار ذلك رجال

الدين ضده ، واعتبروا أن الزواج الآخر علاقة غير شرعية ) محمود عمران معالم تاريخ الامبراطورية

، محمد الشيخ ، تاريخ الإمبراطورية116البيزنطية ص.144البيزنظية ص

(4/305)

د. عبد القادر أحمد اليوسف، الإمبراطورية البيزنطية م ( ص1984) دار المكتبة العصرية ، بيروت ، سنة

109 - 110. ،226السيد الباز العريني ، الدولة البيزنطية ص

.144محمد الشيخ ، تاريخ الدولة البيزنطية ، ص ، ابن كثير ، البداية269 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج

.Deanesly , op.cit , 413 ، 186 ص10والنهاية ج محمود عمران ، معالم تاريخ الإمبراطورية)

( ، السيد الباز العريني ،117-115البيزنطية ص ، د . أسمت غنيم ،227-225الدولة البيزنطية ص

تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ) جامعة الإسكندرية ، ، محمد السيد تاريخ الدولة59م ( ص 1987سنة

.109البيزنطية ، ص محمود عمران ، معالم تاريخ الإمبراطورية البيزنطية

.114صBury : Constitution of Later Roman Empire ,

p23. .228السيد الباز العريني ، الدولة البيزنطية ص

جيل عظيم من الترك ، بلادهم خلف باب الأبواب ) الدربند ( ، وهم صنفان : بيض وسمر ، ولهم ملك عظيم يسمى بلك وفيهم مسلمون ونصارى ويهود وعبدة الأوثان .. ) القزويني ) زكريا ابن محمد ( ،

آثار البلاد وأخبار العباد ) بيروت دار صادر ( ص584،585.

الثلمة : الخلل في الحائط ) ابن منظور ، لسان ( .79 ص12العرب ج

أبو العباس خازم بن خزيمة التميمي ، أحد الجنود م746هـ / 129الذين غلبوا على مرو الروذ سنة

وقتل عامل نصر بن سيار عليها وبعثه أبو العباس م إلى بسام بن إبراهيم751هـ / 134السفاح سنة

الذي خالف وخلع الطاعة ، فانهزم بسام وأصحابه

م758هـ/141وقتل أكثرهم ، كما هزم الراوندية سنة ، ابن506 ، 461 ، 360 ص 7) الطبري ، تاريخ ، ج

، ابن الأثير ،324 ص 7الجوزي ، المنتظم ، ج .130 ص 5الكامل ، ج

(4/306)

يزيد الشيباني أحد القادة الأفذاذ ، قاتل يوسف البرم م وأسره وبعث به إلى776هـ 160بخراسان سنة

المهدي ، كما غلب على عسكر الروم بعد أن قتل م .781هـ / 165نقيطا ) قومس القوامسة ( سنة

ابن الأثير ،124،152 ص8) الطبري ، تاريخ الأمم ج (233،248 ص5الكامل في التاريخ ج

، ابن كثير ، البداية83 ص9ابن الجوزي ، المنتظم ج .189 ص10والنهاية ج

هـ –170استمر وجود البرامكة سبع عشرة سنة من م انتقلت فيها سلطة الحكم من802 - 786هـ / 187

العرب إلى الفرس ، وكان ممن قتل من البرامكة ص8جعفر بن خالد بن برمك ) الطبري ، تاريخ ، ج

، محمد بديع327 ص 5 ، ابن الأثير ، الكامل ، ج 287 شريف ، الصراع بين الموالي والعرب ) القاهرة ،

.52 - 51 ص 40م ( ص 1954سنة حكمت دولة الأغالبة تونس طوال القرن الثالث

الهجري / التاسع الميلادي ، وأسسها إبراهيم بن الأغلب بن سالم التميمي ، واعترف الرشيد بإمارته

م ) لسان الدين بن الخطيب ،800هـ / 184في سنة أعمال الأعلام ، القسم الثالث ، ) الدار البيضاء ، سنة

19 - 14م ( ص 1964 ، شارل جوليان ، تاريخ أفريقية121 - 109ص

، جمال61 - 60 ص 2م ( ج 1978الشمالية ) تونس ، الدين الشيال تاريخ الدولة العباسية ، ) الإسكندرية ،

.65م ( ص 1967سنة -279د . وديع عبد الله ، العلاقات السياسية ، ص

280. .228السيد الباز العريني ، الدولة البيزنطية ص

الطواشي لقب عام للخصيان من الغلمان أما في عصر المماليك فكان لقب الطواشي يطلق على جند الأمراء في المكاتبات إليهم بتوقيع أو نحوه ) حسن

الباشا ، الألقاب في التاريخ والوثائق والآثار .382م ( ص1978القاهرة - دار النهضة العربية - )

-ostrogorowski G . : History Of The Byzantine State P.161.

د . حسنين ربيع ، دراسات في تاريخ الدولة البيزنطية .125ص

(4/307)

إلى أصل عربي ، ولدNicaphorus . 1ينتمي نقفور في بسيديا بآسيا الصغرى ، وشغل وظيفة وزير

الخزانة لدى الامبراطورة إيريني ، واشتهر بالتعمق في العلوم الدينية والدنيوية فكان مثل أسلافه

الأيسوريين ، محطما للتماثيل ، رافضا بشدة إعادة عبادتها ، ولم يشجع عبادها ومؤيديها ، امتنع عن دفع الجزية للمسلمين أيام الخليفة هارون الرشيد ، فسير إليه جيشا قويا استولى على هرقلة وطوانة .. وقتل

811هـ / 196نقفور في لقاءه مع البلغار سنة 245-235) السيد الباز العريني ، الدولة البيزنطية ص ،135، د . جوزيف ، تاريخ الدولة البيزنطية ، ص

، د . حسنين ربيع ، دراسات في تاريخ الدولة136 .133 - 132البيزنطية ص

محمود عمران ، معالم تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ، أسمت غنيم ، تاريخ الإمبراطورية البيزنطية117ص

59، ص .109د . محمود السيد ، تاريخ الدولة البيزنطية ، ص

،239-236السيد الباز العريني ، الدولة البيزنطية ص حسنين ربيع ، دراسات في تاريخ الدولة البيزنطية ،

282 وديع عبد الله ، العلاقات السياسية ، ص 77ص ( .2هامش )

Theoph anes , Chronographia Col . 953. شرقي قونية ، وتعرف بمدينة قرة حصار ، وتسمى اليوم بأفيون )كي لسترنج ، بلدان الخلافة الشرقية

(181185ص بن محمد بن الأشعث الكندي ، أحد القادة الأفذاذ ،..

م وعزله789هـ / 173ولاه الرشيد خراسان سنة م .. ) الطبري ، تاريخ الأمم ج791هـ / 175عنها سنة

، ابن الأثير ، الكامل في التاريخ238،241،307 ص8 (286،288،333 ص5ج

ذكر أنه في بلاد الروم ، وفتحه عبد الله بن عبد الملك بن مروان في خلافة والده ولابد أنه قريب من

حصن قرة الموجود في شرقي قونية ) ياقوت ،

، ابن عبد الحق ، مراصد264 ص2معجم البلدان ج ( .742 ص2الإطلاع ج

(4/308)

، اليعقوبي ،458ابن خياط ، تاريخ ابن خياط ص ، ابن الجوزي ، المنتظم423 ص2تاريخ اليعقوبي ج

ص5 ، ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ج137 ص9ج .225 ص3 ، ابن خلدون ، العبر وديوان المبتدأ ج333

وسام فرج ، دراسات في تاريخ وحضارة .166الإمبراطورية البيزنطية ، ص

.333 ص5الكامل في التاريخ ج ، ابن الأثير ،307،308 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج

5الكامل في التاريخ ج ، ابن138 ص9 ، ابن الجوزي ، المنتظم ج333ص

، السيوطي ،201 ص10كثير ، البداية والنهاية ج268تاريخ الخلفاء ص

والذي803هـ / 187وأهمها : لقاء شعبان سنة تحاشى فيه الاصطدام بالمسلمين

، اليعقوبي ،458ابن خياط ، تاريخ ابن خياط ص) ( .423 ص2تاريخ اليعقوبي ج

.289د . وديع عبد الله ، العلاقات السياسية ، ص ، ابن الجوزي ،308 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج

، ابن الأثير ، الكامل في التاريخ138 ص9المنتظم ج .333 ص5ج

، السيوطي ،201 ص10ابن كثير ، البداية والنهاية ج .268تاريخ الخلفاء ص

.398 ص5ياقوت ، معجم البلدان ج جاء هذا التحديد بناء على عدد الجيش الذي قاده

م والذي بلغ أكثر781هـ / 165الرشيد – أيضا – سنة من خمسة وتسعين ألفا ، وبناء على أن الرشيد

تحرك لتأديب نقفور ، ويخشى أن يكون قد استعدللقائه مع المسلمين بأعداد كبيرة .

مدينة ببلاد الروم ، سميت بهرقلة بنت الروم بن اليفز بن سام بن نوح عليه السلام ، وهي أراكلية

، ابن398 ص5الحديثة ) ياقوت معجم البلدان ج ، كي1456 ص3عبدالحق ، مراصد الإطلاع ج

( .166لسترنج ، بلدان الخلافة الشرقية ص الأصفهاني ، أبو الفرج ، الأغاني ) دار الكتب

ص18هـ ( ج 1412 ، سنة 2العلمية ، بيروت ، ط

248. م على696هـ / 77كانت قد فتحت للمرة الأولى سنة

يد عبد الملك بن مروان ) الذهبي ، العبر في خبر من ( .65 ص1غبر ج

مقدار الجزية التي تدفعها إيريني للرشيد كل سنة ؛ لأن الرشيد لن يقبل بأقل منها بعد هذا التحدي

المباشر .

(4/309)

د . أسمت غنيم ، تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ، ص61 - 62.

، ابن الأثير ،308 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج ، ابن الجوزي ،334 ص5الكامل في التاريخ ج

10 ، ابن كثير ، البداية والنهاية ج138 ص9المنتظم ج .268 ، السيوطي ، تاريخ الخلفاء ص201ص

ومنها خروج رافع بن ليث بن نصر بن سيار بسمرقند ومخالفته لهارون وخلعه إياه ، ابن خياط ، تاريخ ، ص

.319 ص 8 الطبري ، تاريخ ج 459 ، ابن الجوزي201 ص10ابن كثير ، البداية والنهاية ج

.138 ص9، المنتظم ج ، الجهشياري ،308،309 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج

.207الوزراء والكتاب ص .334 ص5الكامل في التاريخ ج

.310 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج ، ياقوت ، معجم207الجهشياري ، الوزراء والكتاب ص

.398 ص5البلدان ج .268السيوطي ، تاريخ الخلفاء ص

ابن كثير ) أبو الفداء إسماعيل ( ، مختصر تفسير ابن هـ1399 ، 3كثير ) تحقيق محمد الصابوني ، بيروت ط

.114 ص2ج ( .56-55سورة الأنفال : آية

من القادة الأفذاذ ، خرج مع الفضل بن يحيى م وهو كاره794هـ / 178البرمكي إلى خراسان سنة

م ،794هـ / 178للخروج ، ولي أمر سجستان سنة وفتح كابل وغنم غنائم كثيرة في نفس السنة ، ولاه

م ونصره الله803هـ-188الرشيد أمر الصائفة سنة ص8على الروم ) الطبري ، تاريخ الأمم ج

(154 ص9 ، ابن الجوزي ، المنتظم ج258،259،313.

، ) وقيل أن عدد313 ص8الطبري ، تاريخ الأمم جالقتلى من الروم أربعين ألفا ( .

، ابن207 ص10ابن كثير ، البداية والنهاية ج .226 ص3خلدون ، العبر وديوان المبتدأ ج

.275 - 274وديع عبد الله ، العلاقات السياسية ص .225 ص 3ابن خلدون ، العبر ، ج

،339 ص5ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ج ، ابن العماد268السيوطي ، تاريخ الخلفاء ص

، الذهبي ، العبر321 ص1الحنبلي ، شذرات الذهب ج .233 ص 1، ج

، ابن كثير ، البداية163 ص9ابن الجوزي ، المنتظم ج .209 ص10والنهاية ج

(4/310)

، ابن كثير ، البداية320 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج .211 ص10والنهاية ج

بلد بالثغر من نواحي المصيصة ) ياقوت ، معجم ، كي لسترنج ، بلدان الخلافة177 ص4البلدان ج

( .160،161الشرقية ص سميت بذلك لأن فيها حصنا منيعا مبني بالحجارة

السوداء )كي لسترنج ، بلدان الخلافة الشرقية ص162. )

.1183 ص3ابن عبد الحق ، مراصد الإطلاع ج ، الطبري ، تاريخ458ابن خياط ، تاريخ ابن خياط ص

180 ص9 ، ابن الجوزي ، المنتظم ج320 ص8الأمم ج ، ابن خلدون ، العبر320 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج

.226 ص3وديوان ج .206الوزراء والكتاب ص

وهي ضرب من الثياب التي تلبس ، وهي جبة ص8مشقوقة المقدم ) ابن منظور ، لسان العرب ج

82. ) .211 ص10ابن كثير ، البداية والنهاية ج

.459ابن خياط ، تاريخ ابن خياط ص وهو حصن ذي القلاع ؛ لأنه على ثلاثة قلاع فحرف اسمه ، من نواحي الثغور الرومية قرب المصيصة

، ابن عبدالحق، مراصد174البلاذري فتوح البلدان ص.407 ص1الإطلاع ج

بلد من بلاد الروم قرب قونية ، على نحو خمسين 3ميلا شرق آقسرا ) ابن عبد الحق ، مراصد الإطلاع ج

كي لسترنج ، بلدان الخلافة الشرقية ص1309ص182.

جزيرة على البحر الأبيض المتوسط ، قريبة من طرسوس ، قطرها ستة عشر يوما ، وبها مدن

ومزارع وقلاع وحصون ) القزويني ، آثار البلاد وأخبار ، الحميري ، الروض المعطار ص240العباد ص

453. ) م ) في خلافة648هـ / 28كان الفتح الأول سنة

هـ /33عثمان بن عفان رضي الله عنه ( والثاني سنة م ) في خلافة معاوية بن أبي سفيان ( بقيادة653

جنادة بن أبي أمية ) ابن خياط ، تاريخ ابن خياط ص ،158 ، البلاذري ، فتوح البلدان ص160،167

، ابن تغري431 ص2اليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي ج ( .109 ص1بردي ، النجوم الزاهرة ج ، ابن الأثير ،320 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج

.341،342 ص5الكامل في التاريخ ج

(4/311)

وذكر أن عدد السبي سبعة عشرة ألفا ( ، ابن) ، ابن العماد226 ص3خلدون ، العبر وديوان المبتدأ ج

، ابن العماد ،325،326 ص1، شذرات الذهب ج .326 – 325ص 1شذرات الذهب ، ج

عبد العزيز سالم وأحمد العبادي ، تاريخ البحرية.38 ص1م ( ج1993الإسلامية ) بيروت ،

مدينة على ساحل البحر الأحمر ) ابن خرداذبه ، ( وتعرف الآن ببورسعيد .154المسالك والممالك ص

.266السيوطي ، تاريخ الخلفاء ص .159البلاذري ، فتوح البلدان ص

، ابن الجوزي ،320 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج .180،181 ص9المنتظم ج

جمع علج ، وهو الشديد الغليظ من الروم ) ابن ( .326 ص2منظور ، لسان العرب ج

، الحميري ،181،182 ص9ابن الجوزي ، المنتظم ج .594 ، 593الروض المعطار ، ص

.253 ص 18الأصفهاني ، الأغاني ، ج ، ابن خلدون ، العبر321 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج

.226 ص3وديوان المبتدأ ج أغلب الظن أن هذا المبلغ هو جملة المتأخر عليه منذ

-802هـ / 190-187إعتلائه عرش الدولة البيزنطية

م .805 .321،322 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج

.184 ص9ابن الجوزي ، المنتظم جCedrenus , Historiarum , Cols 918 - 919.

.321 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ، ج .211 ص10ابن كثير ، البداية والنهاية ج

.321 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ، ج السرادق ما يمد فوق صحن الدار ) الزبيدي ، تاج

( .379 ص6العروس ج جمع خبيصة وهي المعمول من التمر والسمن ،

وتطلق على الحلواء المخبوص ) الزبيدي ، تاج ( .385 ص4العروس ج

هي الخيل من غير نتاج العراب ) ابن منظور ، لسان ( .51 ص13العرب ج

.183 ص9ابن الجوزي ، المنتظم ج م805هـ / 190من القادة الأفذاذ ، فتح سنة

الصفصاف وملقونية ، وقتله الروم مع خمسين من م ) ابن806هـ / 191المسلمين عند طرسوس سنة

، ابن تغري342 ص5الأثير ، الكامل في التاريخ ج الزركلي ، الأعلام172 ص2بردي ، النجوم الزاهرة ج

( .188 ص8ج

(4/312)

، ابن خلدون ، العبر323 ص8الطبري ، تاريخ الأمم ج .226 ض3وديوان المبتدأ ج

مدينة بالثغور بين الشام وبلاد الروم ، يسميها الروم ، أحدث الرشيد لها سورين ، ( Marasionمراسيون)

وفي وسطها حصن يسمى المرواني … ) ابن ، كي لسترنج ،1259 ص3عبدالحق ، مراصد الإطلاع ج ( .161بلدان الخلافة الشرقية ص

، ابن193،194 ص9ابن الجوزي ، المنتظم ج .226 ص3خلدون ، العبر وديوان المبتدأ ج

م على797هـ / 181كان الفتح الأول لمطمورة سنة يد عبد الملك بن صالح ) ابن الأثير، الكامل في

( .315 ص5التاريخ ج .214 ص10ابن كثير ، البداية والنهاية ج

Theophanes , Chronographia . Col 969. قرية بينها وبين طرسوس يوم من بلاد الثغر ،

وهي في ( ( Podandosيسميها الروم بدندس )

الجهة اليسرى من جامع طرسوس ، ودفن فيها ص1الخليفة المأمون ) ياقوت ، معجم البلدان ج

ص5 ، ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ج361،362 (165 ، كي لسترنج ، بلدان الخلافة الشرقية ص351

. ، ابن الأثير ،161المسعودي ، التنبيه والإشراف ، ص

، ابن خلدون ، العبر351 ص5الكامل في التاريخ ج .226 ص3وديوان المبتدأ ج

وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وشهرا ونصف ، وانظر :460) ابن خياط ، تاريخ ابن خياط ص

( .392الدينوري،الأخبار الطوال ص انظر في اختلاف الأمين والمأمون ) ابن الجوزي ،

وما بعدها ، ابن كثير، البداية3 ص10المنتظم ج وما بعدها .232 ص10والنهاية ج

عبد العزيز سالم ، دراسات في تاريخ العرب العصر ، الشريف ، العالم الإسلامي227العباسي الأول ص

.166في العصر العباسي ص .227عبد العزيز سالم ، دراسات في تاريخ العرب ص

الشريف ، العالم الإسلامي في العصر العباسي ص ، أحمد العبادي ، التاريخ العباسي والفاطمي165

.92م ( ص1971) بيروت - دار النهضة -

(4/313)

لمعرفة هذه العلاقة اقرأ كتاب : العلاقات السياسية بين الدولة العباسية ودولة الفرنجة في عهدي الخليفة هارون الرشيد والإمبراطور شارلمان

للدكتور : سليمان ضفيدع الرحيلي . أرشيبلد لويس ، القوى البحرية والتجارية في حوض

.198م ( ص1960البحر المتوسط ) القاهرة ، .329 ص8ابن الجوزي ، المنتظم ج

عبد الجليل عبد الرضا الراشد ، العلاقات السياسية بين الدولة العباسية والأندلس )مكتبة

.138هـ( ص 1389النهضة،الرياض، .60سورة الأنفال : آية .71سورة النساء : آية

.103سورة آل عمران : آية .469 ص 2اليعقوبي ، تاريخ ، ج

المصادر والمراجع

- ... القرآن الكريم .1إبراهيم بن أحمد العدوي .

- ... الإمبراطورية البيزنطية والدولة الإسلامية -2م .1951طبعة القاهرة - سنة

هـ ( .630ابن الأثير ) أبو الحسن عز الدين علي . ت - ... الكامل في التاريخ – الطبعة الأولى – بيروت –3

هـ .1407أحمد مختار العبادي .

- ... التاريخ العباسي والفاطمي – بيروت – دار4م .1971النهضة –

أرشيبلد لويس . - ... القوى البحرية والتجارية في حوض البحر5

م .1960المتوسط – القاهرة – د . أسمت غنيم .

هـ /324- ... تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ) 6 م ( - مصر - دار المعرفة الجامعية - سنة1453م .1987

هـ ( .356الأصفهاني ) أبو الفرج . ت - ... الأغاني - بيروت - دار الكتب العلمية - الطبعة7

هـ .1412الثانية - سنة هـ (487البكري ) عبد الله بن عبد العزيز . ت

- ... معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع –8تحقيق مصطفى السقا – الطبعة الثالثة –

هـ .1403بيروت – عالم الكتب – سنة هـ ( .279البلاذري ) أبو العباس أحمد بن يحيى . ت

هـ .1403- ... فتوح البلدان – بيروت – 9 ابن تغري بردي ) جال الدين أبو المحاسن يوسف . ت

هـ ( .874 - ... النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة –10

بيروت – دار الكتب العلمية – الطبعة الأولى –هـ .1413

جمال الدين الشيال .

(4/314)

- ... تاريخ الدولة العباسية - طبعة الإسكندرية -11م .1967سنة

الجهشياري ) أبو عبد الله محمد بن عبدوس ( . - ... الوزراء والكتاب – تحقيق مصطفى السقا12

هـ1401وآخرون – الطبعة الثانية – مصر – ابن الجوزي ) أبو الفرج عبدالرحمن بن علي . ت

هـ (597 - ... المنتظم في تاريخ الأمم والملوك – تحقيق13

محمد عبدالقادر عطا وأخيه – بيروت – دار الكتبهـ .1412العلمية – الطبعة الأولى – د . جوزيف نسيم يوسف .

م (-1453هـ/ 284- ... تاريخ الدولة البيزنطية ) 14م .1988مصر- دار المعرفة الجامعية - سنة

حسن أحمد محمود وأحمد إبراهيم الشريف . - ... العالم الإسلامي في العصر العباسي –15

القاهرة – دار الفكر العربي – الطبعة الرابعة –م .1980

حسن الباشا - ... الألقاب في التاريخ والوثائق والآثار -16

م .1978القاهرة - دار النهضة العربية - حسنين محمد ربيع

- ... دراسات في تاريخ الدولة البيزنطية - القاهرة17هـ .1414- دار النهضة العربية - سنة ابن الخطيب ) لسان الدين (

- ... أعمال الأعلام - القسم الثالث - الدار البيضاء18م .1964-

هـ ( .808ابن خلدون ) عبدالرحمن بن محمد ت - ... العبر وديوان المبتدأ والخبر – بيروت –19

هـ .1399هـ ( .240ابن خياط ) خليفة بن خياط . ت

- ... تاريخ خليفة بن خياط – تحقيق الدكتور أكرم20 العمري – الطبعة الثانية – الرياض – دار طيبة –

هـ .1405هـ ( .748الذهبي ) أبو عبدالله محمد بن أحمد . ت

- ... العبر في خبر من غبر – تحقيق محمد السعيد21– بيروت – دار الكتب العلمية .

الزبيدي ) محمد مرتضى ( . - ... تاريخ العروس من جواهر القاموس – طبعة22

بيروت – بدون .الزركلي ) خير الدين ( .

م .1986- ... الأعلام – الطبعة السابعة – بيروت – 23سليمان ضفيدع الرحيلي.

- ... العلاقات السياسية بين الدولة العباسية24

ودولة الفرنجة في عهدي الخليفة هارون الرشيدوالامبراطور شارلمان – الرياض– دار الهدى – بدون.

(4/315)

السيد الباز العريني . م – بيروت –1081هـ – 323- ... الدولة البيزنطية 25

م .1982دار النهضة العربية – عبد الجليل عبد الرضا الراشد

- ... العلاقات السياسية بين الدولة العباسية26هـ .1389والأندلس - طبعة الرياض - مكتبة النهضة -

السيد عبدالعزيز سالم . - ... تاريخ البحرية الإسلامية في مصر والشام –27

م.1993الإسكندرية، مؤسسة شباب الجامعة – - ... دراسات في تاريخ العرب ) العصر العباسي28

الأول ( . الإسكندرية – مؤسسة شباب الجامعة –هـ .1398

هـ (911السيوطي ) جلال الدين عبدالرحمن . ت - ... لب الألباب في تحرير الأنساب – تحقيق محمد29

أحمد عبدالعزيز وأخوه أشرف – الطبعةهـ .1411الأولى – بيروت – دار الكتب العلمية –

شارل جوليان - ... تاريخ أفريقية الشمالية - طبعة تونس -30

م .1978هـ ( .764ابن شاكر ) محمد بن شاكر الكتبي . ت

- ... فوات الوفيات – تحقيق إحسان عباس – دار31صادر – بيروت .

هـ ( .310الطبري ) أبو جعفر محمد بن جرير . ت - ... تاريخ الأمم والملوك – تحقيق محمد أبو32

هـ .1386الفضل إبراهيم – بيروت – دار سويدان – ابن عبد الحق ) صفي الدين عبد المؤمن . ت

هـ ( .739 - ... مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع –33

هـ .1373الطبعة الأولى – بيروت – عبد القادر أحمد اليوسف

- ... الإمبراطورية البيزنطية - بيروت - دار المكتبة34م .1984العصرية -

م1089ابن العماد الحنبلي ) أبو الفلاح عبدالحي . ت . ) - ... شذرات الذهب في أخبار من ذهب – طبعة35

بيروت .فتحي عثمان

- ... الحدود الإسلامية البيزنطية بين الاحتكاك36م .1966الحربي والاتصال الحضاري - القاهرة -

قدامة بن جعفرم .1889- ... الخراج – طبعة ليدن – 37

القزويني ) زكريا بن محمد ( . - ... آثار البلاد وأخبار العباد – بيروت – دار صادر –38

بدون . ابن كثير ) عماد الدين اسماعيل بن عمر . ت

هـ ( .774

(4/316)

- ... البداية والنهاية – الطبعة الخامسة – بيروت –39هـ .1409

هـ ( .350الكندي ) أبو عمر محمد بن يوسف . ت - ... الولاة وكتاب القضاة – القاهرة – مؤسسة40

قرطبة – بدون .كي لسترنج .

- ... بلدان الخلافة الشرقية – ترجمة بشير41 فرنسيس – الطبعة الثانية – بيروت – مؤسسة

هـ .1405الرسالة – محمد بديع شريف

- ... الصراع بين الموالي والعرب - القاهرة -42م .1954

محمد الحميري - ... الروض المعطار في خير الأقطار – تحقيق43

إحسان عباس – الطبعة الثانية – بيروت – مكتبة لبنانم .1984–

محمد محمد مرسي الشيخ - ... تاريخ الإمبراطورية البيزنطية - الإسكندرية -44

م .1995دار المعرفة الجامعية - محمود سعيد عمران .

- ... معالم تاريخ الإمبراطورية البيزنطية – بيروت45م .1981– دار النهضة العربية –

محمود السيد - ... تاريخ الدولة البيزنطية - الإسكندرية -46

مؤسسة شباب الجامعة - بدون.محمود شاكر .

- ... التاريخ الإسلامي ) الدولة العباسية ( . الطبعة47هـ .1407الثالثة – بيروت – المكتب الإسلامي –

هـ346المسعودي ) أبو الحسن علي بن الحسين . ت . )هـ .1386- ... التنبيه والإشراف – القاهرة – 48

هـ (711ابن منظور ) أبو الفضل محمد بن مكرم . ت .

هـ .1374- ... لسان العرب – بيروت – دار صادر – 49وديع فتحي عبد الله

- ... العلاقات السياسية بين بيزنطة والشرق50 م (820م - 741هـ / 205هـ - 124الأدنى الإسلامي )

م .1990- الإسكندرية - مؤسسة شباب الجامعة - وسام عبد العزيز فرج .

- ... دراسات في تاريخ وحضارة الإمبراطورية51م .1982البيزنطية – الإسكندرية –

ياقوت ) شهاب الدين أبو عبد الله الحموي . تهـ ( .626هـ .1404- ... معجم البلدان – طبعة بيروت – 52

هـ ( .292اليعقوبي ) أحمد بن إسحاق . ت - ... تاريخ اليعقوبي – بيروت – دار بيروت –53

بدون .يوسف العش

- ... تاريخ عصر الخلافة العباسية – الطبعة الأولى54هـ .1402– دمشق – دار الفكر –

(4/317)

الدوريات والمراجع الأجنبية :

- ... دائرة المعارف الإسلامية – مقال ) بلغار (55لبارتولد – بيروت – دار المعرفة .

56 - . ... -Bury . J . B . : Ahistory of the Later Roman Empire 2 vols

57 ... -Cedrenus , G , Historiarum , Compendium , P . G . M . Tome Cxxi - Cxxll .

Paris , 1864et 1894 , Cols . 23 - 1166 , Cols 9 - 368

58 ... -Deanesly . M . Ahistory Of Early Medieval Europe , 476 - 911 ) London,

1960 (.

59 ... -Diehl , Charles, 60 ... -Byzantium Greatness and Decline ,

New Brunswick , New Jersey, 1957 . London 1923.

61 ... -ostrogorowski G . : History of the Byzantine state.

62 ... -Trans . Joan Hussey . oxford 1956. Theophanes Abbas Et Confessor

Chronographia . P . G . m, Tome Cvlll, Paris . 1863 . Cols - 9 - 1010.

(4/318)

الوجود الإسلامي في صقلية في عهدالنورمان بين التسامح والاضطهاد

م1194 – 1052هـ / 591 – 444

د. علي محمد الزهرانيالأستاذ المساعد بقسم الحضارة والنظم الإسلامية

كلية الشريعة - بجامعة أم القرى

ملخص البحث

بذل المسلمون محاولات عدة لفتح جزيرة صقلية الواقعة في البحر المتوسط ، واستمرت تلك

المحاولات حتى تحقق لها النجاح في بداية القرن الثالث الهجري . ولأهمية موقع الجزيرة الاستراتيجي فقد بذلت محاولات عدة لاستعادتها حتى سقطت في

م ، وخرج منها1052هـ / 444أيدي النورمان سنة عدد كبير من المسلمين ، واستقروا في البلدان

الإسلامية الأخرى ، وبقي فيها عدد آخر لا بأس به . وكان بين من بقي فيها علماء وأدباء وشعراء فضلا

عن بعض العامة . والحالة تلك نجد أن النورمان انتهجوا طريقتين متناقضتين في التعامل مع

المسلمين فهم يتسامحون معهم في الوقت الذي يرون فيه أن المسامحة تحقق لهم مصالحهم . وهذه

الطريقة أخذت مظاهر شتى تمثلت في رعاية العلماء والأدباء والشعراء ، واتخاذ الأعوان من المسلمين كما

حدث في قصور الحكام النورمان . وفي المقابل انتهج النورمان طريقة أخرى في التعامل مع

المسلمين ، من أهم مظاهرها محاولات التنصير ، وتضييق الخناق عليهم في أداء بعض شعائرهم

الدينية كمنعهم من صلاة الجمعة مثلا ، وفرض الجزيةعليهم ، واتخاذهم عبيدا يعملون في الأرض .

كما أنه ومن خلال هذا الوجود الإسلامي في جزيرة صقلية حاول النورمان الاستفادة من حضارة وعلوم

ومعارف المسلمين ، وقد اتخذ ذلك مظاهر شتى . وهذه الطريقة وتلك وذلك الوجود والاستفادة منه هو

ما بحثته هذه الدراسة وذلك على ضوء المصادرالمتخصصة واستقراء معلوماتها .

• • •

مقدمة :

(4/319)

لا يعرف الجيل الصاعد عن صقلية اليوم إلا أنها مركز من مراكز نشاط المجرمين والخارجين عن القانون

لكثرة ما يتردد اسمها من خلال وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة باعتبارها

"مقرا لما يعرف اليوم في عالم الجريمة باسم "المافيا

ولا يعرف عنها أولئك شيئا مما كان للمسلمين فيها من نشاط فكري وعلمي جعلها مركزا مهما من

مراكز الحضارة الإسلامية لمدة تقرب من خمسمائة سنة ، أكثر من نصفها كانت تحت السيادة الإسلامية ،

إذ أصبحت بذلك من أهم معابر الحضارة الإسلاميةإلى أوربا في عصورها الوسطى المظلمة .

وقد كنت كتبت قبل هذا البحث بحثا يؤرخ للحياة العلمية في صقلية الإسلامية مدة سيطرة المسلمين

هـ /212عليها والتي استمرت من الفتح في سنة هـ444م ، إلى بداية استيلاء النورمان عليها سنة 826

هـ /484م وبالتالي سقوط آخر معاقلها سنة 1052/ ( ، وقد رأيت هنا ومن خلال هذا البحث أن1 )1091

أبين ما كان عليه حال المسلمين بعد سقوط صقلية ، هـ /444في عهد النورمان الذي استمر من سنة

م ، لأن دينا كالدين1194هـ / 591م إلى سنة 1052 الإسلامي ، وحضارة كحضارة المسلمين لا يمكن أن

تزول من أي بلد وصلت إليه بمجرد استيلاء غير

المسلمين عليه ، وذلك لأن هذا الدين بجميع مبادئه وأهدافه وسلوكياته ، وتلك الحضارة الرائعة بجميع

خصائصها ومميزاتها، ولد قناعة لدى أولئك المستعمرين بالاستفادة من كل ذلك ، مع ملاحظة أن

ذلك البقاء لأولئك المسلمين لابد وأن يمر بحالتي التسامح والاضطهاد ، وهذا ما أثبتته هذه الدراسة

إلى جانب ما أثبتته من استفادة ذلك الغير منحضارة وعلوم ومعارف المسلمين .

(4/320)

وقبل الشروع في الحديث عن الوجود الإسلامي في صقلية خلال العصر النورماني كان لا بد من الحديث

بإيجاز عن الفتح الإسلامي لصقلية وسقوطها من خلال هذه المقدمة المختصرة حتى يمكن لنا أن ندرك مدى المعاناة التي لقيها المسلمون أثناء عملية الفتح

التي استمرت مدة طويلة من الزمن ، فاقت المدةالتي أمضاها المسلمون في عملية فتح الأندلس .

ثم الحديث بعد ذلك عن هوانها على القادة المسلمين في فترة الفوضى والاضطراب وبالتالي سقوطها

في أيدي النورمان ، واستغلال أولئك للفرصة المتاحة أمامهم التي كانوا ينتظرونها والقضاء على

السيطرة الإسلامية عليها . وإذا اتضحت تلك الصورة في الأذهان كان الدخول

في الحديث عن مظاهر الوجود الإسلامي في صقلية بعد سقوطها أمرا يبدو مهما يتضح من خلاله تفوق

الحضارة الإسلامية إذ أثبتت وجودها رغم عدم استمرارية سيطرة المسلمين على تلك البقاع ،

وعلى الرغم من عدم تيسر الأوضاع التي يمكن أن يبدع فيها المسلمون ، اللهم إلا في بعض حالات

سنذكرها من خلال هذه الدراسة . وصقلية الإسلامية ليست إلا نموذجا من كثير من

النماذج الإسلامية التي لم يبق فيها للمسلمين إلاإشارات تدل على أنهم كانوا هنالك .

وتعد صقلية أكبر جزر البحر الأبيض المتوسط الذي (، إلى2يعرف في المصادر القديمة ببحر الروم)

الجنوب من إيطاليا ، ولا يفصلها عنها إلا مضيق كيلا ،165صغير . وتبعد عن شمال أفريقية بحوالي

25815وهي مثلثة الأضلاع ، وتبلغ مساحتها حوالي ) ( .3 )2( كم

ومن أهم مدنها : ) بلرم ( والتي كانت تعرف بالمدينة الكبرى ، ومدينة )الخالصة( التي بناها المسلمون بعد الفتح لتكون مقرا للحكم ، ومدينة )مسيني( ، ومدينة

(.4)طبرمين( ومدينة ) سرقوسه ( ومدينة ) مازر ( )

(4/321)

وجزيرة صقلية تتميز بموقع استراتيجي مهم ، جعل الدول تتسابق على امتلاكها حيث حكمها الرومان

والبيزنطيون والمسلمون ، فالنورمان ، ثم أصبحت بعد ذلك ضمن أملاك الإمبراطورية الرومانية

المقدسة . فقد كانت صقلية خاضعة للحكم الروماني مدة طويلة

من الزمن ، إلى أن تمكن القوط الشرقيون من م ، ثم أعيدت إلى حوزة493الاستيلاء علهيا في سنة

م (565 – 527الدولة الرومانية في عهد جستنيان ) (5.)

وقد حاول المسلمون فتحها ، وارتبطت تلك المحاولات بنمو البحرية الإسلامية الذي بدأ في عهد

الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، هـ /31وتحديدا في موقعة ذات الصواري سنة )

(.6م ( )651 وقد استمرت المحاولات الإسلامية لفتحها ما يقرب

من قرنين من الزمان ، حيث ورد أول ذكر لغزو هـ32صقلية في المصادر الإسلامية في حوادث سنة )

(7م( )652/ ولم ييأس المسلمون من محاولات الفتح ، فقد

ذكرت المصادر ما يقرب من عشرين محاولة لفتح 652هـ / 212 – 32جزيرة صقلية وقعت بين عامي )

(.8م ( )827– وأخيرا تمكن الأغالبة في عهد أميرهم زيادة الله

–816هـ/223–201( الذي حكم بين سنتي)9الأول ) م( من فتح جزيرة صقلية فعليا بواسطة القائد837

هـ /212( وذلك في سنة ) 10أسد ابن الفرات )( .11م ()827

(4/322)

واستمر جهاد الأغالبة وحكمهم في صقلية إلى سنة ) م ( ، حيث تمكن الفاطميون بواسطة908هـ / 296

( من هزيمة آخر12داعيتهم أبي عبد الله الشيعي ) ( ، ودخول13أمراء الدولة الأغلبية زيادة الله الثالث )

( ، حيث أصبحت14 " )رقاده " عاصمتهم مدينة صقلية تحت السيطرة الفاطمية ، إلا أنهم منحوا

( حكم صقلية بداية من سنة )15الولاة الكلبين ) م ( ، حيث توارث الكلبيون الحكم بها947هـ / 336

(، إلى أن بدأت فترة الفوضى16خلفا عن سلف) واستقلال كل وال بما لديه ، وبالتالي التمهيد

هـ وذلك444لسقوطها في أيدي النورمان ، سنة عندما احتدم الخلاف بين حكام صقلية من الأسرة

الكلبية ، واستغلالهم للصراع العنصري الموجود بين سكان الجزيرة ، فهذا جعفر بن يوسف حاكم صقلية

م ( يختلف مع أخيه علي1109-988هـ / 388-410) بن يوسف . فيستغل الأخير الصراع العنصري

الموجود في الجزيرة لمصلحته ، ويستميل العبيد ، ( إلى جانبه ، مما اضطر معه الأمير تاج17والبربر )

الدولة جعفر إلى مقاتلتهم ، فقتل منهم خلقا كثيرا ، وأسر أخاه علي ثم قتله ، بل تعدى الأمر ذلك فأمر

( .18بنفي البربر من الجزيرة وقتل العبيد ) بتأييد " أما حاكم صقلية أحمد بن يوسف المعروف

م ( فقد اتبع1035 – 1109هـ / 427-410 " ) الدولة سياسة التفرقة بين أهل صقلية ، وأهل أفريقية ،

حيث درج على تأليب أحد الفريقين على الآخر ( ، ظنا منه أن ذلك يمكنه من السيطرة19والعكس )

عليهم ، فكان العكس هو النتيجة . ذلك أن تلك السياسة جعلت أهل الجزيرة يستنجدون

-1015هـ / 453-406( )20بالمعز بن باديس الزيري) م ( مما آل إليه حالهم مع حكامهم من الأسرة1061

الكلبية، قائلين له : ) نحب أن نكون في طاعتك وإلا(.21سلمنا الجزيرة للروم ( )

(4/323)

واستجاب الزيريون لطلب أهل صقلية ، فدخلها عبد الله بن المعز بن باديس الزبري على رأس جيش

كبير، ، والنتيجة ، قتل أمير صقلية ، ثم بعد ذلك يثور الصقليون على الأمير الزيري ويخرجونه من صقلية ،

( .22حيث تقاسمها الولاة بعد ذلك ) فهذا القائد عبد الله بن منكود يستقل بمدينتي

) مازر وطرابنش ( ؛ وعلي بن نعمة المعروف بابن

الحواس ينفرد ) بقصريانة وجرجنت ( وغيرهما ، أما ابن الثمنه والذي لقب نفسه ) بالقادر بالله ( فقد

(إلا أن23سيطر على مدينتي ) سرقوسة وقطانية ( ) الأخير كانت له السيادة والريادة بصفة عامة على

( .24جزيرة صقلية ) وتأتي الفرصة المناسبة لبداية سيطرة النورمان على

صقلية أثر الخلاف الذي حدث بين ابن الثمنة ، وابن ( ، حيث هانت البلاد على ابن الثمنة25الحواس )

هـ /444ليستنجد بالنورمان على ابن الحواس سنة ) (.26م ( قائلا لهم : ) أنا أملككم الجزيرة ()1052

ويستغل النورمان تلك الفرصة ، ويتحرك روجر النورماني من مدينة ) مليطو ( في إيطاليا الجنوبية ،

ومعه ابن الثمنه ، ليسيطر النورمان على ما مروا( .27عليه في طريقهم دون مقاومة تذكر )

ويحاول الزيريون مجددا إنقاذ صقلية ، فيرسلون إليها أسطولا ضخما ، مشحونا بالرجال والعتاد ،

( ، لتستمر28فتستقبله الريح في البحر وتغرقه ) بذلك الفرصة متاحة للنورمان في الاستيلاء على مدن

ومعاقل صقلية ، واحدة تلو الأخرى . وتسقط جميع مدن صقلية بآخر معاقلها سنة

م ، ويملكها روجر النورماني ،1091هـ / 484ويسكنها الروم والفرنج مع من بقي من المسلمين )

29. ) وبذلك سيطر المسيحيون على البحر المتوسط كأكبر

نتيجة ترتبت على سقوط جزيرة صقلية ، ولم نعد نرى الوقت الذي وصف فيه ابن خلدون النصارى

بأنهم لا يستطيعون أن يطفوا لوحا من الخشب في( .30هذا البحر )

(4/324)

ويستمر حكم النورمان لصقلية – على خلاف بين م ( إلى تولي1052هـ / 444المؤرخين – من سنة )

هنري السادس وزوجته كونستانس عرش صقلية سنة م ( ، حيث أصبحت ضمن أملاك1194هـ / 591)

الإمبراطورية الرومانية .مظاهر الوجود الإسلامي في صقلية

في عهد النورمان يجدر بنا أن نشير هنا قبل الدخول في الحديث عن تلك المظاهر إلى الحديث عن مجتمع صقلية ، فقد

كان يتكون من المسلمين بعناصرهم المختلفة منالعرب ، والبربر ، والفرس، ومن النصارى ، واليهود )

31. ) وهذا التعدد في الطوائف السكانية ، وما يتبعه من

اختلاف في العقائد والمذاهب ، والتوجهات ، والطموحات ، كان لابد معه من تفكير ملي من جانب

حكام صقلية الجدد لمحاولة السيطرة على الجزيرة والخروج بها بعيدا عن الصراعات الدينية والعرقية ،

والعنصرية. وما يهمنا هنا بداية هو حال المسلمين مع أولئك

الحكام النورمان ، فقد خرج روجر الأول وهو أول حكام صقلية بعد سيطرة النورمان عليها ، بفكرة

وسياسة بقاء المسلمين في صقلية . وأسباب تلك السياسة لا تغيب عن أذهان المنصفين ، ذلك أن الإسلام بعقيدته ومبادئه وأهدافه وسلوكه … هو دين الحياة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ،

فهو الدين الذي يدعو إلى التسامح ، وإلى العلم ،والعمل ، والإخلاص والدقة فيهما .

والمسلمون هم الفئة المنتجة البناءة المخلصة في أي مجتمع يعيشون فيه ؛ كما أنهم الأكثرية في

المجتمع الصقلي هذا من جانب وفي الجانب الآخر فإن المسيطر الجديد ) المستعمر ( هم أقليه ،

وليست لهم حضارة كحضارة المسلمين في ذلكالعصر والتي شملت كل مجالات الحياة .

إذا التسامح مع المسلمين هو الأفضل ، على الأقل في تلك الفترة الأولى بعد خروجها من أيدي

المسلمين ، ولكنه ليس تسامحا مطلقا بل اعتراهبعض صنوف الاضطهاد .

(4/325)

وقد اتخذ ذلك التسامح والاضطهاد ، مظاهر شتى من م (1101 – 1071هـ / 495- 463قبل روجر الاول )

الذي وضع ما يمكن أن نسميه بالخطوط العريضةلسياسة النورمان تجاه المسلمين في صقلية .

وتبدو لنا المعلومات بداية فيها نوع من التناقض ، ففي الوقت الذي تشير فيه إلى أنه ترك للمسلمين

حريتهم الدينية ، ولم يعترض على إقامة تلك الشعائر ( ، تذكر أيضا أن32، ولم يعمد إلى القتل والتعذيب )

من ضمن الإجراءات التي عملها هي تلك التي عمد

فيها إلى تحويل المساجد إلى كنائس ، وتعيين رئيس(33أساقفة عليها ، وكان يونانيا )

( وهو ممن عاش في البلاط34إما الإدريسي ) النورماني – مما سنتحدث عنه لاحقا – فيقول عن

روجر الأول ممتدحا : ) ولما صار أمرها – أي صقلية – إليه واستقر بها سرير ملكه ، نشر العدل في أهلها ،

وأقرهم على أديانهم وشرائعهم ، وأمنهم في أنفسهم وأموالهم وأهليهم وذراريهم ، ثم أقام على

(.35ذلك مدة حياته إلى أن وافاه الأجل المحتوم ( ) ومن أهم ما أقدم على عمله روجر الأول لإثبات

حسن نواياه تجاه المسلمين ، أنه سك عملة نقدية ، كتب على أحد وجهي تلك العملة ) لا إله إلا الله محمد

الهدف من ذلك هو (. وقد يبدو36رسول الله () ملاطفة عواطف المسلمين المغلوبين بعبارة هي

رمز عزتهم ، وعماد دينهم ، فالإبقاء عليها من خلال العملة يوحي لهم بأن لهم مكانة بين شعوب الجزيرة

من الأديان الأخرى ، وبالتالي يجب على الفئات الأخرى أن تحترمهم ، أو على الأقل تكف عن إيذائهم

.

(4/326)

وإذا عدنا إلى قول الإدريسي ، وهو ممن عاش في البلاط النورماني ، ففي رأيي أن كثيرا مما قاله لا يخلو من المجاملة لأرباب نعمته إذ أن ما ذكره ليس

على الدوام وهو يكتب ذلك بعد انتهاء فترة حكم روجر الأول وأثناء حكم روجر الثاني . وهنا ابن الأثير ، لا يوافق قوله معظم ما قال به الأدريسي ، لأن ابن

الأثير يرى أن المسلمين حرموا من كثير من ممتلكاتهم وأموالهم ، وعقاراتهم ، فيقول عن روجر

وملك روجر جميع الجزيرة وأسكنها الروم " الأول : والفرنج مع المسلمين ، ولم يترك لأحد من أهلها

( .37 " )حماما ، ولا دكانا، ولا طاحونا وهنا يجب أن لا ننسى أنه بالأمس القريب وأثناء فترة الغزو النورماني على مدن ومعاقل جزيرة

صقلية ، كان جيش روجر الأول وبأمر منه ، يضيق الخناق على المسلمين في مدنهم وحصونهم ، حتى

أكلوا لحم الميتة ، كما حدث عند حصارهم لمدينتي قصر يانه وجرجنت إذ بلغ شدة الحال بالمسلمين من جراء ذلك الحصار أن : ) ضاق الأمر على أهلها، حتى

(.38أكلوا لحم الميتة ، ولم يبق عندهم ما يأكلونه ( ) أما عن حالات التسامح التي دعت روجر الأول إلى القيام بها مع المسلمين في البداية فترجع بعض

أسبابها إلى انبهاره بحضارة المسلمين كما كان يريد أن يتخذ من صقلية نقطة انطلاق إلى شواطئ

أفريقية الشمالية الخاضعة لحكم المسلمين ، وذلك لن يتم إلا بمصادقة المسلمين الموجودين في

الجزيرة ، وبالتالي يتحقق له ما يريد ، وعلى الأقل ( . ولعل ما ذهب إليه39في الناحية الاقتصادية )

روجر الأول هنا هو ما يعرف اليوم في علم السياسة بتأمين الجبهة الداخلية ، وهي من أهم أسباب

الاستقرار أو ضده . وطرق ذلك متعدده ومن أهمهاسياسة التسامح في بعض الحالات ولفترة مؤقتة .

(4/327)

وهنا يجب أن لا يغيب عن البال أن روجر الأول جاء معه إلى صقلية بنظام الإقطاع الذي يطبق في أوربا ، والذي يقضي على حرية المالك الصغير ،

ويصنف الناس إلى طبقات أعلاها الطبقة الحاكمة ( ، وهذا النظام لم يعهده40وأدناها رقيق الأرض )

المسلمون الباقون في صقلية بعد سقوطها ، لأن دين الإسلام له مبادئه وضوابطه الخاصة فيما يتعلق

بالملكية والعمل والأجرة وخلاف ذلك . ولتأكيد ما يريد أن يطبقه روجر في صقلية فقد عقد

م1093هـ / 486اجتماعا في مدينة ) مازر ( سنة بحضور أصحابه وخاصته ، وسلم كل واحد منهم صحيفة مكتوبة بالعربية واليونانية ، فيها وصف

للأرض التي تخصه وبيان بعدد الفلاحين والأرقاء في( .41أملاكه )

وهذه الأراضي التي تم توزيعها على خاصته إنما هي لأناس مسلمين تم الاستيلاء عليها بالقوة أثناء غزو

النورمان لصقلية . ومما يعزز نظرة روجر الأول تجاه المسلمين وأنها

غير سليمة على الإطلاق ما عمله في مدينة ) قطانيه ( حين استولى عليها ، فقد جعل أهلها المسلمين

( .42أرقاء ، ومنحهم اقطاعا للأسقف ) وإذا عدنا إلى ابن الأثير وآرائه فيما يتعلق بسقوط

صقلية ومعاملة حكامها للمسلمين فإنه يبدي الامتعاض الشديد لما آل إليه حال المسلمين من

الاستعانة بالكفار وانعكاسات ذلك على حياةالمسلمين في صقلية وخاصة في عهد روجر الأول )

43. ) ومن مظاهر معاملة روجر الأول لمسلمي صقلية ،

أن معظم الأسرى الذي وقعوا في يده أثناء غزوصقلية ، قد أرسلوا إلى إيطاليا وبيعوا عبيدا هناك )

44. ) وهناك وثيقة مكتوبة بالعربية ، واليونانية ، مؤرخة

م تشير إلى ذكر أسماء ثلاثين1095هـ / 488بسنة (.45عبدا مسلما تابعين لكنيسة قطانية )

(4/328)

فهم " رجال الجرائد " أما ما يعرف في صقلية باسم أولئك المسلمون الكادحون في الأرض ، والذين يشبه وضعهم وضع الرقيق ، ويرثه الأبناء عن الآباء ، وكان

هذا النوع من الإسترقاق موجودا في عهد روجر الأول ، وقد ضمت تلك القوائم أسماء أعلام مسلمين

مثل : محمد ، وعلي ، وعبد الله ، كما ضمت أسماء( .46أعلام يونانية ولاتينية )

كما دفع المسلمون الجزية لروجر الأول إلى جانب اليونان ، حيث نقل احسان عباس ذلك عن أماري في

وليس في " تاريخ المسلمين في صقلية إذ يقول : صقلية من يدفع الجزية السنوية إلا المسلمون

واليونان ، وهم وحدهم الذين يلحقهم اسم الأرقاء( .47 " )أي رجال الجرائد

ورجال الجرائد هؤلاء لم يكونوا يتمتعون بالحرية الشخصية بل مطلوب منهم تأدية الخدمة العسكرية متى ما طلب منهم ذلك ، كما كانوا يخضعون لنظام

( .48السخرة في العمل) وفي مقابل رجال الجرائد ، كان هناك الأفاضل ،

وهم الأحرار من المسلمين يحق لهم امتلاك الأراضي ومن بينهم " مع حرية التصرف بممتلكاتهم ،

موظفون مدنيون يختصون بشئون الهبات والوصايا والبيع والعقود … وكانوا يساعدون القضاة

والموثقين ، كما كانوا في بعض الأحيان يتولون( .49 " )التحكيم بين الأطراف المتخاصمة

–1101 هـ / 549 – 494وفي عهد روجر الثاني ) م ( تتخذ سياسة التعامل مع المسلمين وضعا1154

أفضل مما كانت عليه في عهد روجر الأول ، وذلك

لشغف روجر الثاني بمدنية المسلمين وعلومهم وفنونهم وتراثهم فقد كان من أشد الحكام النورمان

تعلقا بالمسلمين وتراثهم ، وفي ذلك يقول ابن( :50الأثير عنه )

( ، والحجاب51سلك طريق المسلمين من الجنائب )) ( ، وغير ذلك54( والجاندارية )53( ، والسلاحية )52)

وخالف عادة الفرنج فإنهم لا يعرفون شيئا منه ( .

(4/329)

ولك أن تتصور حاكما غير مسلم جنائبه وحجابه والمسؤلون عن سلاحه وملابسه كلهم من المسلمين ، إن ذلك أمر له دلالته ، ولو لم نخرج منه إلا بما يدلنا على عدل الإسلام وسماحته وعالمية مبادئه ونزعاته

لكفى . وتزداد العلاقة الحسنة بين المسلمين وحاكم الجزيرة

روجر الثاني النورماني ، فيسمح بإنشاء ديوان المظالم ترفع إليه شكوى المظلومين ، فيطلع على تلك الشكاوي ، وينصف المسلمين ولو كان المخطئ

ولده ، ويرى إبن الأثير أن ذلك في غاية الكرم إذ يقول : ) وجعل له ديوان للمظالم ترفع إليه شكوى

المظلومين فينصفهم ولو من ولده وأكرم المسلمين (فكانت نتيجة55، وفر بهم ومنع عنهم الفرنج ( )

ذلك التعامل مع المسلمين ، أن المسلمين ) أحبوا ( )(روجر النورماني .56

ومن مظاهر العلاقة الحسنة بين المسلمين والنورمان في عهد روجر الثاني ، أن الأساطيل

الحربية في البحر كانت مشحونة بالمسلمين والفرنج( .57على حد السواء )

ولعل السبب الذي جعل روجر ينهج هذا النهج في سياسته العسكرية ، هو الاستفادة من النظام المتقن

عند المسلمين فيما يتعلق بالجندية ، إضافة إلى تفاني المسلمين وإخلاصهم ودقتهم في الأعمال

الموكلة إليهم . ولم يقتصر روجر على الاستفادة من المسلمين في

الأساطيل الحربية البحرية ، وإنما عمد إلى اتخاذ المشاة والرماة منهم ، وفرسان الخيول في الحروب

( .58، وخاصة في حروبه في إيطاليا ) كما نجد أن التأثيرات الإسلامية بلغت حدا كبيرا ، لدى

النورمان في عهد روجر الثاني ، إذ تأثر بألقاب

الخلفاء والسلاطين المسلمين ، فلقب نفسه ب (. ونتيجة لذلك ولتلك الرعاية التي59) المعتز بالله ()

حظي بها المسلمون من روجر الثاني ، فإنه أتهم من( .60بعض معاصريه بأنه أعتنق الإسلام )

بل نجد أن الأمر زاد على ذلك فضرب نقودا ذهبية يتداولها الناس ، اتبع فيها الصيغة الإسلامية في

الوزن والطراز ورسم فيها اسمه وألقابه وشارتهالخاصة .

(4/330)

فقد كتب على دائرة الوجه الأول : ) الحمد لله حق حمده وكما هو أهله ومستحقه ( . وفي دائرة القفا : ) ضرب بأمر الملك المعظم رجار المعتز بالله بمدينة المهدية سنة ثلث وأربعين وخمسمائة ( . وكتب في وسط الوجه : ) المعتز بالله ( . وفي وسط القفا :

(.61) الملك روجار ( ) وضرب مثل هذه الدنانير بمدينة المهدية في شمال إفريقيا يدل على رغبة ملوك صقلية النورمان في

إتباع سياسة اللين والتسامح التي ترمي في الواقع إلى تهدئة خواطر سكان البلاد التونسية واستمالتهم

( .62إلى قبول الاستيلاء الإفرنجي ) كما أستخدم روجر وأتباعه المظلة ، التي اختص بها

بنو عبيد الله ، وهي شبه درقه في رأس رمح ، محكمة الصنعة ، يمسكها فارس من الفرسان ، يعرف

بها ، فيقال له : صاحب المظلة ، فيحاذي بها الملك( .63من حيث كانت الشمس ليقيه حرها )

شخصيات علمية وأدبية في بلاط النورمان : يعد الأدريسي من أعظم الشخصيات العلمية المسلمة

التي مثلت الوجود الإسلامي في صقلية بعد سقوطها ، وذلك لشهرته الجغرافية ، فهو أعظم

الجغرافيين المسلمين في العصور الوسطى . واحتضن بلاط روجر الثاني الشريف الأدريسي .

والمصادر لم تمدنا بمعلومات عن كيفية وصوله إلى بلاط روجر وكل ما أفادتنا به أنه استدعاه ليصنع له

صورة الأرض ، ويؤلف له كتابا في شرحها . ولا نعلم كيف سمع به روجر ، فإن الإدريسي لم

يشتهر بالجغرافية قبل أن يستدعيه روجر ، فهو لم يؤلف فيها قبل ذلك كتابا ، ولا سمع أحد في بلاد

المسلمين نفسها أنه متضلع فيها ، وكل الذي نعرفه من خلال المصادر أنه رحل إلى الشرق ، وعاد إلى

المغرب ، ودخل الأندلس ودرس في قرطبة ، ثم ظهر في صقلية لدى حاكمها روجر الثاني النورماني

(64. )

(4/331)

ولعل المخرج من هذا أن روجر قد عرف الأدريسي معرفة شخصية من خلال البيت العربي المسلم الذي يرجع إلى الأدارسة العلويين ، والمقيم في صقلية ؛

وهذا البيت يعرف أفراده بالحموديين ، وهم من نفسبيت بني حمود الذي ينتسب إليه الشريف الادريسي)

65. ) والحموديون هم الذين كان لهم سلطان كبير على بعض مدن صقلية مثل ) جرجنت ( و ) قصريانه ( ؛

وهم أيضا الذين قاوموا النورمان في اللحظات( .66الأخيرة قبل استيلائهم على جزيرة صقلية )

وقد اهتم روجر الثاني بالشريف الإدريسي اهتماما كبيرا ، فأكرم نزله ، وبالغ في تعظيمه ، ورغبة في المقام عند قائلا له : ) أنت من بيت الخلافة ، ومتى

كنت عندي أمنت على نفسك ، ومتى كنت عند(.67المسلمين عمل ملوكهم على قتلك ( )

وقد أجابه الادريسي إلى ذلك ، ) ورتب له كفاية لا (بل تعدى الأمر ذلك فيجلس68تكون إلا للملوك ( )

الادريسي مكان روجر ، حيث يتنحى عنه الأخير له ) فيأتي الادريسي إلى روجر راكبا بغلة ، فإذا صار

(.69عنده تنحى له عن مجلسه ( ) وباستقرار الادريسي في بلاط روجر يبدأ في تحقيقرغباته ، فيصنع له خريطة كروية للأرض من الفضة . وتذكر المصادر ، أن روجر الثاني النورماني كان قد

أعطى للادريسي وزن أربع مائة ألف درهم من الفضة ليضع له دوائر فلكية ؛ فلما أتم صنعها

الادريسي أعجب بها روجر . ولما كان صنعها لم يأخذ إلا ثلث تلك الفضة أو أكثر بقليل ، فقد منح روجر الباقي كله للادريسي ، بل أضاف إلى ذلك حمولة

( .70مركب جاء من برشلونة ببضائع ملكية ) وتلك الخريطة الضخمة الكروية للأرض التي صنعها

الادريسي ، هي ما حدت بروجر الثاني ، أن يستدعى الصناع المهرة لينقشوا عليها صور الأقاليم السبعة

ببلادها وأقطارها ، وريفها ، وخلجانها ، وبحارها ، ومجاري مياهها ومواقع أنهارها ، وعامرها ، وغامرها

، وما بين كل بلد وبلد من الطرقات المطروقة ، والأميال المحدودة والمسافات المشهودة ،

(71والمراسي المشهورة …. .)

