محمد رسول الله حقًا وصدقًاbook.kalemasawaa.com/islam/god-islam-ch-jud.docx ·...

www.kalemasawaa.com

اإلله الخالق... ما بين تعظيم المسلمين...

وافتراءات النصارى والكاذبين، وإنكار الملحدين...

شواهد ودالئل وبراهين على وجود الله تعالى ووحدانيته

وعظيم صفاته وأفعالهوطالقة قدرته

جمع وترتيب محمد السيد محمد

http://www.kalemasawaa.com/

اإلله الخالق.. ما بين تعظيم المسلمين، وافتراءات النصارىوالكاذبين وإنكار الملحدين

2

مقدمة الحم999د لل999ه رب الع999المين، ف999اطر الس999ماوات واألرض، جاعل الظلمات والن99ور، وأش99هد أن ال إل99ه إال

عب99ده الل99ه وح99ده ال ش99ريك ل99ه، وأش99هد أن محم99دا ورسوله، اللهم ص99ل وس99لم وب99ارك على محم99د الن99بي خ99اتم األنبي99اء والمرس99لين، وص99ل اللهم وس99لم وب99ارك على أزواجه وآل بيته األخيار األطهار وأصحابه الك99رام،

إلى ومن اهتدى بهديه، واستن بس99نته، واقتفى أث99ره يوم الدين.

أما بعد: نعجب جميعا ممن تجرأ على الل99ه تع99الى، وأنك99ر وجوده، بل وصار مبارزا ومحاربا ل99ه ج99ل وعال بدعوت99ه إلى مثل ذلك االعتقاد الفاسد والفلسفة ال9منكرة، ب99لعبه وأنهكهم وصار طاغية متغطرسا، إلى أن ع99ذب ش99 جوعا، إلى أن أكل بعضهم بعضا، حيث انتشرت سرقةد الماليين الص99غار من األطف99ال ألكلهم جوع99ا، وحص99 منهم قتال من أج9999ل إفس9999اد اع9999ترافهم بخ9999القهم، وإجب99ارهم على إنك99ار وج99وده، كم99ا ح99دث في االتح99اد السوفيتي –سابقا- ومن ناظرها من ال99دول الش99يوعية

وغيرها. ولو نظر ذلك الجاحد المتغطرس في نفسه لعلم ضعفه وحقارت99ه، وافتق99اره إلى خالق99ه ونعم99ه علي99ه، ال

سيما وقت حاجته ومرضه. ونعجب ممن قد اس99تجاب ل99ه ورحب بم99ا اف99تراه زورا وبهتانا، وذلك إما لفساد قلبه وعقله، وإما جح99ودا واتباع99ا ألهوائ99ه وش99هواته، متناس99يا أو متغ99افال لممات99ه وانتهاء حياته، وم9ا يلق9اه بع9د موت99ه من س99وء المص9ير وال999منقلب، وس99وء الحس99اب والعق99اب، وندم99ه على

تفريطه في جنب إلهه وخالقه.


211

ونعجب أكثر ممن قد يعرض عيه الحق –اإلسالم- واألدلة البينة عليه، فيعرض عن سماعه وقبوله؛ لما قد مأل قلب99ه من حب للش99هوات واتب99اع لله99وى، وع99دم

استعداد لتلقي الحق وقبوله. ومثال ذلك: دولة مثل كوريا الشمالية، فنجد أنه99ا ال تقبل إال الشيوعية؛ حيث ال تعترف بوجود إله خ99الق،فال تسمح لدعوة الحق –اإلسالم- أن تصل إلى شعبها.

ولذلك... فإن99ه ينبغي، ب99ل يت99وجب علين99ا االس99تعانة بالل99ه س99بحانه وتع99الى على أن نجته99د أك99ثر وأك99ثر في دع99وة العباد إلى الله تع9الى، واإليم9ان ب9ه وبوحدانيت9ه، وعظيم ذاته جل وعال، وجميل ص99فاته وكماله99ا، دون أن ينس99ب إليها ما يذمها ويعيبها –كما في غير اإلسالم- وذلك يع99ني

–بمفهوم أشمل- الدعوة إلى اإلسالم.ولذا، فإن هذا البحث اليسير يتضمن:

- أدل99ة قاطع99ة وب99راهين دامغ99ة –متنوع99ة- على وجود اإلله الخ99الق له99ذا الك99ون، والخ99الق لك99ل ش99يء

وثبوت وحدانيته وعظيم صفاته وأفعاله. - ص99فات اإلل99ه الخ99الق عن99د المس99لمين، وعظيم

تمجيدهم وتن9زيههم له سبحانه وتعالى. - ص99فات اإلل99ه الخ99الق عن99د غ99ير المس99لمين؛ كالنص99ارى واليه99ود والمج99وس والهن99دوس وغ99يرهم،، وعيب وق99دح، وبعض م99ا نس99بوه إلي99ه من نقص وذم

والردود عليها. - أدلة علمية ثابتة شاهدة على طالقة ق99درة الل99ه س999بحانه وتع999الى، وإن عج999ز العق999ل البش999ري عن

استيعابها. - وجوب اإليمان بأنبي99اء الل9ه ورس99له من منطل99ق

اإليمان بالله تعالى، وعظيم صفاته وكمال حكمته. - وج999وب اإليم999ان بغيبي999ات أخ999رى من منط999ق

اإليمان بالله تعالى واإليمان بأنبيائه ورسله.


2

- أدلة قاطعة على أن الهداية فيما ج99اء ب99ه خ99اتم في ، وموجز من البش99ارات ب99ه األنبياء والمرسلين

التوراة واإلنجيل، وفي كتب األولين. هي - أدل999ة قاطع999ة على أن رس999الة الن999بي

الرسالة الخاتمة، وأنه ليس بعد بعثة رسول الله محمد .أي نبي أو رسول آخر

- صفات للفرق99ة الناجي99ة، من حيث التزامه99ا بم99اوأصحابه. كان عليه النبي محمد

- ب99راهين دامغ99ة على أن ال99دين الح99ق اإلس99الم ه99و العامل الرئيسي في انتشار الس9الم، واالزده9ار االقتص9ادي والتقدم الحض99اري، وأن99ه في ح99ال غياب99ه يك99ون نقيض م99ا

ذكرنا. - حكم99ة الل99ه س99بحانه وتع99الى في أن جع99ل من خلق99ه الموح99دين المس99لمين وغ99يرهم من المش99ركين والملحدين..، وعدم ظلمه ج99ل وعال لمن أوج99دهم في

غير بيئة اإلسالم. - حق الل99ه تع99الى على العب99اد، وح99ق العب99اد على

الله تبارك وتعالى. ثم يختم ه999ذا البحث الم999وجز برس999الة دعوي999ة

قصيرة.وقد تم جمع اليسير من عدة كتب إسالمية، منها

- الفيزي999اء ووج999ود الخ999الق، د/ جعف999ر ش999يخ1إدريس. - منهج الج99دل والمن99اظرة في تقري99ر االعتق99اد،2

للدكتور/ عثمان علي حسن.- اإلسالم يتحدى، وحيد الدين خان.3 - وإن999ك لعلى خل999ق عظيم، للش999يخ/ ص999في4

الرحمن المباركفوري. - فقه العبادات، للشيخ العالمة/ محمد بن صالح5

العثيمين.


211

- أسماء الله الحسنى الثابت99ة في الكت99اب والس99نة،6للشيخ/ محمود عبدالرازق الرضواني.

- قضية األلوهية والدين، للدكتور/ محم99د الس99يد7الجليند.

وأس999أل الل999ه العظيم، رب الع999رش الك999ريم أن يتقبل منا ومن الجمي99ع ص99الح األعم99ال، وأن ينمي99ه لن99ا

سبحانه وتعالى.


2

هل للكون إله خالق؟!نبذة عن منكري وجود اإلله الخالق..

لق9د ك9ان الن9اس في الق9رون الماض9ية يعتق9دون بوجود اإلل99ه الخ99الق، وظ99ل األم99ر ك99ذلك ح99تى الق99رن99ا، حيث ص99در أول كت99اب الث99امن عش99ر الميالدي تقريب

م.1770يصرح باإللحاد وإنكار األلوهية في أوروبا عام ونقول: إن مثل هؤالء ال99ذين ينك99رون وج99ود الل99ه سبحانه وتعالى ق99د اس99تهوتهم أنفس99هم، وس99اروا تبع99ا

ألهوائهم وشهواتهم. فلق999د رأوا من عظيم آي999ات الل999ه ج999ل وعال في اآلفاق، وفي أنفسهم من إحك99ام ودق99ة في الخل99ق م99ا يشهد بوجوده، وأنه هو الخالق الحكيم، مصداقا لقول99ه

ف<<<اق وفيتع9999الى: نريهم? آياتن<<<ا في اآل? ﴿س<<<.[53]فصلت: ﴾أن?فسهم? حتى يتبين لهم? أنه ال?حق

ولكنهم آثروا اإلنكار والجح99ود، م99ع يقينهم بوج99ود ﴿وجحدواهذا الخالق العظيم، كم99ا في قول99ه تع99الى:

ا هم? ظل?م<<ا وعل<<و تي?قنت?ها أن?فس<< ]النم99ل:﴾بها واس?14].

اء ك999برهم فك999ان ذل999ك الجح999ود واإلنك999ار ج999ر واستعالئهم، وسيطرة أهوائهم وشهواتهم على عقولهم وأفع99الهم، فهم يعلم99ون تمام99ا أنهم إذا م99ا آمن99وا به99ذا اإلله الخالق العظيم، فال يسعهم إال الخضوع لس99لطانه ونفوذه، واالتباع ألنبيائه ورس99له، وأن ال تح99اكم إال إلي99ه سبحانه وتعالى، وفقا لما أنزل في كتبه السماوية على

أنبيائه ورسله، وأن يسود شرعه سبحانه وتعالى... ولم ال؟! وهو اإلله الخالق، ال99ذي ل99ه ك99ل ش99يء، وإليه يرجع كل ش9يء، فالله سبحانه وتع99الى ل99ه األم99ر كله، وإليه يرجع األمر كله، فله ج99ل وعال أن ي99أمر بم99ا شاء، وأن ينهى عما شاء، فهل لعبد مملوك إال الطاعة

لسيده مهما بلغ وعظم أمره أو نهيه؟!


211

فالعب99د ليس ل99ه من األم99ر ش99يء، فه99و ممل99وك لسيده، حيث يأمره سيده بم99ا ش99اء، وينه99اه عم99ا ش99اء، كيفما ش9اء، ووقت ما يريد، وذلك مث9ال ما في الواق999ع، ولكن الل99ه س99بحانه وتع99الى ل99ه المث99ل األعلى، فليسه كمثل99ه ش99يء، فمن رحم99ة الل99ه س99بحانه وتع99الى ومن وفضله، أنه جل وعال ل99ه ي99أمر ولم يكلف عب99اده بم99ا ال تطيقه النفس البشرية السوية، وإن ك99ان ج99ل وعال لم أن يأمر وأن يكلف بما شاء، وأن ينهى عما شاء، فالل99ه عز وجل ال يس9أل عن ما يفعل، ولكنه سبحانه وتع99الى هو الذي سوف يس9أل عب9اده ويحاسبهم في يوم تبعث فيه الخالئق للفص9ل والقض9اء، مص9داقا لقول99ه تع99الى:

ألون﴿ عل وهم? يس? ا يف? أل عم .[23]األنبياء: ﴾ال يس? ومن رح9مة الل99ه س99بحانه وت9ع99الى وع9ظيم ف9ض99له9 أنه9 جل وع9ال خل9ق ا9لجن9ة بما في9ه99ا من ن9عيم دائم9 مقيم، وأع9دها لعباده المؤمن9ين ا9لص9الحي9ن ال99ذي9ن أط99اعوه في حياته9م الدن9يا وامتث9لوا ألوامره، مجتن99بين9 نواهي99ه، حي9ث خض99عت قل99وبهم وع9ق99ولهم9 وج99وارحه9م لل99ه س99بحانه

وتعالى، ولن9فوذه وس9لطان9ه علي9هم. ومن رحم99ة الل99ه س99بحانه وتع99الى: أن99ه تب99ارك وتعالى كتب على نفس99ه الرحم99ة، وأن رحمت99ه س99بقت غضبه ج99ل ش99أنه، فل99ه س99بحانه وتع99الى أن يغف99ر لمنة من99ه يشاء وأن يرحم من يشاء من عب99اده، فض99ال ومن تبارك وتعالى على عب99اده، وه99و س99بحانه وتع99الى أعلم بمن يستحق ه99ذه المغف99رة والرحم99ة من عب99اده، وهم

عباده المؤمنون. ومن عدل الله جل وعال: أن خلق الن99ار بم99ا فيه99ا من عذاب أليم مهين، دائم مقيم لمن كف99ر ب99ه، وأنك99ر

آياته وجحد وجوده. وأيضا فق99د خل99ق الل99ه تع99الى الن99ار بم99ا فيه99ا من عذاب أليم لمن خالف أوامره وانتهك ح99دوده ونواهي99ه

عن علم وقصد.


2

فهؤالء الملحدون المنكرون لوجود الله ع99ز وج99ل قد آثروا دني99اهم الفاني99ة على آخ99رتهم الباقي99ة، واهمينلين بما ال تقبله الفطرة السليمة الس99وية أنفسهم، متعل من استدالالت وهمية تخمينية، ليس لها قيم99ة أو وزن،

وما هي إال ظنون وأكاذيب ال يعتد بها. فمث999ل ه999ؤالء المتفلس999فون –أه999ل المنط999ق- المنكرين لوجود اإلله الخ99الق ال يبحث99ون عن الحقيق99ة، ب99ل عن وس99ائل الت99أثير الخط99ابي، ولم يس99تطيعوا أن يجمع999وا للبره999ان على دع999واهم الباطل999ة ش999روطه، واستعجلوا ب99الجحود والكف99ر تبع99ا أله99وائهم وش99هواتهم

ومصالحهم الدنيوية. فلم يستطع البرهان الفلسفي أن يصل باإلنس99ان لليقين عن99د تطبيق99ه في اإللهي99ات، حيث إن99ه -البره99ان الفلسفي- عبارة عن مجموعة من األوهام والتخمينات واألكاذيب التي ال يعتد به99ا، ولع99ل من أب99رز م99ا يوض99ح

ذلك عيانا: - ه99و م99ا يس99ببه المنط99ق من التف99رق واالختالف1

والتنابذ بين أهله، والمشتغلين به.اب2 اب والكت - أنن999ا نج999د أن األطب999اء والحس999

وغيرهم يحققون ما يحققون من عل99ومهم وص99ناعاتهمدون اللجوء إلى مثل تلك الفلسفة وذلك المنطق.

- أننا نجد أن مثل تلك الفلسفة ك99انت س99ببا في3 تخلف أهلها والمشتغلين بها عن ركب المدنية والتق99دم

العلمي والحضاري. فالملح99دون والمنك99رون لوج99ود الل99ه ع99ز وج99ل يعتم9999دون في دع9999واهم الباطل9999ة على مث9999ل تل9999ك الفلسفيات التي ال صلة لها ب99الواقع، حيث يبحث99ون في عالم ال وجود له في الخارج، وإنم99ا وج99وده في ال99ذهن


211

لموا بمق99دمات عقلي99ة ظنوه99ا ص99حيحة، فقط، فق99د س99 وهي فاسدة، ونذكر تشبيها بسيطا يوضح مدى اختالف

المقاييس: إننا إذا ما نظرنا إلى حائط به عيب ما، وقال أح99د الن9999اظرين بعقل9999ه: إن العيب ال يق9999ع على الش9999يء المصنوع، وإنما يقع على الصانع، ولم يأخذ في حسباته العوامل األخرى غير المرئية، والتي قد تكون س99ببا في مثل ذل99ك العيب، بعي99دا عن الص99انع، كالرطوب99ة، وغ99ير

ذلك، فهل يمكن أن نقول مثل ذلك القول في: إنسان ليس صاحب وجه جميل، خلقه الله تع99الى على هذه الصورة لحكمة يعلمه99ا، ك99أن نق99ول مثال: إن

العيب ال يقع على المخلوق، وإنما يقع على الخالق؟!بالطبع: ال، حاشا وكال.

إن مثل هؤالء الملحدين والمنك99رين لوج99ود اإلل99ه الخالق قد اس99تخدموا طريق99ة الفلس99فة والمنط99ق في االستدالل على دعواهم، بما فيها من الغموض واأللغاز م99ع بطالنه99ا، حيث ال يتفهمه99ا إال طائف99ة خاص99ة من

الناس. في حين أنن99ا نج99د أن الق99رآن الك99ريم يعتم99د في االس99تدالل على وج99ود اإلل9ه بم99ا فط9رت علي9ه النفس البشرية من اإليمان بما تشاهده وتحس ب99ه دون عم99ل فكري معقد ينافي القصد من هداية الناس وبيان الحق

لهم.ا أن الق99رآن الك99ريم ق99د اس99تخدم في ونج99د أيض99 االس99تدالل على وج99ود اإلل9ه الخ9الق ال99براهين والحجج التي ال يمتري فيها عاق99ل، وليس99ت فيه99ا أي من قي99ود اإلشكال، ودون أن يخل بصدق كل م99ا اش99تملت علي99ه

من مقدمات ونتائج في أحكام العقل. نب<<ذة عن فك<<ر ودع<<وى منك<<ري وج<<ود اإلل<<ه

الخالق وبطالنها:


2

يزعم الملحدون والمنكرون لوج99ود اإلل99ه الخ99الق أن الدين ال حقيقة له، وأنه مظه99ر للغري99زة اإلنس99انية، وأن كل ما يح99دث في الك99ون من األرض إلى الس99ماء خاضع لقانون معلوم يسمى ب9 "قانون الطبيعة" وكانوا بداءة قد قالوا بوجود اإلل99ه ال99ذي ك99ان في البداي99ة ه99و ال9محرك األول لهذا الكون، ثم ما لبث أن تركه وشأنه، فال صلة له به، وال صلة له بم99ا يحوي99ه ه99ذا الك99ون من مخلوق99ات حي99ة أو غ99ير حي99ة، م99وافقين ب99ذلك ق99ول المش99ركين من قب99ل ال99ذين أنك99روا بعث اإلنس99ان بع99د موته للحساب والجزاء، فقالوا: إن هي إال أرحام ت99دفع

وأرض تبلع. ثم قام زعم9اء اإللح9اد ومنك9ري األلوهي99ة بض9رب مثال في هذا الصدد، حيث ق99ال )والت99ير(: »إن الك99ون كالساعة يرتب صانعها آالته9ا الدقيق9ة في هيئ99ة خاص9ة

ويحركها، ثم تنقطع صلته بها..« على حد قوله. ثم ج99اء بع99ده من أنك99ر وج99ود اإلل99ه من البداي99ة، حيث لم يرتض كبره وغروره بأن يثبت مج99رد اإلثب99ات، ل99ذلك اإلل99ه، وإن ك99ان دوره ليس إال في ب99دء الخل99ق

فقط. فج99اء )هي99وم( منق99ادا ألهوائ99ه وش99هواته، فتخلص من ذلك اإلله الميت الذي لم يعد له صلة به99ذا الك99ون

منذ بدء الخلق، فقال: »لق99د رأين99ا الس99اعات وهي تص99نع في المص99انع، ولكننا لم نر الكون وه99و يص99نع، فكي99ف نس99لم ب99أن ل99ه

صانعا؟!« على حد قوله وزعمه. فأص999بح ذل999ك الق999ول س999ائدا ومس999يطرا علىقت على مث999ل تل999ك المف999اهيم عق999ولهم، بع999د أن غل والمقاييس الخاطئة، واألوهام الخادعة التي ال قيمة وال وزن بها، فعميت قلوبهم وبصيرتهم، مصداقا لقول الله

تعالى:


211

ب?صار ولكن? تع?مى ال?قلوب ﴿فإنها ال تع?مى األ?دور .[46]الحج: ﴾التي في الص

ومن ثم بع99دما ك99ان من إنك99ار ه99ؤالء الملح99دين لأللوهية والدين، متبعين أهواءهم وشهواتهم، مس99يطرا عليهم الكبر والغ99رور، م99ا ك99ان منهم إال إنك99ار ك99ل م99ا

يمس قضية األلوهية والدين بصلة ما. ف99أنكروا إرس99ال الرس99ل، ومن ثم أنك99روا الكتب الس999ماوية ال999تي أن999زلت عليهم متض999منة األوام999ر والواجب99ات والتك99اليف الش99رعية، ومتض99منة الح99دود والنواهي، والتعاليم السامية هداية للبشر، وأنكروا ك99ل ما جاء فيها من إخبار بالغيبيات سواء ك99انت ماض99ية أو

حاضرة أو مستقبلية. ومن ثم أنك999روا وج999ود المالئك999ة وغ999يرهم من

المخلوقات غير المرئية. ومن ثم أنكروا القضاء والقدر، وأن كل ما يحدث في الكون المرئي وغير المرئي ب99إرادة وعلم من الل99هبق من سبحانه وتعالى، وأن كل ذلك ك99ان بتق99دير مس99 الله تعالى لحكمة يعلمها، فأنكروا كل ذلك، ولم يؤمنوا

به. ومن ثم أنكروا قضية البعث مرة أخرى من أج99ل الحساب والج99زاء والحي99اة األبدي99ة، إم99ا إلى جن99ة الل99ه99ا ص99الحا، وإم99ا تبارك وتعالى ودار نعيمه إن ك99ان مؤمن إلى ن99ار الل99ه ع99ز وج99ل وأليم عذاب99ه إن ك99ان ك99افرا

فاسقا، فلم يؤمنوا بذلك كله. ومن ثم أنكروا وجود جنة الله تبارك وتع99الى ودار نعيمه ورضاه، وأنك99روا وج99ود ن99ار الل99ه ع99ز وج99ل ودار

عذابه وسخطه، فلم يؤمنوا بأي من ذلك.ط وتيه في دنياهم ال99تي عجلت فهم دائما في تخب لهم، حيث ال دين يدينون به، وال إله يتعبدون ويتقرب99ون

إليه، وإن شئت قلت على الوجه الدقيق:


2

إنهم قد اتخذوا من أهوائهم وش99هواتهم إله99ا يعب99د من دون الله جل وعال، النقيادهم خلفها واتب99اعهم له99ا، وتفضيلهم لديناهم الفاني99ة على اآلخ99رة الباقي99ة، وذل99ك

مصداقا لقول الله تعالى: ﴿أرأي?ت من اتخذ إلهه هواه أفأن?ت تكون علي?ه

.[43]الفرقان: ﴾وكيال ونوضح ما ذكرنا من فكر ودعوى منكري األلوهية

في اآلتي: - أن التص999ور الع999ام الش999ائع بين الملح999دين1

ومنكري األلوهية يفترض أنه ال واقع إال الواقع الم99ادي،وأن الحقائق إنما هي الحقائق المادية.

- أن الكون مكتف بنفس99ه، غ99ني عن أي ش99يء2خارجي. - أن الم99ادة في ذاته99ا أزلي99ة، وأنه99ا ق99د تجمعت3

بمحض الصدفة؛ لتأخذ تلك األشكال ال99تي يتك99ون منه99اعالمنا هذا، بما فيه من حياة وعقل.

- يقول99ون إن99ه ينبغي أن يك99ون االعتم99اد على4العلم الطبيعي، ال على الدين في معرفة الحقائق.

وردا على مثل تلك االفتراءات والدعاوى الكاذب99ةالباطلة، نوضح أوال:

أن الله سبحانه وتع99الى ق99د هي99أ لألم99ة اإلس99المية الجهاب99ذة من علم99اء الس99نة ال99ذين ق99د بين99وا زي99ف م99ا

يقولونه وما يدعونه –الملحدون- عقال ونقال. ومن الردود التي توضح عجز فكر ودعوى منكري

األلوهية وبطالنها: - أن الطبيعة حقيقة من حقائق الكون، وليس99ت1

تفسيرا له، فالدين يبين لنا األسباب والدوافع الحقيقي99ة من خلق هذا الكون، وما اكتشف من اكتشافات علمية

في مجال الطبيعة ما هو إال الهيكل الظاهر للكون. - ف99العلم الح99ديث تفص99يل لم99ا يح99دث، وليس

بتفسير لهذا األمر الواقع، ونذكر مثاال على ذلك:


211

ل9ق99د9 ك99ا9ن ا9إلن9س99ان9 ا9لق99د9ي9م9 ي9ع99ر9ف9 أ9ن9 ا9ل9س99م9اء9 ت9م9ط9ر9، و9كا9ن9 ي9ن9س99ب9 ذ9ل99ك9 إ9ل9ى9 ا9ل9ل99ه9 س99ب9ح9ا9ن9ه9 و9ت9ع99ا9ل9ى،9 و9أ9ن9ه9 ج9ل ش9أ9ن9ه9 ه9و9 ا9ل9ذ9ي9 ق9د9ر9 و9أ9ذ9ن9 لل9سم9اء9 ب9أن9 ت9م9ط9ر9،9 ف9ك9ل9 م9ا9 ي9ح9د9ث9 ف9ي ا9ل9ك9و9ن9 ي9ك9و9ن9 و9ف9ق9ا9 ل9م9ش9ي9ئ9ت9ه9 و9إ9ر9ا9د9ت9ه9

س9ب9حا9ن9ه9 و9ت9ع9ا9ل9ى.9 ولكننا اليوم نعرف ما ينتج عن عملية تبخ99ر الم99اء في البحر، حى نزول قط99رات على األرض، وك99ل ه99ذه

المشاهدات صور للواقع. فه99ل يع99ني ذل99ك: أن العلم ق99د كش99ف لن99ا كي99ف ص99ارت ه99ذه الوق99ائع ق99وانين؟! وكي99ف ق99امت ه99ذه الق999وانين بين األرض والس999ماء على ه999ذه الص999ورة المذهل99ة ح99تى أن العلم99اء يس99تنبطون منه99ا الق99وانين

العلمية؟!بالطبع: ال.

فاإلنسان لم يكتشف سوى نظام الطبيعة. وإذا ما ادعى اإلنسان أن كش99فه لنظ99ام الطبيع99ة يعد كشفا لتفسير هذا الكون، فإن ذل99ك يك99ون م99ا ه99و

إلى خدعة لنفسه. فق99د ص99ار حتم99ا علين9ا بع9د ه9ذه المش9اهدات أن نؤمن بأن من وراء هذا النظام الع99تيق للك99ون الواس99ع

(1)الفسيح إله خالق عظيم.

مثال آخر: إن الكون على حاله ليس إال كمث99ل ماكين99ة ت99دور تحت غطائه99ا، وال نعلم عنه99ا إال أنه99ا ت99دور، ولكنن99ا إذا فتحن99ا غطاءه99ا، فس99وف نش99اهد كي99ف ترتب99ط ه99ذه الماكين99ة ب99دوائر وت99روس كث99يرة، ي99دور بعض99ها ببعض،

ونشاهد حركاتها كلها. فهل معنى ذلك: أننا قد علمنا خالق هذه الماكينةوصانعها بمجرد مشاهدتنا لما يدور داخلها؟ بالطبع: ال.

كتاب: اإلسالم يتحدى، وحيد الدين خان.) (1


2

ا أن مشاهدتنا لم9ا ي9دور ب9داخل فهل يفهم منطقي الماكين99ة أثبتت أن الماكين99ة ج99اءت من تلق99اء ذاته99ا؟!

ا؟! (2)وأنها تقوم بدورها ذاتي

بالطبع: ال. فال يص99در مث99ل ذل99ك الق99ول من عاق99ل، ب99ل من

منكر جاحد. إذن فكي99ف نثبت بع99د مش99اهدة لبعض عملي99ات

ا؟! ا، ويتحرك ذاتي الكون أنه جاء تلقائي فل99و أن ه99ذه االكتش99افات العلمي99ة له99ذا الك99ون زادت مليون ضعف عنها اليوم أو أكثر، فال يك99ون مث99ل99ا ذل99ك إال مش99اهدة لبعض عملي99ات الك99ون، وليس إثبات

ا. ا ذاتي لمجيئه أو تركه تلقائي بل إن ذلك كل99ه ي99دفعنا بق99وة لإليم99ان ب99رب ه99ذا الكون وخالقه ومبدعه على مثل ه99ذا النظ99ام ال99دقيق، والذي يستحيل أن يكون مجيئ99ه مص99ادفة، كم99ا ي99دعي

الكاذبون المفترون. - أن الكون ليس مكتف بنفس99ه أو غ99ني عن أي2

شيء خارجه؛ ألن99ه ق99د ثبت ل99دينا عقال ونقال –من كالم األنبياء والمرسلين والكتب السماوية- أن للكون خ99الق

عظيم، ذو صفات مغايرة لصفات المخلوقين. - ولما أشرنا سابقا، يكون من المحال أن تكون3

الم99ادة أزلي99ة أو تك99ون ق99د تجمعت بمحض الص99دفة؛ لتأخذ تلك األشكال التي يتك99ون منه99ا عالمن99ا من حي99اة

وعقل. - أن الحواس ليست طريقا إلى معرفة ك99ل م99ا4

يحتاج الناس إلى معرفته، فال تناقض بين االعتماد على الحس في معرفة ما من شأنه أن يعرف بها، واالعتماد على العقل في معرف99ة م99ا ال يع99رف إال ب99ه، فال تقاب99ل بين العلم الط999بيعي وال999دين، ب999ل إن ال999دين يع999ترف بالمنهج العلمي الطبيعي كوسيلة إلى المعرف99ة، ولكن99ه

موجز من كتاب: اإلسالم يتحدى.) (2


211

يق99ول: إن99ه –العلم الط99بيعي- ليس وس99يلة إلى ك99لالمعارف.

فهن99اك مع99ارف ال ت99درك إال بالرواي99ة، وأخ99رى ال تدرك إال باالس99تنتاج العقلي، وأخ99رى ال يمكن الوص99ولإليها إال عن طريق األنبياء والرسل والكتب السماوية.

فالعاقل هو الذي يستفيد من ك99ل ه99ذه الوس99ائل(1)بحسب نوع المعرفة التي يريدها.

نب<<ذة عن الفلس<<فة الوهمي<<ة أله<<ل اإللح<<ادومنكري األلوهية:

م أهل اإللحاد ومنكري األلوهية بمق99دمات لقد سل عقلية وهمية تخميني99ة، ال يعت99د به99ا حيث ال أس99اس له99ا

من الصحة، نذكر منها: - قولهم بأن المادة أزلي99ة، وأن الم99ادة ال تخل99ق1

وال تفنى، وهذا ق99ول باط99ل؛ حيث أثبت العلم الح99ديث أن الم99ادة في ك99ل ش99كل من أش99كالها المعين99ة ال99تي يمكن أن نشير إليها ليست أزلية،بل إنها قابل99ة للتحل99ل

أو التحول إلى مواد أو طاقات أخرى. ومعلوم أن كل ما يتحلل أو يتح99ول فليس ب99أزلي

غير حادث، بل هو بالضرورة حادث.إذن فالمادة المعينة حادثة فانية.

ونذكر مثاال لذلك: إنن99ا إذا قلن99ا إلنس99ان ل99ه إلم99ام بعلم الكيمي99اء والفيزياء بأن المادة تفنى، ثم ضربنا له مثال على ذل99ك بموته، فقد تكون إجابت99ه: إن99ني لم أفن، وإنم99ا تح99ولت إلى مواد أخرى، فإذا قلنا له: ولكن هذه المواد األخرى

أيضا تفنى.يقول: ولكنها بدورها تتحول إلى مواد أخرى.

فإذا استمررنا ق99ائلين: وه99ذه ب99دورها تف99نى، وم99اتتحول إليه تفنى.

الفيزياء ووجود الخلق، للدكتور/ جعفر شيخ إدريس.)(1


2

ا على رأيه بأن هنالك وراء ك99ل ه99ذا ظل هو مصرمادة ال تفنى.

فإذا قلنا له: وما هي هذه المادة التي ال تفنى؟نجده ال يحري جوابا.

ألنه في الحقيقة ال يتحدث عن مادة واقعية، وإنمايتحدث عن مادة ذهنية فلسفية، وهمية تخمينية.

لذلك، فإن المادة األزلية ال وجود لها في األعيان، وإنم99ا وجوده99ا في األذه99ان، ونحن في حياتن99ا اليومي99ة

(1)والعلمية إنما نتعامل مع مادة معينة، ال مادة ذهنية.

ونخلص من ذل99ك: بأن99ه ال ب99د أن يك99ون من وراء ه99ذه الم99ادة ووجوده99ا س99بب حقيقي م99ا يك99ون من طبيعتها، أي يكون: أزلي ليس لوجوده بداية ولي9س له

نهاية، أال وهو اإلله الخالق العظيم.- مثال على مثل تلك الفلسفة الذهنية الوهمية.2

لنتخيل أن رهط99ا من س99كان بعض النج99وم هب99ط إلى األرض، وهم يس99معون لكنهم ليس ل99ديهم الق99درة على الكالم، وأرادوا أن يبحث99وا عن األس99باب المؤدي99ة إلى تكلم اإلنس99999ان، وبينم99999ا هم في بحثهم إذ هبت الرياح، واحتك غصنان أحدهما م99ع اآلخ99ر، فنتج ص99وت، وتكررت هذه العملية غ99ير م99رة ح99تى ت99وقفت الري99اح، وإذا بهم يظنون أنهم قد توصلوا إلى معرف99ة س99ر كالم اإلنس99ان، وه99و أن فم اإلنس99ان يحت99وي على فكين من األسنان، فإذا احتك الفك العلوي بالفك الس99فلي تكلم، ومم99ا ال ش99ك في99ه أن99ه إذا احت99ك ش99يء ب99اآلخر يح9دث ص99وتا، ولكن: ه99ل ه99ذا الواق99ع يكش99ف عن س99ر كالم

اإلنسان؟!(2)بالطبع: ال.

ألن ذل99ك يع99د وهم99ا، وب99اطال ال أس99اس ل99ه منالصحة.

الفيزياء ووجود الخالق، د/ جعفر شيخ إدريس.) (1 اإلسالم يتحدى، وحيد الدين خان.) (2


211

ك99ذلك، ف99إن الفلس99فية الوهمي99ة أله99ل اإللح99اد ومنكري األلوهية تعد كش99فها لنظ99ام الطبيع99ة تفس99يرا

لهذا الكون. وما ذلك إال خدعة، وادعاء باطل، كم99ا أش99رنا في

المثال السابق للتقريب. ولذلك نؤكد بأن: فلس99فة أه99ل اإللح99اد م99ا هي إال فلسفة ذهنية تخمينية، وادعاء باط99ل ال أس99اس ل99ه من

الصحة. فمث99ل ه99ؤالء الملح99دين ومنك99ري األلوهي99ة ق99د أغمضوا أعينهم عن الحقائق الظ99اهرة وش99ادوا قن99اطر خيالية من االدعاء، كما تتمث99ل في اس99تدالالتهم بالش99اذ

(1)من األمور.

وما ذلك إال اتباع99ا لأله99واء والش99هوات، وخض99وعالكبر النفس وغرورها.

- مثال آخر على مثل تلك الفلس9فة الذهني9ة الوهمي9ةألهل اإللحاد ومنكري األلوهية:

ق99د يق99ول ذل99ك المنك99ر لوج99ود الل99ه تع99الى: ه99ل يستطيع ربكم أن يخلق حجرا ال يستطيع تحريكه؟ وهو يظن أنن99ا مض99طرون إلى أن نجيب بنعم أو ال، وفي كال

الحالين يتحقق له ما يريد. فإن قلنا: نعم يستطيع، يقول: إذن هنالك شيء ال

يستطيعه، وهو تحريك هذا الحجر. وإن قلنا: ال، يقول: إذن هنالك شيء ال يستطيعه، فه99و ليس ق99ادرا، ولكنن99ا لن نجيب به99ذا وال ب99ذاك، ب99ل

نقول: إن س999ؤالك ينط999وي على تن999اقض، فه999و أم999ر مس9999تحيل عقال، وق9999درة الل9999ه تع9999الى ال تتعل9999ق

اإلسالم يتحدى، وحيد الدين خان.) (1


2

بالمس99تحيالت، ألن المس99تحيل عقال ليس في حقيق99ة(1 )األمر بشيء.

- لقد سلم –أهل اإللحاد ومنكري األلوهي99ة- ب99أن3 التجربة والمشاهدة هما وسيلتا العلم القطعيتان، وهذا

ادعاء كاذب. وسوف نذكر مثاال يوضح أن التجرب99ة والمش99اهدة ليس999تا وس999يلتي العلم القطعي999تين، حيث إن العلم ال ينحصر في األمور ال9تي ش9وهدت بالتجرب9ة المباش9رة،99درك إال بالرواي99ة، حيث إن هن99اك من العل99وم م99ا ال ي وأخرى باالستنتاج العقلي, وأخ99رى عن طري99ق األنبي99اء

والرسل والكتب السماوية. ومم99ا ي99دل على أن العلم ال ينحص99ر في األم99ور

التي شوهدت بالتجربة المباشرة: كان الناس قديما يصنعون الس99فن الش99راعية من الخشب، اعتقادا منهم أن الم99اء ال يحم99ل إال م99ا يك9ون أخف منه وزنا، وحين قال بعضهم: إن السفن الحديدية سوف تطفو على سطح الماء كالتي من الخشب، أنكر الناس عليه مقالته، واتخذوها ه99زوا، وج99اءوا بنع99ل من حديد في دلو مملوء بالماء ليشهد الناس على أن ه99ذه القطع99ة الحديدي99ة اس99تقرت في الق99اع، ب99دال من أن

تطفو على سطح الماء، وكان ذلك العمل تجربة. ولكنن99ا جميع99ا نعتق99د الي99وم، ونق99ول بأنه99ا ك99انت تجرب99ة باطل99ة، فل99و ك99انوا ق99د ألق99وا بطب99ق من حدي99د لش99اهدوا ب99العين ص99دق م99ا قي99ل من طف99و الس99فن

(2 )الحديدية.

وك99ذلك الح99ال بالنس99بة أله99ل اإللح99اد ومنك99ري األلوهية فقد حصروا علمهم فيم99ا ش99اهدوه ب99أعينهم أو

بالتجربة المباشرة، مستدلين بها على صحة قولهم. منهج الجدل والمناظرة في تقرير االعتقاد، د/ عثمان علي) (1

حسن. اإلسالم يتحدى، وحيد الدين خان.) (2


211

ولذلك ف99إن أه99ل اإللح9اد ق99د أنك99روا وج99ود اإلل99ه الخاق استدالال بعدم رؤيتهم له، حيث إنهم ق99د حص99روا9999ا أو بالتجرب9999ة علمهم في األم9999ور المش9999اهدة عيان المباشرة، وذلك مما ال شك فيه فلسفة وهمية، وادعاء

خاطئ كاذب.ويدلل على ذلك أيضا:

أن99ه في بداي99ة الق99رن العش99رين ك99ان م99ا زال التلسكوب ض99عيفا، فلم99ا ش99اهد العلم99اء الس99ماء به99ذا المنظار وجدوا أجراما كث99يرة ك99النور، فاس99تنبطوا أنه99ا سحب من البخار والغ99از، تم99ر بمرحل99ة قب99ل أن تص99يرا، وش99وهدت ه99ذه نع منظ99ارا قوي نجما، ولكن بعدما ص99 األج99رام م99رة ثاني99ة، علم99وا أن ه99ذه األج99رام الكث99يرة المضيئة هي مجموعة من نجوم كثيرة كالسحب، نتيجة

(1)البعد الهائل بينها وبين األرض.

وه99ذا مم99ا يؤك99د أن: التجرب99ة والمش99اهدة ليس99تا وسيلتي العلم القطعيتين، فالعلم ال ينحصر في األم99ور

التي قد شوهدت عيانا أو بالتجربة المباشرة. فكل حقيقة نؤمن بها تكون فرضا في أول أمرها، إلى أن تكتشف حقائق جديدة تدعم صدقها، لذلك فإن العالم يؤمن بوجود شيء غ99ائب بمج99رد ظه99ور نتائج99ه

وآثاره.م علين99ا أن ن99ؤمن أن من وراء ه99ذا وهذا مم99ا يحت الكون إله خالق عظيم لظهور آياته، واآلثار الدالة على عظيم صفاته وقدرته في إبداعه له99ذا النظ99ام الك99وني

العجيب المذهل. - قولهم بأن المادة ق99د تجمعت مص99ادفة لتأخ99ذ4

األش99كال ال99تي يتك99ون منه99ا عالمن99ا من حي99اة وعق99ل،وذلك زعم باطل.



2

فالمصادفة وحدها –ال سيما في مثل ذلك الح99ال-ال تجدي، بل ال بد أن يكون وراءها تصميم.

مثال ذلك: إذا ما كان تكوين الكائنات من الذرات مجتمع99ة يك99ون بالمص99ادفة، ف99إن ذل99ك نقيض أن ه99ذه الذرات ك99انت مص99ممة بحيث إذا اجتمعت بطريق99ة م99ا تكون منها ذهب، وإذا تك99ونت بطريق99ة م99ا تك99ون منه99ا

ماء، وهكذا. إذن فالمصادفة وحدها ال تح99ل اإلش99كال؛ ألنه99ا ال

(1)تغني عن التصميم.

مم99ا يؤك99د وج99ود ه99ذا المص99مم المب99دع له99ذهالذرات، وطريقة تجمعها، وبالتالي لهذا الكون.

فال يسعنا إال أن نق99ول ب99أن من وراء ه99ذا الك99ونمصمم مبدع، وهو اإلله الخالق العظيم.

الفيزياء ووجود الخالق، د/ جعفر شيخ إدريس.) (1


211

إجابة سؤال الفصل علمياهل للكون إله؟

إن وجود اإلله الخالق أمر تعرف99ه العق99ول بداه99ة، لذلك لم يكن ينكر وجود اإلل99ه الخ99الق فيم99ا مض99ى إال فئ999ات قليل999ة من البش999ر، ول999ذلك ك999انت الرس999االت السماوية تبنى على إقرار الناس بوج9ود ال9رب تع9الى، وأن99ه ه99و ال99ذي خلقهم وي99رزقهم ويح99ييهم ويميتهم، ثم تزي99دهم علم99ا ب99ه، وت99دعوهم إلى عبادت99ه وح99ده دون س99واه مم99ا يعلم99ون أن أن99ه لم يخل99ق ولم ي99رزق، وال يح99يي وال يميت، وال يتص99ف بش99يء من ص99فات اإلل99ه

(1)الخالق.

ويمكن ص99ياغة الس99ؤال الس99ابق بكيفي99ة أخ99رى،فنقول:

ه99ل الخ99الق ه99و األزلي –األول ال99ذي ليس قبل99هشيء، واآلخر الذي ليس بعده شيء- أم المادة؟!

لق99د اكتش99ف ق99انون يس99مى ب999 "ق99انون الطاق99ة المتاح99ة" أو "ض99ابط التغي99ير"، حيث إن ه99ذا الق99انون يثبت أن المادة ليست أزلية، وبالتالي فإن99ه ال يمكن أن

ا. يكون وجود هذا الكون أزلي ما يشير إليه "قانون الطاقة المتاحة" أو "ض99ابط

التغيير": إن قانون الطاقة المتاحة يصف لن99ا: أن الح99رارة تنتقل دائم99ا من "وج99ود ح99راري" إلى "ع99دم ح99راري"

والعكس غير ممكن. فال يمكن أن تنتق99ل الح99رارة من )وج99ود ح99راري قليل( أو )وجود حراري عدم( إلى )وجود حراري أكثر( ب99ل إن الح99رارة تنتق99ل من )وج99ود ح99راري أعلى( إلى

)وجود حراري أقل(.وبناء على هذا الكشف العلمي المهم، فإنه:



2

ال ب999د من وقت تتس999اوى في999ه ح999رارة جمي999ع الموجودات، وحينئ99ذ ال تبقى أي99ة طاق99ة مفي99دة للحي99اة والعم999ل، وس999يترتب على ذل999ك: أن تنتهي العملي999ات

ا. الكيماوية والطبيعية، وتنتهي الحياة بذلك تلقائيا: أن الكون ليس بأزلي. وبذلك يثبت لدينا قطعي

وهكذا أثبتت البحوث العلمية –دون قصد- أن لهذاا وج99ود اإلل99ه الخ99الق الكون بداية، ومن ثم أثبتت تلقائي لهذا الكون، ألن كل شيء ذو بداي99ة ال يمكن أن يبت99دي

بذاته، بل ال بد إلى المحرك األول، وهو اإلله الخالق. وعلين99ا أن نعلم: أن99ه ال تن99اقض بين ك99ون الش99يء مخلوقا، أي خلقه الله سبحانه وتعالى، وأن يك99ون لحدوث99ه

ا. تفسيرا طبيعي : ي99ا رس99ول الل99ه، أرأيتفقد قيل للن99بي محم99د

أدوية نتداوى بها، ورقى نسترقي بها، وتقاة نتقيها، هلترد من قدر الله شيئا؟

.]أخرجه الترمذي[ ))هي من قدر الله((: قال فمن مشاهدتنا لمخلوقات الله تبارك وتعالى نج9د أن من سنته جل وعال أن يخلق األش99ياء بأس99باب، وأن

هذه األسباب تكون في بعض األمور ال تتغير البتة. فالله جل وعال هو ال99ذي خل99ق األس99باب، وجعله99ا

أسبابا، فهي ال تؤثر إال بقدرته سبحانه وتعالى. ونذكر ختاما لهذا الفصل: موجزا له99ذه المن99اظرة من المس99لمين للش99يوعيين المنك99رين لوج99ود اإلل99ه الخ99الق، وال99تي ح99دثت بع99د االنقالب ال99ذي ح99دث في روس99يا على ي99د لي99نين، وك99ان هن99اك جم99ع عظيم من المسلمين والنصارى والش99يوعيين ال99دهريين وغ99يرهم،

أكثر من عشرة آالف نفس:


211

المناظرة - ق99ام زعيم الش99يوعيين وخطب وتكلم، وه99ذي،

إلى أن قال: إن الناس يقولون: إن الله موجود، وهو الذي أوج99د العالم ورباه ويربي9ه، وق9ولهم ه9ذا خراف9ة، ألن9ه ل9و ك9ان موجودا لرأيناه كما نرى الشمس والقمر وغيرهم99ا، وهم يص99فونه بأن99ه كب99ير وعظيم وجلي99ل، كم99ا في الق99رآن والتوراة واإلنجيل، ونحن اآلن نرى أدق األشياء وأص99غرها بآل999ة الرص999د )الميكروس999كوب والتلس999كوب(، اآلالت ال9مكبرة وال9مقربة، وقد دققنا وفتشنا فلم نره، ولم ي9ره أح99د، ب99ل وال أخ99بر أح99د أن99ه رآه، فه99و مع99دوم وليس بموج99ود، واألش99ياء تول99دها الطبيع99ة حس99ب مقتض99ى

المادة... إلى آخر ما طغى وغوى وبغى.قال أبو عبد الكريم )المناظر المسلم(:

فقمت، وص99عدت المن99بر، وحم99دت الل99ه تع99الى، وقلت: إن ال99زعيم وصليت على رسوله س99يدنا محم99د

المنكر لوجود ربه وخالقه جل س9لطانه ب9نى إنك9اره على أنه لم يره، فأنا سائله: ه99ل ل99ه روح في جس99ده، وعق99ل

في مخه؟! فال بد أن يقول: نعم. إن له روحا في بدنه، وعقال في مخه، فإن كان هكذا، فهل رأى روحه وعقل99ه؟! م99ا

هو وكيف هو؟! فهذا قد أقر بوجود ما لم يره، واعترف بثبوت م99ا لم يشاهد، وإنما أق99ر واع99ترف بوج99ود ال99روح والعق99ل

لظهور أثرهما. فإن كان هكذا فليقر وليعترف بوج99ود الل99ه ال99ذيكل المخلوقات من آثار قدرته، ودالئل علمه وحكمته.

وهذا اإلنسان الجاهل المنكر إذا لم يستطع رؤي99ة روحه التي هي في نفس99ه، فكي99ف يس99تطيع رؤي99ة رب

العالمين الذي الروح أمر من أمره؟!


2

والخالق الجليل هو الذي ال شبه له وال نظ99ير ل99ه، ﴿وهو سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كب99يرا،

ه ال يهدي القوم الظالمين ذي كفر والل ]البقرة:﴾فبهت ال258].

حوا روا وس99ب وقال أبو عبد الكريم: فالمسلمون كبوا واستبشروا، وأما المنكرون الض99الون وصفقوا، وسر

فخجلوا وخابوا. وتبعا لهذه المناظرة، فقد هجم ال99روس على دار أبو عبد الكريم وأخذوا كل م99ا فيه99ا مم99ا ل99ه قيم99ة، ثمحكموا عليه باإلعدام رميا بالرصاص، لكن الله تعالى –هم وكي99دهم في قص99ة خالق99ه وبارئ99ه- نج99اه من ش99ر

(1)عجيبة مذكورة في موضعها.

منهج الجدل والمناظرة في تقرير االعتقاد، د/ عثمان علي) (1حسن.


211

هل تقتضي الفطرة الحكيمة السوية أنيكون للكون إله خالق؟

لقد خلق الل99ه س99بحانه وتع99الى اإلنس99ان وفط99ره على اإليمان به جل شأنه، فدالل99ة الفط99رة على وج99ود اإلله الخالق أظهر من أن تحت99اج إلى دلي99ل، فاإلنس99ان

:بفطرته يؤمن بربه، مصداقا لقول رسول الله ))كل مول<<ود يول<<د على الفط<<رة، ف<<أبواه يهودان<<<<<ه أو ينص<<<<رانه أو يمجس<<<<انه(( ]ص9999حيح البخ9999اري

.ومسلم[ ولهذا إذا ما وقع على أي إنسان في الدنيا ش99يء بغتة، وهذا الشيء مهل99ك ل99ه، لك99ان يق99ول بلس99انه: ي99ا

الله، أو يا رب. أو ما أشبه ذلك. مما ي9دل على أن الغري9زة الفطري9ة ق9د جبلت على

(1)اإليمان بوجود الله عز وجل.

فالله سبحانه وتع99الى ه99و اإلل99ه الخ99الق لإلنس99ان والحيوان والطير والجماد وك99ل ش99يء، وه99و ج99ل وعال

خالق هذا الكون بما فيه من أحداث وأسباب.وعلينا أن نعلم:

أن99ه ال تن99اقض بين ك99ون الش99يء مخلوق99ا وك99ون لحدوث99ه أس99باب؛ ألن الل99ه تع99الى من س99نته أن يخل99ق باألسباب، وألنه هو سبحانه وتعالى خالق تلك األس99باب

وجاعلها أسبابا.ل على أن الفط99رة الحكيم99ة، الس99وية 99دل ومم99ا ي

النقية تقتضي أن يكون للكون إله خالق:

الشيخ: محمد بن صالح العثيمين: فقه العبادات.) (1


2

هذه النماذج الحية التي ق99د تع99رفت على خالقه99ا بغريزتها الفطرية، التي جبلت على اإليمان بوجود الل99ه

سبحانه وتعالى. - قد سئل أعرابي: ما الدليل على وج99ود ال99رب1تعالى.

فقال: يا سبحان الله، إن البعر ليدل على البع99ير، وإن أثر األقدام لتدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، أال يدل ذلك على

وجود اللطيف الخبير؟! إن كلمات هذا األع99رابي الس99وي الفط99رة ألص99ق بالمنهج التجريبي، القائم على المالحظ99ة، وأق99رب إلى الت99أثير في النفس، وأق99در على إقن99اع العق99ل من أي99ة

صيغة قياسية.فالناس نوعان:

أ- نوع سليم الفطرة: حيث إنه يعرف الله تعالى، ويؤمن به بفطرته التي قد جبل عليه99ا، ف99إذا رأى آي99ات الل99ه تع99الى في أرض99ه وس99مائه ع99رف أنه99ا آي99ات ل99ه، ودالئ99ل على وج99وده، فمعرفت99ه وإيمان99ه باإلل9ه الخ99الق سابقان لمعرفته بآيات الله جل وعال، حيث إن معرفته

(1)باآليات تؤكد إيمانه وال تنشئه.

وفي ذلك يقول شيخ اإلسالم )ابن تيمية(: »ثم الفطر تعرف الخالق بدون هذه اآليات، فإنها قد فطرت على ذل99ك، ول99و لم تكن تعرف99ه ب99دون ه99ذه اآليات، لم تعلم أن هذه اآلية له، فإن كونه99ا ل99ه ودالل99ةور أن ذل99ك عليه... يقتضي تصور الم99دلول علي99ه، وتص99 الدليل مستلزم له، فال بد في ذلك أن يعلم أنه يستلزم للم99دلول، فل99و لم يكن الم99دلول متص99ورا لم يعلم أن99ه

.(2)دليل عليه«

الفيزياء ووجود الخالق، د/ جعفر شيخ إدريس.) (1 مجموع الفتاوى، ابن تيمية.) (2


211

ب- ونوع حدث في فطرته خل99ل، فلم يع99د ي99ؤمن بوجود الخالق، لكنه إذا تأمل آي99ات الل99ه تع99الى وج99دها

دالة عليه، فآمن بالله عن طريق اآليات. فكأن اآليات هي في حقيقتها تذكير لإلنسان ب99أمر

.(1)مستقر في فطرتهوفي ذلك يقول شيخ اإلسالم )ابن تيمية(:

ا ا ضروري »إن اإلقرار بالخالق وكماله يكون فطري في حق من سلمت فطرت99ه، وإن ك9ان م99ع ذل9ك تق9وم عليه األدلة الكثيرة، وقد يحتاج إلى األدلة علي99ه الكث99ير

.(2)من الناس عند تغير الفطرة، وأحوال تعرض لها«ء﴿يقول الله تع99الى: ي? أم? خلقوا من? غي?<<ر ش<<

ماوات أم? هم ال?خ<<<<القون * أم? خلق<<<<وا الس<<<<ض بل ال يوقنون ر? .[36، 35]الطور: ﴾واأل?

إن في خلق اإلنسان آية دالة على وجود خالقه. ف99القرآن الك99ريم ي99دعو المنك99ر لوج99ود الخ99الق سبحانه وتعالى أن يفكر في هذه الحقيقة التي يعرفه99ا أك99ثر من معرفت99ه لغيره99ا من اآلي99ات األخري99ات في

األرض والسماء. فكأن القرآن الكريم يق99ول ل99ذلك المنك99ر لوج99ود

الله تعالى: إذا لم يكن الل99ه ه99و ال99ذي خلق99ك، وخل99ق الك99ون حول99ك، فه99ل خلقت من غ99ير ش99يء خلق99ك؟! أي ه99ل

جئت من العدم المحض؟! س99يقول ك99ل عاق99ل في نفس99ه: كال... ف99إن ه99ذا

مستحيل.فهل أنت الذي خلقت نفسك؟!

سيقول: كال... فإن هذا يبدو أكثر استحالة. فه999ل كنت أنت ال999ذي خل999ق ه999ذه الس999ماوات

واألرض؟! الفيزياء ووجود الخالق، د/ جعفر شيخ إدريس.) (1 مجموع الفتاوى، ابن تيمية.) (2


2

سيقول: كال... فالقول بهذا مكابرة. فهذه حجة فطرية يدركها الناس بعق99ولهم، ل99ذلك ق999رر الق999رآن الك999ريم مق999دماتها في ش999كل أس999ئلة

.(1)استنكارية. وق99د ك99ان له99ذا الخط99اب الق99رآني، في اآلي99تين السابقتين وقع م99ؤثر ج99دا على بعض من اس99تمع إلي99ه

من العرب. »فق99د روى البخ99اري في ص99حيحه عن محم99د بن جبير بن مطعم عن أبيه رضي الله عن99ه ق99ال: س99معت

يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه اآلية: النبي ء أم? هم ال?خالقون *﴿ أم? خلقوا من? غي?ر شي?

ض بل ال يوقن<<ون * أم? ر? ماوات واأل? أم? خلقوا الس-35]الطور: ﴾عن?دهم? خزائن ربك أم? هم ال?مسي?طرون

37.].]أخرجه البخاري[كاد قلبي أن يطير«

وق99ال اإلم99ام ابن كث99ير عن99د تفس99يره ه99ذه اآلي99ة [: كان جبير قد قدم على الن99بي 35الكريمة ]الطور:

بعد وقعة بدر في فداء األسارى، وكان إذ ذاك مشركا، فكان سماعه هذه اآلية من هذه السورة من جمل99ة م99ا

حمله على الدخول في اإلسالم بعد ذلك.- اإلمام مالك:2

حكى الرازي عن اإلمام مال99ك، أن الرش99يد س99أله عن ذل99ك –يع99ني ال99دليل على وج99ود ال99رب تع99الى- فاس99تدل ل99ه –يع99ني اإلم99ام مال99ك-: ب99اختالف اللغ99ات

(2)واألصوات والنغمات.

أي أن: اختالف اللغ9999ات بين مختل9999ف األف9999راد والش999عوب في ش999تى األقط999ار، وك999ذلك األص999وات والنغمات من اآليات والدالئل ال99تي تش99هد بوج99ود ه99ذا

اإلله الخالق، وعظيم حكمته وقدرته.- اإلمام أبو حنيفة:3

الفيزياء ووجود الخالق، د/ جعفر شيخ إدريس.) (1.تفسير القرآن الكريم، البن كثير ) (2


211

عن أبي حنيف999ة أن بعض الزنادق999ة س999ألوه عن وجود الباري تعالى –الخالق- فقال لهم: دعوني، ف99إني مفكر في أمر قد أخبرت عنه، ذكروا لي أن سفينة في البحر موقرة فيه99ا أن99واع من المت99اجر، وليس به99ا أح99د يحرس99ها وال يس99وقها، وهي م99ع ذل99ك ت99ذهب وتجيء بنفسها، وتخ99ترق األم99واج العظ99ام ح99تى تتخلص منه99ا،

وتسير حيث شاءت من غير أن يسوقها أحد.فقالوا –الزنادقة-: هذا شيء ال يقوله عاقل.

فق99ال: ويحكم، ه99ذه الموج99ودات بم99ا فيه99ا من العالم العلوي والسفلي، وما اشتملت عليه من األشياء

المحكمة، أليس لها صانع؟! فبهت الق9وم، ورجع9وا إلى الح9ق، وأس99لموا على

(1)يديه.

لذلك فإن الفطرة الحكيمة الس99وية تقتض99ي ب99أنر حكيم، فال ينكر م99ا أقرت99ه يكون للكون إله خالق، مدب

الفطرة السوية والعقل السليم إال جاهل جاحد.- اإلمام الشافعي:4

عن اإلمام الشافعي، أنه سئل عن وج99ود الص99انع–الخالق- فقال:

هذا ورق التوت طعمه واح99د، تأكل99ه ال99دود فيخ999رج منه اإلبريس9م –الحرير- وتأكله النحل فيخرج منه العسل، وتأكله الشاة فتلقيه بعرا وروثا، وتأكله الظباء فيخرج منها

(2)المسك، وهو شيء واحد.

فقد استدل اإلمام الش99افعي بآي99ة من آي99ات الل99ه سبحانه وتعالى، وال99تي تش99هد بعظم خل99ق الل99ه تع99الى

وطالقة قدرته، وتدلل على وجوده سبحانه وتعالى. فقد علم –اإلمام الش99افعي- أن ه99ذه اآلي99ة دالل99ة على هذا اإلله الخالق، وذلك بفطرت99ه الس99وية، فك99انتهذه اآلية تأكيدا لإليمان، ال إلنشائه كما أوضحنا سابقا.

- اإلمام أحمد بن حنبل:5 تفسير القرآن الكريم، ابن كثير.) (1 تفسير القرآن الكريم، ابن كثير.) (2


2

ئل عن ذل99ك – عن اإلمام أحمد بن حنب99ل، أن99ه س99يعني: الدليل على وجود الرب تعالى- فقال:

هاهن99ا حص99ن حص99ين، أملس، ليس ل99ه ب99اب، وال منفذ، ظاهره كالفضة البيضاء، وباطنه كالذهب اإلبريز- الصافي- فبينما هو كذلك، إذا نصع جداره، فخ99رج من99ه حيوان سميع بص99ير، ذو ش99كل حس99ن وص99وت حس99ن،

(1)مليح، يعني بذلك البيضة إذا خرج منها الدجاجة.

- وسئل أبو نواس عن ذلك –يعني: ال99دليل على6وجود الرب تعالى- فأنشد:

تأمل في نبات األرضوانظر

إلى آثار ما صنع المليك

عيون من لجينشاخصات

بأحداق هي الذهبالسبيك

على قضب الزبرجدشاهدات

بأن الله ليس لهشريك

- وقال ابن المعتز في ذلك –يع99ني ال99دليل على7وجود الرب تعالى-:

فيا عجبا كيف يعصىاإلله

أم كيف يجحده الجاحد

تدل على أنه واحدوفي كل شيء له آية ونختم عنوان هذا الفص99ل بآي99ات الل99ه تع99الى في

قوله:ض﴿ ر? ماوات واأل? ﴾أفي الله شك فاطر الس<<

.[10]إبراهيم:

تفسير القرآن الكريم، ابن كثير.) (1


211

فاكم? ل<<<ق بن<<<ات وأص<<<? ا يخ? ﴿أم اتخ<<<ذ مم.[16]الزخرف: ﴾بال?بنين

﴾﴿أال يع?لم من? خلق وه<<و اللطي<<ف ال?خب<<ير.[14]الملك:

فإذا ما وضعنا ما تشير إليه هذه اآليات الكريمات في ص99يغة منطقي99ة عقلي99ة، مخاطب99ة للملح99د، المنك99ر

لوجود اإلله الخالق تكون كالتالي: أنت –الملحد- تعلم من نفسك أنك حادث، وجدت

بعد أن لم تكن. فإما أن تك99ون ق99د وج99دت من الع99دم، وأن ش99يئا

أوجدك.ومن المستحيل أن توجد من العدم.

إذن فقد أوجدك شيء –موجد-. وهذا الموجد: إما أن يك99ون أنت نفس99ك أو يك99ون

غيرك. ومن المس999تحيل أن تك999ون أنت ال999ذي أوج999دت

نفسك.إذن: فال بد أن يكون شيئا غيرك هو الذي أوجدك. وهذا الغير الذي أوجدك إما أن يك99ون مثل99ك، في

حاجته إلى من يوجده أو ال يكون في حاجة لذلك. وال يمكن لهذا الذي أوجدك أن يكون مثل99ك، ألن99ه

لو كان مثلك لقلنا له أيضا مثل ما قلنا لك.ا إذن: فال بد أن يكون هذا الذي أوجدك خالق99ا غني

(1 )بنفسه، غير مفتقر إلى من يوجده.

وال شك: أن هذا الموجد هو الله سبحانه وتعالى.فنخلص من ذلك:

ب99أن الفط99رة الحكيم الس99وية تقتض99ي أن يك99ونا بنفسه، غير مفتق99ر للكون إله خالق، حكيم عظيم، غنيإلى من يوجده، ألنه جل شأنه: هو الموجد لكل شيء.



2

األدلة على وجود اإلله الخالق سبحانهوتعالى

إن اإليمان بوج99ود الل99ه ع99ز وج99ل ق99د دلت علي99ه جميع األدلة العقلي99ة، والفطري99ة، والحس99ية والش99رعية وغ9ير ذل9ك من ال9دالئل والش9واهد العلمي9ة المكتش9فة حديثا، والتي أثبتت وجود هذا اإلل99ه الخ99الق، ولم ت99ترك

مجاال لعاقل إلنكار وجوده جل وعال. فلم يفه أحد بإنكار وج9ود الل9ه ع9ز وج9ل إال على سبيل المكابرة، واتباع الهوى، فإن كل عاق99ل ال يمكن99ه أن يدعي أن هذا الكون خلق أو جاء صدفة، أو جاء من

(1)غير موجد؛ ألن هذا ممتنع باتفاق العقالء.

ونذكر من األدلة على وجود هذا اإلل<<ه الخ<<القموجزين:

أوال: الدليل العقلي: أننا نشاهد هذا الك9ون في وج9وده، وفيم99ا يح9دث في999ه من أم999ور ال يمكن أن يق999در عليه999ا أح999د من المخلوقين، كوج99ود ه99ذا الك99ون، والس99ماوات واألرضوما فيها من نجوم، وجبال، وأنهار، وأش99جار، ون99اطق –

اإلنسان- وبهيم، وغير ذلك...ونتساءل: من أين حصل هذا الوجود؟!

أ - هل حصل هذا صدفة؟ب- هل حصل هذا بغير موجد؟

ج9- هل هذا الكون أوجد نفسه؟ فهذه ثالثة احتم99االت، وكله99ا باطل99ة، ولم يب99ق إال

االحتمال الرابع –لم نذكره بعد- الذي هو الحق. فأما كونها وجدت صدفة، فهذا أمر ينك99ره العق99ل وينكره الواقع؛ ألن مث99ل ه99ذه المخلوق99ات العظيم99ة ال يمكنك أنت أن توجدها هكذا صدفة، فكل أث99ر ال ب99د ل99ه

ر. من مؤث فقه العبادات، ابن العثيمين.) (1


211

وكون هذه المخلوقات العظيمة بهذا النظام الب99ديع المتناس99ق، ال99ذي ال يتع99ارض، وال يتص99ادم، ال يمكن أن يك99ون ص99دفة؛ ألن الواق99ع –ال99ذي يق99ع- ص99دفة تك99ون

تغيراته غير منتظمة؛ ألنه كله صدفة. وأما ه99ذا الوج99ود أوج99د نفس99ه، فظ99اهر ومعل99وما؛ ألن ه99ذا الوج99ود قب99ل أن يوج99د ليس اس99تحالته أيض99بشيء، بل هو عدم، والعدم ال يمكن أن يوجد معدوما. وأما كونه وجد من غير موجد، فهو بمع99نى قولن99ا:

إنه وجد صدفة، وهذا كما سبق مستحيل. بقي أن نقول بالقول الحق –القول الرابع-: إن هذا الوجود وجد بموجد، وهو الله ع99ز وج99ل, كم99ا ق99ال الل99ه

ء أم? هم ال?خالقونتعالى: أم? خلقوا من? غي?ر شي? ﴿ ض ب<<ل ال يوقن<<ون ر? ماوات واأل? ﴾* أم? خلقوا الس

.[36، 35]الطور: إذن فهذا الكون دل عقال على وجود الله س99بحانه

(1)وتعالى.

ثانيا: وأما داللة الفطرة: فكما أشرنا سابقا، أن داللة الفطرة أظهر من أن تحت99اج إلى دلي99ل؛ ألن اإلنس99ان بفطرت99ه ي99ؤمن برب99ه، ولهذا ل9و وق99ع على أي إنس99ان في ال99دنيا ش99يء بغت99ة، وهذا الشيء مهلك له، لكان يقول بلس99انه من غ99ير أن يشعر: يا الله، أو: يارب أو ما أشبه ذلك، مما يدل على أن الغريزة الفطرية جبلت على اإليمان بوجود الله عز

(2)وجل.

ولق999د لفت الق999رآن الك999ريم أنظارن999ا إلى ه999ذا االع999تراف الفط999ري، حيث ق999ال تع999الى في ص999يغة

طر إذا﴿االس999تفهام التقري999ري: أمن? يجيب ال?مض<<<?وء ﴾دعاه ويك?شف الس[62 ]النمل:

فقه العبادات، ابن عثيمين.) (1 فقه العبادات، ابن عثيمين.) (2


2

ولذلك: فإن اإلنس9ان وخلق99ه على ه99ذه الص99ورة، حيث ميل غريزته وفطرت99ه لإليم99ان ب99ه ج99ل، وتوحي99ده

لشاهد ودليل على وجوده وحكمته وطالقة قدرته. وجميع سلف األمة مجمع99ون على أن في فط99رة كل كائن ما يوص99له إلى التع99رف على خالق99ه، ويجذب99ه إليه ويربطه به، ويشعره دائما لحاجته إليه في وجوده،

(1)وفي حفظ وجوده عليه.

ثالثا: داللة الحس: إن الغريزة البش99رية والفط99رة اإلنس99انية تع99ترف بوجود الله سبحانه وتعالى، حيث تجعل اإلنس99ان دوم99ا

يلجأ إلى إلهه وخالقه جل وعال في الدعاء والمسألة. وال ش99ك أن ال99ذي خل99ق اإلنس99ان وفط99ره على كيفيت99ه ه99ذه، من مي99ل غريزت99ه وفطرت99ه لإليم99ان ب99ه وتوحي99ده واللج99وء إلي99ه دوم99ا في ال99دعاء والمس99ألة لشاهد حق ودليل صدق على وجوده، وحكمته وطالق99ة

قدرته. وكثير ما نسمع –بيقين دون أدنى شك- عن إجابة الله سبحانه وتعالى لدعاء عباده المؤم99نين الص99الحين، ال سيما األنبياء والمرسلين، وكث99ير م99ا ن99رى بأعيين99ا م99ا يدل على إجابة الله سبحانه وتعالى ل99دعائنا ومس99ألتنا، فكم من إنسان دعا الله تع99الى، وق99ال: ي99ا رب. ف99رأى

(2 )اإلجابة نصب عينيه.

وقد أن99زل الل99ه تب99ارك وتع99الى في كتاب99ه العظيم ]الق99رآن الك99ريم[ م99ا ي99دل على إجابت99ه تب99ارك وتع99الى

لدعاء عباده، مثل قوله تعالى:ر﴿ ني الض<<< وأيوب إذ? ن<<<ادى ربه أني مس<<<

احمين * حم الر ناوأن?ت أر? ف? تجب?نا ل<<ه فكش<< فاس?.[84، 83]األنبياء: ﴾ما به من? ضر

قضية األلوهية بين الدين والفلسفة، د/ محمد السيد) (1الجليند.

فقه العبادات، الشيخ/ ابن عثيمين.) (2


211

وقد جاء في الس99نة الص99حيحة لخ99اتم أنبي99اء الل99هما يدل على ذلك أيضا منها: ورسله محمد

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: ي9خ9ط9ب9،9 ف9ق99ا9ل 9دخ9ل ر9ج9ل9 ي9وم9 ا9ل9جم9ع9ة9 و9ا9ل9ن99ب9ي

–9ا9ل9ر9ج9ل9-9:9 ي99ا9 ر9س99و9ل ا9ل9ل99ه9، ه9ل9ك9ت9 ا9ألم99و9ا9ل،9 و9ا9ن9ق9ط9ع9ت9ب9ل9، ف9ا9دع9 ا9ل9ل9ه9 ي9غ9ي9ث9ن99ا9،9 ف9ر9ف99ع9 ا9ل9ن99ب9ي ي9د9ي99ه9 و9ق99ا9ل 9:9ا9ل9س9

،9))<ا<ل<ل<ه<م< أ<غ<ث<ن<<<ا<،< ا<ل<ل<ه<م< أ<غ<ث<ن<<<ا<، ا<لل<ه<م< أ<غ<ث<ن<<<ا<(<( و9ك9ا9ن9ت9 ا9ل9س9م9ا9ء9 ص9ح9و9ا9،9 لي9س9 ف9ي9ه9ا9 ش9يء9 م9ن9 ا9ل9س99ح9ا9ب9،

م9ن9 ع9ل9ى9 م9ن99ب9ر9ه9 إ9ال و9ا9ل9م9ط99ر9 ي9ت9ح99اد9ر 9ف9م9ا9 ن9ز9ل9 ا9ل9ن9ب9ي م9ن9 ل9ح9ي9ت9ه9 ع9ل9ي9ه9 ا9ل9ص9ال9ة9 و9ا9ل9س9الم9 ل9ن99ز9و9ل9 ا9ل9م9ط99ر،9 و9ب9ق9ي ا9ل9م9ط99ر9 أ9س99ب9و9ع9ا ك99ا9م9ال ح99ت9ى9 دخ99ل9 ر9ج99ل9 م9ن9 ا9ل9ج9م9ع99ة9 ا9ل9ث9ا9ن9ي99ة9،9 ف9ق99ا9ل:9 ي99ا9 ر9س99و9ل9 ا9ل9ل99ه9، ت9ه99د9م9 ا9ل9ب9ن99ا9ء9،9 و9غ99ر9ق9 ا9ل9م9ا9ل،9 ف99اد9ع9 ا9ل9ل99ه9 أ9ن9 ي9م9س99ك9ه9ا –9ا9لس99م9ا9ء9-9 ع9ن99ا9،9 ف9ر9ف99ع9

))<ا<ل<ل<ه<م< ح<وا<ل<ي<ن<<ا< و<الي9د9ي99ه9،9 و9ج99ل9 ي9ق99و9ل: 9ا9ل9ن99ب9ي و9ي9ش9ي9ر9 ب9ي9د9ه9،9 ف9م9ا9 ي9شي9ر م9ن9 ن9ا9ح9ي9ة9 إ9ال ا9ن9ف9ر9ج9ت9ع<ل<ي<ن<ا<(<(

]9رو9ا9ه9ب9إ9ذ9ن ا9ل9ل9ه9،9 ف9خ9ر9ج ا9لن99ا9س9 ي9م9ش99و9ن9 ف9ي9 ا9ل9ش99م9س9.9 ا9لب9خ9ار9ي9[

ا وش99اهدا فكان ه99ذا الح99ديث الش99ريف دليال مرئيا على إجابة الله سبحانه وتعالى لدعاء نبيه .حسي

- أن في ه99ذا الح99ديث الش99ريف1ونش99ير إلى: ،الصحيح إشارة إلى صدق نب99وة رس99ول الل99ه محم99د

أن يؤيده ربه تبارك وتع99الىحيث إن من دالئل نبوته بإجابة دعائه، ال سيما إن كان على م99رئى ومس99مع من

، ودليال علىكثير من الن99اس، فيك99ون ذل99ك حج99ة ل99ه صدق رسالته، وحجة على الناس جميعا –ك99ل من علم به999ذا الح999ديث وبغ999يره من دالئ999ل النب999وة- لإليم999ان

، ومن ثم اليقين في صدقوالتصديق بنبوته ورسالته به.دعوته، وصدق كل ما أخبر

-9 أ9ن9 ف9ي9 ه999ذ9ا9 ا9ل9ح999د9ي9ث9 ا9ل9ش999ر9ي9ف9 ا9ل9ص999ح9ي9ح29 ،إ9ش99ا9ر9ة9 إ9ل9ى9 ر9ح9م99ة9 و9ف9ط9ن99ة9 و9ح9ك9م99ة9 ر9س99و9ل9 ا9ل9ل99ه9

ق9د9 ا9س99ت9ج9ا9ب9 ل9م9ط9ل9ب9 ا9ل9ر9ج99ل9 ب9د9ا9ي99ة9،9 ب99أ9ن9ح9ي9ث9 إ9ن9ه9


2

ر9ب9ه9 ت9ب99ا9ر9ك9 و9ت9ع99ا9ل9ى9 ك9ي9 ي99ن9ز9ل9 ا9ل9م9ط99ر9 ل9ل9ح9ا9ج99ة9د9ع9ا9 .و9ا9إل9غ9ا9ث9ة9،9 ف9ك9ا9ن9 ذ9ل9ك9 إ9ش9ا9ر9ة9 إ9ل9ى9 ر9أ9ف9ت9ه9 و9ر9ح9م9ت9ه9

ثم بع99د اس99تمرار المط99ر أس99بوعا ك99امال، ومجيء أن ي99دعو رب99هرجل مرة ثانية ليطلب من رسول الل99ه

سبحانه وتعالى إلمساك المطر لما قد نزل به من ضرر، لمطلب9ه، ولكن بفطن9ة وحكم9ة،استجاب رسول الل9ه

))اللهم حوالين<<ا وال ربه تب99ارك وتع99الى: حيث دعا يع99ني: أن يس99تمر المط99ر لالنتف99اع ب99ه، م99ع أنعلينا((

يك99ون نزول99ه من ح99ول المدين99ة ال عليه99ا، لع99دم إلح99اقالضرر بأهلها.

أن ينزل المط99ر م99رةفال يأت آخر ويطلب منه ثانية لما قد نشأ من هالك وضرر لعدم نزول99ه، فك99انت

ورحمت99هه99ذه الحكم99ة العظيم99ة من رس99ول الل99ه ل إليهم؛ إش99ارة ودليال على نبوت99ه ورأفت99ه بمن أرس99

وصدق دعوته وكل ما أخبر به. ولذلك: كان ما أشرنا إليه من إجابة الله س99بحانه وتعالى لدعاء عباده، م99وجزا من ال99دليل الحس99ي على

وجود الله عز وجل.رابعا: الدليل الشرعي:

أما الدليل الشرعي، فأكثر من أن يحصر، فإن ك9ل من األح99اديثالقرآن الكريم، وكل ما ثبت عن الن99بي

.(1)الحكمية والخبرية، فإنه دال على وجود الله عز وجل وص99دق الل99ه تع99الى إذ يق99ول في ش99أن كتاب99ه المحكم آياته، كشهادة على تنزيله منه جل وعال، اإلل99ه

الحكيم الخبير: ولو? ك<ان من? عن?<د غي?<ر الله لوج<دوا في<ه﴿

تالفا كثيرا .[82]النساء: ﴾اخ?لت? من? ل<<دن?﴿ كمت? آيات<<ه ثم فص<< كت<<اب أح?

.[1]هود: ﴾حكيم خبير

فقه العبادات، ابن عثيمين.) (1


211

ما أخبرت به األنبياء والرسل من وج99ودخامسا: اإلله الخالق ووحدانيته وعظيم صفاته وطالق99ة قدرت99ه، وما جاءت به من معج99زات وخ99وارق ش99اهدة بنب99واتهم ورس99االتهم وص99دق دع99واهم، حيث ال تنكره99ا الفط99رة

السوية، بل تتوافق معها توافقا تاما: وهذه النقطة التي نجد بصددها تابع99ة لم99ا قبله99ا، حيث إنها دليل وشاهد على مصداقية الدليل الشرعي،

ونشير إلى: أن أعظم هذه المعجزات التي أي99دت به99ا األنبي99اء والرسل كشواهد ودالئل على ص99دق دع99واهم: الق99رآن الكريم، فهو الكتاب الذي أنزله الله تبارك وتعالى على

.خاتم أنبيائه ورسله محمد لذلك فالقرآن الكريم هو المعجزة الباقي99ة الخال99دة إلى قي99ام الس99اعة؛ حيث ال رس99ول وال ن99بي بع99د مجيء

.خاتم األنبياء والمرسلين محمد ختمت جمي99ع الرس99االت، ل99ذلكفبمجيء النبي

كان من حكمة الل99ه س99بحانه وتع99الى أن يحف99ظ كتاب99ه العظيم –القرآن الكريم- معجزة باقي99ة خال99دة ش99اهدة

وص99دقبنب99وة ورس99الة خ99اتم أنبيائ99ه ورس99له محم99د دعوته وصدق ما أخبر ب99ه من وج99ود لل99ه تع99الى، اإلل99ه

الخالق، ووحدانيته وعظيم صفاته وطالقة قدرته... وبذلك يكون القرآن الكريم الذي أنزل على خاتم

، بما فيه من إعجاز يش99هداألنبياء والمرسلين محمد بأنه كالم رب العالمين، دليال دامغ99ا على ص99دق دعوت99ه

وصدق ما أخبر به. ))ما من األنبي<<اء ن<<بي إال: قال رسول الله

أعطى من اآلي<ات م<ا مثل<ه آمن علي<ه البش<ر، وإنما كان الذي أوتيت<<ه وحي<<ا أوح<<اه الل<<ه إلي، فأرجو أن أكون أك<<ثرهم تابع<<ا ي<<وم القيام<<ة((

.]صحيح البخاري[


2

فما من ن9بي أرس9ل إلى قوم9ه مؤي9دا بمعج9زة من الله سبحانه وتعالى إال وتنتهي هذه المعجزة، وينتهي ق99وة تأثيرها وإقناعها بموت هذا النبي، على عكس الحال بأم99ة

، حيث ك99انت معجزت99ه الك99برى –الق99رآنالن99بي محم99د محتفظ99ة بق99وة تأثيره99االكريم- باقية خالدة بع9د موت99ه

خ99اتم األنبي99اء والمرس99لين،وإقناعها، وما ذلك إال لكونه أرسله ربنا تبارك وتعالى إلى جميع األمم، والبشرية كافة. وج<<ه اإلعج<<از في الق<<رآن الك<<ريم –المعج<<زة

الكبرى- ومميزاته: لقد كان من حكمة الله سبحانه وتعالى أن يرسل أنبياءه ورسله مؤيدين ب99المعجزات والخ99وارق، وك99انت هذه المعجزات من جنس ما نب99غ في99ه ق99وم ه9ذا الن99بي

المرسل، ومن أمثلة ذلك: لق99د ع99رف ق99وم موس99ى بالس99حر واش99تهروا ب99ه،حرتهم، فأرس99ل ن99بي الل99ه وعظم س99حرهم، وك99ثرت س99 موسى مؤيدا من الله ع99ز وج99ل من جنس م99ا نب99غ في99ه قوم99ه، إبط99اال لمعتق99دهم وس999حرهم، حيث ك99ان من معجزاته عليه السالم: العصا وتحولها إلى حي99ة عظيم99ة، حقيقية تسعى، فعلم السحرة ومن بعدهم الق9وم أن م9ا جاء به نبي الله موسى عليه الس99الم ليس س99حرا، حيث إنهم -الس99حرة– هم أه99ل ذل99ك الباط99ل –الس99حر- وهم

على دراية ومعرفة تامة به. فك99انوا هم –الس99حرة- أول من ش99هدوا لموس99ى علي99ه الس99الم ب99النبوة والرس99الة، وأن م99ا ج99اء ب99ه من معجزة العصا وغيرها أمرا خارقا، ليس بمجرد التخيي99ل كالباطل الذي كانوا عليه، وأنه ال يقدر على مث99ل ذل99ك إال من يق999ول للش999يء: كن فيك999ون، وه999و الل999ه رب

العالمين.وكذلك نبي الله عيسى عليه السالم:

، ونبغ99وا في حيث إن قوم99ه ق99د عرف99وا ب99الطب مجاله، فكانت معجزة نبي الله عيسى عليه السالم من


211

جنس ما نبغ فيه قوم99ه، حيث ك99ان من معجزات99ه علي99ه السالم أنه كان يبرئ ويشفي األكمه واألبرص بإذن الله تعالى ويحيي الموتى –الذين لم تكن موتتهم موتة نهاية األج99ل واالنتق99ال إلى ع99الم ال99برزخ- ب99إذن الل99ه تع99الى، فكانت هذه المعجزات ش99اهدة بأن99ه علي99ه الس9الم ن99بي مرسل من الله عز وجل، وأن الله سبحانه وتع99الى ق99د أيده بهذه المعجزات حتى يؤمن قومه برسالته ودعوته، فآمنت طائفة بنبوته ورسالته وبشريته، وضلت طوائ99ف

أخرى إما بتكذيبه أو بالمغاالة فيه.


2

:- أما عن رسول الله محمد فقد عرف العرب بالبالغ99ة والفص99احة وأنهم أه99ل الشعر واألدب... إلى غير ذلك مم99ا ق99د عرف99وا ب99ه في

هذا المجال ونبغوا فيه. فك99ان الق99رآن الك99ريم ال99ذي أنزل99ه الل99ه تب99ارك

معج99زة ك9برى، باقي99ةوتعالى على عبده ونبيه محمد ، هذا باإلض99افة إلىخالدة من جنس ما نبغ فيه قومه

الكث99ير والكث99ير من المعج99زات العظيم99ة ال99تي ج99اءت تأيي99دا من الل99ه س99بحانه وتع99الى لرس99التهعلى يديه

ودعوته.ومن إعجاز القرآن الكريم ]المعجزة الكبرى[:

- بالغت99ه وروع99ة معاني99ه، ودق99ة ائتالف ألفاظ99ه1 ومبانيه، وسمو أهدافه ومراميه، وتحدي99ه للع99رب –وهم أهل اللسن والفصاحة- بأن يأتوا ولو بسورة واح99دة من مثل99ه، ولكنهم جميع99ا عج99زوا، وخ99ابوا وفش99لوا، ولم يج99رءوا على قب99ول ه99ذا التح99دي، وم99ا اس99تطاعوا أن يهاجموا القرآن الكريم ولو بكلمة واح99دة، ب99ل إن منهم من ك99ان على كف99ره، وم99ع ذل99ك يق99ول مادح99ا للق99رآن الك99ريم عن99د س99ماعه ل99ه: )إن ل99ه لحالوة وإن علي99ه لطالوة، وإن أعاله لمثمر وإن أس99فله لمغ99دق، وم99ا ه9و بق99ول بش99ر( وم99ا ذل99ك إال ألن الق99رآن الك99ريم ليس بص99ناعة بش99رية، ب99ل ه99و كالم الخ99الق العظيم تب99ارك

وتعالى. - لقد تضمن القرآن الكريم أخبارا غيبية ال عه99د2

بها، وقد جاءت دقيقة صادقة كما أخ99بر،لرسول الله وهذه األخبار مشتملة أخبارا ماضية وأخبارا حاض99رة لم

، وك99ذلكتكن على مرئى أو مسمع من النبي محم99د أخبارا مستقبلية.

- إخباره بحق99ائق علمي99ة غيبي99ة مذهل99ة، لم يكن3 ألحد أدنى معرفة بها منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، ثم يأتي العلم الحديث ليكتشف صدق ودقة ما أخبر به


211

، ولما أشرنا، فإن الق99رآن الك99ريم يتم99يزرسول الله ب9:

أ- يمت99از بأن99ه ق99د بل99غ غاي99ة الكم99ال في إعج99ازهوبالغته.

ب- يمتاز بأنه قد جمع كل ما تحتاج إلي99ه الخالئ99ق في معاش99هم ومع99ادهم، حيث ج99اء بالعقائ99د الص99افية، والعب999ادات الهادي999ة والمع999امالت الس999ليمة، واألخالق

الكريمة، والسياسة الرحيمة. ج999- أن99ه ق99د ج99اء بالمع99ارف والعل99وم الرائع99ة والتوجيه99ات النافع99ة والحجج الس99اطعة: فال تج99د أم99را من أم99ور الحي99اة إال وق99د تع99رض ل99ه الق99رآن الك99ريم بطريق العبارة أو اإلشارة أو التلميح، ففيه خبر األولين

وتاريخهم، وفيه خبر اآلخرين.د- يمتاز القرآن الكريم بأنه شريعة خالدة:

حيث إن القرآن الكريم هو المعج99زة الباقي99ة إلى قيام الساعة للعرب وغير العرب، للناس كافة، في كل

مكان وزمان، فال تنقضي عجائبه. مما جع99ل الكث99ير والكث99ير من علم99اء الع99رب في ش99تى المج99االت، فل99ك، طب، جيولوجي99ا... ي99ذعنون

ويستجيبون له. ه9- يمتاز القرآن الك99ريم بأن99ه مهيمن على الكتب

السابقة. القرآن بتأثيره العجيب ال99ذي يمل99ك علىو- يمتاز

السامع لب99ه، ويج99ذب قلب99ه، ويس99تحوذ على أحاسيس99هومشاعره ووجدانه.

فالقرآن الكريم يخاطب العقل والوجدان جميع99ا، فيأتي بالفائدة العقلية والمتعة الوجدانية معا، وقد كان الكفار هم مع كفرهم شركهم يحبون أن يس99تمعوا إلى

القرآن الكريم.


2

وغير ما ذكرنا الكثير والكثير مما تميزت ب99ه ه99ذه المعجزة الكبرى الخالدة: الق99رآن الك99ريم ال99ذي أن99زل

.على خاتم األنبياء والمرسلين محمد صحيح ما أش99رنا إلي99ه من أن الق99رآن الك99ريم ه99و

، إال أن99ه ليس المعج99زةالمعجزة الكبرى لرسول الله ، حيث إن الس999نة النبوي999ة المطه999رةالوحي999دة ل999ه

واألحاديث النبوية الشريفة بما فيها من اإلخبار بغيبي99ات ماضية وحاضرة لم تكن على مرئى أو مسمع من النبي

وغيبيات مستقبلية لم يكن لرسول الله ،،عه99د به99ا - مطابقة لماثم تجئ وقائعها –ما أخبر به رسول الله

، إضافة إلى إشارتها وإخبارها بحق99ائق علمي99ةأخبر به لم يكن ألحد معرفة بها آنذاك، ثم يجيء العلم الح99ديث

يع99د منليكتشف مصداقية م99ا أخ99بر ب99ه المص99طفى د بها النبي من الل99ه تب99اركأكبر المعجزات التي قد أي

وتع99الى، فتك99ون من الش99واهد وال99دالئل على رس99الهودعوته وصدق ما أخبر به.

ه999ذا باإلض999افة إلى ش999واهد أخ999رى، ودالئ999ل ومعجزات وآيات كونية كلها تشهد برسالة هذا الرسول

(1)األمين، وأنه خاتم األنبياء والمرسلين.

إشارة مهمة: لقد أرس99ل ربن99ا تب99ارك وتع99الى رس99وله محم99د

بالشرع القويم والعبادات الهادية، وإن مما يدلل علمي99ا هو من عن99دعلى أن الشرع الذي جاء به رسول الله

هذا اإلله الخالق: عبادة الطواف للمسلمين حول الكعبة المش99رفة

)بيت الله العتيق(.

رسول الله حقا وصدقا يرجى الرجوع إلى كتاب: محمد ) (1 للمؤلف، والرجوع إلى: المصادر الرئيسية من كتب

ومسموعات خاصة باإلعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية،ال سيما للدكتور/ زغلول النجار.


211

إن عبادة المسلمين المتمثلة في الط99واف ح99ول الكعبة المشرفة –البيت العتيق- التي شرعها الل99ه ع99ز وج99ل لهم، واخت99ارهم له99ا، هي العب99ادة الوحي99دة ال99تي تتوافق وتنسجم مع النظام الكوني الذي خلقه وأبدع99ه

الله سبحانه وتعالى. فقد شرع الله سبحانه وتعالى لنا الطواف س99بعة أش99واط ح99ول الكعب99ة، في اتج99اه مع99اكس لعق99ارب

الساعة، بحيث تكون الكعبة على يسارنا. ولنتأم9999ل ولنمعن النظ9999ر في ه9999ذا التواف9999ق

واالنسجام العجيب: - النواة التي تحتويها الذرة، وال99تي تتك99ون منه99ا1المادة:

تدور حول هذه النواة جسيمات ذات شحنة سالبة ( س99بعة مس99تويات7تعرف باإللكترون99ات، وت99دور في )

من الطاقة، حيث إن النواة حولها سبعة مستويات منالطاقة، وهو نفس عدد أشواط الطواف حول الكعب99ة.

(1)

وت999دور ه999ذه اإللكترون999ات في اتج999اه مع999اكس لعقارب الساعة، وهو نفس اتجاه الطواف حول الكعبة

المشرفة، فسبحان الله!! - وت999دور األرض ح999ول محوره999ا: في اتج999اه2

، سبحان الله!!(2)معاكس التجاه عقارب الساعة - وفي نفس الوقت تدور األرض حول الشمس:3

في اتجاه معاكس التجاه عق99ارب الس99اعة، وه99و نفس اتجاه طواف المس99لمين ح99ول الكعب99ة، عكس عق99ارب

، فسبحان الله!!(3)الساعة - والحيوان المنوي لإلنسان يدور حول البويضة:4

في اتجاه معاكس التجاه عق99ارب الس99اعة، وه99و نفس أ/ كريم نجيب، إعجاز القرآن فيما تخفيه األرحام.) (1 نفس المصدر السابق.) (2 أ/ كريم نجيب، إعجاز القرآن فيما تخفيه األرحام.) (3


2

، فس9بحان الل99ه العظيم(1)اتجاه الطواف ح9ول الكعب99ة وبحمده!!

فك99أن ال99دوران عكس عق99ارب الس99اعة كم99ا في عبادة الطواف ح9ول الكعب99ة واتجاهه9ا ركن من أرك9ان

التسبيح. فس99ائر األج99رام الس99ماوية والش99مس والقم99ر والنج99وم والك99واكب والجزيئ999ات، كله999ا ت99دور عكس

(2)عقارب الساعة في أفالك تسبح الله سبحانه وتعالى.

فالحيوان99ات المنوي99ة لإلنس99ان ت99دور ح99ول مح99ور النطفة عكس عق99ارب الس99اعة، والنطف99ة ت99دور ح99ول نفس9999ها في اتج9999اه مع9999اكس لعق9999ارب الس9999اعة، والمس99لمون يطوف99ون خالل أداء مناس99ك الحج ح99ول الكعبة في اتجاه معاكس التجاه عقارب الساعة، فبهذا المثل مثل الدوران عكس عقارب الساعة حول الن99واة أثن99اء التس99بيح –كط99واف المس99لمين ح99ول الكعب99ة- ودوران األرض ح999ول الش999مس، ودوران المجموع999ة الشمس999ية ح999ول الثقب األس999ود، يتجلى لن999ا تط999ابق99دلل النصوص الدينية اإلسالمية مع نظام الكون، مم99ا ي على أن خالق هذا الكون، هو الذي أن99زل ال99دين الح99ق

الذي يتجلى فيه ناموس الكون، أال وهو اإلسالم. حيث إن مثل هذا التط99ابق والتواف99ق بين الش99رع

وبين النظ99اموالعب99ادات ال99تي ج99اء به99ا رس99ول الل99ه الكوني، ال يقبل العقل السليم فيه إال االعتق99اد الج99ازم

ب9:ع لمحمد 1 ه99ذا الش99رع الق99ويم،- أن من ش99ر

وهذه العبادات الهادية، ال بد وأن يكون هو اإلل99ه العظيمالخالق لهذا الكون.

نفس المصدر السابق.) (1 نفس المصدر السابق.) (2


211

-9 و9أ9ن9 ص9ف9ات9 ه9ذ9ا9 ا9إلل9ه9 ا9ل9خ9ال9ق9 ال ب9د9 و9أ9ن9 ت9ك99و9ن29 و9م9ط9ا9ب9ق9ة9 ل9م99ا9م9م9ا9ث9ل9ة9 ل9م9ا9 أ9خ9ب9ر9 ب9ه9 ر9س9و9ل ا9ل9ل9ه9 م9ح9م9د9

دع9ا9 إ9ل9ي9ه9.9 قد دعا إلى إثبات وجودومعلوم أن رسول الله

هذا اإلله العظيم الخالق سبحانه وتعالى. إلى وحدانية هذا اإلله العظيم الخالق،وقد دعا

]اإلخالص: ﴾ق<<ل? ه<<و الله أح<<د﴿وفقا لقول الله تعالى: 1].

إلى تعظيم وتن9زيه هذا اإلل99هوقد دعا رسول الله الخالق عن أن يجعل له ج9ل وعال ن9دا أو ش9ريكا أو ول9دا،

﴾فاع?لم? أنه ال إل<<ه إال الله﴿وفق99ا لق99ول الل99ه تع99الى: .[3]اإلخالص: ﴾لم? يلد? ولم? يولد?﴿، [19]محمد:

بعظيم ص99فات ه99ذا اإلل99هوقد أخبر رسول الله الخالق جل وعال وطالقة قدرته وشمولية علمه وكم99ال

ءحكمته... وفقا لقول الله تعالى: ﴿لي?س كمث?له شي?.[4]اإلخالص: ﴾ولم? يكن? له كفوا أحد﴿، [11]الشورى: ﴾

سادسا: الدليل العلمي: لقد كان اإلنسان المادي الملح99د في ب99ادئ األم99ر يخي99ل إلي9ه كمخل99وق ض99عيف أن نجم هائ99ل كالش9مس التي يراها يوميا دون تغير في هيئتها أنه99ا أزلي99ة، وأنه99ا ستظل هك99ذا إلى األب99د؛ ألن99ه دائم99ا يراه99ا على حالته99ا

دون تغير. لق99د ق99ال الفالس99فة بق99دم األج99رام الس99ماوية وأزليتها، أي أنها لم تخلق، أي أنها على حالتها تلك منذ

القدم وإلى األبد.99ا أنولكن العلم الح<<ديث: ق99د أثبت اآلن يقين

اإلش99عاع الص99ادر عن الش99مس ينقص من كتلته99ا، وإن كان القدر ال99ذي ينقص99ه ض99ئيال بالنس99بة لحجمه99ا، مم99ا يؤدي إلى نهايته99ا في ي99وم من األي99ام المس99تقبلية وإن

بعد.


2

وب999ذلك فق999د أثبت العلم الح999ديث بطالن ق999ول الفالسفة ومنك99ري األلوهي99ة بأزلي99ة الش99مس أو غيره9ا من س99ائر النج99وم، وك99ذلك س99ائر األج99رام والك99واكب، حيث إن لها تاريخ بداية، وبالتالي فإنه من الضرورة أن

تكون لها نهاية. ثم جاء من هؤالء الفالس99فة ال99ذين أنك99روا وج99ود اإلله الخالق، وقال بأن الذرة هي المادة األزلي99ة، ولكنن أن ال99ذرة علم الفيزياء قد أبطل هذا الظن، إذ قد تبي نفس999ها تتك999ون من أج999زاء أخ999رى مث999ل اإللك999ترون

والنيوترون والبروتون.ن أن هذه المكون99ات لل99ذرة هي نفس99ها ثم قد تبي مركبة من أجزاء، وآخر ما عرفه الفيزي99ائيون منه99ا ه99و

ما يسمى ب9 )الكوارك(. وق999د يق999ول قائ999ل ب999أن الك999وارك ه999و الم999ادة )الكوارك( هو الم99ادة األزلي99ة، ولكن ذل99ك ق99ول باط99ل

من حيث: - أنه قول بغير علم، إذ ليس في هذه الكواركات1

ما يدل على أزليتها، وعدم تكونها هي األخرى من أجزاء أصغر منها مثلما كان الظن في الذرة من قب99ل ال س99يما إذا ما تقدمت وتطورت الوسائل التكنولوجي99ة أك99ثر مم99ا هي علي99ه اآلن، وال ش99ك، ف99إن التق99دم في الوس99ائل

التكنولوجية يتم بشكل سريع مذهل. - إذا كانت )الكواركات( أو غيرها مما قد يكتشف2

فيما بعد بأنه مكون لها، وأنه أصغر أو أضأل منها، فال بد وأن تكون هذه الم99ادة من )كوارك99ات أو غيره99ا( قائم99ة بنفسها، مستغنية في وجودها عن غيرها، أي ال تفنى وال

تتغير وال تتبدل، ولكن ذلك قول خاطئ، حيث: - إن العلم الح99ديث أثبت أن ه99ذه األج99زاء قابل99ة ألن تتح99ول إلى طاق99ة، وأن الطاق99ة نفس99ها قابل99ة ألن تتحول إلى مادة، فم99ا نس99ميه م99ادة الهي99دروجين مثال،


211

وما نس99ميه طاق99ة كالض99وء، هم99ا في الحقيق99ة وجه99انلعملة واحدة، حيث:

- إن الطاق99ة تس99اوي الكتل99ة مض99روبة في مرب99عسرعة الضوء.

وتدل ه99ذه القابلي99ة للتح99ول على: أن بقاءه99ا في هيئتها المعين99ة ك99ان معتم99دا على ظ99روف خارج99ة عن

ذاتها، فلما زالت تلك الظروف زالت تلك الهيئة. إذن، فهي ليس9999ت معتم9999دة في وجوده9999ا على

نفسها. فمن المستحيل أن تكون أزلية.إذن:

ا: أن الم99ادة في ك99ل ش99كل من ون99اتج ذل99ك أيض99ن99ة قابل99ة للفن99اء، فالم99ادة تس99تحدث، أش99كالها المعي وتفنى، حيث إنها قابلة للتحلل أو التح99ول إلى م99واد أو

(1)طاقات أخرى، وكل ما يتحلل أو يتحول فليس بأزلي.

موجز من كتاب الفيزياء ووجود الخالق، للدكتور/ جعفر) (1شيخ إدريس.


2

سابعا: الدليل الكوني: لق99د اكتش99ف العلم الح99ديث في مج99ال الفل99ك

حقيقة في غاية األهمية لم تكن تعرف من قبل. فق999د اكتش999ف علم الفل999ك أن الك999ون يتس999ع بالتسلس99ل ال99دائم، حيث تتباع99د مجرات99ه بعض99ها عن بعض بص99ورة مس99تمرة، وبس99رعة كب99يرة، وأن ال99ذي يتح99رك متس99عا ه99و المك99ان ال99ذي تح99ل في99ه تل99ك المج99رات، وباتس99اع ذل99ك المك99ان ي99زداد البع99د بين المج99رات الحالة في99ه م99ع اس99تمرارها وانتظامه99ا في

دورانها في أفالكها. وق99د ح99اول علم99اء الفل99ك تفس99ير ه99ذه الظ99اهرة العجيبة، فكان من نتاج ذل99ك أن ق99د اقترحت99ا نظريت99ان ش99هيرتان لتفس99ير ه99ذه الظ99اهرة، وهات99ان النظريت99ان

هما: أ- نظرية الخل99ق المس99تمر أو )الك99ون ذي الح99ال

الثابت(.ب- نظرية االنفجار العظيم.

يغتا من أج99ل - وكانت99ا هات99ان النظريت99ان ق99د ص99 تفسير ما قد اكتشف من الثبات في كثافة ه99ذا الك99ون

على الرغم من التباعد المستمر بين أجزائه. أ- نظرية الخل<<ق المس<<تمر )الك<<ون ذي الح<<ال

الثابت(: لقد فسرت نظرية الخل99ق المس99تمر ثب99ات كثاف99ة الكون مع استمرار التباعد بين أجزائه على أن99ه: توج99د مادة تأتي محل –مك99ان- الم99ادة ال99تي تباع99دت، وبه99ذا يظ99ل الك99ون محتفظ99ا بكثافت99ه رغم99ا عن تباع99ده، ثم قالوا: إنه لذلك، فإن الكون على حال ثابت من99ذ األزل،

ال بداية له وال نهاية. - ثم ج99اء التس99اؤل ال99ذي أبط99ل ذل99ك االس99تنتاج، ومن ثم تل99ك النظري99ة، حيث ك99ان التس99اؤل: من أين

جاءت هذه المادة؟


211

فق99ال بعض الق99ائلين بتل99ك النظري99ة –في ب99ادئ األمر- أنها تخلق من العدم، فجاء اعتراض الكث99ير على

مثل ذلك القول، حيث إن العدم ال يخلق شيئا. ثم لم يلبث العلم99اء أن اكتش99فوا حق99ائق أص99ابت تلك النظرية في مقتل، حيث وجدوا أدل99ة قاطع99ة على أن الك999ون لم يب999ق على ح999ال واح999د، كم999ا تف999ترض النظرية، والتي كانت لذلك تسمى )نظري99ة الك99ون ذي

الحال الثابت(.ر على عكس م9999ا ب9999ل ثبت أن الك9999ون في تغي افترضته تل99ك النظري99ة، ولم تس99تطع تل99ك النظري99ة أن تفسر ه99ذا التغ99ير، وله99ذا فق99د م99ال العلم99اء عنه99ا إلى

.(1)النظرية األخرى، وهي نظرية االنفجار العظيم.ب- نظرية االنفجار العظيم:

تقول هذه النظرية: بأنه إذا كان الكون إلى اليوم99ا، وإذا م99ا يتباع99د، فال ب99د أن99ه في ي99وم م99ا ك99ان متقارب تخيلنا سير هذه المجرات في االتجاه المعاكس التج99اه تباعدها اليوم، أي وهي تجري مقتربة بعضها من بعض، فإنه99ا س99تكون قطع99ة واح99دة مس99اوية في حجمه99ا

لمجموع أحجام المجرات المكونة لها. ولكن الفيزيائيين يقولون: إنه كلم99ا اق99تربت ه99ذه المجرات من بعض99ها وتض99امت ازدادت كتلته99ا، ف99تزداد شدة جاذبيتها، فيزداد التالصق، وتتالشى الفراغات بين النج99وم المكون99ة للمج99رات، ثم ي99زداد ض99غط الجاذبي99ة على النجوم نفسها، وهكذا يستمر الضغط ح9تى تك9ون الم99ادة المكون99ة للك99ون في حجم ال99ذرة، ثم يس99تمرالضغط إلى أن تكون هذه المادة في أصغر ما يمكن.

موجز من كتاب الفيزياء ووجود الخالق، د/ جعفر شيخ) (1إدريس.


2

ثم انفج99رت ه99ذه الم99ادة ذات الض99غط الش99ديد والطاقة الهائلة، وانتشرت أجزاؤها في صورة إش99عاع،

(2)ثم بدأ يبرد فتكون منه بالتدريج هذا الكون المشهود.

موجز من كتاب الفيزياء ووجود الخالق، د/ جعفر شيخ) (2إدريس.


211

ثم جاء التساؤل المهم: من أين جاءت هذه الم99ادة ال99تي خل99ق منه99ا ه99ذا

الكون؟! هل من الممكن أن تكون هذه الم99ادة ج99اءت من

العدم؟!بالتأكيد: ال، فإن العدم ال يخلق شيئا.

إذن: فمن أين وجدت؟ الجواب المؤكد: ال شك أن الذي أوجدها هو اإلل99ه الخ99الق له99ا من الع99دم، والخ99الق لك99ل ش99يء، وأن99ه س99بحانه وتع99الى يوص99ف بطالق99ة الق99درة، وأن ص99فاته مغايرة لصفات المخلوقين، فإذا أراد شيئا فإنم99ا يق99ول

له: كن. فيكون، فسبحان الله العظيم!!إشارة مهمة:

نود أن نشير إلى أن القرآن الكريم قد أش99ار إلى هذه النظرية )نظرية االنفجار العظيم(، بل إنه –القرآن الكريم- رفعها من كونها نظرية فرضية –وإن كان م99ال إليها العلماء عن غيرها- إلى كونها حقيقة مؤك99دة، لم99ا أشرنا سابقا من أنه يلزمنا اإليمان بأنبياء الله ورس99له، والتصديق بما أنزل عليهم من كتب سماوية، وبك99ل م99ا

أخبروا به. فقد أنزل الله جل شأنه في القرآن الكريم، قوله

تعالى: ماوات واألرض كانتا﴿ ذين كفروا أن الس أولم ير ال

يء حي أفال 99ل ش99 99ا من الم99اء ك رتق99ا ففتقناهم99ا وجعلن.[30]األنبياء: ﴾يؤمنون

كانت99ا رتق99ا: تع99ني: أن الس99ماوات واألرض كانت99املتصقتين، غير متباعدتين.

ففتقناهما: تعني: ففصلنا بينهما؛ أي: بين الس99ماءواألرض.


2

حيث تدعونا اآلية الكريمة إلى التأم99ل في كيفي99ة بدأ هذا الكون المشهود، للتعرف على خالقه، واإليمان

به وبعظيم صفاته وطالقة قدرته. ولذلك: فإن هذه اآلي99ة الكريم99ة إعج99از علمي رائ99ع، شاهدة بص9دق كالم رب الع9المين ال9ذي أن9زل على خ9اتم

.األنبياء والمرسلين، محمد ثامنا: دليل العناية:

إن من يتأم99ل في ه99ذا الك99ون ال99ذي خلق99ه الل99ه سبحانه وتعالى يجده في غاي99ة الت99وازن، ومتناس99با إلى

حد ال يمكن تصوره. بل إن هذا التوازن العجيب والتناسب الدقيق يكون

-.في صالحه –اإلنسان فكيف يمكن أن يكون مثل هذا الت99وازن ال999مذهل

في صالحه، إذا كان الكون قد وجد صدفة؟!! إن كل متأمل لهذا الك99ون وم99ا ب99ه من مخلوق99اتا من الموجودات، بل هي يرى أنها ليست كوما عشوائي مرتبة ترتيبا، ومصممة تص99ميما يك99ون من ورائ99ه غاي99ة ت99دل على أن له99ذا الك99ون، وم99ا ب99ه من مخلوق99ات

وموجودات له صانع عالم حكيم. فنج99د أن حرك99ة ه99ذه المخلوق99ات والموج99وداتا، ب99ل إن الق99وانين حركة متسقة ال يعطل بعض99ها بعض99 التي تحكمه99ا ق99وانين واح99دة، ال تختل99ف مهم99ا اختل99ف الزم99ان أو المك99ان، إال إذا أراد اإلل99ه الخ99الق له99ا أنفا يك9ون ه9و في نفس9ه معج9زة دال9ة علي99ه تتخلف تخل

(1)سبحانه وتعالى، وعلى طالقة قدرته، وعظيم خلقه.

وعلين99ا أن نعلم: أن99ه ال تن99اقض بين ك99ون الش9يء مخلوق99ا، وك99ون لحدوث99ه أس99باب؛ ألن الل99ه س99بحانه وتع99الى م99ا س99نته أن يخل99ق باألس99باب، وألن99ه س99بحانه

وتعالى هو خالق تلك األسباب وجاعلها أسبابا.

موجز من كتاب: الفيزياء ووجود الخالق، د/ جعفر شيخ) (1إدريس.


211

ولذلك: ف99إن ك9ل م9ا ن99راه ونش9اهده من االت99زان العجيب والتناسق ال99دقيق في ه99ذا الك99ون دالل99ة على

عناية الله سبحانه وتعالى بخلقه. ولنلقي الضوء على بعض م99ا يوض99ح ه99ذا االت99زان العجيب والتناسب الدقيق في هذا النظام الكوني داللة على كمال حكمة اإلله الخالق وعظيم صنعته، وإش99ارة

إلى عنايته سبحانه وتعالى بخلقه: ألم نجع99ل األرض مه99ادا *﴿- قول الل99ه تع99الى: 1

والجبال أوتادا * وخلقناكم أزواجا* وجعلنا نومكم سباتا99ا ا * وبنين ه99ار معاش99 99ا الن ا * وجعلن يل لباس99 * وجعلنا الل99ا راجا وهاج99ا * وأنزلن 99ا س99 فوقكم سبعا شدادا * وجعلن99ا * ا ونبات 99ه حب رات م99اء ثجاج99ا * لنخ99رج ب من المعص99

ات ألفافا .[16-6]النبأ: ﴾وجن ولنتأمل في هذه اآليات الكريم99ات من كت99اب الل99ه سبحانه وتعالى )القرآن الكريم( حيث تدعونا إلى التأمل في آيات ومخلوقات الل99ه تع99الى، وأن نفك99ر في الص99لة بين ك99ل واح99دة من ه99ذه المخلوق99ات واألخ99رى، وم99ا تحققه لإلنسان من من99افع ومص99الح وأه99داف دال99ة على

عناية الله سبحانه وتعالى به. - إن األرض ال999تي نحي999ا عليهم في ض999خامتها2

بالنسبة لنا، ال تساوي ذرة من هذا الكون العظيم، فل99ودس أنه99ا ك99انت في حجم القم99ر لك99انت جاذبيته99ا س99 جاذبيتها الحالية، ولكان نتيجة ذلك: أنها ال يمكن لها أن تمسك الم99اء واله99واء من حوله99ا، كم99ا ه99و الح99ال في القمر الذي ال يوج99د ب99ه م99اء، وال يحوط99ه غالف ج99وي، وسوف تش99تد ال99برودة ليال ح99تى يتجم99د ك99ل م99ا فيه99ا،

وتشتد الحرارة نهارا حتى يحترق كل ما عليها. وعلى العكس من ذل99ك: ف99إذا ك99ان قط99ر األرض ضعف قطرها الح99الي لتض99اعفت جاذبيته99ا الحالي99ة، ثم ينكمش غالفها الجوي، ثم ينشأ ضغط يؤثر أس99وأ األث99ر


2

في الحياة التي نعيشها، وكلما ازداد حجم األرض يزداد هذا الضغط الذي ي99ؤدي إلى اس99تحالة نش99أة األجس99ام

(1)الحية.

- إن األرض تتم دورة واحدة ح99ول محوره99ا في3 كل أربع وعشرين ساعة، ومعنى ذلك: أنها تسير ح99ول

محورها بسرعة ألف ميل في السرعة. فإذا فرضنا أن هذه السرعة انخفضت إلى م99ائتي ميل في الساعة لطالت أوقات الليل والنهار عش99رات المرات بالنس99بة إلى م99ا هي علي99ه اآلن، وي99ترتب على ذلك أن تحرق الشمس -بشدة حرارتها- كل شي ف99وق األرض، وما بقي بعد ذلك سوف تقض99ي علي99ه ال99برودة

(2)الشديدة في الليل.

- قشرة األرض: فإذا كانت قش99رة األرض أك99ثر4 سمكا بمقدار عش99رة أق99دام من س99مكها الح99الي، لم99ا وج99د األوكس99جين، حيث إن القش99رة األرض99ية س99وف

تمتص األوكسجين، وبذلك تستحيل الحياة. -9 ا9ل9ب9حا9ر9:9 ف9إ9ذا9 ك9ا9ن9ت ا9ل9ب9ح9ار9 أ9ع9م9ق9 ب9ض99ع9ة9 أ9ق99د9ا9م59

أ9ك99ث9ر9 م9ن9 ا9ل9ق99ا9ع9 ا9ل9ح99ا9ل9ي9، الن9ج99ذ9ب9 ا9ألو9ك9س99جي9ن9 و9ث99ا9ن9ي9 أ9و9ك9س999ي9د9 ا9لك9ر9ب999و9ن9 ا9ل999ذ9ي9 ي9أ9خ999ذ9ه9 ا9ل9ن9ب999ا9ت9 ل9ي9خ999رج9 ا9ألو9ك9س99جي9ن9 ا9ل9ال9ز9م9 ل9ل9ح9ي99ا9ة9،9 و9ب99ذ9لك9 ي9س99ت9ح9ي9ل9 و9ج99و9د ا9ل9ن9ب9999ات9 ع9ل9ى9 ا9ألر9ض،9 و9الن9ع9999د9م9ت9 ا9ل9ح9ي9999ا9ة9 الن9ع9999د9ا9م9

(39)9ا9ألو9ك9س9جي9ن9.9

- الغالف الجوي: فإذا كان الغالف الجوي ألطف6 مما هو علي99ه اآلن الخترقت99ه الني99ازك، ولس99قطت على

(4)األرض فأحرقتها.

اإلسالم يتحدى، وحيد الدين خان.) (1 اإلسالم يتحدى، وحيد الدين خان.) (2 اإلسالم يتحدى، وحيد الدين خان.) (3 اإلسالم يتحدى، وحيد الدين خان.) (4


211

- الش99مس: ف99إذا اق99تربت الش99مس من األرض7 بمق99دار نص99ف مس99افتها الحالي99ة الح99ترق ال99ورق على الفور من حرارتها، ولو بعدت بمق99دار ض99عف مس99افتها الحالية بينها وبين األرض، فإن البرودة الشديدة الناتجةعن ذلك سوف تقضي على الحياة على سطح األرض. ولو أنه حل محل الشمس نجم آخر يحمل حرارة تزيد أضعافا على حرارة الشمس، ف99إن األرض س99وف

(1)تكون تنورا رهيبا.

وإلى غير ذلك الكثير والكثير من مظ99اهر االت99زان العجيب والتناس99ب ال99دقيق في ه99ذا النظ99ام الك99وني المشهود، إشارة إلى عناية الله سبحانه وتعالى بخلقه، وحفظ999ه لهم، ودالل999ة على وج999وده وحكمت999ه وعظيم

صنعته.تاسعا: الدليل الخلقي:

إن القيم الخلقية كالصدق واألمانة والعدل... قيم ضرورية لوجود المجتمعات البشرية، وبدون هذه القيم

ال تكون هناك عالقات اجتماعية أو غيرها. فالص99دق وغ99يره من الفض99ائل والقيم األخالقي99ة األخرى ضرورة اجتماعية، وكلما كثر أصحابه –الص99دق وغيره من الفضائل- وأهله كان المجتمع أقوى تماسكا وأدعى؛ ألن تزدهر فيه العل99وم والتقني99ة، واالقتص99اد إذا

(2)ما توافرت شروطها األخرى.

وفي غياب األلوهية والدين تنعدم مثل ه99ذه القيمالخلقية، حيث إنه:

ال تت999وافر ال999دواعي ال999تي يقتض999ي من ورائه999االتمسك بمثل هذه القيم.فعلى سبيل المثال:

المرجع السابق.) (1 موجز من كتاب: الفيزياء ووجود الخالق، د/ جعفر شيخ) (2

إدريس.


2

قد ال يجد الص99ادق ج99زاء ص99دقه، وق99د ال يج99د أي من تمسك بمثل هذه األخالقيات جزاء له نظير تمسكه

يه بمثل هذه األخالقيات والفضائل. وتحل وق99د يك99ون الك99ذب وس99يلة –وإن ك99انت خاطئ99ة- لدفع ض99رر ملح99ق بص99احبه أو الحص99ول على م99ا ليس بح99ق، وإذن فلن ي99تردد الف99رد في أن يتخ99ذ الك99ذب أو غيره من الرذائل وسيلة لدفع ضرر ملحق به أو نيل ما ليس بحقه، إذ ال تت99وافر من ال99دواعي م99ا يقتض99ي من

ورائها التخلي وعدم التمسك بأي من هذه الرذائل. حيث إن99ه ال يوج99د على س99بيل م99ا افترض99ناه إل99ه

خالق، عادل حكيم... يثيب المحس99ن المص99لح ويج99ازي ويع99اقب الرذي99ل المفسد، ومن ثم ال توجد دار أخرى يثاب أو يج9ازى فيه9ا

أي منهما. ول99ذلك، ف99إن من يتمس99ك بمث99ل ه99ذه الفض99ائل والقيم الخلقية، إذا كان فيها خس99ارة لبعض المكاس99ب

الدنيوية، يقول في نفسه: عالم وفيم التضحية بمثل تلك المكاسب الدنيوي99ة وضياع مثل تلك اللذة العاجل99ة إذا لم يكن هن99اك ج99زاء

لما تمسكت به من فضائل وقيم خلقية؟! وعندئذ يمحى نور الخير من هذا الكون، وال يبقى إال الظالم الحال99ك ال99ذي تتالش99ى في99ه مع99ايير الخ99ير والش9ر، ح9تى إن إب99ادة الن99اس بالقناب9ل ال تع99د ظلم9ا، ألنهم سوف يلقون حتفهم في يوم ما، وال إله محاس99با

للظالمين على أفعالهم، أو رادا للمظلومين حقوقهم. إن الملح999د المنك999ر لوج999ود اإلل999ه الخ999الق حين يتمسك ببعض من هذه القيم الخلقية كالصدق واألمانة والعدل مثال، فإنه بذلك يتناقض م99ع مقتض99يات مبدئ99ه،ع عليه مصلحة م99ا حيث إنه ال يصدق صدقا يفوت ويضي

إال في حين تخليه مؤقتا عن مبدئه أو عن عقله.