(4/332)

أما خير مثال للوجود الثقافي الإسلامي في عهد روجر الثاني ، فهو ذلك العمل الضخم، الذي قام به الادريسي بتأليف كتابه ) نزهة المشتاق في اختراق

الآفاق ( . والكتاب إلى جانب أنه تحقيق لإحدى رغبات روجر الثاني ، فهو نتيجة من نتائج تلك الخريطة الضخمة

الكروية للأرض التي صنعها الادريسي كما نص على ذلك الادريسي في مقدمته إذ أنه ) كتاب مطابق لما

في أشكالها وصورها ويزيد عليها بوصف أحوال البلاد والأرضين في خلقها وبقاعها ، وأماكنها ، وصورها ، وبحارها ، وجبالها ومسافاتها ومزروعاتها وغلاتها ،

وأجناس بنائها وخواصها ، والاستعمالات التي تستعمل بها ، والصناعات التي تنفق بها والتجارات

(.72التي تجلب إليها …. ( ) وبتألف الأدريسي لكتابه ) نزهة المشتاق ( تتحقق

رغبة روجر النورماني منه ، وهي ما أشار إليها الادريسي من أنه كان يريد معرفة حقيقة البلاد التي تحت سيطرته وحدودها وكل ما يتعلق بها إضافة إلى معرفة غيرها من البلدان والأقطار ، إذ يقول : )لما

اتسعت أعمال مملكته ، وتزايدت همم دولته ، وأطاعته البلاد الرومية … أحب أن يعرف كيفيات

بلاده حقيقة ، ويقتلها يقينا وخبرة ، ويعلم حدودها ومسالكها برا وبحرا … مع معرفة غيرها من البلاد

(.73والأقطار في الأقاليم السبعة …. ( ) وقد مجد الادريسي في مقدمته ، روجر الثاني

النورمندي ، ووصفه بأوصاف ولقبه بألقاب لا تكون إلا لخلفاء الإسلام ، وقد ظهرت فيها المبالغة واضحة

جلية ، ومن ذلك قوله : ) فإن أقل ما عني به الناظر ، وأشعل الأفكار والخواطر ، ما سبق إليه

الملك المعظم رجار المعتز بالله ، المقتدر بقدرته ، ملك صقلية … الناصر للملة النصرانية ، إذ هو خير

(. وقوله :74من ملك الروم بسطا وقبضا …. ( )

) فمن بعض معارفه السنيه ، ونزعاته الشريفة(.75العلوية أنه لما أتسعت أعمال مملكته … ( )

(4/333)

وكتاب ) نزهة المشتاق ( الذي جعلناه خير مثال للوجود الثقافي الإسلامي في صقلية في عهد روجر

الثاني ، هو بحق أفضل مؤلف جغرافي تلتقي فيه الجغرافيا القديمة بالجغرافيا الحديثة ، فمعلومات

الإدريسي فيه دقيقة جدا لدرجة تدعوا إلى الإعجاب ، ولذلك لم يكن غريبا ، أن يطلق عليه اسم

(.76) استرابون العرب ( ) كما أن هذا الكتاب القيم ظل ولعدة قرون هو

المصدر الأساسي للكثير من المعلومات الجغرافية ، وذلك لأنه تضمن وصفا لمناطق كان هو الرائد فيها

بين كتب الجغرافيين المسلمين ، وعليه اعتمداللاحقون فيما كتبوا .

وهو أعظم موسوعة جغرافية خرجت من صقلية في القرون الوسطى ، وأوفى كتاب جغرافي تركه لنا

المسلمون لاشتماله على ما وصل إليه علم الأقدمين ، إضافة إلى ما أطلع عليه الادريسي بنفسه ، أو ما

وصل إليه من دراسات ومشاهدات وخبرات ، وما( .77رواه السياح )

جاء في دائرة المعارف الفرنسية عن كتاب الادريسي أنه : ) أو فى كتاب جغرافي تركه لنا العرب ، وأن ما يحتويه من تحديد المسافات والوصف الدقيق ، يجعله أعظم وثيقة علمية جغرافية في القرون الوسطى (

(78.) يقول روم لاندو : ) إن ما يعتقده الغربيون اليوم ، أن

ما يتعلق بكروية الأرض ، وبعض الأمور الجغرافية الأخرى كاكتشاف منابع النيل ، هو من اكتشاف

الغرب ، فذلك ليس صحيح ، فقد سبقهم إلى ذلك(.79الادريسي في العصور الوسطى ( )

ونستمر في ذكر شهادات الغرب عن كتاب الادريسي حيث يقول سيديو : ) على مدى ثلاثمائة وخمسين

عاما ظل رساموا الخرائط الأوربيون لا يفعلون شيئا سوى إعادة نسخ هذا الكتاب مع بعض التغييرات

(.80الطفيفة ( ) والغرب لم يعرف الجغرافيا المؤسسة على المراقبة

والتجربة ، فالأرض عندهم ترسم على أنها قطعة من

الأرض يحيط بها بحر عالمي ، وفي وسطها تقع الجنة ، كما تمليها عليهم خرائط الأديرة ، إلى أن

خرج معلم الغرب من قصور ملوك صقلية ، فأصبح( .81نموذجا يهتدي به )

(4/334)

ولولا الخبرات الملاحية التي ورثتها الغرب عن العرب ، ومفهوم كروية الأرض ، لما استطاع كولمبس

المخاطرة في حوض الأطلنطي ، أو خطر له مجرد( .82تصور فكرة هذه الرحلة )

ونحن عندما نذكر تلك المقولات عن كتاب الادريسي فإننا نؤكد أن ذلك كان عملا ضخما من ثمار الوجود الإسلامي في صقلية في العهد النورماني ، ونتيجة

من نتائج تبني البلاط النورماني للعلماء المسلمين ،وإكرامهم وتمكينهم من إظهار علومهم ومعارفهم .

ونختم الحديث عن الادريسي بالإشارة إلى أنه لم يكن جغرافيا فحسب ، بل ألف وهو في ظل الحكم

النورماني كتابا في النبات والأعشاب ، سماه ، (، وهو كتاب83) جامع الصفات لأشتات النبات ( )

درس فيه كثيرا من النباتات وخاصيتها العلاجية . كماأنه له كتاب آخر عرف باسم ) الأدوية المفردة ( )

84.) ومن هنا يتضح لنا أنه ألف في الطب وبالتالي فإنه

يعد موسوعة جغرافية ، طبية ، كما هو حال كثير من علماء المسلمين الذين لا يؤمنون بالتخصص الضيق ،

بل إن أحدهم يصعب تصنيفه في مجال معين . ويحتضن البلاط النورماني في عهد روجر الثاني عددا

من العلماء المسلمين حيث أغراهم بالبقاء لديه ،وأكرمهم واستفاد من علومهم ومعارفهم .

ومن هؤلاء ذلك العالم المغربي – الذي نسى اسمه ابن الأثير – كما قال – والذي كان يحضره روجر ،

ويرجع إلى قوله ، ويقدمه على من عنده من الرهبان( .85والقسيسين ، وذلك لثقته الكبيرة فيه ) ( الذي جاء86ومنهم الأديب ابن قلاقس الاسكندري )

إلى البلاط النورماني حيث أجزلت له العطايا ، ومدح روجر الثاني بعدة قصائد ، فأكرمه على عادة الخلفاء

والسلاطين والأمراء المسلمين .

(4/335)

واستغل ابن قلاقس وجوده في صقلية ليؤلف كتابا لزعيم المسلمين في صقلية في ذلك الوقت ، أبي

( ، تحت عنوان ) الزهر الباسم87القاسم ابن حجر ) في أوصاف أبي القاسم ( وهو كتاب قال عنه ابن

خلكان أنه ) أجاد فيه ، وذكر فيه أسماء وتراجم الكثير من الشعراء المسلمين المقيمين في صقلية (

(88.) ومن مظاهر الوجود الثقافي للمسلمين في صقلية ،

أن بلاط روجر الثاني النورماني احتضن عددا من الشعراء المسلمين ، أشارت المصادر إلى بعضهم ،

وأتلفت كثيرا من إنتاجهم الشعري الذي قيل في مدح ملوك النورمان ، حتى لا ينقلوا إلى الأجيال تراثا

جاء في مدح ملك من ملوك النصارى ، كما فعل العماد الأصفهاني في كتابه ) خريدة القصر وجريدة

العصر ( الذي لم يثبت كثيرا من تلك الأشعار . ومن أولئك الشعراء عبد الرحمن رمضان المالطي ،

والذي يعرف بالقاضي ، قال عند العماد ) ومعظم شعره في مدح روجار الإفرنجي المستولي على

صقلية ، يسأله العودة إلى مالطة ، ولا يحصل منه إلا(.89على المغالطة ( )

ولم يذكر له شيئا من شعره في مدح روجر ، بل ذكرله نماذج أخرى في بعض أغراض الشعر .

ومنهم أيضا عبد الرحمن بن محمد بن عمر البثيري الصقلي ، والذي وصفه العماد بأنه : ) حامل القرآن

(.90ومساجل الأقران ( ) وأورد له قصيدة في مدح روجر النورماني ، ووصف

المباني العلية بصقلية .( :91ومنها قوله )

أدر الرحيق العسجديهوصل أصطباحك بالعشيه

واشرب على وقع المثاني والأغاني المعبديه

ما عيشه تصفو سوىبذرى صقلية هنيه

في دولة أربت علىدول الملوك القيصريه

( :92ومنها أيضا )وقصور منصورية

حط السرور بها المطيه

أعجب بمنزلها الذيقد أكمل الرحمان زيه

والملعب الزاهي علىكل المباني الهندسيه

والقصيدة طويلة كما ذكر العماد الأصفهاني الذي (93اقتصر على بعضها لأنها : ) في مدح الكفار ( )

فما أثبتها .

(4/336)

ومن الشعراء المسلمين في العهد النورماني ، أبو الضوء سراج بن أحمد بن رجاء الكاتب ، والذي وصفه العماد بأنه : ) صحيح التصور ، صادق التبجيل ، سديد الرأي ، حاد الخاطر ، وأن شعره بديع الحوك ، رفيع

(.94السلك ( ) وذكر له بعضا من قصيدة طويلة في رثاء ولد روجر ،

قال في أولها :بكاء وما سالت عيون وأجفان

شجون وما ذابت قلوب وأبدان

خبا القمر الأسنى فأظلمت الدنا(95وماد من العلياء والمجد أركان)

والقصيدة في مجملها فيها تمجيد لابن روجر ، وبكاء عليه ، وحرقة أكباد ، ومرض نفس ، فرأيت أنه من

الأولى الاكتفاء بما أشرنا إليه منها . على أنه من المعلوم أن الهدف من ذكر ذلك كله هو أن الشعراء المسلمين كانوا يعيشون في ظل حكم

النورمان ومنحوا حرية الكلمة ، وبالتالي امتدحواومجدوا أولياء نعمتهم ، ومن يعيشون في كنفهم .

تحول السياسة النورمانية تجاه المسلمين : في ختام حديثنا عن عهد روجر الثاني – يجدر بنا أن

نتحدث عن الوجه الآخر لسياسته تجاه المسلمين ، فهي ليست على كل الأحوال ذات تسامح ، بل

اعتراها بعض الاضطهاد ، ويشترك في ذلك الاضطهادالحكام وعامة الشعب من غير المسلمين .

(4/337)

ومن الأدلة التاريخية القاطعة على ما ذكرناه آنفا ما م من1153هـ / 548ذكره ابن الأثير في أحداث سنة

عدم تسامح روجر مع أحد قادته العسكريين حيث أحرقه ، لأنه تهاون مع بعض الأسرى المسلمين ،

هـ548قال ابن الأثير : )وفي هذه السنة – أي سنة – سار أسطول رجار ملك الفرنج بصقلية إلى مدينة

( ، وكان المقدم عليهم فتاه فيلب96بونه) المهدوي ، فحاصرها واستعان بالعرب عليها ، فأخذها

في رجب ، وسبى أهلها ، وملك ما فيها ، غير أنه أغضى عن جماعة من العلماء والصالحين ، حتى

خرجوا بأهليهم وأموالهم إلى القرى …. وعاد إلى صقلية ، فقبض عليه رجار لما اعتمده عليه من

الرفق بالمسلمين في بونه … فجمع رجار الأساقفة والقساوس والفرسان ، فحكموا بأن يحرق ، فأحرق

في رمضان ؛ وهذا أول وهن دخل على المسلمين( .97بصقلية ( )

وهذا التحول الخطير في سياسة روجر تجاه المسلمين لابد وأن يكون له أسبابه ، ولعل السبب

الأقوى في ذلك هو ظهور الموحدين كقوة إسلامية كبيرة في شمال إفريقيا ، وذلك في أواخر أيام روجر ، وفعلا فلقد كان الموحدون قوة خطيرة

تمكنوا من استعادة المهدية من النورمان . ولذا فإن روجر خشي من تعاون المسلمين في صقلية مع

الموحدين مستقبلا، فعمد إلى تغيير سياسته تجاه المسلمين ، حيث نهج سياسة تقضي بتنصير

المسلمين واليهود المقيمين في جزيرة صقلية حتىلا يبقى إلا دين المسيحية في تلك الجزيرة .

وهناك من يرى أن من جملة أسباب تلك السياسة التي انتهجها روجر تجاه المسلمين ؛ أسباب شخصية

كوفاة ثلاثة من أبنائه خلال فترة تسع سنوات ، وسوء حالته الصحية ، وأسباب سياسيه ، كقيام الإمبراطور

البيزنطي منويل كومنينوس بالحشد والتعبئة في( .98منطقة البحر الإدرياتيكي)

هـ /549وتنتهي فترة حكم روجر الثاني بوفاته سنة م ، وملك بعده ابنه غليالم الأول ، الذي وصفه1154

ابن الأثير بأنه كان )فاسد التدبير ، سيئ التصوير( )99.)

(4/338)

ومن ملامح عهد غليالم الأول وتأثير المسلمين عليه ، أنه كان يتكلم اللغة العربية، وكانت علامته ) الحمد

(.1)00لله شكرا لأنعمه ( ) وبلغ تأثير المسلمين في صقلية على غليالم الأول ، أنه ضرب نقودا ذهبية ، عربية في صيغتها ، كما هو الحال بالنسبة لأبيه روجر الثاني ، وقد لقب نفسه

(.101فيها بلقب )الهادي بالله ( ) وقد كان غليالم الأول يعتمد على المسلمين في

معظم مهام حكمه ، وعلى وجه الخصوص في المهمات الدقيقة ومن ذلك أنهم كانوا ينضوون تحت

(.102لوائه لمقاومة الخصوم وإخماد نيران الفتن ) وهذه مهمة كبيرة وخطيرة في ذات الوقت ، فلو لم

يكونوا موالين له ، لسهل عليهم نصرة خصومه . ويستمر غليالم الأول في اتباع سياسة أبيه نحو إكرام العلماء والأدباء والشعراء ، فها هو يكرم

الشريف الإدريسي الذي يعيش في بلاطه ، كما عاش في بلاط والده من قبل ، ويطلب منه أن يؤلف له كتابا ، فيقبل الإدريسي حيث ألف له كتاب )روض

الإنس ونزهة النفس ( والذي اشتهر فيما بعد باسم ( .وقد عثر على103)كتاب المسالك والممالك ( )

(.104خلاصات من هذا الكتاب في مكتبة باستانبول ) وما ذكرناه آنفا ليس هو حال غليالم الأول مع

المسلمين على الإطلاق ، فهناك وجه آخر لسياسته مع المسلمين كما هو الحال مع من سبقه ، ففي

عهده ظهرت ملامح التعصب الاجتماعي ، والعنصري ولم يستطع حماية المسلمين فأصبحت حياتهم في

خطر . كما أن المسلمين لم يستطيعوا حماية أنفسهم ، بعد أن جردوا من أسلحتهم في أعقاب انتصار الموحدين

في المهدية واستردادها . وذلك الوضع في شمال إفريقية يعكس ما توقعه

روجر الثاني كما سبق وأن أشرنا حيث كان يتوقع حدوث مثل ذلك من الموحدين بعد أن ظهروا كقوة

كبيرة في شمال إفريقيا ، وبالتالي تجريد المسلمين من أسلحتهم في صقلية وخاصة في مدينة بلرم

العاصمة .

(4/339)

وهنا وقع المسلمون فريسة سهلة للمتعصبين من النورمان وخاصة في أعقاب تلك الثورة التي قامت

هـ /555ضد الوزير مايون ، وزير غليالم الأول سنة م حيث انتهز المسيحيون الفرصة ، وهاجموا1160

المسلمين وأثخنوا فيهم قتلا وذبحا في شوارع مدينة بلرم، كما أنهم دخلوا إلى القصر الملكي ووجدوا فيه

موظفين مسلمين وخصيان فقتلوهم كما قتلوا المسلمين الذين كانوا في الدواوين أو في الفنادق

(.105والحوانيت ، ونزعوا الأكفان عن جثث الموتى) ووصلت المذابح إلى الأرياف ، والغابات والجبال ،

حيث هرب المسلمون إليها ، ولحق بهم المسيحيونوقتلوهم ولم يراعوا في قتلهم عمرا ولا جنسا)

106.) هذا ما حدث للمسلمين في عهد غليالم الأول عندما

كشر أولئك المتعصبون عن أنيابهم وأظهروا حقدهمعلى المسلمين ممثلا في القتل والتعذيب

ومع ذلك فقد بقي في جيش غليالم الأول عدد كبير من المسلمين تمكنوا في نهاية المطاف من قمع

(.107الثورة ) م ،1166هـ /562وتنتهي حياة غليالم الأول في سنة

وبوفاته تتضح صورة من صور تعلق المسلمين بالحكام النورمان ، حيث يطمع المسلمون في

حمايتهم والتقدم في دولتهم ، لأن الحاقدين كثيرون ، والحاكم هو خير من يستطيع ضبط الأجناس

المختلفة ، وعدم تعدي بعضها على بعض . وتلك الصورة هي ما أقدم عليه النساء المسلمات

في مدينة بلرم حين توفي غليالم الأول، حيث لبسن الثياب الخشنة ، ونشرن شعورهن ، وملأن الفضاء

بعويلهن ، ورددن المراثي الشجية على نغمات (. ومع ما في هذه الصورة من محاذير108الطنبور)

شرعية فإن لها دلالتها فيما يتعلق بالعلاقة بينالمسلمين والبيت الحاكم في صقلية .

(4/340)

–562وينتقل الحكم في صقلية إلى غليالم الثاني ) م( وذلك بعد وفاة والده غليالم1189-1166هـ /585

الأول وقد كان صغير السن حيث لم يبلغ سن الرشد ، وتولت والدته الملكة مارغريت الوصاية على

العرش ؛ واتخذت رجلا يسمى أسطفان ، مستشارا لها ، والذي قام بمحاولة إعادة التوازن إلى جزيرة

صقلية . وقد هدأت النفوس أيام غليالم الثاني حتى أصبح

عهده مضرب المثل في الهدوء والسكينة ، حتى قيل ) إن غابات صقلية في أيامه أكثر أمنا من المدن في

(.1)09البلاد الأخرى ( ) والحديث عن الوجود الإسلامي بجميع مظاهره في عهد غليالم الثاني ، يرجع الفضل فيه إلى الرحالة

م ،1185هـ /580ابن جبير الذي زار صقلية في سنة وقدم لنا صورة مفصلة عن حياة المسلمين هناك ،

ولذلك سوف نستعرض وبإيجاز بعض ماله علاقة بموضوعنا من خلال رحلة ابن جبير ، في حالتي

التسامح والاضطهاد . فقد أشار ابن جبير إلى حال المسلمين في عصر

غليالم الثاني ، وأنهم باقون على أملاكهم وضياعهم ، والسيرة حسنة بين المسلمين

(.110والنصارى ، عبدة الصلبان) وهنا يذكر ابن جبير أن المسلمين يدفعون إتاوة

(. وفي تصوري111للنصارى في فصلين من العام) أن هذا انعكاس للموازين فالمسلمون كانوا يأخذون

من غيرهم الإتاوات ، وهم الأعلون ، ولكن تبدلالحال هنا في صقلية .

وقد آلم ذلك الوضع ابن جبير حيث قال : )وحالوا – أي النصارى – بينهم وبين سعة في الأرض كانوا

يجدونها والله عز وجل يصلح أحوالهم ويجعل العقبى(.112لهم ( )

(4/341)

وينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن الملك النورماني غليالم الثاني ، فيقول عنه :) وشأن ملكهم هذا عجيب في حسن السيرة واستعمال المسلمين ،

(. ويضيف قائلا : إنه113واتخاذ الفتيان المجابيب() )كثير الثقة بالمسلمين ، ساكن إليهم في أحواله والمهم من أشغاله ، حتى أن الناظر في مطبخه

رجل من المسلمين ، وله جملة من العبيد السود المسلمين وعليهم قائد منهم ، ووزراؤه وحجابه

الفتيان ، وله منهم جملة كبيرة ، هم أهل دولته ، والمرتسمون بخاصته وعليهم يلوح رونق مملكته ،

لأنهم متسعون في الملابس الفاخرة والمراكب(.114الفارهة ( )

ولذلك فقد كان له الجواري من المسلمات ؛ واتخذ(.115عيون دولته كذلك من المسلمين)

ويشير ابن جبير ومن خلال وصفه لمدن جزيرة صقلية إلى كثرة المساجد بها ، وأن بعضها كان

( ، مما يشير إلى116محاضر لتعليم الصبيان القرآن) وجود عدد كبير من المسلمين في جميع مدن

صقلية . وقد كان الملك النورماني غليالم الثاني يقرأ ويكتب

العربية ، كما أنه اتخذ علامة هي )الحمد لله حق حمده ( ، كما أنه سك عملة نقدية كتب على أحد وجهيها

كلمة )الله ( وتحت كملة )الله( كتب ، غليالم الثاني)117.)

وقد اهتم غليالم الثاني بالعلماء والحكام ، حيث كان يستدعيهم إلى بلاطه ويغدق عليهم الأموال والأرزاق

طمعا في بقائهم لديه وتسلية لهم عن أوطانهم)118.)

وقد امتدح ابن قلاقس الأسكندري الذي قدم إلى بلاط ملوك النورمان ، كما سبق وأن أشرنا إلى ذلك ،

امتدح غليالم الثاني بقصيدة ذكر بعضها الصفدي ،فكان مما جاء فيها قوله :

يقر لغليلم المليك ابن غليلمسليمان في ملك وداود في حكم

وتخدمه الأفلاك بالسعد في العدىفيسطو بسيف البرق أو حربة النجم

فأي هلال ليس كالقوس راشقابأي شهاب ليس ينفذ كالسهم

وما النصر إلا جنده حيث ما مضى(119على حبهات البر أو صفحة اليم)

(4/342)

ولكن ما هي الصورة الأخرى لحياة المسلمين في والتي رواها لنا ابن صقلية في عهد غليالم الثاني

جبير ، وهل هناك تناقض بين روايته للحالين ، أم أنهذا هو الواقع حقيقة في صقلية .

يقول ابن جبير عن مدينة )مسيني ( : )ويستوحش (. وقوله هذا يدل على أن120بها المسلم الغريب()

المسلمين بها قليل ، أو لا يوجد منهم أحد فالكل منغير المسلمين.

وابن جبير يجعلنا في حيرة أيضا عندما يذكر لنا أن الملك غليالم الثاني اتخذ حجابه ووزراءه وفتيانه من

المسلمين ثم يقول لنا )كلهم أو أكثرهم كاتم ( وهذا يدل121إيمانه ، متمسك بشريعة الإسلام ( )

على أن هناك تضييق على المسلمين فيما يتعلقبتأدية شعائرهم الدينية ، وواجباتها وتكليفاتها .

وينقل لنا ابن جبير صورة أخرى لحال المسلمين هناك ، يتبين من خلالها الدور الدعوي الذي تقوم به النساء المسلمات من جواري القصر الملكي ، ولكن

ذلك يتم في سرية وتكتم. مما يدلل على الخناق الذي يلقاه المسلمون عامة في صقلية عند ذكر الحقيقة،

فيذكر لنا أن )الأفرنجية من النصرانيات تقع في قصره ، فتعود مسلمة تعيدها الجواري - المسلمات -مسلمة ، وهن على تكتم من ملكهن في ذلك كله ( )

122.) ويروي لنا الرحالة ابن جبير حكاية عن رجل من

وجهاء مدينة مسيني وكبرائها اسمه عبد المسيح ، كان قد احتفل بابن جبير وأكرمه في منزله ، وهذا

الرجل تحركت فيه عواطفه ومشاعره الدينية ، ويريد أن يسأل عن الأماكن المقدسة في مكة والمدينة

والشام ، ولكنه لم يستطع أن يقدم على تلك الأسئلة إلا بعد أن أزال من مجلسه ذلك كل من يشك فيه من

خدامه ، من أنه سينقل عنه شيئا . وهذا أمر له دلالته فالمسلم هناك لا يستطيع أن يبوح بمشاعره وأحاسيسه الدينية خوفا من أولئك النصارى

من الحكام وغيرهم .

(4/343)

يقول ابن جبير : ) وباح لنا بسره المكنون بعد مراقبة منه في مجلسه ، أزال لها كل من كان حوله ممن

يتهمه من خدامه ، محافظة على نفسه ، فسألنا عن

مكة قدسها الله ، وعن مشاهدها المعظمة ، وعن(1مشاهد المدينة المقدسة ، وعن مشاهد الشام ( )

( . فأخبره ابن جبير عن ذلك كله ) وهو يذوب12( .124شوقا وتحرقا ( )

وينقل هذا الشخص صورة ما هم عليه لابن جبير ، من كتمان لإيمانهم ، وعبادة الله سرا ، وغير ذلك فيقول لابن جبير ) أنتم مدلون بإظهار الإسلام ، فائزون بما قصدتم له ، رابحون إن شاء الله في

متجركم ، ونحن كاتمون إيماننا خائفون على أنفسنا ، متمسكون بعبادة الله وأداء فرائضه سرا ، معتقلون في ملك كافر بالله ، قد وضع في أعناقنا

(.125ربقة الرق .. ( ) إن ما ذكره هذا الشخص لابن جبير يؤكد لنا أن

المسلمين على هذه الحالة إنما هم كالأرقاء ، لا يتحركون إلا بأوامر سيدهم ، ولا يستطيعون إظهار عزة أنفسهم ، وعزة دينهم ، بل هم في حالة خوف

دائم على أنفسهم. ويؤكد لنا ابن جبير أن أداء فتيان الملك غليالم الثاني

للصلاة المفروضة ، لا يكون إلا سرا ، حيث يخرجون من عنده فردا فردا فيصلون فريضتهم ؛ )وربما

يكونون بموضع تلحقه عين ملكهم فيسترهم الله عز(.126وجل ( )

وعند زيارة ابن جبير لمدينة ) بلرم ( العاصمة يذكر لنا حال المسلمين هناك في صورتين متناقضتين ،

من حيث أنهم يعمرون مساجدهم ويقيمون صلواتهم بأذان مسموع، ويصلون الأعياد بخطبة يدعون فيها

للخليفة العباسي، ولهم قاض يرفعون إليه شكواهم ، ويقبلون أحكامه ، كما أنهم هم التجار في الأسواق

… وهذه الصورة هي الحسنة التي كان يجب أن يكون عليها حال المسلمين على الدوام في ظل الحكم

النورماني . ولكن يذكر لنا ابن جبير وأثناء تقديمه لهذه الصورة الحسنة ، صورة أخرى لاشك وأن لها دلالة خاصة ،

وتلك الصورة أنهم كانوا لا يؤدون صلاة الجمعة ،(.127والسبب أن الخطبة محظورة عليهم)

(4/344)

وفي تصوري أن منعهم من الخطبة يوم الجمعة ، لما تتضمنه الخطبة في الغالب من ذكر لأحوال

المسلمين ، وتتبع الخطيب لمجريات الأحداث ، أي أحداث الساعة ، وبالتالي قد ينتقد وضع معين قام به

النورمان ، فتكون النتيجة استحثاث همم المسلمين لمقاومة السيطرة النورمانية على جزيرة صقلية، أو

على الأقل إثارة قضية معينة تصعب السيطرة عليها ، ولذلك قرر النورمان حظر خطبة الجمعة على المسلمين ؛ وهذا فيه تعطيل كبير ، وحرمان

للمسلمين من عظمة ذلك اليوم، واجتماعهم فيه ، ومناقشة أحوالهم ، والنظر في متطلباتهم

وطموحاتهم . ومن أعجب ما ذكره ابن جبير عن المسلمين في

صقلية هذه الصورة التي سأذكرها ، وأترك التعليق لمن يقرأها . قال : ) ومن أعجب ما شاهدناه من

أحوالهم التي تقطع النفوس إشفاقا وتذيب القلوب رأفة وحنانا ، أن أحد أعيان هذه البلدة – يقصد

طرابنش – وجه ابنه إلى أحد أصحابنا الحجاج ، راغبا في أن يقبل منه بنتا بكرا صغيرة السن ، فإن رضيها

تزوجها ، وإن لم يرضها زوجها ممن رضي لها من أهل بلده … وهي راضية بفراق أبيها وإخوتها طمعا

في التخلص من هذه الفتنة ، ورغبة في بلاد المسلمين ، فطاب الأب والأخوة نفسا لذلك لعلهم

يجدون السبيل للتخلص إلى بلاد المسلمين بأنفسهم ، إذا زالت هذه العقلة المقيدة عنهم ،

فتأجر هذا الرجل المرغوب إليه بقبول ذلك ، وأعناه على استغنام هذه الفرصة المؤدية إلى خيري الدنيا

والآخرة ، وطال عجبنا من حال تؤدي بإنسان إلى السماح بمثل هذه الوديعة المعلقة من القلب،

وإسلامها إلى يد من يغر بها ، واحتمال الصبر عنها ، ومكابدة الشوق إليها والوحشة دونها … وذلك رغبة

( .128في الإسلام واستمساكا بعروته الوثقى ( )

ابن جبير وزعيم المسلمين في صقلية :

(4/345)

سبق وأن أشرنا أن ابن قلاقس الأديب الاسكندري ألف كتابا لزعيم المسلمين في صقلية بعنوان

) الزهر الباسم في أوصاف أبي القاسم ( ، وهذا الزعيم هو أبو القاسم بن محمد بن حمود ، وينتسب

إلى بيت عربي إسلامي كانت له السيادة قبل سقوط

صقلية على بعض مدنها ، واحتفظ بتلك المكانة بعد السقوط بما له من أملاك ومكانه ، والسيادة هنا

أسمية وشرفية ، ولها وقعها المباشر علىالمسلمين.

وقد لقي هذا البيت معاملة حسنة من جانب النورمان بداية حيث استسلم على شروط الأمان والاطمئنان

إلى الإسلام وضمان حقوق من معهم من المسلمين)129.)

ولكن الأحوال ساءت مع المسلمين ، وبالتالي لابد أن تسوء مع رئيس البيت الحمودي وزعيم المسلمين

في صقلية وخير من يدلنا على تلك الأحوال ابن جبير الذي التقى بزعيم المسلمين ، حيث كان اللقاء في

هـ /580)طرابنش( إحدى مدن جزيرة صقلية سنة م .1185

وقد بدأ ابن جبير يذكر مآثر الرجل ومناقبه وصفاته ومكانته في صقلية ، فقال: ) ووصل هذه الأيام إلى

هذه البلدة زعيم أهل هذه الجزيرة من المسلمين وسيدهم القائد ابو القاسم بن حمود ، المعروف بابن

الحجر ، وهذا الرجل من أهل بيت بهذه الجزيرة توارثوا السيادة كابرا عن كابر ، وقرر لدينا مع ذلك

أنه من أهل العمل الصالح مريد للخير محب في أهله كثير الصنائع الأخروية من افتكاك الأسارى ، وبث

الصدقات في الغرباء والمنقطعين من الحجاج ، إلى(.130مآثر جمة ومناقب كريمة ( )

وتظهر مكانة الرجل لدى عامة المسلمين من قول(.131ابن جبير ) وارتجت هذه المدينة لوصوله ( )

ثم يحدثنا ابن جبير بعد ذلك عن حالته مع الملك النورماني غليالم الثاني الذي يصفه بالطاغية ،

فيقول : ) وكان في هذه المدة تحت هجران من هذه الطاغية ألزمه داره بمطالبة توجهت عليه من أعدائه

افتروا عليه فيها أحاديث مزورة نسبوا إليه فيهامخاطبة الموحدين أيدهم الله فكادت تقضي عليه ( )

132.)

(4/346)

أما عن العقوبة الصادرة بحقه فقد كانت عبارة عن مصادرات بلغت قيمتها أكثر من ثلاثين ألف دينار ،

) ولم يزل يتخلى عن جميع ديارة وأملاكه الموروثة(.133عن سلفه حتى بقي دون مال ( )

ويصل الحال بزعيم المسلمين في صقلية أن يقول : ) كنت أود لو أباع أنا وأهل بيتي، فلعل البيع كان

يخلصنا مما نحن فيه ، ويؤدي بنا إلى الحصول في(.13(1بلاد المسلمين ( )

وهنا نقف موقف المتأمل من هذا القول كما وقف ابن جبير متأملا ، من هذا الحال الذي آل إليه مع

جلالة قدره وعظم منصبه ، إذ أن مكانته قد بلغت عند المسلمين في الجزيرة مبلغا عظيما ) فلو تنصر لما

بقي في الجزيرة مسلم إلا وفعل فعله اتباعا له ،(.135واقتداءا به ( )

ويختم ابن جبير الحديث عنه بقوله : ) فسألنا له من الله عز وجل حسن التخلص مما هو فيه ولسائر

المسلمين من أهل هذه الجزيرة ، وواجب على كل مسلم الدعاء لهم في كل موقف يقفه بين يدي الله

عز وجل ، وفارقناه باكيا مبكيا ، واستمال نفوسنا شرف منزعه، وخصوصية شمائله ، ورزانة حصاته ،وشمول مبرته وتكرمه ، وحسن خلقه وخليقته ()

136.) ويعطينا ابن جبير صورة يتبين من خلالها كيفية

اعتناق بعض أبناء وبنات المسلمين الديانة المسيحية ، فيقول : ) وإن أعظم ما مني به أهل هذه الجزيرة ، أن الرجل ربما غضب على ابنه أو

زوجه ، أو تغضب امرأة من ابنتها فتلحق المغضوب عليه أنفة ، تؤدي به إلى الذهاب إلى الكنيسة فيتنصر

، فلا يجد الأب للإبن سبيلا ، ولا الأم للبنت سبيلا ،فتخيل حال من يمنى بمثل هذا في أهله وولده ( )

137.) الحالة السابقة التي ذكرها ابن جبير تعود إلى سبب

رئيسي واحد ، وهو ضعف الإيمان في نفوس أولئك ، وإلا لما هان عليهم إسلامهم بهذه السهولة ،

والتاريخ مليء بنماذج لأشخاص عذبوا كثيرا بسبب إيمانهم ، ومع ذلك فقد صمدوا صمود الجبال

الراسيات .

(4/347) وبما أن الحديث عن مثل هذه الحالة فلن نذهب بعيدا

وسنأخذ مثالا آخر من رحلة ابن جبير ، فهذا فقيه صقلي يعرف بابن زرعه ، ضغط عليه عمال الملك

النورماني ، فأظهر فراق الإسلام ، والانغماس في

الدين النصراني ، وحفظ الإنجيل ، وأصبح قسيسا يستفتى في الأحكام النصرانية ، وكان له مسجد

( .138بجوار داره فحوله إلى كنيسة) وهذا إذا كان على حقيقته ، بمعنى أنه تنصر فعلا ، فيعود سبب ذلك إلى ضعف إيمانه، وإن كان يظهر

التنصر ويخفي الإيمان ، فلعله داخل تحت الاستثناء في قوله تعالى : ) إلا من أكره وقلبه مطمئن

(.139بالإيمان() وبعد فإن أهل النظر والمفكريين والعقلاء من

المسلمين في صقلية ، كانوا يخافون أن يصل بهم الحال ما وصل إليه حال إخوانهم في جزيرة قريطش

هـ /350والتي سقطت في أيدي البيزنطيين سنة م ، حيث استدرجهم النصارى شيئا فشيئا حتى961

تنصروا عن آخرهم ، وفي ذلك يقول ابن جبير : ) وأهل النظر في العواقب منهم يخافون أن يتفق على جميعهم ، ما اتفق على أهل جزيرة أقريطش

من المسلمين … حتى اضطروا إلى التنصر عن آخرهم ، وفر منهم من قضى الله بنجاته ، وحقت

كلمة العذاب على الكافرين ، والله غالب على أمره ((140.)

هـ /585وينتهي عهد غليالم الثاني بوفاته سنة م ، وتبدأ في صقلية فترة سياسية مضطربة ،11289

م ، تولى الحكم1194هـ /591استمرت إلى سنة خلالها تانكر يد ، ثم غليالم الثالث والذي في عهده

انتقل حكم صقلية إلى الإمبراطورية الرومانية المقدسة إثر تدخل هنري السادس الإمبراطور الألماني في شئونها بعد زواجه من ابنة الملك

النورمندي غليالم الثاني . وقد كان وضع المسلمين في فترة الاضطراب تلك ، لا يسر ، فتاريخ تانكريد مليء بالأحداث القاسية تجاه

المسلمين فهو الذي قاد حملة إبادة ضد المسلمين(.141م)1160هـ /556في مدينة بثيرة سنة

(4/348)

وبعد توليه الحكم تعرض المسلمون لمذبحة عظيمة م، أدت بمن سلم1189هـ/585في مدينة بلرم سنة

منهم إلى الفرار إلى جبال صقلية الواقعة في الطرف الشمالي الغربي لجزيرة صقلية ، حيث قاموا

هناك بثورة كبرى ضده استمرت إلى شهر رمضان

م . وبالقوة تارة والإقناع تارة1190هـ/ 586من سنة (.142أخرى انتهت تلك الثورة، وعاد أولئك إلى بلرم) ومما يدلل على عدم اهتمام تانكربد بالمسلمين

وبغضه لهم أن جميع الوثائق في عهده القصير لم تكتب باللغة العربية ، كما هو الحال في عصور

(.143أسلافه ، بل كتبت باللغة اللاتينية فقط ) وبعد فقد انتهى الحكم النورماني لجزيرة صقلية بعد

احتلال الجرمان لها كما سبق وأن أشرنا إلى ذلك آنفا . ولم يبق فيها إلا القليل من المسلمين ، حيث بدأوا في الهجرة منها إلى جنوب إيطاليا ، وشمال إفريقيا ، وذلك إثر التعذيب الذي تلقوه في أواخر

حكم فريدريك الثاني ملك صقلية وإمبراطور ألمانيا ) م ( ذلك التعذيب الذي1250 – 1212هـ / 648 – 609

وصل إلى حد الإحراق والصلب ، ثم تابع مهمة التعذيب ، وإخراج المسلمين من جنوب إيطاليا الملك

م ،1300هـ /700شارل دانجو ، حيث لم تأت سنة وهناك أحد من المسلمين في صقلية وجنوب

إيطاليا . واختفى الإسلام والمسلمون من صقلية وجنوب

إيطاليا ، وهدمت مساجدهم التي هي رمز عبادتهم ودلالة وجودهم ومن فوق مآذنها كانت تدوي كلمة

التوحيد . ولكن هل هناك الآن ما يدل على أن المسلمين كانوا

هناك ، نعم فلقد بقي بعض الشيء مما كانللمسلمين .

فهناك بقايا قصور إسلامية ، وعليها كتابات عربية ، حيث ظلت أسماء عربية باقية إلى يومنا هذا في

اللغة الصقلية والإيطالية ، ومن ذلك أسماء القلاع والمراسي والشوارع ، مثل قلعة النساء ، وقلعة

فيمي ، وقلعة الحسن وقلعة البلوط . وكذلك كلمةمرسى ، مثل مرسى علي ، ومرسى المينا .

(4/349)

ومن الكلمات العربية الموجودة اليوم في صقلية : منزل ، مثل منزل الأمير ، ومنزل يوسف ، ومنها

أيضا رمل الموز ، رمل السلطانه ، القنطرة ، واديالطين ، رأس القلب ، رأس الخنزير ، رأس القرن )

144.) يقول لويجي رينالدي : ) إن الجزء الأعظم من

الكلمات العربية الباقية في لغتنا الإطيالية التي تفوق الحصر إنما دخلت في اللغة لا بطريق

الاستعمار العربي ، ولكن بطريق المدنية التي كثيراما تؤلف وتؤاخي بين مظاهر الحياة المختلفة ( )

145.) وأضاف قائلا : ) وإن وجود هذه الكلمات في اللغة الإيطالية ليشهد بما كان للمدينة العربية من نفوذ

عظيم في العالم المسيحي ، وبما كان من العلاقات التجارية بين بلادنا وبين المسلمين في الشرق ،

(.146وإفريقيا الشمالية وصقلية ( ) وقد عد لويجي رينا لدي كثيرا من تلك الكلمات ، ولا

سيما في لغة العلم ، ثم قال إن جنوة اضطرت أن م مدرسة لتعليم العربية ،1207هـ / 604تؤسس سنة

وذلك يدل على وجود كلمات عربية في لغة هذه(.147المدينة)

واستمرت العربية في صقلية مدة طويلة بعد خروج المسلمين منها ، حتى أن النصارى استخدموها لغةللتخاطب والكتابة ، كما استخدموا التاريخ الهجري)

148. ) ومما بقي من آثار المسلمين إلى اليوم بقايا قصر

القبة بطابعه المعماري العربي في مدينة بلرم ، بأقواسه الهندسية الرائعة ، ونقوشه وكتاباته الكوفية

، وعيونه الجارية التي تغذي النافورة الواقعة فيوسط البهو الكبير ببصمات عربية رائعة .

وكذلك بقايا قصر الفواره ، الذي كانت تحيط به بركة صناعية ، والقصر الملكي ، الذي أنشأه المسلمون

واستخدموه مقرا للإمارة ، ثم استخدمه النورمان منبعدهم .

ومما بقي من آثار المسلمين في صقلية قصر العزيز بطابعه الإسلامي النورماني والذي هو الآن المتحف

الإسلامي في صقلية .

(4/350)

وإلى هنا وينتهي ذلك الدور الصقلي العظيم ، الذي كانت فيه صقلية مركزا مهما من مراكز الحضارة

الإسلامية بجميع فروعها وأنشطتها في العلوم والفنون والعمارة والزخرفة والطب والصيدلة ، وغير ذلك مما برز فيه المسلمون على غيرهم من الأمم ،

ذلك الدور الذي بدأ من أول خطوة خطاها القائد

الفاتح أسد بن الفرات الذي كان فتحه لها فتحا علميا وثقافيا ، إذ أنه اصطحب معه في جيشه الكثير من

العلماء والفقهاء والوجهاء ، وأعلن لهم قبل المسير أن العلم هو سبب التفوق ، فلله دره من قائد

محنك ، وعالم وفقيه فريد ، ورحمه الله رحمة واسعة.

أقول : نعم لقد كانت صقلية وفي خلال عصورها الإسلامية المختلفة مركزا علميا إسلاميا كبيرا على

الرغم من اختلاف توجهات قادتها السياسية من سنيين وشيعة ، فلقد كانت وبشهادة المصادر

المعاصرة لتلك العصور مضاهية للأندلس في العلماء والأدباء والفقهاء ، بل أصبحت لها مدارس فكرية

وثقافية مستقلة ذات شخصية صقلية بحتة ، مما أدى بعد ذلك إلى نشوء علاقات ثقافية بينها وبين البلدان

الإسلامية المختلفة ، إذ كان يطمع أولئك العلماء والفقهاء في البلدان الأخرى إلى التتلمذ على علماء وفقهاء صقلية إما مباشرة عن طريق التلقي أو عن

طريق الإجازة . واستمر تميز صقلية الثقافي حتى بعد سقوطها في

أيدي النورمان ، مما أغرى أولئك المستعمرون لها على الإبقاء على هؤلاء المسلمين طمعا في النيل

من ثقافتهم وحضارتهم ومدنيتهم وكل مظاهرمثاليات إسلامهم.

(4/351)

وهذا التوجه لدى أولئك المستعمرين أبقى على وجود الشخصية المسلمة في صقلية فترة تقرب من

قرن ونصف بعد سقوطها من أيدي المسلمين . استغله أولئك القوم من الحكام الجدد في احتضان

العباقرة من المسلمين وتمكينهم من التأليف ، والترجمة حتى غدت صقلية مركزا من مراكز العلم والترجمة في العصور الوسطى ، وفيها بدأت نواة المدارس والجامعات التخصصية بتأثير مباشر من

العلماء المسلمين ومؤلفاتهم المترجمة . واليوم لقد أصبحت جزيرة صقلية جزيرة منسية كما

هو الحال للكثير من البلدان الإسلامية التي كان للمسلمين فيها الكلمة الفصل ، ولم يعدنا بوسعنا إلا

أن نقول : إن المسلمين كانوا هناك ، والله غالبعلى أمره .

الحواشي والتعليقات

كان ذلك البحث عبارة عن رسالة دكتوراه نوقشت هـ ، وطبعتها الجامعة1414بجامعة أم القرى عام

على نفقتها . الدمشقي ، نخبة الدهر وعجائب البر والبحر ، ص

140. .1126انظر : الموسوعة العربية الميسرة ، ص

. الإدريسي113 ، ص 2ابن حوقل ، صورة الأرض ، ج-590 ص 2، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ، ج

595. حامد زيدان ، تاريخ الحضارة الإسلامية في صقلية ،

.12-11ص .288 ، ص 4الطبري ، تاريخ الأمم والملوك ، ج

.329البلاذري ، فتوح البلدان ، ص لمزيد من التفصيل انظر : علي محمد الزهراني ،

وما37الحياة العلمية في صقلية الإسلامية ، ص بعدها .

زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب بن سالم بن عقال ، تولى بعد أخيه عبدالله وكان من أفضل أهل بيته

وأفصحهم لسانا ، وأكثرهم بيانا ، وكان يقول الشعر ، ولا يعلم أحد قبله سمي زيادة الله ، توفي

م838هـ / 223سنة .163 ، ص 1ابن الآبار ، الحلة السيراء ، ج

أبو عبدالله أسد بن الفرات الحراني ، المغربي ، الإمام ، القاضي ، روى عن مالك بن أنس كتابه

الموطأ . ألف الأسديه في الفقه المالكي ، توفي محاصرا لمدينة سرقوسه من جزيرة صقلية سنة

،3م . ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ج828هـ / 213 .182ص

(4/352)

المالكي ، أبو عبدالله بن محمد ، رياض النفوس ، ج335 ، ص 6 . ابن الأثير ، الكامل ، ج188 ، ص 1

أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن زكريا الصنعاني ، من أهل صنعاء اليمن ، وهو القائم بالدعوة العبيدية

نسبة إلى عبيدالله المهدي ، كان من الرجال الدهاه ، الخبيرين بالجدل والحيل ، دخل بلاد افريقية بلا مال

ولا رجال ، ولم يزل بها إلى أن ملكها ، وقتل على يد م - ابن خلكان ،910هـ / 298عبيدالله المهدي سنة

.192 ص 2وفيات الأعيان ، ج أبو مضر زيادة الله بن عبدالله بن إبراهيم ، ويعرف

م916هـ 304بزيادة الله الأصغر ، توفي بالرمله سنة ، ابن193 ، ص 2- ابن خلكان ، المصدر السابق ، ج

.175 ، ص 1الآبار ، الحلة السيراء ، ج مدينة رقاده بناها إبراهيم بن أحمد بن الأغلب

م ، وبنى بها876هـ / 263واتخذها عاصمة له سنة قصورا ومساجد وأسواقا وحمامات ومكتبات . ياقوت

، ص3، شهاب الدين أبو عبدالله ، معجم البلدان ، ج 55.

تنتمي الأسرة الكلبية إلى قبيلة قضاعة اليمنية ، وقضاعة ترجع إلى العرب القحطانية ، وينسبها

البعض إلى العرب العدنانية . ابن خلكان ، وفيات . القلقشندي ، نهاية الأرب157 ، ص 6الأعيان ، ج

.408في معرفة أنساب العرب،ص ابن الخطيب ، أعمال الأعلام ، القسم الثالث ، ص

.85 ، ص 1 ، المقريزي ، اتعاظ الحنفا ، ج122 البربر : هم من أبناء شانا بن يحيى بن صولات … بن كنعان بن حام ابن نوح عليه السلام .ابن حزم جمهرة

، ابن عذاري ، البيان المغرب495أنساب العرب ، ص . لمزيد من المعلومات عن البربر66 ، 65 ، ص 1، ج

.42انظر : الوزان ، وصف افريقيا ، ص ، ابن خلدون ،194 ، ص 10ابن الأثير ، الكامل ، ج

.268 ، ص 4العبر ، ج ، النويري ، نهاية195 ، ص 10ابن الأثير ، الكامل ، ج

، ص4 ، ابن خلدون العبر ج 378 ، ص 24الأرب ، ج 210.

(4/353)

هو الوالي الرابع من ولاة بني زيري بالمغرب ، وهو الذي قطع الخطبة للخليفة الفاطمي المستنصر،

وخطب للخليفة العباسي القائم بأمر الله ، كما ألزم جميع أهل المغرب على التمسك بمذهب الإمام

،233 ، ص 5مالك . ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ج .140 ، ص 18الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، ج

، أبو الفدا ،195 ، ص 10ابن الأثير ، الكامل ، ج ، ابن خلدون98 ، ص 2المختصر في أخبار البشر ، ج

.210 ، ص 4العبر ، ج .7الدوري ، سقوط صقلية ، مقال ، ص

، أبو الفدا ،196 ، ص 10ابن الأثير ، الكامل ، ج ، ص4 ، ابن خلدون، العبر ج201 ، ص 2المختصر ، ج

269. .269 ، ص 4ابن خلدون ، العبر ، ج

لمزيد من التفصيل ، ومعرفة أسباب ذلك الخلاف الذي كان للمرأة دور أساسي فيه . انظر : ابن الأثير

، أبو الفدا ،196 ، 195 ، ص 10الكامل ، ج .201 ، ص 2المختصر ، ج

.196 ، ص 10ابن الأثير ، الكامل ، ج .197 - ص 10المصدر السابق ، ج

، أبو الفدا ،197 ، ص 10ابن الأثير ، الكامل ، ج 24 ، النويري ، نهاية الأرب ج201 ، ص 2المختصر ، ج

.381، ص انظر : المصادر السابقة نفسها .

، الدوري ، سقوط254ابن خلدون ، المقدمة ، ص .8صقلية ، ص

للمزيد من المعلومات عن المجتمع الصقلي ، انظر : علي بن محمد الزهراني ، الحياة العلمية في صقلية

وما بعدها .101الإسلامية ، ص .198 ، ص 10ابن الأثير ، الكامل ، ج

.80 - 79عزيز أحمد ، تاريخ صقلية ، ص أبو عبدالله محمد بن محمد بن عبدالله بن ادريس بن يحيى بن علي بن حمود .. ويتصل نسبه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ولد في مدينة سبته سنة

م ، وهو من الأدارسة العلويين ، كان1100هـ / 493 هـ /560جغرافيا باهرا ، اديبا شاعرا ، توفي سنة

م1166 26انظر ، نزهة المشتاق ، في المكتبة الصقلية ، ص

. .54سعيد عاشور ، المدنية العربية ، ص

.198 ، ص 10ابن الأثير ، الكامل ، ج .198 ، ص 10ابن الأثير ، المصدر السابق ، ج

(4/354)

.81زيان ، تاريخ الحضارة ، ص إحسان عباس ، العرب في صقلية ، بيروت ، دار

.141م ، ص 1975هـ / 1395الثقافة ،

.141المرجع السابق ، ص .141المرجع السابق ، ص

.198 - 196 ، ص 10ابن الأثير ، الكامل ، ج .80عزيز ، أحمد تاريخ صقلية ، ص

، إحسان عباس ، العرب في80المرجع السابق ، ص .143صقلية ، ص

.143 ، 80المرجعان السابقان ، ص .143إحسان عباس ، المرجع السابق ، ص

.81 ، 80عزيز أحمد ، المرجع السابق ، ص .81المرجع السابق ، ص

.198 ، ص 10الكامل ، ج الجنائب : قال ابن منظور : جناب الرجل : الذي يسير معه إلى جنبه ، والجنائب هي الخيول التي تسير وراء

السلطان في الحروب لاحتمال الحاجة إليها ، ابن ، القلقشندي ،276 ، ص 1منظور ، لسان العرب ، ج

.381 ، ص 4صبح الأعشى ج الحاجب : هو في أصله من يبلغ الأخبار من الرعية

إلى الأمام ، ويأخذ لهم الأذن منه- القلقشندي .449 ، ص 5المصدر السابق ، ج

السلاحية : هم أولئك الذين يحملون سلاح الأمير أو .456 ، ص 5السلطان - المصدر السابق ، ج

الجناندار : هو الذي يستأذن على الأمراء في أيام المواكب عند الجلوس بدار العدل - المصدر السابق ،

.461 ص 5ج .198 ، ص 10الكامل ، ج

.198 ، ص 10المصدر السابق ، ج ابن أبي دينار ، المؤنس ، في المكتبة الصقلية ، ص

534. .81عزيز أحمد ، تاريخ صقلية ، ص

.37المرجع السابق ، ص .82زيان ، تاريخ الحضارة ، ص

.452 ، 451 ، ص 10حسني عبدالوهاب ، ورقات ، ج . وسقوط المهدية452 ، ص 1المرجع السابق ، ج

كان في عهد آخر أمراء بني زيري الحسن بن علي بعد أن حاصرها روجر الثاني ، ودك أسوارها وحاميتها

م ، ودخلها1148هـ / 543، واستسلمت في سنة دون مقاومة وبقيت كذلك إلى أن استردها عبد

م . انظر1159 هـ / 554المؤمن صاحب مراكش سنة .241 ، 125 ، ص 11: ابن الأثير الكامل ، ج

ابن حماد ، نبذة المحتاجة في أخبار ملوك.317صنهاجه،في المكتبة الصقلية،ص

(4/355)

،164 ، 163 ، ص 1الصفدي ، الوافي بالوفيات ، ج عبد الرحمن حميده ، أعلام الجغرافيين العرب ، ص

567 ، الزهراني ، الحياة العلمية ، ص 316 .96مؤنس ، أدارسة صقلية ، مقال ، ص

، مؤنس ،198 ، ص 10ابن الأثير ، الكامل ، ج.97أدارسة صقلية ،ص

.106 ، ص 14الصفدي ، الوافي ، ج .106 ، ص 14نفسه ، ج

نفسه .

نفسه . .6 ، ص 1الإدريسي ، نزهة المشتاق ، ج

.7 ، ص 1المصدر السابق ، ج .5 ، ص 1نفسه ، ج .4 ، 3 ، ص 1نفسه ، ج

.5 ، ص 1المصدر السابق ، ج ،317عبد الرحمن حميده ، أعلام الجغرافيين ، ص

واسترابون هو جغرافي يوناني ولد في آسيا الصغرى ميلادية25 أو 21 قبل الميلاد ، وتوفي سنة 58سنة

وهو مؤلف كتاب ثمين إسمه )جغرافيا(،انظر المرجع.318السابق ص

.11 ، 10محمد مرسي ، الشريف الإدريسي ، ص أحمد فؤاد ، التراث العلمي للحضارة الإسلامية ، ص

120. .256روم لاندو ، الإسلام والعرب ، ص

.374سيديو ، تاريخ العرب العام ، ص .420هونكه ، شمس العرب ، ص

ستانوودكب ، المسلمون في تاريخ الحضارة ، ص96.

59 ، ص 1الخطابي ، الطب والأطباء في الأندلس ، ج.

الدوري ، دور صقلية في نقل التراث الطبي ، .205مقال ، ص

.70ابن الأثير ، التاريخ الباهر ، ص أبو الفتوح نصر الله بن عبد الله بن مخلوف بن علي

بن قلاقس اللخمي الملقب بالقاضي الأعز ، كان

شاعرا مجيدا وفاضلا نبيلا ، صحب أبا الطاهر السلفي م ، ابن1171هـ / 567وانتفع به ، توفي سنة

.385 ص5خلكان ، وفيات ، ج ابن حجر : ذكره إبن جبير في رحلته فقال : هو زعيم أهل هذه الجزيرة من المسلمين وسيدهم أبو القاسم بن حمود المعروف بابن الحجر ، وهذا الرجل من أهل

بيت بهذه الجزيرة ، توارثوا السيادة كابرا عن كابر ، وهو من أهل العمل الصالح ، مريد للخير ، محب في

أهله ، كثير الصنائع الأخروية من إفتكاك الأسرى ، وبث الصدقات في الغرباء والمنقطعين من

.314الحجاج .انظر :ص

(4/356)

.288 ، ص 4الطبري ، تاريخ الأمم ، ج .21 ، ص 1العماد الأصفهاني ، خريدة القصر ، ج

.23 ، ص 1العماد ، المصدر السابق ، ج .23 ، ص 1المصدر السابق ، ج .23 ، ص 1المصدر السابق ، ج .24 ، ص 1المصدر السابق ، ج .276 ، ص 1المصدر السابق ، ج .277 ، ص 1المصدر السابق ، ج

بونه : بالضم ثم السكون ، مدينة بإفريقية بين مرسى الخرز وجزيرة بني مزغناي ، ياقوت ، معجم

.512 ، ص 1البلدان ج .187 ، ص 11الكامل ، ج

.81عزيز أحمد ، تاريخ صقلية ، ص .187 ، ص 11الكامل ، ج

.298ابن جبير ، الرحلة ، ص .452 ، ص 1حسن عبد الوهاب ، ورقات ، ج

.166المدني ، المسلمون في صقلية ، ص العماد الأصفهاني ، الخريدة ، في المكتبة الصقلية ،

.611ص .317عبد الرحمن حميده ، أعلام الجغرافيين ، ص

.149إحسان عباس ، العرب في صقلية ، ص ، عزيز أحمد ، تاريخ صقلية149المرجع السابق ، ص

.82، ص .82عزيز أحمد ، المرجع السابق ، ص

.149إحسان عباس ، العرب في صقلية ، ص .150المرجع السابق ، ص

.297ابن جبير ، الرحلة ، ص .297المصدر السابق ، ص .197المصدر السابق ، ص ، والمجبوب هو الخصي297المصدر السابق ، ص

الذي قد استؤصل ذكره وخصياه . انظر:ابن منظور.249 ، ص 1لسان العرب ، ج

.297ابن جبير ، الرحلة ، ص .299المصدر السابق ، ص .306 ، 305المصدر السابق ، ص .298المصدر السابق ، ص .298المصدر السابق ، ص .107 ، ص 14الصفدي ، الوافي ، ج

.297ابن جبير ، الرحلة ، ص .297المصدر السابق ، ص .299المصدر السابق ، ص .299المصدر السابق ، ص .299المصدر السابق ، ص .300المصدر السابق ، ص .300المصدر السابق ، ص .305المصدر السابق ، ص .316 ، 315المصدر السابق ، ص .314المصدر السابق ، ص

.114حسين مؤنس ، أدارسة صقلية ، مقال ، ص .314ابن جبير ، الرحلة ، ص

.314المصدر السابق ، ص .314المصدر السابق ، ص .314المصدر السابق ، ص

(4/357)

.315المصدر السابق ، ص .314المصدر السابق ، ص .315المصدر السابق ، ص .313المصدر السابق ، ص

.106سورة النحل ، آية .315ابن جبير ، المصدر السابق ، ص .85عزيز أحمد ، تاريخ صقلية ، ص

.85المصدر السابق ، ص .85المصدر السابق ، ص

287 ، ص 1محمد كرد ، الإسلام والحضارة العربية ، ج

. 537لويجي ، المدنية العربية في الغرب ، مقال ، ص

. .538المصدر السابق ، ص

287 ، ص 1محمد كرد ، الإسلام والحضارة العربية ، ج.