211

أم99ا الم99ؤمن ال99ذي ي99ؤمن بالل99ه س99بحانه وتع99الى الخ99الق لك99ل ش99يء، ف99األمر بالنس99بة ل99ه عكس ذل99ك

تماما. فهو حين يكذب مثال، فإنه يكون قد س99لك س99لوكا يتن99اقض م99ع مبدئ99ه وعقل99ه، وحين يص99دق فإن99ه يك99ون

موافقا لهما، وكذلك موافقا لفطرته. حيث إن الن99اس مفط99ورون على أن ه99ذه القيم الخلقية قيم يحسن أن يل99تزموا ويتمس99كوا به99ا، فه999ي ج99زء من تك99وينهم العقلي، وهم يش99عرون ل99ذلك –م99ا داموا محتفظين بفطرتهم- ب99الفرح والس99عادة، وإذا م99ا تخلوا عن التمس99ك بمث99ل ه99ذه القيم ف99إنهم يش99عرون

بالحزن والشقاء. مما يدلل على أن إيداع مثل ه99ذه القيم الخلقي99ة في فطرتهم ال ب99د وأن يك99ون من م99ودع حكيم، وال ب99د

وأن يكون من فاطر لهذه الفطرة السوية. أي ال بد من وجود إله خالق لهذا الكون ومن فيه، وأن يكون جل شأنه هو ال99ذي فط99ر الن99اس على مث99ل

هذه الفطرة السليمة السوية.ونشير ختاما لهذا الفصل الذي نتحدث فيه إلى:

أنه ل99و ك99ان يمكن للك99ون أن يخل99ق نفس99ه، ف99إن معنى ذلك أنه يتمتع بأوصاف الخالق، وفي هذه الح99ال سنضطر أن نؤمن بأن الك99ون ه99و اإلل99ه، وهك99ذا ننتهي إلى التسليم بأن للك99ون إل99ه، ولكن إلهن99ا ذل99ك س99وفا في ا ومادي يكون عجيبا، أي أنه سوف يك99ون إله99ا غيبي

(19 )9آن واحد!!

وبذلك يكون مثل ذلك القول باطال منكرا. ولكننا نؤمن باإلل99ه الخ99الق له99ذا الع99الم الم99ادي، وه99و ليس بج99زء من ه99ذا الك99ون، ب99ل ه99و ج99ل ش99أنه

ره. حاكمه ومدب



2

هل يمكن أن يكون للكون إلهين أو أكثر؟ لقد ثبت لدينا فيما أوضحناه سابقا بشتى ال99دالئل الس99اطعة وال99براهين الدامغ99ة وج99ود الل99ه س99بحانه وتعالى، وأنه هو جل شأنه اإلله الخالق لهذا الكون بم99ا فيه من مخلوقات وموجودات، بل إنه جل وعال الخالق لكل شيء، لما له من طالق99ة الق99درة وش99مولية العلم

وكالية الحكمة.99روا في وم99ا ق99د أحدث99ه كث99ير ممن ب99دلوا وغي فطرتهم من اعتقاد فاسد بوجود أله99ة أخ99رى م99ع الل99ه عز وجل، وإشراكهم في العبادة، ما هو إال ه99وى نفس ونقص99ان عق99ل، حيث إن الفط99رة الس99وية والعق99لا السليم ينكران أيا من ذلك، حيث ال دلي99ل علي99ه فطري

ا أو غيرها. كان أو عقلي وما ذلك االعتقاد الفاسد –بوجود آله99ة أخ99رى- إال اتباعا للظنون واألوهام؛ حيث ال صلة لها بالحق اليقين،

مصداقا لقول الله تعالى:بعون إال الظن وإن الظن ال يغني﴿ وما لهم به من علم إن يت

.[28]النجم: ﴾من الحق شيئا بل إن األدل99ة الدامغ99ة على نقيض ذل99ك، حيث إن ك99ل الش99واهد وال99براهين تؤك99د وحداني99ة الل99ه س99بحانه وتعالى واستحالة أن يكون له ج99ل وعال ن99دا أو ش99ريكا

في ألوهيته وعظيم صفاته وطالقة قدرته. ومن األدلة التي تشهد بوحدانية الل<<ه س<<بحانه

وتعالى:- الدليل الفطري:1

أ- اإلنسان بفطرته يؤمن بإله99ه ال99ذي خلق99ه، وأن الخالق له ولكل شيء إنما هو إله واحد، موافقة لق99ول

:رسول الله ))كل مول<<ود يول<<د على الفط<<رة، ف<<أبواه يهودان<<<<ه


211

أو ينص<<<رانه

أويمجس<<انه

]ص999999حيح(( .البخاري[

فإذا ما وقع على اإلنسان بغتة شيء مهلك له، أو نزلت به نازلة لكان يقول بلسانه من غير أن يشعر: يا الله. أو يارب، مما يدلل فطري99ا على أن اإلل99ه الخ99الق هو إل99ه واح99د، ال ش99ريك ل99ه، حيث لم يتلف99ظ اإلنس99ان آنذاك سوى بلفظ واحد، وهي الكلم99ة ال99تي ت99دل على

وجود هذا اإلله الخالق ووحدانيته. ب- إن اإلنسان إذا ما أراد أن يلوذ بربه وأن يلج99أ إليه بالدعاء والمسألة نج9ده ال ي9دعو إال إله99ا واح99دا، ال

أكثر من ذلك. ونجده ال ي99دعو إال بم99ا ي99دل على أن99ه إل99ه واح99د، فنجده يدعو ويقول: يا الله أو يا رب، أو ما أشبه ذل99ك،

موافقة لقول الله تعالى:وء﴿ ف الس99 طر إذا دع99اه ويكش99 أمن يجيب المض99

رون * 99ذك ه قليال ما ت ويجعلكم خلفاء األرض أإله مع اللل 99ر والبح99ر ومن يرس99 أم من يه99ديكم في ظلم99ات البه ه تع99الى الل 99ه م99ع الل 99ه أإل ياح بشرا بين يدي رحمت الر999دأ الخل999ق ثم يعي999ده ومن ركون * أم من يب عما يش999ه ق99ل ه99اتوا 99ه م99ع الل ماء واألرض أإل 99رزقكم من الس99 ي

.[64- 62]النمل: ﴾برهانكم إن كنتم صادقين وقد ك99ان مش99ركو الع99رب يتخ99ذون م99ع الل99ه ع99ز وجل آلهة كثيرة في األرض، على هيئة أصنام وتماثي99ل

من حجارة أو غير ذلك، ويعبدونها معه. وإذا ما سئل المشرك: كم من اآللهة يعبد؟ يجيب

ع99دد م99ا ش99اء منبأنه إله واحد في الس99ماء، ثم ي99ذكر


2

األصنام والحجارة التي قد اتخ99ذها آله99ة باطل99ة يعب99دهافي األرض.

ولكن: إذا ما سئل عن اإلله الذي يدعوه ويسأله؟قال: الذي في السماء.

مم9ا ي9دل على أن اإلنس9ان ق9د فط9ر على اإليم9انبوحدانية الله سبحانه وتعالى.


211

- دع<<وة األنبي<<اء والرس<<ل إلى وحداني<<ة الل<<ه2سبحانه وتعالى:

لقد أرس9ل الله سبحانه وتع9الى أنبي99اءه ورس99له ل99دعوة الن99اس إلى اإليم99ان ب99ه ج99ل وعال واإلق99رار بوحدانيته، وأنه سبحانه وتعالى ال ند ل99ه وال ش99ريك ل99ه

في ألوهيته، ومن ثم إفراده جل وعال بالعبادة وحده. وكما أشرنا: فإن الل99ه س99بحانه وتع99الى ق99د فط9ر الناس على اإليمان به ج99ل وعال وتوحي99ده، فال تن99اقض بين ما دعا إليه المرسلون وبين ما فط99ر الن99اس علي99ه

من اإليمان بالله عز وجل وتوحيده. وذلك ألن اإلله الذي قد فطر الناس على اإليمان به وتوحيده هو ذاته اإلله ال99ذي أرس99ل أنبي99اءه ورس99له لدعوة الناس إلى ما فطرهم علي99ه، وت99ذكيرهم ب99ذلك، رأفة ورحمة منه تبارك وتعالى، وإقام99ة للحج99ة عليهم،

حكمة وعدال منه جل وعال.د الل99ه س99بحانه وتع99الى أنبي99اءه ورس99له ولق99د أي ب99المعجزات والخ99وارق ال99تي تش99هد بتأيي99دهم من ه99ذا اإلله الخالق القادر... كما أشرنا سابقا، ومن ثم ص99دق ما أخبروا به من وجود الله سبحانه وتعالى ووحدانيت99ه،

وصدق دعوتهم إلى اإليمان والتصديق بما أخبروا به.- الدليل العقلي:3

أ- ديل التمانع: إذا ثبت ل99دينا ب99الحس أن الك99ون في غاي99ة إتق99ان الصنعة وإحكام النظام، فإن ذلك ي9دل على أن خالق9ه – خالق الكون- واحد ال شريك ل9ه، وال معاون9ة وال منازع9ة

له. أي أن99ه إذا امتن99ع ب99الحس اختالل الك99ون، وثبت بالحس دقة وإحكام صنعه، امتنع أن يكون له أك99ثر من

خالق. فبف99رض وج99ود ص99انعين متك99افئين في الص99فات

واألفعال:


2

عند اختالف إرادتهما –ك99أن يري99د أح99دهما تحري99ك جسم ما، ويريد اآلخر سكونه وعدم تحريك99ه- ف99إن م99ا

يحدث اآلتي: إما أن يحصل مراد ك99ل واح99د منهم99ا، وه99و جم99ع

بين النقيضين، لذلك فهو قول باطل. وإما أن ال يحصل مراد أي منهما، وهو أيض99ا ق99ول

باطل لنسبة العجز لكل واحد منهما. وإم99ا أن يحص99ل م99راد واح99د منهم99ا دون اآلخ99ر، فيكون هو الرب الحق، واآلخر عاجز ال يصلح للربوبي99ة، ونظام الكون ودقة صنعه يدل على أن خالق99ه وم99دبره

(1)واحد ال شريك له، وهو الله تعالى.

ونشير إلى: أن هذه اآلية الكريمة:ه﴿ق99ول الل99ه تع99الى: 99ان فيهم99ا آله99ة إال الل ل99و ك

.[22]األنبياء: ﴾لفسدتا إنم99ا مقص99ودها توحي99د األلوهي99ة: أي إف99راد الل99ه سبحانه وتعالى بالعب99ادة وح99ده، وه99ذا يقتض99ي اإلق99رار

بتوحيد ربوبيته، أي أنه جل وعال هو الخالق وحده. ويدلل على ذل99ك المقص99ود: أن مش99ركي الع99رب كانوا مع99ترفين بتوحي99د الربوبي99ة، وأن الخ99الق ه99و إل99ه واحد، فتخصيص الله س99بحانه وتع99الى وإف99راد بالعب99ادة وح99ده –أي توحي99د األلوهي99ة- ال يت99أتى إال بع99د توحي99د ربوبيته واإليم99ان والتص99ديق بأن99ه س99بحانه وتع99الى ه99و

الخالق وحده، فال ند وال شريك له. فمقصود القرآن الكريم هو توحيد األلوهي99ة، وه99و متضمن لتوحيد الربوبي99ة من غ99ير عكس، وبه99ذا ق99الت

ه لفسدتا﴿اآلية: .﴾لو كان فيهما آلهة إال الل وق99د أش99ار إلى م99ا ذكرن99اه ش99يخ اإلس99الم )ابن

تيمية( رحمه الله.

منهج الجدل والمناظرة في تقرير االعتقاد، د/ عثمان علي) (1حسن.


211

ب- إن بع99د ثب99وت وج99ود الل99ه س99بحانه وتع99الى بش99تى ال99دالئل وال99براهين، وأن99ه ج99ل وعال ه99و اإلل99ه الخالق لهذا الكون وما ب99ه من مخلوق99ات وموج99ودات، فإنه ال يقب99ل العق99ل الس99ليم، إال وأن يك99ون ه99ذا اإلل99ه الخالق إله99ا واح99دا، ال ش99ريك وال ن99د ل99ه، حيث ي99ترتب على ذلك تخصيصه وإفراده وحده جل وعال بالعبودي99ة، فال يعبد غ99يره من أص99نام وأحج99ار وأباطي99ل وأك99اذيب،

وأوهام وظنون. فالفطرة السوية والعقل السليم ال يقبالن إال وأن يكون العبد المخلوق خاضع لسلطان ونفوذ إل99ه واح99د، وه99و اإلل99ه الخ99الق، وأن تك99ون العب99ادة ل99ه ج99ل وعال وحده، فال تكون ألحد سواه؛ ألنه إذا كان للكون إله99ان خالقان له، بم99ا في99ه من مخلوق99ات وموج99ودات، أو إذا ك99ان ل99ه أك99ثر من إلهين، ف99إن اإلنس99ان كعب99د مخل99وق ملزم بالخضوع لسلطانهم جميعا، ومن ثم الطاعة لهم

والقيام والتنفيذ بكل ما أمروا به. وال شك أن أوامرهم وتكاليفهم –اآلله99ة الباطل99ة-

سوف تكون مختلفة ومتناقضة ومتضاربة. وعن99د ذل99ك، ال ي99دري اإلنس99ان المس99كين، كعب99دا من تل99ك األوام99ر والتك99اليف ينف99ذها، وألي مخل99وق، أي

من تلك اآللهة يطيع. وإذا ق999ام ذل99ك العب999د المخل999وق بتنفي999ذ أوام99ر وتك99اليف أح99دهم –اآلله99ة- فإن99ه س99وف يع99رض نفس99ه

لسخط اآللهة األخرى، وعقابهم له، وإذا ما كان ذلك. فما ح9ال ه9ذا اإلنس9ان كعب9د مخل9وق؟! أمث9اب أم

معاقب أم جامع لألمرين معا؟! ال ش99ك أن ذل99ك األم99ر مح99ال وال تقبل99ه الفط99رة السوية، وكذلك ال يقبلها العقل السليم ال99ذي خلق99ه الل99ه


2

تع99الى لن99ا، لنص99ل ب99ه إلى الح99ق اليقين، ال إلى ال99وهموالظنون.

إن ص99احب الفط99رة الس99وية والعق99ل الس99ليم ال يقب99ل إال وأن يك99ون ه99ذا اإلل99ه الخ99الق واح99دا، ف99ردا،

صمدا، ال شريك وال ند له، مصداقا لقول الله تعالى: ون﴿ ركاء متشاكس99 ه مثال رجال في99ه ش99 رب الل ض99

99ل ه ب تويان مثال الحم99د لل لما لرج99ل ه99ل يس99 ورجال س99.[29]الزمر: ﴾ أكثرهم ال يعلمون

يعني: أن ذلك الرجل العب99د ال99ذي يملك99ه ش99ركاء متن9999ازعون ومختلف9999ون في أه9999وائهم ومط9999البهم وأوام99رهم، ال يس99توي م99ع ه99ذا الرج99ل العب99د ال99ذي ال يملكه إال سيده فقط، وهو خالص له، فكان هذا المث99ل القرآني تشبيها لحال المشرك ال9ذي يعب99د آله9ة أخ9رى مع الل99ه تع99الى، وح99ال الم99ؤمن ال99ذي ال يعب99د إال الل99ه تعالى وحده، الذي ال ند وال شريك له، ف99أين ذل99ك من

هذا؟ وأيضا: فإن م99ا أش99رنا إلي99ه، مص99داقا لق99ول الل99ه

تعالى:بحان الله رب﴿ دتا فس99 لو كان فيهما آله99ة إال الله لفس99

.[22]األنبياء: ﴾ العرش عما يصفون أي أن99ه: إذا ك99ان م99ع الل99ه آله99ة أخ99رى لفس99دت الس99999موات واألرض، الختالفهم وتن99999ازعهم، ومن ثم اختالف أوامرهم وتك99اليفهم، وتض99اربها وتناقض99ها كم99ا

أشرنا.ونشير إلى:

أن اآلية الكريمة لم تقل لو كان فيهما إلهان، ألن الفرض المقدر هو آلهة كثيرة تعبد م99ع الل99ه، كم99ا ك99ان

واقع المشركين.نخلص من ذلك:


211

ا أن يك99ون للك99ون ا وعقلي أن99ه من المح99ال فطريإلهان أو أكثر.

ل99ذ9ل9ك9:9 ف99إ9ن9 خ99ا9ل9ق9 ه99ذ9ا9 ا9ل9ك99و9ن9 و9م99ا9 ب99ه9 م9ن9 م9خ9ل9و9ق99ا9ت9 و9م9و9ج99و9د9ا9ت9 ه99و9 ا9ل9ل99ه9 س99ب9ح9ا9ن9ه9 و9ت9ع99ا9ل9ى9

و9ح9د9ه9،9 ا9ل9خ9ا9ل9ق9 ل9ك9ل9 ش9ي9ء9،9 ف9ال9 ن9د9 و9ال9 ش9ر9ي9ك9 ل9ه9.9


2

ج<- قول الله تعالى: 99ه إذا﴿ 99ان مع99ه من إل 99د وم99ا ك ه من ول خذ الل ما ات

هم على بعض 99ه بم99ا خل99ق ولعال بعض99 99ل إل ﴾ل99ذهب ك.[91]المؤمنون:

إن هذه اآلية الكريمة حجة على من أنكر وحدانية الل99ه تع99الى، حيث ق99امت بمخاطب99ة العق99ل البش99ري استدالال بم99ا فط99رت علي99ه النفس، دون عم99ل فك99ري

معقد. فهذه اآلية الكريمة: ق99د نفت أن يك99ون لل99ه ول99د، حيث ال يتقرب إليه بعب99ادة ذل99ك الول99د، وفي ه99ذا نفي

لتأليه الوسائط بين الله سبحانه وتعالى وبين عباده. ثم نفت هذه اآلية الكريم99ة أن يك99ون هن99اك آله99ة أخرى تعبد على سبيل الشركة مع الله تعالى؛ ألن99ه ل99و كان هناك من يستحق العب99ادة مع99ه لك99ان ال يخل99و من

احتمالين:االحتمال األول:

إما أن يكون كل إله قادرا، فيتحقق بذلك الفرض ﴾،إذا لذهب كل إله بم99ا خل99ق﴿األول، وهو قوله تعالى:

ومعلوم أن ذلك لم يح99دث، وبم99ا أن99ه لم يح99دث، ف99إنذلك يدل على أن الخالق إنما هو إله واحد.

االحتمال الثاني: أن يكون أحدهم قادرا دون اآلخرين، أي أن يكون أحدهم قادرا وغيره عاجز، وهنا يصدق الف99رض الث99اني

﴾ ومعلوم أنولعال بعضهم على بعض﴿في قوله تعالى: ذلك لم يقع، فدل هذا على امتناع وجود إله قادر وآخ99ر

عاجز.أي أنه ال يوجد إال إله واحد، له طالقة القدرة.

ولو فرض وجود إله قادر وآخر عاجز، لك99ان اإلل99ه الق99ادر ه99و اإلل99ه دون بقي99ة اآلله99ة، ولكن ف99رض آله99ة

أخرى مع الله سبحانه وتعالى مستحيل.


211

فالله سبحانه وتعالى هو اإلله الواحد األحد، ال99ذيال شريك له وال ند له.

﴿د- قول الله تعالى: .[3]اإلخالص: ﴾ لم يلد ولم يولد ه9ذه اآلي9ة الكريم9ة بم9ا فيه9ا من ألف9اظ م9وجزة: إشارة إلى أزلية الله سبحانه وتعالى، وتن9زيهه ج99ل وعال عن اتخاذ الولد، فكما أن99ه س99بحانه وتع99الى لم يول99د من شيء قب99ل، فه99و ج99ل وعال لم يل99د ش99يئا، فال حاج99ة ل99ه

سبحانه وتعالى بذلك. فالله سبحانه وتع99الى ه99و األول ال99ذي ليس قبل99ه شيء، فكان الل99ه تع99الى وال أح99د س99واه، فلم يل99د ولم يولد؛ ألنه ليس شيء يولد إال سيموت، وهذا محال في

صفات الله جل وعال. ولنتساءل مفترضين وج99ود آله99ة أخ99رى م99ع الل99ه

تعالى: - من ال99ذي أوج99دهم جميع99ا؟ حيث إن99ه ال ب99د من

واجد لهم. - هل من العدم، من ال شيء؟ مستحيل، إن العدم

ال يوجد شيئا، ألنه معدوم. إذن، فال ب999د من واج999د لهم –إل999ه آخ999ر- ل999ه من

المقدرة ما يفوق مقدرتهم جميعا. إذن: فمن الذي أوجد هذا اإلله ال9ذي أوج9د غ9يره

من اآللهة؟ فإذا قلنا: إن الذي أوجد هذا اإلله السابق إله آخر يملك من المقدرة ما يفوق99ه، وإذا اس99تمررنا في مث99ل ذلك التساؤل، فإن ذل99ك يقودن99ا إلى تسلس9ل ال نه99ائي

(1 )من نفس تلك التساؤالت ومن مثل تلك األجوبة.

وذلك أمر يستحيل أن تقبله فطرة سوية أو عقلسليم.



2

وأيضا فإن مثل تلك اآلله99ة المزعوم99ة المفترض99ة تك99ون مخلوق99ة، ملزم99ة بطاع99ة وعب99ادة من خلقه99ا...

وهكذا. إذن: ال بد وأن يكون اإلله إلها واحدا فق99ط، ليس ألحد سواه القدرة على الخلق، وأنه يمل99ك من طالق99ة القدرة على أن يخلق من العدم، وال بد وأن يكون اإلله الخالق متصفا بصفة الحياة األزلية واألبدي99ة، أن يك99ونا بذاته على الدوام، ال تأخ99ذه دائما في وجوده، باقيا حي سنة –غفلة- وال نوم، ولم يولد من شيء، قائما بنفسه وغ99ير مفتق99ر إلى غ99يره أو إلى ش99يء يوج99ده، فه99و

سبحانه وتعالى الدائم الباقي بذاته على الدوام.ولما أشرنا إليه:

فإن اإلجابة للتساؤل الخ99اص به99ذا الفص99ل ال99ذيطرحناه في البداية:

- أنه ال يمكن أن يكون لهذا الكون إلهين أو أك99ثر، وأن الله سبحانه وتعالى وح9ده ه9و اإلل9ه الخ9الق له99ذا الكون المنظور بما فيه من مخلوقات وموجودات، وهو

سبحانه وتعالى وحده الخالق لكل شيء.


211

هل يشترط لإليمان باإلله الخالق سبحانهوتعالى رؤيته عيانا؟

وهل عدم رؤيته دليل على عدم وجوده؟! إن الدليل الحسي المباشر دليل مقبول عند كافة العقالء، وله في الدين مكانة كبيرة، لكن األدلة العلمية ليست محصورة في هذا الدليل، ب99ل إن اإلص99رار على ع99دم قب99ول أي دلي99ل آخ99ر غ99ير ه99ذا ال99دليل الحس99ي

المباشر هو نفسه من عالمات عدم العقالنية. ولو أن العلماء الطبيعيين من فيزي9ائيين وكيمي9ائيين وأحيائيين وغيرهم، وسائر العقالء لم يقبلوا دليال غير ه99ذاالدليل لما تقدم علم من العلوم، بل وال قامت له قائمة.

(1)

لقد ثبت لدينا بكافة أنواع األدلة )من أدلة فطرية وحس999ية وعقلي999ة وعلمي999ة..( وج999ود اإلل999ه الخ999الق

ووحدانيته، وقد سبق أن أشرنا إلى ذلك.ا على ونضيف إلى ما أثبتناه سابقا م99ا يجيب علمي مثل ذل99ك التس99اؤل ال99ذي ق99د ابت99دئ ب99ه كعن99وان له99ذا

الفصل:ا، - إن ق99انون الجاذبي99ة ال يمكن مالحظت99ه قطعي وك99ل م99ا ش99اهده العلم99اء ال يمث99ل في ذات99ه ق99انون الجاذبي99ة، وإنم99ا هي أش99ياء أخ9رى اض9طروا ألجله99ا أن يؤمنوا بوجود هذا القانون، واليوم فإن ق99انون الجاذبي99ة يلقى قب99وال عام99ا، وه99و ال9ذي كش9ف عن99ه ني99وتن ألول

مرة، وأصبح هذا القانون حقيقة علمية، لماذا؟ ذل999ك ألن ق999انون الجاذبي999ة يفس999ر لن999ا بعض

مالحظاتنا. إذن: فليس بالزم أن الحقيق999ة هي م999ا علمن999اه

مباشرة بالتجربة.



2

فالجاذبية لم تر ولم تشاهد عيانا، وم99ع ذل9ك فهي حقيق99ة علمي99ة، ال يمكن ألح99د إنكاره99ا لع99دم رؤيته99ا

ومشاهدتها. فما بال الملحدين المنكرين لوج99ود اإلل99ه الخ99الق سبحانه وتعالى يشترطون رؤية الله تعالى لإليمان ب99ه،

ويقولون بأن عدم رؤيته دليل على عدم وجوده!!فما بالهم يناقضون أنفسهم؟!

وما بالهم يتناقضون مع مبادئ العلم الحديث؟! وهذا م99ع عظيم الف99ارق بين اإلل99ه الخ99الق لكاف99ة المخلوقات والموجودات، وبين غيره من عب99د مخل99وق

ضعيف. فإذا عجز اإلنس99ان عن رؤي99ة مث99ل الجاذبي99ة وهي من بديع صنع الله تعالى، فهل يس99تطيع أن ي99رى اإلل99ه الخ99الق ل99ه وللجاذبي99ة ولغيره99ا من كاف99ة المخلوق99ات

والموجودات؟ا كمث99ال لتوض99يح أن وقياسا على م99ا ذكرن99اه علمي الحقيقة ليست محصورة في الدليل الحس99ي المباش99ر، وغير مقتصرة عليه، نضرب هذه األمثلة البينة، لكل من ل99ه فط99رة س99وية وعق99ل س99ليم –وإن لم يكن عالم99ا

ا أو غيره- وذلك لتأكيد ما ذكرناه: فيزيائيبد: أ- اللبن والز

معلوم لكل كبير وص99غير، متعلم وغ99ير متعلم، أناللبن يستخرج منه الزبد.

ب99د المس99تخرج من اللبن فه99ل يمكن أن ن99رى الزه، وه9999و على حالت9999ه الطبيعي9999ة حين حلب اللبن ودر

السائلة؟! بالطبع: ال. فه9999ل يمكن من ه999ذا اللبن وه9999و على حالت9999هه، أن نس99تخرج من99ه الزب99د؟! 99ه ودر الطبيعي99ة، حين حلب بالطبع: كال، حيث إن اللبن ال بد وأن يمر بعدة مراح99ل

قبل إتمام هذه العملية.


211

فإذا كنا ال نستطيع أن نرى الزب99د في اللبن، وه99و بين أيدينا –في حالته الطبيعية السائلة- وال نستطيع أن نستخرجه منه آنذاك، فهل نستطيع أن ن99رى ه99ذا اإلل99ه

الخالق لنا والخالق لكافة المخلوقات والموجودات؟! الجواب المؤكد: الذي ال ب99ديل ل99ه وال حي99اد عن99ه:

كال.


2

ب- العقل: لقد منحنا الله سبحانه وتعالى هذا العقل لنتفكر به في عظيم آيات99ه الدال99ة على وج99وده س99بحانه وتع99الى، وعلى وحدانيته، ومن ثم التعرف على عظيم صفاته جل وعال، ومن ثم التذكر بعظيم نعمته تبارك وتع99الى علين99ا،99د وال ومن ثم إفراده عز وجل بالعبادة وح99ده، حيث ال ن

شريك له.ا مما ذكرناه. فالعقل السوي ال ينكر أي

وبالعق999ل الس999ليم تحص999ل الت999ذكرة واالنتف999اع بالموعظة، فال يستطيع أحد أن ينكر وجود ه99ذا العق99ل

الذي نفكر به.ونتساءل مثلما تساءلنا من قبل:

ه99ل يس99تطيع أح99د من الملح99دين أو المنك99رين لوج99ود الل99ه تع99الى أن ي99رى عقل99ه ال99ذي يفك99ر ب99ه

ويتفلسف به؟! بالطبع: ال. فهل يمكن إنكار وجود العق99ل لع99دم رؤيتن99ا ل99ه؟!

بالطبع: ال. إذن: فال يع999د رؤي999ة العق999ل ش999رطا لالع999تراف

والتصديق بوجوده. ولكن: لماذا يشترط مث9ل ه9ؤالء الملح9دين رؤي9ة الله تعالى لإليمان به، ويقولون ب99أن ع99دم رؤيت99ه دلي99ل

على عدم وجوده؟! الجواب: ال شك أن الدافع وراء مثل ذل9ك االش9تراط ه9و الغ9رور والك9بر عن الخض9وع للح9ق، واتب9اعهم له9وى النفس وشهواتها، وس9وف ين9الون من الل9ه ع9ز وج9ل م9ا

يستحقونه جراء ذلك االفتراء والكبر.ج<- الروح:

لقد منحنا الله تبارك وتعالى هذه الروح لنحيا به99ا وفقا للحياة التي أراده99ا الل99ه ع99ز وج99ل لن99ا، واالل99تزامنها جل وعال لنا على ألسنة أنبيائ99ه بالضوابط التي قد بي


211

ورسله، وفي الكتب ال99تي أنزله99ا عليهم، إلى أن ي99أذنسبحانه وتعالى بقبض أرواحنا.

وال أحد يستطيع أن ينكر وجود ه99ذه ال99روح ال99تيفي نفسه وبين جنبيه.

وللتوض99يح: نوجه مث99ل ه99ذه التس99اؤالت –مثلم99ا تس99اءلنا من قب99ل- ل99ذلك الملح99د الجاح99د لوج99ود إله99ه

وخالقه، ونقول:- هل تعتقد أن فيك روحا؟

فيقول: بالطبع نعم.- هل رأيت هذه الروح؟

فيقول: بالتأكيد ال. - هل ع99دم رؤيت99ك لروح99ك تجعل99ك تنك99ر وتجح99د

وجودها؟!فيقول: ال.

فإذا كنت ال تنكر هذه الروح م99ع أن99ك ال تس99تطيع أن ترى روحك التي هي في نفسك، وبين جنبي99ك، فم99ا بالك تنكر وجود هذا اإلله الخالق جل وعال لعدم رؤيتكا ال يغني من الحق شيئا، وم99ع ذل99ك له، حيث تتوهم ظن

تستند إليه؟ وما بال99ك تح99اول أن تقن99ع نفس99ك مخادع99ة بغ99ير

المعقول من األوهام والظنون الكاذبة؟! وال ش999ك من وج999ود الف999ارق العظيم بين اإلل999ه

الخالق العظيم وبين روح العبد المخلوق الصغير. إن الله سبحانه وتعالى قد جعل لنا الكثير والكثيرنات ال99تي تش99هد بوج99وده ج99ل من اآليات البالغات، البي

وعال ووحدانيته وعظيم صفاته وطالقة قدرته. لذلك: فإنه ال يشترط لإليم9ان به99ذا اإلل9ه الخ9الق99ا، حيث إن ليس في ع99دم رؤيت99ه العظيم أن ن99راه عيان

دليل على عدم وجوده.


2

صفات اإلله الخالق عند المسلمين لق999د ثبت ل999دينا بيقين وحداني999ة اإلل999ه س999بحانه وتع99الى، الخ99الق له99ذا الك99ون المش99هود بم99ا في99ه من مخلوقات وموجودات، والخالق لكل شيء كم99ا أش99رنا س99ابقا، حيث إن99ه من المس99تحيل وج99ود أي من آله99ة

أخرى مع الله عز وجل. وتبعا لما قد أوض99حناه من وحداني99ة الل99ه س99بحانه وتعالى، فإنه يلزمنا اإليمان والتصديق بأن الله سبحانه

وتعالى هو الخالق المالك المدبر لجميع األمور... وهذا هو ما يس9مى بتوحي9د الربوبي9ة لل9ه ع9ز وج9ل،

حيث إنه ال رب سواه جل وعال.وننوه إلى:

إذا ما أقررنا بتوحي99د الربوبي99ة لل99ه ع99ز وج99ل، فإن99ه يلزمنا إفراد الله سبحانه وتع99الى بالعب99ادة وح99ده، ب99أن ال يتخذ اإلنسان مع الله تعالى أو ش99ريكا، يعب99ده أو يتق99رب إلي99ه بتق99ديم الق99رابين أو غيره99ا، حيث إن الل99ه س99بحانه وتعالى هو المستحق بالعبادة وحده دون غيره، وهذا ه99و

ما يسمى بتوحيد األلوهية. فلو فرض أن رجال يقر إقرارا ك99امال بتوحي99د الربوبي99ة لله جل وعال، وأنه جل وعال ه99و الخ99الق، ال99رازق، المال99ك، المدبر لجميع األمور... ولكنه –ذل9ك الرج9ل- يعب9د م9ع الل9ه جل وعال غيره، كأن يذهب إلى القبر فيعبد صاحبه، فيدعوه أو ينذر له قربانا يتقرب به إليه، فإن9ه –ذل9ك الرج9ل- ب99ذلك يكون قد أشرك بالله تعالى، وصار مستحقا لعقاب9ه وعذاب9ه جل وعال، ألنه وإن كان قد أقر بتوحيد الربوبية ج99ل وعال إال أنه صرف عبادته لغير الله سبحانه وتعالى، فلم ينفعه بذلك

إقراره بتوحيد الربوبية.وننوه أيضا إلى:

أنه كما ألزمنا اإليمان بوحدانية الله س9بحانه وتع9الى وإفراده بالربوبي99ة وتوحي99د ألوهيت99ه بع99دم عب99ادة غ99يره أو تقديم القرابين لهم تقربا إليهم، فإن اإليم9ان بتوحي9د الل9ها بتوحي99د أس99مائه وص99فاته من سبحانه وتعالى يلزمنا أيض99 حيث إفراد الله سبحانه وتعالى بما سمى به نفسه، وبم99ا


211

من غ99يروصف به ذاته في كتابه أو على لسان رسوله تحريف وال تعطيل، ومن غير تكييف وال تمثيل.

يعني: أنه ال بد من اإليمان بما س9مى الل99ه تع9الى به نفسه وبما وصفها به من صفات على وجه الحقيق99ة ال المجاز، ولكن من غ9ير تك9ييف وال تمثي99ل، فال ن9دعي

ما ليس لنا به علم. فنثبت لل99ه ع99ز وج99ل م99ا أثبت99ه لنفس99ه وأثبت99ه ل99ه

99ا بال تمثي99ل والرسوله محمد من أسماء وص99فات إثبات تكييف، وننفي عنه جل وعال ما نفاه عن نفس99ه س99بحانه

من أس999ماءوتع99الى وم99ا نف99اه عن99ه رس99وله محم99د وصفات نفيا بال تعطيل وال تحريف، في إطار ق99ول الل99ه

ء تعالى: ﴾لي?س كمث?له شي? .[11]الشورى: ﴿ فاإلله الخالق ج99ل وعال ال يمكن أن يك99ون ع99دما،

وهذا أمر بديهي. وإذا لم يكن ع99دما، فال ب99د أن يوص99ف بص99فات

ثبوتية. وال يمكن ل99ه ج99ل وعال أن يك99ون ذا وج99ود ذه99نيد، ألنه سبحانه وتعالى هو خالق األذهان، فوج99وده مجر

جل وعال سابق لوجودها –األذهان-.ه صفات اإلله الخالق جل وعال لذلك، فإن من شب بصفات الموجودات المخلوقة، فكأنه يعبد ص99نما، ومن تأول صفات اإلله الخالق جل وعال تأويال يعطل معانيه99ا

فكأنه يعبد عدما. وكان ما أشرنا إليه بإيجاز هو ما ذكره أه99ل العلم من أن99واع التوحي99د الثالث99ة: توحي99د الربوبي99ة، وتوحي99د

األلوهية، وتوحيد األسماء والصفات.وتمهيدا لتوضيح صفات اإلله الخالق، نشير إلى:

غريزت99هأن اإلنس99ان بفطرت99ه ي99ؤمن برب99ه، وأن على اإليمان بوجود الل99ه ع99ز وج99ل،الفطرية قد جبلت

واإليم999ان بحس999ن ص999فاته وعظيم قدرت999ه، حيث إن الفطرة السوية تتطلع دائما إلى إل99ه خ99الق ق99ادر عليم


2

حكيم... إلى غير ذلك من صفات الله تع99الى وأس99مائهالحسنى.


211

ولق99د وهبن99ا الل99ه س99بحانه وتع99الى نعم99ة العق99ل،لنا ب99ه عن كث99ير من خلق99ه، لنص99ل ب99ه في زنا وفض99 ومي التعرف على عظيم قدرته وحكمت99ه... إلى خ99ير مق99ام

وأعلى درجة ومنزلة تليق بعظمته جل وعال. فاإلنس9ان م99ع كون9ه مخل9وق، فإن9ه يحكم ويعم9ل عقله، ويسعى جاهدا للوصول به إلى م99ا ه99و األحس99ن واألفض99ل من ص99فات وغيره99ا بالنس99بة ل99ه وفي ك99ل

شيء. ف99إذا م99ا امت99دح ش99خص م99ا ذا ج99اه وس999لطانا- فإنن99ا نص99ل بحس9ن خلق99ه، وجمي99ل ص99فاته –افتراض99 بعقولنا وتصوراتنا إلى وضع ه99ذا الش99خص في أحس99ن

تصور ممكن وأفضل منزلة. وك99ذلك إذا م99ا وص99ف بن99اء م99ا بعل99وه وش99موخه، وجماله، وحسن أساسه وصفاته –افتراضا- فإنن99ا نص99ل بعقولن99ا وتص99وراتنا إلى وض99ع ه99ذا المب99نى في أحس99ن

له. تصور يمكن تخي فإذا كان ما أشرنا إليه من حسن التصور ه99و في شأن عبد مخلوق أوفي شأن م99ا ه99و مص99نوع موج99ود،

فما بالنا باإلله الخاق الواجد؟! أفال نص99ل به99ذه النعم99ة العظيم99ة –العق99ل- ال99تي وهبنا الله تب99ارك وتع99الى إياه99ا إلى أن نعظم الل99ه ع99زه هذا اإلله العظيم، الخ99الق وجل حق التعظيم، وأن ننز لن99ا والواج99د لك99ل ش99يء، عن م99ا ال يلي99ق ب99ه س99بحانهب وتعالى من صفات نقص، وعيب، وذم، مما ق99د ينس9999ذب اليه99ود، وغيرهم99ا إليه من اف99تراءات النص99ارى، وك من األمم السابقة، والف99رق الباطل99ة المعاص99رة؟! وأن نقر بعظيم قدرته وكمال حكمته، وحس9ن خلق9ه... لم99ا

قد خلق لنا من اآليات والشواهد الدالة على ذلك؟!


2

باإلس99الم دين99الق99د ج99اء رس99ول الل99ه محم99د وش99ريعة من الل99ه تب99ارك وتع99الى، متض99منا االعتق99اد والتص99ور الس99ليم في الل99ه س99بحانه وتع99الى، اعتق99ادا وتص99ورا ترتض99يه الفط99ر الس99وية والنف99وس الزكي99ة، اعتقادا وتصورا ليس فيه إعنات للعقل أو قهر لل99ذهن،

اعتقادا وتصورا يقبله كل عقل سليم. بما فيه التعظيم للرب جللقد جاء رسول الله

وعال من توحي99د للربوبي99ة واأللوهي99ة وتوحي99د لألس99ماءوالصفات، كما أشرنا سابقا.

بتنزيه الله سبحانه وتعالىوقد جاء رسول الله عن ك99ل م99ا ال يلي99ق ب99ه من أفع99ال وأق99وال وص99فات،ب إلي99ه من ق99دح وتنزيهه س99بحانه وتع99الى عن م99ا نس99 وعيب، ونقص وذم... كأن ينس99ب إلي99ه اتخ99اذه ص99احبة وولدا مثلما افترت النص99ارى أو ك99أن يوص99ف بأن99ه إل99ه طائفة معينة من البشر مثلما كذب اليه99ود وق99الوا ب99أن الرب هو رب بني إسرائيل أو كأن ينس99ب إلي99ه العج99ز والض99عف كادع99اء المج99وس... أو إلى غ99ير ذل99ك من افتراءات المخلوق على الخ99الق، تع99الى الل99ه عن ك99ل

ذلك علوا كبيرا. ب99القرآن الك99ريم متض99منالقد جاء رس99ول الل99ه

لقول الله تعالى: ميع البصير ﴿ ]الش999ورى:﴾ليس كمثله شيء وهو الس

11]. حيث إن ص999فات الل999ه تع999الى الخ999الق ليس999ت

كصفات عباده المخلوقين. فقد بلغت صفات الله ع99ز وج99ل الغاي99ة والكم99ال

المطلق في حسنها وجمالها، وذاتها ودالالتها.


211

فالل99ه س99بحانه وتع99الى أول ليس قبل99ه ش99يء، متص99ف بص99فات الكم99ال قب99ل ك99ل ش99يء، فأس99ماؤه

وصفاته جل وعال أزلية أبدية. وكما أنه سبحانه وتع99الى في ذات99ه أول بال ابت99داء، فك99ذلك أس99ماؤه وص99فاته تابع99ة لذات99ه ج99ل وعال، فهي أولية بأولية الله تعالى بال ابتداء، وك9ذلك فإن9ه س99بحانه وتع99الى ال يكتس99ب ص99فة جدي99دة لم تكن ل99ه، وال يفق99د

صفة كانت له. بقول الله تعالى:لقد جاء رسول الله

99د ولم﴿ مد * لم يل ه الص99 ه أح99د * الل ق99ل ه99و الل.]سورة اإلخالص[﴾يولد * ولم يكن له كفوا أحد

فالل99ه س99بحانه وتع99الى ه99و اإلل99ه الواح99د األح99د، المنف9رد الذي ال مث9يل له، ف9ال يستوي مع سائر خلق99ه، وال يسري عليه قانون أو قي99اس أو قواع99د تحكم99ه كم99ا تحكمهم، وهو سبحانه وتعالى الص99مد: الس99يد المط99اع، الذي يقصد إليه في الحوائج على الدوام، ولم يتخذ الله سبحانه وتعالى أيا من ولد، فهو ج99ل ش99أنه لم يل99د ولم

يولد، وهو الخالق، الغني عن اتخاذ ولد. وهو س9بحانه وتعالى ليس له مك99افئ أو مم999اثل،

فالله س9بحانه وتعالى ليس كمثله شيء. ولمزي99د من التع99رف على ص99فات الل99ه تع99الى وأسمائه الحسنى يرجى الرجوع إلى الكتب اإلسالمي9ة التي تخصصت في إيض99احها وش99رحها، وبص99فة خاص99ة كتاب: أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والس99نة،

للدكتور/ محمود عبد الرازق الرضواني. كان ما أشرنا إلي99ه بإيج99از بعض من ص99فات الل99ه سبحانه وتعالى التي يعتقدها المسلم في إلهه وخالقه، والتي ال ينبغي أن يحيد عنها كل ذي عقل سليم رش99يد

وكل ذي فطرة سوية نقية، بل وليس له ذلك. وهناك صفات لله سبحانه وتع99الى، وددن9ا أن نش9ير إليها مفصلة، في غير إجمال، وذلك نظ99را ألهميته99ا، وم99ا


2

ق99د يتلبس على البعض عن99د معرفت99ه به99ا، ومن ه99ذهالصفات:

- صفة الخالقية نفسها:1وهي التي وردت في مثل قول الله تعالى:

ه خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل﴿� ﴾الل.[62]الزمر:

حيث إن الله عز وجل هو الذي أوجد جميع األشياء بعد أن لم تكن موجودة، وقدر أمورها في

األزل بعد أن كانت معدومة. فالله سبحانه وتعالى هو الخالق ال9ذي ينش9ئ من العدم بتقدير وعلم، ثم بتصنيع وخلق عن قدرة وغ99نى،

مصداقا لقوله تعالى: 99ون﴿ يئا أن يق99ول ل99ه كن فيك ما أم99ره إذا أراد ش99 ﴾إن

، وهو سبحانه وتعالى الخالق الذي يبدع في خلقه[82]يس: كما وكيفا.

- صفتا األزلية واألبدية:2 وهما الصفتان الواردتان في القرآن الكريم، مث99ل

قوله تعالى:.[3]الحديد: ﴾ هو األول واآلخر﴿

فالل99ه س99بحانه وتع99الى س99ابق في وج99وده لك99ل موج99ود س99واه، وه99و ج99ل وعال الب99اقي بع99د زوال ك99ل مخل99وق زائ99ل، وه99و س99بحانه وتع99الى األول ال99ذي لم يسبقه في الوجود شيء، وه99و ال99ذي عال بذات99ه وش99أنه فوق كل ش99يء، وال يحت99اج إلى غ99يره في ش99يء، وه99و

المستغني بنفسه عن كل شيء.ا ال ب9د وأن يك9ون فك9ون الل9ه س9بحانه وتع9الى أزلي

قائما بنفسه، مستقال عن غيره. وهو سبحانه وتع99الى المتص99ف بالبق99اء واآلخري99ة، فهو جل وعال الباقي بعد فناء الخل99ق، ويش99ير إلى ه99ذا

المعنى قوله تعالى:ك ذو الجالل﴿ ك99ل من عليه99ا ف99ان * ويبقى وج99ه رب

.[27، 26]الرحمن: ﴾واإلكرام


211

وهنا سؤال يطرح نفسه: عن كيفية الجمع بين وص99ف الل99ه ع99ز وج99ل بأن99ه اآلخ99ر الب99اقي، ال99ذي ليس بع99ده ش99يء، وبين بق99اء المخلوقات في الجنة ودوامها وأبديتها كما ق99ال تع99الى عن أهل الجنة ونعيمها ودوام متعتها ول99ذتها، في كتاب99ه

المجيد:دقهم لهم﴿ ادقين ص99 99وم ينف99ع الص99 ه ه99ذا ي ق99ال الل

ات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها أبدا رضي الله جن.[119]المائدة: ﴾ عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم

وق99ال ع99ز وج99ل عن أه99ل الن99ار وع99ذابها ودوامالشقاء ألهلها، في كتابه المحكم:

م﴿ 999ار جهن 999ه ن وله ف999إن ل ه ورس999 ومن يعص الل.[23]الجن: ﴾خالدين فيها أبدا

ك ذو ويبقى وج99ه رب ﴿وم99ا تفس99ير قول99ه تع99الى: 99رام والح99ديث ال99ذي رواه[27]ال999رحمن: ﴾الجالل واإلك كان يقول في دعائه: ))وأنت اآلخرمسلم، أن النبي

فليس بعدك شيء((. الجواب: إن بقاء أهل الجنة والن99ار أب99دا ق99د يب99دو متعارضا في ظاهر مع إفراد الله عز وجل بالبقاء، وأنه اآلخ99ر ال99ذي ليس بع99ده ش99يء، ولكن ذل99ك التع99ارض ي99زول إذا علمن99ا أن99ه ال ب99د وأن نف9رق بين بق99اء ال9ذات والصفات اإللهية وبين بق99اء المخلوق99ات ال99تي أوج99دها

الله عز وجل، كالجنة والنار وما فيها. فالجنة مثال باقية بإبقاء الله ع99ز وج99ل وله99ا، وم99ا يتجدد فيه99ا من نعيم متوق99ف في وج99وده على مش99يئة

الله جل وعال. أم99ا ذات الل99ه س99بحانه وتع99الى وص99فاته فباقي99ة

ببقائه.ان الف99ارق بين م99ا يبقى ببق99اء الل99ه س99بحانه وشت

وتعالى، وبين ما يبقى بإبقائه جل وعال.


2

فالجنة مخلوقة، حيث خلقها الله عز وجل، وكائنةبأمره، وهي رهن مشيئته وحكمته.

فخلود الجنة وأهلها إلى ما ال نهاية إنما هو بإبق99اء الل999ه ج999ل وعال وإرادت999ه، فالبق999اء والخل999ود ليس من خصائص المخلوقات وال من خصائصها الذاتي99ة، ب99ل إن

من طبيعتها جميعا الفناء. والخلود ال يكون لذات المخلوق أو طبيعته، وإنم99ا

(1)هو بمدد دائم من الله تعالى وإبقاء مستمر ال ينقطع.

أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة، للشيخ/) (1محمود عبد الرازق الرضواني.


211

- صفة العلم:3يكفيكهم﴿وهذه الصفة كما في ق99ول تع99الى: فس99

ه وه99و اللميع الس999

﴾العليم ]البق999999رة:

137]. إن الله عز وجل من صفاته أنه عليم بما كان وما هو كائن وما سيكون، حيث إنه جل وعال ال يخفى علي99ه خافية في األرض وال في السماء، سبحانه أحاط علم99ه بجميع األشياء ظاهرها وباطنها، دقيقها وجليله99ا، فيعلم

بالشيء قبل كونه. فالله عز وجل عالم بما ك99ان وم99ا ه99و ك99ائن وم99ا سيكون، وما لو كان كيف يكون على ما اقتضته حكمته

.(1)البالغة إن علم سبحانه وتعالى يوصف بالعلم الش99مولي،

حيث يسع ويشمل علمه جل وعال كل شيء.ان الف999ارق بين علم اإلل999ه األزلي األب999دي وش999ت الخالق وبين علم العبد الفاني المخلوق، فعلم الله جل وعال ه9و العلم الواس9ع الكام9ل ال9ذي ال يس9بقه جه99ل،

بينما علم المخلوق الضيق المحدود مسبق بالجهل. فاس999م الل999ه »العليم« كم999ا في ورد في اآلي999ة الكريمة وغيرها مرادا به العلمي99ة، وداال على الوص99فية

وكمالها.- صفة القدرة:4

وك9ان الله على﴿وهذه الصفة كما في قول الله تعالى: اء وه9و العليم﴿،9 [45]الكهف: ﴾ كل شيء مقتدرا يخلق م9ا يش9

.[54]الروم: ﴾ القدير

أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة، للشيخ/) (1محمود عبد الرازق الرضواني.


2

إن الله عز وج99ل من ص99فاته أن99ه ق99ادر على ك99ل شيء وهذا المعنى قد دل عليه اسمه )المقت99در( ال99ذي

ورد في اآلية الكريمة األولى. وه9و س99بحانه وتع9الى المقت99در المحي9ط بالش9يء إحاط99ة تام99ة، والمتمكن من99ه بق99وة، والمس99يطر علي99ه

بإحكام كامل وقدرة، فال يمتنع عليه شيء. - إن ق999درة الل999ه ع999ز وج999ل توص999ف بالق999درة المطلقة، وهي التي ليست ألحد سواه جل وعال، فالله سبحانه وتعالى ه99و اإلل99ه األزلي األب99دي، الخ99الق لك99ل

شيء.- صفة الملك:5

هم﴿وه99ذه الص99فة كم99ا في قول99ه تع99الى: ق99ل الل.[26]آل عمران: ﴾ مالك الملك

إن الله عز وجل هو المالك لك99ل ش999يء، المال99ك لع99الم الغيب والش999هادة، فالل99ه س99بحانه وتع99الى ه99و

المالك على سبيل اإلطالق أزال وأبدا. فتع99الى﴿وهذه الصفة أيضا كما في قول99ه تع99الى:

99ريم 99ه إال ه99و رب الع99رش الك ه المل99ك الح99ق ال إل ﴾الل.[116]المؤمنون:

فالله عز وجل هو المل99ك ال99ذي ل99ه األم99ر والنهي في ملك99ه، وال99ذي يتص99رف في خلق99ه ب99أمره وفعل99ه،

فليس ألحد عليه فضل في قيام ملكه. فهو جل وعال يفعل ما يش9اء وم99ا يري99د وفق99ا لم99ا اقتضته حكمته البالغ99ة التام99ة، مص99داقا لقول99ه تع99الى:

.[16]البروج: ﴾فعال لما يريد ﴿ فالله عز وجل هو الملك الحق ال99دائم، فال خ99الق

ر له سواه جل وعال. للكون غيره، وال مدب- االستواء:6

حمن ال99ر ﴿وهذه الصفة كما في ق99ول الل99ه تع99الى: .[5]طه: ﴾على العرش استوى


211

وعلين99ا أن نعلم قب99ل أي ش99يء أن اس999تواء الل99ه سبحانه وتعالى على عرش9ه ال يماثله استواء المخل99وقعلى الشيء، فالله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء.

وعلينا أن نعلم: أن العرش هو أعظم مخلوق99ات الل99ه جل وعال، ولقد مجد الله عز وجل نفسه وامتدحها باستوائه

على العرش وأنه رب العرش، فقال:.[22]األنبياء: ﴾ فسبحان الله رب العرش عما يصفون﴿

واستواء الله سبحانه وتعالى على الع99رش يع99ني:ا يلي99ق بجاللت99ه وعظمت99ه، أنه عز وج99ل عال عل99وا خاص99

وهذا العلو ثابت لله تعالى على وجه الحقيقة. فالله سبحانه وتعالى عال على عرشه علوا يلي99ق به عز وجل، وال يش99بهه عل99و اإلنس99ان على س99ريره أو

على الفلك أو غير ذلك. ر االستواء باالستيالء فقد أخطأ خط99أ وأما من فس عظيم99ا: ألن ذل99ك يك99ون تحري99ف للكلم عن مواض99عه ومخ99الف لم99ا أجم99ع علي99ه ص99حابة رس99ول الل99ه

والتابعون لهم بإحسان، ويكون ذلك التفس99ير الخ99اطئمستلزم للوازم باطلة، ليس للمؤمن أن يتفوه بها.

إن االس99تيالء على الش99يء ال يك99ون إال في حال99ة وجود مضاد، فأيهما غلب يكون االستيالء ل99ه على ذل99ك الشيء، ومثل ذلك القول منكر باطل، فتعالى الله عن

أن يكون له مضاد ينازعه في ملكه. فالحق: أن استواء الله عز وجل على عرش99ه ه99و استواء وعل99و حقيقي، اس99تواء يلي99ق بجالل99ه وعظمت99ه،

ء وفقا لقول99ه تع99الى: ي? ﴾لي?س كمث?له ش<< ]الش99ورى: ﴿11].

وهذا هو المعنى المطابق للفظ، فالقرآن الك99ريم نزل باللغة العربية، واألصل فيما يدل علي99ه اللف99ظ في الق9رآن الكريم والس9نة النبوية أنه باق على ما تقتضيه

اللغة العربية من المعنى.


2

حمن على الع99رشوعندما سئل اإلم99ام مال99ك: ﴿ال99ر ، كيف استوى؟ قال رحمه الل99ه: االس99تواء[5]طه: ﴾استوى

معلوم، والكيف مجه99ول، واإليم99ان واجب، والس9ؤال عن99هبدعة.

وبعد إثباتن99ا الس99تواء الل99ه ع99ز وج99ل على عرش99ه اس99تواء يلي99ق بجالل99ه وعظمت99ه، وأن ه99ذا االس99تواء ال يمكن أن يشبه استواء اإلنسان المخلوق على سرير أو غيره، وأن الله س99بحانه ليس كمثل99ه ش99يء، ف99إن ه99ذا

يقودنا إلى تساؤل مهم وهو: أين الله؟ لقد أخبرنا الله جل وعال أن99ه في الس99ماء، مس99توماء أن أأمنتم من في الس99 ﴿على عرشه، فقال تع99الى:

.[16]الملك: ﴾يخسف بكم األرض فإذا هي تمور عن رب99ه أن99ه ج99ل وعال فيوقد أخ99بر الرس99ول

السماء، فقال: ))أال ت<<أمنوني وأن<<ا أمين من في الس<<ماء،

.]صحيح البخاري[ يأتيني الخبر صباح مساء(( للجاري99ة باإليم99ان عن99دماوقد شهد رسول الل99ه أخبرته أن الله في السماء.

ففي ص99999حيح مس99999لم: أن معاوي99999ة بن الحكم السلمي ضرب جارية ل99ه لتقص99يرها في الحف99اظ على

يس99تأذنه فيأغنام99ه، ثم ن99دم، فج99اء إلى الرس99ول ))أين الل<<ه؟(( وس99ألها: إعتاقها، فطلبه99ا الرس99ول

ق99الت: أنت))من أن<<ا((ق99الت: في الس99ماء. ق99ال: ]رواه ))أعتقها، فإنه<<ا مؤمن<<ة((رسول الله. ق99ال:

.مسلم[وننوه إلى:

أن قولنا بأن الل99ه ج99ل وعال في الس99ماء ال يع99ني وج99وده عزوج99ل داخ99ل الس99ماء، ولكن القص99د به99ذا القول: أن الله سبحانه وتعالى فوق السماء، عال فوق خلقه، غ99ير متص99ل بهم، وأن عل99وه ج99ل وعال ه99و عل99و ذات ومكانة وشرف وقهر، وه99و من الص99فات الالزم99ة

له جل شأنه.


211

وقد ثبت ما قلناه بالقرآن الكريم والس99نة النبوي99ةالصحيحة.

ويوضح ما أشرنا إليه ما أخبر الل99ه تع99الى ب99ه من كالم فرع99ون لل99ذين آمن99وا بموس99ى علي99ه الس99الم في

كم في ج99ذوع﴿كتابه الحكيم )القرآن الكريم(: بن ل وألص99خل .[71]طه: ﴾ الن

حيث إن فرعون توعد الذين آمنوا بإله موسى عليه السالم بالص99لب على ج99ذوع النخ99ل، وليس في داخله99ا، حيث ج999اء ح999رف »في« في اآلي999ة الكريم999ة بمع999نى:

»على«. وأيضا، فإن وجود الل99ه تع99الى ف99وق الس99ماء أم99ر99درك ب99الفطرة الس99ليمة، ويع99رف بالعق99ل الص99حيح ي

الصريح، وقد تبين ذلك من قول الجارية.


2

وقد يطرح تساؤال منكرا، وهو: هل معنى أن يوصف الله سبحانه وتعالى ب99العلو، أن هذه الصفة –العلو- تقتضي التحيز؟ أي وج9وده في مك9ان يحده، أو أن األمر على غ99ير ذل99ك، وأن99ه -تع99الى- يوص99ف

بوجوده في كل مكان؟ نجيب أوال قب99ل التوض99يح: ب99أن الل99ه ع99ز وج99ل يوص9ف بالعلو في غير تحيز، وأن99ه ج99ل وعال ال يوص99ف

بوجوده في كل مكان. نوضح أوال: إجاب9ة التس9اؤل الث9اني: ب9أن الل9ه ج9ل وعال ال يوصف بوجوده في كل مكان؛ وذلك ألن الفطرة السوية والعقل السليم الصحيح ينكران مثل ذلك الق99ول الفاحش، وال يوجد أي من الدالئل على مثل ذلك الق99ول من القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، ويس99تحيلأن يشيرا –القرآن الكريم والسنة النبوية- إلى مثل ذلك. فالقرآن الكريم حق، أنزله ربنا تبارك وتع99الى على

إلخراج الناس من الظلمات إلى الن99ور،رسوله محمد فال يك99ون مش99تمال إال على الح99ق، مص99داقا لق99ول الل99ه

لناك إال﴿تعالى: 99زل وم99ا أرس99 99الحق ن 99اه وب وبالحق أنزلنرا ونذيرا .[105]اإلسراء: ﴾ مبش

ه عن ك99ل والح99ق أن الل99ه ج99ل وعال عظيم، م99نز عيب أو نقص في ذات99ه أو ص99فاته وأس99مائه، وه99ذا م99اتدلنا عليه الفطرة السوية والعقل السليم، حيث إنهما: ال يقبالن أن يك99ون من ص99فات الل99ه ع99ز وج99ل وجوده في مثل األماكن النجسة القذرة، أو النجاس99ات

أو القاذورات نفسها، فهي من جملة األماكن. ويستحيل قبول وصف وجود الله عز وجل في أي من الحيوان99ات الق99ذرة؛ ك99الخنزير أو غ99يره، أو إلى م99ا

غير ذلك. فتع99الى الل99ه ج99ل وعال عن أن يك99ون من ص99فاته مثل ذل99ك الق99ول المطل99ق في ك99ل مك99ان؛ ألن99ه ب99ذلك


211

يكون متضمنا للذات اإللهية، ويستحيل تصور ذلك كم99اأشرنا.


2

وتعليقا على ذلك القول: نقول بأن الل99ه ع99ز وج99ل معن99ا بص99فاته، يس99معنا

ني﴿ويرانا في أي مكان كن99ا، مص99داقا لقول99ه تع99الى: إن.[46]طه: ﴾ معكما أسمع وأرى

ه وم99ا تخفي99ه ص99دورنا، بل ويعلم جل وعال م99ا تكنمصداقا لقوله تعالى:

.[19]غافر: ﴾ يعلم خائنة األعين وما تخفي الصدور﴿ ثم ننتقل إلى إجابة التساؤل األول: ب99أن الل99ه ع99زز، ونوض99ح ه99ذه اإلجاب99ة وج99ل يوص99ف في غ99ير تحي

كالتالي: إن99ه قب99ل خل99ق الل99ه ع99ز وج99ل للخل99ق، لم يكن موجود مك99ان أو زم99ان، فلم يكن س99وى الل99ه س99بحانه

وتعالى. فالله سبحانه وتعالى هو األزلي األبدي، الواجد لكل

شيء، والخالق لكل مخلوق. والمكان والزمان: أوجدهما الله عز وج99ل لخلق99ه بعد أن خلقهم من العدم، فه99و س99بحانه وتع99الى فع99ال لما يري99د، وفق99ا لحكمت99ه التام99ة البالغ99ة، وه99و س99بحانه

وتعالى القادر على كل شيء، وليس كمثله شيء.فالمكان والزمان هما من خلق الله عز وجل.

لذلك، فإن الله سبحانه وتعالى ال يحيط به مكان،وال يفنيه انتهاء زمان.

فقبل أن يوجد المك99ان والزم99ان لم يكن إال اإلل99هالخالق سبحانه وتعالى.

لذلك فإن علو الل99ه س99بحانه وتع99الى ف99وق خلق99ه وفوق سمائه ال99تي خلقه99ا، إنم99ا ه99و عل99و ذات ومكان99ة وش99رف وقه99ر، في إحاط99ة لهم في غ99ير اتص99ال بهم،

وفي غير تحيز.ا: بما ضربه اإلمام أحم99د بن حنب99ل – ونمثل هذا عقلي

كمثال افتراضي- فقال رحمه الله: لو أن رجال كان في يديه قدح من ق99وارير ص99اف، وفيه شراب صاف، كان بصر ابن آدم قد أحاط بالق99دح


211

من غير أن يكون ابن آدم في القدح، فالله –وله المثل األعلى- قد أحاط بجمي99ع خلق99ه من غ99ير أن يك99ون في

(1)شيء من خلقه.

وأيضا: ل99و أن رجال ب99نى دارا بجمي99ع مرافقه99ا، ثم أغلق بابها وخرج منها، ك99ان ابن آدم ال يخفى علي99ه كم بيت في داره، وكم س99عة ك99ل بيت من غ99ير أن يك99ون ص99احب ال99دار في ج99وف ال99دار، فالل99ه –ول99ه المث99ل األعلى- قد أحاط بجميع خلقه، وعلم سرهم وعالنيتهم،

(2)من غير أن يكون في شيء مما خلق.

ا لم99ا ق99د ذكرن99ا من أج99ل ك99ان ذل99ك تم99ثيال عقلي تقريب المعنى في األذه9ان، وهو ال99ذي يقبل99ه الص99ريح

السليم. ولنتأم99ل ه9ذا الق99در العظيم من تعظيم المس9لمين لهذا اإلله الخالق العظيم في الشريعة الخاتمة التي ج99اء

، من9زها له جل وعال في ذات99ه وص99فاتهبها النبي محمد وأسمائه.

وكم يبلغ توافق تعظيم المسلمين لل9ه تع9الى م9ع الفط99رة الس99وية ال99تي فط99ر اإلنس99ان عليه99ا من إله99ه

وخالقه. وكم يبلغ توافق تعظيم المسلمين لل9ه تع9الى م9ع العقل السليم الصريح الذي منح99ه الل99ه تب99ارك وتع99الى لإلنس99ان ليتع99رف ب99ه على عظيم ص99فاته ج99ل وعال ويشهد بها، فال يقبل أو يرض99ى م99ا يعيبه99ا أو ينقص من

قدرها وشأنها. فلم يعظم الل999ه ج999ل وعال ح999ق التعظيم إال في

، وس99وفشريعة اإلسالم التي جاء به99ا الن99بي محم99د ندلل على ذلك بمشيئة الله تع99الى عن طري99ق توض99يح

منهج الجدل والمناظرة في تقرير االعتقاد، للدكتور/ عثمان) (1علي حسن.

منهج الجدل والمناظرة في تقرير االعتقاد، الدكتور/ عثمان) (2علي حسن.


2

بعض مم99ا ق99د نس99بته أه99ل األدي99ان الباطل99ة، وأه99ل الرساالت السابقة بعد تحريفها –النص99رانية واليهودي99ة-

من صفات معيبة مذمومة لإلله الخالق جل وعال.


211

صفات اإلله الخالق عند غير المسلمين لق99د نس99ب أه99ل النص99رانية واليهودي99ة النق99ائص والعيوب إلى إلههم وخالقهم، وال99ذي ك99ان من المف99ترض أن يعظموه ويمجدوه وينزهوه عن مث99ل تل99ك االف99تراءات

واألكاذيب. بالتوحيد الخ9الص لل9ه ج9لفبعد أن جاءتهم أنبياؤهم

وعال ما كان منهم إال أن انحرفوا على م9دى ال9زمن عن9ه، وهبطوا في تصوراتهم إلى مستوى الوثني99ات، ب99ل وأثبت99وافي كتبهم التي يقدسونها أساطير وتص99ورات عن اإلل99ه – س9بحانه- ال ترتف9ع عن أح9ط التص9ورات الوثني9ة للوثن9يين الذين لم يتلقوا رسالة سماوية، وال كان لهم من عند الل99ه

كتاب. فلقد تعرضت جمي99ع الرس99االت الس99ابقة للض99ياع التام، وبقيت من بعضها ذكريات متناثرة، ظلت تتناق99ل ش99فاها تفس99رها األه99واء، تض99يف إليه99ا وتح99ذف منه99ا، وتحرفه99ا كيفم99ا تش99اء، ح99تى تم إخراجه99ا عن إطاره99ا الرباني وإلقاؤها في أحضان عدد من الوثنيات القديمة والفلسفات الوض99عية ال99تي جعلته99ا ع99اجزة عن هداي99ة

أتباعها. وهذا هو السبب الحقيقي من وراء المظالم ال99تي

تسود األرض في زماننا.وحين تم التدوين لبعض تلك الذكريات القديم99ة – ال س99يما النص99رانية واليهودي99ة- تم بلغ99ات غ99ير لغ99ات ال99وحي، وبواس99طة أقالم متفرق99ة في أم99اكن متع99ددة وفي أزمن99ة متباع99دة، وص99لت إلى العدي99د من الق99رون بعد موت أو رفع الرسول الذي تلقى الرسالة األصلية،

والتي فقدت أصولها السماوية بالكامل. والش99اهد على ذل99ك: أن99ه ق99د تع99ددت األس99فار واألناجي999ل –لليه999ود والنص999ارى- وال999تي ق999د ح999رفت

عت. وضي


2

ليس ذلك فحسب، ب99ل تناقض99ت المعلوم99ات به99ا وكثرت المراجعات إلى يومنا ال99راهن، وس99تظل ك99ذلك إلى ما شاء الل99ه، حيث ق99د ص99ارت دراس99ة مث99ل ذل99ك

التناقض تسمى عندهم بالنقد األعلى. البروفيسور موريس بوكاي، وقدويشهد بذلك:

هداه الله تع99الى لإلس99الم، حيث ق999ال: إن99ه ال يس99تطيع عاقل أن ينكر تضييع أهل الكت99اب –اليه99ود والنص99ارى- لم99ا اس99تحفظوا من كت99اب الل99ه، الت99وراة واإلنجي99ل، فالتوراة التي يقولون كتبها موس99ى، تق99ول لهم: ]ولم99ا

]س999فرمات موسى رجل الرب، ودفن في أرض موآب[ .[34: 5التثنية: إصحاح

أما األناجيل: فيكفي نظ99رة واح99دة إلى األنس99اب التي ينسبونها للمسيح عيسى ابن مريم علي99ه الس99الم،ون أن وتض99اربها، واختالفاته99ا... وك99ل ذل99ك وهم يق99ر99د من م99ريم ب99دون أب المسيح عيسى عليه الس99الم ول

أصال!! ولما ذكرنا: فإن القرآن الك99ريم ال99ذي أن99زل على

بقي هو المصدر الوحيد للهداية الربانية.النبي محمد أن القرآن الكريم هو كتاب واحد،وشاهد ذلك:

لم يتعدد كغ99يره، تجتم99ع علي99ه األم99ة اإلس99المية ش99ماال وجنوبا وشرقا وغربا، وتلتف حوله، وذلك ألنه ليس بعد ن99زول الق99رآن الك99ريم على أي كت99اب س99ماوي آخ99ر،

أي نبي أو رسول، فكانوليس بعد بعثة النبي محمد الذي تعهد بحفظه هو الله سبحانه وتعالى.

الدكتور/ موريس بوكاي ي كتاب99هويشهد بذلك: )القرآن الكريم والتوراة واإلنجي99ل والعلم(، حيث ي99ذكر

في مقدمة الكتاب: لقد قمت بدراسة القرآن الك99ريم، وذل99ك دون أي99ا في درج99ة اتف99اق فكر مسبق، وبموضوعية تامة، باحث نص الق99رآن ومعطي99ات العلم الح99ديث، إلى أن يق99ول:

استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد االنتهاء منها: - أن الق99رآن الك99ريم ال يحت99وي أي مقول99ة قابل99ة للنقد من وجهة نظر العلم الحديث، ويس99تطرد وبنفس


211

الموضوعية: قمت بنفس الفحص على العهد الق99ديم – الت999وراة- واألناجي999ل، فق999د وج999دت مق999والت ال يمكن التوفي999ق بينه999ا، ناهي999ك عن التن999اقض بين األناجي999ل

واصطدامها بحقائق التاريخ.ف اليه99ود ل99ذلك، فإنن99ا ال نعجب مم99ا ق99د وص99 والنصارى –لعنهم الله- به إلههم من عيب ونقص، وذم وقدح في كتبهم التي يقدس99ونها م99ع أنهم أه99ل كت99اب،

وذلك لتحريفها وتضييعها.


2

صفات اإلله عند غير المسلمين –النصارى-

لق99د نس99بت النص99ارى إلى إلههم ومعب99ودهم م99ا ال تقبله الفطرة الس9وية، ب9ل ت9أنف من9ه وتناقض9ه، وق9اموا بوصفه بما ال يقبله العقل الصحيح الص99ريح، ب99ل يعارض99ه

وال يستسيغه. فعقيدة النصارى في اإلله الخالق عقي99دة ش99ائبة، غير صافية ال يتفهمها اإلنسان البسيط إلعناته99ا للفك99ر،

وقهرها للذهن، فما هي إال فلسفة وضعية، ونوضح: أن الله س99بحانه وتع99الى لم يخل99ق عب99اده ويرس99ل إليهم أنبي99اءه ورس99له كي يلبس عليهم أو على بعض99هم أمر دينهم ومعتقدهم، فالعقيدة الصافية الص99حيحة ال99تي تقبلها الفطرة السوية النقية ال ب9د وأن تك9ون خالي9ة من أية شوائب وعكرات كي يتفهمها جميع البش9ر ويقبلونه9ا على اختالف مستويات عق99ولهم، وه99ذا من حكم99ة الل99ه

سبحانه وتعالى. أما أن تكون العقي99دة ذات إعن99ات أو قه99ر للفك99ر والذهن، ال يتفهمها سوى طائف99ة مح99دودة من الخل99ق، فال شك أن تكون الكتب التي جاءت بمثل تلك العقيدة العسرة الفاسدة قد تناولتها األيدي البشرية ب99التحريفوالتضييع، وإخراجها عن إطارها الرباني لهداية البشر.

ونوض99ح ذل99ك في النص99رانية، وعقي99دتها في اإلل99هالخالق، حيث يقولون:

يقولون بأن اإلله واحد –ألن الت99وراة تق99ول ذل99ك- ولكنهم في نفس ال99وقت يقول99ون بأن99ه ثالث99ة وج99وه أو أقانيم، ثم حاولوا حل وف99ك ذل99ك اللغ99ز بين كون99ه إله99اب واح999دا كم999ا في الت999وراة وبين كون999ه ثالث999ة حس999

معتقدهم. فزعم99وا أن وج99وه الاله99وت الثالث99ة أو األق99انيم الثالث99ة هي: األب واالبن وال99روح، ويعن99ون أيض99ا به99ا


211

الوجود والحي99اة والعلم، ولهم في ذل99ك خب99ط واف99تراقواسع.

فقالوا بأن األب ه99و األص99ل ال99ذي انبث99ق من99ه ال99روح وخ99رج من99ه االبن ج99برا واض99طرارا، فلم يكن بين وج99وده

ووجودهما زمان، حيث كان ذلك منذ وجود األب نفسه. وعلى ذل999999ك ف999999إنهم ال يفاض999999لون بين األب واألقنومين اآلخرين، ألنهم جميع99ا على س99واء بال تب99اين أو اختالف، ثم جعل99وا لك99ل من تل99ك األق99انيم الثالث99ةا، ولكنهم في النهاي999ة المزعوم999ة وظيف999ة واختصاص999 يسلكون معا كسلطة واحدة، تعالى الله عن مث99ل تل99ك

االفتراءات علوا كبيرا. ثم زعم99وا ب99أن االبن اإلل99ه، وه99و أح99د األق99انيم الث9الثة، تجسد في صورة بشر –المسيح- ليقدم نفس99ه

للفداء، وسر ذلك يزعمونه في قصة عجيبة. حيث ق99الوا: إن ال99رب لم99ا خل99ق آدم وض99عه في الجن99ة وأم99ره أن يأك99ل من ك99ل الش99جر ع99دا ش99جرة واحدة وذلك نصها في سفر التك99وين: ]وأوص99ى ال99رب اإلله آدم قائال: من جميع ش99جر الجن99ة ت99أكال أكال، وأم99ا شجرة معرفة الخير والشر، فال تأك9ل منه9ا؛ ألن9ك ي99وم

.[17- 15]سفر التكوين: تأكل منها تموت[ ثم زعموا: أن آدم ق9د أك9ل من الش9جرة، وب99ذلك صار مستوجبا للموت الذي توع99ده ب99ه ال99رب اإلل99ه، إال أن الرب اإلله لم ينفذ وعي99ده ل99ه حيث أخذت99ه الرحم99ة بآدم، ولكن ك9ان ال بد أن يحقق الرحمة والع99دل مع99ا، فأص99بح األم999ر وك999أن ال99رب اإلل99ه لم يكن متوقع99ا أن يأك99ل آدم من الش99جرة، وب99ذلك أص99بح في مش99كلة وورطة، وصراع، له99ذا التع99ارض بين الرحم99ة والع99دل، وكيفية تحقيقهم99ا مع99ا، إلى أن ق99دم االبن اإلل99ه نفس9ه للف99داء بع99د ده99ور وده99ور –من خل99ق آدم وذريت99ه من بعده- كي يهان ويصلب ويقتل كإنسان خاطئ، تحقيق99ا لمب99دأ الع99دل، وتكف99يرا لذنب99ه وخطيئت99ه –ألكل99ه من


2

الشجرة المنهي عنها- وتكفيرا ل99ذنوب ذريت99ه الخطيئ99ة والذنب –بم99ا فيهم األنبي99اء والص99الحين- عن أبيهم آدم، وذلك بعد أن رحم الرب اإلله آدم، فلم يمته حين أك99ل

من الشجرة.لب وقت99ل ثم زعموا بأن االبن اإلل99ه ق99د أهين وص99 لتق99ديم نفس99ه كف99داء، ولكن بع99د محاولت99ه اله99روب، وس99ؤاله وطلب99ه لألب اإلل99ه أن ينق99ذه، ثم بقي مقت99والا لص99لب إلههم مصلوبا على الصليب -حيث عبدوه أيض99 عليه- إلى أن دفن وقبر، ثم خرج من قبره وص99عد إلىالسماء، تعالى الله عن كل تلك االفتراءات علوا كبيرا.


211

تنبيه: إن شأن النصارى في تلك االفتراءات واالدعاءات كما هو الحال في زعم وجود االبن اإلله الفادي بنفسه، حيث يصلب ويقتل، ويدفن ويقبر، ثم يقوم تارة أخ99رى إلى السماء تخليصا وتطهيرا لذنوب البش99ر ج99راء أك99ل أبيهم آدم للش99جرة المنهي عنه99ا، وال99ذي ق99ام )ش99اول الطرس99وس( الب99اطن –ال99ذي تس99مى باس99م )ب99ولس( وأفس99د دين النص99ارى- بتس99ميته ]المخلص[ حيث ق99ام بتس99مية االبن اإلل99ه ب99المخلص، ه99و ش99أن األس99طورة الخرافي9999ة )عش999تار( و )بع9999ل(، حيث ت9999دعي تل9999ك األسطورة أن )عشتار( هي ملكة السماء، وترس99ل في منتص99ف الص99يف ابنه99ا اإلل99ه الش99مس )بعال( لخالص وإنق99اذ األرض من ج99دبها، ولكن آله99ة الع99الم الس99فلي تحبس99ه فيم99وت، ثم ت99نزل األم )عش99تار( لتخلص99ه من

ديس999مبر(، وهك999ذا، فض999عف25أي999ديهم في ي999وم ) الش999مس ه999و م999وت االبن اإلل999ه )بع999ل(، واس999تعادة الشمس بهاءها وقوتها هو ميالد االبن اإلل99ه )بع99ل( من

جديد. فكما أن المسيح الذي سمي )بالمخلص( يم99وت،فلي، ثم يقوم من بين األم99وات فيذهب إلى العالم الس ليخلص البشر من خطاياهم، فإن )بعل( يخلص البش99ر

بخالص وإنقاذ زروعهم من جدب أرضهم. وفي مس9999تهل الق9999رن الراب9999ع الميالدي ظه9999ر اإلمبراطور الرومي قسطنطين ال99ذي ك99ان يعب99د )بعال(اد الص99ليب باس99م )الش99مس ال99تي ال تقه99ر(، فنص99ر عب

( ]يوم الشمس[sun-dayالوثنيين، وجعل يوم األحد ) ديس99مبر(25عيدا للنصارى، وأص99بح ميالد )بع99ل( في )

هو يوم ميالد )المسيح(. وفي تل999ك الحقب999ة نش999أت الكنيس999ة الكاثوليكي999ة الرومي99ة ال99تي ق99امت على عب99ادة األم )الع99ذارء م99ريم(


2

واالبن الفادي )المسيح(، بل إن ش9ئنا قلن9ا األم )عش9تار(واالبن )بعل(.

وعلى نهج قسطنطين يس9ير باب9اوات الكنيس9ة إلى يومنا هذا، تعالى الله عز وجل عن كل ذل99ك اإلف99ك عل99وا

كبيرا. ومن ذل99ك يتض99ح مفت99اح ولغ99ز عقي99دة النص99رانية الفاس99دة، ال99تي ألقيت في أحض99ان ع99دد من الوثني99اتة الالزم القديم99ة، ومن ثم فق99دت إطاره99ا الرب99اني كلي

لهداية الخلق.99رد على مث99ل ذل99ك اإلف99ك وال99وهم، وقب99ل أن ن

نتساءل تعجبا: هل يمكن لفطرة س99وية وعق99ل س99ليم أن يقبالن مثل تلك االفتراءات والتره99ات في اإلل99ه الخ99الق: رب

األرض والسماوات؟!!بالطبع: ال.

فالفطرة النقية السوية والعقل الس99ليم ال يقبالن مثل ذلك أو أدنى منه اإلله الخ99الق ال99ذي يجب تنزيه99ه

وتمجيده. ولتوض99يح نك99ارة وبطالن مث99ل تل99ك االف99تراءات

نتساءل استنكارا: - إذا كان االبن والروح قد انبثقا وفاضا من األب1

جبرا واضطرارا دون إرادة أو قصد واختيار، فه99ل ك99ان–األب المزعوم- عالما بذلك أم غير عالم؟!

فإن ك99ان عالم99ا، فإن99ه ب99ذلك لم ينبث99ق من99ه االبن والروح جبرا واضطرارا، فدل ذلك على تناقض ق99ولهم

في مثل ذلك االعتقاد المزعوم. وإن ك99ان غ99ير ع99الم بانبث99اق االبن وال99روح من99ه الدع99ائهم أن االبن وال99روح ق99د ص99درا عن99ه باإليج99اب

الذاتي، نقوم بسؤالهم مجاراة الفتراءاتهم.


211

إذا سلمنا لكم جدال بإمكان ذلك، فهل علم –األب المزع99وم- بانبث99اق االبن وال99روح من99ه بع99د ذل99ك أم لم

يعلم؟! فإن كان ق99د علم بانبث99اق االبن وال99روح من99ه بع99د ذلك، فإن ذلك يدل على أنه اإلل99ه األب ق99د اس99تجد ل99ه علم لم يكن من قبل، وذلك إما أن يكون ما علمه كان عن طريق غيره، وإما أن يك99ون علم بذات99ه بع99د أن لم

يكن يعلم، مجاراة الدعائهم. وكال القولين المزعومين مح99ال وباط99ل في ح99ق اإلله، ويدل ذل99ك االس99تنتاج على نك99ارة أص99ل المعتق99د وبطالنه، وأنه ما هو إال إفك مفترى، ما أنزل الل99ه ج99ل

وعال به من سلطان. فالتوحي99د المزع99وم عن99د مث99ل ه99ؤالء –النص99ارى- مجاز غير حقيقي، ب99ل يس99مونه بالتوحي99د الم99ركب، أي أنه ليس بتوحيد حقيقي، فال يتفهمه اإلنس99ان البس99يط،

وذلك تأكيدا لما أشرنا إليه سابقا.ونتساءل استنكارا:

- إذا كان األب اإلل9ه ق9د انبث9ق من9ه االبن اإلل9ه،2 وح99ل في جس99م بش99ري كطبيع99ة خاص99ة ب99ه من أج99ل إهانته وصلبه وقتله في مثل ذلك الفداء المزعوم، فم9ا الم99انع إذن من أن يح99ل ذل99ك اإلل99ه االبن في أي من المخلوقات األخ99رى كالمالئك99ة أو الج99ان أو غيره99ا في أسطورة خرافية أخرى، وأن يلح99ق ب99ه مث99ل م99ا لحق99ه في الفداء المزعوم من إهانة وصلب وقتل، أو م99ا ه99و أفظع وأشنع من ذلك؟ أو أن يكون ق9د ح9دث ل9ه مث9ل

ذلك فيما مضى –قبل خلق وآدم- مرارا وتكرارا؟ اس99تنكارا الف99تراءات النص99ارى وأق99والهم الكاذب99ة

على الله تعالى. فمن قبل ورضي في معتقده واعتقاده أي99ة ص99فة نقض وذم في إلهه الذي يعب99ده، وال99ذي ك99ان علي99ه أن ينزه99ه ويمج99ده، وال يس99اوي بين فعل99ه وفع99ل البش99ر،


2

وغيرهم من المخلوقات ال99تي أوج99دها الل99ه تع99الى من العدم، فال عجب أن نج99ده يقب99ل ويرض99ى في معقت99ده واعتق99اده ص99فة نقص وذم ثاني99ة وثالث99ة... في إله99ه وخالقه, الذي كان عليه أن ينزهه ويمج99ده ب99دال من أن

يذمه هو بنفسه ويعيبه. وإذا كان اإلله قد اتخذ المسيح ابنا ل99ه –وإن ك99ان99ا مجازا- فما المانع من أن يكون اإلله قد اتخذ أيضا ابن أو أكثر من المالئكة المقربين -الذين هم أشرف خلق99ة من البشر- أو من الجن وغيرهم –وإن كان ذلك مجازا- لطبيعة خاصة به معهم؟! ومن ثم اتخاذه زوجة أو أكثر

من الجن وغيرهم طبيعة خاصة به أيضا؟!توبيخا واستنكارا الفتراءاتهم.

معاذ الله تع99الى أن يك99ون من ص99فاته مث99ل ذل99كاإلفك المفترى.

ونتساءل استنكارا: - إذا كان النصارى يعتقدون في المسيح أنه إل99ه3

99د من أو ابن إله –على اختالف فرقهم الباطلة- ألن99ه ول غير أب، فماذا نقول في آدم عليه الس99الم، وق99د خلق99ه الله عز وجل من غير أب وال أم، أننسب إلي99ه األلوهي99ة

أو جزء منها، أنزعم أنه إله أو ابن إله أيضا؟ حاشا وكال، فتعالى الله عن مثل تل99ك االف99تراءات

علوا كبيرا.ونتساءل استنكارا:

- إذا كان النصارى يعتقدون في المسيح األلوهي99ة4 لظهور بعض المعجزات على يدي99ه –تأيي99دا من الل99ه ع99ز

وموس99ى علي99هوجل لثبوت99ه- فم99اذا نق99ول في محم99د الس99الم وغيرهم99ا من األنبي99اء والمرس999لين وق99د ج99اءوا ب999الكثير والكث999ير من المعج999زات والخ999وارق من الل999ه س999بحانه وتع999الى، تأيي999دا لهم على ص999دق نب999واتهمنا ذلك إلى اعتقاد األلوهية فيهم؟! ورساالتهم؟ فهل يجر

ونتساءل استنكارا:


211

- كيف تحمل الس99يدة م99ريم الع99ذراء –وهي من5البشر- إلها أو ابن إله؟!

كيف يحتوي األدنى واألعلى؟وكيف يخ99رج مث99ل ذل99ك اإلل99ه من ش99ق الف99رج –سوءة اإلنسان- كمولود صغير، فاتحا فمه لثدي أمه؟!

وماذا إن تزوج إنسان من بقرة؟! م99اذا إن التقت الطبيعة البشرية مع الحيوانية؟ أيولد ما نص99فه إنس99ان

والنصف اآلخر بقرة؟!


2

أيعق99ل أن تلتقي الطبيع99ة اإللهي99ة م99ع الطبيع99ةالبشرية؟!

حاشا وكال، فمثل تلك العقيدة الفاسدة، واألوه99ام العكرة ال تقبلها فطرة سوية س99ليمة، وال يقبله99ا عق99ل

راجح رشيد.اد البق99ر وغ99يرهم، فهم –النصارى- يستوون مع عب حيث يعبدون بشرا من خلق الله تعالى، وينسبون إلي99ه األلوهية أو ج9زء منه99ا أو طبيعته99ا على اختالف ف9رقهم

الضالة بسبب باطلهم المنغمسين فيه. ونتساءل اس99تنكارا، لم99ا ال يقبل99ه العق99ل الص9حيح

الصريح. - ما الذي يـجبر ويرغم اإلل99ه الخ99الق على مث99ل6

تل99ك األفع99ال القبيح99ة ال99تي ال تتواف99ق أو تتناس99ب م99عألوهيته، وهو القادر على أن يخلق ويفعل ما يشاء؟!

وكيف يترك ابن اإلله نفسه ليهان من قبل اليه99ود –كم999ا في زعمهم- ثم يص999لب ويقت999ل دون أن يحمي

نفسه؟!ه وأهان99ه، وإن عج99ز عن حماي99ة نفس99ه ممن س99ب فكيف يترك األب اإلل9ه ابن9ه ليه99ان ثم يص99لب، فيقت99ل،

دون أن يحميه؟! وإذا كان اإلله االبن راضيا أن يقدم نفس99ه كف99داء وتكف99ير لخطيئ99ة آدم وذريت99ه من بع99ده، فلم99اذا ك99ان يسعى هاربا ويسأله ويطلب من اإلله األب إنقاذه؟ ألم

يكن إلها أو فاديا راضيا؟ وكيف يترك اإلله ابنه ليهان ويقتل من قبل اليه99ود ال99ذين يكف99رون ب99ه ويكذبون99ه ب99زعم أن ذل99ك س99ببا في

تكفير ذنوب بني آدم، وهو ال دخل له بهذه الذنوب؟ وم99ا ال99ذي يج99بره ويرغم99ه على ذل99ك وه99و اإلل99ه الخالق ال99ذي يمل99ك العف99و والغف99ران دون أدنى حاج99ة لمث999ل تل999ك االف999تراءات واألباطي999ل ال999تي يعتق999دها

النصارى؟!


211

وهل يعقل أن يتحمل بنو آدم ذنوبا بسبب مخالفة أبيهم آدم لرب99ه، وأكل99ه من الش99جرة ال99تي ق99د نهي أن

يأكل منها؟!


2

أيعقل أن يتحمل االبن ذنبا ألبيه أو جزءا من99ه، وه99وال عالقة له بذلك الذنب؟!

أهذا من حكمة اإلله وعدله الذي كان يجب علين99اأن نمجده ونن9زهه عن ما ال يليق به؟!

ويا عجبا: أي قبر يسع إله السموات واألرض بع99دإهانته وسبه، وصلبه وقتله، ودفنه وقبره؟!

فما تلك األوهام والظن99ون الفاس99دة إال أس99طورة خيالي99ة كأس99اطير وخراف99ات الماض99ين من الش99عوب

واألمم. ولقد أحسن بعض عقالء الشعراء في إفحام مث99ل

هؤالء، فقال: عجبي للمسيح بين

النصارىوإلى أي والد نسبوه

أسلموه إلى اليهودوقالوا

إنهم بعد قتله صلبوه

فإذا كان ما تقولونحقا

وصحيحا فأين كان أبوه

حين حل ابنه رهيناألعادي

أتراهم أرضوه أمأغضبوه

فاحمدوهم ألنهم عذبوهفلئن كان راضيا بأذاهم

وإذا كان ساخطافاتركوه

واعبدوهم ألنهم غلبوه

فالعقول الصحيحة الص99ريحة والفط99ر الس9ليمة ال يقبالن أيا من ذلك العبث واالف99تراء والك99ذب على الل99ه


211

تع99الى، الخ99الق الب99ارئ، فتع99الى الل99ه عن مث99ل تل99كاالفتراءات علو كبيرا.

إن من العجيب: أن فك9999رة ت9999وارث الخطيئ9999ة مرفوض99ة في كت99ابهم ال99ذي يقدس99ونه، حيث إن99ه في

[: ]ال تقتل اآلب99اء عن األوالد، وال99:16 24]سفر التثنية يقتل األوالد عن اآلباء، كل إنسان بخطيئته يقتل[.

[: ]النفس التي تخطئ هي9:20 8وفي ]حزقيال: تم99وت، واالبن ال يحم99ل من إثم األب، واألب ال يحم99ل من إثم االبن، بر البار عليه يكون، وش99ر الش99رير علي99ه

يكون[. ومع أن فك99رة ت99وارث الخطيئ99ة مرفوض99ة ل99ديهم كما يتبين لنا من كتبهم، إال أنن99ا نج99د أنهم يؤمن99ون به99ا كعقيدة، كما أشرنا إليه99ا في قص99ة الف99داء المزعوم99ة، فيقول99ون: ]بالخطيئ99ة حملت بن99ا أمهاتن99ا[!! وم99ا ذل99ك التن99اقض إال لم99ا ح99دث من التحري99ف والتض99ييع في

كتبهم، ومن ثم الخلل في معتقدهم. ونجد أيضا في قضية الفداء المزعوم، التي تزعم أن اإلله االبن قدم نفسه لإلهانة والصلب والقت99ل على أيدي اليهود من أجل التكف99ير عن ذنب آدم؛ حيث أكل99ه من الش999جرة المنهي عنه999ا، وذنب ذريت999ه من بع999ده

لتوارثهم خطيئته، أنها مغلوطة. حيث إن طبيعة االبن المزع99وم إما قابل99ة للم99وت

أو غير قابلة للموت. فإذا ك99انت طبيعت99ه الم99وت، إذن فه99و ليس بإل99ه،99ا في نفس ومن ثم ال تص99لح ال99دعوى بأن99ه إله99ا وفادي

الوقت. وإن كانت طبيعة االبن المزعوم غير قابلة للموت لكون99ه إله99ا، فلم يق99ع عليه99ا الم99وت، ومن ثم لم يكن هناك فداء أو أي من تلك األوهام والترهات، مما يؤك99د

بطالن مثل ذلك االعتقاد الفاسد.


2

فلق99د جع99ل النص99ارى اإلل99ه األب المزع99وم إله99ا متشددا قاسيا، ال يصفح وال يعفو، كما في خطيئ99ة آدم،

وعاجزا عن حل مشكلته.ا ومن جهة أخرى: جعلوا اإلله االبن المزع99وم محب99ا لهم، يج99ود بذات99ه من أجلهم، رغم أنهم للبش99ر، وفادي يزعمون أنه في األص99ل –اإلل99ه االبن- منبث99ق من األب،

تعالى الله عن مثل ذلك علوا كبيرا. فلقد شمل معتق99د النص99ارى التن99اقض في فك99رة

األلوهية نفسها. فبينم99ا يوص99ف اإلل99ه بأن99ه ه99و الخ99الق، نج99د أنهم

ينسبون إليه الولد. وبينما يقال: إن اإلله واحد، يقال: إن99ه مك99ون من ثالثة أقانيم: األب، واالبن، والروح، وال99تي يزعم99ون أن

كل واحد منها إله. وفي ذلك مناكرة للضروريات، حيث أثبتوا آلهة ثالث9ة، ثم جعل9وا اآلله9ة الثالث9ة واح9دا، ومن جع9ل الثالث9ة واح9دا، والواح99د ثالث99ة، فق99د خ99رج عن ح99د المعق99ول وب99اهت

.ضرورياته99ا أس99ماه: حتى إنه ق99د كتب أح99د القساوس99ة كتاب )اإلله الباطن( زعم في99ه أن99ه ليس لل99ه وج99ود خ99ارجي،99ل وأن اإليمان بالله إن هو إال إيمان بمجموعة من المث والمبادئ الخلقية، فكان ذلك التصور التعطيلي للخالق ش9999ائعا بين جم9999اهير المثقفين من أه9999ل ال9999ديانتين

النصرانية واليهودية. ولق99د أقب99ل كث99ير من المس99يحيين على اعتن99اق99ا بع99د أن رأوا المس99يح علي99ه الس99الم في اإلس99الم دين الق99رآن ص99ورة متكامل99ة بعي99دة عن تل99ك التناقض99ات واالختالفات ال99تي تعيش9ها المس99يحية، ومن ثم ح99اولت9ذبا وج9دال، الكنيسة مواجهة ذلك عن طري9ق ادعائه99ا ك بأن القرآن ينص على ألوهية المسيح باستخدام اآلي99ات المتشابهات وتأويلها تأويال باطال عن قصد، وعدم رده99ا


211

ا، دفاع999ا عن إلى المحكم من اآلي999ات عن عم999د أيض999 معتقدها الفاس99د وموقفه99ا الح9رج أم99ام إس99الم الكث9ير

منهم، وتدعيما له. فادعوا كذبا عن قص99د وعم99د أن ألوهي99ة المس99يح

99ه ألقاه99ا إلى م99ريم﴿ذكرت في قول الله تعالى: وكلمت.[171]النساء: ﴾ وروح منه

ونرد على ذلك القول الباطل المكذوب واالجتراءالمنكر: - أنهم لم يذكروا اآلية بتمامها ولم يذكروا غيرها1

من اآلي99ات البين99ات ح99تى ال يفتض99ح أم99رهم، ويفش99لكيدهم، وحتى يقتربوا من دنيء مقصودهم.


2

فاآلية الكريمة بتمامها: يا أهل الكتاب ال تغلوا في دينكم وال تقولوا على﴿

ه ما المسيح عيسى ابن مريم رسول الل ه إال الحق إن اللله ه ورس99 وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالل99ه واح99د ه إل م99ا الل 99را لكم إن 99ة انته99وا خي وال تقول99وا ثالثماوات وم99ا في سبحانه أن يكون له ولد له ما في الس99

ه وكيال .[171]النساء: ﴾ األرض وكفى بالل وبذلك يتبين بوضوح عكس ما يح99اول القساوس99ة

ادعاءه كذبا.- لماذا يستدلون في مثل ذلك االدعاء الكاذب –2

بألوهية المسيح- بهذه الجزئيات من اآلي99ات الكريم99ات في القرآن الكريم، م99ع أنهم ال يؤمن99ون ب99ه ويكذبون99ه،

ضالال وجحودا؟ ال شك أن99ه اس99تدالل باط99ل منبث99ق من أه99وائهم، واج99ترائهم على الل99ه تع99الى، حيث يج99دون بغيتهم في هذه األجزاء القصيرات من اآليات الكريم99ات إلمكاني99ة

التأويل الباطل.99ه﴿- نوض99ح أن المقص99ود بقول99ه تع99الى: 3 وكلمت

﴾:ألقاها إلى مريم أوال: أن يك9ون المراد بالكلمة في اآلية الكريم9ة مث9ل

أي: آيات99ه[27]لقم99ان: ﴾ ما نف99دت كلم99ات الله﴿قوله تعالى: وب9دائع مقدورات9ه، وه9ذه اآلي9ة يوض9حها ق9ول الل9ه تع9الى:

.[91]األنبياء: ﴾ وجعلناها وابنها آية للعالمين﴿ ثانيا: أن يكون المراد بالكلمة في اآلي99ة الكريم99ة:

قول الله تعالى: "كن". يعني: أنه سبحانه وتع99الى خل99ق المس99يح عيس99ى عليه السالم بقدرته من غير أب، وفقا إلرادته ومشيئته وحكمته بأن قال ل99ه: "كن" فك99ان م99ا أراده ج99ل وعال، كما كان ذلك في حق آدم عليه السالم، كم99ا في ق99ول

الله تعالى: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من ت99راب ثم﴿

.[59]آل عمران: ﴾قال له كن فيكون


211

ثالثا: أن يكون المقصود بالكلمة في اآلية الكريمة: كلمته سبحانه وتعالى التي بشر بها مريم، كما في قوله

رك بكلمة﴿تعالى: ه يبش إذ قالت المالئكة يا مريم إن اللى ابن م99ريم وجيه99ا في ال99دنيا يح عيس99 منه اسمه المس99

بين .[45]آل عمران: ﴾ واآلخرة ومن المقر - أن تك99ون إض99افة ال99روح إلى الل99ه س99بحانه4

﴾: وروح منه﴿وتعالى في قوله: أوال: أن تكون هذه اإلض99افة للتش99ريف؛ ألنه99ا من باب إضافة األعي99ان مث99ل رس99ول الل99ه، كم99ا في قول99ه

ه﴿تع999الى: ول الل ، ومث999ل »بيت[29]الفتح: ﴾ محمد رس999 ﴾وطهر بيتي للطائفين﴿الل99ه« كم99ا في قول99ه تع99الى:

، ومث99ل: »ناق99ة الل99ه« كم99ا في قول99ه تع99الى:[26]الحج: ه﴿ .[64]هود: ﴾ هذه ناقة الل

99ا: أن تك99ون إض99افة ال99روح إلى الل99ه س99بحانه ثانيخر لكم م999ا في﴿وتع999الى مث999ل قول999ه تع999الى: وس999

ماوات وما في األرض جميعا منه .[13]الجاثية: ﴾ الس "جميعا منه" تع99ني: من خلق99ه ومن عن99ده، فليس99ت

»من« للتبعيض، بل البتداء الغاية. ثالثا: أن تكون إضافة الروح إلى الله تع99الى، لم99ا كان للمسيح عليه السالم من إحي99اء الم99وتى ب99إذن من الل99ه تع99الى كمعج99زة ل99ه، ومن ثم دالل99ة على نبوت99ه

من معج99زة ح99نينورسالته، كما حدث للنبي محم99د وبكائ99ه،جذع النخلة ال99ذي ك99ان يخطب علي99ه الن99بي

وكما هو معلوم أن حياة الخش99بة ال99تي ليس فيه99ا روح كمعجزة أبلغ من حياة الميت الذي كان ب99ه روح، وكم99ا

من نطق الش99اة المس99مومة بع99دحدث للنبي محمد ذبحها ونضجها.

رابعا: أن تكون إضافة الروح إلى الله تعالى ألنه: ليست الكلمة صارت المسيح عيس99ى، ولكن99ه بالكلم99ة

صار عيسى عليه السالم.


2

خامسا: أن تكون إض9افة ال9روح إلى الل9ه تع9الى؛ ألن المس99يح عيس99ى علي99ه الس99الم مخل99وق من روح

مخلوقة من الله تعالى. سادسا: أن تكون إض99افة ال99روح إلى الل99ه تع99الى تعني: الروح التي أرسل ربنا تبارك وتعالى به99ا جبري99ل علي99ه الس99الم، وحيث إن جمي99ع المخلوق99ات له99ا روح،

فهل تكون آلهة أو ذات طبيعة ألوهية؟! سابعا: أن تك99ون إض99افة ال99روح إلى الل99ه تع99الى؛ حيث نفخ روحه جبريل عليه السالم في السيدة مريم،99د بالمس99يح عيس99ى علي99ه الس99الم، فه99و س99ر من لتل

أسراره.99ه﴿ثامنا: أن يكون قوله تع99الى: ﴾ يع99ني: وروح من

رسول منه أو محبة منه. ومم99ا أش99رنا يت99بين ك99ذب واف99تراء النص99ارى في ادع99ائهم واج99ترائهم المنك99ر من وج99وه كث99يرة، ف99القرآن الكريم حق وليس مشتمال إال على الحق، وال تن99اقض بين آياته وبين ما يدعو إليه، فهو الكتاب العزيز المحكم ال99ذي

ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه. ونوضح نم9اذج من الرد على بطالن ما نسبته تلك األم999ة الض999الة في جنب اإلل999ه الخ999الق من دع999اوى وافتراءات كاذبة، على شكل من99اظرات ق99د تم جمعه99ا من كت9999اب »منهج الج9999دل والمن9999اظرة في تقري9999ر

االعتقاد« للدكتور/ عثمان علي حسن.ثم نوجزها بمشيئة الله تعالى بتصرف يسير.

بداءة، إن ال99دعاوى النص99رانية –الكاذب99ة الباطل99ة-ا وظلم99ا التي قد نسبوها وألصقوها بالذات اإللهية تع99ديا 99ا وال دليال، حس99ي وزورا، دعاوى ال يملكون عليه99ا برهانا، ب99ل ه99و محض الك99ذب واالف99تراء، ا أو نقلي كان أوعقلي

كم لتقول99ون﴿ومتابعة الهوى والظن، كما قال تعالى: إن.[40]اإلسراء: ﴾ قوال عظيما


211

رن﴿ ماوات يتفط 99اد الس99 يئا إدا * تك لق99د جئتم ش9999ال ه99دا * أن دع99وا ق األرض وتخ99ر الجب 99ه وتنش99 من

حمن ولدا 99دا * للر خ99ذ ول حمن أن يت إن * وما ينبغي للر99دا حمن عب ماوات واألرض إال آتي ال99ر ﴾كل من في الس

.[93- 89]مريم: ه عما يصفون ﴾سبحان الل .[159]الصافات: ﴿

بعون إال الظن وإن الظن ال ﴿وما لهم به من علم إن يت.[28]النجم: ﴾يغني من الحق شيئا

وإذا كان النصارى ق99د اتخ99ذوا المس99يح إله99ا يعب99د من أجل أن ولد من غير أب، فعبادتهم آلدم –استنكارا-

تكون من باب أولى؛ ألنه خلق من غير أب وال أم. وإذا كان النصارى قد اتخذوا المسيح إلها يعب99د لم99ا ظهر له من معج99زات –كتأيي99د من الل99ه لنبي99ه، فيص99دقه

وموس99ى علي99ه الس99الم –قوم99ه- فعب99ادتهم محم99دا استنكارا- يكون من باب أولى؛ ألن المعجزات والخوارق

التي ظهرت قد ظهرت على أيديهم أكثر وأعظم.ن ال يتعارض وال يختلف فيه لبيان. فالحق واحد بي

مناظرة في ادعاء النصارى لألقانيم إن النص99ارى ي99دعون أن اإلل99ه عب99ارة عن ثالث99ة أق999انيم، وهم مختلف999ون في تحدي999د تل999ك األق999انيم المزعوم999ة أهي ص999فات أم ذوات أم خ999واص، لكنهم اتفق9999وا على أنه9999ا ثالث9999ة وهي: األب، واالبن، وروح الق99دس، وي99دعون أن االبن ه99و كلم99ة األب، وأن األب يعلم األش999ياء بكلمت999ه –االبن- وأن روح الق999دس ه999وا –على الحياة ال99تي من أجله99ا وجب أن يك99ون األب حي

حد افتراءاتهم وأكاذبيهم-. فيقال لهم: أكل واحد من تلك األقانيم الثالثة غير

اآلخر؟ أم كل واحد منهما هو اآلخر؟ - فإن قالوا: كل واحد منهما هو اآلخ99ر، قي99ل لهم:

فلم جعلتموها ثالثة؟!


2

فالعدد نفسه يدل على المغ99ايرة وع99دم المثلي99ة،لذلك فقد أثبتم بكالمكم ما نفيتم، ونفيتم ما أثبتم.

وإن قالوا: ب99أن ك99ل واح99د من تل99ك األق99انيم غ99ير اآلخ99ر، قي99ل لهم: فه99ل تم99يزون أي99ا من تل99ك األق99انيم

بصفة عن اآلخر؟ا من تلك األقانيم عن اآلخ99ر، ز أي فإن قالوا: ال نمي

عاد عليهم الكالم األول بأن األقانيم الثالثة واحد. ويتبين من هذه المناظرة مدى التعارض في مثل

ذلك المعتقد الفاسد الباطل.


211

مناظرة النصارى في ادعاء التثليث يقال للنص99ارى: إذا اعتق99دتم أن اإلل99ه عب99ارة عن ثالث99ة أق99انيم، اإلل99ه األب، واإلل99ه االبن، وروح الق99دس،

وأنهم في جوهر واحد: فهل ذلك الذي ق99د ادعيتم99وه -من أن األب اإلل99ه ثالثة أقانيم في جوهر واحد- ك99ان معرفت99ه عن طري99ق

التوقيف والسماع أم عن طريق المعقول والقياس؟!فإن قالوا: أخذناه من التوقيف من نص األناجيل. يقال لهم: إذن كان يلزمكم أال تختلف99وا في ذل99ك؛

ألن النصوص ال يختلف فيها أحد ممن يعتقد ذلك.وإن قالوا: أخذناه عن طريق المعقول والقياس.

يقال لهم: إذن فما ال99ذي ي99وجب أن يك99ون إلهكم المزعوم ثالثة أق9انيم، دون أن يك9ون أك9ثر من ذل9ك؟!

فما الذي يوجب حصره في ثالثة؟!هل كان ذلك بضرورة العقل؟! أم بنظر العقل؟!

فإن قالوا: بضرورة العقل. يقال لهم: إذن فيل99زمكم أال يختل99ف في99ه العقالء، ولكن ق99ولكم من99اقض لض99رورة العق99ل، حيث تجعل99ون

الثالثة واحدا.وإن قالوا: بنظر العقل.

يقال لهم: أي دليل يرشد إليه؟ وأي برهان يق99ومعليه؟!

أينحصر الواحد في ثالث، أو الثالث في واحد؟! ب99ل الواح99د ين99اقض التع99دد، فال يمكن أن يك99ون

الواحد اثنان أو ثالثة أو... وم99ا أجهلكم بطريق99ة الحس99اب، فمن غل99ط في أول مرتب99ة من الحس99اب، فألن يغل99ط فيم99ا زاد عليه99ا

أولى. يظه99ر لن99ا من ه99ذه المن99اظرة عظم كف99ر ه99ؤالء النص9999ارى، ويت9999بين أن ش9999ركهم أعظم من ش9999رك


2

المج99وس ذاتهم، فغاي99ة المج99وس ذاتهم: ادع99اء إلهيناثنين: نور وظلمة، وهؤالء النصارى يدعون ثالثة.

رد آخر بالفطرة: في س99فارة الب99اقالني إلى مل99ك ال99روم، دخ99ل القاضي أب99و بك99ر ذات م99رة على المل99ك، ف99رأى عن99ده بعض بطارقت99ه ورهبانيت99ه، فق99ال مس99تهزئا بهم: كي99ف

أنت وكيف األهل واألوالد؟ فتعجب الرومي منه، وقال ل99ه: ذك99ر من أرس99لك في كتاب الرس99الة: أن99ك لس99ان أه99ل األرض، ومتق99دم على علماء األمة، أما علمت أنا ننزه ه99ؤالء عن األه99ل99نزهون الل99ه واألوالد؟! فقال القاضي أبو بك99ر: أنتم ال ت

سبحانه عن األهل واألوالد وتنزهونهم!!رت 99دلت وغي لذلك فما أسوأ فط99رتهم ال99تي ق99د ب

من التوحيد إلى عظيم الكفر والشرك.مناظرة في ادعاء النصارى ألسطورة التجسدد في اعتقاد النصارى: هو زعمهم بأن الل99ه التجس لما رحم عباده وأشفق عليهم، ألقى كلمت99ه إلى م99ريم البتول، فتجسدت الكلمة في جوفه99ا، فخ99رج منه99ا إل99ه

تام من إله تام، كما يفترون ويكذبون. فيق99ال لهم: ه99ل الكلم99ة ال99تي ألقاه99ا اإلل99ه إلى مريم البتول، وتجسدت في جوفها، فخرج منه إله ت99ام –على حد زعمهم- هي نفس جوهر األلوهية أم أن تلك

الكلمة زائدة عليه؟فإن قالوا: هي الجوهر.

يقال لهم: إذن قولوا: ألقى نفسه وال تقول99وا كلمت99ه؛توبيخا لهم واستنكارا الفتراءاتهم.

وإن قالوا: بأن الكلمة مزيدة على الجوهر.يقال لهم: هل فارقت الجوهر أم لم تفارقه؟

فإن قالوا: فارقته.


211

يق99ال لهم: إذن يل99زمكم أن تقول99وا بتغ99ير ج99وهر األلوهية؛ ألنها إذا فارقته لم يتصف اإلل9ه حينئ99ذ ب9أقنوم

العلم بعد أن كان متصفا له.وإن قالوا: لم تفارقه.

يقال لهم: إذن يستحيل أن تحل الكلمة في مريم مع اختصاصها به؛ ألن الواحد ال يح99ل في اث99نين، وذل99ك مج99اراة الف99تراءاتهم تفني99دا لم99ا يدعون99ه من أك99اذيب

وأساطير وأوهام.مناظرة في ادعاء النصارى للفداء

كما أشرنا، يعتق99د النص99ارى أن ال99رب تجس99د في المسيح ليهان ويصلب ويقت99ل من أج99ل تطه99ير وإنق99اذ البش99999رية من خطيئ99999ة أبيهم آدم –وهي أكل99999ه من الش99جرة- وال99تي توارثته99ا األجي99ال بم99ا فيهم األنبي99اء

والصالحين، وأيضا المسيح قبل صلبه. فيقال لهم: من العجب أن ذلك اإلل99ه بع99د أن فع99ل بنفسه من الذل والهوان ما وصفتم، من أج99ل تخليص99كم

.من الخطايا والذنوب ومن آفات الدنيا، ما نراه خلصكم بل أنتم باقون على ما كنتم عليه من طبع البشر،مات وتقتلون وتقتلون تحيون وتعصون وترتكبون المحروتموتون، ويجري عليكم ما يجري على جميع بني آدم.

فأي خالص مفترى مزعوم، تدعونه لكم؟! فماذا عن الخل99ق ال99ذين ج99اءوا بع99د ذل99ك الف99داء

الموهوم؟! وماذا عن س99ائر المعاص99ي وال99ذنوب والف99واحش التي ترتكبونها، ال سيما في أوقات أعيادكمن المزيف99ة، وفي دور عب99ادتكم المتخ99ذة كغط99اء لنش99ر الزن99ا والبال

والفواحش؟! أعاذنا الله من إفك النصارى وبهتهم.


2

مناظرة النصارى في ادعاء صلب اإلله كما أشرنا، فإن النصارى يعتقدون أن المسيح قد

صلب وقتل. فيق99ال لهم: إم99ا أن يك99ون ذل99ك الص99لب والقت99ل

ضالال، وإما أن يكون هدى. ومن المحال أن تقولوا بأن ذلك الصلب هدى، حيث إنكم تكف99رون من فع99ل ذل99ك وتض99للونهم، وألج99ل ذل99ك الفع9ل –في زعمكم- ح9اق الغض9ب وح9اقت اللعن99ة على

اليهود.إذن: فلم يبق إال أن يكون ضالال.

وإذا كان ذلك فقد ل9زمكم أن إلهكم فع9ل الض9الل،ونصصتم بذلك في كتبكم.

وم9ا ذل9ك الفس9اد والخل9ل في مث9ل تل9ك العقي9دة إاللذهاب عقولهم وجهلم بما في كتبهم.

موجز من مناظرة أخرى للنصارى فيادعائهم لصلب اإلله

يقال للنصارى: أنتم مدحتم شريعتكم بأنه99ا مبني99ة على العفو والصفح، ومع ذلك تأبون أن يكون الل99ه ق99د عفا عن آدم حين أكل من الشجرة، حتى إنكم تغ99الون وتفترون في ذلك االدعاء وتقولون: بأن جميع ب99ني آدم كانوا مرتهنين بمعصية أبيهم آدم حتى ف99داهم المس99يح

بنفسه، رغم زعمكم ألوهيته. فلم تتصوروا عفو إلهكم حتى انتقم من إله مثل99ه

وهو االبن اإلله. تعالى الل99ه وتق99دس عم99ا يق99ول الظ99المون عل99وا

كبيرا. فها هو ذاك منتهى التناقض في مثل تلك العقيدة الخبيثة، والذي ال يخفى –التناقض في عقيدة النصارى-

على سوي ونقي الفطرة، صحيح وسليم العقل.ونخلص من ذلك كله:

أنه لم يعظم الله سبحانه وتعالى حق التعظيم إال ،في الشريعة ال99تي ج99اء به99ا رس99وله الخ99اتم محم99د

منزها له جل وعال في ذاته وصفاته وأفعاله عن كل ما


211

هو نقص وذم وعيب، وعن ما ال تقبله الفطرة السوية،وعن ما ال يقبله العقل السليم.

ل99ذلك: لم99اذا ال نطب99ق )االمتح99ان الحاس99م( كم99ا ذكره الشيخ أحمد ديدات فقال: إلى أتب99اع عيس99ى ابن م99ريم علي99ه الس99الم أق99ول: لم99اذا ال نطب99ق االمتح99ان الحاس99م ال99ذي أراده عيس99ى علي99ه الس99الم منكم أنا تطبق99وه على أي ش99خص ي99دعى النب99وة. )إذا ك99ان نبي بص99دق أم ال(، ق99ال المس99يح ابن م99ريم علي99ه الس99الم:99ا، أم العلي99ق ]من ثمارهم تعرفونهم، أيثمر الشوك عنب تينا؟! كل شجرة جيدة تحمل ثمرا جي99دا، وك99ل ش99جرة رديئة تحمل ثم99را رديئا، فم99ا من ش99جرة جي99دة تحم99ل ثمرا رديئا، وم99ا من ش99جرة رديئ99ة تحم99ل ثم99را جي99دا[

.[20: 7]متى: ويقول الشيخ رحمه الله: لماذا تهابون من تطبيق

؟ فإننا نج99دهذا االمتح9ان على تعاليم نبي الله محمد في القرآن الكريم رس99الة كامل99ة متمم99ة لم99ا ج99اء ب99ه موسى وعيسى عليهم99ا الس99الم، ثم استش99هد بكت99ابهم

أنفسهم... ومنها قول برناردشو: تولى الحكم المطل99قلو أن شخصا مثل محمد

99وفر ل99ه للع99الم الس99تطاع أن يع99الج مش99اكل الع99الم وي السالم والسعادة؛ ألن العالم في أمس الحاجة لهما...،

وغيره.


2

صفات اإلله عند غير المسلمين –اليهود- لقد أش99رنا من قب99ل إلى تحري99ف اليه99ود لكت99ابهم المق99دس –الت99وراة- تبع99ا أله99وائهم وك99برهم وحق99دهم، وقد أشرنا أيضا إلى ش99هادة ال99دكتور/ م99وريس بوك99اي على ذلك، وقوله: إنه ال يستطيع عاقل أن ينكر تض99ييع أهل الكتاب –اليهود والنص99ارى- لم99ا اس99تحفظوا علي99ه من كتاب الله، التوراة واإلنجيل، فالتوراة التي يقولون كتبه99ا موس99ى تق99ول لهم: ]ولم99ا م99ات موس99ى –رج99ل الرب- ودفن في أرض م99وآب[ ]س99فر التثني99ة: إص99حاح

5 :34.] فكي99ف يكتب موس99ى علي99ه الس99الم أن99ه م99ات

ودفن؟! إلى غ9ير ذل99ك مم99ا تحتوي99ه الت99وراة من القص99ص المفتراة، وقبيح ما فيه99ا من ب99ذيء األق99وال الفاحش99ة،

ونسبها وإلصاقها بأنبيائها وصالحيهم، ومن ذلك: - أن اليهود –لعنهم الل99ه- نس99بت ن99بي الل99ه ل99وط عليه السالم إلى أنه وطئ ابنتيه وأولدهما وهو سكران

من الخمر. - وأيضا نسبت نبي الله سليمان عليه السالم أن99ه9ا مس99يحا، 99ا س99احرا، وك99ان أب9وه عن99دهم ملك ك9ان ملك

قاتلهم الله. - وأيضا: نسبوا نبي الله يوس99ف علي99ه الس99الم أن99ه حل تكة سراويله وتكة سراويل سيدته، وأن99ه قع99د منه99ا مقعد الرجل من امرأته، وأن الحائ9ط انش9ق ل9ه، ف99رأى أباه يعقوبا عاضا على أنامله، فلم يقم حتى نزل جبري99ل عليه الس99الم فق99ال: ي99ا يوس99ف تك99ون من الزن99اة وأنت معدود عند الله من األنبياء؟ فقام حينئ9ذ، وذل9ك ق99ولهم،

لعنهم الله. ونسبت أيضا تلك األمة الغضبية نبي الله المس99يح ابن مريم عليه السالم إلى السحر، وقالوا: إنه س99احر،

ولد بغية، ونسبت أمه إلى الفجور، قاتلهم الله.


211

أنه في الوقت الذي قد نس9بت في9هوننوه إلى: النصارى األلوهية إلى نبي الله عيسى ابن م99ريم علي99ه السالم افتراء وكذبا، كان اليهود يكذبونه وينسبون إليه والدته بغية، ظلما وزورا، وينسبون أمه -السيدة مريم-

ب99الحقإلى الفجور، إلى أن جاء رس99ول الل99ه محم99د المبين، ب99القول ال99ذي ال في99ه إف99راط وال تفري99ط، وه99و نفي األلوهية عن عيسى ابن مريم عليه الس99الم، وفي الوقت ذاته إثبات نبوته، وأنه –عيسى ابن م99ريم- عب99د

الله ورسوله. وغ999ير ذل999ك الكث999ير والكث999ير من أك999اذيب اليه999ود

وافتراءاتهم على أنبيائهم وصالحيهم. ويقولون أيضا في ص99التهم في إلههم في العش99ر

األول من الشهر من كل سنة:)انتبه! كما تنام يا رب؟ استيقظ من رقدتك(.

فهؤالء إنما أقدموا على مثل تلك الكفريات من شدةضجرهم من الذل والعبودية.