.291 ، ص 1المصدر السابق ، ج

المصادر والمراجعالمصادر المطبوعة :

ابن الآبار : أبو عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي م. الحلة السيراء ، تحقيق1260هـ/658البلنسي ، ت

حسين مؤنس ، القاهرة ، دار الكتاب العربي للطباعةم .1963هـ / 1383والنشر

ابن أبي دينار : أبو عبد الله محمد بن أبي القاسمم .1698هـ / 1110القيرواني . كان حيا سنة

المؤنس في أخبار إفريقية .في المكتبة الصقلية . ابن الأثير : عز الدين علي بن محمد الشيباني ، ت

م .1232هـ /630هـ/1402أ- الكامل في التاريخ ، بيروت ، دار صادر ،

م .1982 ب- التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية بالمواصل ،

تحقيق عبد القادر أحمد طليمات ، القاهرة ، دارم .1963هـ 1382الكتب ،

ابن جبير : أبو الحسين محمد بن أحمد الكنانيم .1217هـ /614الأندلسي البلنسي ، ت :

الرحلة المسماه ، اعتبار الناسك في ذكر الآثارهـ /1400الكريمة والمناسك، بيروت ، دار صادر ،

م .1980 ابن حزم : أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد

م .1063هـ/456الأندلسي . ت جمهرة أنساب العرب ، تحقيق عبد السلام محمد

هارون ، القاهرة ، دار المعارف ، الطبعة الأولى . ابن حوقل : أبو القاسم محمد بن حوقل النصيبي

هـ /367البغدادي الموصلي ، توفي قريبا من سنة م .977

هـ /1399صورة الأرض ، بيروت ، دار مكتبة الحياة ، م .1979

ابن الخطيب : لسان الدين محمد بن عبد اللهم .1374هـ /776السلماني . ت

(4/358)

أعمال الأعلام ، القسم الثالث ، تحقيق أحمد مختار العبادي ومحمد إبراهيم الكتاني . الدار البيضاء ،د.

ت . ابن خلدون : عبد الرحمن بن محمد بن خلدون

م .1405هـ /808الحضرمي . ت : المقدمة ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ،-

الطبعة الرابعة، د.ت. العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب-

والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر ، وضع حواشيه وفهارسه خليل شحاذة ، وراجعه سهيل زكار

م ، مطبعة دار1981هـ/1401، بيروت ، دار الفكر ، م .1979هـ 1399الباز

ابن خلكان : أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمدم .1282هـ/681بن أبي بكر. ت

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ، تحقيق إحسانعباس ، بيروت ، دار صادر ، د. ت .

ابن عذاري : أبو عبد الله محمد المراكشي ، ت قريبام .1312هـ /712من سنة

البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب ، تحقيق ومراجعة ج. س. كولان ، وليفي بروفنسال ، بيروت

م .1983هـ/1403دار الثقافة الطبعة الثالثة ، ابن منظور : أبو الفضل جمال الدين محمد بن

م .1311هـ /711مكرم . ت لسان العرب ، بيروت ، دار صادر ، الطبعة الأولى . د.

ت. أبو الفدا : الملك المؤيد إسماعيل بن الأفضل . ت

م .1331هـ /732 المختصر في أخبار البشر ، بيروت ، دار المعرفة ، د.

ت . الإدريسي: أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله

م .1164هـ /560بن إدريس . ت نزهلة المشتاق في اختراق الآفاق ، بريل ، ليدن .

م892هـ /279البلاذري : أحمد بن يحيى بن جابر . ت .

فتوح البلدان ، تحقيق عبد الله أنيس الطباع ، وعمر

هـ /1407أنيس الطباع ، بيروت ، مؤسسة المعارف ، م .1987

الدمشقي : أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي طالب الصوفي الأنصاري المعروف بشيخ الربوة، ت

م1327هـ727 نخبة الدهر وعجائب البر والبحر ، بغداد ، مكتبة

المثنى ، د. ت. الذهبي : الإمام أبو عبد الله شمس الدين محمد بن

م .1347هـ /748أحمد . ت

(4/359)

سير أعلام النبلاء ، تحقيق مجموعة من الباحثين ،م .1986هـ/1406بيروت ، مؤسسة الرسالة ،

هـ /764الصفدي : صلاح الدين خليل بين أيبك . ت م.1362

الوافي بالوفيات ، اعتناء مجموعة من الباحثين ،هـ /1401ألمانيا ، دار فرانز شتايز بقيسبادن ،

م .1981هـ /310الطبري : أبو جعفر محمد بن جرير . ت

م .922 تاريخ الأمم والملوك ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، بيروت، دار سويدان ، الطبعة الثانية ،

م .1967هـ /1387 العماد : أبو عبد الله محمد بن محمد صفي الدين . ت

م .1200هـ /597 جريدة القصر ، وجريدة العصر ، قسم شعراء المغرب

، تحقيق محمد العروسي الطوي ، والجيلاني بن الحاج يحيى ومحمد المرزوقي . تونس ، الدار

هـ/1405التونسية للنشر ، الطبعة الثالثة ، م .وأيضا الموجود في المكتبة العربية الصقلية.1986

هـ /821القلقشندي : أبو العباس أحمد بن علي . ت م .1418

أ. صبح الأعشى في صناعة الإنشا - نسخة مصورة عن الطبعة الأميرية ، القاهرة، المؤسسة المصرية

العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر. ب. نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب . تحقيق

م .19801هـ /1400إبراهيم الإبياري ، الطبعة الثانية المالكي : أبو بكر عبد الله بن محمد . ت بعد سنة

م .1067هـ / 460

رياض النفوس ، تحقيق بشير البكوش ، مراجعة محمد العروسي المطوي ، بيروت ، دار الغرب ،

م .1983هـ /1403 المقري : شهاب الدين أحمد بن محمد التلمساني ،

م.1631هـ/1041ت نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ، تحقيق

هـ /1406يوسف الشيخ محمد ، بيروت ، دار الفكر ، م.1986

هـ /8458المقريزي : تقي الدين أحمد بن علي . ت م .1441

أ. اتعاظ الحنفا بأخبا رالإئمة الحنفا ، تحقيق جمال الدين الشيال ، القاهرة ، المجلس الأعلى للشئون

م .1967هـ /1387الإسلامية ب. السلوك ، في المكتبة العربية الصقلية .

النويري : شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب . تم.1333هـ /733

(4/360)

نهاية الأرب في فنون الأدب ، نسخة مصورة عنطبعة دار الكتب بالقاهرة.

ياقوت : شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد اللهم .1228هـ/626الحموي، ت

معجم البلدان ، بيروت ، دار صادر ، دار بيروت ،م.1984هـ /1404

المراجع :إحسان عباس :

هـ /1395العرب في صقلية ، بيروت ، دار الثقافة ، م .1975

أحمد فؤاد باشا : التراث العلمي للحضارة الإسلامية ، القاهرة ، دار

م .1983هـ / 1403المعارف، حامد زيان :

تاريخ الحضارة الإسلامية في صقلية ، القاهرة ، دارم .1977هـ / 1397الثقافة

حسن حسني عبد الوهاب : ورقات عن الحضارة العربية بإفريقية، تونس، مكتبة

م.1966هـ / 1386المنار ، حسين مؤنس :

أدارسة صقلية ) مقال ، مجلة المجمع العلميم .1964هـ /1384العراقي ، المجلد الحادي عشر

الدوري تقيى الدين عارف : دور صقلية في نقل التراث الطبي إلى أوروبا-

) مقال ( مجلة المؤرخ العربي ، العدد التاسعم بغداد.1986هـ/ 1406والعشرون

سقوط صقلية وانتهاء السيادة العربية عليها... ... - ) مقال ( مجلة أداب المستنصريه ببغداد ، العدد

م .1984هـ / 1404الثامن روم لاندو :

الإسلام والعرب ، نقله إلى العربية منير البعلبكي ،م .1977 هـ /1397بيروت ، دار العلم للملايين ،

الزهراني : علي بن محمد ، الحياة العلمية في صقلية

الإسلامية ، مكة ، مطبوعات جامعة أم القرى ،م .1996هـ /1417

زيغريد هونكه : شمس العرب تسطع على الغرب ، ترجمة فاروق

بيضون ، وكمال دسوقي ، بيروت ، المكتب التجاريم .1979هـ /1399للطباعة ، الطبعة الثالثة ،

د . سعيد عبد الفتاح عاشور : أ. أوروبا العصور الوسطى ، القاهرة ، مكتبة الأنجلو

م .1986هـ / 1406المصرية ، الطبعة العاشرة ، ب. المدنية العربية وأثرها في الحضارة الأوروبية ،

م .1963هـ /1383القاهرة ، دارالنهضة العربية ، سنتوردكب :

(4/361)

المسلمون في تاريخ الحضارة ، ترجمة محمد فتحي عثمان ، جدة ، الدار السعودية للنشر والتوزيع ،

م .1982هـ 1402سيديو :

تاريخ العرب العام ، ترجمة عادل زعيتر ، القاهرة ، هـ1389مكتبة عيسى البابي الحلبي ، الطبعةالثانية ،

م .1969عبد الرحمن حميده :

أعلام الجغرافيين العرب ، دمشق ، دار الفكر ، م .1980هـ /1400الطبعة الثانية ،

عزيز أحمد : تاريخ صقلية ، ترجمة ، أمين توفيق الطيبي ، الدار

م .1969هـ / 1389العربية للكتاب ، محمد الخطابي :

الطب والأطباء في الأندلس ، بيروت ، دار الغربم .1988هـ / 1408الإسلامي ،

محمد كرد علي : الإسلام والحضارة العربية ، القاهرة ، مطبعة لجنة

م .1968هـ / 1388التأليف للترجمة والنشر ، محمد مرسي :

الشريف الإدريسي ودور الرحلة في جغرافيته ، 1985هـ / 1405الإسكندرية ، دار المعرفة الجامعية ،

م .المدني أحمد توفيق :

المسلمون في صقلية وجنوب إيطاليا ، الجزائر ، م .1985هـ / 1405المؤسسة الوطنية للكتاب ،

لويجي رينالدي : المدنية العربية في الغرب ، ) مقال ( ترجمة طه

( الجزء السادس59أفندي ، مجلة المقتطف ، مجلد )م .1921

الوزان الزياتي : وصف إفريقيا ، ترجمة من الإيطالية إلى الفرنسية ،

البولار ، وترجمه من الفرنسية إلى العربية ، عبد الرحمن حميده ، وراجعه علي عبد الواحد ، الرياض ،مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .

(4/362)

جهود الملك عبد العزيز في عمارة عين عرفة

د. عادل بن محمد نور غباشيأستاذ مشارك في قسم التاريخ والحضارة الإسلامية

كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة أمالقرى

ملخص البحث تعد عين عرفة من أهم الموارد المائية لسقيا...

سكان مكة وحجاج بيت الله الحرام ، وتتضح أهميتها في موضع منبعها ومسار قناتها وكمية مياهها التي

كان لها تأثير مباشر على حياة سكان البلد الأمين منذ

القرن الثاني للهجرة ويقع منبع هذه العين في وادي نعمان ، ومن هناك تم بناء قناة تمر بجبل الرحمة

بعرفة ومنها إلى مزدلفة ثم إلى دقم الوبر ثم إلى العزيزية ، حيث كان مصب المياه النهائي في موضع

عرف ببئر زبيدة مجاورا لحديقة الطفل الحالية ونظرا لأهمية مياه هذه العين فقد بذلت جهود كبيرة

م1561هـ / 969لإيصالها إلى مكة المكرمة عام واستمر العمل فيها مدة عشر سنوات إلى أن وصلت

م .1571/هـ979المياه إلى مكة عام وكانت هذه العين تشكل موردا مهما لسقيا سكان...

مكة وحجاج بيت الله الحرام، وقد مرت على العين وقناتها ترميمات في قرون عديدة إلى أن تمكن

الملك عبد العزيز رحمه الله من ضم مكة المكرمة م فأولى عين عرفة1924هـ /1343إلى دولته عام

اهتماما عظيما ، وذلك بأمره بصيانتها وعمارتها ، وكان دافعه في ذلك عوامل عديدة منها حبه للخير

وكسب الأجر والثواب من الله ، وتحمله مسئولية العناية بسكان بلد الله الحرام وحجاجه الكرام وحاجة

قناة العين إلى تتابع أعمال صيانتها وعمارتها ، لتستمر في عطائها ، علاوة على تطور عمران مكة

وزيادة عدد سكانها وحجاج بيت الله الحرام مما استدعى زيادة كمية المياه عما كانت عليه في العصر

السابق لمواجهة الطلب المتزايد على الماء .

(4/363)

وبالبحث الميداني عن أدلة أثرية تؤكد هذه الجهود... العظيمة ؛ تم العثور على خرزة ) فتحة على القناة

م علاوة1935هـ/1353للسقيا والصيانة( مؤرخة بعام على وجود آثار تعلية جانبي القناة في المنطقة

الواقعة بين عرفة ومزدلفة وكذلك في دقم الوبر والعزيزية ، ويظهر أن بناء الخرزة وجانبي القناة

اتفقت في طراز عمارتها مع طراز العمارة الذي كانسائدا قبل عهد الملك عبد العزيز .

وقد تمحورت هذه الدراسة حول خمسة محاور هي... : أهمية العين وتسميتها، ودوافع عمارة العين في عهد الملك عبد العزيز ، وأعمال الملك عبد العزيز

لعمارة عين عرفة، وطراز عمارة القناة وخرزاتها ، ونقشان كتابيان يؤرخان لأعمال الملك عبد العزيز

في عين عرفة . مدعما هذه الدراسة بالأشكال

واللوحات الموضحة للمعلومات التي وردت في ثناياه.

أولا : أهمية العين وتسميتها : اعتمد سكان مكة وحجاج بيت الله الحرام ، على...

الآبار لتأمين احتياجاتهم من الماء ، في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وعصر خلفائه

الراشدين . وفي بداية الدولة الأموية وبالأخص في 40عهد معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنه )

م ( بدأت أول محاولة للإفادة من680 660هـ / 60 مياه العيون لسقيا السكان والحجاج ، ثم توالت

الأعمال لجلب مياه العيون إلى مكة المكرمة ، إلى أن قامت السيدة زبيدة زوج هارون الرشيد ، بجلب مياه

م ، ثم809هـ/194عين وادي حنين إلى مكة سنة أجرت مياه عين عرفة من وادي نعمان إلى عرفة ثم

إلى العزيزية حيث أوقفت العمل هناك ، لوجود منطقة صخرية حالت دون إيصال مياه العين إلى مكة

المكرمة .

(4/364)

م قلت المياه بمكة وظهرت1561هـ/969وفي عام الحاجة إلى إيصال مياه عين عرفة إلى مكة ، وتأكد

ذلك بدراسة أجرتها لجنة في ذلك التاريخ ، أفادت فيها أن عين عرفة أقوى العيون وأكثرها غزارة بالمياه ، وبناء على ذلك بدئ العمل في تكسير المنطقة الصخرية الممتدة من حديقة الطفل

بالعزيزية إلى موضع مبنى إمارة مكة المكرمة الآن م ،1571هـ/979ووصلت المياه إلى مكة في عام

(،1وذلك بعد عمل استمر لمدة عشر سنوات) واستمرت العين في عطائها إلى العصر السعودي مع

حاجة قناتها إلى الصيانة والعمارة . وتتضح أهمية مياه عين عرفة في سقيا سكان...

مكة وحجاج بيت الله الحرام في العصر السعودي ؛ فيما كتبه الشيخ محمد نور قمر علي رئيس قسم

توزيع مياه عين زبيدة بمكة المكرمة ، حيث تبين له سنة في عمله ، أن مياه27من خبرته التي دامت

عين عرفة احتلت أهمية كبيرة في سقيا السكان والحجاج ، لتوقف وصول مياه عين حنين التي دمرتها

هـ/1328السيول، وكان آخر إصلاح لها في سنة م ، وذلك باستثناء جزء يسير يأتي من عين1910

24الزعفران إحدى روافد قناة عين حنين حتى تاريخ م1957-12- 16(. 2هـ)5-1377–

أما تسمية العين فقد وردت في بعض المصادر... (3" )عين عرفة "والنقوش الكتابية والوثائق باسم

( بينما وردت5" )عين زبيدة "( و4" )عين عرفات"و عين وادي "في المصادر المتأخرة باسم

(7")عين زبيدة "( و6" )عين نعمان"و"نعمان وقد استمرت هذه التسمية الأخيرة في كتابة التقارير

(، واستمرت إلى8المنشورة بصحيفة أم القرى)الوقت الحاضر .

ونظرا لقيام السيدة زبيدة بإجراء عين حنين إلى مكة قد يؤدي إلى" بعين زبيدة "؛ فإن تسمية عين عرفة

تضارب المعلومات ؛ مما يجعلنا نرجح التسمية الأولى التي وردت في المصادر والنقوش" عين عرفة"

الكتابية والوثائق . ثانيا : دوافع عمارة العين في عهد الملك عبد

العزيز :

(4/365)

أولى الملك عبد العزيز رحمه الله عين عرفة عناية... كبيرة ؛ لأهميتها في سقيا سكان بلد الله الحرام وحجاجه الكرام ؛ فأمر بصيانتها وعمارتها ليوفر

للمسلمين حاجتهم من الماء ، وكان من أهم الدوافعالتي جعلت الملك عبد العزيز يقوم بعمارتها ما يلي :

عامل الدين والمسئولية :1 سبق عهد الملك عبد العزيز رحمه الله تشكيل...

م، لجمع التبرعات1878هـ/1295لجنة في سنة والصرف منها لصالح مشروعات المياه بهذه المدينة

لجنة عين "ومشاعرها المقدسة أطلق عليها اسم وكان من أسباب قيامها ما لحظه بعض أعيان0"زبيدة

مكة وحجاج الهند من صعوبة في الحصول على الماء بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة وما ينال الحجاج

من مشقة في سبيل ذلك لعدم كفاية الموارد المالية المخصصة من الدولة العثمانية لعمارة وصيانة منشآت

(.9المياه بالبلد الحرام ومشاعره المقدسة) وقد استمرت اللجنة في أداء عملها بكل دقة واعتناء

إلى أن حصل نوع من التدخل من طرف الولاة العثمانيين السابقين على صندوق عين زبيدة ،

فاستاءت اللجنة وتوقف العمل ، ثم تشكلت لجنة

جديدة تولى رئاستها عدد من وجهاء مكة ، وفي سنة م ، تشكلت بمكة المكرمة هيئة جديدة1909هـ/1327

لجمع التبرعات والصرف منها لصالح مشروعات المياه بمكة المكرمة ، فاستمرت في أداء عملها إلى

م ، عندما تم انتخاب أعضاء1922هـ/1341أوائل عام (، نظرا لوفاة أكثر الأعضاء10جدد لهيئة عين زبيدة )

(. وبعد11السابقين ، فقامت هذه الهيئة بأعمالها) أن تمكن الملك عبد العزيز رحمه الله من ضم مكة

م، ثم جدة1924هـ/1343المكرمة إلى دولته في عام ( أصبح أمر العناية12م )1925هـ/1344في عام

بالحجاج والزوار وتسهيل مهمتهم من أهم أعماله ) (، ولهذا وجه اهتمامه منذ السنوات الأولى من13

(،14حكمه في الحجاز إلى العناية بأمر توفير الماء ) بما يمكن المسلمين من أداء فريضتهم في يسر وسهولة، ويوفر لهم سبل الحياة. قال تعالى :

(.15) وجعلنا من الماء كل شيء حي ))

(4/366)

ونظرا لقيام هيئة عين زبيدة بمهمة الإشراف على عمارة وصيانة منشآت المياه بمكة كما سبقت

الإشارة إلى ذلك أيد الملك عبد العزيز رحمه الله الهيئة في أعمالها وساعدها أتم مساعدة في جميع ما فيه خدمة وراحة لعموم الأهالي والوافدين وكانإصلاح وعمارة عين عرفة من صميم وأهم أعمالها)

(، ولم يكتف رحمه الله بذلك بل تقدم بمساعدة16 الهيئة من ماله الخاص وأمدها برجاله ، لتستطيع أداء

دخل "(. يقول الزركلي17عملها وتحقق أهدافها) عبد العزيز الحجاز و )عين زبيدة( التي يستقي منها سكان مكة والحجيج ، تسقي الناس من اثني عشر

")موردا وانصرفت العناية إليها فضوعفت مواردها18. )

وقال الملك عبد العزيز رحمه الله بعد أن تسلم مدينة إن "م :1925هـ/1344جدة في جمادى الآخرة عام

بلد الله الحرام في إقبال وخير وأمن وراحة ، وإنني- إن شاء الله تعالى-سأبذل جهدي فيما يؤمن البلاد

(.19")المقدسة ويجلب الراحة والاطمئنان لها ولاشك أن عنايته بعمارة عين عرفة لتوفير المياه

لسكان مكة وحجاج بيت الله الحرام من أهم ما يجلب الراحة للمسلمين ، وطريق من طرق الخير لكسب

الأجر والثواب عند الله كما يقول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله عنها :

أنها قالت: يا رسول الله ما الشيىء الذي لا يحل" منعه ؟ قال : الماء والملح والنار . قالت : قلت يا

رسول الله هذا الماء قد عرفناه فما بال الملح والنار ؟ قال : يا حميراء من أعطى نارا فكأنما تصدق

بجميع ما أنضجت تلك النار ، ومن أعطى ملحا، فكأنما تصدق بجميع ما طيب ذلك الملح ، ومن سقى

مسلما شربه من ماء حيث يوجد الماء فكأنما أعتق رقبة ، ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث لا يوجد

(.20")فكأنما أحياها يا رسول الله أي "كما روى سعد بن عبادة أنه قال :(.21")الصدقة أفضل ؟ قال: سقي الماء

حاجة العين إلى تتابع أعمال العمارة والصيانة :2

(4/367)

تصل مياه عين عرفة من منبعها بالعقم في وادي نعمان إلى الأبطح بمكة المكرمة عبر قناة طولها نحو

50كم وهي مبنية بالحجارة بسعة تتراوح بين 24, 8 سم وفي مواضع170 70 سم وعمق يتراوح بين 65

أخرى وخاصة في الأماكن التي تختفي فيها عن سطح الأرض بنيت القناة بشكل يمكن الإنسان من

السير داخلها لصيانتها وعمارتها . ونظرا لارتفاع موضع منبع العين عن مكة المكرمة ؛ استغل ذلك

لضمان انسياب المياه طبيعيا ، وأدى إلى اتخاذ أساليب معمارية تتفق وطبيعة الأرض ؛ منها: بناء

م عن سطح الأرض في34القناة على عمق نحو وادي نعمان وبناؤها متعلقة بسفوح الجبال في

مزدلفة وبداية العزيزية بالنسبة للمتجه منها إلى(.22المسجد الحرام)

وبناء على ما سبق تأثرت قناة العين بعدد من العوامل التي أدت إلى انقطاع أو قلة وصول مياه

العين إلى بلد الله الحرام وكان ذلك من الدوافع المهمة لإجراء أعمال معمارية أو صيانة للقناة . ويمكن تتبع ذلك كما ورد في تقارير عين زبيدة

إلى1935هـ/1353بصحيفة أم القرى ابتداءا من عام م :-1941هـ/1359عام

أ إن قناة العين بحاجة مستمرة إلى العناية بتنظيفها ؛ لإزالة ما يمنع جريان الماء من الأتربة

ورمال تأتي مع الماء من منبع العين ، ويلحظ أن كمية الرمال هنا وافرة جدا بحيث أنها تفترش القناة

(.23بطول يصل إلى ثلاثة آلاف متر) ب إن بناء أجزاء من القناة في بطن وادي نعمان ،

أدى إلى تأثرها بمياه السيول آلتي تعد من العوامل(.24المؤدية إلى دمار القناة أو انسدادها بالأتربة)

ج نتج من بناء القناة وصيانتها قبل العصر السعودي م1200وجود حفرة كبيرة في وادي نعمان طولها

م7 إلى 4م وعمقها من 40 إلى 20وعرضها ما بين أطلق عليها اسم )الفري( ، وكان ذلك يؤثر بشكل

مباشر في انهيار الأتربة على القناة خاصة في موسم الأمطار وجريان السيول ؛ مما يؤدي إلى

انسداد القناة بالأتربة ، ويتوقف جريان المياه إلى(.25بلد الله الحرام)

(4/368)

د يتكون من الأتربة المنسابة مع المياه طبقة صلبة في جدران القناة ، تعوق حركة جريان المياه ؛ مما

(8(. )انظر لوحة رقم 26يستدعي إزالتها باستمرار) هـ كانت تنمو مجموعة من الأشجار حول القناة ، مما يؤدي إلى تهدم جدرانها ؛ بسبب عروق الأشجار التي

(.27تخترقها) و كانت وظيفة الفتحات الموجودة على القناة

تسهيل حصول الناس على المياه، وتتأكد أهميتها في موسم الحج عندما يستقي منها الجم الغفير من

الناس ، ومع ذلك فقد كان لهذه الفتحات سلبيات تتمثل في أنها معبرا لسقوط الأوساخ والأتربة

وغيرها إلى داخل القناة ، مما يؤدي إلى انسدادها ،10، 9، 7(. )انظر اللوحات أرقام 28وفساد الماء)

11.) ز نتج عن بناء القناة قبل عهد الملك عبد العزيز

وجود مواضع من القناة قد سقفت بخشب العرعر المعرض للتلف بسرعة ، مما يؤدي إلى سقوط

الأتربة إلى داخل القناة فتسدها، علاوة على بناء القناة بشكل منخفض في بعض المواضع ، مما يؤدي

إلى تقليل أو توقف جريان المياه في هذه المواضع ،(.29ومن ثم تصدع جدرانها وخرابها )

التطور العمراني لمكة المكرمة :3 شهدت مكة المكرمة في عهد الملك عبد العزيز...

رحمه الله بزوغ عصر جديد من الاستقرار والأمن والرفاه فانعكست أثار ذلك على زيادة اتساع نمو

عمران مكة المكرمة ؛ لتواكب كثرة سكانها وزيادة(30عدد النازحين إليها من مختلف البلدان الإسلامية)

ويعني ذلك بطبيعة الحال الاهتمام بتطوير مصدرها0 المائي الأساسي )عين عرفة( ليوفر للناس ما

يحتاجونه من الماء . زيادة عدد الحجاج :4

(4/369)

أدرك الملك عبد العزيز رحمه الله قبل وصوله إلى... مكة المكرمة أن الأمن أهم ما تحتاجه هذه الأرض المقدسة ؛ لتسير حياة الناس وفق ما أنزل الله ؛ فيأمن كل مسلم فيها على نفسه وماله وعرضه .

لأن الأمن دون شك سيؤدي إلى زيادة وفود الحجاج (؛ ولذلك جاء في خطابه الأول قبل31إلى مكة)

إني مسافر إلى مكة مهبط الوحي "دخول مكة قوله : (؛ وعلى هذا32" )لبسط أحكام الشريعة وتأييدها

فقد بذل كل جهده ليحقق هدفه الخير ، وبتوفيق الله (؛ فزاد عدد الحجاج ، فبينما كان33تمكن من ذلك )

م زاد إلى مائة1924هـ/1343عددهم مائة آلف عام م ووصل إلى أكثر1925هـ/1344وخمسين ألف عام

(.34م )1958هـ/1378من خمسمائة ألف حاج عام

وبناءا على ما سبق فإن الملك عبد العزيز قد... أولى عين عرفة عناية كبيرة ، ووجه إلى مواصلة

العمل في عمارتها وصيانتها ؛ ليضمن بمشيئة الله استمرار وزيادة كمية المياه الواصلة إلى هذه

العاصمة المقدسة ومشاعرها المقدسة ، ويوفر ما ويؤيد0يؤمن حياة هذه الأعداد الكبيرة من الحجاج

م1937هـ/1355ذلك ما ورد في تقرير يعود إلى عام يشير إلى أن الملك عبد العزيز بذل النفس والنفيس

لعمارة عين عرفة وصيانتها ، لتستمر في عطائها ، وأشرف بنفسه على مراقبة العمل حتى يسر الله

(.35على يده دخول الماء إلى البلد الحرام)

ثالثا : أعمال الملك عبد العزيز لعمارة عين عرفة : بداية اهتمام الملك عبد العزيز بعين عرفة :1

(4/370)

عرفنا فيما سبق أن عين عرفة أهم مورد مائي... لسقيا سكان مكة وحجاج بيت الله الحرام ، وأن هيئة

عين زبيدة تولت الإشراف على جمع الأموال لعمارتها وصيانتها قبل عهد الملك عبد العزيز . وفي يوم

م ، أثر سيل وادي نعمان101924 5هـ 1631344 على قناة عين عرفة بسدها بالأتربة وخرب ثلاث خرزات ) فتحات على القناة للسقيا والصيانة( ،

فانقطع الماء عن مكة المكرمة زهاء ثلاثة شهور) (. ويلحظ أن هذا التاريخ يأتي في العام التالي36

لضم الملك عبد العزيز مكة المكرمة إلى دولته ، ويعاصر جهوده العظيمة في الدفاع عن وحدة أرض

ورغم مسئولياته0( 37شبه الجزيرة العربية ) العظيمة ، فإنه اتخذ عددا من الإجراءات التي يسرت بتوفيق الله تعمير ما تخرب ووصلت المياه إلى البلد الحرام وسقت عموم الناس في شهر جمادى الآخرة

م ، ويمكن عرض تلك الإجراءات1924هـ/1344عام (:38بما يلي)

وحثهم على بذل" هيئة عين زبيدة "أ طلب أعضاء الجد والهمة لتعمير ما تخرب من قناة العين ، وفتح

لهم صدره الرحب وأمرهم بإجراء العمل . الملك عبد" هيئة عين زبيدة "ب عندما أخبر أعضاء

العزيز بعدم وجود نقود في صندوق العين للقيام بهذا العمل أمر رحمه الله الشيخ عبد الله الدهلوي

وأخاه عبيد الله الدهلوي بدفع جميع ما يلزم من جنيها2023المصاريف على حسابه الخاص وبلغ ذلك

إنجليزيا . ج أمر بمباشرة تعمير الآبار الموجودة في داخل

البلدة وخارجها ؛ لمساعدة الأهالي والمجاورين في الحصول على الماء ؛ ليكون ذلك مصدرا آخر يؤمن

الحياة لسكان بلد الله الحرام .

(4/371)

د وجه مائة وخمسين من جنده إلى المشاركة في أعمال العمارة والصيانة ، ليتم إيصال الماء إلى مكة

في أقرب وقت ، ودفع لكل فرد منهم من ماله الخاص ريالا مجيديا واحدا عن كل يوم طيلة مدة

التعمير ؛ تنشيطا لهمته وتقديرا لعمله ، علاوة على

صرفه الأرزاق لهم على حسابه الخاص أيضا ، وقد هيئة عين "بلغ ذلك ضعف ما تبرع به نقدا لصندوق

ولم يتوقف الملك عبد العزيز عند هذا الحد0"زبيدة في هذه المرحلة المبكرة من حكمه لمكة المكرمة ؛ بل واصل تشجيعه ودعمه لهيئة عين زبيدة فقامت

م في توجيه العمال1926هـ/1345في أوائل عام وتوفير مواد البناء والمؤن ) يطلق عليها اسم

الصرفات( إلى وادي نعمان لعمارة وتنظيف قناة عين عرفة وبناء الخرزات المحتاجة إلى ذلك ، وتم

م عن30لهم بناء خرزتين بالأحجار والنورة بعمق مستوى سطح الأرض ، وذلك للوصول إلى موضع القناة، كما أتموا بناء خرزتين آخرين سبق العمل

م، وعملوا كل ما في1924هـ/1344فيهما سنة وسعهم للحفاظ عليهما من تأثير السيول، وتمخض

عن ذلك إقامة بناء حولهما ، لتوجيه مياه السيل بعيدا عن القناة، ومنع وصوله إلى القناة كي لا يسدها كما

(.39حدث معهم في التجارب السابقة ) صيانة القناة وتنظيفها :2

(4/372)

سبقت الإشارة إلى تأثير السيول وغيرها على... قناة عين عرفة ؛ مما يتطلب تنظيفها لإزالة ما يمنع جريان الماء وعلى هذا فقد تتابعت الأعمال في عهد

الملك عبد العزيز الذي بذل جهدا كبيرا ليحقق استمرار وصول المياه إلى البلد الحرام؛ ففي عام

م تم الكشف على القناة بالقرب من1931هـ/1350 منبعها بالعقم ، فوجدوا عددا من الصخور قد سقطت

داخل القناة ، وأدت إلى منع جريان المياه، فأزالوا (. ويظهر أن40الصخور ، فانساب الماء طبيعيا )

كمية المياه الواصلة إلى مكة قد قلت في سنة م ، فوجهوا الفنيين إلى الكشف على1935هـ/1353

قناة عين عرفة ، فوجدوا بها كمية من الأتربة ، فعملوا على إزالتها ابتداءا من منبعها بالعقم وحتى

عرفة ثم استكملوا عملهم إلى أن وصلوا إلى مكة(.41المكرمة)

(4/373)

م1937هـ/1355م وسنة 1936هـ/1354وفي سنة ... جرت محاولات عديدة لتنظيف مجرى الماء في

المنطقة الممتدة من العزيزية بجوار حديقة الطفل – الآن – إلى الششة، حيث أن هذه المنطقة كانت في

( سنة42م )29 25السابق جبلا فتم قطعه بعمق من م، وذلك لبناء القناة وضمان إنسياب1571هـ/979

(. ونتج عن ذلك43مياه عين عرفة إلى مكة طبيعيا) تأثر قطع من الجبل فتسقط على مسار القناة

وتعوق حركة المياه؛ مما يتطلب إزالتها كلما استدعى م تنظيف1937هـ/1355الأمر ذلك ، كما تم في سنة

القناة وإزالة ما بها من عوائق تحول دون سير الماء) (. وتابعت هيئة عين زبيدة أعمالها في تنظيف44

م1939هـ/1357م ، 1938هـ/1356القناة في سنتي واستطاعت إزالة الأتربة والأوساخ وغيرها المتخلفة

من سقيا الحجاج المباشر من فتحات القناة ، كما تابعت أعمالها في إزالة الصخور المتساقطة على

القناة في المنطقة الممتدة من العزيزية إلى الششة حيث وجدت الهيئة الكثير من الصخور المتساقطة على القناة أسفل بازان القاضي بالششة وكانت أحجام الصخور كبيرة يصعب رفعها مباشرة ؛ مما

تطلب وقتا لتكسيرها إلى قطع صغيرة ليسهل رفعها وحملها إلى خارج القناة ، ثم وجهت الهيئة جهدها

إلى تفقد قسم من القناة شمال عرفة ، فوجدت أن بناء القناة يقع تحت مستوى سطح الأرض بثلاثة أمتار ، وظهر لها فيه وجود طبقة متحجرة داخل

القناة ؛ تكونت من نفاذ الأتربة إلى القناة، واختلاطها بالمياه، فتم توجيه عمال مهرة لهذا

العمل، ليتمكنوا من إزالة العوائق المتحجرة دون تأثر م من القناة ،350بناء القناة، وتم لهم ذلك بطول

كما قاموا بقطع أشجار السلم والحرمل المحيطة ببناء القناة ، لإبعاد خطر نفاذ جذورها إلى داخل

(.45القناة )

(4/374)

هيئة عين "م بادرت1940هـ/1358وفي سنة ... بعد مغادرة الحجاج مكة المكرمة إلى بلادهم ،" زبيدة

بتوجيه العمال والمعلمين إلى منطقة الكسار في أعلى عرفة ، وأمدتهم بالآلات وكل ما يحتاجونه

لصيانة القناة ، فأزالوا ما سقط فيها من الأوساخ

والأتربة وغيرها؛ مما تخلف من آثار سقيا الجم الغفير من الناس في أيام الحج ، واستمر العمال في

عملهم من ذلك الموضع إلى مكة ، وقاموا بمهمتهم خير قيام ؛ فأصبح الماء نقيا خاليا من الأوساخ

والعكار واستكملوا عملهم بإزالة طبقة متصلبة داخل م بالقرب من عرفة ، ثم أزالوا480القناة بطول

أشجار الشوك والحرمل المنتشرة بشكل كبير على جانبي القناة ، ونفذت جذورها إلى داخل القناة

(.46وكادت تؤدي إلى خرابها) وقد استمرت أعمال صيانة ونظافة قناة عين...

هـ/1373عرفة طيلة عهد الملك عبد العزيز )ت م( ، حيث قامت أعمال كبيرة لتنظيف القناة1953

هـ/1371في وادي نعمان حتى فاض الماء بمكة سنة (.47م)1952

وبناءا على ما سبق نرى أن الله سبحانه وتعالى... قد وفق الملك عبد العزيز إلى دعم ومتابعة أعمال هيئة عين زبيدة ، لأداء أعمالها في صيانة ونظافة

القناة ؛ فاستمرت العين في عطائها لسقيا سكان مكة وحجاج بيت الله الحرام وكان ذلك ثمرة تواصل

الأعمال وبذل الجهود وإخلاص النية . ترميم وبناء الخرزات وأجزاء من القناة :3

تعددت أعمال الترميم والبناء في قناة عين عرفة... وخرزاتها في عصر الملك عبد العزيز ، وقد نشرت

تقارير عن تلك الأعمال في سنين مختلفة بصحيفة أم القرى ؛ وهو ما لم نعثر عليه في المصادر

والمراجع المتوفرة على حد علمنا ؛ وبناء على ذلك سنعرض تلك الأعمال وفق تسلسلها التاريخي ، ثم

نتبعها بما عثرنا عليه من أدلة مادية تجلي لنا حقيقة تلك الأعمال وتقدم لنا صورة عن طراز عمارتها في

عهد الملك عبد العزيز .أعمال الترميم والبناء :

(.48م : )1931هـ/1350الأعمال في سنة *

(4/375)

أ تم بناء خرزات في وادي نعمان باستخدام الأحجار م من مستوى سطح35والنورة ، وكان ذلك بعمق

الأرض إلى ظهر القناة . م في70ب تم إعادة عمارة جانب من القناة بطول

المنطقة الواقعة بين عرفة ومزدلفة .

م50ج تواصلت الأعمال لإنشاء قناة جديدة بطول بدلا من القناة القديمة بمنطقة دقم الوبر )الواقعة بعد المزدلفة للمتجه إلى مكة( واستمر العمل في

تجصيص القناة على مدار تلك السنة .(.49م )1933هـ /1351الأعمال في سنة *

أ تم ترميم خمس خرزات بعرفة . ب تم إنشاء القناة الجديدة بدقم الوبر والتي بدأت

م.1931هـ/1350أعمال بنائها عام (.50م : )1935هـ/1353الأعمال في سنة *

أ وجه العمال والفنيون للكشف على قناة عين عرفة من وادي نعمان إلى مكة المكرمة ، ونتج عن ذلك

م في وادي نعمان،200تحديد منطقة الخلل بطول ولم يتمكن العمال من دخول القناة في ذلك الموضع

لامتلائه بالماء وكان سبب ذلك قدم بناء القناة وانخفاضها عن مستوى الأجزاء الأخرى ، فأصبحت

موضعا لركود المياه وامتلائها بها فأثرت على جانبي القناة ، وتسربت المياه إلى الرمال ؛ ولذلك رأى

سم لإصلاحها40الفنيون رفع جانبي القناة حوالي وتسقيفها بمجاديل )طبقات( حجرية مع استخدام النورة في تكوين مادة لصق الأحجار . كما وجدوا

م يتسرب الماء من152جزءا آخر من القناة بطول سقفه ، لامتلائه بالماء ، وقرروا إصلاحه بالطريقة

السابقة نفسها؛ وبناءا على ما سبق شرعوا في أعمالهم وحققوا في إنجازها نجاحا علاوة على متابعتهم لأعمال الترميم في أجزاء أخرى من

القناة .

(4/376)

م، سال1934 3110هـ/ 22/7/1353ب في تاريخ وادي نعمان ودهم الموانع الترابية ) العقوم ( التي كانت موضوعة عند مدخل الفري. الذي كان يحوي

عدة خرزات بعضها واهية البنيان ؛ فدخل ماء السيل في ثلاث منها وخرب واحدة منها ، وأدى بذلك إلى توقف جريان الماء ورجوعه إلى جهة منبع العين ، مما أدى إلى حدوث خلل في قسم كبير من القناة

م، ومما زاد الوضع سوءا أن المعلمين2500بطول في المدة السابقة لعهد الملك عبد العزيز عمدوا

لأسباب قاهرة إلى تسقيف سطح القناة بعيدان من خشب العرعر بدلا من المجاديل الحجرية ، وبتأثر تلك

الأخشاب بالمياه ارتفعت العيدان عن مواضعها ، فانهالت الأتربة من فوق سطح القناة إلى داخلها وأدت إلى توقف جريان الماء وبسبب ذلك نشطت

هيئة عين زبيدة وبذلت قصارى جهدها لمواجهةالموقف وقامت بإجراء الأعمال التالية :

أخرجت عدة صرفات كل منها مؤلف من عدد من المعلمين والعمال وزودتهم بما يلزم من الأدوات

لتبريح القناة من الأتربة التي دخلت مع ماء السيلوسببت منع وصول الماء إلى بلد الله الحرام .

إخراج عيدان العرعر التي بداخل القناة ، وتسقيفها بقوالب من الأسمنت القوي ، ليؤدي وظيفة

المجاديل )الطبقان( الحجرية ، ويحول دون سقوطالأتربة في القناة .

تم دفن الفري الكبير وتسويته بمتسوى الأرض من جانبيه كي لا يجتمع فيه الماء ، فيؤدي إلى تكرار ما

حدث . خرزة وتجصيصها من الداخل34تم رفع جدران

والخارج ؛ لتأمينها من خطر مياه السيول بباطنالفري بوادي نعمان .

وبذلك تم إصلاح ما خربه السيل ، ووضعت الحلول... لمنع تكرار ما حدث، ووصل الماء إلى البلد الحرام

بشكل أفضل مما سبق ، كما تم في هذا العام أيضا ترميم قناة الماء عند جبل الرحمة ؛ لتأمين المياه

للحجاج أثناء وقوفهم بعرفة .(.51م : )1936هـ / 1354الأعمال في سنة *

أ متابعة أعمال إبدال أخشاب العرعر بقوالب إسمنتيةفي تسقيف القناة .

(4/377)

ب توجيه المعلمين والعمال إلى مواقع بين عرفة م110ومزدلفة ؛ لترميم القناة ورفع جانبيها بطول

مع تجصيصها بالنورة .ج – تعمير الخرزات الواقعة بين العزيزية والششة .

(.52م : )1937هـ/ 1355الأعمال في سنة * أ تم دفن الفرى ، وبذلك زال خطر تجمع مياه

السيول وتأثيرها على القناة في وادي نعمان . ب ترتب على وجود فتحات السقيا فوق النقاة ،

سلبيات خطيرة كسقوط إنسان، أو حيوان إلى داخل القناة وتلويث مياهها ، أو سقوط مواد مانعة لجريان

الماء ، فتم البدء بسد تلك الفتحات بعرفة وإنشاءحنفيات لتكون موردا بديلا للسقيا .

ج نتج من تواصل أعمال نظافة القناة وصيانتها وبنائها ؛ زيادة كمية مياه العين المتدفقة عبر القناة ،

فظهرت الحاجة إلى رفع جانبي القناة للمحافظة على كمية المياه الزائدة ، ومنع تسربها وتأثيرها على البناء ؛ وعلى هذا بدأت الأعمال المعمارية للمحافظة

على البناء وتعليته في عدد من المواقع ، وساروا على قاعدة تقديم الأهم على المهم وشمل العمل ما

يلي : م من القناة في الموقع المعروف بالمعترضة .186

)بالقرب من منبع العين(م من القناة في العابدية .80

م من القناة في دقم الوبر .264 من القناة في المفجر .69

م واستخدام55إنشاء قناة جديدة بدقم الوبر بطول القناة السابقة دعامة للجديدة .

(.53 / ،)1938هـ / 1356الأعمال في سنتي * م :1939هـ/1357

أ استعجال سد فتحات السقيا على القناة ، وإنشاءحنفيات جديدة لسقيا الناس .

ب استكمال أعمال تعلية جانبي القناة ؛ لتتفق معكمية المياه الزائدة عما سبق.

(.54م : )1940هـ/1358الأعمال في سنة *

(4/378)

أ نتج من اهتمام الملك عبد العزيز المباشر بعين عرفة ، قيام هيئة عين زبيدة، بإجراء أعمال مستمرة لتنظيف القناة وصيانتها ، واتباع طرق جيدة للإفادة

من مياه الأمطار والسيول التي تجري في وادي نعمان ، فزادت كمية المياه بشكل كبير عما سبق ، مما جعل القناة غير قادرة لاستيعاب هذه الكميات الكبيرة من المياه ، فاتجه العمل إلى تعلية جانبي القناة بالبناء فوقه مقدار متر في بعض المواضع،

وثلاثة أرباع المتر في مواضع أخرى ، مما مكن الهيئةمن إنجاز أعمالها في عدد من المواقع .

ب بناء ثماني خرزات على ظهر القناة في منطقة الششة ، ليمكن النزول إلى أسفل القناة فتسهل

صيانتها وترميمها .

ج رفع رقبة خرزة ببطن بازان القاضي بالششة .(.55م : )1941هـ/1360الأعمال في سنة *

قامت أعمال معمارية لإصلاح قناة عين عرفة ؛ فأسفرت عن وصول ماء العين بعد انقطاعها عن بلد

الله الحرام واستبشر السكان بذلك .(.56م : )1948هـ / 1368الأعمال في سنة *

بناءا على الأعمال السابقة وخطة إعمار قناة عين عرفة وصيانتها ؛ فقد زادت كميات المياه الواصلة إلى مكة عن العصور السابقة ؛ مما مكن القائمين

م ،1948هـ/1368على الإفادة منها، وخاصة في عام حيث وضعت الخطوات التالية:

أ تعميم المياه في المواقع التي جد العمران بهاكالعتيبية والطندباوي وجرول وما جاورها .

ب تأمين زيادة الماء في الجهات التي زاد فيها عددالسكان مثل: سوق الليل وأجياد والمعابدة .

ج الإسراع في إنفاذ أعمال تعلية جانبي قناة عينم .2000عرفة بطول

د إبقاء القناة مغطاة من وادي نعمان إلى مكةوالتوسع في عمل مناهل لسقيا الناس .

(4/379)

م ، صدر أمر101952 28هـ / 921372وفي تاريخ ... صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد العزيز

ولي عهد المملكة العربية السعودية بتنفيذ المشروعات العمرانية المتعلقة بالحج والحجاج ،

وكان نصيب عين عرفة منها ؛ إنشاء خط مواسير زهر بدلا من القنوات ؛ لإيصال مياه عين عرفة إلى

مكة ، وتعميمها إلى أماكن لم يسبق وصول الماء إليها ، واتخاذ التدابير لزيادة كمية الماء وتعميمه في

الأماكن التي كان يصل إليها الماء على ضعف فيما(.57سبق)

رابعا : طراز عمارة القناة وخرزاتها : سبقت الإشارة إلى تنوع الأعمال المعمارية في قناة عين عرفة في عهد الملك عبد العزيز ، فشملت بناء

الخرزات وتجصيصها من الداخل والخارج ، وسد فتحات السقيا على القناة وتعلية جانبيها ، وإعادة

بناء أجزاء منها . وبالبحث الميداني عن تلك الأعمال ، عثرنا على بعض آثارها متمثلة في خرزة في وادي

م )اللوحات أرقام1935هـ/1353نعمان مؤرخة بعام ( ومواضع من الأعمال2، 1، والشكلان رقما 13، 2، 1

المعمارية لسد فتحات السقيا على القناة وتعلية وشكل12، 11، 10، 9، 6، 5جانبيها )اللوحات أرقام

( ، ويمكن عرض هذه الأعمال بما يلي :3رقم م1935هـ / 1353 خرزة مؤرخة بعام 1

الموقع : تقع في وادي نعمان على يمين المتجه إلى الطائف ، وتبعد عن الجسر المجاور لمركز التفتيش

م من الجهة الجنوبية500في وادي نعمان بنحو ،2، 1، والشكلان رقما 1الشرقية )لوحة رقم

( .1وخارطة رقم هـ كما هو مدون في نقش كتابي1353تاريخها : عام

( ) اللوحتان رقما58على جدار الخرزة من الخارج )1 ،13. )

الوصف المعماري : ,16تأخذ هذه الخرزة شكلا دائريا محيطه من الخارج

سم )اللوحتان90م وسمك جدارها 2, 60م وقطرها 8 (.2، 1، والشكلان رقما 3، 1رقما

(4/380)

سم للنزول إلى80ولها فتحة مربعة طول ضلعها أسفل الخرزة عند موضع القناة، بواسطة حفر في

جوانب جدار الخرزة . ويقدر عمقها من مستوى م )لوحة29سطحها إلى قاعها بأسفل القناة بنحو

( أما ارتفاع جدار الخرزة عن مستوى الأرض4رقم ،1م )لوحة رقم 1, 80الحالية فقد بلغ في المتوسط

( واستخدمت ثلاثة من أحجار البازلت2وشكل رقم نواتىء في جدار الخرزة من الخارج لاستخدامها

( .2سلما للصعود إلى أعلاها )لوحة رقم وللمحافظة على بناء الخرزة من تأثير مياه السيول

المناسبة عبر وادي نعمان، فقد تم تجصيصها من ( أما من2، 1الخارج بشكل تام )اللوحتان رقما

م من مستوى سطح1, 70الداخل وعلى عمق نحو الخرزة فقد تم تجصيص الفراغات بين أحجار البناء

( ؛ لتكون عاملا مساعدا في منع4، 3)اللوحتان رقما تسرب مياه السيول الخارجية إلى داخل الخرزة، مما

يؤدي إلى سد القناة بالأتربة . سد فتحات السقيا على القناة وتعلية جانبيها :2

يوجد على سطح القناة من الخارج فتحات للاستقاء

وتنظيف القناة بعضها يأخذ شكلا مستطيلا طول سم ،80 سم أو 70 سم أو 60 سم أو 55ضلعه

50 سم وعرضه 60وبعضها يأخذ شكلا مربعا طوله سم ، وتختلف المسافات بين كل فتحة وأخرى ،

م وقد تم سد15 إلى 4وكان منها ما يتراوح بين الفتحات باستخدام مجاديل حجرية وسد الفراغات بينها بأحجار صغيرة ثم غطيت بطبقة من المونة المكونة من خليط النورة بالتراب، لمنع استخدام الفتحات في الاستقاء ومنع تسرب مياه الأمطار

والسيول إلى داخل القناة ؛ مما نتج عنه المحافظة على حركة انسياب المياه عبر القناة ، وذلك بمنع

سقوط ما يمنع مرور الماء.

(4/381)

أما تعلية جانبي القناة فقد سبقت الإشارة إلى... أنه نتج من أعمال الصيانة والعمارة لقناة عين عرفة

في عهد الملك عبد العزيز ؛ زيادة كمية المياه المتدفقة عبر قناتها ، مما استدعى تعلية جانبيها

لتستوعب كمية المياه الزائدة، وعثرنا في المنطقة (4الواقعة بين عرفة ومزدلفة على الطريق رقم )

سم في60على آثار تلك الأعمال ظاهرة بارتفاع (3، وشكل رقم8، 6، 5بعض المواقع )اللوحات أرقام

(59هـ )1355 8 5وقد حدد نقش كتابي مؤرخ في (.14، 6تاريخ تلك الأعمال )اللوحتان رقما

وللمحافظة على بناء القناة من الداخل وصيانتها... وسهولة إزالة ما قد يسقط إلى داخلها من عوائق ،

فقد عمد المعمار إلى عمل مصبعات حديدية داخل (، كما عمد إلى تجصيصها من7القناة )لوحة رقم

الداخل لمنع تسرب المياه إلى الخارج ، علاوة على تجصيص سطحها من الخارج ؛ لمنع تسرب مياه

الأمطار والسيول إلى داخلها ؛ مما قد يؤدي إلى( .7 ، 5خرابها )اللوحتان رقما

المواد المستخدمة وأسلوب البناء :3

(4/382)

استخدمت أحجار البازلت الدبش والمهذبة نصف... تهذيب تقريبا وبأحجام مختلفة منها في المتوسط : )

×10×50سم( ، )10×15×35سم( ، )20×30×40

( في بناء الخرزة وتعلية جانبي9×13×20سم( ، )17 القناة والملاحظ أن هذا النوع من الأحجار يستخرج

،8، 5، 4، 3من كافة جبال مكة المكرمة )لوحة رقم ( كما استخدمت النورة في تكوين خليط المونة10، 9

للصق أحجار البناء وتجصيصه ، فجاء سمك جدار سم وسعتها30 سم ، وسمك جدار القناة 90الخرزة

( وبمقارنة ذلك8، 7، 5، 3، 2سم )اللوحات أرقام 60بطراز عمارة قناة عين عرفة في العصر العثماني )

( نجد أن المعمار في عهد الملك عبد العزيز عمد60 إلى بناء الخرزة وتعلية جانبي القناة وفق طراز سبق

استخدامه وهذا يؤكد حرص المعمار في العصر السعودي على الإفادة من الخبرات السابقة

والمتفقة مع معطيات البيئة المحلية وإمكانات ذلك العصر ، علاوة على أن المدة بين نهاية عصر

العثمانيين في مكة وبداية حكم الملك عبد العزيز لها ( ؛ مما61مدة قصيرة تقدر بحوالي تسع سنوات)

يعني التأثر بالأساليب المعمارية السابقة لعهد الملك عبد العزيز إضافة إلى أن من المحتمل اشتراك

معماريين في الأعمال المعمارية للقناة في العصرالعثماني وعهد الملك عبد العزيز .

خامسا : نقشان كتابيان يؤرخان لأعمال الملك عبدالعزيز في عين عرفة :

(13النقش الأول : ) لوحة رقم الموقع : يقع على الجدار الخارجي لخرزة في وادي

نعمان تقع على يمين المتجه إلى الطائف ، وتبعد عن الجسر المجاور لمركز التفتيش في وادي نعمان بنحو

م من الجهة الجنوبية الشرقية .500موضوعه : نص لعمارة خرزة على قناة عين عرفة .

خطه : نسخ نفذ بطريةق الحفر البسيط .هـ .1353تاريخه :

مادته : حجر بازلت .نصه :

السطر الأول : بسم الله ماشاء اللهالسطر الثاني : لاإله إلا الله .

السطر الثالث: محمد رسول الله سنةهـ .1353السطر الرابع :

( .14النقش الثاني : ... )لوحة رقم

(4/383)

الموقع : يقع على الجدار الخارجي لقناة عين عرفةفي المنطقة بين عرفة ومزدلفة .

موضوعه : نص لعمارة قناة عين عرفة .خطه : نسخ نفذ بطريقة الحفر الغائر .

هـ .5/8/1355تاريخه : .3عدد اسطره :

أبعاده : يأخذ شكلا نصف دائري تقريبا قطره حواليسم .37

مادته : حجر بازلت .السطر الأول : تعميرات .

السطر الثاني : عين زبيدة .هـ .5/8/1355السطر الثالث : ملحوظات فنية :

نفذت أحرف هذين النقشين وأرقامهما بطريقة الحفر البسيط جدا في النقش الأول والحفر الغائر

ملم في النقش الثاني3 إلى 1في المتوسط من على حجر بازلت . ويعد الخط في هذين النقشين

ضعيف جدا ، لعدم التزام كاتبه بقواعد كتابة الخط وموازينه والنسب الجمالية لكتابة الحروف ، مما

يشير إلى عدم إلمامه بأصول الخط ، ويؤيد ذلك كتابة بعض الحروف دون الالتزام بمنهج محدد ، فحرف

الراء في كلمة تعميرات في النقش الثاني ناقصا، ونقش حرف الياء في هذه الكلمة أيضا بأسلوب

الرقعة والنسخ في آن واحد ، فرسم الحرف رقعة ومما يظهر ضعف الخط في هذين0بقطتيه نسخا

النقشين مقارنة ذلك بنصوص نقشت في عهد الملك عبد العزيز ، وقدم فيها الخطاط أو النقاش أسلوبا

(62رفيعا يظهر مدى تمكنه من قواعد الخط ) وموازينه . ومن المحتمل أن النقاش الذي عهد إلى تسجيل تاريخ الأعمال في هذين النقشين عمد إلى نقش الكلمات مباشرة دون محاولة رسم الحروف على الحجر قبل نقشها ، علاوة على عدم إلمامه

بقواعد الخط وعدم اهتمامه بكتابة صيغة العبارات بشكل جيد كما هو الحال في النصوص التي نقشت

في عهد الملك عبد العزيز وهذا يجعلنا نرجح أن هدفه فقط تسجيل تاريخ العمل دون الاهتمام بمستوى

الخط أو صيغة العبارات ، فجاء مستوى الخط ضعيفاجدا في هذين النقشين .

• • •

الخاتمة : أتضح من دراستنا لجهود الملك عبد العزيز في عمارة

عين عرفة ما يلي :

(4/384)

أولا : احتلت عين عرفة أهمية كبيرة في سقيا سكان مكة وحجاج بيت الله الحرام في عهد الملك عبد

العزيز لتوقف وصول مياه عين حنين باستثناء جزءيسير كان يأتي من أحد روافد قناتها .