ومن اليهود من قد افترى على الله الكذب بقوله أن عزير ابن الل99ه، تع99الى الل99ه عن مث99ل ذل99ك الك99ذب

علوا كبيرا.99ا وأيضا: فإنهم –اليهود- قد اتخ99ذوا أحب99ارهم أربابمن دون الل99ه، يطلق9ون عليهم الرب99انيون، حيث إنهم – أحبارهم- يحللون لهم ما ح99رم الل99ه، ويحرم99ون عليهم

ما أحل الله، افتراء وكذبا، واليهود يتبعونهم. مع ما قدوأيضا: قام اليهود بتكذيب النبي محمد

وجدوا من صفته في التوراة وتبشيرها ب99ه، ورغم تأيي99ده من الله سبحانه وتعالى بالمعجزات والخوارق ال99تي ق99د ظهرت على يديه، بل وح99اولوا قتل99ه كم99ا ه99و دأبهم في قتل أنبيائهم ورسلهم من قبل، وم99ا ذل99ك إال ألنهم ك99انوا يعتقدون بأن النبي الذي أخبرت به التوراة سوف يخ99رج منهم، ويكون من جنسهم، فلما خرج ن99بي آخ99ر الزم99ان من العرب –بني إسماعيل- اغتاظوا لذلك وعظم كبرهم


2

وحق99دهم في أن يتبع99وه لخروج999ه من غ99يرهم وغ999ير بعد أن ك99انوا س99ببا فيجنسهم، ومن ثم جحدوا نبوته

.إيمان أهل المدينة برسول الله وننوه إلى: أنه من الش<<واهد التاريخي<<ة على

: وصدق دعوته ورسالتهنبوة محمد ا في أن ي99ؤمن أه99ل أن اليهود ك99انوا س99ببا رئيس99ي

بع99د أن ك99انوا عب99ادا لألوث99ان،المدينة ب99النبي محم99د حيث إن99ه في وقت مع99اداة أه99ل المدين99ة لليه99ود ك99ان اليه99ود يس99تفتحون على أه99ل المدين99ة بأن99ه يوش99ك أن يظلهم نبي –أي يخ99رج منهم- ويق99اتلون مع99ه، فيقتل99وا أه99ل المدين99ة قت99ل ع99اد وإرم، ولم يكن أله99ل المدين99ة معرفة مسبقة بالنبي ال99ذي س99وف يخ99رج إال من قب99ل

من الع99رب، م99ا ك99اناليهود، فلما خرج النبي محم99د ،من أهل المدينة إال أن سبقوا اليهود في اإليمان ب99ه

الذي أخبرت به اليهود، فازداد اليه99ودوعلموا أنه هو غيظا وحقدا على ما هم عليه من غيظ وحق99د، لخ99روج

من الع99رب، ولس99بق أه99ل المدين99ة لهمالنبي محمد .في اإليمان به

وحج99دوافما كان من اليهود إال أن كذبوا بنبوته رسالته، مع يقينهم بنبوته وصدق رسالته.

وما ذلك إال لعظم الكبر الذي ينط99وي علي99ه ص99دور اليهود، والغل والحق9د لغ9يرهم من األجن9اس والش9عوب، ولعل ما ذكرنا يوض99ح لن99ا ص99فة اليه99ود، ح99تى يتض99ح لن99ا تصورهم واعتقادهم في إلههم الن99ابع من تل99ك العنص99رية

التي بهم، وذلك الحقد لغيرهم. ول99ذلك: ف99إن اليه99ود يزعم99ون ب99أن دينهم ال يقب99لخروا لخ99دمتهم، ومنهم من سواهم، وأن جميع البشر س99 بل99غ األم9ر ب99ه في ادعائ99ه بع99دم الح99رج في ك99ل أم9وال

غيرهم بالباطل، وفي ذلك يقول الله تعالى: 9ك﴿ 9ؤده إلي ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار ي

99ه ومنهم من إن تأمنه بدينار ال يؤده إليك إال ما دمت علي


211

بيل ين س99 99ا في األمي هم ق99الوا ليس علين 99أن 99ك ب قائم99ا ذل.[75]آل عمران: ﴾ ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون

ف99اليهود وإن ق99الوا بوحداني99ة الل99ه إال أنهم ق99دوصفوه بقبيح الصفات.

ومع أن الدين ال9ذي ت9دين ب9ه اليه9ود ينط9وي على عظيم الفس99اد والخل99ل، إال أنهم يزعم99ون أن الل99ه ق99د ارتضاه لهم بتلك الصورة والكيفية، تعالى الل9ه عن ذل9ك

علوا كبيرا. ذلك باإلضافة إلى تكذيبهم ألنبياء الله ورسله، بل

ومحاربتهم وقتلهم تبعا ألهوائهم، وكبرهم وشهواتهم. ومع ذل99ك يزعم99ون ب99أن اإلل99ه راض ب99ذلك منهم، وأنهم أبناء الله وأحباؤه، ولذلك يقولون بأن الل99ه راض عنهم، وك99ذبوا في ذل99ك كل99ه، فتع99الى اإلل99ه الخ99الق الحكيم الع99ادل عن أن يش99رع مث99ل ذل99ك ال99دين بم99ا يحتوي99ه من فس99اد وفحش –كم99ا في اف99تراءاتهم على أنبيائهم وصالحيهم كما أش9رنا- وبم9ا ينط9وي علي9ه من

عنصرية، وغير ذلك. فاإلل99ه في معتق99د اليه99ود وتص99وراتهم: إل99ه ب99ني إسرائيل فقط، وأنه خاص بهم وح99دهم دون س99ائر األمم والش999عوب، وأن999ه يحبهم دون جمي999ع الن999اس، ويحبا: إن اإلل99ه ال يخت99ار ط99ائفتهم وس99اللتهم، ويقول99ون أيض99 األنبياء إال منهم، وك99ذلك الص99الحين، فال يتقب99ل عب99ادة إال منهم، ولذلك فهم يزعمون ب99أن الجن99ة مقص99ورة عليهم،ا كما تعالى الله عز وجل عن أن يكون إلها ظالما، عنصري

تدعيه اليهود. فاليهود بذلك قد ذموا وعابوا في إلههم وخالقهم؛

ألنهم بذلك: - قد وصفوا اإلله ب99الظلم والعنص99رية والفظاظ99ةلس99ائر البش99ر من مختل99ف األمم والش99عوب، وأنهم – البشر- ال أمل لهم في مثل ذلك اإلل99ه، حيث إن س99ائر

األمم والشعوب مرفوضة منه.


2

وقد وصفوا اإلله بما يدعونه بعدم الحكمة أيضا: ألن الله قد خلق البشر جميعا لعبادته، بأن يؤمنوا بجميع أنبيائ99ه ورس99له، ويتبع99ونهم، ويل99تزمون بالش99رع

الذي جاءوا به. وبم99ا أن إل99ه اليه99ود ال يقب99ل س99واهم وال يتقب99ل عب99ادة إال منهم، إذن فال أم99ل لس99ائر الش99عوب واألمم في التعبد والتقرب لذلك اإلل99ه ال99ذي خلقهم، وليبحث99وا حينئذ عن إله آخر يرض99ونه فيقبلهم، توبيخ99ا واس99تنكارا لكذب وادعاء اليهود، وذلك بال شك وص99ف لإلل99ه بع99دم

الحكمة، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وغ99ير ذل99ك الكث99ير والكث99ير من الص99فات القبيح99ة والمذمومة التي قد رموا الله تعالى بها من منطلق ذلك

االعتقاد الفاسد الذي يدينون به. فقد عاب اليهود –لعنهم الله- إلههم ب99أن وص99فوه

بجسم كبير، تعالى الله عن مثل ذلك علوا كبيرا. حيث ينتج عن ذلك وص99ف اإلل99ه –ك99ذبا- ب99التحيز،

وأن له مكان يحتويه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فالله عز وجل خالق المكان والزمان، وخالق كل ش99يء، فليس قب99ل وج99ود المك99ان والزم99ان إال الل99ه

تعالى.فالله تعالى ال يحويه وال يحيطه مكان أو زمان.

ل99ذلك، ف99إن اليه99ود هم أول من يتب99ع المس99يح الدجال الذي يأتي في آخر الزمان ويدعي األلوهية بم99ا جاء من فتن، جعلها الله عز وج99ل في يدي99ه –ال99دجال- ابتالء وامتحانا من الل9ه س9بحانه وتع9الى إليم99ان العب99اد

واختبارا لهم. وقد أظه99ر الل99ه س99بحانه وتع99الى في ال99دجال م99ان ويشهد بكذبه وافترائه، مثل العور الذي في إحدى يبي

عينيه.


211

فم99ع أن99ه –ال99دجال- ي99دعي األلوهي99ة إال أن99ه ال99ا من الل99ه يستطيع أن يزيل ما به من نقص وعور، خزي

تعالى له في الدنيا قبل اآلخرة.99زه –ال99دجال الك99اذب- في جس99م م99ا ومث99ل: تحي

صغر أم كبر. حيث إنه ال يعقل أن يكون اإلله الخالق عب99ارة عن

متحيز في جسم أو جسد ما صغر أو كبر. ومع ذلك، فإننا نجد أن اليهود ينتظرونه، وهم أول من يؤمن99ون ب99ه لفس99اد معتق99دهم وتص99ورهم في ذات

الله تعالى.ا من معتق99دهم عظيم ك99ذبهم في وسوف ندلل عقلي ادع9ائهم باختصاص9هم بالل9ه تع9الى، وذل9ك من خالل ه9ذه

المناظرة. حيث يق999ال لهم: م999ا ق999ولكم في أي999وب علي999ه

ون بنبوته؟! السالم؟ أتقرفيقولون: نعم.

فيقال لهم: هل هو من بني إسرائيل؟فيقولون: ال.

فيقال لهم: ما تقولون في جمهور بني إس99رائيل، يعني التس99عة أس99باط ال99ذين أغ99واهم يربع99ام بن نب99اط الذي خرج على ولد س99ليمان بن داود عليهم99ا الس99الم، وصنع لهم99ا الكبش99ين من ذهب وعك99ف على عبادتهم99ا جماع99ة ب99ني إس99رائيل وأه99ل جمي99ع والي99ة دار ملكهم الملقبة يومئ99ذ بش9ومرون إلى أن ج99رت الح9رب بينهم وبين السبطين والنصف الذين ك99انوا مؤم99نين م99ع ول99د س99ليمان في بيت الق99دس وقت99ل في معرك99ة واح99دة

خمسمائة ألف إنسان؟ م999ا تقول999ون في أولئ999ك القتلى بأس999رهم، وفي

التسعة أسباط والنصف؟هل كان الله يحبهم ألنهم إسرائيليون؟

فيقولون: ال، ألنهم كفار.


2

فيقال لهم: أليس عندكم في التوراة أن99ه ال ف99رقسب؟ بين الدخيل في دينكم وبين الصريح الن

فيقول999ون: بلى، ألن الت999وراة ناطق999ة به999ذا، إناألجنبي والصريح النسب منكم سواء عند الله.

إذن: فقد أقروا بأن الله ال يحب الظ99المين منهم، ويحب المؤم99نين وإن ك99انوا من غ99ير ط99ائفتهم ويتخ99ذ

(1 )أنبياء وأولياء من غير ساللتهم.

وبذلك: ينتفي ما يدعيه اليهود من اختص99اص الل99هسبحانه وتعالى بطائفتهم من بين المخلوقين.



211

صفات اإلله عند غير المسلمين –المجوس-

يعتبر زرادش99ت ه99و مؤس99س الديان99ة المجوس99ية، والديانة المجوسية تعد سابقة لظهور المس99يح عيس99ى

ابن مريم عليه السالم بأكثر من ستة قرون. لق99د ق99الوا –المج99وس- ب99أن الش99ر متمث99ل في الش99يطان، وزعم99وا أن الش99يطان أخ99ذ يواج99ه اإلل99ه ويحاربه إلى أن انتصر عليه، ومن ثم خضع إلههم لذلك الشيطان وشروطه، وأصبح الشيطان المزع99وم كاإلل99ه على مدى هذا الدهر، حيث صار له السلطان المطل99ق

إلى أن ينتهي زمن الحياة. ثم بعد ذلك، بعد انتهاء زمن الحياة يأتي دور اإلل9ه في الدهر التالي، تعالى الله عز وجل عن كل ذلك اإلف99ك عل99وا

كبيرا. ثم م9999زج بين أوه9999ام واف9999تراءات المس9999يحية والمجوس99ية –كباط99ل يت99ألف ويم99تزج ببعض99ه- فك99انت النتيجة الفاسدة الباطلة، الخروج بثنائية مطلق99ة، وهي إله للنور وإله للظلم99ة، وأنهم99ا ق99د تس99اويا في الحي99اة والقوة، وأنهما يتغالبان دائما، ينتص99ر أح99دهما وينكس99ر اآلخ99ر إلى م99ا ال نهاي99ة، لكن أح99دهما ال يم99وت، وإل99ه الظلم99ة المتمث99ل في الش99يطان ه99و الح99اكم في ه99ذا الدهر، وإله النور، تكون ل99ه النص99رة في ال99دهر الت99الي في ع99الم الن99ور ال99ذي يك99ون مق99ر األرواح فق99ط دون

األجساد، وهكذا إلى ما ال نهاية، قاتلهم الله.وأعاذنا الله جميعا من فساد العقل والفطرة.

فتعالى الله عن أن يكون له شريك في ملك99ه، أو أن يوص99ف ب99العجز والض99عف أو أي من تل99ك الص99فات

التي ال تليق به جل وعال. فالله سبحانه وتعالى له الكمال المطلق في ذاته

وأسمائه.


2

صفات اإلله عند غير المسلمين –الهندوس- إن الديانة الهندوسية ديانة عسيرة الفهم ج99دا، وال يعرف لها رسول وال نبي معين، وال هاد وال مرشد خاص يمكن أن تنسب إليه تأسيس تلك الديانة وبداية ال99دعوة إليها، كما ال يعرف لها مصدر وال كتاب متف9ق علي9ه بأن9ه

الحجة والمرجع األخير. لذلك، فإن تلك الديانة تتضمن مجموعة هائلة من األوهام والمعتقدات المتناقضة التي توارثه99ا الهن99دوس واس99تقوها من من99ابع ش99تى في مج99ال تزكي99ة ال99روح

(1)وتنميتها حسب معتقد هؤالء المتوهمين.

وتتبنى ديان99ة الهن99دوس تفرق99ة عنص99رية ش99ديدة، حيث تقسم اإلنسان إلى أربع طبقات أعاله99ا، ب99رهمن، وأدناها وآخرها شودر وهم األنج99اس األرازل ال99ذين لم

يخلقوا إال لخدمة من فوقهم من الطبقات.ويكفينا أن نشير إلى:

أن مثل تل99ك الديان99ة تجم99ع بين الغث والس99مين، وتتأرجح بين الحقائق واألساطير، ويزعمون وجود آله99ة كثيرة مختلفة، تبعا ألوهامهم وأساطيرهم ومعتق99داتهم الباطلة ويصفونهم بألفاظ فاحشة منكرة يعف اللسان عن ذكرها، ويصورونهم على هيئة تماثيل يخجل الح99يي من النظر إليها، ويوجد غيرهم من يعبد البقرة وغيرها،

تعالى الله عز وجل على كل ذلك اإلفك علوا كبيرا. وقد أشرنا سابقا إلى استحالة وجود شريك أو ند

ا ذلك. ن لله جل وعال، وبي

مختصر من كتاب "وإنك لعلى خلق عظيم" للمباركفوري.) (1


211

صفات اإلله عند غير المسلمين –عباداألصنام واألوثان-

لقد كان منتشرا قديما في العرب قبل بعثة النبي عب99ادة األوث99ان، حيث ك99انوا ينحت99ون تم99اثيالمحم99د

وأصناما كثيرة –من الحجارة- فيعبدونها ويتقربون إليها بالذبائح والقرابين م99ع علمهم بأنه99ا ال ت99رى وال تس99مع، وال تنف99ع وال تض99ر، ولكنه99ا األه99واء والش99هوات ال99تي

تتالعب بهم.اد األص99نام واألوث999ان- إذا وك999ان أح99دهم –من عب أراد أن يسافر حمل إلهه -الصنم أو التمثال أو الحج99ر- معه، فأي عقل هذا؟! إلى أن جاء رسول الله محمد

ودعاهم إلى عبادة الله عز وجل، ونشر دينه جل وعال. مك99ة فاتح99ا ومنتص99را وج99د علىوعن99دما دخ99ل

الكعبة المشرفة –أول بيت بني لعبادة الل99ه تع99الى في يطعنه99ا ويق99ول ص99نما، فأخ99ذ 360األرض- وحوله99ا جاء الحق وزهق الباط99ل إن الباط99ل﴿قول الله تعالى:

جاء الحق وما يبدئ الباط99ل﴿،9 [81]اإلسراء: ﴾ كان زهوقا واألصنام تتساقط على وجوهها.[49]سبأ: ﴾ وما يعيد

والعجيب: أننا نج99د اآلن في زمن العلم وتط99وره، وتقدم وسائل االتصاالت الس99معية والمرئي99ة، من يعب99د أصناما وتماثيال، ال تنفع وال تضر مث99ل من يعب99د ]ب99وذا[، ويتخذه إلها يعبد، تعالى الله عن كل ذلك الباطل عل99وا كبيرا، ولكننا نجد أن مشركي العرب كانوا أفض99ل ح99االاد األصنام والتماثيل اليوم، وإن كانوا جميع99ا في من عب

ضالل مبين.ون بوج99ود الل99ه حيث إننا نجد أن العرب كانوا يقر تعالى في السماء –أي فوقه99ا- وإذا م99ا ن99زلت بأح99دهم مصيبة فإنه يدعو الذي في السماء –أي فوقها- ولكنهم كانوا يتخذون مثل تلك األصنام والتماثيل التي يعبدونها

وسيلة للوساطة وللتقرب إلى الله تعالى.


2

ومع أن ذلك كله شرك وكف99ر بالل99ه ج99ل وعال، إال أنن99ا أردن99ا أن نش99ير إلى إق99رارهم بوج99ود الل99ه تع99الى كتفاض99ل بينهم وبين غ99يرهم، ممن فس99دت فط99رتهم

وعقولهم. كل ذلك يؤكد لنا أن العقيدة التي جاء بها رس99ول

هي العقي99دة الص99حيحة ال99تي يقبله99ا أيالل99ه محم99د عق99ل س99ليم يري99د أن يع99رف إله99ه، فينزه99ه ويمج99ده ويعب99ده، وهي العقي99دة ال99تي تقبله99ا الفط99رة الس99ليمة السوية بدون أي تركيبات أو تعقيدات أو شوائب، ومن

من كت99اب س99ماويثم فإن كل ما جاء الن99بي محم99د 99ني على ورسالة وشرع حكيم هو الحق المبين ال99ذي ب

أساس –العقيدة- راسخ، قوي متين. هي العقيدةفالعقيدة التي جاء بها النبي محمد

الصافية التي يسهل فهمها وقبولها بدون أية مش99قة أوتعنت.

فهي الن99ور ال99ذي أن99ار الل99ه س99بحانه وتع99الى به99االظلمة، فمحا بها ظلمات الشرك واإللحاد.


211

دالئل عظيمة على طالقة قدرة الله عزوجل

ومن ثم كمال وشمولية علمه وتمامحكمته

وعظيم صفاته وأفعاله يق99ول الل99ه تع99الى في كتاب99ه الحكيم –الق99رآن

يئا﴿الكريم- واصفا إرادته وقدرته: ما أمره إذا أراد ش99 إن.[82]يس: ﴾ أن يقول له كن فيكون

أي أن الله س99بحانه وتع99الى إذا أراد ش99يئا، فإنم99ا يأمر أم9را واح9دا، فال يحت9اج إلى أن يك9رر أم9ره أو أن

يؤكده. فه99و س99بحانه وتع99الى بي99ده مقالي99د الس99ماوات

واألرض، وإليه يرجع األمر كله، وله الخلق واألمر. واآليات الدالة على قدرة الله عز وجل وطالقتها أك99ثر من أن تحصى، كخلقه جل وعال للسماوات واألرض والكون

وما به من مجرات ونجوم وكواكب بما فيها األرض. وأيضا من عظيم اآليات الدالة على قدرة الله عز وج99ل وطالقته99ا، الت99وازن العجيب والتناس99ق الب99ديع للكون بما فيه، وك9ذلك التناس9ب الذي يص999ل إلى ح99د

ال يمكن تصوره. وأيضا من عظيم اآليات الدالة على ق99درة الل99ه ع99ز وجل وطالقتها: خلق جل وعال لإلنس99ان بم99ا في99ه من نعم

عظيمة ال تعد وال تحصى... إلى غير ذلك. مما يوضح عظيم حكمة الل99ه ع99ز وج99ل وقدرت99ه، وما قد اكتشفه العلم الحديث بأحدث األجهزة العلمي99ة من هذا التوازن والتناسب بين أجزاء الكون، وأيضا في مكونات اإلنس99ان والكائن99ات الحي99ة يؤك99د عظيم ق99درة

الله جل وعال وجليل حكمته وبديع صنعته. لكننا نود أن نشير إلى جوانب ودالئل أخ99رى توض99ح

طالقة قدرة الله عز وجل وعظيم صفاته وأفعاله، منها:


2

الفط<<<رة الس<<<وية النقي<<<ة والعق<<<ل الس<<<ليمالصريح:

لق9د خل99ق الل99ه ع99ز وج9ل اإلنس9ان وفط99ره علىاإليمان بوجوده وعظيم قدرته وجميل صفاته.

فنجد أن اإلنسان إذا ما نزلت به نازل99ة أو كارث99ة، فإنه سرعان ما يتوجه إلى الل99ه تع99الى بال99دعاء م99رارا وتكرارا علما من هذا اإلنسان بوجود ربه تبارك وتعالى وإيمانا ب99ه، وبعظيم قدرت99ه، وأن99ه س99بحانه وتع99الى ه99و الق99ادر وح99ده على أن يرف99ع جمي99ع م99ا ن99زل ب99ه من المصائب والك99وارث لطالق99ة قدرت99ه ج99ل وعال وعظيم

رحمته. والعقل السليم الصريح ال يقبل إنك99ار وج99ود الل99ه

تعالى أو عظيم صفاته أو طالقة قدرته. فاإلنسان إذا ما نظر في نفسه وتأمل في تركيب جسمه، ال سيما بعد التق99دم العلمي الهائ99ل في الطب وفي شتى المجاالت وتطور أجهزته العلمية إلى درج99ة كب99يرة، لعلم –اإلنس99ان- عظيم حكم99ة الل99ه س99بحانه

وتعالى، وطالقة قدرته وكمالها وبديع وعجيب صنعته. فما بالنا إذا نظر اإلنسان وتأمل في ملكوت الل99ه ع99ز وج99ل الواس99ع، من س99ماوات وأراض99ين –حيث إن العلم قد اكتشف أن األرض مقسمة إلى سبع طبقات- ومج999رات ونج999وم ومخلوق999ات حي999ة –كالحيوان999ات والطيور- وأخرى غير حية، ليست ذات روح -كاألشجار والنباتات والجم99ادات- ال س99يما بع99د تق99دم التلس99كوب والمج99اهر اإللكتروني99ة، لش99اهد بعيني99ه عظيم وطالق99ة

قدرة الله سبحانه وتعالى. لذلك فإن الفطرة السوية النقية والعقل الس99ليم الص99ريح، ال99راجح الرش99يد من ال99دالئل العظيم99ة على

طالقة قدرة الله عز وجل وعظيم صفاته وأفعاله.


211

- دعوة األنبياء والرسل، وتأييدها بالمعجزات2والخوارق داللة وشهادة بصدق ما أخبرت به:

لقد أرس9ل الل9ه تع9الى األنبي9اء والمرس9لين ل9دعوة الن99اس إلى اإليم99ان ب99ه ج99ل وعال وإلى اإليم99ان بعظيم صفاته وطالقة قدرت99ه وجلي99ل حكمت9ه وكماله9ا وش99مولية علمه سبحانه وتعالى، ومن ثم إفراده ع99ز وج99ل بالعب99ادة

وحده دون أن يشرك به شيئا.د الله عز وجل أنبي99اءه ورس99له بم99ا يش99هد ولقد أي بصدق ما دعت إليه من وحدانية الله جل وعال، وصدق م99ا أخ99برت ب99ه من عظيم ص99فاته وطالق99ة قدرت99ه، من المعجزات والخوارق التي يعجز عن اإلتيان بمثلها غ99ير

األنبياء والمرسلين. ومن أمثلة هذه المعجزات ما كان للنبي محمد

مثل::- انشقاق القمر له

ا نتيجة التمزقات والش99قوق وقد اكتشف ذلك علمي الغائرة، العميقة جدا، والتي ال يمكن تفسيرها على أنه99ا أثر الرتطام النيازك وغيرها بالقمر، وذلك لعظيم عمقه99ا وطولها، حيث تتراوح أعماقها بين عدة مئات من األمتار وأكثر من الكيلوم99تر، وأعراض99ها بين النص99ف كيل99و م99تر وخمسة كيلو مترات، وتمتد إلى مئات من الكيلو مترات في خطوط مستقيمة أو متعرج9ة، وتم9ر ه9ذه الش9قوق الطويلة الهائلة بالعديد من الحفر العميقة، هذا باإلضافة إلى اكتش9اف ح9زام من الص9خور المتحول9ة في القم9ر، وهي طبيعة لم يعهدها العلماء في أجرام السماء، ل99ذلك فسر العلماء –بما فيهم علماء الجيولوجيا- كل ذل99ك أن99ه نتيجة انشقاق القمر في يوم من األيام، وق99د تم تص99وير هذه الشقوق حديثا، حيث يمكن للجميع أن يطلع عليه99ا، فتكون شاهدة بصدق هذه المعجزة العظيمة، تأيي99دا من

.الله سبحانه وتعالى لدعوة ورسالة نبيه محمد


2

وك99ان ه99ذا الكش99ف العلمي وغ99يره من أس99باب99ا لهم، اعتن99اق الكث99ير والكث99ير لإلس99الم، وقبول99ه دين

وتصديقه.واإليمان برسول اإلسالم محمد .- نبع الماء من بين أصابعه

- البرك99ة في الطع99ام القلي99ل ح99تى يكفي الكث99يروالكثير.

وس99ماع ص99وت- ح99نين الج99ذع لرس99ول الل99ه بكائه.

- تسبيح الطعام وسماع صوت تسبيحه على عه99د.رسول الله لعين قتادة بن النعمان لم99ا أص99يبت ي99وم- رده

أح99د، وس99قطت على وجنتي99ه، فع99ادت أحس99ن عيني99هوأحدهما.

ب99دون دواء- ش99فاء بعض أص99حابه على يدي99ه حسي.

وغير هذا الكثير والكثير من أمثلة هذه المعجزات.وأنواع أخرى غيرها، مما هو صحيح وثابت عن النبي

تا الفطرة الس99وية لذلك فإن اإلله الخالق الذي دل والعق99ل الس99ليم على وج99وده ه99و اإلل99ه الخ99الق ال99ذي دعت الشرائع –التي ج99اءت به99ا األنبي99اء والرس99ل- إلى

اإليمان به وبعظيم صفاته وطالقة قدرته. - أزلية الل<<ه س<<بحانه وتع<<الى وأبديت<<ه وفق<<ا3

لقوله جل وعال: 99د﴿،9 [3]الحديد: ﴾ هو األول واآلخر﴿ ﴾لم يلد ولم يول

.[3]اإلخالص: - وخل<<ق الل<<ه ع<<ز وج<<ل لإلنس<<ان ولكاف<<ة المخلوق<<<ات والموج<<<ودات من ع<<<دم، وفق<<<ا

لقوله تعالى:99ك9﴿ 99ل ولم9 ي 99اه من9 قب ا خلقن9 ان أن أوال يذ9كر ا9إلنس99

.[67]مريم: ﴾ شي9ئا


211

ماوات واألرض ليق9ولن﴿ ألتهم من خل9ق الس9 ولئن س9.[9]الزخرف: ﴾ خلقهن العزيز العليم

إن الله سبحانه وتعالى لم يول99د، ل99ذلك فه99و ج99له عن أن يتخذ صاحبة أو ولدا. شأنه منز

وهو سبحانه وتعالى الخ99الق من ع99دم، يخل99ق م99ا يش99اء وفق99ا لم99ا يري99د ويش99اء، ولم99ا تقتض99يه حكمت99ه

سبحانه وتعالى. فلم يك99ون اتخ99اذه ج99ل وعال ول99دا أو أك99ثر من

البشر أو غيرهم كما يفتري الكاذبون؟!ه عن مثل ذلك، فهو ج99ل وعال إن الله عز وجل منز

األول الذي ليس قبله شيء.ا ا وعلمي ا وعقلي وقد ثبت لدينا باألدلة الدامغ99ة فطري

وغير ذلك كما أشرنا سابقا. وإذا ما نظر اإلنسان بعقل99ه في نفس99ه كمخل99وق، فإنه يكون على يقين من أمر والدته، وأنه مول99ود، وأن أبويه كانا سببا في وجوده، وأنه لم يكن من قبل شيئا، وأن وال99دا أبوي99ه –ج99داه- كان99ا س99ببا في وج99ود أبوي99ه، وهكذا إلى أن يصل إلى وجود الخ99الق األزلي ال99ذي لم يولد، والذي أوجد اإلنسان في بداي99ة خلق99ه من الع99دم بعظيم وطالقة قدرته، لذا فإن اإلنسان دوما ينظر إلى األشياء والموجودات من حوله وه9و على يقين من أن99ه ال بد من سبب في وجودها، وأنها كانت في بداية األمر عدما، كما كان هو، ومن ثم يستلزم ذل99ك وج99ود واج99د أزلي لم يوجده أحد من قب99ل، وه99ذا الواج99د ه99و ال99ذي أوج999دها –األش999ياء والموج999ودات- من الع999دم بعظيم وطالق99ة قدرت99ه، وه99ذا الواج99د ه99و اإلل99ه الخ99الق، الل99ه

سبحانه وتعالى. ويستنتج من ذلك كله: أن اإلله الخ99الق ال ب99د وأن يكون أبدي، أي: حي، دائم باق، ال يم99وت وال يف99نى وال

ينتهي.


2

ل99ذلك، ف99إن ثب99وت أزلي99ة س99بحانه وتع99الى بكاف99ةا.. دلي99ل وبره99ان ا وعلمي ا وعقلي البراهين واألدل99ة فطري لكل لبيب وعاقل على طالقة قدرة الله عز وجل، ه99ذا وإن كان عقل99ه يعج99زه عن إدراك كيفي99ة ه99ذه الق99درة المطلق99ة لل99ه س99بحانه وتع99الى؛ ألن اإلنس99ان نفس99ه موج99ود مخل99وق، أوج99ده الل99ه الخ99الق ج99ل وعال من

العدم. لذا، فإن عقله محدود، له إمكانية محدودة، يعج99ز

عن إدراك ما فوقها.ونضرب لذلك مثاال بسيطا لتوضيح ذلك:

هل يمكن أن نضع في كوب ماء صغير م99ا يع99ادلكوبين من حجمه؟!

بالطبع: ال. ف999إذا ك999ان ه999ذا الك999وب الص999غير من الم999اء ال يستوعب كوبا آخر مثل99ه، فه99ل يمكن أن يس99توعب م99ا على األرض من مياه أنهار وبحار ومحيطات ومداد من

أمثلتها جميعا إلى ما ال نهاية؟!!بالتأكيد: كال، ال يمكن ذلك.

فذلك مثل العقل المحدود، المشبه بك99وب الم99اء الصغير المحدود، ال يمكن99ه إدراك كيفي99ة طالق99ة ق99درة

اإلله الخالق جل وعال. - خل<<ق الل<<ه س<<بحانه وتع<<الى لل<<روح، وفق<<ا4

لقوله جل وعال:ي﴿ وح من أم99ر رب وح ق99ل ال99ر ألونك عن ال99ر ويس99

.[85]اإلسراء: ﴾ وما أوتيتم من العلم إال قليال لق99د خل99ق الل99ه س99بحانه وتع99الى ال99روح، وأودعه99ا اإلنسان وغيره من المخلوقات إلى أجل مس99مى، إلى أن يتوفاه الله عز وجل بقبض وأخذ روحه، ألن الله جل وعال قد كتب عليه –اإلنسان- وعلى غ99يره من األحي99اء الم99وت

ك99ل من عليه99ا﴿والفن99اء، وفق99ا لقول99ه س99بحانه وتع99الى:


211

ك ذو الجالل واإلكرام 9،27 26]الرحمن: ﴾فان*ويبقى وجه رب].

ثم يرد الله تعالى على اإلنسان روحه وإلى غ99يره من األحي99اء )كالحيوان99ات والطي99ور( ليوفي99ه حس99ابه وجزاءه، وكذلك غيره، وذلك في ي99وم الحس99اب )ال99دار

اآلخرة الباقية(. فإن كان مؤمنا صالحا، فإلى جنته تب99ارك وتع99الى

ودار نعيمه والفوز برضائه. وإن كان كافرا، مش9ركا، ملح99دا، فاس99قا... ف99إلى

النار ودار الشقاء لسخطه جل وعال عليه. ولقد خلق الله عز وجل ال99روح وجعله99ا س99ببا في حياة اإلنسان وغيره من األحياء، فهو جل وعال مس99بب األسباب وخالقها، وذلك لحكم عظيم99ة وجليل99ة يعلمه99ا

جل وعال. وإذا أمعن99ا النظ99ر وتأملن99ا في ه99ذه ال99روح ال99تي خلقه99ا الل99ه تع99الى، وجعله99ا س99ببا في حي99اة اإلنس99ان وغيره من المخلوق99ات لثبت ل99دينا بيقين طالق99ة ق99درة اإلل99ه الخ99الق له99ا –ال99روح- وعظيم وب99ديع خلق99ه لك99ل

شيء. ف99الروح: لم يس99تطع العلم الح99ديث دراس99تها م9ع ك999ل وس999ائله التقني999ة الحديث999ة، حيث إن أساس999يات وبدائيات هذه الدراسة غ99ير متاح99ة، وليس99ت معلوم99ة، ل99ذلك ف99إن ال99روح ال99تي خلقه99ا الل99ه تع99الى وأودعه99ا اإلنس99ان، وجعله99ا س99ببا في حيات99ه وحي99اة غ99يره من األحياء هي سر من أسراره ج99ل وعال في خلق99ه، وآي99ة على ب99ديع ص99نعته، ودالل99ة على عظيم وطالق99ة قدرت99ه

جل وعال. - استجابة المؤمنين الصالحين ألوامر الله ع<<ز6

وجل وطاعتهم له وفقا لقوله جل وعال:الحات﴿ 999وا وعمل999وا الص999 ذين آمن تجيب ال ويس999

ديد 99افرون لهم ع99ذاب ش99 له والك ﴾ويزي99دهم من فض99.[26]الشورى:


2

لقد خلق الله تعالى البش99ر وأرس99ل إليهم أنبي99اءه ورس999له ل999دعوتهم إلى اإليم999ان بوحدانيت999ه وعظيم ص9فاته، ومن ثم عبادته جل وعال وحده، وذل99ك بع99د أند أنبي99اءه ورس99له- ب99المعجزات والخ99وارق أي99دهم –أي

كدليل على صدق دعوتهم. وبالفع99ل: نج99د أن من ي99ؤمن ب99دعوة أنبي99اء الل99ه ورس9999له –وهم المؤمن9999ون الص9999ادقون- يس9999تجيبون ويمتثلون لكل ما أمر الله عز وج99ل ب99ه، ويس99عون فيالقيام به على الوجه األمثل، بل ويتبادرون في تنفيذه.وإذا م99ا نهى الل99ه ع99ز وج99ل عن ش99يء، ف99إنهم – المؤمن99ون الص99ادقون- س99رعان م99ا يجتنبون99ه، ب99ل وال

يقربونه أو يقربون إلى ما يؤدي إليه. علما بأن الله عز وجل لم يخل99ق اإلنس99ان مج99برا على طاعت99ه أو على معص99يته، ولكن خلق99ه مخ99يرا بين أن يطيعه ج99ل وعال أو أن يعص99يه، ه99ذا م99ع علم99ه ع99ز وجل الكامل المسبق لما سوف يختاره اإلنسان، ولم99ا

سوف يقوم به من طاعته جل وعال أو عصيانه. وذلك كله لحكمة من الل99ه س99بحانه وتع99الى، كم99ا

سنشير إليها بمشيئة الله تعالى فيما بعد.را بين ومع أن الله تع99الى ق99د خل99ق اإلنس99ان مخي الطاع99ة والمعص99ية، ولم يج99بره على فع99ل أي منه99ا، كاختبار وامتحان له –اإلنس99ان- إال أنن99ا ن99رى المؤم99نين الصادقين والصالحين وكأنهم مجبرين على طاعة الل99ه ع9ز وج9ل وتنفي9ذ أوام9ره على الوج9ه األمث9ل لس9رعة

وفورية استجابتهم ألمر الله تعالى والتبادر إلى فعله. فإذا كان ما نراه هو حال من ك99ان مخ99يرا، وليس بمجبر، فما بالنا بمن خلقهم الله عز وجل للقيام فق99ط بطاعت999ه وتنفي999ذ أوام999ره، وال س999بيل لهم ألن يهم999وا

بعصيانه!! ونموذج ذلك من المالئكة. فالمالئك99ة ال عم99ل لهم إال عب99ادة الل99ه س99بحانه وتعالى وطاعته واالمتثال ل99ه، وتنفي99ذ ك99ل م99ا أم99ر الل99ه تع99الى ب99ه؛ ل99ذلك، ف99إن م99ا ن99راه رأي العين من ح99ال


211

المؤمنين الصادقين الص9الحين، وفوري9ة اس9تجابتهم لل9ه تع99الى وأوام99ره م99ع تخي99يرهم، وك99ذلك م99ا نعلم99ه عن المالئكة وإخبار األنبياء والرسل عن ح99الهم، ل99دليل على عظيم ق99درة الل99ه ع99ز وج99ل والتنوي99ع في كيفي99ة خلق99ه

لعباده كيفما يشاء. وأيضا: إن في استجابة المؤمنين الص99الحين ألوام99ر الله عز وج9ل والتب9ادر إلى تنفي9ذها، م9ع تخي9يرهم وع9دم جبرهم لشاهد مرئي على طالقة قدرة الل99ه تع99الى، وأن99ه جل وعال إذا ما أم9ر ب9أمر، ف9إن الجمي9ع يتب9ادر إلى تنفي9ذ أم99ره –ال س99يما من ج99برهم الل99ه تع99الى على عبادت99ه وطاعته- وأنه جل وعال إذا ما أراد ش99يئا فإنم99ا يق99ول ل99ه:

كن، فيكون. ونوضح أيضا: عظيم قدرة الله عز وجل وطالقتها عن طري99ق ص99ياغة س99ؤال افتراض99ي، واإلجاب99ة علي99ه،

والسؤال االفتراضي هو: هل يمكن لهذا اإلله الخالق أن يجعل ه<<ذا الكون الفسيح أو غيره بما فيه من مخلوق<<ات وموج<<ودات، في بيض<<ة أو م<<ا ه<<و أق<<ل من

بيضة؟! هل يقدر على ذلك؟! ونجيب على ذل99ك الس99ؤال: نعم، ف99إذا أراد الل99ه تعالى شيئا، فإنما يقول ل99ه: كن. فيك99ون، ون99دلل علىا بما يوضح عظيم قدرة الله جل وعال هذه اإلجابة علمي وطالقته99ا، عن طري99ق االس99تدالل بنم99وذجين مم99ا ق99د

اكتشفهما العلم الحديث:أ- الصبغيات )الكروموسومات(:

إن جسد اإلنسان يحت99وي على مئ99ات الباليين من الخاليا، وأغلب هذه الخاليا على قدر كب99ير من الض99آلة،

( ثالث99ة من0.03حيث ال يتع99دى قط99ر الواح99دة منه99ا )مائة من الملليمتر في المتوسط.

والخلية الحية بناء في غاية اإلحكام والتعقي99د إلى درجة يعجز العقل البشري عن تصورها، ويراها كل ذي


2

بصيرة شاهدة لخالقها بطالقة القدرة، وبب99ديع الص99نعة وبإحكام الخلق، ويراها نافية نفيا قاطع99ا للعش99وائية أو

المصادفة.ا يس99مى ن99واة فنجد أن الخلي99ة له99ا جس99ما مركزي الخلية –عدا بعض األنواع القليلة من الخاليا، مثل خالي99ا

الدم الحمراء. ون99واة الخلي99ة تمث99ل العق99ل المفك99ر له99ا، ومرك99ز التحكم فيه99ا، ال99ذي يحم99ل ك99ل الص99فات الوراثي99ة له99ا

وللجسد المنطوية فيه. وتحمل الصفات الوراثية في نواة الخلية على عدد مح99دد من الص99بغيات ال99تي تت99آلف من حبيب99ات الس99كر الن9999اقص األوكس9999جين وجزيئ9999ات من الفوس9999فات والني999تروجين، حيث إن ه999ذه األزواج مربوط999ة بعض999ها ببعض بأربع99ة قواع99د نيتروجيني99ة هي: )آدنين- غ99وانين-

سايتوزين- ثايمين(. 46وعدد هذه الصبغيات في نواة الخلي9ة يس9اوي

ا، مرتب999ة في زوج999ا، حيث إن نص999فها من23ص999بغي الحي99وان المن99وي للرج99ل والنص99ف اآلخ99ر من بييض99ة األنثى، بحيث إذا ما اتحد الحي99وان المن99وي للرج99ل م99ع

ا.46البييضة لألنثى يصبح عدد الصبغيات يساوي صبغيا في ك999ل بييض999ة من23أي أن هن999اك ص999بغي

بييض99ات األن99ثى، وك99ذلك في ك99ل حي99وان من99وي ل99دى الرجل، وهذه الصبغيات تكون على هيئة حلزونية، ذات لف وطي شديد، حيث تعرف باسم الرقائق الحلزونية، ويبل99غ س99مك ج99دار ك99ل واح99دة من ه99ذه الرق99ائق

الحلزونية )واحدا من خمسين مليون من الملليمتر(. ويبل99غ قط99ر الحل99زون الواح99د: واح99دا من نص99ف

مليون من الملليمتر. ويبلغ حجم الحلزون وهو مكدس على ذاته داخ99ل الجس99م الط99بيعي: واح99دا من الملي99ون من الملليم99تر


211

المكعب، وإذا تم ف99رده، ف99إن طول99ه يص99ل إلى أربع99ةسنتيمترات.

وإذا تم فرد ه99ذه الحلزون99ات )الص99بغيات( داخ99ل خلية واحدة من خاليا جسم اإلنسان العادي99ة، وال99تي ال

( من الملليم99تر، وتم0.03يتعدى قطر الواح99دة منه99ا ) رصها بجوار بعضها البعض، كخيط ممدود، ف99إن طوله99ا

يبلغ حوالي المترين. وإذا تم ذل99ك بالنس99بة للص99بغيات الموج99ودة في تريليونات الخاليا المكون99ة بجس99م ف99رد واح99د من ب99ني اإلنس99ان، ف99إن طوله99ا يزي99د ع99دة أض99عاف عن ط99ول المسافة بين األرض والشمس المق99درة بح99والي مائ99ة

99ا من الكيلوم99ترات ، س99بحان اإلل99ه(1)وخمس99ين مليونالخالق!!

إن العقل البشري له حدود، لذلك فإنه يعج99ز عنا، حيث إن الح99يز ال99ذي يحت99وي تصور م99ا ذكرن99اه علميا يع99د على ه99ذه الص99بغيات بص99فاتها المكتش99فة علمي بالنسبة للعقل البش99ري منع99دما، ولكن العلم الح99ديث قد أثبته وال مجال لنفيه، ح99تى وإن لم يتص99وره العق99ل

البشري المخلوق المحدود. وهذا يعد في ح99د ذات99ه ردا حاس99ما قاص99ما أله99ل اإللح99اد ومنك99ري األلوهي99ة ال99ذين ينك99رون وج99ود اإلل99ه

الخالق لعدم إمكانيتهم رؤيته جل شأنه. فإذا كانوا ال يستطيعون تصور واستيعاب ما أثبت99هالعلم الحديث بعقلهم المحدود، فهل يمكنهم إنكاره؟!

بالطبع: ال، فما أثبته العلم الحديث ال مجال لنفيه. وإذا كان العقل البشري عاجزا عن تصور مثل هذه األشياء التي بجسده الضعيف المخل9وق، فه9ل يمكن9ه أن

؟!يتصور اإلله الخالق، وكيفية وعظيم قدرته وطالقتها

اإلعجاز العلمي في السنة النبوية، د/ زغلول النجار.) (1


2

ا عظيم إن ما أشرنا إليه: يوض99ح ويؤك99د لن99ا علمي وطالقة القدرة اإللهية، وأن الله س99بحانه وتع99الى ق99ادر

على كل شيء. ومع ذلك، فإن اإلنسان قد فط99ر على تعظيم إله99ه وخالق99ه، وأن يص99فه بجمي99ل وعظيم الص99فات من حيث طالقة القدرة، وشمولية علم99ه وكم99ال حكمت99ه س99بحانه

وتعالى. وما أشرنا إليه ووضحناه بالفطرة والعلم يؤكد لنا ذلك، حتى وإن عجز العقل البش99ري عن تص99وره، فم99ا

هو إال عقل محدود.ومن الجدير بالذكر أن نوضح:

ق99د أش99ار إلى ه99ذهأن رس99ول الل99ه محم99د الصبغيات وأخبر بمواصفاتها في حديثه الشريف بلف99ظ واح999د يش999ير إلى جمي999ع ه999ذه الص999فات المكتش999فة

للصبغيات. وهذا اللفظ هو كلمة )عصب(، فلقد ق99ال رس99ول

:الله ))إن الل<<ه إذا أراد خل<<ق النس<<مة، فج<<امع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق وعص<<ب

.]إسناده جيد، رواه الطبراني[ منها(( ف999العرق والعص999ب بمع999نى واح999د في الح999ديث الشريف، وهم99ا يمثالن الص99بغيات ال99تي نتح99دث عنه99ا، ولكن عط99ف كلم99ة )عص99ب( على كلم99ة )ع99رق( لكي تلقى مزي99دا من الض99وء على ص99فات ه99ذه الص99بغيات

التي قد اكتشفها العلم الحديث بمواصفاتها. فالص99بغيات: ش99بيهة بالحب99ال الطويل99ة الملتوي99ة،ا ش99ديدا، حيث إنه99ا تش99كل حل99زون ) والمطوي99ة طي

DNA.) إلى ك99ل ه99ذه الص99فاتوقد أشار رس99ول الل99ه

بلفظ واحد وهو كلمة )عصب( حيث إن كلمة )عص99ب(تشير إلى معنى:


211

الطي وااللتواء في هذه2- الحبال الطويلة.1 - الحبال. - ليس ه99ذا فحس99ب، ب99ل تش99ير إلى االلت99واء3

والطي الشديد الذي يظهر الحبال وكأنها مربوط99ة م99ع(1)بعضها البعض.

إلى ه99ذه الحقيق99ةفلق99د أش99ار رس99ول الل99ه العلمي99ة من99ذ أك99ثر من أل99ف وأربعمائ99ة ع99ام، ولم يكنألحد أدنى معرفة عن مثل هذه الصبغيات ومواصفاتها. فتك99ون ه99ذه الحقيق99ة العلمي99ة ال99تي أش99ار إليه99ا

ومضة مبهرة، شاهدة له بص99دق رس99التهرسول الله ودعوت99ه إلى وحداني99ة اإلل99ه الخ99الق، وإثب99ات وج99وده،

وتوحيده باأللوهية والربوبية.ب- عالم الذرة:

إن هذا النظام ال99ذي يوج99د في الع99والم الك99برى، نجده في صورته الكاملة في أصغر عالم عرفن99اه وه99و

عالم الذرة. إن الذرة قد تناهت في صغرها حتى أنن99ا ال يمكن مشاهدتها بالمنظار الذي يكبر األشياء ماليين الم99رات، فهي –بناء على هذا- ليست ش99يئا، ب99ل إنه99ا )ال ش99يء(

بالنسبة إلى أدنى ما يستطيع البصر أن يراه. وم99ع ذل99ك: ف99إن ع99الم ال99ذرة ق99د اكتش99فه العلم

الحديث وال مجال لنفيه. والذرة مع ما وص99فناها ب99ه تحت9وي بص99ورة رائع99ة على نظ999ام ال999دوران العجيب الموج999ود في النظ999ام

الشمسي.

إعجاز القرآن في ما تخفيه األرحام.) (1


2

فالذرة تحتوي على: - النواة: وهي ن99واة ال99ذرة، وتحت99وي ه99ذه الن99واة1

للذرة الواحدة، المتناهية جدا في الصغر على بروتون99ات موجبة الشحنة، وأيضا تحت99وي على نيوترون99ات متعادل99ة

الشحنة. - اإللكترونات: وهي التي تحمل الشحنة السالبة2

في عالم ال99ذرة، وال تتص99ل ببعض99ها البعض، ب99ل يوج99دا(. بينها فراغ كبير الحجم )نسبي

وه99ذه اإللكترون99ات ت99دور ح99ول ن99واة ال99ذرة في اتجاه معاكس التجاه عق99ارب الس99اعة، بس99رعة كب99يرة جدا، حيث يدور اإللكترون ح99ول م99داره باليين الم99رات

في الثانية الواحدة. /1واإللكترون9999999ات ال تش9999999غل أك9999999ثر من

من مس99احة ال99ذرة، س99بحان اإلل99ه1.000.000.000الخالق العظيم!!

ونكرر ما قد ذكرن99اه س99ابقا للت9ذكرة والموعظ99ة،ولتمام الفائدة، أنه:

إذا كان العقل البشري عاجزا عن تصور مثل هذا العالم العجيب، حيث إن الحيز الذي يحتوي على جميع ما ذكرنا، يعد بالنسبة للعقل البشري منعدما، فما بالن99ا بمكونات ه99ذا الع99الم العجيب –ع99الم ال99ذرة- من ن99واة وبروتونات متع99ددة، ونيوترون99ات متع99ددة وإلكترون99اتا( بين كل متعددة، إضافة إلى المسافات الكبيرة )نسبي

منها، وكل هذا إنما هو في ذرة واحدة مفردة!! إن العقل البشري له ح99دود، حيث إن99ه يعج99ز عن تصور ما ذكرناه، ولكن العلم الح99ديث ق99د اكتش99فه وال س99بيل لرفض99ه وإن لم يس99توعبه أو يتص99وره العق99ل

البشري المحدود. بل إن العلم الح99ديث ق99د اكش99تف م99ا ه99و أص99غر بكثير من الذرة )الكوارك( وقد يكتشف مستقبال ما هو

أصغر من )الكوارك(.


211

وإذا كان العقل البش99ري ع99اجزا عن تص99ور مث99ل ه99ذه األش99ياء، فه99ل يمكن99ه أن يتص99ور اإلل99ه الخ99الق

العظيم، وكيفية وعظيم قدرته جل وعال وطالقتها؟!بالطبع: ال.

لذلك، فإن ما ذكرناه وأشرنا إليه يوضح ويؤكد لناا طالقة القدرة اإللهي99ة، ومن ثم كم99ال وش99مولية علمي علمه وتمام حكمته وعظيم ص99فاته وأفعال99ه، وأن الل99ه سبحانه وتع99الى ه99و الق99ادر وح99ده على ك99ل ش99يء، ال سيما إذا علمن99ا أن ه99ذه المكون99ات ال99تي تتك99ون منه99ا الذرة )اإللكترونات والبروتونات والنيوترون9ات( ت9تركب وتتكون مما هو أصغر منها، كم99ا أش99رنا، حيث إن آخ99ر ما عرفه الفيزيائيون منه99ا ه99و م99ا يس99مى )الك99وارك(،

وصدق الله تعالى إذ يقول:يء﴿ 99ل ش99 99ده المل99ك وه99و على ك ذي بي 99ارك ال تب

.[1]الملك: ﴾ قديرا على 99برهن علمي 99دلل ون ومن الجدير بالذكر أن ن

وصدق دعوته ونبوته، بموجز لمارسالة النبي محمد أشرنا إليه سابقا، حيث:

إن عبادة المسلمين المتمثلة في الط99واف ح99ول البيت العتيق –الكعب99ة المش99رفة- وه99و أول بيت وض99ع لعب99ادة الل99ه ع99ز وج99ل في األرض، هي العب99ادة ال99تي تتوافق وتنسجم مع النظام الكوني الذي خلقه وأبدع99ه

الله سبحانه وتعالى، كما أشرنا سابقا. وه9ا ه9و ع9الم ال9ذرة، حيث نج9د أن الن99واة ال9تي تحتويها ال99ذرة ال99تي تتك99ون منه99ا الم99ادة، ت99دور حوله99ا

( مس99تويات من الطاق99ة، حيث إن7اإللكترون99ات في ),kالنواة حولها سبعة مس99تويات من الطاق99ة وهي: L,

M, N, O, P, Qوهي نفس عدد أشواط الطواف حول الكعبة.


2

ا، ت99دور ه99ذه اإللكترون99ات عكس عق99ارب وأيض99 الس99اعة، وه99و نفس اتج99اه الط99واف ح99ول الكعب99ة

المشرفة، فسبحان الله!! ومن ثم يتجلى لن999ا تط999ابق النص999وص الديني999ة99دلل على أن اإلل99ه اإلسالمية م99ع نظ99ام الم99ادة، مم99ا ي الخ99الق له99ذه الم99ادة المتكون99ة من ال99ذرات ه99و ال99ذي

ال9ذي يتجلىأنزل ال9دين الح99ق على رس99وله محم99د فيه ناموس الكون، أال وهو اإلسالم.

فيومن ثم يتوجب علينا تصديق الن99بي محم99د في جميع ما دع99اكل ما أخبر به واإليمان به واتباعه

إليه. ويت99وجب علين99اومما قد أخبر عن99ه المص99طفى

عن اإليمان، فقال: اإليمان به، عندما سئل ))أن تؤمن بالله ومالئكت<<ه وكتب<<ه ورس<<له

]رواه واليوم اآلخر وتؤمن بالقدر خيره وشره((.اإلمام مسلم من حديث طويل[

ولقد تحدثنا عن اإليمان بالله عز وجل ووحدانيت99ه سابقا، وسوف نتحدث بمشيئة الله تع99الى عن اإليم99ان بالرس99ل والكتب الس99ماوية والمالئك99ة والق99در والي99وم

اآلخر، وذلك في إيجاز شديد.


211

اإليمان باألنبياء والرسل لقد تحدثنا عن اإليمان بالله عز وج99ل ووحدانيت99ه، وأنه قد ثبت لدينا بشتى أنواع األدل99ة وال99براهين وج99ود هذا اإلله الخالق لهذا الكون ولكل شيء من عدم، لم99ا له من عظيم الصفات وطالقة القدرة وشمولية العلم،

وقد أشرنا إلى ذلك. وقد ذكرنا: أنه يترتب على إيماننا باإلله الخالق عز وجل وصفاته ووحدانيته -وهو ما يسمى بتوحيد الربوبية-

أن نعبده ونتقرب إليه دون أن نجعل له شريكا أو ندا! وكان من حكمة الله عز وج99ل البالغ99ة أن يرس99ل إلى عباده األنبي99اء والمرس99لين بالش99رع الق99ويم، ح99تى يتعرف العباد على الصفات العظيم9ة إللههم وخ9القهم، وكيفي99ة عبادت99ه ج99ل وعال وتوحي99ده، والتق99رب إلي99ه، والس99بيل ال99ذي يوص99ل إلى رض99ائه ج99ل وعال وع99دم

سخطه. وما نود أن نلقي الضوء علي99ه بإيج99از ش99ديد ه99و: بعض من ال99دالئل على بعث وإرس999ال الل99ه ع99ز وج99ل لألنبياء والرسل، ومن ثم اإليمان بهم وب99دعوتهم وبك9ل

ما أخبروا به. ال<<دالئل على بعث وإرس<<ال الل<<ه ع<<ز وج<<ل

لألنبياء والمرسلين:- الفطرة السوية النقية والعقل السليم الصريح:1

لق99د خل99ق الل99ه ع99ز وج99ل البش99ر وفط99رهم على اإليم99ان بوج99وده ج99ل وعال ووحدانيت99ه، وأرس99ل إليهم األنبياء والرس99ل من جنس99هم –من البش99ر- وبلس99انهم؛ ليفقه99وا عن99ه ويفهم99وا من99ه، وليتمكن99وا من مخاطبت99ه

ومكالمته. فلو أنه جل وعال بعث إلى البشر رس99وال من غ99ير جنس9هم كالمالئك99ة لم99ا اس99تطاعوا مواجهت99ه وال األخ99ذ

عنه.


2

ل99ذلك ك99ان من مه99ام األنبي99اء والمرس99لين وفق99القول الله تعالى:

رين ومن99ذرين فمن﴿ لين إال مبش99 وما نرسل المرس99لح فال خ99وف عليهم وال هم يحزن99ون والذين * آمن وأص99

هم العذاب بما كانوا يفسقون ،48]األنعام: ﴾ كذبوا بآياتنا يمس49].