ثانيا : نظرا لقيام السيدة زبيدة بإجراء عين حنين كما" بعين زبيدة "إلى مكة ؛ فإن تسمية عين عرفة

ورد في المصادر المتأخرة قد يؤدي إلى التباس المعلومات بشأنها؛ مما يجعلنا نرجح التسمية الأولى

التى وردت في المصادر والنقوش" عين عرفة"الكتابية والوثائق.

اهتماما" عين عرفة "ثالثا : أولى الملك عبد العزيز كبيرا فأمر بصيانتها وعمارتها ؛ ليوفر الماء لسكان مكة وحجاج بيت الله الحرام ، وكان دافعه في ذلك

عنايته بالسكان والحجاج والزوار ، وكسب الأجر والثواب من الله علاوة على زيادة عدد سكان مكة وحجاج بيت الله الحرام ، وحاجة القناة إلى أعمال

الصيانة والعمارة . رابعا : أكدت الدراسة اهتمام الملك عبد العزيز

بتوفير المياه لعموم المسلمين في مكة المكرمة منذ السنوات الأولى من حكمه لها ونظرا لعدم توفر

النقود في صندوق العين، فقد أمر بإصلاح قناة العين جنيها2023على حسابه الخاص ، وكلفه ذلك مبلغ

م .1924هـ / 1344إنجليزيا في عام خامسا : نتج من الاهتمام بصيانة وعمارة قناة عين عرفة في عهد الملك عبد العزيز زيادة كمية المياه الواصلة إلى مكة عبر هذه القناة ، مما تطلب تعلية

جانبيها لتستوعب كمية المياه الزائدة ، ولا تزال آثارم(1999هـ / 1419تلك الأعمال باقية إلى الآن )

سادسا : نظرا لسلبيات فتحات السقيا على القناة ، والمتمثلة في سقوط الناس أو الحيوانات أو الأدوات إلى داخل القناة ؛ مما يعيق حركة مرور المياه ، فقد

تم سد تلك الفتحات؛ من أجل الحفاظ على بناءالقناة وعدم تعرض مياهها للتلوث .

(4/385)

سابعا : عثرنا من خلال البحث الميداني على أدلة مادية لأعمال الملك عبد العزيز في عمارة عين عرفة ؛ متمثلة في خرزة )فتحة للسقيا والصيانة على ظهر القناة( على قناة عين عرفة في وادي نعمان مؤرخة

هـ، علاوة على وجود آثار تعلية جانبي1353بعام القناة في المنطقة بين عرفة ومزدلفة وبها نقش

هـ .5/8/1355كتابي يؤرخ لتلك الأعمال في ثامنا : استخدم المعمار في عهد الملك عبد العزيز موادا محلية كأحجار البازلت والنورة لبناء الخرزة

وتعلية جانبي القناة ، وجاء بناءه في ذلك متفقا مع طراز العمارة الذي كان سائدا قبل عهده ؛ مما

يحتمل معه مشاركة معماريين في الأعمال المعماريةللقناة خلال العصر العثماني وعهد الملك عبد العزيز .

تاسعا : من المحتمل أن النقاش الذي عمد إلى تسجيل تاريخ أعمال عمارة عين عرفة في النقشين ،

عمد إلى نقش الكلمات مباشرة دون محاولة رسم قبل نقشها ، ولم يكن ملما الحروف على الحجر

بقواعد كتابة الخط وموازينه إضافة إلى عدم اهتمامه بكتابة صيغة العبارات بشكل جيد كما هو الحال في

نقوش مماثلة ترجع لأعمال أخرى في عهد الملك عبد العزيز ، وكان هدف النقاش تسجيل تاريخ العمل

فقط دون الاهتمام بمستوى الخط أو صيغةالعبارات ؛ فجاء الخط دون المستوى المطلوب .

الحواشي والتعليقات

المنشآت المائية "غباشي ، عادل بن محمد نور ، لخدمة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في العصر

رسالة دكتوراه غير" العثماني دراسة حضاريةهـ/1410منشورة )مكة المكرمة : جامعة أم القرى،

.158، 154، 153، 150 ،80، 75، 74م( ص ص 1990 الكردي ، محمد طاهر ، كتاب التاريخ القويم لمكة

)مكة المكرمة : مكتبة النهضة1وبيت الله الكريم ، ط.95، 94 ص ص 6م( ج1992هـ/ 1412الحديثة

(4/386)

الفاسي ، أبو الطيب تقي الدين محمد بن أحمد ، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ، تحقيق فؤاد

)بيروت : مؤسسة الرسالة للطباعة2سير ، ط ،325، 324 ص ص 3م( ج1986هـ /1406والنشر،

العصامي ، عبد الملك بن حسين بن عبد الملك ، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي،

،85 ص 4)المطبعة السلفية ومكتبتها ، د . ت( ج الطبري ، علي بن عبد القادر ، الأرج المسكي في

التاريخ المكي وتراجم الملوك والخلفاء ، تحقيق )مكة المكرمة : المكتبة1أشرف أحمد الجمال ط

، الفعر ، محمد بن83م( ص1996هـ /1416التجارية، فهد بن عبد الله، تطور الكتابات والنقوش في

الحجاز منذ فجر الإسلام حتى منتصف القرن السابع م(1984هـ/1405)جدة : تهامة للنشر ، 1الهجري، ط

.316، 314، 304ص ص النهروالي ، محمد بن أحمد بن محمد، كتاب الإعلام

بأعلام بيت الله الحرام، تحقيق هشام عبد العزيزهـ/1416 )مكة المكرمة : المكتبة التجارية، 1عطا ، ط

. الفعر ، محمد بن فهد بن عبد342م( ص1996 الكتابات والنقوش في الحجاز في العصرين "الله ،

المملوكي والعثماني . من القرن الثامن الهجري رسالة دكتوراه غير" حتى القرن الثاني عشر الهجري

هـ/1406منشورة )مكة المكرمة : جامعة أم القرى ، .441 431م( ص ص 1986

،7غباشي ، المنشآت المائية ، ملحق الوثائق ص ص 9 ، 13 ،51.

الزواوي ، السيد عبد الله بن محمد بن صالح ، بغية الراغبين وقرة عين أهل البلد الأمين فيما يتعلق

1بعين الجوهرة السيدة زبيدة أم الأمين ، ط .7هـ( ص1330)المطبعة الخيرية ،

قلندر ، عبد القادر ملا ، الخلاصة المفيدة لأحوال عين هـ1346زبيدة ، )مكة المكرمة : مطبعة أم القرى ،

.11م( ص1927 ، تاريخ8 السنة 367صحيفة أم القرى ، عدد

م.1931 12 25هـ/ 15/8/1350 ، رفعت ، إبراهيم ،24الزواوي ، بغية الراغبين ص

مرآة الحرمين والرحلات الحجازية والحج ومشاعره.222 ص 1الدينية )بيروت : دار المعرفة ، د. ت( ج

(4/387)

.77 ص 6الكردي ، التاريخ القويم ، ج .11 9قلندر ، الخلاصة المفيدة ، ص ص )مكة المكرمة :6السباعي ، أحمد ، تاريخ مكة ، ط

هـ/1404مطبوعات نادي مكة الثقافي الأدبي ، .658 ، 640م( ص ص 1984

الزركلي ، خير الدين ، الوجير في سيرة الملك عبد م(1977 )بيروت : دار العلم للملايين، 3العزيز ، ط

355ص .150 ، 149الزركلي ، الوجير ، ص ص

.30القرآن الكريم ، سورة الأنبياء ، آية رقم .11 ، 10قلندر ، الخلاصة المفيدة ، ص ص

.87 ص 6الكردي ، التاريخ القويم ، ج .238الزركلي ، الوجيز ، ص

.89 ، 88الزركلي ، الوجيز ، ص ص ابن ماجة ، أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني ،

سنن ابن ماجه ، حقق نصوصه ورقم كتبه وأحاديثه وعلق عليه محمد فؤاد عبد الباقي )القاهرة : دار

.827، 826 ص ص 2الحديث ، د. ت( ج.1214 ص 2ابن ماجه ، سنن ، ج

.365 349غباشي ، المنشآت المائية ، ص ص هـ/23/11/1355، تاريخ 635صحيفة أم القرى ، عدد

م.1937 2 5 هـ3/12/1353، تاريخ 535صحيفة أم القرى ، عدد

م .8/3/1935هـ .1353 ، تاريخ 535صحيفة أم القرى ، عدد

هـ/1831359، تاريخ 801صحيفة أم القرى عدد م. .264/1940

هـ.1359 ، تاريخ 801صحيفة أم القرى ، عدد هـ .1355، تاريخ 635صحيفة أم القرى ، عدد هـ.1353، تاريخ 535صحيفة أم القرى ، عدد

،416 ، 317 ص ص 5الكردي ، التاريخ القويم ، ج ، الزهراني، ضيف الله بن يحي وعادل بن محمد417

)مكة1نور غباشي ، تاريخ مكة التجاري ، ط المكرمة : الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة ،

.56 52م( ص ص 1998هـ/1418 ) د. ن ،3عسه ، أحمد ، معجزة فوق الرمال ، ط

م (1972 / 1971هـ / 1392 1391.104، 102، 101، 96، 95، 91ص ص

الزركلي ، خير الدين ، شبه الجزيرة في عهد الملك

)بيروت : دار العلم للملايين ،2عبد العزيز ، ط.335 ص 1م( ج1977هـ 1397

الفوزان ، إبراهيم فوزان ، إقليم الحجاز وعواملم( ص1401/1980نهضته الحديثة ، )الرياض، د. ن ،

97.

(4/388)

الكردي ، محمد طاهر ، كتاب التاريخ القويم لمكة )مكة المكرمة : مكتبة النهضة1وبيت الله الكريم ، ط

.190، 187 ص ص 2م( ج1965هـ/1385الحديثة هـ /1355 12 1 ، تاريخ 636صحيفة أم القرى ، عدد

م .1221937 ، الكردي ، التاريخ11قلندر ، الخلاصة المفيدة ، ص

.87 ص6القويم ، ج.90 85الزركلي ، الوجيز ، ص ص

، الكردي ،12 11قلندر ، الخلاصة المفيدة ، ص ص .87 ص 6التاريخ القويم ، ج

.12قلندر ، الخلاصة المفيدة ، ص هـ .1350، تاريخ 367صحيفة أم القرى ، عدد هـ.1353 ، تاريخ 535صحيفة أم القرى ، عدد 12 11 ، تاريخ 587صحيفة أم القرى ، عدد

م.1936 63هـ / 1354 .158 150غباشي ، المنشآت المائية ، ص ص

هـ .1355 ، تاريخ 636صحيفة أم القرى ، عدد هـ /1357 712 ، تاريخ 737صحيفة أم القرى ، عدد

4هـ / 1357 12 14 ، تاريخ 738م ، عدد 1939 1 27 م .1939 2

هـ /1359 3 18، تاريخ 801صحيفة أم القرى ، عدد م .1940 4 26

هـ /1121371، تاريخ 1426صحيفة أم القرى ، عدد م.1952 8 20

هـ .1350 ، تاريخ 367صحيفة أم القرى ، عدد 10 29 ، تاريخ 428صحيفة أم القرى ، عدد

م.1933 242هـ / 1351هـ .1353، تاريخ 535صحيفة أم القرى ، عدد هـ/1354 12 5، تاريخ 586صحيفة أم القرى ، عدد

هـ1354، تاريخ 587م، عدد1936 2 28 ،636هـ ، 1355، تاريخ 635صحيفة أم القرى ، عدد

هـ .1355تاريخ

هـ /1356 12 4، تاريخ 687صحيفة أم القرى ، عدد هـ1357، تاريخ 2737، عدد 1937 2 4

هـ .1359، تاريخ 801صحيفة أم القرى ، عدد هـ /1360 6 3، تاريخ 862صحيفة أم القرى ، عدد

م .2761941 هـ /1368 1 4، تاريخ 1234صحيفة أم القرى، عدد

م.1948 511 هـ /21372 12، تاريخ 1436صحيفة أم القرى ، عدد

م.31101952 عن قراءة هذا النقش انظر مايلي تحت عنوان

نقشان كتابيان يؤرخان لأعمال الملك عبد العزيز""في عين عرفة

(4/389)

عن قراءة هذا النقش انظر مايلي تحت عنوان نقشان كتابيان يؤرخان لأعمال الملك عبد العزيز"

" .في عين عرفة عن طراز عمارة قناة عين عرفة في العصر العثماني

363 355انظر ، غباشي ، المنشآت المائية ، ص ص انتهى حكم العثمانيين لمكة المكرمة بقيام ثورة

الشريف الحسين بن علي أمير مكة على جنود م ، واستمر في1916هـ / 1334العثمانيين فيها عام

م. السباعي ، تاريخ1924هـ/1343حكمه لها إلى عام .641 ، 640، 607 ، 606مكة، ص ص

غباشي ، عادل بن محمد نور ، أسبلة الملك عبد العزيز على الطريق بين مكة وجدة ، مجلة الدارة ،

العدد الثالث السنة التاسعة عشرة )ربيع الآخر ، 213هـ( ص ص 1414جمادي الأولى ، جمادي الآخرة

نقش كتابي " ، غباشي ، عادل بن محمد نور ،217 يؤرخ لعمارة بازان ، بمكة المكرمة في عصر الملك

، مجلة الدارة ، العدد الأول ، السنة " عبد العزيز الحادية والعشرون )شوال، ذو القعدة ، ذو الحجة

.113 111هـ( ص ص 1415المصادر والمراجع

القرآن الكريم . ابن ماجه ، أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني ،

سنن ابن ماجة ، حقق نصوصه ورقم كتبه وأحاديثه وعلق عليه محمد فؤاد عبد الباقي )القاهرة : دار

الحديث ، د. ت( .

رفعت ، إبراهيم ، مرآة الحرمين والرحلات الحجازية والحج ومشاعره الدينية )بيروت : دار المعرفة ، د.

ت( . الزركلي ، خير الدين ،شبه الجزيرة في عهد الملك

)بيروت ، دار العلم للملايين ،2عبد العزيز ، طم ( .1977هـ 1397

)بيروت :3الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز ، ط- م( .1977دار العلم للملاييين ،

الزهراني ، ضيف الله بن يحي وعادل بن محمد نور )مكة المكرمة :1غباشي ، تاريخ مكة التجاري ، ط

الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة ،م( .1418/1998

الزواوي ، السيد عبد الله بن محمد بن صالح ، بغية الراغبين وقرة عين أهل البلد الأمين فيما يتعلق

1بعين الجوهرة السيدة زبيدة أم الأمين ، طهـ( .1330)المطبعة الخيرية ،

(4/390)

)مكة المكرمة :6السباعي ، أحمد ، تاريخ مكة ، طهـ/1404مطبوعات نادي مكة الثقافي الأدبي ،

م( .1984 الطبري ، علي بن عبد القادر ، الأرج المسكي في

التاريخ المكي وتراجم الملوك والخلفاء ، تحقيق )مكة المكرمة : المكتبة1أشرف أحمد الجمال ، ط

م(.1996هـ/ 1416التجارية ، )د. ن ،3عسه ، أحمد ، معجزة فوق الرمال ، ط

م( .1972 1971هـ / 1392 1391 العصامي ، عبد الملك بن حسين بن عبد الملك ،

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي،)المطبعة السلفية ومكتبتها ، د. ت( .

أسبلة الملك عبد "غباشي ، عادل بن محمد نور ، ، مجلة الدارة ، " العزيز على الطريق بين مكة وجدة

العدد الثالث ، السنة التاسعة عشرة )ربيع الآخر ،هـ (.1414جمادي الأولى ، جمادى الآخرة

المنشآت المائية لخدمة مكة المكرمة والمشاعر- " ، "المقدسة في العصر العثماني ، دراسة حضارية

رسالة دكتوراة غير منشورة )مكة المكرمة : جامعةم( .1990هـ /1410أم القرى ،

مؤرخ لعمارة بازان بمكة المكرمة " نقش كتابي- "

العدد الأول ، السنة" في عصر الملك عبد العزيز الحادية والعشرون )شوال ، ذو القعدة ، ذو الحجة

هـ(1415 الفاسي ، أبو الطيب تقي الدين محمد بن أحمد ، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ، تحقيق فؤاد

)بيروت : مؤسسة الرسالة للطباعة2سير ، طم( .1986هـ / 1406والنشر ،

الكتابات "الفعر ، محمد بن فهد بن عبد الله ، والنقوش في الحجاز في العصرين المملوكي

والعثماني . من القرن الثامن الهجري حتى القرن رسالة دكتوراة غير منشورة " الثاني عشر الهجري

م( .1986هـ 1406)مكة المكرمة : جامعة أم القرى ، الكتابات والنقوش في الحجاز منذ فجر الإسلام-

)جدة:1حتى منتصف القرن السابع الهجري ، طم ( .1984هـ 1405تهامة للنشر ،

الفوزان ، إبراهيم فوزان ، إقليم الحجاز وعوامل هـ /1401نهضته الحديثة ، )الرياض : د. ن ،

م( .1980

(4/391)

قلندر ، عبد القادر ملا ، الخلاصة المفيدة لأحوال عين هـ1346زبيدة ، )مكة المكرمة : مطبعة أم القرى ،

م(1927 الكردي ، محمد طاهر ، كتاب التاريخ القويم لمكة

)مكة المكرمة : مكتبة النهضة1وبيت الله الكريم ، ط م ، ومن1965هـ ، 1385 ، 4 إلى ج 1الحديثة من ج

م( .1992هـ / 1412 ، 6 إلى ج 5ج النهروالي ، محمد بن أحمد بن محمد ، كتاب الإعلام

بأعلام بيت الله الحرام ، تحقيق هشام عبد العزيزهـ /1416 )مكة المكرمة : المكتبة التجارية 1عطا ، ط

م( .1996 8 15 ، تاريخ 367صحيفة أم القرى : عدد :

م .25121931هـ /1350م .2421933هـ / 29101351 ، تاريخ 428عدد : - م .31935 8هـ / 121353 3 ، تاريخ 535عدد : - م .2821936هـ / 5121354 ، تاريخ 586عدد : - م.631936هـ / 11121354 ، تاريخ 587عدد : - م.521937هـ / 23111355، تاريخ 635عدد : - م .1221937هـ / 1121355 ، تاريخ 636عدد : -

م.421937هـ /121356 4 ، تاريخ 687عدد : - م.2711939هـ / 7121357، تاريخ 737عدد : - م .421939هـ / 14121357، تاريخ 738عدد : - م.2641940هـ / 1831359، تاريخ 801عدد : - م .276/1941هـ /361360، تاريخ 862عدد : - م .5111948هـ / 411368، تاريخ 1234عدد : - م .5111948هـ / 1221372، تاريخ 1436عدد : -

(4/392)

خلل الأصولفي معجم الجمهرة

د. عبد الرزاق بن فراج الصاعديالأستاذ المشارك بقسم اللغويات - كلية اللغة العربية

الجامعة الإسلامية بالمدينة

ملخص البحث هـ( من321يعد معجم )) الجمهرة (( لابن دريد )ت

المعاجم اللغوية العربية القديمة التي خطت بالصنعة المعجمية خطوات موفقة إلى الأمام، ولكنه لم يسلم

من بعض المآخذ، كالاضطراب في الأصول اللغوية. ويحاول هذا البحث الوقوف على خلل الأصول في...

هذا المعجم من خلال دراسة مستفيضة تأتي على حقيقته وبخاصة فيما فيه تاء التأنيث من الثلاثي

المضعف أو المعتل أو من الرباعي، وكذلك ما فيه همزة أو حرف إلحاق أو نون زائدة. وتكشف عن

أسباب ذلك الخلل الذي يوشك أن ينحصر في نظرة ابن دريد إلى بعض الحروف كتاء التأنيث أو الحرف الزائد اللازم ) حرف الإلحاق ( أو نظرته إلى صورة

اللفظ أو اضطراب المنهج عنده، بالإضافة إلىاعتماده على الارتجال والإملاء.

• • •المقدمة :

الحمد لله رب العالمين حمدا يبلغ رضاه، ويمتري المزيد من فضله، ويستوجب به ما أعد من الكرامة

الجليلة ، والنعمة الجزيلة ، في الدار التي هي عقبى المتقين ، وجزاء المحسنين. والصلاة والسلام على خير البرية المخصوص بالرفعة والفضيلة نبينا محمد

بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد؛ فقد أدى ظهور معجم )) الجمهرة (( لأبي بكر ابن دريد في مرحلة مبكرة من تاريخ الصنعة

المعجمية إلى أن تلقاه العلماء بالترحيب؛ لشهرة مؤلفه في اللغة، وغزارة محفوظة فيها، ولحاجة

العصر إلى معجم جديد، يعضد معجم )) العين (( ويسد ما فيه من نقص، ويتلافى ما فيه من عيوب، ثم تبين

لبعضهم فيه ما يكدر الصفو، فنشأت طائفة تقدح فيه، وتذم مؤلفه، وتتهمه بالخلط في أصول الألفاظ،

لضعفه في التصريف كما زعموا حتى وصف عبد القاهر الجرجاني تصريف ابن دريد بأنه كتصريف

بيان) (.1الص

(4/393)

وقد حكى أبو حيان التوحيدي عن أبي سعيد السيرافي أنه قال: )) كان أبو بكر ضعيفا في

التصريف، والنحو خاصة وفي كتاب الجمهرة خللكثير.

لت بالبيان عن] قال التوحيدي [: قلنا له: فلو فص هذا الخلل، وفتحت لنا بابا من العلم. فقال: نحن إلى

ستر زلات العلماء أحوج منا إلى كشفها ... فلما نهضنا من مجلسه قال بعض أصحابنا: قد كان ينبغي أن نقول له: حراسة العلم أولى من حراسة العالم،

وفي السكوت عن أبي بكر إجلال، ولكن خيانة(.1للعلم (()

ص وكان أبو علي الفارسي يعرض بابن دريد ويتنق(.2منه، ويقلل من علمه بأصول الألفاظ)

وقال ابن جني: )) وأما كتاب الجمهرة ففيه –أيضا- من اضطراب التصنيف وفساد التصريف ما أعذر

(.3واضعه فيه لبعده عن معرفة هذا الأمر ... (() وقد رأيت في بعض مطالعاتي في )) الجمهرة ((

شيئا مما قيل، فأردت في هذا البحث أن أتبين ما جاء في هذا المعجم من خلل في الأصول واضطراب

فيها، وأقف عن كثب على أنواع ذلك الخلل، وأكشف عن أسبابه، من واقع النصوص الواردة في أبواب

الجمهرة، بعيدا عن العواطف، أو التأثر بأقوالالعلماء مدحا أو قدحا.

(4/394)

وفي إثبات مواضع الخلل في الجمهرة وبيان أنواعها، وكشف أسبابها خدمة للعلم وأهله، وتهذيب لمعجم

كبير يعد من أقدم المصادر اللغوية المعتمدة، وليس فيه ضير على ابن دريد، والواجب يقضي بأن نقف

موقف العدل من علمائنا ونحسن الظن بهم، ونلتمس لهم الأعذار، ما وجدنا إلى ذلك سبيلا، وأن نقدر لهم علمهم ونحلهم منازلهم التي استحقوها،

فلا نغلو بإطرائهم، ولا نحط من أقدارهم، والحق أحق أن يتبع أين حل وحيث صقع، كما يقول ابن جني

القائل عن معجمي )) العين (( و)) الجمهرة ((: )) ولو أن إنسانا تتبع كتاب العين، فأصلح ما فيه من الزيغ والاضطراب لم أعنفه في ذلك، ولرأيته مصيبا

فيه مأجورا على عمله، وإن وجدت فسحة أصلحت ذلك، وما في كتاب الجمهرة مما سها فيه مصنفه

(.1رحمه الله (() ولكن المصادر لم تذكر أن ابن جني وفى بما وعد به،

فلعله لم يجد الفسحة المطلوبة لإنجاز مثل ذلكالعمل العلمي.

أما أنا فلم أجد فيمن كتب عن ابن دريد قديما وحديثا من بحث في هذه المسألة بحث تفصيل، وإنما

وجدتهم يشيرون إلى شيء من اضطرابه وخلله في الأصول، ويذكرون المثال أو المثالين، وينقل اللاحق

منهم عن السابق. نعم، وقد اخترت عنوانا لهذا البحث، وهو )) خلل

الأصول في معجم الجمهرة (( وهذا يعني أنني تركت مآخذ أخرى أخذت على ابن دريد في الجمهرة،

كاتهامه بافتعال العربية، والتصحيف والتحريف ونحوذلك، ولذا جاء البحث وفق الخطة التالية:

المقدمةالفصل الأول: الجمهرة في مرآة النقد.

المبحث الأول: ابن دريد والجمهرة.المبحث الثاني: موقف العلماء من صاحب الجمهرة.

الفصل الثاني: خلل الأصول في الجمهرة:المبحث الأول: الخلل في الثنائي وما ألحق به.المبحث الثاني: الخلل في الثلاثي وما ألحق به.

المبحث الثالث: الخلل في الرباعي وما ألحق به.المبحث الخامس: الخلل في أبواب اللفيف.

(4/395)

المبحث السادس: أخطاء صرفية صريحة.الفصل الثالث: أسباب الخلل في الجمهرة.

الخاتمة. فأرجو من الله العلي القدير أن يوفقني إلى إتمامه،

وأن ينفع به، وألا يحرمني ثوابه، وآمل ممن ينظر فيه أن يصلح ما طغى به القلم، وزاغ عنه البصر،

وقصر عنه الفهم، فالإنسان محل النقص والنسيان.

الفصل الأول: الجمهرة في مرآة النقد

المبحث الأول : ابن دريد والجمهرةأولا: ابن دريد :

هو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن(. ولد في البصرة سنة )1الحسن بن حمامي الأزدي)

هـ( لأب من ذوي اليسار، وبها تأدب وتعلم اللغة،223 وروى أشعار العرب، ثم صار إلى عمان، فأقام بها

(، وعاد إلى العراق، وتنقل في الجزائر2مدة) ( ما بين البصرة وفارس، ثم ورد بغداد بعد3البحرية)

هـ(.321أن أسن، فأقام بها حتى توفي سنة ) وروى أبو بكر ابن دريد عن جماعة من علماء عصره،

(:4وأخذ علوم الأدب والعربية عنهم، ومن أبرزهم) أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان الزيادي، المتوفى سنة

هـ(.249) وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني، المتوفى سنة

هـ(.255هـ( أو )250) وأبو عثمان سعيد بن هارون الأشنانداني، المتوفى

هـ(.256سنة ) وأبو الفضل العباس بن الفرج الرياشي، المتوفى

هـ(.257سنة ) ويعد ابن دريد من علماء اللغة والأدب المبرزين ( في5)) فهو الذي انتهى إليه علم لغة البصريين (() عصره، وكان شاعرا مجيدا، فقيل: إنه )) أعلم

(.6الشعراء، وأشعر العلماء (() وكان شديد الذكاء، سريع الحفظ، تقرأ عليه دواوين

(.7العرب، )) فيسابق إلى إتمامها (() (،8وتصدرابن دريد في العلم ستين سنة، كما قيل)

وتخرج عليه جماعة، وصاروا من علماء العربية، ومنأبرزهم:

هـ(.356أبو علي القالي، المتوفى سنة )

وأبو العباس إسماعيل بن ميكال، المتوفى سنة )هـ(.362

هـ(.368وأبو سعيد السيرافي، المتوفى سنة )

(4/396)

وأبو عبدالله الحسن بن خالويه، المتوفى سنة )هـ(.370

وأبو الحسن علي بن عيسى الرماني، المتوفى سنة )هـ(.384

هـ(.393وأبو القاسم الزجاجي، المتوفى سنة ) وقد خلف ابن دريد تراثا لغويا وأدبيا حافلا من

المصنفات، من أبرزها: جمهرة اللغة.1 الاشتقاق.2 المجتنى.3 السرج واللجام.4 وصف المطر والسحاب.5 الملاحن.6 أدب الكتاب.7 المقصور والممدود.8 تقويم اللسان.9

فعلت وأفعلت.10ثانيا: معجم )) جمهرة اللغة ((

افتتح الخليل بن أحمد التأليف المعجمي المنظم في معجمه )) العين (( وابتدع نظاما رياضيا محكما لحصر الألفاظ وترتيبها، لكي لا يند منها شيء عند تطبيقه على وجهه الصحيح الكامل، وهو النظام القائم على

عنصرين يكمل أحدهما الآخر، وهما:الترتيب المخرجي الصوتي.

ونظام التقليبات. ففتح بذلك آفاقا كانت مغلقة أمام صناع المعاجم في

العربية، فقلده بعضهم، ونسج على منواله، وحاول بعضهم التجديد بالتطوير والتهذيب، كابن دريد في (1الجمهرة، الذي استبدل الترتيب الهجائي )الأبتثي()

بالنظام الصوتي، فخطا بذلك خطوة موفقة في الصنعة المعجمية للغة العربية، وفتح للعلماء من بعده

مسالك كانت مغلقة، هدتهم إلى مناهج جديدة. ويعد معجم الجمهرة من الناحية التاريخية المعجم

الثاني بعد العين في سلسلة المعاجم المنظمة

(، فتبوأ المنزلة الرفيعة2الكبيرة ذات المنهج الناضج) بين معاجم العربية؛ لتقدمه، ولمنهجه الهجائي،

ومكانة مؤلفه العلمية بين العلماء. ويقوم منهج ابن دريد في الجمهرة -في جملته- على

نظام الأبنية، وهو التقسيم الخارجي للمعاجم، مع إخضاع المادة في كل بناء إلى الترتيب الهجائي

)الأبتثي( والتزام نظام التقليبات، فجاء منهجه علىالنحو التالي:

أولا: الترتيب الخارجي:

(4/397)

قسم ابن دريد معجمه إلى أبواب رئيسة، بحسب الأبنية، وهي: الثنائي، والثلاثي، والرباعي،

والخماسي، ثم اللفيف والنوادر، فجاء على النحوالتالي:

أ الثنائي، وفيه من الأبواب: الثنائي الصحيح ) والمراد به الثلاثي المضعف نحو:1

عد وصب (. الثنائي الملحق ببناء الرباعي المكرر ) والمراد به2

الرباعي المضاعف نحو زلزل ودمدم (. الثنائي المهموز وما يتصل به من الحروف في3

المكرر ) نحو: بأبأ وتأتأ وثأثأ وجأجأ ... (. الثنائي المعتل وما تشعب منه ) نحو: هوى وأتى (.4

ب الثلاثي، وفيه من الأبواب: الثلاثي الصحيح ) نحو: ضرب وكتب (.1 الثلاثي الذي فيه حرفان مثلان ) نحو: الخبب2

والجرج والقلق (. الثلاثي الأجوف متحد الأول والآخر ) نحو: سوس3

وليل وباب (. الثلاثي المعتل ) نحو: أبت، والبيت، وأبق، وبكى،4

ويلاحظ أن الهمزة عنده من حروف العلة (. النوادر في الهمز ) نحو: أسن وجسأ (.5

ج الرباعي، وفيه من الأبواب: الرباعي الصحيح )نحو: الجعتب، وجعفر (.1 الرباعي المعتل، ويتفرع منه أبواب، منها:2

الرباعي الذي فيه مثلان ) نحو: دردق وقردد (. والرباعي على أوزان مختلفة ) نحو: فعل وفعل وفعل ...(. والملحق بالرباعي بحرف زائد ) نحو:

طريف وعليب (.

د الخماسي، وفيه أبواب على أوزان مختلفة:وألحق به أبوابا مختلفة، تشتمل على أوزان متفرقة.

هـ أبواب اللفيف: وهي أبواب قصيرة يلتف بعضها على بعض -كما

( وهي أبواب مختلفة مبنية على1يقول ابن دريد-) الأوزان، فمنها الثلاثي المزيد، ومنها الرباعي المزيد،

ومنها الخماسي المزيد، وهي تشتمل -أيضا- على أبواب لبعض الموضوعات، كالإتباع، والاستعارات،

والمذكر والمؤنث.

(4/398)

و أبواب النوادر، وهي خليط من أبواب الموضوعات، كالمعرب واللغات، والمصادر، والجموع، وما يوصف

به السهام، وما توصف به الخيل، وأسماء الأياموالشهور في الجاهلية، ونحو ذلك.

ولا يدخل البابان الأخيران )) اللفيف (( و)) النوادر (( في النظام المعجمي القائم على ترتيب الألفاظ،

وهما مما عيب به صاحب الجمهرة؛ لأن مكانهمامعاجم المعاني والموضوعات.

ثانيا: الترتيب الداخلي: أخضع ابن دريد ترتيب كل بناء من أبنيته الثنائية

والثلاثية والرباعية إلى الترتيب الهجائي )الأبتثي( معالتزامه نظام التقليبات.

ويظهر من خلال هذا المنهج الذي اتبعه ابن دريد أنهخالف صاحب )) العين (( في مسألتين مهمتين.

إحداهما: اختياره النظام الهجائي )الأبتثي( بدلا عنالنظام الصوتي.

والأخرى: جعله الأبنية أساس منهجه وترتيبه، وفي كل بناء يتكرر الترتيب الهجائي )الأبتثي( من أوله

إلى آخره. أما صاحب )) العين (( فإن أساس المنهج عنده هو

النظام الصوتي للحروف، وفي داخل كل حرف تأتي الأبنية، فهو مثلا يبدأ بكتاب العين، ويذكر داخله جميع

الأبنية الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية، ثميكرر ذلك في كل حرف.

وهذا يعني أن الأبنية هي الترتيب الخارجي عند ابن دريد، وهي الترتيب الداخلي عند الخليل، أما ترتيب الحروف فهو الترتيب الداخلي عند ابن دريد، وهو

الترتيب الخارجي عند الخليل.

ولهذا فإن الأبنية تتكرر عند الخليل، ولا تتكرر عند ابن دريد، أما الترتيب فإنه يتكرر عند ابن دريد، ولا

يتكرر عند الخليل. هذا مجمل الفروق الرئيسة بينهما، أما الجزئيات

فاختلافهما فيها كثير، ولا حاجة لذكرها.كتب مؤلفة عن الجمهرة:

عكف العلماء على درس )) الجمهرة (( أو حفظها أو اختصارها أو الاستدراك عليها أو نقدها؛ فألفت عنها

مؤلفات منها:(1 )) فائت الجمهرة (()1

(4/399)

هـ(.345لأبي عمرو الزاهد، غلام ثعلب )(1 )) سقطات الجمهرة (()2

لأبي عمرو الزاهد، غلام ثعلب، ولعله هو الكتابالسابق.

(2 )) جوهرة الجمهرة (()3هـ(.385للصاحب بن عباد )

(3 )) نشر شواهد الجمهرة (()4هـ(.449لأبي العلاء المعري )

(4 )) نظم الجمهرة (()5هـ(.628ليحيى بن معطي )

(5 )) مختصر الجمهرة (()6لشرف الدين محمد بن نصر بن عنين الأنصاري )

هـ(.630 وهذه الكتب مفقودة أو في عداد المفقود، ولا نكاد

نعرف عنها إلا ما توحيه عنواناتها.

المبحث الثاني موقف العلماء من صاحب الجمهرة أدى ظهور معجم )) الجمهرة (( في مرحلة مبكرة من

تاريخ الصنعة المعجمية في اللغة العربية إلى أنتلقاه العلماء في بادئ الأمر بالترحيب، لأسباب منها: أ شهرة مؤلفة ابن دريد في اللغة، وغزارة محفوظه

فيها. ب حاجة العصر إلى معجم جديد يعضد معجم العين،ويسد ما فيه من نقص، ويتلافى ما فيه من عيوب.

ج تخلصه من المنهج الصوتي الذي اتبعه معجم )) العين (( واستبداله المنهج الأبتثي به، على الرغم

من أن ابن دريد ساير صاحب )) العين (( في نظام

التقليبات. وبعد ذيوع هذا المعجم الجديد وانتشاره في المشرق

العربي، واستقراره بأيدي طلبة العلم ومحبي العربية، رأى فيه بعض العلماء ما يكدر الصفو،

فأعادوا النظر فيه، ونشأت طائفة تقدح فيه، وفي مؤلفه، يتزعمهم ابن عرفة الشهير ب ) نفطويه ( ثم

انتشر بين الأجيال المتعاقبة من العلماء نقد)) الجمهرة (( والطعن في علم مؤلفها.

ومن أبرز الطاعنين في علم ابن دريد وفي عمله في)) الجمهرة ((:

(4/400)

هـ(،368هـ(، وأبو سعيد السيرافي )323نفطويه )هـ(، وأبو علي الفارسي )370وأبو منصور الأزهري )

هـ(، وأبو الحسين393هـ(، وأبو الفتح ابن جني )377 هـ(471هـ(، وعبدالقاهر الجرجاني )395ابن فارس )

وبعض الدارسين المعاصرين، وهم يأخذون على ابندريد مآخذ وينتقدون صنعته في )) الجمهرة ((.

ويمكن حصر المآخذ في نقاط رئيسة، ومن أبرزها: أ الخلل في الأصول اللغوية واضطرابها لفساد

التصريف: ومن أول من اتهم ابن دريد بهذه التهمة أبو سعيد

السيرافي، فيما رواه أبو حيان التوحيدي، قال: )) سألت السيرافي عن قول من قال: المزاح سمي

مزاحا، لأنه أزيح عن الحق، فقال: هذا محكي عن ابن دريد، وهو باطل، والميم من سنخ الكلمة، في:

مزحت أمزح، ومن أزيح تكون زائدة. وقال أبو سعيد: كان أبو بكر ضعيفا في التصريف،

والنحو خاصة، وفي كتاب الجمهرة خلل كثير. قلنا له: فلو فصلت بالبيان عن هذا الخلل، وفتحت لنا

بابا من العلم، فقال: نحن إلى ستر زلات العلماءأحوج منا إلى كشفها. وانتهى الكلام.

فلما نهضنا من مجلسه قال بعض أصحابنا: قد كان ينبغي لنا أن نقول له: حراسة العلم أولى من حراسة العالم وفي السكوت عن أبي بكر إجلال، ولكن خيانة

(.1للعلم (()ض بابن دريد، ويتنقص وكان أبو علي الفارسي يعر

(. ومن تعريضه به قوله في2منه، ويقلل من شأنه) بعض كتبه في أثناء كلامه عن كلمة )) يستعور ((:

)) وقد كان شيخ من أهل اللغة وزن هذه الكلمة ب ) يفتعول ( حتى نبه عليه، وله فيما كان أملاه من

(.3الأبنية حروف كثيرة تحتاج إلى إصلاح (() ثم جاء ابن جني تلميذ أبي علي وصدح بكلمة مؤلمة

في حق ابن دريد أوردها في )) الخصائص (( وهي قوله: )) وأما كتاب الجمهرة ففيه – أيضا – من

اضطراب التصنيف، وفساد التصريف، ما أعذر واضعهفيه، لبعده عن معرفة هذا الأمر.

(4/401)

عت في متونه وحواشيه جميعا من ولما كتبته وق التنبيه على هذه المواضع ما استحييت من كثرته، ثم

إنه لما طال علي أومأت إلى بعضه، وأضربت البتة(.1عن بعضه (()

وقال السيوطي مفسرا كلمة ابن جني هذه: )) مقصوده الفساد من حيث أبنية التصريف، وذكر المواد في غير محالها … ولهذا قال: أعذر واضعه فيه لبعده عن معرفة هذا الأمر، يعني أن ابن دريد

قصير الباع في التصريف، وإن كان طويل الباع في اللغة، وكان ابن جني في التصريف إماما لا يشق

(.2غباره، فلذا قال ذلك (() ويظهر صدى كلمة ابن جني تلك في قول عبدالقاهر

الجرجاني في أثناء حديثه عن )) الملك (( واحد الملائكة: )) وأما ذكر ابن دريد الملك في تركيب ) م

ل ك ( فلا اعتداد به؛ لأنه قد ذكر–أيضا– لثة مع ثهلان، ورعة مع عاهر، وغير ذلك، مما هو من تصريف

(.3الصبيان (() ويشير عبد السلام هارون إلى ذلك المطعن الذي

قاله ابن جني في حق ابن دريد وجمهرته، ويقرر أنه لا سبيل إلى رد هذا المطعن، وأن الاعتذار عنه داخل

(.4في نطاق التعمل والتكلف) ( إلى جانب5ويأخذ عليه بعض الباحثين المعاصرين)

ما ذكر في هذا الشأن اضطرابه في تاء التأنيث، وعدها من أصول الكلمة، وهو ما أومأ إليه عبد القاهر

الجرجاني في كلمته السابقة. وسنقف في الفصل الثاني من هذا البحث -إن شاء الله- على حقيقة هذا الخلل والاضطراب من خلالالفحص الدقيق للجمهرة، وتوجيه ما يمكن توجيهه.

ب اضطراب المنهج واختلال التصنيف:

وذلك في أبواب الجمهرة التي لا تقوم في تقسيمها وترتيبها على أساس واحد، بل تقسم على أساس

الألفاظ تارة وعلى أساس الأبنية تارة أخرى، وعلى أساس الموضوعات والظواهر اللغوية في بعض

(.6الأحيان) وسيتضح اضطراب المنهج وخلل التصنيف من خلال

الفصل الثاني، إن شاء الله.ج افتعال العربية، والكذب على العرب.

(4/402)

ومن أقدم من وجه هذه التهمة لابن دريد أبو منصور الأزهري، في )) تهذيب اللغة (( وهو القائل:

)) وممن ألف في عصرنا فوسم بافتعال العربية، وتوليد الألفاظ، التي ليس لها أصول، وإدخال ما

ليس من كلام العرب في كلامهم أبو بكر محمد بن(.1الحسن بن دريد صاحب كتاب الجمهرة(()

ويقول: )) وتصفحت كتاب الجمهرة له فلم أره دالا على معرفة ثاقبة، وعثرت منه على حروف كثيرة

أزالها عن وجوهها، وأوقع في تضاعيف الكتاب حروفا كثيرة أنكرتها، ولم أعرف مخارجها، فأثبتها

من كتابي في مواقعها منه لأبحث عنها أنا أو غيري ممن ينظر فيه، فإن صحت لبعض الأئمة اعتمدت،

(.2وإن لم توجد لغيره وقفت (() وسرت كلمة الأزهري هذه إلى بعض اللغويين من

بعده، وتأثروا بها في أحكامهم على ابن دريد، ومن هؤلاء ابن فارس الذي يقول: )) ولولا حسن الظن

(.3بأهل العلم لترك كثير مما حكاه ابن دريد (() ولا يعنينا البحث في أسباب هذا المطعن؛ لخروجه

عن نطاق هذا البحث، ولكن حسبنا أن نقول: إن أكثر علماء العربية وثقوا ابن دريد وقبلوا ما جاء به في

الجمهرة، ونقلوه في معجماتهم أو كتبهم؛ لمعرفتهم به، ولرؤيتهم ما يفيد تحريه الصدق في معجمه،

كتعقيباته الكثيرة على ما يشك فيه، بعبارات مختلفة، من مثل قوله: )) لا أدري ما حقيقته (( و )) ليس

ه (( و )) كذا زعموا (( و )) فإنه بثبت (( و )) لا أحق مولد لا يؤخذ بلغته (( ونحو هذا، وهو كثير مبثوث في

الجمهرة. ولعل الأزهري كان متأثرا بأقوال شيخه )) نفطويه ((

وطعنه في ابن دريد، واتهامه بسرقة )) العين ((

وكان بين الرجلين –ابن دريد ونفطويه– تنافس شديد، ومنافرة مشهورة، وقد تقرر في علم الحديث

أن كلام الأقران في بعضهم لا يقدح، كما يقول(.4السيوطي)

نعم، ولم تكن هذه الملحوظات وغيرها قادحة فيعلم ابن دريد، أو في معجمه

(4/403)

الجمهرة (( عند كثير من العلماء، الذين أقروا له)) بالحذق والاستيعاب في العربية، والتقدم في صناعة

المعاجم، فأثنوا عليه. ومن حق ابن دريد علينا أننذكر بعضهم إنصافا له وللعلم:

فمن هؤلاء أبو علي القالي الذي تتلمذ على ابن دريد، وتعلم على يديه صناعة المعاجم، فأخرج معجمه )) البارع (( وكان كثير الثناء على شيخه، ويصفه بأنه:

)) إمام هذه العلم في عصره، ومنقطع القرين فيه(.1في دهره (()

ولم يزل القالي يشهد لشيخه ابن دريد بثبات الذهن، وكمال العقل، على الرغم من علو سنه، ومناهزته

التسعين، وتعرضه للأمراض، كالفالج وغيره، فيقول: )) وكنت أسأله عن شكوكي في اللغة، وهو بهذه

الحال، فيرد بأسرع من النفس، بالصواب. وقال لية – وقد سألته عن بيت شعر: لئن طفئت شحمتا مر

(.2عيني لم تجد من يشفيك من العلم (() ومنهم أبو الطيب اللغوي، ومما قاله عنه: )) … فهو

الذي انتهى إليه علم لغة البصريين، وكان أحفظ الناس، وأوسعهم علما، وأقدرهم على شعر، وما

ازدحم العلم والشعر في صدر أحد ازدحامهما في(.3صدر خلف الأحمر وأبي بكر بن دريد (()

ومنهم أبو الحسن المسعودي، إذ قال ممتدحا ابن دريد: )) انتهى في اللغة، وقام مقام الخليل بن أحمد

(.4فيها (() ومنهم أبو بكر الزبيدي، وهو القائل في ترجمته: )) … وكان أعلم الناس في زمانه باللغة والشعر

(.5وأيام العرب وأنسابها وله أوضاع جمة (() وكان أبو البركات الأنباري يقول عنه: إنه )) من أكابر

(.6علماء العربية (() أما القفطي فجعله )) رأس أهل العلم، والمتقدم

(.7في حفظ اللغة وأشعار العرب (()

(8وأثنى بعض علمائنا المعاصرين على ابن دريد) ووصفوه بأنه صدوق، حافظ، ضابط، متحر للصواب

(، فتمكن من علم العربية، وأن في9فيما يرويه)الجمهرة ما يشهد بقدرته اللغوية.

(4/404)

ويتفق الفريقان -منتقدو ابن دريد وممتدحوه- على أنه كان ذا حافظة قوية، أفاد منها في تأليف معجمه،

فأملاه من ذاكرته إملاء، من غير نظر في شيء من الكتب، إلا في بابي الهمزة واللفيف، فإنه طالع لهما

(.1بعض الكتب)

الفصل الثاني خلل الأصول في الجمهرة تقدم أن ابن دريد خالف الخليل في منهجه، فقسم

)) الجمهرة (( تقسيما بنائيا، فجاءت الأبواب الرئيسةعنده ستة وهي:

أبواب الثنائي.

أبواب الثلاثي.أبواب الرباعي.

أبواب الخماسي.أبواب اللفيف.أبواب النوادر.

وهذا الباب الأخير ليس من أبواب الأبنية، بل هو من أبواب الموضوعات –كما تقدم– فلا يظهر فيه خلل الأصول خلافا للأبواب الخمسة قبله، ولذا فإنه من المناسب –في هذا البحث– أن نعرض خلل الأصول

من خلال تلك الأبواب الخمسة الرئيسة؛ ليكون الحكم عليها وفق منهج المعجم، ومفهوم صاحبه، وهو ما

نأتي عليه في المباحث التالية:

المبحث الأول : الخلل في الثنائي وما ألحق به في أبواب الثنائي شيء غير قليل من الخلل في

الأصول، وهو في جملته نوعان:أحدهما: اضطراب الأصول في الثنائي المعتل.

والآخر: الاضطراب في الرباعي المكرر، وفيما يليبيانهما:

أولا: اضطراب الأصول في الثنائي المعتل: أفرد ابن دريد الثنائي المعتل بباب، ويعني به ما جاء

فيه حرف واحد صحيح، ومعه حرفان من حروف العلة

الواو والياء وكذلك الهمزة، لأنها من حروف العلة عنده ، ولهذا فإنه يذكر رؤوس المواد )أصولها( على

النحو التالي: ) ب أوى(، )ت أوى(، )ث أوى( ) ج أوى (، ) ح أوى( وهكذا، وهي ثلاثية الأصول، ويذكر

لكل أصل منها تقليباته المستعملة فيه، ويتركالمهمل.

(4/405) ويلاحظ أن في أصل كل مادة ثلاثية حرفا صحيحا واحدا، ومعه حرفان من حروف العلة هذه، وهي

) الهمزة والواو والياء ( ولا تجتمع هذه الثلاثة مع حرف صحيح في أصل كلمة واحدة في هذا الباب بل

يأتي منها اثنان فحسب ليكملا مع الحرف الصحيح الأصل الثلاثي، ويتضح هذا من تقليبات مادة ) ج

أوى( مثلا، وهي كما وردت في الجمهرة: ) جوا ( و) جأى ( و) جوأ ( و) وجأ ( و) جيأ ( و )جيا( وهذه

التقليبات الستة ثلاثية كما ترى، ولا اعتراض عليها، فهي توافق منهجه، ولا تخالف أبنية اللغة وأصولها

عند تطبيقها تطبيقا صحيحا، وقد سبقه إليها الخليل، فذكر في آخر كل كتاب من الثلاثي بابا سماه: )) باب

(.1اللفيف (( وجعل الهمزة مع حروف العلة) ولكن ثمة اضطراب في الأبنية في هذا الباب عند ابن

دريد، إذ يأتي –أحيانا– في بعض التقليبات بأصول ليست من المادة التي معه كقوله في مادة ) ف

أوى (: )) فوهة النهر: الموضع الذي يخرج منه ماؤه.وكذلك فوهة الوادي … وأفواه الطيب واحدها فوه ((

(2.) و)) فوهة (( و)) فوه (( و)) أفواه (( ليست من هذه

المادة، فهي من ) ف و هـ( ومكانها باب الثلاثيالمعتل، وفق منهجه، وليس الثنائي المعتل.

وس: هذه الدابة وقال في مادة ) س أوى(: )) والس المعروفة. وساس الطعام يساس، إذا وقع فيه

السوس … ويقال: سيس الطعام فهو مسوس …(3وكذلك سوس تسويسا … (()

وكلمة السوس وما تفرع منها من مشتقات ليست من هذه المادة، فهي من ) س وس( ومكانها باب

(4)) ما كان عين الفعل منه أحد حروف اللين (() على منهجه، وهو من أبواب الثلاثي، وقد ذكره هناك

(.5في موضعه)

وقال في مادة ) ط أوى(: )) والطوط: القطن …(.6وطاط الفحل إذا هاج … (()

وليس هذا من هذه المادة بل هو من )ط و ط( وهو(.7كسابقه، وقد ذكره في موضعه)

(4/406)

وقال في مادة ) ف أو ى (: )) الفوف: الثوب الرقيقى، والفوفة: القشرة على النواة، وثوب مفوف: موش

ة والفوف: البياض الذي يخرج على أظفار فيه رقبيان(() (.1الص

وليس هذا من هذه المادة، فأصله ) ف و ف ( وهوكسابقه.

وقال في مادة ) ك أوى (: )) وكان أبو حاتم يقول: سمعت بعض من أثق به يقول: الكيكة: البيضة، ولم

(.2يسمع من غيره (()وهذا من مادة ) ك ي ك ( وهو كسابقه.

وقال في مادة ) ل أو ى (: )) والليل: ضد النهار. ليلاء، ممدودة، أي صعبة، والليل فرخ الحبارى وليلة

(.3وكذلك ليل أليل … (()وهذا من مادة ) ل ي ل ( وهو كسابقه.

وقال في مادة ) م أو ى (: )) والموم: الشمع، عربي،(.4معروف … والموم: البرسام(()

وهذا من مادة ) م و م ( وهو كالذي تقدم. وقد يضطرب ابن دريد، فيأتي في هذا الباب بألفاظ

من الثلاثي المضعف، مما ورد عنده في الثنائي الصحيح، أو مما مكانه هناك وفق منهجه، كقوله في

: كثير النكاح (() (.5مادة ) ر أو ى (: )) ورجل مئر وهذا ليس من هذه المادة؛ لأن )) مئرا (( على وزن )

مفعل ( و أصله على هذا البناء )أ ر ر( وفي هذا(.7( وابن منظور)6الأصل وضعه الجوهري)

أما ما نقل عن أبي عبيد أن قولهم: )) رجل مئر … ( فلا يقبله التصريف، وهو8مأخوذ من الأير (()

فاسد؛ لأن ) مفعلا ( منه – حينئذ – )) مئير (( وليس)) مئرا (( مثل )) مخيط (( من الخيط.

والوجه أنه من قولهم: أررت المرأة أؤرها أرا، إذا (، عن9نكحتها، وعلى هذا الفراء فيما ذكره الأزهري)

أبي عبيد. وقد ذكره ابن دريد في ) أرر ( أيضا – من باب الثنائي

(، وهذا هو الصواب.10الصحيح)

وقال ابن دريد في مادة ) س أوى (: )) و أس البناء،(.11والجمع آساس، معروف (()

(4/407)

وهذا ليس من هذه المادة بل هو من ) أس س ( ومكانه على منهج صاحب الجمهرة في الثنائي

(.1الصحيح، وقد أورده هناك) وقال في مادة ) ص أوى (: )) الأصيص: البناء

صيص، سواء (() (.2المحكم، مثل الروهذا من مادة ) أص ص( وهو كسابقه.

وقال في مادة ) ل أوى(: )) الأليلة: الثكل … والإل) (4(: جبل رمل، يقوم عليه الإمام بعرفة … (()3

وليس هذا من هذه المادة، فأصله ) أ ل ل ( ومكانهالثنائي الصحيح.

وقال في مادة ) م أرى(: )) وقد سموا أمامة … (()( وهذا من ) أم م ( وهو كسابقه.5

وقال – أيضا – في مادة ) م أوى(: )) واليمام: ضرب من الطير، الواحدة يمامة، وسميت اليمامة بامرأة،

(. وهذا من مادة ) ي م م (.6كان لها حديث (()ثانيا: الاضطراب في الرباعي المكرر:

ثمة نوع من الأصول الرباعية يدعى الرباعي المكرر أو المضاعف، نحو )) زلزل (( و )) دمدم (( ووزنه عند

( ولهذا وضع له ابن دريد7جمهور اللغويين ) فعلل () بابا خاصا ألحقه بباب الثنائي، سماه: )) الثنائي

( ولكن الأصول8الملحق ببناء الرباعي المكرر (() اضطربت لديه في تقليبات بعض المواد في هذا

الباب، إذ نجده يورد ألفاظا ثلاثية الأصول في مواد رباعية، كقوله في مادة ) ع ب ع ب( معكوس ) ب ع ب ع (: )) وعباب كل شيء أوله. وجاء بنو فلان يعب

(.9عبابهم؛ أي: جاءوا بكثرتهم (() وهذا ثلاثي، وهو من مادة ) ع ب ب (، ومكانه –وفق

منهج ابن دريد– )) باب من الثلاثي يجتمع فيه حرفان مثلان في موضع الفاء والعين، أو العين واللام، أو

( وهو من الثنائي على منهج10الفاء واللام (() الخليل في )) العين (( ومن سار على طريقته. وابن

دريد نفسه يذكر أحيانا أشياء مثل هذا في بابالصحيح خلافا لمنهجه، ولا تكاد تخلو مادة من ذلك.

(4/408)

وقال في مادة ) ح ط ح ط (: )) والحطاط واحدها حطاطة، وهو بثر صغار أبيض يظهر في الوجوه، ومن

(.1ذلك قولهم للشيء إذا استصغروه: حطاطة (()وهذا ثلاثي –أيضا– من مادة ) ح ط ط( وهو كسابقه.

ومثل ذلك قوله في مادة ) ك س ك س (: )) الكسيس: لحم يجفف، ثم يدق كالسويق، فيتزود

(.2به في الأسفار (() وقوله في مادة ) ش ظ ش ظ(: )) أهملت في

ظاظان: خشبتان في التكرير إلا في قولهم: الش(.3عرى الجواليق (()

وقوله في مادة ) ك ي ك ي (: )) وزعم بعض أهل(.4اللغة أن البيضة تسمى كيكة، ولا أعرف غيره (()

وهذا كله من الثلاثي المضعف وليس من الرباعيالمضاعف المذكور في هذا الباب.

المبحث الثاني : الخلل في الثلاثي وما ألحق به كثر خلل الأصول في الثلاثي عند ابن دريد، وهو يتركز في ثلاثة أبواب، وهي: الصحيح، والمعتل،

والمهموز وفيما يلي بيانها:أولا: الخلل في أبواب الثلاثي الصحيح:

اضطرب ابن دريد في هذا في نوعين، أحدهما ما فيه تاء التأنيث، والآخر: ما فيه حرفان مثلان، وهما ما

يأتي:أ – المؤنث بالتاء:

لابن دريد مذهب غريب في رؤيته للأصول اللغوية ووضعها في المعجم، وهو أنه يعد هاء التأنيث ) تاء

التأنيث ( أصلا في بناء الثلاثي الصحيح، أي يعدها حرفا من حروف الكلمة الأصول، وهذا مذهب فاسد

في الصنعة المعجمية ترتب عليه خلل ظاهر في الأصول اللغوية، ولذا اضطرب كثيرا في نوعين من

(5الأصول، وهما: المضعف المؤنث بالتاء والمعتل)المؤنث بالتاء، وهما كما يلي:

المضعف:1

(4/409)

أورد ابن دريد أصولا ثلاثية مضعفة مؤنثة بالتاء في تقليبات أصول ثلاثية صحيحة لا تضعيف فيها، لنظرته

الخاصة لتاء التأنيث، وجعلها من الأصول، فأورد ( في تقليبات مادة ) ب ح1)) الحبة: واحد الحب (()

هـ( وهي ليست منها، لأن أصلها ) ح ب ب( ومكانها:المضعف من الثنائي على منهجه.

بة: الدهر …(() ( في تقليبات مادة ) ب2وأورد )) السس هـ ( و هي من ) س ب ب(.

بة: الكثبة من الطعام وغيره …(() (في3و )) الصتقليبات مادة )ب ص هـ( وهي من ) ص ب ب (.

و )) البطة: هذا الطائر … والبطة: إناء كالقارورة( في مادة ) ب ط هـ ( وهي من ) ب ط ط (.4…(()

وأورد )) بكة: اسم لمكة لتباك الناس بها، أي: ( في مادة ) ب ك هـ ( وهي من ) ب5لازدحامهم (()

ك ك(. و)) الكبة من الغزل: عربية معروفة، والكبة: الحملة

( في تقليبات مادة ) ب ك هـ( وهي6في الحرب (()من ) ك ب ب(.

( في مادة ) ب ن هـ(7و)) البنة: الرائحة الطيبة (() وهي من ) ب ن ن ( وسار على هذه الطريقة في

(.8كثير من مواد الثلاثي الصحيح) المعتل:2

أورد ابن دريد في أصول ثلاثية صحيحة أصولا ثلاثية معتلة مؤنثة بالتاء، منها ما هو من المثال، ومنها ما

هو من الناقص.عة: فمما جاء من المثال في أبواب الصحيح: )) الس

( ذكرها ابن دريد في مادة ) س ع هـ(9ضد الضيق (() ولكنه أشار إلى أنها ناقصة، ووعد بأن يعيدها في

بابها، وهو يعني باب المعتل من الثلاثي، وأصلعة (( ) و س ع ( وكان ينبغي ألا يذكرها في )) الس ) س ع هـ ( ولو على سبيل الإحالة؛ لأنه لا صلة لها

بهذا الأصل.لة من قولهم: وصلته صلة حسنة (() و جعل )) الص

( في مادة ) ص ل هـ ( وهي من ) وص ل ( وأشار10إلى أنها ناقصة.