أي أن األنبي99اء والمرس99لين ج99اءوا مبش99رين عب99اد الله المؤمنين الصالحين بالخيرات واألجر والث99واب من الله تبارك وتعالى، ومنذرين من كفر الله تعالى وجح99د آياته، متبعا ألهوائه وشهواته، بالنقمات والعقوبات من99ه

جل وعال. والفطرة السوية والعقل السليم ال ينكران ما ق99د ذكرن99ا وال يعارض99انه، ولكنهم99ا يقبالن99ه ويتوافق99ان مع99ه أشد القبول والتوافق، ب9ل وينك9ران –الفط9رة الس9وية والعق99ل الس99ليم- على مث99ل من يح99اول التش99كيك فيإرسال الله عز وجل لألنبياء والرسل، ويتعارضان معه. وتتمة إليض99اح حكم99ة الل99ه ع99ز وج99ل في إرس99ال

أنبيائه ورسله من جنس ما أرسلوا إليهم البشر: - أن األنبياء والرسل إذا كانوا من جنس المالئك99ة مثال، لم99ا اس99تطاع البش99ر رؤيتهم على حقيقتهم لعظم خلقتهم، ولما أنسوا بهم، ولداخلهم الرعب من كالمهم ومعاش999رتهم م999ا لم يمكنهم االنتف999اع ب999ه –بكالمهم

ودعوتهم-. - وإذا جاء المالئكة كأنبياء ومرسلين على ص99ورة بشر، الختل99ط على الن99اس أم99رهم، ولق99الوا لهم: إنكم

لستم مالئكة ولكنكم بشر. - أن األنبياء والرس99ل إذا ك99انوا من جنس المالئك99ة

لما حسن للبشر االقتداء بهم. فإذا ما دعت المالئكة الناس إلى القيام بم99ا أم99ر الله به عز وجل من تكاليف واالنتهاء عما نهى عنه من ن99واه وامتثلت –المالئك99ة- هي أوال لم99ا دعت إلي99ه من


211

تنفيذ األوامر لله عز وجل واجتنابا لما نها الله جل وعال عنه ليقتدي الناس بهم، لقال الناس: ال طاق99ة لن99ا بم99ا دعوتمونا إليه، وإنما اس99تطعتم أنتم –المالئك99ة- القي99ام والتنفيذ بم99ا دعوتمون99ا إلي99ه؛ ألنكم من جنس المالئك99ة

األقوياء، وإنما نحن من جنس البشر الضعفاء. لذلك ك99ان من حكم99ة الل99ه ع99ز وج99ل البالغ99ة أن يرسل أنبياءه ورسله من جنس ما أرس99لوا إليهم، وهم البشر، وغير ما ذكرن99ا من الحكم الكث99ير، ولكن نكتفي

بما قد أشرنا إليه. - اإليمان بحكمة الله عز وجل البالغ99ة الكامل99ة،2

﴾وه99و العزي99ز الحكيم﴿وفق99ا لقول99ه ج99ل وعال: .[1]الحشر:

لقد أشرنا فيما سبق إلى عظيم صفات الل99ه ع99زا، وبمختل99ف وجل وطالقة قدرته، ودللنا على ذلك علمي

األدلة الدامغة والبراهين الواضحة. ومن عظيم صفات الل99ه ع99ز وج99ل ال99تي يت99وجب

علينا اإليمان بها: حكمته التامة، البالغة الكاملة. فاإلله الخالق ج99ل وعال ل99ه الكم99ال المطل99ق في

جميع أسمائه وصفاته. ومن حكمة الله عز وجل: أنه كم99ا أت99اح لإلنس99ان كل م99ا يحت99اج إلي99ه بدن99ه من طع99ام وش99راب وكس99اء، واتزان للكون يعم99ل في ص99الحه –اإلنس99ان- من أرض وش99مس وقم99ر وس99ماء وجب99ال وزروع وحي99وان وط99ير وماء.... إلى غير ذلك، فإنه جل وعال من تم99ام حكمت99ه وكمالها أن يوفر لإلنسان ما تحتاج إليه روحه ال99تي هي أهم من جس999ده، من التش999اريع القويم999ة والتع999اليمبه من إلهه وخالقه، السامية والعبادات الهادية التي تقر

والفوز بدار نعيمه ورضاه عليه. ولكن: من أين يعلم البش9999ر م9999ا يرض9999ي إلههم

وخالقهم؟


2

فك999ان األنبي999اء والمرس999لون هم المكلف999ون به999ذه المهمة، مهمة دعوة الناس إلى الله تع99الى، دع99وة الن99اس

إلى ما يرضي اإلله الخالق العظيم، الله رب العالمين. وإذا وج99د من ينك99ر –اف99تراء وزورا- بعث الرس99لمن الله تع99الى إلى خلق99ه، ل99زعمهم، وق99ولهم ب99أنهم – المنكرين لألنبياء والرسل- قد وجدوا الخل99ق مس99تغنين عن كل علم، وعن كل أم99ر من األنبي99اء والرس99ل، لم99ا99رد عليهم، في عقولهم من المعرف99ة ب99الخير والش99ر، ي

وعلى جدالهم ومراءاتهم، فيقال لهم: ألستم تجدون أن في تذكار العباد بعض99هم لبعض،ا، يزي99د في ا، وتعليم بعض99هم بعض99 وتنبيه بعض99هم بعض99 علمهم وشكرهم وطاعتهم لله تع99الى، ومخ99افتهم من99ه جل وعال؟ -مجاراة لهم- سيقولون: نعم، حيث إن ذل9ك

مما توجبه العقول السليمة، الراجحة الرشيدة. نقول لهم: كذلك، فإن تواتر وتت99ابع أنبي99اء ورس99ل الله تعالى إلى خلقه ما يقوم بتجديد عهد الله جل وعال إلى عب99اده –ب99أن يؤمن99وا ب99ه ويوح99دوه ويخلص99ون في عبادتهم له- على ألسنة أنبيائه ورس99له، وتت99ابع وعظهم وتذكيرهم وإرش99ادهم إلى العب99ادات الهادي99ة والتع99اليم الس99امية والمع99امالت الس99ديدة والتش99اريع القويم99ة، والدقيق من األمور المشتبهات بين م99ا أحل99ه الل99ه ع99ز وجل وبين ما حرم99ه، وبالت99الي معرف99ة ط99ريقي الخ99ير والشر ح99ق المعرف99ة، ال على س99بيل ال99وهم والظن99ون واتب99اع اله99وى، ال س99يما أن طب99ائع البش99ر وأفك99ارهم

ومقاييسهم مختلفة. لذلك، فإن من كمال حكمة الله تعالى أن يرس99لأنبياءه ورسله، رأفة ورحمة منه تبارك وتعالى بعباده.

ومثال ذلك أيضا:ه لو قدر وجود ملك أو سلطان ق99د خ99رج علي99ه أن بعض جن999وده في مخالف999ة أم999ره، أليس من الحكم999ة والع99دل والرف99ق واالستص99الح من99ه أن يرس99ل ذل99ك


211

الس99لطان إليهم رس99وال ل99يرجعوا عن مخالف99ة أم99ره ويرت99دعوا عن معاندت99ه والخ9روج عن طاعت99ه، قب9ل أن يبطش بهم على غير إنذار منه إليهم، وقبل أن يأخذهم

(1)على غرة من غير إنذار منه إليهم؟!

الج99واب: بلى، ف99إن ذل99ك من الحكم99ة والع99دلوالرحمة والرأفة.

منهج الجدل والمناظرة ي تقرير االعتقاد، د/ عثمان علي) (1حسن.


2

- المعجزات والخوارق التي أيد الله عز وجل3أنبياءه ورسله بها:

لقد أرسل الله عز وجل أنبياءه ورسله مؤيدا لهم بالمعجزات والخوارق التي تش99هد بنب99واتهم ورس99االتهم وصدق دع99واهم وم99ا أخ99بروا ب99ه، ال س99يما أن دع99وتهم تتوافق تماما مع الفطرة السوية النقية والعقل السليم

الصريح.ي وقد أشرنا سابقا إلى جانب من اإلعج99از الحس99

.لرسول الله محمد فيجب على الجمي99ع أن ي99ؤمن بأنبي99اء الل9ه ورس99له جميعا، إذا ما تبين صدق دعوتهم التي تتفق مع الفط99رة النقية السوية، والعقل السليم الصريح، وإذا ما ظهر م99ا يؤيد ويشهد بص99دق نب99واتهم ورس99االتهم من المعج99زات والخوارق تأييدا من الله عز وجل لهم، وال9تي يعج9ز عن

اإلتيان بمثلها غير األنبياء والمرسلين.ا من األنبي99اء أو المرس99لين ولذلك، فإن تك99ذيب أي ومعادات999ه ه99و في الحقيق99ة تك99ذيب لجمي99ع األنبي999اء

والرسل، بل هو معاداة لله عز وجل الذي أرسلهم. فكما أن من آمن برس99ول يلزم99ه اإليم99ان بجمي99ع الرسل، كذلك فإن من كف99ر بواح99د منهم، فإن99ه يلزم99ه

الكفر بالجميع، كما قال تعالى: له ويري999دون أن﴿ ه ورس999 ذين يكف999رون بالل إن ال

99ؤمن ببعض ونكف99ر له ويقول99ون ن ه ورس99 قوا بين الل يفربيال 99ك س99 خذوا بين ذل أولئك هم * ببعض ويريدون أن يت

99افرين ع99ذابا مهينا 99دنا للك ذين * الكافرون حقا وأعت والق99وا بين أح99د منهم أولئك له ولم يفر ه ورس99 99وا بالل آمنه غف999ورا رحيما 999ان الل 999ؤتيهم أج999ورهم وك وف ي ﴾س999

[.152-150]النساء: وكذلك نوضح: أن كل نبي أدرك قوم99ا فهم أمت99ه،

وعليهم أن يتبعوه، ومثال ذلك:


211

إذا آمن شخص ما بنبي الل9ه موس9ى علي9ه الس9الم لم99ا علم من ص99دق دعوت99ه ال99تي تتواف99ق م99ع الفط99رة السوية والعقل الس99ليم، وال99تزم بالش99رع ال99ذي ج99اء ب99ه موسى عليه السالم، ثم قدر لهذا الشخص أن يدرك نبي الله عيسى عليه السالم، وأن يكون على يقين من نبوت99ه ورسالته، فهل يمكن لذلك الش9خص ال9ذي آمن بموس9ى عليه السالم والتزم الشرع الذي ج9اء ب9ه أن ال يتب9ع ن9بي الله عيسى عليه السالم والشرع الذي جاء به ب99زعم أن99ه من أمة موسى عليه السالم، وليس من أمة عيسى عليه

السالم!! بالطبع: ال، حيث إن ذلك الشخص كونه أدرك نبي الله عيسى عليه السالم، فإنه يصبح من أمته، ويلزم99ه أن يل99تزم بالش99رع ال99ذي ج99اء ب99ه، وال يلزم99ه االل99تزام

بالشرع الذي كان قد جاء به موسى عليه السالم. فإنهوكذلك، فإن كل من أدرك رسول الله محمد

، وال99تزام الش99رعيصبح من أمته، ويصير ملزما باتباع99ه الذي جاء به سواء كان يهوديا أو نصرانيا أو غير ذلك.

والح99ق أن ك99ل من يتب99ع ن99بي الل99ه موس99ى علي99ه السالم أو يتب99ع ن99بي الل99ه عيس99ى علي99ه الس99الم اتباع99ا صحيحا، لقاده ذلك االتباع إلى اإليمان والتصديق بنب99وة

واتباع999ه، حيث إن كال منورس999الة الن999بي محم999د التوراة واإلنجيل وغيرهما من الكتب الس99ماوية بش99روا

وأخ99بروابهذا النبي الخاتم لألنبياء والمرسلين محمد عنه، وسوف نذكر بمشيئة الل99ه تع99الى ج99زءا من ه99ذه

البشارات في موضعها. فالنق99ل الصحي999ح والعق99ل الص999ريح يق99ودان إلى

.اإليمان بالرس9الة الخاتمة، رسالة محمد


2

اإليمان بالكتب السماوية لقد ثبت لدينا بما ذكرنا من أدلة وبراهين أن الل99ه عز وجل أرسل أنبياءه ورس9له إلى الن999اس ل99دعوتهم، مبشرين ومنذرين، وأن ذلك كان من تمام حكم99ة الل99ه

عز وجل وكمالها. وإذا آمن99ا باألنبي99اء والمرس99لين وص99دقناهم، فإن99ه يلزمنا اإليمان بالكتب السماوية ال99تي أنزله99ا الل99ه ج99ل وعال عليهم، حيث إنهم –األنبي99اء والرس99ل- ق99د أخ99بروا

اس أمة واح99دة﴿بذلك، وفقا لقول الله تع99الى: 99ان الن ك999زل معهم 999ذرين وأن رين ومن ين مبش999 بي ه الن فبعث اللاس فيم99ا اختلف99وا في99ه 99الحق ليحكم بين الن 99اب ب ﴾الكت

.[213]البقرة: والفط99ر الس99وية والعق99ول الس999ليمة تتطل99ع إلى ذل99ك، حيث تتواف99ق م99ع إن99زال الل99ه ع99ز وج99ل لكتب99ه الس99ماوية متض99منة رس99االته وتعاليم99ه وتش99ريعاته...، حاكم99ة بين الن99اس بحكم الل99ه ج99ل وعال الم99بين فيه99ا، ويجب علينا أن ن99ؤمن ب99الكتب الس99ماوية كله99ا، وأن الا منها، فما علمناه بعينه نؤمن به بعينه ك99التوراة ننكر أي واإلنجيل والزبور وصحف موسى والقرآن الكريم، وم99ا

عدا ذلك نؤمن به إجماال. ويجب علينا أن نؤمن بأن القرآن الكريم هو آخ99ر الكتب الس99ماوية المن999زلة على خ99اتم أنبيائ99ه ورس99له

.محمد لذلك، ف99إن الق99رآن الك99ريم ه99و الكت99اب المهيمن على جميع الكتب الس99ماوية الس99ابقة، ومن ثم يلزمن99اع ي 99دل وض99 التحاكم إليه، ال إلى غيره، مما قد ح99رف وب

من الكتب السماوية السابقة. ومن ثم يلزمن99ا اإليم99ان ب99أن الق99رآن الك99ريم ه99و الكت9اب ال9ذي تكف9ل ربن9ا تب9ارك وتع9الى بحفظ9ه من أن تمسه أيد بشرية خبيثة بالتحريف... وإلى غ99ير ذل99ك، ألن99ه


211

هو آخر الكتب السماوية المن9زلة إلى ي99وم ال99دين، فليسبعد القرآن الكريم أي كتاب سماوي آخر.


2

اإليمان بالمالئكة كما أشرنا أن9ه: إذا م9ا آمن9ا باألنبي9اء والمرس99لين، فإنه يلزمنا التصديق بكل م99ا أخ99بروا ب99ه، وإذا م99ا آمن99ا بالكتب السماوية المنزلة على األنبي99اء والرس99ل، فإن99ه

يلزمنا أيضا التصديق بكل ما أخبرت به. ومما أخبر به األنبياء والرسل وأخ99برت ب99ه الكتب

السماوية: المالئكة. لذلك، فإنه يجب علينا اإليم99ان بالمالئك99ة بالص99فة والكيفية التي أخبر بها األنبياء والرسل، وك99ذلك الكتب

السماوية المنزلة عليهم. واإليم99ان بالمالئك99ة يك99ون تفص99يال، ك99أن ن99ؤمن بجبري99ل وميكائي99ل وإس99رافيل، ومل99ك الم99وت، ومال99ك خازن النار وما أشبه، حيث إن كل ه99ؤالء من المالئك99ةن األنبي99اء والرس99ل والكتب المنزل99ة عليهم ال99تي ق99د بي

أسماؤها تفصيال. وما لم نعلمه بعينه، فإنن99ا ن99ؤمن بهم إجم99اال أنهم

عباد الله تعالى، وأنهم كثيرون. ويجب علينا أن نؤمن بجميع المالئك99ة، وأن نحبهم جميعا؛ ألنهم عب99اد لل99ه تع99الى ق99ائمون على أم99ره، والا منهم، حيث إنه من كان ع99دوا ألح9د نبغض أو نعادي أي منهم –مثلما عادى اليهود األمين جبريل علي99ه الس99الم- فإنه عدو لله عز وجل، ويصير من الكافرين، كم99ا ق99ال

تعالى:له وجبري99ل﴿ 99ه ورس99 ه ومالئكت 99ان ع99دوا لل من ك

ه عدو للكافرين .[98]البقرة: ﴾ وميكال فإن الل وعلين9999ا أن نعلم أن المالئك9999ة لهم من الق9999درة والقوة ما ليس للبشر، وأنهم –المالئكة- من آيات الل99ه ع99ز وج99ل، فاإليم99ان بهم يك99ون إيم99ان بالل99ه س99بحانه

وتعالى وعظيم قدرته جل وعال.


211

اإليمان بالقدر كما أش99رنا: أن99ه إذا آمن99ا باألنبي99اء والرس99ل، فإن99ه يلزمنا اإليمان بم99ا أخ99بروا ب99ه وبم99ا أخ99برت ب99ه الكتب المن999زلة عليهم من عظيم ص99فات الل99ه تع99الى، ومنه99ا علم الله جل وعال الواسع الكامل الذي ال يسبقه جهل، وأنه جل وعال قد أحاط بكل شيء علم99ا، كم99ا أوض99حنا

في السابق. لم99ا س99ئل عنومما قد أخ99بر ب99ه الن99بي محم99د

اإليمان: اإليمان بالقدر. واإليمان بالقدر يعني: أن نؤمن بأن الل99ه س99بحانه

99ل﴿وتعالى قد قدر كل شيء، كما قال تعالى: وخل99ق ك[.2﴾ ]الفرقان: شيء فقدره تقديرا

وأن هذا التقدير تابع لكمال حكمة الله عز وج99ل، ولما تقتضيه هذه الحكمة من غاي99ات حمي99دة وع99واقب

نافعة للعباد في معاشهم ومعادهم. فكل ما في الكون، فإنه9 حادث ب9مشي9ئة ا9لل99ه ع99ز وجل سواء كان ذلك م9ما يفعله هو سب9حان9ه وتعالى، أ9و مما يفعل9ه الناس، أ9و مما يفعله9 بخلقه، فم99ا ش99اء ا9لل99ه

كان، وما لم ي9شأ لم يكن9.


2

اإليمان باليوم اآلخر إن اإليم99ان ب99اليوم اآلخ99ر يع99ني اإليم99ان بقي99ام

الساعة للحساب والجزاء. واإليمان باليوم اآلخر ي99دخل في99ه اإليم99ان بع99ذاب القبر ونعيم99ه، حيث إن اإلنس99ان إذا م99ات ودفن، فإن99ه يسأل في قبره عن ربه وعن دينه وعن نبيه، فإن ك99ان كافرا أو مشركا أو ملحدا أو من غير المس99لمين، فإن99ه يعذب في قبره إلى يوم القيامة، يوم يقوم الناس في99ه لرب العالمين جل وعال للحساب، ثم ي99دخل ن99ار جهنم،

ويخلد فيها أبد اآلبدين. وإن كان مؤمنا مطيع99ا لل99ه ع99ز وج99ل، فإن99ه ينعم في ق99بره إلى ي99وم القيام99ة، حيث يبعث للع99رض على رب99ه تب99ارك وتع99الى، ثم ي99دخل الجن99ة ويخل99د فيه99ا أب99د

اآلبدين. وإن ك9ان مؤمن9ا عاص9يا، فإن99ه في مش9يئة الل99ه ع9ز وجل، إن شاء عذبه، ثم أدخله الجنة خالدا فيها أبد اآلبدين، وإن شاء تبارك وتعالى غفر له، ويدخله الجن99ة خال99دا فيه99ا

أبد اآلبدين. ونود أن نش<<ير إلى ج<<انب من ال<<دالئل على

قيام الساعة، أي اليوم اآلخر: - الفطرة السوية الس<<ليمة والعق<<ل الرش<<يد1

الصريح: لق9د خل99ق الل99ه ع99ز وج9ل الحي99اة ال9دنيا ك9دار بالء وامتح99ان لإلنس99ان؛ حيث يقض99ي اإلنس99ان ف99ترة عم99ره الوجيزة في تلك الحياة الدنيا كامتحان واختب99ار من الل99ه عز وجل له، حيث يكلفه ربه جل وعال ب99أوامر وتك99اليف، وينهاه عن انتهاك وتعدي ما حرمه عليه، وذلك وفقا لم99ا تقتض9يه حكم9ة الل9ه ع9ز وج9ل، ثم بع9د ذل9ك يلقى ه9ذا اإلنس99ان ج99زاءه بع99د موت99ه، حيث يوفي99ه رب99ه ج99ل وعال

حسابه.


211

والفط99ر الس99وية والعق99ول الرش99يدة تس99تنكر أن يكون مصير المحسنين المطيعين لله عز وجل كمصير المسيئين الذين أساءوا وعصوا الله جل وعال، تس99تنكر أن يتس99اوى المحس99نون والمس99يئون ب99أن يم99وت ك99ل

منهما بال رجعة للتفاضل بينهما. وكما هو معلوم أن الحياة الدنيا ليس99ت دار ج99زاء،لب حق99ه من فمن الممكن أن ن99رى المحس99ن وق99د س99 غيره، وأوذي من المفسدين أشد اإلي9ذاء ممن ه9و أش99د وأقوى منه من الجبابرة والطغ99اة، وذل99ك إلى أن يم99وت

دون أن يستطيع االنتقام لنفسه أو ردا لحقه. إذن، فال بد من دار آخرة تكون دار جزاء، ليستقيم فيها هذا األمر، حيث يرد للمظلوم حقه من الظ99الم وأن يج99ازى المحس99ن بإحس99انه في ال99دنيا إحس99انا من الل99ه تع99الى في اآلخ99رة، وأن يج99ازى المس99يء بإس99اءته في

الدنيا السوء في اآلخرة كعقاب له. وهذا مما تتواف99ق مع99ه الفط99ر الس99وية والعق99ول الرشيدة، بل وتتطلع إليه، وهذا هو ما أقره الله تع99الى

في صيغة سؤال استنكاري، في قوله جل وعال:الحات﴿ 999وا وعمل999وا الص999 ذين آمن أم نجع999ل ال

قين كالفجار دين في األرض أم نجع9999ل المت ﴾كالمفس999.[28]ص:

99ف﴿ 99المجرمين*م99ا لكم كي لمين ك أفنجع99ل المس99.[36، 35]القلم: ﴾ تحكمون

ف999الفطر الس999وية والعق999ول الرش999يدة تنفي أنيتساوى الصالحون مع المفسدين.

ومن جانب آخر: فإن اآلخرة تعد ضرورة خلقية. حيث إن999ه إذا لم يكن هن999اك دار آخ999رة للج999زاء، للثواب والعقاب، لما ك99ان التمس99ك ب99األخالق الحمي99دة والصفات الحسنة التي ال تصلح المجتمعات إال بها؛ ألنه في حال انعدام الدار اآلخرة، يتس99اءل اإلنس99ان األمين في نفسه –كمثال افتراضي-: لم التمسك بهذه الص99فة


2

)األمانة(، وقد كان من الممكن أن أحصل من المن99افعكذا وكذا.. لوال التمسك بها؟!

فإذا لم يكن هن99اك دار آخ99رة يلقى فيه99ا اإلنس99ان أجره جزاء لتضحيته بما قد يعد من المص99الح والمن99افع الدنيوية في حال تمسكه باألمانة وغيره99ا من الص99فات الحس99نة واألخالق الحمي99دة -كم99ا ك99ان التمس99ك به99ذه الصفة وغيرها- بل ويعد حينئذ التخلي عنها وعن غيره99ا في حال جلب المصالح والمنافع الدنيوية أولى بالنسبة

له. ل99ذلك، ف99إن اآلخ99رة تع99د ض99رورة خلقي99ة لص99الح المجتمعات وعدم فس99ادها، وه99ذا من حكم99ة الل99ه ع99ز

وجل. - إخب<<<<ار األنبي<<<<اء والمرس<<<<لين ب<<<<البعث2

والحساب: لقد أرسل الله عز وجل أنبياءه ورس99له بالعقي99دة الصافية وال99دعوة الص99ادقة ال99تي تتواف99ق م99ع الفط99رة السوية والعقل السليم، وأيدهم بالمعجزات والخ99وارقا أو رس99وال التي يعجز عن اإلتيان بمثلها إال من ك99ان نبي

مؤيدا من ربه تبارك وتعالى. لذلك كان الزما على الناس أن يؤمن99وا بم99ا دع99وا

إليه، وأن يصدقونهم فيما أخبروا به ويتبعونهم. ومما أخ99برت ب99ه األنبي99اء والرس99ل: الي99وم اآلخ99ر، حيث يبعث اإلنس99ان بع99د موت99ه للحس99اب والج99زاء من

إلهه وخالقه. ل99ذلك: ك99ان من الالزم أن ي99ؤمن الن99اس ب99اليوم اآلخر، يوم الحساب والجزاء، وفقا لما أخبر ب99ه األنبي99اء

والمرسلون. - حكمة الله سبحانه وتعالى وعدله تقتض<<يان3

البعث والجزاء: إن من حكمة الله عز وجل وعدله أن يجعل هناك يوما آخ99ر بع99د نهاي99ة الحي99اة ال99دنيا، لين99ال ك99ل إنس99ان


211

جزاءه، وما يستحق من الثواب والعقاب على م99ا ق99دممن خير أو شر.

ا يف99ارقون ال99دنيا وهم ظ99المين فإنن99ا ن99رى أناس99 لغيرهم، ولم يقتص منهم، وآخرين يفارقونها مظلومين

(1)لم ترد إليهم مظلمتهم.

ون99رى فيه99ا أش99رارا منغمس99ين وأخي99ارا مع99ذبين، فإذا ذهب كل إنسان بما فعل ظالما ك99ان أو مظلوم99ا، من غير انتصاف للمظلوم من الظالم، ومن دون تمييز للمحسن من المسيء، كان ذلك ق99دحا في ع99دل الل99ه

(2)عز وجل وحكمته.

لذلك، فإن من حكم99ة الل99ه ع99ز وج99ل وعدل99ه أن يكون هناك يوم يحضر فيه الجميع بين يدي اإلله الملك س9بحانه وتع9الى ليقتص للمظل9وم من ظالم9ه، ولين99ال

، وفقا لقول الله تعالى:(3)كل محسن ومسيء جزاءه999ا ال﴿ كم إلين 999ا وأن 999اكم عبث م999ا خلقن بتم أن أفحس999

.[115]المؤمنون: ﴾ ترجعونالحات﴿ 9999وا وعمل9999وا الص9999 ذين آمن أم نجع9999ل ال

قين كالفجار دين في األرض أم نجع9999ل المت ﴾كالمفس999.[48]ص:

.[36]القيامة: ﴾ أيحسب اإلنسان أن يترك سدى﴿ دالئل مرئية، عقلية موجزة على إحياء الله عز وجل لإلنسان بع<د موت<ه للج<زاء، وقدرت<<ه ع<<ز

وجل على ذلك: نش99ير أوال: أن زعم المنك99رين للبعث م99ا ه99و إال ظن كاذب باطل، والظن ال يدفع به اليقين، وفقا لقول

الله تعالى:


نفس المصدر.) (2 منهج الجدل والمناظرة في تقرير االعتقاد، للدكتور/ عثمان) (3

علي حسن.


2

بع99ون إال الظن وإن﴿ 99ه من علم إن يت وم99ا لهم ب.[28]النجم: ﴾ الظن ال يغني من الحق شيئا

- النشأة األولى لإلنسان:1اس إن كنتم في ريب﴿قال الله تعالى: ه99ا الن 99ا أي ي

ا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من من البعث فإنن لكم ق99ة لنبي 99ر مخل ق99ة وغي غة مخل علق99ة ثم من مض99مى ثم اء إلى أج99ل مس99 ونق99ر في األرح99ام م99ا نش9999وفى دكم ومنكم من يت نخ99رجكم طفال ثم لتبلغ99وا أش99 ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيال يعلم من بعد علمت شيئا وترى األرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتز

.[5]الحج: ﴾ وربت وأنبتت من كل زوج بهيج فكما أن الله عز وج99ل خل99ق اإلنس99ان من ت99راب بعد أن لم يكن شيئا، وجعله ينتق9ل من مرحل9ة ألخ9رى أثناء ف99ترة خلق99ه، فإن99ه ع99ز وج99ل ق99ادر على أن يبعث اإلنسان بعد موته وتحلله نظير النشأة األولى، ومن ثم

يلزم الجميع عدم إنكار النشأة اآلخرة لإلنسان.ا، لقد اكتشف العلم الحديث: ويؤكد ذلك علمي

له99ا في قبوره99ا إلى أن أجس99اد األم99وات بع99د تحل مكوناتها األساسية من الماء والتراب، يبقى منها شيء مهم: وهي عظم99ة مث99ل حب99ة الخ99ردل، وهي )عجب

الذنب(، حيث ال يأكلها التراب.- وقد اكتشف أيضا:

أن ه999ذه العظم999ة )عجب ال999ذنب( هي المنظم األول، حيث يخلق منها جميع أنس9جة وأعض99اء وأجه99زة

الجنين، وأنها ال تبلى أبدا. أن أول من نط99ق به99ذه الحقيق99ةونن<<وه إلى:

من99ذ أك99ثرالعلمية هو سيد األنبياء والمرسلين محمد من أل999ف وأربعمائ999ة ع999ام، حيث أخ999بر في حديث999ه

الشريف: ))كل ابن آدم يأكله التراب، إال عجب ال<<ذنب،

.]رواه مسلم[ منه خلق وفيه يركب((


211

لذلك: فإن هذا الح99ديث النب99وي الش99ريف ومض99ة ه99و رس99ول ربمبه99رة، وش99هادة ح99ق ب99أن محم99دا

ده رب999ه تب999ارك وتع999الى بعظيم وش999تى الع999المين، أي المعجزات، إيذانا من الله تبارك وتعالى بختم الرساالت

.السماوية ببعثة خاتم أنبيائه ورسله محمد - النوم واليقظة:2

إن نوم اإلنسان يعد موت99ة ص99غرى، ثم إن يقظت99ه من نومه بمثابة حياة بع99د م99وت، فك99ل إنس99ان يم99وت موتة صغرى، ثم يحيا حياة دنيا، على ه99ذا المن99وال في

كل يوم وليلة. ففي نوم اإلنس99ان ويقظت99ه إش99ارة إلى أن هن99اك حياة أخرى بعد موتته الكبرى ونهاي99ة أجل99ه في الحي99اة

الدنيا من أجل الحساب والجزاء.


2

- إحياء األرض بعد موتها:399ا﴿قال الله تعالى: وترى األرض هامدة ف99إذا أنزلن

99ل زوج بهيج ت وربت وأنبتت من ك 99ز ﴾عليه99ا الم99اء اهت.[5]الحج:

فكما أن الله عز وجل أحي99ا ه99ذه األرض الهام99دة الميتة، القاحلة التي ال نبات فيه99ا ب99إنزال الم99اء عليه99ا، وجعلها ذات نبات نضر، فهو جل وعال ق99ادر على إحي99اء

البشر بعد موتتهم. - إخراج النار من الشجر الي<<ابس، أي إخ<<راج4

الشيء من ضده:جر﴿ق99ال الل99ه تع99الى: ذي جع99ل لكم من الش99 ال

.[80]يس: ﴾ األخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون إن من طبيعة الش99جر: الرطوب99ة وال99برودة، ومن طبيعة النار: أنها يابسة حارة، فكما أن الل99ه ع99ز وج99ل أخ99رج الن99ار اليابس99ة الح99ارة من ض99دها وه99و الش99جر ال99رطب الب99ارد األخض99ر، فه99و ج99ل وعال ق99ادر على أن يخرج الحياة من الموت، قادر على أن يجيء باإلنس99ان

مرة أخرى بعد موته للحساب والجزاء. وق99د ك99ان ق99ديما: ي99أتي من يري99د أن يق99دح ن99ارا وليس مع99ه زن99اد بع99ودين أخض99رين من ش99جر الم99رخ والعفار اللذان ينبت99ان ب99أرض الحج99از، ويق99دح أح99دهما

باآلخر فتتولد النار من بينهما. - عظمة المخلوقات األخرى التي خلقها الله5

عز وجل:99ر﴿قال الله تعالى: ماوات واألرض أكب لخل99ق الس99

اس ال يعلم99ون 99ر الن اس ولكن أكث ]غ99افر:﴾ من خل99ق الن57].

فكما أن الله عز وج99ل خل99ق الس99ماوات واألرض مع عظمهما وسعتهما، فهو ج99ل وعال ق99ادر على إحي99اء اإلنسان بع99د موت99ه، حيث إن خل99ق الس99موات واألرض

أكبر وأعظم من خلق اإلنسان الضعيف.


211

تنبيه: لقد ذكرنا أنه: من اإليمان باليوم اآلخر، أن ن99ؤمن بعذاب القبر ونعيمه، بمعنى: أن اإلنسان يحيا في قبره حي99اة من ن99وع آخ99ر، ال علم لن99ا بكيفيته99ا وهي )حي99اة البرزخ( وأثناء هذه الفترة )حياة البرزخ( داخ99ل الق99بر:99ا ص99الحا، إما أن ينعم اإلنس99ان في ق99بره لكون99ه مؤمن وإما أن يعذب لكونه كافرا، مشركا، ملح99دا، أو فاس99قا

عاصيا. وقد ينك99ر أح99د المف99ترين الك99اذبين ع99ذاب الق99بر بحجة أن99ه ال ي99رى ذل99ك الع99ذاب، أو النعيم إذا م99ا ت99رك القبر مفتوحا على صاحبه ال99ذي دفن في99ه، وبحجة أن99ه99دفن اثن99ان أو ثالث99ة أو أك99ثر –للض99رورة- في ق99بر قد ي واحد ويكون منهم العص99اة والص99الحين، فكي99ف يع99ذب العاصي وبجواره الص99الح ال99ذي س99وف يت99أذى بعذاب99ه، وكي99ف ينعم الص99الح وبج99واره العاص99ي ال99ذي س99وف

يصيب من ذلك النعيم؟!وللجواب على مثل تلك الشبهة نذكر:

أوال: أن الله عز وجل قادر على ك99ل ش99يء، كم99ا هو ثابت لدينا، وقد أشرنا إلى عظيم ص99فات الل99ه ع99ز

وجل وطالقة قدرته.99ري ل99ذلك، إن الل99ه ع99ز وج99ل ق99ادر على أن ال ي اإلنسان ما يحدث داخل الق99بر من حي99اة ال99برزخ، ومن99رك الق99بر س99ؤال الملكين، ومن ع99ذاب أو نعيم، وإن ت

مفتوحا على صاحبه، بل وإن لم يدفن. والله عز وجل قادر على أن يعذب العاص99ي، وأن ينعم الصالح دون أن يحظى العاصي بنعيم مما ينعم به الصالح، ودون أن يتأذى الصالح بعذاب مم99ا يع99ذب ب99ه

العاصي، وإن دفنا بقبر واحد بجانب بعضهما.وندلل على ذلك عقليا:

إذا ما نام رجالن، وفراش أحدهما بج99انب ف99راش اآلخر، فقد يرى أحدهما في منامه م99ا يس99وؤه ويض99ره


2

أشد اإلساءة والضرر، بل وفي بعض األحيان يود لو أن يق99وم من نوم99ه من ش99دة م99ا يؤذي99ه في منام99ه أثن99اء

نومه، وال يستطيع ذلك.ه ر وق99د ي99رى اآلخ99ر رؤي99ا ص99الحة مبش99رة تس99 وتفرحه أشد م99ا يك99ون الس99رور والف99رح، وود ل99و بقي

هكذا في رؤياه دون أن يستيقظ. ونق99ول: فم99ع أن ال99رجلين نائم99ان أم99ام أعينن99ا، وعلى قرب منا إال أننا ال نستطيع رؤية م99ا ح99دث لك99ل

منهما، فهل ننكر ما قد أخبرا به في حال نومهما؟!بالطبع: ال.

ومع أن فراشي الرجلين كان99ا متق99اربين، وبج99وار بعضهما، إال أنه لم تختلط رؤيا أي99ا منهم99ا ب99اآلخر، ف99إذا كان ذلك في تلك الحياة الدنيا، فما بالنا بحي99اة ال99برزخ والحياة اآلخرة بعد البعث للحساب، اللتين لهما وص99ف آخر ومقاييس ومعايير أخرى مغايرة لما هي عليه اآلن

في تلك الحياة الدنيا. لذلك، فإنه يجب علينا اإليمان بكل ما أخ99برت ب99ه

األنبياء والرسل، والتسليم واليقين بكل ما جاءوا به.


211

أين اله<داية؟! إن كل إنسان له عقل حكيم، واف99ر رش99يد، ال ب99د وأن يبحث عن الهداي9999ة، يبحث عن الس9999بيل ال9999ذي يرتضيه إلهه وخالق99ه، ف99تراه يح99اول أن ينظ99ر في ك99ل من اليهودي999ة والنص999رانية واإلس999الم؛ ألنه999ا رس999االت السماء، ولكنه سرعان ما يهت99دي إلى أن دين اإلس99الم ه99و دين الل99ه تب99ارك وتع99الى، ه99و ال99دين الح99ق ال99ذي ترتض99يه فطرت99ه الس99وية ال99تي فط99ره الل99ه ع99ز وج99ل عليه99ا، وه99و ال99دين الح99ق ال99ذي يقبل99ه العق99ل الس99ليم الصريح، الراجح الرشيد الذي منحه الله تبارك وتع99الى

إياه. باإلس99الموال شك، إن اإلله الذي أرسل محم99دا

هو اإلله الخالق لهذه الفطرة السوية، وهو اإلله المانح لهذا العقل السليم الصريح، واللذان يتوافق9ان م99ع ك9ل ما جاء ب99ه اإلس99الم، من معتق99د بس99يط س99ليم، ص99اف، ليس به شوائب أو عكرات، وليس به إعن99ات للفك99ر أوا –الفط99رة قهر للذهن والتصور، واللذان يتوافقان أيض99 السوية والعقل الس99ليم الص99ريح- م99ع ك99ل م99ا ج99اء ب99ه اإلس99الم من ش99رع ق99ويم، وتع9اليم س99امية، ومع9امالت

حكيمة سديدة على أسس من الخير والفضيلة. وس999وف ن999دلل على أن الهداي999ة ليس999ت إال في اإلسالم، بأن نوضح جانب من دالئل نبوة رس99ول اإلس99الم

، وهي ش99هادة الكتب الس99ابقة برس99الة الن99بيمحم99د ، علما بأن الشواهد والدالئل التي تشهد برس99التهمحمد

.(1) كثيرة جدا

وقبل أن نشير إلى هذه البشارات ب99النبي محم99د-من الكتب الس99ابقة –الت99وراة واإلنجي99ل وغيرهم99ا

نوضح هذا العنوان المهم: ال يمكن البتة أن يؤمن يهودي بنبوة موسى علي99ه

، وال يمكن البت99ة أنالسالم إن لم يؤمن بنبوة محم99د رسول الله حقا وصدقا، يرجى الرجوع إلى كتاب: محمد ) (1

للمؤلف.


2

ي99ؤمن نص99راني بنب99وة المس99يح علي99ه الس99الم إال بع99د.إقراره بنبوة محمد

حيث يقال لهاتين األمتين –اليهود والنصارى- أنتم لم تشاهدوا هذين الرس9ولين، موس9ى وعيسى عليهما السالم، وال شاهدتما آياتهما وال معجزاتهم99ا وال ب99راهين

نبوتهما.أ- فنقول لتلك األمة اليهودية اآلن:

ب99أي ش99يء ع99رفتم نب99وة موس99ى علي99ه الس99الموصدقه وأنتم لم تشاهدوا معجزاته وال براهين نبوته؟!

ب- ونقول لتلك األمة النصرانية اآلن: بأي شيء عرفتم المسيح علي9ه الس9الم وص9دقه،

وآمنتم به وأنتم لما تشاهدوا معجزاته وآياته؟فيكون الرد أحد هذين الجوابين:

الجواب األول: أن يقولوا: آباؤنا أخبرونا بذلك. فنق9999ول لهم: ومن أين علمتم ص9999دقهم فيم9999ا

أخبروكم به؟فيلجئوا إلى الجواب الثاني:

الج99واب الث99اني: أن يقول99وا: الت99واتر وش99هادات الناقلين بمعجزاته وآياته، والبراهين التي جاء بها حق99ق

ذلك عندنا. ه99وفنقول لهم: إذا يلزمكم اإليمان بأن محمدا

رسول الله حقا وص99دقا؛ ألن من المعل99وم أن الن99اقلين وآياته وبراهين نبوته أض99عافلمعجزات النبي محمد

أض99عافكم بكث99ير، وألن الل99ه ع99ز وج99ل جم99ع لرس99وله بين ك99ل من ن99وعي المعج99زات، المعنوي99ةمحم99د

والحسية.ا ش99يئا إال وأعطى نبي99ه فما أعطى الل99ه تع99الى نبي

ما هو أكثر منه.محمد فك99ان من معج99زات موس99ى علي99ه الس99الم انفالق

معج99زةالبحر، ف99أعطى الل99ه س99بحانه وتع99الى محم99دا انشقاق القمر، وهي أبلغ وأعجب؛ ألنها آية سماوية، حيث


211

لم يكن يس9تطيع أح9د آن9ذاك الوص9ول إلى القم9ر، وكم9ا أش99رنا س99ابقا: أن99ه ق99د اكتش99ف العلم الح99ديث حقيق99ة

انشقاق القمر. وك99ان من معج99زات عيس99ى علي99ه الس99الم إحي99اء

: ح99نينالموتى، فأعطى الله س99بحانه وتع99الى محم99دا عليه- إليه معج99زة ل99هجذع النخلة –الذي كان يخطب

فكان الجذع يبكي ويئن كما يئن الصبي، لما فقد من ، منبرا يخطب عليه، بعد أن صنع له خطاب الرسول

عليه، وهذه المعجزة هي أبلغ من معج9زة عيس9ى علي9ه الس99الم وأعجب، ألن حي99اة الخش99بة –الج99ذع- أبل99غ من إحياء الميت الذي كان فيه حياة قبل موته، أم99ا الخش99بة

–الجذع- فاألصل أنها ال روح فيها. وغير هذا الكث9ير والكث9ير من المعج9زات واآلي9ات وال99براهين واإلعج99ازات العلمي99ة ال99تي ج99اء به99ا خ99اتم

، الدالة على نبوت99ه وص99دقاألنبياء والمرسلين محمد رس99الته، وص99دق ال9دين ال9ذي ج99اء ب99ه من رب99ه تب9ارك

وتعالى، أال وهو اإلسالم. ونوضح أيضا: أن الكتب التي يؤمن به99ا النص99ارى يصنفونها صنفين وهما: العه99د الق99ديم والعه99د الجدي99د، ولكنهم يركزون على العهد الجديد، وأما اليه99ود ف99إنهم يؤمنون بالعهد القديم ويكذبون بالعهد الجديد، ويتك99ون كل من العهد القديم والجدي99د من ع99دة كتب ورس99ائل وأشعار لم99ؤلفين مختلفين كتبوه99ا في أزم99ان مختلف99ة وأماكن مختلفة، وبلغة غير لغ99ة ال99وحي، بع99د م99وت أو

رفع النبي بسنين طويلة. فالعهد القديم الذي يؤمن ب99ه اليه99ود: يتك99ون من مجموع99ة من الكتاب99ات ال99تي يمت99د عه99دها من الق99رنالثاني عشر قبل الميالد إلى القرن الثاني قبل الميالد. وال توجد مخطوط99ات ألي من تل99ك الكتاب99ات يرج99ع

تاريخها إلى أوائل تلك الفترة.


2

ز علي99ه أم99ا بالنس99بة للعه99د الجدي99د ال99ذي يرك النص99ارى، فمعظم كتب99ه ك99انت في البداي99ة لم99ؤلفين مجهولين، وكثير منها ليس من تأليف مؤلف واحد، ب99لف على مراح99ل مجموعة من المؤلفين، وكث99ير منه99ا أل

متعددة. ولعل القارئ يالحظ استخدامنا لكلمة )تأليف( وذلك ألن النصارى ال يعتقدون أن ذلك الذي بين أي99ديهم )العه99د الجديد( هو الذي نطق به المس99يح علي99ه الس99الم، ولكنهم

يزعمون أن من كتبوه كانوا ملهمين، كيف يعقل ذلك؟!ا، وما ذلك اإللهام فكل ذلك زعم ال سند له تاريخي

الذي يتحدثون عنه؟!ومن أين لمثل هؤالء ذلك اإللهام؟!

بل إن شئنا نقول: األوهام وليس اإللهام. وكيف يكون كل ما كتبوه حقا من عند الله تع99الى إذا كنا نجد فيما يقولونه تناقضا، ونجد في99ه م99ا يخ99الف

الواقع؟! فال يمكن لكالم يقوله اإلله الخالق سبحانه وتع99الى، إال أن يكون متسقا ال تناقض فيه، وال يمكن إال أن يك99ون

موافقا لحقائق الوجود التي خلقها الله سبحانه وتعالى. ال شك أن الكتب السماوية لليهود والنص99ارى ق99دعت، وتم إخراجه99ا عن إطاره99ا 99دلت وض99ي فت وب ح99ر

الرباني الصالح لهداية البشر. ولكننا م99ع ذل99ك نج99د بعض من البش99ارات الواض99حة

في كتبهم؛ تأيي9دا من الل9ه ع9ز وج9ل له9ذابالنبي محمد ، أال وه9والدين الخ9اتم ال9ذي أرس9ل ب9ه رس9وله محم9د

اإلسالم. ويحسن أن نتح99دث عن الكت99اب الس99ماوي ال99ذي

)القرآن الكريم( وحفظه منأنزل على النبي محمد الله تبارك وتعالى، ولو بإيجاز شديد:

إن القرآن الكريم ه99و الكت99اب الس99ماوي ال99ذي ليس بعده أي كتاب سماوي آخر، ل9ذلك فه9و مهيمن على جمي9ع


211

، كم9االكتب السابقة، وهو المعجزة الكبرى للنبي محم9د أشرنا باإلضافة إلى الكثير من المعجزات األخرى، والق9رآن

دفع99ة واح99دة، ولكن99هالكريم لم ينزل على النبي محم99د ظ9ل ي9نزل ب9ه األمين جبري9ل علي9ه الس9الم من عن9د الل9ه

على م99دى ثالث99ةس99بحانه وتع99الى على الن99بي محم99د وعشرين عاما.

ولقد تكفل ربنا تبارك وتعالى بحفظ كتاب99ه العظيم )الق99رآن الك99ريم( من أن تمس99ه أو تنال99ه أي99دي البش99ر بش99يء من التحري99ف أو التب99ديل كم99ا ح99دث في الكتب السابقة، حيث إن99ه ليس بع99ده أي كت99اب س99ماوي آخ99ر،

أي نبي آخر.وليس بعد النبي محمد كيفي<<ة حف<ظ الل<<ه ع<ز وج<ل لكالم<ه )الق<رآن

الكريم(: يتلقى القرآن الك99ريم منلقد كان النبي محمد

ربه ج99ل وعال عن طري99ق ال99وحي، فيحفظ99ه عن ظه99راب99ه، ثم يق99رؤه على أص99حابه، قلب، ثم يملي99ه على كت فيحفظه بعضهم عن ظهر قلب كما حفظه نبيهم، فق99د

كانوا مشهورين بسرعة الحفظ وجودة الذاكرة. كان الق99رآن الك99ريموعندما توفي النبي محمد

قد حفظ كله في صدور كث9ير من ص9حابة رس99ول الل9هر لهم الكتاب99ة علي99ه ، كما كان قد كتب كله فيما تيس99

من العظام والجلود ولحى األشجار، ثم احتفظ الخليفة األول أب99و بك99ر الص99ديق بك99ل ه99ذه الوث99ائق ال99تي كتب عليها القرآن كله، ثم احتفظ به99ا الخليف99ة الث99اني عم99ر بن الخطاب، ثم أمر الخليفة الث99الث عثم99ان بن عف99ان بكتابة القرآن الكريم كله في مصاحف، وتوزيعه99ا على

البالد. فكل ما ن99رى اآلن من نس99خ للق99رآن الك99ريم اآلن، إنما هي نسخ من هذا المصحف الذي أمر سيدنا عثم99ان


2

بن عفان بكتابته، وهو الذي يسمى ب9 )المصحف اإلمام((1).

لذلك، فإن القرآن الك99ريم ه99و الكت99اب المحتف99ظاني الص99الح لهداي99ة الن99اس أجمعين، ومم99ا بإط99اره الرب

يدلل على ذلك: - أن الق<<رآن الك<<ريم غ<<ير متن<<اقض، وليس1

بمخالف للواقع. فال يمكن أن يكون الكتاب المحفوظ من الله ع99ز وج99ل ق99د اع99تراه أي اختالف أو تن99اقض؛ ألن االختالفه عن كل نقص، وألن والتناقض نقص، والله تعالى من9ز وقوع االختالف أمر الزم لكل ما هو من ت99أليف البش99ر، فإذا كان وجود االختالف والتناقض يدل على ما هو منصناعة البشر، فإن عدم وجود االختالف والتناقض به –

القرآن الكريم- يدل على أنه من عند الله عز وجل. وال يمكن للكتاب المحفوظ من الله عز وج99ل أنر شيئا يكون الواق99ع بخالف99ه؛ ألن اإلل99ه ال99ذي خل99ق يقر الك99ون ه99و أعلم بم99ا خل99ق، وحاش99اه أن يك99ذب على عباده، فيخلق الواقع على هيئ99ة، ثم يك99ون خ99بره عنه99ا

(2)مخالفا لها.

وصدق الله تعالى إذ يقول:رون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا﴿ أفال يتدب

.[82]النساء: ﴾ فيه اختالفا كثيرا - أن القرآن الك99ريم ي99دعو إلى مك99ارم األخالق،2

وليس في دعوته ما يخالف هذه األخالق الحميدة ال99تيفطرنا الله عز وجل عليه.

- أن الق9رآن الك9ريم ليس في9ه م9ا ين9اقض القواع9د3 العقلية التي فطرنا الله عز وجل عليها، وغير ما ذكرنا الكثير والكث99ير من ال99دالئل القاطع99ة وال99براهين الدامغ99ة على أن

الفيزياء ووجود الخالق، للدكتور/ جعفر شيخ إدريس.) (1 الفيزياء ووجود الخالق، د/ جعفر شيخ إدريس.) (2


211

الق9رآن الكريم هو كالم رب العالمين، الذي تعهد ربنا تب99اركوتعالى بحفظه إلى يوم الدين.


2

في التوراةالبشارة برسول الله محمد - إن الله تعالى قال لموسى عليه السالم: ]أقم1

ا من وس99ط إخ99وتهم مثل99ك، وأجع99ل كالمي في لهم نبي.[18: 18]سفر التثنية فمه، فيكلفهم بما أوصيه به[

فهذا النص من النصوص القاطع99ة ل99دى اليه99ود على أن هذا النبي الذي سوف يخرج في آخر الزم99ان ليس من بني إس99رائيل، ولكن9ه من إخ9وة ب99ني إس9رائيل، وهم ب99ني

.إسماعيل حيث إن إخ99وة ب99ني إس99رائيل إم99ا الع99رب، وإم99ا

الروم. والع999رب هم بن999و إس999ماعيل علي999ه الس999الم، وإسماعيل عليه السالم هو أخو إس99حاق علي99ه الس99الم

والد يعقوب )إسرائيل( عليه السالم. وال99روم هم بن99و العيص، ولم يقم من ال99روم س99وى نبي واحد وهو أيوب علي9ه الس9الم، وك9ان قب9ل ن9بي الل9ه موسى علي9ه الس9الم، فال يج9وز إذن أن يك9ون ه9و ال9ذي

رت به التوراة. بشر به في التوراة يكون من لذلك، فإن النبي المبش العرب بنو إسماعيل، حيث لم يبق غ99يرهم، وهم إخ99وة

بني إسرائيل.ر به من بني إسرائيل، لكان ولو كان النبي المبشا منكم[ ولكن99ه من الممكن أن يقول الل99ه لهم ]أقيم نبي

ا من وسط [.إخوتهمعز وجل قال: ]أقيم لهم نبير به هو يوش99ع بن وإذا زعم قائل بأن النبي المبش

نون، يرد عليه:ا من بأن الل99ه تع99الى ق99ال موس99ى: ]أقيم لهم نبي

[.مثلكوسط إخوتهم ومعل99وم أن يوش99ع بن ن99ون ك99ان من أنبي99اء ب99نير ب99ه من إخ99وة ب99ني إس99رائيل، ولكن الن99بي المبش99

إسرائيل، وليس منهم.


211

ر ب99ه من ب99ني وكما أشرنا أنه لو كان النبي المبش إس99رائيل لك99ان من الممكن أن يق99ول الل99ه لهم: ]أقيما منكم[، وذلك ألن أسباط بني إسرائيل االثنى عشر نبي كانوا موجودين م99ع موس99ى علي99ه الس99الم، ل99ذلك ف99إن المراد من ]إخوتهم[ هم أوالد إسماعيل علي99ه الس99الم،

وهذا هو ما يقبله العقل السليم الصريح. وقد نصت الت99وراة: على أن إس99حاق علي99ه الس99الم وأبناءه )بني إسرائيل( هم إخوة إلسماعيل علي9ه الس9الم

( ]وأم99ام إخوت99ه99/12 16كم99ا ج99اء في س99فر التك99وين )يسكن[.

ويؤكد ذلك: قول الله تعالى لموسى ]مثلك[. ومعلوم: أنه ال يق99وم في ب99ني إس99رائيل ن99بي مث99ل موسى عليه السالم لما أخبرت الت99وراة ب99ذلك، أي: أن99ه يقوم نبي مثل موسى عليه السالم، ولكنه ليس من بني إس99رائيل، وبم99ا أن يوش99ع بن ن99ون ه99و من أنبي99اء ب99ني

ر به. إسرائيل، فإنه ليس النبي ال9مبش وك99ذلك عيس99ى علي99ه الس99الم، فإن99ه ليس مث99ل موس99ى علي99ه الس9الم؛ ألن موس9ى علي99ه الس9الم ج9اء بش99ريعة تام99ة، أم99ا عيس99ى علي99ه الس99الم، فلم ي99أت بش99ريعة جدي99دة، حيث ق99ال: ]م99ا جئت ألنقض، ب99ل

.[17: 5]متى ألكمل[ وأيضا؛ ألن عيسى عليه السالم خلقه الل99ه تع99الى

بدون أب أصال، فإنه ليس مثل موسى عليه السالم.رت به التوراة. إذن، فليس هو النبي الذي قد بش

وبين موس99ىولكن المماثل99ة بين الن99بي محم99د عليه السالم واضحة، حيث:

- إن كالهما قد جاء بشريعة تامة.1 وموس99ى- ك99ذلك ف99إن كال من الن99بي محم99د 2

ه99اجرعليه السالم ه99اجر من وج99ه أعدائ99ه، فمحم99د إلى المدينة، وموسى عليه السالم هاجر إلى مدين.


2

- كلتا المدينتين اللتين هاجر إليهما كل من نبي الله3 وموسى عليه السالم، بينهما توافق في اسم كلمحمد

منهما، فبين المدينة ومدين توافق. وموس999ى علي999ه- أن كال من الن999بي محم999د 4

السالم حارب أعداءه وظفر بنصر الله عز وجل.ن النبي محم99د 5 من- أن الله ع9ز وجل قد مك

أن يحكم بين الن99اس بكت99اب الل99ه ع99ز وج99ل –الق99رآنن الل99ه ع99ز وج99ل لموس99ى علي99ه الك99ريم- وك99ذلك مك

السالم أن يحكم بين الناس بحكمه جل وعال. ولذلك فقد كان األحبار –علم99اء اليه99ود- يعرف99ون جيدا أن هذا النبي المنتظر بعثته في آخ99ر الزم99ان ه99و

من نسل إسماعيل عليه السالم –وهم العرب-. ل99ذلك، فإنن99ا ال نعجب من وج99ود اليه99ود بالمدين99ة وانتقالهم إليها وجوارهم للعرب في مس99كنهم؛ لعلمهم بهذا الن99بي المنتظ99ر بعثت99ه في آخ99ر الزم99ان، والمك99ان ال99ذي س99يخرج من99ه لم99ا في كتبهم ]وتألأل من جب99ل

فاران[، كما سنوضح بمشيئة الله تعالى. وهذا هو الس9ر في دخ9ول أه9ل المدين9ة المن9ورة

إليه99ا من ك99ثرة م99افي اإلس99الم قب99ل هج99رة الن99بي سمعوا من يهود المدينة عن خروج هذا النبي المنتظ99ر

بعثته. وكان من اليهود من كان يعلم بخروج ه99ذا الن99بي المنتظ999ر، ولكن999ه ك999ان يظن أن999ه س999يبعث من ب999ني إس99رائيل، فلم99ا بعث ه99ذا الن99بي المنتظ99ر من الع99رب واتبعه أهل المدينة الذين كانوا في عداء مع اليهود، م99ا ك999ان من اليه999ود إال أن ازدادوا غيظ999ا وحق999دا على حقدهم، لخروج هذا الن99بي المنتظ99ر بعثت99ه من الع99رب وليس منهم –اليهود- ولسبق أهل المدينة لهم –سبقهم

بع99د أن ك99انوا هم –اليه99ود-لليه99ود- في اإليم99ان ب99ه يس99تفتحون على أه99ل المدين99ة بخ99روج ن99بي يتبعون99ه

ويقاتلونهم معه.


211

وقد كان سلمان الفارسي رض99ي الل99ه عن99ه ممن وظه99ورهذهبوا إلى بالد العرب انتظ99ارا لبعث99ة الن99بي

لما كان قد علمه من المك99ان ال99ذي س99يبعث في99ه ه99ذا النبي المنتظر خروجه وبعثت99ه، وق99د ت99رك رغ99د العيش في بالد فارس وال99روم من أج99ل ذل99ك –اتباع99ه للح99ق،

بعد بحثه الطويل عنه-.[:2: 33- وجاء في ]سفر التثنية 2

]جاء الرب من س99يناء، وأش99رق لهم من س99اعير،وتألأل من جبل فاران[.

وساعير في التوراة: اسم لجبل في فلسطين. وجبال فاران: هي جبال مكة المكرمة التي هاجر

إليها إسماعيل عليه السالم، مع أمه السيدة هاجر. ومما يؤك99د أن جب99ال ف99اران هي جب99ال مك99ة، م99ا نصت عليه التوراة: ]وأقام إسماعيل في بري99ة ف99اران[

.[21: 21]سفر التكوين وفي ترجم99ة الت99وراة الس99امرية ال99تي ص99درت

: أن إسماعيل سكن برية فاران بالحج99از، وه99ذا1851يؤكد أن جبال فاران هي جبال مكة المكرمة.

ا من كتبهم م99ا ج99اء في ]س99فر ويؤك99د ذل99ك أيض99[:21- 14: 21التكوين

]وعاد إبراهيم فأخذ الغالم وأخ99ذ خ99بزا وس99قاء من ماء، ودفعه إلى هاجر وحمله عليه99ا، وق99ال له99ا: اذه99بي، فانطلقت هاجر ونفد الم99اء ال99ذي ك99ان معه99ا، فط99رحت الغالم تحت الشجرة وجلست مقابلته على مقدار رمي99ة الحج99ر لئال تبص999ر الغالم حين يم99وت، ورفعت ص99وتها بالبكاء، وس99مع الل99ه ص99وت الغالم حيث ه99و، فق99ال له99ا المل99ك: ق99ومي ف99احملي الغالم وش99دي ي99دك ب99ه، فإن99ه جاعله ألمة عظيمة، وفتح الله عينها، فبصرت بب99ئر م99اء، فسقت الغالم، ومألت سقاها، كان الله مع الغالم فتربى

وسكن في برية فاران[.


2

فبم99ا أن الغالم ه99و: إس99ماعيل علي99ه الس99الم،والبئر: هي بئر زمزم.

إذن: فإن برية ف99اران هي ال99تي بمك99ة المكرم99ة،وهذا هو الحق الذي ال مرية فيه.

[ في99:2 33ونعود إلى ما جاء في ]س99فر التثني99ة أول هذه النقطة:

- حيث إن ما نقلناه من س9فر التثني9ة تش9به نب99وة موس99ى علي99ه الس99الم بمجيء الص99بح ]ج99اء ال99رب من

سيناء[. وتش99به نب999وة عيس99ى علي999ه الس99الم بإش999راقه

)الصبح( ]وأشرق لهم من ساعير[. باس99تعالء الش99مس وتألألوتش99به نب99وة محم99د

خاتم األنبياء والمرسلين، فالضوؤها في اآلفاق، فهو ]وتألأل من جبل فاران[.نبي وال رسول بعده

ومث99ل م99ا نقلن99اه من س99فر التثني99ة في الق99رآنالكريم، فقد قال الله تعالى:

99ون﴿ يت ين والز ينين * والت 99د * وط99ور س99 وه99ذا البل.[3-1]التين: ﴾ األمين

حيث إن: "والتين والزيت99ون": إش99ارة إلى منبتهم99ا، وهي األرض

التي ظهر فيها عيسى عليه السالم. و "طور سينين": إش99ارة إلى المك99ان ال99ذي ك99ان

فيه موسى عليه السالم. و "ه99ذا البل99د األمين": إش99ارة إلى المك99ان ال99ذي

، وه99و مك99ة المكرم99ة، ومن قبل99هبعث في99ه محم99د إسماعيل عليه السالم.

الذي بكتبهم- ومن وصف ونعت رس9ول الله 399دفع99:12 29بنص الت99وراة، في ]س99فر إش99عياء [: ]ي

الكتاب إلى من ال يعرف الكتابة، فيقال له: اق99رأ ه99ذا، فيق99ول: ال أع99رف الكتاب99ة[. فمن يك99ون ه99ذا الن99بي

األمي؟!


211

، حيث إنه كما نعلم ك9انال شك: أنه النبي محمد ا ال يقرأ وال يكتب. أمي

ش99اهدة بنبوت99ه وص99دقفكانت أمية رسول الله ، فهو األمي الذي علم البشرية كلها، متعلمهارسالته وجاهلها.