( في تقليبات مادة11وأورد )) العظة من الوعظ (() ) ظ ع هـ ( وهي من ) وع ظ( وأشار– أيضا – إلى أنها

ناقصة.

(4/410)

ومما جاء من الناقص: قوله: )) البرة: الحلقة التي ( جعلها في مادة1تجعل في حتار أنف البعير …(()

) ب ر هـ ( وليست من هذه المادة، بل هي من ) ب ر

ى (. وذكر )) المصحاة: إناء يشرب فيه الماء من فضة أو

( في تقليبات مادة ) ح ص هـ ( وهي2غيرها … (()) مفعلة ( من )ص ح و (.

( في3وأورد )) الحمة؛ مخففة: حرارة السم … (() مادة ) ح م هـ( وليست هي من هذه المادة، فأصلها )

ح م و ((.4ومثل هذا في )) الجمهرة (( كثير)

ب ما فيه حرفان مثلان: وهو بالنظر إلى أصله إما ثلاثي، أورده في أبواب الثنائي وإما رباعي مكرر أورده في أبواب الثلاثي الصحيح، ومن الثلاثي قوله في مادة ) ش ل ل (:

تهم؛ )) ويقال: شولت بالقوم نية، وشالت؛ إذا استخف(.5أي: ارتحلوا (()

وهذا ليس من المادة في شيء، وهو من ) ش و ل(ومكانه الثلاثي المعتل، على منهج ابن دريد.

(.6ومنه قوله في مادة ) س و و (: )) رجل سوء (()وهو من مادة ) س و أ ( وليس من الثنائي المضعف.

ي: مصدر روي وقوله في مادة ) ر ي ي (: )) الر (. وينبغي أن يذكر هذا في مادة ) روي7يروى ريا (()

( من باب الثنائي المعتل، وما تشعب منه، على منهج ابن دريد؛ لأن الياء الأولى المدغمة في )) الري ((

واو قلبت ياء للكسرة التي قبلها، وقد ذكره – أيضا –( على الصواب.8في موضعه)

ومما أورده في أبواب الثلاثي الصحيح من الرباعي المكرر قوله في تقليبات ) ب د هـ(: )) الهدبد:

العشى في العين، وهو الذي لا يبصر ليلا … والهدبد(9اللبن الخاثر … (()

وقوله في تقليبات ) د ق هـ (: )) الدهدقة: تقطع(10اللحم، وتكسر العظام … (()

وقوله في تقليبات ) ج و هـ (: )) يوم جهجوه: يوم(11معروف، لبني تميم … (()

(4/411)

وهذه الثلاثة ليست ثلاثية، ف )) الهدبد (( و )) الدهدقة (( و)) جهجوه (( كلمات رباعية، وأوزانها على التوالي: ) فعلل( و ) فعللة ( و )فعلول( وهذا

( في هذا1مذهب الجمهور، وقد فصل ابن جني) النوع الرباعي تفصيلا لا مزيد عليه، ولا حاجة لإيراده

هنا.ثانيا: الخلل في أبواب المعتل:

وفي هذا النوع خلل بين، وهو في الجملة من نوع واحد، وخلاصته أن ابن دريد يأتي في بعض المواد من

هذا النوع بأصول ثلاثية صحيحة مضعفة ليست منه، كقوله في تقليبات ) ب ل – واي(: )) أبل المريض

يبل إبلالا من مرضه، وأبل الرجل: أعيا فسادا(2وخبثا…(()

وهذا -كما ترى– من مادة ) ب ل ل( ولا صلة لهبالمعتل.

وقوله في تقليبات مادة ) ب ن – واي(: )) أبن(.3بالمكان يبن إبنانا، إذا أقام به فهو مبن (()

وهذا من مادة ) ب ن ن(. وقوله في تقليبات ) ش ط – واي(: )) أشط يشط

وم، فهو مشط (() (.4إشطاطا، إذا جار في السوهذا من ) ش ط ط( ولا صلة له بالمعتل.

ومن هذا إيراده )) الأحذ(( في ) ح ذ – واى ( و )) فرس أغر(( في تقليبات ) رغ – واي ( و )) أرم القوم (( في ) رم – واي ( و )) أشظ يشظ (( في

) ش ظ – واي (. وليست هذه من تلك، وهي كسابقتها من أصول

ثلاثية مضعفة.ثالثا: الخلل في باب المهموز:

عقد ابن دريد للمهموز في الثلاثي بابا بعنوان: ( أتى فيه على الألفاظ5)) باب النوادر في الهمز (()

الثلاثية التي في أصولها همزة في الفاء مثل: أنتجل، وهو أشد من الأنين، أو في العين، مثل: الر

شته و أولعته به، أذأرت الرجل بصاحبه إذآرا؛ أي: حرأو في اللام، مثل: أرجأت الأمر.

ولكن ابن دريد – كعادته – اضطرب في بعض الأصول، فأورد ألفاظا ثلاثية ليست مهموزة الأصول، نحو:

( إذا أقام به.6)) ألب بالمكان إلبابا (()

(4/412)

(كذلك.1و)) أرب به إربابا (()( – أيضا.2و)) أبن به إبنانا (()

ة؛ أي: و)) ألج القوم إلجاجا، إذا سمعت لهم لج(.3صوتا (()

(.4و)) أرنوا إرنانا، إذا سمعت لهم رنينا (()

(.5و)) أزننت الرجل بالشيء إزنانا، إذا اتهمته (() وأصول هذه الأفعال على التوالي هي: ) ل ب ب ( و)

رب ب( و) ب ن ن ( و) ل ج ج( و) ر ن ن( و) ز ن ن ( و الهمزة فيها جميعا زائدة، وهي على وزن

)أفعل(. ولعل ابن دريد رأى هذه الهمزة في هذه الأفعال فظنها أصلية، أو ذهل عنها، أو عاملها

معاملة الأصلي. وجاء ابن دريد في هذا الباب بألفاظ مهموزة، ولكنها

ليست ثلاثية، كقوله:(.6تكأكأت عنه: توقفت (()))

و)) زأزأت المرأة، إذا حركت منكبيها في مشيتها (()7.)

(.8و)) جؤجؤ الطائر، وهو الصدر (()(.9و)) البؤبؤ: الأصل (()

وهذه من الرباعي المضاعف، الذي عقد له بابا في الثنائي وسماه )) الثنائي الملحق ببناء الرباعي

(.11( وألحق به بابا خاصا للمهموز منه)10المكرر (()

المبحث الثالث : الخلل في الرباعي وما ألحق به أورد ابن دريد ألفاظا ليست رباعية الأصول في

أبواب الرباعي، وهو يضطرب هنا فيما فيه تاء تأنيث، وما فيه حرف علة زائد، وما فيه نون ثانية زائدة، وما

فيه حرف مكرر للإلحاق، ونحو ذلك.ويمكن بيان هذه الأنواع فيما يأتي:

أولا: ما فيه تاء تأنيث: وأعني به الأسماء المؤنثة بتاء التأنيث، وهذا النوع

مما يكثر فيه الخلط والاضطراب في الجمهرة، وقد تقدم منه أشياء في المبحث السابق في الكلام على

الثلاثي. وفي أبواب الرباعي – هنا – أسماء ليست رباعية

مؤنثة بتاء التأنيث جعلها ابن دريد من الرباعي لعلة نذكرها – إن شاء الله – في الفصل الثالث، في

الحديث عن أسباب الخلل والاضطراب في الجمهرة،وحسبنا – هنا – أن نعرض الخلل في الأصول، كما هو.

(4/413)

ومن هذه الألفاظ التي أوردها ابن دريد في الرباعيلنظرته إلى تاء التأنيث وعدها من أصل الكلمة:

( وهي من الثلاثي1والثبرة: الأرض السهلة (()))

) ث ب ر ( وليست من الرباعي و )) البثنة الأرض ( وهي من2السهلة اللينة، وبه سميت بثنة وبثينة (()

الثلاثي ) ب ث ن (.( وهي من ) ب ج ر (3و)) بجرة: اسم (()

جبة: بناء يبني تحت النخلة إذا مالت (() (4و)) الروهي ليست من الرباعي.

( وهي5و)) الجربة: القراح، الذي يزرع فيه (()كسابقتها.

اب كالكنانة للنبل (() ( وهي ثلاثية6و)) الجعبة للنشكسابقتها.

و)) الخنابة و الخنابة: خنابة الأنف، وهي جانبا الأنف،(.7أو وتريه (()

و)) العنتة … وهو المبالغ في الأمر إذا أخذ فيه (()8.)

(.9و)) التلنة: البقية من الشيء (()(.10و)) الخثلة: أسفل البطن (()

(.11و)) دعثة: اسم أبي بطن من العرب (() (، وابن دريد لا يجهل أنه من12ومثل هذا كثير)

الثلاثي، وأن هاء التأنيث فيه ليست من أصل بنائه، ولكنه أورده لعلة نذكرها لاحقا -إن شاء الله- كما

أشرت آنفا.ثانيا: ما فيه حرف علة زائد

أورد ابن دريد في باب الرباعي الصحيح ألفاظا ملحقة بالرباعي بحرف علة، وهي ثلاثية الأصول،

( فهذا ثلاثي13نحو: )) البحون: الرمل المتراكب (() على وزن ) فعول ( وهو ملحق بالرباعي ) فعلل (

كجعفر، وموضعه الثلاثي ) ب ح ن (.ومنه: )) البيقر: عدو يطأطئ الرجل فيه رأسه (()

( وهو من الثلاثي ) ب ق ر ( والياء فيه زائدة14للإلحاق بالرباعي، ووزنه ) فيعل ( ملحق ب ) فعلل (.

ومنه )) الحوكلة: أن يمشي الرجل ويضع يديه في(.15خصره، يعتمد عليهما (()

فهو من ) ح ك ل ( والواو زائدة للإلحاق.

(4/414)

وينبغي أن تذكر مثل هذه الألفاظ في أبواب الثلاثي،وليس لذكرها في الرباعي الصحيح مسوغ مقبول.

ويلحق بهذا ما ذكره تحت بعض العناوين الخاصة، ك(.1)) باب ما جاء على فيعل و فوعل (()

ومما أورده فيه: )) رجل حيفس: ضخم آدم ... ورجل(.2زيفن: طويل (()

وحرف العلة في هاتين الكلمتين زائد، وهما ثلاثيتان،ومكانهما أبواب الثلاثي.

ومن ذلك ما ذكره تحت عناوين مختلفة، مثل )) باب ( و)) باب4( و)) باب ما جاء على فوعل (()3فيعل (()

( و )) باب فعلى من الأسماء5ما جاء على فعول (() (، و7( و )) باب ما جاء على فعلى (()6والصفات (()

)) باب ما جاء على(.9( و )) باب ما جاء على فعلى (()8فعلى (()

ومكان هذه الأبواب هو الثلاثي وما ألحق به؛ لأنحرف العلة في هذه الأبنية زائد، والأصل فيها ثلاثي.

ثالثا: ما فيه نون ثانية زائدة: أدرج ابن دريد في باب الرباعي كلمات على أربعة

أحرف في الصورة ثانيها نون، ونص على زيادة تلك النون، فهي ثلاثية الأصول، كقوله: )) عنبس: من(.10أسماء الأسد، والنون زائدة؛ لأنه من العبوس (()

ومكانه إذا كانت النون زائدة مادة ) ع ب س ( منأبواب الثلاثي، ولم يشر إلى ذلك مع أنه ذكره هناك)

( على الوجه الصحيح على منهج معاجم الألفاظ11التي تقوم على الأصول.

ومنه قوله: )) حندم: اسم، النون فيه زائدة، وهو من(.12الحدم، والحدم شدة التهاب النار وحرارتها (()

وهذا ثلاثي مع إقراره بزيادة النون، ولم يذكره فيموضعه من الثلاثي.

ومثله قوله: )) حنكش: اسم، والنون زائدة، وهو من(.13الحكش، والحكش: التجمع (()

وقوله: ))شندق: اسم، النون فيه زائدة، وهو مندق (() (.14الش

وهذا النوع أقرب إلى خلل المنهج في صناعةالمعجم؛ لأنه نبه على الأصل، كما ترى.

رابعا: ما فيه حرف مكرر للإلحاق.

(4/415)

أورد في أبواب الرباعي المعتل ما فيه حرفان مثلانفي آخره، ومنه قوله: )) شربب: موضع.

ودعبب: ثمر نبت.وحلبب –أيضا– مثله.

وصندد: اسم جبل معروف.

ورمدد –وهو الرماد– ويقال: رمدداء –أيضا- ممدود.وسردد: موضع …

(.1وقردد: أرض صلبة شديدة (()ر الحرف فيها لإلحاق وهذه الألفاظ ثلاثية الأصول، كر

(،2الثلاثي بالرباعي، كقولهم في ضرب: ضربب) إلحاقا بدحرج، وليست هي رباعية الأصول، ف

)) شربب (( و )) دعبب (( و )) سردد (( ملحقة ب )) جؤذر (( و )) صندد (( و )) رمدد (( ملحقان ب

)) زبرج (( و )) قردد (( ملحق ب )) جعفر ((خامسا: ما فيه تضعيف:

وهذا على نوعين: أحدهما ما ضعفت لامه، والآخر ماضعفت عينه، وهما كما يلي:

ما ضعفت لامه:1 وجعل له بابا عنونه بقوله: )) باب ما جاء من الرباعي

على فعل وفعل وفعل وإن كان لفظه ثلاثيا فهو(.3رباعي يلحق بباب فعلل (()

ومما أورده فيه قوله: )) وخدب، بعير خدب، إذا كان(.4عظيم الخلق (()

(.5و)) هبل: عظيم الخلق من الإبل، والناس (() و)) رجل كبن وحبن، إذا كان منقبضا، وربما سمي

(.6البخيل كبنا (() ما ضعفت عينه:2

وجعل له بابين، أحدهما: )) باب ما جاء على فعل ( والآخر بعنوان:7لفظه الثلاثي، وهو رباعي (()

(.8)) باب ما جاء على فعل (()(.9ومما أورده في الأول قوله: )) غرب: موضع(()

و)) غبر: باقي اللبن في الضرغ، وكذلك غبر(.10الحيض (()

و)) زمج: ضرب من الطير، فارسي معرب، وقد(.11تكلمت به العرب (()

م: وهو لقب العنبر ومما أورده في الثنائي: )) خض (، ويقال في هذا12بن عمرو... وبذر: موضع (()

النوع ما قيل في سابقه مما ضعفت لامه.سادسا: كلمات متفرقة.

(4/416)

ثمة كلمات متفرقة وضعت في أبواب الرباعي وليست رباعية، فمنها قوله في الرباعي الصحيح:

(.1)) جحمرش: عجوز كبيرة (()

وهذا اللفظ خماسي كما ترى. ومنها قوله فيه: )) الغضف: خوص طوال يشبه خوص

(، وهذا2المقل، وليس به؛ يقال له نخل الشيطان (()ثلاثي كما ترى.

وقوله: )) فأما المقرم فالفحل من الإبل، لا يبتذل (3بحمل، ولا يذلل، وبذلك سمي السيد مقرما (()

وهذا ثلاثي والميم فيه زائدة، ووزنه ) مفعل ( من(.4أقرمه، أي جعله قرما، فهو مقرم)

وذكر في باب ) فوعل (: )) القسور: نبت، والقسور أيضا: اسم من أسماء الأسد، زعموا، وهو

(.5القسورة ... (() وهذا ليس من باب ) فوعل ( وفوق ذلك ليس رباعيا،

ووزنه ) فعول ( ولعله سهو من ابن دريد.

المبحث الرابع ا: لخلل في الخماسي وما ألحق به توسع ابن دريد في مفهوم الخماسي كثيرا، فأورد

فيه ألفاظا ثلاثية الأصول أو رباعيتها، ولهذا جاء الباب حافلا بالألفاظ والأبنية. ولو خلصه مما جاء فيه من غير الخماسي ما بقي فيه سوى القليل. ويمكن

بيان ذلك بما يأتي:أولا: الأصول الثلاثية

أورد ابن دريد ألفاظا ثلاثية الأصول في أبواب الخماسي، أشار إلى أوزانها في عناوين الأبواب،

ولكثرة هذه الألفاظ وتنوعها أكتفي بذكر نماذج منها،من خلال أوزانها:

أ- )فعنعل( وهو ما جاء بزيادة نون ثالثة ساكنة، وتكرير العين،

مثل: عقنقل، وهو ما ارتكم من الرمل، وتعقل بعضه ببعض. وابن دريد يجعل هذا من الخماسي، فأورد منه

ما وسعه جمعه من ألفاظه.ء ومن ذلك على سبيل المثال:)) عقنقس: سي

ء7(و))عصنصر:موضع(()6الخلق(() (و)) خزنزر: سي(.8الخلق (()

(4/417)

وهذه ألفاظ ثلاثية الأصول بزيادة النون الوسطى وتكرير العين، ووزنها )فعنعل(وهي ملحقة ب

)) سفرجل (( وأصولها على التوالي: )ع ق س( و)عص ر( و)خ ز ر( فهي إذن ليست من الخماسي.

ب- )فعنلل( وهو قريب مما تقدم، أي فيه نون ثالثة ساكنة، إلا أن

التكرير فيه للام وليس للعين ولهذا يوهم وزنه بأنه رباعي مزيد بحرف، وهو ثلاثي مزيد بحرفين؛ لأن

اللام الأخيرة ليست أصلا، فهي للتكرير، أي: للإلحاق. ومما ذكره ابن دريد من هذا النوع، وأورده في أبواب

الخماسي:(.1ضفندد: ضخم لا غناء عنده (())) (، وهو الملجأ.2علندد: (())) (.3عرندد: صلب شديد (()))

وهذه الكلمات ثلاثية الأصول ملحقة بالخماسي )فعلل( نحو )) سفرجل (( وأصولوها على التوالي:

)ض ف د( و)ع ل د( و)ع ر د(.ج- )فعلعل(

وهو الثلاثي الملحق بالخماسي بتكرير حرفين: العينؤد الناعم) رعرع (( وهو الشاب الر واللام، نحو: )) الس

4.)(.5و)) سمعمع: خفيف سريع (()

(.6و)) شمقمق: طويل (() وهذه ألفاظ ثلاثية مزيدة، أصولها: )س ر ع( و)س م

ع( و)س م ق( فهي ليست من الخماسي.د- باب )فعول(

وهذا عنوان باب سماه )) باب ما جاء على فعول من( ومما جاء فيه:7الخماسي (()

ء الخلق ((.)) رجل عذور: سيو)) عطود: طويل ((.

و)) حزور: غلام قد أيفع ((.وأصول هذه الألفاظ: )ع ذ ر( و)ع ط د( و)ح ز ر(.

هـ- باب )فعيل((:8ومما جاء فيه)

رجل سكير: دائم السكر ((.)) و)) شمير: مشمر في أموره ((.

و)) عميت: لا يهتدي لجهته ((. وأصول هذه الألفاظ: )س ك ر( و)ش م ر( و)ع م ت(

وهي ليست خماسية كما ترى.و- باب )إفعيل((:9و مما جاء فيه)

إزميل، وهي الشفرة التي تكون للحذاء ((.)) و)) الإغريض: الطلع ((.

و)) إحريض: صبغ أحمر، وقالوا العصفر، لغة لبنيحنيفة ((.

(4/418)

وأصول هذه الألفاظ: )ز م ل( و)غ ر ض( و)ح ر ض(وهي ثلاثية.

ز-باب )أفعول((:1ومما جاء في هذا الباب)

أفحوص القطاة: موضع بيضها، وكل موضع)) فحصته، فهو أفحوص ((.

و)) الألهوب: ابتداء جري الفرس ((. و)) الأسلوب: الطريق، يقال: أخذ في أساليب من

الحديث، أي في فنون منه ((. وأصول هذه الكلمات: )ف ح ص( و) ل هـ ب( و)س ل

ب(ح- باب )أفعولة وإفعيلة(

(:2ومما جاء فيه)يقال: هذه أحدوثة حسنة للحديث الحسن ((.))

و)) أطروحة: مسألة يطرحها الرجل على الرجل ((.و)) أدحية: موضع بيض النعام ((.

وأصول هذه الكلمات: )ح د ث( و)ط ر ح( و)د ح و( (، ولكن دخله الإعلال3وهذا الأخير واوي، وليس يائيا)

بالقلب والإدغام.ط- باب )يفعول(

(:4ومما جاء فيه)يسروع: دويبة تكون في الرمل ((.))

و)) يعسوب النحل: الذكر العظيم منها، الذيتتبعه ((.

و)) يربوع: دويبة أكبر من الفأرة، وأطول قوائموأذنين ((.

والأصول الثلاثية لهذه الألفاظ كما يلي: )س ر ع(و)ع س ب( و)ر ب ع(.

ي- باب )فعوال((:5ومما جاء فيه)

نخلة قرواح: ملساء ((.)) و)) ناقة هلواع: شهمة الفؤاد ((.

و)) عصواد: مستدار القوم في حرب أو صخب ((. وأصول هذه الكلمات: )ق ر ح ( و)هـ ل ع( و)ع ص

د(.

ك- باب ) فعيال((:6ومما جاء فيه)

باع ((.)) هلياغ: ضرب من السو)) رجل حرياض: عظيم البطن ((.

رياح: الجراد ((. و)) السوأصولها الثلاثية: )هـ ل غ( و)ح ر ض( و)س ر ح(.

ل- باب )فيعول((:7ومما جاء فيه)

عيشوم: ضرب من النبت ((.)) و)) هينوم: صوت تسمعه ولا تفهمه، وهو مأخوذ من

الهينمة ((.و)) قيصوم: نبت طيب الريح ((.

وأصولها الثلاثية: ) ع ش م ( و) هـ ن م ( و) ق صم (.

م- باب )تفعال((:8ومما جاء فيه)

رجل تكلام: كثير الكلام ((.)) و)) رجل تمساح: كذاب ((.

(4/419)

و)) تنبال: رجل قصير لئيم ((.وأصولها: ) ك ل م ( و) م س ح ( و) ن ب ل (.

ن- باب ) فاعول((:1ومما جاء فيه)

اجور: الخشبة تجعل في عنق الأسير،)) السكالغل ((.

و)) صاقور: فأس تكسر بها الحجارة ((.و)) حاذور: خائف من الناس …لا يعاشرهم ((.

وأصولها: ) س ج ر( و) ص ق ر( و) ح ذ ر(س- باب )فيعال(

(:2ومما جاء فيه)عيثام: ضرب من الشجر، يقال: إنه الدلب ((.))

و)) غيداق: ممتلىء الشباب، وصبي غيداق، إذا تمشبابه ((.

و)) هيذار: كثير الكلام، وربما قالوا: هيذارة بيذارة ((.وأصولها الثلاثية: )ع ث م( و)غ د ق( و)هـ ذ ر(.

ع-باب )فعالى((:3ومما جاء فيه)

زبانى العقرب: طرف قرنها، ولها زبانيان ((.))

و)) شكاعى: ضرب من النبت ((.لاميات: عظام صغار يشتمل عليها لامى والس و)) الس

عصب الكفين والقدمين ((.وأصولها الثلاثية: )ز ب ن( و)ش ك ع( و)س ل م(.

ف- باب )فعول((:4ومما جاء فيه)

وب: نبت (()) خرو)) قعور: بئر عميقة ((.

و)) بلوق: أرض لا تنبت شيئا، تزعم العرب أنها منبلاد الجن ((.

وأصولها ثلاثية كما ترى وهي: )خ ر ب( و)ق ع ر(و)ب ل ق(.

ص- باب )فعوعل((:5ومما جاء فيه)

رنونى: دائم النظر ((.)) و)) قطوطى: متقارب الخطو ((.

و)) عثوثى: جاف غليظ ((.وأصولها الثلاثية: )ر ن و( و)ق ط و( و)ع ث و(.

ق- باب )يفعيل((:6ومما جاء فيه)

يعضيد: نبت ((.)) و)) يعقيد: ضرب من الطعام يعقد ((

و)) يقطين: وهو كل شيء انبسط على وجه الأرضمن الدباء ((.

وأصولها الثلاثية: )ع ض د ( و)ع ق د ( و)ق ط ن(.ر- باب )فعالية((:7ومما جاء فيه)

الهبارية: ما يسقط من الرأس، إذا مشط ((.)) و)) صراحية: أمر مكشوف واضح ((.

و)) عفارية ... : الشعر النابت وسط الرأس ((.

(4/420)

وأصولها الثلاثية: )هـ ب ر( و)ص ر ح( و)ع ف ر(.ش- باب )فعالية(

(:1ومما جاء فيه)حمار حزابية: غليظ ((.))

و)) رجل عباقية: داهية منكر ((.و)) جراهية: جماعة من الناس ((.

وأصولها الثلاثية: )ح ز ب( و)ع ب ق( و)ج ر هـ(.

ثانيا: الأصول الرباعية: أورد ابن دريد ألفاظا رباعية كثيرة في أبواب

الخماسي، أشار إلى أوزانها في عناوين الأبواب، بما يشبه ما تقدم عرضه آنفا من الأصول الثلاثية

المذكورة في أبواب الخماسي من خلال أوزان ثلاثيةمزيدة.

ومن الأوزان الرباعية المزيدة المذكورة فيالخماسي: ) فعلل ( و) فعنلل ( و) فعيلل (.

و)فعولل( و)فعليل( و)فعلول( و)فعلال( و)فعالل( و)مفعلل ( و)فيعلول( و)) فعلال (( و)) فعللة ((

وهي على النحو الآتي :أ- باب )فعلل(

وهذا الوزن يكون رباعيا مزيدا، ويكون خماسيا مجردا، فإن كان وزنا لكلمة مضعفة اللام الأولى،

مثل عدبس فهو رباعي مزيد، وإن كان وزنا لكلمة خماسية مثل ) سفرجل ( فهو خماسي مجرد، وأكثر الألفاظ التي أوردها ابن دريد في هذا الوزن رباعية

مزيدة بالتضعيف، فمكانها الصحيح الرباعي، ومما جاء(:2في هذا الباب)

بعير عدبس: شديد الخلق شرس الخلق ((.)) و)) بعير هملع: سريع السير ((.

و)) حبلق: قصير زري ((. وأصولها الرباعية: )ع د ب س( و)هـ م ل ع( و)ح ب

ل ق(ب- باب )فعنلل(

(،3ذكر هذا الوزن في باب ألحقه بالباب السابق)ومما جاء فيه:

ين والقدمين ((.)) شرنبث: غليظ الكفو)) جحنفل: غليظ الشفة ((.

و)) قفندر: سمج قبيح المنظر ((. وأصولها الرباعية: )ش ر ب ث( و)ج ح ف ل( و)ق ف

د ر(.ج- باب )فعيلل(

(:4ومما جاء فيه)سميدع: سيد كريم ((.))

و)) سبيطر: طويل، وربما قالوا: سباطر ((.و)) قليذم: بئر كثيرة الماء ((.

(4/421)

وأصولها الرباعية: )س م د ع( و)س ب ط ر( و)ق لذ م(.

د- باب )فعولل((:1ومما جاء فيه)

حبوكر: اسم من أسماء الداهية ((.)) و)) سرومط: وعاء يكون فيه زق الخمر، ونحوه ((.

و)) قلوبع: لعبة يلعب بها الصبيان ((.وأصولها: )ح ب ك ر( و)س ر م ط( و)ق ل ب ع(.

هـ- باب )فعليل((:2ومما جاء فيه)

رجل عتريف: غاشم ((.)) و)) القطمير: الحبة التي تكون في باطن النواة،

تنبت منها النخلة ((. و)) غمليس: وهو الغمر، وهو صغار البقل الذي ينبت

تحته كباره ((. وأصولها الرباعية: )ع ت ر ف( و)ق ط م ر( و)غ م ل

س(.و- باب )فعلول(

(:3ومما جاء فيه) دملوج: وهي الجبارة التي تجعلها المرأة في))

عضدها ((.و)) دعموس: دودة سوداء تكون في الماء الآجن ((.

رعوب: ابن عرس ((. و)) الس وأصولها الرباعية: )د م ل ج( و)د ع م ص( و)س ر ع

ب(.ز- باب )فعلال((:4ومما جاء فيه)

جرفاس: من وصف الأسد، وهو الغليظ العنق ((.)) و)) الفرضاخ: النخلة الفتية ((.

و)) طربال: وهي الصخرة العظيمة المشرفة منجبل أو جدار ((.

وأصولها: )ج ر ف س( و)ف ر ض خ( و)ط ر ب ل(.ح- باب )فعالل((:5ومما جاء فيه)

علاكم: صلب شديد ((.)) و)) جراضم: عظيم البطن، وقالوا: النهم الأكول ((.

و)) قراشم: خشن المس ((. وأصولها الرباعية: )ع ل ك م( و)ج ر ض م( و)ق ر

ش م(

ط- باب )مفعلل((:6ومما جاء فيه)

ماء مزمهل: إذا كان صافيا ((.)) و)) مقفعل، يقال اقفعلت يده، إذا تقبضت من

برد ((.و)) شعر مقلعط: شديد الجعودة ((.

وأصولها الرباعية: )ز م هـ ل( و)ق ف ع ل( و)ق ل عط(

ي- باب )فيعلول((:7ومما جاء فيه)

خيتعور: لا يدوم على العهد ((.)) و)) عيطموس: تامة الخلق من الإبل ((.

و)) ناقة عيسجور: سريعة نشيطة ((.وأصولها: )خ ت ع ر( و)ع ط م س( و)ع س ج ر(

(4/422)

ك- باب )فعلال((:1ومما جاء فيه)

سجلاط: وهو النمط يطرح على الهودج ((.)) و)) طرماح: طويل ((

و)) جهنام: ركي بعيدة القعر ((.وأصولها: )س ج ل ط( و)ط ر م ح( و)ج هـ ن م(.

(2ل- باب )فعللة()(:3ومما جاء فيه)

قرنبضة: قصيرة ((.)) و)) خرنفقة: قصيرة أيضا ((.و)) جلندحة: صلبة شديدة ((.

والنون المتوسطة في هذه الكلمات زائدة، وهيرباعية الأصول من: )ق ر ب ض(

و)خ ر ف ق( و)ج ل د ح( ومكانها الرباعي، وليسالخماسي.

المبحث الخامس : الخلل في أبواب اللفيف بعد أن انتهى ابن دريد من عرض المادة المعجمية

اللغوية على الأبواب السابقة الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية، أراد أن يفرد بعض الأوزان،

( لقصر4ويجعلها في باب سماه )) أبواب اللفيف (()( .5أبوابه والتفاف بعضها ببعض، كما يقول)

وأتى فيه على قدر صالح من الأبنية ) الأوزان ( أورد

فيها ما جاء عليها من الألفاظ، ولكنه كعادته -في هذاالمعجم- لم يخل من الاضطراب في الأصول.

وأعرض -هنا- نماذج لما جاء في هذه الأبنية ) الأوزان( من خلل في الأوزان لاضطراب الأصول:

أ- باب ) فعلعال (. (: )) جلنداء (( اسم قبيلة، و6أورد فيه كلمتين)

لحفاة، والأولى منهما لحفاء (( لغة في الس )) الس ثلاثية مزيدة وهي على وزن ) فعنلاء (. وتأتي

مقصورة: )) جلندى (( ووزنها حينئذ ) فعنلى ( كما(.7ذكر ابن عصفور)

والأخرى رباعية، ووزنها ) فعلاء (.والكلمتان ليستا من وزن ) فعلعال (.

ب- باب ) فعللى (.(:8ومما جاء فيه)

بنترى: من أسماء الدواهي ((.)) الزو)) الحدبدبى: لعبة يلعبون بها ((.

والأولى منهما رباعية، ووزنها ) فعنللى ( أما الثانية فهي ثلاثية، ووزنها ) فعلعلى ( بتكرير العين واللام،

وزيادة الألف آخرا.ج- باب ) فنعلل (.

(:9ومما جاء فيه)

(4/423)

عجوز جحمرش: يابسة ((.)) و)) كمرة: قهبلس: عظيمة ((.

وهاتان الكلمتان خماسيتان على وزن ) فعللل ( وليستا رباعيتن، كما يفهم من وزن ابن دريد،

والعجيب أنه ليس فيهما نون زائدة تقابل ما فيالميزان الذي ذكره، ولعل الميزان محرف.

د- باب ) فعللاء (.(:1ومما جاء فيه)

الجربياء: وهي الريح الشمال ((.)) و)) القرحياء: الأرض الملساء ((.

وهما ثلاثيتان على وزن ) فعلياء ( ووزن ابن دريد يوحي بأنهما رباعيتان، وليستا كذلك.وقد أشار محقق

الكتاب إلى أنه ورد في بعض النسخ ) فعلياء ( وهذاهو الصحيح.

هـ- باب ) فعليان (.ومثل له ب )) هذريان (( كثير الكلام.

(:2ومما جاء فيه)تان (( وهو الرجل القوي الجافي.)) عف

وليس هذا من هذا الوزن، فهو: ) فعلان ( والعجيبتان (( ياء لتظهر في أنه ليس في كلمة )) عف

الميزان، ولولا ما صحبها من ألفاظ أخرى لقلت: إنالوزن الذي ذكره مصحف من )فعلتان(.

و- باب ) فعللان (.(، وهما:3وجاء فيه بكلمتين)

هزنبزان: سيء الخلق ((.)) و)) دعنكران: متدرئ على الناس ((.

وليس هاتان الكلمتان من هذا الوزن فهما من) فعنللان ( بزيادة النون.

ز- باب ) فوعلان (. (: )) يوم أرونان: شديد في الخير4ومما جاء فيه)

والشر ((. (5وليس هذا منه، فهو ) أفعلان ( كما ذكر سيبويه)

(.6وغيره)ح- باب ) فعلعيل (.

(: )) شرحبيل: اسم (( رجل.7ومما جاء فيه) وهذا خماسي مزيد على وزن ) فعليل ( وقد ذكره(.8ابن دريد في وزنه الصحيح، في غير هذا الموضع)

ط- باب ) فعليت (.(:9ومما جاء في هذا الباب)

عتريس: يعترس الشيء، أي: يأخذه غصبا.)) وعتريف: اسم.

وصمليل: ضرب من النبت.وقرميد: الآجر، أو نحوه، رومي معرب.

وقنديد:عصير عنب يطبخ بأفاويه ((.

(4/424)

وليست هذه الكلمات من ذلك الباب، فهي على وزن ) فعليل ( والغريب أنه ليس في آخرها تاء حتى يتردد

الرأي في أصالتها أو زيادتها كما في )) حلتيت ((.ي- باب ) فعلنة (.

(.1وجاء فيه: )) أرض دمثرة: سهلة (() وليس في هذه الكلمة نون قبل تاء التأنيث، ووزنهاالصحيح ) فعلة ( وليس فيها نون، كما في الميزان.

ك- باب ) فعللى (. وجاء فيه: )) مرحيا: كلمة تقال عند الإصابة في

الرمي.(.2وبرديا: موضع (()

والياء المضعفة في هاتين الكلمتين زائدتان، ووزنهما (، إلا أنها محركة3) فعليا ( وهي كذلك عند سيبويه)

(،4العين، هكذا: فعليا، وكذلك رواها ابن الدهان)(.5وابن عصفور)

المبحث السادس : أخطاء صرفية صريحة لابن دريد -بعد ذلك- آراء أو اجتهادات صرفية غير موفقة في أوزان ألفاظ، أو تحديد زوائد فيها، أو إعادتها إلى أصولها اللغوية، كقوله في مادة )م ح

ق(: )) فأما قول الشاعر:يقلب صعدة جرداء فيها

م أو قرن محيق نقيع الس

فليس من هذا، وهو من حقت الشيء أحيقه، وأحوقه؛ إذا دلكته، فهو محيق: مدلوك. وهو فعيل

(.6في معنى مفعول (() فكيف يكون )) المحيق (( من حقت، ويكون على وزن

)فعيل(؟ والوجه أن المحيق إما أن يكون من أصل ثلاثي

صحيح، وهو )م ح ق( وإما أن يكون من أصل أجوف، وهو )ح و ق( أو )ح ي ق( فإن كان من )م ح ق( فوزنه )فعيل( وإن كان من )ح و ق( أو )ح ي ق(

فوزنه )مفعل(. ومن أخطائه الصرفية قوله: )) ليس في كلامهم فعلول موضع الفاء منه ميم إلا في هذا الحرف:

مغرود ومغفور، وهو صمغ يسقط من الشجر حلو(.7ينقع، ويشرب ماؤه حلوا (()

وقال في موضع آخر: )) والمغافير: لثي من لثى الشجر، وهو الصمغ؛ الواحد: مغفور، وهو أحد ما جاء

(.8على فعلول موضع الفاء ميم (()

(4/425)

والصواب أن )) مغرودا (( و)) مغفورا (( على وزن )مفعول( لأن الميم زائدة. وفي هذا يقول ابن

خالويه: )) ليس في كلام العرب اسم على )مفعول( إلا مغرود، وهي الكمأة، ومعلوق: شجر، ومنخور: لغة

في المنخر، ومغثور ومغفور من المغافير: صمغ

(.1حلو (()(.2ومثل هذا ما حكي عن الفراء)

ومنه قوله في مادة )ن س س(: )) ونس فلان إبلهها نسا، إذا ساقها، والمنساة غير مهموز مفعلة ينس

(.3من هذا (() وقوله: إن المنساة )مفعلة( صحيح، ولكن كيف تكون

من هذا؛ أي: من هذا الأصل: )ن س س(؟ لو كانتة (( مثل )) المخدة (( من )خ من هذا لقالوا: )) المنس

د د(. والصواب أن )) المنساة (( -وهي العصا- من أصل مهموز وأصلها )) المنسأة (( بالهمز من )ن س أ(

وتخفف فكأنها -حينئذ- من المعتل: )ن س و( أو )ن س ي( وقد ذكرها ابن منظور في الأصلين المهموز

والمعتل، وقال في المهموز: )) المنسأة: العصا، يهمز ولا يهمز؛ ينسأ بها. وأبدلوا إبدالا كليا، فقالوا:

(.4منساة، وأصلها الهمز (() ومنه قوله في تقليبات مادة )رم - واي(: )) ومن

(.5همز المروءة أخذها من حسن مرآة العين (() وهذا الاشتقاق لا يستقيم عند ربطه بالمادة التي ورد

فيها وهي مقلوب )رم - واي( لأن مرآة العين )مفعلة( من الرؤية، ومادتها )ر أ ى( وليست الميم

فيها أصلية.

(4/426)

ولذا رد عليه تلميذه أبو علي الفارسي، فقال وهو يعنيه: )) وزعم بعض رواة اللغة أن المروءة مأخوذة

من قولهم: هو حسن في مرآة العين. وهذا من فاحش الغلط، وذلك أن الميم في مرآة زائدة،

ومروءة: فعولة، فلو كانت من المرآة لكانت: رئية، ولكنها مأخوذة من أحد شيئين: إما أن تكون فعولة من المرء، كالرجولة من الرجل، وإما أن تكون من

مراءة الطعام؛ لأن الآخذ بها يهضم نفسه لها، فيكف عن كثير مما يرتكبه المطرح لها، قال أبو زيد: مرؤ

( حكاية أبي زيد هذا على أن الميم1مروءة، فدلت)(.2فاء (()

وأنكر الراغب الأصفهاني -أيضا- أن تكون )) المروءة (( مشتقة من قولهم: حسن في مرآة

العين، وقال: )) هذا غلط؛ لأن الميم في مرآة زائدة،(.3ومروءة فعولة (()

الفصل الثالث : أسباب الخلل في الجمهرة وقفنا في الفصل السابق على ما في الجمهرة من

خلل في الأصول واضطراب فيها، وهو كثير كما رأينا فما أسباب هذا الخلل. من خلال المباحث الستة

والاضطراب؟ هل نساير السيرافي وابن جني ومن لف لفهما

فنعزو هذا الخلل إلى ضعف ابن دريد في التصريف؟ وإذا أخذنا بهذا الرأي فكيف نفسر ما يتبدى لقارئ

الجمهرة من براعة ابن دريد اللغوية، وحذقه في التصريف في مواضع متفرقة كثيرة، منها على سبيل

المثال لا الحصر قوله: )) واستعمل الاعتياص، وهو الافتعال من قولهم: اعتاص يعتاص اعتياصا، وهذه

(.4الألف أصلها ياء كأنه: اعتيص (() وقوله في مادة )ل ت ت(: )) زعم قوم من أهل

اللغة أن اللات التي تعبد في الجاهلية صخرة كان عندها رجل يلت السويق وغيره للحاج، فلما مات

عبدت. ولا أدري ما صحة ذلك؛ لأنه لو كان كذلك كان(.5يكون: اللات: بتثقيل التاء لأنها تاءان (()

(4/427)

وقوله في مادة )ذ خ ر(: )) وادخرت ادخارا، وهو افتعلت من الذخر؛ الأصل فيه اذتخرت، فقلبوا التاء دالا، لقرب مخرجها منها، وأدغموا الذال في الدال،(.1وكذلك يفعلون في نظائرها، مثل ادكر، ونحوه (()

فق، من قولهم: وقوله: )) المدالاة: المفاعلة من الر دلوته في السير أدلوه دلوا، إذا رفقت به في

(.2السير (() وقوله في مادة ) ك و ر(: )) كار الرجل إذا أسرع في

مشيته يكور كورا، واستكار استكارة. قال أبو بكر: وهذه الألف التي في استكار مقلوبة عن الواو، وكان

الأصل: استكور، فألقيت فتحة الواو على الكاف، فانقلبت ألفا ساكنة: وسمي الرجل مستكيرا من هذا

())3.) وقوله في مادة )ف ر ع(: )) وأما فرعون فليس

باسم عربي يحكم فيه التصريف. وأحسب أن النون فيه أصلية؛ لأنهم يقولون: تفرعن، وليس من هذا

(.4الباب (() ومثل هذا كثير في )) الجمهرة ((، وهو يدل دلالة

واضحة على تمكن ابن دريد من التصريف، إلى الحد الذي يؤهله لوضع معجم لغوي يقوم أساسا على

معرفة أصول الألفاظ، وما يعتريها من زوائد، وهل يصح بعد هذا ما يردده بعض الباحثين المعاصرين،

وهو )) أن معظم أخطاء ابن دريد قد نتجت عن عدم(.5خبرته بعلم الصرف (()

إن لخلل الأصول في الجمهرة أسبابا مختلفة منها ما يتصل بمنهج ابن دريد، ومنها ما يتصل برؤيته الخاصة لبعض المسائل اللغوية، ومنها ما يحمل على السهو.

وفيما يلي أبرز الأسباب التي أدت إلى الخللوالاضطراب في هذا المعجم:

الأول: اضطراب المنهج: إن نظام التقليبات وكثرة الأبواب والتفريعات

والملحقات غير المحكمة أوقعت ابن دريد في شيء غير قليل من خلل الأصول، فالمعجم مقسم عنده

إلى الثنائي وما يلحق به، فالثلاثي وما يلحق به، فالرباعي وما يلحق به، فالخماسي وما يلحق به، ثم

أبواب اللفيف وأبواب النوادر.

(4/428)

ويلحق بباب الثنائي أبواب للثنائي الملحق ببناء الرباعي المكرر، فباب للهمزة، وما يتصل بها من

الحروف في المكرر، فباب للثنائي في المعتل وماتشعب منه.

ويلحق بأبواب الثلاثي الصحيح باب لما يجتمع فيه حرفان مثلان في موضع الفاء والعين أو العين واللام

أو الفاء واللام، فباب لما كان عين الفعل منه أحدحروف اللين، فباب للنوادر في الهمز.

ويلحق بأبواب الرباعي أبواب للرباعي المعتل، فباب لما فيه حرفان مثلان من الرباعي، ثم ألحق به

عشرين بابا لأوزان مختلفة، حتى يخيل للقارئ أنهأمام معجم من معاجم الأبنية لا الألفاظ.

أما أبواب الخماسي وما يلحق بها من أبواب مبنية على الأوزان، وكذلك أبواب اللفيف والنوادر فهي

إلى معاجم الأبنية أقرب، وفيها أدخل، والاضطرابفيها فاش.

وللفيف عند ابن دريد مفهوم يختلف عما اصطلح عليه الصرفيون، وهو لا يريد به إلا الأبواب القصيرة، يقول: )) سميناه لفيفا لقصر أبوابه والتفاف بعضها

( هكذا.1ببعض (() وبسبب هذا الاضطراب في المنهج تشتتت الألفاظ

والأبنية، وتكررت، واضطربت الأصول، ونتج عن ذلك الاضطراب في المنهج أن أورد ابن دريد ألفاظا ثلاثية

الأصول في أبواب الرباعي، وأورد ألفاظا ثلاثية الأصول أو رباعيتها في أبواب الخماسي، واضطرب

في أوزان كثير منها. ولو أحكم أبن دريد منهجه وقلل من التفريعات

والملحقات، وساير الخليل في تقسيم الأبنية ما وقع في كثير مما وقع فيه، مما قد يحمل على ضعف

التصريف، وليس الأمر كذلك.الثاني: الإملاء:

(4/429)

تقدم أن ابن دريد أملى الجمهرة من حفظه، وارتجلها ارتجالا، ولم يستعن عليها بالنظر في شيء

من الكتب إلا في الهمزة واللفيف فإنه طالع لهما بعض الكتب، وهذا يفسر شيئا مما وقع في الجمهرة

من خلل واضطراب؛ لأن السهو مع الإملاء لا يدفع. ولهذا تقدم ابن دريد معتذرا عن التقصير في آخر

باب المعتل من الثلاثي لما أحس بأن زمام المعجميكاد يفلت من يده، فقال:

هذا آخر الثلاثي سالمه ومعتله، وذي الزوائد منه،)) وإنما أملينا هذا الكتاب ارتجالا لا عن نسخة، ولا تخليد من كتاب قبله، فمن نظر فيه فليخاصم نفسه بذلك،

(.1فيعذر إن كان فيه تقصير أو تكرير (() وكرر اعتذاره في آخر المعجم قائلا: )) وإنما كان غرضنا في هذا الكتاب قصد جمهور الكلام واللغة، وإلغاء الوحشي المستنكر، فإن كنا أغفلنا من ذلك

شيئا لم ينكر علينا إغفاله، لأنا أمليناه حفظا،(.2والشذوذ مع الإملاء لا يدفع (()

وهكذا غلبت حافظة ابن دريد، وحبه التفرد، وغلبة الأقران، وانتزاع الإعجاب من التلامذة على ما كان ينبغي له أن يأخذ به نفسه في معجم لغوي كبير،

يقوم على منهج متشعب الفروع. والإملاء إنما يحسن في نوادر الأدب، لا في اللغة والمعاجم، ولذا لم يعذر

ابن دريد حينما رأى علماء العربية في معجمه خللاواضطرابا.

وفي ظني أن ابن دريد لو تجنب الارتجال ما وقع في

كثير من الهنات والمآخذ، التي نحصيها عليه اليوم.الثالث: هاء التأنيث:

(4/430)

لابن دريد مذهب غريب في رؤيته لأصول الألفاظ، وهو أنه يعد هاء التأنيث ) تاء التأنيث ( من أصول الكلمة كما تقدم في المبحثين الثاني والثالث من

الفصل الثاني، وهذا مذهب فاسد في الصنعة المعجمية، نتج عنه خلل ظاهر في الأصول. ولهذا

اتهم عبدالقاهر الجرجاني ابن دريد بالجهل بأصول (؛ لأنه1الألفاظ، وبأن تصريفه كتصريف الصبيان)

(و)) رعة ((2ذكر )) لثة (( في تقليبات )) ثهلان (( )( مع اختلاف الأصول.3في تقليبات )) عاهر (()

فهل كان ابن دريد يجهل أن هاء التأنيث لا تكون أصلامن أصول الكلمة، فاختلط عليه أمرها؟

لا، ليس الأمر كذلك، فإن زيادة هذا الحرف في الكلمة أمر لا يخفى على المبتدئين، فكيف يخفى

على لغوي مقتدر كابن دريد؟ لقد تعمد ابن دريد إدخال هاء التأنيث في أصول الكلمة عند التقليب، فكان صنيعه ذلك ناشئا عن

قصد، وهو أنه ينظر إلى الكلمة، فإن كان لها مذكر من لفظها لم يعد الهاء من أصولها، وإن لم يكن لها مذكر من لفظها عد الهاء من أصولها؛ لأنها كالحرف

اللازم في الكلمة، فالتاء في )) البكرة (( -وهي الفتي من الإبل- ليست لازمة لها، لأنه يقال للمذكر

)) بكر (( فلذلك ذكرها ابن دريد في مادة ) ب ك ر () (.وأما )) الجمحة (( وهي العين، فالهاء فيها لازمة،4

فلا يقال: )) جمح (( ولذلك ذكرها في الرباعي ) ج م(.5ح هـ ()

فالعبرة عنده بلزوم الحرف وبقائه في الكلمة، وكذلك يفعل فيما فيه زوائد لازمة غير الهاء، كما

سيأتي. ولم يتركنا ابن دريد نستنتج ذلك فنصيب أو

نخطئ،.ولكنه نص عليه في غير موضع من معجمه، كقوله في باب الرباعي: )) القربة: معروفة، وليس

لها مذكر، ولذلك أدخلناها في الرباعي مع هاء(.6التأنيث (()

وقوله: )) حردة: اسم موضع، وهذه الهاء هاء التأنيث،

وليس له مذكر في معناه ، فاستجزنا إدخاله في هذا( أي في الرباعي.7الباب (()

(4/431)

وقوله: )) الجمحة: العين...وإنما أدخلناها في هذا(.1الباب، لأنه لا مذكر لها، فالهاء كالحرف اللازم (()

وقوله: )) الحسكة ... الحقد في القلب، وأدخلناه في هذا الباب؛ لأنه لا مذكر له من لفظه، إلا أن تقول:

(.2حسك، تريد جمع حسكة (() وقوله: )) درهم قفلة؛ أي: وازن ، الهاء أصلية ، وهي

هاء التأنيث، لازمة له، لا تفارقه، ولا يقال: درهم(.3قفل (()

ة السرج. قال ة البيت، وصف ة: صف ف وقوله: )) الص أبو بكر: وإنما أدخلناها في هذا الباب؛ لأنه لا مذكر

(.4لها، والهاء تقوم مقام حرف ثالث (() هذا شأن ابن دريد في هاء التأنيث، ونقف معه هنا

ثلاث وقفات: الأولى: أن هذا الصنيع غير مألوف في صناعة

المعاجم التي تقوم على الأصول، وليس له مبرر مقنع. أما دفاع المستشرق )) كرنكو (( عن ابن دريد

في هذه المسألة، وذكره أن الدافع لابن دريد في ارتكاب هذا هو جهل الناس في عصره، وعدم

استطاعتهم التفريق بين ما فيه الهاء الأصلية، وما (، فأمر غير مقبول، لما فيه5فيه هاء زائدة للتأنيث)

من إساءة الظن بالناس؛ ولأنه لايمكن أن يتخذ جهل الجاهلين وسيلة لارتكاب مثل هذا الشذوذ، في صنعة

محكمة. الثانية: أن ابن دريد اضطرب عند التطبيق، فذكر

ألفاظا مؤنثة بتاء لازمة في أصولها الصحيحة، أي دون أن يعتد بالهاء، فذكر في مقابل ذلك ألفاظا

مؤنثة بتاء ليست لازمة في أصل فيه الهاء، أو ذكرهاة (( ذكرها في ) غ ص ص () في موضعين ك )) الغص

( و)) الشقة (( ذكرها في ) ش ق7( و ) غ ص هـ ()6( ومثل هذا كثير.9( و ) ش ق هـ ()8ق ()

(4/432)

الثالثة: أن عده هاء التأنيث من أصول الكلمة أوقعه في خطأ آخر في الثلاثي المضعف ) الثنائي عند ابن

دريد ( وهو إسقاط لام الكلمة وإحلال الهاء محلها، تقليبات ) م ك هـ ( والصواب كإيراده )) مكة (( في

أنها من ) م ك ك ( فأسقط لام الكلمة وأحل محلها الهاء، وبذلك وقع في خطأين، إدخال الهاء في أصول

الكلمة، وحذف لامها الأصلية، وهي الكاف. ومثل هذا جعله )) البنة: الرائحة الطيبة (( في ) ب ن

( وهي من )ب ن ن( وجعله )) الفضة (( في1هـ ()( وهي من ) ف ض ض (.2تقليبات ) ف ض هـ ()

أما في الثلاثي المعتل فإن هذه الهاء تكون على حساب حرف العلة؛ فاء الكلمة في المثال، أو لامها في الناقص ك )) السعة (( ذكرها في مادة) س ع

( وهي من )و س ع(، و)) البرة (( في ) ب ر3هـ ()( وهي من ) ب ر و (.4هـ ()

الرابع: الحرف الزائد للإلحاق: يعد ابن دريد الحرف الزائد اللازم في الكلمة من

أصولها، وهو الحرف الذي لا يزاد لمعنى، وإنما يزاد لإلحاق أصل بأصل، أونحو ذلك، فالواو في )) كوثر ((

والياء في )) سيطر (( والدال في )) قردد (( من أصول الكلمة عنده، فهي رباعية لأن هذه الحروف

لازمة لا تسقط من الكلمة، أما الميم والواو في )) مكتوب (( أو الياء في )) شديد (( فليست لازمة،

ولهذا لا يعدها في أصول الكلمة. وهذا ما يفسر كثيرا مما جاء في الرباعي والخماسي

واللفيف مما نعده خللا بمقاييسنا، وهو ينص عليه صراحة في بعض العناوين، كقوله في أبواب

الخماسي: )) باب ما جاء على فعالل مما ألحق بالخماسي للزوائد التي فيه، وإن كان الأصل غير

(. وقوله:5ذلك (() باب ما جاء على فعالى فألحق بالخماسي للزوائد،))

(.6وإن كان الأصل غير ذلك (()الخامس: صورة اللفظ:

(4/433)

قد ينظر ابن دريد إلى صورة الكلمة فيضعها في أصل غير أصلها الصحيح، كقوله في الرباعي:

)) وأيهم: اسم، يقال اللهم إنا نعوذ بك من الأيهمينؤول. قال أبو بكر: وأيهم إن شاء السيل والجمل الص

قائل أن يقول: في وزن )أفعل( كان قولا، ولكنا أدخلناه في هذا الباب؛ لأن اللفظ يشبه لفظ )فيعل(

(.1لأن أوله همزة، كأنه عيهم (() وقوله في الرباعي: )) والتولج والدولج ... وليست

الواو زائدة؛ لأنه من الولوج، والواو فاء الفعل، إلا أنه(.2في وزن فوعل (()

وهو يقصد هنا الوزن الصوتي، أي: تمثيل نطق الكلمة، كما تقول: تولج على وزن شوحط ، أو يريد أنها شابهت وزن )فوعل( فكأنها منه، فذكرها فيه،

و)فوعل( عنده من الرباعي؛ لأن الواو لازمة. وقوله في تقليبات مادة )ر ض م(: )) والمرضة ليس

من هذا الباب، ولكن اللفظ أشبه اللفظ، لأن الميم(.3فيها زائدة، وأصلها من الرض (()

ويلحق بهذا أنه قد يجعل الهمزة الزائدة في أول الثلاثي من أصله، كجعله )) الأحذ (( في تقليبات

الأصل الثلاثي: )ح ذ - و ا ي( و)) أرم القوم (( في تقليبات الأصل الثلاثي: )رم - و ا ي(، ومثلهما:

)) فرس أغر ((. ويبدو أنه رأى الهمزة الزائدة في أول هذه الكلمات مع إدغام العين في اللام، فاشتبه عليه الأصل، كأنه

نظر إلى صورة اللفظ من غير تدقيق في أصله، والهمزة على منهجه من حروف العلة، وتأتي في

تقليبات المعتل، إلا أنها في مثل هذه الألفاظ زائدة،ووزنها )أفعل( ولو دقق ابن دريد فيها عرف الأصل.

السادس: تداخل الأصول اللغوية:

(4/434)

قد يتداخل أصلان لغويان في كلمة واحدة فيلتبسان، ك )) المدينة (( يتداخل فيها أصلان ) م د ن( و)د ي

ن( ويتداخل في كلمة )) الملائكة (( ثلاثة أصول: )ل أية ك( و)أ ل ك( و)م ل ك(، ويتداخل في كلمة )) الذر

(( أربعة أصول: )ذ ر أ( و)ذ ر ر( و)ذ ر و( و)ذ ر ي( وهذا باب واسع، لا يكاد يبرأ منه أحد من صناع

المعاجم، ومنهم ابن دريد، فقد يضع الكلمة بسببالتداخل في غير موضعها، وقد يضعها في موضعين.

ومما وضعه في غير موضعه بسبب التداخل كلمة )) الغوغاء من الناس الذين لا نظام لهم ... أخذ من

غوغاء الدبى (( أوردها في تقليبات مادة ) غ أ و ي ()( من باب الثنائي في المعتل.1

وليست هذه الكلمة من هذا الأصل، وهي تحتمل أصلين، أحدهما ثلاثي، وهو )غ و غ( والآخر رباعي

وهو )غ وغ و(، ومن العرب من يجعلها بمنزلة )) عوراء (( فيؤنث، و لايصرف، فيقول )) غوغاء ((

فالهمزة -حينئذ- زائدة، والأصل )غ و غ(. ومنهم من يقول )) غوغاء (( بالتذكير والصرف، فهي

عنده بمنزلة )) القمقام (( و)) القضقاض (( أي أنه يجعل الغين والواو مضاعفين بمنزلة القاف والميم

في )) القمقام (( والقاف والضاد في )) القضقاض (( وأصلها على هذا )) الغوغاو ((

فقلبت الواو همزة، لتطرفها بعد مد، فهي من بابالرباعي المضاعف، وأصلها )غ و غ و(.

ولم يضعها ابن دريد في أحد هذين الأصلين، ولكنهابتدع لها أصلا ثالثا وضعها فيه، وهو )غ و ى(

ووضع )) الشاء (( -واحدها شاة، وصاحبها شاوي- ( من باب الثنائي2في تقليبات مادة )ش أ و ي()

المعتل، وهي تحتمل أحد أصلين ثلاثيين أحدهماأجوف، والآخر لفيف مقرون.

(،3فالأول، وهو )ش و ه( فيه تفصيل ذكره المبرد)( ولا حاجة لذكره هنا.4ورجحه العلماء)

والثاني مذهب مرجوح، وهو أنه لفيف مقرون من )ش و و( أو )ش و ي( وقد فصلت فيه في بحث

( بما لا حاجة لذكره هنا.5)) تداخل الأصول (()

(4/435)

أما الآخر وهو ما وضعه في موضعين، فمنه قولهم )) برأل الحبارى، إذا نشر برائله، لفزع أو قتال (( وضعه

( و)ب ر1في أصلين: ثلاثي ورباعي، وهما )ب ر ل()(.2أ ل()

ووضع )) صداء (( -وهو ماء- في موضعين: )ص د د() (، فيجوز أن تكون )) صداء (( )فعلاء(4( و)ص د ى()3

من )ص د د( فكأنها تصد طالبها. ويجوز أن تكون )فعالا( من )ص د ي( من صدي

يصدى؛ وهو شدة العطش. وهي -أيضا- تحتمل أصلا ثالثا، هو )ص د أ( ووزنها

حينئذ )فعال( أيضا، ولذلك وضعت في بعض المعاجم)( في المهموز.5

( و)م ج6ووضع )) المجلة (( في موضعين: )ج ل ل()(.7ل()

( و)د ك8ووضع )) الدكان (( في موضعين )د ك ك()(.9ن()

ومثل هذا كثير في )) الجمهرة ((.• • •

الخاتمة : وقفنا في هذا البحث على ثلاث مسائل رئيسة من

خلال فصول البحث: الأولى: التعريف الموجز بابن دريد، ومعجمه

الجمهرة، والمنهج الذي ارتضاه لنفسه، ثم التعرف عن كثب على مواقف العلماء من ابن دريد في

معجمه، واختلافهم في أمره بين مادح وقادح، ورصدأبرز مآخذهم عليه.

الثانية: الوقوف على خلل الأصول في الجمهرة في أبواب الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي واللفيف

وملحقاتها. الثالثة: الكشف عن أسباب الخلل في الأصول

واضطرابها في الجمهرة.ويمكن أن نخرج ببعض النتائج، ومن أبرزها:

أ لم يخل باب من أبواب الجمهرة من خلل الأصول أواضطرابها، وكثر الخلل في:

ما فيه هاء تأنيث )تاء تأنيث( وبخاصة الثلاثي1المضعف والثلاثي المعتل والرباعي.

ما فيه همزة.2 الثلاثي المعتل.3 الثلاثي المزيد بحرف للإلحاق.4 الرباعي المزيد بحرف للإلحاق.5 ما فيه نون ثانية زائدة.6 ما فيه نون ثالثة ساكنة.7

(4/436) ب لم يكن جمهور الخلل في معجم الجمهرة ناشئا عن قصور ابن دريد في التصريف، كما قال بعض

العلماء بل هو ناشيء عن أسباب مختلفة، منها ما يتصل بمنهج ابن دريد، ومنها ما يتصل برؤيته الخاصة

لبعض المسائل اللغوية ومنها ما يحمل على السهو،ومن أبرز تلك الأسباب:

اضطراب منهجه.1 ارتجاله الجمهرة وإملاؤه إياها من محفوظه.2 نظرته الخاصة إلى هاء التأنيث.3 نظرته الخاصة إلى الحرف الزائد اللازم )حرف4

الإلحاق(.

نظرته إلى صورة اللفظ.5 تأثره بتداخل الأصول اللغوية.6

ولذا ينبغي أن تحفظ لابن دريد مكانته العلمية التي تليق بعالم لغوي متقدم خطا بالصنعة المعجمية

خطوة موفقة إلى الأمام، وبرع في اشتقاق الألفاظ، ولم يقصر في التصريف، ولا يضيره ألا نضعه في

منزلة أبي علي الفارسي أو تلميذه ابن جني، فهذان من أعلام التصريف في العربية، ومن رواده المشهود

لهم بالتفوق. وحسب ابن دريد أن يقال: إنه كان على قدر كاف من الإلمام بالتصريف، إلى الحد الذي يؤهله لوضع معجم

لغوي يقوم أساسا على معرفة أصول الألفاظ، وما يعتريها من زوائد، ولولا الأسباب الستة التي ذكرتها

في هذا البحث لجاء معجم )) الجمهرة (( في وضعأفضل.

رحم الله ابن دريد، وأجزل له المثوبة، كفاء ما بذلهمن جهد في سبيل صناعة المعاجم العربية.

الحواشي والتعليقات

.2/833ينظر: المقتصد في شرح التكملة .9/20البصائر والذخائر .96ينظر: البغداديات

.3/288الخصائص .569، 2/568سر صناعة الإعراب

(4/437)

، وطبقات135ينظر ترجمته في: مراتب النحويين ، وتاريخ67، والفهرست 183النحويين واللغويين

،191، ونزهة الألباء 5/342، والأنساب 2/195بغداد ،3/92، وإنباه الرواة 6/2489ومعجم الأدباء

، ووفيات الأعيان1/241والمحمدون من الشعراء ، وطبقات الشافعية2/339 والوافي بالوفيات 4/323

، وبغية11/176، والبداية والنهاية 3/138الكبرى ،2/122، وطبقات المفسرين للداودي 1/76الوعاة

.3/119، وخزانة الأدب 2/289وشذرات الذهب .1/2490ينظر: معجم الأدباء

هي الجزر الواقعة في شط العرب..67ينظر: الفهرست

.135مراتب النحويين .3/120خزانة الأدب .2/196تاريخ بغداد

.6/2491ينظر: معجم الأدباء الترتيب الأبتثي كلمة منحوتة من: أ ب ت ث أما

الأبجدي فهي من: أ ب ج د، ولهذا فإن كلمة )) الأبتثي (( في رأيي المتواضع أدق من قولنا: الألف بائي لأن ألف باء هي -أيضا- في: أ ب ج د

)) أبجد (( فقد يقع اللبس، ومع ذلك لا مشاحة فيالاصطلاح.

وبهذا يستبعد معجم )) الجيم (( للشيباني..3/1227ينظر: الجمهرة

.83ينظر: الفهرست .1/8ينظر: التكملة والذيل والصلة للصغاني

.2/698ينظر: معجم الأدباء .1/329ينظر: المصدر السابق

.2/344ينظر: بغية الوعاة .1/606ينظر: كشف الظنون

.9/02البصائر والذخائر ،54،وبقية الخاطريات 96ينظر: البغداديات

.1/68، والمحكم 3/882والخصائص .96البغداديات .3/288الخصائص

.1/93المزهر ، وينظر:338، 2/832المقتصد في شرح التكملة

.2/981الجمهرة (.14الاشتقاق ) مقدمة المحقق ص

،52، والمعاجم العربية 034ينظر: المعجم العربي ، والمعاجم العربية205والبحث اللغوي عند العرب

،46، ودراسات في المعاجم العربية 120المجنسة ، والمعاجم العربية:81والمعاجم اللغوية العربية

.62دراسة تحليلية ، ومحمد بن دريد420، 410ينظر: المعجم العربي

.90، والمعاجم اللغوية 317وكتابة الجمهرة .1/31التهذيب

.1/31المصدر السابق .2/752المجمل )قزب(

.1/94ينظر: المزهر

(4/438)

.299المقصور والممدود للقالي .4/327وفيات الأعيان

.136، 135مراتب اللغويين .4/299مروج الذهب

.184طبقات النحويين .191نزهة الألبا

.1/241المحمدون من الشعراء (22ينظر: الفوائد المحصورة ) مقدمة المحقق

، والجمهرة323ومحمد بن دريد وكتابه الجمهرة ( وأبو1/26) مقدمة المحقق الدكتور رمزي بعلبكي

.64علي القالي ينظر: الجمهرة ) مقدمة المحقق محمد السورتي ص

(، طبعة حيدر آباد.7.1/605، وكشف الظنون 6/2496ينظر: معجم الأدباء

.199 – 6/196ينظر: العين، على سبيل المثال .1/245الجمهرة

.1/238المصدر السابق .2/1014المصدر السابق.2/1015المصدر السابق .1/243المصدر السابق .1/1014المصدر السابق .1/245المصدر السابق .1/246المصدر السابق .1/247المصدر السابق ، والبرسام: علة يهذى فيها.1/248المصدر السابق

.1395ينظر: القاموس )برسم( .1/237المصدر السابق

.2/578ينظر: الصحاح )أرر( .4/16ينظر: اللسان )أرر(

.4/16المصدر السابق )أرر( .15/327ينظر: التهذيب ) آر (

.1/56ينظر: الجمهرة .1/238المصدر السابق .1/57المصدر السابق.1/241المصدر السابق

) بتحقيق الدكتور رمزي1/247كذا في الجمهرة 1/189بعلبكي ( وهو تحريف، وينظر: الجمهرة

) بتحقيق محمد السورتي ( ومعجم ما استعجم1/185.

.1/247الجمهرة .1/248المصدر السابق .1/248المصدر السابق

، وسر2/178، والمنصف 4/294ينظر: الكتاب ، ودقائق280، ورسالة الملائكة 1/180،181الصناعة

،2/823، والمقتصد في شرح التكملة 183التصريف ،1/62، وشرح الشافية للرضي 296والتسهيل .2/257والملخص

.225 – 1/173ينظر: الجمهرة .1/176الجمهرة

.2/999المصدر السابق .1/187المصدر السابق .1/204المصدر السابق .1/206المصدر السابق ، وأعادها ابن دريد في ) ك أ و1/222المصدر السابق

.2/1084، و ) ك هـ و ا ي ( 1/246ي ( أعني ما ورد منه في أبواب الثلاثي الصحيح، وهو

اضطراب من ابن دريد..1/287الجمهرة

(4/439)

.1/341المصدر السابق.1/352المصدر السابق .1/362المصدر السابق .1/378المصدر السابق .1/378المصدر السابق .1/382المصدر السابق

ة (( في ) ب ح هـ( ، و1/278ومن ذلك جعله )) البحبة(( في تقليبات ) ب ص هـ( و1/352)) الص ، و1/356)) الضبة (( في تقليبات ) ب ض هـ( ، و1/363)) الطبة (( في تقليبات ) ب ط هـ( ، و1/376)) القبة (( في تقليبات ) ب ق هـ(

)) اللبة (( في تقليبات ، و )) التكة (( في ) ت ك هـ(1/380ب ل هـ( )

، و1/418، و )) الخثة في تقليبات ) ث خ هـ( 1/409ة (( في ) ث ر هـ( ، و )) العثة ((1/425)) ناقة ثر

، و )) الثلة (( في ) ث1/427في تقليبات ) ث ع هـ( و1/434، و )) الثنة (( في ) ث ن هـ( 1/432ل هـ(

، و1/443)) الحجة (( في تقليبات ) ج ح هـ(

، و )) العجة (( في1/452)) الجدة(( في ) ج د هـ( ة (( في ) ج ف1/486تقليبات ) ج ع هـ( و )) الجف

، و))اللجة (( في تقليبات ) ج ل هـ(1/490هـ( ، و1/495، و )) الجمة (( في ) ج م هـ( 1/494

ة (( في )1/498)) الجنة (( في ) ج ن هـ( ، و )) الحر ،1/531، و )) الحزة (( في ) ح ز هـ( 1/526ح ر هـ(

حة ((1/544و )) الحصة (( في ) ح ص هـ( ، و)) الص ، و )) الحطة (( في1/544في تقليبات ) ح ص هـ(

، و )) الفحة (( في تقليبات ) ح ف1/552) ح ط هـ( ، و1/574، و )) الحمة (( في ) ح م هـ( 1/557هـ (

، و )) الزخة (( في3/575)) حنة الرجل (( ) ح ن هـ( و )) الخلة (( في ) خ ل هـ(1/597تقليبات ) خ ز هـ(

،1/622، و )) النخة (( في تقليبات ) خ ن هـ ( 1/621 ، و )) الدرة ((1/623و )) المخنة (( في ) خ ن هـ(

ة (( في ) دق هـ( 2/641في ) درهـ( /2، و )) الدقرة (( في تقليبات ) ر ص هـ( 678 ،2/745، و )) الص

، و2/700و )) القذة (( في تقليبات ) ذ ق هـ( ة (( في تقليبات ) ر ض هـ( ر ، و2/753)) الض

)) الطرة ((

(4/440)

ة (( في2/762في تقليبات ) ر ط هـ( ، و )) العرمة (( في ) ر م هـ(2/776تقليبات ) رع هـ( ، و )) الر

نة (( في ) ر ن هـ( 2/803 لة2/807، و )) الر ، و )) الزلة (( في ) س ل هـ(2/827(( في ) ز ل هـ( و)) الس

قة (( في ) ش ق هـ( 2/860 ، و2/876، و )) الش ، و2/876)) القشة (( في تقليبات ) ش ق هـ( ة (( في تقليبات ) ص غ هـ( ، و2/890)) الغص

فة(( في ) ص ف هـ( ة ((2/893)) الص ، و )) القصلة (( في2/895في تقليبات ) ص ق هـ( ، و )) الص

مة (( في ) ص م هـ(2/898) ص ل هـ( ، و)) الص ، و )) النصة (( في تقليبات ) ص ن هـ(2/899فة (( في ) ض ف هـ( 2/900 ، و2/908، و )) الض

، و2/908)) الفضة (( في تقليبات ) ض ف هـ( ، و2/910)) القضة (( في تقليبات ) ض ق هـ (

، و )) الطلة (( في2/913)) ضنة (( في ) ض ن هـ ( ، و )) الكظة (( في تقليبات ) ظ ك2/927) ط ل هـ(

و ))2/935، و )) الظلة (( في ) ظ ل هـ( 2/933هـ ( ، و )) العكة (( في )ع2/935الظنة (( في ) ظ ن هـ(

، و2/955، و )) العنة (( في ) ع ن هـ( 2/948ك هـ( ، و )) الغلة (( في )2/959)) الغفة (( في ) غ ف هـ(

ة (( في) غ م هـ ( 2/962غ ل هـ ( ،2/963، و )) الغمة ((2/964و )) الغنة (( في ) غ ن هـ ( ، و )) القف

، و)) الفكة (( في) ف2/968في تقليبات ) ف ق هـ( ، و )) كفة الميزان (( في تقليبات ) ف2/970ك هـ ( ،2/976، و )) القلة (( في) ق ل هـ ( 2/970ك هـ(

، و)) القنة ((2/978و)) قمة الرأس (( في) ق م هـ( ، و)) الكلة (( في ) ك ل هـ(2/979في) ق ن هـ(

، و2/985 و)) كنة الرجل (( في ) ك ن هـ( 2/982 ، و )) الملة (( في2/987)) اللمة (( في ) ل م هـ(

، و )) المنة (( في ) م ن2/988تقليبات ) ل م هـ( ، ... وكل هذا من المضعف، وليس في2/992هـ(

أصله هاء..2/844الجمهرة

.2/898المصدر السابق

(4/441)

.2/931المصدر السابق .1/331المصدر السابق .1/544المصدر السابق .1/574المصدر السابق

،496، 1/363ينظر على سبيل المثال في الجمهرة: 544 ،574 ،2/678 ،696 ،905 ،987.

.1/139الجمهرة: .1/136المصدر السابق .1/128المصدر السابق .1/135المصدر السابق .1/303المصدر السابق.2/678المصدر السابق .1/498المصدر السابق

.2/58ينظر: الخصائص .2/1027الجمهرة:

.2/1028المصدر السابق .2/1075المصدر السابق.2/1086المصدر السابق .2/1091المصدر السابق .2/1091المصدر السابق .2/1091المصدر السابق

.2/1091المصدر السابق .2/1091المصدر السابق.2/1091المصدر السابق .2/1094المصدر السابق .2/1107المصدر السابق .2/1107المصدر السابق .2/1107المصدر السابق .225-1/173المصدر السابق .228-1/226المصدر السابق .2/1111المصدر السابق .2/1112المصدر السابق .2/1113المصدر السابق.2/1113المصدر السابق .2/1113المصدر السابق .2/1113المصدر السابق .2/1117المصدر السابق .2/1129المصدر السابق .2/1129المصدر السابق .2/1130المصدر السابق

.2/1131المصدر السابق:

(4/442)

ومنه ) أي مما جاء في أبواب الرباعي وهو ثلاثي(: ، وطيثرة: اسم وهو مأخوذ من2/1130ثجرة النحر

عثة: القرط 2/1131الطثر ، والعثرة من2/1131 والر ، والنثرة: الدرع2/1131قولهم: عثر عثرة سوء

، والثفنة: آثار مواقع2/1131ونجوم في السماء ، وتكمة: اسم امرأة2/1132أعضاء البعير على الأرض

، والثكنة: الجماعة من الطير والناس2/1132 2/1133، والثلمة: الفتح في الشيء: 2/1133

، ومثلة: فاقة2/1133والثملة: البقية من الطعام ، والجحرة: السنة2/1133، والنثلة: الدرع 2/1133 ، والحجرة: الموضع المحجور عليه2/1134المجدبة ، والحجفة: ترس يتخذ من جلود الإبل2/1134 ، والجحفة: موضع من مواقيت الحج2/1135 ، وحردة: اسم2/1135، والجحمة: العين 2/1135 ، والحسكة: الحقد في القلب2/1140موضع

، والخفقة: الأرض الواسعة المنخفضة2/1142 ،2/1148، والقشدة: خلاصة السمن 2/1145

داق دقة: الص دقة: ما تصدق به2/1148والص ، والص ،2/1154، والغرفة: الحجرة 2/1148الإنسان

فقة: الرفاق قلة: النخلة الطويلة2/1154والر الر ، والقرمة: جليدة تقتطع من أنف البعير ثم2/1154

نمة: لحمة معلقة تحت2/1154تفتل نمة والز ، والزلعة:البضاعة2/1155فكي العنز والتيس ، والس

، والقصعة:2/1157، وعجوز شهلة: كهلة 2/1156 2/1158، وصنفة الثوب: حاشيته 2/1158معروفة

، العظمة: ما تضعه المرأة2/1158والعضلة: الداهية ، ودرهم قفلة: أي2/1159على عجزها لتعظمه به

، الكلمة:2/1160، المقلة: مقلة العين 2/1160وازن .2/1161واحدة الكلم

.2/1116الجمهرة .2/1136المصدر السابق .2/1141المصدر السابق .2/1165المصدر السابق.2/1165المصدر السابق .2/1168المصدر السابق .2/1173المصدر السابق .2/1178المصدر السابق .2/1180المصدر السابق .2/1181المصدر السابق .2/1181المصدر السابق .2/1182المصدر السابق

(4/443)

.2/1125المصدر السابق.1/338المصدر السابق .2/1140المصدر السابق .2/1142المصدر السابق .2/1148المصدر السابق .2/1163المصدر السابق

،204، 1/203، والمقتضب 425، 4/424ينظر: الكتاب ، وشرح الشافية7/156وشرح المفصل لابن يعيش

،4/74، والمساعد 298 والتسهيل 1/64للرضي .2/216والهمع

.2/1164الجمهرة .2/1164المصدر السابق .2/1164المصدر السابق

.2/1164المصدر السابق .2/1165المصدر السابق .2/1166المصدر السابق .2/1165المصدر السابق .2/1165المصدر السابق .2/1165المصدر السابق 2/1166المصدر السابق 2/1134المصدر السابق.2/1158،1159المصدر السابق .2/1154المصدر السابق

.12/473ينظر: اللسان ) قرم ( .2/1176الجمهرة

.2/1185المصدر السابق .2/1186المصدر السابق .2/1186المصدر السابق .2/1186المصدر السابق .2/1187المصدر السابق .2/1187المصدر السابق .2/1186المصدر السابق .2/1186المصدر السابق .2/1186المصدر السابق .1189-2/1188المصدر السابق

.1192-2/1191ينظر: المصدر السابق .1195-2/1192ينظر: المصدر السابق .1195-2/1193ينظر: المصدر السابق .2/1195ينظر: المصدر السابق

.1654ينظر: القاموس )د ح و( .1201-2/1200ينظر: الجمهرة

.1204-2/1203ينظر: المصدر السابق .2/1204ينظر: المصدر السابق .1205-2/1204ينظر: المصدر السابق .2/1205ينظر: المصدر السابق .1207-2/1205ينظر: المصدر السابق .2/1207ينظر: المصدر السابق .1214-2/1213ينظر: المصدر السابق .2/1214ينظر: المصدر السابق .2/1216ينظر: المصدر السابق .2/1216ينظر: المصدر السابق .1223-2/1222ينظر: المصدر السابق

.2/1123ينظر: المصدر السابق .1185-2/1184ينظر: المصدر السابق .1187-2/1185ينظر: المصدر السابق .1188-2/1187ينظر: المصدر السابق .2/1188ينظر: المصدر السابق .1191-2/1189ينظر: المصدر السابق .1200-2/1195ينظر: المصدر السابق .1203-2/1201ينظر: المصدر السابق

(4/444)

.1213-2/1208ينظر: المصدر السابق .1221-2/1219ينظر: المصدر السابق .1222-2/1221ينظر: المصدر السابق .2/1222ينظر: المصدر السابق

(2/1223ورد اسم هذا الباب في طبعة البعلبكي )على الصورة التالية:

باب ما جاء على فععللة (( )هكذا(، والوزن -كما)) ترى- غريب، وليس هو من أوزان العربية المألوفة، وقد مثل له ابن دريد ب )) ثرعططة (( وهو حساء

رقيق. والصواب في الوزن ما أثبته وهو )) فعللة (( بفاء مضمومة، وعين مضمومة، ولام مشددة

مضمومة، بعدها لام مفتوحة، ثم تاء التأنيث، وقد جاء الوزن على هذا الوجه الصحيح في إحدى النسخ الخطية للجمهرة كما أشار المحقق الفاضل في

الهامش. وهو يوافق ما جاء في طبعة حيدر آباد )3/405.)

.2/1223ينظر: الجمهرة .1273-3/1227ينظر: المصدر السابق .3/1227ينظر: المصدر السابق .1228-3/1227ينظر: المصدر السابق

.1/101ينظر: الممتع .3/1228ينظر: الجمهرة

.3/1228ينظر: المصدر السابق .3/1229ينظر: المصدر السابق .3/1236ينظر: المصدر السابق .3/1239ينظر: المصدر السابق .3/1239ينظر: المصدر السابق

.4/248ينظر: الكتاب ، وشرح1/133، والممتع 596ينظر: أدب الكاتب

.2/397الشافية للرضي .3/1240ينظر: الجمهرة

.3/1227ينظر: المصدر السابق .3/1244ينظر: المصدر السابق .3/1244ينظر: المصدر السابق .3/1245يظر: المصدر السابق

.4/265ينظر: الكتاب .46،152ينظر: شرح أبنية سيبويه

.1/132ينظر: الممتع .1/561الجمهرة

.1/86المصدر السابق .2/779المصدر السابق

.51ليس في كلام العرب .3/325ينظر: اللسان )غرد(

.1/136الجمهرة .1/169اللسان )نسأ(

.2/1069الجمهرة في الأصل: فدل.

.59المسائل الحلبيات .376المفردات )روى(

.1/400الجمهرة .1/80المصدر السابق .1/581المصدر السابق .2/629المصدر السابق .2/800المصدر السابق .2/767المصدر السابق

.206البحث اللغوي عند العرب .3/1227الجمهرة

.2/1085المصدر السابق

(4/445)

.3/1339المصدر السابق .2/833ينظر: المقتصد في شرح التكملة

.1/433ينظر: الجمهرة .2/776ينظر: المصدر السابق .1/325ينظر: المصدر السابق

.2/1135المصدر السابق .2/1124المصدر السابق .2/1140المصدر السابق

.2/1135المصدر السابق .2/1142المصدر السابق .2/1160المصدر السابق .2/893المصدر السابق

.25ينظر المعاجم العربية .1/142ينظر: الجمهرة .2/890ينظر: الجمهرة

.1/138ينظر: المصدر السابق .2/876ينظر: المصدر السابق .1/382ينظر: المصدر السابق .2/908ينظر: المصدر السابق .2/844ينظر: المصدر السابق .1/331ينظر: المصدر السابق

.2/1208المصدر السابق .2/1213المصدر السابق .2/1173المصدر السابق .2/1174المصدر السابق .2/752المصدر السابق

، وذكر المحقق أمامها1/244ينظر: المصدر السابق أصل )غ و غ( وهو من اجتهاده، وليس من عمل ابن

دريد..1/239المصدر السابق

.154، 1/153ينظر: المقتضب .2/144،145ينظر: المنصف

ينظر: تداخل الأصول اللغوية ) رسالة دكتوراه (567،568.

.1/328ينظر: الجمهرة .2/1210ينظر: المصدر السابق .1/111ينظر: المصدر السابق ، أما الأصل الذي وضعه2/658ينظر: المصدر السابق

المحقق الفاضل )ص د د( فهو من اجتهاده، وليس من عمل ابن دريد والكلمة مذكورة في تقليبات )د

ص ى( والأصل الذي يريده ابن دريد ويقتضيهالتقليب هو ما ذكرته: )ص د ى(.

.1/109ينظر: اللسان )ص د أ( .1/91ينظر: الجمهرة

، واجتهد المحقق ووضع1/492ينظر: المصدر السابق أمام الكلمة أصل )ج ل ل( ولم يرد ابن دريد هذا

الأصل، إنما أراد )م ج ل( لأنه ذكرها في تقليبات

مادة )ج ل م(..1/114ينظر: المصدر السابق .2/680ينظر: المصدر السابق

المصادر و المراجع

(4/446)

أبو علي القالي، وأثره في الدراسات اللغوية و- الأدبية في الأندلس، لعبد العلي الودغيري، اللجنة

المشتركة للنشر و إحياء التراث الإسلامي بين حكومة المملكة المغربية و حكومة دولة الإمارات العربية

م.1983هـ/1403المتحدة أدب الكاتب، لابن قتيبة، بتحقيق الدكتور محمد-

1402أحمد الدالي، مؤسسة الرسالة، بيروت الاشتقاق، لابن دريد، بتحقيق عبد السلام هارون،-

هـ1378الخانجي، القاهرة إنباه الرواة على أنباه النحاة، للقفطي، بتحقيق-

محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر، القاهرة،هـ.1406ومؤسسة الكتب الثقافية، بيروت

الأنساب، لأبي سعد السمعاني، بتحقيق الشيخ- عبدالرحمن بن يحيى المعلمي، الناشر محمد أمين

هـ، الطبعة الثانية1440دمج، بيروت البحث اللغوي عند العرب مع دراسة لقضية التأثر-

والتأثير، للدكتور أحمد مختار عمر، عالم الكتب،م1981القاهرة

البداية والنهاية، لأبي الفداء ابن كثير القاهرة- هـ.1348

البصائر والذخائر، لأبي حيان التوحيدي، بتحقيق- م1984الدكتورة وداد القاضي، دار صادر، بيروت

البغداديات، لأبي علي الفارسي، بتحقيق صلاح- الدين عبدالله السنكاوي، مطبعة العاني، بغداد

م1983 بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة،-

للسيوطي، بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم،م.1964القاهرة

بقية الخاطريات، لأبي الفتح عثمان بن جني )وهي- ما لم ينشر في المطبوعة( بتحقيق الدكتور محمد 67أحمد الدالي، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، م

م(.1992هـ يوليو 1413 )المحرم 3ج

تاج العروس من جواهر القاموس، للزبيدي،- هـ.1306المطبعة الخيرية، القاهرة،

تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، دار الكتاب العربي،- بيروت )بدون تاريخ(

(4/447)

تداخل الأصول اللغوية، وأثره في بناء المعجم- العربي من خلال مدرسة القافية، لعبدالرزاق ابن

فراج الصاعدي، )رسالة دكتوراه من الجامعةهـ(.1414الإسلامية، سنة

التسهيل )تسهيل الفوائد وتكمل المقاصد( لابن- مالك، بتحقيق الدكتور محمد كامل بركات، دار الكتاب

هـ.1387العربي، القاهرة التكملة والذيل والصلة لكتاب تاج اللغة وصحاح-

العربية، للصغاني، بتحقيق عبدالعليم الطحاويم.1970وآخرين، مطبعة دار الكتب، القاهرة

تهذيب اللغة، للأزهري، بتحقيق عبدالسلام هارون- وآخرين، المؤسسة المصرية العامة للتأليف، القاهرة

هـ.1384 جمهرة اللغة، لابن دريد، بتحقيق الدكتور رمزي-

م1987منير بعلبكي، دار العلم للملايين، بيروت )وإحالاتي في هذا البحث هي على هذه الطبعة(.

جمهرة اللغة، لابن دريد، بتحقيق محمد ا لسورتي،- هـ.1351حيدر آباد، الهند

الجيم، لأبي عمر الشيباني، بتحقيق إبراهيم- الإبياري، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية،

هـ.1394القاهرة الحلبيات = المسائل الحلبيات- الخاطريات = بقية الخاطريات- خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، لعبد القادر-

البغدادي، بتحقيق عبدالسلام هارون، الخانجي،هـ،الطبعة الثالثة.1409القاهرة

الخصائص، لابن جني، بتحقيق محمد علي النجار،- هـ.1371دار الكتب المصرية، القاهرة

دراسات في المعاجم العربية، للدكتور أمين محمد- هـ.1404فاخر، مطبعة حسان، القاهرة

دقائق التصريف، للقاسم بن محمد بن سعيد- المؤدب، بتحقيق أحمد ناجي القيسي، والدكتور حاتم

صالح الضامن والدكتور حسين تورال، مطبوعات

م1987المجمع العلمي العراقي، بغداد رسالة الملائكة، لأبي العلاء المعري، بتحقيق محمد-

م1979سليم الجندي، دار الأفاق الجديدة، بيروت مصورة عن طبعة الترقي دمشق.

سر صناعة الإعراب، لابن جني بتحقيق الدكتور- هـ.1405حسن هنداوي، دار القلم، دمشق

(4/448)

شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد- هـ.1358الحنبلي، القاهرة

شرح أبنية سيبوية، لابن الدهان النحوي، بتحقيق- الدكتور حسن شاذلي فرهود، دار العلوم، الرياض

هـ.1408 شرح الشافية، للرضي، بتحقيق محمد نور الحسن-

ومحمد الزفزاف ومحمد محيي الدين عبدالحميد، دارهـ.1402الكتب العلمية، بيروت

الصحاح )تاج اللغة وصحاح العربية(، للجوهري- بتحقيق أحمد عبدالغفور عطار، دار العلم للملايين،

بيروت. طبقات الشافعية الكبرى، لابن السبكي، بتحقيق-

عبدالفتاح الحلو، ومحمد محمود الطناحي، مطبعةهـ.1383عيسى البابي الحلبي، القاهرة

طبقات المفسرين، للداوودي، دار الكتب العلمية،- بيروت.

طبقات النحويين واللغويين، لأبي بكر الزبيدي،- بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف،

م.1984القاهرة العين، للخليل بن أحمد الفراهيدي، بتحقيق الدكتور-

مهدي المخزومي، والدكتور إبراهيم السامرائي،هـ.1408مؤسسة الأعلمي بيروت

الفهرست، لابن النديم، بتحقيق رضا تجدد، دار- م.1988المسيرة، بيروت

الفوائد المحصورة في شرح المقصورة، لابن هشام- اللخمي، بتحقيق أحمد عبدالغفور عطار، دار مكتبة

هـ.1400الحياة بيروت القاموس المحيط، للفيروزابادي، مؤسسة-

هـ.1407الرسالة ، بيروت الكتاب، لسيبويه، بتحقيق عبدالسلام محمد هارون،-

هـ.1403عالم الكتب، بيروت

كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، للحاج- هـ.1402خليفة، دار الفكر، بيروت

لسان العرب، لابن منظور، دار صادر، بيروت- ليس في كلام العرب، لابن خالوية، بتحقيق أحمد-

عبدالغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروتهـ.1399

مجمل اللغة، لابن فارس، بتحقيق الدكتور محسن- هـ.1404سلطان، مؤسسة الرسالة، بيروت

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة، لابن سيده،- هـ.1377بتحقيق جماعة من العلماء، القاهرة،

(4/449)

محمد بن دريد وكتابه الجمهرة، للدكتور شرف- الدين على الراجحي، دار المعرفة الجامعية،

م.1985الإسكندرية المحمدون من الشعراء، للقفطي، بتحقيق محمد-

هـ.1385عبدالستار خان حيدر آباد، الهند، مراتب النحويين، لأبي الطيب اللغوي، بتحقيق-

م.1955محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة مروج الذهب ومعادن الجوهر، للمسعودي، وضع-

فهارسه يوسف أسعد داغر، دار الأندلس، بيروتهـ، الطبعة السادسة1404

المزهر في علوم اللغة وأنواعها، للسيوطي،- بتحقيق محمد جاد المولى وعلى البجاوي ومحمد

أبوالفضل إبراهيم، دار الفكر، بيروت. المسائل الحلبيات، لأبي علي الفارسي، بتحقيق-

هـ.1407الدكتور حسن هنداوي، دار القلم، دمشق المسائل المشكلة = البغداديات.- المعاجم العربية، لعبدالله درويش، الفيصلية، مكة-

هـ.1406المكرمة المعاجم العربية: دراسة تحليلية، للدكتور-

عبدالسميع محمد أحمد، دار الفكر العربي، بيروتم.1984

المعاجم العربية المجنسة، للدكتور محمد- هـ.1404عبدالحفيظ العريان، دار المسلم، بور سعيد

المعاجم اللغوية العربية بداءتها وتطورها، للدكتور- م.1985إميل يعقوب، دار العلم للملايين، بيروت

معجم الأدباء )إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب(،- لياقوت الحموي، بتحقيق الدكتور إحسان عباس، درا

م.1993الغرب الإسلامي، بيروت معجم البلدان، ليلقوت الحموي، دار صادر، بيروت،–

هـ.1404 المعجم العربي، للدكتور حسين نصار، دار مصر–

م.1956للطباعة، القاهرة معجم ما استعجم في أسماء البلاد والمواضع، لأبي–

عبيد البكري، بتحقيق مصطفى السقا، مكتبة الباز،مكة المكرمة.

المفردات، للراغب الأصفهاني، بتحقيق صفوان- عدنان داوودي، دار القلم، دمشق، والدار الشامية،

هـ.1412بيروت،

(4/450)

المقتصد في شرح التكملة، لعبدالقاهر الجرجاني،- بتحقيق أحمد بن عبدالله الدويش، رسالة دكتوراه من

كلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعودهـ.1411الإسلامية، الرياض، لعام

المقتضب، للمبرد، بتحقيق محمد عبدالخالق- عضيمة، عالم الكتب، بيروت.

المقصور والممدود، لأبي علي القالي، بتحقيق- الدكتور أحمد عبد المجيد هريدي، الخانجي، القاهرة

هـ.1419 الملخص في ضبط قوانين العربية، لابن أبي الربيع،-

بتحقيق الدكتور علي بن سلطان الحكمي، كراتشيهـ.1408

الممتع في التصريف، لابن عصفور، بتحقيق- الدكتور فخر الدين قباوة، دار الأفاق الجديدة، بيروت

هـ.1397 المنصف، لابن جني، بتحقيق إبراهيم مصطفى-

وعبدالله أمين، مطبعة عيسى البابي الحلبي،هـ.1373القاهرة

نزهة الألباء في طبقات الأدباء، لأبي البركات- الأنباري، بتحقيق الدكتور إبراهيم السامرائي، مكتبة

هـ.1405المنار، عمان فدي، باعتناء- الوافي بالوفيات، لخليل بن أبيك الص

م.1969جماعة من العلماء، دار صادر، بيروت وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لابن خلكان،-

بتحقيق الدكتور إحسان عباس، دار صادر، بيروتهـ.1398

(4/451)

الأبنية المختصة باسم أو صفة في كتاب سيبويه

د. عبد الله بن ناصر القرني الأستاذ المساعد في قسم اللغة والنحو والصرف

بكلية اللغة العربيةجامعة أم القرى

ملخص البحث كشف البحث وجه التفريق بين الأسماء والصفات ، وأشار إلى مكان الأبنية من الدراسة عند القدماء،

وأومأ إلى فائدة دراسة الأبنية . ثم عرض للأبنية المختصة فتناول بالدراسة مائة

وتسعة وسبعين بناء مختصا ذكرت في كتاب سيبويه ، اختصت الأسماء منها بمائة وتسعة وثلاثين بناء ،

واختصت الصفات بأربعين بناء . وأبان البحث بأن الاختصاص في الأبنية المجردة قليل

. وأن أكثر الاختصاص في الأبنية المزيدة ، يتقدمهاالثلاثي ثم الرباعي ، ثم الخماسي .

وخلص البحث إلى أن ورود بعض الأمثلة من الأسماء على أبنية مختصة بالصفات أو العكس يمكن توجيهه بما يتفق مع ضوابط الاختصاص ، فإما أن تكون في

الأصل صفات استعملت أسماء ثم وصف بها على الأصل . وإما أن تكون أسماء وصف بها ، وإما أن

تكون صفات غالبة . وانتهى البحث إلى أن سيبويه لم يكن يخفى عليه

كثير من الأبنية التي استدركت عليه ، بل كان له في ذلك نظرته إذ من منهجه أنه لا يعتد أحيانا بما ورد

لقلته وزارته ، ونفيه عدم ورود شيء من ذلك يكون على سبيل جعل القليل في كلام العرب بمنزلة ما لم

يكن ؛ وإن كان لا يضير سيبويه أن يستدرك عليه ، ولن تكون كلمة أخيرة في قضايا اللغة لسعتها وكثرة

الشذوذ فيها .وبالله التوفيق .

• • •

مقدمة :الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

(4/452)

فحين كنت أقلب كتاب سيبويه للنظر في بعض المسائل التي لها علاقة بأبحاث سابقة لحظت

إشارات وتصريحات في أبواب الأبنية . إذ كان يذكر أن هذا البناء جاء في الأسماء ولا يعلم أنه جاء في

الصفات ، وأن بناء آخر جاء في الصفات ولا يعلم أنه جاء في الأسماء، فوقع في نفسي أن هذه مسألة

جديرة بالعناية والتأمل ، فقيدتها . وبعد فراغي مما كنت فيه عدت إليها ، وكنت في بداية الأمر أتهيب الولوج في الموضوع خشية قلة المادة ، ولكن عند قراءتي لفهارس الكتاب التي صنعها الشيخ محمد

عبد الخالق عضيمه - رحمه الله - وجدت المادة وفيرة ومتنوعة ، وقد خص الاسم والصفة بعنوان مستقل ، أورد فيه أبنية جاءت في الأسماء والصفات ، وأبنية

جاءت في الأسماء ولم ترد في الصفات ، وأبنية جاءت في الصفات ولم ترد في الأسماء . وإن كان -

رحمه الله - لم يقف عند المراد بكل منهما ، إذ الصفة من الأسماء . فلما رأيت ذلك أيقنت أن في

بحث هذا الموضوع خيرا ، وأنه جدير بالنظر والدراسة ، ويمكن أن يكون ذلك من خلال هذه المسائل في

فصول تتم دراستها في ضوء ما ذكره سيبويه ، وماذكره الخالفون من بعده .

ولابد في هذا البحث من بيان أمور ولو باختصار ، منها : المراد بالأسماء والصفات على هذا النحو . وموضع الأبنية من الدراسة عند القدماء . وفائدة

دراسة الأبنية . فأما المراد بالأسماء والصفات في هذا الموضع فلا

يخفى أن الصفات أسماء إذا لم تكن جملا . فما وجهالفصل بينهما؟

(4/453)

وجه السيرافي ذلك في شرحه لكتاب سيبويه فقال : )) أما ما كان قوله : ما بنت العرب من الأسماء

والصفات فلسائل أن يسأل فيقول : ما وجه فصله بين الأسماء والصفات ، والصفات أيضا أسماء ؟

فالجواب أن الصفات وإن كانت أسماء ففي الكلام أسماء ليست بصفات ، وأسماء هي صفات ، وإنما

أراد الفصل بين الأسماء التي هي صفات والأسماء

التي ليست بصفات نحو : زيد وعمرو وسائر الأعلام ، وأسماء الأجناس كرجل وفرس ؛ لأن لكل واحد من

هذين النوعين أحكاما يفارق بها الآخر في موضع ... من ذلك جمع ) أفعل ( نعتا ) فعل ( نحو : ) أحمر ( و

) حمر ( و ) أشهب ( و ) شهب ( وجمع ) أفعل ( اسما ) أفاعل ( نحو ) أفكل ( و ) أفاكل ( و ) أحمد (

( .1و ) أحامد ( ... (( ) ففي هذا حصر للأسماء في الأعلام وأسماء

الأجناس ، ثم أدخل فيها بعد ذلك المصادر في قوله : )) وربما كثر بناء من الأبنية في أحد هذين النوعين -

أعني الاسم والصفة - وقل في الآخر ، كما كثر ) إفعال ( في المصادر نحو إسلام وإخراج وإنفاق،

وهي مصادر أسلم وأخرج وأنفق ، وقل في الصفات( .2كقولهم : رجل إسكاف (( )

وذكر السيرافي بعد ذلك فروقا أخر ، منها ما ذكره سيبويه من أن الصفة قد جاءت على ) مفاعل ( نحو

) مقاتل ( و ) مجاهد ( ولم يأت من الأسماء التي ليست بصفات شيء على هذا البناء ؛ لأن مفاعلا إنما

( .3يجيء مشتقا) وأشار بعض الباحثين المعاصرين إلى هذا التقسيم

فقال : )) وقسم سيبويه الأسماء إلى نوعين : قسم يسمى به وهو الأسماء ، وقسم يوصف به سواء أكان

مشتقا أم غير مشتق ، وسماه الصفات . وقد بحث( .4هذين القسمين معا ولم يفصل بينهما (( )

(4/454) أما عناية القدماء بالأبنية فقد كانت الأبنية علما

مستقلا ، لا يقل في أهميته عن علم الصرف ، وقد بذلوا جهدا كبيرا في تحديد أبنية العربية ، حتى إن منهم من صنف معاجم لغوية على أساس الأبنية ،

كما فعل الفارابي في ديوان الأدب . أما فائدة دراسة الأبنية فلاشك أن دراسة الأبنية ذات

أهمية بالغة في دراسة صرف العربية . إذ به تعرف حروف الكلمة الأصلية وما زيد فيها من غير حروفها

الأصول . وحصر أبنية العربية يفيدنا في معرفة العربي من العجمي ، إذ جعل علماء العربية لألفاظها

أمثلة ، وخرجوا من تتبع ما تكلمت به العرب بأبنية تختص بالأفعال ، وأخرى تختص بالأسماء ، وقسموا أبنية الأسماء - تبعا للاستعمال - إلى أبنية للأسماء ،

وأبنية للصفات ، وذكروا ذلك ، وصنفوا فيه ، ومازال اللاحق يستدرك على السابق، حتى أتوا على كل

ألفاظ العربية ، فما خرج عن ذلك عد من قبيل الدخيل ، فإن أرادوا استعماله أخضعوه لقوانين

التعريب المعروفة في كتب اللغة .

ولما أيقنت أن النظر في هذه المسائل ، وجمع شتاتها ، وتبويبها - على نحو ما صنعت - عمل لم

يفرد ببحث مستقل - حسب علمي - استعنت بالله ، وشرعت فيما عقدت عليه العزم وقسمت البحث إلى

فصلين :

الفصل الأول : ما اختصت به الأسماء من أبنية دونالصفات وفيه مباحث :

المبحث الأول : ما اختص به الاسم من أبنية الثلاثيالذي حذف

أحد أصوله واستعمل على حرفين . المبحث الثاني : ما اختص به الاسم من أبنية الثلاثي

ومزيده . المبحث الثالث : ما اختص به الاسم من أبنية الرباعي

ومزيده . المبحث الرابع : ما اختص به الاسم من أبنية

الخماسي ومزيده . الفصل الثاني : ما اختصت به الصفات من أبنية دون

الأسماء وفيه مباحث : المبحث الأول : ما اختصت به الصفات من أبنية

الثلاثي ومزيده . المبحث الثاني : ما اختصت به الصفات من أبنية

الرباعي ومزيده . المبحث الثالث : ما اختصت به الصفات من أبنية

الخماسي ومزيده.

(4/455)

ولا أزعم لعملي هذا الكمال فذلك محال ، ولكنحسبي أني بذلت الجهد .

والله أسأل أن يوفقنا للصواب وبالله التوفيق .

الفصل الأولما اختصت به الأسماء من أبنية دون الصفات

المبحث الأول : ما اختص به الاسم من أبنية الثلاثيالذي حذف أحد

أصوله واستعمل على حرفين غالب كلام العرب من الأسماء والأفعال يكون على ثلاثة أحرف ، لأن المتحدث يحتاج إلى حرف يبتدئ

به ، وحرف يقف عليه ، وحرف يكون مسافة بينهما ، ولا يكون الاسم والفعل على أقل من ذلك إلا قليلا . فإذا تقرر ذلك فما معنى جعل سيبويه هذا من أبنية

الثنائي ؟ قال سيبويه : )) ثم الذي يلي ما يكون على حرف ما

يكون على حرفين ، وقد تكون عليه الأسماء المظهرة المتمكنة والأفعال المتصرفة ، وذلك قليل ، لأنه إخلال عندهم بهن ، لأنه حذف من أقل الحروف

عددا . فمن الأسماء التي وصفت لك : يد، ودم ، وحر ، وست ، وسه - يعني الاست - ودد وهو اللهو ... فإذا

ألحقتها الهاء كثرت، لأنها تقوى، وتصير عدتها ثلاثة( .1أحرف (( )

وقال أيضا : )) ولا يكون شيء على حرفين صفة( .2حيث قل في الاسم وهو الأول الأمكن (( )

ومقصود سيبويه بهذا ما يكون على حرفين استعمالا مما حذف لامه ، وأصله ثلاثي ، ولذا قال : )) لأنه

( .3حذف من أقل الحروف عددا (( ) وأوضح ابن عصفور ذلك بقوله : )) أبنية الأسماء

الأصول أقل ما تكون ثلاثة ، وأكثر ما تكون خمسة . ولا يوجد اسم متمكن ، على أقل من ثلاثة أحرف ، إلا

(4أن يكون منقوصا ، نحو ) يد ( و ) دم ( وبابهما (( ).

فما ذكره سيبويه على حرفين في الأسماء هو مماجاء في كلامهم محذوفا من هذا النوع .

وأما ) حر ( فوزنه ) فع ( ؛ ثم حذفت لامه ، إذ هو في الأصل ) حرح ( على ) فعل ( ودليل ذلك

)) قولهم أفعال في جمعه ، بمنزلة جذع وأجذاع (()5. )

(4/456)

وأما دد فأصلها ) ددن ( على ) فعل ( أيضا و )) فيه لغات ، يقال : اللهودد مثل يد ، وددا مثل قفا وعصا ،

( .1وددن مثل حزن (( )

أما ) دم ( فقد جعل سيبويه أصله ) فعلا ( حينمار على ) فعال وفعول ( مثل : دماء ودمي ، جعله يكس

( قياسا على ظبي ودلو ، إذ تجمع على ظباء ودلي2. )

وخالفه المبرد في ذلك فجعله ) فعلا ( بتحريك( .4( . ورد ذلك عليه ابن ولاد في الانتصار)3العين)

وأما ست وسه فأصلها قبل الحذف ) ستة ( ووزنها ) فعل ( )) كجبل ، بدليل أستاه ... وفيه ثلاث لغات :

( .5است وست ، وسه (( ) ف) يد ( حذفت منها اللام ، إذ أصلها ) يدي ( و)) وزنها فعل يدي ، فحذفت الياء تخفيفا ،

( . ويدل على6فاعتقبت حركة اللام على الدال (() ذلك )) أنك تقول : أيد في الجمع ، وهذا جمع فعل ((

(7. ) وبهذا يتبين أن أصل هذه الكلمات ثلاثي ، ولذا قال

الزبيدي : )) وقد يجيء من الأسماء المتمكنة ما يكون على حرفين محذوفا عن أصل بنائه ، وليس ذلك

( .8بالكثير نحو يد ودم وغد (() (9و ) غد ( )) أصله ) غدو ( حذفوا الواو بلا عوض (( )

. وهذه الألفاظ التي سبق ذكرها هي مما استعمل

على حرفين بلا عوض ، وذكر سيبويه ألفاظا أخرى ، عوض فيها عن الحرف المحذوف هاء فقال : )) وما

لحقته الهاء من الحرفين أقل مما فيه الهاء من الثلاثة ؛ لأن ما كان على حرفين ليس بشيء مع ما

هو على ثلاثة ، وذلك نحو : قلة ، وثبة ، ولثة ، وشية ،وشفة ، ورئة ، وسنة ، وزنة وعدة وأشباه ذلك (( )

10. )وهذه الألفاظ على نوعين :

(4/457)

الأول : كانت محذوفة اللام ، وهي : سنة وشفة ووزن أصليهما ) فعل ( . وقلة أصلها قلو على ) فعل ( ورئة أصلها رئية على ) فعلة ( ولثة أصلها لثي على) فعل ( وثبة بمعنى الجماعة ، أصلها ثبي على فعل . والآخر : ما كانت محذوفة الفاء ، وهي : شية ، وزنة ،

وعدة ، فكلها على وزن علة ، إذ فاء الكلمات الثلاثواو محذوفة .

وكل هذه الكلمات أسماء ، وأشباهها كثير لا أريد

الإطناب باستقصائها في هذا البحث .

المبحث الثاني : ما اختص به الاسم من أبنية الثلاثي ذكر العلماء أبنية يختص بها الاسم الثلاثي دون

الصفة ، وهذه الأبنية كلها مزيدة ، ولم يرد شيء مجرد منها إلا بناء واحد هو ) فعل ( إذ جاء عليه ) إبل ( . قال سيبويه : )) وهو قليل ، لا نعلم في الأسماء

( .1والصفات غيره (( ) وقال الأزهري : )) أما إبل وإبد فمسموعان ، وأما

نكح وخطب فما حفظتها عن ثقة، ولكن يقال : نكح(2وخطب (()

وأورد غيرهما ألفاظا أخرى بعضها أسماء وبعضهاصفات . قال ابن القطاع :

وعلى فعل نحو : إبل ، وامرأة بلز للضخمة)) القصيرة ، وإطل للخصر ، وأتان إبد للوحشية، ولا

أفعل ذلك أبد الإبد حكاه ابن دريد . وبلص للبلصوص ، ووتد عن أبي عمرو لغة في الوتد ، ومشط لغة في

المشط ، وإثر لغة في الإثر وفرس إجد لغة في أجد ، ولعبة للصبيان يقولون جلخ جلب ... وخطب ونكح لغة

())3. ) هذا ما كان على هذا البناء مجردا ، وما ورد في

الأشعار من غيره في القوافي المقيدة من مثل مسك ، وجلد ورجل ، وحجل فكل ذلك خاص بها ؛ لأن الأصل فيها سكون العين، لكنهم كسروا العين إتباعا

للهمزة ليمكن الوقف بالسكون .

(4/458)

ولذلك لم يسلم ابن عصفور بما استدرك على سيبويه من ألفاظ، إذ قال: )) فأما ) إطل ( فلا حجة

فيه ؛ لأن المشهور فيه ) إطل ( بسكون الطاء . ف) إطل ( يمكن أن يكون مما أتبعت الطاء فيه

الهمزة للضرورة ؛ لأنه لا يحفظ إلا في الشعر ... وكذلك ) حبرة ( الأفصح والمشهور فيها إنما هو

) حبرة ( . و) حبرة ( ضعيف. وكذلك ) بلز ( لا حجة فيه ؛ لأن الأشهر فيه ) بلز ( بالتشديد . فيمكن أن

( .1يكون ) بلز ( مخففا منه (( ) وبهذا يعلم أن سيبويه لم يكن غافلا عن مثل هذه

الأمثلة ، وإنما تركها لعدم تطابقها مع ما أراد . أما ما لحقته الزوائد فكثير ، وسأرتبها على حسب

نوع الحرف الزائد ، وعدد حروف الزيادة ، فأبدأ بما زيد فيه حرف واحد مبتدئا بالهمزة فالألف فالتاء

فاللام فالميم فالنون فالواو فالياء ، ثم أتبع ذلك بما زيد فيه حرفان ، ثم بما زيد فيه ثلاثة ، ثم بما زيد

فيه أربعة ؛ لأن أقصى ما ينتهي إليه الاسم الثلاثي والرباعي بالزيادة سبعة أحرف . مراعيا في كل ذلك

ترتيب حروف الهجاء ، على نحو ما أسلفت .ما زيد فيه حرف واحد

أولا : الهمزة . وردت أبنية في العربية على أربعة أحرف ، منها ثلاثة

أصول وواحد زائد هو الهمزة من ذلك : إفعل : نحو إثمد ، وإصبع ، وإجرد . قال سيبويه :

(.2)) ولا نعلمه جاء صفة (() فالإثمد : )) حجر يتخذ منه الكحل ، وقيل : ضرب من الكحل ، وقيل : هو نفس الكحل ، وقيل : شبيه به ((

(3. )( واحدة الأصابع .4و )) الإصبع مثال اضرب (( )

وإجرد ، بتخفيف الدال لغة في الإجرد )) نبت يدل ( وكل هذه أسماء لا5على الكمأة ، واحدته إجردة (()

يوصف بها لأنها أسماء أجناس . إفعل : نحو إصبع ، وإيرم ، وإبين ، وإشفى ،

وإنفحة . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء صفة (( )6. )

فإصبع : واحدة الأصابع .

(4/459)

وإبرم : اسم مكان . وضبط في اللسان والقاموس( . وضبطه ياقوت بكسرها)1والتكملة بفتح الهمزة)

( . وتمثيل سيبويه به على وزن ) إفعل ( يرجح2ضبط ياقوت .

و إبين : )) طول جزيرة العرب ، وهي من العذيب( .3إلى عدن (()

والإشفى : المثقب للأساقي والمزاود والقرب( .4وأشباهها)

والإنفحة ، بكسر الهمزة وفتح الفاء مخففة: كرش( .5الحمل أو الجدي مالم يأكل)

وكل هذه الكلمات - كما ترى - خالية من معنى الحدثودلالته ، لا يوصف بها .

فأما قولهم في المرأة : إشفى المرفق ؛ فعلى))

أنهم توهموا الاسم وصفا ، وهذا على نحو قولهم :( .6فلان أذن وعلى نحو قولهم في الناقة : ناب (( )

أفعل : قال سيبويه : )) وهو قليل ، نحو : أصبع ، ولا( .7نعلمه جاء صفة (( )

والأصبع لغة في الإصبع : واحدة الأصابع ، وهياسم .

أفعل : قال سيبويه : )) وهو قليل نحو : أبلم ،( .8وأصبع ، ولا نعلمه جاء صفة (()

( .9فالأصبع : معروف . و)) الأبلم : خوص المقل (( ) واستدرك الزبيدي على هذا فقال : )) وقد جاء

صفة ، قالوا : شحم أمهج : ذو ودك، عن أبي زيد (( )10. )

وجعله ابن جني محذوفا من ) أمهوج ( ك) أسلوب ( . وقال : )) وجدت بخط أبي علي عن الفراء : لبن

أمهوج فيكون أمهج مقصورا منه لضرورة الشعر ،وأنشد أبو زيد :

( .11يطعمها اللحم وشحما أمهجا) وذكر فيه وجها آخر ، وهو أن يكون مما وصف فيه بالاسم الجامد ، لما فيه من معنى الصفاء والرقة ،

( .12كما يوصف بالأسماء الضامنة لمعنى الأوصاف) فعأل وفأعل : قال سيبويه : )) شمأل وشأمل ، وهو

( .13اسم (( )مأل : لغة في الشمال ، ريح تهب من قبل فالش

( .14الشام)

(4/460)

أمل : مقلوب) ( ، وجعل ابن قتيبة هذين في1والش شواذ التصريف ، ونقل عن الفراء أنه قال : )) ومما

مأل ( و همزوه ولاحظ له في الهمزة ... ) الشأمل ( وأصله من الشمال (() ( .2) الش

ثانيا : الألف . فاعل : ورد هذا البناء في الأسماء ، ذكر ذلك سيبويه

فقال : )) ويكون فاعلا نحو : طابق وخاتم ، ولا نعلمه( .3جاء صفة (( )

فالطابق : العضو من أعضاء الإنسان كاليد والرجل ونحوهما . وبهذا فسره ابن الأثير في الأثرين اللذين أوردهما في غريبه . أحدهما عن علي رضي الله عنه )) إنما أمرنا في السارق بقطع طابقه (( أي : يده .

والآخر )) فخبزنا خبزا وشويت طابقا من شاة (( أي :

( .4مقدار ما يأكل منه اثنان أو ثلاثة) والخاتم من الحلي معروف ، وهذه إحدى اللغات

الواردة فيه . فعلى : جاء ذلك في أسماء نحو : علقى ، وتترى ، وأرطى . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء وصفا إلا

( .5بالهاء ، قالوا : ناقة حلباة ركباة (( ) وهذه الأمثلة تنون وتمنع التنوين ، فمن نون جعلألفها للإلحاق ، ومن منع التنوين جعلها للتأنيث .

فالعلقى : شجر تدوم خضرته في القيظ ، والأرطى :( .6شجر ينبت بالرمل)

وتترى : من المواترة ، وكل هذا لما كانت ألفه للإلحاق ، أما ما كانت ألفه للتأنيث فإنه لا ينون ، ولذا جعلها سيبويه مشتركة بين الأسماء والصفات فقال :

)) وتلحق الألف رابعة للتأنيث فيكون على ) فعلى ( فيهما . فالاسم : سلمى ، وعلقى ، ورضوى .

( .7والصفة : عبرى وعطشى (( )

(4/461)

فعلى : جاء هذا البناء في الأسماء نحو ذفرى ومعزى . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء وصفا إلا

( . ومثل ابن عصفور لذلك فقال : )) نحو1بالهاء (( ) امرأة سعلاة ورجل عزهاة . فأما قولهم : رجل

كيصى فهو اسم وصف به وليس بجار على فعله، ولا يلزمه أن يستعمل تابعا ، فيكون ذلك دليلا على أنه

ليس بصفة في الأصل ، ومما يدل على أنه ليس بصفة في الأصل استعمالهم له جاريا على

( .2المؤنث بغير هاء ، فيقولون امرأة كيصى (() ومعاني هذه الأمثلة ، الذفرى : )) الحبل المشرف

( .3عن يمين نقرة القفا وشمالها (( ) ( .4ومعزى : جمع ماعز ، والميم فيها أصلية)

والسعلاة : الغول أو ساحرة الجن . والعزهاة : ( . وكيصى )) بالتنوين ، ينزل وحده ، ويأكل5اللئيم)

( .6وحده (( ) فعلى : جاء هذا البناء في الأسماء )) وهو قليل في (7الكلام ، نحو : شعبى ، والأربى والأدمى أسماء (( )

. وأورد أبو علي القالي هذا البناء في باب ما جاء من المقصور على مثال فعلى بغير تنوين اسما ولم يأت

(8صفة)

فشعبى : موضع . وأربى : الداهية . وأدمى : مكان)9. )

ثالثا : التاء . وردت أبنية في العربية على أربعة أحرف منها ثلاثة

أصول ، وواحد منها زائد ، وهذا الزائد هو حرفالتاء ، من هذه الأمثلة .