ال9ذي علم البش9رية قاطب9ة مع9نى التوحي9د،وهو ال9ذي ج9اء به9ذاوالعبادة الخالصة لله ع9ز وج9ل، وه9و

الشرع القويم والتعاليم السامية. ال99ذي أرس99ل- ومن وصف قوم النبي محم99د 4

إليهم، كما بالتوراة: ]هم أغ9999اروني بم9999ا ليس بإل9999ه، وأغض9999بوني بمعبوداتهم الباطلة، وأنا أيضا أغيرهم بم99ا ليس ش99عبا،

، س99فر االس99تثناء32وبشعب جاهل أغضبهم[ ]إص99حاح 11.]

ال ش9ك أن ه9ذا الوص9ف ه9و وص99ف لق9وم الن9بي قطعا، حيث إنهم لم يكون99وا ش99عبا، ب99ل ك99انوامحمد

قبائ99ل متن99احرة متفرق99ة بغ99ير مل99ك أو س99لطان أو رئيس...، غير أنهم كانوا ج99اهلين ب99القراءة والكتاب99ة إال

القليل.99اولكن بعد مجيء الن99بي محم99د أص99بحوا إخوان

متح99ابين، متك99اتفين، وأص99بح لهم دول99ة عظيم99ة، وهي ، وق99ددولة اإلسالم، حيث إن قائدها هو النبي محم99د

ذلت لها أعظم إمبراطوريتين آنذاك –الفرس وال99روم- وتقدمت في شتى مجاالت العلوم آنذاك وقت تمسكها

وما حثهم عليه.بهدي نبيها محمد ، وقد حاول بعض علم99اء اليه99ود ك99ذبا وحق99دا وغال أن ينسبوا تلك الجاهلية إلى الش99عب اليون99اني، ولكنهم فشلوا في ذلك؛ ألن اليونان قب99ل ظه99ور عيس99ى علي99ه الس99الم بمئ99ات الس99نين ك99انوا متف99وقين في العل99وم والفن99ون، وك99انوا واقفين على أحك99ام الت99وراة وس99ائر

كتب العهد القديم التي يزعمونها.


2

في اإلنجيلالبشارة برسول الله محمد :11-4: 16- إنجيل يوحنا، إصحاح 1

قال عيسى عليه السالم: ]وأما اآلن، فأن99ا ماض99ي إلى ال999ذي أرس999لني، وليس أح999د منكم يس999ألني أين تمضي؟ لكن ألني قلت لكم هنا قد مأل الحزن قلوبكم، ولكن أقول لكم الحق أنه خير لكم أن أنطلق؛ ألن99ه إن لم أنطلق ال يأتيكم الفارقليط[. وذلك في طبع99ة لن99دن

1821 ،1831 ،1844.ا يخ99برهم المس99يح2 - وفي إنجي99ل يوحن99ا أيض99

عيسى ابن مريم قائال: ]ابن البش99ر ذاهب والفارقلي99ط من بع99ده يجيء لكم باألسرار، ويفس99ر لكم ك99ل ش99يء وه99و يش99هد لي

كما شهدت له[. يتضح مما أوردناه: أن إنجيل يوحنا يبشر برسول يأتي بعد عيسى ابن مريم عليه السالم في قوله: ]إنه خ99ير لكم

أن أنطلق؛ ألنه إن لم أنطلق ال يأتيكم الفارقليط[.ا في: ]ابن البش99ر ذاهب، والفارقلي99ط من وأيض99

بعده يجيء[. ولف9ظ ]الفارقلي9ط[ يع9ني: ال9ذي ل9ه حم9د كث99ير، وذلك في اللغ99ة اليوناني99ة، وه99و يواف99ق مع99نى: أحم99د، مثلما قال الدكتور )كارلو دلينو( الحاصل على دكت99وراه

في آداب اللغة اليونانية القديمة. وق99ال غ99يره: إن لف99ظ الفارقلي99ط في الق99اموس الع99بري بمع99نى الحم99د، ويش99تق من الحم99د: أحم99د،

.محمد، وهما يصدقان في رسول الله .فمحمد وأحمد من أسماء رسول الله

محم99ود في األرض ومحم99ود فيفرسول الل99ه السماء، وقد آتاه الله ع99ز وج99ل المق99ام المحم99ود في

اآلخرة.:14- 12- في إنجيل يوحنا 3

يق9ول عيس9ى ابن م9ريم بع9د بش9ارته بالفارقلي9ط الذي سوف يأتي من بعده، فيصفه ق99ائال: ]إن لي أم9ورا


211

كثيرة ألق99ول لكم، ولكن ال تس99تطيعوا أن تحتمل99وا اآلن، وأما متى جاء ذاك روح الحق، فه9و يرش9دكم إلى جمي9ع الحق، ألنه ال يأتيكم من نفسه، بل ك99ل م99ا يس99مع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية، ذاك يمجدني ألنه يأخ99ذ مم99ا لي

ويخبركم[. وك99ل ه99ذه المواص99فات ال99تي وردت في إنجي99ل

:، فهو يوحنا تنطبق على النبي محمد - يبكت ال99ذين ال يؤمن99ون برس99الة عيس99ى علي99ه

السالم على خطيئتهم. - ويرش99د إلى جمي99ع الح99ق ]فه99و يرش99دكم إلى

جميع الحق[. - ال يتكلم إال بم99ا ي99وحى إلي99ه رب99ه ع99ز وج99ل ]ال

يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به[. - يخبر بغيبيات في المستقبل وحق99ائق علمي99ة لم يكن ألحد أدنى معرفة به99ا في ذل99ك ال99وقت وال99تي لم

تكتشف إال في العصر الحديث ]ويخبركم بأمور آتية[. - ويمج99د عيس99ى ابن م99ريم علي99ه الس99الم، فلق99د

﴿ قوله عز وج99ل: أن9زل الله تعالى على نبيه محمد إذ99ه رك بكلم99ة من ه يبش99 99ا م99ريم إن الل 99ة ي ق99الت المالئكى ابن م99ريم وجيه99ا في ال99دنيا يح عيس99 مه المس99 اس99

بين .[45]آل عمران: ﴾ واآلخرة ومن المقر:42: 1- في إنجيل متى 4

يخبر عيسى ابن مريم عليه السالم عن أم99ة ه99ذا المبشر به، فيقول: ]ألم تروا أن الحج99ر ال99ذيالنبي

ا للزاوية من عند الله، كان ه99ذا أخره البناؤون صار أس عجيبا في أعيننا، ومن أجل ذلك أقول لكم: إن ملكوت الله سيؤخذ منكم، ويدفع إلى أمة أخ99رى، ومن س99قط

على هذا الحجر ينشدخ[.ونوضح ما ذكره إنجيل متى، مفصال:

: أ- لقد قال رسول الله


2

))مثلي ومثل األنبياء قبلي كمثل رج99ل ب99نى دارا، فأكمله99ا، وأتمه99ا إال موض99ع لبن99ة منه99ا، فجع99ل الن99اس يطوفون بها ويعجبون منها ويقول99ون: هال وض99عت تل99ك

.]صحيح الجامع الصغير[اللبنة؟! فكنت أنا تلك اللبنة(( يتوافق مع ما ذكره إنجيلفما قاله رسول الله

متى في:ا ]ألم تروا أن الحجر الذي أخره البناؤون صار أس

للزاوية من عند الله، كان هذا عجيبا في أعيننا[. ب- لق99د ك99انت الع99رب قبائ99ل متن99احرة متقاتل99ة، متفرقة بغير ملك أو سلطان أو رئيس، ولكن بعد مجيء

ألف الل99ه ع99ز وج9ل بينه9ذا الرس99ول الخ9اتم محم99د ، الذي آمنوا بهقلوبهم وجمع شملهم بقيادة نبيه محمد

وص99دقوا برس99الته، فأص99بح للمس99لمين دول99ة عظيم99ة99ا، بفض99ل من 99ا، ش99رقا وغرب متسعة الرقعة شماال وجنوب

الله عز وجل ونصره لهم. وهذا يوافق ما ذكره إنجيل م99تى في ]إن ملك99وت الل99ه

سيؤخذ منكم ويدفع إلى أمة أخرى[.:ج9- لقد قال رسول الله

))مثل المسلمين واليهود والنصارى، كمث99ل رج99ل اس99تأجر قوم99ا يعمل99ون ل99ه عمال إلى اللي99ل على أج99ر معلوم، فعملوا إلى نصف النه99ار، فق99الوا: ال حاج99ة لن99ا إلى أجرك الذي شرطت لنا، وم99ا عملن99ا باط99ل، فق99ال لهم: ال تفعلوا، أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كامال، فأبوا وتركوا، واس99تأجر آخ99رين بع99دهم، فق99ال: أكمل99وا بقي99ة ي99ومكم ه99ذا، ولكم م99ا ش99رطت لهم من األج99ر، فعملوا حتى إذا كان العصر قالوا: لك ما عملن99ا باط99ل، ولك األجر الذي فعلت لنا فيه، فقال لهم: أكملوا بقي99ة عملكم، فإن ما بقي من النهار ش99يئا يس99يرا، واس99تأجر قوما أن يعملوا ل99ه بقي99ة ي99ومهم، فعمل99وا بقي99ة ي99ومهم ح99تى إذا غ99ابت الش99مس واس99تكملوا أج99ر الف99ريقين


211

]ص99حيحكليهما، فذلك مثلهم وما قبل99وا من ه99ذا الن99ور(( .البخاري[

يتوافق مع ما ذكره إنجيلفما قاله رسول الله متى في: ]ويدفع إلى أمة أخرى تأكل ثمرتها[.

، وإيمان أص99حابهد- أنه بعد مجيء النبي محمد رضوان الله عليهم به، أخذ يق99وم ب99الغزوات والح99روب لنشر التوحيد، والدعوة إلى عبادة الله عز وجل وح99ده دون أن يشرك به شيئا، ودون أن يعتقد في99ه ج99ل وعال اعتقادا باطال أو يوص99ف بم99ا ه9و ق9دح ونقص في ذات99ه

جل وعال، وإلقامة دولة اإلسالم. وأقر عينه بدولة اإلسالمولقد نصر الله عز وجل نبيه

القائم99ة على توحي99د الل99ه ع99ز وج99ل والتع99اليم الس99امية والمع999امالت الحكيم999ة الرش999يدة على أس999س من الخ999ير

الكرام مهام نشر دين الله ع99زوالفضيلة، ثم تولى أصحابه وجل في األرض، ولم تمض سوى سنوات قالئل تم فيه9ا فتح البالد شماال وجنوبا، ش9رقا وغرب9ا، وانكس9ر جمي9ع من وق9ف لصد نشر دعوة الحق –اإلس99الم- وه9زم، حيث انه99زمت ك9ل من إمبراطوري99ة الف99رس وال99روم على أي99دي المس99لمين الفاتحين، ولم تعد ألي من اإلمبراطوريتين قائمة، فك9ان ذل9ك موافقا لما ذكر في إنجيل متى ]ومن سقط على هذا الحج99ر

ينشدخ[. وغير ما ذكرنا الكثير من البشارات بالنبي محم99د

في اإلنجي99ل، ولكن نكتفي بم99ا أش99رنا إلي99ه في ه99ذا الموضوع.


2

في كتب األولينالبشارة برسول الله 99ر األولين﴿قال الله تعالى: ه لفي زب ]الش99عراء:﴾ وإن

196]. ق99د بش9رت ب99ه الكتب ال99تيفرسول الل99ه محم99د

تقدسها الديانات األخرى، وإن كان ال9ذي بين أي9ديهم بقاي9ا من بقاي99ا كالم األنبي99اء األولين بع99د التحري99ف والتض99ييع والتب9ديل، ولكنه9ا إرادة الل9ه ع9ز وج9ل ومش9يئته أن تبقى

في كتبهم التي يقدسونها.البشارات بالنبي محمد ومن كتب األولين التي بشرت برسول الله محمد

: - كتاب ]السامافيدا[: أحد الكتب المقدسة لدى1

البراهمة: حيث تقول: ]أحم99د تلقى الش99ريعة من رب99ه، وهي ممل99وءة بالحكم99ة، وق99د قبس99ت من الن99ور كم99ا

يقبس من الشمس[.- كتاب ]ندا أفستا[:2

بشارة عن رسول يوصف بأنه ]رحم99ة للع99المين[ )سوشيانت(، ويتصدى له ع99دو يس99مى بالفارس99ية أب99و لهب، ويدعو إلى إله واحد، لم يكن له كف99وا أح99د )هيج

جيزبار ونمار(.- في الكتب ]الزرادشتية[:3

]إن أمة زرادشت حين ينبذون دينهم يتضعضعون، وينهض رج99ل في بالد الع99رب أتباع99ه ف99ارس، ويخض99ع الف99رس المتك99برين، وبع99د عب99ادة الن99ار في هي99اكلهم، يولون وجوهمم نح99و كعب99ة إب99راهيم ال99تي تطه99رت من األص99نام، يومئ99ذ يص99بحون –وهم أتب99اع الن99بي- رحم99ة للعالمين، وس99ادة لف99ارس وم99ديان وط99وس وبلخ وهي األم99اكن المقدس99ة للزرادش99تيين ومن ج99اورهم، وإن

نبيهم ليكونن فصيحا يتحدث بالمعجزات[.- كتاب بفوشيا برانم ]بهوش برانم[:4


211

]في ذلك الحين يبعث أجن99بي م99ع أص99حابه باس99م )محام99د( الملقب بأس99تاذ المحام99د، والمل99ك يطه99ره

بالخمس المطهرة[.- كتاب أورو أفيدم ]ادهروويدم[:5

]أيه99ا الن99اس، اس99معوا وع99وا، يبعث المحم99د بين أظهر الناس... وعظمته تحمد حتى في الجنة ويجعله99ا

خاضعة له وهو المحامد[. - كت99اب ]بنوش99يا ب99رانم[: في99ه وص99ف ألص99حاب6:النبي

]هم ال99ذين يختتن99ون وال يرب99ون الق99زع، ويرب99ون اللحى، وينادون الناس لل99دعاء بص99وت ع99ال، وي99أكلون

أكثر الحيوانات إال الخنزير[. فمن أولئك الذين ينادون بالدعاء )الصالة( بصوت

عال )اآلذان(؟ إنهم المس999لمون حيث يؤذن999ون في ك999ل حين،

ويدعون الناس إلى خالقهم وخالق كل شيء.


2

في كتبالبشارة برسول الله محمد الهندوس

لق99د جم99ع ع99دد من علم99اء الهن99دوس البش99ارات الموج99ودة في كتبهم، وق99اموا بش99رحهابالنبي محمد

مع بقائهم على الديان99ة الهندوس99ية، إال أنهم م99الوا إلى(1)المسلمين والنوا لهم أكثر من غيرهم.

وهذه البشارات كثيرة جدا، وبمشيئة الل99ه تع99الىنذكر منها:

رت الكتب الهندوسية بشخص99ية ف99ذة،1 - لقد بشميت ه99ذه الشخص99ية ب9 ذات خص99ائص مم99يزة، وس99

)نراشنس(. وهذه الكلمة مكونة من لفظين هما: )نر( ومعناه اإلنس99ان و)أش99نس( ومعن99اه ال99ذي يحم99د ويث99نى علي99ه

بكثرة، أي أن هذا اللفظ معناه: محمد. ولم يقم في الت99اريخ اإلنس99اني أح99د من األنبي99اء

ال99ذيوالرسل سمي بهذا االسم سوى النبي محم99د جاء باإلسالم دينا للعالمين.

ولو لم يكن أي دليل إال هذا الدليل لكفى. - ]اس99معوا أيه99ا الن99اس ب99احترام، إن نراش99نس2

يحمد ويثنى عليه، ونحن نعصم ذلك المهاجر –أو حامل لواء األمن- بين ستين ألف عدو وتسعين عدوا، ويك99ون

مركبه اإلبل[. نالح99ظ أن ق99ول: )يحم99د ويث99نى علي99ه( بص99يغة المس99تقبل يفي99د أن المبش99ر ب99ه لم يكن ق99د بعث إلى زمن ت999أليف ه999ذا الكت999اب، حيث إن أهم الكتب ل999دىلة من عند الله الهندوس أربعة، حيث يعتقدون أنها منز تعالى، وهذا الكتاب )أتهرويد( الذي ذكرت به البش99ارة هو آخر هذه الكتب المؤلفة، حيث إن99ه مت9أخر ج9دا عن

كتاب: "وإنك لعلى خلق عظيم" لصفي الرحمن) (1المباركفوري.


211

بقية الكتب الثالثة التي قبل99ه، ولق99د دل مض99مون تل99ك الكتب األربع99ة على أن ت99أليف كت99اب )أتهروي99د( ك99ان متأخرا عن زمن عيسى ابن مريم علي99ه الس99الم، وأن99ه

وه99ذا يؤك99د أك99ثركان في زمن بعثة الرسول محم99د .أن المقصود ب9 )نراشنس( هو النبي محمد

إلى المدين99ةولق99د ه99اجر رس99ول الل99ه محم99د محفوظا من الله عز وجل، وهذا يوافق: ]ونحن نعص99م

ذلك المهاجر[. ال99ذينولقد كان العرب قبل بعثة الن99بي محم99د

خرجوا واستعدوا للغزو أو المعركة على التفصيل: أ- عددهم من قريش ومن انضم إليهم، ومن ب99ني غطف99ان ومن انض99م إليهم ك99ان ق99د بل99غ عش99رة آالف

مقاتل. من اليه99ود من قبائ99ل ش99تىب- وع99دد أعدائ99ه

كان أيضا عشرة آالف مقاتل. من النصارى في غ99زوة تب99وكج9- وعدد أعدائه بلغ أربعين ألف مقاتل. من المن99افقين ك99ان تس99عين،د- وع99دد أعدائ99ه

ثمانون منهم )المنافقين( بق99وا في المدين99ة أثن99اء غ99زوة تبوك، واثنا عشر أو ثالثة عش99ر منهم خرج99وا إلى تب99وك

في الطري99ق،، وهم ال99ذين هم99وا بقتل99ه م99ع الن99بي ولكن الله ع9ز وج9ل عص9مه منهم، ثم وفق الل9ه تع9الى

اثنين أو ثالثة للتوبة، وبقي منهم عشرة على نفاقهم. وبه99ذا التحقي99ق ال99دقيق يتم مجم99وع ع99دد أع99داء

(1) ستين ألفا وتسعين رجال بالضبط.النبي

وما ذكرن99اه يواف99ق: ]ونحن نعص99م ذل9ك المه99اجربين ستين ألف عدو وتسعين عدوا[.

يركب اإلبل، وهذا يواف99ق:وقد كان رسول الله ]ويكون مركبه اإلبل[، أي أن زمن ه99ذا الن99بي ال يت99أخر

كتاب: وإنك لعلى خلق عظيم، للمباركفوري.) (1


2

إلى زمن السيارات والطائرات، وأن هذا النبي ال يول99د في الهند، وال يكون من ساللة البراهمة، أو اآلريين كما يزعم الهندوس؛ ألن هذا النبي سوف يولد في منطق99ة ص99حراوية، وفي بل99د ص99حراوي؛ ألن اإلب99ل –ال99تي هي مركب النبي- تقتنى وتستخدم للرك99وب في مث99ل ه99ذه المناطق، وأيضا فإن هذا النبي ال يكون على الش99ريعةم على رسلهم الهندوسية؛ ألن الشريعة الهندوسية تحرم على البراهم99ة ركوبه99ا وأن لحوم اإلبل وألبانها، وتحر البرهمن لو رك9ب اإلب99ل أو الحم99ار برض99اه –أي ب99دون

.(1)إكراه- فإنه يصير نجسا حسب عقيدتهم فص99ل20- وورد أيضا في كتاب ]أتهرويد[ باب 3

ما ترجمته:127 ]إن99ه أعطى للرس99ول )م99امح( مئ99ة دين99ار ذه99بي

وعشر قالئد وثالثمائة جواد وعشرة آالف بقرة[. وي99دل ذل99ك على أن الم99ذكور ب999 )نراش99نس( في ه99ذا الفص99ل س99وف يك99ون رس99وال، ويك99ون اس99م ه99ذا

الرسول )مامح(.والعجيب أن اسم )مامح( فيه احتماالن:

أولهما: أن تكون كلمة )مامح( لهج99ة سنس99كرتية لكلم99ة )محم99د( بالعربي99ة، وأن يك99ون ه99ذا الف99رق بين الكلمتين نتيجة الف99رق بين اللغ99تين أو اللهج99تين، مث99ل اس99م يح99يى بالعربي99ة ص99ار يوحن99ا ويحنس بالعبري99ة، وكذلك اسم إلياس بالعربية ص99ار إيلي99اه، وك9ذلك اس99م

يونس بالعربية صار يوناه أو يونان بالعبرية.االحتمال الثاني:

أن تكون كلمة )مامح( كلمة سنس99كرتية خالص99ة، وعلى ه999ذا التق999دير تك999ون مكون999ة من: م999ادة )م999ا( ومعناه999ا: العظيم، وم999ادة )مح( ومعناه999ا: من يحم999د ويث99نى علي99ه كث99يرا، فيك99ون مع99نى مجم99وع الم99ادتين

كتاب: وإنك لعلى خلق عظيم، للمباركفوري.) (1


211

ر به ه99و رس99ول )محمد العظي9م( وهذا يعني أن المبش.اإلسالم: محمد

- ولقد كان عدد المهاجرين إلى الحبشة يبل99غ إلى واحد ومائ99ة مه9اجر، فارت9د منهم لبي9د الل99ه بن جحش، فيكون عدد المهاجرين إلى الحبشة مائة، وهذا يوافق:

مائ99ة دين99ار]مائة نش99ك[ أي أن الل99ه أعطى لمحم99د ذه99بي خ99الص، فه99و تش99بيه ألص99حاب الن99بي محم99د

المخلصين الذين هاجروا إلى الحبشة بال99دينار ال99ذهبيالخالص.

-ولق99د ك99ان أفض99ل الص99حابة –م99ع خيري99ة جمي99ع الص99حابة- هم العش99رة ال99ذين بش99رهم رس99ول الل99ه

بالجنة واحدا تلو اآلخر في حديث واح99د، وه99ذا يواف99ق: ]وعشرة قالئد[، أي أن الله أعطى لهذا الرسول مامح عشرة قالئد، وهو تش99بيه للص99حابة العش99رة المبش99رة

بالجنة بالقالئد وهي أفضل الحلي وأنفسها. في غ99زوة ب99درولق99د ح99ارب م99ع رس99ول الل99ه

ثالثمائة وثالث99ة عش9ر أو أربع9ة عش9ر ص9حابي، وك9انت غزوة بدر أول حروب المسلمين، وقد ألحق المسلمين بالمشركين هزيم99ة نك99راء في ه99ذه الغ99زوة المبارك99ة، واستش9هد من المس9لمين ثالث9ة عش9ر أو أربع9ة عش9ر رجال من الصحابة وبقي ثالثمائة يصاحبون رس99ول الل99ه

وينصرونه في غزواته، ومعل99وم ل99دى المس99لمين أن هم ال99ذين ش99هدوا ب99درا،أفضل صحابة رس99ول الل99ه

وهذا يوافق ]وثالثمائة جواد[، أي أن الله تع99الى أعطىهذا الرسول ثالثمائة جواد –يعني فارس-.

في غ999زوة فتح مك99ة،ولقد رافق رس99ول الل99ه ال99تي به99ا بيت الل99ه الح99رام –الكعب99ةبلد رسول الله

المشرفة- وبذلك تم تطهير الكعب99ة من جمي99ع األص99نام التي كانت عليها وحولها، وهذا يواف99ق: ]وعش99رة آالف بقرة[ أي أن الله عز وجل أعطى لهذا الرسول عشرة آالف بق99رة، والبق99رة حي99وان مق99دس عن99د الهن99دوس،


2

ويطل99ق على س99بيل االس99تعارة والتش99بيه على الرج99ل(1)الصالح الحر الكريم.

كث99يرا فيلقد جاءت البش99ارات ب99النبي محم99د كتب الهن99دوس، ولمن أراد االطالع على مزي99د منه99ا: الرج9999وع إلى كت9999اب: "وإن9999ك لعلى خل9999ق عظيم"

للمباركفوري. وبذلك نك9ون قد أش9رنا إلى بعض من البش9ارات

، مع التنبيه على:بالنبي محم9د يوجد غير ما ذكرن99ا الكث99ير من البش99ارات ب99النبي

في التوراة واإلنجي99ل وكتب األولين وفي كتبمحمد الهندوس.

ويدلل ذلك كل99ه على: أن رس99الة الن99بي محم99د ليست كأي رس99الة أخ9رى، ولكنه9ا رس99الة عالمي9ة إلى

البشرية كافة، خاتمة لجميع الرساالت السابقة. فقد ك99ان األنبي99اء والرس99ل يبعث99ون إلى أق99وامهم

بعث إلى الخل9ق أجمعين،خاصة، ولكن رس99ول الل9ه بعث برسالته إلى اإلنس والجن، لذلك كانت ك99ل ه99ذه البشارات بحامل هذه الرسالة الخاتمة لكل الرس99االت

.السابقة، وخاتم األنبياء والمرسلين، محمد

"وإنك لعلى خلق عظيم"، للمباركفوري.) (1


211

الدالئل والبراهين على ختم النبوات للناسوالرساالت بنبوة ورسالة محمد

أي نبي أو رسولأجمعين وأنه ليس بعده آخر

إلى البشريةلقد أرسل الله عز وجل نبيه محمد دا له بالمعجزات كافة، خاتما به جميع الرساالت، مؤي

من الله جل وعال،والخوارق التي تشهد بنبوته ورسالته والتي يعجز غير النبي عن اإلتيان بمثلها.

بأنه خاتم األنبياء، ومن ثمولقد أخبر رسول الله هو خاتم األنبياء والمرسلين، ألنه من المعلوم أنفإنه

كل رسول نبي، وليس كل نبي رسوال، فقد قال الله ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول﴿تعالى:

ين بي .[40]األحزاب: ﴾ الله وخاتم الن : ))مثلي ومثل األنبياء قبليوقال رسول الله

كمثل رجل بنى دارا فأكملها وأتمها إال موضع لبنة فيها، فجعل الناس يطوفون بها ويعجبون منها ويقولون: هال

]صحيح الجامعوضعت تلك اللبنة؟! فكنت أنا تلك اللبنة(( .الصغير[

أنه بعث إلى البشرولقد أعلمنا رسول الله كافة، للناس أجمعين في كل مكان وزمان إلى يوم

الدين، قال الله تعالي: ه إليكم جميعا﴿ ي رسول الل اس إن ها الن ﴾ قل يا أي

.[158]األعراف: اس﴿وقال تعالي: وما أرسلناك إال كافة للن

.[28]سبأ: ﴾ بشيرا ونذيرا : ))بعثت إلى األحمروقال رسول الله

.]صحيح مسلم[واألسود(( بعث إلى مختلف األجناس:أي أن رسول الله أي إلى الناس أجمعين.


2

اليهود وانتصر عليهم،ولقد قاتل رسول الله لقتال الروم في غزوة تبوك، فرجعوذهب أيضا

. منتصرا بعد أن تفرق الروم وجبنوا عن لقائه وكل ذلك من أجل نشر التوحيد الحق، الذي

يرتضيه الله عز وجل، من أجل إقامة دولة اإلسالم. ونود أن نشير إلى جانب من الدالئل والبراهين الموجزة على ختم النبوات والرساالت بنبوة ورسالة

للناس أجمعين، منها: النبي محمد بذلك، كما أوضحنا باآليات- إخبار رسول الله 1

الكريمات، واألحاديث النبوية الشريفة. بما أيدهوبما أن قد ثبت لدينا نبوة رسول الله

الله عز وجل من معجزات وخوارق وشواهد، وآيات ، فإنه يلزمناودالئل كلها تشهد بنبوته ورسالته

خاتم، ومن ذلك: أنه التصديق بكل ما أخبر به مرسل إلى البشرية قاطبة،األنبياء والمرسلين، وأنه

والناس أجمعين. - أنه من الحكمة التامة لله عز وجل أن يجعل2

الرسالة الخاتمة للرساالت السابقة رسالة عالمية، للخلق أجمعين، وأن يجعل النبي الخاتم لألنبياء

ا مرسال إلى البشرية كافة في كل مكان والمرسلين نبي وزمان، وحيث إن الرسالة الخاتمة للرساالت ال بد وأن تكون محفوظة من الله عز وجل من أن تمسها أيدي

البش9ر بشيء من التحريف والتضييع –ألنه ليس بعدها أية رسالة سماوية أخرى- أي أنها –الرسالة الخاتمة-

صالحة لكل زمان، فإنها ال بد وأن تصلح للخلق في أيموطن، وفي كل مكان.

- البشارات الكثيرة والكثيرة بالنبي محمد 3 في التوراة واإلنجيل وفي كتب الهندوس وغيرها من

كتب األولين: ليستحيث تدل على أن رسالة النبي محمد

كأي رسالة أخرى، ولكنها ال بد وأن تكون رسالة


211

عالمية –للبشر كافة- وال بد وأن تكون رسالة خاتمة لجميع الرساالت السابقة، حيث إنها محفوظة مصونة

من الله عز وجل إلى يوم الدين. ولذلك: كان هذا القدر الكبير من البشارات

، حيث إنه ليس نبي بعده، فهو برسول الله محمد خاتم األنبياء والمرسلين.


2

وما جاء به من معتقد- رسالة النبي محمد 4سليم:

في وقتلقد أرسل الله عز وجل النبي محمد ، حين ضلقد اشتدت حاجة العالم كله إلى رسالته

الناس عن السبيل الذي يصلهم بإلههم وخالقهم جل وعال، ويصل بعضهم ببعض، حين فسد الناس وضلوا

واختلفوا وتقاطعوا. برسالة من الله تعالىلذلك، جاء النبي محمد

تصلح العقائد الفاسدة وتداوي النفوس وتربط الناس بعضهم ببعض، وتوجههم جميعا في وحدة منسجمة

متآلفة إلى بارئهم وخالقهم. لقد جاءت الرسالة المحمدية متضمنة العقائد

الصافية التي ال يقبل الله عز وجل سواها، وال يرتضي غيرها، والتي قد فطر الناس عليها وعلى قبولها من

إلههم وخالقهم تبارك وتعالى. وجاءت الرسالة المحمدية بالعبادات الهادية

والمعامالت الكريمة والتشاريع القويمة القائمة علىأسس من الخير والحق والفضيلة.

ا أرسلناك شاهدا﴿قال الله تعالى: بي إن ها الن يا أيرا ونذيرا ه بإذنه وسراجا منيرا * ومبش ﴾وداعيا إلى الل

.[46، 45]األحزاب: يأمرهم بالمعروف وينهاهم﴿وقال الله تعالى:

م عليهم الخبائث بات ويحر عن المنكر ويحل لهم الطيتي كانت عليهم ﴾ويضع عنهم إصرهم واألغالل ال

.[157]األعراف: كما أرسلنا فيكم رسوال منكم﴿وقال الله تعالى:

مكم الكتاب والحكمة يكم ويعل يتلو عليكم آياتنا ويزكمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم * ويعل

.[152، 151]البقرة: ﴾ واشكروا لي وال تكفرون - العقيدة الصافية السليمة التي جاء بها النبي

:محمد


211

لقد شاءت حكمة الله عز وجل أن تكون قضية العقيدة هي القضية التي تتصدى لها الدعوة منذ اليوم

أولى خطواتهاألول للرسالة، وأن يبدأ رسول الله في الدعوة، بدعوة الناس أن يشهدوا أن ال إله إال الله

–على حقيقتها- وأن يمضي في دعوته يعرف الناسبربهم الحق ويعبدهم له دون سواه.

،ولنتأمل في العقيدة التي جاء بها النبي محمد والتي كانت سببا في رقي أهل اإلسالم الذين رضوا

باإلسالم دينا، واعتنقوه وعملوا بتعاليمه، وتمسكوابالكتاب الذي أنزل على رسوله:

يدعو إلى توحيد األلوهية- كان رسول الله ف الناس بإلههم ويدعوهم إلى عبادته والربوبية، يعرسبحانه وتعالى وحده، وإفراده بالعبودية جل شأنه.

- يعرف الناس بربهم الذي خلقهم وأوجدهم منعدم، ورزقهم، وينفي وجود ند أو شريك له جل وعال. - يدعو كل من أنكر وجوده سبحانه وتعالى إلى

اإليمان بموجد هذا الكون المحكم الصنع، يدعوهم إلىاإليمان بالله سبحانه وتعالى.

- يدعو إلى محاربة األصنام، والتي كان العربوغيرهم يعبدونها مع علمهم بأنها ال تنفع وال تضر.

- يدعو إلى محاربة كل ما يعبد من دون الله عز وجل، فالعرب وغيرهم يعبدون الحجارة، والفرس

يعبدون النار، واليهود اتخذوا أحبارهم أربابا من دون الله عز وجل، حيث يحلون لهم ما حرم الله، ويحرمون

عليهم ما أحل الله فيتبعونهم، والنصارى يعبدون بشرا – المسيح- مخلوقا يأكل ويشرب وينام، إلى غير ذلك، مما

يفعله البشر الذين خلقهم الله عز وجل، ومع ذلكيعبدونه وينسبون إليه األلوهية.

- يدعو إلى عبادة الله تعالى وحده، وتنزيهه سبحانه وتعالى عن أي صفة نقص أو عيب أو ذم

اء اتباعهم أهواءهم وكبرهم نسبت إليه من البشر جروشهواتهم.

كانت- فنلحظ أن البيئة التي أحاطت بالنبي تموج بافتراءات كثيرة على الخالق جل وعال، حيث:


2

أ- إن العرب قد افترت على الله كذبا باتخاذه من المالئكة إناثا، وقالت إن المالئكة هم بنات الله، تعالى

الله عن ذلك علوا كبيرا. ب- وافترت اليهود على الله الكذب، فمنهم من

قال عزير ابن الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وقاموا –اليهود- بتحريف كتبهم وكذبوا أنبياءهم

وقتلوهم، وكذبوا عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم، مع ما ظهر لهم من معجزة والدته عليه السالم، وكالمه في المهد والمعجزات التي أيده الله تعالى بها

بعد ذلك، وسبوه وقالوا فيه قوال قبيحا، قاتلهم الله، ونسبوا إلى أمه السيدة مريم العذراء ما يستعف

اللسان عن ذكره، فلقد نسبوا إليها الزنا، قاتلهم الله، فهي –السيدة مريم- العابدة النقية الصالحة، أيدها ربها

تبارك وتعالى بمعجزة كالم ولدها المسيح عيسى ابنمريم في المهد وبمعجزاته عليه السالم بعد ذلك. ولم يكتف اليهود بما أشرنا إليه فقط، بل إن

األنبياء والرسل الذين آمنت بهم اليهود لم يسلموا من افتراءات وقذارة وفحش ألسنتهم، فمنهم –األنبياء- من قد نسبت إليه اليهود السكر ووطئه البنتيه، بل ووالدتهما

منه، ونسبت غيره إلى همه بارتكاب الزنا والفاحشة، وغيره إلى السحر، إلى غير ذلك من افتراءاتهم وكذبهم

وبهتهم. فلقد سب اليهود إلههم ونسبوا إليه الجهل وسوء

االختيار، ولم يقدروا الله عز وجل حق قدره، حيث إنه – على زعمهم- جهل بحال هؤالء الذين اختارهم لتبليغ رسالته

وأساء االختيار لما قد فعلوه، وكل ذلك نقص وعيب يتنزهالخالق عنها، فتعالى الله عن مثل ذلك علوا كبيرا.

ج9- وافترت النصارى على الله الكذب، فقالت فرقة منهم: بأن المسيح هو الله، وأخرى قالت: بأن

المسيح هو ابن لله، وأخرى قالت: بأن الله ثالث ثالثة األب واالبن والروح القدس، كما أشرنا سابقا، تعالى


211

الله على كل ذلك علوا كبيرا. فلقد نسبوا إلى الله سبحانه وتعالى اتخاذه الولد، وهي صفة نقص لله جل

في عاله، فما ينبغي لله أن يتخذ ولدا؛ ألنه تعالى إذا كان له ولد فالبد أن يكون مشابها له، أي البد وأن

يكون إلها مثله، وقد يتخذ في أي وقت شاء ولدا آخر أو أكثر، فيكون مشابها له، ويكون إلها مثله، إلى ما ال نهاية، وهكذا بالنسبة لالبن اإلله أيضا، تعالى الله عن

كل ذلك اإلفك علوا كبيرا. فالله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء كما

يعرف الناس بفطرتهم، وكما تدلهم على ذلك عقولهم، ويستحيل عقال أن يكون هناك إلهان مستحقان للعبادة

أو أكثر من ذلك. فكما أن الله عز وجل لم يولد، فإنه جل شأنه ال

يتخذ ولدا، فهو القائل سبحانه وتعالى: حمن ولدا * لقد جئتم شيئا إدا * تكاد﴿ خذ الر وقالوا ات

ماوات يتفطرن منه وتنشق األرض وتخر الجبال السحمن أن حمن ولدا * وما ينبغي للر هدا * أن دعوا للر

ماوات واألرض إال آتي خذ ولدا * إن كل من في الس يتحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا -88]مريم: ﴾الر

94]. من عقيدةلذلك: فإن الذي جاء به رسول الله

وقول في المسيح ابن مريم عليه السالم، وأنه عبد الله ورسوله، اصطفاه الله عز وجل بالرسالة كما اصطفى غيره

من الرسل، هو القول الوسط بدون إفراط أو تفريط: بدون غلو النصاري الذين نسبوا إلى المسيح بن مريم األلوهية أو شيئا منها على اختالف فرقهم التي ضلت وأضلت، واختلفت في عقيدتها؛ حيث كان من المفترض أن تجمعهم عقيدة واحدة، ولكن أنى لها ذلك؟! فالباطل كالظلمات – جمع ظلمة – صورة


2

كثيرة، أما الحق فهو واحد فقط كالنور الذي يطرد الظالم، ال يختلف فيه لبيبان، ذوا عقل راجح رشيد

وفطرة سليمة سوية. وبدون جحود اليهود الذين جحدوا رسالة المسيح

عيسى ابن مريم كلية وكذبوه وحاولوا صلبه وقتله، وحاولوا أن ينالوا من شرف أمه السيدة مريم العذراء، كما لوثوا سيرة كل نبي أرسل إليهم، إلى غير ذلك ....

، قالتهم الله. وبوجه عام: فإن العقيدة التي جاء بها خاتم

هي العقيدة التي محى اللهاألنبياء والرسل محمد عز وجل بها الظلمة، هي العقيدة الصافية التي ليس

بها ما هو إعنات للفكر وال قهر للذهن وال إرهاقللتصور كما هو الحال في غيرها من عقائد فاسدة.

لذلك فإن الرسالة المحمدية هي الرسالة الخاتمة لجميع الرساالت السابقة، للناس كافة في كل مكان

أي نبي أووزمان، وليس بعد رسول الله محمد رسول آخر.

للنبيالمعجزة الكبرى – ]القرآن الكريم[: 5، الباقية الخالدة: محمد

: "ما من األنبياء نبي إال أعطيقال رسول الله من اآليات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجوا أن أكون أكثرهم

]صحيح البخاري[.تابعا يوم القيامة" لقد أوضحنا فيما سبق باألدلة القاطعة: أن

هوالقرآن الكريم الذي أنزل على النبي محمد الكتاب الوحيد الذي ظل محتفظا بإطاره الرباني

الصالح لهداية الناس أجمعين، فلم يعتريه ما قد اعترى غيره من الكتب السابقة من التحريف والتبديل

والتغيير والتضييع مما تناولته أيدى البشر. وأوضحنا أيضا في السابق: أنه باإلضافة إلى

تضمن القرآن الكريم لجانب اإلعجاز البالغي والبياني


211

الذي تحدى به العرب، وهم أهل اللسن والفصاحة والبالغة، فإنه – القرآن الكريم – متضمنا لجانب آخر من اإلعجاز، وهو اإلعجاز العلمي في شتى مجاالت العلوم، والذي كان سببا في إسالم العلماء الغربيين

وغيرهم من األطباء الفليبيين وغيرهم. والذي نود أن نلقي عليه الضوء في هذه النقطة: أن القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى الباقية بين أيدينا اآلن والمحفوظة إلى أن تنتهي الحياة الدنيا، إلى

أن تقوم الساعة. وبذلك: فإن القرآن الكريم شاهد للنبي محمد

أنه خاتم األنبياء والمرسلين. فالقرآن الكريم هو المعجزة الكبرى الباقية

المتضمنة لتنزيه اإلله الخالق جل وعال تن9زيها وتعظيما ال يدانيه تنزيه أو تعظيم للذات اإللهية، وللصفات واألسماء

واألفعال الخاصة به جل وعال. وهو – القرآن الكريم – المعجزة الكبرى الباقية

المتضمنة لوصف أنبياء الله ورسله – على تفاوت بينهم – بأعلى ما يمكن أن يتصف به البشر المكرمون

من صفات حسنة وأخالق حميدة. وهو – القرآن الكريم – المعجزة الباقية

المتضمنة للعبادات الهادية والمعامالت الكريمة والتشاريع القويمة القائمة على أسس الخير والحق

والفضيلة. ومن ثم فقد حفظت السنة النبوية المطهرة

، الضرورية لفهم الكتاب – القرآنللنبي محمد ، ويشهد بذلك:الكريم – الذي أنزل عليه

إنشاء علم الحديث، حيث يتم التحقق من عدالة من صدق، وأمانة، وحفاظرواة أحاديث رسول الله

م... على أداء الشعائر اإلسالمية، وعدم ارتكاب للمحر إلى غير ذلك، أي – غير مهتم في دينه - ، ويتم التحقيق أيضا من جودة الذاكرة والقدرة على الضبط، واشتراط


2

أن من يروي عن شخص ما أن تثبت معاصرته له، بل وقد اشترط بعضهم – كاإلمام البخاري – أن يكون قد

التقى به فعال، وهذا ما قادهم لتأسيس علم كامل يسمى )بعلم الرجال(، حيث يدرسون فيه حال كل

راوية من الرواة على مر العصور، تاريخ ميالده، ووفاته، وشيوخه الذين تلقى منهم العلم، وخلقه، ودينه

... وهكذا. وهذا العلم لم يعرف قط سوى في أمة خاتم األنبياء والمرسلين، المبعوث إلى الناس أجمعين:

. محمد لذلك: فإنه ال حاجة إلنزال كتاب سماوي آخر

؛جديد على نبي مرسل أخر بعد النبي محمد فالمعجزات األخرى السابقة لألنبياء والرسل السابقين

- قد انتهى تأثيرها وقوة– قبل بعثة النبي محمد إقناعها بعد موت أو رفع الرسول، على عكس ما هو

الحال بالنسبة للمعجزة )القرآن الكريم( الباقية، المحتفظة بكل وسائل تأثيرها وإقناعها حتى بعد وفاة

. النبي محمد فلئن سئل اليهود والنص9ارى اآلن عن رؤيتهم

لمعجزات أنبيائهم، ليقولن: لم نرها، ولئن سئلوا عن علمهم بها، ليقولن: أن آبائهم وأجدادهم وغيرهم قد

أخبروا بذلك. ولكن إذا ما سئل المسلمون عن رؤيتهم

، الشاهدة بصدق رسالتهلمعجزات نبيهم محمد ودعوته، ليقولن: أن المعجزة الكبرى للنبي محمد والتي تشهد بصدق رسالته ودعوته هي بين أيدينا،

نراها ونتدراسها، باإلضافة إلى المعجزات والخوارقاألخرى التي نقلت من الثقات بالتواتر إلينا.

بل وإن كونها – المعجزة الكبرى – محفوظة من الله تبارك وتعالى لداللة قاطعة، مرئية وعقلية على:

أنه ليس بعد القرآن الكريم الذي أنزل على النبي


211

أي كتاب سماوي آخر جديد، وليس بعد النبيمحمد أي نبي أو رسول آخر جديد. محمد

ل مرئيا وعقليا على أن القرآن الكريم – ومما يدل المعجزة الكبرى – سيظل باقيا محفوظا من الله

تبارك وتعالى، ومن ثم عدم الحاجة إلى كتاب سماويجديد.

ما نشاهده اآلن من تقدم في وسائل الكتابة والطباعة من آالت حديثة، وإنشاء هيئات وإدارات ومجمعات متخصصة في طباعة القرآن الكريم –

المعجزة الكبرى – واإلشراف عليه، وحفظه من أنتحاول أيدي بشرية خبيثة من أن تمسه.

لذلك: فقد ختمت جميع النبوات والرساالت بنبوة إلى الناس أجمعين. ورسالة النبي محمد


2

– تطهير بيت الله العتيق )الكعبة المشرفة(6من دنس الشرك واألوثان:

ذي﴿قال الله تعالى: اس لل إن أول بيت وضع للنة مباركا وهدى للعالمين .[96]آل عمران: ﴾ببك

وإذ بوأنا إلبراهيم مكان البيت أن ال تشرك بي شيئا﴿جود ع الس ك ]الحج:﴾وطهر بيتي للطائفين والقائمين والر

26]. إن أول بيت وضعه الله عز وجل في األرض هو

الذي بمكة، ليتعبد الناس له جل وعال عبادة صافية، ال إشراك فيها، وقد كان العرب يحجون إلى هذا البيت

في كل عام. فالبيت العتيق )الكعبة المشرفة( ذات أهمية عظيمة عند الله عز وجل، وحرمته حرمة شديدة؛

حيث إنه أول بيت وضع للناس في األرض لعبادة اللهسبحانه وتعالى.

ولكن بمرور الوقت والزمن، زين الشيطان للعرب عبادة غير الله تعالى من أصنام وأحجار، وظل

األمر على ذلك الحال قرون طويلة. ولكن كان مما قد اقتضته حكمة الله سبحانه

وتعالى أن يأتي زمان يتطهر فيه بيته الحرام – الكعبة المشرفة – من تلك األوثان واألصنام التي كان العرب

يعبدونها، فهو أول بيت وضع لعبادته جل وعال فياألرض.

وقد جاءت الرسالة تلو الرسالة وحال العرب من الشرك وعبادة األصنام كما هو، فجاءت اليهوية ومن بعدها النصرانية ولم تستطع أي منها تطهير بيت الله

الحرام من الشرك واألوثان وعبادة غير الله تعالى، فلم تستطع صرف الناس من عبادة األصنام والحجارة إلى

عبادة الله سبحانه وتعالى.


211

إلى أن جاء خاتم األنبياء والمرسلين محمد بالرسالة الخاتمة منفذا لما أراده الله عز وجل، ولما

اقتضته حكمته جل وعال من تطهير بيته الحرام منالشرك واألوثان، وتصحيح تلك العقيدة الفاسدة. لذلك كان من حكمة الله عز وجل أن يبعث

رسوال خاتما، تختم به الرساالت السماوية،محمدا مرسال إلى الناس أجمعين؛ حيث يتلوا عليهم آيات

ربهم ويزكيهم ويطهرهم من الشرك والفجور، ويعلمهم كتاب ربهم، ويأمرهم بالمعرف وينهاهم عنالمنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث.

وبالفعل: فقد من الله عز وجل على رسوله بفتح مكة في العام الثامن من الهجرة، فدخلمحمد

إلى الحجر األسود فاستلمهالمسجد الحرام، وأقبل ثم طاف بالبيت العتقيق وفي يده قوس، وحول البيت

صنما، فجعل يطعنها رسول الله 360وعليه آنذاك بالقوس، ويقول قول الله عز وجل:

وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان﴿.[81]اإلسراء: ﴾زهوقا ]سبأ:﴾قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد ﴿

49]. وها هو بيت الله العتيق – أول بيت لله تعالى في األرض – أمام أعيننا طاهر من األصنام واألوثان، خالصا

لعبادة الله تعالى وحده، يتعبد الناس إللههم وخالقهم عبادة صافية ال إشراك فيها، عبادة ذات معتقد سليم، عبادة ال تحتاج إلى تصحيح أو تقويم من نبي أو رسول

جديد. هو الرسول الخاتملذلك فإن النبي محمد

لألنبياء والمرسلين والذي أرسله ربنا تبارك وتعالى مطهرا لبيته العتيق من دنس الشرك واألوثان، وإلى

الناس أجمعين.


2

أن مكة المكرمة تتوسطوقد اكتشف حديثا: يابسة الكرة األرضية، بمعنى: أننا إذا رسمنا دائرة

مركزها مكة المكرمة، فإن هذه الدائرة تحيط باليابسةكاملة.

وأيضا: فإن خط طول مكة المكرمة يتوسط الزمن تماما، فيكون ما حول مكة المكرمة هو العالم

كله في كل مكان وزمان. وقد أشرنا في السابق إلى ما قد تم اكتشافه

علميا: من توافق عبادة الطواف للمسلمين حولل الكعبة مع النظام الكوني وانسجامها معه، مما يدل على أن اإلله الخالق لهذا الكون هو سبحانه وتعالى

، خاتمالذي أنزل رسالته الخاتمة على النبي محمد األنبياء والمرسلين.

فكان من مقتضى حكمة الله سبحانه وتعالى أنتكون مكة المكرمة مهدا للرسالة العالمية والخاتمة.

أنها أمة – أن من خصائص أمة النبي محمد 7مبلغة داعية:

قال الله تعالى: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون﴿

﴾بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون.[104]آل عمران:

اس تأمرون بالمعروف﴿ كنتم خير أمة أخرجت للنه .[110] آل عمران:﴾وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالل

: ))من رأى منكم منكراقال رسول الله فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع

. ]رواه مسلم[فبقلبه وذلك أضعف اإليمان(( ]رواه: ))بلغوا عني ولو آية ...(( قال رسول الله

.البخاري[


211

: ))نضر الله امرأ سمع مناقال رسول الله شيئا فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع((

.]رواه الترمذي وقال حديث صحيح[ : أنها تبلغ كالمفمن خصائص أمة النبي محمد

ربها وكالم رسولها إلى غيرها، وإلى من بعدها وتدعواإليه. تدعو إلى الخير، تدعوا إلى دين الله عز وجل-

– اإلسالم – أصوله وفروعه وشرائعه. تأمر بالمعروف، حيث تأمر بكل ما عرف-

حسنه شرعا وعقال. تنهى عن المنكر؛ حيث تنهى عن ما عرف-

قبحه شرعا وعقال. فهي أمة داعية إلى اإليمان بالله عز وجل-

وإلى التمسك بكل ما جاء به النبي محمد من معتقد سليم وشرع قويم وعبادات هادية

ومعامالت كريمة ... هم خيرلذلك: فإن دعاة أمة النبي محمد

الناس للناس نصحا ومحبة للخير ودعوة وتعليماوإرشادا وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر.

فقد جعلهم الله عز وجل من أسبابه في حفظهذا الدين العظيم، اإلسالم.

ومن بعدهمومثال ذلك: أصحاب رسول الله التابعين ... ؛ حيث قاموا بالدعوة إلى ما دعا إليه

، مقتدين به، مقتفين أثره، ونشروارسول الله اإلسالم شماال وجنوبا، شرقا وغربا؟

ومثال ذلك أيضا: ما نجده اليوم من سفر الجماعات والجماعات الكثيرة من علماء ودعاة

المسلمين من أجل الدعوة فقط إلى دين الله عز وجل – اإلسالم – في مختلف البالد، وفي شتى أقطار

األرض.


2

ومثال ذلك أيضا: ما قام المسلمون به من إنشاء قنوات فضائية إسالمية متخصصة في الدعوة إلى الله عز وجل وإلى دينه الحق – اإلسالم – وتبليغ الرسالة

باللغة العربية وغيرها منالخاتمة لنبيه محمد اللغات األجنبية إلى جميع أنحاء العالم، وذلك بعد

التقدم الهائل في وسائل االتصاالت السمعية والمرئية. ومثال ذلك أيضا: المواقع اإلسالمية الحقيقية

الصادقة - غير المصطنعة من األعداء الحاقدين على اإلسالم وأهله – على شبكات اإلنترنت، وتخصصها في

مجال الدعوة إلى الله عز وجل وإلى دينه الحق –اإلسالم – بمختلف اللغات، العربية وغيرها.

لذلك: فإنه ال حاجة إلى إرسال نبي أو رسول بعد مع وجود خاصية التبليغ والدعوة بأمته النبي محمد

إلى مختلف األجناس، وفي شتى أقطار األرض، وممايؤكد ما ذكرنا في النقاط السابقة:

أنه بالفعل لم يأت أي من األنبياء أو الرسل منذ ورسالته. بعثة النبي محمد

وإن ما أعلنه بعض المفترين الكاذبين من ادعاء للنبوة زورا قد باء بالخيبة والفشل، والهزيمة الساحقة

العاجلة، لمثل تلك الدعوة المفتراه ولمدعيها، ومثالذلك:

مسيلمة الكذاب، الذي كان قد ادعى النبوة بعد وانتصار دعوته. بعثة النبي محمد

فكان مصير ذلك الكذاب – مسيلمة – الخزي والعار في الدنيا قبل اآلخرة، فقد اقترن اسمه بصفة

الكذاب، فما نذكر اسمه – مسيلمة – إال ونلحق به ص9فته - الكذاب –، وكان ذلك دليال وشاهدا على نبوة

، وصدق رسالته ودعوته، حيث إخباره النبي محمد بأنه ال نبي بعده، وكان صدق ما أخبر به، فكان ذلك

حيث إخباره بأمر غي9ب9ي، بوحي من اللهمعجزة له سبحانه وتعالى.


211

- وعلى عكس الدعوة المفتراة من مسيلمة: الكذاب، نجد الدعوة الصادقة للنبي محمد

نجدها قد ظهرت، ونصرها الله عز وجل، بل وال إال ويلحق به الصالةيكاد يذكر اسم النبي محمد

ومن السامع، فيقال:والسالم عليه من الذاكر السمه ولما ذكرنا: فإنه ال يستطيع أي مفتر كاذب، مدع للنبوة

أن يقوم بتأدية مهام النبي المرسل من اإلله الخالق جل وعال؛ حيث إنه سرعان ما يسقط في ما يتعرض له من

فتن، ويفشل فيما يقابله ويواجهه من امتحانات واختبارات، وال تستطيع دعواه الكاذبة الباطلة أن تؤتي

بأي ثمرة نافعة، لكذبه على الله تعالى في ادعائه للنبوة، واصطناعه لها – فهي نبوة غير حقيقية – ومن ثم فقدها

للتأييد من الله عز وجل لها. لذلك: فإنه ال يستيطع أن يقوم بتأدية مهام النبوة

إال نبي مرسل من اإلله الخالق جل وعال، صادق فيدعوته ورسالته، مؤيدا من الله تبارك وتعالى. وكما سبق فقد أشرنا إلى إمكانية تطبيق هواالمتحان الحاسم والذي محصلته: أن محمدا

خاتم األنبياء والمرسلين، وأن رسالته إلى الناسأجمعين.

ولما ذكرنا من جانب من األدلة والبراهين نوضحونؤكد:

هو خاتم األنبياء والمرسلين،أن محمدا نبي أوالمبعوث إلى الناس أجمعين، وليس بعده

رسول آخر.


2

الفرقة الناجية لقد ظهرت فرق كثيرة منسبة نفسها إلى

اإلسالم، وهم بعيدين كل البعد عن منهج اإلسالم وتعاليمه مخالفين لما كان عليه رسول الله

وأصحاب الكرام. فيم9ا أخبر به منوقد ص9دق رس9ول الله

غيبيات أوحى إليه بها من الله سبحان وتعالى؛ حيث بافتراق هذه األمة إلى فرق كما افترقت قبلهاأخبر

اليهود والنصارى، وجميع تلك الفرق المفترقة – إما لفساد الفطرة والمعتقد أو اتباعا لألهواء والشهوات –

وأصحابه،باطلة عدا من انتهجت نهج رسول الله . وسارت على دربه

لذلك: فإن مثل تلك الفرق الباطلة ليست بحجة على اإلسالم؛ فاإلسالم برئ من معتقداتهم الفاسدة

وتأويالتهم الباطلة وما يفترونه على الشرع من عبادات وأحكام ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، وال

عجب في ما نحدث به عنهم إذا ما علمنا: أن إحدى تلك الفرق الضالة قد قام بتأسيسها

أحد اليهود المنتسبين لإلسالم، وهو عبد الله بن سبأ اليهودي، الذي قد أعلن إسالما نفاقا وأبطن الكفر؛

حيث قام بتأسيس الشيعة – الروافض - ، إحدى تلك الفرق المارقة الضالة، القائمة على االعتقاد الفاسد في الله جل وعال والقائمة على سب وقذف أزواج

الطاهرات، والقائمة على سب أصحابرسوله الكرام، والقائمة على الطعن في أمينرسول الله

السماء – جبريل عليه السالم – والطعن في القرآن الكريم، والتحريف في التشريعات واألحكام تبعا

لألهواء والشهوات، وادعاء أئمة معصومين، افتراءوكذبا، قاتلهم الله.


211

ولقد أدرك علماء أهل السنة – العاملين بهدي - خطورة مثل تلك الفرق الضالةوسنة النبي محمد

والمبتدعة، فقاموا بالتصدي لها، والرد على افتراءاتها بالنقل الصحيح والعقل الصريح؛ حيث إن الشرع

الصحيح ال يعارض العقل الصريح. ومن الجدير بالذكر: أن نوضح المقصود بالسنة،

وأهل السنة حتى يتضح لنا ما سواهما من البدعوالمبتدعين الضالين.

وأصحابه منفالسنة: هي ما كان عليه النبي االعتقادات واألقوال واألعمال واألحوال.

وأهل السنة كمصطلح له إطالقان: عام وخاص. أما اإلطالق العام: فالمراد به ما يكون في مقابل

الشيعة، فتدخل بذلك جميع الطوائف المنتسبة إلىاإلسالم – عدا الشيعة – في مفهوم أهل السنة.

أما اإلطالق الخاص: فالمراد به ما يكون في مقابل أهل البدع والمقاالت المحدثة كالشيعة

والخوارج والمرجئة والجهمية والمعتزلة والصوفية ونحوهم من أهل البدع، فهؤالء يدخلون في مفهوم

أهل السنة. ولقد قام علماء أهل السنة بالتصدي ألهل البدع،

وقاموا بالرد على من تكلم في ذات الله عز وجل وفي صفاته بالباطل، فقاموا بالرد على الجهمية

والمعتزلة وغيرهم، ولوال ذلك لوجد اإللحاد وإنكار األلوهية طريقه إلى العالم اإلسالمي، كما وجده إلى

العالم الغربي. فمذهب أهل السنة في أسماء الله عز وجل

وصفاته إلى: إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه وأثبته له من غير تمثيل وال تكييف وال تشبيه، ونفى مارسوله

نفيا مننفاه عز وجل عن نفسه ونفاه عنه رسوله غير إلحاد وال تعطيل، وفقا لقول الله تعالى:

.[11]الشورى: ﴾ليس كمثله شيء﴿


2

أما بالنسبة لمنهجهم – أهل السنة-: فإن ألهل السنة منهج متميز يعتمد على كتاب

، وإجماع األمةالله عز وجل، وسنة نبيه محمد ويستدلون أيضا بالعقل الصريح والفطرة السليمة.

وهم – أهل السنة – وقافون مع النص في األمور التي ال مساع لالجتهاد فيها مثل مسائل الغيب، فال

يدخلون في ذلك بأهوائهم، وال يتكلفون العباراتالمموهة، والتأويالت البعيدة.