تفعل : ورد ذلك )) في الأسماء نحو : تنضب ،ة (() ة ، والتسر ( .10وتتفل ، والتضر

فالتنضب : شجر ينبت بالحجاز له شوك ، وله جنى( .11مثل العنب الصغار)

ة : من السرور ة والتضر والتتفل : الثعلب . )) والتسر( .12والضر (( )

تفعلة : جاء ذلك في الأسماء )) وهو قليل ، قالوا :( .13تتفلة (( )

والتتفلة : أنثى الثعلب ، وهذا البناء أحد اللغاتالجائزة فيها ، وفيها أيضا تتفلة، وتتفلة ، وتتفلة)

14. )

(4/462)

تفعلة : ورد ذلك في الأسماء نحو : تدورة ، وتنهية ،وتودية . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء وصفا (( )

1. ) فالتدورة : دارة بين جبال ، وهي من دار يدور ،

والتنهية : المكان الذي ينتهي إليه الماء . والتودية :( .2عود على قدر ضرع الناقة تصر به)

فعلتة : ورد ذلك في قولهم : )) سنبتة ، وهو اسم (( ( وهي الحقبة ،4( نحو : )) سنبتة من الدهر (( )3)

والتاء زائدة ؛ لقولهم : مرت عليه سنبة من الدهر ،( .5على وزن تمرة)

رابعا : الميم .من الأبنية التي وردت فيها الميم زائدة ما يلي : مفعل : ورد هذا البناء في الأسماء مزيدا بحرف

الميم ، ولكنه يكون بالهاء في الأسماء ، نحو : مزرعة والمشرقة ، ومقبرة . قال سيبويه : )) ولا نعلمه

( .6صفة (( ) فالمزرعة : موضع الزرع . والمشرقة مثلثة الراء :

موضع القعود في الشمس بالشتاء . والمقبرة ، بفتح الباء وضمها : موضع القبور . ومثلها المشربة

( .7للغرفة)

قال أبو بكر )) قد روى الكوفيون ) مفعلا ( بغير هاء ،( .8قالوا : مكرم ومعون ومقبر (( )

قال الفارابي : )) هذا قول الكسائي . وقال الفراء : هو جمع مكرمة . فعنده أن مفعلا ليس من أبنية

الكلام . فأما هذا وقول جميل : بثين الزمي )لا( إن )لا( إن لزمته على كثرة الواشين

أي معون( .9فهما جمع ، وعند الكسائي أنهما واحد (( )

مفعل : ورد هذا البناء في قولهم : )) منخر ، وهو ( . وجعل منه ابن القطاع ) منتن ( على10اسم (( )

حين أشار سيبويه إلى أنه ليس منه فقال : ))فأما منين ومغيرة فإنما هما من أغار وأنتن ولكن كسروا

( .11كما قالوا : أجوءك ولإمك (( )

(4/463)

فيكون الكسر هنا للإتباع كما قالوا : أجوءك ولإمك ، أي : أن الكسر فيهما إتباع لحركة الحرف الثالث من

الكلمة ورد ابن القطاع قول من جعله من ) نتن ( فقال : )) ولا تلتفت إلى قول ابن قتيبة في قوله : من قال منتن أخذه من نتن فهذا غلط فاحش ، وقد غلط فيه جماعة من العلماء قبله ، لأنه يلزمهم على هذا أن يقولوا من خبث مخبث ، ومن حسن محسن .

( .1وهذا لا يقوله أحد (( ) مفعل : ورد هذا البناء في الأسماء نحو : منخل ، ومسعط ، ومدق ، ومنصل . قال سيبويه : )) ولا

( .2نعلمه جاء صفة (( ) وهذه الكلمات من جملة الكلمات التي حكيت

مضمومة الميم والعين من أسماء الآلة ، وعدها بعضهم شاذة لخروجها عن الصيغ الثلاث ) مفعل ،

ومفعال ، ومفعلة ( فالمنخل : ما ينخل به الدقيق ، والمسعط : وعاء السعوط . والمدق : آلة الدق ،

( .3وكذلك المدهن : ما يجعل فيه الدهن)خامسا : النون .

تكون النون زائدة في أبنية ثلاثية الأصول ، وتكون منفردة ، أو مع غيرها ، ومن الأبنية التي وردت فيها

النون زائدة ما يلي : فنعل : ورد ذلك في أسماء وذلك : قنبر ، وعنظب ،

( .4وعنصل . قال سيبويه : )) ولا نعلمه صفة (( ) فالقنبر : طائر ، يقال فيها : القبرة ، ويقال لها :

رة أيضا) ( .5الحم( .6والعنظب : ذكر الجراد . والعنصل : نبت)

ا جعل سيبويه فنعل : ورد من ذلك مثال واحد مم يحكم له بالقلة إذ قال : )) وهو قليل ، قالوا :

( لغة في الجندب ، وهو ذكر7جندب ، وهو اسم (( )( .8الجراد)

واستدرك الزبيدي على سيبويه في هذا فقال : ( . وقد9)) وقد جاء صفة ، قالوا : لحية كنثأة (( )

يجاب عن هذا بأنها لا تكون صفة بغير التاء .

(4/464)

فعلن : أورد سيبويه من ذلك مثالا واحدا ، ومن ثم حكم له بالقلة فقال : )) وهو قليل ، قالوا :

( .2( وهو للبعير بمنزلة اليد والرجل)1فرسن (( ) فعنلة : ورد هذا البناء في الأسماء )) قالوا : جرنبة ،

( .4( للجماعة من الناس)3وهو اسم (( ) قال ابن منظور - بعد أن ذكر تفسير جربة - :

( .5)) وإنما قالوا جرنبة كراهية التضعيف (( )سادسا : الواو .

فعول : ورد هذا البناء في الأسماء نحو خروع وعلود .( .6قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء وصفا (()

فالخروع : نبت لين . أما علود فتروى في المعاجم بتشديد الدال ، ومشدد الدال يأتي صفة ، فيقال :

رجل علود وامرأة علودة . وهو الشديد ذو القسوة .( ( . وأوردها سيبويه في7ومن الرجال والإبل المسن

( .8) فعول () (9وذكر ابن عصفور على بناء ) فعول ( خروع وعتود) . قال الجوهري : )) وعتود : اسم واد . وليس في

( ولعل ما في10الكلام فعول غيره وغير خروع (()ف عنه . الكتاب قد تحر

فعول : جاء ذلك في أبنية من العربية )) وهو قليلر عليه الواحد في الكلام ، إلا أن يكون مصدرا أو يكس

دوس وهو للجمع ، قالوا : أتي وهو اسم ، والس( .11اسم (()

فالمصدر نحو القعود . والجمع نحو الفلوس .دوس : الطيلسان) ( .12والأتي : السيل . والس

فعلوة : ورد هذا البناء في الأسماء )) نحو : الخنذوة ،( .13والعنصوة (( )

(4/465)

فالخنذوة : الشعبة من الجبل . وحكيت بكسر الخاء ، وهو قبيح ؛ لأنه لا يجتمع كسرة وضمة بعدها واو ، ليس بينهما إلا ساكن ؛ لأن الساكن غير معتد به ،

وكأنه خذوة . وحكيت جنذوة ، وخنذوة وحنذوة ، لغات في جميع ذلك حكاه بعض أهل اللغة ، وكذلك وجد

في بعض نسخ كتاب سيبويه ، وهذا لا يعضده القياس ولا السماع ، أما الكسرة فإنها توجب قلب الواو ياء ، وإن كان بعدها ما يقع عليه الإعراب وهو الهاء ، وقد

نفى سيبويه مثل ذلك ، وأما السماع فلم يجئ لها نظير، وإنما ذكرت هذه الكلمة بالحاء والخاء والجيم ؛

( .1لأن نسخ كتاب سيبويه اختلفت فيها)عر اليسير ، ويقال ما بقي له إلا والعنصوة : الش

( .2عنصوة ، أي : قطعة) فعلوة : ورد هذا البناء في الأسماء نحو : ترقوة ،

وعرقوة ، وقرنوة . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء(3وصفا (( )

فالترقوة : واحدة التراقي )) وهي العظم الذي بين ( . وعرقوة الدلو )) الصليب4ثغرة النحر والعاتق (( )

( . )) والقرنوة : نبت يدبغ به ((5الذي على رأسه (( )(6. )

فعلوة : جاء ذلك في أمثلة )) نحو حنذوة ، وهو اسم وهو قليل ، والهاء لا تفارقه ، كما أن الهاء لا تفارق

( .7حذرية وأخواتها (( )( ، وقيل شعبة فيه)8فالحنذوة : القطعة من الجبل)

( . والمشهور خنذوة بالخاء مضمومة ، وحكيت9 (10بكسر الخاء ، وبالجيم مكسورة مع كسر الذال)

وتقدم في البناء الذي قبلها بيان ذلك .سابعا : الياء .

يفعل : ورد هذا البناء في الأسماء نحو : اليرمع ، واليعمل ، واليلمق . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء

( .11وصفا (( ) فاليرمع : حجر رقيق يتفتت . واليعمل : الجمل

( .12القوي) واليلمق : القباء المحشو ، وهو بالفارسية يلمه (())

(13. )

(4/466)

( .1فأما قولهم : رجل يلمع فمن الوصف بالاسم) فعيل : جاء ذلك في قولهم )) عليب ، وهو اسم

( . قال ابن سيده :2واد (( ) وعليب وعليب : واد معروف ، على طريق اليمن ،))

وقيل موضع ، والضم أعلى ، وهو الذي حكاه سيبويه . وليس في الكلام فعيل ، ] بضم الفاء

وتسكين العين وفتح الياء [ غيره ... واشتقه ابن جني من العلب الذي هو الأثر والحز ، وقال : ألا ترى

( .3أن الوادي له أثر (( )الزيادة بتكرير حرف أصلي

أولا : العين . فعل : ورد هذا البناء في الأسماء )) وهو قليل .

( بضم التاء والباء مع التشديد .4قالوا : تبع (( ) والتبع : الظل قال الزبيدي : )) التبع : الظل . ويقال

التبع ضرب من اليعاسيب . وأما التبع بالضم فلا( .5أعلمه (( )

فعل : يأتي هذا البناء في الاسم نحو : حمص ، وجلق، وحلز . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء وصفا (( )

6. ) قال الجوهري : )) الحمص : حب . قال ثعلب :

الاختيار فتح الميم . وقال المبرد : هو الحمص ، بكسر الميم . ولم يأت عليه من الأسماء إلا حلز ؛

وهو القصير . وجلق ؛ وهو اسم موضع بناحية( .7الشام (( )

وقال الزبيدي : )) قد جاء صفة . يقال امرأة حلزة ؛( .8للقصيرة . ومنه الحارث بن حلزة (( )

ثانيا : اللام . وردت أبنية في العربية على أربعة أحرف ، ثلاثة

أصول ، وواحد زائد هو اللام . ومن أمثلة هذهالأبنية :

فعلل : ورد هذه البناء في الاسم ، وذلك نحو : قردد ، ومهدد . وهو ملحق بالرباعي ) جعفر ( . قال

( .9سيبويه : )) ولا نعلمه جاء وصفا (( ) فالقردد : جبل ، أو ما ارتفع من الأرض . وجمعه

( .11( . ومهدد : اسم امرأة)10قرادد) فعل : وكذا هذا البناء ورد في الأسماء )) وهو قليل .

ة ، وهو اسم (() ( .12قالوا : تئف

(4/467)

ة ة : الحين والأوان . )) يقال : جاء على تئف والتئف( .1ذاك وتفيئة ذاك ، أي على حينه ووقته (( )

وفي أصل هذه الكلمة خلاف ، هل هي ) فعلة ( أو ) تفعلة ( ، ويبدو أن اللبس في وزنها قديم ؛ منذ عهد سيبويه فقد اختلفوا في النقل عنه خلاف ما

وصلنا في الكتاب ، قال ابن السراج : )) وهذا الحرف في بعض النسخ ] يعني نسخ الكتاب [ قد ذكر في

( .2باب التاء ، وجعل على مثال ) تفعلة ( (( ) فعلة : جاء هذا البناء في الأسماء )) وهو قليل ،

ة وهو اسم (( ) ( لطائر أصغر من3قالوا : درج( .4الدراج ، ورواها يعقوب درجة بالتخفيف)

فعلة : كذا هذا البناء ورد في الأسماء )) وهو قليل . ( والتلنة : الحاجة واللبث5قالوا : تلنة وهو اسم (()

أيضا .ثالثا : العين واللام .

فعلعل : ورد هذا البناء في الأسماء )) نحو : ذرحرح ، (6وجلعلع . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء وصفا (( )

.م القاتل . والجلعلع ، بضم الجيم : فالذرحرح : الس

( .7خنفساء نصفها طين)

ما زيد فيه حرفانزيادة الهمزة والألف :

إفعلى : ورد في الأسماء هذا البناء . قال سيبويه:( .8)) قالوا: إيجلى، وهو اسم (()

قال القالي : )) أحسبه موضعا - والله أعلم - ولم(.9يأت على هذا المثال غيره (( )

فعلاء : ورد هذا البناء في الأسماء نحو : علباء ، وخرشاء ، وحرباء . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء

( .10وصفا لمذكر ولا لمؤنث (( ) فالعلباء : عرق في العنق . والخرشاء : قشر البيضة ،

(11وجلد الحية ، ورغوة اللبن وكل شيء فيه انتفاخ) (12. والحرباء : دويبة شبيهة بالعظاءة ؛ إلا أنها أكبر)

.

(4/468)

وذكر القالي عددا من الألفاظ التي جاءت على هذا ( (( ؛ لأن2( . )) وهذا كله ملحق ب) فعلال ()1البناء)

الهمزة بمنزلة اللام الثانية من فعلال ، وفي هذا

التعيم نظر ، إذ الهمزة في بعضها للتأنيث كما في) حرباء ( .

فعلاء : هذا البناء من أبنية العربية ورد في الأسماء ؛ ولكنه قليل ، وهذا ما عناه سيبويه بقوله : )) قد

يكون على ) فعلاء ( في الكلام ، وهو قليل ، نحو :( .3قوباء وهو اسم (( )

ز في جلد الإنسان (( ) ( .4والقوباء : )) التحز وجعل القالي هذا المثال في باب ما جاء من الممدود على مثال فعلاء من الأسماء ولم يأت صفة ، ثم مثل بها في باب ما جاء من الممدود على مثال فعلاء من

( . وجعلها الفارابي في باب5الأسماء والصفات)( .6فعلاء بضم الفاء وفتح العين ممدود)

فاتفق بذلك مع القالي . وبناء فعلاء يكون في الأسماء والصفات ، وهذا معنى قول ابن السكيت : ))

( .7والأصل فيها تحريك العين (( ) وقال ابن قتيبة : )) بفتح الواو مؤنثة لا تنصرف ،

رت وجمعها ) قوب ( ، وإن سكنت الواو ذك ( . ولعل سيبويه أراد أن الأسماء من8وصرفت (( )

هذا البناء تختص بالتخفيف فتسكن العين منها . وهذا ما يدل عليه تفريق القالي للبنائين في بابين

متتابعين . فعلاء : هذا البناء يكون في الاسم ، وهو قليل في

يراء . قال سيبويه : )) ولا الكلام نحو : الخيلاء ، والس ( . وهذان المثالان ومثلهما9نعلمه جاء وصفا (( )

العنباء والحولاء جعلها القالي في باب ما جاء من (.10الممدود على مثال فعلاء اسما ولم يأت صفة)

والحولاء هو الحولاء بالضم ، وهو أكثر من الكسر :الماء الذي يخرج مع الولد .

يراء : ثوب فيه خطوط والخيلاء لغة في الخيلاء . والس( .11تعمل من القز ، والذهب، وضرب من النبت)

(4/469)

فعلاء : هذا البناء يكون في الاسم . قال سيبويه :ليك) (1)) وهو قليل ، نحو : قرماء وجنفاء. وقال الس

:ته خمار على قرماء عالية شواه كأن بياض غر

( :2وقال)رحلت إليك من جنفاء حتى أنخت فناء بيتك بالمطالي

( .3ولا نعلمه جاء وصفا (( )

وقرماء وجنفاء : موضعان . قال ابن قتيبة : )) وقد جاء ) فعلاء ( في حرف واحد ؛ وهو صفة ، قالوا ( .4للأمة ثأداء ، بتسكين الهمزة ، وثأداء بفتحها (( )

ومثل ذلك مقلوبها : دأثاء .زيادة الهمزة وتكرير حرف أصلي :

أفعلة : جاء هذا في أبنية الأسماء )) وهو قليل ،ة، وهي أسماء (( ) ة ، وأترج ، وأسطم نحو : أسكف

5. )ة : عتبة الباب) ( ، والأترج معروف .6فالأسكف

ة : وسط الحسب ومجتمعه) ( .7والأسطم

زيادة الألف مع حرف آخر تقدم في المبحث السابق زيادة الألف مع الهمزة .

وسأتناول هنا : زيادة ألفين في بناء واحد فاعال : ورد هذا البناء في الأسماء . قال سيبويه : ))

وهو قليل نحو : ساباط ، وخاتام وداناق للدانق( .8والخاتم ، ولا نعلمه جاء صفة (( )

اباط : سقيفة بين دارين من تحتها طريق نافذ)) الس( ))9. )

والخاتام : لغة في الخاتم ، والغريب أن ابن سيده (، أخذ ذلك من10جزم بأن سيبويه لم يعرف خاتاما)

قول سيبويه )) إن الذين قالوا خواتيم إنما جعلوه ( .11تكسير فاعال؛ وإن لم يكن في كلامهم (()

ولكن سيبويه قال بعد ذلك : )) غير أنهم قد قالوا :( .12خاتام، حدثنا بذلك أبو الخطاب (( )

( .13والداناق : لغة في الدانق من الأوزان) فعالى : ورد هذا البناء )) في الاسم نحو : حبارى ،

وسمانى ، ولبادى . ولا يكون وصفا إلا أن يكسر عليه الواحد للجمع نحو :

( .14عجالى ، وسكارى ، وكسالى (( )

(4/470)

ف)) الحبارى : طائر ، يقع على الذكر والأنثى واحدها( .1وجمعها سواء (( )

مانى : طائر ، وجمعه سمانيات ، واللبادى : و )) الس( .2طائر يلبد بالأرض ، فلا يكاد يطير إلا أن يطار (( )

وذكر القالي أن هذا الضرب ينقاس ، ولذلك استغنىعن ذكره ، وجمع أمثلة لما كان اسما على هذا البناء)

3. )

زيادة الألف والتاء : تفاعل : جاء من هذا البناء في الأسماء التتافل والتناضب . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء في

( . وذكر ابن عصفور أنه قد يكون صفة4الوصف (( ) بالقياس . قال : )) وقد يجيء صفة بالقياس ؛ لأنهم

رته على القياس قلت قالوا ) تحلبة ( فإذا كس( .5تحالب (()

تفعال : هذا البناء جاء في الاسم نحو : تجفاف ، وتمثال ، وتلقاء ، وتبيان . قال سيبويه : )) ولا نعلمه

( . وقد ورد هذا البناء في صفات6جاء وصفا (( ) ولكن بالهاء ؛ إذ جاء رجل تلقامة وتلعابة وتقوالة

وتبذارة وترعاية ولكنه قليل . والتمس ابن عصفور مخرجا لذلك فقال : )) وقد

يمكن أن يكون من قبيل ما وصف به، وهو اسم في الأصل ، نحو قولهم : نسوة أربع . ومما يبين ذلك

جريانه على المذكر وفيه تاء التأنيث . إذ حق الصفة( .7أن تكون مطابقة للموصوف (( )

ج ما حكي عن الكسائي من قولهم ناقة وكذلك خر تضراب على أنه اسم وصف به لعدم قولهم تضرابة ؛

( .8إذ لفظه مذكر ، وهو صفة لمؤنث)زيادة الألف واللام :

فعالة : هذا البناء مزيد بالألف وبتكرير اللام وهوة ، حرف أصلي ، وجاء في الأسماء )) نحو : الزعار

ة ، والعبالة . ولم يجئ صفة (( ) ( .9والحمارة الصيف أو القيظ : ة : سوء الخلق . وحمار فالزعار

ه . شدة حر ( وبهذا تكون صفات غالبة10والعبالة : الثقيل)

أصبحت أعلاما ، ومثل ذلك :

(4/471)

ة الشتاء ، يعني شدة البرد وأتيتك على حبالة)) صبارتهم ، أي : ذلك ، أي : حينه ... ويقال أتوني بزراف بجماعتهم . قال أبو عبيد : لا أحفظ التشديد عن

( .1غيره (( ) فعلال : جاء هذا البناء في الأسماء نحو : قرطاط ،

وفسطاط . قال سيبويه :( .2وهو قليل في الكلام ولا نعلمه جاء وصفا (( )))

( وفسطاط :3ف)) القرطاط : برذعة الحمار (( )(.4مدينة بمصر ، وضرب من الأبنية)

فعلى : ورد هذا البناء في الكتاب بضم العين ، والصواب الفتح ؛ لأن مضموم العين سيأتي بعد

ويكون في الأسماء )) وهو قليل . قالوا : عرضى ،( .6( من الاعتراض)5وهو اسم (( )

وذكر القالي هذا المثال في باب ما جاء من المقصور على مثال ) فعلى ( بضم الفاء وفتح العين ، ولم

( .7يذكره في باب ) فعلى ( بضم الفاء والعين) وذكره ابن سيده في بناء ) فعلى ( بالضم فيهما ،

وقال : )) قال الفارسي : كل فعلى ففعلى فيهى من الحذر ، والحظبى : مقولة (( . وذكر معها الحذر

ى : وعاء طلع الظهر ، والغلبى : الغلبة ، والكفرى : من البذر) ( .8النخل وبذر

فعلى : أورد سيبويه هذا البناء بعد جملة من الأبنية بينه وبين البناء المتقدم بفتح العين وأورد عليه أمثلة

ى وهو اسم (( ) ى ، ونذر ( .9قال : )) قالوا : حذر فعلى : ورد هذا البناء في أبنية الأسماء )) وهو

ى ، وهو اسم (() ( .10قليل ، قالوا : دفقى . ى : اسم للمشية ، يقال هو يمشي الدفق والدفق

ى : مشية فيها تمايل . والجيضى ، ومثلها : الهمقبفتح الياء : مشية فيها اختيال .

( .11ودممى : موضع معروف)زيادة الألف وتكرار عين الكلمة :

فعال : ورد هذا البناء في الأسماء نحو : الحناء ، والقثاء ، والكذاب . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء

( .12وصفا لمذكر ولا لمؤنث (( )

(4/472)

وقالوا : رجل دنابة ؛ للقصير الغليط . وخرجه ابن عصفور بأنه من الوصف بالاسم ، إذ لم يطابق

( .1موصوفه) وذكر القالي الحناء والقثاء ثم قال : )) وما جاء من

هذا المثال قليل جدا ، لا نعلم جاء منه غير هذين( .2الحرفين (( )

فعلى : جاء هذا البناء في الأسماء . قال سيبويه :مهى، وهو اسم والبدرى ، )) وهو قليل . قالوا : الس

( .3وهو اسم ولا نعلمه وصفا (( )مهى : الباطل . والبدرى : من البدار) ( . زاد4فالس( ( . وزاد5القالي ، الحلكى : النوع من السويق بالبر

( .6ابن دريد ، لبدى : للقوم المجتمعين)

زيادة الألف والنون : فعلان : ورد هذا البناء في الأسماء )) نحو : ضبعان ، وسرحان ، وإنسان وهو كثير فيما يكسر عليه الواحد

( .7للجمع ، نحو : غلمان وصبيان (( ) هذا ما ذكره سيبويه ، ونقل ابن قتيبة عن بعض

البغداديين في ) إنسان ( أن )) الأصل ) إنسيان ( على زنة إفعلان فحذفت الياء استخفافا ؛ لكثرة ما يجري على ألسنتهم ، فإذا صغروه قالوا : أنيسان فردوا الياء ؛ لأن التصغير ليس يكثر ككثرة الاسم

( .8مكبرا ، وقالوا في الجميع : أناسي (( ) ونسب إلى البصريين أن وزنه فعلان ، زيدت الياء في

تصغيره ، كما زيدت في تصغير ليلة ، فقالوا :( .9) لييلة ( . وفي تصغير رجل فقالوا ) رويجل ( ) ولم يجزم سيبويه بعدم مجيء الصفة على هذا

البناء ، وقد قالوا : رجل عليان وخرج أبو حيان ذلك ( ؛ لأنهم قد قالوا :10بأنه من قبيل الوصف بالاسم)

( ولم يدخلوا عليها التاء .11ناقة عليان) فعلان : نقل هذا البناء في الأسماء . قال سيبويه :

)) وهو قليل ، نحو الظربان ، والقطران ،قران . ولا نعلمه جاء وصفا (( ) ( .12والش

(4/473)

قران نبت) يح . والش ( .1فالظربان دويبة منتنة الروالقطران معروف .

فعلان : يأتي على هذا البناء الاسم )) وهو قليل ،بعان وهو اسم بلد . قال ابن مقبل : قالوا : الس

بعان أمل عليها بالبلى ألا يا ديار الحي بالس(2الملوان (( )

وجزم ابن قتيبة بأنه لم يأت على هذا البناء إلا هذه( .3الكلمة)

فعلان : يأتي على هذا البناء الاسم )) وهو قليل ،لطان ، وهو اسم (() ( : لغة في4قالوا : الس

لطان ) ( .5الس فعلنى : هذا من الأبنية التي جاءت في الاسم )) وهو

( . والمراد6قليل . قالوا : العرضنى ، وهو اسم (( ) بالعرضنى : الاعتراض في المشي . ونقل ابن سيده

عن الفارسي أنه لا يوصف . وعن أبي عبيد أنه لا( .7يوصف بالعرضنة)

وقال القالي : )) ولا نعرف من هذا المثال غيره (( )

8. ) فعنلى : ورد هذا البناء في الأسماء )) وهو قليل .

( .9قالوا : جلندى ، وهو اسم (() قال القالي : )) اسم رجل . ولا نعلم من هذا المثال

( .10غيره (( ) فعنلى : هذا البناء من أبنية الأسماء )) قالوا : بلنصى

(11اسم طائر (( ) مع بلصوص ، على غير قياس . )) قال الأصمعي :

قال الخليل : رأيت أعرابيا يسأل أعرابيا، فقال : ما البلصوص ؟ فقال : طائر . فقال : كيف تجمعه ؟

( ... (( .12فقال : البلنصى) قال القالي : )) لم أسمع التنوين في هذا الحرف

ا ما جاء على بنائه وحده ، وقياسه التنوين ، فأم( .13فسمعته بالتنوين (( )

زيادة الألف والواو : فوعال : ورد هذا البناء في العربية اسما . قال سيبويه : )) وهو قليل في الكلام، وهو طومار،

(.14وسولاف اسم أرض ولا نعلمه جاء وصفا (( )وطومار: الصحيفة .

ب) ( . ورد ذلك ابن15وذكره ابن دريد على أنه معر( .16سيده لاعتداد سيبويه في الأبنية)

(4/474)

فوعال : هذا كذلك من الأبنية التي جاءت في الأسماء (1)) وهو قليل . قالوا : توراب وهو اسم للتراب (( )

ب . وأما حوقال وذكر الفارابي الدولاب وهو معر فإنما أراد المصدر ففتح ، ولم يفتح إلا استيحاشا من

( .2أن يصير الواو ياء) فعوال : هذا أيضا من أبنية الأسماء )) وهو قليل ،

قالوا : عصواد ، وهو اسم . ومثله عنوان وعتوارة ((( . وكذا علوان .3)

والعصواد : مستدار القوم في حرب أو خصومة . والعصودة : اختلاط الأصوات في حرب أو شر .

وقالوا للقليلة اللحم من النساء عصواد ، كما قالالشاعر :

يا مي ذات الخال والمعضاد فدتك كل رعبل عصواد)4)

وبهذا يكون اسما وصف به ، ولذا لم يؤنث بالتاء . والعصواد بالضم لغة ، ورواية البيت في الديوان

توارة بكسر العين وضمها5بكسر العين) ( . ومثلها ع ( . وعلوان الكتاب : سمته . قال6حي من كنانة)

الأزهري : )) ويقال : علوان الكتاب لعنوانه . والعرب تبدل اللام من النون في حروف كثيرة ... وكأن

( .7علوان الكتاب اللام فيه مبدلة من النون (( ) فوعلى : هذا من أبنية الأسماء )) قالوا : الخوزلى ((

( ومثلها الخوزرى ، وهما مثل الخيزلى في8)( . والخيزلى ، مشية فيها تفكك .9المعنى)

فعولى : ورد هذا البناء في قولهم )) عشورى ، وهو( .10اسم (( )

قال ابن ولاد : )) وعشوراء ) بضم العين والشين ( وزعم سيبويه أنه لم يعلم في الكلام شيء على وزنه

، ولم يذكر تفسيره . وقرأت بخط بعض أهل العلمأنه اسم موضع ، ولم أسمع تفسيره من أحد (( )

( . ولعل ابن ولاد وهم في ذلك ، فإن سيبويه لم11يذكره ممدودا ، وإنما ذكره مقصورا .

زيادة الألف والياء :

(4/475)

فعايل : هذا البناء ورد في الأسماء نحو : العثاير ، والحثايل ؛ جمع الحثيل والعثير . قال سيبويه : )) ولا

ا لم يجئ واحده (( ) ( .1نعلمه جاء في الصفة لم وبهذا يكون سيبويه منع مجيئه في الصفة ، ولكن الزبيدي قال : )) قد ذكر في باب زيادة الياء رجل

را صفة (( طريم ، فيجب أن يكون جمعه طرايم مكس(2. )

والعثاير : جمع عثير ؛ وهو الغبار . والحثايل : جمع)) ( .3حثيل وهو شجر (( )

أما الطريم فإن من معانيه : السحاب ، والعسل ،والوقت ، فلعله إذا قيل رجل طريم ، بمعنى طويل)

( يكون اسما وصف به .4 ومما جاء على هذا البناء من غير الجمع : مرايض ؛

( .5اسم لموضع ، وهو مفرد) يفاعل : هذا البناء من أبنية الأسماء كاليحامد

واليرامع . قال سيبويه : )) وهذا قليل في الكلام ،( .6ولم يجئ صفة (( )

وهذه الصيغة جمع )) وتطرد في مزيد الثلاثي ، ولا(.7يحذف الزائد أثناء الجمع (()

وقد جاء من الصفات : جمل يعمل وجمال يعامل ،

وذلك )) من قبيل الوصف بالاسم، بدليل انصرافهكما تقدم وبدليل ولايته العوامل قال الشاعر :

يا زيد زيد اليعملات الذبل تطاول الليل عليك(8فانزل (( )

فعيال : ورد هذا البناء في الاسم نحو : جريال ،وكرياس . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء وصفا (( )

9. )اء) ( . والكرياس :10والجريال : الخمرة ؛ عن الفر

الكنيف الذي يكون مشرفا على سطح بقناة إلى( .11الأرض)

غير أنه ورد : جرياض للضخم العظيم ، أو العظيم ( . وسرياح للطويل وشرياف لورق الزرع12البطن)

( .13إذا طال) فيعال : ورد هذا البناء في الأسماء مثل : ديماس ،

( .14وديوان . قال سيبويه : )) ولا نعلمه صفة (()

(4/476)

وديماس : سجن كان للحجاج بن يوسف ومثله الديباج( .1، والدينار ، والقيراط ، والريبال للأسد)

فيعلى : ورد هذا البناء في الاسم )) وهو قليل ،(.2قالوا : الخيزلى ، وهو اسم (()

والخيزلى : مشية فيها تفكك . ومثلها الخيزرى وهي بمعناها . والخيسرى : خاسر. والهيذبى : أن يعدو

( .3الفرس في شق)زيادة التاء وحرف آخر :

تقدم ما يبين زيادة التاء مع الهمزة والألف ،وسأكمل بما يبين زيادتها مع بقية الحروف .

زيادة التاء مع تكرير حرف أصلي : التفعل : ورد هذا البناء )) في الأسماء غير المصادر ،

( .4وهو قليل ، قالوا : التنوط وهو اسم (( )م ، والتنوط بضم التاء وكسر)) فالتنوط كالتكر

ه الواو : طائر يدلى خيوطا من شجرة، وينسج عش كقارورة الدهن منوطا بتلك الخيوط ، الواحدة بهاء ((

(5. ) التفعل : هذا من الأبنية التي جاء في الاسم على

ر وهو اسم (( ) ( وضم6وجه القلة . )) قالوا : تبشر ( . الباء لغة وفيه لغة أخرى هي فتح الباء ) تبش

ر : طائر) ( .7والتبش التفعل : ورد هذا البناء )) وهو قليل ، قالوا :

التهبط ، وهو اسم (( . قال الفيروزابادي : )) التهبط ؛ بكسرات مشددة الباء : طائر أغبر ، يتعلق برجليه ،

ويصوت بصوت ، كأنه يقول : أنا أموت . أنا أموت (( )8. )

زيادة التاء والواو : تفعول : جاء هذا البناء في الاسم مثل التعضوض ، والتحموت ، والتذنوب . قال سيبويه : )) ولا نعلمه

( .9جاء وصفا (( ) فالتعضوض : ضرب من التمر ، والتذنوب منه الذي

( .10يرطب من قبل أذنابه)

(4/477)

أما التحموت فبالحاء المهملة : نوع من التمر شديدمن)1الحلاوة) ق الذي يكون فيه الس ( .2( . وكذلك الز

وورد في طبعة الشيخ عبد السلام هارون بالخاءالمعجمة ، وليس كذلك .

تفعول : ورد هذا البناء في الاسم )) وهو قليل ، ( لحديدة يؤثر بها خف3قالوا : تؤثور ، وهو اسم (( )

( .4البعير)زيادة التاء والياء :

تفعيل : هذا البناء يكون في الأسماء ، كالتمتينوالتنبيت . قال سيبويه :

ولا نعلمه جاء وصفا ولكنه يكون صفة على)) ( .5تفعيلة ، وهو قليل في الكلام ، قالوا : ترعية (( )

فالتنبيت : أول خروج النبات ، ولغة في التبتيت الذي هو قطع السنام ، وما شذب على النخلة من شوكها

وسعفها للتخفيف عنها .ب به الفسطاط) ( .6والتمتين : الخيط الذي يضر

( .7وكذلك )) ترعيب للسنام وتنعيم لمكان بمكة (( )زيادة الميم وتكرير حرف أصلي :

مفعل : ورد هذا البناء في الاسم )) وهو قليل ، قالواى .8: مرعز (( ) ( لغة في المرعزاء والمرعز

غب الذي تحت شعر ى : الز قال الجوهري : )) المرعز العنز ، وهو مفعلى ؛ لأن فعللى لم يجئ ، وإنما

كسروا الميم إتباعا لكسرة الهمزة ، كما قالوا : منخرفت مددت ، وإن ومنتن، وكذلك المرعزاء، إذا خف

شددت قصرت ، وإن شئت فتحت الميم ، وقد تحذف( .9الألف فيقال : مرعز (( )

زيادة الميم والواو :

مفعول : جاء هذا البناء في كلامهم )) وهو غريب ( .10شاذ ... وذلك قولهم : معلوق للمعلاق (( )

ووجه الشذوذ فيه أنه ليس في كلامهم مفعول ؛ وإنما فيه فعلول . ولذلك عد ابن عصفور مغفور

( على حين جعلها ابن11ومغرود على وزن فعلول)( .12القطاع في ) مفعول ( )

زيادة النون وتكرير حرف أصلي :

(4/478)

فعنعل : ورد هذا البناء في الاسم ، مثل : عقنقلوعصنصر . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء وصفا (( )

1. ) فالعقنقل : الكثيب من الرمل ، والوادي العظيم

( .2المتسع ، وقانصة الضب) ( . وقيل3وعصنصر : موضع ، عن ابن دريد (( )))

( .4طائر صغير)زيادة النون والواو :

فعلنوة : ورد البناء في الاسم ، )) قالوا : قلنسوة ، وهو اسم . والهاء لازمة لهذه الواو كلزومها واو

( .5ترقوة (( ) والقلنسوة : )) من ملابس الرؤوس معروف ، والواو

في قلنسوة للزيادة غير الإلحاق وغير المعنى ، أما الإلحاق فليس في الأسماء مثل ) فعللة ( وأما

المعنى فليس في قلنسوة أكثر مما في قلساة (( )6. )

زيادة النون والياء : فعلين : ورد هذا البناء في الأسماء )) وهو قليل ،

( . والغسلين : ما7قالوا : غسلين ، وهو اسم (( ) يسيل من جلود أهل النار كالقيح وغيره ، زيد فيه

(.فعلنية : ورد هذا البناء في )) نحو8الياء والنون)بلهنية ، وهو اسم ، والهاء لازمة كلزومها فعلية (( )

( . ومثلها10( . والبلهنية : العيش الناعم)9( .11)) رفهنية ، أي سعة (( )

وجعلها الفارابي على بناء فعلية ، فيكون بهذا رباعيا مزيدا ، والراجح أنه ثلاثي مزيد، لقولهم : عيش أبله ،

( .12أي : واسع) فعنلية : ورد هذا البناء في الاسم )) وهو قليل ،

(13قالوا : قلنسية ، وهو اسم ، والهاء لا تفارقه (( ). وهي القلنسوة ؛ لباس للرأس معروف .

زيادة الياء مع الياء : يفعيل : ورد في الأسماء مثل : يقطين ، ويعضيد .

(.14قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء وصفا (() واليقطين : كل شجر لا يقوم على ساق ، مثل))

الدباء والحنظل وما أشبهه ، واليعضيد : من أحرار( .15البقول مر وله زهر أصفر ولبن لزج (( )

(4/479)

ما زيد فيه ثلاثة أحرفزيادة الهمزة ومعها ألف وهمزة زائدان :

أفعلاء : جاء هذا البناء في الأسماء . قال سيبويه : ))( .1ولا نعلمه جاء إلا في الأربعاء (( )

قال القالي : )) هو في الواحد قليل جدا ، كثير فيرت عليه الواحد - اسم وصفة ، نحو : الجمع - إذا كس

( . وأما أرمداء فقد2أولياء وأصفياء وأصدقاء (( ) اختلف فيها ، فقيل مفرد يراد بها الرماد، وقيل جمع

(.3إذ يقال : هذه أرمداء كثيرة) إفعلاء : ورد هذا البناء في الأسماء . قال سيبويه : ))

( .4ولا نعلمه جاء إلا في الإربعاء ، وهو اسم (( ) وذكر الشيخ عبد السلام هارون أنه جاء في إحدى

النسخ : )) وهو اسم عمود من أعمدة الخيمة (( . لكن الذي بمعنى العمود في كل من اللسان والقاموس هو ) الأربعاء ( بضم الهمزة والباء . أ.هـ ونسب ابن

(، فلعل5قتيبة إلى سيبويه الضم في الهمزة والباء)الكسر فيهما خطأ.

زيادة الهمزة ومعها ألفان زائدان : فاعلاء : ورد هذا البناء في الأسماء كالقاصعاء ،

والنافقاء ، والسابياء . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء ( هكذا قال ، وتبعه القالي إذ جزم بعدم6صفة (( )

( .7مجيئه صفة)والقاصعاء : جحر من جحرة اليرابيع ، وكذا النافقاء)

( . )) والسابياء : المشيمة التي تخرج مع الولد .8( .9والسابياء أيضا : النتاج (( )

زيادة الهمزة والألف وتكرار اللام : أفعال : ورد هذا البناء في الأسماء كالأسحار . قال

سيبويه : )) ولا نعلمه جاء اسما ولا صفة غير هذا (( ) ( . ولم يحدد سيبويه إن كان هذا البناء اسما أو10

(11صفة . والمراد بها )) بقلة من أحرار البقل (( )

فتكون بهذا التفسير اسما .زيادة الهمزة والألف والميم :

(4/480)

مفعلاء : ورد هذا البناء في الاسم )) قالوا : مرعزاء ،غب الذي تحت شعر1وهو قليل (( ) ( . والمرعزاء: الز

العنز . واستدرك ابن مالك عليه هذا البناء ، إذ جعل الميم

أصلا في الكلمة ؛ لقولهم : كساء ممرعز دون مرعز فهو ) مفعلل ( لا ) مفعل ( فدل على أن الميم أصل

( .2والألف هي الزائدة فقط) وليس هذا دليلا كافيا ، فقد يكون من باب توهم

الزائد أصليا ، كما في ) تمندل وتمدرع وتمسكن ( وهي من المنديل والمدرعة والمسكين ، والميم

زائدة ، ولكنهم توهموا فيها الأصالة .زيادة الهمزة والألف والنون :

فنعلاء : ورد هذا البناء في الاسم )) وهو قليل ،(.3قالوا : عنصلاء، وهو اسم (()

وذكر القالي هذا البناء في باب ما جاء من الممدود على مثال ) فنعلاء ( من الأسماء ولم يأت صفة . أما

سيبويه فلم يجزم بعدم وروده صفة .ي) ( .4والعنصلاء : البصل البر

فنعلاء : ورد هذا البناء في الاسم ، ولكنه )) قليل ، قالوا : خنفساء ، وعنصلاء، وحنظباء ، وهي أسماء ((

( . والحنظباء : ذكر الخنافس .5) وذكر القالي هذه الأمثلة في هذا البناء ، وأضاف

إليها العنظباء لذكر الجراد . وذكر عن الأصمعي أنه لا يقال في خنفساء خنفساءة

؛ بالهاء . وقال القالي :م ، كما جاز في)) ويجوز عندي في هذه الأحرف الض

عنصلاء ؛ لأن الأبنية إذا تقاربت دخل بعضها في بعض( ))6. )

زيادة الهمزة والألف والواو : فوعلاء : هذا البناء ورد في الأسماء )) وهو قليل ،

( .7قالوا : حوصلاء ، وهو اسم (( ) والحوصلاء : حوصلة الظليم وكل طائر . وحوصلاء :

( .8اسم موضع) فعولاء : يكون هذا البناء في الأسماء . قال سيبويه :

)) وهو قليل ، نحو : دبوقاء، وبروكاء ، وجلولاء ، ولا( .9نعلمه جاء وصفا (( )

(4/481)

فالدبوقاء : العذرة . وبروكاء : من البروك والبركة .( .1وجلولاء : بلد . ومثلها حروراء)

ونسب السيوطي إلى سيبويه أنه لم يأت منه إلا ( ، ولعله أراد ) عشورى ( على2عشوراء)

) فعولى ( .زيادة الهمزة والألف والياء :

إفعيلى : ورد هذا البناء في الأسماء ، نحو : إهجيرى ، وإجريا . قال سيبويه : )) وهما اسمان ولا نعلم

( .3غيرهما (( )يرى : الكلام والدأب فالإهجيرى ، ويقال أيضا هج

أن) ( .4والشوالإجريا بالكسر : الجري والعادة مما تأخذ فيه (( ))) 5. )

فعيلاء : ورد هذا البناء في الأسماء )) وهو قليل .( .6قالوا : عجيساء ، وهو اسم وقريثاء وهو اسم (( )

وجعلهما ابن دريد وصفين ، إذ قال في تفسيرهما : )) فحل عجيساء وعجاساء : عاجز لا ينزو ... وتمر

( .7قريثاء وكريثاء . وظليلاء : موضع (( ) فيكون البناء بهذا يأتي اسما وصفة ، فالاسم

ظليلاء ، والصفة عجيساء وقريثاء وكريثاء .زيادة ألفين وتضعيف حرف أصلي :

ارى ، فعالى : ورد هذا البناء في الأسماء كخضارى ، وحوارى . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء وشق

( .8وصفا (( ) وجعل القالي هذه الأمثلة على مثال فعالى اسما ولا

يعلمه أتى صفة ، وأضاف إليها القوارى والخبازى(9وزبادى)

ارى والخبازى وزبادى أسماء لأنواع ق ارى والش فالخض (10من النبات . والعوارى : ضرب من الشجر)

( .11والحوارى : الدقيق الأبيض)زيادة ألفين ونون :

فعالان : ورد هذا البناء في الأسماء كسلامان ، وحماطان . قال سيبويه :)) وهو قليل ، ولم يجئ

( .12صفة (( ) وسلامان : اسم علم على شخص وماء ، وجمع

( .13سلامانة : ضرب من الشجر)( .14وضبطت في القاموس بضم السين)

زيادة ألف وتاء وواو :

(4/482)

فعلوتى : ورد هذا البناء في الأسماء )) وهو قليل ، ( من1قالوا : رغبوتى ورهبوتى ، وهما اسمان (( )

حمة) ( .2الرغبة والرهبة . ومثلهما رحموتى من الرزيادة ألف وتاء وياء :

تفاعيل : جاء منه التجافيف والتماثيل . قال سيبويه :( .3)) ولا نعلمه جاء وصفا (()

يغ التي عدت للجمع مشبهة وهذا البناء من الص ) فعالل ( وقد ورد عليها ألفاظ لها مفرد مثل :

التآشير ، والتماريد والتصاريف ، والتهاويل ، والتصابيح ، والتنابيت ، والترابيق ، والتحاسين ،

والتماتين ، والتنابيل ، والتجاويز . وورد عليها ألفاظ لا مفرد لها مثل : تباديد ، والتباشير ، والتعاشيب ،

( .4والتساخين ، والتفاطير ، والتعاجيب) و )) قد جاء رجل تلقامة ، ورجل تقوالة عن الكسائي ، وتبذارة يبذر ماله عن أبي زيد ، وترعابة ، فلا يمتنع

ذا أن يجمع على تفاعيل ، فيكون على تلاعيب ،( .5وتلافيح (()

وهذه صفات . ولذا جعله بعض المحدثين مقيسا في بعض الأبنية فقال : )) يجمع بها مزيد الثلاثي ؛

بالإضافة إلى الحركة الطويلة التي تسبق آخره ، كما( .6هو في استخراج وجمعه تخاريج (( )

وجزم ابن عصفور بأن هذه الصيغة مختصة بالأسماء ،وما جاء من هذه الأمثلة فمن قبيل الوصف بالمصدر)

7)زيادة الألف مع تضعيف العين وزيادة النون :

فعلان : ورد هذا البناء في الاسم . قال سيبويه : )) وهو قليل جدا . قالوا : قمحان وهو اسم ولم يجئ

بد للخمر)8صفة (( ) ( .9( . والقمحان : الززيادة الألف وتضعيف العين وزيادة الياء :

فعيلى : جاء هذا البناء )) في الأسماء مثل : لغيزى ،يرى ، وخليطى . قال سيبويه: )) ولا نعلمه جاء وبق

( .10صفة (( )

(4/483)

يرى : فلغيزى : حفيرة ملتوية يحفرها اليربوع . وبق( .1لعبة للصبيان . وخليطى : من الاختلاط)

يهى : يقال للإبل إذا وذكر القالي من ذلك : العميهى . تفرقت في كل وجه ذهبت إبله العم

يبى طينى : من الرطانة . والنه يقى : نبتة . والر واللزيهى . يهى : مثل العم م : للانتهاب . والكميهى والس

يطى : من الاستراط وهو الابتلاع) ( .2وسرزيادة الألف وتضعيف اللام مع زيادة الميم :

ى مفعلى : ورد هذا البناء في الاسم )) نحو مرعزغب الذي تحت شعر العنز . قال3وهو اسم (( ) ( للز

( .4القالي : )) ولا نعلم من هذا المثال غيره (( )زيادة الألف وتضعيف اللام مع زيادة النون :

ان ، فعلان : ورد هذا البناء في الأسماء )) قالوا : تئف( .5وهو اسم ، ولم يجئ صفة (( )

يء (( ) ان : النشيط ، وقيل أول الش ( .6و )) التئف فعلان : ورد كذلك في الاسم نحو : فركان ،

ان . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء وصفا (() (7وعرف.

ان : دويبة) (9( ، واسم رجل)8ففركان : أرض . وعرف.

فعنلال : ورد كذلك في الاسم )) وهو قليل . قالوا : ( وهو )) جبل بناحية الدهناء10الفرنداد وهو اسم (()

( ))11. )زيادة الألف والميم والنون :

مفعلان : ورد هذا البناء في الأسماء مثل : مكرمان ، وملأمان ، وملكعان معارف. قال سيبويه : )) ولا

( .12نعلمه جاء وصفا (( )

(4/484)

وهذه الأمثلة صفات غالبة استعملت استعمال العلم قال ابن منظور : )) يقولون للرجل الكريم مكرمان ؛

( وكذا إذا1إذا وصفوه بالسخاء وسعة الصدر (( ) وصفوا رجلا باللؤم على سبيل المبالغة قالوا : يا

ملأمان . وملكعان كذلك وصف للمراد باللكاعة على سبيل المبالغة ، ولذا ورد شرحها عند ابن برهان

(. ولكن مراد2بأنها وصف للكريم وللئيم وللأحمق) سيبويه أنها صفات غالبة خرجت عن الوصف إلى

العلم .زيادة الألف والنون والواو :

سبق بيان الأبنية التي زيدت فيها النون مع الألف مع حرف آخر أسبق من النون في الترتيب مثل الألف والتاء وتضعيف العين أو اللام وزيادة الميم ، وفي هذا ذكر زيادة النون مع الألف مع حرف بعد النون

الترتيب هو الواو . في فعلوان : ورد هذا البناء )) في الاسم كالعنظوان

والعنفوان . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء وصفا (((3. )

ف)) العنظوان : من الحمض ؛ وهو أغبر ضخام ، وربما استظل الإنسان في ظل العنظوانة .

والعنظوان أيضا الفاحش . وعنفوان كل شيءله (( ) ( ومنه عنفوان الشباب .4أو

فوعلان : ورد كذلك في الاسم )) وهو قليل ، قالوا :حوتنان ، وحوفزان ، وهو اسم ولم يجئ صفة (( )

5. ) ف)) حوتنان : واديان في بلاد قيس ، كل منهما يقال

( .6له حوتنان (( )ي بذلك لأن بسطام بن و)) حوفزان : اسم رجل ، سم

قيس حفزه بالرمح حين خشي أن يفوته ، فسمي( .7الحوفزان لتلك الحفزة (( )

( .8ومثل ذلك عوبثان)زيادة الألف مع النون والياء :

فعالين : ورد هذا البناء في الاسم نحو : سراحين ، وضباعين ، وفرازين وقرابين . قال سيبويه : )) ولا

( .9نعلمه جاء في الصفة (( )

(4/485)

رحان ، وهذه الأمثلة جموع فسراحين جمع السبعان ، وفرازين جمع الفرزان من وضباعين جمع الض

لعب الشطرنج أعجمي معرب . والقرابين : جمع( .1قربان والقربان جليس الملك وخاصته)

زيادة الألف مع تضعيف اللام وزيادة الياء : يفعلى : جاء هذا البناء في الاسم )) وهو قليل .

ى ، وهو الباطل وهو اسم (( ) ( .2قالوا : يهير ( .3وذكر أبو حيان أنه قيل في وزنه ) فعفلى ( )فعلى هذا تكون الياءان أصليتين في الكلمة . لكن السيرافي أزال اللبس في ذلك بقوله :

ى من ذوات الثلاثة؛ لأنهم )) ومنه : يهيرى ويهير يقولون : يهير ويهير فيعلم أن الياء الأولى زائدة ؛

لأنها بمنزلة الياء في يرمع ويعمل ، ولا تجعل الثانية زائدة ؛ لأنا لو جعلنا الياء الثانية زائدة لجعلنا الأولى

أصلية، وصارت الكلمة على فعيل ، وليس في الكلام( .4إلا حرف واحد زعموا أنه مصنوع وهو صهيل (( )

زيادة الألف مع ياءين : فعاييل : ورد هذا البناء في الاسم مثل : كراييس .

( .5قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء وصفا (() فالكراييس واحدها كرياس ، وهو الكنيف الذي))

يكون مشرفا على سطح بقناة إلى الأرض ، فإذا كان( .6أسفل فليس بكرياس (( )

فعليا : ورد كذلك في الاسم )) وهو قليل . قالوا : المرحيا ، وهو اسم . وبرديا وهو اسم ، وقلهيا وهو

( .7اسم أيضا (( ) ( ،8فالمرحيا : كلمة تقال عند الإصابة في الرمي)

( .9ويقال هو موضع . وبرديا وقلهيا : موضعان)( ولا وجه لذلك .10وذكرهما ابن دريد في ) يفعلى ()

زيادة تاءين وواو : تفعلوت : ورد هذا البناء فيالاسم )) وهو قليل ، قالوا : ترنموت ، وهو اسم (()

11. )( .12والترنموت : اسم لترنم القوس عند النزع)

(4/486)

ما زيد فيه أربعة أحرف فاعولاء : ورد هذا البناء فيالاسم . مثل : عاشوراء . قال سيبويه :

( . هكذا1وهو قليل ، ولا نعلمه جاء صفة (( ))) قال ، وتبعه القالي إذ قال : )) ولم يأت صفة ، وهو

( .2قليل جدا (( ) وقال الأزهري - بعد أن نقل تفسير الليث له بأنه

اليوم العاشر من محرم - : )) ولم أسمع في أمثلة الأسماء اسما على فاعولاء إلا أحرفا قليلة . قال ابن

راء ، اروراء : الس اء ، والس ر بزرج : الضاروراء : الض الدالولاء : الدالة . وقال ابن الأعرابي : الخابوراء :

( .4( )) وقد ألحق به تاسوعاء (( )3موضع (( )

المبحث الثالث : ما اختص به الاسم من أبنية مزيدالرباعي

لم يرد ذكر في كتاب سيبويه للرباعي المجرد من حيث اختصاص الاسم أو الصفة بأبنية معينة ، وإنما

ورد ذلك في مزيد الرباعي ، وسأتناول ذلك بالصورة

التي سبقت من حيث ترتيبها حسب عدد حروف الزيادة ، مبتدئا بما زيد فيه حرف واحد ، ثم ما زيد فيه حرفان ثم ما زيد فيه ثلاثة ، ولا يكون الرباعي مزيدا بأكثر من ثلاثة أحرف ؛ لأن أقصى ما يبلغ به

الاسم مع حروف الزيادة سبعة أحرف . وأرتب المواد حسب ترتيب حروف الزيادة بين حروف الهجاء مبتدئا

بالألف ؛ لعدم ورود الهمزة .ما زيد فيه حرف واحد

أولا : الألف . ورد من ذلك أبنية منها : ( : ورد هذا البناء في الاسم ، جاء على5فعللى)

ذلك : العرقلى : مشية فيها تبختر . والقهقرى:الرجوع إلى الخلف. وجحجبى: اسم رجل .وقرقرى: موضع، وقيل ماء لبني عبس .

وجلس القعفزى : جلس مستوفزا .وصعنبى : موضع ( . قال سيبويه :6بالكوفة . وفرتنى : اسم امرأة)

( . وألحق به من الثلاثي7)) ولا نعلمه جاء صفة (() الخيزلى ونحوه . على حين أن الخيزلى : مشية فيها

( .8تفكك على وزن ) فيعلى ()

(4/487)

فعلى : هذا من أبنية الأسماء ، وهو قليل ، وجاءى : من الحذر . والخطبى: الظهر. في : حذر

ى : من البذر والتفريق) (1والغلبى : المغالبة . والبذر.

ى : وعاء طلع والعرضى : من الاعتراض . والكفر النخل . وسقطرى : جزيرة بقرب ساحل اليمن .

ونقل ابن سيده عن الفارسي قوله : )) كل فعلى( .2ففعلى فيه مقولة (()

فعلى : ورد هذا البناء في الأسماء )) وهو قليل .بغطى ، وهو اسم (( بطرى وهو اسم والض قالوا : الس

(3. )بغطى : بطرى : اسم لمشية فيها تبختر والض فالس

ع بها الصبيان) ( . ومثل هاتين الكلمتين4كلمة يفزبعرى : للضخم) ( .5الز

فعللى : ورد هذا البناء في الاسم )) وهو قليل .( .6قالوا : الهربذى وهو اسم (()

والهربذى : مشية فيها اختيال كمشي الهرابذة ، وهم حكام المجوس . ونسب ابن منظور إلى أبي عبيد

( .7قوله : ولا نظير لهذا البناء)

فعللى : ورد هذا البناء في الاسم )) وهو قليل . ( لبقلة معروفة .8قالوا : الهندبى ، وهو اسم (()

قال القالي : )) ولا نعرف من هذا البناء غيره ، وغير ما حكاه الفراء في قولهم: جلس القرفصاء ، قال

الفراء : إذا ضممت أولها مددت ، وإذا كسرت( .9قصرت ، فقلت : جلس القرفصى (()

فعلال : ورد هذا البناء في الأسماء من نحوقرطاس ، وقرناس . قال سيبويه :

ولا نعلمه جاء صفة . وما ألحق به من بنات الثلاثة :)) ( .10قرطاط (()

وقال الفارابي : )) لم يأت على فعلال شيء منرا نحو : أسماء العرب من الرباعي السالم إلا مكر الفسطاط والقرطاط . فإن جاء فهو قليل نحو :

قرناس وقرطاس فأما القسطاس فحرف رومي وقع(11إلى العرب فتكلمت به (()

(4/488)

( .1فالقرطاس : الصحيفة التي يكتب فيها) والقرطاط : برذعة الحمار . والقرناس: شيء

( . والفسطاط : المضرب2يشخص من الجبل) ( . والقسطاس : بضم القاف وكسرها3العظيم)

( .4أعدل الموازين وأقومها)ثانيا : تضعيف اللام . جاء ذلك في الأبنية التالية :

فعلل : ورد هذا البناء في الاسم )) وهو قليل . قالواد وهما اسمان (() مر ق والز فر ق5: الص فر ( . فالص

بضمات ثلاث مع تشديد الراء على بناء ) فعلل (: (. وذكر ابن منظور أنه صفروق بواو بعد الراء6نبت)

د فهو ضرب من الجواهر)7من غير تشديد) مر ( أما الز8. )

ر () ( والذي9وذكر ابن القطاع في هذا البناء ) حبق يظهر أنه على بناء ) فعلل ( ومعناه البرد . يقال :

ر . وأصله حب قر . والقر : البرد) ( .10أبرد من حبقثالثا : النون . جاء ذلك في أبنية منها :

فنعلل : هذا من أبنية الأسماء )) وهو قليل ، قالوا : ( لشجر عظام . وقد جعله11كنهبل ، وهو اسم (()

الفارابي ) فنعلل ( بفتح اللام الأولى . وذكر أنه ( .12يختلط ببناء فعلل لاستوائهما في حركة البناء)

وحكم بعضهم فيه بزيادة النون حملا للباب علىالأوسع إذ أبنية الأصول قليلة ، وأبنية المزيد كثيرة)

13. ) فعنلل : ورد هذا البناء )) في الاسم وهو قليل ،

( .14قالوا : عرنتن ، وقرنفل (() والعرنتن : شجر يدبغ بعروقه ، والنون فيه تلزم

زيادتها ؛ لأنها متوسطة ساكنة في خماسي ، وقد استعملوه بدونها فقالوا : ) عرتن ( وذلك من باب

فوا علابط فقالوا علبط) ( .15التخفيف ، كما خف ( . وجزم ابن16وأما القرنفل : فحمل شجرة هندية)

( .17عصفور بأن هذا البناء لم يجئ إلا اسما)ما زيد فيه حرفان

أولا : ما زيد فيه همزة وألف ورد ذلك في الأبنيةالتالية :

(4/489)

فعللاء : ورد هذا البناء في الأسماء كقولهم : ( لبقلة معروفة، معتدلة ،1)) هندباء ، وهو اسم (( )

نافعة للمعدة والكبد والطحال أكلا ، وللسعة العقرب( .2ضمادا بأصولها)

قال القالي : )) ولم نسمع في هذا المثال غيره . وقال أبو حاتم : قال الأصمعي : يقال الهندبا ؛

مفتوحة الدال مقصورة ، وآخرون يكسرون الدالفيمدون فيقولون الهندباء .

قال أبو علي : أما المد مع فتح الدال ، فكذا رويناه( .3في كتاب سيبويه (()

( .4وجعلها ابن القطاع على بناء ) فنعلاء ( ) فعللاء : ورد هذا البناء في الاسم )) وهو قليل ،

( ومثلها الخنفساء5قالوا : القرفصاء ، وهو اسم (()ي ، وعنظباء : لذكر الجراد) ( .6وعنصلاء : للبصل البر

ونقل القالي عن أبي حاتم : )) القرفصا مقصورة ، ( . ومعنى قعد القرفصاء7وقعد القرفصاء ممدود (()، أي : اجتمع في قعدته .

فعللاء : ورد هذا البناء في الأسماء من نحو : برنساء ، وعقرباء ، وحرملاء ، وكربلاء وثرمداء قال

( .8سيبويه : )) ولا نعلمه جاء وصفا (()( .9وكل هذه الأمثلة أسماء أمكنة ومواضع)

ثانيا : ما زيد فيه ألفان جاء ذلك في أبنية منها : فعاللى : ورد هذا البناء في الاسم )) وهو قليل . قالوا : جخادبى وهو اسم ، وقد مد بعضهم - وهو

( .10قليل - فقالوا : جخادباء (()

ا يمد ويقصر ، وهو الدابة التي وجعله القالي مم يقال لها الجخدب ، وقال : )) لا نعلم من هذا المثال

( .11غيره (()ثالثا : ما زيد فيه ألف وواو ورد ذلك في هذا البناء :فعوللى : جاء في قولهم )) حبوكرى ، وهو اسم (()

12. ) والحبوكرى : اسم من أسماء الداهية ، وكذلك

( . )) وقد وصف به والألف للتكثير لا13الحبوكر) ( . غير أن الواو14للإلحاق ، وقيل للتأنيث (()

للإلحاق بقبعثرى .

(4/490)

رابعا : ما زيد فيه ألف وياء ورد ذلك في ابناء واحدهو :

فعاليل : هذا من أبنية الأسماء )) وهو قليل ، قالوا :( .2( لأرض)1كنابيل ، وهو اسم (()

خامسا : ما زيد فيه تاء للتأنيث أو لغيره مع الواوجاءت زيادة تاء التأنيث مع الواو في هذا البناء :

فعلوة : ورد هذا )) في الأسماء ، وذلك نحو : قمحدوة ، وهو قليل في الكلام ، ونظيره من بنات

الثلاثة قلنسوة والهاء لازمة لهذه الواو كما تلزم في(.3واو ترقوة (()

وجعل ابن القطاع هذا المثال على بناء ) فمعلوة (( .4والميم زائدة)

والقمحدوة : مؤخرة رأس الإنسان التي تصيب الأرض( .5إذا استلقى عليها)

وجاءت زيادة التاء التي لغير التأنيث مع الواو في بناء:

فعللوت : ورد هذا )) في الاسم نحو : عنكبوت ، وتخربوت ، لحقت الواو التاء ، كما لحقت في بنات

( .6الثلاثة في ملكوت (()فالعنكبوت معروف . والتخربوت : الناقة الفارهة)

7. ) وجعلت تاء ) تخربوت ( أصلا ؛ لأنها لا يحكم عليها

( .8بالزيادة في أول الكلمة إلا بدليل) سادسا : زيادة تاء التأنيث مع الياء جاء ذلك في هذا

البناء : فعلية : ورد هذا في الأسماء وذلك نحو : سلحفية ، وسحفنية ، وما لحقها من بنات الثلاثة : البلهنية ،

وقلنسية . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء وصفا .( .9والهاء لازمة كما لزمت واو قمحدوة (()

لحفاة . وهذا المثال وحده هو لحفية هي الس فالس الذي يصدق عليه هذا البناء أما الأمثلة الأخرى ففيها

نظر . قال الزبيدي : )) رجل سحفنية محلوق الرأس . يقال سحفه : إذا حلقه ، وهو على هذا

التفسير ) فعلنية ( وقد ذكره سيبويه في( .10) فعلية ( (()

ومثلها بلهنية وقلنسية فإنهما على فعلنية . وقد( .11أورد ابن القطاع سحفنية وبلهنية فيه)

(4/491)

سابعا : زيادة الواو مع الياء جاء ذلك في هذا البناء : فعلويل : ورد هذا في الأسماء . قال سيبويه :

)) وهو قليل ، قالوا : قندويل ، وهندويل . ولم يجئ( .1صفة ، ولا نعلم لهما نظيرا من بنات الثلاثة (()

فالقندويل العظيم الهامة والرأس من الإبل والدواب والطويل . والهندويل : الضخم الرأس ، والأنوك

( .2المسترخي ، والضعيف)ما زيد فيه ثلاثة أحرف

أولا : ما زيد فيه همزة وألفان جاء ذلك في هذا البناء:

فعلالاء : ورد هذا في الاسم )) وهو قليل ، قالوا : ( . وقال القالي : )) يقال ما3برناساء وهو اسم (()

أدري أي البرناساء هو : أي أي الناس هو . وما علمنا ( ويقال أيضا : ))4أتى منه غير هذا الحرف الواحد (()

(. وقد مر في ) فعللاء ( .5برنساء (() ثانيا : ما زيد فيه ألف ونون وواو جاء هذا في بناء

واحد هو : فعوللان : جاء في الاسم )) وهو قليل ، قالوا :

( .6عبوثران ، وهو اسم (() (7والعبوثران : من ريحان البر طيب الريح (()))

( ، على حين8وذكره الفارابي بفتح اللام الأولى)وجدته بضمها كما عند سيبويه في أبنية ابن القطاع)

9. ) وقال الفيروزآبادي : )) العبوثران والعبيثران وتفتح

ثاؤهما نبات مسحوقه إن عجن بعسل واحتملته( .10المرأة سخنها وحبلها (()

ثالثا : ما زيد فيه ألف ونون وياء . جاء ذلك في هذاالبناء :

(4/492)

فعيللان : ورد هذا في الأسماء : كعريقصان ، ( .1وعبيثران . قال سيبويه : )) ولا نعلمه صفة (()

( . وقد مر ذكر العبيثران في بناء2وهما نبتان) ) فعوللان ( وذكر ابن القطاع ) عرنقصان ( بالنون

بدل الياء ، فقال : )) وعلى فعنللان نحو : ( . وذكر سيبويه في موضع آخر أنه3عرنقصان (()

يقال بالنون وبدونه ، فيقال )) العرقصان فإنما( .4حذفوا من عرنقصان ، وكلتاهما يتكلم بها (()

وبهذا يعلم أنه إذا قيل : عرقصان ، بحذف الحرفالثالث فالمحذوف النون لا الياء .

المبحث الرابع : ما اختص به الاسم من أبنيةالخماسي

أبنية الخماسي قليلة في العربية ؛ لأن أغلب كلام العرب ثلاثة أحرف ، ولم يرد في الخماسي المجرد ما يختص بالاسم دون الصفة ، وإنما ورد بناء واحد مزيد

هو : فعللول : فورد منه : عضرفوط : ذكر العظا ، ويقال

( .5ضرب من العظا ، أكبر منه وليس بذكره) ( . ويستعور :6وقرطبوس : الناقة العظيمة الشديدة)

ة المدينة) ( . وقيل شجرة ، ويقال7موضع قبل حر( . وجعله السيوطي على بناء يفتعول)8هي الداهية)

9. )

الفصل الثانيما اختصت به الصفات من أبنية دون الأسماء

سبق أن بينا في الفصل الأول أن الاسم يكون على حرفين استعمالا وإن كان )) ذلك قليل ؛ لأنه إخلال

( .10عندهم ... لأنه حذف من أقل الحروف عددا (()نا أنه على حرفين استعمالا ، ولكنه على ثلاثة وبي

أحرف حكما ، إذ حذف أحد أصوله في الاستعمال .

(4/493)

أما الصفات فليس لها ذلك ، لأن الاسم يكتفي بالقليل من الحروف ليدل على مسماه، أما الصفات

فإنها بحاجة إلى تكثير الحروف لتدل على المعنى المراد ، الذي هو أكبر من معنى الاسم ؛ لأن معنى الاسم مفرد أما الوصف فهو معنى متعدد ؛ وكلما

طالت الكلمة في الوصف كانت دلالتها أقوى ، بعكس الاسم الذي إن طال أو قصر فدلالته واحدة ، )) ولا

يكون شيء على حرفين صفة ، حيث قل في الاسم ، ( . أما ما كان أكثر من ذلك في1وهو الأول لأمكن (()

الأبنية فقد جاء في الصفة ، وإليك بيانها على النحوالتالي :

المبحث الأول : ما اختصت به الصفات من أبنية مزيدالثلاثي

لم تختص الصفات ببناء من الثلاثي المجرد ، وإنمااختصت بأبنية من المزيد على النحو التالي :

ما زيد فيه حرف واحد أولا : ما زيد فيه اللام جاء ذلك في بناء واحد تكررت

فيه لام ) فعل ( فكانت : فعلل : ورد هذا البناء في الصفة من نحو قولهم :

( وهذا المثال ثلاثي ملحق2رماد رمدد وهو صفة) بالرباعي ؛ ولذلك لم يدغم الحرفان ، وهذا متفق في

الصورة مع الرباعي المجرد مثل زبرج .ثانيا : ما زيد فيه الميم ورد ذلك في الأبنية التالية : فعلم : ورد هذا البناء في الصفات من نحو قولهم :

( ، وهي الناقة التي تتكسر أسنانها3دلقم للدلقاء)ة5( . ودقعم للدقعاء)4من الكبر فتمج الماء) ( : عام

( .6التراب، وقيل التراب الدقيق على وجه الأرض) ودردم للدرداء توصف به المرأة فيقال : مرة دردم

تذهب وتجيء بالليل . وتوصف به الناقة المسنة( .7أيضا)

ثالثا : ما زيد فيه النون ورد ذلك في أبنية كانت النون ثانية ، وكانت ثالثة ،

وكانت آخر الكلمة ، على النحو التالي : فنعل : ورد هذا البناء في الصفة من مثل : عنسل

( .8وعنبس ، وهما صفتان)

(4/494)

فالعنسل : الناقة الخفيفة ، الوثيقة الخلق .)) ( .1والعنبس من صفات الأسد مأخوذ من العبوس (()

وقد يكون عنبس اسما . فتقول عنبسة غير مصروف إذ خصصت الأسد به ، كما تقول : أسامة . وعنبس بن

( ( والتسمية بالوصف يرد كثيرا كما2ثعلبة صحابيسموا مجاهدا ومقبولا ونحوهما .

فعنل : جاء هذا البناء في الصفات )) وهو قليل . ( . ومثله ترنج3قالوا : عرند للشديد ، وهو صفة (()

للأ ترج فيكون اسما ؛ وإن كان الأزهري عده من كلام العوام إذ قال : )) والأترج : معروف . والعوام

يقولون : أترنج وترنج . والأولى كلام الفصحاء (()4. )

فعلن : ورد هذا البناء في الصفات من نحو : رعشن وضيفن ، وعلجن قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء

(5اسما (()عشن من الرجال : المرتعش) يفن :6والر ( . و)) الض

الذي يجيء مع الضيف مشتق منه ، والنون زائدة ، ( . )) والعلجن : الناقة7وهو فعلن وليس بفيعل (()

( .8الكناز اللحم والمرأة الماجنة (() رابعا : زيادة الياء جاء ذلك في بناء واحد مختص

بالصفة هو : فيعل : ورد هذا البناء في الصفة من نحو قولهم : حيفس ، وصيهم . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء

(9اسما (()يهم : فالحيفس : القصير الغليظ من الرجال . والص

خم) ( .10الجمل الضما زيد فيه حرفان

أولا : ما زيد فيه الهمزة والألف ورد ذلك في بناءواحد هو :

فعائل : ورد هذا البناء في الصفات من نحو : الحطائط: الصغير، عن أبي عبيدة . والجرائض :

الجمل العظيم الشديد . ويقال : نعجة جرائضة ، أي : ( . وذكر الجوهري عن أبي11ضخمة عن الأصمعي)

بكر ابن السراج أنه يوصف به الرجل فيقال : رجل( .12جرائض وجرئض مثل علابط وعلبط)

(4/495)

ثانيا : ما زيد فيه الألف والميم ورد ذلك في بناءواحد هو :

مفاعل : ذكره سيبويه في أبنية الصفات ، وذكر أنه( .1لا يعلمه جاء اسما)

وهو بناء لازم في اسم الفاعل من الفعل الثلاثي المزيد بحرف بعد فائه . ولذلك رأى أبو بكر الزبيدي

أنها لا تذكر في الأبنية ؛ لأنها غير محصورة ، إذ قال : )) ذكر سيبويه في أبنية الأسماء والصفات ضارب وحابس ومضروب ومجاهد ومسافر ، وذكر

إعطاء وإسلام فإن كان هذا لازما ذكره في الأبنية فقد كان ينبغي أن يذكر في باب لحق النون منطلق

ونحوه في باب التاء معترف ومتكلم ، ويذكر الافتعال والانفعال والاستفعال ، كالاستماع والانطلاق

والاستخراج كما ذكر الإسلام والإعطاء ؛ وإن كان ذا لا يلزم ذكره ؛ لأنها أبنية من الصفات والمصادر أتت

( .2على أفعالها فلا وجه لذكرها (() ثالثا : ما زيد فيه التاء مع تاء التأنيث جاء ذلك في

البناء التالي : تفعلة : ورد هذا في الصفات )) قالوا : تحلبة ، وهو

( فيقال : عنز تحلبة وناقة تحلبة . ومثلها3صفة (() ( ، إلا أن تتفلة أنثى التتفل ، وبهذا يكون4تتفلة)

البناء ورد في الاسم ، على لغة من يكسر التاء والفاء.

ثالثا : ما ضعفت فيه العين مع زيادة حرف آخر ماكان ذلك مع زيادة الواو ورد ذلك في بناءين هما :

فعوعل : ورد هذا البناء في الصفات ، نحو : عثوثلخم المسترخي . والقطوطى للحمار يقطو في للض

مشيته والقصير الظهر أيضا . والغدودن للطويلالمسترخي . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء اسما (()

5. )جوجى6وذكر الزبيدي أنها أسماء) ( وقد جاء الش

جوجى في اسما للعقعق والأنثى شجوجاة ، والش ( ومن الصفات7الأصل صفة للطويل المفرط)( .8الواردة عثوثن بمعنى عثوثل)

(4/496)

قال الزبيدي : )) قد قال في غير هذا الموضع أن ( أخذ ذلك1قطوطى وشجوجى على زنة فعلعل (()

من قول سيبويه : )) وأما المروراة فبمنزلة الشجوجاة ، وهما بمنزلة صمحمح ، ولا تجعلهما علىعثوثل ؛ لأن مثل صمحمح أكثر . وكذلك قطوطى (()

2. ) فعول : ورد هذا البناء في الصفة نحو سبوح ،

بوح الذي ينزه عن كل سوء وكذا القدوس والس ( . ونسب3بمعنى المبارك أو الطاهر وهما صفتان)

ابن قتيبة إلى سيبويه أنه لم يأت ) فعول ( اسما ولا ( ، وما في كتاب سيبويه يخالف ذلك إذ قال :4صفة)

)) ويكون على فعول ، قالوا : )) سبوح وقدوس ،( .5وهما صفة (( (( )

والمشهور أنه ليس على بناء ) فعول ( بضم الفاءغير هاتين الصفتين .

وح لدويبة ، وذكر كراع عن اللحياني أنهم قالوا : ذروج للفتي من ولد الدجاج بالضم لغة) ( . وورد6وفر

قولهم أيضا درهم ستوف : زيف بهرج لا خير فيه)7. )

رابعا : ما ضعفت فيه اللام مع زيادة حرف آخر ماكان ذلك مع زيادة النون

فعنلل : ورد هذا البناء في الصفات ، ومثل سيبويه ( وهما8على هذا البناء ب) ضفندد ( و) عفنجج ( )

الضخم الأخرق . وزاد الزبيدي : حزنبل للقصير ، وعبنقس لولد الأمة وفلنقس للذي أحاطت به الإماء ،

( . وجعل الفارابي هذه9وجحنفل للغليظ الشفة) ( ، وسبب ذلك أنه يجعل10الأمثلة على بناء ) فعلل ()

من الملحق بالخماسي. قال الفارابي : )) باب فعلل ، ويختلط به فعنلل لاستوائهما في حركة البناء

( . وذكر الزبيدي أن عفنجج وصفندد من11(() الثلاثي الملحق بحزنبل . وحزنبل هو الذي لحق ببنات

( .12الخمسة) (13قال سيبويه : )) ولا نعلم فعنلل اسما (()

وبعضهم عد ) جحنفل ( اسما وذكروا أن هذا البناء(14قليل في الاسم)

(4/497)

ما ضعفت فيه اللام مع زيادة الواو ورد ذلك فيالبناء التالي :

فوعلل : ورد هذا في الصفات : )) وهو قليل ، ( . والكوألل :1قالوا : كوألل ، وهو صفة (()

( .2القصير ، وقيل : القصير مع غلظ وشدة) ولم يذكر سيبويه أنه لم يرد اسما ، ولكن الأمثلة

الواردة على هذا البناء ليست أسماء ، فدل على أنهمن الأبنية المختصة بالصفة .

خامسا : زيادة الميم مع الواو جاء ذلك في بناء واحد

هو : مفعول : ذكره سيبويه في أبنية الصفات ، وذكر أنه

( . مثله في ذلك مثل بناء3لا يعلمه جاء اسما) ) مفاعل ( . و) مفعول ( بناء لازم في اسم المفعول من الفعل الثلاثي المجرد وقد استدرك الزبيدي عليه

هذا ؛ إذ هو من الأبنية غير المحصورة ، وقد سبق الحديث عن ذلك في بناء ) مفاعل ( فيكتفى به منعا

( .4للتكرار) سادسا : ما زيدت فيه النون مع الواو ورد ذلك في

بناء واحد هو : فنعلو : ورد هذا في الصفة . قالوا : رجل سندأو وقندأو وهو الخفيف . وجمل كندأو وهو الغليظ

( . قال سيبويه5الشديد . والحنظأو : العظيم البطن)( .6: )) ولا نعلمه جاء اسما (()

ومثل الأمثلة المتقدمة كنتأو وكنثأو - بالتاء والثاء - للعظيم اللحية . وحنصأو : للقصير والضئيل

( . )) وقيل وزن سندأو7الضعيف . وحنتأو للقصير)دو وحنصأو كذلك من حصوته إذا منعته فنعأل من الس . وقال الفراء : وزنه فنعل ، النون فيه زائدة لا غير

( . وذكر صاحب العين8وليس يعضده الاشتقاق (( ) أن النون زائدة والواو وصلة لأنه لم يجئ بناء على

لفظ ) قندأو ( إلا وثانيه نون ، فلما لم يجئ على هذا( .9البناء بغير نون علم أن النون زائدة فيه)

سابعا : ما كانت زيادته بالواو مضعفة ورد ذلك فيبناء واحد هو :

(4/498)

د وكروس فعول : ورد هذا في الصفات )) نحو : عطو ( . والعطود: الانطلاق السريع ،1، صفتان (()

والكروس : العظيم الرأس من الرجال . وذكر كراع عددا من الصفات جاءت على هذا البناء فذكر العكوك

لب الغليظ ، والعذور للسمين والهكوك للمكان الصيء الخلق . والهقور للطويل والقنور للعبد . للس

نور لجملة السلاح . والحزور للصبي المترعرع . والس أما كروس فجعلها مما جاء على فعول بضم الواو

( .2وذكر أنه لا يعرف مثاله) ثامنا : ما كانت زيادته بالياء مضعفة ورد ذلك في بناء

واحد هو : فعيل : ورد هذا في الصفة نحو : هبيخ( .3والهبيغ . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء اسما (()

والهبيخ - عن أهل اليمن - الغلام والأحمق المسترخي ، ومن لا خير فيه ، والوادي العظيم ،

والنهر الكبير والهبيخة الجارية ، ويقال هي المرأة ( . وامرأة هبيغة : لا ترد كف لامس . ونهر4المرضع)

( .5هبيغ وواد هبيغ : عظيمان والهبيغ : واد بعينه) فعلى هذا يكون مشتركا بين الاسم والصفة ، ويمكنا سمي به من الصفات . والهبيغ أن يقال عنه إنه مم

( .6من الكلمات التي جاءت فيها الهاء مع الغين)

ما زيد فيه ثلاثة أحرف لم يرد من هذا بناء إلا والألف واحد من هذه الأحرف الثلاثة ، فقد جاءت الألف زائدة مع الهمزة ، ومعهما

النون في بناء واحد هو : أفعلان : ورد هذا في الصفات . قال سيبويه : )) وهو

قليل ؛ لا نعلمه جاء إلا أنبجان وهو صفة . يقال : عجين أنبجان . وأرونان وهو وصف ، قال النابغة

الجعدي :فظل لنسوة النعمان منا على سفوان يوم أرونان (()

7)

(4/499)

( )) ويوم1وعجين أنبجان أي : مدرك منتفخ (())) ( .2أرونان - مضافا ومنعوتا - صعب وسهل ضد (()

نين ، وذهب ابن الأعرابي إلى أنه ) أفوعال من الر على حين يأخذه سيبويه من قولك: كشف الله عنك

ته وشدته) ( .3رونة هذا الأمر ، أي : غم ما زيدت فيه الألف مع التاء والياء ورد ذلك في بناء

واحد هو : فعاليت : ورد في أبنية الصفات )) وهو قليل نحو :

( جمع عفريت ، وهو4عفاريت ، وهو وصف (() الخبيث المنكر ، ويجمع على هذا البناء ما دل على

( . نحو5الواحد وزيد في نهايته حرف مد وتاء) سباريت صفة جمع سبروت للقفر لا نبات فيه،

( .6والشيء القليل ، والفقير) قال الزجاج : )) العفريت : النافذ في الأمر المبالغ

( ، وقال ابن منظور :7فيه مع خبث ودهاء (()ائد مع الأصل في )) وهذا مما تحملوا فيه تبقية الز

( .8حال الاشتقاق توفية للمعنى ودلالة عليه (( ) وذكر أبو بكر الزبيدي أن سيبويه ذكر في كتابه في

(9باب التصغير ملاكيت جمع ملكوت ، وهو اسم)ا فبهذا يكون البناء مشتركا بين الاسم والصفة أو مم

ي به من الصفات . سم ما زيدت فيه الألف مع تكرير العين وزيادة الياء جاء

ذلك في بناء واحد هو : فعاعيل : ورد هذا في الصفة . قال سيبويه : )) وهو

قليل في الكلام ، قالوا : ماء سخاخين صفة ، ولا( .10نعلم في الكلام غيره (()

خن . قال الفيروزآبادي : خاخين : الس والس)) وسخاخين - بالضم ولا فعاعيل غيره - : حار (()

11. ) ما زيدت فيه الألف مع تكرير حرف اللام وزيادة الميم

ورد ذلك في بناء واحد هو :

(4/500)

مفعلى : ورد هذا في الصفة )) وهو قليل ، قالوا :ى ، وهو صفة (() ( . يوصف به )) العظيم1مكور

ى : الروثة من الدواب . وقال بعضهم : المكور العظيم روثة الأنف من الرجال ، مأخوذة من الكارة ؛

( . ووصف سيبويه لهذا البناء بالقلة2لأنها مكورة (()ز إذ لم يذكروا غير هذا المثال . قال القالي : فيه تجو

)) ولا نعلم غير هذا الحرف وحده من هذا المثال (()3. )

ما زيدت فيه الألف مع الواو والياء جاء ذلك في بناءواحد هو :

فعاويل : ورد هذا في الصفات من مثل : )) القراويح ، جمع قرواح ، وهي الأرض التي لا شجر فيها ، ولم يختلط بها شيء . والماء القراح الذي لم يختلط به

شيء من هذا . والجلاويخ : جمع جلواخ وهو الواسع (. قال سيبويه: )) ولا نعلمه جاء4من الأودية (()

( . واستدرك أبو بكر الزبيدي على هذا ،5اسما (() لأن سيبويه ذكر أن عصوادا وقرواشا اسمان

( ، والواحد يدل6ويجمعان على عصاويد وقراويش) على جمعه فيكون ) فعاويل ( على هذا ليس خاصا

بالصفات .

المبحث الثاني : ما اختصت به الصفات من أبنية مزيدالرباعي

د باعي المجر لم يرد فيما ذكره سيبويه من أبنية الر

ما يختص بالاسم أو الصفة . وقد ورد من المزيد مايكون مختصا بأحدهما .

وفي هذا المبحث نتناول ما اختص بالصفة دون الاسم من مزيد الرباعي مرتبة على حسب عدد

حروف الزيادة وترتيبها بين حروف الهجاء . فنبدأ بمازيد فيه حرف واحد :

أولا : ما زيد فيه الألف جاء ذلك في بناء واحد هو : فعلى : ورد هذا في الصفة نحو حبركى للطويل

الظهر القصير الساق وجلعبى : للشديد من كل شيء . يقال رجل جلعبى العين وامرأة جلعباة العين وهي الشديدة البصر . وقال أبو عمرو : الجلعباة من الإبل

( .7الواسعة الجوف)( .8قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء إلا وصفا (()

(5/1)

وألحق به الزبيدي من الثلاثي حبنطى ونحوه . ثانيا : ما كانت زيادته بتضعيف عينه جاء ذلك في

الأبنية التالية : فعل : هذا من أبنية الصفات نحو : العلكد : للغليظ

الشديد العنق ، والهلقس: للغليظ الشديد .نغم : للحريص : ويروى بالعين المهملة) ( .1والش

( .2قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء إلا صفة (() وذكر السيوطي أنه قد جاء اسما نحو صنبر للبرد .

( . ويوصف ب3وهنبر للثور والفرس والأديم الرديء)) صنبر ( فيقال : غداة صنبر : باردة .

خر : لطامح م فعل : ورد ذلك في الصفة نحو الشخر : للفحل الجسيم م النظر من الرجال . والض

( . قال سيبويه : )) ولا نعلمه4والدبخس : للضخم) ( . ونقل السيوطي أنهم قالوا :5جاء اسما (()

هرة للحشفة) ( فعلى هذا يكون اسما بالتاء .6كم فعلل : ورد هذا البناء في الصفة قالوا : الهمرش

( وحكم سيبويه عليه بالقلة .7للعجوز الكبيرة) وذكر ابن القطاع أن أبا الحسن الأخفش زعم أن

أصله هنمرش وحروفه كلها أصول، ووزنه فعللل ؛( .8وفعلل لغة فيه)

وقال ابن سيده : )) جعلها سيبويه مرة فنعللا ، ومرة فعللا . ورد أبو علي أن يكون فنعللا ، وقال : لو كان كذلك لظهرت النون ؛ لأن إدغام النون في الميم من

كلمة لا يجوز ... وهي عند كراع فعلل ، قال : ولا

( على حين أن الموجود في المنتخب9نظير له (() لكراع : )) ولا يكون يوجد على مثال فنعلل إلا قولهم

( وبهذا تكون عنده على غير10: ... وهمرش ... (() ما نقل عنه ابن سيده ، إلا أن يكون ذلك في غير

المنتخب من كتبه . ثالثا : ما كانت زيادته بتضعيف أحد لاميه جاء من ذلك

ما كانت زيادته بتضعيف لامه الأولى وذلك في :

(5/2)

فعلل : ورد هذا البناء في الصفة نحو : سبهلل للفارغ لا شيء معه ، وللباطل أيضا وقفعدد

للقصير . وذكر أبو بكر أنه سمع أن القفعدد نبت ( . قال سيبويه : )) ولا1فيكون على هذا اسما)( .2نعلمه جاء إلا وصفا (()

وجاء منه ما كانت زيادته بتضعيف لامه الثانية وذلكفي :

فعلل : ورد هذا البناء في الصفة نحو : قسقب للضخم ، وقسحب للضخم أيضا وطرطب صفة لثدي

( .3المرأة إذا كان طويلا)( .4قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء اسما (()

ا وفسره بأنه الذي وذكر الزبيدي بدل قسقب قهقميبتلع كل شيء .

وقال : )) وقع في الكتاب قهقب بالباء ، وقد ذكرنا أن الميم تبدل من الباء كثيرا . فأما القهقب

( .5بالتخفيف فالضخم المسن (() رابعا : ما كانت زيادته بحرف النون جاء ذلك في بناء

واحد هو : فعنلل : ورد هذا البناء في الصفات نحو : حزنبل

للقصير . وعبنقس لولد الأمة وفلنقس للذي أحاطت ( . وذكر سيبويه أنه جاء اسما في جحنفل6به الإماء)

للعظيم الشفة . وبهذا التفسير يكون وصفا ينطبق( .7عليه قول : )) ولا نعلمه جاء إلا وصفا (()

وذكر السيوطي أنه قليل في الاسم كثير في الصفة)8. )

خامسا : ما كانت زيادته بحرف الواو ورد ذلك في بناءواحد هو :

فعلول : ورد هذا البناء في الصفات من نحو قولهم : ( . وبلهور لكل عظيم من9كنهور للمطر الدائم)

( . وتفسير الزبيدي لكنهور بأنها قطع10ملوك الهند)

من السحاب واحدته بالتاء ولبلهور بأنه اسم ملك ( دون الصفات ، ولم11يجعل هذا البناء للأسماء)

ينص سيبويه على أنه لا يأتي اسما . ولكنه ذكر أنالمثالين صفتان ، وأن هذا البناء قليل في الكلام . سادسا : ما كانت زيادته بحرف الياء ورد ذلك في

بناءين كانت الياء في الأول ثالثة وذلك في :

(5/3)

فعيلل : ورد هذا في الصفات نحو : سميدع للسيد الموطأ الأكناف ، والعميثل للطويل ، والمبطئ من

( وذكر سيبويه مثالا ثالثا هو الحفيبل ،1كل شيء) ولم يفسره الزبيدي . ويوافق هذا البناء في الصورة

الثلاثي المزيد بالياء وتضعيف اللام نحو حفيلل( .2وخفيدد ، وهما اسم وصفة)

وكانت الياء في الثاني رابعة في : فعليل : ورد على هذا البناء غرنيق وجعله سيبويه

( مع أنه اسم لطائر ووصف للشاب من3صفة) ( ، أو أنه4الرجال )) فعلى هذا يكون اسما وصفة (()

حكم له بالصفة لما فيه من معنى الوصف . وذكر أبو حيان هذه اللفظة في مزيد الثلاثي فجعلها

( ثم جعلها في مزيد الرباعي وأشار5على ) فعنيل () ( . وجعل ابن الدهان6إلى تقدمها في مزيد الثلاثي)

( .7تفسيره السيد)ما زيد فيه حرفان

أولا : ما زيدت فيه الهمزة مع الألف ورد بناء واحدزيدت فيه الهمزة مع الألف هو :

فعللاء : جاء هذا البناء في الصفة نحو : طرمساء للظلمة . يقال : ليلة طرمساء وطلمساء . وجلحطاء (8لأرض لا شجر فيها ، وروي جلحظاء بالظاء معجمة)

( . وذكر9وألحق به الزبيدي من الثلاثي حربياء)سيبويه أنه من القليل .

ثانيا : ما زيدت فيه الألف مع النون ورد ذلك في بناءواحد هو :

( . وقيل10فعنلال : ورد هذا في الجحنبار للقصير)خم) جل الض ( .11الر

( . ونص سيبويه على12وكذلك جعنبار للضخم أيضا)أنه قليل في الكلام .

ومثل المثالين المذكورين جعنظار للقصير الرجلين الغليظ الجسم . ورجل جعنظار إذا كان أكولا قويا

( . وبهذا يكون بناء ) فعنلال (13عظيما جسيما) مشتركا بين الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف والرباعي

المزيد بحرفين . فالثلاثي المزيد بثلاثة مختصبالاسم ، والرباعي المزيد بحرفين مختص بالصفة)

14. )

(5/4)

ثالثا : ما زيد فيه حرفان أحدهما كان من تضعيف اللام ورد من ذلك بناء واحد كانت الياء مع تضعيف

اللام وذلك في : فعلليل : ورد هذا في الصفات )) مضعفا ، قالوا : عرطليل وهو صفة وعفشليل وهو صفة . ومثله :

( .1جلفزيز وغلفقيق ، وقفشليل ، وقمطرير (() ( . والعفشليل :2فالعرطليل : العنق الغليظة)

(4(. والجلفزيز: العجوز الكبيرة)3الجافي) ( . والقفشليل : المغرفة ،5والغلفقيق: الداهية)

( . والقمطرير : الشديد)6وأصله بالفارسية كفجليز)( .8( . قال سيبويه : )) ولا نعلمه جاء اسما (()7

ثالثا : ما زيد فيه النون والياء . وكان ذلك في بناءواحد هو :

فنعليل : ورد هذا في الصفة : )) وهو قليل ، قالوا :( .9خنفقيق ، وهو صفة وخنشليل (()

فالخنفقيق : المرأة الخفيفة ، ويقال الداهية أيضا . والخنشليل : الماضي من الرجال في أموره . وقيل

إن نونه أصل غير زائدة ، وأنها رباعية على وزن(. ومثل هذين المثالين فنطليس للكمرة)10فعلليل)

11. )

المبحث الثالث : ما اختصت به الصفة من أبنيةد في الصفات هو : الخماسي جاء بناء واحد مجر

فعللل : قالوا : قهبلس للمرأة العظيمة . وجحمرش ( . وصهصلق للشديدة الصوت12للأفعى الغليظة)

خابة) ( .13الص وفسر الزبيدي القهبلس بالمرأة العظيمة وحشفة

( فعلى هذا تكون اسما وصفة . مع أن14الذكر)سيبويه قال عن هذا البناء : )) ولا نعلمه جاء اسما ((

(15. ) أما المزيد من الخماسي فلا يكون إلا بزيادة حرف

واحد ، وقد جاء بناءان خماسيان مزيدان بحرف واحد

خاصان بالصفة هما :أولا : المزيد بالألف

(5/5)

فعللى : ورد هذا البناء في أمثلة منها : قبعثرى للعظيم الخلق ، الكثير الشعر من الإبل والناس .

بغطرى للرجل الأحمق وهما صفتان) ( .1والضبغطرى بالضبع وذكر الزبيدي أن قطربا فسر الض

فعلى هذا يكون اسما أو سمي بوصف .ثانيا : المزيد بالواو

فعللول : ورد هذا البناء في الصفة نحو: قرطبوس(.2للناقة العظيمة وهذا البناء قليل)

• • •الخاتمة :

بعد هذه الوقفات مع الأبنية المختصة باسم أو صفةيتبين ما يلي :

- أن وجه الفصل بين الأسماء والصفات هو أن1 المراد بالأسماء الأعلام ، وأسماء الأجناس ،

والمصادر . والمراد بالصفات الأسماء التي يوصفبها سواء أكانت مشتقة أم غير مشتقة .

- أن المقصود من الأبنية المذكورة في هذا2 البحث ، تلك الأبنية التي ليست صفات ولا مصادر

أتت على أفعالها ؛ لأن الصفات والمصادر التي أتتعلى أفعالها لا وجه لذكرها هنا .

- أن عدد الأبنية المختصة بالاسم المذكورة في3 كتاب سيبويه مائة وتسعة وثلاثون بناء ، والمختصة

بالصفة أربعون بناء ، وبهذا تظهر كثرة أبنية الأسماءوقلة أبنية الصفات .

- أنه قد يحكم للبناء بأنه مختص بالاسم دون4 الوصف ، مع ورود أمثلة على ذلك البناء استعملت

صفات ، فإما أن تكون صفات غالبة استعملت على سبيل المبالغة ، فكأنها خرجت عن الوصف إلى العلم مثل : مكرمان وملأمان وملكعان ، ونحوها . وإما أن

تكون أسماء وصف بها مثل : تلقامة ونحوها . - أنهم قد يختلفون في بعض الأمثلة ، فيلحقها5

بعضهم ببناء حروفه أصول ، ويلحقها آخرون ببناءح المزيد حملا للباب على آخر مزيد . وعند ذلك يرج الأوسع ؛ إذ إن أبنية الأصول قليلة ، وأبنية المزيد

كثيرة .

(5/6)

- أنه قد يكون اختصاص أحد النوعين بالبناء على6 اللغة المشهورة ، ولا يمنع أن يكون هناك لغة أخرى

في مثال تدخله فيما يخص النوع الآخر ، مثل بناء ) تفعلة ( فقد جعلوه مختصا بالصفة ، وجاء على هذا

البناء الاسم فقالوا : تتفلة لغة في تتفلة . - أنه لم يكن يخفى على سيبويه كل ما استدرك7

عليه من الأبنية ، وإنما كان يغفل ذلك )) لأنه لم يعتد بما ورد لقلته ونزارته . ويدل على صحة ما قاله أن

العرب تقول : قلما جاءني زيد وتستعمله علىضربين :

تارة تريد : ما جاءني زيد ، فتكون نفيا عاما ، ويكونعلى هذا لم يأته .

وتارة يكون قد جاء مجيئا قليلا فلا يعتد به ويجعلهكالنفي العام .

فقد بان لك أن القليل في كلام العرب قد يجعلد ما بمنزلة مالم يكن ، وينفى نفيا عاما ، فهذا يعض

( .1قاله سيبويه وذهب إليه (( ) ولا يضير سيبويه ما استدركه عليه من جاء بعده ، إذ مازال اللاحق يستدرك على السابق ، ولن تكون في

اللغة كلمة أخيرة ، لسعتها ، وتشعب قضاياها ، وكثرةالشذوذ فيها .

الحواشي والتعليقات

.210 / 5شرح كتاب سيبويه المصدر السابق .

.250 / 4الكتاب .135أبنية الصرف في كتاب سيبويه ص

.219 / 4الكتاب .220 / 4المصدر السابق .219 / 4المصدر السابق

.60 / 1الممتع .368 / 1المقتضب

.69 / 14تهذيب اللغة للأزهري .597 / 3انظر الكتاب

.366 / 1المقتضب انظر ما نقله الشيخ عضيمة في حاشية المصدر

السابق عن الانتصار .

.259 / 2شرح الشافية اللسان ) يدي ( .

.367 / 1المقتضب .2الاستدراك على سيبويه ص

الصحاح ) غدا ( . .220 / 4الكتاب

.244 / 4المصدر السابق .208 / 14تهذيب اللغة

.63أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص .66 ، 65 / 1الممتع .245 / 4الكتاب

اللسان ) ثمد ( .المصدر السابق ) صبع ( .

اللسان ) جرد ( . .245 / 4الكتاب

(5/7)

انظر مادة ) برم ( في المصادر المذكورة . .80 / 1معجم البلدان

.29شرح أبنية سيبويه ص انظر اللسان ) شفى ( .

الصحاح ) نفح ( . .3 / 16المخصص

.245 / 4الكتاب المصدر السابق .

اللسان ) بلم ( والمقل : حمل الدوم . .7الاستدراك على سيبويه ص

. ولم ينسب البيت لأحد .194 / 3الخصائص .195 / 3انظر : المصدر السابق

.248 / 4الكتاب .371 / 11انظر تهذيب اللغة اللسان ) شمل ( .

.495أدب الكاتب ص .249 / 4الكتاب

.114 / 3النهاية في غريب الحديث والأثر .255 / 4الكتاب

انظر اللسان ) علق ( و ) أرط ( . .255 / 4الكتاب

المصدر السابق .

.88 / 1الممتع لابن عصفور .89شرح أبنية سيبويه ص

.159 / 2انظر تهذيب اللغة انظر اللسان ) سعل ( و ) عزه ( .

اللسان ) كيص ( . .256 / 4الكتاب

.246المقصور والممدود ص .104 ، و 33شرح أبنية سيبويه ص

.270 / 4الكتاب اللسان ) نضب ( .

.23الاستدراك على سيبويه ص .271 / 4الكتاب

.227 / 5انظر شرح السيرافي .271 / 5الكتاب

.23انظر الاستدراك على سيبويه ص .272 / 4الكتاب

.222أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص .241انظر التكملة للفارسي ص

.273 / 4الكتاب انظر اللسان ) زرع ( و ) شرق ( و ) قبر ( و

) شرب ( . . وورد فيه ) معور (24الاستدارك على سيبويه ص

بدل ) معون ( والصحيح ) معون ( . .287 / 1ديوان الأدب

.273 / 4الكتاب .273 / 4المصدر السابق

.97أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص .273 / 4الكتاب

.187 ، 186 / 1انظر شرح الشافية .269 / 4الكتاب

.22الاستدراك على سيبويه ص .129انظر شرح أبنية سيبويه ص

.269 / 4الكتاب انظر اللسان ) جدب ( وفيه )) وحكى سيبويه فيالثلاثي جندب، وفسره السيرافي بأنه الجندب (( .

.22الاستدراك على سيبويه ص .270 / 4الكتاب

.134شرح أبنية سيبويه ص .270 / 4الكتاب

.62شرح أبنية سيبويه ص اللسان ) جرب ( .

(5/8)

.274 / 4الكتاب اللسان ) علد ( .

.274 / 4الكتاب .84 / 1الممتع

الصحاح ) عتد ( . .274 / 4الكتاب

.25انظر الاستدراك على سيبويه ص .275 / 4الكتاب

اللسان ) خنذ ( . .25الاستدراك على سيبويه ص

.275 / 4 / 4الكتاب .54شرح أبنية سيبويه ص

.122المصدر السابق ص .25الاستدراك على سيبويه ص

.275 / 4الكتاب .75شرح أبنية سيبويه ص

.25الاستدراك على سيبويه ص انظر اللسان ) خنذ ( .

.265 / 4الكتاب .167 ، 166انظر شرح أبنية سيبويه ص

اللسان ) لمق ( . . واليلمع : اللذاب .51 / 1انظر ارتشاف الضرب

.268 / 4الكتاب .119 / 2المحكم .276 / 4الكتاب

.27الاستدراك على سيبويه ص .276 / 4الكتاب

الصحاح ) حمص ( . .26الاستدراك على سيبويه ص

.277 / 4الكتاب .510انظر أبنية الصرف في كتاب سيبويه ص

.26الاستدراك على سيبويه ص .278 / 4الكتاب

.27الاستدراك على سيبويه ص .212 / 3الأصول في النحو

.278 / 4الكتاب .27الاستدراك على سيبويه ص

.278 / 4الكتاب المصدر السابق .

انظر اللسان ) ذرح ( و ) جلع ( . .247 / 4الكتاب

.207المقصور والممدود ص .257 / 4الكتاب

، وشرح أبنية17انظر الاستدراك على سيبويه ص .79سيبويه ص

.451المقصور والممدود للقالي ص انظر المصدر السابق . .12 / 2ديوان الأدب للفارابي

.257 / 4الكتاب .79الاستدراك على سيبويه ص

فما بعدها .481المقصور والممدود ص .382 / 3ديوان الأدب

.221إصلاح المنطق ص .456أدب الكاتب ص

.258 / 4الكتاب .456المقصور والممدود ص انظر المصدر السابق .

انظر تخريج البيت في المقصور والممدود للقالي ص397.

نسبه القالي لابن مقبل انظر المصدر السابق ونسبه غيره لزبان بن سيار الفواري . انظر اللسان

) طلا ( . .258 / 4الكتاب

.479أدب الكاتب ص .247 / 4الكتاب

الصحاح ) سكف ( .المصدر السابق ) سطم ( .

.249 / 4الكتاب

(5/9)

.301المقصور والممدود للقالي ص .96 / 5المحكم .425 / 3الكتاب

المصدر السابق .

انظر اللسان ) دنق ( . .254 / 4الكتاب

الصحاح ) حبر ( . .17الاستدراك على سيبويه ص

.247المقصور والممدود ص .252 / 4الكتاب . وانظر الجمع المتناهي في اللغة96 / 1الممتع

. ...150 ، 149العربية للدكتور إبراهيم بركات ص وانظر في معاني التتافل والتناضب صيغة ) تفعل (

.14المتقدمة . في هذا البحث ص .256 / 4الكتاب .109 / 1الممتع

.109 / 1انظر الممتع .255 / 4الكتاب

.117 ، 74 ، 73شرح أبنية سيبويه ص .568 / 2المنتخب لكراع

.256 / 4الكتاب .139شرح أبنية سيبويه ص

انظر اللسان ) فسط ( . .261 / 4الكتاب

.207 / 15انظر المخصص .259 ، 258انظر المقصور والممدود ص

.207 / 15المخصص .261 / 4الكتاب

المصدر السابق . ،199انظر المقصور والممدود للقالي ص

.207 ، 206 / 14والمخصص .257 / 4الكتاب .99 / 1الممتع

.459المقصور والممدود ص .264 / 4الكتاب

.256المقصور والممدود ص المصدر السابق .

.422 / 3الجمهرة .259 / 4الكتاب

.499أدب الكاتب ص المصدر السابق . .39 / 1ارتشاف الضرب

.13انظر الاستدراك على سيبويه ص

.259 / 4الكتاب .18 ، 17انظر الاستدراك على سيبويه ص

335 والبيت في ديوان ابن مقبل ص 259 / 4الكتاب . وانظر حاشية محقق الكتاب فقد عزاه إلى مصادر

عدة . .483أدب الكاتب

.260 / 4الكتاب .18انظر الاستدراك على سيبويه ص

.261 / 4الكتاب .5 / 16المخصص

.206المقصور والممدود ص .261 / 4الكتاب

.260المقصور والممدود ص .261 / 4الكتاب

.163المقصور والممدود ص المصدر السابق .

.258 / 4الكتاب .421 / 3الجمهرة

، واللسان ) طمر ( .8 / 13انظر المخصص .260 / 4المصدر السابق

.60 ، 59 / 2ديوان الأدب .260 / 4الكتاب

.18الاستدراك ص اللسان ) عصد ( .

المصدر السابق ) عتر ( .

(5/10)

.189 / 3تهذيب اللغة .261 / 4الكتاب

.158انظر المقصور والممدود ص .263 / 4الكتاب

.79المقصور والممدود ص .252 / 4الكتاب

.11الاستدراك على أبنية سيبويه ص .16المصدر السابق ص

.115انظر شرح أبنية سيبويه ص انظر القاموس للفيروزابادي ) مرض ( .

.253 / 4الكتاب .150الجمع المتناهي في اللغة العربية ص

والبيت من شواهد95 / 1الممتع لابن عصفور الكتاب واختلف في نسبته . انظر ما ذكره

محقق الممتع في الحاشية . .260 / 4الكتاب

.18الاستدراك على أبنية سيبويه ص .84 / 1الممتع

اللسان ) جرض ( . .74 / 2ديوان الأدب

.260 / 4الكتاب .374 ، 373 / 1ديوان الأدب

.261 / 4الكتاب .157انظر المقصور والممدود للقالي ص

.272 / 4الكتاب القاموس ) نوط ( .

.272 / 4الكتاب .94انظر أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص

القاموس ) هبط ( . .271 / 4الكتاب

.23الاستدراك على أبنية سيبويه ص انظر القاموس ) حمت ( .

.53شرح أبنية سيبويه ص .71 / 4الكتاب

.23الاستدراك على أبنية سيبويه ص .271 / 4الكتاب

انظر اللسان ) نبت ( و ) متن ( . .93أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص

.273 / 4الكتاب الصحاح ) رعز ( .

.273 / 4الكتاب .248 / 1الممتع

.99انظر أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص .270 / 4الكتاب

.502انظر أبنية الصرف ص .22الاستدراك على سيبويه ص

.157انظر أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص .276 / 4الكتاب

اللسان ) قلس ( . .269 / 4الكتاب

انظر اللسان ) غسل ( .

.269 / 4الكتاب .49شرح أبنية سيبويه ص

.92 / 2ديوان الأدب .234 / 4انظر المحكم

.269 / 4الكتاب .265 / 4الكتاب

.21الاستدراك على سيبويه ص .248 / 4الكتاب

.301المقصور والممدود ص .8انظر الاستدراك على سيبويه ص

.248 / 4الكتاب .483أدب الكاتب ص

.250 / 4الكتاب .301المقصور والممدود ص

انظر الصحاح ) قصع ( و ) نفق ( .

(5/11)

المصدر السابق ) سبى ( . .245 / 4الكتاب

.9الاستدراك على سيبويه ص .264 / 4الكتاب

.261 / 4ينظر شرح الأشموني على ألفية ابن مالك .165وأبنية الصرف في كتاب سيبويه ص

.261 / 4الكتاب .488المقصور والممدود للقالي ص

.261 / 4الكتاب .488 ، 487المقصور والممدود ص

.261 / 4الكتاب .398المقصور والممدود ص

.263 / 4الكتاب ،399 ، 398انظر المقصور والممدود للقالي ص

.73 / 16والمخصص .56 / 2انظر المزهر

.247 / 4الكتاب .43 / 6انظر تهذيب اللغة

اللسان ) جرا ( . .263 / 4الكتاب

.422 / 3الجمهرة .257 / 4الكتاب

.256المقصور والممدود ص انظر المصدر السابق .

اللسان ) حور ( . .254 / 4الكتاب

انظر اللسان ) سلم ( .القاموس ) سلم ( .

.265 / 4الكتاب .162انظر المقصور والممدود للقالي ص

.252 / 4الكتاب فما254 ، 188انظر الفيصل في ألوان الجموع ص

بعدها . .11الاستدراك على سيبويه ص

.165الجمع المتناهي في اللغة العربية ص .130 / 1انظر الممتع

.263 / 4الكتاب .144شرح أبنية سيبويه ص

.264 / 4الكتاب .19انظر الاستدراك على سيبويه ص

.257المقصور والممدود ص .265 / 4الكتاب

.171المقصور والممدود ص .264 / 4الكتاب

.51شرح أبنية سيبويه ص .262 / 4الكتاب

.19الاستدراك على سيبويه ص .122شرح أبنية سيبويه ص

.263 / 4الكتاب .256 / 4معجم البلدان

.263 / 4الكتاب اللسان ) كرم ( .

.155 ، 154انظر شرح أبنية سيبويه ص .262 / 4الكتاب

.19الاستدراك على سيبويه ص .264 / 4الكتاب

.316 / 2معجم البلدان .19الاستدراك على سيبويه في الأبنية ص

.135أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص .252 / 4الكتاب

انظر اللسان ) سرح ( و ) ضبع ( و ) فرزن ( و

) قرب ( . .265 / 4الكتاب

.51 / 1انظر ارتشاف الضرب .65 ، 64 / 6شرح كتاب سيبويه

.253 / 4الكتاب .443 / 1غريب الحديث لأبي عبيد الهروي

(5/12)

.265 / 4الكتاب .422 / 3الجمهرة

.19الاستدراك على سيبويه ص .422 / 3انظر الجمهرة

.271 / 4الكتاب .334 / 2انظر شرح الشافية

.250 / 4الكتاب .301المقصور والممدود ص

.409 / 1تهذيب اللغة اللسان ) عشر ( .

، والمقصور والممدود للقالي ص296 / 4الكتاب 155 ، 156.

.135شرح أبنية سيبويه ص .296 / 4الكتاب

/1 ، والممتع 157المقصور والممدود للقالي ص 112.

.260 ، 259المقصور والممدود للقالي ص .207 / 15المخصص

.296 / 4الكتاب .34الاستدراك على سيبويه ص

.199المقصور والممدود للقالي ص .296 / 4الكتاب

اللسان ) هربذ ( . ولم أقف على قول أبي عبيد فيالغريب المصنف .

.296 / 4الكتاب .206المقصور والممدود ص

.295 / 4الكتاب .62 / 2ديوان الأدب

اللسان ) قرطس ( . .141 و 139شرح أبنية سيبويه ص

.136المصدر السابق ص

انظر اللسان ) قسطس ( . .298 / 4الكتاب

انظر القاموس ) صفرق ( .انظر اللسان ) صفرق ( .

.95شرح أبنية سيبويه ص .297أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص

القاموس ) حبقر ( . .297 / 4الكتاب

.85 / 2ديوان الأدب .58 / 1الممتع .297 / 4الكتاب

.68 / 1انظر الممتع .416 / 9التهذيب .148 / 1الممتع .296 / 4الكتاب

انظر القاموس ) هندب ( . .458المقصور والممدود ص

وأيد ذلك144أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص شارح القاموس إذ قال : )) إنما أورد المؤلف

هذه المادة هنا بناء على أن النون أصلية ، ولا قائلبه ، ولذا أوردها الجوهري في ) هدب ( (( .

.296 / 4الكتاب .140أبنية الأسماء ، والأفعال والمصادر ص

.292المقصور والممدود ص .295 / 4الكتاب

.406انظر المقصور والممدود للقالي ص .294 / 4الكتاب

.489 ، 292المقصور والممدود ص .291 / 4الكتاب

.30الاستدراك على سيبويه ص .306أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص

.294 / 4الكتاب .31انظر الاستدراك على سيبويه ص

(5/13)

.292 / 4الكتاب .236أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص

انظر اللسان ) قمحد ( . .292 / 4الكتاب

.30الاستدراك على سيبويه ص انظر اللسان ) تخرب ( .

.293 / 4الكتاب .31الاستدراك على سيبويه ص

.224أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص .291 / 4الكتاب

، والقاموس30انظر الاستدراك على سيبويه ص ) قندل ( و) هندل ( . والأنوك : الأحمق .

.295 / 4الكتاب .407المقصور والممدود ص

.406انظر المصدر ص .291 / 4الكتاب

.30الاستدراك على سيبويه ص .91 / 2ديوان الأدب

.312أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص القاموس المحيط ) عبثر ( .

.293 / 4الكتاب .31انظر الاستدراك على سيبويه ص

.412أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص .289 / 4الكتاب

.37الاستدراك على سيبويه ص .140شرح أبنية سيبويه ص

.436 / 5معجم البلدان .37الاستدراك على سيبويه ص

.23 / 2المزهر .219 / 4الكتاب

. وسبق في المبحث الأول220 / 4المصدر السابق من الفصل الأول .

.277 / 4انظر الكتاب ، والاستدراك على سيبويه ص273 / 4انظر الكتاب

24. انظر اللسان ) دلق ( .

، والاستدراك على سيبويه ص273 / 4انظر الكتاب 24.

اللسان ) دقع ( .انظر الصحاح ) درم ( ، واللسان ) دردم ( .

.269 / 4انظر الكتاب .22الاستدراك على سيبويه ص

القاموس ) عنبس ( .

.270 / 4الكتاب .3 / 11التهذيب

.270 / 4الكتاب .22الاستدراك على سيبويه ص

الصحاح ) ضيف ( .القاموس ) علج ( .

.267 / 4الكتاب .21الاستدراك على سيبويه ص

، والاستدراك على سيبويه ص248 / 4انظر الكتاب 10.

الصحاح ) جرض ( . .250 / 4الكتاب

.11الاستدراك على سيبويه ص .271 / 4الكتاب

.203أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص .275 / 4الكتاب

.25الاستدراك على سيبويه ص انظر اللسان ) شجى ( .

.179انظر أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص .25الاستدراك على سيبويه ص

.394 / 4الكتاب

(5/14)

، واللسان ) سبح ( .275 / 4انظر الكتاب .477أدب الكاتب ص

.275 / 4الكتاب .561 / 2المنتخب

، واللسان ) ستق ( .549 / 2انظر المصدر السابق .270 / 4الكتاب

.34الاستدراك على سيبويه ص .85 ، 84 / 2ديوان الأدب

.84 / 2المصدر السابق .34الاستدراك على سيبويه ص

.270 / 4الكتاب .30 / 2المزهر .274 / 4الكتاب

اللسان ) كأل ( . .272 / 4الكتاب

من هذا البحث .63انظر ص

، والاستدراك على270 ، 269 / 4انظر الكتاب .22سيبويه ص

.270 / 4الكتاب .155انظر أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص

.156 ، 155المصدر السابق .195 / 5العين

.273 / 4الكتاب .572 / 2المنتخب

.267 / 4الكتاب ، والقاموس21انظر الاستدراك على سيبويه ص

) هبخ ( . ، واللسان ) هبغ21انظر الاستدراك على سيبويه ص

. )اللسان ) هبغ ( .

،180الجعدي ص . وانظر ديوان248 / 4الكتاب وفيه ) أروناني ( . قال ابن سيده :

وحكى السيرافي : يوم أروناني ، على إضافة)) الشيء إلى نفسه . قال : وعليه روى بعضهم بيت النابغة ... ورواية سيبويه بالرفع ، وذهب من رواه

بالجر إلى تضعيف رواية سيبويه إغترارا بقولهفي الشعر :

أحقا أن أخطلكم هجاني وهذا لا يفت في رواية سيبويه ؛ لأن الإقواء في

شعرهم كثير ، ولا سيما بين المرفوع والمجرور (( . .62 / 9المخصص

اللسان ) نبج ( .القاموس ) رون ( .

انظر اللسان ) رنن ( . .253 / 4الكتاب

.164الجمع المتناهي في اللغة العربية ص ، والقاموس ) سبرت ( .26 / 2انظر المزهر

.120 / 4معاني القرآن وإعرابه اللسان ) عفر ( .

/1 ، وانظر الممتع 12الاستدراك على سيبويه ص 142.

.254 / 4الكتاب القاموس ) سخن ( .

.265 / 4الكتاب .19الاستدراك على سيبويه ص

.170المقصور والممدود ص .17الاستدراك على سيبويه ص

.253 / 4الكتاب .12الاستدراك على سيبويه ص

، والاستدراك على سيبويه ص295 / 4انظر الكتاب 33.

(5/15)

.295 / 4الكتاب ، والاستدراك على سيبويه ص298 / 4انظر الكتاب

، واللسان ) شنغم ( .35 .298 / 4الكتاب ، واللسان ) صنبر وهنبر ( .29 / 2المزهر

، والاستدراك على سيبويه ص298 / 4انظر الكتاب 35.

.298 / 4الكتاب .28 / 2المزهر

، والاستدراك على سيبويه ص298 / 4انظر الكتاب 35.

،291 و 288أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص .29 / 2وانظر المزهر

.343 / 4المحكم .571 / 2المنتخب

، والاستدراك على سيبويه ص299 / 4انظر الكتاب .142 ، وشرح أبنية سيبويه ص 36

.299 / 4الكتاب 114 . وشرح أبنية سيبويه ص 299 / 4انظر الكتاب

.141و .299 / 4الكتاب

.36الاستدراك على سيبويه ص ، والاستدراك على سيبويه ص297 / 4انظر الكتاب

34. .297 / 4الكتاب .30 / 2المزهر

، وأبنية الأسماء والأفعال291 / 4انظر الكتاب .295والمصادر ص

اللسان ) بلهر ( . ، وأبنية الأسماء30انظر الاستدراك على سيبويه ص

.30 / 2 ، والمزهر 295والأفعال والمصادر ص

، والاستدراك على سيبويه ص292 / 4انظر الكتاب 31.

.267 / 4انظر الكتاب .293 / 4الكتاب .30 / 2المزهر

.37 / 1انظر ارتشاف الضرب .61 / 1المصدر السابق

.132شرح أبنية سيبويه ص . والاستدراك على سيبويه ص296 / 4انظر الكتاب

33. .32المصدر السابق ص

. والاستدراك على سيبويه ص295 / 4انظر الكتاب 33.

اللسان ) جحنبر ( . .63شرح أبنية سيبويه ص

، واللسان ) جعنظر ( .165 / 1انظر المنتخب من هذا البحث .46انظر ص

.294 / 4الكتاب .122شرح أبنية سيبويه ص

.125المصدر السابق ص .64المصدر السابق ص .133المصدر السابق ص

.383أدب الكاتب ص .143شرح أبنية سيبويه ص

.294 / 4الكتاب .269 / 4المصدر السابق

.22 و 20انظر الاستدراك على سيبويه ص .161انظر أبنية الأسماء والأفعال والمصادر ص

، والاستدراك على سيبويه ص302 / 4انظر الكتاب 36.

(5/16)