فهذا المنهج السليم الموافق للنقل الصحيح والعقل الصريح هو الذي بفضله استطاع أهل السنة

أن يقطعوا ألسنة المناوئين لإلسالم وأهله من الكفار والملحدين، والزنادقة، والمبتدعة، ولم يتسلط أحد

عليهم فيلزمهم بلوازم باطلة، أو يحشرهم في مضايق حرجة، كما حدث للمبتدعة بعضهم مع بعض، وبعضهم

مع المالحدة والكفار. ولقد وضع أهل السنة بعض القواعد في هذا

المنهج الذي قد اتخذوه، مثل: أ – االلتزام باللغة العربية:

ألن القرآن الكريم إنما أنزل بلغة العرب، فما ينبغي أن نعطي لكلمة من كلماته أوتركيب من

تركيباته معنى ال تعرفه العرب، وإال كان تفسيرا له بغير لغته، وال ينبغي االعتماد على األذواق واألهواء في

تفسير كلمات القرآن الكريم. ب – تفسير القرآن بالقرآن:

القرآن الكريم إنما هو من عند الله عز وجل، فليس فيه اختالف أو تناقض كما ذكرنا سابقا، فما

ينبغي تفسير القرآن تفسيرا يجعله متناقض مع بعضه– اآليات مع بعضها -.

ج9 - تفسير القرآن الكريم بالسنة النبوية: وأعماله هي بمثابة البيانفكل أقوال الرسول والتوضيح للقرآن الكريم.


211

فإنكار السنة النبوية – كما في بعض الفرق الضالة التي تزعم أن القرآن يغني عن السنة – هو في

حقيقته إنكار للقرآن الكريم. د – تفسير القرآن الكريم بأقوال الصحابة:

،فالصحابة هم خير القرون بشهادة رسول الله والخيرية تشمل العلم، والصحابة هم الذين كان ينزل القرآن بلغتهم، وكانوا يشهدون المناسبات واألحداث التي ينزل فيها الوحي وتقال فيها – في المناسبات

. واألحداث – أحاديث النبي لذلك فإن الفرقة الناجية هي: أهل السنة؛ حيث أننا نجد أن أبرز خص9ائصها هي التمسك بما كان عليه

في العقيدة والعبادة واألخالقالنبي محمد والمعامالت....

ونوضح أنه: إذا ادعت أي من تلك الفرق الضالة المبتدعة – كغالة الصوفية أو غيرها – طرقا وأعماال

وأصحابهتعبدية على غير ما كان عليه النبي محمد فهو مردود عليها، غير نافع لها وال مقبول منها من الله

: عز وجل، لقول النبي ))من عمل عمال ليس عليه أمرنا فهو رد

.]صحيح مسلم[ عليه(( بل وكأنما يكذبون – تلك الفرق الضالة المبتدعة

– بالقرآن الكريم، وينسبون إليه النقص لما يفترونهمن أعمال وعبادات كاذبة باطلة.

اليوم أكملت لكم دينكم﴿: لقد قال تعالى ﴾وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم اإلسالم دينا

.[3]المائدة: فمن أين أتت الصوفية وغيرها من الفرق الضالة

بمثل تلك األفعال والعبادات المبتدعة بعد كمال دين الله عز وجل وتمام نعمته، والتي على غير ما كان

وأصحابه الكرام. عليه النبي محمد


2

بل إن تلك الفرق الضالة كأنما تتهم نبيها بالنقص في تبليغ الشرع والرسالة، لما تدعيه وتفتريه.

لم يترك سبيال للخير، سبيالفرسول الله يوصل إلى رضا الله تبارك وتعالى، إال وقد أمرنا به

سبيال للشر إال وقد نهانا عنهوحثنا عليه، ولم يترك وحذرنا منه.

لذلك فإن السبيل الوحيد الذي يرتضيه ربنا تبارك وأصحابهوتعالى هو ما كان عليه النبي محمد

الكرام.


211

هل الدين هو العامل الرئيسي في الحروبوانتشار القتل بين األمم والشعوب؟! وهل هو سببا في الركود االقتصادي

والتخلف الحضاري ؟! لإلجابة على ذلك التساؤل السابق، نوضح الحال

بين األمم والشعوب عند خضوعهم لنفوذ الله عز وجل وسلطانه، واتباعهم وتمسكهم بالحق وبين حالهم عند

غياب الدين، وذلك في إيجاز شديد. قد يرى من هو بعيد عن الله عز وجل، غير

مؤمن بوجود إله خالق، ليس له دين أو معتقد يتمسك به، أن الدين سببا في الحروب بين األمم والشعوب،

وانتشار القتل بينهم، ومن ثم الركود اقتصاديا والتخلفحضاريا.

ولكن تلك النظرة من ذلك الملحد، المنكر لوجود الله عز وجل نظرة خاطئة، نابعة من عدم العلم،

والجهل بحقائق األمور، وذلك: ت من ن والتثب إما لتغافله وتجاهله عن التبي

الحقائق، وعدم اتباعه للحق. وإما التباعه أهواءه وشهواته مع علمه بحقائق األمور، ومن ثم جحوده للحق كلية، لما فيه مخالفة

لكبره، ومعارضة ألهوائه وشهواته. فكان عليه أوال: أن يؤمن بوجود اإلله الخالق

جل وعال، وقد أشرنا إلى الكثير من األدلة الدامغة على وج9ود الله عز وجل، والتي اليغفل عنها ذا فطرة سوية وذا عقل رشيد.

ثانيا: أن يعلم بأن الدين عند عز وجل هو دين واحد فقط، وهو اإلسالم، وإن اختلفت الشرائع

السماوية، المتضمنة ألحكام فقهية مختلفة ومتغايرة، لما تقتضيه مصلحة األمم والشعوب


2

– حيث تغير المكان والزمان-، وفقا إلرادة اللهعز وجل وحكمته البالغة.

فالحق واحد ال يشاكله وال يخالطه باطل، حيث إنه – الحق – يتوافق مع الفطرة السوية السليمة

لإلنس9ان، وال يختلف فيه لبيبان، ذوا عقل صريح وافر،رشيد راجح، وقد أشرنا إلى ذلك بإيجاز، منا سبق.

عند خضوعها لنفوذ اللهحال األمم والشعوبعز وجل وسلطانه، واتباعهم وتمسكهم بالحق:

لما قد أشرنا إليه في السابق، فإن األصل: أن يكون الناس جميعا على دين واحد، وهو اإلسالم

حيث: يؤمنون بوحدانية اإلله الخالق وعظيم صفاته

وطالقة قدرته دون أن ينسب إليه ما يعيبه في ذاته أوينقص من كمال صفاته.

يؤمنون بجميع األنبياء والرسل الذين أرسلهم الله تبارك وتعالى لدعوة خلقه وهدايتهم إلى صراطه

المستقيم، بعد أن ضلوا وزغوا عنه، وذلك إذا ما بينت لنا الدالئل والشواهد التي تدل وتشهد بنبواتهم وصدق

دعوتهم ورساالتهم، فال ينكروا رس9الة أحدهم، وال يفرقوا بين أحد منهم اتباعا لأله9واء، على أن يتبعوا

آخر نبي أو رسول بعث إليهم فيما جاء به من الشريعةاإللهية.

يؤمنون بجميع الكتب السماوية المنزلة من الله عز وجل على أنبيائه ورسله، والتحاكم إليها، دون إنكار

أو جحود أيا منها، إلى غير ذلك. وينتج من ذلك كله: خضوع جميع األمم والشعوب

لسلطان الله جل وعال، والتحاكم إليه وتطبيق شرعهوااللتزام بنهج األنبياء والمرسلين.

ولكن ما حدث: أن تفرق الناس واختلفوا تبعا ألهوائهم وشهواتهم، وفساد فطرتهم وعقولهم، وزاغوا


211

ن الله عز وجل ذلك عن صراط الله المستقيم، ولقد بيفي قوله تعالى:

قون﴿ كم فات *وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا رب فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم

.[53، 52]المؤمنون:﴾فرحون و"أمتكم" تعني: ملتكم، أي أن دينكم دين واحد

وهو اإلسالم. و"فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا" تعني: أي تفرقوا

في أمر دينهم أحزابا وفرقا مختلفة ولما اشرنا: فإن األصل أن يكون الناس متوحدين على ما يرضي إلههم وخالقهم جل وعال، غير مختلفين وال

متفرقين، وأن يكونوا متحابين ومتسالمين غيرمتشاحنين أو متقاتلين.

وأن يطبقوا شرع الله عز وجل الحكيم بتعاليمه السامية، وما جاء به من معامالت كريمة رشيدة ...

إلى غير ذلك. وبذلك تنهض جميع األم9م والشعوب اقتصاديا

لتطبيقها ما جاء به شرع الله عز وجل. ونبرهن على ذلك:

بما شهد التاريخ من حل قبائل العرب وغيرها من ومجيئه باإلسالم دينا،الشعوب قبل بعثة النبي محمد

بكامل التوحيد لله عز وجل، والخضوعوبعد بعثته لنفوذه وسلطانه جل وعال:

فقد كانت القبائل العربية وغيرها قبل بعثة النبي قبائل متفرقة، متقاتلة متناحرة، حيث تقوممحمد

بينهم الحروب والعداوات ألقل األسباب وأتفهها. باإلسالم دينا،ولكن بعد بعثة النبي محمد

والدخول في دين الله أفواجا، أصبحت القبائل متوحدة، مجتمعة على كلمة التوحيد التي جاء بها النبي

وهي: ]ال إله إال الله[، وأصبح أفراد القبائلمحمد وغيرهم إخوانا متحابين، يفتدي الواحد منهم أخيه –


2

في اإلسالم – بنفسه وماله، وقد سجل التاريخ الكثير والكثير من المواقف المشرقة ألصحاب رسول الله

في ذلك األمر، وصدق تعالى إذ يقول: ف ه عليكم إذ كنتم أعداء فأل ﴿واذكروا نعمة الل

. [103]آل عمران: ﴾بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا


211

عند غياب الدين، وعدمحال األمم والشعوباالتباع للحق، وترك التمسك به:

إن في حال غياب الدين عن األمم والشعوب، وعدم التمسك بالحق الذي يرتضيه الله عز وجل، نجد

أنه: تنتشر المظالم والمفاسد، اتباعا لألهواء

والشهوات، وينتشر القتل بغير حق من منطلق القولالفاسد بأن البقاء لألقوى.

تندثر وتمحى األخالق الكريمة الحميدة، الضرورية لوجود المجتمعات البشرية، والتي ال يكون بدونها

مجتمع؛ كالصدق، واألمانة والعدل .... إلى غير ذلك،كما أشرنا سابقا.

ينتش9ر االنحطاط الخلقي من زنا وفواحش منكرة، للتوهم بع9دم وجود اإلله الخالق الذي سوف

يحاسبهم على سوء معتقدهم وقبح أفعالهم. ومن جراء ما أشرنا إليه: ال يتحقق األمن والسالم

بين األمم والشعوب، ومن ثم ال تنهض في أي من مجاالت االقتصاد، فيكون الركود االقتصادي والتخلف

الحضاري للمجتمعات في شتى جوانب الحياة. ومثال ما أشرنا إليه:

أنه قد قامت الكثير والكثير من الحروب بين كثير من الدول بسبب االختالفات اللونية واالنتماءات

العنصرية. - فنجد أن حكومات الدول الشيوعية – المنكرة

لوجود اإلله الخالق مثل االتحاد السوفيتي والصين وغيرهما – كانت أكثر الحكومات جورا وقهرا وعدوانا

على حريات الناس وكرامتهم، بل لقد أذاق رؤساء مثل تلك الحكومات شعوبهم أشد ألوان العذاب وقتلوا

منهم الماليين الكثيرة، إضافة إلى حروبهم ضد الشعوب األخرى والتي ذهب ضحيتها الماليين

والماليين، والتاريخ شاهد على ذلك.


2

- ونجد أيضا في الحربين العالميتين األولى والثانية قتل اآلالف واآلالف من البشر نتيجة الصراع

بين الدول وبعضها البعض، إلى غير ذلك من الحروب الكثيرة، والتي نتج عنها الكوارث الشديدة والتدمير

االقتصادي والتخلف الحضاري. وبذلك يتضح لنا جواب التساؤل السابق، وهو: أن الدين ليس هو العامل الرئيسي في الحرب وانتشار القتل بين األمم والشعوب، وهو ليس سببا في الركود االقتصادي أو التخلف الحضاري، بل إنه

سببا في االزدهار والنمو االقتصادي والتقدم الحضاري. ونوضح: أنه في حال كون الدين سبب في

حروب ما بين طرفين أحدهما المسلمين، فإن ذلك يكون بمثابة الصراع في دار البالء واالختبار بين الحق الذي يتمسك به المسلمون، وبين الباطل الذي ينقاد

خلقه المبطلون من أصحاب األهواء والشهوات والمعتقدات الفاسدة – كاليهود والنصاري وغيرهما كما

أشرنا سابقا-. ويكفي: أن نعلم أن حروب المسلمين ضد

أعداءهم ليس9ت إال إلعالن كلمة الحق ونشر التوحيد الكامل لله عز وجل )ال إله إال الله(، ال لنشر الفساد

ل على ذلك: والقتل، ويدل قد نهى عن قتل النساءأن رسول الله

واألطفال ومن تقدم العمر به والرهبان – الغير قد نهى عن الغدر وعن اإلحراقمحاربين - ، وأنه

بالنار وعن التمثيل بالقتلى وعن تشويه خلقتهم وعن تقطيع أعضائهم .... إلى غير ذلك من آداب المسلمين

. في حروبهم، في ضوء ما أرشدهم إليه رسول الله وذلك إضافة إلى جانب العفو والصفح في حال المقدرة، والتمكن من إعالء كلمة الحق، ونشر راية

لفتح مكة؛التوحيد، ومثال ذلك: غزوة رسول الله قد جهز جيشه في عشرة آالفحيث إن رسول الله

مقاتل من صحابته الكرام لفتح مكة المكرمة، أحب البالد إلى الله تعالى والتي بها بيته الحرام – الكعبة


211

بجيشه فاتحاالمشرفة – كما أشرنا سابقا، ثم دخل منتصرا، وقام بتطهير الكعبة من األصنام التي حولها

صنما. 360وعليها، وكان عددها: الكعبة وصلى لله سبحانه وتعالى، ثمثم دخل

كبره ووحده، وقال: ال إله إال الله وحده ال شريك له، صدق وعده،

: ونصر عبده، وهزم األحزاب وحده ...، ثم قال يا معشر قريش، ما ترون أن فاعل بكم؟

قالوا خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم : فإني أقول لكم كما قال يوسف إلخوتهفقال

"ال تثريب عليكم اليوم" اذهبوا فأنتم الطلقاء. بالال أن يصعد فيؤذن على الكعبة بعدثم أمر

أن جاءت وقت الصالة، ثم بعد ذلك صلى رسول الله .صالة الفتح أو صالة الشكر

فكان ذلك نموذجا من عفو وصفح رسول الله وجيش9ه من المسلمين عن أهل مكة، وهم أهل ش9رك

وأوثان، مع أنهم – أه9ل مكة – كان9وا ق9د آذوا رسول قبل كثيرا، وحاربوه سنينا، وهموا بقتله الله

هجرته، وقد أذقوا المسلمين من قبل – قبل الهجرة –سوء العذاب ليردوهم عن دينهم. وما أرسلناك إال﴿وصدق الله تعالى إذ يقول:

.﴾رحمة للعالمين وفي الوقت ذاته: نجد أن أهل الباطل – من يهود

أو نصارى أو شيوعيين ملحدين أو غيرهم – يحاربون نشرا للقتل واإلفساد في األرض، فال يتمسكون بأداب

أو ضوابط في حروبهم، حيث يقتلون الشيخ الفاني والنساء والحوامل، ويبقرون بطونهن في صورة

ضع، ويمث9لون بالقتلى، بشعة، ويقتلون األطف9ال والرإلى غير ذلك من ألوان الفساد والقتل.

ومثال ذلك: حروبهم أثناء احتاللهم لبعض من البلدان والدول من أجل نهب وسرقة ثرواتها النفيسة


2

من بترول ومعادن إلى غير ذلك، ومن أجل االستفادةمن مواقعها الجغرافية المتميزة.

ونخلص مما سبق: أن اإلسالم هو الدين الحق الذي يدعوا إلى التمسك بالقيم العليا، واألخالق المثلى في السلم والحرب، ومن ثم النهوض بالمجتمعات فيشتى جوانب الحياة اقتصاديا وحضاريا – إلى غير ذلك.


211

لماذا جعل الله عز وجل إنسانا في بيئة مسلمةوآخر في بيئة كافرة؟ وما الحكمة من ذلك؟

وهل يعد من نشأ في بيئة كافرة مظلوما،حيث ال إرادة له في ذلك؟

لقد أوضحن9ا فيما س9بق عظيم صفات الله عز وجل وطالقة قدرته، وأن الله س9بحانه وتعالى له

الكمال المطلق في كل ش9يء وقد أوضحن9ا أيضا أن صفات الله عز وجل وأسمائه تبلغ الكمال في حسنها

وجمالها. لذلك: فإنه من المؤكد في اعتقاد كل عاقل،

سليم الفطرة، أن الله عز وجل هو الحكيم؛ حيث إنه سبحانه وتعالى هو المتصف بحكمة تامة حقيقية،

عائدة إليه، وقائمة به كسائر صفاته، والتي من أجلها خلق عباده، فسوى، وقدر فهدى، وأسعد وأشقى،

وأضل وهدى، ومنع وأعطى، فهو المحكم لخلقاألشياء على مقتضى حكمته جل وعال.

وحكمة الله سبحانه وتعالى تستلزم العلم الكامل الشمولي الذي ال يسبقه جهل، وتستلزم اإلرادة

التامة، فيفعل جل وعال ما يشاء، وال يرد له قضاء، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وكل ذلك وفقا لما تقتضيه حكمته سبحانه وتعالى، وتستلزم القدرة المطلقة ... إلى غير ذلك من صفات الكمال لله

سبحانه وتعالى. ومن أسماء الله عز وجل )الحق(: فالله سبحانه

وتعالى هو الذي يحق الحق وينصره، وله العدل المطلق، فال يظلم سبحانه وتعالى أحدا أبدا في مثقال

ذرة وال أصغر منها. ومن أسماء الله عز وجل )الرحمن، الرحيم(:

فالرحمة هي من صفات الله عز وجل، والتي تستلزم الحكمة التامة، والحلم، والرأفة، واللطف، والعفو، إلى

غير ذلك من صفات الكمال لله جل وعال.


2

وما نود أن نلقي عليه الضوء من صفات الكمال للهعز وجل في تلك الجزئية:

-- اإلرادة والمشيئة - الحكمةالقدرة

- الرحمة- العدل - العلم والفضل

حيث نوضح إجابة التساؤل األول لهذا الفصل،باآلتي:

أن الله عز وجل خلق دارا للنعيم األبدي )وهي الجنة(، وخلق دارا للعذاب المقيم )وهي النار(، وذلك وفقا إلرادته ومشيئته سبحانه وتعالى، فهو القائل جل

شأنه:ما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون﴿ ﴾إن

[82]يس: .

ه يفعل ما يريد ﴾إن الل .[14]سورة الحج آية: ﴿ وكان من مقتضى إرادة الله عز وجل ومشيئته:

أن يخلق خلقا للجنة، حيث ينعمون فيها نعيما أبديا غير زائل إليمانهم وصالحهم في الحياة الدنيا، وأيضا يخلق

خلقا للنار، حيث يعذبون فيها عذابا مقيما؛ لكفرهم وإلحادهم وإفسادهم في حياتهم الدنيا، فهو القائل جل

شأنه: ه يفعل ما يشاء ﴾إن الل .[18]الحج: ﴿

ك يخلق ما يشاء ويختار﴿ .[68]القصص: ﴾ ورب وكان من مقتضى حكمة الله عز وجل أن يدخل

المؤمنين الصالحين في الجنة برحمته وفضله تبارك وتعالى، وأن يدخل الكافرين الملحدين، المفسدين في

النار بعدله جل وعال. ومن حكمة الله سبحانه وتعالى: أن جعل هذا

مسلما وذلك كافرا وآخر ملحدا ليبلو بعضهم ببعض؛حيث أن الحياة الدنيا دار ابتالء واختبار وامتحان.


211

ومثال ذلك أيضا: الغني والفقير، القوي والضعيف، السلطان والعبد ... وهكذا ليبلوا الله عز

وجل بعضهم ببعص في دار البالء واالمتحان، أي: ليمتحن بعضهم ببعض، فيظهر المصلح من المفسد،

والكريم من اللئيم ... وهكذا. ومن قبل أن يتبين المؤمن من الكافر، والمصلح

من المفسد ... وهكذا في الحياة الدنيا، فإن الله سبحانه وتعالى على علم كامل مسبق بمن سيكون من المؤمنين المصلحين الذين ارتضاهم لجنته ودار

نعيمه تبارك وتعالى، وبمن سيكون من الكافرين المفسدين الذي قد باءوا بسخطه جل وعال عليهم،

فجعلهم لناره ودار عذابه. - وإرادة الله عز وجل تستلزم طالقة القدرة،

لفعل ما يشاء وما يريد وفقا لما تقتضيه حكمتهسبحانه وتعالى.

- وإرادة الله عز وجل تستلزم كمال العلم وشموليته، حيث إنه من يفعل شيئا بغير علم ال يقال

إنه أراده، وما دام الله عز وجل هو الخالق لكل شيء، وهو الفعال لما يريد، فيلزم أن يكون جل وعال

عالما بكل شيء، وقد أثبتا ذلك كما سبق. ومما يدلل عقليا على كمال علم الله عز وجل

وشموليته: أ – أن اإلله الخالق من الالزم له أن يعلم ما

تحويه قلوب عباده وما تنطوي عليه من خير أو شر، من إيمان أو نفاق، من إخالص له جل وعال في

العبادات والمعامالت وغيرها أو رياء وسمعة، ... إلىغير ذلك.

ب – أن اإلله الخالق من الالزم له أن يعلم درجات خشوع عباده له جل وعال في أوقات العبادات وغيرها،

كي يعطي الثواب عليها، فيفاضل بينهم، وهذا أمر قلبيغير مرئي.


2

ج9 - أن اإلله الخالق من الالزم له أن يعلم ما يعدده عباده من النوايا الحسنة في األعمال الصالحة

بأن ينوي اإلنسان في العمل الصالح الواحد الكثير من النوايا الحسنة؛ رغبة في زيادة األجر والثواب، وزيادة في التقرب من الله عز وجل. وغير ما ذكرنا الكثير،

وقد أشرنا إلى ذلك سابقا. ثم نوضح إجابة التساؤل الثاني لهذا الفصل

باآلتي: بداءة: إن الله عز وجل هو الحق، فال يظلم عباده

مثقال ذرة أو أصغر منها، والله عز وجل هو أعلم بقلوب عباده الذين خلقهم، فإن كان بقلوب عباده خيرا يرتضيه الله سبحانه وتعالى فسيهديهم للخير

واإليمان ويوفقهم للصالح والهدى، وإن لم يكن بقلوبهم خيرا فلن يهتدوا لإليمان وإلى ما يرتضيه الله

عز وجل.


211

ولتوضيح ذلك: فقد يتساءل أحدنا بعد ما مضى زمان النبي

وزمان أصحابه الكرام، لماذا لم يجعلني اللهمحمد فأؤمن به وأجاهدعز وجل في زمن النبي محمد

معه، وأنصر دينه؛ اإلسالم، فأكن من السابقين األولين الفائزين برضا الله عز وجل؟! لماذا لم أكن من

؟! أصحاب رسول الله ن: أن الله عز وجل لإلجابة على ذلك، نبي

، خاتما لألنبياءاصطفى من خلقه نبيه ورسوله محمد والمرسلين، واصطفى له أصحابه رضوان الله عليهم

، فلقد اصطفى اللهالذين يليقون ويشرفون بصحبته سبحانه وتعالى أصحاب محمد رضوان الله عليهم

.لمحمد ه يمن على من﴿- قال الله تعالى: ولكن الل

. [11]إبراهيم: ﴾يشاء من عباده.[23]األنبياء: ﴾ال يسأل عما يفعل وهم يسألون ﴿

: هم أبر هذه األمة قلوبا،فأصحاب النبي محمد وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، قوما

وإقامة دينه. اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه وبالفعل: فلم تمض غير سنوات معدودات من

وإيمان أصحابه به إال وقد انتشربعثة النبي محمد هذا الدين العظيم – اإلسالم – في شتى بقاع األرض،

وأصبحت راية التوحيد ]ال إله إال الله[ عالية خفاقة، وتحطم تحتها ما سواها من شرك وأوثان وطواغيت، وقد انهارت أعظم إمبراطورتين وأعظم قوتين في

ذلك الوقت – الفرس والروم – على أيدي المسلمين الفاتحين تحت لواء التوحيد؛ حيث كان الفرس يعبدون النار، وكان الروم يشركون بالله تعالى، وينسبون إليه

الولد ويعبدون الصليب...، إلى غير ذلك.


2

هم أفضل البشر بعدفأصحاب النبي محمد األنبياء والمرسلين.

ثم ما يدري المتسائل أنه إذا كان في زمن النبي سوف يكون من أصحابه الذين نصروه، وليسمحمد

من أعدائه الذين حاربون وآذوه وكانوا من الهالكين؟! لقد أرسل الله عز وجل أنبيائه ورسله بالبينات

والمعجزات والدالئل القاطعة والبراهين الدامغة علىنبواتهم وصدق رساالتهم ودعوتهم:

أ – إلنذار أقوامهم من عق9اب الله ع9ز وجل إذا لم يؤمنوا به جل وعال ولم يتبعوا أنبيائه ورسله، وإذا

لم يلتزموا شرعه. ب – وليبشروهم – يبشروا أقوامهم- باألجر

والثواب، والنعيم والرضا من الله سبحانه وتعالى إذا هم آمنوا به جل وعال واتبعوا أنبيائه ورسله والتزموا

شرعه جل وعال، مصداقا لقول الله تعالى: اس على﴿ 99ون للن 99ذرين لئال يك رين ومن رسال مبش99

ه عزي99زا حكيم99ا سل وكان الل ه حجة بعد الر ]النس99اء:﴾الل165].

- فالله عز وجل يقيم حجته على خلقه بإرسال األنبياء والرسل إليهم؛ ليبينوا لهم الحق فيتبعونه،

ويبينوا لهم الباطل فيتركونه ويدعونه، وذلك من فضلالله تبارك وتعالى ورحمته بعباده.

ومن ثم فال حجة للناس على الله عز وجل بعدم إرسال األنبياء والمرسلين إليهم ليتبينوا منهم سبيل

الحق والباطل، فقد قال تعالى: 99ا ل99وال﴿ ن 99ه لق99الوا رب 99اهم بع99ذاب من قبل ا أهلكن 99و أن ول

99ذل 99ل أن ن 99ك من قب 99ع آيات ب وال فنت 99ا رس99 لت إلين أرس99.[134]طه: ﴾ونخزى


211

ن لكم على ﴿يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبيسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير وال نذير فترة من الر

[.19]المائدة: ﴾ فقد جاءكم بشير ونذيرى نبعث رسوال ا معذبين حت ﴾وما كن [.15]اإلسراء: ﴿

ومن عدل الله عز وجل: أن من لم تبلغه حجة الله تعالى الرسالية، بإرسال األنبياء والرسل، ال يؤاخذ

وال يعاقب منه جل وعال إال بعد قيامها عليه. وعلى ذلك فإن من مات في الفترة – وقت

االنقطاع من إرسال األنبياء والرسل – والمعتوه الذي ال يعقل، واألصم الذي ال يسمع ما تدعو إليه األنبياء

والرسل، وأطفال المش9ركين، ومن في حكم هؤالء، أنهم يمتحنون من الله عز وجل يوم القيامة؛ فمن

أطاع الله عز وجل فاز برضاه وجنته ودار نعيمه، ومنعصاه جل وعال استحق غضبه عليه وناره ودار عذابه.

وننوه إلى: أن الله عز وجل على علم كامل – ليس مسبوق بجهل – واسع، مطلق مسبق لما سوف

يكون عليه خلقه من تصديق واتباع لألنبياء والرسل، أوتكذيب ومعاداة لهم.

وعلى علم كامل واسع، مطلق مسبق بما سوف يكون من طاعة أو عصيان أهل الفترة ومن حكمهم

عند امتحانهم يوم القيامة. فالله س9بحانه وتعالى يعلم مصير خلقه أجمعين، يعلم من سيئول مصيره إلى دار نعيمه ]الجنة[، ومن

سيئول إلى دار عذابه ]النار[، وذلك من قبل أنيخلقوا.

ولكن من حكمة الله عز وجل: أن يرسل األنبياء والمرسلين إلى خلقه، وأن ينزل كتبه إليهم، وأن يمتحن من له تبلغة رسالة األنبياء والرسل، ليقيم

حجته على الناس أجمعين، وال يكون لهم حجة عليهجل وعال، مصداقا لقوله تعالى:


2

اء له99داكم أجمعين﴿ 99و ش99 ه الحجة البالغ99ة فل ﴾ق99ل فلل.[149]األنعام:

وعلينا أن نعلم أن الله عز وجل قد فطر الناس على اإليمان به جل وعال وتوحيده، ومنحهم العقل

الذي يتفكرون به في آياته، فيستدلون بها على وجودهووحدانيته وعظيم صفاته وطالقة قدرته.

وعلينا أن نعلم: أنه يوجد تفريق بين جاهل تمكن من العلم ومعرفة الحق ثم أعرض عنه، وبين جاهل

لم يتمكن من ذلك. فالذي تمكن من أن يتعلم ويعرف الح9ق ثم

أع9رض عنه، ال عذر له عند الله عز وجل. وأما الجاهل الذي لم يتمكن من العلم ومعرفة

الحق فهو قسمان: أ – إما أن يكون مريدا للهدى، يحب أن يهت9دي إلى الحق ولكنه غير قادر على ذلك لعدم وجود من يرشده. فهذا حكمه حك9م من لم تبلغه دعوة األنبياء

والرسل. ب – وإما أن يكون غير مريد للهدى، وال يحدث

نفسه بغير ما هو عليه من الباطل، وال فرق عنده بين حال عجزه وقدرته، فذلك ليس كمن أراد الهدى وأراد

أن يهتدي. ونخلص مما سبق:

- أن الله عز وجل يفعل ما يشاء وما يريد، وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يخلق الجنة وأن يخلق

النار، وأن من حكمته جل وعال أن يخلق أناسا مؤمنين صالحين يدخلون الجنة، وأناسا كافرين فاسقين

يدخلون النار. - وأن الذي يدخل الجنة يدخلها بفضل الله تعالىورحمته، ومن يدخل النار يدخلها بعدل الله عز وجل.


211

وأن الفطرة السوية لإلنسان تدله على اإليمان بالله تعالى ووحدانيته، والعقل الصريح ال يعارض ذلك،

بل يتوافق معه تماما، وقد أشرنا إلى ذلك فيالسابق.

لقد اقتضت حكمة الله جل وعال أن يقيم حجته على خلقه بأن يرسل إليهم أنبياء ورسال يبينوا لهم

الحق ويدلوهم عليه، ويبينوا لهم الباطل ويحذورنهم منه، مع إنزاله جل وعال الكتب السماوية على أنبيائه

ورسله. - أن الله سبحانه وتعالى عليم بقلوب عباده، فمن علم في قلبه خيرا وأراد به خيرا يوفقه للخير

ويهديه إلى الحق والصالح. ومن ليس في قلبه خير، ولم يرد الله تعالى به

خيرا، ال يمن الله تعالى عليه بهدايته وتوفقيه. - أن الناس في الحياة الدنيا مخيرون بين اإليمان

والتكذيب، بين الطاعة والمعصية، بين اإلصالح والفساد .... ، ولم يجبرهم الله عز وجل على اإليمان

أو الكفر والتكذيب، ولم يجبرهم على الطاعة أو المعصية .... ؛ ألن الدنيا دار ابتالء وامتحان واختبار،

فمن آمن بالله سبحانه وتعالى وأطاعه فقد اجتاز االمتحان ونجح في االختبار، ومن كذب وعصى فقد

سقط في االمتحان واالختبار. ومما ذكرنا يتبين لنا:

أن الله عز وجل يدخل الكافر الفاسق ناره ودار عقابه وعذابه؛ ألنه كان مخيرا بين اإليمان والكفر،

وبين الطاعة والمعصية، فلم يجبره الله تعالى على الكفر والتكذيب ولم يجبره الله تعالى على الفسق

والمعصية. ويتبين أيضا: أن الله عز وجل لم يظلم الكافر

حين أوجده في بيئة كافرة؛ حيث:


2

را بين أن1 – إن الله عز وجل جعل الكافر مخي يختار طريق الهداية فيؤمن بإلهه وخالق، وبوحدانيته

وعظيم صفاته وطالقة قدرته، ويتبع أنبيائه ورسله وبين أن يظل على كفره وفسوقه وعصيانه واتباعه

لكبره وهواه وشهواته. – إن الله عز وجل لم يحجب الحق عن الكافر،2

بل جعل الحق دوما على مرئى ومسمع منه، ففطرته التي فطره الله عز وجل عليه تدله على وجود اإلله

الخالق ووحدانيته؛ حيث إن كل مولود يولد على الفطرة، والعقل الصريح الذي منحه الله تعالى لإلنسان يتوافق

مع الفطرة السوية له، ويشهدان بوجود الله سبحانهوتعالى ووحدانيته.

ولقد أرسل الله عز وجل إليه – الكافر – األنبياء والمرسلين لدعوته إلى اإليمان به جل وعال، وإلى

طاعته واتباع أنبيائه ورسله. ولكن ذلك الكافر، والمشرك، والملحد آثر

الباطل وفضله على الحق اتباعا لكبره وجحوده، وأهواءه وشهواته، مع أنه لو آمن واتبع الحق لكان له

من األجر والثواب الضعف، فضال من الله تعالى. فالله سبحانه وتعالى إذا لم يهد الكافر إلى

اإليمان والصالح، فذلك ليس معناه أن الله قد منعالكافر ما هو له.

فالهداية ملك لله عز وجل يختص بها من يشاء،فيرحم من يشاء من عباده.

ه لنوره من يشاء﴿فقد قال تعالى: ﴾يهدي الل.[35]النور:

ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو﴿ وقال تعالى:.[4]الجمعة: ﴾الفضل العظيم

فالله سبحانه وتعالى أعلم بمن يقبل الهدى. وأيضا قد يطرأ تساؤل آخر في شأن من مات

على الكفر في مقتبل عمره، بعد بلوغه:


211

هل يعد ظلما لمثل هؤالء الذين ماتوا على الكفر في مقتبل عمرهم – بعد بلوغهم -؛ ألن الله عز وجل

لم يزد ولم يطل في أعمارهم؛ حيث كان من الممكن أن يلحقوا بأهل اإليمان بعد توبتهم مما هم عليه من

الكفر، وذلك في أواخر أعمارهم؟! رر بإيجاز: أن الله عز وجل قد جعل أوال: نك

الكافر مخيرا بين طريق الهداية وبين أن يظل علىكفره، ولم يجبره ولم يرغمه على شيء.

وأن الله عز وجل لم يحجب الحق عن الكافركما أوضحنا,

وأن الله عز وجل قد أرسل األنبياء والرسل لدعوة الناس إليه جل وعال، وليبينوا لهم سبيل الحق

من غيره.99ا: ق99ال الل99ه تع99الى: اس﴿ثاني ه ال يظلم الن إن الل

اس أنفسهم يظلمون .[44]يونس: ﴾شيئا ولكن الن فالله سبحانه وتعالى ال يظلم أحدا، ولكن الناس

هم الظالمين ألنفسهم، حيث كان ينبغي عليهم أن يؤمنوا بما جاءت به األنبياء والرسل، فيعلموا أن تلك

الدار التي يحيون فيها ما هي إال دار فناء، ودار لالمتحان واالختبار، ويعلموا أن حياتهم فيها ليست للعبث واللهو

والترف المحرم أو بعد عن الدين، وعن ما جاءت بهأنبياء الله ورسله.

فكان عليهم أن يسارعوا في مرضات إلههموخالقهم، وأن يسارعوا في اتباع الحق وترك الباطل. فكونهم يعرضون عن كل ذلك وال يأبهون به، إنما هو من ظلمهم ألنفسهم، وليس من ظلم الله عز وجل

لهم. أال يعلم من خلق وه99و اللطي99ف﴿ثالثا: قال الله تعالى:

[.14]الملك: ﴾الخبير


2

إن الله سبحانه وتعالى هو عالم الغيوب، فيعلم ما كان وما سيكون، وهو سبحانه وتعالى له الكمال

المطلق في علمه وفي صفاته وأفعاله. فالله سبحانه وتعالى يعلم أن مثل هؤالء الذين

ماتوا على الكفر في مقتبل أعمارهم ليسوا بأهللرحمته وهدايته جل وعال.

وأن الله سبحانه وتعالى قد سبق في علمه الكامل المطلق – الغير مسبوق بجهل – أن مثل هؤالء الذين ماتوا على الكفر في مقتبل أعمارهم لن يؤمنوا ولن يهتدوا، حتى وإن طالت أعمارهم أضعاف أضعاف

ما كانت عليه. ومثال ذلك:

أنه قد نجد ممن هم على الكفر أو الفسوق والعصيان كثيرا ما يدعون إلى الحق وترك ما هم عليه

من باطل، ولكننا نجد: أنهم ال يذعنون للحق وال يستجيبون له وإن طالت أعمارهم؛ اتباعا ألهوائهم

وشهواتهم، مع علمهم بما هم عليه من باطل. وشاهد على ذلك: أبو طالب عم النبي محمد

ويعلم صدقه، حيث دعاهالذي كان يدافع عن النبي مرارا وتكرارا، وإلى أن حضرته الوفاة – أبوالنبي

فقال: أي عم، قل ال إله إالطالب- ودخل عليه النبي الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله، فقال بعض من كان عند أبي طالب من المشركين: يا أبا طالب ترغب عن

، وهوملة عبد المطلب ]والد أبي طالب وجد النبي سيد مكة[!، وأخذ من كان عنده من المشركين

يكلمانه، إلى أن قال آخر شيء كلمهم به: بل على ملةعبد المطلب.

ومثال آخر: نجد كثيرا ممن ينس9بون إلى اإلسالم يجحدون فريضة الصالة، وال يصلون إلى أن يردوا إلى أرذل العمر – المرحلة المتأخرة من العمر – وإلى أن

يموتون على ذلك، أعاذنا الله، مع أنهم كانوا دائما


211

يسمعون نداء المؤذنين للصالة في كل وقت، ويسمعون القرآن والتكبير – الله أكبر – في الصالة

من خالل اإلذاعات الحديثة القوية بالمساجد، وكثيرا مايدعون إلى إقامتها وتأديتها من الدعاة والوعاظ.

إلى غير ذلك من األمثلة الكثيرة. لذلك فإن خلود الكافرين والملحدين في نار

جهنم، مع فترتهم القصيرة التي حيوها في دار الدنيا إنما هو من عدل الله عز وجل بهم، وعلمه تعالى

بقلوبهم، وعدم إيمانهم، وعدم اتباعهم للحق حتى وإنخلدوا في تلك الدنيا. ذين هم أولى﴿قال الله تعالى: ثم لنحن أعلم بال

ا .[70]مريم: ﴾بها صلي أي: أن الله عز وجل أعلم بمن يستحق دخول

النار ومقاساة حرها. فالله سبحانه وتعالى أعلم بقلوب عباده، وأعلم

بمن يصير من المهتدين المؤمنين الصالحين إذا ما ازداد عمره وأدرك العمل فيه، فال يظلمه الله جل

وعال، بل يهديه ويوفقه لإليمان والخير والصالح.


2

حق الله عز وجل على العباد وحق العباد على الله تبارك وتعالى

جدير بنا أن نعرف حق الله عز وجل علينا بعد أن من علينا سبحانه وتعالى بالهداية إلى اإليمان

بوحدانيته، والتعرف على عظيم صفاته وكمالها، وبعد أن من علينا سبحانه وتعالى باإليمان بأنبيائه ورسله واإليمان بكل ما جاءوا به، وبكل ما أخبروا عنه، وأن

خاتم األنبياء والمرسلين؛جعلنا من أمة النبي محمد حيث إنها خير أمة أخرجت للناس، والتي تكفل ربنا

تبارك وتعالى بحفظ كتابها – القرآن الكريم – وحفظ ، ومن ثم حفظ شريعته وحفظ دينهسنة نبيها

العظيم، اإلسالم. ويجب علينا أيضا معرفة حق الله عز وجل علينا لنؤديه، فالمقصد من حياتنا على هذه األرض أداء حق

الله عز وجل. ومن عظيم فضل الله تبارك وتعالى ومنه

وكرمه: أن جعل مقابال لمن يؤدي حقه جل وعال، وجزاء وأجرا حس9نا، مع أن الله ع9ز وجل هو اإلله الخالق الذي ال يسئل عن شيء، والبش9ر هم عب9اد

مخلوقين كغيرهم من المخلوق9ات، ويسئلون منه جلوعال عن كل شيء – يوم الحساب -.

فاألصل: أن العباد ليس لهم حق على ربهم؛ ألنه ال فضل ألحد عليه جل وعال، ولكنه الفضل والكرم من

الله تبارك وتعالى على خلقه. ولمعرفة حق الله عز وجل على عباده، وحق

العب9اد على الله تع9الى، نذكر ما أخبر به النبي محمدفي حديثه الشريف، الذي رواه اإلمام البخاري من

: حديث معاذ، قال رسول الله ))يا معاذ: هل تدري حق الله على عباده

وما حق العباد على الله؟((


211

قلت – قال معاذ -: الله ورسوله أعلم. ))فإن حق الله على العباد أن: قال

يعبدوه واليشركوا به شيئا، وحق العباد على ]رواهالله أن ال يعذب من ال يشرك به شيئا((

. البخاري[ ونشير إلى جانبا من حق الله تعالى على

عباده، بإيجاز شديد: أ – التوحيد:

فمن حق الله تعالى على عباده أن يوحدوهتوحيدا كامال، بأن:

- يعقتد اإلنسان ويتيقن بأن الله سبحانه وتعالى هو الرب الخالق له ولكل شيء، وأنه سبحانه وتعالى هو البارئ المصور، القادر ، الرازق ... إلى غير ذلك

من صفات الربوبية، وأن هناك أفعاال ال يفعلها واليستطيع فعلها إال الله سبحانه وتعالى.

وهذا الذي ذكرناه هو ما يسمى بتوحيد الربوبية. - أن يعلم اإلنسان تمام العلم أن الرب الخالق

سبحانه وتعالى هو وحده المتصف بكل صف9ات الكمال، وأنه سبحانه وتعالى له الصفات واألسماء

الحسنى؛ فال ينسب إليه ما يذم من الصفات أواألسماء.

أن يعلم اإلنسان تمام العلم أن الرب الخالق سبحانه وتعالى هو الذي يستحق العبادة وحده؛ فال

يعبد معه غيره، وهو ما يسمى بتوحيد األلوهية.ب – العبادة والطاعة:

فكما أن حق الله تعالى على عباده أن يوحدوه وال يشركوا به شيئا، فإن من حقه جل وعال على عباده

أن يعبدوه وحده جل وعال، وأن ال يطيعوا أحدا سواه. فال يشركوا في عبادتهم مع الله تعالى أحدا، وأن

يمتثلوا ألوامره، مجتنبين نواهيه، مبتغين في ذلك رحمته


2

ورضاه تبارك وتعالى عليهم، وأن يصرف عنهم عقابهوعذابه.

حق العباد على الله تعالى: كما أشرنا، فإن األصل: أن العباد ليس لهم حق

ربهم؛ ألنه ليس ألحد فضل عليه جل وعال، ولكنهعلىة من الله تعالى على خلقه. الفضل والكرم والمن

و9م9و9ج9ز9 ل9ح9ق9 ا9ل9ع9ب9ا9د9 ع9ل9ى9 ا9ل9ل9ه9 ت9ع9ا9ل9ى9:9 ه9و9 م9ا9 أ9خ9ب9ر9 و9أ9ش999ا9ر9 إ9ل9ي9ه9 م9ن9 أ9ن9 ا9ل9ل9ه9 س999ب9ح9ا9ن9ه9ب9ه9 ا9ل9ر9س9و9ل9

و9ت9ع9ا9ل9ى9 ال ي9ع9ذ9ب9 م9ن9 ي9و9ح9د9ه9 ف9ي9 ا9ال9ع9ت9ق9ا9د9 و9ا9ل9ع9ب999ا9د9ة9،9ف9ال9 ي9ش9ر9ك9 ب9ه9 ج9ل9 و9ع9ال9 ش9ي9ئ9ا9.9

بل إن الله تبارك وتعالى جعل جنته، ودار نعيمه لعباده الموحدين المؤمنين الصالحين الطائعين له جل وعال؛ حيث ينعمون فيها نعيما أبديا، ال زوال له بفضل من الله تبارك وتعالى؛ حيث يحلل )جل وعال( عليهم

رضوانه، وال يسخط عليهم أبدا. وال نجد ما يقال في فضل الله تعالى إال كما قال

ثاني الخلفاء الراشدين المهديين، عمر بن الخطاب:كثر خير الله وطاب.

ه﴿وص99دق الل99ه تع99الى إذ يق99ول: ل من الل 99ك الفض99 ذله عليما .[70]النساء:﴾وكفى بالل


211

خت<اما - مما سبق يتحقق لنا وجود اإلله الخالق لهذا

الكون، والخالق لكل شيء، ويتحقق لنا وحدانيته جل وعال، وعظيم صفاته وأفعاله، وطالقة قدرته، وكمال

علمه وحكمته.فلقد تضافرت الدالئل على ذلك، كما أشرنا. - ويتحقق لنا وجوب تعظيم وتمجيد الله جل

وعال، وتنزيهه سبحانه وتعالى عن كل ما ينسب إليه من عيب أو نقص أو ذم، مما قد افتراه المفترون

الكاذبون، سواء كانوا من اليهود أو النصاري أو غيرهم.ه - ويتضح لنا: أنه لم يعظم ولم يمجد ولم ينز

اإلله الخالق جل وعال إال في شريعة اإلسالم، التي جاء بها خير األنام محمد

- ومن ثم يتحقق لنا: أن الهداية ليست إال في الذي بشرت به التوراة واإلنجيلشريعة النبي محمد

وكتب األولين، وليست إال في الدين الذي جاء به، وهواإلسالم.

- وأن اإلسالم هو دين الله عز وجل؛ فليس بعد أية رسالة أو نبوة أخرى، ولذلكرسالة النبي محمد

فقد تكفل ربنا تبارك وتعالى بحفظ كتابه )القرآن ،الكريم( الذي أنزله على خاتم أنبيائه ورسله محمد

ومن ثم حفظ دينه اإلسالم. - وأن النجاة كل النجاة في اتباع هذا الرسول

وبما كان، وااللتزام بما كان عليه األمين محمد . عليه أصحابه الكرام من اتباع لهديه وتمسك بسنته

وأن النجاة في اجتناب كل ما يخالف نهج النبي ونهج أصحابه الكرام الذين آزروه ونصروه واتبعوا النور

الذي معه، ومن ثم اجتناب جميع تلك الفرق الباطلة ، والمخالفة لماالمحدثة، المغايرة لهدى النبي محمد

كان عليه أصحابه الكرام ومن تبعهم بإحسان.


2

- ويتضح لنا: أن التمسك بدين الله عز وجل )اإلسالم( وتعاليمه السامية، وشرعه القويم ... هو

السبيل الوحيد للنهوض بمختلف المجتمعات في شتى جوانب الحياة، ومن ثم الرواج واالزدهار االقتصادي،

والتقدم الحضاري، ويتضح أن اإلسالم هو السبيلالوحيد للنجاة في الدنيا واآلخرة.

- ومن ثم، فإنه يتوجب علينا: أن نؤدي حق الله تعالى، الخالق لنا والخالق لكل

شيء.


211

رس<الة علينا أن نعلم أنه:

بعد ما تحقق لدينا وجود الله تعالى، وثبوت وحدانيته، وعظيم نعمه الكثيرة التي ال تعد وال تحصى،

وأولها نعمة الهداية: بأن من سبحانه وتعالى علينابنعمة التوحيد واإلسالم، يستلزم علينا:

ة الله سبحانه وتعالى: 1 – محب فالله عز وجل هو اإلله الذي تألهه القلوب وتألفه

وتحبه، وتشتاق وتحن إليه، ولم ال!! وهو سبحانه وتعالى الخالق لنا، بعد أن لم نكن

شيئا؛ حيث كنا عدما، فمن علينا تبارك وتعالى بالقلب والعقل والروح والجسد ... إلى غير ذلك من نعمه تبارك وتعالى علينا، والتي ال تعد وال تحصى، بل إن

النعمة الواحدة منه تبارك وتعالى ال تعد وال تحصى. وهو سبحانه وتعالى الذي من علينا بالهداية

والرحمة، فهدانا إلى اإليمان به سبحانه وتعالى واإليمان بوحدانيته، وبأنبيائه ورسله، وأن جعلنا من

خير أمة أخرجت للناس، أمة خاتم األنبياء والمرسلين ، وليس هذا فحس9ب، بل هدانا إلى حبه جلمحمد

وحب أصحابه الكرام من بعده،وعال وحب نبيه واتباعهم اعتقادا وعمال، لتمسكهم بهدي وسنة نبيهم

. - فالله سبحانه وتعالى قد وصف نفسه بعظيم وجميل الصفات، وسمى نفسه بأحسن األسماء، فله

سبحانه وتعالى األسماء الحسنى. -فالله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم، حيث

كتب على نفسه الرحمة، وأن رحمته تبارك وتعالىسبقت غضبه.


2

- وهو سبحانه وتعالى الحق، فال يظلم أحدا أبدا وإن كان مثقال ذرة أو أصغر من ذلك؛ فالله سبحانه

وتعالى هو الحق ووعده حق. - وهو سبحانه وتعالى الغفور، الودود، الكريم،

المحسن، ........ إلى غير ذلك من صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى التي قد اختص بها سبحانه وتعالى نفسه، لمن آمن به ووحده وأطاعه، وامتثل أوامره،

مجتنبا نواهيه. - ومن كمال حكمته، أنه سبحانه وتعالى هو

الجبار القهار .... إلى غير ذلك من صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى التي قد اختص بها سبحانه وتعالى

نفسه لمن أعرض عنه ولم يؤمن به، ولمن أشرك به،ولمن يعصيه ويحيد عن طاعته واالمتثال ألوامره. - وهو سبحانه وتعالى الواحد األحد، العظيم ،

القدير، العليم، الحكيم، المجيد، ... إلى غير ذلك من صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى التي تدل على

عظمته المطلقة سبحانه وتعالى. لذلك: فإنه يتوجب علينا محبة الله تعالى وتن9زيهه

وتمجيده وتعظيمه، فال نحب أحدا وال شيئا إال له سبحانه وتعالى وابتغاء مرضاته، وال نكره وال نبغض

أحدا وال شيئا إال له سبحانه وتعالى خشية عقابه وأليم عذابه، فال نحب إال ما يحبه الله تبارك وتعالى، وال

نكره إال ما يكرهه سبحانه وتعالى. أكثر منوكذلك أيضا: محبة النبي محمد

أنفسنا التي بين جنبينا، حيث: هو أحب الخلق إلى اللهأ- إن النبي محمد

تعالى، فكان خير نموذج يقتدى به في تعبده لربهتبارك وتعالى.

أكثرلذلك، فإنه يجب علينا محبة النبي محمد من أنفسنا التي بين جنبينا؛ ألنه أحب الخلق إلى الله


211

تعالى؛ حيث إن من محبة الله عز وجل محبة خاتم.أنبيائه ورسله محمد

قد جعله الله تبارك وتعالىب- إن النبي محمد سببا في هدايتنا وهداية العباد إلى الحق المبين، إلى

ما يرتضيه سبحانه وتعالى، وإخراجهم من ظلماتالكفر والشرك إلى نور اإليمان والتوحيد.

يحب أمته، ويشتاق إلى منج9- إن النبي محمد -.لم يره منها -من أمته

ليس هذا فحسب، بل يخاف ويخشى عليها أشد ما يكون الخوف والخشية، فلم يدع سبيال للخير يقربنا

من الله عز وجل ومن رحمته ومغفرته إال وأمرنا به وحثنا عليه، ولم يدع سبيال للشر يبعدنا عن الله تعالى

وعن رحمته ومغفرته إال ونهانا عنه، ونفرنا منه. ولم يتعجل بدعوته على قومه حين كذبوه، بل

ادخرها إلى يوم القيامة )يوم الحساب( للشفاعة في.أمته

– تعظيم الله سبحانه وتعالى: 2 حيث يجب علينا تعظيم الله تعالى في قلوبنا،

ومن ثم تعظيم حرماته وتعظيم شعائره، ومن ثم تقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن، وطاعته

واالمتثال ألوامره، واالجتناب لنواهيه، فقد قال تعالى: ه ه فهو خير له عند رب ﴾ومن يعظم حرمات الل ﴿

[.30]الحج:ه99ا من تق99وى﴿ ه فإن عائر الل 99ك ومن يعظم ش99 ذل

[.32]الحج: ﴾القلوب – نصرة الله عز وجل، ونصرة دينه: 3

ه﴿ق99ال الل99ه تع99الى: روا الل 99وا إن تنص99 ه99ا الذين آمن 99ا أي يت أقدامكم .[7]محمد: ﴾ينصركم ويثب


2

لقد من الله تبارك وتعالى علينا بأن جعلنا ممن آمنوا به وبوحدانيته، وبأنبيائه ورسله، ومن ثم فإنه

يستلزم علينا أن ننصر الله عز وجل بأن:م كتابه )القرآن الكريم( ونلتزم شريعته أ – نحك

.ونقتدي بسنة نبيه ب – االمتثال ألوامره جل وعال، واالجتناب

لنواهيه.ج9 - حفظ حدوده جل وعال ورعاية عهوده.

د – نصر عباده الموحدين المؤمنين في كل مكان على أعدائهم، أعداء الدين، غير آخذين في الحس9بان

لمثل تلك القوميات الجاهلية والحدود الجغرافية المصطنعة، فال فرق بين مسلم عربي ومسلم غير

عربي، فالكل سواء في اإلسالم. ه9 - نصر عباده الموحدين المؤمنين بنصحهم،

واإلصالح بينهم. قال الله تعالى:

ما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم﴿ إن.[10]الحجرات:﴾ترحمون

وإلى غير ذلك من وسائل نصرة الله عز وجل. ويستلزم علينا أيضا: أن ننصر دين الله عز وجل

بأن: أ – نستمسك به، وأن ندعوا إليه بشتى أساليب

الدعوة التي قد أتيحت في هذا العصر: - من طباعة لكتب الدعوة والشريعة اإلسالمية

والسيرة والسنة النبوية بمختلف اللغات، العربية واألجنبية وتوزيعها على مراكز االستشراق، والمكتبات

العامة والجامعية حول العالم. - إنشاء مواقع على اإلنترنت متخصصة في

الدعوة اإلسالمية باللغات المختلفة وباألخص اللغةاإلنجليزية.


211

- إنشاء قنوات فضائية وإذاعات ومجالت تتحدث عن اإلسالم وتدعوا إليه باللغات المختلفة وباألخص

اللغة اإلنجليزية. ب – نرفع لواء العلم النافع شعارا لنا، وأن

نسعى جادين في نشر ورفع مستوى العلم الديني لدى أفراد األمة اإلسالمية وغيرها بكافة صوره، من عقيدة

وتفسير، وفقه، وسيره، وتاريخ إسالمي. وأن نتصدى لإلعالم الغربي والصهيوني المضاد،

والرد على ما يثيرونه من أباطيل. وأن نتصدى لمثل تلك المواقع المصممة من أعداء

اإلسالم على شبكات اإلنترنت، والتي تنسب وتلصق نفسها باإلسالم لمهاجمته، وأن نقوم بتوعية المسلمين

وغيرهم بها. ج9 - ننتهج نهج سلفنا الصالح، وأن نسلك

طريقهم، فهو الطريق الذي سلكه رسولنا محمد وصحابته الكرام، وأن نجتنب تلك الفرق والطرق

الضالة والمضلة، المحدثة، والمبتدعة، والتي تظهروتتجدد كل يوم.

د – أن نعرف لعلماء الدين المعتمدين -المجمع عليهم، والموثوق بهم- قدرهم وعظم شأنهم، وأن

م. ندافع عنهم وننتصر له ه9 - ندافع عن هذا الدين العظيم – اإلسالم – بكل ما هو ثمين من نفس ومال وجهد ... إلى غير

ذلك. و – نحمد الله تبارك وتعالى ليل نهار على نعمه

العظيمة التي امتن علينا بها، وأن جعلنا موحدين، مسلمين، مؤمنين ندين بخير دين، أال وهو اإلسالم،

، فالحمد لله علىالذي جاء به خاتم األنبياء محمد نعمة اإلسالم، والحمد لله على نعمة اإليمان.


2

وصل اللهم وسلم وبارك على رسولنا األمين، ، وآته الوسيلةخاتم األنبياء والمرسلين محمد

والفضيلة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته. وصل اللهم وسلم وبارك على آله وأصحابه

األخيار األطهار وعلى من اهتدى بهديه واقتفى أثرهواستن بسنته إلى يوم الدين.

والحمد لله ربالعالمين


211

الفهرس2........................................................مقدمة

5............................................هل للكون إله؟! هل تقتضي الفطرة الحكيمة السوية أن يكون للكون

..................................................إله خالق؟!23

........األدلة على وجود اإلله الخالق سبحانه وتعالى30

............هل يمكن أن يكون للكون إلهين أو أكثر؟!53

عيانا؟ هل يشترط لإليمان باإلله الخالق سبحانه وتعالى رؤيته.............وهل عدم رؤيته دليل على عدم وجوده؟! 62

.....................صفات اإلله الخالق عند المسلمين66

....................................................افتراءاتهم صفات اإلله الخالق عند غير المسلمين، والرد على 80.............................................أ- عند النصارى 82...............................................ب- عند اليهود

101...........................................ج9- عند المجوس

107108.............................................د- عند الهندوس

109.............................ه9- عند عباد األصنام واألوثان.......................................................وأفعاله كمال وشمولية علمه وتمام حكمته وعظيم صفاته دالئل عظيمة على طالقة قدرة الله عز وجل، ومن ثم 111

...................................اإليمان باألنبياء والرسل126


2

..................................اإليمان بالكتب السماوية132

............................................اإليمان بالمالئكة133

134...............................................اإليمان بالقدر........................................اإليمان باليوم اآلخر

135143.................................................اين الهداية؟ 149................... في التوراة- البشارة بالنبي محمد

155.................. في اإلنجيل- البشارة بالنبي محمد 159............ في كتب األولين- البشارة بالنبي محمد 161......... في كتب الهندوس- البشارة بالنبي محمد

للناس ورسالة محمد الدالئل والبراهين على ختم النبوات والرساالت بنبوة.... أي نبي أو رسول آخرأجمعين، وأنه ليس بعده 166

...............................................الفرقة الناجية181

القتل بين األمم والشعوب؟! هل الدين هو العامل الرئيسي في الحروب وانتشار185الحضاري؟!.................... وهل هو سببا في الركود االقتصادي والتخلف

وآخر في بيئة كافرة؟ لماذا جعل الله عز وجل إنسانا في بيئة مسلمةمظلوما، وما الحكمة من ذلك؟ وهل يعد من نشأ في بيئة كافرة

................................حيث ال إرادة له في ذلك؟ 192 حق الله عز وجل على العباد، وحق العباد على الله

203................................................تبارك وتعالى..........................................................ختاما206

208.........................................................رسالة


211

......................................................الفهرس213

محمد رسول الله حقًا وصدقًاbook.kalemasawaa.com/islam/god-islam-ch-jud.docx ·...

Documents

Transcript of محمد رسول الله حقًا وصدقًاbook.kalemasawaa.com/islam/god-islam-ch-jud.docx ·...